أستاذ مثقف رفع صباعه وقال: "يا جماعة، الإمام الشافعي اتولد بعد 18 سنة من زوال الدولة الأموية". أنا لم أصدق، فاشتريت الكتاب ووجدت أن الدكتور قال فعلا بتعامل الإمام الشافعي مع الأمويين فيالصفحة 16 وأنهم عينوه واليا علي نجران. واستدل بنصٍّ زوره علي أبو زهرة علي تعصب الشافعي للقرشيين". وعندما رد المذيع قائلا: "أستاذ جلال، أنا أخشي أن تدخل في تفاصيل أكاديمية،. فلنبق في صلب الموضوع، وهو قضية التطليق" أجابه كشك بقوله: "أنا قلت إن هذهالقضية تشوّش على القضية الأساسية، وهي جهل عضو في هيئة التدريس بإحدي الجامعاتالمصرية ولجوئه إلي التزوير إثباتا لآرائه. ده عامل زي واحد يضبطه الكمساري بينشل في الأتوبيس أو يرتكب فعلاً فاضحا، فيضرب الكمساري بالقلم ويتهمه بسب الحكومة للخروج من المأزق". ثم أضاف بعد قليل قوله: "بقي لنا ستة شهور، والدكتور أبو زيد لم يقل لنا كلمة واحدة عن هذا الخطأ الفاحش. كيف يصح لأستاذ جامعي أن يؤلف بحثا يدور حول فكرة تعاون الإمام الشافعي مع الأمويين، ويستدل من هذا التعاون عليعدة نتائج، ثم يثبت أن الإمام الشافعي وُلِد بعد انتهاء الأموية بأكثر من 18 عاما؟ هل تقبل الجامعات الأمريكية أن تمنح طالبا شهادة جامعية إذا قدم بحثا يثبت فيه تعاون جورج واشنجتون مثلا مع الاستعمار الفرنسي للعلاقات التي كانت تربط واشنجتونبنابليون؟ هل يمكن منحه أي درجة علمية؟ " فكان جواب المذيع: لا طبعا".
ومما يدل على أن الأمر يرجع إلى عيب فى علم الدكتور نصر لا إلى سهو عارض عنده أنه أيضا ينسب ترك الشافعى للعراق إلى مصر أيام المأمون إلى اتجاه المأمون إلى الاعتزال وفرضه على الضمائر، على حين كان الشافعى ينفر من هذا الاتجاه، وهو كلام أقرب إلى الهزل والكاريكاتير منه إلى العلم وجِدّه، فقد مات الشافعى عام 204هـ، بينما أظهر المأمون القول بخلق القرآن سنة 212 هـ كما يقول ابن الأثير فى حوادث تلك السنة فى كتابه: "الكامل"، وإن لم يفرض عقيدة الاعتزال مذهبا رسميا للدولة لتبدأ بذلك المحنة المعروفة إلا عام 318هـ، أى بعد ذلك بأربعة عشر عاما كما كتب ابن الأثير أيضا فى حوادث ذلك العام! فكيف يعلل باحث يتشح بوشاح العلم حدثا بحدث آخر لم يقع إلا بعد وقوع الحدث الأول بأعوام؟ إنه بذلك يضع العربة أمام الحصان على عكس ما يريد الله وما يقول به العقل والمنطق. وسلم لى على العلمية والموضوعية والخيبة القوية (وانظر كذلك ترجمة المأمون فى كتاب صلاح الدين الصفدى: "الوافى بالوفيات"، وفى "نهاية الأرب فى فنون الأدب" للنويرى فى حوادث 218هـ، وكلام المستشرق البريطانى وليم موير ( William Muir) فى الفصل الذى عقده للخليفة المأمون فى كتابه: " The Caliphate: Its Rise, Decline, and Fall (http://www.tafsir.net/Local%20Settings/Temp/Rar$EX77.687/index.htm)" حيث تناول محنة خلق القرآن فى عهده بدءا من إعلانه فى 212هـ موقفه المساند للمعتزلة، ثم عمله بعد ذلك بست سنين على فرض هذا المذهب على العلماء، وكذلك "عصر المأمون" للدكتور أحمد فريد رفاعى/ مطبعة دار الكتب المصرية/ 1346هـ- 1927م/ 1/ 396 - 397، وتقرير د. مصطفى الشكعة الخاص ببحث "الإمام الشافعى وتأسيس الأيدلوجية الوسطية" للدكتور نصر أبو زيد، والمنشور فى كتاب د. عبد الصبور شاهين: "قضية أبو زيد وانحسار العلمانية فى جامعة القاهرة"/ دار الاعتصام/ 45).
كذلك نرى د. أبو زيد ينسب عبد الله بن العباس رضى الله عنه إلى التابعين، إذ يقول بالحرف عن موقف بعض علماء القرآن الذين ينكرون أن يكون فى كتاب الله أية ألفاظ أعجمية: "وهذا هو اتجاه كثير من مفسرى التابعين، وعلى رأسهم عبد الله بن عباس، الذى عاصر النبى ودعا له بالفقه فى الدين وبعلم التأويل" (ص12 من الطبعة الأولى من كتاب "الإمام الشافعى وتأسيس الأيديولوجية الوسطية"). أما كيف يكون الشخص تابعيا، وفى ذات الوقت معاصرا للرسول عليه الصلاة والسلام، فأمر لا يجوز فى عقولنا نحن الدارسين المتواضعين، لكنه يجوز جدا جدا فى عقول العباقرة الذين يشبههم بعض الملاحيس بابن رشد ولا أدرى مَنْ أيضا من مفكرى أوربا فى عصر النهضة. والحمد لله أن قال الدكتور نصر إن النبى عليه السلام دعا لابن عمه بعلم "التأويل" لا بعلم "الهرمنيوطيقا" على عادة المتحذلقين الذين ينفرون من
(يُتْبَعُ)
(/)
كلمة "عقيدة" أو "مذهب" وينسبون الشافعى رضى الله عنه إلى "الأيديولوجيات"، ويرمون د. شوقى ضيف بالرجعية والانغلاق والجهل بالهرمنيوطيقا والهارمونيكا والشيكابيكا الأنتيكة. دُقِّى يا مَزّيكة! إى والله: "الأيدلوجيات" بفجاجتها التى لا تتلاءم أبدا والشافعى وأمثاله، وكأنهم بعض ماركسيى عصرنا الضائعين الحقراء. وهو ما يذكرنى بالنكتة التى تقول إن امرأة فقيرة من قاع المجتمع كتب الله لها أن تتزوج رجلا من علية القوم هيأ لها عيشة مرفهة واشترى لها سيارة فخمة تركبها وتتنقل بها هنا وهناك حسبما تشاء. وذات عصرية كانت تتنزه على شاطئ النيل فرأت بائع ترمس يقف بجوار عربته، فما كان منها إلا أن أوقفت سيارتها وأشارت إلى الترمس قائلة للبائع فى اندهاشِ مَنْ يرى الترمس للمرة الأولى فى حياته: مِنْ فَدْلك أَعْتِنى بخمسة ساغ بعضا من هَزِهِ الزراير السَّفْراء التى على العربة".
ومن غرائب ما قاله نصر أبو زيد كذلك إنكاره التام الذى لا مثنوية فيه أن تكون الوسطية سمة من سمات الثقافة الإسلامية وزعمه أنها، متمثلةً فى فكر الشافعى والأشعرى والغزالى، كل فى ميدانه، إنما ترجع إلى ظروف العصر آنذاك، وأنه لو كانت الظروف قد اختلفت لتغيرت تلك الوسطية ولم يكن لها وجود (انظر ص5 - 6 من كتاب "الإمام الشافعى وتأسيس الأيديولوجية الوسطية"). أى أن الوسطية ليست جوهر ثقافة الإسلام. ومعنى هذا أنه ينكر ما جاء فى القرآن والحديث من أن المسلمين أمةٌ وسطٌ، إذ قال سبحانه وتعالى: "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا" (البقرة/ 143)، وجاء فى أحاديث المصطفى عليه السلام: "يُدْعَى نوح يوم القيامة، فيقول: لبيك وسعديك يا رب. فيقول: هل بلغت؟ فيقول: نعم. فيقال لأمته: هل بلغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير. فيقول: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته. فيشهدون أنه قد بلغ. "ويكون الرسول عليكم شهيدا". فذلك قوله جل ذكره: "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا". والوسط العدل"، "يجيء النبي ومعه الرجلان، ويجيء النبي ومعه الثلاثة، وأكثر من ذلك وأقل، فيقال له: هل بلغت قومك؟ فيقول: نعم. فيُدْعَى قومه، فيقال: هل بلغكم؟ فيقولون: لا. فيقال: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته. فتُدْعَى أمة محمد، فيقال: هل بلغ هذا؟ فيقولون: نعم. فيقول: وما علمكم بذلك؟ فيقولون: أخبرنا نبينا بذلك أن الرسل قد بلغوا، فصدقناه. قال: فذلكم قوله تعالى: وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا".
ولنفترض رغم ذلك كله أن الوسطية من صنع الشافعى والأشعرى والغزالى، فكيف تقبلتها الأمة ورضيت واستمسكت واتخذتها منهجا إلا أن يكون ذلك المنهج هو المنهج المناسب لها؟ وإلا فهل ضرب هؤلاء العلماء الثلاثة الأمة على يديها وأكرهوها على اعتناق هذه الوسطية وإيثارها على غيرها من المناهج؟ على أن نصر أبو زيد لا يكتفى بهذا الذى قاله على ما فيه من عُرٍّ واضطراب فكر، ولا يرضيه أبدا أن تكون أمة الإسلام أمة وسطا، بل يقول إنه لا بد من نزع لباس القداسة عن هذه الوسطية، وهو ما حاول فعله فى ذلك الكتاب. وليس لهذا كله من دلالة إلا أنه يريد اتخاذ التطرف سبيلا، إذ ليس لكراهية الوسطية والعمل على نزع لباس القداسة عنها إلا أن كارهها يؤثر سبيل التطرف عليها. أم ترى لكلامه معنى آخر غير هذا؟ وفى لسان الضاد يرتبط الوسط بالخير واليمن والشرف والتفوق. جاء فى "أساس البلاغة" للزمخشرى: "ومن المجاز: هو وسطٌ في قومه، وسطةٌ ووسيطٌ فيهم. وقد وَسُطَ وساطة. وقوم وسطٌ وأوساط: خيار. "وكذلك جعلناكم أُمّةً وَسَطًا". وقال زهير:
هُمُ وسطٌ يرضى الأنام بحكمهم * إذا نزلت إحدى الليالي بمُعْظِمِ
وهو من واسطة قومه، وهو أوسط قومه حسبًا. واكتريت من أعرابيّ، فقال لي: أعطني من سِطَاتِهِنّه. أراد: من خيار الدنانير". وهناك "الوسط الذهبى: Golden mean" فى الديانة الكونفوشيوسية والفلسفة الأرسططاليسية. بل إن الحياة كلها قائمة على التوازن والاعتدال، أى الوسطية. ترى ألم يسمع أبو زيد بالحكمة القائلة: "خير الأمور الوسط"؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وما دمنا مع الشافعى رضى الله عنه فمن المناسب أن نشير إلى حملة أبو زيد على ذلك الإمام جَرّاء تأكيده أن القرآن ليس هو المعنى وحده، بل يشمل اللفظ والمعنى جميعا، وإيجابه من ثم قراءة الفاتحة فى الصلاة بالعربية حتى على الأعاجم، على عكس أبى حنيفة، الذى يجيز لهم قراءتها مترجمة إلى لغتهم حتى لو كانوا يستطيعون أداءها بالعربية، وإن قال بكراهية ترجمتها فى هذه الحالة الأخيرة فقط، وهو ما يعنى أن الصلاة رغم ذلك صحيحة. ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل يأخذ أبو زيد على الشافعى رضى الله عنه اشتراطه أن تُقْرَأ "الفاتحة" بذات الترتيب الذى نزلت به فلا تقدَّم آية أو تؤخَّر عن موضعها الذى هى عليه فى المصحف (انظر ص18 - 20 من كتابه عن الإمام الشافعى/ ط1). والواقع أن موقف الشافعى هو الموقف الصواب لأن القرآن قد وصف نفسه مرارا بأنه عربى، ولو كان المعنى وحده هو المقصود بالقرآن لما قال ذلك، إذ المعروف أن جنسية أية لغة إنما تتعلق بالألفاظ لا بالمعانى. وعلى هذا فعندما يقول القرآن عن نفسه إنه عربى فالمقصود أن ألفاظه وتركيباته وتعبيراته عربية. ولا أدرى لماذا يناصر أبو زيد بكل قواه الصلاة بهذه الطريقة الخواجاتى. إن المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها، عربا كانوا أو غير عرب، يؤدون صلواتهم كلها تكبيرا وتحميدا وتسميعا وتسبيحا وقرآنا، لا فاتحة فقط، باللغة العربية، لغة القرآن، ولم يشكُ له أحد منهم صعوبة الأمر. بل إن حَفَظَة القرآن الذين لا يعرفون العربية من الشعوب الأعجمية ليُعَدّون بالملايين. وهذا أمر معروف، فكيف يفترض مفترض أن أحدا من المسلمين يصعب، ولا نقول: يستحيل، عليه أن يحفظ آيات "الفاتحة" السبع على قصرها وسهولتها وبساطتها البالغة؟ نعم، إن الله سبحانه وتعالى ليس عربيا، وسوف تصل إليه صلواتنا سواء أكانت بالعربية أم بلغة الإسبرانتو، إلا أن الأمر لا ينبغى أن يُنْظَر إليه على هذه الشاكلة، بل على أساس دلالة الأمور. فكيف مثلا يكون شكل الصلاة، وكل مصلٍّ فى الصف يرطن بلغته القومية؟ أترانا فى مسجد أم فى برج بابل، الذى يذكر العهد القديم أن الألسنة قد تبلبلت فيه؟ وأين معانى الوحدة التى ينبغى أن تسود بين المسلمين، وكل منهم يصلى بلغة تحتلف عن لغة الآخرين، وكأن كلا منهم قد أعطى ظهره لإخوانه وراح فى وادٍ غير الوادى؟ لقد نزل القرآن باللغة العربية ووصفه الله بالعروبة، فينبغى من ثم أن نقرأه فى صلاتنا بلغته التى نزل بها، وإلا ما كان الذى نقرؤه قرآنا، بل ترجمة للقرآن. ونحن لسنا فى معرض ترجمة للقرآن بل فى معرض قراءة له. ترى كيف يسهل على الأعجمى أن يترك دين قومه وعقائدهم وتشريعاتهم وأسلوبهم فى الأكل والشرب واللبس والمسكن والطهارة، ثم يعجز عن أن يحفظ الفاتحة، تلك السورة التى لا يأخذ حفظها منه أكثر من عدة دقائق؟ أما ضيق أبو زيد باشتراط الشافعى قراءة السورة بذات الترتيب الذى نزلت وقُيِّدَتْ به فى المصحف فلست أفهم سره. أهى معاندة والسلام؟ وكيف يا ترى يحب د. نصر أن نرتب له آيات تلك السورة؟ أم إن كل ما يريده هو أن يكون لها ترتيب مخالف للترتيب الذى أنزله الله سبحانه على نبيه بها؟ بالله عليك أيها القارئ هل تراه يصح أن يقرأ أحدهم "الفاتحة" هكذا مثلا: "صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (7) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) "؟ ألن تقول من فورك: أىّ خَبَلٍ هذا؟ ذلك أننا لسنا فى سيرك للألعاب البهلوانية، بل فى صلاة نقف فيها أمام الله فى خشوع وإخبات تامين. و"الفاتحة"، كأى نص لغوى، ليست مجرد ألفاظ وعبارات والسلام، بل ألفاظ وعبارات مرتبة على نحو معين، ولو رتبناها بطريقة أخرى لكان لها معنى مختلف قليلا أو كثيرا، وربما لم يكن لها معنى مفهوم البتة. ونحن إنما نقف أمام الله لنقول له كلاما عاقلا لا رُقًى هزليةً تبعث على الضحك. ومقام الألوهية لدى المؤمن أكبر وأجل وأعظم وأمجد من أن نصيخ فيه السمع إلى تُرّهات أبو زيد، حتى لو كان أبو زيد الهلالى سلامة. فما بالك، وهو أبو زيد نصر حامد؟
(يُتْبَعُ)
(/)
حسبنا الله ونعم الوكيل. وصدق من قال: الجنون فنون".
ومن أفانين أبو زيد العجيبة، وما أكثرها، أنه يرتب على قول الشافعى باتساع العربية حتى لا يحيط بها سوى نبىٍّ القول بأن تفسير القرآن إذن غير ممكن لأن القرآن صورة مصغرة للعربية كما يقول (ص11 - 12 من كتابه عن الإمام الشافعى). ولا أدرى من أين أتى بهذا الهراء. فأولا من قال إن القرآن صورة مصغرة للعربية؟ بل كيف يكون صورة مصغرة منها أصلا؟ هل القرآن صورة "أربعة فى خمسة" مثلا من اللغة بحجمها الطبيعى؟ إن القرآن لا يحوى من ألفاظ اللغة وعباراتها إلا جزءا محدودا جدا. وأى كتاب مهما كان حجمه لا يمكن أن يستوعب اللغة. بل إن المعاجم المبسوطة ذاتها لا تستوعب اللغة. بل إننا لو جمعنا المعاجم كلها ما غطت جميع ألفاظ اللغة وعباراتها، على الأقل لأن اللغة تتسع كل يوم بما يستجد بها من كلمات وتعبيرات لم يكن السابقون يعرفون عنها شيئا. وعلى كل حال فلو صح ما قاله أبو زيد من أن القرآن صورة مصغرة للغة لصدق هذا على كل كتاب، إذ الألفاظ والعبارات محدودة العدد فى أى كتاب بالنسبة إلى محيط اللغة الزخار. كذلك لم يحدث أن قال أحد من العلماء بعدم إمكان تفسير القرآن، فضلا عن أن عدد كتب التفسير الهائل يدل على نقيض ما يهرف به نصر أبو زيد. بل إن معظم كتب التفسير، كأى شىء آخر فى الحضارة العربية الإسلامية، قد ألفها غير عرب بحكم قلة عدد العرب فى الأمة. ثم إن أبو زيد، بعد كل هذه الضجة المصمة والمماراة المزهقة للأنفاس، يعود (ص22) فيقول بصعوبة الأمر فقط لا باستحالته، وعلى غير العربى وحده لا على العربى أيضا، وهو ما يكذبه الواقع والتاريخ حسبما أشرنا قبيل قليل. وهكذا يراوغنا الدكتور أبو زيد من صفحة إلى صفحة، وكأنك يا أبا زيد ما غزوت! ثم هو فى نهاية المطاف يفشل فشلا ذريعا.
وهو يزعم أيضا (ص15 من الكتاب السابق) أن قول الشافعى بنقاء القرآن من أية ألفاظ أعجمية إنما يمثل انحيازا أيديولجيا للقرشية التى بدأت يوم السقيفة. ترى ما علاقة ما قاله الشافعى، وهو خاص بـ"اللغات الأعجمية"، بما يقوله نصر أبو زيد مما يتعلق بـ"اللهجة القرشية"؟ ألا إن هذا لَخَلْطٌ شنيع. كما نراه يربط أيضا بين ذلك وبين أموية الشافعى المزعومة، إذ كان الأمويون ينزعون منزعا عروبيا على عكس العباسيين، الذين اعتمدوا فى نجاح ثورتهم ضد الأمويين على الفرس. وقد تبين أن ما قاله د. نصر عن ميول الشافعى نحو الأمويين وتعاونه معهم وتوليه عملا لهم بنجران إنما هو سمادير لا يفهمها العقلاء، فضلا عن العلماء، فلا داعى إذن لفتح هذا الجرح القديم. ثم أترى الشافعى، لو كانت ميوله عباسية، يقول بوجود ألفاظ أعجمية فى القرآن؟ فلماذا؟ هل العباسيون أعاجم، والأمويون هم وحدهم العرب؟ ألا يرى القارئ معى كيف يتخبط الرجل فى أفكاره وآرائه؟
وبهذه المناسبة فليس فى قول الشافعى بأن الخلافة ينبغى أن تكون فى قريش ما يؤخَذ عليه رضى الله عنه لأن المعروف أن قريشا فى ذلك الوقت كانت هى زعيمة العرب بسبب البيت الحرام الذى يقصدونه من كل أرجاء البلاد ويوقرون قريشا لقيامها على حفظه والقيام عليه، فضلا عن أن النبى صلى الله عليه وسلم منهم وأنهم هم أول من تلقى القرآن. ولو كانت المسألة مسألة عصبية لكان الشافعى رضى الله عنه قد قال إن الخلافة ينبغى أن تكون فى بنى هاشم، إذ هو هاشمى. فقوله بقرشية الخلافة معناه أنه لا يرى توارثها فى بنى هاشم، وهو موقف تقدمى عظيم لو عقلنا مرامى الكلام. ولقد اتهمه نصر أبو زيد أنه كان ضالعا مع العلويين، وذلك حين أراد أن يتخلص من المأزق الذى أوقعه فيه جهله فذكر عمالته للأمويين. فقوله رغم هذا إن الخلافة قرشية لا هاشمية ولا علوية معناه أنه كان فقيها عظيما لا تتدخل العصبيات القبلية فى أحكامه الفقهية. وهذا مثل قيام الجامعة العربية فى القاهرة دون بقية العواصم العربية. وإذا كان الأمر قد شذ فانتقلت الجامعة إلى تونس أثناء مقاطعة العرب لمصر بسبب زيارة السادات لإسرائيل وعقده معها صلحا فالمعروف أنه ما إن انتهت تلك المقاطعة بعد وفاة السادات حتى عادت الجامعة إلى مستقرها فى القاهرة. وحين كان الإعلام المصرى فى المقدمة كان العرب لا يعدلون بالإعلام المصرى أى إعلام آخر، أما بعدما تفوقت قناة "الجزيرة" عليه فقد انتقل العرب، ومعهم المصريون أيضا، إلى متابعة تلك القناة. وهكذا الحال مع قرشية الخلافة، إذ انتقلت الخلافة بعد هذا إلى الأتراك حين تخلى العرب، قرشيين وغير قرشيين، عن واجبهم نحو الإسلام. وقد درج المسلمون منذ عشرات السنين على المناداة باسم صلاح الدين الكردى دون أى قرشى، بَلْهَ دون أى عربى، يتمنَّوْنَ لو عاد فخلصهم من الهوان الذى هم فيه. والآن يعلقون آمالهم بأردوغان التركى، إذ نظروا حولهم فوجدوا جميع الزعماء العرب منبطحين أذلاء، فرَجَوْا أن يكون أحسن منهم، وانتظروا حصول الخير على يديه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يسري خضر]ــــــــ[14 Aug 2010, 12:54 م]ـ
http://tafsir.net/vb/mwaextraedit4/extra/01.png
لخص الدكتور إسماعيل سالم طعون نصر حامد أبو زيد في كتابيه (مفهوم النص) و (الإمام الشافعي) فيما يلي:
أولا:طعونه حول القرآن الكريم.
1 - القرآن في نظر نصر أبو زيد منتج ثقافي.
2 - الدعوة الصريحة للتمرد على الله ورسوله صل1، وعصيان أمره،والتحرر من سلطان القران.
3 - عدم صلاحية القران الكريم لحل المشكلات أو النوازل الحاضرة أو المستقبلة.
4 - القرآن لا يجتمع هو والعقل أبداً.
5 - عدم الاحتكام إلى كتاب الله.
6 - الإيهام بأن القراءات هي قرآنات متعددة.
7 - إنكار عالمية الرسالة.
8 - نفي وسطية القرآن في عقيدته،وعبادته،وتشريعه،وأخلاقه،ونظامه.
9 - القرآن ليس معجزاً، بل هو أسطورة غيبية، ومنتج ثقافي يَخضع للمنهج التحليلي اللغوي.
10 - وصف القرآن وما يدور حوله بأنه فكر رجعي.
11 - إنكاره أن يكون ميراث الأنثى نصف ميراث الذكر.
ثانيا:طعونه حول السنة النبوية.
1 - السنة اجتهادٌ بشري من الرسول صل1.
2 - الالتزام بالسنةِ والعمل بها إهدارٌ لبشرية الرسول صل1 ورفعه إلى درجة الألوهية.
3 - التشكيك في الأحاديث المتواترة.
ثالثا: طعونه حول الصحابة رض3 وتدنيسهم.
1 - اتهامهم بتأليه محمد صل1.
2 - اتهامهم بأنهم ليسوا أطهاراً ولا أخياراً.
3 - اتهامهم بالعصبية القرشية للسيادة والهيمنة على حساب الإسلام والمسلمين بل على حساب القرآن الكريم.
رابعاً:طعونه في أئمة المسلمين والكذب عليهم.
1 - اتهام ابي حنيفة بأنه لا يعتبر إجماع الصحابة سنةً واجبةَ الاتباع، بل يختار من أقوال الصحابة بِحُريِّةٍ تامةٍ ما يهديه إليه العقلُ والقياس.
2 - الحطُّ مِن قدر الإمام الشافعي، والكذب عليه، واتهامه بأنه لم يفهم الإجماع حق الفهم.
ليس هذا فقط بل في كتبه أخطاء منها:
1 - عَدُّهُ لابن عباس من التابعين حيث قال:"من مفسري التابعين وعلى رأسهم عبد الله بن عباس الذي عاصر النبي"
2 - جهله بمفاهيم ومصطلحات أصولية كالقياس والاستحسان والاجتهاد.
وجزى الله خير الجزاء الدكتور محمد بلتاجي حسن عميد كلية دار العلوم والدكتور مصطفى الشكعة والدكتور شعبان محمد إسماعيل والدكتور علي جمعة والدكتور محمود مزروعة والدكتور محمود حماية والدكتور عبدالوهاب حواس والدكتور عبدالجليل شلبي وغيرهم، ورحم الله من لقي ربه منهم فقد نقدوا مؤلفات نصر أبو زيد وقالوا كلمة الحق منطوقة ومكتوبة.
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[15 Aug 2010, 02:00 ص]ـ
فعلا بجد وبصدق وبكل ظمأ كنا بحاجة إلى إضاءات أستاذنا الدكتور إبراهيم عوض
وقد استغرقت أكثر من ساعة أتتبع كلماته الرائقة، وهي- لولا الأسلوب الساخر - إلى البحث العلمي أقرب منها إلى المقال الصحفي
ولم أكن أتصور أن الجهل يمكن أن يبلغ هذا المبلغ برجل يحمل لقب دكتور وفوق هذا يطالب بترقية كأبي زيد
أما أنا فلو كان لي من الأمر شيء، لما رفضت فقط ترقية نصر أبوزيد، بل لأوصيت بسحب الدكتوراة منه، وإلزامه بإعداد أخرى، كما فعل بخلف الله
من عرض بسيط اقتنعت تماما أن هذا الإنسان جاهل مع مرتبة الشرف، لكني تصورت أنه بما أنه يحمل الدال
أن يكون مختلفا عن شحرور والجابري .. ,وإذا كان أصعب شيء مجادلة غير المتخصص، فكيف بالجاهل؟
أما الدكتور إبراهيم، فقد ترك أبازيد الهلالي في أعيننا بلبوصا كما فعل من قبل بسيد القمني
وثمة معلومة أحفظها من الثانوية، وهي أن الدولة العباسية قامت على أنقاض الدولة الأموية عام 132،
ونحن نحفظ تاريخ الوفاة ولا نهتم بتاريخ الولادة فأنا أحفظ أن الشافعي توفي 204،
وبالعودة للترجمة تبين أن تاريخ الولادة كان 150هـ فحينما تورط الشافعي مع الأمويين - حسب أبي زيد - فقد كان ذلك قبل مجيئه إلى الدنيا بثمانية عشر عاما، لكن التماسا للعذر - ومع أني لا أؤمن بالتناسخ -
نحتمل مثلا أن روح الشافعي تجسدت في أحد عملاء بني أمية مثلا. خاصة أن الشافعي من آل البيت. يمكن
آه يا أبازيد .. طلعت مقلبا كبيرا طلع من النخاشيش
فعلا كما قلت يا دكتور إبراهيم "سلم لي على العلمية والموضوعية والمهلبية والملوخية" وأنا أزيد والشهادة الأكاديمية
بارك الله في جهودك
وكان بودي لو شاهدت وجه أبي زيد، وهو يتردد بين العلويين والأمويين، ولقد ضحكت حتى لفت نظر الأولاد من حولي
ولاأتصور موقفه أسهل من موقف ذلك المخبر الذي سعى برجل إلى الحجاج، فقدم فيه تقريرا وصفه فيه بأنه
" رجل خارجي يشتم علي بن أبي سفيان، ويقع في معاوية بن أبي طالب" فقال الحجاج:
لا أدري من أي أمريك أعجب: أم علمك بالأنساب أم بالفرق والمذاهب؟
ـ[محمد سليمان]ــــــــ[26 Aug 2010, 01:26 م]ـ
الحمد لله الذي أراح الأمة منه وسوف يأفل نجم اتباعه تباعه وسيقذفون بالحجج التي تدك حصون ضلالهم حتى تستبين سبيل المجرمين ويجعل الله الخبيث بعضه على بعض.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[22 Nov 2010, 11:33 ص]ـ
إحالةٌ إلى كلامِ د. إبراهيم عوض جعلتْني أُعيد قراءة نصِّ مقاله ثانية.
وهي مقالة قيمة لا شك.
وفيها فوائد.
لكن لغة الصحافة وأساليبها وأحابيلها طغتْ على فقرات منها، فأوْدتْ ببهائها ورونقها ووقارها.
وماذا على كل كاتب ذي فكر أصيل لو التزم الوقار والجلال في كلامه؟! أيخشى أن لا يُلتفت إليه؟!
كلا .. فلن يكون الأسلوب الساخر والمبتذل أبدًا زينةً تزين الكلام العلمي.
إنما يزين الكلام العلمي وقارُه، وروعتُه، واستشهاده بآي الذكر الحكيم، وكلام سيد المرسلين .... هكذا تعلَّمنا.
المهم.
استوقفتني هذه الفقرات من مقالة د. إبراهيم عوض.
ونحن إنما نقف أمام الله لنقول له كلاما عاقلا لا رُقًى هزليةً تبعث على الضحك. ومقام الألوهية لدى المؤمن أكبر وأجل وأعظم وأمجد من أن نصيخ فيه السمع إلى تُرّهات أبو زيد، حتى لو كان أبو زيد الهلالى سلامة. فما بالك، وهو أبو زيد نصر حامد؟ حسبنا الله ونعم الوكيل. وصدق من قال: الجنون فنون".
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ولا أدرى من أين أتى بهذا الهراء. فأولا من قال إن القرآن صورة مصغرة للعربية؟ بل كيف يكون صورة مصغرة منها أصلا؟ هل القرآن صورة "أربعة فى خمسة" مثلا من اللغة بحجمها الطبيعى؟
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
وبهذه المناسبة فليس فى قول الشافعى بأن الخلافة ينبغى أن تكون فى قريش ما يؤخَذ عليه رضى الله عنه لأن المعروف أن قريشا فى ذلك الوقت كانت هى زعيمة العرب بسبب البيت الحرام الذى يقصدونه من كل أرجاء البلاد ويوقرون قريشا لقيامها على حفظه والقيام عليه، فضلا عن أن النبى صلى الله عليه وسلم منهم وأنهم هم أول من تلقى القرآن. ولو كانت المسألة مسألة عصبية لكان الشافعى رضى الله عنه قد قال إن الخلافة ينبغى أن تكون فى بنى هاشم، إذ هو هاشمى. فقوله بقرشية الخلافة معناه أنه لا يرى توارثها فى بنى هاشم، وهو موقف تقدمى عظيم لو عقلنا مرامى الكلام. ولقد اتهمه نصر أبو زيد أنه كان ضالعا مع العلويين، وذلك حين أراد أن يتخلص من المأزق الذى أوقعه فيه جهله فذكر عمالته للأمويين. فقوله رغم هذا إن الخلافة قرشية لا هاشمية ولا علوية معناه أنه كان فقيها عظيما لا تتدخل العصبيات القبلية فى أحكامه الفقهية.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
وهذا مثل قيام الجامعة العربية فى القاهرة دون بقية العواصم العربية. وإذا كان الأمر قد شذ فانتقلت الجامعة إلى تونس أثناء مقاطعة العرب لمصر بسبب زيارة السادات لإسرائيل وعقده معها صلحا فالمعروف أنه ما إن انتهت تلك المقاطعة بعد وفاة السادات حتى عادت الجامعة إلى مستقرها فى القاهرة. وحين كان الإعلام المصرى فى المقدمة كان العرب لا يعدلون بالإعلام المصرى أى إعلام آخر، أما بعدما تفوقت قناة "الجزيرة" عليه فقد انتقل العرب، ومعهم المصريون أيضا، إلى متابعة تلك القناة.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
والآن يعلقون آمالهم بأردوغان التركى، إذ نظروا حولهم فوجدوا جميع الزعماء العرب منبطحين أذلاء، فرَجَوْا أن يكون أحسن منهم، وانتظروا حصول الخير على يديه.
ولا أدري كيف بنى كلامه في إحدى هذه الفقرات على أن الإمام الشافعي كان هاشميًّا!!!!!
أتراه حسب قولهم (مُطَّلبي) نسبة إلى عبد المطلب بن هاشم؟!
لا ... بل هي إلى عمه المطلب بن عبد مناف.
فالإمام ليس هاشميًّا؛ لأن هاشمًا أخو المطلب.
وقد نَظَمَ نَسَبَ الإمام الشافعيِّ ... الإمامُ أبو القاسمِ عَبْدُ الكريمِ الرَّافِعيُّ، فقال:
محمدٌ إدْريسُ عَبَّاسٌ ومِنْ * * بَعْدِهمُ عُثمانٌ بنُ شافِعْ
وسائِبٌ إِبنُ عُبَيْدٍ سابِعٌ * * عَبْدُ يَزيدَ ثامِنٌ والتَّاسِعْ
هاشِمٌ المَوْلودُ إبنُ المُطَّلِبْ * * عَبْدُ مَنافٍ للجَميعِ تابِعْ
عمومًا هي كبوة من جواد.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[22 Nov 2010, 02:15 م]ـ
إحالةٌ إلى كلامِ د. إبراهيم عوض جعلتْني أُعيد قراءة نصِّ مقاله ثانية.
وهي مقالة قيمة لا شك.
وفيها فوائد.
لكن لغة الصحافة وأساليبها وأحابيلها طغتْ على فقرات منها، فأوْدتْ ببهائها ورونقها ووقارها.
وماذا على كل كاتب ذي فكر أصيل لو التزم الوقار والجلال في كلامه؟! أيخشى أن لا يُلتفت إليه؟!
كلا .. فلن يكون الأسلوب الساخر والمبتذل أبدًا زينةً تزين الكلام العلمي.
(يُتْبَعُ)
(/)
إنما يزين الكلام العلمي وقارُه، وروعتُه، واستشهاده بآي الذكر الحكيم، وكلام سيد المرسلين .... هكذا تعلَّمنا.
المهم.
استوقفتني هذه الفقرات من مقالة د. إبراهيم عوض.
ولا أدري كيف بنى كلامه في إحدى هذه الفقرات على أن الإمام الشافعي كان هاشميًّا!!!!!
أتراه حسب قولهم (مُطَّلبي) نسبة إلى عبد المطلب بن هاشم؟!
لا ... بل هي إلى عمه المطلب بن عبد مناف.
فالإمام ليس هاشميًّا؛ لأن هاشمًا أخو المطلب.
وقد نَظَمَ نَسَبَ الإمام الشافعيِّ ... الإمامُ أبو القاسمِ عَبْدُ الكريمِ الرَّافِعيُّ، فقال:
محمدٌ إدْريسُ عَبَّاسٌ ومِنْ * * بَعْدِهمُ عُثمانٌ بنُ شافِعْ
وسائِبٌ إِبنُ عُبَيْدٍ سابِعٌ * * عَبْدُ يَزيدَ ثامِنٌ والتَّاسِعْ
هاشِمٌ المَوْلودُ إبنُ المُطَّلِبْ * * عَبْدُ مَنافٍ للجَميعِ تابِعْ
عمومًا هي كبوة من جواد.
وعن جبير بن مطعم -رضي الله عنه- قال: مشيت أنا وعثمان بن عفان إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقلنا: يا رسول الله، أعطيت بني المطلب من خمس خيبر وتركتنا، ونحن وهم في منزلة واحدة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد» 1 ( http://www.tafsir.net/vb/#reference1) رواه البخاري.
وهذا الخبر يبين أن بني هاشم وبني عبد المطلب شيء واحد، وهكذا كانوا في الجاهلية والإسلام، ولما أنهم حوصروا في الشعب، كان معهم بنو المطلب؛ لهذا قال أبو طالب في لاميته المشهورة:
جزى الله عنا عبد شمس ونوفل
عقوبة شرذ عاجلا غير آجل
لأنهم فارقوهم، فلم يناكحوهم، وقاطعوهم، ولا شك أنه من أعظم قطيعة الرحم، هذه، أما بنو المطلب فكانوا معهم، فجوزوا بأن كان لهم من الخمس.
فعلى هذا أن بني المطلب تحل لهم الزكاة، أما الخمس فإنه مصروف لهم هم، وبنو هاشم هم وبنو هاشم.
أما عبد شمس وبنو نوفل فليس لهم شيء، كما قال عليه الصلاة «إنهم لم يفارقوني في جاهلية، ولا في إسلام» 2 ( http://www.tafsir.net/vb/#reference2) وحل الخمس لهم لا يخول لهم الزكاة، لا يحرمهم من الزكاة، إنما الزكاة تحرم على بني هاشم خاصة، والخمس يكون لهم، ولبني هاشم.
[/ URL] (http://www.tafsir.net/vb/1blm00181.Htm)1 : البخاري: فرض الخمس (3140) , والنسائي: قسم الفيء (4137) , وأبو داود: الخراج والإمارة والفيء (2980) , وابن ماجه: الجهاد (2881) , وأحمد (4/ 81). ( http://www.tafsir.net/vb/#1)
2 : النسائي: قسم الفيء (4137) , وأحمد (4/ 81). ( http://www.tafsir.net/vb/#2)
[URL]http://taimiah.org/index.aspx?function=item&id=956&node=5023
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[22 Nov 2010, 05:18 م]ـ
هذا الكلام أعرفه ...
ولا أدري .. جئتَ به للمداعبة أم للمخالفة ... أم عرفتَه قريبًا فاستمْلحْتَه.
عمومًا ليس فيه ما يَجعل الإمام الشَّافعيَّ هاشميًّا.
ولو نُصَّ على أن الخلافة [أو غيرها] في بني هاشم فلن يدخل فيها بنو المطلب بن عبد مناف إلا بنصّ قاطع.
ولو انتسب مطَّلبي إلى بني هاشم - وحاشا للإمام الشَّافعي أن يكذب - لكان معتزيا إلى غير أبيه.
فدعك مما جئت به.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[22 Nov 2010, 05:38 م]ـ
هذا الكلام أعرفه ...
ولا أدري .. جئتَ به للمداعبة أم للمخالفة ... أم عرفتَه قريبًا فاستمْلحْتَه.
عمومًا ليس فيه ما يَجعل الإمام الشَّافعيَّ هاشميًّا.
ولو نُصَّ على أن الخلافة [أو غيرها] في بني هاشم فلن يدخل فيها بنو المطلب بن عبد مناف إلا بنصّ قاطع.
ولو انتسب مطَّلبي إلى بني هاشم - وحاشا للإمام الشَّافعي أن يكذب - لكان معتزيا إلى غير أبيه.
فدعك مما جئت به.
لا ..
إنما أردت أن أقول كبرتها والمسألة يسيرة.
ويبقى " بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد".
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[23 Nov 2010, 01:36 م]ـ
لله الأمرُ من قبل ومن بعد، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
بل أنت الذي كبَّرتها.
عمومًا استشهادُك بالحديث الشريف، الصحيح، الذي أخرجه الإمام البخاري ... لن يجعلك تُصحِّح ما وقع للرجل في مقالته، وهو أصلا لم يقصد أبدًا ما تتمسَّحُ به الآن.
إنما كان حديث الرَّجُل عن أنساب ... فتكلَّمْ أنت بكلام علماء النسب إن كنت تريد الرد بحق.
وأما هذا الحديث الصحيح، فله نظائر لا أدري ماذا تصنع فيها.
مثل/ ابن أخت القوم منهم ... متفق عليه.
سلمان منا أهل البيت .... عند من صحَّحه.
وخذ استشهاداتي هذه بغير الحديث الشريف؛ فإني أُنسب إلى اللغويين والنحاة بحكم الدراسة:
قول عمر بن ربيعة:
ولقد قالت لجاراتٍ لها * وتعرَّت ذاتَ يومٍ تبتَرِد
أكما يَنعَتُني تُبصرْنَني * عمركنَّ الله أم لا يقتصد
فتضاحكنَ وقد قُلن لَها * حسَنٌ في كلِّ عينٍ من تَوَدّ
حسَدٌ حُمِّلْنه من حُسنِها * وقديمًا كان في الناس الحسد
كلَّما قلتُ متى ميعادنا * ضحِكتْ هند وقالت بعد غد
نحن أهل الخيف من أهل مِنى * ما لمقتولٍ قتلْناه قوَد
قُلت أهلاً أنتم بُغيَتُنا * فتسمَّينا فقالت أنا هند
إنَّما أهلُك جيرانٌ لنا * إنَّما نحن وهُم شيءٌ أحد
أرأيت قوله "إنما نحن وهم شيء أحد" ما أبينه!
وقول أحمد شوقي على لسان كليوباترا:
أنا أنطونيو وأنطونيو أنا
- -
ولأنَّك أعجبتني فسأهديك هذا الرابط:
لا تكتمل الصحبة حتى تقول لأخيك يا أنا ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=39366)
وأتمنى أن تكتب لي بعد قراءة هذه المشاركات:
"أنا منك وأنت مني"
ودعني بعدها أغير مُعرِّفي إلى (المليجي الغامدي).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[25 Nov 2010, 01:27 ص]ـ
يتبع
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[25 Nov 2010, 01:44 ص]ـ
لكن لغة الصحافة وأساليبها وأحابيلها طغتْ على فقرات منها، فأوْدتْ ببهائها ورونقها ووقارها.
وماذا على كل كاتب ذي فكر أصيل لو التزم الوقار والجلال في كلامه؟! أيخشى أن لا يُلتفت إليه؟!
كلا .. فلن يكون الأسلوب الساخر والمبتذل أبدًا زينةً تزين الكلام العلمي.
إنما يزين الكلام العلمي وقارُه، وروعتُه، واستشهاده بآي الذكر الحكيم، وكلام سيد المرسلين .... هكذا تعلَّمنا.
المهم ..
من خلال كلامك، أظنك لا تعرف المستويات اللغوية، ومنها لغة الإعلام.
وهكذا كل لغوي أو قارئ لم يمارس الكتابة في الصحف، أو لم يكن ضيفا على الفضائيات
تراه مولعا بـ (قل ولا تقل) دون تأن ولا تريث
أستاذنا د. إبراهيم عوض يكتب هنا مقالا نقديا صحفيا، وليس بحثا علميا محكما
وفرق بين اللغة الأدبية، واللغة العلمية، واللغة الصحفية ..
ولو فعل ما تقول، لخرج مقاله جافا خاليا من الجمال والرونق، مستشزرا محرنجما مقسئنا
فكأنك تقرأ بحثا جافا، مما يسطره من لا يحسن الكتابة للصحف والمنتديات،
ثم ليس لا ئقا بأحد - فضلا عن أستاذ جامعي - في هذا العصر أن يكتب بلغة الغريب والوحشي
ولذلك تجد شاعرا معاصرا ولكنه يصنف على أنه جاهلي؛ لأن لغته جاهلية، ليست معاصرة
وبخصوص ملاحظتك
ما رأيك لو قيل الإمام الشافعي من آل البيت؟
أو من بني عبدمناف؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[25 Nov 2010, 06:03 ص]ـ
لله الأمرُ من قبل ومن بعد، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
بل أنت الذي كبَّرتها.
عمومًا استشهادُك بالحديث الشريف، الصحيح، الذي أخرجه الإمام البخاري ... لن يجعلك تُصحِّح ما وقع للرجل في مقالته، وهو أصلا لم يقصد أبدًا ما تتمسَّحُ به الآن.
إنما كان حديث الرَّجُل عن أنساب ... فتكلَّمْ أنت بكلام علماء النسب إن كنت تريد الرد بحق.
وأما هذا الحديث الصحيح، فله نظائر لا أدري ماذا تصنع فيها.
مثل/ ابن أخت القوم منهم ... متفق عليه.
سلمان منا أهل البيت .... عند من صحَّحه.
وخذ استشهاداتي هذه بغير الحديث الشريف؛ فإني أُنسب إلى اللغويين والنحاة بحكم الدراسة:
قول عمر بن ربيعة:
ولقد قالت لجاراتٍ لها * وتعرَّت ذاتَ يومٍ تبتَرِد
أكما يَنعَتُني تُبصرْنَني * عمركنَّ الله أم لا يقتصد
فتضاحكنَ وقد قُلن لَها * حسَنٌ في كلِّ عينٍ من تَوَدّ
حسَدٌ حُمِّلْنه من حُسنِها * وقديمًا كان في الناس الحسد
كلَّما قلتُ متى ميعادنا * ضحِكتْ هند وقالت بعد غد
نحن أهل الخيف من أهل مِنى * ما لمقتولٍ قتلْناه قوَد
قُلت أهلاً أنتم بُغيَتُنا * فتسمَّينا فقالت أنا هند
إنَّما أهلُك جيرانٌ لنا * إنَّما نحن وهُم شيءٌ أحد
أرأيت قوله "إنما نحن وهم شيء أحد" ما أبينه!
وقول أحمد شوقي على لسان كليوباترا:
أنا أنطونيو وأنطونيو أنا
- -
ولأنَّك أعجبتني فسأهديك هذا الرابط:
لا تكتمل الصحبة حتى تقول لأخيك يا أنا ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=39366)
وأتمنى أن تكتب لي بعد قراءة هذه المشاركات:
"أنا منك وأنت مني"
ودعني بعدها أغير مُعرِّفي إلى (المليجي الغامدي).
بنحو أسلوبك هذا كتب الدكتور إبراهيم عوض
فلماذا أنت ناقم رضي الله عنك؟
ويبقى الشافعي مطلبي، "وبنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد"
وقد فهمت مرادي
والسلام عليك
ـ[الجشتمي]ــــــــ[20 Dec 2010, 06:40 ص]ـ
فقط في تلخيص لكلام الأساتذة عوض و الشحات، تبقى مسألة ان ابو زيد لم يطعن في القرآن و انما طعن في فهم العلماء للقرآن، و هي شنشنة نعرفها من أخزم، فمن القديم نص الامام الأشعري و الامام ابن حزم و غيرهما أن الزنادقة علموا انهم لو طعنوا في القرآن مباشرة لنهدت اليهم سيوف أهل الاسلام، فقاموا بالطعن في طرق الاستفادة منه ما سيؤدي في الأخير الى تعطيله عن الفهم، و من الوسائل الطعن في قوة النقل و تواتر الألفاظ و منها الطعن في ثبوت نقل معاني القرآن كما ثبت نقل ألفاظه، و منها الطعن في حجية السنة و نفي تلازم معاني القرآن بمعاني السنة و ان أحدهما لا يقوم الا بالآخر، و منها الطعن في حجية اجماع العلماء المتخصصين في دراسة القرآن من خلال التلبيس باختلافهم الكثير للدلالة على بشرية فهمهم و عدم الزامه مع ان محل النزاع هو في حال اجماعهم لا اختلافهم، و منها الطعن
(يُتْبَعُ)
(/)
في اللغة و نقلها و منطقها و افادته لليقين بحجة بناءه على مقدمات ظنية بزعمهم كاختلاف النحو والتصريف وعدم المجاز و الإشتراك والنقل والإضمار والتخصيص وعدم المعارض السمعي، و من الوسائل ايضا الطعن في حجية انواع الأقيسة المعتبرة من القرآن و السنة و محاولة تفضيل القياس الغير المعتبر عليها او الأقل اعتبارا كفعلهم في معنى البيان و المقارنة بين قياس الشمول و قياس الثمتيل و ابراز تفوق القياس المنطقي الأرسطي على القياس الفقهي ...
فهذه كلها من الوسائل القديمة الجديدة التي قامت بها الزنادقة من قديم و دخلت د خائلها على الاسلاميين بين مقتصد و مغال .. فاستغلها امثال ابوزيد و علي حرب و الجابري و اركون كل بطريقته و كل من وجهته لا يختلفون الا في تقديم الشدة و المباشرة على المراوغة اما القصد و الهدف فواحد .. وهو الاتيان و الاجهاز على الامام الشافعي و جهده في تنظيم الوسائل المذكورة من الكتاب و السنة و التي ان ألغيت سدت المنافذ و الطرق لفهم كتاب الله و تدبره و معرفة مراد الشارع و بالتالي انعدم أي تأثير للدين على الحياة او بتعبيرهم رفع المقدس عن الواقع و قطع كل صلة له به من خلال بحثهم في جدلية العلاقة بين النص و الواقع، و بعدها يغتر بهم الناس اذ يقولون انهم لم يقولوا ببشرية القرآن، و أي كفر أكبر من أن يتخذ قومنا هذا القرآن مهجورا؟؟؟ ألم يصف ربك امثال نصر حامد و الجابري و اركون ممن أتوا بهذا الفعل بالمجرمين أعداء الرسل؟؟ فلا يستغرب كما قال الشيخ شحاتة ان يحل به العقاب في نفس الذي قدسه و أراد به الكيد لخالقه .. و ليس هذا من الشتم و لا التهويل، و انما هو تبيين سبيل المجرمين الواضح لحد الآن مع الترفع ان ينزل احدنا امرءا منزله من الجنة او من النار، و لو تساهلنا مع كل قول مماثل يصبح معه مثل هذا السبيل ممزوجا بسبيل الحق غير متضح لأوشك ان يظلنا زمان تقول فيه العجوز و الشيخ لا إله إلا الله، ما يعرفون من الإسلام إلا لا إله إلا الله ..(/)
مقال: الراحل نصر حامد أبو زيد للدكتور خالد المزيني
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[08 Jul 2010, 06:06 ص]ـ
الراحل نصر حامد أبو زيد
بقلم: د. خالد بن عبد الله المزيني
توفي هذا اليوم الاثنين 23 رجب 1431هـ الكاتب المصري المعروف نصر حامد أبو زيد، وهو أستاذ جامعي له مكانته لدى قطاع كبير من مثقفي العصر، ولا تمنعنا مكانته هذه من مناقشة قصة أفكاره بروح (رياضية) موضوعية، ولولا أن بعض الإعلاميين العرب جعله من المجددين في هذا العصر لما تكلفت كتابه هذه المقالة، فالراحل أبو زيد يعد من دعاة الخروج على نهج الاستدلال الإسلامي الذي سار عليه أئمة الفقه والحديث منذ عصر صدر الإسلام، وقد كانت تسيطر عليه فكرة مركزية وجّهت أفكاره، وهي فكرة التاريخية الماركسية في دراسة أصول الشريعة وحقائق التاريخ، ويتكلف كثيراً في اقتناص الوقائع الإسلامية التي يؤيد بها فكرته، ولو بضرب من التأويل بعيد، وربما ساعده على ذلك ضيق العطن لدى (بعض) المعاصرين من الإسلاميين في التعاطي مع التراث واعتمادهم آليات الاسترجاع الأجوف وحشذ النصوص في غير موضعها، مما شجع قلم الراحل أبي زيد على إحداث اختراقات في جدار المنظومة الشرعية طارت بها الدوائر المعادية فرحاً.
وقد كتب الراحل نصر أبو زيد يدعو إلى قراءة جديدة للقرآن الكريم على طريقة اليساريين العرب، زاعماً أن هذا الكتاب الكريم ما هو إلا " نص لغوي "، و" منتج ثقافي " يعني بِلغتنا "مجرد كلام"، وأن من يدعو إلى نهج القرآن والاحتكام إليه فهو لا يعدو أن يكون مؤدلجاً دوغمائياً، وأنه لا يمكن فهم القرآن إلا من خلال إخضاعه لقانون التطور الطبيعي، فنصوص القرآن والتفسيرات اللاحقة له خاضعة للصيرورة التاريخية، ولأجل نزع القدسية عنها لا بد من تفسيرها بطريقة تربطها بالأحداث السياسية، لنقول للناس إن مرجعياتكم الشرعية ما هي إلا كتلة مؤدلجة لتكريس سلطة الاستبداد المستتر وراء النصوص، وأن عباءة الزهد عند أئمتكم تتدثر وراءها براغماتية فجة. وأن مقررات القرآن قابلة للتطوير بحسب ما يبدو للعقل الحر من كل قيد إلا قيد الرغائب والأهواء الوقتية، يا لها من تهمة صلعاء تسربت إلينا فصارت فطوراً يومياً في صحفنا الغراء!. وقد أصدر الراحل نصر أبو زيد عدداً من الكتب التي تعد مرجعاً لكل باغ وعادٍ على مصدرية القرآن العزيز، ومنها: " الاتجاه العقلي في التفسير: دراسة في قضية المجاز في القرآن عند المعتزلة (1982م) "، و "نقد الخطاب الديني (1992م) "، و "الإمام الشافعي وتأسيس الأيديولوجية الوسطية (1992م) "، و "مفهوم النص: دراسة في علوم القرآن (1993م) "، و "التفكير في زمن التكفير (1995م) "، وقد طبعت كتبه وانتشرت أيما انتشار، هذا وقد أصدرت محكمة النقض بالقاهرة عام (1416هـ) موافقتها على الحكم بالتفريق بين الراحل أبي زيد وزوجه بناءً على دعوى الحسبة التي رفعها المستشار صميدة عبد الصمد (اسم على مسمى)، لنشره أبحاثاً تثبت ردته عن الإسلام [انظر: المجتمع العربي المعاصر؛ د. حليم بركات، مركز دراسات الوحدة العربية (897)].
إن خرافة العقل الحر من سلطة النص المقدس، وإن بدَت للبعض ذات جاذبية كونها تدغدغ النفوس الساخطة على الفساد، لا تعدو أن تكون أسطورة اخترعتها الماركسية الدهرية، وإلا فإنه لا وجود للعقل الحر كما يصوره بعض الأفلاطونيين العرب، خذ مثالاً الأنظمة الغربية التي ألغت سلطة النص المقدس، لقد استعاضت عنه بقيود القوانين التي كتبها رجال القانون وشرّاحه كما في النظام اللاتيني المدوّن، أو بالسوابق القضائية كما في النظام الانجلوسكسوني، وهؤلاء وأولئك مستعبدون لقواعد ملفقة من تراكمات قانونية تفتقر إلى التمنهج العقلي، فأين العقل الحر في هذا العالم!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن المغالطات المنهجية التي تورط فيها الراحل نصر أبو زيد في المجال الفقهي الهجوم الشرس الذي شنه على الإمام محمد بن إدريس الشافعي، متهماً إياه بالأدلجة!، وأنه أول ساعٍ في توسيع سلطة النصوص الشرعية، وتضييق دائرة العقل، بربط الاجتهاد والقياس بالنصوص، وادعى أن الشافعي بتوصيفه القياس على أنه كاشف للحكم، يسعى إلى " تكريس سلطة الماضي، بإضفاء طابع ديني أزلي " [الإمام الشافعي وتأسيس الأيديولوجية الوسطية (146)، مكتبة مدبولي، القاهرة، ط ثالثة، 2003م] في خطابه، وهذا ما أدى في نظر الراحل أبي زيد إلى " تكبيل الإنسان، بإلغاء فعاليته وإهدار خبرته " [نفس المرجع].
وهذا التجَنِّي المثير يروج دوماً على "التاريخانيين" من شباب اليوم، وعلى من يروم التطفل على أحكام الشريعة من كهوله، وعلى الضائقين بحدود الدين من متنفذيه، لأنَّ ما قامَ به الإمام الشافعي قطع به الطريق على كل متقوِّلٍ في الشرع بغير علم، واستنَّ منهجاً في البحث ينظِّم للناظر طرائق الاستنباط، ويزهق مسالك الحجاج الفاسد. وبما أنَّ الراحل نصر أبو زيد كان ينتمي إلى التيار اليساري [ظاهرة اليسار الإسلامي؛ لمحسن الميلي، دار النشر الدولي، الرياض، ط أولى، 1414هـ]، ويعتقد أنَّ القرآن الكريم ذاته نصٌّ تاريخي، فيقول: " إنَّ الخطاب الإلهي خطابٌ تاريخي، وبما هو تاريخي فإنَّ معناه لا يتحقق إلا من خلال التأويل الإنساني، إنه لا يتضمن معنىً مفارقاً جوهرياً ثابتاً، له إطلاقية المطلق، وقداسة الإله "اهـ، من: [النص، السلطة، الحقيقة؛ د. نصر أبو زيد (33)]، وهذا يفيد أن الراحل كان يروم إسقاط كثيرٍ من التكاليف القرآنية الشرعية بحجة الصيرورة التاريخية، وقد باحَ الدكتور في موضعٍ لاحقٍ من كتابه هذا بنحو ما ذكرته، كما في كتابه المذكور ص (139).
لم يكن الراحل نصر أبو زيد يستنكف عن الدعوة إلى الثورة، لا على منهج الإمام الشافعي وإخوانه من أئمة الإسلام، بل على مصادر الشريعة نفسها، وكان يصرح بأنه " قد آنَ أوان المراجعة والانتقال إلى مرحلة التحرر ـ لا من سلطة النصوص وحدها ـ بل من كل سلطة تعوق مسيرة الإنسان في عالمنا، علينا أن نقوم بهذا الآن وفوراً، قبل أن يجرفنا الطوفان " [النص، السلطة، الحقيقة؛ د. نصر أبو زيد (33)]، بهذه الكلمات ختم الراحل نصر أبو زيد رسالته حول الإمام الشافعي، وقد أشبعها تحاملاً على المنهج المحكم الذي استوحاه الإمام الشافعي من مصادر الشريعة، في حين أن المنصفين يعلمون أن الإمام الشافعي قد قرر غير مرة مشروعية القياس الصحيح، ووسع القول فيه وجعله موازيا لمفهوم الاجتهاد!، ومنع القياس بمجرد الهوى والتشهي، لأنه يصبح حينئذ مصدراً غير موضوعي، فلا يوثق به، وهذا ما تقرره أصول القانون الوضعي، انظر مثلاً: الرسالة للإمام الشافعي (24،23).
ولم يذكر لنا أبو زيد ما الطوفان الذي سيجرفه إذا هو لم يقم بالتحرر من النصوص الإلهية والنبوية المحكمة، أما هذه الأمة ـ بحمد الله تعالى ـ فهي تسير على هذا المنهج الراسخ منذ أربعة عشر قرناً من الزمان، ولم يجرفها طوفانٌ، ما عدا بعض الهنات التي وقعت فيها بعض أجيالها، لا بسبب استمساكها بالنصوص، بل بابتعادها عنها، فكلما كانت من النصوص ومعانيها ومقاصدها أبعد، كانت أقل وأذل، وكلما استمسكت بكتابها كانت أعزّ وأغلب، قال تعالى: (أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إَمَامًا وَرَحْمَةً أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ) [هود (17)]، وقال عزّ اسمه: (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) [الزخرف (43)]، قال ابن كثير (4/ 129) في معنى الآية: " أي: خُذْ بالقرآن المنَزَّلِ على قلبك، فإنه هو الحق، وما يهدي إليه هو الحق، المفضي إلى صراط الله المستقيم، الموصل إلى جنات النعيم، والخير الدائم المقيم "اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما زعم الراحل نصر أبو زيد، أنَّ تصدي الإمام الشافعي لنقد الاستحسان الأصولي المبني على التشهي المجرد دون دليل، إنما هو موقفٌ " أيديلوجي" على حد قوله من هذا الإمام، " يعكس رؤيةً للعالَم والإنسان، تجعل الإنسان مغلولاً دائماً بمجموعة من الثوابت، التي إذا فارقها حَكَمَ على نفسه بالخروج من الإنسانية " [الإمام الشافعي وتأسيس الأيديلوجية الوسطية (139)]، هذه هي النتيجة التي حاول الراحل تقريرها في خاتمة كتابه الذي عنونَه ب"الإمام الشافعي وتأسيس الأيديلوجية الوسطية "، وقد حشا الكتاب بطائفة من التهم الموجهة إلى منهج هذا الإمام في التأصيل الفقهي، خصوصاً في كتابه الفذ "الرسالة". وفي اعتقادي أنه لم يجئ اختيار الراحل لرسالة الشافعي في الأصول عبثاً، خصوصاً حين نتذكر أنها اللبنة الأولى في التأليف في علم أصول الفقه، واستهدافها بالهجوم يوفِّر على خصوم السنة النبوية والفقه الإسلامي جهوداً جمة.
إن اتهام الراحل أبو زيد للإمام الشافعي بأنه المؤسس لسلطة النص، وأنه هو الذي جعل لنصوص الكتاب والسنة المرجعية في مجالات الحياة الاجتماعية والسياسية، إنها تهمة باردة لا تساعده عليها حقائق التاريخ وبدهياته، فمن المعلوم أن مدرستي الحديث والرأي كانتا جميعاً تحتكمان إلى (النصوص)، ولم يكن الخلاف بينهما في مدى حجية النص الشرعي، بقدر ما كان النزاع في مدى ثبوته لدى كل منهما، وإلا فالجميع متفقون على أنه إذا تعارض الرأي والنص الثابت؛ يقدم النص الشرعي حتماً. ولقد كان من أهم بواعث الخلاف بين المدرستين قلة الأحاديث التي بلغت أهل الرأي، مقارنةً بتلك التي اشتغل بها أهل الحديث حفظاً وتفقهاً، قال أبو العباس ابن تيمية: " قال أبو يوسف وهو أجل أصحاب أبى حنيفة، وأول من لقب قاضي القضاة لما اجتمع بمالك وسأله عن هذه المسائل - أي مسألة مقدار الصاع النبوي، وترك صدقة الخضروات، والأحباس، وقد أشار إليها المؤلف قبل ذلك -، وأجابه مالك بنقل أهل المدينة المتواتر، رجع أبو يوسف إلى قوله، وقال: " لو رأى صاحبي مثل ما رأيت؛ لرجع مثل ما رجعت "، فقد نقل أبو يوسف أن مثل هذا النقل حجة عندصاحبه أبي حنيفة، كما هو حجة عند غيره، لكنَّ أبا حنيفة لم يبلغه هذا النقل، كما لم يبلغه ولم يبلغ غيره من الأئمة كثير من الحديث، فلا لوم عليهم في ترك ما لم يبلغهم علمه، وكان رجوع أبي يوسف إلى هذا النقل كرجوعه إلى أحاديث كثيرة اتبعها هو وصاحبه محمد وتركا قول شيخهما، لعلمهما بأن شيخهما كان يقول: (إن هذه الأحاديث أيضاً حجةٌ إن صحت) أي إن بلغته صحيحة، لكنها لم تبلغه.
ومن ظنَّ بالإمام أبي حنيفة أو غيره من أئمة المسلمين أنهم يتعمدون مخالفة الحديث الصحيح لقياس أو غيره فقد أخطأ عليهم، وتكلم بالظن أو بالهوى، فهذا أبو حنيفة يعمل بحديث الوضوء بالنبيذ في السفر، مخالفةً للقياس، وبحديث القهقهة في الصلاة مع مخالفته للقياس، لاعتقاده صحتهما وإن كان أئمةُ الحديث لم يصححوهما [مجموع الفتاوي؛ لابن تيمية (20/ 305،304)]، ثم قال ابن تيمية: " وقد بينا هذا في رسالة رفع الملام عن الأئمة الأعلام، وبينا أن أحداً من أئمة الإسلام لا يخالف حديثاً صحيحاً بغير عذر، بل لهم نحوٌ من عشرين عذراً، مثل أن يكون أحدهم لم يبلغه الحديث، أو بلغه من وجه لم يثق به، أو لم يعتقد دلالته على الحكم، أو اعتقد أن ذلك الدليل قد عارضه ما هو أقوى منه كالناسخ أو ما يدل على الناسخ وأمثال ذلك ". وكلا المدرستين تنتسب إلى طائفةٍ من علماء الصحابة رضي الله عنهم، فقد تفقه أهل العراق على ابن مسعود رضي الله عنه وأصحابه، وتفقه أهل المدينة على زيد بن ثابت وابن عمر رضي الله عنهما وأصحابهما، كما بسط القول فيه ابن القيم في فاتحة إعلام الموقعين.
والإمام الشافعي لما كان قد تفقه على المدرستين حكى إجماعهم على الاحتكام إلى السنة، فقد قال: " أجمع الناس على أنَّ من استبانت له سنةٌ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له أن يدعَها لقول أحدٍ من الناس " [إعلام الموقعين؛ لابن القيم (1/ 21)]، فزعم الراحل نصر أبو زيد أن الإمام الشافعي قد اخترع أصل الرجوع إلى النص الشرعي ترده هذه الحقائق الثابتة.
ثم إن الإمام الشافعي لم يمنع العقل من دورِه الذي هو دورُه حقاً، وهو التفقه في النص، واستنباط الأحكام منه، بل لم يمنع الاستحسان بمعناه الصحيح كما تقدَّم، وإنما منع استبداد العقول بالأحكام دون الوحي، وهذا لو عَقَلَ الكاتبُ قسيمٌ للاستبداد السياسي. هذا في مجال الشرعيات، أما في مجال الدنيويات فلم يمنع الإمام الشافعي ولا غيره من الأئمة من العمل والإبداع فيها، بل إن النهج الذي رسمه لهو أقرب الطرق في حفز العقول على الابتكار، إذ قد كفاها مؤونة الفكر والتنقيب في الغيبيات والتعبدات وما اندرج تحتها، وفرَّغها للبحث فيما تحته عملٌ، مما ينفع الناس في دينهم ودنياهم، وفي هذا السياق تأتي مقولته المشهورة: " حكمي في أصحاب الكلام أن يضربوا بالجريد ويحملوا على الإبل ويطاف بهم فى العشائر والقبائل، يقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأخذ في الكلام "اهـ[مناقب الشافعي؛ للبيهقي (1/ 452)، الانتقاء؛ لابن عبدالبر (1/ 80)، البداية والنهاية؛ لابن كثير (10/ 254)].
أخيراً لا يسعنا إلا أن نقول إن طريقة الراحل أبو زيد من جرى مجراه في تناول القرآن وعلومه على أنه درس لاهوتي أكاديمي لم تصنع منهجاً موضوعياً يصلح لمحاكمة الأفكار والتفسيرات، كما أنه لم يقنع القطاع العريض من أبناء الأمة سواء كانوا مشتغلين بالإسلاميات من شتى الأطياف الفكرية، أو عوام المثقفين من الجمهور المحايد، وعسى أن يكون رحيله فرصة لمراجعة الأفكار التي يطرحها هذا الفريق، ومحاكمتها إلى المحكمات الشرعية والقطعيات العقلية. والله تعالى أعلم، وصلوات الله وسلامه على عبده ورسوله محمد، وعلى آله وأزواجه وذريته وأتباعه بإحسان، والحمد لله رب العالمين.
المصدر ( http://groups.google.com.sa/group/azizkasem/browse_thread/thread/a890a7dfb3a66040#)(/)
إبطال القول بالصرفة (للإمام الجرجاني)
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[17 Jul 2010, 12:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن القول بالصرفة هو من جنس ما لا يعذر العاقل في اعتقاده .. وذلك لما يلى ..
1) لو لم يكن عجز العرب عن معارضة القرآن إلا لأنهم صرفوا عن ذلك، لكان فى ذلك وحده آية وبرهان على صدق النبي صلى الله عليه وسلم، ودليل على أنه مؤيد من ربه.
يقول الإمام " أبى بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجانىِِِ" [المتوفى سنة471ه]:
( .. لو لم يكن عجزهم عن معارضة القرآن وعن أن يأتوا بمثله، لأنه معجِز فى نفسه إلا أن أدخل عليهم العجز عنه، وصرفت هممهم وخواطرهم عن تأليف كلام مثله، وكان حالهم حال من أُعدم العلم بشيء قد كان يعلمه، وحيل بينه وبين أمر قد كان يتسع له، لكان ينبغي أن لا يتعاظَمَهم؛ ولا يكون منهم ما يدل على إكبارهم أمره، وتعجبهم منه، وعلى أنه قد بهرهم، وعظم كل العِظَم عندهم، بل كان ينبغي أن يكون الإكبار منهم والتعجب للذي دخل من العجز عليهم، ورأوه من تغير حالهم، ومن أن حيل بينهم وبين شيء قد كان عليهم سهلاً، وأن سُدََ دونهم باب كان لهم مفتوحاً، أرأيت لو أن نبيا قال لقومه: (إن آ يتى أن أضع يدي على رأسي هذه الساعة، وتمنعون كلكم من أن تستطيعوا وضع أيديكم على رؤوسكم)، وكان الأمر كما قال، ممََ يكون تعجب القوم، أمِن وضعه يده على رأسه، أم من عجزهم أن يضعوا أيديهم على رؤوسهم؟)."دلائل الإعجاز، ص390"
2) يلزم القائلين بالصرفة إثبات أن العرب كانت أشعارهم وخطبهم بعد البعثة قاصرة عما كانت قبلها.
( .. يلزم_القائلين بذلك_أن تكون العرب قد تراجعت حالها فى البلاغة والبيان، وفى جودة النظم وشرف اللفظ، وأن يكونوا قد نقصوا فى قرائحهم وأذهانهم، وعدموا الكثير مما كانوا يستطيعون، وأن تكون أشعارهم التى قالوها، والخطب التى قاموا بها، وكل كلام احتفلوا فيه، من بعد أن أوحى إلى النبى صلى الله عليه وسلم، وتحدوا إلى معارضة القرآن؛ قاصرةً عما سمع منهم من قبل ذلك القصور الشديد، وأن يكون قد ضاق عليهم فى الجملة مجال قد كان يتسع لهم، ونضبت عنهم موادُُ قد كانت تغزُر، وخذلتهم قوًى قد كانوا يصولون بها، وأن تكون أشعار شعراء النبى صل1 التى قالوها فى مدحه صل1 وفى الرد على المشركين، ناقصة متقاصرة عن شعرهم فى الجاهلية)."دلائل الإعجاز، ص611"
3) يلزم القائلين بالصرفة أن يقضوا فى النبى صلى الله عليه وسلم بما قضوا فى العرب.
( .. واعلم أنه يلزمهم أن يقضوا فى النبى صلى الله عليه وسلم بما قضوا فى العرب، من دخول النقص على فصاحتهم، وتراجع الحال بهم فى البيان، وأن تكون النبوة قد أوجبت أن يُمنع شطراً من بيانه وكثيرا مما عُرف له قبلها من شرف اللفظ وحُسن النظم. ذاك لأنهم إذا لم يقولوا ذلك، حصل منه أن يكون عليه السلام قد تلا عليهم:
{قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}
"سورة الإسراء:88" فى حال هو يستطيعُ فيها أن يجىء بمثل القرآن ويقدر عليه، ويتكلم ببعض ما يوازيه فى شرف اللفظ وعُلُو النظم. ولم يشك أحد أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن منقوصاً فى الفصاحة، بل الذى أتت به الأخبار أنه صلى الله عليه وسلم كان أفصح العرب)."دلائل الإعجاز، ص613".
4) العرب لم يقروا بالصرفة، ولم يتهموا الرسول صلى الله عليه وسلم أنه سحرهم فى هذا الجانب.
(لو أن العرب كانت منعت منزلة من الفصاحة قد كانوا عليها؛ لكان ينبغى لهم أن يعرفوا ذلك من أنفسهم، ولو عرفوه لجاء عنهم ذكر ذلك، ولكانوا قد قالوا للنبى صلى الله عليه وسلم: (إنا كنا نستطيع قبل هذا الذى جئتنا به، ولكنك قد سحرتنا، واحتَلتَ فى شىء حال بيننا وبينه)، فقد نسبوه إلى السحر فى كثير من الأمور كما لا يخفى، وكان أقل ما يجب فى ذلك أن يتذاكروه فيما بينهم، ويشكوه البعض إلى البعض ويقولوا: (ما لنا قد نقصنا فى قرائحنا، وقد حدث كلول فى أذهاننا)، ففى أن لم يُرو ولم يُذكر أنه كان منهم قولٌ فى هذا المعنى، لا ما قل ولا ما كثُر، دليل على أنه قول فاسد)."دلائل الإعجاز، ص614".
5) لو كان هناك صرفة كما زعموا، لكان سياق التحدى غير الذى جاء به.
(هذا، وفى سياق آية التحدى ما يدل على فساد هذا القول. وذلك أنه لا يقال عن الشىء يُمنَعُهُ الإنسان بعد القدرة عليه، وبعد أن كان يكثُر مثلُه: (إنى قد جئتكم بما لا تقدرون على مثله ولو احتشدتم له، ودعوتم الإنس والجن إلى نُصرتكم فيه)، وإنما يقال: (إنى أُعطيتُ أن أحول بينكم وبين كلام كنتم تستطيعونه وأمنعُكم إياه، وأن أُفحِمكم عن القول البليغ، وأعدمكم اللفظ الشريف)، وما شاكل هذا .. )."دلائل الإعجاز، ص615".
ظهر مما تقدم أن القول بالصرفة، قول فى غاية البعد والتهافت، وأنه من جنس ما لا يُعذر العاقل فى اعتقاده.
والله أعلم.
والحمد لله رب العالمين.
المصدر:منتدى التوحيد ( http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=505)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Jul 2010, 10:35 م]ـ
أشكرك على هذا النقل لكلام الإمام عبدالقاهر الجرجاني وفقك الله، ونقاشه للقول بالصرفة من أحسن النقاشات في كتب أهل العلم حقاً رحمه الله وغفر له. وقد كتبت بحثاً بعنوان (القول بالصرفة في إعجاز القرآن: عرضٌ ونقدٌ) نشرته دار ابن الجوزي وأرجو أن يكون في المكتبات قريباً بإذن الله، ولعلي أرفعه للملتقى بعد نشره. وقد تتبعتُ فيه الآراء التي قيلت في الصَّرفةِ والردود التي ردَّ بها العلماءُ هذه المقولة قديماً وحديثاً.
ـ[شذى الدريس]ــــــــ[19 Jul 2010, 06:56 م]ـ
أشكرك على هذا النقل لكلام الإمام عبدالقاهر الجرجاني وفقك الله، ونقاشه للقول بالصرفة من أحسن النقاشات في كتب أهل العلم حقاً رحمه الله وغفر له. وقد كتبت بحثاً بعنوان (القول بالصرفة في إعجاز القرآن: عرضٌ ونقدٌ) نشرته دار ابن الجوزي وأرجو أن يكون في المكتبات قريباً بإذن الله، ولعلي أرفعه للملتقى بعد نشره. وقد تتبعتُ فيه الآراء التي قيلت في الصَّرفةِ والردود التي ردَّ بها العلماءُ هذه المقولة قديماً وحديثاً.
أسأل الله أن ينفع بكم ويرضى عنكم
كأني سمعت في حديث لكم عن الصرفة أنكم وجدتم أن النظام أول من أضاف كلمة: اقتران المعجزة بالتحدي .. فهل هذا صحيح؟
وهل معنى هذا أن الأشاعرة والمعتزلة استفادوا هذه اللفظة من النظام؟
أتمنى التفصيل منكم في هذه الجزئية .. وجزاكم الله كل خير
ـ[عائشة المكية]ــــــــ[27 Nov 2010, 10:06 م]ـ
جزاكم الله خير ورفعكم بالعلم النافع
ـ[الجنوبي]ــــــــ[27 Nov 2010, 10:36 م]ـ
المتهمون بالصرفة (دراسة تحليلية نقدية)
http://tafsir.net/mlffat/files/321.pdf(/)
(بدعة إعادة فهم النص) للشيخ محمد المنجد (كتاب و محاضرة)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Jul 2010, 11:37 ص]ـ
صدر للشيخ محمد بن صالح المنجد وفقه الله كتاب جديد صغير الحجم كبير النفع بعنوان
بدعة إعادة فهم النص
http://www.tafsir.net/images/bedateadh.jpg
وأصل هذا الكتاب محاضرة ألقاها الشيخُ من قبل.
ويمكن الاستماع للمحاضرة أيضاً من هنا على ملتقى أهل التفسير
http://www.tafsir.net/audio/sound/newfham.ram
التعريف بموضوع الكتاب:
إن التلاعب بالنص الشرعي تحريفاً وتأويلاً معركة قديمة جديدة بدأت بذورها في صدر الإسلام الأول واستمرت عبر العصور حتى وصلت إلينا بلباس جديد متحضر يتقمصه فئام من الكتاب والمفكرين تحت شعارات مختلفة ودعوات متباينة يجمعهم هدف واحد هو التطاول على شرع الله عز وجل، وتأويل النصوص الشرعية إلى غير ما شرعت له بحجة تجديد الفكر الإسلامي والخطاب الديني .. فجاء هذا الكتاب (بدعة إعادة فهم النص) ليبين أن النصوص التي فهمها الصحابة ومن سار على نهجهم لابد أن يفهمها كل مسلم في كل زمان ومكان؛ فيسلّم للنصوص الشرعية تسليما تامًّا، ولا يُعمل عقله أو فكره في صرفها عن ما جاءت به وله.
وبالجملة .. فقد تناول الكتاب عدة نقاط في بيان بدعة إعادة فهم النص، ابتدأها المؤلف بتمهيد يبين فيه نشأة هذه البدعة العظيمة، وكون الخوارج أول من أشعل فتيلها في الأمة، وأنها لا تزال باقية إلى زماننا هذا؛ مع ذكر الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة على ذلك.
ثم عرّج المؤلف على ذكر أهمية التسليم للنصوص الشرعية وتلقيها بالقبول؛ مبيّنًا معنى التسليم، وأن المؤمن الحق من يكون كامل الانقياد والإذعان لكلام الله سبحانه وتعالى وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر على ذلك نماذج عديدة من تسليم سلف الأمة للنصوص الشرعية.
وفي المقابل – كما عطف بعد ذلك صاحب الكتاب- يوجد مواقف للمعادين للنصوص الشرعية والمغيّرين لفهمها، وأكبر مثال على ذلك: مانعوا الزكاة في عهد الصديق رضي الله عنه، ثم من حذا حذوهم من الباطنية والمعتزلة والفلاسفة وبعض غلاة الصوفية.
كما قام المؤلف ببيان خطر الدعوات المنادية بإعادة فهم النص الشرعي، وبيان الأسس التي بنيت عليها هذه الدعوات؛ مشيرًا في عنوان مستقل إلى النتائج الخطيرة للقراءة المعاصرة لنصوص الشرع.
ثم ذكر أسلوب أصحاب القراءة الجديدة للنصوص ومصطلحاتهم الغريبة المتشدقة، وشيئاً من طرقهم الشائعة في كتبهم ومصنفاتهم، ثم أصول وقواعد أهل السنة في فهم النصوص، من تمسّك بها لم تزل قدمه أو يضل فهمه، ثم من يُرجع إليه عند اختلاف الأفهام، ومن المؤهل لفهم النصوص الشرعية، واختتم كتابه بتوجيهات عامة في هذا الباب.
والكتاب في المرفقات بصيغة PDF وصيغة Word(/)
مقال: حصان طروادة العلماني، الجابري متسترا، لطارق منينة
ـ[المستصفى]ــــــــ[18 Jul 2010, 08:35 م]ـ
حصان طروادة العلماني، الجابري متسترا
طارق منينة (ابن الشاطئ)
هكذا تفعل المذاهب الغربية المادية بأقطابالعلمانية من العرب الذين يُرجعون أصل الألوهية والعبودية الى جذور صراعات طبقية، وكذلك ارجاع لفظ "الإسلام" -كما فعل الجابري (توفي يوم3 مايو، أيار 2010) - وكأنه ظهر لحاجة زعيم محلي شكَّل جماعةناقمة، يبحث عن طاعتهم فيتوسل الى ذلك -بعد فترة- بنحت مصطلحات، فالمَرَد عندهمانما هو الحاجة الظرفية للانفصال عن قبيلة او لمشروع قبيلة!! (خليل عبد الكريم يجعلالهدف قرشيا وسيد القمني يجعله هاشميا!)، وذلك لينُفِّروا الناس عن القرآن ومصدره الحقيقي وعالميته وربانيته.
وهذا أحدهم نصر أبو زيد الذي أرجع أمر الوحي وموقف قريش منه الى صراع بين أيديولوجيات، وسمى القرآن بالأيديولوجيا الجديدة! (انظر كتابه مفهومالنص، ص139)، يقول: "فالواقع أولا والواقع ثانيا والواقع أخيرا" (نقد الفكر الدينيص130). وماذا فعل الواقع أيها المسكين تجاه وعود الوحي القرآني المهيمنة علىالمادة والأسطورة؟ (اصيب نصر ابو زيد في منتصف شهر يونيو2010 بفيروس غامض تمكن من المخ مما أدخله في غيبوبة شديدة، وتوفي يوم الاثنين 5 يوليو 2010) وهل يمكن ان يعكس الواقع أو الاسطورة وعود بهذه الثقة والقوةوالتحدي بالتحقق المادي والمعنوي المستقبلي في التاريخ؟!! (والذي صَدَق فيه كله) والتي نُظهرها في سلسلتنا هذه، سلسلة "المراغمة الاسلامية للخرافة العلمانية"،ومنها الوعود العلمية "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْحَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُعَلَى كُلِّ شَيْءٍ شهيد" من سورة فصّلت و (هي مكية!) الآية 53؛ فهل هذه الوعودالمسطورة في قدرة بشر!؟ لقد تَحَقَقَت وعود الانتصار القرآنية الخاصة بالأفرادوالجماعات والإمبراطوريات في "أسرع تاريخ تحقق" في عالم البشر، في سرعة مذهلة اندهش لها كتاب التاريخ في الغرب والشرق. وهو دليل على أنحقائق الوحي ليست انعكاسات لبؤس أرضي أو لمنتج ثقافي أو تطور بيئي أو اسطوري أوحاجة عربي أو (تحقيق لحلم اجداد كما زعم القمني وخليل) وإلا فأروني أيها الماديونالعلمانيون من يقدر على هذا كله، يسطره قبل ان يحققه!!، غلبة بعد قلة وضعف، وانتشاربعد انحسار، وسرعة لا مثيل لها ادهشت عقلاء العالم، وانهزام امبراطوريات وقوى محليةصعبة المراس مستحيل زحزحتها قيد شبر بوعود كلامية بشرية بلاغية!، والأمم المقهورة تطلبالفتح بل تعلن انتماءها العقدي للفاتحين المطهرين، وحضارة علمية تُقام على نتائجهاالعلمية حضارة بعدية، اي الحضارة الغربية، لا تعترف سرا ولا علنا لها بالفضل اللهم الا في كتابات مهجورة او مسطورات غير منشورة او مشهورة، فضلا عن الإعتراف بفضل الوحي القرآني، الأصل في التغيير الاكبر، ولا يمنع هذا أن نرى أكابر علماء التاريخ الغربي يعترفون بالفضل لحضارة العرب وقليل منهم يقول: حضارة الإسلام، ولنا سؤال يدفعنا السياق اليه، ألا وهو: مَنْ قدَّم للعرب الدافع والفكرة والحقيقة والتصور والمعنى والمغزى والمنهج لصنع حضارة؟!)
وقبل أن نمضي في طريقنا مع العلمانيين العرب نقدم بين ايديكم الإجابة من المفكر المجري "ليوبولد فايس" والذي كان جده من علماء اليهودية، وقد أسلم "ليوبولد " في عشرينات القرن الفائت، وسمى نفسه "محمد أسد" يقول:" أن التاريخ يبرهن وراء كل إمكان للريب أنه ما من دين أبدا حث على التقدم العلمي كما حث عليه الإسلام، وأن التشجيع الذي لقيه العلم والبحث العلمي من الدين الإسلامي انتهى إلى ذلك الإنتاج الثقافي الباهر في أيام الأمويين والعباسيين وأيام دولة العرب في الأندلس. وأن أوروبا لتعرف ذلك حق المعرفة لأن ثقافتها هي نفسها مدينة للإسلام بتلك النهضة على الأقل بعد قرون من الظلام الدامس" (الإسلام على مفترق الطرق ص70 - 71، ترجمة عمر فاروخ، الطبعة السادسة، دار العلم للملايين، بيروت 1965م).
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكرتُ أن الجابري يتستر ويتخفى في مشروعه الأخير عن القرآن فلم يقل كل شيء بصورة مباشرة بل بإلتفاف وبنقد غير مباشر، يعتمد فيه غالبا على ذكاء القارئ ولماحيته وفطنته (بحسب ألفاظ خليل عبد الكريم في وصف مشروع محمد أحمد خلف الله الغير مباشر في نقد الوحي القرآني) كما فعل الجابري نفسه قبل ذلك مع مشروعه عن العقل العربي والإسلامي، في هذاالسياق يعرض الجابري رؤيته للأوضاع وموقفه من النقد المباشر للقرآن، في كتابه (التراث والحداثة) بقوله:"لا أرى أن الوطن العربي في وضعيته الراهنة يتحمل ما يمكن أن نُعبِّر عنه بنقد لاهوتي ... لنا حرمات يجب أن نحترمها حتى تتطورالأمور" (ص259 - 260). يقول أيضا: "يجب ألا نيأس وألا نقنط لأن المرحلة مرحلة قرن أوقرنين" (ص252).
لقد قال طرابيشي، وسيأتي الرد إن شاء الله على كتابه "المعجزة أوسبات العقل في الإسلام"!، بأن الجابري تصدى للعقل الاسلامي في شبه حصان طروادة (مذبحة التراث ص118).
ويقول محمود امين العالم (علماني!) "أما ... الجابري فهو ... يرى أن ذلك ينبغي ان يتحقق من داخل التراث نفسه" (محطات في التاريخ والتراث ص51) فالعلماني المتستر بالتراث لايستطيع قول كل شيء لأنه كما قال فؤاد ذكريا، العلماني، فإن هذا الصنف من العلمانيين يلعب في ملعب الخصم!، أضاف: "وتظل مناقشاته ملتوية غير مباشرة" (الصحوة الإسلامية في ميزان العقل لفؤاد زكريا ص 157).
وقد عرضتُ في كتابي "أقطاب العلمانية في العالم العربي والإسلامي" الصادر عن دار الدعوة، الاسكندرية، في الفصل الأول منه تصور هذا الفريق من العلمانيين المتسترين بالنصوص كمحاولة لتخريب معناها من الداخل وهو مايعني إحداث عملية تسلل الى داخل الإسلام والتلاعب من خلال ذلك بالنصوص ودعم الموقف العلماني من خلالها! وهؤلاء يختفون داخل حصان طروادة وهو يخفي داخله ألف عنصر من العناصر المعادية للإسلام، وطريقة التستر بالنصوص هذه وإجراء عمليات تخريبية علمانية بها إنما هي محاولة للإنتقام من الإسلام لأسباب معروفة وماهؤلاء العرب إلا دُمَى تحركهم أطماعهم وأطماع أسيادهم، وأساطيرهم الخاطئة عن الإسلام والتي تلقفوها من اساطير غربية معادية للإسلام في أثواب منمقة وجديدة،كما عرضت موقف فريق آخر من العلمانيين ومنهم فؤاد زكريا من هذا الخداع الذي يقيد حركة الناقد العلماني الآخر الذي يفضل النقد المباشر ومناقشة النصوص من الخارج بدون خضوع للنص كما قال زكريا ردا على الفريق الآخر المخالف لمشروعه المباشر في النقد،، مع ان زكريا يتخفى اعلاميا ايضا! (انظر أقطاب العلمانية، الطبعة الأولى لسنة 2000، ص40 - 42).
فالعلماني العربي الذي يتستر بالنصوص وهو يحاول، جاهدا، هدمه هو في الحقيقة مستشرق متخفي في جثمان عربي!
_ولن يقدرون ولو اتخذ بعضهم بعضا ظهيرا-، وقد أشار اليهم رسولنا صلى الله عليه وسلم بقوله "دعاة إلى أبوابجهنم ... هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا".
يقول محمود امين العالم ايضا وهو من كبراء العلمانيين –كفؤاد زكريا-وخبير بطرقهم ومذاهبهم، قال: "محمد أركون مستشرقفرنسي من أصل جزائري له عناية بالإسلام ... يتساوق فيه أو يتبارى مع زميله المغربيمحمد عابد الجابري، وتنحدر دراسات الزميلين من تراث الاستشراق العريض بالدرجة التيتجعلهم مجددين تراث الاستشراق ضمن مؤشرات الطور الراهن للايديولوجيا الغربية" (ص159). يقول محمود اسماعيل (وهو قطب علماني كبير):"ان انجازاتهم ما هي الا تطفل على الاستشراق، لانهمقاموا بمجازفات أو تطبيقات لمناهج ورؤى وإديولوجيات -واللفظ له- جرى اعتسافها (انظركتابه سوسيولوجيا الفكر الإسلامي -محاولة التنظير الجزء العاشر ص16 و17 و23 و25). كما يقول ايضا: "من المفيد ان اوضح ان الاستاذ الجابري كان في مستهل حياته العلمية مادياجدليا تاريخيا، وبرغم نكوصه فإنه لم يستطع الانفكاك من رؤيته السابقة يستعين بها ... لتغطية عجز منهجه البنيوي، وسواء أكان ذلك عجزا ام بوعي فالثابت تواجد اصداءالتحليل الماركسي في كتاباته الاخيرة" (من كتابه فكرة التاريخ بين الاسلاموالماركسية ص95). وكأنه هو ايضا -اي محمود اسماعيل- لم يشرب من النهر المسموم ولم يغترف منه، وهو الذيقال ان منهج المادية التاريخية "منهج قادر على التنظير"! (10/ 43) ويصف نفسه براهب فيديرها "تأسيسا على
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه الحقيقة قضينا ما يقارب ثلاثين حولا في اعتكاف "رهباني" بغيةالوصول إلى فهم حقيقي" (10/ 37).
هذه أدلة على التحريف والتلفيق والإلتفاف والخداع، أضعها كنماذج بين يدي القارئ للتعريف بالذينيخرجون على القرآن بمذاهب: ماركس –الذي هو باعتراف اهله وكتاب سيرته كان قذرا في ملبسه و رائحة جسده- ونيتشه (اللوطي) (انظر عن شذوذه كتاب فؤاد زكريا "نيتشه" (وفؤاد زكريا هو شيخ العلمانيين في عالمنا))، وفرويد، وميشيل فوكو (وفوكو هو فيلسوف فرنسي (من الشواذ ايضا) حاول الإنتحار عام 1948، توفى وعمره لايتجاوز السابعة والخمسين، نتيجة مرض الإيدز، في باريس في 26 يوليو 1984) (وقد التقط المرض من النشاطات المثلية التي عايشها ومارسها في سان فرانسيسكو وباريس. و"لويس ألتوسير" ((1921 - 1990مالبنيوي المنظر لتجديد الماركسية واستاذ الفيلسوف الفوضوي ميشل فوكو.، يقول "ألتوسير" في كتابه الاخير (المستقبل يدوم طويلا!) "انا ... شخص مختف: لا حي ولا ميت. انا غير موجود بكل بساطةعلى الرغم من اني لا ازال حيا جسديا. صحيح اني لم ادفن بعد، ولكني "بلاأثر." وهذا هاشم صالح العلماني في مقاله المشهور "عباقرة على حافة الهاوية" يذكر لنا علاقة فوكو بلويس التوسير:" كان لويس ألتوسير يقول: أنا وميشيل فوكو كنا نمشي على خيط رفيع جدا جدا فوق هاوية سحيقة لا قرار لها، هو نجا منها وأنا هويت .. والواقع أن فوكو كان مهددا بالجنون طيلة حياته الأولى كلها. ولم ينج منه إلا بعد أن كتب أجمل كتاب عن تاريخ الجنون في اللغة الفرنسية ( ... ) وعندما قرأ التوسير المقدمة الأولى للكتاب عرف بان فوكو نجا من جنونه بعد أن حجمه وسيطر عليه بضربة إبداعية خارقة ( ... ) وللأسف فان فوكو حذف هذه المقدمة من الطبعات التالية على الرغم من أنها تشكل نصا رائعا شكلا ومضمونا. انه نص نيتشوي متفجر ( ... )، نص يوحي بالانتصار على الذات بعد معركة ضارية" ويقول هاشم ايضا:" من المعلوم أن ميشيل فوكو ختم كتابه الشهير "تاريخ الجنون في العمر الكلاسيكي" برفع ثناء حار الى الجنون"!
وقال ايضا عارضا لنا حالة السلسلة العلمانية الصنمية التي هي سلف حداثي للعلمانيين العرب الذين يقدمون نظريات واساطير ملفقة للقدح في القرآن: " والواقع ان مفكري أوروبا وشعراءها وفنانيها كانوا قد دفعوا ثمن تشكل الحداثة باهظاً. فمن نيتشه الى بودلير الى رامبو الى هولدرلين الى أنطونين أرتو الى ميشيل فوكو الى لويس ألتو سير الى إدغار ألان بو الى فيرجينيا وولف الى كافكا الى لوتريا مون، الى غويا، الى فان غوخ ... نجد أن القائمة طويلة، طويلة من أولئك الذين جنُّوا أو عانوا أو انتحروا .. (مقاله "بين العبقرية والجنون"). ويقول في نفس المقال عن نيتشه" وفي عام 1880 كان عمر نيتشه 36 سنة. عندئذ ترك الجامعة بعد أن قدم استقالته وذهب لكي يعيش حياة التشرد والضياع علىالطرقات والدروب. وهكذا ابتدأ يصبح فيلسوفاً حقيقياً. ولكن مزاجه كان دائماًمتقلباً وفكرة الانتحار تلاحقه باستمرار. وقد اشتد تأزمه بعد أن فشل حبه الكبيرللغادة الحسناء: لواندريا سالومي. ويبدو أنه قام بثلاث محاولات انتحار فاشلة عنطريق تجرع كميات ضخمة من سائل الكلورال. ولكنه لم يمت. والغريب العجيب أنه على أثرتلك الفترة بالذات راح يكتب رائعته الشهيرة: هكذا تكلم زرادشت وهكذا أنقذ من الجنونولو إلى حين .. " وقال ايضا " يقول عالم الطب النفسي الكبير إيسكيورول بأن الشخصيات الكبرى في التاريخ هي شخصيات "مرَضية" ويضرب على ذلك مثلاً لوثر، وباسكال، وجان جاك روسو، الخ ... وقد استعاد هذه الفكرة بعده طبيب نفسي أقل شهرة هو "لولوت" الذي كتب السيرة الذاتية المرَضية لشخصيتين كبيرتين هما: سقراط و باسكال. وكان عنوان الأولى: "شيطان سقراط " والثانية "تعويذة باسكال ""
ويقول عن شيخ فؤاد زكريا:" فأوغست كونت الذي كان يهذي والذي حاول الانتحار اكثر من مرة هو نفسه أوغست كونت الذي أسس الفلسفة العلمية التي رافقت صعود العصر الصناعي في الغرب." يقصد المفتون بالفلسفة العلمية، الفلسفة الوضعية التي جعلت الدين مرحلة متجاوزة في تاريخ البشرية!
ونتركه اخيرا يذكر لنا ماذا كان حال هذا الرجل الذي فتن كثير من العلمانيين العرب بفلسفته الوضعية التي قالت بتجاوز الدين!:" والآن من يصدق ان الفيلسوف الفرنسي الكبير أوجست كونت، مؤسس الفلسفة الوضعية، كان على حافة الجنون أكثر من مرة، وانه حاول الانتحار عن طريق رمي نفسه في نهر السين! .. فيما ان الوضعية تمثل قمة العقلانية في الغرب ( ... )، فإن أحدا لا يتوقع ان يكون مؤسسها قد أصيب بالجنون، أو بالانهيار السبي، في بعض مراحل حياته "!
هؤلاء هم النماذج المقلدة الذين يقدمون على القرآن وتعارض بهم نصوصه!
المصدر ( http://www.tanseerel.com/main/articles.aspx?selected_article_no=8184)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[18 Jul 2010, 09:00 م]ـ
السؤال الذي أتمنى أن أجد عليه إجابة عند هؤلاء الحداثيين وأعني منهم الذين يتبنون الفكر الحقيقي للحداثة
لماذا كل هذا الجهد؟
لماذا كل هذا الاصرار والمثابرة؟
ما الذي يريدون أن يقدموه للبشرية؟
هل هي الرفاهية والعيش بسلام؟
إذا كان الأمر كذلك
هل الخروج عن الموروث والمألوف والمعتقدات الصحيح منها والفاسد هل هذا هو السبيل لتحقيق هدفهم؟
وإذا افترضنا أن هذا هو السبيل مع أن الواقع يشهد بنقيضه
فماذا عن ما بعد الموت؟
أم أن الحياة هي نهاية المطاف؟
ـ[طارق منينة]ــــــــ[28 Jul 2010, 11:56 م]ـ
اخي أبو سعد الغامدى
تبدأ الحكاية بصداقات شبابية في الجامعة او قبلها ويتم فيها تداول بعض الكتابات التي لايتم تداولها عادة بين الشباب المسلم مثل الروايات المشهورة مثلا لكبار الروائيين الماركسيين او الي انتجوا في الاتحاد السوفيتي سابقا، واليوم نجد روايات نوبل وغيرها
ثم تكون اللقاءات-خصوصا في مصر- بين الشبان والشابات ويستمتع بعضهم ببعض فيها وتتداول مرة أخرى الروايات ثم كتابات ماركس وغيره كما كان الحال في الستينات او مابعد ذلك
ثم تتكون القناعات ويتناقش حولها في جو ثقافي جاذب ويتبارى الشباب في النقاش
وينقلب الهزل جد!
وتصير القناعات امتن والشبهات اقوى خصوصا في السن او العمر الصغير
ويثبت هذا التخلف الموجود حولهم ومعه اخطاء الاسلاميين أو مايزعم الكتاب الليبراليين وغيرهم انها أخطاء وخذ مثلا او مثالا عن ذلك من مقالات جابر عصفور النارية التحريضية المستمرة
فاذا تقدم احدهم برسالة ماجستير او ماهو أعلى فعندها يكون العود استوى أو في الحقيقة إعوج أو انكسر على مدار ايام التشكل البطيء!
والواحد منا يستغرب كيف تدخل هذه الاشكالات والشبهات على هؤلاء ويمكن ضرب المثال على هذا بالعشق الذي ذكره ابن القيم في الداء والدواء فهو يبدأ ضعيفا فاذا تمكن يصعب معالجته وكذلك فتن المذاهب والتصورات تدخل من ابوابها من مسالك الروح والعقل حتى تتمكن فتصير بالنسبة غلى احدهم حجة ويدافع عنها دفاعا مستميتا وهو الهوي!
ومع التحلل من القيم والمباديء والأخلاق الاسلامية والعيش في أخلاق أخرى منفتحة على مانعلم ويعلمون، فان الامر المخترق يتسع خرقه وتزداد فجوات العقل الفارغة اتساعا وتملئ بما يناسبها مما قد أحاط بخلاياها، بل ماتخلله وتخللها مع طول الأمد وتسارع الزمان
فاذا كان احدهم له تمكن في الكتابة كتب وفي القراءة المختارة اختار واغترب
من هنا يمكن ان نرى نولدكه عربي في باب ترتيب القرآن مع استعمال لمذاهب جديدة يسمى الجابري أو نولدكه عربي في باب التحليل اللغوي مع اضافات جديدة مستعارة يسمى نصر ابو زيد أو فرويد جديد عربي متطور يسمى جورج طرابيشي أو فولتير مغتاظ ساخر هزء متسرع متهور يسمى صادق العظم او طائش مع لغة متمكنة هائجة ثورية كحيدر حيدر .. إلخ
وهؤلاء لاعلم لهم باستدراج الله لهم وهم في مرحلة التحدي الواعي فيأخذهم الله على تمكن واستقلال وتحدي وبعد استنفاذ كامل طاقاتهم في مجالهم حتى يُعلم الحق ويذكر اسم الله عاليا وتكون المفاصلة بينة والظهور لحجة الله البالغة
فيُلقى بآثار الباطل في مكانه المناسب من التاريخ وينضم اللاحق للسابق وبالتحليل النفسي واللغوي والتاريخي نرى أن كلمة واحدة من القرآن تكفي في وصف المشهد"تشابهت قلوبهم" أو"استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا" أو "فهم في ريبهم يترددون" أو "إنكم لفي أمر مختلف يُؤفك عن من أفك قُتل الخراصون"
فلله الحمد والمنة على نعمة الإسلام ومنة الرحمن
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Jul 2010, 01:58 م]ـ
أعجبني تحليل أخي طارق منينة في تعقيبه الأخير، وهذا فيما يبدو توصيف للحقيقة ببساطة.
نسأل الله الهداية والثبات على الحق.
ـ[خلوصي]ــــــــ[15 Aug 2010, 01:49 م]ـ
تبدأ الحكاية ب ...
لله درّ هذا التحليل! ما أجمله و أدقّه! و الحكاية بتمامها بإذن الله في
" التفسير الموضوعي للأخفى: القضية المركزية في القرآن "
إن يسّر الله و وفّق؟! و لعل قصة القس Jerald Dirks و هو مساعد طبيب نفسي - عالم نفساني - أسطع مثال على هذا المفهوم!؟! قصة عجيبة تحكي قصص بني آدم كلهم حتى المسلمين!
و ربما تلخّصها أدبيّاً هذه:
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www.tafsir.net/vb/showpost.php?p=62976&postcount=1
ـ[طارق منينة]ــــــــ[15 Aug 2010, 04:43 م]ـ
تبدأ الحكاية ب
تفسير:
في نهاية سبعينات القرن الفائت كنت أذهب لمسجد عصر الإسلام في سيدي جابر-الاسكندرية وكان هناك حديث الثلاثاء-هذه حكاية أخرى أخي الخلوصي فانتبه-ابتسامة- وكانت تقام او تُلقى محاضرات في المسجد كل يوم ثلاثاء وكان يسمى حديث الثلاثاء
وكان يحضر احيانا عبد رب الرسول سياف من افغانستان او لاشين ابو شنب من الاخوان او الغزالي او الشيخ الذي كنت اصلي عنده الجمعة دائما وهو الشيخ احمد المحلاوي، والمحاضرات كانت يديرها الاخوان فكنت احبهم ومازلت ولست منهم-ولااريد الدخول في تفاصيل تخرجنا عن الحكاية-ابتسامة اخرى
المهم كانت هناك مكتبة علمانية على الجانب الآخر من المسجد على شريط الترام فكنت اذهب اليها واحاور الشباب العلماني -ومنهم صاحب المكتبة الذي تاثر بي مع مرور الوقت وكنت اذهب اليه في البيت كثيرا ونتقابل-فكنت ارى في المكان شباب وبنات وكانت عندهم صحبة خاصة فيها من الحرية مافيها وتناقشت معهم في امور كثيرة فوجدت انهم يتأثرون عن طريق الجامعات واللقاءات والصداقات وغير ذلك
وقبل سفري او هجرتي كنت اهيم على وجهي في مدينة القاهرة-وقد كنت اذهب اليها من الاسكندرية- انظر في الناس والمدينة والمكتبات واجلس قليلا ثم اذا سمعت الاذان دخلت المسجد وهكذا وفي مرة كنت في سيارة واذا بي اجد لافتة مكتوب عليها مناظرة بين الاسلام والعلمانية على مااتذكر وكانت الوقت مبكرا على المناظرة فنزلت من السيارة ودخلت وكنت من اوائل من جاء وابتدأت المناظرة بعدها بساعات! ولم يكن هناك مكان لاحد وضربت بعيني الى فوق انظر الى مكان النساء فاذا بي اجد وجه كاريمان حمزة وكنت اعرفها من برامجها واثناء المناظرة اعترضت امراة اسمها سناء المصري-لها الان كتب على النت ففتح لها عصام العريان المجال على المنصة اظن للكلام فتكلمت ورد عليها العلماء واتذكر انها قالت ان الحسين كان له مئات المحظيات!
المهم بعد انتهاء المناظرة وجدتها تقف مع شباب صغير بنين وبنات فتذكرت ماعايشه مع العلمانيين اثناء الحوار معهم وكيف يعيشون ويتقابلون ويتسامرون
هذا الانطباع ذكرته في حكايتي عن كيف يتأثرون
وان كان طبعا الامر اعقد من ذلك الا اني فضلت عرض خبرتي على الصورة التي عرضت فلعلها تفيد واظن ان الشباب المتأثر بالعلمانيين في دول الخليج يمرون بنفس هذه المرحلة من الصداقات والحرية واللقاءات .. إلخ
هذه هي الحكاية ياسيدي
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[16 Aug 2010, 05:58 ص]ـ
أشكر للأستاذ العزيز طارق ما كتبه في تعقيبيه الأخيرين فإن فيه توصيفاً وتحليلاً، ضمَّنه نصيحة مشفق.
بارك الله فيما تكتب ونفع بعلمك.
ـ[طارق منينة]ــــــــ[16 Aug 2010, 03:17 م]ـ
معذرة اني اكتب بطريقة ارتجالية وعفوية
بارك الله فيك اخي حاتم القرشي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Aug 2010, 05:44 ص]ـ
معذرة اني اكتب بطريقة ارتجالية وعفوية
ارتجالُكَ وعفويّتُكَ أحبُّ إلينا من تنميقِ غيرك وتنقيحه جزاك الله خيراً.
ـ[خلوصي]ــــــــ[17 Aug 2010, 06:16 ص]ـ
تبدأ الحكاية ب
تفسير:
في نهاية سبعينات القرن الفائت كنت أذهب لمسجد عصر الإسلام في سيدي جابر-الاسكندرية وكان هناك حديث الثلاثاء-هذه حكاية أخرى أخي الخلوصي فانتبه-ابتسامة- ........
هذه هي الحكاية ياسيدي
كرمالك يا سِيدي - و للمناسبة - رح أقتطع للجمع المبارك حكاية القسيس من مخطوط " الأخفى " - الله يعينني عالنبش في الأوراق القديمة المختلطة!؟ http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif -
لإنّو حكايتو هيّة حكاية الحكاوي كِلّا!؟!
ـ[طارق منينة]ــــــــ[17 Aug 2010, 08:00 ص]ـ
بارك الله فيك اخي الشيخ عبد الرحمن الشهري
ارجو ان اكون عند حسن ظنكم
اما اخي الخلوصي فانا ظننت ان لغتي غريبة عجيبة ركراكة اي لااقصد رقيقة او من الرقرقة وهي الكتابة مع توتر كما يرقرق الانسان رق رق رق بل ركيكة بل من الركركة-ابتسامة
واذا بي اقرأ الخلوصي واجد لغة اعجب من لغتي ولااعرف اهي لغة سعودية او عراقية او لبنانية
لكن بالتأكيد ليست مصرية ولاهولندية
وعلى كل فهي حلوة مزينة ملتقاكم
بارك الله فيك اخي الخلوصي(/)
فيديو: لماذا يطعن أعداؤنا في كتاب ربنا؟ د. منقذ السقار
ـ[المستصفى]ــــــــ[20 Jul 2010, 04:57 م]ـ
لماذا يطعن أعداؤنا في كتاب ربنا؟ د. منقذ السقار
1 - 2
http://www.youtube.com/watch?v=3ipe1LjsHsM&feature=player_embedded
لماذا يطعن أعداؤنا في كتاب ربنا؟ د. منقذ السقار
2 - 2
http://www.youtube.com/watch?v=IntUysbVDXI&feature=related
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[20 Jul 2010, 05:06 م]ـ
شكر الله لك.
ولكن أستسمحكم في التعليق التالي: متى نتخلى عن التكلف والإنشائيات (في اختيار الكلمات والنبرات الصوتية) في نقدنا العلمي وتعرضنا للمسائل العلمية؟
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[20 Jul 2010, 05:44 م]ـ
أرجو من المشرفين على هذا القسم أن يصححوا كتابة كلمة (أعدائنا)
فقد ورد في العنوان:
لماذا يطعن أعدائنا في كتاب ربنا؟
والصواب:
أعداؤنا (لأنه فاعل لفعل يطعن والفاعل مرفوع والهمزة وجب كتابتها على الواو لا على الياء)
إن مجرد النظر إلى هذا الخطأ يدعو للحزن والأسف من أننا لا ننتبه لخطأ بليغ في كتابة الهمزة في جملة واحدة فقط. أرجوكم!! فاللحن المقروء هو كاللحن المسموع فرأفة بأعيننا عن قراءة مثل هذه الأخطاء! وقد يُعذر الكاتب إن كانت مشاركته طويلة وأخطأ في كلمة لكن أن يكون الخطأ في جملة واحدة؟!
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[20 Jul 2010, 05:59 م]ـ
جزى الله خيراً من قام بالتعديل على سرعة الاستجابة. بارك الله بكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Jul 2010, 06:58 م]ـ
لم اشاهد الحلقات بعدُ لأبدي وجهة نظري فيما ذكره أخي محمد بن جماعة، والأخ الدكتور منقذ السقار له جهود مشكورة في النقاش مع النصارى وغيرهم، ألاحظ هذا في كتبه المطبوعة وقد اطلعتُ اطلاعاً سريعا على بعضها في مكتبة والده الأستاذ محمود السقار وفقه الله، فهو صديق لي يزورني وأزوره، وأما ابنه الأخ منقذ فلم أتشرف بمقابلته بعدُ، ولعله ينضم للملتقى للكتابة معنا في جانب الانتصار للقرآن الكريم بإذن الله.
جزى الله خيراً من قام بالتعديل على سرعة الاستجابة. بارك الله بكم
انتبه يا أبا عديّ فالدكتورة سَمَر الأرناؤوط والأستاذ منصور مهران لنا بالمرصاد في أي خطأ إملائي جزاهم الله خيراً، وهذا نداء لناء جميعاً مشرفين ومشاركين أن نراجع كتب الإملاء ولا سيما كتب الهمزة لتجنب مثل هذه الأخطاء.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[20 Jul 2010, 07:15 م]ـ
هكذا صورتني يا دكتور عبد الرحمن كالمقاتل الذي يحمل سيفاً ولم يكن القصد أن أبدو حادة وإنما هي غيرة على اللغة مرئية أو مقروءة أو مسموعة فعذراً.
ـ[أحمد بوعود]ــــــــ[20 Jul 2010, 11:55 م]ـ
أحبابي الكرام، هل شاهدتم الفيديو؟ فقد اختلط علي الأمر ولم أميز إن كان السيد المحاضر يتحدث عن حفظ القرآن الكريم أم عن طعن الأعداء فيه.
ـ[أبو تيماء]ــــــــ[21 Jul 2010, 12:15 ص]ـ
جزى الله خيراً من قام بالتعديل على سرعة الاستجابة. بارك الله بكم
وهل يصح كتابة حرف العلة هنا بالألف المقصورة؟!!
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[21 Jul 2010, 05:06 م]ـ
شكر الله لك.
ولكن أستسمحكم في التعليق التالي: متى نتخلى عن التكلف والإنشائيات (في اختيار الكلمات والنبرات الصوتية) في نقدنا العلمي وتعرضنا للمسائل العلمية؟
وما الذي يعيب الكلام العلمي إن زيّناه ورصّعناه بجواهر الكلمات ومثير النبرات .. ؟!
أقصد من حيث المبدأ ..
أليس من الأفضل أن يتخلي الخطاب العلمي عن الرتابة والإملال للسامع .. ؟!
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[21 Jul 2010, 05:40 م]ـ
وما الذي يعيب الكلام العلمي إن زيّناه ورصّعناه بجواهر الكلمات ومثير النبرات .. ؟!
أقصد من حيث المبدأ ..
أليس من الأفضل أن يتخلي الخطاب العلمي عن الرتابة والإملال للسامع .. ؟!
وما دخل التكلف والإنشائيات الذي أقصده، بجواهر الكلمات ومثير النبرات التي تشير إليها؟
نعم: الخطاب العلمي يحتاج للابتعاد عن الرتابة والإملال للسامع، ولكن هل يعني هذا أن نسقط في التكلف والإنشائيات؟
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[21 Jul 2010, 05:46 م]ـ
وهل يصح كتابة حرف العلة هنا بالألف المقصورة؟!!
بالمناسبة .. - إن لم يدركني التخليط - فيما أذكر أنكم من فريق الإشراف، فما الذي حصل؟
شكراً على حرصك ومتابعتك.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[22 Jul 2010, 12:40 ص]ـ
وما دخل التكلف والإنشائيات الذي أقصده، بجواهر الكلمات ومثير النبرات التي تشير إليها؟
نعم: الخطاب العلمي يحتاج للابتعاد عن الرتابة والإملال للسامع، ولكن هل يعني هذا أن نسقط في التكلف والإنشائيات؟
ما أفهمه عن التكلف هو أن يتكلف المرء تزيين عباراته وتزويقها ..
وهذا التكلف فيه الحسن وفيه القبيح، وليس مذمومًا مطلقًا ..
أما "الإنشائيات" فلا أدري ماذا تقصد بها في ضوء تعليقك هذا ..
فإن كنت تقصد شيئًا غير المتبادر إلى الذهن من الكلام عن "التكلف والإنشائيات" فتفضل بتوضيحه تكرمًا ..
وإلا فإن تكلف تجميل الكلام والعبارات - بل ونبرات الصوت - أمرٌ غير مذموم من حيث المبدأ ..
فعلام اعتراضك على المتكلم إذن مع إقرارك بحاجة الخطاب للبعد عن الرتابة والإملال .. ؟!(/)
(سلسلة انهيار شرفات الاستشراق (1) / أساطير لحجب النبوة)
ـ[طارق منينة]ــــــــ[21 Jul 2010, 03:01 م]ـ
سلسلة انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية
أساطير لحجب النبوة
طارق منينة
لم تكن اتهامات قريش للرسول من أنه " إنما يعلمه بشر" وان ما معه صلى الله عليه وسلم،إنما هو "أساطير الأولين"، اتهامات (عقلانية) كما يزعم العلمانيون الماديون وانما كانت اتهامات طائشة لاعقل لها وهم يعلمون كذبها، فالعقلانية لم تكن منهج "الدهرية" التي يسميها شاكر النابلسي "الدهرية العلمانية"،والعجيب ان شاكر النابلسي وغيره مرة يقولون بان قريش كانت لا يعنيها الدين في شيء وانما مصالحها المادية فقط، ومرة يصفونها بالعقلانية والتنويرية، ومعلوم ان هذا نهج يهودي فهؤلاء يرجحون الدهرية على الاسلام كما رجح اليهود الوثنية عليه وقد نزل في هذا الشأن قرآنا يتلى.
قال تعالى" ألم ترى إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت يقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا" (سورة النساء:51)
ان نفس هذا الدافع النفسي لزعماء مكة هو نفسه الذي اشتعل في العقل العلماني الحديث كما اكتوى به الشعور الاستشراقي القديم واحترق به خياله، ماادى الى إنتاج اساطير خائبة وسيناريوهات (الهوى) العلماني التي حجبت حقيقة القراءة القرآنية الرحمانية للكون
والاعلان الالهي الذي جاءت به الايات الخمس الاولى من الوحي القرآني وما تلاها من تلاوات كانت اعظم الفتوحات للانسان في مجالات العلوم من "العلق" و"الفلق" الى"الآفاق والفلك" والتي شاهد الغرب آثارها واستفاد من نتائجها وغفل عن مصادرها الاصلية او كتم اصولها.
لقد كانت الاساطير الاستشرافية القديمة عدائية بصورة "ساذجة" وصارخة كما سيأتي عرضه في سياق الكلام عن أسباب اهمالها من قبل الاستشراق الجديد الذي يصفه جوزيف شاخت في كتابه تراث الاسلام (1 - 63) (بالاستشراق العلماني). ومعلوم ان الكنيسة في العصور الوسطي قد سقطت بفعل الحراك المعرفي الذي اشيع في ربوع الاندلس، بيد ان العلمانية تملكت زمام الامور فيما بدات الاساطير القديمة "الساذجة" تختفي رويدا رويدا الا بقايا لها أدخلتها الماكينة العلمانية المهيمنة والحديثة -من القرن التاسع عشر الميلادي في نشاطاتها الفكرية الخيالية والاسطورية في آن، والتي أنشات أساطيرها الخاصة تجاه "أصل الحياة" و"أصل الوحي" و"أصل الانسان"و"مصدر القرآن ".
وظهرت الاساطير الكاذبة هذه المرة ضد النبي محمد صلى الله عليه وسلم في صور وضعية واكاديمية ظهر ذلك في كتابات عديدة، منها تاريخ القرآن لنولدكه وكتب مونتجمري واط ومكسيم رودنسون وغيرهم. بيد ان الامر هنا يستدعي على عجالة عرضا مختصرا لما انتجته الذهنية العلمانية العربية (الاستشراقية كما سماها أحدهم وهو هادي العلوي) تجاه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ان فشلت كل المحاولات الاخرى لاختطاف الاسلام والتغطية على الحضارة المنبثقة من القرآن.
فبعد ان فشل العلمانيون العرب في ترويج مشاريعهم في مواضيع " الدولة في الاسلام" و"التراث والمعاصرة" ومحاولة احياء" الفرق الضالة" وتشويه " تاريخ الصحابة" ذهبوا يفتشون فيالاساطير الاستشراقية والعلمانية بحثا عن "نتف" يقيمون بها مشاريعهم الجديدة، للطعن فيمن أنزل عليه القرأن وهو النبي محمد فوجدوا بغيتهم في اساطيرها والتي انطلقت هذه المرة من "المذهب المادي" القاصر في تفسير النبوة والوحي.
كان الاستاذ فهمي هويدي قد كشف عقم خيال أحد هؤلاء الماديين وهو سيد القمني في الزعم بان رسول الله كان يسعى الى تمكين ما أسماه بـ (الحزب الهاشمي) في الجزيرة العربية باعتبار انه "حلم اجداده! " (مقالة بعنوان "التعدد لا التعدي" الاهرام 23 مارس 1989).
وأشارالاستاذ هويدي الي ان هذه الكتابات أخطر وأسوأ من رواية سلمان رشدي بعد ذلك كتب خليل عبدالكريم كتابه "قريش من القبيلة الى الدولة المركزية" ليجعل طموح النبي أكبرمن حزب هاشمي ليكون في الاسطورية الجديدة "امبراطورية قرشية"! والشيء اللافت للنظر ان خليل عبدالكريم نفسه كتب كتابه "فترة التكوين" وقد رسم فيه سيناريو للرسول يناقض السيناريو الذي رسمه في كتابه "قريش من القبيلة"
ففي هذا الكتاب الاخير جعل من النبي شخصا يطمح الى الملك ويسعى في وعي كامل الى هدف تأسيس "امبراطورية قرشية" وفي كتابه الاخر (فترة التكوين) يجعله لا يعرف شيئا عن اي مخطط او هدف، بل هو في فترة التكوين لخليل عبد الكريم طيع خاضع بين يدي خديجة وورقة بن نوفل -بمساعدة قساوسة من بُعْد- ولمدة خمسة عشر عاما في دراسة لاهوتية من العشاء حتى الفجر حتى نحجت تجربة قساوسة التجريب والتصنيع في اخراج نبي اسطوري!! (كيف يجتمع في رأس مفكر-علماني- نقيضين بهذه الصورة الفاضحة –كل سيناريو في كتاب! -الا اذا كانت النفسية كما وصفها الله جل علاه) ولاتنسي ان هذا الرجل هاجم الفتوحات الاسلامية والشريعة الالهية والصحابة، وقام بالاستهزاء الممنهج المختلط بالطعن في النبي خصوصا في كتابه فترة التكوين.
اما الدكتور طيب تيزيني فقد سبق خليل عبدالكريم في اختراع اسطورة مصطنعة بجداره لجعل النبي خاضع عن طريق زوجته المأمورة من "تنظيم دولي" ينطلق من روما ويمر بالاسكندرية وله سيطرة فكرية على مكة والحجاز! ما أدى بتيزيني الى اطلاق "فاعلية تاريخية" لمحمد افرزتها الظروف المادية وقتذاك! رصد تيزيني مشروعه المادي الجدلي من 12 مجلدا وهو مشروع "رؤية جديدة للفكر العربي .. " ورصد لتسجيل اأسطورته العلمانية عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم،الجزء الرابع منه وهو "مقدمات اولية في الاسلام المحمدي الباكر: نشأة وتأسيسا". كما صنع هشام جعيط المفكر التونسي اسطورته عن النبي في كتابه تاريخية الدعوة المحمدية، وفيه زعم ان الرسول كان يسافر، على فترات، تطول وتقصر!، الى سوريا، للدراسة اللاهوتية فقط!، مسلحا بلغات مختلفة عربية وسريانية ما نتج عنه القرآن الأولي بزعمه!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[22 Jul 2010, 06:50 ص]ـ
أهلا وسهلاً بالأستاذ الكريم طارق منينة في هذا الملتقى، وأشكره على كتابته، ونتطلع لمزيد من هذا العطاء.
اسأل الله أن يبارك في علمكم وأن ينفع بكم.
ـ[طارق منينة]ــــــــ[27 Jul 2010, 08:45 م]ـ
مرحبا اخي حاتم القرشي
وجدت الموقع عندكم جميل الموقع، حسن المادة، حسن الفائدة والإفادة بل والوفادة
فالحمد لله على ذلك
ـ[أحمد بوعود]ــــــــ[27 Jul 2010, 11:06 م]ـ
بدوري أحيي الأخ طارق، واشكره على إسهامه هذا، واسأل الله أن يبارك في جهده وعلمه وفكره.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Jul 2010, 11:44 ص]ـ
وفقكم الله أخي طارق ونفع بكم.
لا ينقضي عجبي من صَبْر وجَلَدِ هؤلاء الكُتَّاب على تسطير هذا الكذب والبهتان والأوهام والعجائب التي لا تستند إلى أي دليل، ويخرجون في ذلك مجلدات ضخمة منزوعة الدَّسم لا بركة فيها ولا فائدة علميَّة، ويجدون مع ذلك تبجيلاً واحتفاء في الصحف والمَجلات، وقد استمعتُ إلى بعضهم في بعض القنوات فلم أستطع أن أخرج بفائدة من كلامهم الطويل! نعوذ بالله من الضلال وأهله، ونسأل الله الثبات على الحق والهدى.
وجزاكم الله خيراً على جهادكم في بيان الحق بالحكمة والموعظة الحسنة في مقالاتكم.
ـ[طارق منينة]ــــــــ[28 Jul 2010, 05:27 م]ـ
أخي أحمد بوعود شكرا استقبالك ودعاءك ربنا يكرمك ويكرم بك
اخي عبد الرحمن الشهري وفقكم الله وسددكم
هم يصبرون اخي على علمانيتهم ومذاهبهم ولاشك ان المناخ الجماعي الذي يعيشونه والصحبة تربط بعضهم ببعض نوعا ما ولكن عند حلول المصائب يهرب اكثرهم ولايجد احدهم سندا كما حدث مع الروائية الكويتية المعروفة.
لاشك اخي ان جو "النبلاء! " الذي يترفعون به على الناس ويعطيهم شعور بالإكتفاء والإستغناء،رجال ونساء!، يباعد بينهم وبين المجتمع درجات ومن هنا ومن هذه المسافة يستطيعون الكتابة وهم في مأمن من تأنبيب الضمير!
وكلما انعزلوا ليلتحموا او يلتحقوا ب او مع اهل الكلام من المستشرقين والاساتذة العلمانيين وليسهروا (وهذا يحدث غالبا مع الشباب منهم! -مع الرومانسيين والعازفين والراقصين احيانا-قد يكون رقص صحبة وقعدة! - كلما انفتح لهم المجال للكتابة الحرة (بين قوسين) المدعومة بشعور "السند المعنوي" في نقد القرآن أو المقدسات فتتنزل عليهم الشياطين فعلا وتزل اقلامهم واقدامهم بعد ان صاروا محلا قابلا!، خفيف بالرقص والطيش خفيف بمايحمل من غثاء الافكار
ومع الاطلاع على النظريات الجديدة واستقبال علماء الغرب لهم احسن استقبال كلما فتنوا وانعزلوا انعزالا معنويا عن عقيدتهم ودينهم ومجتمعاتهم
وعندما تكثر القراءة تكثر الكتابة
وعندما يشعرون ان الاسلامي بدائي ومتخلف وانه سبب البلاء-بحسب مايوحي خيالهم لهم- فان اقلامهم تنفتح لها طاقة ابليسية وبها يمكنهم القيام بنقد خفي او نقد علني
ويتدخل مع ذلك الهوى ويزداد تحرشه حتى يقلب الصغير كبير والشاذ أصيل والفرع يصير الاصل كما رأينا مثلا نصر ابو زيد ياتي لنا من التفاسير ببعض الاسرائليات التي رفضها كل العلماء حتى العلماء الذين سطروها في تفاسيرهم وقد يكونون قد نبهوا عليها ايضا، الا انك تجد العلماني ينتقي ماهو خارج الدين اصلا مثل الاسرائليات المرفوضة ويصنع منها قاعدة او ينطلق منها لنقد ويستعين على ذلك-على هدم الاصل المنقود- بما ارتبط بالنص الاسرائيلي من حق رُبط به وليس منه! او نص لاصلة له في الاسلام به مثل ماقالوه عن اللوح المحفوظ مما لم يرد عن النبي،ويبنوا اتهاماتهم للإٍسلام على ماهو خارجه اصلا وفصلا، ويربط ذلك كله بالأساطير (الاسرائيلية والوثنية القديمة) ثم يستخلص نتيجة ان-مثلا- اللوح المحفوظ غيب خرافي وضع ليبعدك عن تاريخية النص وموضعته في الواقع بل وانبثاقه منه! وبكشفه وارجاع مصدره الى ظروف مادية يشعر العلماني بالاكتفاء وانه استطاع تمحيص التاريخ والوصول الى اعماق الوقائع!
ويصنع من ذلك مجلدات ضخمة كما قلت اخي
ولاشك ان هؤلاء عندهم طاقة وذكاء والا ماسطروا صفحة كاملة
لكن اجتماع فتنة الذكاء مع الهوي المتنامي المتراكم مع الوقت الذي يزداد تميعا وصلابة في آن
(يُتْبَعُ)
(/)
اجتماعهما مع القدرة على الكتابة مع وسوسة الكبراء القدماء منهم وحلاوة السهرة وانتعاشة العلاقة كل ذلك يعمل على استمرار الكتابة واختراع النظرية والفرضية وادعاء العلمية والموضوعية
انا في الحقيقة بسلسلتي احاول ان امسك بتلابيب الخداع وجلباب التدليس واضع تصويري على مواضع اقدام الجناة وآثار نفثات العداة
كما انني اترك كل مايحتمل التأويل وماكتب للف والدوران وكتب للتملص منه وقت الحاجة فهذا لايفيد في الكشف كثيرا لاني اذا فعلت اجد انه حتى من الجانب الاسلامي من يقول لي:الرجل لم يقصد مااستنتجته وماأولته من كلامه!
ولذلك اتعب كثيرا في الوصول-مع الذين يلعبون من داخلنا الاسلامي- على نصوص قالوها متعمدين واضحين مباشرين لو صح التعبير، لانها النصوص الفاصلة والتي لاتحتمل احتمالات ولا من وضعها من المؤلف فتن من فتن من الجانبين الاسلامي- الذي لايعرف القصة! - والعلماني الذي يبتسم من الحيلة!
فعند ايرادي للنص الصافي من التلاعب والمباشر في النقد يقف عقل الاسلامي الذي فتنه لف ودوران متعمد، وعقل العلماني الذي كان يبتسم فلاتتحرك قسمات وجهه بانبساطة وانما تصيبه الدهشة من عظم الكشف الذي لامرد لهم منه بتأويل او لف وتدوير!
ويمكن للقارئ الذكي ان يلاحظ انني لااستدعي كلام للشيخ الحوالي مثلا او القرضاوي او الشريف او الخراشي او الغزالي اوالبهنساوي او محمود شاكر او استدعي نصوصا من الردود على العلمانيين والمستشرقين وهي كثيرة جدا ومن السهل استدعاء اي نص للمراغمة العلمية او للمعاضدة الاسلامية ولكني افضل غالبا-لا دائما- استدعاء نصوص العلماني في العلماني خصوصا العلماني الاكبر فيمن هو تحته! او استدعاء نصوص الغربي المسلم او غير المسلم للغربي!
من هنا سيتعرف الاسلامي-لو صح التعبير- الذي ربما فتن ببعض العلمانيين - او لم تتضح له الصورة (وفيهم فضلاء كبار) كما لم تتضح لشيخ الاسلام بن تيمية الصورة الصحيحة في البداية عن ابن عربي ثم اتضحت مع الدراسة وقد اخبر هو عن ذلك! -على مايقوله لا الاسلامي وانما العلماني فيه بل والعلماني الكبير المقدم غالبا والذي لايظن فيه انه سيقول مثل هذا القول الذي اوردته انا سيقوله في العلماني الذي نحن بصدد تفكيكه واستخراج خداعه او اظهار آليته وطريقته، او موضعه وموقعه الحقيقى، وموقفه الفعلي من الاسلام والوحي الرباني ورسول الله.
لااعرف هل استطعت توصيل الفكرة التي اردت عرضها ام لا لكنه جهد المقل الذي باعه من العربية قليل ومن حب الله على ماازعم كثير غفير(/)
التحفظ على نسخ محرَّفة من القرآن الكريم بمكة المكرمة
ـ[المستصفى]ــــــــ[22 Jul 2010, 07:09 ص]ـ
تحفظت هيئة الأمر بالمعروف في مكة المكرمة على كمية كبيرة من المصاحف المحرَّفة مجهولة المصدر قبل بيعها على الزوار والمعتمرين.
وتأتي هذه الواقعة بعد حالات مشابهة لترويج النسخ المحرفة من المصحف المطهر شهدتها بعض مناطق المملكة، حيث تطبع هذه النسخ في دول مجاورة.
جدير بالذكر أن المملكة قد أنشأت قبل عقدين من الزمن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف والذي يطبع ملايين النسخ الموثقة من القرآن الكريم.
المصدر ( http://www.alweeam.com/news/news.php?action=show&id=17954)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[29 Jul 2010, 11:48 م]ـ
هذا يضاعف الجهد على مشايخنا الإحبة في المجمع لكي يعيدوا الطباعة إلى ما كانت عليه من الكثرة سابقًا.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 Jul 2010, 12:34 ص]ـ
صياغة هذه الأخبار بهذه الصورة فيه تهويل ظاهر ..
وليس من الحكمة إشاعة القول (بالنسخ المحرفة) وأكثر هذه النسخ لا تحوي أكثر من أخطاء طباعية قليلة وأخطاء في ترتيب الصفحات ..
ولا أُهون من شأن هذه الأخطاء؛ فهذا كتاب الله ..
وإنما أمنع توصيفها بهذه التوصيفات التي تُشيع رسالة مبطنة بتوارد التحريف بمعناه الواسع على كتاب الله مطبوعاً منشوراً بما يتضمن أيضاً إيهام أن هذه التحريفات مقصود، وكل ذلك لم يكن ..
فالأولى عدم التهويل في صياغة هذه الأخبار ووضعها في إطارها الصحيح، وعدم التهوين منها أيضاً ..(/)
سلسلة انهيار شرفات الاستشراق (2) /سورة العلق
ـ[طارق منينة]ــــــــ[22 Jul 2010, 10:50 ص]ـ
وأهدي لملتقى أهل التفسير على وجه الخصوص النص الأخير من هذا المقال، المقال الذي عُرض من قبل بجريدة السبيل الأردنية بدون النص المشار إليه، وقد أضفته هنا هدية لكم كما للإشارة إلى مصدر النص وهو كتاب غير مشهور لكنه لمؤلفة مشهورة جدا أتممت قراءته بالأمس فقط فلله الحمد والمنة.
انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية "سورة العلق"
بقلم طارق منينة
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ. (العلق 1:5)
لقد جاء الوحي الالهي بهذه الكلمات الاولى القليلة، ليعلنها للناس في التوقيت نفسه الذي أُعطى فيه الرسول النبوة والكتاب، وهي بذلك تكون قد افتتحت طريقا جديدا لانقاذ البشرية مع بقية الوحي القرآني وتوجيهات الرسول محمد، ما انتج حضارة قيمة علمية بفضل الله ثم بالوعي الفريد الذي فهم به المسلمون اشارات القرآن ومغزى آياته وشرائعه.
هذه حقيقة يرفضها الغرب الذي أخذ مفاتيح هذه القراءة القرانية ونتائجها الحضارية وانتج بها جوانب من حضارته العلمية، الا انه غيّر من مسار كثير من القواعد العقلية والقيمية التي تعلمها من مراكز العلم في الاندلس وغيرها، وانطلق يخبط خبطاً عشوائياً بلا قيم صحيحة ولاتصور آمن في تعامله مع الكون والانسان واعلن تمرده على الدين كله. وكان الاسلام قد علّمه التمرد على خرافات الكهنوت وانحرافات اللاهوت واساطير الناسوت وطغيان الملك والجبروت وتحالفه مع الاقطاع، واعطاه في الحصص الاندلسية والدروس الصقلية مفاتيح علوم الكون وقواعدها المنهجية بل وعلوم العقل والاجتماع، لكنه ابى بعد ان استوى عوده وانتصر على الكنيسة ان يقبل (أصل ومنشأ) الاصول التي تعلمها في بلاد صقلية والاندلس وغيرها من بلاد المسلمين، بل وصل الامر الى حد التنكر لمصدر افاقته العقلية والعلمية بل ومحركه الاول في الثورة على الكنيسة وكهنوته المقدس واستغلاله للانسان، وتراجع الى الارسطية والرومانية!
وللاسف فإن كثيرا من العلمانيين العرب تشابهت قلوبهم وعقولهم مع هذا الغرب وتنكر كثير منهم لفضل الاسلام على حضارة الغرب وعلى العالم ورموا الرسول بمفتريات (شاكر النابلسي نموذجا في كتابيه (لو لم يظهر الاسلام) و (المال والهلال))، بل راح بعضهم يكيل الاتهامات للاسلام نفسه بانه سبب الشقاء واساس البلاء مثل صادق جلال العظم في كتابه (نقد الفكر الديني) واخيرا في (ذهنية التحريم) و (ما بعد ذهنية التحريم)، وانه يجب التخلص منه بتجاوزه فيمكن الاحتفاظ به كفلكلور كما قال فؤاد زكريا (نموذجا مركزيا!)، والتحرر من نصوصه والتخلص من عقائده مثل ما قال نصر ابو زيد وكتابه (نقد النص) و (النص-السلطة-الحقيقة)، ومد نسبه الى الاسطورة وافرازات الوثنيات القديمة كما قال سيد القمني وكتابه (الاسطورة والتراث نموذجا)، واراحة الشرق والغرب من شرائعه وثوابته وعقائده بارجاعها الى مصادر اسطورية، وفضح ما اطلق عليه الاعيبها، الا انه يجب الاحتفاظ بالخيال الديني ولو كان وهما لانه لايمكن نفي الدين مطلقا (!!) كما قال محمد اركون وهاشم صالح، الا ان كلمات الله شاهدة بالحق والتاريخ يشهد بفرادة هذا الدين وانتاجه الحضاري العظيم.
لقد رفعت كلمات الوحي الاولى من قيمة الانسان وتبعتها ايات السور المكية والمدنية تعلن تكريم الله للانسان واعتباره خليفة في الارض وان الله منحه خواص نفسية وعقلية ومادية وروحية للبحث في سنن الله الكونية وقوانينه السماوية والارضية لتتسع مداركه في فهم الحكمة الالهية والاستفاده من ذلك في عمرانه الارض واجتماعه البشري وتطوره المادي والروحي.
لم تكن الايات الخمس الاولى هي المعنية فقط بالقراءة (اقرأ) وانما الوحي كله بدءاً من اللحظة التي جاء بها جبريل عليه السلام بهذه الايات الخمس مفتتحا بها مرحلة جديدة من تاريخ البشرية تتغير بها كافة العلاقات والانظمة وتنقلب بها كافة السلطات والاوضاع التي كانت سائدة وضاغطة على الانسان ومخيبة لطموحاته ومكبلة لعقله وروحه ومستعبده لانسانيته ومذلة لكرامته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكر الله الانسان بالتكريم الاول وبصورة من صور طوره الاول "العلق" كما ربط ذلك بالعلم، ولذلك دعته الايات القرانية الى التفكر فيما سيقرأ من ايات وعلامات واعلانات وتشريعات ووعود! لم يكن النبي محمد كما اخبر الله عزوجل وهو الصادق في خبره الصادق في وعده يدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن الله عزوجل دعاه الى القراءة والاقراء والفهم والتفهيم والذكر والتذكير، فكرمه باشارات اولية الى كرامة خلق الله الانسان كمخلوق فريد يمكنه استخدم وسيلة القلم لتسجيل ملاحظاته الروحية والمادية والتعامل مع قضاء الله وسننه وامره وشرعه.
لقد أُمر رسول الله بأن يكون القارئ الاول للقران وأُعلم ان هذه القراءة قراءة تكريمية الهية مرتبطة بالعلم واداواته وطبيعة بحثه من العلق والذرة الى الفلك والمجرة، كما اتضح من القراءات التالية التي قرأها جبريل على النبي وقرأها النبي على الامة فكانت خير القراءات واعظم الفتوحات التي شاهد العالم نتائجها الروحية والمادية. وفي التمهيد الى ذلك هدم القران كافة انواع الاساطير والخرافات التي احيطت بالكواكب والنجوم حتى نزع عنها الهابة البدائية التي رسختها حضارات الوثنية العالمية واثناء ذلك كان القران نفسه يدعو الى التعامل مع الكواكب والنجوم على انها مسخرة للانسان، فكان هدم اساطير الامم تمهيدا لنظرة جديدة للانسان والكون والطبيعة وسنن الله في الكون والتاريخ والاجتماع البشري.
وكما لم تمض الامور في مكة بلا اشواك او اطلاق اتهامات من قريش، فكذلك لما وجدت المسيحية الغربية واليهود سرعة انتشار الاسلام واخلاقه الآسرة واقبال الناس عليه؛ اطلقت اتهامات واخترعت اساطير استفادت منها العلمانية، فزادت عليها واخترعت اساطيرها عن الرسول والرسالة. وفيما يأتي سنعرض كيف حاول المستشرقون والعلمانيون تلفيق التهم ضد الرسول صلى الله عليه وسلم.
ونستبق ذلك بعرض قول للمستشرقية الألمانية زيغرد هونكه من كتابها (الإبل على بلاد قيصر)،المولودة عام 1913م وقد توفيت في شهر يونيو عام 1999م أي قبل بداية القرن ال21 بعام واحد بل بشهور قليلة، قالت عن بعض أسباب التشويه لصورة النبي في الغرب:" وكان ذلك الخوف يرجع إلى قوة الجذب التي يتمتع بها الإسلام، ذلك المنافس الخطير الذي انتشر بصورة مثيرة للفزع، ولقد كانت هناك أسباب عديدة دفعت الكنيسة إلى أن تسدل ستارا حديديا بين الشرق والغرب، منها القلق إزاء تلك التأثيرات المستمرة غير المباشرة للعرب وإزاء قوة الجذب التي يتمتع بها دينهم- الذي إعتنقه طواعية وبأعداد كبيرة من فتح الإسلام بلادهم- بالإضافة إلى حيرتها إزاء التعلق الشديد من جانب المسلمين بدينهم واستعدادهم لبذل انفسهم رخيصة في سبيله، وليس آخرا فإن الكنيسة كانت تخشى من تقاليد العدو المحيرة وثرواته الضخمة وإنجازاته العديدة التي يمكن أن تحدث تأثيرا خطيرا ... ولم يقتصر الأمر عند حد تلك العزلة المكانية، فقد أسدلت الكنيسة أيضا ستارا حديديات فكريا على عقول مواطني الغرب، لأنها كانت تعتبر أن المسيحي وحده هو الإنسان الذي يتمتع بكافة الحقوق الإنسانية، وهو من إختارته العناية الإلهية ... لذلك فإنهم عملوا على تصوير أعدائهم في صورة شياطين وعبدة شياطين، وكان تشويه الحقائق على هذه الصورة التي بلغت حد الدعاية الظالمة كفيلا بأن يجعل الناس تصدق مايلصق بعدوهم من سوء ... ولقد كان ذلك الخوف هو الذي دفع الكنيسة إلى تصوير محمد صلى الله عليه وسلم على أنه المسيح الدجال أو أحد الهراطقة والصنم الذي تقدم له الأضاحي البشرية" (الإبل على بلاط قيصر،نقله إلى العربية د. حسام الشيمي،مكتبة العبيكان،2001م، ط1،ص 37 - 38)(/)
مصادر القرآن الكريم " أساطير الأولين
ـ[عبير ال جعال]ــــــــ[23 Jul 2010, 07:56 م]ـ
دانيال، نورمان
مصادر القرآن الكريم " أساطير الأولين"
من الشبهات الأخرى التي يثيرها المستشرقون أمثال نورمان دانيال ومن نحا نحوهم أن النبي (صلى الله عليه وآله) ما جاء بجديد في القرآن وإنما أخذ بعضاً من اليهودية، وبعضاً من النصرانية، وبعضاً من قصص الفرس , فكان القرآن. وقد ذكر لنا ربنا جل جلاله هذا في كتابه الكريم فقال سبحانه:-
(وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْماً وَزُوراً) (الفرقان:4)
(وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) (الفرقان:5)
(وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) (النحل:103)
الرد
إن عنصر المعجزة لا يفارق القرآن، فإذا ثبت أن محتويات القرآن مقتبسة من اليهود والنصارى والفرس فإن صياغة القرآن ليست منهم لأن لغاتهم أعجمية، ولغة القرآن عربية في مستوى الإعجاز. وإذا بقي عنصر المعجزة في القرآن ـ ولو من ناحية واحدة، وهي ناحية الصياغة ـ يكون دليلاً على أنه من الله، ولا تبقى حاجة إلى إثبات أن القرآن معجزة في محتواه، كما هو معجزة في صياغته.
وقد اختلطت التهمة بالدفاع، فـ (لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) (النحل:103) وهذا يعبر عن مدى صدمة القرآن لعقلية الجزيرة العربية.
والواقع: أن القرآن معجزة واضحة في صياغته، وهذه .. ما فهمتها الجزيرة العربية ومن ورائها الأدباء العرب في كل مكان وزمان.
ولكنه: معجزة أضخم في محتواه وهذه .. ما تفهمها العقول العلمية والقانونية إلى يوم القيامة.
غير أن الشبهة التي وسوست في الصدور ولا تزال نتجت من ملاحظة أن الناس شاهدوا في بعض آيات القرآن ما كانوا يتلقونه من ألسنة الأحبار والرهبان ـ بفارق بسيط ـ وما تتبادله الأمم من أمثلة وحكم.
ولا تزال الطوائف والشعوب تحتفظ في تراثها الديني والقومي بأمثال وقصص وحكم وردت في القرآن، وتاريخها يرجع جذورها إلى ما قبل نزول القرآن، فهي لم تأخذها من القرآن، فلا بد أن القرآن اقتبسها منها ونسبها إلى نفسه بعد أن طوّرها وأجرى عليها بعض التعديلات.
والجواب على هذه الشبهة:
إن التراث الديني الذي يحتفظ به الأحبار والرهبان وكل علماء الأديان من تركة الأنبياء (عليهم السلام).
وهذا ما لا ينكره علماء الأديان، وإنما يتبارون في تأكيد انتسابه إلى الأنبياء.
وأما التراث القومي الذي تحتفظ به الشعوب فلا يصح تجاهل تأثره بالأنبياء إلى حد بعيد، وخاصة في لمعاته الذكية لأن العناصر المفكرة في كل الشعوب، لم تكن بعيدة عن الأنبياء، لأن الله كان يواتر أنبياءه إلى كل الشعوب، والعناصر المفكرة كانت تأخذ منهم ـ آمنت أم لم تؤمن بهم ـ فترسبت تركة الأنبياء في مشاعر الشعوب، واحتفظت ببعضها في التراث، وإن لم تحتفظ بسلسلة سند كل قصة وحكمة.
ولهذا نجد في التراث القومي لكل شعب، لفتات روحية لا شك أنها من رواسب تعاليم الأنبياء. بل لو قارن الباحث خطوات الشعوب نحو الأمام مع حركة الرسالات؛ يتأكد من أن كل خير نالته البشرية عليه بصمة أحد الأنبياء، وإن طالت الفترة بين انبثاقه من النبوة ونضوجه كظاهرة على سطح الحياة.
فخير ما في التراث الديني وغيره للشعوب، هو تراث الأنبياء. والأنبياء جميعاً أخذوا عن الله. والله تعالى أعطى لكل نبي بمقدار استعداد قومه للأخذ، وأعطى لمحمد بن عبد الله r أكثر مما أعطى لغيره. فكان في القرآن الكريم ما تركته الأنبياء لشعوبهم وزيادة فوجود مواد من التراث الديني وغيره لسائر الشعوب في القرآن؛ إن دلّ على شيءٍ فإنما يدل على وحدة المصدر، وهو الله سبحانه وتعالى.
للفائدة من هنا
http://www.rasoulallah.net/v2/index.aspx?lang=ar
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[26 Jul 2010, 09:28 ص]ـ
بارك الله بك استاذة المعتزة بالله على هذا الموضوع ولعل التشابه في بعض الأمور الدينية بين الأديان السماوية الثلاث ناتج عن وحدة المصدر، ومن المتعذر أن يكون نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم قد اقتبس تعاليمه من الإنجيل وقد اعترف بعض المستشرقين بذلك، فقد قال البروفيسور مونتجمري واط: إن من المستبعد أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم قد قرأ الكتب الدينية اليهودية أو النصرانية ومن الأرجح أنه لم يقرأ أي كتاب آخر.فقد كان نبي الإسلام أُمياً لا يعرف القراءة ولا الكتابة، ولم يكن لديه أي اتصال بأي مسئول ديني، كما لم تتوفر لديه فرصة لتلقي العلم من أحدهم.
هذا ما يقوله الأعداء جلياً واضحاً فهل يكون له أثر في قلوبنا فنمسك بالقرآن ونحافظ عليه ونتعاهده؟؟؟(/)
عرض كتاب: القرآن وفهم الإنجيل .. رؤية نصرانية
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[24 Jul 2010, 02:14 ص]ـ
القرآن وفهم الإنجيل .. رؤية نصرانية
ترجمة: أمل خيري/إسلام أون لاين
المصدر: إسلام أونلاين ( http://mdarik.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1277898743440&pagename=Zone-Arabic-MDarik/MDALayout#ixzz0uYA3VLbu) 19-07-2010
http://mdarik.islamonline.net/servlet/Satellite?blobcol=urldata&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey=id&blobtable=MungoBlobs&blobwhere=1277904155639&ssbinary=true
بودمان
اتفق المفسرون في بيان مقصود الآيات الواردة في سورة المائدة والتي تصف النصارى-أتباع عيسى عليه السلام– على أنهم أقرب الأمم للمسلمين في المودة، وأسمع لدعوتهم الحقة، وإن كانوا يتباينون في سبب نزولها، ومدى عموميتها من خصوصيتها.
بعضهم رأى أن هذه الآيات تخص طائفة معينة من النصارى ممن سمعوا القرآن الكريم؛ فعلموا أنه الحق فأسلموا، وبعضهم يوسع من مدلول الآيات ليشمل جميع النصارى؛ سواء من آمن منهم بدين الإسلام أو ظل على دينه لكنه آمن بصدق القرآن.
وعلى أساس الرأي الثاني يطرح ويتبنى بودمان- الأستاذ المساعد في الدين المقارن بمعهد أوستن للدراسات اللاهوتية بتكساس- رؤيته حول النصارى وقراءة القرآن في دراسة بعنوان "قراءة القرآن كمغترب مقيم"؛ والتي نشرت بمجلة "العالم الإسلامي" الصادرة عن معهد هارتفورد اللاهوتي في عددها الفصلي الرابع لعام 2009.
المغترب المقيم
يتساءل بودمان: هل يقرأ المسيحيون القرآن كما طلب منهم القرآن نفسه أو كما وصفهم القرآن الكريم؟ معتبرًا أن المسيحيين الذين أخذوا على عاتقهم مهمة دراسة الإسلام والتفاعل مع نصوصه لا يختلفون في حالهم عن حال المهاجر من مكان لآخر؛ فهو مقيم في المكان الجديد لكنه ما زال مغتربا عنه، وهكذا فهؤلاء المسيحيون حين يقرؤون القرآن فهم يحاولون الاقتراب من آياته ومعانيه، لكنهم مع ذلك ظلوا غرباء عنه؛ لأن سياق نزول القرآن يختلف عن واقعهم الذي يعيشونه.
ويرى بودمان أن المسيحيين يسعون للغوص في أعماق القرآن، لكن تتنازعهم هويتهم وقناعاتهم المعرفية المستقاة من الإنجيل؛ لذا يدعو المسيحيين لقراءة جديدة للقرآن بروح مختلفة وبعقل متفتح؛ فربما يؤدي ذلك لوضع أساس جديد للحوار الإسلامي-المسيحي.
ينتقد بودمان الكتب والدراسات التي تتناول القرآن الكريم دون تفرقة بين قارئ مسيحي أو مسلم، ويندرج تحت ذلك أيضا محاولات تفسير المسلمين للقرآن التي لا تفرق بين مسلم ومسيحي، ويعتبر أن هذا لا يكفي لقراءة القرآن باعتباره كتابا مقدسا ووحيا من الله يستلزم قراءته بمزيد من الجدية والاهتمام، ليس فقط من حيث الألفاظ بل من حيث المعنى والسياق؛ لذا فإن على المسيحيين أن يقرؤوا القرآن في سياقه الإسلامي-وهذا لا يعني ضرورة تحولهم للإسلام- بل يعني الدخول في الفضاء القرآني من أجل فهم ما يقوله الله، أي أن يقرؤوا القرآن بعيون المغترب المقيم.
القرآن يرحب بالجميع
ويضيف بودمان: إذا كان القرآن هو كلام الله فمن الإنصاف أن نشير إلى أن القرآن نزل بالعربية على عرب الحجاز بواسطة نبي عربي، ولكنه في نفس الوقت نزل للبشرية جمعاء بل نزل حتى للجن، فحتى مع عدم إيماننا به أو اعتباره مرجعا لنا يظل كتابا مقدسا يقيم الحجة علينا على حد قوله.
وهناك كثير من المسيحيين الذين يقرؤون القرآن بشكل عرضي ربما بدافع الفضول، وهناك البعض الذين يقرؤونه بوجهة أكاديمية، والبعض الآخر يقرؤه بغرض المجادلة (أي تصيد الأخطاء)، ولكن كل هؤلاء لا يقرؤون القرآن كما ينبغي أن يُقرأ، ولا كما أراد الله لهم أن يفهموه.
فالأكاديميون قد يقرؤونه بغرض الإنتاج الفكري أي الكتابة حول ما قرؤوه، بينما غيرهم قد يقرؤونه من أجل التعبير عن أفكارهم الخاصة، أو من أجل تجميع حصيلة معرفية تفيدهم فيما بعد، وهناك القراء الموسميون أو من أطلق عليهم جريفيث مصطلح "القراء الاستهلاكيون".
ويؤكد بودمان أن قراءة النص الديني تختلف عن القراءة الاستهلاكية من حيث طريقة القراءة ومن حيث الموقف من النص المقروء، فالنص الديني هو مصدر ثابت وثري في محتواه، ويحمل ألفاظا ومعاني ذات قيمة جمالية، وأيضا هو نص يقرأ بطريقة مختلفة سواء من حيث حفظه كما أنزل أم من حيث تلاوته بخشوع.
(يُتْبَعُ)
(/)
والقرآن الكريم أوجب قراءته بتلاوة وخشوع "الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ"،كما أنه نزل للبشرية جمعاء باعتبارها أمة واحدة ليحكم بين الناس "وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ"، ووصف القرآن كذلك بأنه لا يمكن الإتيان بمثله، وأنه أحسن الحديث، وأنه آيات بينات، وأنه مصدق لما بين يديه من الكتب السماوية، وأنه واضح مبين، وبالتالي فالقرآن يرحب بجميع القراء، سواء منهم الأكاديميون أو الذين يقرؤونه عرضيا، فهو يصف نفسه ويحدد كذلك الغرض الذي أنزل من أجله.
دعوة للتدبر
يؤكد بودمان أيضا على أننا يجب أن نتذكر أننا نقرأ نصا مقدسًا يتحدث إلينا ويجعلنا ندور معه في فلك معانيه، وهذا يتطلب منا قراءة متأنية وعميقة، كما أنه يحتاج لإعادة القراءة عدة مرات حتى يتم الوصول للمعنى الصحيح خاصة بالنسبة لأتباع الأديان الأخرى.
فكلما قرأنا نصا من مذهب مختلف عنا يجب أن نعي تماما دورنا في القراءة، فمعنى النص لا يتولد فقط من النص نفسه بل من تفاعلنا كقراء مع النص، فالقارئ يصطحب معه أثناء القراءة خبراته وذكرياته وتوقعاته ومرجعياته الخاصة، كل هذا يشكل جانبا من جوانب توليد المعنى؛ بما يؤدي إلى سد الثغرات والفجوات وغموض النص ولو على الأقل بشكل مؤقت.
ويضيف بودمان أنه كمسيحي حين يقرأ القرآن فإنه لا يمكنه قراءته بنفس أسلوب المسلم الذي يقرؤه، حيث تتأثر قراءته للقرآن بطريقة قراءته للإنجيل، وهو ما يختلف كليا عن الكيفية التي يقرأ بها المسلم كتابه؛ حيث يتم تقطيع الآيات وتلاوتها بخشوع وتدبر يفتقر إليه هو كمسيحي.
ولكن بودمان يؤكد على أنه إذا قرأ القرآن بتدبر وخشوع وتبجيل مع احتفاظه بمرجعيته الدينية فإن ذلك يمكن أن يكون نقطة بداية تفتح الباب للحوار بين الأديان، ويتساءل هل من الممكن أن أكتسب رؤى جديدة حول الإنجيل من خلال قراءة المسلمين الدينية له؟ ويجيب بأنه لو كانت هذه القراءة من قبل المسلمين بنفس التقدير والاحترام فمن الممكن أن يحدث ذلك.
هناك أربع طريق مختلفة لقراءة النص - ربما تكون متراتبة - فبداية يتم قراءة النص وتحليل دينامياته الداخلية وسياقه، ثم قراءته في سياق تفسيره الديني وتطبيقه في المجتمع، ثم يتم قراءته في سياقاته المعاصرة وفقا لتصوره وتطبيقه على حد سواء داخل المجتمع، ثم المرحلة الأخيرة بقراءته كنص فعال في السياق العقدي والديني سعيا للفهم الإيماني المتعمق.
وإذا قرأنا القرآن بقدر أكبر من الجدية المطلوبة نستطيع الدخول في حوار ديني من دون التخلي عن أي من الطرق الأخرى للقراءة، ولا عن خلفيتنا الدينية التي نصطحبها معنا. ونحن ندرك أن مرجعياتنا الدينية لا تتضمن فقط فهمنا الشخصي، بل أيضا فهم مجتمعنا للدين وذاكرتنا الجماعية، بمعنى أصح نحن نقرأ بمفردنا ولكنا لسنا وحدنا في الحقيقة.
النصارى والقرآن
القرآن يتوجه أيضا بخطابه الخاص للمسيحيين حين يصفهم بقوله "وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ" فهؤلاء إما قسيسون وإما رهبان، ومن ثم فهم أولا يحبون الذين آمنوا، وثانيا هم قريبو الصلة بالمؤمنين، ثم هم أخيرا ليسوا مستكبرين.
وهذا الوصف لا يقتصر فقط على مجموعة محددة من المسيحيين، بل تتسع لجميع من يقولون إنهم نصارى، حيث هويتهم واضحة؛ فهم ليسوا من ضمن الذين آمنوا، وهو الوصف الذي يطلق على المسلمين فقط.
وكان رد هؤلاء حين سمعوا القرآن الكريم أن تساقطت الدموع من أعينهم تأثرًا بما عرفوا من الحق الذي كانوا يتوقعونه؛ لذا فقد دعوا أن يجعلهم الله من الشاهدين، ولكنهم على الرغم من ذلك ظلوا على دينهم ولم يتحولوا إلى الإسلام، وصحيح أن المفسرين ذكروا أن سبب نزول الآية خاص بالنجاشي وموقفه مع المسلمين الذي هاجروا إلى أرض الحبشة فرارا من كيد المشركين، كما ذكروا في بعض الروايات أنه قد تحول إلى الإسلام، لكن مع ذلك يرى بودمان أن النص يبقى حكمًا عامًا يشمل جميع المسيحيين الذين أقروا بنزول القرآن حتى أولئك الذين ما زالوا على دينهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
يشترك كل من المسيحيين و"المؤمنين" في أن كلا منهما يؤمن بالحق ويعترف بالقرآن، وكلاهما يؤمن بالله ولديه الرغبة في دخول الجنة؛ وبالتالي لم يكن القرآن غريبا بالنسبة لأولئك المسيحيين، وهم لم يكونوا مغتربين في قراءته؛ ولذا فقد بكوا عند سماعه تأثرا وخشوعا، فهل الأمر نفسه ينطبق على مسيحيي الغرب؟ أو بالأحرى ما توقعات القرآن حول كيفية قراءة المسيحي بشكل عام للقرآن؟.
يرى بودمان أن القرآن الكريم يفترض أن المسيحي لديه العلم الكافي ليعرف الحق الذي نزل في القرآن ويتفاعل معه عند تلاوته أو سماعه لدرجة أن تتساقط دموعه عند سماعه، والقراءة بخشوع هي التي تؤدي إلى ذلك، بل أيضا تساعد على فهم العلاقة بين تقديس القرآن من قبل غير المسلمين وبين إخلاصهم لعقيدتهم الأساسية، حيث لا يعني تقديس النصوص بالضرورة الإيمان بها أو التحول عن العقيدة الأم، كما أن تقديس القرآن لا ينكر الاختلافات بين الإسلام والمسيحية.
مع سورة الرحمن
يبدأ بودمان نفسه إعادة قراءة القرآن بروح متفتحة وقلب واع، ويختار سورة الرحمن ليغوص في معانيها التي يرى أنها تزيد من إيمانه بالله، بل تساهم في توسيع فهمه للإنجيل دون أن يترك دينه، ويركز على المعاني الإيمانية واللطائف الكونية المستمدة من السورة، ويقول إن هذه السورة هي الأقرب إلى قلبه؛ لما تتضمنه من معان ودعوات لفتح القلوب ليست فقط من ناحية روحية بل من ناحية عقلية بالتأمل في كتاب الكون المفتوح.
يتوقف بودمان عند معنى كلمة الرحمن والتي لا تعبر فقط عن اسم من أسماء الله بل عن الله ذاته، وأنه وصف نفسه في السورة بالمعلم والخالق، وصفة المعلم سبقت صفة الخالق "علم القرآن، خلق الإنسان" وهذا يبين جزءا من الاختلاف بين صفة الله في العهد القديم عن القرآن، ففي حين هو المعلم والخالق في القرآن فهو الخالق فقط في العهد القديم، بينما المسيح هو المعلم؛ لذا تأتي هذه الآية لتؤكد أن الله هو الذي علم البشرية كل شيء بدءًا من آدم "وعلم آدم الأسماء كلها"، وبالتالي ما يُعلِّمُه المسيح هو امتداد لما تعلمه من الله.
أيضا كلمة "البيان" تستوقف بودمان كثيرًا ويرى أنها أشمل في المعنى من كلمة " logos" في التوراة التي تترجم على أنها الكلمة "في البدء كانت الكلمة" فالبيان أعمق وأدل، ثم تتوالى المقارنات والزوجيات في الآيات التالية "الشمس والقمر بحسبان، والنجم والشجر يسجدان ... " وكأنها تعبير عن جزء من هذا البيان، حتى تأتي كلمة الثقلين لتدل على شمولية خطاب القرآن الكريم للإنس والجن جميعًا؛ ولذا فإنها دليل على أن القرآن يخاطب المسيحيين أيضا لأنهم من الإنس، ثم يأتي تكرار الآية "فبأي آلاء ربكما تكذبان" إحدى وثلاثين مرة لتخاطب الثقلين وتستنكر تكذيب البعض بآيات القرآن والكون.
ويحاول بودمان أن يوسع من فهمه لمعنى كلمة الثقلين؛ ويتساءل لِمَ لا يكون المقصود بضمير المخاطب في كلمة "ربكما" ليس فقط الإنس والجن بل ربما المسلم وغير المسلم؟
فكلمة (الثقلين) هذه حتى وإن حملت فقط على معنى الإنس والجن فهي دعوة من الله أن يتناسى الجن والإنس نقاط التباين بينهما ويشتركا معا في قراءة القرآن وتدبر آياته والإيمان بها، أفلا يمكن أن ينسحب ذلك أيضا على المسيحيين والمسلمين؟!، فيقرأ المسيحي القرآن بتدبر وخشوع ويتعلم من معانيه التي تقوي إيمانه بالله وينطلق في حواره مع المسلمين من أرضية مشتركة هي الإيمان بالله وعدم التكذيب بآياته، فخلافاتنا لا تمنحنا الحق في أن نستبعد غيرنا من شمول رحمة الله وفضله لهم، وقراءة المسيحي للقرآن لا توسع فقط من فهمه للإسلام بل أيضا من فهمه للمسيحية، وتجيب عن كثير من الأسئلة المحيرة في المسيحية، ومع ذلك يظل على عقيدته متذكرا أننا جميعا طلاب نسعى لطلب العلم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Jul 2010, 05:39 ص]ـ
بداية أشكرك يا أبا أحمد على إتاحتك هذا المقال للقراء هنا فجزاك الله خيراً.
قرأتُ هذا المقال ثلاث مرات، وتأملتُ في عبارات الدكتور بودمان كثيراً، وظهر لي حجم التقصير الواقع في جانب تقديم القرآن الكريم للنصارى بالطريقة المناسبة التي تدعوهم للتدبر في معانيه طمعاً في هدايتهم للحق الذي فيه، وأعجبني حرص الدكتور بودمان على تدبر القرآن مع تأكيده أن هذا بالضرورة لا يستلزم التحول عن عقيدته النصرانية. ولكنه خطوة مهمة نحو الفهم الصحيح لرسالة القرآن. والمتأمل لخطابنا الإسلامي - أو على الأقل الذي أعرفه أنا - الموجه لغير المسلمين يجد فيه نَفَساً - في الغالب- لا يشجع على الإقبال على القرآن، ولا يتناسب مع عقلية هؤلاء في الفهم.
إِنَّ رسالة الإسلام العالمية تفرض علينا دراسة أنجع السبل التي توصل القرآن ومعانيه لأوسع شريحة من هؤلاء الباحثين والراغبين في العلم وطلابه من النصارى وغيرهم بطريقةٍ هادئةٍ مهذبةٍ تُحبِّبهم في القرآن، وتفتح لهم طريق الانتفاع بما فيه من الهداية دون إشعارهم بالدونية والنقص التي تنفرهم عن هدايته، والموفق من وفقه الله للرفق في شأنه كله.
ولم أشأ التوقف مع فهم الدكتور بودمان لبعض الآيات في سورة الرحمن أو المائدة ومخالفته لما ذكره المفسرون، فهذه مسألة جزئية، ولكنني أجزم أنَّ لدى أمثال الدكتور بودمان من الباحثين النصارى وغيرهم رؤى ونظرات قد تفتح الباب للباحث المسلم الجاد لمعانٍ لم يسبق التعرض لها في كتب التفسير، لطبيعة تفكير هؤلاء عن تفكيرنا، ولأنهم ينظرون للقرآن من زاوية لا ينظر المسلم إليه من خلالها.
نسأل الله أن ينفعنا بهدي كتابه، ويرزقنا فهمه والدعوة إليه بأحسن سبيل،،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[24 Jul 2010, 06:09 ص]ـ
كاتب المقال الباحث أستاذ بودمان باحث يستحق الإحترام، بغض النظر عن كوني أتفق معه في كل ما كتب أو لا أتفق، بصراحة هو إنسان موضوعي لم يسمح لصعوبة الواقع أن يسيطر عليه كباحث تجرد للحقيقة قدر استطاعته، تحياتي لأمثاله.
وأشكر أخي بن جماعة على هذا الموضوع المهم والرائع الذي يبين قوة القرآن الكريم.
ولا أنسى أن أشكر أخي الدكتور الشهري الذي لم ينسى أن يلفت نظر الباحثين للموضوع الرائع الذي أشار إليه.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[24 Jul 2010, 06:30 ص]ـ
إِنَّ رسالة الإسلام العالمية تفرض علينا دراسة أنجع السبل التي توصل القرآن ومعانيه لأوسع شريحة من هؤلاء الباحثين والراغبين في العلم وطلابه من النصارى وغيرهم بطريقةٍ هادئةٍ مهذبةٍ تُحبِّبهم في القرآن، وتفتح لهم طريق الانتفاع بما فيه من الهداية دون إشعارهم بالدونية والنقص التي تنفرهم عن هدايته، والموفق من وفقه الله للرفق في شأنه كله.
يا ليت قومي يعلمون.
كأن لديك موهبة الاستشعار عن بعد، يا أبا عبد الله. فأنا منذ الصباح مهموم جدا بهذه الفكرة. ثم اطلعت على المقال في المساء، فزادني همّا.
وكما قلتُ ذات يوم: ((كم من المشاريع والأفكار التي نشعر بقيمتها، ونعلم يقينا عدم القدرة على تحقيقها بمفردنا .. ))
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Jul 2010, 08:02 ص]ـ
للفائدة:
هناك كتاب بعنوان (النصارى في القرآن والتفاسير) تحرير عواد علي وحسن البطوش وعلاء الرشق، من تحرير المعهد الملكي للدراسات الدينية في الأردن، ونشر دار الشروق في الأردن عام 1998م.
وهو يشتمل على تفسير 78 آية من القرآن الكريم تأتي على ذكر موضوع النصارى.
وأصدرو مثله عن موضوع (عيسى ومريم عليهما السلام في القرآن والتفاسير). وهما يستوعبان الحديث عن كل ما يتعلق بالنصارى في القرآن الكريم وكتب التفسير المهمة.
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[24 Jul 2010, 04:26 م]ـ
أشكر الأخ الكريم محمد بن جماعة على إتحافنا بهذا الموضوع، وإن فيه لعبراً لمن تأملها، وبواعثَ على العمل الجاد.
إِنَّ رسالة الإسلام العالمية تفرض علينا دراسة أنجع السبل التي توصل القرآن ومعانيه لأوسع شريحة من هؤلاء الباحثين والراغبين في العلم وطلابه من النصارى وغيرهم بطريقةٍ هادئةٍ مهذبةٍ تُحبِّبهم في القرآن، وتفتح لهم طريق الانتفاع بما فيه من الهداية دون إشعارهم بالدونية والنقص التي تنفرهم عن هدايته، والموفق من وفقه الله للرفق في شأنه كله.
أشكر أبا عبدالله على هذه النظرة، وأنا أقترح أن يكون هذا الموضوع مطلع ورقة عمل جادة لسُبل عَرْض القرآن ومعانيه على النصارى بأفضل وسيلة ممكنة تحقق ماذُكر سابقاً، وأحسب أن الأستاذ محمد بن جماعة لديه الكثير في ذلك بحكم مقر إقامته وخبرته في ذلك.
فأرى أن يُطرَح موضوعٌ جديد بعنوان (عرض القرآن على النصارى رؤية ووسائل) وتطرح فيه الأهداف ثم وسائل تحقيقها والعوائق، ويشارك فيه الإخوة جميعاً فلعنا نبدأ بالتنظير فيهيء الله من يطبق ذلك في الدعوة العملية.(/)
دراسة القرآن في خطابي الجابري ونصر أبو زيد من الاختلاف في الرؤية إلى التوافق الإيديولوجي
ـ[المستصفى]ــــــــ[24 Jul 2010, 06:28 ص]ـ
هذا مقال قرأته في جريدة الحياة أحببت نقله للإخوة في الملتقى للاطلاع؛ لتعلقه بالقرآن الكريم في كتابات بعض الكتاب المعاصرين.
دراسة القرآن الكريم في خطابي محمد عابد الجابري ونصر حامد أبو زيد من الاختلاف في الرؤية إلى التوافق الإيديولوجي
للكاتب يوسف بن عدي
أحدث كتاب «مدخل إلى القرآن الكريم. في التعريف بالقرآن» للمفكر المغربي محمد عابد الجابري لغطاً وصخباً كبيرين في الساحة العربية، لكن ليس في مستوى ما أحدثه كتاب «مفهوم النص في علوم القرآن» لنصر حامد ابوزيد من ضجة أدت به إلى محاكمات ثم صدامات عنيفة في مصر مابين التيار اليساري العقلاني والتيار الأصولي المحافظ. إنها سلسلة من المواجهات التي تطفح بها ثقافتنا العربية الحديثة، بدءاً بنص الإسلام وأصول الحكم لعلي عبدالرزاق، ومروراً في الشعر الجاهلي لطه حسين، وغيرهما من القراءات التي تسلط الضوء على تراثنا القديم بمحاولاتها تقويض نظام اللاعقل ونقد مفعولات اللامعقول وامتداداته المتجذرة في الاجتماع والسياسية والمعرفة.
لا نسعى في هذا المقال إلى رصد إيقاع الضجة أو قياس ردود الأفعال إزاء هذا النص الفكري أو ذاك. وذلك لأن هذا الأمر لا يندرج من ضمن غايات المقال. وإنما سنعمل، من خلال هذه السطور، المقاربة المنهجية والتصورية ما بين رؤية الجابري في نصه «في التعريف بالقرآن» (2006) -، وما بين رؤية نصر حامد أبو زيد في كتابه «مفهوم النص في علوم القرآن» (1994). فلما كان المقام لا يسمح لنا في تفصيل القول في معالم المنهج والفرضيات التي تم الاستناد عليها من قبل المفكرين. فإننا سنتوقف عند بعض المقاطع الأساسية من كلا النصين حتى نكشف الاختلاف أو التوافق بين الجابري ونصر حامد أبو زيد في دراستهما للقرآن.
الجابري في كتابه مدخل الى القرآن الكريم يندرج في إطار الأفق المنهجي والتصوري الذي سبق وأن بلوره في نصوصه المتقدمة: المعالجة البنيوية والمعالجة التاريخية والوظيفة الإيديولوجية. فمن حيث المنهج فإنه يتأسس على الموضوعية والحياد، أعني يقول الجابري: «تعاملنا مع هذا المعهود بكل ما نستطيع من الحياد والموضوعية هو الطريق السليم في نظرنا، يجعل القرآن معاصراً لنا أيضاً، لا على صعيد التجربة الدينية. فذلك ما هو قائم دوماً، بل أيضاً على صعيد الفهم والمعقولية» (راجع، صفحة 20 من كتاب مدخل الى القرآن الكريم). أي أن خطوات المنهج عند الجابري له علاقة بالموضوعية والاستمرارية (راجع كتاب نحن والتراث، طبعة أولى،1980 صفحات من 30 الى 37). ومن هنا ذهب بعض الباحثين الى أن نص الجابري الأخير، لم يأت بجديد يذكر. ولعل هذه الفئة لم تردد إلا ما قاله الجابري نفسه من حيث خطوات المنهج ومنطلقات الرؤية، بأنه يسلك المسلك نفسه الذي سلكناه في الأجزاء الأربعة من كتابنا «نقد العقل العربي» مع هذا الفارق، وهو أن لكل مقام مقال» (راجع صفحة 19 من كتاب مدخل الى القرآن). ومن ثم فالجديد لدى الجابري هو في الموضوع وليس في المنهج أو في علاقة المعرفي بالأيديولوجي، كما هو معروف في مشروعه النقدي.
فالموضوع الجديد هو التفكير في «الظاهرة القرآنية». وأما د. نصر حامد أبو زيد فقد اندفع الى البحث عن مفهوم النص من خلال علوم القرآن للاقتراب من «صوغ الوعي العلمي لهذا التراث» (راجع صفحة 10 من كتاب مفهوم النص في علوم القرآن، لنصر حامد أبوزيد). فالبحث عن النص عند الكاتب المصري هو نفسه طريق الى تحديد ماهية القرآن. هكذا كان التأويل هو الوجه الآخر للنص، وبالتالي المدخل المركزي في دراسة القرآن، باعتباره نصاً لغوياً. ومن هنا نسجل حضور لحظتي الانفصال والاتصال في النصين على حد سواء. يقول نصر حامد أبو زيد «قراءة ما كتبه القدماء عن الموضوع أولاً. ثم مناقشة آرائهم من خلال منظور معاصر ثانياً». (راجع صفحة 5 من كتاب مفهوم النص في علوم القرآن). ويقول الجابري: «بفضل هذا الاهتمام نجد أنفسنا اليوم مطالبين بتجديد طرح كثير من الأسئلة التي طرحت سابقاً وفتح المجال لأسئلة أخرى قد تطرحها اهتمامات عصرنا الفكرية والمنهجية» (راجع صفحة 15 من كتاب مدخل الى القرآن). كما عبر كل من الجابري
(يُتْبَعُ)
(/)
ونصر حامد أبو زيد على أهمية المعالجة التاريخية أو قراءة مسار القرآن من خلال تفاعله مع الواقع. يقول الجابري «نسجل هنا شعورنا بأننا قد تمكنا من جمع شتات حقائق تاريخية على درجة كبيرة من الأهمية. نعتبرها ضرورية في أي فهم للقران وبالتالي للإسلام». (راجع صفحة 62 من كتاب مدخل الى القرآن). وهو الأمر ذاته، الذي يطمح اليه نصر حامد بقوله: «البدء بالواقع معناه البدء بالحقائق التي نعرفها من التاريخ». (راجع صفحة 27 من كتاب مفهوم النص في علوم القرآن). وهذا ما يسمه الكاتب المصري بجدلية النص بالواقع من تناول ظاهرة الوحي والنبوة، وعلاقة المكي والمدني بعلوم القرآن، ولواحقها من المقيد والمطلق أو المحكم والمتشابه، والإعجاز… وهي موضوعات كتاب الجابري ذاته. بيد أننا نسجل نقط القوة في انتقادات نصر حامد أبو زيد للقدماء في محطات كثيرة ومنها: نقده لمعايير المكان والمخاطبين… يقول نصر: «لكن هذا المعيار معيار ناقص. ذلك أن مخاطبات القرآن كثيرة» (راجع صفحة 77 من كتاب مفهوم النص في علوم القرآن)، في الوقت الذي يكتفي فيه الجابري بقوله في هذه المناسبة أن «الخطاب القرآن في مكة يتحرك ضمن المجال التداولي السائد: توحيد شرك، إيمان كفر. وأما في المدينة فالأمر يختلف» (راجع صفحة 182 من كتاب مدخل الى القرآن). غير أننا نتوقف في نص الجابري عند قضايا جديدة وجادة. وهو تناوله لمسألة أمية النبي. أي أن الأمي كلفظ لا يوجد في اللسان العربي،بل أن الزجاج قد أحدثه كاجتهاد ذاتي، فسار على نهجه اللاحقون. وأما قصد القرآن بالأميين فيعني الذين لا يتوفرون على كتاب في مقابل اليهود والنصارى.
وهذه المسألة عرج عليها نصر حامد أبو زيد في قوله: «ما أنا بقارئ» لا تعني الإقرار بالعجز عن القراءة. فهذا الفهم يصح في حالة الخطأ في فهم معنى» اقرأ» (راجع صفحة 66 من كتاب مفهوم النص في علوم القرآن.). كما ان الجديد لدى الجابري إنما يكمن في الموضوع وليس في المنهج، كما قلنا آنفاً، اعني ان الجابري تمكن من» الترتيب حسب النزول هو التعرف على المسار التكويني لنص القرآن باعتماد مطابقته مع مسار الدعوة المحمدية، فإن دور المنطق أو الاجتهاد لا بد من أن يكون مركزياً أساسياً على المطابقة بين المسارين: مسار النبوة ومسار التكويني للقرآن» (راجع صفحة 223 من كتاب مدخل الى القرآن الكريم). وهذا الأمر لم يلتفت اليه أستاذنا نصر حامد أبو زيد.
وعلى هذا فإن الاختلاف بين نصر حامد أبو زيد والجابري إنما يصدر عن توسل صاحب كتاب مفهوم النص بالبعد اللغوي وتحليل النص وعلاقته بالمتلقي أو القارئ .. ووفق تصورات حديثة لمقولات اللغة كنظام من العلامات لها دلائل ومدلولات. أما الجابري فإنه ينحو منحى بنيوي وتاريخي في تتبع مسار القرآن وعلاقته بالسيرة، وبالأديان الأخرى. لهذا اكتسى البعد التاريخي أهمية كبيرة في نص الجابري.
على رغم وقوفنا على بعض المقاطع التي قد توحي للقارئ التوافق في المضمون، بيد أن الاختلاف هو في المنطلق والرؤية. إلا أن التحالف أو التوافق إنما يكمن بين هذين المفكرين في البعد الإيديولوجي. هذا الأخير الذي يظهر من خلال مناهضتهما للنظام العرفاني الإشراقي الغنوصي. لنستمع الى مقولة الجابري: «عرضنا لـ» حدث الوحي» المحمدي في إطاره الأصلي الخالص، وكشفنا عن التأويلات الإيديولوجية الفلسفية منها والسياسية التي ابتعدت به عن «العقل القرآن» لترتمي به في أعماق ما سبق أن سميناه» اللامعقول العقلي» (راجع صفحة 395 من كتاب مدخل الى القرآن الكريم). وأما نصر حامد أبو زيد فقد انتقد الغزالي في نهاية كتابه مفهوم النص، بقوله والحقيقة أن موقف الغزالي من التأويل يتسم بكثير من التناقض الذي يمكن أن يعزوه الى محاولة جمعه بين النهج الأشعري وهو نهج كلامي تلفيقي وبين النهج الصوفي وهو نهج حدسي ذوقي…» (راجع صفحة 282 من كتاب مفهوم النص في علوم القرآن.). والمتأتى من ذلك أن الجابري ونصر حامد أبو زيد قد التقيا في الصراع الأيديولوجي ضد العرفانيات المتفشية في بنيات المجتمع العربي، على رغم اختلاف الرؤية والمنهج في دراستهما للقرآن.
المصدر: جريدة الحياة.(/)
القرآن العظيم آية الآيات!
ـ[خالدبن عبدالرحمن]ــــــــ[25 Jul 2010, 04:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
القرآن العظيم آية الآيات!
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد بن عبد الله وبعد:
فإن القرآن العظيم كله آيات للموقنين وهو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وكل من يجحد آية من آياته فهو مكابر لا شك في مكابرته!
ونحن هنا لا نتكلم كلاماً إنشائياً فارغاً! بل نتحدث بأمور محسوسة مشاهدة أو لازمة أو متواترة والأدلة كثيرة ولكننا سنكتفي هنا بالتحديات التي جاءت في القرآن ونكتفي بها ولعل الله تعالى ييسر لنا الوقت لنكتب المزيد من آيات القرآن الحسية ..
ولعل أهم ما نبدأ به هو هنا من تحديات وهو أعظم تحد واجه الكفار كان تحديهم بأن يأتوا بمثل القرآن!
والمثلية هنا مطلقة لا في شيء دون شيء!
وهذا هو ما أعجزهم لأنهم لن يأتوا بكلام متقن كله حق لا لبس فيه كالقرآن؛ إذ لا بد أن يطغى جانب على جانب!
وللتوضيح نقول:
ينقسم كل كلام في الدنيا يقوله إنسان ويريد منه شيئاً إلى قسمين:
1 - كلام علمي
2 - كلام أدبي أو فني.
- أما الكلام العلمي فهو الذي يقصد من خلاله نقل الواقع إلى المتلقي بطريقة صحيحة تجعل المتلقي يتصور هذا الواقع على ما هو عليه أو تعطيه صورة أقرب إلى الواقع قدر الإمكان. أي أن الكلام العلمي دقيق كل كلمة فيه تؤدي معنى مراداً لا تتعداه!
- أما الكلام الأدبي فهو الكلام الذي يقصد من خلاله التأثير في نفس المتلقي، وعلى هذا فلا تهمه الحقيقة كثيراً ولكن الذي يهمه هو التأثير على النفس ترغيباً أو ترهيباً لتقدم على شيء أو تحجم عن شيء!
ولذلك فإن الكلمات الأدبية ليست دقيقة بالضرورة، بل ما يميزها هو جمال الصوت (السجع أو النظم) أو جمال الصورة (الخيالات التي يرسمها) أو كلاهما، وربما يكون الصدق أو الصحة أو الدقة هي آخر ما يفكر فيه الأديب أو الشاعر! وربما كانت مقولة (أعذب الشعر أكذبه) من هذا الباب!
ولكم أن تنظروا إلى قول الشاعر الجاهلي مثلاً:
ملأنا البر حتى ضاق عنا وظهر البحر نملؤه سفيناً!
مع العلم بأن بيوتات تغلب التي ينتمي إليها الشاعر ربما لم تكن لتملأ عشر المنطقة التي كانوا يقيمون فيها!
وانظر إلى قوله: إذا بلغ الفطام لنا رضيع تخر له الجبابر ساجدينا!
فما أكذبه!
وهنا يفترق الكلام العلمي عن الكلام الأدبي؛ فالعالم الذي ينقل الكلام العلمي لا يهمه مدى تأثير الواقع في النفس (أي التجاوب الانفعالي) بل يهمه وصول الصورة الواقعية إلى الذهن قدر الإمكان ولذلك فإنك لا تجد عالماً يخطب بصوت جهوري يرعد فيه ويزبد ويقول –مثلاً-: والله الذي لا إله إلا هو إن الجسم الساكن ليبقى ساكناً ما لم تؤثر عليه قوة تدفعه للحركة! أو لن تجد عالماً يتباكى أمام الناس أو يرقق في صوته وكأنه حزين وهو يقول لهم هذه الحقيقة العلمية كما يفعل الوعاظ والمبشرون!
ومن خلال استقرائنا للنصوص العلمية أو الأخبار بالإضافة إلى النصوص الأدبية لم نجد كلاماً جمع الحقيقة مع جمال الصوت والصورة البتة! فلا بد أن يطغى أحدهما على الآخر، ولا بد أن يتقدم أحدهما على حساب الآخر! فلا بد أن يجذب أحدهما –وأحدهما فقط- القارئ!
ولكن هذا الأمر قد انتقض في نص واحد! هو القرآن العظيم!
فالقرآن العظيم جذاب في صوته (ألفاظه وتراكيبه)، وجذاب في صوره التي يرسمها في ذهن من يقرؤه، إلا أنه دقيق دقة مطلقة يشبع النفس بالمعنى الذي يريد إيصاله في ما يقوله وفيما يرسمه أي لا يخالف الواقع بل ولا يضاده ولا يناقضه!
ولكن كيف جاء القرآن بهذه الدقة العلمية مع تلك الروعة الأدبية؟!
لعل هذا هو ما نسميه (الإعجاز) وهذا هو ما تحدى القرآن به الكفار وقد أخبرهم أنهم لن يأتوا بمثله مطلقاً، فلو حاول إنسان أن يتكلم بكلام علمي دقيق فلن يستطيع أن يأتي في الوقت نفسه بكلام أدبي يجذب القارئ صوتاً أو صورة ولو حاول فإن ذلك سيكون على حساب الدقة والموضوعية!
وبالطبع فإنه لم يأت عن أحد من العرب أنه عارض القرآن العظيم بخبر صحيح ثابت! وهذا دليل على نجاح التحدي وهو دليل آخر ينضم إلى أدلة صحة نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وصحة مصدر القرآن وأنه من عند الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وربما يقول البعض: إن الأعاجم لا يفهمون القرآن أصلاً فكيف يكون تحدياً لهم؟! ونستطيع الإجابة بأن الذي يهمنا هم أهل اللسان العربي الذين نزل فيهم القرآن! فهل خرق أحدهم هذا التحدي؟! لا! إذن فغيرهم عاجزون تلقائياً، وهذا ليس محل جدال، وبذلك يثبت هذا التحدي.
مع العلم بأن الطريقة نفسها ولكن بغير العربية يتحدى بها الأعاجم أنفسهم! فهل يستطيع (أفصح)! أعجمي أن ينظم كلاماً بلغته يجتمع فيه جمال الصوت والصورة مع الدقة المطلقة؟! وبالطبع فنحن لا نعرف لغة الأعاجم مثلهم ولا نستطيع أن نحكم بأنهم جاؤوا بمثل ما قلنا فيبقى الأمر صعب التحقق منه!
ومع ذلك فلم يتضمن القرآن التحدي بأن يأتوا بمثله فقط! بل التحديات التي تضمنها القرآن العظيم كثيرة.
ولعل أهم ما يلفت النظر من التحديات التي تضمنها القرآن هو تحدي اليهود في قوله تعالى: (فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ولن يتمنوه أبداً) (ولتجدنهم أحرص الناس على حياة) وهذه من الأدلة الحسية التي لا يستطيع أحد نقضها أو مناقضتها! ولا يستطيع أحد أن يجد فيها ثغرة كقضية اللغة! فهل رأى الناس يهودياً واحداً تمنى الموت؟! فمن رآه أو رأى من رآه أو رأى من رأى من رآه فليتفضل وليسجل شهادته!
ومثل ذلك عندما توعد أبا لهب بالنار فإنه لم يعلن إسلامه –ولو كذباً- حتى مات! فمن الذي يعلم خاتمة الناس ويجزم بها إلى هذه الدرجة؟!
هذا بالإضافة إلى الأخبار العلمية التي جاءت في القرآن العظيم، ولعل أشهرها هو مثال تكون الجنين في بطن أمه والدقة المطلقة في وصف هذا التكون والذي شهد بصحته جميع المتخصصين من علماء الأجنة ممن التقينا بهم، مع ثبوت عدم تمكن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من الاطلاع على هذا الأمر بنفسه من خلال ما كان متاحاً في عصره من إمكانات!
مع العلم أيضاً بأن الأرض تغص بما لا يحصى من مراكز الدراسات والأبحاث التي تعنى بالمادة والحياة والنفس والاجتماع وما يتعلق بكل ذلك من علوم لا تحصى، إلا أن مركزاً من هذه المراكز لم يكذب –علميا- خبراً واحداً جاء في القرآن العظيم! ولا يستطيع أحد أن يقول إن هذه المراكز كلها متواطئة مع المسلمين!
لقد قال الله من قبل: (فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون)!(/)
سلسلة انهيار شرفات الاستشراق (3) "سقوط القس أندري وجعيط العلماني"
ـ[طارق منينة]ــــــــ[27 Jul 2010, 02:24 م]ـ
انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية "سقوط القس أندري وجعيط العلماني"
طارق منينة
لم يطلق هشام جعيط (من مواليد 1935)، والذي هو أحد أبرز مفكري الحداثة والتنوير في العالم العربي بحسب تعريف العلماني شاكر النابلسي في مقاله (زيتونة مباركة من ارض الحداثة)، اسطورته الطائشة ضد النبي محمد صلى الله عليه وسلم من انه تعلم لغات مختلفة في مكة ومنها اللغة السريانية (تاريخ الدعوة المحمدية ص 152 - 154)، ليتمكن كطالب من الدراسة اللاهوتية على يد قساوسة إفرائيم في سوريا يقول: "وقد يكون النبي استقر بالشام لمدد تطول أوتقصر، وتطول أكثر مما تقصر ( ... )، ذلك أن القرآن مفعم بمعرفة دقيقة للتراث المسيحي والتراث اليهودي، والمسيحي أكثر من اليهودي، وقد دلّل على ذلك "تور أندري" ... لابد إذن من معرفة متسعة بهذا التراث غير متيسرة إطلاقا في الجزيرة العربية وفي مكة" (ص150، 166 - 172).
كما يشير جعيط الى المشترك بين فلهاوزن وتور أندري وهيرشفيلد اليهودي الحاقد وبلاشير وماسون، من الزعم بتأثير المسيحية على الرسول ويقول: "وهم محقون في ذلك" (ص163 وص165). هنا يكشف جعيط عن مصدر معلوماته بل افتراءاته، فقد أخذ فكرة تأثير المسيحية عموما من هؤلاء، وتاثير السورية منها من تور أندري. لكن جعيط جعل لفكرة أندري مسارا آخر اختلقه هو، فأندري قال ان المسيحية السورية ذهبت الى اسواق الحجاز، ومن خلالها اقتبس محمد،صلى الله عليه وسلم، وتأثر، لكن هشام جعيط وجد ان فكرة أندري في جعل الاسواق مصدر الوحي قد تكون هي اخر طلقة استشراقية يمكن ان تُطلق على الاسلام عن المصادر المزعومة، لاتتناسب مع تنوع المعلومات القرآنية ودقتها وسعتها، فما كان منه الا ان ذهب يخترع مسارا اخر لعله يسد خيبة الثغرة العلمانية المريبة المترددة في صدره، فاحتفظ بأصل فكرة أندري في مصدر التأثير الأولي -اي مسيحية سوريا والقس إفرائيم!! وعزل مؤقتا فكرة الاسواق ليجعلها فيما بعد ثانوية، فقال بعد أن فكر وقدر "من دون المسيحية الشرقية السورية لم يكن محمد ليظهر، والا فلا نرى كمؤرخين حلا للإشكال" (ص315)، وقال: "اذا المقام بالشام أمر ضروري" (ص151). يقول: "بالنسبة للمؤرخ الموضوعي لا يمكن الانفلات من اقرار هذا التأثير، وهو ليس بالتأثير السطحي وانما العميق المستبطن بقوة، وإلاعاد محمد غير ممكن في بلده وفي زمانه أو وجب على المؤرخ الاذعان والاقرار بألوهية القران مبدئيا ونهائيا والتوقف عن كل بحث" (ص164)!
فإما الايمان بالوحي واما اختلاق الوقائع وتصديق الاستشراق الجاهل وصناعة خيال المضاهاة القائم على شرف جار من تخرصات الهوى.
وإمعانا في عدم الرضا،لتمكن الريب،ومحاولة لخلق مزيد من الخرافة الحديثة عن الاسلام للتخلص منه، يقول هشام جعيط لتور أندري لماذا هذا البخل على محمد بالتعلم في سوريا وبصورة مباشرة لا عن طريق اسواق!!، ألأنه امي ام لأنه لا يمكن أن يرقى الى درجة معرفة اللاهوت المسيحي "بنفسه وبترجمة ذاتية!!! (انظر ص151). وقال: "ان أندري لا يجسر أن يقرّ بتأثير واضح مباشر من المسيحية الشرقية علي القرآن" (ص164). ومع ان جعيط قال ان هذا التأثيرالسوري "جد دقيق ودقيق جدا" (ص174) وانه حدث "ببراعة فائقة" (ص176)، قال ايضا مناقضاً نفسه: "ان التأثير المباشر السوري ايضا يدخل في مجال التخمينات والافتراضات، وليس لنا اي شاهد على ذلك" (ص174). وهنا كفانا جعيط عناء الرد عليه، فهو لم يأت بدليل على الزعم بتعلم الرسول لغات اجنبية، فضلا عن العربية، من مكة الا بإشارة سطرها على استحياء الى ان استاذ اللغات المكي هو غلام اعجمي، ثم قال انه كائنا من يكون المعلم المهم انه قد حدث تعلم!!!! (انظر ص154) وكأنه يمكن لغلام يعمل في الحدادة تعليم لغات تؤهل لترجمة كتب مقدسة فيها من المصطلحات المعقدة ما فيها! ولم يقدم على صحة اسطورته الا اقتباسات اقتبسها هو من مخيال المستشرق (القس!) "تور أندري" –المسيحي-العلماني في آن!، و"كيفية" علمانية من جرأة فارغة غارقة في صناعة الأساطير!
فهل ياترى هذه (الكيفية العلمانية) التي يتحدانا جابر عصفور بها هي آخر علميات العقلانية التنويريه العربية وعلى لسان كبارها وروادها -رواد النهضة! - بحيث يمكن القول ان هذه الاساطير العلمانية الملفقة من أفواهها الفارغة الموسومة بالرهق والريب، قادرة على إطفاء نور الحقيقة؟!
ام ان الامر كما عرضه الوحي " بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ " (ق:5) "وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ " (التوبة:45).؟
ان موريس بوكاي يكشف هذا الدجل العلماني الممسوس بالأغاليط الاستشراقية، فيقول في كتابه (أصل الانسان) "أما بالنسبة للقرآن الكريم، فإن أفكارا مغلوطة وخاطئة كانت تتداول في بلادنا لمدة طويلة ولما تزل كذلك بصدد مضمونه وتاريخه، ومن الضروري جدا أن نستبق الامور بعرض المعطيات التي يعبر بهاعن الانسان ... لا جرم بأن الثوابت المتعلقة بالإنسان والمستخرجة من آياته ستدهش غيري كما أدهشتني عندما اكتشفتها، فإن القرآن الكريم يتضمن في آياته المتعلقة بالانسان أشياء مذهلة، وبالتالى يصعب علي الفكر البشري تفسير وجودها في العصر الذي أبلغ فيه للناس، ونحن نعلم مدي مداركهم في ذلك العهد. وعندما نلاحظ بأن تطابقات ذات معنى كبير بين معطيات علمية مثبتة حكما وبين كتاب سماوي، يصبح من الضروري تمحيص الأحكامالمتسرعة التي أخذت بعين الاعتبار تصورات مجردة أكثر منها وقائع" (ص13).
لنترك له الكلام عن (العلق) في القرآن بما يدحض الخيالات العلمانية.(/)
بشرى مباركة: مخطوطة (الانتصار) ملونة هدية للموقع
ـ[أبو العالية]ــــــــ[28 Jul 2010, 07:48 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
من فضل الله عليَّ فقد تملَّكتُ نسخة نفيسة ملونة مقروءة واضحة من كتاب الانتصار للقرآن للإمام الباقلاني رحمه الله
وهي النسخة الموجودة في الخزانة الرباطية في المغرب وعليه ختم القصر الملكي
وهي تزيد على المطبوع بما يقرب من ثلاثين ورقة، وفي كل ورقة ثلاثون سطراً، وفي كل سطر ما يقرب من 15_20 كلمة
أي لو صففتها صفاً فقط من غير تعليق أو تخريج فعليك أن تحسب تقريباً:
30 × 3 = 90 صفحة
ولا شك أن هذا جدير بأن يخرج في كتاب
وقد أجريت مقابلة ونظرة سريعة على بعض المواطن بينها وبين طبعاته السيئة (الفتح والرسالة) فللأسف لم يحالف الحظ الأول في قراءة المخطوط
وأما الثاني فلم يحالفه!!! أيضاً في قراءة وأنى له القراءة!! والحمد لله الذي عافنا من ذلك
وهذا في ظني يعود لعدم معرفة من قام على نشر الكتاب بمعرفة وقراءة الخطوط المغربية
على كل نقد هاتين النشرتين ليس هذا محله، ولا أحب تعكير فرحتي بهذا فإن في إحدى نشرات هذا الكتاب من الأمور السيئة والزور الذي لا يرضاه الله، وسيكون له موعد إن شاء الله
على كل النسخة هدية للموقع
وسأرسلها لمن يحسن رفعها إلى مكتبة الموقع هدية خالصة لله تعالى
وأول من أهديه له
مشرفنا العام على جهوده المباركة
والشيخ مساعد الطيار رفع الله قدره
والشيخ أبي فهر السلفي نفع الله به
وكذا اتمنى ان تصل إلى الشيخ الدكتور عبد الله كحيلان (حيث حين هاتفته لم تصله بعد نسخته التي وعدها) فلعل هذه النسخة تحقق رغبته
أما بعض الأحباب كالشيخ د. عمر المقبل فلك هدية صحيح البخاري من تحقيقنا له تحت إشراف شيخنا شعيب الأرنؤوط مع بعض الإخوة الفضلاء
والهدايا كثيرة إن شاء الله وأول السيل قطرة
قلت هذا: ليعلم القاصي والداني أني بحمد الله لا أمنع علماً ولا أبخل بكتاب ولا بمخطوط على طلبة العلم
وأحمد ربي أن فطرني على ذلك وجعلني سخياً له ولو على حساب نفسي فيا رب لك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركًا فيه
اخوكم المقصر في حق هذا الملتقى المبارك
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[28 Jul 2010, 07:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أبو العالية أرجو أن تتكرم برفعها على أي سيرفر ونشر الرابط لتتم الفائدة للجميع
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 Jul 2010, 08:06 م]ـ
جزاك الله خيراً يا سيدنا الشيخ ..
وهدية مقبولة نفيسة بالفعل ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Jul 2010, 08:20 م]ـ
وفقك الله يا أبا العالية ونفع بك، وأشكرك على هذه الهدية القيمة فعلاً، وسيفرح بها صديقي وزميلي الدكتور عبدالله عبدالغني كحيلان كثيراً فهو قد قام بتحقيق الكتاب أوَّلَ مرةٍ في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ولكنَّه لم ينشر تحقيقَه بعدُ مع أنه مضى على ذلك سنوات طويلة لِمَا طُبِعَ عليه من حُبِّ الإتقان الذي أَدَّى به إلى حبس الكتاب حتى يعثر على التكملة التي ذكرتم في النسخة المغربية. ولعله بها ينشر تحقيقه إن شاء الله قريباً، فلم يبق له إلا أن يُضيفَ النقص، ويُعلِّقَ عليه بِما يَحتاجُ إليه. ولن أخبره بالمخطوط حتى ترفعونه يا أبا العالية بطريقتكم، وليتك تتدبر أمر رفعها إن كانت بهيئة إلكترونية على أي موقع من مواقع الرفع المذكورة هنا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20985) . وإن كانت بشكل ورقي فأخبرني ننظر في الأمر معاً وفقك الله ورعاك وتقبل منك هذه الهدية القيمة.
ـ[مصطفى محمد صالح]ــــــــ[28 Jul 2010, 08:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، وفقك الله أخي أبا العالية لكل مفيد، وهيأ الأسباب لرفع هذه المخطوطة في أقرب الأوقات، وكم من دخائر نفيسة بالخزانة المذكورة، وفقنا الله لنشر دررها، وأزال الموانع والعقبات من طريقنا.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[29 Jul 2010, 01:31 م]ـ
شكر الله سعيكم يا أبا العالية، وهديتكم نفسية جدًا، وأسأل الله أن يجعلكم ممن يفتح أبواب العلم لغيره.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Aug 2010, 07:58 م]ـ
يُمكن تحميل المخطوطة الآن من هنا
حمل الآن أصح نسخة مخطوطة لكتاب (الانتصار للقرآن الكريم) لأبي بكر الباقلاني ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116777#post116777)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 Aug 2010, 08:47 م]ـ
بارك الله في جهودك أخي الشيخ عبد الرحمن ..(/)
الحقيقة الصارخة محمد صلى الله عليه وسلم مذكور في التوراة والإنجيل فيديو (ارجوا التثبيت)
ـ[أحمد علي البراك]ــــــــ[30 Jul 2010, 12:17 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الله تعالى: (((الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)))
(((وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًابِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ)))
(((وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًابَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ)))
وقال الله تعالى في محكم تنزيله: (((يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)))
ويقول ايضا تعالى: (((الّذِينَ ءَاتَيْنَهُمُ الْكِتَب يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ)))
ويقول ايضا (((أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل)))
ويقول: (((محَمّدٌ رّسولُ اللّهِ وَ الّذِينَ مَعَهُ أَشِدّاءُ عَلى الْكُفّارِ رُحَمَاءُ بَيْنهُمْ تَرَاهُمْ رُكّعاً سجّداً يَبْتَغُونَ فَضلاً مِّنَ اللّهِ وَ رِضوَناً سِيمَاهُمْ فى وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السجُودِ ذَلِك مَثَلُهُمْ فى التّوْرَاةِ وَ مَثَلُهُمْ فى الانجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شطئَهُ فَئَازَرَهُ فَاستَغْلَظ فَاستَوَى عَلى سوقِهِ يُعْجِب الزّرّاعَ لِيَغِيظ بهِمُ الْكُفّارَ وَعَدَ اللّهُ الّذِينَ ءَامَنُوا وَ عَمِلُوا الصلِحَتِ مِنهُم مّغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِيمَا)))
صحيح البخاري - كتاب البيوع
باب كراهية السخب في السوق - حديث: 2036 5497
حدثنا محمد بن سنان، حدثنا فليح، حدثنا هلال، عن عطاء بن يسار، قال: لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قلت: أخبرني عن صفة رسول الله في التوراة؟ قال: " أجل، والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن: يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا، وحرزا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ، ولا سخاب في الأسواق، ولا يدفع بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء، بأن يقولوا: لا إله إلا الله، ويفتح بها أعينا عميا، وآذانا صما، وقلوبا غلفا
هذه صفات رسول الله في التوراة
قاتلهم الله كيف يحرفون ويطمسون الحقيقة
اخوتي منذ أيام رايت فيديو رائع لذا قررت أن أنقله كتابيا, وبالفيديو بالصوت والصورة وهو
الحقيقة الصارخة محمد مذكور في التوراة والإنجيل وهو من انتاج الحقيقة سوف تسود ونصه كالاتى
(يقولون:
" ان الأعداد المزعوم على أنها تشير الى نبوة محمد في الانجيل لا تمت له بأية صلة و لا تتكلم عن قدومه".
" محمد غير مذكور في العهد القديم, محمد غير مذكور في أي مكان من سفر التكوين و حتى سفر الرؤيا"
"ان كان محمد هذا رسول من عند الله فهي مزحة"
فنقول كاذبون ... اليكم الحقيقة الصارخة حول أن محمد مذكور بالاسم في كتبهم.
قال تعالى: (((انا أوحينا اليك كما أوحينا الى نوح و النبيين من بعده و أوحينا الى ابراهيم و اسماعيل و اسحاق و يعقوب و الأسباط و عيسى و أيوب و يونس و هارون و سليمان و آتينا داود زبورا))) النساء 163
في
هذه الآية يخبر الله العالم أجمع بأن محمد قد جاءه الوحي تماما كابراهيم و نوح و باقي الأنبياء,
لكن اليهود و النصارى اليوم لا يؤمنون بأن محمد كان نبي.
(يُتْبَعُ)
(/)
و بما أن القرآن ليس كتاب ذو سلطة بالنسبة اليهم فسنريهم بأن الكتاب الذي يحملونه بين أيديهم يحتوي على اسم خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه و سلم.
من المعلوم أن العهد القديم تم حفظه باللغة العبرية القديمة , في الأصحاح الخامس من سفر " شيرها شيرين" الذي هو أحد الكتب المقدسة الخمسة الموجودة في الانجيل العبري, أو كما يعرف باسم " نشيد شليمان" كما يسمونه النصارى اليوم ....
هذا الأصحاح يتحدث عن أحد الأشخاص: يقول اليهود بأن هذا الشخص هو سليمان, في حين أن النصارى يقولون بأنه عيسى و بما أن عنوان السفر يحمل اسم سليمان فيبدو من المنطق القول بأنه يتحدث عنه, لكن يبدو أن التي تصف هي امرأة لذا فمن المحتمل أن تكون احدى زوجات سليمان هي من تصف زوجها.
لكن النصارى على يقين تام بأنه عيسى لأن الأصحاح يتحدث عن رجل لم يكن قد ولد بعد: أي أنها نبوءة.
في هذه الآية بالذات ذكر اسم محمد لولا اضافة حروف العلة (أو التحريف) الى النسخة العبرية في القرن 8 ميلادي
اليكم الترجمة الانجليزية:
" his mouth is sweetness it self he is altogether lovely. this is my lover this is my friend o daughters of jerusalem"
الترجمة العربية:
" حلقه حلاوة و كله مشتهيات. هذا حبيبي , و هذا خليلي, يا بنات أورشليم"
الكلمات المسطرة هي في الأصل و قبل التحريف اسم محمد لكن الاسم يظهر جليا (????) ( mem - chet ( het) - mem - dalet)
الآن عند قراءة هذه الكلمة بصيغتها الأصلية و بدون أحرف العلة, يمكن قراءتها ك" مُحَمد" " mahammed" الذي هو نبي المسلمين, أو " مَحْمد" " mahmed" التي هي كلمة عبرية عشوائية
لكي نستطيع التأكد من اللفظ قام منجز هذا الفيديو باعطاء العدد الأصلي لحاخام يهودي (لكن بدون علمه من الهدف) و سأله " من فضلك اقرأ"
أقسم لكم أني سمعت القراءة و نطقها " مُحَمد" نبي الله
عند القراءة أضاف اليهود حرف ميم في آخر الكلمة كالتالي ( mem - chet ( het) - mem - dalet
يرجى الانتباه ان حرف " م" بعد الاسم هو جمع احترام في اللغة العبرية)
يقول منجز الفيديو:
تستطيعون استعمال أداة " SDL" ( SDL/FREETRANSLATION.COM) المجانية الشهيرة للترجمة و التي تتضمن ترجمة بشرية احترافية بالاضافة الى ترجمة مباشرة على الخط:
قوموا بنسخ الكلمة العبرية من نشيد الأنشاد من هذا الموقع العبري مباشرة.
(انه الموقع ذاته حيث يمكنك من خلاله الاستماع الى قراءات الحاخامات و خصوصا اسم محمد ( song of songs chapter 5)
اذا, قوموا بنسخ الكلمة و لصقها و من ثم نسأل " رجاءا قم بالترجمة"
هل سيقومون بترجمة معني اسم ذلك الشخص كما فعل مترجمو الانجيل و جعلوه altogether lovely؟
أم أنهم سيبقون على الاسم كما هو؟
حسنا اليكم المفاجئة: النتيجة: muhammed
و عند المترجم الشهير " world lingo" free online language translation الترجمة نفسها
وانا العبد الفقير فعلت ذلك بنفسى فى الموقع هذا والمفاجاة وجدت ما كتب بالحرف (محمد) ( muhammed)
يقول السيد " ديدات" أحد أشهر علماء الانجيل المسلمين:
لا تملكون الحق بترجمة أسماء الناس, و لكنهم فعلوا ذلك " محمد'م" ترجموها " كله مشتهيات" و بالرغم من تحريفهم بقي الاسم موجود في النص الأصلي العبري محفوظ رغما عنهم
ويمكنم تكبير الفيديو حتى تروا ما هو مكتوب واضحا جدا
# تم حذف روابط الفيديو من قِبل المشرف #
ارجوا التثبيت ثبتكم الله فى الدنيا والاخرة لهذا الفيلم المدبلج ونشرة فانا تعبت جدا فى جمع هذة المادة ارجوا منكم الدعاء بظهر الغيب
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[30 Jul 2010, 08:59 ص]ـ
أشكر الأخ أحمد على نشر هذه المادة وتفريغ محتوى هذا المقطع لنستفيد منه جميعا، فجزاه الله خيرا.
وأود أن ألفت انتباه الجميع إلى أن سياسة الملتقى ترفض نشر الموضوعات المتضمنة للموسيقى وصور النساء ونحوها، فأرجو مراعاة ذلك في المشاركات القادمة بارك الله فيكم جميعا.
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[31 Jul 2010, 04:21 ص]ـ
الأخ الكريم: أحمد البراك
نشكر لك هذه الفائدة وهذا الحرص منك على تفريغ جزء من مادة الفلم، وهذا بلا شك مفيد جداً، ولذا سيُثبت الموضوع.
وأما حذف رابط الفيديو فقد بيين سبب ذلك الأخ أبو صفوت وهي سياسة الملتقى. وأكرر لك شكري على جهدك وحرصك على نفع إخوانك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[31 Jul 2010, 06:29 ص]ـ
هل المشكلة في وجود هذه الحقيقة (محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ في التوراة والإنجيل)؟
إنه مما لا يختلف فيه اثنان من المسلمين أن اسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأوصافه وأوصاف أمته وأحواله وأخبار موطن ولادته ومهاجره؛ كل هذا مما كان يعلمه أحبار اليهود وقساوسة النصارى، وهذا أمر لا ريب فيه عندي.
لكن عامة اليهود والنصارى ليس لهم بصر بهذا، ودليل ذلك ظاهر لمن خالط هؤلاء وعرف أحوالهم.
واليوم ـ مع سرعة انتقال المعلومات ـ ظهر لنا من انتقد النصارى في عقر دارهم، ومن أبان عن وجود محمد صلى الله عليه وسلم مكتوبًا عندهم في التواراة والإنجيل، وأقام على ذلك المناظرات تلو المناظرات، بل ظهر من بني جلدتهم من يسخر من تناقض أناجيلهم؛ كل ذلك قد كان، لكن هل هذا هو الغاية والهدف؟!
إننا مع فرحنا بمثل هذا إلا أنني أرى نقصًا كبيرًا عندنا، وهو يتمثل في بيان الحق الذي بين يدينا من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فالكافر بحاجة إلى من ينقله إلى الحق، وليس إلى من يبين له أنه في ضلال فقط، ثم يقف به في منتصف الطريق فلا يوصله إلى الحق.
إن علينا اليوم أن نسعى جاهدين لإيصال هذا الحق الذي نملكه بكل الوسائل المتاحة.
وأدعو إلى أمور:
الأول: دراسة أحوال المهتدين وكتابة سيرهم الذاتية، كما فعلت (نعيمة رويرت في كتابها: نساء اعتنقن الإسلام)، فإن في هذا نفعًا لنا في إدراك الوسائل الناجعة في دعوة الغرب والشرق.
الثاني: معرفة أسباب الهداية؛ إذ كل مهتدٍ لهذا الدين يقف على سبب لا يقف عليه الآخر، وجمع هذه الأسباب يعين على فعل الإيجابيات التي تنمِّي هذه الأسباب، لعلها تكون سببًا لمزيد إسلام آخرين منهم.
الثالث: انتخاب مجموعة من هؤلاء المهتدين، وتعليمهم الدين تعليمًا شاملاً ليكونوا دعاة بين قومهم، فهم أقدر على معرفة قومهم وما يصلح لهم، ثم هم أدوم في البقاء مع قومهم من كثير ممن يرد عليهم من العرب الذين لا يستقرون كثيرًا في ديارهم إلا من شاء الله له ذلك، فضلاً عن أن بعضهم فيه حماس وليس عنده كثير علم بالشرع، وهو بحاجة إلى من يعينه في هذا الجانب.
الرابع: الحرص على وسائل التقنية الحديثة للتواصل مع هؤلاء، وتعزيزهم، وحل مشكلاتهم، وإعانتهم بما يمكننا إعانتهم به.
ـ[خلوصي]ــــــــ[15 Aug 2010, 12:26 م]ـ
إننا مع فرحنا بمثل هذا إلا أنني أرى نقصًا كبيرًا عندنا، وهو يتمثل في بيان الحق الذي بين يدينا من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فالكافر بحاجة إلى من ينقله إلى الحق، وليس إلى من يبين له أنه في ضلال فقط، ثم يقف به في منتصف الطريق فلا يوصله إلى الحق.
.
ما أجمل هذا!
و يذكرني بقول للشيخ الراوي عن علم العقيدة أنه يحرس العقيدة و لكنه لا يبني عقيدة! - كعلم النحو يحمي اللغة و لا يبتنيها!
و هذه إضاءات على الطريق لمنهج يحقق الأمرين معاً كأجلى ما يكون تحقيق!؟!:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21417
[QUOTE= مساعد الطيار;113311] إن علينا اليوم أن نسعى جاهدين لإيصال هذا الحق الذي نملكه بكل الوسائل المتاحة.
وأدعو إلى أمور:
الأول: دراسة أحوال المهتدين وكتابة سيرهم الذاتية، كما فعلت (نعيمة رويرت في كتابها: نساء اعتنقن الإسلام)، فإن في هذا نفعًا لنا في إدراك الوسائل الناجعة في دعوة الغرب والشرق.
الثاني: معرفة أسباب الهداية؛ إذ كل مهتدٍ لهذا الدين يقف على سبب لا يقف عليه الآخر، وجمع هذه الأسباب يعين على فعل الإيجابيات التي تنمِّي هذه الأسباب، لعلها تكون سببًا لمزيد إسلام آخرين منهم.
QUOTE]
فشجعوا الجمع المبارك هنا إذن يا أستاذنا الفاضل ففيه ما يعجبكم!؟! - و قد فترت منا الهمم!:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=19228(/)
سلسلة انهيار شرفات الاستشراق (4) /مُعطى العلق
ـ[طارق منينة]ــــــــ[31 Jul 2010, 11:50 م]ـ
بعد ان عرضنا بعض أساطير من يسميهم ابراهيم العجلوني "الصنائع"، ويسميهم القرضاوي "عبيد الفكر الغربي" يمكننا ان نسأل: هل تصمد هذه الاساطير والسيناريوهات الضالة التي كوّنها "الخيال الاستشراقي" ومن بعده وريثه "الخيال العلماني" أمام الالفاظ القرانية البالغة من الدقة منتهاها ومن البلاغة مبتغاها والتي تصف أدق الصور والمشاهد والاطوار لأشد العمليات لطافة ودقة في نشأة الإنسان، خصوصا فيما يخص عملية تخليق الجنين داخل الرحم أو قراره المكين كما وصفه القران. هذا فضلا عن أكبر المشاهد الكونية وأدقها.
ان علينا ان نقترب من غرضنا أكثر ونسأل: ماذا عن اول كلمة طلب نبي الله جبريل من الرسول محمد ان يقرأ بعد القراءة باسم الله -وذلك عندلحظة اعلامه بإختياره رسولا- ان الإجابة هي: "خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ" والسؤال الاكثر اهمية هو: هل عاد الوحي لعرض هذه القضية الكونية والوجودية والانسانية والعلمية والجنينية التخليقية لو صح التعبير في سياق اوسع من أطوارالتخليق الاعجازية الشديدة اللطف والدقة والتي أدهشت كثيرا من علماء المختبرات العلمية الحديثة الذين اطلعوا على وصف مراحل وأطوار نمو الجنين في القرآن ما جعلهمى يسطرون بأقلامهم ما يثبت صلة الوحي القراني بمصدره الاصلي والاصيل وهو الاله القيوم جل شأنه الذي اخبر عن نفسه فقال: "أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ"
ولنتابع مانزل من الوحي فيما يخص مرحلة تعلق (العلق) في الرحم علينا أن نقرأ من سورة "المؤمنون "وهي سورة مكية: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14)، ثم نقرا في سورة غافر وهي مكية ايضا "هوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا" (67) ثم نقرأ من سورة القيامة وهي مكية ايضا قوله تعالى "أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى" ومن سورة الحج نقرأ -وهي مدنية-: "إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ" الاية 5. يقول الدكتورموريس بوكاي العالم والطبيب الفرنسي المسلم: "ان وصف مراحل تطور الجنين كما هو في القران يتجاوب مع كل ما نعرفه اليوم عن ذلك، وهو لا يحتوي اية عبارة ينتقدها العلم الحديث" من كتابه (التوراة والانجيل و القرآن والعلم ص243) ان هذه العبارات هي"عبارات محددة لا يشوب اي معلوم منها شائبة البطلان. فكل شيء معبر عنه بعبارات بسيطة سهلة الفهم وشديدة الاتفاق مع ما سيكشفه العلم بعد ظهوره بزمن طويل" (ص 237).
هذا وقد نزل القران في زمن الاخيلة الوثنية بتعبير بوكاي والتي لو قارنا معارفها التي كانت منتشرة زمن النبوة لتأكد لنا أن أناس ذلك الزمان كانوا بعيدين عن ان تكون لديهم رؤى شبيهه بتلك التي عرضت من القرآن حول هذه المسائل، والواقع اننا ما توصلنا الى الحصول على رؤية واضحة تقريبا في هذه المسائل الا في بحر القرن التاسع عشر (انظر ص 244، 236).
ولقد تمكنت الاوهام والخرافات من القرون الوسطى الاوروبية وبعدها ايضا بقرون اخرى حتى توصل الانسان الى الحقيقة المصورة في القرآن أعظم تصوير، ولكن هذه المرة تحت المجهر الذي أخبر منزل القرآن أنه سيريهم إياها "وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (النمل 93) " سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (فصلت 53) وهي الآيات التي اخفى المستشرق "نولدكه" وتوابعه حقائقها المنزلة وراح يرمي القران في كتابه (تاريخ القرآن) باتهامات شتى كما فعل محمد عابد الجابري في كتابه "مدخل الى القران" وأقسامه التابعة.
أما موريس بوكاي فيقول عن هذه الآيات بعد اطلاعه العلمي عليها: "لقد أدهشتني في البداية هذه الصورة العلمية الخاصة بالقرآن الي حد بعيد؛ لأني لم أكن أظن ابدا انه يمكن حتى هذا الزمان أن نكتشف في نص مكتوب منذ أكثر من ثلاثة عشر قرنا عددا من اليقينيات المتصلة بموضوعات شديدة التنوع ومتقفة تماما مع المعارف العلمية الحديثة ولم يكن لدي في البدء أي إيمان بالاسلام، وقد بدأت هذا الاختبار للنصوص بموضوعية كاملة وبفكر متحرر من كل حكم مسبق ... لقد أدهشتني دقة بعض تفاصيل الكتاب المندرجة في النص الأصلي بسبب توافقها مع أحدث مفاهيمنا اليوم ولا يمكن لإنسان في عصر محمد أن تكون له عنها أية فكرة ... والذي يدهش فكر من يواجه مثل هذا النص هو غزارة الموضوعات المطروحة مثل الخلق والفلك وعرض بعض الموضوعات المطروحة الخاصة بالارض وجنس الحيوان والنبات وتكاثر الإنسان تلك الأمور التي نجد عنها في التوراة دون نص القرآن أخطاء علمية كبيرة تحملني على التساؤل إذاكان كاتب القرآن بشرا فكيف أمكنه في القرن السابع الميلادي كتابة ما يثبت أنه اليوم متفق مع المعارف العلمية الحديثة؟ " (ص148 - 149)(/)
سلسلة انهيار شرفات الاستشراق (5) /بيننا وبينكم «المُخْتَبَر»)
ـ[طارق منينة]ــــــــ[31 Jul 2010, 11:54 م]ـ
لن نخوض مع المستشرق العلماني الألماني تيودور نولدكه (1836 - 1930) في تخميناته حول التسلسل التاريخي لنزول سور القرآن، كما لن نخوض معه في تشكيكه في موقع “الآيات الاولى من سورة العلق" من ترتيب نزول القرآن في محاولة ماكرة لزحزحة موقعها الاصلي من التنزيل!!!
يقول نولدكه "ما إذا كانت الآيات 1 - 5 من سورة العلق 96 بالفعل أول ما نزل من القرآن فمسألة لا يمكن حسمها حتى لو نسبت لهذه الآيات أهمية أساسية في قصة الوحي بسبب حثها الشديد على القراءة، فان النص لا يتضمن ما يدعم التقدير التاريخي الذي يأتي به التراث"! (تاريخ القرآن ص75).
لاحظ ان نولدكه هنا يعرف أهمية بدء الوحي القرآني بلفظ "اقرأ"! ولذلك يشكك في أن تكون الآيات 1 - 5 من سورة العلق هي أول ما نزل! وذلك حتى لا يكون الاسلام هو المحرك للقراءة في الحضارة التي انتجها بالسنن التي أخضعها!! ومع ذلك فهو من قال "سورة العلق أقدم ما في القرآن، وأنها تتضمن أول دعوة تلقاها محمد للنبوة"! (تاريخ القرآن ص71) وأقول انه حتى لو كانت آيات "القراءة" و"القلم" و"العلق" الأولى من آخر ما نزل -والامر بالطبع ليس كذلك- فان آخر ما نزل كان ما يزال في القرن السابع الميلادي، ولم يكن أحد لا في هذا القرن ولا قبله ولا بعده لقرون عديدة -حتى عصرنا- قد توصل الى الحقائق العلمية التي جاء بها القرآن في المجالات المختلفة فمن هو المصدر؟!
ويكفي ان نحكي هنا على سبيل الترويح عن النفس قول ارسطو بان الجنين يتكون من دم الحيض، كما ان علماء التشريح من غير المسلمين اتبعوه في هذا كما يقول البروفيسور مارشال جونسون وظل هذا الاعتقاد رائجا حتى اختراع المجهر في القرن السابع عشر، بل حتى زمن الاكتشافات التالية للحيوان المنوي والبييضة كما قال البروفيسور جورنكي. وبينما سادت هذه الفكرة عند جميع الأطباء الى ما بعد اكتشاف المجهر، كان علماء المسلمين يرفضونها. وبعد اكتشاف الميكروسكوب كانوا في الغرب يعتقدون ان الانسان يكون مخلوقا خلقا تاما في الحوين المنوي في صورة "قزم"، اي انهم –يقول جورنكي- لم يعرفوا ان خلق الانسان في رحم الام يمر بأطوار مختلفة الخلق والصورة وهي الحقيقة التي قررت في القرآن والسنة قبل ذلك بقرون!
وأنا هنا أسأل أليست هذه معطيات عصرية ذات أهمية لمن يدعون التنوير؟!! أم أن عملية الحجب والعزل والإخفاء التي يتقن العلمانيون فنها لا تترك مكانا للصدق العلمي؟ وقد فوجئ العلماء بها تتكشف أمامهم رويدا رويدا في مختبراتهم وخلف مجاهيرهم وشاشاتهم! وفي ذلك يقول البروفيسور كيث مور: "ومعرفة هذه الحقائق الى ما قبل القرنين الأخيرين كانت مستحيلة فضلا عن استحالتها قبل 1400عام".
فأين نجد هنا ”المعهود المعرفي" الاسطوري لعصر الرسول الذي يزعمون انه شكّل الوحي وأفرزه وشكله (في نظرية الكون والتكوين العلمانية)!؟
ألا يستحي الجابري وهو يتكلم عن معهودهم "معهود العرب الاسطوري المعاصر لهم! " ومعهودنا "المعاصر لنا" فيُدْخِل الجابري –واخوانه الذين يمدهم في الغي- في معهودهم "الوحي" ويخرج من معهودنا! ماانتجه العلم! (انظر في قصة "المعهود" الجابرية "مدخل الي القرآن "للجابري ص211 - 213) و (القسم الاول للجابري من "فهم القرآن –"ص27 (
ان السؤال العلمي الذي لم يسأله العلمانيون هو ما سأله موريس بوكاي: "إذا كان كاتب القرآن بشرا فكيف أمكنه في القرن السابع الميلادي كتابة ما يثبت أنه اليوم متفق مع المعارف العلمية الحديثة؟ ليس من سبب خاص للتفكير بأن ساكنا لشبه الجزيرة العربية أمكن له، في الوقت الذي كان يحكم فيه في فرنسا الملك داجوبير، ثقافة علمية سابقة على قرننا الحاضر في بعض الموضوعات بعشرات القرون (ص149) وهي امور -يقول - تجعل من المستحيل على رجل في عصر محمد صلى الله عليه وسلم ان يكتبه. وبالنظر الى حال المعارف في عصر محمد صلى الله عليه وسلم لا نستطيع أن نفهم بأن كثير من الأخبار القرآنية التي لها سمة علمية يمكن أن تكون عمل إنسان، ولذلك فإن المشروع ليس بأن يعتبر القرآن تعبيرا للوحي فقط، بل أن يعطى مركزا ممتازا لما يتمتع به من الأصالة الفريدة ولوجود أخبار علمية لديه ظهرت كتحد " (ص 290 - 294).
اما نولدكه فيقول إن محمد لم يتعد اسلوب الكهان في تقديم اقوالهم بواسطة اقسام احتفالية بالظواهر الطبيعية مثل الليل والنهار والشمس والقمر والنحوم (انظر ص69)، ونلاحظ هنا أيضا حوّل نولدكه أعظم الإشارات العلمية الدقيقة لظواهر الكون والتي على اساسها صنع المسلمون حضارة الى ألفاظ كهان والسبب الايقاع القصير!
أوليس من الاعجاز أيها الفيلولوجيون –الفيلولوجيا:علم اللغة (الغربي) استعمله نولدكه! - أن يضع لكم في الالفاظ القصيرة ما تعجز عنه القرون الطويلة!؟
وكعادة المستشرقين والعلمانيين يقول نولدكه ايضا مشوشا على الوحي: "إن الدين الذي قدر له أن يهز العالم كله انصهر في وجدان محمد من مواد مختلفة!! (ص19). فهل يمكن لهذه المواد المزعومة أو لما سماه نولدكه "الصوت الداخلي" الصادر بزعمه (عن المخيلة المنفعلة وموحيات الشعور المباشرة" ان يصل الى معلومات غاية في الدقة والعلمية كما في مسالة أطوار الجنين، كما وصف القرآن اذا فلماذا تخلفت عن القرون لما قبل وبعد التنزيل!؟(/)
سلسلة انهيار شرفات الاستشراق (6) / ذهنية تلبيس صادق جلال العظم
ـ[طارق منينة]ــــــــ[01 Aug 2010, 12:01 ص]ـ
لم يكن الدكتور والمفكر الماركسي صادق جلال العظم بأحسن حالا من الجابري ونولدكه وبقية الجوقة العلمانية والاستشراقية الحديثة في موقفه من الوحي القرآني، فكما ألف الجابري كتابه "التراث والحداثة" وبقية مشروعه في نقد العقل الإسلامي وما سطره اخيرا في نقد الوحي والمتمثل في كتابه مدخل الى القرآن، والذي عضده بأجزاء ثلاثة من التحريف العلماني وقد مر فيها على السور القرآنية -مع محاولة التلاعب بتسلسلها لأغراض علمانية كما فعل نولدكه! - محاولا خلق صلة للقرآن بالمعطي "المعرفي! " الاسطوري القديم عاملا على حجب الحقيقة بإعطائها معاني هزيلة وقاصرة وساذجة وسطحية بصورة ملفتة او بحجب المعلومات التاريخية والعلمية عن القارئ، فكذلك فعل الدكتور صادق جلال العظم والذي اتخذ طريق المباشرة في نقد الوحي، وهو الذي دافع عن سلمان رشدي أخيرا وبكتابين "ذهنية التحريم" و"ما بعد ذهنية التحريم" مؤيدا له في العملية التهكمية الهجائية والساخرة من الرسول محمد وجبريل والصحابة وأمهات المؤمنين، وبطريقة رسمهم ونقلهم إلى عوالم شاذة حتي لا يبقي فرق بين ما يسمونه حديثا "المقدس والمدنس" وكذلك فعل سيد القمني مع النبي موسى وأمه!
فقبل ربع قرن من الزمان وبعد هزيمة حزيران 1967، كتب العظم كتابه "نقد الفكر الديني" مفتعلا معركة مع الإسلام ومتهما له بأنه سبب التخلف والهزيمة، كما رماه بانه يتعارض مع العلم ويناقضه، ومع ان الدكتور العظم أخفى أسباب الهزيمة الحقيقية وصلتها بالنظام القائم آنذاك، وعلاقته البدائية بالفكرة الماركسية والاشتراكية السوفيتية وتدريب كبار قياداتها على يد جنرالات الماركسية في روسيا! وسيطرة الاتحاد الاشتراكي على الآلة الثقافية والإعلامية يومئذ، كما ان الشخصيات التي وضعت على قيادة الامة والحرب كانت باعترافات كثير من رجال الثورة أنفسهم عديمة الخبرة، ومنهم من كان على قمة وزارة الحربية وكان غارقا في الشهوات والخيانة الزوجية مستهترا ومتهتكا وغافلا، كما أشار هيكل وبعض رجال الثورة أخيرا في كلامهم عن عبد الحكيم عامر الرجل الثاني في الدولة والمؤثر على رجلها الأول بشكل ملحوظ!
حاول العظم أن يدخل الغيب القرآني في الاسطورة والخرافة، وذلك لدعم فكرته الرئيسية في "نقد الفكر الديني" من ان الدين مخالف ومناقض للعلم! وقد علق في نقده على قول الله تعالي في سورة المؤمنون: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان مِن سلالة مِّن طِينٍ* ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً في قَرَارٍ مَّكِينٍ* ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخالقين (12)
بقوله: "من الجلي أن عملية نمو الجنين البشري بالنسبة الى هذا الوصف القرآني تعتمد على التدخل المباشر من قبل الله لنقلها من طور الى طور آخر أي أن نقلها من نطفة الى علقة يحتاج الى عملية خلق أخرى الخ--- وخلاصة القول هو أن نمو الخلية البشرية يمثل معجزة الهية لا تعليل لها سوي قدرته المطلقة على الخلق وتدخله المباشر في سير أمور الكون. هل يتفق هذا الوصف والتعليل مع معارفنا العلمية عن الموضوع ومع ما يبينه علم الأجنة حول تطور الخلية البشرية في مراحلها الأولى؟ الجواب حتما هو بالنفي لأن علم الأجنة لا يدع مجالا للشك في ان الخلية تنمو بالتطور العضوي من طور الى طور اخر وفقا لقوانين صعبة معينة بحيث تنمو المرحلة المتأخرة من صلب المرحلة السابقة عليها وعلي أساس معطياتها الأولية" (ص40)
والسؤال للعظم: من الذي أتقن صنع هذه القوانين الطبيعية حتى انتقلت في صورة من صورها، من طور الى طور، ومن نطفة الى علقة، ومن مرحلة الى مرحلة، ومن لطف في التكون والإنتقال الى لطف أخر لايرى بالعين المجردة؟
اليس وراء هذه القوانين الصعبة ووراء العلل والقوانين خالق مبدع؟
(يُتْبَعُ)
(/)
اننا نشاهد اليوم امور يصنعها أو يعلبها (من: التعليب) الإنسان في العالم الحديث تتكون مادتها وصورها بصورة اوتوماتيكية بحيث تنتقل السلعة المصممة من مرحلة الى اخرى، وكأنها تعمل وحدها! (مثل عمليات الإنتاج السريعة والحديثة في المصانع الضخمة والصغيرة لكافة أنواع السلع)،، فهل هذا ينفي حقيقة وجود مهندس وراء هذه السيرورة التكنولوجية وهذه العملية الإنتاجية؟ او وجود مصمم لهذه الآلية الدقيقة والعجيبة؟
هذا مثال مشاهد ومنظور ويعلمه كل احد اليوم-ولله المثل الأعلى-
والله اعلى من ذلك وأعلم وأقدر وأحكم والطف "صنع الله الذي اتقن كل شيء انه خبير بما تفعلون" (سورة النمل، الآية 88) وهو:"العليم الخبير" (سورة التحريم، الآية 3)، "وهو اللطيف الخبير" (سورة الملك، الآية14) "عالم الغيب والشهادة وهو الحكيم الخبير" (سورة الأنعام، الآية 73) " وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير" (سورة الأنعام، الآية18) "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير" (سورة الملك، الآية 14) "ان ربي لطيف لمايشاء انه هو العليم الحكيم" (سورة يوسف، الآية 100) "ألم ترى أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة ان الله لطيف خبير" (سورة الحج، الآية 63) " يابني انها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة اوفي السموات او في الأرض يأت بها الله ان الله لطيف خبير" (سورة لقمان، الآية 16)
ولو تمعن العظم في لفظة "ثم"، الواردة في الآيات، التي تدل على التراخي والترتيب وقد ذكرت بين مرحلة النطفة والعلقة ولم تذكر بين مرحلة العلقة والمضغة، وانما ذكر "واو" العطف بينهما والذي يدل على الاشتراك والتعقيب والتدريج؛ لعلم ان "ثم" المكررة مرتين و"واو العطف" تشير الى نقلة نوعية هائلة بين المراحل، وذلك وفق معطيات علمية تلفت الانتباه الى وجوب دراسة هذه المراحل المتراخية والمتسارعة والمتراكبة وازمنتها الخاصة والبحث عن اسبابها وعللها، وعدم الاكتفاء بالنظر اليها كمعجزة ربانية ولطيفة قيومية فالايمان يدفع الى العلم والعمل وتفحص ظواهر الكون التي أشارت آيات القرآن الى انها مسخرة للإنسان. وتاريخ الحضارة الإسلامية العلمي شاهد على ان اهل الاسلام فهموا اشارات القرآن وانتجوا واكتشفوا وصنعوا مناهج وأدوات علمية ومادية وقدموا للعالم منهج تجريبي للفكر والنظر والعمل والكشف لولاه لعاش الشرق والغرب في ظلمة جاهليات، من خرافات وتخرصات.
وفي الحقيقة لا أجد في نص الدكتور العظم الا محاولة افتعال معركة مبيتة ومتعمدة مع النص القرآني، والا فإن القارئ للقرآن يجد المعطيات مؤكدة ومقسم عليها ايضا وحاثة على الدراسة والاستقصاء لمعرفة كيفية بدء الخلق كما ان الآيات الاخرى الواردة في نفس السياق تساعد على الفهم وزيادة الوعي العلمي فخلق نطفة الانسان من سلالة من طين –مثلا- يؤكد صلة الانسان بعناصر الارض حتى في مراحل نمو الجنين، كما ان خلقه من نطفتي الرجل والمرأة لا من الذكر وحده انما هي حقيقة سماها القرآن باسمها "إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ"، والمدهش ان اسم السورة التي ورد فيها اللفط هو "سورة الإنسان!! " والآية هي رقم 2 منها كما أن آية العلق من سورة العلق هي الآية الثانية منها! فلا مكان في الامشاج لدم حيض يتخلق منه الجنين كما تخيل ارسطو والهنود او "قزم"! المخيال الغربي لعلماء القرون قبل عام 1775م. ان الآيات السابقة التي ادخلها صادق جلال العظم في المدونات الاسطورية الارضية انما هي من علوم القيومية الالهية. الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير (سورة الملك: 14)
علينا الآن أن ننتقل الي التحدي الآخر من سورة العلق والوعد فيها!(/)
سلسلة انهيار شرفات الاستشراق (7) /اقرأ ... أول وعد حق
ـ[طارق منينة]ــــــــ[01 Aug 2010, 12:05 ص]ـ
دعونا قبل أن نمضي بعيدا في طريقنا ونحن نشاهد انهيار البناء العلماني الضخم والهش في آن واحد ومعه الشرفات المزخرفة للاستشراق الكاذب بألوانه وأطيافه واساطيره المختلقة والملفقة، أن نسأل سؤالا عصريا وموضوعيا وتاريخيا ألا وهو: من ذا الذي يمكنه أن يطلق وبثقة تامة عشرات بل مئات الوعود والنبوءات المستقبلية (القريبة والبعيدة) المؤكدة بأنواع التوكيد البينة، والمقسم عليها بأنواع القسم الملفتة للنظر، فأغلبها قَسَم بسنن الكون المصورة تصويرا علميا بديعا ودقيقا، ومعلوم ان القَسَم نوع من أنواع التوكيد عند العرب ما يزيد المُقْسَم عليه توكيدا واستيقانا، من ذا الذي يقسم ويصدق في ذلك كله على أنه منتصر على امبراطوريات وقوى باطشة متمكنة محلية واقليمية قبل ان يموت الجيل الذي يسمع الخبر الواعد؟ من ذا الذي يستطيع ان يعلن هذا في كتاب مسطور وألواح وصدور وتبلغ وعوده العدو والصديق ويسمعه كل يوم القريب والبعيد والصغير والكبير في تلاوات خالدة واعلانات متنقلة سارية في التاريخ؟
ثم مع ذلك لا يكتفي بتلك الوعود، وإنما يخبرهم بأن المستضعفين منهم هم من سيحقق بهم الوعد الحق وتنفذ بهم الارادة القول الصدق وسوف يشاهدون ويعلمون ويلمسون ويحسون وقع الصدق في الخبر!! ثم ان هؤلاء كانوا يعلمون انه لا يقدر على هذه الاعلانات الا من له القدرة الشاملة القاهرة، وهو الامر الذي تعجز عنه جيوش ودول وقوى مادية مجتمعة، بل وامبراطوريات وقد رأوها تتحارب ولا تقضي احداها على الأخرى! ومعلوم ان كثير من الادعاءات والوعود تطلق اليوم ومن اجهزة ومؤسسات ضخمة تنفق عليها الدول العظمى البلايين لكنها تفشل!! كما نرى اليوم في اعلانات نهاية التاريخ وبدايات عصور خالصة من الشيوعية والليبرالية والسوبر بروسية (ماركس- فوكوياما- هيجل- ماكس فيبر).
ثم من ذا الذي يجمع القلوب المتفرقة المختلفة ويجعلها أخوة متحابة، وقوة صادقة، وصفّا قويا أمينا لو أنفقت ما في الارض جميعا ما ألفت بينهم، مهما كانت قدرتك وخطتك! ومن ذا الذي يدّعي النبوة على هذا كله مدعيا تغيير التاريخ وغلبة القوى العظمى في زمنه وفي وقت مذهل! ومعلوم ان خطأ واحد وكذبة واحدة في هذا الشأن تقدح في النبوة وتثبت زيفها؟!
ان الشيء الذي يخفيه العلمانيون والمستشرقون هو: ان مصدر الوحي القرآني أعلن هذه النبوءات والوعود المؤكدات في كافة السور القرآنية، وعلى لسان سفير الوحي ورسول البعثة الربانية محمد رسول الله وانها كلها قد تحققت، وعبر عن تحققها عقلاء البشر بانها امر مذهل عجيب مدهش فوق الطاقة صعب التصديق لولا شهادة التاريخ والواقع!
والشيء المثير أن يبدأ الرب اعلاناته الاولى بعد الدعوة لقراءة سنة العلق، والتعليم بالقلم بقراءة الوعد الأول، الوعد بهلاك فرعون هذه الامة اي عمرو ابن هشام (ابو جهل)، وهو البلاغ الذي طولب سفيره ورسوله ان يقوم بقراءته على التاريخ البشري، كما طولب بقراءة ما يتعلق بآياته في الحضارات والامم والقرى والافراد، كفرعون وهامان والنمرود وقارون والسامري كنماذج على الاسراف والاستغناء والطغيان.
ففي سورة العلق نقرأ قول الله تعالي "كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى (7) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (8) أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18) كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19) ". ان القيومية الربانية التي ينكرها العلمانيون افتتحت الوحي بألفاظ لها مغزى جديد لبناء حضارة بشرية بأدوات معرفية غفلت عنها الفلسفات الضائعة والحضارات البائدة، كما أنها أظهرت قدرتها الكاملة في الإعلانات الصادقة والاخبار المتتابعة في كافة سور القرآن عن وعود نافذة تتحدى القوى الباطشة كافة، بأن تواجه حقائقها المقررة قدرا وقضاء بما تستطيع من قواها المتمكنة وسلطانها المتبجح المغرور بزخرف باطله وزينة ملكه.
هنا في هذه السورة الأولى "سورة اقرأ" تعريف للبشرية بالكمال الإلهي وان الرب تعالى قادرعلى الطاغية الفرد كما انه تعالى قادرعلى امبراطوريات القهر المخوفة، فالقدر الإلهي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء. ضرب الله في سورة العلق مثلا بفرعون هذه الأمة -الذي قتل سمية وزوجها ياسر من صحابة النبي- وهو عمرو بن هشام الذي نزلت فيه هذه الآيات كمثالا على الاستغناء والطغيان. وقد أورد الطبري وابن كثير الرواية في سبب نزول الآيات "قال أبو جهل: لئن عاد محمد يصلي عند المقام لأقتلنه فأنزل الله اقرأ باسم ربك" حتى بلغ هذه الآية (لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ. نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ. فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ. سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ) " (الطبري 24 |539) وقد حاولت هذه الناصية الخاطئة قتل محمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أكثر من مرة وقد استمرت المحاولات حتى بعد هجرة الرسول الى المدينة ولم تنجح محاولة واحدة منها! بعد هجرة النبي سرا الى المدينة وهجرة صحابته اليها، وفي السنة الثانية من الهجرة خرج ابو جهل ومعه قواته المنتفشة وعسكره المغرور فاهلكه الله كما وعد المستضعفين المؤمنين، حتى ان اصغرهم قامة واضعفهم بنية جثم على صدره يذكّره بوعد الله تعالى، وهو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه! وقبل ان يمضي هذا الجيل نفسه كانت امبراطوريتي القهر (امبراطورية فارس وامبراطورية الروم) قد خرّتا كفقاعة هواء فارغة بين ايديهم كما وعد الرب تعالى.
فهل من علماني قارئ للقرآن قراءة واعية من بداية "اقرأ" الربانية؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[14 Aug 2010, 09:03 م]ـ
بارك الله فيكم سيدي الكريم ...
ذكرتني بالرشحات؟ بذور نظرية متكاملة للإعجاز النفسي!
ـ[طارق منينة]ــــــــ[15 Aug 2010, 02:35 ص]ـ
حياكم الله اخي الخلوصي
ماهي الرشحات-ابتسامة
مع العلم اني فعلا لااعرف معناها.
ـ[خلوصي]ــــــــ[15 Aug 2010, 03:38 ص]ـ
حياكم الله اخي الخلوصي
ماهي الرشحات-ابتسامة
مع العلم اني فعلا لااعرف معناها.
و حيّاكم الله أخي الكريم .. و بارك بجهودكم.
أما الرشحات فهنا بعضها أستاذي العزيز ... خذ منها ما شئت فلدي المزيد http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif :
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=18999(/)
سلسلة انهيار شرفات الاستشراق (8) /نصر أبو زيد ونَادِيَهُ
ـ[طارق منينة]ــــــــ[01 Aug 2010, 12:08 ص]ـ
دعونا نقترب اكثر من النصوص التالية من سورة العلق، في الحلقة الأخيرة من التعليق عليها لنتعرف على وقع الكلمات القرانية الربانية وسلطان قائلها على التاريخ أفرادا وجماعات، فهي كلام الله تعالى الذي لم تصنعه تجربة انسانية معاشة او وعي وجودي كما يزعم المفتتن بفلسفة الهرمنيوطيقا (نصر أبو زيد)، فإن هذا لازم كلام البشر المتعرض للنقص والنقد كأي تجربة انسانية تنعكس في رواية او نص يظهر في صور وعلامات لغوية. فكلام الوحي القرآني تقصر المناهج المادية عن بلوغ مراميه وفهم حقائقه وقد فشل نولدكه في كتابه "تاريخ القرآن" وهو الذي اتخذ المنهج اللغوي الالماني أداة في تحليل القرآن وتزييف معانيه، كذلك فشلت مناهج التحليل اللغوية الحاملة للرؤية المادية للعالم مثل فلسفة السيميوطيقا التي تُدخل القران في اطار العلامات والرموز، وهو المذهب الذي أضافه نصر حامد لسلة استعاراته المتعددة والتي يطالبنا بان نجعلها نقطة بداية اصيلة في النظر في تفسير القرآن، مع تعريفه لرؤيته بانها رؤية تفسيرية جدلية مادية!! (انظر كتابه اشكاليات القراءة ص 49)
"كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ" وردت بعد اعلانات السورة كلها، فالمنهج غير المنهج والوثنية -والعلمانية- غير الإسلامية الربانية، والسورة اشارت تحديدا الى شخص معروف "أبي جهل ابن هشام" عرفه المستمع للوحي حالئذ: "أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى"
لكنه -كنموذج- يتكرر في التاريخ وبنفس السمات (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى) وقد وردت هذه الآية قبل ورود الآية الخاصة عن أبي جهل القائل "لئن رايت محمدا يصلي عند الكعبة لأطأن عنقه"، وهو من أَمَرَ بوضْع بطن حيوان مذبوح على كتف النبي وهو يصلي (ما يرفع رأسه) الا انه صلى الله عليه وسلم بعد ان انهى صلاته (رفع صوته!) بالدعاء: "اللهم عليك بأبي جهل! "، الذي قتل أول شهيدة في الاسلام وعذّب اتباع محمد بأساليب وحشية هذا غير الاستغلال المادي والإذلال للعبيد في مكة.
ان السورة تثير الاستغراب من هذا النموذج الذي يكتسي دائما ألفاظا وألقابا كبيرة وفخيمة، فقد دُعي بـ"أبي الحكم" من الحكمة!، والآيات تدعوه الى الحكمة والكف عن الأذى للمستضعفين، وتتوعده (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ) فسيؤخذ أخذة قيومية ربانية (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى)؟ ومعلوم انه هدد رسول الله بالقتل فجاء رد الوحي حاسما قاهرا بكلمة (كَلَّا) التي تكررت بشكل لافت ثلاث مرات في السورة، ولم ينفع توعد هذا الطاغية للرسول بقوله: "فوالله لأملأن عليك هذا الوادي ان شئت خيلا جردا" فقد خرج الى موقع بدر مع جنده، فقُتل هناك، وبالصورة التي رسمها القرآن وأعلنتها ألفاظ الوحي قبل عشر سنوات، وزيادة على ذلك حدد الرسول نفسه موقع مقتله قبل المعركة (هذا مصرع فلان غدا إن شاء الله) قال عمر: فوالذي بعثه بالحق ما أخطأوا الحدود التي حد رسول الله صلى الله عليه وسلم!!! فهل التقطت عدسة المادية الحديثة ومذاهبها هذه الألفاظ القرآنية من أول سورة العلق إلى أخرها ومغزاها ومستوياتها الغيبية والتاريخية والواقعية، ام انها مصابة بعمى الالوان العلماني الذي لا يرى الا بعض ظواهر الحياة الدنيا فيحسبها لجة، فيكشف مخدوعا عن عجزه وعرجه وعجره وبجره؟!
"كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ": وِالنَّاصِيَةِ في اللغة هي مقدمة الرأس مكان التدبير والتقدير! والعرب اذا ارداوا اهانة شخص اخذوا بناصيته وألفاظ القرآن مقدرة ومعجزة "لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ " قال الرازي: "كلا، لن يصل ابو جهل الى ما يقوله انه يقتل محمد او يطأ عنقه، بل تلميذ محمد هو الذي يقتله ويطأ صدره" (تفسيرالرازي 32/ 23)
فالناصية المشار اليها في السورة بلفظ (أَرَأَيْتَ)! والمكررة ثلاث مرات ايضا! هي كاذبة خاطئة وقد جاءت "الناصية" مرة بالوعد بأخذها ومرة بالاشارة الي أنها كاذبة خاطئة والوعد من الرب حق! (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ)!. فهل قرأ علماء السيميوطيقا هذا النظم القراني من الفاظ الوحي الرباني مع ما تقدم من ألفاظ سورة العلق "كَلَّا لَئِنْ ... " (لَنَسْفَعًا بـ --) (النَّاصِيَةِ نَاصِيَةٍ --) وكما يقول الشوكاني فان (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ) موطئة للقسم " لَنَسْفَعًا": والسفع: الاخذ والقبض على الشيء بشدة. قال الخليل: والسفع ثلاثة أحجار يوضع عليها القدر سميت بذلك لسوادها. قال والسفعة سواد في الخدين. وقد اسود وجهه في المعركة وقتل بالطريقة التي وصف الوعد الحق.
" فَلْيَدْعُ نَادِيَه ... " دعه يدعو برلمانه وحزبه!!
"نَادِيَه": النادي في كلام العرب هو المجلس المتجدد للحديث كما يقول الشوكاني. "فَلْيَدْعُ" تحدٍذ
معجز كما بقية الاعلان الالهي في السورة إعجاز العلق والتعليم بالقلم.
واليوم نرى النوادي العلمانية تحتفل بأمثاله من العلمانيين ممن يرمون الاسلام بأبشع التهم، ويعطون الجوائز العالمية المالية والأدبية مثل القمني والعظم والعشماوي وعصفور وحسني ونصر ابو زيد وحنفي ومحفوظ ورشدي، وهؤلاء واهل الإفساد يُدعون للنوادي الأكاديمية والسفارات مثل علاء الأسواني وامثاله.
"سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ" يقول الزركشي ان اصلها "سَنَدْعُو" وحذفت الواو للاعلام بسرعة وقوع الفعل الالهي "فيه سرعة الفعل واجابة الزبانية وقوة البطش، وهو وعيد عظيم ذكر مبدؤه وحذف آخره، ويدل عليه قوله تعالى " وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ"(/)
أجنحة المكر الثلاثة (عبد الرحمن حبنكة الميداني). pdf
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[01 Aug 2010, 10:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
http://front1.monsterup.com/upload/1254936827128.jpg
أجْنِحَةُ المَكْرِ الثَّلَاثةْ
وَخوافيهَا
التبشير - الاستِشراق - الاستِعمار
دراسة وتحليل وتوجيه
ودرَاسَة منهجيّة شاملة للغزو الفكري
عبد الرحمن حسن حبنّكة الميداني
الطبعة الثامنة ومزيدة
دار القلم
دمشق
التحميل ( http://www.zshare.net/download/503787120596ecdc/)
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[01 Aug 2010, 01:32 م]ـ
شكر الله لك أخي عطاء، ولكن رابط التحميل لايعمل!
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[01 Aug 2010, 02:46 م]ـ
هذا رابط غيره ( http://waqfeya.net/book.php?bid=1254)
الوقفية ( http://waqfeya.net/book.php?bid=1254)
إن شاء الله شغال(/)
صبحي منصور الأب الروحي للقرآنيين
ـ[نوال عبداللطيف الخياط]ــــــــ[02 Aug 2010, 01:02 ص]ـ
يعتبر الأب الروحي للقرآنيين ومؤسس منهج الاكتفاء بالقرآن كمصدر للتشريع الإسلامي.
ولد أحمد صبحي منصور في أبو حريز، كفر صقر بمحافظة الشرقية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82%D9%8A%D8%A9_(%D9%85 %D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%B8%D8%A9)) بمصر في الأول من مارس عام1949 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1949). درس في الأزهر ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9_%D8%A7%D9%84% D8%A3%D8%B2%D9%87%D8%B1) وصل إلى الإعدادية الأزهرية وصنف في الدرجة الثانية على مستوى الجمهورية المصرية، ثم حصل على الثانوية الأزهرية بالقسم الأدبي وحل في المرتبة الرابعة على الجمهورية. وفي أثناء دراسته الأزهرية تابع المنهج الثانوي العام بنظام خارجي لمدة ثلاث سنوات حتى حصل على شهادة الثانوية العامة سنة 1976. حصل على المركز الأول في سنوات دراسته الجامعية الأربعة في قسم التاريخ الإسلامي ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE_%D8%A5%D8%B3%D9%84% D8%A7%D9%85%D9%8A) والحضارة الإسلامية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D8%B6%D8%A7%D8%B1%D8%A9_%D8%A5%D8%B3%D9%84% D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9) بالأزهر، ثم حصل على الإجازة العلمية مع مرتبة الشرف عام1973 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1973). ثمّ حَصلَ على درجة الماجستير في التأريخِ الإسلاميِ والحضارة الإسلامية بامتياز. وأخيرا حصل على الدكتوراه في قسم الحضارة والتاريخ الإسلامي بمرتبة الشرف بعد صراع مع شيوخ الأزهر الذين اضطروه خلال المناقشة لحذف ثلثي رسالته.
كان يعمل مدرساً بجامعة الأزهر ( http://tafsir.net/wiki/%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A3% D8%B2%D9%87%D8%B1) ثم فصل في الثمانينيات بسبب إنكاره للسنة ( http://tafsir.net/wiki/%D8%B3%D9%86%D8%A9_(%D8%AA%D9%88%D8%B6%D9%8A%D8%AD )) النبوية، وتأسيس المنهج القرآني ( http://tafsir.net/wiki/%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86%D9%8A%D9%88%D9%86) الذي يكتفي بالقرآن ( http://tafsir.net/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86_%D8%A7%D9%84% D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85) كمصدر وحيد للتشريع الإسلامي. سافر إلى الولايات المتحدة ( http://tafsir.net/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%AA_% D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9) لبعض الوقت، ثم عاد إلى القاهرة ( http://tafsir.net/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9) ليصبح أحد أركان مركز ابن خلدون ( http://tafsir.net/w/index.php?title=%D9%85%D8%B1%D9%83%D8%B2_%D8%A7%D8 %A8%D9%86_%D8%AE%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%86&action=edit&redlink=1) وبعد المشكلات القضائية التي واجهها المركز ومديره في عام ألفين هاجر إلى في الولايات المتحدة، ليعمل مدرساً في جامعة هارفارد ( http://tafsir.net/wiki/%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9%D8%A9_%D9%87%D8%A7%D8%B1% D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%AF) وبالوقفية الوطنية للديمقراطية، ثم لينشئ مركزه الخاص تحت اسم المركز العالمي للقرآن الكريم. ينشط الدكتور أحمد صبحى منصور الآن في نشر مقالاته على بعض المواقع فيا لانترنت (المصدر: ويكبيديا ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B5%D8%A8%D8%AD%D9%8A_ %D9%85%D9%86%D8%B5%D9%88%D8%B1))
القرآنيين يقولون على أهل السنة أنهم أصحاب دين أرضي ومعنى ذلك في حدود معرفتي المتواضعة أنهم كفار لأنه لا يجوز الأيمان بدين أرضي غير سماوي جاء بوحي من عند الله برسول مبلغ آمين
وقد جاء محمد صلى الله عليه وسلم ونزل عليه الوحي فما هو الدين الأرضي؟ يقصدون بالدين الأرضي السُّنة
وهل يعتقد أحد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينطق عن الهوى
قال الله عزوجل (((وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى))) النجم: 3 - 4
القرآنيين يشككون فى القرآن بطريق غير مباشر وينكرون السنة وكتب البخارى ومسلم وغيرها من كتب السنة
ويقولون إن القرآن لا يحتاج إلى البخارى ليوضح لنا الدين ويكمله
(يُتْبَعُ)
(/)
فنقول البخاري ومسلم لم يوضحا لنا الدين ولم يكملونه بل الذي وضح لنا الدين هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فالبخاري لم يكن يقول في القرآن بحديثه ورأيه هو بل بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فريق منهم يقول إن الصلاة هي دعاء فقط وفريق منهم يقول هي ثلاث فقط وليس خمس وفريق منهم يقول هي نفس الصلاة التي يصليها المسلمين
والطائفة القرآنية تقول إن العصاة المسلمون إذا ماتوا بدون توبة فمصيرهم الخلود في النار وهذا هو حكم المسلم العاصي أيضا إذا تاب في سن الشيخوخة فأمره بين يدي ربه إما أن يتوب عليه فيدخله الجنة وأما أن يعذبه فيخلد في النار وانه ليس هناك خروج من النار للعصاة المسلمين
وتقول الطائفة القرآنية إنه لا وجود لأصحاب الأعراف وهنا تم تفسيرهم للآيات بهوى شيطاني لا دليل عليه لا من اللغة العربية ولا من القرآن ولا من السنة وهذا مشاهد في تفسيرهم للقرآن ككل
وتقول الطائفة أيضا إن الإسلام دين الحرية المطلقة في الفكر والعقيدة
وتقول الطائفة إن قراءة القرآن بالتجويد يعتبر غناء وانه ليس له قراءات
وتقول الطائفة إن المعراج خرافة ومزعوم وان النبي صلى الله عليه وسلم لم يصعد الى السماء
وتقول الطائفة القرآنية إن المسيح الدجال بدعة في الدين وأنها معتقدات باطلة
وتقول الطائفة إن علامات الساعة الحقيقية مذكورة في القرآن الكريم فقط. أما النبي محمد صلى الله عيله وسلم
فلا يعلم الغيب وليس له أن يتكلم في الساعة وعلاماتها وكل ما يخص المستقبل
(كيف يتحدثون عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الطريقة)
وتقول الطائفة إن الخمار والحجاب و النقاب تدين بشرى يجب إن يترفع عنه المسلم الحقيقي
ويقولون أيضا إن المهدي المنتظر والمسيخ الدجال خرافة
ويقولون أيضا إن عيسى عليه السلام ميت ولم يرفع الى السماء وليس حيا في السماء وطبعا بذلك لن ينزل إلى الأرض لأنه لم يرفع
ويقولون أيضا إن الصلاة التي نراها اليوم على الجنائز فهي منكر
ويقولون أيضا إن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم إن يدعو للنبي صلى الله عليه وسلم بالمغفرة والرحمة والصلاة التي أمرنا الله بها على النبي هو الدعاء له هكذا يقولون
ويقولون أيضا إن شهادة المرأة مثل شهادة الرجل
ويقولون أيضا إن الرجم للزاني حكم توراتي تسلل إلى القرآن
ويقولون إن غطاء رأس المرأة وشعرها حكم ذكوري وليس قرآنياً (اى الحجاب) وهو ليس من الدين أصلا
وشطح احدهم وقال ان هناك نسختين من القرآن اى النبي صلى الله عليه وسلم خط نسختين واحدة تركها لأصحابه وهى التي بين أيدينا الان ونسخة أصلية غير الموجودة حاليا من القرآن أخفاها النبي صلى الله عليه وسلم وان مصحف عثمان ليس إلاّ خط الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الذي كتب القرآن بيده
وتكفر الطائفة القرآنية كل المسلمين سني صوفي اشعري الخ ويسمونهم بأصحاب الدين السني المناقض للإسلام
و المحمديون أصحاب الأديان المحمدية
المصدر ( http://ejabat.google.com/ejabat/thread?tid=6dfc3b3e07fd62e0)
وهذا الرابط ( http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3729&page=2)
وإنما أعرض هذا لا إعلان ولا دعاية له ولهم بل لأثير الحمية في التصدي لهذه الفرقة التافهة في منهجها المضللة لأبناء المسلمين
وأختم بدعوة أن نعرض شبههم هنا ونرد عليها، كل يدلوا بدلوه فالرجل تاريخي قصصي يستفيد من دراسة التاريخ في تضليل الأمة
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[07 Aug 2010, 04:56 ص]ـ
الأخت الكريمة: نوال عبداللطيف الخياط
أشكر لك هذه الغيرة على دين الله، وعلى هذه المشاركة المفيدة. وأشير هنا إلى مراجع هامة في فرقة القرانيين:
1 - رسالة علمية هامة في هذا الباب لأخينا الفاضل الدكتور خادم بخش _ وهو أستاذ في جامعة الطائف _ بعنوان " القرانيون وشبهاتهم حول السنة " وهي مطبوعة متداولة.
2 - بحث بعنوان (القرآنيون وشبهاتهم ( http://www.i7ur.com/vb/t11635.html) ) لرياض بن عبدالمحسن بن سعيد.
3 - بحث بعنوان (شبهات القرآنيين) لعثمان بن معلم محمود بن شيخ علي حمله من هذا الرابط ( http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=1178)
وأدعوك أختي الكريمة لمواصلة الردود على شبه هذه الفرقة المنحلة، ولو تكون في موضوع مستقل فهو أفضل بحيث تكتبين عنوان لكل شبهة والرد عليها. وبارك الله في جهودك.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[07 Aug 2010, 06:14 ص]ـ
هذه الفرقة الخبيثة إنما هي إمتداد لمنهج الزندقة الذي ظهر مع بداية الفتوحات الإسلامية وهدفه هو الطعن في الدين الإسلامي ومحاولة هدمه من داخله، ولكن الله حفظ وسيحفظ دينه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ومع ضعف حجة أولئك المنحرفين إلا إن خطرهم شديد إذا تركوا ينشرون أفكارهم الهدامة في أو ساط العامة حيث إن كلامهم قد يروج عند بعض الذين لا يملكون خلفية كافية عن تأريخ القرآن والسنة وكيف نقل هذا الدين من الجيل الأول حتى وصل إلينا.
وأول ما تواجه به تلك الفئة الضالة المنحرفة هو توجيه الأسئلة التالية إلى كل من يتبنى مذهبهم:
ما هو القرآن؟
وعلى من أنزل؟
وأين؟
وكيف؟
وكيف وصل إليك؟
وحينها ستوصله إلى أنه يدعو إلى قضية يستند فيها إلى الأوهام وإلى الجهل وألا منطق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نوال عبداللطيف الخياط]ــــــــ[07 Aug 2010, 10:33 ص]ـ
الأخ الفاضل حاتم القرشي شكرا لكم ونفع الله بكم
الأخ الفاضل أبوسعد الغامدي أشكر مرورك وتعليقك الذي يفيدني في جمع الردود على شبهاتهم (التي تجمع بين سخف المنهج والتأثير على العامة)
ومما يزيد من خطرهم أ نهم وصلوا للإعلام فلهم برامج في القنوات الفضائية باسم القرآن وتفسيره وفتاويهم الشاذة تملأالجرائد والعوام في حيرة وضياع لأنهم يتحدثون بإسم الدين ويدسون السم بالدسم.
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[07 Aug 2010, 10:42 ص]ـ
شكر الله لك أختي الاستاذة نوال على هذه المشاركة الطيبة
ـ[نوال عبداللطيف الخياط]ــــــــ[08 Aug 2010, 12:39 ص]ـ
الأخ الفاضل عطاء الله عبدالظاهر شكر الله لكم المرور على الموضوع والذي سنكمله بإذن الواحد الأحد بعد رمضان واليكم هذا رابط فيه
رد الشيخ محمد حسان على القرآنيين
http://www.mashahd.net/view_video.php?viewkey=9b48dc230829eee82802&page=&viewtype=&category=
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Aug 2010, 12:43 ص]ـ
أرحب بأختي الكريمة نوال الخياط في ملتقى أهل التفسير، وأشكرها على جهودها المميزة في مركز السعد لخدمة الحديث النبوي الشريف بالكويت وأسأل الله أن يتقبل منها جهودها هي وأخواتها القائمات على هذا المركز.
ولا شك أنه ينبغي التصدي لهذه الزمرة التي تثير هذه الشبهات وتشكك المسلمين في السنة النبوية، وتدعو للاكتفاء بالقرآن بحججٍ داحضة باطلة.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[08 Aug 2010, 07:09 ص]ـ
يعتبر الأب الروحي للقرآنيين ومؤسس منهج الاكتفاء بالقرآن كمصدر للتشريع الإسلامي.
ولد أحمد صبحي منصور في أبو حريز،
. درس في الأزهر ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9_%D8%A7%D9%84% D8%A3%D8%B2%D9%87%D8%B1) وصل إلى الإعدادية الأزهرية وصنف في الدرجة الثانية على مستوى الجمهورية المصرية، ثم حصل على الثانوية الأزهرية بالقسم الأدبي وحل في المرتبة الرابعة على الجمهورية. وفي أثناء دراسته الأزهرية تابع المنهج الثانوي العام بنظام خارجي لمدة ثلاث سنوات حتى حصل على شهادة الثانوية العامة سنة 1976. حصل على المركز الأول في سنوات دراسته الجامعية الأربعة في قسم التاريخ الإسلامي ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE_%D8%A5%D8%B3%D9%84% D8%A7%D9%85%D9%8A) والحضارة الإسلامية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D8%B6%D8%A7%D8%B1%D8%A9_%D8%A5%D8%B3%D9%84% D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9) بالأزهر، ثم حصل على الإجازة العلمية مع مرتبة الشرف عام1973 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1973). ثمّ حَصلَ على درجة الماجستير في التأريخِ الإسلاميِ والحضارة الإسلامية بامتياز. وأخيرا حصل على الدكتوراه في قسم الحضارة والتاريخ الإسلامي بمرتبة الشرف بعد صراع مع شيوخ الأزهر الذين اضطروه خلال المناقشة لحذف ثلثي رسالته.
السلام عليكم
سبحان الله رجل في غاية الذكاء والتفوق
وصدق الإمام الذهبيرح1 في مقالته: ((لعن الله الذكاء بلا إيمان، ورضي الله عن البلادة مع التقوى.)) سير أعلام النبلاءج14ص62
والسلام عليكم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Aug 2010, 12:16 م]ـ
السلام عليكم
سبحان الله رجل في غاية الذكاء والتفوق
وصدق الإمام الذهبيرح1 في مقالته: ((لعن الله الذكاء بلا إيمان، ورضي الله عن البلادة مع التقوى.)) سير أعلام النبلاءج14ص62
والسلام عليكم
وعليكم السلام
إنه ذاكرة فقط بلا ذكاء
الذكاء هو القدرة على تمييز الحق بين ركام الباطل
والذي يقرأ كتابة هذا الرجل يجد أنه عاجز عن إدراك الحق لأسباب نفسية المنشأ تولدت من خلال قراءته القاصرة للتاريخ والواقع فكانت النتيجة هذا التمرد الفكري الذي يكتبه.
هذا إذا حملناه على حسن النية
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[08 Aug 2010, 12:28 م]ـ
وعليكم السلام
إنه ذاكرة فقط بلا ذكاء
الذكاء هو القدرة على تمييز الحق بين ركام الباطل
والذي يقرأ كتابة هذا الرجل يجد أنه عاجز عن إدراك الحق لأسباب نفسية المنشأ تولدت من خلال قراءته القاصرة للتاريخ والواقع فكانت النتيجة هذا التمرد الفكري الذي يكتبه.
هذا إذا حملناه على حسن النية
هذا الرجل يصدق فيه قول الله تعالى ? وَاتْلُ عَلَيْهِم نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الغَاوِينَ، وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ، فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ القَوْمِ الَّذيِنَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ القَصَصَ لَعَلَّهُم يَتَفَكَّرُونَ سَاءَ مَثَلاً القَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ ? [الأعراف/175 - 176 - 177].
نسأل الله العفو والعافية ... اللهم ءآمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نوال عبداللطيف الخياط]ــــــــ[08 Aug 2010, 08:18 م]ـ
أرحب بأختي الكريمة نوال الخياط في ملتقى أهل التفسير، وأشكرها على جهودها المميزة في مركز السعد لخدمة الحديث النبوي الشريف بالكويت وأسأل الله أن يتقبل منها جهودها هي وأخواتها القائمات على هذا المركز.
الشيخ الدكتور عبدالرحمن الشهري حفظكم الله أشكر ترحيبكم في موقعكم المبارك أسأل الله تعالى أن يزيدكم من فضله كما أسأله لكم الثبات وأن يبارك لكم سبحانه بالأوقات ومازلنا نتطلع إلى المساهمة في نشر ثقافة التدبر لعل الله تعالى أن يستعملنا وإياكم لما يحب ويرضى آمين
الأخوة الأفاضل
عبدالحكيم عبدالرزاق
أبوسعد الغامدي
عطاء الله عبدالظاهر
بوركتم ووفقتم وسددتم
فهذا المدعو صبحي منصور إنما هو مثال عالم السوء الذي يعمل بخلاف علمه
? وَاتْلُ عَلَيْهِم نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الغَاوِينَ، وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ، فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ القَوْمِ الَّذيِنَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ القَصَصَ لَعَلَّهُم يَتَفَكَّرُونَ سَاءَ مَثَلاً القَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ ? [الأعراف/175 - 176 - 177].
وتأمّل ما تضمّنته هذه الآيةُ من ذمّه وذلك من وجوه:
أحدها: أنه ضلّ بعد العلمِ، واختارَ الكفرَ على الإيمانِ عمداً لا جهلاً.
وثانيها: أنه فارقَ الإيمانَ مفارقةَ مَن لا يعود إليه أبداً، فإنه انسلخ من الآياتِ بالجملة كما تنسلخُ الحيةُ من قِشْرِها، ولو بقي معه منها شيءٌ لم ينسلخ منها.
وثالثها: أن الشيطانَ أدركه ولحقه بحيثُ ظفرَ به وافترسه، ولهذا قال: {فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ} ولم يقل: "تبعه" فإن في معنى "أتبعه" أدركه ولحقه وهو أبلغُ من "تبعه" لفظاً ومعنىً.
ورابعها: أنه غوى بعد الرشد، والغي: الضلالُ في العلم والقصد، وهو أخصّ بفساد القصد والعمل، كما أن الضلالَ أخصّ بفسادِ العلمِ والاعتقادِ، فإذا أُفرد أحدهما دخل فيه الآخرُ، وإن اقترنا فالفرق ما ذُكر.
وخامسها: أنه سبحانه لم يشأ أن يرفعَه بالعلم فكان سببَ هلاكه؛ لأنه لم يرفع به، فصار وبالاً عليه، فلو لم يكن عالماً كان خيراً له وأخفّ لعذابه.
وسادسها: أنه سبحانه أخبرَ عن خِسّةِ همته، وأنه اختارَ الأسفلَ الأدنى على الأشرفِ الأعلى.
وسابعها: أنّ اختيارَه للأدنى لم يكن عن خاطرٍ وحديثِ نفسٍ، ولكنه كان عن إخلادٍ إلى الأرضِ، وميلٍ بكُلِّيته إلى ما هناك.
وثامنها: أنه رغبَ عن هداه واتّبع هواه، فجعل هواه إماماً له يقتدي به ويتبعه.
وتاسعها: أنه شبّهه بالكلب الذي هو أخسُّ الحيوانات همةً، وأسقطُها نفساً، وأبخلها وأشدها كلباً؛ ولهذا سُمّي كلباً.
وعاشرها: أنه شبّه لهثَه على الدنيا، وعدمَ صبرِه عنها، وجزعَه لفقدها، وحرصَه على تحصيلها بلهثِ الكلب في حالتي تركه والحمل عليه بالطرد، وهكذا هذا إنْ تُرِكَ فهو لهثان على الدنيا، وإنْ وُعِظَ وزُجِرَ فهو كذلك، فاللهث لا يفارقه في كل حالٍ كلهث الكلب
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[09 Aug 2010, 12:28 ص]ـ
وعليكم السلام
إنه ذاكرة فقط بلا ذكاء
الذكاء هو القدرة على تمييز الحق بين ركام الباطل
والذي يقرأ كتابة هذا الرجل يجد أنه عاجز عن إدراك الحق لأسباب نفسية المنشأ تولدت من خلال قراءته القاصرة للتاريخ والواقع فكانت النتيجة هذا التمرد الفكري الذي يكتبه.
هذا إذا حملناه على حسن النية
السلام عليكم
سيدي الفاضل لا شك أن الرجل فيه نسبة ذكاء، فالتفوق بهذه الدرجة يصعب أن يحصل ممن يتمتع بالذاكرة القوية فقط، فلابد أن يصحبه ذكاء. وهذه المقالة التي ذكرتها للتقارب بين الاثنين:
قال الذهبي:
- الريوندي * الملحد، عدو الدين، أبو الحسن أحمد بن يحيى بن إسحاق الريوندي، صاحب التصانيف في الحط على الملة، وكان يلازم الرافضة والملاحدة، فإذا عوتب قال: إنما أريد أن أعرف أقوالهم.
ثم إنه كاشف وناظر، وأبرز الشبه والشكوك.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن الجوزي (1): كنت أسمع عنه بالعظائم، حتى رأيت له ما لم يخطر على قلب، ورأيت له كتاب " نعت الحكمة "، وكتاب " قضيب الذهب "، وكتاب " الزمردة " (2)، وكتاب " الدامغ " الذي نقضه عليه الجبائي، ونقض عبد الرحمان بن محمد الخياط عليه كتابه " الزمردة ".
قال ابن عقيل: عجبي كيف لم يقتل! وقد صنف الدامغ يدمغ به القرآن، والزمردة يزري فيه على النبوات.
قال ابن الجوزي: فيه هذيان بارد (1) لا يتعلق بشبهة! يقول فيه: إن كلام أكثم بن صيفي (2) فيه ما هو أحسن من سورة الكوثر!.
وإن الانبياء وقعوا بطلاسم.
وألف لليهود والنصارى يحتج لهم في إبطال نبوة سيد البشر.
قال أبو علي الجبائي: طلب السلطان أبا عيسى الوراق وابن الريوندي، فأما الوراق فسجن حتى مات، واسمه: محمد بن هارون، من رؤوس المتكلمين، وله تصانيف في الرد على النصارى وغيرهم.
واختفى ابن الريوندي عند ابن لاوي اليهودي، فوضع له كتاب " الدامغ "، ثم لم يلبث أن مرض ومات إلى اللعنة، وعاش نيفا وثمانين سنة، وقد سرد ابن الجوزي من بلاياه نحوا من ثلاثة أوراق.
قال ابن النجار: أبو الحسين ابن الراوندي المتكلم من أهل مرو الروذ، سكن بغداد، وكان معتزليا، ثم تزندق.
وقيل: كان أبوه يهوديا
فأسلم هو، فكان بعض اليهود يقول للمسلمين: لا يفسد هذا عليكم كتابكم، كما أفسد أبوه علينا التوراة.
قال أبو العباس بن القاص الفقيه: كان ابن الراوندي لا يستقر على مذهب ولا نحلة، حتى صنف لليهود كتاب النصرة على المسلمين لدراهم أعطيها من يهود.
فلما أخذ المال، رام نقضها، فأعطوه مئتي درهم حتى سكت.
قال البلخي: لم يكن في نظراء ابن الراوندي مثله في المعقول: وكان أول أمره حسن السيرة، كثير الحياء، ثم انسلخ من ذلك لاسباب، وكان علمه فوق عقله.
قال: وقد حكي عن جماعة أنه تاب عند موته.
قال في بعض المعجزات: يقول المنجم كهذا.
وقال: في القرآن لحن.
وألف في قدم العالم.
وفى الصانع.
وقال: يقولون: لا يأتي أحد بمثل القرآن.
فهذا إقليدس (1) لا يأتي أحد بمثله، وكذلك بطليموس (2).
وقيل: إنه اختلف إلى المبرد، فبعد أيام قال المبرد: لو اختلف إلي سنة لاحتجت أن أقوم وأجلسه مكاني.
قال ابن النجار: مات سنة ثمان وتسعين ومئتين
وقيل: ما طال عمره، بل عاش ستا وثلاثين سنة.
لعن الله الذكاء بلا إيمان، ورضي الله عن البلادة مع التقوى.
والسلام عليكم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[09 Aug 2010, 01:11 ص]ـ
أخي الفاضل عبد الحكيم
لقد قرأت كثيرا من مقالات هذا الرجل على موقعه
والرجل إذا افترضنا فيه حسن النية ـ وأنا استبعد ذلك ـ فكتابته لا تدل على ذكاء، بل على جهل مطبق.
ثم أخي الحبيب التقوى لا تكون مع بلاده، وإنما التقوى تكون مع العقل الصحيح المدرك للحقائق، هذا ما دلت عليه آيات الكتاب الحكيم:
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) البقرة (164)
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ) آل عمران (190)
(وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ) الروم (22)
(الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ) الزمر (18)
والآيات في هذا الباب كثيرة
أخي الفاضل
ليس من الذكاء في شيء أن تقف أمام تراث أمة زكاها الله في كتابه وأولها على وجه الخصوص وحمَّلَها تبليغ رسالته الخاتمه للبشر ثم تنسفه بجرة قلم وتتهم هذه الأمة بالجهل وتضييع الحق والابتداع في الدين، وفي نفس الوقت تزعم التمسك بالكتاب الذي عاصروا نزوله وفهموه حق الفهم وطبقوه في حياتهم العملية وحفظوه ونقلوه لمن أتى بعدهم.
أخي الفاضل
التشويش والتهويش والتقميش والتخليط والتناقض هي طابع في جميع ما كتب ذلك الرجل، ولا يروج كلامه إلا على الجهال أو أصحاب القلوب المريضة.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[09 Aug 2010, 11:56 ص]ـ
والرجل إذا افترضنا فيه حسن النية ـ وأنا استبعد ذلك ـ فكتابته لا تدل على ذكاء، بل على جهل مطبق.
ثم أخي الحبيب التقوى لا تكون مع بلاده، وإنما التقوى تكون مع العقل الصحيح المدرك للحقائق،
السلام عليكم
سيدي الفاضل .. يبدو أنكم فهمتم كلامي علي غير مرادي.
ذكاء الرجل الذي أقصده هو تفوقه علي أقرانه في مرحلة التعليم، فهذا يحتاج إلي ذكاء وليس قوة ذاكرة فقط.
أما قول الذهبيرح1 (لعن الله الذكاء بلا إيمان، ورضي الله عن البلادة مع التقوى.).
فهذا لم يكن منه تقريرا للبلادة، أو ذما منه للذكاء،ولكنه في معرض المقارنة بين الأمرين فأيهما يُفضل:
*بلادة مع تقوي ـ أي رجل صاحب دين ولكنه لا يتمتع بالذكاء ـ
* ذكاء بلا إيمان ـ رجل صاحب ذكاء خارق ولا دين ولا إيمان له ـ
فإن كان حتما الاختيار أي لا بد لك أن تختار أحدهما .. فأيهما تختار؟؟
هذا ما ترجح لدي في مقصد الإمام الذهبي والله أعلم(/)
فكر (نصر أبو زيد) وموقف (الأتباع) العقلانيين! لمحمد بن عيسى الكنعان
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[07 Aug 2010, 05:44 ص]ـ
فكر (نصر أبو زيد) وموقف (الأتباع) العقلانيين!
محمد بن عيسى الكنعان
في قالب رثائي يبكي (الحرية الفكرية) المسلوبة ويُذّكر ب (الأصولية الإقصائية) تحت خيمة (تكريم المفكرين في مقابر الخالدين) احتفى بعض الكتاب والإعلاميين والمثقفين بالراحل المفكر المصري الدكتور نصر حامد أبو زيد (67 عاماً) ..
الذي توفي قبل أسابيع في بلده مصر جراء إصابته بفيروس غريب بعد عودته من رحلة إلى شرق آسيا، حيث لم يستطع الأطباء تشخيصه وعلاجه، فدخل في غيبوبة حتى فاضت روحه إلى بارئها. ذلك الاحتفاء الرثائي كان في حقيقته مفارقة عجيبة في علاقة (المفكر التنويري) ب (الأتباع العقلانيين)، وهي مفارقة تبدو وكأن هؤلاء الأتباع يشيدون بالمفكر عن قناعة فكرية راسخة، ويتحسرون على وفاته باعتباره خسارة عظيمة للأمة في مشوارها النهضوي للخلاص من مأزقها الحضاري، منددين بكل من اعترض طريق مشروعه التنويري، سواءً مؤسسة دينية، أو هيئة قضائية، أو شخصيات إسلامية، كالذي حدث للدكتور نصر حامد أبو زيد عام 1993م عندما رفضت بحوثه العلمية بحجة أنها تمثل خروجاً عن الإسلام وتصل إلى حد الكفر؛ كونها تعارض صراحةً سلطة النص الديني المطلقة، لتتطور القضية إلى معركة فكرية وقضائية انتهت عام 1995م بنفي نصر أبو زيد خارج البلاد بعد التفريق بينه وبين زوجته، فغادر مصر إلى هولندا.
في ضوء ما سبق يكمن التساؤل: هل هؤلاء الأتباع بالفعل يسيرون على خطى منهجه الفكري ويؤيدون معتقداته وأطروحاته، أم هم في الواقع لا يجرؤون على تأييده لخطورة أفكاره؟ فيستترون ب (مواقف ضبابية) تتظاهر برفض الوصاية الفكرية خاصةً المرجعية الدينية، والدعوة للتفكير بعقل حر وعدم تسليم العقول للآخرين، وهم في الواقع يكرسون ل (ثقافة الجماهير التابعة) بطريقة غير مباشرة من خلال التعامل بأدوات المناهج الفكرية الغربية في دراسة قضايا العقيدة والتراث، التي لا تخضع للمقدس، أو تراعي الاعتبارات الإيمانية ومركزية المسائل الغيبية. ذلك التساؤل يمكن الإجابة عنه بكشف حالة (التأرجح) لدى هؤلاء الأتباع العقلانيين بالنسبة لفكر نصر أبو زيد، باستعراض بكائياتهم عليه وإشادتهم به، وقبل ذلك التعريف بمنهجه الفكري والإشارة إلى محور أفكاره التي قال بها في مؤلفاته، وكانت صادمة لأهل بلده والعالم الإسلامي أجمع، فكان من الطبيعي أن يحتضنه الغرب كما احتضن سلمان رشدي وتسليمه نسرين وغيرهما.
يتضح الموقف الفكري للدكتور نصر أبو زيد من خلال تعامله مع نصوص الوحي (القرآن والسنة) وفق مدرسة (التأويل العقلي) للنصوص الدينية والتاريخية التي يتبع منهجها، وهي مدرسة غربية تعرف بمصطلح (الهرمنيوطيقا) وتعود نشأتها إلى العام 1654م في الأوساط البروتستانتية متزامنة مع حركة الإصلاح الديني التي تفاعلت وتطورت إبان عصور النهضة الأوروبية. ومصطلح (الهرمنيوطيقا) يُعبّر عنه بمجموعة قواعد ومعايير واجبة التطبيق من قبل المفسر للنص الديني، بحيث يتم تأويله بطريقة خيالية ورمزية تبتعد عن المعنى الحرفي في محاولة لاكتشاف المعاني الحقيقية والخفية للنصوص، وكُتُب نصر أبو زيد شاهد حقيقي على ذلك الموقف الفكري (التنويري)، عندما يعتبر القرآن الكريم (منتجاً ثقافياً) ونصاً لغوياً يخضع الدراسة النقدية والقراءة المختلفة التي تنزع عنه قدسيته ومن ثم تلغي مرجعيته، ففي كتابه (مفهوم النص) يقول: (إن القول بأن النص منتج ثقافي يكون في هذه الحالة قضية بديهية لا تحتاج لإثبات ومع ذلك فإن هذه القضية تحتاج في ثقافتنا إلى تأكيد متواصل نأمل أن تقوم به هذه الدراسة لكن القول بأن النص منتج ثقافي يمثل بالنسبة للقرآن مرحلة التكوين والاكتمال وهي مرحلة صار النص بعدها منتجا للثقافة بمعنى أن صار هو النص المهيمن المسيطر الذي تقاس عليه النصوص الأخرى وتتحدد به مشروعيتها. إن الفارق بين المرحلتين في تاريخ النص هو الفارق بين استمداده من الثقافة وتعبيره عنها وبين إمداده للثقافة وتعبيره لها).
(يُتْبَعُ)
(/)
كما يقول في الكتاب ذاته: (لقد صار القرآن هو نص بألف ولام العهد) وكذلك يقول: (هو النص المهيمن والمسيطر في الثقافة)، بل يؤكد هذه الرؤية في مجموعة دراسات تحت عنوان النص السلطة الحقيقة، إذ يقول: (فالنص نفسه -القرآن- يؤسس ذاته دينًا وتراثًا في الوقت نفسه)، وهو بهذا يرد على الأتباع العقلانيين الذين يزعمون أنه يقصد بالنص التأويلات والتفسيرات، بل إن نصر أبو زيد يمضي في كشف مبتغاها في تقرير بشرية النص الديني ونزع المرجعية عنه، ففي كتابه الإمام الشافعي وتأسيس الأيديولوجية الوسطية، يقول: (وقد آن أوان المراجعة والانتقال إلى مرحلة التحرر لا من سلطة النصوص وحدها بل من كل سلطة تعوق مسيرة الإنسان في عالمنا علينا أن نقوم بهذا الآن وفورا قبل أن يجرفنا الطوفان). وهو بهذا يتفق مع أصحاب المنهج المادي (الماركسي) التاريخي في الموقف من الإسلام والتعامل مع نصوصه المقدسة. أما موقف نصر أبو زيد من السنة النبوية فيأتي مكملاً لموقفه من القرآن الكريم، فهو يراها (اجتهاداً بشرياً) من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم وليست (وحياً)، وأن الالتزام بها إهدار لبشرية الرسول عليه الصلاة والسلام، بل رفعه إلى درجة التأليه؛ لذا هو يشنع على الصحابة الكرام لأنهم برأيه يؤلهون الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو هنا يتساوى مع القرآنيين في موقفه من السنة النبوية.
بعد هذا الاستعراض المقتضب لمحور فكر نصر أبو زيد أشير إلى موقف (الأتباع العقلانيين) الذين جسدوه في مقالاتهم وتصريحاتهم الصحافية. يقول أحد الكتاب: (إن تأثير نصر حامد أبو زيد يأتي من خلال الهزة الكبيرة التي أحدثتها أطروحاته خلال ثلاثة عقود)، والهزة هنا بتقويمها الإيجابي، ويقول الإعلامي اللامع: (رحل نصر والذارفون دموعاً عليه لا يمكن إحصاؤهم فهو أشعل قنديلاً من النور في قلب الظلام الحالك) هكذا يقرر أن واقعنا الفكري منذ نزول الوحي وحتى يومنا هذا (ظلام حالك) وأن نصر أبو زيد الذي يقرر بشرية القرآن قد أشعل النور، بل إن هذا الإعلامي لم يتوان عن اتهام الذين وقفوا ضد أفكار نصر أبو زيد بأنهم حاقدون ومزايدون على الدين. كما يزعم أحد النقاد في أحد الأندية الأدبية أن نصر أبو زيد لم يتجاوز محاولة تطوير ما يسمى علم التفسير، وهو هنا لا يختلف عن أحد كتابنا الذي يقول عن نصر أبو زيد إنه أحد أهم المفكرين العرب الذين قدموا قراءة جديدة للنص. وهذا تسطيح واضح فهل تطوير التفسير أو القراءة الجديدة يكون بنزع القداسة عن القرآن الكريم؟!! أيضاً لليسار العرب حظهم في بكاء المفكر التنويري .. فهذا أحد أقطابهم يقول: (لقد خسر الفكر الإسلامي والمفكرون الإسلاميون بوفاة نصر حامد أبو زيد خسارة لا يمكن تعويضها).
ما سبق يذكرني بذلك الدرس الفكري الرصين الذي قدمه الدكتور حسن الهويمل لأحد شبابنا المتحمسين من كتاب هذا الوطن عن (منهج وأفكار نصر أبو زيد) على خلفية حوار دار بين الهويمل وذلك الكاتب السابح في مناهج العلمانيين في أمسية أدبية، عندما زعم أن منهج نصر أبو زيد لا يختلف عن منهج المعتزلة العقلاني، فكشف له الدكتور الهويمل سطحية ثقافته التي لا تفرق بين المناهج العقلانية، وهي ذات الثقافة التي ما زالت تنتج الأتباع العقلانيين، الذين ينادون ب (عقل حر)، بينما عقولهم أسرى لدى مفكري العرب الذين يقتاتون على موائد الغرب الفكرية.
المصدر ( http://groups.google.com.sa/group/azizkasem/browse_thread/thread/a287ed6fbcb57269)(/)
سلسلة انهيار شرفات الاستشراق (9) /محاولات علمانية واستشراقية بائسة
ـ[طارق منينة]ــــــــ[08 Aug 2010, 07:28 ص]ـ
لقد نزلت سورة القلم بعد نزول سورة العلق وسورة المدثر وسورة المزمل وهي السور الأولى من الفترة الأولى من زمن البعثة، وقد عدّها جابر بن زيد ثاني السور نزولا وذكر ذلك الزركشي في البرهان، وقد يكون ترتيب نزولها التاريخي لايتجاوز الرابع او الخامس هذا لو ذهبنا مع القول بان فاتحة الكتاب وسورة المسد نزلتا قبلها.
والقارئ لكتب التفسير وعلوم القرآن يصل الى واحد من الأقوال السابقة لا يبعد عنها، فان الذين شاهدوا التنزيل ومكانه وزمانه وهم الصحابة هم من بلغونا بحقائق هذا الترتيب وان ظهرت اختلافات طفيفة في الروايات لسبب ظن التوهم اوالتناقض وليس كذلك او لضعف الرواية او لسبب الاجتهاد المقبول والمعتمد علي رواية صحيحة.
اما المعْنِيون المُعَينون باختراق التراث ومحاولة تفسير القرآن او بعض سوره تفسيرا ماديا (محمد أركون –نصر ابو زيد –الجابري) كنماذج صارخة،فهؤلاء لم يعطوا اي اعتبار للتفاسير واعتبروها تفاسير ايديولوجية مغرضة! وعلى ذلك وجدواالبديل في المناهج الحديثة التي تتناول النصوص اللغوية او الدينية بالتفكيك والتحليل والتفسير والتأويل .. بمناهج الشذوذ المعرفي.
وقد ذكرتُ أن نولدكه (المستشرق الالماني صاحب كتاب "تاريخ القرآن") اتخذ المذهب الوضعي للقرن التاسع عشر معمذاهب أخرى في محاولته العلمانية لهدم القرآن، من خلال المرور على الألفاظ وتحميلها بمحامل ليست فيها أصلا ولا في التاريخ المعني ولافي حقيقة الوحي، كما انه اتخذ لنفسه ترتيبا خاصا مخترعا وملفقا صنعه هو لنزول القرآن غير ما ذكره علماء الامة، ليصل بالقارئ العصري الى نتيجة أن الصراع القديم والفكر القديم هو من شكّل النصوص وحرّك محمد -رسول الله-لتطوير النص وتشكيل حروفه وكلماته!
وفيما نضبط نصر أبو زيد متسللا وسالكا مسلك القدح الخفي والصريح أحيانا في القرآن عن طريق تأويله تأويلا علمانيا -من غير ان يقوم بصنع ترتيب للتنزيل مصطنع ومكشوف كنولدكه ومَن قبله؛ نجد محمد عابد الجابري يسلك طريقا ملفوفا وبطيئا وطويلا ومتعرجا وشبيها بما كان قد ذهب اليه نولدكه سواء تعلق ذلك بوضع ترتيب خاص به لنزول السور ام باتخاذ المنهج المادي في تفسير الألفاظ والمصطلحات والإعلانات والآيات.
وفي سياقنا هنا وهو ليس في كل حال تفسيرا للسور المكية بقدر ما هوكشف التخرصات العلمانية واليأس الاستشراقي من خلال كشف تعليقاتهم البائسة على السور، وكذلك اكتشاف الرصد القرآني لو صح التعبير لمحاولاتهم وما يختلج في نفوسهم ويظهر على ألفاظهم وقسمات وجوههم، كما سيأتي في عرض هذه السورة العجيبة، وكذلك اظهار الوعود التي تحققت في اشباههم وبيان انهم لم يلتفتوا اليها وهي الوعود التي لا يستطيعون تجاهها حراكا ولا جدالا، وانما يحومون حولها في سكون محموم وإحجام مفهوم كالثعبان الذي يبدو على وشك اصطياد فريسته فيما هو يترنح في هدوء ظاهر من اثر سم مميت نفثته في فيه ضفدعة صغيرة كان على ثقة من التقامها!! وقد شاهدت هذا المنظرالعجيب في قناة ديسكفري!.
نقل الجابري ترتيب نزول سورة القلم الى الرقم 35، وجعل مرحلتها في غير زمنها الاول ليتسق ذلك مع محاولته التلاعب بالأسماء القرآنية وتلفيق صلة لها بالاسماء التي انتجها الصراع القبلي او الطبقي او ادت اليه وسائل الانتاج الاقتصادية والأوضاع المادية!
فعل ذلك مع قول الله تعالي في سورة القلم (أفنجعل المسلمينكالمجرمين ما لكم كيف تحكمون) (35 - 36) فبعد ان عزل التفسير الاسلامي والمعنى القرآني، وبعد أن أرجع الامر لمعطى معرفي قديم شكلته اساطير وأوضاع مادية وثقافية قال: " فاصطلاح "الإسلام" يعني الاستسلام والخضوع ويكتسي في الحقل الدلالي العربي الخضوع لسلطة في جماعة أو دولة، وهكذا لم يبدأ استعمال هذا اللفظ في القرآن الا بعد ان صار من كانت تدعوهم قريش "اتباع محمد" جماعة تجمعها كونها أتباع رئيس معين هو النبي عليه السلام من جهة وانفصالها عن قريش من جهة أخرى" (1/ 181)
هنا حاول الجابري ابعاد حقيقة ان لفظ مسلم او الإسلام كان معروفا في بدء الدعوة! وذلك بزحزحة زمن نزول سورة القلم من فترة نزول سورة العلق والمدثر الى فترة متأخرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
تذكرني محاولة الجابري هنا مع الالفاظ القرآنية بفعلة نصر أبو زيد وهو يحاول تفريغ النصوص من مضمونها وجعلها خاضعة للمعطى المعرفي الثقافي الاسطوري القديم ("المعهود القديم" بلفظ الجابري!) فألغى مفهوم العبودية الحقة لله والتي تعني (كمال الحب والذل لله) وجعله مفهوم ممتد ومطور لمفهوم (الأعلى/ الادنى في القبيلة) او علاقة (القبيلة الضعيفة بالقبيلة القوية) في ظل صراع طبقي او قبلي وقوي الانتاج القديمة (وهنا يقفز ماركس بفكرته الى ناصية نصر أبو زيد الخاطئة).
يقول: "لقد كان المجتمع الذي جاء الإسلام يخاطبه مجتمعا قبليا عبوديا تعتمد العلاقات فيه على البعدين: البعد الرأسي الذي جسد علاقة أعلي/ أدني داخل القبيلة الواحدة، ويجسد البعد الأفقي علاقات القبائل وهي علاقات قامت على موارد الثروة –أدوات الإنتاج- وهي الملأ والكلأ ومن الطبيعي في ظل علاقات الصراع أن تلجأ القبائل الضعيفة لالتماس الحماية من القبائل القوية التي تستأثر بالمواد، ومنهنا نشأت علاقات الولاء.
ومن هنا نشأت علاقات الولاء بين القبائل وهي علاقات علاقة أقوي/ أضعف. والنصوص أبنية لغوية، لذلك كان من الطبيعي أن تصوغ النصوص علاقة الله والإنسان من خلال االثنائيات اللغوية/ الاجتماعية، إن الألفاظ القديمة لا تزال حية مستعملة لكنها اكتسبت دلالات مجازية" (نقد الخطاب الديني ص 132 - 134)
وفي كتابه اشكاليات القراءة وآليات التأويل سيفسر نصر ابو زيد ماقاله عنه انه "مجاز" وهو كل ماجاء في عقيدتنا انه حق، سيفسره بأدوات وطرق تحليل نيتشه وفرويد وجادمر وغيرهم، بحيث ينتهي الامر به الى جعل عقائد الاسلام رموزا زائفة، تخفي وراءها تاريخا اسطوريا يدعى هو انه يقوم بالكشف عن مستوياته التي وصفها بانها مستويات متعددة في النص كما عرض نماذج منها في كتابه (النص السلطة الحقيقة) وأقام لها كتابا خاصا جمع فيه كل طاقته وهو كتاب (مفهوم النص).(/)
سلسلة انهيار شرفات الاستشراق (10) /حصان طروادة العلماني، الجابري متسترا
ـ[طارق منينة]ــــــــ[08 Aug 2010, 07:45 ص]ـ
هكذا تفعل المذاهب الغربية المادية بأقطاب العلمانية من العرب الذين يُرجعون أصل الألوهية والعبودية الى جذور صراعات طبقية، وكذلك ارجاع لفظ "الإسلام" -كما فعل الجابري (توفي يوم3 مايو، أيار 2010) - وكأنه ظهر لحاجة زعيم محلي شكّل جماعة ناقمة، يبحث عن طاعتهم فيتوسل الى ذلك -بعد فترة- بنحت مصطلحات، فالمَرَد عندهم انما هو الحاجة الظرفية للانفصال عن قبيلة او لمشروع قبيلة!! (خليل عبد الكريم يجعل الهدف قرشيا وسيد القمني يجعله هاشميا!)، وذلك لينفّروا الناس عن القرآن ومصدره الحقيقي وعالميته وربانيته. وهذا أحدهم نصر أبو زيد الذي أرجع أمر الوحي وموقف قريش منه الى صراع بين أيديولوجيات، وسمى القرآن بالأيديولوجيا الجديدة! (انظر كتابه مفهوم النص، ص139)، يقول: "فالواقع أولا والواقع ثانيا والواقع أخيرا" (نقد الفكر الديني ص130). وماذا فعل الواقع أيها المسكين تجاه وعود الوحي القرآني المهيمنة على المادة والأسطورة؟ (اصيب نصر ابو زيد في منتصف شهر يونيو2010 بفيروس غامض تمكن من المخ مما أدخله في غيبوبة شديدة، وتوفي يوم الاثنين 5 يوليو 2010) وهل يمكن ان يعكس الواقع او الاسطورة وعود بهذه الثقة والقوة والتحدي بالتحقق المادي والمعنوي المستقبلي في التاريخ؟!! (والذي صَدَق فيه كله) والتي نُظهرها في سلسلتنا هذه، سلسلة "المراغمة الاسلامية للخرافة العلمانية"،ومنها الوعود العلمية "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شهيد" من سورة فصّلت و (هي مكية!) الآية 53؛ فهل هذه الوعود المسطورة في قدرة بشر!؟ لقد تَحَقَقَت وعود الانتصار القرآنية الخاصة بالأفراد والجماعات والإمبراطوريات في "أسرع تاريخ تحقق" في عالم البشر، في سرعة مذهلة اندهش لها كتاب التاريخ في الغرب والشرق. وهو دليل على ان حقائق الوحي ليست انعكاسات لبؤس أرضي او لمنتج ثقافي او تطور بيئي أو اسطوري اوحاجة عربي او (تحقيق لحلم اجداد كما زعم القمني وخليل) وإلا فأروني أيها الماديون العلمانيون من يقدر على هذا كله، يسطره قبل ان يحققه!!،غلبة بعد قلة وضعف، وانتشار بعد انحسار، وسرعة لا مثيل لها ادهشت عقلاء العالم، وانهزام امبراطوريات وقوى محلية صعبة المراس مستحيل زحزحتها قيد شبر بوعود كلامية بشرية بلاغية!، والأمم المقهورة تطلب الفتح بل تعلن انتماءها العقدي للفاتحين المطهرين، وحضارة علمية تُقام على نتائجها العلمية حضارة بعدية، اي الحضارة الغربية، لا تعترف سرا ولا علنا لها بالفضل اللهم الا في كتابات مهجورة او مسطورات غير منشورة او مشهورة، فضلا عن الإعتراف بفضل الوحي القرآني، الأصل في التغيير الاكبر، ولا يمنع هذا أن نرى أكابر علماء التاريخ الغربي يعترفون بالفضل لحضارة العرب وقليل منهم يقول: حضارة الإسلام، ولنا سؤال يدفعنا السياق اليه، ألا وهو: من قدّم للعرب الدافع والفكرة والحقيقة والتصور والمعنى والمغزى والمنهج لصنع حضارة؟!)
وقبل أن نمضي في طريقنا مع العلمانيين العرب نقدم بين ايديكم الإجابة من المفكر المجري "ليوبولد فايس" والذي كان جده من علماء اليهودية، وقد أسلم "ليوبولد " في عشرينات القرن الفائت، وسمى نفسه "محمد أسد" يقول:" أن التاريخ يبرهن وراء كل إمكان للريب أنه ما من دين أبدا حث على التقدم العلمي كما حث عليه الإسلام، وأن التشجيع الذي لقيه العلم والبحث العلمي من الدين الإسلامي انتهى إلى ذلك الإنتاج الثقافي الباهر في أيام الأمويين والعباسيين وأيام دولة العرب في الأندلس. وأن أوروبا لتعرف ذلك حق المعرفة لأن ثقافتها هي نفسها مدينة للإسلام بتلك النهضة على الأقل بعد قرون من الظلام الدامس" (الإسلام على مفترق الطرق ص70 - 71، ترجمة عمر فاروخ، الطبعة السادسة، دار العلم للملايين، بيروت 1965م).
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكرتُ أن الجابري يتستر ويتخفى في مشروعه الأخير عن القرآن فلم يقل كل شيء بصورة مباشرة بل بإلتفاف وبنقد غير مباشر، يعتمد فيه غالبا على ذكاء القارئ ولماحيته وفطنته (بحسب ألفاظ خليل عبد الكريم في وصف مشروع محمد أحمد خلف الله الغير مباشر في نقد الوحي القرآني) كما فعل الجابري نفسه قبل ذلك مع مشروعه عن العقل العربي والإسلامي، في هذاالسياق يعرض الجابري رؤيته للأوضاع وموقفه من النقد المباشر للقرآن، في كتابه (التراث والحداثة) بقوله:"لا ارى ان الوطن العربي في وضعيته الراهنةيتحمل ما يمكن ان نعبر عنه بنقد لاهوتي ... لنا حرمات يجب ان نحترمها حتى تتطورالامور" (ص259 - 260). يقول ايضا: "يجب ألا نيأس وألا نقنط لان المرحلة مرحلة قرن اوقرنين" (ص252). لقد قال طرابيشي، وسيأتي الرد ان شاء الله على كتابه "المعجزة أوسبات العقل في الإسلام"!، بأن الجابري تصدى للعقل الاسلامي في شبه حصان طروادة (مذبحة التراث ص118). ويقول محمود امين العالم (علماني!) "اما ... الجابري فهو ... يرى ان ذلك ينبغي ان يتحقق من داخل التراث نفسه" (محطات في التاريخ والتراث ص51) فالعلماني المتستر بالتراث لايستطيع قول كل شيء لأنه كما قال فؤاد ذكريا، العلماني، فإن هذا الصنف من العلمانيين يلعب في ملعب الخصم!، أضاف: "وتظل مناقشاته ملتوية غير مباشرة" (الصحوة الإسلامية في ميزان العقل لفؤاد زكريا ص 157) وقد عرضتُ في كتابي "اقطاب العلمانية في العالم العربي والإسلامي" الصادر عن دار الدعوة، الاسكندرية، في الفصل الأول منه تصور هذا الفريق من العلمانيين المتسترين بالنصوص كمحاولة لتخريب معناها من الداخل وهو مايعني احداث عملية تسلل الى داخل الإسلام والتلاعب من خلال ذلك بالنصوص ودعم الموقف العلماني من خلالها! وهؤلاء يختفون داخل حصان طروادة وهو يخفي داخله الف عنصر من العناصر المعادية للإسلام، وطريقة التستر بالنصوص هذه واجراء عمليات تخريبية علمانية بها انما هي محاولة للإنتقام من الإسلام لأسباب معروفة وماهؤلاء العرب الا دمى تحركهم أطماعهم، وأطماع أسيادهم، وأساطيرهم الخاطئة عن الإسلام والتي تلقفوها من اساطير غربية معادية للإسلام في أثواب منمقة وجديدة،كما عرضت موقف فريق آخر من العلمانيين ومنهم فؤاد زكريا من هذا الخداع الذي يقيد حركة الناقد العلماني الآخر الذي يفضل النقد المباشر ومناقشة النصوص من الخارج بدون خضوع للنص كما قال زكريا ردا على الفريق الآخر المخالف لمشروعه المباشر في النقد،، مع ان زكريا يتخفى اعلاميا ايضا! (انظر اقطاب العلمانية، الطبعة الأولى لسنة 2000، ص40 - 42)، فالعلماني العربي الذي يتستر بالنصوص وهو يحاول، جاهدا، هدمه هو في الحقيقة مستشرق متخفي في جثمان عربي! ا_ولن يقدرون ولو اتخذ بعضهم بعضا ظهيرا-، وقد أشار اليهم رسولنا صلى الله عليه وسلم بقوله "دعاة إلى أبوابجهنم ... هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا".
يقول محمود امين العالم ايضا وهو من كبراء العلمانيين –كفؤاد زكريا-وخبير بطرقهم ومذاهبهم، قال: "محمد أركون مستشرقفرنسي من أصل جزائري له عناية بالإسلام ... يتساوق فيه أو يتبارى مع زميله المغربيمحمد عابد الجابري، وتنحدر دراسات الزميلين من تراث الاستشراق العريض بالدرجة التيت جعلهم مجددين تراث الاستشراق ضمن مؤشرات الطور الراهن للايديولوجيا الغربية" (ص159). يقول محمود اسماعيل (وهو قطب علماني كبير):"ان انجازاتهم ما هي الا تطفل على الاستشراق، لانهم قاموا بمجازفات أو تطبيقات لمناهج ورؤى وإديولوجيات -واللفظ له- جرى اعتسافها (انظركتابه سوسيولوجيا الفكر الإسلامي -محاولة التنظير الجزء العاشر ص16 و17 و23 و25). كما يقول ايضا: "من المفيد ان اوضح ان الاستاذ الجابري كان في مستهل حياته العلمية مادياجدليا تاريخيا، وبرغم نكوصه فإنه لم يستطع الانفكاك من رؤيته السابقة يستعين بها ... لتغطية عجز منهجه البنيوي، وسواء أكان ذلك عجزا ام بوعي فالثابت تواجد اصداءالتحليل الماركسي في كتاباته الاخيرة" (من كتابه فكرة التاريخ بين الاسلام والماركسية ص95). وكأنههو ايضا -اي محمود اسماعيل- لم يشرب من النهر المسموم ولم يغترف منه، وهو الذيقال ان منهج المادية التاريخية "منهج قادر على التنظير"! (10/ 43) ويصف نفسه براهب فيديرها "تأسيسا على هذه
(يُتْبَعُ)
(/)
الحقيقة قضينا ما يقارب ثلاثين حولا في اعتكاف "رهباني" بغيةالوصول إلى فهم حقيقي" (10/ 37).
هذه أدلة على التحريف والتلفيق والإلتفاف والخداع، أضعها كنماذج بين يدي القارئ للتعريف بالذين يخرجون على القرآن بمذاهب: ماركس –الذي هو باعتراف اهله وكتاب سيرته كان قذرا في ملبسه و رائحة جسده- ونيتشه (اللوطي) (انظر عن شذوذه كتاب فؤاد زكريا "نيتشه" (وفؤاد زكريا هو شيخ العلمانيين في عالمنا))، وفرويد، وميشيل فوكو (وفوكو هو فيلسوف فرنسي (من الشواذ ايضا) حاول الإنتحار عام 1948، توفى وعمره لايتجاوز السابعة والخمسين، نتيجة مرض الإيدز، في باريس في 26 يوليو 1984) (وقد التقط المرض من النشاطات المثلية التي عايشها ومارسها في سان فرانسيسكو وباريس. و"لويس ألتوسير" ((1921 - 1990م البنيوي المنظر لتجديد الماركسية واستاذ الفيلسوف الفوضوي ميشل فوكو.، يقول "ألتوسير" في كتابه الاخير (المستقبل يدوم طويلا!) "انا ... شخص مختف: لا حي ولا ميت. انا غير موجود بكل بساطةعلى الرغم من اني لا ازال حيا جسديا. صحيح اني لم ادفن بعد، ولكني "بلاأثر." وهذا هاشم صالح العلماني في مقاله المشهور "عباقرة على حافة الهاوية" يذكر لنا علاقة فوكو بلويس التوسير:" كان لويس ألتوسير يقول: أنا وميشيل فوكو كنا نمشي على خيط رفيع جدا جدا فوق هاوية سحيقة لا قرار لها، هو نجا منها وأنا هويت .. والواقع أن فوكو كان مهددا بالجنون طيلة حياته الأولى كلها. ولم ينج منه إلا بعد أن كتب أجمل كتاب عن تاريخ الجنون في اللغة الفرنسية ( ... ) وعندما قرأ التوسير المقدمة الأولى للكتاب عرف بان فوكو نجا من جنونه بعد أن حجمه وسيطر عليه بضربة إبداعية خارقة ( ... ) وللأسف فان فوكو حذف هذه المقدمة من الطبعات التالية على الرغم من أنها تشكل نصا رائعا شكلا ومضمونا. انه نص نيتشوي متفجر ( ... )، نص يوحي بالانتصار على الذات بعد معركة ضارية" ويقول هاشم ايضا:" من المعلوم أن ميشيل فوكو ختم كتابه الشهير "تاريخ الجنون في العمر الكلاسيكي" برفع ثناء حار الى الجنون"!
وقال ايضا عارضا لنا حالة السلسلة العلمانية الصنمية التي هي سلف حداثي للعلمانيين العرب الذين يقدمون نظريات واساطير ملفقة للقدح في القرآن: " والواقع ان مفكري أوروبا وشعراءها وفنانيها كانوا قد دفعوا ثمن تشكل الحداثة باهظاً. فمن نيتشه الى بودلير الى رامبو الى هولدرلين الى أنطونين أرتو الى ميشيل فوكو الى لويس ألتو سير الى إدغار ألان بو الى فيرجينيا وولف الى كافكا الى لوتريا مون، الى غويا، الى فان غوخ ... نجد أن القائمة طويلة، طويلة من أولئك الذين جنُّوا أو عانوا أو انتحروا .. (مقاله "بين العبقرية والجنون"). ويقول في نفس المقال عن نيتشه" وفي عام 1880 كان عمر نيتشه 36 سنة. عندئذ ترك الجامعة بعد أن قدم استقالته وذهب لكي يعيش حياة التشرد والضياع علىالطرقات والدروب. وهكذا ابتدأ يصبح فيلسوفاً حقيقياً. ولكن مزاجه كان دائماً متقلباً وفكرة الانتحار تلاحقه باستمرار. وقد اشتد تأزمه بعد أن فشل حبه الكبيرللغادة الحسناء: لواندريا سالومي. ويبدو أنه قام بثلاث محاولات انتحار فاشلة عنطريق تجرع كميات ضخمة من سائل الكلورال. ولكنه لم يمت. والغريب العجيب أنه على أثرتلك الفترة بالذات راح يكتب رائعته الشهيرة: هكذا تكلم زرادشت وهكذا أنقذ من الجنونولو إلى حين .. " وقال ايضا " يقول عالم الطب النفسي الكبير إيسكيورول بأن الشخصيات الكبرى في التاريخ هي شخصيات "مرَضية" ويضرب على ذلك مثلاً لوثر، وباسكال، وجان جاك روسو، الخ ... وقد استعاد هذه الفكرة بعده طبيب نفسي أقل شهرة هو "لولوت" الذي كتب السيرة الذاتية المرَضية لشخصيتين كبيرتين هما: سقراط و باسكال. وكان عنوان الأولى: "شيطان سقراط " والثانية "تعويذة باسكال ""
ويقول عن شيخ فؤاد زكريا:" فأوغست كونت الذي كان يهذي والذي حاول الانتحار اكثر من مرة هو نفسه أوغست كونت الذي أسس الفلسفة العلمية التي رافقت صعود العصر الصناعي في الغرب." يقصد المفتون بالفلسفة العلمية، الفلسفة الوضعية التي جعلت الدين مرحلة متجاوزة في تاريخ البشرية!
ونتركه اخيرا يذكر لنا ماذا كان حال هذا الرجل الذي فتن كثير من العلمانيين العرب بفلسفته الوضعية التي قالت بتجاوز الدين!:" والآن من يصدق ان الفيلسوف الفرنسي الكبير أوجست كونت، مؤسس الفلسفة الوضعية، كان على حافة الجنون أكثر من مرة، وانه حاول الانتحار عن طريق رمي نفسه في نهر السين! .. فيما ان الوضعية تمثل قمة العقلانية في الغرب ( ... )، فإن أحدا لا يتوقع ان يكون مؤسسها قد أصيب بالجنون، أو بالانهيار السبي، في بعض مراحل حياته "!
هؤلاء هم النماذج المقلدة الذين يقدمون على القرآن وتعارض بهم نصوصه!(/)
سلسلة انهيار شرفات الاستشراق (11) /نفثات الجابري الفارغة
ـ[طارق منينة]ــــــــ[08 Aug 2010, 07:55 ص]ـ
لقد حاول فريق «التلاعب بالنصوص» من «العلمانيين المتسترين، او المستترين» التموضع داخل أعظم مجال إسلامي علمي وأرفعه وهو «الاجتهاد»، يتخذونه وسيلة لزرع مناهج وقوالب فكرية غربية تنزع بالتلفيق واصطناع الأكاذيب إلى رسم مسار"كون وتكوين" للقرآن (ولفظ (الكون والتكوين) للجابري)، مادي وبشري، كما يفعل الجابري بحذر بالغ.
أما سبب الحذر الملازم دائما لتقديم ترضيات فقد قدمتُه من كلام الجابري. ويضيف نصر أبو زيد سببا اخر فيقول: «هذا الحذر ناشئ عن رغبة عميقة في الوصول إلى عقل القارئ العربي المسلم» (انظر مقاله"الأرثوذكية المعممة" من كتاب «العنف الأصولي نواب الأرض والسماء، ص43).
ومع أن نصر أبو زيد قام بترضيات متتابعة بعد فضيحته مع «مفهوم النص» وذلك للتغطية على علمانيته المتسللة إلى الإسلام، فإنه في نقده لطريقة عمل محمد أركون في منطقة الاجتهاد الخطرة، صرّح أن "ترضيات أركون"للجمهور المسلم تفقد قدرتها على أن تمثل خطرا على بنية الخطاب! (انظر مقاله السابق من الكتاب المشار اليه،وهو موجود ايضا في كتاب نصر ابو زيد المسمى: الخطاب والتأويل، في الفصل المخصص عن محمد اركون).
ولاشك أن الجابري أشد حذرا في ذلك من أركون، وأركون أعظم جرأة من الجابري ونصر ابو زيد. وكلهم يسعى لهدم ما أسموه "بنية الخطاب القرآني" والتقدم للأمام لتمثيل الخطرالعلماني "على بنية الخطاب"!
(أو كلهم سعى إلى ذلك في الحقيقة فقد رحل الجابري ونصر ابو زيد، معا، في سنتنا هذه (2010) إلى عالم الآخرة! (ملحوظة: آخر أخبار موت نصر ابو زيد، من تقرير وزارة الصحة المصرية وقد تضمن التقرير الطبي للمستشفي،أن موته نتج عن فيروس تسبب في إلتهاب "غشاء المخ! " .. إلتهاب فيروسي حاد!).
يلجأ الجابري عادة إلى مسالك ضيقة وعرة، لكي يتمكن من عمل شروخ وشقوق وتصدعات في «البرهان القرآني» (بقى البرهان وذهب الجابري!) بينما يظهر أمامنا مستترا به! وعندما كان يشعر أن المناسبة تتطلب القيام بترضيات ضمنية أو مباشرة فإنه سرعان ما يلجأ الى ذلك للتغطية والتعمية على الهدف المرسوم قبلا!، وكمثال على ذلك فإنك تجده يذكر «الحقيقة القرآنية» في مواضع من الأقسام الثلاثة من مشروعه التخريبي والمسماة (فهم القرآن العظيم، التفسير الواضح حسب ترتيب النزول)، وكأنه مؤمن بها بينما يكتب في مواضع أخرى أن هذه الحقيقة هي حقيقة بالنسبة لأهلها، أي مايعتقده أهلها فهي لأهل الايمان بها فقط وليس لأنها حقيقة في ذاتها! (سيأتي توثيق ذلك من كلامه في موضعه). وعندما تتبع خطواته وهو يحاول أن يزرع هذه الفكرة الفوضوية العدمية المابعد حداثية لهدم الثوابت والعقائد والأخلاق في حس القارئ، تجده قد دعمها في خفة واستخفاف بتلبيسات قبلية وبعدية سنكشفها تباعا.
وكمثال: فإنه قد قَصَر قول الله تعالى من سورة العلق (علّم بالقلم) على «علم القرآن فقط» الذي وصفه كما سيأتي من كلامه في المقالات التالية بـ"معهود قديم"للعرب، ومعلوم أن قوله تعالي "علم بالقلم" تعني كل علم نافع من علوم الدنياوالآخرة، وهو ما يعني أن الدعوة القرآنية منذ بدايتها دعوة ربانية علمية تدفع البشر للنفاذ الى المعارف الكونية الكبرى المقسوم عليها إلهيا، وهو مافهمه المسلمون وحققوا به حضارة زاهية. ومعلوم أن القراءة والعلم والقلم، كما عبر عنها العلامة الدكتور عماد الدين خليل بدقة، هي:" تلك المفردات التي تضمنتها الآيات الأولى في السورة الأولى من التنزيل، والتي وضعت المسلم في قلب العالم وليس بعيدا عنه أو منفيا عنه" (مدخل إلى الحضارة الإسلامية للدكتور العلامة عماد الدين خليل، المركز الثقافي العربي، الطبعة الأولى، 2005م، ص 35) ايضا نجد محمد عابد الجابري يزعم في تعليقه على سورة القلم أن ابن عباس، وهو من صحابة الرسول، فسّر (القلم) تفسيرا يونانياهرمسيا، يقول «فمع أنهم يفسرونه بأنه أداة للكتابة، فإن معظمهم مثل ابن عباس وغيره ممن نقل عنه أو نقل عن مصادره فسره بما روجته الفلسفة الدينية الهرمسية من أنه «أولما خلق الله» ويعنون به العقل الأول في سلسلة العقول السماوية») القسم الأول ص (181 وهذا كذب على ابن عباس، ومصدر ابن عباس في مسألة خلق القلم
(يُتْبَعُ)
(/)
وكتابته هو الرسول (لاحظ كلمة «مصادره» من كلام الجابري!) والحديث يقول: (أول ماخلق الله القلم قال لهاكتب ... )، وابن عباس لم يقل، ولا الرسول صلى الله عليه وسلم، أن أول شيء خلقه الله هو القلم الهرمسي أو العقل الهرمسي المؤله، وإنما قصد الرسول -والوحي القرآني من قبله- معنى آخر مختلف تماما عمّا يوحي به الطروادي المغرور، وهو انه لما خلق الله القلم قال له: اكتب مقادير السموات والأرض، فشأنه الكتابة وسطر المقادير وليس شأنه الخلق والتدبير، وهو ليس خالقا ولا عقلا إلهيا هرمسيا، وإنما خادما كاتبا للمقادير السماوية والأرضية وسنن الكون المسخر، مقادير كل شيء، وهذا مرتبط مع بقية تعاليم الإسلام العقدية والخلقية التي تدعمها وسطية القرآن التي أسقطت الوثنية عن الكواكب والسنن والعقول البشرية فجعلتها لا معبودة ولا مهملة كما هي في الحقيقة، وهذا شيء غيره في فلسفة اليونان التي جعلت من الكواكب آلهة حرب وحب وعشق وصراع وسرقة علم! وأما نتاج حضارة الإسلام الوسطية فقد منحت العالم والى الآن ما لم تمنحه فلسفة التجريد اليونانية الهائمة، بل إن علماء الإسلام نقدوا نظريات يونانية وقدموا نقدهم للعالم هدية علمية، ومنها نظرية بطليموس التي يقول الجابري إن القرآن تأثر بها (انظر من أقسامه (2/ 259 و190 - 191 - 243 - و3/ 166 (، وسيأتي الرد عليها في المقال التالي ان شاء الحق.
لمينفرد الجابري بهذه الفرية فقد رمى «طيب تيزيني» القرآن بتأثير الأرسطية اليونانيةعلى نصوصه-وتيزيني رمى الرسول بأنه كان متبعا لأوامر تنظيم دولي انطلق من روما كما لفق ذلك تلفيقا في كتابه «مقدمات أولية في الإسلام المحمدي» -وقد ضرب مثلا على ذلك بقوله تعالى «وجعلناكم أمة وسطا»، فقال الوسط هنا مأخوذ من نظرية الوسط أو الأوساط الأرسطية خصوصا والإغريقية على وجه العموم (انظر كتابه «مقدمات أولية» ص376).
رحمالله عبد الرحمن بدوي عندما سخر من المستشرقين ممن يقرأون القرآن قراءة يهودية أومسيحية، فقال لهم انه يمكن أيضا ليوناني أن يقول إن القرآن استعار مفهوم الفضيلة"كوسط بين طرفين" من أرسطو، فالله يقول في القرآن: «وكذلك جعلناكم أمة وسطا» (دفاع عن القرآن ص 101) ولقد فضح الدكتور عبد الرحمن بدوي مزاعم «الاقتباسات» هذه في كتابه «دفاع عن القرآن"، وبصورة مفصلة رد فيها على المستشرقين اليهود و المستشرقين المسيحيين.(/)
سلسلة انهيار شرفات الاستشراق (12) /وسُوْسَةُ طرابيشي للجابري
ـ[طارق منينة]ــــــــ[08 Aug 2010, 08:04 ص]ـ
يبدو أن محمد عابد الجابري استجاب أخيرا لوسوسة ناقده وهو "جورج طرابيشي" الناقد العلماني-الذي هو مثله في الصنعة! -الذي أبكاه نقده -كما أخبرني من أثق به- وكان طرابيشي قد كرّس (نحوا من خمسة عشر عاماً)،من عمره العلماني، في كشف التناقضات داخل مشروع الجابري، وقد برر طرابيشي طول مدة النقد بقوله إن تفكيك الألغام، لا سيما إذا كانت معرفية يقتضي مجهودا وأناة وصبرا (انظر مقدمة كتابه "العقل المستقيل في الإسلام")؛ فهو بالنسبة لطرابيشي قد وقع في مأزقين: المأزق الأول انه "تبنى لحسابه خطيئة عصرالنهضة بإعلانه عن عدم أُزوف ساعة الثورة اللاهوتية، وبالتالي عن ضرورة إرجائها إلى أَجَل غير مسمى" المأزق الثاني "بتغييبه بالتالي للواقعة القرآنية ... قد استبعد من حقل الوعي اللاهوتي الضرورة النهضوية لإعادة بناء المعقولية القرآنية، والحاجة التنويرية إلى تحرير "الرسالة" من عبء التاريخ" (إشكاليات العقل العربي ص69 - 70 (ويبدو لي أن هذه الكلمات هي المحرّض الذي دفع الجابري لكتابة كتابه "المدخل إلى القرآن" وأقسامه الثلاثة وبذلك يكون الجابري قد استعجل افتتاح "المرحلة المؤجلة" من النقد اللاهوتي تحت ضغط ووسوسة ناقده "جورج"!، وهذا يذكرني باستجابة الوليد ابن المغيرة السريعة لتحريض "أبو جهل"
ذكرتُ فيما مضى اتهام الجابري لصحابة رسول الله، بل اتهامه لرسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه، بأنهم تأثروا بمعهود اليونان الأسطوري عن "القلم"! أما هنا –في مثالنا التالي- فنجد الجابري يتقدم خطوة أشد تهورا تُخفي حقائق التاريخ والوحي معا كما تُظهر لنا حقيقة "الجهل المطبق" الذي اخبرنا عنه ناقده والذي سنظهره هنا في مسائل ما بعد "التحريض الطرابيشي" لنقدالقرآن، ومنها دعوى مُطَابَقَة المفهوم القرآني للموروث العلمي اليوناني الخاطئ.
ففي تعليقه على قول الله تعالى (وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ) وهي الآية (17)، التي وردت بعد العرض التفصيلي الدقيق لمراحل نمو الجنين في الرحم (12 - 14) وهي من سورة "المؤمنون"،قال الجابري: "ومفهوم السموات السبع يطابق معهود العرب في ذلك الوقت الذي يرجع إلى الموروث "العلمي" القديم الذي كان يتمثل في النظام الفلكي الذي شيده بطليموس (عالمي وناني عاش في الإسكندرية في القرن الثاني للميلاد) وقوامه كواكب سبعة سيارة والأرض في مركزها وهذه السبعة السيارة هي: زحل، والمشتري، والمريخ، والشمس، والزهرة، وعطارد، والقمر، وقد بقيت نظرياته مهيمنة على علم الفلك إلى القرن السادس عشر" (القسم الثاني من (فهم القرآن العظيم، التفسير الواضح حسب ترتيب النزول للجابري ص259). ويبدو أن الأحكام الضالة التي تصدر بحق القرآن تتلبس كل يوم صورا جديدة، وقد رأينا فيما مضى اتهام "طيب تيزيني" بأن مصدر "وسطية القرآن" هي فلسفة أرسطو اليوناني عن "الأوساط"!، بل زعم طيب تيزيني ايضا ان الرسول أخذ من الزرادشتية والتلمود! (مع أن التلمود لم يكن مترجما يومئذ!، ولم يكن موجودا بالصورة التي عليها اليوم، وهو 20 مجلدا استمرت كتاباتها الى مابعد الرسول بقرون، بل ربما يزيدون فيه كل يوم شروحا جديدة تُضم اليه!!) وزعم الدكتور العلماني المشهور هشام جعيط ان الرسول هاجر،مرات على مدد تطول وتقصر!! -لسوريا للتعلم في مدرسة لاهوتية تسلح بلغات منها اليونانية لغرض الترجمة قبل ذهابه اليها!!! (وقد قدمنا من هذا الأمر بعضه وسيأتي منه المزيد وبالتوثيق) وهنا الجابري يضيف المزيد، فمصدر مفهوم السموات السبع في القرآن هو نظرية بطليموس اليوناني!!! الذي تقول نظريته بثبات الأرض في مركز الكون وهو رأي الكنيسة في الحقيقة وليس الإسلام. يقول موريس بوكاي"هذا المفهوم الذي التقى الناس عليه مع ذلك حتى عصر محمد، لم يظهر في القرآن في موضع منه مطلقا" (انظر التوراة والإنجيل والقرآن والعلم ص194). يقصد بوكاي: " النظام المحوري المعروف الذي ظل مقيما منذ بطليموس" (ص194) ويجب ان لاننسى:" بان الفيثاغوريين كانوا يدافعون عن نظرية ثبوت الشمس في الفضاء حيث كانوا يجعلون منها ايضا مركز الكون ولايتصورون تنظيما سماويا الا حولها"
(يُتْبَعُ)
(/)
(انظر بوكاي ص 198)، فجاء الإسلام ونقض الأخطاء العلمية القديمة ووضع نظاما حقيقيا للكون يتماشى مع الحقيقة الأولية ويحقق علم الله في كونه وخلقه. يعرفنا به على النواميس التي يسير بها ملكوته العظيم لننقب عنها طالما هي، منه وإلينا، لعمران الأرض باعتبار الإنسان خليفة في الأرض جاء اليها بسبق علم الله بأنه رغم خطيئة آدم الا انه قد عينه خليفة من قبل نزوله اليها "إني جاعل في الأرض خليفة" بل ومن قبل الخطيئة التي لم يكن له ذنب فيها، وهو مالم تفهمه الكنائس المنحرفة فراكمت معارفها الخاطئة في سلسلة باطل مستمر ومايزال!!، فجلعت من هدف نزول الانسان على الأرض "قتل الرب" للتحرر من الخطيئة و"العودة" إلى السماء كأرواح نجحت في قتل الرب على الأرض ليعطيها حياة في السماء بعد ان تحقق عدل الله على الارض بعملية الفداء المزعومة، وكل ذلك لا لعمران الأرض والتعرف على سنن الكون ولكن للتخلص من صغيرة بإرتكاب أكبر الكبائر وتقديس أعظم جريمة عنف يتصورها التاريخ البشري قاطبة!، ويقولون مع ذلك " الله محبة" فلو عرفوا لما ادعوا صلبه!،تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا
فما أعظم حقائق القرآن التي بينت للانسان انه جاء إلى الأرض بنموذج للتوبة "توبة آدم" ونموذج "للخطيئة" خطيئة آدم، ليعلم انه إن أخطأ بذنب فنموذج التوبة موجود ولينطلق تائبا مباركا من الرب لعمران الأرض. قد يسقط مرة ويقوم مرات لكنه محب لله عاملا بتعاليمه قائما على مهمة الخلافة "قيم" مستخدما لسنن الكون عاملا على سبر اغوار المادة الثقيلة، "السموات" و"الأرض" واللطيفة،الخفيفة " النطقة، العلقة، الذرة، العقل .. إلخ. وان لم يقدر على ذلك فيكفي انه يفهم حقيقة وجوده وغاية نزوله وطبيعة مهمته وفرادة انسانيته وتعلقه برب واحد لاشريك له.
ان المتأمل في آيات القرآن يرى ان لهذا الكون العظيم سعة تزداد بقيومية الله وأمره وإبداعه، وأن بطليموس ضيق ماوسعه الله وثبت ماأجراه الله من أفلاك تسبح، وجعل ماهو مطلق في مداره مركز للنظام الكوني الذي قزمه ايضا!، ومن المعلوم ان النظام الفلكي المتكامل في القرآن نقد نظرية السبع كواكب سيارات ويكفي قوله تعالى عن الكون والأفلاك والأنظمة الكونية السابحة في مطلق السماء أو السموات أو العلو الذي أبدعه الله " والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون" (سورة الذاريات:47) وقد أطلق الله لفظ النجوم ايضا في قوله تعالى "وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون" (سورة النحل:12) فكيف تنغلق منظومة الأفلاك على سبعة كواكب او نجوم او حتي مجرات؟! وهي عظيمة ومتسعة بامر الله في ملكوت واسع جدا ومتسع ابدا الا في حدود يحدها ويعلمها الله وهو ماطلب القرآن النظر والتفكر فيه والاستفادة منه " أولم ينظروا في ملكوت السماوات وماخلق الله من شيء" (الأعراف: 185) ومن المعلوم أن علماء الفلك من تلاميذ "محمد رسول الله" نقدوا نظرية بطليموس وبينوا الأخطاء التي سطرها في كتابه "الماجسطي"، ولا يخفى على المطّلع على مصادرهم أن نظرة القرآن الشاملة لأفلاك الكون هي التي منحتهم التصور الكلي لنقد نظرية بطليموس وأمثالها من النظريات اليونانية الخاطئة، كما فعل العالم المسلم الموسوعي "البيروني (362 - 440هجرية، الذي احتجّ في كتابه "الجماهر في معرفة الجواهر" بالآية التي خاطبت أهل مكة-أولا- عن مستقبل بشري له صلة بآفاق كونية" سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ" (فصلت:53)، كما احتج بالآية " الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ" (الملك:3 وهي مكية)،والآية "وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ" (الحجر:19 وهي مكية!). ولايخفى على القارئ الواعي ان البيروني لم يحتج بهذه الآيات القرآنية، في كتبه وبحوثه عن الكون والارض، بطريق الغفلة والصدفة! وبلاوعي! وانه لم يقصد بها أية إشارة ولا انها هي التي دفعته هو وغيره من علماء الأمة إلى انطلاقة فعالة في الكشف عن سنن الكون وقوانين المادة. يقول المستشرق الألماني إدوارد سخاو، في مقدمة تحقيقه لكتاب البيروني "تحقيق ما للهند ... " أن البيروني أكبر عقلية ظهرت في التاريخ و "إن البيروني يعتبر من وجهة نظر تاريخ العلوم
(يُتْبَعُ)
(/)
أكبر ظاهرة علمية في الحضارةالإسلامية".
أما عن السموات السبع المذكورة في الآية فليس عند الجابري دليل من القرآن على أنها الكواكب البطليموسية السبعة المعبودة! وهي الكواكب المؤلهة في حضارته، والتي سجد لها أعظم فلاسفة عصره!!!، والقارئ للآيات الكونية في القرآن يعلم كم هي ضيقة وقاصرة فكرة مركزية الارض وثباتها وعلاقة ذلك بكواكب سبعة، والآيات المتعلقة بالسماوات السبع لابد من ربطها ببقية الآيات الكونية، وقد أشار بوكاي إلي أن علماء العصر يتفهمون اشارة القرآن عن السموات السبع ويحاولون النفاذ الى الآفاق البعيدة ما أمكنهم (انظر التوراة والإنجيل والقرآن والعلم ص172). وقال ايضا:" فالسموات اذن كثيرة، وكذلك الأرضون،وليست هذه واحدة من المدهشات لقارئ القرآن المعاصر أن يجد في نص من نصوص هذا العصر الإخبار بأن اراضي كثيرة مثل أرضنا يمكن أن تكون في الكون وهو مالم يستطع الناس حتى زماننا أن يصلوا إلى حقيقته، فالآية12 من السورة 65 تخبر (الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهم لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما" (المرجع نفسه ص 172 - 173) ويضيف "إن هذا المفهوم الجديد للفلك لم يكن موجودا في عصرالرسول وانه كان سيتضح مع تقلب القرون" (ص194) ويقول " ان هذه الحقيقة يجب أن تسجل لصالح الوحي القرآني" (المرجع نفسه ص 182)،هذا فضلا عن ماأورده القرآن من حقائق عن سباحة الكواكب ودورانها " كل في فلك يسبحون" فضلا عن أنها مسخرة للإنسان هي وسنن الكون قاطبة. فاضاف الوحي القرآني مبادئ علمية جديدة ونفى عن الكواكب والأفلاك ألوهية زائفة وتقديس مُعيق، ووضع نظاما جديد للنظر والكشف والتنقيب، وألغى التصور القديم السائد عن الصراع أو التأليه وأرجعه إلى ماكان عليه في الحقيقة وهو نظام الوفاق والخلق الواحد المتعدد في صور ابداعه. وهي نقلة حضارية ومنهجية لم تعهدها البشرية من قبل وهو ماجعل الجماعة المؤمنة تنسجم مع حركة الكون بلاعداوة ولا "غزو" –كما هو المصطلح الغربي-بل وبالفاظ جديدة على الفلاسفة والعلماء صارت العلاقة بعد فك ارتباطاتها مع الوثنيات والأسرار والكهنة والسحر، علاقة "تسخير" لاتقديس، وتوغل ووفاق وانسجام وتكامل وكشف وتنقيب، وتجانس والتحام، وتفاهم بين الإنسان والعالم، وذلك بعد تحرير المفاهيم من تلبيسات ووثنيات وتحرير الانسان من خرافات ومعوقات" (يمكنك الإطلاع على ذلك من خلال افضل ماكتب في العصر الحديث عن ذلك وهو كتاب" مدخل إلى الحضارة الإسلامية" للدكتور العلامة عماد الدين خليل)
وقد وضع القرآن ملامح وقواعد ومبادئ هذا التصور الجديد للكون بل وضع هذه الحقائق الدقيقة في صور من التعابير اللغوية البالغة الوصف، الدقيقة التصوير التحديد والتمييز، التي أسلم بمجرد سماعها علماء في الطب والفلك والتاريخ والكيمياء والفيزياء والطبيعة والانسان لم يجدوا ادق واقوم منها في الوصف والإسم والدقة العلمية، وفي ذلك يقول موريس بوكاي كمثال على تعبيرات معينة عن الأوصاف بالغة الدقة عن حركات الشمس والقمر الموجودة في القرآن:"ويظهر إذن أن في القرآن تلوينا في التعبير يشير إلي حركات خاصة بالشمس والقمر تثبتها معطيات العلم الحديث. ولايمكننا أن نفهم أن رجلا في القرن السابع الميلادي، مهما كان واسع العلم في عصره، وهو ما لم يكن عليه حال محمد صلى الله عليهوسلم، بإمكانه أن يتصورها" (ص197).(/)
سلسلة انهيار شرفات الاستشراق (13) /معهود الجابري الجنسي
ـ[طارق منينة]ــــــــ[08 Aug 2010, 08:21 ص]ـ
لا شك أن لثالوث "ما بعدالحداثة" المركب من ثلاثة أقانيم زيوف وهي "المعهود /نسبية الحقيقة / المعقولية"، دعاة من شياطين الإنس والجن.
يقول أحد سدنتها، وهو (علي حرب): "لا حقيقة كلية حقيقية ساطعة يمكن القبض عليها"! (علي حرب في كتابه: أسئلة الحقيقة ورهانات الفكر، دار الطبيعة-بيروت،1994م، ط1، ص8).
وقد رأينا من خدامها ايضا "جورج" وكيف فعلت وسوسته في حس "الجابري"، الذي لم يُخف عن قارئه ان خواطر كانت ترد على ذهنه من حين لآخر لكتابة كتاب عن القرآن، قال: و"لكني كنت أصرفه عن مجال المفكر فيه لدي"!، يضيف "وإنني الآن بعد الفراغ من أجزاء "نقد العقل العربي،الأربعة، أجد نفسي أقدر على التعامل مع مفاتيح هذا الباب مني لو فعلت ذلك قبل" (انظر مدخل الى القرآن للجابري ص14،13).
وقد أشار الى ان منهجية تناوله للقرآن في "مدخله الجديد" والمسمى ب" مدخل إلى القرآن"!، لا تختلف عن منهجيته في "نقد العقل العربي" (ص15)، ولذلك تراه في القسم الثالث من مشروعه الجديد عن القرآن (ص37) يحتج بنص من كتابه (التراث والحداثة) ليؤكد ان المنهج هو هو، قال:"فمن جهة تحرص هذه القراءة على جعل المقروء معاصرا لنفسه على صعيد الإشكالية والمحتوى المعرفي والمضمون الأيديولوجي، ومن هنا معناه بالنسبة لمحيطه الخاص"!. (لاحظ كلمته: لمحيطه الخاص!!) وله نص آخر من نفس المصدر، يقول فيه إن مهمة المنهح هي التحرر من سلطة النص وممارسة السلطة عليه!:"جعله معاصرا لنا بنقله إلينا ليكون موضوعا قابلا لأن نمارس فيه وبواسطته عقلانية تنتمي إلى عصرنا، وهذا هو معنى المعقولية ... إننا بذلك نتحرر من سلطته علينا ونمارس نحن سلطتنا عليه ... تلك هي مهمة المنهج" (ص (47).فهذه اشارات قديمة واضحة، أحال اليها في مشروعه الجديد بدون أن يستدعيها، وقد جلبناها للقارئ للتعرف على قصد الجابري من مشروعه الجديد عن القرآن.
فالمنهج الجابري هو كما فكّر فيه وقدّر بعد تحريض "طرابيشي" -بحسب قول الجابري نفسه-هو: "تدبر القرآن بالعقل وبالعقل النقدي" (القسم الثالث من "فهم القرآن الكريم-التفسير الواضح حسب ترتيب النزول للجابري ص 264).وهو نص وحيد سطره الجابري في مشروعه الجديد (المكون من اربعة أجزاء، كل جزء يتجاوز ال400 صفحة، على خوف من الإنكشاف رغم انه قاله من قبل ولكن بصيغ فلسفية مقاربة في مشروعه القديم عن العقل الإسلامي إلا انه هنا وفي مشروعه المتعجل في نقد القرآن –تحت وسوسة طرابيشي- وجد نفسه في مواجهة مباشرة مع سور القرآن، وبدون اللغة الفلسفية، المتموجة،المستخدمة قبلا فلم يستطع تمرير أكثر من نص واحد بهذا الوضوح، ويبدو أنه إكتفي بإشارة واحدة –عن النقد والعقل والنقدي القارئ للقرآن! -بهذا الوضوح يساندها بالتأكيد الصور النقدية الملفوفة التي نعرضها هنا ليعلم القارئ مدى انحطاط الفكر النقدي العلماني وخلوه من اي برهان فضلا عن سخافته وقصوره الظاهر، لكن دعونا قبل ان ننتقل من هذه النقطة نسأل سؤالا منهجيا وهو: كيف طالبه طرابيشي بنقد القرآن –في تحريضه المشهور-وهو يعلم ان الجابري متهم عنده وان منهجيته قائمة على الكذب والتلفيق؟! (انه التحريض المدفوع بأحقاد معروفة)
فقد اتهمه بانه يقوم بعملية تضليل استراتيجية (إشكاليات العقل العربي ص64)، وفي كتابه "وحدة العقل العربي" اتهمه بتلفيق الأدلة (ص126) والافتراء (ص120)، وفي كتابه "العقل المستقبل في الإسلام" اتهمه بالجهل المطبق (ص17) والتزييف (ص31) ركام الأغلاط المعرفية والتاريخية التي ترزح تحتها الإبستمولوجيا ... الجابرية (ص45)، ويُحرف تحريفا خطيرا (ص112)، ولا يرجع الى النصوص ذاتها، قال طرابيشي: "وهو ذنب مزدوج: اصدار حكم على النص بدون الرجوع الى النص نفسه ... وإعطاء طابع قطعي لهذا الحكم " (ص183). فهل كان "جابري التحريف" في سلسلة "نقد العقل العربي" سيختلف عنه في سلسلة نقد القرآن؟! أم أن أي تشويش على القرآن،مهما بلغت سخافته،نافع علمانيا وليبراليا!؟ وانه هدف مرصود أيًا كانت وسائله القذرة، فالغلبة العلمانية لاتتحقق الا بمزيد من الكذب واللغو، وقد أخبرنا الوحي عن هذه النفسية، القديمة الجديدة فقال "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا
(يُتْبَعُ)
(/)
لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ" (سورة فصلت:26).
في تعليقه على قول الله تعالى "فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ" (سورة الطارق: (5 - 7) يقول الجابري: "والغالب أن هذا التفسير القديم لصدر المني مستقى من الملاحظة عند الممارسة الجنسية التي تشكل جزءا من معهود العرب التجريبي وبه خاطبهم القرآن" (القسم الأول ص184)، اي أن القرآن لم يذكر حقائق علمية بزعمه وانما ذكر "معهود العرب الجنسي التجريبي"! والسؤال "العصري" للجابري وأمثاله هو: هل كان "العربي" يعرف على وجه التحديد أن ماء الرجل يمثل مالايقل عن 90% من محتويات الماء المنوي،وباقي المكونات هي عبارة عن مواد ذائبة بما فيها الحيوان المنوي كما يخبرنا أستاذ التكنولوجيا الحيوية الدكتور دسوقي عبد الحليم او كان يعرف اي شيء عن العمليات البيوكيميائية المعقدة التي تهيئ الظروف والبيئة المناسبة والطاقة اللازمة لتدفق الحيوان المنوي وحركته؟ -أليست ألفاظ القرآن صحيحة علميا ودقيقة بيانيا ولايمكن ان تصل ملاحظات العرب ومن هو افضل منهم في صناعة الافتراضات العلمية تجريديا كاليونان قديما الى علوم القرآن ودقة ألفاظها المصورة لحقائق غابت عن القرون الغابرة جميعا وقد يمكن القول انه ربما يغب بعضها عن بعض الانبياء والله تعالم اعلم؟ -
أم هل كان العربي يعرف أي شيء عن الموضع المحدد وغير المنظور بالعين المجردة (بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ)؟ والذي له صلة بتنشئة الماء الدافق اومصادره ووسائل تغذيته، لقد طلب الوحي النظر إلى مجال ألطف وأوسع من حدود "المعهود الجنسي الجابري! ". ان القرآن يتكلم عن مواضع ومراحل علمية تخص خلق الإنسان بتفصيل حكيم خبير.
يقول االدكتور زغلول النجار إن "نشأة الغدد التناسلية في كل من الرجل والمرأة من نفس هذا الموقع، واستمرار تغذيتها طيلة حياتها بالدماء والسوائل الليمفاوية والأعصاب من الموقع ذاته، مما يجعل هذا الماء يخرج فعلا من بين الصلب والترائب " "فكل من الخصية والمبيض في بدء تكوينهما يجاور الكلى ويقع بين الصلب والترائب، أي ما بين منتصف العمود الفقري تقريبا ... يعتمدان في نموهما على الشريان الذي يمدهما بالدم ... وهو يتفرع من الشريان الأورطي في مكان يقابل مستوى الكلى الذي يقع بين الصلب والترائب، ويعتمدان على الأعصاب التي تمد كلا منهما ... الخصية والمبيض فينشأتهما وفي إمدادهما بالدم الشرياني .. وفي ضبط شؤونهما بالأعصاب، قد اعتمدتا في ذلك كله على مكان في الجسم يقع بين الصلب والترائب ".
حقا إنه كما أخبر الوحي" كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير" هود:1 "وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا" (النمل::93).(/)
سلسلة انهيار شرفات الاستشراق (14) /حشو الجابري اليوناني (مقال مهم)
ـ[طارق منينة]ــــــــ[08 Aug 2010, 08:44 ص]ـ
من المعلوم أن القرآن العظيم لا يمت بصلة لهذا "المعهود اليوناني"الخاطئ الذي تسلل به الجابري الى الحقيقة القرآنية البالغة ولا يمت بصلة الى افرازات الفكر الفلكي الخاطئ والمرتبط بتصور "آلهة كوكبية" وعقل سماوي عاشر (إله صغير في سلسلة آلهة اليونان!) واهب الصورة، بزعمهم، ومدبر لما تحت فلك القمر.
وقد ارتبط تصور فلاسفة اليونان للعالم بـ"فلكيات خاطئة" مثل تصور"الارض مركزا للكون"؛ كما يحكي أرسطو بنفسه "فمعظم الفلاسفة يؤكدون أنها تقع في مركز العالم ... عكس هذا الرأي يذهب الفيثاغوريون فعند هؤلاء أن النار التي تشغل المركز (ارسطو من كتابه "رسالة السماء" ترجمة جان تريكون مكتبة فران الفلسفية باريس 1949، ص 101 - 102). ويقول ول ديورانت في كتابه (قصة الفلسفة) عن فلكيات ارسطو "ان علم الفلك الذي وضعه ارسطو ليس سوى سلسلة من الحكايات المضحكة " (قصة الفلسفة ص75، مكتبة المعارف، بيروت، 1988، ط6) كذلك لا يمت القرآن العظيم بصلة "للافلاطونية المحدثة" التي دعت الى التعددية الوثنية دفاعا عن "ألوهية الكواكب" والذي يقول فيلسوفها أفلوطين (وهو غير افلاطون): "فإن لم تكن الأجرام السماوية آلهة، فأي الموجودات أجدر منها بصفة الألوهية"!! (انظر "العقل المستقيل في الإسلام" لطرابيشي ص64).
مع ذلك نجد الجابري يحاول، في تفسيره العلماني، أن يختلق صلة بين نتائج هذا الاستدلال الخاطئ للفكر اليوناني في مجالات الفلك والطب والفلسفة وبين القرآن العظيم، وقد قدمت من كلامه مجموعة أمثلة ضربها للقرآن ظلما وعدوانا، ونزيد هنا تدليسا آخر قام بتلفيقه مما يمكن أن يدخل في باب "الإقتباسات" و"المقارنات" الساذحة، المزعومة التي يتهمون بها القرآن، والتي فضح علماء الأمة عملياتها التلفيقية وكشفوا جهل أهلها، ففي تعليقه على قول الله تعالى من سورة الأعراف "هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها" يقول الجابري: "والمعنى: هو الذي خلقكم –خلق كلا منكم- من نفس واحدة، هو الرجل، أي من مني الرجل، وجعل من تلك النفس، أي من ذلك المني زوجها باختلاطه مع ماء المرأة. وهذا ما يقتضيه العلم القديم الموروث عن أرسطو والذي انتشر بين الأطباء القدامى، فقد كانوا يرون أن النفس (وهي الصورة) تتكون من مني الرجل (!)،أما المرأة فهي مجرد مادة للتغذية (!)، فالمرمر (أو الرخام) مادة وهي لا شكل لها (!)، وعندما تلبسها صورة معينة رجل أو امرأة تصبح تمثالا للرجل أو المرأة، وكذلكماء المرأة فهو كالمرمر في هذا المثال (!)، فعندما تلامسه صورة الرجل يكون المولود ذكرا وعندما تلامسه صورة (!) المرأة يكون أنثى، ويبقى من يعكس الصورة؟ في الأفلاطونية المحدثة قالوا يعطيها واهب الصورة (وهو العقل السماوي العاشر مدبر ما تحت فلك القمر، ويناسب جبريل في الاصطلاح الديني) " (فهم القرآن الكريم، الجابري، القسم الأول، ص240). هنا في هذا النص حاول الجابري إعادة إنتاج الموروث اليوناني الخاطئ المُحمل بتصورات خاطئة عن دور المرأة في الحياة وفي الإنجاب، حاول الجابري اعادة هذا الموروث في نص قرآني كما حاول أن يشق لهذه الأمثال المضروبة بغيًا، طريقاً الى القرآن، ومنها مفهوم "الصورة" عند ارسطو، والمتعلقة بتصورات وثنية في العقائد اليونانية، وبتصورات خاطئة عند ارسطو، خصوصا في مسألة الجنين البشري وسبب تخلقه. وتعلق ذلك عنده بموقفه هو ومجتمعه من المرأة. (المجتمع الديمقراطي، النموذج!!!!)
ففي النص اعلاه انتقل الجابري بالخيال اليوناني عن "الصورة" –بغية زرعه في القرآن- الى "ماء الرجل"" "وأن النفس (وهي الصورة) -كما في التصور الأرسطي - هي مني الرجل أو "في" مني الرجل! ونعيد نصه مرة أخرى، قال:" نفس واحدة، هو الرجل، أي من مني الرجل، وجعل من تلك النفس، أي من ذلك المني زوجها"!!، وان ذلك هو قصد القرآن بزعمه. وأن القرآن تابع للتصورات العلمية الخاطئة! (وقد حاول الجابري نحت هذه الجملة بتعسف شديد ليكون أٌقرب إلى الفاظ القرآن ومعانيها، ولم ينجح في ذلك لما سيأتي من كلام الدكتور إمام عبد الفتاح الفقيه في بيان موقف ارسطو ونظرياته. وزيادة على ذلك يقول الجابري ان النفس هي الصورة وانها تتكون من مني
(يُتْبَعُ)
(/)
الرجل أو هي كامنة فيه!!، بدليل قوله" النفس (وهي الصورة) تتكون من مني الرجل"! وكأن النفس او الصورة او الروح (الأرسطي!) يوجد في المني وينتقل إلى المرأة عبر هذا المني، وما المرأة الا "قابل" أو "محل" يقبل الروح والصورة ويتعامل معه بمادة تغذية وهي في النظرية الأرسطية دماء الطمس وهو ماأخفاه الجابري عنا!! لكنه اخبرنا عن خيال ارسطو بقوله اما " المرأة فهي مجرد مادة للتغذية (!)، فالمرمر (أو الرخام) مادة وهي لا شكل لها (!) "! فاخبرنا الجابري عن المادة ولم يخبرنا ماهي!!!؟ وعلى كل فما قاله هو مفهوم ارسطو كما هو معروف عنه وليس مفهوم القرآن العظيم،فعند ارسطو أن الصورة للرجل يقابلها من المرأة دم الطمس أو الحيض ومنه يتغذي المولود! وهذا باطل قطعا لأن ماء المرأة في العلم الإسلامي والطب الإسلامي لو صح التعبير، هو "بنية" غاية في التصميم والإبداع والتركيب والتعقيد، تتدفق في مجرى مبدع، وتصير في المشهد الجديد، مع ماء الرجل، امشاجا بالغة الحيوية والإبداع، والتعقيد والتركيب، اللطيف، بالغ الدقة، ويكون منه الجنين بعد مراحل تخلق جنينية متعددة واطوار مختلفة تتم إلى مرحلة نفح الروح وهو الخلق الآخر الذي قال عنه الله عز وجل:" ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين"
فالجنين البشري كما أشار القرآن يكون في البدء، وقبل نموه الطبيعي وقبل حلول الروح أو النفس، أمشاجا من نطفة الرجل والمرأة معا وليس الرجل فقط ولا دخل لدماء الطمس الأرسطي فيه فهذه خرافة ارسطية. وزعمه بأن موقف القرآن هو الموقف الأرسطي العلمي القديم عن الجنين، لا يُسَلم له، ذلك أن القرآن أشار إلى أمشاج مشتركة من مائين، نطفة مشتركة من ماء الرجل وماء المرأة، او من نطفة الرجل ونطفة المرأة لتكون نطفة واحدة أن تتكون منها خلية واحدة، تدخل مراحل جنينية ذكرها القرآن في قوله تعالى من سورة" المؤمنون":" وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) وهذا الإنشاء الجديد قال الله تعالى عنه في سورة السجدة:"وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (8) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ" فالقرآن يؤكد دور عناصر اشتراك واقتضاء، وتركيب والتقاء، ومشاركة وتكوين، متدفقة من المرأة لتكوين التركيب الداخلي الجديد، المقدر إلهيا، ليكون نظفة جديدة في الامشاج التي قال تعالى عنها:" من نطفة خلقه فقدره" (سورة عبس:19).
اما ماء الرجل عند ارسطو فهو وسيلة لإنتقال" الصورة" او لتعبر به الروح إلى دماء الطمس،وهذا الروح هو أعلى وأسمى وأرقى قيمة من هيولي المرأة التي هي المادة، ومادة المرأة هنا هي دماء الطمس، كما ان المرأة عند ارسطو هي دونية، وكذلك ماتقدمه في عملية الإنجاب! والذي شكل هذا الموقف الارسطي تجاه المرأة هو تصور قومه وبيئته لها ولدورها في الحياة. فالرجل هو الصورة والروح والمبدأ العقلي وهو الذي يهب الحياة في المرأة والمرأة قابل عاجز، وهي" المادة الخام" وهي الهيولي ينطبع عليه الأرقى أو يصيبه عطب المرأة! والسؤال الآن أين هي معرفة ارسطو بالحيوان المنوي والبويضة؟ يجيب الدكتور امام عبد الفتاح ان ارسطو لم يعرف اي شيء عن الحيوان المنوي او البويضة (انظر انظر ارسطو والمرأة، للدكتور إمام عبد الفتاح، مكتبة مدبولي، الطبعة الأولي،1996م، ص 65 - 66، 97) وبما ان هذا كله غائب عن نظرة ارسطو وفكره المجرد عن الجنين فانه لايجد الا دماء الطمس ليغرس الروح فيه!! .. روح ارسطو الكامن الذي سيتغذى على هذا الطمس فاذا كان معدا اعدادا جيدا،فإن الحركة التي يطبعها الذكر عليه ستجعل صورة الجنين شبيهة بولده كما يشرح الدكتور امام عبد الفتاح نظرية ارسطو في كتابه "ارسطو والمرأة" (انظر ارسطو والمرأة ص55)! او يحل فيه الرجل الكامن
(يُتْبَعُ)
(/)
في حيوان منوي الذي سيتخيله اطباء العصور الوسطى المسيحية تطويرا لنظرية ارسطو عن الصورة او الروح المتنقلة عبر ماء الرحل والذي سيعكسها في التصور اليوناني مااطلقوا عليه العقل العاشر والذي منحوه القدرة على تدبير ماتحت القمر!.
نترك الدكتور إمام عبد الفتاح يقدم لنا جملة شارحة مهمة، ففي كتابه (ارسطو والمرأة) يقول:" ونصل الآن إلى مساهمة الذكر والأنثى في عملية الإنجاب لنجد أن أرسطو يذهب إلى أن الدور الحاسم هو دور الذكر الذي يقدم لنا " الصورة" و "العلة" في حين ان الأنثي لاتقدم سوى المادة أو الهيولي على نحو ماتتمثل في دماء الطمس، وهكذا يتبين لنا بوضوح أن المساهمة التي تقدمها الأنثى في عملية التوالد هي المادة المستخدمة في هذه العملية، أما الذكر فهو يزودنا ب"الصورة" وبمبدأ الحركة ... ولقد ظلت الفكرة الأرسطية التي تجدد دور الأنثى في عملية التوالد بتقديم " دماء الطمس" ... والغريب أنها موجودة في سفر الحكمة.:" وفي مدة عشرة أشهر صُنعت من الدم بزرع الرجل واللذة التي تصاحب النوم" (الاصحاح السابع:2) ويمكن أن نراها مصورة في كتب التوليد للقرن السادس عشر، مثل كتاب الحمل والولادة الذي كتبه يعقوب وريف .. عام 1554م، ولم يبرهن على زيفها على نحو قاطع سوى وليم هارفي في كتابه عن توالد الحيوان عام 1651 بعد تشريحه لمجموعة من الظباء " (ارسطو والمرأة، لامام عبد الفتاح، مكتبة مدبولي، الطبعة الأولي،1996م، ص51) (انظر الملاحظة الأخيرة عن هارفي آخر المقال)
فالحيوية وبث الحياة والصورة والماهية من الرجل، أما الأنثي –كما يقول الدكتور امام عبد الفتاح- فهي لاتقدم عند ارسطو سوى المادة التي هي دماء الطمس، (التي هي أشبه بالمادة الميتة كما يقول الدكتور إمام عبد الفتاح ص 54) ويكون دور الأنثي سلبي، لاتقدم سوي المادة (انظر ارسطو والمرأة ص 60) وذلك يتبع تصوره بأن المرأة ليست مخلوقا كامل النضج!، لاتستطيع تقديم شيء له قيمة!، فهي مخلوق عاجز عجزا خاصا (القديس توما الاكويني تأثر بموقف ارسطو إذ قال أن" المرأة مخلوق عارض"! (انظر ارسطو والمرأة ص62،60)، وارسطو ينظر اليها على انها تشوه خُلقي أو انها موجود مشوه، لأنها بدون عضو ذكري للتوالد!، فالإنحراف الأول في الطبيعة هو الذي أنجب المرأة!، والطبيعة-عند ارسطو! - لاتصنع النساء الا عندما تعجز عن صنع الرجال، وهذه الإنحرافات تتكرر في الإنجاب ايضا!، فإذا جاء المولود ذكرا فإن الغلبة تكون للصورة أي صورة الرجل الأرقى!، وإلا فإذا انحرفت الطبيعة كان المولود أنثى واذا كان شبيه بالأم فانه علامة قصور في الخلق!، وعلامة انجاب "الذكر" هي علامة تفوق الرجل كما هو الحال عند هرقل (لقد جاء الإسلام وهدم هذه النظرة، انظر سورة النحل (الآية: 58) وسورة الزخرف، الآية:17) فمن علامة تفوق هرقل في الاسطورة اليونانية انه انجب (72) ولد وبنت واحدة! (انظر ارسطو والمرأة ص60 - 61، 66،68) ومن نتائج دونية المرأة عند ارسطو وسذاجة خياله!، انه قال ان لها عدد اسنان اقل من الرجل!، وذلك مادفع برتراند رسل على التعقيب على هذه السذاجة الأرسطية بالقول ان ارسطو لم يكن ممكنا ان يرتكب ابدا مثل هذا الخطأ لو أنه طلب من زوجته أن تفتح فمها لحظة واحدة! (انظر ارسطو والمرأة للدكتور إمام عبد الفتاح ص 68)
فأين تجدون–ياأهل التلفيق-في المشهد القرآني العظيم، والوصف الرباني اللطيف الدقيق مفهوم النفس، أو الصورة، الارسطي الذي يحمله ماء الرجل بحسب الجابري أو المولود الكامن (روحا أو نفسا أو صورة أو ماتصورته فيما بعد العصور الوسطى المسيحية) والذي لايحتاج من المرأة الا مجرد تغذية من دماء طمس؟ (في القرن السابع عشر 1699م رسم "داليمباتيوس" الإنسان كاملا داخل رأس حيوان منوي!)
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا كله في كفة وحديث النبي صلى الله عليه وسلم في كفة أخرى، ففي رده صلى الله عليه وسلم على سؤال يهودي عن خلق الإنسان:"لأسألنه عن شيء لايعلمه الا نبي، ثم قال يامحمد مم يُخلق الإنسان؟ قال: يايهودي من كلٍ يُخلق، من نطفة الرجل، ومن نطفة المراة) والحديث في مسند الإمام أحمد برقم (4206) فهذا الحديث يعلمه المسلمون من زمن البعثة يكتبونه وينسخونه في الكتب وينتقل من جيل الى جيل!، وهو موجود في مسند الامام احمد، وقد مات الإمام أحمد عام 241 هجرية- 855 ميلادية، وواضح من قول الرسول انه يخالف المعارف الخاطئة لارسطو مخالفة تامة، وقد ورد الحديث في صحيح مسلم ايضا ردا على اليهودي: يايهودي من كل يُخلق، من نطفة الرجل ومن نطفة المرأة!! وقد روي الطبراني بسنده عن مجاهد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ماخلق الله الولد الا من نظفة الرجل والمرأة جميعا.
وقد ذكر الرسول كما في صحيح مسلم في كتاب النكاح، أنه مامن كل الماء يكون الولد! وقد أثبت العلم تحت المجهر ان الذي يدخل البييضة انما هو حيوان منوي واحد على الرغم من وجود اعداد لاتحصي من الحيوانات المنوية في الدفقة الواحدة
كما رأينا تحت هذه المجاهر ان لماء المرأة دور رئيسي في عملية التخلق الداخلي بأطوراه المتجددة والتي صورها القرآن في صورة "أمشاج"، في اختلاط تام، بصبغيات متساوية لماء الرجل وماء المرأة (23 صبغيا) او حاملا وراثيا- لكل منهما، تتشكل منها خلية جديدة من 46 صبغيا، وهو ما يعني ان ذلك ليس له في هذه المرحلة صلة بتكون "نفس" كما أنه ليس لها صلة، من قريب أو من بعيد بخطأ معرفي يوناني عن صورة ونفس ومرمر وشكل ودم حيض وطمس ومخلوق كامل في ماء أولي!،، كما أنه لاوجود، في المشهد القرآني، للعقل العاشر الذي اخترعته مخيلة اليونان. ولاأعرف مادخل اسطورة العقل العاشر اليونانية مع خلق الإنسان في القرآن؟ ويلاحظ أن الجابري حاول أن يوحي أن من يعكس الصورة في الإسلام هو ماذهبت اليه الاسطورة اليونانية أو تأويل الجابري لها! وذلك بقوله:" ويبقى من يعكس الصورة؟ في الأفلاطونيةالمحدثة قالوا يعطيها واهب الصورة (وهو العقل السماوي العاشر مدبر ما تحت فلك القمر، ويناسب جبريل في الاصطلاح الديني)!، فهل هناك عقيدة في الإسلام تقول أن جبريل عليه السلام هو مدبر ماتحت القمر وأنه واهب الصورة أو انه عقل اليونان العاشر المؤله؟! وهل يمكن أن يكون هذا تحليلا علميا موضوعيا رصينا، مقارنا، من مفكر يسمع له في عالم الفكر والفلسفة؟! أم انه تلفيق ظاهر البطلان، ساذج الحيلة!؟
والا فليقل لنا من يدافع عن الجابري او من يستخدم كلامه، كيف يكون ماعرضه القرآن عن الجنين البشري هو مايقتضيه العلم القديم لأرسطو عن المني والصورة والمرمر والشكل؟ والجابري هو نفسه من قال عن نص القرآن "هو الذي خلقكم من نفس واحدة"،قال:" وهذا ما يقتضيه العلم القديم الموروث عن أرسطو والذي انتشربين الأطباء القدامى"!؟ والله جل جلاله يقول:" إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج فجعلناه سميعا بصيرا" (سورة الإنسان:2) والأمشاج تتكون من مجموعة عمليات مختلفة جرى إجرائها بالتقدير الرباني في كل من الرجل والمرأة-كلا على حدة! - قبل أن تتجمع في أمشاج مختلطة من كليهما:" فلينظر الإنسان مم خلق، خُلق من ماء دافق" (سورة الطارق:5 - 6) وهذه النطفة هي نطفة الأمشاج " من نطفة أمشاج" (سورة الإنسان:2) قدرها الله تقديرا "من نطفة خلقه فقدره" (:" سورة عبس:13) لتستقر وتتشكل وتتكون في ماوصف الله، في قرار مكين:" ثم جعلناه نطفة في قرار مكين" (سورة المؤمنون:19) وأهل العلم المادي اليوم –مؤمنون وكافرون على السواء! -يعرفون التصميم المعقد لهذه الأمشاج كما يعلمون أن بييضة المرأة هي بذات الأهمية كما لماء الرجل في تكون وتشكل النطفة، وهذا من علم الله فيهم، وشهادته في العلماء وغيرهم، وقيوميته عليهم "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد" (سورة فصلت:52)
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول الدكتور زغلول النجار في هذا السياق:" هذه الحقائق العلمية التي تقع من علم الأجنة في الصميم، والتي لم تعرف مبادئها الأولية إلا في نهايات القرن الثامن عشر الميلادي, واستغرقت أكثر من قرنين من الزمن حتى تستقر في وجدان علماء الأجنة, تحدث عنها خاتم الأنبياء والمرسلين ـ صلى الله عليه وسلم ـ بهذه الدقة العلمية, والإحاطة الشمولية منذ مطلع القرن السابع الميلادي, أي: قبل أن يصل إليها العلم المكتسب بأكثر من عشرة قرون كاملة.
فحتى نهاية القرن الثامن عشر الميلادي كان الناس يعتقدون أن الإنسان يخلق جسمه كاملاً بأبعاد متناهية في الصغر من دم الحيض, وبعد اكتشاف بويضة الأنثى قالوا بأن الإنسان يخلق كاملاً فيها كما يخلق فرخ الدجاجة في بيضتها, ولكن بعد اكتشاف الحيوان المنوي نادوا بأن الجنين يخلق كاملاً في رأس ذلك الحيوان على الرغم من ضآلته, ولم ينته الجدل بين أنصار كل من هذه التصورات الخاطئة إلا في نهاية القرن الثامن عشر الميلادي حين اكتشفت أهمية كل من الحيوان المنوي والبويضة في عملية تكون البويضة الملقحة التي ينشأ عنها الجنين, ولم يتم الاتفاق على ذلك إلا في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي.
وفي القرن العشرين ثبت لعلماء الأجنة أنه من بين ملايين النطف الذكرية ـ الحيوانات المنوية ـ التي تنزل في الدقيقة الواحدة لا يصل منها إلى قناة الرحم إلا خلاصة لا يتعدى عددها الخمسمائة, يتمكن واحد منها فقط من اختراق البويضة ـ النطفة الأنثوية ـ فيتم تلقيحها وتكوين النطفة الأمشاج التي وصفها الحق ـ تبارك وتعالى ـ في محكم كتابه, والبويضة هي أيضاً جزء من ماء المرأة, وهنا تتضح لمحة من لمحات الإعجاز العلمي في قول المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ:"ما من كل الماء يكون الولد".
ولذلك نقول، ان الناظر في نص الجابري السابق-بعين فاحصة يقظة- يرى انه كان يحاول القيام بعملية قسرية متعثرة يتلعثم فيها ويتعثر وتخرج كلماته في ارتباك وتناقض وكأنه كان يريد أن يلقي بحمل ثقيل مركب ثم يهرب إلى الخلف حيث الساتر العلماني مع المتسترين خلفه! وكأنه، بالكر والفر، تمكن من صنع ارتباك ما، بينما نراه يخالف وقائع العلوم وتاريخ الحقيقة البالغة، ومعلوم ان علماء الإسلام نقدوا نظريات يونانية-ومنها أفكار كثيرة لأرسطو- في الطب والفلك وفي الجغرافيا وعلوم الأرض وغير ذلك.
فالوقائع التاريخية العلمية وهي مسطورة إلى اليوم- تشهد انهم كانوا ينقدون آراء ارسطو في الطب والفلك ونظرته عن الجنين، ومم تكون،فقد كانوا يرون قصور بل وسذاجة مادته العلمية الخاطئة في مجملها، ولايعنى ذلك التقليل من شأن جهده في عالم المادة فإسلامنا علمنا العدل في التقييم وعدم جحود الجهد الإنساني في أي أمة كانت. لكن هذا شأن ومايحاول الجابري أن يمرره هو شأن آخر حاول به وصم الإسلام بأنه تأثر بموروثات الأمم في المجالات العلمية والدينية على السواء، كمحاولة حديثة جدا لنقد القرآن الحكيم.
ومامحاولته الا مجموعة أغاليط منها إنطاق الدليل بغير منطوقه كما فعل مع العقل العربي وكشفه هناك"جورج (!) طرابيشي" وله في كشفه مآرب أخرى وأغراض علمانية أخرى (انظر العقل المستقيل ص185).
يقول جورج طرابيشي عن أخطاء الجابري وتلاعباته انها:"الأغاليط والمغالطات الآخذ بعضها برقاب بعض كالسلسلة ... تحل المصادرة مكان البرهان، والفرض الذهني محل الواقعالعيني، ... تقلب أدلة الإثبات الى أدلة نفي وبالعكس، وتجري محاكماتها لا بالاستناد الى الوقائع والنصوص، بل قفزا فوق الحقائق والنصوص، وتلفيقا لها وتزييفا عند الاقتضاء" (العقل المستقيل ص136). وفي كشفنا هنا نراه يحاول أن يوهم قارئه ان ما ذكره القرآن عنالإنسان والسموات والقلم وغير ذلك مما ياتي بيانه انما مصدره موروثات خاطئة لتراث ما قبل الإسلام ويتوسل الى ذلك بالتلفيق والتحريف لإلباس الحقيقة القرآنية -بعد الادعاء بتاريخيتها! – لباس الخرافة الأرسطية والهلينية وغيرها من خرافات الانحرافاليهودي والمسيحي والوثني كما فعل تيزيني والقمني وجعيط. والعجيب انه من جهة اخرى يجعل من هذا العقل اليوناني اللاعلمي في اغلب استنتاجاته "عقلا برهانيا" ليقيمه -مسنودا بنماذج مغربية- في المواجهة مع ما اطلق عليه "العقل البياني" و"العقل العرفاني" العربي!. وقد حصر البرهان في
(يُتْبَعُ)
(/)
مذهب ارسطو، ووضع سلطة ارسطو فوق سلطة العقل كما قال طرابيشي (في العقل المستقيل ص95 و388). وما بين توقيرية القراءة الجابرية لارسطو وبين رفع تلاميذه له وتعظيمه فوق الأنبياء، تتكشف لنا "المضاهاة النفسية" التي تظهر بادية على قراءة الجابري العنصرية الداعمة "للمركزية الاوروبية" باعتبارها تمثل المحتكر الوحيد للفكر العقلاني الممتد الى ارسطو كما كشف ذلك علمانيون في نقدهم للجابري (انظر كمثال محمود إسماعيل في "قراءة نقدية" ص13).
أضافة أُخرى وأخيرة
قال ديورانت في كتابه قصة الحضارة (ج28 ص251) عن العالم الغربي هارفي:" إن هارفي هو الذي هيأ لهذا العصر ذروة المجد العلمي بشرحه للدورة الدموية، وهو "أجل حدث في تاريخ الطب منذ عهد جالينوس". ولد في فولكستون (1578)، ودرس في كمبردج ثم في بادوا على فابريزيو دكو ابندانت، فلما عاد أقام في لندن ومارس الكب فيها، وأصبح الطبيب الخاص لجيمس الأول ثم شارل الأول، وعكف صابراً مثابراً، سنين طوالاً، على إجراء التجارب والتشريح، على الحيوانات والجثث، ودرس، تدفق الدم ومجراه في الجروح. ووصل إلى نظريته الأساسية في 1615. ولكنه نشرها، متأخراً، في فرانكفورت 1628، على أنها "تجارب متواضعة في تشريح الجثث ودماء الحيوان". وهي أول وأعظم أثر في الطب في إنجلترا.) ثم قال (ص252):" .. واعتقد هارفي "بأن كل الحيوانات حتى هذه التي تنتج صغارها أحياء، بما في ذلك الإنسان نفسه-تتطور وتخرج من بيضة، وصاغ عبارة "كل حيوان يخرج من بيضة". ومات بعد ذلك بست سنين بسبب شلل أصابه، واهباً معظم ثروته التي تبلغ عشرين ألف جنيه لكلية الأطباء الملكية، وعشرة جنيهات لتوماس هوبز "رمزاً للمحبة".!
فهذا آخر جهد هارفي القرن السابع عشر فليقارنوا بينه وبين مافي القرآن وماكشفه العلم الحديث وليخبرونا عن النتيجة.
"سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد" (سورة فصلت:52)(/)
نصر أبو زيد: أغلاط ومغالطات (1 - 2)
ـ[إبراهيم عوض]ــــــــ[09 Aug 2010, 04:28 ص]ـ
نصر أبو زيد
أغلاط ومغالطات
د. إبراهيم عوض
حين طلب منى أحد الأصدقاء، عقب وفاة د. نصر حامد أبو زيد بقليل، أن أكتب شيئا عنه كنت فى البداية خامل النفس لا أجد لدىَّ نشاطا لهذا الموضوع. ثم لما ألح علىّ أن أفعل وشرع صدرى ينشرح للأمر بدأت بالبحث على المشباك عن مادة أستند إليها بالإضافة إلى بعض كتب الرجل التى أثارت فى وقتها العواصف والزوابع، فهالنى أمر بشع لم أحب أن أؤجل الحديث عنه إلى أن أدخل قلب هذه الدراسة، بل أردت أن أتناوله أول شىء. وهو أن عشرات المواقع تردِّد دون تلجلج أو تريث أن د. عبد الصبور شاهين، عضو لجنة ترقية د. نصر حامد أبو زيد فى تسعينات القرن المنصرم إلى رتبة الأستاذية، قد كفّر فى تقريره الخاص بذلك الموضوع الدكتور نصر، الذى يوصَف فى عشرات المواقع بشهيد الفكر وما إلى ذلك من هذه الألقاب المعجرمة التى يبرع فى صياغتها إخواننا البعداء من التنويريين والحداثيين ومن يرددون ما يقول التنويريون والحداثيون ترديد الببغاوات لما تسمع دون فهم أو عقل. والذى أعلمه أن الدكتور عبد الصبور شاهين لم يكفّر أبو زيد فى التقرير الذى كتبه عن أبحاثه قط، بل اقتصر فى كلامه على الجانب العلمى ناصًّا على وجوه الضعف والتهافت التى اتسمت بها تلك الأبحاث. ومن كان عنده رأى آخر فليرنا من تقرير الرجل خلاف ما نقول.
ولقد كنت قرأت هذا التقرير منذ سنوات وراعنى، بعد كل الضجة التى أحدثها إخواننا البعداء والتى ظننت فى البداية قبل أن أتحقق الأمر بنفسى أنها ضجة ذات أساس، راعنى أن الأستاذ الدكتور لم يتطرق فى أبحاث أبو زيد إلى إيمان أو كفر، بل كان رفيقا به إلى حد بعيد ولم يصنع ما يصنعه "التنويريون! " الجبناء حين يضعون أحدا من المتدينين فى أدمغتهم الخربة فيقصدونه بحرب غير متكافئة، إذ يغرزون الخناجر فى ظهره غلس الظلام ويسوّدون تقارير لا يرعَوْن الله فيها ولا الشرف أبدا، ثم إذا ما عومل واحد ممن ينتسب إلى ثلتهم بما يستحق لضعف أبحاثه صرخوا وتصايحوا وتباكَوْا بدموع كدموع العاهرات عندما يُضْبَطْن متلبسات بالفاحشة فيبكين وينهنهن مدعيات أنه "وعد ومكتوب". إن الجماعة لم يَرُقْ لهم أن ينكشف واحد منهم على حقيقته العلمية فانْبَرَوْا يسبّون الأستاذ الدكتور ويتهمونه الاتهامات الكاذبة غير مراعين سنه ولا مكانته العلمية. ولا أظن أحدا يمكنه أن ينسى مثلا ما ترجمه الرجل من مؤلفات مالك بن نبى، التى قرأناها واستمتعنا بها وتغذينا عليها وتفتحت بها عقولنا واستنارت منها بصائرنا ونحن لا نزال طلابا فى الجامعة.
وقد يحسب بعض الطيبين من الناس أن ما قيل عن تكفير الأستاذ الدكتور لنصر أبو زيد إنما هو خطأ غير مقصود، إلا أننى من معرفتى بألاعيب التيار الذى أخذ على عاتقه الدفاع عن د. نصر أبو زيد بالحنجل والمنجل أعلم تمام العلم أنها فرية مقصودة غايتها تشويه صورة الدكتور عبد الصبور حتى يظن السذج من القراء، وما أكثرهم، أنه ظلوم غشوم، وأن أبو زيد مسكين وقع ضحية لظلمه وغشمه، وأنه من ثم شهيد من شهداء الفكر ينبغى أن تُنْصَب له التماثيل وأن يُعْبَد فى الأرض من دون الواحد الأحد. الحق أن الدكتور عبد الصبور شاهين لم يكفّر نصر أبو زيد، كما أنه لم يرسّبه ترسيبا مطلقا بل ترك الباب مفتوحا لتعضيد أبحاثه بحيث يمكن أن ينجح فى المرة القادمة. وليراجع القراء التقرير المشار إليه للتحقق من هذه النقطة بأنفسهم، وهو متاح فى كتاب د. عبد الصبور شاهين: "قضية أبو زيد وانحسار العلمانية فى جامعة القاهرة".
وقد أُجْرِيتْ مع الأستاذ الدكتور حوارات مختلفة سئل فيها حول هذه النقطة، وكانت إجابته دائما أنه لا يمكنه تكفير أبو زيد ولا غير أبو زيد لأن الإسلام ينهى نهيا شديدا عن أن يكفر الواحد منا الآخر. وآخر هذه الحوارات فيما اطلعتُ عليه منها هو حوار جريدة "الدستور" بتاريخ الأحد 3/ 1/ 2010م، الذى أجراه معه الصحفى مجد خلف ( http://dostor.org/taxonomy/term/280) تحت عنوان "عبد الصبور شاهين: لم أكفِّر نصر أبو زيد مطلقا. والشيوعيون والعلمانيون أقاموا "مناحة" لإثارة الشارع". ومن بين الأسئلة التى طُرِحَتْ عليه السؤال التالى: "لماذا يعتبر كثيرون أنك المتهم الأول فيما حدث للدكتور نصر أبو
(يُتْبَعُ)
(/)
زيد؟ "، وكان الجواب هو: "الموضوع ببساطة أن نصر أبو زيد تقدم آنذاك بإنتاجه العلمي للترقية إلي درجة أستاذ. والطبيعي أن يقوم أعضاء اللجنة العلمية بفحص إنتاج الباحث وتقييمه، ويقرأ الأساتذة الفاحصون الإنتاج ثم يحكمون عليه كما يحكم القضاة بكل نزاهةِ وضميرِ القاضي دون اعتبار لأي شيء إلا تحقيق العدالة وأن يصل الحق إلى مستحقيه. وقد قدمت تقريري عندما اجتمعت اللجنة، ثم أرسل هذا التقرير إلي الكلية ثم إلي مجلس الجامعة الذي اعتمد التقرير الجماعي. وكان ملخص التقرير أن الأعمال التي تقدم بها الدكتور نصر حامد أبو زيد تحتاج إلي إعادة نظر، والإنتاج المقدم لا يرقّي إلي درجة أستاذ بقسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة القاهرة. إلي هنا والمسألة في غاية البساطة، فسقوط طالبِ ترقيةٍ شيءٌ طبيعيٌّ يحدث في كل زمان ومكان. وإذا جانبه التوفيق في جولة فقد يحالفه في جولة أخري حين يجتهد ويتلافى أخطاءه التي أخطأها في المرة الأولى".
ثم سأل الصحفى الأستاذ الدكتور: "هل اتهمتم في تقرير اللجنة العلمية الباحث الدكتور نصر أبو زيد بالكفر؟ "، فكان الرد: "إطلاقا. فلا يمكن أن أورط نفسي في هذا الاتهام البشع، لأن رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: "من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما". وكلنا سنحاسب بين يدي الله تبارك وتعالى، وما كتبته في التقرير الذي أقرته اللجنة العلمية وأقره مجلس الجامعة كان تقييما علميا موضوعيا لأعمال الباحث، فنحن نفحص بحثا لا باحثا. ولم أتعرض في تقريري لعقيدة الباحث أو دينه، فهذا أمره إلى الله سبحانه وتعالى ولا شأن لي به". ومع هذا كله لا تكف المواقع المشباكية المختلفة عن ترديد هذه الفرية كأنها الحق الذى لا مرية فيه، فهم من أنصار "عنزة ولو طارت". بل إن موسوعة "الويكيبيديا" ذاتها فى مقالها عن د. نصر أبو زيد ردّدت للأسف الشديد هذا الاتهام الغريب.
والعجيب أن يشترك فى هذا الزعم د. جابر عصفور، الذى كتب ينوح على شهيد الفكر مقالا نُشِر على مرتين فى جريدة "الحياة" بعنوان "محنة نصر حامد أبو?زيد بدلالاتها" أكد فيه هو أيضا أن الدكتور عبد الصبور شاهين قد كفّر فى تقريره نصر حامد أبو زيد. وهذه بعض فقرات مقتطفة من المقال ترينا كيف تناول عصفور هذا الموضوع: "الدلالة الأولى التي خطرت على بالي الآن، وأناأكتب هذا المقال، هي الجامعة التي بدأت منها المحنة. فقد انحدرت هذه الجامعة انحدارا عظيما بعد أن تدخلت في شؤونها الداخلية الدولة التسلطية التي شاع نموذجهافي العالم العربي. وقد سبق أن نقلت عن خلدون النقيب، عالم الاجتماع الكويتي المرموق، أن الدولة التسلطية هي الدولة التي تسعى إلى الاحتكار الفعال لمصادر القوة والسلطة في المجتمع لمصلحة الطبقة أو النخبة الحاكمة التي تنتسب إليها. وهي تتميز بخصائص دالة: أولاها أنها تحقق احتكارها للسلطة من طريق اختراق مؤسسات المجتمع المدني، وتحويل منظماته التضامنية كي تعمل بصفتها امتدادا لأجهزة الدولة. وثانيتها أن هذه الدولة تخترق النظام الاقتصادي وتلحقه بها، سواء من طريق التأميمأو توسيع القطاع العام، أو الزواج غير العنيف غالبا بين رجال الدولة ورجال الثروة. وثالثة هذه الخصائص أن شرعية نظام الحكم في الدولة التسلطية تقوم على العنف أكثر من الاعتماد على الشرعية التقليدية. ولذلك يقترن وجودها من حيث هي دولةبعدم وجود انتخابات لها معنى حقيقي، أو تنظيمات مستقلة عن الدولة، أو دساتير فاعلةأو مشوهة لمصلحة السلطة الحاكمة، أو إلغاء الدساتير أو تعليقها، في موازاة تجميدالحقوق المدنية، وتحويل نسبة كبيرة من الدخل القومي إلى الإنفاق على الأجهزةالقمعية لهذه الدولة. والرابعة هي توجيه الأجهزة الأيديولوجية للدولة إلى أن ترسّخ في وعي المواطنين، الرعايا، أهمية الإجماع على ما تراه النخبة الحاكمةبصفته اليقين الوحيد الذي هو قرين الإلحاح على مركزية القيادة التي يختزلها الحاكم الأوحد، الزعيم الملهم، رب العائلة، أو المهيب الركن، أو القائد الأوحد، واستبدالقواعد الوحدة ورفض الاختلاف بمبادئ الحرية وحق الاختلاف، وتأسيس التراتب الهرمي الصارم بين القيادات بصفته الوجه الملازم للتراتب العسكري، ومن ثم إلزام المرؤوسبالطاعة العمياء للرئيس في كل مجال، تأصيلا لحضور البطريركية في المجتمع. وآخرهذه
(يُتْبَعُ)
(/)
الخصائص التحالف مع القوى الدينية إذا لزم الأمر. فالدين بالملك يبقى، والملك بالدين يقوى. ولذلك إما أن تغض هذه الدولة النظر عن قمع السلطة الدينية أوتجاريها، أو تسمح لها بالعبث بالدستور أو الإسراف في تديين المواطنين ما ظل الأمر في مصلحة الدولة التسلطية، وإلا فإعلان القطيعة والحرب".
وهذا، كما يرى القارئ المطلع على حقائق الأمور، كلام لا رأس له ولا ذيل، إذ إن جابر عصفور هو واحد من أعمدة الدولة التسلطية المستبدة، كما أن دولتنا، التى هى دولة تسلطية مستبدة ولله الحمد، لا تنكل بأحد قدر ما تنكل بالمتدينين (المسلمين طبعا)، ولا تضع فى سجونها ولا معتقلاتها أحدا تقريبا من أهل الاعتقاد إلا المتدينين (المسلمين طبعا). ومع ذلك كله يجد الرجل فى وجهه الجرأة كى يقول هذا الكلام الخديج الذى لا يقنع قطة. وما الذى سيخسره؟ لا شىء طبعا. فليقل ما يشاء دون حسيب أو رقيب. ومتى كان أحد من الرعايا الذين لا قيمة لهم يحاسب أحدا من أهل الحكم أو ممن يلوذون بهم وينفذون سياساتهم الإقصائية؟ ولنستمر مع المقال وكاتبه:
"في هذا المناخ الجامعي، تقدم نصر أبو زيد بإنتاجهالعلمي إلى اللجنة الدائمة لترقية الأساتذة في الجامعات المصرية في التاسع عشر منأيار (مايو) عام 1992، وتم توزيع الإنتاج في الثامن والعشرين من الشهر نفسه. وتشكلت لجنة لقراءة الإنتاج العلمي من شوقي ضيف ومحمود علي مكي وعوني عبدالرؤوف. أماالدكتور شوقي ضيف، رحمه الله، فقد كنت أعرف مدى محافظته، ورفضه تيار التجديد الذيكان يراني ممثلا له في الأدب والنقد، ونصر ممثلا له في درس الخطاب والتفكير الديني على السواء. وكنت أعرف من أستاذي شكري عياد، رحمه الله، رفضه الشخصي الحاسم لمواقف شوقي ضيف المتعصبة التي كان يقرنها برجعية الفكر وانغلاقه. وقد أخبرني ذات مرة أن شوقي ضيف كان أحد الذين تسببوا في محنة أحمد محمد خلف الله عندما كتب أطروحته الإشكالية: "الفن القصصي في القرآن الكريم" ورفض قبولها للمناقشة لخروجهاعلى المأثور من القواعد المألوفة في معالجة النصوص القرآنية. وقد تم إلغاء أطروحة خلف الله، زميل شكري عياد في التتلمذ على يدي أمين الخولي، فاضطر شكري عياد إلى تغيير مساره في مدى البحث البلاغي، والاكتفاء بأطروحة الماجستير التي كانت تحليلاأسلوبيا لمشاهد القيامة في القرآن الكريم، وانتقل إلى دراسة "تأثير كتاب الشعر لأرسطو في البلاغة العربية". أما خلف الله فاضطر، بعد نقله من الجامعة عقاباله، إلى كتابة أطروحة جديدة عن صاحب "الأغاني" الأصفهاني. وكان كلاهما، شكري عياد وأحمد محمد خلف الله، يحاولان تطبيق ما نادى به أستاذهما أمين الخولي باسم "المنهجالأدبي في درس النص القرآني" وما يترتب عليه من تغييراتمنهجية. وللأسف لم يكن نصر ولا أنا نعرف هذا التاريخالقديم لمواقف شوقي ضيف، التي كتمها شكري عياد في نفسه، وكان كتوما جدا، ولم يبح لي بها إلا بعد أن شكوت إليه من بعض ما كان يعاملني به أستاذي شوقي ضيف، الذي لاأزال أجلّه كل الإجلال، فانفجر شكري عياد في وجهي بما كتمه طويلا، وبما كتمته أناعن نصر، ولم أخبره به إلى أن غادر الدنيا، عملا بوصية المرحوم شكري عياد، حفاظا على شكل العلاقات الإنسانية. وأجد نفسي في حلّ من هذه الوصية بعد رحيل الجميع، وبقائي وحدي منتظرا اللحاق بهم. وما لم أخبر به نصر كذلك ولا يعرفه أحد إلا أنا والدكتور محمود مكي وأحمد مرسي، مدّ الله في عمريهما، أن شوقي ضيف قرأ الإنتاج، فإذا به أمام منهج جديد لم يألفه من قبل، فضلا عن أنه ما كان راضيا عن منهجالخولي ولا المتابعين له، فاتخذ موقفا سلبيا من الإنتاج، وكتب تقريرا سلبيا. ولكنه، تحسبا للأمور، ومعرفة منه بأنني رئيس القسم الذي ينتسب إليه، بعدما انتقلتالرئاسة إليّ في تعاقب الأجيال، طلب لقاء محمود مكي، الذي كان يعرف قربه مني وقرأعليه التقرير، وطلب رأيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
والحق أن محمود مكي صارحه برأيه السلبي في تقريرهالذي انتهى إلى رفض ترقية نصر، وأبلغه أن عوني عبدالرؤوف وهو، مد الله في عمريهما، انتهيا إلى الترقية في تقريرهما. وشعر المرحوم شوقي ضيف أنه سيكون في وضع محرج، فطلب من محمود مكي أن يناقش تقريره معي سرا بصفتي رئيسا للقسم الذي هو حريص علىصورته فيه، ولا تزال هذه الصورة قائمة يجللها الاحترام، مهما كان الاختلاف الفكري. وجاءني محمود مكي بالتقرير في بيتي جوار بيت شوقي ضيف، وقرأت التقرير، وانتهيت إلى أن الرفض قائم على أساس اختلاف المنهج والفكر. وبعد أن انتهيت من القراءة والتفكير، وانتهى مكي من سؤال سهير ابنتي، رحمها الله، عن أحوالها في الدراساتالإسبانية، التي أسهم في إغرائها بها، سألت محمود مكي عن تقريره، فقال إنه يرى ترقيةنصر لأن إنتاجه يستحق،. وإذا كانت هناك هفوة هنا أو هفوة هناك، فهي لا تقلل من قيمةالإنتاج العلمي على الإطلاق، فما أكثر الذين تولت اللجنة ترقيتهم، وهم أقل شأنا وقيمة. وحاولت أن أوضح للعزيز محمود مكي أن الترقية العلمية تتم على أساس من قيمةالجهد والاجتهاد في المجال المنهجي، وأن الإنتاجالعلمي يرقى لا إلى اتفاقه مع آراء لجنة التحكيم أو منهجهم، فالأصح أن يرقى بسبب اجتهاده ومغايرة منهجه، وإلا ما تقدمالبحث العلمي. وأخبرني مكي أنه مقتنع بذلك، وأنه حاول إقناع شوقي ضيف، ولكنه لم يفلح بسبب رفضه الجذري لمناهجنا الجديدة التي تستعين بالهرمنيوطيقا والسيميوطيقا والبنيوية والتفكيكية. فقلت: إذًا هو الخلاف الحتمي، وسأرفض تقريره في مجلس القسم، واثقا بأن هناك من سيقف معي، فنحن ورثنا احترام تقاليد الاختلاف منكم، ولن نقبل أنتصرفونا أو نصرفكم عنها.
وهنا قال محمود مكي: لا داعي لذلك كله، فلولا حرصشوقي ضيف على معرفة رأيك ما أرسلني إليك. وأنا سأجد حلا معه أو أقنعه بتغييرالتقرير. وبعد أيام قابلت محمود مكي، فقال لي إن شوقي ضيف سينسحب من اللجنةالثلاثية، وأنه سيترك مكانه لعبدالصبور شاهين. وانتابني الوجوم، فأنا أعرف فكر عبدالصبور شاهين ومواقفه المعلنة، وانحيازه إلى جماعات الإسلام السياسي والتيارات السلفية. ولكنني قلت لنفسي: لا تتعجل الحكم، ودع الأمور تجري في أعنتها، وليرعَالله إنتاج نصر في مواجهة أنياب الفكر السلفيالمتزمت.
اجتمعت لجنة ترقية نصر أبو زيد بتشكيلها الجديد لقراءة التقارير الثلاثة، واختيار التقرير الذي يعبر عن رأي اللجنة النهائي، وكنت أعرف أن تقرير محمود مكي إيجابي، وكذا تقرير عوني عبدالرؤوف، ولم أكن أثق بعبدالصبور شاهين ولا حياد موقفه. فقد سبق له مهاجمةنصر علانية، وظل غاضبا لما أخذه عليه من علاقته بشركات توظيف الأموال ومهادنته الدولة وجماعات إرهاب التأسلم السياسي على السواء. ولكني كنت أمنّي النفس بانتصار العقل والتقاليد الجامعية الأصيلة. وظللت صامتا الى أن أخذت اللجنة قرارها الفاجع، حيث انحاز أحمد هيكل لزميله عبدالصبور شاهين بحكم عصبية الانتماء إلى دار العلوم، وخوفا من لغة التكفير التي استخدمها زميله والتي لا تليق بتقرير علمي، ولكنها تبعث الخوف في النفوس الضعيفة. واعترض سيد النساج بشدة على رفض تقريرين لعالمين جليلين بالترقية، هما محمود مكي وعوني عبدالرؤوف، وانقسمت اللجنة على نفسها بعد انسحاب سيد النساج احتجاجا، وقبلت تقرير عبد الصبور بفارق صوت واحد، هو صوت شوقي ضيف فيماأظن، وبعض الظن إثم في كل الأحوال. لكن المهم هو الدلالة العامة التي ظلت قائمة، وهي أن اللجنة التي رأسها شوقي ضيف، تلميذ طه حسين، الذي أشرف عليه في أطروحاتهالجامعية، خانت منهج طه حسين في التوجه العقلي، وبدل أن تواصل طريق المحدثين الذيانطلق منه عميد الأدب العربي انقلبت على هذا المنهج واختارت طريق القدماء الذين يرفضون إعمال العقل، ويغلقون أبواب التجديد. والمؤسف أن شوقي ضيف، الذي صاغ تاريخالشعر العربي فنيا في التحول ما بين أربع صيغ هي الطبع والصنعة ثم التصنيعوالتصنع، وقد كان ذلك تصنيفا جديدا في زمنه، أخذ موقفا سلبيا من مصطلحات العصر، ورفض أن يكون موقف الإمام الشافعي الفقهي تعبيرا، في التحليل الأخير، عن الأيديولوجيا الوسطية، فضلا عن المصطلحات الجديدة التي استخدمها نصر، مثل الهرمنيوطيقا والسيميوطيقا والخطاب وغيرها من بدع الدراسات الإنسانية الحديثة
(يُتْبَعُ)
(/)
التي لا ينبغي استخدامها في مجال قديم لا سبيل الى مثل هذا التجديد فيه. وكانت اللجنة بهذا القرار تنحاز الى أهل النقل لا العقل، وإلى المعادين للاجتهاد من أهل التقليد الذين ناصبوا طه حسين العداء الذي نسيه تلميذ طه حسين رئيس اللجنة.
وكانت ملاحظتي الثانية على تقرير عبدالصبور شاهين الذي تبنته اللجنة للأسف أنهتقرير لا علاقة له بالعلم الرصين، وإنما هو تقرير انفعالي خطابي تكفيري يستخدم عبارات لا يليق استخدامها في مجال العلم والخطاب الجامعي بوجه عام. ومن ذلك إشارةالتقرير الى أن نصر وضع نفسه مرصادا لكلمقولات الخطاب الديني حتى لو كلفه ذلكإنكار البديهيات، أو إنكار ما علم من الدين بالضرورة. وأضيف الى ذلك صفات مثل كلامأشبه بالإلحاد. وقسْ على ذلك من الكلام الذي يعف قلمي عن ذكره. فالأهم هو أن لغةالتكفير المستخدمة في هذا التقرير سرعان ما شاعت على الألسنة المعادية للدولةالمدنية، وظلت ملازمة لخطاب التكفير الذي كان يرتفع صوته في موازاة ارتفاع حدةخطاب التأسلم السياسي الذي كان يشيع خارج الجامعة. وكان معنى ذلك أن رئيس لجنةالترقية، تلميذ طه حسين، سمح لخطاب التكفير الذي كان لا يزال خارج الجامعة أن يدخلها ولا يفارقها الى اليوم للأسف. فما أكثر ما حدث بعد ذلك من اتهامات اعتقاديةدينية لباحثين اجترأوا على الاجتهاد في مجالات العلوم الإنسانية، خصوصا في مجال نقد الخطابات الاجتماعية السائدة، ومنها خطاب تحرير المرأة، ومواجهة النظرة الدونيةإليها. والخطورة أن شيوع هذا الخطاب التكفيري وانتقاله من خارج أسوار الجامعة الى داخلها أحدثا كارثة كبرى في الفكر الجامعي. فقد سجن هذا الفكر في مدار مغلق، وجعلالأساتذة يؤثرون السلامة، ويخافون الاجتهاد، ويصنعون لأنفسهم من أنفسهم رقباء على ما يفكرون فيه أو يكتبون عنه. وكانت النتيجة الكارثة أن ذبلت روح الاجتهاد في الجامعة، ولم تخرج الجامعة المصرية وحدها من دائرة الجامعات ذات القيمة، بل خرجت كلالجامعات العربية تماما من مقياس أفضل خمسمائة جامعة في العالم.
وهناك ملاحظة أخرى على تقرير عبدالصبور شاهين الذي قبلته لجنة برئاسة تلميذ طه حسين، وهي ملاحظة تسجل انحراف اللجان العلمية، وانحراف التقييم الجامعي بوجهعام. فالأصل في التقييم الجامعي السليم هو الاجتهاد، والجدة، والاختلاف المقترنبأصالة المنهج بعيدا عن الموافقة على النتائج أو الاختلاف معها. فلا اجتهاد من دوناختلاف، وإلا فقد الاجتهاد معناه، ولا جدة إلا بالخروج على السائد، وإلا ما كانت جدة ولا اختلاف. ومن ثم لا اجتهاد إلا مع إقرار مبدأ حق الخطأ. فالمعرفة الإنسانية لا تتقدم بالإصابة في الاجتهادات وحدها، وإنما تتقدم بالقدر نفسه بالأخطاء. ولذلك حرصت الحضارة الإسلامية في عصور ازدهارها على ما أطلق عليه طه حسين، في مقال شهيرنشره عام 1955، حق الخطأ الذي يعني إصابة المجتهد في كل الأحوال، حتى في الخطأ الذي يستحق عليه أجرا يضاعف في حالة الإصابة. وأصل الإثابة ومبررها تشجيع إعمال العقل، والمخالفة في الاجتهاد، وإلا ما تراكم العلم ولا تقدّمت المعرفة العلمية. ويترتب على ذلك أن التقييم العلمي الصحيح ليس الأصل فيه هو الاتفاق بين من يقوم بالتحكيم ومن يتم تحكيم إنتاجه، وإنما مراعاة قيم المنهجية والاجتهاد والإضافة بعيدا عن الاتفاق أو الاختلاف. وقد ترتب على قبول تقرير عبدالصبور شاهين، الذي لاأزال أراه وصمة عار في تاريخ الجامعة، وهو منشور مع تقرير قسم اللغة العربية في تفنيده علميا في كتاب نصر: "التفكير في زمن التكفير"، الذي طبع أكثر من مرة. وأضيف إلى ذلك ما هو متضمن في السياق من جانب ثأر شخصي ينطوي عليه التقرير الذي استغله كاتبه للثأر من نصر، الذي أشار إليه في أحد الكتب بوصفه مستشارا لإحدى شركات توظيف الأموال التي نهبت ثروات المسلمين المخدوعين فيها".
(يُتْبَعُ)
(/)
وقارئ هذا الكلام يخرج منه بصورة مقيتة لكل من د. شكرى عياد ود. شوقى ضيف: فالأول، كما يصوره المقال، غِلاّوىّ جبان منافق لا يعلن عن رأيه إلا فى الظلام ولا يستطيع المواجهة. فهل كان د. شكرى عياد بهذه الصورة؟ أما د. شوقى ضيف، الذى صوره جابر عصفور بصورة المتخلف الرجعى الذى لا يفهم فى البنيوية ولا التفكيكية ولا الهرمنيوطيقية ولا المهلبية ولا الملوخية، وهو كلام لا يليق فى حق ذلك الأستاذ الكبير الذى لا يعرف الهلس والهجص ويحرص على أن يقول كلاما مفهوما ومفيدا، ويزداد خروجا على اللياقة من د. جابر عصفور، الذى لا أنسى منظره فى احتفالية المجلس الأعلى للثقافة بالدكتور محمد حسين هيكل فى أواسط التسعينات من القرن المنصرم، وهو ممسك بورقة كان قد أعد فيها مسبقا سؤالا بالإنجليزية موجها لأحد المستشرقين الموجودين بالاحتفالية، ويقرأ السؤال ببطء قاتل ممايدل على ضعفه فى لغة جون بول، التى تحدى فيها مع ذلك أ. د. عبد العزيز حمودة فى معركة "المرايا المحدبة"، حيث وجه حمودة فى ذلك الكتاب إلى الحداثيين العرب لطمات عنيفة أفقدتهم صوابهم وتركتهم أباديد لا يدرون ماذا يصنعون، واتهمه بأنه لا يحسن النقل عنها رغم أن الرجل أستاذ كبير فى اللغة الإنجليزية وآدابها، وهو بالنسبة إليه لا يعد فى العيرولا فى النفير، أقول: أما الدكتور شوقى ضيف فإنى أكتفى بشأنه بإحالة القارئ إلى ما كتبه فى حقه قبل ذلك جابر عصفور، الذى كان يمجده دائما ولا يجرؤ أن يقول فيه أثناء حياته ولا واحدا على المليون مما كتبه هنا بعد مماته. ثم كيف بالله نستطيع أن نتحقق من هذا الكلام، وكل الذين يدور حولهم قد انتقلوا إلى جوار ربهم؟ ثم هل يصح أن ينتظر جابر عصفور حتى يموت الجميع ليقول بعد ذلك، وبعد ذلك فقط، إنه الآن فى حِلٍّ من قول ما قال؟
خلا لك الجو فبيضى واصفرى * ونقّرى ما شئت أن تنقّرى
ومع ذلك فقد أبى الله أن يمر هذا الكلام دون معقب، وهو معقب قريب جدا من الأحداث، إذ هو الأستاذ الدكتور عاصم شوقى ضيف، ولا أحد سواه. فقد ألفيته يعلق فى أحد المواقع المنشور فيها هذا المقال على ما كتبه جابر عصفور بالسطور التالية التى ترينا وجها آخر لسير الأحداث يختلف تماما عما حكاه جابر عصفور وهو آمن مطمئن يظن أن أحدا من عباد الله لن يعلق على هذا الذى كتب. قال د. عاصم ضيف بأدب وهدوء يذكراننا بأدب أبيه وهدوئه ودماثة طبعه واحترامه الشديد لنفسه وللآخرين وعدم تزيده فى الكلام وحرصه على وزن ما يقول رحمه الله على عكس قوم ابتُلِينا بهم فى العقود الأخيرة يذكروننا بالحوذية والبلطجية:
"هناك مغالطتان: أما خلف اللهفقد اعترض عليه أساسا عبد الوهاب عزام، وشوقي ضيف فقط قال رأيه. ولو كان فكرهسليما فلماذا لم يقف القسم مع أمين الخولي مشرفه ضد شوقي ضيف، وكان بعد مدرساصغيرا؟ لأن "الفن القصصي في القرآن" يجعل من الأخير نص أدبي. وهي فكرة خطيرة. أما شكري عياد فقد كان يكن لشوقي ضيف احتراما كبيرا، وكان يزوره كثيرا. وأذكر أن قال ليمرة إن كتب والدك مصادر معتمدة. والمغالطة الأخرى هو أن شوقي ضيف لم يكتب تقريرا بلأبلغ محمود مكي أته يعتذر لما وجده في فكر نصر. فلما بلغ ذلك المساندين له، ومنهم كاتب المقال، وجدتهم يزورون والدي في منزله بالدقي، واجتمع عنده غير قليل منهم. فلماانصرفوا سألته: لماذا هذا الحشد عندك؟ فقال لي: يرجونني أن أوافق علي ترقية أحدالمتقدمين للترقية بالقسم. ولم أكن أعرف اسمه بعد، فقلت له: إذا كان بقسمكم فلماذا لا تساعده؟ قال: اعتذرت لأن أعماله بها مخالفات واضحة (ولم يبين لي ما هي)، وعقيدتي لا تسمح لي بالموافقة عليها. لذلك أعتذر عن الحكم عليها. إذن فشوقي ضيف لم يقف ضده، واكتفيبالاعتذار مجاملة لبعض أعضاء مجلس قسمه مع أنه لا يوافقهم الرأي. وكان هذا شأنهدائما، لا يتعرض لأحد بالإساءة. والحقيقة أن السبب في عدم ترقية نصر هو قسم اللغة العربية لأنك إذا تأملت كيف تلاحقت الأحداث فهذان محكَّمان من القسم نفسه، وثالث منالخارج. إذن يبدو الأمر أمام اللجنة الكلية محسوما مقدما، وبالأخص أن رئيس اللجنةطلب أن يكون أحد المحكمين. ولقدره العلمي ستجعل الجميع موافقين بالضرورة. لكن ما أن اطّلع شوقي ضيف على الأعمال حتى تبين الخطورة فيها. إذن ليس كما يدعي كاتب المقال أنمنهجها يستعين
(يُتْبَعُ)
(/)
بالتفكيكية أوالبنيوية أو أنه أمام منهج جديد لم يألفه من قبل، بل لايعدو الأمر أن يكون بسبب ما وجده عند المتقدم ما معناه أن القرآن الذي شب عليهالمسلمون واعتقدوا أنه إلهي ما هو إلا منتج ثقافي ونص لغوي يمكن تطبيق عليه أساليب النقد. وهل يمكن لشوقي ضيف مفسر القرآن ومحقق القراءات العشر والمدافع عن السيدةعائشة على أنها لم تتزوج صغيرة ضد كلام المستشرقين أن يوافق على كلام يشبه كلامهم؟ إذن فقد أخفى القسم الحقيقة عن شوقي ضيف. ولو كان طلب منه أن يكون المحكَّم الثالث أحدالموافقين علي هذه الآراء، وكان منهم في اللجنة الكثير، لكان الموضوع "خلص علي خير".إذن فالخطأ أصلا هو خطأ القسم".
ويبقى قول جابر عصفور إن أ. د. عبد الصبور شاهين قد كفّر نصر حامد أبو زيد فى تقريره الذى كتبه عن إنتاجه العلمى حين تقدم للترقية لرتبة الأستاذية، وهو زعم غير صحيح بالمرة، وإلا فلينقل لنا نص ما كتبه الأستاذ الدكتور الذى يقول إنه كفر فيه نصر أبو زيد. ثم أليست مصيبة بل كارثة أن يتدخل ناس من خارج لجنة الفحص فى أعمال الترقية على هذا النحو المفضوح من أجل ترقية واحد بعينه، وقبل ظهور النتيجة؟ ألا إن هذا كلام خطير فى غاية الخطورة. ولقد شاء الله السميع العليم أن ينجر د. جابر عصفور فيذكر هذا الموضوع متصورا أن من حقه التدخل لإنجاح من يريد، مما كان من نتيجته تنحى الأستاذ الدكتور شوقى ضيف عن النظر فى أعمال نصر أبو زيد. وهو تصرف حضارى راق، ولكن كانت ثمرته أن أبو زيد رغم كل التدخلات والتوسلات والتربيطات لم ينجح، فقامت الدنيا من يومها وانتقل الخبر إلى وكالات الأنباء العالمية مع أن مثل هذا الأمر يحدث كل مرة تجتمع فيها لجان الترقية، إذ ينجح ناس ويرسب ناس، ولا من شاف ولا من درى. اللهم إلا أن يكون الراسب واحدا كالدكتور نصر أبو زيد، فعندئذ، وعندئذ فحسب، تبدأ القصائد الهجائية فى السباب، وتشرع المارشات العسكرية فى الدق والنفخ فى محاولة مفضوحة للترهيب والترويع، وتتنادى وكالات الأنباء المحلية والعالمية شأن من هم على ميعاد. ثم يتباكى بعض القوم على المنهجية العلمية والحيادية والتنويرية والحمصية والسمسمية والحلاوة الطحينية. والله إنه، لكما قال أحدهم تعليقا على ما جرى، شىء يفقع المرارة!
وأذكر هنا عَرَضًا ما سمعته مرارا من عضو فى لجنة منح الجوائز فى بعض الساحات الثقافية بإحدى البلاد العربية من أنه هو وزملاءه فى اللجنة يقضون الأيام والليالى ذوات العدد يفحصون أوراق المرشحين ويفاضلون بينهم. حتى إذا استقر الرأى على منحها لفلان أو لعلان هلّ عليهم "أبو وش كالح" وقال لهم: دعوكم من هذا كله، وخذوا فلانا الفلانى. فلا يملكون إلا أن يأخذوا فلانا الفلانى لأن "أبو وش كالح"، ربنا يأخذه، قد قال، ولا رجعة لما قال. وكان، أخزاه الله فى الأرض والسماء والدنيا والآخرة، لا يكف عن التشدق بالحرية ولا عن مهاجمة الدولة التى يخدم أهدافها كأى عبد ذليل ينتفش على عباد الله ممن ليسوا أذلاء مثله ويتظاهر أن بمستطاعه إعطاءهم محاضرة فى مكافحة الاستبداد والعسف والطغيان. إى والله الاستبداد والعسف والطغيان الذى يسبح بحمده آناء الليل وأطراف النهار، وإلا ضربوه بما فى أرجلهم ورَمَوْه رمية الكلاب! ويقول الذين يعرفون خبايا "أبو وش كالح" إنه لم يصل إلى منصبه الجامعى إلا باستعطاف حاكم دولته بعد أن رسب فى إحدى المواد ولم يعيَّن معيدا فى البداية بسبب ذلك، زاعما فى استعطافه الكاذب أن الأساتذة يضطهدونه لفقره وانتمائه إلى الطبقات الكادحة. قال ذلك وهو يتطلع إلى أن يكون أحد المنتمين إلى الطبقات المادحة. وقد أصبح المنافق منهم، لعنه الله لعنا كبيرا وصغيرا ومتوسطا وبكل الأحجام والمقاييس.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا بأس أن أقتطف بضع فقرات من مقال كتبه وائل عزيز فى مدونته عن ذات القضية بعنوان "حكاية ( http://waelaziz.maktoobblog.com/1618013/%d8%ad%d9%83%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d9%86%d8%b5%d8%b1-%d8%ad%d8%a7%d9%85%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%b2%d9%8a%d8%af-26/) نصر ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D8%B1+%D8%B9%D8%B5%D9% 81%D9%88%D8%B1+%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D8%A3%D8%A8%D9% 88+%D8%B2%D9%8A%D8%AF+%D8%B9%D8%A8%D8%AF+%D8%A7%D9 %84%D8%B5%D8%A8%D9%88%D8%B1+%D8%B4%D8%A7%D9%87%D9% 8A%D9%86+&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-07-31&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) حامدأبو ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D8%B1+%D8%B9%D8%B5%D9% 81%D9%88%D8%B1+%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D8%A3%D8%A8%D9% 88+%D8%B2%D9%8A%D8%AF+%D8%B9%D8%A8%D8%AF+%D8%A7%D9 %84%D8%B5%D8%A8%D9%88%D8%B1+%D8%B4%D8%A7%D9%87%D9% 8A%D9%86+&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-07-31&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) زيد ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D8%B1+%D8%B9%D8%B5%D9% 81%D9%88%D8%B1+%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D8%A3%D8%A8%D9% 88+%D8%B2%D9%8A%D8%AF+%D8%B9%D8%A8%D8%AF+%D8%A7%D9 %84%D8%B5%D8%A8%D9%88%D8%B1+%D8%B4%D8%A7%D9%87%D9% 8A%D9%86+&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-07-31&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)" أشار فيه إلى التقرير الذى كتبه الأستاذ الدكتور عبد الصبور شاهين عن أعمال د. نصر. وهذا نص الفقرات المذكورة: "نشر الدكتور أبو ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D8%B1+%D8%B9%D8%B5%D9% 81%D9%88%D8%B1+%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D8%A3%D8%A8%D9% 88+%D8%B2%D9%8A%D8%AF+%D8%B9%D8%A8%D8%AF+%D8%A7%D9 %84%D8%B5%D8%A8%D9%88%D8%B1+%D8%B4%D8%A7%D9%87%D9% 8A%D9%86+&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-07-31&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) زيد ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D8%B1+%D8%B9%D8%B5%D9% 81%D9%88%D8%B1+%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D8%A3%D8%A8%D9% 88+%D8%B2%D9%8A%D8%AF+%D8%B9%D8%A8%D8%AF+%D8%A7%D9 %84%D8%B5%D8%A8%D9%88%D8%B1+%D8%B4%D8%A7%D9%87%D9% 8A%D9%86+&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-07-31&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) نص التقرير كاملا في كتابه: "التفكير في زمن التكفير"، كما نشره في مقدمة الطبعة الثانية من كتابه "نقد الخطاب الديني". ولم يكن في التقرير كلمة واحدة تشير إلى كفر أو تكفير أبو ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D8%B1+%D8%B9%D8%B5%D9% 81%D9%88%D8%B1+%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D8%A3%D8%A8%D9% 88+%D8%B2%D9%8A%D8%AF+%D8%B9%D8%A8%D8%AF+%D8%A7%D9 %84%D8%B5%D8%A8%D9%88%D8%B1+%D8%B4%D8%A7%D9%87%D9% 8A%D9%86+&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-07-31&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) زيد ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D8%B1+%D8%B9%D8%B5%D9% 81%D9%88%D8%B1+%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D8%A3%D8%A8%D9% 88+%D8%B2%D9%8A%D8%AF+%D8%B9%D8%A8%D8%AF+%D8%A7%D9 %84%D8%B5%D8%A8%D9%88%D8%B1+%D8%B4%D8%A7%D9%87%D9% 8A%D9%86+&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-07-31&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) كما شاع بعد ذلك وكرره نصر ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D8%B1+%D8%B9%D8%B5%D9% 81%D9%88%D8%B1+%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D8%A3%D8%A8%D9% 88+%D8%B2%D9%8A%D8%AF+%D8%B9%D8%A8%D8%AF+%D8%A7%D9 %84%D8%B5%D8%A8%D9%88%D8%B1+%D8%B4%D8%A7%D9%87%D9% 8A%D9%86+&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-07-31&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) حامد نفسه. وإنما خلاصة ما جاء به أن أبحاثه بها "الكثير من الأخطاء التاريخية
(يُتْبَعُ)
(/)
والعلمية، وأنه يجعل العقل الغيبي غارقا في الخرافة والأسطورة مع أن الغيب أساس الإيمان، وأنه ينعي على الخطاب الديني أن يرد كل شيء في العالم إلى علة أولى هي "الله"، ويرى أن ذلك إحلال لـ"الله" في الواقع ونفي لـ"الإنسان". كما أنه إلغاء للقوانين الطبيعية والاجتماعية. وهو يدافع بحرارة عن الماركسية الفكر الغارب ويبرئها من تهمة الإلحاد، بل ويقول بخطأ تأويل الماركسية بالإلحاد والمادية. ولعله يتصور أن ماركس كان مؤمنا روحاني النزعة". وختم الدكتور شاهين ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D8%B1+%D8%B9%D8%B5%D9% 81%D9%88%D8%B1+%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D8%A3%D8%A8%D9% 88+%D8%B2%D9%8A%D8%AF+%D8%B9%D8%A8%D8%AF+%D8%A7%D9 %84%D8%B5%D8%A8%D9%88%D8%B1+%D8%B4%D8%A7%D9%87%D9% 8A%D9%86+&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-07-31&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) تقريره بقوله: "إن أبحاثه جدلية تضرب في جدلية لتخرج بجدلية تلد جدلية تحمل في أحشائها جنينا جدليا متجادلا بذاته مع ذاته، إن صح التصور أو التعبير. وليست هذه سخرية، ولكنها كانت النتيجة التي يخرج بها قارئ الكتاب غير المنشور حتى الآن".
وقد كان الرجل محقا في هذا الوصف، فالدكتور أبو ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D8%B1+%D8%B9%D8%B5%D9% 81%D9%88%D8%B1+%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D8%A3%D8%A8%D9% 88+%D8%B2%D9%8A%D8%AF+%D8%B9%D8%A8%D8%AF+%D8%A7%D9 %84%D8%B5%D8%A8%D9%88%D8%B1+%D8%B4%D8%A7%D9%87%D9% 8A%D9%86+&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-07-31&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) زيد ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D8%B1+%D8%B9%D8%B5%D9% 81%D9%88%D8%B1+%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D8%A3%D8%A8%D9% 88+%D8%B2%D9%8A%D8%AF+%D8%B9%D8%A8%D8%AF+%D8%A7%D9 %84%D8%B5%D8%A8%D9%88%D8%B1+%D8%B4%D8%A7%D9%87%D9% 8A%D9%86+&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-07-31&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) كمفكر مجتهد يفكر أسرع مما يكتب، ولا يستقر به الحال عند فكرة إلا لحقها بما يناقضها. وما أودعه في كتابه: "مفهوم النص" كان يحتاج منه إلى كثير من المراجعة قبل أن يخرج بالصورة التي خرج عليها، والتي أمكن بسهولة للمتربصين به (أو "الباحثين عن العفريت" بتعبيره) أن يقتطعوا منها العديد من الفقرات ليحاكموه بشأنها، فقد بحثوا عن العفريت (التجاوزات) فطلع لهم، فأخذوها إلى المحكمة، فحكمت لصالحهم في الاستئناف والنقض. ورغم أنه حاول الدفاع بعد ذلك عن آرائه وتوضيح ما قصده بكتابته عبر الندوات الخاصة واللقاءات التليفزيونية، ولكن ذلك كان بعد فوات الأوان.
لا يفوتني هنا أن أشير إلى الصراع المستمر وغير المعلن بين كلية دار العلوم وكلية الآداب، وهو صراع يعود إلى أيام طه حسين. أو قل: هو صراع بين ممثلي الفكر الإسلامي والعلمانيين في الجامعات المصرية خاصة في أقسام الفلسفة واللغة العربية والتاريخ. وقوانين الترقية لدرجة أستاذ تستلزم أن يكون هناك مقيّم خارجي، أي من خارج الكلية التي تقدم منها المرشح بأبحاثه. ومثل هذا القانون كان يستهدف الموضوعية في التقييم والبعد عن المجاملة، لكنه انتهى إلى سيف مسلط في أيدي الأساتذة الكبار من الفريقين يستخدمونه في تصفية الحسابات والمقايضة وتحقيق الانتصارات. وأعرف عددا من الأساتذة من المحسوبين على التيار الإسلامي الذين دفعوا ثمن هذا الصراع عبر تعنت أسماء مثل جابر ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D8%B1+%D8%B9%D8%B5%D9% 81%D9%88%D8%B1+%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D8%A3%D8%A8%D9% 88+%D8%B2%D9%8A%D8%AF+%D8%B9%D8%A8%D8%AF+%D8%A7%D9 %84%D8%B5%D8%A8%D9%88%D8%B1+%D8%B4%D8%A7%D9%87%D9% 8A%D9%86+&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-07-31&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) عصفور ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D8%B1+%D8%B9%D8%B5%D9% 81%D9%88%D8%B1+%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D8%A3%D8%A8%D9%
(يُتْبَعُ)
(/)
88+% D8%B2%D9%8A%D8%AF+%D8%B9%D8%A8%D8%AF+%D8%A7%D9 %84%D8%B5%D8%A8%D9%88%D8%B1+%D8%B4%D8%A7%D9%87%D9% 8A%D9%86+&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-07-31&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) وعاطف العراقي ومراد وهبة وحسن حنفي وغيرهم من الكبار، فتأخرت ترقياتهم شهورا وسنوات، ولم تُجْدِ معهم الشكاوى ولا الاعتراضات. ولا زال الصراع مستمرا، ولم يستطع حله وزراء التعليم العالي المتعاقبون ولا المجلس الأعلى للجامعات، وظل أحد الأدوات التي تستخدمها السلطة من أجل إبقاء التوتر قائما، وهو ما يحتفظ لها بدور الحكم دائما والحكيم أحيانا.
كان من الممكن رأب الصدع بسهولة، وتكرر هذا في عشرات الحالات السابقة. ولم يكن للدكتور عبد ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D8%B1+%D8%B9%D8%B5%D9% 81%D9%88%D8%B1+%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D8%A3%D8%A8%D9% 88+%D8%B2%D9%8A%D8%AF+%D8%B9%D8%A8%D8%AF+%D8%A7%D9 %84%D8%B5%D8%A8%D9%88%D8%B1+%D8%B4%D8%A7%D9%87%D9% 8A%D9%86+&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-07-31&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) الصبور ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D8%B1+%D8%B9%D8%B5%D9% 81%D9%88%D8%B1+%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D8%A3%D8%A8%D9% 88+%D8%B2%D9%8A%D8%AF+%D8%B9%D8%A8%D8%AF+%D8%A7%D9 %84%D8%B5%D8%A8%D9%88%D8%B1+%D8%B4%D8%A7%D9%87%D9% 8A%D9%86+&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-07-31&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) شاهين ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D8%B1+%D8%B9%D8%B5%D9% 81%D9%88%D8%B1+%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D8%A3%D8%A8%D9% 88+%D8%B2%D9%8A%D8%AF+%D8%B9%D8%A8%D8%AF+%D8%A7%D9 %84%D8%B5%D8%A8%D9%88%D8%B1+%D8%B4%D8%A7%D9%87%D9% 8A%D9%86+&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-07-31&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) أن يقبل أن يضع اسمه على تقرير يجيز ترقية أستاذ يختلف معه فكريا إلى حد النقيض، خاصة مع ما ترشح من اتهامات من أبو ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D8%B1+%D8%B9%D8%B5%D9% 81%D9%88%D8%B1+%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D8%A3%D8%A8%D9% 88+%D8%B2%D9%8A%D8%AF+%D8%B9%D8%A8%D8%AF+%D8%A7%D9 %84%D8%B5%D8%A8%D9%88%D8%B1+%D8%B4%D8%A7%D9%87%D9% 8A%D9%86+&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-07-31&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) زيد ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D8%B1+%D8%B9%D8%B5%D9% 81%D9%88%D8%B1+%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D8%A3%D8%A8%D9% 88+%D8%B2%D9%8A%D8%AF+%D8%B9%D8%A8%D8%AF+%D8%A7%D9 %84%D8%B5%D8%A8%D9%88%D8%B1+%D8%B4%D8%A7%D9%87%D9% 8A%D9%86+&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-07-31&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) لشاهين ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D8%B1+%D8%B9%D8%B5%D9% 81%D9%88%D8%B1+%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D8%A3%D8%A8%D9% 88+%D8%B2%D9%8A%D8%AF+%D8%B9%D8%A8%D8%AF+%D8%A7%D9 %84%D8%B5%D8%A8%D9%88%D8%B1+%D8%B4%D8%A7%D9%87%D9% 8A%D9%86+&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-07-31&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) في مسألة توظيف الأموال وعلاقته بالريان. واقترح الدكتور مأمون سلامة رئيس جامعة القاهرة حينذاك، وهو رجل منصف وحكيم، أن يتم اختيار مقيّم آخر غير الدكتور شاهين ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D8%B1+%D8%B9%D8%B5%D9% 81%D9%88%D8%B1+%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D8%A3%D8%A8%D9% 88+%D8%B2%D9%8A%D8%AF+%D8%B9%D8%A8%D8%AF+%D8%A7%D9 %84%D8%B5%D8%A8%D9%88%D8%B1+%D8%B4%D8%A7%D9%87%D9% 8A%D9%86+&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-07-31&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) والقبول بتقريره، وهو ما يعني عمليا اختيار مقيّم من الجناح الآخر من الأساتذة الذي سينتهي
(يُتْبَعُ)
(/)
بتقرير إيجابي وتحل المشكلة. وكاد الدكتور أبو ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D8%B1+%D8%B9%D8%B5%D9% 81%D9%88%D8%B1+%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D8%A3%D8%A8%D9% 88+%D8%B2%D9%8A%D8%AF+%D8%B9%D8%A8%D8%AF+%D8%A7%D9 %84%D8%B5%D8%A8%D9%88%D8%B1+%D8%B4%D8%A7%D9%87%D9% 8A%D9%86+&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-07-31&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) زيد ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D8%B1+%D8%B9%D8%B5%D9% 81%D9%88%D8%B1+%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D8%A3%D8%A8%D9% 88+%D8%B2%D9%8A%D8%AF+%D8%B9%D8%A8%D8%AF+%D8%A7%D9 %84%D8%B5%D8%A8%D9%88%D8%B1+%D8%B4%D8%A7%D9%87%D9% 8A%D9%86+&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-07-31&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) يقبل، غير أن أصدقاءه نصحوه بالرفض والتصعيد، وأوهموه أن الحق معه. ولعلهم أرادوا بهذا التصعيد أن يبعدوا الدكتور شاهين ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D8%B1+%D8%B9%D8%B5%D9% 81%D9%88%D8%B1+%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D8%A3%D8%A8%D9% 88+%D8%B2%D9%8A%D8%AF+%D8%B9%D8%A8%D8%AF+%D8%A7%D9 %84%D8%B5%D8%A8%D9%88%D8%B1+%D8%B4%D8%A7%D9%87%D9% 8A%D9%86+&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-07-31&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) من الجامعة، فانقلب السحر على الساحر.
تولى الصحفي اليساري لطفي الخولي مهمة التصعيد في صفحة "الحوار القومي"، التي كان يشرف عليها في "الأهرام"، وأتاح الفرصة لعدد من المدافعين عن موقف أبو ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D8%B1+%D8%B9%D8%B5%D9% 81%D9%88%D8%B1+%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D8%A3%D8%A8%D9% 88+%D8%B2%D9%8A%D8%AF+%D8%B9%D8%A8%D8%AF+%D8%A7%D9 %84%D8%B5%D8%A8%D9%88%D8%B1+%D8%B4%D8%A7%D9%87%D9% 8A%D9%86+&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-07-31&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) زيد ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D8%B1+%D8%B9%D8%B5%D9% 81%D9%88%D8%B1+%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D8%A3%D8%A8%D9% 88+%D8%B2%D9%8A%D8%AF+%D8%B9%D8%A8%D8%AF+%D8%A7%D9 %84%D8%B5%D8%A8%D9%88%D8%B1+%D8%B4%D8%A7%D9%87%D9% 8A%D9%86+&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-07-31&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) للتعبير عن رأيهم والتباكي على ما انتهى إليه حال حرية البحث العلمي في الجامعات المصرية. وفي المقابل انبرى فهمي هويدي في صفحته بـ"الأهرام" ومحمد عمارة في جريدة "الشعب" وآخرون للدفاع عن موقف شاهين ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D8%B1+%D8%B9%D8%B5%D9% 81%D9%88%D8%B1+%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D8%A3%D8%A8%D9% 88+%D8%B2%D9%8A%D8%AF+%D8%B9%D8%A8%D8%AF+%D8%A7%D9 %84%D8%B5%D8%A8%D9%88%D8%B1+%D8%B4%D8%A7%D9%87%D9% 8A%D9%86+&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-07-31&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) رفض التطاول على المقدسات باسم البحث العلمي النزيه. وخرجت المعركة عن حدود السيطرة".
بهذا ننتهى سريعا من إحدى المغالطات فى موضوع ترقية نصر أبو زيد بعدما كشفنا عن وجه الحق واتضح أن عبد الصبور شاهين لم يكفر فى تقريره أبو زيد على أى وجه من الوجوه وأن المسألة كلها مختلقة من الأساس. بيد أن للمسألة وجها آخر، وهو: هل يفهم من هذا أنه ليس فى الإسلام تأمين أو تكفير؟ الواقع أن فى الإسلام تأمينا وتكفيرا، وإلا انماعت المفاهيم وغامت الرؤى واختلطت المصطلحات واضطربت التصنيفات، وهو ما يربك الأمور ويشيع الحيرة والبلبلة فى النفوس والعقول والضمائر. ما معنى ذلك؟ معناه أنه كما يستخدم نصر أبو زيد وغيره مصطلحات التنويريين والظلاميين والرجعيين والمتخلفين ... إلخ كذلك يستخدم المتدينون مصطلحات "الإيمان والكفر والنفاق والطاعة والمعصية والحلال والحرام والفرض والسنّة" جريا على أسلوب القرآن الكريم والسنة النبوية والتراث الإسلامى، كقوله تعالى فى سورة
(يُتْبَعُ)
(/)
"النساء": "إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً (150) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (151) وَالَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (152) "، وقوله تعالى فى سورة "المائدة": "لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (74) "، وقوله عز شأنه فى سورة"الأعراف": "وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (44) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالآَخِرَةِ كَافِرُونَ (45) "، "قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ (75) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آَمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (76) "، وقوله جل جلاله فى سورة "التوبة": الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (67) وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ (68) كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاَقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاَقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (69) أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (70) وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71) وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72) "، وقوله تبارك اسمه فى سورة "فُصِّلَتْ": "قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (6) الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (7) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (8) "، وقوله تعالى جَدُّه فى سورة"المنافقون": "إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ (3) وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (4) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (5) سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (6) هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ (7) يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ (8) "، وقوله صلى الله عليه وسلم: من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك"، "من أتى ساحرا أو كاهنا أو عرافا فصدّقه بما يقول فقد كفر بما أُنْزِل على محمد"، "إذا قال للآخر: كافر، فقد كفر أحدهما: إن كان الذى قال له كافرا فقد صدق، وإن لم يكن كما قال له فقد باء الذى قال له بالكفر"، "شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس، إن هذه الأمة تبتلى في قبورها. فإذا الإنسان دُفِن فتفرق عنه أصحابه جاءه ملك في يده مطراق فأقعده، قال: ما تقول في هذا الرجل؟ فإن كان مؤمنا قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله. فيقول له: صدقت. ثم يفتح له باب إلى النار، فيقول: هذا كان منزلك لو كفرت بربك. فأما إذ آمنت بربك فهذا منزلك. فيفتح له باب إلى الجنة، فيريد أن ينهض إليه، فيقول له: اسكن، ويفسح له في قبره. وإن كان كافرا أو منافقا يقول له: ما تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري. سمعت الناس يقولون شيئا. فيقول: لا دريت ولا تليت ولا اهتديت. ثم يفتح له باب إلى الجنة فيقول: هذا منزلك لو آمنت بربك. فأما إذ كفرت بربك فإن الله عز وجل أبدلك هذا. ويفتح له باب إلى النار ثم يقمعه مقمعة بالمطراق يسمعها خلق الله كلهم غير الثقلين. فقال بعض القوم: يا رسول الله، ما أحد يقوم عليه مَلَكٌ في يده مطراق إلا هِيلَ عند ذلك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يثبّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت"، "الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق. فمن أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله"، "من ترك الجمعة ثلاثا من غير ضرورةٍ طُبِع على قلبه: منافق"، "أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خَلَّةٌ منهن كانت فيه خَلّةٌ من نفاق حتى يَدَعها: إذا حدَّث كذَب، وإذا عاهد غدر، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فَجَر"، اللهم إلا إذا قيل بإلغاء هذا من القرآن والسنة كما ينادى المهاويس المهلوسون هذه الأيام بكل وقاحة، فى الوقت الذى لا يجرؤون أن يفكروا مجرد تفكير فيما عند غير المسلمين، إذ هم يعرفون أن ألسنتهم تُقْطَع فى الحال ويُنَكَّل بهم أيما نَكَال.
ذلك أن مثل هذه النصوص شىء لا ينفرد به الإسلام، بل يوجد فى كل دين ومذهب وعقيدة نصوص ترسم الحدود وتَسِم كل من يتمرد عليها بأنه لا يؤمن بها وتخطّئه وتخرجه عن العقيدة، سياسية كانت تلك العقيدة أو دينية أو فلسفية. ولقد تعدت الأمور أحيانا فى أوربا فى العصر الحديث حدود الخلاف الفكرى ووصلت عند الشيوعيين وغير الشيوعيين إلى "التصفية الجسدية". وهذا مصطلح أوربى لم يسمع به المسلمون إلا فى هذا العصر. فنرجو من المتحذلقين البكاشين أن ينقّطونا بسُكاتهم ويكفأوا على الخبر ماجورا ولا يقيموا من أنفسهم معلمين لنا، فى الوقت الذى يجب عليهم فيه أن يتبوأوا مجلس المتعلمين لا مقام العالمين. إن الحياة قائمة على التصنيفات
(يُتْبَعُ)
(/)
والتقسيمات، وهذه النصنيفات والتقسيمات تستلزم مصلطحات معينة لا بد من استخدامها، وإلا فماذا نسمى من يقول إن محمدا هو مؤلف القرآن، أو إنه لا يوجد إله أصلا، أو إن الجنة والنار والثواب والعقاب هى أساطير ليس لها أية حقيقة فى خارج أذهان من يعتقدون بها؟ ببساطة: من يقول بهذا فهو كافر. إلا أن الأمر ليس بهذا التحديد الصارم دائما، إذ هناك مسائل حدودية يمكن أن يكون فيها أكثر من رأى، وتقبل أكثر من تفسير. وهذه المسائل الحدودية يصعب إصدار حكم بشأنها، وبخاصة إذا ما استعمل المتكلم أوالكاتب أسلوبا مراوغا فى التعبير عما فى نفسه، فتراه لا يحسم الكلام بل يصوغه صياغة لفافة دوارة حتى إذا ما آخذتَه على هذه النقطة أو تلك انبرى لك مؤكدا أنه لا يقصد ما فهمتَه. ولكن الصبر على التحليل والتفكيك والتركيب وما إلى ذلك من أدوات البحث ومناهجه يمكن أن تفيد فى الخروج من متاهة المراوغة التى يصطنعها بعض الكتاب، وإن ظل الأمر دائما غير حاسم تمام الحسم. وفى هذا السياق نذكّر بما قاله بعض علماء السلف من أننا إذا قرأنا أو سمعنا مقالة تحتمل الكفر من تسعة وتسعين وجها، والإيمان من وجه واحد فينبغى حملها على محمل الإيمان. وهو ما يجب أن يأخذ به المسلمون، أو على الأقل: يجب أن يكونوا على ذكر منه فلا يندفعوا مع التكفير، وبالذات إذا أكد الشخص المعنىّ أنه مسلم يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله مما يحفظه المراوغون أيضا ويرددونه فى مثل تلك الظروف للخروج من المأزق. ومع هذا نقول كما قال النبى عليه الصلاة والسلام لصحابى اتهم رجلا بعدم الإيمان: هلاّ شققتَ عن قلبه؟ يقصد، صلى الله عليه وسلم، أنه ليس من صلاحيتنا محاولة التدسس إلى أفئدة الآخرين والتلصص على ضمائرهم ما داموا يعلنون الإسلام حتى لو لم يكونوا مسلمين فى أعماق قلوبهم، إذ إن الكشف عما تكنه تلك القلوب ليس من وظيفتنا. لكن هذا يختلف عن تصدينا لأفكار الآخرين وكلامهم المكتوب وتحليلنا له واجتهادنا فى فهمه والحكم عليه دون الحكم على صاحبه ما دام لم يقل شيئا واضحا قاطعا من الكفر. وحتى هنا ليس من صلاحيتنا إكراهه على غير ما يؤمن به. إنما هو فكر إزاء فكر، والسلام.
ننتهى من هذا إلى أن التكفير مفهوم من المفاهيم لا يمكن أن يخلو منه أى دين، إذ معناه أن فلانا أو علانا لا يؤمن بهذا الدين. وهل هناك شك فى أنه ما من دين إلا ويرفضه الملايين بل عشرات الملايين بل مئاتها؟ فكيف نصنف هؤلاء الرافضين؟ إنهم كفرة بهذا الدين، مثلما يقول الماركسيون عن المتدينين: الظلاميون والرجعيون والمتخلفون، ويصفون أنفسهم بالتنويريين والتقدميين، وكما تقول أمريكا والدول الاستعمارية عمن يدافعون عن بلادهم: إرهابيون، وتصف نفسها بقوى التقدم والتحرر ... إلخ. وفى داخل المذهب الشيوعى كانت هناك اتهامات متبادلة بين شيوعيى الصين والاتحاد السوفييتى ويوغوسلافيا وألبانيا. وهذه الأخيرة لم يكن يعجبها أحد، فكانت ترمى الجميع بالانحراف وترى نفسها الدولة الشيوعية الحقيقية الوحيدة. ومنذ سنوات صدر كتاب فى أمريكا يقول بنهاية التاريخ وأن الحضارة الغربية ستبقى هى الحضارة الصحيحة الوحيدة إلى الأبد.
وهنا نسمع بعض القوم يقولون لمن ينبرى للرد على ما يراه مسيئا للدين أو مخالفا له: وهل خَوَّلك أحد للحديث باسم الله؟ وطبعا لم يخَوِّل أحد أحدا، بل دفعه ضميره واستفزته غيرته على دينه مثلما تستفز الغيرةُ كلَّ مؤمن بعقيدة أو مذهب إلى وقوف هذا الموقف حين يستدعى الأمر ذلك، فلا يجد من يقول له: ومن الذى خَوّلك الحديث باسم الشيوعية أو اللينينية أو التروتسكية أو النازية أو الوجودية أو اللاأدرية أو الوضعية المنطقية أو الرأسمالية أو الليبرالية أو الناصرية أو التكعيبية أو التبقيعية أو البنيوية أو التفكيكية ... إلخ؟ ولا يوجد عاقل يزعم أو يعتقد أنه عند قيامه بالدفاع عن الإسلام إنما يتحدث باسم الله، إذ لا يعدو الأمر أن يكون اجتهادا من المدافع يعبر فيه عن رأيه هو وفكره هو وفهمه هو، ويتحدث فيه عن نفسه هو لا عن الله ولا عن الرسول. وقد يكون اجتهاده مصيبا، وقد يكون مخطئا. ويستطيع الآخرون أن يناقشونا فيما نقول، فنقوم نحن بتوضيح رأينا ونرد عليهم، فيردون هم بدورهم، ونستطيع نحن بدورنا أن نرد على رد الرد ... وهكذا دواليك إلى أن نصل إلى شىء نتفق عليه أو
(يُتْبَعُ)
(/)
نصل إلى طريق مسدود فيتمترس كل منا وراء فكرته لا يريد عنها حِوَلا، وهذا حقه. ولا أحد منا معصوم، بل كل ما يمكننا قوله هو أننا نبغى إصابة الحقيقة. وقد نكون كذابين فى هذا الادعاء، وقد نكون صادقين. بل نحن لا ندرى ماذا يفعل الله بنا مهما كثرت صلاتنا وصيامنا وزكاتنا وحجنا وحرصنا على التقوى وعمل الصالحات. أما الإجلاب وإحداث الصخب والضجيج بعبارات من مثل: "من خَوّلك التحدث باسم الله؟ " فهو الخبث بعينه، إذ معناه أنك تحرّم على المسلم الدفاع عن دينه أو توضيحه أو مناقشة أحد فيما يقول بشأنه، ومن ثم يترك الساحة لكل من هب ودب ليقولوا ما عندهم من سخف دون تعقيب أو تصويب. وأين العاقل المنصف الذى يقول بهذا؟
وكان د. نصر أيضا يلجأ إلى هذا الأسلوب الترهيبى الذى يراد به إخراس المخالفين وزرع الرعب فى قلوبهم، إذ كان يتهم من ينتقدونه هو وأمثاله بأنهم يتجاوزون صلاحياتهم وحدودهم ويجعلون من أنفسهم ناطقين باسم الله (انطر ص30 مثلا من "مفهوم النص"). ترى هل النصوص القرآنية تنطق بما تريد أن تقول بحيث يمكن أن نترك لها مهمة التعبير عن نفسها ونسكت نحن؟ أم هل لا بد أن يُنْطِقها البشر، أى يَنْطِقوا بما يعتقدون أنها تتضمنه؟ وإذا كان عمر قد قال إن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة فإن النصوص هى أيضا لا تنطق من تلقاء نفسها، بل نحن الذين نُنْطِقها. والمهم هو الإخلاص فى هذا الإنطاق، والتدقيق فيه ومراجعته والاستماع إلى ما عند الآخرين واستيعابه وتقليبه على كل الوجوه حتى يصل المُنْطِق إلى ما يطمئن إليه ضميره فى نهاية المطاف. صحيح أن هؤلاء المنطقين للنصوص قد يخطئون كما قلنا، لكننا لو جرينا على المبدإ القائل بأن كل من هو معرَّض للخطإ فعليه أن يسكت، فعندئذ لن يُقْدِم البشر على قول أى شىء أو فعله، إذ الخطأ متربص بهم فى كل خطوة على الطريق لا عند النواصى والمنعطفات فقط. وبالمناسبة فنصر أبو زيد يزعم أنه وأمثاله هم الوحيدون الذين يفهمون الحقيقة الدينية (انظر ص63 من "نقد الخطاب الدينى"). أليس هذا هو بعينه ما يأخذه على خصومه؟ ألا يضع نفسه بهذه الطريقة موضع المتحدث باسم الله؟ من الواضح الذى لا يمكن أن تخطئه العين أنه يحلل لنفسه ما يحرّمه على الآخرين. والسبب مفهوم طبعا، إذ هو لا يريد أن يرد عليه أحد حتى لا ينكشف عواره ويفتضح مستواه فى التفكير والتعبير. وبهذا يتبين لنا أن مزاعمه حول العلمية الصارمة التى ينتهجها، والأسطورية التخريفية التى يرمى بها خصومه، هى كلام فى الهواء لا قيمة له.
وفى كتاب "التفكير فى زمن التكفير" (بدءا من ص21) يعمم الكاتب تعميما خطيرا إذ يحمل على الخطاب الدينى كله فى كل العصور وفى كل البيئات حملة شعواء متهما إياه بأنه خطاب تكفيرى. وهو لون من الإرهاب يخوف به المتدينين حتى لا يفتحوا فمهم ويتركوا الساحة له كى يفعل ما يحلو له دون رقيب أو حسيب، فتراه يصورهم وكأنهم ليس لهم شغلة ولا مشغلة إلا القول بأن فلانا أو علانا أو ترتانا كافر ابن ستة وستين، وهو أمر غير صحيح ولا معقول. ثم إننا نراه بعد قليل يتراجع شيئا ما فيقول إن المقصود بذلك هو الخطاب الدينى المعاصر وحسب. ثم بعد ذلك يتراجع مرة أخرى فيستثنى بعض الأشخاص ممن يقول عنهم إنهم يعيشون رغم ذلك فى الظل لا يظهرون للعيان، وليس لهم من ثم أى تأثير. وهو فى هذا وذاك لا يحلل ولا يمحص ولا يتحقق مما يقول بل يلقى الكلام على عواهنه بعبارات إنشائية رنانة طنانة لا تسمن ولا تغنى من جوع حتى ليظن من يقرأ كلامه ولا معرفة له بالواقع أن كل من يكتب أو يتحدث فى الدين ينهال تكفيرا على الناس عَمّالاً على بَطّال من الصباح للمساء، ومن ظلام الليل إلى نور النهار ... وهكذا إلى أن تقوم الساعة، وفى فم أحدهم تكفيرة، فلْيلفظها حتى يبرئ ذمته أمام الله ويُعْذِر إليه سبحانه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما أَجْلَبَ به د. نصر أبو زيد فى وجه المتدينين وهجومه على الخطاب الدينى قوله إن هذا الخطاب يقوم، فيما يقوم، على تغيير المنكر باليد (انظر ص69 من كتاب "نقد الخطاب الدينى"/ ط2/ سينا للنشر/ 1994م). لكن هل أصحاب الخطاب الدينى (والمقصود الخطاب الإسلامى وحده طبعا) هم دون غيرهم الذين ينادون بالتغيير عن طريق اليد؟ ترى كيف غيرت الثورة الفرنسية والإنجليزية والروسية والرومانية والإيرانية الأوضاع التعيسة البائسة التى كانت تنوء بها الشعوب؟ أليس عن طريق التغيير باليد؟ لكن المشكلة هى أن بعض الناس الطيبين يظنون أن التغيير باليد يمكن أن يتم وينجح ويحدث التغيير على يد فئة صغيرة من المخلصين تنتمى عادة إلى الجيش فيما يسمى بالانقلاب العسكرى. وهناك الجماعات الشبابية المتحمسة دون تبصر والتى تظن أن تغيير الأوضاع السياسية يمكن أن يتم بمعزل عن وعى العشب بحقوقه ومشاركته فى هذا التغيير بناء على هذا الوعى. وفاتهم أن مثل ذلك التغيير الذى لا ينبع من نفوس الشعوب ولا يتم بأيديها إنما هو تغيير سطحى، فضلا عن أنه لا يدوم. وقد يكون الأمر مجرد مؤامرة من جانب إحدى القوى الكبرى لإيهام الناس أن التغيير قد تم، والحمد لله، فلا داعى لاتخاذ أى تصرف آخر، ومن ثم يتم إجهاض الرغبة فى التغيير. أما فى الثورات المذكورة فلم يتم التغيير إلا على يد طوائف الشعب بعدما استجابت لدعوات مصلحيها ولم تبق جالسة على المساطب تلعب السيجة والكوتشينة أو تكتفى بالغناء والرقص وهز الأرداف مدحا للتغيير دون أية مشاركة فيه. أما الانقلابات العسكرية وما شابهها فتنتهى دائما إلى الاستبداد والهزائم والتقهقر والفساد الذى يعصف بكل شىء. المهم أن د. نصر أبو زيد يدين الخطاب الدينى مع أن أعظم التغييرات فى التاريخ إنما تمت باليد، يد الشعوب صاحبة المصلحة.
وقد كنت قديما أستغرب الحديث النبوى الكريم الذى يقول: "من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه، فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات إلا مات ميتة جاهلية" ولا أحقق معناه، وبخاصة حين أرى بعض الناس يستشهدون به لإسكات كل نقد يمكن أن يوجَّه للحاكم، الذى هو فى كثير من بلاد المسلمين حاكم غشوم فاسد ظالم، إلى أن استنارت بصيرتى وفهمت عبقرية الرسول العظيم. ذلك أن الحديث يخلو تماما من أية مساندة للاستبداد أو تثبيط لهمم المصلحين والمنتقدين، بل المقصود به التنبيه إلى أن الأقلية التى لا يعجبها شىء فى سياسة الحكومة لا ينبغى أن تهب للتو ثائرة على الأوضاع متصورة أنها هى كل الشعب، ومن ثم فمن حقها أن تقوم فى الحال فتغيّر ما ترى أنه فساد وانحراف، إذ إن عواقب مثل هذا التصرف وخيمةٌ بشعة الوخامة. أما التصرف السياسى الحكيم الناجع فهو توعية المصلحين للناس من حولهم والمجاهدة بالكلمة. وعندئذ، وعندئذ فحسب، يستطيعون أن يحققوا ما يريدون من تغيير، وإلا فلا. وهذه هى فلسفة الحكم الشورِىّ والديمقراطىّ. أما الانقلابات العسكرية فإنها سبيل أكيد إلى الضياع والطغيان والفساد، الذى نشاهده عيانا بيانا فى كثير من بلاد المسلمين حيث يتحكم العسكر الجهلاء الخبثاء الأغبياء فى مقدرات البلاد والعباد، وتنتهى الأمور دائما على أيديهم إلى البوار والخسار.
وفى الصفحة الخامسة والعشرين من كتاب "التفكير فى زمن التكفير" يمضى اتهام أبو زيد للمتدينين خطوة أخرى، إذ يقول إن منهج النقل الذى يسير عليه المتدينون (يقصد منهج الحفظ دون فهم أو تعقل) يقوم على الاتباع، ويناقض الإبداع ويعاديه، ويؤدى إلى التكفير العقلى الذى يؤدى بدوره إلى التصفية البدنية. ثم يقفز قفزة بهلوانية فى الهواء قائلا إن اللغة لم تكن عابثة حين جعلت التفكير والتكفير متقاربين لفظا، إذ الفرق بينهما تقديم حرف على حرف فقط بحيث إن الشخص إذا لم يُحْكِم تفكيره فإنه يلجأ إلى تكفير الآخرين الذين يختلف معهم. والواقع أن هذا تلاعب بالألفاظ يستند إلى مقولة "الاشتقاق الأكبر" التى قال بها ابن جنى، رغم أن هذا الاشتقاق الأكبر عند ذلك العالم اللغوى الكبير لا يعتمد إلا على أمثلة جد قليلة مع اعتساف فى التطبيق، مما وضحته فى كتابى: "من ذخائر المكتبة العربية" فى الفصل الذى خصصته لكتاب ابن جنى: "الخصائص". وبناء على هذا الأساس أستطيع أن أقول أنا أيضا بنفس الطريقة إن الفكر والكفر قريب من قريب بحيث إن
(يُتْبَعُ)
(/)
الشخص إذا لم يحسن الفكر فإنه يقع فى الكفر. فما رأى القراء فى هذا؟
ثم لقد فات نصر أبو زيد أن النقل مطلوب مثلما النقد مطلوب، وكما أن النقل قد يكون معيبا إذا تم على نحو عميانى، فإن النقد قد يكون معيبا إذا تم دون استكمال أدواته من القراءة الواسعة والعقل القوى والتمحيص الدقيق والأناة فى استخلاص النتائج والاستعداد الدائم لمراجعتها وتصحيحها والرجوع عنها إذا تبين له أنه كان مخطئا أو غير دقيق ... وهكذا. ولنكن على ذكر من أن الإبداع والنقد لا يمكن أن يتمّا إلا إذا كانت هناك مادة من المعلومات يستندان إليها. وهذه المادة تأتى من النقل، حتى إذا استحصد عقل الشخص استطاع أن يمارس النقد والإبداع. أما أن يبدأ نقده وإبداعه وليس فى عقله شىء، فكيف يستطيع ذلك؟ ترى هل يمكن أن يبدأ الطفل بالاستقلال فى التفكير وليس فى ذهنه أية معلومات قد لُقِّنها فى المدرسة والبيت مثلا؟ ترى هل يمكن أن تدور الرحى على الفاضى دون أن يكون هناك حب تدشّشه؟ إنها فى هذه الحالة سوف تتآكل بالاحتكاك دون حَبٍّ وتظل تطحن نفسها حتى تتفتت وتنتهى.
وإنى لأسأل: ومن أين أتى نصر أبو زيد بما كتبَه فى أبحاثه؟ أليس من النقل من كتب الآخرين؟ إن هذا ليس اتهاما، فنحن أيضا ننقل عن الآخرين، وإلا ما استطعنا أن نؤلف ما ألفناه. إذن فالنقل ليس مسبة حتى ينصب المشانق للمتدينين ظنا منه أنه يستطيع تشويه صورتهم. إنما العيب كل العيب فى أن يكون الكاتب فقيرا فى النقل إلى الحد الذى يخلط عنده ذلك الخلط الشنيع الذى خلطه أبو زيد بين العصر الأموى والعصر العباسى حتى ليجعل الشافعى يتعاون مع الأمويين ويتولى لهم عملا إداريا فى اليمن. ولسوف نأتى إلى هذه النقطة بعد قليل. لكن ذلك لا يعنى أبدا أن يتوقف الشخص عند النقل مثلما يفعل الدكتور نصر مع المفاهيم والمصطلحات الحداثية، التى ينقلها عن النقاد الغربيين أو بالأحرى: عن مترجميها عن النقاد الغربيين، ثم يضطرب فى تطبيقها على الفكر العربى كما سوف يتضح من هذه الدراسة التى فى يد القارئ الكريم لأنه لم يقرإ التراث العربى الإسلامى كما ينبغى. أى كان حظه من النقل عن هذا التراث ضئيلا. لقد صور المرحوم إبراهيم المازنى هذه العملية تصويرا فكاهيا، وإن كان مع هذا صادقا وبديعا أيضا، إذ قال إنه يشبه عربة الرش التى يذهب بها السائق إلى محطة الماء ليملأها ثم يدور بها فى الشوارع فاتحا صنابيرها يرش الأسفلت الملتهب إلى أن تفرغ مما فيها من ماء فيعود بها إلى المحطة كرة أخرى لملئها من جديد ... وهكذا. ووجه الشبه أنه يحتاج دائما إلى الرجوع إلى الكتب ليستقى مادته التى يستند إليها فى التأليف، وأنه كلما انتهى من مقال له أو كتاب شعر أنه عربة رش فرغت من الماء، مما يستلزم منه أن يعود فيملأ عقله بقراءات جديدة يستند إليها فى تأليف شىء جديد ... إلخ. فهذا كاتب من كبار كتاب الأب العربى فى كل العصور يرينا فى هذه الصورة الفكاهية الجميلة الساحرة كيف أن النقل شىء أساسى لا يمكن أن يستغنى عنه الكاتب مهما كان عبقريا مثله رحمه الله.
وقد كتب أحد طلاب الدكتور نصر تعليقا فى بعض المنتديات يتبين منه أن حظ الدكتور من المعلومات التى تحتاجها موضوعات أبحاثه قليل، وهو ما كان يوقعه فى المآزق. قال الطالب المذكور، واسمه نور أبو مدين: "الدكتور نصر ليس متخصصًا في الدراسات القرآنية، بل في علم اللغة، ولكنه أقحم نفسه في تخصص غير تخصصه. لذلك أتى بالأعاجيب شأن كل من يتحدث في غير فنه. وسأحدثك عن واقعة جرت لي شخصيًا معه في ذلك، إذ أنني كنت ضمن أول دفعة يدرس لها الدكتور نصر كتابه: "مفهوم النص" بعد عودته من اليابان. ولم يكن الكتاب قد طبع بعد، وإنما كان مجرد مذكرات مكتوبة على الآلة الكاتبة (نعم الآلة الكاتبة وليس الكمبيوتر، فقد كان ذلك منذ 16 عاما). ودرسه لنا ضمن مادة "علوم القرآن"، التي أُسْنِد إليه تدريسها بقسم اللغة العربية بكلية الآداب. كما درس لنا مادة "علوم الحديث" والتي لم يكن هو نفسه دَرَسَها من قبل. ولا أقول ذلك على سبيل التخرُّص، بل كلي يقين من ذلك للحادثة التي ساقصها عليك: كان الدكتور قد قرر علينا كتاب "الباعث الحثيث" وبعض أجزاء من كتابَيْ "فجر الإسلام" و"ضحى الإسلام" لأحمد أمين ... وكان الدكتور يشرح كلام أحمد أمين ويتجنب شرح كتاب "الباعث الحثيث"،
(يُتْبَعُ)
(/)
حتى قام إليه أحد الإخوة وسأله أن يشرح له عبارة في الباعث وهي: "الرواية تخالف الشهادة في شرط الحرية والذكورة وتعدد الراوي". وهذه العبارة وردت في الهامش. أقصد أنها من كلام الشيخ شاكر رحمه الله. ولأن الدكتور كان يرى العبارة للمرة الأولى في حياته، ولأنه لا يدري أصلاً ما هي الرواية وما هي الشهادة، فقد قام بشرح العبارة على أن الشروط الثلاثة المذكورة هي من شروط الرواية، وليست من شروط الشهادة. وكنت جالسًا فما تحملت الجلوس، فقمت لأصحح له هذا الفهم السقيم. وأشهد أن الدكتور كان واسع الصدر لأقصى درجة في مناقشة تلاميذه. أصر على قوله، فأردت أن أفصّلها له واحدة فواحدة، فقلت له: شرط الحرية غير موجود في الرواية، وموجود في الشهادة،. فأصر على أنه موجود في الرواية أيضًا. والطريف أنه لم يخطر ببالي وقتها إلا موالي عبد الله بن عباس فاحتج بأنهم "موالي"، أي تحرروا. ولو بَقُوا عبيدًا لما قُبِلَتْ روايتهم! فلم أُطِل الجدال معه وانتقلت إلى الشرط الثاني: الذكورة، وذكرت له أن المحدِّثات من النساء يملأن بتراجمهن المجلدات، وعلى رأسهن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فراح يلقي عليّ محاضرة عن العصور الوسطى وقرون الظلام وحقوق المرأة إلى آخر تلك الطنطنة التي لا علاقة لها بما كنا نتحدث عنه. وفي أثناء محاضرته تلك لمعت في ذهني نصيحة من شيخي: أنه قال لي ألا أنصح أحدًا أبدًا على الملأ، وسيّما إن كان أكبر مني سنًا أو قَدْرًا، فبادرت بالجلوس وعزمت على أن أذهب إليه في مكتبه بعد المحاضرة. وبالفعل كان، ودخلت مباشرة في الشرط الثالث وسلكت سلوك المستفهم الجاهل، وليس سلوك الند المتحدي، فقلت له: لا أفهم هذا الشرط. فبادر إلى القول إن كثير من العلماء (هكذا!) يرفضون أحاديث الآحاد ولا يأخذون بها. ولم أرد أن أخوض في جدل أعلم أنه لن ينتهي لشيء، فسألت ببراءة: وهل الشيخ شاكر الذي كتب هذا الكلام منهم؟ وهنا تغير لون وجهه وفهم عبارة الشيخ أخيرًا، فقام بعكس الكلام وادعى أن ظاهر لفظ الشيخ كان غامضًا، فشكرته وانصرفت. هذه الحادثة أوجدت عندي يقينًا أن الدكتور مبتوت الصلة بكتب التراث وأنه لم يقرأ كتب علم الحديث بل قرأ عنها، وقرأ عنها في أسوأ المصادر التي يمكن أن يتعلم منها مسلم. أعني كتابات المستشرقين والمستغربين. وهذا ما أثبتته الأيام لي بعد ذلك، فقد راح يدرس لنا من كتب "مشبوهة" مثل كتاب "الثابت والمتحول" للشيعي المتنصر أدونيس وغيره ... " ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/archive/index.php/t-88177.html (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/archive/index.php/t-88177.html)).
وأذكر، بمناسبة الحديث عن النقل والإبداع وأهمية كل منهما فى الكتابة والتأليف، ما كتبته إحدى الناقدات الغربيات فى تعريف التناص وتصورها أنه يتلخص فى تركيب الفسيفساءات النصية المأخوذة من هنا وههنا بعضها بجوار بعض، وكان الله يحب المحسنين، فنبهت فى الفصل الذى عقدته للتناصيّة فى كتابى: "مناهج النقد العربى الحديث" إلى أن هناك شيئا جوهريا فات الناقدة المذكورة، وهو شخصية الكاتب نفسه وروحه وإبداعه الذى يركب تلك الفسيفساءات بطريقة معينة فيخلق منها خلقا جديدا ويجعل منها شيئا مدهشا للعقل، وممتعا للذوق معا.
والآن إلى بند آخر من الأغلاط والمغالطات. لقد قدم د. نصر حامد أبو زيد، ضمن ما قدم من أعمال بقصد الترقى لمرتبة الأستاذية، كتابه المسمى: "نقد الخطاب الدينى". والمقصود بـ"الخطاب"، فى لغة بسيطة يستطيع أن يفهمها شخص رجعى منغلق لا يفهم فى البنيوية والتفكيكية والسميوطيقية والمهلبية والعسلية ونبوت الغفير كالدكتور شوقى ضيف ثم العبد لله إذا كان لى أن أن ألتحق بشرف مصاحبة الأستاذ الدكتور حتى فى المعيب والمثالب، هو الكتابات أو الأحاديث التى تتناول القضايا الدينية، سواء فى التفسير أو الحديث أو السيرة أو الفقه أو الخطابة أو علم الكلام أو مقارنة الأديان أو الوعظ والإرشاد ... وهلم جرا. وفى هذا الكتاب ينتقد أبو زيد الخطاب الدينى كله انتقادا مطلقا يشمل كل ألوان ذلك الخطاب فى جميع العصور والبلاد، ومن كل الألوان والأطياف والاتجاهات، ودون اعتبار للكاتب سواء كان هو الطبرى أو ابن هشام أو الشافعى أو مالك أو ابن حزم أو الغزالى أو ابن العربى أو الشوكانى أو العقاد أو مالك بن نبى أو
(يُتْبَعُ)
(/)
خالد محمد خالد ... إلى آخر هؤلاء الكتاب، وهم بالآلاف، وإلا لحدده مثلا بالخطاب الدينى الشعبى أو الخطاب الدينى فى العصر العباسى أو الخطاب الدينى المعاصر أو الخطاب الدينى السعودى أو الخطاب الدينى عند خطباء المساجد أو الخطاب الدينى عند فلان أو علان أو ترتان من الكتاب أو الخطباء أو المحاضرين. كما أن انفراد الخطاب الدينى بالنقد قد يوحى، بل المراد عند أبو زيد هو أن يوحى، بأن الخطابات (أو بلغة الرجعيين المنغلقين من أمثال د. شوقى ضيف القامع الظالم المفترى: "الكتابات") الأخرى بريئة من هذا العيب. أى أنه عيب ذاتى فيه لصيق به لا يفارقه. لماذا؟ ليس هناك تفسير أمامى إلا فى أن العيب فى الدين نفسه، ثم انجر إلى الخطاب الخاص به. وفى الصفحة الحادية والعشرين وما بعدها من الكتاب يؤكد الكاتب بكل وضوح أن الخطاب الدينى بجميع أنواعه معيب، وأنه خطاب متطرف إرهابى تكفيرى تحريضى (على القتل طبعا) منغلق رجعى لا عقل فيه ولا فكر بل نقل وترديد للنصوص ترديدا آليا دون فهم أو نقد أو تمحيص كما تفعل الببغاوات التى لا عقل لها، وأنه إذا كان هناك فرق بين خطاب وآخر منه فهو فى الدرجة لا فى النوع. فهل فى هذا التعميم المطلق الذى لا يستثنى أحدا ولا عصرا ولا بلدا فى مجال الكتابات الدينية ("الإسلامية" طبعا من فضلك) شىء من المنهجية العلمية والانضباط الفكرى الذى يصدعنا بعض القوم بالجعجعة فيه؟ أترك الحكم للقارئ.
ثم مغالطة أخرى. ففى الصفحة الثانية والثلاثين من "نقد الخطاب الدينى" نرى الكاتب ينكر إنكارا مطلقا أن يكون أبو زيد قد اتهم العقل الغيبى بشىء. وهذا نص ما قال، والإشارة فيه إلى تقرير الأستاذ الدكتور عبد الصبور شاهين الخاص بترقية د. نصر: "ينتزع عبد الصبور شاهين العبارات من سياقها ليقرر فى يقين عجيب وحسم قاطع غريب: "فى المقدمة يهجم الباحث على الغيب بأسلوب غريب فيجعل العقل الغيبى غارقا فى الخرافة والأسطورة مع أن الغيب أساس الإيمان". وحديثنا الذى يشير إليه مولانا الشيخ هو ما يتعلق بالخطاب الدينى الذى ساند شركات توظيف الأموال بالإسلام. ومسألة "العقل الغيبى" لا وجود لها فى النص المشار إليه من حديثنا تصريحا ولا تلميحا حيث قلنا: "إن عملية النصب الكبرى تلك لم يكن لها أن تحقق ما حقتته دون تمهيد الأرض بخطاب يكرّس الأسطورة والخرافة ويقتل العقل". فالحديث عن خطاب، وليس عن العقل الغيبى. لكن الشيخ أراد أن ينسب لنا إنكار الغيب لكى يدلل بعد ذلك على أن الباحث ينكر "ما هو معلوم من الدين بالضرورة" فيلقى به وبخطابه فى غيابة "الكفر" و"الردة" ... إلخ. وفى تعليقه على تفرقتنا بين فصل سلطة الدولة وفصل الدين عن الحياة والمجتمع، وعن خلط الخطاب، بينما يهدف تشويه العلمانية وربطها بالإلحاد ... يقول كاذبا فض الله فاه: "ولا أدرى إن كان ذلك عن جهل بمفهوم العلمانية أو هو يضاعف من خطورة هذا الاتجاه بتزييف المفاهيم". وهذا ينقلنا إلى تزييف عبد الصبور شاهين وأتباعه للمفاهيم، خاصة العلمانية والماركسية، بل وتزييفه للأقوال التى لم نقلها ونسبتها لنا، وهو ما يكشف عن دلالات خطيرة نناقشها فى الفقرة التالية".
هذا ما يقوله نصر حامد أبو زيد منكرا أن يكون قد هاجم العقل الغيبى على أى نحو من الأنحاء، بل ينفى نفيا قاطعا أن يكون قد ذكره أى ذكر فى كلامه، مع أن تقرير قسم اللغة العربية بآداب القاهرة الذى أخذ على عاتقه الدفاع عنه قد أتى بنص كلام أبو زيد فى هذا المجال، وفيه إدانة واضح صريحة للعقل الغيبى. والكلام موجود فى الصفحة السادسة عشرة من الكتاب الذى بين أيدينا، وهذا نصه: "يقول تقرير اللجنة إن الكاتب فى مقدمة بحثه "يهجم على الغيب بأسلوب غريب فيجعل العقل الغيبى غارقا فى الخرافة والأسطورة مع أن الغيب أساس الإيمان". والواقع أن الكاتب لم يتعرض للغيب الوارد فى قوله تعالى: "يؤمنون بالغيب"، أى ما غاب عنهم مما أخبرهم به النبى صلى الله عليه وسلم من أمر البعث والجنة والنار، وإنما كلامه بالنص (ص10): "لم تكن المعركة (يقصد المعركة التى دارت حول كتاب "الشعر الجاهلى" لطه حسين) معركة الشعر، بل كانت معركة قراءة النصوص الدينية طبقا لآليات العقل الإنسانى التاريخى لا العقل الغيبى الخارق فى الخرافة والأسطورة". ثم يقول فى تفسير ما يقصده بالعقل الغيبى: "قوى
(يُتْبَعُ)
(/)
الخرافة والأسطورة (المتحدثة) باسم الدين والتمسك بالمعانى الحرفية للنصوص الدينية" ... ".
إذن فأبو زيد قد ذكر أولا "العقل الغيبى" على عكس ما أكده من أنه لم يأت له على أى ذكر وأن كلامه هو عن الخطاب الدينى ليس إلا. ثم إنه ثانيا لم يكتف بالحديث عن العقل الغيبى، بل هاجمه وحط من قدره كما رأينا. وثالثا سوف نرى من خلال كلامه هو نفسه ما الذى يقصده بذلك العقل الغيبى. فلن نورد شيئا من لدنّا، بل سيكون معتمدنا على ما قال هو ذاته. لقد أشار إلى كتاب "فى الشعر الجاهلى" للدكتور طه حسين قائلا إن المشكلة كانت فى "قراءة النصوص الدينية طبقا لآليات العقل الإنسانى التاريخى لا العقل الغيبى الخارق فى الخرافة والأسطورة". ومن ثم فعلينا أن نعود إلى ما كتبه طه حسين فى هذا الصدد. والنصوص الدينية التى يشير إليها نصر أبو زيد بالمناسبة هى القرآن، ولا شىء سوى القرآن، إلا أنه بطريقة لحن القول لا يريد أن يضع النقاط على الحروف، بل يوارى ويوارب ظنا منه أن جمهور القراء لن يتنبه إلى تلك اللعبة.
قال طه حسين بشأن ذهاب إبراهيم إلى بلاد العرب وبنائه الكعبة فى مكة هو وابنه إسماعيل عليهما السلام كما ذكر القرآن (أو "النصوص الدينية" بالتعبير المراوغ من نصر أبو زيد): "للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل، وللقرآن أن يحدثنا عنهما أيضا. ولكن ورود هذين الاسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي، فضلا عن إثبات هذه القصة التي تحدثنا بهجرة إسماعيل بن إبراهيم إلي مكة ونشأة العرب المستعربة فيها. ونحن مضطرون إلي أن نرى في هذهالقصة نوعا من الحيلة في إثبات الصلة بين اليهود والعرب من جهة، وبين الإسلام واليهودية من جهة، والقرآن والتوراة من جهة أخرى. وأقدم عصر يمكن أن تكون قد نشأت فيه هذه الفكرة إنما هو هذا العصر الذي أخذ اليهود يستوطنون فيه شمال البلاد العربية وينشئون المستعمرات. فنحن نعلم أن حروبا عنيفة شبت بين هؤلاء اليهود المستعمرين وبين العرب الذين كانوا يقيمون في هذه البلاد، وانتهت بشيء من المسالمة والملاينة ونوع من المخالفة والمهادنة. فليس يبعد أن يكون هذا الصلح الذي استقر بين المغيرين وأصحاب البلاد منشأ هذه القصة التي تجعل العرب واليهودأبناء أعمام، ولا سيما قد رأي أولئك وهؤلاء أن بين الفريقين شيئا من التشابه غير قليل، فأولئك وهؤلاء ساميون. ولكن الشيء الذي لا شك فيه هو أن ظهور الإسلام وما كان من الخصومة العنيفة بينه وبين وثنية العرب من غير أهل الكتاب قد اقتضى أنتثبت الصلة الوثيقة المتينة بين الدين الجديد وبين الديانتين القديمتين: ديانة النصارى واليهود. فأما الصلة الدينية فثابتة وواضحة، فبين القرآن والتوراة والأناجيل اشتراك في الموضوع والصورة والغرض، فكلها ترمي إلي التوحيد، وتعتمد علي أساس واحد هو هذا الذي تشترك فيه الديانات السماوية السامية. ولكن هذه الصلة الدينية معنوية عقلية يحسن أن تؤيدها صلة أخرى مادية ملموسة أو كالملموسة بين العرب وأهل الكتاب. فما الذي يمنع أن تُسْتَغَلّ هذه القصة، قصة القرابة المادية بين العرب العدنانية واليهود؟ وقد كانت قريش مستعدة كل الاستعداد لقبول مثل هذه الأسطورة في القرن السابع للمسيح، فقد كانت في أول هذا القرن قد انتهت إلي حظ من النهضة السياسية والاقتصادية ضَمِنَ لها السيادة في مكة وما حولها وبسط سلطانها المعنوي عليجزء غير قليل من البلاد العربية الوثنية. وكان مصدر هذه النهضة وهذا السلطان أمرين: التجارة من جهة، والدين من جهة أخري. فأما التجارة فنحن نعلم أن قريشاكانت تصطنعها في الشام ومصر وبلاد الفرس واليمن وبلاد الحبشة. وأما الدين فهذه الكعبة التي كانت تجتمع حولها قريش ويحج إليها العرب المشركون في كل عام، والتيأخذت تبسط علي نفوس هؤلاء العرب المشركين نوعا من السلطان قويا، والتي أخذ هؤلاء العرب المشركون يجعلون منها رمزا لدين قوي كأنه كان يريد أن يقف في سبيل انتشار اليهودية من ناحية، والمسيحية من ناحية أخري. فنحن نلمح في الأساطير أن شيئا منالمنافسة الدينية كان قائما بين مكة ونجران. ونحن نلمح في الأساطير أيضاأن هذه المنافسة الدينية بين مكة وبين الكنيسة التي أنشأها الحبشة في صنعاء هي التيدعت إلي حرب الفيل التي ذكرت في القرآن. فقريش إذن كانت في هذا العصر
(يُتْبَعُ)
(/)
ناهضة نهضة مادية تجارية ونهضة دينية وثنية. وهي بحكم هاتين النهضتين كانت تحاول أنتوجد في البلاد العربية وحدة سياسية وثنية مستقلة تقاوم تدخل الفرس والروم والحبشة وديانتهم في البلاد العربية. وإذا كان هذا حقا، ونحن نعتقد أنه حق، فمنالمعقول جدا أن تبحث هذه المدنية الجديدة لنفسها عن أصل تاريخي قديم يتصل بالأصول التاريخية الماجدة التي تتحدث عنها الأساطير. وإذن فليس ما يمنع قريشا من أنتقبل هذه الأسطورة التي تفيد أن الكعبة من تأسيس إسماعيل وإبراهيم كما قبلت روما قبل ذلك ولأسباب مشابهة أسطورة أخري صنعها لها اليونان تثبت أن روما متصلة بإنياس بن بريام صاحب طروادة. أمر هذه القصة إذن واضح، فهي حديثة العهد ظهرت قبيلالإسلام لسبب ديني، وقبلتها مكة لسبب ديني وسياسي أيضا".
إذن فهذا النص الدينى القرآنى ليست سوى أسطورة وجدها محمد جاهزة فاستغلها. وهذا التصرف من جانبه لا يعنى إلا شيئا من شيئين: أنه كان على علم بأسطوريتها، لكنه قبلها بغرض نفعى لا علاقة له كما نرى بحق أو باطل، فهو إذن رجل براجماتى مكيافيلى، الغاية عنده تبرر الوسيلة، أو أنه كان رجلا جاهلا فصدق هذه الأسطورة ورددها فى قرآنه ظنا منه أنها حق لا ريب فيه. ومن كان عنده تفسير ثالث فليوافنى به، وله المثوبة والأجر من الله! والعقل الغيبى الخرافى الأسطورى هو الذى يصدق ما جاء فى القرآن ويأخذه على أنه حقيقة تاريخية، أما العقل العلمى فيرى فيه أسطورة ملفقة زيفها العرب فى الجاهلية، ثم جاء الإسلام فاستغلها لأسباب سياسية. ومن كان لديه تفسير مختلف لما قاله كل من طه حسين ونصر أبو زيد فله كل الشكر إذا أمدنا به. أما الرد على ذلك الكلام الفارغ الذى تقيأه طه حسين فليس هنا موضعه، إذ تولى كتابى: "معركة الشعر الجاهلى بين الرافعى وطه حسين" وبحثى المنشور فى المشباك: "نظرية طه حسين فى الشعر الجاهلى: سرقة أم ملكية صحيحة؟ " هذه المهمة. وكانت نتيجة نشرى لكتابى عن "معركة الشعر الجاهلى" أن انقضت على صاحب الكتاب قوى الظلام والبطش الإجرامى التى لا تطيق أن يخالفها أحد، وبخاصة إذا كشفت المخالفة زيف كلام طه حسين وبينت بالأدلة المنهجية الصارمة سخفه وتهافته، نعم انقضت قوى البطش الإجرامى التى تضرب ضربتها فى ظلام الليل البهيم دائما ولا تظهر فى نور النهار أبدا وانهالت بالمطارق الحديدية الثقيلة على دماغه تريد تحطيمه، وهيهات. وقد احتسبنا نحن ما وقع علينا من أَذَى المجرمين التافهين عند الله، الذى لا يضيع عنده ما يحتسبه عبده الراجى رحمته وثوابه.
وبهذه المناسبة فقد قال طه حسين أيامئذ فى بعض الصحف إن "العالِم ينظر إلى الدين كما ينظر إلى اللغة، وكما ينظر إلى الفقه، وكما ينظر إلى اللباس، من حيث إن هذه الأشياء كلها ظواهر اجتماعية يحدثها وجود الجماعة وتتبع الجماعة فى تطورها. وإذن فالدين فى نظر العلم الحديث ظاهرة كغيره من الظواهر الاجتماعية، لم ينزل من السماء ولم يهبط به الوحى، وإنما خرج من الأرض كما خرجت الجماعة نفسها، وإن رأى دوركايم أن الجماعة تعبد نفسها، أو بعبارة أدق: أنها تؤله نفسها" (مصطفى صادق الرافعى/ تحت راية القرآن/ المكتبة العصرية/ بيروت/ 1423هـ- 2002م/ 267). وبهذه المناسبة أيضا هناك بحث لإسماعيل أدهم بعنوان "طه حسين- دراسة وتحليل" نشرته سامى الكيالى صاحب مجلة "الحديث" الحلبية عام 1938م، يمدح فيه أدهم الدكتور طه واصفا إياه بالإلحاد والثورة على الدين، ومشيرا إلى رأيه فى الأديان الذى نقلناه لتونا. فيمكن القارئ أن يرجع إليه ليتأكد مما نقول.
ومما يتصل بهذا الأمر تأكيد أبو زيد أن الدين الذى يدعو إليه هو الدين بعد تصفيته من الأساطير (انظر "نقد الخطاب الدينى"/ 30). ولنلاحظ أنه يقول: "الدين"، وليس "التدين"، وإن عاد بعد قليل قائلا إنه قد اتضح الآن الفرق بين الدين والتدين. يقصد أنه لا يهاجم الدين بل التدين كما يمارسه بعض المسلمين. إلا أن كلامه الأصلى لا يتحدث إلا عن الدين. نعم الدين نفسه لا فَهْم الناس له. فهل فى الإسلام أساطير؟ وما هى يا ترى؟ ثم كيف ننقيه منها؟ لقد وضعنا أيدينا، عند تحليلنا لكلام الدكتور نصر عن طه حسين فى سياق هجومه على ما سماه: "العقل الغيبى الخرافى الأسطورى"، على مثال مما يُعَدّ عند القوم من الأساطير، وهو زيارة إبراهيم لبلاد
(يُتْبَعُ)
(/)
العرب وبناؤه هو وابنه إسماعيل الكعبة. فيا ترى ماذا يراد منا أن نصنع بالآيات التى تتحدث فى هذا الموضوع على أنه حقيقة تاريخية ويرى القوم أنها مجرد خرافات وأساطير؟ هل نلغيها من القرآن؟ أنا أكره الكلام المداور، وأحب أن تكون العبارة مُبِينة، وإن كنت أثق بقدرتى على كشف ما وراء اللف والدوران فى كتابات بعض الناس. ولا بد أن نوضح هنا أن سلامة موسى كان دائم الهجوم على "الغيبيات" فى الفاضية والملآنة، ومعروف أن الغيبيات موضوع من موضوعات علم الكلام الإسلامى، وتسمى أيضا بـ"السمعيات"، أى الموضوعات غير القابلة لأن نراها أو نسمعها أو نلمسها أو نشمها، بل نسمع بها من الوحى ليس إلا، مثل الملائكة والجن والجنة والنار والحساب ... وما إلى ذلك. وأكتفى بهذا.
وثم نقطة أخرى، إذ يقول نصر أبو زيد: "لقد كان ارتباط ظاهرتَىِ الشعر والكهانة بالجن فى العقل العربى وما ارتبط بهما من اعتقاد العربى بإمكانية الاتصال بين البشر والجن هو الأساس الثقافى لظاهرة الوحى الدينى ذاتها. ولو تصورنا خلو الثقافة العربية قبل الإسلام من هذه التصورات لكان استيعاب ظاهرة الوحى أمرا مستحيلا من الوجهة الثقافية. فكيف يمكن للعربى أن يتقبل فكرة نزول ملك من السماء على بشر مثله ما لم يكن لهذا التصور جذور فى تكوينه العقلى والفكرى؟ وهذا كله يؤكد أن ظاهرة الوحى (القرآن) لم تكن ظاهرة مفارقة للواقع أو تمثل وثبا عليه وتجاوزا لقوانينه، بل كانت جزءا من مفاهيم الثقافة ونابعة من مواضعاتها وتصوراتها. إن العربى الذى يدرك أن الجنِّىّ يخاطب الشاعر ويلهمه شعره، ويدرك أن العراف والكاهن يستمدان نبوءاتهما من الجن، لا يستحيل عليه أن يصدق بملك ينزل بكلام على بشر. لذلك لا نجد من العرب المعاصرين لنزول القرآن اعتراضا على ظاهرة الوحى ذاتها، وإنما انصب الاعتراض إما على مضمون كلام الوحى أو على شخص الموحَى إليه. ولذلك أيضا يمكن أن نفهم حرص أهل مكة على رد النص الجديد (القرآن) إلى آفاق النصوص المألوفة فى الثقافة، سواء كانت شعرا أم كهانة ... إن العلاقة بين النبوة والكهانة فى التصور العربى أن كليهما "وحى"، اتصال بين إنسان وبين كائن آخر ينتمى إلى مرتبة وجودية أخرى: ملَكٌ فى حالة النبى، وشيطانٌ فى حالة الكاهن. وفى هذا الاتصال/ الوحى ثمة رسالة عبر شفرة خاصة لا يتاح لطرف ثالث أن يفهمها على الأقل لحظة الاتصال، وذلك لأن النبى "يبلِّغ" للناس بعد ذلك الرسالة، والكاهن "ينبئ" عن محتوى ما تلقاه. وفى هذا كله تصبح ظاهرة "الوحى" ظاهرة غير طارئة على الثقافة ولا مفروضة عليه من خارج" (ص38 - 39، 44 من كتاب مفهوم النص- دراسة فى علوم القرآن/ الهيئة المصرية العامة للكتاب/ 1993م).
وقبل أن ندخل فى مناقشة تفاصيل هذا الكلام نتساءل: هل كان الجاهليون يسمون وسوسة الشياطين للكهان: "وحيا"، ومن ثم يصح أن يقول نصر أبو زيد إن هناك علاقة بين مفهوم الوحى الجاهلى ومفهوم الوحى فى الإسلام؟ كل ما أورده د. نصر فى هذا الصدد نصان شعريان جاهليان ليس فيهما أدنى إشارة إلى أى وحى (ص39). وهذان هما النصان، ولا أدرى لم أوردهما ما داما لا يحتويان على الشاهد المراد. فأما النص الأول فهو للأعشى، ويتحدث فيه عن قرينه مِسْحَل، أى الشيطان الذى كان يعتقد أنه يساعده فى نظم الأشعار:
وَما كُنتُ شاحِردا وَلَكِن حَسِبتُني * إِذا مِسْحَلٌ سَدَّى لِيَ القَولَ أَنطِقُ
شَريكانِ فيما بَيْنَنا مِن هَوادَةٍ * صَفِيّانِ: جِنِّيٌّ وَإِنسٌ مُوَفَّقُ
يَقولُ فَلا أَعْيَا لِشَيءٍ أَقولُهُ * كَفانِيَ لا عَيٌّ وَلا هُوَ أَخرَقُ
وأما النص الثانى فلبدر بن عامر:
ولقد نطقتُ قوافيًا إنسيةً * ولقد نطقتُ قوافىَ التجنينِ
وهناك شاهد آخر أورده نصر أبو زيد لعلقمة الفحل، لا بمعنى اتصال الجن بالإنس، بل بمعنى حديث الثور الوحشى إلى أبقاره، وشتان الأمران. وهذا هو الشاهد:
يوحي إِلَيها بِإِنقاضٍ وَنَقنَقَةٍ * كَما تَراطَنُ في أَفدانِها الرومُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد بحثت بنفسى فى الموسوعة الشعرية الإماراتية لعلى أجد شيئا يعضد ما زعمه د. أبو زيد عن تسمية الجاهليين لاتصال الكهان والشعراء بالجن: "وحيا" فلم أجد فى الشعر الجاهلى إلا نصا واحدا لزهير بن جناب الكلبى أتت فيه فعلا كلمة "وحى"، ولكن بمعنى "حديث" الأطلال إلى الشاعر الحزين على فراق حبيبته لا بمعنى وسوسة الجن إلى الإنس كما يقول أبو زيد:
فَكادَت تُبينُ الوَحيَ لَمّا سَأَلتُها * فَتُخبِرُنا لَو كانَتِ الدارُ تَنطِقُ
هذا فى مجال الأسماء، أما فى مجال الأفعال فلم أعثر إلا على البيت الذى ساقه د. نصر لعلقمة الفحل ليس غير. ونخرج من هذا كله أن الأساس الذى أقام عليه نصر حامد أبو زيد دعواه بمشابهة الوحى القرآنى للوحى الكهانى والوحى الشعرى هو أساس منهار لم يكن يصح أن يتخذه مستندا فى مثل هذه القضية الحساسة التى يمكن أن يُزِيغ الأبصارَ فيها كلامُه المندفع غير المسؤول.
ولقد لاحظ القارئ كيف يكرر د. نصر أبو زيد عبارة "ظاهرة الوحى القرآنى"، مع أن القرآن حالة فردية لا تمثل ظاهرة، إذ هو لم ينزل على غير محمد صلى الله عليه وسلم، ولو كان ظاهرة لرأينا كثيرا من العرب أنبياء يتنزل القرآن عليهم. هذا هو معنى الظاهرة، أما إذا كانت الحالة فردية أو محصورة فى نطاق ضيق فلا تسمَّى: ظاهرة. ترى هل إذا اكتشف السكان مثلا فى مدينة من المدن أن بينهم لصا، هل يقال إن اللصوصية أصبحت تمثل ظاهرة فى مدينتهم؟ هل إذا اكتشف الأطباء فى بلد من البلاد حالةَ فشلٍ كٌلْوِىّ، هل يقال إن هذا المرض صار يشكل ظاهرة؟ واضح أن نصر أبو زيد لا يراعى معانى المصطلحات التى يستعملها، ويترك لنفسه العنان فى استخدامها كما يعنّ له دون تدقيق أو تبصر أو مراعاة لما استقر عليه العُرْف اللغوى والاصطلاحى. لو كان نصر أبو زيد قال إن "الوحى" (الوحى بإطلاق) يمثل ظاهرة لكان كلامه معقولا، فالوحى فعلا يمثل ظاهرة لتكرره وشيوعه فى التاريخ البشرى، إذ ما من أمة إلا وقد ظهر فيها نذير أو أكثر حسبما ينبئنا القرآن المجيد، أما الوحى القرآنى بالذات فهو حالة من الحالات التى تتمثل فيها تلك الظاهرة، لكنه لا يشكل وحده ظاهرة.
أيا ما يكن الأمر فإن كلام أبو زيد يفيد أن مفهوم الوحى فى الإسلام هو انعكاس للفكر الجاهلى. لكن هل جاء الإسلام للعرب وحدهم فاستغل مفهوم الكهانة عندهم ورتب عليه مفهوم النبوة؟ أم كيف يا ترى يفسر انتشار الإسلام فى كل بلاد العالم قديما وحديثا، وهم ليسوا عربا، ومنهم اليهودى والنصرانى والوثنى والمادى، والموحد والمثلث والثنوى والمتشكك، والفارسى والمصرى والتركى والإسبانى والأمريكى والهندى والصينى واليابانى والمكسيكى والأسترالى ... ؟ وبالمثل كيف يفسر تكذيب العرب بالكهانة بعد مجىء الإسلام بل تَرْك كثير من الكهان لكهانتهم إذا كان مفهوم النبوة امتدادا لمفهوم الكهانة؟ كذلك لو كان ما يحاوله أبو زيد من الربط بين الكهانة والنبوة صحيحا لكان الجاهليون قد سارعوا إلى الإيمان بالنبى من أول وهلة ما دام الأمران واحدا. لكنهم، فى واقع الأمر، كانوا بوجه عام يصدقون الكهان ولا يصدقون النبى إلا بعد أخذ ورد ومجادلات وحروب على ما هو معروف للجميع. وقد قال أبو جهل إن قبيلته وقبيلة النبى كانتا كفرسى رهان، أى متساويتين فى الشرف والكرامة، إلى أن قال محمد إنه نبى، وهو ما أكد أبو جهل أن قبيلته لا يمكنها شىء من ذلك. ترى لماذا؟ الواقع أنه لو كانت النبوة امتدادا للكهانة كما يزعم نصر أبو زيد ما قال أبو جهل ما قال. ولقد كان بعض الجاهليين، حسبما حكى القرآن فى مواضع عدة منه، يقولون عن النبى إنه كاهن، ومع هذا كذبوه. فلماذا إذن لم يؤمنوا به كما كانوا يؤمنون بصدق ما يقوله الكاهن لهم؟ وفوق هذا فإن وظيفة النبى ووظيفة الكاهن مختلفتان بل متناقضتان، إذ الكاهن إنما يزعم مقدرته على علم الغيب، وكان العرب لا يقصدونه إلا لمعرفة ما خفى عليهم، أما النبى فقد فاجأهم منذ البداية بالقول بأنه لا يعلم الغيب، إذ لا يعلم الغيب إلا الله، فضلا عن أن رسالته هى تتميم مكارم الأخلاق والدعوة إلى الإيمان بالله الواحد الأحد وإلى العبادة والعمل الصالح، وهو ما زادهم منه نفورا. كما أن الكاهن كان يحرص على لفلفة أقاويله فى ثياب الغموض حتى تحتمل عدة معان بحيث تصدُق على أى وضع، أما القرآن والحديث
(يُتْبَعُ)
(/)
فمعانيهما واضحة لا لفلفة فيها ولا غموض. ثم إن كلام الكاهن قصير جدا لا يتجاوز عدة جمل، أما القرآن فقد يطول النص منه حتى ليبلغ صفحات وصفحات وصفحات، كما فى "البقرة" و"آل عمران" مثلا. ليس ذلك فقط، بل كان الكهان يأخذون جُعْلاً على ما يقولون، أما النبى فقد كرر القرآن منذ وقت جد مبكر أنه لا يسألهم على ما يقوله لهم أى أجر. واضح أن الأمرين مختلفان تماما حتى فى عقول الجاهليين.
وفى الصفحة السابعة والخمسين بعد المائة من كتاب "مفهوم النص" يزعم نصر أبو زيد أن العرب لم تستطع التمييز بين القرآن وبين الشعر وسجع الكهان، فلذلك قالوا عنه إنه شعر أو إنه من اسجاع الكاهنين. وهذا كلام غير صحيح، وإلا فإذا كان القرآن فى نظرهم شعرا وكهانة، فلماذا لم يؤمنوا به كما كانوا يؤمنون بصحة كلام الكهان مثلا؟ إن الفروق بين القرآن والشعر والسجع الكهانى واضحة تمام الوضوح، لكن عنادهم هو الذى أملى لهم فى الغى والكفر. وإذا كان القرآن قد اختلط عندهم بالشعر، وتحداهم بأن يأتوا ولو بسورة منه، فلماذا لم يقف من بينهم أحد ويقول: "هأنذا آتى بسورة من مثله"، ثم ينشد قصيدة من قصائده؟ كذلك قد رموا الرسول بالكذب، فهل كان القرآن فى ثقافتهم يشبه كذب الكذابين؟ وقالوا عنه إنه سحر، فهل كان السحر هكذا؟ وعلى كل حال هأنذا أسوق وصف عتبة بن ربيعة للقرآن، ومنه يتبين أن العرب كانوا واعين بالفروق التى تميز بين القرآن والكهانة والشعر تمام الوعى.
ففى سيرة ابن هشام أن "عتبة بن ربيعة، وكان سيدا حليما، قال ذات يوم وهو جالس في نادي قريش، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وحده في المسجد: يا معشر قريش، ألا أقوم إلى هذا فأكلمه أمورا لعله أن يقبل بعضها فنعطيه أيها شاء ويكفّ عنا؟ وذلك حين أسلم حمزة بن عبد المطلب، ورأوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيدون ويكثرون. فقالوا: بلى يا أبا الوليد، فقم فكلمه. فقام عتبة حتى جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا ابن أخي، إنك منا حيث قد علمت من السِّطَة في العشيرة، والمكان في النسب، وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم وسفهت به أحلامهم وعبت به آلهتهم ودينهم، وكفرت من مضى من آبائهم. فاسمع مني أَعْرِض عليك أمورا تنظر فيها لعلك أن تقبل منها بعضها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قل يا أبا الوليد أسمع. فقال يا بن أخي، إن كنت إنما تريد بما جئت من هذا القول مالا جمعنا من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا، وإن كنت إنما تريد شرفا شرّفناك علينا حتى لا نقطع أمرا دونك، وإن كنت تريد مُلْكا ملَّكناك، وإن كان هذا الذي يأتيك رَئِيًّا تراه ولا تستطيع أن ترده عن نفسك طلبنا لك الطب، وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه، فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوَى منه. ولعل هذا الذي تأتي به شعر جاش به صدرك، فإنكم، لَعَمْرِي يا بني عبد المطلب، تقدرون منه على ما لا يقدر عليه أحد. حتى إذا فرغ عتبة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع منه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفرغتَ يا أبا الوليد؟ قال: نعم. قال: فاستمع مني. قال: أفعل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بسم الله الرحمن الرحيم* حم* تنزيلٌ من الرحمن الرحيم* كتابٌ فُصِّلَتْ آياته قرآنا عربيا". فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها عليه. فلما سمعها عتبة أنصت له، وألقى بيده خلف ظهره معتمدا عليها يستمع منه حتى انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السجدة فسجد فيها، ثم قال: قد سمعتَ يا أبا الوليد ما سمعتَ، فأنت وذاك. فقام عتبة إلى أصحابه، فقال بعضهم لبعض: نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به. فلما جلس إليهم قالوا: ما وراءك يا أبا الوليد؟ فقال: ورائي أني والله قد سمعت قولا ما سمعت بمثله قط. والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا الكهانة. يا معشر قريش، أطيعوني واجعلوها بي. خَلُّوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه واعتزلوه. فو الله ليكونن لقوله الذي سمعتُ نبأ. فإن تُصِبْه العرب فقد كُفِيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب فمُلْكه مُلْككم، وعِزُّه عِزُّكم، وكنتم أسعد الناس به. قالوا: سَحَرك والله يا أبا الوليد بلسانه. فقال: هذا رأيي، فاصنعوا ما بدا لكم".
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إن نصر أبو زيد لا يكتفى بهذا، بل يمضى على غُلَوائه فيرمى القرآن بالبراجماتية، إذ يزعم أن القرآن قد تقبل الكهانة فى البداية لأنها سبق أن بشرت بمجىء النبى، ثم لما تمت له الاستفادة من تبشير الكهان بمجىء النبى عليه السلام عاد فأنكرها وولاها ظهره بعدما أخذ منها ما يريد. كيف؟ يقول نصر أبو زيد إن القرآن فى السور المكية، أى فى المرحلة التى كان بحاجة إلى من يشهد له بالصدق (يقصد الكهان، الذين يقال إنهم قد بشروا بالنبى قبل مجيئه فمهدوا له الطريق)، قد حرص على ممائلة سجعهم فكانت الفاصلة فى سور المرحلة المكية، ولكنه بعدما أخذ من الكهان ما يريد واستقرت دعائمه ولم يعد فى حاجة إلى شهادتهم، حرص على أن يخالف سجعهم، فخلت السور المدنية أو كادت من الفاصلة (انظر "مفهوم النص"/ 161 - 164).
هذا ما زعمه أبو زيد، أما حقائق التاريخ والواقع فشىء آخر غير هذه التخريفات: فأولا لقد نفى القرآن منذ وقت مبكر فى مكة أن يكون الرسول كاهنا، وهو ما يبرهن بكل قوة وحسم أنه يدين الكهانة والكهان ويتبرأ منهم منذ البداية، فكيف يقال إنه كان حريصا على مماثلتهم؟ يقول جل شأنه: "فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ" (الطور/ 29)، "وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ* وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ" (الحاقة/ 41 - 42). وثانيا لم يكن السجع خصيصة مقصورة على كلام الكهان، بل كان الجاهليون يراعونه فى الخطب والأمثال. كل ما هنالك أنه عند الكهان كان متكلفا ثقيلا وغامضا يحتمل معانى متعددة كبيت الثعلب له عدة أبواب بحيث إذا أطبق عليه الصائد من بابٍ تسلل هو من بابٍ غيره دون أن يشعر الصائد به، أما فى الخطب والأمثال فكان السجع طبيعيا سلسا. وثالثا من قال إن الفاصلة قد اختفت أو ندرت فى القرآن المدنى؟ إنها موجودة فى كل سور القرآن: مكيها ومدنيها، وإلا فليشرح لنا د. نصر ماذا يعنيه بمصطلح "الفاصلة" حتى نفهم مرمى كلامه ذاك العجيب.
وهذه بعض الأمثلة من سجع الخطب والأمثال. فمن ذلك خطبة عبد المطب بن هاشم جد الرسول عليه السلام حين ذهب مع وفد من قريش لتهنئة سيف بن ذى يزن ملك اليمن على تخلص بلاده من الاحتلال الحبشى: "إن الله تعالى أيها الملك أَحَلَّك محلاًّ رفيعًا، صعبًا منيعًا، باذخًا شامخًا، وأنبتك منبتًا طابت أَرُومَتُه، وعزَّتْ جرثومتُه، وثبَتَ أصله، وبَسَقَ فرعه، في أكرم معدن، وأطيب موطن. فأنت، أَبَيْتَ اللعن، رأْسُ العرب وربيعُها الذي به تُخْصِب، ومَلِكها الذي به تنقاد، وعمودها الذي عليه العِمَاد، ومعقلها الذي إليه يلجأ العباد. سَلَفُك خير سلف، وأنت لنا بعدهم خير خَلَف. ولن يَهْلِك من أنت خَلَفُه، ولن يَخْمُل من أنت سَلَفُه. نحن، أيها الملك، أهل حَرَم الله وذمّته وسَدَنة بيته. أَشْخَصَنا إليك الذي أبهجك بكشف الكَرْب الذي فدحنا، فنحن وفد التهنئة لا وفد الَمْرِزَئة". ومنها خطبة قس بن ساعدة الإيادى فى سوق عكاظ: "أيها الناس، اجتمعوا واسمعوا وعوا. إنه من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آتٍ آت، أقسم قس قسما لا كذب فيه ولا إثم إن في السماء لخبرا، وإن في الأرض لعِبَرا. سقف مرفوعٌ، ومهادٌ موضوعٌ، وبحرٌ مسجورٌ، ونجومٌ تسير ولا تغور. ما لي أرى الناس يذهبون ولا يرجعون؟ أرَضُوا بالمقام فأقاموا أم تُرِكوا فناموا؟ أقسم بالله قسمًا إن لله دينا هو أرضى من دينٍ نحن عليه. وأراكم قدتفرقتم بآلهةٍ شتى. وإن كان الله رب هذه الآلهة، إنه ليجب أن يعبد وحده". ومن الأمثال: "اختلط الحابل بالنابل"، "إذا أردتَ المحاجزة فقَبْلَ المناجزة، "إذا لم تَغْلِبْ فاخْلُبْ"، "إذا جاء الحَيْن، حارَ العَيْن"، "اِرْقَ على ظَلْعك، واقْدِرْ بذَرْعك"، "أَرِنِيها نَمِرَة أُرِكَها مَطَرَة"، "أَعْذَرَ من أَنْذَر"، "إننى لن أَضِيرَه. إنما أطوى مَصِيرَه"، "استغنت التُّفَّة عن الرُّفَّة"، "بِعْتُ جارى، ولم أَبِعْ دارى"، "جاء بالطِّمّ والرِّمّ"، "جَدَّك لا كَدَّك"، "حال الجَرِيض دون القَرِيض"، "الخَلاء بَلاء"، "دُهْدُرَّيْن سَعْد القَيْن"، "رُبَّ قَوْل أشد من صَوْل"، "الطريفُ خفيف، والتَّليدُ بليد"، "قُرْبُ الوِسَاد، وطُولُ السَّوَاد"، "لولا اللئام لهَلَكَ الأَنَام"، "ليس من العَدْل سرعة العَذْل"، "مَنْ
(يُتْبَعُ)
(/)
لى بالسانِح بعد البارِح؟ "، "المنايا على البلايا"، "اليومَ خَمْر، وغدًا أَمْر".
وهذا كله لو كان الكهان قد بشروا فعلا بالنبى عليه السلام قبل مجيئه فمهدوا له الطريق. بيد أن هذا غير صحيح، فهم لم يبشروا به. وكيف يبشرون به وهم بشر من البشر لا يعلمون الغيب؟ ثم لو كانوا بشروا به حقا فكيف لم يتخذ القرآن ولا الرسول ذلك حجة على الوثنيين فينبههم إلى ما كان الكهان يقولونه فى حقه قبل مجيئه، والكهان فى نظر العرب مصدَّقون؟ إن كل ما ذكره القرآن هو أن أهل الكتاب كانوا يعرفونه كما يعرفون أبناءهم لإتيان البشارة به فى كتبهم، ولم يقل شيئا من ذلك عن الكهان. ومع هذا فإنه لم يداهن أهل الكتاب، بل أعلن منذ وقتٍ جِدّ مبكرٍ رأيه فى مواقفهم وعقائدهم، وذَمَّهم بل كفّرهم ودعاهم إلى نبذ ما هم عليه والدخول فى الدين الجديد إذا أرادوا النجاة يوم القيامة. فإذا كان هذا حاله مع من ذكر أن كتابهم قد بشر بمحمد عليه الصلاة والسلام، فكيف يقال إنه قد حرص على مجاملة الكهان باحتذاء أسجاعهم حتى تم له ما أراد من اعتراف العرب به، وعندئذ انقلب عليهم وقلب لهم ظهر المجنّ؟ وإذا كان الأمر كذلك فلماذا يا ترى لم يحرص أيضا على مراعاة خاطر الوثنيين فيثنى على آلهتهم فى البداية حتى يجد لنفسه فى مجتمعهم موطئ قدم، ثم يلعن أبا خاشهم بعدئذ ولا يبالى؟
ولسوف آخذ نصا من نصوص الكهان التى يقال إنها فى التبشير بنبوة النبى عليه السلام قبل مجيئه بالرسالة، وهو حديث خنافر بن التوأم الحِمْيَرِيّ مع رَئِيّه شَصَار، وذلك كى أُرِىَ القارئ على الطبيعة تهافُت ما يقال عن تبشير الكهان الوثنيين به صلى الله عليه وسلم. ولسوف نقرأ النص أولا ثم نرى فيه رأينا بعد ذلك: "كان خُنَافر بن التوأم الحميري كاهنا، وكان قد أُوتِيَ بسطة في الجسم وسَعة في المال، وكان عاتيا. فلما وفدتْ وفود اليمن على النبي وظَهَر الإسلام أغار على إبلٍ لِمُرَاد فاكتسحها، وخرج بأهله وماله ولحق بالشِّحْر، فخالف جَوْدان بن يحيى الفِرْضِمي، وكان سيدا منيعا، ونزل بواد من أودية الشِّحْر مُخْصِبًا كثير الشجر من الأيك والعَرِين. قال خنافر: وكان رَئِيِّي في الجاهلية لا يكاد يتغيب عني، فلما شاع الإسلام فقدتُه مدة طويلة، وساءني ذلك. فبينا أنا ليلةً بذلك الوادي نائما إذ هَوَى (انحدر فى الجَوّ) هُوِىَّ العُقَاب، فقال: خنافر؟ فقلت: شصار؟ فقال: اسْمَعْ أَقُلْ. قلت: قُلْ أَسْمَعْ. فقال: عِهْ تَغْنَمْ. لكل مدةٍ نهاية، وكلُّ ذي أمدٍ إلى غاية. قلت: أجل. فقال: كل دولةٍ إلى أجل، ثم يتاح لها حِوَل. انتُسِخت النِّحَل، ورجعت إلى حقائقها المِلَل. إنك سَجِيرٌ (أى صديق) موصول، والنصح لك مبذول، وإني آنَسْتُ بأرض الشأم نَفَرًا من آل العُذَّام (يقصد قبيلة من الجن)، حكّاما على الحكّام، يَذْبُرون (يقرأون) ذا رونق من الكلام، ليس بالشِّعر المؤلَّف، ولا السجع المتكلَّف، فأصغيتُ فزُجِرْتُ، فعاودتُ فظُلِفْتُ (أى مُنِعْتُ)، فقلت: بم تُهَيْنِمون؟ وإلام تَعْتَزُون؟ قالوا: خِطَابٌ كُبَّار، جاء من عند الملك الجبار، فاسمع يا شَصَار، عن أصدق الأخبار، واسلك أوضح الآثار، تَنْجُ من أُوَار النار. فقلت: وما هذا الكلام؟ فقالوا: فرقانٌ بين الكفر والإيمان. رسول من مُضَر، من أهل المَدَر، ابتُعِث فظهر، فجاء بقَوْلٍ قد بَهَر، وأَوْضَحَ نَهْجًا قد دَثَر، فيه مواعظ لمن اعتبر، ومَعَاذٌ لمن ازدجر، أُلِّف بالآىِ الكُبَر. قلت: ومن هذا المبعوث من مُضَر؟ قال: أحمد خير البشر. فإن آمنتَ أُعْطِيتَ الشَّبَر (أى الخير)، وإن خالفت أُصْلِيتَ سَقَر. فآمنتُ يا خُنَافر، وأقبلت إليك أبادر، فجانِبْ كل كافر، وشايِعْ كل مؤمن طاهر، وإلا فهو الفراق، لا عن تلاق. قلت: من أين أبغي هذا الدين؟ قال: من ذات الإِحَرِّين، والنَّفَر اليمانين، أهل الماء والطين. قلت: أَوْضِحْ. قال: اِلْحَقْ بيثربَ ذات النخل، والحَرّة ذات النعل، فهناك أهل الطَّوْل والفضل، والمواساة والبذل. ثم امَّلَسَ عنى، فبِتُّ مذعورا أراعي الصباح. فلما برق لي النور امتطيتُ راحلتي وآذنتُ أَعْبُدِي واحتملتُ بأهلي حتى وردتُ الجوف، فرددتُ الإبل على أربابها بحَوْلها وسِقَابها (أى بجِمَالها ونُوقها. جَمْع: "حائل" و"سَقْب") وأقبلتُ أريد صنعاء، فأصبت بها معاذ بن جبل أميرا لرسول
(يُتْبَعُ)
(/)
الله فبايعته على الإسلام، وعلَّمني سورا من القرآن، فمنّ الله علي بالهدى بعد الضلالة والعلم بعد الجهالة".
وفى هذا الحديث نلاحظ ما يلى: أن رَئِىّ خنافر قد تركه فى عمايته فلم يُعْلِمه بأن نبيا جديدا ظهر بدعوته فى بلاد العرب، إلى أن أصبح الناس فى تلك البلاد كلهم يعلمون ذلك، اللهم إلا خنافرا. فعندئذ، وعندئذ فقط، تذكر شَصَارُ صاحبَه الكاهن المسكين النائم على أذنه لا يدرى خبر الإسلام رغم أن نوره كان قد دخل اليمن وأضحى لدولته فيها رسولٌ من لدن النبى الكريم هو معاذ بن جبل رضى الله عنه. ترى ما دور شصار إذن إذا لم يكن ما أنبأ به خنافرًا إلا خبرا يعرفه القاصى والدانى؟ إن معنى هذا أن شيطان خنافر قد هجره هجرا غير جميل طَوَال ما يقرب من عشرين سنة، أى منذ بدء النبوة إلى وقت دخول الإسلام اليمن فى أواخر حياته صلى الله عليه وسلم، فكيف كان خنافر يمارس كهانته إذن دون رَئِىٍّ من الجن؟ أم تراه توقف عن ممارستها كل تلك الفترة؟ لكن هل يمكن أن يكون ذلك؟ وهل يمكن أن يستعيض كاهن عن كهانته بالسرقة والإغارة على إبل الآخرين، وبخاصةٍ أن خنافرا لم يكن، كما هو بَيِّنٌ من القصة، ذا عزوة تمنعه من طلب القبائل المعتدَى عليها وعملها على الثأر منه؟ كذلك ليس هناك سبب مفهوم لهجر شَصَار لصاحبه كل تلك المدة، وهذه ثُغْرَة فى القصة تحتاج إلى ما يملؤها. كما أن تهديده له بأنه إذا لم يعتنق الإسلام مثله فلن يراه مرة أخرى هو تهديد لا معنى له، لأن معنى هذا التهديد أن شَصَار لن يساعد خُنَافِرًا فى كهانته، مع أننا نعرف جيدا أن الإسلام يكفِّر الكهان ويحاربهم دون هوادة، وهو ما يعنى بكل وضوح أن اللقاء بينهما من الآن فصاعدا سيكون لقاء مجرَّما ومحرَّما أشد التجريم والتحريم، وهذا إن قَبِلَ الجنى أن يقوم بدوره القديم المناقض لعقيدته الجديدة التى يدعو إليها خنافرا! فكما ترى هذه ثُغْرَة أخرى فى القصة يصعب بل يستحيل سَدّها. ثم أليست القصة تريد أن تقول إن شصار قد أتاه بخبر الغيب، فأى غيب هذا الذى كان يعرفه الجميع فى أرجاء الجزيرة الأربعة؟ بل لماذا لم يعرف شصار بدوره بنبإ الإسلام إلا من إخوان له من الجن كانوا قد آمنوا قبله؟ ولماذا يا ترى كانوا يزجرونه عن سماع القرآن الذى كانوا يتلونه؟ ألم يأت القرآن لهداية الجن والإنس؟ فهل مما يتناسب مع هذه الغاية أن يُزْجَر عنه من يريد سماعه؟ فكيف يعرف إذن ما جاء فيه من هدى ونور؟ إن سورة "الجن" والآيات 29 - 32 من سورة "الأحقاف" تحدثاننا عن سماع نفر من الجن للقرآن من الرسول عليه السلام دون أن يزجرهم زاجر، فلماذا جرى الأمر فى قصتنا هذه على خلاف ذلك؟ ولماذا كان هؤلاء النفر من الجن من أهل الشام لا من أهل اليمن؟ أترى القصة تريد أن تقول إن "الشيخ البعيد سره باتع"؟ أم تريد أن تجرى على سُنّة المثل القائل: "من أين أذنك يا جحا؟ "؟ كذلك ألم ينصح شَصَارُ لخنافر بأن يأتى النبىَّ فى المدينة؟ فلماذا اكتفى خُنَافِرُنا بلقاء مُعَاذ بن جبل بعد كل هذا الكلام المشوِّق لرؤية النبى الكريم؟ يا له من كاهن كسول! بل لماذا أراد صنعاءَ من الأصل، ولم يأت لها ذكر فى الحوار بينه وبين رَئِيّه؟
ثم إذا كان الأمر على ما ترويه القصة، فهل كان خبر خنافر لِيغيب عن كُتُب الحديث؟ إنه لا وجود له فيها. كذلك لو كان ما قرأناه هنا صحيحا لقد كان خبر ذلك الكاهن اليمنى سلاحا بتارا فى الدعاية لهذا الدين، فلماذا لم يستغله المسلمون؟ صحيح أنه إنما أسلم، كما رأينا، بأُخَرة، لكن لا شك أن خبره كان يمكن أن يكون ذا نفع جزيل فى معركة الدعاية بحيث يسهِّل إنجاز المهمة الباقية، وهى القضاء على فلول الوثنية فى بلاد العرب، تلك الوثنية التى لم تكن قد خمدت تماما حتى بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام وانفجرت متخذةً شكل رِدَّةٍ مستطيرة. ثم مصطلح "السجع المتكلَّف"، هذا المصطلح البلاغى الذى لم يعرفه العرب قبل عصر الازدهار الثقافى فى العصر العباسى، من أين يا ترى للعرب الجاهليين بمعرفته؟ بل إن فى النص سجعا متكلَّفا لا قِبَل للجاهليين به كما هو واضح فى المثال التالى: "خِطَابٌ كُبَّار، جاء من عند الملك الجبار، فاسمع يا شَصَار، عن أصدق الأخبار، واسلك أوضح الآثار، تَنْجُ من أُوَار النار"، علاوة على هذه البهلوانية البلاغية الجميلة المتمثلة فى
(يُتْبَعُ)
(/)
هاتين الجملتين اللتين تبادلهما الكاهن والجنى: "قال: اسْمَعْ أَقُلْ. قلت: قُلْ أَسْمَعْ" والتى يصعب علىّ أن أتصورها من شِيَم الأدب الجاهلى. ليس ذلك فحسب، فهذا الكلام المنسوب للجن، هل يمكن أن نصدقه؟ إن الجن عالم خفىٌّ لا نعرف نحن البشر عنه شيئا سوى ما جاء فى الوحى كما هو الحال فيما أنبأنا به رب العزة من كلامهم عندما استمعت طائفة منهم إلى القرآن الكريم لأول مرة، أما ما عدا هذا فأنا لا أستطيع أن أهضم شيئا منه كما هو الحال هنا، وبخاصة أنه كلام عربى، فهل الجن يتحدثون العربية، ويصطنعون السَّجْع والجِنَاس وسائر المحسِّنات البديعية أيضا؟ وبطبيعة الحال لا يمكن القول بأنهم فى سُورَتَىِ "الأحقاف" و"الجن" قد استخدموا كذلك لسان بنى يعرب، إذ الواقع أن ما نقرؤه هناك من كلامهم إنما هو ترجمة لما قالوه بلغتهم التى لا ندرى نحن البشر عنها شيئا.
على أن القضية لمّا تنته عند هذا الحد، إذ نقرأ قوله: "كان رَئِيِّي في الجاهلية لا يكاد يتغيب عنى، فلما شاع الإسلام فقدتُه مدة طويلة، وساءني ذلك. فبينا أنا ليلةً بذلك الوادي نائما إذ هَوَى هُوِىَّ العُقَاب، فقال: خنافر؟ فقلت: شصار؟ فقال: اسْمَعْ أَقُلْ. قلت: قُلْ أَسْمَعْ. فقال: عِهْ تَغْنَمْ. لكل مدة نهاية، وكل ذي أمد إلى غاية. قلت: أجل. فقال: كل دولة إلى أَجَل، ثم يتاح لها حِوَل. انتُسِخت النِّحَل، ورجعت إلى حقائقها المِلَل. إنك سَجِيرٌ (أى صديقٌ) موصول، والنصح لك مبذول، وإني آنَسْتُ بأرض الشأم نَفَرًا من آل العُذَّام (يقصد أنه قابل قبيلة من الجن)، حُكّامًا على الحُكّام، يَذْبُرون ذا رونقٍ من الكلام، ليس بالشِّعر المؤلَّف، ولا السجع المتكلَّف، فأصغيتُ فزُجِرْتُ، فعاودتُ فظُلِفْتُ (أى مُنِعْتُ)، فقلت: بم تُهَيْنِمون؟ وإلام تَعْتَزُون؟ قالوا: خِطَابٌ كُبَّار، جاء من عند الملك الجبار، فاسمع يا شَصَار، عن أصدق الأخبار، واسلك أوضح الآثار، تَنْجُ من أُوَار النار. فقلت: وما هذا الكلام؟ فقالوا: فرقانٌ بين الكفر والإيمان. رسول من مُضَر، من أهل المَدَر، ابتُعِث فظهر، فجاء بقَوْلٍ قد بَهَر، وأوضحَ نهجًا قد دَثَر، فيه مواعظُ لمن اعتبر، ومعاذٌ لمن ازدجر، أُلِّف بالآى الكُبَر. قلت: ومن هذا المبعوث من مُضَر؟ قال: أحمد خير البشر. فإن آمنتَ أُعْطِيتَ الشَّبَر (أى الخير)، وإن خالفت أُصْلِيتَ سَقَر. فآمنتُ يا خُنَافر، وأقبلت إليك أبادر، فجانِبْ كل كافر، وشايِعْ كل مؤمن طاهر، وإلا فهو الفراق، لا عن تلاق. قلت: من أين أبغي هذا الدين؟ قال: من ذات الإِحَرِّين (أى الحجارة السُّود)، والنَّفَر اليمانين، أهل الماء والطين". ومعنى هذا الكلام أن خنافرا، كما هو واضح من مفتتح حديثه، كان يعرف بمجىء الإسلام منذ البداية، لكننا نفاجأ، من خلال أسئلته عن الدين الجديد والرسول الذى جاء به والكتاب الذى نزل عليه، بأنه لم يكن يعرف شيئا من ذلك بالمرة. فكيف يسوغ فى العقل هذا؟ وبعد هذه الجولة هل بقى فى ضمير القارئ شك فى تهافت ما قاله نصر أبو زيد عن استغلال القرآن لسجع الكهان فى توطيد دعائمه فى نفوس العرب ثم انقلابه عليهم بعد أن استقرت له الأوضاع؟
ومما تعرض له د. أبو زيد فى كتابه: "نقد الخطاب الدينى" رواية سلمان رشدى المسماة بـ"الآيات الشيطانية". ففى الطبعة الأولى للكتاب نراه يؤكد أنه لن يقوم بالحكم على القيمة الأدبية لتلك الرواية لأن هذا أمر له متخصصوه، بما يعنى أنه ليس منهم (انظر ص74 من الطبعة الثانية، وهى الطبعة المتاحة لى)، مع أنه فى مقدمة الطبعة الثانية من ذات الكتاب نجده ينسى هذا ويصدر حكما على الرواية مؤكدا أنها تافهة ليست ذات قيمة أدبية (انظر ص57 - 58). ثم زاد فأخرج علماء الدين من نطاق القدرة على تقييمها، واتهم د. عبد الصبور شاهين بالعجز عن ذلك مع أنه أستاذ جامعى مثله بل بمثابة أستاذه، وأقرب إلى التعامل مع النصوص الأدبية منه، إذ هو متخصص فى اللغة، أما أبو زيد ففى الدراسات الدينية. وعلى كل حال فمعروف أن سبب غضب علماء الدين والمسلمين عموما من الرواية ليس قيمتها الأدبية، بل ما فيها من فحش ضد الإسلام والله والرسول وأمهات المؤمنين. ويكفى ما قيل فيها بتفصيل شنيع عن بيت الدعارة المسمى بـ"الحجاب" بمومساته التى يتسمين: عائشة وحفصة وزينب ... ، أى بأسماء أمهات المؤمنين وصفاتهن المعروفة وما يصنعه طالبو الدعارة معهن أثناء الجماع غير معف من ذلك زينب بنت خزيمة، التى توفيت فى حياة الرسول فجاء سلمان رشدى بعاهرة على اسمها وملامحها وجعلها تمارس الزنا وهى متخشبة الجسد كأنها ميتة حتى تكون صورة دقيقة لأم المؤمنين التى انتقلت إلى رحمة ربها، وذلك إرضاء لزبائنها الشواذّ المبتلَيْنَ برغبة ممارسة الزنا مع الموتى، فضلا عن اتهام النبى عليه الصلاة والسلام بمساومة قريش على حساب مبدإ التوحيد، وإن كان قد عاد عما كان بدأه من مساومة، لا لأن ضميره استيقظ بل لأن أتباعه قد اعترضوا عليه ورفضوا أن يتخلى عن مبادئه فتراجع، فضلا عن تصويره للرسول صلى الله عليه وسلم فى الفراش مع امرأة شبقة تداعبه فى صدره وتطعمه قطع البطيخ فى فمه هى هند زوجة أبو سمبل، أى زوجة أبى سفيا، حسب نظام الهلوسة التى تقوم عليها الرواية. ومعنى هذا أن د. نصر قد جرد علماء الدين من كل قدرة وذوق، وأسند إلى نفسه صلاحية الحكم على الرواية من ناحية الفن الأدبى والمضمون العقيدى والأخلاقى، مع أنه ليس ناقدا أدبيا ولا عالما من علماء الدين مهمته التصدى لمثل تلك الرواية. وأنا حين اقول هذا إنما أنطلق من منطلقه هو، وإلا فالأمر ليس بهذا الإعضال.
(يتبع)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طارق منينة]ــــــــ[09 Aug 2010, 03:09 م]ـ
لم استطع، صباحا-أن اكمل هذا الجزء من مقالكم اخي الاستاذ الكبير ابراهيم عوض وذهبت الى العمل صباحا ورجعت مسرعا لاكمله فمثله لايترك.
ولاشك ان الاستاذ ابراهيم عوض هو استاذ وعلامة على تطور الفكر النقدي الاسلامي في الربع الاخير من القرن العشرين-واشبهه بالاستاذ انور الجندي- وافتتاح القرن 21م وان شاء الله يكون علامة بارزة هادية في الآتي من الزمان ولاشك أن الأمة تحتاج لعلمه وطريقته السلسة في عرض الفكرة وانا اظن ان كثير من طلبة العلم يستفيدون من طريقته ولغته وحججه ولااخفيكم او اخفي عنكم انني انكببت على كتبه في الايام الاخيرة ومقالاته الاخيرة وكلها او اغلبها موجود على الانترنت
وعندما اطلعت على كتابه في تقييم الجاحظ ورسالته الرد على النصارى وقارنتها في مجال اخر برسالة العلامة محمود شاكر مدخل اعجاز القرآن وفيه كلام كثير ومهم جدا عن الجاحظ-وانا لاتكلم عن اعتزال وسنة وان كنت غير معتزلي بل سنة ولله الحمد- وجدت توافق في النظرة مع اختلاف زاوية التناول فالدكتور ابراهيم يعرض مايمكن ان يعتبر اول رد علمي على النصارى ويعقب عليه بما ينفع الدعاة والمختصين اما العلامة محمود شاكر فهو يعرض لنا وربما خلجات الجاحظ -من خلال تتبع ظلالها اللفظية المكتوبة-وموقفه من اعجاز القرآن وما قد يكون قد نحته من مصطلحات في مجال الاعجاز القرآني
-
كنت قد كتبت اكثر من فصل عن نصر ابو زيد في كتابي الاول عن اقطاب العلمانية الصادر عام 2000م عن دار الدعوة وكان غرضي منه وضع نصر ابو زيد وسط فريقه (فريق التلاعب بالنصوص من الداخل الاسلامي) امام القارئ حتى يعلم الامر من خلال لوحة اخرى تقسم العلمانيين الى فريقين واحد يتستر بالنصوص من الداخل كمحاولة للتخريب الداخلى والفريق الثاني الذي لايستسيغ الدخول في لعبة النصوص التي يراها خاسرة في النهاية واوردت الكلام على ذلك من كلام فؤاد زكريا وغيره
لاشك ان دراسة الاستاذ عوض مهمة جدا فلها ابعاد مهمة في القضية خصوصا قيامها بعملية كشف للهماز المشار بنميم جابر عصفور
وانا اهتممت بهذا الرجل وفيما ياتي مزيد من الاهتمام
ولقد قابلت نصر حامد ابو زيد في جامعة ليدن في حفل بيتي لسبب تخرج طلبة من الازهر من جامعة ليدن وكان هو يشرف على رسائلهم- اعيش في هولندا منذ 23 سنة تقريبا- واشتكى لي من استغلال -زعم-الدكتور عمارة للازمة التي حدثت له وكيف ان عمارة كتب نقدا له على الساخن، ويقصد كتاب عمارة (التفسير الماركسي للاسلام)
فقلت له هل تظن اننا سنترك الرد عليك الى مابعد نصف قرن!
حتى تقول كما قلت في كتبك انت اننا عاجزون عن الرد ولانقرأ نيتشه وفرويد وماركس
لقد شعر بالحصار الشديد ودخول قطب اسلامي في المعركة التي افتتحها هو نفسه والا كيف تهدم اصولي وتنتظر مني ان انتظر حتى تهدأ ظروفك وانت تلعب في ظروفي بصورة بشعة
واهديته كتابي وارسلت له الجزء الثاني ولااعرف هل اطلع عليه ام لا ويكفي انه قرأ عمارة واقيمت عليه الحجة لفترة طويلة ولم نرى له اي تراجع يمكن شم رائحته في العلام و
وماتقوم به جريدة الدستور المصرية من وضع مانشتات وعناوين كبيرة وهي بصدد عرض حوار تم مع نصر ابو زيد انما هو تزييف مفضوح اذ ان مافي داخل كتاب الحوار المعروض يخالف المانشتات الغبية
شكرا لهذا المقال فسيبقى اضافة تغيظ الحانقين وتهدي الضالين
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Aug 2010, 04:13 م]ـ
بارك الله في أستاذنا العزيز الدكتور إبراهيم عوض فله قدم سبق في التصدي لكثير من شبهات هؤلاء الطاعنين والرد عليها بأسلوب علمي فيه دلالة على عمقه العلمي وفقه الله وزاده توفيقاً.
وأنت كذلك يا أستاذ طارق أسأل الله أن ينفع بك وبقلمك وأن يتقبل منكم ما تقدمونه لنصرة القرآن والإسلام.
ـ[طارق منينة]ــــــــ[09 Aug 2010, 04:40 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
والله اخي الشيخ عبد الرحمن الشهري انتم والدكتور ابراهيم تفتتحون مرحلة جديدة في النقد فمن كان يظن ان احدا من ابناء جزيرة العرب سيفكك الاستشراق الالماني وغيره مثلما صنعتم ومن كان يظن ان مصر، وقد كان يُنتظر منها أن تُخرب الاسلام! -ستخرج مثل الدكتور عوض يمكنه ان يُرجع للأفندية -الذين راهن العلمانيون واساتذتهم على انهم سينزعون الامة من الاسلام-عز النقد الاسلامي الذي هو في الحقيقة قوة الدفع الكبرى في ازمان عز الاسلام في الاندلس وهو الذي دفع الغرب نفسه الى مقاتلة نفسه تثويرا وتغييرا نعم وصل الحد الى قتال في كافة المجالات حتى ولد البروتستانت-وحطموا بعض من ابهة ومفاخر ومزاعم الكاثوليكية- وغلبوا على بلاد ودول وقرى وبحار وانهار ومؤسسات وملوك وماكانوا ليظهروا-ولا العلماء في بلادهم- لولا الضرب على الساخن العلمي لو صح التعبير الذي تعلم الشباب الاوروبي ادواته وروحه من بلاد الاسلام فراحوا ينازعون الفكر الكاثوليكي المهيمن بظلم على الاوضاع المادية والبشرية والعلمية مافكك المنظومة القابضة على الامبراطوريات المانية وفرنسية وغيرها بل والحضارات حتى ان ديورانت يقول عن هولندا حضارة هولندا، ولايعني هذا مدح البروتستانية ولكن نقول ان تغييرا مااحدث صدمة فخرجت فرق وجماعات وحدث صدام ونشأ علماء وهرج ومرج حتى تسلل العلم الاسلامي في مجالات كثيرة بدرجات الى اوروبا الهمجية فتغير شكلها الداخلي وجوها الفكري والعلمي
فالنقد الاسلامي يؤمئذ غير اوروبا تماما فانقلب الغرب غير الغرب
وهانحن نرى اليوم فتوحات قد لايهتم بها كثير من الناس ولاحتى طلبة العلم المشغولون بقضايا داخلية انستهم الجيوش الجرارة الواقفة عند حدود البحار والانهار وفوق السحاب وعلى الحدود بل داخل بلاد الاسلام
ان هذا النقد الجديد سيغير ايضا من اوضاع حديثة وبصورة لايعلم مداها الا الله الا اننا نرى جبال من برد نقى تتنزل من آفاق كتاب المسلمين في وقتنا الحالي وببراهين قوية مسددة بدقة!
انظر وانت اخي عبد الرحمن الى كتابات مراد هوفمان كيف استفاد من كتابات نقدية اسلامية فجاءت اغلب كتاباته نقية من شوائب ربما اصابت غيره
ولاشك ان كتاباته فتح عصري اغتاظ له-او منه- اركون كما اغتاظ طيب تيزيني من موريس بوكاي مع انه استفاد من كتاباته في مجلده المسمى من الله الى يهوه بل استخدم نتائج بحوثه وخدمها في غير محلها!
وعلى كل فسنة التدافع تقتضي عملا كبيرا كالذي تقومون به
فلله الحمد والمنة على عدم خلو العصر من امثالكم جنبا الى جنب مع العلماء زغلول النجار- فاضل السمرائي- عماد الدين خليل وغيرهم رحم الله الجميع وغفر لنا ولهم
ـ[طارق منينة]ــــــــ[09 Aug 2010, 09:09 م]ـ
انتهيت من قراءة المقال كله ولله الحمد
وابتسمت وانا بأقرأ اضطراب نصر ابو زيد وهو يصحح خطأ " الدولة الأموية" و" العلوية" وكيف عرض لنا الدكتور ابراهيم عوض التصحيح المرتبك لنصر ابو زيد والذي كشف عن الخطأ الأول وذلك ان عملية الفبركة التي اجراها على النص الذي إدعى أن خطأ مطبعي حدث فيه، زادت من عملية الكشف والضبط!
لماذا ابتسمت؟ ابتسمت لأني في المداخلة الأخيرة في هذا الرابط الي قبل هذه المداخلة وقعت في اخطاء من هذا النوع وحاولت تفاديها قدر الامكان -قبل ان لااجد للتعديل مجالا -ابتسامة- وبعد ان انتهيت منه بصعوبة ولااعرف هل خرج النص ركيكا كأغلب نصوصي ام لا، اقبلت بهمة ونشاط على بقية المقال حتى وصلت إلى مسألة (الخطأ المطبعي) لنصر!
فابتسمت انني لم اقع تحت تشريح الدكتور عوض وهو تفكيك أوقعه على كل جوانبه، وبصورة غاية في الخبرة والحنكة والعلمية-حتى إنك لاتجد عذرا واحدا لنصر ابو زيد في كذبه بأن ماقع في النص كان خطأ مطبعي!
المسألة الأهم من هذا ليس انه لم يعترف بالخطأ ولو فعل، فوالله لكبر في عيني وعين كثير من الصعار أمثالي وأعين الشيوخ والدكاترة أمثال الدكتور عوض، ولكنه راح يشتم ويرغي ويزبد في محاولة منه للتغطية على الخطأ الذي يمكن فعلا أن يقع فيه أمثالي لاأمثاله أي والله لكن زاد الرجل على على ذلك هجومه العنيف على مكتشفي الخطأ ولاعرف ماذا كان ينتظر لنيل شهادة كالتي تقدم لها اذا كان لايقبل تصحيح كهذا!
.. وهو أمر يدل على تمكن العداوة في قلوب هؤلاء الناس واذا مررت بنظرك على صفحات كتاب الفتكير في زمن التكفير وعلى جملة الشتائم التي فيه فستعرف مرمى كلامي.
ويمكن أن ترى هذا الغل المتراكم المتراكب المتكلس في كل مقالات جابر عصفور وأظن أنه كان استاذ نصر ابو زيد
سبحان الله
لقد سجل التاريخ الاسلامي على بعض الصحابة الكبار اخطاء كما سجل لهم تواضع جم في الاعتراف بها
لكنه الغل والغلو العلماني الساقط
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[10 Aug 2010, 02:27 ص]ـ
أولاً: أشكر الدكتور إبراهيم على هذا الجهد المبارك، وعلى التميز والعمق في الطرح، وننتظر منه الكثير.
ثانياً: إني لأحمد الله الكريم لوجود هذه الجهود المباركة وهذه الشخصيات الكريمة المعطاء مثل د. إبراهيم عوض والأستاذ طارق منينة وغيرهم ممن قد علت همتهم ليتصدوا لهذه الزمرة ولهذه الأفكار العفنة لينفوا خبثها ويكشفوا عوارها.
وأحمد الله الذي عافانا مم ابتلى به الأقوام الضلال، وأسأل الله أن يثبتنا على الإسلام حتى نلقاه وهو راض عنا.
ثالثاً: هذه الجهود المباركة تؤتي ثمارها بإذن الله بصورة أبهى وأقوى تأثيراً متى ما توحدت الجهود وتعاونا لنصرة كتاب الله وكشف زيف الطاعنين فيه. وأحسب أن مثل هذا الملتقى هو منبر يساهم في هذا. نسأل الله أن يعيننا وأن يجعلنا ممن ينتصر لكتاب الله وسنة نبيه صل1 مخلصين له وحده.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طارق منينة]ــــــــ[11 Aug 2010, 04:26 م]ـ
بارك الله فيك اخي حاتم القرشي
ارى ان بحث الدكتور مهم ويجب نشره على اوسع نطاق
ـ[طارق منينة]ــــــــ[15 Aug 2010, 06:15 ص]ـ
مااردت قوله ايضا هو ان كارين آرمسترونج اطلعت من كتابات عربية على الفكر الاسلامي مثل كتابات اركون وادوارد سعيد والاخير عمل على صنع توازن ما في موقفها من الشرق الا ان الاول وهو اركون عمل على احداث خلخلة ما في موقفها من التاريخ الاسلامي المعاصر وموقفها من الحداثة والاسلام!
فكتبت في كتاب ضخم لها تؤرخ لفترة الحروب الصليبية الى يومنا هذا متاثرة ايضا بمكسيم رودنسون ومنتجمرى وات وايضا تاثرت بهم في الموقف الايجابي والسلبي من الرسول في آن واحد، واظن ان موقفها الايجابي مشهور اما الموقف السلبي فهم نزوعها العلماني واتخاذها موقف وات في النظرة الاقتصادية الى النبوة والتفسير الاقتصادي للدين مع تأثرها بمذاهب حداثية وقد استعانت برودنسون ايضا وكتاب عرب
ولذلك قلت انهم يطلعون على كتاباتنا ولاشك ان كتابات الدكتور عوض تصل بصورة اما مختصرة واما مكتملة لبعض المستشرقين او الذين اسلموا من اهل الغرب من اهل الفكر والعلم والسياسة مثل مراد هوفمان
فالتدافع مهم جدا فمالايدرك كله لايترك كله.
وارجو الله ان يطيل في عمري فاكتب كتابا كبيرا في تحليل كارين آرمسترونج فان المكتبة الاسلامية ينقصها مثل هذا الكتاب وربما يقوم الدكتور ابراهيم عوض بكتابة في هذا المجال ولاارى كاتبا اسلاميا اخر يمكنه القيام بهذا العمل المهم جدا نظرا لطول باع الدكتور في المجال النقدي وايضا نظرا لصبره وعلمه وتوازنه وغير ذلك-وهذا تحريض مني لاستاذنا-ابتسامة
ولايظنن ظان ان الامر يقف عند حدود مقال يكتب في بلاد الشرق فيقف عنده فوالله لقد رأيت كتب سيد قطب في كثير من مكتبات هولندا العامة
ومنها المترجم بالانجليزية ومنتشر جدا
فالامر لايقف عند حد الجغرافيا العربية
ولذلك فرحت بمقال دكتورنا الاستاذ الكبير وتحليله الرائع
فهو قلم يعبر الآن عنا خصوصا في مجال نقد الفكر العلماني ويمكن للغرب ان يطلع على العقل الاسلامي الناقد من خلال حججه الساطعة ونقده العلمي السديد
فلله الحمد والمنة
ـ[إبراهيم عوض]ــــــــ[19 Aug 2010, 02:26 م]ـ
لم يؤخرنى عن التعقيب على ما كتبه الصديقان الكريمان إلا الخجل مما قالاه، ومعروف عنى أننى أستحى من الرد على تعليقات الأصدقاء لهذا السبب، فأرجو أخذ هذا بعين الاعتبار وعدم الظن بأنى لا أبالى بشكر الأصدقاء الأعزاء، ولهم منى كل شكر وتحية ومودة ودعوة طيبة. جعلنا الله عند حسن ظنهم، وتقبل منا ما نكتب وعفا عن زلاتنا بكرمه ومنه ولطفه، وبارك الله فيهم ولهم وعليهم. آمين يا رب العالمين.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[20 Aug 2010, 02:58 ص]ـ
سلمت يمينك يا دكتور إبراهيم .. !
أرى أن يوضع هذا العمل في صورة كتاب وورد ..
وذلك بنسخه وفهرسته وعمل ما يلزم له من الهوامش ..
وهكذا سيمكن نشره في مختلف المواقع كالمشكاة وصيد الفوائد وغيرها من المواقع ..
فما رأيكم دام فضلكم .. ؟
خاصة أني ألاحظ أن أعمالكم لا تلقى الانتشار اللازم الذي تلقاه أعمالٌ أقل ثقلاً وأهمية ..
والله يوفقكم ويبارك في أعمالكم ..
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[20 Aug 2010, 03:52 ص]ـ
رأي موفق يا د. هشام، وكتابة د. إبراهيم تستحق النشر على نطاق واسع، ليعم الانتفاع بها.
وبالفعل قد وضعت مقاله هذا في ملف وورد وهو بحاجة لتنسيقات وبعد هذا سنقوم بوضعه هنا في ملف وورد وينشر في غير الملتقى من مواقع.
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[08 Sep 2010, 11:43 ص]ـ
أحسن متصفّح لتصفّح ملتقى أهل التفسير هو الانترنت إكسبلورر، فالجوجل كروم لا يعرض الشعر المنسق البتة، والموزلا فايرفوكس يُظهر الكلمات متلاصقة غير منفصلة عن بعضها كما أراد لها كاتبها، ومع ذلك فقد شاء الله أن أفتح الموقع البارحة بالموزلا لا بالإكسبلورر وبرغم أنه قاصر عن الوفاء بالمراد إلا أن شوقي لإكمال قراءة الموضوع حملني على أن أسابق الكلمات وأباري تتابع السطور حتى أكمل الموضوع.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد أن أنعم الله علينا بالشبكة العالمية التي ستحدث أكبر ثورة ثقافية واجتماعية في التاريخ لأنها طوّرت التواصل بما لم يحلم به نبهاء الناس ونابغوهم قبل عشرين سنة! صحّ معه كلّ الصحة قول برتراند راسل إن سهولة النشر ليست نعمة بحد ذاتها لأن الزيف يمكن نشره بنفس القدر من السهولة التي تنشر بها الحقائق والفضائل فوجب أن يُشرف على عملية النشر ضمائر حية مخلصة للإنسان والحقيقة. ولما كان طموح رسل بعيد المنال فلا يمكن ضبط ما ينشره الناس ويريدون أن يلقوهُ علينا أصبح لدينا دليل واحد على ما نطمح إليه من حقائق مجلاة وفضائل مكشوفة ألا وهو (الأسماء والتواقيع)، فلكي تشتري عسلا غير مغشوش عليك أن تبحث عن (ثقة) وحين كان العلم رواية قيل (إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم) مما يمكن ترجمته اليوم إلى (إن هذا الفكر سلاح ذو حدين فانظروا لمن تقرءون وعمن تتلقون) فالمحارب للفكر والعقل والتنوير باسم الدين والدفاع عن السنة والعقيدة الصحيحة يُعميك والداعي إليها على غير بصيرة ورشد وتعمق يُضلك سواء السبيل. فلما برق أمام ناظري اسم الدكتور إبراهيم عوض متحدثا عن نصر أبو زيد فتحت المقال على (انتقائيتي ومزاجيتي) لا رغبة في القراءة عن أبي زيد رحمه الله ولكن فقط لأن المقال موقع بتوقيع إبراهيم عوض حفظه الله.
وما أردت أن أغمس اسمي فيه بين أعين الإخوة القراء في ملتقى متدين يجمع بين جنباته الكثير من المتدينين، ولا سيما مؤخرا حيث دبت إليه جيوش أهل القص واللصق حيث قد أُعطوا ضوءا أخضر من أهل الدار والقائمين على النديّ فصرنا لا نجد مثل هذا المقال إلا بين الفينة والفينة. وازدحام المنتدى بالقص واللصق له محاسنه لأن في القراء من يرى كل شيء جديدا إما لجدته على التصفح أو على متابعة الشؤون الفكرية الإسلامية والعلوم الشرعية لكنها (للانتقائيين المزاجيين) من أمثال كاتب هذه السطور مما يجعلني أغيب كثيرا عن المنتدى مستقريا استقراء ناقصا أن كثرة القص واللصق وتطفّل محاربي العقل باسم الدين والدفاع عن العلوم الصحيحة أمر يطم الحقيقة والفضيلة ويعميها. ما أردت أن ألفت الانتباه إليه أن هذا المقال فاضح للمتدينين المنغلقين المحاربين للعقل باسم الدفاع عن السنة والعقيدة الصحيحة ممن يكتبون ويصمّون آذاننا بحشف وسوء كيلة كما تفضح ناقصي البضاعة من "العقلانيين" و"التنويريين" الذين ليس لديهم توازن بين الكليات والجزئيات في تناول التراث الإسلامي الثر.
هؤلاء المتدينون من خريجي كليات الشريعة ومن موظفي الأوقاف يجعلون العلامة الجابري وأدونيس في نفس الخانة!!! لأنهم إنما يحاربون كل معقول، وحين يروا اسم فلسفة أو عقل أو تحليل يصابوا بالصداع والتماع العين واهتزاز الرقاب ليقيئوا دمامتهم على الناس ويسوّدوا صفحات الأوراق وجنبات الآفاق ببداوتهم وجهلهم غير المسبوق. وليس الجهل في حد ذاته بعيب ولكنه يصبح إسفافا وفسولة لا تطاق وهو يدّعي العلم ويلبس مسوحه.
هذا المقال النادر المثال في ما يكتب بالعربية على الشبكة اليوم يقسم الناس إلى صنفين جاهل وعالم، والجاهل إما متدين يريد أن يسود بجهله فيستخدم تمجيد الكليات (القرآن، السنة، العقيدة الصحيحة، الفرقة الناجية) لمحاربة العقل والتنوير والتحليل والفهم أو (الجاهل الثاني فهو) عقلاني حداثي يجهل مفاتيح التراث وهي العلوم اللغوية والشرعية ومصادرها الأصلية ويستخدم مصطلحات مترجمة لا يفهمها حتى هي في أسيقتها الواقعية ويريد أن "يبدع" في فهم التراث دون أن يأتي البيوت من أبوابها. ولا شك أن كلا من الفئتين على طبقات، طبقات من حيث حسن النية وسوءها وغموضها ووضوحها ومن حيث نسبية امتلاك الآليات وعدمه. وأما العلماء فهم نوعان أيضا نوع متعمق في جانب واحد إما التراث الإسلامي والعلوم الشرعية لكنه يدرك بعلمه جهله بالعلوم العقلية وبالفلسفة والتحليل وبجهود الغرب في كل من الفيلولوجيا وعلم تحليل النص فيحجبه علمه وأخلاقه عن انتقاص ما لا يفهم أو التشبع بما لم يُعطَ، والنوع الآخر من قرأ العقليات ودرس الفلسفة ومناهج النصوص لكن بضاعته في العلوم الشرعية والتراث الإسلامي قليلة لكنه لا يضع نفسه في موقع الند لأحد لأن الأطراف لديه غير واضحة المعالم، والنوع الثاني من العلماء هم من امتلكوا الآليتين وإلى هؤلاء نتطلع وعن
(يُتْبَعُ)
(/)
أمثالهم نبحث،ويبدو، وأستغفر الله من التشاؤم والتثبيط، أن العلماء عندنا قليل بسبب أكثر من سبب. وإذا ارتقينا درجة أعلى في التقسيم والتصنيف اكتشفنا أن كلا من هؤلاء هو نتاج (برامج التعليم في العالم الإسلامي)
يشرف عليها وزير تملق إلى أمير فأصبح وزيرا ووضع في قيادة الكليات والمؤسسات من يحسن التملق له أيضا. وهكذا دواليك فالنهوض بالتعليم في العالم الإسلامي يقوم على ضبط آليات القياس والتقويم وأن النجاح في كل مجال هو إما عالمي أو لا-نجاح، ولدينا تجربة اليابان لم تقلدها إلا ماليزيا فامتازت علينا فما لنا نمشي في الوعث إعراضاً عن الجددّ فأنى تؤفكون!
جاء هذا المقال ليكشف للمتدينين الظلاميين من محتكري العقيدة الصحيحة ومسفّهي مخالفيهم من أقطاب التراث الإسلامي أن ليس كل ما هو عقلاني ضلال ولا كل ما هو تنويري ليس من الفرقة الناجية. وأن العلم قد تشعّب وتوسّع وأنك لا تستطيع أن ترفض من الخارج بكل سهولة ويسر لأنك ستبدو سمجا أشد حماقة من باقل وأحيانا وقحا سيء الأدب رغم ما تتوهمه أو تكونه من حسن نيتك، وليقول لدعاة الحداثة والتنوير إن سياسة المصالح وهي غريزة حيوانية هي التي تسيّر الأفكار وترفع الأسماء لا الإبداع الفكري والتنويري ولا هم يحزنون.
وبوصفي أتابع الإسلاميين في الثلاثين عاما الأخيرة وقد شاء الله أن يحيينا في عصر الثورة الثقافية الاجتماعية الكبرى التي جاءت بها الشبكة العالمية فإن حاجتنا إلى مقال بهذا المستوى وشخص يصبغ الأفكار بألوان تبين وضوحها كالعلامة إبراهيم عوض حاجة ماسة جداً، لأن فينا صفات جعلتنا آخر الأمم ولا نور في نهاية النفق أهمها ما يأتي
- قال الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح
يتقيأ الماضي الدمامة فوق حاضرنا الدميم
قام الكسالى من المتعصبين لتراثهم وانتمائهم وعُقدهم بمحاربة كل تنوير لا ينسدل تحت عباءتهم فالإمامية من أتباع دين الفرس وعبيدهم الذين هم ضحايا تراجيديا الحسين بن علي ومأساة كربلاء قد عَمُوا عن إدراك أن الشعب الفارسي وقد طُرِد من التاريخ قد تقنَّع بقناع مأساة كربلاء وساوى في لا-شعوره بين (مأساة الطف) وبين (مأساة سقوط إمبراطورية الفرس فجأة)، ولم يوجد مؤرخون لا في إيران ولا في جامعاتنا العربية يكشفون عن اللاشعور الفارسي الذي حمل الفرس على اختراع إسلام خاص بهم ينفّس عن كرههم للعرب ويعبدون أسرة عربية!
- أقنعة الفرس يجب على المؤرخين أن يحللوها ويقدموها للناس
كرهوا عمر بن الخطابرض1 وقتلوه لأنه أسقط دولتهم وبدلا من أن يشكروه على إدخالهم في الإسلام قاموا فادَّعوا أنه خان وصية النبي ليكون كرهه مبررا دينيا، ولما ظل الناس يحبونه قاموا فاختلقوا أنه رفس الزهراء فاطمة فأسقطها جنينا (إيوان كسرى= ضلع الزهرا)، ولأنهم حسدوا العرب على النبوة قاما فقلدوها لاشعوريا، قاموا بحجز مقعد في الملأ الأعلى لكائن متخيل على يمين جبريل أسموه صاحب الزمان، "يلتقي به مراجعهم" كما كان النبي يلتقي بجبريل، وهكذا صار مراجع الإمامية كالأنبياء في أعين الدهماء.
لقد كان من سوء حظ الإمامية وأمة الإسلام معها أن اعتمدت هذه المدرسة على ستراتيجية (البرمجة العاطفية) فقد أدركت الفلسفة منذ أفلاطون أن العواطف تقع بين العقل والغرائز تتأثر وتؤثر بكل منهما فنتج عن ذلك أن الذي يبرمَج عاطفيا يظل عقله مشلولا لما بُرمِج عليه.
وهذا هو السر في أن الإمامي يصبح دكتورا أو يسافر إلى مجتمع غربي عقلاني ويظل يوظف كل ما يكتسب من خبرات في خدمة ما بُرمج عليه عاطفيا. فهو لا يستطيع حتى أن يستنبط من تسمية علي بن أبي طالب لولده (عمر) بعد وفاة عمر أن فيها دليلا على أن عليا لا يكره عمر لأنه لا يوجد إنسان في الدنيا يسمي ولده باسم من يكره!
(يُتْبَعُ)
(/)
ولاالتيار الثاني من المتقوقعين ضد العقل والتحليل وكل ما أنتجته الإنسانية والحضارة المعاصرة من حكمة هم التيار السني المنغلق على نفسه من دعاة "الفرقة الناجية والعقيدة الصحيحة" الذين حرَموا الأمة حتى من شيوخها ومفكريها بسبب أنهم لا ينضوون تحت عباءة أهل هذه "الفرقة"،!! على هؤلاء في المملكة وغيرها أن يكفّوا عن تحريم السينما ووسائل التثاقف بين الأمم بحجة تحريمهم للتصوير، إنهم بلاواقعيتهم هذه يجعلون ملايين الأطفال من ابناء المسلمين بلا وسائل سينمائية فيتركون للسينما العالمية بأهوائها المضللة والمعادية تربّي أبناءنا لكي نطيع اجتهاد الشيخ فلان والشيخ علان. لقد جعلَنا انغلاق المشايخ في آخر ركب العالمين، ويجب أن نفتح النقاش على مصراعيه بندوات حقيقية جادة تنتهي بوجوب استخدام وسائل نشر ثقافة الإسلام وقيمه وفكره الناصع وعقيدته الصافية كما مارسها الرسول صل1 وأصحابه بكل ما تملكه الإنسانية من وسائل، وينبغي تسخير أموال النفط لبناء دار سينما إسلامية ومؤسسات نشر عملاقة لأن الدعوة إلى الله في عصر الاتصال تقتضي استخدام وسائل الاتصال.
لاشك أن دورة التاريخ ستجعل هذين الكيانين يعبِّئان الأمة ويحتربان، لأن الحرب بين الإمامية والأمة حتمية وهي الآن مسألة زمن فقط، لكنها ليست نهاية الأمة ولا نهاية التاريخ بل سيظل الحل الأمثل أو على الأقل الضرورة هو الاستفادة من تجربة الشعوب الغربية في بناء الدولة العصرية وتنظيم شؤون الناس وهذا لا يتمّ إلا بالرياضيات الحديثة والعلوم التجريبية والفكر الفلسفي التحليلي.
إن محاربة العقل هي الأخطر على الأمة كما تتبدى اليوم، وإن قاعدة (أن النجاح إما عالمي أو ليس بنجاح) يجب أن يطبقها المسلم في كل ما يقدم عليه من أمر.
إن توظيف أموال النفط لقيام تعليم حقيقي منتِج لمُخرَجات عالمية هو الفرصة الوحيدة للأمة من الانقراض.
إن مواجهة الفكر الفارسي الإمامي يجب أن تكون بشيئين أولهما سياسة إعلامية تمنع الإعام الإيراني من البث باللغة العربية، أو على الأقل لا يلتقط بثه بأقمارنا الصناعية ولا في مجالاتنا، وثانيتهما تطوير العلوم العقلية والرياضية ومنع شيوخ الدين من محاربة كل جهد عقلي وتحليلي باسم الدفاع عن السنة والدين، لأن عدو الأمة الحقيقي ليس العقلانية ولا الفلسفة ولا العلوم الرياضية والتجريبية بل اللامعقول الفارسي الإمامي والانغلاق الحنبلي السلفي الذي يمزج بين العبادات وبين طرائق التفكير.
سيتمخض ربع القرن القادم عن حراك فكري غير مسبوق وصراع بين تراثات وولاءات ولا حل للأمّة إلا بالانخراط في مسيرة الإنسانية
العلمية والفكرية، وأمامها معوّقات لم تُبد إلى حد الآن أية علامة على إمكانية تجاوز لها.
وما أشك أن مقال الدكتور إبراهيم عوض والدكتور إبراهيم عوض نفسه بروحه المتطلعة والمستنيرة المحافظة على الثوابت ومن كان على مثل ما هو عليه هم الحل الوحيد على المدى المنظور للأزمة القائمة. روي عن بيكاسيو أن سئل كيف نميز بين الفن الأصلي والزائف فقال إنها مسألة تواقيع فكل ما ينتجه الفنان هو فنّ، واعتقد من خلال خبرتي مع القراءة أن كل ما ينتجه العالم هو علم أيضاً.
والله من وراء القصد
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[08 Sep 2010, 09:17 م]ـ
الأخ د. عبدالرحمن الصالح:
قرأتُ تعليقك على ما كتبه د. إبراهيم عوض، ولدي فيه وقفات:
الأولى/ أنك أدخلت في تعليقك ما لا يمت لمقال د. إبراهيم عوض بصلة بتاتاً، بل وليس من تخصص هذا الملتقى، فموضوع محاربة السلفيين للعقل، والفرقة الناجية، وتحريم السينما ... إلخ، ليس هذا مكانها، وفقك الله.
الثانية / واضح الحِدَّة والانفعال في تعليقك، وأنك أخذتَ الموقف المخالف من خصومك بعنف وتصعب _ وهو ذات ما تُنْكِره على مخالفيك _ ولا أظن هذا يؤول إلى وصف فكرة أو تحليل واقع أو حكم دقيق.
الثالثة/ لقد أطلقتَ ألقاباً وألفاظاً على مَنْ تُخالفهم في المنهج أو تطبيقاته لا تليق كـ (الظلاميين، المنغلقين، المحاربين للعقل، المتقوقعين ضد العقل، التيار السني المنغلق)!! ألم يكن الأجد بك مناقشة الفكرة ونقدها من وجهة نظرك دون اللجوء إلى هذه الألفاظ؟!
ثم تأمل قولك هذا وهل هو نقاش موضوعي فيه أدب الحوار أو الخلاف:
للمتدينين الظلاميين من محتكري العقيدة الصحيحة ومسفّهي مخالفيهم من أقطاب التراث الإسلامي أن ليس كل ما هو عقلاني ضلال ولا كل ما هو تنويري ليس من الفرقة الناجية.
ولاالتيار الثاني من المتقوقعين ضد العقل والتحليل وكل ما أنتجته الإنسانية والحضارة المعاصرة من حكمة هم التيار السني المنغلق على نفسه من دعاة "الفرقة الناجية والعقيدة الصحيحة" الذين حرَموا الأمة حتى من شيوخها ومفكريها بسبب أنهم لا ينضوون تحت عباءة أهل هذه "الفرقة"
كما أني لن أتطرق لما رميتَ به هذا الملتقى، فالقراء يعرفون الحقيقة ويشاهدون، ولستُ بصدد الدفاع عن ذواتنا، وإنما أبين أن لنا في هذا الملتقى سياسة عامة منشورة رضيناها لأنفسنا ونسعى جاهدين لتطبيقها وعدم مخالفتها.
وختاماً أسأل الله أن يلهمنا وإياك السداد والتوفيق في الأمر كله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[08 Sep 2010, 10:46 م]ـ
يبدو أنني فعلا كنت منفعلا!
أنا أعتذر لكل أخ مسلم ساءه أو أحفظه بعض ما كتبت
ليس من غرضي ولا من مقصدي أن أخالف أحدًا من المسلمين في شيء ولكني أنتمي إلى أمة أريد لها الخير
وأغار عليها أن أراها دون المأمول بين أمم الأرض.
أكرر أني لا أرد على فرد بعينه بل على ما يبدو لناظريّ القاصرين مُعيقاً من معيقات النهضة.
وأنا أشكر للمشرفين الكرام سعة صدورهم وقبولهم لتعدد الآراء في المنتدى الكريم وهذا من علامات صحة النية
ونبل المقصد ورقيّ الأخلاق ولا ريب
وأما قضية أني ذكرت في المقال ما ليس في مقال الأستاذ إبراهيم عوض حفظه الله فصحيح ولكنه
من آثار مقاله فيّ،، وأنا أعتذر للأستاذ عوض إذا كنت دخلت دارته بما قد لا يتفق فيه معي.
غفر الله للجميع في آخر أيام رمضان، وكل عام وأنتم بخير
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[09 Sep 2010, 11:33 م]ـ
أشكر للدكتور عبدالرحمن الصالح هذا الخلق النبيل منه، وأحيي فيه هذه النية الحسنة لإرادة الخير للأمة الإسلامية.
وأهنيك بعيد الفطر المبارك، فكل عام وأنت بخير.
ـ[طارق منينة]ــــــــ[10 Sep 2010, 01:00 ص]ـ
في الحقيقة صعب جدا على كثير من الناس التراجع عن بعض ماقالوه ولذلك احيي اخي الدكتور عبد الرحمن الصالح على هذا الكلام العلني فمثله يندر ذكره في زماننا خصوصا في المنتديات التي يصعب ان يقوم احد الناس بالتنازل للآخر او بالاعتراف بالخطأ، فشكرا للدكتور على هذه الهدية الثمينة التي تُعلم الاقتداء ونزع الخيلاء
وانا والله اتعلم منكم جميعا وان كنت احضر رد على بعض ماقاله الدكتور الا ان الرد ينطلق من حرصي على الخير كما انه وانا اقدم بين يديه الآن اقول انني لست دكتورا ولاخلافه فانا بمنزلة العقاد-ويمكن تسميتي ب"أمي العلماء" وانا طالب علم عليهم جميعا وشهادتي هي التوحيد- بل العقاد افضل لغة واطلاعا ونشاطا لكني مااريد الا الإصلاح مااستطعت وماتوفيقي الا بالله عز وجل
تقبل الله منا ومنكم
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[11 Oct 2010, 09:35 ص]ـ
حقاً لقد ساءتني لغة الخطاب التي غلبت على تعقيب الدكتور عبد الرحمن الصالح وتلك التعميمات التي صدمت المنهجيات العلمية في النقد .... وأحالته نقداً إنفعالياً هجومياً ويؤسفني أن أقول أن الضرب بهذا المعول والتصدير بهذا اللون من الخطاب والطَرْقِ أو الصفع على رأس كل من الفريقين (في اليمين وفي الشمال) لم يكن في الحقيقة غير تسويق لهذه الفكرة المراد غرسها وكأنها معالم الخلاص لهذه الأمة كما في بيانه:
((بل سيظل الحل الأمثل أو على الأقل الضرورة هو الاستفادة من تجربة الشعوب الغربية في بناء الدولة العصرية وتنظيم شؤون الناس وهذا لا يتمّ إلا بالرياضيات الحديثة والعلوم التجريبية والفكر الفلسفي التحليلي.
إن محاربة العقل هي الأخطر على الأمة كما تتبدى اليوم، وإن قاعدة (أن النجاح إما عالمي أو ليس بنجاح) يجب أن يطبقها المسلم في كل ما يقدم عليه من أمر)).
أخي الدكتور عبد الرحمن تجربة الشعوب الغربية في صراعها مع الكهنوت بل انتصارها كانت ثمرة سننية لطغيان سلوكي وتعسف مقيت من رجالات الكنيسة في سعيهم لبسط سلطان ثقافة أطفئ سراج عقلك واتبعني أما عندنا فالقضية ليست كما تراءت لك فهونا هونا وعودا إلى نظر رشيد سديد في حقيقة الصراع والمفارقة فيما بين الفريقين ......
كل هذا مع شكري العميق وتقديري لبيان أسباب الانفعال والاعتراف به والاعتذار عما سببته من آثار في إخوانه أبناء دينه وهم كذلك
وأرجو من الدكتور إبراهيم المتابعة في كشف عوار هذه الثلة من المستغربين ومسوقي الفكر العلماني في أمة جاءها الهدى من ربها ويراد لها أن تتنكب لهدي ربها مصدر عزتها وسؤددها ومن ثم لتهوي في واد سحيق من البعد عنه وتخطفها أطيارهم الكاسرة ووحوشهم الضارية بحجة الوسطية باتباع معالم التنوير العلماني وتبني العقلانية المزعومة وكأن ثمة صراع بين الإسلام والعقل(/)
نصر أبو زيد: أغلاط ومغالطات (2 - 2)
ـ[إبراهيم عوض]ــــــــ[09 Aug 2010, 04:31 ص]ـ
نصر أبو زيد
أغلاط ومغالطات
(2 - 2)
د. إبراهيم عوض
وهو يرجع غضب المسلمين من رواية سلمان رشدى إلى أخطار من صنع أوهامهم وخيالاتهم (انظر ص74)، وكأن الرواية بريئة مما نسبه إليها الغاضبون، وليست ممتلئة بل تفيض فيضانا بالهجوم على الله والتطاول عليه وعلى الإسلام والرسول وسيدنا إبراهيم والقرآن والصحابة، حتى إن شخصياتها لتشتم الله وتجدف فى حقه، وتسمى إبراهيم عليه السلام بـ"ابن الحرام"، وتسخر من كتاب الله بزعم أنه يتدخل حتى فى تنظيم عملية الفُسَاء وتحديد الجهة التى ينبغى أن يستقبلها المسلمون حين يريدون أن يخرجوا ريحا. والملاحظ أن نصر أبو زيد يأخذ دفاع سلمان رشدى عن روايته الشنعاء على أنه كلام صحيح، ويحاول أن يقنعنا أن الرواية ليس فيها ما يناقض الدين، مع أنها كلها من أولها إلى آخرها تناقض الدين بل تشوهه وتسخر منه وترسم له صورة فى منتهى القبح والشنع والتوحش والإجرام والميكافيلية. يقول سلمان رشدى حسبما نقل عنه نصر أبو زيد نقل المصدق لما يقول: "ليس فى الرواية هجوم على الإسلام ولا تتضمن أى استهزاء بالعقيدة. كما أنها لا تعنى توجيه إهانة لأحد. وأنا أشك أن يكون الإمام الخومينى أو أحد من المعترضين فى إيران قد قرأ الرواية، بل هم فى الغالب يستندون فى أحكامهم على الرواية إلى العبارات أو الجمل المنتزعة من سياقها ... وإنه لأمر مخيف أن يكون رد الناس بهذه الدرجة من العنف ضد رواية، مجرد رواية، يتصورون أنها تهدد العقيدة وتقف ضد التاريخ الإسلامى كله" (نفس الصفحة الماضية).
وأستطيع أن أؤكد تأكيد من قرأ الرواية لدن صدورها ووَضَع عنها كتابا من مائتين وخمسين صفحة لم يكد يترك فيها شيئا لا فى اللغة ولا فى البناء الفنى ولا فى الموضوعات التى تناولتها ولا فى النزعة الأدبية التى اعتمدها صاحبها فى كتابتها، وهى النزعة الخُرْئِيّة المغرمة بالبذاءات ولحس الوساخات وتشمم الفضلات ... إلخ، إلا وفصل القول فيه تفصيلا، أستطيع أن أؤكد أن رشدى كاذب كاذب كاذب فى كل ما يقوله عن خلو الرواية من الإساءة إلى الدين أو إلى أحد من المسلمين. وما دام قد تطرق لسيرة الخومينى فلا بد من القول بأنه قد صوره تصويرا بشعا يبعث على النفور والقهقهة، ومسخه على نحو شنيع أخرجه من الإنسانية تماما جاعلا منه كائنا عجيبا لا ندرى إلى أى جنس من المخلوقات الوحشية ينتمى. بل ليغلو رشدى فى الهجوم على الإسلام والمسلمين فيدعى أنهم فى قرية من قرى الهند قتلوا بعد صلاة الجمعة طفلا رضيعا تقربا إلى الله لأنه لقيط، مع أن شيئا من هذا لم يحدث فى أى بلد من بلاد الإسلام ولا فى أية فترة من تاريخه، إذ ما ذنب هذا الكائن البرىء فيما صنعه والداه؟ ومعروف أن الإسلام، حتى عند مشاهدة أحدنا لامرأة ورجل يزنيان، يؤثر أن نغلق أفواهنا فلا نتكلم بما رأينا، بل نستر على الزانيين ولا نفضحهما، فضلا عن أن نشنّع بهما، طبقا لما قاله الرسول الكريم الرحيم لبعض صحابته حين حدثه عن زانيين رآهما: لو سترتهما بثوبك كان خيرا لك! فأين هذا مما يفتريه ذلك الكَيْذُبَان على ديننا العظيم؟ ثم يأتى د. نصر فيورد كلامه على أنه حجة مفحمة! ألا إنه لأمر عجيب!
كذلك يأخذ نصر أبو زيد على الخطاب الدينى تمسكه بعنصرين هما النص والقول بالحاكمية الإلهية (انظر ص67 من "نقد الخطاب الدينى"). والنص طبعا هو النص القرآنى كما هو واضح من عنونته لكتابه الذى يتناول دراسة علوم القرآن باسم "مفهوم النص". وإذا عبنا الخطاب الدينى بأنه يتمسك بالنص، أى النص القرآنى، فما الذى يبقى من الإسلام؟ وبأى نص يا ترى ينبغى أن يتمسك المسلم؟ برأس المال مثلا؟ أم بـ"مفهوم النص"؟ إن القرآن هو دستور المسلمين ومدوَّنة شريعتهم وكتاب عقيدتهم. فإذا نبذوه وراء ظهورهم واشتروا به مشورة أبو زيد حتى يرضى عنهم فهل يظلون حينئذ مسلمين؟ وهل القرآن معيب حتى نتبرأ منه؟ قد يراه بعض الناس كذلك، ويَرَوْن أن الرسول هو مؤلفه، وأنه حتى لو كان مفيدا فى وقته فقد تجاوزه الزمن. فليكن، فكل إنسان حر فيما يعتقد. والمسلمون بنفس المبدإ أحرار فيما يؤمنون به، ومن واجبهم، لا من حقهم فقط، أن يتمسكوا بالنص القرآنى، وإلا ما كانوا مسلمين. ترى لم جاء الإسلام ونزل القرآن على
(يُتْبَعُ)
(/)
الرسول محمد عليه الصلاة والسلام إذا لم نتمسك بتشريعاته وأحكامه وننزل على مبادئه الأخلاقية والفكرية والذوقية؟ أم ترى القرآن نزل من السماء لنلفه فى ورق سيلوفان ونضعه فى الدواليب ثم نخرجه من مكمنه لنستمتع بمرآه ولمسه فى المناسبات؟ الأمر فى حقيقته لا يخرج عن الاحتمالات التالية: إما أننا نؤمن بأن هذا الكتاب هو من عند الله فنعض عليه بالنواجذ ونجتهد بكل طاقاتنا فى تطبيقه، وإما أننا لا نصدق بإلهية مصدره، بل نعتقد بأن محمدا هو مؤلفه، لكنه كذب علينا قائلا إنه من عند الله أو توهَّم مخدوعا بحسن نية أنه فعلا من عند الله، وإن لم يكن فى الواقع من عند الله، وإما أننا نعتقد بأنه نزل من السماء، لكنه لا يناسب ظروفنا وأوضاعنا الآن لأنه ليس صالحا لكل زمان ومكان، بل للعرب وحدهم فى القرون الهجرية الأولى. فأما الاحتمال الأخير فأرجو ممن يقول به أو يتظاهر أنه يقول به، حتى لو لم يؤمن حقا بأنه من عند الله لا على سبيل التأبيد ولا على سبيل التوقيت، أن يدلنا على نص فيه أو فى الأحاديث النبوية يقول هذا. وأما الاحتمال الثانى فنحن بطبيعة الحال، بوصفنا مسلمين نؤمن بالله وبالرسول محمد عليه الصلاة والسلام لا نبيا فحسب بل سيدا للأنبياء أجمعين، نرفضه رفضا باتا قاطعا. وهو ما لا ينبغى أن يلومنا عليه أحد حتى لو رأى أن فى عقولنا مسا شيطانيا أو فى سلوكنا وتصرفاتنا وتفكيرنا تخلفا حضاريا. ومع هذا فلصاحب الاحتمال الثانى الحق كل الحق فى أن يعتقد به، ولا دخل لنا فى اعتقاده، وكل ما نستطيعه ويحق لنا فى ذات الوقت هو أن نرد على ما يقول بكلام مثله. وعلى القراء أن يوازنوا بين ما نقول وما يقوله هو ويختاروا ما يرونه مقنعا للعقل ومتسقا مع المنطق والحضارة والتقدم والسعادة.
ويتصل بهذه الدعوة السخيفة ما قاله أبو زيد فى كتابه: "مفهوم النص" من أن الحضارة الإسلامية هى حضارة النص، أما اليونانية فهى حضارة العقل، على حين كانت الحضارة المصرية هى حضارة ما بعد الموت (ص11). ومعنى هذا أن الحضارة الإسلامية لا علاقة لها بالعقل ولا صلة بينها وبين الحياة الآخرة، مع أن هذا وذاك غير صحيح. فالقرآن دعوة إلى استخدام العقل حتى فى قبول الإيمان أو رفضه، وفى تقييم شخصية النبى ذاته، ودعوة إلى طلب المعرفة، ولا شىء فيه يعدل السعى وراء العلم، والعلماء فيه ورثة الأنبياء ... كما يدعو إلى الاستعداد لما بعد الموت، ويحذر من الركون المطلق للدنيا ويؤكد لأتباعه أن ثم ثوابا وعقابا وجنة ونارا وسعادة وشقاء خلف هذا العالم. ثم هل الحضارة الإسلامية وحدها هى التى لها نص تتمسك به وتحترمه وتقدسه؟ أليس لدى الماركسيين البيان الشيوعى؟ أليس لدى النازيين كتاب هتلر المسمى: "كفاحى"؟ أليس لدى النصارى مجموعة الأناجيل؟ أليس لدى اليهود التوراة؟ أليس لدى الزرادشتيين الأفستا؟ أليس لدى الهندوس الفيدا؟ أليس لدى الطاويين الطاو تى تشينج؟ بل أليس لدى النحويين كتاب سيبويه؟ ألم يكن لدى التغلبيين معلقة عمرو بن كلثوم، الذى سخر منهم بسببها بعض الشعراء زاعما أنها ألْهتهم عن كل مكرمة لكثرة اشتغالهم بها وحفظهم لها وترديدهم إياها واستشهادهم فى كل صغيرة وكبيرة بأبياتها؟ ألم تكن مقدمة "كرومويل" لهيجو هى النص الذى يتمسك به كتاب المسرح الرومانتيكيون فى فرنسا وأوربا؟ ألم يكن كتاب "الديوان" هو النص الذى قلب دنيا الشعر والنقد فى وقته، ولا يزال الشغل الشاغل للشعراء والنقاد والباحثين؟ ثم إن حضارة النص معناها أن المسلم لا ينبغى أن يعمل شيئا سوى الالتزام بالنص عميانيا. فهل هذا هو الإسلام؟ وهل هكذا كان المسلمون؟
ترى ألو كان المسلمون يلتزمون بالنصوص (أى بآيات القرآن) عميانيا، أكانوا يسودون الدنيا فى عدد ضئيل من السنين ليس بشىء فى تاريخ العالم، فيقودونها سياسيا وعسكريا واقتصاديا وثقافيا، ويعتنق الناس دينهم ويتبنَّوْن أدبهم ويتحدثون ويكتبون بلسانهم على اختلاف مللهم ولغاتهم وثقافاتهم، ويحبون نبيهم ويفدّونه بالنفس والنفيس؟ وها نحن أولاء اليوم لنا عشرات الرؤساء، ونُعَدّ بمئات الملايين، ونعيش على رقعة ضخمة من البسيطة، ولدينا نفط غزير وأنهار كثيرة، وميزانيات بعض دولنا هائلة بشكل لا يخطر على البال، ومع هذا فنحن فى مؤخرة الأمم، ولا يحترمنا أحد، بل الكل ينظر إلينا على أننا ممسحة لأحذيتهم،
(يُتْبَعُ)
(/)
وكثير من مثقفينا (المثقفين اسما فحسب) ليسوا سوى عملاءَ رِخَاصٍ لهذه الدولة أو تلك، ولا يتصدر المسرح منهم إلا زبالة الزبالة، على عكس ما كان الحال أيام عز الإسلام، الذى ينغص على بعض الناس عيشتهم فى اليقظة والمنام، ويمررها ويصيرها نكدا وغما. ترى ماذا يريد هؤلاء؟ ألا إنهم هم المفسدون، وهم بما يعملون يشعرون.
كذلك من المضحك أن يحاول أبو زيد إيهامنا أن كتابه هذا هو الكتاب الوحيد الذى يبحث عن "البعد" المفقود في التراث الإسلامى، ذلك البعد الذي يمكن أن يساعدنا على الاقتراب من صياغة "الوعي العلمي" بهذا التراث. ولا يتأتى ذلك للباحث في القرآن إلا حين يعتمد أساسا على دراسة أدبية صحيحة لكتاب العربية الأوحد تُفَهِّمه للآخرين. فهذه الدراسة، فى زعمه، هي الكفيلة بتحقيق "وعي علمي" نتجاوز به موقف "التوجيه الأيديولوجي" السائد في ثقافتنا وفكرنا. إلاّ أن البحث عن هذا المفهوم وبلورته وصياغته لا يمكن أن تتم بمعزل عن إعادة قراءة "علوم القرآن" قراءة جديدة باحثة منقبةحسبما يقول (ص12 - 13 من الكتاب السابق). ومعنى هذا أنه يجعل من نفسه مهدىّ آخر الزمان، ذلك الذى طال انتظار المسلمين له على مدى القرون، ثم آن الأوان أخيرا بعد طلوع الروح أن يهل علينا بطلعته البهية. والله سلامات! فقد تعبنا من طول الانتظار لسيادة السلام فى الأرض حيث يصطحب الذئب الشاة فى يده ( engagé)، فيتنزهان ويتغازلان، ثم فى الليل يأخذها فى أحضانه ويأكلان أرزا باللبن، ثم بعد تسعة شهور ينجبان ذؤبانا وذئبات، وخرفانا ونعجات. أبوك السقا مات! لكنْ أىُّ غرور هذا، وأىُّ انحراف فى تقدير الذات؟ ألم يكن ثم مرآة يطالع فيها صورته ويرى نفسه على حقيقتها؟ أم إن المرايا التى حوله كانت "مرايا محدَّبة" تعكس الأشياء بصورة أضخم من حقيقتها؟ رحمك الله يا د. عبد العزيز حمودة، وبارك فى كتابك الذى أثار الزوابع وأقض مضاجع الجاهلين الحشاشين، ولا بارك الله فيمن تطاول عليك من كل عتل ذميم زنيم لا ترتفع رأسه إلى موطئ قدميك، على الأقل فى اللغة الإنجليزية وفى تراثها الأدبى والنقدى!
وفى كل من الصفحة الثلاثين والصفحة الثامنة والسبعين من "نقد الخطاب الدينى" نسمع كاتبنا يقول إن هناك مجالات فى الحياة لا تتعلق بها فعاليات النصوص القرآنية، زاعما أن الصحابة قد فطنوا إلى هذا منذ وقت مبكر. وهذا ما قاله بالحرف: "منذ اللحظات الأولى فى التاريخ الإسلامى، وخلال فترة نزول الوحى وتشكُّل النصوص، كان ثمة إدراك مستقر أن للنصوص الدينية مجال فعاليتها الخاصة، وأن ثمة مجالات أخرى تخضع لفاعلية العقل البشرى والخبرة الإنسانية ولا تتعلق بها فعالية النصوص. وكان المسلمون الأوائل كثيرا ما يسألون إزاء موقف بعينه ما إذا كان تصرف النبى محكوما بالوحى أم محكوما بالخبرة والعقل. وكثيرا ما كانوا يختلفون معه ويقترحون تصرفا آخر إذا كان المجال من مجالات العقل والخبرة. الأمثلة على ذلك كثيرة، وتمتلئ بها كل وسائل الخطاب الدينى وأدواته من كتب ومقالات وخطب ومواعظ وبرامج وأحاديث. ورغم ذلك يمضى الخطاب الدينى فى مد فعالية النصوص الدينية إلى كل المجالات (أى يحاول تكريس شموليتها كما سبق القول) متجاهلا تلك الفروق التى صيغت فى مبدإ "أنتم أعلم بشؤون دنياكم".
والحق أن هذا كلام غريب يرفضه التاريخ والعقل والإيمان، إذ ما دام هناك نص فلا بد من قبوله والعمل به. ففعاليته إذن مستمرة. والصحابة لم يحدث أن سألوا قط: هل نحن فى حل من تطبيق النصوص القرآنية؟ بل كان سؤالهم: هل هناك وحى بكذا أو لا؟ بما يعنى أنهم، حين يكون هناك وحى، فإنهم يعرفون تماما أنه لا مناص من تطبيقه. أما إذا لم يكن هناك نص فى الموضوع المطروح فكيف تكون هناك فعالية تعلَّق؟ هل يمكن أن تعلَّق فعالية لا وجود لها أصلا؟ ومع هذا فإن النصوص لا تترك شيئا دون أن تكون لها فعالية فيه. كل ما هنالك أن هذا قد يتم على نحو مباشر بحيث يقول النص فى موضوع من الموضوعات كلاما عاما دون تفصيل، مثل: "إن بعض الظن إثم"، و"قل: هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟ "، "وأمرهم شورى بينهم"، ويقول الرسول عليه السلام: أنتم أعلم بشؤون دنياكم، والمجتهد إذا أصاب فله أجران، وإذا أخطأ فله أجر، وإن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه، وطلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة،
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا ينبغى للمؤمن أن يذل نفسه بأن يتعرض من البلاء لما لا يطيق، وما خاب من استشار ... إلخ. فهنا نجد أن فاعلية النصوص هى فاعلية غير مباشرة، بمعنى أنها لا ترسم لنا تفصيلات الطريق، بل تكتفى بالإشارة إلى الاتجاه حتى لا نتخذ طريقا أخرى لا توصلنا إلى ما نريد، مع إمدادنا بالتوجيهات التى تكفل لنا عدم الخروج عن الطريق.
فأما بالنسبة إلى الأمثلة التى لا توجد فيها نصوص بحيث يكون للصحابة مندوحة عن قبول رأى الرسول، فمنها ما كتبه ابن هشام فى "السيرة النبوية" عما حدث قبل معركة بدر، إذ استجاد النبى عليه السلام موضعا فنزل عنده متصورا أنه هو الموضع الإستراتيجى الناجع، بيد أنه كان لبعض الصحابة رؤية أخرى على ما يخبرنا النص التالى: "خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يبادرهم (أى يبادر قريشا) إلى الماء حتى إذا جاء أدنى ماء من بدر نزل به. قال بن إسحاق: فحُدِّثْتُ عن رجال من بني سلمة أنهم ذكروا أن الحباب بن المنذر بن الجموح قال: يا رسول الله، أرأيت هذا المنزل: أمنزلا أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ قال: بل هو الرأي والحرب والمكيدة. فقال: يا رسول الله، فإن هذا ليس بمنزل. فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم فننزله ثم تغوّر ما وراءه من القُلُب ثم نبني عليه حوضا فنملؤه ماء ثم نقاتل القوم فنشرب ولا يشربون. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد أشرت بالرأي. فنهض رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من الناس، فسار حتى إذا أتى أدنى ماء من القوم نزل عليه، ثم أمر بالقُلُب فغُوِّرَتْ، وبني حوضا على القليب الذي نزل فَمُلِئَ ماء، ثم قذفوا فيه الآنية". فمراجعة الحباب للرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه لم تتم، كما رأينا، إلا بعد أن تيقن من خلال سؤاله للرسول نفسه أن اختياره صلى الله عليه وسلم لذلك الموضع لم يكن مبنيا على وحى نزل بشأنه، بل هو اجتهاد منه عليه الصلاة والسلام. ولأنه يعرف من القرآن أن الشورى قيمة كبيرة من قيم الإسلام لم يتردد لحظة واحدة عن إبداء رأيه فى ذلك الاختيار، ونزل النبى على مشورته، وكانت مشورة مباركة.
أما على الضفة الأخرى فها هو ذا نص يرينا أنه حين يكون هناك وحى من السماء فإن النبى والصحابة لا يملكون إلا النزول على هذا الوحى. ومرة أخرى نفتح "السيرة النبوية" لابن هشام، ولكنْ هذه المرة على غزوة الحديبية وما وقع عقب وثيقة الصلح، التى رأى عمر بن الخطاب أن فيها إجحافا بالمسلمين: "فلما التأم الأمر ولم يبق إلا الكتاب وثب عمر بن الخطاب فأتى أبا بكر فقال: يا أبا بكر، أليس برسول الله؟ قال: بلى. قال: أولسنا بالمسلمين؟ قال: بلى. قال: أوليسوا بالمشركين؟ قال: بلى قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا؟ قال أبو بكر: يا عمر، الزم غرزه، فإني أشهد أنه رسول الله. قال عمر: وأنا أشهد أنه رسول الله. ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ألست برسول الله؟ قال: بلى. قال: أولسنا بالمسلمين؟ قال: بلى. قال: أوليسوا بالمشركين؟ قال: بلى. قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا؟ قال: أنا عبد الله ورسوله. لن أخالف أمره، ولن يضيعني! قال: فكان عمر يقول: ما زلت أتصدق وأصوم وأصلي وأعتق من الذي صنعت يومئذ، مخافة كلامي الذي تكلمتُ به، حتى رجوت أن يكون خيرا". فانظر كيف ظن عمر فى البداية أن الأمر ما هو إلا اجتهاد من النبى عليه السلام لم ينزل فيه وحى. لكنه حين عرف أن النبى لم يفعل شيئا من تلقاء نفسه، بل كان الأمر وحيا من الله له، تراجع على الفور وشعر بالذنب وظل فترة طويلة يصوم ويصلى رجاء أن يغفر الله له هذا الموقف، الذى لم يقصد به مع ذلك إلا وجه الخير.
ولا يكتفى نصر أبو زيد بهذا، بل يزيد فيزعم أن تدشين الشافعى للسنة المحمدية مصدرا من مصادر التشريع يحولها من لانص إلى نص. وهو حين يقول هذا يقوله على سبيل الاستنكار، إذ لا يرى للسنة النبوية المطهرة مدخلا فى عملية التشريع (انظر ص31 - 32 من كتاب "الإمام الشافعى وتأسيس الأيديولوجية الوسطية"/ سينا للنشر/ 1992م). فكيف بالله يصح هذا، والسنة فى الجانب الأكبر منها هى نصوص قالها النبى عليه السلام؟ بل لقد تحولت أفعاله أيضا إلى روايات يتناقلها المسلمون، فأصبحت هى أيضا بذلك نصا. فكيف يصفها بأنها لانص؟ وهل الشافعى هو
(يُتْبَعُ)
(/)
الذى جعل من السنة مصدرا من مصادر التشريع؟ أم هل النبى هو الذى فعل ذلك؟ تعالوا نقرأ هذين الحديثين مثلا: "قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ (حين أرسله إلى اليمن ليقضى يين المسلمين هناك): بم تحكم؟ قال: بكتاب الله. قال: فإن لم تجد؟ قال: بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فإن لم تجد؟ قال: أجتهد رأيي ولا آلو. قال: الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله"، "لا أُلْفِيَنَّ أحدَكم متكئًا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه، فيقول: بيننا وبينكم هذا القرآن. فما وجدنا فيه من حلال أحللناه، وما وجدنا فيه من حرام حرّمناه. ألا وإني أُوتِيتُ الكتابَ ومِثْلَه معه".
وحتى لو يكن النبى هو الذى جعلها كذلك فهل كان الشافعى وحده من بين الفقهاء وعلماء الدين هو الذى جعلها كذلك؟ لقد كان علماء المسلمين قبل الشافعى يتخذون من السنة مصدرا للتشريع، اللهم إلا ناسا قليلين جدا أشار إليهم الشافعى، لكنه لم يسمّهم لأنهم ليسوا بذوى خطر ولا أهمية، ولم يكونوا يعترضون على السنة كلها بل على ما ليس له حكم فى القرآن المجيد. فلم يكن الشافعى ابن بجدتها إذن رغم الخدمة العلمية الجليلة التى أداها لذلك المصدر التشريعى الكريم. وحتى لو لم يكن هناك مثل هذين الحديثين، أليس ينبغى أن يأتى النبى بعد القرآن فى ترتيب مصادر التشريع بوصفه المتلقى الأول لكتاب الله والمطبق الأول له والمتصل مباشرة بالسماء، فهو يعرف كيف يطبقه تطبيقا صحيحا؟ أم ماذا؟ ثم إن فى السنة تشريعات وأحكاما لم ينزل بها القرآن، وشروحا لما أجمله القرآن. ومن ذلك قوله عليه السلام: "إذا قامت القيامة وفى يد أحدكم فسيلة فليغرسها"، وحَثُّه على الاجتهاد فى العلم والدين وتبشيرُه المجتهدين بأنهم مأجورون فى كل الأحوال: أصابوا أم أخطأوا، واشتراطُه رضا الفتاة فى الخِطْبة، وإلا فالزواج غير صحيح، وتأكيدُه أن إماطة الأذى عن الطريق صدقة، وحِرْصُه على النظام والسكينة فى الصلاة، وتوصيته الرجال بالرفق مع نسائهم وتوسعة الصدر لنزق النزقات منهن، وتنبيهُه إلى أن الجنة جزاء من يحسن تربية ابنته ويزوجها، ونهيُه عن التبول فى الماء الراكد وفى ظل الأشجار، وأَمْرُه بترجيل الشعر وتسويك الأسنان وعدم تجاوز الوصية الثلث، وتحليلُ ما دون الجماع بالنسبة للحائض، وشَرْعُه الخلع وجمع العصرين والعشاءين والمسح على الخفين والصلاة فى النعلين وصلوات النوافل وصلاة الاستسقاء وصيام عاشوراء وستة أيام شوال والثلاثة البيض من كل شهر، وتحريمه الجمع بين الزوجة وعمتها أو خالتها، وتجويزُه الكذب فى الصلح بين الناس وفى مجاملة الزوجة ولخداع العدو فى الحرب، وتحريمه الصدقة على الأنبياء أو وراثة أقاربهم لهم، وحثه على الأكل باليمين، وتوضيحه لأحكام طهارة الماء ونجاسته والشفعة والإجارة والسَّلَم والمصرَّاة والزواج ... إلخ.
كذلك لا دخل لقول الرسول عليه الصلاة والسلام: "أنتم أعلم بشؤون دنياكم" فيما يريد نصر أبو زيد تقريره من أن الرسول لا يشرّع بسنته شيئا. ذلك أن المقصود بشؤون الدنيا هو ما لا علاقة له منها بعقيدة أو تشريع أو أخلاق، مثل الاختراعات العلمية، وكيفية بناء المساكن وخياطة الملابس وسقى الأرض وزراعة المحاصيل، وحفر الترع وإنشاء شبكات الرى، وصناعة الأدوية، ومعالجة المرض ووصف الدواء، وتنظيم العلمية التعليمية، ووضع الترتيبات الإدارية، وممارسة شؤون الحرب، وطرق تطبيق الشورى والنيابة عن الأمة. أما الحلال والحرام والأخلاق الفاضلة والمنحطة فتدخل فى التشريع. وإلا فمن الممكن لأى ممارٍ مزعجٍ الادعاء بأن القرآن لا يشرّع هو أيضا لأننا نعلم شؤون دنيانا. ثم من هؤلاء الذين رفضوا السنة مطلقا واتخذ منهم نصر أبو زيد تكأة لرد الأحاديث النبوية أن تكون مصدرا من مصادر التشريع فى الإسلام؟ هلا ذكر لنا أسماءهم ومواقفهم وردود من يأخذون بالسنة عليهم. هل نفهم من هذا أن القرآنيين كانوا موجودين منذ ذلك الوقت المبكر؟ إن صح الأمر لقد كانوا، فيما هو واضح، جماعة ضئيلة محدودة شديدة الضآلة والمحدودية حتى إن الشافعى حين ناقش منطلقاتهم لم يُسَمِّ أحدا منهم، بل كل ما ذكره هو أن أحدهم قد راجعه فى موقفه من الأحاديث وأنه قد فهّمه الأمر ففهم، كما أن البغدادى، حسبما يخبرنا فى كتابه: "أصول الدين" على ما جاء فى "فجر
(يُتْبَعُ)
(/)
الإسلام"، قد عد الخوارج من المنكرين للعمل بالأحاديث (انظر أحمد أمين/ فجر الإسلام/ ط10/ دار الكتاب العربى/ بيروت/ 1969م/ 232 فصاعدا، وبخاصة 242، و"الأم" للشافعى/ تحقيق رفعت فوزي عبد المطلب/دارالوفاء/ المنصورة/3001م/ 9/ 5 وما بعدها). فهل كان على الشافعى أن يترك علمه وفهمه ويشذ عن سائر علماء الإسلام، الذين كانوا يأخذون بالسنة مصدرا للتشريع، ويتبع هذه الجماعة من النكرات المجهولى الحال حتى يرضى عنه نصر حامد أبو زيد؟ وهل الخوارج المندفعون للصدام مع الدولة والمجتمع الضيقو العطن المسارعون للتكفير رغم تحمسهم للدين قد أصبحوا الآن يمثلون الفكر العقلانى الذى ينبغى اتباعه عند أبو زيد وأمثاله؟ غريبة!
يقول د. أحمد أمين عن السنة ومكانتها فى التشريع: "وهناك نوع آخر من التشريع كان فى عهد رسول الله، وهو التشريع بالسنة. ويختلف عن الكتاب فى أن القرآن ألفاظه ومعانيه بوحى من الله، وأما السنة فألفاظها من عند الرسول. فالسنة أو أحاديث الرسول بينت كثيرا من آيات القرآن كالذى رأيتَ فى آيات الصلاة والزكاة. فالقرآن لم يبين هيئات الصلاة ولا أوقاتها، ولم يبين المقادير الواجبة فى الزكاة ولا شروطها. إنما بين ذلك النبىُّ بقوله أو فعله. كذلك حدثت حوادث وخصومات قضى فيها النبى بالحديث لا بالقرآن، فكان قضاؤه فى ذلك تشريعا. فكل ما قاله النبى أو فعله أو حدث أمامه واستحسنه كان تشريعا. ومتى ثبت ذلك عن رسول الله كان فى القوة بمنزلة القرآن. ولكن قل أن يثبت ثبوتا لا يحتمل الشك لما بينا فى كلامنا على الحديث ... وأحاديث الأحكام كثيرة وردت فى كل الأنواع التى ورد فيها القرآن قبينت مجمله، وقيدت مفصّله، وزادت أشياء كثيرة لم يذكرها القرآن. وقد عُنِىَ العلماء قديما بجمعها ورتبوها حسب الترتيب الفقهى.
هذا الأصلان: الكتاب والسنة هما مصدر التشريع فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم. ومن ذلك يتبين أن أساس القانون الإسلامى إلهىّ مصدره الله فيما نص عليه من كتاب أو حديث ليس لأية سلطةٍ حقٌّ فى مخالفتها ولا الخروج على ما ورد فى نصوصها. إنما يجتهدون فيما لم يرد فيه نص مسترشدين بما ورد فى الكتاب والسنة من قواعد كلية. وبذلك تخالف القوانين الوضعية، ففيها تكون السلطة التشريعية فى منتهى الحرية فى تفسير قانون أو تعديله أو إلغائه. وليس الشأن كذلك فى القوانين الإلهية، فحرية الفقهاء والخلفاء محدودة فى دائرة فهم نصوص القرآن، ومقدار الثقة بالحديث وعدمها لم يرد فيه كتاب ولا سنة صحيحة".
وبعد أن تناول د. أحمد أمين مدرسة الرأى وبين أنها هى أيضا تأخذ بالحديث، ولكن ليس على النطاق الواسع الذى تأخذ به المدرسة المقابلة، انتقل إلى طائفة من المسلمين كانت تغالى فى هذا الأمر فلا تأخذ بها بتاتا متحججين بأنهم يشكون شكا مطلقا فى الرواة لكثرة من جرّحهم رجال الجرح والتعديل حتى ليكادون ألا يتفقوا على أمانة محدّث أو صدقه كما قالوا. ويتلخص موقفهم فى أنهم لا ينبغى أن يتركوا كتاب الله المقطوع به لمثل هذه الأحاديث المشكوك فيها (فجر الإسلام/ 233 وما بعدها). ود. أحمد أمين يعتمد فى هذا على ما جاء فى كتاب "الأم" للشافعى حين ناقش آراء هذه الطائفة. إلا أنه لم يذكر لنا اسما واحدا من أسماء أعضائها، مما يشير فى رأيى إلى أنها كانت جِدّ محدودة، ولم يكن لها خطر يذكر. والواقع أن حجة هؤلاء المتشككين فى السنة النبوية داحضة، إذ ليس من المعقول أن يكون الناس جميعا محل ريبة وتشكك: هكذا لله فى لله. كما أن الذين يأخذون بالأحاديث فى مجال التشريعات لا يتركون القرآن كما زعموا، بل يستعينون بالحديث حين لا يكون هناك نص قرآنى فى المسألة التى يبحثون لها عن حكم شرعى. وعلى أية حال فإن العمل بالحديث ليس معناه أن نقبله عشوائيا دون تمحيص ودون أن يكون سائرا مع روح الإسلام واتجاهه العام.
(يُتْبَعُ)
(/)
والواقع أن هجوم نصر أبو زيد على الشافعى لاتخاذه السنة مصدرا للتشريع مع القرآن لا يبعث على الاطمئنان. وأحسن ما يمكن تأويل كلامه به إن أغمضنا أعيننا عن الغاية الواضحة من هذا الكلام هو أن السنة المحمدية ليست تشريعا مستقلا بل مجرد شارحة للقرآن ومفسرة له (انظر ص38 من كتابه عن الإمام الشافعى). لكن حتى لو كانت السنة مجرد شارحة للقرآن، أفلا تعد المذكرةُ التفسيرية مصدرا من مصادر التشريع؟ ذلك أننا لا نستطيع أن نطبق التشريعات القرآنية فى كثير من الحالات إلا من خلال شرح السنة لها، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. فإذا عرفنا أن ثم أحكاما تشريعية وتوجيهات أخلاقية ونفسية كثيرة جاءت بها السنة ولم يتعرض لها القرآن قط أو تعرض لها من بعيد تبين لنا أن مكانة السنة فى التشريع الإسلامى مكانة عظيمة الخطر. قلت إن هذا هو أحسن ما يمكن تأويل كلامه به إن أغمضنا أعيننا عن الغاية الواضحة من هذا الكلام، أما إن أردنا أن نعرف ماذا يريد قوله، ومن صريح عبارته هو، فعلينا أن نقرأ ما كتبه بنفسه فى آخر فقرة من كتابه الذى بين أيدينا الآن، والإشارة فيها إلى ما يقول إن الشافعى رضى الله عنه قد صنعه بالسنة النبوية من تحويلها من لانص إلى نص مثل القرآن الكريم. يقول: "هذه الشمولية التى حرص الشافعى على منحها للنصوص الدينية بعد أن وسّع مجالها فحوّل النص الثانوى الشارح إلى الأصلى وأضفى عليه نفس درجة المشروعية، ثم وسّع مفهوم السنّة بأن ألحق به الإجماع كما ألحق به العبادات، وقام بربط الاجتهاد/ القياس بكل ما سبق رباطا محكما، تعنى فى التحليل الأخير تكبيل الإنسان بإلغاء فعاليته وإهدار خبرته. فإذا أضفنا إلى ذلك أن مواقف الشافعى الاجتهادية تدور فى أغلبها فى دائرة المحافظة على المستقر الثابت، وتسعى إلى تكريس الماضى بإضفاء طابع دينى أزلى كما رأينا فى اجتهاداته فى ميراث العبد وفى ميراث الأخت الوحيدة وفى مسألة زكاة الغراس، أدركنا السياق الأيديولوجى الذى يدور فيه خطابه كله. إنه السياق الذى صاغه الأشعرى من بعد فى نسق متكامل، ثم جاء الغزالى بعد ذلك فأضفى عليه أبعادا فلسفية أخلاقية كُتِب لها الاستمرار والشيوع والهيمنة على مجمل الخطاب الدينى حتى عصرنا هذا. وهكذا ظل العقل الإسلامى يعتمد على سلطة النصوص بعد أن تمت صياغة الذاكرة فى عصر التدوين، عصر الشافعى، طبقا لآليات الاسترجاع والترديد. وتحولت الاتجاهات الأخرى فى بنية الثقافة والتى أرادت صياغة الذاكرة طبقا لآليات الاستنتاج الحر من الطبيعة والواقع الحى كالاعتزال والفلسفة العقلية إلى اتجاهات هامشية. وقد آن أوان المراجعة والانتقال إلى مرحلة التحرر لا من سلطة النصوص وحدها، بل من كل سلطة تعوق مسيرة الإنسان فى عالمنا. علينا أن نقوم بهذا الآن، وفورا قبل أن يجرفنا الطوفان" (ص110). ولا أحسب مقصد الدكتور إلا واضحا أشد الوضوح، وإن كنت ألاحظ أنه يخلط خلطا مزريا بين ميدان الفقه وميدان العلوم الطبيعية، فالفقه إنما يختص بالعبادات والتشريعات، بينما العلوم الطبيعية تختص باكتشاف قوانين الكون وصناعة المخترعات المختلفة، فلا تعارض من ثم بين المجالين كما يتوهم أبو زيد أو يريد أن يوهمنا. وعلى هذا فكل ما قاله فى ذلك الموضوع هو ضجيج فارغ لا جدوى منه، ودعك من الإزعاج الذى يسببه لنا ذلك الضجيج.
ولقد كتب أحد المتحمسين لنصر أبو زيد، وهو غسان أبو حمد، مقالا ركيك الأسلوب سقيم الفكر فى جريدة "البناء" الفلسطينية فى 7 تموز 2010م بعنوان "نصر حامد أبو زيد ابن رشد المرحلة! دفع ثمن استخدامه العقل أداة لفهم الموروثالديني" جاء فى بدايته ما نصه: "نصر حامد أبو زيد، حياته كما وفاته إستمرت عرضة للجدل بين رجال دين متمسكين بأصولية النصّالديني وبين مفكّرين عرب: أساتذة أو قل: فلاسفة في العلوم الدينية، شاؤوا الإبحار بعيدا عن النصّ في محاولة منهم للإنطلاق نحو رحاب الشمولية"، وهو ما يؤكد ما قلناه عن اتجاه الرجل. وفى هذا المقال، مثلما لاحظنا فى مقالات كثيرة، يشبَّه د. نصر بابن رشد. فهل كان ابن رشد ثائرا على النصوص الدينية من قرآن وحديث يدعو إلى التحرر منها ونبذها خلف الظهر؟ لقد كان رحمه الله فقيها قاضيا يحكم بالشريعة، أى بالنصوص الدينية التى يظن كاتب المقال عن جهل ونزق أن الفيلسوف الأندلسى كان متمردا
(يُتْبَعُ)
(/)
عليها. وله كتاب مشهور فى الفقه كان يستعين به فى إصدار الأحكام القضائية اسمه: "بداية المجتهد ونهاية المقتصد". وهو ما يعطى القارئ فكرة عن نوعية المدافعين عن نصر أبو زيد، فهم يشقشقون بما لا يعقلون. وكان ابن رشد يؤكد أنه لا تعارض بين الدين والفلسفة، بما يدل على أنه كان ينطلق من النصوص الدينية ولا يدعو إلى الثورة عليها. وكتاباه: "مناهج الأدلة" و"فصل المقال" ينمان عن إيمان بالله سبحانه وباليوم الآخر وبالقرآن الكريم وبالرسول الذى أتى به. أقول هذا لأن الببغاوات يظنون أنه، رحمه الله، كان متمردا على الإسلام، ولذلك يمجدونه. وهم فى هذا إنما يرددون ما كان بعض الأوربيين فى عصر النهضة يقولونه عنه، وما أكثر من فى الحبس من مظاليم! وكان هناك مدرس يحاضرنا فى الجامعة فى مادة "الفلسفة الإسلامية"، ويلح فى محاضراته على هذا المعنى، فكنت أذهب إلى المكتبة وأرجع إلى ابن رشد فألفيه رجلا مسلما صيحح الإسلام، فأسأله فى المحاضرة: كيف تقول هذا عنه يا دكتور، وكتابا "مناهج الأدلة" و"فصل المقال" يقولان عكس ما تدعى عليه؟ فيجيبنى بأن آراءه الحقيقية موجودة فى شرحه لأرسطو. وكان هذا الموقف ولا يزال مبعث استغراب عندى، إذ المعروف أن ناقل الكفر ليس بكافر، فمن باب الأولى أن نقول إن شارح الكفر ليس بكافر أيضا، بغض النظر عن عقيدة أرسطو فى حد ذاتها، فهذه مسألة أخرى. ولكيلا يرى القراء كيف يخلط بعض الناس الأمور خلطا ويقلبونهاعن حقيقتها ألفت انتباههم إلى أنه فى الوقت الذى كتب فيه محرر مادة "" فى النسخة الإنجليزية من موسوعة "الويكبيديا" المشباكية أن من مبادئ الرشدية فى أوربا عصر النهضة " resurrection of the dead (http://en.wikipedia.org/wiki/Resurrection)"، أى البعث وإعادة الموتى إلى الحياة من جديد، نرى محرر المادة فى النسخة العربية من ذات الموسوعة، رغم أنه لم يفعل شيئا سوى ترجمة هذه المبادئ من النسخة الإنجليزية إلى العربية، يحول هذا المبدأ إلى عكسه تماما فيورد، بين الأفكار الرئيسية لمذهب الرشدية، أن "إحياء الموتى غير ممكن". فانظر وتأمل.
وفى الصفحة الثالثة والستين من كتاب "نقد الخطاب الدينى" يزعم نصر أبو زيد بجرأةٍ متغشمرةٍ أن جوهر العلمانية ليس شيئا آخر سوى التأويل الحقيقى والفهم العلمى للدين. والواقع أن هذا كلام ما أنزل الله به من سلطان، فالعلمانية حسب التعريفات المخلتفة لها فى الغرب هى، طبقا لما جاء فى المادة المخصصة لها فى "الويكيبيديا"، كالآتى: "العَلْمَانِيَّة: ترجمة غير دقيقة بل غير صحيحة لكلمة " Secularism" في الإنجليزية، أو " Sécularité" أو " laïque" بالفرنسية. وهي كلمة لا علاقة لها بلفظ "العِلْم" ومشتقاته على الإطلاق، فالعِلْم في الإنجليزية والفرنسية يعبَّر عنه بكلمة " Science"، والمذهب العِلْمِي نُطلق عليه كلمة " Scientism"، والنسبة إلى العِلْم هي " Scientific" أو " Scientifique" في الفرنسية، والترجمة الصحيحة للكلمة هي "الدنيوية"، لا بمعنى ما يقابل الأخروية فحسب، بل بمعنى أخص، وهو ما لا صلة له بالدِّين أو ما كانت علاقته بالدين علاقة تضاد. وتتضح الترجمة الصحيحة من التعريف الذي تورده المعاجم ودوائر المعارف الأجنبية للكلمة:
تقول دائرة المعارف البريطانية، مادة " Secularism": " هي حركة اجتماعية، تهدف إلى صرف الناس وتوجيههم من الاهتمام بالآخرة إلى الاهتمام بهذه الدنيا وحدها، وذلك أنه كان لدى الناس في العصور الوسطى رغبة شديدة في العزوف عن الدنيا والتأمل في الله واليوم الآخر. وفي مقاومة هذه الرغبة طفقت الـ" Secularism" تعرض نفسها من خلال تنمية النزعة الإنسانية حيث بدأ الناس في عصر النهضة يظهرون تعلقهم الشديد بالإنجازات الثقافية والبشرية، وبإمكانية تحقيق مطامحهم في هذه الدنيا القريبة.
ويقول قاموس "العالم الجديد" لوُبِسْتَر، شارحا المادة نفسها: الروح الدنيوية أو الاتجاهات الدنيوية ونحو ذلك على الخصوص: نظام من المبادئ والتطبيقات " Practices" يرفض أي شكل من أشكال الإيمان والعبادة. الاعتقاد بأن الدين والشئون الكنسية لا دخل لها في شئون الدولة، وخاصة التربية العامة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول "معجم أكسفورد" شارحا كلمة ": Secular": دنيوي، أو مادي، ليس دينيا ولا روحيا، مثل التربية اللادينية، الفن أو الموسيقى اللادينية، السلطة اللادينية، الحكومة المناقضة للكنيسة. الرأي الذي يقول إنه لا ينبغي أن يكون الدين أساسا للأخلاق والتربية.
ويقول "المعجم الدولي الثالث الجديد"، مادة " Secularism": اتجاه في الحياة أو في أي شأن خاص يقوم على مبدأ أن الدين أو الاعتبارات الدينية يجب ألا تتدخل في الحكومة، أو استبعاد هذه الاعتبارات استبعادا مقصودا، فهي تعني مثلا السياسة اللادينية البحتة في الحكومة. وهي نظام اجتماعي في الأخلاق مؤسس على فكرة وجوب قيام القيم السلوكية والخلقية على اعتبارات الحياة المعاصرة والتضامن الاجتماعي دون النظر إلى الدين.
على المستوي السياسي تطالب العلمانية بحرية الاعتقاد وتحرير المعتقدات الدينية من تدخل الحكومات والأنظمة، وذلك بفصل الدولة عن أية معتقدات دينية أو غيبية، وحصر دور الدولة في الأمور المادية فقط. لقد استخدم مصطلح " Secular" ( سيكولار) لأول مرة مع توقيع صلح وستفاليا ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%84%D8%AD_%D9%88%D8%B3%D8%AA%D9%81%D8%A7% D9%84%D9%8A%D8%A7)، الذي أنهى أتون الحروب الدينية المندلعة في أوروبا ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7) عام 1648م ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1648)، وبداية ظهور الدولة القومية الحديثة (أي الدولة العلمانية)، مشيرًا إلى "علمنة" ممتلكات الكنيسة ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%86%D9%8A%D8%B3%D8%A9) بمعنى نقلها إلى سلطات غير دينية، أي لسلطة الدولة المدنية. والعلمانية هي عموما التأكيد على أن ممارسات معينة أو مؤسسات الدولة ينبغي أن توجد بمعزل عن الدين أو المعتقد الديني. وكبديل لذلك، مبدأ العلمانية تعزيز الأفكار أو القيم إما في أماكن عامة أو خاصة. كما قد يكون مرادفا للـ"الحركة العلمانية". في الحالات القصوى من أيديولوجيا العلمانية تذهب إلى أن الدين ليس له مكان في الحياة العامة.
في أحد معانيها، العلمانية قد تؤكد حرية الدين والتحرر من فرض الحكومة الدينية على الناس، أن تتخذ الدولة موقفا محايدا فيما يخص مسائل العقيدة، ولا تعطي الدولة امتيازات أو إعانات إلى الأديان. بمعنى آخر تشير العلمانية إلى الاعتقاد بأن الانشطة البشرية والقرارات، ولا سيما السياسية منها، ينبغي أن تستند إلى الأدلة والحقيقة بدلا من التأثير الديني.
العلمانية هي أيديولوجيا تشجع المدنية والمواطنة وترفض الدين كمرجع رئيسي للحياة السياسية، ويمكن أيضا اعتبارها مذهبا يتجه إلى أنّ الأمور الحياتية للبشر، وخصوصا السياسية منها، يجب أن تكون مرتكزة على ما هو مادي ملموس وليس على ما هو غيبي، وترى أنّ الأمور الحياتية يجب أن تتحرر من النفوذ الديني، ولا تعطي ميزات لدين معين على غيره، على العكس من المرجعيات الدينية تعتمد على ما تعتقده حقائق مطلقة أو قوانين إلهية لا يجوز التشكيك في صحتها أو مخالفتها مهما كان الأمر. وتُفسّر العلمانية من الناحية الفلسفية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D9%84%D8%B3%D9%81%D8%A9) أن الحياة تستمر بشكل أفضل ومن الممكن الاستمتاع بها بإيجابية عندما نستثني الدين". ولا أحسب بعد كل هذه التعريفات المأخوذة من عدد من أهم المعاجم والموسوعات الأجنبية إلا أن يكون باب المِرَاء فى هذا الموضوع قد أُغْلِق بالضبة والمفتاح إلى الأبد.
ومن مزاعم أبو زيد المضحكة إنكاره القاطع أن يكون كارل ماركس ملحدا أو دعا يوما إلى الإلحاد، وادعاؤه أن كل ما فعله ماركس هو حملته على التأويل الرجعى للدين. ترى هل هذا الذى يقوله أبو زيد صحيح؟ لم يبق إلا أن يقول إنه كان يصلى التراويح فى مسجد السيدة زينب، ويعلق فى رقبته مسبحه ويمشى فى الشوارع يتطوح وهو يقول: صل على النبى فى قلبك يا مؤمن! لنسمع ماركس يتحدث بنفسه فى هذا الموضوع. ولسوف أنقل هنا حرفيا نص ما وجدته فى " Encyclopedia of Marxism (http://www.marxists.org/glossary/index.htm)" تحت عنوان " Religion"، وهو منقول عن كتاب " Contribution to the Critique of Hegel's Philosophy of Law
(يُتْبَعُ)
(/)
( http://www.marxists.org/archive/marx/works/1843/critique-hpr/intro.htm)" لماركس ذاته:" The basis of religious criticism is: Man makes religion, religion does not make man. Religion is the self-consciousness and self-esteem of man who has either not yet found himself or has already lost himself again. But man is no abstract being encamped outside the world. Man is the world of man, the state, society. This state, this society, produce religion, an inverted world-consciousness, because they are an inverted world. Religion is the general theory of that world, its encyclopaedic compendium, its logic in a popular form, its spiritualistic point d'honneur, its enthusiasm, its moral sanction, its solemn complement, its universal source of consolation and justification. It is the fantastic realisation of the human essence because the human essence has no true reality. The struggle against religion is therefore indirectly a fight against the world of which religion is the spiritual aroma. Religious distress is at the same time the expression of real distress and also the protest against real distress. Religion is the sigh of the oppressed creature, the heart of a heartless world, just as it is the spirit of spiritless conditions. It is the opium of the people. To abolish religion as the illusory happiness of the people is to demand their real happiness. The demand to give up illusions about the existing state of affairs is the demand to give up a state of affairs which needs illusions. The criticism of religion is therefore in embryo the criticism of the vale of tears, the halo of which is religion".
وكانت العقيدة الرسمية للاتحاد السوفييتى والدول الشيوعية هى الإلحاد حتى لقد كانوا يدرّسونه فى المدارس كما ندرّس نحن مادة التربية الدينية فى بلادنا، ويحاربون الأديان حربا شعواء، وبخاصة الإسلام. فكيف ينكر الدكتور نصر ما هو معلوم من التاريخ بالضرورة؟ أم إنه العناد والمماراة رغبة فى العناد والمماراة، والسلام؟ أذكر أننى سمعت منذ سنوات طويلة بعض زملائى ممن كانوا يعرفون أبو زيد عن قرب يصفونه بأنه مغرم بالجدال غراما عجيبا، وأنه على استعداد لقضاء الليل كله يجادلك فى أى شىء تحدثه فيه، لا يلين ولا يلتقط أنفاسه، حبا فى الجدال لوجه الجدال. ولكى تكتمل الصورة هأنذا أنقل ما كتبته "الويكيبيديا" عن وضع الإسلام تحت حكم السوفييت، وعنوانه: "الإسلام في الاتحاد السوفيتي"، حتى يتضح الأمر على حقيقته. وقس على ذلك ما كان يلقاه المسلمون فى الدول الشيوعية الأخرى:
"يتكون الاتحاد السوفيتي ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%AF_%D8%A7% D9%84%D8%B3%D9%88%D9%81%D9%8A%D8%AA%D9%8A) من 15 جمهورية، منها ست جمهوريات يشكل المسلمون أغلب سكانها، ولقد استولي السوفيات على مساحة 4,538,600 كيلومتر من البلاد الإسلامية، والوحدات السياسية التي استولى عليها السوفيات من الأراضي الإسلامية في قارة آسيا هي: أذربيجان ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%B0%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%AC%D8%A7%D9%86)- أوزبكستان ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%88%D8%B2%D8%A8%D9%83%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D 9%86)- طاجيكستان ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B7%D8%A7%D8%AC%D9%8A%D9%83%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D 9%86)- تركمانستان ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%85%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%AA%D 8%A7%D9%86)- كازاخستان ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D8%A7%D8%B2%D8%A7%D8%AE%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D 9%86)- جورجيا ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D9%88%D8%B1%D8%AC%D9%8A%D8%A7)- أرمينيا ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%B1%D9%85%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A7)- والست الأولى ذات أغلبية مسلمة، والأخيرتان كانتا تابعتين لحكم إسلامي خلال فترات مختلفة، وفي قارة أوروبا-داغستان
(يُتْبَعُ)
(/)
( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AF%D8%A7%D8%BA%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86)- الشيشان ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%B4%D8%A7%D9%86)- كبارديا بلغاريا ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D8%A8%D8%B1%D8%AF%D9%8A%D9%86%D9%88_-_%D8%A8%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%A7)- القرم ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D8%B1%D9%85)- ماري ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%8A) وأودمورتيا ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%88%D8%AF%D9%85%D9%88%D8%B1%D8%AA%D9%8A%D 8%A7)- تشوفاشيا ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%B4%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%B4%D9%8A%D8%A7)- تتارية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%A9)- أورنبرج ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%86%D8%A8%D8%B1%D8%AC)- بشكيريا ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%B4%D9%83%D9%8A%D8%B1%D9%8A%D8%A7)- واستينا الشمالية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%AA%D9%8A%D8%A7_%D8%A7% D9%84%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9_-_%D8%A3%D9%84%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7). وقد انخفض عدد المسلمين لعدة أسباب منها، كثرة عدد من أعدموا في الثورة الشيوعية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B4%D9%8A%D9%88%D8%B9%D9%8A%D8%A9)، وطريقة الإحصاء التي أجراها الشيوعيون على أساس القوميات لأعلى أساس الدين، وتهجير المسلمين بصورة إجبارية مما أدي إلى خفض نسبة المسلمين خصوصاً في الجمهوربات الإسلامية بآسيا الوسطى ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A2%D8%B3%D9%8A%D8%A7_%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B3% D8%B7%D9%89). ولقد مرت على المسلمبن مراحل قاسية في الفترة المحصورة بين سنتي (1336هـ- 1917م) إلى سنة (1350هـ- 1931م)، أثر في حالة المسلمين الديموغرافية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AF%D9%8A%D9%85%D9%88%D8%BA%D8%B1%D8%A7%D9%81%D 9%8A%D8%A9)، فقتل الروس مئات الألوف من المسلمين الباشكير ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D9%82%D9%88%D8%B1%D8%AA%D9%88%D 8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86) والقرغيز ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D8%B1%D8%BA%D9%8A%D8%B2%D9%8A%D8%A7) على أثر ثورتهم بعد عام (1336هـ- 1917م) ومات مليون من المسلمين الكراخ والقرغيز في مجاعات (1340هـ- 1921م)، واستشهد حوالي المليون من مسلمي قزاخستان عندما طبق الشيوعيون مبادئهم على ثروات هذه الجماعات الرعوية، وجاء الروس بمهاجرين جدد إلى المناطق الإسلامية، ويقدر بحوالي 12,792,000 روسي، وسياسة التهجير تهذف إلى استغلال ثروات المناطق الإسلامية بوسط آسيا وخفض نسبة المسلمين، ويقدر عدد المسلمين بحوالي 70 مليون نسمة.
القوميات الإسلامية: ينتمي المسلمون إلى العديد من القوميات التركية وأبرز هذه الجماعات: الأوزبك ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%88%D8%B2%D8%A8%D9%83)- التتار ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%AA%D8%A7%D8%B1)- الكازاخ ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D8%A7%D8%B2%D8%A7%D8%AE)- التركمان ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%85%D8%A7%D9%86)- الباشكير ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%B4%D9%83%D9%8A%D8%B1)- القيرغيز ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D9%8A%D8%B1%D8%BA%D9%8A%D8%B2)– الكراكلياك ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D8%A7%D9% 83%D9%84%D9%8A%D8%A7%D9%83&action=edit&redlink=1)– الويغور ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%88%D9%8A%D8%BA%D9%88%D8%B1)– البلغار ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%B1). ومن أبرز الجماعات التي تنتمي إلى القومية الإيرانية: الطاجيك ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B7%D8%A7%D8%AC%D9%8A%D9%83)– الأوسيت ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A3%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%AA&action=edit&redlink=1)– الآكراد ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%83%D8%B1%D8%A7%D8%AF)– الفرس ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D8%B1%D8%B3)– البلوخ
(يُتْبَعُ)
(/)
( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A8%D9%84%D9%88%D8%AE&action=edit&redlink=1)– الطوط ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%B7%D9%88%D8%B7&action=edit&redlink=1) والأنغوش ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A3%D9%86%D8%BA%D9%88%D8%B4&action=edit&redlink=1). ومن الجماعات القوقازية: التشيش- الشركس ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%B3)- الكبرديون ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%83%D8%A8%D8%B1%D8%AF%D9%8A%D9% 88%D9%86&action=edit&redlink=1)– الأباظ ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8%D8%A7%D8% B8&action=edit&redlink=1)– الأديجا ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AF%D9%8A%D8% AC%D8%A7&action=edit&redlink=1)– الشيشان ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B4%D9%8A%D8%B4%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%88%D9%86) والأبخاز ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D8%A8%D8%AE%D8%A7%D8%B2). ويتحدث المسلمون في الاتحاد السوفياتي 13 لغة تركية و8 لغات إيرانية، و15 لغة قوقازية وصينية ومنغولية. ولقد اتبع الروس سياسة تطعيم هذه القوميات بمهاجرين جدد للحد من أغلبيتها الإسلامية، ونجحت في خفض النسبة عن ذي قبل مثلما حدث في جمهورية قراخستان.
سياسة الاستيلاء على الأراضي الإسلامية: بدأت محاولات روسيا في عهد بطرس الأول ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%B7%D8%B1%D8%B3_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%83% D8%A8%D8%B1) لضم الأراضي الإسلامية، بدأت كمرحلة أولى منذ (1188 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1188) هـ- 1714 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1714) م) حتي سنة (1852 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1852) م)، ثم حركة الضم الثانية وكانت ضد الخانات وانتهت إمبراطورية بوغز ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A5%D9%85%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8% B7%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%A8%D9%88%D8%BA%D8%B 2&action=edit&redlink=1) في سنة (1315هـ- 1897م)، وفي أثناء هذه المراحل استولي الروس على القرم سنة (1189هـ- 1783م) واستولوا على قرغيزيا في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي وعلى جبال القوقاز ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D9%88%D9%82%D8%A7%D8%B2) في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي وتم الاستيلاء على منطقة تركستان ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%B1%D9%83%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86) في أواخر سنة (1292هـ- 1881م). واستولت روسيا القبصرية على المنطقة القوقازية سنة (1280هـ- 1862م) وقد أمضي الروس 182 سنة في إخضاع منطقة التركستان الإسلامية.
في عهد الشيوعين: أخد السوفيات في ابتلاع المناطق الإسلامية الواحدة تلو الأخرى، ففي سنة (1339 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1339) هـ- 1920 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1920) م) امتد نفودهم إلى أذربيجان ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%B0%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%AC%D8%A7%D9%86) وأصبحت جمهورية اتحادية سنة (1355 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1355) هـ- 1936 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1936) م)، وتحولت أوزبكستان ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%88%D8%B2%D8%A8%D9%83%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D 9%86) إلى جمهورية اتحادية قي سنة (1341 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1341) هـ- 1924 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1924) م) وأصبحت طاجيكستان ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B7%D8%A7%D8%AC%D9%8A%D9%83%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D 9%86) جمهورية اتحادية في سنة (1348 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1348) هـ- 1929 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1929) م)، واتحدت تركمانستان ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%85%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%AA%D 8%A7%D9%86) في سنة (1343 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1343) هـ-1924 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1924) م)، واتحدت كازاخستان ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D8%A7%D8%B2%D8%A7%D8%AE%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D 9%86) في سنة (1339 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1339) هـ- 1920 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1920) م)، واتحدت قرغيزيا
(يُتْبَعُ)
(/)
( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D8%B1%D8%BA%D9%8A%D8%B2%D9%8A%D8%A7) في سنة (1355 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1355) هـ- 1936 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1936) م)، واستولى السوفيات على بشكيريا ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%B4%D9%83%D9%8A%D8%B1%D9%8A%D8%A7) وتتاريا ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%AA%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8% A7&action=edit&redlink=1) في سنة (1339 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1339) هـ- 1920 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1920) م)، وألغوا جمهورية القرم بعد الحرب العالمية الثانية ونقلوا معظم سكانها إلى سيبيريا ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D9%8A%D8%A7)، وضموا داغستان ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AF%D8%A7%D8%BA%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86) في سنة (1340 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1340) هـ- 1921 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1921) م) تم ذلك في فترة تقدر بحوالي ستة عشرة سنة، بينما استغرق القياصرة 182 سنة ليبسطوا نفودهم على المناطق الإسلامية بوسط آسيا، وقد ثار المسلمون ضد حكم القيصر، ولقد ضم السوفيات مساحة واسعة من الأراضي الإسلامية في وسط آسيا وفي شرقي أوروبا، وبلغت جملتها 4,684,980 كيلومتراً يضاف إلى هذه المساحة مثلها تقريباً في شرقي سيبريا.
سياسة السوفيات في إدارة المناطق الإسلامية: اتبع السوفيات سياسة تجزئة وحدة المسلمين وتفتيتهم إلى قوميات، ودعموا قيام الشعوبية وقضوا على كتابة لغتهم بحروف عربية حتى تقضي على صلتهم بالثرات الإسلامي، ثم اتبعوا نظام التهجير من المناطق الإسلامية حتى يضعفوا من شأن الأغلبية المسلمة ويحولونهم إلى أقلية في عقر دارهم، ولقد شكلت من مناطق الأغلبية المسلمة ست جمهوريات ذات حكم فيدرالى، وفي المناطق الأخرى جمعت المناطق الإسلامية في 11 جمهورية ذات حكم ذاتي 9 منها ملحقة لجمهورية روسيا، واثنتان مع جمهورية جورجيا (أبخازيا ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D8%AE%D8%A7%D8%B2%D9%8A%D8%A7) وأجاريا ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%AC%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%A7))، ثم أعطت للمناطق الأقل أهمية حكما ذاتيا (أديجا والشركس) وألحقتهما بحمهورية روسيا والأوسيت الجنوبية ألحقتها بجمهورية جورجيا، وكل القادة العسكرين، ورؤساء الشرطة والأمن، ومديرو السكك الحديد والبريد والبرق والهاتف ورؤساء المؤسسات الصناعية في آسيا الوسطي روس، ولكل رئيس جمهورية ورئيس وزارة مساعدان من الروس.
الإسلام علي طريقة السوفيات: لايؤمن الشيوعيون بدين، ومن أجل هذا يحاربون الأديان. وفي سنة (1345 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1345) هـ- 1926 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1926) م) ألغيت المحاكم الشرعية في المناطق الإسلامية، وفي سنة 1946 منعت جميع الأنشطة الدينية وقبض على مليون ونصف عضو من الحركة الإسلامية، وفي سنة (1347هـ-1351هـ) وسنة (1928م – 1932م) بدأ الروس ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B1%D9%88%D8%B3) حملة إغلاق المساجد ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B3%D8%AC%D8%AF) فأغلقوا وهدموا 10,000 مسجد، وأغلقوا 14,000 مدرسة ابتدائية إسلامية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85)، وبدأت حركة مقاومة من سنة 1936 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1936) م إلى 1980 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1980) م وهدفها استعادة الهوية الإسلامية وخصوصاً القومية التركستانية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%B1%D9%83%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86).
التعليم: رسم السوفيات سياسة تعليمية هدفها ثتقيف جيل يدين بالولاء للنظام حتي تتحقق سيادة السوفيات على البلاد الإسلامية، كما يهدف التعليم إلى تبسيط الأيدويولوجية الماركسية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%83%D8%B3%D9%8A%D8%A9) حتي يفهمها جميع الناس، وكذلك نشر الثقافة السوفياتية، وكان في روسيا قبل استيلاء الشيوعيين على الحكم 24,321 مدرسة إسلامية ومنذ عام (1347هـ- 1928م) استخدمت الحروف اللاتينية بدلا من الحروف العربية في التعليم داخل المناطق الإسلامية، وبعد أن ساد استخدام الحروف اللاتينية استبدلت بالحروف الروسية منذ سنة
(يُتْبَعُ)
(/)
(1359هـ- 1938م) وألغيت الكتب الإسلامية التي ترجمتها الشعوب إلى لغاتها وكتبتها بالحروف العربية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%84%D8%BA%D8%A9_%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9) ، وفي سنة (1357) قررت القيادة السوفياتية جعل اللغة الروسية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%84%D8%BA%D8%A9_%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A9) اللغة الرسمية لجميع الشعوب التي تخضع لحكمهم، وسعي السوفيات لتقويتها لتفتيت القومية الواحدة فأصبح بالاتحاد السوفياتي 70 لغة محلية، وأغلق الروس الآف المدارس الابتدائية الإسلامية و500 مدرسة عالية، ولم يبقي إلا مدرسة مي عرب ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8%B3%D8%A9_%D9 %85%D9%8A_%D8%B9%D8%B1%D8%A8&action=edit&redlink=1) في بخارى ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D9%89) ومدرسة مبارك خان ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8%B3%D8%A9_%D9 %85%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%83_%D8%AE%D8%A7%D9%86&action=edit&redlink=1) في طشقند ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B7%D8%B4%D9%82%D9%86%D8%AF)، وكان في الأراضي الإسلامية قبل سيطرة السوفيات جامعة إسلامية، ومطبعة إسلامية طبعت مليوني كتاب، ومكاتب إسلامية، 23 دارًا للنشر والطباعة، و518 صحيفة إسلامية دورية، و196 مكتبة متخصصة في الإسلاميات، ولاتعترف السلطات السوفياتية بشهادات المعهديين الإسلاميين الموجدين الآن، هذا إلى تحريم تعليم الدين بالمدارس الحكومية واختفاء المدارس الدينية وأصبح المصدر الوحيد لتلقي قواعد الدين الإسلامي ينحصر بالوالدين.
صحوة تعليمية إسلامية: نتيجة للتغير الذي حدث في الاتحاد السوفياتي أخيرا والتسامح مع الأديان تم فتح معهدان إسلاميان في كل من مدينتي ألوفا ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A3%D9%84%D9%88%D9%81%D8%A7&action=edit&redlink=1) – في بشكيريا ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D9%82%D9%88%D8%B1%D8%AA%D9%88%D 8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86) وفي باكو ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%A7%D9%83%D9%88) عاصمة أذربيجان، كذلك عقدت دورة لإعداد الأئمة في القوقاز سنة 1989 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1989) م، وظهرت الدعوة إلى إعادة الكتابة بالحروف العربية في المناطق الإسلامية، كما نشط المسلمون في بناء المدارس الإسلامية في الجمهوريات الإسلامية بوسط آسيا ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A2%D8%B3%D9%8A%D8%A7)، وبدأت محاولات جلب مطابع بالحروف العربية.
المساجد: كان عدد رجال الدين الإسلامي من أئمة ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D9%85%D8%A7%D9%85) ووعاظ ومقيمي الشعائر في روسيا قبل استيلاء السوفيات على السلطة في سنة (1336 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1336) هـ-1917 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1917) م) 45,339. وكان عدد المسلمين 17 مليونا. وقد تم هدم وإغلاق الآف من المساجد خلال حكم الإمبراطورية الروسية أولا ثم خلال حكم الشيوعيين ثانيا.
الإدارة الدينية: يعتبر تشكيل الإدارة الدينية الإسلامية بالاتحاد السوفياتي (سابقاً) تنظيما حكوميا، وهذا التنظيم مرتبط بوزارة الأديان ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%88%D8%B2%D8%A7%D8%B1%D8%A9_%D8 %A7%D9%84%D8%A3%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D9%86&action=edit&redlink=1) ومقرها موسكو ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%83%D9%88)، ويرأس إدارة شؤون المسلمين مفتي ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%81%D8%AA%D9%8A)، ويمثل باقي المفتين مفوض من مجلس السوفيات في كل جمهورية وممثل عن وزارة الأديان، ويوجد ممثل مقيم في موسكو، ويوجد أربع إدارات للمسلمين بالاتحاد السوفياتي، إدارة مسلمي آسيا الوسطى ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A2%D8%B3%D9%8A%D8%A7_%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B3% D8%B7%D9%89) وقازاخستان ومركزها في طشقند ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B7%D8%B4%D9%82%D9%86%D8%AF) وتتبعها جمهوريات أوزبكستان، وطاجيكستان وقرغيزيا وجمهورية التركمان، وجمهورية قازاخستان، ويتولى الشؤون الدينية في كل جمهورية من الجمهوريات السابقة قاض
(يُتْبَعُ)
(/)
( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D8%A7%D8%B6%D9%8A) وهو مسؤول أمام المفتي، وذكر مفتي آسيا الوسطي أن المسلمين قد عادوا لتدوين لغلتهم بالحروف العربية، والإدارة الدينية الإسلامية الثانية هي إدارة مسلمي شمال القوقاز ومركزها في داغستان ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AF%D8%A7%D8%BA%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86) وتشمل مناطق تشاشن وأوسيني الشمالية، والبلكار وداغستان ومناطق الأوديجا وكارتشاي والشركسى. والإدارة الدينية الثالثة هي إدارة مسلمي القسم الأوروبي وسيبريا ومركزها أوفا ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%88%D9%81%D8%A7) في بشكيريا، والإدارة الرابعة لمسلمي ما وراء القوقاز ومقرها باكو ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%A7%D9%83%D9%88) عاصمة أذربيجان، وبها الإدارة الخاصة بالمسلمين الشيعة ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B4%D9%8A%D8%B9%D8%A9).
كيف يؤدى المسلمون السوفيات شعائر دينهم؟ لقد تعامل السوفيات مع الإسلام في الجمهوريات الإسلامية السوفياتية بعنف منذ أن بسطوا نفوذهم على تلك الأراضي، فلقد بسطت الشرطة يدها على جميع نسخ القرآن الكريم وأحرقتها في الفترة من سنة (1348هـ ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1348)- 1929 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1929) م) إلى (1355هـ ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1355)- 1936 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1936) م)، ولقد عاون في هذا الجمعيات الإلحادية بالدعاية ضد الإسلام، واستخدمت الحكومة جميع وسائل الإعلام ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%88%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%A7% D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85) لتحقيق هدفها، ففي عام (1382 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1382) هـ- 1962 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1962) م) ألقيت 23 ألف محاضرة في جمهورية أوزبكستان ضد الدين، واستخدمت دور السينما ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%8A%D9%86%D9%85%D8%A7) والإذاعات لمحاربة الدين وتشويه صورة المسلمين الذين يذهبون للمساجد أو يصومون رمضان أو يحتفلون بالأعياد الإسلامية وأسس الشيوعيون اتحاد الملحدين منذ سنة 1342 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1342) هـ، ومنع الحجاج من الذهاب إلى بيت الله الحرام ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AC%D8%AF_%D8%A7%D9%84% D8%AD%D8%B1%D8%A7%D9%85)، وكان عدد الحجاج قبل السوفيات حوالي 35 ألفا، ووصل عددهم في حكم السوفيات 15 أو 20 حاجا. وفي سنوات كثيرة لايصل حجاج من السوفيت. ومنع السوفيات الصلاة ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9) والصوم ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%88%D9%85) والحج ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D8%AC) بحجة أن هذا يؤثر على اقتصاد المجتمع السوفياتي، فأصدر رجال الدين فتاوي تنسجم مع أهداف السوفيات ولا يؤثر على الاقتصاد السوفياتي، فقد أباحت للمسلم أن يجمع الصلاة مرة واحدة في اليوم، ويصوم يوما واحدا في رمضان، وقد أصدرت السلطات أمراً بمنع ذبح الأضاحي ولو كانت ملكا خاصا بحجة الأضرار الاقتصادية، اما الحج فقد وضعت معوقات عديدة لعدم تمكين المسلمين من الحج".
ويفهم بكل وضوح مما كتبه أبو زيد فى الفصل الثانى من كتابه: "مفهوم النص" أن الإسلام فى نظره لم ينزل من السماء، بل خلقته الظروف والحاجات الأرضية، وأن محمدا إنما هو امتداد للحنفاء ليس إلا، وأن الدين الذى جاء به ما هو إلا استجابة لحاجات المجتمع العربى مثلما كانت حركة الحنفاء دون زيادة أو نقصان. ولنقرأ نص كلام أبو زيد فى ذلك الفصل، مع ملاحظة أنه لم يخطئ هنا أو فى أى كتاب آخر وقع فى يدى من كتبه فيصلى على النبى عليه السلام، بل نادر جدا أن يقول عنه غير "محمد"، هكذا مجردةً: "لقد كان محمد، المستقبِل الأول للنص ومبلّغه، جزءا من الواقع والمجتمع. كان ابن المجتمع ونتاجه: نشأ فى مكة يتيما، وتربى فى بنى سعد كما كان يتربى أترابه فى البادية. تاجر كما يتاجر أهل مكة. سافر معه وشاركهم حياتهم وهمومهم. وحين أراد بعض الأعراب أن يعاملوه معاملة الملوك بعد البعثة رفض. وحين رأى أعرابيا ترتعد فرائصه وهو يستعد للقائه هدّأ روعه وقال قولته المشهورة: إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة. هذا ما يحكيه
(يُتْبَعُ)
(/)
التاريخ عن الرجل والإنسان الذى شاء الفكر الدينى السائد قديما وحديثا أن يحوله إلى حقيقة مثالية ذهنية مفارقة للواقع والتاريخ، حقيقة لها وجود سابق على وجودها الإنسانى العيانى المادى. وشاء هذا الفكر فى أشد مزاعمه إنسانية أن يجعل منه إنسانا مغمض العينين معزولا عن المجتمع والواقع، يعيش هموما مفارقة مثالية ذهنية حتى حوله هذا الفكر إلى إنسان خال من كل شروط الإنسانية ...
إن الواقع الذى ينتمى إليه محمد ليس بالضرورة هو الواقع السائد المسيطر. فالواقع، أىّ واقع كان، يحتوى فى داخله وفى بنائه الثقافى نمطين من القيم: النمط السائد المسيطر، ونمط القيم النقيض الذى يكون ضعيفا خافت الصوت، لكنه يسعى لمناهضة نمط القيم السائد. وليس هذان النمطان من القيم إلا تعبيرا عن قوى اجتماعية وعن صراعات اقتصادية واجتماعية. لم يكن محمد ينتمى فى هذا الواقع إلى الواقع المسيطر بنمط القيم السائد فيه. لذلك يصدق عليه وصف السيدة خديجة حين كانت تهدئ من روعه بعد التجربة الأولى لعملية الاتصال/ الوحى وما تلاها من خشيته على نفسه أن يكون به مرض أو مس من الشيطان: "كلا. أبشر. والله ما يخزيك الله أبدا. إنك لتصل الرحم، وتَصْدُق الحديث، وتحمل الكَلّ، وتَقْرِى الضيف، وتعين على نوائب الحق". إن هذه الأوصاف كلها أوصاف للأخلاق المتعدية للغير، أى أخلاق التعامل مع البشر فى الواقع اليومى. إن حب الخلاء والتحنث فى غار حراء لم يكن انعزالا عن حركة الناس فى الواقع، وإنما كان طقسا يمارسه آخرون إلى جانب محمد وقبله. هؤلاء الآخرون هم الأحناف ...
لم يكن محمد معزولا عن هذه الحركة الفكرية التى لا يمكن أن تقوم على مجرد اللقاء العارض بين مجموعة من الأفراد. (وبعد أن يورد أبو زيد رواية عن لقاء زيد بن عمرو بن نفيل والنبى تظهر تشدده فى النفور من ذبائح الأوثان، فى الوقت الذى لم يكن النبى، حسبما فهم أبو زيد، متشددا كل هذا التشدد، وهو ما أخالفه فيه أشد المخالفة، إذ ليس فى الرواية أن اللحم الذى قُدِّم لزيد كان قد ذبح للأصنام فعلا أو أن النبى هو صاحب الطعام أو أنه أكل منه، يقول:) إن المشكلة (أىْ مشكلة البحث عن السبب فى أن زيدا رفض تناول الطعام، ولم يرفضه النبى عليه السلام) لا تحلها هذه الافتراضات الكثيرة لأنه ليست هناك مشكلة اصلا. لقد كان زيد بن عمرو مبالغا فى مفارقة قومه والبحث عن دين إبراهيم. ومحمد، وإن كان باحثا ايضا عن دين إبراهيم، دين الحنيفية، لم يكن على مثل تشدد زيد وإدانته لواقعه ومجتمعه. (ثم مرة أخرى بعد أن يورد أبو زيد كلاما لزيد بن عمرو يعلن فيه تمسكه دون قومه بدين إبراهيم يقول:) هل كان هذا الشيخ الصارخ فى البرية داعيا إلى دين إبراهيم صوتا فى فلاة أم كان تجسيدا لنزوع ما لاتجاه جديد فى رؤية العالم فى هذه الثقافة؟ وهل كان محمدٌ الإنسانُ ابنُ واقعه ومجتمعه إلا جزءًا من هذا الاتجاه الجديد النقيض للاتجاه السائد فى المجتمع والفكر على السواء؟
لكن لماذا العودة إلى دين إبراهيم؟ ولماذا لم يكن فى اليهودية والمسيحية ما يكفى للإجابة عن هذه الأسئلة الحائرة التى كانت تعذب هؤلاء الأفراد من العرب؟ الحقيقة أن هذه الأسئلة لم تكن مجرد صرخات فى فلاة، بل كانت تجسيدا لنزوع ما لاتجاه جديد فى رؤية العالم وضرورة تغييره. وكانت هذه الأسئلة بمثابة البحث عن "أيديولوجية" للتغيير، ولم يكن لهذا البحث أن يتجاوز الآفاق المعرفية للجماعة التاريخية، وهى آفاق تحكمها طبيعة البنى الاقتصادية والاجتماعية لهذه الجماعة. لقد كان البحث عن دين إبراهيم فى حقيقته بحثا عن الهوية الخاصة للعرب، وهى هوية كانت تهددها مخاطر عدة. أهم هذه المخاطر هو الخطر الاقتصادى النابع من ضيق الموارد الاقتصادية التى تعتمد على المطر والعشب من جهة، وعلى التجارة من جهة أخرى. وقد أوشكت حياة الصراع والتناحر والحروب بين القبائل، وكلها حروب وصراعات ذات جذور اقتصادية، أن تؤدى إلى القضاء على الحياة ذاتها. وزاد من حدة هذه الأزمة واستعار خطرها أن الجزيرة العربية كانت محاصرة بالقوى الأجنبية من كل جانب ...
(يُتْبَعُ)
(/)
وسط هذه المخاطر كان ثمة إحساس بضرورة التوحد: التوحد على المستوى الداخلى لضمان بقاء الحياة فى هذه الظروف الاقتصادية الخطرة، والتوحد لمواجهة الخطر الخارجى الذى أوشك على القضاء على الهوية. وقد عبر هذا الإحساس الغامض عن نفسه فى مجموعة من التطورات أهمها بالنسبة لتحقيق الهدف الأول تحديد مجموعة من الشهور يحرم فيها القتال. وقد كان ذلك أقرب إلى الاتفاق للحفاظ على وسائل الإنتاج من الدمار الكامل. فكانت التجارة تزدهر فى هذه الشهور، وتقام الأسواق والاحتفالات الدينية. وكثيرا ما كانوا يغيّرون هذه الشهور أو يؤجّلون بعضها بالنسىء، الذى نهى عنه القرآن بعد ذلك، طبقا لمصالح القبيلة ذات السطوة والسيطرة. ولمواجهة الخطر الثانى، خطر العدو الخارجى، فمما له دلالته فى هذا الصدد أن القبائل العربية استطاعت لأول مرة أن تتوحد لمحاربة الفرس وحققت انتصارا عليها فى واقعة ذى قار. وهو انتصار تجاوبت أصداؤه فى أركان الجزيرة العربية كلها، واحتفظ لنا الشعر حتى الآن بهذه الأصداء. وهذه الواقعة تؤكد ذلك الإحساس الغامض بضرورة الوحدة لمواجهة خطر العدو الخارجى.
إذا كانت هذه هى الأخطار فلا بد أن تكون "الأيديولوجية" التى كان يبحث عنها هؤلاء الأفراد من العرب أيديولوجية تحقق الهدفين: مواجهة الصراعات الداخلية وعوامل التفتيت بكل ما يؤدى إليه ذلك من سيطرة الأقوى، ومواجهة الخطر الخارجى المتمثل فى أعداء العرب من الفرس والروم. ومن الطبيعى ألا تحقق المسيحية، وهى أيديولوجية مطروحة، أحد هذين الهدفين، فقد كانت دينا غازيا معتديا، ولم يكن لليهودية أن تجتذب العرب، وقد كان أحبارها يتَعَالَوْن عليهم وينظرون إليهم بوصفهم بدوا رعاة. هذا بالإضافة إلى أن اليهودية دين مغلق عنصرى لا يتقبل الوافدين الجدد. كانت الأيديولوجيتان الدينيتان المطروحتان غير ملائمتين لتحقيق أهداف ذلك الوعى أو الإحساس الغامض الذى كانت تحكمه صرخات هؤلاء المتحنفين أو المتحنثين ...
كان البحث عن "دين إبراهيم" إذن بحثا عن دين يحقق للعرب هويتهم من جهة، ويعيد نظيم حياتهم على أسس جديدة من جهة أخرى. وكان الإسلام هو الدين الذى جاء يحقق هذه الأهداف. وليس من قبيل التأويل الأيديولوجى أن نقول إن الإسلام بهذه المثابة، ومن حيث هو دين يرد نفسه للحنيفية ملة إبراهيم، كان تجاوبا مع حاجة الواقع، وهى الحاجة التى عبر عنها الأحناف، وكان محمد واحدا منهم. وليس الحديث إذن عن محمد بوصفه المتلقى الأول للنص حديثا عن متلقٍّ سلبىّ، بل حديث عن إنسان تجسدت فى داخله أحلام الجماعة البشرية التى ينتمى إليها، إنسان لا يمثل ذاتا مستقلة منفصلة عن حركة الواقع، بل إنسان تجسدت فى أعماقه أشواق الواقع وأحلام المستقبل" (ص67 - 74).
إن التحليل الماركسى بمفاهيمه ومقولاته ومصطلحاته واضح أشد الوضوح، فالدكتور يعزو كل شىء إلى العوامل الاقتصادية والاجتماعية، ولسانه يلهج بمصطلحات "البنية التحتية" و"وسائل الإنتاج" و"الأيديولوجية" ... ولا أظن القارئ محتاجا من هذه الناحية إلى أن أضيف شيئا إلى ما قرأ، فهو مستغن بنفسه عن الشرح والتوضيح. ولكن يمكننا مع ذلك أن نلاحظ خلو كلام الحنفاء من الحديث عن العرب والأخطار التى تتهددهم من الداخل ومن الخارج على السواء، فقد كان كلامهم محصورا فى الوعظ العام وتوجيه الأنظار إلى الدلائل الكونية والدعوة إلى التوحيد، ثم لا شىء آخر، فلا حديث عن صراعات قبلية ولا احتلال حبشى ولا تهديد فارسى أو رومى قط. كما أن القرآن يخلو من هذه الموضوعات. بل إنه لا وجود فيه من أوله إلى آخره للعرب أو حتى لاسمهم، فضلا عن أن يكون لهم على صفحاته أى وضع متميز على الإطلاق. والكلام فيه إنما هو عن البشرية كلها، على عكس العهد القديم مثلا، الذى يدور كله على بنى إسرائيل وكأنهم هم الدنيا بأسرها فلا توجد أمة سواهم. كما تكرر فيه النص على أنه عليه الصلاة والسلام مبعوث إلى العالمين أجمعين فى كل زمان ومكان: "قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ" (الأنعام/ 90)، "وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ" (يوسف/ 104)، "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ" (الأنبياء/ 107)، "تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ
(يُتْبَعُ)
(/)
عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا" (الفرقان/ 1)، "قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ* إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ" (ص/ 86 - 87)، "وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ* وَمَا هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ" (القلم/ 51 - 52)، "إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ" (التكوير/ 27)، "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ" (سبأ/ 28).
وبالمثل نجد فى الحديث هذه النصوص التى تدل بأجلى بيان على أن رسالته صلى الله عليه وسلم هى للناس كافة، وليست للعرب وحدهم كما يزعم الملتاثون الذين فى قلوبهم مرض ويحسبون أنهم قادرون على التخفى بمرضهم، وهيهات: "يا أيها الناس، ألا إن ربكم عز وجل واحد. ألا وإن أباكم واحد. ألا لا فضل لعربي على عجمي. ألا لا فضل لأسود على أحمر إلا بالتقوى. ألا قد بلغت؟ قالوا: نعم. قال: ليبلِّغ الشاهدُ الغائب"، "أُعْطِيتُ خمسا لم يُعْطَهُنّ أحد من الأنبياء قبلي: نُصِرْتُ بالرعب مسيرة شهر، وجُعِلَتْ لي الأرض مسجدا وطَهُورا، وأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فلْيُصَلِّ، وأُحِلَّتْ لي الغنائم، وكان النبي يُبْعَث إلى قومه خاصة، وبُعِثْتُ إلى الناس كافة، وأُعْطِيتُ الشفاعة"، "كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كسرى أبرويز ملك فارس يقول: بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس. سلام على من اتبع الهدى، وآمن بالله ورسوله، وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله. أدعوك بدعاية الله، فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة لينذر من كان حَيًّا ويحقَّ القول على الكافرين. أسلم تَسْلَم، فإن أَبَيْتَ فعليك إثم المجوس"، ومن رواية أبى سفيان: "انطلقت في المدة التي كانت بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فينا أنا بالشأم إذ جيء بكتاب من النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل. قال: وكان دحية الكلبي جاء به فدفعه إلى عظيمُ بُصْرَى، فدفعه عظيمُ بُصْرَى إلى هرقل. قال هرقل: هل هنا أحد من قوم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ فقالوا: نعم. قال: فدُعِيتُ في نفر من قريش، فدخلنا على هرقل، فأجلسنا بين يديه، فقال: أيكم أقرب نسبا من هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ فقال أبو سفيان: فقلت: أنا. فأجلسوني بين يديه، وأجلسوا أصحابي خلفي، ثم دعا بترجمانه فقال: قل لهم إني سائل هذا عن هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي، فإن كَذَبني فكذِّبوه. قال أبو سفيان: وايم الله لولا أن يُؤْثِروا عليّ الكذب لكذبت. ثم قال لترجمانه: سَلْهُ كيف حَسَبُه فيكم؟ قال: قلت: هو فينا ذو حسب. قال: فهل كان من آبائه مَلِكٌ؟ قال: قلت: لا. قال: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قلت: لا. قال: أيتبعه أشراف الناس أم ضعفاؤهم؟ قال: قلت: بل ضعفاؤهم. قال: يزيدون أو ينقصون؟ قال: قلت: لا بل يزيدون. قال: هل يرتد أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه سخطة له؟ قال: قلت: لا. قال: فهل قاتلتموه؟ قال: قلت: نعم. قال: فكيف كان قتالكم إياه؟ قال: قلت: تكون الحرب بينا وبينه سجالا، يصيب منا ونصيب منه. قال: فهل يغدر؟ قال: قلت: لا، ونحن منه في هذه المدة لا ندري ما هو صانع فيها. قال: والله ما أمكنني من كلمة أدخل فيها شيئا غير هذه. قال: فهل قال هذا القول أحد قبله؟ قلت: لا. ثم قال لترجمانه: قل له: إني سألتك عن حسبه فيكم، فزعمت أنه فيكم ذو حسب. وكذلك الرسل تُبْعَث في أحساب قومها. وسألتك: هل كان في آبائه ملك، فزعمت أن لا، فقلت: لو كان من آبائه ملك قلتُ: رجل يطلب ملك آبائه. وسألتك عن أتباعه: أضعفاؤهم أم أشرافهم؟ قلت: بل ضعفاؤهم. وهم أتباع الرسل. وسألتك: هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فزعمتَ أنْ لا، فعرفتُ أنه لم يكن ليَدَعَ الكذب على الناس، ثم يذهب فيكذب على الله. وسألتك: هل يرتد أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه سخطة له؟ فزعمت أنْ لا. وكذلك الإيمان إذا خالط بشاشة القلوب. وسألتك: هل يزيدون أم ينقصون؟ فزعمت أنهم يزيدون. وكذلك الإيمان حتى يتم. وسألتك: هل قاتلتموه؟ فزعمت أنكم
(يُتْبَعُ)
(/)
قاتلتموه، فتكون الحرب بينكم وبينه سجالا، ينال منكم وتنالون منه. وكذلك الرسل تُبْتَلَى، ثم تكون لهم العاقبة. وسألتك: هل يغدر؟ فزعمت أنه لا يغدر. وكذلك الرسل لا تغدر. وسألتك: هل قال أحد هذا القول قبله؟ فزعمت أنْ لا. فقلت: لو كان قال هذا القول أحد قبله، قلت: رجل ائتم بقول قيل قبله. قال: ثم قال: بم يأمركم؟ قال: قلت: يأمرنا بالصلاة والزكاة والصلة والعفاف. قال: إن يَكُ ما تقول فيه حقا فإنه نبي. وقد كنت أعلم أنه خارج، ولم أَكُ أظنه منكم. ولو أني أعلم أني أخلص إليه لأحببت لقاءه. ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه. وليبلغن مُلْكُه ما تحت قدمي. قال: ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأه، فإذا فيه: "بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم. سلام على من اتبع الهدى. أما بعد، فاني أدعوك بدعاية الإسلام. أسلم تسلم، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك اثم الأريسيين. و"يا أهل الكتاب تعالَوْا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ... إلى قوله: اشهدوا بأنا مسلمون". فلما فرغ من قراءة الكتاب ارتفعت الأصوات عنده وكثر اللغط، وأمر بنا فأُخْرِجْنا. قال: فقلت لأصحابي حين خرجنا: لقد أمر ابن أبي كبشة. إنه ليخافه ملك بني الأصفر. فما زلت موقنا بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سيظهر حتى أدخل الله عليَّ الاسلام ... "، "ليبلغنّ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مَدَرٍ ولا وَبَرٍ إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز، أو بذل ذليل، عزا يُعِزّ الله به الإسلام، وذلا يُذِلّ الله به الكفر".
أما تفسير أبو زيد لحركة الحنفاء التى كانت تدعو إلى الرجوع لدين إبراهيم تفسيرا ماركسيا اقتصاديا وقوله إنهم كانوا يعملون على التوحد لمواجهة الأخطار الاقتصادية المبيرة للعرب وما يتصل بهذا من تحديد العرب مجموعة من الشهور يمتنعون فيها عن القتال للحفاظ على وسائل الإنتاج الاقتصادى من الدمار الكامل، مما كان من نتيجته ازدهار التجارة فى هذه الشهور (مفهوم النص/ 73، 74، 79)، فأقل ما يوصف به أنه كلام فارغ. ذلك أن الحنفاء، كما رأينا، لم يكونوا يبحثون عن وحدة عربية، بل كانوا مجرد منكرين للوثنية. وهذه الوثنية، على العكس مما يقوله أبو زيد، كانت توحد العرب على دين واحد. ولم نسمع أن أيا من الحنفاء قد دعا إلى تلك الوحدة الموعومة، بل كان كل ما يصنعونه هو وعظ الناس وعظا عاما ثم لا شىء بعد ذلك. كما أن رحلتى اليمن والشام إنما كانتا تتمان فى الشتاء والصيف (على الترتيب)، ومعروف أن الفصول الأربعة من شتاء وصيف وربيع وخريف إنما تتبع التقويم الشمسى لا القمرى، الذى كانت تجرى عليه العرب فى تنظيم الأشهر الحرم كما هو معلوم. ولا أظننا بحاجة إلى التدليل على أن الشتاء والصيف يستغرقان ستة أشهر باعتبارهما نصف العام، على حين أن الشهور الحرم تستغرق أربعة فقط، علاوة على أن الأشهر الحرام الأربعة ليست متصلة، ومن ثم لم تكن كافية لتأمين الرحلتين على أى وضع حتى لو توافقت وشهور الرحلتين: توافقا دائما (بأن يكون التقويمان واحدا: شمسيا أو قمريا) أو كل عدة عقود. وهو ما يدل على أن كلام الباحث هو كلام منهار بطبيعته. أما الكلأ والماء فلا علاقة لتوفرهما أو لشحهما بحرب أو سلم، أو أشهر حرام أو أشهر حلال، فالأمطار لن تتوقف أو تهطل طبقا للحرب أو السلم وغير ذلك من الأسباب الاجتماعية أو السياسية، بل لأسباب مناخية طبيعية. ولكيلا أترك بابا لعُشّاق المراء أقول إن نصر أبو زيد قد أكد مرارا وتكرارا أن الحنفاء، بما فيهم النبى طبعا، كانوا يبحثون عن دين إبراهيم. فهل كان على "أجندة" إبراهيم (وأرجو أن يتسامح معى القارئ فى استخدام تلك الكلمة الأجنبية هذه المرة من نفسى)،هل كان من "أجندته" توحيد العرب؟ بس خلاص!
ويدعى د. نصر أبو زيد أيضا (ص77 من "مفهوم النص") أن كلمتى "رَبٌّ" (أى الإله) وخَلَق (بمعنى الإيجاد من العدم) كلمتان قرآنيتان جديدتان، إذ كان معنى "الرب" قبلا هو صاحب الشىء، ومعنى "خَََلََق" هو صمم الشىء وقدّره قبل تنفيذه لا أوجده من عدم بعد أن لم يكن موجودا. وهذا غير صحيح، فكلمة "رب" فى الشعر الجاهلى موجودة بهذا المعنى، كقول الأسود بن يعفر النهشلى:
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول لما أتاني هُلْكُ سيدنا * لا يبعد الله رب الناس مسروقا
وقول الفِنْد الزّمّانى:
فَاخْسَأَوا لَيسَ لَكُم بَيتٌ عَلى * مِثلِنا اللَهُ لَهُ رَبٌّ وَجارُ
وقول حاتم الطائى:
سَقى اللَهُ رَبُّ الناسِ سَحّا وَديمَةً * جَنوبَ السَراةِ مِن مَآبٍ إِلى زُغَر
وزيد بن عمرو بن نُفَيْل:
أَرَبّا واحِدا أَم أَلفَ رَبٍّ * أَدينُ إِذا تَقَسَّمَتِ الأُمورُ
وقول شتيم بن خويلد الفزارى:
لا يُبْعِدِ اللَهُ رَبُّ العِبا دِ وَالمِلحِ ما وَلَدَت خالِدَه
وقول عبد بن مالك النعمان:
يا رَبُّ أنتَ على الأنام مُسَلِّطٌ * لو شئْتَ أضحَوْا هامِدينَ جُمودا
وقول عروة بن الورد:
قَليلٌ ذَنبُهُ وَالذَنبُ جَمٌّ * وَلَكِن لِلغِنى رَبٌّ غَفورُ
وقول لقيط بن شيبان:
إِذا ما اِمرؤٌ أَهَدى لِمَيتٍ تَحِيَّةً * فَحَيّاكَ رَبُّ الناسِ عَنّي أَدهَمُ
وقول ميثاء المجاشعية:
يا ربّ ربَّ البيت والحُجّاجِ
وفى القرآن الكريم: "ولئن سالتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله"، وقد تكررت مرات، مما يدل على أنهم كانوا يعرفون أن "خلق" تعنى أوجد من العدم وأنها، بهذا المعنى، خاصة بالله سبحانه: "وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ" (العنكبوت/ 61)، "وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ" (لقمان/ 25)، "وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ" (الزمر/ 28)، "وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ" (الزخرف/ 9). وكان زيد بن عمرو يعيب على قريش ذبائحهم ويقول: الشاة خلقها الله وأنزل من السماء ماءً وأنبت لها من الأرض نباتا ثم تذبحونها على غير اسم الله! إنكارا لذلك وإعظاما له".
وفى شعر الجاهلية ورد هذا الفعل بهذا المعنى كقول حذيفة الهذلى:
أَلا يا فَتىً ما نازَلَ القَومَ واحِدا * بِنَعمانَ لَم يُخلَق ضَعيفا مُثَبَّرا
وقول عدى بن زيد:
أَلا مَن مُبلِغُ النُعمانِ عَنّي * عَلانِيَةً فَقَد ذَهَبَ السِرارُ
بِأَنَّ المَرءَ لَم يُخلَق حَديدًا * وَلا هَضبا تَرَقّاهُ الوَبارُ
وقول قس بن ساعدة الإيادى:
الحَمدُ لِلَّهِ الَّذي * لَم يَخلُقِ الخَلقَ عَبَثْ
وفى ذات الكتاب نراه ينفى أن يكون للقرآن وجود فى اللوح المحفوظ طبقا لما جاء فى سورة "البروج": "بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22) ". صحيح أن بعض علمائنا القدامى قد تجاوزوا حدود العقل البشرى حين قالوا إن كل حرف من القرآن فى ذلك اللوح يمائل فى الضخامة جبل قاف، مما أعطى د. نصر الفرصة كى يسخر من الفكرة كلها، وكان عليه أن يميز بين ما قاله القرآن فى هذا الموضوع وما قاله أولئك العلماء، الذين هم فى نهاية المطاف بشر، فكلامهم مجرد اجتهاد لا يلزمنا أن نخر عليه موافقين بالضرورة. وما داموا لم يَرَوْا ذلك اللوح المحفوظ، وما دام القرآن قد سكت عن هذا التفصيل، وسكت عنه الرسول، فلماذا يقحمون أنفسهم فى أمر من أمور الغيب الذى لا نعلمه نحن ولا هم؟ يقول الدكتور: "ولا شك أن هذه الزيادات والإضافات قد ساهمت مع ما سبقت الإشارة إليه من تصورِ وجودٍ خطىٍّ سابقٍ للنص فى اللوح المحفوظ، كل حرف بقدر جبل قاف، فى تكريس تصور للنص يتباعد به عن الواقع الذى أنتجه، والثقافة التى تشكل من خلالها إلى هذا التصور الذى يجعل النص معطًى سابقًًا كاملاً مكتملا فُرِض على الواقع بقوة إلهية لا قِبَل للبشر بها. وكان من شأن هذا التصور أن يؤدى إلى عزل النص عن حركة الواقع تدريجيا، وذلك بتحويله من نص لغوى دالّ إلى مجرد شىء مقدس، إلى مصحف يستمد قداسته من مجرد وجوده تمثيلا لأصله القديم الماثل فى عالم الأرواح والمثل" (ص76).
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الكلام يتعارض تعارضا مع القرآن وحديثه عن اللوح المحفوظ. والواقع أن د. نصر قد تورط بهذه الطريقة فيما أخذه على بعض العلماء القدامى، إذ أقحم نفسه هو أيضا فيما لا قِبَل له ولا لنا به، وإلا فهل اطلع سيادته على الغيب وتحقق من أن القرآن لا يقول الحق وأنه لا وجود لذلك اللوح المحفوظ فى الواقع؟ وعلى أية حال فلا مشكلة بتاتا فى هذا اللوح المحفوظ، إذ هو سبحانه فوق الزمان والمكان، بل هو خالقهما، فكيف يقيدانه عز وجل؟ وإذا كنا نحن نعيش داخل هذين القفصين فإن الله سبحانه متعالٍ عليهما لأنه خالقهما، فليس هناك بالنسبة له قبلٌ ولا بَعْدٌ. والقول بأن القرآن منتج ثقافى كلام غير مقبول، فنحن لسنا فى مصنع ينتج النصوص الدينية، بل هو كلامه عز وجل. فالقرآن، وإن ظهر لنا فى التاريخ تدريجيا، ليس كذلك بالنسبة إلى الله، وإلا كنا قد حولناه سبحانه وتعالى بهذه الطريقة إلى بشر محصور فى الزمان والمكان لا يظهر أى شىء من الأشياء له إلا قليلا قليلا مع مرور الوقت، إلى أن يتم تشكيله فيراه كاملا لأول مرة مثلنا بالضبط. فهل هذا مما يليق به سبحانه، وهو الأزلى الأبدى الذى لا تحد وجوده ولا علمه ولا قدرته ولا إرادته أية حدود، زمانية كانت هذه الحدود أو مكانية أو ... أو ... ؟ ولقد كان القدماء، ولا نزال نحن أيضا كلنا، اللهم إلا نصر أبو زيد وأمثاله، نؤمن باللوح المحفوظ ولا نرى القرآن منتجا ثقافيا، بل نؤمن بأنه كلام الله، نزل من السماء على الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، ومع هذا فلم يحوله القدماء إلى شىء يتبركون به، وكفى، بل وضعوه موضع التنفيذ من أول وهلة، فكانت تلك الانبعاثة الحضارية التى ليس لها مثيل فى التاريخ، مما يكذّب كل ما قاله د. نصر تكذيبا. ثم فلنفترض أن العرب قد رفضوا القرآن الكريم ولم يؤمن به أحد منهم البتة، أيتصور الكاتب أنه ما كان ليكون للقرآن وجود؟ ألن تنزل الآيات حينئذ على النبى عليه السلام رغم ذلك فتكون حجة على الكافرين؟ وهل سيكون القرآن عندئذ قد فُرِض على الواقع بقوة إلهية؟ إن هذا إنما يكون لو أن الله عز فى علاه أكره الناس على الإيمان بكتابه دون أن يقتنعوا بصحته وبصدق النبى الذى أتاهم به، وهو ما لم يقع، وما كان ليقع، إذ ليس من مبادئ الإسلام فرض الإيمان على أحد، بل من شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر.
أما فيما يتعلق بما قاله د. نصر أبو زيد عن الإمام الشافعى فى الطبعة الأولى من كتابه عن ذلك الإمام الجليل من أنه كان يتعاون مع الأمويين وأنه قد تولى عملا لهم فى اليمن، مما جعله أضحوكة الكتاب والنقاد المحققين ووضعه عن حق فى مرمى سهامهم، فقد عاد إلى تناول هذا الموضوع فى كتابه: "التفكير فى زمن التكفير" (ط2/ مكتبة مدبولى/ 1995م/ ص171) قائلا بمداورته المعهودة: "ولعل هذا يضطرنا للرد على الضجة الإعلامية الزائفة التى وجدت فى خطإ طباعى فى الكتاب نكتة تقيم الدنيا ولا تقعدها حيث تحولت كلمة "العلويين" إلى "الأمويين" فى صفحة كاملة. ورغم أن هذا خطأ لا يقع فيه تلميذ بليد كما أقر الجميع ورغم أن الصفحة التالية لصفحة الأخطاء تلك تتحدث عن نفور الشافعى من النظام العباسى، خاصة من المأمون، فإن ذلك لم يلفت النظر لأن العين الناظرة لا تقرأ ولا تفهم بل تتصيد. ولم يتنبه المهاجمون إلى أن هذا الخطأ الطباعى المصوَّب فى ثبت التصويبات فى آخر الكتاب لم يتوقف عند إمامهم الأعظم عبد الصبور شاهين لأن النسخة التى كانت بين يديه كانت مصححة باليد علاوة على ثبت التصويبات فى آخر الكتاب.
تنبه بلتاجى وأشار إليه لا على أنه خطأ طباعى بل على أنه "جهل" من الباحث. وقامت جريدة "الشعب" بدور "الطبال" فى الزفة، وعنها نقل مصطفى محمود وعنه نقل محمد الغزالى ... وهلم جرا. ثم كانت ثالثة الأثافى "محمد جلال كشك"، الذى راح على مدى خمس مقالات فى "أكتوبر" يعيد ويزيد، ويرغى ويزبد، ويؤلب العامة والخاصة رحمه الله وغفر له. وكان ذلك كله دليلا على إفلاس المتهجمين ودلالة على قدر عقولهم وقدراتهم. هكذا صار هذا الخطأ الطباعى دليلا على تدنى المستوى العلمى للباحث وهبوطه بحيث صار قرار الجامعة بعدم الترقية قرارا صائبا حكيما فى نظر الحكماء من المتاجرين بالإسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ليست ميول الشافعى للعلويين سرا من الأسرار، وليس انحيازه للقرشية والعروبة مما يقدح فى شخص الإمام، لكن المؤكد أن ذلك كله يمثل عناصر "أيديولوجية" فى الخطاب تحتاج للتحليل كشفًا عن بنية هذا الخطاب لإعادة زرعه فى التاريخ بعد أن انفصل عنه، واكتسب بعض الملامح الإطلاقية والقداسة. والدلائل التى يقدمها الكتاب من داخل خطاب الشافعى تتجاوز مسألة قبوله للعمل، بل وسعيه إليه، مع بعض الولاة ممن لهم توجهات قويبة من توجهات الإمام. والمعروف أن الدولة العباسية تقاربت مع العلويين فى مرحلة نشأتها وتثبيت أركانها، وذلك على أساس الانتساب المشترك إلى "البيت النبوى"، فلم يكن الأمر يحتاج لقيام دولة "علوية" لكى يقبل الإمام العمل فيها كما توهم المرحوم جلال كشك. والدلائل التى يقدمها الكتاب على انحيازه الشافعى للقرشية والعروبة عموما عديدة ... " (ص171 - 172).
هذا ما قاله نصر أبو زيد. وقبل أن أبدأ التعليق على هذا الكلام أود أن ألفت النظر إلى أن الطبعة الأولى من كتابه عن الإمام الشافعى، وهى أمامى الآن، تخلو تماما من أية تصويبات على عكس ما يقول د. نصر. والآن علينا أن نرجع إلى ما كان قد كتبه فى الكتاب المذكور فى طبعته الأولى. فماذا قال؟ لنقرأ معا: "لكن أهم صور التعبير عن انحياز الشافعى للقرشية أنه الفقيه الوحيد من فقهاء عصره الذى تعاون مع الأمويين مختارا راضيا، خاصة بعد وفاة استاذه الإمام مالك بن أنس (179هـ)، الذى كان له من الأمويين موقف مشهود بسبب فتواه بفساد بيعة المكره وطلاقه. وموقف الإمام أبى حنيفة (150هـ) الرافض لأدنى صور التعاون معهم رغم سجنه وتعذيبه يكشف إلى أى حد بلغ رفض الفقهاء لعصبية ذلك النظام ولممارساته القمعية ضد جماهير المسلمين إلا أن يكونوا من مؤيديه وأنصاره بشكل مباشر. سعى الشافعى، على عكس سلفه أبو حنيفة وأستاذه مالك، إلى العمل مع الأمويين، فانتهز فرصة قدوم والى اليمن إلى الحجاز وجعل بعض القرشيين يتوسطون له عنده ليلحقه بعمل، فأخذه الوالى معه وولاه عملا بنجران. وإذا كان موقف مالك وأبى حنيفة من النظام العباسى لم يختلف كثيرا عن موقفهم من الأمويين فإن الشافعى كره منهم تخليهم عن "العروبة"، التى كانت سمة بارزة للنظام الأموى، واستنادهم إلى "الفارسية"، الأمر الذى يبرز لنا النزوع العصبى عند الإمام ويفسر لنا الدفاع السابق عن نقاء النص، ونقاء اللسان العربى من ثم، من آفة الدخيل الوافد من الألفاظ. ومما له دلالة فى هذا الصدد أن رحيل الشافعى إلى مصر تلا استيلاء المأمون على السلطة بعد صراعه الدامى مع أخيه الأمين، وهو الصراع الذى وجدت فيه الشعوبية الثقافية والفكرية تعبيرها العسكرى. تولى المأمون السلطة سنة 198هـ، ورحل الشافعى إلى مصر سنة 199هـ، وكان اختيار مصر بالذات لأن واليها فى ذلك الوقت كان قرشيا هاشميا" (الإمام الشافعى وتأسيس الأيديولوجية الوسطية/ ط1/ دار سينا للنشر/ 1992م/ 16 - 17).
ولسوف نأخذ بعذر نصر أبو زيد ونستبدل كلمة "العلويين" بـ"الأمويين" لنرى كيف تستقيم الأمور: "لكن أهم صور التعبير عن انحياز الشافعى للقرشية أنه الفقيه الوحيد من فقهاء عصره الذى تعاون مع العلويين مختارا راضيا، خاصة بعد وفاة استاذه الإمام مالك بن أنس (179هـ)، الذى كان له من العلويين موقف مشهود بسبب فتواه بفساد بيعة المكره وطلاقه. وموقف الإمام أبى حنيفة (150هـ) الرافض لأدنى صور التعاون معهم رغم سجنه وتعذيبه يكشف إلى أى حد بلغ رفض الفقهاء لعصبية ذلك النظام ولممارساته القمعية ضد جماهير المسلمين إلا أن يكونوا من مؤيديه وأنصاره بشكل مباشر. سعى الشافعى، على عكس سلفه أبى حنيفة وأستاذه مالك، إلى العمل مع العلويين، فانتهز فرصة قدوم والى اليمن إلى الحجاز وجعل بعض القرشيين يتوسطون له عنده ليلحقه بعمل، فأخذه الوالى معه وولاه عملا بنجران. وإذا كان موقف مالك وأبى حنيفة من النظام العباسى لم يختلف كثيرا عن موقفهم من العلويين فإن الشافعى كره منهم تخليهم عن "العروبة"، التى كانت سمة بارزة للنظام العلوى، واستنادهم إلى "الفارسية"، الأمر الذى يبرز لنا النزوع العصبى عند الإمام ويفسر لنا الدفاع السابق عن نقاء النص، ونقاء اللسان العربى من ثم، من آفة الدخيل الوافد من الألفاظ. ومما له دلالة فى هذا الصدد أن رحيل الشافعى إلى مصر
(يُتْبَعُ)
(/)
تلا استيلاء المأمون على السلطة بعد صراعه الدامى مع أخيه الأمين، وهو الصراع الذى وجدت فيه الشعوبية الثقافية والفكرية تعبيرها العسكرى. تولى المأمون السلطة سنة 198هـ، ورحل الشافعى إلى مصر سنة 199هـ، وكان اختيار مصر بالذات لأن واليها فى ذلك الوقت كان قرشيا هاشميا".
وهذه هى ملاحظاتنا على النص بعد تغييره على النحو الذى يريده نصر أبو زيد ليخرج من الورطة العلمية المخزية: ترى متى كان لمالك بن أنس فتوى ضد العلويين تتعلق بفساد بيعة المكره وطلاقه؟ فليدلنا عليها أحد. ثم كيف يغضب العلويون من مثل هذه الفتوى، وهى لا تضرهم فى شىء، إذ لم يكن لهم سلطان البتة: لا سلطان قائم على الإكراه ولا سلطان مستند إلى الشورى؟ بالعكس لقد كانت مثل هذه الفتوى فى مصلحتهم لأن كثيرا من المسلمين كانوا يتعلقون بالعلويين، لكنهم يخشون من إبداء مشاعرهم ومواقفهم تجاههم كما هو معروف. كذلك هل كان للعلويين سلطان فى اليمن جعل الشافعى يوسط أحدهم كى يعينوه فى منصب فى دولتهم هناك؟ طبعا لا. إذن فلا يمكن أن يكون الأمر سهوا كما يزعم الدكتور نصر. ويقول النص أيضا بعد تغييره إلى الوضع الذى يريده نصر أبو زيد: "وإذا كان موقف مالك وأبى حنيفة من النظام العباسى لم يختلف كثيرا عن موقفهم من العلويين فإن الشافعى كره منهم تخليهم عن "العروبة"، التى كانت سمة بارزة للنظام العلوى". ومعنى هذا أن العلويين كان لهم نظام كما يقول النص بكل وضوح. أى أنهم كانوا فى عصر الشافعى ذوى سلطان ودولة، وهو كلام متهافت لا يمكن أن يستقيم ولو لفيمتو ثانية. وفوق ذلك فالذين كانوا يتجهون اتجاها عروبيا ثم جاء العباسيون بعدهم فقربوا الفرس منهم وتوارت العروبة فى عهدهم تدريجيا إنما هم الأمويون، وهذا معروف لا نكران له ولا مراء فيه.
على أننا لن نكتفى بذلك فحسب، بل سوف نضيف إلى ذلك إيراد النص كما أصلحه الدكتور نصر أبو زيد فى الطبعة الثانية لنرى كيف أصلحه، وهل أصلحه طبقا لما ادعى أنه كان عليه فى الأصل أو لا. وهذا كلامه فى هذا الموضوع فى الطبعة الثانية التى صدرت سنة 1996م: "لكن أهم صور التعبير عن انحياز الشافعى للقرشية أنه الوحيد من فقهاء عصره الذى تعاون مع السلطة السياسية مختارا راضيا، خاصة بعد وفاة أستاذه الإمام مالك بن أنس (179هـ)، الذى كان له من الأمويين موقف مشهود بسبب فتواه بفساد بيعة المكره وطلاقه. وموقف الإمام أبى حنيفة (150هـ) الرافض لأدنى صور التعاون معهم رغم سجنه وتعذيبه يكشف إلى أى حد بلغ رفض الفقهاء لعصبية ذلك النظام ولممارساته القمعية ضد جماهير المسلمين إلا أن يكونوا من مؤيديه وأنصاره بشكل مباشر. سعى الشافعى، على عكس سلفه أبى حنيفة واستاذه مالك إلى العمل مع الحكام، فانتهز فرصة قدوم والى اليمن إلى الحجاز وجعل بعض القرشيين يتوسطون له عنده ليلحقه بعمل، فأخذه الوالى معه وولاه عملا بنجران. وإذا كان موقف مالك وأبى حنيفة من النظام العباسى لم يختلف كثيرا عن موقفهم من الأمويين فإن الشافعى تعاون معهم، وإن كره منهم تخليهم عن "العروبة"، التى كانت سمة بارزة للنظام الأموى، واستنادهم إلى الفارسية، الأمر الذى يبرز لنا النزوع العصبى عند الإمام ويفسر لنا الدفاع السابق عن نقاء النص، ونقاء اللسان من ثم، من آفة الدخيل الوافد من الألفاظ. ومما له دلالة فى هذا الصدد أن رحيل الشافعى إلى مصر تلا استيلاء المأمون على السلطة بعد صراعه الدامى مع أخيه الأمين، وهو الصراع الذى وجدت فيه الشعوبية الثقافية والفكرية تعبيرها العسكرى. تولى المأمون السلطة سنة 198هـ، ورحل الشافعى إلى مصر سنة 199هـ، وكان اختيار مصر بالذات لأن واليها فى ذلك الوقت كان قرشيا هاشميا".
وهنا نلاحظ ما يقوله نصر أبو زيد من أن "أهم صور التعبير عن انحياز الشافعى للقرشية أنه الوحيد من فقهاء عصره الذى تعاون مع السلطة السياسية مختارا راضيا، خاصة بعد وفاة أستاذه الإمام مالك بن أنس"، مستبدلا "السلطة السياسية" بـ"الأمويين". ومعنى هذا أن زعمه أنه فى كل مرة يستعمل فيها كلمة "الأمويين" إنما كان يقصد "العلويين" هو زعم كاذب، وإلا فلماذا لم يقل إنه الوحيد من فقهاء عصره الذى تعاون مع العلويين؟ لقد قال بدلا من ذلك إنه الوحيد الذى تعاون مع السلطة السياسية، ومعروف أن العلويين فى ذلك الوقت لم يكن لهم سلطة
(يُتْبَعُ)
(/)
سياسية بتاتا. فما معنى ذلك سوى أن الرجل يقول أى كلام، والسلام؟ كما نراه يضع العباسيين فى بعض مواضع النص إزاء الأمويين لا إزاء العلويين طبقا لما كان ينبغى أن يفعل حسب كلامه. وفوق هذا فما زال نصر أبو زيد يقول إن لمالك بن أنس من الأمويين موقفا مشهودا بسبب فتواه بفساد بيعة المكره وطلاقه، علاوة على تأكيده أن الإمام أبى حنيفة كان رافضا لأدنى صور التعاون معهم رغم سجنه وتعذيبه. وهذا وذاك غير صحيحين، إذ إن هذين الأمرين قد تما فى عصر العباسيين لا الأمويين، وهو ما لا يجهله أحد ممن له أدنى صلة بالتاريخ الإسلامى. فأما فتوى مالك فمتعلقة بخروج محمد بن عبد الله المعروف بـ"النفس الزكية" على أبي جعفر المنصور، وأما سجن أبى حنيفة وتعذيبه فلأنه رفض تولى منصب القضاء لذلك الخليفة. والسبب فى وقوع كل هذه الأخطاء من نصر أبو زيد ابتداء وبعد التصحيح هو أن الأمر مضطرب لديه أشد الاضطراب، ومن ثم لم يتمكن من إحكام التصحيح الذى اقترحه هو لا سواه، فعدل كلمة أو كلمتين، ولم يستطع أن يبصر الاضطراب فى فكرته كلها فترك كثيرا من الآثار التى تدل على هذا الاضطراب. ثم إن ربط أبو زيد بين ذلك وبين أموية الشافعى المزعومة، إذ كان الأمويون ينزعون منزعا عروبيا على عكس العباسيين، الذين اعتمدوا فى نجاح ثورتهم ضد الأمويين على الفرس، إنما يدل على أن أبوزيد يقصد فعلا الأمويين، ولم يكن الأمر سهوا منه أو غلطة مطبعية من الناسخ كما زعم، وبخاصة أن كلمتى "الأمويين" و"العلويين" متباعدتان لا يمكن أن يخلط الناسخ بينهما أبدا.
ولكى تكتمل الصورة سوف أنقل هنا ما قاله محمد جلال كشك رحمه الله عن هذا الموضوع فى المناظرة التى تمت بينه وبين الدكتور نصر أبو زيد فى إحدى الفضائيات الأمريكية والتى توفى بأزمة قلبية أثناءها. قال كشك موجها كلامه للمذيع، وأنا أنقل هذا الكلام عن موقع كشك نفسه الذى أنشأه باسمه المهندس محمد إلهامى: "الدكتور أبو زيد تقدم للترقية لدرجة أستاذ بكتابين وعدة أبحاث. من هذين الكتابين كتاب صغير عن الإمام الشافعي ودوره في إثبات الوسطية. وهذا الكتاب قائم على فكرة أن الإمام الشافعي متعصب للعروبة وللقرشيين، وقال: إن أهم ما يؤكد تعصب الشافعي للعروبة أنه تعاون مع الأمويين وألح حتى عينهالأمويون واليا على نجران. عُرِض الكتاب على لجنة الترقية: البعض وافق، والبعض اعترض علي ترقيته. عُرِض الأمر على مجلس الجامعة، وهناك أستاذ مثقف رفع صباعه وقال: "يا جماعة، الإمام الشافعي اتولد بعد 18 سنة من زوال الدولة الأموية". أنا لم أصدق، فاشتريت الكتاب ووجدت أن الدكتور قال فعلا بتعامل الإمام الشافعي مع الأمويين فيالصفحة 16 وأنهم عينوه واليا علي نجران. واستدل بنصٍّ زوره علي أبو زهرة علي تعصب الشافعي للقرشيين". وعندما رد المذيع قائلا: "أستاذ جلال، أنا أخشي أن تدخل في تفاصيل أكاديمية،. فلنبق في صلب الموضوع، وهو قضية التطليق" أجابه كشك بقوله: "أنا قلت إن هذهالقضية تشوّش على القضية الأساسية، وهي جهل عضو في هيئة التدريس بإحدي الجامعاتالمصرية ولجوئه إلي التزوير إثباتا لآرائه. ده عامل زي واحد يضبطه الكمساري بينشل في الأتوبيس أو يرتكب فعلاً فاضحا، فيضرب الكمساري بالقلم ويتهمه بسب الحكومة للخروج من المأزق". ثم أضاف بعد قليل قوله: "بقي لنا ستة شهور، والدكتور أبو زيد لم يقل لنا كلمة واحدة عن هذا الخطأ الفاحش. كيف يصح لأستاذ جامعي أن يؤلف بحثا يدور حول فكرة تعاون الإمام الشافعي مع الأمويين، ويستدل من هذا التعاون عليعدة نتائج، ثم يثبت أن الإمام الشافعي وُلِد بعد انتهاء الأموية بأكثر من 18 عاما؟ هل تقبل الجامعات الأمريكية أن تمنح طالبا شهادة جامعية إذا قدم بحثا يثبت فيه تعاون جورج واشنجتون مثلا مع الاستعمار الفرنسي للعلاقات التي كانت تربط واشنجتونبنابليون؟ هل يمكن منحه أي درجة علمية؟ " فكان جواب المذيع: لا طبعا".
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما يدل على أن الأمر يرجع إلى عيب فى علم الدكتور نصر لا إلى سهو عارض عنده أنه أيضا ينسب ترك الشافعى للعراق إلى مصر أيام المأمون إلى اتجاه المأمون إلى الاعتزال وفرضه على الضمائر، على حين كان الشافعى ينفر من هذا الاتجاه، وهو كلام أقرب إلى الهزل والكاريكاتير منه إلى العلم وجِدّه، فقد مات الشافعى عام 204هـ، بينما أظهر المأمون القول بخلق القرآن سنة 212 هـ كما يقول ابن الأثير فى حوادث تلك السنة فى كتابه: "الكامل"، وإن لم يفرض عقيدة الاعتزال مذهبا رسميا للدولة لتبدأ بذلك المحنة المعروفة إلا عام 318هـ، أى بعد ذلك بأربعة عشر عاما كما كتب ابن الأثير أيضا فى حوادث ذلك العام! فكيف يعلل باحث يتشح بوشاح العلم حدثا بحدث آخر لم يقع إلا بعد وقوع الحدث الأول بأعوام؟ إنه بذلك يضع العربة أمام الحصان على عكس ما يريد الله وما يقول به العقل والمنطق. وسلم لى على العلمية والموضوعية والخيبة القوية (وانظر كذلك ترجمة المأمون فى كتاب صلاح الدين الصفدى: "الوافى بالوفيات"، وفى "نهاية الأرب فى فنون الأدب" للنويرى فى حوادث 218هـ، وكلام المستشرق البريطانى وليم موير ( William Muir) فى الفصل الذى عقده للخليفة المأمون فى كتابه: " The Caliphate: Its Rise, Decline, and Fall (http://www.tafsir.net/Local%20Settings/Temp/Rar$EX77.687/index.htm)" حيث تناول محنة خلق القرآن فى عهده بدءا من إعلانه فى 212هـ موقفه المساند للمعتزلة، ثم عمله بعد ذلك بست سنين على فرض هذا المذهب على العلماء، وكذلك "عصر المأمون" للدكتور أحمد فريد رفاعى/ مطبعة دار الكتب المصرية/ 1346هـ- 1927م/ 1/ 396 - 397، وتقرير د. مصطفى الشكعة الخاص ببحث "الإمام الشافعى وتأسيس الأيدلوجية الوسطية" للدكتور نصر أبو زيد، والمنشور فى كتاب د. عبد الصبور شاهين: "قضية أبو زيد وانحسار العلمانية فى جامعة القاهرة"/ دار الاعتصام/ 45).
كذلك نرى د. أبو زيد ينسب عبد الله بن العباس رضى الله عنه إلى التابعين، إذ يقول بالحرف عن موقف بعض علماء القرآن الذين ينكرون أن يكون فى كتاب الله أية ألفاظ أعجمية: "وهذا هو اتجاه كثير من مفسرى التابعين، وعلى رأسهم عبد الله بن عباس، الذى عاصر النبى ودعا له بالفقه فى الدين وبعلم التأويل" (ص12 من الطبعة الأولى من كتاب "الإمام الشافعى وتأسيس الأيديولوجية الوسطية"). أما كيف يكون الشخص تابعيا، وفى ذات الوقت معاصرا للرسول عليه الصلاة والسلام، فأمر لا يجوز فى عقولنا نحن الدارسين المتواضعين، لكنه يجوز جدا جدا فى عقول العباقرة الذين يشبههم بعض الملاحيس بابن رشد ولا أدرى مَنْ أيضا من مفكرى أوربا فى عصر النهضة. والحمد لله أن قال الدكتور نصر إن النبى عليه السلام دعا لابن عمه بعلم "التأويل" لا بعلم "الهرمنيوطيقا" على عادة المتحذلقين الذين ينفرون من كلمة "عقيدة" أو "مذهب" وينسبون الشافعى رضى الله عنه إلى "الأيديولوجيات"، ويرمون د. شوقى ضيف بالرجعية والانغلاق والجهل بالهرمنيوطيقا والهارمونيكا والشيكابيكا الأنتيكة. دُقِّى يا مَزّيكة! إى والله: "الأيدلوجيات" بفجاجتها التى لا تتلاءم أبدا والشافعى وأمثاله، وكأنهم بعض ماركسيى عصرنا الضائعين الحقراء. وهو ما يذكرنى بالنكتة التى تقول إن امرأة فقيرة من قاع المجتمع كتب الله لها أن تتزوج رجلا من علية القوم هيأ لها عيشة مرفهة واشترى لها سيارة فخمة تركبها وتتنقل بها هنا وهناك حسبما تشاء. وذات عصرية كانت تتنزه على شاطئ النيل فرأت بائع ترمس يقف بجوار عربته، فما كان منها إلا أن أوقفت سيارتها وأشارت إلى الترمس قائلة للبائع فى اندهاشِ مَنْ يرى الترمس للمرة الأولى فى حياته: مِنْ فَدْلك أَعْتِنى بخمسة ساغ بعضا من هَزِهِ الزراير السَّفْراء التى على العربة".
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن غرائب ما قاله نصر أبو زيد كذلك إنكاره التام الذى لا مثنوية فيه أن تكون الوسطية سمة من سمات الثقافة الإسلامية وزعمه أنها، متمثلةً فى فكر الشافعى والأشعرى والغزالى، كل فى ميدانه، إنما ترجع إلى ظروف العصر آنذاك، وأنه لو كانت الظروف قد اختلفت لتغيرت تلك الوسطية ولم يكن لها وجود (انظر ص5 - 6 من كتاب "الإمام الشافعى وتأسيس الأيديولوجية الوسطية"). أى أن الوسطية ليست جوهر ثقافة الإسلام. ومعنى هذا أنه ينكر ما جاء فى القرآن والحديث من أن المسلمين أمةٌ وسطٌ، إذ قال سبحانه وتعالى: "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا" (البقرة/ 143)، وجاء فى أحاديث المصطفى عليه السلام: "يُدْعَى نوح يوم القيامة، فيقول: لبيك وسعديك يا رب. فيقول: هل بلغت؟ فيقول: نعم. فيقال لأمته: هل بلغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير. فيقول: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته. فيشهدون أنه قد بلغ. "ويكون الرسول عليكم شهيدا". فذلك قوله جل ذكره: "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا". والوسط العدل"، "يجيء النبي ومعه الرجلان، ويجيء النبي ومعه الثلاثة، وأكثر من ذلك وأقل، فيقال له: هل بلغت قومك؟ فيقول: نعم. فيُدْعَى قومه، فيقال: هل بلغكم؟ فيقولون: لا. فيقال: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته. فتُدْعَى أمة محمد، فيقال: هل بلغ هذا؟ فيقولون: نعم. فيقول: وما علمكم بذلك؟ فيقولون: أخبرنا نبينا بذلك أن الرسل قد بلغوا، فصدقناه. قال: فذلكم قوله تعالى: وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا".
ولنفترض رغم ذلك كله أن الوسطية من صنع الشافعى والأشعرى والغزالى، فكيف تقبلتها الأمة ورضيت واستمسكت واتخذتها منهجا إلا أن يكون ذلك المنهج هو المنهج المناسب لها؟ وإلا فهل ضرب هؤلاء العلماء الثلاثة الأمة على يديها وأكرهوها على اعتناق هذه الوسطية وإيثارها على غيرها من المناهج؟ على أن نصر أبو زيد لا يكتفى بهذا الذى قاله على ما فيه من عُرٍّ واضطراب فكر، ولا يرضيه أبدا أن تكون أمة الإسلام أمة وسطا، بل يقول إنه لا بد من نزع لباس القداسة عن هذه الوسطية، وهو ما حاول فعله فى ذلك الكتاب. وليس لهذا كله من دلالة إلا أنه يريد اتخاذ التطرف سبيلا، إذ ليس لكراهية الوسطية والعمل على نزع لباس القداسة عنها إلا أن كارهها يؤثر سبيل التطرف عليها. أم ترى لكلامه معنى آخر غير هذا؟ وفى لسان الضاد يرتبط الوسط بالخير واليمن والشرف والتفوق. جاء فى "أساس البلاغة" للزمخشرى: "ومن المجاز: هو وسطٌ في قومه، وسطةٌ ووسيطٌ فيهم. وقد وَسُطَ وساطة. وقوم وسطٌ وأوساط: خيار. "وكذلك جعلناكم أُمّةً وَسَطًا". وقال زهير:
هُمُ وسطٌ يرضى الأنام بحكمهم * إذا نزلت إحدى الليالي بمُعْظِمِ
وهو من واسطة قومه، وهو أوسط قومه حسبًا. واكتريت من أعرابيّ، فقال لي: أعطني من سِطَاتِهِنّه. أراد: من خيار الدنانير". وهناك "الوسط الذهبى: Golden mean" فى الديانة الكونفوشيوسية والفلسفة الأرسططاليسية. بل إن الحياة كلها قائمة على التوازن والاعتدال، أى الوسطية. ترى ألم يسمع أبو زيد بالحكمة القائلة: "خير الأمور الوسط"؟
وما دمنا مع الشافعى رضى الله عنه فمن المناسب أن نشير إلى حملة أبو زيد على ذلك الإمام جَرّاء تأكيده أن القرآن ليس هو المعنى وحده، بل يشمل اللفظ والمعنى جميعا، وإيجابه من ثم قراءة الفاتحة فى الصلاة بالعربية حتى على الأعاجم، على عكس أبى حنيفة، الذى يجيز لهم قراءتها مترجمة إلى لغتهم حتى لو كانوا يستطيعون أداءها بالعربية، وإن قال بكراهية ترجمتها فى هذه الحالة الأخيرة فقط، وهو ما يعنى أن الصلاة رغم ذلك صحيحة. ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل يأخذ أبو زيد على الشافعى رضى الله عنه اشتراطه أن تُقْرَأ "الفاتحة" بذات الترتيب الذى نزلت به فلا تقدَّم آية أو تؤخَّر عن موضعها الذى هى عليه فى المصحف (انظر ص18 - 20 من كتابه عن الإمام الشافعى/ ط1). والواقع أن موقف الشافعى هو الموقف الصواب لأن القرآن قد وصف نفسه مرارا بأنه عربى، ولو كان المعنى وحده هو المقصود بالقرآن لما قال ذلك، إذ المعروف أن جنسية أية لغة إنما تتعلق بالألفاظ لا بالمعانى. وعلى هذا
(يُتْبَعُ)
(/)
فعندما يقول القرآن عن نفسه إنه عربى فالمقصود أن ألفاظه وتركيباته وتعبيراته عربية. ولا أدرى لماذا يناصر أبو زيد بكل قواه الصلاة بهذه الطريقة الخواجاتى. إن المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها، عربا كانوا أو غير عرب، يؤدون صلواتهم كلها تكبيرا وتحميدا وتسميعا وتسبيحا وقرآنا، لا فاتحة فقط، باللغة العربية، لغة القرآن، ولم يشكُ له أحد منهم صعوبة الأمر. بل إن حَفَظَة القرآن الذين لا يعرفون العربية من الشعوب الأعجمية ليُعَدّون بالملايين. وهذا أمر معروف، فكيف يفترض مفترض أن أحدا من المسلمين يصعب، ولا نقول: يستحيل، عليه أن يحفظ آيات "الفاتحة" السبع على قصرها وسهولتها وبساطتها البالغة؟ نعم، إن الله سبحانه وتعالى ليس عربيا، وسوف تصل إليه صلواتنا سواء أكانت بالعربية أم بلغة الإسبرانتو، إلا أن الأمر لا ينبغى أن يُنْظَر إليه على هذه الشاكلة، بل على أساس دلالة الأمور. فكيف مثلا يكون شكل الصلاة، وكل مصلٍّ فى الصف يرطن بلغته القومية؟ أترانا فى مسجد أم فى برج بابل، الذى يذكر العهد القديم أن الألسنة قد تبلبلت فيه؟ وأين معانى الوحدة التى ينبغى أن تسود بين المسلمين، وكل منهم يصلى بلغة تحتلف عن لغة الآخرين، وكأن كلا منهم قد أعطى ظهره لإخوانه وراح فى وادٍ غير الوادى؟ لقد نزل القرآن باللغة العربية ووصفه الله بالعروبة، فينبغى من ثم أن نقرأه فى صلاتنا بلغته التى نزل بها، وإلا ما كان الذى نقرؤه قرآنا، بل ترجمة للقرآن. ونحن لسنا فى معرض ترجمة للقرآن بل فى معرض قراءة له. ترى كيف يسهل على الأعجمى أن يترك دين قومه وعقائدهم وتشريعاتهم وأسلوبهم فى الأكل والشرب واللبس والمسكن والطهارة، ثم يعجز عن أن يحفظ الفاتحة، تلك السورة التى لا يأخذ حفظها منه أكثر من عدة دقائق؟ أما ضيق أبو زيد باشتراط الشافعى قراءة السورة بذات الترتيب الذى نزلت وقُيِّدَتْ به فى المصحف فلست أفهم سره. أهى معاندة والسلام؟ وكيف يا ترى يحب د. نصر أن نرتب له آيات تلك السورة؟ أم إن كل ما يريده هو أن يكون لها ترتيب مخالف للترتيب الذى أنزله الله سبحانه على نبيه بها؟ بالله عليك أيها القارئ هل تراه يصح أن يقرأ أحدهم "الفاتحة" هكذا مثلا: "صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (7) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) "؟ ألن تقول من فورك: أىّ خَبَلٍ هذا؟ ذلك أننا لسنا فى سيرك للألعاب البهلوانية، بل فى صلاة نقف فيها أمام الله فى خشوع وإخبات تامين. و"الفاتحة"، كأى نص لغوى، ليست مجرد ألفاظ وعبارات والسلام، بل ألفاظ وعبارات مرتبة على نحو معين، ولو رتبناها بطريقة أخرى لكان لها معنى مختلف قليلا أو كثيرا، وربما لم يكن لها معنى مفهوم البتة. ونحن إنما نقف أمام الله لنقول له كلاما عاقلا لا رُقًى هزليةً تبعث على الضحك. ومقام الألوهية لدى المؤمن أكبر وأجل وأعظم وأمجد من أن نصيخ فيه السمع إلى تُرّهات أبو زيد، حتى لو كان أبو زيد الهلالى سلامة. فما بالك، وهو أبو زيد نصر حامد؟ حسبنا الله ونعم الوكيل. وصدق من قال: الجنون فنون".
ومن أفانين أبو زيد العجيبة، وما أكثرها، أنه يرتب على قول الشافعى باتساع العربية حتى لا يحيط بها سوى نبىٍّ القول بأن تفسير القرآن إذن غير ممكن لأن القرآن صورة مصغرة للعربية كما يقول (ص11 - 12 من كتابه عن الإمام الشافعى). ولا أدرى من أين أتى بهذا الهراء. فأولا من قال إن القرآن صورة مصغرة للعربية؟ بل كيف يكون صورة مصغرة منها أصلا؟ هل القرآن صورة "أربعة فى خمسة" مثلا من اللغة بحجمها الطبيعى؟ إن القرآن لا يحوى من ألفاظ اللغة وعباراتها إلا جزءا محدودا جدا. وأى كتاب مهما كان حجمه لا يمكن أن يستوعب اللغة. بل إن المعاجم المبسوطة ذاتها لا تستوعب اللغة. بل إننا لو جمعنا المعاجم كلها ما غطت جميع ألفاظ اللغة وعباراتها، على الأقل لأن اللغة تتسع كل يوم بما يستجد بها من كلمات وتعبيرات لم يكن السابقون يعرفون عنها شيئا. وعلى كل حال فلو صح ما قاله أبو زيد من أن القرآن صورة مصغرة للغة لصدق هذا على
(يُتْبَعُ)
(/)
كل كتاب، إذ الألفاظ والعبارات محدودة العدد فى أى كتاب بالنسبة إلى محيط اللغة الزخار. كذلك لم يحدث أن قال أحد من العلماء بعدم إمكان تفسير القرآن، فضلا عن أن عدد كتب التفسير الهائل يدل على نقيض ما يهرف به نصر أبو زيد. بل إن معظم كتب التفسير، كأى شىء آخر فى الحضارة العربية الإسلامية، قد ألفها غير عرب بحكم قلة عدد العرب فى الأمة. ثم إن أبو زيد، بعد كل هذه الضجة المصمة والمماراة المزهقة للأنفاس، يعود (ص22) فيقول بصعوبة الأمر فقط لا باستحالته، وعلى غير العربى وحده لا على العربى أيضا، وهو ما يكذبه الواقع والتاريخ حسبما أشرنا قبيل قليل. وهكذا يراوغنا الدكتور أبو زيد من صفحة إلى صفحة، وكأنك يا أبا زيد ما غزوت! ثم هو فى نهاية المطاف يفشل فشلا ذريعا.
وهو يزعم أيضا (ص15 من الكتاب السابق) أن قول الشافعى بنقاء القرآن من أية ألفاظ أعجمية إنما يمثل انحيازا أيديولجيا للقرشية التى بدأت يوم السقيفة. ترى ما علاقة ما قاله الشافعى، وهو خاص بـ"اللغات الأعجمية"، بما يقوله نصر أبو زيد مما يتعلق بـ"اللهجة القرشية"؟ ألا إن هذا لَخَلْطٌ شنيع. كما نراه يربط أيضا بين ذلك وبين أموية الشافعى المزعومة، إذ كان الأمويون ينزعون منزعا عروبيا على عكس العباسيين، الذين اعتمدوا فى نجاح ثورتهم ضد الأمويين على الفرس. وقد تبين أن ما قاله د. نصر عن ميول الشافعى نحو الأمويين وتعاونه معهم وتوليه عملا لهم بنجران إنما هو سمادير لا يفهمها العقلاء، فضلا عن العلماء، فلا داعى إذن لفتح هذا الجرح القديم. ثم أترى الشافعى، لو كانت ميوله عباسية، يقول بوجود ألفاظ أعجمية فى القرآن؟ فلماذا؟ هل العباسيون أعاجم، والأمويون هم وحدهم العرب؟ ألا يرى القارئ معى كيف يتخبط الرجل فى أفكاره وآرائه؟
وبهذه المناسبة فليس فى قول الشافعى بأن الخلافة ينبغى أن تكون فى قريش ما يؤخَذ عليه رضى الله عنه لأن المعروف أن قريشا فى ذلك الوقت كانت هى زعيمة العرب بسبب البيت الحرام الذى يقصدونه من كل أرجاء البلاد ويوقرون قريشا لقيامها على حفظه والقيام عليه، فضلا عن أن النبى صلى الله عليه وسلم منهم وأنهم هم أول من تلقى القرآن. ولو كانت المسألة مسألة عصبية لكان الشافعى رضى الله عنه قد قال إن الخلافة ينبغى أن تكون فى بنى هاشم، إذ هو هاشمى. فقوله بقرشية الخلافة معناه أنه لا يرى توارثها فى بنى هاشم، وهو موقف تقدمى عظيم لو عقلنا مرامى الكلام. ولقد اتهمه نصر أبو زيد أنه كان ضالعا مع العلويين، وذلك حين أراد أن يتخلص من المأزق الذى أوقعه فيه جهله فذكر عمالته للأمويين. فقوله رغم هذا إن الخلافة قرشية لا هاشمية ولا علوية معناه أنه كان فقيها عظيما لا تتدخل العصبيات القبلية فى أحكامه الفقهية. وهذا مثل قيام الجامعة العربية فى القاهرة دون بقية العواصم العربية. وإذا كان الأمر قد شذ فانتقلت الجامعة إلى تونس أثناء مقاطعة العرب لمصر بسبب زيارة السادات لإسرائيل وعقده معها صلحا فالمعروف أنه ما إن انتهت تلك المقاطعة بعد وفاة السادات حتى عادت الجامعة إلى مستقرها فى القاهرة. وحين كان الإعلام المصرى فى المقدمة كان العرب لا يعدلون بالإعلام المصرى أى إعلام آخر، أما بعدما تفوقت قناة "الجزيرة" عليه فقد انتقل العرب، ومعهم المصريون أيضا، إلى متابعة تلك القناة. وهكذا الحال مع قرشية الخلافة، إذ انتقلت الخلافة بعد هذا إلى الأتراك حين تخلى العرب، قرشيين وغير قرشيين، عن واجبهم نحو الإسلام. وقد درج المسلمون منذ عشرات السنين على المناداة باسم صلاح الدين الكردى دون أى قرشى، بَلْهَ دون أى عربى، يتمنَّوْنَ لو عاد فخلصهم من الهوان الذى هم فيه. والآن يعلقون آمالهم بأردوغان التركى، إذ نظروا حولهم فوجدوا جميع الزعماء العرب منبطحين أذلاء، فرَجَوْا أن يكون أحسن منهم، وانتظروا حصول الخير على يديه.(/)
كاتب أمريكي يهاجم القرآن العظيم
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[10 Aug 2010, 06:53 م]ـ
من مجلة الكوثر أنقل هذا الخبر (العدد123 يناير2010).
نشرت صحيفة أسبوعية أمريكية متحدثة باسم تيار اليمين المتشدد في الولايات المتحدة، تقريراً مطولاً حول كتاب أمريكي جديد يهاجم القرآن الكريم، احتوى على مزاعم صهيونية، تدل على مدى الوقاحة التي يتصف بها أعداء الله من هذا الصنف، إذْ زعم فيه كاتبه أن القرآن الكريم يدعو إلى العنف، وأنه كتاب قد تعرض إلى التحريف!
صدر هذا المؤلف تحت عنوان (الدليل الكامل للكافر إلى القرآن)، للكاتب الأمريكي اليميني المتطرف (روبرت سبنسر) عن دار نشر أميركية في 21 من سبتمبر الماضي (2009م).
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[10 Aug 2010, 08:10 م]ـ
يريدون ان يطفئوا نور الله بأيديهم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون. حسب ظني ومعرفتي في المجتمع الأمريكي سيكون ذلك الكتاب سبباً بإسلام العديد من الأمريكيين. وسوف ينقلب سحرهم على رؤوسهم. صدقوني هذا ما سيحدث لأن القاريء الأمريكي ذكي في الغالب.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[10 Aug 2010, 09:15 م]ـ
بكرة يسلم مثل صاحبه الذي عكف علي مهاجمة الإسلام ثم منّ الله عليه بالإسلام.
وصدق الله (ذلك الدين القيم)
ـ[طارق منينة]ــــــــ[11 Aug 2010, 02:30 م]ـ
http://www.alukah.net/Sharia/0/6621/
ـ[خلوصي]ــــــــ[17 Aug 2010, 01:23 م]ـ
سبحان الله! جئت لأقول هذا:
سيكون ذلك الكتاب سبباً بإسلام العديد من الأمريكيين. وسوف ينقلب سحرهم على رؤوسهم.
و كان عليّ أن أكون أكثر تفاؤلاً:
بكرة يسلم مثل صاحبه الذي عكف علي مهاجمة الإسلام ثم منّ الله عليه بالإسلام.
وصدق الله (ذلك الدين القيم)
كما مرّ هنا:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=19228(/)
الأزهر يستنكر خطط كنيسة أمريكية لحرق القرآن
ـ[المستصفى]ــــــــ[14 Aug 2010, 01:19 ص]ـ
أدان الأزهر خطط كنيسة في ولاية فلوريدا الأمريكية لتنظيم مراسم لإحراق القرآن في ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
واتهم المجلس الأعلى للأزهر في بيان الكنيسة الأمريكية بأنها تحض لى الكراهية وازدراء الأديان ورفض الآخر، وأكد أنها تمارس محاولة مشبوهة للإساءة للمسلمين، والتفرقة والتمييز بين الأمريكيين من مسلمين وغير مسلمين.
وبحسب "بي بي سي" فقد وصف الأزهر الدعوة بأنها تعصب مقيت يصدر عن جهل بتعاليم الإسلام.
وقال البيان: "الدعوة تخالف القوانين المعمول بها فى العالم المتحضر وتخالف قرارات الأمم المتحدة التى تحرم التمييز وتدين ازدراء الأديان والمقدسات الدينية".
المسلمون لن يقبلوا إهانة القرآن
وأضاف المجلس فى بيانه: "نحذر من أن المسلمين لن يقبلوا الإساءة إلى القرآن الكريم، ونهيب بأصحاب الضمائر الحية والعقول المستنيرة في العالم الغربي أن يبادروا بالتصدى لمثل هذه الدعوات الخرقاء".
وأردف البيان: "نحثّ سائر الكنائس المسيحية على مستوى العالم أن تصدر بيانًا يؤكد استنكارها وإدانتها لهذه الدعوات البغيضة مثلما فعلت الكنائس الإنجيلية في مصر".
وتخطط كنيسة دوف وورلد أوتريتش الأمريكية لحرق نسخ من القرآن في ساحة الكنيسة في ذكرى هجمات 11 سبتمبر ويقوم أفراد تابعون لها بترويج تلك الجريمة على شبكة الإنترنت عبر موقع الكنيسة ومواقع الشبكات الاجتماعية مثل فيسبوك.
المصدر: مفكرة الإسلام ( http://www.islammemo.cc/akhbar/arab/2010/08/12/105066.html)(/)
سلسلة انهيار شرفات الاستشراق (15) /الإضمار الجابري وآيات الله.
ـ[طارق منينة]ــــــــ[14 Aug 2010, 05:41 م]ـ
انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية .. الإضمار الجابري وآيات الله.
طارق منينة
تعليقاً على قوله تعالى " وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا" (سورة نوح:17)، قال الجابري: "كان القدماء يتمسكون بنظرية خلق الإنسانمن طين على غرار نشوء الدود فيها. قالوا: يتخمر الطين بفعل اختلاط الماء والتراب فيتكون الدود فيصير كائناً حياً في أدنى درجات التكوين ثم يتطور الى ما هو أرقى الى الحيوان، ثم الى الإنسان" (القسم الثاني ص 190). وهنا أيضا لا نعدم للجابري استدعاءً محتالاً لموروثات الحضارات الوثنية البائدة، وكأنه يشير إلى أن الآية عكست أساطير القدماء عن خلق الإنسان، وقد تقدم عرض بقية أحجيته واتهاماته في ذلك، وهو يعتمد فيما أضمره هنا على فطانة القارئ، وهي حالة علمانية مستترة يوضحها خليل عبدالكريم في عرضه لمشروع محمد أحمد خلف الله الذي أرجع مصدر القَصَص القرآني إلى اعتقادات المخاطبين زمن التنزيل فيقول: "أثبت أنه باحث جريء فكرياً، طرح ما استطاع طرحه في شجاعة نادرة، وما لم يستطع فقد تركه لفطانة القارئ وذكائه ولقانته ولماحيته" (الفن القصصي في القرآن الكريم مع شرح وتعليق خليل عبد الكريم ص475، سينا للنشر، 1999، ط4)، وقال" أشرنا إلى ما أضمره المؤلف وما دسّه لا في السطور فحسب، بلما بينها وترك فهمه وإدراكه لفطانة القارئ" (ص498 (.
والجابري يقوم بذلك الدس لأنه من مستلزمات مرحلة الـ"بين بين" الجابرية، اي بين "التلميح والتصريح" ومن المعلوم أن محاولة التسلل بفكرة "تاريخية النصوص" العلمانية الى آيات القرآن، لطمس الحقائق والتشويش عليها أمر معروف عن "الصنائع" المستترة!
نحن نفهم ان العلمانيين الذين ينكرون قصة الخلق الإلهي يرفضون تبعاً لذلك مقطع (خلق الإنسان من طين) والذي استعارته أساطير الأمم من الدعوات الربانية في الحضارات والمدن القديمة وخلطته فلاسفتها وكهنتها بتصوراتها، ومنها ماذكره الجابري ومثله قول "سبتينو موسكاني" عن الأسطورة البابلية:" ... "مردك" يأخذ التراب ويمزجه بدم الإله "كنجو" .. ، ويصنع منه الانسان" (الحضارات السامية القديمة، دار الرقى بيروت 1986، ص85). ومع ذلك فالعلمانية، هي، وليس الإسلام، سليلة الوثنية فهي تنتج أساطير عن الخلق الأول وأصل الكون وأصل الإنسان .. إلخ،وأساطير فرويد ـ كمثال ـ عن البشرية الأولى وعن النبي موسى لا تخفى على القارئ. (يمكنك الإطلاع عليها من خلال كتاب فرويد (النبي موسى والتوحيد) ترجمة جورج طرابيشي.
لكن لا علينا فثمة علماء غربيون آخرون أسلموا وأعلنوا أن حقائق الوحي القرآني تُناقض خرافات الأمم وأساطيرها. كما أن آيات القرآن عن خلق الإنسان من طين لا تنافي الاكتشافات العلمية فهناك تشابه واضح بين التركيب الكيميائي لكل من جسم الإنسان وتربة الأرض الزراعية" (تفسير الآيات الكونية للدكتور زغلول النجار، مكتبة الشروق الدولية "2157 - 158/" ط -1، 2007) وانظرالتفصيل في (2/ 445 - 446) فحتى ماصح مما قيل في الأساطير لايرفضه العلم ولايعارضه. وهو دليل قديم على وجود مصدر قبلي أو معاصر، وأصيل، سرى أو انتقل، في، وإلى، متن الأساطير وعناصرها، وهو مصدر خارج عن فعل الخيال البشري وانتاج عالم المادة، واذا علمنا أن الثقافات القديمة تأثرت بدرجة أو بأخرى بدعوات الأنبياء علمنا أن الحق الذي في الاساطير المختلفة له أصل سماوي، وإن اختلط بخرافات الأمم تحت مؤثرات شتى، مادية وخيالية، وخرج بصورة ساذجة أو خاطئة.
وقدأثبت التحليل العلمي صدق هذه الحقيقة القرآنية المجردة والمرتبطة، في موضوعها، بحقائق قرآنية أخرى، لهاأهمية كبرى في العلم القرآني الشامل عن قضية خلق الإنسان، منها ما ذكرته السورة نفسها وأغفله الجابري وهي الآية "وقد خلقكم أطوارا" (نوح:14) وقد فُصّلت هذه الأطوار بدقة مدهشة في سورة المؤمنون) وفيها تفصيل الأطوار، الآية:14) سبحان الله!، الآية في سورة نوح رقم 14، كما تقدم وفيها لفظ مجمل" "وقد خلقكم أطوارا" وفي المؤمنون رقم 14 أيضا، إنها آية، والخلق من تراب آية، و"الخلق" في (أطوار ومراحل) آية:"ومن آياته أن خلقكم من تراب) "الروم:20"). (ملاحظة: إن المستشرق المغرض
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول عن آية "وقد خلقكم أطوارا" وأمثالها من الآيات القصيرة، انها من نفثات وسجع الكهان!، هذا فضلا عن أنه يغفل تفاصيل مراحل هذا الخبر العلمي الجامع التي ورد تفصيلها في سورة المؤمنون!، فإنغلق عليهم باب المعرفة!، وقد كشف الوحي القرآني هذه التلاعبات الاستشراقية الصبيانية بقوله عز وجل:" انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلايستطيعون سبيلا" (سورة الفرقان:9) نعم، سدوا على انفسهم الأبواب جميعا بالتعصب والإنغلاق المعرفي. فلايستطيعون سبيلا.
وكذلك يقولون عن التعبير القرآني عن "الإنبات" والوارد في سورة نوح، ويزيد الجابري على اتهامهم للقرآن، موضوع"التاريخية" والأساطير لزوم الحداثة!
وأما قول الله عز وجل" وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا" (سورة نوح:17) فهو يعبر عن عمليات الخلق والتكوين والإنشاء والنمو والتجدد والرعاية الدائمة، ومعلوم أن نمو النطفة والعلقة وتطور مراحلهما في القرار المكين يشبه الإنبات من جهة النمو والتغير والتخلق والعناية والتطور والتدرج والمشهد، الأمر الذي نراه في عالم الإنبات وتعرضه الشاشات! فالعناية بالجنين في كل أطواره حتى نفخ الروح ومابعد ذلك فيه شبه بالإنبات الذي تراه الأعين في أنواع النبات ولو نظرت إلى هذه العملية المدهشة لنمو الجنين لحظة بلحظة لمادار بخيالك غير هذا اللفظ الدقيق "أنبتكم" او تذوق معناه وصورته من غير القدرة عن الاعراب عنه لفظا او الاعراب عنه بألفاظ قريبة. فاذا وقع نظرك على اللفظ القرآني وانت تنظر مباشرة للحدث الكبير وصوره فستجد التعبير عن مافي نفسك مسبوكا في القرآن بعناية ودقة وكمال.
والصورة المعروضة في القرآن في دقة عجيبة وتحديد حاسم وجرس نابض تُعرض في صياغة تعبيرية صادقة يندهش لها الإنسان العادي كما يندهش لها العالم في مختبره وخلف شاشاته الحديثة .. يندهش لها العالم وهو يتأمل، بكيانه كله، نمو الجنين خطوة بخطوة، لحظة بلحظة، ثانية بثانية، تحت مجاهره واجهزته وشاشاته المتطورة فاذا اراد ان يعبر عما يرد في شعوره المتنبه لعملية الإنماء والتنامي، وإذا أراد ان يعبر عن مايرد في وجدانه ويظهر اثره في نفسه ويحس بجرسه في قلبه وتندفع خواطره المتسارعة الى عقله مع استثارة حسية بالغة وايحاء عقلي لطيف عن كامل العملية من البداية حتى النهاية من زرع النطفة –والعلم يستخدم اليوم كلمة زرع! -وانبات العلقة وتنامي الجنين بمراحله او اذا اراد التعبير عما يقع في شعوره من الإيماء اليقظ، والايحاء الجميل فانه لايبعد كثيرا وهو صاحب العقل، وصاحب لغة الحقيقة والعبارة، عن لفظ القرآن لأنه يشهد أمامه،فعلا، عملية إنبات حقيقية تتم في تنامي وتطور، وفي قرار مكين، تتصل به كامل اجهزة التغذية والحياة!
وعملية نحت المصطلحات في العلم عملية شائكة ليست سهلة كما يتصور من أول وهلة، فقد يدور المعني في النفس ولاينطلق اللسان بتعبير جامع معبر عن الحقيقة بكل صورها، وقد يكون للحقيقة الواحدة أكثر من تعبير، فقد يكون التعبير عن شيء هو تعبير عن الإحاطة الخارجية به او تعبيرا عن صوره معينة من صوره، وقد يكون تعبير عن الإحاطة الداخلية به، وقد يكون عن مجموعة من التفاصيل أو العمليات كما أطلق الله تعالى لفظ النطفة على نطفة الرجل ونطفة المرأة معا مع أن هذه غير تلك الا انه لما جمعهما عملية واحدة اختلطا فيها، في أمشاج مختلطة، صارت النطفة واحدة .. وقد حاول المسلمون عبر العصور التعبير عن لفظ "الآية" الواردة في القرآن، فالقرآن هو "الآية" وهو لفظ جامع، حاولوا التعبير عنها بصور شتى، أوحى بأكثرها القرآن نفسه، والبعض الآخر كان يقترب احيانا من الحقيقة ويبعد احيانا (كالصرفة عند المعتزلة)، وقد عُبر عنها بالتحدي، المحفوف، عند البعض، بلفظ" العجز" الذي اقترن فيما بعد بلفظي الإعجاز والمعجزة، كذلك لفظ " المعارضة" وقد سموا "طلب المعارضة" (تحديا) لأن القرآن تحدى الناس أن يأتوا بمثله أو بمثل عشر سور ثم بمثل سورة. وقد قام البعض بالمحاولة، أي الإتيان بمثل سورة من القرآن لكنهم أتوا بسخافات العقول ثم ظهر لفظ "المعجزة" وهي الآية الكاشفة عن عجز جميع الخلائق، المبطلة لجميع قدراتهم على مثلها كما قال الاستاذ محمود شاكر ثم تبلور معنى جامع ايضا وهو إعجاز القرآن، فلو نظرنا إلى نظم القرآن وتأليفه
(يُتْبَعُ)
(/)
لعلمنا انه قطع أطماع البلغاء من إدراكه أو الإتيان بمثله (انظر مدخل إعجاز القرآن للعلامة محمود شاكر ص 23 وماقبلها، و66)، فلفظ الآية لفظ وافي، جامع لهذه المصطلحات جميعا –الا الخارج عن حقيقة الآية في القرآن- ففيها التحدي مع إعلامهم انه لم يصرف عنهم القدرة فعندهم اللغة، هذا فيما يخص بلاغة القرآن وكمال صياغته!
والعالم في مختبره قد يحاول التعبير عن صورة متراكبة متداخلة بألفاظ شتى قد يقرب بعضها من الحقيقة الكلية، المكتشفة أو المتصورة أو المشاهدة. وقد يقصر لكن غالبا مايكون الشعور الداخلي جامع وموجود في النفس لكن لايستطيع التعبير عنه بلفظ جامع او التعبير عن صورة من صوره بلفظ رائق. أما القرآن فالفاظه رائقة دقيقة مبينة وجامعة وكل كلمة موضوعة في موقعها ومحفوفة بما يفوق قدرة البشر مثل الوعد بالنصر، مثلا، والمصاغ بصياغة،ايضا، دقيقة ومحددة، وفي جملة وآية منظومة بأحسن نظم وأكمله وهكذا في كل القرآن فمن يقدر على هذا كله حتى لو كان معه الخلائق كلها، من يقدر عليه من البشر ويعبر عنه بصور شتى وصياغات متعددة وكلها حق ومنها الوعد بالنصر والخطف والهزيمة وايقاع ذلك في وقته المحدد وزمنه المرتب فسبحان من أنزل القرآن وتحدى البشر به، وفيه من العلوم التي ينبهر لاكتشافها علماء كل عصر، كل بحسب ماظهر له من كنوزه ودرره وعلمه وعلومه.
ويأتي العلمانيون فيرمون ألفاظ القرآن بأنها امتداد للأساطير والخيال البدائي الساذج!! ويمضون على سنة الاستشراق فيزعمون كما زعم بعضهم انه سجع كهان وتنغيم وننفثات!، ولو ان أحدهم جلس أمام المجهر الحداثي العصري، وأمام عينه الآيات القرآنية المعنية بخلق الجنين ومراحله، الآيات القصيرة والآيات الطويلة، المجملة والمفصلة كما في آيات الخلق في أطوار، وراقب اللحظات كلها، والمراحل، التي يمر فيها الجنين في تكونه لإندهش لدقة وروعة وجمال التعبير والصياغة القرآنية، وعلم ان ليس الكهان وحدهم لايقدرون عليه بل عقلاء الأمم وفلاسفتها، هذا ان لم يندهش لنفس العملية المشاهدة تحت المجهر او خلف الشاشات الحديثة، التي يزعمون انها وجدت خبط عشواء او صدفة بلهاء أو تطور ذاتي!، ولكنهم وياللحسرة، يجلسون في معابد آلهة العلمانية الغربية –واغلب رجالاتها اما مات منتحرا (من ملاحدة العرب نذكر واحدا وهو اسماعيل أدهم صاحب الكتاب المشهور "لماذا أنا ملحد" وقد رد عليه الاستاذ محمد فريد وجدي بكتاب" لماذا أنا مسلم) أو حاول الإنتحار مرات (نيتشه وغيره كثير!!)، او أرسله أهله إلى المصحات العقلية للاستشفاء والتعافي من شبه الجنون وخبل الشخصية واضطرابها- فيتلون اساطيرهم الضالة عن الكون والحياة والإنسان ويخبتون ويخشعون لمواقفهم الجريئة من الوحي والمقدس الحق والعناية الربانية.
إن الآيات المختلفة المذكورة في القرآن عن خلق الإنسان لتختلف إختلافا بينا عن ماورد في اساطير الأمم وخرافات الأديان المنحرفة والوضعية. ويمكنك الكشف عن ذلك بنفسك فالأطوار المذكورة بتفصيل دقيق ومدهش في سورة" المؤمنون" وخلق "العلقة" وذكر "القرار المكين" الذي يتم فيه حفظ النطفة بعناية فائقة،ومنطقة "الصلب والترائب" ومايجرى الله فيها من عمليات بالغة الأهمية في خلق الجنين وذكر "الأمشاج" والماء "الدافق"، كل ذلك، وغيره، لم يرد بهذه الصورة الكاملة السابغة الشاملة التي لاخطأ فيها الا في القرآن الكريم وهو مايدل على أنه جاء مغايرا تماما لمافي الأساطير من حشو خرافي وأخطاء لفقها الخيال البشري. بل جاء مصححا لكل مافي الخيال او الاستنتاج الخاطي من مزاعم ساذجة (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) (سورة الملك:14)
ان الإنبات قي القرآن يعني العناية والحفظ والرعاية والتجدد والتكوين، وقد قال الله عن مريم ورعايته لها "وأنبتها نباتا حسنا".
ونحن نقرأ هذا ولايذهب خيالنا بعيدا في عالم الأساطير الجابرية والعلمانية التي فتنت العلمانية أيما فتنة واربكت مذاهبها الفلسفية وجعلتها تنكر الوحي وتُرجعه كما اُرجعت انحرافات النصوص الكنسية إلى أصول وثنية واسطورية.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن لفظ "الإنبات" ليس له صلة باسطورة أو خيال وثني، وانما بربوبية وعناية ربانية واوضاع دقيقة المراحل، متنامية، ويمكن مشاهدتها خلف احدث الاجهزة العصرية وهي مثل قوله تعالى عن موسى النبي:" و"لتصنع على عيني" فهي صناعة عناية وتنمية، وحفظ وتربية، وتكوينوانشاء وتجدد. والقرآن يراعي في الصياغة البالغة الكمال مخاطبة الشعور والقلب والعقل والوجدان معا، يخاطب شعور الجمال والخيال في الإنسان لكن بصورة لاباطل فيها ابدا ولا بما يسمونه المجاز الرمزي الفارغ من الحقيقة التي يعرضها النص نفسه ويبطلونها بمجازات العلمانية الطائشة التي تخبط خبط عشواء.
يقول سيد قطب في "مقومات التصور الإسلامي" بعد أن ذكر آيات التفكر في الكون ومنها آيات سورة الرعد:"وفي الأرض قطع متجاورات، وجنات من أعناب وزرع، ونخيل،صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد، ونفضل بعضها على بعض في الأكل. إن في ذلك لآيات لقوم يعلمون":" وأمثال هذه التوجيهات كثير، لإيقاظ أجهزة الإستقبال والتلقي في الكيان الإنساني كله، لتدبر آثار القدرة في الأنفس والآفاق؛ لتقوم شهادة الإدراك الواعي إلى جانب شهادة الفطرة ولتقاوم النفس البشرية المؤثرات المضللة التي تنحرف إليها البيئات البشرية مرة بعد مرة على مدار التاريخ الإنساني، ومع وضوح الدلائل، وقوة البرهان، ووثاقة الفطرة فان الله سبحانه، رحمة بعباده، لم يشأ أن يكلهم إلى فطرهم وحدها، ولا إلى وعيهم وحدهم، ولا إلى خطاب الدلائل الكونية لفطرهم ووعيهم، ولم يشأ أن يجعل حسابهم مرتكنا إلى هذه الوثائق بذاتها، فأرسل إليهم رسلا يذكرهم، ويوقظون فطرتهم، وينبهون وعيهم إلى تلك الشهادات والدلائل المبثوثة في شتى مجالي الكون والنفس" (مقومات التصور الإسلامي، دار الشروق، الطبعة السادسة، 2006م، ص 276)
إن الجابري لم يكتفي بالتلميح او التصريح في محاولته الأخيرة في نقد القرآن، وإنما حاول ايضا تقديم "النقد اللاهوتي"، كما هو لفظه، ولكن كما قال هو "من خلالالقدماء"! وفي مرحلته الحالية (صدر هذا المقال قبل موته) يقوم به من خلال "انتقاء قول ورد في التفسير" لجعلهيدور في فلك خطته. ومسرى فريته وكمثال فإنه علق على قوله عز وجل: " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَاالذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" (سورة الحجر: 9) والذي هو، كما هو معلوم، وعد بحفظ القرآن، بقوله ان معنى الآية هو:""حفظ الرسول من الجنون الذي يتهمونه به" (فهم القرآن الكريم،القسم الثاني ص33). ويقول محاولا جعل مايمكن أن نطلق عليه اجماعا للأمة "هذا ويتمسك بعض الناس برد "الحافظون" الى القرآن كدليل على أنه لم ولن يتغير" ((القسم الثاني ص34) ذلك أن الوعد بعدم تغير القرآن يفسد خطة الجابري في هدم المرجعية الإلهية للقرآن، ,وحقيقة انها لاتخضع للتاريخية التي يحاول العلمانيون إخضاع القرآن لها! والعلماني يتمنى أن تُزال مثل هذه الوعود الإلهية كلها من القرآن فهي –وكافة معتقدات الاسلام وثوابت القرآن - عثرة أمام مشاريعهمالمادية. يقول الجابري داعماً لفكرته المسبقة عن الحفظ الوارد في الآية، أن مقصده هو حفظ الرسول، وليس حفظ القرآن، وأضاف:"وممن قال بهذا الفرّاء وابن الانباري (ذكره الرازي) " مع أن الرازي نفسه رفض هذا القول وقال بأن القول الأول الذي عليه أغلب أهلالتفسير هو الراجح، قال الرازي: "إلا أن القول الأول أرجح القولين وأحسنهما مشابهة لظاهرالتنزيل والله أعلم (تفسير الرازي، ج19، ص 164، دار الفكر، ط1) بل إن الجابري أخفى قول الرازي عن تحقق الوعد بحفظ القرآن ولم يذكره! (العلمانيون يتكلمون دائما عن الحجب والحذف والاقصاء والتعمية .. إلخ) مع ان الرازي بعد ان رجح القول بحفظ القرآن قال:" "ثم إنه تعالى حقق قوله في هذه الآية" (انظرتفسير الرازي ج 19 ص 164 (فالجابري ببساطة حجب حقيقة النص كما حجب الحقيقة التاريخية الملحوظة الى يومنا هذا، الا وهي حفظ النص القرآني من الضياع والتحريف.
(يُتْبَعُ)
(/)
ليس هذا فقط ولكنه وبعد أن جعل الآية "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَوَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" تعني: حفظ الرسول من الجنون (يثبته هنا لينفي به الحفظ الأشمل!)، ذهب الجابري لآية الوعد الرباني التي تشير ليس الى حفظ الرسول فقط وانما رده الى مكة منتصرا،وهو قوله تعالى" إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَإِلَى مَعَادٍ" (سورة القصص:85 (وهي مكية!)) فاختار الجابري لتفريغ الآية –في ذهنه! - من محتواها-، القول، ان مقصود ال" معاد" في الآية ليس بالعود إلى مكة منتصرا وإنما بالإعادة الى الآخرة!، وكأن الرسول وحده هو الذي سيعود للآخرة دون البشر!،أو كأن هناك من الناس من يشك بأنه سيعود إلى الله كما عاد من قبله صلى الله عليه وسلم. قال "أما نحن فنرى (!) أن المعنى الذي يفرضه السياق هو "المعاد" بمعنى يوم الحساب والجزاء، الشيء الذي يعني أن النبي (صلى الله عليه وسلم (سيجازى يوم القيامة كبقية البشر" (القسم الأول ص 338 - 339)، ومعلوم أن الوعد برده الى مكة ورد فى مكة في مرحلة الاستضعاف وهو ما يعني حفظ الله له في مكة الى الخروجثم تمكينه ونصره في المعارك القادمة ثم إرجاعه الى مكة فاتحا تحقيقا للوعدالقيومي. وهو ماتحقق فعلا كما تحقق الحفظ للقرآن الذي حاول الجابري التعطية عليه بذكر مالم يرد في الآية، وهنا نفى حفظ الرسول بالقول انه يعني رده الى الآخرة!!!
كنت قد قدمت تحت عنوان" نفثات الجابري الفارغة" محاولة الجابري السخيفة الخطيرة إعطاء حقيقة قوله الله عز وجل "علم بالقلم" معنى انه قلم الأسطورة اليونانية ونسب ذلك لابن عباس رضي الله عنهما والمفسرين كما قال بأن مقصد قول الله تعالم "علم بالقلم" هو علم القرآن بالقلم وهو مايعني قصر التعليم بالقلم على القرآن وليس على ماجاء فيه من الدعوة الى دراسة أسباب الكون وسنن الأرض والسماء وقوانين التاريخ البشري التي عرض الله هيمنتها عليه، كما ليس على علوم المادة وسنن الكون التي يخوض فيها اليوم غير المسلمين بمناهج المسلمين انفسهم! وفي قصر الجابري التفسير على ان علم بالقلم على تعليم القرآن بالحفظ والتلاوة، وطبعا على التصور العلماني لمفهوم نصوص القرآن!، محاولة أخرى على حجب الحقيقة التاريخية المتعلقة بإنشاء حضارة من إضاءات القرآن المبثوثة في كل سوره الكريمة. وهنا نقول ان العلمانيين يستميتون في نفي حقائق الوحي والتاريخ معا، ذلك انهم –كما فعل الجابري أخيرا في استعجاله قبل موته للقيام بنقد لاهوتي للقرآن- ارادوا ويريدون تفريغ معطيات الوحي بل وحقائق التاريخ عن حفظ القرآن والرسول وإشاء حضارة تنطلق من أول دعوة قرآنية تلقاها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أول مرة، ثم تتالت بياناتها واضاءاتها بصورة لافتة ومدهشة، بل ويقولون للمسلمين انه ليس عندكم الأدوات المنهجية والعلمية والقيمية والعقلية لخوض البحث الكوني ولذلك فليكن ايمانكم خبتا وسرا او جهرا في المساجد واتركوا الدنيا لمن هو أجدر بها او تعلموا منهم واتركوا دينكم! (وقد رأينا نصر حامد ابو زيد يقول ان علماء الأمة يستعيرون مفاهيم الغرب عن العلم والقيم العلمية والحرية والعدالة لينسبوها للإسلام، يمكن الإطلاع على ذلك من كتابه " النص، السلطة، الحقيقة))
وهكذا فالعلمانيون يغطون على حقائق الاسلام جميعا ويقومون يتحريفها وقد ضربت هنا مثلا بالجابري وكيف انه حاول قلب معطيات آيات الحفظ للقرآن وآية إرجاع الرسول منتصرا بعد إخراجه من مكة، وكذلك قصر التعليم بالقلم على القرآن بعد العمل على فتحه على قراءات علمانية مع زيادة اتهام للصحابة، بل للرسول، كما أورت في المقال المشار اليه، بأنهم نقلوا عن مصادر هرمسية مع العلم ان الجابري يصف الفلسفة الدينية الهرمسية بالإنحطاط العقلي وانها سبب انحطاط العقل العربي والإسلامي!! (وقد ألف لذلك مشروعه عن العقل العربي!)
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا نرى أن اختيارات او انتقاءات الجابري ليست عفوية كما قد يظن لأول وهلة فهي في الغالب تصب في خدمة مخططه وعملية نقده، وكما ترى فانه نفى الحفظ عن القرآن لان القول بحفظه سيسبب له مشكلة منهجية وقعت فيها مناهج الحداثة العلمانية وهي محاولة تأكيد القول بأن "الوحي" الرباني لايختلف عن النصوص الأدبية التاريخية البشرية ولايتميز عنها الا بخضوعه لتاريخ الوضع والمناخ العالمي يوم نزوله، وكذلك بصياغة عربية ممتازة!، ومن هنا زعمهم بتاريخية القرآن وخروجه من واقعه ومشهورة مقولة نصر ابو زيد عن الواقع اولا والواقع ثانيا والواقع اخيرا! فلذلك نفى الجابرى ان يكون قصد الآية هو "حفظ القرآن" لان القول بحفظ القرآن العظيم ينتهي الى القول بأنه فوق التاريخ، لايخضع له .. آياته وتشريعاته ووعوده وغيبه، وان رسوله مرسل من الله، ليس صناعة ظروف تاريخية او تحولات دولية وتهيئة داخلية! (ومعلوم أن الجابري حاول خلخلة ذلك كله في كتابه" مدخل إلى القرآن) ولذلك اختار الجابري ماهو أهون عليه من القول بحفظ القرآن- وهو تفسير الآية بالقول بأنها تعني "حفظ الرسول من الجنون" وهذا الحفظ لايعني له الشيء الكثير أو بالأحرى لم يتمعن الجابري في لوازمه التي تؤدي الى القول بعدم تاريخية القرآن الذي أُنزل عليه!!، فاذا كان الرب نفسه قد حفظه صلى الله عليه وسلم من الجنون وحفظه في سائر شؤونه وحقق له وعوده فهذا يعني نفي التاريخية التي يحاول الجابري رمي القرآن بها! وعلى كل لقد قام الجابري بمحاولة تبين حجم عقله الذي يتفاخر به العلمانيون! ويبدو كما ترى انها فاشلة ولاتؤدي للغرض!!، ومعلوم أن العلمانيين ينفون تهمة قريش للنبي بالجنون ليضعوا مايظنوا انه أوقع في الحجة و اقرب للعقل المادي! مثل أن الرسول خطط لعودة حزب هاشمي (فرضية سيد القمني الخيالية) أو خطط لإقامة امبراطورية قرشية (فرضية خليل عبد الكريم الواسعة اليائسة!) أو الزعم بفاعلية تاريخية فريدة استخدم لها محمد كل ماهو متاح في البيئة والفكر، حتى الهندوسي منه والأرسطى (فرضية طيب تيزيني) أو انه كان اعقل قومه ولذلك سافر إلى الشام مرات كثيرة في هجرات متتالية للتعلم والدراسة في كنيسة القس إفرائيم أي على مذهب من مذاهب المسيحية السورية! (فرضية هشام جعيط المنسلخة من فرية القس السويدي تور أندري!) وكل هؤلاء اقطاب كبار للعلمانية العربية وليسوا شباب صغير السن ومغامر!
لقد كان الجابري يسابق الزمن فسبقه الزمن ويسابق الوقت فأرداه قتيلا من قال بقيومية كاملة وهو الله تعالى "الشمس والقمر بحسبان" (الرحمن الآية 5) فكل شيء عنده سبحانه بمقدار وحسبان حتى اخذ هؤلاء عافانا الله واياكم من ذلك الخزي، وذلك بعد ان ترك له اختياره الأخير وليرسم لعبته المحطمة وملهاته الخائبة المدبرة في اربعة اجزاء اخيرة ختم بها حياته ليحق قول الله تعالى فيه:" إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ، وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ، وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ، إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ، يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ، قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ" (سورة الذاريات:5 - 11)(/)
روابط مهداة للأستاذ طارق منينة .. ؟ .. ملقاة من شرفات بديع الزمان!
ـ[خلوصي]ــــــــ[15 Aug 2010, 12:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه و التابعين ..
و بعد أخي الأستاذ طارق حفظه الله:
فقد أمتعتنا بسلسلة الشرفات , و قد قرأت بعضها فأعجبني أولاً أسلوبها المتنوّع المنساب الذي ما أن يبدأ حتى ينتهي خاطفاً! ثم الأسلوب " غير المنهجي " بالمعنى المعروف المتداول!!
لأن الردود " المنهجية " على قوّتها لا ترقى إلى " المنهج القرآني " في حوار الشبهات!
و كثيراً ما يضعف من شأنها أن الآخرين يستدرجوننا إلى آبارهم فيمنعونا الماء بتسليكنا في سلك مناهجهم برغم نيتنا الرد عليها! فيضعفوننا و لو نسبيّاً؟
عفواً سيدي العزيز على هذه المقدمة المشوّهة المبهمة غير المقصودة , و لكن لعلها بهذا الورود أن تكون سبباً لتحريضنا جميعاً على استكشاف شرفات بديع الزمان " المنهجية القرآنية " في علاج أمراض العصر!
تفضلوا أستاذي الكريم هذه الروابط الآن:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=91491#post91491
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=18304
http://www.tafsir.net/vb/t19194.html
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=107447#post107447
http://www.tafsir.net/vb/showpost.php?p=107830&postcount=8
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=19298
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=18877
...
.......
................
ـ[طارق منينة]ــــــــ[15 Aug 2010, 12:41 م]ـ
جزاكم الله اخي الخلوصي
بارك الله فيك وتقبل الله منا ومنكم
النورسي قرأت له قديما من خلال كتاب المنطلق والرقائق والعوائق اي من خلال الاستاذ الراشد
ثم قرأت له بعد ذلك من خلال استشهادات متناثرة في كتب مختلفة
وقرأت له بعد ذلك مقتطفات من بعض رسائله واعجبني امثلته او ماقراته منها
كذلك قرأت قصة هروبه من السجن ومعاناة السفر
لكن لم اقرأ له قراءة متعمقة متكاملة مقصودة
جزاكم الله خيرا على الروابط وقد قرأت امس من الرابط الذي وضعته
أسأل الله ان يفتح علينا من فتوحات القرآن ومما منح رب العزة لرجالات الإسلام
وبالامس انزلت كتبه الي موجودة على النت والكتب التي كتبت عنه
ولكن هل الرشحات كتاب او مقتطفات
ـ[خلوصي]ــــــــ[15 Aug 2010, 02:08 م]ـ
بارك الله لكم و بكم ...
و الرشحات هي الرسالة الثانية في " مشتل رسائل النور " أي كتاب " المثنوي العربي النوري " و هو أحد أجزاء كليات رسائل النور , و يعتبر في الوقت نفسه المشتل فقد ألفه الأستاذ النورسي قبل دخوله معترك المحن و تأليف الرسائل , و يتضمن بذور الرسائل.
و الرشحات في الوقت نفسه هي الكلمة التاسعة عشرة من كتاب الكلمات: الجزء الأول من الرسائل!
أي تكرر البحث نفسه!؟! و هو خصيصة من خصائص الرسائل مقصودة ... و الكلام في المنهج يطول!
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[15 Aug 2010, 03:05 م]ـ
بارك الله لكم و بكم ...
و الرشحات هي الرسالة الثانية في " مشتل رسائل النور " أي كتاب " المثنوي العربي النوري " و هو أحد أجزاء كليات رسائل النور , و يعتبر في الوقت نفسه المشتل فقد ألفه الأستاذ النورسي قبل دخوله معترك المحن و تأليف الرسائل , و يتضمن بذور الرسائل.
و الرشحات في الوقت نفسه هي الكلمة التاسعة عشرة من كتاب الكلمات: الجزء الأول من الرسائل!
أي تكرر البحث نفسه!؟! و هو خصيصة من خصائص الرسائل مقصودة ... و الكلام في المنهج يطول!
بارك الله بك أخي خلوصي على تلك الهدايا التي تخص بها البعض وتحجبها عن الآخرين. ولكن هل هذه الهدايا ملقاة من بديع الزمان أم مهداة منه؟ لأن هناك مغايرة ومفارقة بين اللفظين. يقول الله تعالى (فألقى عصاه) ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام (تهادوا تحابوا)
ـ[خلوصي]ــــــــ[17 Aug 2010, 06:34 ص]ـ
بارك الله بك أخي خلوصي على تلك الهدايا التي تخص بها البعض وتحجبها عن الآخرين. ولكن هل هذه الهدايا ملقاة من بديع الزمان أم مهداة منه؟ لأن هناك مغايرة ومفارقة بين اللفظين. يقول الله تعالى (فألقى عصاه) ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام (تهادوا تحابوا)
و فيكم بارك الله يا سِيدي ...
إذا غيران بكرا بجبلك هدية .. تكرم عيونك أخوي الغالي تيسير .. الغيرة في هذه المواطن ممدوحة http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif
و أما الاستفسار فقد أجبتَ أنت عنه:
فالعنوان يقول:
روابط مهداة للأستاذ طارق منينة .. ؟ .. ملقاة من شرفات بديع الزمان!
و أنت استعملت (فألقى عصاه) فجاء الإلقاء في سياقٍ ما أجمل مناسبته لسبب الإهداء في الإعجاب بمقالات أ. طارق ضد العلمانية! ألا تذكر ذلك الإلقاء هنا:
http://www.tafsir.net/vb/showpost.php?p=95201&postcount=40
فكأن بديع الزمان يقول ل أ. طارق:
" خذ هذه العصا فألقها إليهم "!
و للمناسبة ففي " نظام " رسائل النور ما يسمى بالمجاميع و هي مجموعات من الرسائل مقصودة أن تأتي معاً من أماكن متفرّقة ...
و منها مجموعة كبيرة تعادل كتاباً متوسط الحجم تسمى:
" مجموعة عصا موسى "
و كان الأستاذ النورسي قد أرسلها بنفسه إلى الفاتيكان!؟(/)
محمد والقرآن، دعوة النبي العربي ورسالته
ـ[أحمد بوعود]ــــــــ[18 Aug 2010, 11:20 م]ـ
مستشرق ألماني يكتب عن النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن
الكتاب ألّفه المستشرق رودي باريت وترجمه عن الألمانية الدكتور رضوان السيّد
في كتابه "محمد والقرآن، دعوة النبي العربي ورسالته"، الذي صدرت ترجمته مؤخراً ضمن مشروع "ترجم" التابع لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم والذي ترجمه عن الألمانية الدكتور رضوان السيّد، يسلط رودي باريت، أحد أهم المستشرقين الألمان المعاصرين، الضوء على حياة النبي (صلّى الله عليه وسلّم) في مراحلها المختلفة انطلاقاً من فصل تمهيديّ درس فيه "البيئة والمحيط" لشبه الجزيرة العربية قبيل ميلاد النبي (عليه الصلاة والسلام)، ابتداء بأديانها المختلفة تحت عناوين: "المستوطنات اليهودية"، "التبشير المسيحي"، "الآلهة العربية القديمة".
وفي الفصلين التاليين الثاني والثالث المعنونين بـ "محمد: حقبة الحياة الأولى"، و"تجربة الرسالة والدعوة" ينقب المؤلف وفق ما كتب محمد حلمي عبد الوهاب بصحيفة "الحياة" اللندنية عن حياة النبي (صلّى الله عليه وسلّم) في حقبة ما قبل الدعوة وبداياتها الأولى.
يؤكد باريت في عرضه التواريخ الرئيسة لعمر الدعوة إبان البعثة أن ثمة حدثين رئيسين يحضران بقوة في حياة النبي (صلّى الله عليه وسلّم) وهما: تجربة البعثة والنبوة التي بدأت في العام 609 أو 610 للميلاد، وحَدَثُ الهجرة، أي الخروج من مكة إلى المدينة في العام 623م.
وفي محصلة قراءته لشخصية النبي (صلى الله عليه وسلم) ومسارات دعوته كما هي واردة في القرآن، يخلص المؤلف إلى القول أن نزعة التدين لدى النبي صلى الله عليه وسلم هي بمثابة المفتاح السحري لفهم شخصيته.
إلا أنه عاد ليؤكد ثانية: "بيد أن شخصية فريدة ومحكومة بظروف بيئتها في الظهور التاريخي، لا يمكن أن تُدرك إدراكاً كاملاً، وسيبقى هناك دائماً جزء غامض يثير الحيرة"، ومن ثم، يتابع المؤلف رصد كل المناطق التي اتخذت ذريعة للنيل من شخصية النبي وعلى رأسها: "صدقية النبي"، و"الحرب بوصفها وسيلة لبلوغ الأهداف"، و"الاغتيالات السياسية"، و"محمد والنساء".
وفي المحصلة، استند رودي باريت إلى قراءة جديدة للقرآن لتبيان أمرين اثنين: شخصية النبي صلى الله عليه وسلم والوحي والنبوة، والدعوة الإسلامية طبيعة ومساراً وعقائد واتجاهات ومصائر.
موقع "الرابطة المحمدية للعلماء"
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[18 Aug 2010, 11:46 م]ـ
الأستاذ الفاضل أحمد بوعود
وددت لو أعطيتنا رأيك في النقاط التي ذكرتها نقلا عن المؤلف
وهي لا شك نقاط تثير شبه مردود عليها حول شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
ولكن لا يمكن الرد عليها بشكل يفيد القارئ من خلال هذا الإيجاز الذي قدمته
ـ[أحمد بوعود]ــــــــ[20 Aug 2010, 03:50 ص]ـ
أشكرك أخي الفاضل على جميل اهتمامك، وأخبرك أني مجرد ناقل للخبر عن موقع "الرابطة المحمدية للعلماء" كما بينت أسفله. ولم أحصل على الكتاب بعد. لا بد من وقفة معه إن حصلت عليه. كما أرجو من رواد الملتقى أن يفيدونا بشأنه إن تيسر لهم الاطلاع عليه وقراءته.(/)
مآلات القول بخلق القرآن في الفكر المعاصر لـ د. ناصر الحنيني
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[21 Aug 2010, 10:10 م]ـ
لقد كتب الدكتور الفاضل ناصر الحنيني بحثاً بعنوان (مآلات القول بخلق القرآن) وهو منشور في مجلة التأصيل ( http://www.taseel.org/show.php?c=3) للدراسات الفكرية المعاصرة العدد الأول - السنة الأولى - ربيع الأول 1431هـ الموافق فبراير 2010 م.
وتناول فيه نشأة بدعة القول بخلق القرآن وحقيقتها ومن قال بها، ثم شرع في أصل بحثه بفصلين هما:
الفصل الأول: مآلات القول بخلق القرآن قديماً.
الفصل الثاني: مآلات القول بخلق القرآن حديثاً. (في الفكر المعاصر)
وقد تناول الدكتور في الفصل الثاني تأثر الفكر المعاصر مثل أركون والجابري وحسن حنفي ونصر أبو زيد بعقيدة المعتزلة في القول بخلق القرآن، ومآلات ذلك.
وهذه المآلات باختصار هي:
- المآل الأول: القول بوجوب نقد القرآن وأنه كغيره من النصوص.
- المآل الثاني: أن البيئة هي التي أثرت في خطاب القرآن وهذا فيه إشارة إلى أنه ليس بوحي من عند الله
- المآل الثالث: نفي الإعجاز عن القرآن الكريم
- المآل الرابع: إسقاط مرجعية النص القرآني
- المآل الخامس: تجويز وقوع التحريف والزيادة والنقصان في القرآن
- المآل السادس: القول بتاريخية النص القرآني
وقد قمت بنشر الفصل الثاني كاملاً من هذا البحث لتعلقه بملتقى الانتصار للقرآن.
كتب الله أجر الدكتور ناصر وبارك في علمه وعمله.
والآن ادعكم مع ما كتب:
الفصل الثاني:مآلات القول بخلق القرآن في الفكر المعاصر:
تمهيد:
ظهر أثر القول بخلق القرآن جلياً في كتابات بعض المفكرين والأدباء والفلاسفة المعاصرين،وخاصة الذين يدعون إلى العلمانية ونبذ الدين، وكان هذ الرأي الفاسد:بغيتهم التي مهدت لهم في طروحاتهم في نقد القرآن والطعن فيه، واستفادوا من طعونات المستشرقين ومن انحرافات القائلين بخلق القرآن سواء المعتزلة أو الأشاعرة القائلين بالكلام النفسي.
ولكن قبل أن نبدأ في سرد مآلات القول بخلق القرآن الخطيرة على أصل الإسلام ومصدر التشريع وهو القرآن الكريم لابد أن ننبه إلى أمور عدة:
1 - أن الطوائف المنحرفة القديمة كالمعتزلة والأشاعرة ومن وافقهم في رأيهم في القرآن الكريم كانوا معظمين للشريعة وللدين وللقرآن، ولم يكونوا يبوحون بهذا الكفر الصراح،والزندقة المكشوفة؛التي تبين مدى حقد وعداء بعض المتأخرين على الإسلام وأصوله الكبرى.
2 - أن هؤلاء المنحرفين من المفكرين أناس غير موضوعيين ولا يريدون الوصول إلى الحقيقة؛ فهم ينتقون من تراث الأمة ما يوافق أهواءهم وضلالاتهم،وما يكون سبباً في القدح والتشكيك في الدين الإسلامي ومصادر تشريعاته، فلا نراهم يمجدون إلا هذه الطوائف الغالية في البدع والتي تناقض أصل الإسلام ولا تمثل الإسلام الصحيح الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وكان عليه صحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين. [1] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn1)
3- أن هؤلاء المتأخرين لا يناقشون القضايا التي يتبنونها،أو ينظرون في أدلة المعارضين؛ بل ينقولونها ويشيدون بها دون ذكر الأدلة على ذلك، أو ذكر اعتراضات علماء أهل السنة عليها حتى يردوا عليها؛ بل ولا حتى الاستدلالات العقلية التي تبرر تبنيهم لهذه الآراء،ولكن إتباع الهوى والعداء لهذا الدين أعمى أبصارهم فلا يشعرون بضعف كتاباتهم وتهافتها.
4 - أن هدف هؤلاء من تبنيهم الآراء والاعتقادات المنحرفة لدى بعض الطوائف المنتسبة للإسلام هو ترسيخ ما يسعون إليه من نشر العلمانية كفكر وثقافة حتى يتقبلها المجتمع بغطاء إسلامي كما يزعمون، وفي هذا الصدد يقول نصر أبو زيد:"وليست العلمانية في جوهرها سوى التأويل الحقيقي والفهم العلمي للدين،وليست ما يروج له المبطلون من أنها الإلحاد الذي يفصل الدين عن المجتمع والحياة "أهـ[2] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn2).
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - صرح هؤلاء في أكثر من موضع من كتاباتهم التي سطروها وبكل جرأة بأنهم استفادوا وبنوا نظرياتهم في القدح في القرآن والشريعة على رأي المعتزلة في القرآن وأنه مخلوق وليس كلام الله حقيقة،منهم من كان صريحاً وأشاد بالقول بخلق القرآن وبالمعتزلة، ومنهم من كان غير صريح لكنه يشن هجوماً على اعتقاد السلف ولما يأتي مذهب المعتزلة والمذاهب الباطنية المنحرفة يعرضها على أنها من التراث دون استنكار لما تحويه من باطل [3] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn3) . وممن كان صريحاً د. نصر أبو زيد حيث قال:"وإذا كنا هنا نتبنى القول ببشرية النصوص الدينية، فإن هذا الشيء لا يقوم على أساس أيدلوجي يواجه الفكر الديني السائد والمسيطر، بل يقوم على أساس موضوعي يستند إلى حقائق التاريخ وإلى حقائق النصوص ذاتها،وفي مثل هذا الطرح يكون الاستناد إلى الموقف الاعتزالي التراثي وما يطرحه من حدوث النص وخلقه، ليس استناداً تأسيسياً بمعنى أن الموقف الاعتزالي -رغم أهميته التاريخية-يظل موقفاً تراثياً لا يؤسس وحده وعينا العلمي بطبيعة النصوص، الموقف الاعتزالي شاهد تاريخي دال
على بواكير وإرهاصات ذات مغزى تقدمي علمي، والمغزى لا الشاهد التاريخي هو الذي يهمنا لتأسيس الوعي بطبيعة النصوص الدينية"أهـ[4] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn4)، فنصر أبو زيد من خلال هذا النص وغيره من النصوص التي يكررها يؤكد ما يلي:
1 - بشرية النصوص.
2 - يستند في طروحاته هو وغيره من العلمانيين على رأي المعتزلة القائل بخلق القرآن.
3 - أنهم لم يقفوا عند هذه البدعة وإنما استفادوا منها ليمرروا زندقتهم المكشوفة وإلا فرأيهم وحده لا يشفي عليلهم ولا يروي غليلهم.
ونرى أن أركون كان أكثر صراحة في تبني رأي المعتزلة والقدح في السلف الصالح وموقفهم من القرآن الكريم فيقول مبينا السبب بكل وضوح:"من أجل أن نفتح ثغرة في الجدار المسدود للتاريخ ... نعني بكل بساطة أن القرآن بحاجة إلى وساطة بشرية، أن نقول بأن القرآن مخلوق فهذا يعني أنه متجسد في لغة بشرية هي هنا اللغة العربية "أ. هـ[5] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn5)، ويصم أركون قول أهل السنة بالقول المتشدد وهو القول بأن القرآن كلام الله وصفة من صفاته وأنه غير مخلوق فيقول:" " إن الموقف الأصولي المتشدد في الأديان يحيلنا إلى ذلك الخيار الفلسفي المتعلق بمنشأ المعنى من خلال التفاعل بين اللغة والفكر. فالفضاء الواسع والغني الذي فتح من قبل كلام الله الوحى من أجل (مفكر فيه) متجدد باستمرار، كان قد أغلق واختزل إلى ما ندعوه بـ (المستحيل التفكير فيه). وهذا ما حصل بالضبط مع المناقشة التي فتحها مفكرو المعتزلة"أ. هـ[6] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn6) ، فأركون يصرح بأن الذي فتح لهم الطريق ومهد لهم هو رأي المعتزلة في القرآن؛ حتى يقدحوا في القرآن بعد نزع القداسة عنه.
بل يرى أركون إن المسلمين لن يخرجوا من تخلفهم ولن يتقدموا إلا إذا تبنوا آراء المعتزلة. [7] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn7)، بل إن رؤوس المنظرين للحداثة كأدونيس وغيره نراهم يمجدون المعتزلة وخاصة قولهم بخلق القرآن. [8] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn8)
6- أن التيار العلماني استفاد من عقيدة الأشاعرة والمعتزلة في القرآن، أما المعتزلة فقد تقدم ما يكفي أما الأشاعرة الذين يقررون أن المعنى من الله واللفظ من محمد أو جبريل، فقد بنى عليه العلمانيون كثيراً من زندقتهم وطعنهم في الوحي، وهو أمر أخذوه وتابعوا فيه المستشرقين [9] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn9)
المبحث الأول:المآل الأول:-القول بوجوب نقد القرآن وأنه كغيره من النصوص.
إن من يتأمل كتاباتهم ليتعجب كيف ينتسبون للإسلام أو يمكن أن يعدوا مؤمنين بهذه الشريعة وبهذا القرآن، فكتاباتهم واضحة وصريحة في القدح في القرآن وأنه كلام رب العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول محمد أركون:"نحن نريد القرآن المتوسل إليه من كل جهة والمقروء والمشروح من قبل الفاعلين الاجتماعيين (المسلمين)،مهما يكن مستواهم الثقافي وكفاءتهم العقائدية،أن يصبح موضوعاً للتساؤلات النقدية المتعلقة بمكانته اللغوية، التاريخية ... ، ونطمع من جراء ذلك إلى إحداث نهضة ثقافية عقلية، وحتى إلى ثورة تصاحب الخطابات النضالية العديدة من أجل أن تفسر منشأها ووظائفها ودلالاتها ومن ثم من أجل السيطرة عليها "أ. هـ[10] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn10)، ويزيد الأمر وضوحاً فيقول:"إن مجموع هذه النصوص يتطلب معاملة مزدوجة:فأولاً ينبغي القيام بنقد تاريخي لتحديد أنواع الخلط والحذف والإضافة والمغالطات التاريخية التي أحدثتها الروايات القرآنية بالقياس إلى معطيات التاريخ الواقعي المحسوس، وثانياً: ينبغي القيام بتحليل التبيين كيف أن القرآن ينجز أو يبلور (بنفس طريقة الفكر الأسطوري الذي يشتمل على أساطير قديمة متبعثرة) شكلاً ومعنى جديداً"أهـ. [11] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn11)
ويقول د. نصر أبو زيد:"إن النص القرآني وإن كان نصاً مقدساً إلا أنه لا يخرج عن كونه نصاً، فلذلك يجب أن يخضع لقواعد النقد الأدبي كغيره من النصوص الأدبية "أهـ[12] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn12).
وأنت تعجب من هذا التناقض كيف يكون نصاً مقدساً وهو أيضاً مثل غيره من النصوص الأدبية الأخرى.
وهؤلاء كانوا على مستوى من الصراحة والوقاحة في نقد كتاب الله جل وعلا،ولكن بعضهم يصرح بموافقتهم إلا أنه يرى أن الوقت غير مناسب ولكن له وجهة نظر أخرى أن يكون النقد من داخل التراث، وهو يعنى إحياء الانحرافات القديمة للطوائف المنتسبة للإسلام ونسبتها إليهم حتى يخرج من التبعة ويحقق ما يريد من التشكيك والحط من قدر القرآن الكريم ومصادر التشريعة، ومن هؤلاء المفكر المغربي د. محمد عابد الجابري حيث يقول:
"لا الوضعية الثقافية والبنية الفكرية العامة المهنية، ولا درجة النضوج لدى المثقفين أنفسهم يسمح بهذا النوع من الممارسة الفولتيرية للنقد اللاهوتي، ولا السياسة تسمح، وبطبيعة الحال فالإنسان يجب أن يعيش داخل واقعه لا خارجه حتى يستطيع تغييره "،ثم يفصح الجابري عن خطته المغايرة لأركون وأبو زيد فيقول:"هناك من يرى أن من الواجب مهاجمة اللاعقلانية [13] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn13) في عقر دارها وهذا خطأ في رأيي،لأن مهاجمة الفكر اللاعقلاني في مسلماته في فروضه في عقر داره يسفر في غالب الأحيان عن إيقاظ، تنبيه،رد فعل، وبالتالي تعميم الحوار بين العقل واللاعقل، والسيادة في النهاية ستكون خاضعة حتماً للاعقل؛لأن الأرضية أرضيته والميدان ميدانه،والمسألة مسألة تخطيط" [14] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn14)، فالمسألة كيد ومكر وتخطيط لتجاوز المسلمات والأصول التي تبنى عليها عقيدة المسلمين فالهدف واحد والطرق مختلفة والله المستعان.
ثم يستمر مبينا خطة الهجوم على أصول الإسلام الكبرى كالقرآن والسنة فيقترح أن يستفاد من انحرافات الطوائف التي خالفت أهل الإسلام كطوائف المتكلمين والفلاسفة فيقول:"يجب علينا أن ننقد مفاهيمنا الموروثة –يمكن أن نمارس النقد اللاهوتي من خلال القدماء –يعني نستطيع بشكل أو بآخر استغلال الحوار الذي دار في تاريخنا الثقافي ما بين المتكلمين بعضهم مع بعض ونوظف هذا الحوار،لنا حرمات يجب أن نحترمها حتى تتطور الأمور، المسألة مسألة تطور"أهـ[15] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn15).، فالمسألة عند الجابري مسألة وقت وتتطور وإلا فإن الحرمات هذه التي يتحدث عنها لا قيمة لها عنده، وإلا لو كانت لها قيمة لما تغيرت الحرمات مع تقدم الوقت ومع التطور كما يزعم.
المبحث الثاني: المآل الثاني:-أن البيئة هي التي أثرت في خطاب القرآن وهذا فيه إشارة إلى أنه ليس بوحي من عند الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول نصر أبو زيد:"لقد كان ارتباط ظاهرتي " الشعر والكهانة " بالجن في العقل العربي، وما ارتبط بهما من اعتقاد العربي بإمكانية الاتصال بين البشر والجن هو الأساس الثقافي لظاهرة الوحي الديني ذاتها. ولو تصورنا خلو الثقافة العربية قبل الإسلام من هذه التصورات لكان استيعاب ظاهرة الوحي أمراً مستحيلا من الواجهة الثقافية، فكيف كان يمكن للعربي أن يتقبل فكرة نزول ملك من السماء على بشر مثله ما لم يكن لهذا التصور جذور في تكوينه العقلي والفكري. وهذا كله يؤكد أن ظاهرة الوحي القرآن لم تكن ظاهرة مفارقة للواقع أو تمثل وثباً عليه وتجاوزاً لقوانينه، بل كانت جزءاً من مفاهيم الثقافة ونابعة من مواضعاتها وتصوراتها ".أ. هـ[16] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn16)
ويقول أيضاً:" لم يكن القرآن في صياغته للواقع الثقافي بمعزل عن هذه التصورات فقد ذكر الجن في مواضع كثيرة وخصص سورة كاملة تنبيء عن تحول في طبيعة الجن وإيمانهم بالإسلام والقرآن بعد أن استمعوا له. والسورة من ناحية أخرى تؤكد ما كان مستقرا في العقل العربي من اتصال الجن بالسماء ومن إمكانية اتصال بعض البشر بالجن " [17] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn17). فهذا الكلام فيه تصريح ببشرية القرآن وأنه يمكن أن يكون تلقاه من الجن ونحوهم ولا شك أنهم مهدوا لمثل هذه الزندقة بنزع القداسة والصفة الإلهية عن القرآن ومن ثم بنوا عليها مثل هذه الآراء.وهذا التقرير الذي يقررونه هو تكرار باللفظ والمعنى لما يردده المستشرقون الذين يشككون في الوحي.
ويكون نصر أبو زيد أكثر صراحة حيث يقول:"إن القول بإلهية النصوص والإصرار على طبيعتها الإلهية تلك يستلزم أن البشر عاجزون بمناهجهم عن فهمها مالم تتدخل العناية الإلهية، بوهب بعض البشر طاقات خاصة تمكنهم من الفهم وهكذا تتحول النصوص الدينية إلى نصوص مستغلقة على فهم الإنسان –العادي – مقصد الوحي وغايته وتصبح شفرة إلهية لا تحلها إلا قوة إلهية خاصة وهكذا يبدو الله وكأنه يكلم نفسه ويناجي ذاته وتنفي عن النصوص الدينية صفات الرسالة، البلاغ، الهداية " [18] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn18)، ويقول أيضاً"الواقع إذن هو الأصل ولا سبيل إلى إهداره، ومن الواقع تكوّن النص،ومن لغته وثقافته صيغت مفاهيمه،ومن خلال حركته بفاعلية البشر تتجدد دلالاته، فالواقع أولاً، والواقع ثانياً، والواقع أخيراً"أهـ[19] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn19) ويقول كلاماً خطيراً مصرحاً ببشرية القرآن: "ففي مرحلة تشكيل النص في الثقافة تكون الثقافة فاعلاً والنص منفعلاً"أهـ[20] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn20)، ففي هذا النقل يتبين أن النص القرآني بزعمهم نتاج الثقافة التي عاش فيها النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى أنه من عنده وليس من عند الله فالثقافة هي الفاعلة وهي المنتجة للنص والنص منفعل مخلوق محدث ومن نتاج هذه الثقافة.
المبحث الثالث: المآل الثالث:-نفي الإعجاز عن القرآن الكريم:
وهذه نتيجة طبيعية لتبنيهم القول ببشرية القرآن وأنه ليس وحياً إلهياً من عند الله،وبعضهم حاول أن يبحث في التراث ويعمل بنصيحة الدكتور الجابري بأن ننتقي من داخل التراث ما يفيدنا في نقد التراث؛ ففكر وقدر فوجد بغيته في تبني قول النظام بالصرفة ونفي الإعجاز كما فعل الدكتور نصر أبو زيد حيث يقول:"" إذا توقفنا قليلا عند مفهوم "الصرفة"، وهو المصطلح الذي شاع بعد ذلك وصفا لتفسير النظام، قلنا إن النظام يجعل المعجزة أمرا واقعاً خارج النص،ويرتبط بصفة من صفات قائل النص وهو الله. وانطلاقاً من مبدأ التوحيد الذي حرص المعتزلة على تأكيده حرصاً شديداً يمكن أن نقول أن تصور النظام والمعتزلة للنص بأنه كلام، وبأنه فعل من أفعال الله التي ترتبط بوجود العالم، وما ترتب على ذلك من قولهم بحدوثه، كان من شأنه أن يؤدي إلى الفصل والتمييز بين الكلام الإلهي والكلام البشري، لكن تصورهم للكلام ذاته جعل التمييز بين الكلامين من جهة المتكلمين لا من جهة الكلام ذاته، ولذلك كان من الضروري أن تنتقل قضية الإعجاز من مجال العدل – مجال الأفعال- إلى مجال التوحيد، ومفارقة الصفات الإلهية لصفات البشر من كل جانب. وإذا كانت قدرة الله تعالى لا تغالبها قدرة البشر ولا تستطيع الوقوف إزاءها، فإن " العجز" الذي يشير إليه النص في تحديه
(يُتْبَعُ)
(/)
للعرب أن يأتوا بمثله كان عجزاً ناتجاً عن تدخل القدرة الإلهية لمنع العرب من قبول التحدي ومن محاولته. وليس في هذا الرأي إنكار للإعجاز، بل هو تفسير له خارج إطار علاقة النص بغيره من النصوص الأخرى. إنه " العجز" البشري الذي سببته قدرة الله وليس " الإعجاز" أو التفوق القائم في بنية النص من حيث مقارنته بالنصوص الأخرى "أ. هـ. [21] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn21)، ومن هنا يتبين لنا لماذا حرص أبو زيد على تبني كلام النظام ليقرر بأنه لا فرق بين النص القرآني وبين أي نص، وأن الله هو الذي تدخل لمنع العرب أن يأتوا بمثله؛ فتكون النتيجة أنه يجوز لنا أن نتدخل لنقد القرآن لإمكان الناس أن يأتوا بمثله، وأنه ليس هنا تفوق للنص القرآني على غيره من النصوص لكونه نصاً بشرياً لا إلهياً.
ويقول أيضاً:"" لقد حاول المعتزلة جاهدين ربط النص بالفهم الإنساني وتقريب الوحي من قدرة الإنسان على الشرح والتحليل. ويبدو أن فكرة " الإعجاز" بما تتضمنه من معنى المعجزة الذي اشرنا إليه فيما سبق كان يمكن لو سلموا بوجودها في بناء النص اللغوي أن تؤدي إلى مفارقة الوحي- من حيث هو نص لغوي – لقدرة الإنسان، وتؤدي من ثم إلى تحويل الوحي إلى نص " مغلق" مستعص على الفهم والتحليل. لقد كان التسليم بقدرة الإنسان على الفعل وعلى فهم الوحي معاً هو الدافع وراء محاولة تفسير " الإعجاز" من خلال مفهوم" التوحيد" ومن خلال صفتي " القدرة" و " العلم " بصفة خاصة. إن " عجز" البشر عن الإتيان بمثل الوحي نابع من تدخل إلهي سلبهم القدرة، ونابع من " علم " بالماضي والمستقبل لا يتاح للإنسان. أ.هـ[22] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn22).
ويقرر أبو زيد وغيره بأن هناك شبها بين النص القرآني والشعر الجاهلي وأنه تشكل بناء على الثقافة المعاصرة للنبي صلى الله عليه وسلم. [23] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn23)
وبنى هؤلاء بعد نفي الإعجاز أن يكون الإعجاز يشمل آيات الأحكام وأنها ليست من القرآن المعجز المنزل من عند الله. [24] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn24)
المبحث الرابع:المآل الرابع:-إسقاط مرجعية النص القرآني:
يقول د. نصر أبو زيد:"آن أوان المراجعة والانتقال إلى مرحلة التحرر لا من سلطة النصوص وحدها،بل من كل سلطة تعوق مسيرة الإنسان في عالمنا،علينا أن نقوم بها الآن وفوراً قبل أن يجرفنا الطوفان"أهـ[25] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn25)، ويقول أيضاً:"إن حل كل مشكلات الواقع إذا ظل معتمداً على مرجعية النصوص الإسلامية يؤدي إلى تعقيد المشاكل "أهـ[26] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn26)، ونجد نصر أبوزيد أكثر صراحة حيث يقول:"إذا كان مبدأ تحكيم النصوص يؤدي إلى القضاء على استقلال العقل وتحويله إلى تابع يقتات بالنصوص ويلوذ بها ويحتمي، فإن هذا ما حدث في تاريخ الثقافة العربية الإسلامية"أهـ[27] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn27)، فنصر أبو زيد يرى أن العقل لابد أن يتمرد على شريعة رب العالمين وأنه إذا جعل مرجعيته إلى النص القرآني فإنه يفقد استقلاله وفاعليته.
ويؤكد هذا المبدأ د. حسن حنفي حيث يقول:"مهمة التراث والتجديد التحرر من السلطة بكل أنواعها، سلطة الماضي وسلطة الموروث، فلا سلطان إلا للعقل، ولا سلطة إلا لضرورة الواقع "أهـ[28] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn28).
ويعبر حنفي بشكل أكثر جرأة فيقول:"الألفاظ الشرعية عاجزة عن أداء مهمتها في التعبير عن المضامين المتجددة؛لذا يجب التخلص منها"أهـ. [29] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn29)
وهذا الهدف هو الذي يريده التيار العلماني التخلص من مرجعية النصوص الشرعية والتي كانت عائقاً أمام مشروعهم التغريبي الذي يحاولون من خلاله مسخ الهوية الإسلامية في المجتمعات الإسلامية.
المبحث الخامس: المآل الخامس:-تجويز وقوع التحريف والزيادة والنقصان في القرآن:
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا لأنه كلام بشر فلا مانع عقلا ً من دخول التحريف والزيادة والنقصان عليه. وكذلك أسسوا قاعدة فاسدة وهي:أن القرآن هو ما أخذ مشافهة وهذا لم يعد موجوداً، وأما ما كتب في المصاحف فإنه اجتهاد من الصحابة ودخله الزيادة والنقصان،والدكتور الجابري من هؤلاء –بعد أن ساق كلام الطوائف في التحريف وكلام الشيعة- ختمها بقوله:"ومع أن لنا رأياً خاصاً في معنى "الآية" في بعض هذه الآيات، فإن جملتها تؤكد حصول التغيير في القرآن وأن ذلك حدث بعلم الله ومشيئته "أهـ[30] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn30).، وقد صرحوا بأنهم اعتمدوا على القول بخلق القرآن الذي تبنته المعتزلة والأشاعرة كما تقدم معنا فمن ذلك يقول طيب تيزيني-مقرراً أن النص القرآني له قرآتان-:"القراءة الأولى:ترفض كل ما من شأنه المس بفكرة تمامية المتن القرآني حفاظاً على الوحدة الإسلامية، القراءة الثانية:أن المتن المذكور تعرض-عفواً أوبنيّة سيئة –لتغيير معين، إما بسبب نزاعات سلطوية أخضعت القرآن وظيفياً لاحتياجاتها –مثال عثمان وابن مسعود-وإما لأن الكلام القرآني ليس كلام الله –مثال المعتزلة والأشعري"أهـ[31] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn31)
وبعضهم كان أكثر جرأة وصراحة وهو د. شحرور حيث يقول:"وعلينا أن نعلم أن هذه الآيات (أم الكتاب) قابلة للتزوير وقابلة للتقليد، ولا يوجد فيها أي إعجاز، بل صيغت قمة الصياغة الأدبية العربية "أهـ[32] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn32).
المبحث السادس: المآل السادس:-القول بتاريخية النص القرآني [33] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn33)
والمقصود بتاريخية النص القرآني:أن القرآن بما أنه نص بشري فهو جاء لمعالجة أحداث في زمان النزول للقرآن وصدوره من محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه لا يصلح لهذا الزمان، ورتبوا عليه أشياء كثيرة وخطيرة.
وقد نص أركون على مراده ذلك بقوله:"أريد لقراءتي هذه أن تطرح مشكلة لم تطرح عملياً قط بهذا الشكل من قِبل الفكر الإسلامي ألا وهي:تاريخية القرآن، وتاريخية ارتباطه بلحظه زمنية وتاريخية معينة"أهـ[34] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn34) ، وهي من أكثر القضايا التي رددها التيار العلماني لتقرير تاريخية النص استناداً على قول المعتزلة بخلق القرآن وهي من أوضح وأجلى مآلات هذه البدعة الخطيرة في الفكر العربي المعاصر والتي كانت باباً ولج منه العلمانيون للطعن في الدين ومصادر تشريعاته.
يقول نصر أبو زيد "أن مسألة خلق القرآن كما طرحها المعتزلة تعني بالتحليل الفلسفي أن الوحي واقعة تاريخية ترتبط أساساً بالبعد الإنساني،من ثنائية الله والإنسان أو المطلق والمحدود،الوحي في هذا الفهم تحقيق لمصالح الإنسان على الأرض لأنه خطاب للإنسان بلغته،وإذا مضينا في التحليل الفلسفي إلى غايته التي ربما غابت عن المعتزلة نصل إلى أن الخطاب الإلهي خطاب تاريخي وبما هو تاريخي فإن معناه لا يتحقق إلا من خلال التأويل الإنساني أنه لا يتضمن معنى ً مفارقاً جوهرياً ثابتاً له إطلاقية المطلق، وقداسة الإله"أهـ[35] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn35)
فكلام أبو زيد يبين أنه ما وصل إلى نتيجته التي يرمي إليها وهي نزع القداسة عن القرآن إلا بتبني قول المعتزلة بخلق القرآن الذين فتحوا لهم الباب على مصراعية.، وأن القول بتاريخية القرآن لن يكون إلا بعد إثبات خلقه. [36] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn36)، وينص على هذا بعضهم بكل صراحة دون مواربة، يقول طيب تيزيني:"من هنا كانت الأهمية الملفتة لمحاولة التيار الاعتزالي في ذلك المجتمع النظر في الكلام (النص) القرآني على أنه مخلوق، ذلك لأن مثل هذا النظر يتيح للباحث والفقيه والمؤمن العادي جميعاً وكل من موقعه وفي ضوء إملاءاته الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها أن يتصرفوا بالكلام المذكور بمثابة بنية تاريخية مفتوحة تخضع لاتجاهات التغير والتبدل التي تطرأ على تلك الوضعيات الاجتماعية المشخصة"أهـ[37] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn37)
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول أركون:" إن التاريخية ليست مجرد لعبة ابتكرها الغربيون من أجل الغربيين، وإنما هي شيء يخص الشرط البشري منذ أن ظهر الجنس البشري على وجه الأرض. و لا توجد طريقة أخرى لتفسير أي نوع من أنواع ما ندعوه بالوحي أو أي مستوى من مستوياته خارج تاريخية انبثاقه، وتطوره أو نموه عبر التاريخ، ثم المتغيرات التي تطرأ عليه تحت ضغط التاريخ ... ينبغي أن أكرر هنا مرة أخرى ما يلي: إن التاريخية أصبحت " اللامفكر فيه " الأعظم بالنسبة للفكر الإسلامي لسبب تاريخي واضح جدا يتمثل في رد الفعل السني الذي حصل على يد المتوكل عام 848م، أي قبل حوالي ألف ومائتي سنة. ثم تلاه ورسخه رد الفعل القادري، وهو رد الفعل الذي أدى إلى تصفية الفلسفة التي تشتمل على علم الكلام المعتزلي وبخاصة ما يتعلق منه بالأطروحة القائلة بخلق القرآن. قد سارت على نهج المتوكل جميع الأنظمة السياسية التي تعاقبت على أرض الإسلام منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا". [38] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn38)
وهذا الكلام مستقى أيضاً من المستشرقين. [39] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn39)
والقول بتاريخية النص له آثار وخيمة ومآلات عظيمة يمكن تلخيصها في:
(1 - نفي حقيقة الوحي.
2 - جعل الوحي أسطورة من الأساطير.
3 - التحرر من سلطة الوحي وأحكامه.
4 - إلغاء أسبقية المعنى وهذا يعني القضاء على النص تماماً.
5 - أنه لا حقيقة ثابتة للنص، بل إن كان فيه حقيقة فهي نسبية زمنية.
6 - نفي القداسة عن النص، ونقله إلى حقل المناقشة والنقد الهادم.
7 - القول ببشرية النص، وأنه ليس من وحي الله تعالى، فلا عصمة له). [40] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn40)
================================================== ==
[1] (http://tafsir.net/vb/#_ftnref1) تجد هؤلاء يمجدون الفلاسفة والمعتزلة وغلاة الصوفية كالقائلين بالحلول والاتحاد كابن عربي وابن سبعين لأنهم تمردوا على الشريعة ويلبسونهم الألقاب العظيمة كأصحاب الفكر التحرري أو المتنورون القدامى ونحوها من الالقاب.
[2] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref2) نقد الخطاب الديني ص64.،وانظر:تقرير نفس المعنى:د. حسن حنفي في التراث والتجديدص64،وكذلك أركون في الفكر الإسلامي قراءة علمية ص11.
[3] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref3) د. الجابري هو من نحى هذا المنحى فنجده لم يصرح بتبني القول بخلق القرآن ولكنه قرر امور كلها تؤدي الى هذه النتيجة:-فقد قرر أمرا مخالفاً لإجماع الأمة بأن النبي صلى الله عليه وسلم ليس بـ (أمي)،لقد قرر الجابري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ ويكتب، وهذا مع مخالفته لما في القرآن والسنة وما عليه العلماء أيضاً؛ هو متابعة منه لما قرره المستشرقون حول هذه الفرية حتى يطعنوا في القرآن وأنه يمكن أن يكون من كلام النبي صلى الله عليه وسلم.انظر:المدخل لدراسة القرآن الكريم (للجابري):ص: 82، 84، 93، 214. وانظر دراسة نفيسة بعنوان: (أباطيل و خرافات حول القرآن الكريم و النبي محمد- عليه الصلاة و السلام-دحض أباطيل عابد الجابري و خرافات هشام جعيط حول القرآن و نبي الإسلام- الدكتور خالد كبير علال).،وانظر:متابعة التيار العلماني لتقرير المستشرقين حول هذه القضية:كتاب الاتجاه العلماني المعاصر في علوم القرآن،د. أحمد الفاضل ص171 - 174.
- وعندما عرض الجابري تعاريف الطوائف للقرآن لما ذكر تعريف أهل السنة والجماعة وهو تعريف الإمام الطحاوي –ولكنه لم يشر اليه –عقب عليه بقوله في المدخل ص18:"ومن أكثر التعريفات مذهبية وأبعدها عن الاعتراف بحق الاختلاف في الفهم قول القائل: "القرآن الكريم كلام الله منه بدأ، بلا كيفية قولاً، وأنزله على وسوله وحياً، وصدقه المؤمنون على ذلك حقاً، وأيقنوا أنه كلام الله -تعالى –بالحقيقة، ليس بمخلوق ككلام البرية، فمن سمعه فزعم أنه كلام البشر فقد كفر "،لعل القاريء (الكلام للجابري الآن) قد انتبه إلى ما أضافه التعريف من جديد يتعلق الأمر أولاً بقوله (بلا كيفية قولاً) والمقصود كون القرآن "كلام الله "لا يترتب عليه أن يكون هذا الكلام ذا كيفية ككلام الواحد من البشر، وبالتالي فلا يجوز التساؤل عن حقيقة هذا الكلام:هل هو كلام بالألفاظ أم كلام نفسي؟ وهل هو صفة زائدة على الذات كما هو الحال في كلام البشر أم أنه عين الذات إلخ، وأما
(يُتْبَعُ)
(/)
العنصر الثاني الذي أضافه هذه التعريف فهو تكفير من قال بخلق القرآن،أي بكونه غير قديم، قدم ذات الله، وهذه مسألة أثارت فتنة كبيرة في العصر العباسي زمن المأمون والمعتصم والواثق وعرفت ب"محنة خلق القرآن"أهـ.
[4] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref4) نقد الخطاب الديني ص139.
[5] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref5) قضايا في نقد العقل الديني،د. أركون ص279
[6] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref6) القرآن من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني ص24.وانظر:قضايا في نقد العقل الديني ص279.
[7] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref7) الفكر الإسلامي قراءة علمية ص82.،وله نصوص كثيرة حول هذه القضية وهو يكثر من التأكيد عليها في مؤلفاته (أنظر:الانحراف العقدي في ادب الحداثة وفكرها ص1113 - 1128).،ويوافق أركون عدد من المنظرين للنهضة من منظور علماني انظر على سبيل المثال ما قرره سعيد طالب في كتاب الثقافة والتنمية المستقلة في عصر العولمة –التخلف العربي ثقافي أم تكنولوجي) والكتاب على هذا الرابط في الشبكة العنكبوتية ( http://www.awu-dam.org/book/05/study05/354-m-s/book05-sd001.htm)
ومما جاء فيه:" فالحركة الثقافية الداعية لإحلال العقل والتجربة والملاحظة مكان النقل والتقليدوالرواية بالأسانيد وإعادة الاعتبار لفكر المعتزلة وللفلسفة والمنطق والعلم الطبيعيوالمقابسة والمثاقفة مع الآخر تشكل جوهر الفكر الحديث"أهـ.
[8] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref8) الثابت والمتحول –القسم الثاني (تاصيل الإبداع أو التحول) ص94،وانظر اشادته للمعتزلة:ص63 - 96
يقول أدونيس بعد عرضه لمذهب المعتزلة وقولهم بخلق القرآن:"هكذا تتجلى أهمية التحول الذي نتج عن الاعتزال"أهـ.،وأدونيس والحداثيون عموماً يشيدون ليس بالمعتزلة فقط بل حتى بالزنادقة والمرتدين كابن الراوندي وابن عربي والحلاج وكل منحرف عن الاسلام بغية ان يجدوا شيئاً في تراث هؤلاء يخدم مشروعهم، وممن أشار إلى هذا سيد ولد أباه في جريدة الشرق الأوسط عدد (9013) بتاريخ 4جمادىالثانية 1424هـ في مقال بعنوان (تماهي الروح «النضالية» المنحازة بروح «الباحث» الموضوعي أكبر مآزق المشاريعالبحثية الحديثة لقراءة التاريخ) ومما جاء فيه متحدثاً عن مشاريع العلمانيين لترسيخ ثقافتهم في المجتمعات المسلمة ما نصه "إن هذه المشاريع على اختلاف مشاربها اتسمت بالبحث عن موطئ قدم في الأرضية التراثية سواء من خلال إعادة الاعتبار لبعضنزعات واتجاهات الفكر العربي الوسيط (كالنزعة العقلانية المعتزلة أو الرشدية، وحركة الزنج .... "أهـ.
[9] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref9) انظر:مفهوم النص لأبي زيد ص42 - 45، حصاد العقل للعشماوي ص89،والانحراف العقدي في أدب الحدثة وفكرها ص961 - 963، والرد عليهم وبيان أصل الكلام للمستشرقين:انظر: الاتجاه العلماني المعاصر في علوم القرآن ص175 - 186.
[10] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref10) بتصرف:الفكر العربي قراءة علمية ص246.
[11] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref11) الفكر العربي قراءة علمية ص250.
[12] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref12) مفهوم النص دراسة في علوم القرآن ص24.
[13] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref13) يقصد به لمز المتمسكين بنصوص الكتاب والسنة وأنهم لا يعتنون بالاستدلال العقلي وهذه فرية كبرى تكذبها كتب السلف في الصدر الأول فضلا عمن أتى بعدهم من علماء أهل السنة والجماعة.
[14] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref14) التراث والحداثه للجابري ص259.
[15] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref15) المصدر السابق ص260.
[16] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref16) مفهوم النص دراسة في علوم القرآن ص34.
[17] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref17) المصدر السابق.
[18] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref18) نقد الخطاب الديني ص206، وانظر نفس المعنى:مفهوم النص ص109،200.
[19] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref19) نقد الخطاب الديني ص99.
[20] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref20) مفهوم النص ص200.
[21] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref21) مفهوم النص دراسة في علوم القرآن ص146.
[22] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref22) المصدر السابق ص147.
[23] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref23) انظر:الاتجاه العلماني المعاصر في علوم القرآن ص220.
(يُتْبَعُ)
(/)
[24] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref24) قرر ذلك الدكتور محمد شحرور في كتابه الكتاب والقرآن، أنظر:كلامه والرد عليه في:التيار العلماني الحديث وموقفه من تفسير القرآن الكريم لمنى الشافعي ص247.، وانظر تفصيلاً لموقف العلمانيين من الإعجاز في:الاتجاه العلماني المعاصر في علوم القرآن ص219 - 227.
[25] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref25) الإمام الشافعي وتأسيس الإيدلوجية الوسطية لأبي زيد ص190.
[26] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref26) النص السلطة الحقيقة لابي زيد ص144.
[27] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref27) نقد الخطاب الديني ص27
[28] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref28) التراث والتجديد،د. حسن حنفي ص45.
[29] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref29) المصدر السابق ص110.
[30] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref30) مدخل إلى القرآن الكريم،د. الجابري ص232.
[31] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref31) النص القرآني ص412 (نقلاً عن الاتجاه العلماني المعاصر ص436).
[32] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref32) الكتاب والقرآن –قراءة معاصرة -،د. شحرور ص160.
[33] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref33) هناك رسالة علمية قيمة حول هذا الموضوع بعنوان (العلمانيون والقرآن –تاريخية النص-) للباحث د. أحمد بن إدريس الطعان وهي جيدة في بابها وخاصة ما يتعلق بشبهات العلمانيين بالقول بتاريخية النص.وقد نقل عدد من تعريفات المفكرين المعاصرين للتاريخية وأخصر تعريف ما ذكره أركون حيث قال:"التحول والتغير أي تحول القيم وتغيرها بتغير العصور والأزمان"العلمانيون والقرآن ص297.وعقد الباحث فصلاً عن تاريخية القرآن عند هؤلاء المفكرين ص332، وانظر كذلك:الاتجاه العلماني المعاصر في علوم القرآن ص235فقد عقد فصلاً عن تاريخية النص القرآني التي يقول بها العلمانيون.،ويرجع بعض الباحثين فكرة تاريخية النص في الفكر الغربي إلى خمسة من فلاسفة الغرب وهم:1 - سبينوزا اليهودي 2 - ريشاد سيمون3 - شتراوس4 - رينان جوزيف أرنست5 - بولتمان رودولف، أنظر: الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها –درسة نقدية شرعية –ص1064،د. سعيد الغامدي.
[34] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref34) الفكر الإسلامي قراءة علمية،أركون ص212.
[35] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref35) النص، السلطة، الحقيقة ص33
[36] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref36) انظر العلمانيون والقرآن ص443،و انظر:الاتجاه العلماني المعاصر ص347 - 348.
[37] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref37) النص القرآني ص298 - 299.،وانظر:تقرير يحيى محمد في جدلية الخطاب والواقع ص22 (الاتجاه العلماني المعاصر ص348).
[38] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref38) القرآن من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني لأركون: ص41.،وهوأمريكاد يجمع عليه كل العلمانيين والحداثيين في العالم العربي، انظر:مقالاً لأدونيس في جريدة المحرر اللندنية، العدد:378،كانون الثاني،2003.وما قرره:عزيز العظمة في ندوة بدار الساقي عقدت بعنوان الاسلام والحداثة ص259 - 263 وقرره حسن حنفي ص267 (انظر: الانحر اف العقدي في أدب الحداثة وفكرها ص1087،1105).
[39] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref39) انظر: الاتجاه العلماني المعاصر ص241 - 242.
[40] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref40) الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها ص1098.
ـ[طارق منينة]ــــــــ[22 Aug 2010, 05:48 ص]ـ
ساحاول التعقيب على البحث تباعا
لكن وصلت الى هذه النقطة الثمينة-وهي في مقدمة البحث- المكتوبة في كلمات قليلة لكن داخلها جهد كبير وخبرة عريضة، وهذه النقطة قد تبدو للقارئ عادية لكني اكتشفتها ايضا في محمد اركون بعد قراءة كتاباته كلها مثل الفكر الاسلامي قراءة علمية وتاريخية الفكر العربي الاسلامي ومجموعة كتبه الاخري وماهي تلك النقطة اذا انها التي سطرها الباحث الدكتور ناصر الحنيني في خبرة يبدو عليها ملامح الجهد الذاتي في البحث انها
أن هؤلاء المتأخرين لا يناقشون القضايا التي يتبنونها،أو ينظرون في أدلة المعارضين؛ بل ينقولونها ويشيدون بها دون ذكر الأدلة على ذلك،
فانا الان بصدد اعادة قراءة اركون مرة اخرى فوجدته يعرض نتيجة واتهام من دون ان يقدم دليل واحد على قوله مثل مثلا ان المسلمين حرفوا سيرة محمد هكذا قال او هم من وضع لنا المصحف هكذا بعد ان انتهوا من عمليات اقصاء وحجب او ان القرآن رمى في ظلمات الجاهلية كل المعارضة بعد ان انتهت عمليات تاريخية تم تقديس نصوصها فيما بعد!
ومع ذلك فقد امسكت بتلابيبه وانا اقوم بتتبع هذه المسائل بدقة وصبر فوجدته يقول انه لايستطيع ان يفحص الوقائع لانها انتهت ولااثر لوقائع تاريخية مفصلة كدليل على النتيجة التي يأخذنا اليها
ولتوثيق كلامي انظر ص 282 من كتابه تاريخية الفكر العربي
وفيه
من الصعب ان نعرف تاريخيا كيف حدثت الامور بالفعل
و
على الرغم من كل الذي قلناه فانه ينبغي ملاحظة ان هذه المرحلة الاساسية من التاريخ الاسلامي هي مرحلة تصعب كثيرا معرفتها بدقةنفس المرجع ص 283
فشكرا للدكتور ناصر الحنيني على هذه الهدية الثمينة والتي ارى ان التوصل اليها امر يحتاج مشقة فكر وعناء بحث
وانا ايضا اقدم له وللقارئ هذه الهدية في الاطار حتى يعلم القارئ ان كلامنا مش انشاء كما يتهمنا العشماوي وغيره!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طارق منينة]ــــــــ[22 Aug 2010, 06:21 ص]ـ
وبعضهم كان أكثر جرأة وصراحة وهو د. شحرور حيث يقول:"وعلينا أن نعلم أن هذه الآيات (أم الكتاب) قابلة للتزوير وقابلة للتقليد، ولا يوجد فيها أي إعجاز، بل صيغت قمة الصياغة الأدبية العربية "أهـ
اتذكر ان نصر ابو زيد قال ان النص القرآني نص ممتاز بالنسبة للثقافة وانه بعد ان اخذ منها اعطاها بامتياز
وهو مثل ماقال شحرور مع اني معرض الى الآن عن قراءة شحرور وربما من اسمه المقارب للشحرورة الشمطاء اياها! .. اتمني ان لايكون في الملتقي هنا احد ينتمي لعائلة شحرور -ابتسامة
ـ[طارق منينة]ــــــــ[22 Aug 2010, 03:51 م]ـ
ويقول أركون:" إن التاريخية ليست مجرد لعبة ابتكرها الغربيون من أجل الغربيين، وإنما هي شيء يخص الشرط البشري منذ أن ظهر الجنس البشري على وجه الأرض. و لا توجد طريقة أخرى لتفسير أي نوع من أنواع ما ندعوه بالوحي أو أي مستوى من مستوياته خارج تاريخية انبثاقه، وتطوره أو نموه عبر التاريخ، ثم المتغيرات التي تطرأ عليه تحت ضغط التاريخ ... ينبغي أن أكرر هنا مرة أخرى ما يلي: إن التاريخية أصبحت " اللامفكر فيه " الأعظم بالنسبة للفكر الإسلامي لسبب تاريخي واضح جدا يتمثل في رد الفعل السني الذي حصل على يد المتوكل عام 848م، أي قبل حوالي ألف ومائتي سنة. ثم تلاه ورسخه رد الفعل القادري، وهو رد الفعل الذي أدى إلى تصفية الفلسفة التي تشتمل على علم الكلام المعتزلي وبخاصة ما يتعلق منه بالأطروحة القائلة بخلق القرآن. قد سارت على نهج المتوكل جميع الأنظمة السياسية التي تعاقبت على أرض الإسلام منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا".
في هذا النص الذي اورد الدكتور الحبيبي مايؤكد ان اركون يحاول ان يبعد عن نفسه انه مقلد للفكر الغربي وناقل عنه
ومع ان كل صفحة من كتبه مليئة بالاسماء الغربية ومصطلحاتهم ومااركون الا ناقل فاشل ومع ذلك تجده مرة يهجم على الاستشراق ومرة يستعمل نتائج بحوثهم
ونقده لهم يأخذ طريقين طريق يناقض نفسه فيه وهو انه ياخذ نتائجهم ثم يتهمهم في نفس الوقت بانهم يقفون عند حدود التكرار والترتيب والتبويب مع ان النتائج التي اخذها عنهم واضافها الى سلة اتهاماته انما هي زيادة على ماقال انه الجمع والتبويب وغير ذلك فهي تحليل وتاويل وفرضيات كالتي يقوم بها اركون تماما الا انها لم تستخدم ادوات اركون الجديدة والتي اخترعتها مخيلة غربية
وهذا هو الطريق الثاني فهو ينقدهم لانهم لم ياخذوا بالمذاهب الحديثة خصوصا الفرنسية منها!
مع انها لاتختلف عن نتائج الاستشراق الا في اتهامات من نوع ملفوف بلفائف حديثة مثل الرأسمال الرمزي ومثل الانغلاق على عقيدة ومثل مايدعو بورديو بالحس العملي ومصطلحات تهدم الاديان فهو يريد منهم ان ياخذوا نتائج المذاهب التي يستعملها ويطبقوها على الاسلام كما طبقوها على غيره فهو مستشرق اوسخ من المستشرق وعلماني اشد ضلالا من اي علماني!(/)
القمني: الأصل اخناتون، وموسى وأوديب فرع مقتبس
ـ[طارق منينة]ــــــــ[25 Aug 2010, 02:25 ص]ـ
للتو نزل على النت الآن كتاب في تحليل افكار (عصور في فوضى) للصهيوني فليكوفسكي -ساضعه بعد هذه المقدمة-
والموقع الذي نزل فيه تنزل فيه كتب علمانية بكثرة-وفيه علمانيون فظاع! - وفيه كتب اسلامية، وفيه مسلمون! ولان الامر كذلك فقد علقت فيه بالتعليق التالي الموضوع هنا داخل الاطار
لكن السؤال هو هل لهذا الامر رابط بالقرآن وهنا ملتقي التفسير والانتصار للقرآن
الاجابة نعم
ذلك ان القمني وان دخل الطريق الذي افتتحه من العرب محمد احمد خلف الله عن القصص القرآني الا انه دخله من خلال عملية تلفيقية مجمعة مركبة من فرضيات رجلان يهوديان كبار من المعيار الثقيل جدا وهما فرويد صاحب فكرة ان موسى هو اخناتون وفليكوفسكي وهو صاحب فكرة ان اوديب هو اخناتون
فصار الامر عند الرجلين يدور حول مركز اخناتوني!
وكان شأن القمني هو ان (يجمع فرويد الي فليكوفسكي!)
او بالاحرى فرضياتهما معا،في تضفيرة واحدة،
فصار الامر هو: موسى هو اوديب هو اخناتون!
هكذا هو الابداع العلماني العربي في ارقى-لا آسف- في احط صوره
تجميع اساطير علمانية عن الانبياء وربطها بالكهنة وعباد الشمس والكواكب
وحاصل الامر هو اسقاط الثقة او زعزعة الثقة في القصص القرآني!
وبدل القول بتاريخيتها وكامل القرآن كما فعل بقية الجوقة فان القمني التمس اقرب الطرق الا وهو جمع عصارة اوساخ فكر يهوديان خاسران وجمعهما في سلة عربية علمانية تكمل ماذهب اليه القمني نفسه من اهانة العرب وشتم الصحابة واعتبار فتح مصر غزوا همجيا .. إلخ
ياحسرة على القمني
في الجزء الثاني من كتابي اقطاب العلمانية-طبعة دار الدعوة-الاسكندرية-مصر- قمت بنقد فرضية سيد القمني عن تضفيرته الثالوثية -احناتون -اوديب-موسى والتي جعلها مفتاح واساس ونهائي تفسير لتاريخ النبي موسى وزعم ان موسى هو اخناتون لكن بعد تحوير كبير في القصة وان موسى لم يكن له وجود في التاريخ انما الذي كان موجودا هو اخناتون وان قوم موسى لفقوا قصة نسبوها لاسم موسى وفيها قدر من قصة اخناتون
ماارتباط هذا بكتاب عصور في فوضى
كتبت هناك -طبعة 2003وهي الطبعة الاولى-ان القمني وان كان نقد عصور في فوضى الا انه اخذ من صاحب الكتاب فكرته عن ان اخناتون هو اوديب
وماذا فعل القمني الذي فضح مؤلف عصور في فوضى وانه صهيوني
اخذ منه ان اخناتون هو اوديب واضاف اليه ماقاله سيجموند فرويد في كتابه عن موسى والتوحيد -ترجمة طرابيشي- من ان اخناتون هو موسى
جمع ده لده
وقال
خينا نجعلهم واحد (ومَن اساتذة سيد القمني في هذا كله- انههما رجلان يهوديان وهما مؤلف كتاب عصور في فوضى والاخر هو فرويد ومع ذلك فالقمني يقوم بنقد الصهيونية نقدا لاذعا!
عبقرية مابعدها عبقرية
صنع لها كتابه الضخم
النبي موسى واخر ايام تل العمارنة
بس
رمضان كريم
ـ[طارق منينة]ــــــــ[25 Aug 2010, 08:00 ص]ـ
تم حذف الروابط وبقى تعليقي فالحمد لله-وقد طلبت انا حذفها ان كان الملتقى لايقبلها
اذن لنكمل الحديث حول القمني وطريقته
القمني يقول بتاريخية النصوص الدينية اي الزعم بأن النصوص الدينية ومنها نصوص القصص القرآني انما هي خاصة بتاريخ دنيوي قديم شكلته الأحداث والخلفيات الاسطورية المنتشرة في عالمئذ، والمتطورة عن سوابق اسطورية ودينية ترجع الى الاصول الاولى يوم خرج الدين من الاسطورة وانفصل عن السحر بحسب زعم القمني
وهذه المفهوم واضح جدا في كتابه الاسطورة والتراث
ولكن داخل مفهوم تاريخية النصوص ومنه تاريخية القصص القرآني، اي ان تاريخها ارضي، خرج من الأرض وليس له صلة ما بتدخل الله في التاريخ-بحسب الفاظ العلمانيين-داخل مفهوم تاريخية النصوص هذا، يضيف القمني القول بعدم تاريخية ذلك القصص الديني
وعلى سبيل المثال قصة موسى صلى الله عليه وسلم، فعلى الرغم من أنه يجعلها مرتبطة بتاريخ دنيوي لاصلة له بالوحي الرباني-لأن القمني يدخل الوحي في التاريخ ولايرفعه فوقه! -الا انه يقول بعدم تاريخية هذا القصص من ناحية التوثيق!
اي ان قصة موسى عليه السلام ليست مرتبطة بتاريخ معروف يمكن غرسه-علمانيا- في التاريخية اي الزعم ان التاريخ شكله وإنما التاريخ مزور! ولذلك راح يخترع له اسطورة دشنها في كتابه النبي موسى واخر ايام تل العمارنة
ونحن لانرفض مسألة حدوث تزوير لتاريخ موسى عليه السلام في الكتاب المقدس فلم يكتب موسى النبي التوراة بعد موته كما توحى نهاية الاسفار الخمسة للعهد القديم ولم يقل له الرب انت هارون لم تقدساني كما انه لم يحكم على موسى بعدم دخول الارض المقدسة ولا في قصة موسى صلى الله عليه وسلم الامر بقتل كل نسمة حية الا النساء اللآي لم يضاجعهن ذكر كما ورد في التوراة الحكم به تجاه امم وثنية او معادية وغير ذلك مما نسب لموسى وسريعته كتثنية الاصحاح 25 من العدد 5 عن زواج الرجل بالاكراه من زوجة اخيه المتوفى واذا رفض فحكمه اهانة المراة له امام الشعب والسيوخ
الا ان القمني لايقول بان هذا القصص لاحقيقي وانما كل قصة نسبت لموسى النبي الا قصة القمني فهي مزرة ولاتاريخية ودخيلة على التاريخ وملفقة .. إلخ
-
لم تنتج فرضية القمني من بحث ذاتي خالص غير مسبق بمؤثرات دينية او فلسفية او صهيونية او علمانية وانما انتج الفرضية تحت تاثير افيون كل هذا المخدر العلماني وبالخصوص افيون فرويد ومخدرات فليطوفسكي
والاخير هذا سطر فرضيته عن ادويب هو اخناتون ليس في كتابه عصور في فوضى انما في كتاب خاص ساذكره لما ارجع من العمل واكيد كثير منا يعرفه
السلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طارق منينة]ــــــــ[25 Aug 2010, 08:49 م]ـ
كتب فيلكوفسكي كتابه أوديب واخناتون ومنه اخذ سيد القمني نصف احجيته المزورة اصلا في معامل التزوير العلمية (!) اليهودية
وكتب فرويد موسى والتوحيد ومنه أخذ سيد القمني بقية التزوير اليهودي ايضا
ثم راح يكتب بحثا تجاوز الألف صفحة (كتابه النبي موسى واخر ايام تل العمارنة) ليقول ان موسى النبي هو شخص مقتبس من اخناتون كأوديب!
من هنا ظن القمني انه استطاع اطفاء التاريخ وانهاء المقدس ومحاصرة القصص التاريخي الحقيقي للقرآن
المشكلة التي اضافها القمني على بحثه انه راح ايضا يغرف من تاريخ الكتاب المقدس وكأنه تاريخ حقيقي فيختار منه مايوافق فكرته المسبقة ويحتج به علينا
ومنه ايضا راح القمني يتهم اسم موسى عليه السلام باتهامات غليظة ذكرتها في كتابي كما انه رمى شخصية موسى باعتباره اخناتون بما رمى سلمان رشدي به الرسول في روايته المشهورة بل زاد القمني افتراءات فاحشة جدا
المستشار محمد سعيد العشماوي اخذ ايضا من فرويد وزاد وفتحت له جريدة اكتوبر ايام كان يكتب فيها مساحة كبيرة للكتابة (وانا تتبعته يومها ومن تلك النصوص قمت بنقده) فكتب اسطورة اخرى مختلفة عن اسطورة القمني وقد سطرتها في اقطاب العلمانية الجزء الثاني وقارنتها بمايخالف ذلك ويناقضه مما ورد عند القمني
واحمد عثمان كتب ايضا تبعا لفرويد عن النبي موسى
وغيرهم كتب في هذا المجال والغرض: تكذيب القصص القرآني!
وآية واحدة كشفتهم قبل ان نكشفهم في كتابنا-ويكشفهم غيرنا- ومن خلالها وبها تتبعنا آثارهم ووجدنا سرقاتهم واقتباساتهم من فرويد خصوصا وغيره (آية الوعد الصادق، والقسم الواقع:"والسماء ذات الحبك إنكم لفي قول مختلف، يؤفك عنه من أفك، قتل الخراصون")
ومعلوم ان اصل هذه الافتراءات عن النبي موسى انما نقلها كثير من العلمانيين العرب عن الصنم النفساني فرويد
وجورج طرابيشي مترجم اغلب كتبه اخذ عنه ايضا في هذا المجال وغيره
ومما اخذه غير تلفيقية فرويد عن الدين والنبي موسى كنموذج للنبوة، هو تحليله النفسي ومرض العصاب الذي راح طرابيشي يتهمنا به في بعض كتبه التي كتبها لهذا الأمر.
والسؤال الآن: كيف يمكن لاحد ان يعتمد اعتماد شبه كلي على انتاج مثل هؤلاء الغربيون الذين تناقض بعضهم مع بعض في أصول تخرصاتهم لا فروعها، تناقض بعضهم لبعض فيما عرضوه على الناس.
فمثلا
رد فليكوفسكي بعنف على فكرة فرويد عن النبي موسى ومع معرفة القمني بذلك الا انه جمع الناقض والمنقوض في سلسلة واحدة وكأنها في الأصل سيمفونية غربية ليس فيها نشاز ما!
ومن يقرأ من العلمانيين العرب، من تلاميد هؤلاء يظن أن الأمر متفق عليه وانه خلاصة الابحاث وان الدين سقط بحقائق علمية وان القصص القرآني راح في خبر كان العلماني!
في حين ان فليكوفسكي اختلف مع فرويد في ان موسى هو اخناتون وسيد القمني اختلف مع العشماوي في شخص موسى فبينما يجعله القمني آمنحتب الرابع (اخناتون، بزعم القمني) ابن آمنحتب الثالث يجعله العشماوي ابن ابنة فرعون على الحقيقة (الفرعون رمسيس الثاني!) فهو مصري الجنسية واتفق مع جده فرعون (!) على حيلة لطرد اليهود من مصر (ماكتبه العشماوي في مجلة اكتوبر صدر في كتاب تحت عنوان الأًول المصرية لليهودية و لم يحرف العشماوي سيرة موسى عليه السلام ولكن حرف سيرة الانبياء جميعا ونظر اليهم نظرة علمانية دونية!
فالاختلاف ليس بسيط انه اختلاف في الزمن، وفي الأسرة، وفي الجد، وفي الاسماء، وفي أصل القصة وغرضها وأصل الأسرة وهل هي مصرية الأصل كفرعون العشماوي أم مديانية الأصل، إباحية الجنس والحياة كأسرة اخناتون عند القمني! .. إلخ
احمد عثمان ايضا الذي تجد كتبه في بعض المواقع الاسلامية ظنا منهم انها كتب اسلامية في اليهودية!، عثمان هذا له نظرة علمانية للنبوة وكان عثمان قد ذكر في كتاب له انه توصل الى نظرة جديدة عن يوسف النبي-وبالطبع هي نظرة علمانية، عرضتها في الاقطاب2 - توصل اليها عند الفجر وهو يحتسى قهوته المحببة فقال: وجدتها
وماالذي فتح طاقة عقله على تنزلات شيطانه السامر الساهر معه في الليل، في موضوع النبي يوسف؟ انه نص توراتي، تماما كالسيد القمني والعشماوي وقد عرضت ذلك كله في الأقطاب!
كيف تطمئن الأمة إلى أمثال هؤلاء وهم لم يأتوا بمايدعون أنه إبداع، (وماهو الإبداع في مثل هذه القضايا التاريخية الثابتة؟)، وإنما جاؤوا بتقليد واضح المعالم، مخطوط الآثار؟
آخر شيء وهو المستغرب جدا وهو ان القمني اتهم الرسول بأنه وقع في فخ، الأفكار والأسفار والأحبار،الصهيونية، وانه بذلك ورط الأمة في ايمانها بافتراءات صهيون واتخاذ موقف ضد فرعون!! وقد عرضت نصه في الاقطاب
لكن المثير للشفقة هو اننا الآن قد رأينا القمني نفسه، وليس رسول الله صلة الله عليه وسلم، هو الذي وقع في فخ الصهاينة، فرويد، فيلكوفسكي، كتبة الأسفار اليهودية، واخرين ممن اخذ القمني منهم علومه
انني أقر الآيات المتقدمة من سورة الذاريات الآن وقلبي يرقص طربا وأنا منعزل في مكاني الحدود في بلاد الصقيع، وعندما انظر إلى وردة جميلة اتذكر رسومات البذاءة القمني العشماوية وامثاله، وعندما امر بين الاشجار الوارفة المنتظمة بعناية اتذكر قول الله عن هؤلاء المختلفون المختلقون المتخرصون، واقول الحمد لله انني انتمي الى عالم الاشجار الباسقة والأحجار الكريمة والكواكب الدوارة والأفلاك السابحة وبعض بني آدم فاحمد الله على ذلك النظام الرايع في الكون والذي اراد الله ان ننتظم فيه انتظاما طبيعيا فكريا علميا جميلا كجمال الطواكب السابحة والطوافين السماويين حول البيت المعمور. اللهم ارزقنا زيارة بيتك الحرام قبل ان يحل الأجل وينصرم العمر.(/)
قال المتحدث: الله لا يغضب!!
ـ[القندهاري]ــــــــ[25 Aug 2010, 11:50 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه
وبعد ...
فقد كنت اليوم قبل الفطور جالسا عند والدتي حفظها الله فشاهدت على التلفاز أحد المشائخ وهو دكتور وكان له برنامج على قناة الكويت فلفت نظري تأويله لقوله تعالى (((فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ))) بأنه ليس المقصود غضب الله وقال كيف يغضب الله وإنما المقصود هو غضب أولياءه فالله كما يقول الدكتور نسب غضب أولياءه إليه ولا شك أن هذا تأويل لكلام الله بغير دليل وهو تحريف لمراد الله وهو وإن كان نقله القرطبي في تفسيره فإنما ساقه بقوله وقيل ولاشك أن ما عليه الصحابة والتابعين رحمهم الله هو القول بظاهر الأية كما نقل الطبري ذلك عن بن عباس وقتادة ومجاهد رحمهم الله لذا أردت أن أنبه على ذلك ولعل الإخوان لا يحرمونا من التعليق وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[26 Aug 2010, 12:13 ص]ـ
المهم أن قوله تعالى:"فلما آسفونا انتقمنا منهم" المقصود بها هو غضب الله تعالى، وصفة الغضب ثابتة له سبحانه وتأويلها بغضب أوليائه ونحو ذلك كتأويل بقية الصفات ولا فرق.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
ـ[القندهاري]ــــــــ[26 Aug 2010, 12:24 ص]ـ
نعم صدقت أخي إبراهيم والله المستعان
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[26 Aug 2010, 03:09 ص]ـ
قال تعالى:
(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) النساء (93)
(قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ) المائدة (60)
(وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) الفتح (6)
الله يغضب ـ ونعوذ برضاه من غضبه ـ وغضبه ليس كغضب أحد من خلقه " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير".
وفي الحديث يقول آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام جميعا:
" فَيَقُولُ رَبِّي غَضِبَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَا يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ" من حديث الشفاعة في الصحيح عن أبي هريرة
وفي السنة شواهد غير هذا
اللهم إنا نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد
ـ[القندهاري]ــــــــ[27 Aug 2010, 09:17 م]ـ
أحسنت أخي أبو سعد الغامدي
وهذا كلام جميل للشيخ محمد حسن عبد الغفار في شرحة للمعة الإعتقاد نقلته للفائدة
إثبات صفة الغضب لله تعالى
الصفة السابعة: صفة الغضب، وصفة الغضب ثابتة لله بالكتاب وبالسنة وإجماع أهل السنة. قال الله تعالى: وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ [النساء:93]، أي: الذي قتل مؤمناً متعمداً. وقال جل في علاه: وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا [النور:9]. أيضاً ثبتت صفة الغضب لله في السنة: فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أنه كان يدعو ويقول: وأعوذ برضاك من سخطك)، فهذا دليل على إثبات هذه الصفة. ومن السنة أيضاً: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن كتب الله كتاباً فهو عنده فوق عرشه: إن رحمتي سبقت غضبي)، وفي هذا أيضاً إثبات لهذه الصفة. ووجه إثبات هذه الصفة لله: أن إضافتها لله جل في علاه إضافة معنى، فهي إضافة صفة لموصوف، وقد ثبتت لله بالكتاب والسنة، ونحن نؤمن بها كما آمنا بصفة الحب لله، وكما آمنا بصفة الرضا نؤمن بصفة الغضب، وهذه الصفة من الصفات الفعلية التي تتجدد وتتعلق بالمشيئة، والدليل على ذلك ما جاء في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن كل نبي كان يقول: (إن ربي غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله)، فهذا فيه دلالة على أن الله غَضِبَ يوم القيامة، وأن الله يغضب على الكافرين، ويغضب على
(يُتْبَعُ)
(/)
الفسقة والفجرة، إذاً: فالله قد يغضب ثم يرضى، يغضب على من فعل المعصية، ثم يرضى عنه إذا تاب وأناب وآب إلى ربه جل في علاه .......
أثر الإيمان بصفة الغضب لله تعالى
إذاً: هذه صفة فعلية ثبتت لله بالكتاب وبالسنة، فنحن نثبتها لله بالكتاب والسنة وإجماع أهل السنة، وإن العبد المتعبد لله المعتقد في الله اعتقاداً صحيحاً سديداً يعلم أن ربه يغضب، فيتجنب الأسباب التي تستجلب غضب الله، وإذا وقع في الأسباب التي تستلزم غضب الله فإنه يرجع ويتوب حتى لا يغضب الله عليه. ومن الأسباب التي تستجلب غضب الله: المعاصي، والشرك والكفر، فالمؤمن ينأى بنفسه عن الشرك والكفر، وينأى بنفسه عن الشرك الأصغر كما ينأى بنفسه عن الشرك الأكبر، وينأى بنفسه عن الكفر الأصغر كما ينأى بنفسه عن الكفر الأكبر، وينأى بنفسه عن المعاصي، فإن الله يغضب على صاحب المعاصي، وينأى بنفسه عن الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ويستجلب غضب الله، فينأى المؤمن عن ذلك كله. إذاً: فلابد على المرء أن يبعد نفسه عن الأسباب التي تستجلب غضب الله، ومنها: الظلم والمعصية والكفر والشرك والتسخط على أقدار الله، فإن النبي صلى الله عليه وسلم بين أن من ابتلاه الله بلاءً فرضي فله الرضا، ومن لم يرض فله السخط وله الغضب، والمؤمن يرضى ببلاء الله جل في علاه حتى يرضى الله عنه. وعلى المؤمن أن يستجلب رضا الله بعيداً عن غضب الله جل في علاه، وينأى بنفسه عن غضب الله جل في علاه من كل المعاصي، ومن كل الأسباب التي تودي به إلى غضب الله؛ لأن الله إذا غضب على عبد انتقم منه، وإذا انتقم من عبد فإن انتقام المتجبر لا راد له، وإن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته. وهذه الصفة التي ثبتت لله بالكتاب والسنة نثبتها لله بلا كيف نعلمه، لكن لها كيفية عند الله، وبلا تشبيه، وبلا تمثيل. والغضب في اللغة معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، فالسؤال عن كيفية الغضب بدعة.
الرد على المخالفين في صفة الغضب
لابد من الرد على كلام المبتدعة الذين يقولون بتأويل هذه الصفة، فيؤولون صفة الغضب بالانتقام، وهم الأشاعرة يقولون: إننا نثبت ولا ننفي ولا نشبه، لكننا نقول: غضب الله معناه: انتقام الله، والله يقول: إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ [إبراهيم:47]. فقنول لهم: إنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فسر الغضب بالانتقام. ونقول لهم: أنتم بتأويلكم هذا قد خالفتم ظاهر الكتاب، فقد قال الله: وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ [النساء:93]، ولم يقل: انتقم منه، فخالفتم ظاهر القرآن، وخالفتم أيضاً ظاهر السنة، وخالفتم إجماع الصحابة. وكذلك نقول: إن لهذا التأويل لوازم باطلة، فأنتم الآن تقدحون في بيان النبي وتبليغه، وهذا لازم لقولكم بتأويل لم يقله رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم إن الله تعالى قد غاير بين الغضب وبين الانتقام في كتابه فقال تعالى: فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ [الزخرف:55]، ومعنى: (فلما آسفونا): أغضبونا، فيكون المعنى: فلما أغضبونا انتقمنا منهم، ثم نقول: الانتقام هو لازم للغضب، فإن الله إذا غضب على عبد انتقم منه، فأنتم أولتم الصفة بلازمها، ونحن نثبت الصفة ونثبت لازم الصفة.
ـ[افق الدعوة]ــــــــ[28 Aug 2010, 01:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا والاخوة على التنبيه
ـ[القندهاري]ــــــــ[28 Aug 2010, 11:14 م]ـ
وإياك أخي أفق الدعوة(/)
ضبط كمية كبيرة من التليفونات الصيني عليها القرآن الكريم محرف
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[06 Sep 2010, 06:34 ص]ـ
ضبط كمية كبيرة من التليفونات الصيني عليها القرآن الكريم محرف
ضبطت الإدارة العامة لشرطة المصنفات الفنية كميات كبيرة من تليفونات المحمول الصيني المهربة من الخارج ومحمل عليهاالقرآن الكريم محرفا في شركة بالعمرانية .. كانت قد وردت معلومات الي اللواء مجدي كمال مدير الإدارة العامة لشرطة المصنفات الفنية عن انتشار اجهزة المحمول الصيني ومحمل عليها القرآن الكريم بالصوت والصورة وبه بعض الاخطاء في التلاوة .. دلت التحريات باشراف العميد اسماعيل فريد ان التليفونات توزعها شركة بالعمرانية دون الحصول علي موافقة استيرادية أو موافقة الازهر الشريف .. داهمت قوة بقيادة المقدم عماد نواوه مقر الشركة وتم ضبط 082 تليفونا مخالفا.
المصدر:المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير ( http://tanseerel.com/main/articles.aspx?article_no=10715&menu_id=3)(/)
القرآن نزل لتسكين الأحزان، وليس لتهييج الأحزان ..
ـ[ضيدان بن عبدالرحمن]ــــــــ[06 Sep 2010, 09:29 ص]ـ
قال العلامة ابن مفلح ـ رحمه الله ـ في كتاب الفروع، كتاب الجنائز، باب ما يفعله المصاب وما يفعل معه لأجله:
«ومعناه لابن عقيل في الفنون، فإنه لما توفي ابنه عقيل قرأ قارئ (يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إنَّا نَرَاك مِنْ الْمُحْسِنِينَ) فبكى ابن عقيل وبكى الناس، فقال للقارئ: يَا هَذَا، إنْ كُنْت تُهَيِّجُ الْحُزْنَ فَهُوَ نِيَاحَةٌ بِالْقُرْآنِ، وَلَمْ يُنَزَّلْ لِلنَّوْحِ لَهُ بَلْ لِتَسْكِينِ الْأَحْزَانِ».
وقال الشيخ محمد ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ في القول المفيد على كتاب التوحيد (2/ 25):
«وقد ذكر عن ابن عقيل رحمه الله ـ وهو من علمائنا الحنابلة ـ أنه خرج في جنازة ابنه عقيل وكان أكبر أولاده وطالب علم، فلما كانوا في المقبرة صرخ رجل وقال: (يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)، [يوسف 78]، فقال له ابن عقيل ـ رحمه الله ـ: إن القرآن إنما نزل لتسكين الأحزان، وليس لتهييج الأحزان».
وانظر: الشرح الممتع (5/ 389)، ومجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين (10/ 604).
ـ[أبو تيماء]ــــــــ[06 Sep 2010, 01:48 م]ـ
أعظم الله أجرك يا شيخ ضيدان
وأبدل أحزانك أفراحاً وسروراً ..(/)
كيف يمكن تدبر القرآن
ـ[محمد جمال ابراهيم]ــــــــ[06 Sep 2010, 03:08 م]ـ
اطرح علي اخوتي موضوع تدبر القران , وقد اثاره اخ فاضل جزاه الله خيرا
حول كيفية الوصول الي تدبر القران , ما هي الخطوات العملية التي يجب علي قارئ القرآن ان ياخذها لكي يحقق التدبر؟
ارجوا من الجميع ان يفيدونا جزاهم الله خيرا.(/)
التنبيه والرد على ما ورد في ترجمة الحافظ عثمان بن أبي شيبة من تصحيفه للقرآن الكريم
ـ[ضيدان بن عبدالرحمن]ــــــــ[06 Sep 2010, 05:38 م]ـ
قرأت في ترجمة الحافظ عثمان بن أبي شيبة – رحمه الله – في كتاب "سير أعلام النبلاء "، و "ميزان الاعتدال "، أن هذا الحافظ كان يصحف كلام الله، وأنه صاحب دعابة حتى فيما يتصحف من القرآن العظيم، ولولا أن هذا النقل اتخذه طائفة الشيعة للطعن بالقرآن الكريم، وتحريف أهل السنة له، ما كتبت فيه .. وقد اشكل عليَّ هذا الأمر من قبل، واحتج به علينا بعض الإسماعلية، فكان مما كتبته للفائدة والرد على من يحتج به:
أن الذي ذكره الذهبي في كتاب "سير أعلام النبلاء "، و "ميزان الاعتدال " فيه نظر، ولا يصح من وجوه:
(1) لا يشك أحد بإمامة وجلالة وحفظ هذا العالم عثمان بن أبي شيبة:
فهو كما قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (9/ 415، 416):
«الامام الحافظ الكبير المفسر، أبو الحسن، عثمان بن محمد بن القاضي أبي شيبة إبراهيم بن عثمان بن خواستى العبسي مولاهم الكوفي صاحب التصانيف، وأخو الحافظ أبي بكر».
وقد حدث عنه حق كثير من الأئمة والعلماء، حدث عنه: البخاري، ومسلم، واحتجا به في كتابيهما، وأبو داود، وابن ماجة في " سننهما "، وأبو حاتم، والفسوي، وإبراهيم الحربي، وإبراهيم بن أبي طالب، وبقي بن مخلد، وعبد الله بن أحمد، وأبو بكر أحمد بن علي المروزي، وزكريا خياط السنة، وأبو يعلى، والفريابي، والبغوي، وأحمد بن الحسن الصوفي، وولده الحافظ محمد بن عثمان، ومطين، وعدد كثير.
وسئل عنه أحمد بن حنبل، فأثنى عليه، وقال: ما علمت إلا خيرا.
وقال يحيى بن معين: ثقة مأمون.
فكيف يحتج برجل يصحف في كتاب الله عمداً، وأين إنكار العلماء عليه، وهو عَلَمَ يروي عنه القاصي والداني، وعلى رأسهم أخوه الحافظ أبو بكر بن أبي شيبة، صاحب المصنف، وأين علماء الجرح والتعديل عن قوله وتصحيفه للقرآن الكريم.
(2) هذا الرجل صنف تفسيراً للقرآن الكريم -كما ذكر العلماء في ترجمته -، فكيف يقبل منه وهو يصحف كلام رب العالمين؟!!. بل كيف يكون ثقة مأموناً في الحديث وهو يصحف في كتاب الله ولا يضبطه؟، فمن باب أولى عدم ضبطه للحديث.
هذا مما يدل على ضعف ما نقل عنه في هذا.
(3) أما قول الذهبي في "سير أعلام النبلاء " (9/ 415، 416): «وهو مع ثقته صاحب دعابة حتى فيما يتصحف من القرآن العظيم، سامحه الله».
وقال في الميزان: «قلت: فكأنه كان صاحب دعابة. ولعله تاب وأناب».
وقوله: «قلت: إلا أن عثمان كان لا يحفظ القرآن فيما قيل (على صيغة التمريض).
فقال أحمد بن كامل: حدثنا الحسن بن الحباب، أن عثمان بن أبي شيبة قرأ عليهم في تفسير: (ألم تر كيف فعل ربك) - قالها: ألف، لام، ميم.
قلت: لعله سبق لسان وإلا فقطعاً كان يحفظ سورة الفيل، وهذا تفسيره قد حمله الناس عنه. قال الخطيب في جامعه: لم يحك عن أحد من المحدثين من التصحيف في القرآن الكريم أكثر مما حكى عن عثمان بن أبي شيبة، ثم ساق بسنده عن إسماعيل بن محمد التسترى، سمعت عثمان بن أبي شيبة يقرأ: فإن لم يصبها وابل فظل. وقرأ مرة الخوارج مكلبين.
وقال أحمد بن كامل القاضى: حدثنا أبو شيخ الاصبهاني محمد بن الحسن، قال: قرأ علينا عثمان بن أبي شيبة: بطشتم خبازين. وقال محمد بن عبيد الله بن المنادى، قال لنا عثمان بن أبي شيبة: ن، والقلم - في أي سورة هو؟ وقال مطين: قرأ عثمان بن أبي شيبة: فضرب لهم سنور له ناب، فردوا عليه، فقال: قراءة حمزة عندنا بدعة. وقال يحيى بن محمد بن كأس النخعي: حدثنا إبراهيم بن عبد الله الخصاف، قال: قرأ علينا عثمان بن أبي شيبة تفسيره. فقال: جعل السفينة في رجل أخيه، فقيل: إنما هو السقاية. فقال: أنا وأخى أبو بكر لا نقرأ لعاصم».
فلا يستقيم، لأن التصحيف نوع من التحريف. فإسناد الذهبي الذي ذكره لا يعرف من أخرجه، وكذا إسناد الخطيب متأخر جداً وفيه مجاهيل. فلا غرابة أن يكون ـ رحمه الله ـ صاحب دعابة دس فيها هذا التصحيف في كتاب الله من الرافضة، وغيرهم.
(4) غرابة متنون هذه الرواية يحكم العاقل بضعفها ونكارتها:
(الخوارج مكلبين)، (ن، والقلم، في أي سورة هو؟) هذا يعرفه الصبيان فكيف بالعلماء، أو بالعالم الذي صنف تفسيراً للقرآن الكريم. (فضرب لهم سنور له ناب) كيف يستقيم المعنى له بهذا التحريف، وباقي الآية تقول: (باطنه فيه الرحمه وظاهره من قبله العذاب)!!، (جعل السفينة في رجل أخيه) كيف يفهم هذا الكلام، وما معناه؟ كيف يجعل السفينة في رجل أخيه؟!!! (بطشتم خبازين) وهل الخباز له بطش!
هذا مما يدل على نكارة هذه المتون والرويات التي لا يمكن أن تصدر من جاهل فضلاً عن عالم ثقة مأمون، روى عنه البخاري ومسلم في صحيحهما واحتجا به، وروى عنه غيرهما من الأئمة الثقات الأثبات، بل وله تفسير للقرآن تناوله العلماء بالقبول والرضا، وحمله الناس عنه.
هذا ما أحببت الإفادة به، دفاعاً عن علماء الحديث ورواته، وحتى لا يتخذ ذلك حجة وطعناً في الدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو تيماء]ــــــــ[06 Sep 2010, 06:26 م]ـ
والله يا شيخ ضيدان
قد ضربت على الوتر الحساس
فما أكثر ما نرى من التنكيت على ما يتعلق بالشرائع
بل يحصل فيه من المجاملة واعتباره من باب المسامرة ما يقف منه شعر رأسك
ولو نكّت على شخص أحدهم ولو من بعيد، أقام الدنيا ولم يقعدها حتى يُعتذر له وتقدم له القرابين!
موضوع الاستهزاء بالدين يحتاج إلى مزيد من التحذير والنذير
وجزاك الله خيراً ..(/)
خذ عشرة الاف ريال واقرأ القرآن الكريم بتدبر مرة واحدة!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Sep 2010, 03:53 ص]ـ
هذه مقالة جميلة للشيخ الجليل عبدالله المنيع وفقه الله وصلتني بالبريد وهي منشورة في جريدة الرياض هنا ( http://www.alriyadh.com/2010/09/07/article557705.html) ، وفيها عبرة.
نافذة على المجتمع
الذهب ذهب وإن علاه الصدأ
الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع
كنت في جلسة مع أحد إخواننا ذوي الشفافية في التدين - علماني - وقد جرى الحديث معه حول الحياة الدنيا وعمر الإنسان فيها وكرامته وفضله عند ربه وتمييزه على سائر المخلوقات بعقله وقوة إدراكه وسرعة ذلك منه وأن الله ميزه على مخلوقاته بأنه تعالى باشر خلق أصله بيده الكريمة ونفخ فيه من روحه الشريفة. وذكر أن حكمة خَلقه عبادة ربه. وأن الحياة محدود ومتبوعة بحياة أبدية الناس فيها فريقان، فريق في الجنة وفريق في السعير، خالدين في الحالين إلا ما شاء. وذكر أن ما قلته له محل نظر وليس لديه ما يؤكد هذا القول ولكنه يرى أن الإنسان يجب عليه أن يحترم أخاه الإنسان وأن يعيش معه تعايشاً سلمياً بغض النظر عن ديانته وعن طائفته في الديانة وعن جنسه ولونه ومكان أرضه. وأن بني الإنسان جنس من المخلوقات العامة يجب أن يعيش هذا الجنس عيشة سليمة كما تعيش المخلوقات الأخرى إلى آخر ما قاله مما هو منطق الدهريين نعيش ونحيى وما يهلكنا إلا الدهر.
فقلت: يا أخي سأسلك معك في هذا الحوار مسلك جماعة التبليغ في دعوتهم وصبرهم على الأذى في سبيل تبليغ الدعوة حيث يدير واحدهم خده الآخر لمن يصفع خده الأول رداً على دعوته ومع ذلك يواصل دعوته برفق ولين وحكمة وصبر.
فقد اشتد عليَّ هذا الأخ ووصفني بالرجعية والتأخر عن إدراك معنى الحياة والوجود ولكني استعرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال عن قومه: «اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون». وقلت اللهم اهد أخي فإنه لا يعلم. فقلت له: يا أخي هذا شيك بعشرة آلاف ريال في مقابل أن تقرأ كتاب الله - القرآن كاملاً - مرة واحدة بتأمل وتدبر كأنه رسالة مرسلة إليك من عزيز عليك وأن تعاهدني على ذلك وأن تحدد لي معك جلسة أخرى بعد انتهائك من القراءة فأخذ الشيك وأعطاني عهداً ألا يصرفه إلا بعد القراءة.
وبعد أسبوع اتصل بي وطلب تحديد وقت للجلسة الثانية حيث أتم قراءة القرا وعند الاجتماع به أعاد لي الشيك حيث لم يصرفه وأعطاني شيكاً بعشرين ألف ريال وقال: أما شيكك فقد كان له أثر كبير في إخراجي من الظلمات إلى النور، ومن الحيرة والشك إلى الحقيقة واليقين. وأسأل الله أن يجزيك عني خير ما جازى به داعياً إلى ربه. فقد قرأت كتاب الله وفاءً بالعهد فوجدت فيه من العظة والعِبر وأسباب حياة القلب ما قادني إلى الأمل من الله أن أكون بعد الموت من فريق الجنة وأما الشيك الآخر المسحوب مني لك فهو جزاء إنقاذك إياي من ظلمات الشك والحيرة إلى أنوار اليقين. فقلت: يا أخي ما رأيك أن نغيرالشيكين إلى شيك لصالح جمعية تحفيظ القرآن شكراً لله على هذه النتيجة المباركة. ثم قال يا أخي والله ثم والله ما كان مني ومن إخواني العلمانيين من الشك والريب إلا نتيجة الجهل والكِبر والتكبُّر على الاتجاه إلى أسباب الهداية والرشاد، فوالله - وأنا اليوم أعرف من أحلف به - ما جعلنا بهذا المسلك والأثيم من الشك والحيرة والارتياب بل قد يصل الأمر إلى الكفر بالله إلا جهلنا بكتاب الله وبعدنا عن الأخذ بحبله المتين وصراطه المستقيم. إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء. والله المستعان.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[08 Sep 2010, 07:35 ص]ـ
سبحان الله! فعلًا إن أكثر من يصرف هؤلاء عن الإلتزام بشرع الله وبمنهج القرآن إنما هو كبر واستكبار واستعلاء وعدم خضوع لتكاليف المنهج وهذا مسلك الشيطان وهوى النفس أعاذنا الله منهما وهدى الخلق لدينه الحق وجزى الشيخ المنيع على هذا الأسلوب الراقي وهنيئًا له عودة هذا الأخ على يديه.
ـ[طارق منينة]ــــــــ[09 Sep 2010, 01:33 ص]ـ
اخي الشيخ عبد الرحمن الشهري
هذه القصة تدل دلالة واضحة على حقيقة واقعة
فالقرآن فيه آيات، بل كله آيات غاية في الكمال
كمال في عرض نماذج المجتمعات والشخصيات والمدن والغني والفقر والنعمة والكفر والرشد والغي
فيه
(يُتْبَعُ)
(/)
"قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا "
وفيه" ولاتزر وازرة وزر أخرى"
أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38) وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى
وفيه
بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ
وفيه
بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ
وفيه
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِين
وفيه
وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ
وفيه
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ
وفيه" مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " الآية (وبعد نزول الآية بقرون كانت اوروبا ماتزال تجادل في أمر المرأة أهي روح أم روح شرير أم لها كيان .. إلخ
وفيه
وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ.يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ
وفيه
لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ
وفيه"خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين"
وفيه" ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون" وفيه "وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ"
وفيه
مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ
وفيه
خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ
وفيه
أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ
وفيه
إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
وفيه
قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ
و
وَكَأَيِّنْ مِنْ آَيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ
وفيه
وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ
وفيه
أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ
وفيه
(يُتْبَعُ)
(/)
وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ. فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ
وفيه
وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ
وفيه
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ. ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ
وفيه
وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ
فيه
الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآَنَ عِضِينَ. فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ. عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ.فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ. إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ
وفيه
قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ
وفيه
لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ
وفيه
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
وفيه
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا
وفيه
بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ
وفيه
قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ. قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ
وفيه
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ
وفيه
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ. ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ. ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ
وفيه
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
وفيه
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ
وفيه
وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ
وفيه
ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
وفيه
(يُتْبَعُ)
(/)
) وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30) وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (31) وَمِنْ آَيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ (32) إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (33) أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ (34) وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِنَا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ
وفيه
وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ
وفيه
يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ. أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ.أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
وفيه
وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا (1) فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا (2) فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا (3) فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا (4) إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ (5) وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ (6) وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ (7) إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ (8) يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ (9) قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ
وفيه
أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَا يُوقِنُونَ (36) أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ (37) أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (38) أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ (39) أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (40) أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (41) أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ
وفيه
وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (20) وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (22) وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (23) وَمِنْ آَيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24) وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (25) وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (26) وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
وفيه
(يُتْبَعُ)
(/)
سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (36) وَآَيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ (37) وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ
وفيه
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67) هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (68) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ (69) الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ
وفيه
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
وفيه
وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19) وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21) وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ
وفيه
) نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ (57) أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ (58) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (59) نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ (61) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ (62) أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (65) إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (66) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (67) أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (69) لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ (70) أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (71) أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ (72) نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ (73) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (74) فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (80) أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (81) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ
وفيه
إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (20) كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ
وفيه
يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ
وفيه
فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ
ـ[راجية الهدى]ــــــــ[09 Sep 2010, 04:00 م]ـ
هذا حال من يقينه أن الهدى في كتاب الله أسأل الله أن يرزقنا هذا اليقين.
ـ[نور مشرق]ــــــــ[12 Sep 2010, 08:49 ص]ـ
من الامور التي تعين على تدبر القرآن ايضا يجب علينا أن نقرأ القرآن كما قرأه الرسول عليه الصلاة والسلام على أصحابة رضوان الله عليهم،وكما أُنزل على سيدنا محمد بتؤدة، واطمئنان، وتأنٍّ، وترسُّل،
ومما يعين على التدبر قراءة القرآن الكريم وتلاوته طبقاً لما أُنزل وحسب أحكام التلاوة تُظهر لنا المعاني الحقيقية للنص القرآني بآفاقها الواسعة .. بل إننا يمكن لنا أن نستنتج منها أحكاماً في قضايا معينة.
ذكر ابن عبدالهادي الخلاف في ثواب قراءة الترسل والسرعة، ثم نقل عن الحافظ ابن رجب في كتابه (الاستغناء بالقرآن): (الصواب في المسألة أن يقال: ثواب قراءة الترتيل والتدبر، أجلّ وأرفع قدراً، وثواب كثرة التلاوة أكثر عدداً؛
فالأول كمن تصدَّق بجوهرة عظيمة، أو أعتق عبداً قيمته نفيسة جدّاً، والثاني كمن تصدق بعدد كثير من الدراهم، أو أعتق عدداً من الصبية قيمتهم رخيصة
قال تعالى: الذين ءاتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته
تلاوة القرآن حق تلاوته ان يشترك فيه اللسان والعقل والقلب
فحظ اللسان تصحيح الحروف
وحظ العقل تفسير المعاني
وحظ القلب الاتعاظ والتأثر والانزجار والائتمار
إن مثل هذه القراءة المؤثرة إذا التقى معها التأمل في مقاصدها، والتفهم لمعانيها، فإنها تمس شغاف القلب، فيخشع ويخضع للخالق سبحانه، الذي يخاطب عباده في هذا القرآن الكريم.
قال تعالى:
?قد أنزل الله إليكم ذكراً. رسولاً يتلو عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور? (الطلاق (10 - 11)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يسري خضر]ــــــــ[12 Sep 2010, 10:13 ص]ـ
صدق الله العظيم حيث يقول:"إن في ذلك لذكري لمن كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد "
ـ[حياة القلب]ــــــــ[17 Sep 2010, 04:14 ص]ـ
موقع الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم
WWW.tadabbor.com
ـ[عبد الرحمن عطيه الغامدي]ــــــــ[17 Sep 2010, 06:29 ص]ـ
اعجبتني القصة جدا واعجبتني اخلاق والدنا الشيخ المنيع في التعامل معا هذا
الانسان وكيف استطاع ان يقنعه بقراءة القران وتدبره
أسال الله ان ينير قلوبنا بالقرأن
ولاننسى شكرك ياشيخنا الفاضل عبدالرحمن
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[17 Sep 2010, 09:20 ص]ـ
تذكرت ـ فور قراءتي لهذه القصة ـ كلمة عميقة لابن تيمية رحمه الله سطرها في "الواسطية":
"من تدبر القرآن طالباً للهدى منه تبين له طريق الحق".
ـ[أم الشهيد]ــــــــ[20 Oct 2010, 11:55 م]ـ
لله درها من كلمات، بارك الله فيك شيخنا الفاضل،هنا نبهتنا لأمر جلل!! فكم منّا من تمر عليه مثل هذه المواقف ويتمنى أن يهد الله به رجلا واحدا إنها الحكمة!!
أسأل الله الثبات وأن يجعلنا دعاة إلى الحق يارب العالمين، أحيانا تستوقفني بعض العبارات عندما نسمع عن بعض المشركين الذين استمعوا للقرآن ووصفوه بأن له حلاوة أنه ليس بسحر، أو نسمع عن كافر أثرت فيه الآيات وكانت سببا في إسلامه،وعلى الصعيد الأخر مسلم يؤمن بالله ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ثم يحارب القرآن بفكره الهدّام نسأل الله السلامة
أو عن بنات الإسلام اللواتي يقرأن القرآن ويدرسهن في جميع المراحل الدراسية ثم سفور ما بعده سفور فنسأل الله السلامة
ـ[صالح الرويلي]ــــــــ[12 Nov 2010, 06:30 م]ـ
بارك الله فيك ياشيخ عبدالرحمن على نقلك الموفق بإذن الله ..
وقد أحزنني حينما مررت على هذا الموضوع في بعض المنتديات لطلبة العلم فوجدتهم قد حذفوا عبارة الشيخ حفظه الله حينما قال: سأسلك معك مسلك جماعة التبليغ ... الخ ..
بارك الله فيك وفي الشيخ ابن منيع ورفع درجتكما في عليين.(/)
مخططو حرق القرآن يفكرون في التراجع عن فعلتهم
ـ[أحمد بوعود]ــــــــ[08 Sep 2010, 04:50 ص]ـ
هسبريس/ وكالات
قال القس تيري جونز راعي كنيسة "دوف وورلد أوتريتش" في جاينسفيل بفلوريدا، التي تخطط لإحياء ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، بإحراق نسح من القرآن: إنه "يدرس الخيارات" في هذا الموضوع، وقد يتراجع عن هذه الخطوة، بعد تصاعد التحذيرات.
وتحدث جونز قائلاً: إن كنيسته "تنظر بجدية" إلى تحذيرات قائد القوات الأمريكية بأفغانستان، الجنرال ديفيد بتريوس، الذي توقع أن تؤدي الخطوة إلى تصاعد العنف ضد وحداته وتهديد حياة الجنود، خاصة بعد المظاهرات الغاضبة التي اجتاحت العديد من الدول الإسلامية.
وقال جونز: "كنا قد اتخذنا قرارًا حازمًا في هذا الأمر، ولكننا ندرس خياراتنا بجدية ونحاول أن نعرف التداعيات التي قد تقع والرسالة الحقيقية التي نريد إرسالها ".
وردًا على هذه التصريحات، تحدث بليمون الأمين، إمام "مسجد الإسلام" الواقع في ولاية أتلانتا قائلاً: إن ما يهدد جونز بفعله يشبه ما قام النازيون به؛ إذ إن انطلاقتهم السياسية كانت بمسيرة لإحراق الكتب، تطورت في وقت لاحق لتصل إلى إحراق البشر، بحسب شبكة "سي أن أن" الأمريكية.
وقال جونز: إن هناك في العالم أكثر من مليون شخص يحفظون القرآن عن ظهر قلب، ولن يكون لمبادرة جونز أي تأثير عليهم لأن الآيات محفوظة في صدورهم، ودعا رجل الدين المسلم نظيره النصراني إلى قراءة القرآن قبل إحراقه ليقرأ ما فيه عن عيسى المسيح وموسى ومريم.
وكان القائد العسكري الأمريكي في أفغانستان قد انتقد الاثنين خططًا لكنيسة في فلوريدا لحرق نسخ من القرآن في الحادي عشر من سبتمبر الجاري، محذرًا من أن هذا الأمر "قد يتسبب بمشكلات كبيرة" للقوات الأمريكية في الخارج.
وقال قائد القوات الأمريكية في أفغانستان، الجنرال ديفيد بيتريوس، في بيان صدر الاثنين: "قد يعمل هذا الأمر على تعريض حياة الجنود للخطر، وكذلك كافة الجهود في أفغانستان."
وحذر بيتريوس من أنّ حرق القرآن "هو بالضبط السلوك الذي تستخدمه طالبان وقد يتسبب بمشكلات خطيرة، ليس هنا فحسب، أي أفغانستان، وإنما حيث نتواجد في كل أنحاء العالم، وحيث توجد جاليات وتجمعات إسلامية."
وتصرّ الكنيسة على أن هذا الحدث، أي حرق نسخ من القرآن، "ليس عملًا وديًا ولا تعبيرًا عن الكراهية"، لكنه تحذير ضد دعوات التهديد الذي يشكله الإسلام.
أحد مساعدي بيتريوس، الفريق ويليام كالدويل، قال في تصريحات صحفية: إن حرق القرآن "بدأ يثير بالفعل الكثير من الجدل والقلق" بين الأفغان.
وأضاف كالدويل، المسئول عن جهود حلف الناتو لتدريب القوات الأفغانية: "نحن نشعر إلى حدٍّ كبير بأن هذا الأمر قد يعرض سلامة رجالنا ونسائنا الذين يؤدون الخدمة العسكرية في هذه البلاد للخطر ".
وقال كالدويل: إن القوات الأمريكية "موجودة هنا (أفغانستان) للدفاع عن حقوق المواطنين الأمريكيين، ونحن لا نناقش هنا التعديل الأول في الدستور الأمريكي حول حقوق الأفراد"، وأردف قائلاً: "ما أريد أن أقوله لكم هو أن هذا التصرف على وجه الخصوص سيعرض في الواقع سلامة جنودنا الشبان هنا للخطر، وسيقوض مهمتنا التي نحاول تحقيقها هنا."
وكانت الدعوة لحرق نسخ من القرآن قد أثارت انتقادًا من المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية وفي الخارج، فيما تجمع الآلاف من الإندونيسيين خارج مقر السفارة الأمريكية في جاكرتا الأحد للاحتجاج على حرق القرآن.
وقال المتحدث باسم حزب التحرير الإندونيسي المتشدد، محمد اسماعيل: "إنّ حرق نسخ من القرآن لا يشكل اعتداء على القرآن الكريم فحسب، بل وعلى الإسلام والمسلمين في أنحاء العالم."
يشار إلى أنه يوجد في أفغانستان قوات أمريكية ودولية قوامها 120 ألف جندي، يخوضون حربًا ضد تنظيم القاعدة وحركة طالبان، التي كانت تسيطر على أفغانستان وأطيح بها في عام 2001.
(عن موقع هسبريس: جريدة إلكترونية مغربية http://hespress.com/?browser=view&EgyxpID=23351)
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[08 Sep 2010, 05:24 م]ـ
قال كتاب التعريف بأمريكا صحيح أن الولايات المتحدة قد استقلت عن بريطانيا إلا أنه لولا
القانون الإنكليزي
الأدب الإنكليزي
اللغة الإنكليزية
مبادئ الاقتصاد الإنكليزي
(يُتْبَعُ)
(/)
لما أصبحت الولايات المتحدة بهذه المكانة،
وقال دوكنز السبب في كون الأوربيين الذين هاجروا إلى أمريكا متدينين خلافا للذين يعيشون في بلدانهم الأصل أن ألئك يعيشون في مجتمع متعدد وأنهم لذلك بحثوا عن انتمائهم في التراث الديني لأن الهوية الأمريكية تفتقد العمق الروحي رغم إحكامها في العقل والمدنية،.
لكننا نتساءل/
كيف يجيز القانون الأمريكي لمواطن أمريكي حتى مجرد التهديد بحرق كتاب مقدس لـ5% من مواطني الولايات المتحدة؟
والأمر الآخر أن عيسى المسيحصل1 برغم كونه آخر أنبياء بني إسرائيل وأنه وأمه آية للعالمين لكن رسالته التاريخية تقوم على (أحبوا أعداءكم) فمال هؤلاء المدعين الانتماء إليه يمارسون العهر الأخلاقي في استفزاز الناس بمقدساتها مضادين ومحادين ومشاقين لعيسى ورسالته؟
يصاب الإنسان الأمريكي هذه الأيام بمرض التعصب والانغلاق غير الطبيعي.
فهل يجوز في أي قانون أو فكر سوي أو دستور أن تساوي بين فئة منتمية إلى دين وبين الدين نفسه.
إن الأكثر انسجاما مع العقل والوعي والرقي الحضاري وتعاليم يسوع أن تبني الدولة الأمريكية نفسها مسجدا قريبا من حدث 11 سبتمبر لتنقل للعالم صورة أنها لا تحمّل الإسلام نفسه جريرة ما فعله من قام بعملية 11 سبتمبر، لكن يبدو أن سوء أخلاق الكاوبوي وزوايا نيويورك المظلمة قد تسرَّب إلى قيادات المجتمع الأمريكي السياسية والدينية على السواء.
إنها هدية لحاملي راية التيار الجهادي أن يساوى بينهم وبين الإسلام نفسه، وهذا أمر لم يكن أعداء أمريكا يطمحون إليه أصلا
صحَّت معه الحكمة القائلة الظالم يسير إلى حتفه بقدميه.
شخصيا ما كنت أتصور أن يحصل مثل هذا الأمر أبدا
فسواء أحرقوا المصحف أم لم يحرقوه فمجرد التهديد العلني والعزم على ذلك هو أعظم هدية قدمتها الولايات المتحدة لمحاربيها من المسلمين
يبدو أن التغير الثقافي والصدام الحضاري قد بدأ بزوغه على السطح سريعاً
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم(/)
مغالطات وطامات في برنامج المعجزة الكبرى
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[08 Sep 2010, 01:50 م]ـ
مغالطات وطامات في برنامج المعجزة الكبرى الذي مازال يعرض على قناة دريم 1 لمقدمه الإعلامي علاء بسيوني وضيفه المهندس عدنان الرفاعي صاحب كتاب المعجزة الكبرى
طامات وتشكيك في ثوابت الأمة وتطاولات وافتراءات على البخاري ومسلم بوضع أحاديث وتجهيل للفقهاء وتسفيه للأمة بمنهجية مريبة وكأنه صاحب قراءة جديدة إلا أنها اجترارت وتجميع لمقولات سبق إليها بعض المعتزلة وغيرهم من أدعياء المنهج العقلي وأفكار شاذة تقولها مشككون وتبنتها فرق من أهل الزيغ
أرجو من الإخوة تفنيدها إذ شكلت بؤرة من بؤر التشكيك وإثارة الفتن بلباس تنقية التراث من أغاليط المفسرين والمحدثين والفقهاء ووزنه بميزان فهمهم للقرآن الكريم
بعدما انكشف عوار القراءات الشحرورية وغيرها من أدعياء الحداثة والعقلانية
في كل حلقة من حلقات ذلك البرنامج طامات وافتراءات وتلبيسات وعلى كل فمن أراد التصدي لها بمنهجية علمية بإمكانه تنزيل الحلقات وسماعها والرد على كل فكرة منها
وهنا أقترح أن تلخص الفكرة المطروحة وتطرح للرد وأرجو من الإخوة أهل الاختصاص أخذ الأمر بعين الاعتبار إذ الخطب جلل والأمر جد خطير حيث أصبح يثار في قنوات تروج للتشكيك وبه معجبون وله دعاة مضللون بفتح اللام الأولى وكسرها
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم طارق
ـ[الجنوبي]ــــــــ[08 Sep 2010, 03:09 م]ـ
للشيخ مازن السرساوي حلقات فيقناة الحكمة للرد عليه موجودة
http://www.way2allah.com/modules.php?name=Khotab&op=Series&id=1884
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[13 Sep 2010, 06:13 ص]ـ
وهذا آخر لقاء صحفي أجرته معه الصحيفة المصرية آخر ساعة وانظروا إلى هذا التصدير بكلمة المفكر الإسلامي:
.................................................. .................................................. ...................
.................................................. .................................................. ...................
((المفكر الإسلامي عدنان الرفاعي فى حوار لجريدة اخر ساعة .. المفكر الإسلامي عدنان الرفاعي:القول بأن السنة مكملة للقرآن .. اتهام لكتاب الله بالنقص ..
المسلمون متهمون بتغييب الكثير من أحكام كتاب الله لصالح عدد من الأحكام الملفقة عبر الأحاديث الموضوعة))
حوار: مدحة عزب
» المسلمون متهمون بتغييب الكثير من أحكام كتاب الله لصالح عدد من الأحكام الملفقة عبر الأحاديث الموضوعة « .. إجابة حاسمة وصادمة في الوقت ذاته قطع بها المفكر الإسلامي، عدنان الرفاعي، في حواره الخطير مع آخر ساعة، لتضاف إلي جملة الآراء المثيرة للجدل التي يطلقها الرفاعي من حين لآخر حول موضوع صحة أسانيد بعض الأحاديث والسنن النبوية الشريفة ومدي اتفاقها مع نصوص القرآن الكريم .. الأمر الذي كان ولا يزال سببا لكم الانتقادات التي توجه إليه، حتي وصل بعضها لحد التهديد بالقتل، فضلا عن اتهامه بالانتماء» للقرآنيين «الذين ينكرون السنة المحمدية علي إطلاقها ..
ألا تري أن آراءك الحادة بخصوص السنة النبوية تؤكد الاتهامات التي تطاردك بالانتماء للقرآنيين؟
ـ أنا إنسان مسلم أؤمن بكتاب الله تعالي وبنبوةمحمد [ولا أنتمي إلي أي جماعة ولا أحسب علي أحد .. وأنا لا أنكر السنة الشريفةالحقة كما يفتري عليّ بعض الجاهلين، القضية ليست في حجية السنة، ولكن المشكلة فيثبوت الرواية، فأنا أعتقد أنه لا يوجد مسلم مؤمن بكتاب الله تعالي (القرآنالكريم) يمكنه أن يقول: أنا لا أريد السنة .. المشكلة عند أصحاب المنهج التراثيالجمعي من أقصي السنة لأقصي الشيعة الذين أقروا روايات لا يقبلها عقل ولا منطق فضلاعن أنها تعارض كتاب الله تعالي بشكل فاضح لا يمكن إغماض الأعين عنه ..
ليكون كلامنا محددا .. هل هناك أمثلة علي صحة هذه الفرضية؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ مثلا مسألة الناسخ والمنسوخ بما تحمل منإساءة للنص القرآني وأحكامه .. ومسألة الخروج من النار حيث هي في أصلها افتراء افتراه اليهود علي الله تعالي .. ومسألة الشفاعة حيث تم تلبيسها بروايات نسبت ظلما للرسول [مما جعل أبناء الأمة ينظرون لآيات الشفاعة في القرآن الكريم من منظار روايات التاريخ .. كذلك مسألة الطلاق وخصوصا الأحكام المترتبة ما بعد وقوع الطلاق ومسألة تعدد الزوجات حيث الأمر في كتاب الله تعالي يختلف عنه في الفقه والموروث، هناك أيضا بعض أحكام الميراث مثل مسألة الكلالة وأشياء أخري عديدة أعتقد أن المجال هنا لا يتسع لذكرها وقد بينتها بالتفصيل في كتابي» محطات في سبيل الحكمة « .. المسألة إذن تكمن في كون النص القرآني بات مغيبا تماما وتحل بدلا منه بعض روايات التاريخ التي لا ندري من أين اكتسبت قوة الإلزام لدرجة جعلوها حجة علي كتاب الله تعالي ..
بصراحة .. هل تنكر السنة؟
ـ أنا أنكر فقط ما لفق علي السنة الشريفة من رواياتتم اعتبارها في عصر من العصور عين السنة الشريفة، وإنكاري لهذه الروايات هو انتصارللسنة الشريفة، فالإساءة لكتاب الله تعالي وللسنة الشريفة ولشخص النبي [هو إقرار ما لم ينزل الله تعالي به من سلطان وقد تم فرض ذلك علي الأمة وإدخاله ساحة المقدس.
لكن هناك تشريعات عدة الأصل فيها لأحاديث نبوية مشهورة .. فكيف تنادي بتركها؟
ـ الحديث النبوي الشريفالحق غير الموضوع لا يتعارض أبدا مع كتاب الله تعالي، لأن الرسول [كان بسلوكهوحياته قرآنا يمشي علي الأرض .. فكيف إذن من الممكن أن يقول قولا يتعارض مع كتابالله تعالي .. نعود فنقول إن المشكلة في كثير من الروايات التي تم فرضها علي الأمةعلي أنها سنة وهي في حقيقتها موضوعة وملفقة ولا تحمل للسنة وللدين إلا الإساءة وهيعين الجحود بكتاب الله تعالي .. وأنا قد بينت في مئات الأحاديث في البخاري ومسلمعند السنة والكافي عند الشيعة المتناقضة مع بعضها البعض والمتعارضة مع كتاب اللهتعالي ولا يقبلها أي عقل أو منطق، وبينت أن كل محاولات ذر الرماد في العيون إنماهو للإيهام بأنها ليست متعارضة مع كتاب الله تعالي ومع بعضها فيما يسمونه بتأويلمختلف الحديث .. وهي محاولات تم فيها القفز الفاضح علي الصياغة اللغوية لهذهالروايات وأن شروح هذه الروايات لا علاقة لها بصياغتها اللغوية .. وأن الهدف كان الإيهام بصحة هذه الروايات مهما كانت درجة تطليق العقل ومخالفة قواعد اللغة العربية.
يدفعنا هذا للحديث عن صلاحية التشريع التي أعطاها الله سبحانه وتعالي للنبي صلي الله عليه وسلم بموجب الآية الكريمة» وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا «ومثال علي ذلك فروض الصلاة وعددها وعدد ركعاتها.
ـ النسبة لفروض الصلاة وأوقاتها وعدد ركعاتها فقد أخذناها منه صلي الله عليه وسلم ليس من خلال الأحاديث ولكن من خلال الفعل فقد قال صلوا كما رأيتموني أصلي .. فالمسلمون صلوا منذ صلي هو وكما صلي هو ولم نأخذ الصلاة من الروايات، وليس من المعقول في شيء أن الأمة لم تكن تعلم مثلا أن عدد ركعات الظهر4، قرونا من الزمان إلي أن أتتنا أحاديث الآحاديث بعد قرون فعلمت الأمة ذلك، هم يذرون الرماد في العيون فيوهمون الناس أن عدد الركعات أخذناه من الأحاديث، وهذا من جملة الأساليب المتبعة لدفع الناس نحو تقديس رواياتهم التاريخية وفرضهاعلي أنها عين السُنة الشريفة ..
أما الأمر باتباع الرسول صلي الله عليه وسلم كما أشرت في السؤال .. فنحن نتيجة عدم التدبر السليم لدلالات كتاب الله تعالي، لم نفرق بين صفتي الرسالة والنبوة في شخصه صلي الله عليه وسلم، ولم يتم الوقوف عند حقيقة قرآنية واضحة وضوح الشمس وسط النهار وهي أن أمر الطاعة لم يأت في كتاب الله تعالي إلا متعلقا بصفة الرسالة ولم نر في كتاب الله تعالي آية تقول أطيعوا النبي أو أطيعوا محمدا .. أبدا .. إذن فالرسول هو من نؤمر بطاعته .. والرسول هو ما يحمله صلي الله عليه وسلم من تبيان وتفسير لكليات النص القرآني .. فأفعاله وأقواله بعد مبعثه تنقسم إلي قسمين .. منها مافعله كبشر بعيدا عن وحي السماء ريثما ينزل النص القرآني المناسب للحادثة وهذا فعله كنبي ومنها مافعله كبشرهوتفصيل وتطبيق لدلالات النص القرآني وهذا فعله كرسول .. وهي السُنة التي نؤمرباتباعها
(يُتْبَعُ)
(/)
تقصد من ذلك أن السُنة تفصيل لما أجمل في الكتاب وليست مكملة له؟
ـنعم .. فهذا هو ما أعنيه بالضبط .. وهذا هو ما بيّنه الله تعالي لنا في كتابه الكريم .. فلو أن السُنة الشريفة قد أضافت أحكاما لكتاب الله تعالي لم تذكر فيه أصلا لكان كتاب الله تعالي ناقصا لتلك الأحكام، ولكن الله تعالي يبين لنا في كتابه الكريم أن القرآن يحمل» تبيانا لكل شيء «وكل مازعموا أنه من السُنة ولا وجود له في كتاب الله هو في الحقيقة موجود في كتاب الله مثل تحريم جمع المرأة مع عمتها أو خالتها ومثل تحليل أكل ميتة البحر ومثل تحليل الكبد والطحال وغير ذلك .. إن القول بأن السُنة مكملة للقرآن هو اتهام للقرآن بالنقص وهذا من جملة الإساءات التي تم قذفها وتلفيقها علي منهج الله تعالي.
لماذا الإصرار علي معارضة الفهم المتوافق مع دلالات كتاب الله؟
ـ نحن لسنا ضد الفهم المتوافق مع دلالات كتاب الله تعالي سواء للسابقين أو اللاحقين، نحن ضد فرض تصورات البشر الوضعية علي دلالات كتاب الله تعالي .. المشكلة أن الفكرالذي يتم فرضه بآلية ذر الرماد في العيون هو فكر لايري دلالات كتاب الله تعالي إلا من منظار بعض السابقين وهنا مكمن المشكلة وهنا أيضا نلمس السبب الأول في محاربتهم للتدبر الحقيقي لكتاب الله تعالي .. فمنهجهم التراثي الجمعي هو منهج مغلق يدعو للإعراض عن كل حكم يحمله كتاب الله تعالي مهما قدم له من براهين وأدلة، فقط لأن هذا الحكم يختلف مع الموروث .. فكيف إذن من الممكن اعتبار هذا الفكر التراثي الجمعي قاعدة انطلاق نحو استنباط الدلالات.
كيف تري جموع المسلمين الآن وأين هم من منهج الله تعالي وكم هم ملتزمون بالتدبر الحق للقرآن الكريم؟
ـ المسلمون الآن كفكر لا يختلفون عن المسلمين في الأمس ولايختلفون عن المسلمين في الأجيال السابقة، كون فكر» الأجيال السابقة يعتبر سقفا لايجوز تجاوزه، وكونه السمت العام للتوجه الفكري عند المؤسسات الدينية مبنيا علي محاربة كل فكر تنويري جديد مهما حمل من براهين وأدلة .. في حين أن منهج التدبر الحق لكتاب الله تعالي هو المنهج الذي ينطلق من مقدمات قرآنية بحتة بمركب العقل المجرد والعلم والمنطق نحو نتائج لاتخرج عن الحقائق التي يحملها كتاب الله تعالي ولو عدنا إلي موروثنا الفكري لوجدنا أن هناك الكثير من الأحكام التي يحملها كتاب الله تعالي والواضحة وضوح الشمس وسط النهار، تم تغييبها.
وأن هناك الكثير من الأحكام التي لفقت علي منهج الله تعالي وفي الحقيقة أن منهج الله منها براء .. لذلك إن لم تحدث ثورة فكرية حقيقية يتم فيها العودة إلي كتاب الله تعالي واعتباره المعيار لفكرالأمة والقاموس لمعرفة دلالات الكلمات القرآنية واعتباره معيارا ـ حتي ـلقواعد النحو التي تم تقعيدها خلال التاريخ، واعتباره معيارا لكل الروايات التي بين أيدينا من أقصي السُنة إلي أقصي الشيعة، إن لم تحدث هذه الثورة الفكرية فسنبقي إلي قيام الساعة نجتر الموروث ونتخبط في ظلمات العصبيات المذهبية والطائفية ونتقاتل علي أتفه الأشياء.
وبالتالي فإن الفكر المحسوب علي الإسلام فيه الكثير مما يجب إعادة النظر فيه معايرة علي كتاب الله تعالي ويكفي الباحث عن الحقيقة أن يقرأ الآية الوحيدة في كتاب الله التي تبين لنا ماذا سيقول الرسول صلي الله عليه وسلم في الآخرة:» وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا «صدق الله العظيم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Sep 2010, 09:01 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي طارق على هذا التنويه، وإن كان التجاهل لهذا وأمثاله أولى وأليق، ولكن ظهوره في القنوات وترويجه لباطله يستدعي الرد عليه وبيان جهله.
وقد شاهدتُ بعض حلقاته على اليوتيوب فأدهشني جهله بعلوم القرآن وسوء فهمه لآيات القرآن، وصفاقته في القول بغير علم في كتاب الله، حتى إن المذيع نفسه لم يقبل بعض أقواله لظهور فسادها.
ولكن الهدف من إبراز مثل هذا الجاهل ظاهر في أن القناة تسعى للنيل من ثوابتنا كغيرها من القنوات للأسف، وتسعى لتنشر الطعون والسخرية من القرآن والسنة في صور كثيرة متجددة، ولكن حسبنا الله ونعم الوكيل، وهي سنة التدافع التي كتبها الله بين الحق والباطل.
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[13 Sep 2010, 10:54 م]ـ
مع أنى لست بطالب علم ... حكى لى صديقى (مثلى ليس بطالب علم أيضاً) عن إحدى حلقاته ((معجباً)):
كان يناقش قضية الجزية،فيقول الآية ( ... حتى يُعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون)،الفعل جاء مضموم الأول أى أنه مبنى للمجهول!! ... ولم يأت مفتوح الأول (يَعطوا)!!
تمالكت نفسى ... لم أتخيل أن ينطق ((كائن حى)) بهذا ((العك)) ... قلت لصاحبى: (ده فعل رباعى مضارع ... دى من طرق معرفة المضارع المزيد بالألف أنه يكون مضموم الياء .. ولو كان مبنى للمجهول كان يبقى ((يُعطوْا))) ... رد صاحبى: (إيه ده؟ ده يعنى مش فاهم أى حاجة!) ... حسبنا الله ونعم الوكيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[14 Sep 2010, 06:29 ص]ـ
نعم أخي أحمد الرجل فكر وقدر ...... وقتل كيف قدر!!! لأنه لم يفكر تفكير العلماء ولم يبحث بحثهم وتنكب سبيلهم
... ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى .....
وإليك مقتلة ممن مقاتله التفكيرية التي تبين ساذجة تفكيره وضلال تقديره
في موضوع الزواج .... قسم الزواج إلى قسمين الأول: زواج وهو - في تقديره الفكيري- ما كان طرفاه أي الزوجين متماثلين في العقيدة وإلا فهو ملك يمين أي عندما تكون الزوجة غير مؤمنة ويكون الرجل مؤمنا وهو عنده القسمة الثانية دليله
قوله تعالى: والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ... ودعمها بأن القرآن لم يطلق على امرأة لوط ونوح لفظ زوج وإنما امرأة وكذلك امرأة فرعون للاختلاف العقدي بينهم وبين من ملك القدرة عليهم بالعقد
وزعم إلى أن آية النساء ... ومن لم يستطع طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات ... أنهن الكتابيات ولسن الإماء من العبيد بدليل ... الله أعلم بإيمانكم إذ اً فالسياق لديه يدل على أن التفريق والتقسيم عقدي وليس لكونهن من جنس العبيد وزعم أن الكتابية مؤمنة بدينها
وهنا زعم أن القرآن لم يطلق لفظ الزواج إلا عند التماثل الكامل بينهما في العقيدة ... إلا أنه فاته أن الله تعالى قد أطلق لفظ الزواج فيمن اختلفت عقائدهم بدليل كما في الممتحنة التي لم يثبت إيمانها وإرجعت إلى الكفار بعد لحاقها بزوجها حيث قال الله تعالى
وإن فاتكم شيئ من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا ..
فقتل كيف قدر .... والرجل له قاموسه ومعاجمه التي يفصله على قد تفكيره ومبتغاه ويكفه اتهام الأمة بالانحراف عن مدلولات الكتاب وتغيير الأحكام وأنها وضعت الأحاديث - سواء البخاري ومسلم عنده - لتدعم تحريفها لأحكام الله تعالى الواردة في القرآن الكريم وكأنه المهدي الذي جاءنا اليوم بتفسير لم تأت به الأمة من لدن انتقال رسول الله إلى الرفيق الأعلى ويدعو إلى ثورة فكرية ليجمع الأمة على هرطقاته وينسج دينا على هوى أسيادة
حسبنا الله ونعم الوكيل وسأتناول بعض هذه الهرطقات والتدليسات بالبيان وخاصة بعد أن أضل بعض السذج ممن ليس لديهم ملكة علمية ويعجبون بكل ناعق تدعمه مؤسسات الإضلال وتنشر فكره وتؤمن لهم المنابر الإعلامية ليبثوا سمومهم في الأمة ويفرقوا صفها ويمزقوا وحدتها ... إلا أن الله غالب على أمره ولقد ابتلى عباده بعضهم ببعض ليميز الخبيث من الطيب(/)
ملف تفاعلي لحادثة حرق المصحف:
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[09 Sep 2010, 09:21 م]ـ
لا يخفى على الجميع ما ينوي القيام به أحد القساوسة الحاقدين ومن معه مِن حَرْق علني للمصحف في ذكرى أحداث سبتمبر، وقد كان لهذا الحدث تفاعل على عدة أصعدة محلية وإقليمية ودولية، ومن جهات مختلفة، ولا شك أنها محنة وفيها طياتها بعض المنح للمتأمل فيها بعين البصيرة.
ولا شك أن موقف بعض عقلاء النصارى في التصدي لمثل هذا الفعل الأخرق يؤكد وجود بعض من يتعامل مع المسلمين بعقل وإنصاف، وإن كان لبعضهم حظوظ شخصية أو سياسية وهذا شيء لا يعنينا التدقيق فيه الآن، بل المهم أن النصارى ليسوا في مرتبة واحدة من عدائهم للمسلمين.
كما أن يقيننا بدين الله وأنه سينتصر هي عقيدة راسخة في قلوب المؤمنين.
وقد رأيت أن أجمع هنا ما ينشره الإعلام عن هذه الحادثة وتداعياتها، لتكون في مكان واحد لينظر فيها القارئ ويستلخص العبر منها.
والآن مع هذه الأحداث:
"تعلم .. لا تحرق" مبادرة للرد على دعوة "إحراق القرآن" ( http://arabic.cnn.com/2010/world/9/9/quran.learn/)
الفاتيكان يندد .. وأوباما يعتبر حرق القرآن دعم للقاعدة ( http://arabic.cnn.com/2010/world/9/9/vatican.quran/index.html)
جماعة أمريكية تعد بشراء مصحف مقابل كل نسخة تُحرق ( http://arabic.cnn.com/2010/world/9/8/Quran.new/index.html)
أوباما: حرق القرآن سيقوي القاعدة ويعرض جنودنا للخطر ( http://www.alweeam.com/sectionnewsdetail.aspx?id=2208)
مسيحيات أمريكيات يتظاهرن بالحجاب إحتجاجاً على حرق القرآن ( http://www.sabq.org/sabq/user/news.do?section=4&id=1254)
مجمع الملك فهد يدين اعتزام جماعة متطرفة إحراق القرآن ( http://www.alweeam.com/sectionnewsdetail.aspx?id=2213)
" علماء فلسطين": إحراق القرآن سيشعل فتنة عارمة ( http://www.islammemo.cc/akhbar/arab/2010/09/09/106581.html)
(http://www.qnaol.net/QNAAr/News_bulletin/News/Pages/10-09-09-1706_199_0092.aspx)
لازهر يجدد ادانته لدعوة القس الامريكى الى حرق المصحف الشريف ( http://www.qnaol.net/QNAAr/News_bulletin/News/Pages/10-09-09-1706_199_0092.aspx)
شريحة من آراء أمريكية حول حرق المصاحف ( http://www.bbc.co.uk/arabic/multimedia/2010/09/100909_koranburn_voxpops.shtml)
واشنطن تحذر مواطنيها من احتجاجات وعنف اذا احرق المصحف ( http://www.bbc.co.uk/arabic/worldnews/2010/09/100909_koran_obama.shtml)
تأهب أمني في السفارات الأمريكية تحسبا لقيام كنيسة بحرق المصحف ( http://www.bbc.co.uk/arabic/worldnews/2010/09/100908_quran_burning_condemnation.shtml)
سعودي يتعهد بطبع 100 نسخة مترجمة لمعاني القرآن مقابل كل مصحف يُحرق ( http://www.sabq.org/sabq/user/news.do?section=5&id=14292)
ـ[أحمد عبد السلام العمادي]ــــــــ[09 Sep 2010, 09:38 م]ـ
هذا يدل على مدى الجهل والتعصب الذي يدين به بعض هؤلاء القساوسة ممن يعدون علماء في الدين المسيحي للأسف ولكن الحقيقة أنهم أجهل من الجاهلين
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Sep 2010, 12:33 ص]ـ
بارك الله فيكم يا أبا عديّ.
لا يُستغربُ مثلُ هذا التصرف من مثل هذا القسيس الذي اختلف عن غيره بالإعلان عن الأمر والتصريح للصحافة بعزمه على إحراق المصحف، فسمع به الناس، وإلا فقد أحرق أمثالُه مِن قبلُ المصاحفَ ومزقوها في كثير من المواقف والقصص، بل وأحرقوا المؤمنين بالله، ولكنَّ الله سبحانه أراد أن يظهر كتابه، وأن يعلي شأن الدين الحق تنفيذاً لوعده: (((هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ (9)))) فقام هذا القسيسُ الأحمقُ بالدعاية للقرآن ولفتِ نظرِ مَن لم يكن قد التفت له إليه، واستثارة غَيْرَة بعض من لم يكن له عناية بالقرآن ليدافع عنه، ويغضب من أجله. وفي هذا خدمة للقرآن وهو يريد إهانته والحط من شأنه، فكانت النتيجة خلاف ذلك.
وأسألُ الله أن يردَّ كيدَهم في نُحورِهم، وأن ينتقمَ لكتابه ولدينه.
وهنا فائدة والشئ بالشئ يذكرُ ..
خطرت لي فائدة عند قراءة قوله تعالى في سورة المؤمنون: (((أفلم يدَّبروا القَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آَبَاءَهُمُ الأَوَّلِينَ (68) أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (69) أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (70))))
وهي أن الجهل بالرسول صل1 وسيرته من أسباب عزوف الناس عن الدين الحق، وأنه يجب على المسلمين التعريف بنبيهم بشكل واضح للأمم الأخرى حتى تكون هذه المعرفة دافعةً للدخول في الدين، وأن إنشاء الهيئة العالمية للتعريف بنبي الرحمة ونصرته لها من هذه الآية مستند لعملها ورسالتها، ولستُ أدري هل تنبهوا لهذا المعنى في هذه الآية أم لا. وكذلك القرآن الكريم فالتعريف به بشكل مبسط للأمم الأخرى سيكون باباً لدخولهم للدين بإذن الله، وهذا مشروع عالمي جدير بأن نتبناه جميعاً ونسعى لتحقيقه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو العز النجدي]ــــــــ[10 Sep 2010, 05:41 ص]ـ
بعد ساعات من تحذيرات أوباما من "موجة عنف"
القس جونز يتراجع عن "حرق القرآن" مقابل نقل "مسجد نيويورك"
الوكالات - نيويورك: أعلن القس الأمريكي تيري جونز اليوم أنه تراجع عن خطته لحرق القرآن، وذلك بعد ساعات من تنديد الرئيس الامريكي بخطوته، فيما أشارت تقارير الى أن جونز توصل إلى اتفاق لنقل مشروع بناء مسجد بالقرب من مركز التجارة العالمى بنيويورك، يقضى بنقل المسجد إلى مكان آخر. وكان جونز قال ي وقت سابق أمس الخميس أنه قد يتراجع عن خطته إذا طلب البيت الأبيض هذا الأمر منه، مشيرا الى أنه تعرض لضغوط كثيرة لإلغاء خطته.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما ندد باعتزم كنيسة صغيرة في فلوريدا إحراق مصاحف في ذكرى اعتداءات 11 سبتمبر، معتبرا الفعل "مدمرا وخطيرا" وقد يثير موجة عنف.
واضاف في مقابلة مع شبكة "اي بي سي" الأمريكية أنها مبادرة مدمرة وتتناقض بشكل كامل قيم أمريكا.
وقال: "بصفتي قائدا أعلى للقوات المسلحة الأمريكية أرغب في القول للقس جونز إن هذه الخطة التي يتحدث عنها تعرض فعلا للخطر شباننا ونساءنا الذين يؤدون الخدمة العسكرية في العراق وأفغانستان وستؤدي إلى تجنيد أعداد كبرى لحساب شبكة القاعدة".
وكانت كنيسة "دوف وورلد اوتريتش سنتر" في مدينة جينسفيل بولاية فلوريدا برئاسة القس تيري جونز أعلنت مؤخرا اعتزامها إحراق مئات المصاحف علنا السبت في الذكرى التاسعة لاعتداءات 11 سبتمبر، وهو الأمر الذي أثار عاصفة غضب في العالم
المصدر
http://www.sabq.org/sabq/user/news.do?section=5&id=14326
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[10 Sep 2010, 06:54 م]ـ
قس أمريكي يهدد بتجديد دعوة أنصاره لإحراق القرآن ( http://arabic.cnn.com/2010/world/9/10/quran.burning/index.html)
ـ[ريم]ــــــــ[10 Sep 2010, 07:47 م]ـ
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الإِسْلامِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ
ـ[طارق منينة]ــــــــ[11 Sep 2010, 01:39 ص]ـ
يشترك الاذكياء والعلماء مع الاغبياء والجهلاء في تحقيق نبوءات القرآن من الوعد بانتشار الاسلام في "مابلغ الليل والنهار"
العلماء والاتقياء بدعوة خالصة لله
والاغبياء والجهلاء بلفت النظر الى ماحجبته كثافة الشهوات والابعاد المنظم عن الله. وان كانت طريقتهم غليظة لكنها مشيرة، وان كانت حيلتهم منفرة لكنها ملفتة لمصدر محجوب وغائب في عالم مسطول ومعيب وعائب!
ولولا المقاومة - المعيقة ظاهريا، والمؤخرة للحركة افقيا ورأسيا! -! -التي واجهت اصحاب النبي لما انتشر الاسلام بالسرعة الفائفة المدهشة والانتشار المذهل الفائق الذي حدث به في التاريخ وادهش جميع كتاب العالم من اي ملة او دهرية كانوا!!
فالمقاومة صنعت صلابة وعراقة ويقين في الايمان، وجهل قريش-ومنه رمي النبي بالجنون والكهانة والشعر والافتراء وغير ذلك- فتح العقول على أصالة النبي في قريش وماكان من ثقتهم به وأمانته عندهم وخلقه فيهم واصلاحه بينهم وخدمته للفقراء وغيرهم، فنفر الناس والى الابد لما علموه من خبرة لبث النبي فيهم
ولايعدم عصرنا من صورة مما كان!، فالتنبيه يدفع للتحفيز ويؤدي الى معرفة الحقيقة ولو انها احيانا تكون محاطة باكاذيب في عالم يخلط بين الحقيقة والحداثة! لكن العصر افقه واسع والمعرفة فتحت الاذهان واستخلاص الحقيقة سهلة على من سهل الله عليه.
ولكن الاغبياء يدخلون جهنم وهم يدفعون الناس الى الاسلام-والجنة! - برميه بالهمجية والفتنة!، فينتبه الناس بتهييج الاغبياء إلى نور الاسلام وتنويره وحقه وحقيقته وتحقيقه وعلمه وتعليمه ووصفه وتوصيفه وقيمته وتقييمه ومدنيته وحضارته وتفسيره، وتأويله وهيمنته وتسديده.
فلله الحمد والمنة
اللهم اجعلنا من أهل القرآن وخاصته.
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[11 Sep 2010, 07:51 ص]ـ
أعطى لإمام المدينة مهلة ساعتين .. وابنته تصفه بـ "المجنون"
"القس المتعصب" يهدد بإحراق مصاحف إذا لم يتلق رداً بنقل مسجد نيويورك ( http://www.sabq.org/sabq/user/news.do?section=5&id=14343)
ـ[أبو تيماء]ــــــــ[11 Sep 2010, 08:35 ص]ـ
.. مع الأغبياء والجهلاء
..
والأغبياء والجهلاء ..
..
..
ولكن الأغبياء ..
..
.. بتهييج الأغبياء
ما شاء الله، تبارك الله!
اللهم حرّق من يعادي كتابك
ـ[طارق منينة]ــــــــ[11 Sep 2010, 11:31 ص]ـ
ابو تيماء تقبل الله منا ومنكم
هل انت موافق على الفاظي هنا
وانا في الحقيقة لم اكتبها غلظة وانما حقيقة كما ان الرسول تكلم باللفظ عن"أغبياء" بني آدم!
واظن ان هذا القسيس اثبت بتفوق انه منهم!
وقد سمعته الآن في قناة الجزيرة يقول انه لم يقرأ القرآن!
فكيف تبغض شيء انت لم تعرف عنه-هو- اي شيء!
يالله على الغباء-ابتسامة
وطبعا جهلهم بشع اخي الكريم
اما الحديث الذي ورد فيه" الا أغبياء بني آدم" فقد قرأته قديما من صحيح الجامع للألباني والجامع للسيوطي.
ومن الراوابط المفيدة هذه المحاضرة في موقع الشيخ سفر الحوالي ( http://alhawali.com/index.cfm?method=home.showcontent&contentid=675)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سالم بن عمر]ــــــــ[11 Sep 2010, 01:33 م]ـ
هم يا أخوان يقومون بهذه الأفعال لإغاضة المسلمين وقهرهم وإلا فهم يعلمون أنه هو الحق كما ذكر ذلك الله عز وجل في كتابه وكما هو مذكور في كتبهم المقدسة.
والله بإذنه جل في علاه متم نوره وناصر كتابه
لكن يبقى الدور علينا نحن
.
.
ماذا نستطيع أن نفعل اتجاه هذا الفعل المشين؟
لدينا الكثير والكثير من الوسائل مثل التقنية في هذا الوقت ووسائل الإتصالات والواجب علينا أن نعكس صورة مشرفة عن ديننا العظيم وسيرة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وتعليم الناس وان دين الإسلام لا يرتبط بفلان أو علان ولكن هو دين جميع الأنبياء والرسل
اللهم منزل الكتاب .... ومجري السحاب ...... وهازم الأحزاب ......
اهزمهم يا رب
ـ[أبو تيماء]ــــــــ[11 Sep 2010, 05:15 م]ـ
مرحباً بأخي في الله: طارق
عيدكم مبارك ..
وأحيّي فيك الروح الشفافة
وهذا الذي نسعى إليه ..
وفقك الله لكل خير
ـ[هبة المنان]ــــــــ[11 Sep 2010, 06:15 م]ـ
الحمد لله كثيرًا أرادوا حرق القرآن فحرقهم الله، ويمكرون ويمكرُ الله والله خير الماكرين ..
" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون "
ـ[أبو عمرو]ــــــــ[11 Sep 2010, 09:30 م]ـ
بارك الله في الجميع وخاصة الأخ حاتم صاحب هذه الفكرة التفاعلية الرائعة
الأخ عبد الرحمن الشهري والأخ طارق أحسنتما وأجدتما
سبحان الله نرى القرآن والاسلام يتصدران الاخبار والصحف ليصلا الى كل بيت بعز عزيز او بذل ذليل
ثم من شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر فلن يضر الله شيئا وهو في الآخرة من الخاسرين
حاولوا ويحاولون محاربة الاسلام بطرق كثيرة حرية، حقوق، تمدن، حضارة، القرن العشرين .. وأخيرا اخترعوا الارهاب، ورأوا الاسلام ينمو ويكبر ويزداد عظمة وبهاء فتجرؤا وأعلنوها صراحة حرب على الاسلام لا فرق بين معتدل وغيره. الحمد لله الذي فضحهم ودلل على ضعف ما يملكون من حجج وعقيدة بل لا يملكون الا الباطل والزور والبهتان الذي لا يصمد في وجه الحق ولا يقوى على مواجهة البراهين. وأصبح ظاهرا أن سبب عداوتهم للاسلام هي بغض الحق والاستكبار في الارض. عجيب أمر كثير من الناس في الغرب لو قال له مليون مسلم إن الاسلام لا يأمر بالقتل لما صدقه ولو قال له مسلم واحد ذلك لصدق وأخذ فكرته عن الاسلام من هذا الواحد. لقد رضي أكثرهم بأن يكونوا أغبياء مع أنهم يتظاهرون بأنهم أهل المعرفة والعلم. أي منهج هذا الذي يتعاملون معه مع الاسلام خاصة ولماذا؟؟
هكذا هو الصراع بين الحق والباطل مستمر ودائم، وهذا حتى لا يركد ويسكن الحق فالناس بحاجة اليه والى تجديد بيعته، والعاقبة للمتقين.
ـ[نوال عبداللطيف الخياط]ــــــــ[11 Sep 2010, 09:38 م]ـ
بعد الحمدلله .. خطرت لي فكرة لو تطبق قد تفيد مع هذا الجاهل الحاقد وهي
موضوع د. الشهري (خذ عشرة آلاف وأقرأ القرآن ولو مرة)
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21908 (http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21908)
لوأغري الرجل بقراءة القرآن ولو مرة فمما لاشك فيه أن الحقد سينجلي مع انجلاء الجهل بكتاب الله عز وجل
ـ[طارق منينة]ــــــــ[11 Sep 2010, 11:58 م]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا
واضيف
فلو حرقوا المصحف لتحقق رغم ذلك:
قوله " وليتم نوره" وقوله " والله غالب على أمره" وقوله "ليظهره على الدين كله"وقوله" ليقضي الله أمرا كان مفعولا" وقوله" ليحق الحق ويبطل الباطل" " ويحق الله الحق بكلماته"" وعند الله مكرهم" وقوله "يريد الله أن يحق الحق بكلماته" وقوله"حتى جاء الحق وظهر أمر الله" وقوله"بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه" وقوله " يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم"وقوله" قل ان ربي يقذف بالحق علام الغيوب" وقوله " والله يقضي بالحق" وقوله " ليظهره على الدين كله"
ذلك:
حكم الله، قال تعالى "ولو كره الكافرون" " ولو كره المجرمون"" ولو كره المشركون" " وهم كارهون"
وقوله" فأنى تصرفون" " وقوله" وزهق الباطل" وقوله"فجلناهم غثاء فبعدا للقوم الظالمين" وقوله"فاذا هو زاهق" وقوله" ومايبديء الباطل ومايعيد" وقوله"فهم في أمر مريج" وقوله " وان الظن لايغني من الحق شيئا"
ـ[البهوتي]ــــــــ[12 Sep 2010, 04:35 ص]ـ
إن مما يحرق القلب اسر اخواتنا في ارض الكنانة نبينا صلى الله عليه وسلم يقول فكوا العاني
والله إن اسر اختنا في بلد يعتبر اكبر بلد اسلامي عربي في الشرق الاسلامي أكبر من حرق المصحف! ماذا تنتظر من عدو حذنا الله منه؟
اقول إن مرت قضية كامليا شحاته زاخر على ما هي عليه فقل في اقرب وقت دولة مصر العربية النصرانية!!!
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[12 Sep 2010, 06:47 ص]ـ
لوأغري الرجل بقراءة القرآن ولو مرة فمما لاشك فيه أن الحقد سينجلي مع انجلاء الجهل بكتاب الله عز وجل
فكرة جميلة من الأخت نوال، ولعل الله أن يهيئ مَنْ يعرضها على هذا الرجل الجاهل الذي اعترف بلسانه أن لم يقرأ القرآن ولا يعرف ما فيه ومع ذلك يريد حرقه! يا للغباء وعدم التوفيق.
اسأل الله أن يهديه وأن يشرح صدره للإسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[12 Sep 2010, 06:53 ص]ـ
الأخ الكريم البهوتي:
جزاك الله خيراً على غيرتك على حرمات المسلمين، ودعواتنا الصادقة لكل المستضعفين في الأرض بأن يلطف الله بهم، وأن يفرج هم المهمومين وأن ينفس كرب المكروبين.
وأما نشر موضوع حرق القرآن وعدم نشر موضوع كامليا شحاته فلعلاقة هذا الموضوع بملتقى الانتصار للقرآن، ولو أنك نشرتَ موضوعاً تفاعلياً في الملتقى المفتوح عن كامليا شحاته فهذا حسن.
ولكن بودي أن أشير إلى الهدوء في معالجة الأمور كلها والاتباع للحكمة التي أمرنا الله بها في كتابه وسنة رسوله صل1، وذلك كعدم إطلاق الأحكام على دولة مسلمة بالدولة النصرانية، فإن ذلك خروج عن السنن القويم وفيه تأجيج لا تُحْمَد عقباه. والله الموفق.
ـ[البهوتي]ــــــــ[12 Sep 2010, 07:48 ص]ـ
اخي حاتم حفظك الله ورعاك لقد قمت برفع موضوع ولكن لا حياة لمن تنادي!!
ما قلته هو هدف الكافر شنودة القذر لعلك تطلع على بعض شعارات نصارى مصر يدعون انهم اقباط والعرب احتلوا بلادهم!!!
مشروع التسليح والتخزين الرهيب له في الكنائس!!!
خطف اعراضنا!!! ثم نقول حكمه!!! والله عار الذي يحدث في مصر والله عار نحن كما وصفنا حبيبنا غثاء بل الغثاء افضل
آه من هذا الزمان الذي يستحي المسلم ان يقول انا مسلم آه من هذا الزمان الذي يعلن الكافرعن دينه ويتبجح بينما المسلم يختبئ
لاتظن ان القضية قضية اختي كامليا القضية قضية امة بلغت من الاهانه والذل مبلغ لا اظن ان حرا كريما يفضل ان يعيش في مثل هذا الوضع لا اعلام ولا غيره يتعاطف معها والله لا ادري ماذا اقول ولكن حسبي الله ونعم الوكيل.
ـ[الطبيبة أم عبدالله]ــــــــ[12 Sep 2010, 08:09 ص]ـ
الموضوع واضح وضوح الشمس انه ليس عداء للقران ولا تمكنا منه حرقا أو تمزيقا قد يكون اختبار من الله لنا بمدى غرتنا على حرماته و ماذا أكثر من كلام الله نغار عليه
أخاف أن تكون ابتلاء من الله لنا ماذا نفعل واذا نظرنا الى الوقت الذي تحدث فيه نجد اشارة لذلك
انه الوقت الذي تعلقت به قلوب أكثر المسلمين بالقران كل تعلق و ارتقى بهم أعلى ارتقاء ممكن لنا على قدر ايماننا نهاية شهر رمضان و ختمة القران
انهم لم ولن ينالوا من القران أبدا فانه في لوح محفوظ و لن يطفؤا نور الله هذا من المسلمات و لكن فعلوا فعلة قبيحة و تعدوا حدودهم و كأنهم يختبرون مشاعرنا تدريجيا فان قلوبنا بين صفحات المصحف و حتى من يقول انه مجرد صفحات فهذه صفحات كلمات الله يامسلمين
ولاأييد أبدا أبدا فكرة اغراءهم بقرأة القران لأني أشعر أن سيكون فيها هوان من ناحيتنا وضعف أن ندفع أموالنا مقابل قراءة قراننا و كأننا نفتديه؟؟؟ كل كبيرة و صغيرة في الحياة والتعاملات مكتوبة في القران ولسنا أحوج من تعاليمه للتعامل مع الموقف أكثر من الان ولم أشهد ايه تقر أن من أساليب الدعوة أن نغريهم بالأموال و الا فارشدوني علني لم انتبه لها؟
لو أراد الله أن يهيديهم لبدأوا باحترام القران كلام الله من ذات أنفسهم ولكنهم تعدوا الحدود
انه وقت غضب ويجب أن نغضبط
ماذا ان مزق أحدهم صك ملكك لبيتك أو مزق شهاداتك أو حتى أموالك أو مزق ابنك امامك استتركه عل الله يهديه ووالله مامزق كان أعظم أعظم أعظم ........... انه سر الحياة "خلق الانسان علمه البيان" فلولا فرقان الله ماعرفنا أن نحيا فكيف نرضى أن يمزق منه حرف في هذا الاحتفال العالمي خاصة ممن يدسون السم في العسل و يقولون نحن نرفض فعل القسيس لأننا بلد حر ودستورنا الحرية ألا ان دستورهم محاربة الله و رسوله و التجبر في الأرض بطرق ملتوية
كل انسان عاقل يعلم أن حريتك تنتهي عند خصوصيات و حريات الغير فهل فعلا لا يستطعون قمع الطغاة لأنهم بلد حر أم لأن هذا من أسعد الأمور الى قلوبهم
انها فتنة فلندعوا الله أن يهدينا للحل و حسبي الله و نعم الوكيل
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[12 Sep 2010, 01:39 م]ـ
القس تيري جونز: لن نحرق القرآن "لا اليوم ولا بعدين" ( http://arabic.cnn.com/2010/world/9/11/jones.quran_burning/index.html)
خاب وخسر ولن يعدو قدره مَن عادى القرآن وهو لم يقرأه ولم يهتد بنوره!
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[14 Sep 2010, 01:20 م]ـ
دعا الأستاذ الجامعي ومدير مركز التأصيل الفكري بجدة الدكتور عبدالرحيم السلمي إلى إنشاء جامعة متخصصة للقرآن الكريم رداً على حملة إحراق نسخ من المصحف الشريف التي أثارها القس الأمريكي المتطرف في فلوريدا.
واقترح الدكتور عبدالرحيم السلمي أن يجمع لجامعة القرآن الكريم النابهون من الشباب والفتيات من أرجاء العالم الإسلامي، معتبراً ذلك هو الرد المؤثر للمطالبة بحرق القرآن من المعتوه الأمريكي، وهذا النوع من الرد سيحرق قلوب الحاقدين على القرآن الكريم، وسينير للأمة دروب الهداية بعد أن وصلت إلى ظلمات التيه.
ويهاجم الدكتور السلمي المسؤولين ورجال الأعمال بقوله: " لم تأكل الكلبة لأمهم عجيناً".
وانتقد السلمي ردة الفعل بعد أزمة حرق نسخ من المصحف الشريف قائلاً: "اللعبة مكشوفة فهي ابتزاز نفعي لكسب الأموال والأضواء وإثارة العداوات، والواجب أن نوظف المشكلة بطريقة عقلانية إيجابية فالصراخ لم يعد له قيمة وإذا كانت التجارب لا تعلمنا فمن هو الذي سيعلمنا، واستثمار الفرص خصوصاً في أوقات الضغوط العالمية هو مهارة الأذكياء الذين يفكرون بعقولهم ومهمومون بنصرة دينهم .. يا ليت قومي من أصحاب القرار ينتبهون".
من جانبه وصف الدكتور رشدان الطويرقي دعوة السلمي بأنه انفراد بتحويل المشاعر إلى مشاريع علمية وكون القرآن الكريم مما يقدره ويقدسه جميع المسلمين.
المصدر ( http://www.sabq.org/sabq/user/news.do?section=5&id=14401)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[14 Sep 2010, 01:21 م]ـ
لأول مرة: [مصحف مكة العالمي] .. أضخم مشروع لنشر المصحف في أرجاء العالم! ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=22029)
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[14 Sep 2010, 01:22 م]ـ
أعلنت وزيرة الداخلية الأمريكية، جانيت نابوليتانو، أن القس الأمريكي تيري جونز، الذي دعا إلى حرق نسخ من القرآن بمناسبة الذكرى التاسعة لهجمات 11 سبتمبر، هو "من صنع الإعلام".
وقالت لشبكة "سي إن إن" الإخبارية: إن "لدى هذا القس كنيسة صغيرة، وهذا جزء من صنع الإعلام، غير أنه ينشر عبر الإنترنت ويصل إلى العالم كله بسرعة".
وأضافت: "لا يدرك المتظاهرون في الخارج أننا بلد يتمتع بحرية التعبير وحرية الدين، وهذا قس صغير نختلف معه جميعنا على الأسس والقيم".
وشددت نابوليتانو على رفضها الحد من حرية التعبير لأسباب أمنية، مؤكدة في الوقت نفسه أن الأمن القومي للولايات المتحدة "لن يكون في مأمن تام مطلقاً" من التهديدات الإرهابية.
كذلك تحدثت نابوليتانو عن تحول شريحة بسيطة من المواطنين الأمريكيين نحو "التطرف العنيف"، لكنها أكدت أن الحالة "ليست فريدة من نوعها، ولا تقتصر على الولايات المتحدة دون غيرها، أو أنه أمر لم يتوقع حدوثه".
وأيد وزير الأمن الداخلي السابق، مايكل شيرتوف، تصريحات نابوليتانو، وقال: إن "الإعلام والإنترنت ساهما في القضية"، موضحاً أنه "يجب محاربة الخطاب السيئ بالخطاب الجيد من دون الحد من حرية التعبير"، مشيراً إلى أنه يتعين على وسائل الإعلام ألا تعطي مساحة أوسع للأشخاص الذين يقولون أموراً متطرفة، وتتجاهل الأشخاص الذين يقولون أموراً متزنة".
المصدر ( http://www.sabq.org/sabq/user/news.do?section=5&id=14396)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[15 Sep 2010, 03:28 م]ـ
لن يتوقف أعداء الله عن محاربة هذا الدين بالتصريح أو التلميح، بالمواجهة المباشرة أو غير المباشرة.
وهذه حقيقة لا يشك فيها من يقرأ كتاب الله بعناية (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم).
وإذا كانت هذه حقيقة، فإننا نتألم بشدَّة لأننا نعايش هذا الخبر، ولو كنا نقرأ هذا الخبر في كتب التراجم فإن الألم سيكون أقلَّ.
ولكن الأمر الذي يجب أن لا يغيب عنا جميعًا هو كيفية الاستفادة الإيجابية من هذا الحدث، ومن ذلك ما رأيته من أخبار سارَّة من بعض المحسنين والمؤسسات من إصرار على نشر المصحف وتوزيعه في أكبر نطاق ممكن.
وهذا عمل إيجابي مهم جدًا، وياليتنا نفكِّر دائمًا بمثل هذا التفكير الإيجابي، ولا نقف مكتوفي الأيدي ونحوقل، ونقف عند ذلك.
ثم إن من الأمور المهمة جدًّا أن يكون هناك مؤتمرات ولقاءات علمية حول هذه الموضوعات التي تخرج لنا بين الفينة والأخرى، لتتبلور لنا رؤية جماعية نستطيع أن نعمل من خلالها.
فمثلاً: أقترح لو كان هناك مؤتمر يدرس مشكلة (الكاركاتورات ـ وما تبعها ـ في حق نبينا صلى الله عليه وسلم)، ويخرج لنا برؤية فيما وقع من الخطأ في تعاملنا في هذا الحدث، وفيما وقع من تعامل إيجابي صحيح في هذا الحدث، ويكون هذا بعد كل أزمة تمرُّ بنا.
وأخيرًا، فإن في بطن كل مصيبة نعمة، وإن الإسلام يحيى بضراوة عداوته، وما خبر رسولنا صلى الله عليه وسلم في مكة ببعيد.
وإذا كان ذلك كذلك، فانظر أيها المسلم أين مكانك في هذه الأزمات، وهل أنت صفر عن يمين الأرقام أم أنت عن يسارها؟!
وأسأل الله أن يوفقنا لنكون من خدم كتابه ودينه ونبيه صلى الله عليه وسلم.(/)
من هم القرآنيون؟
ـ[نوال عبداللطيف الخياط]ــــــــ[10 Sep 2010, 02:38 ص]ـ
وعدت بالعودة في شوال لتتمة موضوع
الضال المضلل صبحي منصور
والذي بدأت به على هذا الرابط
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21160
واليوم بعون الله تعالى أكتب:
لم يستقر لأعداء الأمة الإسلامية قرار أن يروا تقدم الأمة وازدهارها،فخططوا لهدم أسس الإسلام وتشكيك المسلمين في دينهم، وكان من الصعب أن ينالوا من القرآن الكريم،فوجهوا سهامهم إلى السنة محاولين تشويهها، وسلكوا في ذلك طرقا متعددة لإنكارها جملة وتفصيلا بعد التشكيك فيها.
وإن إنكار السنة من مصدرية التشريع في الإسلام يعود تاريخه إلى القرن الثاني الهجري، غير أن مصادر التاريخ لا تحدثنا عن أفراد أو جماعات انتسبت إلى الإسلام ودعت إلى نبذ السنة بعد ذلك القرن، والذين ذكرهم الإمام الشافعي قد عفاهم التاريخ وضمهم في طياته،اللهم ماعدا بعض الأفراد كالشيعة وكالذي ألف السيوطي من أجله كتابه"مفتاح الجنة في الإحتجاج بالسنة"
وتسربت فكرة إنكار السنة جملة وتفصيلا في القرن الثالث عشر الهجري إلى بعض البلدان العربية وغير العربيةمن الدراسات الاستشراقية،واتخذت شكلا منظما في شبه القارة الهندية منذ أوائل هذا القرن، فظهر في الهند وباكستان جماعة تنادي بعدم الاحتجاج بالسنة في الأمور التشريعية،وسموا أنفسهم (بأهل القرآن) لاكتفائهم بأخذ الأحكام من القرآن وحده دون السنة) (ص7 - 9) مقدمة القرآنيون وشبهاتهم /خادم حسين الهي بخش)
ـ[نوال عبداللطيف الخياط]ــــــــ[10 Sep 2010, 02:45 ص]ـ
بعض شبهاتهم والرد عليها
الشبهة الأولى:
} حسبنا كتاب الله (أن الكتاب المجيد ذكر كل شيء يحتاج إليه في الدين مفصلا ومشروحا من كل وجه، فما الداعي إلى الوحي الخفي وما الحاجة إلى السنة؟)
الدليل:
} قوله تعالى ”ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء“
الرد:
} عدد الصلوات الخمس المفروضة في اليوم والليلة وكيفيتها /أيضا نصاب زكاة الإبل والبقر والغنم والذهب والفضةهي مثال لحاجة القرآن الكريم الى السنة التي أتت مفصلة ومبينة لماجاء فيه.
ف الله تعالى لم ينص في الكتاب على كل جزئيه من جزيئات الشريعة وإنما بين أصول الشريعة ومصادرها وقواعدها ومبادئها العامة، ومن الأصول التي بينها العمل بسنه الرسول صلى الله عليه وسلم كما في قوله تعالى:”وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا“.
سبب الشبهه:
فهمهم الخاطئ لقوله تعالى:”ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء“ ففهموا من التفصيل القرآني ما يفهمون منه في لغتهم الاردية (فالتفصيل والتفاصيل والتفصيلات) في الأردية يأتي بمعنى تعيين الجزئيات
ـ[نوال عبداللطيف الخياط]ــــــــ[10 Sep 2010, 02:50 ص]ـ
الشبهة الثانية:
} إنكار مصدرية السنة أنها لم تكن وحيا من الله عز وجل، وإنما هي أقوال نسبها الناس إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- زورا وتزييفا.
الرد:
} ”ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من احد عنه حاجزين“ فلا تصدر حركاته وسكناته وأقاويله التشريعية إلا موافقة للإرادة الإلهية، وعلى هذا فالسنة وحي لأنه إعلام من الله وإخبار عنه بواسطة رسوله محمد –صلى الله عليه وسلم-.
} ”وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي“.
سبب الشبهة:
هو عدم فهمهم لحقيقة الوحي في السنة، حيث ظنوا طريقة الوحي فيها مثل طريقة وحي القرآن، من نزول الملك به
ـ[نوال عبداللطيف الخياط]ــــــــ[10 Sep 2010, 02:56 ص]ـ
الشبهة الثالثة:
} أن السنة قد انتقدت متنا وسندا، وأن المحدثين تكلموا في رجالها ومتونها ”إن الأحاديث قد انتقدت علميا ما افقدها صفة التدين، لأن الأمور الدينية لا يدخلها إلا النقد وآراء الرجال“.
الرد:
} هذا الكلام فيه دلالة على جهل أصحابه بتاريخ الإسلام ومقاومته لحركة الوضع في السنة.
• الصحابة كلهم عدول فنقلوا هذا الدين بأمانة وإخلاص
• في آخر عهد عثمان رضي الله عنه خرجت جماعة تدس في الحديث ماليس منه
• الخلافات السياسية والكلامية في عهد علي بن ابي طالب.
• ظهور أرباب الكلام من القدرية والمرجئة والجهنية.
• ظهور الزنادقة والقصاصين والمتعصبين لجنسهم وبلدهم.
• جهلة الصالحين.
• طرق العلماء في كشف الوضع
ادعاؤهم أن السنة تعرض الإسلام للطعن فقد تكفل القرآن بالرد عليهم. قال تعالى ” ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم“.
ـ[نوال عبداللطيف الخياط]ــــــــ[10 Sep 2010, 03:00 ص]ـ
الشبهة الرابعة:
} السنة سبب للفرقة والتشتت.
} السنة سبب مؤامرة أعجمية.
الرد:
أ - لو كانت السنة كذلك لتوحدت صفوف القرآنيين
ب - العرب أول من دون السنة (موطأ مالك وهو عربي– مسند أحمد الشيباني وهو عربي– الأم - الرسالة للشافعي القرشي – مسند الحميدي القرشي
ـ[نوال عبداللطيف الخياط]ــــــــ[10 Sep 2010, 03:21 ص]ـ
وقد وصل هؤلاء المضللين إلى الإعلام بصفتهم مفكرين اسلاميين
مثال
< B> عدنان الرفاعي
http://www.awu-dam.org/dalil/08ra/images/24-2.JPG
<B>
ولد عام (1961) م في قرية تلشهاب، محافظة درعا.
تخرج من جامعة دمشق (1989) م حاملاً إجازة في الهندسة المدنية .. وعُيّن بعد ذلك مباشرة في وزارة الثقافة (المديرية العامة للآثار والمتاحف).
</ B>
ظهر في برنامج على قناة دريم الفضائية يفسر القرآن الكريم ويدس السم بالدسم
وهنا نشاهد الشيخ عدنان العرعور يرد على هذا الطاعن بالإسلام وبالوحي الثاني والمصدر التشريعي الثاني في الإسلام
http://www.youtube.com/watch?v=P4Eq8eHz5kg
http://www.youtube.com/watch?v=ViFCUTX_jto&feature=relate
http://www.youtube.com/watch?v=kknmEkROUu0&feature=related
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نوال عبداللطيف الخياط]ــــــــ[15 Sep 2010, 12:40 ص]ـ
الرد الثاني على عدنان الرفاعي
سلسلة من (10) حلقات أخترت لكم الحلقة الأولى منها
http://www.youtube.com/watch?v=Ka-jWgfFUyM&feature=related
وستجدون ردود كثيرة على عدنان الرفاعي من الشيخ مبروك عطية والشيخ مازن السرساوي وغيرهم من المشايخ حفظهم الله وثبتهم نترك لكم البحث فيها
إختصارا للوقت
ـ[نوال عبداللطيف الخياط]ــــــــ[15 Sep 2010, 12:45 ص]ـ
مثال 2
جمال البنا:
http://www.watan.com/images/stories/Jamal(3).jpg
من هو؟
جمال البنا مفكر إسلامي والشقيق الأصغر لحسن البنا ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D8%B3%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7) مؤسس جماعة الإخوان المسلمون ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86_%D8%A7% D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%88%D9%86)، ولد سنة 1920م ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1920) في المحمودية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%AF%D9%8A%D 8%A9) بمحافظة البحيرة ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D9%8A%D8%B1%D8%A9) بمصر ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B1).
صدر أول كتاب له بعنوان "ثلاث عقبات في الطريق إلى المجد" سنة 1945م ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1945)، وفي العام التالي 1946م ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1946) أصدر كتابه الثاني "ديمقراطية جديدة"، ثم توالت مؤلفاته في الصدور حتى تجاوزت مؤلفاته ومترجماته الـ150 كتابا.
عمل محاضرًا في الجامعة العمالية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9%D8%A9_%D8%A7% D9%84%D8%B9%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9) والمعاهد المتخصصة منذ سنة 1963م ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1963)، وحتى سنة 1993م ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1993). وعمل خبيرًا بمنظمة العمل العربية.
ولجمال البنا العديد من الآراء الفقهية التي تخالف آراءالعديد من علماء المسلمين؛ فهو يرى في أن المرأة لها حق الإمامة من الرجال إذا كانت أعلم بالقرآن ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86)[1] (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D9%85%D8%A7%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%86% D8%A7#cite_note-0) كما يرى أن الحجاب ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC%D8%A7%D8%A8) ليس فرضا على المرأة وأن القرآن ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86) الكريم خص به نساء الرسول محمد، وأن الارتداد من الإسلام ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85) إلى اليهودية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9) أو المسيحية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D8%A9) لا يلزم عليه حد القتل. [بحاجة لمصدر] ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%88%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D 8%A7:%D8%A8%D8%AD%D8%A7%D8%AC%D8%A9_%D9%84%D9%85%D 8%B5%D8%AF%D8%B1)، وأنالتدخين ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AF%D8%AE%D9%8A%D9%86) أثناء الصيام لا يبطل الصوم خصوصا لغير القادرين عن الإقلاع عنه. [بحاجة لمصدر] ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%88%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D 8%A7:%D8%A8%D8%AD%D8%A7%D8%AC%D8%A9_%D9%84%D9%85%D 8%B5%D8%AF%D8%B1) كما يذكر جمال البنا بأنه لا يجوز للرجل أن يطلق زوجته منفردا، وذلك كونه تزوج منها بصفة رضائية وبالتالي يتوجب الطلاق رضا الطرفين واتفاقهما لكي يتم الانفصال. [2] ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D9%85%D8%A7%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%86% D8%A7#cite_note-1)
أسس جمال البنا دار الفكر الإسلامي ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AF%D8%A7%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%83%D8%B1_ %D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A) لنشر مؤلفاته. (ويكبيديا)
ـ[نوال عبداللطيف الخياط]ــــــــ[15 Sep 2010, 12:52 ص]ـ
الرد المفحم على جمال البنا للشيخ الحويني حفظه الله
http://www.youtube.com/watch?v=bmRNExer4YQ&feature=related (http://www.youtube.com/watch?v=bmRNExer4YQ&feature=related)
(http://www.youtube.com/watch?v=wGBOwXn9dJs&feature=related)
ـ[نوال عبداللطيف الخياط]ــــــــ[15 Sep 2010, 12:58 ص]ـ
http://www.youtube.com/watch?v=wGBOwXn9dJs&feature=related (http://www.youtube.com/watch?v=wGBOwXn9dJs&feature=related)
ـ[نوال عبداللطيف الخياط]ــــــــ[15 Sep 2010, 12:58 ص]ـ
http://www.youtube.com/watch?v=wBdPhfOuxbg&feature=related (http://www.youtube.com/watch?v=wBdPhfOuxbg&feature=related)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نوال عبداللطيف الخياط]ــــــــ[15 Sep 2010, 12:59 ص]ـ
http://www.youtube.com/watch?v=TNOF1vGXx7o&feature=related (http://www.youtube.com/watch?v=TNOF1vGXx7o&feature=related)
ـ[نوال عبداللطيف الخياط]ــــــــ[15 Sep 2010, 12:59 ص]ـ
http://www.youtube.com/watch?v=v7gxN-G64FM&feature=related (http://www.youtube.com/watch?v=v7gxN-G64FM&feature=related)
ـ[نوال عبداللطيف الخياط]ــــــــ[15 Sep 2010, 01:00 ص]ـ
http://www.youtube.com/watch?v=53X5vuyH7mQ&feature=related (http://www.youtube.com/watch?v=53X5vuyH7mQ&feature=related)
ـ[نوال عبداللطيف الخياط]ــــــــ[15 Sep 2010, 01:05 ص]ـ
وهذا انموذج من نشر الجرائد لخزعبلات القرآنيين
في أول أيام رمضان في جريدة الوطن الكويتية
(
جمال البنا يؤكد تمسكه بفتوى إباحة التدخين أثناء الصيام
الخميس, 05 أغسطس 2010 06:42الاخبارية الشاملة
( http://jazeeranews.net/journal/books/10157-2010-08-05-06-49-33.html)
مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك أكد شقيق مؤسس جماعة الإخوان المسلمين المفكر الاسلامي المصري جمال البنا تمسكه بفتوى إباحة التدخين أثناء الصيام، مشيرا إلى أن الهجوم عليه لن يثنيه عن التمسك بصحة تلك الفتوى.
ونقلت صحيفة الوطن الكويتية اليوم عن البنا قوله: على أي اساس يحرم الدعاة التدخين في نهار رمضان، مشيرا الى انه لا يوجد نص في القرآن أو السنة النبوية يحرم التدخين اثناء الصيام، واردف قائلا: "ما تم تحريمه هو الاكل والشرب والمعاشرة الجنسية".
وذكرأ ن إباحة التدخين أثناء الصيام غير مشروطة بعدد السجائر التي يتم تدخينها، مشددا على ضرورة الالتزام بالعبادات دون زيادة أو نقصان.
وقال البنا إن ابن عابدين وهو من كبار فقهاء الحنفية أفتى بجواز التدخين أثناء الصيام، مستغربا ما أسماه بجرأة التحريم عند البعض دون سند شرعي.
وحول ما إذا كانت تلك الفتوى تنطبق أيضا على تدخين الشيشة، أفاد البنا أن تدخين الشيشة مبحث آخر يختلف عن فتوى إباحة تدخين السجائر في نهار رمضان.
بدوره وصف الداعية الاسلامي ناظم المسباح فتوى إباحة التدخين في نهار رمضان بالفتوى الشاذة التي لا يلتفت إليها، موضحا أن الاصل في مسألة التدخين هو التحريم بعد أن ظهر ضرره.
وقال المسباح أن المجامع الفقهية اتفقت على أن التدخين لا يجوز سواء أثناء الصيام او الافطار، محذرا من أنه لا ينبغي تلقف مثل هذه الفتاوى الشاذة)
ـ[نوال عبداللطيف الخياط]ــــــــ[15 Sep 2010, 01:10 ص]ـ
وعدنا الشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل على قناة الناس اليوم أنه في الثلاثاء القادم سيقدم في برنامجه فضفضة والذي يبث الساعة (10:30) مساء بأنه سيبين كيف أن إنكار السنة هو إنكار للقرآن الكريم فلننتظر درر الشيخ حازم حفظه الله
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[15 Sep 2010, 03:27 م]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيرا أختي الكريمة
وإضافة إلى من ذكرتيهم
هناك رشاد خليفة الذي ادعى النبوة وقال بإنكار السنة والاقتصار على القرآن الكريم ... واغتيل في عام 1990م
وأتباعه لهم موقع مترجم إلى عدة لغات وقد اكتشفته قبل عدة أعوام .. وهو مليء بالشبهات .. موقعهم الأنجليزي هو أقواها، وبعدها بدأت تظهر مواقع أخرى تنكر السنة وتنشر الشبهات ضدها، وهم قليلوا الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم، وأحيانا أشك في أنهم يؤمنون بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم لأنني أراهم يقولون: "نحن على دين إبراهيم عليه السلام"، ولا يذكرون النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا، وعندما يذكرونه كأنهم يتكلمون عن رجل عادي وليس نبيًّا!
وهذه معلومات عن رشاد خليفة:
رشاد خليفة (19 نوفمبر 1935 - 31 يناير 1990) هو مصري هاجر إلى الولايات المتحدة للدراسة في 1959و تخصّص في مجال الكيمياء الحيوية وأصبح مواطناً أمريكياً بعد حصوله الجنسية الأمريكية.
حياته
(يُتْبَعُ)
(/)
ولد لأب وأم مصريين وكانت ولادته في مدينة كفر الزيات بمحافظة الغربيه بجمهورية مصر العربيه، وكانت نشأته الأولى في مدينة طنطا ثم التحق بعد ذلك بكلية الزراعة في مدينة القاهرة وتخرج منها وكان من أوائل دفعته وكان نتيجة لذلك أن ارسلته الجامعه في منحة دراسيه لحيازه الماجستير والدكتوراه وقد نجح في ذلك. كان والده أحد أبرز شيوخ الصوفيه في طنطا ولقد تربى الدكتور رشاد منذ نعومة أظافره في هذا المحيط الصوفى حتى ذهب للدراسة في الولايات المتحده الأمريكيه.
بدات علاقة الدكتور رشاد بدراسة القران الكريم بشكل علمى عندما فكر في ترجمة القرآن الكريم لكى يتمكن أطفاله من قراءة القران وفهمه لأن طفليه كانا لا يجيدان العربيه لأن مولدهما ونشأتهما كانت في الولايات المتحده الأمريكيه.
من هنا بدأ الدكتور رشاد بقراءة ودراسة القرآن بشكل علمى ثم تطورت دراسته إلى إدخال حروف القران على الحاسب الآلى لكى يسمح له الله باكتشاف حسب زعمه "أعظم معجزات" القران الكريم الا وهي المعجزه العدديه التي بنيت على الرقم 19.
إدعاءاته
بعد اكتشافه "للمُعجزة الحسابية في القران المبنية على الرقم 19" أثبت أن بحسب زعمه "القرآن الكريم هو رسالة الله الوحيدة إلى العالم" وان الإعجاز العددي يثبت ذلك وأنّ "المسلم لا يحتاج الا إلى كتاب الله وحده لكى يعبد الله وأن ما عدا كتاب الله من (حديث وسنه وأحاديث قدسيه) ليست الا افتراءات الصقها أعداء الله بالدين الإسلامي".
نجح الدكتور رشاد في ترجمة القران الكريم إلى الإنجليزية، وأتخذ له مسجدا في مدينة توسان بولاية أريزونا الأمريكيه.
واجه الدكتور رشاد هجوماً شرساً من علماء الدين التقليدين "السنة" بعد إعلانه نبذ (الحديث والسنه) كأحد الركائز التشريعية لدين الإسلام والاكتفاء بالقران الكريم وحده كمصدر للتشريع، وازدادت هذه العداوات بعد اعلانه أنه (رسول الله رسول الميثاق) المذكور في سورة ال عمران الاية 81، وتم اغتياله في مسجده في 31 يناير 1990 بعد اصدار فتوي تكفيره من قِبل علماء وشيخ الدين للمذهب السني برئاسة الشيخ عبد العزيز بن باز ويوسف القرضاوي.
قوله بتحريف القرآن
ادعى بان هناك في القران آيتين 9:128 - 129، (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ {128} فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) {129} وقال أنهما ايات شيطانية أضيفتا للقرءان من أجل تمجيد النبي محمد عن طريق نعته بصفة تذكر في القرءان فقط لوصف الله، ألا وهي الرحيم، وقال أن تلك الآيتين مدسوستين على القران الكريم وادعى إثبات ذلك من خلال الرقم 19.
إدعاؤه الرسالة
ادعى د. رشاد خليفة أنه رسول الله رسول الميثاق المقصود في سورة رقم 3 الاية 81 من خلال سرّ العدد 19 في القرآن الكريم، وهو دليلاً على أنّ الله قد اختاره رسولاً. يقول رشاد في رسالته إلى الرؤساء والملوك: "والذين لا يستحقّون رسالة الله ممنوعون من حق الوصول إلى القرآن".
الإغتيال
في 31 يناير 1990، قُتل الدكتور رشاد خليفة مطعونا في منزله قبل صلاة الفجر في مسجده بمدينة توسان من ولاية أريزونا، بسب آرائه القائلة بنبذ السنة النبوية.
ـ[نوال عبداللطيف الخياط]ــــــــ[15 Sep 2010, 04:27 م]ـ
الأخت الفاضلة زوجة وأم شكر الله لك إثراء الموضوع
وليتك تستمرين بامدادنا بما لديك
لنستفيد ويستفيد الأعضاء والزوار.
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[15 Sep 2010, 05:41 م]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيرا أختي الكريمة
وإضافة إلى من ذكرتيهم
هناك رشاد خليفة الذي ادعى النبوة وقال بإنكار السنة والاقتصار على القرآن الكريم ... واغتيل في عام 1990م
(يُتْبَعُ)
(/)
وأتباعه لهم موقع مترجم إلى عدة لغات وقد اكتشفته قبل عدة أعوام .. وهو مليء بالشبهات .. موقعهم الأنجليزي هو أقواها، وبعدها بدأت تظهر مواقع أخرى تنكر السنة وتنشر الشبهات ضدها، وهم قليلوا الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم، وأحيانا أشك في أنهم يؤمنون بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم لأنني أراهم يقولون: "نحن على دين إبراهيم عليه السلام"، ولا يذكرون النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا، وعندما يذكرونه كأنهم يتكلمون عن رجل عادي وليس نبيًّا!
وهذه معلومات عن رشاد خليفة:
رشاد خليفة (19 نوفمبر 1935 - 31 يناير 1990) هو مصري هاجر إلى الولايات المتحدة للدراسة في 1959و تخصّص في مجال الكيمياء الحيوية وأصبح مواطناً أمريكياً بعد حصوله الجنسية الأمريكية.
حياته
ولد لأب وأم مصريين وكانت ولادته في مدينة كفر الزيات بمحافظة الغربيه بجمهورية مصر العربيه، وكانت نشأته الأولى في مدينة طنطا ثم التحق بعد ذلك بكلية الزراعة في مدينة القاهرة وتخرج منها وكان من أوائل دفعته وكان نتيجة لذلك أن ارسلته الجامعه في منحة دراسيه لحيازه الماجستير والدكتوراه وقد نجح في ذلك. كان والده أحد أبرز شيوخ الصوفيه في طنطا ولقد تربى الدكتور رشاد منذ نعومة أظافره في هذا المحيط الصوفى حتى ذهب للدراسة في الولايات المتحده الأمريكيه.
بدات علاقة الدكتور رشاد بدراسة القران الكريم بشكل علمى عندما فكر في ترجمة القرآن الكريم لكى يتمكن أطفاله من قراءة القران وفهمه لأن طفليه كانا لا يجيدان العربيه لأن مولدهما ونشأتهما كانت في الولايات المتحده الأمريكيه.
من هنا بدأ الدكتور رشاد بقراءة ودراسة القرآن بشكل علمى ثم تطورت دراسته إلى إدخال حروف القران على الحاسب الآلى لكى يسمح له الله باكتشاف حسب زعمه "أعظم معجزات" القران الكريم الا وهي المعجزه العدديه التي بنيت على الرقم 19.
إدعاءاته
بعد اكتشافه "للمُعجزة الحسابية في القران المبنية على الرقم 19" أثبت أن بحسب زعمه "القرآن الكريم هو رسالة الله الوحيدة إلى العالم" وان الإعجاز العددي يثبت ذلك وأنّ "المسلم لا يحتاج الا إلى كتاب الله وحده لكى يعبد الله وأن ما عدا كتاب الله من (حديث وسنه وأحاديث قدسيه) ليست الا افتراءات الصقها أعداء الله بالدين الإسلامي".
نجح الدكتور رشاد في ترجمة القران الكريم إلى الإنجليزية، وأتخذ له مسجدا في مدينة توسان بولاية أريزونا الأمريكيه.
واجه الدكتور رشاد هجوماً شرساً من علماء الدين التقليدين "السنة" بعد إعلانه نبذ (الحديث والسنه) كأحد الركائز التشريعية لدين الإسلام والاكتفاء بالقران الكريم وحده كمصدر للتشريع، وازدادت هذه العداوات بعد اعلانه أنه (رسول الله رسول الميثاق) المذكور في سورة ال عمران الاية 81، وتم اغتياله في مسجده في 31 يناير 1990 بعد اصدار فتوي تكفيره من قِبل علماء وشيخ الدين للمذهب السني برئاسة الشيخ عبد العزيز بن باز ويوسف القرضاوي.
قوله بتحريف القرآن
ادعى بان هناك في القران آيتين 9:128 - 129، (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ {128} فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) {129} وقال أنهما ايات شيطانية أضيفتا للقرءان من أجل تمجيد النبي محمد عن طريق نعته بصفة تذكر في القرءان فقط لوصف الله، ألا وهي الرحيم، وقال أن تلك الآيتين مدسوستين على القران الكريم وادعى إثبات ذلك من خلال الرقم 19.
إدعاؤه الرسالة
ادعى د. رشاد خليفة أنه رسول الله رسول الميثاق المقصود في سورة رقم 3 الاية 81 من خلال سرّ العدد 19 في القرآن الكريم، وهو دليلاً على أنّ الله قد اختاره رسولاً. يقول رشاد في رسالته إلى الرؤساء والملوك: "والذين لا يستحقّون رسالة الله ممنوعون من حق الوصول إلى القرآن".
الإغتيال
في 31 يناير 1990، قُتل الدكتور رشاد خليفة مطعونا في منزله قبل صلاة الفجر في مسجده بمدينة توسان من ولاية أريزونا، بسب آرائه القائلة بنبذ السنة النبوية.
قال تعالى:
(((رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ)))
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
اللهم ءآمين
ـ[نوال عبداللطيف الخياط]ــــــــ[15 Sep 2010, 11:36 م]ـ
قال تعالى:
(((رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ)))
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
اللهم ءآمين
ـ[نوال عبداللطيف الخياط]ــــــــ[18 Sep 2010, 03:33 م]ـ
كتاب في تفسير القرآن صاحبه من منكري السنة حذر منه مشكورا أحدأعضاء الملتقى الأخ الفاضل يسري خضر
على هذا الرابط
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=119831#post119831 (http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=119831#post119831)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[24 Sep 2010, 10:50 ص]ـ
وهذا فصل منقول عن رسالة العلامة محمد أمان الحامي رحمه الله في الصفات فلتتفضلوه مشكورين:
إبطال شبه الزاعمين الاكتفاء بالقرآن دون السنة:
على الرغم من إجماع الأمة الإسلامية على أن السنة صنو القرآن، وأنها هي الحكمة المذكورة في القرآن في عديد من الآيات، وعلى الرغم مما هو معروف من أن الدين الإسلامي مستمد من الكتاب والسنة معاً عقيدة وأحكاماً، على الرغم من كل ذلك لم تسلم السنة من أقلام بعض المتهورين المتطرفين، ولفرط جهلهم أطلقوا على أنفسهم (القرآنيون) أي العاملون بالقرآن -في زعمهم- المكتفون به، المستغنون عن السنة، هذا تفسير كلمة (القرآنيون) بناء على زعمهم، ولكن التفسير المطابق لواقعهم إذا نظرنا إلى تصرفاتهم أنهم المخالفون للقرآن، اتباعاً للهوى، وتقليداً لبعض الزنادقة، التقليد الأعمى، لأنهم في واقعهم قد خرجوا على القرآن بخروجهم على السنة، لأنهما كالشيء الواحد من حيث العمل بهما، إذ السنة تفسير القرآن، ولأن القرآن نفسه يدعو إلى الأخذ بالسنة والعمل بها إيجاباً وسلباً، إذ يقول الله عز وجل: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}، والأمر بأخذ ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم يشمل كل ما صحت به السنة المطهرة من الأحكام وإثبات صفات الله وإثبات المعاد وغير ذلك، ورد في القرآن أو لم يرد لأن ذلك من مقتضى الإيمان بالرسول ورسالته، ومما لا شك فيه أنه لا يتم الإيمان بالقرآن إلا بالإيمان الصادق بمن أنزل عليه القرآن، والإيمان به صلى الله عليه وسلم إنما يعني تصديقه في أخباره واتباع أوامره ونواهيه، وقد أوجب الله طاعته على وجه الاستقلال في قوله تعالى: {أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}.
وهو أمر لا يختلف فيه اثنان مسلمان، وأما هؤلاء القرآنيون الجدد فليس لهم سلف فيما ذهبوا إليه إلا غلاة الرافضة والزنادقة الذين في قلوبهم مرض كراهة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضي الله عن أصحاب رسوله.
وهؤلاء الروافض مرضى القلوب زعموا - وبئس ما زعموا- وجوب الاكتفاء بالقرآن والاستغناء عن السنة مطلقاً في أصول الدين وفروعه، لأن الأحاديث في زعمهم رواية قوم كفار حيث كانوا يعتقدون أن النبوة إنما كانت لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وأن جبريل أخطأ فنزل بها إلى محمد صلى الله عليه وسلم بدل أن ينزل بها إلى علي رضي الله عنه، وهذا الزعم الفاسد والقولة الجريئة هي أساس شبهة الروافض في رد الأحاديث النبوية، وهي شبهة مختلقة كما ترى.
ومن لوازم رأيهم الفاسد هذا أن أمر الوحي مضطرب، فلا يصدر من لدن عليم حكيم الذي يدبر الأمر من السماء إلى الأرض، بل يتصرف فيه ملك الوحي كما يشاء ويختار، ينزل بالوحي على من يشاء ويعدل عمن يشاء بالوحي، كما يفهم من قول هؤلاء الروافض أن ملك الوحي نفسه غير معصوم أو غير أمين على الوحي وعلى أداء أمانة الرسالة، إذاً فما مدى إيمان الروافض بالله أولاً، ثم بالملائكة والنبيين عامة، وبخاتم النبيين خاصة، وبالكتاب الذي نزل عليه؟!!
وبعد: فلقد حاول هؤلاء الزنادقة والروافض إزالة السنن من الوجود والقضاء عليها -لو استطاعوا- أو أن يجعلوا وجودها وجوداً شكلياً فاقداً للقيمة، إلا أنهم لم ينالوا خيراً، ولم يستطيعوا أن ينالوا من السنة شيئاً، فانقلبوا خاسرين ومهزومين، مثلهم كمثل الذي يحاول قلع جبل أحد مثلاً فأخذ يحوم حوله وفي سفحه لينقل من أحجاره حجراً حجراً ظناً من أنه يمكنه بصنيعه هذا قلع الجبل وإزالته من مكانه، أو كالذي يغترف من البحر اغترافاً بيده أو بدلوه محاولاً بذلك أن ينفد البحر أو ينقص.
وما من شك أن هذا المسكين سوف تنتهي أوقاته ويجيء أجله المحدود والمحتوم، والجبل باق مكانه شامخاً ليصعد أصحاب الخبرة ويترددوا بين شعابه، ليعثروا على ما قد يخفى على غيرهم، بين تلك الشعاب المتنوعة التي لا يفطن لها غيرهم إذ لكل ميدان رجال.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما يبقى البحر ثابتاً مكانه ليغوص الغواصون من رجال هذا الشأن، فيخرجوا للناس اللآلئ والدرر من مسائل علم الحديث النافعة، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، هذه نهاية محاولة الروافض ومن يسيرون في ركابهم وقد أرادوا أن يجدوا ما يتعللون به من الأخبار التي تشهد لما ذهبوا إليه من قريب أو من بعيد، فعثروا في أثناء بحثهم على كلام باطل بطلان مذهبهم ونصه هكذا: "ما جاءكم عني فاعرضوه على الكتاب، فما وافقه فأنا قلته، وما خالفه فإني لم أقله"، وكل من له نظر في هذا العلم الشريف يدرك أن هذا الكلام ليس من منطق الرسول عليه الصلاة والسلام، إذ لا يظهر عليه نور النبوة كما ترى، وعلى الرغم من ذلك فإن القوم قد طاروا به فرحاً، ظناً منهم أنه نافع لهم، ولكنهم لم يستطيعوا أن ينفلتوا بحديثهم هذا من أيدي حراس السنة الذين لم تنم عيونهم الساهرة حفاظاً على السنة بل عثروا على حديثهم ذلك، فأعلنوا عنه أنه من أباطيلهم ودسائسهم، حتى عرفه الناس على حقيقته بعد أن سجلوه في كتبهم، فأجروا له عمليتهم الخاصة، وفندوه وجرحوه وعرّوه أمام القراء حتى انكشف حاله، فلله الحمد والمنة.
يقول السيوطي في رسالته الطليقة (مفتاح الجنة): "قال البيهقي: باب بطلان ما يحتج به بعض من رد السنة من الأخبار التي رواها بعض الضعفاء في عرض السنة على القرآن،
قال الشافعي رحمه الله: احتج عليّ بعض من رد الأخبار بما روى أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما جاءكم عني فاعرضوه على الكتاب، فما وافقه فأنا قلته، وما خالفه فأنا لم أقله"، فقلت له: ما روى هذا أحد يثبت حديثه في شيء صغير أو كبير، وإنما هي رواية منقطعة عن رجل مجهول، ونحن لا نقبل مثل هذه الرواية. اهـ كلام الشافعي.
قال البيهقي: أشار الإمام الشافعي إلى ما رواه خالد بن أبي كريمة عن أبي جعفر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعا اليهود، فسألهم فحدثوه حتى كذبوا على عيسى عليه السلام، فصعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر فخطب الناس فقال: "بأن الحديث سيفشو عني، فما أتاكم يوافق القرآن فهو عني، وما أتاكم يخالف القرآن فليس عني".
قال البيهقي: خالد مجهول، وأبو جعفر ليس صحابياً، فالحديث منقطع.
وقال الشافعي: ليس يخالف الحديث القرآن، ولكن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يبين معنى ما أراد خاصاً أو عاماً، وناسخاً ومنسوخاً. ثم التزم الناس ما سن بفرض الله، فمن قبل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن الله قبل، ثم ذكر السيوطي بقية كلام البيهقي حول الحديث، وقد نقل البيهقي عن الإمام الشافعي نقولاً كثيرة في هذا الصدد نختار منها الآتي:
1 - قال البيهقي:
قال الإمام الشافعي رحمه الله: "سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على ثلاثة أوجه:
أحدها: ما أنزل الله فيه نص كتاب، فسن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل نص الكتاب.
ثانيها: ما أنزل فيه جملة كتاب، فبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله معنى ما أراد بالجملة وأوضح كيف فرضها عاماً أو خاصاً، وكيف أراد أن يأتي به العباد
.
ثالثها: ما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما ليس فيه نص كتاب، فمنهم من قال: جعله الله له بما افترض من طاعته، وسبق في علمه من توفيقه له ورضاه أن يسن فيما ليس فيه نص كتاب، ومنهم من قال: لم يسن سنة قط إلا ولها أصل في الكتاب، كتبيين عدد الصلاة وعملها على أصل جملة فرض الصلاة، وكذلك ما سن من البيوع وغيرها من التشريع، لأن الله تعالى ذكره قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ}، وقال: {وَأَحَلَّ اللّهُ البَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا}، فما أحل وحرم مما بين فيه عن الله كما بين في الصلاة، ومنهم من قال: بل جاءته به رسالة الله فثبتت سنته بفرض الله تعالى.
ومنهم من قال: كل ما سن، وسنته هي الحكمة التي ألقيت في روعه من الله تعالى" انتهى كلام الشافعي.
وقال الشافعي في موضع آخر: "كل ما سن فقد ألزمنا الله تعالى اتباعه، وجعل اتباعه طاعته، والعدول عن اتباعه معصيته، التي لم يعذر بها خلقاً، ولم يجعل له في اتباع سنن نبيه مخرجاً".
(يُتْبَعُ)
(/)
قال البيهقي: "باب ما أمر الله به من طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم والبيان أن طاعتَه طاعتُه"، ثم ساق الآيات التالية: قال الله: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}، وقال عزّ من قائل: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ}، إلى غيرهما من الآيات البينات التي مضمونها أن طاعةَ رسوله طاعتُه سبحانه، وأن معصيتَه معصيتُه تعالى.
ثم أورد البيهقي رحمه الله: حديث أبي رافع رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا أُلفين أحدكم متكئاً على أريكته يأتيه الأمر من أمري، مما أمرت به، أو نهيت عنه يقول: لا أدري؟ ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه".
ومن حديث المقدام بن معدي كرب قال:" (إن النبي صلى الله عليه وسلم حرم أشياء يوم خبير كالحمار الأهلي وغيره" ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يوشك أن يقعد رجل على أريكته يحدث بحديثي فيقول: بيني وبينكم كتاب الله، فما وجدنا فيه من حلال استحللناه، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه، ألا وإن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله".
ثم قال البيهقي رحمه الله: وهذا خبر من رسول الله صلى الله عليه وسلم عما يكون بعده من رد المبتدعة حديثه، فوجد تصديقه فيما بعد.
ومما قاله الإمام البيهقي في هذا المقام: "ولولا ثبوت الحجة بالسنة لما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبته بعد تعليمه من شهده أمر دينهم: "ألا فليبلغ الشاهد منكم الغائب، فرب مبلغ أوعى من سامع".
هذا ... وإذا كانت شبهة الروافض والزنادقة في رد أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم زاعمين الاكتفاء بالقرآن ما تقدم ذكره من موقفهم العدائي من الصحابة فما حجة القرآنيين الجدد؟ فليس لهم شبهة تذكر إلا ما كان من حب الظهور، ولو على حساب الكفر برسول الله، أو مجرد التقليد الأعمى، أو ما كان من عداء كامن للإسلام لم يمكن إظهاره إلا في هذه الصورة، ومهما يكن من أمرهم فإن القرآنيين الجدد أصل مذهبهم راجع إلى ما كان عليه غلاة الروافض.
وقد عرفت شبهتهم فبئس التابع والمتبوع أو المُقَلِّد والمُقَلَّد.
وبعد أن ذكر الإمام السيوطي في رسالته (مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنة) شبهتهم تلك قال مستهجناً لها ومستقبحاً: "ما كنت أستحل حكايتها لولا ما دعت إليه الضرورة من بيان أصل هذا الرأي الفاسد الذي كان الناس في راحة منه من أعصار إلى أن قال: وقد كان أهل هذا الرأي موجودين بكثرة في زمن الأئمة الأربعة، وتصدى الأئمة وأصحابهم للرد عليهم في دروسهم ومناظراتهم وتصانيفهم".
ثم ساق من نصوص كلامهم الشيء الكثير في الرسالة المذكورة، ولابن خزيمة كلام نفيس في هذا المعنى.
وبعد: فدعوى الاكتفاء بالقرآن ومحاولة الاستغناء عن السنة إنما تعني الاستغناء عن الإسلام، أي تعني (الكفر) بأسلوب ملتو غير صريح لأمر مّا، فأصحاب هذه الفكرة لا حظّ لهم في الإسلام ما لم يراجعوا الإسلام من جديد.
وبعد أن استعرضنا أدلة من الكتاب والسنة وأقوال بعض أهل العلم في أن السنة صنو القرآن، ولا يفرق بينهما، فلنناقش هؤلاء الزاعمين عقلياً ومن واقع حياة المسلمين في عباداتهم ومعاملاتهم، فهل يمكنهم الاكتفاء بالقرآن دون أن يجدوا أنفسهم مضطرين لمراجعة السنة في كثير من عباداتهم ومعاملاتهم حيث يجدون في السنة تفصيل ما أجمل في القرآن وما أكثره، وتقييد ما أطلق وعمم فيه.
بل ربما وجدوا أحكاماً جديدة هم بحاجة إليها لم يرد ذكرها في القرآن كما يجدون بعض الصفات الإلهية جاءت بها السنة ولم يرد لها ذكر في القرآن، إن الواقع الذي يعيشه المسلمون يجيب على هذا التساؤل وفي القرآن آيات يأمر الله فيها نبيه صلى الله عليه وسلم أن يبين للناس القرآن الذي أنزل عليه إذ يقول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}، ويقول سبحانه: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}، ويقول سبحانه آمراً لاتباعه وحاثاً لهم على طاعته: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
عَنْهُ فَانتَهُوا}، {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ}.
وهذه الأوامر القرآنية والتوجيهات الإلهية تشير إلى أن هناك بياناً يقوم به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن على أتباعه طاعته، وأن يأخذوا ما يأتي به ويأمرهم به، وعليهم أن ينتهوا عما ينهاهم عنه، لأن طاعته من طاعة الله عز وجل، ولأنه: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى}.
وإذا أردنا أن نسوق أمثلة للأحكام التي أشرنا إليها لوجدنا الشيء الكثير منها: أن الصلاة للأحكام التي أشرنا إليها لوجدنا الشيء الكثير منها: أن الصلاة التي هي الركن الثاني من أركان الإسلام، جاءت في القرآن مجملة هكذا: {أَقِيمُوا الصَّلاَةَ}، فيا ترى كيف يقيم القرآنيون الصلاة؟! فسوف لا يجدون صفة الصلاة وكيفيتها، وبيان عدد ركعاتها ومحل الجهر والسر فيها، وغير ذلك من هيئات الصلاة إلا في السنة الفعلية أو القولية، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم مشيراً إلى هذا المعنى: "صلوا كما رأيتموني أصلي".
ولو تركنا الكلام في الصلاة، وانتقلنا إلى الزكاة لوجدنا القرآن قد أجمل أمر الزكاة كما أجمل أمر الصلاة، إذ نجد القرآن يقول: {وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ}، {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ}، لتقوم السنة ببيان الأموال التي تجب فيها الزكاة، وبيان أنصبة الزكاة، والمقدار المأخوذ من كل نصاب على اختلاف الأموال، وهكذا نجد في باب الصيام أحكاماً لم ترد في القرآن، وبينتها السنة، منها: حكم من أتى امرأته في نهار رمضان وهو صائم ما الذي يجب عليه؟ ومن أكل في رمضان أو شرب ناسياً ماذا يصنع؟ هل يتم صيامه أو يفطر؟
أما الحج فمؤتمر إسلامي عام وضع له القرآن الخطوط العريضة، فقامت السنة ببيان تفاصيله من أوله إلى آخره، ولو تتبعنا الأبواب الفقهية من باب الطهارة إلى آخر باب في الفقه لوجدنا السنة وهي تبين ما أجمل في القرآن، أو تأتي بجديد على ضوء الآيات السالفة الذكر.
ولو تركنا الأحكام الفقهية وانتقلنا إلى مباحث العقيدة لوجدنا للسنة دورها الذي لا ينكره إلا من يجهلها أو لا يؤمن بها إذ نجد صفات الله تعالى إما ثابتة بالكتاب والسنة معاً، مع الدليل العقلي التابع للدليل النقلي، وإما ثابتة بالسنة الصحيحة، ولم يرد لها ذكر في القرآن الكريم مثل الفرح والضحك والنزول والقَدَم مثلاً.
فلا أظن الزاعم الاكتفاء بالقرآن يجد مفراً بعد هذا البيان إلا إلى أحد أمرين:
1 - الإيمان والاستسلام وهو خير له وأسلم بأن يعامل السنة معاملته للقرآن باعتبارها تفسيراً للقرآن.
2 - الكفر بالقرآن والسنة معاً دون محاولة تفريق بينهما وهو غير عملي، كما ترى ويمكن أن يقال: إنه إيماني شكلي ببعض الوحي، وكفر سافر ببعض.
.............. عن الشيخ الدكتور محمد امان الجامي رحمه الله تعالى
ـ[نسيم بسالم]ــــــــ[07 Oct 2010, 11:25 ص]ـ
ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ... تثبتي جيدا قبل الحُكم على الأشخاص أختنا الكريمة؛ لأنَّ الأعراض مَظالِم يُحاسَب عليها المَرء يوم القيامة.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[07 Oct 2010, 12:10 م]ـ
أشكرك أخي نسيم على دفاعك عن الأعراض، فالباحث تهمه الفكرة أولا ..
إلا أننا نرجو منك -بصفتك متخصصا في الفقه- أن توضح لنا خلاصة الرأي الصواب في هؤلاء القرآنيين وشبهاتهم المثارة أعلاه ..
مع خالص الشكر والتقدير.
ـ[نوال عبداللطيف الخياط]ــــــــ[11 Oct 2010, 09:42 م]ـ
تثبتي جيدا قبل الحُكم على الأشخاص أختنا الكريمة؛ لأنَّ الأعراض مَظالِم يُحاسَب عليها المَرء يوم القيامة.
الأخ الفاضل نسيم سالم
لابد للفقيه من الإعتناء بالسنة النبوية كمصدر من مصادر الوحي ليبني عليها أحكامة
ولو قرأت في منزلة السنة ومكانتها وحاجة القرآن الكريم لها كمبينة ومفصلة لصرخت في هؤلاء العقلانيين (هذا ديننا وشرعنا)
بدل أن تدافع عنهم حفظك الله، نعم فالمرء عدو ماجهل والصحابة رضي الله عنهم والتابعين بذلوا جهود جبارة في حفظ السنة
كما أن علماء الأمة بذلوا أرواحهم من أجل تدوينها سافروا وأرتحلوا وعانوا الأمرين فليتك قرأت في حفظ السنة وتدوينها
لعلمت مدى تجني هؤلاء على السنة بإنكارها.
وأخيرا أثني على الأخ الفاضل محمد العبادي حين كتب
أشكرك أخي نسيم على دفاعك عن الأعراض، فالباحث تهمه الفكرة أولا ..
إلا أننا نرجو منك -بصفتك متخصصا في الفقه- أن توضح لنا خلاصة الرأي الصواب في هؤلاء القرآنيين وشبهاتهم المثارة أعلاه ..
مع خالص الشكر والتقدير.
ـ[عبد الله الحميد]ــــــــ[15 Oct 2010, 03:18 م]ـ
جزاك الله خيرا
وأذلهم الله(/)
يا أهل الكتاب كفوا أيدي سفهائكم عن قرآننا، لمحسن العواجي
ـ[المستصفى]ــــــــ[11 Sep 2010, 12:57 ص]ـ
يا أهل الكتاب كفّّوا أيدي سفهائكم عن قرآننا
بقلم: الدكتور محسن العواجي
(الخميس , 09 سبتمبر 2010)
الحمد لله الذي له الخلق والأمر الذي في السماء إله وفي والأرض إله وهو الحكيم العليم، الذي لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان دوود وعيسى بن مريم لأنهم (كانو لا يتناهون عن منكر فعلوه)، والصلاة والسلام على الرسول الأعظم الذي أرسله الله (بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) وبعد:
(ياأهل الكتاب هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل وأن أكثركم فاسقون؟) يا عقلاء أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء:
لقد هدد سفيهكم الوقح تيري جايمز بحرق أقدس كتاب عندنا على وجه الأرض علانية على مرأى ومسمع منكم ومن الحكومة الأمريكية والاتحاد الأوربي والفاتيكان ومجاميع الكنائس العالمية ومرأى ومسمع من جميع القوى النصرانية جارحاً مشاعر أكثر من مليار وأربعمائة مليون مسلم بمجرد الإعلان عن هذه الجريمة النكراء، فكيف لو أقدم عليها، عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، ولا تزال ردود الأفعال منكم هزيلة ورخوة ومطاطة وفيها كل الريب والشك من أنكم تقفون وراءه، وإن كنتم لم تأمروا بذلك علانية لكنه لم يسؤكم، فلا بوادر لجدية الأخذ على يديه مع مقدرتكم التامة على ذلك تنأون بأنفسكم عنه ظاهرياً للتشفي منا تاريخياً، وكيف يصدق العاقل أن فرداً (سفهياً على حد زعمكم) يعلن القيام بعمل تستنكره الحكومة الأمريكية والاتحاد الأوربي والفاتيكان والقادة العسكريون الغزاة في أفغانستان والعراق والكنائس الدولية والإقليمية بينما يعجر أحد أن يحول بينه وبين هذا العمل المشين!!
هل يجرؤ أحد أن يحرق الكتاب المقدس عندكم لمجرد أن هتلر كان نصرانياً؟ بل هل سيجرؤ أحد على حرق العلم الأمريكي ويترك تحت ذريعة الحريات؟ على كل حال عنجهية في التعامل وازدواجية في المعايير اعتدنا عليها من الصليبين عبر التاريخ ولا داعي لنقاش سقيم حولها فالموقف مفهوم لمن له أدنى عقل، وقانون الفيزياء ينص على أن لكل فعل رد فعل مساوي له في المقدار ومضاد له في الاتجاه، فيا من تطربون اليوم لصوت القس المجرم هل أنتم مستعدون لما وراء هذه الجريمة؟ هل أنتم مدركون أن هذه القشة ستقصم ظهر بعيركم؟ يا أهل الكتاب هذا أمر لا ينفع فيه مواقف رسمية ولا دبلوماسية ولا تذاكي، كما لاينفع فيه شجب ولا استنكار ولا تنديد، نحن على يقين من أنكم تريدونه أن يفعلها لشي في نفوسكم لتقولوا للمسلمين بعدها هذا (سفيه فاقد لعقله لا يمت للديانة النصرانية بصلة)!!!
لقد جربنا هذا المنطق السقيم منكم إبان موضة الرسومات المسيئة لسيد البشر صلى الله عليه وسلم، وأدركنا الحقيقة!! فإذا كان هذا هو المنطق المسوق علينا فاعلموا أن فينا أيضا ملايين (السفهاء وفاقدي العقول) يألمون منكم أشد مما تألمون منا، لكنهم يرجون من الله مالا ترجون، وهؤلاء لاتُعرَف هوياتهم ولا مكانهم ولا زمانهم، فراشهم الأرض وسقفهم السماء، يؤمنون بالتاريخ ويكفرون بالجغرافيا!!!
قطعاً لن يقدموا على حرق كتب مقدسة كمافعلتم، لأن دينهم العظيم يمنعهم من ذلك رغم إيمانهم بأنها محرفة، ولن يهدموا ديراً ولا كنسياً ولن يقتلوا شيخاً ولا امرأةً ولا بريئاً ولا معاهد؛ ليس حبا فيكم، وإنما لأن نبي الرحمة الذي تجدونه مكتوباً عندكم في التوراة والإنجيل قد نهاهم عن ذلك، لكن بالمقابل ستتقد فيهم نار الغيرة و سيحرقون كل من له صلة بالذي أقدم على هذه الفعلة الشنيعة، وسيقطعون كل يد تمتد لكتاب ربهم أو تحمي من يعتدي عليه وسيهدمون كل مأوى تحاك في هذه المؤمرات الملعونة، يا أهل الكتاب هذا موقف بديهي كامن في أمتنا الجبارة، سيأتي عفوياً نتيجة حتمية لهذا الجريمة النكراء من فئات تعرفونها أمرها بيدها لا تحتاج إلى فتوى ولا تحريض من أحد لأنهم يدركون ألو استشارونا لربما قلنا لهم كالعادة: لا تفعلوا فإن الله قد كفانا المستهزئين ورغم الجرح المعنوي النازف لهذا العمل المشين تبقى النار أطهر من اليد التى حملت القران إليها، لكنكم تعملون كما نعلم بأنه لن يقف في وجوههم إلا خالقهم
(يُتْبَعُ)
(/)
الذي له جنود السموات والأرض وما يعلم جنوده إلا هو، ونعدكم أننا من جهتنا أمام أية ردة فعل لجريمتكم وعدوانكم سوف نجاملكم كما تجاملوننا، وسوف (ننبذ العنف والتطرف) و (نتبرأ منهم) إعلامياً وببراءة تفوق (براءتكم) من سفيهكم هذا و (سنشجب) أعمالهم شجباً يفوق شجب الدول العربية للعدوان الصهيوني وسنؤكد لكم كما تؤكدون اليوم لنا من جهتكم بأن (الإسلام منهم براء) وأنهم (فاقدون عقولهم)، وسنشارككم (البكاء) كما (تبكون) معنا على الأشلاء والأنقاض!!!
ياأهل الكتاب: مع احترامنا للقلة المنصفة منكم رغم ضعف تأثيرهم فيكم، نتساءل: أليس فيكم رجل رشيد؟ أي هراء هذا الذي تخاطبون فيه الإنسانية ونحن في القرن الواحد والعشرين؟ أين الحضارة المزعومة واحترام الآخر؟ واجهو الشجعان في الميدان ولاتلجأوا للعمل الجبان! هل أنتم بصدد ارتكاب جريمة تاريخية كبرى في أمة الإسلام فأردتم صرف الأنظار وإشغالها؟ أماذا وراء هذا التصرف الغريب؟ وأي مهزلة تظهر فيه الولايات المتحدة وكأنها عاجزة عن منع هذا العمل القبيح لفرد يضع مصير النصارى على وجه الأرض في مهب الريح؟ إذا فقدت أقوى دولة في العالم السيطرة على سفيه واحد، ووقفت منه موقف المتفرج وهو يؤجج أخطر نار عنصرية على الملأ باسم أمريكا والكنيسة المعمدانية، فلا يتوقع من دول هي أضعف منها أن تسيطر على ملايين (الآخرين) المقتصين لكرامتهم المكلومة.
ياأهل الكتاب حكمنا الأرض فعدلنا وشهد لنا التاريخ، فاعدلوا اليوم فإن الأيام دول وسيأتي عصر قد تجدون أنفسكم في موقع تستدنون فيه سجلاتكم التاريخية لتمسكوا ببقية حقوقكم، والتاريخ لا يجامل وبيننا وبينكم حضارة وخطاب إلهي خاص ومصالح يجب مراعاتها من الطرفين، لازلنا نتحمل منكم ما لا تحمله الجبال، فلدينا صفحات سوداء من تاريخكم الصليبي ليس فقط بالحروب الصليبية المدمرة للعالم الإسلامي وإنما أيضا في قتلكم لمليون جزائري بالسلاح الفرنسي يدافعون عن بيوتهم، و مئات الآلاف من الليبين بالسلاح الإيطالي، والملايين في المغرب وتونس، وهدمتم البيوت على أهلها في غزة ولبنان والعراق وأفغانستان، وقال قائلكم وهو يدمر في بلادنا إنها حرب صليبية فلاقت منك الاستحسان والصمت المريب، وسحقتم المسلمين في البوسنة والهرسك، فلم تتدخلوا عسكرياً حتى قضي على المسلمين وهددت مصالحكم. وتندرتم بالسخرية من رسولنا الكريم، ثم جاء كبيركم هذا الملعون لفعل فعلته بحرق القران متبجحاً متحدياً وأنتم تتظاهرون بمقت فعلته من بعيد، فهذا أمر نحملكم كافة تبعاته، لأنه إذا فعلها فسيكون هذا فراق ما بيننا وبينكم، و سيخرج المنطق إلى اللامنطق، والمعقول إلى اللامعقول، والممنوع الى المرغوب، وسيسود (التطرف) على حساب (الاعتدال)، وسيتلاشى دور الحكومات والعملاء لصالح الشعوب والتنظيمات، وسيعطي هذا الاستفزاز كل مبرر لكل مالا مبرر له, وسيتعطش الضمير الإسلامي المكلوم من الداخل لكل لحظة قصاص وثأر وغيرة ورد اعتبار جراء هذه التجاوزات المتراكمة عبر التاريخ التي توجتموها بهذا العمل المشين، هذا هو لسان حال الواقع والبادي أظلم.
أحداث سبتمبر كانت مفاجأة لنا وللأبرياء منكم، لكن مافعلتم بالمسلمين الأبرياء منها بعدها؟ قتل وتشريد وهدم وسحق للمنظمات الخيرية وتدخل في المناهج، وتجويع وحرب كونية، اغتيالات و سجون سرية، لأبرياء لا علاقة لهم بالحدث و كل هذا لم يكفكم!!
لقد سيرتم جحافل التنصير إلى جانب قوات الغزو و لم تقبلوا إدانة المسلمين قاطبة لتلك الأحداث، بل قمتم بتدمير بلدين مسلمين أرجعتموهما إلى ما قبل قرنين من الزمان وقتلتم الملايين من الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال، ثأراً ظالماً منكم لثلاثة آلاف ضحية في أحداث سبتمبر التي كان عليها فقط تسعة عشر من أبناء أمة كلها برئية، حفرتم في أكباد المسلمين وضمائرهم جراحات غائرة لا تلتئم ولو بعد آلآف السنين، واغتصبتم الحرائر العفيفات، وهدمتم المساجد والمدارس والمآذن، و مئات الآلاف من المنازل، وقمتم بخطف العاملين في المجال الإنساني وأودعتموهم معسكرات النازية في قوانتنامو، وقمتم بتديس المصحف في أبو غريب وجوانتناموا، ودعمتم العدو الصهيوني بكل ما تملكون ضدنا، وتقتلون يومياً في باكستان وأفغانستان عشرات الأبرياء بدم بارد، تقرون بالجريمة البشعة ووتبدون الأسف الكاذب المكرر فوق الأشلاء المتطايرة وتعدون بالتحقيق!!
فيا أهل الكتاب لم تتركوا للسلم باباً، ولا للتعايش جواباً، كفى كفى كفى! فهل أنتم منتهون؟؟؟؟؟
اعلموا علم اليقين بأن أمة الإسلام أمة تحب الحياة الكريمة، الكريمة فقط، وإلا فالموت لها أكرم من حياة الذل الذي أوصلنا معكم إلى مرحلة يغلى فيها الرخيص ويرخص فيها الغالي، ونهاية المطاف موت فينا من يحبه أشد مما تكرهونه (قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون) والسلام على من اتبع الهدى.
كتبه الضعيف إلى القوي العزيز والقوي به، والفقير إليه والغني به:
محسن العواجي 30 رمضان 1431هـ الموافق 9 سبتمبر2010هـ
المصدر / مجموعة عبدالعزيز قاسم البريدية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[12 Sep 2010, 06:53 ص]ـ
بورك القلم في يمينك والحكمة في قلبك وجزاك الله خير الجزاء ولكن هل فيهم رجل رشيد؟؟؟!
لن تخلوا الأرض فالخير في الخلق مكنون كما الكنز المركوز والله يخرجه بقدر وتقدير ليتم أمره
والقضية كلها في تقدير ((ونبلو أخباركم)) .... جعلنا الله وإياكم ممن يكتب أخباره بنور من ربه وهدي نبيهصل1(/)
إنه القران للشيخ خالد الراشد
ـ[افق الدعوة]ــــــــ[11 Sep 2010, 10:01 م]ـ
http://www.islamcvoice.com/vb/styleazizi/slaam.gif
الحمد لله رب العالمين قاهر الجبارين والمتكبرين ناصر المظلومين والمستضعفين المتفضل على عباده أجمعين من المؤمنين والكافرين والمشركين والصلاة والسلام على مَن أرسله رحمة للعالمين محمّد سيّد الأوّلين
قال الله تعالى
وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا
وقال تعالى
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
اقرؤا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه
سوف تقوم كنيسة في امريكا بحرق المصحف الشريف وتجعل منه ذكرى ليوم عالميا
فماذا نحن فاعلون؟؟؟
يقول الخبر الذي نشر في
صحيفة "الاندبندنت" البريطانية
دعت كنيسة في فلوريدا بالولايات المتحدة إلى حرق المصاحف في 11 سبتمبر 2010م أثناء الاحتفال بالذكرى السنوية التاسعة لهجمات سبتمبر
وقالت الكنيسة الواقعة في منطقة غاينيسفيل إنها تحاول أن تجعل من تلك الذكرى
يوما عالميا لحرق القرآن
?
((إنه القرآن))
الشيخ خالد بن محمد الراشد
نسال الله ان يرده الى اهله سالما معافا عاجلا غير اجل
للاستماع والحفظ
http://www.islamcvoice.com/play.php?catsmktba=4345 (http://www.islamcvoice.com/play.php?catsmktba=4345)
?
?
http://www.islamcvoice.com/vb/styleazizi/m33.gif
من بريدي
المصدر:بريد شبكة الصوت الاسلامي ( http://)(/)
ليس لعيدنا فرحة اليوم
ـ[الطبيبة أم عبدالله]ــــــــ[11 Sep 2010, 11:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ياحاملي القران, ياحافظي القران, يامتدارسي القران, يامحبي القران, يامن تقوم حياتكم بالقران
سلبت منا اليوم فرحة العيد بيد مجرم مزق صفحات من القران دمره الله و قطع قلبه و قلب كل متكبر جبار
حسبي الله و نعم الوكيل
كيف نقضي أيام فرحتنا بختم كتاب الله و هذه أفعالهم
القران حياتنا فكيف نعيش يوما بعد ماحدث, القران نور الله لنا و أخاف بجهلهم وطغيانهم يرفعه الله فماذا نفعل؟؟
هم كالأنعام بل أضل فالأنعام لاتنفع ولا تؤذي و هم لاينفعون بل يؤذون أيضا كما ورد في صفوة التفاسير
كيف ننتصر لديننا وكتابنا؟؟؟
بدأوا برسولنا و الان كتابنا فمن سيكون بعد ذلك سوانا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[طارق منينة]ــــــــ[11 Sep 2010, 11:54 م]ـ
ولكن كلام الله باق وغالب وحق ومحق وماحق، هذا فرح مابعده فرح.
ولو حرقوا المصحف فان مافيه فعال -تام متمم منور- لمايريد ذي الجلال الله عز وجل
فلو حرقوا المصحف لتحقق رغم ذلك:
قوله " وليتم نوره" وقوله " والله غالب على أمره" وقوله "ليظهره على الدين كله"وقوله" ليقضي الله أمرا كان مفعولا" وقوله" ليحق الحق ويبطل الباطل" " ويحق الله الحق بكلماته"" وعند الله مكرهم" وقوله "يريد الله أن يحق الحق بكلماته" وقوله"حتى جاء الحق وظهر أمر الله" وقوله"بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه" وقوله " يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم"وقوله" قل ان ربي يقذف بالحق علام الغيوب" وقوله " والله يقضي بالحق" وقوله " ليظهره على الدين كله"
ذلك:
حكم الله بقوله "ولو كره الكافرون" " ولو كره المجرمون"" ولو كره المشركون" " وهم كارهون"
وقوله" فأنى تصرفون" " وقوله" وزهق الباطل" وقوله"فجلناهم غثاء فبعدا للقوم الظالمين" وقوله"فاذا هو زاهق" وقوله" ومايبديء الباطل ومايعيد" وقوله"فهم في أمر مريج" وقوله " وان الظن لايغني من الحق شيئا"
ـ[الطبيبة أم عبدالله]ــــــــ[12 Sep 2010, 12:42 ص]ـ
الله قادر كل القدرة أن ينتصر لكلامه و لكن كيف اذا كان مايحدث ابتلاء و اختبار لنا و كأني أسمع ايات الله تتردد من كل مكان
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد:7).
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} سورة التوبة: 123
"وليجدوا فيكم غلظة" والا سيتمادوا
فلنقاطع منتجاتهم جميعها و بجدية
و لنقلب اعلامنا و قنواتنا غضبا على فعلتهم بدلا من أفراح العيد و لننشر مظاهر الغضب أضعاف مانشروا صورا للقران العظيم ممزقا
انه ليس يوم فرح أبدا فمن المصحف نظرنا الى الحياة و حلمنا بالجنة و عشنا سعادة مابعدها سعادة الا رضا الله فكيف تقف قلوبنا وعقولنا دون غضب
ديننا و عرضنا و وطننا في أعناقنا و لا نرضى تدنيس أي منها و في القران ديننا و هو دستور بلدنا و حافظ عقولنا و أعراضنا
لابد من غلظة بأي طريقة حكيمة كانت
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[12 Sep 2010, 04:38 ص]ـ
لا تبكي لأن نسخة من القرآن مزق، ولكن ابكي لأن القرآن سرق!
كلمات أقولها تنبيها لا تشاؤما، وواقعا لا مبالغة.
وفعل هذا الاحمق كما قال الشاعر:
كناطح صخرة يوما ليوهنها لم يهنها ولكن أوهى قرنه الوعل
ـ[نعيمان]ــــــــ[12 Sep 2010, 05:01 ص]ـ
جزاك الله تعالى خيراً الطّبيبة الفاضلة أمّ عبد الله على حرقتك على محاولة حرق المصحف لا القرآن (فإنّ القرآن كلام الله تعالى لا يستطيع عبد أن يناله، أمّا المصحف فإنّما هي أوراق تحرق).
ومع ذلك فلا بدّ لنا أن نفرح وقت الفرح ونغضب وقت الغضب ونحزن وقت الحزن؛ فلكلّ مقام مقال.
وإلا فإنّ تعطيل شرع الله تعالى هي داهية الدّواهي في الأمّة، وهي الّتي ينبغي أن ننهض بها، ونعمل لأجلها؛ فهي سبب كلّ ما يحدث للأمّة، والباقي نتائج لهذا السّبب.
وتذكّرنا هذه المحاولة البائسة برئيس الوزراء البريطانيّ الهالك غلادستون القائل وقد رفع المصحف بين يديه في مجلس العموم البريطانيّ:
(يُتْبَعُ)
(/)
(ما دام هذا القرآن موجوداً في أيدي المسلمين فلن تستطيع أوروبّا السيطرة على الشرق، ولا أن تكون هي نفسها في أمان.) فقام أحمق من وزرائه إلى المصحف فمزّقه، فقال له مسرعاً: ليس كذلك يا أحمق؛ وإنّما بتمزيقه من داخل صدورهم.
ولا يعني هذا التّسليم والاستكانة وعدم الفعاليّة في الوقوف ضدّ كلّ ما من شأنه مسّ مقدّساتنا.
ولكن سبحان ربّي ما يفعل هؤلاء شيئاً إلا وتأتي ردود الفعل معاكسة لما أرادوا؛ إنّه مكر الله بهم.
وهذا تقرير وصلني عبر البريد الإلكترونيّ من مجموعة عبد العزيز قاسم:
الشارع العربي بين "حرق القرآن" و"الرسوم المسيئة للنبي"
دبي، الإمارات العربية المتحدة ( CNN) -- رغم إعلان القس تيري جونز، راعي كنيسة "دوف وورلد أوتريتش" في "غاينسفيل" بولاية فلوريدا، إلغاء مخططه بحرق نسخ من القرآن في الذكرى التاسعة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، إلا أن ردود الفعل على طرحه اقتراح "حرق القرآن" مازالت مستمرة، وإن أخذت مسارات متعددة. ولكن رد فعل الشارع العربي جاء مختلفاً عما حدث إبان نشر الرسوم المسيئة للرسول محمد، حيث خيم هذه المرة الهدوء عليه، بعكس ما حدث في باكستان وأفغانستان وإندونيسيا، وهي الدول التي لربما تعتبر الوحيدة التي تحرك فيها الشارع المسلم ضد هذه المحاولة. فعندما كشف عن نشر رسوم كاريكاتورية تسيء للنبي محمد، اجتاحت التظاهرات العديد من عواصم الدول الإسلامية والعربية، بلغت حد محاولات الاعتداء على سفارات الدنمارك والسويد، كما حدث في العاصمة السورية دمشق واللبنانية بيروت. وهذه المرة بدا وكأن الشارع العربي فضل الصمت أمام إعلان القس تيري جونز، والاستعاضة عن التعبير عن رأيه وغضبه إلكترونيا، وخصوصاً على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، وبعض المدونات على الشبكة العالمية. فسرعان ما انتشرت على الموقع العشرات من الصفحات المعارضة لحملة القس، الذي يرعى كنيسة لا يزيد عدد الأعضاء فيها عن الخمسين، ومنها جاء بعنوان "ضد حرق القرآن الكريم" وهي صفحة لا تضم عدداً كبيراً من الأعضاء. وأخرى حملت عنوان: "لنجمع مليون شخص ضد حرق القران الكريم يوم 11 سبتمبر"، والتي تضم قرابة 15 ألف عضو.وعلى صفحة أخرى تضم قرابة 23 ألف عضو، وربما تكون الأكبر بينهم، حملت عنوانا باللغتين العربية والإنجليزية هو: "سنحرقكم إذا حرق قرآننا We'll burn the world down if you burn our holy coran" وبالطبع نجد في الصفحة العديد من التصريحات العنيفة والسلمية ضد الراعي، تيري جوننز، حيث استهان بعضها بالعملية كلها، مشيرين إلى أن "حرق القرآن لن يلغيه لأنه محفوظ بالصدور والقلوب"، والبعض الآخر اتهم القس بأنه يحاول الحصول على الشهرة. كذلك تحتوي الصفحة على صلات لصفحات أخرى مماثلة، منها صفحة بعنوان: "كل العالم بيقول لا لحرق القرآن الكريم all the world not to burn the Koran" ولا تضم هذه الصفحة سوى 740 عضوا. على أن الصفحات الخاصة بالمدونيين العرب خلت تقريباً سوى من الأنباء ذات العلاقة، وهي في مجملها كانت نادرة. أما المواقع الإخبارية العربية غير الرسمية، فقد تطرقت إلى الخبر، ومن بينها موقع تناول تظاهرة مسيحية ضد حرق القرآن في مصر، وجاء فيها:"أقباط مصر يتظاهرون ضد حرق القرآن في أمريكا! "، وهو خبر منقول عن موقع "أخبار مصر"، وجاء فيه:"قام مجموعة من النشطاء المسيحيين بعمل وقفة احتجاجية اليوم أمام دار القضاء العالي تندد بالدعوة التي دعاها القس جونز لحرق القرآن يوم 11 سبتمبر المقبل .. وقال المحامي نجيب جبرائيل إن هذه الدعوة جريمة كبيرة جدا وتنتهك كل الحقوق والمعاهدات الدولية التي تنص على احترام جميع الأديان والشرائع (الإنسانية)."وأضاف: "وعبر المتظاهرون أن هذه الدعوة مرفوضة تماما من المسيحيين المصريين .. وطالبوا أن تقف الأمم المتحدة والأزهر والكنيسة ضد هذا العمل الذين وصفوه بالعمل الإرهابي ضد المسلمين." (المصدر:) ونقل موقع "سبق" السعودي على الإنترنت خبراً بعنوان "لمواجهة 'المبشر الأحمق الذي لا يستحق الردود العاقلة' .. مسيحيات أمريكيات يتظاهرن بالحجاب احتجاجا على حرق القرآن"، وجاء فيه:" أعلنت ناشطة حقوقية مسيحية أمريكية، أنها قررت مع نساء منظمتها ارتداء الحجاب، احتجاجاً على حملة حرق القرآن، فيما يرتدي الرجال 'الكوفية' والخروج في مظاهرة بشوارع كاليفورنيا للاحتجاج على خطوة إحدى الكنائس المتطرفة بأمريكا."روابط ذات علاقة·
القس تيري جونز: لن نحرق القرآن "لا اليوم ولا بعدين"·
إنتربول يحذر من هجمات .. وطالبان تتوعد المسيحيين ·
قس أمريكي يهدد بتجديد دعوة أنصاره لإحراق القرآن·
"تعلم .. لا تحرق" مبادرة للرد على دعوة "إحراق القرآن"
الأحد: 3 شوّال 1431هـ - الموافق: 12 أيلول 2010م
ـ[نعيمان]ــــــــ[12 Sep 2010, 05:17 ص]ـ
وهذا يدفعنا إلى أن نعاود قراءة كتيّب لا يستغني عنه المسلم في معرفة أعدائه بلا التواء وهو كتاب جلال العالم:
قادة الغرب يقولون: دمّروا الإسلام أبيدوا أهله.
وهو ملفّ مرفق لمن ليس عنده.
الأحد: 3 شوّال 1431هـ - الموافق: 12 أيلول 2010م
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو تيماء]ــــــــ[12 Sep 2010, 06:05 ص]ـ
...
ـ[نور مشرق]ــــــــ[12 Sep 2010, 06:07 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هما يومان في العام فُرِض فيهما الفرح، وحُرّم فيهما حتى الصوم! يومان فحسب!
ولكن كثيراً استكثروا تسلّل الفرح إلى القلب المسلم،
فراحوا يَشغبون على شعيرة السرور بالعيد ..
هم لا شأن لهم إلا استدعاء الجراح والهموم التي أطبقت على
صدر الأمة من قرون .. وكأننا إذا ما وشّحنا العيد بوشاحٍ أسودٍ حزين؛ سننجح في حلِّ مشكلاتنا وأوجاعنا!
هل وُلدت أمتنا في رحِم الجراح؟! أم هل تراها غرقتْ في بحار من دموع؟!
لقد كان من عظمة الرسول القدوة أنه كان يعطي كلَّ لحظة من الحياة حقها
(هذا عيدنا) فلنُخلص الفرحَ فيه لله، حتى لا تكدّره شائبة من همّ أوحزَن .. كل عيد وأنتم بخير
هيهات أن تُمحى الهزائم إلا بالعزائم ..
كل عام وانتم بخير تقبل الله منا ومنكم الطاعاات
جزاك الله خيرًا على المشاركة القيمة و نفع بك
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[12 Sep 2010, 06:43 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هما يومان في العام فُرِض فيهما الفرح، وحُرّم فيهما حتى الصوم! يومان فحسب!
ولكن كثيراً استكثروا تسلّل الفرح إلى القلب المسلم،
فراحوا يَشغبون على شعيرة السرور بالعيد ..
هم لا شأن لهم إلا استدعاء الجراح والهموم التي أطبقت على
صدر الأمة من قرون .. وكأننا إذا ما وشّحنا العيد بوشاحٍ أسودٍ حزين؛ سننجح في حلِّ مشكلاتنا وأوجاعنا!
هل وُلدت أمتنا في رحِم الجراح؟! أم هل تراها غرقتْ في بحار من دموع؟!
لقد كان من عظمة الرسول القدوة أنه كان يعطي كلَّ لحظة من الحياة حقها
(هذا عيدنا) فلنُخلص الفرحَ فيه لله، حتى لا تكدّره شائبة من همّ أوحزَن .. كل عيد وأنتم بخير
هيهات أن تُمحى الهزائم إلا بالعزائم ..
كل عام وانتم بخير تقبل الله منا ومنكم الطاعاات
جزاك الله خيرًا على المشاركة القيمة و نفع بك
جزاك الله خيرا على هذه الكلمات الخارجة من صميم القلب اختي نور.وأبعد الله عنك الحزن والهم والكدر. ونسأل الله تعالى ان يدخل الفرحة في قلوب المؤمنين بإعادة الاقصى الحزين لحظيرة المسلمين
ـ[الطبيبة أم عبدالله]ــــــــ[12 Sep 2010, 09:14 ص]ـ
للأسف أ. نعيمان اطلعت على بعض صفحات الفيس بوك التي تعترض على حرق القران و لم أجد بها سوى عبارات واهية قليلة و أخرى كثيرة مسيئة من أعداء الله وهم أكثر المشاركين وعجبت وقتها كل العجب ظننت أضعف الايمان سيقوم به ولو ربع المسلمين و لكن وجدت مايزيد طعم الألم مرارة!!!!!!!
ـ[أبو عمرو]ــــــــ[13 Sep 2010, 01:05 ص]ـ
(ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين)
(فلا تذهب نفسك عليهم حسرات)
(فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا)
(لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين)
(واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون)
(أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)
(أفتطمعون أن يؤمنوا لكم)
لن يؤمنوا وسيبقوا على عداوتهم واستهزائهم ومكرهم وحسدهم وحشدهم كل ما يستطيعون ليصدوا عن سبيل الله. هكذا كانوا والرسول صلى الله عليه وسلم قائم بينهم وهم يعلمون (يقينا) أنه صادق. ولا زالوا يتربصون الدوائر.
وعلينا أن نبقى على إيماننا وهذا أعظم وأهم رد لهم وعليهم
ويبذل كل منا ما استطاع ومما أعطاه الله (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى)
إن فعلة هذا القس هي فعلة صبيانية بإجماع العقلاء وأنصاف العقلاء ولا يرتضيها أحد لا في الشرق ولا في الغرب. فهذه ليست دعوة الى دين آخر وهو وغيره يعلمون انها لا تصلح دعوة الى ان يتخلى الناس عن دين الاسلام. فكل ما يفعله هؤلاء هو التعبير عن مدى غيظهم وكرههم للاسلام ونقول لهم (قل موتوا بغيظكم). ثم هم يريدون أن يشعروا المسلمين بالاهانة ردا على ما يجدوه هم في نفوسهم من خزي وخيبة أمام هذا الدين العظيم وأنهم مفلسون أمام تعاليمه وهداياته، فعلى المسلمين ألا يشعروا بذلك وإن كان يحق لهم الغضب لله. ولولا ما يرونه من انتشار الاسلام لما أشغلهم وأرقهم.
ولا تعجبك -أخت أم عبد الله- احتشادهم وتعليقاتهم فهؤلاء خليط من نصارى ويهود وملاحدة وتائهين إمعات ينعقون بما لا يعلمون أعمتهم الشهوات وغرتهم الأماني وألفوا الظلام فأبصارهم لا تحتمل النور، وأحيانا -في ظني- عدم الانشغال معهم وعدم تهويل أمرهم يكون أحسن وأبلغ. وكثير منهم لا يعرف معنى الايمان ولا المقدس ولا جرب شيئا من ذلك في حياته سواء كان له دين أم لا.
أسأل الله أن يكتب الأجر لكل من تألم قلبه لما يرى ويسمع.
ـ[أبو تيماء]ــــــــ[13 Sep 2010, 07:31 ص]ـ
...
...
لن يؤمنوا وسيبقوا على عداوتهم واستهزائهم ...
...
ولا تعجبك -أخت أم عبد الله- احتشادهم وتعليقاتهم
فهؤلاء خليط من نصارى ويهود وملاحدة وتائهين إمعات ينعقون بما لا يعلمون
أعمتهم الشهوات وغرتهم الأماني وألفوا الظلام فأبصارهم لا تحتمل النور
وأحيانا -في ظني- عدم الانشغال معهم وعدم تهويل أمرهم يكون أحسن وأبلغ ...
...
.
(((ليس لك من الأمر شيء)))
.(/)
من سرق القرآن؟!
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[12 Sep 2010, 04:34 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وكل عام وانتم بخير وتقبل الله طاعتكم: مزق القرآن على يدي هالك اختار طريق الخسران، وبكى الناس لأجل ذلك، ولكني ما بكيت لهذا وإنما بكيت لحدث أصعب ومصاب أعظم، وذلك بأن القرآن سرق قبل أن يمزقه ذلك الآثم، نعم سرق! أما كيف سرق القرآن؟ ومن الذي سرقه؟! فهذا محور موضوعي الذي أطرحه في منتدى الانتصار للقرآن.
الحقيقة ان أشكال سرقة القرآن تنوعت وفقا للسارق وطريقته في السرقة، فالتجارة سرقت القرآن، وذلك لما صار التاجر لا يراقب اوامر القرآن (َيَا قَوْمِ أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ). ولما صار يحلف الكذب؟ ليتفق سلعته متجاهلا القرآن وهو يقول: وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون). ولم يعد للقرآن أثر في قلبه، ولو كان له أثر لكان في زمرة من ذكرهم القرآن فيمن يرفعون ذكر الله: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ {36} رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ {37} النور.
السارق الثاني: الأهواء والشهوات: وذلك لما تحكمت بنا، فعندئذ تركنا التحاكم لله ورسوله الذي أمرنا القرآن به، وصارت حالنا كما صورها القرآن الكريم: (وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ {48} وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ {49} أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ {50} إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {51} وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ {52} النور. وهكذا نجد القرآن يحدد هوية من آمن به وحافظ عليه من أن تسرقه الأهواء.
السارق الثالث: الأهل والأولاد: خشينا عليهم، ولأجل إنقاذهم خالفنا وصية القرآن: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً} النساء135. وهنا أيضا يبين القرآن أنه لا يجب أن يحجب الحق بسحب العاطفة للأهل والأولاد، بل يجب أن يستمر ساطعا ليعيش الناس بعدل حقيقي.
أنا أعني بعبارة (سرقة القرآن) بعد هذه النماذج، أعني ترك العمل بأحكامه، وفقدان تأثيره في حركة حياتنا، إن القرآن الموجود اليوم، ورق يقرأ، ولكن القرآن عند سلفنا من الصحابة والتابعين، واقع يطبق: ففي مستدرك الحاكم بسنده عن شريك عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن عن عبد الله رضي الله عنه قال: كنا إذا تعلمنا من النبي صل1عشر آيات من القرآن لم نتعلم من العشر الذي نزلت بعدها حتى نعلم ما فيه قيل لشريك من العمل؟ قال: نعم. فذلك الكتاب العزيز الذي لما تليت منه (طه) على عمر بن الخطابرض1 أسلم، وسمعه الوليد بن المغيرة فقال: والله إن لقوله الذي يقول حلاوة و أن عليه لطلاوة و أنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله و أنه ليعلو و ما يعلى و إنه ليحطم فاتحته. إنه القرآن الذي سالت من خشية دموع العابدين، وبددت أنواره ظلم الطغاة والمشركين، وزلزلت أحكامه عروش الجبابرة والمتكبرين، وانتصف به المظلوم من الظالمين.
واليوم نبكي على نسخة من القرآن يمزقها نذل يظن نفسه انتصر وانهى من الوجود صوت الحق الذي أصم آذان الباطل من قوة صوته، وثباته حججه، وتغافلنا عن النظر لمسلم مزق سلطان القرآ في قلبه، نعم لقد سمعت الرجل الذي قال له صاحبه وهو يقرأ القرآن: يا هذا إنك تتلو القرآن الذي يأمرك برد الحقوق لأصحابها فأعطني حقي، فقال له: لا علاقة للقرآن بهذا (كل شيء لحال).
لقد جاء رمضان ليعيد لنا القرآن من أيدي سارقيه، فتراك تسمع العذب من الأصوات التي تغنت بالقرآن، ورأيت الأيادي المنفقة بسبب قرآن رمضان، وأخرجت الزكاة بسبب قرآن رمضان، وغيرها من أعمال الخير، وها قد مضى رمضان، فمن يعيد لنا القرآن بعد يا رمضان؟
خلاصة الموضوع: لا تبكي أن مزقت نسخة من القرآن، ولكن ابكي أن سرق القرآن.
لا تسأل كيف ومن مزق القرآن، ولكن اسأل كيق ومن سرق القرآن.
الله انصر كتابك، وأعد هبته لقلوبنا أجمعين و صلى الله على نبينا المبعوث بالقرآن رحمة للعالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هاني درغام]ــــــــ[12 Sep 2010, 06:25 ص]ـ
صدقت والله أخي الفاضل
جزاكم الله خيرا كثيرا
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[15 Sep 2010, 11:43 م]ـ
شكرا للأخ هاني درغام على مشاركته وتكرمه بمطالعة موضوعي هذا، وقد كنت آمل ان اجد ردودا أو مشاركات تدعم او تصحح هذا الموقف ولكن لم اجد سوى مشاركتك الطيبة فجزيت خيرا، وكذلك عبارة أن الأخوان محمد فال ونعيمان قد شكروا مشاركتي هذه ولا اعرف أين أجد رسائل شكرهم تلك، فكثيرا ما أجد هذه العبارة (العضاء .... شكروا ... على مشاركته القيمة) ولكني لا أجد كلامهم ولا اعرف أين، ومع هذا جزاهم الله خير
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[16 Sep 2010, 12:11 ص]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك أخ توفيق وزادك حرصا .. أسأل الله أن يردنا ردا جميلا .. وأن نكون قرانا يمشي على الأرض ..
أما شكر الأعضاء،هي عبارة عن أيقونة أسفل المشاركة،يشكر بها العضو على مشاركته القيمة،فقط تضغط على الأيقونة فيظهر الشكر وهي هنا كما في الصورة، بارك الله فيك وجزاك خيرا.
http://www.tafsir.net/vb/styletafsir/buttons/quote.gif (http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&p=119440) http://www.tafsir.net/vb/styletafsir/buttons/multiquote_off.gif (http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&p=119440) http://www.tafsir.net/vb/styletafsir/buttons/quickreply.gif (http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&p=119440) http://www.tafsir.net/vb/styletafsir/buttons/post_thanks.gif (http://www.tafsir.net/vb/post_thanks.php?do=post_thanks_add&p=119440&securitytoken=1284584842-58d5083e2e0f08878547c2f3b4785efdffe902fd)(/)
مشروع (الاستشراق الفرنسي والدراسات القرآنية)
ـ[مازن مطبقاني]ــــــــ[12 Sep 2010, 10:51 ص]ـ
كل عام والجميع بخير، تقبل الله الطاعات وغفر التقصير والزلات.
راسلني أخ كريم من المغرب يعرض المشاركة في مشروع عن الدراسات القرآنية الفرنسية، وكنت قد اقترحت عليهم المشاركة في مشروع أكبر عن الدراسات الاستشراقية. وأعرض عليكم هنا مشروعهم ثم في مقالة أخرى مشروعي آملاً من يجد لديه القدرة على المشاركة والدعم أن يكتب لصاحب المشروع على عنوانه المرفق.
وإليكم المشروع:
بسم الله الرحمن الرحيم
* خطة أولية لمشروع بحث مقترح *
في موضوع:
"الاستشراق الفرنسي والدراسات القرآنية"
عبد الرزاق هرماس
كلية الآداب والدراسات الإنسانية، شعبة الدراسات الإسلامية –جامعة ابن زهر أكادير بالمغرب
مبحث تمهيدي: المستشرقون الفرنسيون وتطور اهتمامهم بالقرآن
أولا: الأطوار الرئيسة التي مر منها الاستشراق الفرنسي
1. طور الانطلاق أواخر القرن الثامن عشر الميلادي.
2. طور الازدهار مع مطلع القرن العشرين.
3. طور الانكماش (مع ظهور الاستشراق الصحافي).
ثانيا: الحركة الاستشراقية الفرنسية ومجالات اهتمامها
1. غلبة الدراسات التاريخية والحضارية.
2. بروز الدراسات المهتمة بالقرآن والسيرة والفرق.
3. ضعف وندرة الاهتمام بالحديث وأصول الدين وأصول الفقه.
الباب الأول: مجالات اهتمام المستشرقين الفرنسيين المشتغلين بالقرآن
الفصل الأول: الدراسات المهتمة بالمصحف الشريف:
المبحث الأول: مخطوطات القرآن
المبحث الثاني: جمع المصحف وتدوينه
المبحث الثالث: ترتيب السور والآيات.
المبحث الرابع: طبع المصحف.
المبحث الخامس: فهرسة ألفاظه.
الفصل الثاني: الدراسات المتعلقة بالقرآن:
المبحث الأول: ظاهرة الوحي.
المبحث الثاني: القراءات القرآنية.
المبحث الثالث: لغة القرآن.
المبحث الرابع: ترجمة القرآن.
المبحث الخامس: صلة القرآن بالأدب العربي.
الفصل الثالث: الدراسات المتعلقة بالتفسير:
المبحث الأول: تاريخ التفسير.
المبحث الثاني: مناهج التفسير.
المبحث الثالث: مصادر التفسير.
المبحث الرابع: ترجمة كتب التفسير و استخراجها.
المبحث الخامس: علاقة التفسير بحياة المسلمين
الباب الثاني: الدراسات القرآنية بفرنسا: أعلامها و وسائلها
الفصل الأول: مشاهير المستشرقين الذين اشتغلوا بالدراسات القرآنية:
الطبقة الأولى: كاراديفو + كليمان هوار ...
الطبقة الثانية: بلاشير + جاك بيرك ...
الطبقة الثالثة: جيليو + ديروش ...
الفصل الثاني: وسائل عمل المستشرقين الفرنسيين المهتمين بهذه الدراسات:
المبحث الأول: الإسهام في إعداد و تحرير مواد مختلف الموسوعات الغربية.
المبحث الثاني: تنظيم المؤتمرات و الندوات المتخصصة و المشاركة فيها.
المبحث الثالث: تأليف الكتب و نشر الدراسات.
المبحث الرابع: تتبع البحوث و الكتب الجديدة و التعريف بها.
المبحث الخامس: الاستفادة من المنح الخاصة بالبحث في مجال العلوم الإنسانية.
الفصل الثالث: المؤسسات التي احتضنت المستشرقين الفرنسيين في هذا المجال:
المبحث الأول: معاهد و أقسام الدراسات الشرقية بفرنسا:
المطلب الأول: في جامعات باريس.
المطلب الثاني: في جامعات الأقاليم.
المبحث الثاني: مراكز البحوث و الدراسات:
المطلب الأول: المركز الوطني للبحث العلمي في باريس.
المطلب الثاني: مراكز البحث في الأقاليم.
المطلب الثالث: مراكز البحث خارج فرنسا.
المبحث الثالث: خزائن الكتب و المخطوطات:
المطلب الأول: المكتبة الوطنية.
المطلب الثاني: خزانات الكتب في الجامعات و الجمعيات الاستشراقية.
مقترحات بخصوص الدراسة:
ü المحددات العامة للدراسة: الدراسات القرآنية عند المستشرقين الحاملين للجنسية الفرنسية سواء أكانوا يكتبون بلغتهم أم بغيرها.
ü طريقة العمل: - الاتفاق على خطة مشروع الدراسة.
- الاتجاه لجمع المادة العلمية من مظانها.
- الاتفاق على طريقة التحرير و المراجعة.
ü الخطوات التي تم البدء بها: تم جمع الدراسات التي كتبها المستشرقون الفرنسيون في مجال التأريخ لأنشطتهم حديثا.
البدء في جمع رصيد من الكتابات المتعلقة بالموضوع باللغتين الفرنسية و العربية.
حصر وتوثيق عدد من فهارس الأدبيات الاستشراقية الفرنسية
ü الخطوات التي يؤمل تحقيقها: - تحديد فريق بحث (أربعة باحثين مثلا لهم اهتمام بالموضوع).
- تقديم المشروع إلى جهة أكاديمية أو جامعية أو مؤسسة للبحث قصد الاعتماد و تخويل الدعم لاستكمال جمع المادة في مصادرها أو الاطلاع عليها أو استنساخها.
- إعتمادات النشر.
ـ[عبدالعزيز الضامر]ــــــــ[28 Sep 2010, 12:37 م]ـ
مشروع رائع, أسأل الله لكم التوفيق(/)
اقتراح إنشاء الجمعية العربية الإسلامية للدراسات الأوروبية والأمريكية
ـ[مازن مطبقاني]ــــــــ[12 Sep 2010, 10:58 ص]ـ
انطلقت فكرة إنشاء الجمعيات العلمية في الجامعات السعودية منذ عدة سنوات لتجمع العلماء والباحثين والمتخصصين في مجال من المجالات تحت مظلة هيئة علمية بهدف التعارف بين الباحثين في مجال علمي معين، ولتنمية قدراتهم ومهاراتهم.
ونظراً لمكانة ملتقى أهل التفسير ولأن الملتقى يجمع علماء من أنحاء العالم الإسلامي كافة فإنني رأيت أن أتقدم باقتراح أن يتبنى الملتقى هذه الفكرة على أن لا تكون فقط جمعية سعودية ولكن جمعية عربية إسلامية تربط المتخصصين كافة في دراسة تلك البلاد، على أمل أن يكون لدينا روابط للدراسات الأسيوية والأفريقية وغيرها.
وتأتي أهمية إنشاء مثل هذه الجمعية في الوقت الحاضر أن الدراسات الأوروبية والأمريكية لم تنل حظها بعد من الاهتمام والدراسة، وإن كان لدينا بعض المتخصصين في دراسة اللغات الأجنبية وبعض المتخصصين في تاريخ أوروبا وأمريكا وفي الدراسات الاقتصادية التي تطغى عليها في الوقت الحاضر النظرات الاقتصادية الغربية. ولكن ليس لدينا متخصصون في دراسة النظم السياسية والاجتماعية الأوروبية والأمريكية.
وقد أنشأت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية قبل أكثر من عشرين سنة قسم الاستشراق وهو متخصص بدراسة جانب من الفكر الأوروبي والأمريكي فيما يخص كتاباتهم حول الإسلام، ويدرس الطالب فيما يدرس بعضاً من جوانب الحضارة الغربية للتعرف على الخلفيات الثقافية والدينية للغرب.
وقد تعرضت بلادنا بخاصة والإسلام بعامة إلى هجمات شرسة من الغرب وبخاصة من الإعلام الأمريكي فلذلك يمكن البدء في دراسة العلاقة بين العالم الإسلامي والغرب بشقيه الأوروبي والأمريكي من خلال تكوين هذه الجمعية التي تجمع الدارسين في شتى المجالات التي تخص الغرب ليكون بمنزلة مجموعة التفكير ( Think Tank) للمساعدة في وضع الخطط البعيدة المدى للعلاقات بين المملكة والإسلام بعامة مع أوروبا وأمريكا.
ولا بد أن نشير إلى أن أوروبا وأمريكا قد سبقتنا بقرون في مجال دراسات العالم الإسلامي تحت مسمى الاستشراق قديما- بعض الدول الأوروبية ما تزال تحتفظ بالاسم- وتحت مسمى دراسات الشرق الأوسط، فمن الأمثلة على هذه الجمعيات والمؤسسات (رابطة دراسات الشرق الأوسط بأمريكا الشمالية) و (جمعية دراسات الشرق الأوسط البريطانية) و (اللجنة الكندية لدراسات الشرق الأوسط) و (جمعية دراسات الشرق الأوسط الإيطالية) وغيرها.
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[12 Sep 2010, 12:59 م]ـ
فكرة جديرة بالتأمل والتطبيق، ورائع أن توضع الخطة العلمية العملية المتقنة لتطبيقها على أرض الواقع لتؤتي أكلها بخير حال ومآل.
شكراً للدكتور مازن.
ـ[مازن مطبقاني]ــــــــ[12 Sep 2010, 02:28 م]ـ
أخي الكريم الأستاذ حاتم حفظه الله
سلام الله عليك ورحمته وبركاته
أما الخطوات العملية فوالله لا أحسن مثل هذا التخطيط ولكن لو ساعدني أحد في أن نكتب دعوة عبر هذا الملتقى الكريم لكل من يأنس في نفسه الرغبة في متابعة الدراسات الأوروبية والأمريكية أن يكاتب شخصاً يكون بمثابة الأمين العام المؤقت للجمعية ريثما يصبح لنا نصاب ونقرر بعد ذلك الخطوات العملية.
أما استئذانك بنقل الموضوع فشكراً لكم على لطفكم، وما أنا بالذي يعترض فلست خبيراً في تفاصيل أقسام المنتدى فحيثما تضعون الموضوع فأنتم أدرى ولكم مني القبول والرضى والمحبة.(/)
(تفسير آيات تأولها اللبيراليون)
ـ[الجنوبي]ــــــــ[13 Sep 2010, 09:46 م]ـ
(تفسير آيات تأولها اللبيراليون)
سلسلة محاضرات كل إثنين بعد العشاء بإذن الله اعتبارا من تاريخ25/ 10 في جامع الملك خالد يلقيها الشيخ عبدالعزيز ين مرزوق الطريفي
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[14 Sep 2010, 08:07 ص]ـ
بالتوفيق إن شاء الله تعالى.
ـ[الجنوبي]ــــــــ[14 Sep 2010, 08:23 ص]ـ
حياكم الله و بارك فيكم
ـ[الجنوبي]ــــــــ[04 Oct 2010, 05:06 ص]ـ
http://sub3.rofof.com/img4/010jgmot3.gif
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[04 Oct 2010, 02:41 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا الإعلان، وأسأل الله التوفيق للشيخ عبدالعزيز الطريفي.
ـ[محمود البعداني]ــــــــ[08 Oct 2010, 10:25 م]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك في جهودكم
وقد انتهى الدرس الأول حسب الإعلان فهل يفيدنا أحد الأخوة حول الآيات التي تكلم الشيخ في تفسيرها؟ وهل هناك رابط لتحميل درس الشيخ؟
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[24 Nov 2010, 01:25 ص]ـ
هنا المادة للتحميل:
حمّل سلسلة دروس (تفسير آيات تأولها الليبراليون) للشيخ عبدالعزيز الطريفي ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=23416)
ـ[الجنوبي]ــــــــ[24 Nov 2010, 07:33 م]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك في جهودكم
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[26 Dec 2010, 08:16 م]ـ
سوف يبدأ عرض الدرس الأول من سلسلة تفسير آيات تأولها الليبراليون التي ألقاها فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن مرزوق الطريفي
يوم الثلاثاء 22 محرم 1432هـ
الساعة 9:30 مساء
على قناة روائع
الإعادة:
الخميس 00:30
الجمعة 13:30(/)
تجربة المقرأة القرآنية الثانية في تحفيظ القرآن الكريم
ـ[الجنوبي]ــــــــ[14 Sep 2010, 07:16 ص]ـ
السلام عليكم
http://www.almaqraa.com/almaqraa.pdf
ـ[أبو تيماء]ــــــــ[14 Sep 2010, 08:35 ص]ـ
أراك لا تنفك تبرز برّاق الثنايا
بمناسبة وبدون مناسبة ..
والله إذا ما تتوب لأعلمن المشرف العام عليك
ولأرفعن تقريراً لم أسبق إليه ..
ـ[الجنوبي]ــــــــ[14 Sep 2010, 08:40 ص]ـ
حياك الله أيها المبارك
http://www.alshref.com/vb/images/smilies/biggrin.gifhttp://www.alshref.com/vb/images/smilies/biggrin.gifhttp://www.alshref.com/vb/images/smilies/biggrin.gifhttp://www.alshref.com/vb/images/smilies/biggrin.gifhttp://www.alshref.com/vb/images/smilies/biggrin.gifhttp://www.alshref.com/vb/images/smilies/biggrin.gif(/)
نقض مطاعن في القرآن الكريم تفنيد ماألقاه المدعو طه حسين
ـ[شعاع]ــــــــ[14 Sep 2010, 08:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسم الكتاب: نقض مطاعن في القرآن الكريم .... تفنيد ماألقاه المدعو طه حسين
المؤلف: الوكيل محمد أحمد عرفة
للتحميل ( http://www.archive.org/download/moh001-100/0060.pdf)
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[15 Sep 2010, 09:06 ص]ـ
جزاكم الله خيراً.(/)
هل قرأت القرآن يا تيري؟ قال لا ولكني أريد حرقه؟!
ـ[طارق منينة]ــــــــ[14 Sep 2010, 08:46 م]ـ
إرسال طباعة تعليق حفظ
هل قرأت القرآن يا تيري؟ قال لا ولكني أريد حرقه؟!
طارق منينة
الثلاثاء 05 شوال 1431 الموافق 14 سبتمبر 2010
موقع رسالة الاسلام
سُئل القس الأمريكي الذي رتب لحرق القرآن في 11 سبتمبر، "تيري جونز"، راعي كنيسة "دوف وورلد أوتريتش" في "غاينسفيل" بولاية فلوريدا، هل قرأت القرآن؟ قال لا .. لكني أريد حرقه!!!
هل قرأت قول القرآن وقاعدته العادلة أنه لا يحمل أحد ذنب أحد؟ ولا يُعاقب أحدا بإجرام أحد {ولاتزر وازرة وزر أخرى} و قوله "أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى. وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى. وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى" قال لا ولكني أريد حرقه!
هل قرأت قول الله عز وجل "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِين" عن سبب رسالة الٍاسلام وهي الرحمة التي أهدت للبشرية حضارة في الدين والتسامح والعلم وإنقاذ الأمم والمستضعفين ... رحمة صنعت مدنا نظيفة، أيام عز الإسلام، ومعامل ومختبرات عظيمة ومكتبات في أحياء عريقة -خصوصا في أوروبا- في قرطبة وغرناطة وصقلية وبغداد .. الخ، رحمة بالخلق. قال لا ولكني أريد حرقه!
هل قرأت قول القرآن "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" قال لا ولكني أريد حرقه!
وهل قرأت قوله تعالى "وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ" ذكر يُنشئ علوما ويكشف آفاقا ويصنع أخلاقا ورجالا ونساء، وينقذ مجتمعات من الهلاك، وعوالم من الخرافات؟ قال لا ولكني أريد حرقه!
وهل قرأت قول القرآن العظيم في التساوي أو المساواة في الخَلق والإنسانية بين الرجل والمرأة والغاء العنصرية بين الشعوب وتقرير المساواة الإنسانية ما يلغي نظريات التفوق العنصري لما قبل وبعد الإسلام، ولما قبل العصور الوسطى الأوروبية المظلمة وما بعدها إلى يوم الناس هذا "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" قال لا ولكني أريد حرقه!
هل قرأت قول القرآن عن إلغاء الفروق العنصرية المزيفة، ومنها افتراءات فلسفات أرسطو ومن شابهه، فلسفات (إلغاء) المساواة الإنسانية للمرأة بالرجل؟
"مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"، بعد نزول الآية بقرون كانت أوروبا ما تزال تجادل في أمر المرأة أهي روح أم روح شرير أم لها كيان! ما أدى بكثير من النساء لا إلى الحياة الطيبة وإنما إلى "الحرق" بحجة أنهن ساحرات أو لا أرواح لهن!! .. الخ .. قال لا ولكني أريد حرقه!
هل قرأت قول القرآن عن حقيقة البعض من البعض! "إني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض" وقوله "ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا" قال لا ولكني أريد حرقه!
لقد حمل القرآن حملة شديدة على عرب الجاهلية، وأنقذ الأنثى من بين أنيابهم الوثنية والدهرية، ومن بين ركام مدافن الموتى التي قال عنها "وإذا الموؤودة سئلت بأي ذنب قُتلت"، وذلك بعد أن فضح موقفهم الجاهل تجاه المولودة البريئة فقال أيضا "وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ. وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ. يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ" قال لا ولكني أريد حرق القرآن!
(يُتْبَعُ)
(/)
وهل قرأت قول القرآن "وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ" وهو نص يدين حضارات ووثنيات وعلمانيات ودهريات ونظريات! قال لا ولكني أريد حرقه!
هل قرأت في القرآن نص تحرير المرأة من بين أنياب الاستغلال الجنسي والجشع المادي والإكراه الاجتماعي الملفوف في صور الحريات الزائفة، الساري المفعول اليوم وبجوار مسجد قرطبة النيويوركي، وفي كل أحياء أوروبا وفي صالوناتها الداعرة، وإعلانات صحفها الفارهة، التي تُطلب فيها النساء بالأجر! "ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم" قال لا ولكني أريد حرقه!
وهل قرأت قول القرآن الذي أنشأ التسامح الإسلامي الذي أشاد به العلماء من كل الأمم "لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ. إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ" قال لا ولكني أريد حرقه!
هل قرأت الدعوة الى العفو في القرآن "خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين" قال لا ولكني أريد حرقه!
وهل قرأت قول القرآن "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون"َ قال لا ولكني أريد حرقه!
وهل قرأت قول القرآن" لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا " وينطبق هذا القول على ابن لادن وجماعته وعليك وكنيستك! بل على كل أحد أيا كان ومَن كان، قال لا ولكني أريد حرقه!
وهل قرأت قول القرآن "قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ" قال لا ولكني أريد حرقه!
وهل قرأت قول القرآن "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ" قال لا ولكني أريد حرقه!
وهل قرأت قول القرآن "قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" قال لا ولكني أريد حرقه!
وهل قرأت قول القرآن"وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ. وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ. وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ. وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ. وَمِنْ آَيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ. وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ. وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ. وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" قال لا ولكني أريد حرقه!
(يُتْبَعُ)
(/)
وهل قرأت قول القرآن" سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ. وَآَيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُون. وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ. وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ. لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ" قال لا ولكني أريد حرقه!
وهل قرأت قول القرآن" هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ. هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ. أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ. الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ "قال لا ولكني أريد حرقه!
وهل قرأت قول القرآن "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ. ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ. ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِين" قال لا ولكني أريد حرقه!
وهل قرأت قول القرآن "اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" قال لا ولكني أريد حرقه!
وهل قرأت قول القرآن "وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ" قال لا ولكني أريد حرقه!
هل قرأت قول القرآن وحكمته وعلمه في الأفراد والشخصيات "قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا" قال لا ولكني أريد حرقه!
وهل قرأت قول القرآن "ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون" وفيه "وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ" قال لا ولذلك أريد حرقه!
وهل قرأت قول القرآن "مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظ" قال لا ولذلك أريد حرقه!
وهل قرأت قول القرآن "خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِين" قال لا ولكني أريد حرقه!
وهل قرأت قول القرآن "َأوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِين" قال لا ولكني أريد حرقه!
وهل قرأت قول القرآن "إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون" قال لا ولكني أريد حرقه!
(يُتْبَعُ)
(/)
وهل قرأت قول القرآن "قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ" قال لا أنظر ولكني أريد حرقه!
وقوله "وَكَأَيِّنْ مِنْ آَيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ" قال لا ولكني أريد حرقه!
وقوله "وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ" قال لا ولكني أريد حرقه! أو قوله "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ" قال لا ولكني أريد حرقه!
وهل قرأت قول القرآن "ألَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ" قال لا ولكني أريد حرقه!
وهل قرأت قول القرآن "وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ" قال لا ولكني أريد حرقه!
وهل قرأت قول القرآن "وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُون" قال لا ولكني أريد حرقه!
وهل قرأت قول القرآن "يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ. أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ. أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ" قال لا ولكني أريد حرقه!
وهل قرأت قول القرآن "وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا. فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا. فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا. فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا. إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ. وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ. وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ. إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ. يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ. قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ" قال لا ولكني أريد حرقه!
وهل قرأت قول القرآن "أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ. أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَا يُوقِنُونَ. أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ. أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ. أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ. أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ. أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ. أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُون" قال لا ولكني أريد حرقه! وهل قرأت قوله تعالى بأن افتراءات المفترين على النبي هي قديمة قدم الكفر والافتراء والكذب، وهو ما كان في العصور الوسطى المظلمة لأوروبا؟ "بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ" قال لا ولكني أريد حرقه!
(يُتْبَعُ)
(/)
وهل قرأت قول القرآن "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" قال لا ولكني أريد حرقه! وهل قرأت قول القرآن " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ" قال لا ولكني أريد حرقه!
وهل قرأت قول القرآن "وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ. وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ. وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ. وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ. فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ" قال لا ولكني أريد حرقه!
وهل قرأت قول القرآن "نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ. أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ. أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ. نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ. عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ. وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ. أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ. أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ. لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ. إِنَّا لَمُغْرَمُونَ. بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ. أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ. أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ. لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ. أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ. أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ. نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ. فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ. فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ. وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ. إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيم. فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ. لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ. تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ. أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ. وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ" قال لا ولكني أريد حرقه!
وهل قرأت قول القرآن "وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ" قال لا ولكني أريد حرقه!
وهل قرأت قول القرآن "أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ" قال لا ولكني أريد حرقه!
وهل قرأت قول القرآن "أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" قال لا ولكني أريد حرقه!
وهل قرأت حكم الله الذي نراه في اختلاف الأكاذيب وتضاربها وهي تواجه النبوة والرسالة والوحي والقرآن "بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ" قال لا ولكني أريد حرقه!
وهل قرأت قول القرآن "وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ. فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ" قال لا ولكني أريد حرقه!
وهل قرأت قول القرآن "وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ" قال لا ولكني أريد حرقه!
(يُتْبَعُ)
(/)
وهل قرأت قول القرآن "وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ. ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ"ط
وهل قرأت قول القرآن "وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ" قال لا ولكني أريد حرقه!
وهل قرأت قول القرآن "الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآَنَ عِضِينَ. فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ. عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ. فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ. إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ" قال لا ولكني أريد حرقه!
وهل قرأت قول القرآن "قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ" قال لا ولكني أريد حرقه!
وهل قرأت قول القرآن "لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ" قال لا ولكني أريد حرقه!
وهل قرأت قول القرآن "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا" قال لا ولكني أريد حرقه!
وهل قرأت قول القرآن "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ" قال لا ولكني أريد حرقه!
وهل قرأت قول القرآن "قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ. قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ" قال لا ولكني أريد حرقه!
وهل قرأت قول القرآن "وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30) وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (31) وَمِنْ آَيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ (32) إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (33) أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ (34) وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِنَا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيص" قال لا ولكني أريد حرقه!
وهل قرأت قول القرآن "ِإنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (20) كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ" قال لا ولكني أريد حرقه!
وهل قرأت قول القرآن "يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ. هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ" قال لا ولكني أريد حرقه!
وهل قرأت قول القرآن "وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ" قال لا ولكني أريد حرقه!
وهل قرأت قول القرآن "فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ. وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ" قال لا ولكني أريد حرقه!
وهل قرأت قول القرآن "وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ. وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ. أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ. أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ" قال لا ولكني أريد حرقه!
(يُتْبَعُ)
(/)
وهل قرأت قول القرآن المنزل قبل مجيء فلاسفة النقد الغربي، مثل سبينوزا وفولتير وغيرهما "وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آَبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ" قال لا ولكني أريد حرقه!
وهل قرأت قول القرآن "يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ. هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ" قال لا ولكني أريد حرقه!
وهل قرأت قول القرآن عن الحقيقة التاريخية "وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آَمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ" قال لا ولكني أريد حرقه!
وهل قرأت قول القرآن "قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ. وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ. وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" قال لا لا لا ولكني أريد حرقه!
وهل قرأت قول القرآن "وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ. وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ. وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ" قال لا لا لا ولكني أريد حرقه!
لو حرق القسيس أو مزق الهولندي، البرلماني الخسيس، المصحف لتحقق رغم ذلك قول القرآن العظيم "وليتم نوره" وقوله "والله غالب على أمره" وقوله "ليظهره على الدين كله" وقوله "ليقضي الله أمرا كان مفعولا" وقوله "ليحق الحق ويبطل الباطل" "ويحق الله الحق بكلماته" "وعند الله مكرهم" وقوله "يريد الله أن يحق الحق بكلماته" وقوله "حتى جاء الحق وظهر أمر الله" وقوله "بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه" وقوله "يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم" وقوله "قل إن ربي يقذف بالحق علام الغيوب" وقوله "والله يقضي بالحق" وقوله "ليظهره على الدين كله"
(يُتْبَعُ)
(/)
ذلك: حكم الله، الذي قال "ولو كره الكافرون" "ولو كره المجرمون" "ولو كره المشركون" "وهم كارهون"
وهو مثل قوله تعالى الكاشف الحاكم بقوله "فأنى تصرفون" وقوله "وزهق الباطل" وقوله "فجعلناهم غثاء فبعدا للقوم الظالمين" وقوله "فإذا هو زاهق" وقوله "وما يبدئ الباطل وما يعيد" وقوله "فهم في أمر مريج" وقوله "وإن الظن لا يغني من الحق شيئا" إن من المدهش اللافت للنظر والتأمل أن الأغبياء والجهلاء يساهمون أيضا في تحقيق نبوءات القرآن من الوعد بانتشار الإسلام في "ما بلغ الليل والنهار"
فالعلماء والأتقياء بدعوة خالصة لله، والأغبياء والجهلاء بلفت النظر إلى ما حجبته كثافة الشهوات والإبعاد المنظم عن الله. وإن كانت طريقتهم فاحشة غليظة لكنها مُشيرة، وإن كانت حيلتهم منفرة لكنها مُلفتة .. لمصدر محجوب وغائب في عالم مسطول ومعيب وعائب!
ولولا المقاومة -المعيقة ظاهريا، والمؤخرة للحركة أفقيا ورأسيا، تلك التي واجهت أصحاب النبي لما انتشر الإسلام بالسرعة الفائقة المدهشة والانتشار المذهل الفائق الذي حدث به في التاريخ وأدهش جميع كتاب العالم من كل ملل الأرض ومذاهبها.
فالمقاومة والمواجهة صنعت صلابة وعراقة ويقينا في الإيمان، وجهل قريش -ومنه رمي النبي بالجنون والكهانة والشعر والافتراء وغير ذلك- فتح العقول على أصالة النبي في قريش وما كان من ثقتهم به وأمانته عندهم وخلقه فيهم وإصلاحه بينهم وخدمته للفقراء وغيرهم، فنفر الناس من الكذب، وإلى الأبد، لما علموه من خبرة لبث النبي فيهم وأمانته بينهم.
ولا يعدم عصرنا من صورة مما كان .. من مقاومة وتنبيه على الرسالة، والتنبيه يدفع للتحفيز والسؤال؟ ويؤدي إلى معرفة الحقيقة مهما قيل وقال! ولو أنها –أي الحقيقة- أحيانا تكون محاطة بأكاذيب في عالم يخلط بين الحقيقة والحداثة (حداثة البهتان)! لكن العصر أفقه واسع، والمعرفة فتحت الأذهان، واستخلاص الحقيقة سهل على من سهل الله عليه.
ولكن الأغبياء يدخلون جهنم وهم يدفعون الناس إلى الإسلام -والجنة- برميه بالهمجية والفتنة!، فينتبه الناس بتهييج الأغبياء إلى نور الإسلام وتنويره وحقه وحقيقته وتحقيقه، وعلمه وتعليمه، ووصفه وتوصيفه، وقيمته وتقييمه، ومدنيته وحضارته، وتفسيره وتأويله وهيمنته وتسديده.
فلله الحمد والمنة على أن هدانا للإٍسلام.
http://www.islammessage.com/articles.aspx?cid=1&acid=15&aid=18967(/)
وفاة الكاتب "الفرنسي" محمد أركون
ـ[أحمد بوعود]ــــــــ[15 Sep 2010, 04:49 ص]ـ
بعد 82 عاماً وعشرات المؤلفات العظيمة
عاجل: وفاة المفكر العربي الكبير محمد أركون في باريس بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان
وكالة أنباء الشعر - جاسم سلمان
انتقل إلى رحمة الله المفكر الجزائري محمد أركون في العاصمة الفرنيسة باريس مساء يوم الثلاثاء، وفي اتصال هاتفي مع زوجة الفقيد، أكدت أنه قد توفى عند الساعة التاسعة من مساء أمس، وأشارت بحزن كبير إلى أنه كان مريضاً بالسرطان، وعانى طويلاً من المرض.
ومحمد أركون باحث ومؤرخ ومفكر جزائري، ولد عام 1928 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1928) في بلدة تاوريرت ن ميمون (آث يني) بمنطقة القبائل الكبرى الأمازيغية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%A7%D8%B2%D9%8A%D8%BA%D 9%8A%D8%A9) بالجزائر، ;و انتقل مع عائلته إلى بلدة عين الأربعاء (ولاية عين تموشنت) حيث درس دراسته الإبتدائية بها. وأكمل دراسته الثانوية في وهران ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%88%D9%87%D8%B1%D8%A7%D9%86)، إبتدأ دراسته الجامعية بكلية الفلسفة في الجزائر ثم أتم دراسته في السوربون ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D8%A8%D9%88%D9%86) في باريس ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B3).
ويتميز فكر أركون بمحاولة عدم الفصل بين الحضارات شرقية وغربية واحتكار الإسقاطات على أحدهما دون الآخر، بل إمكانية فهم الحضارات دون النظر إليها على أنها شكل غريب من الآخر، وهو ينتقد الاستشراق المبني على رفع القداسة عن القرآن الكريم, والتعامل مع القرآن على أنه منتوج بشري، والتشكيك في نسبة النصوص الأصلية في الإسلام (الكتاب والسنة)
وكان يقول دائما: نتعجب في من لا يقرأ سوى جريدة على الأكثر في اليوم ويقول مثل هذا.
و لمحمد أركون كتابات في الفكر ليست لعامة المثقفين. فالثقافة العليا لا تكفي لفهم تفسير يأتي به أركون أو تفكير يشغل اهتمامه. بل يجب أن تكون مفكرا ومتخصصا لتستطيع التصفح وبشكل عام على الأكثر. إن لم تجالسه وتأخذ منه ومن لسانه تبسيطا لما يكتب
وللراحل مؤلفات كثيرة باللغة الفرنسية أو بالإنكليزية وترجمت أعماله إلى العديد من اللغات من بينها العربية والهولندية والإنكليزية والإندونيسية ومن مؤلفاته المترجمة إلى العربية:
1. الفكر العربي
2. الإسلام: أصالة وممارسة
3. تاريخية الفكر العربي الإسلامي ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9% 8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%83%D8%B1_%D8%A7%D9% 84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B 3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A&action=edit&redlink=1) أو "نقد العقل الإسلامي"
4. الفكر الإسلامي: قراءة علمية
5. الإسلام: الأخلاق والسياسة ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8% A7%D9%85:_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9% 82_%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A 9&action=edit&redlink=1)
6. الفكر الإسلامي: نقد وإجتهاد ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%83%D8%B1_%D8 %A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A:_%D9 %86%D9%82%D8%AF_%D9%88%D8%A5%D8%AC%D8%AA%D9%87%D8% A7%D8%AF&action=edit&redlink=1)
7. العلمنة والدين: الإسلام، المسيحية، الغرب ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9% 86%D8%A9_%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86:_%D8 %A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%8C_%D8% A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D8%A9%D8%8C _%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B1%D8%A8&action=edit&redlink=1)
8. من الإجتهاد إلى نقد العقل الإسلامي ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8 %AC%D8%AA%D9%87%D8%A7%D8%AF_%D8%A5%D9%84%D9%89_%D9 %86%D9%82%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%84_%D8 %A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A&action=edit&redlink=1)
(يُتْبَعُ)
(/)
9. من فيصل التفرقة إلى فصل المقال: أين هو الفكر الإسلامي المعاصر؟ ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%86_%D9%81%D9%8A%D8%B5%D9 %84_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%81%D8%B1%D9%82%D8%A9_%D8 %A5%D9%84%D9%89_%D9%81%D8%B5%D9%84_%D8%A7%D9%84%D9 %85%D9%82%D8%A7%D9%84:_%D8%A3%D9%8A%D9%86_%D9%87%D 9%88_%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%83%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D 8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9 %85%D8%B9%D8%A7%D8%B5%D8%B1%D8%9F&action=edit&redlink=1)
10. الإسلام أوروبا الغرب، رهانات المعنى وإرادات الهيمنة ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8% A7%D9%85_%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7_%D8% A7%D9%84%D8%BA%D8%B1%D8%A8%D8%8C_%D8%B1%D9%87%D8%A 7%D9%86%D8%A7%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D9%86 %D9%89_%D9%88%D8%A5%D8%B1%D8%A7%D8%AF%D8%A7%D8%AA_ %D8%A7%D9%84%D9%87%D9%8A%D9%85%D9%86%D8%A9&action=edit&redlink=1).
11. نزعة الأنسنة في الفكر العربي
12. قضايا في نقد العقل الديني. كيف نفهم الإسلام اليوم؟ ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D8%B6%D8%A7%D9%8A%D8%A7_%D9%81%D9%8A_%D9%86 %D9%82%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%84_%D8%A7 %D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86%D9%8A._%D9%83%D9%8A%D9%81 _%D9%86%D9%81%D9%87%D9%85_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3 %D9%84%D8%A7%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85% D8%9F)
13. لفكر الأصولي واستحالة التأصيل ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%83%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%A3% D8%B5%D9%88%D9%84%D9%8A_%D9%88%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D 8%AD%D8%A7%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A3%D8 %B5%D9%8A%D9%84). نحو تاريخ آخر للفكر الإسلامي
14. معارك من أجل الأنسنة في السياقات الإسلامية.
15. من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني.
16. أين هو الفكر الإسلامي المعاصر؟ ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A3%D9%8A%D9%86_%D9%87%D9%88_%D 8%A7%D9%84%D9%81%D9%83%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8 %B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8% B9%D8%A7%D8%B5%D8%B1%D8%9F&action=edit&redlink=1)
17. القرآن من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني
18. تاريخ الجماعات السرية
الجوائز التي حصل عليها:
· ضابط لواء الشرف
· جائزة بالمز الأكاديمية
· جائزة ليفي ديلا فيدا لدراسات الشرق الأوسط في كاليفورنيا.
· دكتوراه شرف من جامعة إكسيتر عام 2002.
· جائزة ابن رشد للفكر الحر عام 2003.
ـ[طارق منينة]ــــــــ[15 Sep 2010, 07:50 ص]ـ
ماذا لو كان قد قال كلمة حق في قومه وفي الغرب؟!
لكنه ذهب إلى من لايظلمه، وهو ربه الذي زعم اركون انه خيال التاريخ البشري!
لااعرف ماذا اقول
الجابري ذهب
نصر ابو زيد ذهب
محمد اركون ذهب
بخطفات-متقاربة زمنيا- وأخذات باطشة بوعد تاريخي حق-فلله الحمد والمنة
طواغيت يذهبون وطواغيب يجيئون
والأمة تعاني منهم أشد المعاناة
وافسادهم ضخم جدا لايعلم مداه الا الله
اللهم مكنا من فهومهم حتى نصيبها بالحق فتصير فقاعات فارغة امام تلاميذهم
ومكنا من نظراتهم حتى نطمسها بنورك أمام من أظلمت قلوبهم بفلسفاتهم
.. إلى مزبلة التاريخ
ـ[نعيمان]ــــــــ[15 Sep 2010, 08:09 ص]ـ
.. إلى مزبلة التاريخ
إلى حيث ألقت رحلها أمّ قشعم؛ بل إلى مزبلة التّاريخ، وعقبال الباقين من أمثاله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Sep 2010, 08:11 ص]ـ
ليت الزملاء في ملتقى الانتصار للقرآن يجمعون ما كتب عن مقالاته وكتبه من الدراسات الرصينة لتكون بين يدي القارئ الراغب في التعرف على حقيقة كتاباته ونقدها، وتكون مناسبة وفاته فرصة للتعرف على أثره في الطعن في القرآن وتشويه الإسلام في كتبه وبحوثه.
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[15 Sep 2010, 08:47 ص]ـ
رحم الله الأستاذ الجليل وتقبله في الصالحين.
في حومة ازدحام الأفكار نشأ أركون وسط الغرب وتعلم على يد المسستعمِر وأثبت وجوده أستاذا جامعيا من الطراز الأول ومفكرا تحليليا في الحضارة الإسلامية وللسياقات الإنسانية فيها.
أنتج للإنسان والتاريخ كتبًا ذات معنى وتفكير أصيل موظِّفا جميع ما في عصره من آليات وإجراءات.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى الرغم من حاجز اللغة بيننا وبينه فقد قام مترجمه هاشم صالح مشكورا بنقل كتبه إلى لغة الضاد وإن كان هاشم صالح شرقيا لا يخلو من عقد ضد الإسلام على خلاف أركون الذي سار على النصيحة الذهبية لإبراهيم بن سيار النظام رحمه الله (وتروى أيضا لأبي يوسف القاضي رحمه الله):"إنّ العِلم لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلَّك".
نعزّي أسرة الأستاذ الكبير بوفاته ونعزي الشعب الجزائري والإنسانية بهذا المصاب الجلل
في مثل أركون تصحّ مقوله الشاعر الإيطالي (لا يوجّد شِعرٌ لكل الناس) فما يبدو لك رائعا قد يبدو لغيرك تافها
أركون لا يكتب للعرب ولا يُخرج النظام التعليمي العربي بصورته الراهنة من يقدر أن يشارك أركون في التفكير في موضوعاته.
ولما كانت القراءة حوارا بين المؤلف والقارئ فليس في مخرجات التعليم العربي الحالي ما يمهد أرضية مناسبة لقراءة أركون.
لكن ما أشك أن أركون في موكب الخالدين وأن كتبه ستُقرأ على طول القرن.
بعد رحيل الأستاذين الجليلين صاحبي أكبر فضل على الأمة المغفور له محمد عابد الجابري والمغفور له محمد أركون أصبح في جدار الثقافة العربية الإسلامية ثلمة نسأل الله تعالى أن يسدّها سريعا، وما ذلك على الله بعزيز.
بسبب عيشه في الغرب وانشغاله بهموم الثقافة والفكر بين الفرنسيين لم يتأثر بما هو موجود على الساحة العربية كما حصل للأستاذ الجابري. ولهذا ظلت كتب أركون للخاصة، على حين أن الأستاذ الجابري وقد نشأ في أحضان الفلسفة قد تحفز أن يدخل إلى الدراسات التفسيرية في مراحله الأخيرة بقصد تقريبها إلى الأجيال. وبرغم أنه كشف عن جوانب قصوره للمتخصصين الذين جاءوا من المؤسسات الكلاسيكية (المساجد والكتاتيب) إلا أن حدسه (الجابري) أن كثيرا من القراء يحتاجون مثل كتابه وطريقته أمر لا يسلَّم خلافُه لمخالفيه. وإن كان المرض قد أظهر أثره في كتابات الجابري في آخر عامين، يعرف ذلك متابعو موقعه ومقالاته.
وهذا النوع من الأساتذة عالميون يعرف أقدارهم نظراؤهم من أهل الدراسات الأكاديمية في الجامعات العالمية المحترمة. ولا يغض من أقدارهم ما نراه فيما يسمى بالمنتديات الإسلامية فقديما قالوا من جهل شيئا عاداه، ومن أمثالنا الدارجة من لا يعرف الصقر يشويه.
شخصيا، وكل رأي هو شخصي في النهاية، وهذا لا يتناقض مع قول بوبر إن من المسلم به في فلسفة العلم المعاصرة (أن كل حقيقة موضوعية نسبية وكل حقيقة مطلقة ذاتية والعكس صحيح) أرى أن هذين الرجلين هما أعظم من قدم نفعا علميا لأمة الإسلام في الثلاثين سنة الأخيرة.
ولا نتفجع كثيرا على موتهما لأنهما قد أديا ما يقدر إنسان واحد أن يقوم به من رسالة العلم الخالدة. وإن كان مصابنا بهما جللا ولا ريب. ونسأل الله تعالى أن يهيء لأمة الإسلام من يكمل مسيرتهما ويبني على ما أسساه وحققاه من صبغ للأفكار ونظر إلى ثقافة أنتجها المسلمون منذ أكثر من ألف سنة بمنظور العقل الإنساني العلمي المعاصر.
ولما كان لين وايت (الابن) قد قال / إن الماضي غير حاضر، إنه تفكيرنا الحاضر في ما مضى وإنه يتغير بسرعة لا يصدقها العقل هي سرعة تغير تفكيرنا، كان ما قدمه هذان الأستاذان الكبيران للثقافة العربية ما قربها إلى العقل المعاصر وفتح نوافذ لكثير من الدارسين للولوج فيها.
لقد أنقذ هذان الأستاذان الجليلان الدارسين للثقافة الإسلامية من كثير من سوء الفهوم والإسقاطات على التاريخ (الفهم بمفهوم متأخر) وأزالا الأتربة وغبار الزمن عن كثير من الموضوعات ذات الخطر في الثقافة العربية.
في الختام لا نقول إلا ما يرضي ربنا، ونسأل الله تعالى لهما الرحمة والمغفرة.
ــــــــــــــــــ
*ملاحظة هامشية يرى بعض أصحابنا أن كتب أركون تؤدي إلى العدمية، وتُضعف الإيمان، وهذا سببه أن (العقل يساوي صفرا في النهاية) لأنه يدور بين جنبات الواقع. وهذا بالضبط سبب قول برتراند رسل إن العقل والرياضيات والمنطق شيء واحد، ولكن لا يجوز اغتيال العقل أو محاربته من باب سد الذرائع، يكفي القول إن من الكتب ما هو للخاصة لا للعامة، حتى وإن خشينا من العيب الأخلاقي الكائن في التعالي المضمر، نعوذ بالله من الخذلان، وهذا يسوغ نقد أركون نقدا علميا وحتى تفنيد أقواله وإدحاض حججه أحيانا، لكن الرفض من الخارج والتشكيك في نية أستاذ كبير عيب فكري وأحيانا أخلاقي ولا ريب. وهناك
(يُتْبَعُ)
(/)
سبب آخر يجعل آراء أركون تبدو لنا متهافتة لأول وهلة وهي أن أركون (كتابيّ) لا يثق كثيرا في الذاكرة البشرية كما يفعل (الشفاهيون) وثقافتنا العربية التي علمتنا طرائق تفكيرنا شفاهية في جوهرها،، هذا سبب علمي مبرر (يسوغ) لرفض أركون من قبل كثير من الشيوخ الدكاترة (ينظر كتاب الشفاهية والكتابية لوالتر أونج)
ـ[البهوتي]ــــــــ[15 Sep 2010, 08:53 ص]ـ
أخرج البخاري ومسلم عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أنه كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مُر عليه بجنازة، فقال: ((مستريح ومستراح منه)) قالوا: يارسول الله ما المستريح والمستراح منه؟ قال: ((العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب))
وروى الخلال في كتابه السنة (5/ 121): عن أبي بكر المروذي قيل لأبي عبدالله يعني الإمام أحمد: الرجل يفرح بما ينزل بأصحاب ابن أبي دؤاد، عليه اثم؟
قال: ومن لا يفرح بهذا؟
قيل له: إن ابن المبارك قال: الذي ينتقم من الحجاج؟ هو ينتقم للحجاج من الناس. قال أبو عبد الله: أي شيء يشبه هذا من الحجاج؟ هؤلاء أرادوا تبديل الدين.
ولما وجد علي رضي الله عنه المخدج الخارجي في القتلى سجد لله شكراً ..
روى الخطيب في تاريخ بغداد عن بشر بن الحارث أنه قال: جاء موت هذا الذي يقال له المريسي وأنا في السوق. فلولا أنه كان موضع شهرة لكان موضع شكر وسجود. الحمد لله الذي أماته. هكذا قولوا ..
وصح عن عبد الرزاق الصنعاني رحمه الله أنه لما جاءه نعي عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد وهو من كبار المرجئة قال: الحمد لله الذي أراح المسلمين منه ..
وكذلك لما مات وهب بن وهب القرشي الكذاب الدجال قال عبد الرحمن بن مهدي: الحمد لله الذي أراح المسلمين منه.
وقال شيخ الاسلام ابن تيمية (20/ 395): [وقاتل أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضي الله عنه الخوارج، وذكر فيهم سنة رسول الله المتضمنة لقتالهم، وفرح بقتلهم، وسجد لله شكراً لما رأى أباهم مقتولاً وهو ذو الثُّدَيَّة]
وهناك آثار عديدة فيها فرح أهل السنة بموت رؤوس أهل البدع ..
ونحن نقول لا رحمه الله اسأل الله ان يحاسبه بعدله
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[15 Sep 2010, 09:17 ص]ـ
من المواقف الجدية المثمرة في وفيات مثل هؤلاء فحص ما دونوه وتركوه من مقالات وكتب وطرحه بأسلوب علمي متزن ليكون أدعى لقبوله.
ولله في خلقه شؤون، فمن الملفت للنظر قرب وفيات هؤلاء:
الجابري = 19 - 5 - 1431هـ
نصر أبوزيد = 23 - 7 - 1431هـ
أركون = 5 - 10 - 1431هـ
ولله الأمر من قبل ومن بعد.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[15 Sep 2010, 09:45 ص]ـ
ليت الزملاء في ملتقى الانتصار للقرآن يجمعون ما كتب عن مقالاته وكتبه من الدراسات الرصينة لتكون بين يدي القارئ الراغب في التعرف على حقيقة كتاباته ونقدها، وتكون مناسبة وفاته فرصة للتعرف على أثره في الطعن في القرآن وتشويه الإسلام في كتبه وبحوثه.
يمكن الاطلاع على هذه الروابط للتعرف قليلا على فكر المتوفى/ محمد أركون:
دراسة فكر الدكتور محمد أركون (1) ( http://www.alukah.net/Sharia/0/1351/)
وقفات مع محمد أركون ( http://www.alukah.net/Sharia/0/1375/)
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[15 Sep 2010, 10:09 ص]ـ
بعد أن كتبتُ تعليقي السابق، رأيت ما أضافه الأخ د. عبدالرحمن الصالح، وبودي أن يتسع صدره الواسع كما عهدناه لبعض الملحوظات:
لن أتحدث هنا عن جزئيات فيما كتبه الدكتور الفاضل، ولكن عن بعض المسائل العامة. كما أني لا أريد أن يتحول الحديث في سجال لا طائل تحته. ولكن هي تنبيهات أود أن يتقبلها د. عبدالرحمن.
يا أخانا الكريم ألحظ أنك تكثر من نبز أهل المدارس الكلاسيكية المساجد والكتاتيب (من وجهة نظرك) بالقصور ومحاربة العقل، وفي المقابل الثناء والتمجيد بالجابري وأركون ومن على شاكلتهم، فهلا أنصفتَ وحكمتَ بالعدل؟!
عندما قرأت كلامك عدتُ إليه مرة ثانية بالقراءة اتهاماً لنفسي أن تأخذني العجلة، وبعد ما قرأته وجدتُ فيه عبارات كبيرة لا أوافقك عليها، وهي مثل:
"أرى أن هذين الرجلين هما أعظم من قدم نفعا علميا لأمة الإسلام في الثلاثين سنة الأخيرة."
(يُتْبَعُ)
(/)
أرى أن عبارتك دقيقة في الوصف، وهنا أهمس في أذنك وأقول: لو قلت "من أعظم" لقبلناها بناء على رأيك الشخصي فيهما ومع تحفظ أيضاً، وأما أن يكونا (أعظم) فلا وحاشا، وأين هم كثير من العلماء الجِلَّة الأحياء والأموات في الثلاثين سنة الأخيرة الذين بنوا العقول فأحسنوا جزاهم الله خيراً. ولا أريد هنا أن أسمي أحداً؛ لأن نقاشي معك ليس حول شخصية بعينها في هذه النقطة وإنما هو على الحكم العام الذي قد أصدرتَه. بل ولا أستبعد أن يكون حكمك السابق قد نشأ وترعرع بسبب غيضك من خصوم الجابري وأركون؛ ولذا خانك العدل في هذا الحكم.
ومما قلته أيضاً:
"بعد رحيل الأستاذين الجليلين صاحبي أكبر فضل على الأمة المغفور له محمد عابد الجابري والمغفور له محمد أركون أصبح في جدار الثقافة العربية الإسلامية ثلمة نسأل الله تعالى أن يسدّها سريعا، وما ذلك على الله بعزيز"
أيضاً تكتب بقناعة (أكبر، أعظم) وهذا لا توافق عليه، ولكن الثانية وهي الثلمة، في نظرك أنتَ _ وفقك الله _ تود أن تُسد الثلمة بمن سار على خطى الجابري وأركون حذو القذة بالقذة؛ لأنهما أعظم = أكبر من نفع الأمة الإسلامية!!
وهذا أظن أن فيه استفزازاً غير منطقي، وأما الثلمة فقد تُخالف أصلاً أنهما كانا في جدار الثقافة الإسلامية؛ لأنهما سارا على منهج لا يتفق ونصوص الوحيين، وجلبا مناهج ونظريات غربية وتم تطبيقها على نصوص الكتاب والسنة، وهذا فيه خلط عريض.
ومما قلته أيضاً:
"ونسأل الله تعالى أن يهيء لأمة الإسلام من يكمل مسيرتهما ويبني على ما أسساه وحققاه من صبغ للأفكار ونظر إلى ثقافة أنتجها المسلمون منذ أكثر من ألف سنة بمنظور العقل الإنساني العلمي المعاصر"
أنا اعتقد أن مسيرة الجابري وأركون ومن اهتدى بهديهم هي مخالفة لكثير من الأصول والثوابت التي بها الفلاح في الأمر كله، ولا يعني هذا أن نظلمهما حقهما ونسلبهما أي حسنة كتبوها، فالإسلام دين عدل ورحمة.
كما أن عبارتك الأخيرة فيها عدة انتقادات وضبابية ولا سيما المنظور العقلي الإنساني العلمي المعاصر!
وختاماً أقول أسأل الله أن يهيء للأمة الإسلامية من يزيح عنها غبار الفساد الفكري وأن يعيد الأمة إلى سالف أمجاد سلفها الصالح، وأن يهيء مَن يقرأ كتب الجابري وأركون ... إلخ فيحكم بالعدل وينقدها بإنصاف.
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[15 Sep 2010, 12:59 م]ـ
أشكر الأخ حاتم القرشي على أسلوبه الهادئ والمخلص في مناقشة الأفكار وعلى ردوده السديدة، ولما كانت الكتابة هي حوار أحادي الجانب كان من مستلزماتها احتياج كثير من العبارات إلى بيان المقصد بكتابة أخرى، وهذه فضيلة الملتقيات والمنتديات وهي أن نصحح بعضنا أو على الأقل أن نتفاهم على نحو أجلى وأتم لكي نتفيد ونفيد مما هو موجود بين الناس من كتب وأفكار وتثاقف.
وقد أثارت ملاحظاته فيّ ملاحظات رأيت من الصواب وضعها هنا على الرغم من انشغالي بأمور أخرى، وأسأل الله أن لا يكون فيها ما ينتهك الأخلاق أو يمس حرمة مسلم، وإن كانت صوابا فمن الله وإن كانت خطأ فمني ومن الشيطان.
بعد أن كتبتُ تعليقي السابق، رأيت ما أضافه الأخ د. عبدالرحمن الصالح، وبودي أن يتسع صدره الواسع كما عهدناه لبعض الملحوظات:
لن أتحدث هنا عن جزئيات فيما كتبه الدكتور الفاضل، ولكن عن بعض المسائل العامة. كما أني لا أريد أن يتحول الحديث في سجال لا طائل تحته. ولكن هي تنبيهات أود أن يتقبلها د. عبدالرحمن.
يا أخانا الكريم ألحظ أنك تكثر من نبز أهل المدارس الكلاسيكية المساجد والكتاتيب (من وجهة نظرك) بالقصور ومحاربة العقل،
لا أتهم المؤسسات التعليمية الموروثة في العالم الإسلامي بمحاربة العقل بل أصفها بأنها تخلو تماما من العلوم العقلية. فأتباع مذهب الأمة [الزيدية وأهل السنة والإباضية] لا يدرسون العلوم العقلية، أهل السنة حرموا المنطق ولم ينتجوا منطقا بديلا يدرّس بدلا من ما تُرجم إلى العربية من منطق أرسطو، لأن علم أصول الفقه وله منطقه الخاص لم يتمم في الكتاتيب. موافقات الشاطبي ظلت فريدة. والزيدية والاباضية يلخصون ويجترون ما أنتجه المعتزلة، وهؤلاء المعتزلة وإن كانوا من الأمة إلا أنهم قد انقرضوا مدرسةً وكياناً ولم تبق إلا كتبهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الكيانات الحاملة لاسم المسلمين والمستقلة عن الأمة وأهمها الإمامية الذين يسمون أنفسهم شيعة أهل البيت فهؤلاء يدرسون منطق أرسطو الذي أقلع عنه العالم منذ 150 سنة حين انتقده فريجة واصبح من التاريخ بقيام هندسة رايمان ثم الرياضيات الحديثة ونشوء الجبر البولي وجبر المجموعات. والسبب في محافظة أتباع المذهب (الدين) الفارسي الإمامي على الاعتماد على منطق أرسطو هو أنهم منذ قدّموا الإيمان على العقل في القرن الثاني الهجري وهم يوظفون كل شيء لعقلنة اللامعقول.
فقد خسر أهل السنة ومذهب الأمة باندثار مدرسة ابن حزم الأندلسي وبانقراض المعتزلة في مجال العلوم العقلية خسارة يظهر أثرها في تخلف العالم الإسلامي عن ركب الإنسانية، فحتى الشماغ والعقال يصنعه لنا الصينيون، ونظام تعليمنا في كل العالم الإسلامي لا يخرج طلبة بمخرجات عالمية.
فالمؤسسات التعليمية الموروثة (في مقابل الأكاديمية المستوردة على الطريقة الغربية) لا تُنبز بالقصور والتقصير في العلوم العقلية بل توصف بذلك. ولا يمكن لها ولا للمنتمين إليها إنكار ذلك لأن منكر ذلك يعني أنه رجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري.
فالأمر الوحيد المتحقق علميا عالميا هو تجويد القرآن الكريم (الأداء الصوتي للنص القرآني).
من مقالات شيخ الإسلام ابن تيمية (إن منطق أرسطو لا ينتفع به الذكي ولا يستفيد منه البليد) وهو محق بذلك، فأهل السنة بالفطرة أذكى من الروافض رغم أن هؤلاء يدرسون منطق أرسطو، ولكن ما لم ينطق به النص أن العلوم العقلية ليست هي منطق أرسطو وإن كان هو رأس العقليات في عصر شيخ الإسلام.
ما قصّر فيه علماء الدين هو أنهم لما يدركوا بعد التطور الكبير للعلوم العقلية التي أنشأها (الروم اليونانيون) بعبارة الفارابي أو (الغرب) بعبارتنا المعاصرة. فلا يقرأون كتابا واحدا في تاريخ العلم. إن طريقتهم في التفكير يحسبونها غير مصنفة داخل الفلسفة وهذا من قصورهم ولا ريب، حيث تصح فيهم عبارة (إنّ الذين يعادون الفلسفة يكشفون عند نهاية التحليل عن انتمائهم إلى أضيق المذاهب الفلسفية وأضعفها على الإطلاق).
فلا مستقبل للعلوم الشرعية ولا المسلمين حتى يتلافى هؤلاء هذا القصور ويتداركوا هذا التقصير.
إن المؤسسة التعليمية سواء كانت موروثة (مسجدا وكتاّابا وشيخا) أو مستوردة (مدرسة او معهد أو كلية) هي التي تنشئ الإنسان ومهراته وطرائقه في ممارسة الحياة والعقل والتفكير، والإنسان المسلم المعاصر لا يشذ بذلك عن بني الإنسان فهو نتاج مؤسساته الاجتماعية والتعليمية. وإن حفاظنا على قصورها بحجة أننا أمة خاصة بين البشر أو يجب أن ننغلق على خصوصيتنا ليس خيارا صحيحا بحال، فالإسلام أفضل الأديان وأصحها لأنه أحسنها للإنسان والناس تدخله باختيارها لأنه يجيب على تساؤلاتها ويوفر أفضل معنى للوجود مطروح بين بني البشر، فلا يسوغ أن يكون المسلمون أنفسهم عائقا للناس عن إدراكه وقبوله والاغتناء به. والحل هو في إدراكنا لأحسن ما تتوصل إليه البشرية من معارف ومهارات عقلية ونوظفه في فهمنا وتفهيمنا.
وفي المقابل الثناء والتمجيد بالجابري وأركون ومن على شاكلتهم، فهلا أنصفتَ وحكمتَ بالعدل؟!
عندما قرأت كلامك عدتُ إليه مرة ثانية بالقراءة اتهاماً لنفسي أن تأخذني العجلة، وبعد ما قرأته وجدتُ فيه عبارات كبيرة لا أوافقك عليها، وهي مثل:
"أرى أن هذين الرجلين هما أعظم من قدم نفعا علميا لأمة الإسلام في الثلاثين سنة الأخيرة."
أرى أن عبارتك دقيقة في الوصف، وهنا أهمس في أذنك وأقول: لو قلت "من أعظم" لقبلناها بناء على رأيك الشخصي فيهما ومع تحفظ أيضاً، وأما أن يكونا (أعظم) فلا وحاشا، وأين هم كثير من العلماء الجِلَّة الأحياء والأموات في الثلاثين سنة الأخيرة الذين بنوا العقول فأحسنوا جزاهم الله خيراً. ولا أريد هنا أن أسمي أحداً؛ لأن نقاشي معك ليس حول شخصية بعينها في هذه النقطة وإنما هو على الحكم العام الذي قد أصدرتَه. بل ولا أستبعد أن يكون حكمك السابق قد نشأ وترعرع بسبب غيضك من خصوم الجابري وأركون؛ ولذا خانك العدل في هذا الحكم.
سبب سوء التفاهم مفهوم العلم نفسه
فقد ورثنا من الثقافة الشفاهية أن الحفظ هو العلم
ولم نتنبه إلى حدود الذاكرة البشرية وقصورها
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن لما شاء الله أن تكون حياتنا في العصر الرقمي فحريّ بنا أن نغير مفهومنا القديم للعلم
إن سي دي واحد أحفظ إذن للعلم وأوثق من كل الخطباء!
الحق أن مفهوم العلم في الثقافة الشفاهية يختلف عن مفهوم العلم في الثقافة الكتابية
مفهوم الأمة للعلم وهو مفهوم متوارث من ثقافة شفاهية قديمة مفهوم قاصر لا يصلح للعصر
هذا المفهوم الخطأ للعلم هو الذي يضطر كثيرين أن يميزوا أنفسهم بملابس خاصة كجبة وعمامة مثلا
لأن الناس لا تعرفك بطريقتك في التفكير ومجموع معارفك المحققة والمنظمة بل بنوع من التعالم والظهور الاجتماعي الديني لكي تصح فيك صفة عالم.
مفهوم الناس المتوارث الخطأ للعلم هو الذي جعل المفتي يعينه وزير أوقاف أمي أو شيخ أو أمير لا يحسن القراءة.
وهكذا يصبح العالم منصبا اجتماعيا والفتيا مقيدة بمصلحة سياسية معينة ومؤقتة وهذه كلها تلقى قبولا من حاملي مفهوم خطأ للعلم توارثوه من الثقافة الشفاهية.
إذن أركون والجابري علماء كتابيا وأكاديميا ولكنهم ليسوا بعلماء شفاهيا ولا حسب الثقافة الموروثة
ومما قلته أيضاً:
"بعد رحيل الأستاذين الجليلين صاحبي أكبر فضل على الأمة المغفور له محمد عابد الجابري والمغفور له محمد أركون أصبح في جدار الثقافة العربية الإسلامية ثلمة نسأل الله تعالى أن يسدّها سريعا، وما ذلك على الله بعزيز"
أيضاً تكتب بقناعة (أكبر، أعظم) وهذا لا توافق عليه، ولكن الثانية وهي الثلمة، في نظرك أنتَ _ وفقك الله _ تود أن تُسد الثلمة بمن سار على خطى الجابري وأركون حذو القذة بالقذة؛ لأنهما أعظم = أكبر من نفع الأمة الإسلامية!!
وهذا أظن أن فيه استفزازاً غير منطقي، وأما الثلمة فقد تُخالف أصلاً أنهما كانا في جدار الثقافة الإسلامية؛ لأنهما سارا على منهج لا يتفق ونصوص الوحيين، وجلبا مناهج ونظريات غربية وتم تطبيقها على نصوص الكتاب والسنة، وهذا فيه خلط عريض.
كنت أعني ما أقول فلا انسحاب ولا رجوع عن قولي ولكن أكبر بين من؟ وأعظم بين من؟
إن قصدي أنهما أكبر وأفضل من حاول استخدام العقل الإنساني (أقصد العالمي أو الذي بدأ غربيا وأصبح كونيا) العلمي (أقصد التجريبي المؤسس على الفيزياء) المعاصر في قراءة التراث العربي الإسلامي.
ولا أقصد المدافعين عن الإيمان والعقل معا كالشيخ الغزالي رح1 في نهاية القرن والشيخ محمد رشيد رضارح1 في بداية القرن المنصرم.
فالعلوم العقلية كالعلوم الشرعية فيها أساطين وكبار وصغار وفحول وشعارير وهذان الأستاذن الجليلان هما أكبر اثنين من الأكاديميين الذين تناولوا التراث الإسلامي من المؤمنين بـ (ـعلم العقل)، وأقصد بعلم العقل أن العقل نفسه فعالية ومهارة له قوانينه وأصواله ومنطق يدرسه وتاريخ نشوئه وتطوره.
ومما قلته أيضاً:
"ونسأل الله تعالى أن يهيء لأمة الإسلام من يكمل مسيرتهما ويبني على ما أسساه وحققاه من صبغ للأفكار ونظر إلى ثقافة أنتجها المسلمون منذ أكثر من ألف سنة بمنظور العقل الإنساني العلمي المعاصر"
أنا اعتقد أن مسيرة الجابري وأركون ومن اهتدى بهديهم هي مخالفة لكثير من الأصول والثوابت التي بها الفلاح في الأمر كله، ولا يعني هذا أن نظلمهما حقهما ونسلبهما أي حسنة كتبوها، فالإسلام دين عدل ورحمة.
كما أن عبارتك الأخيرة فيها عدة انتقادات وضبابية ولا سيما المنظور العقلي الإنساني العلمي المعاصر!
قد وضحت ما قصدته، وأضيف هنا أن تدرس العلوم الدينية لا بعقل نشأ من داخلها كما يفعل علماء الشريعة فهؤلاء لديهم عقول تكونت من قراءتهم لكتب علماء أهل السنة فعقلُهم قد تكون من بيئتهم ومن مصادر ثقافتهم وهي كتب ألفت في الألف سنة الأخيرة. بل أن تدرس العلوم الشرعية بعقل علمي إنساني معاصر مصادره الفيزياء الحديثة والرياضيات الحديثة وتاريخ العلم التجريبي والتفكير الرياضي.
ولا شك أن من الأفضل والأنفع والأجدى أن يقوم بهذه المهمة من نشأ على القرآن والسنة وترعرع في الكتاتيب لأنه سيكون مسلَّحًا بقدرة لغوية وتراثية أفضل بلا مقارنة من تلك التي كانت لدى أركون والجابري وغيرهما، ولكن أن يتسلح بالعلوم العقلية المعاصرة وأن يدرس الفلسفة في مظانها وفي مصادر الدرجة الأولى لها.
أو بعبارة أكثر وضوحا
ليس الأفضل لفهم العلوم الشرعية والتاريخ الإسلامي لا من اقتصر تعلّمُه على المؤسسات الموروثة كالشيوخ والمساجد والكتاتيب ولا من تعلم فقط في المدارس الأكاديمية سواء كانت غربية أو شرقية بل لا بدّ للدارس للعلوم الشرعية والتراث الإسلامي أن يجمع بين المدرستين ويهضم أصولهما من مصادرهما الأصلية أو أن قراءته ستكون قاصرة وفهمه مشوبا بالضرورة، وكل سهام النقد الموجهة إلى الجابري سببها أنه لم ينشأ في الكتاتيب وتقصيره في العلوم اللغوية رغم هضمه لعلوم العقلية وقدراته التحليلية الفذة.
فهذان الأستاذان الراحلان يمتازان على سواهما من أبناء المسلمين ممن يحاولون الكتابة في التراث الإسلامي بوسائل عقلية وتحليلية "عالمية" [أو غربية أو مستوردة أو علمية حديثة] بأنهما قد أتقنا الوسائل العقلية للمعالجة وإن كان لقصورهما في الجزئيات أثر في كثير مما تناولاه، لكن يحسُن أن نعرف نقطة تميزهما وهذا ما أردت بيانه فقط، لمناسبة العزاء والرحيل.
فأركون لصدقه ونزاهته قال أنا أؤيد جميع الطموحات السياسية للحركات الإسلامية المعاصرة، رغم انتقاده لطرائقها في التفكير. وحين تحدث عن العالم الإسلامي قال إن عليه بعد أن يتخلص من إسرائيل أن يراجع أدوات فهمه ووسائل تعليمه،
فلاحظ أنه يعد الخلاص من إسرائيل أمرا حتميا وأشبه بالواجب التاريخي!!
وإن من اجبنا الأخلاقي والعلمي أن نتكلم وندون ما نعتقد بوعينا - على نسبيته وقصوره- أنه الأفضل.
وختاماً أقول أسأل الله أن يهيء للأمة الإسلامية من يزيح عنها غبار الفساد الفكري وأن يعيد الأمة إلى سالف أمجاد سلفها الصالح، وأن يهيء مَن يقرأ كتب الجابري وأركون ... إلخ فيحكم بالعدل وينقدها بإنصاف.
آمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بوعود]ــــــــ[15 Sep 2010, 12:59 م]ـ
حول منهج أركون في التعامل مع القرآن:
1 - يعتمد محمد أركون في مشروعه على منهج التفكيك الذي ابتكره الفرنسي اليهودي جاك دريدا، والذي يهدف إلى هدم وتقويض كل ما له علاقة بـ"الميتافيزيقا". لذا كان أركون يجند كل معرفته من أجل تجاوز قضايا الإيمان بالله عز وجل وبكتابه وبرسله ... وهذا ما يدفعه إلى حذف عبارات التعظيم والتنزيه لله سبحانه وتعالى ولكتابه، والصلاة على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
إن هذا المنهج يرفع كل قدسية عن النص القرآني، ويساويه بالنص البشري، وهذا ما يسميه طه عبد الرحمن بخطة التأنيس [1] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn1)، ليسهل بعد ذلك التصرف فيه. وهذا المنهج يتشكل من ثلاث مراحل:
- خرق الحدود التقليدية transgresser.
- زحزحتها عن مواقعها déplacer.
- تجاوزها dépasser.
2- لا يمكن تسمية مشروع أركون بالنقدي إلا تجاوزا؛ ذلك أن سمات النقد العلمية غير موجودة، حيث يكتفي بالسطحية وعدم التفصيل والبيان، وإصدار الأحكام مسبقا دون سند علمي ولا تبرير عقلي.
3 - يتميز موقف أركون من المستشرقين بـ:
- الأخذ عنهم عند تبنيهم منهج الهدم والتقويض.
- وصفهم بالتبجيليين إن هم أنصفوا أو خالفوا منهج الهدم.
ومن خلال الاقتباسات والإحالات يكتشف القارئ أن أركون يتتلمذ على يد أشد المستشرقين عداوة للإسلام، يتبنى أفكارهم وآراءهم ...
4 - يدوخ أركون القارئ بكثرة المصطلحات التي أفرزتها العلوم اللغوية والإنسانية المعاصرة، ويبدو كعارض لها لا غير، أما تطبيقها على الفكر الإسلامي عموما، والنص القرآني خصوصا، كما يزعم، فمجرد توهيم للقارئ يكشف عن عجزه وقصوره.
5 - من خلال مؤلفاته، يقترح أركون قراءات جديدة لأربع سور من القرآن الكريم، وهي الفاتحة، والتوبة، والكهف، والعلق. لكن القارئ لا يجد أبدا المعنى الكامل للقراءة، كما لا يجد تطبيقا للمناهج الذي يعد به القارئ، بل إنه في كثير من الأحيان يترك السورة (كما في حالة الفاتحة والعلق) ويتيه في عرض النظريات و"الكشوفات" العلمية الحديثة. أما سورة الكهف، فكان نصيبها أقل بكثير مما نالته أخواتها، إذ اكتفى بعرض ما جاء في تفسير الطبري والرازي للسورة فقط، ...
6 - إن تطبيق المناهج اللغوية التي نتجت بالأساس عن التعامل مع نص بشري لا يستقيم إزاء النص القرآني، لكون هذا الأخير ليس مجرد قصة أو حكاية شعبية، ولكنه كتاب هداية جاء وإيمان لا ينطبق عليه ما ينطبق على النص البشري. ثم إن هذه المناهج ظهرت في مناخ لا يعترف بوحدانية الخالق جل وعلا، وهذه نقطة جوهرية تجعل استخدام هذه المناهج كثير الانحرافات والمزالق.
وخلاصة القول: إن منهج أركون منهج مقلد للمستشرقين، هدفه الهدم والتقويض، وزعزعة المسلمات العقدية لدى المسلمين، يتذرع في ذلك بـ"الكشوفات" العلمية.
[1] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref1) - طه عبد الرحمن، روح الحداثة .. .. مدخل إلى تأسيس الحداثة الإسلامية، المركز الثقافي العربي، البيضاء. ط1، 2006.
ص 178.
ـ[طارق منينة]ــــــــ[15 Sep 2010, 08:07 م]ـ
في الحقيقة انا استغرب جدا من الاستاذ الدكتور عبد الرحمن الصالح اذا انه يجعل من الفرعون موسى-على النبي موسى السلام- ومن ابوجهل نبيا عريقا في النبوة، اقصد من اركون عالما بل في مقدمة العلماء! ويدعونا الى الاقتداء به في اخذه ونبذه في حين انه فرعون عصري من اخطر فراعنة العلمانية الحديثة واجرئها على الاسلام والقرآن
فقد جعل الدكتور من اركون رجلا صادقا خبيرا بالاسلام واهله وليس مثله في عصرنا
واركون-وهذا مايخفيه الدكتور عبد الرحمن الصالح-
-قدح في القرآن وقال انه زيف الوقائع وحرف الحقائق وقدس الدنيوي والزمني ورمى في ظلمة الجاهلية اصحاب العقل والنقد والمعارضة من مشركي قريش! (وفي اكثر من كتاب، ايضا، قام اركون بنقد حقائق سور قرآنية أو آيات منها، بل راح في كل موضع من تعلقياته تلك يتهم الرسول بالتلبيس على اتباعه وعمل تقديس لاحواله واحوالهم المادية ومن خلال ذلك الرأسمال الجديد نفي المعارضة بظلم (بل قال اركون ماهو أشنع!!!) وبعد تغييب كل ماكانوا عليه عن الناس!)
(يُتْبَعُ)
(/)
-قدح في المصحف وقال انه دون بعد ان انتهت كل التلاعبات وتمت كل التلبيسات وزيفت كل الوقائع وبعد ان جعل الدنيوي مقدس، وان ذلك هو ماجعل اهل الاسلام فيماهم فيه من مقاومة للعلم والعقل والمذاهب الانسانية الراقية!
-قدح في سيرة الرسول وقال انها من صنع الصحابة وانهم صعنوا رأسمال تجيشي احتاج الى جعل النبي نموذج لولاهم لكان هذا النموذج طبيعي وارضي ومكشوف لكنهم رضوا بما زيفه وقلب زمنيته الى قدسيته ودنيويته الى رأسمال روحي قدسي!!
- قدح في علماء الامة وزعم انهم زيفوا التاريخ والسيرة وقراءة القرآن (القراءة بمعني/ التفسير والتأويل!)، المعاصرين منهم والاقدمين،
- رفع اركون كل جاحد ملحد من الغربيين وثمن ثمرة عقولهم وقواعدهم التي تلغي من الوحي الوحي ومن المقدس المقدس ومن القرآن القرآن ومن حقيقة النبوة حقيقة النبوة ومن الرسالة الربانية الرسالة الربانية وجعلوا بديلا عن ذلك كله ظروف وتفاعلات فيزيائية ارضية ووقائعية لاصلة لها بوحي لان الناقد الوضعي لايعترف بالوحي كما يقول اركون- واركون يقول انه ناقد وضعي لامؤمن- واركون لايؤمن بوحي ولا يؤمن بالله
هل هذه هي الدراسة الخاصة جدا للخواص اياهم يادكتور التي تحبذها لنا، او تتهمنا اننا لسنا من اهلها لاننا اصحاب كتاتيب، وكيف تدرس العلوم الشرعية بعلوم تنفي شرعيتها وتلغي شرع الاسلام وحقيقة القرآن
تقول
بل أن تدرس العلوم الشرعية بعقل علمي إنساني معاصر مصادره الفيزياء الحديثة والرياضيات الحديثة وتاريخ العلم التجريبي والتفكير الرياضيواركون اخذ بهذه العلوم الحديثة، وليتك ذكرت العلوم الرئيسة التي استعملها اركون!!! -وانت تمجده وترفعه وتقول بانه اعظم من قدم نفعا للامة!
أفهذا يادكتور يكون من أفضل من ظهر في عصرنا وانه قمة العلم والفقه والحداثة وانه المثال المنتظر والمهدي المغتفر والميت المنتصر، والولي المقتدى والقمة في التفكير وانه القدوة لنا ولك!؟
وانت من قلت
أرى أن هذين الرجلين هما أعظم من قدم نفعا علميا لأمة الإسلام في الثلاثين سنة الأخيرةالأستاذين الجليلين صاحبي أكبر فضل على الأمة المغفور له محمد عابد الجابري والمغفور له محمد أركون أصبح في جدار الثقافة العربية الإسلامية ثلمة نسأل الله تعالى أن يسدّها سريعا، وما ذلك على الله بعزيز.
لقد أنقذ هذان الأستاذان الجليلان الدارسين للثقافة الإسلامية من كثير من سوء الفهوم والإسقاطات على التاريخ (الفهم بمفهوم متأخر) وأزالا الأتربة وغبار الزمن عن كثير من الموضوعات ذات الخطر في الثقافة العربية. إن قصدي أنهما أكبر وأفضل من حاول استخدام العقل الإنساني (أقصد العالمي أو الذي بدأ غربيا وأصبح كونيا) العلمي (أقصد التجريبي المؤسس على الفيزياء) المعاصر في قراءة التراث العربي الإسلامي.
ولا أقصد المدافعين عن الإيمان والعقل معا كالشيخ الغزالي رح1 في نهاية القرن والشيخ محمد رشيد رضارح1 في بداية القرن المنصرم.
فالعلوم العقلية كالعلوم الشرعية فيها أساطين وكبار وصغار وفحول وشعارير وهذان الأستاذن الجليلان هما أكبر اثنين من الأكاديميين الذين تناولوا التراث الإسلامي من المؤمنين بـ (ـعلم العقل)، وأقصد بعلم العقل أن العقل نفسه فعالية ومهارة له قوانينه وأصواله ومنطق يدرسه وتاريخ نشوئه وتطوره. واي عقل استخدمه، (ومع ذكاءه لم يستخدم عقله، أي والله!!!) وقد استخدم زبالة عقول الغربيين-الماديين - ليرمي القرآن في المادية والظرفية والمكانية والتاريخية والوضعية والدنيوية والواقعية المادية وينفي عنه الفوقية والربانية والقيومية والسيادة العليا ليحل مكانها سيادة مذاهبه يادكتور وواقع جديد يجعل السيادة لغير الاسلام والدين والوحي بل والانسان بماعتباره صاحب شريعة ربانية منزلة من السماء
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم اخبرني يادكتور بالله عليك: ماهو الخاص مما يعلمه خواص العلم الغربي و يجعله العوام (الذي هم نحن!) من المادة تلك العلمية الغربية (!!) العوام امثال العلماء (عوام لانهم لم يفهموا اركون كما فهمه الدكتور، (!!) بل امثالنا (وانا من العوام فعلا حرفيا ومجازيا!) - في هذه المواضيع النقدية اللاذعة والجاهلة معا، التي تكلم عنها اركون في كتبه كلها، وأنا قرأتها كلها، وعقبت على بعضها في كتابي اقطاب العلمانية2000م، وفي جعبتي الآن رد عميق دقيق على اركون-لم ينشر ويكفيك الآن رد الدكتور ابراهيم عوض- وقد رد عليه افاضل
هل العلم الخاص لاركون هو القول بضرورة نقد القرآن وهدم تقديسه؟ ام بالايمان به وفهمه على انه حق مطلق وتنزيل رباني؟
ماذا يفهم الدكتور من المسائل التي ذكرتها وقدمتها مما هو في كل كتاب من كتب اركون، هل من جواب عليها حتى نفهم على الدكتور او نعرف هل يعرف عنها شئ وهي هدف اركون من كل ابحاثه ومنها يحاول تغيير مجتمعاتنا للحداثة ومابعدها. ومابعد العلمانية بعلمانية جديدة اشد نفيا للاسلام مع انها تريد تفسح له مجالا ما كما فعل الغرب مع المسيحية في العقود الاخيرة!
وانت يااخي الدكتور نفعنا الله بالحق مما تقوله وجنبنا خاطيء الأقوال مما تعرضه، فليس منا معصوم، قلت ان هاشم صالح مترجم كتب اركون كان على خلاف اركون، -وهذا نكتة اول مرة اسمعها يادكتور اذا ان هاشم صالح ليس مترجم وانتهى!، انه صديق اركون ومؤمن بنفس مناهجه وتعليقاته التي يمكن جعلها كتاب ضخم في هوامش كتب اركون، شارحا بها كلام اركون، هي من الوضوح الذي لاينفع معه تلميعك يادكتور، والعجب انك تجعل لهاشم صالح عقدة من الاسلام وهو الشارح المخلص لكتب صديقه-وهاشم تلميذ وفي جدا ومطيع جدا وتابع جدا لاركون- الذي رضي اركون عن شروحه وتعليقاته كلها ولم ينكر واحد منها وكلها تؤكد ان عمل اركون هو تجنيد المذاهب النقدية الغربية الحديثة جدا، خصوصا الفرنسية منها، في نقد كل ماقام بنقده وذكرته لك هنا ومنه نقد القرآن نقدا لاذعا جبانا، فقولك
وعلى الرغم من حاجز اللغة بيننا وبينه فقد قام مترجمه هاشم صالح مشكورا بنقل كتبه إلى لغة الضاد وإن كان هاشم صالح شرقيا لا يخلو من عقد ضد الإسلام على خلاف أركون الذي سار على النصيحة الذهبية لإبراهيم بن سيار النظام رحمه الله (وتروى أيضا لأبي يوسف القاضي رحمه الله):"إنّ العِلم لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلَّك".
هذا القول منك يادكتور يلغي وقائع ونصوص وحقائق فاما الوقائع فهي معايشة هاشم صالح لمحمد اركون نفسه ولكتاباته ايضا وهاشم صالح يعلم من كلام اركون ماعلق به شارحا له في هوامش كتب اركون نفسه ولم يعارض اركون تعليقا واحدا لصديقه وكلها تعليقات تؤكد نقد اركون للقرآن نفسه وروميه بالتلفيق وتقديس الوقائع المادية التي صنعت تجييشا ايمانيا يريد اركون-لصالح العلمانية الحديثة جدا- ان يخرجنا منه ومن اصوله التي يحاربها ويزعم انها اصول ايمانية قرآنية ملفقة ومزورة!
أفأنت أخص من خصوصية هاشم صالح الصديق والمترجم والموافق لاركون والموافق اركون على تعليقاته ووضعها داخل كتب اركون نفسه؟
ولايهمك يادكتور
دعك من اصحاب الكتاتيب والعلماء
وخلينا مع الخواص بل خواص الخواص في العلم الاركوني
فهل انت اقرب لاركون من هاشم صالح
فلما تلبس على الناس حقيقة الرجل وحقيقة نقده مع انني لم اجد اشنع نقدا منه اللهم الا صادق جلال العظم ولكن بطريقة السخرية الاخيرة منه في كتابيه ذهنية التحريم ومابعد ذهنية التحريم ناهيك عن كتابات العظم القديمة!
وتقول
فأركون لصدقه ونزاهته (!) قال أنا أؤيد جميع الطموحات السياسية للحركات الإسلامية المعاصرة، رغم انتقاده لطرائقها في التفكير. وحين تحدث عن العالم الإسلامي قال إن عليه بعد أن يتخلص من إسرائيل أن يراجع أدوات فهمه ووسائل تعليمه،
(يُتْبَعُ)
(/)
فلاحظ أنه يعد الخلاص من إسرائيل أمرا حتميا وأشبه بالواجب التاريخي!! مع ان كل ماقام به اركون من نقد للقرآن والسيرة والمصحف والصحابة والتاريخ الإسلامي والمفسرين انما -كان-هدفه اسكات المقاومة الاسلامية التي قال انها مجيشة ومعتمدة على تراث زائف يجب تفنيده ومن خلال نقده ستتغير الاحوال ولانجد مقاومة ومقاوم -بكسر الواو-ومقاوَم ضده بل سنجد عالم جديد، بل في الحقيقة اسكات هذا التراث الذي لو أُسكت لكستت المقاومة ولو نُقد لانهارت المقاومة بزعمه ولصار العالم الشرقي كالغربي في الحداثة والنظرة الى الحياة والكون والانسان والمجتمع والدين مع تعديل خفيف لايُذكر وهو جعل الدين خيالا مسموحا به وليس باطلا يُسعى الا إلغاؤه (وهذه النقطة هي مايحارب اركون بعض العلمانيين الاخرين الذين فتنتهم نظرات دوركاييم واوجست كونت ومرسيا اياد وغيرهم من اصحاب النظريات التي ترى الدين باطل يجب الانتهاء منه لمراحل افضل!
امانقد اركون لأمور في المركزية الغربية الا وسيلة لادخال الغرب نفسه في عولمته الاخيرة التي صنعت من اركون بوقا لها
عولمة تنفى التراث الاسلامي بتفريغه من محتواه وتلغي المقدسات والغيبيات لصالح هذه الحداثة او العلمانية الي بعد العلمانية، علمانية اوسع من علمانية القرن التاسع عشر والقرن ال20م
وقد نقد اركون المستشرقين لانهم لم يريدوا-بزعمه- ان يستخدموا احدث ماانتجته علوم الانسان والمجتمع في الغرب المادي وتطبيقه على القرآن كما طبقوه على التوراة والانجيل وافرغوهما من كل حقيقة ولو ضئيلة!
فلما يبخل الاستشراق على العالم الاسلامي بالنقد العلمي للقرآن والمصحف وسيرة النبي وتقديس محمد (!) وجعله نبيا موحى اليه من الله!!
للعلم يادكتور لم اجد اصرح من محمد اركون في العلمانية ونقد القرآن، ولااعرف كيف تقول بان اركون لايفهمه الا الخواص
طيب اجب على مازعمت انا ان اركون قام بنقده، أي نقد القرآن، نقد المصحف، (وانت تكلمت عن الروافض! - نقد السيرة، نقد العلماء أو كثير منهم القدماء وعلماء اليوم
نقد الشعوب المسلمة لانها اتخذت نموذج النبي في السيرة في الحياة وفي القدوة وفي المقاومة والنظرة للاخرين!
امر اخر
وهو
انك يادكتور في تعليقك -الذي حذفه مشرف الملتقى هنا-على رابط (مآلات القول بخلق القرآن في الفكر المعاصر لـ د. ناصر الحنيني) قلت (وارجو من الشيخ الاخ حاتم القرشي تأكيد اقتباسي والا فاني مخطيء فربما الكلام التالي لغير الدكتور)
فهذا البحث يظن أن هؤلاء الحداثيين كأركون وغيره إنما تجرأوا على نقد النص لأنهم يقولون بخلق القرآن.!!
متجاهلا أو جاهلا أن هؤلاء الحداثيين أصلا في معظمهم قد خرجوا من العقيدةأصلا وتبنَّوا آراء الفكر الغربي المعاصر في نسبية الحقيقة وانهم لا يصنفون داخل التراث.
فاذا كان هذا قولك فكيف لمن خرج من العقيدة اصلا كأركون-باعترافك!!! - أن يكون أفضل من علماء الاسلام وأن شيوخه الماديون الغربيون علماء التحليل المادي للنصوص المقدسة هم اعقل من علماء الاسلام وقد رأينا في كل كتب اركون كيفية اهانته للعلماء امام الجماهير-الخاصة - الغربية
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Sep 2010, 09:31 م]ـ
لقد استغربتُ مثلك أخي طارق ما كتبه أخي الدكتور عبدالرحمن الصالح الذي - على الرغم من طول مدة صحبته لنا في هذا الملتقى - لم أفهمه بعدُ، ولم أستطع تحديد شخصيته العلمية، فهو يَحرصُ على تَحسين ما أَجْمع العقلاءُ على تقبيحهِ، ومنذ متى كان أركون عالماً فضلاً عن أن يكون من أفضل العلماء الذين خدموا الإسلام!
لكن هذا يبين لنا ضحايا وخطورة أمثال أركون على الشباب المسلم، والتي ينبغي كشفهم وبيان حقيقتهم للناس.
وقد حدثني الدكتور فيصل القاسم أنه كان يسمع بالدكتور محمد أركون كثيراً وبكتبه فأراد أن يستضيفه في (الاتجاه المعاكس) واستضاف معه الدكتور إبراهيم الخولي وفقه الله، قال: فلما ظهرا على الهواء تبين ضعف أركون وسطحيته أمام الجميع، وتلعثم وأصيب بالحرج الشديد، وعاتب أركون فيصلَ القاسم بعد ذلك كثيراً على إحراجه بالظهور في البرنامج!
نسأل الله الثبات على الحق، ونعوذ بالله من الخذلان.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[15 Sep 2010, 11:59 م]ـ
إلى د. عبدالرحمن الصالح (إن كان هذا الاسم حقيقا وليس رمزياً) ..
إنها دعوة صادقة إلى التجرد المحض، عُدْ متجرداً إلى كتابات من بجّلتهم وأثنيت عليهم كثيراً، وانظر كيف أثرها في نفوس كثير من الناشئة اليوم ـ وبعض المتأثرين بهم الآن تجاوز الـ 40 سنة ـ الذين انسلخ تعظيم النصوص من قلوبهم، وبرَدَت العبادات في حياتهم، وصارت آثار السلف ـ إذا ذكرت عندهم ـ مسخرةً، ومدعاة للضحك!!
وبدأوا يقرأون الوحي ـ قرآناً وسنة ـ بنظّارة الفيلسوف الغربي أو الشرقي، فحفروا في عقولهم لغة الشك، والجرأة على النقاش لكل شيء، لا فرق عندهم بين نص معصوم وغير معصوم، ولا يقيمون للإجماع وزناً!
وحسبك من شر سماعه! فكيف وقد رأيناه وسمعناه واكتوينا بناره!
لقد نفثوا وتقيأوا هذه الأفكار في صور شتى:
1 ـ فالإجماع عندهم لا قيمة له ولو كان إجماع الصحابة!
2 ـ ولا وزن لكتب الأئمة السابقين، أما المعاصرين ....
3 ـ وسَهُلَ عليهم النقد الجريء الذي يفقد أبسط أصول النقد العلمي لكل ما يؤثر عن الأئمة، وصار أحدهم ـ وهو يحتسي فنجانا من القهوة في أحد المقاهي وقد يكون بيده الأخرى سيجارة أو ريموت القناة الفضائية الساقطة ـ يردُّ على أولئك الكبار حقاً بلغة مليئة بالكِبْر الفكري، ويسطر مقالة أو يتحدث في قناة عابرة بلغة سطحية تليق بعقله الذي يغرف لسانه منه!
والنتيجة: ضعف في العلم والديانة .. وجرأة عجيبة = حشف وسوء كيل.
اللهم إنا نعوذ بك من الحور بعد الكور، اللهم أقر أعيننا بهلاك كلّ من طعن في كتابك أو سنة رسولك صل1، والحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[16 Sep 2010, 12:41 ص]ـ
وُلد مسلما ولم يجاهر بردة.
ظل منتميا إلى المسلمين ولا يحمل مشاعر العداء والبغض لا للإسلام ولا لأهله
عاش في بيئة تختلف عن بيئتنا قلبا وقالبا
وكان يكتب بعقل تحليلي حيادي
ومثل هذا الرجل لا يمكننا الحكم عليه بشيء
سوى أن ظن ونخمن هل نفع أم ضرّ
لو عاش أيٌّ منا بين هؤلاء المجانين من أقطاب ماـ بعد ـ الحداثة في باريس
مدة أسبوع لتمنى أن يكون بينهم مثل أركون ممن ينتمي إلى التراث الإسلامي ولا يحمل مشاعر
عداء للمسلمين ويحاكم فكر هؤلاء بمنطلقاتهم وركائزهم التي أساسها المساواة والنسبية والتساؤل.
لكن إذا كنا نحاكمه من بيئة مغايرة (فقط لأنه تحدث عن موضوعاتنا نفسها) فهذا يعني أننا
أخرجناه من سياقه، وجعلناه كالعبارة خارج سياقها، نظن أننا نفهمها ولكن في الواقع نحن
نضعها داخل سياق جديد أي أننا نفهمها فهما جديدا قد يكون مضادا أو مناقضا لمعناها الحق.
من وجهة نظري المتواضعة أن نكتفي منه بما ذكرت، وهو عدم التصريح بالردة وأنه كان يمتلك مشاعر ود
وتعاطف مع المسلمين.
وأن نحكم على أفكاره وما كتب هل يمكن أن تنفع الأمة في أي جانب؟
في البداية يجب أن لا ننسى أن ما كتب قد ترجم إلينا من بين عشرت ومئات ما يكتب عنا مما لا نقرؤه
ولا نعلم به ولكنه يشكل وعي شعوب أخرى عنا ويصوغ نظرتها إلينا. أي أنه لو لم يكتب أركون لكتب غيره
فالحضارة الغربية التي أصبحت عالمية منذ أزيد من قرن (بتحديد توينبي منذ 1897) لا تضع قيودا على الفكر
أبدا.
ومن هذا المنطلق أرى وجوده ضرورة عرفنا من خلال ما كتب عرفنا كيف يفكر أصحاب مابعدـ الحداثة وكيف
يسمحون لعقولهم أن تتفلسف في كل موضوع.
تناقشنا ذات مساء أنا العبد لله والدكتور عبدالله السيد عما يسمى بمشاريع نقد التراث والعقل الإسلامي
والعربي فقال لي الجابري خير من أركون وأنفع لنا وللناس لأنه قدم مشروعا متكاملا واضحا أما اركون فهو ينتقد
دون أن يثبت شيئا، وكان محقا فيما قاله لكنه لم يصادره كل ما له حنقا لما عليه.
وحين اطلعت أنا العبد لله على خبر نعيه في الملتقى هذا الصباح خشيت أن يتحول الموضوع إلى مجرد شتائم
وأنا أعرف أن بين الإخوة من تحملهم غيرتهم على الدين أن يقذعوا في بعض كلماتهم فأردت أن أسلط الضوء على
بعض محاسن هذا الرجل، فهذا الحوار بيننا خير بلا مقارنة، أو هكذا بدى لي، من أن نكيل له السباب ونوغل في
الاحتجاج على ما قام به.
ورأيي الذي لا أجزم بصحته أن يُكتفى منه بأنه ولد مسلما ولم يجهر بردة وأنه لا يحمل
مشاعر عداء للمسلمين، وما نفهم كل مراميه.
ولا شك أنه ينتصر للعقلانية المحض، ونحن المسلمين لنا فيها نصيب مثلما لغيرنا بمعنى أننا نتساوى مع غيرنا من
البشر في أي دراسة عقلية تجعلنا موضوعا لها. وأن خطرها ونفعها يمسنا مثلما يمس غيرنا، فقد لا يجمل
بنا أن نتخوف منها أكثر من خوف الآخرين على أفكارهم وثقافاتهم وعقائدهم. ولا سيما أننا نمتلك أسلم عقيدة
وأنصع فكر حتى قال الأستاذ إسماعي الفاروقي رحمه الله إن مهزلة التثليث لا يمكن أن تصمد أمام عظمة التوحيد.
في هذه الدائرة تحدثت عنه وأردت أن أسلط الضوء على ما يمتاز به على سواه ممن صُنفوا على أنهم
منتقدون للدين أو للخطاب الديني. وما قصدته نافعا لم أقصد أنه نافع للإيمان بل للعقل وهو سلاح
للمؤمن ولغير المؤمن، لكنه إذا استخدم على وجهه رجحت فيه كفة الإيمان كما أثبت ذلك كثير من
الفلاسفة المتدينون،
وأرجو أن أكون قد أوصلت الفكرة إلى من وقعت عينه عليها من الإخوة الفضلاء
وأنا أعتذر ممن يخالفني الرؤية، وإن كانت فكرة لا
يُتفق فيها على شيء كما قال ماكولي
"حين يصبح العقل موضوع النقاش يصبح كل شيء موضوعا للنقاش"
وخير من رأيته في تراثنا العظيم انتقد اهل العقلانية الصرفة هو ابن عطاء الله السكندري حيث قال
"لا تكن كحمار الرحى تفرّ من كون إلى كون بل انفلت من ربقة الأكوان وتفكر في خالق الأكوان"
نسأل الله تعالى أن يقينا من شر ما كتب الكُتاب وأن يهدينا لما اختُلف فيه من الحق بإذنه وأن يتوفانا
مسلمين ويلحقنا بالصالحين، والخير أردت والله من وراء القصد
ـ[أبو تيماء]ــــــــ[16 Sep 2010, 02:06 ص]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً .. كم أنا سعيد بهذا الجمع المبارك!
أشكر ذوي الفضيلة والمشائخ والمتخصصين على تواجدهم وحضورهم في مثل هذه الموضوعات
للإيضاح والبيان وهو من أعظم الجهاد الواجب، والدعوة بالحكمة، والجدال بالتي هي أحسن
مع ما تشهده الساحات الإعلامية من تذبذب واضطراب في الفكر والتصور ..
وبتوثيق مثل هذه المناقشات يتميز ملتقانا ويرتقي إلى الأدوار المنوطة به
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[16 Sep 2010, 06:56 ص]ـ
ورأيي الذي لا أجزم بصحته أن يُكتفى منه بأنه ولد مسلما ولم يجهر بردة وأنه لا يحمل
مشاعر عداء للمسلمين، وما نفهم كل مراميه.
ما أعظم الفرق بين هذه الكلمات وبين جعلك له (أعظم وأكبر) عالم مع صاحبه الجابري تأثيراً في العالم الإسلامي!!!
هذه تحمد لك، وليتك تزيد الأمر حُسْناً وتقرأ النصوص ـ كتابا وسنة ـ على أصول السلف الصالح، لكي تنقض بها أصول الفلاسفة لا العكس يا دكتور، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طارق منينة]ــــــــ[16 Sep 2010, 08:10 ص]ـ
قلت يادكتور رحمنا ورحمكم الله انك قبل ان تكتب ماكتبت في بداية هذا الرابط مدحا في اركون-بصورة اعترضنا عليها جميعا- انك تكلمت مع الدكتور عبد الله السيد وكان هذا الحوار:
تناقشنا ذات مساء أنا العبد لله والدكتور عبدالله السيد عما يسمى بمشاريع نقد التراث والعقل الإسلامي
والعربي فقال لي الجابري خير من أركون وأنفع لنا وللناس لأنه قدم مشروعا متكاملا واضحا أما اركون فهو ينتقد
دون أن يثبت شيئا، وكان محقا فيما قاله لكنه لم يصادره كل ما له حنقا لما عليه.
وسؤالي: ولما بعد ان حكمت على فكره موافقة لصديقكم بما حكم (والحكم كان: أما اركون فهو ينتقد
دون أن يثبت شيئا، وكان محقا فيما قاله)، لماذا بعد هذا الحوار قلت هنا وكتبت وسطرت عكسه تماما، ورفعته فوق الأئمة والعلماء واصحاب الكتاتيب، وقلت فيه ماقلت! هذا شيء غريب حقا.
اما قولك
وُلد مسلما ولم يجاهر بردة.
ظل منتميا إلى المسلمين ولا يحمل مشاعر العداء والبغض لا للإسلام ولا لأهله
عاش في بيئة تختلف عن بيئتنا قلبا وقالبا
وكان يكتب بعقل تحليلي حيادي
ومثل هذا الرجل لا يمكننا الحكم عليه بشيء
فهو غريب ايضا فاركون نفسه قال انه خارج الايمان والاسلام والعقائد والغيبيات القرآنية ورماها كلها في ظلمات الخيال أو بالاصح في انوار الخيال الباطل باعتبارها كلها خيالات حالمة فائدتها تنويم الخيال وتفعيله كاي خيال يتخيله الناس ولاقيمة علمية له الا بوصفه خيالا باطلا مثيرا وعجيب مدهش ومع ذلك فهذا الاركون يناقض هذا ايضا فيقول ان هذا الخيال اضر بالمسلمين ومنع تفتحهم وتقدمهم مع علمه بان مارماه بالخيال الباطل (مفتريا على القرآن) انما صنع ماهو "خارج عن الخيال، وفوق الخيال، وفوق واقعه!، صنع حضارة علمية واقعية ايمانية اسلامية صنعت عدلا وتسامحا (لاخيالا! بل واقعا باهرا) وقدم للعالم تقنية تجريبية وعلمية دقيقة ومناهج خبيرة بالمادة والسنن الكونية والتجريبية وفقه العالم، ودراسة الكون والارض والجسد، واكتشف (لافي آفاق خياله ليس خارج منه) نجوما وكواكب سماها باسماء عربية باعتراف علماء غربيين، كما جاب الأرض واكتشف الجغرافيا وقاس قطر الارض والطول والعرض ورسم خرائط نفعت التجارة العالمية (خارج الخيال!) وسعد الناس بانتاجه في عالم الجغرافيا والطب والفيزياء والكيمياء والصيدلة والدواء والجراجة (كل ذلك خارج الخيال!) منطلقا من تعاليم القرآن فأين الخيال الباطل وانغلاق القرآن بزعم اركون!
ويطالب اركون الغرب بان يعطوا مساحة لاسطورة (!) الاسلام (هكذا كتب وقال وافترى) كما اعطوها للمسيحية (مكانا يتيما للحياة المنعزلة في المجتمع!، ولكن طالب الغرب بنقده اولا ورميه في عالم الاساطير والخيالات والتأملات الساذجة التي تدل على ان الانسان خيالي وان من الخيال ماهو منتج ومنه ماهو مكبل!
فكيف تقول بعد ذلك ان اركون لم يعلن ردته وهو الذي اخبرنا انه خارج عن الاسلام ناقد للقرآن حامل حملة عنيفة على الإيمان، داعيا الغرب والشرق (الغرب بدعوته للمستشرقين وغيرهم، والشرق بدعوته للعلمانيين العرب)، بنقد شامل للقرآن وسيرة محمد (رسول الله) والاسلام المنزل عموما، وصرح بانه في معركة هو رائدها (والنصوص على ذلك كثيرة!) فكيف يكون من هذا شأنه يادكتورنا كتب: بعقل نقدي حيادي!؟
كيف يكون حيادي وهو المحرض للاستشراق على نقد القرآن وجل هجومه على الاستشراق هو من هذا الوجه، أي تحفيزه وتحريضه لنقد القرآن بصورة حداثية تستخدم الجديد من المناهج الحديثة من كل اتجاه وهو الذي رمى الاسلام بالانغلاق؟
انه هو يادكتور من قال بردته لا نحن، هو من حكم على نفسه، وخرج على أصله، ودعا الى مثل موقفه بل حرض الشرق والغرب على ماهو عليه!
فكيف لاتحكم عليه وهو الذي حكم على نفسه
ومعلوم انه أصرح من نطق بهذا ودعا اليه حتى ان الدكتور على حرب في اكثر من موضع ثمن هذه النقطة في اركون ومعلوم ان على حرب هو ناقد علماني من اصحاب العدميات والمائعات والعبثيات واللايقينيات والفراغات والفوضويات، فلاشيء عنده ثابت ولامطلق!
(يُتْبَعُ)
(/)
يااخي لااعرف كيف تقرؤون كلمات هؤلاء وهم الذي قالوا اننا كما ترون وشهادتنا مكتوبة لاتحتاج الى قاريء عالم او كتائبي او فقيه يدقق، او طالب علم يحقق، أو عامي مثلي يبحث ليفهم ويتعب من رهق القراءة والاستنتاج!
اما قولك يادكتورنا الكريم
وما قصدته نافعا لم أقصد أنه نافع للإيمان بل للعقل وهو سلاح
للمؤمن ولغير المؤمن، لكنه إذا استخدم على وجهه رجحت فيه كفة الإيمان كما أثبت ذلك كثير من
الفلاسفة المتدينون،
فاي نفع للعقل وقد هدمه اركون؟ واي سلاح للمؤمن يقدمه له اركون واركون نفسه هو أول من نفى العقل في الاسلام من العلمانيين العرب!!! وللجابري قريب منه.
واكد -اركون-على نفيه ولما واجهه مستشرقون كانوا يستمعون له في المحاضرة التي وضعها في كتابه:الفكر الاسلامي دراسة علمية (صمن ص 187، ومناقشة المستشرقين له وكان منهم مكسيم رودنسون تبدأ من ص 210) (مناقشة رودنسون له من ص 236) قال لهم انا لم انفي العقل الايماني المنغلق في الاسلام!، وانما ليس في الاسلام العقل بمعنى العقل!، والقرآن ليس فيه كلام عن العقل!
وبالعقل المصنوع تحت الصياغة الفرنسية، انكر اركون حقائق الايمان وسخر من الرحمن، وأعلن أن العقل النقدي يأبى الغيب والوحي والايمان وانه يكشف تلاعبات القرآن _كذَبَ اركون-وتلاعبات محمد -كَذَب اركون-، وتلاعبات المسلمين (تعالى الله عمايقول اركون وعقله المادي الفرنسي علو كبيرا)
فأي سلاح يمكن ان يفيدنا من اركون؟
اما قولك يرحمك الله
لا شك أنه ينتصر للعقلانية المحض، ونحن المسلمين لنا فيها نصيب مثلما لغيرنا بمعنى أننا نتساوى مع غيرنا من
البشر في أي دراسة عقلية تجعلنا موضوعا لها. وأن خطرها ونفعها يمسنا مثلما يمس غيرنا، فقد لا يجمل
بنا أن نتخوف منها أكثر من خوف الآخرين على أفكارهم وثقافاتهم وعقائدهم. ولا سيما أننا نمتلك أسلم عقيدة
وأنصع فكر
فاخره يخالف اوله وفيه بعض من حق فاركون ينصر فعلا العقلانية الحداثية المحض لكن يادكتور هذا العقلانية المادية او العلمانية المحض ليس لنا فيها نصيب
بخلاف عقلانية الاسلام او اقصد عقلانية لاتنكر ماقلت انت عنه اسلم عقيدة وانصح فكر
اما قولك
ومن هذا المنطلق أرى وجوده ضرورة عرفنا من خلال ما كتب عرفنا كيف يفكر أصحاب مابعدـ الحداثة وكيف
يسمحون لعقولهم أن تتفلسف في كل موضوع.
نعم يتفلسفون في كل موضوع وكما قال لك صديقك الدكتور لايثبتون خصوصا اركون على شيء
وفرق اخي وانت صاحب فكر وعقل وتمييز ان تعرف كيف يفكرون وتطلع على مايكتبون وتعرف مايفكرون فيه مايسطرون وبين ان نمدح افكارهم وفلسفاتهم ومواقفهم من الدين والوحي والرسالة والرسول والاسلام والعلماء
وطبعا هذا كوم!، وماقلته انت عن اركون والجابري كوم اخر!
اعتذر عليك يادكتور لو كان في كلامي شدة مع اني حاولت ان اكون كما علمتني أمي او سقتني من حلم بفضله تعالى ومنته وحده.
اللهم اجلعنا اخوة على قلب رجل واحد فان الهدم ضخم جدا والموج عال جدا والانفاق في الصد عن سبيل الله لامثيل له في التاريخ ولكنا يالله نعلم ونؤمن ونوقن بقولك (فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون)
وهو وعد مكرر مؤكد (ياالله على الكلمات!، سينفقونها- حسرة-يغلبون) نرى آثاره كل حين ونسمع وقع جنوده (ملائكة الأخذ والقبض!) في كل لحظة، ونشم رائحة صهيل خيوله في كل ثانية
على فكرة نعيش في الغرب ونرى حسرة الانفاق على مااقسم القرآن خسرانه ونفقانه (من النفق، وارجو ان تكون كلمة نفقانه عربية اصيلة -ابتسامة، والا اكون رحت في خبر كان، فقد أكثرت من اخطاء العربية وتوغلت في العامية -ابتسامة)
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[16 Sep 2010, 12:34 م]ـ
بين (كافر) وبين (عالم جليل) منطقة وسط هي (إنسان عادي) يرى معظمنا أنه ضال ونختلف هل جاء ضلاله عن حسن نية أم عن سوء نية.
ولما كان المظنون أن يبسط أكثر الإخوة ألسنتهم عليه بالنكير لأنه قد استفزنا بكتاباته، في العقدين الأخيرين، ولما كان لكل فعل رد فعل يساويه في المقدار ويعاكسه في الاتجاه، وأن ردود الأفعال تنتج التوازن في النهاية، تعمدتُ أن أصف أركون بأنه عالم جليل لكي أسحب الإخوة إلى المنطقة الوسط التي أرى أنها أجدى لنا نفعا على المدى الطويل.
وأنا أحمد الله على ما حصل وأعبر عن سروري وشكري للإخوة الفضلاء مشرفين وأعضاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
حين وصفت أركون بأنه عالم جليل صار كثير من الإخوة في حالة اندهاش حتى قال بعضهم في نفسه هل جُنّ الرجل؟
وحملتهم قوتهم الأخلاقية على التماس العذر لصاحبهم حتى سامحه بعضهم على مضض وسكت آخرون على كظم.
وتذكر آخرون أني - العبد الضعيف- قد وصفت هذا الرجل هو والراحل الجابري وعبدالله العروي ذات يوم في هذا المنتدى بأن (هذا النوع من الأساتذة يمتازون بحذق الكليات وقصور في فهم الجزئيات). فكيف أصفه الآن بأنه عالم جليل؟
فربحت نصائح أسأل الله أن يعينني على الأخذ بأحسنها وهذا النقاش الذي نرجو الله أن يكون مفيداً.
ولما كنا في عصر ما بعد غاليلو، [أو عصر العلم التجريبي منذ 400 سنة] وأن استخدام الآلات في تكبير الحواس وتوسعتها قد وسع من العقل نفسه (مزيد من الأشياء يعني مزيد من العلاقات والعقل هو فعالية إدراك العلاقات بين الأشياء) قاد ذلك إلى فهم جديد للكليات والجزئيات في الطبيعة.
لكن في علم الشريعة تكون الجزئيات هي المفردات اللغوية والعبارات بالإضافة إلى النصوص المفردة من أحاديث وآثار.
أما الكليات فهي الأفكار الكبرى والعلاقات بين الظواهر.
ولكل عصر مستوى معين من إراك للكليات (بارادايم) تتغير بتغير وتطور وسائل الرصد المكبرة للحواس.
على سبيل المثال مفهومنا المعاصر للزمن واختلافه عن مفهوم الناس يبين الفرق بيننا وبينهم في إدراك الكليات
في الثقافة الإسْلامية لا يوجد تحديد للبعد الزمني وإن كان العلماء قد تأثروا بالتأكيد بالبعد المعروف شعبياً. قال ابن حزم:" وأما اختلاف الناس في التاريخ فإن اليهود يقولون للدنيا أربعة آلاف سنة والنصارى يقولون للدنيا خمسة آلاف سنة وأما نحن فلا نقطع على عدد معروف عندنا ومن ادعى في ذلك سبعة آلاف سنة أو أكثر أو أقل فقد كذب" (الفِصَل في الملل والأهواء والنِّحل 2/ 105).
وقد جلب تطور الآلة لحواس الإنسان، وهي مصادر بيانات العقل، تطوراً كبيرا فقربت البعيد وكبرت الصغير حيث وضع ازدهار العلوم الطبيعية أدوات جديدة في يد المؤرخ " ففي عام 1949 تم صنع آلة حاسبة لقياس الكاربون ذي إشعاع الراديوم الذي يوجد في مواد حيوانية ونباتية يرجع تاريخها إلى (25000) سنة وفي عام 1953 أكمل في جامعتي مانتوبا وشيكاغو عمل نوعين من الأجهزة لحساب الأجزاء يحدد بهما التاريخ في فترة (45000) سنة " ([1] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=119476#_ftn1)) ولسنا نريد استعراض تاريخ العلوم الذي يمكن الرجوع فيه إلى موسوعة علمية ولكن ما يهمنا هنا هو البعد الزمني للعقل. فلم يكن الناس قبل القرنين الأخيرين يدركون البعد الزمني للعقل الراهن
ولا يزال للتصور القديم للزمن تأثير على عقولنا رغم اكتشافنا لطول هذا البعد "فعقولنا لم تتهيأ للتعامل السهل مع أحقاب من الزمن تبلغ مئات وآلافاً من السنين" (2] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=119476#_ftn5)) إن البعد الزمني للعقل المعاصر ضخم جداً يفوق قدرة إدراكنا المباشر " فلو عادلنا عمر الأرض بأسبوع واحد، عندئذٍ يصبح عمر الكون منذ نشأته نحو أسبوعين أو ثلاثة، وتكون أقدم الحفريات التي تستطيع العين المجردة رؤيتها قد ظهرت على مسرح الحياة منذ يوم واحد فقط أما الإنسان الحديث فيظهر في الثواني العشر الأخيرة. على حين تظهر الزراعة في الثانية أو الثانيتين الأخيرتين، أما بطل الأوديسا فقد كان يحيا على الأرض منذ نصف ثانية فقط" ([3] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=119476#_ftn6)). أما عن الحدود الدنيا للزمن فإننا لن نهتم كثيراً بزمن يقل عن البيكو ثانية (جزء واحد من مليون مليون جزء من الثانية) ولو أننا نعرف أن أزمنة أقصر من هذا كثيراً تحدث في التفاعلات النووية وفي الدراسات على الجسيمات تحت النووية وهذه الفترة الضئيلة هي المقياس الزمني الذي تقاس به ذبذبة الجزيئات. ([4] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=119476#_ftn7)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا البعد الزمني على ضخامته، بالقياس إلى البعد القديم هو غير كافٍ من وجهة نظر بيرس لقيام العقل ولذلك يعده دليلا على وجود الله، فـ " التفسير الوحيد والكامل لتكيُّف أجزاء العالم بعضها مع بعض وللتكيف القائم بين العقل والعالم هو أن (عقلاً) مطلقاً قد تولى عملية خلق الأشياء وتطورها، إذ أن فرض التطور يؤيد ذلك، لأنه لم يكن هناك الوقت الكافي الذي يسمح بالتطور العشوائي غير الموجه من العماء إلى النظام الحاضر" ([5] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=119476#_ftn8)).
فالأساتذة القارئون في تاريخ العلم أكثر فهما للكليات من الذين لا يقرءون، ولما كان القرآن الكريم قد خاطبنا بناء على قوانين موحدة للعقل البشري وعلمنا أن نقول للكافرين (هاتوا برهانكم) مما هو معروف من العقل بالضرورة كانت أبعاد العقل ومقولاته من الزمان والمكان وغيرها مما هو مشترك بين كل ممارس للعقل سواء كان شيخا في مسجد أو دكتورا في جامعة.
لكن الجزئيات في العلوم الشرعية والإسلامية هي مدخل ضرورة وإن كان غير كاف لأن الإنسان المعاصر يريد من يخاطبه مراعيا الكليات المعاصرة التي تعرضها السينما والأفلام العلمية والموسوعات والنت.
وهذا أمر نسبي حتى بين المتعاصرين والمنتمين إلى نفس البارادايم.
فابن حزم وابن تيمية والشاطبي مدركون للكليات وقوانين العقل في عصرهم ومتقنون للجزئيات ومن هنا تميزهم على المتقنين للجزئيات فقط كابن حجر العسقلاني والنووي، فالأولون بإمكانهم أن يفهموا الفلاسفة ويردوا عليهم ويبينوا تهافتهم بحجج عقلية كلية على حين أن الثانين ليس بإمكانهم ذلك.
ولأن المدارس الموروثة (الشيوخ والمساجد والكتاتيب) قد قصّرت في العلوم العقلية جاءنا هؤلاء الدكاترة ولا سيما الجابري (على ضعف بضاعتهم في الجزئيات مقارنة بالشيوخ ونبهاء طلبة العلوم الشرعية) فقدموا ما ليس كافيا ولكن ما هو ضرورة أن يبين ويضاء. فشيوخ المساجد يتبنون مواقف من تتلمذوا على كتبهم، يرفضون خصومهم من الخارج دون حتى افتراض لحسن النية، وهذا الموقف لم يعد يقنعنا كما كان يفعل من قبل.
فبعد مسيرة 30 سنة وتأثر بالتيارين وقد نشأت في وسط سني لم أعد أختلف مع المعتزلة إلا في مسألة واحدة، وألومهم على أمور أعدها طفيفة، على حين أعدهم جزءا لا يتجزأ من الأمة وأحترم شيوخهم ومجتهديهم وأتفهَّم دوافعهم الثقافية والعقلية. لم يعد من الممكن الحكم على مدرسة فكرية إسلامية استمرت 3 قرون في حيويتها بكلمة واحدة أو شطبها بجرة قلم. لا يمكن حتى أن نساوي بين واصل بن عطاء أو عمرو بن عبيد وبين أبي الهذيل أو أبي هاشم. لا يجوز إلا أن نتعامل مع كل عالم مسلم أو مثقف أو متكلم أو أديب إلا على أنه فرد يمثل نفسه. وهذا وإن كان يتطلب منا جميعا نشاطا وقراءة كل شخص من مؤلفاته قبل أن نحكم عليه وأن نرجئ الحكم إلى إشعار آخر إن لم نقرأه بدلا من أن نثق فوق اللازم بآراء الآخرين عنهم إلا أني أعتقد أنه هو وحده الصواب.
ما أردت أن أطرحه ليس تزكية أركون أو تجريحه لأنه قد أفضى إلى ما قدم ولكن إلى بيان أننا كمسلمين وكطلبة للعلوم الشرعية وكشعوب تواجه الحياة لا بد لنا من علوم عقلية لأن العقل البشري واحد.
وأعترف أني لم أفهم من أركون ما فهمه الأخ طارق منينة منه، فلم أفهم منه تفنيد الدين بل إخضاعه للعقل دون حدود وهذا على خطورته لا يحملني على الجزم بكفره، أو ضلاله عن عمد، ونحن نعوذ بالله مما عاذ به عمرو بن فهيرة فيما رواه عنه الجاحظ، اللهم إني أعوذ بك من طول الغفلة وإفراط الفطنة. وربما عنى رحمه الله بإفراط الفطنة ما تجرأ على مثله أركون بسبب تلمذته على فلاسفة ما بعد الحداثة في فرنسا أو كل استخدام للعقل دون قيود أو كل تجاهل لأبعاد أخرى في الإنسان لا يدركها العقل التجريبي المادي الذي هو في النهاية يساوي صفراً، وأما دعائي له بالمغفرة فأنا أدعو لكل من أحسبه مات على الإسلام وهذا شأني وديدني فلا يُستغرب أن أترحم على إبراهيم بن سيار النظام رغم ما نقله عنه ابن قتيبةوغيره عنه من ضلالات. وعلى أبي العلاء المعري رغم ما لديه من شك في الرسالات في بعض أحيانه لأنا لا نعرف على ماذا مات الناس ولأنا نرجو لكل مسلم الغفران والعفو من الله تعالى.
لا شك أن التطرف العقلي هو ضد الدين لأنه إخلاد إلى الأرض وتجاهل أو نسيان لغائية الحياة والوجود الذي خلقه الله تعالى لغرض معين معروف لكل مؤمن، وهؤلاء الذين يرجئون الحديث عن المقصد والغاية بحجة أنها ليست من اختصاص العقل نفيا أو إثباتا يغامرون مغامرة كبرى لا نجرؤ نحن عليها لأننا نخشى الموت في كل لحظة ونخشى إن نحن وضعنا الإيمان بالغاية بين قوسين من أجل الفهم [افتراضا لحسن النية فيهم] أن نموت في هذه المدة الوجيزة، ونخسر خسرانا مبينا.
لا لا نحن لا نجرؤ على ما تجرأ عليه أركون أن نرجئ التفكير في الغاية إلى أجل غير مسمى أو حتى في لحظة التفكير إرجاء متعمدا.
ولكن لعل من الإنصاف والحق أن نقول إن هذين الأستاذين الراحلين هما من أكثر الأساتذة إتقانا للأدوات الحديثة في فهم النصوص بعقلية معاصرة،وعلى حد علمي واطلاعي فإنهما متميزان في هذا الجانب. وكان الجابري إذا سئل عن مشروع أركون يقدم جوابا أخلاقيا مقتضبا حيث يقول إن موضوعه أوسع من موضوعي، وهي عبارة تحتمل نبزه بالتشتت واختيار موضوع فوق قدرة العقل أن يلجه!
([1]) التاريخ الماضي المتغير، لين وايت (ضمن موسوعة آفاق المعرفة) ترجمة د. صدقي حمدي، ص26.
(2]) طبيعة الحياة، فرنسيس كريك، ترجمة د. أحمد مستجير، عالم المعرفة، كويت، ص11.
(3]) م ن، ص19 - 20.
([4]) م ن، ص27.
([5]) الموسوعة الفلسفية المختصرة، ص105.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[16 Sep 2010, 04:40 م]ـ
هذه بعض أقوال أركون
لمن اراد أن يعرف حقيقة موقفه من الاسلام
بقلم: د. سعيد بن ناصر الغامدي
جمعتها من كتابي الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها
ý يصف الله تعالى بأنه مشكلة وذلك في سياق انتقاده للغة العربية ووصفه لها بأنها منغلقة ونائمة ومتخشبة، وامتداحه للغة وفكر الغرب يتساءل بعد إيراده للفظ فرنسي إلحادي يقول: ( ... فكيف نعبر عنه باللغة العربية؟ هل نقول مشكل الله أو مشكلة الله ... ) (كتاب الإسلام والحداثة: ص 343
ý ثم ينسل إلى مقصده الرئيسي الذي ذكره سابقاً فيما يتعلق بالله تعالى، فيقول عن الانسان العربي: ( ... لايُمكن أن يتصور إمكانية طرح مشكلة فكرية حول الله أو مناقشة فكرية حول وجود الله، والسبب هو أن الخطاب القرآني يملأ مشاعره كمسلم أو كعربي بوجود الله، إنه يملأ أقطار وعيه ومشاعره إلى درجة أنه لايبقى في وعيه أية مساحة لإثارة مناقشة فكرية حول وجود الله) الاسلام والحداثة 344
ý أركون يتهكم بالمؤمنين الذين يؤمنون بأن الله خالق العالم ويصفهم بالأصوليين والأرثوذكس فيقول: ( ... موقف المتكلمين الفقهاء، أي الأصوليين الذين يدافعون عن الموقف الأرثوذكسي كما حدده القرآن بأن العالم مخلوق من الله، وبين موقف الفلاسفة الذين قالوا بأزلية العالم ... ) (الاسلام والحداثة 340
ومن يقرأ كلام أركون في ما يسميه “ التاريخية ” يرى بوضوح مقدار تشبعه بهذا المنهج حتى أصبح عقيدة يزن بها الكتب المنزلة وكل قضايا الوحي ومقتضياته
ومن المصطلحات التي تقمصها في دراسته للوحي مصطلح “ التاريخية ” أو “ التاريخانية ”، وقد أغرم بهذا المصطلح إلى حد التقديس محمد أركون ونصر أبو زيد، ويفضل أركون استخدام التاريخية ويفصل بينها وبين التاريخانية، على اعتبار أن التاريخانية هي التي تقول بأن كل شيء أو كل حقيقة تتطور مع التاريخ وتهتم بدراسة الأشياء والأحداث من خلال ارتباطها بالظروف التاريخية، ويرى أركون بأنه يجب تجاوز هذا المعنى إلى “ التاريخية ” التي تسمح وحدها بتجاوز الاستخدام اللاهوتي أو القومي، وبشكل عام الايديولوجي للتاريخ (1) انظر: الفكر الإسلامي قراءة علمية لأركون: ص 139
ý يتحدث أركون عن التاريخية والهرمنيوطيقيا التي يدرس على ضوئها ثبوت القرآن وسيادته، ويتحدث أن سلطته جاءت من الدولة الأموية التي جعلته مصدر السلطة العليا فيقول: ( ... إنه عائد إلى الدولة الرسمية التي وضعت منذ الأمويين بمنأى عن كل دراسة نقدية، لأنها أرادت أن تجعل منه مصدراً السيادة العليا والمشروعية المثلى التي لاتناقش ولاتمس، لقد فرضت هذه الوظيفة السياسية للقرآن نفسها منذ أن تم تشكيل المصحف) (الفكر الإسلامي: قراءة علمية لمحمد أركون: ص 51
ý ويتحدث أركون في موضع آخر من كتابه عن مايسميه “ ظاهرة التقديس ” للقرآن العظيم، فيرى أنها من ممارسة (الذين يستمتعون في اجترار نفس الكلام بسبب الكسل أو الجهل)، ويرى أن المشروع الأسمى هو أن (نجمد كالاقنوم عامل التقديس الموجود في القرآن والأناجيل والتوراة) (الفكر الإسلامي: قراءة علمية لمحمد أركون: ص 85
ý وفي موضع آخر يتكلم عن صحة القرآن وثبوته باعتباره مجرد فرضية الفكر الإسلامي: قراءة علمية لمحمد أركون: ص 66
ý ثم يتكلم عن أن الخطاب الإسلامي لم يستطع التوصل إلى التمييز في القرآن ونصوص الوحي بين الأسطورة والتاريخ، وأنه أي الخطاب الإسلامي المعاصر: (لايزال بعيداً جداً عن تاريخانية القرن التاسع عشر الأوروبية التي توصلت إلى تهميش العامل الديني والروحي المتعالي وحتى طرده نهائياً من ساحة المجتمع، واعتباره يمثل إحدى سمات المجتمعات البدائية) (الفكر الإسلامي: قراءة علمية لمحمد أركون: ص 68
ويعيد الكلام عن الخطاب الإسلامي المعاصر فيصفه بأنه (الذي يزعم أنه يحرك التاريخ المعاصر ويحد له من جديد ديكتاتورية الغاية المثلى على طريقة الإسلام البدائي، هذا الخطاب هو خطاب ايديولوجي، مغلق على البعد الأسطوري والرمزي ذي الأهمية الحاسمة جداً في القرآن) (المصدر نفسه 109
ý ويصف أركون قصة أصحاب الكهف بأنها أساطير المصدر نفسه ص 48
(يُتْبَعُ)
(/)
ý ويعلل أركون أخذه بهذا المنهج قائلاً: (لكي تحلل وتدرس وضع الإسلام الراهن في مواجهة الحداثة بشكل صحيح، فإنه من الضروري أن نوسع من مجال التحري والبحث لكي يشمل، ليس فقط الفكر الإسلامي الكلاسيكي، وإنّما القرآن نفسه أيضاً إن المهمة تبدو مرعبة لأسباب معروفة جيداً، سوف نرى، مع ذلك، لماذا هي شيء لابد منه، إذا ما أردنا أن نعالج بشكل دقيق المكان الذي أتيح للتاريخية أن تحتله في الإسلام) (المصدر السابق: ص 113 – 114
ý هاجم اركون الكتب التي كتبها غربيون يثبتون فيه صحة القرآن وسلامته من التحريف، وصحة الإسلام وثبات مناهجه وقوة حقيقته ووصفها بأنها كتب تبجيلية هزيلة، لا لشيء إلاّ لقيام مؤلفيها بتوضيح الحقيقة بطرق علمية في أحدها وفلسفية اجتماعية في الثاني، فهل من دليل أكبر من هذا الدليل على مقدار ماينطوي عليه “ أركون ” من عداء للإسلام وانتماء لأعدائه؟. تحدث في هذا الصدد عن كتاب موريس بوكاي المسمى “ التوراة والقرآن والعلم: الكتابات المقدسة ممتحنة على ضوء المعارف الحديثة ” فقال عنه أركون: (كتاب تبجيلي هزيل جداً) ثم عن كتاب روجيه جارودي “ وعود الإسلام ” فقال عنه: (كتاب هزيل أيضاً). انظر: الفكر الإسلامي لأركون: ص 83 - 84.
ý يتحدث بصورة تشكيكية عن ثبوت القرآن، ويؤكد أن القطع بذلك إنما هو من قبل الروح “ الدوغمائية أي المنغلقة القاطعة بانفرادها بالحقيقة.
ثم يتحدث عن جمع أمير المؤمنين عثمان - رضي الله عنه - للمصحف وتوحيد المصاحف عليه بأن ذلك من قبل الهيجان السياسي الديني، الذي قام بفرض نسخة رسمية واحدة، وأن المسلمين يثنون بدوغمائية على هذا الموقف، ثم يقرر في الصفحة نفسها بأن (الفكر الإيجابي “ الواقعي ” هو فكر تاريخي) (الفكر الإسلامي لأركون: ص 126
ý في محاضرة لأركون في ندوة الإسلام والحداثة يقول تحت عنوان “ الحداثة ومشكلة المعجم الاعتقادي القديم ” حين اعترض عليه أحد الحاضرين وطلب منه احترام المقدسات وخاصة الوحي والتنزيل أجاب أركون: (بالطبع، معك بعض الحق، وقد نبهت منذ البداية إلى أنه ينبغي أن نسير في موضوع الحداثة بتؤدة وبطء فالأرض مزروعة بالألغام، ولكنك تستخدم كلمات كثيفة جداً ومثقلة بالدلالات التاريخية دون أن تحاول تفكيكها أو تحليلها ... ، كل هذه التعابير المصطلحية الأساسية التي ورثناها عن الماضي “ كمفردات الإيمان والعقيدة بشكل خاص ” لم نعد التفكير فيها الآن، ونحن نستخدمها وكأنها مسلمات وبدهيات ونشر بها كما نشرب الماء العذب، هذا ما تعودنا عليه منذ الصغر ومنذ الأزل، ولكن إذا صممنا على أن ندخل فعلياً في مناخ الحداثة العقلية، فماذا نرى؟ ماذا تقول لنا الحداثة بخصوص هذه المفردات الضخمة الكثيفة التي تملأ علينا أقطار وعينا؟، ماذا تقول لنا بخصوص هذه المصطلحات الإيمانية المشحونة بالمعاني وظلال المعاني ... عندما يستخدم المرء بشكل عفوي هذا المعجم الإيماني اللاهوتي القديم لايعي مدى ثقله وكثافته وشحنته التاريخية وإبعاده المخفية، وكل الأخطار المرافقة لاستخدامه، فمثلاً عندما يقول المؤمن التقليدي أن هناك أشياء لاتتغير ولاتتبدل، وعندما يقول هناك المقدس “ أو الحرم باللغة الإسلامية الكلاسيكية ”.وينبغي عدم التساؤل حوله أو مسه، وعندما يقول: هناك الوحي، وكل هذه الأديان انطلقت من النقطة نفسها: الوحي ... الخ عندما يقول كل ذلك فإنه يستخدم لغة كثيفة أكثر مما يجب، هكذا تلاحظون أني استخدم صفة كثيفة أو ثقيلة “ بمعنى الوزن ” الحيادية لكيلا أطلق أي حكم قيمة، ماذا تعني هذه الكلة؟ إنها تعني أن كواهلنا تنؤ تحت ثقل أكياس هذا المعجم القديم، فهو أثقل من أن نحتمله أو نستطيع حمله بعد الآن، ... ففي هذه الأكياس “ أكياس المعجم التقليدي ” أشياء كثيرة لا شيء واحد، وينبغي أن نفتحها لكي نعرف ما فيها، لم نعد نقبل الآن بحملها على أكتافنا وظهورنا دون أي تساؤل عن مضمونها كما حصل طوال القرون الماضية، ماذا تقول لنا الحداثة بخصوص كل واحدة من هذه الكلمات والمصطلحات التيولوجية القديمة؟، ماذا تقول لنا إذا ما قبلنا أن ندخل فعلاً في مناخ الحداثة ونتنفس هواها الطلق؟) (الاسلام والحداثة 327 - 328.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم يسترسل في كلامه ليصل إلى قضية “ الوحي ” فيقول: (أتمنى هنا عندما تلفظ كلمة الوحي أن تشعر بأنها كلمة شديدة الخطورة والأهمية، وأنه لايُمكننا استخدامها بسهولة وبمناسبة ودون مناسبة، بمعنى أننا لانفهمها جيداً، وإنها بحاجة؛ لأنه تخضع لدراسة جديدة دقيقة لاتقدم أي تنازل للتصورات الألفية التي فرضتها العقائد الدوغمائية الراسخة، أتمنى أن ننظف من كل ما علق بها من أوشاب ايديولوجية، وذلك لأن العقائد الدوغمائية الراسخة تحمل في طياتها الكثير من الايديولوجية ... إن عملنا يتمثل في عزل، وفرز كل ما أضيف إلى كلمة وحي من أشياء تثقلها وتجعل منها أداة ايديولوجية أو آلة ايديولوجية من أجل الهيمنة والسيطرة، وليس فضاء للمعرفة المنفتحة على الكون، وهذا إشكالي، فنحن لانعرف بالضبط ما هو الوحي، وأستطيع أن أقول الآن مايلي: لاتوجد حتى هذه اللحظة التي أتكلم فيها أمام أي مكتبة في العالم، ولا أي كتاب في أية لغة من لغات العالم يطرح مشكلة الوحي على طريقة العقلانية الحديثة ومنهجيتها) (الاسلام والحداثة 329 - 330
ý ويقول أركون ( ... عندما أقول: القرآن خطاب أسطوري البنية فإن المسلم يولول ويثور وينادي بالثبور وعظائم الأمور في حين أني لم أقل شيئاً خارقاً للعادة أو يسبب أي مشكلة ... ) (الإسلام والحداثة: ص 346 – 347
ý العقيدة:يعتبر أركون أن المعجم الاعتقادي عند المسلمين عقدة في طريق انتشار الحداثة، وذلك حين كتب: (الحداثة ومشكلة المعجم الاعتقادي القديم) (1) ونبه الأتباع والمقلدين ودعاة الحداثة بأنه (ينبغي أن نسير في موضوع الحداثة بتؤدة وبطء، فالأرض مزروعة بالألغام، ولكنك تستخدم كلمات كثيفة جداً ومثقلة بالدلالات التاريخية دون أن تحاول تفكيكها أو تحليلها ... كل هذه التعابير المصطلحية الأساسية التي ورثناها عن الماضي “ كمفردات الإيمان والعقيدة بشكل خاص ” لم نعد التفكير فيها حتى الآن، ونحن نستخدمها كأنها مسلمات وبدهيات ونشربها كما نشرب الماء العذب ... عندما يستخدم المرء بشكل عفوي هذا المعجم الإيماني اللاهوتي القديم لايعي مدى ثقله وكثافته وشحنته التاريخية وأبعاده المخيفة، وكل الأخطار المرافقة لاستخدامه) (الإسلام والحداثة ص 327
ý له جهد كبير في تثبيت عقيدو الشك ومحاربة اليقين الذي هو ركن في الايمان عند المسلمين، وجهد مضاعف في اثبات عقيد النسبية،ففي ميدان نفيه لليقين والحقيقة الذي يعتبره من أهم منجزاته، يقول أركون (من منجزات الحداثة العقلية ألا وهو نسبية الحقيقة، ونسبية الحقيقة تتعارض جذرياً مع مطلق الحقيقة أو الاعتقاد بوجود الحقيقة المطلقة كما ساد سابقاً في كل الأوساط الدينية) (الإسلام والحداثة ص 362
ý
قال عنه مؤلفا كتاب “ رأيهم في الإسلام ”: (صاحب عقيدة واثق من صلابة تفكيره وصواب رأيه، ووضوح مواقفه ... ، يحافظ على اتصال دائم مع التطور الغربي، مخاصماً مسلمين كثر، فوجئوا وصدموا باستعماله، في خواطره وأبحاثه التاريخية، نظريات استوحاها من حياة القرن العشرين، وأوروبا، وعلم اللغات وتحاليل اجتماعية وأصول تنظيمية، همه الأوحد تطهير رؤى هؤلاء لإسلامهم من الخرافات والأوهام والشوائب التي تشوبها ... ، فإعادة النظر بمجموع التقاليد الإسلامية لتوحيدها وكشف الرواسب المتراكمة التي عثَّرتها منذ الدعوة القرآنية، هي موضع اهتمام محمد أركون كما المصلحين المحدثين، مصدرها سلطان النص المطلق، وشرعية هذا السلطان الذي لايخلو من تعصب نظري، فينبغي أن تؤدي الثقة العارمة بالنص إلى التقليل من أهمية التجدد في النظرة - أكانت شرقية أم غربية - إلى الإسلام، التي تواكب عمل أبرز أخصائي مسلم بالدين، ولا ريب، لغته فرنسية) (1).
رأيهم في الإسلام: ص 145 – 146
ý سأله المؤلفان هل يُمكن لدولة عصرية اعتماد الإسلام كنظام حكم؟ أجاب: (أرفض هذه الصيغة، فالإسلام ليس بنظام حكم، لا تاريخياً ولا عقائدياً) (المصدر السابق 151
ý وعن عقيدته (الحداثية) يطلق بقينية وقطع – مناقضا منهجه الشكي والنسبي- يقول: ( ... الحداثة تتجاوز المجال العربي والإسلامي لكي تخص كل شعوب الأرض أنها ظاهرة كونية) (الإسلام والحداثة ص 354
ý ويطرح الجبرية الحداثية باعتبارها أمراً مفروغاً منه، لا فكاك من الأخذ بها والانطلاق من ساحتها، يقول ذلك في يقينية شمولية تقديسية تعسفية، يقول: ( ... إننا مجبرون منهجياً على الانطلاق من ساحة الحداثة العقلية والفكرية؛ لأن الحداثة أضافت مشاكل جديدة لم تكن تطرح سابقاً، وافتتحت منهجيات جديدة تتيح لنا توسيع حقل المعرفة دون إدخال يقينيات دوغمائية، تعسفية، هذا هو الشيء الجديد فعلاً، وهنا يكمن جوهر الحداثة) (المصدر السابق ص 361.
ـ[أبو تيماء]ــــــــ[16 Sep 2010, 06:10 م]ـ
لا تعجب ممن يصف من قبله بالجمود والتخلف والرجعية ..
ويرى نفسه لمّا خُلق في عصر [التطور الفكري] قد أتى بما لم تأت به الأوائل!
فهي طريقة قديمة لكل من يعتدّ بعقله ويقدمه على المنقول
((( .. وما يكذب به إلاّ كل معتدٍ أثيم. إذا تتلى عليه آياتنا قال: أساطير الأولين)))
.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد الصالح الناصر]ــــــــ[17 Sep 2010, 02:33 ص]ـ
حينما نطلق العنان للعقل فإنه سيلج في دهاليز محيرة لا نهاية لها؛ والسر في ذلك أن العقل كون لا نهاية له
وفي الوقت نفسه فإن العقل قاصر عن فهم أقرب الأشياء إليه
فهاك نفسك أيها العقل والتي تعيش بين جنباتها فإنك عاجز عن فهمها كما أنت عاجز عن فهم ذاتك
لم أجد ألذ من ذل التسليم لخالق الوجود بكل ما فيه
بما فيها تلك السلسلات الذهنية العقلية التي لا تنتهي وإن انتهت انتهت بك للحيرة والتي تُعد الخطوة الأولى للولوج في بحر الإلحاد الذي هو التيه بعينه الذي لا تهتدي بعده لشيء ولا ترى فيه شيئا بل هو عماء في عماء
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[17 Sep 2010, 04:27 م]ـ
قرأت أغلب كتب أركون، والانطباع الذي تولد لدي (وقد أكون مخطئا) أنه علماني غير مؤمن، بل ومعاد للدين، ومدرسته تغريبية صرفة .. ولعل هذا يفهم بسبب طبيعة نشأته في منطقة القبايل (البربرية) في الجزائر، والحساسية الشديدة الذي غذاها الاستعمار الفرنسي بين العرب والبربر، لدرجة أن كثيرا من البربر شعروا في فترة من الفترات بانتمائهم لفرنسا وثقافتها، أكثر من انتمائهم للعرب وثقافتهم.
وأركون علماني، شديد الإيمان بالعلمانية في نمطها الفرنسي المعادي للدين، ويرى من حق الدولة أن تتدخل في الشأن الديني وتديره ..
وإن كانت جل كتابات أركون حول القرآن والإسلام، فهذا لا يعطي أي مبرر لجعله بمثابة "خادم للإسلام"، بمعنى أنه أدى دورا في تقديم الإسلام كدين رباني المصدر.
لم يتطرق أركون في أي كتاب من كتبه للإسلام والقرآن من زاوية الباحث المؤمن بهما (على خلاف طارق رمضان، مثلا، الذي يدافع بشدة، أيضا عن العلمانية، ولكنه يرفض النمط الفرنسي المعادي للأديان وللروحية)، وإنما انطلق في حميع ما يكتبه من أن القرآن نتاج ثقافي إنساني ليس ذا مصدر رباني. ولا يمكن التذرع في ذلك بأنه كان يخاطب في ذلك الساحة الأكاديمية الغربية، أو أنه كان يلتزم تماما بمنهجية البحث الأكاديمي، التي تفرض عليه الحيادية الاعتقادية، إلى غير ذلك من الشعارات التي توهم بالموضوعية، في حين أنها تستبطن أوهاما كبيرة. وإلا فيوجد عدد كبير من مشاهير الباحثين الأكاديميين الذين لم يمنعهم امتلاكهم لأدوات البحث الأكاديمي الدقيق في عدم إنكار إيمانهم ومعتقاتهم في بحوثهم وكتاباتهم.
صحيح أن أركون عبر عن انتمائه للإسلام والمسلمين، وقال في عدد من التصريحات إنه "مسلم"، ولكنه (في جميع ما قرأته أو شاهدته، وقد أكون مخطئا) ذكر الأمر في سياق الانتماء الاجتماعي والثقافي فقط، وليس في سياق التدين والإيمان بالمعتقدات والمقدسات والمعاد، إلخ .. وهذا أمر يقول به الملحدون والشيوعيون العرب، كما يقول به الملحدون في كل المجتمعات. ففي تونس، مثلا، كان رئيس الحزب الشيوعي محمد حرمل، وعدد من أفراد مكتبه السياسي، يرددون دائما أنهم "مسلمون شيوعيون" وكان حرمل يحضر في المناسبات الدينية الرسمية، في رمضان والأعياد، ويحضر مجالس ختم الحديث النبوي في جامع الزيتونة، ويدافع عن انتمائه للإسلام.
ولذلك فمن المغالطة الحديث عن أركون من زاوية الإيمان، على الأقل في ما يتعلق بكتاباته وإنتاجه الفكري، وهذا هو الذي يهمنا أكثر (أما إيمانه الذاتي، وهل كان حقا مؤمنا أم غير مؤمن، فتلك مسألة دفنت معه، وسيلقى الله عليها، ولن يفيد إطالة الحديث فيها دفاعا وهجوما) ..
وفي المقابل، يجب الاعتراف بتميز الرجل في امتلاك أدوات البحث والتحليل الأكاديمي، واشتراكه مع نصر حامد أبو زيد في تقديم عدد كبير من المقولات التي أدت لحركة علمية نشيطة وخلقت تحديات هامة في ميدان البحث العلمي المتعلق بالقرآن وبالإسلام عموما. وهذه تحسب له "أكاديميا" فقط. فالرجل لم يخدم الإسلام من موقع المؤمن به والداعي له، وإنما يمكن القول إنه خدم الإسلام بحثيا من خلال تسليط الأضواء عليه أكثر، ودفع عدد كبير من الباحثين للاهتمام به، بل وإنتاج مدرسة كاملة من الأتباع، أدت كتاباتهم وستؤدي إلى حركية علمية كبيرة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Sep 2010, 06:57 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وجدتُ هذا الخبر في موقع سبق ( http://www.sabq.org/sabq/user/news.do?section=5&id=14504) ، ووجدتُ فيه رأي لصديقي عبدالله المالكي وفقه الله وهو كتب رسالته للماجستير عن أركون ومنهجه في جانب من جوانبه الفكرية قدمها لجامعة أم القرى، وجرت بيني وبينه مناقشات قديماً حول أركون وكتبه، فأحببت نقل هذا الخبر والتعليقات للاطلاع.
وصفوه بأنه من أكثر العلمانيين العرب تطرفاً في التعامل مع القرآن ونصوص الوحي
كتّاب سعوديون يهاجمون المفكر "محمد أركون" وينتقدون من يترحم عليه
تركي العبدالحي- سبق- الخبر: أثارت وفاة المفكر الفرنسي الجزائري الأصل "محمد أركون" جدلاً واسعًا بشأن تركته الثقافية التي تركها، وكتب العديد من الكتاب والأساتذة الجامعيين السعوديين حول وفاته، ورفض أغلبهم مجرد الترحم عليه.
وقد ترك أركون خلفه عددًا كبيرًا من المؤلفات الفكرية التي كتبها باللغة الفرنسية وحظيت باهتمام كبير وواسع في الدول العربية حيث جرت ترجمة غالبية مؤلفاته.
ولعل الغضب من أركون يتمحور حول إخضاعه التراث الإسلامي للنقد وفقًا لمنهجه العلمي ورفع القداسة عن النصوص الدينية، مما دفع الكثير إلى اتهامه بالتطرف العلماني. واهتم أركون بما يسمى بـ (الأنسنة - هيومانيزم) في العالم العربي والإسلامي، وكان آخر ما صدر له (الأنسنة والإسلام .. مدخل تاريخي نقدي) و (نحو نقد العقل الإسلامي).
ويعلق الباحث الشرعي عبدالله المالكي في صفحته على شبكة الإنترنت بعد وفاة أركون، وله رسالة ماجستير حول أركون بالتحديد، قائلاً "قبل 5 سنوات سجلت رسالتي حول المفكر الفرنسي محمد أركون، وكان عندي شيء من التقدير والإعجاب به وقتها، لبعض الجوانب التي تصورتها من خلال كتاباته التي قرأتها بشكل سريع في مرحلة البكالوريوس، لكن بعد 5 سنوات وبعد أن عشت مع أركون ليالي وأياماً مع فكره ومع المنابع والأصول والمرجعيات التي بنى من خلالها منهجيته وانطلق منها في قراءة التراث، بعد كل ذلك وبعدما سلمت رسالتي لم يبق في قلبي أي تقدير ولا إعجاب ولا احترام لهذا الرجل، ولا أجد أي دافع أو مبرر يدفعني للترحم عليه، وإن كانت رحمة الله واسعة وسعت من هو أشد من أركون، أقول ذلك وأنا بكامل حريتي وإرادتي، الحرية هي التي جعلتني أترحم على محمد عابد الجابري وأتوقف عند محمد أركون، ومع ذلك فالرجل أفضى إلى ما قدم، ورحمة الله واسعة لا تنتظر دعوتي ولا دعوة فلان".
ويعلل المالكي موقفه الحاد والسلبي من أركون قائلاً "موقفه الجذري من الوحي والقرآن، فعلاً لم يبق في قلبي أي احترام، وهي وجهة نظر في النهاية لكم كامل الحرية في تقبلها أو رفضها".
ويعتبر الدكتور عبدالرحيم السلمي مدير مركز تأصيل الفكري بجدة أن من يترحم ويظهر تعاطفاً مع أركون فهو "إما جاهل بفكره ويحب أن يتكلم فيما لا يعلم، أو منحرف في عقيدته ودينه ولا يعرف حقيقة الإسلام".
ويعرف الدكتور السلمي أركون قائلاً "من أكثر العلمانيين العرب تطرفاً في التعامل مع القرآن ونصوص الوحي، ومادته مأخوذة من غلاة المستشرقين، وأتعجب كثيراً ممن فتن بالدفاع عنه وعن (أبو زيد) ويقيمون مآتم وأروقة عزاء وهم ممن ينتمون إلى الفكر الإسلامي. يمكن أن أتفهم كيف انخدع البعض بالجابري؛ لأنه مراوغ ومتلاعب بالألفاظ، ولا يجرح المشاعر بعبارات صريحة، ويستعمل المداراة والمداهنة، بمعنى آخر (علمانية لينة)، وقد صرح بأن قراءته للتراث عصرية وليست تراثية مثل كل الفرق بما فيها الشيعة والمعتزلة والأشاعرة فضلاً عن أهل السنة، فهي قراءة علمانية لا تنتمي إلى جميع القراءات الإسلامية مع اختلافها. أصبح بعض شبابنا اليوم يخدعهم العلماني اللين ويجاملون العلماني المتطرف، وهذه حالة تستدعي الاهتمام والكشف والبيان، فهي فتنة خطيرة على الدين، بل أصبحت بعض مفاهيم العلمانية والليبرالية تنفذ إلى عقول شبابنا من خلال هذه المشاريع الفكرية، فأصبحت تجد من ينتمي إلى التيار الإسلامي، وهو في حقيقته علماني أو لديه أفكار علمانية متجذرة، وتزيد المشكلة عند محاولات أسلمتها ووضع الغطاء الشرعي عليها".
وكتب الباحث وأستاذ التفسير بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن مصطفى الحسن مقالين بعد وفاة أركون أحدهما ورقات من رسالته للدكتوراه، ويعنون الحسن مقالته الثانية بـ (هل في كتابات محمد أركون ما يفيد؟)، ويقول الحسن في مقالته إن أركون متأثر بمدرسة الحوليات الفرنسية، مضيفًا "ماذا يمكن أن نستفيد من مدرسة الحوليات؟ أعتقد أن هذا هو السؤال المهم. التاريخ الإسلامي مبني على الرواية، وهو علم إسلامي أصيل يقوم على الجرح والتعديل وله قيمته العلمية بلا شك، لكن لا يمنع هذا أن يكون للشواهد التاريخية حقها من البحث والدلالة، نظريات التاريخ تجاوزت الحوليات من أهم من كتب في ذلك (عبدالله العروي) في كتابه (مفهوم التاريخ) وهو ممتع للغاية ويحتاج إلى قراءة متأنية".
كما يشبه الحسن أركون بخضراء الدمن، وهي المرأة الحسناء في المنبت السوء.
وتبقى في النهاية حقيقة أن أركون الذي كتبت عنه دراسة ماجستير في جامعاتنا السعودية، وكتب عنه الباحث مصطفى الحسن بعض ورقاته في رسالة للدكتوراه، وتناوله العديد من المؤلفات السعودية؛ كان مؤثرًا، ووصلت أغلب أحرفه إلى القارئ السعودي بغض النظر عن ردات الفعل تجاه ما كتب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[22 Sep 2010, 08:58 ص]ـ
(محمد أركون ومعالم أفكاره) للدكتور محمد حامد الأحمري
تطورت في عصرنا هذا وسائل الدعاية لكل شيء بمقدار لم يسبق له مثيل، هذه الدعاية في قضايا الكماليات ووسائل الراحة قد تكون معقولة إلى حد ما، لكن الغريب من أصناف هذه الدعاية، الدعاية الفكرية لعامة الكتاب والشعراء والروائيين إلى درجة تدفع إلى السأم وعدم الثقة بأي شيء يشتهر من كتاب أو كاتب أو صحيفة، فيجعلك هذا لا تثق بالشهرة لأي عمل، إذ قد يكون في غاية الرداءة والفساد لكن جيوش الإعلام والترويج تحاصرك حتى تفقد بصيرتك.
وقد حاصرتنا الدعاية في زماننا ورفعت في وجوهنا مجموعة من الكتاب والمفكرين والأدباء، وألصقتهم في وجوه ثقافتنا كرهاً، وألزمتنا بهم وحاصرتنا كتبهم في كل زاوية، وليس هذا الحصار فقط بين العرب، بل لقد شكَت إحدى المستشرقات وقالت: "إن أدونيس لم يقل شيئاً ولكن اللوبي الأدونيسي هو الذي أعطاه الأهمية"!.
هذا الجيش الدعائي من وراء كتاب صغار أو مغالطين كبار هو الذي أعطاهم أهمية كبرى في عالم الكتاب العربي.
قال أحد القراء لقد رأيت كتب أركون ولفت انتباهي الدعاية الكبيرة لها؛ فذهبت مع القوم واشتريت منها وقرأت الأول والثاني فما أحسست بفائدة ولا ساعدني الفهم، وقلت كاتبٌ متعِبٌ، ولكن زادت الدعاية للرجل فقلت في نفسي: النقص في قدرتي على الدراسة والفهم، وسكتُّ وخشيت أن أقول لأحد: لا أفهمه، حتى إذا كان ذات يوم جلست إلى قارئ وكاتب قدير وتناول كتاب "تاريخية الفكر العربي الإسلامي" وقال: لقد حاولت أن أفهم هذا الكاتب أركون فما استطعت، فكأنما أفرج عني من سجن وقلت: رحمك الله أين أنت فقد كنت أبحث عن قارئ له يعطيني فيه رأياً، لا الذين أكثروا من الدعاية له دون دراية.
وحتى لا تضر بنا المبالغة في هذا إليك نموذجاً للدعاية الأركونية: علق هاشم صالح مترجم أركون إلى العربية في آخر كتاب "الفكر الإسلامي نقد واجتهاد" يقول هاشم: بعد أن تركت محمد أركون رحت أفكر في حجم المعركة التي يخوضها بكل ملابساتها وتفاعلاتها، وهالني الأمر فكلما توهمت أن حدودها قد أصبحت واضحة محصورة، كلما اكتشفت أنها متشابكة معقدة، شبه لا نهائية. هناك شيء واحد مؤكد على أي حال: هو أن محمد أركون يخوض المعركة على جبهتين جبهة الداخل، وجبهة الخارج، جبهة أًصوليي المسلمين، وجبهة أصوليي المستشرقين:
وسوى الروم خلف ظهرك ... روم فعلى أي جانبيْك تميل؟ (1).
هذا مثل مما يفعل هذا المترجم، وقد يفاجئك مراراً بالمدح في وسط الكتاب أو في المقدمة أو في الهامش (2) أو في لقاءاته مع أركون التي تمثل جزءاً كبيراً من أعماله؛ فهذه طريقة في الكتابة جديدة إذ يُجري المترجم حواراً حول أفكار أركون بعد كل فصل أو في آخر الكتاب كما في "الفكر الإسلامي قراءة علمية"، أو "الفكر الإسلامي نقد واجتهاد".
أثناء قراءة أعمال أركون قد تصادفه ينقد مدرسة عقائدية أو فقهية، ويحاول أن يقول إنها خرافة، وأسطورة دغمائية كما يحلو له أن يكرر، وتقول: لعله ينصر المدرسة الأخرى، فهو إما شيعي أو خارجي، ثم يخرج عليك في صفحة أخرى وهو يعرض بعدم معقولية فكرة الإمامة لدى الشيعة (3)، ثم في مكان آخر لا يتفق مع الإسلام السني المتزمت في نظره (4)، علماً أن السني عنده هم الأشاعرة، وأما أحمد وابن تيمية فيدعوهما حنابلة متزمتين.
وتحاول جاهداً أن تقف تماماً على ما يريد، فإذا هو متناقض لا يؤمن بشيء ولا يرى أن لهذا العلم أو التراث الإسلامي أي مكانة إلا في عين المدارس النقدية الغربية؛ فما أقرته فهو الحق والمحترم ـ كنص للدراسة ليس أكثر من نص بشري قابل للأخذ والعطاء ـ وما لا تقره المكتشفات الأسلوبية اللغوية الاجتماعية والنفسية المعاصرة فإنه لا يرى إقراره والاهتمام به لقدمه وتخلفه عن العصر.
ولعل كتاب "الفكر العربي" أول كتبه المترجمة إلى العربية وفيه تلخيص غامض لجُل ما قال في الكتب الأخرى، وأشار فيه بكثير من التحفظ إلى آرائه في القرآن والسنة والشيعة والحداثة والتجديد.
عند أركون أهداف واضحة لمن يستقرئ أعماله ويصبر على التزوير والمراوغة واللعب بالكلمات في غير معانيها حتى يحصل على هدفه الكبير من كل مشروعه، وسيأتي بيان الهدف بعد ذكر وسائله إليه.
* الوسائل:
(يُتْبَعُ)
(/)
أول وسائله نقد الكُتاب الإسلاميين الذين ليست لهم صلة بالمدارس الغربية في الفكر، والذين ليس لهم إلمام بعلوم اللسانيات والاجتماع والنفس والنظريات التي خرجت ـ فيما يرى ـ بعد الخمسينات من هذا القرن الميلادي، وبالتالي يطالبهم بالمشاركة والدراسة لمستجدات النظريات الإنسانية الغربية، ثم هو يستخدم نظريات ميشيل فوكو في مسائل المعرفة والسلطة، ويرى تاريخية المعرفة وبكوْنها قابلة للتغيير والتطوير والشمول.
وأهم جوانب المعرفة التي يتحدث عنها المعرفة الدينية بكل أبعادها، ويرى اعتبار المعرفة الإسلامية نموذجاً أسطورياً لابد أن يخضع للدراسة والنقاش ـ كما سيأتي ـ ويرى المجاهرة باعتبار العلوم الإسلامية سياقاً معرفياً أسطورياً يزعج المسلمين ويهز إيمانهم، ولكن لابد ـ كما يرى ـ من بناء مفاهيم جديدة مستمدة من الاحتياجات الجديدة كما فعل السلف، ويرى أن هناك مناطق عديدة في الفكر الإسلامي لا تمس ولا يفكر فيها مثل مسألة عثمان ـ رضي الله عنه ـ وقضايا جمع القرآن، والتسليم بصحة أحاديث البخاري والموافقة على الأصول التي بناها الشافعي، ويرى أنه يضع أساساً للاجتهاد وعقلانية جديدة (5)، وهو يرى أن الوعي الإسلامي قد انشق فيما بين السنة والشيعة، والوسيلة عنده ليست بالتوفيق بين الجانبين ولا الانتقاء منهما إنما الوسيلة نقد الطرفين وهو يعتنق "النقدية الجذرية" للطرفين وإسقاط كل الحجج التي بأيدي الجميع، وبالتالي فإن النص السني مغلوط ومزور والنص الشيعي نص العدالة والعصمة مغلوط ومزور وأسطوري، والمطلوب أن يتحرر كل من الفريقين من نصه فيتوحدان (6).
* الأهداف:
من أهم ما يهدف له أركون في كتاباته المكررة والمملة نزع الثقة من القرآن الكريم وقداسته واعتباره نصاً أسطورياً (7) قابلاً للدراسة والأخذ والرد. وهو يغالط كثيراً في معنى كلمة "أسطورة"، ويقول: إنه يعاني من صعوبة هذه الكلمة على أسماع العرب الذين يربطون بين هذه الكلمة وبين الأكذوبة أو الخرافة، لكن ما هي الكلمة التي يستخدمها أركون في تعبيره عن القرآن باللغة الفرنسية التي يكتب كل كتبه بها.
إنه استخدم كلمة MYTHE وبالإنجليزية MYTH وكلتا الكلمتين تعني الخرافة أو الحكاية والكلمتان جاءتا من الكلمة الإغريقية MUTHOS، وهي تعني في جميع اللغات الأوربية حكاية خرافية شعبية تتحدث عن كائنات تجسد ـ بصورة رمزية ـ قوى الطبيعة والوضع الإنساني (8).
ثم إذا سلم بهذه الأسطورة ـ بزعمه ـ فإنها أولاً لم تصلنا بسند مقطوع الصحة؛ لأن القرآن ـ كما يقول ـ لم يُكتب كله في حياة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بل كُتب بعض الآيات ثم استكمل العمل في كتابة القرآن فيما بعد (9)، وهذه من المغالطات التي يسوقها أركون بكل سهولة ويخلط فيها ما بين قضية الجمع وقضية الكتابة، وبزعم أن الظروف السياسية هي التي جعلت المسلمين يحافظون فقط على قرآن واحد ويتركون ما عداه (10).
ومن أجل أن يمهد لما يريد من إنكار القرآن سنداً في أول الأمر، يدخل بعد ذلك إلى نصوص القرآن، فيشكك في القصص والأخبار، ويرى أن التاريخ الواقعي المحسوس هو الذي يحاكَم إليه القرآن، فالأخبار والآثار التاريخية هي الموثوقة!
ولنقرأ له هذا النص الذي يجد القارئ في كتبه كثيراً مثله، يقول:
"ينبغي القيام بنقد تاريخي لتحديد أنواع الخلط والحذف والإضافة والمغالطات التاريخية التي أحدثتها الروايات القرآنية بالقياس إلى معطيات التاريخ الواقعي المحسوس" (11).
ويرى أن القرآن عمل أدبي لم يدرس كما يجب إلا من قِبَل ندرة، أهمهم عنده "محمد أحمد خلف الله" عندما كتب عن القصص الفني في القرآن، وقال إن القصة القرآنية مفتعلة، ويتحسر على عدم استمرار "خلف الله"، ويذكر أن الأسباب التي لم تمكن "خلف الله" في عمله، أنه راعى الموقف الإسلامي الإيماني أولاً، وثانياً: لنقص المعلومات.
إذن فقد آل الأمر إلى أركون الذي سيهاجم القرآن؛ لأنه لا يراعي الموقف الإسلامي الإيماني، لأنه مطلع على الأبحاث الجارية. ومع زعمه أنه يعرف الأبحاث الجارية التي كتبها فوكو والحاخام دريدا؛ فإنه يظهر للقارئ بشكل يجعله لا يثق في قدرة أركون، ولا أنه فهم ما زعم فهمه من قضايا المعرفة ونقد اللاهوت ونظريات البنيوية وما بعدها (12).
(يُتْبَعُ)
(/)
ويعاني في عرضه للأقوال من عدم التوثيق أو القول الصحيح لما ينقل؛ إذ يقلب كل قضية قرآنية أو تفسيرية أو سياق لعلم حتى يفسد المعنى ويلويه إلى ما يريد كما مر معنا في مسألة كتابة القرآن، ومثال آخر يعرِّف الوحي بقوله: "إنه يدعَى بالتنزيل أي الهبوط من فوق إلى تحت" (13).
* معاني القرآن:
لو تجاوزنا قضية شكه في القرآن وردّه للسنة من باب أَوْلى فماذا يفسر به القرآن وكيف يفهمه، إنه يقول: "إن القرآن ـ كما الأناجيل ـ ليس إلا مجازات عالية تتكلم عن الوضع البشري، إن هذه المجازات لا يمكن أن تكون قانوناً واضحاً، أما الوهم الكبير فهو اعتقاد الناس ـ اعتقاد الملايين ـ بإمكانية تحويل هذه التعابير المجازية إلى قانون شغال وفعال ومبادئ محدودة تطبق على كل الحالات وفي كل الظروف" (14).
ويقول في موضع آخر:
"إن المعطيات الخارقة للطبيعة والحكايات الأسطورية القرآنية سوف تُتلقَّى بصفتها تعابير أدبية، أي تعابير محورة عن مطامح ورؤى وعواطف حقيقية يمكن فقط للتحليل التاريخي السيولوجي والبسيكولوجي اللغوي، أن يعيها ويكشفهما" (15).
ويفصل أركون بين القرآن والشريعة، فالقرآن عنده "خطاب مجازي يغذي التأمل والخيال والفكر والعمل ويغذي الرغبة في التصعيد والتجاوز، والمجتمعات البشرية لا تستطيع العيش طيلة حياتها على لغة المجاز" (16) ولكن هناك البشر المحسوسون العائشون ـ كما يقول ـ في مجتمع وهناك أمورهم الحياتية المختلفة التي تتطلب نوعاً من التنظيم والضبط وهكذا تم إنجاز الشريعة (17).
ثم يعقب بأن هناك مجالاً أسطورياً مجازياً وهو مجال القرآن، ومجال آخر واقعي للناس هو مجال الشريعة ويقول: "إنه وهم كبير أن يتوقع الناس علاقة ما بين القرآن والشريعة التي هي القوانين الشرعية وأن المناخ الميثي (الأسطوري) الذي سيطر على الأجيال السابقة هو الذي أتاح تشييد ذلك الوهم الكبير، أي إمكانية المرور من إرادة الله المعبر عنها في الكتابات المقدسة إلى القوانين الفقهية (الشريعة) وحجته في ذلك ما يلي: في الواقع أن هناك أنواعاً مختلفة من الكلام (من الخطاب) وهناك فرق بين خطاب شعري أو ديني، وخطاب قانوني فقهي أو فلسفي، ولا يمكن لنا أن نمر من الخطابين الأولين إلى الخطابات الأخرى إلا بتعسف واعتباط" (18)، ألا ترى أنك يا أركون قد استطعت أن تمرق من الخطابين.
* مكانة السنة عنده:
ليس هذا مجالاً لمتابعة هذه الأقوال والرد عليها، فيكفي هنا التعريف بمعالم فكره بما فيها جرأته على الشك في ثبوت وصول القرآن إلينا، وجرأته على نفي الحديث والزعم بأن الظروف السياسية وأوضاع المجتمعات التي انتشر فيها الإسلام احتاجت إلى أحاديث وقال: "إن السنة كُتبت متأخرة بعد موت الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بزمن طويل وهذا ولَّد خلافات. لم يتجاوزها المسلمون حتى اليوم بين الطوائف الثلاث السنية والشيعية والخارجية، وصراع هذه الفرق الثلاث جعلهم يحتكرون الحديث ويسيطرون عليه لما للحديث من علاقة بالسلطة القائمة" (19).
وهو يرى أن الحديث هو جزء من التراث الذي يجب أن يخضع للدراسة النقدية الصارمة لكل الوثائق والمواد الموروثة كما يسميها (20)، ثم يقول: "وبالطبع فإن مسيرة التاريخ الأرضي وتنوع الشعوب التي اعتنقت الإسلام، قد خلقت حالات وأوضاعاً جديدة ومستحدثة لم تكن متوقعة أو منصوصاً عليها في القرآن ولا في الحديث، ولكي يتم دمجها وتمثلها في التراث، فإنه لزم على المعنيين بالأمر أن يصدقوا عليها ويقدسوها إما بواسطة حديث للنبي، وإما بواسطة تقنيات المحاجة والقياس" (21).
تلك هي مكانة الشريعة عنده، وهذه مكانة أحاديث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذ لا يرى أي تشريع جاء به القرآن، وأن القرآن خطاب أدبي عاطفي لا علاقة له بالحياة، والشريعة ضرورة اجتماعية أملتها ظروف المجتمع وحاجة الناس، وهي في مجموعها تراث إذا قابلت في الطريق ثقافة مجتمع آخر أو استجد شيء فإن هذا الجديد يدمج في هذا التراث بواسطة حديث أو قياس، وهو يناقض نفسه تماماً، إذ لو لم تكن الشريعة من غير هذين المصدرين كأساس لما سعى المعنيون بالأمر ـ كما يسميهم ـ لفعل ما كذبه عليهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا مثال واحد كبير من الغث والانحراف والكفر الذي يملأ به كتبه، كله يناقض بعضه بعضاً، وكفاه زوراً أو جرأة على كتاب الله قوله: "وليس في وسع الباحثين أن يكتفوا اليوم في الواقع بالتكرار الورع للحقائق الموحى بها في الجزيرة العربية في القرن السادس والتي طُرحت منذئذ على أنها بآن واحد مما يمكن تعريفه واستخدامه وأنها متعالية" (22).
وهو يرى أن الباحثين ـ يعني نفسه ومَن تابعه ـ (إذ حتى كبار الكفار من المستشرقين لم يحملوا على القرآن والسنة والأمة كالحملة التي يقودها أركون ولم يستطيعوا القول بكل هذه الافتراءات في آن واحد) لا يسعهم تطبيق القرآن لأنه نزل في الجزيرة في ذلك الزمن القديم، وهو لا يرى نفسه وهو يقدس ويستسلم لبقايا قوانين الرومان، بل ويحاسب الإسلام على أفكار فوكوه هل تتطابق معها أم لا، ويقول في نفس الوقت بأن القرآن حقائق، وقد سبق أن قال إنه مجازات عالية وقد أجمع القائلون بالمجاز على أن كل مجاز يجوز نفيه ويكون نافيه صادقاً في نفس الأمر (23)، علماً بأن المجاز بالأسلوب الذي يريده أركون أبعد بكثير من المجاز الذي حدث فيه الخلاف بين المسلمين، والذي قال فيه الشنقيطي إن وروده في القرآن غير صحيح ولا دليل يوجب الرجوع إليه من نقل ولا عقل ونحن ننزه القرآن على أن نقول فيه مجاز بل نقول كله حقائق (24).
ونقل الشنقيطي عن عدد من العلماء عدم جواز المجاز في اللغة أصلاً فضلاً عن القرآن، وهو ـ أي الشنقيطي ـ ممن يرى هذا، وأركون لا يرى أن آيات الأحكام هي المجاز، ولا آيات الصفات كما قال بعض السابقين المخالفين لأهل السنة، لكنه يرى كل القرآن مجازات عالية، ومرة يقول متعالية أي تكون بعيدة عن المجتمع سياسة واقتصاداً واجتماعاً، إنما تهذيب روحي لا علاقة له بالدنيا.
وليس هذا مكان الحديث عن المجاز ولا الخلاف فيه. لكن جاء بمناسبة خلط أركون وتناقضه؛ إذ يقول: القرآن حقائق نزلت قديماً ثم يرجع ويقول مجازات عالية. إن أركون يهدم كل شيء ولا يقيمك على سنن ولا يثق بأحد ولا بعلم أحد، فهو يسخر من كل مَن سبقه حتى يسخر من الطبري ومن طريقته في التفسير. وما دام قد اجترأ على كتاب الله وسنة رسوله كل هذه الجرأة فماذا يتوقع القارئ عن غيرها. وهناك جوانب عديدة يستنكرها كقضايا الثواب والعقاب والبعث بعد الموت (25). ويرى في آيات القرآن التي تحدثت عن الجنة وثوابها سياقات شعرية، وأيضاً يرى رمزية العذاب.
* خلاصة:
يرى أركون أن القرآن والكتب السابقة تعاني من سياق واحد، ويضع القرآن مع الأناجيل في مستوى من الثبوت والدراسة واحد، ويرى أهمية النقد والتجديد. وعمله هذا النقدي السلبي النافي ـ الذي يمسخ كل الحقائق وكل المعاني ـ لا يمكن بحال أن يكون مذهباً فكرياً بديلاً؛ بحيث يحل محل شيء من الفرق أو الجماعات التي وجدت على الساحة الإسلامية وليس بأسلوب يمكن قبوله من قِبل السنة أو الشيعة؛ ذلك أنه يلغي الجميع ويرى العدمية (26) التي يقدمها هي البديل أو التجديد، فالشك والجحود بكل شيء لن يكون أبداً بديلاً للإيمان، إذ هذا العدم لا يكون ديناً ولا يبني خلقاً.
وهو يرى ـ مع هذا ـ ضرورة النظام في حياة الناس ويرى أهمية القوانين وهذه القوانين عنده تنشئها الضرورة الاجتماعية، لكن أي مجتمع وأية قوانين، أما المجتمع فلا يرى أركون أن يكون للإسلام سلطة عليه؛ لذا فليس للإسلام أن يسن أي قانون في ذلك المجتمع إذ ليس للإسلام في نظره أي قانون ولا علاقة بالوجود، وهو قد بذل وعصر كل سمومه وآفات الملحدين في الغرب لينكر المصادر أولاً ثم لو افترض إثباتها فليس لها حقائق ولا معاني تمس الناس، ثم إذا فهم منها معاني فتلك المعاني جاءت للحاجة والضرورة؛ لأنه لم يكن هناك قوانين في المجتمع.
وقد علق أحدهم على نمط تفكير أركون وأسلوب تعامله مع النصوص، فقال: إن تجديدية أركون هي تجديدية عدمية، ولا نحسب أن مسلماً عاقلاً يهتم لقراءة أركون النافية (27)، وهذا ملخص لبحث مطول يتناول كتب ومقالات أركون، ومع أن أعماله غير معقولة لكن ـ ويا لَلأسف! ـ إن الذي يتحكم في سلوك وأفكار العالم الإسلامي اليوم هو (اللامعقول) لهذا يحتاج إلى بيان.
---------------
الهوامش:
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) الفكر الإسلامي فكر واجتهاد ص335، "حقاً إن أركون أشد على الإسلام هجوماً من مفكري الروم وسيأتي بيان ذلك".
(2) انظر الكتاب السابق ص254 ومواقع عديدة في "الفكر الإسلامي قراءة علمية".
(3) أركون، مقابلة مع أدونيس، مجلة "مواقف"، عدد رقم 54 ـ ربيع عام 1988، ص10.
(4) أركون، الفكر العربي، ترجمة عادل العوا، ص128 والفكر الإسلامي نقد واجتهاد ص 90. ولعل كتاب "الفكر العربي" أول كتبه المترجمة إلى العربية وفيه تلخيص غامض لجل ما قال بعد في الكتب الأخرى وفيه إشارة بكثير من التحفظ إلى آرائه في القرآن والسنة والشيعة والحداثة والتجديد.
(5) عيسى بلاطة، توجهات وقضايا في الفكر العربي المعاصر، ص89 - 90.
(6) رضوان السيد، الإسلام المعاصر، ص19.
(7) محمد أركون، الفكر الإسلامي قراءة علمية، ص22 وما بعدها.
(8) محمد العربي الخطابي، مقال بعنوان "الأسطورة الأصلية في رأي أستاذ جامعي"، جريدة "الشرق الأوسط"26/ 2/199.
(9) محمد أركون الفكر، الإسلامي نقد واجتهاد، ص85 - 86.
(10) المصدر السابق، ص86.
(11) أركون، الفكر الإسلامي قراءة علمية، ص23.
(12) انظر مجلة الحوار، عدد 9، ص117 - 118.
(13) الفكر الإسلامي نقد واجتهاد، ص79.
(14) تاريخية الفكر الإسلامي، ص299.
(15) الفكر الإسلامي قراءة علمية، ص191.
(16) تاريخية الفكر الإسلامي، ص299.
(17) المصدر السابق، ص299 ..
(18) المصدر السابق، ص299.
(19) أركون، الفكر الإسلامي نقد واجتهاد، ص12.
(20) أركون، الفكر الإسلامي نقد واجتهاد، ص13.
(21) أركون، الفكر الإسلامي نقد واجتهاد، ص18.
(22) أركون، الفكر العربي، ص174 ترجمة عادل العوا.
(23) الشنقيطي، منع جواز المجاز، ص8.
(24) الشنقيطي، منع جواز المجاز، ص51.
(25) للتوسع يراجع الفصل الأخير من كتابه "الإسلام أصالة وممارسة" ترجمة د. خليل أحمد، وأيضاً مواضع متعددة من "الفكر الإسلامي قراءة علمية".
(26) رضوان السيد، الإسلام المعاصر، ص19.
(27) رضوان السيد، الإسلام المعاصر، ص19.
وانظر حول فكرته لتطيق النقد التاريخي للقرآن كتابه "الفكر الأصولي واستحالة التأصيل"، الصفحات التالية: 29، 44 - 45، 6، 151، 214 – 215، 247، 191، 194.
المصدر: مجلة العصر ( http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&ContentId=11581)(/)
هل ذُكِرَ اسم «محمد» - صلى الله عليه وسلم - في أسفار أهل الكتاب؟
ـ[فيصل الكاملي]ــــــــ[15 Sep 2010, 06:44 ص]ـ
http://tafsir.net/vb/mwaextraedit4/extra/01.png
يزعم علماء أهل الكتاب أن أسفارهم «المقدسة» لا تحوي أثراً لاسم محمد - صلى الله عليه وسلم - البتة، وأن قول الله - عز وجل -: {يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإنجِيلِ} [الأعراف: 751] هو محاولة إضفاء الشرعية والقداسة على الرسالة الخاتمة، رسالةِ الإسلام التي هي عندهم دين مقتبَس عن اليهودية والنصرانية. وبغضِّ النظر عن هذه المزاعم الباطلة إلا أن الحديث عمَّا يسمى بـ «الكتاب المقدس» ( Holy Bible) ليس في الحقيقة حديثاً عن التوراة والإنجيل اللذين هما كتابان منزلان من عند الله. وبناءً عليه فلو لم يرِد اسم محمد - صلى الله عليه وسلم - في كتابهم «المقدس» الذي بين أيديهم ما كان ذلك قدحاً في تقرير القرآن الكريم.
فـ «الكتاب المقدس» ينقسم إلى قسمين رئيسين:
العهد القديم: ويشترك في الإيمان به اليهود والنصارى، ويحوي هذا القسم أحكاماً وقصصاً تمتد من بدء الخليقة إلى القرن الخامس ق. م تقريباً، كتبها عدد من المجاهيل الذين لا يُعلم حالهم.
أما العهد الجديد: فلا يَقْبَلُه سوى النصارى، ويشتمل على سيرة المسيح - عليه السلام - كما لفَّقها كُتَّابها: متَّى ومرقُص ولوقا ويوحنا، بالإضافة إلى رسائل يُنسَب بعضها إلى بولس اليهودي وبعضها إلى غيره.
ولكن لتطمئن قلوب المؤمنين وتزداد قلوب الجاحدين حسرة، ولا يُتَّهمَ المسلمون بالحيدة عن الجواب على أي حال، أُورِد هنا فِقْرات من العهد القديم الذي يتفق اليهود والنصارى على قَبُولها، بقي فيها اسم «محمد» - صلى الله عليه وسلم - صريحاً رغم عبث العابثين. وبغضِّ النظر عن صحة نسبة النص إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل أو بطلانه، فإنها تبقى شهادةً تاريخية سابقة لبعثة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ودليلاً على ورود اسمه الكريم منذ ذلك الزمن في وحيٍ أصيلٍ أخفاه الأحبار والرهبان، كما أخفوا غيره من الكتاب. وسأكتفي في هذا الجزء من المقال ببيان التحريف الذي نال النص دون بيان معناه الأصلي الذي سأُفرِد له الجزء الثاني إن شاء الله.
ترِد هذه الفِقْرات في سفر «هوشع» – وهو أحد أسفار العهد القديم المعتمَدة – في سياق توبيخ بني إسرائيل على ما اقترفوه من الخطايا والآثام؛ إذ خاطبهم «الرب» قائلاً:
«1 لاَ تَبْتَهِجْ يَا إِسْرَائِيلُ وَلاَ تَطْرَبْ كَبَقِيَّةِ الشُّعُوبِ، لأَنَّكَ قَدْ خُنْتَ إِلَهَكَ وَهَجَرْتَهُ، وَأَحْبَبْتَ أُجْرَةَ الزِّنَى عَلَى كُلِّ بَيَادِرِ الْحِنْطَةِ.?2 لِهَذَا فَإِنَّ الْبَيْدَرَ وَالْمِعْصَرَةَ لاَ يُطْعِمَانكُمْ، وَالْخَمْرَةَ الْجَدِيدَةَ لاَ تُلَبِّي حَاجَتَكُمْ.?3 لَنْ تَظَلُّوا مُقِيمِينَ فِي أَرْضِ الرَّبِّ بَلْ يَرْجِعَ أَفْرَايِمُ إِلَى دِيَارِ مِصْرَ، وَيَأْكُلُوا لَحْماً نَجِساً فِي أَشُّورَ.?4 لاَ تَسْكُبُوا لِلرَّبِّ خَمْراً وَلَنْ تَسُرَّهُ ذَبَائِحُكُمْ، بَلْ تَكُونُ لَكُمْ كَخُبْزِ النَّائِحِينَ. كُلُّ مَنْ يَأْكُلُ مِنْهُ يَتَنَجَّسُ؛ إِذْ يَكُونُ خُبْزُكُمْ لِسَدِّ جُوعِكُمْ فَقَطْ، وَلاَ يَدْخُلُ أَبَداً إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ». [هوشع 9: 1 - 4]
وبعد فِقْرات من التوبيخ يسألهم الرب قائلاً:
«ما تعسو ليوم موعِيد وليوم حج يهوه؟ كي هيني هالخو مشُّود. مصرايم تقبصم، موف تقبرم، مَحْمَد لخسبام، قيموش ييراشم، حوح بأُهُليهم. باؤو يَمي هبّجوداه، باؤو يمي هشِّلُّوم. يِدعو يسرَئيل إفيل هنَّفي، مِشُجَّع إيش هروح؛ عل روف عفونخا، فِرَبَّاه مسطماه».
وتفسيره وِفْقَاً لأغلب التراجم العربية والأعجمية – مع فروق يسيرة –:
«5 ماذا تصنعون في يوم الموسم وفي يوم عيد الرب. 6 إنهم قد ذهبوا من الخراب؛ تجمعهم مصر، تدفنهم موف، يرث القريص نفائس فضتهم، يكون العوسج في منازلهم. 7 جاءت أيام العِقاب، جاءت أيام الجزاء سيعرف إسرائيل، النبي أحمق، إنسان الروح مجنون، من كثرة إثمك وكثرة الحقد».
(يُتْبَعُ)
(/)
إن جُلَّ الترجمات العربية والأعجمية فسرت هذا النص تفسيراً عجباً لا يكاد يُعرِب عن معنى ذي فائدة، بل لا يعدو أن يكون رصّاً لجُمَل متنافرة لا يربطها رابط؛ فما هو «يوم الموسم»؟ وما هو «يوم عيد الرب»؟ وما معنى «سيعرف إسرائيل، النبي أحمق، إنسان الروح مجنون، من كثرة إثمك وكثرة الحقد»؟
وهاك نماذج من هذه الترجمات وأغلاطها:
- النسخة السبعونية اليونانية ( Septuagint): « لأنهم أُولاءِ يخرجون من بلاء مصر» [1].
- النسخة الدولية الجديدة ( NIV): « وإن فروا من الخراب، مصرُ تجمعهم» [2].
- النسخة القياسية المنقَّحة ( RSV): « لأنهم أولاء يخرجون إلى أَشُّور، مصرُ تجمعهم» [3].
إن العجب من هذا التباين سُرعان ما يتلاشى إذا ما رجع الباحث إلى النص العبراني لسفر هوشع ليرى أن الترجمات المختلفة أبعد ما تكون عن الدقة، وإنما أُوكِلَت في كثير من الأحيان إلى من ليس من أهل اللغات «السامية» [4] وإن كان من المختصين بها؛ فتراه يقلِّب معاجم العبرية ويهرع إلى أي معنى يحتمله السياق، وهو لا يمتلك سليقة تدلُّه على المعنى المراد من بين عشرات المعاني أحياناً. وجُلُّ الترجمات إنما قام بها هؤلاء الأعاجم.
فالنسخة السبعونية اليونانية أضافت كلمة ( talaiporias) التي تعني الشدة والبلاء (أو الخراب أحياناً) إلى كلمة ( Aiguptou) ( أي: «مصر») لتصبح العبارة «بلاء مصر». ومع أن هذا المعنى مقبول في نفسه إلا أنه لا ينسجم أبداً مع السجع المقصود في النص كما سيأتي بيانه بعد قليل.
كما نلحظ أن ما اعتبرته النسخة «السبعونية» اليونانية إضافة اعتبرته «النسخة الدولية الجديدة» ( NIV) كلمتين منفصلتين؛ فـ «من بلاءِ مصرَ» تصبح «من الخراب، مصرُ ... ».
أما «النسخة القياسية المنقَّحة» ( RSV) فقد أغربت كثيراً حتى إن المرء ليتساءل: أي يد خرقاء قامت بذلك؟ فقد ترجمت حرف الجر «مِ» (ومعناه «مِن») بـ «إلى»، وهو عكس المقصود تماماً! ثم فسرت كلمة «شود» بـ «أشُّور»، فصارت «يذهبون إلى أشور». وأي تشابه ثمة بين (ش - د) و (ء - ش - و - ر) في العبرانية حتى يُلْتَمَس العذر للمترجم؟ إنه مثال بيِّن على تحريف المترجمين، لا يمكن تفسيره إلا أنه اتباع للهوى أو جهل مُطْبِق. ولعل قارئاً نبَّه دار النشر إلى هذا الخطأ الفادح فغُيِّر في «النسخة القياسية المنقَّحة الجديدة» ( NRS) إلى «وإن فرُّوا من الخراب» على غرار «النسخة الدولية الجديدة».
لقد كانت اللغة العبرانية لهجة من اللهجات العربية القديمة كالسبئية والثمودية، تَحدَّث بها الكنعانيون العرب الذين قطنوا فلسطين. ثم اتخذها اليهود لساناً لهم، وأسمَوها «سِفَّت كنَعَن»؛ أي «لسان كنعان» كما يشهد لذلك سفر إشعياء (19: 18). لكنها لما فقدت علاماتها الإعرابية – كحال كثير من اللهجات العربية القديمة – أصبح من الصعوبة تحديد المعاني بدقة كما في النص الوارد أعلاه؛ فلو كانت كلمة «مصرايم» تحمل علامة رفعٍ لعُلِم أنْ ليست متعلقةً بـ «شود» (أي: «بلاء»)، بل هي جملة مُستأنَفَة. وفي هذا تقول الموسوعة البريطانية «كان للغة السامية [العربية الأُم] في الأصل ثلاث حالات: (الرفع، والنصب، والجر). لكن العلامات الإعرابية التي ميزت تلك الحالات لم تُحفظ حفظاً كاملاً إلا في بعض اللهجات الأكَّادية وفي العربية الفصحى» [5].
أعود فأقول: إن القارئ للفِقْرتَين (5 و 6) في أصلهما العبراني لا يغيب عنه ما فيهما من تناظر وسجع تنتظم به الجمل تلقائياً دون تكلُّف أو تعسُّف. يقول النص:
مِصرايم تِقبِّصِم [6] (مصر تحشرهم)
موف تِقَبِّرِم (موف تقبرهم)
مَحْمَد لِخَسْبَام (نفيس فضتهم [؟])
قِمُوش يِيراشِم (القريص [7] يرثهم)
حُوَح بأُهُليهم (العوسج في منازلهم)
فيلحظ أن الجمل الثلاث الأُولَى تبدأ بالميم، كما أن كل جملة تنتهي بميم الجمع التي تقابل «هم» في العربية، وهو نظم يذكرنا بجرس الموَشَّحات الأندلسية.
فتبين عند اتباع النظم الصحيح للنص أن «مصرايم» في محل رفع مبتدأ وليست مضافاً إليه كما اقترحت النسخة السبعونية. فلما أخطأت النسخة السبعونية في اعتبارها «[مِـ] شُّود مصرايم» مضافاً ومضافاً إليه، ترتب على ذلك أن أعادت صياغةَ الفِقْرتَين بعدها على النحو التالي:
تقبصم موف (تحشرهم موف)
تقبرم محماس (تقبرهم محماس [؟]) [8]
لخسبام قيموش ييراشيم (أما فضتهم فيرثها الخراب)
حوح بأُهُليهم (ويكون العوسج في خيامهم)
وبهذا أفقدت النسخة السبعونية النص نَظْمَه وإيقاعه، بل أخلَّت – كغيرِها من النسخ – بقواعد الإعراب في الجملة الثالثة كما سأبيِّنه في الجزء الثاني من المقال، إن شاء الله.
ـ الحواشي ـــ
[1] « dia touto idou poreusontai ek talaiporias Aiguptou».
[2] “Even if they escape from destruction, Egypt will gather them.”
[3] «For behold, they are going to Assyria; Egypt shall gather them…».
[4] درج وصف «السامية» على الألسن رغم خطئه، والصواب أن يقال: «اللغات العربية القديمة» أو نحوه.
[5] Encyclopedia Britannica. “Semitic Languages”.
[6] من «قبص» العبرانية (ويقابلها في العربية «قبض») بمعنى «جمع» أو «حاز».
[7] أو القُرَّاص، وهو نبات.
[8] وهو تحريف للكلمة الأصلية «م - ح - م - د» كما سأبينه في الجزء الثاني إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فيصل الكاملي]ــــــــ[15 Sep 2010, 06:47 ص]ـ
كنتُ أوردتُ في الجزء الأول من هذا المقال نصاً من العهد القديم للدلالة على ذكر اسم «محمد» - صلى الله عليه وسلم - صراحة في أسفار أهل الكتاب، لكنني اكتفيت هناك بإثبات التحريف في ترجمة النص من العبرانية وعَرضتُ لذلك بعض النماذج، وأهمُّ ما عُنيت به إثبات أن الفِقرة المقتبسة تُقرَأ وَفْقَ الترتيب الآتي مع مراعاة الفواصل:
ما تعسو ليوم موعِيد وليوم حج يهوه؟ كي هيني هالخو مشُّود: مِصرايم تِقبِّصِم، موف تِقَبِّرِم، مَحْمَد لِخَسْبَام، قِمُوش يِيراشِم، حُوَح بأُهُليهم. [هوشع 9: 5 - 7]
وبيَّنت أن هذه القراءة هي الوحيدة التي تحافظ على تَنَاظُر الجمل وجَرْسِها. لكنني في هذا الجزء سأركِّز الحديث على معنى النص ليرى القارئ كيف أن تلاعُب المترجمين حوَّل نصاً صريحاً في نبوة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - إلى جُملٍ شديدة الركاكة باهتة المعاني أشبه ما تكون بسجع الكهان.
تفسير النص:
أما قوله: (ما تَعسُو ليوم موعِيد وليوم حج يهوه؟) فليست له علاقة بالمواسم والأعياد، وهذا ظاهر من السياق؛ إنما هو تخويف وتذكير لبني إسرائيل الذين ابتعدوا عن منهج الله وعصوا رُسُله. فمَن ترجمهُ بقوله: «ماذا تصنعون في يوم الموسم وفي يوم عيد الرب؟» فقد أبعد النجعة وأحال الوعيد عيداً. فالنص العبراني يقول: (ل - يوم) ومعناها «لِيَومِ» وليس (ب - يوم) «في يوم». وعليه فالصحيح أن تترجَم هكذا: «ما أنتم عاملون ليوم الميعاد [1] ويوم يحشركم الرب؟» فكلمة «حَج» في العبرانية هي كل اجتماع حاشد، وإنما استُعيرت للعيد لاجتماع الناس فيه. ومعنى الجملة يُذكِّر بقول الله - تعالى - مخاطباً بني إسرائيل: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ} [البقرة: 321].
وأما قوله (كي هيني هالخو مِشُّود: مصرايم تقبصم، موف تقبرم) فتفسيره «فهاهم أولاء نجوا من البلاء: مصر تأسرهم ومنف [2] تقبرهم [أو تدفنهم]». وهو تذكير لبني إسرائيل بما تعرضوا له من ابتلاءٍ على يد فرعون وقومه، فالنص يشير إلى النجاة من البلاء، والاستعباد، والقتل؛ وهو معنى قريب جداً من قول الله - تعالى - في كتابه الكريم: {وَإذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ} [البقرة: 94].
لكن اضطهاد المصريين ليس كلَّ ما تُعدِّده الفِقرة من ابتلاء لبني إسرائيل، فهي تستمر قائلة: (مَحْمَد لخسبام)، وهنا بيت القصيد. فقد تُرجِمَت هذه العبارة بـ «نفائس فضتهم» وهو من التحريف الظاهر لأمرين رئيسين:
أولهما: أن إضافة «مَحْمَد» (بمعنى «نفيس») إلى «خسبام» (أي «فضتهم» أو «مالِهم») من الركاكة بمكان، لوقوع حرف الجر «ل» بينهما؛ حتى إن «فيلهِلم جِسنيوس» في كتابه «نحو اللغة العبرانية» Gesenius> Hebrew Grammar أورد احتمال أن تكون العبارة في أصلها (مَحمدي خَسْبام)، وهي صيغة الإضافةِ السَويةُ في العبرية.
وثانيهما: إن سلَّمنا جدلاً بصحة الإضافة في (مَحْمَد لخسبام) «نفيسُ فضتِهم [أو «مالِهم»]» فهي برغم ذلك ليست جملة مفيدة فهي تحوي مبتدأً يفتقر إلى خبر، أو خبراً لمبتدأ محذوف لا نعلمه، وهو ما اضطر المترجمين إلى أن يربطوها بـ (قيموش ييراشم) التي تليها، فقالوا: «يرث القريص نفائس فضتهم». وهي محاولة بائسة للهروب من المأزق، لكن الجملة لا تستقيم برغم ترقيعهم هذا؛ لأننا لو ترجمنا النص العبري حرفياً لصار «نفيسُ فضتهم القريصُ يرثهم»؛ بمعنى أن ضمير الجمع «هم» سيعود على المفرد «نفيس» وهو ما لا يستقيم في اللغة العبرانية، وإنما يقال: «نفيس فضتهم القريص يرثه»، ولو افترضنا أن الضمير يعود على «فضة» – وهو بعيد جداً – فالاعتراض قائمٌ؛ لأنها مفرد وليست جمعاً حتى في أصلها العبري (لـ - كسف - ـم). فدل ذلك على أنهما جملتان وليستا جملة واحدة.
فما معنى الجملة إذن؟ إن (مَحْمَد لخسبام) عبارة وجيزة مستأنَفة معناها الحرفي «مُحمَّدٌ لِمالِهم»، فـ «محمد» اسم عَلَم يشير إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وليس صفة بمعنى «نفيس»، يشهد لهذا أمران على الأقل:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً: أن الجملة بغير هذا الشكل لا تستقيم لا معنىً ولا مبنىً كما سبق بيانه.
ثانياً: لمَّا تعرَّض مترجمو النسخة السبعونية لهذه الفِقرة كانوا يدركون أن «محمد» اسم علم، فكأنهم حاروا ما يفعلون، فلجؤوا إلى تغيير الاسم إلى «مَحْمَس» (مدينة «مخماش»). ولعل قائلاً يقول: ألا يمكن أن يُعتذر لهم باحتمال أن حرف الدال لم يكن بيِّناً في الأصل العبري فأشكل على المترجمين؟ أقول:
أولاً: إن حرفي السين (سامخ) والدال (دالِت) في العبرانية لا يتشابهان ألبتة والخلط بينهما بعيد؛ فالأول يشبه في شكله الرقم (5) والآخر يشبه الرقم (6).
وثانياً: لو افترضنا ذلك جدلاً فإن مدينة «مخماش» التي يريدها المترجمون هنا لا تكتب في العبرية «محمس»، وإنما «مكمش» بكاف وشين، فالتحريف لم يقع في حرفٍ واحد فحسب، بل في حرفين اثنين.
وقد يعترض معترض فيقول: لِمَ بَدَّلتَ «مَحْمَد» فجعلتها «مُحَمَّد»؟ والجواب: أن النص العبري ظل أكثر من ألف عام مجرداً عن الحركات إلى أن أضافها «المَسُوريُّون» من علماء اليهود بين القرن السادس والتاسع بعد الميلاد وَفْقَ اجتهادهم فأصابوا بعضاً وأخطؤوا بعضاً. فالكلمة قبل تحريف المسوريين كانت «محمد» دون حركات، ولم تكن «مَحْمَد»، وهذا مما يُجمع عليه علماء العهد القديم. فلم يبقَ إلا الإذعان بأن «محمد» عَلَم على النبي - صلى الله عليه وسلم -.
والمراد من الفِقْرة أن محمداً - صلى الله عليه وسلم - سيتولى تأديبهم في أموالهم، وحصل ذلك عندما أجلى بني النَّضير إلى أذرعات من أعالي الشام وإلى خيبر حتى إن أحدهم كان ينزع باب داره وسقفها لئلا يخلِّفها وراءه، كما جاء في سورة الحشر: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُوْلِي الأَبْصَارِ} [الحشر: 2] إلى قوله - تعالى -: {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الحشر: 6].
أما قوله: (قيموش ييراشم، حوح بأُهُليهم) فسأعتمد فيها ترجمة النسخ العربية: «القريص يرثهم، والعوسج في منازلهم» – تنزُّلاً لا قبولاً – حتى لا أطيل على القارئ.
ثم يعود الرب إلى تحذير بني إسرائيل من مغبة كفرهم وأن أيام المُساءلة قد أزفت فيقول: (باؤو يمي هبجوداه، باؤو يمي هشِّلُّوم) أي «أزفت أيام العقاب وحلت أيام الجزاء». واستعمال الزمن الماضي هنا دلالة على التحقق والوقوع لا محالة، كقوله - تعالى -: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ} [النحل: 1].
ثم بيَّن السبب في هذا التهديد والوعيد، فقال: (يِدعو يسرائيل إفيل هنَّفي، مِشُجَّع إيش هروح). وترجمتُها كما في ترجمة «فاندايك»: «سيَعرِف إسرائيل، النبي أحمق، إنسان الروح مجنون.» وهي كما ترى غاية في الركاكة والإبهام، والسبب في هذا أن جُلَّ الترجمات العربية والأجنبية اعتبرت الفعل العبري «يدعو» مشتقاً من «ي - د - ع» بمعنى «عَرَف»، والصحيح أنه مشتق من «د - ع - هـ» بمعنى «دعا». وهذا الفعل ثابت في العبرانية كما فصَّل ذلك «جيمس بار» في كتابه «فقه اللغة المقارن ونص العهد القديم» [3]. فالجملة (يِدعو يسرائيل إفيل هنَّفي، مِشُجَّع إيش هروح) تتألف من فعل متعدٍّ إلى مفعولين، وفاعلٍ، ومفعول به ثانٍ مقدَّم، ومفعول به أوَّل مؤخر، ثم مفعول به ثانٍ مقدَّم مضاف، ومفعول به أوَّل مؤخر. وعليه فالترجمة الحرفية للفقرة هي: «تدعُو إسرائيل النبيَّ أحمقَ، ورجلَ الروح مجنوناً»، والمراد بـ «إسرائيل» هنا بنو إسرائيل. قال - تعالى -: {كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ * أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ} [الذاريات: 25 - 35].
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم بيَّن النصُّ ما دفع اليهود إلى هذا السباب والجحود، فقال: (عل روف عفونخا، فرباه مسطماه) «لكثرة آثامك وفرط عدائك» [4]. فسبب تكذيب اليهود للنبي - صلى الله عليه وسلم - وشتمهم إياه - بشهادة أسفارهم – هو فرط عدائهم، وهو كما قال - تعالى -: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} [المائدة: 28].
وفي قصة صفية بنت حيي بن أخطب - رضي الله عنها - أنها قالت: كنتُ أَحَب ولد أبي إليه وإلى عمي أبي ياسر؛ لم أَلقَهُما قط مع ولد لهما إلا أخذاني دونه. قالت: فلمَّا قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، ونزل قباءَ في بني عمرو بن عوف، غدا عليه أَبي حييُّ ابن أخطب وعمي أبو ياسر بن أخطب مغلِّسين. قالت: فلم يرجعا حتى كانا مع غروب الشمس. قالت: فأتيا كالَّين كسلانَين ساقطَين يمشيان الهُوَينى. قالت: فهششت إليهما كما كنت أصنع، فو الله ما التفت إليَّ واحد منهما مع ما بهما من الغم. قالت: وسمعت عمي أبا ياسر وهو يقول لأبي حيي بن أخطب: أهو هو؟ قال: نعم والله! قال: أتعرفه وتثبته؟ قال: نعم! قال: فما في نفسك منه؟ قال: عداوته واللهِ ما بقيتُ» [5].
وهنا أختم بعرض ترجمة «فاندايك» العربية للنص أعلاه وأُتبعها بترجمتِي التي اعتمدت فيها الأصل العبري وأترك للقارئ الحكم.
ترجمة فاندايك: «ماذا تصنعون في يوم الموسم وفي يوم عيد الرب؟ إنهم قد ذهبوا من الخراب، تجمعهم مصر، تدفنهم موف، يرث القريص نفائس فضتهم، يكون العوسج في منازلهم. جاءت أيام العقاب. جاءت أيام الجزاء. سيعرف إسرائيل، النبي أحمق، إنسان الروح [6] مجنون، من كثرة إثمك وكثرة الحقد.
ترجمة الباحث: «ما أنتم عاملون ليوم الميعاد، ويوم يحشركم الرب؟ فها هم أولاء نَجَوا من البلاء: مصر تأسرهم، ومنف تدفنهم، ومُحمَّد يغنمهم، والقريص يرثهم، والعوسج في ديارهم. أزفت أيام العقاب وحلت أيام الجزاء، فبنو إسرائيل يدعون النبي سفيهاً وذا الوحيِ مجنوناً، من عِظَم الإثم وفرط العداء».
{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} [البقرة: 641 - 741].
ـ الحواشي ــــــــــ
[1] «موعيد» في النص العبري.
[2] منف: مدينة مصرية قديمة.
[3] ? Barr, James. Comparative Philology and the Text of the Old Testament (Winona Lake, Indiana: Eisenbrauns, 1987), p. 23.
[4] هنا التفات من الغيبة إلى الخطاب؛ أي انتقال من صيغة الغائب «يدعو إسرائيلُ» إلى صيغة المخاطب «آثامكَ» و «عدائكَ»، وفائدته البلاغية لفت المستمع أو القارئ إلى أمر ذي شأن. وقد سبق ورود التفات آخر عند قوله «ما أنتم عاملون ... فهاهم أولاء نجوا من البلاء» والأصل «فها أنتم أولاء نجوتم من البلاء». وهذا لا يعنينا كثيراً هنا وإنما أردت به بيان مُراوحة الضمائر وأن ذلك لا يغيِّر من أصل معنى النص شيئاً.
[5] سيرة ابن هشام: 1/ 519.
[6] «إيش هروح» التي تترجم بـ «إنسان الروح» معناها: «ذو الوحي» وهو وصف لمحمد - صلى الله عليه وسلم -؛ إذ سُمي القرآن الذي أنزل عليه «روحاً» في قوله - تعالى -: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإنَّكَ لَتَهْدِي إلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [الشورى: 25].
تم نشر المقال بجزأيه في مجلة البيان، العددين 276، 277 ( http://www.albayan-magazine.com/bayan-277/bayan-03.htm) شعبان ورمضان 1431هـ
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[15 Sep 2010, 09:11 ص]ـ
حياك الله وبياك أخي الكريم الأستاذ فيصل الكاملي، وأشكر لك كتاباتك المتميزة، وننتظر منك الكثير في هذا الملتقى.(/)
الأخطاء التاريخية و المنهجية في مؤلفات محمد أركون و محمد عابد الجابري: دراسة نقدية تحليلية
ـ[الجنوبي]ــــــــ[15 Sep 2010, 08:52 ص]ـ
السلام عليكم
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[24 Oct 2010, 06:47 ص]ـ
أحسن الله إليكم أخانا الجنوبي وزادنا في الملتقى من أمثالك
من موقع الدرر السنية ( http://www.dorar.net/art/572):
هذه دراسة جادة عن الأخطاء التاريخية و المنهجية في مؤلفات محمد أركون و محمد عابد الجابري أعدها الدكتور خالد كبير علال، وهو حاصل على دكتوراه دولة في التاريخ الإسلامي من جامعة الجزائر، ننشرها بعد اللغط والغبش والضبابية التي كتب بها بعض الليبراليين والإعلاميين عن هذين الرجلين بعد رحيلهما ليظهرا على حقيقتهما وليعلم الجميع أن الموقف الصحيح منهما ليس فقط من المفكرين السعوديين المتشددين -زعموا! - بل هو موقف كل مفكر مسلم عرف المنهج الصحيح ولم يتأثر بالاعتزال العقلاني الجديد.
ونحن إذ ننشر هذه الدراسة المطوَّلة ونشيد بها لا يعني بالضرورة أننا نتفق مع كل ما فيها، مع أننا ننصح كل مهتم بفكر الرجلين -الجابري وأركون- وما يُثار حولهما هذه الأيام أن يقرأ هذه الدراسة. والله ولي التوفيق.
ـ[الجنوبي]ــــــــ[02 Nov 2010, 07:42 م]ـ
حياكم الله و بارك فيكم و سددكم(/)
محمد أركون .. وجولة في فكره المأفون
ـ[الجنوبي]ــــــــ[15 Sep 2010, 09:00 ص]ـ
السلام عليكم
ـ[يراع الإبداع]ــــــــ[01 Oct 2010, 07:10 ص]ـ
جزاك الله خيرا
كنت أبحث عن كتاب يوضح حقيقة هذا الرجل وقد عثرت على بغيتي فبارك الله فيك
ـ[الجنوبي]ــــــــ[01 Oct 2010, 08:30 ص]ـ
حياك الله و بارك فيك و نسأل الله لنا و لكم القبول
ـ[مدمنة قلم]ــــــــ[02 Dec 2010, 10:01 م]ـ
شكرا لجهودك الكريمة(/)
المستشرقون الجدد مقالة للأستاذ أحمد الصويان
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Sep 2010, 09:04 ص]ـ
قبل عقود كانت كتابات المستشرق الألماني (هوروفيتش) والمستشرق المجري (بيرانت هيللر) وغيرهما من المستشرقين المعتنين بالدراسات القرآنية، وكتابات غولد تسهير وجوزيف شاخت وغيرهما من المستشرقين المعتنين بالدراسات الحديثية، كانت كتابات هؤلاء جميعاً تحظى باهتمام بعض أهل الأهواء من بني جلدتنا، ثم تراهم يجترون شبهات القوم للتشكيك في القرآن العظيم والسُّنة النبوية، وفي تاريخ الأمة وتراثها العلمي. وكان بعضهم يعرض ذلك الغثاء بحجة البحث العلمي، كما فعل محمد أحمد خلف الله في رسالته عن الفن القصصي في القرآن، وكما فعل أبو ريَّة في تدوين السُّنة النبوية.
وكان بعض المنتسبين للأحزاب الشيوعية والتيارات الإلحادية يتلقفون تلك الشبهات، ويثيرونها في وسائل الإعلام وفي منتدياتهم الثقافية والفكرية لإسقاط حجية الشريعة ومحاربة دين الإسلام.
وفي تلك المرحلة تصدى علماء الإسلام لتلك الحملات الاستشراقية، وكشفوا زيف وتحريف تلك المشاريع التي تدَّعي الحياد العلمي في البحث، وتزعم استخدام الأدوات المعرفية المعاصرة في النقد والتحليل.
ومع مطلع هذا العقد بدأت حملة جديدة لإحياء تلك الشبهات الاستشراقية بأسلوبٍ هجوميٍّ فجٍّ مستفزٍّ أحياناً كما فعل نصر حامد أبو زيد ومحمد أركون وغيرهما، وبأسلوب ماكر مخادع أحياناً كما يفعل الدكتور محمد عابد الجابري، الذي يتدثر أيضاً بالبحث العلمي، ويزعم نقد التراث الإسلامي باستخدام الأدوات المعرفية من التراث نفسه.
وأكثرُ هؤلاء لا يزيد دورهم عن اجترار تلك الشبهات وإعادة استنساخها وصياغتها ... والمحصِّلة النهائية الناتجة واحدةٌ؛ فإذا كان محمد خلف الله وأركون وعزيز العظمة يزعمون أن القصص القرآني أساطير لا حقيقة لها، فإن الجابري يزعم أن سياق القصص في القرآن الكريم لم يُقصَد به التدوين التاريخي؛ وإنما هي أمثال مضروبة يراد منها العظة والعبرة، ويزعم أنه (كما يضرب القرآن المثل برجلين أو بجنتين من غير تحديد، وكما يُجرِي حواراً بين أهل الجنة وأصحاب النار والقيامةُ لم تقم بعد، فكذلك الشأن في قصص الأنبياء التي يذكرها؛ إنها للذكر (أي: للموعظة والعبرة). وهكذا فكما أننا لا نسأل عن صحة القصة التي وراء الأمثال التي تُضرَب لموقفٍ أو حالٍ؛ لأن المقصود بالمثل ليس أشخاصه بل مغزاه، فكذلك القصص القرآني في نظرنا. والصدق في هذا المجال - سواء تعلق الأمر بالمثل أو بالقصة - لا يُلتَمس في مطابقة أو عدم مطابقة شخصيات القصة والمثل للواقع التاريخي، بل الصدق فيه مرجعه مخيال المستمع ومعهوده) [1].
وإذا كان المستشرقون يطعنون صراحة في جَمْع القرآن وتحريِه، فإن الجابري يثني على الجهد الكبير الذي بُذِل في جمع القرآن، ولكنه يرى (أنه ليس ثمة أدلةٌ (قاطعة) [2] على حدوث زيادةٍ أو نقصانٍ في القرآن كما هو في المصحف بين أيدي الناس منذ جَمعِه زمن عثمان. أما قبل ذلك فالقرآن كان مفرَّقاً في صُحُفٍ وفي صدور الصحابة، ومن المؤكد أن ما كان يتوفر عليه هذا الصحابي أو ذلك من القرآن (مكتوباً أو محفوظاً) كان يختلف عمَّا كان عند غيره، كمّاً وترتيباً). ثم زعم أنه (من الجائز أن تحدث أخطاء حين جَمْعِه زمن عثمان أو قبل ذلك)؛ بحجة أن (الذين تولوا مهمة جمعه لم يكونوا معصومين) [3]!
هذه الموجة الجديدة من التضليل والتحريف والخداع، دفعت كثيراً من أهل الأهواء وأدعياء الفكر والثقافة إلى التمرد على الثوابت والتطاول على الحرمات الشرعية، والنقد المتطرف والمتشنج لكل ما هو تراثي. وقد زاد من حدَّة هذه الظاهرة ذلك الفضاء الواسع الذي فتحته شبكة الإنترنت؛ حيث أصبحت بعض المنتديات الحوارية والمواقع الفكرية تقذف بشباكها ليتساقط فيها بعض البسطاء المبهورين ببريق الحرية، وبعض أرباع المثقفين الذين غرهم تعالُم بعض المتفيقهين؛ فتحولت العقلية الانهزامية الهشة بعد الاغترار بتلك الشبهات إلى عقلية متشنجة تدَّعي الشجاعة والجرأة في نقد ثوابت الأمة!
(يُتْبَعُ)
(/)
والجدير بالتأمُّل أن الدكتور مصطفى السباعي - رحمه الله تعالى - شهد أن أبا ريَّة كان أفحش وأسوأ أدباً من كل مِنْ تكلَّم في حق أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ من المعتزلة والرافضة والمستشرقين قديماً وحديثاً [4]، وصدق - رحمه الله تعالى - في ما ذهب إليه؛ فكثير من هؤلاء المتطاولين بلغوا من سوء الأدب والفجور الفكري ما تجاوزوا فيه أسيادهم المستشرقين، خاصة في بعض مواقع الإنترنت التي يتستر فيها بعضهم بأسماء رمزية.
وإذا كان أبرز المستشرقين (قد جعلوا من أنفسهم فريسة التحزب غير العلمي في كتاباتهم عن الإسلام) كما وصفهم الكاتب النمساوي المسلم محمد أسد [5]، فإن بعض مقلديهم من المستشرقين الجدد أضافوا إلى غياب تلك الموضوعية جهلاً ذريعاً في تراث الأمة وأصولها العلمية، وحقداً متجذراً على علماء الأمة وتاريخها الحضاري.
إذاً نحن أمام ظاهرة يجب الوقوف عندها؛ فعجلة التغيير الاجتماعي والفكري تتسارع بشكل مذهل في مجتمعاتنا، وخطابُنا العلمي والدعوي يتغير ويزداد نضجاً، ولكن ذلك يجري ببطئٍ واضحٍ يقصر عن متابعة الواقع في بعض الأحيان.
إننا أمام نازلة تتطلب أفقاً جديداً من العلماء والدعاة، ومن المعالم المهمة التي ينبغي مراعاتها:
أولاً: تربية الأمة على تعظيم النصوص الشرعية، والاستسلام التام لها، وعدم التقدم بين يديها برأي أو اعتراض، وأحسب أن كثيراً من الجنوح والاضطراب الفكري الذي يدفع الشباب إلى التبعية والاستلاب سببه الرئيس هجران النصوص والإعراض عنها.
ثانياً: تحصين الفتيان والفتيات بالعلم النافع الذي يبني اليقين، ويزيل غشاوة الشبهات ونزوات الأهواء. ويتطلب ذلك عناية بالخطاب الشرعي الذي يعلي من شأن العلم والمعرفة، ويرتكز على أساس الحجة والبرهان.
ثالثاً: استخدام الأدوات المعرفية والتقنية الحديثة لمخاطبة الشباب باللغة التي يفهمونها ويتفاعلون معها. ويتطلب ذلك قدرة فائقة على تفهُّم مشكلاتهم واستيعاب التحديات التي تواجههم، بشكل يتجاوز الحواجز النفسية والزمنية التي قد تفصل العلماء والدعاة عنهم.
رابعاً: هذه النازلة تتطلب فريقاً من المتخصصين الأكفياء الذين يتقنون الأدوات الفكرية والمنهجية في الحوار، ويتصدون للاحتساب العلمي على أولئك المستشرقين بعلم وعدل.
وقد يكون تقصيرنا في إعداد هذا الفريق من أسباب انتشار ذلك الباطل وكثرة من يتأثر بهم من الشباب.
خامساً: ترسيخ قيم التدين والعبادة والخوف من الله، تعالى: إن الحقيقة التي نلمس بعض مظاهرها أن ضعف التدين وقلة الخوف من الله - عز وجل - تجعل عقل الإنسان بيئة خصبة للقلق الفكري والانحراف عن جادة الصراط المستقيم، وتجعل قلمه ولسانه يخوض في ما لا يُحسِن، ويتطاول بحثاً عن التصدر والأضواء، وصدق المولى - جلَّ وعلا -: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ}. [الزخرف: 63 - 73]
ــ الحواشي ـــ
[1] مدخل إلى القرآن الكريم، الجزء الأول في التعريف بالقرآن (ص 238)، طبع دار النشر المغربية، الدار البيضاء، الطبعة الأولى 2006م.
[2] يعني: أنه قد توجد أدلة محتمَلة على الزيادة والنقصان؛ وهذا أسلوب خطير لإثارة الشكوك وترويج الشبهات.
[3] مدخل إلى القرآن الكريم، الجزء الأول في التعريف بالقرآن، (ص210).
[4] السُّنة ومكانتها في التشريع، (ص320).
[5] الإسلام على مفترق الطرق، (ص50).
المصدر: مجلة البيان ( http://www.albayan-magazine.com/bayan-274/bayan-27.htm)
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[15 Sep 2010, 10:28 ص]ـ
مقال رائع، فيه نقد عميق وبناء وثيق، جزاك الله خيراً يا د. عبد الرحمن على هذا المقال المتميز، وبارك الله في علم د. أحمد الصويان ونفع به.(/)
مشروع نقد العقل الإسلامي عند محمد أركون
ـ[الجنوبي]ــــــــ[15 Sep 2010, 09:05 ص]ـ
السلام عليكم(/)
نظرات شرعية في فكر منحرف (المجموعة الخامسة) الشرقاوي - أركون - سعاد الصباح- هشام جعيط- فدوى
ـ[الجنوبي]ــــــــ[15 Sep 2010, 09:25 ص]ـ
السلام عليكم(/)
محمد أركون ومعالم من أفكاره
ـ[الجنوبي]ــــــــ[15 Sep 2010, 09:28 ص]ـ
السلام عليكم(/)
إعجاز القرآن عند طه حسين
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[15 Sep 2010, 01:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد.
قال الله تعالى: "قل لئن اجتمعت الانس والجن على أن ياتوا بمثل هذا القرآن لا ياتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا". صدق الله العظيم.
إعجاز القرآن حقيقة علمية لا ريب فيها؛ وكلما تعمق الباحث في درس تاريخ الأدب العربي والآداب العالمية، وكلما تعمق في الاطلاع على المناهج النقدية والنظريات الأدبية، وكلما تعمق في تذوق أسرار اللغة العربية، وكلما تدبر الآيات القرآنية، تبدى له أن هذه الحقيقة هي من باب الأوليات البدهية.
يقول عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، في محاضرة له بعنوان: "النثر في القرنين الثاني والثالث للهجرة"، ألقاها بقاعة الجمعية الجغرافية، بتاريخ: 29 رجب 1349هـ (20 ديسمبر 1930م)، ونشرها في كتابه "من حديث الشعر والنثر" (ص: 577):
"ولكنكم تعلمون أن القرآن ليس نثرا، كما أنه ليس شعرا، إنما هو قرآن، ولا يمكن أن يسمى بغير هذا الاسم. ليس شعرا، وهذا واضح، فهو لم يتقيد بقيود الشعر. وليس نثرا، لأنه مقيد بقيود خاصة به، لا توجد في غيره، وهي هذه القيود التي يتصل بعضها بأواخر الآيات، وبعضها بتلك النغمة الموسيقية الخاصة. فهو ليس شعرا ولا نثرا، ولكنه (كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير). فلسنا نستطيع أن نقول: إنه نثر. كما نص هو على أنه ليس شعرا."
"كان وحيدا في بابه، لم يكن قبله، ولم يكن بعده مثله، ولم يحاول أحد أن يأتي بمثله. وتحدى الناس أن يحاكوه، وأنذرهم أن لن يجدوا إلى ذلك سبيلا"
"وأراح الخطباء والكتاب أنفسهم من هذه المحاولة التي كانت في نفسها مستحيلة، والتي كانت تعد مروقا وخروجا على الدين"
"وأنتم تعلمون أن أهم الأسباب للإنتاج الأدبي إنما هي المحاكاة، فإذا قال الشاعر البليغ قصيدة وأعجب الناس بها فمنهم من يرويها، ومنهم من لا يكتفي بهذه اللذة، بل يحاول أن يحاكيها ويأتي بأمثالها. وعلى هذا النحو ينتج الشعر، ويكون للشعراء تلاميذ ومقلدون".
"فمن هذه الناحية نستطيع أن نطمئن إلى أن القرآن لم يجد له مقلدا ولم يجد له تلميذا، هو وحيد في بابه لم يسبق ولم يلحق به ما يشبهه".
"وإذن فمن الحق أن نضع القرآن في مقامه الخاص الذي لا يصح أن يقاس به شيء آخر".
المصدر:
من حديث الشعر والنثر – المجموعة الكاملة لمؤلفات الدكتور طه حسين – المجلد الخامس – دار الكتاب اللبناني – بيروت.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Sep 2010, 02:07 م]ـ
بارك الله فيكم.
كأنه بهذا يرد على كلام الدكتور زكي مبارك في كتابه (النثر الفني في القرن الرابع) حيث ذهب فيه إلى أن القرآن الكريم يعد أقدم نص نثري يُمثل العصر الجاهلي، وعارضه في ذلك عدد من الأدباء حينها من أبرزهم طه حسين، فقد كان بينهما منافرة شديدة.
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[15 Sep 2010, 04:19 م]ـ
جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ، على الاهتمام والمشاركة والإفادة، وشكرا جزيلا لكم.(/)
تخطئة القس تيري جونز بمبلغ 180 ألف دولار من قبل سلطات المدينة
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[18 Sep 2010, 01:49 ص]ـ
خبر جديد بخصوص القس الأمريكي تيري جونز، الذي خطط لحرق القرآن، نشرته السي إن إن اليوم على موقعها:
http://www.cnn.com/2010/US/09/17/florida.quran.pastor/?hpt=Sbin
بلدية مدينة جانزفيل في فلوريدا، ألزمت القس تيري جونز الذي خطط لحرق المصحف، بدفع مبلغ 180 ألف دولار، بسبب الإجراءات الأمنية التي اضطر سلطات المدينة إلى القيام بها خوفا من تبعات الأمر ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Sep 2010, 04:08 ص]ـ
لا نريد أن نجعل أخبار هذا القسيس التافه مشغلة لنا في الملتقى وفقكم الله.
ـ[عبد الرحمن عطيه الغامدي]ــــــــ[18 Sep 2010, 04:26 ص]ـ
الاحمق تيري جونز هدفه من هذا العمل الذي اراد القيام به هو الشهره ,
او ربما يريد الدعم المالي لكنيسته المتهالكه ولكن قلبت الامور ضده.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[18 Sep 2010, 05:03 ص]ـ
لا نريد أن نجعل أخبار هذه التافه مشغلة لنا في الملتقى وفقكم الله.
شكرا للتذكير، د. عبد الرحمن .. فعلا، أرجو ألا ننشغل بالتوافه، لا في الملتقى ولا في غيره ..
ولكن هذا الخبر ليس منها، في تقديري .. ولعلكم أنتم أيضا شعرتم بذلك حين قمتم بتثبيت موضوع (ملف تفاعلي حول حادثة حرق المصحف)، وهو متعلق بنفس هذا الرجل التافه، قبل أن تخمد دعوته.
هذا الخبر، في اعتقادي، من أهم الأخبار في اللحظة الراهنة، ولكنه في نفس الوقت، من نوعية الأخبار التي يتوقف عندها القارئ قليلا للتدبر ثم ينصرف مطمئنا هادئ البال، وقد ازداد إيمانا ووثوقا بمآل هؤلاء الذين يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم، والله متم نوره ولو كره الكافرون ..
ولا بأس أن أضيف على الخبر السابق معلومة جديدة نشرت هذا المساء في جريدة محلية أخرى (في فلوريدا)، أوردت فيها أن كنيسة الرجل المذكور قامت بالفعل هذا اليوم، بوضع لافتة (للبيع) أمام مقر الكنيسة .. وحسب بعض الأتباع، فإن الرجل المذكور أعلن أنه ينوي مغادرة المدينة تاما بعد فشله في جميع ما قام به.
http://www2.tbo.com/content/2010/sep/17/171551/gainesville-pastor-behind-quran-burning-may-move-t/news-breaking/
وبالمناسبة، قال تعالى في التوافه:
- (تبت يدا أبي لهب وتب .. ما أغنى عنه ماله وما كسب .. سيصلى نارا ذات لهب .. وامرأته حمالة الخطب .. في جيدها حبل من مسد)
- (إنا أعطيناك الكوثر .. فصل لربك وانحر .. إن شانئك هو الأبتر) ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Sep 2010, 05:13 ص]ـ
كنتُ متأكداً يا أبا أحمد أنك ستغضب من تعليقي فأرجو المعذرة والمسامحة أخي العزيز، فإنما أحببت اختبارك بمثل ما تختبرني به كثيراً وأمشيها ..
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[18 Sep 2010, 05:23 ص]ـ
لم أغضب، يا أبا عبد الله .. وإنما استغربت فقط (ابتسامة) ..
ولك عليّ أن أحتضنك، وأقبّل رأسك، وأدعوك لأكثر من وليمة في بيتي هنا في كندة ..
وما عليك فقط إلا أن تقبل دعوةً مدفوعة الأجر (تذكرة السفر والإقامة)، ولكن لا أعدك أن تكون من جيبي (ابتسامة) .. (أقصد: أن مركزنا الإسلامي يمكنه التكفل بذلك)
فما زلتُ في إلحاح، وما زلتَ في تمنّع، ولم أيأس بعد ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Sep 2010, 05:28 ص]ـ
هذا شَرَفٌ لي يا أبا أحمد وأسأل الله أن يحقق ذلك يوماً ما.
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[18 Sep 2010, 07:39 ص]ـ
علمنا التاريخ مصير كل من يحارب القرآن ويعتدي عليه، ولا انتظر أيضا ان يقبل حاقد مثله كتابا فيه فضح عقائد امثاله الزائقة.
ومن تسول له نفسه محارب الله فقد أوقع نفسه في دائرة المهزومين.
{إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} غافر51
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} الحجر9(/)
عقيدة الشيعة الإمامية في القرآن!!
ـ[عيسى السعدي]ــــــــ[18 Sep 2010, 11:31 م]ـ
http://tafsir.net/vb/mwaextraedit4/extra/01.png
يعتقد الشيعة أن الصحابة عند جمع القرآن الأول أسقطوا الآيات والسور التي نزلت في فضل أهل البيت، والأمر باتباعهم، وإيجاب محبتهم، وذكر أسماء أعدائهم. وقد ذكر هذه العقيدة عنهم ثقات العلماء قديما وحديثا؛ كابن حزم وابن حجر والآلوسي. ولباحثي الشيعة المحدثين موقفان من هذه العقيدة: -
1 - الاقرار بصحة نسبة هذا المعتقد إليهم مع رفضه واعلان البراءة منه. ومن أبرز من يمثل هذا الاتجاه الدكتور موسى الموسوي في كتابه المشهور الشيعة والتصحيح.
2 - إنكار أن يكون القول بتحريف القرآن عقيدة لأحد من أئمة الشيعة المعتبرين، ومن أبرز من يمثل هذا الاتجاه لطف الله الصافي في كتابه مع الخطيب في خطوطه العريضة.
وقد قام الباحث إحسان إلهي ظهير – رحمه الله – بتحقيق علمي لهذا المعتقد انتهى فيه إلى نتائج هامة جدا؛ منها: -
1 - أن القول بتحريف القرآن عقيدة الإمامية على مدى القرون؛ فقد تضمنتها كتبهم الأساسية على مدى القرون؛ كالكافي للكليني، وتفسير القمي، وتفسير العياشي، وتفسير فرات الكوفي وغيرها.
2 - أن القول بتحريف القرآن ليس عقيدة إمامية فحسب، بل هي عندهم من ضرورات المذهب؛ لتواتر الروايات عندهم على وقوع التحريف في القرآن كلاما ومادة وإعرابا!!
3 - أن الذين خالفوا هذه العقيدة من أئمتهم؛ كابن بابويه القمي والمرتضي والطوسي والطبرسي إنما أظهروا المخالفة تقية؛ لأنهم أوردوا روايات التحريف في كتبهم وكانوا يستدلون بها ويبنون عليها الأحكام ومنهم من صرح بأنه أنكرها تقية لاعقيدة!
4 - أن القرآن الموعود بحفظه ليس المتداول بين الناس اليوم وإنما هو ماجمعه الإمام علي وحفظه عنده ثم تولى حفظه الأئمة من بعده حتى انتهى إلى الغائب المنتظر فهو الآن محفوظ عنده!!
والذي حملهم على هذه العقيدة المنكرة ثلاثة أمور: -
1 - أن عقيدة الإمامة التي جعلوها أصل دينهم والمدار الكلي لعقائدهم ليس لها ذكر في القرآن فلجؤوا إلى القول بأن القرآن أسقط منه مايتعلق بالإمامة حتى لم يبق فيه إلا مجرد رموز وإشارات لأسماء الأئمة!!
2 - أن القرآن مدح الصحابة وحرض على محبتهم والترضي عنهم وهذا يصطدم مع عقيدتهم في تكفير الصحابة إلاقليلا منهم!!
3 - أن جمع القرآن الأول من أعظم مناقب الصديق رض1الذي اتهموه بالتآمر على علىرض11 وإبعاده عن الخلافة! ولهذا جعلوا المنقبة مثلبة!
انظر للمزيد: كتاب الشيعة والقرآن لإحسان ظهير رحمه الله.
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[19 Sep 2010, 01:50 ص]ـ
استاذنا الفاضل: إن السبب الذي دفع الشيعة الإمامية لهذه العقيدة هو أن دينهم اختراع من عند انفسهم، بمزيج من المزدكية الفارسية التي نص صاحبها أن الناس شركاء في ثلاث الماء الهواء والنساء، واليهودية الكتابية التي اتخذت من عزيرا ابن لله سبحانه، فقد قالوا بعصمة الأئمة، وانهم يعلمون الغيب، فلما ظهر بالواقع عدم تحقق ما ادعوه على أسلنة أئمتهم، عندئذ بدل أن يعترفوا بجهلهم وخطأئهم، ويعترفوا أن الأئمة لا يعلمون الغيب، نسبوا إلى الله عقيدة البداءة - تنزه الله عنها وتعالى.
ولما علموا أن الدين نقله الصحابة، حاولوا الطعن بهم ليهدموا الدين الذي أطفأ نار فارس وحضارتهم البائدة، فلما وجدوا القرآن يزكي الصحابة ويصفهم بالعدالة ويثني على تضحياتهم، قالوا بتحريف القرآن.
ولما كان من أكثر الصحابة رواية للحديث: أمنا عائشة أم المؤنين رض11 وكذلك سيدنا ابو هريرة رض1 عملوا على التركيز بالطعن بهم.
غايتهم الكبرى اطفاء شعلة الدين الذي أطفأ نارهم وحطم عروش بغي مجوسيتهم.
وفق الله استاذنا الفاضل. والقرآن كتاب مصون يشهد بأمانة وخلق من حملوه. قال تعالى: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} الصف8(/)
مذهب"طه حسين" في الشعر الجاهلي وخطره على المقدسات
ـ[خالد محمد المرسي]ــــــــ[20 Sep 2010, 11:24 م]ـ
يقول الدكتور محمد عمارة أن مذهب طه حسين في كتابه الشعر الجاهلي لاعلاقة له بالمقدسات
وسؤاليلماذا يقول ذلك رغم مانعلم أن له أثر
وأرجو تحديد دعوى طه حسين كاملة وأثرها وخطرها على قدسية القرآن الكريم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Sep 2010, 05:46 ص]ـ
سؤالك قد أجيب عنه في كتب كاملة، وبحوث مستقلة.
ولا فائدة في تخريج قول الدكتور محمد عمارة فليس بالمعصوم وفقه الله ونفع به، ومقالة طه حسين هذه كُتب فيها الكثير، ولو كان كلام طه حسين في الشك في الشعر الجاهلي لما كان في ذلك بأس، فقد تناول هذا الموضوع بعض العلماء القدماء وشكوا شكاً منهجياً معللاً في بعض القصائد أو الأبيات ومن أقدمهم أبو عمرو بن العلاء رحمه الله (ت154هـ)، وبعده ابن سلام الجمحي الذي صنع تأصيلاً لهذا الشك المنهجي، ولكن طه حسين شكك في الشعر الجاهلي وربط شَكَّهُ بالقرآن الكريم، وتكلم في التشكيك في صحة بعض القصص القرآني، ومزج شكه في الشعر بشكه في القرآن بأسلوبٍ يدل على سوء نيته وجهله، وكأنه أراد اختبار الفرصة، فكانت الردود العلمية المؤصلة لمقالته والمبينة لمآلات القول بها عنيفةً دفعته للتراجع والصمت.
ولكن اقرأ ما كتبه العلماء الفضلاء في مناقشة ما قاله طه حسين في كتابه، وقد ناقشوه بهدوء وعلم وأدب، وأبانوا عن الأمر بجلاء. وأقترح عليك البدء بقراءة كتاب العالم الجليل محمد الخضر حسين رحمه الله (نقض كتاب في الشعر الجاهلي)، ثم كتاب (النقد التحليلي لكتاب في الأدب الجاهلي) للدكتور محمد الغمراوي رحمه الله.
ومن أشهر الردود والمناقشات للقضية غير ما ذكرتُ:
- تحت راية القرآن للرافعي رحمه الله وهو أسبقها.
- الشهاب الراصد لمحمد لطفي جمعة.
- محاضرات في بيان الأخطاء العلمية التاريخية التي اشتمل عليها كتاب (الشعر الجاهلي) لمحمد الخضري.
- نقد كتاب الشعر الجاهلي لمحمد فريد وجدي.
وقد تجدها أو بعضها على الانترنت على هيئة pdf .
وفقك الله ونفع بك.
ـ[خالد محمد المرسي]ــــــــ[21 Sep 2010, 06:42 م]ـ
جزاك الله خيرا
أنا عندي أسئلة واشكالات معينة وماعندي وقت لاستخراج أجوبتها من الكتب وانما أردت عرضها بعينها هنا ليجيبني أحد من قرأ وينقل اجابات هذه الأسئلة
وسؤالي عن كلام محمد عمارة سألت ُ لكي أفهم المسألة - والمذاهب فيها - وفقط، أي أريد فهم خلفيته ومنطلقاته التي أودت به لهذا القول
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[21 Sep 2010, 08:26 م]ـ
وهنا لنا سؤال: الدكتور محمد عمارة رجل عالم نحرير وحقا ليس بذاك المعصوم ولكن قبل أن نناقش هذا القول: أين قال هذا الكلام وما هوسياقه؟؟؟؟
أما طه حسين تلميذ ثلة من المستشرقين من أمثال جويدي و كرنك نللينو, و ليتمان , و سانتلانا, و ميلوني , وماسينيون, وكليمانت.
وغلوتسس, وبلوك, وسيغنوبوس, والمستشرق اليهودي اميل دوركهايم , وهو بوق فكرهم الإستشراقي فلقد بين أهل العلم فساد ما كتبه في كتابه الشعر الجاهلي وحوكم عليه حتى إن الرجل جعل سيدنا إبراهيم وإسماعيل شخصيتان أسطوريتان وشكك في ثبوت وجودهما في التاريخ وكذلك في كثير من القصص القرآني
وكتابه (الشعر الجاهلى): استمد ارائه من المبشر زويمر والمستشرق اليهودى مارجليوث ... وكان قد وكل اليه تدريس الادب العربى بالجامعة فاستهل حياته فيها بالشك فى الشعر الجاهلى وادعاء انه منحول ... وزعم انه يستخدم نظرية ديكارت فى الشك فى نقده وبحثه ... فكانت هذه وسيلته الى التشكيك وانكار كل ما يرفضه عقله وهواه. وكان لكتابه هذا دوى كبير واثار ردود فعل قوية وقد حوكم طه حسين امام النيابة بسبب كتابه هذا. وألف بعض الباحثين كتبا فى الرد عليه منهم الاستاذ محمد الخضر حسين شيخ الأزهر والاستاذ محمد لطفى جمعة والاستاذ مصطفى صادق الرافعى كما ذكر شيخنا الدكتور عبد الرحمن.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد لخص طه حسين رايه فى الادب الجاهلى بقوله: (ان الكثرة المطلقة مما نسميه ادبا جاهليا ليست من الجاهلية فى شىء وانما هى منحولة بعد ظهور الاسلام فهى اسلامية تمثل حياة المسلمين وميولهم واهوائهم اكثر مما تمثل حياة الجاهليين. ولا اكاد اشك فى ان ما بقى من الادب الجاهلى الصحيح قليل جدا لا يمثل شيئا ولا يدل على شىء ولا ينبغى الاعتماد عليه فى استخراج الصورة الصحيحة لهذا العصر الجاهلى).
ونلاحظ ان فى سنه 1916 م نشر المستشرق مارجليوث margoliouth بحثا عن الشعر الجاهلى فى المجله الآسيوية الملكية وكان قد تحدث عن وضع الشعر الجاهلى قبل ذلك فى مادة (محمد) من دائرة معارف الاديان والاخلاق encyclopaedia of religion and ethics وفى كتابه عن محمد وظهور الاسلام Mohamed and the rise of islam وقد تصدى له للرد عليه سير تشارلز ليال فى مقدمة ترجمة المفضليات ولكن مرجليوث عاد ونشر فى المجلة السابقة (عدد يوليو سنه 1925) بحثا عنوانه (اصول الشعر العربى) the origin of Arabic poetry وقد اطال فى هذا البحث وذكر فيه الشبه التى دعته الى الشك فى الشعر الجاهلى وحملته على ان يقول: ان الشعرالذى جمع ونسب الى الجاهليين مصنوع ومنحول صنع فى العصور الاسلامية ونسبه واضعوه الى شعراء جاهليين زورا وبهتانا). نقلا من (فى تاريخ الادب الجاهلى) للدكتور على الجندى ط. دار المعارف ص 178 – 179. لذا ذهب الاستاذ محمود محمد شاكر الى ان طه حسين تبنى اراء مرجليوث فى كتابه الذي سماه (حاشية طه حسين على بحث مارجليوث).
ولم يكتف طه حسين بزعم ان المسلمين الاوائل وضعوا هذا الشعر بانفسهم ثم نسبوه لاهل الجاهلية زورا بل زعم ان بعضا من هذا الشعر ما وضعوه الا ترويجا لدينهم الاسلامى او تعظيما لنبيهم القرشى صلى الله عليه وسلم.
يقول طه حسين: (كان هذا النحل (اى انتحال الشعر الجاهلى) فى بعض اطواره يقصد به الى اثبات صحة النبوة وصدق النبى , وكان هذا النوع موجها الى عامه الناس: وانت تستطيع ان تحمل على هذا كل ما يروى من هذا الشعر الذى قيل فى الجاهلية ممهدا لبعثة النبى صلى الله عليه وسلم وكان ما يتصل بها من هذه الاخبار والاساطير التى تروى لتقنع العامه بان علماء العرب وكهانهم واحبار اليهود ورهبان النصارى كانوا ينتظرون بعثة نبى يخرج من قريش او مكة. وفى سيرة ابن هشام وغيرها من كتب التاريخ والسير ضروب كثيره من هذا النوع))
ويقول بعدها: (والغرض من هذا النحل – فيما نرجح- انما هو ارضاء حاجات العامة الذين يريدون المعجزة فى كل شىء) ولاحظ هنا وفى كلامه الذى بعده جراته ووقاحته بادعاء ان المسلمين الاوائل انتحلوا هذا الشعر الجاهلى ولفقوه الى شعراء الجاهلية فهم من الكاذبين الوضاعين عند طه حسين سواء من الصحابة او التابعين او تابعى التابعين ومن اسباب كذبهم هذا وانتحالهم رغبتهم فى نصرة دينهم والترويج له وتعظيم نبيهم. ومن كان هذا حاله فكيف يقبل منه احكام فى الدين واحاديث منسوبة للنبى صلى الله عليه وسلم يقول د. على الجندى: (ثبت ان الادب الجاهلى فى الحقيقة مصدر اساسسى من مصادر تاريخ العرب الجاهليين اذا اعترف بذلك كثير من العلماء والباحثين من العرب والمستشرقين) انظر ص 200 من كتابه ولكن طه حسين واساتذته المستشرقون ارادوا ان يعلمونا ان نرد ما جاء الينا عن طريق اهل العلم والثقه بعقولنا وارائنا فى الشعر الجاهلى اولا ... ثم تكون الخطوة التالية فى تاريخنا ثانيا كما فعل هو فى الفتنه الكبرى و الشيخان ثم فى ديننا ككل بعد ذلك ..
ويقول طه حسين: (القران يحدثنا بان اليهود والنصارى يجدون النبى مكتوبا عندهم فى التوراة والانجيل. واذن فيجب ان نخترع القصص والاساطير وما يتصل بها من الشعر ليثبت ان المخلصين من الاحبار و الرهبان كانوا يتوقعون بعثة النبى , ويدعون الناس الى الايمان به حتى قبل ان يظل الناس زمانه).ا. ه.
ويقول ايضا: (ونوع اخر من تاثير الدين فى نحل الشعر واضافته الى الجاهليين وهو ما يتصل بتعظيم شان النبى من ناحية اسرته ونسبه الى قريش)
ويقول كذلك: (ونحن نعتقد ان هذا الشعر الذى يضاف الى اميه ابن ابى الصلت والى غيره من المتحنفين الذين عاصروا النبى صلى الله عليه وسلم او جاؤا قبله انما نحل نحلا نحله المسلمون ليثبتوا – كما قدمنا – ان للاسلام قدمه سابقة فى البلاد العربية. ومن هنا لا نستطيع ان نقبل ما يضاف الى هؤلاء الشعراء والمتحنفين الا مع شىء من الاحتياط و الشك غير قليل). ا. ه.
فما هو فيما كتب إلا بوقاً لأساتذته المستشرقين من أمثال مارجليوث ودوركايم وماسنيون والباحث عن أصول أفكاره لا يعدم إلى ذلك سبيلا
وخلاصة القول فيه ما قاله شيخنا الدكتور عبد الرحمن نفعنا الله تعالى به وسدده وأرشده
ـ[خالد محمد المرسي]ــــــــ[21 Sep 2010, 10:46 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي طارق
أنتظر اجابتك عن علاقة هذا المذهب وأثره على القرآن الكريم
لقد سمعت الشيخ محمود شاكر يقول أن الشعر الجاهلي هو الذي مارس عليه الصحابة التكليف بأن القرآن ليس كلام البشر أو الجن يعني مارسوا عليه التكليف عن طريق المقارنة بينه وبين الشعر الجاهلي الذي كان محفوظًا عندهم وكانوا يرجعون اليه بين الفينة والفينة ليقرأوه ويتدبروه. هل فهمي دقيق أم لا؟
وهل طه حسين يرمي الصحابة فعلاً بالكذب وانتحال الشعر؟ أم ينسب انتحاله الى أخرين أتوا بعدهم؟ وماذا أراد طه حسين من وراء هذا المذهب؟ هل نص على مايريد أم لا؟
--------
وكلام الدكتور محمد عمارة هنا
http://www.dr-emara.com/Books/092.pdf
ص 96 في أول الصفحة
ويقول أنها قضية تكلم فيها قدماء ومحدثون وعرب ومستعربون
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد محمد المرسي]ــــــــ[22 Sep 2010, 11:52 م]ـ
أنا قلت
لأن الدكتور محمد عمارة متأثر بالمعتزلة فلعله آخذ بمذهب النظام من المعتزلة بأن اعجاز القرآن من جهة الصرفة لا لأن العرب حاولوا تقليده وفشلوا أو لم يحاولوا ابتداء ليقينهم بعدم القدرة
فلعل الدكتور أخذ بهذا المذهب وعليه فالخلاف حول هذه المسألة وقتها لاعلاقة لها بالمقدسات
مارأيك أخي طارق؟
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[23 Sep 2010, 07:06 ص]ـ
أخي الكريم خالد حفظكم الله ورعاكم
بالنسبة لي لا أعلم أن الدكتور محمد عمار متأثر بمذهب المعتزلة في هذه المسألة أعني إعجاز القرآن ونظرية الصرفة التي تبناها النظام ولم أقرأ لأحد نسب إليه ذلك في هذه المسألة بالذات (ونفي الوجدان لايستلزم نفي الوجود)) وإن كان هناك من يتهمه بتبني الفكر الإعتزالي ومن الدعاة إليه إلا أن هذه المسألة تحتاج إلى تحقيق محكمين عدول وبين قوسين أخي الكريم ليس كل مذهب المعتزلة مرفوض وضلالة سوى مسائل وأهمها منهجيتهم الغالية في دور العقل في نصوص الشرع وما نتج عنها وهي مسائل بينها علماء السنة من أهل الأثر والأشاعرة والماتريدية
والرابط الذي أشرت إلي به لم أتمكن من فتحة وحتى الآن لم أقف على ماقاله الدكتور عمارة حفظه الله وفي الحقيقة اتكاء العلمانيين وشيوخهم المستشرقين على نظرية النظام في هذه القضية لنفي الإعجاز عن القرآن بذاته وأن العامل فيه خارجي اتكاء واه فالمعتزلة في عقليتهم يختلفون اختلافا بعيداً عن المستشرقين وأذيالهم المستغربين من العلمانين المنكرين أصلا لربانية القرآن من حيث مصدره
وأما القصد من المذهب هو كما صرح به الأسياد بأن ظاهرة الوحي ماهي إلا عبارة عن إشراقات نفسية نتاج تأملات فهي بشرية في مصدرها ونتاجها ومن ثم يألف الطرح وتنتزع قدسية القرآن من النفوس ويتم لهم ما أرادوا بأن الإسلام نظام أبدعته عقول بشرية لحل مشكلات في فترة زمنية معينة وفي بقعة جغرافية محددة .... والله أعلم
ـ[خالد محمد المرسي]ــــــــ[23 Sep 2010, 07:59 ص]ـ
شكرًا لك أخي الفاضل
تستطيع الذهاب لموقع الكتور ثم اختيار كتاب بعنوان"أزمة الفكر الاسلامي المعاصر" أو أزمة الفكر المعاصر - والشك مني -
تجد الكتاب في الصفحة الثانية أو الثالثة من الصفحات
جرب وقل لي عن النتيجة
لكن العجيب أنه قال ان الخلاف تكلم فيه قدماء ومحدثون! هل هذا صحيح؟!(/)
محمد أركون .. ومأزق البحث الوجودي للباحث ياسر المطرفي
ـ[المستصفى]ــــــــ[23 Sep 2010, 06:02 م]ـ
محمد أركون .. ومأزق البحث الوجودي
ياسر بن ماطر المطرفي
جامعة الملك عبدالعزيز بجدة
تُشكِّل التساؤلات حول المعرفة والوجود أهم القضايا التي تسعى جميع الأديان والفلسفات للجواب عنها، والمفكرون هم تبعاً لذلك يبحثون عن أجوبة لتلك التساؤلات، ومن أهم المفكرين المعاصرين شديدي الصلة بالبحث في ذلك المفكر الجزائري محمد أركون.
والبحث في تحديد موقف أركون من هذه التساؤلات الكبرى له خصوصية تبعاً لخصوصية النص الأركوني، إذا ما قورن بنصوص أقرانه من المفكرين الحداثيين.
وتتمثل هذه الخصوصية في الترسانة المفاهيمية التي تحملها كتابات أركون، والتي تحوي متابعة لآخر تطورات المناهج الفلسفية التي تنتجها المنظومة الفكرية الغربية، وهذه المناهج التي تزخر بها كتاباته تُعَدُّ عند بعض المفكرين سر قوة النص الأركوني، إلاّ أنها تعتبر عند آخرين هي واحدة من أسباب ضعفه؛ لأن مسارعته لتلك المناهج ربما قادته إلى تبني نظريات لم تتشكل في طورها النهائي بعد حتى في الحقول التي نشأت فيها، بالإضافة إلى أنهم يعتبرون أن قصارى ما حصل في كتابات أركون هو عملية استعراض لمعرفته بجديد تلك المناهج دونما قدرة على تفعيل كثير منها في مشروعه.
كما أن النص الأركوني في مجمله نص مترجم من الفرنسية إلى العربية، وقد بذل مترجمه قدرة كبيرة في تطويع الجهاز المفاهيمي الغربي ونقله إلى العربية، وقد لقيت هذه الترجمة قبول كاتب النص الأصلي وإعجابه، وهي مع ذلك لم تسلم من نقد وُجِّه إليها من بعض النقاد الحداثيين؛ فطرابيشي يتردّد في فهم بعض سياقات أركون ويقول: «ولسنا ندري من يتحمل مسؤولية هذا الالتباس: أهو المؤلف نفسه أم مترجمه؟». [من النهضة إلى الردة 145].
لكن الزاوية الأهم التي أبديت حول ترجمته أن المترجم ربما مارس نوعاً من التخفيف لحدة الأفكار التي كان يطرحها أركون، وهذا ما جعل المفكر التفكيكي علي حرب-بالرغم من تقديره للجهد الذي بذله صالح في ذلك- أن يقول: «المهم أن تفسير صالح يقوّض مشروع أركون من أساسه وينسف مهمته النقدية ... لاشك أن قراءة صالح للنص الأركوني تشكل حجباً للواقع والحقيقة، وهو حجب مضاعف؛ لأنه حجب لما أراد أركون معرفته والكشف عنه». [نقد النص65 - 67].
إلاّ أن هذه التحفظات التي أُبديت حول ترجمته لا تقلل من شأنها-حتى عند منتقديه- خصوصاً أنها لقيت قبولاً من أركون نفسه، كما أن هاشم صالح إن مارس تخفيفاً لبعض أفكار النص الأصلي في بعض المواطن فإن أفكار أركون لن تساعده في مواطن أخرى من كتبه.
وإذا تجاوزنا مسألة الترجمة، وانتقلنا إلى مسألة طبيعة الخطاب فأركون يتراوح نصه بين الوضوح تارة والغموض تارة أخرى خصوصاً كلما اقتربنا من المناطق الخطرة، وهذا ما جعل أدونيس يقول: «إن أقرب مفكر على ملامسة هذه المسلمات، ولكن بشكل مداور وغير مباشر هو محمد أركون ... إن محاولة أركون تحتاج إلى مزيد من الجرأة، وإلى مزيد من التوسّع، وإلى مزيد من البناء على الأطروحة التي يقدمها، وهو يعترف بذلك، وأنا ناقشته أكثر من مرة، ولديه خشية من أن يؤدي ما يقوله إلى أن يدفع حياته ثمنا لذلك، وهو ليس مستعداً كما قال لي، ليدفع هذا الثمن». [الحداثة وانتقاداتها إعداد محمد سبيلا وعبدالسلام بنعبد العالي (ص90)].
ويشير إلى هذا المعنى علي حرب عندما يتحدث عن موقف أركون من موضوع القرآن حيث يقول: «يبدو لي أن أركون يتردّد في الإجابة، إنه يجيب كل مرة إجابة مختلفة، تُنبي عن الحرج والخشية في مواجهة هذه المشكلة الحسّاسة، بل هو يلجأ إلى الحيلة والمداورة، بمعنى أنه يجيب ولا يجيب ... » [الممنوع والممتنع 119].
ولكننا بالرغم من ذلك نستطيع القول: إن أركون من خلال مجموع كتبه استطاع أن يقول أغلب ما لديه على أقل تقدير.
وحتى تتضح الملاحظة السابقة فللقارئ أن يلاحظ إشكالية الوضوح في هذا الحوار الذي يقول فيه أحد محاوري أركون: «هل أنت مستعد لأن تضع موضع الشك ولو آية واحدة من القرآن طبقاً لما فعلته منذ لحظة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أركون: إن هذا النص معترف به اليوم بأنه نص تاريخي من قِبل كل الباحثين سواء أكانوا مسلمين أم مسيحيين أم يهوداً، أم من أي اتجاه آخر، وهم مستعدون للاعتراف بأن النص الذي ظهر في القرن السابع الميلادي هو نفسه الذي يوجد بين أيدينا اليوم في هذا القرن العشرين. ونحن كمسلمين، هل نستطيع أن نضع موضع الشك هذه الآية التي قرأها أحد الحاضرين منذ بضع دقائق؟».
ولأنه لم يجب بشكل مباشر وواضح فإن محاوره يعيد السؤال مرة أخرى بشكل أكثر وضوحاً فيقول: «سؤالي واضح: بما أن القرآن كلام الله، فهل من الصحيح أم لا أن إبراهيم قد زار مكة ... أود أن تجيبني بشكل قاطع لا لبس فيه ولا غموض: أي بنعم أو لا».
يعود أركون ليؤسس دفاعه عن عدم تحديد الجواب بناء على النظرية الفلسفية التي لا تؤمن بالمقابلة بين ثنائية الصواب والخطأ فيقول: «عجيب أمرك! إن إلحاحك على طلب الجواب بنعم أو لا، يدل على أنك لا تزال سجين الفكر الثنوي. كما ويدل على مدى صعوبة إحلال المنطق التعددي محل المنطق الثنوي الاستنباطي». [الإسلام، أوروبا، الغرب، محمد أركون (ص76)، الفكر الإسلامي قراءة علمية، محمد أركون (ص 57)].
هذا التراوح بين الوضوح والتردّد في فكر أركون ينبغي أن يفهم أولاً في سياق تطور المناخ الفكري الذي يعيشه أركون، فما كان يتردّد في الإفصاح به في زمن، لم يعد يتردّد في كثير منه في زمن لاحق، كما أن ما تردّد في قوله في مناسبة، فإنه أفصح عنه في مناسبة أخرى، والموقف من وثوقية نص القرآن هو أكبر شاهد على هذه القضية، فإن موقف أركون من ذلك موقف حاسم، فهو يتلخص في أن القرآن انتهى إلى قرآنين: قرآن «ضاع إلى الأبد ولا يمكن للمؤرخ الحديث أن يصل إليه أو يتعرف عليه مهما فعل ومهما أجرى من بحوث»؛ وعليه «من الصعب تحديد مضمون القرآن أو محتواه».
وسبب هذه الصعوبة أن «هذا الظرف العام لا يمكن التوصل إليه إطلاقاً؛ لأننا لا نملك شريط تسجيل أو فيلماً مصوراً يبين لنا الرسول وهو يتحدث إلى أصحابه أو يتلو عليهم لأول مرة. هذا الشيء مضى وانقضى ولا حيلة لنا به. ففي ذلك الوقت لم تكن هناك آلات تسجيل ولا كاميرات تصوير».
أما القرآن الثاني وهو ما يُطلق عليه اسم المصحف فهو: «هذا المجلد المادي الذي ألمسه وأمسكه بيدي، وأنقله من مكان إلى آخر، وأقرؤه وأفسره بعد أن أقوم بفرائض الوضوء والطهارة». [القرآن من التفسير الموروث إلى نقد الخطاب الديني، محمد أركون (ص 38 - 188)، الفكر الإسلامي، قراءة علمية، محمد أركون (ص90)].
وأخيراً ينبغي أن يفهم هذا التراوح في نص أركون بين الوضوح والتردّد في سياق النظرية الفلسفية التي يتبناها أركون في نظره وتقويمه للمفهوم الحقيقة، فعند أركون «لا توجد أصول دائمة وأبدية، وإنما هناك أصول متغيِّرة بتغير العصور لكي تتناسب مع المستجدات، وبالتالي فالتأسيس النهائي للحقيقة أو للعقل شيء مستحيل؛ لأن الحقيقة أصبحت نسبية، ولم تعد مطلقة وأبدية كما يتوهم الأصوليون من كل الأنواع والأجناس». [معارك من أجل الأنسنة، محمد أركون (ص 37، حاشية 2)].
ومن أجل ذلك فإن «الخطأ والكذب .. ضروريان للحياة أكثر من الحقيقة» بل إن البشر «لا يعيشون فقط على الحقيقة، بل يمكن القول بأن الخطأ أو الوهم أو الخيال ضروري للحياة مثل الحقيقة إن لم يكن أكثر». [الإسلام، أوروبا، الغرب، محمد أركون (ص27)].
وبذلك يمكن أن نفهم كلام هاشم صالح عندما أراد أن يبين مجالات اهتمام أركون في نظره حول القرآن فقال: «ليس مهماً في نهاية المطاف هل هذه النصوص صحيحة أم لا؟ موثوقة أم لا؟ تعود على صاحبها والفترة المنسوبة إليها أم لا؟ ... أصبح الشيء الأساسي في نظره هو التالي: كيف استطاعت هذه النصوص أن تشغل وعي الناس وتسيطر عليهم طيلة قرون وأجيال؟ ... ». [الفكر الإسلامي قراءة علمية، محمد أركون (هامش - ص 58)].
وأخيراً-فيما يتعلق بخصوصية النص الأركوني- فإن نص أركون يختلف تبعاً لاختلاف الجمهور الذي يُوجّه إليه، فهو يقول عن أحد كتبه: «إني في هذا الكتاب أتوجّه إلى الجمهور الأوروبي، ولو توجّهت إلى الجمهور الإسلامي لتغيرت لهجتي إلى حد كبير». [الإسلام، أوروبا، الغرب: رهانات المعنى وإرادات الهيمنة ص 179].
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الاختلاف قد يشكل ازدواجية ربما تؤثر في طبيعة فهم الخطاب وتحقيق مراداته، يشير إلى هذا المعنى جورج طرابيشي فيقول: «الازدواجية التي يصدر عنها أركون في قتاله على الجبهتين (=الأوروبية والعربية) تقابلها ازدواجية موازية في إستراتيجية الخطاب تبعاً للجمهور المخاطب ... ومن هنا شعور القارئ الذي هو مثلي بأن أركون يسدّد ضرباته في غير محلها، ويخدم تكتيكياً إستراتيجية هي غير إستراتيجيته». [من النهضة إلى الردة 142].
وبالرغم من كل تلك الخصوصية فإن أركون ليس عصياً على الفهم، ومن خلال تجربة لا بأس بها مع فكره فإني وجدت أن أكثر ما يمكن أن يختصر على القارئ الذي يريد أن يعرف خلاصة فكر أركون هو النظر في حواراته والتي تزخر بها كتبه.
فالحوارات التي تُجرى مع أركون يمكن أن تكشف عن كثير من الأبعاد الفكرية التي ربما تغيب أثناء كتابته البحثية المجردة؛ لأنها توصل القارئ غير المتخصص إلى النهايات التي يريد أن يصل إليها دونما حاجة إلى كثير من التعب والعناء.
ولأن العملية النقدية التي تُمارس مع النص الأركوني تقع تحت طائلة عدم الفهم فأركون نفسه يذكر أن بعض القضايا لم تُفهم عنه فيقول: «لم يحاول أحد أن يفهم جيداً ما أريد قوله». [قضايا في نقد العقل الديني (ص 186)].
فإنني سأقف مع واحد من أهم الحوارات التي تعرضت للمسألة الوجودية في فكر محمد أركون، ومن أكثرها وضوحاً وبياناً، وهو حوار أجراه معه هاشم صالح في كتابه الفكر الإسلامي نقد واجتهاد [ص 301 - 303].
وقد حرصت أن أختار هذا النص؛ لأنه بعيد عن التعقيدات الفلسفية التي كثيراً ما يرجع أركون عدم فهم قُرّائه لكلامه إليها؛ لأنهم لا يمتلكون تلك الأدوات الفلسفية التي تساعدهم على الفهم حيث يقول: «كل هذا الجهمور الطويل العريض من الطلاب لا يستطيع أن يستوعب كتاباً ككتابي عن نزعة الأنسنة في القرن الرابع، وإذا ما قرؤوه فسيلمون منه؛ لأنهم لا يمتلكون الأدوات المعرفية الضرورية من أجل فهمه واستيعابه». [قضايا نقد العقل الديني 302].
كما أنني حاولت أن أسير مع أركون إلى نهاية كلامه، وأن نستمع إلى شرحه وبيانه بكل هدوء، حتى نكون أقدر على فهمه الفهم الصحيح؛ لأن أركون يريد من قرائه أن ينتبهوا لما يبينه ويشرحه فيقول: «وهذا دليل على أن أصحابه لم يقرؤوا بإمعان ما كتبت، وإن قرؤوا فإنهم لم يدركوا ولم ينتبهوا إلى ما بيّنت وشرحت ... ». [الفكر الإسلامي واستحالة التأصيل لمحمد أركون (ص13)].
الحوار الذي سنتناوله بالتحليل قد تشعب بأركون وصالح إلى أن وصل إلى التساؤل حول الغاية والهدف الذي يمكن أن يحتل موقع الصدارة في تفكير الإنسان، وهو سؤال وجودي كبير يشكل محوراً أساسياً في تفكير الإنسان في جميع الثقافات والمجتمعات على اختلاف مرجعياتها الدينية.
وأدعو القارئ أن يحدد معي أين تقع منطقة الغموض ومنطقة الوضوح في هذا الحوار ... هل هي في تساؤلات صالح أم في أجوبة أركون؟
لنبدأ من سؤال صالح حول هذه القضية الوجودية الكبيرة:
«صالح: البعض في المجتمعات الأوروبية الحديثة يقول إن الفن والموسيقا والمسرح والسينما والغناء والرياضة والرقص والحب وكل الفعاليات الجميلة، يمكن أن تحلّ محل الخطاب الديني أو تعوض عن الحاجة الدينية الموجودة في نفس كل إنسان ... ».
هذا هو سؤال صالح، ويبدو أنه سؤال يمتلك قدراً كبيراً من المباشرة والوضوح.
فبماذا أجاب أركون عن هذا السؤال؟
يجيب أركون بجواب حاسم ينفي فيه أن تحل هذه الفعاليات محل الخطاب الديني فيقول:
«لا، لا يمكن أن تحل. هذه فعاليات تفيدنا في تمضية الوقت وترفيه أنفسنا دون أن نسيطر على هذا الوقت أو ذاك الزمن.
بمعنى أننا لا نستبصر غائية كل هذه الفعاليات، وفيما إذا كانت هناك من غائية تكمن وراءها».
(يُتْبَعُ)
(/)
ينتقل أركون بعد ذلك إلى تقديم رؤيته النقدية للموقف الذي يقدمه الخطاب الديني فيقول: «الخطاب الديني-وهنا تكمن خصوصيته- يتميز بتجديد الغائية والهدف النهائي. فالرجل المؤمن يقول ما معناه: هناك غائية مقصد أعلى لكل ما أفعله؛ فأنا سوف أبعث يوماً ما من القبر، وأواجه ربي، وستكون بعدئذ حياة أبدية لانهاية لها بعد أن أُحاسب على ما فعلته في هذه الحياة الدنيا، هذه الرؤيا الدينية سيطرت على البشرية الأوروبية طوال القرون الوسطى المتتابعة ... وهي لا تزال مسيطرة على العديد من المجتمعات البشرية حتى الآن ....
هذه الرؤية تعتبر تصورية رمزية بالنسبة للإنسان الحديث، ولكنها تشكل حقيقة واقعة بالنسبة للمؤمن (بالمعنى التقليدي الصارم للكلمة). هذا ليس مجازاً بالنسبة له ... ».
وإلى هنا ينتهي أركون من عرض الموقفين، وقبل أن أستكمل حواره لنرى موقف أركون من الغايات البديلة، فإن هذه الرؤية التي يتحدث فيها أركون عن رؤية الخطاب الديني هي ليست رؤية مضافة للنص وفقاً لقراءة أصحاب الخطاب الديني، وليس بالإمكان في حالة كهذه الفصل بين الخطاب والدين نفسه، فالنص القرآني هنا لا يساعد على هذا الفصل الذي يقيمه أركون، فهو يبين بكل وضوح أن كل ما يفعله الإنسان له غاية ونهاية ومآل سيُحاسب عليه مهما دقت وصغرت فيقول: (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه). [الزلزلة:7،8]
كما أن البحث عن هذه الغائية والهدف النهائي لم يكن مسيطراً على المجتمعات الأوربية وحسب، بل هي فكرة موجودة حتى في الأمم التي هي أسبق من هذه المجتمعات حيث يقول الله سبحانه عن الغاية النهائية على لسان واحد من أصحاب تلك الأمم: (وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا). [الكهف:36]
وهذه القضية بالنسبة للمؤمن لا تعتبر مجازية، لا لأن له موقفاً سلبياً من المجاز، ولكن لأن القضية نفسها لا تحتمل ذلك.
وكيف تحتمل المجاز والله سبحانه هو الذي يدعو إلى المسابقة لهذه القضية النهائية فيقول:
(سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيم). [الحديد:21].
(وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيم). [المزَّمل:20].
ويقول كذلك: (لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِين). [النحل:30].
وكيف تحتمل المجاز وهو سبحانه يجعل أحد معايير الثناء على أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- أنهم يبتغون هذه الغايات النهائية فيقول:
(مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا)؟!
ثم يختم الآية السابقة ببيان أنه سيحقق لهم هذه الرغبة النهائية فيقول: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا). [الفتح:29].
ويجعل أحد معايير الصدق هو الاتجاه نحو هذه الغايات فيقول: (يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُون). [الحشر:8].
ويسلي نبيه عمّا يعانيه من عصيان قومه بمثل هذه الغايات النهائية فيقول: (تَبَارَكَ الَّذِي إِن شَاء جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِّن ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَيَجْعَل لَّكَ قُصُورًا * بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا). [الفرقان:10،11].
إن تصرف هذه النصوص في سياقات شتى ومختلفة تبين أن هذه القضية تجاوزت مسألة المجاز إلى مسألة القطع في عدم المجاز، وإن هذه النصوص السابقة وغيرها الكثير تبين أن الدين هو الذي يقدم نفسه كذلك، وليس الخطاب الديني هو الذي يسعى لتطويع النص ليؤكد هذه الحقيقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
نعود لاستكمال حوار أركون والذي يظهر فيه أنه لا يميل لأحد الموقفين السابقين (موقف الإنسان الحديث وموقف المؤمن التقليدي)، لكنه لم يُظهر أين موقعه من هذه القضية؟ ولذلك فهو يستمر في كلامه ليحدد موقعه فيقول: «بالطبع فأنا لا أهدف إلى إعادة هذا التصور من جديد، وإقناع المحدثين الأوربيين بالعودة إليه! هذا مستحيل وحنين ماضوي لا جدوى منه. ما مضى لن يعود. ويفضل أن تكون أبصارنا متركزة على الحاضر وإرهاصات المستقبل.
ما نريده الآن، ما أريد أكتشفه من خلال الكتاب (=الخطاب القرآني والفكر العلمي) هو معرفة الشيء الذي يمكن أن يحل محل الغائية التقليدية في خضم حياتنا المادية؟ ما هي البدائل؟ ... ».
انتهى جواب أركون حول هذه القضية بنهاية لا تعطي جواباً حول هذا التساؤل.
ولما شعر هاشم صالح أنه لم يتحصل على جواب، أعاد عليه الخيار الذي قدّمه له في بداية سؤاله السابق، وأنه ربما يكون هو أقصى بديل ممكن، فيعيد عليه نفس البديل فيقول:
«قلت لك إنه الفن والاستمتاع بالحياة إلى أقصى حدّ ممكن».
لكن أركون يُصِّر على أن هذا الاستمتاع بالحياة لا يمكن أن يكون بديلاً صالحاً، ويبدي تبريره العلمي المنطقي لذلك فيقول:
«الفن يستنفد غائيته في المتعة التي يحدثها في النفس.
فعندما أتأمل في لوحة فنية أو أشاهد فيلماً سينمائياً أو أستمع إلى قطعة موسيقية فإني أستمتع بذلك ولاشك، ولكني لا أرى شيئاً آخر وراء هذه المتعة، ولا أعرف فيما إذا كان الفن يوجهني باتجاه ما أو يحدّد لي الهدف».
إلى هنا يقف جواب أركون مرة أخرى، لكن بغير جواب، صحيح أنه نقد فكرة الغائية فيما يتعلق بالفن والاستمتاع بالحياة، لكن السؤال المركزي لا يزال معلقاً يبحث عن جواب.
وهذا ما جعل صالح لا يتردّد في إعادة السؤال بطريقة أخرى وأكثر مباشرة فيقول: «وإذن فما هو البديل؟ وإلى أين وصلت؟».
أمام هذا السؤال الصريح لا يملك أركون إلاّ أن يقدم جواباً مباشراً لذلك فيقول:
«حتى الآن لا أزال في مرحلة البحث، ليس عندي بديل جاهز أقدمه.
وهنا تكمن في رأيي أزمة الإنسان اليوم.
هنا تكمن المعضلة الكبرى والأمر المحير».
أركون إذاً يؤكد أنه لا يملك بديلاً عن الغائية التي يطرحها الخطاب الديني.
وربما يظن القارئ أن القضية انتهت بمجرد ذكر أركون لهذا الجواب.
لكن هاشم صالح يدرك أن ثمة موقفاً فلسفياً كبيراً سيؤدي إليه هذا الجواب .. فهو سيؤدي إلى العدمية كما يراها تيار ما بعد الحداثة كنيتشه وغيره ... ولذلك يبادره صالح بالحديث فيقول:
«وهذا ما يسبب العدمية أحياناً، أو بالأحرى هذا ما سبب العدمية التي تحدث عنها نيتشه في القرن التاسع عشر، وربما كانت السبب الذي أودى به ... ».
هذا الكلام جعل أركون أمام فكرة فلسفية متطرفة، وكثيراً ما يحاول أركون التهرب من نسبتها إليه تارة، ومحاولة تلطيفها تارة أخرى، الأمر الذي جعل أركون يبادر في التبري من هذا الموقف العدمي.
وأدعو القارئ أن يلاحظ معي طبيعة الخطاب الذي سيقدمه أركون عن هذه القضية، سيتحول الخطاب من جواب علمي عن مدى ارتباط رأي أركون بالنظرية العدمية إلى جواب فيه قدر من الذاتية المفرغة من جوهرها العلمي حيث بدأ أركون يتحدث فيها عن نفسه فيقول:
«لا. بالنسبة لي لا يسبب أي عدمية.
وليس عندي أي إحساس بالعدمية كما شاع في أوساط بعض المفكرين الأوربيين.
أنا أرفض العدمية كحل.
وعلى العكس فإن العمل الذي أقوم به في المجابهة والمقابلة بين الخطاب الديني وبين خطابات العلم الحديث يجعلني دائماً في حالة التأهب والاستعداد والأمل.
وهذه المجابهة تجعل الروح دائماً متحركة ومترقبة لشيء ما».
إلى هنا و أركون لم يقدم جواباً علمياً حول كلام صالح، كل ما في هذا الكلام تسجيل تجربة ذاتية، أنه لا يشعر ولا يحس بالعدمية، وبالتأكيد أن السائل لا يريد البحث عن الإحساس والشعور الداخلي بقدر ما يريد جواباً علمياً مقنعاً.
وكذلك بالنسبة للموقف من العدمية، فهو يسجل موقفاً اعتراضياً على العدمية فقط، دونما بيان لوجه المفارقة بين موقفه السابق في البحث عن غائية جديدة وبين الموقف العدمي.
واللافت في الأمر أن أركون يختم عبارته السابقة بعبارة موغلة عدمية ... فهو يبحث ويتحرك ويترقب لشيء (ما).
ولكن ما هو هذا الشيء؟
لا جواب ... وهنا تكمن العدمية التي ينفيها أركون.
(يُتْبَعُ)
(/)
إذاً لا يكفي أركون أن ينفي العدمية عن نفسه ما لم يقدم لذلك جواباً علمياً، وأركون ممن يتكرر عنده النزوع نحو الأجوبة الذاتية، وهذا ما دعا علي حرب أن يقول: «ليس من المهم ما يصرح به هذا الباحث الناقد، وإنما المهم منطق بحثه وبنية تفكيره. ليس المهم ما يقوله عن نفسه أو ما يعترف به، بل المهم معنى أقواله، والأهم ما يحجبه ويسكت عنه» [نقد النص 55].
يواصل أركون جوابه السابق بما يؤكد أنه يفر من العدمية إليها فيقول:
«وإذا كان هناك شيء ما يستطيع أن يحل محلّ الأخرويات التقليدية التي ذكرتها، فإنه توتر الروح أو تطلعها المستمر نحو معرفة أكثر اتساعاً وصحة ومطابقة للواقع.
وهذا التوتر الروحي أو الحيوية الداخلية يشبه ما كان قدماء المسلمين يدعونه بالعشق.
العشق هو حيوية الروح والكينونة، هو الرغبة الأبدية، الرغبة في الحب واليقين والخلود»
ربما يتصور أركون وهو يقدم هذا الجواب أنه جواب مغاير للجواب العدمي ... لكن كل من يعرف الأدبيات العدمية يعرف أن أركون في كلامه السابق لم يغادرها ...
العدمية و التوتر المستمر نحو غاية لا يدري الإنسان ما هي ... هما وجهان لفكرة واحدة.
ومن المهم أن ندرك أن العشق والرغبة نحو الحب واليقين والخلود ... لا تخرج الإنسان من موقفه العدمي ... لأن القضية ليست في الرغبة ... لكنها في تحقق تلك الرغبة على أرض الواقع؟
يعود أركون بعد كلامه الذاتي السابق ليخرج نتيجة من خلال مقدمات لا تساعد على صحتها، وهو يشعر أنه استطاع أن يجيب عن إشكالية العدمية فيقول:
«وبالتالي، فأنا محصن ضد العدمية جيداً.
وعلى عكس الكثير من المثقفين الأوروبيين فإني لم أشعر في حياتي كلها بأي شعور عدمي أو أني مهدد بالعدمية والعبثية».
طبعاً السؤال المنطقي الذي يطرحه العقل الناقد لهذا الكلام ... لماذا قاد التفكير السابق من يتبناه من الأوربيين إلى العدمية ... بينما بقي أركون محصّناً ضدها؟
هل لأركون خصوصية ذاتية ضد الوقوع في العدمية؟
لننظر في جواب أركون حيث يقول:
«وسبب ذلك هو التجربة الدينية –وهنا تكمن إيجابيتها الأساسية- لم تتخل عني في أي يوم من الأيام.
لقد كانت ترافقني باستمرار ولا تزال».
تعبير أركون السابق حول التجربة الدينية يُشعر بأن ثمة تجربة مختلفة هي التي حصّنته من الوقوع في شراك العدمية ... ولكن يا ترى ما هي هذه التجربة؟
يمكننا معرفة ماهية هذه التجربة من كلامه الذي ساقه مباشرة بعد عبارته السابقة حيث يقول:
«إذن، فهناك غائية أجدها في هذه الحيوية، في هذا التوتر الروحي الموجّه نحو الكشف، نحو المزيد من المعرفة، والمزيد من الكمال والتمام.
وكل ما أفعله من محاضرات وبحوث مثير وخصب لدرجة أني لا أشعر بالفراغ.
هذه هي الحيوية، هذه هي الحياة.
وبالتالي فلا مكان عندي للعدمية».
يمكننا أن نقول إن حقيقة التجربة الدينية التي يشعر بها أركون تتلخص في (الشعور بالتوتّر الروحي)، و (الاتجاه نحو الاكتشاف) ...
اكتشاف ماذا؟ وفي أي اتجاه؟
لا جواب ...
وهذا ما يدعونا أن نكرر أن جواب أركون يمثل فقرات غير مترابطة، ولا يمكن بناء بعضها على بعض حتى نخرج بجواب منطقي مترابط.
لكننا في النهاية يمكن أن نقول إن الفرق بين العدمية في الخطاب الأركوني والخطاب النيتشوي هي أنها في الأولى عدمية ترتدي الحجاب بينما هي في الثانية عدمية سافرة.
وحتى أركون نفسه أراد أن يلبس عدمية نيتشه الحجاب عندما أوَّل عبارة نيتشه حول موت الله، وطالب بعدم التخوف منها، حيث يقول في معرض ثنائه على الحالة الفكرية الأوروبية: «وصل الأمر بمفكريهم إلى حدّ التحدث عن "موت الله" كما فعل نيتشه، ولكن حتى عبارة قاسية وصادمة للحساسية الجماعية لجماهير المؤمنين كهذه [إن الله قد مات] ينبغي أن لا تخيفنا كثيراً؛ لأنها لا تعني رفض الله أو رفض الإيمان بالله، وإنما تعني موت جينالوجيا معينة أو طريقة لغوية معينة للتعبير عن وجود الله، ما يموت ما هو تاريخي حقاً، هو تلك التصورات التي يشكلها البشر عبر مراحل تاريخية مختلفة عن الله». [قضايا في نقد العقل الديني 282].
«عبارة نيتشه لا تعني أن الله يموت بالمعنى الحرفي للكلمة، وإنما تعني أن هناك نمطاً محدداً من التقديس هو نمط القرون الوسطى قد مات وانهار». [الفكر الإسلامي نقد واجتهاد 266].
ولكن أركون على الرغم من تأويله لتلك العبارة إلاّ أنه تجاوز الدخول في تفاصيلها، ولو دخل فيها لظهر للقارئ: هل يستحق موقف نيتشه الخوف منه أم أنه لا يستحق ذلك؟
فهو لم يتحدث عن التصورات التاريخية التي أراد نيتشه محوها عن الإله واستبدالها بتصورات جديدة.
فهل التصور بأن الله رحيم بعباده هو تصور تاريخي ينبغي أن يتغير بتغير الزمن؟
نيتشه لا يرى تغير هذا المفهوم فحسب بل إن مفهوم الإله الرحيم «هو واحد من المفاهيم الأكثر فساداً حول الله» كما يقول في كتابه المسيح الدجال.
إذا كان كذلك فما هو المفهوم البديل الذي يقدمه نيتشه حول الإله؟
المفهوم الذي يقدمه هو الذي يقوله في كتابه عدو المسيح: «بأي شيء يفيد إله لا يعرف الغضب والانتقام والحسد والسخرية والمكر والعنف».
إذاً فكل القضية ترجع عند أركون إلى أنه لا يشعر بالعدمية، لكن هذا في الميدان العلمي لا يُعدّ جواباً علمياً فلا يلزم من عدم شعوره بذلك أن لا يعتقدها من حيث لا يشعر.
ربما كان السبب وراء غياب شعوره بذلك ما أشار إليه في كلامه السابق من حالة الصخب المستمر التي كانت تحيط بحياته والتي لم تترك له حالة من الفراغ، ولعله لو ابتعد قليلاً عن حالة الصخب التي كان يعيشها ... وأخذ فترة من الفراغ الذي يدعوه للتأمل لربما شعر أن الفكرة السابقة التي يحملها هي فكرة عدمية بامتياز، فإن أكثر لحظات المعاناة عند الشخصيات العدمية هي لحظات الفراغ، ولذلك فهم يهربون منه.
نهاية القول هل أركون في بحثه الوجودي يمثل وجهة النظر الدهرية كما يقول بعض نقاده كعلي حرب وغيره ... ؟
هذا ما أدع جوابه للقارئ الكريم الذي أمضى معي رحلة التأمل القصيرة في هذا الحوار بين أركون ومترجمه.
المصدر ( http://groups.google.com/group/azizkasem/browse_thread/thread/330b1ce16aab8654)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[24 Sep 2010, 04:11 ص]ـ
تحليل ممتاز، وإن كان الاعتماد على حوار واحد غير كاف لفهم فكر أركون ..
ولذلك أتمنى على الكاتب لو تمكن من متابعة بحثه من خلال بقية مؤلفات الرجل ..
والمقال يدعم ما ذكرته سابقا من أن أركون لم يتعامل البتة مع القرآن من زاوية العالم المؤمن به، وأن أركون ليس من نوعية المفكرين الذين يفصحون عن معتقداتهم "الدينية" أو "الفلسفية" (أقصد فلسفة الوجود).
وأعجبني كثيرا انتباه الكاتب إلى أن فهم الأفكار الحقيقية لأركون يجب أن يكون من خلال قراءة مؤلفاته بالفرنسية أساسا، لأن مترجِمه (د. هاشم صالح) لم يكن مترجما محايدا ودقيقا، وإنما يعرف عنه كثرة تدخّله في النص الأركوني، ولا يظهر ذلك من خلال التعليقات في الهوامش فقط، وإنما حتى في اختياراته اللفظية.
ـ[مدمنة قلم]ــــــــ[02 Dec 2010, 09:37 م]ـ
السلام عليكم انا اكتب بحثاً عن أركون ووجدت العديد من كتبة المترجمة لكنني لم استطع فهمة بشكل واضح ستطع الكتابة عنة حتى الآن أنا احتاج لبحث عنة يكون موثق اتمنى المساعدة ....... والله ولي التوفيق
ـ[مدمنة قلم]ــــــــ[03 Dec 2010, 10:49 ص]ـ
أتمنى المساعدة ................. إذا أمكن والله ولي التوفيق(/)
نفاق العلمانية بين الإسلام والنصرانية - مقطع لاذع!
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[23 Sep 2010, 06:08 م]ـ
هذا مقطع للشيخ المحبوب سعيد عبد العظيم حفظه الله يفضح فيه نفاق العلمانيين المصريين بين قضايا الإسلام والنصرانية ..
http://www.youtube.com/watch?v=uPb8dh5cdkc (http://www.youtube.com/watch?v=uPb8dh5cdkc)
زمن المقطع دقيقتين، لكنه لاذع جدًا .. !
لا يفوتكم!
ولا تنسوا تقييم المقطع والتعليق بارك الله فيكم(/)
كبير كهنة مصر يشكك في القرآن الكريم ويطالب بمراجعة آياته
ـ[المستصفى]ــــــــ[23 Sep 2010, 08:19 م]ـ
شكك الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس، والمسئول عن الشأن الكهنوتي وأحد ابرز المرشحين لخلافة البابا شنودة الحالي في القرآن الكريم خلال محاضرة له أمس. وطالب بيشوي بمراجعة الأيات التي تتماس مع الديانة المسيحية في ثلاثة مسائل رئيسية هي طلب المسيح عليه السلام وعقيدة التثليث واعتبار المسحيين من الكافرين.
وقال سكرتير المجمع المقدس، وهو أكبر هيئات الكنيسة القبطية المصرية، إنه تشاور مع دبلوماسي مصري في قبرص قبل فترة حول الخلافات بين الإسلام والمسيحية، وأضاف" الاختلافات بسيطة، وهناك من المسلمين من يعترف بـ"الآب" مثلنا، ومن يقول بحقيقة صلب المسيح". وتساءل كبير الكهنة "هل وضعت الآيات التي تكفر المسيحيين على يد النبي، أم أن الخليفة عثمان بن عفان هو من وضعها؟ " وطالب بيشوي بمراجعة آيات القرآن الكريم.
وكان كبير كهنة مصر قد تعرض لحملة انتقادات شديدة بسبب حوار صحفي قال فيه إن "المسلمين ضيوف على الأقباط في مصر منذ 14 قرنا، ونحن لن نتساهل مع استهدافنا وما نتعرض له من ضغوط، وجميع المسيحيين مستعدون للشهادة في سبيل الصليب".
وأضاف الكاهن البارز " المسلمون يقولون إن المسيح لم يمت، ونرد عليهم فلماذا يقال فى قرآنهم (والسلام علىّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً – الآية 33 من سورة مريم)، وكذلك لماذا يقال (يا عيسى إنى متوفيك ورافعك إليّ – الآية 55 من سورة آل عمران)، فتلك الآيات مكتوبة فى كتابهم. وهم يردون بالنص القائل (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم- الآية 157 من سورة النساء)، وقلت لهم إن المعتدلين من كبار المفسرين المسلمين عبر التاريخ يؤيدون المسيحية ويفسرون هذه العبارة بقولهم إذا كان المقصود شخصاً يشبهه لقال (شبه به لهم) وليس (شبه لهم)، فالمقصود أنه خيل إليهم ولم يكن هناك من يشبهه".
وتابع الأنبا بيشوي " قلت لهم لابد أن يكون الحديث فى صراحة دون هجوم، لأن هناك نصوصاً أخرى لست أدرى إن كانت قد قيلت وقتما قال نبى الإسلام القرآن، أم أنها أضيفت فيما بعد فى زمن متأخر" مشيرا لزمن الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه.
من جانبه قدم ممدوح إسماعيل المحامي بلاغا للنائب العام المصري يتهم فيه بيشوي باثارة الفتنة الطائفية بسبب حواره الصحفي. فيما امتنعت الكنيسة رسميا عن التعليق على ما صرح بيه سكرتير المجتمع المقدس. فيما انتقد حقوقيون وإسلاميون تصريحات كبير الكهنة واعتبروها "تطاولا على المسلمين وكتابهم الكريم".
المصدر ( http://www.alweeam.com/sectionnewsdetail.aspx?id=2681)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Sep 2010, 08:40 م]ـ
يبدو أنه قد ذهب زمان التلميح، وجاء زمان التصريح.
بالأمس كان الكل يُلمِّحُ في حذرٍ شديد خوفا من المسلمين.
واليوم صرَّحَ كلٌّ عدو بعداوته للإسلام وأهله في بلاد الإسلام، دون خوفٍ أو وَجلٍ من محاسبةٍ أو محاكمةٍ أو عقاب.
الشيعة يُصرِّحونَ (اقرأ هنا ( http://lojainiat.com/index.cfm?do=cms.con&contentid=46298) )، والنصارى يُصرِّحون، واليهود يُصرِّحون، والمنافقون يُصرِّحون.
والمسلمون يستنكرون ويشجبون.
نسأل الله أن تكون العاقبة إلى خير، فإن القرآن يخبرنا ودورات التاريخ تخبرنا أنَّها إذا دالت الدولة على المسلمين فإِنَّهم لا يُرحَمُون من أعدائهم. (لا يرقبونَ في مُؤمنٍ إِلاَّ ولا ذِمَّة).
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[23 Sep 2010, 11:26 م]ـ
آلمني الخبر، وليس بجديد ما يقولونه {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ} النمل14
ولكن الجديد هو جرأتهم كما تفضلت استاذنا الكريم، في زمت صمت فيه أهل القرآن، فمن الشرق من يهاجم عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي الغرب من يتهجم على قرآنه، وفي بعض الدول العربية المسلمة من يمنع بنات امته من حجابهن، وقد بات واضحا وعلانية انهم يعملون جدا لإبليس، وخدما لأهل الكفر والضلال، لن نسكت لهذه المآسي، لن يخرس صوت الحق، ولن يقوم للباطل دولة، وعلينا بذل الجهود الممكنة لنصر عقيدتنا وديننا، لماذا يوم ان حطمت طالبان صنم بوذا قامت اليونسكو والمنظات التراثية تدافع عن صنم ونحن لا ندافع عن كتاب باسمه حطم الصنم، وبشرعه نشر العدل ورفع الظلم؟ ما عسانا أن نفعل؟ الجواب كل وفق طاقته، لا يكفي أن اصوم يوما لله فقد صمنا شهرا وما غيرنا شيء الا من رحم ربي، ولا ان اقوم ليلة فقد قمنا ثلاثين ليلة ثم قست القلوب من بعد ذلك، ولكن اريد أبدأ المشوار من القانون الالهي: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. وأول تغيير يجب تحقيقه هو إرادة التغيير، فإذا وضعت في قناعتي أني أريد أن أتغير فقد وضعت رجلي على اول درجة في سلم التغير، فلنتعهد أن يجتهد الواحد منا في أن نري الله ما يصنع احدنا نصرة لدينه ونبيه وكتابه، ولئن شكك ذلك المتجاهل الذي يقول خلاف ما يعلم، فإن علينا أن نثق بكاتبنا وان نعود لتلاوته والسعي لتطبيقه، وقبل أن نحمل الحكام كل المسؤلية فلأنظر لنفسي وأسرتي أين حظ القرآن وتعاليمه فينا من التطبيق.
اللهم أسألك أن تغفر لنا تقصيرنا، وأن تهدنا لعمل يكون نصرة لكتاب ونبيك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هدى ياسر]ــــــــ[24 Sep 2010, 01:41 ص]ـ
حسبنا الله و نعم الوكيل والنصر للاسلام والمسلمين باذن الله
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[24 Sep 2010, 03:57 ص]ـ
هذا الخنزير وأمثاله إنما يتكلمون من طرف واحد، أي كلامه أمام أنفسهم، فبالتالي يقولون ويصرحون و ... ، ولا تظنوهم بشيء لو اقتربتم منهم تجدونهم خواء جبناء.
وهم الآن بمصر يمرون بمرحلة اختناق، فقد وصل الإسلام إلى أقارب بيشوى هذا، بل وإلى أقارب شنودة، وأذيعت وتسربت من داخلهم أنباء عن تزايد حالات الأسلمة الظاهرة، أما الخفية التي لم تعلن بعد فهذه يرتجفون منها، وهذه الحالات الخفية أفقدتهم الثقة في بعضهم، ولاحظوا هذا، فالقساوسة الكبار، بل الأديرة تخفي كثير من كبارهم يكتمون الإسلام، يتسرب هذا في حالات إسلام البعض ثم يضغطون عليه ويذهبون به إلى الأديرة فيجد أحدهم رهبان لا تطالبهم بالتمسك بالنصرانية، لا، بل تخبرهم فقط بمحاولة التظاهر برجوعهم حتى لا يصيبهم الضرر، وينصحوهم بكتم الإسلام.
فحالة عدم الثقة في بعضهم، وكبر سن شنودة، وراء محاولات السب، فالأصاغر ليس أماهم نفي الأمر عنهم، وكذا التسلق إلى الأعلى إلا بسب الإسلام، وهم يعرفون أن أسود الإسلام لن ترضى الذل .. ولولا المنافقون ظاهرًا الواقفون بين أهل الإسلام وبين النصارى .. ، لما كان هناك نصارى. ولرجعوا إلى ما كانوا عليه من سنوات عدة من ذل وصغار.
ويا إخوة يتجلى هوانهم في رد شنودة على النصارى المعتصمين أمام كنيسته للوقوف أمام حالات الأسلمة وخاصة للنساء، فتجلى ضعفه في الرد: خللوا بالكم من عيالكم.
ـ[سارونا النور]ــــــــ[24 Sep 2010, 04:35 ص]ـ
آلمني الخبر، وليس بجديد ما يقولونه {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ} النمل14
ولكن الجديد هو جرأتهم كما تفضلت استاذنا الكريم، في زمت صمت فيه أهل القرآن، فمن الشرق من يهاجم عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي الغرب من يتهجم على قرآنه، وفي بعض الدول العربية المسلمة من يمنع بنات امته من حجابهن، وقد بات واضحا وعلانية انهم يعملون جدا لإبليس، وخدما لأهل الكفر والضلال، لن نسكت لهذه المآسي، لن يخرس صوت الحق، ولن يقوم للباطل دولة، وعلينا بذل الجهود الممكنة لنصر عقيدتنا وديننا، لماذا يوم ان حطمت طالبان صنم بوذا قامت اليونسكو والمنظات التراثية تدافع عن صنم ونحن لا ندافع عن كتاب باسمه حطم الصنم، وبشرعه نشر العدل ورفع الظلم؟ ما عسانا أن نفعل؟ الجواب كل وفق طاقته، لا يكفي أن اصوم يوما لله فقد صمنا شهرا وما غيرنا شيء الا من رحم ربي، ولا ان اقوم ليلة فقد قمنا ثلاثين ليلة ثم قست القلوب من بعد ذلك، ولكن اريد أبدأ المشوار من القانون الالهي: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. وأول تغيير يجب تحقيقه هو إرادة التغيير، فإذا وضعت في قناعتي أني أريد أن أتغير فقد وضعت رجلي على اول درجة في سلم التغير، فلنتعهد أن يجتهد الواحد منا في أن نري الله ما يصنع احدنا نصرة لدينه ونبيه وكتابه، ولئن شكك ذلك المتجاهل الذي يقول خلاف ما يعلم، فإن علينا أن نثق بكاتبنا وان نعود لتلاوته والسعي لتطبيقه، وقبل أن نحمل الحكام كل المسؤلية فلأنظر لنفسي وأسرتي أين حظ القرآن وتعاليمه فينا من التطبيق.
اللهم أسألك أن تغفر لنا تقصيرنا، وأن تهدنا لعمل يكون نصرة لكتاب ونبيك.
اللهم اغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين
ديننا يسب وقرآننا يشكك به ..
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[24 Sep 2010, 10:06 ص]ـ
إن في بطن كل محنة منحة، وإنني أدعو إلى أن يكون عندنا دراسة فعلية منظمة للنظر في هذه الأمور، ولكيفية الاستفادة منها، وقلبها لصالحنا.
وإننا لينقصنا الواقع الفعلي للأقباط وللذين يدخلون الإسلام منهم، ثم النظر في كيفية إدارة الدَّفة مع هؤلاء المسلمين الجدد لدعوة غيرهم.
ومن نظر نظرة سريعة في محاربة الغرب الكافر لإسلام في هذه الأيام، فإنه لا يشكُّ أن هذه الحرب الصريحة إنما كانت بسبب سرعة انتشاره بينهم، فذاك يعتدي على رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم، وآخر يلغي الحجاب، وآخر غيره يتهجم على الإسلام، وآخر يكتف ـ بزعمه ـ قرآنًا آخر ... إلخ.
واللبيب الذي ينظر إلى الأمور ومآلاتها، ويعمل بجدٍّ لنشر دينه هو الذي يستطيع توظيف هذه الاحداث في صالحة، ويستطيع أن يقوم بحملة دعوية مضادة لهذه الضربات النصرانية وغيرها التي تدل على مدى ألمهم من انتشار الإسلام وكثرة أتباعه.
أيها المسلمون:
انظروا إلى الحرم المكي والحرم المدني كم يصلي فيها من الناس في رمضان وفي غيره، وكم يؤمها من بقاع الدنيا من كل جنس ولون، أفتحسبون أن مثل هذا يمرُّ على أعين أعداء الله بسلام؟!
لا والله، بل إنهم ليتميزون من الغيظ والحنق، فيقولون بأفواهم ما تخفي صدورهم.
إذن علينا مع تألمنا من مثل هذه الأخبار أن نعمل بجدٍّ، وأن لا نكتفي بالحوقلة فقط.
وأحب أن أنبه إلى أن المسلم ليس سبًّابًا ولا فحَّاشًا، وعليه أن يقتدي بمحمد صلى الله عليه وسلم، فإطلاق بعض الألفاظ التي نحن في غنى عنها، بل قد تردُّ بعض من يتعاطف معك منهم، أو من لا اهتمام له بدينه منهم، فلا يكونون في صفِّك منصفين، ولا هم محيَّدون كذلك، فاحرصوا على عباراتكم، وانظروا في مثل هؤلاء وأنتم تكتبون، واعلموا أن الله يأمركم أن تقولوا للناس حسنا، وأن تقوموا بالقسط والعدل.
وأسأل الله أن يجعلنا من خدمة كتابه ونبيه صلى الله عليه وسلم ودينة، إنه سميع مجيب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[26 Sep 2010, 02:24 م]ـ
وأحب أن أنبه إلى أن المسلم ليس سبًّابًا ولا فحَّاشًا، وعليه أن يقتدي بمحمد صلى الله عليه وسلم
نأسف لما كتبنا، فقد أردت المعادلة فهناك من يقول الأنبا، ونيافة، وهم أنجاس فكيف يعظموا {إنما المشركون نجس}، فلم أجد أقرب لهم وصفًا مما ذكرت، وعمومًا نحن أغنياء بالأدب الإسلامي عن الوصف الانتقامي.
فجزاكم الله خيرًا، ولبيك يا ابن العم.
مصطفى علي جعفر الطيار الزينبي، من جعافرة مصر
ـ[عبد الرشيد كياس أحمد]ــــــــ[26 Sep 2010, 03:22 م]ـ
لايضيق الأمر حتى يتسع.
إذا كنا أيها الإخوة نؤمن حق الإيمان أن القرآن كتاب الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
فعلينا أن نعتبر دعوة هذا الشخص دعوة للدخول في الإسلام فرادى و جماعات،لأن من سيرى الحق
لا يمكنه الرجوع إلى الباطل. إن كثيرا من اولئك الذين حاولوا الإساءة للإسلام خدموه من حيث لا
يدرون،فلعلنا نرى أفواجا من المسيحيين يهتدون .. ورب ضارة نافعة.وعلينا في هذا المنتدى الكريم
أن لا نمارس السب و الشتم، فليس ذلك من شيمنا ولا من شيم ديننا وليس ذلك من سيرة المصطفى
عليه أفضل الصلاة والسلام، وإن نحن فعلنا ذلك أسأنا لأنفسنا ولديننا.إن العنف الذي مورس على
رسول الله صلى الله عليه وسلم لتنوء به العصبة من أولي القوة، ولكنه بصبره وحكمته ذلل العقبات
وقابل السيئات بالحسنات فكان له النصر،وكان أعظم إنسان على وجه الأرض ...............
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Sep 2010, 07:27 م]ـ
وإننا لينقصنا الواقع الفعلي للأقباط وللذين يدخلون الإسلام منهم، ثم النظر في كيفية إدارة الدَّفة مع هؤلاء المسلمين الجدد لدعوة غيرهم.
قام عدد من الزملاء في مرحلة الدكتوراه عندنا في قسم الثقافة الإسلامية بدراسة فرق النصارى كلها دراسة علمية من واقع كتبها وواقعها، وناقشوا رسائلهم مؤخراً ولمستُ من الزملاء الذين أشرفوا على الرسائل وكتبوها وناقشوها إعجابا بالنتائج التي توصلت لها هذه الأبحاث ومنها الأقباط التي بحثها أخي الدكتور حمود السلامة وفقه الله. وأخبرني بأن مثل هذه البحوث كشفت عن واقعهم الذي يعيشونه، وطبيعة الخواء الذي يعانون منه وأمور كثيرة من صالح الراغبين في دعوتهم إلى الله بالتي هي أحسن رغبة في استنقاذهم من النار وهدايتهم للجنة إن شاء الله.
وأما عبارات أخي مصطفى علي حفظه الله فقد أزلتها قبل أن أرى اعتذاره لعلمي بطيبته وصفاء سريرته ونقاء قلمه، وعلمتُ أنه قال ذلك غضباً، فلما رأيتُ اعتذاره حمدتُ الله .. نسأل الله أن يهدينا جميعاً للصواب والحق.
وقد أعجبني نقله عن شنودة قوله
ويا إخوة يتجلى هوانهم في رد شنودة على النصارى المعتصمين أمام كنيسته للوقوف أمام حالات الأسلمة وخاصة للنساء، فتجلى ضعفه في الرد: خللوا بالكم من عيالكم.
خائف عليهم من الانحراف http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Sep 2010, 07:37 م]ـ
خاطرة:
سمعت أحد الخبراء يقول إن عدد المصلين الذين يصلون الجمعة في بريطانيا أكثر من عدد النصارى الذين يؤمون الكنيسة يوم الأحد مع الفارق في العدد، فعدد المسلمين كما يقول 3 ملايين في بريطانيا وأتوقع أنه أكثر، مع أن النصارى 60 مليوناً.
وقرأت أمس أن مدرسة كاثوليكية في بريطانيا تحولت إلى إسلامية بعد أن بلغت نسبة الطلاب المسلمين فيها 97%
وأخي محمد بن جماعة نقل لنا قبل أمس خبراً طريفاً هنا ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=22278).
وغيرها من الأخبار التي تشير إلى انتشار الإسلام في الغرب.
أنا شخصياً أقدر خوف الغرب من المسلمين حيث إنهم يشعرون بالخطر والخوف من الإسلام واكتساحه أوربا. وسمعت في قناة CNN مقابلة مع القس تيري جونز (فيما أظن اسمه) الذي هدد بحرق المصحف، فقال للمذيع: هل تريد أن تصبح أمريكا مثل هولندا وبلجيكا وألمانيا يكتسحها المسلمون؟
مما يدل على أنهم استشعروا خطر الإسلام فعلاً وفقدوا السيطرة على تصرفاتهم.
تخيلوا لو كانت النصرانية تنتشر بهذه الطريقة في بلادنا عياذا بالله.
نحن الآن في غاية الوجل والقلق من تشيع بعض المسلمين في بلاد الإسلام وتنصر بعضهم وهو نادر فكيف بمثل هؤلاء الذين أسلم قساوستهم وأقاربهم.
أليس هذا مبرراً أن يخاف النصارى والغرب من الإسلام والمسلمين؟
ـ[طارق منينة]ــــــــ[27 Sep 2010, 12:53 ص]ـ
سؤال مهم ياشيخنا بس للاجابة عليه الآن على سبيل الحوار طبعا سوف يكون صعب، ذلك اني هلكت من القراءة والمتابعة وغير ذلك، والمريح لي هو النوم فقد انتفعت بيومي وهو اجازة من العمل بصورة جيدة والآن أنت تثير سؤالا علميا فكيف نجيبك والنعاس اخذ بتلابيب النفس والمخ-ابتسامة
لكن السؤال فعلا يحتاج لتفكير فيما يمكن ان نعذرهم فيه ونعكسه في صورة تعامل ومالانعذرهم فيه ونعكسه في صورة رحمة مهداة تتسلل الى قلوبهم بلادبيب كبير وزعيق (مما تعرفه ونعرفه بل تفجيرات محرمة مخربة معيقة خاطئة منفرة مانعة للخير موقظة لباطل النفوس وغلها ولاحول ولاقوة الا بالله!) حتى لانوقظ رواسب اعلامهم فيهم وفي نفس الوقت ننقذ منهم الى الخير والرحمة مانستطيع انقاذه
العملية صعبة وتحتاج لاذكياء في زمن غلب فيه الجهل في العالم كله
وتسبب اكثر البشر في اعاقة وصول قوافل البر والرحمة.
اتذكر نص لابن القيم في مدارج السالكين عن من يتسبب في تشويه الاسلام منا ويكون عائق لهم وفتنة
غدا ان شاء الله ابحث عنه لانه نص ثمين جدا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[27 Sep 2010, 06:46 م]ـ
يبدو أنه قد ذهب زمان التلميح، وجاء زمان التصريح.
بالأمس كان الكل يُلمِّحُ في حذرٍ شديد خوفا من المسلمين.
قال أحد العلماء: بقدر انكماش أهل الحق يتمدد أهل الباطل.
فإن حيز الصراع واحد.
وهذا جربناه في مصر متى تعرض أهل لا إله إلا الله إلى ضربات من الحكومات تمددوا، ومتى ما بأوا يعيد أهل لا إله إلا الله صفوفهم ينكمشوا.
ولعلي أتيع حديثي عن واقع النصارى في مصر من حالهم، ومن لسام من يسلم منهم.
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[27 Sep 2010, 07:10 م]ـ
خائف عليهم من الانحراف http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif
قالها دكتونا الغالي تعليقًا على نقلي لقول شنودة: خللوا بالكم من عيالكم.
وأظن الذي تحمله أكثر من خوفه عليهم من الانحراف أنه يظهر عجزه، وأن هذا لا طاقة له به.
إذ الصواب أن النصارى يذهبون إليه ليضع لهم نهاية لهذا المسلسل المستمر، وهو هو رجل الدين الأعلى عندهم بل الذي حبت فيه روح القدس فيتكلم بكلام الله ويعطونه العصمة، فملازهم إليه ليضع النهاية.
لكن الحقيقة هو نفسه عاجز عن هذا الأمر فكيف يقف أمام استيقاظ بعضهم إلى خدعة الثالوث، وإلوهية رب مات حقًا، وكتاب مليئ بالأقوال التي يستحى من ذكرها و ....
فأظن قوله يعلن خواءه وفقره، فبدل من أن يضع حلاً، أعاد الكرة إلى ملعبهم هم بأنهم ينتبهوا إلى أولادهم.
والله أعلم
ـ[أبو عمرو]ــــــــ[27 Sep 2010, 09:47 م]ـ
تعجبني هذه المشاركات والتفاعل في هذه المواضيع الهامة لكل مسلم فجزا الله الجميع خير الجزاء وأقول:
الاسلام بخير ومنتصر بإذن الله فمن شاء ان يلحق به منا فليفعل،
أما نحن المسلمون فالله المستعان كثير منا بحاجة الى ترميم وإصلاح، ومع ضعف المسلمين وتكالب الاعداء عليهم إلا أنهم في ارتقاء وعزة وشموخ وما ذلك الا بسبب انهم يتمسكون بالحق الواضح الذي يعتقدون تماما أنه الحق وغيره الباطل، وهذه ميزة الاسلام إذ إن كثيرا من أتباع الديانات الاخرى ولو أنهم متمسكون بدينهم لكن لا يوجد عندهم ما عند المسلم من اقتناع كامل ويقين راسخ فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله.
إخواني لا تتوقعوا ممن لا يؤمن بدينكم أن يمدحه أو يدعو اليه، لا بل سيواجه ويرد وينكر، هذا هو المتوقع لا غير خاصة اذا أعطوا مساحة وحرية للكلام ثم قوم كقوم فرعون استخفه فأطاعوه
ومع هذا وبحكم وجودي في بريطانيا (حاليا) أقول إن صوت الاسلام مسموع ووجوده فعال وكثير مما يثار من شبه هنا وهناك لا يقتنع بها حتى كثير من غير المسلمين، وهذا مهم في أن يتبين الصادق من الكاذب الماكر المراوغ لذلك أرى أن في المواجهة المتكررة والمعارضة المباشرة للاسلام يظهر خير كثير لمن يبحث عن الخير.
ولا ريب ان الاسلام أقض مضاجع القوم فهم يحاولون الوقوف بوجهه بشتى الوسائل ومنها تنشيط دور الكنيسة والدعوة الى العودة الى المسيحية، وتعلمون قبل ايام قليلة زار ابوهم بريطانيا في زيارة رسمية بدعوة من ملكة بريطانيا وهذه يحصل لأول مرة إذ إن الكنيسة هي التي تدعو ما يسمون رجال الدين مما جعل حتى الشعب البريطاني يستغرب هذه الزيارة ويعترض عليها لأنها على حسابه وليست على حساب الكنيسة (إضافة الى انتقادات لاسباب أخرى)، ومع تاريخ الصراع الطويل بين كنيسة الكاثوليك والكنيسة الانجليكية (المسيطرة في بريطانيا) إلا أن محور الزيارة ديني ودعوة الى العودة الى التمسك بتعاليم المسيح والمهم أنه وجه نقدا لاذعا للالحاد وتناميه في بريطانيا ودعا الى مواجهته. يريد أن يستعيد من فقدتهم الكنيسة. ولماذا؟ ربما له مقصد آخر من كلامه. فالدين لا يواجه الا بالدين. وهذا ابوهم (ما غيره) اللي أول ما تعين ضرب المثل بالاسلام انه دين غير انساني.
اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون
نسال الله الثبات على الحق
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Sep 2010, 06:35 ص]ـ
ما يمكن ان نعذرهم فيه ونعكسه في صورة تعامل وما لا نعذرهم فيه ونعكسه في صورة رحمة مهداة تتسلل الى قلوبهم
هذا هو السؤال حقاً والمقصود وفقك الله.
ـ[طارق منينة]ــــــــ[28 Sep 2010, 08:01 ص]ـ
المقطع الذي وعدت به من كلام ابن القيم في كتابه مدارج السالكين هاهو
والله ما أجهل كثيرا من أهل الكلام والتصوف حيث لم يكن عندهم تحقيق التوحيد إلا بإلغائها ومحوها وإهدارها بالكلية وأنه لم يجعل الله في المخلوقات قوى ولا طبائع ولا غرائز لها تأثير موجبة ما ولا في النار حرارة ولا إحراق ولا في الدواء قوة مذهبة للداء ولا في الخبز قوة مشبعة ولا في الماء قوة مروية ولا في العين قوة باصرة ولا في الأنف قوة شامة ولا في السم قوة قاتلة ولا في الحديد قوة قاطعة وإن الله لم يفعل شيئا بشيء ولا فعل شيئا لأجل شيء فهذا غاية توحيدهم الذي يحومون حوله ويبالغون في تقريره فلعمر الله لقد أضحكوا عليهم العقلاء وأشمتوا بهم الأعداء ونهجوا لأعداء الرسل طريق إساءة الظن بهم وجنوا على الإسلام والقرآن أعظم جناية وقالوا نحن أنصار الله ورسوله الموكلون بكسر أعداء الإسلام وأعداء الرسل ولعمر الله لقد كسروا الدين وسلطوا عليه المبطلين
وهو في النسخة ملف ورد على النت الملف رقم 2،ص -409 -
واظن ان النص ينطبق على فرق وجماعات وحكومات ومنظمات وافراد واعيان وحماهير وشعوب عاشت او يعيش بعضها-والبعض كثير- في القذارة وعدم النظافة واهمال الاخذ بالاسباب .. إلخ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن عبدالسلام]ــــــــ[02 Oct 2010, 03:02 ص]ـ
جزى الله جميع المشايخ خيرا على الفوائد التي قالوها ,
وأسأل الله أن يعز الاسلام وأهله ويذل أعدائه(/)
وسوسة أركون في اهل الكويت قبل الاخذ بناصيته-
ـ[طارق منينة]ــــــــ[23 Sep 2010, 10:03 م]ـ
لا أريد أن أعقب على النص الأركوني المسموع والمشاهد قبل أن تشاهدونه
ولكن يمكن القول بين يدي نصه التخريبي في ارض الكويت
- إن اركون يتكلم العربية بجدارة، وهذا يعني انه اطلع اطلاعا فاحصا لترجمة كتبه - من الفرنسية الى العربية - من قبل الدكتور هاشم صالح وهو صديقه وفيلسوف علماني يعيش في فرنسا
- وهذا يعني أن أركون موافق لكل شرح قام به صالح لنصوص أركون والا كان علق على نصوص هاشم صالح - والشرح هو تقريبا في كل صفحة من صفحات كتبه العديدة
- محاولة الدفاع عن أركون بما ينكره أركون نفسه من انه مسلم يؤمن بالاسلام امر ساقط لو حاولنا اسقاطه من أية جهة كانت
اترككم مع محاضرة الميت.
http://www.google.com/search?q=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF+%D8%A7%D8%B1%D9% 83%D9%88%D9%86+%D9%81%D9%89+%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9% 81%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8 6%D9%88%D9%8A%D8%B1+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88 %D9%8A%D8%AA&hl=nl&rlz=1T4SKPB_nlNL345NL345&prmd=v&source=univ&tbs=vid:1&tbo=u&ei=CKObTOnjIMSBOOf53JwP&sa=X&oi=video_result_group&ct=title&resnum=1&ved=0CBsQqwQwAA (http://www.google.com/search?q=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF+%D8%A7%D8%B1%D9% 83%D9%88%D9%86+%D9%81%D9%89+%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9% 81%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8 6%D9%88%D9%8A%D8%B1+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88 %D9%8A%D8%AA&hl=nl&rlz=1T4SKPB_nlNL345NL345&prmd=v&source=univ&tbs=vid:1&tbo=u&ei=CKObTOnjIMSBOOf53JwP&sa=X&oi=video_result_group&ct=title&resnum=1&ved=0CBsQqwQwAA)(/)
الكتب السماوية بين الجمع والتحريق - مقال-.
ـ[امين جابر سيلان]ــــــــ[24 Sep 2010, 06:46 ص]ـ
لمحات في الدراسات القرآنية: الكتب السماوية بين الجمع والتحريق
كتبه: أمين جابر
meenjms@gmail.com (meenjms@gmail.com)
( الحمد لله الذي أ نزل الكتاب على عبده ولم يجعل له عوجا) والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
توقف نزول الوحي إلى هذه البسيطة بموت آخر الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم وبذلك ختمت أروع ملاحم النبوات والرسالات بعد أن أدى الأنبياء صلوات الله عليهم الواجب دون نقصان وكان الله عز في علاه يوحي بالكتب السماوية الى من يشاء من أنبيائه بحسب الشرائع المختلفة والناس الذين أُرِْسل اليهم ووكل حفظ تلك الكتب الى اهلها دون القران الكريم فقد تكفل هو سبحانه بحفظه، وقد مرَّالقران الكريم كغيره من الكتب السماوية بظروف جمع ونقل وتدوين اقتضتها حكمة الله والحاجة الملِّحة الى ذلك، ومرَّالإنجيل كذلك بظروف مشابهة والسؤال الذي يطرح نفسه،ما مدى شرعية كل من الظروف التي أحاطت بهذين الكتابين؟ وللإجابة على هذا السؤال سنستعرض هذه المراحل والظروف ثم نحكم بعد ذلك.
ظروف جمع ونقل القرآن الكريم:
من المعروف لدى المسلمين أن القران الكريم نزل على سبعة أحرف وتواترت الأحاديث الصحيحة بما لا يدع مجالا للشك على ذلك فقد روى البخاري من حديث عبد الله بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (أقرأني جبريل القرآن على حرف فلم أزل أستزيده حتى انتهى إلى سبعة أحرف) 1 وحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه في نزاعه مع حكيم بن حزام رضي الله عنه الذي آخره (…إن هذا القران أنزل على سبعة أحرف فاقرأوا منه ما تيسر) 2وحديث (نزل القران على سبعة أحرف المراء في القران كفر – ثلاثا – فما علمتم فاعملوا وما جهلتم فردوه الى عالمه) 3.
ومسالة معرفة القراءات في هذه الجزئية ضرورة إذ أن الجمع القراني بمراحله قد قام على أساسها، وقد اختلف العلماء في تحديد الأحرف السبعة المذكورة فمنهم من قال أنها الاوجه التي يقع بها التغاير والاختلاف مثل (اختلاف الافراد والتثنية والجمع أو تصريف الأفعال واختلاف الإعراب والحذف والإفراد واختلاف التقديم والتأخير وابدال الحرف من حرف) 4.
واختلفوا كذلك في مابقي من هذه الأحرف السبعة فمنهم من ذهب الى أن الأحرف قد نسخ أغلبها أثناء نزول القران وكان آخر هذا النسخ في العرضة الأخيرة التي عرض فيها النبي القران على جبريل عليه السلام قبل وفاته وقال آخرون بل هي باقية على حالها لم تنسخ وطالبوا الفريق الأول بإقامة الدليل على وجود نسخ وذهب فريق ثالث الى أن تعبير الأحرف السبعة أريد به التعدد والكثرة وليس تحديد العدد سبعة.
والذي تأنس اليه النفس وتقويه الشواهد أن أغلب الأحروف السبعة نسخ في العرضة الأخيرة بدليل التأكيد بعرض القران مرتين ويعضده قول إمام القراء ابن الجزري رحمه الله):…فكتبت المصاحف على اللفظ الذي استقر عليه في العرضة الأخيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما صرح به غير واحد من السلف) 5
ومنشأ الخلاف في القضيه هو هل يؤثر وجود الأحرف السبعة كاملة أوبعضا منها في كمال حفظ القران ونقله ودلالة أحكامه الإجمالية والتفصيلية؟؟
وللإجابة على هذا السؤال ينبغي نعرف بأن معنى هذا الاختلاف ليس التضاد وأنما التنوع لأن الاختلاف واقع في أوجه الأداء لا في ذات الألفاظ ومعلوم أن القران الكريم تثبت أحكامه الاجمالية والتفصيلية برواية واحدة بنفس الثبوت الناتج القراءات المتعدده فعند قراءتنا مثلا لكلمة (ملك يوم الدين – مالك يوم الدين) نجد الذات (م ل ك) باقية والقراءات مع القران كالذات والثوب فكل قراءة تصلح أن تكون ذاتا وتصلح أن تكون ثوبا وإذا الغيت قرا ءة ما لسبب من شذوذ أو علة لم يستقم أن أنفي الأصل لأن حفظ القران الكريم مستلزم لحفظ ذات باقية لا تحتمل الحذف خاصة وأن تعدد القراءات جاء إما لتأكيد حكم أو لتنوع أحكام أو لتفصيل زائد.
القراءات ومراحل جمع القران الكريم:
(يُتْبَعُ)
(/)
أثرت القراءات القرانية مباشرة في مراحل جمع القران الكريم خصوصا المرحلة الثالثة فقد كان الجمع على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كتابة فيما تيسر من أدوات البيئة المحيطة كسعف النخل والجلود والحجارة الرقيقة المسماة اللخف والعظام حيث يملي الرسول القران غضا فور نزوله على بعض المتخصصين من الصحابه كعثمان وعلي ومعاوية وزيد بن ثابت ثم يقيمه إن كان به خطأ في الكتابه أو في النطق قبل أن يخرج إلى بقية الناس الذين يتلقفونه حفظا وكتابة ايضا حتى لقد جمع القران حفظا على حياة النبي صلى الله عليه وسلم عدد غير قليل من الصحابة من أشهرهم أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة وابن مسعود وكانت شهرة حفظهم مدعاة لبعض أهل التراجم ليجعل من شروط الصحابي أن يكون جامعا للقران الكريم
و مما ميز هذه المرحلة أن القران الكريم لم يجمع في صحيفة واحدة ترقبا للوحي الجديد او للنسخ وايضا فقد كان التعويل على حفظ الصدور كبيرا لتميز العرب في هذا الجانب.
ثم كانت المرحلة الثانية في عهد الصديق رضي الله عنه لجمع القران في صحيفة واحدة بجميع رواياته التي استقر عليها العرض الأخير للقران الكريم خشية ذهاب القران أو شيئ منه بموت حفظته بسبب قتل أكثر من سبعين حافظا للقران في حروب الردة باليمامة فقد روى البخاري حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: (أرسل الى أبو بكر رضي الله عنه مقتل أهل اليمامة فقال أبو بكر: يا زيد بن ثابت أنت غلام عاقل لا نتهمك قد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القران فاجمعه) 6.
وقد اتبع زيد خطة صارمة لهذا الجمع وكان لايقبل من أحد شيئا الا ان يشهد له شاهدان هذا مع الثقة في عدالة الصحابة فهو لايقبله بمجرد وجدانه مكتوبا حتى يشهد له من تلقاه سماعا مبالغة في الاحتياط اضافة الى خصوصية في زيد يعترف له بها الجميع وهي نبوغه العلمي وإتقانه القران والأهم من ذلك تلقيه القران سماعا وكتابة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم كانت المرحلة الثالثة على عهد عثمان رضي الله عنه وفي ظروف بالغة الدقة حيث التوسع الجغرافي والديموغرافي الإسلامي أوسع ما يكون بسبب الفتوحات، وقد كان الخليفة الراشد عمر بن الخطاب يمنع خروج كبار الصحابة من المدينة إلى الأمصار المفتوحة لما يراه من مصلحة بقائهم في عاصمة الخلافة مشكلين ثقلا دينيا وسياسيا فلما تولى الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضى الله عنه الخلافة وكان رجلا سمحا لينا سمح لمن أراد بالخروج فتفرق الناس في الأمصار المفتوحة كلٌ يقرئ الناس القران بحسب ما تلقاه من رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم في حين لم يكن المسلمون الجدد في مستوى عقلي يسمح لهم باستيعاب جواز هذا الاختلاف فظنوا ذلك تضادا وذهب بعضهم يخَطئ بعضا حتى وصل الأمر بهم الى التكفير وظهر ذلك جليا في فتح ارمينية واذربيجان مما أفزع الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان وهو الخبير بالفتن فأسرع الى المدينة المنورة قائلا للخليفة أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى) فاستدعى الخليفة لجنة متخصصة من الصحابة على رأسهم زيد بن ثابت وسعيد بن العاص وعبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وأمرهم بكتابة نسخ من القران وإن اختلفوا في لفظ فليكتبوه على لهجة قريش فبها نزل أغلب القران قال تعالى: (وما أرسلنا من نبي إلا بلسان قومه) ابراهيم:4
وحرقت ما عداها من المصاحف على مشهد وإجماع تام من الصحابة وتلقت الأمة ذلك بالقبول بدليل أن لم ينقل
إلينا خلاف بعد ذلك في الفاظ القران أو أدائه ابداً.
هل احتوى المصحف العثماني على الأحرف السبعة؟
احتوى المصحف العثماني على الروايات التي استقرت عليها العرضة الأخيرة للقران الكريم ولا طائل من وراء الخلاف حول هذا الأمر لأن القران كما قلنا يمكن أن تثبت احكامه الاجمالية والتفصيلية برواية واحدة فقط ولذلك قال الإمام الطحاوي: (إنما كانت السعة للناس في الحروف لعجزهم عن أخذ القرآن على غير لغتهم …فكانوا كذلك حتى كثر فيهم من يكتب وعادت لغاتهم الى لسان الرسول صلى الله عليه وسلم – لسان قريش طبعا – فلم يسعهم حينئذ أن يقرأوا بخلافها) 8.
وإذا كانت هذه لمحة عن طروف نقل القران الينا فما هي ظروف نقل الانجيل؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الذي يظهر من استقراء الأحداث أنه بعد تآمراليهودعلى قتل عيسى عليه السلام بالتعاون مع الحاكم الروماني تعرض النصارى لاضطهاد كبير حفظ لنا تاريخ النصرانية طرفا منه كما في حريق روما أيام نيرون وقد اختفى الانجيل بفعل هذه الظروف ولم يتبق منه إلا ما وعته ذاكرة بعض أتباع المسيح عليه السلام الذي بدورة أخذ يضعف شيئا فشيئا بسبب طول الأمد وعامل التأخر في ضبطه بالكتابة، (ولم يعرف مصير الكتاب السماوي الذي أنزل على عيسى عليه السلام حتى ظهر العهد الجديد ما بين عامي 100 - 170 للميلاد حيث ظهرت رسائل بولس ثم الأناجيل الأربعة في كتاب الدياطسون بين عامي 166 – 170 للميلاد،ولا يعرف بالتحديد متى اعطيت صفة القداسة لهذه الكتب ويزعم أهل المسيحية أن صفة القداسة بدأت تتدرج قليلا قليلا خلال القرن الرابع للميلاد وثم اختلاف في اللغة التي كتب بها أصلا بين اليونانية والعبرية) 9.
اعتماد الأناجيل الأربعة:
العلامة المسيحي القس صمؤيل مشرقي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر والشرق قال في كتاب صدر له عام 1988م أما نحن فمن جهتنا نقول من باب الترجيح ان بعض اتباع المسيح قد بدأوا في كتابة هذه الاناجيل عن المسيح عن طريق جمع مجموعات من أقواله وأفعاله لاسعمالهم الشخصي في البداية وهنا بدأت القصص التي تروي عن يسوع تجمع في كتب كبيرة كانت نواة لعدة أناجيل بلغت مائة إنجيل وكان على الكنسية أن تمحص هذه الأناجيل الاربعة فقط ورفضت الكنيسة الاعتراف بغيرها من الاناجيل مثل انجيل برنابا المكتوب بالعربية بعد أن ثبت أن الكثير مما تحويه من أقوال دخيل ومزور،وتم وضع هذه الكتب في قائمة واحد في مجمع نيقيه سنة325م) 10. مما يعني أنهم ألغوا العمل بـ91 إنجيلا بعد ثبوت قانونيتها وقدسيتها.
من مجمع نيقيه 325م الى نسخة الملك جيمس:
انعقد هذاالمجمع بسبب الخلاف القائم بين الكنيسة الاسكندرية التي تنادي بألوهية المسيح حسب مذهب بولس وبين الأسقف آريوس الذي نادى بأن الله واحد غيرمولود أما الابن فهو غير أزلي وكان هذا الاجتماع تحت اشراف الامبراطور الروماني قسطنطين وكان حينها وثنيا وانتخبت في هذا التاريخ الأناجيل المعروفة وأحرقت كل النسخ المخالفة. ثم عقدت بعد ذلك مؤتمرات كثيرة ناقشت مسائل العقيدة النصرانية مثل مجمع القسطنطسنية وافسس وروما والفاتيكان وغيرها.
ولكن هناك مؤتمر مثيرللاهتمام لإعادة صياغة الكتاب المقدس في حدود سنة 1605م في عهد الملك جيمس الأول ملك انجلترا واسكتلندا (فحين حالك غاي فوكس مؤامرته لتفجير البرلمان في لندن سنة 1605م أدرك الملك جيمس الأول مدى انقسام مملكته وكان هذا الملك الأصهب المفرط في معاقرة الكحول يجهد منذ توليه العرش في بلاده سنة 1603م لتهدئة التوترات الدينية والثقافية والسياسية المتفجرة التي كانت تقسم مملكته وكانت هذه التفجيرات هي السبب وراء تعجيل جهود جيمس الرامية الى المصالحة وقد قرر أن ذلك سيتم بفضل ترجمة جديدة للكتاب المقدس، وأعد جيمس نسخته فيما كان شكسبير يعد ويخرج مسرحياته ( Othello-The tempest -Kinglier) وقد سعى الى خلق كتاب مقدس بوسعه أن يرضي الجميع!!! فالانجليكانية وهي ديانة انجلترا الرسمية كانت مزيجا غير مرضٍ من الكاثوليكية والبروستانتية التطهيرية لذلك أراد الملك ان تتضمن الترجمة الجديدة ما يكفي من الالتباس!!! لتكون مقبولة من الطرفين أما اعضاءاللجان الست المكلفة بهذه المهمة فقد ظلت اسماؤهم مغمورة حتى اليوم) 12.
لاحظ!!!
1 - كان مصير الكتاب النقدس مجهولا طوال سنين كثيرة فأين كان وماذا فعل به؟
2 - أغلب من كتب الانجيل أو جمعه مجهولون وعلى أحسن الأحوال المعرفة بهم ضئيلة فمثلا لا يوجد الى الان تعريف مفصل عن مرقص إلا أنه تلميذ بولس وبرنابا و لوقا غير معرف به ويزعم المسيحون أنه كان وثنيا ثم امن حتى بولس لم يعرف عنه إلا تعريف مقتضب.
3 - اللغة الأصلية التي كتب بها الانجيل غير معروفة وفي أحسن الأحوال مختلف فيها.
4 - ما هي مبررات الكنيسة لرفض 91 إنجيلا مقدسا وما هي ضوابط الرفض؟
بين مؤتمر المصاحف والاناجيل:
(يُتْبَعُ)
(/)
أجمع الصحابة كما أسلفنا على إقرار مشروع الخليفة الراشد عثمان بن عفان و لم ينكر عليه منهم أحد حتى قال على رضى الله عنه لاتقولوا في عثمان إلا خيرا فوالله مافعل الذي فعل بالمصاحف إلا عن ملأ منا) 13 وذلك لإدراكهم أن هذا العمل إضفاء لشرعية القراءات القرانية ليس إلا بدليل أن الأمة لم يسمع لها خلاف بعد ذلك في القراءات وقد قال لهم عثمان يومئذ أنشد من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن القران أنزل على سبعة أحرف أن يقوم،فقام كل من في المسجد حتى لم يحصوا) وكان ذلك اجماعا.
والفرق الجوهري بين حرق المصاحف وحرق الأناجيل أن إجماع الصحابة حجة على فعلهم لأنهم الأقرب عهدا بالنبي فلا انقطاع في إسنادهم لتلقيهم القران مباشرة ولأن جميع مراحل جمع القران تمت على أيديهم وفي عهدهم وإذا علمت أن عدد الذين حجوا مع النبي في حجة الوداع كانوا أكثر من مائة ألف أيقنت استحالة اجتماعهم على كذب دون أن ينكر بعضهم على بعض وقد كانوأ يتناهون عن ماهو دون ذلك أهمية.
أما بالنسبة لمؤتمر الاناجيل فان الاختلافات المذهبية كانت طافحة والذي قام على حرق الاناجيل المخالفة حاكم وثني ولم يحصل إلى يومنا هذا أن اجتمع النصارى على هيئة أدائية واحدة للكتاب المقدس 14 ولم يعرف تاريخ إضفاء القداسة على الأناجيل تحديدا ولا أسماء أغلب من قام على جمعه ولم تترجم لمن عرف ترجمة وافية تليق بكاتب كلام الرب وتمنح القارئ الثقة به حتى أسماء اللجان الست التي كتبت نسخة الملك جيمس لم تعرف إلى اليوم
أليس من الحق بعد ذلك التساؤل حول مصداقية قرارات الكنائس حول الكتاب المقدس بل حول مصداقية
نقل الكتاب المقدس نفسه؟؟؟
**********************************************
الهوامش:
1 - رواه البخاري:4991.
2 - رواه البخاري:4992.
3 - رواه الإمام أحمد بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح كذا قاله الهيثمي.
4 - الأمثلة على كل نوع مبسوطة في كتب القراءات مثل كتاب النشر في القراءات العشر لابن لجزري وكتاب الوافي شرح الشاطبية للدكتور عبد الفتاح القاضي.
5 - النشر في القراءات الغشر ابن الجزري.
6 - رواه البخاري:4986.
7 - انظر الإتقان في علوم القران للسيوطي
8 - عثمان بن عفان د محمد الصلابي.
9 - دراسات في الأديان المركزالثقافي لدعوة الجاليات - صنعاء-اليمن
10 - موقع مجلة الإيمان- د وديع احمد.
11 - دراسات في الأديان - السابق
12 - مجلة ( News Week)24/ يونيو/2003م.
13 - اخرجه ابوداوود بسنه عن سويد بن غفلة.
14 - يمكنك ملاحظة ذلك بسهولة إذا أخذت اليوم أي نسخة للإنجيل لطائفتي الكاثوليك و البروستانت فستجد أن الاختلاف تصل الى حد حذف أسفار كاملة(/)
المنال كله أسلم-اسلام منال بالصوت والصورة- عقل رهيب برهاني اكاديمي
ـ[طارق منينة]ــــــــ[24 Sep 2010, 11:02 ص]ـ
http://www.tanseerel.com/main/articles.aspx?selected_article_no=11884
ـ[طارق منينة]ــــــــ[24 Sep 2010, 06:40 م]ـ
صحف كنسية كذبت ما نشرته المصريون أول أمس .. المصريون تنشر وثيقة إسلام فتاة قنا وفيديو رسالتها إلى أسرتها
http://www.almesryoon.com/images/New%20Image.JPG
مصطفى شعبان (المصريون) | 24 - 09 - 2010 11:13
تأكيدا لانفراد المصريون أول أمس بنشر تقريرها عن اختفاء فتاة قنا "منال رمزي عوض مملوك" وأن المعلومات التي وصلت المصريون تتحدث عن إشهار إسلامها رسميا في الأزهر، حصلت المصريون على شريط فيديو يؤكد إسلام "منال" حيث تعرض فيه صورة وثيقة إشهار إسلامها رسميا في الأزهر، كما أرفق بنفس الفيديو تصويرا لوقائع الإشهار ذاته أمام موظف الإدارة المختصة بالأزهر.
وتحمل وثيقة إشهار "منال" مفاجأة كبيرة، وهي أن ترتيبها كان يحمل رقم "387" في دفتر الإشهار الذي يرصد عدد الداخلين في الإسلام خلال شهر سبتمبر الحالي وحده وقبل انتهاءه، حيث حملت الوثيقة تاريخ 19 سبتمبر 2010.
وكان موقع إحدى الصحف الخاصة المقربة من الكنيسة المصرية قد شكك في معلومات المصريون ونفى أن تكون الفتاة قد ذهبت إلى الأزهر أو أن تكون قد أشهرت إسلامها.
وكشفت "منال" في رسالتها المصورة عن مستوى ثقافي وأخلاقي وإنساني متميز، ووعي عقيدي كبير وفهم دقيق للفروق بين عقيدة التوحيد وبين النصرانية، كما وجهت خطابا رقيقا إلى أسرتها، والمكونة من والدها ووالدتها وشقيقتها وشقيقاها، أثنت فيها على مستواهم الثقافي المتميز وخاصة والدتها وشقيقها، وناشدتهم التفكير الجدي في الدخول إلى الإسلام نجاة لهم من النار، وطرحت عليهم عدة أسئلة طالبة منهم أن يتأملوها لعلها تكون طريقا لهم إلى الإسلام والنور، كما أشارت إلى والدها بأنه يعرف ماذا يفعل الآباء الكهنة داخل الكنائس من انحرافات، وأكدت له أنها بخير، وأن مخلوقا لن يستطيع أن يمسها بسوء.
جدير بالذكر أن مأساة اختطاف "كاميليا شحاتة" على أبواب الأزهر لمنعها من تسجيل إشهار إسلامها ومن ثم حبسها وعزلها في إحدى المواقع التابعة للكنيسة قد أعطى درسا لمن يريدون إشهار الإسلام بأن يبادروا بسرعة التسجيل قبل أن تتحرك قوى "الإعاقة" لمحاصرتهم ومنعهم من الوصول إلى الأزهر.
و"منال رمزي" مقيمة بابو تشت، مركز ابو تشت بمحافظة قنا، ومولوده فى 22 - 9 - 1991 وتحمل بطاقة رقم قومي رقم 29109222701148.
وهي طالبة بالفرقة الثانية كلية الاداب قسم علم اجتماع جامعة جنوب الوادي ويعمل والدها مهندسا زراعيا.
وكانت "منال" قد خرجت من بيتها فى بداية الاسبوع لبدء الدراسة فى الجامعات حيث أنها تسكن في سكن تابع للكنيسة في شارع الشيخ محسن بمنطقة الشئون في مدينة قنا،
ومنذ أسبوع تقريبا انقطعت اخبارها، واغلق تليفونها المحمول، حيث توجهت سرا إلى الأزهر من أجل ضمان إشهار إسلامها بدون معوقات ومخاطر من الاحتجاز، وتسبب غيابها في إثارة شكوك اهلها.
وكما هو معتاد فقد اتهمت اسرة الفتاة جارا لهما باختطافها ويدعي احمد عبد الحليم، وعلى الفور قامت الأجهزة الأمنية باحتجازه وإخضاعه للتحقيق وهو الان فى مقر جهاز أمني رفيع فى قنا للاستجواب والتحقيق بشان اختفاء "منال".
وقد انتشرت فى محيط مركز "أبو تشت" أخبار إسلام "منال" وأنها تبحث حاليا عن ضمان أمنها حتى لا يتم اعتقالها وتسليمها للكنيسة بعد إشهار إسلامها.
وعلمت المصريون أن القس "متياس فوزي" وهو ابن عم والد الفتاة يحاول أن يصعد قضية إسلام "منال" ويجري اتصالات بجهات كنسية في القاهرة وعضو مجلس شعب عن الدائرة من أجل دعم موقفه في طلب القبض على "منال" وتسليمها للكنيسة
رابط فيديو إسلام منال:
http://www.youtube.com/watch?v=c2yMvyt3dsk
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=39652(/)
البروفيسور أركون: ذو الوجهين
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[25 Sep 2010, 04:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد.
تقتضي المبادئ العقلية الصحيحة من الإنسان أن يكون حرا في أفكاره، صادقا في توجهاته، ثابتا على مبادئه، شجاعا في نصر ونشر الحق.
هكذا كان أنبياء الله الكرام - عليهم الصلاة والسلام - وأتباعهم الصالحون: تمسكوا بالحق في ساعة العسرة ودافعوا عنه في أحلك الظروف، ولم يتزحزحوا عنه قيد أنملة، ولم تُغْرِهم زهرة الحياة الدنيا، ولم يستسلموا لسيوف وسياط وسجون الجبابرة:) وكأين من نبيء قتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين (.
أما الإنسان الذي يتخذ النفاق دينا والتقية مذهبا والخور والجبن منهجا، ويخالف هنا المبادئ التي يتشدق بها هناك رَغَبا في الحطام، أو رَهَبا للملام، فما أبعده من اتباع القواعد العقلية الصحيحة:
ولا خير في ود امرئ متلون=إذا الريح مالت مال حيث تميل
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تجدون الناس معادن؛ فخيارهم فى الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، وتجدون خير الناس في هذا الشأن أشدهم له كراهية قبل أن يقع فيه، وتجدون شر الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه". (متفق عليه).
فبعض أكابر الصحابة – رضي الله عنهم – كانوا في الجاهلية أشد الناس غلوا في معاداة الإسلام، ثم صاروا بعد ما تبين لهم الحق أشد الناس دفاعا عنه وتفانيا في خدمته، ولم ينافقوا في الحالة الأولى ولا الثانية، لأنهم كانوا من أهل المبادئ.
أما المنافقون فقد بقوا مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء؛ يأتون المسلمين بوجه ويأتون الكفار بوجه، وصدق الله تعالى إذ يقول في وصفهم:) ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمومنين. يخادعون الله والذين آمنوا وما يخادعون إلا أنفسهم وما يشعرون. في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب اليم بما يكذبون. وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا إنما نحن مصلحون. ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون. وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنومن كما آمن السفهاء الا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون. وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا الى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون. الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون. أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين (.
من التناقض العجيب أن نجد بعض أدعياء العقلانية، ينبذون الأحكام العقلية الصحيحة وراء ظهورهم؛ فيدالسون ويوالسون، ويمثلون مسرحية ذي الوجهين؛ فيأتون المسلمين بوجه، ويأتون الغربيين بوجه، يظهرون أمام المسلمين وكأنهم مسلمون أتقياء، حرصاء على التمسك بالإسلام غُيُرٌ على الدفاع عنه وعلى تجديده، وبالمقابل يظهرون أمام الغربيين وكأنهم ملحدون دعاة إلى هدم الحضارة الإسلامية، مبشرون بالحضارة الغربية.
نجد نموذجا لهؤلاء في البروفيسور أركون؛ فإذا رجعنا إلى كتبه المنشورة في الغرب، نجد فيها آراء لا يمكن – حسب تعبير الشيخ محمد الغزالي – أن يكون صاحبها مؤمنا بالقرآن (انظر: وقفات مع محمد أركون من خلال إنتاجه وفكره – د. محمد بريش - مجلة الهدى – العدد: 14 – رمضان / ذو القعدة 1406 - ماي / يوليوز 1986 - ص: 32)، لكن البروفيسور نفسه يصرح بأنه لا يمكن أن يبوح في العالم الإسلامي بآرائه هذه؛ كما يقول: (مجلة الهدى – المرجع السابق - ص: 26):
(يُتْبَعُ)
(/)
"فالحرية السياسية غير موجودة للأسف في الدول المعاصرة، كما أنه لا يسمح للمثقفين العرب بأن يكتبوا بحرية في صحف أوطانهم، وأقصد هنا الكتابة العلمية لا الكتابة السياسية. وإذا كتبت شيئا عن هذه الموضوعات فلا بد أن تراقب نفسك؛ لذلك لا يمكن أن تقول كل ما يجب أن يقال، ولا يمكن أن نطرح بعض المسائل بسبب الرقابة وهي أحيانا ذاتية. أنا مثلا كأستاذ وباحث أود أن أطرح بعض الأسئلة، لكني لا أستطيع أن أفعل ذلك كما يقتضي العلم، لأني أريد أن أبقى في اتصال مع العرب، كي نتقدم في حل بعض المشاكل دون أن تنقطع الصلة بين الباحث وسائر الناس. لهذا أقبل بالرغم من أني أتمتع بكل حريتي هنا كأستاذ في السوربون أن أفرض على نفسي هذا النوع من الرقابة؛ لأني أفهم أن الباحث لا يحق له أن يجرح نفوس الذين لا يزالون غير مستعدين ليفهموا ويدركوا بعض المشاكل التي يمكن أن تطرح. هذه الأمور كلها تجعل الفكر العربي لا يقدم على طرح المشاكل التي لا بد من طرحها في هذه الفترة، وعلى التخلي عن هذه المواقف الإديولوجية التي يفرضها نوع من الإجماع الاجتماعي والسياسي السائد عندنا. هذه هي العراقيل وهي – كما ترى – نفسية وابستمولوجية. هناك محرمات".
ومن الجدير بالذكر أن البروفيسور أركون أدلى بهذا التصريح في مقابلة أجرتها معه مجلة الوطن العربي (العدد: 385، بتاريخ: 29 يونيو إلى 5 يوليوز 1984 – ص: 55)، وكانت المقابلة بعنوان: "محمد أركون يتهم: غارودي يجهل الإسلام"؛ فقد كان البروفيسور أركون مستاء من إسلام رجاء غارودي!! واتهمه بأن سبب إسلامه هو جهله بالإسلام!!
نعم إن البروفيسور أركون لا يمكن أن يظهر وجهه الغربي للعالم الإسلامي، رَغَبا ورَهَبا!! رَغَبا في بدل زيارة الجامعات وفي تعويضات المؤتمرات والندوات التي تقيمها مراكز البحوث والجامعات، ورَهَبا من ردات فعل أئمة المسلمين وعامتهم إذا اطلعوا على وجهه الغربي. ومن هنا فقد اتخذ الطريق الأسهل: أن يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه.
من آيات هذا التهريج التنكري الذي ينتهجه البروفيسور أركون قصته مع فضيلة الشيخ الدكتور محمد بريش؛ فقد كتب د. محمد بريش دراسة قيمة عن فكر البروفيسور أركون، ونشرها في مجلة الهدى (مجلة ثقافية إسلامية كانت تصدر بالمغرب)، وقد عبر د. محمد بريش عن هدفه من نشر الدراسة بقوله (مجلة الهدى – المصدر السابق - ص: 32): "نشير إلى أننا حين أقدمنا على التعريف بمحمد أركون لم نفعل ذلك للقدح فيه ولا لتكفيره أو تجريحه، وإنما كانت غايتنا الأساسية إطلاع جمهور الإسلاميين ومثقفيهم على الخصوص، الذين لا يتبعون إصدارات المفكرين العرب باللغات الأجنبية، ولا الصحف والمجلات ذات النزعة اليسارية أو "التقدمية"، على صفحة من صفحات ذلك التيار الجديد الراغب في قلب الدين رأسا على عقب وإعادة النظر في بناياته كلها والإتيان عليها من القواعد تحت شعار الاستفادة من العلوم الإنسانية الحديثة ومناهج البحث المعاصر، والذي يريد أن يفرض علينا تجديدا غريبا في الدين يتجلى في ممارسة علمانية للإسلام ... آملين أن نكون قد أفدنا القارئ المسلم على وجه العموم، وطالب أو أستاذ الفكر الإسلامي والدراسات الإسلامية على وجه الخصوص".
وقد آتى نشر هذه الدراسة أكله، وكان من نتائجها أن وعى كثير من المثقفين والعامة بالوجه الغربي للبروفيسور أركون، ونتجت عن ذلك ردة فعل مستنكرة في الأوساط الإسلامية، وصلت أصداؤها إلى البروفيسور أركون، فخاف من أن يتطور الأمر أكثر؛ فسارع بكتابة رسالة إلى د. محمد بريش، يعتذر فيها ويتنصل من ما كتب من ما يسيء إلى الإسلام والمسلمين، ويقول إنه مستعد للتراجع عنه!! وكان د. محمد بريش في قمة الورع والالتزام بالمنهجية العلمية والأخلاقية حين توقف تأثما عن نشر سائر حلقات هذه الدراسة، مع الأسف الشديد. ذلك أنه قد فهم من رسالة البروفيسور أركون أنه قد تاب وآمن وتراجع عن وجهه الغربي، والإسلام يجب ما قبله؛ فلم يستسغ د. محمد بريش أن يمضي في نقد فكر تراجع صاحبه عنه. كما يقول د. محمد بريش (على هذا الرابط ( http://www.alukah.net/Web/brich/0/1375/))
" وبدأ نشر المقالات في مجلة "الهدى" التي كنت أرأس تحريرها على مدى خمسة أعداد، ثم توقف لسببين:
الأول: كاتبني الأستاذ الفاضل [يعني: البروفيسور أركون] راغبا في الاطلاع على المقالات المنشورة، وأنه مستعد للتراجع عن كل ما يمكن أن يسيء إلى الإسلام أو يفهم منه ذلك. فما كان لي أن أنسب له شيئا من الفكر لم يعد يتبناه، فليس لذلك من فائدة في بلورة الفكر وتطوير النقد ... ".
لكن الواقع أثبت مع الأسف أن البروفيسور أركون لم يزل كما كان، وأن هذا التراجع ليس إلا مجرد فصل من مسرحية ذي الوجهين الذي ظل يمثلها هنا وهناك.
ولعل هذا هو السر في اختلاف الناس في تحديد منهج وخط البروفيسور أركون؛ فمنهم من ينخدع بوجهه الذي يأتي به المسلمين فيحسبه مؤمنا غيورا، ومنهم من اطلع على وجهه الآخر الذي يأتي به الغربيين.
فما أبعد البروفيسور أركون من الإمام مالك الذي امتحنه والي المدينة بعد أن نهاه عن التحديث بحديث، ثم دس إليه من يسأله عنه فحدث به على رؤوس الناس!!
وما أبعده من الإمام أحمد الذي امتحن المحنة المشهورة، فلم يجب؛ لأن عقائد العامة كانت معلقة في عنقه!!
بل ما أبعده – وهو من أدعياء العقلانية - من الفيلسوف اليوناني سقراط الذي أقدم على الموت طائعا، أنفة من أن يفر أو يخالف مبادئه. كما قال أمير الشعراء أحمد شوقي:
سُقراطُ أَعطى الكَأسَ وَهيَ مَنِيَّةٌ=شَفَتَيْ مُحِبٍّ يَشتَهي التقبيلا
عَرَضوا الحَياةَ عَلَيهِ وَهيَ غَباوَةٌ=فَأَبى وَآثَرَ أَن يَموتَ نَبيلا
إِنَّ الشجاعَةَ في القُلوبِ كَثيرَةٌ=وَوَجَدتُ شُجعانَ العُقولِ قَليلا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[25 Sep 2010, 05:44 م]ـ
أشكر د. أحمد كوري على هذا المقال الماتع، والذي يكشف حقيقة من حقائق تدليس دعاة العقلانية!
وللإسف فإن منطلقات بعض العقلانيين وكثير من شعاراتهم إنما هي مواقف تكتيكية وليست منطلقات موضوعية أو منطقية، فهذا أركون لا يريد أن يخرج ما أكنته نفسه لئلا يخسر. لقد قرأت هذا النص أكثر من مرة متعجباً من حاله:
أنا مثلا كأستاذ وباحث أود أن أطرح بعض الأسئلة، لكني لا أستطيع أن أفعل ذلك كما يقتضي العلم، لأني أريد أن أبقى في اتصال مع العرب، كي نتقدم في حل بعض المشاكل دون أن تنقطع الصلة بين الباحث وسائر الناس. لهذا أقبل بالرغم من أني أتمتع بكل حريتي هنا كأستاذ في السوربون أن أفرض على نفسي هذا النوع من الرقابة؛ لأني أفهم أن الباحث لا يحق له أن يجرح نفوس الذين لا يزالون غير مستعدين ليفهموا ويدركوا بعض المشاكل التي يمكن أن تطرح.
فالحمد لله الذي عافانا مما ابتلي به هو وغيره.
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[25 Sep 2010, 08:39 م]ـ
جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ، على الاهتمام والمشاركة والإفادة، وشكرا جزيلا لكم.(/)
صفعة رهيبة لقساوسة مصر-منال رمزي مرة اخرى-فيديو جديد
ـ[طارق منينة]ــــــــ[25 Sep 2010, 10:05 م]ـ
المنال كله أسلم-اسلام منال بالصوت والصورة- عقل رهيب برهاني اكاديمي ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=22262) (2)
http://www.tanseerel.com/main/articles.aspx?selected_article_no=12036
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[26 Sep 2010, 12:28 ص]ـ
ما شاء الله
قلت لهم إنهم ينهارون
وما زال مسلسل الأسلمة مستمرًا
ـ[طارق منينة]ــــــــ[26 Sep 2010, 09:05 م]ـ
هذا في زمن ذل المسلمين وفي مرحلة تنامى الوعي فمابالك اخي في ازمنة ماقبل الملاحم الكبرى!
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[26 Sep 2010, 10:29 م]ـ
سيظل الإسلام ينتشر حتى يصل مشارق الأرض ومغاربها رغم أنف الكافرين وأعوانهم من المنافقين الدجالين.
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[26 Sep 2010, 10:39 م]ـ
روى ابن حبان في صحيحه: عن المقداد بن الأسود يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: (لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر ولا وبر إلا أدخل عليهم كلمة الإسلام بعز عزيز أو بذل ذليل. وقد قال د محمد راتب النابلسي: انا لا اخشى على الاسلام فإنه سينتشر سواء وجد من ينشره، او لم يجد، واستشهد بهذا الحديث، ولكن اخاف ان لا يستعملني الله في نشره لأنال الأجر الذي في وصية النبي صلى الله عليه وسلم: فَوَاللَّهِ لَأَنْ يُهْدَى بِكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ.(/)
رسالة للدكتور ابراهيم عوض
ـ[طارق منينة]ــــــــ[26 Sep 2010, 09:02 م]ـ
سيدي
هذا ملتقى الانتصار للقرآن وكتبك -الجديدة على النت-التي هي معروضة الآن في موقع سور الازبكية مغلقة دونها ابواب
وهي في مجال هذا الملتقى العلمي الكريم، ملتقى التفسير والانتصار للقرآن
فنتمنى منكم وضعها هنا، ويمكنك اعطاءها للاخ المساهم ان لم تستطيعوا بالتقنية وضعها هنا وانا ليس لي خبرة باي صورة من صور التقنية هذه.
لان السيد مارادونا في سور الازبكية وضعها في باب الفكر وباب الفكر اغلقوه دوننا فلاتستطيع تحميل كتاب من كتبك الاربعة او الثلاثة الموضوعة اخيرا هناك عن طريق مارادونا الا لو كنت ممن سمحوا له بدخول نادي الفكر
وانا كنت هناك وطردوني منه مرة اخرى بعد ان فتحوه لي مرة ولما رأوا مشاغبتي للدفاع عن القرآن ونقد نيتشه وغيره اغلقوه في وجهي
ويبدو ان المسيطر عليه هناك علمانيون ومنهم غيرهم.
ان كتابك عن نسرين مثلا هو كتاب يستحقه هذا الملتقى كما تستحقه مقالاتك القوية والشديدة الخطورة كبقية مقالاتك وكتبك
وانا فرحت انهم هناك يقرؤون كتبك فهذا هو التدافع وطريق من طريق المراغمة اللطيفة فلله الحمد
وكذلك كتبك هذه لم نستطيع تحميلها ولا هي مودجودة الا هناك-على الاقل الان
معركة الشعر الجاهلي بين الرافعي وطه حسين - د. إبراهيم عوض ( http://books4all.net/showthread.php?t=3745)
السجع في القرآن لديفن. ج.ستيوارت - ترجمة ودراسة د. إبراهيم عوض ( http://www.books4all.net/showthread.php?t=3758)
افتراءات نسرين على الاسلام والمسلمين - د. إبراهيم عوض ( http://www.books4all.net/showthread.php?t=3754)
ـ[إبراهيم عوض]ــــــــ[27 Sep 2010, 02:38 ص]ـ
بالمصادفة رأيت كلمة الأستاذ طارق هنا، والذى أعرفه أن القائم على سور الأزبكية رجل مسلم غيور على دينه، وإن كان حريصا على نشر الكتب من كل نوع لمعرفته أن الباحثين يحتاجون إلى أن تكون الكتب كلها متوفرة بين أيديهم. وسوف أحاول مخاطبته فى أقرب فرصة تتاح لى للاتصال به وتبليغه ما قاله الأستاذ طارق هنا. أو يمكن أحد الزملاء الكرام الاتصال بى عن طريق الإيميل، وأنا أرسل له نسخة من كل كتاب من هذه الكتب، وهو بدوره ينزلها هنا فى هذا المنتدى الكريم، وللأستاذ طارق تحياتى وشكرى وتقديرى
ـ[إبراهيم عوض]ــــــــ[27 Sep 2010, 03:01 ص]ـ
الأستاذ طارق، بعدما كتبت الكلمة السابقة وقمت فصليت العشاء خطر لى أن أحاول تنزيل الكتب الثلاثة بنفسى فألفيت الأمر سهلا بحمد الله، فأنزلتها لك راجيا من الله أن تكون ذات نفع.
ـ[باحثة علم]ــــــــ[27 Sep 2010, 05:32 ص]ـ
بارك الله فيك أستاذي الكريم / الدكتور إبراهيم عوض
أحسن الله إليك
وجعل ماتقدمه لنا ولنصرة الدين في ميزان حسناتكم يوم القيامة
ـ[باحثة علم]ــــــــ[27 Sep 2010, 06:06 ص]ـ
في هذا الرابط مؤلفات الدكتور إبراهيم عوض جمعتها من شهور هناك في الرابط
إن أمكن أن أنزلها كلها هنا لكم إن شاء الله
http://www.pdfbooks.net/vb/thread33150.html
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Sep 2010, 06:19 ص]ـ
فتح الله عليكم يا دكتور إبراهيم وأحسن إليكم وجعل ما تقدمونه في موازين حسناتكم.
وكتب الدكتور إبراهيم متوفرة في الملتقى منذ مدة، ولكن يبدو أننا بحاجة إلى تخصيص موضوع كامل لكل مؤلفاته إن شاء الله. ولعل أخي العزيز المساهم والزملاء حسين بن محمد والأخت باحثة علم ينظر في الأمر مشكوراً لتظهر مرتبة في أحسن حلة في الملتقى.
ـ[طارق منينة]ــــــــ[27 Sep 2010, 07:59 ص]ـ
جزاكم الله خيرا اخي الدكتور ابراهيم عوض
كتبت هذا لاني اعلم ان كتبك لها اهمية كبيرة في اليوم الحاضر
فالله اكبر ولله الحمد على هذه الصحبة الطيبة في مكان وملتقى من اطهر الملتقيات الالكترونية المعاصرة في عصر المعلومات
ـ[باحثة علم]ــــــــ[27 Sep 2010, 08:48 ص]ـ
فتح الله عليكم يا دكتور إبراهيم وأحسن إليكم وجعل ما تقدمونه في موازين حسناتكم.
وكتب الدكتور إبراهيم متوفرة في الملتقى منذ مدة، ولكن يبدو أننا بحاجة إلى تخصيص موضوع كامل لكل مؤلفاته إن شاء الله. ولعل أخي العزيز المساهم والزملاء حسين بن محمد والأخت باحثة علم ينظر في الأمر مشكوراً لتظهر مرتبة في أحسن حلة في الملتقى.
بارك الله فيكم جميعا وكل الأساتذة الكرام
سيتم رفع كتب الدكتور إبراهيم عوض إن شاء الله
والله المستعان
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[27 Sep 2010, 08:57 ص]ـ
أبشروا .. !
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Sep 2010, 05:00 م]ـ
أخي العزيز طارق منينة وفقك الله
يبدو لي أن الزملاء في موقع منتدى الأزبكية عتبوا على عباراتك في الموضوع، وأرسل الزميل مدير المنتدى الأستاذ وضاح رسالة عتاب لكم إلينا.
وقد ذكر في رسالته أنهم لم يمنعوا أحداً إطلاقا، وقال: (لم نحجر عليه ولا على غيره وله الحرية في الكتابة وقتما شاء. أما أننا وضعنا منتدى خاص لتكريم الاعضاء النشطين في الموقع باتاحة تحميل بعض الكتب لهم قبل بقية الاعضاء باسبوع فهذا حق علينا للاعضاء النشطين في المنتدى. ولم نحجر علي غيرهم التحميل.فارجو التكرم بالسماح بالتسجيل او اتاحة فرصة لنا للرد على الاخ الكاتب.جزاكم الله خيرا
منتدى سور الازبكية المدير العام)
وأنا أعتذر للأخ وضاح ولمنتدى سور الأزبكية نيابة عن أخي طارق منينة، وليعتبروا هذا من باب محبة الخير للجميع.
وأرجو من جميع الزملاء الكتاب في ملتقى أهل التفسير مراعاة مشاعر الآخرين فيما يكتبون فإن هذا خلق الإسلام الذي أمرنا به، مع إنني لم أزر منتدى الأزبكية بعدُ، ولم أسمع به إلا في هذا الموضوع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طارق منينة]ــــــــ[27 Sep 2010, 09:35 م]ـ
جزاكم الله اخي الشيخ عبد الرحمن الشهري.
ولن اقوم باي تعقيب هنا على سور الازبكية فيكفي اطلاعة على مايكتب في سور الازبكية ويسمح به.
وعلى كل فانا اعتذر ان كان في كلامي خطأ، ونترك الحكم للاطلاع على مواضيع المنتدى هناك وكيف حاولنا مواجهة كثير منها
وانا هناك شكرتهم كثيرا حتى اني شكرت منهم من يسخر من الاسلام والحجاب وغير ذلك لانه وضع كتاب للفائدة مع عدم تركي القيام بنقده والدفاع عن الاسلام وبصورة مؤدبة جدا ومحترمة جدا وهو ماجلب على سخط البعض هناك.
ويمكن لاي احد الاطلاع على ماكتبت او كتب ردا على ماكتبت في بعض المواضيع المثيرة للجدل هناك وانا اكتب بإسم ابن الشاطيء
واعتذر مرة اخرى ان سببت لاحد حرج ما
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Sep 2010, 06:28 ص]ـ
جزاكم الله اخي الشيخ عبد الرحمن الشهري.
ولن اقوم باي تعقيب هنا على سور الازبكية فيكفي اطلاعة على مايكتب في سور الازبكية ويسمح به.
وعلى كل فانا اعتذر ان كان في كلامي خطأ، ونترك الحكم للاطلاع على مواضيع المنتدى هناك وكيف حاولنا مواجهة كثير منها
وانا هناك شكرتهم كثيرا حتى اني شكرت منهم من يسخر من الاسلام والحجاب وغير ذلك لانه وضع كتاب للفائدة مع عدم تركي القيام بنقده والدفاع عن الاسلام وبصورة مؤدبة جدا ومحترمة جدا وهو ماجلب على سخط البعض هناك.
ويمكن لاي احد الاطلاع على ماكتبت او كتب ردا على ماكتبت في بعض المواضيع المثيرة للجدل هناك وانا اكتب بإسم ابن الشاطيء
واعتذر مرة اخرى ان سببت لاحد حرج ما
بارك الله فيكم ونفع بكم وبعلمكم. وقد كان في موضوعكم هذا بركة، فسوف يتم الآن جمع كل كتب الدكتور إبراهيم في الملتقى في موضوع مخصص بروابط دائمة إن شاء الله. فجزاك الله خيراً.
ـ[طارق منينة]ــــــــ[28 Sep 2010, 07:52 ص]ـ
بارك الله فيكم اخي الشيخ الحبيب الشهري وجعل الدكتور ابراهيم وكتبه مراغمة للكفر واهله
فان كان موضوعي تسبب ببركة هنا فانا استغفر الله مرة اخرى من اي حرج سببته لاي احد ولو كان صاحب ملتقى او موقع سور الازبكية، فمااردت الا الخير ومااريد الا الصلاح مااستطعت، و"لايكلف الله نفسا الا وسعها"، و"كل يعمل على شاكلته" وارجو الله ان يغير شاكلتي ويهذبها دائما الى الحق والبر والهداية والسداد
واسأل الله لنا ولكن الهداية والتوفيق والسداد في القول والعمل
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[28 Sep 2010, 12:49 م]ـ
كنا قد وقفنا على حوالي 150 ميغا من كتب الدكتور إبراهيم وفقه الله، تقريبا 24 كتابا وهي:
معركة الشعر الجاهلي بين الرافعي وطه حسين
المستشرقون والقرآن
السجع في القرآن
أصول الشعر العربي
افتراءات الكاتبة البنجلاديشية
مصدر القرآن
سورة النورين
مع الجاحظ
إبطال القنبلة النووية الملقاة على السيرة النبوية
سورة المائدة
المرايا المشوهة (فصلان فقط)
محمد مندور بين أوهام الادعاء العريضة وحقائق الواقع الصلبة
دائرة المعارف الإسلامية الاستشراقية
القرآن والحديث مقارنة أسلوبية
اليسار الإسلامي وتطاولاته المفضوحة على الله والرسول والصحابة
عصمة القرآن الكريم وجهالات المبشرين
نصوص إنجليزية استشراقية عن الإسلام
فصول في ثقافة العرب قبل الإسلام
فكر محمد أسد
مسير التفسير
هتك الأستار عن خفايا كتاب فترة التكوين في حياة الصادق الأمين
الكتاب الفضيحة
أيهما أعظم محمد أم المسيح
إعجاز قرآني علمي أم مجرد ملاحظات ساذجة يعرفها كل أحد
_______________
وهناك أربعة كتب رُفعت من قبل على الشبكة لكن فسدت روابطها وهي:
فى الأدب المقارن – مباحث واجتهادات
ترجمة جاك بيرك للقرآن الكريم بين المادحين والقادحين
السقوط المدوِّى لكتاب وليام كامبل: "القرآن والكتاب المقدس فى نور العلم والتاريخ"
بعد الحادى عشر من سبتمبر 2001: ماذا يقولون عن الإسلام؟
فنرجو أن يمدنا بها الدكتور إبراهيم، أو يرفعها لنا من وقف عليها من الأفاضل.
وكذلك من يعلم كتابا آخر رُفع على الشبكة غير ما ذكرنا. لتكون جميعها في موضوع واحد بروابط مباشرة ودائمة إن شاء الله.
هذا ونوجه دعوة للدكتور إبراهيم - جزاه الله خيرا - إن شاء أن يخص ملتقى أهل التفسير ببعض كتبه في الدراسات القرآنية مصورة. نفع الله به.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[28 Sep 2010, 01:25 م]ـ
أشكر للأخ العزيز طارق على جهوده في الملتقى وغيره فهي مشكورة وعظيمة النفع، وأسأل الله أن يبارك في علم د. إبراهيم عوض وأن يضع القبول لكتبه، وهي جديرة بالعناية والنشر، والإخوة في متلقى الكتب هم أهل لذلك، بارك الله فيهم.
ـ[طارق منينة]ــــــــ[30 Sep 2010, 02:00 م]ـ
سؤال اخر لاخي الدكتور ابراهيم عوض حفظه الله
يااستاذنا نريد من حضرتكم ان كان ممكنا ان تكرمونا وكل الباحثين في العالم بكتبكم ملفات ورد
فكتاب مثل مجموع فتاوي ابن تيمية موجود على النت ملفات ورد ونستطيع الاستفادة منها والاقتباس مع الاشارة طبعا للمصدر بسهولة
وكذلك كتب السيرة للشيخ الصلابي او المباكافوري فهي موجودة ملفات ورد ويستفيد منها كل انسان على وجه الارض
وكتبكم من هذا النوع والمستوى وكلنا يحتاج اليها فلذلك نتجرأ ونطلب منكم ان تمنحون الباحثين هذا التيسير ولولا فضلكم علينا في المادة العلمية الرصينة الموجودة في كتبكم ومقالكم ماطلبنا هذا الطلب ولاتجرئنا عليه-ابتسامة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[30 Sep 2010, 03:58 م]ـ
لكن هنا لا بد من وقفة
كلام الشيخ طارق يوحي بشيء
ثم رد مدير موقع سور الأزبكية يوحي بشيء آخر.
ثم تعقيب الشيح طارق يوحي بشيء مع الإحالة إلى مصدر للتبين.
فلننظر جميعًا إلى المصدر المحال إليه أو لينظر تكرمًا الشيخ الدكتور عبد الرحمن الشهري ومعه حتى لو ثلاثة من الأعضاء المعتدلين (بلاش السخنين اللي دمهم حامي مثلي)، فإن تبين لنا صدق كلام الشيخ طارق، فيكون الصح عدم الاعتذار لمدير سور الأزبكية، بل له منا السخطة أقل شيء، فنحن رجال لا يضيع الحق بيننا، ولا نجامل أحدًا على الحق. بل ننصر المظلوم ونرد الظالم.
ـ[طارق منينة]ــــــــ[30 Sep 2010, 04:27 م]ـ
عندك حق اخي مصطفى علي
لكن انا اعتذرت لاجل عدم الجدال الطويل
واقول حتى لو لم يكن قادة منتدى الازبكية ليسوا كما قلت فعلى الاقل فانهم يسمحون بالسخرية من امور عقائدية وقرآنية وقد رددت على بعضها هناك باسم ابن الشاطيء ورد اخي فادي ايضا هناك مع اني لااعرفه ويبدو انه ذهب من هناك ولم يعد ورد اخ اخر ومازال يرد لكن يمكن تتبع الامر من المواضيع التي اشتركت انا فيها ومواضيع اخرى لفادي وغيره وسنجد ان موقف الادارة هناك سلبي تجاه الذين يقدحون ويسخرون ومنهم الاخت تارانا وغيرها وقد حاورتها قليلا وفي غاية من الاحترام لانها اولا امرأة وثانيا لانها كانت ومازالت تصور لنا الكتب هناك، وهناك ساخرون اخرون ومثلهم من ينتصر لنيتشه وغيره ولما نعقب يشمئزون منا واما رؤوساء الملتقي فلاتعقيب
واظن لو تتبعت الامر جيدا لوجدت ان بعض المسؤولين هناك يخوضون كالذي خاضوا ويدافعون عن الحرية القادحة باعتبار انها حرية كتابة وكذلك قد يشاركون بانفسهم في الخوض الكريه وهذه كلها تحتاج لاثبات وبحث وتركيز
في ارشيف المنتدي كله على الاقل من يوم دخولي اليه.
ولااظن ان احساسي بالامر كله يخيب الا انه طبعا قد لايكون المسؤول الاكبر ولااعرف اسمه هناك في المنتدي غير الاسم وضاح، قد لايكون هذا المسؤول علماني قح- فان كان غير ذلك فاستغفر الله مما قلت والدكتور ابراهيم عوض اعلم به مني لانه قال فيه كلمته المتقدمة
وانا لااحكم على الناس ولااكفر احدا وقد يكون فيهم من هو خير مني في الدنيا والاخرة ولم اكن هناك للقدح في احد انما لتنزيل الكتب التي تهمني وقد عاملهم جميعا-حتى المعارض والساخر بالحسنى، والجدال بالحق والعدل والرحمة ويمكنكم النظر الى حواري الاخير في منتداهم مع الاخت تارانا فقد كانت تهزء من العقائد ومع ذلك كنت وانا اصحح اخطائها اعاملها احسن معاملة وامدح فيها بما هو فيها فعلا مع علمي بانها علمانية قح وساخرة تهجو بعنف لكنني والله اقدر فيها سعة اطلاعها واهتمامها بالعلم فكم امرأة عندنا تقرأ، ولذلك كنت ابقي على الحوار الطيب فلم اكن اريد ان اضيع الحسنى بيننا وبين مثلها
هداها الله الى الخير والبر وقول الحسنى
ولو شئت لفعلت معهم مثل مايفعل كثير من الاسلاميين في التعنيف والقدح المر وانا اهل له لو اردت ولكني ابقي على بقية خير فيهم وفي عسى الله ان يرحمهم ويرحمنا ويجمعنا على الخير ونصرة الحق وعلى اخوة انسانية رحيمة
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[30 Sep 2010, 07:21 م]ـ
الأستاذ طارق والأستاذ مصطفى
استسمحكم عذرا في حذف بعض المشاركات الأخيرة لأنها لا علاقة لها بملتقى الانتصار للقرآن الكريم وليس لها علاقة بهذا الموضوع من قريب أو بعيد وإنما هي نظرات نقدية في منتدى آخر وأصحابه غائبون عنا هنا، وأظن أن ما سبق فيه الكفاية، حتى لا نخرج عن أصل الموضوع وندخل في تشعبات ليست مقصودنا الأول هنا في هذا الملتقى.
ويبقى الحديث مع مؤلفات د. إبراهيم عوض وفقه الله.
ـ[طارق منينة]ــــــــ[30 Sep 2010, 07:24 م]ـ
نعم اخي حاتم القرشي أسأل الله ان يهدينا ويهدي الجميع -ارجو ترك المداخلة لانها ليست نقدا لاحد-ويهدي بهم كعكرمة ابن ابي جهل وسهيل ابن عمرو وعبد الله ابن ابي سرح وام هند ومريم الجميلة التي راسلت المودودي-احسن يظنوا اني باصف امراة-ابتسامة
فهؤلاء ومعهم سيف الله المسلول كانوا قادة الامة مع عمرو ابن العاص ومعاومة وابي سفيان وحق فيهم قول النبي الذي لم يفهمه العلمانيون: الأئمة من قريش
(يُتْبَعُ)
(/)
ووالله لقد كانوا ائمة كلهم، فكيف لايكون منهم ائمة ولو كنت جامعي اقدم رسالة دكتوراة مثلا لعملت رسالة احصاء لتحقيق هذا الحديث فقد ثبت ان من كانوا قادة التحرير الاسلامي الاول كانوا من قريش ومعهم الانصار وبقية القبائل لكن كثير من قيادات قريش كانت متقدمة بالصحاب الكرام ولو بحثنا في الاسماء لتحقق لنا القول الحق وتمثلت دلائله بين ايدينا آيات باهرة
فالرسول كان يتكلم عن طليعة عليمة طاهرة، من نسب طيب عريق ممتد الى انبياء صادقوا الوعد، ومن صلة بالنبوة قريبة ومدهشة وقد رأت وخبرت وعركت الحياة والتغيرات والآيات والقراءات والتنزيل والمواقع والمفاجئات والانتصارات والجوع والنصر والصبر والنتائج العظيمة فكانت الثقة دافعهم والحب مسراهم والصدق هواهم والرحمة حاديهم والرسول قائدهم ونبيهم، رأوا منه الامانة والثبات والصدق والثقة بالحق، كما رأوا منه الحقيقة والنظافة، ومنهم -قبل اسلامه-من قاومه ومنهم من اراد قتله ومنهم من قتل اصحابه ومنهم من تبعهم حتى الحبشة وغيرها ولما رأوا عجائب الانتصارات وحقائق الآيات وهزيمة أعظم الارادات والقيادات بل كانوا هم القيادات والرايات فلما انكسروا وانهزمت قواهم جميعا امام الوحي وأهله والنبي وصدقه والقوة الاسلامية التي كانوا يظنونها طفولة توأد واجنة سرعان ماتُجهض، وجدوا العجب العجاب بتفعيل الكتاب وتحقق فيهم قول الحق فعلموا انهم في خسارة وهزيمة وحقارة وكانوا قد سمعوا كلام الله وكلمات الرسول فعلموا بعد انهيار القوي انه ممنوع قالها خالد فصار سيف الله المسلول فعلم قبل اسلامه ان سيف الحق والصدق مع الرسول وان القيوم يؤيده ويعينه وبعد الاسلام رأى سيفه معجزة ربانية حتى انه شرب السم فلم يضره ولو تجاوزنا هذا فانتصاراته المادية هي انقع من السم في العدو حتى هرب الروم من بين القوات وتحررت النصارى وبقية العباد ورجعت الحقوق في كل بلد وواد وزغردت الوديان في اقاصي البلاد وتملك العبيد الاراضي في الاندلس بعد ان كانوا في نظر اسيادهم كالحيوانات ليس لهم الا نعيق المواشي فجعلهم الاسلام اطباء وفلاسفة وكيميائيين وصيادلة وعلماء فلك وقوات وفرسان علمت بقية اوروبا فن الحرب وحرمة الانسان
فياالله مااجمله من دين لو علمه الافاقون والكذبة من كل امة وجيل
والله المستعان عليهم وهو الهادي الى سواء السبيل
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[30 Sep 2010, 10:13 م]ـ
في مثل هذا يأتي قول الشاعر
مصائب قوم عند قوم فوائد
قنحن نتربص بكم الدوائر ونرقب المعارك الحامية، ونستمتع بمنظر الدماء السائلة، والأشلاء المتطايرة؛
فإذا وضعت الحرب أوزارها، خرجنا بالغنائم الثرة
وهي هنا، كتب الدكتور إبراهيم عوض
ـ[طارق منينة]ــــــــ[30 Sep 2010, 11:46 م]ـ
والله عين الرصانة يارصين الرصين
جزاكم الله خيرا-ابتسامة
وانا معك
سؤال اخر لاخي الدكتور ابراهيم عوض حفظه الله
يااستاذنا نريد من حضرتكم ان كان ممكنا ان تكرمونا وكل الباحثين في العالم بكتبكم ملفات ورد
فكتاب مثل مجموع فتاوي ابن تيمية موجود على النت ملفات ورد ونستطيع الاستفادة منها والاقتباس مع الاشارة طبعا للمصدر بسهولة
وكذلك كتب السيرة للشيخ الصلابي او المباكافوري فهي موجودة ملفات ورد ويستفيد منها كل انسان على وجه الارض
وكتبكم من هذا النوع والمستوى وكلنا يحتاج اليها فلذلك نتجرأ ونطلب منكم ان تمنحون الباحثين هذا التيسير ولولا فضلكم علينا في المادة العلمية الرصينة الموجودة في كتبكم ومقالكم ماطلبنا هذا الطلب ولاتجرئنا عليه-ابتسامة(/)
د. العوا وأوهام الباباوات وتزييف مصر, والموقف من كاميليا
ـ[طارق منينة]ــــــــ[28 Sep 2010, 11:08 م]ـ
د. العوا وأوهام الباباوات وتزييف مصر, والموقف من كاميليا
طارق منينة
فاجأ الدكتور محمد سليم العوَّا الجميع بموقفٍ جديد ومشرفٍ في "المسألة النصرانية", وإنْ كان لي تعقيبٌ على خطأٍ وقع فيه الدكتور بخصوص السيدة كاميليا شحاته -إذْ نفى حدوث إسلامها! - ومحاولة إيجادِ تفسيرٍ لمصدر ذلك الخطأ، وذلك على الرغم من عرضي لموقفه العام من المسألة، وشرحه وبيان علاقاته وارتباطاته.
كانت مفاجأةُ الدكتور العوا هذه المرة من خلال قناة الجزيرة مع أحمد منصور في برنامج "بلا حدود" (يوم الأربعاء 15 - 09 - 2010م)، وقد شَغَلَ موضوع المفاجئة حيِّزاً كبيراً من تفكير الدكتور العوَّا, وقد قدَّم بين يدي فريدتهِ موضوعاتٍ نقديةٍ أخرى، في أكثر من موقعٍ وموضعٍ وبرنامجٍ, لا تبعدُ إيحاءاتها عما كان يحوم حوله، ويحاول مقاربته وحلَّ إشكالاته, وتوضيح صوره وحالاته.
وقد رأيناه منذ فترةٍ قصيرةٍ يقوم بفضح سوءِ فهمِ كبار قساوسة النصارى للفتاوى الإسلامية، كما وجدناه يفضح طريقةِ قراءتهم لنصوص العلماء ونصوص القرآن العظيم، ووقوع هؤلاء الكبراء –وأتباعهم- في أخطاء غليظةٍ، وتحريفاتٍ مغلَّظةٍ في فهم لغة النصوص وقراءتها، فضلاً عن مقاصدها ودلالتها.
(ويمكن مقارنة ذلك بما قاله مِنْ قَبْل الدكتور عبد الرحمن بدوي رحمه الله, في مقدمة كتابه "دفاعٌ عن القرآن ضدَّ منتقديه" (ص7) إذْ أكَّد -وهو صاحب كتاب "موسوعة المستشرقين"، بل هو شيخ الوجودية العلمانية سابقاً, والمدافع عن القرآن والرسول لاحقاً- أنَّ معرفتهم باللغة العربية يشوبها الضعف، وأنَّ فرضياتهم خاطئة, وأنهم سطحيُّون لا يُكلِّفون أنفسهم عناء التقصِّي لموضوعاتهم .. الخ).
وهنا نجد تشابهاً تاريخيًّا وعقليًّا بين هؤلاء وأولئك.
أما في برنامج لقاء الجزيرة الأخير "بلا حدود" فقد فضح العوَّا التعصُّب الصليبي الفارغ الذي يأخذ مادته ولحمة فكرته وفريته، ويرقِّع لنفسيته من نفسية وجهالات قساوسة العصور الوسطى, وذلك مثل ما صرَّح به بعض القساوسة الكبار (منهم الأنبا بيشوي) -مما يُعدُّ من أفكار التنظيمات المسيحية المتطرِّفة- أنَّ الأقباط "أصل البلد"، وأنَّ الـ (74) مليون مسلم ضيوفٌ عليهم! .. وغير ذلك من الإشاعات الكاذبة التي تجد لها رواجاً واستقراراً مُدهشاً في الوعي المسيحي المعاصر؛ ما أدَّى بالبعض منه إلى القول -بناءً عليه- بأنَّه ينبغي إنقاذ مصر من الإسلام، وإعادة مصر لمصريَّتها (استخدم النصارى كتابات العلماني سيد القمني في هذا المجال بدون تقصٍّ للحقائق, وفقط كمحاولةٍ للتشويش والتضليل) ..
لم يترك الدكتور العوا كلامَ بيشوي يمرُّ على عواهنه، فعقب عليه بقوله: كيف يقول: إنَّ المسلمين ضيوفٌ على أرض مصر، بينما يُشكِّلون (96%) من سكان مصر، ويعيشون على أرض مصر منذ (14) قرناً"؟!
ومعلومٌ أنَّ هذه المغالطات وتلك الإشاعات إنما هي تعدٍّ على الحقيقة, تلبيسٌ, وجهلٌ تجاوز كل حدود المعرفة التاريخية، ليستقر في منطقة الكذب المتعمَّد, الذي يتمُّ ترويجه في دوغمائيةٍ انغلاقيةٍ تحتل من أصحاب المناصب الكنسية الرفيعة مكان الرأس من الجسد، والعقل من الحواس، والروح من البدن, وهم يطلقونها بلا أدنى مراعاةٍ للضمير الإنساني، أو المسؤولية الإنسانية، أو الحرص على الحقيقة التاريخية، أو بما يُطلق عليه "الوحدة الوطنية".
ومن هذا الكذب وغيره من تلبيسات الكهنة: إشاعة سلسلةِ أوهامٍ وأكاذيب متشابكة متراكبة, تترسخ مع الوقت في الذهنية الأرثوذكسية فتُغلق الأذهان, وتحطم الإنسان، وتُغيِّر العقل، وتُكبِّل الروح الإنساني (آخر تلبيسات الأنبا بيشوي قوله بأن القرآن أيد الثالوث، وأنه أُضيف إليه نصوص بعدية!، هذا مع دعوته للاستشهاد وزعمه بأنه وأتباعه هم الأصل والمسلمون ضيوف نزلاء على مصر!) , وهذه الأكاذيب الشنيعة لا تختلف عن أوهام كبراء الصليبيين عن بيت المقدس وتصويرهم لسماحة الإسلام مع نصارى بيت المقدس بأنه قتل وتقتيل وتحريق وتصليب, وفي ذلك تقول المستشرقة زيغريد هونكه صاحبة الكتاب المشهور (شمس الله تشرق على الغرب): "وكانت كتابة التاريخ والتقارير وفنون الكتابة عموما هي مسؤولية رجال الدين, لذلك فإنهم عملوا على تصوير أعدائهم في
(يُتْبَعُ)
(/)
صورة شياطين وعبدة شياطين, وكان تشويه الحقائق على هذه الصورة التي بلغت حد الدعاية الظالمة كفيلا بأن يجعل الناس تصدق ما يلصق بعدوهم من سوء وباستحقاقه العقاب ... ولقد كان ذلك الخوف هو الذي دفع الكنيسة إلى تصوير محمد صلى الله عليه وسلم على أنه المسيح الدجال أو أحد الهراطقة والصنم الذي تقدم له الأضاحي البشرية. كان ذلك الخوف هو الذي استغلته الكنيسة من أجل تأكيد تلك العزلة وإثارة الكراهية الدينية والتعصب .. وكانت الصيحة الصليبية التي أطلقها البابا أوريانس الثاني من دير كلبر مونت عام 1095م ... واستطاع الشرق العربي الانتقام لنفسه من ذلك الهجوم الشامل من جانب المسيحية الغربية التي أرادت إفناءه تماما فقد انتصر هو عليها بإنجازاته الثقافية والحضارية وجعل حياتها أكثر ثراء" (الإبل على بلاط قيصر, لزيغريد هونكه، ترجمة د. حسام الشيمي، مكتبة العبيكان 2004م، ص 38 - 39)، إن تلك الأوهام الصليبية التي تنشر الكراهية وتؤدي إلى استنزاف الشعوب وطاقاتها وتُشعل الأحقاد والحروب, يعلم الدكتور سليم العوا طبيعتها ومصادرها وخلفيتها التاريخية والنفسية والعقلية. ولذلك حذر من القيادات الواهمة وأوهامهم التي تتسبب في إشعال الحرائق بين المسلمين والمسيحيين كما أُشعلت من قبل الحروب الصليبية بحجة الدفاع عن نصارى بيت المقدس!، ومن تلك الأوهام المخالفة للحقيقة التاريخية كما أشرنا, قول الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس والمسؤول عن المجلس "الإكليركي" من أن "الأقباط أهل البلد ... " وأن الشعب المصري المسلم" ضيوف حلوا علينا ونزلوا في بلدنا ... ونحن كمسيحيين نصل إلى حد الاستشهاد إذا أراد أحد أن يمس رسالتنا المسيحية " (النص كاملا في جريدة المصري اليوم العدد 2285، بتاريخ 15 سبتمبر 2010م) فكانت رسالته صليبية بحق تجمع بين التحريض المتعصب والتضليل الفارغ.
هذا البيشوي تَقْبُعُ أختان من أخواتنا الأسيرات في دير من أديرة إرهابه كما في تعليق الأستاذ جمال سلطان على الرسالة الموثقة للطبيبة صديقة الاسيرتان تيرزا وماريان (فاطمة ومريم لاحقاً) (انظر مقاله بعنوان: "ماريان وتريزا في سجون شنوده")، وفيه تعليقه الأخير على الرسالة: "انتهت رسالة الطبيبة" أم رحمة ... ", التي أرفقت برسالتها كافة العناوين وأسماء الشهود وأرقام الهواتف لأيِّ جهةٍ تريد التحقيق, وبقي أنْ أُشير إلى أن الضحيَّتين: فاطمة "تريز" ومريم "ماريان" تمَّ اعتقالهما في دير القدِّيسة دميانة الذي يُشرف عليه الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس، ولم يخرجا من اعتقالهن الكنسي هناك منذ أكثر من خمس سنوات كاملة وحتى اليوم, حيث انقطعت أخبارهنَّ بشكلٍ كاملٍ".
لقد كشف الشيخ محمد الغزالي قديماً في كتابه "قذائف الحق" هذه الروح الموهومة, وخلفيَّتها الدينية والمعرفية والتاريخية، وهي الروح غير التاريخية وغير العلمية التي تسري بين كثيرٍ من أبناء وطننا المصري من المسيحيين الأرثوذكس مثلما سرت الإشاعات الكاذبة, الصادرة من المراكز العليا، بين أبناء أوروبا في العصور الوسطى، كما عرضت من كلام زيغريد هونكه, وأدَّت بهم في النهاية أنْ يكونوا هم ضحايا حروبهم الصليبية الظالمة كما أخبرت زيغريد وغيرها.
وقد سمى الدكتور رفيق حبيب هذا التطور الذي ألمَّ بالكنيسة وتحكَّم فيها، وأدخلها في عالم السياسة الذي زعموا أنَّ المسيح أخرجهم منه وأعطاه لقيصر .. سياسة استصراخ الغرب الصليبي، والاستقواء به, وسياسة المواجهة للإسلام نفسه، والدعوة إلى تنصير مصر، سمى الدكتور رفيق حبيب هذا التحول في دور الكنيسة بأنه "بذور فكرةٍ بدأت تسري في الكنائس في السبعينات"، وهي البذور التي وضع لها البابا شنودة خُطَّتها، وكشف عنها الغزالي في "قذائف الحق" بقوله: "إنَّ الاستعمار أوعز إلى بعضهم أنْ يقف مراغماً للمسلمين، ولكنَّنا نريد تفاهماً شريفاً مع ناس معقولين.
(يُتْبَعُ)
(/)
إنَّ الاستعمار أشاع بين من أعطوه آذانهم وقلوبهم أنَّ المسلمين في مصر غرباء، وطارئون عليها، ويجب أنْ يَزولوا، إنْ لم يكن اليوم فغداً، وعلى هذا الأساس أسموا جريدتهم الطائفية: (وطني)! صيحاتٍ مريبةٍ أنعشها وقوَّاها بابا شنودة دون أي اكتراثٍ بالعواقب، وقال: "لهم ما لهم من حقوقٍ، وعليهم ما عليهم من واجباتٍ، أما أنْ يُحاولوا فرض وصايتهم على المسلمين، وجعل أزِمَّة الحياة الاجتماعية والسياسية في أيديهم، فلا .. إذا أرادوا أنْ يَبنوا كنائس تَسَعُ أعدادهم لصلواتهم وشعائرهم الدينية فلا يعترضهم أحد .. أما إذا أرادوا صبغ التراب المصري بالطابع المسيحي وإبراز المسيحية وكأنها الدين المهيمن على البلاد فلا .. إذا أرادوا أنْ يحتفظوا بشخصيتهم فلا تمتهن، وتعاليمهم فلا تجرح فلهم ذلك، أما أنْ يودُّوا "ارتداد" المسلمين عن دينهم، ويُعلنوا غضبهم إذا طالبنا بتطبيق الشريعة الإسلامية، وتعميم التربية الدينية؛ فهذا ما لا نقبله".
كذلك فقد حمل الدكتور محمد سليم العوا حملةً كبيرةً على محاكم التفتيش الكنسية التي تمنع حرية الاعتقاد لأتباعها الذين دخلوا الإسلام بكامل حرياتهم, وتُكرههم على المسيحيَّة، وتهينهم وتقوم بخطفهم وتعذيبهم وكأنهم عصابة قساوسةٍ مرتزقةٌ .. ورهبانٌ وكهنةٌ مغتصبةٌ, تقوم بالتشنيع على المهتدين .. التشنيع النفسي عليهم بوسائل إرهابية منحطَّةٍ، مثل رمي بعضهم بالجنون والمرض النفسي، وقد سمعنا بعض من أسلم يؤكِّد ذلك، مثل الشاب الاسكندراني المتفوق دراسياً، واسمه "فادي"، وقد سمعته بنفسي في غرفةٍ من غرف البالتوك.
هذا فضلاً عن ترويج الإشاعات الفجَّة من أنَّ شباب الإسلام يخطفون المسيحيَّات لإكراههن على الإسلام.
المدهش أنَّ في إنجيلهم نصٌّ بالإفراج عن الزانيات: "من كان منكم بلا خطية فليرمها بحجر ... اذهبي"، (نص في الإفراج عن زانية منسوبٌ للمسيح زوراً وبهتاناً، باعتراف كثير من شرَّاح الأناجيل) ..
أما الإفراج عن الأسيرات المسلمات فدونه خرط القتاد، بل خَطْفُهنَّ وإيذاؤهنَّ، أو الدعوة الكهنوتية إلى الاستشهاد!!
وكأنَّ تحرير الزانية والغانية أولى عندهم من تحرير العفيفة الشريفة .. وكأنَّ تلك الزانية عند كهنة التعذيب أشرف من أولئك الطاهرات اللآئي انتقلن من تأليه المسيح ومحبَّةِ قتله وصفعه والبصق عليه -بحسب روايات العهد الجديد- إلى تعظيمه كنبيٍ عظيمٍ، له دورٌ عظيمٌ في مسيرة الإنسانية.
يُرجع العوَّا هذه التطرُّفات المنتشرة في الأرثوذكسية من أنَّ مصر للمسيحيين، وأن الفرعونية والقبطية والعلمانية أفضل من الإسلام، الذي حماهم من الرومانية الغربية .. وما تبع ذلك من تعامل البعض مع إسرائيل لمدِّ نصارى مصر بالسلاح لتحرير مصر من الإسلام والمسلمين .. يُرجع العوَّا ذلك إلى تصريحاتٍ كهنوتيةٍ غير مسؤولةٍ، وقراراتٍ غير معقولةٍ -فضلاً عن كونها لا تاريخيةٍ ولا علميةٍ- لرجالٍ لهم مكانتهم في الكنيسة المصرية: "إنَّ من يُحرِّض أمثال هؤلاء من عَيِّنَةِ جوزيف -يقصد مُهرِّب السلاح من دولة إسرائيل إلى مصر- هي تصريحات الأنبا بيشوي، الذي قال في أحد تصريحاته: (إننا على استعدادٍ للاستشهاد في حالة إذا تُدُخِّل في شئون الكنيسة) ".
وقد أدت أوهام تلك الفتنة التي يشترك في إشعالها قساوسة وجماعات مسيحية مختلفة (مثل تنظيم أقباط المهجر) إلى تضليل نصارى مصر عن أسباب المشاكل الحقيقية التي يعانون منها -وهناك مشاكل مصطنعة- كما يعاني منها أغلب أهل مصر من المسلمين, وتزداد التغطية والتعمية على مصدر تلك المشاكل بالدعوة الكهنوتية الى تأييد جمال مبارك كرئيس مقبل للدولة المصرية، وهو ما أدى بالدكتور العوا إلى السخرية من هذا النفاق الكهنوتي، والا فكيف تبايعه في الداخل وتستصرخ ضده الخارج!؟
لم يمرر العوا كل تلك المسائل وغيرها مرور الكرام، وإنما كشف عنها الغطاء وفضح منها الغباء، وعرى فيها كهنة الشقاء والبلاء والإشاعات الكاذبة والتفتيش والخطف والتعذيب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويمكن القول إنه من بعد قنبلة الشيخ محمد الغزالي "قذائف الحق" لم نعثر على ما يساويها في القوة والشجاعة والكشف والصراحة والفضيحة لقيادات كنيسة كبيرة إلا في حلقة الدكتور العوا في قناة الجزيرة, فالرجل طوى لنا تاريخ العصابات المسيحية الجديدة, التي تريد تحويل الكنيسة إلى أهدافها الخاصة, وبرنامجها الخيالي اللاواقعي.
لقد صرح الدكتور سليم العوا بما أحجم عنه البعض أو لمح. واستطاع استخدام التوقيت المناسب، والوضع المناسب، لبث قولة حق في القضية بصورتها العامة، وإن كنت سأعقب على ماحجبه دكتورنا الحبيب في نص حواره مع أحمد منصور، سأحاول في هذا المقال أن أتصور سيناريو لتفسير هذا الحجب لحقيقة قصة أختنا كاميليا (فك الله أسرها من تنظيم الرهبان الكبار الصغار!).
وانصافا للحقيقة نقول: نعم لم يتوقع أحد أن تأتي التصريحات بتلك الجرأة من الكشف والمصارحة والمواجهة! , من تلك الجهة العلمية التي كان يظن بها أنها تُعرض عن مثل تلك القضايا الخطرة. فقد كانت كلمات العوا قوية وصريحة ودقيقة -الا في قضية واحدة، كما قلنا، هي قضية السيدة كاميليا زوجة الكاهن الصغير الذي دخل التاريخ من خلال خزائن الكنيسة وسرقتها بحسب ما أُعلن! لكننا نرى أن المكاشفة والمصارحة ديدن أهل الفكر والعلم والنقد الإسلامي كما فعل الشيخ محمد الغزالي بإصدار كتابه قذائف الحق, وفيه يقول:" أن يحلم البعض بإزالتنا من بلدنا، ويضع لذلك خطة طويلة المدى، فذلك ما لا يطاق، وما نرجو عقلاء الأقباط أن يكفونا مؤونته، ونحن على أتم استعداد لأن ننسى .. وننسى .. " وقال في مقدمة الكتاب: "أما كهان اليهودية والنصارنية فحولهم تهاويل، ولهم مكانة لا تمس!! وشاركت مراكز القاهرة مراكز لبنان فى مهاجمة القرآن، ومخاصمة نبيه، وتزوير تاريخه .. وانسابت من جحورها أفاع ما عرفت الصفو يوماً تريد أن تنفث سمومها علناً، وأن تخذل القضايا الإسلامية فى كل مكان" .. وقال في نهاية الكتاب "إن بعض النصارى وبعض التنظيمات المسيحية تريد تمزيق الكيان العربى الذى عاش فيه المسيحيون دهراً طويلاً مواطنين مكافئين للمسلمين فى الحقوق والواجبات، وهدفها إما قتل الإسلام وإما خلق فتن طائفية في كل مكان. والخطة معروفة، وعلى المسلمين أن يزدروها ويزدروا مروجيها ويفضحوا مَن وراءهم. إن مطالبة العرب بالتخلى عن الإسلام سفالة لا قرار لها، وإني أقول لقومي: لا خيار لكم أمام مؤامرات عالمية واسعة .. مطلوب منكم أن ترتدوا عن دينكم وأن تتنازلوا عن أوطانكم ... "
ومعلوم أن الشيخ الغزالي رحمه الله هو أول من فضح شنودة في كشف مخططه في تنصير مصر، ومحاولة الاستيلاء الوهمي عليها، وقد قدمتُ نصه ونص الخطة في المقال السابق الذي وضعته كمقدمة لمقالنا هذا،وهذا هو رابطه في موقع المرصد لمقاومة التنصير.
http://www.tanseerel.com/main/articles.aspx?selected_article_no=11645
وقد تم منع كتاب الغزالي في السبعينات من القرن المنصرم. وكنا يومئذ نحصل علي الكتاب خلسة وبطريق البيع الخاص من أمام مسجد القائد إبراهيم في مدينة الإسكندرية. وفي الحقيقة فإن ما استخلصه الغزالي قديما استنتجه رفيق حبيب حديثا، وهو مفكر من أصل مسيحي، وهو أن شنودة حاول فرض سلطة الكنيسة خارج إطار العقيدة, ما أدى إلى فرض تلك السلطة في قضايا سياسية غير وطنية بالتتابع, بناء على دعاوى خاطئة وتفسير وهمي للأحداث. وهو ما أكده حبيب نفسه من أن المسيحيين تورطوا فيه باستقوائهم بالغرب.
ويبدو أن الوضع اليوم اختلف عن الظرف الذي صدر فيه كتاب الغزالي وتم منعه, ما دفع الدولة المصرية إلى توجيه رسائل معينة للكنيسة، عن طريق كُتَّاب أو مفكرين لا صلة لهم مباشرة بها ولا بأجهزتها الرسمية، في نفس الوقت الذي تسعى فيه الدولة وبوسائلها التي لا نوافق على بعضها -مثل تسليم المسلمات إلى الكنيسة- لتفادي الصدام المباشر مع الكنيسة. ولذلك يمكنني القول بأنه على ما يترجح عندي فإنه قد سُمح للدكتور سليم العوا بقول ما كان يعتلج في صدره، والتصريح بما تُحجم الدولة والعلماء عن قوله، وهو الخبير -حفظه الله- بعالم القضاء والمحاماة، وله دكتوراه الفلسفة (في القانون المقارن) من جامعة لندن عام 1972، وخبرة في عالم الجماعات والقضايا الشائكة التي تخص الوطن، كما أن له خبرة بالعقيدة المسيحية وتاريخ
(يُتْبَعُ)
(/)
الكنيسة وباباواتها خصوصا بابا الكنيسة المصرية الحالي البابا شنودة. (لن أقوم بأي محاولة هنا لعرض أخطاء الدكتور العوا حفظه الله, مثل موقفه من الشيعة مثلا, فهذا ليس مجالنا, وليس من شأن المسلم عرض أخطاء أهل العلم أو الفكر أو الدعوة في كل مجال وحال, وترك الفضائل والإيجابيات والحسنات, ومقالنا هذا ليس نقدا للدكتور في كل أمر قام به ولكنه نقد للكنيسة وبيان موقف الدكتور الغامض من قضية كاميليا
ما أود قوله في هذه العجالة القصيرة هو أنه على أرجح الظن فإنه ما كان الدكتور العوا ليتحلى بتلك الشجاعة العلنية النادرة لولا الضوء الأخضر من الأمن المصري، وذلك في مواجهة تمادي الكنيسة المصرية المعاصرة فيما تمادت فيه من تحريض وأكاذيب، وقد ازدادت الأكاذيب تحت رئاسة البابا شنودة الذي اشترك قديما -وهو الراهب- في التنظيم العنصري "جماعة الأمة القبطية"، ومن أفكار هذه الجماعة أن مصر مصرية ذات أصول مصرية فرعونية, وهي ليست عربية وليست جزءا من العالم العربي والإسلامي, ويجب إعادتها لهويتها المصرية مع إقامة علاقة قوية مع الغرب غير مشدودة للهوية العربية والإسلامية، لأن مصر لم تكن جزءا من الهوية العربية الإسلامية, وأن الأقباط هم الذين يمثلون الهوية المصرية، وأن المجتمع المصري خرج عن هويته المصرية ويجب إعادته إلى هويته الأصلية، كما شرح فكرة هذا التنظيم المفكر رفيق حبيب على الصورة التي عرضتها، وقال معقبا على ذلك: إن ذلك هو السيناريو الخاطئ في معالجة المشاكل. وقد وجد أقباط المهجر من بعض أفكار هذه الجماعة التي كان شنودة قد انضم إليها وهو راهب, وجد أقباط المهجر فيها متكأ لهم ودعما لمحاولة تغيير مصر وتشويه صورتها من الخارج، بل وتبني إستراتيجية خارجية, يقول رفيق حبيب: "جماعة الأمة القبطية ظهرت في تيار داخل الرهبان وفي تنظيم أقباط المهجر", ويمكن الاطلاع على كلام الدكتور رفيق حبيب من هذا الرابط:
http://www.youtube.com/watch?v=8q1UTIVg_28&feature=player_embedded
ما كان الدكتور محمد سليم العوا ليتمكن بتلك الصورة الشجاعة الفريدة من المواجهة من أهل الإرهاب الكنسي لولا الإشارة الأمنية الصريحة أو الضمنية- وأُرجح أن تكون تلك الإشارة صريحة وصريحة جدا! بأن يصرح بما احجمت عنه الدولة المصرية والإدارة الأمنية زمنا طويلا, وخصوصا في العقد الأخير الذي تجاوزت فيه الكنيسة كل الحدود المسموح بها في التعامل بوهم وانتفاخ فارغ مع الوضع المصري الشائك، والذي لايشكله فقط التفاعلات الفكرية والدينية، فالسيطرة في الإدارة السياسية هو لغير التفاعلات الدينية، وإنما تؤثر عليه بدرجات كبيرة أيضا تلك القرارات للدولة المصرية التي لا تجعل الشريعة قانونا لها يطبق في كل مناحي الحياة، ما يمكن أن يقال عنها أنها سبب الأوضاع المتردية في مصر، وكذلك الظروف الاقتصادية التي أنتجها وفرخها نظام الحزب الواحد الذي لا يطبق نصوص الشريعة الإسلامية, وهي الظروف التي تكتمها القيادات المسيحية وتنسب الأسباب إلى القرآن والرسول!!، نعم ينسبون معاناتهم إلى الإسلام وشريعته!، بل إلى تصورهم الوهمي والمختزل للدين الإسلامي والمسلمين عموما. (فهنا نجد أن النصارى الحيارى بين أمرين: الأول حجبهم لحقيقة الحكومة والقوانين الحاكمة، وثانيا تزويرهم للشريعة ورسم تصور خيالي لها يقومون بمحاكمته!!)
ولقد أفزعت كمية المعلومات الشجاعة والدقيقة التي القاها الدكتور العوا في سلة الكنيسة المصرية وفضح بها خطتها المتسللة ببطء لكن بعلانية وبدعم خارجي، خصوصا الدعم الامريكي الذي تراهن المؤسسة الكنسية في العقد الأخير على الاستقواء به، ظنا منها أن الشعب المصري بما فيه من جماعات عاملة للإسلام يساوي جيش صدام الهارب أو وضع أفغانستان, أفزعت تلك المعلومات قيادات التعذيب والإرهاب داخل الكنيسة وفروعها الداخلية والخارجية.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن ما لا تستطع القوي المختلفة أن تقيمه حقا هو قدرة هذا الشعب العريق في الإسلام خصوصا في العقود الأخيرة منذ سبعينات القرن الماضي على مواجهة أقوي الإمبراطوريات العالمية, وليس ببعيد عن صفحات التاريخ أن أغلب القوي الإسلامية المصرية أرسلت رجالاتها لدعم الجهاد الأفغاني وتدعيم القضايا التحررية في العالم, ولا أتكلم عن تنظيم القاعدة، فليس هذا ما أرمي إليه, فأنا أخالفه التوجه والفعل ورد الفعل, وإنما جماعة كالإخوان مثلا وغيرها من الجماعات والجمعيات والمدارس السلفية المتعددة والمعتدلة, فما بالكم والساحة اليوم مليئة بالتيار السلفي الذي يطور نفسه وإن بصورة بطيئة لكنها فعالة إن شاء الله.
كان لابد لهذه المقدمة .. للتلميح إلى ظروف الشجاعة التي تحلى بها الدكتور العوا في عرضه العام للقضية المسيحية في مصر.
لقد عرضت موقفي من رسالة الدكتور العوا للشعب المسيحي والسلطة الباباوية الانقلابية الجاثمة على صدره, في ملتقى أهل التفسير، وكان علي هنا أن أبلوره بصيغته المعروضة أمامكم. سأنقله مع بعض التوضيب ليطلع القارئ الكريم على صورة من التحليل قد تكون خاطئة وقد تكون صائبة ولكنها على كل حال تعرض ما يختلج في نفوس بعض المثقفين أو الكتاب أو القراء.
تابعت حلقة الدكتور في الجزيرة بكامل وعيي وبيقظة تامة وحرص على المتابعة الدقيقة. ووجدت أن الدكتور العوا لُبس عليه في قضية كامليا -والله تعالى أعلى وأعلم- مع أنه قال ما لم يقله أحد علنا في القضية العامة عن اختطاف الكنيسة للمؤمنات, خصوصا وأنه لم يجرؤ أحد ان يقول بمثله من جهته العلمية في الربع الأخير من القرن الـ20 والعقد الأول من قرننا الحالي .. ومعلوم أن ما قاله الغزالي في قذائف الحق كان من المحرمات قديما. الأمر الذي سمحت به رسالة الدكتور العوا, الرسالة الشجاعة والمثيرة للتساؤل والتفكير. لكن السؤال الذي يطرح نفسه بعد حلقة الدكتور وبإلحاح هو: ما الذي أوقع الدكتور العوا فيما وقع فيه من إنكار إسلام كاميليا في نفس الوقت الذي عرض فيه وبتفاصيل مثيرة ودقيقة إسلام وفاء قسطنطين وماريا؟ أمور لا يتحصل عليها في الحقيقة إلا من هو قريب من الملف الأمني لتلك السيدات الطاهرات، ومعلوم أن طبيعة عمل الدكتور العوا منحته المساحة والحركة للاطلاع على تلك الملفات الأمنية الخفية.
لكن هل هذا هو كل شيء؟! أم أن قرب الدكتور العوا من الجهاز الأمني المصري أضاف للقضية بعدا جديدا؟ ولا شك أن الجهاز الأمني قد لا يجد أفضل من الدكتور العوا في استشاراته في كثير من الملفات الدينية ومنها ملفات الجماعات الإسلامية والقبطية، هذا على أغلب الظن، وقد أهديت للدكتور العوا كتابي (جماعة شهود يهوه) عندما جاء إلى البلد الأوروبي الذي أعيش فيه, جاء -حفظه الله- بدعوة من مكتبتها العامة على ما أظن، فقال لي –ولم يكن لي علاقة به من قبل- إنه قبل سفره إلى هنا سأله الأمن عن كتاب في شأن تلك الجماعة أو الفرقة المسيحية التي علمتُ من أتباعها -في الماضي الذي كنت أدرس أفكارهم ومنظمتهم داخليا- أن بعض المبشرين منهم هم رهن التحفظ, وقد استنتجت من تلك الإشارة وجود علاقة للأسباب التي قدمتها. وهذا يؤدي إلى الاستنتاج أن الدكتور اطلع بصورة تفصيلية على ملفات إسلام الطاهرات الكريمات من أقرب الطرق الأمنية!
وفي ظني أن أغلب المعلومات التي عرضها الدكتور كانت مفاجئة للكنيسة، ذلك أنها كانت من العمق والتفصيل والتحدي لاستفزاز الكنيسة بما لايدع مجالا للشك أن أكثر تلك المعلومات مستقاة من مصادر موثوقة وأمينة .. عندها الخبر اليقين!
لكن هل هذا هو كل شيء؟! هل لبَّس الجهاز الأمني –على وجه الخصوص- على الدكتور في قضية أختنا كاميليا؟
لماذا لبس الأمن على الدكتور في هذه القضية بالذات وكان أمينا معه في بقية القضايا المعروضة في حلقة الجزيرة؟ أقصد أنه لم يلبس عليه في قضية وفاء وماريا, وقد تحلى الدكتور سليم العوا بشجاعة مدهشة عندما صرح في البرنامج أن تسليم وفاء قسطنطين للكنيسة يعتبر الأول من نوعه في تاريخ الإسلام, وأن تسليمها -كما قال في برنامج آخر- سبب جرحا عميقا في الوجدان المسلم المصري، (سلمتا إلى الكنيسة بغير الحق).وقد عرض العوا قضيتهما بمنتهى الأمانة والشجاعة والصراحة، وعرض ما خفي عن كثرة من الكتاب والصحفيين!، وذكر أن الامن
(يُتْبَعُ)
(/)
المصري متابع لوفاء قسطنطين متابعة شاملة الثانية بالثانية، وهي في مكان آمن عند الكنيسة! (قال أنا أعلم أن وزارة الداخلية تعلم مكانها، تعلم مكانها بالدقة والتفصيل، وتعلم ما تفعله في يومها من الصباح إلى المساء بالدقة والتفصيل؛ لأن الأديرة ليست بعيدة عن الرقابة ولا يجوز أن تكون بعيدة عن الرقابة ... وفاء مُسلمة، سُلمت وهي مسلمة بعد جدال 11 يوم في محاولة عدم تسليمها (!) ثم كانت الضغوط أقوى من الجهات التي تحاول أن تبقيها في حريتها (!) ... " ثم قال إن حبس المسلمات في الكنائس جريمة يعاقب عليها القانون, وتدعيم هذه الجريمة بإرهاب الشعب والحكومة بالقول بأن الكنيسة خط أحمر, هو كلام فارغ؛ لأنه ليس في مصر أحد فوق الدستور والقانون، والكنيسة المصرية جزء من الدولة، وهي ليست فوق المحاسبة ولا فوق القانون، وليست إمبراطورية موازية، يأتي رجل كنسي موقر ليقول إن المسلمين ضيوف؟!! وهو يعبر عن دفينة في نفسه لإحداث فتنة في البلد لإشعالها، وتقود هذه الفتنة هذه القيادات الكنسية, هذا التصريح سيكون له ما بعده، التصريح خطير خطير خطير، والنيران التي تشتعل بسببه لايعلمها الا الله .. سيشعل النار في البلد كلها، إذا بقي الوضع على ما هو عليه من تصريحات الأنبا بيشوي فستحترق البلد!، وسيكون الجانب الذي يعمل على إحراقها هو قيادات الكنيسة، وتلفظ الأنبا بيشوي أيضا بأنه مستعد للاستشهاد, وقال "إذا تكلمتم عن الكنائس سنصل إلى حد الاستشهاد"! والاستشهاد لا يكون إلا في حرب، وهذا ما أشار إليه العوا بقوله: "والكنيسة وبعض رجالها يعدون لحرب المسلمين"!
ولي تعليق خاص على كلام العوا في مسألة الاستشهاد هذه ساعرض له إن شاء الله في مقال تال، لانها قضية تحتاج لتفصيل يمكن أن يضيف للقارئ إضافة تاريخية عن صلة الحملات الصليبية الأوروبية بأنواع مما أطلقوا عليه الاستشهاد، ولا يدخل في صورة الحرب التي تصورها العوا.
إن مناط البحث في قضيتنا المعاصرة –يقول العوا- هو تصريحات غير مسؤولة من تلك القيادات الكنسية وتصريحاتها الغريبة.
وقد علق العوا على تورط "بطرس الجبلاوي" نائب الاسقف أو وكيل المطرانية في بورسعيد، ابن الأب اثناسيوس كاهن كنيسة مرمينا في الإسكندرية، بتهريب أسلحة من إسرائيل إلى مصر، وقد تم القبض عليه وتحرير قضية ضده, وأشار العوا أن تخزين السلاح في الكنيسة من رجل هذا موقعه وموقع والده لا معنى له إلا الاستعداد لاستعماله ضد المسلم، هذا وقد أكد الدكتور رفيق حبيب -وهو مسيحي الأصل ومفكر مصري معروف- في حوار له موجود على المرصد لمقاومة التنصير، أنه ظهرت في المسيحية من بعد شنودة جماعات قبطية حاولت دخول العمل الانقلابي بالتدريب -في لبنان مثلا- على السلاح أو بإنشاء تنظيمات مسيحية لم تلبث أن فشلت لعدم جدوى الوسيلة. فالدكتور العوا لم يكن يتكلم من الخيال ولا لإثارة الجمهور المسلم وإنما كان يتكلم عن حقيقة واقعة وقضية معروفة، بل إنه كان يعرف أفرادها منذ نعومة أظفاره.
وكما قلت فان الدكتور قال كل مالم يستطع الامن والحكومة ان يقولونه علنا!
أما قضية كاميليا فقد أقنع الأمن الدكتور العوا-على ما يبدو- أن قضية كاميليا قضية مكذوبة وأنه لادليل على إسلام كاميليا.
أما لماذا حجب حقيقة قصة كاميليا في هذا التوقيت بالذات؟ فالإجابة هي: أن المظاهرات الكبرى كانت على وشك الاشتعال، وكلمة من العوا قد تُشعل الموقف في القضية، وأقصد بالقضية قضية كاميليا على وجه التحديد!، (طبعا ذلك بحسب التفكير الأمني)، وقد تطفئ كلمة العوا الحريق!، فكان أن قال العوا ما يمكن قوله في القضايا الأخرى النائمة أو الميتة لو صح التعبير، ونجح في إعلان قول عام في قضية الأسيرات. ومعلوم أنه لا أحد اليوم يتظاهر حولهن!، أما قضية كاميليا فقد أقنعه الأمن أن كاميليا لم تُسلم أصلا، والامن يعلم أن كل ما يقوله أو يسمح بقوله في هذه القضية على وجه التحديد، هو محل ثقة الدكتور العوا, خصوصا أنه أعطاه معلومات ثمينة جدا عن وفاء وغيرها!، فكذب الأمن على العوا في قضية، وخدعه بقوة المعلومات التي كانت ممنوعة عن غيره، فظن العوا أن الأمر كما عرضه الأمن له! فقال كل ما هو مناسب وموافق للأمن، وكل ما أُعطي إشارة خضراء به وبالسماح بقوله وبقوة وشجاعة، مع الاهتمام في آخر الحديث ووسطه وأوله بالدعوة إلى
(يُتْبَعُ)
(/)
التهدئة!، فنجح العوا في توصيل الرسالة كاملة، ومن دهائه أنه أطلق القول "أن تسليم المسلمات للكنيسة جريمة مخالفة للقانون، محذرًا كل من يقف وراء هذه الأفعال بأن جرائم الحريات -كما ينص الدستور المصري- لا تسقط بالتقادم، وأن من فعلوا هذا (سلموا المسلمات إلى الكنيسة) سيحاكمون ولو بعد 100 سنة إذا بقي الدستور دون تغيير، بيد أنه استثنى المكرهين! (ولك أن تتصور أن الدكتور العوا يثبت بهذا النص إسلام كاميليا وخطفها من طرف النصارى، مع أنه نفى إسلامها بكلمات قليلة جدا وخاطفة! وكأنه ينزع حملا ثقيلا عن كاهله! .. ووقع الدكتور -بحسب ظننا- في فخ أمني فيه مكيدة ولطف ومكر، وهو إعلان أن كاميليا لم تُسلِم، وبه تخمد القضية وتنطفئ المظاهرات، ويكون الأمن قد أوصل رسالة للكنيسة أنها مكشوفة، وأنها يجب أن تتلم وتلم أولادها، وإلا فلن ينفعها التهديدات المحمية بالخارج! لا يعني هذا أن الدكتور العوا كان محلا قابلا للاستخدام من الأمن -حاشاه ووالله ما قصدت ذلك من كلامي- وإنما الرجل كان ينتظر أن يسمحوا له بالكلمة الجريئة التي كانت تثور بحكمة في رأسه القانوني والعلمي، في الموضوع الشائك الذي يعلم أبعاده المختلفة، فلما سمح له تكلم وأجاد في العام ونطق بما أوحي له عن خصوصية قضية كاميليا، والله تعالى أعلم.
نعم, الأمر المثير للتأمل هو أنه لم يذكر كاميليا إلا في كلمة أو كلمتين، وقاله على وجه العجلة والإلقاء السريع!، فهل كان يمكنه أن يتجاهل التطرق لموضوع كاميليا, نعم كان يمكنه تجاهل ذلك, وقد نجح في عرض القضية كلها بصورة علمية وواقعية, اللهم إلا لو مشينا مع ما قلته من سيناريو من إعلان عدم إسلامها لتفادى فتنة مظنونة.
إن ما نرجوه من عقلاء النصارى أن ينشروا في كنائسهم الحقيقة التاريخية أنهم وجدوا الرحمة والتسامح في ظل حضارة الإسلام, وأننا لا نرجو هلاكهم ولا ضلالهم, وإنما نرجو لهم الخير والبر، ونتقرب إلى الله بالقسط إليهم، ولكن ذلك لا يعني سكوتنا على خطف المسلمات, وتعذيب الطاهرات، وإشاعة الباطل عن شعب مصر، ونشر الأكاذيب عن تاريخ مصر، وموقع الطائفة الأرثوذكسية فيه, وأن مقاومة السلاطين الفائقة، والدعوة إلى المواجهة والاستشهاد مخالف لنص إنجيلهم بطاعة السلاطين؛ والسبب -كما في النص- لأنها من الله!
وعليهم أن يشاركوا في بناء الوطن وحمايته بدلا من الاستقواء بالخارج الذي لن يجد في مصر إلا ما هو أنكى من قتال العراقيين وجهاد الأفغانيين, وسحل الصوماليين.
إن في مصر جنودا أعظم من كل جنود الاسلام العصرية، فلاتستقووا عليها بما هو هش وغش، فإنكم رأيتكم خسارة الباطل في كافة معاركه التاريخية مع أهل الإسلام, كونوا مع أهل بلدكم تلقوا منهم برا وإحسانا ومواطنة شريفة وإكراما, وسماحة ورحمة كما وجدتموها كلها في تاريخ الاسلام.
والله من وراء القصد.
ـ[طارق منينة]ــــــــ[28 Sep 2010, 11:18 م]ـ
في المقطع الاخير لم اقصد تفضيل المصريين على غيرهم وانما لاح في عقلي اثناء كتابته ان خير جند الله بالشام ومصر!
ولم اقصد تقليل من شأن اهل الجهاد والاجتهاد في البلاد الاخرى
فان كان صوابا فهو من الله وتوفيقه وان كان خطأ فمني ومن الشيطان.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[29 Sep 2010, 12:22 ص]ـ
أشكرك أخي الفاضل على تسليط الإضاءة وهذا الإيضاح.
وقد كنت قبل أيام مع أحد الإخوة المهتمين فأخبرني بما يعتمل في نفسي من أن الدكتور العوا لا يؤمن جانبه في مثل هذه التصريحات، فهو رجل قانون من الطراز الأول، يجيد حبك الكلمة وإعلان الخبر بما لا يتورط معه في شيء، فتصريحاته وليدة الوضع الراهن والظرف المناسب وليست منطلقة مما تدعو إليه الحاجة من بيان الحق في وقته.
ليس كلامي تقليلا من شأن الرجل، بل تنويه بأخذ الحيطة مما يصدر منه ..
والله من وراء القصد.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[29 Sep 2010, 02:47 ص]ـ
... فأخبرني بما يعتمل في نفسي من أن الدكتور العوا لا يؤمن جانبه في مثل هذه التصريحات، فهو رجل قانون من الطراز الأول، يجيد حبك الكلمة وإعلان الخبر بما لا يتورط معه في شيء، فتصريحاته وليدة الوضع الراهن والظرف المناسب وليست منطلقة مما تدعو إليه الحاجة من بيان الحق في وقته.
ليس كلامي تقليلا من شأن الرجل، بل تنويه بأخذ الحيطة مما يصدر منه ..
والله من وراء القصد.
لم أفهم قصدك من هذا الكلام، أخي محمد.
ما معنى أن تقول: ((الرجل لا يؤمن جانبه في مثل هذه التصريحات، ... فتصريحاته وليدة الوضع الراهن والظرف المناسب وليست منطلقة مما تدعو إليه الحاجة من بيان الحق في وقته.))؟
أليس في هذه العبارة تناقض؟
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[29 Sep 2010, 03:13 ص]ـ
وذلك مثل ما صرَّح به بعض القساوسة الكبار (منهم الأنبا بيشوي) -مما يُعدُّ من أفكار التنظيمات المسيحية المتطرِّفة- أنَّ الأقباط "أصل البلد"، وأنَّ الـ (74) مليون مسلم ضيوفٌ عليهم! .. وغير ذلك من الإشاعات الكاذبة التي تجد لها رواجاً واستقراراً مُدهشاً في الوعي المسيحي
على هامش الموضوع، وتعليق على نقطة صغيرة.
معلوم أن بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين نبي الله عيسى قرابة 570 سنة تقريبًا، وأن الفتح الإسلامي لمصر كان قرابة سنة 640 ميلاديًا - أقول بالتقريب وليس كلام توثيقي إذ هو حاليًا يصدر من الرأس وليس من المراجع -.
أقول 640 سنة.
ما كانت حال مصر قبل المسيح عيسى ابن مريم وكيف جاءوا إلى مصر فأصبحت لهم.
إذا كانت مصر أصبحت نصرانية لأنهم عاشوا فيها 640 سنة، فعلى هذا الحكم فإنها أصبحت إسلامية (دوبل) لأن الإسلام عاش فيها قرابة 1370 سنة (2010 - 640).
والسؤال الصريح الآن لهم لماذا أسميتموها دولة نصرانية؟ وما كان وصفها قبل النصرانية؟ منذ 7000 سنة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طارق منينة]ــــــــ[29 Sep 2010, 07:52 ص]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا
اخي مصطفي علي تقول
ما كانت حال مصر قبل المسيح عيسى ابن مريم وكيف جاءوا إلى مصر فأصبحت لهم.
إذا كانت مصر أصبحت نصرانية لأنهم عاشوا فيها 640 سنة، فعلى هذا الحكم فإنها أصبحت إسلامية (دوبل) لأن الإسلام عاش فيها قرابة 1370 سنة (2010 - 640).
والسؤال الصريح الآن لهم لماذا أسميتموها دولة نصرانية؟ وما كان وصفها قبل النصرانية؟ منذ 7000 سنة
وهي كلمة فاصلة دقيقة في الموضوع فجزاكم الله خيرا
ومصر قبل الاسلام كانت خليط من الوثنيات والمسيحيات واليونانيات واليهوديات لو صح التعبير
وكان الصراع بين هؤلاء جميعا قائما على قدم وساق باعتراف بيشوي نفسه كما ساقدم من دليل لاحق!
والمسيحيون يؤكدون انهم قَتلوا وقُتلوا وكانت لهم معارك ومذابح مع اليهود والروم المخالفين لهم في العقيدة المسيحية ومع الوثنيين
والبلد كانت مليئة بالعناصر الاجنبية من الفرس واليونان واليهود من مصر وغيرها والمسيحيون من الروم ومصر
وبيشوي في تصريحه الاخير يكتم هذا مع انه ذكره بعضه في مكان اخر سوف اواجهه به في مقال اخر ودليلي غريب من وجهه لكنه من بيشوي نفسه!
إذا كانت مصر أصبحت نصرانية لأنهم عاشوا فيها 640 سنة، فعلى هذا الحكم فإنها أصبحت إسلامية (دوبل) لأن الإسلام عاش فيها قرابة 1370 سنة (2010 - 640).
كلمة قاصمة!
ثم انهم لم يكونوا وحدهم في البلد تلك القرون السبعة او الستة بل بيشوي نفسه اثبت عكس ذلك في مكان اخر
ولم يكونوا حكاما لبلد هم بعض اهلها بل لم يكونوا اكثرية
وانا باحاول الان اتي له بدليل منه هو فهذا شأني دائما كما تعلمت من شيخ الاسلام بن تيمية اذا اخبرنا بعد خبرة ان في اقوال الشرك والمشرك ماينقضه داخليا!
وهكذا وجدت
وانا كتبت مقالا وسطا في الدكتور العوا فلم اهمل حسناته ولم اخف موقفه من كاميليا مع انه في قوله العام وهو يتكلم عن الاسيرات كأنه ادخلها في افراد المعتقلات في اديرة الكهنة وهو وان اخرجها بالتصريح فقد ادخلها بالاضمار والتلميح!
ويكفينا منه ماوضفتها ب "فريدته" وحلقته ففيها موقف ايجابي عام
غفر الله للجميع
http://www.tanseerel.com/main/articles.aspx?selected_article_no=12226
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[29 Sep 2010, 03:40 م]ـ
لم أفهم قصدك من هذا الكلام، أخي محمد.
لن أجيب فضيلتكم، فصاحب القول أولى بتوضيح قصده.
ولكن أقول كلمة قصيرة للتذكير وليست على سبيل التنزيل ولا التنويه، فأنا لم أسمع الحوار. ولكن كلمة أريد أن أقولها:
موضوع السياسة موضوع يكون فيه تخطيطات صعب على الناس فهم مغزاها:
بالأمس أفرج السادات عن قيادات الإخوان وأطلق للتيار الإسلامي العنان، وظن التيار الإسلامي أن الرجل إسلامي وأنه يريد الإسلام فبدأ التيار الإسلام ينتشر وكانت مصر متعطشة له بعد سنوات عجاف مهلكة من الضغط على ما هو إسلامي حتى كانت الناس تدفن كتبها الدينية والمصاحف، بل وتحرقها، كل ذلك خوفًا مما سيؤول إليه أمرهم لو اكتشفتهم زبانية عبد الناصر، ولا غرو فرجل يقول: هاتوا ربكم وأنا أضعه في الزنزانة، إذا كان هذا هو الجلاد فماذا تنتظر.
فلما أطلق السادات العنان للتيار الإسلامي حقيقة لم يكن لأنه يحبه، ولكن كان لضرب تيار الشيوعية المعادي له والمعادي لأمريكا التي يرجو هو الارتماء تحت أقدامها.
فانتشر التيار الإسلامي وفي سنوات قليلة هُدم صرح الشيوعية من مصر، وبدأ التيار الإسلامي بعد فوزه يزداد في الانتشار، وكان تيارًا مسالمًا، وحاول الاصلاح الديني ثم الاجتماعي، ولكن سرعان ما قلبت الأوضاع، وبدأوا يضيقون على التيار الإسلامي ويحاولون اجهاضه، وبدأت بعض الحركات الدينية ترفض هذا الذبح وتحاول البقاء حتى ولو بالقوة، ولكن الوأد كان أسرع، فحاولت الانتقام والتحرك المضاد مما أسفر عن مقتل السادات،،،،، لا لأنهم يريد قتله فقط،،، بل لسماح المخابرات الأمريكية نفسها بإنهاء دور السادات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم بالأمس الأقرب من ذلك الأمس: أمدت أمريكا يدها للمجاهدين الأفغان، بل والحكومات، وكان الخارج من تلك الحكومات للانضمام إلى المجاهدين الأفغان يعتبر عند الحكومة مجاهدًا، ثم بعد نهاية اللعبة ذبح الفرسان وكبلوا وأسروا وتشردوا، وأصبح العائد منهم إلى بلده هو الخائن والعدو والخطر على الأمن، فقبض على من قبض عليه، وتشرد البعض في البلدان، فماذا تنتظر من مشرد؟!!!
وهنا مظاهرات تحدث عندنا في مصر، تنظر من الذي قام بها إنه الأمن قد أعطى إلى بعض فئات من الشعب أن تقوم وتعمل المظاهرة، ثم تكون مظاهرة مبرمجة إلى المنطقة الفلانية وخلاص.
فما هي الأسباب لتلك المظاهرة؟ رسالة لأمريكا بأن لا بد أن يكون لجهاز الأمن المصري ترضيات وإلا لسمح لهذه الأسود أن تهجم على المصالح، فلا بد لها لأن تقمع هؤلاء الرعاع.
فتظل الحكومة تخوف من يحاول الوقوف ضد مصالحها بالمارد الإسلامي الذي تحسن قمعه ولا بديل عنهم هم في قمعه، فلا ينفع الخارجي فقد فشل أمر الاحتلال، وكذا لن ينفع الحكم النصراني، فليس إلا نظام متمرس القمع ومن داخل البلد نفسها ليكون هو الوائد، فلا يُستطاع الثأر من ابن العم.
وهنا وفي هذا التوقيت النصارى كأنهم دولة داخل دولة وكأنهم لهم كلمة قوية، وكأنهم ...
فكانت لا بد من العين الأخرى للحكومة وهو ترك العنان للتيار الإسلامي بشروط ((كفاية لغاية كده وإلا)).
ومن هذه المظاهرات يبدأ النصارى أن يتذكروا أنفسهم ((ويتلموا شوية)) وإلا المارد الإسلامي الذي إذا أطلق أو تجاوز الحدود لن يقف، وأن هذا المارد ليس له ((بع بع)) إلا الحكومة والحكومة فقط، لأنه ينكسر هل يضرب ابن العم، فيضطر إلى السكات.
((وفعلاً اضطر شنودة للقول الماكر بأنهم يعيشون ضيوفًا عندنا في مصر لأننا الأكثر، بدلاً من قول بيشوي بأن المسلمين ضيوفًا عندهم لأنها كانت نصرانية قبل أن تكون إسلامية، ونسى هو ما كانت عليه مصر قبلهم، ولما اعتبرت نصرانية، ولما لغى ما كانت عليه قبل النصارنية، هل لأن النصرانية أولى مما كان قبلها، فكذلك الإسلام)).
هذا وللحكومة خبايا فتريد أن تظهر بعض المعارضات القاصمة للنصارى، ولكن في نفس الوقت تعطي النصارى ما أرادوا، وأن تكون هذه التصريحات غير حاملة التجريح لها وأنها قامت فعلاً بتسليم المرأة، وأيضًا لا تكون في تلك التصريحات ما يعرض الأزهر للعيب والفضيحة.
فلما كان هذا كذلك، كانت لا بد من أن تكون تصريحات من هذا القبيل.
فلما حدث الواقع وأن تصريحات جاءت على هذا المتصور.
حارت العقول هل أراد هذا؟
هل هو مبرمج؟
وللعلم عندنا الشيوخ مبرمجة للأسف.
ونتمنى من فضيلتكم أن تتكرم ببرنامج مضاد لتلك البرمجة يحل لنا القضية، ساعتها ستعود مصر إسلامية.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[29 Sep 2010, 09:35 م]ـ
لم أفهم قصدك من هذا الكلام، أخي محمد.
ما معنى أن تقول: ((الرجل لا يؤمن جانبه في مثل هذه التصريحات، ... فتصريحاته وليدة الوضع الراهن والظرف المناسب وليست منطلقة مما تدعو إليه الحاجة من بيان الحق في وقته.))؟
أليس في هذه العبارة تناقض؟
مرحبا أخي محمد.
كلامي يفسره ما أبدلته بالنقاط وهو: " ... فهو رجل قانون من الطراز الأول، يجيد حبك الكلمة وإعلان الخبر بما لا يتورط معه في شي"
تأتي الأحداث وينقسم المصلحون والمنظرون حولها أقساما:
فمنهم من يبين الحق الذي ينبغي قوله ومعرفته بغض النظر عن رضا أو سخط غيره وما يترتب عليه من تبعات.
ومنهم من يتكلم بما يعلم أنه لا يضره قانونيا، ويسكت عن غيره أو يماري ويراوغ فيه.
وقد أثبتت وقائع عديدة أن الدكتور العوا يتخذ المنهج الثاني كثيرا، فلذا جاء التنبيه لما يصدر منه.
وأنا أوافق أخي طارق فيما قاله وارتآه.
ـ[طارق منينة]ــــــــ[29 Sep 2010, 10:01 م]ـ
اليوم صدر مقال في جريدة المصريون للدكتور المفكر المسيحي رفيق حبيب واظن نظرته في المقال لاتختلف عن مااخبرت به هنا
يقول
ظهرت مبكرا حالة بناء وعي جماعة الأقلية العددية في مواجهة الكثرة، وهي حالة تبنى على فرضية الاضطهاد التاريخي، وتثير الحمية الدينية مع الحمية الطائفية، وتبني بهذا جدارا عازلا بين الضحية المفترض والجاني المفترض. والناظر إلى صعود الحركة الإسلامية منذ سبعينات القرن العشرين، ودور الرئيس أنور السادات، يجد أن كل هذه الخطوط كانت متوازية، ولم يكن بعضها فعلا والبعض الآخر رد فعل عليه. فقد كانت الجماعة المسيحية تدخل في مرحلة إحياء ديني منذ أواسط الستينات، وتبني لنفسها هوية منفصلة، وتشكل قناعة تقوم على الشعور بالاضطهاد التاريخي، وتبدأ مرحلة الدخول في المواجهة. ومنذ وقت مبكر تظهر قضية عدد المسيحيين في مصر، وعندما تبدأ مرحلة العد والإحصاء، تبدأ مرحلة البحث عن حقوق الطائفة، ومعها يبدأ الحديث عن خطورة تنظيم الأسرة على الجماعة الأقل عددا، ويتزايد الاهتمام بتنمية عدد الجماعة وتضخيم هذا العدد، لأن البحث أصبح جاريا عن حقوق طائفة
وقال
والجماعة المسيحية ترى أنها تختلف عن أغلب المجتمع، وأنها أفضل من الأغلبية العددية، وأنها مهددة بالفناء من قبل الأغلبية، وأنها تمثل الهوية الأصلية للمجتمع المصري، وترى أن الأغلبية العددية، وهي الجماعة المسلمة، غرباء عن أرض مصر. فالقناعة التي تتشكل على مدار عقود داخل جماعة تغلق أبوابها على نفسها، وتحتمي داخل مؤسستها الخاصة، أي مؤسسة المسيحية والطائفة معا، وهي الكنيسة، يصعب أن تتفكك، حتى وإن لم يعد لها سند أو سبب في الواقع.
وقال
الجماعة المسيحية مازالت تشيد أسوارها العالية، وتجعل من أسوار الكنيسة حالة تتمدد في وعيها الجمعي، فتجعل الجماعة المسيحية، جماعة خلف الأسوار. وهو ما يعرقل استعادة قيم العيش المشترك، ويعرض الجماعة المسيحية للخطر.
والرابط هو
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=39944
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طارق منينة]ــــــــ[29 Sep 2010, 10:12 م]ـ
وفي مقال للاستاذ محمود سلطان اليوم في المصريون ينقل عن مقال اخير كتبه الدكتور العوا
وفي مقال محمود يقول
وتابع العوا:
أن البابا شنودة نفسه ـ قبل أن يصبح حاملا لهذا اللقب ـ كتب فى سنة 1951، فى المقال الافتتاحى لمجلة (مدارس الأحد) فى عددها الصادر يوم 1/ 1/1951 كلامًا يدل على المعنى نفسه الذى عبر عنه الأنبا بيشوى بلفظ (ضيوف) وكان التعبير عنه فى كلام البابا شنودة ـ قبل أن يصبح كذلك ـ بتعبير (إن المسلمين قد أتوا وسكنوا معنا فى مصر)! ومن قبله كتب القمص سرجيوس الذى يدعى أحد آباء الوحدة الوطنية يقول: «إن أرض الإسلام هى الحجاز فقط، وليست البلاد التى يعيش فيها المسلمون» (مجلة المنارة عدد 6/ 12/1047).
? وقص البابا شنودة فى المقال نفسه قصة احتراق كنيسة فى مدينة الزقازيق سنة 1948، وقيام الوطنى الكبير والقطب الوفدى الشهير إبراهيم باشا فرج بالتدخل لدى مدير المديرية وقتها، وإنهاء الخلاف الذى أدى إليه احتراق الكنيسة، وأنه
ـ أى البابا شنودة نفسه ـ قد اعترض على ما فعله إبراهيم باشا فرج وانتقده ووقف ضده؛ فأرسلت إليه الحكومة نجيب إسكندر باشا، الذى كان وزير الصحة فى حكومة النقراشى باشا، وكان مما قاله للبابا شنودة: «لحساب من تعملون؟ أنتم تهددون وحدة العنصرين» [الدكتور نجيب سليم رئيس الجالية القبطية فى كندا، الأقباط عبر التاريخ، دار الخيال، القاهرة 2001، ملحق الكتاب].
ويختتم مقاله بهذه الإحالة:" وحق لكل مسلم، ولكل قبطى مؤمن بوحدة الوطن مثل إيمان إبراهيم فرج ونجيب إسكندر أن يتساءل بعد أن يسمع ما يقال، ويقرأ ما يكتب عن الذين يهددون وحدة العنصرين؟ "
انتهى
الرابط
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=39945
وهذا هو مقال العوا في المصري اليوم بتاريخ 28 سبتمبر
د. محمد سليم العوَّا يكتب: الكنيسة .. والوطن (1)
28/ 9/ 2010? الشاغل الأكبر للمصريين جميعًا، وللعرب المتابعين للشأن المصرى هذه الأيام، هو حالة الاحتقان الإسلامية المسيحية التى لم تخل وسيلة من وسائل الإعلام المصرية من إشارة إليها، أو مقالات عنها، منذ يوم الأربعاء 15/ 9/2010 حتى اليوم.
? وكان الذى أنشأ القول فى هذه المسألة حديث نشرته (المصرى اليوم) أدلى به الأنبا بيشوى، أسقف دمياط وكفر الشيخ والبرارى، سكرتير المجمع المقدس، نائب البابا فى رئاسة المجلس الإكليركى لشؤون الكهنة. وفى اليوم نفسه، مساءً، كنت ضيفًا على الإعلامى الشهير أحمد منصور فى برنامج (بلا حدود)، الذى تبثه كل يوم أربعاء (قناة الجزيرة) على الهواء مباشرة، وكان الموضوع المتفق عليه للحلقة هو العلاقة الإسلامية المسيحية فى مصر فى ضوء الشائعات التى راجت، وأدت إلى مظاهرات فى مدن عدة، عن إسلام السيدة كاميليا شحاتة، زوجة أحد الكهنة فى محافظة المنيا.
? وأثار الأستاذ أحمد منصور قضايا، نشر عنها فى الصحف، إحداها تتعلق بضبط سفينة تحمل أسلحة أو أسلحة وذخائر لنجل وكيل مطرانية بورسعيد (جوزيف بطرس الجبلاوى) وتكلمت فى هذا الأمر بما أملاه علىَّ الضمير الوطنى والمعرفة المهنية، وحديثى فيه لا يزال معروضًا على مواقع عديدة على الشبكة الدولية للمعلومات والاتصالات (الإنترنت ـ اليوتيوب) يمكن لمن شاء أن يراجعه، ولا أزال عند كل كلمة قلتها فيه، وليس صحيحًا بحالٍ ما نشر أو نسب إلىَّ، مما يوهم خلاف ذلك فى أية وسيلة إعلامية كان نشره.
? لكن حديث الأنبا بيشوى أسقف دمياط وكفر الشيخ والبرارى فرض نفسه على اللقاء إذ كان مما جاء فيه:
- إن من يعلن رغبته فى اعتناق المسيحية الآن تأخذه الشرطة «يرنُّوه علقة تمام ويتحبس عدة أيام علشان يرجع عن اللى فى دماغه».
- أما الخلاف على بناء الكنائس أو الأسوار فلم يحدث إلا فى المنيا والسبب هو المحافظ نفسه، حيث أخذ موقفًا ضد المصابين فى حادث أبوفانا من طالبى الرهبنة ورفض علاجهم ... وما وقع لا يتعلق بسور أو كنيسة بل كان هجومًا بالأسلحة على الدير.
- ألا يكفى أن الجزية فرضت علينا وقت الفتح العربى، تريدون الآن أن تُّصَلُّوا لنا ... وتقيموا الصلوات والقداسات؟
(يُتْبَعُ)
(/)
- الأقباط أصل البلد، نحن نتعامل بمحبة مع ضيوف حلوا علينا ونزلوا فى بلدنا واعتبرناهم إخواننا «كمان عايزين يحكموا كنايسنا» أنا لا أرضى بأى شىء يمس المسلمين، ونحن كمسيحيين نصل إلى حد الاستشهاد إذا أراد أحد أن يمس رسالتنا المسيحية.
? ? ?
? وكان طبيعيًا أن تناقش هذه المسائل، وأن يجاب عن كل واحدة منها بما يناسب المقام، ويعبِّر عن الشعور الإسلامى الحقيقى بلا مواربة ولا مداهنة ولا مجاملة، لأنه لا يفسد علاقات الأخوة فى الوطن شىء أكثر من قيامها على التقية، والنفاق السياسى والاجتماعى، بديلين للمصارحة والصدق فى السر والعلانية على السواء.
? وقد أدى كلامى، الذى كان تعقيبًا على حديث الأنبا بيشوى أسقف دمياط وكفر الشيخ والبرارى، ثم ما نشر من بحثه المعنون (الميديا وتأثيرها على الإيمان والعقيدة) الذى قدمه إلى مؤتمر العقيدة الأرثوذكسية 13، إلى فتح الحديث فى المسألة كلها: مسألة الكنيسة والوطن.
? ولست بحاجة إلى إعادة سرد مواقفى فى شأن العلاقات القبطية الإسلامية، وهى مواقف حملنى عليها دينى والتزامى به، وقد فصَّلت بعض ذلك فى كتابى (للدين والوطن)، وفى مقالات لا أحصيها، ومؤتمرات ولقاءات مع إخواننا الأقباط الأرثوذكس فى الكاتدرائية، بحضور الأنبا موسى، أسقف الشباب، وغيره من رجال الكنيسة، وفى المركز القبطى للدراسات الاجتماعية عندما كان يديره الأخ المهندس سمير مرقس، وفى غيرهما من الكنائس وأماكن اللقاء. وهذه الحوارات يذكرها من حضرها أو قرأ عنها أو استمع إلى تسجيلاتها على الرغم من قول البابا شنودة ـ لأسباب أجهلها ـ فى لقائه يوم الأحد 26/ 9/2010 مع الإعلامى المعروف عبد اللطيف المناوى، إننى لم أقم أى حوار مع الكنيسة الأرثوذكسية. ولا أحب تذكيره بالحوارات المتعددة معه شخصيًا، التى كان بعضها بناء على دعوته المباشرة (يوم 6/ 6/1991 لمدة تزيد على الساعتين حضره ثلاثة من شباب الأساقفة لا أذكر أسماءهم، والمرحوم أديب نجيب وهو أرثوذكسى كان مدير العلاقات العامة فى الهيئة الإنجيلية)، وبعضها بدعوة من غيره (الندوة المغلقة فى نقابة المهندسين المصرية فى سنة 1992 حول الإرهاب وسبل معالجته بدعوة من وزير الإسكان ونقيب المهندسين آنئذٍ المهندس حسب الله الكفراوى، وشريطا تسجيلها صوتًا وصورة عندى، وقد حضرها نحو ثلاثين مفكرًا وعالمًا وحركيًا منهم، مع حفظ الألقاب: محمد الغزالى، ومصطفى مشهور، وحلمى مراد، وبهاء الدين إبراهيم، وعادل حسين، وعبدالمنعم أبوالفتوح،، وميلاد حنا، وأبوالعلا ماضى، وكمال أبوالمجد الذى كان يديرها وكانت كلمة الختام هى مداخلة ثانية عَقَّبتُ فيها على كلام البابا شنودة عن الأوقاف القبطية). [ترتيب أسماء الحضور ـ كلمتى ...... ] وبعضها بدعوة من مؤسسات للحوار الإسلامى المسيحى (مسلمون ومسيحيون من أجل القدس ـ بيروت 1996 بدعوة من الفريق العربى للحوار الإسلامى المسيحى). وأنا ألتمس العذر للبابا شنودة أن ينسى هذه اللقاءات المهمة، وهو قد دعا لى الأسبوع الماضى بالهداية وصلاح الحال والمغفرة وأن يسامحنى الله (الدستور، 21/ 9/2010) وأنا أبادله دعاءً بدعاءٍ، ورجاءً برجاء، صادقًا غير مجامل، وجادًا غير هازل.
? أقول لست بحاجة إلى سرد مواقفى من العلاقة الإسلامية ـ المسيحية فقد عرفه من عرفه، ولكن الذى أنا ـ وجماهير المسلمين فيما أعتقد ـ بحاجة إليه حقًا هو التوقف عند التصريحات الكنسية التى تؤدى إلى الإساءة إلى هذه العلاقة التاريخية، وتحولها من بناء صلب، لا يتأثر بالزلازل الاجتماعية والسياسية العارضة، إلى واقع هشٍّ قابل للانهيار تحت وطأة الضغوط التى تسببها عوامل الإثارة، وأسباب الفتنة، التى لا يدرؤها ولا يتجاوز قدرتها على العمل التخريبى فى كيان الوطن إلا وحدة أبنائه، مهما اختلفت أديانهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
? لقد أشرت من قبل إلى مواقف نشرةٍ كنسية أرثوذكسية يطلقون عليها (الكتيبة الطيبية)، وذكرت عملها فى إذكاء نيران الفتنة الطائفية، وناقشت بعض أسوأ ما نشرته فى كتاب (للدين والوطن)، وأود هنا أن أشير إلى عددها رقم (60) الصادر فى نوفمبر 2007 الذى نشر فيه مقال بعنوان (الثورة القبطية بيضاء) لم تستطع المجلة نشر اسم كاتبه، مما يجعل المسؤولية عنه تقع ـ قانونًا ـ على عاتق رئيس التحرير، يقول هذا المقال: «أصبح الوضع بالنسبة للأقباط خطيرًا وسريع التقلب .... وبدون تغيير فعال وسريع فإن أولئك المصريون الأصليون بحضارتهم التى تمتد إلى ألف عام والتى ساهمت فى بلورة طبيعة التاريخ المصرى سوف تتعرض لخطر الإبادة الكاملة .... أصبح الوقت سانحًا لأقباط مصر المسيحيين من أجل المقاومة. وبما أن الثورة الحمراء قد خدمت العديد من الشعوب على مدار التاريخ فإن هذا بالتأكيد ليس الأفضل بالنسبة لمسيحيى مصر، الاشتباك فى معركة ضد الحكومة المصرية والجيش المصرى وما يقدر بحوالى 1.4 مليون فرد من قوات الأمن المركزى ليس خيارًا على الإطلاق. التغييرات الأساسية يجب أن تتم من خلال التظاهرات السلمية المنظمة وعدم الانصياع المدنى (يقصد العصيان المدنى) بعيدًا عن العنف والنضال من أجل الإصلاح السياسى والحكومى. وفى مواجهة العنف الشديد والتمييز ضد الأقباط، فإن هذه المهمة المروعة قد تبدو مستحيلة، ولكن بالصبر والتصميم والوقت والمقاومة السلمية يمكن أن يتم التغيير ... حياة عمل المهاتما غاندى .... يمكن أن تشجع وتوجه الأقباط نحو القيام بثورة سلمية بيضاء فى مصر». لقد كتبت يوم نُشِرَتْ هذه المقالة أقول: «هذه العبارات الصارخة فى الحض على الثورة والخروج على الدولة والمجتمع لا تحمل توقيعًا من أحد مما يعنى
ـ فى العرف الصحفى أنها رأى للمطبوعة نفسها لا لأحد كتابها. ومن ثم فإن المساءلة عن هذا التحريض السافر تتوجه إلى الكتيبة الطيبية والكاهن الذى يرأس تحريرها والكنيسة التى تصدرها» [ص 10 من كتاب للدين والوطن، ط3، 2009].
? ولم تتم مساءلة أحد. ولم تحاسب الصحيفة الكنسية، ولا الكنيسة الأرثوذكسية التى تصدرها، ولا الكاهن الذى يرأس تحريرها.
? ? ?
? لقد بدأت حديثى إلى الإعلامى الشهير أحمد منصور بعبارة نصها: «إن العلاقة بين المسلمين والأقباط فى مصر علاقة أُخوّةٍ أزلية لا تنفصم ولا تنقسم». وهذه عقيدة أؤمن بها ولا يزعزها عندى حدث أو مجموعة أحداث مهما كان نوعها. لكن ملايين المصريين المسلمين من حقهم علينا أن ندفع عن مشاعرهم ما يسىء إليها، وعن شعورهم بأخوة القبط لهم ما يضعفه، وعن كرامتهم فى بلدهم ما يمسها، أو يوهم المساس بها، لاسيما عندما يصدر مثل هذا عن رؤوس الكنيسة والمسؤولين فيها. نفعل ذلك أداءً للواجب كما نؤديه فى مواجهة أهلنا المسلمين عندما يخطئ بعضهم فى حقوق إخواننا القبط، وكما نفعله فى مواجهة الدولة نفسها، وسلطاتها كلها، عندما يقع إخلال بحقوق الأقباط، أو استهانة بها، أو إهمال لها، كما فعلنا فى شأن الكُشح، وفى شأن التنابز بالأديان، وفى شأن ترشيح الأقباط للمجالس النيابية وانتخابهم لعضويتها، وفى شأن حقوق الأقباط النقابية، وفى شأن الفتن الكثيرة التى أطلت برأسها فى السنين الثلاثين الأخيرة.
? وأبدأ من أداء ذلك الواجب بما يخص مقولة الأنبا بيشوى أسقف دمياط وكفر الشيخ والبرارى وسكرتير المجمع المقدس ورئيس المجلس الإكليركى لشؤون الكهنة، عن الضيوف والضيافة.
فى لقاء البابا شنودة مع الأستاذ عبد اللطيف المناوى يوم الأحد 26/ 9/2010، على التليفزيون المصرى، قال: «حكاية ضيوف أشك فيها بسبب النشر فى الصحف .... ليس كل ما ينشر فى الصحف نصدقه بتسليم كامل».
وقال: «أنا مش عارف العبارة قيلت ولا لأ .. أرجو أن تكون كتبت بطريقة صحفية غير صحيحة. العبارة شاذة فى لغته هو (يقصد الأنبا بيشوى أسقف دمياط وكفر الشيخ والبرارى) ومنطقه هو. ما أعرفش كتبت إزاى».
وقال البابا شنودة: «من واجب الصحفى لما يعمل حديث مع أحد أن يحذف منه ما لا يحقق المصلحة من كلام ذلك الشخص».
? وفى هذه المسألة أمور:
(يُتْبَعُ)
(/)
- الأمر الأول: أن البابا شنودة صحفى قديم، وهو أدرى من سواه من قيادات الكنيسة بواجبات الصحفيين، ومدى وجوب التزامهم أمانة الكلمة فى أدائهم المهنى. ونصيحته للصحفيين بالحذف من كلام من يحاورونهم تقتضى تعقيبًا من نقابة الصحفيين، ومن لجنة آداب المهنة فى مجلسها، وتقتضى إخبار النقابة برأيها فى ذلك إلى عضوها القديم البابا شنودة.
- الأمر الثانى: أن تشكيك البابا شنودة فى أن يكون الأنبا بيشوى أسقف دمياط وكفر الشيخ والبرارى وسكرتير المجمع المقدس قد قال عبارة: «ضيوف حلوا علينا ونزلوا فى بلدنا واعتبرناهم إخواننا» يقتضى من المصرى اليوم، التى نشرت حوار الأنبا بيشوى، التعقيب عليه. فهذا التشكيك ينصرف إليها وإلى أدائها المهنى، ولا ينصرف بحال إلى الذين غضبوا من العبارة وردوا عليها وانتقدوها. وعلى الأنبا بيشوى أسقف دمياط وكفر الشيخ والبرارى وسكرتير المجمع المقدس ـ بل كان عليه منذ 15/ 9/2010 ـ إن صح تشكك البابا، أو تشكيكه، فى تلك العبارة أن يبادر إلى نفيها وتصويبها وإعلان براءته منها على النحو الذى اقترحته عليه فى برنامج بلا حدود.
وهذا كله لم يكن، بل الذى كان عكسه، كما أبينه الآن.
- الأمر الثالث: أن أسقفًا كبيرًا وكاهنًا موقرًا، وغيرهما من الأقباط، دافعوا دفاعًا مستميتًا عن العبارة التى يتشكك، أو يشكك، فيها قداسة البابا شنودة الثالث.
? فأما الأسقف الكبير فهو الأنبا بسنتى أسقف حلوان والمعصرة ورئيس دير الأنبا برسوم العريان الذى قال: «الأنبا بيشوى كلامه واضح، فالمواطنون كانوا أقباطًا وأتى إخوتنا المسلمون بقيادة عمرو بن العاص وكانوا فى البداية ضيوفًا أو فاتحين ومع الاستمرار أصبح إخوتنا المسلمون من عامة الشعب، لكن التعبير نفسه لا غبار عليه ... وما قاله الأنبا بيشوى وصف دقيق لوقائع تاريخية بطريقة مسالمة وودية» (الدستور 19/ 9/2010).
? وأما الكاهن الموقر فهو القمص بطرس بطرس، وكيل عام مطرانية دمياط وكفر الشيخ والبرارى ودير القديسة دميانة، وكاهن كنيسة مار جرجس بدسوق، الذى ردد نحو كلام الأنبا بسنتى فى صحيفة (المصرى اليوم) بتاريخ 22/ 9/2010. واستشهد القمص بطرس بطرس، لصحة كلامه، بتأويل رقيق أبداه صديقنا الجليل الدكتور يحيى الجمل لكلام الأنبا بيشوى، إذ أوَّلهُ بأنه كان يقصد أن المسلمين كانوا ضيوفًا من الناحية التاريخية. ومع تقديرى الكامل لأخى الكريم الأستاذ الدكتور يحيى الجمل، فإن ما قاله هو تأويله الشخصى الذى قد يقبله أو لا يقبله أسقف دمياط وكفر الشيخ والبرارى، وسكرتير المجمع المقدس، الأنبا بيشوى، الذى لا يزال حتى اليوم لم ينبس فى هذا الأمر ببنت شفة.
ولست أدرى كيف تستقيم دعوى (الضيوف) مع العبارة التى يحيل إليها القمص بطرس بطرس من كلام الأنبا بيشوى وهى قوله «أنا لا أرضى بأى شىء يسىء للمسلمين». فهل يظن نيافة الأنبا، وسيادة القمص وكيله، أن حكاية الضيوف ـ كما يسميها البابا شنودة ـ لا تسىء إلى المسلمين؟! أم أن الأنبا بيشوى لا يرضى إلا بإساءته هو، دون إساءة غيره إلى إخوته المسلمين؟!
- الأمر الرابع: أن البابا شنودة نفسه ـ قبل أن يصبح حاملا لهذا اللقب ـ كتب فى سنة 1951، فى المقال الافتتاحى لمجلة (مدارس الأحد) فى عددها الصادر يوم 1/ 1/1951 كلامًا يدل على المعنى نفسه الذى عبر عنه الأنبا بيشوى بلفظ (ضيوف) وكان التعبير عنه فى كلام البابا شنودة ـ قبل أن يصبح كذلك ـ بتعبير (إن المسلمين قد أتوا وسكنوا معنا فى مصر)! ومن قبله كتب القمص سرجيوس الذى يدعى أحد آباء الوحدة الوطنية يقول: «إن أرض الإسلام هى الحجاز فقط، وليست البلاد التى يعيش فيها المسلمون» (مجلة المنارة عدد 6/ 12/1047).
? وقص البابا شنودة فى المقال نفسه قصة احتراق كنيسة فى مدينة الزقازيق سنة 1948، وقيام الوطنى الكبير والقطب الوفدى الشهير إبراهيم باشا فرج بالتدخل لدى مدير المديرية وقتها، وإنهاء الخلاف الذى أدى إليه احتراق الكنيسة، وأنه
ـ أى البابا شنودة نفسه ـ قد اعترض على ما فعله إبراهيم باشا فرج وانتقده ووقف ضده؛ فأرسلت إليه الحكومة نجيب إسكندر باشا، الذى كان وزير الصحة فى حكومة النقراشى باشا، وكان مما قاله للبابا شنودة: «لحساب من تعملون؟ أنتم تهددون وحدة العنصرين» [الدكتور نجيب سليم رئيس الجالية القبطية فى كندا، الأقباط عبر التاريخ، دار الخيال، القاهرة 2001، ملحق الكتاب].
? وحق لكل مسلم، ولكل قبطى مؤمن بوحدة الوطن مثل إيمان إبراهيم فرج ونجيب إسكندر أن يتساءل بعد أن يسمع ما يقال، ويقرأ ما يكتب عن الذين يهددون وحدة العنصرين؟
وأن يتساءل كذلك عما إذا كان البابا شنودة لايزال يتشكك، أو يشكك فى حكاية (الضيوف) بسبب النشر فى الصحف؟؟!!
ونستكمل هذا الحديث غدًا إن شاء الله. http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=271342&IssueID=1907
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طارق منينة]ــــــــ[29 Sep 2010, 10:58 م]ـ
جزاكم الله خيرا اخي محمد العبادي
العوا خبير في صياغة عباراته لانه رجل قانون
ويعرف ماذا يمكن قوله ودعم الجهاز الامني له لم يدفعه الى عاطفة لاضابط لها ولكنه ضبط علاقات كلماته والفاظه واخرج للنصارى مالم يكونوا يتوقعوه
الا ان الجانب الاسلامي يجب ان ينظر الى الموضوع كله اي الذي يعرضه الدكتور العوا نظرة نقدية علمية فيقيمه من جوانبه كله وفصوله كما عرضها سريعا العوا في مقاله الذي نقلته اعلاه
هناك في حلقة الجزيرة لفظ قاله العوا وقلت ايه ده، لايمكن! وقلت انه ناتج عن انفعال ما وعدم تركيز (للحظة) اخرج اللفظ وهذا طبعا يحدث
ولكن وجدت لفظ شبيه في مقاله المكتوب يؤكد ان ماقاله وهو في انفعال لم يكن انفعالااخرج خطأ غير مقصود
وفي المقال وضع مااعتبره خطأ كبير بين قوسين
فهل هو اقتباس من بيان او دعوة قديمة
العوا ليس سهلا-ابتسامة
نصره الله بالحق وغفر له وهداه وهدانا الى السداد
ـ[طارق منينة]ــــــــ[30 Sep 2010, 12:20 ص]ـ
كتبها د. حسام أبو البخاري الأربعاء, 29 سبتمبر 2010 21:09
كان أن اتصل بي الاستاذ ايهاب مدير مكتب الدكتور محمد سليم العوا في تمام الساعة 5:29 عصرا من يوم الاربعاء 20 شوال 1431هجرية الموافق 29 سبتمبر 2010
سألني عن ان كنت أقدر على التواصل مع أناس اتصلوا به - علمت فيما بعد انه الاستاذ محمد الصباغ مدير المركز الالماني للثقافة والحوار - يستفسرون عن ادلة الدكتور محمد العوا فيما قاله في قناة الجزيرة و دريم 2 أن السيدة كامليا شحاته زاخر -زوجة كاهن دير مواس تداوس سمعان- لم تسلم وانما كانت مشكلتها محض خلاف زوجي فعبرت له عن صدمتي لرأي الدكتور هذا وعن تعجبي لانى اوصلت له ملف الاخت كاملا وموقع كامليا شحاته قبل هذه الحلقات بما يقارب الشهر.
ثم أوصل الهاتف للدكتور محمد العوا الذي بادرني بالتحية و تكلمنا ما يقرب من ربع الساعة في أدلة اسلام كامليا من طرفي (و طرف جموع المسلمين) ودليل عدم اسلامها من طرف الدكتور العوا فذكرت له أدلتنا التي استندنا عليها للوصول الى اليقين باسلام الأخت:
1 - شهادة أسرة ابي محمد التى استضافت الاخت فى اسيوط لمدة اربع ايام.
2 - شهادة ابي يحيى و اسرته ومن شاهد الاخت فى مكتبه مثل المحامي واخيه.
3 - شهادة اسلامها بخط يدها.
4 - شهادة الانبا اغابيوس مطران دير مواس فيما ذكره انه تم عمل غسيل مخ لكامليا من بعض زمايلها المسلمين فى المدرسة.
5 - شهادة مراسل الاهرام التي اوردها فى تقرير الاهرام من ديرمواس 31 يوليو 2010 التي نقل فيها كلام والد كامليا عن بنته انها ماتت خلاص وهو ما يعني فى العرف القبطي انها اسلمت!.
6 - شهادات وصور ووثائق الأخت الخاصة التي تصل الى 44 ميغا بايت، التي تركتها عند اسرة ابي محمد قبل سفرها الى القاهرة لاشهار اسلامها.
7 - شهادات بعض القيادات الامنية لكثير من الاخوة في الاستدعاءات و التحقيقات بمقار امن الدولة.المختلفة
8 - وغيرها من الادلة التى لم يسعفني الوقت لذكرها لضيق وقت الدكتور حيث كان يستعد للسفر الى لندن
و ادلى الدكتور العوا بدلوه في أدلته عن عدم اسلام الأخت فذكر شيئا واحدا أن مصدرا يثق هو به أكد له على عدم اسلامها وان السيدة كامليا طلبت عدم تسليمها للأنبا أغابيوس قائلة أنه سيضعها في الدير فسلمت لأخواتها و أزواجهم.
ثم أنه بعد ذلك قال لي الدكتور العوا أنه يحترم وجهة نظرنا التي بنيت على أدلة غلب فيها ظننا باسلام الأخت كامليا.ولا يمانع فيما يفعله الاخوة من مظاهرات لفك اسر اخت لهم قد اسرت
و قال أن مصدره غلب عليه الظن بعدم اسلام الأخت وانه لا يعرف كثيرا بالحيثيات و الأدلة التي سقتها له عن اسلام الأخت كامليا.
و أنه لا تصادم بين الرأيين فكل على اجتهاده و كل على قناعته.واوصانا بتبليغ رأيه هذا لكل من يهمه الامر وعلى رأسهم الاستاذ محمد الصباغ وانهينا الحديث على وعد بالتواصل مرة اخري لفتح ملفات اخري مشابهه مثل ملف الاخت الدكتورة ماريان والدكتورة تريز من الفيوم
انتهي ما دار بالمكالمة مع الدكتور محمد العوا وهذه شهادة مني بذلك
رأيي الشخصي فيما قاله الدكتور العوا:
الدكتور لا يملك دليلا واحدا على ما يقوله سوي نقل عن مصدر مجهول لا نعرفه ولم يرد لنا ان نعرفه وهذا امام ادلة اسلام الاخت اليقينية لا يساوي شيئا وبالتالى لم ينفك ايماننا باسلام الاخت بعد فيديو اليوم السابع ولا بعد تصريحات الدكتور العوا فى قناة الجزيرة وقناة دريم 2
لان اليقين الذي وصلنا اليه عبر الادلة المؤكدة عن اسلام الاخت لا يزول بخبر من مصدر مجهول لا يرقي حتي لمستوي الشك.
والله على ما اقول شهيد
كتبه د. حسام أبو البخاري
ادارة موقع كامليا شحاته دوت كوم
http://www.kamiliashehata.com/index.php?option=com_content&view=article&id=393:2010-09-29-19-15-15&catid=37:2010-08-20-15-44-08&Itemid=54
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طارق منينة]ــــــــ[30 Sep 2010, 05:28 ص]ـ
والآن شنودة يهاجم المفكرين المسيحيين امثال رفيق حبيب لسبب تحليلهم لمواقف الكنيسة بصورة مغايرة لما تريد جماعة الرهبان الحاكمة فيها!
في إشارة إلى انتقاداتهم لأخطاء الكهنة عبر "المصريون" .. البابا شنودة لـ الكتاب الأقباط الذين هاجموا الكنيسة: ستشعرون بالندم الكبير
http://www.almesryoon.com/images/ شنودلاى5454. jpg
المصريون – متابعات: | 30 - 09 - 2010 01:47
شن البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية هجومًا على الكتاب الأقباط الذين انتقدوا موقف الكنيسة من تصريحات الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس التي زعيم فيها تعرض القرآن الكريم لـ "التحريف"، قائلاً إنهم "ارتكبوا خطأ العمر وسيشعرون بندم كبير إن عاجلا أو آجلا".
واتهم البابا شنودة في عظته الأسبوعية مساء الأربعاء، بعض وسائل الإعلام وما دعاها بـ "صحف الإثارة" بأنها توظف بعض ما أسماهم بـ "الباحثين عن الشهرة لخدمة أغراض الفتنة والإثارة".
وفيما بدا أنه إشارة إلى صحيفة "المصريون" التي نشرت العديد من التقارير لمثقفين أقباط انتقدوا فيها موقف الكنيسة، قال إن هذه النوعية من وسائل الإعلام "لا تحترم بعض هؤلاء المصادر الذين سموا أنفسهم بالمفكرين الأقباط وإنما توظفهم لأغراض معينة"، على حد زعمه.
وقال إن "هؤلاء يغازلون التطرف والمتطرفين ويصنعوا شهرتهم على هذا الأساس ولا ينتهجون النهج المعتدل الذي التزمت به كثير من الأقلام المسيحية والإسلامية المستنيرة والتي ساهمت بدور في احتواء المشكلة".
من ناحية أخرى, نفى البابا شنودة أن يكون له مستشارون أو متحدثون باسمه، وإنما يوجد له مستشار قانوني واحد في الولايات المتحدة هو المحامي الدولي ماجد رياض.
وجاء إلقاء البابا شنودة عظته الأسبوعية في غياب الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس والذي فجر موجة من الاستياء بين المسلمين في مصر، بعد تشكيك في القرآن الكريم الذي يؤمنون بعصمته، وهو ما أثار تكهنات بأن غياب ربما جاء بتعليمات من البابا، لتفادي مواجهة أي تساؤلات من الحاضرين، أو احتمال اندلاع مظاهرات ضده.
وكان مجموعة من الأقباط أعلنوا عزمهم تنظيم مظاهرة داخل مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية مساء الأربعاء، تزامنا مع العظة الأسبوعية للبابا شنودة للمطالبة بعزل الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس على خلفية تصريحاته المثيرة للجدل، لكن البابا رفض السماح لهم بالتظاهر. http://www.almesryoon.com/default.aspx
ـ[طارق منينة]ــــــــ[30 Sep 2010, 05:33 ص]ـ
وجمال سلطان-مقال الخميس- ينقد الدكتور العوا بشأن كاميليا وينتقد شنودة
البابا .. رمز الأزمة!
جمال سلطان | 30 - 09 - 2010 01:22
كان حوار البابا شنودة مع قناة الحياة أول أمس مترعا بالعجرفة والعصبية، وإن تزيا بالهدوء المصطنع، كان مدهشا للغاية وهو يقول بصرامة أنه "لم يعتذر للمسلمين" ثم يبرر بأنه غير مسؤول عن ما يقوله غيره، كان واضحا أن التعليقات الإسلامية وحتى القبطية على "اعتذاره" في التلفزيون الرسمي للدولة قد أحرجته، حتى أنه اضطر إلى أن يعود بعد أقل من أربع وعشرين ساعة إلى نفي ما قاله على الملأ، وعندما يقول إنسان أنه "يقدم أسفه" لجهة أو إنسان، فإن البديهة التي لا تحتاج إلى شرح أن ذلك "اعتذار"، والاعتذار فضيلة إنسانية لأصحاب الهمم ومن يستشعرون المسؤوليات ويحملون رسالة حب للإنسانية، وهي تعلي من قدر الإنسان ولا تقلل، ولكن البابا نظر إليها من الثقب "الطائفي" المقيت، فقرر التراجع عن "الفضيلة" وأعلن أنه لم يعتذر، ولو كان البابا لم يعتذر فعلا، فإن هذا الموقف الجلل الذي يعيشه الوطن كان يوجب عليه ـ كمسؤول ـ أن لا ينكره بمثل هذه الفجاجة، وأن لا يعلن مثل هذا الكلام المتعجرف على الملايين مستفزا لهم ومثيرا لغضبهم، وكان يمكنه أن يستخدم الذكاء اللغوي والإنساني في تمرير المعنى الذي يريده، ولكن الطبع يغلب التطبع، وعاد البابا إلى أسلوبه الصدامي التقليدي الذي أورث الوطن المهالك على مدار "39" عاما، أسلوب الكبر والاستفزاز والصدام والاستعلاء والعجرفة، كما أنه مثير للغرابة أن يقول البابا أنه غير مسؤول عما يقوله آخرون، والآخرون هم قساوسته الذي يقتدون به ويتحركون بمباركته ويقفون رهن
(يُتْبَعُ)
(/)
إشارته، فإذا كنت غير مسؤول عن "التطاول" المقيت الذي سقط فيه نائبك والرجل الثاني في الكنسية وسكرتير المجمع المقدس، فعن أي شيء أنت مسؤول في الكنيسة إذن، هل مسؤول فقط عن سجن النساء اللاتي يرغبن في التحول إلى الإسلام والإشراف على عمليات العزل والإرهاق العصبي والبدني وغسيل المخ من أجل ضمان عدم خروجهم عن "سلطان الكنيسة"، والحقيقة أن "الظهورات" المتتالية للبابا وغيره من قيادات الكنيسة مؤخرا أمام الإعلام، والحوارات المتسارعة كشفت الكثير من مخبوءات النفوس، وكانت فلتات اللسان تفضح معاني طال كتمانها والمناورة بها، كما أوضحت للرأي العام بجلاء لا يحتاج إلى مزيد أدلة أو شواهد، أننا أمام قيادة كنسية شديدة التعصب والعجرفة، وأبعد ما تكون عن التسامح والمؤاخاة والحفاظ على وحدة الوطن، وهذا "الانكشاف" يعيد الاعتبار لكلام رجل في قامة وتاريخ وحكمة الدكتور محمد عمارة عندما قال على الهواء في قناة الجزيرة ـ بدون أي زينة أو مجاملات ـ أن المشكلة الطائفية هي في شخصية البابا شنودة تحديدا، وهو الذي جعل رجلا حكيما ومجاملا تاريخيا للأقباط والكنيسة، مثل الدكتور محمد سليم العوا يقول على الهواء أول أمس في قناة فضائية مصرية أن الأزمة الطائفية في مصر تاريخها "39" عاما في إشارة إلى الأعوام التسعة والثلاثين التي تولى فيها البابا شنودة قيادة الكنيسة ودخل بها في صدامات متتالية مع الدولة ومع الشعب لم تشهدها مصر طوال تاريخها الحديث كله، ويبقى أن أشير إلى عتاب واجب على الدكتور العوا، الذي تحدث أكثر من مرة عن موضوع "كاميليا شحاتة" مؤكدا أنها غير مسلمة وأنها "لم تسلم يوما"، وعندما سألته المذيعة عن دليله على ذلك قال: معلوماتي كده، كان أولى بالمفكر الكبير أن يقول أن حدود معلوماته تقول ذلك، لا أن يتحدث بشكل يقيني وكأن الوحي أتاه به من خبر السماء، نحن وغيرنا قدمنا شهادات الشهود وأوراق مكتوبة بخط يدها وتحدينا السلطة والكنيسة معا أن تكذب أو تواجه الشهود والأدلة، ولم يجرؤ أحد من الجهتين على ذلك، ونحن نؤكد للدكتور العوا أن كامليا أسلمت يقينا وأنها اختطفت لأنها مسلمة، ولا توجد من تختطف مسيحية كانت أو مسلمة من قبل أجهزة الدولة والكنيسة لأنها على خلاف مع زوجها يا دكتور محمد، كما أني حزنت أن يقول مثلك على قناة الجزيرة أن رجال الأمن ألقوا القبض عليها وسلموها إلى أهلها وليس إلى الكنيسة، فأنت رجل قانون، وعلمتنا أن توقيف مواطن أو القبض عليه لا يكون إلا بجريمة وبقرار من السلطات المختصة، فهل تشرح لنا ما هي الجريمة التي ارتكبتها المواطنة "كاميليا شحاتة" لكي يتم مطاردتها من قبل أجهزة الأمن باعترافك ومبررات إلقاء القبض عليها، وإذا كانت الجهات الأمنية لا تملك حق توقيف مواطن أو إلقاء القبض عليه إلا بموجب إذن أو أمر من السلطات القضائية المختصة، هل يمكن أن توضح لنا أين هو وما هو القرار الذي أصدرته النيابة المختصة بالقبض على المواطنة كاميليا، ثم هل تكمل جميلك فتشرح لنا معنى أن تسلمها الجهات الأمنية ـ لو صح الكلام ـ لأسرتها، هل كانت كاميليا لحظة توقيفها طفلة شاردة من أبويها خافوا أن تضل طريقها إلى المنزل أو كانت فتاة قاصرا، .. لا يصح هذا الكلام منك أنت يا دكتور محمد، واحترامنا وتقديرنا لك يجعلنا نتمنى أن لا تعود إليه مرة أخرى.
gamal@almesryoon.com http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=40052
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[30 Sep 2010, 05:59 ص]ـ
أظن أن بعد كلام ((د. حسام أبو البخاري)) أصبح المعنى المخبوء في بطن الشاعر لا يحتاج إلى حنجرة أو قلم يترجماه.
مجهود طيب جدًا يا شيخ طارق، سدد الله خطاك
ـ[طارق منينة]ــــــــ[03 Oct 2010, 10:29 م]ـ
الكنيسة .. والوطن (2)
http://www.almesryoon.com/images/ العوا. jpg
دكتور محمد سليم العوَّا | 03 - 10 - 2010 00:14
• منذ سنين ناقشنا، في الفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي، سبل التعايش بين المسلمين وغير المسلمين في الوطن الواحد وفي أوطان شتى. وانتهينا يومئذ إلى إصدار وثيقة سميناها (العيش الواحد) أصبحت هي دستور عمل الفريق، ووصفت في تصديرها ـ بحق ـ بأنها «دعوة للناس، وشهادة بينهم، وميثاق للعمل العربي الإسلامي ـ المسيحي».
(يُتْبَعُ)
(/)