* بل وأثبت هذا العلامةـ سير توماس أرنولد ـ أن المسيحية الغربية هي التي انتشرت بالسيف والعنف!!.
ـ فقد فرض "شارلمان" [742 - 814م] التعميدات المسيحية على السكسونيين الوثنيين بحد السيف.
ـ وفي الدانمرك استأصل الملك "كنوت" Cnut [995 ـ 1035م] الوثنية من ممتلكاته بالقوة والإرهاب.
ـ وجماعة إخوان السيف Bretheren of Sword وغيرهم من الصليبيين، الذي أدوا رسالتهم بالسيف والنار في تنصير الروسيين الوثنيين.
ـ ولقد فرض فرسان Ordo Fratram Miliuechris المسيحية على شعب ليفونيا فرضا.
ـ وفي 1699م وجه "فالنتين" Valentyn إلى رجوات Rajas جزيرة أمبوينا Amboyna مرسوما يأمرهم فيه بإعداد طائفة معينة من الوثنيين لتعميدهم إذا ما طاف بهم راعي الكنيسة. . وربما حل الاضطهاد والتنصير الإجباري محل الدعوة الهادئة إلى "كلمة الله".
ـ وفي فيكن Viken ( القسم الجنوبي من النرويج) كان الملك "أولاف ترايجفيسون" Olaf trygvesson [963 ـ 1000م] يقوم بذبح هؤلاء الذين أبوا الدخول في المسيحية، أو بتقطيع أيديهم وأرجلهم، أو بنفيهم وتشريدهم .. وبهذه الوسائل نشر الدين في "فيكن" بأسرها.
ـ ووصية القديس لويس [1214 – 1270 م] تقول: "عندما يسمع الرجل العامي أن الشريعة المسيحية قد أسيء إلى سمعتها، فإنه ينبغي ألا يذود عن تلك الشريعة إلا بسيفه، الذي يجب أن يطعن به الكافر فى أحشائه طعنة نجلاء"!
ـ وفي المجر أرغم الملك "شارل روبرت" جميع رعاياه ـ من "الباشغردية" ـ بعد 1340 م على اعتناق المسيحية ـ بعد أن كانوا مسلمين ـ أو مغادرة البلاد.
ـ وفي 1703 م أباد الأسقف ـ الحاكم ـ "دانيال بيتروفتش" D. petrovich في الجبل الأسود جميع المسلمين الذين لم يتحولوا عن الإسلام إلى المسيحية .. في ليلة عيد الميلاد!.
ـ وفي روسيا فرض ملكها "فلاديمير" Vladimir 988 م النصرانية على جميع رعاياه ـ سادة وعبيدا .. أغنياء وفقراء ـ فسيقوا جميعا إلى التعميد بمجرد اعتناق الملك للمسيحية .. ولم ينفتح باب الحرية الدينية فى روسيا إلى 1905م!. . وكانت عقوبة التحول عن المسيحية التجريد من الحقوق المدنية، والسجن ـ مع الأشغال الشاقةـ ما بين ثماني وعشر سنوات!
ـ وفي الحبشة جعل الملك "سيف أرعد" [1342ـ 1370 م] الإعدام عقوبة للمسلمين الذين يرفضون التحول إلى المسيحية .. أو النفى من بلادهم! .. وكذلك صنع ملكها "جون" الذي أجبر 1880م ما يقرب من خمسين ألفا من المسلمين على التعميد! .. كما أجبر نصف مليون من قبائل الجلا على اعتناق المسيحية!.
...
فأي الدينين ـ الإسلام. . أم المسيحية؟ ـ هو الذي انتشر بالسيف يا عظيم الفاتيكان وتلك هي الشهادات الغربية التي تحكى ـ بالوقائع ـ كيف كانت العقلانية هي سر انتشار الإسلام؟ وكيف كان السيف هو أداة انتشار المسيحية .. وخاصة فى أوروبا .. وفي موطنك ـ بروسيا ـ على وجه التحديد كان السيف والنار أداة نشر المسيحية من قبل جماعة "إخوان السيف"! .. أي أن أجدادك ـ يا عظيم الفاتيكان ـ قد أجبروا على اعتناق المسيحية بالإكراه. . وتحت تهديد السيف والنار!.
فهل يجوز لمثلك ـ أو لغيرك ـ مع هذه الشهادات الغربية الادعاء بأن الإسلام قد انتشر بالسيف. . ونسبة هذا " الوهم والافتراء" إلى نبي الرحمة. . رسول الإسلام. . محمد عليه الصلاة والسلام؟! ..
...
* ثم. . لمَ لمْ يتفكر ويتعقل عظيم الفاتيكان ـ وهو دارس ومدرس للفلسفة الإغريقية ـ كيف يجتمع انتشار الإسلام بالسيف مع بقاء كل المذاهب والكنائس النصرانية والكنس اليهودية ـ وحتى الديانات الوضعية ـ فى الشرق الإسلامي وفي الدولة الإسلامية عبر تاريخ الإسلام؟!
لقد صدر عن "المعهد الوطني للدراسات الديموجرافية" ـ في فرنسا الكاثوليكية ـ كتاب [المسيحيون واليهود فى التاريخ الإسلامي العربي والتركي] ليثبت ـ بالحقائق والأرقام والإحصاءات ـ أن نسبة المسلمين بين رعية الدولة الإسلامية وشعوبها ـ في مصر والمشرق العربي وفارس ـ بعد قرن من الفتوحات الإسلامية وقيام الدولة الإسلامية، لم تتعد 20% من السكان!! .. فأين كان هذا السيف الإسلامي الذي يزعمون أنه كان السبيل لانتشار الإسلام؟ .. والذي يفترونه على رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام؟!.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن وقائع التاريخ الإسلامي وحقائقه ـ وهى وقائع وحقائق. . وليست نظريات ـ تقول:
* إن الدعوة الإسلامية قد مكثت بمكة ثلاثة عشر عاما ـ أي أكثر من نصف عمر هذه الدعوة ـ يتحمل أهلها كل صنوف العذاب والتعذيب والحصار والفتنة فى الدين، دون أية مقاومة مادية لهذا العذاب والتعذيب. . بل إن رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم كان يدعو للذين ينزلون به وبالمؤمنين هذا العذاب فيقول: "اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون"!!.
* وإن الهجرة الإسلامية من مكة إلى المدينة ـ_ وكذلك الهجرات التي سبقتها إلى الحبشة ـ كانت تهجيرا قسريا واضطراريا، وإخراجا من الديار ـ وليست خروجا طوعيا ـ وإنها قد تقررت وتمت عندما بلغ التآمر الوثني ذروته، بقرار ملأ قريش وصناديد الشرك أن يسجنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يقتلوه، أو يخرجوه من وطنه (وإذْ يَمْكُرُ بِكَ الَذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ) [الأنفال: 30] .. وجميعها خيارات تعني "الإعدام" .. فالسجن إعدام معنوي. . وكذلك الإخراج من الديار إعدام بالحرمان من المجال الحيوي للحياة!
* وإن الدولة الإسلامية ـ تحت القيادة النبوية ـ إنما مارست القتال دفاعا عن الدين ضد الذين فتنوا المسلمين في دينهم (والْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ القَتْلِ) [البقرة: 191]، وضد الذين استفزوا المسلمين فأخرجوهم من ديارهم .. والإخراج من الديار معادل للقتل والإعدام (ولَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ) [النساء: 66].
ولذلك، جاء الإذن بالقتال صدا للعدوان الذي مارسه المشركون، ورفعا للظلم الذي وقع بالمسلمين المظلومين (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ) [الحج: 40،39] .. بل وانحصر هذا القتال الإسلامي فى صد هذا العدوان على الدين والوطن فقط لا غير (عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وبَيْنَ الَذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً واللَّهُ قَدِيرٌ واللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (7) لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِينِ ولَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وتُقْسِطُوا إلَيْهِمْ إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ (8) إنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وظَاهَرُوا عَلَى إخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ومَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [الممتحنة: 7 – 9].
* وفى هذا القتال الدفاعي ـ الذي دارت أغلب معاركه حول "المدينة" عاصمة الدولة الإسلامية ـ دفاعا عن الدين والوطن ضد المشركين ـ الذين زحفوا للعدوان عليهما ـ سن الإسلام دستورا أخلاقيا للقتال ـ قبل أربعة عشر قرنا من معرفة البشرية لمواثيق أخلاقيات القتال ـ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اغزوا باسم الله، فى سبيل الله، تقاتلون من كفر بالله [أي من المشركين المعتدين ـ لا تغلٌّوا [أي لا تخونوا] ولا تغدروا، ولا تمثلوا [أي لا تمثلوا ببدن الخصم بعد قتله] ولا تقتلوا وليدا "، "ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والولدان" رواه مالك في "الموطأ" .. ومسلم في الصحيح.
ولقد صاغ الراشد الأول أبو بكر الصديق [51 ق. هـ ـ 13هـ / 573ـ 634م] هذا الدستور لأخلاقيات القتال فى وصاياه العشر لقائد جيشه "يزيد بن أبى سفيان" [18هـ / 639 م] وهو ذاهب إلى الشام لتحرير أرضها وشعبها من الاستعمار الروماني، فقال له:
"إنك ستجد قوما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم لله، فذروهم وما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم له. . وإني موصيك بعشر:
1 ـ لا تقتلن امرأة ..
2 ـ ولا صبيا ..
3 ـ ولا كبيرا هرما ..
4 ـ ولا تقطعن شجرا مثمرا ..
5 ـ ولا تخربن عامرا ..
6 ـ ولا تعقرن شاة ولا بعيرا إلا لمأكلة ..
7 ـ ولا تحرقن نخلا ..
8 ـ ولا تفرقّنه ..
9 ـ ولا تغلل ..
10 ـ ولا تجبن .. " رواه مالك في "الموطأ".
http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=39882&Page=1&Part=10(/)
شارك بنشر هذا الموقع للتعريف بالإسلام
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[21 Oct 2007, 01:14 م]ـ
جاءتني هذه الرسالة من الدكتور الفاضل محمد التركي أستاذ الحديث في قسم الثقافة بكلية التربية / جامعة الملك سعود، وهذا فحواها:
انشروا هذا الموقع لقسيس أمريكي اعتنق الإسلام وهو الان من كبار الدعاة الى الله وقد أسلم على يديه خلق كثير وقد تسبب هذا الموقع بدخول كثير من الناس الى دين الله ........ انشره ولا تتردد:
http://islamtomorrow.com
القسيس سابقا ........ الداعية الاسلامي الان ...... الشيخ يوسف استس وفقه الله تعالى ....
فقط قم بنشر هذه المواقع ربما تأتي يوم القيامة وقد اسلم على يديك الآف الناس!!!
أسأل الله أن يكتب لنا هدايةً على أيدينا، فنكسب الخير والفضل الموعود به.
ـ[عبد العلي الحضيري]ــــــــ[21 Oct 2007, 01:47 م]ـ
جزاكم الله خيراً
وفي ميزان حسناتكم
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[21 Oct 2007, 08:15 م]ـ
جزاك الله خيرا
وأحسن إليك
شيخنا الفاضل المفضال مساعد
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[22 Oct 2007, 10:04 م]ـ
بارك الله فيكم، وسمعا وطاعة، فلا يأتي منكم إلا الخير، وهذا باب منه سنفتحه أمام الكثير إن شاء الله، وجزاكم الله خيرا، وبارك الله في هذا القسيس وأعانه على هذا العمل العظيم، ونسأل الله أن يوفقنا وأياه لكل ما يحبه ويرضاه.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[22 Oct 2007, 10:59 م]ـ
ما شاء الله وفقكم الله وجزاكم خيراً
كيف ننشره؟ عن طريق البريد الإلكتروني؟
ـ[محمد كالو]ــــــــ[23 Oct 2007, 03:51 م]ـ
أيها الإخوة الداعون إلى الله
هذا باب من أبواب الدعوة إلى الله
موقع القسيس سابقاً، الداعية الإسلامي الآن الشيخ يوسف استس وفقه الله تعالى وثبته على الحق.
بادروا بنشره عن طريق البريد الإلكتروني أو المنتديات أو المواقع بل في شتى ميادين النت
وأوصيكم ونفسي أن نعتني بمن هو خارج هذه البلاد بدعوته إلى الإسلام، وتحبيب الإسلام إليهم؛ لعل الله يهديهم بأسبابنا، وتكون لنا مثل أجورهم، بلغتهم، وباللطف والعبارات الواضحة، وبإزالة الشبه والأغاليط والأباطيل التي ألصقت بالإسلام الحنيف.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: (لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم).
ويقول صلى الله عليه وسلم: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله).
فاحتسبوا الأجر أيها الدعاة، أينما كنتم في الدعوة إلى الله تكتب لكم آثاركم.
ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لكل ما يحبه ويرضاه.
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[12 Nov 2007, 11:34 ص]ـ
ما شاء الله فعل ... الله اكبر ... ولله الحمد (قل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا)
الحمد لله على ما وعد به عباده.
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[18 Oct 2010, 07:16 ص]ـ
بارك الله فيكم.
ـ[إيمان]ــــــــ[18 Oct 2010, 10:10 م]ـ
جزاكم الله خيراً(/)
السلطات الإيطالية تداهم فروع شركة صنعت مراحيض عليها آية الكرسي وتسحب 2000 قطعة منها
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[28 Oct 2007, 04:23 م]ـ
المختصر/
إسلام أون لاين / في سابقة خطيرة قامت شركة إيطالية مختصة بصنع وترويج أغطية بيوت الراحة أو "المراحيض" بصنع وبيع مقاعد الجلوس المخصص للمرحاض وغلافه الخارجي الذي يغطي فوهة النجاسة بغلاف وقد كتبت عليه آية الكرسي بكاملها.
وأثارت الواقعة ردة فعل فورية وغاضبة من قبل قيادات الأقلية المسلمة بإيطاليا الذين سارعوا بالاتصال بالسلطات الأمنية والسياسية من أجل منع هذه البضاعة وسحبها من الأسواق فورا حتى لا يترتب ردود فعل غير محسوبة من المسلمين في إيطاليا وفي العالم الإسلامي عموما.
وفي تصريحات خاصة لشبكة "إسلام أون لاين. نت" من العاصمة الإيطالية روما، قال سمير
الخالدي رئيس المركز الإسلامي "الهدى": إن السلطات الأمنية الإيطالية قامت يوم الجمعة 26 - 10 - 2007 بمداهمة 4 فروع للشركة الإيطالية "أوريزانا" بمدينة لاتينا (60 كلم) جنوب العاصمة روما وقامت بحجز وسحب 2000 قطعة من مقاعد المراحيض وقد كتبت عليها آية الكرسي في الجهة التي تغطي النجاسة.
وادعى مسئولو الشركة الإيطالية الذين تواجدوا بالمحلات التي تمت مداهمتها أنهم "غير عارفين" بمحتوى غطاءات المراحيض من كتابة وأنهم جلبوا هذه البضاعة من الصين وأن المسئول الرئيسي عن الشركة الإيطالية غير موجود حاليا بإيطاليا.
من جهته، عبّر وزير الداخلية الإيطالي "جوليانو أماتو" عن اعتذاره لمسلمي مدينة "لاتينا" إثر اجتماعه مساء الجمعة بممثلي الأقلية المسلمة في المركز الرئيسي لمسلمي إيطاليا بروما.
وتظهر الصور الخاصة التي تحصلت عليها شبكة "إسلام أون لاين. نت" آية الكرسي كاملة قد كتبت على الجانبين الخارجي والداخلي من غلاف المراحيض والمخصص للجلوس وإلى جانب آية الكرسي زين المقعد بورود وكتابة غير مفهومة.
ويعلق الخالدي لشبكة "إسلام أون لاين. نت": "من الواضح أن اختيار آية الكرسي وكتابتها في أقذر مكان لم يكن اعتباطيا باعتبارها من بين أقدس آيات القرآن، كما أن الكتابة غير المفهومة إلى جانبها كان يراد بها على الأرجح التضليل على الفعلة الإجرامية عن طريق الإيحاء أن الأمر يتعلق ببعد جمالي".
تحرك سريع وإيجابي
وتوجه سمير الخالدي بالشكر إلى السلطات الأمنية الإيطالية التي سارعت بالتحرك فور إبلاغها بالأمر في مدينة "لاتينا".
وقال الخالدي: "اكتشف أحد إخواننا الأمر صدفة يوم الأربعاء 24 - 10 - 2007 في أحد المحلات في مدنية لاتينا، حينها أبلغ مسئولي الجالية المسلمة بالمدينة، حيث سارعت برفقة بعض الإخوة على الفور بالاتجاه إلى مركز الشرطة من أجل رفع دعوى ضد الشركة، وعلى الفور توجهت السلطات الأمنية برسائل إلى وزارة الداخلية الإيطالية وإلى المسئولين المحليين لتنبيههم بخطورة المسألة".
وأضاف الخالدي: "اتصلنا أيضا بالسلطات السياسة وأعلمناهم بضرورة التحرك من أجل وقف الأمر وسحب البضاعة فورا من المحلات المعنية خشية ردود فعل غير محسوبة من الجالية المسلمة وخاصة إذا ما تسرب الأمر إلى وسائل الإعلام في العالم الإسلامي".
ومن أجل تفادي ضجة غير محسوبة العواقب في إيطاليا وفي العالم الإسلامي قال الخالدي: "حرصنا على الاتصال بالمسئولين الأمنيين والسياسيين في مرحلة أولى من أجل سحب البضاعة فورا وطلب الاعتذار من مروجيها وتفادينا الاتصال بوسائل الإعلام باستثناء الاتصال بشبكة إسلام أون لاين. نت، واتفقنا على عدم نشر أي شيء وإمهال السلطات السياسية والأمنية مدة 24 ساعة من أجل سحب البضاعة ووقف بيعها من المحلات وهو ما تم فيما بعد".
واعتبر الخالدي أن "ما تم يبرز رغبة العديد من الأطراف في إجهاض أي حوار مع المسلمين وتربصهم بهم وخاصة في إيطاليا التي هي معنية أكثر من غيرها بحوار الأديان لوجود مركز العالم المسيحي فيها (الفاتيكان).
ولفت إلى أنه "من المفارقات أننا عدنا منذ أيام قليلة من مدينة نابولي في الجنوب الإيطالي حيث كنا مشاركين في حوار بين الأديان استضافته إيطاليا".
ويعيش في إيطاليا حوالي مليون و200 ألف مسلم من بينهم حوالي 20 ألف معتنق للإسلام ويتوزع غالبيتهم بين العاصمة الإيطالية روما ومدينة "ميلانو" عاصمة الشمال الإيطالي.
المصدر ( http://www.almokhtsar.com/html/news/1711/30/79615.php)
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[29 Oct 2007, 12:16 ص]ـ
قاتلهم الله أنى يؤفكون ...
اللهم اجعل كيدهم في نحرهم
اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم
لقد بلغ السيل الزبى منذ زمن وطفح الكيل حتى ملأ الوادي ...
أين نحن؟
ـ[محمد كالو]ــــــــ[29 Oct 2007, 03:10 ص]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
قال الله تعالى: (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون) التوبة: 32.
اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجعفري]ــــــــ[29 Oct 2007, 05:52 ص]ـ
قاتلهم الله، كم يدل هذا على حقدهم على القرآن ومعرفتهم أثره العظيم.
كما يشكر للإخوة المسلمين سرعة تحركهم - وهذا لا شك أنه واجب -
كما يشكر للسلطة هناك سرعة تجاوبها.
ـ[مرهف]ــــــــ[30 Oct 2007, 02:31 ص]ـ
ما هذا النفاق العالمي؟ يحاسب المسلمون على غضبتهم وردة فعلهم ولا يحاسب الجاني على لؤمه وحقده، تصوروا أيها الأخوة لو قام أحد المسلمين الغاضبين وأحرق المصنع حمية ستجد الإعلام العربي قبل الغربي يعيد الاسطوانة المعهودة حول تأقلم المسلمين في أوربا مع العادات الأوربية وعن علاقة المسلمين بالإرهاب!!، وكأن الحقد على الإسلام والمسلمين طبع غربي يجب التأقلم معه رغماً على أنوف المسلمين، والحقيقة أنهم يعتبرون هذه الأعمال الاستفزازية المنبئة عن ثقافة الكراهية ضد المسلمين في الغرب؛ يعتبرون هذه الأعمال من جملة التدرج النفسي لسلوك المسلمين حتى يتأقلم المسلمون على (استيعاب الآخر والتطبيع معه)، وبما أن الاتحاد الأوربي نسخة صليبية مجددة فالحماية موجودة،.
ـ[إيمان]ــــــــ[31 Oct 2007, 10:40 ص]ـ
((حسبنا الله ونعم الوكيل))
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[03 Dec 2007, 12:13 م]ـ
أليس هذا وما نراه من القوم ونسمعه بل ونتجرعه منهم ... في القديم والحديث صباح مساء من ساستهم وقادتهم من جيوشهم وجنودهم من مفكريهم وأراذلهم بل منهم إلا قليلا ... أليس هذا من دلالات صدق النبوة وإعجاز القرآن الكريم وأنه لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؟؟؟؟!!!!!!
أليس الله تعالى هو الذي أخبرنا .... وبين لنا سنة سارية فيهم لاتتخلف على مدى الزمان والمكان .. سنة سارية في الأبناء كما كانت في الآباء؟؟؟!!!
ألم يقل لنا جلَّ في علاه: ((لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أُتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور))
أليست اللام للقسم؟؟؟
أليس القسم للبلوغ بالخطاب أعلى درجات التوكيد وبيانا لأهميية وعظم شأن المقسم عليه؟؟؟؟
أليس التكرر من دلالته زيادة التأكيد بعد التأكيد والعطف دلالته المغايرة مع أنه الثاني أي ما سنسمعه منهم من الأذى داخل في الأول وهو عموم الابتلاء؟؟؟؟
أليس المضارع في تبلون وتسمعن يقتضي ويفيد الاستمرار والتجدد؟؟؟
نعم ومن أصدق من الله قيلا ... لاأحد .... ولكن لن يضرونا إلا أذى ... غير أن صبرنا وتقونا لله فيهم وفي غيرهم بأن نثبت على ديننا ونحرص عليه وننافح وندافع عنه ونعمل بمقتضاه يكشف ماهم عليه من الزيف والحقد والجاهلية ... وسبيل ارتقاء وسمو وعزة وإباء ... فإن ذلك من عزم الأمور ...
ـ[أبو الياس]ــــــــ[03 Dec 2007, 01:59 م]ـ
قاتلهم الله أنا يؤفكون
اعلموا أيها الأحبة
أن مما يغيض أعدائنا رؤيتهم لنا ونحن معتزون بهذا الكتاب العزيز
نقرأه ... ونتدبره ... ونحفظه ..... و نعمل به وهو المراد(/)
كسل القساوسة .. الأب قزي نموذجًا
ـ[محب]ــــــــ[03 Nov 2007, 01:49 ص]ـ
كسل القساوسة .. الأب قزي نموذجًا
قال القس النصراني: كانت الدعوة إلى محمد أن يوحد بين أحزاب النصارى ... وكان هاجسه ألا يقال عنه أنه فرق بينهم: «إنى خشيت أن تقول فرقت بين بنى إسرائيل» (طه 94). اهـ.
بالطبع يضحك المسلم - وإن قل علمه - عند قراءة هذا الهراء، فالقول القرآني المذكور ليس على لسان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، بل قاله هارون عليه السلام. وعليه، فدليل القس لم يدل على صحة دعواه، لكن دل على مبلغ علمه وهمته من الدناءة والتسفل، إذ كسل عن مجرد فتح المصحف لمراجعة النص الذي سيستشهد به.
><><><><><><><><><><><><
والقس هو الأب (جوزيف قزي) مؤلف كتاب (قس ونبي). قال د/ عبد الرحيم الشريف - وهو الشامى -: مؤلف كتاب (قس ونبى) هو الأب ج. قزي، مدرس جامعى معروف فى إحدى أشهر الجامعات التبشيرية فى أحد بلاد الشام. وما زال على قيد الحياة إلى الآن. اهـ.
http://www.rudood.com/modules.php?name=News&file=article&sid=236
قلت: والقس الشجاع يكتب تحت أسماء مستعارة، أشهرها (أبو موسى الحريري)، ومنها (محمد حسان التنير). ويحاول إيهام القارئ بأنه ملحد أو علماني. وله كتبه الكنسية تحت اسمه الحقيقي. لكن خرج الفأر من جحره مؤخرًا، فظهر له كتاب في نقد الإسلام تحت اسمه الحقيقي.
><><><><><><><><><><><><
الذي يعنينا من ذلك كله، هو ضرب المثال لكسل القساوسة بحال (قزي) أفندي في كتابه (قس ونبي). والحق أن الكلام يطول على كسل القساوسة في البحث، يكفيك أنهم ينقلون عن بعضهم بعضًا دون أن يكلفوا أنفسهم مشقة التثبت أو عناء المراجعة، ولذلك إذا كذب أولهم الكذبة تناقلها الباقون ضرورة لازمة، وقل مثل ذلك في رواج الأخطاء والجهالات والتخبطات. ولا يفكر واحد منهم في تصحيح النقل الذي سرده أولهم.
هذا غرضي الأول. وغرضي الثاني إبطال وهم باطل ينقدح في ذهن من لا علم له ولا بصيرة إذا طالع الأعداد الكثيرة من الكتابات النصرانية في تثبيت دينها أو نقد الإسلام أو غيره، فيحسب أن لدى علماء القوم همة أو بعضها. فإن كان المقصود همة النسخ واللصق .. همة النقل دون العزو .. همة التشدق بالمسروقات .. فنعم، للقوم في ذلك همة. لكن إن كان المقصود همة البحث والتحري والتدقيق والتثبت، فالقوم بمنأى عن ذلك.
وبالمثال يتضح المقال .. ومثالنا: (قزي) أفندي في كتابه (قس ونبي).
><><><><><><><><><><><><
وطريقة القس الهمام في تأليف الكتب ونقد الإسلام سهلة يسيرة. لكن قبل الكلام عليها يجب التعريف بكتاب (المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم) ..
كتاب جليل ألفه العلامة (محمد فؤاد عبد الباقي) رحمه الله، يسرد اللفظة القرآنية تاليًا تحتها كل الآيات التي وردت بها على مدار القرآن كله، والألفاظ القرآنية مرتبة هجائيًا ثم حسب الجذر اللغوي، ونصوص الآيات - انتبه - ليست كاملة، بل هي مقاطع صالحة فقط من الآيات.
نعود إلى القس الهمام ..
يريد القس الهمام البحث - مثلاً - عن موضوع (بني إسرائيل) في القرآن الكريم. فيعمد إلى كتاب (المعجم المفهرس) باحثًا عن مادة (إسرائيل) ليطالع نصوص الآيات التى سُردت تحتها.
إلى هنا والعيب لا يكتنف القس ..
والمفترض به بعد هذا أن يمسك بالمصحف الشريف ليطالع النصوص التامة للآيات في سياقاتها القرآنية الكاملة، ليتعرف على المحتوى القرآني كما ينبغي. وحبذا لو استعان ببعض التفاسير التي تعينه على حصول مقصوده.
لكن الهمام كلت همته عن ذلك المفترض، فاكتفى بأبعاض الآيات الواردة في المعجم المفهرس، ولم يحاول مراجعة النصوص الكاملة للآيات. فهل بعد هذا الكسل من كسل!
فالقس الهمام وجد تحت مادة (إسرائيل) قوله تعالى: {إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل}، والقرآن عنده من تأليف محمد (صلوات ربي وسلامه عليه)، فاستدل بها على زعمه المضحك الخاص بخوف النبي عليه الصلاة والسلام من التفرقة بين بني إسرائيل.
هكذا مباحث القسيسين المجتهدين، وإلا فلا!
><><><><><><><><><><><><
(يُتْبَعُ)
(/)
وعندما قرأت الكتاب أول مرة أثارتني كثرة الاستدلالات المضحكة، لكن بعد قليل ساورني الشك في أن سبب هذه المضحكات يخرج عن باب الجهل والكذب المعروفين عن القساوسة، كما لاحظت أنه يورد المقطع من الآية لا يغيره قط، فلا يخطئ مرة فيذكر لفظًا قبله أو بعده، ومع قرائن أخرى ترجح لديّ أنه لا يرجع للمصحف أبدًا، وأنه يكتفي بكتاب آخر لا يذكر إلا أبعاض الآيات، فهداني الله لهذا، ثم راجعت كل نصوصه على (المعجم المفهرس) فوجدته مطابقًا لما ترجح لديّ بفضل الله. وبقيت في عجب من شدة كسل القساوسة!
><><><><><><><><><><><><
والقس من طائفة الكاثوليك، وهم الطائفة الأكثر أموالاً وإمكانيات بين طوائف النصرانية. فلا أشك لحظة أنه امتلك الوقت والمال والإمكانيات اللازمة لإتمام كتابه.
فإذا كان مع كل هذا بهذه الهمة المتدنية، فالعزاء واجب لمتبرعي النصرانية في أموالهم الطائلة التي ينفقونها على هذه الهمم السافلة.
قال تعالى في سورة الأنفال: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (37)}.
وفيما يلي أقدم بعض النماذج التي تدلنا على الهمة العالية للقس الهمام ..
><><><><><><><><><><><><
1 - لا أحزاب إلا أحزاب النصارى!
قال القس: عُرِف عن النصارى من بنى إسرائيل الضاربين فى مكة والحجاز انقسامهم فيما بينهم إلى " شيع " و"فرق" و"أحزاب ". وأشار القرآن العربى بوضوح إلى هذه الخلافات ... ولا يعجب أتباع النبى من كثرة الأحزاب هذه لأنهم حُذروا منها مسبقًا وأُعلموا بوجودها: "ولما رأى المؤمنون (من أتباع محمد) الأحزاب (عند النصارى) قالوا: هذا ما وعدنا الله ورسوله" (الأحزاب 22). ويخشى النبى فيما يخشى أن يكون انتمى إلى حزب منها، أو يكون ساهم فى توسيع رقعة الخلاف بينها، فيقول: "إنى خشيت أن تقول فرقت بين بنى إسرائيل" (طه 94). كما يرفض أن يفرق بين الأحزاب، بل يريد لها السلم، ويبغى توحيدها: "لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون" (البقرة 136). اهـ.
أ - قال: ولا يعجب أتباع النبى من كثرة الأحزاب هذه لأنهم حُذروا منها مسبقًا وأُعلموا بوجودها: "ولما رأى المؤمنون (من أتباع محمد) الأحزاب (عند النصارى) قالوا: هذا ما وعدنا الله ورسوله" (الأحزاب 22). اهـ.
لو رجع إلى المصحف لعلم أن الأحزاب المقصودة في الآية التي استشهد بها، هي أحزاب العرب التي تألفت من قبائل متفرقة لتحارب الإسلام، وليست هي أحزابًا نصرانية كما تسفه القس، ويعلم ما جهل القس كثير من طلاب المسلمين الذين لم يبلغوا الحلم، حتى الفاشلون منهم.
قال تعالى: {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22)}. وفي (التفسير الميسر): "ولمَّا شاهد المؤمنون الأحزاب الذين تحزَّبوا حول "المدينة" وأحاطوا بها، تذكروا أن موعد النصر قد قرب، فقالوا: هذا ما وعدنا الله ورسوله، من الابتلاء والمحنة والنصر، فأنجز الله وعده، وصدق رسوله فيما بشَّر به، وما زادهم النظر إلى الأحزاب إلا إيمانًا بالله وتسليمًا لقضائه وانقيادًا لأمره.
قال تعالى: {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا (25)} [الأحزاب/25]. وفي (التفسير الميسر): "وردَّ الله أحزاب الكفر عن "المدينة" خائبين خاسرين مغتاظين، لم ينالوا خيرًا في الدنيا ولا في الآخرة، وكفى الله المؤمنين القتال بما أيدهم به من الأسباب. وكان الله قويًا لا يُغالَب ولا يُقْهَر، عزيزًا في ملكه وسلطانه".
ب - قال: ويخشى النبى فيما يخشى أن يكون انتمى إلى حزب منها، أو يكون ساهم فى توسيع رقعة الخلاف بينها، فيقول: "إنى خشيت أن تقول فرقت بين بنى إسرائيل" (طه 94). اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
لو رجع إلى المصحف لعلم أن الكلام جاء على لسان هارون عليه السلام لا كما زعم: {قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93) قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94)} [طه/92 - 94]
جـ - قال: كما يرفض أن يفرق بين الأحزاب، بل يريد لها السلم، ويبغى توحيدها: "لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون" (البقرة 136). اهـ.
لو رجع إلى المصحف لعلم أن الضمير في الآية يعود على رسل الله لا على الأحزاب النصرانية المزعومة: {قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136)} [البقرة/136]
وبعد .. فأنت تقرأ قوله: "ويخشى النبى فيما يخشى أن يكون انتمى إلى حزب منها" فيتملكك العجب: كيف لا يدري إنسان من نفسه: هل انتمى إلى الحزب الفلاني بعد أم لا؟ .. فلا أدري هل نصنف قوله تحت باب الجهل أم الغباء أم "الاستعباط"؟
قال (إسكندر شديد): ((أبونا قزي مصنع للفرح المتواصل))!
><><><><><><><><><><><><
2 - "سواء" تعني القرآن .. هذا واضح!
قال (قزي) عن (القس والنبي): فجعلا القرآن العربى "كلمة سواء" يكون الناس فيه سواء بسواء. قال: "قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء" (آل عمران 64)، "الذي جعلناه للناس سواء" (الحج/25)، فأصبحوا "هم فيه سواء" (النحل/71) أو "أنتم فيه سواء" (الروم/28) اهـ.
أ - قال: فجعلا القرآن العربى "كلمة سواء" يكون الناس فيه سواء بسواء. قال: "قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء" (آل عمران 64). اهـ.
لو رجع إلى المصحف لعلم أن "الكلمة السواء" مفسرة في نفس الآية الكريمة: {تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [آل عمران/64]. فليست هي القرآن كما توهم، وإن كانت الدعوة إلى التوحيد هي دعوة القرآن بلا شك.
ثم أصابت القس لوثة "سواء"، فكلما طالع في (المعجم المفهرس) لفظة "سواء" لم يتخيل إلا أنها تعني القرآن.
ب - قال: فجعلا القرآن العربى "كلمة سواء" ... "الذي جعلناه للناس سواء" (الحج/25). اهـ.
ولو رجع إلى المصحف لعلم أن آية (الحج) لا تتحدث عن القرآن أصلاً بل عن المسجد الحرام: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الحج/25]. فلو رجع لعلم أن "سواء" لا تعني القرآن، بل كما جاء في (التفسير الميسر): "الذي جعلناه لجميع المؤمنين سواء المقيم فيه والقادم إليه".
جـ - قال: فجعلا القرآن العربى "كلمة سواء" يكون الناس فيه سواء ... فأصبحوا "هم فيه سواء" (النحل/71) أو "أنتم فيه سواء" (الروم/28) اهـ.
أكتفي بسرد الآيتين ليقيني أن مجرد قراءتهما تبين الحق بإذن الله:
{وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} [النحل/71]
{ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [الروم/28]
قال (إسكندر شديد): ((أبونا قزي مصنع للفرح المتواصل))!
><><><><><><><><><><><><
3 - أصحاب الأعراف آلهة .. وهراءات أخرى!
(يُتْبَعُ)
(/)
قال القس: وللعلم فى القرآن، كما لأهله، مكان مرموق ... وما أصحاب الأعراف إلا رجال يعرفون الناس بوجوههم ويدركون عنهم كل خفى مكنون: «وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاً بسيماهم» (الأعراف 46). هؤلاء العالمون يرفعهم الله إليه ... وهم يفرحون بما لديهم من العلم: «فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم» (غافر 83) ... وهم يلبثون فى كتاب الله متأملين فيه دون سواه من الكتب: «وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم فى كتاب الله» (الروم 56) ... أهل العلم هم فى القرآن النصارى المسلمون قبل المسلمين: «وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين» (النمل 42). اهـ.
أ - قال القس: وللعلم فى القرآن، كما لأهله، مكان مرموق ... وما أصحاب الأعراف إلا رجال يعرفون الناس بوجوههم ويدركون عنهم كل خفى مكنون: «وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاً بسيماهم» (الأعراف 46). اهـ.
لازمت القس هنا لوثة تأليه البشر لأتفه الأسباب، فحسب أن «أصحاب الأعراف» آلهة يعرفون عن الناس «كل خفي مكنون». ولو رجع إلى المصحف لعلم لعلم أنهم مجرد بشر، وأن تسميتهم بذلك لم تكن لأنهم "أصحاب معارف" كما فهمها بجهله، ولكن لأنهم على حاجز عظيم بين الجنة والنار اسمه "الأعراف". قال تعالى: {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46) وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47)} [الأعراف/46، 47] وفي (التفسير الميسر): «وبين أصحاب الجنة وأصحاب النار حاجز عظيم يقال له الأعراف، وعلى هذا الحاجز رجال يعرفون أهل الجنة وأهل النار بعلاماتهم، كبياض وجوه أهل الجنة، وسواد وجوه أهل النار، وهؤلاء الرجال قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم يرجون رحمة الله تعالى».
ب - قال القس: وللعلم فى القرآن، كما لأهله، مكان مرموق ... وهم يفرحون بما لديهم من العلم: «فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم» (غافر 83). اهـ.
لو رجع القس إلى المصحف لعلم أن الآية الكريمة لا تتكلم عن «مكان مرموق» لأهل العلم، بل عن الجهل المذموم لأهل الكفر! .. قال تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآَثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (82) فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (83) فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (84) فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ (85)} [غافر/82 - 85]. وفي (التفسير الميسر): «فلما جاءت هؤلاء الأمم المكذبة رسلُها بالدلائل الواضحات، فرحوا جهلا منهم بما عندهم من العلم المناقض لما جاءت به الرسل».
جـ - قال القس: وللعلم فى القرآن، كما لأهله، مكان مرموق ... وهم يلبثون فى كتاب الله متأملين فيه دون سواه من الكتب: «وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم فى كتاب الله» (الروم 56). اهـ.
سبحان الله قارئي الكريم! .. لن ننصح القس هنا بالرجوع إلى المصحف، فهل هذا المقطع من الآية يفيد أن أهل العلم هم الذين يتأملون في كتاب الله؟ .. إن المقطع واضح تمام الوضوح في أن القائلين هم أهل العلم، وأنهم يقررون أن مخاطبيهم لبثوا في كتاب الله، فكيف يصر عاقل بعد ذلك بأن الذين لبثوا هم أهل العلم؟! .. ولكن على قلوب أقفالها!
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ (55) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (56)} [الروم/55، 56].
وفي (التفسير الميسر): «ويوم تجيء القيامة ويبعث الله الخلق من قبورهم يقسم المشركون ما مكثوا في الدنيا غير فترة قصيرة من الزمن، كذبوا في قسمهم، كما كانوا يكذبون في الدنيا، وينكرون الحق الذي جاءت به الرسل. وقال الذين أوتوا العلم والإيمان بالله من الملائكة والأنبياء والمؤمنين: لقد مكثتم فيما كتب الله مما سبق في علمه من يوم خُلقتم إلى أن بُعثتم، فهذا يوم البعث، ولكنكم كنتم لا تعلمون، فأنكرتموه في الدنيا، وكذَّبتم به».
د - قال القس: أهل العلم هم فى القرآن النصارى المسلمون قبل المسلمين: «وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين» (النمل 42). اهـ.
لو رجع كسول أفندي إلى المصحف لعلم أن القائل ليس من النصارى، وأنه مات قبل المسيح ربما بقرون، لأنه - ببساطة - سليمان عليه السلام في قصته مع ملكة سبأ التى {قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31) ... قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) ... قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ (41) فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42)} [النمل/29 - 42]
قال (إسكندر شديد): «أبونا قزي مصنع للفرح المتواصل»!
><><><><><><><><><><><><
4 - أحزاب النصارى .. مرة ثانية!
قال القس: والنصارى بدورهم عندما يشتد الخلاف فيما بينهم، وتتصارع "أحزابهم" يلجأون إلى محمد ليحكم بينهم ويفض مشاكلهم ... وبكونه المسئول الأول يُتِم دورَه فيحكم: "إلى مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون" (آل عمران 55). وبالفعل، تدخل النبى فى شئون بنى إسرائيل قصد الحد من الصراع الدائر بين أحزابهم وشيعهم وفرقهم، وراح يبين بعض ما فيه يختلفون: "قد جئتكم بالحكمة ولأبين لكم بعض الذى تختلفون فيه" (الزخرف 63). اهـ.
قلت: هاجس الأحزاب النصرانية المتصارعة كابوس مسيطر على القس في يقظته ومنامه!
أ - قال القس: والنصارى بدورهم عندما يشتد الخلاف فيما بينهم، وتتصارع "أحزابهم" يلجأون إلى محمد ليحكم بينهم ويفض مشاكلهم ... وبكونه المسئول الأول يُتِم دورَه فيحكم: "إلى مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون" (آل عمران 55). اهـ.
لو رجع إلى المصحف لعلم أن القائل ليس محمدًا صلى الله عليه وسلم، بل ربه ورب الخلق أجمعين: {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55)} [آل عمران/55].
ب - قال القس: تدخل النبى فى شئون بنى إسرائيل قصد الحد من الصراع الدائر بين أحزابهم وشيعهم وفرقهم، وراح يبين بعض ما فيه يختلفون: "قد جئتكم بالحكمة ولأبين لكم بعض الذى تختلفون فيه" (الزخرف 63). اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
لو رجع إلى المصحف لعلم أن القائل ليس محمدًا بل عيسي عليهما الصلاة والسلام، وأنه قالها لبني إسرائيل في زمانه لا لأحزاب النصارى في عصر النبوة: {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57) ... إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ (59) ... وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (63)} [الزخرف/57 - 63].
><><><><><><><><><><><><
5 - الفاشلون أيضًا يستحقون ملخصًا!
قال القس: القرآن العربى هو ملخص سهل أو خلاصة كافية للتذكير بالتوراة والإنجيل. وقد أعطيت هذه الخلاصة للعرب - دون سواهم من أهل العلم - قصْدَ التخفيف عليهم: «ذلك تخفيف من ربكم ورحمة» (البقرة 178). والمقصود هو هذا التخفيف: «يريد الله أن يخفف عنكم» (النساء 28)، «الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفًا» (الأنفال 66)، لأن العلم الكثير لمن لا يتمكن منه يؤدى إلى القنوط. اهـ.
قلت: شريعة القرآن تخفيف من الله بلا شك، لكن هذا تخفيف أحكام، والقس لا يقصده، بل يقصد تخفيف طريقة عرض الأحكام مع ثبوت الأحكام ذاتها.
أ - بعدما قرر القس أن القرآن خلاصة سهلة للتوراة والإنجيل قال: وقد أعطيت هذه الخلاصة للعرب ... قَصْدَ التخفيف عليهم: «ذلك تخفيف من ربكم ورحمة» (البقرة 178). اهـ.
لو رجع إلى المصحف لعلم أن {ذلك} لا تعود على القرآن، بل على الجواز المذكور قبلها في نفس الآية، وهو جواز أخذ الدية بدلاً من القصاص: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178)} [البقرة/178]
ب - قال القس: وقد أعطيت هذه الخلاصة [القرآن] للعرب - دون سواهم من أهل العلم - قصْدَ التخفيف عليهم ... والمقصود هو هذا التخفيف: «يريد الله أن يخفف عنكم» (النساء 28) ... لأن العلم الكثير لمن لا يتمكن منه يؤدى إلى القنوط. اهـ.
لو رجع إلى المصحف لعلم أن الآية لا تدل على ما ادعاه بل هى تناقضه صراحة، فإن إرادة التخفيف المذكورة ليست في طريقة عرض أحكام التوراة والإنجيل بالتلخيص كما زعم الجاهل، بل هى في نفس أحكام وتشريعات الملك الجبار عز وجل، لا سيما التشريعات المذكورة في نفس السياق، وعلى الخصوص: التشريع الخاص بإباحة نكاح الفتيات المؤمنات المملوكات للعاجزين عن نكاح الحرائر، قال تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ... (25) ... يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28) [النساء/25 - 28].
والآية تناقض مقصوده من وجه آخر، فإنه لمز العرب بأنهم دون غيرهم لا يطيقون «العلم الكثير» الموجود في التوراة والإنجيل، فكان لا بد من التخفيف عليهم بالتلخيص، يريد المتهوك دعوى آبائه القدماء الجهلاء بأن محمدًا - صلوات ربي وسلامه عليه - نبي للعرب فقط، فالآية تناقض ذلك صراحة، لأنها تعلل إرادة التخفيف في الأحكام بأن الإنسان - كل الإنسان - خلق ضعيفًا، فهذه «إنسانية» رسالة القرآن وعالميته منصوص عليها صراحة، الأمر الذي ينقض ما تهوك به القس من أساسه.
جـ - قال القس: وقد أعطيت هذه الخلاصة [القرآن] للعرب ... قصْدَ التخفيف عليهم: ... والمقصود هو هذا التخفيف: ... «الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفًا» (الأنفال 66). اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
لو رجع إلى المصحف لعلم أن التخفيف المذكور هو في الأحكام ذاتها لا في تلخيصها كما زعم، ثم لعلم أن التخفيف المذكور هو بالنسبة إلى حكم قرآني سابق لا بالنسبة إلى أحكام التوراة والإنجيل. وكأن القس لم يسمع عن شيء اسمه النسخ! .. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (65) الْآَنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (66)} [الأنفال/65 - 67].
الحق الحق أقول لكم: قد قال (إسكندر شديد): «أبونا قزي مصنع للفرح المتواصل»!
><><><><><><><><><><><><
6 - الملأ الأعلى هم مترفو مكة طبعًا!
هذه من أطرف طرائف القس في كسله!
والقصة أن القرآن أطلق على معارضي دعوات الرسل اسم «الملأ»، وهم السادات والكبراء، وهم مترفون بلا شك. والقس - لشدة جهله بالقرآن - لا يعلم أن به قصص الأولين والآخرين، فحسب ألا «ملأ» إلا ملأ قريش المعارضين لمحمد صلى الله عليه وسلم.
ثم وجد القس في (المعجم المفهرس) مصطلح «الملأ الأعلى»، فلم يحاول الرجوع للمصحف لفهم معناه، وظن بجهله أنه مصطلح لملأ قريش، ذلك الملأ الذي لا يعلم القس ملأً غيره.
فصار القس بوهميه السابقين يسقط كل آية بها «ملأ» أو «ملأ أعلى» على مترفي مكة لا غير.
فتأمل كيف قاده كسله إلى الجهل، وقاده جهله إلى الخزي. والله لا يصلح عمل المفسدين.
ولو رجع القس إلى المصحف لعلم أن «الملأ الأعلى» في القرآن - ولم ترد إلا مرتين - لا يراد بها إلا ملائكة السماء، قال تعالى: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) [الصافات/6 - 8]، وقل عز شأنه: {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (67) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (68) مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ (69) إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (70) إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71)} [ص/67 - 71].
قال القس عن نبينا عليه الصلاة والسلام: كما لا يخفى هجومه العنيف على مترفى مكة وأثريائها و «الملأ الأعلى» من قبيلة قريش، ومنهم بعض أعمامه كأبى لهب «وامرأته حمالة الحطب».
وقال في موضع آخر: واستضافه النجاشى ملك الحبشة بعدما قاومه "الملأ الأعلى".
فتأمل كيف يضع القس مصطلح (الملأ الأعلى) بين قوسين لتمييزه، ليوهم قارئه السطحي المقلد أنه قد خبر القرآن وقنص مصطلحاته عارفًا بمعانيها، وجهله في ذلك كما علمت.
وقال القس في موضع آخر: جميع الذين اتبعوه واستجابوا لرسالته هم من فقراء مكة ومن طبقة «الأرذلين» «المستضعفين» (الشعراء/111)، ومن «الأذلة» ( ... المائدة/54، النمل/34) والصعاليك، فى حين أن طبقة الأثرياء «المترفين» (سبأ/34)، المسمين بـ «الملأ» (البقرة/246، الأعراف/90، هود/27) الأعلى وبـ «الأعزة» (المائدة/54، النمل/34، المنافقون/8) اضطهدوه وشنوا عليه حربًا بل اتهموه وسخروا منه واحتقروا كلامه وأعرضوا عن تعاليمه بحجة أن الذين دخلوا فى دعوته هم «أذلة» معدومون وفقراء ضعفاء. قالوا له: «أنؤمن بك واتبعك الأرذلون؟» (الشعراء/111)، أو «وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا» (هود/27). اهـ.
أ - قال القس: جميع الذين اتبعوه واستجابوا لرسالته هم من فقراء مكة ومن طبقة «الأرذلين» «المستضعفين» (الشعراء/111). اهـ.
لو رجع إلى المصحف لعلم أن الآية الكريمة لا تتحدث عن مكة ولا فقرائها: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (105) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (106) ... قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ (111)} [الشعراء/105 - 111].
(يُتْبَعُ)
(/)
ب - قال القس: جميع الذين اتبعوه واستجابوا لرسالته هم من فقراء مكة ... ومن «الأذلة» ( ... المائدة/54، النمل/34). اهـ.
لو رجع إلى آية المائدة في المصحف الشريف لعلم أن «أذلة» الواردة فيها لا تعني (الفقراء) كما وهم بجهله، ولكنها تعني (الرحماء). ثم لعلم أنها لا تتحدث عن الذين اتبعوا النبي عليه الصلاة والسلام، بل هي تخاطب المسلمين جميعًا وتصف الذين يحبهم الله ويحبونه، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [المائدة/54]. وفي (التفسير الميسر): «رحماء بالمؤمنين أشدَّاء على الكافرين».
ولو رجع إلى آية النمل لعلم أنها لا تصف الذين اتبعوا النبي عليه الصلاة والسلام، بل لا تتحدث عن فقراء مكة أصلاً، وإنما عن قصة ملكة سبأ مع سليمان عليه السلام التي جرت قبل أن يولد فقراء مكة بقرون عديدة: {قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) ... قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (34) [النمل/29 - 34].
جـ - قال القس: جميع الذين اتبعوه واستجابوا لرسالته هم من فقراء مكة ... فى حين أن طبقة الأثرياء «المترفين» (سبأ/34)، المسمين بـ «الملأ» (البقرة/246، الأعراف/90، هود/27) الأعلى وبـ «الأعزة» (المائدة/54، النمل/34، المنافقون/8) اضطهدوه. اهـ.
أما «المترفون» فآية سبأ فلا تتحدث عن مترفي مكة خاصة، بل عن معارضي الرسل عامة: {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ} [سبأ/34].
وأما «الملأ» الأعلى الذي عزاه إلى (البقرة/246، الأعراف/90، هود/27) ..
فآية البقرة لا تسمي معارضي النبي عليه الصلاة والسلام بالملأ، ولا تتحدث عن عصره أصلاً: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [البقرة/246].
وكذلك آية الأعراف: {وَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ} [الأعراف/90].
وكذلك آية هود: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (25) ... فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا} [هود/25 - 27].
وواضح أن الآيات الثلاث لا تذكر (الأعلى) كوصف للملأ أبدًا، وإلحاق القس للوصف من هوساته لا أكثر.
وأما «الأعزة» الذي عزاه إلى (المائدة/54، النمل/34، المنافقون/8) ..
فآية المائدة - ومرت بك - لا تصف مضطهدي دعوة النبي عليه الصلاة والسلام بالأعزة على سبيل الذم، بل تصف بذلك قوم يحبهم الله ويحبونه على سبيل المدح،
والأعزة هنا لا تعني المترفين كما وهم القس بجهله، ولكنها تعني الأشداء المعتزين بإيمانهم، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [المائدة/54].
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك آية النمل - ومرت بك أيضًا - لا تصف مضطهدي دعوة النبي عليه الصلاة والسلام بالأعزة، لأنها لا تتحدث عن عصره أصلاً، بل عن قصة ملكة سبأ مع سليمان عليه السلام: {قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) ... قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (34) [النمل/29 - 34].
وكذلك آية المنافقون لا تصف مضطهدي دعوة النبي عليه الصلاة والسلام بالأعزة، بل لا تتحدث عن الفترة المكية أصلاً، وإنما الوصف وارد على لسان المنافقين يمدحون أنفسهم به، ولا علاقة له بمعنى الترف هنا: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) ... يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (8)} [المنافقون/1 - 8].
كل هذه جهالات فاحشة من القس أوقعه فيها كسله وسفالة همته عن مراجعة المصحف الشريف.
د - قال القس: فى حين أن طبقة الأثرياء «المترفين» ... المسمين بـ «الملأ» ... الأعلى وبـ «الأعزة» ... اضطهدوه ... قالوا له: «أنؤمن بك واتبعك الأرذلون؟» (الشعراء/111)، أو «وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا» (هود/27). اهـ.
لو رجع إلى المصحف لعلم أن آية الشعراء - ومرت بك - لا تذكر قول أهل مكة، بل لا تتحدث عن عصر النبوة أصلاً: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (105) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (106) ... قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ (111)} [الشعراء/105 - 111].
وكذلك آية هود - ومرت بك - لا تذكر قول أهل مكة لنبينا عليه الصلاة والسلام، ولا تتحدث عن ذلك العصر أصلاً: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (25) ... فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ} [هود/25 - 27].
><><><><><><><><><><><><
ومن طريف هذا المقام، أن بعضهم تعقب القس في كتابه، فرد عليه القس في كتاب آخر (المسيحية في ميزان المسلمين)، وكان من كلام القس له موبخًا ومقرعًا: "لكأن صاحبنا نسي أن النبي لم يقم في بدء رسالته إلا بثورة عارمة على الملأ الأعلى ... ". فتفهم من ذلك أن القس ما زال مصرًا على أن الملأ الأعلى هم مترفو قريش لا غيرهم.
فكم بالحري يحق لـ (إسكندر شديد) أن يقول: «أبونا قزي مصنع للفرح المتواصل»!
><><><><><><><><><><><><
7 - كل أمة لها نسختها المتميزة من البايبل
قال القس: ومن المعروف أنه كان فى زمن القس والنبى كتب عديدة، وكان لكل شيعة من شيع بنى إسرائيل كتاب، ولكل قرية أو أمة كتاب، وكل يدعو إلى كتابه. ويشهد القرآن العربى على تعدد الكتب وتوزعها بين أيدى أصحابها بقوله: "وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب" (الحجر 4)، و"كل أمة تدعى إلى كتابها" (الجاثية 28) ... وشهد كل من القس والنبى على كتابهما بأنه يجمع ما فى الكتب السابقة، بل يستنسخانها: "وهذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون" (الجاثية 29). اهـ.
أ - قال القس: كان فى زمن القس والنبى كتب عديدة، وكان لكل شيعة من شيع بنى إسرائيل كتاب ... ويشهد القرآن العربى على تعدد الكتب وتوزعها بين أيدى أصحابها بقوله: "وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب" (الحجر 4). اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
لو رجع إلى المصحف لعلم من باقي السياق أن الكتاب المقصود ليس كتابًا مسطورًا في الأوراق كما توهم، وإنما هو الأجل المعلوم المقدر سلفًا، قال تعالى: {وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ (4) مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (5)} [الحجر/4، 5]. وفي (التفسير الميسر): «لا نُهْلك قرية إلا ولإهلاكها أجل مقدَّر».
على أن العبارة التي استشهد بها كافية في نقض ما توهمه، فالعبارة تتحدث عن إهلاك قرى في الماضي، فكيف يسبق إلى وهم عاقل أنها تتحدث عن شيع بني إسرائيل المعاصرين للنبي عليه الصلاة والسلام؟! .. وهذا النوع من الجهل أو الاستعباط عادة ملازمة للقس لا ينفك عنها.
ب - قال القس: كان فى زمن القس والنبى كتب عديدة، وكان لكل شيعة من شيع بنى إسرائيل كتاب، ... وكل يدعو إلى كتابه. ويشهد القرآن العربى على تعدد الكتب وتوزعها بين أيدى أصحابها بقوله: ... و"كل أمة تدعى إلى كتابها" (الجاثية 28). اهـ.
لو رجع إلى المصحف لعلم أن الآية الكريمة لا تخبر عن حال شيع بني إسرائيل المعاصرين للنبي عليه الصلاة والسلام، بل عن يوم القيامة، وأنها لا تخبر عن نسخ مختلفة من البايبل بأيدي هذه الشيع، بل عن صحيفة أعمالها التي كتبتها الحفظة من الملائكة، قال تعالى: {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ (27) وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28)} [الجاثية/27، 28]. وفي (التفسير الميسر): «كل أمة تُدْعى إلى كتاب أعمالها».
على أن القس لما قرأ قوله تعالى {كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا} فهم الآتي: «وكل يدعو إلى كتابه»، فإن (كل أمة) في الآية مفعولة، لكن القس جعلها هي الفاعلة الداعية، فهذا النوع المتردد بين الجهل والاستعباط عادة ملازمة للقس كما أسلفنا.
جـ - قال القس: وشهد كل من القس والنبى على كتابهما بأنه يجمع ما فى الكتب السابقة، بل يستنسخانها: "وهذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون" (الجاثية 29). اهـ.
لو رجع إلى المصحف لعلم أن العبارة ليست لقس ولا نبي، ولا هي في الحياة الدنيا أصلاً، قال تعالى: {وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28) هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (29)} [الجاثية/28، 29].
ولما قرأ القس قوله تعالى {نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} الذي يفيد صراحة استنساخ العمل فهم منها استنساخ الكتب السابقة، على عادة القس في التردد بين الجهل والاستعباط.
><><><><><><><><><><><><
8 - اليهود يبرئون مريم .. هذا يعلمه الجميع!
قال القس: وتستفيض كتب النصارى فى الكلام على اضطراب يوسف عندما رأى مريم حاملاً بابنها، وعبثًا يحاول أن يبرئ نفسه ... وأوجزها القرآن بلومة عارفٍ ببراءة مريم فى قوله: «يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيًا» (مريم 28). اهـ.
ليست عبارة {يا أخت هارون} من تعليق القرآن المباشر، فلا القائل هو رب العالمين، ولا حتى محمد صلى الله عليه وسلم، وإنما العبارة حكاها القرآن على لسان شرار الخلق يهود، ولم يقولوها «بلومة عارف ببراءة مريم» بل قالوها استهزاءً من المبرأة وتوبيخًا لها وتقريعًا، واتهامًا لها بالفاحشة. ولكن أنّى للقس أن يعلم شيئًا من ذلك وقد كسل عن مطالعة المصحف! .. قال تعالى: {فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29)} [مريم/27 - 29].
><><><><><><><><><><><><
9 - النبي يقرأ القرآن المكتوب بنفسه .. لا جدال في هذا!
(يُتْبَعُ)
(/)
قال القس: والآيات التى تدل على معرفة محمد بالقراءة كثيرة، نذكر منها: ... «اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبًا» (الإسراء 14). اهـ. وقال القس الهمام في موضع آخر عن القرآن العظيم: أُعطى فى اللغة العربية ليتمكن محمد من قراءته وحده دون الاتكال على سواه: «اقرأ كتابك. كفى بنفسك اليوم عليك حسيبًا» (الإسراء 14). اهـ.
لو رجع الكسول إلى المصحف لعلم أن المأمور بالقراءة في الآية الكريمة ليس نبينا عليه الصلاة والسلام، وأن الكتاب المذكور ليس هو القرآن، فلا داعي لكل القصص والأفلام التي يعيش فيها ويغر بها نفسه. قال تعالى: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14)} [الإسراء/13، 14].
><><><><><><><><><><><><
10 - فرعون أو محمد .. لا يهم!
قال القس: فالوحى المحمدى إذن هو وحى لاحق لوحى سابق ... وإلهه هو إله بنى إسرائيل. قال: «لا إله إلا الذى آمنت به بنو إسرائيل» (يونس 90). اهـ.
لو رجع الأفندي إلى المصحف لعلم أن القائل ليس خير البشر صلوات ربي وسلامه عليه، وإنما هو شر البشر فرعون! .. قال تعالى: {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90)} [يونس/90، 91].
><><><><><><><><><><><><
11 - من القائل؟ .. هذا لا يعنينا!
قال القس: ولطالما صلى محمد إلى الله ليكون صادقًا أمينًا: ... «واجعل لى لسان صدق فى الآخرين» (الشعراء 84). اهـ.
لو رجع إلى المصحف لعلم أن العبارة ليست على لسان محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن القائل هو إبراهيم عليه السلام: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69) ... قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82) رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83) وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ (84)} [الشعراء/69 - 84].
><><><><><><><><><><><><
12 - القرآن يأمر بالغم عند ولادة الأنثى!
قال القس: وفيما يخص وضع المرأة وأحكام الزواج والطلاق، فالأمر شديد المشابهة فيما بين النصرانية والقرآن العربى، كما فى اليهودية سابقًا. جاء فى التلمود اليهودى أن "ولادة الأنثى سبب غم للأب"، وفى القرآن "وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودًا وهو كظيم، يتوارى من القوم من سوء ما بشر به". اهـ.
تنبيه: طالت هنا العبارة القرآنية التي استشهد بها القس، حتى ظننتُ أنه لم يأخذها عن (المعجم المفهرس) وإنما عن مصنف آخر، لأن (المعجم المفهرس) يقتصر في الاستشهاد ولا يطيل، ثم وجدت فيه تحت مادة (ب ش ر) نفس العبارة التي استشهد بها القس على طولها، والسر أنها حوت لفظة (بُشِّر) مرتين، فجاءت متتالية كأنها عبارة واحدة، فعلمت أن القس هكذا وجد فنقل، وأنه لم يخالف عادته.
لو رجع إلى المصحف لعلم أن الحال المذكورة ليست تشريعًا يشرعه القرآن أو يستحسنه، بل هي نقيض ذلك، هي حال جاهلية للكافرين يذمها القرآن، قال تعالى: {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ (57) وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (59) لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (60)} [النحل/57 - 61].
(يُتْبَعُ)
(/)
قد قالها من قبل (إسكندر شديد): «أبونا قزي مصنع للفرح المتواصل»!
><><><><><><><><><><><><
وبعد ..
رأينا القس يسيطر عليه هاجس تحزب النصارى وتفرقهم، حتى أنه لا يعرف (أحزابًا) إلا أحزاب النصارى، كما رأينا كيف حول (أصحاب الأعراف) إلى آلهة تعرف كل غيب، وكيف حول فجأة مترفي مكة الكافرين إلى (الملأ الأعلى) السماويين، ورأينا كيف شهد القس بكثرة نسخ البايبل المختلفة حتى كان لكل أمة نسختها المتميزة عن الأخرى، ورأينا اليهود يبرئون مريم، والنبي عليه الصلاة والسلام يقرأ القرآن المكتوب بنفسه، والقرآن يحث على الغم عند ولادة الأنثى ... الخ!
وضمن هذه الهراءات رأينا القس ينسب العبارات التي قالها هارون وعيسى وإبراهيم عليهم السلام وحتى فرعون إلى محمد صلوات ربي وسلامه عليه، وعبارات سليمان عليه السلام أصبحت على لسان النصارى، وكلام قوم نوح عليه السلام على لسان كفار قريش ... الخ!
وهذا طرف قصير أطلعنا القارئ عليه، وفي كتاب القس ما هو أكثر وأفدح.
><><><><><><><><><><><><
وبخلاف الغرضين الذين نبهنا إليهما في المقدمة، استفدنا أمورًا أخرى في هذه العجالة:
منها: طريقة القسيسين في فهم النصوص، فالفاعل يصير مفعولاً، والمفعول فاعلاً، والماضي مستقبلاً، والمستقبل ماضيًا، والآمر مأمورًا، والمأمور آمرًا ... الخ. وهذا مفيد لمن يتعجب من عقول أقوام عبدوا البشر العاجز، فيستطيع الآن بسهولة أن يتصور كيف فهموا قول المسيح لهم (أنا إنسان) على أنه يقول (أنا إله)!
ومنها: ثقة القسيسين الشديدة في غفلة قرائهم المقلدين، فالقس في الفقرة الواحدة يأتي بطامات كثيرة يستطيع القارئ بسهولة كشف زيفها بمجرد مراجعة المصحف، وبالرغم من ذلك لم يرتدع القس، ليقينه بأن قارئه لن يزيد نشاطًا عنه قيد أنملة!
ومنها: جواز تحريف الكتب المقدسة عند النصارى، فإن علماءهم - بعد التدليس - هم بهذا الكسل الذي رأينا، وعوامهم يبزونهم فيه، ألا ترى أنهم يتناقلون كتاب القس بلا مشاحة، ويبرزونه في وجه المسلمين ناسخين لاصقين بلا أدنى غضاضة، ولم يفكر واحدهم في التثبت ولو مرة واحدة من نص واحد استشهد به القس الكسول؟! .. فإذا كان هذا حال القوم وعلمائهم من الغفلة والخمول، جاز بشدة دخول التحريفات عليهم وهم نائمون! .. وهذا مجرد إثبات للجواز والإمكان لتقريب تصوير ذلك من عقل من يستشكل القول بالتحريف، وإلا فإثبات وقوع التحريف بيقين له أدلته المتوافرة - بفضل الله - في مقام آخر.
ومنها: فهم وتصور ما ثبت إجماع الموافقين والمخالفين عليه، من تشويه رجال الدين في الغرب لصورة الإسلام ونبيه في العصور السالفة، حينما كانوا يخبرون عوام النصارى عن أصنام يعبدها المسلمون داخل الكعبة فاقت الثلاثمائة أكبرها صنم محمد (صلى الله عليه وسلم)! .. فإذا استغرب البعض رواج هذه الخزعبلات على النصارى ودخولها عليهم، فله في مقالنا هذا عبرة تزيل عجبه، فإننا في عصر أُطلق عليه (ثورة الاتصالات)، ونسخ القرآن الإلكترونية على شبكة الإنترنت لا حصر لها، والبحث في ألفاظه سهل يستطيعه الذكي والغبي، وبالرغم من كل ذلك راج على النصارى جهالات القس وخزعبلاته، فمن باب أولى أن يروج عليهم كلام آبائه القساوسة في عصور أطلق عليها (عصور الظلام)!
><><><><><><><><><><><><
وأنبه على أني لم أرصد إلا طرفًا قصيرًا من كسل القس، وأما كذبه وتدليسه فقد أعرضت عنه، فله مقامه الآخر، ومثاله السريع قول القس: والصلاة بحسب أوقاتها المحددة هى نفسها فى النصرانية والإسلام: ثلاث مرات فى اليوم ... وحدد القرآن بقوله: «يا أيها الذين آمنوا ... ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر، وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة، ومن بعد صلاة العشاء ... » (النور 58). اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
والحذف في الآية الكريمة من القس، لأن النص الكامل للآية يكشف تدليسه، إذ يبين أن الآية ليست في تحديد مواقيت الصلاة، بل في تحديد أوقات العورات التي يجب فيها أن يستأذن العبيد والإماء والأطفال غير البالغين إذا أرادوا الدخول، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (58)} [النور/58].
وكذلك لم أتعرض لجهالات القس المضحكة وما أكثرها، يكفي أن يعلم القارئ أن القس المحترم يقرر أن جبريل نزل بالوحي ستين سنة ونيفًا على النبي عليه الصلاة والسلام! .. وأن هاروت وماروت ملاكان يحضران عن يمين الميت وشماله بعد قبض روحه! .. وأن نبينا عليه الصلاة والسلام وعد الفقراء "بالقضاء التام على أصحاب الثروة والمال «كى لا يكون دولة بين الأغنياء» (الحشر 7) "! .. إلى آخر جهالاته التي تضحك الحزين!
ولم أتعرض لغباواته الشديدة في فهم النصوص، وقد مر بك أمثلة لها في كلامي.
وكذلك لم أتعرض لمواطن (الاستعباط) في استدلالاته، وهي كثيرة بثيرة، ومنها تقريره بأنه لا ضحك في الجنة حسب القرآن لأن «كل صغير وكبير مستطر»! .. كما يرى أن الأفضل للمسلمين عدم القول بنزول جبريل بوحي الله، لأن أكثر البشر تنكر الملائكة! .. ويقرر أن العرب كانوا مؤمنين فعلاً قبل بعثة النبي عليه الصلاة والسلام، وأن القرآن لم يأمرهم بالإيمان، لكن كل ما ينقصهم مجرد الانضواء تحت لواء الإسلام .. هذا كل ما هنالك! .. إلى هنا والأمر لا يتعدى الجهل أو الغباء، أما الذي يجعلك تصنفه تحت نوع الاستعباط باستحقاق، فهو أن القس يستدل على هذه الهراءات بقوله تعالى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} [الحجرات/14]!!
فلم أتعرض لشيء من كذبات القس ولا تدليساته ولا جهالاته ولا غباواته ولا مواطن (الاستعباط) ولا ما شاكل ذلك، وإنما عرضت فقط لشيء من كسله وسفالة همته، إلا ما اضطررت إليه أثناء ذلك عرضًا لا قصدًا.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[03 Nov 2007, 10:55 م]ـ
أخي محب جزاك الله خيراً على ما تكرمت به وجعلك الله من المحبوبين في الدنيا والآخرة
هذاالبحث قيّم وقد بذل فيه صاحبه من الجهد الشيء الكثير أسأل الله عز وجل أن يجعل ذلك في ميزان حسناتكم
أرجو توضيح من هو صاحب البحث ...
بالاسم الحقيقي الكامل والتخصص والبلد و الجامعة
وفقكم الله وحماكم
ـ[محمد كالو]ــــــــ[04 Nov 2007, 01:49 ص]ـ
الأخ محب جزاك الله خيراً على هذا الجهد المبارك
ولكن من هذا (إسكندر شديد) الذي قال: «أبونا قزي مصنع للفرح المتواصل»؟
بارك الله فيك.
ـ[مرهف]ــــــــ[04 Nov 2007, 08:20 م]ـ
جهد مبارك وبحث ممتع جعله الله مقبولاً ونفع به آمين.
ولكن لكي تعليق أرجو أن أكون صائباً فيه، وإني - وإن كنت أوافق من حيث المبدأ على فكرة الكسل عند القوم - لكن أر أن هؤلاء يجتهدون في اختلاق الافتراءات والتأويلات الفاسدة على طريقة (الحشاشة) - مع المعذرة في استخدام هذه الكلمة ولكني وجدتها أنسب مفهوم لهؤلاء - وعلى سبيل المثال في إحدى القنوات التنصيرية التي خصصت وقتاً كبير من برامجها للكلام على الإسلام ظهرت حلقات متتابعة وما تزال عن تأملات في القرآن، المتابع لهذه الحلقات أو لحلقة واحدة منها يجد أنها تركز على مبدأ التثليث أو الإشراك، وكأنهم يقولون: إن كنتم تعيبون علينا التثليث والإشراك فأنتم أيضاً تشركون والدليل من القرآن هذا باختصار، ومثال ذلك: كان التركيز في إحدى الحلقات على أن الله لا يستطيع - حاشا الله ولكن هكذا قالوا - لا يستطيع أن يقبل أي عمل إلا إذا وافق محمد صلى الله عليه وسلم عليه أو كان صاحبه يتعبد فيه محمداً صلى الله عليه وسلم، واستدلوا لذلك بآيات منها: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعون يحببكم الله .. ) الآية، والمنهج المتبع في هذه الحلقات وأمثالها في القناة التنصيرية هذه هو نفس الأسلوب المتبع في كلامك أخي الحبيب (المحب)، بل وزادت هذه القناة تمثيلية مضحكة بأن يجعلوا في الحلقة رجلاً بزي عربي خليجي (كما تعرضه أفلام هوليود بكوفية وعباءة ولحية فيها شيب غير مشذبة) على أساس أن هذا مسلم يوافقهم في الكلام، والعجيب أن هذا الممثل لا يقدر على الكلام بالعربية إلا بلكنة واضحة تذكرني بلكنة الناطق باسم وزارة خارجية بريطانيا، ولا يستطيع أن يقرأ آية من القرآن كما أخطأ في قراءة إنا أعطيناك الكوثر مع قصرها.
وهذا يجعلنا نستشف بوجود اتجاه مجند إعلامياً عند هؤلاء القوم وجهد جديد لإعادة عهدهم في بداية القرن العشرين في إعاقة الصحوة الإسلامية والتشويش والتشكيك لأن المتابع لمقالاتهم وافتراءاتهم يجدها تمشي كلها بنسق واحد وبإسلوب واحد وبإيراد للأدلة والحجج على طريقة واحدة، فهم كما قلت أكسل من أن يقرأوا في كتب التفسير والعلوم الإسلامية، نعم ولكنهم مجتهدون في الافتراء وبتر النصوص والتدجيل والتمثيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مرهف]ــــــــ[04 Nov 2007, 08:22 م]ـ
أرجو قراءة هذا المقال
أوربا انتصار للمعرفة أم عودة للوثنية
http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&article=441079&issue=10546
ـ[محب]ــــــــ[04 Nov 2007, 08:28 م]ـ
د/ الطعان .. طالع تكرمًا الرسائل الخاصة .. نفعنا الله بكم.
الأخ الكريم (محمد كالو) .. أكرمك الله ورعاك.
(إسكندر شديد) - والله أعلم - هو (إسكندر جديد) .. وهو أحد العاملين المشهورين في مجال التبشير وانتقاد الإسلام .. وعبارته اقتبستها من مقال له، كان يعرض فيه آخر كتاب لهذا (الأب قزي)، أصدره هذا الأب باسمه الحقيقي، وهو عن الإسلام.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[04 Nov 2007, 10:23 م]ـ
أخي محب لا تتوقف ولا تترك قلمك يجف ... وفقك الله وأكرمك وبارك فيك.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[05 Nov 2007, 10:11 ص]ـ
بارك الله فيك يا أخي (محب)، وأسأل الله أن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى، وكم هو حسن أن ينبري فرقة من المسلمين لأمثال هذا الطاعن المسكين، وشدما أعجبني وقوفكم على التقاطه أجزاء الآيات من كتاب محمد فوؤاد عبد الباقي ـ نور الله ضريحه، وأسكنه جنانه الفسيحة ـ فلكم مني خالص الدعاء.(/)
ترجمة للقرآن تثير عاصفة احتجاج داخل البرلمان الأفغاني
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[05 Nov 2007, 07:13 ص]ـ
أثار قيام موظف كبير في الحكومة الأفغانية بترجمة القرآن إلى اللغة "الدارية" عاصفة في البرلمان وبين مسؤولين دينيين في البلاد، على ما أفاد نواب السبت 3 - 11 - 2007.
وهذه الترجمة إلى الدارية -وهي لغة شقيقة للفارسية وإحدى اللغتين الرئيسيتين المحكيتين في أفغانستان- لا تتضمن أية سورة بالعربية، وقد تفضي إلى تأويل خاطئ للعديد من المسائل، مثل المثلية الجنسية ورجم مرتكبي الزنى.
ومنع عدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ صاحب الترجمة محمد قوس زلماي، وهو صحافي سابق بات متحدثا باسم المدعي العام الأفغاني، من مغادرة البلاد بتهمة التأويل السيئ للقرآن.
وقال رئيس مجلس الشيوخ صبغة الله مجددي "ثمة مؤامرات منذ أعوام لإثارة انقسامات بين المسلمين، وهذه الترجمة والتشويه للقرآن من جانب قوس زلماي هي محاولة جديدة".
وأوضح عضو مجلس الشيوخ زلماي أن لجنة دينية شكلت السبت لدراسة هذه الترجمة، على أن تقدم تقريرا إلى البرلمان في اجتماعه المقبل.
وقال المترجم زلماي في اتصال هاتفي مع الوكالة الفرنسية "إنه لن يعلق على الأمر، مؤكدا أنه لن يغادر البلاد ما دامت هذه المشكلة لم تحل".
وهاجم أعضاء في البرلمان الأفغاني أخيرا دعوة دبلوماسي إسرائيلي إلى السفارة الأفغانية في برلين، الأمر الذي اعتبرته الخارجية الأفغانية خطأ تقنيا.
وكان البرلمان دان الأميركيين أيضا لأنهم وزعوا على أطفال كرات قدم مزينة بأعلام، أحدها علم المملكة السعودية الذي يحمل عبارة "لا إله إلا الله محمد رسول الله".
وقال زلمي "تقديم كرات القدم هذه، ودعوة إسرائيلي إلى السفارة الأفغانية وهذه الترجمة للقرآن تشكل مؤامرات هدفها إثارة الانقسام بين الطوائف المسلمة".
واتهم أحد زملائه أفضل أحمدي اليهود بالتآمر وجنود القوات الأجنبية المنتشرين في البلاد بعدم معارضة الحكومة وقتل مدنيين والتسبب بانقسامات دينية.
وفي الجمعية الوطنية، طالب القائدان السابقان للمجاهدين برهان الدين رباني وعبد الرب رسول سياف ونواب آخرون بإحالة قوس زلماي على القضاء.
وكان البرلمان طالب العام الفائت بإعدام أفغاني اعتنق المسيحية، وتمكن الأخير من مغادرة البلاد ونال اللجوء في إيطاليا.
المصدر ( http://www.alarabiya.net/articles/2007/11/03/41194.html)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[13 Nov 2007, 12:52 م]ـ
ومن المواضيع ذات الصلة:
مظاهرات في أفغانستان للمطالبة بإعدام مسئول أهان القرآن
الأهرام / تظاهر أكثر من ألف طالب جامعي في شرق أفغانستان أمس للمطالبة بإعدام مسئول أفغاني متهم بإهانة القرآن الكريم. وكان قد تم اعتقال الصحفي السابق محمد غوث زلماي ـ المتحدث باسم المدعي العام الافغاني ـ علي الحدود مع باكستان قبل اسبوع في أثناء محاولته الهروب بعد اتهامه باساءة تفسير القرآن في ترجمة جديدة له.
وقال شهود عيان ومسئولو الشرطة إن المتظاهرين رددوا هتافات مثل الموت لغوث زلماي: نحن نريده أن يشنق خلال مظاهرة غاضبة بمدينة جلال أباد , وأكد المتظاهرون أن زلماي أهان الدين الإسلامي ويجب ان يقتل.
وأغلقت المظاهرات الطريق الرئيسي الذي يربط بين جلال أباد والعاصمة كابول لعدة ساعات , كما انتشر العشرات من رجال الشرطة لمنع اندلاع أعمال عنف , ويخضع زلماي للتحقيق حاليا , بينما تبحث الشرطة عن الشيخ الذي وافق علي نشر نسخته المترجمة من القرآن والتي أطلق عليها القرآن النظيف وتم توزيع 6 آلاف نسخة منها , ولا تتضمن بعض الآيات العربية وتختلف في قضايا الشذوذ والزنا
المصدر ( http://www.almokhtsar.com/html/news/1727/1/80408.php)(/)
محمد أركون والمنهج الألسني النقدي في دراسة الظاهرة القرآنية
ـ[أحمد بوعود]ــــــــ[13 Nov 2007, 12:07 ص]ـ
محمد أركون والمنهج الألسني النقدي
بقلم - أحمد بوعود
1 - القراءة الإيمانية
2 - القراءة التاريخية الأنتربولوجية
3 - القراءة الألسنية والسيميائية النقدية
4 - ملاحظات نقدية
كثرت اليوم الدعوات إلى قراءة جديدة للقرآن الكريم، وتعالت بالاستفادة مما توصلت إليه العلوم اللغوية المعاصرة خاصة، والعلوم الإنسانية عامة، ومنهم من يدعو إلى ذلك عن حسن نية ورغبة في تحقيق استمرارية حفظ الوحي وصلاحية الشريعة لكل زمان ومكان، ومنهم من يفعل ذلك هدما للدين وقضاء عليه.
ولعل واجب الوقت يدعو إلى النظر في هذه القراءة وتلك الدعوات لتمييز صوابها من خطئها إن كان لها صواب، وبيان الرأي الذي يتفق مع الشرع والعقل والواقع واللغة، عوض الاكتفاء برمي أصحابها بالضلال والكفر، فذلك لا يجدي شيئا، خصوصا أن كثيرا من النخب المثقفة، والجاهلة بأمور الوحي وبأمور دينها يستهويها مثل هذه الأطروحات.
وفي دورته السادسة عشرة بدبي (دولة الإمارات العربية المتحدة) 30 صفر-5 ربيع الأول 1426هـ، الموافق 9 - 14 نيسان (إبريل) 2005، أكد مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي في قراره [2] على ضرورة تناول هذه القراءة الجديدة بالدرس والتحليل والنقد العلمي، عبر ندوات ومؤلفات، والحوار المنهجي الإيجابي مع أصحابها.
في هذا الإطار، اخترت نموذجا من أبرز هؤلاء الداعين إلى تطبيق المنهج الألسني النقدي في قراءة القرآن الكريم للدراسة، ويتعلق الأمر بالدكتور محمد أركون مؤرخ الفكر الإسلامي، الذي لا تشفي غليله تلك الدراسات التي اهتمت بالظاهرة القرآنية، فهي قاصرة عن بلوغ المستوى العلمي النقدي المطلوب. ولا يقصر هذا الحكم على الدراسات التي سادت في الفكر الإسلامي، قديمه وحديثه، وإنما يسحبه على الدراسات الاستشراقية، قديمها وحديثها. من هنا، كانت المنهجيات التي اهتمت بالظاهرة القرآنية ثلاثا، يبحث عن مكامن القصور فيها ويدل ويبشر بالدراسة الجديدة التي يراها موفية بالمعايير العلمية:
1 - القراءة الإيمانية:
يقصد أركون بالقراءة الإيمانية، أو اللاهوتية، كل التراث التفسيري الذي خلفه المسلمون، وكل ما دون عن القرآن الكريم، قديما وحديثا. وبعبارة أخرى، هو كل تعامل مع القرآن الكريم يرسخ الإيمان ويثبته في نفوس المومنين. وتتميز هذه القراءة بخاصيتين ملازمتين لها:
الأولى: "كل أنماط القراءات أو مستويات الاستخدام الإيماني للقرآن مسجونة داخل السياج الدوغمائي المغلق ( La clôture dogmatique).
والثانية: كبريات التفاسير الإسلامية التي فرضت نفسها كأعمال أساسية ساهمت في التطور التاريخي للتراث الحي تمارس دورها كنصوص تفسيرية أرثوذكسية (أي مستقيمة، صحيحة، مجمع عليها من قبل رجال الدين) " [3].
هذه القراءة الإيمانية، تستند في نظر أركون، إلى مبادئ/مسلمات لاهوتية يصعب مناقشتها من قبل جميع المسلمين أو وضعها موضع التشكيك. وتتمثل هذه المبادئ في:
1 - "كان الله قد بلغ مشيئته للجنس البشري عبر الأنبياء. ولكي يفعل ذلك فإنه استخدم اللغات البشرية التي يمكن للشعب المعني أن يفهمها. ولكنه في حالة أخرى تجل للوحي عبر النبي محمد، فإنه بين كلماته بلغته الخاصة بالذات، وبنحوه، وبلاغته، ومعجمه اللفظي بالذات. وكانت مهمة النبي/الرسول تكمن فقط في التلفظ بالخطاب الموحى به إليه من الله كجزء من كلام الله الأزلي، اللانهائي غير المخلوق ... ".
2 - "إن الوحي الذي قدم في القرآن من خلال محمد هو آخر وحي. وهو يكمل الوحي السابق له والذي كان قد نقل من خلال موسى وعيسى. كما أنه يصحح التحريف الذي لحق بالتوراة والإنجيل ... ".
3 - الوحي المتجلي في القرآن شامل وكامل ويلبي كل حاجات المؤمنين ويجيب على تساؤلاتهم. ولكن هذا الوحي القرآني لا يستنفد كلمة الله كلها. فالواقع أن الوحي ككل محفوظ في الكتاب السماوي (في اللوح المحفوظ). ينبغي أن نعلم أن مفهوم الكتاب السماوي المعروض بقوة شديدة في القرآن هو، في الواقع، أحد الرموز القديمة للمخيال الديني المشترك الذي كان شائعا في الشرق الأوسط القديم". ويستدل لرأيه هذا بعمل المستشرق السويدي و فيدينغرين [4] ( Geo Widengren)...
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - "إن جمع القرآن في نسخة مكتوبة ومحفوظة مادية بين دفتي كتاب يدعى المصحف يمثل عملية دقيقة وحرجة. ولكنها ابتدأت بكل دقة أيام النبي ثم أنجزت مع كل الضبط اللازم في ظل الخلفاء الراشدين وخاصة في ظل عثمان. وبالتالي، فالقرآن المحفوظ عن ظهر قلب، والمتلو، والمقروء، والمشروح من قبل المسلمين منذ أن انتشر مصحف عثمان، هو النسخة الكاملة، والموثوقة، والصحيحة للوحي الذي بلغ إلى محمد".
5 - "إن الوحي القرآني يمثل الشرع الذي أمر الله المؤمنين باتباعه بحذافيره. فاتباعه يمثل علامة على الاعتراف بمديونية المعنى تجاه الله ورسوله اللذين رفعا المخلوق البشري إلى مستوى الكرامة الشخصية عن طريق ائتمانه على الوحي ... "
6 - "إن التوتر الكائن بين هذه المكانة الإلهية للوحي وغايتها البشرية، وبين التصور الحديث للقانون الوضعي وللنظام الاجتماعي والسياسي قد وصل إلى ذروته منذ أن كانت أنظمة ما بعد الاستعمار قد فرضت الإسلام كدين للدولة، ثم أعطت في الوقت ذاته مكانة متسعة أكثر فأكثر للتشريع العلماني أو الدنيوي. وهذا التناقض غالبا ما يظهر أثناء مناقشة قانون الأحوال الشخصية الذي لا يزال خاضعا للأحكام القرآنية" [5].
من هذه المبادئ يكتشف أركون وجود تعايش بين مستويين من مستويات الوحي اللذين يخلط بينهما: كلام إلهي، أزلي، لانهائي، محفوظ في اللوح المحفوظ، ووحي منزل على الأرض بصفته الجزء المتجلي، والمرئي، والممكن التعبير لغويا، والممكن قراءته. وهذا الأخير هو الذي خضع لعملية التسجيل وقدس "بواسطة عدد من الشعائر والطقوس، والتلاعبات الفكرية الاستدلالية" [6]، ومناهج التفسير ...
إن التفسير الإيماني منغلق داخل السياج الدوغمائي، يتبع استراتيجية الرفض من أجل "المحافظة على الإيمان أو تجييشه وتعبئته إذا لزم الأمر" [7]، ويعتمد تشكيلة لا تراعي قواعد القراءة التزامنية ولا قواعد القراءة التطورية اللغوية. من هنا، يدعو أركون المستشرقين إلى تفكيك البديهيات والمسلمات والموضوعات أو المضامين التي تنسج وتؤسس التماسك المغامر لكل إيمان. ويقصد أركون بالتفكيك "الحفر على أساساتها على طريقة المنهجية الجنيالوجية ومن خلال المنظور الذي بلوره نيتشه لنقد القيمة. فعن طريق هذه المنهجية نستطيع أن نكشف عن الوظائف النفسية لهذه العقائد الإيمانية وعن الدور الحاسم الذي تلعبه في تشكيل تركيبة كل ذات بشرية" [8].
يعتبر أركون القراءات الإيمانية للنصوص التأسيسية محطات لانبثاق المعنى أو اندلاعه أو إبداعيته، كما هي محطات لانبثاق آثار المعنى والتصورات والتركيبات الأسطورية أو الإيديولوجية، بحسب الفئات الاجتماعية وأنماط الثقافة ومستوياتها. ذلك أن "تفاسير القرآن وتأويلاته المتتالية والمتنوعة عبر العصور تقدم لنا مثالا ممتازا على دراسة تطور جماليات التلقي الخاصة بالخطاب الديني: أي كيف استقبل هذا الخطاب من عصر لعصر؟ ربما قال أحدهم بأن هذه ليست إلا ملاحظات ثانوية لا قيمة لها. ولكن، كلنا يعلم أنه من المستحيل تقريبا أن يقرأ أحدنا أي نص (وخصوصا النصوص الدينية الرمزية) وهو متحرر كليا من الفرضيات والمسلمات الخاصة بالثقافات المهيمنة في عصره" [9]. ويدلنا على الطبري الذي يكتب في تفسيره "يقول الله تعالى" ثم "يعطي تفسيره بكل سهولة وارتياح بصفته التفسير الحقيقي لكلام الله كما أراد الله بالضبط، فإن الطبري لا يعي إطلاقا أن التفسير الذي ينتجه مرتبط بنوعية ثقافية وحاجيات مجتمعه، كما هو مرتبط بالمواقع الإيديولوجية والعقائدية التي اتخذها هو بالذات كفقيه مجتهد" [10].
ولا يسع الإنسان إلا أن يستغرب، إذ كيف لمفكر يدعي العلمية أن ينسب للطبري ما لم يقله! إن الطبري، كغيره من المفسرين، لا يعطي تفسيره باعتباره التفسير الحقيقي لكلام الله عز وجل! بل إنه مجرد اجتهاد في فهم المراد. وهذا الاجتهاد، طبعا، كان ممن توفرت فيه شروطه، وفي مقدمتها اللغة العربية التي بها نزل. أما تفسير القرآن الكريم ومحاولة فهمه بلغات غير العربية، وبأدوات غير أدواتها من غير تمحيص، فهذا عين الزلل.
(يُتْبَعُ)
(/)
إننا لا نجد عبارات التعظيم في كتابات أركون، لأنها من لوازم التيولوجيا، بل نجده يقول: "جاء في القرآن"، "تقول الآية ... " لأن كلمات "الله، والوظيفة النبوية، والكلام الموحى والكاشف، والمقدس، والثواب، والصلاة، وتسليم النفس إلى الله، الخ ... كل ذلك ينبغي أن يتخذ كمادة للتفحص التاريخي النقدي. وينبغي على المؤمنين أن يقبلوا بذلك" [11].
إن القراءة التيولوجية أو الإيمانية لا تخدم القرآن ولا الفكر الإسلامي، في نظر أركون. لذا، فهو يرى ضرورة خدمة الفكر الديني من قبل باحثين مستقلين، عوض خدامه المتحمسين، أو المجادلين الذين يستهدفون غايات أخرى. والباحثون المستقلون هم المستشرقون واللادينيون. فما الجديد الذي تضيفه قراءة هؤلاء؟
2 - القراءة التاريخية الأنتربولوجية
لا يميز أركون في هذه القراءة بين الباحثين المسلمين وبين الباحثين الأوربيين، وإن كان المقصود من هذه القراءة هم الباحثين الأوربيين. ويطبق عليها المعيار الإبستمولوجي الذي يطبقه على القراءة الإيمانية، والذي يتمثل في التمييز بين موقف الإيمان وبين موقف العقل النقدي.
ويلاحظ أركون أن كتابات المحدثين بما فيهم المسلمون من أمثال طه حسين الذين اهتموا أكثر من غيرهم بالاستعادة النقدية للتراث الديني أو الثقافي أو كليهما لم يعرفوا كيف يزحزحون المناقشة من أرضيتها السابقة نحو دراسة تمهيدية للأطر الاجتماعية والثقافية السائدة والخاصة بالمعرفة خلال القرنين الأول والثاني للهجرة. ويلح على ضرورة استعادة دراسة كل التاريخ الثقافي للمجال العربي والإسلامي ضمن المنظور المزدوج للتنافس بين العاملين الشفهي/ والكتابي والأسطوري/ والعقلاني، والغريب الساحر/ والمحسوس الواقعي، والمقدس/ والدنيوي الأرضي؛ ذلك أن التراث بصفته نسيجا نصيا ومعنى مضمونيا، يحمل علامات هذه المنافسة وآثارها. ومن هنا يستنتج ضرورة إعادة تقييم الشكل والمعنى لأن كل المفاهيم الأساسية المضطلع بها في المعاش الضمني للمومنين والتي سبق ذكرها هي الآن في طور الانتقال إلى حالة المعروف الصريح بفضل الاكتشافات الجديدة لعلوم الإنسان والمجتمع.
وعبر مفهوم مجتمع الكتاب يؤكد أركون أن للتراث بعدين كانت المقاربة التيولوجية الدوغمائية قد قللت من أهميتهما وشوهتهما، وهما:
- تاريخية كل العمليات الثقافية والممارسات العملية التي يندمج الكتاب المقدس بواسطتها داخل الجسد الاجتماعي ويمارس دوره فيه.
- سوسيولوجيا التلقي أو الاستقبال، ويقصد بها الكيفية التي تتلقى بها الفئات الاجتماعية أو الإثنية الاجتماعية المختلفة التراث. هذا التلقي الذي يعتبر مكملا لمفهوم التاريخية.
يرى أركون أن النقد التاريخي الذي يطبقه عالم الفيلولوجيا، المستشرق، على التراث خطوة لا بد منها، لكنه غير كاف. لذا ينبغي "تعميقه عن طريق التحليل الأنتربولوجي من أجل إحداث التطابق بين المادة العلمية المدروسة ومضامين التراث المعاشة من جهة، وبين الفعالية النفسية والتشكيلة البسيكولوجية العميقة للذات الجماعية الأخرى" [12]. فهذه الرؤية هي الكفيلة بإعادة النظر في التراث، والإجابة عن الأسئلة [13]:
- ما هي التراثات المحلية التي قلصها التراث الأرثوذكسي ثم من بعده قلصتها الحداثة التنميطية التوحيدية وحولتها إلى نتف وبقايا متفرقة؟
- وكيف حصل أن التراث الأرثوذكسي نفسه يميل إلى الانطواء والانزواء ورمي ذاته في ساحة العتيق البالي والخاطئ وتسفيهه من قبل الحداثة المادية وذلك بسبب غياب الحداثة العقلية القادرة على تجديده وإعادة التفكير فيه؟.
- ما التشوهات وأنواع البتر التي ألحقها هذا التراث الأرثوذكسي بنفسه من جراء حذفه وتصفيته لكل المدارس والمؤلفات والشخصيات الفكرية التي ظهرت داخل الإسلام واعتبرت "زنديقة" أو منحرفة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ويلح أركون على ضرورة الإجابة عن هذه الأسئلة بشكل تاريخي وخارج كل حكم ديني أو عقائدي وتيولوجي، لأن "الأرثوذكسية الإسلامية تضغط دائما بالمحرمات على الدراسة القرآنية وتمنع الاقتراب منها أكثر مما يجب" [14]. لكن المستشرقين في المرحلة التاريخوية والفيلولوجية وحدهم الذين استطاعوا انتهاك هذه المحرمات، لأن العقل العلمي -في نظر أركون- كان في أوج انتصاره، مدعوما من قبل الهيمنة الاستعمارية. ويدلنا بهذا الصدد على الأعمال النقدية للنص القرآني التي قام بها كل من نولدكه وبلاشير. أما اليوم، فقد تراجع ذلك بفعل المد الأصولي المتشدد.
يدل أركون القارئ على ثلاثة كتب نشرت بالأمس القريب:
- مقاربات لدراسة تاريخ تفسير القرآن .. أندريو ريبين، مطبوعات أكسفورد 1988.
- مقاربات لدراسة القرآن .. ج. ر. هاوتنغ وعبد القادر أ. شريف، روتليدج، لندن 1993.
- القرآن بصفته نصا .. كتاب جماعي بإشراف ستيفان ويلد 1996.
هذه الكتب، كما يقيّمها أركون، تخضع لمنهجية واحدة هي "المنهجية التاريخوية الفيلولوجية التي سيطرت على الاستشراق الكلاسيكي طيلة القرن التاسع عشر وحتى وقت قريب. فاستمرارية الإشكاليات التاريخوية والمجريات الفيلولوجية والفضول المعرفي الهامشي، كلها أشياء تسيطر على هذه الدراسات" [15]. وهذا أيضا ما وجده عند جوزيف فان إيس ( Joseph Van Ess)؛ ذلك أن القرآن يتطلب تطبيق كل المناهج عليه وليس فقط المنهجية الفيلولوجية التاريخوية.
مقابل هذه الأبحاث التي انتقدها يمجد أركون كتاب [16] جاكلين شابي ويعبر عن سعادته لكون الكتاب يسير في الاتجاه الذي يرغب الباحث المفكر ويسعى إليه، يقول: "إن كتابها يقدم المثال العملي المحسوس على إمكانية تحقيق طفرة نوعية، إبستمائية وإبستمولوجية، في الكتابة التاريخية عن القرآن. إن المؤلفة ترسم حدودا لا يمكن اختراقها بين القانون المعياري لمهنة المؤرخ من جهة وبين مجال الفكر الإيماني والمعرفة الإيمانية من جهة أخرى" [17]. ويستدرك أركون أن لجاكلين ميزة دمج هذا المجال الموضوع منهجيا على حدة داخل أرضية التحري والبحث التاريخي.
إن جاكلين شابي تجاوزت الصرامة العلموية للمنهجية التاريخية-النقدية التي كانت قد فرضت أحكامها منذ القرن التاسع عشر، كما حافظت على المنهجية الفيلولوجية وأغنتها عن طريق المكتسبات المنهجية والمصطلحية التي قدمتها الألسنيات الحديثة وعلى رأسها التمييز بين النص الشفهي وبين المكتوب ... [18]
3 - القراءة الألسنية والسيميائية النقدية
إن القراءتين التيولوجية الإيمانية والتاريخوية الاستشراقية تعانيان من ثغرات كبيرة، فهما في نظر أركون غارقتان في دائرة اللامفكر فيه. كما أن المعايير المطبقة في المجالين لا تنسجم مع المناهج اللغوية والنقدية والأدبية الحديثة. من هنا يقترح أركون منهجية جديدة في قراءة النص القرآني باستخدام المعارف اللغوية والسيميائية والنقدية ... ويؤكد محمد أركون أن علم السيمياء يطمح إلى الاستعادة النقدية التي تتخذ مسافة بينها وبين المواد المقروءة الأولية، ثم كل المواد الثانوية التي أنتجها التراث في آن معا.
وأشير هنا إلى أن كتاب الدلالة البنيوية (1966 Sémantique structurale) لألجيرداس جوليان كريماس (( Algirdas Julien Greimas يعتبر اللبنة الأساس لما يعرف بمدرسة باريس السيميائية الشهيرة، وهي المدرسة التي يتبناها محمد أركون، وإن كانت السيميائيات كدراسة لحياة العلامات قد بشر بها فردناند دو سوسير 1916 في كتابه دروس في اللسانيات العامة ( Cours de linguistiques générales)، وبورس ( Charles Sanders Peirce) في أمريكا.
لكن، كيف تقوم العلامات ( les signes) المستخدمة في النصوص بالدلالة على وتوليد المعنى؟ ما الآليات الألسنية المستخدمة من أجل إنتاج هذا المعنى المحدد وليس أي معنى غيره؟ لمن ينبثق هذا المعنى وضمن أي شروط؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ينبهنا أركون إلى أن هذه الأسئلة لا تهدف إلى نزع صفة الوحي عن النصوص ولا إلى إلغاء شحنتها التقديسية ولا إلى إزالة آثار معناها الروحي بالنسبة للمؤمنين. على العكس، إنها تهتم بهذه الأشياء والسمات وبوظائف المعنى بصفتها أساليب لتوليد الدلالة لا تزال تنتظر تحديد مكانتها المعرفية ضمن مقاربة شاملة تهتم بكل ما ينتج المعنى والدلالة [19]. لكن، ما العمل والنصوص التي يريد قراءتها لا تهتم بمسألة التمييز بين المعرفة والإيمان ( le savoir et le croire) ؟
ويوضح أن الزحزحة [20] ( déplacement) التي أحدثتها البحوث السيميائية والألسنية المعاصرة أصبحت في حكم المكتسبات المؤكدة التي لا تناقش. وهذا يدعو إلى إعادة النظر بعلاقة الفكر باللغة.
كما يلاحظ محمد أركون أن التراث عندما يتوجه إلى أكبر عدد ممكن من الناس فإنه يميل إلى ممارسة فعله وأثره رافضا - باسم الأرثوذكسية - تعددية المعاني والدلالات المتجلية في التفاسير والمدارس المختلفة، ورافضا أيضا إمكانيات المعنى الاحتمالية.
في هذا الإطار، لا يخفي أركون قلقه من قلة الأبحاث السيميائية على القرآن الكريم، باستثناء محاولة نصر حامد أبي زيد التي لا تشفي غليله، رغم كونه أول باحث مسلم يكتب بالعربية بادر إلى تطبيق الألسنيات الحديثة على النص القرآني وانتهك محرمات كثيرة بهذا الصدد. ورغم ما أحدثته كتاباته من ضجة فإن أركون يراها كتابات عادية تدل على مدى اتساع اللامفكر والمستحيل التفكير فيه [21]. ويرى أن الفكر الديني اليوم بحاجة إلى باحثين مستقلين بعد أن كان طيلة قرون عديدة إما حكرا على سدنته وخدامه المتحمسين، وإما وسيلة للمجادلين الذين يستهدفون غايات أخرى.
لماذا؟
لأن التحليل السيميائي في نظر أركون يفرض على الدارس ممارسة تمرين من التقشف والنقاء العقلي والفكري لا بد منه. إنه "يمثل فضيلة ثمينة جدا وخصوصا أن الأمر يتعلق هنا بقراءة نصوص محددة كانت قد ولدت وشكلت طيلة أجيال عديدة الحساسية والمخيال الجماعيين والفرديين. وعندئذ نتعلم كيف نقيم مسافة منهجية تجاه النصوص أو بيننا وبين النصوص "المقدسة" دون إطلاق أي حكم من الأحكام التيولوجية أو التاريخية التي تغلق باب التواصل مع المومنين فورا" [22].
فما العمل؟
يرى أركون أن على من يقوم بهذا التحليل السيميائي مهمتين:
- "الأولى: أن يتزود بتكوين علمي ويحيط بالأرضية المفهومية الخاصة باللسانيات والسيميائيات الحديثة مع ما يصاحبها من أطر التفكير والنقد الإبستمولوجي".
- "الثانية: أن يتدرب على التمييز بين الاحتجاج والإدراك والتأويل والتفسير الذي يتم في الإطار المعرفي الدوغمائي وبين التحليل والتفكيك للخطاب الديني. فهذان شيئان مختلفان" [23]. وهذه دعوة من أركون للقطيعة مع القراءة التيولوجية الإيمانية التي سادت في التراث التفسيري بمختلف أنواعها.
هذا، وأشير إلى أن دعوة أركون هي في عمقها تطبيق لقواعد النقد الأعلى والأدنى على القرآن الكريم. من هذه القواعد:
1 - لا بد للباحث أن يستخدم قاعدة الشك المنهجي، فلا يجزم بشيء يتعلق بالراوي إلا بعد التثبت من ذلك بأسباب قوية.
2 - دراسة البيئات السياسية والاجتماعية والأحداث التاريخية والصراعات العقدية، ومدى انعكاسها على الكاتب وبالتالي على النص.
3 - كيف جمع النص أولاً وما الأيدي التي تناولته، وما النسخ التي اشتمل عليها؟
4 - لا يؤخذ النص ككل بل يحلل إلى أجزاء ويدرك كل جزء على حدة.
5 - التحليل الداخلي الدقيق للنص للعثور على الأخطاء والاختلافات والتناقضات
6 - ملاحظة تطور الفكر العقدي من عصر إلى آخر، لاكتشاف اختلاف تواريخ كتابة أجزاء النص.
وإذا كانت هذه القواعد قابلة للتطبيق على النص البشري، فإن تطبيقها على القرآن الكريم يفترض القول إنه كتاب من تأليف بشر. وهذا ما يذهب إليه المستشرقون، فهل يوافق أركون على هذا؟
4 - ملاحظات نقدية
أعرض هنا لبعض الملاحظات التي لم يسعف السياق بإبدائها:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - إن القضايا التي أثارها محمد أركون بخصوص الظاهرة القرآنية بدءا من التسمية ليست من القضايا الجديدة في الدراسات القرآنية، وقد سبقه إلى إثارتها كثير من المستشرقين تمت الإشارة إلى بعضهم فيما سبق. كما أن إثارة أركون لهذه القضايا تفتقر إلى الدلائل والبراهين، وهذا ما يجعل بناءه الفكري الذي يدعي له العلمية بناء متهافتا سريع السقوط.
أما اختيار تسمية "الظاهرة القرآنية" فلأن كلمة القرآن مثقلة بالشحنات الإيمانية، لا تساعد -في نظره - على القيام بمراجعة نقدية، تحتاج إلى تفكيك ... ؟ إن أركون يتضايق من كل شي له علاقة بالإيمان. من هنا يأتي حرصه على تسوية كلام الله تعالى بكلام البشر، وهذا ما لا يقبله عاقل من أي ديانة كان.
إن منهج أركون النقدي التفكيكي هذا لا يقدم أي فائدة علمية، لا للمؤمنين بالقرآن الكريم وبالإسلام، ولا إلى غيرهم، بل إنه يهدف إلى تقويض كل ما له صلة بالوحي والغيب والإيمان، وبغير دليل. إنه يزحزح فقط من أجل التجاوز ( déplacer pour dépasser).
3- إن المتتبع لكلام أركون ليصدم بفكرة واحدة يحوم حولها، وهي قضية الإيمان. وهذه القضية تتفرع عنها مجموعة من القضايا هي من الخطورة بمكان. من هنا تنتصب أمام القارئ أسئلة لا متناهية:
- ما هو القرآن؟ ولماذا أنزل؟
- ما هو الإيمان؟ ما هو الإسلام؟
- ما الضرورة إلى القرآن؟
- لماذا الإيمان؟
فإذا كان أركون يرى في القراءة اللاهوتية مجرد ترسيخ للإيمان، والإيمان كما نعلم "أن تومن بالله وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره"، فإن هناك سؤالا يطرح نفسه وبإلحاح: ما الهدف من دراسة القرآن الكريم؟
4 - إن القراءة اللسانية تعني قراءة القرآن الكريم كما لو كان كتابا عاديا، وهي قراءة يتعاطاها الإنسان غير المسلم، كما كان يفعل المشركون وقت نزوله. وهي قراءة تعتمد أساسا على العقل، باعتبار أن اللسان هو ثمرة ما تجمع في العقل؛ ذلك أن "الكلمات تفهم ببنية معانيها الزمانية والمكانية، وبنية معاني الكلمات لأي لسان هو عقل ذلك اللسان وذلك القوم، ولذلك قال تعالى في سورة يوسف: (إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون)، أي العلاقة بين عروبة القرآن وعقله طردية" [24]. ولا داعي للتذكير هنا بالمزالق التي يمكن أن تؤدي إليها هذه القراءة من انحراف عن المقاصد وما أسفر عنها من معارك وحروب، لأنه في هذه الحالة لا يخضع القارئ لضوابط سوى ما يمليه عليه عقله [25].
6 - إن المنطلق الرئيس للسيميائيات عند كريماس كان هو الحكايات الشعبية، مما يجعل تطبيقها على النص القرآني فيه الكثير من المغامرة. أضف إلى ذلك أنه ما من نظرية ظهرت إلا وتحمل في طياتها نزعات الإيديولوجية التي أبدعتها قد لا تتفق والإيديولوجيات والهويات الأخرى. كما أن تطبيقها لا ينفصل عنها.
إن السيميائيات مطاردة للمعنى لا ترحم، بقدر ما يتمنع ويتدلل ويزداد غنجه، بقدر ما يكبر حجم التأويل ويزداد كثافة وتماسكا ويؤدي إلى "انزلاقات دلالية لا حصر لها ولا عد" حسب تعبير أمبيرتو إيكو [26]. ويمتد طموح الدرس السيميائي بوصفه علما يقارب الأنساق الهلامية، في نظر أصحابه، إلى تخليص حقول المعرفة الإنسانية من القيود الميتافيزيقية التي تكبلها، وتعوق أبحاثها من الوصول إلى نتائج تجعل منها علوما ذات سلطان لها مكانتها المرموقة في وسط المعرفة الإنسانية المعاصرة، وتمكنها من القراءة العلمية الدقيقة لكثير من الإشكاليات المطروحة، والظواهر الإنسانية التي لم تتعد إطار التأمل العابر، والتفسير الأفقي الساذج [27].
اقرأ أيضًا:
العنونة وأسماء السور في القرآن الكريم
الله والإنسان في القرآن
وجوه تجديد مناهج التفسير القرآني
تنقيح القرآن: لعبة التأويل والنص القرآني
--------------------------------------------------------------------------------
باحث مغربي. [1]
[2]- انظر مجمع الفقه الإسلامي، قرار رقم 146 (4/ 16) بشأن القراءة الجديدة للقرآن وللنصوص الدينية.
[3]- محمد أركون، الفكر الأصولي واستحالة التأصيل ص 65.
[4]- يحيل هنا إلى كتابيه محمد رسول الله وصعوده (أوبسالا 1955)، وصعود الرسول والكتاب السماوي (أوبسالا، 1950).
[5]- محمد أركون، القرآن من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني ص 19 - 20.
[6]- نفسه ص 25.
(يُتْبَعُ)
(/)
[7]- محمد أركون، الفكر الأصولي واستحالة التأصيل ص 67.
[8]- نفسه.
[9]- محمد أركون، الفكر الإسلامي .. قراءة علمية ص 166.
[10]- محمد أركون، الفكر الإسلامي نقد واجتهاد ص 235.
[11]- محمد أركون، الفكر الأصولي واستحالة التأصيل ص 104.
[12]- محمد أركون، الفكر الإسلامي .. قراءة علمية ص 37.
[13]- نفسه ص 44.
[14]- محمد أركون، الفكر الأصولي واستحالة التأصيل ص 44.
[15]- نفسه ص 46.
[16]- رب القبائل. إسلام محمد ( Le seigneur des tribus. L'Islam de Mahomet).. منشورات نويزيس، باريس 1997.
[17]- محمد أركون، الفكر الأصولي واستحالة التأصيل ص 50.
[18]- راجع المرجع السابق ص 51 وما بعدها للتعرف على مميزات عمل جاكلين شابي كما يبينها أركون.
[19]- انظر محمد أركون، الفكر الإسلامي .. قراءة علمية ص 33 - 34.
[20]- يترجم هاشم صالح déplacer بالزحزحة، بينما يترجمها مختار الفجاري بالتحويل ... انظر الفجاري، نقد العقل الإسلامي عند محمد أركون ص 13.
[21]- يحيلنا أركون هنا إلى كتاب نصر حامد أبي زيد، مفهوم النص .. دراسة في علوم القرآن .. المركز الثقافي العربي 1990 البيضاء.
[22]- محمد أركون، الفكر الإسلامي .. قراءة علمية ص 32.
[23]- محمد أركون، القرآن .. من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني، ص 5.
[24]- عمران سميح نزال، المدخل العلمي والمعرفي لفهم القرآن .. نظرات في التجديد المنهجي، دار قتيبة دمشق، دار القراء عمان، ط1، 2002، ص 39.
[25]- انظر أثر التفسير اللغوي في انحراف المفسرين في التفسير اللغوي للقرآن الكريم لمساعد بن سليمان بن ناصر الطيار، دار ابن الجوزي، السعودية، ط 1، 1422، ص 499 وما بعدها
[26]- انظر سعيد بنكراد، السيميائيات .. مفاهيمها .. تطبيقاتها، منشورات الزمن، 2003، ص 35.
[27]- أحمد يوسف .. تحليل الخطاب .. من اللسانيات الى السيميائيات، مجلة نزوى.
... عن موقع إسلام اون لاين: http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1193049475963&pagename=Zone-Arabic-Shariah%2FSRALayout[/size][/size][/size][/size][/size][/font]
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[13 Nov 2007, 11:23 م]ـ
وفقك الله وأيدك بحث قيم ورائع ... وهادئ وسلس ينساب إلى النفس بهدوء
حماك الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Feb 2008, 02:07 م]ـ
بارك الله فيكم على هذا المقال الموفق، ولي طلب من الأستاذ أحمد بوعود - بارك الله فيه - وهو أن يدلنا على كتب ينصح بها لفهم منهج هذه الدراسات الألسنية المعاصرة ليكون الواحد على بينة عند قراءة مثل كتب أركون وغيره وفهم مصطلحاتها.
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[14 Feb 2008, 10:33 م]ـ
الأخ الفاضل / أحمد بوعود
تقول في مقالك
ويلح أركون على ضرورة الإجابة عن هذه الأسئلة بشكل تاريخي وخارج كل حكم ديني أو عقائدي وتيولوجي، لأن "الأرثوذكسية الإسلامية تضغط دائما بالمحرمات على الدراسة القرآنية وتمنع الاقتراب منها أكثر مما يجب" [14].
يا شيخ أحمد بوعود أنتم تنشأون على دين قويم كان وله صبغته، أم أن الأمر مستأنف كل يضع له صبغة بما يريد وبما يصطلح.
يا شيخ أحمد بوعود
الدين قويم وله صبغته من استلم الراية ممن سبقوه من آبائه وأجداده يكمل هذاالدين على صبغته
ومن يسلم يسلم على صبغته.
أما ما هذا الهراء في الاصطلحات ((الأرثوذكسية الإسلامية))
يا شيخ أحمد بوعود إن كلمة ((الأرثوذكسية)) هي اسم للطائفة النصرانية الملعونة الخسيسة التي تدعي أن إلههم كائن في تلك الفزورة ((واحد تزوج أمه خلف نفسه)). التي ابنت الله.
إن الإسلام الذي ظل فوق الـ 1440 سنة لم تختلط به هذه التسمية ليلفظ هذه التسمية، واعلموا أنكم في أمر ذي صبغة كونوا عليها ولا تحدثوا،
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[14 Feb 2008, 10:52 م]ـ
يا أخ أحمد بوعود
من نصر حامد أبو زيد الذي تقول:
[21]- يحيلنا أركون هنا إلى كتاب نصر حامد أبي زيد، مفهوم النص .. دراسة في علوم القرآن .. المركز الثقافي العربي 1990 البيضاء.
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D8%B5%D8%B1_%D8%AD%D8%A7%D9%85%D8%AF_%D8%A3 %D8%A8%D9%88_%D8%B2%D9%8A%D8%AF
وفيه:
(يُتْبَعُ)
(/)
وعندما قدم أبحاثه للحصول على درجة أستاذ تكونت لجنة من أساتذة جامعة القاهرة بينهم د. عبد الصبور شاهين الذى اتهم في تقريره د. نصر بالكفر، وتلقى المتشددون الاتهام وحدثت القضية المعروفة التى انتهت بترك نصر الوطن إلى المنفي، منذ 1995 بعد أن حصل على درجة أستاذ، بأسابيع. [1]
أعلنت مؤسسة ابن رشد للفكر الحر، المؤسسة التى تأخذ على عاتقها دعم حرية التعبير والديمقراطية في العالم العربي، منح جائزتها للمفكر والباحث المصرى في علوم القرآن والتفسير الدكتور نصر حامد أبوزيد، وذلك الساعة الخامسة مساء يوم الجمعة الموافق 25 نوفمبر عام 2005، في معهد جوته برلين. لكفاحه المتواصل من أجل إعادة قراءة معانى القرآن قراءة مستقلة عن التفسير التقليدي، دافعاً حريته الشخصية ثمناً لذلك. وهو مقيم إلى الآن في منفاه بهولندا. وقد تم اختياره من قبل لجنة تحكيم مستقلة. وستقوم المؤسسة بتسليمه الجائزة. وهو مفكر عربى إسلامى متميز ومجتهد في أصول الدين.
وفيه:
أثارت كتابات الباحث المصرى ضجة إعلامية في منتصف التسعينيات من القرن الماضي. فقد أتُهم بسبب أبحاثه العلمية بالارتداد الإلحاد. ونظراً لعدم توفر وسائل قانونية في مصر للمقاضاة بتهمة الارتداد عمل خصوم نصر حامد أبو زيد على الاستفادة من أوضاع محكمة الأحوال الشخصية، التى يطبق فيها فقه الإمام أبو حنيفة، والذى وجدوا فيه مبدأ يسمى الحسبة طالبوا على أساسه من المحكمة التفريق بين أبو زيد وزوجته، وكان الهدف هو إسكات المثقف عن طريق القضاء. واستجابت المحكمة وحكمت بالتفريق بين نصر حامد أبو زيد وزوجته قصراً، على أساس أنه لا يجوز للمرأة المسلمة الزواج من غير المسلم. حياة الزوجين باتت في خطر، وفى نهاية المطاف غادر نصر حامد أبو زيد وزوجته د. ابتهال يونس الأستاذة في الأدب الفرنسى القاهرة نحو المنفى إلى هولندا، حيث يعمل نصر حامد أبو زيد الآن أستاذا للدراسات الإسلامية بجامعة لايدن ..
وانظر:
http://www.al-jazirah.com.sa/culture/06112006/fadaat9.htm
وانظر:
وفيه:
فالمفكر (نصر حامد أبو زيد) يعطينا دلالات معرفية مثيرة أساسها التفسير بأسبابه، ومقتضياته وينبغي علينا أن نذكر بأنه كمفكر عربي معاصر، طاردته المحاكم بسبب خروجه على الخط المقرر من قبل فقهاء عصره، وصار مقيما في هولندا (تولد عام 1943م وحاصل على دكتوراه دراسات إسلامية من القاهرة 1972م)، وقد عرج متوقفا عند (محيي الدين بن عربي) بأكثر من كتاب، وأكثر من مقام ومقال، والرجل لم يكن متصوفا كبيرا، فحسب، وإنما كان عالما مقتدرا بين علماء عصره، وقد ترك بصمات دلالية على نهج تفكيره، فكان فيلسوفا أيضا، إذ أنتج أفكارا حاج بها كل المفكرين الذين جايلوه، وبقيت تومض كالدر المكنون في أبيات الشعر الصوفية التي بقيت خالدة، إضافة إلى فتوحاته النصية الرائعة في كتابه العبقري (الفتوحات المكية)
أظن يكفي للأخوة هنا في منتدانا الحليم ذي سعة الصدر هذا الكلام .......
وهل تريدون بقية أم نجعل الأمر فيما هو مُجْدِيّ.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[27 Feb 2008, 11:41 م]ـ
إن أركون وغيره ممن يرون تطبيق المناهج اللسانية الحديثة لم يفطنوا لقضية المرحلية في حياة الفكر البشري وعلاقة ذلك بلغة القرآن الكريم. فالمرحلية البشرية ماحقة لما يسبقها في الغالب، كما يرى المتأمل من خلال التغير المتسارع لمرحلة الحداثة ومرحلة ما بعد الحداثة ( postmodernism) ، والمشكلة الحقيقية هنا هو أن هذا التغير المنفلت يمس جوهر اللغة، أي على مستوى التركيب وعلى مستوى المضمون، حتى دخل الفكر التابع لهذه اللغة في مرحلة التغرب المفاجيء مع العالم من حوله ( alienation). القرآن، كما تعلمون يخاطب بلغته الخاصة الإنسان السوي المولود على الفطرة بمعناها الشامل، وهذا الإنسان هو الذي تسعى مرحلة ما بعد الحداثة إلى مسخه، ولو من غير قصد، ومسخ الإنسان يتبعه لزاماً مسخ مخرجاته التي يأتي في مقدمتها لغته. ولكن هذا لا يعني فساد المناهج اللسانية عامة، بل فيها أشياء جديرة بالدراسة والتأمل، وهي قائمة على أصول واضحة نوعا ما بحيث لا يخفى على الدارس مكان الخلل إن وجد، أما المناهج اللسانية التي يغرم بها أركون ومن شابهه فزئبقية، تتبع الذائقة والتجريد، وهي مفارقة تفسد النظر الموضوعي للأشياء العادية فضلاً عن القرآن الكريم.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[28 Feb 2008, 02:08 ص]ـ
الأخ الفاضل مصطفى علي: الباحث أحمد بوعود يقدم دراسة نقدية لما يكتبه أركون وهو يلفت النظر إلى المواقع التي أخطأ فيها أركون ....
والنص الذي أخذته عليه وهو // ويلح أركون على ضرورة الإجابة عن هذه الأسئلة بشكل تاريخي وخارج كل حكم ديني أو عقائدي وتيولوجي، لأن "الأرثوذكسية الإسلامية تضغط دائما بالمحرمات على الدراسة القرآنية وتمنع الاقتراب منها أكثر مما يجب" [14].
هذا النص هو منقول من كتابات أركون فلفظة الأرثوذكسية مصطلح يردده أركون كثيراً في وصف الفكر الإسلامي ...
ربما لم تلاحظ الإحالة الموجودة ....
وليتك لاحظت ان الباحث يقدم نقداً للخطاب الأركوني بالطريقة التي تلائمه ... وبهدوء وبدون تشنج.
وفقكم الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بوعود]ــــــــ[29 Feb 2008, 01:46 ص]ـ
احبابي الكرام/ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يسع المرء إلا ان يطمئن لهذا النقاش الجاد الذي أسأل الله ان يكون حجة لنا يوم القيامة، وأن يكون من معالم الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي احسن ... فما أحوجنا إلى المجادلة بالتي هي احسن في مثل هذه المواضيع، لا لشيء سوى من أجل عتق رقاب خاضعة لغير الله تعالى، وإنما خاضعة للهوى ولنحلة الغالب. وقد يكون هذا مبرري في عدم نهج سلوك التكفير مع المخالفين من اصحاب القراءات الحداثية ... وقد عاب علي كثيرون ذلك، سواء من خلال هذا المقال او من خلال حوار أجرته معي صحيفة الوقت البحرينية في الموضوع، منذ شهرين تقريبا .. وأقترح هنا على أحبابي الأفاضل الإلمام بالفكر الغربي ومنعطفاته والنظريات المعاصرة في مجالات الفهم والتفسير بمختلف مشاربها والوانها لن ذلك يعيننا في معرفة مكامن الخلل عند من يتصدى لهذه القراءات، فضلا عن رسوخ القدم في الشرعيات. وهذا لن يكون بجهد خاص يبذله الباحثون، لأن التعليم بجامعتنا العربية يعرف فصلا مهولا بين الشرعي والفلسفي، بين العلومي والأدبي، بين اللغة العربية واللغات الأجنبية ... والأمثلة هنا عديدة.
وامتثالا لرغبة أخينا وصديقنا الفاضل عبد الرحمن الشهري أضع بين أيديكم هذه المراجع التي تحضرني الآن:
1.يوسف (أحمد): السيميائيات الواصفة وجبر العلامات، المركز الثقافي العربي، البيضاء، ط1، 2005
2.دريدا (جاك): الكتابة والاختلاف، حوار وترجمة كاظم جهاد، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء سنة 1988.
3.دريدا (جاك): مواقع، (حوارات)، ترجمة فريد الزاهي دار توبقال، البيضاء، ط1. 1992.
4.بنكراد (سعيد): السيميائيات السردية .. مدخل نظري، منشورات الزمن 2001.
6.بنكراد (سعيد): السيميائيات .. مفاهيمها .. تطبيقاتها، منشورات الزمن.
7. Greimas (A.G. et J.Courtés): Sémiotique. Dictionnaire raisonné de la théorie du langage, Paris, Hachette, Volume 1 : 1679, Volume 2 :1986.
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[15 Sep 2010, 05:27 م]ـ
يرفع للفائدة بمناسبة وفاة أركون.(/)
إشكالية ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الألمانية تحت مجهر البحث العلمي
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[13 Nov 2007, 03:00 ص]ـ
إشكالية ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الألمانية تحت مجهر البحث العلمي
شيرين حامد فهمي
المصدر: موقع إذاعة كولونيا -صوت ألمانيا بالعربية ( http://www.dw-world.de/dw/article/0,2144,2110893,00.html)
تلعب تراجم الكتب المقدسة إلى اللغات الأخرى دوراً هاماً في إطار الحوار الثقافي والديني والإطلاع المباشر على معتقدات الآخر، إلا أن عملية ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الألمانية لا تخلو من بعض الإشكاليات والصعوبات.
عملية ترجمة القرآن الكريم إلى اللغات الأوروبية بوجه عام وإلى اللغة الألمانية بوجه خاص ليست بالجديدة. كما أنها ليست مجرد رد فعلٍ فُجائي على أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 أو السابع من يوليو/تموز 2005، بل هي عملية امتدت على مدار التاريخ وأثمرت حتى الآن عن إصدار 38 ترجمة ألمانية للقرآن ظهرت باكورتها في القرن السابع عشر الميلادي، وتحديداً في عام 1616، على يد سالومون شفايجر.
وعلى الرغم مما تبدو عليه تلك العملية من إيجابية، إلا أنها لم تخل من السلبيات، التي كان لها تأثيراً سيئاً على القارئ الغربي. وهذا ما دفع الباحث المصري محمود محمد حجاج، المدرس المساعد بقسم اللغة الألمانية بجامعة الأزهر، إلى تسجيل أطروحته لنيل درجة الدكتوراة من جامعة كاسل الألمانية حول إشكالية ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الألمانية. موقعنا أجرى معه حواراً حول موضوع أطروحته العلمية.
* "اللغط في التراجم كان السبب":
"إن الذي دفعني إلى تبني هذه الأطروحة هو ما لاحظته من اللغط الفادح في تراجم القرآن، واختلاف بل وتناقض تلك التراجم مع بعضها البعض، مما كان له مردود غير إيجابي على المُتلقي الغربي". هكذا بدأ محمود محمد حجاج حديثه مع موقعنا، مُعللاً الدافع الرئيسي وراء أطروحته، التي شد من أجلها الرحال إلى ألمانيا. فبعد إنهائه لرسالة الماجستير – حول "إشكالية ترجمة المصطلحات الإسلامية" بجامعة الأزهر في مصر – اتجه إلى أولاً سويسرا، عاكفاً على تعميق دراسة اللغة الألمانية، وانتقل بعد ذلك إلى جامعة كاسل بولاية هيسن لمقارنة التراجم الألمانية. إن أكثر ما يؤرق حجاج هو اللغط المتعلق بترجمة مصطلحات عديدة كمصطلح "الجهاد"، على سبيل المثال، إذ يتم ترجمة هذا المصطلح وغيره في صور شتى، مما يضع القارئ الألماني في بحر لا قرار له من الشك والريبة، على حد تعبيره.
* نوع الترجمة يعتمد على نوع المتلقي:
تنقسم التراجم الألمانية للقرآن الكريم إلى تراجم علمية، مثل ترجمة رودي باريت، وتراجم جمالية مثل ترجمة فريدريش روكرت. ويرى حجاج أن "كل ترجمة تتجه إلى متلقٍ بعينه؛ ومن ثم لا نستطيع القول أن ترجمة باريت أفضل من ترجمة روكرت أو العكس." وعلى سبيل المثال، "تعتبر ترجمة مراد هوفمان في عام 1999 من أيسر التراجم للمتلقي الألماني المبتدئ الذي لم يقرأ عن الإسلام من قبل." ويضيف حجاج قائلاً: "هناك آيات قرآنية جمالية، وأخرى تعتمد على الأحكام؛ فإذا رغب المُتلقي الألماني في فهم الآيات الجمالية، فعليه اللجوء إلى ترجمة روكرت؛ وإذا رغب في فهم الآيات الدالة على الأحكام، فعليه أن يلجأ إلى ترجمة باريت". وهكذا يتحقق، من وجهة نظره، مبدأ التوازن بين النهجين المختلفين.
* صعوبات الترجمة:
ويرى حجاج أن الصعوبات، التي تواجه المترجم الألماني عند اقترابه من القرآن الكريم، تكمن في كثرة المصطلحات القرآنية ذات المدلول الحضاري الإسلامي، والتي لا يفهمها المُترجم الألماني. والسبب في ذلك واضح وبسيط: "فتلك المصطلحات تنبثق عن الحضارة الإسلامية وحدها، ومن ثم لا تعرفها الحضارة الغربية. فمصطلحات مثل "الموقوذة" و"المُتردية" و"النطيحة" ليست موجودة في الثقافة الغربية، مما يجعل إدراكها بالنسبة للمترجم الألماني صعباً للغاية، إن لم يكن مُستعصياً". أما ثاني تلك الصعوبات – كما يفيد حجاج – فتتمثل في "البُنية اللغوية التركيبية للقرآن، والتي تستعصي أيضاً على فهم وإدراك المُترجم الألماني. فعلى سبيل المثال، يوجد في القرآن انتقال دائم من ضمير المتكلم إلى ضمير الغائب؛ وهذه النقلة – التي يسميها علماء التفسير – بظاهرة "الالتفات" تمثل مُعضلة أخرى للإدراك الغربي. مُلخص القول، إن ترجمة القرآن الكريم ليست بالأمر البسيط أو الهين؛ وإن تفسيره ليس سهلاً، كما يعتقد الكثير من الناس. فإذا كان تفسيره صعباً على أهله المسلمين، فكيف يكون على غير أهله؟؟ "
* أخطاء يقع فيها المُترجمون:
ويأخذ حجاج على كثير من المُترجمين تجاهلهم لتلك الصعوبات، والتعامل مع القرآن كنص أدبي أو لغوي، وليس باعتباره كتاباً مُقدساً. "فهم يُشمرون عن سواعدهم، ويرمون بأنفسهم في بحر الترجمة اللغوية والأدبية، متغافلين لجانب الديني في القرآن. بل قد يتجرءون على ترجمة النص القرآني، بدون دراية كافية بعلوم القرآن." والترجمة كما يرى حجاج: "هي نوع من التفسير؛ وتفسير القرآن لا يجوز إلا بمعرفة وضبط علوم القرآن، التي تحتوي على علم التفسير وعلم أسباب النزول وعلم الناسخ والمنسوخ وعلم البلاغة. فمن يزج نفسه في ترجمة القرآن دون معرفة تلك العلوم، إنما يفتقد الوسائل والأصول المؤدية لبلوغ حقيقة ذلك العلم القرآني. ومن فقد الأصول فقد الوصول"، على حد قوله.
ومن ثم، فإن وصية حجاج لمترجمي القرآن إلى اللغة الألمانية، سواء كانوا من المسلمين أو غير المسلمين، هي الاتجاه إلى العمل المؤسسي الذي يستطيع أن يتبنى هذا العمل الضخم والصعب في آن واحد. ويدعو حجاج إلى إيجاد مؤسسات لترجمة لقرآن الكريم، تضم مسلمين وغير مسلمين، عرب وألمان، على أن يكون جميع العاملين من ذوي الدراية العلمية الكافية بخصائص اللغة والعلوم الشرعية والحضارة الألمانية. ويأمل حجاج بإيجاد "تراجم ألمانية للقرآن تخاطب الألماني في بيئته، وفي نفس الوقت تتبنى قواعد علمية مأخوذة من التراث الإسلامي والعلوم اللغوية الحديثة على حد سواء."(/)
السلطات المصرية ألقت القبض على عضوين بها .. منظمة «مسيحيو الشرق» تروج سورا قرآنية محرف
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[13 Nov 2007, 01:18 م]ـ
الشرق / ألقت أجهزة الأمن المصرية أمس القبض على عضوين بمنظمة «مسيحيو الشرق الاوسط» اثناء قيامها ببث سور من القرآن الكريم بعد تحريفها عبر شبكة الإنترنت وتم ترحيلهما إلى نيابة أمن الدولة العليا.
ووجهت لهما النيابة اتهامات نشر بيانات كاذبة من شأنها إحداث ضرر بالمصلحة العامة والترويج لأفكار متطرفة بقصد اثارة الفتنة الطائفية وازدراء الاديان السماوية والاضرار بالسلام والامن الاجتماعي من خلال نشر سور محرفة من القرآن على بعض مواقع الإنترنت التي تدعو للتنصير والتبشير.
وقررت النيابة احالة المضبوطات إلى مصلحة الادلة الجنائية لفحصها واعداد تقرير مفصل عن محتوياتها.
المصدر ( http://www.almokhtsar.com/html/news/1727/4/80419.php)
ـ[مرهف]ــــــــ[13 Nov 2007, 06:35 م]ـ
وأين دور المؤسسات الإسلامية و على رأسها الأزهر في هذه القضية؟ لم نسمع عن ذلك شيئاً، أرجو من الأخوة في مصر إن كان لديهم جديد في هذه القضية أم أن الإعلام سكت عنها (كرمال عيون النصارى) وحتى لا يشار إليهم بتهمة أو سوء!!!؟(/)
تحديث فهرس مواضيع ملتقى الإنتصار للقرآن
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[16 Nov 2007, 09:56 م]ـ
من أهداف الملتقى أن يكون مرجعاً للمهتمين ,وهذا نرجو تحققه مع الوقت , وقد طرح الإخوة الكرام جملة من المواضيع المهمة وتعددت هذه المشاركات وبحسب طبيعة الملتقيات فإن المواضيع كما تعلمون تكون بحسب تواريخها وآخر مشاركة فيها, ورغبة في تحقيق أكبر قدر من الفائدة فقد رأيت وضع روابط للمواضيع التي يكثر تكراراها وتعددت المشاركات فيها وسنقوم بتحديثها باستمرار إنشاء الله تعالى ,ونرجو ممن له مشاركة في المواضيع المذكورة لم تلحق هنا تنبيهي على ذلك برسالة خاصة وشكراً لكم جميعاً.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[16 Nov 2007, 09:59 م]ـ
http://www.3tt3.net/up/izxgfiles/cAW13682.gif
دعوة للدفاع عن القرآن ضد شبهات المغرضين من المستشرقين والمبشرين! / أبو محمد أشرف ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=888)
شبهات المستشرقين حول جمع القرآن / أبو تمّام ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=539)
دعوة للدفاع عن القرآن ضد شبهات المغرضين من المستشرقين / مرهف ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4205)
آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره / أحمد البريدي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=6923)
الأساليب التبشيرية في العصر الحديث / أبوأحمدعبدالمقصود ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9595)
دائرة المعارف الإسلامية الاستشراقية .. أضاليل وأباطيل " د/إبراهيم عوض / كرم ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=8359)
سبب اهتمام المستشرقين بتاريخ القرآن! / عبدالرحمن الشهري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=1454)
اضحك على ترجمات المستشرقين / الجندى ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4982)
القراءات القرآنية بين الفكر الاستشراقي ودراسات العلماء / القاضي الأثري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4936)
مقاصد المستشرقين من طبع كتب التفسير وعلوم القرآن؟! / المحرر ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=2288)
تاريخ حركة ترجمة معاني القرآن الكريم من قِبل المستشرقين ودوافعها وخطرها / عبدالرحمن الشهري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=7801)
" المستشرقون والقرآن" للدكتور إبراهيم عوض / كرم ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=7579)
وقفات .. مع شبهات المستشرقين في التفسير بالرأي - 1 - / فهد الوهبي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=220)
وقفات .. مع شبهات المستشرقين في التفسير بالرأي - 2 - / فهد الوهبي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=7420)
دائرة المعارف الإسلامية الاستشراقية .. أضاليل وأباطيل " د/إبراهيم عوض / كرم ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=8359)
مصدر القرآن .. دراسة لشبهات المستشرقين والمنصرين حول الوحي المحمدي " د/إبراهيم عوض / كرم ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=5921)
مؤلفات حديثة ضد القرآن: مؤلفون وهميون / الباجي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4370)
هل يوجد مستشرق منصف؟ / أبو عمر الشامي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=8226)
د. توفيان: الاستشراق ليس شراً كله على الإسلام / أحمد البريدي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=8096)
مستشرقة ألمانية تحاضر في دمشق حول القرآن الكريم / أحمد الطعان ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9664)
روايات بدء نزول الوحي وشكوك المستشرقين حولها بحث للمشاركة!! / محب الوحي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=6714)
انتصار النصرانية بالسيف / أبوأحمدعبدالمقصود ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9597)
الإستشراق والإعجاز في القرآن الكريم 1 - 2 للدكتور علي النملة / عبدالرحمن الشهري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=8053)
المخطَّط الغربي الاستراتيجي تجاه العالم الإسلامي / مرهف ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9531)
المخطَّط الغربي الاستراتيجي تجاه العالم الإسلامي الحلقة الثانية / مرهف ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9561)
(يُتْبَعُ)
(/)
حوار حول الواقع المعاصر للدراسات الاستشراقية مع المستشرق الألماني د. ميكلوش موراني / عبدالرحمن الشهري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3015)
مع المستشرق موراني حول دعوى - تحقيق القرآن - واحتمال الزيادة والنقص واختلاف الترتيب / الجندى ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3566)
التماس من الدكتور موراني / أبو عبد المعز ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4367)
عرض كتاب - الاستشراق وسياساته - / أبو بيان ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9517)
شارك في نقد كتاب - جمع القرآن - بقلم المستشرق جون جلكرايست _ المقدمة / د. هشام عزمي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=1595)
شارك في نقد كتاب - جمع القرآن - بقلم المستشرق جون جلكرايست _ الفصل الأول / د. هشام عزمي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=1721)
شارك في نقد كتاب - جمع القرآن - بقلم المستشرق جون جلكرايست _ الفصل الثاني / د. هشام عزمي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=1720)
بحث - الاتجاهات الحديثة للمستشرقين ومن تابعهم في تفسير القرآن الكريم- د. محمد السرحاني / عبدالرحمن الشهري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9121)
كتابان تنصيريان يزعمان الأصل النصراني للقرآن الكريم / عبدالرحيم ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3485)
متابعة ندوة * القرآن الكريم في الدراسات الاستشراقية* 16 - 18/ 10/1427هـ / عبدالرحمن الشهري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=6781)
محاور ندوة *القرآن في الدراسات الاستشراقية* بمجمع الملك فهد-رحمه الله - لطباعة المصحف / الراية ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3211)
الليلة في قناة المجد حوار عن المستشرقين وطعونهم في القرآن / أبو المعتز القرشي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4825)
المهزلة الأركونية فى المسألة القرآنية .. بقلم: إبراهيم عوض / الجندى ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=2989)
الدراسات الغربية المعاصرة عن القرآن: الأفكار والمناهج والنتائج / عبدالرحمن الشهري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=8247)
الموضوع الأول:مقدمة تأصيلية لعلم الانتصار للقرآن / أحمد البريدي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4632)
الموضوع الثاني: الحصر البيلوجرافي للأعمال المتعلقة بملتقى الانتصار للقرآن / أحمد البريدي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4725)
خبر ترجمة كتاب شتينشنيدر في الأدب الجدلي والدفاعي بين المسلمين وأهل الكتاب / سمير القدوري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=6904)
صبيرة طومسون / عبدالرحيم ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4371)
" الفرقان الحق " فضيحة العصر - قرآن أمريكى ملفق .. بقلم:د. إبراهيم عوض / الجندى ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=2988)
يتبع,,
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[16 Nov 2007, 10:01 م]ـ
http://www.3tt3.net/up/izxgfiles/DMB42361.jpg
حقيقة الإعجاز في القرآن الكريم * alheewar (http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=6390)
غريب القرآن - هل يطعن في الإعجاز؟ * د. هشام عزمي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=6656)
صدر حديثاً (إعجاز القرآن الكريم عند شيخ الإسلام ابن تيمية) للـ د. محمد العواجي * عبدالرحمن الشهري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=7148)
إعجاز القرآن للشيخ صالح آل الشيخ -محاضرة مفرغّة- * أبو العالية ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=7174)
محمد شحرور وجذور قراءاته المعاصرة لـ الكتاب والقرآن. * مرهف ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=614)
قراءة في القراءة المعاصرة ـ جذور القراءة 2 * مرهف ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=5329)
إثبات الإعجاز أم دفع الشبهات * أبو عبد المعز ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=5113)
انتهاك المقدس وتمييع الإعجاز القرآني * أحمد الطعان ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=5740)
عرض كتاب /فكرة إعجاز القرآن منذ البعثة النبوية حتى عصرنا الحاضر مع نقد وتعليق/ * عبدالرحمن الشهري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=5918)
(يُتْبَعُ)
(/)
كتاب جديد يتحدث عن إعجاز القرآن الكريم!! * عبدالرحمن الشهري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=284)
عندما يصبح "اعجاز القرآن "لا معنى له * أبو عبد المعز ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3226)
http://www.3tt3.net/up/izxgfiles/CvZ42442.jpg
الإعجاز العلمي بين الحقيقة والوهم # احمد محمد فتحي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=2754)
دور الاختراعات العلمية في تقريب الحقائق الغيبية ومنها - الوحي - # لطفي الزغير ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3609)
لمحاتٌ علميةٌ في القرآن الكريم للباحث محمد قرانيا # عبدالرحمن الشهري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3419)
من ضوابط الإعجاز العلمي ... للعلامة عبدالله بن بيه # المجدد الوسطي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3658)
من ينصف التفسير من الإعجاز العلمي؟ # أبو بيان ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3395)
زغلول النجار: الإعجاز العلمي للقرآن سلاحنا لغزو عقول الغرب # أحمد البريدي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=2754)
الإعجاز العلمي .. الجذور وخلفيات النقد د. عبد الرحمن حللي # أحمد البريدي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9191)
منقول من كتاب - أكذوبة الإعجاز العلمي - # محمد إسماعيل ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3487)
الآية القرآنية و"الحقيقة" العلمية. هل الجمع ممكن؟ # أبو عبد المعز ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=5491)
نظرة في مفهوم " العلم"في القرآن الكريم وعند علماء المسلمين # د. حسن خطاف ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=5248)
لقاء مشرفي ملتقى أهل التفسير بالأستاذ الدكتور زغلول النجار وفقه الله # عبدالرحمن الشهري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=568)
إعجاز قرآنى علمى أم مجرد ملاحظات ساذجة يعرفها كل أحد؟ للدكتور إبراهيم عوض # عبدالرحمن الشهري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3187)
تأصيل الدراسات التجريبية فى القرآن الكريم # يسرى أحمد حمدى أبو السعود ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=6493)
http://www.3tt3.net/up/izxgfiles/XCe43730.jpg
الإعجاز العددي في التوراة والانجيل منذ قرن مضى / أبو عبد المعز ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=6453)
من ثمرات الإعجاز العددي: الانتصار للبدعة والضلال / أبو عبد المعز ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=6537)
سؤال عن الإعجاز العددي في القرآن / ابو يارا ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=271)
من يعلم شيئا عن موضوع نقد الإعجاز العددي فليفدنا / محمد بن عبدالعزيز الخضيري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=436)
تأصيل الدراسات الرياضية فى القرآن الكريم، وأهميتها / يسرى أحمد حمدى أبو السعود ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=6478)
بحث مختصر في مسألة الإعجاز العددي في القرآن الكريم / ناصر الماجد ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=617)
سؤال حول حساب الجُمَّل وموقف العلماء منه .. / عبدالرحيم ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3773)
تأصيل الدراسات الرياضية فى القرآن الكريم، وأهميتها / يسرى أحمد حمدى أبو السعود ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=6478)
يتبع,,
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[16 Nov 2007, 10:04 م]ـ
http://www.3tt3.net/up/izxgfiles/ad333745.gif
ترجمة للقرآن تثير عاصفة احتجاج داخل البرلمان الأفغاني - أحمد البريدي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=10013 )
دراسة ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية التي أعدّها ريجيس بلاشير - عبدالرحمن الشهري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=7802 )
معنى لفظ علقة - قتادة السكندرى ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4854 )
ترجمة جاك بيرك للقرآن الكريم بين المادحين والقادحين .. كتاب د. إبراهيم عوض - كرم ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=7453 )
سوء ترجمة للقرآن الكريم في بعض الترجمات - عبدالرحمن الشهري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=5279 )
ترجمة مريبة للقران يا مسلمين اخبر المفسر ارجوك - محمد محمد احمد ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=5290 )
صدور ترجمة لمعاني القرآن الكريم باللغة الدانماركية - عبدالرحمن الشهري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=7521 )
ترجمة القرآن بين الممكن والمستحيل بحث للإطلاع والمناقشة - مرهف ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=6101 )
الكشف عن تحريف صهيوني متعمد لترجمات معاني القرآن - عبدالرحمن الشهري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3623 )
إشكالية ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الألمانية تحت مجهر البحث العلمي - محمد بن جماعة ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=10104 )
أ. د. زينب عبد العزيز وحوار حول ترجمات القرآن - عبدالرحمن الشهري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=7800 )
أهداف ترجمات القرآن وأنماطها عبر التاريخ - عبدالرحمن الشهري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4023 )
ندوة في الجزائر حول ترجمة القرآن الكريم إلى الأمازيغية - عبدالرحمن الشهري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=7522 )
يتبع,,
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[16 Nov 2007, 10:05 م]ـ
http://www.3tt3.net/up/izxgfiles/iyE36825.jpg
التجديد في علم التفسير / القميحي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=341)
التجديد في التفسير- مادة ومنهاجا للدكتور جمال أبو حسان وفقه الله / عبدالرحمن الشهري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3236)
يا أهل التفسير بل يا أهل الإسلام اترككم مع هذا الخبر / أحمد البريدي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=1579)
اختلاف المفسرين هل هو اختلاف في القرآن؟ / عبدالرحمن الشهري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=8462)
من يفيدني في تفسير هذه الاية؟؟؟ عاجل للأهمية في الرد على النصارى / أم عبدالرحمن ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3282)
خطورة ما يسمى بالنص المفتوح وعلاقته بتفسير القرآن الكريم / المستعين بالله ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=1706)
هل يصح هذا التفسير؟ / د. هشام عزمي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=1979)
أدلة المؤيدين للتفسير العلمي / د. علي أسعد ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=5678)
قراءة في الأحاديث الموجودة في تفسير الكشاف / د. حسن خطاف ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=5191)
أمريكا .. المحافظون الجدد يعيدون تفسير القرآن / أحمد البريدي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=7478)
أقوال المفسرين في تحريف الإنجيل بين اللفظي والمعنوي / عبدالله بن بلقاسم ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3517)
أدلة المؤيدين للتفسير العلمي / د. علي أسعد ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=5678)
- آراء المفسرين في عقيدة التثليث - دراسة في تفاسير الرازي وابن عاشور وسيد قطب. / نايف الزهراني ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=1836)
سؤال [متعلق بحوار دار بيني وبين نصراني حول إشكال في فهم بعض الآيات] / حسام مجدي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3432)
منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير / أحمد البريدي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=6958)
يتبع,,
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[16 Nov 2007, 10:08 م]ـ
http://www.3tt3.net/up/izxgfiles/XqG50247.jpg
شبهات حول القرآن الكريم # الصياد ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4915)
كتاب/شبهات حول القران الكريم/ بقلم د. محمد عمارة # د. هشام عزمي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=1958)
شبهات وردود حول القرآن الكريم / روابط/ # سلسبيل ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=6189)
درء الشبهات أولى الأولويات # الخطيب ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=1621)
حين يكون لمثيري الشبهات حول القرآن الكريم مؤسسات تحتضنهم؟ # عبدالرحيم ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=5972)
شبهة تنصيرية وجوابها # سمير القدوري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=6886)
اخترت لكم!!!! ... شبهة كثرة الأخطاء النحوية في القرآن الكريم .. # مروان الظفيري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=6444)
ما رأي مشايخنا في هذه الشبهة؟ # الجندي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3772)
شبهة: تعدد مصاحف الصحابة , والجواب عنها # أحمد البريدي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3576)
ما رأيكم بهذا الرد على تلك الشبهة؟ # عبدالرحيم ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3562)
طلب الجواب عن شبهتين حول: كتابة القرآن وجمعه، ونكاح المتعة والقول فيه # بنت الإسلام ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3460)
شبهة مراجعة ابن عباس لأهل الكتاب .. مقال لمحمد هادي معرفة # أبومجاهدالعبيدي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3683)
الاختلافات اللفظية في استشهادات القرآن .... شبهات تنصيرية # د. هشام عزمي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=1422)
مطالب حول شبهة " اللفظ المعرب في القرآن الكريم " # عبدالرحيم ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4832)
شبهات القرآنيين و الرد عليها - للشيوخ المهتمين # الإسلام ديني ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=7291)
شبهات حول القرآن الكريم والرد عليها # alheewar (http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=7252)
قضايا قرآنية في الموسوعة البريطانية ـ د. فضل عباس # ش. م ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=8664)
قرآنيون .. أم تكفيريون وجهلة # أبوأحمدعبدالمقصود ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9018)
التعريف بمناشط الانتصار للقرآن - قناة التنوير # عبدالرحيم ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=5025)
شاهد على كسر الإعراب للمدح أو للذم # سبيل الإسلام ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=8147)
سؤال من أحد النصارى # يوسف خالد ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4843)
رب فكر أورث كفراً .. الجابري يأتي بثالثة الأثافي،ويزعم نقص القرآن وتحريفه!! # عمر المقبل ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=6568)
يتبع,,
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[16 Nov 2007, 10:25 م]ـ
http://www.3tt3.net/up/izxgfiles/wFR46989.gif
تأملات في العلمانية & أحمد الطعان ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9618)
حوار مع الدكتور أحمد الطعان الباحث بشؤون القرآن الكريم في كتابات العَلمانيين: ضع سؤالك & عبدالرحيم ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4379)
المقاصد والمناورة العلمانية & أحمد الطعان ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4769)
التعريف برسالة: التيار العلماني الحديث وموقفه من التفسير & أحمد البريدي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=6792)
مآل الإسلام في القراءات العلمانية & أحمد الطعان ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4767)
مؤتمر أمريكي يروج لتحريف القرآن الكريم و"علمنة" الإسلام & أحمد البريدي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=7630)
كيف نواجه العلمنة؟ & أحمد الطعان ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=7256)
الردود العلمية على من حرَّف أو ادَّعى التَّحريف في الكتاب العزيز! مع ذكر كتبهم & أبو محمد أشرف ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=900)
في حوار مع الباحث السوري أحمد الطعّان / القرآن مقدّس ولا مكان للقراءات التحريفية بدعوى التأويل
& أحمد الطعان ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=6541)
الفاتيكان والإسلام (1) بقلم: د. محمد عمارة & أبوأحمدعبدالمقصود ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9716)
آيات من الله تتجلى في تحريف التوراة & سمير القدوري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=8705)
صدر حديثاً (الكليني وتأويلاته الباطنية للآيات القرآنية في كتابه أصول الكافي) للخالدي & عبدالرحمن الشهري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=7229)
اصدار مرئي يفضح قول الشيعه بتحريف القرآن وتقيتهم في ذلك & سلسبيل ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=7113)
حوار حول الدراسات القرآنية والقراءات المعاصرة: أرجو التعليق & الكشاف ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=6540)
يتبع,,
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[16 Nov 2007, 10:40 م]ـ
http://www.3tt3.net/up/izxgfiles/XU640797.jpg
بين إمامين & علال بوربيق ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=5282)
مقالات الدكتور إبراهيم عوض جميعها في كتاب إليكتروني & كرم ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9146)
و لا يزالون يستهرؤن بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم & طارق الفريدي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9475)
هل من خبر عن: الندوة العلمية بعنوان: القراءة الغربية للقرآن الكريم & الباجي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9464)
ردان جديدان من التراث على النصارى & سمير القدوري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9449)
سُورة الحَفد وسُورة الخَلْع: هل هما فعلا قرآن؟ & د. إبراهيم عوض ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=7764)
قصيدة في الدفاع عن القرآن الكريم & ابو مريم الجزائري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=8324)
السلطات الإيطالية تداهم فروع شركة صنعت مراحيض عليها آية الكرسي وتسحب 2000 قطعة منها & أحمد البريدي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9926)
الأزهر يصرح بتلاوة القرآن مصحوبا بالمؤثرات الصوتية & أبوأحمدعبدالمقصود ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9587)
الأزهر ينفي تصريحه لتسجيلات قرآنية بمؤثرات صوتية & د. هشام عزمي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9695)
الليبرالية وتقويض سيادة الإسلام & مرهف ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9712)
معتقل سابق يجوانتنامو: الأمريكان يتبولون على القرآن & أحمد البريدي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9684)
الحجاب يتحدى ... & أحمد الطعان ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=8607)
الرياض: 358 شخصاً من جنسيات مختلفة يشهرون إسلامهم & أبوأحمدعبدالمقصود ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=8550)
جامعة كويتية تطالب بفصل ومحاكمة أستاذ أجنبي لإساءته للمصحف & أحمد البريدي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=8557)
ماذا يريدون بالقرآن!؟ & الباجي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=5019)
(يُتْبَعُ)
(/)
حمل برنامج ثقافة الحوار & أبوأحمدعبدالمقصود ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9426)
تأملات في الرسالة والرسول صلى الله عليه وسلم & أحمد الطعان ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9594)
نعم .. مصطلح السامية فرضية خرافية & مياعد الطيار ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3741)
مقارنة بين قصة إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم والعهد القديم & يسري خضر ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=7554)
الخطايا تكلف كنيسة لوس أنجلوس 660 مليون دولار & أبوأحمدعبدالمقصود ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9414)
4000 ألماني يدخلون في الإسلام & أبوأحمدعبدالمقصود ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9501)
لماذا يتهافت الغرب على قراءة القرآن؟! & عبدالرحمن الشهري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=2696)
حول مصحف ابن مسعود ... للشيخ ناصر الماجد & الراية ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=1704)
تعريف بكتاب: الغارة على القرآن الكريم & أبو مجاهد العبيدي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3124)
لقدجاء الامريكان شيئا إِدَا -ملف تفاعلي عن حوادث تدنيس الجنود الأمريكيين للمصحف- & عيسى الدريبي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3411)
القرآن وأميّة بن أبى الصلت: أيهما أخذ من الآخر؟ & د. إبراهيم عوض ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3363)
النص القرآني بين تجاوز الحداثيين وسقطات كتب التراث الإسلامي" دعوة لنقد الذات " & الخطيب ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3216)
من مخططات الحداثيين نحو القرآن الكريم & الخطيب ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9091)
السويد تصعد أزمة الرسوم المسيئة للرسول بتجسيدها في "أوبريت" غنائي & أبوأحمدعبدالمقصود ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9676)
حمل مجموعة كبيرة من الكتب في الرد على النصارى & أبوأحمدعبدالمقصود ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9605)
عولمة الحرب ضد الإسلام بمساعدة العرب & أبوأحمدعبدالمقصود ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9637)
المناهج الحديثة في قراءة النص الشرعي .. قراءة نصر أبو زيد أنموذجاً & عبدالرحمن الشهري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9648)
صدر حديثا -الحداثيون العرب في العقود الثلاثة الأخيرة والقرآن الكريم: دراسة نقدية- & عبدالرحمن الشهري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9927)
كتاب «حان الوقت لفهم القرآن الكريم» .. للمؤلف يوري ميخايلوف & أحمد البريدي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9535)
عاجل جداً /حظر القرآن في هولندا & ضياء الدين ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9598)
كسل القساوسة .. الأب قزي نموذجًا & محب ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9987)
منهج القرآن الكريم في الجدل .. نموذج في الجدل مع النصارى & أحمد الطعان ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=5318)
الفاتيكان والإسلام .. أهي حماقة .. أم عداء له تاريخ؟ (10) & أبوأحمدعبدالمقصود ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9833)
الفاتيكان والإسلام (1) بقلم: د. محمد عمارة & أبوأحمدعبدالمقصود ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9716)
30 عقبة في طريق الحوار مع الآخر & محمد بن جماعة ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9277)
الفاتيكان يوقف حبرا عن العمل & أبوأحمدعبدالمقصود ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9778)
لِكُلّ مُسَيْلِمَةٍ سَجَاحٌ: كلمة عن أحمد صبحي منصور & د. إبراهيم عوض ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4089)
إلى السادة المغفلين الذين يدعون إلى التقارب مع الرافضة & أبو محمد الظاهرى ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=8960)
قصيدة بعنوان: رتل القرآن تنجو & أبو الخير كرنبة ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9110)
احصائية للمدارس القرآنية في الجزائر & أبو مريم الجزائري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=8886)
عرض لكتاب: " مراحل جمع القرآن .. دراسة مقارنة مع التوراة والإنجيل " & عبدالرحيم ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4385)
القرآن العربي .. رؤية أخرى & فاروق ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4860)
(يُتْبَعُ)
(/)
مناظرات دينية بين مسلمين وأهل الكتاب & سمير القدوري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4401)
من عيون المناظرات بين المسلمين وأهل الكتاب & سمير القدوري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4453)
وما زالت الحرب على ثوابت الأمة: دعي يشبه القرآن بالسوبر ماركت & أحمد البريدي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=6477)
النقل عن أهل الكتاب؟ & الحكيمة ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=5857)
خطاب مفتوح إلى البابا بنديكتوس السادس عشر & عبدالرحمن الشهري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=6529)
دعوة لحصر المتخصصين , والاستفادة منهم & أحمد البريدي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=5543)
" علم الانتصار للقرآن الكريم " دعوة لإنشاء علم جديد من علوم القرآن الكريم & عبدالرحيم ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3930)
كتاب جديد في الدفاع عن القرآن الكريم & منصور مهران ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4812)
الطعن في القرآن الكريم والرد على الطاعنين في القرن الرابع عشر الهجري & نايف الزهراني ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4851)
صدور كتاب (دعاوى الطاعنين في القرآن الكريم في القرن الرابع عشر الهجري والرد عليها & عبدالرحمن الشهري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=6585)
تعدد القراءات وضعف دين النصارى & سمير القدوري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4491)
مصطلح التنوير مفاهيمه واتجاهاته في العالم الإسلامي & مرهف ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4823)
الجدل في القرآن الكريم والسنة النبوية & أحمد الطعان ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=5109)
مناقشة رسالة دكتوراه عن-القرآن الكريم في مواقع الإنترنت العربية: دراسة تحليلية نقدية- & عبدالرحمن الشهري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=6241)
نظرات إلى القرآن & عدنان البحيصي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=5049)
جاءني عبر البريد - الكاتب الاسرائيلي يوري أفنيري يرد على بابا الفاتيكان - & مساعد الطيار ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=6651)
الرد على كتاب لويس عوض مقدمة في فقه اللغة العربية ... مقال للدكتور إبراهيم عوض & كرم ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=6910)
مراحل تطور مواقف قريش من القرآن الكريم – نظرة متكاملة & عبدالرحيم ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4446)
مقتطقات من آداب الجدل والمناظرة & سمير القدوري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=6887)
لي تعليق على هذا الكتاب & سمير القدوري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=6903)
ميلاد المسيح بين الانجيل والقرآن & أبوأحمدعبدالمقصود ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=6797)
السلطات المصرية ألقت القبض على عضوين بها .. منظمة «مسيحيو الشرق» تروج سورا قرآنية محرف & أحمد البريدي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=10106)
محمد أركون والمنهج الألسني النقدي في دراسة الظاهرة القرآنية & أحمد بوعود ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=10102)
شارك بنشر هذا الموقع للتعريف بالإسلام & مساعد الطيار ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9840)
عاجل الى الاخوة الكرام & جمال أبو حسان ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=6618)
تعريف بكتاب الكليني للدكتور صلاح الخالدي & محمد السيلاوي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=6551)
شكر للقائمين على الملتقى & د. حسن خطاف ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=5112)
هل تنتهي مشكلتنا مع الغرب بتأمين مصالحه في منطقتنا؟ & عبدالرحمن الشهري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=7039)
السعودية تطالب نائبا هولنديا بالاعتذار عن دعوته لإلغاء نصف القران & أحمد البريدي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=7423)
مقالات الأستاذ الجابري في *تاريخ تدوين القرآن* & د. عبدالرحمن الصالح ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=6573)
دعوة لتبني إنشاء جمعية الانتصار للقرآن الكريم & زهير هاشم ريالات ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9361)
الرسول الجديد اسمه احمد & اشرف بارومه ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=7817)
(يُتْبَعُ)
(/)
اكتشاف 20 ألف نسخة من المصحف مغلوطة بالأسواق المصرية & أحمد البريدي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=6889)
قواعد لمنهج القرآن في التعامل مع الفتن & الجنوبي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=7629)
بالحكم على مُدنس القرآن الكريم بالقتل حدا & أحمد البريدي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=8104)
منافع العُمامة & أحمد الطعان ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=7397)
كتاب ماذا يريد الغرب من القران؟ & ابن الجزيرة ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=7553)
إشكال حول قراءة القرآن بالمعنى، فهل من مجيب؟ & خالد الباتلي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=6022)
الإصرار على نقد "موقع الأسرار" & أبو عبدالمعز ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3511)
وتتوالى البشائر افتتاح قناة طيبة قريباً & أحمد البريدي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=6973)
تدنيس القرآن لا ينسي ... حسبنا الله ونعم الوكيل .... !!! & أبو هريرة منير البركي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=8999)
توزيع نسخة من القرآن الكريم على كل مواطن بلجيكي & أبوأحمدعبدالمقصود ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=7533)
رضاع الكبير [/ color] & أبوأحمدعبدالمقصود ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=8511 بيان حقائق و دحض مزاعم في مسألة رضاع الكبير & د. أبو بكر خليل ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=8544)
من يعرف إنجيل يهوذا الإسخريوطي أيها الفضلاء؟ & عبدالرحمن الشهري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=8577)
بنديكيت يقر بانتشار المسيحية في أمريكا بحد السيف & أبوأحمدعبدالمقصود ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=8551)
كبير حاخامات اليمن: أحتفظ بنسخة من التوراة تعترف برسالة النبي محمد & محمد بن جماعة ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=8576)
شارك بنشر هذا الموقع للتعريف بالإسلام & مساعد الطيار ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9840)
منهج القرآن الكريم في الجدل .. نموذج في الجدل مع النصارى & أحمد الطعان ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=5318)
ندوة عن *القراءات الجديدة للقرآن الكريم* دعوة للمشاركة & أحمد بزوي الضاوي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=7102)
الإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم معيار لضعف الوعي عند القوم & د. محمد مشرح ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4886)
الجزء الثاني من كتاب "القرآن والحديث مقارنة أسلوبية" للدكتور إبراهيم عوض & كرم ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=7580)
الدراسة الأولى من نوعها"القرآن والحديث مقارنة أسلوبية" للدكتور إبراهيم عوض & كرم ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=7260)
قرآنية البسملة في أوائل السور & عبد الإله الحوري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=5247)
يتبع,,
ـ[شادي حسن]ــــــــ[10 Mar 2009, 09:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة اللة وبركاتة
جزاكم اللة خيرا و أعز الاسلام بكم
إنني مترجم للغة الإنجليزية وعلى أتم الاستعداد لعمل ترجمات لمادة الكتابات من نفس النوعية لينفع بها الله عزوجل غير الناطقين بالعربية من المسلمين وهذا عمل تطوعي لوجة الله لإشارككم الثواب.
وهذا بريدي الإلكتروني للإتصال بي:
shady_55555@yahoo.com
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[14 Jun 2010, 09:56 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا دكتور أحمد على هذا الجهد المبارك.
الأخ شادي حسن: اسأل الله أن يكتب لك عظيم الأجر على هذه النية الطيبة، وسيتم التواصل معك بإذن الله لتفعيل فكرتك.
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[14 Jun 2010, 11:00 م]ـ
أبارك لكم هذا العمل، وأسأل الله تعالى أن يبارك في هذه الجهود المباركة وييسر نشرها في أرجاء المعمورة ليحق الحق ويبطل الباطل.(/)
للتحميل: نبوة محمد من الشك إلى اليقين (د. فاضل صالح السامرائي)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[16 Nov 2007, 11:39 م]ـ
اكتحلت عيني بهذه النسخة الإلكترونية من كتاب (نبوة محمد من الشك إلى اليقين) للدكتور فاضل صالح السامرائي.
وقد كنت قرات هذا الكتاب منذ حوالي عشرين سنة، ثم ضاعت نسختي الورقية (كما ضاع جل مكتبتي) بسبب طلبات بعض الإخوة الاطلاع على ما أملك ثم نسيان إرجاعها إلى صاحبها الغافل عن تقييد ذلك.
وقد كنت أبحث عن هذا الكتاب على الإنترنت منذ سنوات، ونشرت طلباتي على كثير من المنتديات، حتى عثرت عليه بالأمس.
فجزى الله ناسخه وواضعه على الشبكة خيرا.
وهذا الكتاب من أحب الكتب إلى قلبي، لصلته بفترة مراهقتي ومساعدته لي في تذوق حلاوة الإيمان. وفي الكتاب مقارنات أسلوبية بين آيات القرآن المجيد، وبين أساليب القرآن والتوراة والإنجيل في عرض بعض القصص .. وجزء من محتواه متعلق ببعض علوم القرآن.
وتجدونه هنا في المرفقات.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[17 Nov 2007, 08:15 ص]ـ
ما شاء الله جزاكم الله خيراً
ولكن الحجم كبير وتحميله يحتاج في جهازي إلى عدة ساعات.
لا أدري لعل ذلك في جهازي فقط أو في سوريا فقط لبطء الشبكة.
وفقكم الله
ـ[العابدة المؤمنة]ــــــــ[26 Oct 2008, 12:25 م]ـ
بارك الله بك أخي الفاضل على هذا الكتاب الرائع
ولكن للاسف لم أتمكن من تحميله
يرجى ذكر خطوات التحميل بالتفصيل وشكرا جزيلا
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[26 Oct 2008, 03:58 م]ـ
للأسف الشديد، يبدو أن أغلب المرفقات في المنتدى ضاعت روابطها.
والحل بيد المشرفين.
وقد ذكرت هذا الأمر في عدد من المواضيع السابقة، ولم يقع التجاوب مع الطلبات المتكررة.
ـ[مرهف]ــــــــ[26 Oct 2008, 04:21 م]ـ
لقد أجري لقاء مع الدكتور فاضل حول نبوة محمد من الشك إلى اليقين في قناة الشارقة وكان حوارا ممتعاً ومفيدا وكم فرحت عندما رأيت عنوان الكتاب للتحميل ولكني لا أجد مرفقاً ولا رابطاً له فعسى المانع خيرا وحبذا لو يقوم الأستاذ محمد بن جماعة بتحميل الكتاب على الموقع إن أمكن بدل الرابط وجزاك الله خيراً.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[26 Oct 2008, 05:30 م]ـ
لم أتمكن من إرفاق الكتاب في المنتدى، بسبب خطأ تقني متكرر، أشرت إليه في مواضيع أخرى. ولم يلق الأمر تجاوبا مع المشرفين.
وهذه روابط لنسخة أخرى من الكتاب وجدتها في منتدى الألوكة:
http://www.esnips.com/nsdoc/0f99d8b3-b014-4120-b14a-5dd1f19ddbf4
http://www.esnips.com/doc/0f99d8b3-b014-4120-b14a-5dd1f19ddbf4/%D9%86%D8%A8%D9%88%D8%A9-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%83-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%82%D9%8A%D9%86
http://www.2shared.com/file/2497147/4ceb0c40/_____.html?
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[26 Oct 2008, 06:30 م]ـ
جزاك الله خيرًا
ـ[مستضيف]ــــــــ[31 Oct 2008, 06:00 م]ـ
أخي محمد بن جماعة حفظه الله، الإخوة الكرام
بالفعل أخي الكريم وجدت خللا في رفع الملفات الكبيرة، و تم علاجه و الحمد لله.
و بالمناسبة، سيتمكن الأعضاء من رفع الملفات الكبيرة في مركز تحميل الملفات أيضا.
الملف مرفق لكم
نفع الله بكم
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[03 Nov 2008, 08:54 م]ـ
بارك الله فيك وشكر لك وجزاك خيراً
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[05 Nov 2008, 12:36 م]ـ
التحميل من المرفقات ينقطع عند 4 ميغا
ما الحل؟ بارك الله فيكم
ـ[مستضيف]ــــــــ[05 Nov 2008, 01:26 م]ـ
التحميل من المرفقات ينقطع عند 4 ميغا
ما الحل؟ بارك الله فيكم
أخي الكريم، لعل انقطاع التحميل يرجع إلى انقطاع اتصالك أثناء التحميل و عدم استعمالك لبرنامج إدارة تحميل للاستكمال!
لقد تأكدت بنفسي من أنه لا يوجد خلل في هذا الشأن و تم تحميل الملف كاملا من المرفقات في 4 دقائق ..
أنصحك بتركيب برنامج إدارة تحميل مثل هذا: Internet Download Manager (http://traidnt.net/vb/showthread.php?t=1025758&highlight=%22internet+download+Manager%22)
جزاك الله خيرا
ـ[المقشاش]ــــــــ[23 Apr 2010, 11:21 م]ـ
السلام عليكم جميعاً
يبدو أن مصدر الكتاب واحد في مختلف المواقع فقد حملته من أكثر من موقع لكن للأسف الصفحات من 36 وحتى61 غير متوفرة في كل النسخ التي حملتها والتي يظهر لي أنها نسخة واحة في الأصل.
ـ[المقشاش]ــــــــ[23 Apr 2010, 11:21 م]ـ
السلام عليكم جميعاً
يبدو أن مصدر الكتاب واحد في مختلف المواقع فقد حملته من أكثر من موقع لكن للأسف الصفحات من 36 وحتى61 غير متوفرة في كل النسخ التي حملتها والتي يظهر لي أنها نسخة واحدة في الأصل.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[27 Apr 2010, 04:29 م]ـ
أمهلوني أيها الأفاضل حتى أطبع لكم الصفحات الناقصة إن شاء الله تعالى. الكتاب موجود لدي وسأعمل على البدء بالطباعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Apr 2010, 12:41 ص]ـ
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمر الأرناؤوط http://tafsir.net/vb/styletafsir/buttons/viewpost.gif (http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=101104#post101104)
أمهلوني أيها الأفاضل حتى أطبع لكم الصفحات الناقصة إن شاء الله تعالى. الكتاب موجود لدي وسأعمل على البدء بالطباعة.
لا داعي لإعادة طباعته أختي الكريمة سمر، ولكن تأكدي من عدم وجود نسخة كاملة مصورة منه على الانترت. وأخبرينا لنقوم بتصويره كاملاً ورفعه هنا وإن كان لا يدخل في تخصص الملتقى كما نحرص دوماً لكن لا بأس ببعض الكتب ما دمتم ترغبون في قراءتها.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[29 Apr 2010, 06:25 م]ـ
مشرفنا الفاضل النسخة الموجودة على الانترنت واحدة لذا سأقوم بطباعة الصفحات الناقصة فقط وليس الكتاب كله لكني خارج بيروت لبضعة أيام وعند عودتي إن شاء الله أبدأ بالطباعة حتى لا ينقص على الإخوة شيء من هذا الكتاب القيم.
سأستمر في البحث عن الكتاب وإذا وجدت نسخة كاملة ساضعها بين أيديكم ونحذف النسخة الناقصة إن شاء الله.
ـ[باحثة علم]ــــــــ[02 May 2010, 02:37 ص]ـ
شكرا لكم بارك الله فيكم
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[02 May 2010, 08:50 ص]ـ
هذه روابط حلقات برنامج لمسات بيانية التي تحدث فيها الدكتور فاضل عن كتاب نبوة محمد من الشك إلى اليقين:
نبوة محمد من الشك إلى اليقين - 1
http://ia341341.us.archive.org/0/items/lamasatjune2008/10-06-2008.avi
نبوة محمد من الشك إلى اليقين - 2
http://ia341341.us.archive.org/0/items/lamasatjune2008/16.06.08.avi
نبوة محمد من الشك إلى اليقين - 3
http://ia341341.us.archive.org/0/items/lamasatjune2008/23-06-2008.avi
نبوة محمد من الشك إلى اليقين - 4
http://ia341341.us.archive.org/0/items/lamasatjune2008/30-06-2008.avi
ونص الحلقات على هذه الروابط:
الحلقة 125
http://www.islamiyyat.com/index.php/7alakatbramejtelfizyoneya/drfadel/1116--125.html
الحلقة 127
http://www.islamiyyat.com/index.php/7alakatbramejtelfizyoneya/drfadel/1114----127.html
الحلقة 129
http://www.islamiyyat.com/index.php/7alakatbramejtelfizyoneya/drfadel/1112----129.html
الحلقة 131
http://www.islamiyyat.com/index.php/7alakatbramejtelfizyoneya/drfadel/1110--131.html
الحقلة 133
http://www.islamiyyat.com/index.php/7alakatbramejtelfizyoneya/drfadel/2388----133.html
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[06 May 2010, 06:06 م]ـ
الإخوة والأخوات الأفاضل أوشك أن أنتهي من طباعة الصفحات الناقصة التي أشرتم إليها ولكن لدي سؤال هل أرفعها لكم على صيغة ملف وورد أم أخرجها على صيغة صفحات الكتاب ليتم إضافتها إلى الكتاب الموجود على النت؟
بانتظار ردكم المبارك
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[07 May 2010, 11:21 م]ـ
بفضل الله تعالى أتممت طباعة الصفحات الناقصة من الكتاب (صفحة 36 إلى صفحة 61)
الملف مرفق بصيغة وورد وقمت بترقيم الصفحات كما هي عليه في الكتاب ليسهل إضافتها للكتاب الموجود على النت للتحميل.
نفعكم الله بهذا الكتاب وجزى أستاذنا الفاضل د. فاضل السامرائي عنا خير الجزاء.
ـ[نعيمان]ــــــــ[07 May 2010, 11:52 م]ـ
رضي الله عنك وأرضاك يا أستاذة سمر،
وجعل الفردوس الأعلى مثوانا ومثواك؛
على هذا الجهد المبارك الّذي تبذلينه.
وهنيئاً لمن استعمله الله عزّ وجلّ لخدمة الأمّة المسلمة المباركة ولو بكلمة.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[08 May 2010, 12:27 ص]ـ
بارك الله بك أخي الفاضل ونفع بك،
الحمد لله الذي سخرني لمثل هذا العمل ولا تتصور مدى سعادتي عندما أتمكن من مساعدة أهل العلم أمثالكم لأني أحب أن أستخدم وقتي بما ينفع قدر الإمكان فلله الحمد والمنة والفضل.
وقد أرفقت لكم طباعة الجزء المفقود من تصوير الكتاب.(/)
الكتاب والقرآن: قراءة معاصرة/للدكتور محمد شحرور- دراسة وتقويم بقلم غازي التوبة
ـ[مرهف]ــــــــ[17 Nov 2007, 11:00 م]ـ
الكتاب والقرآن: قراءة معاصرة/للدكتور محمد شحرور- دراسة وتقويم
بقلم: غازي التوبة
ألّف الدكتور محمد شحرور كتاباً تحت عنوان (الكتاب والقرآن: قراءة معاصرة) زعم فيه أنه أراد حل مشكلة الجمود الذي سيطر على الفكر الإسلامي لعدة قرون، والذي دعاني إلى كتابة هذه الدراسة عدة أمور: الأول: تزكية روبرت بللترو - وكيل وزارة الخارجية الأمريكية السابق - لكتاباته ووجهات نظره، وقد جاءت هذه التزكية في تصريح أشاد فيه بثلاثة كتّاب هم: محمد سعيد العشماوي من مصر، ومحمد أركون من الجزائر، ومحمد شحرور من سورية.
الثاني: تزويد القارئ المسلم بنموذج من صور الانحراف والضلال في بعض الكتابات التي تزعم التجديد في الإسلام دون استخدام الأصول والمنطلقات الصحيحة التي رسمها الإسلام.
وأود أن أنبه منذ البداية أنني لا أستطيع أن أرد على كل الأخطاء التي وردت في الكتاب وذلك لضخامة حجمه الذي يبلغ (819) صفحة من جهة، ولكثرة الموضوعات التي تحدث عنها الكاتب من جهة ثانية، ولكني سأرد على بعض النقاط التي أراها أكثر خطورة من غيرها، والتي يتّسع المقام للرد عليها.
استعرض الدكتور محمد شحرور في بداية كتابه منهجه الذي أقام بناء كتابه عليه وهو اعتماد المنهج اللغوي في تحديد معاني الألفاظ، واعتماد عدم وجود الترادف في اللغة مستنداً على نظرية أبي علي الفارسي، وقد أحسست من دراستي للكتاب بأنه يظن أنه أول المكتشفين لهذا المنهج، ولكن الحقيقة أن المعتزلة سبقوه إلى هذا المنهج معتمدين على قوله تعالى: " وما أَرْسَلنا مِنْ رسولٍ إلا بلسانِ قومِهِ لِيُبَيِّنَ لهم فيُضلّ اللهُ مَنْ يشاء ويهدي مَنْ يشاء وهو العزيز الحَكيم " (إبراهيم،4) فأوقعهم هذا المنهج في ضلالات متعددة أبرزها حصرهم معنى الكلمة بالمعنى اللغوي وحده، وقد ردَّ أبن تيمية عليهم معتمداً على منهج أهل السنة في النظر إلى هذه الألفاظ، فبيّن أنّ بعض الألفاظ مثل: الإيمان، الصلاة، الكفر الخ. . . نقلها الشرع من معناها اللغوي وأعطاها معنى آخر، فأصبحت مصطلحاً محدّداً وضّحه القرآن والسنة توضيحاً كاملاً، فمثلاً لفظ الإيمان يعني لغة التصديق لقوله تعالى: "وما أنت بمؤمن لنا " (يوسف،17) بمعنى وما أنت بمصدّق لنا، لكنه يعني في الشرع الإيمان بالله والملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر والقضاء والقدر، ويعني الإيمان بالله بصفاته التي وردت في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة، وكذلك قل بالنسبة لبقية الأركان التي دخلت في مسمّى الإيمان، وقد أجمل بعض علمائنا تعريف الإيمان فقالوا: الإيمان قول باللسان، وتصديق بالجنان، وعمل بالأركان.
وقد نتجت فروق رئيسية بين الإيمان عند المعتزلة وعند أهل السنّة نتيجة الخلاف في منهج التعامل مع كلمة الإيمان أبرزها: إدخال أهل السنّة العمل في مسمّى الإيمان وبالمقابل عدم إدخال المعتزلة له، فشتان ما بين الإيمان لغة واصطلاحاً.
وكذلك الصلاة في اللغة تعني الصلة والدعاء، لكن الصلاة في الشرع أصبحت مصطلحاً يدل على أعمال منها: القيام، والركوع، والسجود، وقراءة الفاتحة، والتسبيح الخ ... ويجب أن يسبق تلك الأعمال شروط منها: طهارة البدن، وطهارة الثياب، وطهارة المكان، ودخول الوقت الخ ... ، ويجب أن يرافق ذلك أعمال قلبية منها: الخشوع، والاطمئنان، والتعظيم، والتذلّل الخ ... فشتان ما بين الصلاة لغة واصطلاحاً.
والآن بعد هذا التوضيح لمنهج أهل السنّة في التعامل مع المصطلحات الشرعية واختلافه مع منهج المعتزلة، نعود إلى مناقشة الدكتور شحرور ونشير إلى الأمور التالية:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - كرّر الدكتور محمد شحرور خطأ المعتزلة في عدم التمييز بين المصطلحات والألفاظ، فالألفاظ التي تعرض لها الدكتور مثل: الكتاب، والقرآن، والنبي، والرسول، وأم الكتاب، والسبع المثاني الخ. . . لم تعد ألفاظ تحتاج إلى أن نستقرئ معناها اللغوي في المعاجم، بل علينا أن نستقرئ معناها في مصادر الشرع، لذلك فإنّ كل الفروقات والتمييزات والمعاني التي حاول أن يستنبطها الدكتور شحرور من معاني الألفاظ المعجميّة وحدها إنما هو أمر لا طائل تحته، وكل النتائج التي بناها على التفريق بين الكتاب والقرآن، وأنّ القرآن هو الآيات المتشابهات والسبع المثاني الخ. . . نتائج غير صحيحة لأن الشرع هو الذي حدّد مضمون هذه الألفاظ، وعلى كل من يريد أن يفهم الدين عليه أن يلِجَه من باب مصطلحاته الخاصة التي رسمها وحدّد معناها، وفي تقديري إنّ مثل هذه الخطوة طبيعية وهي من حق كل مذهب وعلم ودين أن يحدّد مصطلحاته الخاصة التي تكون مدخلاً له.
2 - حمّل الدكتور شحرور بعض الألفاظ معاني لا تسمح بها اللغة ولا سياق النص، ومن أمثلة ذلك تفسيره عبارة أم الكتاب التي وردت في ثلاثة آيات كريمة برسالة محمد صلى الله عليه وسلم وأضاف إلى ذلك تحديد مضمون تلك الرسالة وهي الحدود والأخلاق والعبادات وتعليمات خاصة وعامة، ولو فسّرنا كلمة "أم الكتاب" معجميّاً لوجدناها تعني "أصل الكتاب"، ولو استقرأنا الآيات التي وردت فيها تلك العبارة لوجدنا أنها تحتمل معنيين:
الأول: الآيات المحكمات. وذلك لقوله تعالى: " هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أمّ الكتاب وأُخَرُ متشابهات فأمّا الذين في قلوبهم زَيْغٌ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويلِه وما يعلم تأويلَه إلا الله والرّاسخون في العلم يقولون آمنّا به كلّ من عند ربّنا وما يذّكر إلا أولو الألباب " (آل عمران،7) وقد فصّلت كتب علوم القرآن تعريف المحكم وتعريف نقيضه المتشابه.
الثاني: اللّوح المحفوظ: وذلك لقوله تعالى: " يمحو الله ما يشاء ويُثْبت وعنده أُمّ الكتاب " (الرعد،39) ولقوله تعالى: " وإنّه في أُمّ الكتاب لدينا لعليّ حكيم " (الزخرف،4).
وفي كلا الحالين يتّضح تحميل الدكتور شحرور للفظ "أم الكتاب" معاني لا يحتملها التحليل اللغوي ولا سياق النّص، وممّا يزيد في اعتسافه أنه حدّد الآيات المحكمات بالحدود والأخلاق والعبادات، لكنّه يمكن أن تكون الآيات المحكمات في صفات الله تعالى، أو بعض آيات الجنّة والنّار الخ. . . كقوله تعالى: " قل هو الله أحد " (الصمد،1)، وكقوله تعالى: " لم يلد ولم يولد " (الصمد،3)، وكقوله تعالى عن الجنّة: " لا يمسُّهم فيها نصب " (فاطر،35) الخ. . .
3 - اعتسف الدكتور شحرور في التفسير اللغوي لبعض الألفاظ، فهو قد اعتبر قول القائل "سبحان الله" إقراره بقانون هلاك الأشياء -ما عدا الله- نتيجة التناقض الذي تحويه داخليّاً، وهو قد استهزأ بكل التفسيرات التي تعتبر قول المسلم "سبحان الله" بمعنى تنزيه الله عن كل نقص وعيب، ووصفه -تعالى- بكل صفة كمال، وكانت حجّته في ذلك أنّ النقائص والعيوب تحمل مفهوماً نسبيّاً، ولا أدري ما الذي يضير المعنى عندما ينزّه المسلم الله عن كل عيب مطلق أو نسبي؟! ولكن هناك قضية أخرى بالإضافة إلى اعتساف الدكتور في مجال المعنى هي أنّ عبارة "سبحان الله" تتألّف من مضاف ومضاف إليه، والتي تعني إضافة شيء إلى ذات الله، والواضح أنّ صيغتها النّحويّة لا تسمح بتفسيرها إلا بالمعنى الذي قال به علماء التفسير وهو إضافة التنزيه لذات الله، ولا تسمح صيغتها النّحويّة بالمعنى الذي ذهب إليه الدكتور شحرور.
ومما زاد في خطأ استنتاجه وأحكامه في أحيان كثيرة رفضه للسنة كمبيّن ومقيّد ومفصّل لآيات القرآن الكريم، ليس هذا فحسب بل اعتباره تطبيق الرسول صلى الله عليه وسلم للإسلام هو اجتهاده غير الملزم لنا في شيء، وهو فهمه الخاص المرتبط بالمستوى المعرفي للجزيرة العربية، وهو فهم نسبي، وهو في هذا يلتقي مع كثير من الفئات المنحرفة التي عادت السنة المشرفة قديماً كالمعتزلة والخوارج، ويلتقي مع كثير من الشخصيات التي هوّنت من شأن السنة حديثاً ودعت إلى طرحها جانباً: كحسين أحمد أمين، ومحمد أبو القاسم حاج حمد الخ. . .
(يُتْبَعُ)
(/)
وليس من شك بأن هذه الأقوال في التهوين من شأن السنة المشرّفة والدعوة إلى طرحها جنباً، تتناقض تناقضاً كاملاً مع أمر الله تعالى في عشرات الآيات الكريمة من القرآن الكريم بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى جانب طاعته سبحانه وتعالى، وقد أشار إلى جانب من ذلك الشافعي -رحمه الله- في بداية كتاب "الرسالة"، والتي تساءل فيها: من أين لنا أن نستدل على لزوم طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم؟ فأجاب بأن القرآن هو الذي وجّهنا إلى ذلك، وأوجب علينا ذلك، واستشهد بالآيات التي أمرت بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ومنها قوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا اللهَ وأطيعوا الرسولَ وأولي الأمر منكم " (النساء،59)، ومنها: " مَنْ يُطِع الرسول فقد أطاع الله " (النساء،80)، ومنها: " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنهُ فانتهوا " (الحشر،7)، ومنها: " إنّما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا " (النور،51) الخ. . .
إنّ النظر إلى القرآن وحده دون الأخذ بالسنة معه هو الذي جعل الكاتب يخرج علينا بتفاسير غريبة لبعض الآيات الكريمة أو بعض المعاني القرآنية: كالقيامة والبعث والصور والساعة والسّبع المثاني الخ. . . وسأمثّل لذلك بمثال واحد هو تفسيره للسّبع المثاني التي أورد ما جاء عن أصلها في مقاييس اللغة فقال: (المثناةُ: طرف الزمام في الخشاش) وإنما يثنى الشيء من أطرافه، فالمثاني إذاً أطراف السور وهي إذن فواتحها، فتوصّل إلى أنّ السبع المثاني هي سبع فواتح للسور، فإذن السبع المثاني هي الفواتح التالية: 1 - ألم 2 - ألمص 3 - كهيعص 4 - يس 5 - طه 6 - طسم 7 - حم ثم نظر إلى الأحرف التي تتضمنها الآيات السبع السابقة فوجدها تتألف من 11 حرفاً، وأخذ الأحرف التي وردت في بداية سور أخرى ولم ترد في الفواتح السابقة فوجد أنها ثلاث هي:
1 - القاف 2 - الراء 3 - النون. نجمعها مع الأحرف السابقة فصارت أربع عشر أحرفاً، وأشار إلى أنها أصبحت (7 × 2) وهي أيضاً سبع مثان.
وربط بين ما توصّل إليه وهو أنّ أحرف السور الفواتح بلغت أحد عشر حرفاً وبين قول علماء اللغويات واللسانيات من أنّ الحد الأدنى لأية لغة إنسانية معروفة في العالم هو أحد عشر صوتاً، واعتبر أنّ هذا هو الحد الأدنى اللازم من الأصوات لأي تفاهم بيننا وبين أية مخلوقات يمكن أن توجد في الكواكب الأخرى في المستقبل.
هذا ما أورده الدكتور شحرور في تفسيره للسبع المثاني، ولنر ما ورد في السنّة عن تفسير السّبع المثاني لنر مدى ابتعاده عن الصواب لغة وشرعاً وعقلاً.
قال الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله تعالى- في مسنده عن أبي سعيد بن المعلّى رضي الله عنه قال: "كنت أصلّي فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه حتى صلّيت، قال: فأتيته فقال: ما منعك أن تأتيني؟ قال، قلت: يا رسول الله إني كنت أصلّي قال: ألم يقل الله تعالى: " يا أيّها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يُحييكم " (الأنفال،24) ثم قال: لأُعلّمنّك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد. قال: فأخذ بيدي فلمّا أراد أن يخرج قلت: يا رسول الله إنك قلت لأعلّمنّك أعظم سورة في القرآن. قال: نعم " الحمد لله رب العالمين " هي السّبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته". وقد وردت بعض الروايات تفسّر الفاتحة بالسّبع المثاني فقط،
والآن: هل بعد تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم للسّبع المثاني من تفسير؟
لا أظن أنه يجوز لمسلم بعد أن يسمع تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتطلع إلى تفسير آخر، وأحب أن أُنوّه بالإضافة إلى ما سبق إلى أنّ تفسير السنّة للسّبع المثاني أصوب من ناحية لغويّة مما ورد عند الدكتور شحرور لأنه اختار كلمة مثناة وترك الأصل ثني، وقد جاء في مقاييس اللغة عن الأصل ثني ما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
((الثاء والنون والياء أصل واحد وهو تكرير الشيء مرتين، أو جعله شيئين متواليين أو متباينين)) والحقيقة إنّ هذا التعريف اللغوي أكثر انطباقاً على الفاتحة وهو أصل المعنى لأن الفاتحة سبع آيات تتكرّر وتثنى في كلّ صلاة، لذلك لم يأخذ به الدكتور شحرور واختار كلمة أخرى هي "المثناة" ليجعلها أصلاً في دراسته، وليصوغ النتيجة التي يريد أن يتوصّل إليها وهي مطابقة الأحرف في فواتح السور مع أصل الأصوات في اللغات الإنسانية.
وقد انتبه خيار الصحابة إلى أنّ فهم القرآن الكريم دون ربطه بالسنّة قابل لكل التفسيرات، لذلك وجّه علي بن أبي طالب أبن عبّاس رضي الله عنهما أن يحاجج الخوارج بالقرآن الكريم والسنّة المشرفة معاً عندما أرسله لمناقشة الخوارج فقال له: لا تحاججهم بالقرآن وحده فإنّ القرآن حمّال أوجه، حاججهم بالسنّة.
حرص الدكتور محمد شحرور على فتح ثغرة في فهم المسلمين للنص القطعي الثبوت القطعي الدلالة، وهو في هذا يلتقي مع عدد من الكتّاب يركّزون على فتح هذه الثغرة في هذا الوقت من أمثال: عادل ضاهر، وحسين أحمد أمين، ونصر أبو زيد، ومحمد سعيد العشماوي الخ. . . وكل كاتب تناول بعضاً من هذه الآيات، فنصر أبو زيد تناول آيات صفات الله تعالى، وأحمد أمين تناول آيات الحدود، ومحمد سعيد العشماوي تناول آيات الحجاب والمرأة، وعادل ضاهر تناول النص القطعي الثبوت القطعي الدّلالة بشكل عام وضرورة فهمه فهماً جديداً مبايناً لكل الأفهام السابقة، وكل واحد منهم دعا إلى أن نطور فهمنا لهذه الآيات القطعية الثبوت القطعية الدلالة، ودعوا إلى عدم التوقف عند فهم الرسول والصحابة وعند فهم علماء المسلمين هذا الفهم الذي استمر على مدار ألف وأربعمائة عام بل يجب أن نفهمها على ضوء معطيات العصر الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، وحشد كل منهم حججه الخاصة، ولكن قبل أن أستعرض حجج الدكتور محمد شحرور أود أن أنبه إلى خطورة الانسياق في هذه الدعوة التي تنتهي إلى مسخ الدين، وجعله أُلعوبة بيد أصحاب الأهواء، وينتهي حينئذ ديننا إلى ما انتهت إليه الأديان السابقة بأن يكون مبرراً لكل انحرافات البشر وتابعاً لانحدارهم.
تناول الدكتور محمد شحرور كل النصوص القطعية الثبوت القطعية الدّلالة تقريباً فهو تناول آيات الحدود وآيات الربا وآيات الميراث وآيات الطلاق والزواج الخ. . . المهم أنه انتهى من تناوله لكل الآيات السابقة إلى فهمها فهماً جديداً مخالفاً لكل الأفهام التي طرحت سابقاً، فهو بالنسبة للربا حرّم ربا أضعاف المضاعفة، وبالنسبة لآيات الميراث أباح التلاعب بالأنصبة التي حدّدها الشرع لكل فرد من أفراد الأسرة، وبالنسبة لتعدد الزوجات أباحه من الأرامل ذوات الأولاد، وبالنسبة لمعالجة الزوجة الناشز فقد ألغى بعض مراحل معالجة نشوزها الخ. . . .
وقد استند كل مَنْ تناول النص القطعي الثبوت القطعي الدّلالة على شبهة تطور المحيط البشري، فهناك الجديد المتطور باستمرار في العلم والأدوات والأشياء والوسائل الخ. . . وبالتالي يجب أن يكون هناك تطور بالأحكام مرافق للتطور المحيط بنا، ولكن نسي أولئك القائلون بذلك القول أنّ هناك أشياء ثابتة في كيان الإنسان إلى جانب الأشياء المتطورة والمتغيرة التي أشاروا إليها، وإنّ الإسلام عندما وضع آيات الحدود والميراث والزواج والطلاق والمرأة الخ. . . ربطها بالجانب الثابت من الكيان الإنساني، فهناك التجاذب بين الذكر والأنثى، وهناك الأسرة، وهناك شهوة المال، وشهوة النساء، وشهوة الانتقام الخ. . . وهي أمور ثابتة إلى قيام الساعة فلابد من حدود ثابتة مرتبطة بها، فكانت تشريعات الزواج والطلاق والميراث وأحكام الأسرة وحدود السرقة والزنى والقتل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإنّ أكبر دليل على أنّ الإسلام دين الله العليم الخبير هو أنه راعى الثابت والمتحوّل في الكيان الإنساني والحياة البشرية، فأنزل الشرائع الثابتة للجوانب الثابتة في كيان الإنسان، وأعطى أُطراً عامة للأمور المتحولة في حياة الإنسان، فالإسلام مثلاً أعطانا أحكاماً عامة محدودة في مجال الحياة الاقتصادية فحرّم الربا وأحلّ البيع وأوجب الزكاة وفرض الميراث ولم يلزمنا بزراعة معيّنة ولا بطرق زراعيّة معيّنة ولا بموادّ معيّنة ولا بتجارة معيّنة ولا بصناعة معيّنة الخ. . . إنما ترك ذلك لظروف الزمان والمكان.
ولقد حدّثنا القرآن عن أمور غيبيّة متعددة، فحدثنا الله تعالى عن ذاته وعن الجنّة والنار والملائكة وخلق الإنسان وخلق الكون الخ. . . ومن الواضح أنّ قوانين عالم الغيب لا تنطبق بحال على عالم الشهادة، وإن معظم الضلال الذي وقع فيه الفلاسفة والمعتزلة جاء من قياس عالم الغيب على عالم الشهادة وسحب قوانين الشهادة على عالم الغيب، وقد وقع الدكتور شحرور في هذا الخطأ، ومن أمثلة هذا قياسه كلام الله على كلام البشر، لذلك تخيّل أنّ القرآن الموجود في اللوح المحفوظ لابد له من الانتقال إلى صيغة لسانية عربية قبل إنزاله على محمد صلى الله عليه وسلم ليلة القدر وهي ليلة إشهار القرآن الكريم في نظره.
ولكن هذا القرآن الكريم الذي تكلّم الله به والذي كان موجوداً في اللوح المحفوظ، لا نعرف الكيفية التي تكلم الله بها لأننا نجهل ذات الله وبالتالي لا نستطيع أن نخوض في هذه التفصيلات لأنها ستكون بلا سند شرعي أو عقلي.
دندن الدكتور شحرور كثيراً على الجبريّة في فهم القضاء والقدر، مع أنّ المسلمين الأوائل لم يفهموا القضاء والقدر بحال من الأحوال على أنّه السلبية والتواكل وسلب الإرادة، بل فهموا القضاء والقدر على أنه الإيجابية نحو الأحداث، والأخذ بالأسباب وثمّ التوكل على الله، كذلك كان فهم القضاء والقدر بتلك الصورة عاملاً إيجابياً في بناء الشخصية المسلمة على مدار التاريخ، وفي دفعها إلى الفعل والبناء وإعمار الكون، وجلّ الدَخَن الذي دخل فهم المسلمين للقضاء والقدر من ثقافات خارجية وأبرزها التصوف الذي رسّخ السلبية، ودعا إلى إسقاط التدبير والانشغال بالذات وترك الخلق للخالق.
وقد تجاوز المسلمون هذا الفهم الخاطئ للقضاء والقدر في العصر الحديث، وجاء ذلك نتيجة عاملين:
الأول: إبراز معظم الصالحين أوجه القصور في فهم القضاء والقدر الذي ورثناه في العصور المتأخرة، وإبراز الصورة الصحيحة لما يجب أن يكون عليه الإيمان بالقضاء والقدر.
الثاني: انحسار موجة التصوف التي كانت سبباً في رواج الفهم الخاطئ للقضاء والقدر.
لذلك فإني أرى أنّ دندنة الدكتور شحرور حول القضاء والقدر ليست في محلّها بعد أن تجاوز المسلمون هذه الظاهرة في وقتنا الحاضر.
اعتمد الدكتور محمد شحرور على عقله وحده في تفسير كثير من الآيات الكريمة فجاء بعجائب من التفسير، وهو أمر طبيعي لكل من اعتمد على العقل وحده دون المزاوجة بين العقل والنقل في فهم الآيات وتفسيرها، ودون الاعتماد على المأثور من الأقوال، ونستطيع أن نمثّل على مقولتنا بآيتين:
الأولى: قوله تعالى: " وإنْ مِنْ أمّةٍ إلا خلا فيها نذير " (فاطر،24) فسّر النذير بالملاك، وقرّر أنّ الله كان يرسل ملائكة إلى البشر قبل نوح عليه السلام الذي اعتبره أوّل رسول إلى البشر، وزعم أنّ قوله تعالى: "كذّبت قوم نوح المرسلين" (الشعراء،105)، وقوله تعالى: "كذّبت ثمود بالنُّذُر" (القمر،23) يعني أنّ تلك الأقوام كذّبت بنبيّهم وبالملائكة الذين أرسلوا إلى البشر يكلّمونهم ويدعونهم، ورفض التفسير الذي ذكرته معظم التفاسير وهو أنّ الله سبحانه بيّن أنّ تكذيب رسول واحد يعني تكذيب جميع رسله، لذلك جاءت كلمة الرسل بالجمع وليس بالمفرد لتشير إلى هذا المعنى.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثانية: قوله تعالى: " كُلّ شيء هالك إلا وجهه " (القصص،88) فسّرها بأنّ هذا الكون يحمل تناقضاته، وأنّ المادة تحمل تناقضها معها، لذلك فإنّ هذا الكون سيتدمّر وسيتبدّل وسيهلك، ولكن هلاكه سيحوّله إلى مادة أخرى، وهذا هو تفسيره ليوم القيامة، وهو يعتبر أنّ الجنّة والنار غير موجودتين وستوجدان عند تحوّل هذا الكون إلى مادة أخرى، وهو في هذا يرفض الأحاديث الشريفة التي قرّرت وجود الجنّة والنار، ولا أريد أن أسرد عشرات الآيات والأحاديث التي تدحض تفسيره للآية السابقة، ولكنّي أريد أن أسأله بمنطقه اللغوي الذي اعتمده: كيف يمكن أن يوفّق بين المدلول اللغوي للآية الكريمة السابقة وهو الذي يعني بكل بساطة فناء المخلوقات الأخرى وهلاكها وبين تحوّلها إلى مادة أخرى؟ فأين هو إذن الهلاك للمادة؟
التأويل أحد مباحث علوم القرآن، ويحتوي على عدة أقسام مقبولة منها: التأويل بمعنى تحقيق الشيء، ومنها: التأويل بمعنى التفسير، ولكن علماءنا حذّروا من أحد أقسامه التي تقوم على صرف ألفاظ الآية المؤوّلة عن المعنى الراجح إلى معنى مرجوح لا تسمح به اللغة، وقد جاء تحذيرهم ذلك نتيجة استخدام الفِرَق المنحرفة له في خدمة أهوائها وضلالاتها، ولأنه أدّى إلى ضياع حقائق الدين ومعالمه التي رسمها محمّد صلى الله عليه وسلم، فهل أخذ الدكتور شحرور بهذا التأويل؟ نعم لقد أخذ به، ليس هذا فحسب بل دعا وقَنَّن له، ولن أعرض لكل تلك التأويلات لكن سأعرض لواحد منها.
قال تعالى في سورة الفجر: " والفجر. وليالٍ عَشْر. والشَّفْعِ والوَتْر " (الفجر،1 - 3)، فسّر الدكتور شحرور الآيات السابقة بما يلي:
((فالخلق الأول بدأ بانفجار كوني هائل حيث قال: "والفجر. وليال عشر. والشفع والوتر" حيث إنّ الفجر هو الانفجار الكوني الأول "وليال عشر" معناه أنّ المادة مرّت بعشر مراحل للتطوّر حتى أصبحت شفّافة للضوء، لذا أتبعها بقوله "والشفع والوتر" حيث أنّ أول عنصر تكوّن في هذا الوجود وهو الهيدروجين وفيه الشفع في النواة والوتر في المدار، وقد أكّد هذا في قوله: "وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستّة أيام وكان عرشه على الماء " (هود،7) والهيدروجين هو مولّد الماء، أي بعد هذه المراحل العشر أصبح الوجود قابلاً للإبصار لذا قال: "الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون" (الأنعام،1))) -الكتاب والقرآن: قراءة معاصرة. ص235 - .
ليس من شك بأنّ الدكتور شحرور قد ابتعد في متاهات التأويل عندما فسّر الفجر بالانفجار الكوني الأول، وفسّر الليالي العشر بمراحل تطوّر المادة العشر، وفسّر الشفع والوتر بغاز الهيدروجين لأن معطيات السورة لا تسمح بمثل هذا التاويل، ولو أقررناه على تأويله لأعطينا الفرصة لكل صاحب بدعة أن يُطوّع آيات القرآن حسب بدعه وهواه.
والآن: بعد هذا العرض السريع لبعض تجاوزات الدكتور شحرور وضلالاته وانحرافاته لا نستطيع إلا أن نقول إنّ الكتاب ليس حلاًّ لمشكلة الجمود في الفكر الإسلامي، بل هدماً لكثير من أركان وأُسس ومنطلقات الفكر الإسلامي والدين الإسلامي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
منقول والمصدر: http://www.al-ommah.org/web/index.php/news/main/7/event=view
ـ[عزام عز الدين]ــــــــ[25 Nov 2007, 01:07 م]ـ
مضار شحرور تجاوزت كل ما يمكن تصوره- كل من اراد ان يحلل الحرام صار يعتمد عليه .. و اليه اشار المقال الذي وضعته آنفا عن التجديد المزعوم
سلمت يدا كل من يرد على امثاله
ـ[أبو المهند]ــــــــ[01 Dec 2007, 01:43 م]ـ
تم تكليفي سنة 1994 م من وزارة الأوقاف اليمنية بكتابة تقرير عن هذا الكتاب وبعد الاطلاع تبين لي أن كاتبه مهندس ميكانيكي درس في موسكو ولا علاقة له بما كتب، ولكنها السفسطة الكاذبة والتعالم على كتاب الله فحسب، وهو كتاب على ضخامة حجمه يحسن إهماله وعدم الالتفات إليه. والله الموفق.
ـ[مرهف]ــــــــ[14 Jan 2008, 05:06 ص]ـ
فضيلة الدكتور خضر حفظكم الله
المدعو محمد شحرور مهندس مدني وحبذا لو تكرمتم فقرأتم هذا المقال
محمد شحرور وجذور قراءته المعاصرة ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=614&highlight=%C7%E1%DE%D1%C7%C1%C9+%C7%E1%E3%DA%C7%D5 %D1%C9)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[14 Jan 2008, 01:33 م]ـ
اطلعت على ما كتبتم وما تم التعليق عليه، وجزاكم الله كل خير، وكم بسوريا من الأبطال العلماء وكم بها ممن لا نسود القرطاس بمجرد الحديث عنهم، وهذا الحال بمصر وكل أرض الله.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[16 Jan 2008, 01:01 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[17 Aug 2010, 06:14 ص]ـ
ارفع هذا الموضوع للاستفادة منه، بارك الله في كاتبه وناقله.(/)
صدر كتاب: العلمانيون والقرآن الكريم - تاريخية النص
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[18 Nov 2007, 03:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد تم بتوفيق الله عز وجل ومنّه وكرمه صدور كتاب
العلمانيون والقرآن الكريم - تاريخية النص
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/647653138b60b7.jpg
عن دار ابن حزم في الرياض وهو في أصله رسالة دكتوراه قدمتها لكلية دار العلوم - جامعة القاهرة.
أشكر دار ابن حزم والقائمين عليها لإخراجهم الكتاب في أبهى حلة. وجزاهم الله خيراً.
والكتاب بتقديم: الأستاذالدكتور: نور الدين عتر أستاذ التفسير وعلوم القرآن في كلية الشريعة بجامعة دمشق
والأستاذ الدكتور: محمد عمارة الباحث الإسلامي المصري المعروف. وفقهم الله وجزاهم خيراً
ولله الحمد أولاً وآخراً.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[18 Nov 2007, 03:45 م]ـ
مبارك عليك صدور الكتاب، جعلك الله طعانا لكل من أراد كتابه بسوء، ونفع بكتابك وعلمك
أين يباع الكتاب
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Nov 2007, 04:17 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله.
مبارك يا أبا أسيد صدور كتابكم وفقكم الله ونفع بكم، ونحن في شوق إلى الحصول على نسخة منه إن شاء الله.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[18 Nov 2007, 05:39 م]ـ
جهد مبارك، جعله الله في ميزان حسناتك. وأرجو أن تتوفر لي الفرصة للاطلاع عليه.
ـ[مرهف]ــــــــ[19 Nov 2007, 04:16 م]ـ
مبارك مبارك، جعله الله سهماً من سهام الحق، وثقل به ميزانك يوم القيامة، ونفع به الأمة، ونحن بأحر الشوق لقراءته
ـ[عزام عز الدين]ــــــــ[25 Nov 2007, 01:09 م]ـ
الف مبروك و عسى ان يكون في ميزان اعمالك
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[01 Dec 2007, 12:06 ص]ـ
بارك الله بك أخي الكريم الدكتور أحمد وجعل مداده يوم القيامة لك في الميزان متقبلا وجعلك وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين
وجزى الله شيخنا الدكتور نور الدين عتر خير الجزاء
وإنشاء الله سنبحث عنه في معرض الكتاب عندنا هنا في الشارقة
أخوكم طارق
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[01 Dec 2007, 02:26 م]ـ
آمين .. آمين .. آمين ولكم مثل ذلك أخي الكريم طارق ...
متى معرض الكتاب في الشارقة؟
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[01 Dec 2007, 04:37 م]ـ
وكذلك يهمنا أن يوجد في معرض الكتاب القادم بالقاهرة في أواخر شهر يناير إن شاء الله، ودار ابن حزم تحرص على التواجد في هذا المعرض، فلا يفوتهم توفير نسخ كافية منه حتى لا ينفد كما يحدث عادة مع هذه النوعية من المؤلفات كل عام!!
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[01 Dec 2007, 05:59 م]ـ
بارك الله بك أخي الدكتور أحمد موعد معرض الكتاب في الشارقة من الرابع إلى الخامس عشر من الشهر الجاري ونحن في خدمتكم لأي طلب
وعذرا للخطأ الإملائي في كتابة إن شاء الله في مشاركتي السابقة فلقد كتبتها خطأ بالوصل
ـ[أبو الياس]ــــــــ[01 Dec 2007, 08:59 م]ـ
مبارك يا أخ أحمد صدور كتابكم وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعله في موازين حسناتكم وأن ينفع به الإسلام والمسلمين.
وحبذا لو تعطين نبذه مختصرة عن الكتاب و عناوينه الفرعية ... وما إلى ذلك.
وجزاكم الله خيراً
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[02 Dec 2007, 11:59 م]ـ
الأخ أبو إلياس يوجد عرض للكتاب في ملتقى الرسائل الجامعية تحت هذا الرابط:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=8270
ـ[عبدالعزيز الضامر]ــــــــ[03 Dec 2007, 11:24 ص]ـ
مبارك هذه الباكورة يا أبا أُسيد ونفع الله بها, وهي بالفعل من الموضوعات المهمة في هذا الزمان وتحتاج إلى تقويم ومعالجة من قبل الدارسين والباحثين أمثالكم.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[03 Dec 2007, 10:50 م]ـ
شكراً أخي الحبيب عبد العزيز ...
وما دام مركز القيادة عندنا في دمشق وميداني كمان فأنت في القبضة السورية ...
تحياتي لك ... على أمل اللقاء إن شاء الله عز وجل
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[04 Dec 2007, 01:38 ص]ـ
مبارك هذا الكتاب، نفع الله به وبمؤلفه.
ولقد اقتنيت نسخة منه من مكتبة الأسدي بمكة.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[06 Dec 2007, 10:10 م]ـ
كتاب قيم في موضوع مهم من كاتب متخصص ..
شكرا لك دكتور أحمد على سوق هذه البشرى الطيبة ..
نفع الله به وجعله في ميزان حسناتكم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Dec 2007, 05:13 م]ـ
كتابٌ قيم، قرأت أوائله بعناية ولمستُ الجهد المبذول فيه وفقكم الله يا أبا أسيد ونفع بكم، وأشكركم على تفضلكم بإهدائه بارك الله فيكم وفي علمكم.
في 7/ 12/1428هـ
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[17 Dec 2007, 03:23 م]ـ
بارك الله فيكم أخي الكريم د. عبد الرحمن ووفقكم دائماً لكل خير وأشكر لكم إضافة الغلاف ...
جزاكم الله خيراً.
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[14 Mar 2008, 07:09 م]ـ
أبارك لك صدور الكتاب وأسأل الله أن ينفع به
ـ[محمد كالو]ــــــــ[15 Mar 2008, 12:36 ص]ـ
مبارك يا أخ أحمد صدور كتابكم: العلمانيون والقرآن الكريم - تاريخية النص
وأسأل الله العظيم أن يجعله في موازين حسناتكم
وأن ينفع به وبكاتبه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بوعود]ــــــــ[15 Mar 2008, 03:19 ص]ـ
بارك الله لأخينا الدكتور أحمد الطعان وجعله حجة له يوم القيامة ونفع به العالمين ... زنرجو من الله أن يكثر الباحثون من خوض مثل هذه المواضيع الحساسة والشائكة ...
ننتظر منك سيدي احمد المزيد ..
مجلك احمد بوعود
ـ[أبو عبدالمعين]ــــــــ[15 Mar 2008, 03:49 م]ـ
الدكتور أحمد
بارك الله في جهدك ولين الله لك قلمك وجعله طوع أمرك
العلمانية ستتهاوى مطعونة من الطعان 000
العلمانية ستصبح عبارة سمجة ونكتة ساذجة على يدك ويد أمثالك
ـ[الشبلي]ــــــــ[16 Mar 2008, 01:02 م]ـ
بارك الله لك أخي الدكتور أحمد
وأسأل الله أن يجعله من أعمالك الخالصة المتقبلة وأن ينفعك به في الدارين إنه نعم المولى ونعم المجيب.
تحياتي للجميع
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[17 Mar 2008, 02:01 ص]ـ
إخوتي الكرام أبو يعقوب، محمد كالو، أحمد بوعود، أبا عبد المعين، الشبلي ...
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم وجعلني عند حسن الظن وغفر لي ولكم ... أشكر مروركم، راجياً سروركم ...
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[29 Mar 2008, 10:13 م]ـ
أذكر الموزعين للكتاب بحسب ما تشير دار النشر:
المملكة العربية السعودية: الرياض مكتبة ابن حزم 4275117 مكتبة العبيكان 4654424 وجميع فروعها مكتبة الرشد 4593451 وجميع فروعها دار التدمرية 4924706
مكة المكرمة: مكتبة الأسدي 5570506 مكتبة المؤيد: 5542114
جدة: مكتبة الشنقيطي 6893638
الطائف: مكتبة الجيل 7332918 مكتبة الإكليل 7370660
المدينة المنورة: مكتبة المؤيد: 8473148
الدمام: مكتبة المتنبي 8411395
سوريا:
دمشق: دار قتيبة 2242430 دار المأمون للتراث 2229820 دار طيبة 2248200 جوال: 0944977222 دار الأعلام 2221238
حلب: دار القلم العربي 2113129
منبج: مكتبة الفارس: 7910900 مكتبة الاتحاد 7912182
مصر:
القاهرة: دار السلام 2741578
اليمن:
صنعاء مكتبة عالم الكتب اليمنية 215243
الإمارات العربية:
أبو ظبي دار الإمام مالك 4463977
دولة الكويت: الكويت دار العروبة 2664626
دولة قطر: الدوحة دار الإمام البخاري 4684848
الأردن:
عمان - دار عمار 4652437
المملكة المغربية:
الرباط دار الأمان 37723276
وفقكم الله
ـ[احمد الفار]ــــــــ[02 Mar 2009, 07:23 م]ـ
بحثت عن الكتاب كثيرا فى مصر ولم أجده ودار السلام لا يعلمون عنه شيئا ولم تأتى دار ابن حزم فى معرض الكتاب فى القاهرة وعليه فهو غير موجود فى مصر
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[03 Apr 2009, 08:57 م]ـ
أتمنى من الدكتور أحمد الطعان -وفقه الله- أن يعقد لنا مقارنة ولو مبسطة بين كتابه هذا وكتاب الاتجاه العلماني المعاصر في علوم القرآن الكريم ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=13954).
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[07 Apr 2009, 01:05 ص]ـ
أخي الكريم: الباحث زميلي في معهد الفتح وقد أهداني نسخة من كتابه - مشكوراً -وكان قبل أن يطبع كتابه قد أثنى على كتابي العلمانيون والقرآن الكريم وذكر أنه استفاد منه كثيراً ...
وقد نظرت في كتابه حين تحدث عن الدراسات السابقة فلم أجد لي ذكراً، وتصفحت قائمة المصادر والمراجع فلم أجد ذكراً ... واستغربت ذلك كثيراً!!
لكنني وجدت مصادري في هوامشه .... فسبحان الله على هذه التوافقات العجيبة!.
إذ لا يبعد أن يقع الحافر على الحافر!
أرجو أن يقوم غيري بالمقارنة.(/)
لا يأتيه الباطل .. !!
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[23 Nov 2007, 09:17 م]ـ
كتاب "لا يأتيه الباطل": البوطي يرد على شبهات جديدة حول القرآن!
أحمد عمر
المصدر
http://www.alawan.com/index.php?option=com_content&task=view&id=373&Itemid=5
في هذا الكتاب، يردّ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي على أكثر من خمس وعشرين شبهة حول القرآن الكريم، بعضها قديم. في المقال الأول يردّ على شبهة معرفة العلم الحديث للغيب الذي، بزعم المغرضين، أصبح بإمكانه معرفة غيوب الماضي والمستقبل كالأجنة في الأرحام وما تأتي به الأيام من كسوف وخسوف وحرّ وبرد وأمطار .. فهم إنما يخلطون بين الغيب ومفاتيح الغيب. وشتان بينهما، فمفاتيح الغيب هي دساتيره، كما أنهم يخلطون بين ما من شأن الإنسان معرفته باليقين التدريبي الذي هو دون اليقين العلمي الذي يشترط فيه أن يتحقق تماما والإ هبط إلى مستوى اليقين التدريبي.
ويردّ على شبهة تداخل موضوعات القرآن الذي ينتقل بالقارئ من موضوع إلى آخر دون التزام أو تبويب، بالقول أن النظم والأساليب تختلف من عصر إلى عصر ولا يمكن محاكمة القرآن إلى طرائق التأليف المتبعة في تاريخ التراث العربي، وقد اقتضت الحكمة الإلهية أن يكون القرآن متعاليا في أسلوبه ومنهجه عن التقليد والإتباع ون لا يأتي مصبوغا بصبغة عصر دون غيره ولو أن القرآن اتبع أساليب الناس في التأليف بإفراد فصل للعبادات وآخر للمعاملات وثالث للمغيبات لفات السبيل إلى الهدف الذي نزل من أجله وهو دعوة الناس كي يكونوا عبيدا لله في كل زمان ومكان.
ويردّ على دعوى ظاهرة التكرار في القرآن، فيقول أن ظاهرة التكرار تنقسم إلى تكرار ألفاظ وجمل وتكرار موضوعات ومعان. أما تكرار الألفاظ فجاء استجابة لقواعد بلاغية بغية لفت النظر وبث أهمية خطورتها وكذلك فعل مالك بن الريب بتكرار كلمة "الغضى" في بيتين شهيرين فزادها بالتكرار جمالا، أما تكرار الجمل فشأنها شأن اللازمة في القصائد والنثر العربي لتأكيد شأنها ودوران المعاني عليها وللتكرار ضوابطه وشروطه. أما تكرار القصص وأحداث يوم القيامة فأبعد ما تكون عن معنى التكرار المألوف. وإذا نظرنا إلى قصة نوح التي تكررت ثلاث مرات في القرآن: في سورة هود وفي سورة القمر وفي سورة نوح سنجد أننا نقرأ في كل مرة قصة جديدة ورؤى وأحداث وتأثيرات في الفكر والوجدان مختلفة.
ويدفع شبهة وجود التناقض في القرآن في ثلاث آيات هي {رَّبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً} " وآية (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} وآية {فَلاَ أُقْسِمُ بِرَبِّ ?لْمَشَارِقِ وَ?لْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ} بالقول أنها خطابات إلهية لمستويات الناس الثقافية المتفاوتة فالأولى للعامة أما الآية الثانية فلمن عرف بعضا من علوم الفلك وكيفية انقلاب الليل والنهار أما الثالثة فللمتخصص الذي يعرف أن الشمس أينما كانت تكون مشرقا لمن هي مقبلة إليهم ومغربا لمن هي مدبرة عنهم، كما تتضمن الآية معنى آخر هو تدرج الشمس في مطالع متعددة من نهار الأرض كي يقصر نهار الشتاء وعكسيا كي يطول نهار الصيف. ويردّ على دعوى خلود المؤمنين في الجنة وإنه اشتباه في إشراك الناس بصفة إلهية هي الخلد بالقول أنه خلود بالله وليس مع الله. وعلى دعوى معارضة القرآن لعدالة الله بتخليد الجاحدين في العذاب "فلا عدالة في معاقبة كافر عاش خمسين عاما أبد الآبدين" بالقول أن المؤمنين يثابون أيضا بالتخليد أبد الآبدين في الجنة مقابل نفس المدة الزمنية في الدنيا، والعقاب هو للمستكبرين على الله، أما غير المبلغين والجاهلين بالحق والمحجوبين فغير داخلين في هذا الوعيد.
وعلى دعوى الجبر والتخيير والإضلال والهداية الإجبارية يردّ بالقول أن الله لا يضل من يشاء إضلاله عشوائيا ويهدي من يشاء هدايته عشوائيا، فلكل أمر موجبات، وليس بين الإنسان و الهداية إلا التحرر من الأهواء والاستجابة لفطرته التي فطره الله عليها. أما من يجد في آية {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ} مخالفة للعلم فهو مخطئ فالآية نسبت غروب الشمس إلى ما وجده ذو القرنين وحديث العينين يختلف عن حديث الفكر والعلم ومن الغباء الخلط بينهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما يسخر البوطي ممن يقرأ {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} بأنها أية تدل على أن المسلم لم يهتد إلى الصراط المستقيم وعليه أن يبحث عنه في معتقدات أخرى بالقول أن المسلم ليس بطارية يتم شحنها إلى الأبد بالهداية. ويتهكم على "المتعالمين" الذين ينكرون تسبيح الجمادات لله، فالقوانين هي التابعة والخاضعة لحاكمية الله وليس العكس، القرآن يردّ على هؤلاء بالقول: {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً}. كما يتهكم على القائلين بأن حديث الله عن ذاته بضمير الجماعة يناقض وحدانيته ويتهمهم بالجهل بقواعد العربية والنكت البلاغية في التكلم بضمير الجماعة. ويردّ على منكري معجزة طير الأبابيل بالقول أن الإجماع تم على أن العلم يتبع المعلوم كما يقول المناطقة، وأن عددا من الشعراء الجاهليين وصفوا هذه " الأسطورة " منهم صيفي بن عامر وعبد الله الزبعري، كما أن أحدا من مشركي مكة وأعداء الإسلام لم ينكر الحادثة، أما تأويل انفراط جيش أبرهة بوباء الجدري فمنكر إذ لا يعقل أن مرضا ساريا يفني جيشا من ستين ألفا في دقائق!
ويفسر الكاتب ما استشكل على المسلمين من مشكلة تحديد ليلة القدر، فما هو ثابت أن مواقيت الأيام والليالي دائرة ومتوالية على الكرة الأرضية ويقول أن فضيلة ليلة القدر ليست منبثقة من ذاتها وجوهرها وإنما هي عارضة لها أينما وجدت ومهما تكررت مع امتداد الليل والنهار بسبب إقبال الله على عباده فيها بالمغفرة والرحمة الإكرام واستجابة الدعاء.
ويشرح "لمن يشكو من الفهم السقيم" دعوى التناقض بين الآية {لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ُ} وآية أخرى تقول: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْض} بأنه ليس بينها إلا منتهى الانسجام فالأولى تقرر أن الرسل صادقون فيما أخبروا به، أمناء فيما بلغوا عن الله والثانية تقرر أن الرسل متفاوتون في درجاتهم وقربهم من الله. كما أن كثيرا من "مرضى القلوب" يزعم أن الله يخلق الإنسان ثم يعاقبه {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} بالقول أنهم يقرؤون الآية مجتزأة من السياق. والمقصود بما تعملون هو الأصنام.
ويدحض أكذوبة الغرانيق التي أوردها الطبري، ويصفها بأنها مدسوسة وأحاديث مرسلة منقطعة لم ترو عن صحابي وإنما عن التابعين. كما يشرح لذوي "الأفكار الصلعاء" الفرق بين قوامة الرجل على المرأة ومفهوم الولاية المختلف عن القوامة وشتان بينهما فقد قرر الله قوامة الرجل على المرأة لكن الشريعة ساوت بين الرجل والمرأة في حق الأهلية. وعن تقرير القرآن حق الرجل في ضرب الزوجة الناشز وعدم منح الزوجة الحق نفسه عند نشوزه يردّ بالقول إن الشارع لم يفعل لحماية الزوجة من إن يتحول الزوج عندما تقبل إليه الزوجة بالضرب إلى وحش يحطمها. ويردّ الكاتب شبهة تجنيد الرسول للقرآن كي يسهل زواجه من ابنة عمته زينب، فكل الآثار المتواترة تؤكد العكس، أي طلب الرسول من متبناه زيد إمساك زوجه التي كان يشتكي منها، وحتى إذا صح حديث " سبحان مقلب القلوب" الذي يجيّر إلى أن قلبه تحرك نحوها، فأنه لا يغض من كرامة المصطفى.
ويشرح معنى خلافة الإنسان لله بأنها تكريم للإنسانية جمعاء وتكليف لها بحمل الأمانة وليس معناها غياب لله عزّ وجلّ، وأن المقصود بالخلافة آدم وذريته بشرط عمارة الأرض. ويردّ على حديث القرآن عن الجزئيات في الجنة كالحديث عن الأكواب والنمارق والسرر المرفوعة بأنها ليست لغوا بل أنها تؤكد البعث الثاني بالجسد وليس الروح كما يدعي البعض، وعن زعم أن القرآن من تأليف عمر بن الخطاب بالقول أن القرآن إذا كان قد وافق عمرا في ثلاث: مقام إبراهيم، وفي الحجاب، وفي أسارى بدر، فأنه وافق كثيرا من الصحابة فهل يعني أنه من تأليفهم! كما أن القرآن الكريم خالف عمرا في صلح الحديبية وفي حادثة حاطب بن أبي بلتعة الذي طالب عمر بقتله لخيانته وغيرها من الوقائع. ويردّ على مفهوم مكر الله بعباده بأنه مشاكلة بلاغية لكلام العرب؟ ويشرح في المقال الأخير من الكتاب كيفية كتابة القرآن ووصوله إلينا سليما فأول من جمعه أبو بكر وعمر وبقية الصحابة بين دفتين ثم أودع عند حفصة في ما سمي بالمصحف الإمام إلى أن طلبه عثمان في خلافته لينسخه ويوزعه في الأمصار.
غير أن أكثر آراء البوطي جرأة هو رده على قضية الحور العين وبأنها ليست حكرا على الرجال فالبيان الإلهي إجمالي ولا يرمي إلى إحراج الطبائع البشرية المتفاوتة بين الرجل والمرأة ... البيان الإلهي الحكيم لا يصارح المرأة بما يصارح به الرجل.
--------
الكتاب: لا يأتيه الباطل
الكاتب: محمد سعيد رمضان البوطي
الناشر: دار الفكر. دمشق. 2007
يقع الكتاب في 236 من القطع الوسط
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[23 Nov 2007, 11:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا جهد مشكور من فضيلتكم بارك الله لنا في علمكم.(/)
هل لدينا كتاب في تاريخ القرآن بالعربية
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[24 Nov 2007, 09:06 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في تاريخ القرآن ما هي الكتب الجامعة والمستوعبة المؤلفة من طرف المسلمين باللسان العربي والتي جمعت بين سعة الاطلاع على الدراسات الغربية والعربية في الموضوع والإحاطة بما جاء في المصادر الإسلامية القديمة مع التحقيق والتدقيق والنقد والدقة والأمانة العلمية في النقل والإنصاف في الرد على المخالف من أي جهة كان؟؟
أفيدونا بما تعرفون أو اذكروا لنا الكتب الرائجة بالعربية في المضوع كي نرجع لها مع شكرنا الخالص لكل من دلنا على معلومة صغرت أو كبرت.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Nov 2007, 09:35 م]ـ
منها:
- تاريخ القرآن للدكتور عبدالصبور شاهين.
- تاريخ القرآن لحسين الصغير (شيعي).
- تاريخ القرآن للزنجاني.
- تاريخ القرآن لإبراهيم الأبياري.
وكلها مطبوعة، وليست مستوعبة، وترتيبها حسب جودتها في نظري.
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[24 Nov 2007, 09:53 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا شيخ عبد الرحمن ونفع بك.
أما الكتاب الثالث فهو عندي فما رأيكم فيه خاصة فيما نقله عن فهرست ابن النديم بالنسبة لأسماء وعدد السور في مصاحف بعض الصحابة فالأمر خطير يحتاج إلى نقد صارم.
فإن كانت الساحة العلمية تعرف فقط هذه الكتب وهي غير مستوعبة فأين همم العلماء وتظافر جهودهم لتحرير مرجع علمي مستوعب خاضع للمقاييس العلمية قد يغني العرب وغيرهم عن كتب لاتخلو من نقص ومن زيف وضعف وتحريف ونوايا خبيثة حاقدة على كتاب الله تعالى.
فهل لديكم مشروع في هذا الباب نعمل معكم فيه؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Nov 2007, 10:06 م]ـ
لأحد الأصدقاء طلبة العلم الموريتانيين بحث مسجل في جامعة محمد الخامس بالمغرب بعنوان:
مسيرة المصحف الشريف من الرق الجلدي إلى القرص المدمج
هو الأخ محمد الأمين ولد محمد المختار الشنقيطي. وأرجو أن يوفقه الله لإتمام بحثه على الوجه الأكمل الذي يرضي طموح الباحثين المسلمين.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[24 Nov 2007, 10:10 م]ـ
لقد وجدت أن كتاب الدكتور عبد الصبور شاهين من الكتب المهمة في هذا الباب وخصوصاً في مناقشة الشبهات المتعلقة بالقراءات والأحرف السبعة.
أما أنه هناك نقص في هذا الباب فهو لا يخفى على أهل الاختصاص كما أظن وقد أطلعني أحد الإخوة وهو الدكتور سامر رشواني وهو عضو معنا في الملتقى على موسوعة أنجزها المستشرقون تتعلق بالقرآن الكريم في هولندا وهي تتكون من ستة مجلدات وهل تعلمون من هم المستشارين العرب لهذه الموسوعة والممثلين للطرف الإسلامي:
العلامة الحافظ الضرغام!: محمد أركون
العلامة الحافظ والجهبذ الهمام!: نصر حامد أبو زيد
كم نحن نيام!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Nov 2007, 10:15 م]ـ
موسوعة أنجزها المستشرقون تتعلق بالقرآن الكريم في هولندا وهي تتكون من ستة مجلدات
هل يمكن الحصول عليها مطبوعة أو بشكل الكتروني يا أبا أسيد؟
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[24 Nov 2007, 10:21 م]ـ
أخي د. عبد الرحمن الموسوعة باللغة الإنكليزية وهي غير مترجمة وقد أنجزت منذ فترة قربية جداً والأخ الدكتور سامر حصل منها على ثلاثة مجلدات وهو يسعى لاقتنائها كاملة ولعلنا نصورها إن شاء الله عز وجل.
ولكن ماذا تفيد أمثالي ممن لا يحسنون الإنجليزية؟
وفقكم الله.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[24 Nov 2007, 10:35 م]ـ
... ولكن ماذا تفيد أمثالي ممن لا يحسنون الإنجليزية؟
أخي د. أحمد،
ما لا يتم الواجب إلا به، فهو واجب.
ولو حرصت على ذلك، لوصلت إلى مستوى جيد خلال سنة فقط.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[24 Nov 2007, 10:40 م]ـ
من المشاريع التي قد تفيد أيضا في هذا الموضوع، الانطلاق من كتاب (تأريخ القرآن) للألماني نولدكه، وإعادة صياغة بعض محتوايته من منظار إسلامي أكثر مصداقية وأكثر دقة.
وقد اطلعت على هذا الكتاب، ورغم كثرة ما فيه من الاستفزاز لذهن القارئ المسلم من مغالطات (أتفهم وجود بعضها ولا أجد مبررا لأخرى)، أقول رغم ذلك، فالكتاب يحتوي على عدد من النقاط المنهجية التي يمكن الإفادة منها.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[24 Nov 2007, 11:06 م]ـ
والله ياأخ محمد القصد والنية موجود وكلما وجدت سلسلة كتابية أو موسوعة إلكترونية لتعليم الإنجليزية اشتريتها حتى لقد أصبح لدي العديد منها دون فائدة لأن مشاغل الحياة تحول دون ذلك وما أبرئ نفسي ... إن الهمة ليست كما يجب ...
وأذكر الآن بيتاً من الشعر بالفارسية قرأته في كتاب أيها الولد للإمام الغزالي رحمه الله يقول:
كرمى دو هزار رطل همى بيمائي
تاما نخورى نباشدت شيدائي
ويعني:
لو كلت ألفي رطل خمر لم تكن لتصير نشواناً إذا لم تشرب
يعني لا تنفع الكتب بدون قراءة.
أما بالنسبة لكتاب نولدكه فلعلك تعلم أخي محمد أن الكتاب قد ترجم إلى العربية.
وفقكم الله وحماكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السائح]ــــــــ[24 Nov 2007, 11:33 م]ـ
وللأستاذ محمد مصطفى الأعظمي كتاب جيد في هذا الباب العظيم، لكنه باللغة الإنجليزية، ونحن بالأشواق إلى رؤيته مطبوعا بلغتنا الحبيبة = لغةِ القرآن العظيم نفسِه.
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[25 Nov 2007, 08:14 م]ـ
ترجمة ما جاء في نشرة تعريفية موجزة بموسوعة القرآن التي ألمع إليها الدكتور الطعان:
القرآن هو أم المصادر الدينية المكتوبة بالنسبة لسدس سكان العالم, فالمسلمون يعتقدون أنه يضم كلام الله فهو على هذا مبجل ومدروس بعناية منذ قرون خلت, فآلاف المجلدات خصصت من طرف العلماء لتفسير القرآن ودراسة معانيه اللغوية وقراءاته إلخ كافية لملء المكتبات المخصصة للدراسات القرآنية.
باستعمال موروث غني تمكنت موسوعة القرآن التي طبعتها دار بريل (بهولندة) من تحرير مقالات مرتبة حسب حروف المعجم ومخصصة لمحتوى القرآن. يعني معجما موسوعيا لألفاظ القرآن ومفاهيمه وشخصياته وأسماء الأماكن الواردة فيه, وتاريخه الثقافي وتفسيره. مذيلا بأبحاث عن أهم المحاور وقضايا بشأن الدراسات القرآنية. وبالموسوعة ما يقارب 1000مدخل موزعة على خمس مجلدات فهي بذلك أول مرجع كامل متعدد المجلدات بشأن القرآن يرى النور بلغة غربية (الأنجليزية). والفهارس المختلفة المزود بها المجلد الأخير هذا العمل تمكن القارئ من الوقوف على بغيته بأيسر مؤونة موثقة بالمراجع والمصادر الكثيرة.
وهذا العمل اشترك في إنجازه باحثون من أنحاء العالم أشرف عليهم مجلس عالمي من المحكمين.
المجلد الأول ظهر عام 2001 (حرف Aحتى حرف D)
الثاني عام 2002 ( E / I).
الثالث عام 2003 ( J/O).
الرابع عام 2005 ( P/Sh).
الخامس عام 2006) الفهارس).
الناشر:. Jane Dammen McAuliffe
دار بريل مدينة ليدن.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[25 Nov 2007, 11:04 م]ـ
وفقكم الله وأيدكم وجزاكم خيراً أخي د. سمير.
ولعل الدكتور سامر رشواني يتفضل بتعريف وعرض ما يتيسر له أيضاً عن هذه الموسوعة إن سمح وقته بذلك.
ـ[أحمد بوعود]ــــــــ[27 Nov 2007, 01:25 ص]ـ
إخواني الأفاضل/ السلام عليكم ورحمة اله وبركاته
أشاطركم الرأي نفسه ... ويعتبر موضوع تاريخ القرآن من الأمور المستعجلة التي ينبغي البحث فيها ... ولعل ما ذكر من كتب ومؤلفات لا يشفي الغليل لاعتبارات لا مجال لذكرها. فالأمر يحتاج إلى طول نظر وكثرة تدقيق. ولو تيسر لأحدنا دراسة ما كتبه نولدكه، وهو مترجم إلى العربية -رغم ما في هذه الترجمة من عثرات- فإنه يشكل على الأقل مدخلا للكتابة في تاريخ القرآن ... وألح هنا على قضية المنهج، فهو حاسم ... فما هو المنهج الأنسب؟ وكيف نوفق بين المنقول والمعقول من أجل إثبات قدسية وكمال النص القرآني؟ ذلك ان كثيرا من الروايات المحشوة في كتب علوم القرآن بحاجة إلى نقد وتمحيص ....
ـ[منصور مهران]ــــــــ[27 Nov 2007, 03:20 ص]ـ
أذكر أني قرأت كتابين في تاريخ القرآن لم يلتفت إليهما كثير من الناس:
الأول: الفرقان لمحمد محمد عبد اللطيف
الثاني: الجمع الصوتي الأول للقرآن للأستاذ سعيد اللبيب صاحب فكرة المصحف المرتل
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[27 Nov 2007, 04:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
بالنسبة للكلام حول تاريخ القرآن، أي: جمعه وتدوينه والقراءات، فقد تناولته كتب علوم القرآن بطريقة ممتازة في نظري واهتمت بالرد على الشبهات، وهذه الكتب بترتيب الأهمية - كما رتبها الدكتور فهد الرومي -:
1) مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني.
2) المدخل لدراسة القرآن الكريم لمحمد أبو شهبة.
3) مباحث في علوم القرآن لصبحي الصالح.
4) مباحث في علوم القرآن لمناع القطان.
وقد اهتمت هذه الكتب - بهذا الترتيب - أيما اهتمام بالرد على الشبهات حول جمع القرآن والقراءات ومصاحف الصحابة وغيرها من الموضوعات المماثلة، فكانت مرجعًا لا غنى عنه للباحث الذي يتصدى لغير المسلمين في هذه المسائل. وقد استفدنا كثيرًا منها في الرد على مطاعن النصارى والملاحدة في جمع القرآن.
وقد صدر مطبوعًا كتاب (الانتصار لجمع القرآن) للباقلاني بعد صدور هذه الكتب، فكان إضافة جديدة لا غنى عنها، والباقلاني أبدع إيما إبداع في هذا الكتاب وكأني به يمسك بتلابيب آرثر جيفري أو نولدكه أو جولدتسهير ويحاصره ويضيق الخناق عليه!
أما بالنسبة للرسائل الأكاديمية فهناك بحث رفيع المستوى للدكتور محمد شرعي أبو زيد حول جمع القرآن في جميع مراحله التاريخية، وهو متاح للتحميل على هذا الرابط:
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=2&book=717
وهناك رسائل غيره تخصصت في جمع القرآن في العهد المكي، وأخرى في العهد المدني، وأخرى في عصر الخلفاء الراشدين، وهكذا ..
ويمكنك أن تجد على الشبكة العديد من الكتب التي تناولت تاريخ القرآن وجمعه وحفظه وتدوينه ووثاقة نقله والرد على الشبهات في صيد الفوائد والمكتبة الوقفية وغيرها من المواقع المتخصصة في تحميل الكتب.
والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Nov 2007, 07:52 ص]ـ
كما تفضل أخي الكريم الدكتور هشام عزمي وفقه الله أن كتب علوم القرآن لم تغفل هذه المسائل سواء المتقدمة أو المتأخرة. وفي الكتب التي أشار إليها وفي غيرها نقاش لمسائل تاريخ القرآن. غير أن الأخ سمير القدوري وفقه الله كأنه يشير إلى تأليف بهذا العنوان (تأريخ القرآن) كما صنع المستشرقون.
وأذكر أن الدكتور عدنان زرزور في الطبعة الأخيرة من كتابه (علوم القرآن وإعجازه وتأريخ توثيقه) انتقد مصطلح (تأريخ القرآن) الذي يستخدمه المستشرقون للتشكيك في توثيق القرآن ووصوله إلينا محفوظاً بحفظ الله. حيث قال الدكتور عدنان زرزور في مقدمته: (أما محور (تاريخ القرآن) الذي تناولناه بالبحث، بوصفه مدخلاً مهماً وضرورياً إلى هذه العلوم، فإننا ما زلنا نبحث فيه تحت عنوان (قطعية النص القرآني وتاريخ توثيقه) زيادة في الدقة والاحتراز أمام بعض الفهوم والتفسيرات التي نبتت في هذا العصر كما هو معلوم) المقدمة ص 6.
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[28 Nov 2007, 09:28 ص]ـ
وافق قبل أيام قسم أصول الدين في (كلية الشريعة - جامعة اليرموك - الأردن) على ثلاث رسائل دكتوراه بعنوان (تاريخ القرآن لنولدكه - دراسة ونقد) حيث تم توزيع الكتاب بأجزائه الثلاثة على ثلاثة من طلبة دكتوراه التفسير وعلوم القرآن.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Nov 2007, 12:33 م]ـ
وافق قبل أيام قسم أصول الدين في (كلية الشريعة - جامعة اليرموك - الأردن) على ثلاث رسائل دكتوراه بعنوان (تاريخ القرآن لنولدكه - دراسة ونقد) حيث تم توزيع الكتاب بأجزائه الثلاثة على ثلاثة من طلبة دكتوراه التفسير وعلوم القرآن.
ما شاء الله. خبر طيب، وأرجو أن يوفق الله الباحثين في بحوثهم وينفع بها.
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[28 Nov 2007, 02:45 م]ـ
حسنا فعل القسم مشكورا
ولكن يحسن التذكير أن الترجمة العربية للكتاب ناقصة وغير كافية ولا شافية ولا وافية
لذلك حبذا أن يقوم الباحثون بالاستعانة بمن يحسن الألمانية بأن يراجعوا الترجمة ويقوموا بصنع
جداول للأخطاء الطباعية والنصية التي اجترحها المترجم، أو أن تستعين الكلية بقسم اللغة الألمانية
فتكل مهمة المراجعة لطالب دراسات عليا في اللغة الألمانية في الأردن أو مصر .. لم لا!
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[28 Nov 2007, 03:00 م]ـ
جزى الله (الدكتورين عَبْدَي الرحمن)! الشهري والصالح على هذا المرور الكريم
وبخصوص ملاحظة الدكتور الصالح فسأقوم إن شاء الله بإيصالها للقسم ولكم جزيل الشكر
ـ[ياسر محيسن]ــــــــ[28 Nov 2007, 03:04 م]ـ
يوجد كتاب من مؤلفات الدكتور محمد سالم محيسن استاذ القرآءآت وعلوم القرآن باسم تاريخ القرآن الكريم وهو امامى الآن
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[28 Nov 2007, 03:23 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخي ياسر على هذه المعلومة
وكتاب الدكتور محمد سالم محيسن من أجود ما كتب في تاريخ القرآن، وقد استعرته قبل أيام من مكتبة الجامعة الاردنية.
وأنا الآن أقوم بطباعة ما تحصَّل لدي من كتب تاريخ القرآن لنشرها في هذا الموقع المبارك، ومن ضمن هذه الكتب كتاب والدكم رحمه الله
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[28 Nov 2007, 05:39 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أيها الإخوة الكرم الأفاضل.
ما سطرتموه من درر في تعقيباتكم المفيدة النفيسة خير دليل على ما للمذاكرة العلمية من فضل على تطور البحث العلمي وفيها دليل على أن المرء ضعيف بنفسه قوي بإخوانه وأن فوق كل ذي علم عليم وأنه لا ينبئك مثل خبير فتابعوا بوركتم نثر فوائدكم ودرركم. وما قلتم زادني حرصا على ضرورة توفر المكتبة العربية على كتاب ضخم جليل القدر يقدم فيه نقد لجميع المصادر والمراجع المتعلقة بتاريخ القرآن الكريم منذ نزوله وكتابته وإلى طباعته وترجمته حتى هذا اليوم وأن لا تترك شاذة ولا فاذه من مسائل هذا الميدان إلا ونوقشت بعلم وأمانة وإنصاف وسعة صدر وسعة اطلاع, ولدي اليقين أن القدماء كانوا أقدر من المعاصرين على رد الشبه وتفنيدها ولكن ليس الأمر اليوم كذلك لذهاب العلم مع موت الهمم والانشعال بالجزئيات وترك المهمات. لم لا يتكلف ملتقى أهل التفسير بالتعاون مع أعضائه بالعمل جميعا على حصر المسائل التي يجب أن يعالجها كتاب من هذا الشأن ثم تتلقى المواضيع المحررة من الأعضاء كل في المسألة أو المسائل التي يجد في نفسه وفي قدرته العلمية التحرير فيها ثم يعرض ذلك على المحكمين وما يحتاج للمراجعة والتصويب روجع بإذن صاحبه وبالتعاون معه وما كان جيدا جمع في موضعه إلى حين استكمال البحث لكل المسائل. وعلى الملتقى وأعضائه التعاون في الحصول على الأبحاث والكتب والمقالات والدراساات بمختلف اللغات والتعاون على ترجمة ما للبحث به حاجة منها والحرص على التوثيق الدقيق والفهرسة العلمية. ثم يخرج الكتاب ويطبعه الملتقى ويكون حسنة من حسناته وصدقة جارية على أعضائه إلى يوم الدين.حتى متى ننتظر غيرنا لينوب عنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Nov 2007, 09:17 م]ـ
ما تفضل به الأخ الكريم الدكتور عبدالرحمن الصالح من وجود أخطاء في ترجمة (تاريخ القرآن) العربية المنشورة الآن أشار إليه من قبل الزميل الباجي في الملتقى، وذكر أن هناك ترجمة أخرى للكتاب قريبة الصدور إن شاء الله قام عليها أحد التراجم من أهل المغرب فيما أظن ولعل الأخ الباجي يؤكد هذا أو يصححه.
وأما ما اقترحه الزميل العزيز الأستاذ سمير القدوري فلو وضع منهج للتأليف لربما نشط الباحثون ونحن على أتم الاستعداد لتولي تحكيمه ونشره بإذن الله. وفي الملتقى كفاءات علمية متميزة وقادرة على التصنيف لو تم ترتيب الأمر وتنسيقه. نسأل الله التوفيق والسداد.
ـ[ياسر محيسن]ــــــــ[01 Dec 2007, 02:37 ص]ـ
ان شاء الله ساهدى منتداكم الموقر نسخه من كتاب تاريخ القرآن الكريم وحتى يتم هذا اتشرف بان ارفع المقدمه والفهرس
ـ[ياسر محيسن]ــــــــ[01 Dec 2007, 09:04 م]ـ
اول عشر صفحات من كتاب تاريخ القرآن الكريم د. محيسن من ص5 حتى ص 15 اما ص 8 فهى بيضاء
ـ[ياسر محيسن]ــــــــ[02 Dec 2007, 01:01 ص]ـ
من ص 16 حتى ص 28
ـ[ياسر محيسن]ــــــــ[06 Dec 2007, 08:34 م]ـ
نسخه كامله من تاريخ القرآن الكريم وسيتم حزف جميع الملفات التى سبق رفعها
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[08 Dec 2007, 12:44 ص]ـ
بارك الله فيك يا أخي وأجزل أجرك.
ـ[د. عمر حمدان]ــــــــ[08 Dec 2007, 04:56 م]ـ
حسنا فعل القسم مشكورا
ولكن يحسن التذكير أن الترجمة العربية للكتاب ناقصة وغير كافية ولا شافية ولا وافية
لذلك حبذا أن يقوم الباحثون بالاستعانة بمن يحسن الألمانية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشارك الدكتور عبد الرحمن الصالح، حفظه الله، رأيه فيما نبّه عليه من رداءة الترجمة.
كذلك أشاطره فيما اقترحه من الاستعانة بمن يحسن اللغة الألمانيّة، فأعضد على ذلك وأدعمه وأجنّد نفسي متطوّعًا لهذه الخدمة، فلن أدّخر جهدًا في تقديم العون والمساعدة في هذا المضمار لمن يهمّه الأمر. والله تعالى من وراء القصد.
ـ[ياسر محيسن]ــــــــ[09 Dec 2007, 12:46 ص]ـ
الفضل لصاحبه وارجو الدعاء للمرحوم والدى
ـ[محمد الأمين بن محمد المختار]ــــــــ[09 Dec 2007, 06:02 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه
جزى الله الأساتذة الفضلاء، وخصوصا الأستاذ سمير القدوري، والشيخ الدكتور عبد الرحمن الشهري على إثارة هذا الموضوع الممتع والمفيد والمثير للشجن، ولقد وضعني الدكتور / عبد الرحمن الشهري في موقف صعب، حيث حملني المسؤولية لإنجاز بحثي القريب من الموضوع بالشكل الذي يرضي، فأرجو منكم ومنه أن تعينونني بالدعاء لتيسير الأمور، حيث إن متطلبات الحياة تشغلني إلى الآن عن الكتابة، فضلا عن قلة المراجع، كما اتضح من هذه المناقشة
وأنا باختصار يبدو لي أن المطاعن مهما تفنن فيها المستشرقون وأتباعهم ليست ذات بال.
ذلك أن الاحتكام إلى المنهج العلمي لدى المسلم والمستشرق على حد السواء يقتضي الاعتراف أن كل المرويات والكتب التاريخية لا بد أن تثور بجانبها مرويات تناقضها أو تشكك فيها، ولكن في حالة القرآن الكريم فإن الروايات المثيرة للشبه لا يمكن أن تقارن بأي معيار بالروايات المتواترة التي نقلها الأجيال عن الأجيال، وعليه فلا قيمة لتلك الروايات بمنطق المقارنة العلمية
أما من ينطلق من موقف مسبق مثل كثير من المستشرقين أو مثل المرتدين من أدعياء الإسلام فالنقاش معه في ما هو أبعد من ذلك، في أصل نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
ولذلك فإن كثيرا ممن يحاولون الدفاع عن القرآن لا يركزون على هذه النقطة الجوهرية.
وفي الختام أذكر هنا أنني قد حصلت قبل مدة على كتاب في الرد على شبهات المستشرقين حول القرآن الكريم مطبوع من طرف المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، وهو لأحد الدكاترة المصريين، كان رئيسا لقسم اللغة الإنجليزية بالأزهر، وقد نسيت اسمه الآن للأسف فلعل أحدكم يذكرنا به، ولقد ظننت بحصولي عليه أني حصلت على كنز ثمين ما دام معتمدا من المنظمة المذكورة، ولكنه للأسف خيب أملي حيث إن معالجته سطحية ولا تفي بالرد على الشبهات التي يوردها بكثرة، ولو كان بقربي الآن لقدمت منه نماذج.
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Dec 2007, 08:55 م]ـ
حصلت قبل مدة على كتاب في الرد على شبهات المستشرقين حول القرآن الكريم مطبوع من طرف المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، وهو لأحد الدكاترة المصريين، كان رئيسا لقسم اللغة الإنجليزية بالأزهر، وقد نسيت اسمه الآن للأسف فلعل أحدكم يذكرنا به، ولقد ظننت بحصولي عليه أني حصلت على كنز ثمين ما دام معتمدا من المنظمة المذكورة، ولكنه للأسف خيب أملي حيث إن معالجته سطحية ولا تفي بالرد على الشبهات التي يوردها بكثرة، ولو كان بقربي الآن لقدمت منه نماذج.
هذا هو الكتاب
القرآن الكريم من المنظور الاستشراقي - دراسة نقدية تحليلية ( http://www.waqfeya.com/open.php?cat=11&book=1308)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[09 Dec 2007, 09:32 م]ـ
وأنا باختصار يبدو لي أن المطاعن مهما تفنن فيها المستشرقون وأتباعهم ليست ذات بال.
ذلك أن الاحتكام إلى المنهج العلمي لدى المسلم والمستشرق على حد السواء يقتضي الاعتراف أن كل المرويات والكتب التاريخية لا بد أن تثور بجانبها مرويات تناقضها أو تشكك فيها، ولكن في حالة القرآن الكريم فإن الروايات المثيرة للشبه لا يمكن أن تقارن بأي معيار بالروايات المتواترة التي نقلها الأجيال عن الأجيال، وعليه فلا قيمة لتلك الروايات بمنطق المقارنة العلمية
أما من ينطلق من موقف مسبق مثل كثير من المستشرقين أو مثل المرتدين من أدعياء الإسلام فالنقاش معه في ما هو أبعد من ذلك، في أصل نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
ولذلك فإن كثيرا ممن يحاولون الدفاع عن القرآن لا يركزون على هذه النقطة الجوهرية.
كلام في الصميم ..
أحسنت أخي الكريم ..
وفقك الله وسددك وأعانك.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[10 Dec 2007, 07:11 ص]ـ
وأنا باختصار يبدو لي أن المطاعن مهما تفنن فيها المستشرقون وأتباعهم ليست ذات بال.
ذلك أن الاحتكام إلى المنهج العلمي لدى المسلم والمستشرق على حد السواء يقتضي الاعتراف أن كل المرويات والكتب التاريخية لا بد أن تثور بجانبها مرويات تناقضها أو تشكك فيها، ولكن في حالة القرآن الكريم فإن الروايات المثيرة للشبه لا يمكن أن تقارن بأي معيار بالروايات المتواترة التي نقلها الأجيال عن الأجيال، وعليه فلا قيمة لتلك الروايات بمنطق المقارنة العلمية
أما أن المطاعن مهما تفنن فيها المستشرقون وأتباعهم ليست ذات بال، فاسمح لي أن أخالفك في هذا الأمر. بل كل شبهة يمكن أن تشكل عائقا أمام الإيمان برسالة الإسلام هي أمر ذو بال، ولا بد لنا كمسلمين مؤتمنين على البلاغ المبين أن نهتم لها، كفرض كفاية، ولا يحق لنا أن نتحلل جميعا من هذه المسئولية.
ـ[محمد الأمين بن محمد المختار]ــــــــ[10 Dec 2007, 09:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أخانا ابن جماعة
وأشكرك على الملاحظة القيمة، ولعلي لم أحسن التعبير، فإن المراد عندي أنها ليست ذات بال من الناحية العلمية فلا تثير لدى الباحث المسلم أي خوف وإلا فإنه ليس في العلم شيء غير ذي بال، أحرى ما يتعلق بالقرآن الكريم
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[12 Dec 2007, 12:23 ص]ـ
السلام عليكم أخي محمد الأمين
لا شك أنك قصدت كتاب عبد الرحمن بدوي في الدفاع عن القرآن الكريم ضد منتقديه. فقد سبق للملتقى أن انتقد الكتاب كما تراه على هذا الرابط:
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4455
ـ[ياسر محيسن]ــــــــ[13 Dec 2007, 04:32 ص]ـ
تم حزف ملف كتاب تاريخ وافراد موضوع مستقل بنفس الاسم لانتهاء الغرض من وجوده فى هذا الموضوع(/)
عن التجديد الديني المزعوم .. و ادعيائه
ـ[عزام عز الدين]ــــــــ[25 Nov 2007, 10:28 ص]ـ
أدعياء التجديد الديني
منقول من جريدة العرب القطرية
أحمد خيري العمري *
عندما تقرأ لبعض أدعياء التجديد الديني فإنك تشعر بحنين جارف للشيخ التقليدي بسحنته الغاضبة والمتجهمة وصراخه العالي على المنبر حتى لو كنت تضيق ذرعا به ..
يحدث هذا على الأقل معي، إني أشعر بالتعاطف مع التقليديين والتقليديين جدا رغم كثرة مؤاخذتي على ما يطرحونه عندما أقارنه بما يطرحه أدعياء التجديد هؤلاء، وإذا كان هذا يحدث معي، فإنه ولابد يحدث ومن باب أولى مع من لا يمتلك موقفا سلبيا من المؤسسة الدينية التقليدية، وهذا هو المنجز الأهم لمدعي التجديد وأدعيائه حتى الآن، لقد نجحوا نجاحا باهرا في شيء واحد على الأقل حتى الآن: في زيادة رصيد أعداء التجديد من التقليديين وإعطائهم مزيدا من دعم الجماهير لهم ولطروحاتهم.
ولست واثقا من أن هذا سيهم أدعياء التجديد، فقد حصلوا في خضم ذلك -بعضهم على الأقل- على الشهرة .. وبعضهم حصل على الشهرة والمال معها، وبعضهم حصل على سفرات غامضة إلى جامعات غربية هنا وهناك، وحاضر عن (إسلام آخر) غير الذي نعرفه وغير الذي يعرفه الغربيون أيضا، لكنه إسلام يتوافق مع ما يريد الغربيون أن يسمعوه، ويصب هذا كله في صالح «نظرية المؤامرة» العتيدة التي يرد بها التقليديون أصلا على كل من يجرؤ على مخالفتهم، وبشكل آلي.
وفي أسوأ الأحوال وحتى إن لم يحصل هؤلاء على شيء من هذا كله فإن بإمكانهم التباكي على كونهم قد سبقوا زمانهم، وبأن الواحد منهم يعد «فولتير العرب» الذي تحاربه «كنيسة» المسلمين كما تصرح بالفعل «كويتبة» لم يصدر لها كتاب واحد حتى الآن!!
والنتيجة النهائية لكل هذا ومحصلته أن الجمهور الذي ربما لديه ملاحظات وانتقادات -خافتة وسرية ولكنها موجودة- ضد مشايخه ووعاظه التقليديين سيفضل حتما المشايخ على هؤلاء، لقد أَلِف مشايخه وأسلوبهم وعرف خيرهم من شرهم، نشأ وكبر على مواعظهم وصراخهم وتناقضاتهم وبكائهم، وهو يعرف أين سيذهب معهم (إلى لا مكان طبعا)، لكن مع هؤلاء الذين يلقبون بالتجديديين فالأمر يبدو أسوأ، إذ إنهم يقودونه إلى مكان مجهول، مكان قد يكون أسوأ مما هو فيه، بعبارة أخرى قد يتصور أنهم سيخرجونه من دينه.
لا يحمل هؤلاء التجديديون سمت رجل الدين التقليدي الذي يفرض الاحترام والهيبة على العامة، وهذا ليس سيئا جدا في حد ذاته، إلا أن الأمر أسوأ بكثير عندما يرى المتلقي العادي أن كل ما أنتجوه من تجديد لا يخرج عن كونه قراءة للنص تنتج إلغاء للنص، هذا كل شيء!
في كل موضوع خاض فيه هؤلاء التجديديون -وكلها مواضيع حساسة- قاموا بإلغاء النص وتعطيل الحكم الوارد فيه بحجة تاريخية النص التي صارت معها النصوص الدينية بمثابة «شواهد تاريخية» خلف واجهة زجاجية (فترينة) نتفرج عليها من خلال الزجاج ونقول: كان زمان ..
تاريخية النص هذه شملت أمورا متعددة، من لباس المرأة إلى المواريث مرورا بالجهاد وبأحكام الزواج وغيره .. وهكذا لم يبق «شيء على شيء» مما ألفناه وتعودنا عليه، فلباس المرأة المسلمة اختزل إلى تغطية الرقبة عند البعض، وتغطية الصدر عند البعض الآخر، وتغطية ما هو أقل من ذلك عند بعض آخر.
الزواج ذلك الميثاق الغليظ لم يعد ميثاقا ولا غليظا، بل صار من الممكن له أن يكون تجريبيا في مرحلة ما، ولا يشترط إلا شيئين: أن يعرف به الأهل، أهل البنت طبعا، أما أهل الشاب فلا داعي لذلك على ما يبدو، الشرط الثاني أن تكون البنت على دراية بوسائل منع الحمل .. انتهى!
أما أحكام الإرث طبعا ومن باب أولى فاقرأ عليها الفاتحة بضمير حاول أن يكون مرتاحا ومعه كل ما يتعلق بالمرأة من أحكام كالعدة مثلا، فلم يعد لها داع ما دامت الأجهزة الطبية قد تطورت وصار بإمكاننا معرفة وجود جنين منذ أسبوعه الأول، ولذلك تستطيع الأرملة أن تكون طروبا منذ اليوم الأول لترملها، والبركة في تقنيات الموجات فوق الصوتية والقراءة التاريخية للنصوص.
(يُتْبَعُ)
(/)
تعتمد آلية القراءة (الإلغائية) هذه بعد تجريدها من تفاصيل متشعبة على انتقائية واضحة في التعامل مع النصوص، فهناك نصوص تنتقى بوضوح لكي تصير نصوصا مطلقة لكل زمان ومكان لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، ونصوص أخرى تنتقى لكي تصير «تاريخية» زاعمين انتهاء صلاحيتها وكونها محصورة بزمان ومكان ..
الطريف أن آلية الانتقاء هذه التي تجعل نصا ما مطلقا وآخر تاريخيا لا تعتمد على شروط علمية واضحة -أو حتى غير واضحة- إلا بقدر ما ينسجم هذا النص مع طروحات معينة يود أدعياء التجديد الوصول إليها بكل وسيلة، وهكذا يمكن أن يكون النص المنتقى نصا مطلقا ولو كان حديث آحاد، والنص المنتقى يصير تاريخا «فات ومات» وإن كان نصا قرآنيا واضح الدلالة والاستدلال. ومن الأمثلة المفضلة لدى هؤلاء على النص الذي يتحول مع قراءتهم ليصير مطلقا وصالحا لكل زمان ومكان حديث «أنتم أعلم بأمر دنياكم» وهو حديث آحاد مرتبط بواقعة شديدة الخصوص هي واقعة تأبير النخل، ويمكن قراءتها في الوقت نفسه على أنها دعوة للتجريب في التقنيات وليس لإلغاء النصوص، ويتعامل مدعو التجديد مع حديث الآحاد هذا ليلغوا نصوصا قرآنية بتفاصيل واضحة بدعوى أنها «تتدخل في أمور الدنيا»، وبما أن الرسول الكريم -عليه الصلاة والسلام- قال في حديث آحاد وواقعة مخصصة بأننا أعلم بأمور دنيانا، إذاً لابد لنا أن نلغي الحكم الوارد في القرآن لأنه مجرد نص تاريخي وذلك امتثالا لأمره عليه الصلاة والسلام!! ولأن القراءة التاريخية عندما تبدأ فإنها لا تنتهي باعتبار أن النص القرآني نزل فعلا في مرحلة تاريخية ما، وقسر «تاريخية النص» هذه على قراءته سيكون بمثابة «مفرمة» لا تبقي ولا تذر من الأحكام القرآنية ومن فاعليتها .. وهكذا فإن كل ما يتعلق بالمرأة في القرآن الكريم مرتبط ولابد -حسب نظر هؤلاء- بسياق تاريخي كان المجتمع فيه يعج بالرق وبملك اليمين -ابحثوا عن الربط- وبما أن الرق قد انتهى والحمد لله، فإن أحكام النساء قد انتهت أيضا، والمزيد من الحمد لمستحق الحمد!! سنسألهم جادين لكن غير مصدقين: إن كانت أحكام المرأة قد انتهت بانتهاء مرحلة العبودية التاريخية، ألا يجري ذلك -من باب أولى وبربط أشد وضوحا- في العبودية باعتبارها العلاقة الإسلامية بين الإنسان وخالقه؟ سيقولون نعم بالتأكيد! العبودية انتهت كعلاقة أيضا، صارت الآن «العبادية»، وسيقولونها بمنتهى الجدية .. !
هكذا، مع أدعياء التجديد هؤلاء لا خط أحمر من أي نوع لا عقائدي ولا فقهي ولا نص قرآني ولا حديث متواتر، وهو الأمر الذي يجعل الناس عموما يسيؤون الظن بالتجديد برمته، وعندما لا يكون هناك خطوط حمراء فيما تقول: إنه تجديد، ويكون تجديدا بلا ضابط ولا رابط فإنك تضع خطا أحمر وعلامة ( X) عليك وعلى كل نتاجك، في الوقت نفسه فإن الشيخ التقليدي سيكون أكثر انسجاما مع طروحاته ومع مجتمعه .. وستزيد مصداقيته بالمقارنة مع تهريج يلقب بالتجديد كهذا، وسيواجه أي تجديد «حقيقي» بنفس سوء الظن من باب التعميم المعتاد،
ومن أجل ذلك قلت: إنك قد تشعر بالحنين إلى الشيخ التقليدي عندما تقرأ ما ينتجه هؤلاء، بل إنك قد تشعر بالحنين ليس إلى الشيخ التقليدي فحسب، بل إلى مُلا الكتاتيب القديمة الذي كان يقوم بتحفيظ القرآن بواسطة الفلقة .. بالذات ستشتاق إلى الفلقة وإلى استعمالها مع أولئك المجددين الجدد!
*كاتب عراقي مقيم قي سوريا
23/ 11/2007(/)
للتحميل: قضايا قرآنية في الموسوعة البريطانية (د. فضل حسن عباس)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[26 Nov 2007, 08:27 م]ـ
للتحميل: (قضايا قرآنية في الموسوعة البريطانية: نقد مطاعن، ورد شبهات)
تأليف: د. فضل حسن عباس
في المرفقات.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[27 Nov 2007, 04:05 م]ـ
جزاك الله خيرًا.
ـ[أبو محمد نائل]ــــــــ[03 Jul 2009, 03:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
بارك الله بك , شكراً أخي الكريم
ـــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله
لقد حصلت على هذا الكتاب اليوم الجمعة بعد الصلاة، صلاة الجمعة
المسجد الأقصى.
من مكتبة الصدقات بالقدس وحاولت البحث عنه عبر الشبكة ..
تحياتنا للشيخ د. فضل حسن عباس
ما أعظم العلم وأهله وما أهم الوقت للقراءة.
ـ[أبو محمد نائل]ــــــــ[03 Jul 2009, 03:43 م]ـ
للدقة في التوثيق والتواصل:
http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?p=2371#post2371
ـ[محمد براء]ــــــــ[03 Jul 2009, 05:28 م]ـ
أين الكتاب؟
ـ[جود فلسطين]ــــــــ[09 Jul 2009, 12:17 ص]ـ
لم اجده عفوا
أين يمكنني أن أجده؟
بوركتم
ـ[النجدية]ــــــــ[26 Oct 2010, 11:17 ص]ـ
تم حذف الكتاب من المرفقات على ما يبدو!
بارك الله في جهودكم يا كرام؛ وبانتظار الرابط فضلا لا أمرا
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[13 Nov 2010, 10:37 م]ـ
تم حذف الكتاب من المرفقات على ما يبدو!
بارك الله في جهودكم يا كرام؛ وبانتظار الرابط فضلا لا أمرا
تفضلي اختي في الله
قضايا قرآنية في الموسوعة البريطانية .. نقد مطاعن و رد شبهات
الدكتور فضل حسن عباس
http://www.al-maktabeh.com/ar/images/books/A134.jpg
هنا
( http://www.al-maktabeh.com/ar/open.php?cat=&book=134)(/)
بعد أن وصفه بالفاشي .. برلماني هولندي يعد لفيلم يهاجم القرآن
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[29 Nov 2007, 11:36 ص]ـ
مفكرة الإسلام: يخطط برلماني هولندي، لإنتاج فيلم يهاجم القرآن الكريم، غير أنه تلقى تحذيرات من الحكومة الهولندية بشأن إنتاج مثل هذا الفيلم.
وقال السياسي اليميني المتشدد "جيرت فيدلدرز"، والذي يعيش تحت حراسة دائمة للتلفزيون الهولندي: إنه يريد أن يؤدي فيلمه لفتح أعين الناس.
وفي أبريل الماضي، قال فيلدرز الذي وصف القرآن بأنه كتاب " فاشي": إنه تلقى تحذيرًا من رئيس إدارة مكافحة الإرهاب الهولندية بشأن الغضب الذي سببته تصريحاته في الشرق الأوسط.
وقال فيلدرز لمحطة تلفزيون "إن. أو. إس": لا أنوي أن أضايق الناس، إني أريد أن أوضح رأيي وحسب وهو رأي عبرت عنه بوصفي عضوًا في البرلمان، إذا شعر الناس بالضيق فهذا عار، ولكن تلك ليست مشكلتي.
وقال متحدث باسم وزارة العدل: إن وزيري العدل والخارجية التقيا بجيرت فيلدرز لبحث مخاطر صنع مثل هذا الفيلم بالنسبة له وبالنسبة لمصالح هولندا في الخارج مع التأكيد على حقه في حرية الرأي.
وقال عبد المجيد خيرون عضو المجلس الإسلامي الهولندي: إن فيلدرز يحاول ببساطة الاستفزاز ولكنه يخشى من وقوع الأسوأ إذا صنع فيلمه بالفعل وهذا من شأنه استثارة ردود فعل في الخارج مماثلة لتلك التي وقعت بسبب الرسوم الكاريكاتيرية الدنمركية التي تنطوي على إساءة للنبي محمد، صلى الله عليه وسلم.
وكان فيلدرز قد حذر في السابق من "موجة مد من الأسلمة" في البلاد التي تضم مليون مسلم، ودعا لحجب الثقة عن وزيرين مسلمين في الحكومة مشككًا في ولائهما للبلاد بسبب ازدواج جنسيتيهما.
المصدر ( http://www.islammemo.cc/article1.aspx?id=55690)(/)
ما رأيكم دام فضلكم؟
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[29 Nov 2007, 11:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الأكارم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
رأيت في قسم الدراسات العليا أن أكلف الطلاب في حلقات البحث بالرد على بعض الشبهات التي تروج في الإنترنت في المواقع التنصيرية أو الإلحادية والتي لا نجد أحياناً الوقت للرد عليها
وذلك بأن أقوم بنسخ الشبهة وطبعها وتسليمها للطالب لمناقشتها
وربما يكلف الطالب بأكثر من شبهة إذا كانت خفيفة لا تحتاج إلى رد مطول
ورأيت ان هذا أفضل من تكليف الطلاب بموضوعات معينة يتجه فيها إلى التجميع والقص واللصق والاجترار
ما رأيكم أولاً؟
وثانياً: دلوني على شبهات مهمة تستحق الرد والمناقشة.
وفقكم الله.
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[30 Nov 2007, 12:28 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
هناك شرط لا مناص من توفره في الطالب المكلف بالرد على الشبهة.
أن يكون نبيها خبيرا ذا اطلاع وقدرة على الجدل والنقد, وإلا عملت عليه الشبهة وأنت لا تدري فأهلكته.
وأرى والله أعلم أن تدربهم على طرق سلفنا في تفنيد الشبه ودحضها وترفع هممهم بذلك الشعور بالعزة, ولديك على الملتقى نماذج من المناظرات تمهد بها للطلبة الطريق لينسجو على منوالها.
فإذا علمتهم بهذه الطريق العملية عبر الأمثلة والمناظرات سهل عليهم بعد ذلك مناقضة دعاوى المبطلين.
أما الشبه فلعلك تجد بعضها فيما أذكره لك في رسالة خاصة على بريدك على الملتقى. ودمتم لنا ذخرا حفظكم الله تعالى.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[30 Nov 2007, 12:55 ص]ـ
ذكر لي فضيلة الدكتور أحمد الخطيب حفظه الله ذات مرة أنه يود أن يكلف أحد طلاب الدراسات العليا في قسم علوم القرآن بالرد على كتاب (جمع القرآن) لجون جلكرايست في رسالة علمية .. كان هذا من مدة طويلة ولا أدري هل فعل هذا أم لا.
أرى - والله أعلم - أن الفائدة تكون أكبر لو كان الرد على كتب معينة أو مواد معينة في دائرة المعارف الإسلامية (الاستشراقية) كما رأينا في الساحة العلمية مؤخرًا من رسائل للرد على شاخت وجولدتسهير وغيرهما.
ـ[النجدية]ــــــــ[30 Nov 2007, 09:22 ص]ـ
بسم الله ...
جزاكم الله خيرا ...
أنا أوافق الأخ القدوري فيما تفضل به.
فالرد على الشبهات بأنواعها، هي من الأمور التي لابد أن يتقنها طالب العلم، وخصوصا طالب العلم الشرعي!! -من وجهة نظري-
و يا حبذا لو اعتنى كل أستاذ بهذا الجانب في تلاميذه ..
و إنني أعتقد بأن أهم الشبهات التي نحتاج إلى تعلم كيفية الرد عليها: الشبهات التي يثيرها الشيعة ... و الشبكة العنكبوتية زاخرة بها، عبر مواقعهم.
و الله الموفق
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Nov 2007, 11:27 ص]ـ
هذه فكرة متميزة يا أبا أسيد، وما دامت ستكون تحت إشرافكم ونظركم فلا أرى إشكالاً في تصدي الطلاب لها مع أخذ ما تفضل به الأخ سمير القدوري بعين الاعتبار رعاكم الله. وفي هذا استثمار أوقات الطلاب فيما ينفعهم وينفعنا أيضاً ولو أتحت لهم نشر ردودهم على صفحات الملتقى أو تسجيلهم من أجل هذا الغرض فالأمر في هذا لكم بارك الله فيكم.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[30 Nov 2007, 05:06 م]ـ
أقترح قبل البدء في هذا العمل المفيد، (الذي أرجو أن يكون مستوعبا وشاملا) أن ترتب الشبهات حسب مواضيعها. وقد عرض لبعض هذا الموضوع د. عبد الرحمن الشهري في محاضرته الأخيرة بالشارقة عن (شبهات المستشرقين) في الرابط التالي ( http://sharjahevents.com/newaudio/sound.php?catid=65).
وأقترح أن يستفاد من تقسيمه وإضافة ما يمكن إضافته تحت الأقسام التالية (أوردها بدون ترتيب مقصود):
1 - الشبهات المتعلقة بمنهج المسلمين في تحقيق النصوص وتوثيق الأخبار
2 - الشبهات المتعلقة بشخصية النبي (ص) وسيرته
3 - الشبهات المتعلقة بحياة الصحابة والتاريخ الإسلامي
4 - الشبهات المتعلقة بتفسير التاريخ الإسلامي
5 - الشبهات المتعلقة باللغة العربية
6 - الشبهات المتعلقة بالنص القرآني (كما ذكرها د. الشهري):
- مصدر القرآن
- نص القرآن
- جمع القرآن
- شكل القرآن ومضمونه
- القراءات القرآنية
- أسلوب القرآن
- إعجاز القرآن
7 - الشبهات المتعلقة بالحديث النبوي
8 - الشبهات المتعلقة بتفسير القرآن
9 - الشبهات المتعلقة بشرح الحديث النبوي
...
وأقترح أيضا أن التمييز بين الاستشراق القديم والاستشراق الحديث، عند عرض الشبهات ونقدها، لأن منهجية النوعين ودوافعهما مختلفة. فالاستشراق الحديث أصبح يحتكم لضوابط مستحدثة في دراسة تاريخ الأديان ومقارنتها، ودوافعه في الغالب علمانية إلحادية تنكر تماما وجود الخالق وتسعى للتشكيك في النبوات وتاريخ الأنبياء للاستدلال على عدم وجود الخالق. على عكس الاستشراق القديم الذي جاء أكثره من الوسط الديني المسيحي أو اليهودي الذي يحتكم إلى مرجعيته العقائدية.
مع الدعاء لكم بالتوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[30 Nov 2007, 06:26 م]ـ
فكرة موفقة تحتاج فقط وضع الضوابط المهمة التي لا تخفى على فضيلتكم لطلاب ما زالوا في بداية مشوارهم العلمي العالي , كما أقترح أن لا يلزم بذلك كل الطلاب بل يكون هناك نوع إنتقاء من فضيلتكم فالميول والقدرات تختلف كما تعلم.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[30 Nov 2007, 08:15 م]ـ
جزاكم الله خيراً على نصائحكم الطيبة وبارك في وقتكم ...
الحقيقة رأيت أننا لا نسطيع حتى استثمار جهود طلابنا ففي كل سنة نكلف الطلاب بحلقات بحث بحدود عشرين إلى خمسين صفحة ونختار لهم موضوعات واسعة وشاملة عادة وفضفاضة فيقدم في العادة الطلاب بحوثاً تفيدهم أحياناً فقط في الاطلاع على بعض المصادر أما أن يكون لهذا البحث فائدة في الوسط العلمي أو على أرض الواقع فلا وكثيراً ما يذهب الطلاب إلى بعض المطولات يلخصون بعض الأفكار والموضوعات ويكتفون بذلك ....
ما أفكر فيه هو اختيار جزئيات صغيرة جداً مما يثيره المغرضون أو غيرهم ومناقشة ذلك بلطف ودون تسرع ...
ولا شك أن ما أشار إليه الأخ الدكتور أحمد البريدي من ضرورة انتقاء الطلاب الصالحين لذلك فليسوا جميعاً على مستوى واحد في المواهب ..
هناك بعض المواقع التي تطرح شبهات بل هي موظفة لهذا الغرض ورأيت لديهم تنظيماً وإبرازاً للشبهات التي يظنون أنها مهمة وخطيرة في التشكيك والتلبيس وكثير منها قائم على فن الجدل والخطابة والتلاعب في الكلام تقديماً وتأخيراً والتلاعب في النصوص حذفاً أو إظهاراً .... والبحث في القمامة
وأنا لست مع متابعة كل شبهة بالدحض والنقض وإنما مع اختيار أبرزها وأشهرها وأخطرها والتي يتضح أنها رائجة أو ذات أبعاد تلبيسية خطيرة ..
وقد قرأت لأستاذناالدكتور البوطي كلاماً نفيساً في هذا الصدد حين قال:
بأن متابعة الشبهات بالرد لا ينتهي ولا حد له والمطلوب هو بناء العقلية السليمة المحصنة ضد الشبهات والتي تمتلك المناعة الذاتية ومثال ذلك المستنقع المليء بالجراثيم لا يجدينا أن نتابع الجراثيم واحدة واحدة بالفتك والرش بالمبيدات وإنما المجدي أن نطهّر الأرض وننظفها وعندئذ تنتهي الجراثيم وتتبدد ..
والله أعلم.
وفقكم الله.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[19 Dec 2007, 07:49 م]ـ
الحمد لله
كنت ارجو ذات مرة ان أجمع الشبهات التي ذكرها الله سبحانه و تعالى مما يحتج به الكفار على اختلاف مللهم من
المشركين و اليهود و النصارى و غيرهم ثم أجمع الردود القرآنية الدامغة لهذه الشبه لأن الله تعالى قد يذكر في الشبهة
في موضع و لا يذكر كل الاجوبة التي تدمغها .... ثم بعد ذلك أجمع في التفاسير المعتمدة تفسيرا للشبهة و للآيات
القرآنية التي تدمغها ..... فتارة يكون للشبهة في القران أكثر من رد.
ولما بدات بجمع آيات ذكر الشبهات عجبت من كثرتها و كثرة الردود الدامغة ..... وإني أعتبر هذه الشبهات أصولا لكل
ما يثار و سيثار من شبه الى يوم القيامة على احد التفاسير لقوله تعالى ما يقال لك الا ما قد قيل للرسل من قبلك.
أرجو ان تعجبكم الفكرة.
ـ[موتمباي رجب مسامبا]ــــــــ[21 Dec 2007, 09:15 م]ـ
كنت في أقرأ في مجلة إسلاميكا الاستشراقية، و هالني ما فيها من الآراء
إخواني هناك مستشرقون ظنهم بعضهم كبارا فإذا هم أصحاب آراء سامحوني على هذه الكلمة متواضعة
كنت أظن أنني حينما أقرأ لجولدتسيهر و بروفنسال و بلاشير فسأجد عمقا في الاستباط و الاستدلال، و لكنني صدمت
ربما يظن البعض أنني أبالغ، لكنني سأقوم بوضع بعض المقالات التي ترجمتها عن الفرنسية لهم في هذا المنتدى حتى تعلموا اليفين أنم هناك بعض المستشرقين لا يعرفون ماذا يقروؤن
أنا أرى أن بعض الشبهات لا تحتاج إلى توقف طويلا، لأنها ضعيفة الساقين , و لكن الحذر الحذر من بعض الشبهات التي تلتبس حتى كبار علمائنا فما بالكم بالطلاب الذين هم متفاوتون في تحصيلهم
مشروع جميل أخي أحمد الطعان و لكن خذ الملاحظات التي أبداها الأخوة بعين الاعتبار
و الله يوفقك و يسدد خطاك
ـ[مرهف]ــــــــ[22 Dec 2007, 12:23 م]ـ
تمكين طالب العلم من اختصاصه وتوسيع معارفه بمصادر علمه وشرعه أولى من إشغاله بالرد على المستشرقين والملحدين لأن هذا لا ينتهي كما تفضلتم ونقلتم عن الدكتور سعيد حفظه الله، ثم بعد ذلك توعية الطلاب بتاريخ الاستشراق وأسسه وأهدافه التي عمل عليها شبهه مقدم على معرفة الشبه، فمراعاة الفروق الشخصية في انتقاء الطلاب ضروري ولكن تبقى الفكرة مهمة ووضع برنامج لتطبيقها ضروري، فإن لم يكن في هذه السنة فالتي تليها وجزاكم الله خيراً ونفع بكم
ـ[صهيب بن هاديء]ــــــــ[14 Sep 2009, 04:36 م]ـ
الدكتور الكريم أحمد الطعان/
*عندي ملف كامل فيه كل شبهات النصاري تقريباً، كيف ارسله لك؟ ....
* استطيع ان اتواصل معكم في اي شبهة لها رد من الكتاب المقدس مثل (الاماء _ الجهاد _ النسخ في القرآن_ التعدد_صفات الله_ حد الرده _الرد علي اشكالات متعلقه بالاحكام ..... الخ)
فالكثير من الشبهات ردها يكون من الكتاب المقدس نفسه فهم يعترضون علي امور موجوده في كتبهم واستطيع توثيق ذلك بالمراجع المسيحية المختلفة
رعاكم الله عز وجل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[15 Sep 2009, 12:31 ص]ـ
ما شاء الله، ما شاء الله وفقك الله وبارك في جهودك أخي صهيب ...
أرجو أن ترسل الملف على بريدي الإلكتروني المرفق في التوقيع:
ahmad_altan@maktoob.com
سنتعاون إن شاء الله عز وجل في مناقشة ما يمكن وتفنيده.
وكان ولا يزال لدي مشروع مع طلابنا وهو إنشاء موقع يشترك فيه الطلاب والأساتذة في تفنيد شبهات النصارى والعلمانيين والمستشرقين .... بردود علمية هادئة ومتمهلة ...
والحقيقة أن الوقت يمضي دون تحرك نحو هذا المشروع ... بسبب الأعمال والأثقال ...
فنسأل الله عز وجل أن يبارك لنا في الوقت والجهد ...(/)
حوارٌ جميل بين معاوية و المِسْوَر
ـ[جمال]ــــــــ[01 Dec 2007, 12:40 ص]ـ
وقع حوارٌ جميل بين أمير المؤمنين معاوية رضي الله عنه و المسور بن مخرمة رضي الله عنه,
فعن مسور بن مخرمة رضي الله عنه أنّه قَدِمَ وافداً على معاوية رضي الله عنه فقضى حاجته ثمّ دعاه فأخلاه.
فقال معاوية: يا مسور! ما فعَلَ طعنُكَ على الأئمّة؟
فقال المسور: دعنا من هذا. و أحسن فيما قدِمنا له.
فقال معاوية: لا والله لَتَكَلَمَنَّ بذات نفسِكَ و الذي تَعيبُ عليَّ.
فقال المسور: فلَمْ أتركـ شيئاً إلا بَيّْنتُهُ لكـ.
فقال معاوية: لا بريئُ من الذنبِ, فهل تعدُّ يا مسور ما لي من الإصلاح في أمر العامّة, فإنّ الحسنَةَ بعشر أمثالها. أم تعُدُّ الذنوبَ و تنسى الحسنات؟!
فقال المسور: لا والله ما نذكُرُ إلا ما ترى من هذه الذنوب.
فقال معاوية: فإنّا نعترف لله بكلّ ذنبٍ أذنبناه, فهل لكـ يا مسور ذنوبٌ في خاصّتكـ تخشى أن تَهلكَ إن لم يغفرها الله؟
فقال مسور: نعم!
فقال معاوية: فما يجعلُكَـ أحَقَّ أن ترجو المغفرة منّي؟! فوالله لَماَ أَلِي من الإصلاح أكثَرَ مما تَلي, و لكن والله لا أُخَيَّرُ بين أمريْنِ بين الله و بين غيره إلا اختَرْتُ الله تعالى عمّا سواه. و إنّا على دينٍ يقبَلُ اللهُ فيه العمَلَ و يجزي فيه بالحسنات و يجزي فيه بالذنوبِ إلا أن يعفُوَ عمّن يشاء, فأنا أحتسِبُ كلّ حسنةٍ عَمِلْتُها بأضعافها. و أوازي أموراً عِظاماً لا أُحصيها و لا تُحصيها.
من عمَلٍ لله في صلوات المسلمينَ, و الجهاد في سبيل الله تعالى و الحكم بما أنزلَ اللهُ تعالى و الأمور التي لستَ تُحصيها و إن عدَدّتُها لكَ, فتَفَكَّرْ في هذا!
فقال المسور: فعَرَفْتُ أنَّ معاويةَ قد خَصَمني -أي غَلَبَني- حين ذَكَرَ لي ما ذَكَرَ.
فلم يُسمع المِسْوَرُ بعد ذلكـ يذكُرُ معاويةَ رضي الله عنه إلا استغفر له
أخرجه عبد الرزاق في المصنّف (344/ 11 رقم 20717) و الخطيب في تاريخه (208/ 1). و هو صحيح الإسناد.
نقَلْتُهُ من كتاب "التكفير و ضوابطه" للشيخ محمّد بن عمر بازمول حفظه الله (ص142)
ـ[منصور مهران]ــــــــ[01 Dec 2007, 12:48 ص]ـ
(تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)(/)
الباحث عن الحق
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[04 Dec 2007, 11:33 ص]ـ
http://www.youtube.com/watch?v=MFrkc7u8eNA&feature=related
http://www.youtube.com/watch?v=y6sglq-ccaQ&feature=related
http://www.youtube.com/watch?v=xp89fztSWVk&feature=related
http://www.youtube.com/watch?v=fEUwCz9PJjc&feature=related
http://www.youtube.com/watch?v=nFPLQSnj8Uw&feature=related
http://www.youtube.com/watch?v=Q599-lt5o3g&feature=related
http://www.youtube.com/watch?v=ig0afYjYc_c&feature=related
http://www.youtube.com/watch?v=A0CvdeHUopk&feature=related
http://www.youtube.com/watch?v=VIwHCVVmO68&feature=related
http://www.youtube.com/watch?v=6T87hEH23Hs&feature=related
http://www.youtube.com/watch?v=JILUyaGNQoM&feature=related
http://www.youtube.com/watch?v=G1R3BLEpQ-Q&feature=related
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[04 Dec 2007, 11:20 م]ـ
أخي الكريم: د. عبد الرحمن الصالح
لم تفتح معي الروابط؟
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[15 Dec 2007, 04:14 م]ـ
الأخ الطعان مرحبا بك وشكرا على مرورك وللإخوة الزوار
وهي فرصة سانحة أن أعتذر عن وضع الروابط دون تقديم أقله تسليم
وعذري كان أني بعد أن أكملت ترتيبها شُغلت، فخشيت من فقدانها إن
أنا انتظرت سنوح الوقت.
هي روابط للقاء قناة الحوار مع أحمد الكاتب صاحب كتاب تطور الفكر
السياسي الشيعي، وقد أحببت أن يطلع عليها من فاته مشاهدتها في التلفاز
. ويمكن من لم تفتح عنده الروابط أن يكتب اسم صاحب الحوار لموقع
يو تيوب.
أما من فتحت لديه الروابط فعليه أن يشاهدها من ملتقى أهل التفسير
بأن يغلق النافذه كل مرة، لأنها هاهنا مرتبة بالتسلسل، لكي يربح
الوقت.
والله الموفق
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[22 Dec 2007, 08:52 م]ـ
د. عبد الرحمن: لم تفتح معي ولدي سؤال: هل لما وضعت علاقة بالملتقى وفقك الله.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[27 Dec 2007, 08:07 ص]ـ
الروابط صحيحة والموضوع يتحدث عن مراجعات في المذهب الشيعي ..(/)
الرد على اليهود الخيابرة
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[21 Dec 2007, 09:47 م]ـ
من المسائل التي سالت بها أقلام جماعة من علماء القرن الثامن الرد على صك ادعى بعض يهود أهل الذمة أنه عهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسقاط الجزية عن يهود خيبر, ومن هنا جاء اسم كتب إسلامية عنوانها الرد على اليهود الخيابرة.
فمن وقف على شيء في هذا الباب في كتب التاريخ فليفدنا به مشكورا وأخيرا ننقاش كل مداخلات الإخوة تتميما واستفادة وإفادة.(/)
روائع البيان فى اعجاز القرآن كتاب للدكتور محيسن
ـ[ياسر محيسن]ــــــــ[27 Dec 2007, 01:54 م]ـ
ونسالكم الدعاء لمؤلف الكتاب
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[11 Jan 2008, 05:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل ياسر محيسن ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
جزاكم الله خيرا.
ورحم الله الشيخ محمد سالم محيسن رحمة واسعة، و أسكنه فسيح جناته.
وتفضلوا أخي الكريم بقبول خالص تحياتي و تقديري.
و السلام عليكم و رحمة اللهو بركاته.
ـ[ياسر محيسن]ــــــــ[15 Jan 2008, 02:20 ص]ـ
فضيلة الاستاذ الدكتور أحمد بزوي الضاوي خالص شكرى وعظيم تقديرى لشخصكم الكريم فحقآ اشعرتنى بروح الابوه
التى فقدتها جزاك الله كل الخير على ما تقدمه يديك الكريمتين دائمآ من ردود ودوده تنبئ عن روح ساميه(/)
ٍدراسة نقدية لموقف فلهلهم رودولف من مصدر القرآن الكريم
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[30 Dec 2007, 10:16 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
وجدت هذه الدراسة بعنوان: دراسة نقدية لموقف فلهلهم رودولف من مصدر القرآن الكريم للأستاذ كمال معزي مدير معهد أصول الدين بجامعة الأمير عبد القادر الاسلامية - الجزائر، نشرتها مجلة المعهد سنة 1420 هـ، فقمت بتصويرها و رفعها في هذا المنتدى للفائدة
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[30 Dec 2007, 10:33 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذه باقي صور الدراسة.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[31 Dec 2007, 05:36 م]ـ
جزاك الله خيرًا .. لكن هناك صور كثيرة مقلوبة وأخرى مغطى جزء منها، فلو تتكرمون بإصلاح ذلك بارك الله فيكم.
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[21 Jan 2008, 07:00 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك ايها الفاضل ذ. عزمي، و جزاك الله خيرا، اللهم اعنه على ذكرك و شكرك، اللهم ساعده في نصرة دينك، جعل الله كل ما تقدمه من دفاع عن كتاب الله العزيز، و ما ترد عنه من شبهات المرجفين و الخراصين في ميزان حسناتك،
اعذرني ايها الفاضل، فلم انتبه الى الاخطاء، و ها هي الصور في المرفق(/)
القرآن بين أركون والجابري وأبو زيد
ـ[أحمد بوعود]ــــــــ[05 Jan 2008, 05:32 م]ـ
أحبابي الكرام
هذا جزء من حوار أجرته معي صحيفة الوقت (البحرين) كتعلق بالقراءة الحداثية للقرآن الكريم، أضعه بين أيديكم للاطلاع والتقويم والمراجعة. حفظكم الله ورعاكم ووفقكم وسدد حطاكم. أما باقي محاور الحوار فكانت حول التجديد الديني وفقه الواقع والحركة الإسلامية بالمغرب
الوقت-نادر المتروك:
يقرّ الدكتور أحمد بوعود أن هناك فراغاً كبيراً في البحوث التجديدية الخاصة بقراءة القرآن الكريم وتفسيره داخل الإسلاميين، ويرى أن هذا الفراغ أدّى إلى نمو القراءات المعاصرة للقرآن الكريم والتي عمدت إلى استثمار العلوم الجديدة في قراءة النص وتحليل الخطاب، وفي حين نشأت ردود فعل قاسية تجاه هذا النمط من القراءات؛ فإنّ بوعود يتبنى موقفاً علمياً ولا يؤيد التوجّه إلى تضليل وتكفير أصحاب هذه القراءات، ويعمل بدلا من ذلك على تناولها بالنقد والتحليل والوقوف على سلبياتها عبر طرائق البحث العلمي، وهو ماض في هذا الاتجاه وأنجز كتاباً بهذا الشأن سيصدر قريبا.
* يمثل النصّ القرآني محوريّة الإيمان الدّيني في الإسلام، وهو المرجعيّة الأساسية التي تستمدّ منها القيم والأحكام والتشريعات، ولكنه خضع لجملة من العمليات التأويلية التي جعلته يتحرّك في إطار تداولي مفعم بالتشابهات، وتأتي القراءات المعاصرة في مقدمة الفعّاليات التأويلية إثارةً للإشكال. ما تعليقكم النقدي العام على القراءات المعاصرة؟ وما هي أصول المقاربة القرآنيّة ''المعاصرة'' في رأيكم؟
- إن كثيرا من علومنا في حاجة إلى مراجعة وتجديد، وفي مقدمتها علوم القرآن التي يخشى كثير من الناس الاقتراب منها خوفا من الزلل والانزلاق إلى الكفر والضلال. وكثير ممن تصدّوا إلى قراءة القرآن الكريم قراءة معاصرة أو قراءة حداثية باستخدام العلوم الإنسانية والألسنية إنما فعلوا ذلك بسبب الفراغ المهول الحاصل في هذا المجال. لكن عوض الاكتفاء برمي أصحابها بالضلال والكفر، فإن الحاجة ماسة إلى النظر فيها لتمييز صوابها من خطئها، وبيان الرأي الذي يتفق مع الشرع والعقل والواقع واللغة. والمتأمل في أطروحات الحداثيين بشأن النص القرآني يجدها ذات مرتكزات ثلاثة:
• مرتكز من كتب علوم القرآن (البرهان، الإتقان ... )، وتجدر الإشارة إلى أن الكثير من المباحث في علوم القرآن تحتاج إلى مراجعة وتمحيص لاحتوائها على نصوص وروايات تخالف كمال النص القرآني وقدسيته.
• ومرتكز من الفكر الاستشراقي (ومن رموزه ''نولدكه''، صاحب الكتاب الضخم تاريخ القرآن، وبلاشير، صاحب ترجمة القرآن المشهورة وكتاب القرآن تاريخ تنزيله .. ). وهذا الفكر يعتمد المنهج الإسقاطي؛ حيث يسقط الصراع الذي دار عن الكتاب المقدس عندهم على النص القرآني. بل إنهم لا يؤمنون أن القرآن الكريم من عند الله، وإنما يعتبرونه من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم وما شابه ذلك.
• وهناك مرتكز من الفكر الحداثي (فلسفة الأنوار، البنيوية، التفكيكية ... )، وهذا الفكر ولد من رحم العداوة للكنيسة والدين، فيرفض الخضوع لأي سلطة فوقية سوى سلطة العقل، بل يدعو إلى القطيعة مع كل ما هو غيبي ميتافيزيقي.
* وماذا تقولون في الإنجاز القرآني أولاً للمفكرر محمد أركون؟
- بالنسبة لمحمد أركون، فإنه يرى أن هناك ثلاث منهجيات في بحث الظاهرة القرآنية، وهي: المنهجية التيولوجية، والمنهجية التاريخية الأنتربولوجية، والمنهجية الألسنية السيميائية النقدية التفكيكية التي يتبناها. والمنطلق الرئيس للسيميائيات كان هو الحكايات الشعبية، وهي كما يقول روادها مطاردة للمعنى لا ترحم، بقدر ما يتمنع ويتدلل ويزداد غنجه، بقدر ما يكبر حجم التأويل ويزداد كثافة وتماسكا ويؤدي إلى ''انزلاقات دلالية لا حصر لها ولا عد'' حسب تعبير أمبيرتو إيكو. ويهدف الدرس السيميائي إلى تخليص حقول المعرفة الإنسانية من القيود الميتافيزيقية التي تكبلها. أما التفكيك فهو من المصطلحات المتداولة في الدراسات النقدية المعاصرة، ويرتبط بهايدغر ( Heidegger) (1976)، قبل أن ينتشر في الفكر الفرنسي المعاصر على يد اليهودي جاك دريدا ( Jacques Dérida)(2004) ابتداء من سنة.1967 ويقصد به القطيعة مع الميتافيزيقا والخروج من سلطتها، بل كل فكر غيبي ميتافيزيقي ماورائي ينبغي
(يُتْبَعُ)
(/)
تقويضه لإعادة البناء. وأشير إلى أن هناك دراسة بعنوان ''الظاهرة القرآنية عند محمد أركون'' ستصدر لي قريبا بالمغرب إن شاء الله.
* كذلك ينصبّ اهتمام المفكر محمد عابد الجابري على مشروعه في نقد العقل العربي، على دراسة القرآن .. وفي الموضوع نفسه عُرف نصر حامد أبو زيد بهذا الاختصاص. فما هي نظرتكم لعملهما في هذا المجال؟
- محمد عابد الجابري يمكن وصف منهجه بالفيلولوجي، لأن حسب آخر ما صدر له ''التعريف بالقرآن الكريم'' اكتفى بإيراد الروايات والنصوص وقابل بعضها ببعض في حدود من الأدب مع كتاب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم. وعليه، أرى أن الكتاب يمكن أن يكون مفيدا لمن يريد التدقيق في نصوص علوم القرآن حيث يقدم مادة ضخمة للمهتمين، وإن كنت لا أتفق مع الجابري فيما توصل إليه من نتائج.
وبخصوص نصر حامد أبو زيد، فإنه يعمل على واجهتين:
الأولى: دراسة علوم القرآن، من أجل تأكيد تأثر النص القرآني بواقع نزوله، وذلك من خلال دراسة مباحث المكي والمدني وأسباب النزول والناسخ والمنسوخ، وغير ذلك.
والثانية: تأويل آيات من النص القرآني من خلال تطبيق درسي السيميوطيقا والهيرمينوطيقا. وتعتبر هيرمينوطيقا هانس جورج غادمير (2002) مستندة في التأويل. هذه الهيرمينوطيقا التي تنتمي إلى المنهج الفينومينولوجي تذهب إلى أن التوتر القائم بين الحاضر والماضي عمل محوري في الفهم والتأويل. وملخص هذه الهيرمينوطيقا، التي تسمى أيضا بهيرمينوطيقا الوقائع، أن التأويل أو الفهم هو التحام أفق القارئ مع أفق النص، وكل فهم هو فهم تاريخي يتغير بتغير أفق القارئ وخبرته وواقعه.
إن عمل نصر حامد أبو زيد غايته إثبات تأثر القرآن بواقع نزوله ومن ثم تأكيد تاريخيته.
* وما هو المنهج الذي ترونه في إطار التعاطي مع مجمل القراءات المعاصرة أو الحداثية للقرآن؟
- في الخلاصة يمكن القول في ذلك، إن هناك حاجة ماسة إلى
• عدم سلوك منهج التكفير تجاه أصحاب هذه القراءات، فالنوايا يعلمها الله، وإنما يجب مواجهة الفكرة بالفكرة.
• ولابد من مراجعة نقدية لتراث علوم القرآن وتنقيته مما لا يتفق وقدسية النص القرآني.
• وسبر أغوار النظريات المعاصرة في الفهم والتفسير،
• وبحث اللسانيات والعلوم الاجتماعية الحديثة،
• ومراجعة القواعد التفسيرية في تراث علم التفسير.
وكل هذا من أجل الوصول إلى فهم معاصر للنص القرآني ينضبط بضوابط الشرع واللغة والعقل والواقع.
للاطلاع على باقي مضامين الحوار: www.alwaqt.com
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[06 Jan 2008, 12:20 ص]ـ
وفقكم الله وأيدكم ...
هناك نقد لأركون ما رأيكم فيه وهو أن أسماء المنهجيات المتعددة التي ترد في كتاباته كل واحد منها يحتاج إلى متخصص يقضي فيها شطراً من عمره حتى يتمكن من استخدامها وتوظيفها ولكنها ترد عند محمد أركون بالجملة وبشكل متلاحق وكأن الرجل تخصص بكل هذه المنهجيات؟!
أمر آخر سيدي الفاضل: وهو كأن المنهجيات في الغالب ليست هي التي توجه الباحث وإنما الباحث هو الذي يوجه منهجياته، فالتكوين الفكري والفلسفي للباحث هو الذي يسير منهجياته غالباً ولذلك نجد أن الخلفية الإيمانية تُسيِّر الباحث باتجاه أسلمة منهجياته وضبطها بينما الخلفية التشكيكية تُسيِّر منهجيات الباحث نحو الهدم والتهشيم دائماً ...
كأن المسألة في النهاية ليست مسألة منهجيات ولا " حاجة " وإنما: موقف.
والله أعلم.
ـ[ابو زيد]ــــــــ[18 Jan 2009, 01:14 ص]ـ
شكرا للأخ أحمد بوعود ود. الطعان ...
هنا نقاط أدلي بها أظن أنها عقبات تواجه من أراد ولوج هذه المضايق الفكرية:
أولها: تمثل التراث بكل حيثياته و هذا التمثل يحتاج لتفصيل آخر.
ثانيها: اللغة التي نشأت فيها المنهجيات المشار إليها إحدى العقبات التي تواجه ناقدي الفكر المعاصر.
فإتقان اللغة المنشيئة لهذه المنهجيات يشكل سندا فكريا مهما لمن أراد الإشتغال على مثل هذه المنهجيات فإدراكها في سياقها اللغوي و الثقافي يتيح للباحث مقدرة نقدية عالية و تصورا سليما لهذه المفاهيم ومدى صلاحيتها للتعاطي مع النص القرآني.
ثالثها: حتى ما تم ترجمته من مدونات هذه المنهجيات لم يدرس حق الدراسة و لم يقيم تقيما دقيقا و مدى صلاحية نقلها من سياقها الثقافي إلى سياق ثقافي آخر.
رابعها: الضعف المستشري في كل الكتابات الناقدة لهؤلاء الكتاب فهؤلاء أنفقوا عمرا طويلا في التعامل مع المنهجيات و الآليات الغربية بنفس لغاتها و بعد ذلك ينفقون عمرا جديدا مع التراث للتوظبف و التطبيق لهذه المنهجيات ومن ذلك إخضاع النص القرآني لهذه المنهجيات.
خامسها: عدم وجود استراتجية و خطة متقنة لمواجهة مثل هذه الدراسات.
و بعد:
فكل ما يدور في هذا الملتقى المبارك من نقد لهذه الاطروحات يمثل ردة فعل تنسى بعد لحظة صدورها و تبقى هذه المشارع الكبرى منهلا لكل المعجبين و الناقمين على حد سواء مما يبرهن على صحة وجود هذه العقابات و غيرها عقبات أخر.
و هنا أتسأل:
لماذا هذا الضعف في التأصيل؟
لماذا هذا الضعف في التصور لما يقوله الآخر؟
لماذا فعلنا ردة فعل وليست فعلا يؤسس و يؤصل ثم يرد و يناقش؟
ما يكتيبه أركون و نصر حامد و طيب تزيني و الشرفي يقلقني كثيرا من كثرة المتهافتين علي مشاريعهم.
لماذا أصبحت الكتابات الإسلامية في الردود على هؤلاء مروجة لهم أكثر من نقد ينسنا ذكرهم؟
نحتاج إعادة نظر جادة في كيفية التعامل مع هؤلاء ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[21 Jan 2009, 04:23 م]ـ
المطلوب التركيز في تعليم الأجيال المسلمة على المنهجيّة السوية في التفكير. وعندما ينشأة المسلم على المنهجية السوية يكون قد اكتسب حصانة ضد الجراثيم الفكرية القادمة من الحضارات الملوثة. والوقاية كما هو معلوم خير من العلاج.
في سبيل منهجية سويّة لا بد من التدرب على نقد معطيات المنهجيات المعاصرة، والنقد يعنى الأخذ والرد.
هناك من يختبئ وراء العبارات والألفاظ والمصطلحات الغريبة ليخفي هشاشة بنائه الفكري، مستندين في ترويج فكرهم إلى عقدة النقص التي أصيب بها عدد من المثقفين في العالم الإسلامي تجاه الفكرة الغربية. إلا أن التطورات المعاصرة تبشر بمستقبل واعد للفكرة الإسلامية وإن كنا نطمع بما هو أفضل وبما يليق بالمسلم المعاصر.
أثبت تاريخ الصراع الفكري بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية أن الحصاد يكون لصالح الفكرة الإسلامية. ولا شك أن العودة إلى الذات الحضارية يأتي أسرع مما نتوقع مع اقرارنا بوقوع ضحايا يمكن الاستفادة منهم في تثوير الفكر استناداً إلى حصانة منهجية بالإضافة إلى الحصانة الإيمانية.(/)
دعوى " أَنْسَنَة " القرآن الكريم عند محمد أركون ومناقشتها
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[07 Jan 2008, 10:05 ص]ـ
مقالة جيدة بعنوان: زندقة في برنامج إضاءات!
أركون ... التمهيد للردة العامة عن الإسلام
تفاجأت بإعلان المذيع السعودي: تركي الدخيل، بأنه سوف يسستضيف هذا الأسبوع في برنامجه " إضاءات "، الدكتور الجزائري المتفرنس " محمد أركون " ([1])، ومبعث الاستغراب أن هذا الرجل لا يملك أي مقوم من مقومات الفكر الصحيح، بل ولا المحايد، وجميع إنتاجه الفكري يكاد يدور حول الدعوة إلى إسقاط قدسية القرآن الكريم!!
فهو أحد الجفاة الكبار المنادين بنبذ القرآن الكريم، كما نبذت أوروبا كتابها ظهرياً!!
وقد قمتُ منذ سنوات بدراسة حول إنتاج " أركون " فوجدتُ أنه لا يعدو أن يكون زنديقاً كبيراً، إلا أن الفرق بينه وبين غيره أنه يصرح بزندقته، في حين يلمح إليها أصحابه!!
وأنوِّه إلى الدراسة المركَّزة التي أجراها أخونا الدكتور محمد بريش حول فكر أركون، وقام بتفنيد آرائه، وفضح عمالته، وقد نشرت قديماً في مجلة الهدى المغربية، حتى إن أركون قام بمراسلة المجلة ليوقف نشرها للدراسة، إلا أنه انهزم حين دعي إلى محاورة علمية مع الدكتور بريش، والوثائق حاضرة شاهدة، وأقترح على الدخيل أن يستضيف الدكتور بريش ليجلي حقيقة المسألة.
وهذا ملخص لدعوة أركون إلى أَنْسَنَة القرآن الكريم، مع مناقشتها باختصار لا يخل بالمقصود.
دعوى " أَنْسَنَة " القرآن الكريم
أ ـ تقرير الدعوى:
يَقْصِد أركون وغيره بـ" الأَنْسَنَة "؛ ذلك الموقف الذي يقدِّس الإنسانَ لذاته، ويعتبره مركزَ الكون، ومحورَ القيم ([2])، ويفرِّقون بذلك بين " المركزيَّة الإنسانية "؛ و " المركزيَّة الإلهية "، ويرون أنَّ مشكلةَ المسلمين اليوم؛ هي في إيمانهم بأن الإله هو مركز الكون، ومصدر التشريع ([3])!!
وهؤلاء يدعون إلى اعتبار " القرآن الكريم " كتاباً إنسانياً، لا ربانياً، بمعنى أنْ تُنزعَ منه القداسة والإحكام ([4])، وأن يكونَ لكلِّ فردٍ حقُّ فهمِه وتفسيرِه؛ بحسب حاجاته الإنسانية، ومقتضيات أحواله، ومن ثم فلا يصح عند هؤلاء الاستناد إلى كتاب الله الكريم في تقرير الفتاوي لعموم الأمة وخصوص الأفراد.
يقول محمد أركون: " إن القرآن ليس إلا نصاً من جملة نصوصٍ أخرى، تحتوي على نفس مستوى التعقيد، والمعاني الفوّارة الغزيرة: كالتوراة والإنجيل، والنصوص المؤسِّسَة للبوذية أو الهندوسية، وكلُّ نصٍّ تأسيسي من هذه النصوص الكبرى؛ حَظِيَ بتوسعاتٍ تاريخيةٍ معينة، وقد يحظى بتوسعاتٍ أخرى في المستقبل " ([5]) اهـ، هذا مبلغ علمه في القرآن الكريم، أنه يستوي والكتب المحرفة، أو تلك التي اكتتبها بشرٌ من البشر!!
ب ـ القائم بهذه الدعوى:
لقد تورَّطَ في شَرَك هذه البدعةِ، أعني بدعة " الأنْسَنَة "؛ بعضُ المنتسبين إلى العروبة والإسلام، وكان الذي تولَّى كِبْرَها محمد أركون ([6])،فقد تبنى هذا الرجل الدعوة إلى " أَنْسَنَة القرآن الكريم "، وكتَبَ فيها عدة كتب، وأجهَدَ نفسَه في تقريرها والمنافحَةِ عنها، إلا أنها بقِيَت قضية فلسفية غامضة، لم يستطع هو ولا رهْطُه من المتفلسفة الإنسانيين العرب ([7]) أن يقنعوا جمهور القراء بما يدَّعون، مثَلُهم في ذلك مَثَلُ المتفلسفة الوجوديين ([8]) من العرب.
ج ـ استمداد هذه الدعوى:
يستمدُّ هؤلاء أفكارهم من الفلسفات المادية القديمة والحديثة، خاصة على مستوى المناهج، وطرائق البحث والتحليل ([9])، تلك المناهج التي تعلي من شأن الإنسان والمادة، مقابلَ سلطة الدين والوحي، و "الفلسفة الإنسانية" تشبه في أفكارها وغموضها " الفلسفة الوجودية "، فكلاهما معادٍ للدين، منكرٌ للإله وللكتب والرسل في الجملة ([10])، يقول أحد الوجوديين العرب: " الينبوع الدافق الثرّ للوجود الحيّ هو دائماً الإنسان، والإنسان فحسب، وإن نسيَ هو أو تناسى
هذا الأصل فانشقَّ على نفسه، وفرض عنصراً من عناصره الوجودية على الآخر؛ حتى يجعل الصلة بينهما: صلة الخالق والمخلوق، والعابد والمعبود " ([11]) اهـ، وهذه دهرية محضة.
ويستمدُّ أركون خاصَّةً في دعوته هذه من فلاسفةٍ أوروبيين شتى، خصوصاً أولئك الذين نصروا المذهب الإنساني؛ ودعوا إليه، مثل " رينيه ديكارت " (1596ـ1650)، و " سبينوزا " (1632ـ1677م)، و " كانت " (172ـ1804م).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومعلومٌ أنّ هؤلاء كانت كتاباتهم ثورةً على دين محرَّف، وكنيسةٍ منحرفةٍ مستبدة، فجاء أركون ليجعل من فكره امتداداً لهذا الاتجاه، ولكن المتفلسف هذه المرة؛ يثور على دينٍ صحيح؛ لا كنيسةَ فيه، وكتابٍ محفوظ؛ لا ريبَ فيه.
كما أنه يستمدُّ أيضاً في دعواه هذه من كتابات بعض المستشرقين المعاصرين، الذين يضاهئون بقولتهم؛ قول الذين كفروا من قبل ([12]).
ويستلهم أركون ـ دائما ـ في دعوته إلى نزع القداسة عن القرآن الكريم، وخلعِها على الإنسان؛ تلك الصرخة الإلحادية التي جاهر بها الفيلسوف الألماني "نيتشه " حين رفَعَ عقيرته قائلاً: " لقد مات الإله "!، وذلك إبَّانَ الثورة
الصناعية في أوربا ([13]). ولا يعنينا هنا ما الذي كان يقصده " نيتشه " من أُغلوطته هذه؛ وإنما المهم أن " أركون " أراد أن يقول لأهل الإسلام: يجب أن تتخلوا عن إيمانكم بالله وبكتابه لكي تتقدموا، كما أن الغرب استقل ركب الحضارة
لما أن تخلى عن إيمانه وأناجيله ([14])، وهذا قياسٌ لا يصحُّ؛ إلا إذا صحَّ قياس اللبن على الخمر، وهيهات.
إذَن فمادة هذا الرجل خليطٌ من فلسفاتٍ مادية تُعلي من شأن المخلوق والمادة، وتغضُّ من شأن الخالق – جل في علاه – والوحي المنزل.
د ـ مسوغات هذه الدعوى:
أما المسوِّغات التي يستند إليها هؤلاء في دعوتهم, فهي الضعف الحضاري الذي يعاني منه العرب والمسلمون, وهم يعزون ذلك إلى تمسك المسلمين " بتراثهم "، وتقديسهم للقرآن الكريم, ويقترحون عليهم إعادة النظر في هذه المسلَّمة,
ويطرح أركون السؤال الآتي: " من الذي لا يشعر اليوم بالحاجة الملحَّة لإعادة التفكير جذرياً بمسألة النزعة الإنسانية في الوسط الإسلامي؟ " ([15]) اهـ, والجواب: أنْ لا أحد, سوى أركون نفسه, وشرذمة قليلون ممن وافقه على هذه النحلة.
ويرى " أركون " أن من أعظم أسباب تخلف المسلمين اليوم, عودتُهم إلى دينهم خلال أربعين سنةً مضت, ولا يُخفي خيبة أمله في هذا الصدد, فقد كان يأمل أن يبتعد المسلمون عن دينهم, الذي هو في نظره لم يتعرض بعد للنقد المحايد! ,
ويقول: إن " الدراسات القرآنية؛ تعاني من تأخرٍ كبيرٍ بالقياس إلى الدراسات التوراتية والإنجيلية, التي ينبغي أن نقارنها بها باستمرار " ([16]) اهـ!!.
وبعد هذه الفرضية المتهافتة, الدالَّة على جهل " أركون " بدينه وكتابه, يبني عليها دعوى أوسع منها, فيقول: " وهذا التأخر يعكس التفاوت التاريخي، بين المجتمعات الإسلامية, والمجتمعات الأوربية أو الغربية. فالقرآن لا يزال يلعب دور المرجعية العليا المطلقة، في المجتمعات العربية والإسلامية. ولم تحلَّ محلّه أيّة مرجعيّة أخرى حتى الآن "، ثم يقول: " إنه المرجعية المطلقة، التي تحدد للناس ما هو الصَّح، وما هو الخطأ, ما هو الحق, وما هو الشرعي, وما هو القانوني, وما هي القيمة, الخ ... " ([17]) اهـ!!.
وهنا تبرز بعض مظاهر الزندقة، في هذا الغلو العلماني والغلواء المادية, التي يَتَبَطَّنُها هذا الرجل, فهو لا يكتفي بالمطالبة بتنحية القرآن الكريم فحسب, بل يدعو إلى نزع القداسة منه, وإزالة الهيبة من نصه بالكامل, بل يتجرّأ
على القول بأنّه: " ينبغي أن ننظر إلى القرآن من خلال مقارنته مع الكتب المشابهة له في الثقافات الأخرى ـ أي التوراة والإنجيل ـ, فالمقارنة هي أساس النظر والفهم " ([18]) اهـ!!.
هـ ـ نقض الدعوى:
بعد هذا العرض المجمل لموقف " أركون " من القرآن الكريم، يحسن أن أُقَرِّرَ الحقائق الآتية، نقضاً لهذه الدعوى:
1ـ إنَّ تقديسَ المسلمين للقرآن الكريم من أصول دينهم، والفرق ـ عندهم ـ بينه وبين سائر الكلام؛ كالفرق بين الخالق والمخلوق، إذ هم موقنون بصحة نسبته إلى علاّم الغيوب U، تلقَّوه صحيحاً، خلفاً عن سلف، ونُقِلَ إليهم بالتواتر
التام، قرناً بعد قرنٍ، لا ينفرد بذلك جيلٌ عن جيل، وهم يرونه رسالة الله إلى الثقلين الإنس والجن، من صدر البعثة النبوية، إلى آخر الزمان.
وقد ذمَّ الله سبحانه من لا يقدر هذا القرآن قدره حين يتلى عليه، فقال تعالى: ?فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ، كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ، فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ? ([19])، وامتدح عبادَه المؤمنين بقوله تعالى: ?وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا
(يُتْبَعُ)
(/)
عَلَيْهَا صُمَّاً وَعُمْيَاناً? ([20]). وهذا فيصلُ تفرقةٍ بين الإسلام والزندقة، وقد حَكَى الإجماعَ على كفر من استخفَّ بالقرآنِ؛ غيرُ واحدٍ من أهل العلم، سواءٌ أعتقدَ الإهانةَ في قلبه أم لا ([21]).
وتشبيه " أركون " للقرآن بالتوراة والإنجيل المعاصرَين؛ دعوىً فَجَّة، ومغالطة غير مقبولة, فأي مقارنة بين كتاب سماوي محفوظ, وكتب محرفة بشهادة النقد العلمي الرصين, لقد أزرى " أركون " بهذه المقولة بالمنصفين من المستشرقين, الذين اعترفوا بسلامة القرآن من التحريف, وأشهَرَ بعضهم إسلامه, بعد ما تبين له الهدى، فقد شابه بهذا من قال الله تعالى عنهم: ? فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا
تَقُولُونَ ? ([22]).
2ـ إن هذا الموقف تجاه القرآن الكريم، نابعٌ من تعظيمهم للمتكلم به أولاً، وهو الله U، وبرهانٌ على محبتهم له، واستجابة لأمره السامي، الوارد في قوله سبحانه: ? ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ? ([23]).
ومما لا شكَّ فيه أنَّ " كلَّ من أبغضَ شيئاً من نصوص الوحي؛ ففيه من عداوة الله ورسوله بحسب ذلك، ومن أحبَّ نصوص الوحي ففيه من وَلاية الله ورسوله بحسَب ذلك، وأصلُ العداوة البغض، كما أن أصلَ الولاية الحب " ([24])، قال عبدالله بن مسعود t: © لا يَسألْ أحدُكم عن نفسه غيرَ القرآن، فإن كان يحب القرآن فهو يحب الله، وإن كان يبغض القرآن فهو يبغض الله ® ([25])، وتأمَّلَ قوله تعالى:
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} ([26]).
3ـ إنَّ إنكار أركون وأضرابه للقرآن الكريم، والاستكبار عن الإذعان لحكمه، وجحد مكانته وحُرمته؛ لهو من عظائم الذنوب، بل إنه ـ لعمرُ الله ـ معلومٌ كفر من قال بهذا القول بالضرورة من دين الإسلام، إذ جحد هذا الأصل العظيم من أصول الإيمان، قال تعالى: ? قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُم بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ? ([27])، وقال تعالى: ? قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَكَفَرْتُم بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ? ([28]).
وإذا كان أئمة السلف قد أكفروا غلاةَ الجهمية، وهم لم يَبلُغوا هذا المبلغ، وإنما حوَّمُوا حوله، وزعموا أنهم مقرّون به، بيدَ أنه عندهم مجرَّدُ أدلّةٍ لفظية، وظواهِر نقلية؛ لا تفيد علماً ([29])، وأن العلمَ إنما يستفادُ من مقدماتهم الفلسفية حسبُ، وقد نقل ابن القيم عن بعض رؤساء الجهمية ([30]): " ليس شيءٌ أبغض لقولنا من القرآن، فأَقِرُّوا به؛ ثم أَوِّلوه " ([31])، كما نقل عن بشرٌ المريسي قوله: " إذا احتجوا عليكم بالقرآن؛ فغالطوهم بالتأويل، وإذا احتجوا بالأخبار؛ فادفعوها بالتكذيب " ([32]).
4ـ ثَمّة مشكله نفسية يعاني منها هؤلاء، بما فيهم " أركون " نفسه، أثَّرت على تفكيرهم ومناهجهم، تلك هي مشكلة الهزيمة الداخلية أمام التفوق المادي الغربي، و " أركون " ذلك العربي المهاجر، الذي قَبِلَ الفرنسيون به أستاذاً في كبرى جامعات فرنسا، وهي جامعة " السوربون "؛ يحاول أن يثبت للقوم أنه أكثر تحرراً منهم أنفسهم ([33])، وربما شجعوه على ذلك فزاد تمرُّداً، وحين كتبَ طرفاً من سيرته الذاتية، أَوردَ ما يكشف بعضَ جوانب المشكلة، فقال: " يقولون ـ أي الغربيين ـ لي مستغربين أو مدهوشين: كيف يمكن لشخص مسلم مثلك أن يتحدث بهذه الطريقة؟، ياله من شيءٍ رائعٍ وباعث للأمل؛ أن نسمع مسلماً ليبراليّاً أو متحرراً مثلك!!، ولكن لا يمكن أن تحظى بصفة تمثيلية في بلادك، أو بين أبناء دينك، فخطابك يمشي على عكس التيار، أو عكس الإسلام " ([34]) اهـ. وأحسب أن هذا القدر كافٍ في بيان حقيقة الرجل، الذي ما يزال أعداء دينه يمدونه ? فِي الْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ ? ([35]).
وكيف يقدِّم شيئاً مذكوراً في حقل الإسلاميات، وهو يتحدث عنها كالأجنبي المغلوب، بحيث يغدو أسيراً لأفكار الغالب، وهذه أولى مثارات الغلط لديه ([36]).
(يُتْبَعُ)
(/)
5ـ إنَّ من الجور في النظر أن يقارَن بين القرآن الكريم ـ كتاب الله المحفوظ ـ؛ وبين باقي الكتب السابقة، التي داخَلَها التحريفُ والزيادة والنقصان، ولا يستقيم هذا مع تمام العلم والعدل، فأما مع الظلم والجهل فمتصوَّرٌ، بل هو واقعٌ، كما رأينا في طريقة " أركون "، بل إنَّه ليمتنع مع تمام العلم والعدل أن يقف المرء من القرآن الكريم هذا الموقف الجافي المعانِد.
6ـ ليس من ذنبٍ للإسلام في أن يكون أركون أحد الذين شرقوا بدين الإسلام، أو عمُوا عن نوره، يقول أبو العباس ابن تيمية عن متأخري المتفلسفة: " وأما المتأخرون فهم لما ظهرت الملة الحنيفية الإبراهيمية التوحيدية، تارةً بنبوة عيسى u لمَّا ظهرت النصارى على مملكة الصابئين بأرض الشام ومصر والروم وغيرها، ثم بنبوة خاتم المرسلين r، وأظهر الله من نور النبوة شمساً طمَسَت ضوء الكواكب، وعاش السلف فيها برهةً طويلة، ثم خفي بعض نور النبوة، فعُرِّبَ بعضُ كتب الأعاجم الفلاسفة من الروم والفرس والهند، في أثناء الدولة العباسية، ثم طُلِبَت كتبهم في دولة المأمون من بلاد الروم، فَعُرِّبَت ودَرَسَها الناس، وظهر بسبب ذلك من البدع ما ظهر، وكان أكثر ما ظهر من علومهم الرياضية؛ كالحساب والهيئة أو الطبيعة كالطب أو المنطقية، فأما الإلهية فكلامهم فيها نزرٌ، وهو مع
نزارته ليس غالبه عندهم يقيناً، وعند المسلمين من العلوم الإلهية الموروثة عن خاتم المرسلين ما ملأ العالم نوراً وهدى " ([37]) اهـ.
7ـ إنَّ زعم أركون بأن سبب ضعف المسلمين مادّيّاً و تقنياً هو تمسكُهم بالقرآن الكريم، وجعلُه مرجعيةً لهم، لا يمكن أن يقبله عقل، ولا يتفق مع حقائق التاريخ، فقد كان المسلمون أقوى الأمم، وأعظمها حضارةً وعمراناً؛ لما كانوا مستمسكين بكتابهم، فلما ضعف تمسكهم به، ضعفوا بقدر ذلك، وهذه الظاهرة ماثلة في أطوار الأمة كلها.
بل إنَّ أوربا ذاتها حرمت نور الإسلام، حين حيلَ بينها وبينه، وذلك لما طرقت أكفُّ الفاتحين المسلمين أبوابها، فقامت الكنيسة بنصبِ محاكم التفتيش لإيقاف أسلمةِ أوربا، وكلَّفت الكتَّابَ بتشويه صورة الإسلام ونبيه r وكتابه، يقول المؤرِّخ البريطاني " ويلز " في كتابه " معالم تاريخ الإنسانية ": " ولو تهيأ لرجل ذي بصيرةٍ نفَّاذة؛ أن ينظر إلى العالم في مفتتح القرن السادس عشر،
فلعله كان يستنتج أنه لن تمضيَ إلا بضعة أجيال قليلة، لا يلبث بعدها العالم أجمع أن يصبح مغولياً، وربما أصبح إسلامياً " ([38]) اهـ.
وخلاصة القول في فكر " أركون ", أنه لا يهتم بصحة نسبة القرآن الكريم إلى الله U من عدمها, وإنما الذي يستهدفه, هو نزع القداسة والمرجعية منه, واعتباره نصاً حِكْميّاً, كسائر مقولات الحكماء، أو مأثورات القدماء.
وقد سئل هذا الرجل مرةً: " هل أنت مستعدٌّ لأن تضع موضعَ الشك, ولو آيةً واحدةً من القرآن؟ ", فجاء جوابُه برفض الجواب بنعم، أو لا, بحجة أنَّ هذا منطقٌ قديم, وأنه لا يهتم بما إذا كانت تلك آية قرآنية أو لا, إذ المشكلة في نظره هي مشكلة " التقديس " كما يعبِّر, وعندما تُحَلُّ هذه المشكلة, فإنه يرى أننا سوف " نكتشفُ أن مشاكلَ الصحة والموثوقية, أو الاختراع والتحريف, الذي لحق
بالنصوص؛ المتلقاة على أنها مقدسة, أقول ـ القائل أركون ـ: نكتشف بأن هذه المشاكل ثانوية في الحقيقة. إن منطق الثالث المرفوع ـ منطق الصحة أو اللاصحة ـ يبدو عندئذٍ تافهاً لا قيمة له " ([39]) اهـ.
وهذه إحدى مظاهر الخلل والاضطراب المنهجي لدى أركون, فهو تارة يعتبر أن مشكلة المسلمين هي أنهم يعتمدون القرآن مرجعاً لهم, بدون أن يقوموا بنقده تاريخياً, ثم لا يلبث أن يعود على كلامه بالنقض, ويَعُدُّ مسألة التوثيق التاريخي مسألة " تافهة".
كتبه / خالد بن عبد الله المزيني
28 ذو الحجة 1428هـ
ـــــ حواشي ــــــــــــــــــــــــــ
(يُتْبَعُ)
(/)
([1]) محمد أركون: مؤرخ ومفكر علماني، جزائري الأصل، ولد عام 1928م؛ بالجزائر، ودرس بها، ثم أتمها في باريس عام 1955م، حصل على الدكتوراه من جامعة " السوربون "، عام 1969م، وطبعت رسالته بعنوان " نزعة الأنسنة في الفكر العربي، جيل مسكويه والتوحيدي "، تأثر بكتابات المستشرقين حول مصادر الشريعة، ويعمل حالياً رئيس قسم الدراسات الإسلامية في الجامعة المذكورة، من مؤلفاته: " الفكر العربي "، و " الفكر الإسلامي، نقد واجتهاد "، و " تاريخية الفكر العربي الإسلامي "، و " من الاجتهاد إلى نقد العقل الإسلامي ".
([2]) هذا الاتجاه انبعث من قلب الأكاديميات الغربية، وتتلمذ دعاتُه لكبار المستشرقين، وهؤلاء الدعاة رهطٌ ممن ينتسبون إلى الإسلام، بيد أنهم يفكرون بعقل " غربي "، ويزنون بمعايير غربية، ويبحثون في أصول الشريعة ومصادرها، مستضيئين بنار الفلسفات الغربية الوضعية.
([3]) انظر: نزعة الأنسنة في الفكر العربي؛ لمحمد أركون (10).
([4]) الإحكام هنا بمعنى الثبات، وعدم القابلية للنسخ والتبديل، وهذا من معاني الإحكام، انظر القاموس المحيط، للفيروزآبادي، مادة حكم (1416).
([5]) الفكر الأصولي؛ لمحمد أركون (36)، وقد تولى الردَّ على أطروحات هذا الرجل تفصيلاً: د. محمد بريش في سلسلة مقالات نشرت على التوالي في مجلة الهدى المغربية، التي كانت تصدر بفاس قبل أن تتوقف عن الصدور، انظر الأعداد (13 ـ19)، وذلك في المدة: من جمادى الأولى (1406هـ) إلى صفر (1409هـ)، وانظر: محاولات التجديد في أصول الفقه ودعواته دراسةً وتقويماً؛ د. هزاع بن عبد الله الغامدي (2/ 658) وما بعدها، رسالة دكتوراه غير منشورة، مقدمة إلى قسم أصول الفقه بكلية الشريعة بالرياض، 1420هـ، وقد أشرف على الرسالة شيخي الدكتور أحمد بن علي سير
المباركي ـ حفظه الله
([6]) تقدّم التعريف به آنفاً.
([7]) النزعة الإنسانية هي: اتجاه فكري عام، تشترك فيه العديد من المذاهب الفلسفية والأدبية والأخلاقية والعلمية، وقد ظهرت هذه النزعة في شكلها المعاصر؛ في عصر النهضة الصناعية في أوربا، انظر: الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة (2/ 809)، ومجلة عالم الفكر (2/ع 3).
([8]) الفلسفة الوجودية: فلسفة غربية حديثة، نشأت في أواخر القرن (19) الميلادي، وتستمد جذورها من الفلسفة اليونانية القديمة، وتعني: أنَّ مركز الوجود هو الإنسان لا غير، وفي الغرب ـ حيث نشأت الوجودية ـ وجودية ملحدة، ترفض الإيمان بوجود الخالق وتنكر الغيبيات، أو ما تسميه: الفلسفة الماورائية، وعلى رأس هذا المذهب الفيلسوفان الألمانيان مارتن هيدغر ونيتشه، ووجودية تعتقد بحلول الخالق في شخص المسيح، وزعيم هذا المذهب الفيلسوف الدانماركي كيركغارد، انظر: التيارات الكبرى للفكر الإنساني؛ د. حسين سبيتي (77ـ91)، دار المواسم، بيروت، ط
أولى، 2002م.
([9]) انظر: ميشيل فوكو في الفكر العربي المعاصر؛ د. الزواوي بغورة (67،66)، دار الطليعة، بيروت، ط أولى، 2001م.
([10]) قد يوجد في هؤلاء من يقرُّ ببعض أصول الدين، مع إنكاره بعضها الآخر، ولا جَرَمَ فهي مذاهب مخترعة، لا تستند إلى قواعد محكَمَة.
([11]) الإنسانية والوجودية في الفكر العربي، لعبد الرحمن بدوي (13)، دار القلم، بيروت، 1403هـ، ويقال إن عبد الرحمن بدوي قد تابَ في آخر حياته، ونقض ما كان يقرره، وبخاصة أنه ألَّف كتاباً في الرد على شبهات المستشرقين حولَ القرآن الكريم، أمثال مرجليوث وجولدتسيهر؛ الذين اختلقوا " الفرضيات والنظريات الزائفة الوهمية، ليستخلصوا منها ما يشاءون من نتائج تجانب الصواب "، كما قال في صفحة (8) من كتابه الذي أسماه " دفاعٌ عن القرآن ضد منتقديه "، مكتبة مدبولي الصغير، القاهرة، ط أولى، 1988م.
([12]) ومن هؤلاء الذين استقى منهم أركون: 1ـ جويل. ل.كريمر: وكتابه "الفلسفة الإنسانية في نهضة الإسلام، الانبعاث الثقافي أثناء العصر البويهي "، منشورات بريل، ليدن، 1986م، بالإضافة إلى كتابه الآخر " الفلسفة في نهضة الإسلام، أبو سليمان السجستاني وحلقته العلمية "، بريل، ليدن، 1986م. 2ـ إيفريت. ك.راوزين: " رأي فيلسوف مسلم في النفس ومصيرها، كتاب العامري (
(يُتْبَعُ)
(/)
الأمد على الأبد) "، الجمعية الشرقية الأمريكية، نيوهافن، 1988م. 3ـ جورج مقدسي: وكتابه "دور الفلسفة الإنسانية في الإسلام الكلاسيكي والغرب المسيحي "، مطبوعات جامعة أدنبرة، 1990م.
4ـ جوزيف فان إيس: وكتابه " اللاهوت والمجتمع في القرنين الثاني والثالث للهجرة، تاريخ الفكر الديني في بدايات الإسلام "، برهين، اكتملت أجزاؤه الستة في 1995م، وهو باللغة الألمانية.
ولا ينفكُّ محمد أركون يتحدث عن مزايا هذا الكتاب الأخير وعظمته، وأهميته الحاسمة بالنسبة للدراسات العربية والإسلامية، مما يكشف عن طبيعة المصادر التي يستقي منها فكرَه، انظر: نزعة الأنسنة؛ لمحمد أركون (6ـ7).
([13]) انظر: المرجع السابق (24 - 25).
([14]) وقضيةُ العقل هنا؛ أن يقبل قياس العكس، فيقال: إذا كان ترك الدين الفاسد يدفع إلى التقدم، فإن ترك الدين الصحيح يؤدي إلى التقهقر والتراجع.
([15]) نزعة الأنسنة؛ لمحمد أركون (8).
([16]) الفكر الأصولي؛ لمحمد أركون (22).
([17]) المرجع السابق.
([18]) المرجع السابق.
([19]) المدثر (49ـ51).
([20]) الفرقان (73).
([21]) انظر: الشفا؛ للقاضي عياض (2/ 1101)، وروضة الطالبين؛ للنووي (10/ 64).
([22]) الفرقان (19).
([23]) الحج (32).
([24]) الصواعق المرسلة؛ لابن القيم (3/ 1038) بتصرف يسير.
([25]) المرجع السابق.
([26]) الأنعام (112)، وانظر أيضاً: الصواعق المرسلة؛ لابن القيم (3/ 1038).
([27]) فصلت (52).
([28]) الأحقاف (10).
([29]) الصواعق المرسلة؛ لابن القيم (2/ 633).
([30]) ذكر ابن القيم أنه بشر المريسي أو غيره، أي: على الشك.
([31]) الصواعق المرسلة؛ لابن القيم (3/ 1038) بتصرف يسير.
([32]) المرجع السابق، وقد بين أبو العباس ابن تيمية ـ رحمه الله ـ مبدأ التجهُّم ومنتهاه، فقال: " فهم يعرضون عن كتاب الله في أول سلوكهم، ويعارضونه في منتهى سلوكهم "، [درء التعارض؛ لابن تيمية (10/ 316)]، قلت: وهذا مشاهد في نتاج بعض متثقفة عصرنا.
([33]) وحال أركون في هذا؛ كحال كثيرٍ من المستغربين العرب، الذين فتنوا بالتقنية المادية للغرب، وأولعوا بغضارة عيشه، فكتبوا متأثرين بهذه الصدمة الحضارية، وقد قال بعضهم: (ما وضعتُ يدي في قصعة أحدٍ إلا ذللتُ له)، مجموع الفتاوي، لابن تيمية (1/ 98)، بواسطة: النظائر، د. بكر أبو زيد (297).
([34]) قضايا في نقد العقل الديني؛ لمحمد أركون (22)، ترجمة: هاشم صالح، دار الطليعة، بيروت، ط أولى، 1998م.
([35]) الأعراف (202).
([36]) عقد العلامة ابن خلدون في "مقدمته" فصلاً فقال: " فصل في أن المغلوب مولع أبداً بالاقتداء بالغالب ... "، وبين وجه المغالطة النفسية في ذلك، فانظر: المقدمة؛ لابن خلدون (104).
([37]) مجموع الفتاوي؛ لابن تيمية (2/ 83).
([38]) معالم تاريخ الإنسانية؛ ويلز (3/ 966)، نقلاً عن: رؤية إسلامية
لأحوال العالم المعاصر؛ لمحمد قطب، دار الوطن، الرياض، ط أولى، 1411هـ، (29).
([39]) الفكر الإسلامي؛ لمحمد أركون (57ـ 58).
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[07 Jan 2008, 12:17 م]ـ
وهؤلاء يدعون إلى اعتبار " القرآن الكريم " كتاباً إنسانياً، لا ربانياً، بمعنى أنْ تُنزعَ منه القداسة والإحكام ([
عندما قرأت العنوان تصورت أنه يقصد أنه انساني في الأصل
والآن هل هو مقر بأنه من عند الله أم لا؟
فإن أقر فله حكم وله طريقة في الحوار وإن لم يقر فله حكم آخر
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[07 Jan 2008, 11:17 م]ـ
بحث قيم ... وجميل جزاكم الله خيراً.
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[09 Jan 2008, 11:45 م]ـ
د. أحمد الطعان: شطراً لمرورك وتعليقك.
وهذه مقالات ذات صلة بالمقال السابق
دراسة فكر الدكتور محمد أركون (1) للدكتور محمد بريش ( https://il.packet.me.uk/dmirror/http/alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=43&ArticleID=1461)
وقفات مع محمد أَرْكُون من خلال إنتاجه وفِكْره (2) للكاتب نفسه ( https://il.packet.me.uk/dmirror/http/alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=1486)
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[10 Jan 2008, 12:36 ص]ـ
لي عودة إن شاء الله عز وجل في قضية الأنسنة فلدي بحث مكتوب وقدم لمؤتمر في المغرب، لعلي أنشره قريباً بعون الله عز وجل.(/)
قراءة فى ترجمة سورة "مريم" إلى الفرنسية للدكتور سامى أبو ساحلية
ـ[إبراهيم عوض]ــــــــ[16 Jan 2008, 06:37 ص]ـ
الدكتور سامي عوض الذيب أبو ساحليّة هو، كما جاء فى التعريف به فى أحد التعليقات فى منتدى "الترجمة الدينية" بموقع "واتا" (الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب)، مسيحيّ علماني سويسري من أصل فلسطينيّ يحمل درجة الدكتوراه في القانون، وله عدة كتب أبرزها: "ختان الذكور والإناث" صدرت عن دار الريس عام 2000م، وترجمة للقرآن الكريم إلى اللغة الفرنسيّة قيد الإصدار، وبحوث ومقالات متعددة منها بحث بالعربية عنوانه: "من نظام الذمة إلى نظام المساواة والدولة الواحدة"، وآخر باللغة الإنجليزيّة هو: " Muslims in the West, case of Switzerland". ومنذ فترة وجيزة أعلن الدكتور أبو ساحلية فى موقع "واتا" المذكور آنفا عن قرب صدور ترجمته الفرنسية للقرآن الكريم، وتفضل مشكورا، بناء على طلب بعض المعلقين وأنا منهم أن ينشر لنا عيّنة من ترجمته، فصوّر ترجمة سورتى "آل عمران" و"مريم"، على أساس أن يكون نشر هذين النصين مجالا لإبداء الرأى فى عمله ذاك الذى أثار على صفحات الموقع المشار إليه ضجة عنيفة وأخْذًا ورَدًّا بينه وبين عدد من الكتاب المشاركين فى منتدياته.
وهأنذا أشترك بكتابة ملاحظاتى التى عَنَّتْ لى اليوم أثناء قراءتى لترجمة السورة الكريمة راجيا أن تكون أخطائى فيها قليلة، مع مراعاة انشغالى الشديد فى غمرة بعض الأعمال الملحة التى تحايلتُ عليها واقتطفتُ من وقتها نهار اليوم وليله وخصصتهما للنظر فى ترجمة الدكتور، وكذلك قِصَر الفترة التى أنفقتها فى ذلك، وصعوبة الرَّقْم بالنسبة لى على الكاتوب الحِجْرِىّ الذى ألجأنى إليه عطلٌ أصاب كاتوبى العادىّ الذى ألفتُه وألفنى ولم تعد أصابعى تتشنج على أصابعه وأنا أكتب عليه ولا تخطئ يدى الحرف الذى أريد ضربه إلا فى حدود المعقول. وسوف أبدأ أولا بملاحظاتى على الترجمة ذاتها: لقد ترجم الدكتور الذيب مثلا كلمة "الموالى" إلى " alliés" بمعنى "الحلفاء/ الأصهار" مبتعدا عن المعنى الصحيح للكلمة، فيما ترجمها غيره، حسب كلامه، بما يعنى "الوَرَثة/ الأقارب": " les héritiers, les proches". أما جروسجان فقد ترجمها إلى " ceux qui me succéderont à ma mort: الذين يخلفوننى بعد موتى"، على حين أداها التونسى صلاح الدين كشريد هكذا: " les gens de ma famille après moi: أقاربى من بعدى".
ويزداد الأمر سوءا حين ترجم "وَلِيًّا" فى قوله سبحانه على لسان زكريا: "فهَبْ لى من لدنك وليا يرثنى ويرث من آل يعقوب…" بـ" un allié" أيضا، وهو ما يعنى أن ذلك النبى الكريم كان يدعو الله أن يقيّض له حليفا أو صهرا، على حين أن المقصود هو أن يرزقه ولدا، وإن كان قد استغرب البشرى التى أرسلها الله له بذلك، على عادة كثير من البشر فى مثل تلك الحالة، وكأنهم يستكثرون على أنفسهم تحقق أمانيهم بتلك السهولة بعدما كانت تبدو لهم صعبة، إن لم تكن مستحيلة. والدليل على صحة ما نقول ما جاء فى سورة "آل عمران" من قوله تعالى عن زكريا حين كان يدخل على مريم المحراب فيجد فى كل مرة عندها رزقا، فإذا سألها من أين لها هذا كان جوابها أنه من عند الله. فهنالك ابتهل عليه السلام لربه أن يهبه ذرية طيبة: "كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37) هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38) فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (39) قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (40) ". ثم إن الدكتور سامى ذاته قدقال ذلك فى ترجمته لتلك الآية من سورة "آل عمران"، فما المشكلة إذن؟ إن أقل ما يمكن قوله هنا هو أن عمله يفتقر أحيانا إلى التناسق، فهو يقول شيئا فى موضع، ويقول
(يُتْبَعُ)
(/)
ما يتعارض معه فى موضع غيره. وهذا نص ما قال: " C'est là que Zacharie appela son Seigneur et dit: "Mon Seigneur! Donne-moi de ta part une bonne descendance". إذن فالدعاء إلى الله كان من أجل الولد لا من أجل الحليف أو الصهر. وحتى لو حصرنا انفسنا فى سورة"مريم" فإن قوله تعالى لزكريا ردا على ابتهاله: "يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا" معناه أن زكريا كان يريد ولدا لا حليفا أو صهرا، وإلا لقال له سبحانه إنه يبشره بحليفٍ أو صهرٍ اسمه كذا. ثم هل الحصول على حليف أمر من الصعوبة إلى هذا الحد حتى يسبب له كل ذلك القلق؟ أما الصهر فليس له فى حالتنا هنا محل من الإعراب، فزكريا لم يكن فى سن تسمح له بالزواج والمصاهرة، كما لم يكن عنده ابن أو بنت يمكن أن يصاهره الآخرون بسببه أو بسببها.
ومن ثم فإن ترجمة كازيميرسكى وحميد الله وشوراكى ومجمّع الملك فهد بالمدينة المنورة مثلا لها بـ" un descendant" هى ترجمة صحيحة، ومثلها ترجمة د. صلاح الدين كشريد ود. زينب عبد العزيز: ": un successeur خليفة". وفى الترجمة السعودية نقرأ فى الهامش ما يلى: " Un descendant: qui hérite du savoir et de la sagesse des prophètes ". أى أن زكريا عليه السلام دعا ربه أن يهبه ولدًا يأخذ عنه ميراث النبوة من علم وحكمة. أما جروسجان فقد تصرف فيها وترجمها بمعناها المباشر، وهو " un fils: ابن"، وهى ترجمة صحيحة على طريقتها.
وفى ترجمة الدكتور لقوله عز شأنه مخاطبا مريم عليها السلام: "وهُزِّى إليك بجذع النخلة تُسَاقِطْ عليكِ رُطَبًا جَنِيًّا" نراه يؤديها بما يعنى أن الله هو الذى يُسْقِط عليها ذلك الرُّطَب، مع أن الآية المثبتة فى المصحف الذى بين يدى د. الذيب تقول إن النخلة هى التى كانت تساقطه عليها ذلك. لقد برر الدكتور فعلته بأنه اتبع القراءة التى تقول: "يُسْقِط عليك رطبا جنيا"، لكنه تبرير غير مقبول ولا مفهوم، إذ هو يترجم النص الموجود أمامه، فكان حقا عليه الالتزام بما فى النص، وأمامه مندوحة فى الهامش يقول فيها ما يشاء. وأخشى أن يكون فى هذا الذى صنع ما يستوجب وصفه، على سبيل الحقيقة لا على سبيل المجاز، بالعبارة المشهورة التى تقول: "المترجم خائن"! قد يقال إن الأمر أبسط من ذلك، بيد أننى أرى فيه نزولا من المترجم على حكم نزوته، وهو ما ينبغى أن يحاربه فى نفسه بكل قواه، لأنه محكوم فى عمله بقواعد علمية وأخلاقية لا ينبغى له أن يتجاوزها ويسير على هواه، وإلا اضطربت الأمور وتشابكت الخيوط وجرؤ المترجمون مع الأيام على ما هو أكبر من ذلك دون أن يطرف لهم جفن أو تعتريهم خالجة من ندم.
كذلك نراه ينقل قول الحق سبحانه، على لسان قوم مريم لها حين رَأَوْها تحمل طفلا رضيعا دون أن يسبق لها زواج: "لقد جئتِ شيئا فَرِيًّا"، على النحو التالى: " Tu as commis une chose fabuleuse"، مستخدما كلمة " fabuleuse: ( أى شيئا) خرافيا" للدلالة على استغرابهم وتعجبهم، وتاركا الكلمة التى استعملها حميد الله، كما ذكر هو بالهامش، وهى كلمة " monstrueuse: بشعا"، التى استخدمها كذلك كل من بلاشير وماسون والترجمة السعودية، وكذلك جروسجان، وإن كان قد استعمل صيغة المذكر لأنه ترجم كلمة "شىء" المؤنثة فى الفرنسية بـ": ton acte عملك"، وهو اسم مذكر. وتعليقى على ترجمة الدكتور سامى هو أن " fabuleuse" تعنى، فيما أفهم، الشىء المدهش الذى لا يكاد يصدَّق "لِحُسْنه"، اللهم إلا إذا ظننا أن قومها كانوا معجبين بإنجازها هذا العجيب، إذ حملت وأنجبت دون زواج، وهو ما لا يمكن أن يقع إلا فى مسرحية هزلية. أما الـ" monstrueuse" فهو الشىء الغريب القبيح الذى يبعث على الكراهية والاشمئزاز. أما سافارى وكازيميرسكى فقد وصفا ما فعلته مريم بأنه " étrange: غريب". وفى ترجمة إدوار مونتيه: " extraordinaire"، فيما قال جاك بيرك: ": épouvantable فظيعا/ مروِّعا". وقد يمكن أن نستعمل أيضا فى ترجمة "فريًّا" كلمة " scandaleuse: فاضحا/ مخزيا" للتعبير عن الإدانة والاشمئزاز. أما لدى كشريد فنجد " quelque chose d'abominable"، وأما زينب عبد العزيز فتقول: " quelque chose d'ahurissant". وعند الصادق مازيغ (التونسى) نجد كلمة واحدة لعبارة "شيئا فريا" كلها، وهى ": une infamie
(يُتْبَعُ)
(/)
عارا"، أما شوراكى فقد ترجم العبارة على النحو التالى: " une affaire surprenante: أمرا غريبا غير متوقع".
كذلك ترجم الدكتور الذيب كلمة "بَغِىّ" فى قوله عز شأنه: "يا أخت هارون، ما كان أبوكِ امرأ سَوْءٍ، وما كانت أمك بغيا" إلى " abusée"، ومعناها: "المغرَّر بها"، فهل "البغىّ" هى التى يُغَرَّر بها؟ أم هل هى بالأحرى التى تريد إيقاع الرجال فى حبائلها؟ وفى بلاشير وأبو بكر حمزة وماسون والترجمة السعودية وزينب عبد العزيز: " une prostituée"، وهذه ترجمة صحيحة ومباشرة. وفى ترجمة بيرك: " une gaupe"، وعند شوراكى: " impudique" ( صفةً لا اسمًا)، وكلتاهما تؤدى المعنى المطلوب. وكذلك تؤديها ترجمة كشريد، ولكن بأسلوب المجاز والإشارة، إذ جاءت على النحو التالى: " une femme aux mœurs légères"، ومعناها بأسلوب المجاز مرة أخرى: "امرأة منحلّة".
وفى قوله جل جلاله عن اختلاف الفرق النصرانية حول طبيعة السيد المسيح بعد أن أعلن عليه السلام، وهو صبى فى المهد أمام الجموع التى أتت تتهم أمه بالعهر، بأنه ليس إلا عبدا لله آتاه الله الكتاب وجعله نبيا من أنبيائه: "فاختلف الأحزاب من بينهم ... " يترجم د. أبو ساحلية كلمة "الأحزاب" بـ" les coalisés"، وهى تعنى "المتحالفين"، على حين أننا هنا بإزاء فرق منقسمة متناحرة لا متحالفة. فالتحزب فى هذا السياق هو تحزب الفُرْقة والاختلاف، بخلاف التحزب فى غزوة الخندق مثلا الذى كان تحزُّب تحالفٍ ضد النبى والمسلمين، ومن هنا يصدق على من اشتركوا فى تلك الغزوة أن يسمَّوْا: " les coalisés"، ومن هنا أيضا أُطْلِق على تلك الغزوة اسم غزوة "الأحزاب". أما الأحزاب هنا فيمكن ترجمتها بـ" les sectaires" كما هو الوضع عند سافارى، أو " les partis" طبقا لما ترجمها به كل من مونتيه وحميد الله وكشريد وشوراكى، أو " les factions" حسبما نجد فى ترجمة كل من بلاشير والدكتورة ماسون وجاك بيرك والدكتورة زينب عبد العزيز، أو " les ligues" مثلما ترجمها جروسجان، أو " les sects" مثلما هو الأمر لدن أبو بكر حمزة ومازيغ وترجمة مجمّع الملك فهد.
أما ترجمته لقوله عَزَّتْ قُدْرَتُه بشأن الذين يؤلهون السيد المسيح: "أِسْمِعْ بهم وأَبْصِرْ يوم يأتوننا" إلى "& Eacute;coute-les et vois[-les]" بما يعنى "اسْمَعْهم وأَبْصِرْهم" (متبعا فهم جاك بيرك لها، وإن كان بيرك قد استخدم الفعل: " Entends" بدلا من "& Eacute;coute")، فليس لها إلا تفسير واحد: أن الأستاذ المترجم لا يعرف هنا من أمر اللغة العربية ما ينبغى أن يعرفه كل أحد لديه فكرة بسيطة عنها، إذ إن تلاميذ المدارس الصغار يدرسون فى النحو والصرف بابا اسمه باب التعجب يضم صيغتين مشهورتين لهذا المعنى هما: "ما أفعله! " و"أَفْعِلْ به! ". فأنت إذا أردت أن تعبر عن تعجبك من طول ليلة من الليالى قضيتها ساهرا لا يغمض لك جفن قلت: "ما أطول هذه الليلة! / أَطْوِلْ بها! "، وإذا أردت أن تتعجب من حسن منظرٍ ما قلت: "ما أحسن هذا المنظر! / أَحْسِنْ به! " ... وهكذا. وعلى ذلك فقوله سبحانه وتعالى يصف ما سوف يكون عليه يوم القيامة حالُ أولئك الكافرين الذين دمغهم فى نهاية الآية بأنهم يعيشون فى الدنيا فى ضلال مبين فلا يسمعون الحق ولا يستطيعون أن يبصروه: "أَسْمِعْ بهم وأَبْصِرْ يوم يأتوننا، لكنِ الظالمون اليوم فى ضلال مبين" معناه أنهم، وإن كانوا لا يسمعون ولا يبصرون اليوم بسبب ما يغشى بصائرهم من كفر غليظ، فإنهم يوم يَلْقَوْن ربهم سوف تكون مقدرتهم على السمع والإبصار والفهم عجبا من العجب، إذ ساعتها سوف ينقشع عنهم ما كان يطمس على أبصارهم ويسد نوافذ أسماعهم. أما ما قاله الدكتور المترجم فهو خطأ فى خطإ فى خطإ.
والعجيب أنه، رغم ذلك، قد أورد فى الهامش ترجمة حميد الله، الذى كتب يخطّئ جهوده فى ترجمة القرآن فى مقال له معلنا أنه قام بترجمة كتاب الله من جديد كى يضع حدا لما فى ترجمة العالم الهندى المسلم الكبير من عيوب. وهذه الترجمة تجرى هكذا: " Comme ils entendront et verrons bien le jour où ils viendront à nous!". وهو ما اتبعته بالحرف الترجمة السعودية، التى اتخذت من عمل محمد حميد الله أساسا لها ومنطلقا. ولقد كان ينبغى أن يقف د. سامى أمام تلك الترجمة مَلِيًّا ويتساءل عن السبب فى أنها جاءت هكذا، وبخاصة أن حميد الله قد أثبت
(يُتْبَعُ)
(/)
فى نهاية الكلام علامة التعجب. بَيْدَ أنه لم يفعل، وأرجح بل أكاد أوقن أنه حَسِب تلك الترجمة ترجمة خاطئة فضرب عنها صفحا، ثم زاد فأوردها فى الهامش كى يلفت الأنظار إلى أنه يعرف الصواب، وأنه لهذا قد تنكَّبها تنكُّبا إلى ذلك الصواب! وهذه الترجمة نجدها بنصها تقريبا لدى بلاشير وأبو بكر حمزة. وبالمناسبة فقد هلل بعض المصريين لترجمة بيرك حين صدرت فى التسعينات وعَدُّوها فتحا غير مسبوق فى عالم الترجمات القرآنية، وهو ما أظهرت أنه كلام فارغ فى كتابى عن تلك الترجمة الذى يستطيع القارئ أن يحصل على نسخة ضوئية منه من عدد من المواقع المشباكية، إذ الترجمة تعج بالأخطاء الشائنة حتى فيما يتعلق بأوليات القواعد النحوية والمعارف البلاغية، علاوة على ما فيها من بهلوانيات وإساءات إلى الإسلام وكتابه المجيد.
على أن هذا لا يعنى أن ننكر أن بيرك كان، من بين أصحاب الترجمات التى أنظر فيها الآن، أحد من تنبهوا إلى أن كلمة "خَلْف" (بسكون اللام لا بفتحها) التى وردت فى قوله تعالى فى الآية التاسعة والخمسين من سورتنا هذه: "فخَلَفَ مِنْ بعدهم خَلْفٌ أضاعوا الصلاةَ واتبعوا الشهواتِ فسوف يَلْقَوْن غَيًّا" لا تعنى، إذا ما أردنا الدقة، الأجيال التالية بإطلاق، بل السيئ منها، ولهذا وصفهم بـ" indignes"، على حين قال عنهم كشريد إنهم " une mauvaise progéniture"، واقتربت منه د. زينب إذ ذكرت أنهم " une mauvaise génération"، وهو ما لم يتنبه له أى من المترجمين المشار لهم، ومنهم بطبيعة الحال الدكتورالذيب!
وفى معجم "العين" مثلا للخليل بن أحمد أنه "لا يجوز أن يقال: من الأشرار خَلَفٌ، ولا من الأخيار خَلْفٌ"، وإن كان هناك من لا يلتفت إلى هذه الدقيقة اللغوية. إلا أن لغة القرآن هى من الحساسية بحيث ينبغى أن نتعامل معها بما يليق بها من الاهتمام والتدقيق. وفى تفسير الزمخشرى: "خَلَفه: إذا عَقَبَه، ثم قيل في عقب الخير "خَلَفٌ" بالفتح، وفي عقب السوء: "خَلْفٌ"، بالسكون، كما قالوا: "وَعْدٌ" في ضمان الخير، و"وَعِيدٌ" في ضمان الشر". وفى تفسير القرطبى للآية رقم 169 من سورة"الأعراف": "قال أبو حاتم: "الخَلْف" بسكون اللام: الأولاد، الواحد والجميع فيه سواء. و"الخَلَف" بفتح اللام البَدَل، ولدا كان أو غريبا. وقال ?بن الأعرابيّ: "الْخَلَفُ" بالفتح: الصالح، وبالجزم: الطالح. قال لَبِيد:
ذهبَ الذين يُعَاشُ في أكنافِهم* وبَقِيتُ في خَلْفٍ كجِلْد الأجْرَبِ
ومنه قيل للرديء من الكلام: خَلْفٌ. ومنه المثل السائر «سَكَت ألْفًا ونطق خَلْفًا". فـ"خَلفٌ" في الذَّم بالإسكان، و"خَلَفٌ" بالفتح في المدح. هذا هو المستعمل المشهور. قال صلى الله عليه وسلم: "يَحْمِل هذا العِلْمَ مِن كل خَلَفٍ عُدُولُه". وقد يستعمل كل واحد منهما موضع الآخر". أما فى آية سورة "مريم" فقد أحال إلى ما قاله فى سورة "الأعراف" مكتفيا فى تفسير "خَلْف" بـ"أولاد سوء".
وحين يترجم د. الذيب كلمة "تاب" فى الآية الستين من السورة: "إلا من تاب وآمن وعمل صالحا ... " نراه يستعمل فى مقابلها الفعل: " revenir"، ومعناه "عاد"، وهى كلمة فضفاضة. ومثلها الفعل: " retourner" الذى استخدمه شوراكى. أما المترجمون الآخرون فكلهم استعمل الفعل: " repentir (se)"، إلا ثلاثة لجأوا إلى الفعل: "عاد"، لكن اثنين منهما حددا العودة بأنها إلى الله، فيما حددها الثالث بأنها عودة إلى الندم، ولم يكتفوا بالعودة المطلقة التى لا تغنى هنا شيئا ذا قيمة.
كذلك فعندما يترجم كلمة "سَمِيًّا" فى قول رب العزة: "رب السماوات والأرض ومابينهما، فاعبده واصْطَبِرْ لعبادته. هل تعلم له سميًّا؟ " يترجمها بـ" un homonyme"، وهو ما يعنى: هل تعلم شخصا آخر يحمل نفس الاسم الذى يحمله الله؟ فهل هذا كلام يُعْقَل أو يُقْبَل؟ وهل هذا مما يمكن أن يقوله الله جل جلاله؟ لكنى مع ذلك لا أريد أن أظلم المترجم، إذ وجدت الترجمات الأخرى كلها ما عدا مازيغ تقول الشىء ذاته، وإن لم يستعمل جروسجان كلمة " un homonyme"، بل عبارة بمعناها: " qulqu'un qui ait le même nom que lui". أما ترجمة الصادق مازيغ فقالت شيئا آخر أرى أنه هو الفهم الصحيح للآية، ونصها: " En connais-tu quelqu'autre qui puisse L'égaler? ". ذلك أن معنى الكلام فى نظرى هو: "هل ثَمَّ كائن آخر يساميه سبحانه فى
(يُتْبَعُ)
(/)
عظمته وألوهيته؟ "، إذ من معانى كلمة "سَمِىّ": "النظير والمثل" كما فى المعاجم، فكان ينبغى على مترجمى القرآن أن يتنبهوا إلى هذا فيما يخص المولى سبحانه.
وقد ألفيت لفرط سرورى، حين رجعت الآن إلى الطبرى شيخ المفسرين، أنه لم يذكر فى تفسير هذه الآية إلا المعنى الذى آثرتُه، فحمدت الله على هذا التوافق. قال رضى الله عنه: "قوله: "فاعْبُدْه"، يقول: فالزم طاعته، وذِلّ لأمره ونهيه."وَاصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ"، يقول: واصبر نفسك على النفوذ لأمره ونهيه والعمل بطاعته تَفُزْ برضاه عنك، فإنه الإله الذي لا مِثْل له ولا عِدْل ولا شبيه في جوده وكرمه وفضله."هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا"، يقول: هل تعلم يا محمد لربك هذا الذي أمرناك بعبادته والصبر على طاعته مثلا في كرمه وجوده، فتعبده رجاء فضله وطوله دونه؟ كلا، ما ذلك بموجود. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثني عليّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية عن عليّ عن ابن عباس، قوله: "هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا"، يقول: هل تعلم للربّ مِثْلا أو شبيهًا؟ حدثني سعيد بن عثمان التنوخي، قال: ثنا إبراهيم بن مهدي عن عباد بن عوّام عن شعبة عن الحسن بن عمارة عن رجل عن ابن عباس في قوله: "هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا"، قال: شبيها. حدثني يحيى بن إبراهيم المسعودي، قال: ثنا أبي عن أبيه عن جدّه عن الأعمش عن مجاهد في هذه الآية: "هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا"، قال: هل تعلم له شبيها؟ هل تعلم له مِثْلا تبارك وتعالى؟ حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد عن قتادة، قوله: "هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا"، لا سميّ لله ولا عِدْل له، كلُّ خَلْقِه يقرّ له ويعترف أنه خالقه، ويعرف ذلك، ثم يقرأ هذه الآية: "وَلَئِنْ سألْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ". حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج عن ابن جريج في قوله: "هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا"، قال: يقول: لا شريك له ولا مِثْل".
وبالمثل كنت أحب لو أن مترجمنا ترجم كلمة "عِزًّا" فى قوله تعالى: "واتخذوا من دونه آلهة ليكونوا لهم عِزًّا" بما يفيد أنهم كانوا يبتغون عند آلهتهم القوة والعون ( puissance) كما فعل عدد من المترجمين الآخرين، بدلا من لجوئه إلى كلمة " fierté"، التى تدل على الفخر والإباء، ولا أظنه المقصود هنا. والآيات القرآنية المتعلقة بهذا الموضوع تدل على ما أقول، فهى تتحدث عن النصر الذى يرجوه المشركون من آلهتهم: "فَلَمَّا آَتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آَتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (190) أَيُشْرِكُونَ مَا لا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (191) وَلا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (192/ الأعراف) "، "وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (197/ الأعراف) "، "وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (91) وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (92) مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ (93/ الشعراء) "، " وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آَلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ (74) لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ (75/ يس) ". وفى ترجمة جروسجان " un soutien"، أى تدعمهم وتقويهم، على حين نجد فى مجمع الملك فهد: " qu’ils leur soient des protecteurs (contre le châtiment) : أى ليحموهم من عقاب الله".
* * *
هذا عن الترجمة فى ذاتها، لكن هناك أمورا أخرى تتعلق بالترجمة لا تقلّ، إن لم تزد، فى الأهمية عنها، وهى التعليقات والتوضيحات والمقارنات والملاحظات والانتقادات التى يوردها المترجم فى الهامش: من ذلك مثلا إشارته عند قوله تعالى: "وناداها من تحتها ألا تحزنى. قد جعل ربك تحتك سَرِيًّا" إلى الفقرتين الأخيرتين فى النص التالى من سفر "التكوين": "14فَبَكَّرَ إِبْرَاهِيمُ صَبَاحًا وَأَخَذَ خُبْزًا وَقِرْبَةَ مَاءٍ وَأَعْطَاهُمَا لِهَاجَرَ، وَاضِعًا إِيَّاهُمَا عَلَى كَتِفِهَا، وَالْوَلَدَ، وَصَرَفَهَا. فَمَضَتْ وَتَاهَتْ فِي بَرِّيَّةِ بِئْرِ سَبْعٍ. 15وَلَمَّا فَرَغَ الْمَاءُ مِنَ الْقِرْبَةِ طَرَحَتِ الْوَلَدَ تَحْتَ إِحْدَى
(يُتْبَعُ)
(/)
الأَشْجَارِ، 16وَمَضَتْ وَجَلَسَتْ مُقَابِلَهُ بَعِيدًا نَحْوَ رَمْيَةِ قَوْسٍ، لأَنَّهَا قَالَتْ: «لاَ أَنْظُرُ مَوْتَ الْوَلَدِ». فَجَلَسَتْ مُقَابِلَهُ وَرَفَعَتْ صَوْتَهَا وَبَكَتْ. 17فَسَمِعَ اللهُ صَوْتَ الْغُلاَمِ، وَنَادَى مَلاَكُ اللهِ هَاجَرَ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ لَهَا: «مَا لَكِ يَا هَاجَرُ؟ لاَ تَخَافِي، لأَنَّ اللهَ قَدْ سَمِعَ لِصَوْتِ الْغُلاَمِ حَيْثُ هُوَ. 18قُومِي احْمِلِي الْغُلاَمَ وَشُدِّي يَدَكِ بِهِ، لأَنِّي سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً عَظِيمَةً». 19وَفَتَحَ اللهُ عَيْنَيْهَا فَأَبْصَرَتْ بِئْرَ مَاءٍ، فَذَهَبَتْ وَمَلأَتِ الْقِرْبَةَ مَاءً وَسَقَتِ الْغُلاَمَ". ولعلى لا أستطيع أن أبصر هنا وجها قويا للمقارنة بين النصين، إذ كل ما هنالك أن فى النصين ماء، فهل هذا يكفى لكى يلفت المترجم أنظارنا فى هذا السياق إلى نص العهد القديم؟
وفى هامش الآية 20 التى ينادى فيها مريمَ قومُها بـ"يا أخت هارون" نسمع المترجم يقول إن عِمْران ("عَمْرام" عند أهل الكتاب) فى العهد القديم هو أبو هارون وموسى ومريم، وإن النص هنا يجعل من مريم (أمِّ عيسى) أختا لهارون، على حين تجعل الآية رقم 39 فى سورة "آل عمران" من مريم زوجة لعمران. ثم يختم كلامه متسائلا: "هل هناك خلط بين المريمين: مريم أم عيسى، ومريم أخت موسى؟ وتعليقى على هذا أن آية سورة "آل عمران" لم تقل، ولا قال القرآن قط فى أى موضع منه، إن مريم هى زوجة عمران. وأغلب الظن أن فى عبارة المترجم هنا سهوا أو غلطة مطبعية أدت إلى سقوط كلمة، وكان أصل الكلام أن "أم مريم"، لا مريم نفسها، هى التى كانت زوجة عمران. ولما عدت إلى تعليق المترجم على الآية رقم 35 من سورة "آل عمران" ألفيتُه يتحدث عن "أم مريم" لا عن مريم ذاتها. ثم إن القرآن لم يقل هو نفسه إن مريم أخت هارون، بل كل ما هنالك أنه حكى ما قاله قومها لها. فإذا كانت هناك مؤاخذة فلتكن لقومها لا للقرآن. ولا يقولن أحد: ومن أدرانا أن القرآن لم يفتر على قومها وينسب إليهم ما لم ينطقوا به؟ ذلك أن يهود عصر المبعث كانوا مطلعين على القرآن، بل كان فى المدينة المنورة قبائل يهودية كثيرة بينها وبين النبى والمسلمين عداوات عنيفة، وفى قلوبها تجاههم أحقاد سامة، ومع ذلك لم يحدث أن فتح أحد من تلك القبائل فمه بكلمة اعتراضا على هذه العبارة، وهم الذين لم يكونوا يتورعون عن التهكم بكل ما لا يعجبهم فى القرآن أو فى الإسلام أو فى شخصية الرسول. فلو رَأَوْا أن القرآن قد اخترع هذه العبارة من لدنه لهاجوا وماجوا واتخذوا منها أداة للتشنيع عليه وعلى الرسول الذى جاء به، وهو ما لم يحدث على أى نحو من الأنحاء. وقياسا على ما يفعله العرب حين ينادى بعضهم بعضا بـ"يا أخا العرب"، رغم أن العرب أمة كاملة لا شخصٌ فردٌ، ومن ثم لا يمكن أن يكون لها أخ، بل الكلام على المجاز، نقول: ما وجه الغرابة فى أن ينادى بنو إسرائيل مريم عليها السلام فيقولوا لها على سبيل المجاز أيضا: "يا أخت هارون"، تهكمًا عليها ولمزًا وغمزًا فى عرضها؟ وفى الأمثال: "رُبَّ أخٍ لك لم تلده أمك". وفى القرآن الكريم: "إنما المؤمنون إخوة"، والمؤمنون يُعَدّون بالمليارات، وليس بينهم قرابة نسبية إلا فى حالات فردية نادرة لا تكاد تساوى شيئا فى وسط خِضّم هذا الطوفان من أتباع المصطفى عليه السلام. فهذا مِثْل هذا، إذ كثيرا ما تتشابه اللغات واللفتات الذهنية والنفسية عند الأمم المختلفة.
ولكن لماذا نذهب بعيدا، ولدينا "دائرة المعارف الكتابية"، وفيها مادة لكل من كلمتى "أخ" و"أخت" واستعمالاتها فى الكتاب المقدس بكل تفريعاتها؟ فماذا تقول تلك الدائرة؟ اسمعوا وعوا. وهذا ما قالته أولا فى مادة "أخ": "أخ: وجمعه "إخوة"، ويطلق لفظ "الأخ" على:
1 - الابن في علاقته بأبناء أو بنات نفس الوالدين (تك 4: 8، 42: 4، مت 10: 2).
2 - الابن لنفس الأب فقط دون الأم (تك 20: 12، 42: 3) أو لنفس الأم فقط دون الأب (قض 8: 19).
3 - على قريب من الأسرة الواحدة، كابن الأخ مثلا، فقد قال أبرام عن لوط ابن أخيه أنه " أخوه " (تك 14: 12 و16).
4 - على أفراد السبط الواحد (2 صم 19: 12).
5 - أطلق اسم "إخوة" على الأفراد من الشعب الواحد (خر 2: 11، أع 3: 22، عب 7: 5).
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - على حليف أو أحد أفراد شعب حليف (عدد 20: 14، تث 23: 7، عاموس 1: 9).
7 - على شخص يشابه شخصا آخر في صفة من الصفات (أم 18: 9).
8 - على الأصدقاء (أيوب 6: 15).
9 - على شخص يماثل شخصا آخر في المرتبة أو المكانة (1 مل 9: 13).
10 - على شخص من نفس العقيدة الواحدة (أع 11: 29، 1 كو 5: 11).
11 - تستخدم مجازيا للدلالة على المشابهة كما يقول أيوب: "صرت أخًا للذئاب" (أيوب 30: 29).
12 - على زميل في العمل أو في الخدمة (عزرا 3: 2).
13 - أي إنسان من الجنس البشري للدلالة على الأخوة البشرية (مت 7: 3 - 5، أع 17: 26، عب 8: 11، 1 يو 2: 9، 4: 20).
14 - للدلالة على القرابة الروحية (مت 12: 50).
15 - قال الرب للتلاميذ: "أنتم جميعا إخوة" (مت 23: 8)، كما استخدم الرسل والتلاميذ لفظ " إخوة " للتعبير عن بنوتهم المشتركة لله، وأن كلا منهم أخ للآخر في المسيح (أع 9: 17، 15: 1… إلخ)، فالمؤمنون جميعا إخوة لأنهم صاروا "رعية مع القديسين وأهل بيت الله" (أف 2: 9). وقد كان الربيون اليهود يفرقون بين "أخ" و "قريب" فيستخدمون لفظة "أخ" لمن يجري في عروقهم الدم الإسرائيلي، أما لفظ "قريب" فيطلقونه على الدخلاء، ولكنهم لم يكونوا يطلقون أي لفظ من اللفظين على الأمم. أما الرب يسوع والرسل فقد أطلقوا لفظة "أخ" على كل المؤمنين، ولفظة "قريب" على كل البشر (1 كو 5: 11، لو 10: 29). وكل المجهودات الكرازية وأعمال الخير إنما هي من منطلق هذا المفهوم المسيحي لعلاقة الإنسان بأخيه الإنسان.
16 - للدلالة على المحبة القوية المتبادلة (2 صم 1: 26، كو 4: 7 و9 و15 و2 بط 3: 15) ".
ثم هذا أيضا ما قالته فى مادة "أخت": "أخت: تستخدم هذه الكلمة كثيرا في العهد القديم وهي في العبرية "أبوت" للإشارة إلى:
1 - أخت شقيقة من نفس الأبوين.
2 - أخت من أحد الأبوين (تك 20: 12، لا 18: 9).
3 - امرأة من نفس العائلة أو العشيرة (تك 24: 60، أي 42: 11).
4 - امرأة من نفس البلد أو الناحية (عدد 25: 28).
5 - يقال مجازيا عن مملكتي إسرائيل ويهوذا إنهما أختان (حز 23: 4).
6 - تعتبر المدن المتحالفة أخوات (حز 16: 45).
7 - تستخدم نفس الكلمة العبرية، لوصف أشياء ذات شقين أو أشياء مزدوجة، مثل الستائر أو الشقق التي يقال عنها: "بعضها موصول ببعض" (وفي العبرية "موصول بأخته" - خر 26: 3 و 6)، كما تطلق أيضا على أزواج الأجنحة (حز 1: 9، 3: 13).
8 - لوصف بعض الفضائل المرتبطة بالشخص مثل: "قل للحكمة أنت أختي" (أم 7: 4، أي 17: 14).
9 - لوصف العلاقة بين محب وعروسه كتعبير عن الإعزاز (نش 4: 9، 5: 1، 8: 8).
وفي العهد الجديد تستخدم الكلمة اليونانية " أيلف " (أخت) في المعاني الآتية:
(1) لوصف القرابة بالجسد أو بالدم (مت 12: 5، 13: 56، 19: 29، لو 10: 39، لو 14: 26، يو 11: 1، 19: 25، أع 23: 16).
(2) أخت في المسيح: "أختنا فيبي" (رو 16: 1، انظر أيضا 1 كو 7: 15، 1 تي 5: 1، يع 2: 15).
(3) قد تشير إلى كنيسة: "أختك المختارة" (2 يو 13) ". وتستطيع، أيها القارئ الكريم، أن تضع بكل سهولة أُخُوّة مريم لهارون لا فى بند واحد من هذه البنود الثمانية والعشرين، بل فى عدد غير قليل منها كما هو واضح، وهو ما يدل على أن توقف البعض أمام قول بنى إسرائيل لمريم حسبما قص علينا القرآن: "يا أخت هارون" هو أمر لا وجه له بأى حال.
وفى ترجمة الدكتور كشريد نجد فى الهامش أن موسى لم يكن له أولاد، فقامت ذرية هارون بخدمة المعبد والمحافظة على التوراة، وأن "الأخوة" عند العرب لا تعنى بالضرورة القرابة الجسدية، ومن هنا نجد القرآن مثلا يقول: "إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين". ولأن هارون هو الجد البعيد لمريم فقد قرّعها قومها بأن من العار على من تنحدر من ذرية هارون التقىّ النقىّ أن تتصرف على النحو الذى تصرفته حين حملت سِفَاحًا حسب وهمهم. وبالمثل خصصت ترجمة مجمّع الملك فهد لهذه الآية هامشا يقول ما نصه: " H?r?n était un homme bien connu pour sa piété. Il était de la tribu de Maryam. "، ومعناه أن هارون هذا كان رجلا من أهل مريم يُضْرَب به المثل فى التقوى. والمقصود أنها نُسِبَتْ إليه لذلك السبب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وللمفسرين عدة توجيهات لهذه العبارة أحدها ما جاء فى هذه الترجمة، ونستطيع ان نمثل لهذه التوجيهات بما ذكره الطبرى فى تفسير الآية. قال: "اختلف الناس في معنى هذه الأُخُوّة، ومَنْ هارون. فقيل: هو هارون أخو موسى. والمراد من كنا نظنها مثل هارون في العبادة تأتي بمثل هذا؟ قيل: على هذا كانت مريم من ولد هارون أخي موسى، فنُسِبَتْ إليه بالأخوة لأنها من ولده، كما يقال للتميمي: يا أخا تميم، وللعربي: يا أخا العرب. وقيل: كان لها أخ من أبيها اسمه هارون، لأن هذا الاسم كان كثيرا في بني إسرائيل تبركًا باسم هارون أخي موسى، وكان أمثل رجل في بني إسرائيل: قاله الكلبي. وقيل: هارون هذا رجل صالح في ذلك الزمان تبع جنازته يوم مات أربعون ألفًا كلهم اسمه هارون. وقال قتادة: كان في ذلك الزمان في بني إسرائيل عابد منقطع إلى الله عز وجل يسمى: هارون، فنسبوها إلى أُخُوّته من حيث كانت على طريقته قبلُ، إذ كانت موقوفة على خدمة البِيَع. أي يا هذه المرأة الصالحة، ما كنتِ أهلاً لذلك".
هذا، ويفيد التساؤل الأخير للمترجم أنه يجعل من الكتاب المقدس عِيَارًا على القرآن، وكأن الكتاب المقدس وثيقة صحيحة تاريخيا لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، وهذا غير صحيح البتة كما يعلم الجميع. وأنا هنا لا أطالب المترجم بأن يتخذ من القرآن مرجعا يثق به ثقة مطلقة، فقد يجوز أن يردّ بأنه لا يستطيع أن يطمئن إلى القرآن بدوره، وهذا من حقه. إلا أنه كان ينبغى أن يقف موقفا حياديا بين الكتابين ويقول: هذا ما وجدته فى كل منهما، وأترك الأمر للقراء ليروا فيه رأيهم. ذلك أنه ليس هناك دليل على أن والد السيدة مريم العذراء اسمه يواقيم كما يقول النصارى. بل إن الأناجيل الأربعة القانونية لا تذكر اسم والدها البتة. إنما ذلك موجود فى أحد الأناجيل الأخرى التى لا تعترف بها الكنيسة. فمن الممكن جدا أن يكون اسم والد العذراء عليها السلام هو عمران كما قال القرآن، وإلا فهل هناك محظور كونى يحيل إطلاق الاسم الواحد على أكثر من شخص فى عهود تاريخية متباعدة كى ينكر المنكرون أن اسم العذراء هو عمران لا يواقيم، أو أن الاسمين هما كليهما له: واحدٌ اسمًا، والآخرُ لقبًا مثلا؟
وكنت قد رجعت منذ عدة سنوات إلى معجم أوكسفورد لأسماء الأشخاص بحثا عن شىء يضىء لى الطريق فيما يتعلق باسم "يواقيم"، الذى يقول النصارى إنه أبو مريم، فوجدته يذكر أن عندهم رواية بأن مريم هى ابنة يواقيم، لكنه أضاف أن هذه الرواية لا تحظى بثقتهم ( Elizabeth Gidley Withy Combe, The Oxford Dictionary of English Christian Names, 1948, P. 78). ثم قرأت فى مراجع أخرى أن الرواية المقصودة هنا هى ما تقوله بعض الأناجيل التى لا تعتمدها الكنيسة. وقد اطلعت على الرواية فعلا فى "إنجيل يعقوب: The Gospel of James" و"إنجيل ميلاد مريم: The Gospel of the Nativity of Mary"، وكذلك "إنجيل متى المزيف (هكذا يسمّونه رغم أنه لا يفترق عن إنجيل متى الذى يعترفون به فى أن كليهما تأليف بشرى لا يخضع للضبط العلمى): The Gospel of Psewdo-Matthew". وهى كلها أناجيل لا تعترف بها الكنيسة، ومن ثم لا يحق لها أن تحاجّ المسلمين بها، إذ لا يعقل أن آتى بشاهد فأحتج بشهادته إثباتًا لحقٍّ أدَّعيه، على حين أنى أعلن فى كل مناسبة أنه شاهِدُ زورٍ، وأنى أنا نفسى لا أثق فى شهادته طرفة عين. ألا إن هذا لَقِمّةُ التناقض!
ثم إن الأناجيل القانونية ذاتها لتضطرب كثيرا فى مسألة الأنساب. ولن نذهب بعيدا، فهناك فى تلك الأناجيل سلسلتا نسب للمسيح عليه السلام لا تتسقان بحال، إذ هناك اختلاف حاد بينهما فى عدد الحلقات وفى ترتيبهما جميعا، إلى جانب أن إحدى السلستين تتحدث عن نسبه بوصفه ابن يوسف النجار، أستغفر الله. وفوق ذلك فالسيد المسيح، حسبما نعرف، كثيرا ما يسمى: "ابن داود" رغم ما يفصل بينه وبين أبى سليمان من أجيال متعددة. بل ثمة نص فى الإصحاح السادس عشر من إنجيل لوقا نرى فيه غنيًّا متكبرا من عصر المسيح يموت فيُلْقَى به فى النار فيصرخ من شدة العذاب قائلا: يا أبى إبراهيم، ارحمنى"، ومعروف أن المسافة الزمنية بينه وبين الخليل أطول كثيرا جدا مما بين المسيح وبين قاتل جالوت، وهذا إن كان بينه وبين إبراهيم أى نسب على الإطلاق. كما أن المسيح ذاته فى الإصحاح
(يُتْبَعُ)
(/)
الثالث عشر من ذلك الإنجيل يطلق على المرأة العجوز التى بسط لها، بمعجزة من معجزاته، ظهرها المقوَّس: "ابنة إبراهيم". ولن أتكلم عن النصوص الإنجيلية التى تجعل يوسف النجار أبا للمسيح بقول صريح لا مواربة فيه، مع ما فى ذلك من إساءة بالغة إليه وإلى أمه الطهور! والمترجم نفسه يشير فى الهامش إلى موضعين من إنجيل يوحنا يجد القارئ فيهما هذه التسمية المسيئة! فإذا كان هذا هو حال الأناجيل القانونية، فما بالنا بالأناجيل التى لا تعترف بها الكنيسة، تلك الأناجيل التى يعتمد عليها من يثيرون الزوابع فى وجه القرآن بخصوص عبارة "يا أخت هارون"؟ من هنا نعود فنقول إنه كان ينبغى ألا يلمز المترجم النص القرآنى تلك اللمزة الخفية مكتفيا بوضع المسألة فى حيادية علمية لأنه لا يملك شيئا يقينيا يركن إليه فى إثارة مثل تلك الشكوك فى كتاب الله.
كذلك ذكر المترجم فى كل من هامش الآية رقم 39 وهامش الآية رقم 75 وهامش الآية رقم 84 من سورتنا هذه أن ما تحبّذه مِنْ تَرْك المشرك للحساب الإلهى يوم القيامة وعدم التعرض له فى الدنيا بشىء قد نسخته آية السيف، فما حكاية آية السيف هذه؟ المقصود بآية السيف هو قوله تعالى فى سورة "التوبة": "فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) "، الذى يظن البعض أنه يستوجب اطّراح المسلمين سياسة التسامح، وانتهاج سبيل العنف والقتال والإكراه بديلا عنها حتى لو لم يعتدِ عليهم معتدٍ. وهو فهم خاطئ، إذ القتال فى الإسلام مشروط بوقوع العدوان علينا كما هو معروف. وحتى حين يكون هناك قتال ثم يجنح العدو إلى السلام فعلى المسلمين أن يجنحوا هم أيضا نحوه، إلا إذا شعروا أن هناك نية غدر مبيته. وفى هذه الحالة عليهم أن يعلنوا موقفهم واضحا وأن يبينوا أنهم لا يقبلون مثل ذلك السلام الخادع الغادر. ولا أدرى ماذا فى آية سورة"التوبة" بالذات حتى يقال إنها ترسم سياسة جديدة للمسلمين فى تعاملهم مع الأمم الأخرى. إن الأمر بالقتل والقتال غير مقصور على تلك الآية، بل إنها ليست أول آية حملت ذلك الأمر، فلدينا مثلا: "وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (191) فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (192) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ (193) الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194: البقرة) "، "فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلا (88) وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا (89) إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلا
(يُتْبَعُ)
(/)
(90) سَتَجِدُونَ آَخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُبِينًا (91: النساء) "، "أَلا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (13) قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (15: التوبة) "، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (123: التوبة) ".
أما إذا قيل إن الآية الخامسة من سورة"التوبة" تقول بقتل المشركين دون سبب سوى أنهم غير مسلمين ولا بد من إدخالهم الإسلام أو فرض الجزية عليهم، فالرد هو أن الأمر بقتل المشركين فى الآية المذكورة مقصور على الذين كانت بينهم وبين المسلمين عهود ثم خاسوا فيها وغدروا بالمسلمين وتكرر ذلك منهم، ولا تشمل كل المشركين فى جميع الظروف والأوقات. وهذا واضح من السياق الذى وردت فيه الآية: "بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (1) فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ (2) وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (3) إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (4) فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ (6) كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (7) كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلا وَلا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ (8) اشْتَرَوْا بِآَيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (9) لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلا وَلا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (10) فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (11) وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ (12) أَلا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (13) قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (15) ".
وجَلِىٌّ أن الحكم إنما ينصبّ على الخائنين الغادرين من المشركين، وهو ما يصدق أيضا على النصوص الأخرى كما هو واضح، أما من أوفى بعهده فهؤلاء تُحْتَرَم عهودهم. بل إن الأعداء المحاربين إذا أعلنوا عن رغبتهم للسلم فلا بد من الإنصات لهم والقبول بعرضهم ما لم نحس أن هناك غدرا مبيتا. وبالمثل فإننا مأمورون بألا نعتدى إلا على من يعتدى علينا. وفوق ذلك فإن من يقع من الأعداء أسيرا فى يد المسلمين فله، حسبما تذكر الآية الرابعة من سورة "محمد"، حَلاّن: إما الفداء لقاء بعض المال، وإما الفداء دون مال. ومعنى هذا أنه سوف يطلق سراحه على كل حال. أما القول بأن الآية إنما تعنى وجوب مقاتلة غير المسلمين فى كل الظروف وفى كل الأوقات فهو قول يجافى سياق الآية والظروف التى نزلت فيها، علاوة على مجافاته نصوص القرآن الأخرى، وكلها تقيّد إيجاب القتال علينا بقتال الأعداء لنا. وكيف يصحّ اتهام القرآن بأنه يحارب غير المسلمين دون أى سبب سوى الرغبة فى إكراههم على الدخول فى الإسلام تحت سيف التهديد والترويع، والقرآن يقول بصريح العبارة: "لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9: الممتحنة) "؟
وإذا كان الشىء بالشىء يُذْكَر فقد كان المستشرق إدوراد وليم لين فى بداءة أمره يتصور أن الإسلام يجوّز شن الحرب على الكفار دون أى استفزاز أو عدوان من جانبهم، إلا أنه عَدَل عن هذا الفهم بتأثير كاتب بريطانى آخر هو أوركهارت، الذى نبهه إلى ضرورة مراجعة رأيه السابق فى هذا الأمر، حتى لقد كتب أنه صار مقتنعا بأن ليس فى القرآن أى مبدإ يمكن، لو فُهِم فى سياقه، أن يسوّغ شَهْر حرب عدوانية ( Edward William Lane, The Modern Egyptians, London, 1871, Vol. 1, P. 117, Note).
وأخيرا لقد اعترض كل المعلقين تقريبا فى منتديات "واتا" على الطريقة التى رتب بها الدكتور سامى الذيب سُوَر القرآن العظيم فى ترجمته التى نحن بصددها، إذ رتبها بناء على تواريخ نزولها كما يقول لا على أساس ترتيبها فى المصحف الشريف. وكانت حجته أن هذا الترتيب يساعد القراء على أن يفهموا النص القرآنى على نحو أفضل ويُلِمّوا من خلاله بسيرة الرسول وتاريخ الدعوة الإسلامية حسب الترتيب الواقعى لأحداثهما، وكأن الدارسين للقرآن وسيرة المصطفى كانوا ولا يزالون يعانون اضطرابا وتشويشا فى فهمهم لذَيْنِك الموضوعين. وهذا كلام لم يقل ولا يمكن أن يقول به أحد. ويرى العبد لله كاتب هذه الملاحظات أنه كان الأوفق أن يعتمد الدكتور المترجم الترتيب المصحفى الذى يحظى برضا المسلمين منذ أن جُمِع القرآن الجَمْعَة الثانية فى عهد أبى بكر، ثم يستطيع على رأس الترجمة أو فى ذيلها أن يثبت قائمة بترتيب السُّوَر حسب تواريخ نزولها على ما فى ذلك الترتيب من اختلاف بين علماء القرآن، فضلا عن أن الآيات داخل كل سورة ليست بالضرورة مرتبة تاريخيا. وبهذه الطريقة يكون قد أرضى رغبته فى ترتيب السور تاريخيا كما يظن (مع التحفظ المذكور آنفا)، وراعى حرص المسلمين على احترام الترتيب المصحفى الذى تعودوه على مدار الأربعة عشر قرنا ونيف الماضية، وبخاصة أن الأمانة العلمية تقتضينا أن نحافظ على نظام الكتب التى نترجمها بكل سبيل ممكن، وعلى وجه أخص الكتب المقدسة، التى تستقل بوضع لا يشاركها فيه غيرها.
10 يناير 2008م
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[16 Jan 2008, 09:22 ص]ـ
بارك الله في علمك ووقتك يا د. إبراهيم
مقال ممتع ودقيق. وقد حصلت منذ بضعة أشهر على هذه الترجمة في ملفات وورد، وبإمكاني وضعها لو رغبتم في ذلك. وقد صرفت النظر عنها تماما لضعف دراية المترجم بمعاني الآيات والألفاظ.
وبالنسبة للغة الفرنسية: أدّعي أن لدي اطلاعا جيدا على عدد من ترجمات القرآن الكريم (مثل الترجمة السعودية، وترجمة الشيخ عبده بوريما من النيجر، وترجمة أندريه شوراكي، وجان لويس ميشون، و محمد حميد الله وصلاح الدين كشريد، وغيرها. وفي تقديري أن ترجمة صلاح الدين كشريد أفضلها جميعا، تليها ترجمة محمد حميد الله.
وقد سعدت منذ بضع سنوات بزيارة د. كشريد في تونس، ودار بيننا حديث حول رأيه في الترجمات الفرنسية، وذكر لي إنه، يعتبر جميع الترجمات ضعيفة ما عدا ترجمته وترجمة حميد الله. ودكر لي، أنه عندما بدأ ترجمة القرآن الكريم، ألزم نفسه بعدم الاطلاع على أي ترجمة أخرى كي لا يتأثر باختيارات المترجمين الآخرين. ولكنه قام بمقارنة ترجمته، قبل طبعها، بترجمة محمد حميد الله التي يعتبرها أفضل ما كان موجودا. وحدثني أيضا عن ترجمة الصادق مازيغ ولم أعد أذكر رأيه حولها.
وأود أن أقول أخيرا، إن رأيي بأفضلية ترجمة د. كشريد ليس متأثرا بلقائي به، وإنما هو وليد انطباعي الخاص ومعرفتي الشخصية، حيث قمت بمقارنة الترجمات التي ذكرتها، في فترة كنت أعتزم فيها إنشاء موقع يعرض الترجمات الفرنسية للقرآن الكريم، وتوقف المشروع في منتصف الطريق للأسف الشديد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Jan 2008, 11:00 ص]ـ
أحسن الله إليكم يا دكتور إبراهيم على هذا المقال الموفق، وأدعو لك بالتوفيق والسداد دوماً.
ولي تعليق على ما أشار إليه الأستاذ الحبيب محمد بن جماعة حول مشروعه عن ترجمات القرآن باللغة الفرنسية وهو أنه يسرنا في الشبكة تبني هذا المشروع والمساعدة في خروجه بطريقة احترافية، وإن وافق هذا رغبة في نفسك - وأحسبه سيوافق إن شاء الله - فاكتب تصوراً شاملاً للمشروع وابعث به إليَّ نسعَ معاً لإنجاحه ضمن مشروعنا المتكامل عن ترجمة القرآن الكريم والدراسات حولها.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[16 Jan 2008, 06:45 م]ـ
.. يسرنا في الشبكة تبني هذا المشروع والمساعدة في خروجه بطريقة احترافية، وإن وافق هذا رغبة في نفسك - وأحسبه سيوافق إن شاء الله - فاكتب تصوراً شاملاً للمشروع وابعث به إليَّ نسعَ معاً لإنجاحه ضمن مشروعنا المتكامل عن ترجمة القرآن الكريم والدراسات حولها.
وكيف لا أوافق؟:) وسأراسلك في الموضوع، بإذن الله.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[16 Jan 2008, 11:59 م]ـ
ما شاء الله
وجزاك الله خيرا
وبارك الله في علمك ووقتك
ياغالينا الأستاذ الدكتور إبراهيم محمود عوض
لا عدمناك
ولا عدمنا قلمك الرائع
في دحر أعداء الإسلام
وكيد الشانئين
المفترين
ودمت من السالمين
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[17 Jan 2008, 02:38 م]ـ
في ترجمة معاني القرآن
موضوع ترجمة معاني القرآن موضوع هام. و فتح ملف خاص به في هذا الموقع هو بشرى سارة لكل مهتم بتعلم و دراسة و فهم كتاب الله. و مما لا شك فيه أن الأساتذة المختصين سيحددون للقراء المهتمين مفهوم الكثير من المصطلحات المتداولة في هذا الباب، و التي يدور حولها نقاش في بعض المنتديات و على راس القائمة قولهم في استعمال عبارة " ترجمة القرآن " أم " ترجمة معاني القرآن " أم إجازة التسميتين ...
و تأتي هذه المشاركة الخاصة بهذا النموذج المعروض على أنظار زوار الموقع، من طرف الأستاذ الدكتور إبراهيم عوض، ليكون بادرة خير إن شاء الله، بعد أن جاءت هذه المشاركة لتكون سببا مباشرا في بروز فكرة إخراج مشروع عن ترجمات معاني القرآن باللغة الفرنسية سبق و خطط له و أعده البحاثة محمد بن جماعة، و ترحيب المشرف العام بالفكرة و تعهده بتبنيه للمشروع و المساعدة في إخراجه بطريقة احترافية ...
و على إثر قراءتي لمشاركة الأستاذ الدكتور إبراهيم عوض هذه، أدركت و تيقنت أن لهذا القرآن جنود مجندة سخرها الله لخدمة تنزيله و وحيه و نوره بين عباده، تبذل الغالي و النفيس في نصرته و الدفاع عن قدسيته و مكانته عند الخاص و العام، بارك الله في عمرك و صحتك أستاذنا و قدوتنا إبراهيم عوض.
و لعل في ظهور مشروع الترجمات بموقعنا هذا ما من شأنه أن يشجع الكثيرين من أعضائه و زواره المهتمين بالترجمة عامة و بترجمة معاني القرآن خاصة، للإستفادة من هذه الفرصة الذهبية للتدريب على الترجمة و عرض أعمالهم على أنظار الأساتذة أمثال الدكتور إبراهيم عوض و الأستاذ البحاثة محمد بن جماعة و آخرون سنتشرف و لا شك بمعرفتهم، لتقييم تلكم الأعمال و تقديم النصح لأصحابها ...
و يسعدني و يشرفني أن أقدم لأستاذي محمد بن جماعة هذه المشاركة طالبا نصحه و تقييمه إن كان الوقت و الفراغ يسمحان له بذلك:
اول ما فكرت فيه بعد قراءة مشاركة د. إبراهيم عوض هو الإطلاع على النص الكامل لترجمة سورة {مريم} للدكتور سامي أبو ساحلية على الشبكة، فلم أنجح في الوصول إليه ... و قادني بحثي هذا إلى موقع " مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف "، فإذا به يحتوي على برامج كاملة و جاهزة تقدم ترجمات " معاني " القرآن الكريم إلى الإنجليزية و الفرنسية و الإسبانية و الأندونيسية و الهوسا و الأورو ... فقمت ببحث أولي عن الكلمات الواردة في مشاركة الأستاذ إبراهيم فوجدت بالنسبة للكلمة الأولى وحدها، و هي كلمة {الموالي} [آية:5 ـ سورة مريم] هذه المعلومات الأولية المبسطة عن كلمة واحدة من عشرات الكلمات الورادة في مشاركة الدكتور إبراهيم عوض، أقدمها كنموذج للبحث الأولي الذي يمكن لطلابنا القيام به بكل سهولة لتفهم و التدريب على هذا الجانب الهام في دراسة و تعلم القرآن الكريم ..
فأقول عن لفظة " الموالي " في ترجمة المعاني، ما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ الموالي: Héritiers
* ـ ترجمها الدكتور سامي أبو ساحلية إلى: alliés ، وقال عنها د. إبراهيم عوض: بمعنى " الحلفاء / الأصهار" مبتعدا ـ أي الدكتور سامي في ترجمته ـ عن المعنى الصحيح للكلمة، فيما ترجمها غيره، حسب كلامه، بما يعنى " الورثة / الأقارب ": les héritiers, les proches
.../ انتهى كلام د. عوض.
و وجدت [أنا بنلفقيه] أن ترجمة " الموالي " في مجمع ملك فهد هي: les héritiers .
و ترجمة معنى الآية بالموقع هي:
Je crains (le comportement) de mes héritiers, après moi. Et ma propre femme est stérile. Accorde moi de Ta part un descendant
و ترجم فيها {و إني خفت الموالي من ورائي}، بمعنى: و إني أخاف [سلوك] ورثتي من بعدي أو من ورائي ...
و ترجم فيها {و ليا} إلى descendant و هي صحيحة كما قال الدكتور إبراهيم.
كما ترجم فيها الفعل: {هب} إلى: ( accorde ) ... و يترجم أيضا إلى ( donne) من ( don) بمعنى الهبة و العطية
أما بالنسبة لترجمة من ورائي إلى: après moi ، و هذا قول في شرح الطبري الذي يقول فيه أيضا: " قيل أنه عني بورائي من قدامي و من بين يدي، و قد بينت جواز ذلك في ما مضى قبل. و بنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل " /اهـ كلام الطبري ...
و سؤالي هنا هو: هل يجوز لمترجم ـ مثلا ـ أن يعتمد هذا القول الجائز عند الطبري و أهل التأويل، فيترجم " من ورائي " إلى " من قدامي أو و من بين يدي " في إحدى لغات الترجمة، أم أنه على المترجمين اعتماد المشهور فقط و الإكتفاء بالإشارة إلى مثل هذه الأقوال في هامش الرجمة، ... و ما هي المراجع المعول عليها في معرفة قواعد ترجمة معاني القرآن في عالمنا العربي؟
....
هذا من جهة. و من جهة أخرى يظهر معنى الموالي = الورثة = héritiers أكثر في قوله تعالى في الآية 33 من سورة النساء: {و لكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان و الأقربون، و الذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم، إن الله على كل شيء شهيد} آية 33 بسورة {النساء}.
و سبق لي العثور على نسخة ترجمة رقمية في الشبكة، بدون اسم المترجم، و بدون تاريخ النشر، أكتشف اليوم بعد مراجعة ترجمة سورة مريم فيها، أنها نفس الترجمة المعتمدة في مجمع الملك فهد. و هذه ترجمة الآية 33 من سورة النساء فيها:
33. A tous Nous avons désigné des héritiers pour ce que leur laissent leurs père et mère, leurs proches parents, et ceux envers qui, de vos propres mains, vous vous êtes engagés, donnez leur donc leur part, car Allah, en vérité, est témoin de tout .
...
و من باب المقارنة إليكم أسفله ترجمة نفس الآيةرقم 5 من سورة مريم، بكتاب بخزانتي عنوانه: " ترجمة معاني القرآن الكريم Le Coran " ـ دار الفكر ـ بدون تاريخ نشر، و بدون إسم أو أسماء المترجمين ... و هو كتاب متداول منذ عقود عندنا في المغرب، و منتشر في المكتبات العامة و الخاصة، و الترجمة هي:
Je n’ai pas confiance dans mes héritiers. Ma femme est stérile. Donne moi un enfant.
و ترجم هنا " وليا " إلى enfant بمعنى " ولد " كما قال الدكتور إبراهيم، أو " صبي " أو " إبن " ... و هو بالتأكيد أصح من allié المعتمد من طرف الدكتور سامي في آية 5 بسورة مريم.
و الظاهر أن الإشكال هنا انتقل إلى ترجمة معنى " و إني خفت " المترجم هنا إلى " لا أثق " = Je n’ai pas
confiance بمعني " و إني لا أثق في ورثتي" ... مع حذف " من ورائي " = après moi من معنى الآية.
كما ترجمت كلمة " موالي " إلى héritiers أيضا في الآية 33 بسورة النساء: {و لكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان و الأقربون، و الذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم، إن الله على كل شيء شهيد} آية 33 بسورة {النساء}، إ فترجمته بهذا الكتاب هي:
33 - Nous avons désigné des héritiers pour recueillir ce que laisse chacun d’entre vous.
Ce sont les père et mère, les proches et ceux qui ont conclu avec le défunt des pactes d’assistance. Car Dieu est témoin de toutes vos actons.
و في ترجمة هذه الآية وحدها مجال شاسع للبحث و التعلم و التدبر ...
فاللهم يسر ظهور ظهور هذا المشروع المبشر به، و احعل فيه قدم صدق يا رب.
و للحديث بقية إن شاء الله ...
أساتذتي الأفاضل الكرام:
إن البحث في هذه المعاني الشريفة الكريمة يطول و يتشعب و لا يأتي إلا بفوائد و درر ... فما أحوجنا إلى من يغوص لإستخراج هذه الصدفات من أعماق بحر المعرفة القرآنية ... و من المؤكد أنه كلما تعددت المراجع و الترجمات كلما اتسعت دائرة اختيار اللفظة المناسبة للمعنى المقرب و اللائق و المختار من طرف أكبر عدد ممكن من علماء التفسير المعتمدين المشهورين. لذا أوجه رجائي و طلبي إلى كل من عنده متن ترجمة رقمية أو يعرف عنوان موقع به ترجمات لمعاني القرآن إلى إحدى اللغات، أن يجود علينا بها أو يدلنا عليها ... و على كل ففي ما ذكره أستاذنا محمد بن جماعة ـ تبارك الله و ما شاء الله و الله أكبر ـ ذخائر و ذخائر و ذخائر،ما أحوجنا إلى الإستفادة و الإفادة منها إن شاء الله، ضمن مشروعه المنتظر. و في مقدمة هذه الترجمات، ترجمة صلاح الدين كشريد التي نالت إعجاب أستاذنا و تفضيله لها عن دراية و معرفة، و التي أود الإطلاع عليها متى سمحت الظروف بذلك. و كلما كثر المهتمون بمادة هذا المشروع، و أولهم المختصون في علم التفسير خاصة فهم المرجع و هم المعول عليهم في تحديد ما سيختاره المترجمون من كلمات لترجماتهم، و متى كان المترجم نفسه ملما بأصول التفسير و قواعده و مسائله فذلك خير في خير ...
و إلى المشاركة المقبلة إن شاء الله.
ملاحظة: أغتنم في هذه اللحظة صلاحية تعديل مشاركتي هذه، لأعلن أنني وجدت نتيجة بحث في الشبكة، هذه الدراسة التي سأقوم إن شاء الله بقراءتها، و هذا الرابط إليها لم يريد قراءتها "
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6101
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Jan 2008, 11:23 ص]ـ
وأخيرا لقد اعترض كل المعلقين تقريبا فى منتديات "واتا" على الطريقة التى رتب بها الدكتور سامى الذيب سُوَر القرآن العظيم فى ترجمته التى نحن بصددها، إذ رتبها بناء على تواريخ نزولها كما يقول لا على أساس ترتيبها فى المصحف الشريف. وكانت حجته أن هذا الترتيب يساعد القراء على أن يفهموا النص القرآنى على نحو أفضل ويُلِمّوا من خلاله بسيرة الرسول وتاريخ الدعوة الإسلامية حسب الترتيب الواقعى لأحداثهما، وكأن الدارسين للقرآن وسيرة المصطفى كانوا ولا يزالون يعانون اضطرابا وتشويشا فى فهمهم لذَيْنِك الموضوعين. وهذا كلام لم يقل ولا يمكن أن يقول به أحد. ويرى العبد لله كاتب هذه الملاحظات أنه كان الأوفق أن يعتمد الدكتور المترجم الترتيب المصحفى الذى يحظى برضا المسلمين منذ أن جُمِع القرآن الجَمْعَة الثانية فى عهد أبى بكر، ثم يستطيع على رأس الترجمة أو فى ذيلها أن يثبت قائمة بترتيب السُّوَر حسب تواريخ نزولها على ما فى ذلك الترتيب من اختلاف بين علماء القرآن، فضلا عن أن الآيات داخل كل سورة ليست بالضرورة مرتبة تاريخيا. وبهذه الطريقة يكون قد أرضى رغبته فى ترتيب السور تاريخيا كما يظن (مع التحفظ المذكور آنفا)، وراعى حرص المسلمين على احترام الترتيب المصحفى الذى تعودوه على مدار الأربعة عشر قرنا ونيف الماضية، وبخاصة أن الأمانة العلمية تقتضينا أن نحافظ على نظام الكتب التى نترجمها بكل سبيل ممكن، وعلى وجه أخص الكتب المقدسة، التى تستقل بوضع لا يشاركها فيه غيرها.10 يناير 2008م
قام عدد من المفسرين المعاصرين بتفسير القرآن الكريم مرتبة سوره على حسب النزول كما صنع الأستاذ محمد عزة دروزة في كتابه (التفسير الحديث للقرآن) وقد أورد في مقدمة تفسيره عدداً من الفتاوى التي حصل عليها بجواز صنيعه ذلك.
وقام بمثل ذلك الأستاذ عبد القادر بن ملا حويش العاني الديرزوري في تفسيره (تفسير القرآن العظيم)، الذي سماه (بيان المعاني على حسب ترتيب النزول)، وهو مطبوع في دمشق، في مطبعة الترقي سنة 1384هـ.
كما قام بذلك مؤخراً الشيخ عبدالرحمن حبنكة الميداني رحمه الله في كتابه (معارج التفكر ودقائق التدبر) فانتهى فيه من تفسير السور المكية، وشرع في تفسير سورة البقرة من العهد المدني وتوفي قبل إتمامه، وطبع الموجود منه في خمسة عشر مجلدا كباراً.
وهذه بعض الموضوعات ذات الصلة التي سبق نقاشها على صفحات الملتقى:
http://www.tafsir.net/images/leftarrow.gif التفسير حسب ترتيب النزول ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1682) .
http://www.tafsir.net/images/leftarrow.gif التعريف بكتاب (معارج التفكر ودقائق التدبر) للشيخ عبدالرحمن حبنكة رحمه الله ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4961)
http://www.tafsir.net/images/leftarrow.gif ما رأيكم بتفسير القرآن الكريم حسب ترتيب النزول؟ ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=6695)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Jan 2008, 11:31 ص]ـ
وقد حصلت منذ بضعة أشهر على هذه الترجمة في ملفات وورد، وبإمكاني وضعها لو رغبتم في ذلك. وقد صرفت النظر عنها تماما لضعف دراية المترجم بمعاني الآيات والألفاظ.
ليتك تتكرم حفظك الله بوضع الترجمة كملف مرفق إن أمكن أو التلطف بإرسالها على بريدي الالكتروني رعاك الله ونفع بعلمك، فأنا أحتاجها.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[20 Jan 2008, 03:14 ص]ـ
تجدون ترجمة (أبو ساحلية) في ملف مضغوط في المرفقات. وكما ستلاحظون، لا يمكن قراءة النصوص العربية للآيات، نظرا لاستعمال خطوط لم أسع في الحقيقة للبحث عنها، عندما قمت بتنزيل الملفات.
وأغتنم الفرصة هنا لإبداء ملاحظة حول ترجمة معاني القرآن الصادرة عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف:
لدي نسخة PDF كاملة من الترجمة الفرنسية من هذا العمل، وقد لاحظت فيها:
- عدم ذكر أسماء المترجمين
- عدم ذكر المراجع المعتمدة (وقد لاحظت أن بعضها مأخوذ من ترجمة محمد حميد الله)
- عدم ذكر منهجية الترجمة
وتبني الترجمة من مركز طباعة بحجم المجمع ليس مبررا لعدم ذكر هذه المعلومات الضرورية. وأرجو أن يتم استدراك ذلك في المستقبل.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[20 Jan 2008, 03:14 ص]ـ
جزى الله الأستاذ الدكتور إبراهيم عوض خيرًا على هذا المقال القيم، وأضع هنا روابط متعلقة بالموضوع:
حوار أكاديمي مع د. سامي الذيب ( http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=22913)
سورة آل عمران ... وسورة مريم بالفرنسية - ترجمة سامي الذيب ( http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=23039)
دنيا الأحاجي والأعاجيب في إفتراءات وأكاذيب الدكتور سامي الذيب ( http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=23149)
إدراج د. سامي الذيب بصفحة العار وطرده من الجمعية ( http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=23150)
فضيحة: تحريف الذيب آية سورة النور!! ( http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=23142)
البرهان على تحريف الذيب في القرآن ( http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=23536)
سامي الذيب: الختان في الإسلام إسرائيليات وبقايا وثنية .. / دراسة وعرض لكتاب ( http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=23096)
وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنّ عَلَى جُيُوبِهِنّ ( http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=23500)
والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[20 Jan 2008, 05:32 ص]ـ
جزى الله الأستاذ الدكتور إبراهيم عوض خيرًا على هذا المقال القيم، وأضع هنا روابط متعلقة بالموضوع:
حوار أكاديمي مع د. سامي الذيب ( http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=22913)
سورة آل عمران ... وسورة مريم بالفرنسية - ترجمة سامي الذيب ( http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=23039)
دنيا الأحاجي والأعاجيب في إفتراءات وأكاذيب الدكتور سامي الذيب ( http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=23149)
إدراج د. سامي الذيب بصفحة العار وطرده من الجمعية ( http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=23150)
فضيحة: تحريف الذيب آية سورة النور!! ( http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=23142)
البرهان على تحريف الذيب في القرآن ( http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=23536)
سامي الذيب: الختان في الإسلام إسرائيليات وبقايا وثنية .. / دراسة وعرض لكتاب ( http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=23096)
وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنّ عَلَى جُيُوبِهِنّ ( http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=23500)
والله المستعان.
لدي تحفظ على استعمال ألفاظ من قبيل: تحريف، افتراءات، فضيحة ...
قد لا يكون لدى المترجم نوايا سيئة، وقد يكون أتي من جهة الفهم (أو من جهة القدرات) وليس من جهة النية
فلماذا نخوض في النية ولا نكتفي بالنقد العلمي لعمله؟
وأكبر استيائي هو من جهة لفظ (الفصائح) وقد علقت سابقا على أن مثل هذه الألفاظ يحسن تجنبها في كلامنا، لأن الالتزام الديني ينهى عن الأسلوب الفضائحي.
قال تعالى: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}.
مع خالص التحية، والاعتذار عن تكرار هذا التعليق.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[21 Jan 2008, 05:24 ص]ـ
الأخ الفاضل محمد بن جماعة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
لا شك أن الاستياء من اللغة أو اللهجة الهجومية مقبول في موضعه، لكني لا أرى وجاهة هذا الاستياء هنا في هذا المقام حيث أن سامي الذيب كما هو موجود في الوثائق التي قدمت روابطها طاعن صريح في كتاب الله ودينه، وموقعه الإليكتروني على الشبكة حافل بكل ما فيه طعن في الدين وأهله.
فما هو تبرير - مثلاً - حرصه على عزو كلمات القرآن لأصول عبرية وسريانية وآرامية؟
بل وترجمة هذه الكلمات إلى الفرنسية اعتمادًا على هذه الأصول المزعومة؟
هل هو ضعف القدرات وقلة الفهم أم هو سوء النية وإسقاط نصرانيته على كتاب الله؟
وهاهو الدكتور إبراهيم عوض يقول:
وأخشى أن يكون فى هذا الذى صنع ما يستوجب وصفه، على سبيل الحقيقة لا على سبيل المجاز، بالعبارة المشهورة التى تقول: "المترجم خائن"! قد يقال إن الأمر أبسط من ذلك، بيد أننى أرى فيه نزولا من المترجم على حكم نزوته، وهو ما ينبغى أن يحاربه فى نفسه بكل قواه، لأنه محكوم فى عمله بقواعد علمية وأخلاقية لا ينبغى له أن يتجاوزها ويسير على هواه، وإلا اضطربت الأمور وتشابكت الخيوط وجرؤ المترجمون مع الأيام على ما هو أكبر من ذلك دون أن يطرف لهم جفن أو تعتريهم خالجة من ندم.
ويبدو أنكم أخي الفاضل قد كتبتم هذا الكلام قبل الاطلاع على ما في الروابط ..
أو أن فراستكم قد خانتكم في هذا الموضع.
وليس سامي الذيب أبو ساحلية بأعز مثلاً من الكوثري الذي وصف العلامة المعلمي كلامه بالأباطيل!
ولكم مني كل الحب والتقدير.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[21 Jan 2008, 06:14 ص]ـ
الأخ الفاضل محمد بن جماعة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
...
ولكم مني كل الحب والتقدير.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
ولك مثل ذلك.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[22 Jan 2008, 07:13 م]ـ
وضعت في الرابط التالي: http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=10741 كتابا للشيخ محمود الشبعان، رحمه الله، يقوم فيه بمقارنة بين تراجم لويس ماسون، وكازيميرسكي، ومحمد حميد الله والصادق مازيغ.
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[24 Jan 2008, 03:10 م]ـ
كلمة لابد منها:
و نعم ما وضعت أيها الأخ كريم.
رحم الله الأستاذ المربي محمود الشبعان، مؤلف كتاب " أين من {القرآن} تراجم القرآن " [1980]، و هو الكتاب الذي تفضل الأخ الكريم الأستاذ محمد بن جماعة بذكر رؤوس فقراته، و الإشارة المختصرة المفيدة للتعريف بمحتوياته ...
قرأت حتى الآن عشرين صفحة من هذا الكتاب القيم الرائع، فوجدته من الكتب التي لا يمكن أن يستغني عنها مهتم بالترجمة عامة و بترجمة معاني القرآن إلى الفرنسية بوجه خاص ... رحم الله صاحب الكتاب المغفور له محمود الشبعان التونسي، و أسكنه فسيح جناته مع النبيئين و الصديقين و الشهداء و الصالحين، و حسن أولئك رفيقا ...
و بارك الله فيك أيها الأخ الكريم النبيل: محمد بن جماعة، و حفظك و رعاك.(/)
الرد على آخر تقاليع أوباش المهجر: "القرآن الشعبى"
ـ[إبراهيم عوض]ــــــــ[18 Jan 2008, 11:42 ص]ـ
إنهم"يحرّفون الكَلِمَ عن مواضعه"!
آخر تقاليع أوباش المهجر: "القرآن الشعبى"
د. إبراهيم عوض
منذ عدة ليال علمت، بالمصادفة المحضة وأنا أتصفح أحد مواقع المشباك، أن موقعا من المواقع النجسة قد نشر فى صفحته الرئيسية شيئا اسمه "القرآن الشعبى" من عمل أوباش المهجر يَسْخَرون به من القرآن. ولفت انتباهى تحذير أحد الكتاب الأفاضل للقراء المسلمين من محاولة الوصول إلى هذا الموقع أو قراءة ذلك القرآن خشية منه على عقيدتهم. ولم أكذّب خبرا فحاولت الوصول إلى هذا النص الذى يُخْشَى منه على عقائد المسلمين كل هذه الخشية فوجدت أن المسألة تتلخص فى أن حثالة الأوباش من أعباط المهجر ممن أُوتُوا نصيبا هائلا من الفهاهة والبلاهة والسفاهة والسفالة والرذالة والجهالة قد جاؤوا بالنص القرآنى وأخذوا يعبثون بآياته مغيرين كلمات مثل "الله" و"الرحيم" و"الصراط" و"الرَّيْب" و"الرِّجْس" و"النكاح" بطول القرآن كله إلى "اللات" و"الرجيم" و"الطريق" و"الشك" و"الوساخة" و"النيك" على الترتيب، علاوة على إتْباعهم بعض الألفاظ القرآنية شرحا عاميا لها على سبيل التهكم والسخرية أو تعليقا بذيئا عليها تصورا منهم أن هذا من شأنه تدنيس كتاب الله. وقد ذهب ذهنى يقلب فى صفحات التاريخ عن المحاولات التى قام بها أوباش سابقون بغية تحريف القرآن، فتذكرت ما صنعه اليهود فى ستينات القرن الماضى حين وزعوا فى بعض البلدان الإفريقية المسلمة مصاحف بدّلوا فيها وحرّفوا، كما صنعوا مثلا مع كلمة "لُعِنَ" فى قوله تعالى: "لُعِنَ الذين كفروا من بنى إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم"، التى حرفوها إلى "أُمِنَ" مستغلين التشابه الخَطِّىّ بين الكلمتين. وبهذه الطريقة فإن اليهود، بدلا من استيجابهم اللعنة الإلهية، أصبحوا مأمونين يُطْمَأَنّ إلى كلامهم وسلوكهم وأخلاقهم. وهكذا تحول الذم إلى إشادة ومدح. ثم تذكرت أيضا ما تريده أمريكا من الدول العربية من إسقاط النصوص القرآنية التى تدعو المسلمين إلى الجهاد ذَوْدًا عن دينهم وكرامتهم وأوطانهم وأممهم، وبذلك يخلو الجو للصليبيين والصهيونيين ليفعلوا بنا وببلادنا وثرواتنا وحاضرنا ومستقبلنا ما يحلو لهم دون معقّب أو منقّب أو رقيب أو حسيب. ثم تذكرت أيضا كتاب "الفرقان الحق" الذى ظهر منذ أعوام قليلة فى محاولة دنيئة لتقليد القرآن الكريم، وكله سباب مقذع لله والرسول والمسلمين. وها نحن أولاء نشهد الآن محاولة أخرى لتحريف القرآن المجيد. فما معنى هذا؟ إن معناه أمران: الأول أن أهل الكتاب قد مَرَدُوا على تحريف وحى السماء فأضحى الأمر يجرى فى دمائهم كالأفيون والكوكايين والهيروين لا يستطيعون منه فكاكا حتى إنهم لم يكتفوا بما اقترفوه فى حق كتبهم، بل مدوا أيديهم إلى القرآن ذاته يريدون تلويثه كما لوثوا كتابهم المقدس، ولكن هيهات. والثانى أنهم فى أمريكا والغرب قد فقدوا عقولهم وبلغوا من الوقاحة والبجاجة والرذالة والسفالة مبلغا بعيدا جَرّاء كراهيتهم لهذا القرآن ورعبا منه رغم أن فى أيديهم من وسائل القوة والجبروت ما لم يكن يخطر على بال. وهذا دليل على ما يمثله القرآن لهؤلاء المجرمين من تحدٍّ يعلمون هم قبلنا أنه تحدٍّ رهيب، وذلك رغم ضعف المسلمين المخزى فى هذا الطور من أطوار تاريخهم. وقد سألت نفسى: لم لا تكتب يا فلان شيئا فى هذا الأمر كما كتبتَ عن "الفرقان الحق" لَدُنْ ظهوره فمزّق الله على يديك وأيدى أمثالك ذلك الضلال المبين وفَضَح المآبين الذين كانوا وراءه؟ لكنى لم أقف أمام هذا السؤال طويلا، إذ كنت وما زلت مشغولا ببعض الشؤون الأخرى الملحة ... إلى أن صح منى العزم فجأة، رغم هذه الشواغل، على كتابة بعض الصفحات فى هذا السبيل، وهى الصفحات التى بين يدى القارئ الكريم والتى كتبتها أمس واليوم على عجل. وأرجو أن تجد فيها أمتى شيئا من الجدوى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأول ما نقف لديه مما صنع الأوباش هو سورة "الفاتحة"، التى كتبها الخنازير على النحو التالى: "بسم اللات الرحمن الرجيم (1) الْحَمْدُ للات رَبِّ الإنس و الجن (2) الرَّحْمَنِ الرجيم (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (عيسى ابن مريم) (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الطريق الْمُسْتَقِيمَ (6) طريق الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ كالمسلمين غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ من اليهود وَلا الضَّالِّينَ من المسيحين (7) ". وكما يرى القارئ فأول القصيدة كفر وزفت وقطران على دماغ البهائم المثلِّثة عبّاد الأوثان والصلبان الذين زيفوا مثل هذا الكلام عبثا منهم بالوحى الإلهى، شأنهم فى ذلك شأن أسلافهم الذين سجل الله عليهم ذلك الخزى، فها هم أولاء يُقْدِمون فى وضح النهار على العبث بالقرآن مبدلين كلاما بكلام ومدخلين فى نصه ما ليس منه، غير منتبهين (لكونهم بهائم ذوات أظلاف ولا تفهم من الحياة إلا التبن والبرسيم والعلف) أنهم بهذا العبث لا يضرون إلا أنفسهم ولا يضرون القرآن أو الإسلام أو نبيه العظيم أشرف الخلق فى شىء. ذلك أنه ما من دين حارب الوثنية كما حاربها الإسلام، الذى حمل على اللات والعُزَّى ومناة وسائر الأصنام والأوثان، ورغم هذا لا يستحى الأوباش من الكذب على دين محمد فيرميه هؤلاء الوثنيون عبدة الصليب بدائهم الوثنى، فبُعْدًا لهم من أوباش أغبياء! إنهم، بذلك الصنيع الدنىء، ليذكّروننا بما كان أوباش أوربا، فى عصور الظلمات والجهل والقذارة والتنطع والتخلف الشامل، يرددونه كذبا وزورا عن النبى قائلين إنه يدعو إلى عبادة ثالوث من الآلهة الوثنية، وإن سبب تحريم الإسلام للحم الخنزير هو أنه سكر ذات مرة فانطرح، أستغفر الله، على مزبلة كانت الخنازير تأكل منها، فلما وجدته هناك آذته، فلما أفاق وعلم بما حدث حرّم أكلها ... إلى آخر هذا الخبل العقلى.
وعَوْدًا إلى عبث الأوباش فى سورة "الفاتحة" وارتداد سهامهم إلى نحورهم نقول: من المعروف أن المسلمين يبجلون المسيح أيما تبجيل وينظرون إليه على أنه رسول كريم وأنه من ثم أخ لرسول الله محمد عليهما جميعا الصلاة والسلام ولا يقولون فى حقه كلمة واحدة يمكن أن تسىء له بأى حال. صحيح أنهم أعقل من أن يؤلهوه، لكنهم يحترمونه احتراما عظيما لا يزيد عليه إلا احترامهم لرسولهم سيد الأنبياء والمرسلين. وقرآنهم المنزل من لدن رب الأرباب لا يذكره إلا بكل خير. فماذا فعل البهائم ذوات الأظلاف؟ لقد ظلت تؤلهه فيما عبثت به من القرآن الكريم، إلا أنها ككل مطموس البصر والبصيرة لا تفكر ولا تتدبر ولا تفهم كيف تتوقى ما يمكن أن تجلبه على نفسها من بلايا ورزايا وكوراث ومصائب، إذ جعلت المسيح هو اللات، وهو أيضا الرجيم: "بسم اللات الرحمن الرجيم (1) الْحَمْدُ للات رَبِّ الإنس والجن (2) الرَّحْمَنِ الرجيم (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (عيسى ابن مريم) (4) ".
كذلك فقد جعل الأوباش اللات هو الذى وهب مريم عيسى، وهو الذى كان يوفر لمريم فى معتكَفها بالمحراب ما كانت تحتاجه من طعام وشراب، وهو الذى بشّر يحيى بأنه سيرزقه ولدا، وهو الذى اصطفى مريم على العالمين، وهو الذى بشر مريم بالمسيح، وهو الذى توفى المسيح ورفعه إليه وأنقذه من الكافرين ... : "إِذْ قَالَتْ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللات أعرف بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36) فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللات إِنَّ اللات يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37) هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38) فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ
(يُتْبَعُ)
(/)
أَنَّ اللات يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنْ اللات وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِنْ الصَّالِحِينَ (39) قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِي الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللات يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (40) قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ (41) وَإِذْ قَالَتْ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللات اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42) يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) ذَلِكَ مِنْ أنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44) إِذْ قَالَتْ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللات يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنْ الصَّالِحِينَ (46) قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللات يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47) وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ (48) وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنْ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللات وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللات وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنينَ (49) وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنْ التَّوْرَاةِ وَلأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللات وَأَطِيعُونِ (50) إِنَّ اللات رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا طريق مُسْتَقِيمٌ (51) فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمْ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللات قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللات آمَنَّا بِاللات وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52) رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53) وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللات وَاللات خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (54) إِذْ قَالَ اللات يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55) فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (56) وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللات لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (57) ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَليْكَ مِنْ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ (58) ".
وعيسى، عند الأوباش، هو عبد اللات ورسوله، وقد رفعه اللات إليه: "قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللات وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً (157) بَلْ رَفَعَهُ اللات إِلَيْهِ وَكَانَ اللات عَزِيزاً حَكِيماً (158) "، "إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللات وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ". واللات هو الذى أخذ ميثاق بنى إسرائيل وبعث منهم اثنى عشر نقيبا: "وَلَقَدْ أَخَذَ اللات مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَقَالَ اللات إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمْ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمْ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمْ اللات قَرْضاً حَسَناً لأكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (12) " واليهود والنصارى هم أبناء اللات وأحباؤه بنص كلامهم: "وَقَالَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللات وَأَحِبَّاؤُهُ". وموسى يذكّر قومه بنعم اللات عليهم، فاللات هو الذى جعلهم أنبياء وجعلهم ملوكا وآتاهم ما لم يؤته أحدا سواهم من العالمين: "وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللات عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنْ الْعَالَمِينَ (20) يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللات لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (21) ". والتوراة تشتمل على حُكْم اللات: "وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمْ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللات ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (43) ". وكذلك الأمر بالنسبة للإنجيل: "وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللات فِيهِ".
واللات هو الذى كلم موسى فى الوادى المقدس طُوًى: "فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى (12) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) إِنَّنِي أَنَا اللات لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمْ الصَّلاةَ لِذِكْرِي (14) ". وموسى يدعو قومه إلى الاستعانة باللات ويقول إن اللات هو رب العالمين وإنه هو الذى أرسله وإنه لا يمكن أن ينسب إلى اللات شيئا لم يطلب منه أن يدعو قومه إليه ولا يمكن أن يستبدل به إلها آخر، ويحذر السحرة ألا يفتروا على اللات كذبا حتى لا يُسْحِتهم اللات بعذاب: "وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (104) حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللات إِلاَّ الْحَقَّ"، "وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللات إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللات قُلُوبَهُمْ وَاللات لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (5) "، "قَالَ لَهُمْ مُوسَى (أى للسحرة) وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللات كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنْ افْتَرَى (61) "، "قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللات وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ للات يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128) "، "وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَل لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138) إِنَّ هَؤُلاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (139) قَالَ أَغَيْرَ اللات أَبْغِيكُمْ إِلَهاً وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (140) ". ويقول أيضا لقومه بعدما أضلهم السامرى واستنقذهم هو من ذلك الضلال: "إِنَّمَا إِلَهُكُمْ اللات الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً (98) ".
والمسيح يدعو قومه إلى عبادة اللات ويتوعد من يكفر باللات بجهنم، وبئس المصير: "وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللات رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللات فَقَدْ حَرَّمَ اللات عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ (72) ". واللات هو الذى أنعم على عيسى فأيده بروح القدس
(يُتْبَعُ)
(/)
ومكّنه من شفاء البُرْص والعُمْى وخَلْق الطير ونَفْخ الروح فيه وإحياء الموتى بإذنه، وهو الذى يدعوه المسيح أن يُنْزِل عليه هو وحوارييه مائدة من السماء ويطلب من الحواريين أن يتقوه، كما أنه هو الذى سيَمْثُل المسيح أمامه يوم القيامة للحساب مرتجفا خاضعا خاشعا خانعا متبرئا من المثلّثة عَبَدة الصليب: "إِذْ قَالَ اللات يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنْ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ (110) وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ (111) إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنْ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللات إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (112) قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنْ الشَّاهِدِينَ (113) قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللاتمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنْ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ (114) قَالَ اللات إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنْ الْعَالَمِينَ (115) وَإِذْ قَالَ اللات يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللات قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أعرف مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنْ اعْبُدُوا اللات رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) قَالَ اللات هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللات عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119) ". ويقول اليهود إن عُزَيْرًا هو ابن اللات، وهو نفسه ما تقوله النصارى عن المسيح: "وَقَالَتْ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللات وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللات". والمسيح يعلن أن اللات هو ربه ورب قومه: "قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللات آتَانِي الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً (30) "، "وَإِنَّ اللات رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا طريق مُسْتَقِيمٌ (36) ". وهو يؤكد لقومه أنه رسول اللات: "وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللات إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ". وهويستحث همم الحواريين كى ينصروا اللات، فيستجيبون له: "قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللات قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللات".
(يُتْبَعُ)
(/)
والأوباش لا يتركون نبيا أورسولا إلا شوهوا صورته ولطخوها بطين المجارى الصادر من حلوقهم وأفواههم، حتى إنهم ليسمّون "الأنبياء" فى عنوان سورة "الأنبياء" باسم "البؤساء". ولا جرم أنهم حين يفعلون هذا إنما يجرون مرة أخرى على عرق فيهم أصيل ورثوه عن أجدادهم وآبائهم! أليسوا هم الذين شوه أسلافهم سيرة الأنبياء فلم يَذَروا أى واحد منهم إلا زنّوه بتهمة شنيعة: فمنهم الديوث الذى يقدم زوجته لملك مقابل بعض الأبقار، ومنهم القتّال البارد الضمير، ومنهم الزانى القرارى، ومنهم المتطاول على الله أوالمجدف فى حق الله، ومنهم المرتكس فى تسهيل عبادة الأوثان لزوجاته، ومنهم الممارس لزنا المحارم مع بناته، ومنهم ... ، ومنهم ... إلخ. فهم إذن حين يصنعون ما صنعوه مع القرآن إنما يجرون على سنة آبائهم الخنازير. وماذا ينتظر الإنسان من خنزير من سلالة خنازير؟
ولن نكتفى بالكلام النظرى، بل سنرفده بالنصوص التى لا تعرف أن تكذب ولا تتجمل: يقول سفر "التكوين" عن إبراهيم عليه السلام: "1وَانْتَقَلَ إِبْرَاهِيمُ مِنْ هُنَاكَ إِلَى أَرْضِ الْجَنُوبِ، وَسَكَنَ بَيْنَ قَادِشَ وَشُورَ، وَتَغَرَّبَ فِي جَرَارَ. 2وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ عَنْ سَارَةَ امْرَأَتِهِ: «هِيَ أُخْتِي». فَأَرْسَلَ أَبِيمَالِكُ مَلِكُ جَرَارَ وَأَخَذَ سَارَةَ. 3فَجَاءَ اللهُ إِلَى أَبِيمَالِكَ فِي حُلْمِ اللَّيْلِ وَقَالَ لَهُ: «هَا أَنْتَ مَيِّتٌ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ الَّتِي أَخَذْتَهَا، فَإِنَّهَا مُتَزَوِّجَةٌ بِبَعْل». 4وَلكِنْ لَمْ يَكُنْ أَبِيمَالِكُ قَدِ اقْتَرَبَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: «يَا سَيِّدُ، أَأُمَّةً بَارَّةً تَقْتُلُ؟ 5أَلَمْ يَقُلْ هُوَ لِي: إِنَّهَا أُخْتِي، وَهِيَ أَيْضًا نَفْسُهَا قَالَتْ: هُوَ أَخِي؟ بِسَلاَمَةِ قَلْبِي وَنَقَاوَةِ يَدَيَّ فَعَلْتُ هذَا». 6فَقَالَ لَهُ اللهُ فِي الْحُلْمِ: «أَنَا أَيْضًا عَلِمْتُ أَنَّكَ بِسَلاَمَةِ قَلْبِكَ فَعَلْتَ هذَا. وَأَنَا أَيْضًا أَمْسَكْتُكَ عَنْ أَنْ تُخْطِئَ إِلَيَّ، لِذلِكَ لَمْ أَدَعْكَ تَمَسُّهَا. 7فَالآنَ رُدَّ امْرَأَةَ الرَّجُلِ، فَإِنَّهُ نَبِيٌّ، فَيُصَلِّيَ لأَجْلِكَ فَتَحْيَا. وَإِنْ كُنْتَ لَسْتَ تَرُدُّهَا، فَاعْلَمْ أَنَّكَ مَوْتًا تَمُوتُ، أَنْتَ وَكُلُّ مَنْ لَكَ» ". يعنى لو أن الملك لم يعرف حقيقة أمر سارة فى الحلم لكان قد زنى بها بعد أن قدمها له إبراهيم على طبق من ذهب كأنه، أستغفر الله، ديوثٌ قرنان.
وهو ما تكرر مع ابنه إسحاق، ومن شابه أباه فما ظلم: "1وَكَانَ فِي الأَرْضِ جُوعٌ غَيْرُ الْجُوعِ الأَوَّلِ الَّذِي كَانَ فِي أَيَّامِ إِبْرَاهِيمَ، فَذَهَبَ إِسْحَاقُ إِلَى أَبِيمَالِكَ مَلِكِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، إِلَى جَرَارَ. 2وَظَهَرَ لَهُ الرَّبُّ وَقَالَ: «لاَ تَنْزِلْ إِلَى مِصْرَ. اسْكُنْ فِي الأَرْضِ الَّتِي أَقُولُ لَكَ. 3تَغَرَّبْ فِي هذِهِ الأَرْضِ فَأَكُونَ مَعَكَ وَأُبَارِكَكَ، لأَنِّي لَكَ وَلِنَسْلِكَ أُعْطِي جَمِيعَ هذِهِ الْبِلاَدِ، وَأَفِي بِالْقَسَمِ الَّذِي أَقْسَمْتُ لإِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ. 4وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، وَأُعْطِي نَسْلَكَ جَمِيعَ هذِهِ الْبِلاَدِ، وَتَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ، 5مِنْ أَجْلِ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ سَمِعَ لِقَوْلِي وَحَفِظَ مَا يُحْفَظُ لِي: أَوَامِرِي وَفَرَائِضِي وَشَرَائِعِي». 6فَأَقَامَ إِسْحَاقُ فِي جَرَارَ. 7وَسَأَلَهُ أَهْلُ الْمَكَانِ عَنِ امْرَأَتِهِ، فَقَالَ: «هِيَ أُخْتِي». لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَقُولَ: «امْرَأَتِي» لَعَلَّ أَهْلَ الْمَكَانِ: «يَقْتُلُونَنِي مِنْ أَجْلِ رِفْقَةَ» لأَنَّهَا كَانَتْ حَسَنَةَ الْمَنْظَرِ".
(يُتْبَعُ)
(/)
أما لوط فجامع ابنتيه واحدة وراء الأخرى دون أن يشعر بخالجة من ندم: "30وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ، وَابْنَتَاهُ مَعَهُ، لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ. 31وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: «أَبُونَا قَدْ شَاخَ، وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الأَرْضِ. 32هَلُمَّ نَسْقِي أَبَانَا خَمْرًا وَنَضْطَجعُ مَعَهُ، فَنُحْيِي مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 33فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْرًا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ، وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ أَبِيهَا، وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا. 34وَحَدَثَ فِي الْغَدِ أَنَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: «إِنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ مَعَ أَبِي. نَسْقِيهِ خَمْرًا اللَّيْلَةَ أَيْضًا فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ، فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 35فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْرًا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضًا، وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ، وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا، 36فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا. 37فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوآبَ»، وَهُوَ أَبُو الْمُوآبِيِّينَ إِلَى الْيَوْمِ. 38وَالصَّغِيرَةُ أَيْضًا وَلَدَتِ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ عَمِّي»، وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ إِلَى الْيَوْمِ".
وموسى، حين قتل المصرى، إنما قتله عن عمد وبدم بارد مَثَلُه مَثَلُ أى مجرم عات لا قلب له ولا ضمير لديه، على عكس القرآن الكريم الذى قال إنه "وكزه" فقط، لكن الأقدار قضت عليه أن يموت من الوكزة التى لم يكن وراءها نية القتل: "11وَحَدَثَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لَمَّا كَبِرَ مُوسَى أَنَّهُ خَرَجَ إِلَى إِخْوَتِهِ لِيَنْظُرَ فِي أَثْقَالِهِمْ، فَرَأَى رَجُلاً مِصْرِيًّا يَضْرِبُ رَجُلاً عِبْرَانِيًّا مِنْ إِخْوَتِهِ، 12فَالْتَفَتَ إِلَى هُنَا وَهُنَاكَ وَرَأَى أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ، فَقَتَلَ الْمِصْرِيَّ وَطَمَرَهُ فِي الرَّمْلِ".
ولا يكتفى موسى بممارسة القتل بدم بارد، بل يخاطب الله بجلافة وقلة أدب، وكأنه بدوى يخاطب بدويا مثله. فحين طلب منه ربه أن يذهب إلى فرعون لاستنقاذ بنى إسرائيل من العبودية: "قَالَ مُوسَى لِلرَّبِّ: «اسْتَمِعْ أَيُّهَا السَّيِّدُ، لَسْتُ أَنَا صَاحِبَ كَلاَمٍ مُنْذُ أَمْسِ وَلاَ أَوَّلِ مِنْ أَمْسِ، وَلاَ مِنْ حِينِ كَلَّمْتَ عَبْدَكَ، بَلْ أَنَا ثَقِيلُ الْفَمِ وَاللِّسَانِ». 11فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «مَنْ صَنَعَ لِلإِنْسَانِ فَمًا؟ أَوْ مَنْ يَصْنَعُ أَخْرَسَ أَوْ أَصَمَّ أَوْ بَصِيرًا أَوْ أَعْمَى؟ أَمَا هُوَ أَنَا الرَّبُّ؟ 12فَالآنَ اذْهَبْ وَأَنَا أَكُونُ مَعَ فَمِكَ وَأُعَلِّمُكَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ». 13فَقَالَ: «اسْتَمِعْ أَيُّهَا السَّيِّدُ، أَرْسِلْ بِيَدِ مَنْ تُرْسِلُ». 14فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى مُوسَى وَقَالَ: «أَلَيْسَ هَارُونُ اللاَّوِيُّ أَخَاكَ؟ أَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ هُوَ يَتَكَلَّمُ، وَأَيْضًا هَا هُوَ خَارِجٌ لاسْتِقْبَالِكَ. فَحِينَمَا يَرَاكَ يَفْرَحُ بِقَلْبِهِ، 15فَتُكَلِّمُهُ وَتَضَعُ الْكَلِمَاتِ فِي فَمِهِ، وَأَنَا أَكُونُ مَعَ فَمِكَ وَمَعَ فَمِهِ، وَأُعْلِمُكُمَا مَاذَا تَصْنَعَانِ. 16وَهُوَ يُكَلِّمُ الشَّعْبَ عَنْكَ. وَهُوَ يَكُونُ لَكَ فَمًا، وَأَنْتَ تَكُونُ لَهُ إِلهًا. 17وَتَأْخُذُ فِي يَدِكَ هذِهِ الْعَصَا الَّتِي تَصْنَعُ بِهَا الآيَاتِ» ". وطبعا لم يفت القارئ الكريم كيف أن موسى هو إله هارون كما ذكر النص المضحك.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما داود، الذى يُنْسَب له المسيح فيقال: المسيح بن داود، فها هوذا ما صنع، بارك الله فيه وفى النسب الذى ينتسب إليه المسيح: "2وَكَانَ فِي وَقْتِ الْمَسَاءِ أَنَّ دَاوُدَ قَامَ عَنْ سَرِيرِهِ وَتَمَشَّى عَلَى سَطْحِ بَيْتِ الْمَلِكِ، فَرَأَى مِنْ عَلَى السَّطْحِ امْرَأَةً تَسْتَحِمُّ. وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ جَمِيلَةَ الْمَنْظَرِ جِدًّا. 3فَأَرْسَلَ دَاوُدُ وَسَأَلَ عَنِ الْمَرْأَةِ، فَقَالَ وَاحِدٌ: «أَلَيْسَتْ هذِهِ بَثْشَبَعَ بِنْتَ أَلِيعَامَ امْرَأَةَ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ؟». 4فَأَرْسَلَ دَاوُدُ رُسُلاً وَأَخَذَهَا، فَدَخَلَتْ إِلَيْهِ، فَاضْطَجَعَ مَعَهَا وَهِيَ مُطَهَّرَةٌ مِنْ طَمْثِهَا. ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا. 5وَحَبِلَتِ الْمَرْأَةُ، فَأَرْسَلَتْ وَأَخْبَرَتْ دَاوُدَ وَقَالَتْ: «إِنِّي حُبْلَى». 6فَأَرْسَلَ دَاوُدُ إِلَى يُوآبَ يَقُولُ: «أَرْسِلْ إِلَيَّ أُورِيَّا الْحِثِّيَّ». فَأَرْسَلَ يُوآبُ أُورِيَّا إِلَى دَاوُدَ. 7فَأَتَى أُورِيَّا إِلَيْهِ، فَسَأَلَ دَاوُدُ عَنْ سَلاَمَةِ يُوآبَ وَسَلاَمَةِ الشَّعْبِ وَنَجَاحِ الْحَرْبِ. 8وَقَالَ دَاوُدُ لأُورِيَّا: «انْزِلْ إِلَى بَيْتِكَ وَاغْسِلْ رِجْلَيْكَ». فَخَرَجَ أُورِيَّا مِنْ بَيْتِ الْمَلِكِ، وَخَرَجَتْ وَرَاءَهُ حِصَّةٌ مِنْ عِنْدِ الْمَلِكِ. 9وَنَامَ أُورِيَّا عَلَى بَابِ بَيْتِ الْمَلِكِ مَعَ جَمِيعِ عَبِيدِ سَيِّدِهِ، وَلَمْ يَنْزِلْ إِلَى بَيْتِهِ. 10فأَخْبَرُوا دَاوُدَ قَائِلِينَ: «لَمْ يَنْزِلْ أُورِيَّا إِلَى بَيْتِهِ». فَقَالَ دَاوُدُ لأُورِيَّا: «أَمَا جِئْتَ مِنَ السَّفَرِ؟ فَلِمَاذَا لَمْ تَنْزِلْ إِلَى بَيْتِكَ؟» 11فَقَالَ أُورِيَّا لِدَاوُدَ: «إِنَّ التَّابُوتَ وَإِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا سَاكِنُونَ فِي الْخِيَامِ، وَسَيِّدِي يُوآبُ وَعَبِيدُ سَيِّدِي نَازِلُونَ عَلَى وَجْهِ الصَّحْرَاءِ، وَأَنَا آتِي إِلَى بَيْتِي لآكُلَ وَأَشْرَبَ وَأَضْطَجعَ مَعَ امْرَأَتِي؟ وَحَيَاتِكَ وَحَيَاةِ نَفْسِكَ، لاَ أَفْعَلُ هذَا الأَمْرَ». 12فَقَالَ دَاوُدُ لأُورِيَّا: «أَقِمْ هُنَا الْيَوْمَ أَيْضًا، وَغَدًا أُطْلِقُكَ». فَأَقَامَ أُورِيَّا فِي أُورُشَلِيمَ ذلِكَ الْيَوْمَ وَغَدَهُ. 13وَدَعَاهُ دَاوُدُ فَأَكَلَ أَمَامَهُ وَشَرِبَ وَأَسْكَرَهُ. وَخَرَجَ عِنْدَ الْمَسَاءِ لِيَضْطَجِعَ فِي مَضْجَعِهِ مَعَ عَبِيدِ سَيِّدِهِ، وَإِلَى بَيْتِهِ لَمْ يَنْزِلْ. 14وَفِي الصَّبَاحِ كَتَبَ دَاوُدُ مَكْتُوبًا إِلَى يُوآبَ وَأَرْسَلَهُ بِيَدِ أُورِيَّا. 15وَكَتَبَ فِي الْمَكْتُوبِ يَقُولُ: «اجْعَلُوا أُورِيَّا فِي وَجْهِ الْحَرْبِ الشَّدِيدَةِ، وَارْجِعُوا مِنْ وَرَائِهِ فَيُضْرَبَ وَيَمُوتَ». 16وَكَانَ فِي مُحَاصَرَةِ يُوآبَ الْمَدِينَةَ أَنَّهُ جَعَلَ أُورِيَّا فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي عَلِمَ أَنَّ رِجَالَ الْبَأْسِ فِيهِ. 17فَخَرَجَ رِجَالُ الْمَدِينَةِ وَحَارَبُوا يُوآبَ، فَسَقَطَ بَعْضُ الشَّعْبِ مِنْ عَبِيدِ دَاوُدَ، وَمَاتَ أُورِيَّا الْحِثِّيُّ أَيْضًا. 18فَأَرْسَلَ يُوآبُ وَأَخْبَرَ دَاوُدَ بِجَمِيعِ أُمُورِ الْحَرْبِ. 19وَأَوْصَى الرَّسُولَ قَائِلاً: «عِنْدَمَا تَفْرَغُ مِنَ الْكَلاَمِ مَعَ الْمَلِكِ عَنْ جَمِيعِ أُمُورِ الْحَرْبِ، 20فَإِنِ اشْتَعَلَ غَضَبُ الْمَلِكِ، وَقَالَ لَكَ: لِمَاذَا دَنَوْتُمْ مِنَ الْمَدِينَةِ لِلْقِتَالِ؟ أَمَا عَلِمْتُمْ أَنَّهُمْ يَرْمُونَ مِنْ عَلَى السُّورِ؟ 21مَنْ قَتَلَ أَبِيمَالِكَ بْنَ يَرُبُّوشَثَ؟ أَلَمْ تَرْمِهِ امْرَأَةٌ بِقِطْعَةِ رَحًى مِنْ عَلَى السُّورِ فَمَاتَ فِي تَابَاصَ؟ لِمَاذَا دَنَوْتُمْ مِنَ السُّورِ؟ فَقُلْ: قَدْ مَاتَ عَبْدُكَ أُورِيَّا الْحِثِّيُّ أَيْضًا».22فَذَهَبَ الرَّسُولُ وَدَخَلَ وَأَخْبَرَ دَاوُدَ بِكُلِّ مَا أَرْسَلَهُ فِيهِ يُوآبُ. 23وَقَالَ الرَّسُولُ لِدَاوُدَ: «قَدْ تَجَبَّرَ عَلَيْنَا الْقَوْمُ وَخَرَجُوا إِلَيْنَا إِلَى الْحَقْلِ فَكُنَّا عَلَيْهِمْ إِلَى مَدْخَلِ الْبَابِ. 24فَرَمَى الرُّمَاةُ عَبِيدَكَ مِنْ عَلَى السُّورِ، فَمَاتَ الْبَعْضُ مِنْ عَبِيدِ الْمَلِكِ، وَمَاتَ عَبْدُكَ أُورِيَّا الْحِثِّيُّ أَيْضًا».
(يُتْبَعُ)
(/)
25فَقَالَ دَاوُدُ لِلرَّسُولِ: «هكَذَا تَقُولُ لِيُوآبَ: لاَ يَسُؤْ فِي عَيْنَيْكَ هذَا الأَمْرُ، لأَنَّ السَّيْفَ يَأْكُلُ هذَا وَذَاكَ. شَدِّدْ قِتَالَكَ عَلَى الْمَدِينَةِ وَأَخْرِبْهَا. وَشَدِّدْهُ».26فَلَمَّا سَمِعَتِ امْرَأَةُ أُورِيَّا أَنَّهُ قَدْ مَاتَ أُورِيَّا رَجُلُهَا، نَدَبَتْ بَعْلَهَا. 27وَلَمَّا مَضَتِ الْمَنَاحَةُ أَرْسَلَ دَاوُدُ وَضَمَّهَا إِلَى بَيْتِهِ، وَصَارَتْ لَهُ امْرَأَةً وَوَلَدَتْ لَهُ ابْنًا. وَأَمَّا الأَمْرُ الَّذِي فَعَلَهُ دَاوُدُ فَقَبُحَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ". يا له من نسب يشرّف! زنا وقتل وغدر وخسة ولؤم وبرود أعصاب يليق بجد الإله! وحتى حين كبر الجد وشاخ كان لا يزال على عوائده القديمة. ذلك أنه رجل أصيل يؤمن بالمثل القائل: من فات قديمه تاه!: "1وَشَاخَ الْمَلِكُ دَاوُدُ. تَقَدَّمَ فِي الأَيَّامِ. وَكَانُوا يُدَثِّرُونَهُ بِالثِّيَابِ فَلَمْ يَدْفَأْ. 2فَقَالَ لَهُ عَبِيدُهُ: «لِيُفَتِّشُوا لِسَيِّدِنَا الْمَلِكِ عَلَى فَتَاةٍ عَذْرَاءَ، فَلْتَقِفْ أَمَامَ الْمَلِكِ وَلْتَكُنْ لَهُ حَاضِنَةً وَلْتَضْطَجعْ فِي حِضْنِكَ فَيَدْفَأَ سَيِّدُنَا الْمَلِكُ» ".
وعندنا أيضا ابنه سليمان ووقوعه فى حمأة الافتتان بالأوثان التى كانت زوجاته الكافرات يعبدنها فأشرك بالله آلهة أخرى إكراما لخاطرهن رغم أن الله نهى بنى إسرائيل عن الزواج بأمثالهن نهيا باتا: "1وَأَحَبَّ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ نِسَاءً غَرِيبَةً كَثِيرَةً مَعَ بِنْتِ فِرْعَوْنَ: مُوآبِيَّاتٍ وَعَمُّونِيَّاتٍ وَأَدُومِيَّاتٍ وَصِيدُونِيَّاتٍ وَحِثِّيَّاتٍ 2مِنَ الأُمَمِ الَّذِينَ قَالَ عَنْهُمُ الرَّبُّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: «لاَ تَدْخُلُونَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ لاَ يَدْخُلُونَ إِلَيْكُمْ، لأَنَّهُمْ يُمِيلُونَ قُلُوبَكُمْ وَرَاءَ آلِهَتِهِمْ». فَالْتَصَقَ سُلَيْمَانُ بِهؤُلاَءِ بِالْمَحَبَّةِ. 3وَكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةٍ مِنَ النِّسَاءِ السَّيِّدَاتِ، وَثَلاَثُ مِئَةٍ مِنَ السَّرَارِيِّ، فَأَمَالَتْ نِسَاؤُهُ قَلْبَهُ. 4وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ إِلهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ. 5فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلهَةِ الصِّيدُونِيِّينَ، وَمَلْكُومَ رِجْسِ الْعَمُّونِيِّينَ. 6وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَلَمْ يَتْبَعِ الرَّبَّ تَمَامًا كَدَاوُدَ أَبِيهِ. 7حِينَئِذٍ بَنَى سُلَيْمَانُ مُرْتَفَعَةً لِكَمُوشَ رِجْسِ الْمُوآبِيِّينَ عَلَى الْجَبَلِ الَّذِي تُجَاهَ أُورُشَلِيمَ، وَلِمُولَكَ رِجْسِ بَنِي عَمُّونَ. 8وَهكَذَا فَعَلَ لِجَمِيعِ نِسَائِهِ الْغَرِيبَاتِ اللَّوَاتِي كُنَّ يُوقِدْنَ وَيَذْبَحْنَ لآلِهَتِهِنَّ. 9فَغَضِبَ الرَّبُّ عَلَى سُلَيْمَانَ لأَنَّ قَلْبَهُ مَالَ عَنِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي تَرَاءَى لَهُ مَرَّتَيْنِ، 10وَأَوْصَاهُ فِي هذَا الأَمْرِ أَنْ لاَ يَتَّبعَ آلِهَةً أُخْرَى، فَلَمْ يَحْفَظْ مَا أَوْصَى بِهِ الرَّبُّ. 11فَقَالَ الرَّبُّ لِسُلَيْمَانَ: «مِنْ أَجْلِ أَنَّ ذلِكَ عِنْدَكَ، وَلَمْ تَحْفَظْ عَهْدِي وَفَرَائِضِيَ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ بِهَا، فَإِنِّي أُمَزِّقُ الْمَمْلَكَةَ عَنْكَ تَمْزِيقًا وَأُعْطِيهَا لِعَبْدِكَ. 12إِلاَّ إِنِّي لاَ أَفْعَلُ ذلِكَ فِي أَيَّامِكَ، مِنْ أَجْلِ دَاوُدَ أَبِيكَ، بَلْ مِنْ يَدِ ابْنِكَ أُمَزِّقُهَا. 13عَلَى أَنِّي لاَ أُمَزِّقُ مِنْكَ الْمَمْلَكَةَ كُلَّهَا، بَلْ أُعْطِي سِبْطًا وَاحِدًا لابْنِكَ، لأَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِي، وَلأَجْلِ أُورُشَلِيمَ الَّتِي اخْتَرْتُهَا» ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ومع سليمان كرة أخرى فى "نشيد الأنشاد" حيث نستمع إليه وهو يتغزل فى حبيبته: "1مَا أَجْمَلَ رِجْلَيْكِ بِالنَّعْلَيْنِ يَا بِنْتَ الْكَرِيمِ! دَوَائِرُ فَخْذَيْكِ مِثْلُ الْحَلِيِّ، صَنْعَةِ يَدَيْ صَنَّاعٍ. 2سُرَّتُكِ كَأْسٌ مُدَوَّرَةٌ، لاَ يُعْوِزُهَا شَرَابٌ مَمْزُوجٌ. بَطْنُكِ صُبْرَةُ حِنْطَةٍ مُسَيَّجَةٌ بِالسَّوْسَنِ. 3ثَدْيَاكِ كَخَشْفَتَيْنِ، تَوْأَمَيْ ظَبْيَةٍ. 4عُنُقُكِ كَبُرْجٍ مِنْ عَاجٍ. عَيْنَاكِ كَالْبِرَكِ فِي حَشْبُونَ عِنْدَ بَابِ بَثِّ رَبِّيمَ. أَنْفُكِ كَبُرْجِ لُبْنَانَ النَّاظِرِ تُجَاهَ دِمَشْقَ. 5رَأْسُكِ عَلَيْكِ مِثْلُ الْكَرْمَلِ، وَشَعْرُ رَأْسِكِ كَأُرْجُوَانٍ. مَلِكٌ قَدْ أُسِرَ بِالْخُصَلِ. 6مَا أَجْمَلَكِ وَمَا أَحْلاَكِ أَيَّتُهَا الْحَبِيبَةُ بِاللَّذَّاتِ! 7قَامَتُكِ هذِهِ شَبِيهَةٌ بِالنَّخْلَةِ، وَثَدْيَاكِ بِالْعَنَاقِيدِ. 8قُلْتُ: «إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى النَّخْلَةِ وَأُمْسِكُ بِعُذُوقِهَا». وَتَكُونُ ثَدْيَاكِ كَعَنَاقِيدِ الْكَرْمِ، وَرَائِحَةُ أَنْفِكِ كَالتُّفَّاحِ، 9وَحَنَكُكِ كَأَجْوَدِ الْخَمْرِ". أى أنهم حين يسيئون للأنبياء إنما يجرون على السُّنّة التى كان أسلافهم يجرون عليها. وغنى عن الذكر أننا نحن المسلمين لا نقول فى الأنبياء والرسل إلا خيرا، وإلا كفرنا.
حتى العذراء الطاهرة مريم لم تسلم من رجس الأوباش محرفى الكلم عن مواضعه. إنهم كالدبة الغبية التى قتلت صاحبها بغبائها لأنها دبة لا عقل لها ولا فهم ولا إحساس ولاضمير، بل دبة، مجرد دبة. وماذا يمكن أن ننتظر من دبة؟ قال الأوباش: "وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ كُسّها فَنَفَخْنَا فِيهِ (في كُسّها) مِنْ رُوحِنَا". أتدرى، أيها القارئ الكريم، ماذا تمثل مريم عندهم؟ إنها أم إلههم. ومع ذلك يتحدثون عن "كسها". نعم "كسها" دون تورية أو تلميح، بل بتلك اللفظة الفظة الفجة العارية، ظنا من الأوغاد أنهم يكيدون للمسلمين، غير دارين أنهم إنما يفضحون أنفسهم ويجدفون فى حق إلههم وأم إلههم. ألم أقل لكم إنهم أوباش؟
كما أنهم قد أَبَوْا إلا أن يسجلوا خزيهم بأيديهم فأضافوا إلى النص القرآنى العظيم فى صورة "الفاتحة" ما يفيد أنهم هم الضالون، وأن اليهود هم المغضوب عليهم رغم أن القرآن لم يحددهم ولا حدد اليهود، بل اكتفى بذكر ابتهال المسلمين إلى الله أن يهديهم وأن يسلك بهم سبيل الذين أنعم سبحانه وتعالى عليهم لا سبيل المغضوب عليهم ولا الضالين، فكتب المدلسون محرفو الكلم عن مواضعه إنهم هم اليهود والنصارى. لقد أََبَوْا إلا أن يسيروا سيرة أسلافهم المناكيد فى تحريف كلام الله، إذ الطبع غلاب، ومهما تكن عند خنزير من خليقة، وإنْ خالها تخفى على الناس فإن الله لا بد فاضحه فى العالمين ولو لاذ بجوف المحار فى أعمق أعماق البحار. قال الأوباش: "اهْدِنَا الطريق الْمُسْتَقِيمَ (6) طريق الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ كالمسلمين غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ من اليهود وَلا الضَّالِّينَ من المسيحين (7) ".
وكذلك الأمر فى الإنجيل، فهو، حسبما كتبوا، منزل من عند اللات: "الم (1) اللات لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ (3) مِنْ قَبْلُ". والواقع أن ما كتبه الأوباش إنما يعبر رغم هذا عن واقع كتبهم، إذ التوراة والإنجيل الموجودان الآن ليسا هما التوراة والإنجيل اللذين أنزلهما الله على رسوليه الكريمين: موسى وعيسى عليهماالسلام، بل توراة وإنجيل كتبهما بشرٌ وجاء البهائم فزعموا أنهما من عند الله، على حين أنهما من وحى الشيطان، فحق عليهما القول بأنهما قد نزلا من لدن اللات كما قال الأوباش. خلاصة القول أن القرآن يتحدث عن التوراة والإنجيل غير المزيفين فيقول إنهما تنزيل من رب العالمين، أما الأوباش ذوو الأظلاف فلمعرفتهم أن أسلافهم قد عبثوا بهذين الكتابين قد أقروا هنا أنهما وحى من اللات. فهنيئا لكم يا أوباش!
* * *
(يُتْبَعُ)
(/)
ثمة أمر آخر هو البذاءة السادة فيما يسمى بـ"القرآن الشعبى"، وهى الألفاظ والعبارات والمعانى التى أدخلها الأوباش إلى نص القرآن الكريم: إما على سبيل التفسير لكلامه الطاهر العفيف الشريف النظيف الذى لم يتعود أمثالهم على مثله، مثل المومس التى نشأت فى وسط كله قذارة ودعارة، فهى لا تستطيع مهما حاولت وتصنعت أن تتطهر من تأثيرات ذلك الوسط، سواء فى سلوكها وتصرفاتها أو فى ألفاظها وأفكارها، وإما على سبيل تغيير الألفاظ والعبارات والمعانى القرآنية بألفاظ وعبارات أخرى سوقية منحطة مما لايعرف الأوباش سواه. ووجه العجب فى ذلك أن مرتكبى هذه البذاءة المرتكسين فى حمأتها يكذبون فيتهمون الإسلام بأنه دين العرى والفجاجة والاهتمام بالجنس، ظنا منهم أن بمستطاعهم إيهام الناس بأن الجنس شىء مستقذر فى حد ذاته وليس غريزة عامة فى كل الكائنات الحية لا بد من إشباعها حتى تستمر الحياة من جهة، وحتى تستمر على نحو نظيف من جهة أخرى لأنه إذا لم يتم إشباع الغريزة على نحو شرعى فلسوف يتم فى الحرام رغما عن أنف الجميع. أما البذاءة فإن القرآن الكريم ماثل أمامنا، وليس فيه لفظة أو فكرة واحدة يمكن أن توصف بأنها خارجة، ودعك من أن تكون بذيئة، على عكس الكتاب المقدس، الذى سوف نورد للقارئ بعض ألطافه التى يطفح بها فى هذا السبيل. وهو دليل على أن هؤلاء الأوباش حين يبذؤون ويستفرغون قىء بذاءتهم لتلويث القرآن إنما يمارسون شيئا مألوفا لديهم، وكل إناء إنما ينضح بما فيه.
فهناك مثلا سِفْرٌ فى الكتاب المقدس اسمه سفر "أستير"، وهو اسم فتاة يهودية جُهِّزَتْ لإرواء شهوة ملك فارس أحشويرش ودُلِّكَتْ وطُيِّبَتْ سنة كاملة لا تنقص شهرا ولا أسبوعا ولا يوما كيما تحظى فى عينيه بالرضا، وماأدراك ما رضا الملوك فى مثل هذه الظروف؟ ما علينا. تعالوا نقرأ ونَعِشْ لبعض الوقت مع هذا الدنس. لقد أراد الملك من زوجته أن تظهر فى حفل ملوكى دعا له الشعوب والرؤساء رغبة منه فى استعراض مفاتنها أمامهم والمباهاة بجمالها وكأننا فى سوق للنخاسة أو فى بيت من بيوت القِوَادة والدعارة لا فى قصر ملكى، وقصر ملكى شرقى. لكن الملكة لم ترض أن تعامَل على هذا النحو ورفضت الظهور فى الحفل احتراما منها لنفسها واستمساكا بكرامتها، فما كان من الملك إلا أن أراد إذلالها والاستعاضة عنها بجميلات فتيات المملكة بعد أن يتولى أمرهن الخصيان الموكلون بأمثال هذه المهمات البائسة. ولنقرأ: "10فِي الْيَوْمِ السَّابعِ لَمَّا طَابَ قَلْبُ الْمَلِكِ بِالْخَمْرِ، قَالَ لِمَهُومَانَ وَبِزْثَا وَحَرْبُونَا وَبِغْثَا وَأَبَغْثَا وَزِيثَارَ وَكَرْكَسَ، الْخِصْيَانِ السَّبْعَةِ الَّذِينَ كَانُوا يَخْدِمُونَ بَيْنَ يَدَيِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ، 11أَنْ يَأْتُوا بِوَشْتِي الْمَلِكَةِ إِلَى أَمَامِ الْمَلِكِ بِتَاجِ الْمُلْكِ، لِيُرِيَ الشُّعُوبَ وَالرُّؤَسَاءَ جَمَالَهَا، لأَنَّهَا كَانَتْ حَسَنَةَ الْمَنْظَرِ. 12فَأَبَتِ الْمَلِكَةُ وَشْتِي أَنْ تَأْتِيَ حَسَبَ أَمْرِ الْمَلِكِ عَنْ يَدِ الْخِصْيَانِ، فَاغْتَاظَ الْمَلِكُ جِدًّا وَاشْتَعَلَ غَضَبُهُ فِيهِ. 13وَقَالَ الْمَلِكُ لِلْحُكَمَاءِ الْعَارِفِينَ بِالأَزْمِنَةِ، لأَنَّهُ هكَذَا كَانَ أَمْرُ الْمَلِكِ نَحْوَ جَمِيعِ الْعَارِفِينَ بِالسُّنَّةِ وَالْقَضَاءِ، 14وَكَانَ الْمُقَرِّبُونَ إِلَيْهِ كَرْشَنَا وَشِيثَارَ وَأَدْمَاثَا وَتَرْشِيشَ وَمَرَسَ وَمَرْسَنَا وَمَمُوكَانَ، سَبْعَةَ رُؤَسَاءِ فَارِسَ وَمَادِي الَّذِينَ يَرَوْنَ وَجْهَ الْمَلِكِ وَيَجْلِسُونَ أَوَّلاً فِي الْمُلْكِ: 15 «حَسَبَ السُّنَّةِ، مَاذَا يُعْمَلُ بِالْمَلِكَةِ وَشْتِي لأَنَّهَا لَمْ تَعْمَلْ كَقَوْلِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ عَنْ يَدِ الْخِصْيَانِ؟» 16فَقَالَ مَمُوكَانُ أَمَامَ الْمَلِكِ وَالرُّؤَسَاءِ: «لَيْسَ إِلَى الْمَلِكِ وَحْدَهُ أَذْنَبَتْ وَشْتِي الْمَلِكَةُ، بَلْ إِلَى جَمِيعِ الرُّؤَسَاءِ وَجَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ فِي كُلِّ بُلْدَانِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ. 17لأَنَّهُ سَوْفَ يَبْلُغُ خَبَرُ الْمَلِكَةِ إِلَى جَمِيعِ النِّسَاءِ، حَتَّى يُحْتَقَرَ أَزْوَاجُهُنَّ فِي أَعْيُنِهِنَّ عِنْدَمَا يُقَالُ: إِنَّ الْمَلِكَ أَحَشْوِيرُوشَ أَمَرَ أَنْ
(يُتْبَعُ)
(/)
يُؤْتَى بِوَشْتِي الْمَلِكَةِ إِلَى أَمَامِهِ فَلَمْ تَأْتِ. 18وَفِي هذَا الْيَوْمِ تَقُولُهُ رَئِيسَاتُ فَارِسَ وَمَادِي اللَّوَاتِي سَمِعْنَ خَبَرَ الْمَلِكَةِ لِجَمِيعِ رُؤَسَاءِ الْمَلِكِ. وَمِثْلُ ذلِكَ احْتِقَارٌ وَغَضَبٌ. 19فَإِذَا حَسُنَ عِنْدَ الْمَلِكِ، فَلْيَخْرُجْ أَمْرٌ مَلِكِيٌّ مِنْ عِنْدِهِ، وَلْيُكْتَبْ فِي سُنَنِ فَارِسَ وَمَادِي فَلاَ يَتَغَيَّرَ، أَنْ لاَ تَأْتِ وَشْتِي إِلَى أَمَامِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ، وَلْيُعْطِ الْمَلِكُ مُلْكَهَا لِمَنْ هِيَ أَحْسَنُ مِنْهَا. 20فَيُسْمَعُ أَمْرُ الْمَلِكِ الَّذِي يُخْرِجُهُ فِي كُلِّ مَمْلَكَتِهِ لأَنَّهَا عَظِيمَةٌ، فَتُعْطِي جَمِيعُ النِّسَاءِ الْوَقَارَ لأَزْوَاجِهِنَّ مِنَ الْكَبِيرِ إِلَى الصَّغِيرِ». 21فَحَسُنَ الْكَلاَمُ فِي أَعْيُنِ الْمَلِكِ وَالرُّؤَسَاءِ، وَعَمِلَ الْمَلِكُ حَسَبَ قَوْلِ مَمُوكَانَ. 22وَأَرْسَلَ كُتُبًا إِلَى كُلِّ بُلْدَانِ الْمَلِكِ، إِلَى كُلِّ بِلاَدٍ حَسَبَ كِتَابَتِهَا، وَإِلَى كُلِّ شَعْبٍ حَسَبَ لِسَانِهِ، لِيَكُونَ كُلُّ رَجُل مُتَسَلِّطًا فِي بَيْتِهِ، وَيُتَكَلَّمَ بِذلِكَ بِلِسَانِ شَعْبِهِ. 1بَعْدَ هذِهِ الأُمُورِ لَمَّا خَمِدَ غَضَبُ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ، ذَكَرَ وَشْتِي وَمَا عَمِلَتْهُ وَمَا حُتِمَ بِهِ عَلَيْهَا. 2فَقَالَ غِلْمَانُ الْمَلِكِ الَّذِينَ يَخْدِمُونَهُ: «لِيُطْلَبْ لِلْمَلِكِ فَتَيَاتٌ عَذَارَى حَسَنَاتُ الْمَنْظَرِ، 3وَلْيُوَكِّلِ الْمَلِكُ وُكَلاَءَ فِي كُلِّ بِلاَدِ مَمْلَكَتِهِ لِيَجْمَعُوا كُلَّ الْفَتَيَاتِ الْعَذَارَى الْحَسَنَاتِ الْمَنْظَرِ إِلَى شُوشَنَ الْقَصْرِ، إِلَى بَيْتِ النِّسَاءِ، إِلَى يَدِ هَيْجَايَ خَصِيِّ الْمَلِكِ حَارِسِ النِّسَاءِ، وَلْيُعْطَيْنَ أَدْهَانَ عِطْرِهِنَّ. 4وَالْفَتَاةُ الَّتِي تَحْسُنُ فِي عَيْنَيِ الْمَلِكِ، فَلْتَمْلُكْ مَكَانَ وَشْتِي». فَحَسُنَ الْكَلاَمُ فِي عَيْنَيِ الْمَلِكِ، فَعَمِلَ هكَذَا.
5كَانَ فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ رَجُلٌ يَهُودِيٌّ اسْمُهُ مُرْدَخَايُ بْنُ يَائِيرَ بْنِ شَمْعِي بْنِ قَيْسٍ، رَجُلٌ يَمِينِيٌّ، 6قَدْ سُبِيَ مِنْ أُورُشَلِيمَ مَعَ السَّبْيِ الَّذِي سُبِيَ مَعَ يَكُنْيَا مَلِكِ يَهُوذَا الَّذِي سَبَاهُ نَبُوخَذْنَصَّرُ مَلِكُ بَابَِلَ. 7وَكَانَ مُرَبِّيًا لِهَدَسَّةَ أَيْ أَسْتِيرَ بِنْتِ عَمِّهِ، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهَا أَبٌ وَلاَ أُمٌّ. وَكَانَتِ الْفَتَاةُ جَمِيلَةَ الصُّورَةِ وَحَسَنَةَ الْمَنْظَرِ، وَعِنْدَ مَوْتِ أَبِيهَا وَأُمِّهَا اتَّخَذَهَا مُرْدَخَايُ لِنَفْسِهِ ابْنَةً. 8فَلَمَّا سُمِعَ كَلاَمُ الْمَلِكِ وَأَمْرُهُ، وَجُمِعَتْ فَتَيَاتٌ كَثِيرَاتٌ إِلَى شُوشَنَ الْقَصْرِ إِلَى يَدِ هَيْجَايَ، أُخِذَتْ أَسْتِيرُ إِلَى بَيْتِ الْمَلِكِ إِلَى يَدِ هَيْجَايَ حَارِسِ النِّسَاءِ. 9وَحَسُنَتِ الْفَتَاةُ فِي عَيْنَيْهِ وَنَالَتْ نِعْمَةً بَيْنَ يَدَيْهِ، فَبَادَرَ بِأَدْهَانِ عِطْرِهَا وَأَنْصِبَتِهَا لِيَعْطِيَهَا إِيَّاهَا مَعَ السَّبْعِ الْفَتَيَاتِ الْمُخْتَارَاتِ لِتُعْطَى لَهَا مِنْ بَيْتِ الْمَلِكِ، وَنَقَلَهَا مَعَ فَتَيَاتِهَا إِلَى أَحْسَنِ مَكَانٍ فِي بَيْتِ النِّسَاءِ. 10وَلَمْ تُخْبِرْ أَسْتِيرُ عَنْ شَعْبِهَا وَجِنْسِهَا لأَنَّ مُرْدَخَايَ أَوْصَاهَا أَنْ لاَ تُخْبِرَ. 11وَكَانَ مُرْدَخَايُ يَتَمَشَّى يَوْمًا فَيَوْمًا أَمَامَ دَارِ بَيْتِ النِّسَاءِ، لِيَسْتَعْلِمَ عَنْ سَلاَمَةِ أَسْتِيرَ وَعَمَّا يُصْنَعُ بِهَا. 12وَلَمَّا بَلَغَتْ نَوْبَةُ فَتَاةٍ فَفَتَاةٍ لِلدُّخُولِ إِلَى الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ بَعْدَ أَنْ يَكُونَ لَهَا حَسَبَ سُنَّةِ النِّسَاءِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، لأَنَّهُ هكَذَا كَانَتْ تُكْمَلُ أَيَّامُ تَعَطُّرِهِنَّ، سِتَّةَ أَشْهُرٍ بِزَيْتِ الْمُرِّ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ بِالأَطْيَابِ وَأَدْهَانِ تَعَطُّرِ النِّسَاءِ. 13وَهكَذَا كَانَتَ كُلُّ فَتَاةٍ تَدْخُلُ إِلَى الْمَلِكِ. وَكُلُّ مَا قَالَتْ عَنْهُ أُعْطِيَ لَهَا لِلدُّخُولِ مَعَهَا مِنْ بَيْتِ النِّسَاءِ إِلَى بَيْتِ الْمَلِكِ. 14فِي الْمَسَاءِ دَخَلَتْ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَفِي الصَّبَاحِ رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِ النِّسَاءِ الثَّانِي إِلَى يَدِ شَعَشْغَازَ خَصِيِّ الْمَلِكِ حَارِسِ السَّرَارِيِّ. لَمْ تَعُدْ تَدْخُلْ إِلَى الْمَلِكِ إِلاَّ إِذَا سُرَّ بِهَا الْمَلِكُ وَدُعِيَتْ بِاسْمِهَا.
15وَلَمَّا بَلَغَتْ نَوْبَةُ أَسْتِيرَ ابْنَةِ أَبَيِحَائِلَ عَمِّ مُرْدَخَايَ الَّذِي اتَّخَذَهَا لِنَفْسِهِ ابْنَةً لِلدُّخُولِ إِلَى الْمَلِكِ، لَمْ تَطْلُبْ شَيْئًا إِلاَّ مَا قَالَ عَنْهُ هَيْجَايُ خَصِيُّ الْمَلِكِ حَارِسُ النِّسَاءِ. وَكَانَتْ أَسْتِيرُ تَنَالُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْ كُلِّ مَنْ رَآهَا. 16وَأُخِذَتْ أَسْتِيرُ إِلَى الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ إِلَى بَيْتِ مُلْكِهِ فِي الشَّهْرِ الْعَاشِرِ، هُوَ شَهْرُ طِيبِيتَ، فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ لِمُلْكِهِ. 17فَأَحَبَّ الْمَلِكُ أَسْتِيرَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النِّسَاءِ، وَوَجَدَتْ نِعْمَةً وَإِحْسَانًا قُدَّامَهُ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ الْعَذَارَى، فَوَضَعَ تَاجَ الْمُلْكِ عَلَى رَأْسِهَا وَمَلَّكَهَا مَكَانَ وَشْتِي. 18وَعَمِلَ الْمَلِكُ وَلِيمَةً عَظِيمَةً لِجَمِيعِ رُؤَسَائِهِ وَعَبِيدِهِ، وَلِيمَةَ أَسْتِيرَ. وَعَمِلَ رَاحَةً لِلْبِلاَدِ وَأَعْطَى عَطَايَا حَسَبَ كَرَمِ الْمَلِكِ. 19وَلَمَّا جُمِعَتِ الْعَذَارَى ثَانِيَةً كَانَ مُرْدَخَايُ جَالِسًا بِبَابِ الْمَلِكِ. 20وَلَمْ تَكُنْ أَسْتِيرُ أَخْبَرَتْ عَنْ جِنْسِهَا وَشَعْبِهَا كَمَا أَوْصَاهَا مُرْدَخَايُ. وَكَانَتْ أَسْتِيرُ تَعْمَلُ حَسَبَ قَوْلِ مُرْدَخَايَ كَمَا كَانَتْ فِي تَرْبِيَتِهَا عِنْدَهُ ... إلخ". وللقارئ أن يتخيل ماذا يمكن أن تفعله فتاة يهودية رُبِّيَتْ بهذه الطريقة لمثل ذلك اليوم وجاء الآن وقت تقديمها للملك وليمة ساخنة تُسِيل اللعاب وتفغر الأفواه وتجعل العيون تخرج من محاجرها. وبالمناسبة فاليهود يعدونها من بطلاتهم، وكذلك الكتاب المقدس. أنعم وأكرم! هكذا تكون قصص الكتب المقدسة، وإلا فلا!
أما ما يقوله الرب نفسه لحزقيال النبى فى السِّفْر المسمى باسمه فهو أشنع. يقول ذلك النبى: "1وَكَانَتْ إِلَيَّ كَلِمَةُ الرَّبِّ قَائِلَةً: 2 «يَا ابْنَ آدَمَ، عَرِّفْ أُورُشَلِيمَ بِرَجَاسَاتِهَا، 3وَقُلْ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ لأُورُشَلِيمَ: مَخْرَجُكِ وَمَوْلِدُكِ مِنْ أَرْضِ كَنْعَانَ. أَبُوكِ أَمُورِيٌّ وَأُمُّكِ حِثِّيَّةٌ. 4أَمَّا مِيلاَدُكِ يَوْمَ وُلِدْتِ فَلَمْ تُقْطَعْ سُرَّتُكِ، وَلَمْ تُغْسَلِي بِالْمَاءِ لِلتَّنَظُّفِ، وَلَمْ تُمَلَّحِي تَمْلِيحًا، وَلَمْ تُقَمَّطِي تَقْمِيطًا. 5لَمْ تَشْفُقْ عَلَيْكِ عَيْنٌ لِتَصْنَعَ لَكِ وَاحِدَةً مِنْ هذِهِ لِتَرِقَّ لَكِ، بَلْ طُرِحْتِ عَلَى وَجْهِ الْحَقْلِ بِكَرَاهَةِ نَفْسِكِ يَوْمَ وُلِدْتِ. 6فَمَرَرْتُ بِكِ وَرَأَيْتُكِ مَدُوسَةً بِدَمِكِ، فَقُلْتُ لَكِ: بِدَمِكِ عِيشِي، قُلْتُ لَكِ: بِدَمِكِ عِيشِي. 7جَعَلْتُكِ رَبْوَةً كَنَبَاتِ الْحَقْلِ، فَرَبَوْتِ وَكَبُرْتِ، وَبَلَغْتِ زِينَةَ الأَزْيَانِ. نَهَدَ ثَدْيَاكِ، وَنَبَتَ شَعْرُكِ وَقَدْ كُنْتِ عُرْيَانَةً وَعَارِيَةً. 8فَمَرَرْتُ بِكِ وَرَأَيْتُكِ، وَإِذَا زَمَنُكِ زَمَنُ الْحُبِّ. فَبَسَطْتُ ذَيْلِي عَلَيْكِ وَسَتَرْتُ عَوْرَتَكِ، وَحَلَفْتُ لَكِ، وَدَخَلْتُ مَعَكِ فِي عَهْدٍ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، فَصِرْتِ لِي. 9فَحَمَّمْتُكِ بِالْمَاءِ، وَغَسَلْتُ عَنْكِ دِمَاءَكِ، وَمَسَحْتُكِ بِالزَّيْتِ، 10وَأَلْبَسْتُكِ مُطَرَّزَةً، وَنَعَلْتُكِ بِالتُّخَسِ، وَأَزَّرْتُكِ بِالْكَتَّانِ، وَكَسَوْتُكِ بَزًّا، 11وَحَلَّيْتُكِ بِالْحُلِيِّ، فَوَضَعْتُ أَسْوِرَةً فِي يَدَيْكِ وَطَوْقًا فِي عُنُقِكِ. 12وَوَضَعْتُ خِزَامَةً فِي أَنْفِكِ وَأَقْرَاطًا فِي أُذُنَيْكِ وَتَاجَ جَمَال عَلَى رَأْسِكِ. 13فَتَحَلَّيْتِ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَلِبَاسُكِ الْكَتَّانُ وَالْبَزُّ وَالْمُطَرَّزُ. وَأَكَلْتِ السَّمِيذَ وَالْعَسَلَ وَالزَّيْتَ، وَجَمُلْتِ جِدًّا جِدًّا، فَصَلُحْتِ لِمَمْلَكَةٍ. 14وَخَرَجَ لَكِ اسْمٌ فِي الأُمَمِ لِجَمَالِكِ، لأَنَّهُ كَانَ كَامِلاً بِبَهَائِي الَّذِي جَعَلْتُهُ عَلَيْكِ، يَقُولُ
(يُتْبَعُ)
(/)
السَّيِّدُ الرَّبُّ.
15 «فَاتَّكَلْتِ عَلَى جَمَالِكِ، وَزَنَيْتِ عَلَى اسْمِكِ، وَسَكَبْتِ زِنَاكِ عَلَى كُلِّ عَابِرٍ فَكَانَ لَهُ. 16وَأَخَذْتِ مِنْ ثِيَابِكِ وَصَنَعْتِ لِنَفْسِكِ مُرْتَفَعَاتٍ مُوَشَّاةٍ، وَزَنَيْتِ عَلَيْهَا. أَمْرٌ لَمْ يَأْتِ وَلَمْ يَكُنْ. 17وَأَخَذْتِ أَمْتِعَةَ زِينَتِكِ مِنْ ذَهَبِي وَمِنْ فِضَّتِي الَّتِي أَعْطَيْتُكِ، وَصَنَعْتِ لِنَفْسِكِ صُوَرَ ذُكُورٍ وَزَنَيْتِ بِهَا. 18وَأَخَذْتِ ثِيَابَكِ الْمُطَرَّزَةَ وَغَطَّيْتِهَا بِهَا، وَوَضَعْتِ أَمَامَهَا زَيْتِي وَبَخُورِي. 19وَخُبْزِي الَّذِي أَعْطَيْتُكِ، السَّمِيذَ وَالزَّيْتَ وَالْعَسَلَ الَّذِي أَطْعَمْتُكِ، وَضَعْتِهَا أَمَامَهَا رَائِحَةَ سُرُورٍ. وَهكَذَا كَانَ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.
20 «أَخَذْتِ بَنِيكِ وَبَنَاتِكِ الَّذِينَ وَلَدْتِهِمْ لِي، وَذَبَحْتِهِمْ لَهَا طَعَامًا. أَهُوَ قَلِيلٌ مِنْ زِنَاكِ 21أَنَّكِ ذَبَحْتِ بَنِيَّ وَجَعَلْتِهِمْ يَجُوزُونَ فِي النَّارِ لَهَا؟ 22وَفِي كُلِّ رَجَاسَاتِكِ وَزِنَاكِ لَمْ تَذْكُرِي أَيَّامَ صِبَاكِ، إِذْ كُنْتِ عُرْيَانَةً وَعَارِيَةً وَكُنْتِ مَدُوسَةً بِدَمِكِ. 23وَكَانَ بَعْدَ كُلِّ شَرِّكِ. وَيْلٌ، وَيْلٌ لَكِ! يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، 24أَنَّكِ بَنَيْتِ لِنَفْسِكِ قُبَّةً وَصَنَعْتِ لِنَفْسِكِ مُرْتَفَعَةً فِي كُلِّ شَارِعٍ. 25فِي رَأْسِ كُلِّ طَرِيق بَنَيْتِ مُرْتَفَعَتَكِ وَرَجَّسْتِ جَمَالَكِ، وَفَرَّجْتِ رِجْلَيْكِ لِكُلِّ عَابِرٍ وَأَكْثَرْتِ زِنَاكِ. 26وَزَنَيْتِ مَعَ جِيرَانِكِ بَنِي مِصْرَ الْغِلاَظِ اللَّحْمِ، وَزِدْتِ فِي زِنَاكِ لإِغَاظَتِي.
27 «فَهأَنَذَا قَدْ مَدَدْتُ يَدِي عَلَيْكِ، وَمَنَعْتُ عَنْكِ فَرِيضَتَكِ، وَأَسْلَمْتُكِ لِمَرَامِ مُبْغِضَاتِكِ، بَنَاتِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، اللَّوَاتِي يَخْجَلْنَ مِنْ طَرِيقِكِ الرَّذِيلَةِ. 28وَزَنَيْتِ مَعَ بَنِي أَشُّورَ، إِذْ كُنْتِ لَمْ تَشْبَعِي فَزَنَيْتِ بِهِمْ، وَلَمْ تَشْبَعِي أَيْضًا. 29وَكَثَّرْتِ زِنَاكِ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ إِلَى أَرْضِ الْكَلْدَانِيِّينَ، وَبِهذَا أَيْضًا لَمْ تَشْبَعِي. 30مَا أَمْرَضَ قَلْبَكِ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إِذْ فَعَلْتِ كُلَّ هذَا فِعْلَ امْرَأَةٍ زَانِيَةٍ سَلِيطَةٍ، 31بِبِنَائِكِ قُبَّتَكِ فِي رَأْسِ كُلِّ طَرِيق، وَصُنْعِكِ مُرْتَفَعَتَكِ فِي كُلِّ شَارِعٍ. وَلَمْ تَكُونِي كَزَانِيَةٍ، بَلْ مُحْتَقَرةً الأُجْرَةَ. 32أَيَّتُهَا الزَّوْجَةُ الْفَاسِقَةُ، تَأْخُذُ أَجْنَبِيِّينَ مَكَانَ زَوْجِهَا. 33لِكُلِّ الزَّوَانِي يُعْطُونَ هَدِيَّةً، أَمَّا أَنْتِ فَقَدْ أَعْطَيْتِ كُلَّ مُحِبِّيكِ هَدَايَاكِ، وَرَشَيْتِهِمْ لِيَأْتُوكِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ لِلزِّنَا بِكِ. 34وَصَارَ فِيكِ عَكْسُ عَادَةِ النِّسَاءِ فِي زِنَاكِ، إِذْ لَمْ يُزْنَ وَرَاءَكِ، بَلْ أَنْتِ تُعْطِينَ أُجْرَةً وَلاَ أُجْرَةَ تُعْطَى لَكِ، فَصِرْتِ بِالْعَكْسِ.
35 «فَلِذلِكَ يَا زَانِيَةُ اسْمَعِي كَلاَمَ الرَّبِّ: 36هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدْ أُنْفِقَ نُحَاسُكِ وَانْكَشَفَتْ عَوْرَتُكِ بِزِنَاكِ بِمُحِبِّيكِ وَبِكُلِّ أَصْنَامِ رَجَاسَاتِكِ، وَلِدِمَاءِ بَنِيكِ الَّذِينَ بَذَلْتِهِمْ لَهَا، 37لِذلِكَ هأَنَذَا أَجْمَعُ جَمِيعَ مُحِبِّيكِ الَّذِينَ لَذَذْتِ لَهُمْ، وَكُلَّ الَّذِينَ أَحْبَبْتِهِمْ مَعَ كُلِّ الَّذِينَ أَبْغَضْتِهِمْ، فَأَجْمَعُهُمْ عَلَيْكِ مِنْ حَوْلِكِ، وَأَكْشِفُ عَوْرَتَكِ لَهُمْ لِيَنْظُرُوا كُلَّ عَوْرَتِكِ. 38وَأَحْكُمُ عَلَيْكِ أَحْكَامَ الْفَاسِقَاتِ السَّافِكَاتِ الدَّمِ، وَأَجْعَلُكِ دَمَ السَّخْطِ وَالْغَيْرَةِ. 39وَأُسَلِّمُكِ لِيَدِهِمْ فَيَهْدِمُونَ قُبَّتَكِ وَيُهَدِّمُونَ مُرْتَفَعَاتِكِ، وَيَنْزِعُونَ عَنْكِ ثِيَابَكِ، وَيَأْخُذُونَ أَدَوَاتِ زِينَتِكِ، وَيَتْرُكُونَكِ عُرْيَانَةً وَعَارِيَةً. 40وَيُصْعِدُونَ عَلَيْكِ جَمَاعَةً، وَيَرْجُمُونَكِ بِالْحِجَارَةِ وَيَقْطَعُونَكِ بِسُيُوفِهِمْ، 41وَيُحْرِقُونَ بُيُوتَكِ بِالنَّارِ، وَيُجْرُونَ عَلَيْكِ أَحْكَامًا
(يُتْبَعُ)
(/)
قُدَّامَ عُيُونِ نِسَاءٍ كَثِيرَةٍ. وَأَكُفُّكِ عَنِ الزِّنَا، وَأَيْضًا لاَ تُعْطِينَ أُجْرَةً بَعْدُ. 42وَأُحِلُّ غَضَبِي بِكِ فَتَنْصَرِفُ غَيْرَتِي عَنْكِ، فَأَسْكُنُ وَلاَ أَغْضَبُ بَعْدُ. 43مِنْ أَجْلِ أَنَّكِ لَمْ تَذْكُرِي أَيَّامَ صِبَاكِ، بَلْ أَسْخَطْتِنِي فِي كُلِّ هذِهِ، فَهأَنَذَا أَيْضًا أَجْلِبُ طَرِيقَكِ عَلَى رَأْسِكِ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، فَلاَ تَفْعَلِينَ هذِهِ الرَّذِيلَةَ فَوْقَ رَجَاسَاتِكِ كُلِّهَا ...
1وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلاً: 2 «يَا ابْنَ آدَمَ، كَانَ امْرَأَتَانِ ابْنَتَا أُمٍّ وَاحِدَةٍ، 3وَزَنَتَا بِمِصْرَ. فِي صِبَاهُمَا زَنَتَا. هُنَاكَ دُغْدِغَتْ ثُدِيُّهُمَا، وَهُنَاكَ تَزَغْزَغَتْ تَرَائِبُ عُذْرَتِهِمَا. 4وَاسْمُهُمَا: أُهُولَةُ الْكَبِيرَةُ، وَأُهُولِيبَةُ أُخْتُهَا. وَكَانَتَا لِي، وَوَلَدَتَا بَنِينَ وَبَنَاتٍ. وَاسْمَاهُمَا: السَّامِرَةُ «أُهُولَةُ»، وَأُورُشَلِيمُ «أُهُولِيبَةُ». 5وَزَنَتْ أُهُولَةُ مِنْ تَحْتِي وَعَشِقَتْ مُحِبِّيهَا، أَشُّورَ الأَبْطَالَ 6اللاَّبِسِينَ الأَسْمَانْجُونِيَّ وُلاَةً وَشِحَنًا، كُلُّهُمْ شُبَّانُ شَهْوَةٍ، فُرْسَانٌ رَاكِبُونَ الْخَيْلَ. 7فَدَفَعَتْ لَهُمْ عُقْرَهَا لِمُخْتَارِي بَنِي أَشُّورَ كُلِّهِمْ، وَتَنَجَّسَتْ بِكُلِّ مَنْ عَشِقَتْهُمْ بِكُلِّ أَصْنَامِهِمْ. 8وَلَمْ تَتْرُكْ زِنَاهَا مِنْ مِصْرَ أَيْضًا، لأَنَّهُمْ ضَاجَعُوهَا فِي صِبَاهَا، وَزَغْزَغُوا تَرَائِبَ عِذْرَتِهَا وَسَكَبُوا عَلَيْهَا زِنَاهُمْ. 9لِذلِكَ سَلَّمْتُهَا لِيَدِ عُشَّاقِهَا، لِيَدِ بَنِي أَشُّورَ الَّذِينَ عَشِقَتْهُمْ. 10هُمْ كَشَفُوا عَوْرَتَهَا. أَخَذُوا بَنِيهَا وَبَنَاتِهَا، وَذَبَحُوهَا بِالسَّيْفِ، فَصَارَتْ عِبْرَةً لِلنِّسَاءِ. وَأَجْرَوْا عَلَيْهَا حُكْمًا.
11 «فَلَمَّا رَأَتْ أُخْتُهَا أُهُولِيبَةُ ذلِكَ أَفْسَدَتْ فِي عِشْقِهَا أَكْثَرَ مِنْهَا، وَفِي زِنَاهَا أَكْثَرَ مِنْ زِنَا أُخْتِهَا. 12عَشِقَتْ بَنِي أَشُّورَ الْوُلاَةَ وَالشِّحَنَ الأَبْطَالَ اللاَّبِسِينَ أَفْخَرَ لِبَاسٍ، فُرْسَانًا رَاكِبِينَ الْخَيْلَ كُلُّهُمْ شُبَّانُ شَهْوَةٍ. 13فَرَأَيْتُ أَنَّهَا قَدْ تَنَجَّسَتْ، وَلِكِلْتَيْهِمَا طَرِيقٌ وَاحِدَةٌ. 14وَزَادَتْ زِنَاهَا. وَلَمَّا نَظَرَتْ إِلَى رِجَال مُصَوَّرِينَ عَلَى الْحَائِطِ، صُوَرُ الْكَلْدَانِيِّينَ مُصَوَّرَةًٍ بِمُغْرَةٍ، 15مُنَطَّقِينَ بِمَنَاطِقَ عَلَى أَحْقَائِهِمْ، عَمَائِمُهُمْ مَسْدُولَةٌ عَلَى رُؤُوسِهِمْ. كُلُّهُمْ فِي الْمَنْظَرِ رُؤَسَاءُ مَرْكَبَاتٍ شِبْهُ بَنِي بَابِلَ الْكَلْدَانِيِّينَ أَرْضُ مِيلاَدِهِمْ، 16عَشِقَتْهُمْ عِنْدَ لَمْحِ عَيْنَيْهَا إِيَّاهُمْ، وَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِمْ رُسُلاً إِلَى أَرْضِ الْكَلْدَانِيِّينَ. 17فَأَتَاهَا بَنُو بَابِلَ فِي مَضْجَعِ الْحُبِّ وَنَجَّسُوهَا بِزِنَاهُمْ، فَتَنَجَّسَتْ بِهِمْ، وجَفَتْهُمْ نَفْسُهَا. 18وَكَشَفَتْ زِنَاهَا وَكَشَفَتْ عَوْرَتَهَا، فَجَفَتْهَا نَفْسِي، كَمَا جَفَتْ نَفْسِي أُخْتَهَا. 19وَأَكْثَرَتْ زِنَاهَا بِذِكْرِهَا أَيَّامَ صِبَاهَا الَّتِي فِيهَا زَنَتْ بِأَرْضِ مِصْرَ. 20وَعَشِقَتْ مَعْشُوقِيهِمِ الَّذِينَ لَحْمُهُمْ كَلَحْمِ الْحَمِيرِ وَمَنِيُّهُمْ كَمَنِيِّ الْخَيْلِ. 21وَافْتَقَدْتِ رَذِيلَةَ صِبَاكِ بِزَغْزَغَةِ الْمِصْرِيِّينَ تَرَائِبَكِ لأَجْلِ ثَدْيِ صِبَاكِ".
بالله أهذا إله؟ يا له إذن من إله مسكين مرغت زوجته شرفه فى الرَّغَام، وهو لا يستطيع إزاءها شيئا إلا أن ينهال عليها، والزَّبَد يتطاير من فمه، بالشتائم البذيئة التى لا تقدم ولا تؤخر لأنها فعلت وتفعل وسوف تفعل كل ما يحلو لها رغم هذا الغضب الذى لا يصلح لشىء إلا أن يبله صاحبه فى كوب من الماء ويشربه على الريق. وعلى رأى المثل العربى: "أوسعتُهم شتما وفازوا بالإبل"! أما البذاءات والشتائم المنتقاة وهتك الأستار عن السُّرَر والأثداء والأفخاذ والكلام عن العشاق ومَنِىّ الخيول والزغزغات والقرصات والوشوشات والتأوهات ومناظر الإستربتيز المخجلة فهو كلام العاجز الذى لا يجنى شيئا من وراء ذلك إلا فضح نفسه
(يُتْبَعُ)
(/)
وأهل بيته وتسميع الدنيا كلها بما حصل، وما حصل قد وصل، والحكاية كلها بَصَل!
وإ ذا كان هذا هو كلام الرب فما الذى يُنْتَظَر أن يكون عليه كلام أحد أنبياء ذلك الرب؟ الحق أنه ما من موقف كهذا الموقف يصدق عليه قول الشاعر:
إذا كان رب البيت بالدف ضاربا* فشيمة أهل البيت كلهم الرقصُ
والواقع أنه ليس رقصا فحسب، بل أشياء تتجاوز الرقص بأزمان. على أية حال فلنقرأ بعضا مما ينسبونه إلى نبى الله الكريم عليه الصلاة والسلام، وهو من مفتتح سفر "نشيد الأنشاد" خبط لزق: "1نَشِيدُ الأَنْشَادِ الَّذِي لِسُلَيْمَانَ: 2لِيُقَبِّلْنِي بِقُبْلاَتِ فَمِهِ، لأَنَّ حُبَّكَ أَطْيَبُ مِنَ الْخَمْرِ. 3لِرَائِحَةِ أَدْهَانِكَ الطَّيِّبَةِ. اسْمُكَ دُهْنٌ مُهْرَاقٌ، لِذلِكَ أَحَبَّتْكَ الْعَذَارَى. 4اُجْذُبْنِي وَرَاءَكَ فَنَجْرِيَ. أَدْخَلَنِي الْمَلِكُ إِلَى حِجَالِهِ. نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ بِكَ. نَذْكُرُ حُبَّكَ أَكْثَرَ مِنَ الْخَمْرِ. بِالْحَقِّ يُحِبُّونَكَ.
5أَنَا سَوْدَاءُ وَجَمِيلَةٌ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ، كَخِيَامِ قِيدَارَ، كَشُقَقِ سُلَيْمَانَ. 6لاَ تَنْظُرْنَ إِلَيَّ لِكَوْنِي سَوْدَاءَ، لأَنَّ الشَّمْسَ قَدْ لَوَّحَتْنِي. بَنُو أُمِّي غَضِبُوا عَلَيَّ. جَعَلُونِي نَاطُورَةَ الْكُرُومِ. أَمَّا كَرْمِي فَلَمْ أَنْطُرْهُ. 7أَخْبِرْنِي يَا مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي، أَيْنَ تَرْعَى، أَيْنَ تُرْبِضُ عِنْدَ الظَّهِيرَةِ. لِمَاذَا أَنَا أَكُونُ كَمُقَنَّعَةٍ عِنْدَ قُطْعَانِ أَصْحَابِكَ؟
8إِنْ لَمْ تَعْرِفِي أَيَّتُهَا الْجَمِيلَةُ بَيْنَ النِّسَاءِ، فَاخْرُجِي عَلَى آثَارِ الْغَنَمِ، وَارْعَيْ جِدَاءَكِ عِنْدَ مَسَاكِنِ الرُّعَاةِ.
9لَقَدْ شَبَّهْتُكِ يَا حَبِيبَتِي بِفَرَسٍ فِي مَرْكَبَاتِ فِرْعَوْنَ. 10مَا أَجْمَلَ خَدَّيْكِ بِسُمُوطٍ، وَعُنُقَكِ بِقَلاَئِدَ! 11نَصْنَعُ لَكِ سَلاَسِلَ مِنْ ذَهَبٍ مَعَ جُمَانٍ مِنْ فِضَّةٍ.
12مَا دَامَ الْمَلِكُ فِي مَجْلِسِهِ أَفَاحَ نَارِدِينِي رَائِحَتَهُ. 13صُرَّةُ الْمُرِّ حَبِيبِي لِي. بَيْنَ ثَدْيَيَّ يَبِيتُ. 14طَاقَةُ فَاغِيَةٍ حَبِيبِي لِي فِي كُرُومِ عَيْنِ جَدْيٍ.
15هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ يَا حَبِيبَتِي، هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ. عَيْنَاكِ حَمَامَتَانِ.
16هَا أَنْتَ جَمِيلٌ يَا حَبِيبِي وَحُلْوٌ، وَسَرِيرُنَا أَخْضَرُ.
17جَوَائِزُ بَيْتِنَا أَرْزٌ، وَرَوَافِدُنَا سَرْوٌ.
1أَنَا نَرْجِسُ شَارُونَ، سَوْسَنَةُ الأَوْدِيَةِ.
2كَالسَّوْسَنَةِ بَيْنَ الشَّوْكِ كَذلِكَ حَبِيبَتِي بَيْنَ الْبَنَاتِ.
3كَالتُّفَّاحِ بَيْنَ شَجَرِ الْوَعْرِ كَذلِكَ حَبِيبِي بَيْنَ الْبَنِينَ. تَحْتَ ظِلِّهِ اشْتَهَيْتُ أَنْ أَجْلِسَ، وَثَمَرَتُهُ حُلْوَةٌ لِحَلْقِي. 4أَدْخَلَنِي إِلَى بَيْتِ الْخَمْرِ، وَعَلَمُهُ فَوْقِي مَحَبَّةٌ. 5أَسْنِدُونِي بِأَقْرَاصِ الزَّبِيبِ. أَنْعِشُونِي بِالتُّفَّاحِ، فَإِنِّي مَرِيضَةٌ حُبًّا. 6شِمَالُهُ تَحْتَ رَأْسِي وَيَمِينُهُ تُعَانِقُنِي. 7أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ بِالظِّبَاءِ وَبِأَيَائِلِ الْحُقُولِ، أَلاَّ تُيَقِّظْنَ وَلاَ تُنَبِّهْنَ الْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ.
8صَوْتُ حَبِيبِي. هُوَذَا آتٍ طَافِرًا عَلَى الْجِبَالِ، قَافِزًا عَلَى التِّلاَلِ. 9حَبِيبِي هُوَ شَبِيهٌ بِالظَّبْيِ أَوْ بِغُفْرِ الأَيَائِلِ. هُوَذَا وَاقِفٌ وَرَاءَ حَائِطِنَا، يَتَطَلَّعُ مِنَ الْكُوَى، يُوَصْوِصُ مِنَ الشَّبَابِيكِ.
10أَجَابَ حَبِيبِي وَقَالَ لِي: «قُومِي يَا حَبِيبَتِي، يَا جَمِيلَتِي وَتَعَالَيْ. 11لأَنَّ الشِّتَاءَ قَدْ مَضَى، وَالْمَطَرَ مَرَّ وَزَالَ. 12الزُّهُورُ ظَهَرَتْ فِي الأَرْضِ. بَلَغَ أَوَانُ الْقَضْبِ، وَصَوْتُ الْيَمَامَةِ سُمِعَ فِي أَرْضِنَا. 13التِّينَةُ أَخْرَجَتْ فِجَّهَا، وَقُعَالُ الْكُرُومِ تُفِيحُ رَائِحَتَهَا. قُومِي يَا حَبِيبَتِي، يَا جَمِيلَتِي وَتَعَالَيْ.
14يَا حَمَامَتِي فِي مَحَاجِئِ الصَّخْرِ، فِي سِتْرِ الْمَعَاقِلِ، أَرِينِي وَجْهَكِ، أَسْمِعِينِي صَوْتَكِ، لأَنَّ صَوْتَكِ لَطِيفٌ وَوَجْهَكِ جَمِيلٌ.
(يُتْبَعُ)
(/)
15خُذُوا لَنَا الثَّعَالِبَ، الثَّعَالِبَ الصِّغَارَ الْمُفْسِدَةَ الْكُرُومِ، لأَنَّ كُرُومَنَا قَدْ أَقْعَلَتْ.
16حَبِيبِي لِي وَأَنَا لَهُ. الرَّاعِي بَيْنَ السَّوْسَنِ. 17إِلَى أَنْ يَفِيحَ النَّهَارُ وَتَنْهَزِمَ الظِّلاَلُ، ارْجعْ وَأَشْبِهْ يَا حَبِيبِي الظَّبْيَ أَوْ غُفْرَ الأَيَائِلِ عَلَى الْجِبَالِ الْمُشَعَّبَةِ.
1فِي اللَّيْلِ عَلَى فِرَاشِي طَلَبْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي. طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ. 2إِنِّي أَقُومُ وَأَطُوفُ فِي الْمَدِينَةِ، فِي الأَسْوَاقِ وَفِي الشَّوَارِعِ، أَطْلُبُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي. طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ. 3وَجَدَنِي الْحَرَسُ الطَّائِفُ فِي الْمَدِينَةِ، فَقُلْتُ: «أَرَأَيْتُمْ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي؟» 4فَمَا جَاوَزْتُهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً حَتَّى وَجَدْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي، فَأَمْسَكْتُهُ وَلَمْ أَرْخِهِ، حَتَّى أَدْخَلْتُهُ بَيْتَ أُمِّي وَحُجْرَةَ مَنْ حَبِلَتْ بِي. 5أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ بِالظِّبَاءِ وَبِأَيَائِلِ الْحَقْلِ، أَلاَّ تُيَقِّظْنَ وَلاَ تُنَبِّهْنَ الْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ ... إلخ".
والعجيب أن النصارى يقولون إن هذا العهر هو خطاب من السيد المسيح للكنيسة. فأين المسيح من سليمان؟ وأين الكنيسة من تلك العاهرة الشبقة المغتلمة التى لا تستطيع البقاء فى بيتها حتى يأتيها حبيبها فيخطبها من أبيها، وبعدها فلتفعل ساعتها معه ما تشاء، بل تدور وراءه على حَلّ شعرها تعرض عليه نفسها وجسدها بوقاحة تخطت وقاحة العاهرات المومسات؟ كذلك أين العهد القديم من الأناجيل التى ألفها بعضهم فى سيرة السيد المسيح؟ إن بين هذا وذاك مسيرة طويلة تقاس بالقرون، إذ لم يكن هناك وقتها لا مسيح ولا كنيسة ولا أناجيل ولا يحزنون. وأصحاب العهد القديم الذى فيه "نشيد الأنشاد"، وهم اليهود، يضحكون ملء أشداقهم وأكمامهم حين يسمعون هذا التفسير البزرميط الذى لا يخطر لعاقل، ولا حتى لمجنون، على بال!
على أن البذاءة فى الكتاب المقدس ليست مقصورة على اللفظ فقط، بل تتعداه إلى سلوك أبطاله. ولقد رأينا نبى الله لوطا يمارس زناالمحارم مع بنتيه، ورأينا نبى الله داود يمارس الزنا والخيانة مع بَتْشَبَع زوجة جاره وقائده الوفى الهمام الذى لم يشفع له عنده وفاؤه ولا شجاعته ولا حرصه عليه وعلى مملكته، فأقدم بكل خسة على انتهاك عرضه، ثم ثنى بالتآمرعليه وقتله حتى يخلو له وجه بتشبع، وهى بالمناسبة أم سليمان صاحب "نشيد الأنشاد"، ومن شابه أمه فما ظلم! وهناك أيضا زنا يهوذا بن يعقوب وأخى يوسف بامرأة ابنه، يا للنذالة والفسق: "1وَحَدَثَ فِي ذلِكَ الزَّمَانِ أَنَّ يَهُوذَا نَزَلَ مِنْ عِنْدِ إِخْوَتِهِ، وَمَالَ إِلَى رَجُل عَدُلاَّمِيٍّ اسْمُهُ حِيرَةُ. 2وَنَظَرَ يَهُوذَا هُنَاكَ ابْنَةَ رَجُل كَنْعَانِيٍّ اسْمُهُ شُوعٌ، فَأَخَذَهَا وَدَخَلَ عَلَيْهَا، 3فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتِ ابْنًا وَدَعَا اسْمَهُ «عِيرًا». 4ثُمَّ حَبِلَتْ أَيْضًا وَوَلَدَتِ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ «أُونَانَ». 5ثُمَّ عَادَتْ فَوَلَدَتْ أَيْضًا ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ «شِيلَةَ». وَكَانَ فِي كَزِيبَ حِينَ وَلَدَتْهُ.
6وَأَخَذَ يَهُوذَا زَوْجَةً لِعِيرٍ بِكْرِهِ اسْمُهَا ثَامَارُ. 7وَكَانَ عِيرٌ بِكْرُ يَهُوذَا شِرِّيرًا فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، فَأَمَاتَهُ الرَّبُّ. 8فَقَالَ يَهُوذَا لأُونَانَ: «ادْخُلْ عَلَى امْرَأَةِ أَخِيكَ وَتَزَوَّجْ بِهَا، وَأَقِمْ نَسْلاً لأَخِيكَ». 9فَعَلِمَ أُونَانُ أَنَّ النَّسْلَ لاَ يَكُونُ لَهُ، فَكَانَ إِذْ دَخَلَ عَلَى امْرَأَةِ أَخِيهِ أَنَّهُ أَفْسَدَ عَلَى الأَرْضِ، لِكَيْ لاَ يُعْطِيَ نَسْلاً لأَخِيهِ. 10فَقَبُحَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ مَا فَعَلَهُ، فَأَمَاتَهُ أَيْضًا. 11فَقَالَ يَهُوذَا لِثَامَارَ كَنَّتِهِ: «اقْعُدِي أَرْمَلَةً فِي بَيْتِ أَبِيكِ حَتَّى يَكْبُرَ شِيلَةُ ابْنِي». لأَنَّهُ قَالَ: «لَعَلَّهُ يَمُوتُ هُوَ أَيْضًا كَأَخَوَيْهِ». فَمَضَتْ ثَامَارُ وَقَعَدَتْ فِي بَيْتِ أَبِيهَا.
(يُتْبَعُ)
(/)
12وَلَمَّا طَالَ الزَّمَانُ مَاتَتِ ابْنَةُ شُوعٍ امْرَأَةُ يَهُوذَا. ثُمَّ تَعَزَّى يَهُوذَا فَصَعِدَ إِلَى جُزَّازِ غَنَمِهِ إِلَى تِمْنَةَ، هُوَ وَحِيرَةُ صَاحِبُهُ الْعَدُلاَّمِيُّ. 13فَأُخْبِرَتْ ثَامَارُ وَقِيلَ لَهَا: «هُوَذَا حَمُوكِ صَاعِدٌ إِلَى تِمْنَةَ لِيَجُزَّ غَنَمَهُ». 14فَخَلَعَتْ عَنْهَا ثِيَابَ تَرَمُّلِهَا، وَتَغَطَّتْ بِبُرْقُعٍ وَتَلَفَّفَتْ، وَجَلَسَتْ فِي مَدْخَلِ عَيْنَايِمَ الَّتِي عَلَى طَرِيقِ تِمْنَةَ، لأَنَّهَا رَأَتْ أَنَّ شِيلَةَ قَدْ كَبُرَ وَهِيَ لَمْ تُعْطَ لَهُ زَوْجَةً. 15فَنَظَرَهَا يَهُوذَا وَحَسِبَهَا زَانِيَةً، لأَنَّهَا كَانَتْ قَدْ غَطَّتْ وَجْهَهَا. 16فَمَالَ إِلَيْهَا عَلَى الطَّرِيقِ وَقَالَ: «هَاتِي أَدْخُلْ عَلَيْكِ». لأَنَّهُ لَمْ يَعْلَمْ أَنَّهَا كَنَّتُهُ. فَقَالَتْ: «مَاذَا تُعْطِينِي لِكَيْ تَدْخُلَ عَلَيَّ؟» 17فَقَالَ: «إِنِّي أُرْسِلُ جَدْيَ مِعْزَى مِنَ الْغَنَمِ». فَقَالَتْ: «هَلْ تُعْطِينِي رَهْنًا حَتَّى تُرْسِلَهُ؟». 18فَقَالَ: «مَا الرَّهْنُ الَّذِي أُعْطِيكِ؟» فَقَالَتْ: «خَاتِمُكَ وَعِصَابَتُكَ وَعَصَاكَ الَّتِي فِي يَدِكَ». فَأَعْطَاهَا وَدَخَلَ عَلَيْهَا، فَحَبِلَتْ مِنْهُ. 19ثُمَّ قَامَتْ وَمَضَتْ وَخَلَعَتْ عَنْهَا بُرْقُعَهَا وَلَبِسَتْ ثِيَابَ تَرَمُّلِهَا.
20فَأَرْسَلَ يَهُوذَا جَدْيَ الْمِعْزَى بِيَدِ صَاحِبِهِ الْعَدُلاَّمِيِّ لِيَأْخُذَ الرَّهْنَ مِنْ يَدِ الْمَرْأَةِ، فَلَمْ يَجِدْهَا. 21فَسَأَلَ أَهْلَ مَكَانِهَا قَائِلاً: «أَيْنَ الزَّانِيَةُ الَّتِي كَانَتْ فِي عَيْنَايِمَ عَلَى الطَّرِيقِ؟» فَقَالُوا: «لَمْ تَكُنْ ههُنَا زَانِيَةٌ». 22فَرَجَعَ إِلَى يَهُوذَا وَقَالَ: «لَمْ أَجِدْهَا. وَأَهْلُ الْمَكَانِ أَيْضًا قَالُوا: لَمْ تَكُنْ ههُنَا زَانِيَةٌ». 23فَقَالَ يَهُوذَا: «لِتَأْخُذْ لِنَفْسِهَا، لِئَلاَّ نَصِيرَ إِهَانَةً. إِنِّي قَدْ أَرْسَلْتُ هذَا الْجَدْيَ وَأَنْتَ لَمْ تَجِدْهَا».
24وَلَمَّا كَانَ نَحْوُ ثَلاَثَةِ أَشْهُرٍ، أُخْبِرَ يَهُوذَا وَقِيلَ لَهُ: «قَدْ زَنَتْ ثَامَارُ كَنَّتُكَ، وَهَا هِيَ حُبْلَى أَيْضًا مِنَ الزِّنَا». فَقَالَ يَهُوذَا: «أَخْرِجُوهَا فَتُحْرَقَ». 25أَمَّا هِيَ فَلَمَّا أُخْرِجَتْ أَرْسَلَتْ إِلَى حَمِيهَا قَائِلَةً: «مِنَ الرَّجُلِ الَّذِي هذِهِ لَهُ أَنَا حُبْلَى!» وَقَالَتْ: «حَقِّقْ لِمَنِ الْخَاتِمُ وَالْعِصَابَةُ وَالْعَصَا هذِهِ». 26فَتَحَقَّقَهَا يَهُوذَا وَقَالَ: «هِيَ أَبَرُّ مِنِّي، لأَنِّي لَمْ أُعْطِهَا لِشِيلَةَ ابْنِي». فَلَمْ يَعُدْ يَعْرِفُهَا أَيْضًا".
وإذا كنا قد قرأنا فيما مضى من هذه الدراسة كيف خان داود حق الجيرة وبادل قائده المتفانى فى حبه إخلاصًا بخيانة، ووفاءً بغدر ونذالة، فها هو ذا ابن داود يرتكس فيما هو أشنع، إذ يزنى بأخته، نَعَمْ أخته ابنة داود، وفى بيت داود. اللهم، صَلِّ على حضرة النبى المصطفى: "1وَجَرَى بَعْدَ ذلِكَ أَنَّهُ كَانَ لأَبْشَالُومَ بْنِ دَاوُدَ أُخْتٌ جَمِيلَةٌ اسْمُهَا ثَامَارُ، فَأَحَبَّهَا أَمْنُونُ بْنُ دَاوُدَ. 2وَأُحْصِرَ أَمْنُونُ لِلسُّقْمِ مِنْ أَجْلِ ثَامَارَ أُخْتِهِ لأَنَّهَا كَانَتْ عَذْرَاءَ، وَعَسُرَ فِي عَيْنَيْ أَمْنُونَ أَنْ يَفْعَلَ لَهَا شَيْئًا. 3وَكَانَ لأَمْنُونَ صَاحِبٌ اسْمُهُ يُونَادَابُ بْنُ شِمْعَى أَخِي دَاوُدَ. وَكَانَ يُونَادَابُ رَجُلاً حَكِيمًا جِدًّا. 4فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا يَا ابْنَ الْمَلِكِ أَنْتَ ضَعِيفٌ هكَذَا مِنْ صَبَاحٍ إِلَى صَبَاحٍ؟ أَمَا تُخْبِرُنِي؟» فَقَالَ لَهُ أَمْنُونُ: «إِنِّي أُحِبُّ ثَامَارَ أُخْتَ أَبْشَالُومَ أَخِي». 5فَقَالَ يُونَادَابُ: «اضْطَجعْ عَلَى سَرِيرِكَ وَتَمَارَضْ. وَإِذَا جَاءَ أَبُوكَ لِيَرَاكَ فَقُلْ لَهُ: دَعْ ثَامَارَ أُخْتِي فَتَأْتِيَ وَتُطْعِمَنِي خُبْزًا، وَتَعْمَلَ أَمَامِي الطَّعَامَ لأَرَى فَآكُلَ مِنْ يَدِهَا». 6فَاضْطَجَعَ أَمْنُونُ وَتَمَارَضَ، فَجَاءَ الْمَلِكُ لِيَرَاهُ. فَقَالَ أَمْنُونُ لِلْمَلِكِ: «دَعْ ثَامَارَ أُخْتِي فَتَأْتِيَ وَتَصْنَعَ أَمَامِي كَعْكَتَيْنِ فَآكُلَ مِنْ يَدِهَا». 7فَأَرْسَلَ
(يُتْبَعُ)
(/)
دَاوُدُ إِلَى ثَامَارَ إِلَى الْبَيْتِ قَائِلاً: «اذْهَبِي إِلَى بَيْتِ أَمْنُونَ أَخِيكِ وَاعْمَلِي لَهُ طَعَامًا». 8فَذَهَبَتْ ثَامَارُ إِلَى بَيْتِ أَمْنُونَ أَخِيهَا وَهُوَ مُضْطَجِعٌ. وَأَخَذَتِ الْعَجِينَ وَعَجَنَتْ وَعَمِلَتْ كَعْكًا أَمَامَهُ وَخَبَزَتِ الْكَعْكَ، 9وَأَخَذَتِ الْمِقْلاَةَ وَسَكَبَتْ أَمَامَهُ، فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ. وَقَالَ أَمْنُونُ: «أَخْرِجُوا كُلَّ إِنْسَانٍ عَنِّي». فَخَرَجَ كُلُّ إِنْسَانٍ عَنْهُ. 10ثُمَّ قَالَ أَمْنُونُ لِثَامَارَ: «ايتِي بِالطَّعَامِ إِلَى الْمِخْدَعِ فَآكُلَ مِنْ يَدِكِ». فَأَخَذَتْ ثَامَارُ الْكَعْكَ الَّذِي عَمِلَتْهُ وَأَتَتْ بِهِ أَمْنُونَ أَخَاهَا إِلَى الْمِخْدَعِ. 11وَقَدَّمَتْ لَهُ لِيَأْكُلَ، فَأَمْسَكَهَا وَقَالَ لَهَا: «تَعَالَيِ اضْطَجِعِي مَعِي يَا أُخْتِي». 12فَقَالَتْ لَهُ: «لاَ يَا أَخِي، لاَ تُذِلَّنِي لأَنَّهُ لاَ يُفْعَلُ هكَذَا فِي إِسْرَائِيلَ. لاَ تَعْمَلْ هذِهِ الْقَبَاحَةَ. 13أَمَّا أَنَا فَأَيْنَ أَذْهَبُ بِعَارِي؟ وَأَمَّا أَنْتَ فَتَكُونُ كَوَاحِدٍ مِنَ السُّفَهَاءِ فِي إِسْرَائِيلَ! وَالآنَ كَلِّمِ الْمَلِكَ لأَنَّهُ لاَ يَمْنَعُنِي مِنْكَ». 14فَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَسْمَعَ لِصَوْتِهَا، بَلْ تَمَكَّنَ مِنْهَا وَقَهَرَهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا. 15ثُمَّ أَبْغَضَهَا أَمْنُونُ بُغْضَةً شَدِيدَةً جِدًّا، حَتَّى إِنَّ الْبُغْضَةَ الَّتِي أَبْغَضَهَا إِيَّاهَا كَانَتْ أَشَدَّ مِنَ الْمَحَبَّةِ الَّتِي أَحَبَّهَا إِيَّاهَا. وَقَالَ لَهَا أَمْنُونُ: «قُومِي انْطَلِقِي». 16فَقَالَتْ لَهُ: «لاَ سَبَبَ! هذَا الشَّرُّ بِطَرْدِكَ إِيَّايَ هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الآخَرِ الَّذِي عَمِلْتَهُ بِي». فَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَسْمَعَ لَهَا، 17بَلْ دَعَا غُلاَمَهُ الَّذِي كَانَ يَخْدِمُهُ وَقَالَ: «اطْرُدْ هذِهِ عَنِّي خَارِجًا وَأَقْفِلِ الْبَابَ وَرَاءَهَا». 18وَكَانَ عَلَيْهَا ثَوْبٌ مُلوَّنٌ، لأَنَّ بَنَاتِ الْمَلِكِ الْعَذَارَى كُنَّ يَلْبَسْنَ جُبَّاتٍ مِثْلَ هذِهِ. فَأَخْرَجَهَا خَادِمُهُ إِلَى الْخَارِجِ وَأَقْفَلَ الْبَابَ وَرَاءَهَا. 19فَجَعَلَتْ ثَامَارُ رَمَادًا عَلَى رَأْسِهَا، وَمَزَّقَتِ الثَّوْبَ الْمُلَوَّنَ الَّذِي عَلَيْهَا، وَوَضَعَتْ يَدَهَا عَلَى رَأْسِهَا وَكَانَتْ تَذْهَبُ صَارِخَةً. 20فَقَالَ لَهَا أَبْشَالُومُ أَخُوهَا: «هَلْ كَانَ أَمْنُونُ أَخُوكِ مَعَكِ؟ فَالآنَ يَا أُخْتِي اسْكُتِي. أَخُوكِ هُوَ. لاَ تَضَعِي قَلْبَكِ عَلَى هذَا الأَمْرِ». فَأَقَامَتْ ثَامَارُ مُسْتَوْحِشَةً فِي بَيْتِ أَبْشَالُومَ أَخِيهَا. 21وَلَمَّا سَمِعَ الْمَلِكُ دَاوُدُ بِجَمِيعِ هذِهِ الأُمُورِ اغْتَاظَ جِدًّا. 22وَلَمْ يُكَلِّمْ أَبْشَالُومُ أَمْنُونَ بِشَرّ وَلاَ بِخَيْرٍ، لأَنَّ أَبْشَالُومَ أَبْغَضَ أَمْنُونَ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ أَذَلَّ ثَامَارَ أُخْتَهُ". وهكذا تكون الكتب المقدسة، وإلا فلا لا كما يقول عمنا المتنبى! ولنلاحظ أن اسمها هى يضا ثامارا. ما كل هذا الهناء الذى نحن فيه؟ ثامارا مرتين حتة واحدة، وفى كل مرة بطلة فى زنا المحارم، وفى كتاب مقدس؟ حكمتك يا ربّ! َ
وعلى هذا فحين نسمع بولس يوصى على الدوام زملائه وتلاميذه رجالاً ونساءً أن يحوّلوا الأمر فيما بينهم إلى "مَبْوَسَةٍ" فيقبّل كل واحد سائر زملائه وزميلاته، وكل واحدة سائر زميلاتها وزملائها فلا غرو ولا عجب. والحمد لله أنها وقفت عند البَوْس، على الأقل أمامنا، ولا يهم ما حصل بعد ذلك فى الواقع، فالله حليم ستار، ونحن غير موكلين بالتفتيش عما يحدث بين الناس فى السر. كما أن تلك القبلات، وهذا ما لا ينبغى أبدا أن ننساه، هى قبلات مقدسة، وليست من القبلات التى بالى بالك. وقد سألنى أحد المكّارين: أتعرف "البغاء المقدس" الذى يمارسونه فى المعابد الوثنية؟ قلت له: أعرف. فعاد يسألنى: فهل تختلف القبلات المقدسة عن ذلك؟ أجبته قائلا: أما هذه فلا أستطيع أن أفتيك فيها!
(يُتْبَعُ)
(/)
من كل ما تقدم لا بد أن يعرف القارئ أن ما صنعه الأوباش بنصوص القرآن الكريم شىء غير مستغرب. وكيف يُسْتَغْرَب، والعيب من أهل العيب السافلين المنحطين ليس بعيب؟ وهل يُنْتَظَر من مومسٍ قحبةٍ إلا أن تعمل بكل جهدها على جرجرة الطاهرات الشريفات إلى طريق الدنس والنجاسة التى تسير فيها؟ إنها لا تريد أن تكون وحدها الموصومة بذلك العار، بل تريد أن يَشْرَكها الجميع، ومن ثم لا يكون هناك خيار وفقوس، بل الكل فى العهر والدنس شىء واحد. ذلك أن أولئك الأوباش يقولون لأنفسهم: إن كِتَابنا قد حُرِّف وزُيِّف وعبثت به الأيدى من كل جنس ولون، فلماذا ينبغى أن يظل كتاب المسلمين بمنأى عن التحريف والتدنيس والتزييف؟ وما دام المسلمون قد حافظوا على كتابهم فلنعبث نحن به حتى لا يكون أحد أحسن من أحد. نفس منطق المومس التى تريد أن تكون النساء كلهن مومسات مثلها، وإلا فلسانها يستطيع أن ينجّس المحيط بأكمله، وهات يا شائعات واتهامات. والآن تعالَوْا نقرأ ما كتبته أيدى المومسات فى عبثهن بكتاب الله. ولسوف نكتفى ببعض الأمثلة وحسب.
يقول القرآن عما ينبغى ان يلتزم به المسلم وزوجته فى ليالى الصيام بالنسبة: "أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ الله أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ الله لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ"، فيأتى الأوباش ويمارسون مع النص القرآنى ما فعله أسلافهم من قَبْلُ من تحريف وتزييف وبذاءات ونجاسات حتى حولوا الكتاب المقدس إلى كتاب عهر وفحش: "أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ (النيك) إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللات أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ (نيكهن) وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللات لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ (تنيكهن) وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ". والمضحك أن الأوباش لايستطيعون أن يكتبوا كلمة واحدة من كلامهم البذىء صحيحة لا من الناحية النحوية ولا من الناحية الإملائية. يعنى: بهائم كاملة البهيمية!
ويقول الله تعالى عن جواز مواصلة العمرة مع الحج بحيث لا يخلع المحرم ملابس الإحرام بينهما: "فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنْ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا الله وَاعْلَمُوا أَنَّ الله شَدِيدُ الْعِقَابِ (196) الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ"، فيقول الأوباش: "وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ للات فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنْ الْهَدْيِ وَلا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ (مقمل) فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ (اللي يحب ينيك) فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنْ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللات وَاعْلَمُوا أَنَّ اللات شَدِيدُ الْعِقَابِ (196) الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا
(يُتْبَعُ)
(/)
رَفَثَ (نيك) وَلا فُسُوقَ (شرمطة) وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ".
ويقول القرآن عن اجتناب مواقعة الزوج لزوجته فى فترة الحيض: "وَلا تنكحوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَالله يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (221) وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمْ الله إِنَّ الله يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُوا الله وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ"، فيقول الأوباش الأنجاس الذين لا يعرفون ولا تعرف نساؤهم شيئا اسمه التطهر من الحيض، بل كله عندهم سواء لأنهم بهائم: "وَلا تنيكوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلا تنيكوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللات يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (221) وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ (نيكهن) مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمْ اللات إِنَّ اللات يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ (نيكوا نسوانكم في أي زمان وأي حتة تعجبكم من الطيز أو الكس) وَقَدِّمُوا لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللات وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ (223) وَلا تَجْعَلُوا اللات عُرْضَةً لأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللات سَمِيعٌ عَلِيمٌ (224) ". ترى هل مِنْ حَرَجٍ على من رسَّموا اللوطية المآبين أساقفة؟ ترى هل مِنْ حَرَجٍ على من يعتدى القساوسة عليهم وعليهن فى الظلام فى قلب الكنيسة أثناء ممارسة طقوس الاعتراف؟ واضح أن غفران الذنوب عندهم لا يتم ولا يصح إلا إذا دشّن القسيس أطفالهم ونساءهم ودشدشهم بهذه الطريقة! فهكذا هم يفهمون البركة. أليسوا خرفانا يعبدون خروفا مثلهم؟ فهل على الخرفان من لوم أو عتاب؟ هل رأيتم أوسمعتم بعاقل يلوم خروفا أو يعاتبه؟ فما بالكم لو لم يكن خروفا وحسب، بل خروفا يعبد خروفا؟ إنه لعريق إذن فى الخِرْفَانيّة!
والله سبحانه وتعالى يقول: "وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فانكحوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاع"، أما هم فيغيرون هذا القول الإلهى الكريم تبعا لوساوسهم القهرية التى لازمتهم منذ أن اعتدى القسيس عليهم فى ظلام الكنيسة وهم أطفال، فيقولون بنفس الأخطاء الإملائية التى تدل على مستواهم العقلى العامى: "وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَنيكو مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاع".
كما يقول عز وجل: "وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ ينكح المحصنات الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمْ الْمُؤْمِنَاتِ وَالله أعلم بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى المُحْصَنَاتِ مِنْ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَالله غَفُورٌ رَحِيمٌ (25) " فيأتى الأوباش الذين يصدعوننا بالكلام عن تسامح النصارى وتهذيبهم وأدبهم على عكس المسلمين الذين يزعمون أنهم يفتقرون إلى الذوق واللياقة، فيقولون: "وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً (يملك المال) أَنْ ينيك المتزوجات الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمْ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللات أعرف بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَنيكوهن بِإِذْنِ أهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ (نيك وادفع) متزوجات غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى نيك المتزوجات مِنْ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللات غَفُورٌ رَحِيمٌ (25) ". ونحن لا نشاح فى وجود نصارى كثير ين مهذبين نحبهم ويحبوننا، ونجاملهم ويجاملوننا، ونعيش معهم على الحلوة والمرة جيرانا وزملاء وأصدقاء، وهؤلاء على العين وعلى الرأس. إلا أن كلامنا الآن مع صنف آخر نجس يتسم بالصفاقة والجلافة وقلة الأدب، وهو فوق ذلك صنف عامى غير مصقول وجاهل. فليعذرنا القراء، فإن لكل صنف من البشر أسلوبا من التعامل يلائمه ولا يصلح له سواه.
وبالمثل يقول ربنا عز شأنه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُبًا إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ الله كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً (43) "، لكن الأوباش يقلبون الآية على النحو التالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُباً (ضاربين عشرات) إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الخرى أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللات كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً (43) " ... وعلى ذلك فقس سائر ما صنعوه مع كتاب الله الذى لا يضره هذا الذى اقترفوه ولا مليار شىء مثله، إذ هو كتاب طاهر لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولا يعلق به شىء من هذا الدنس. أما الأوباش فيذكّروننى بقول بشّار بن بُرْد لإنسان تطاول عليه، ففكر أن يرد تطاوله بمثله لكنه لم يجد شيئا فى عِرْضه يمكنه أن يناله لأن كل ما فى عِرْضه دنس نجس، فتركه وهو يقول: "اذهب، فأنت عتيق لؤمك". أى أنك قليل الأصل لا يصح أن أنزل إلى مستواك فأبادلك سبابا بسباب، إذ إن عرضك كله وسخ قد بلغ الغاية التى ليس بعدها غاية فى الوساخة، ومن ثم لا يزيدك السباب وساخة أخرى. وعلى هذا فنحن لا نبادل عملهم هذا بعمل مثله فلا نفكر فى التعامل مع كتابهم بذات الأسلوب، لأن كتابهم ممزق العِرْض على الآخر، وغير أهل للثقة، ومملوء بالتحريف والتزييف، فما الذى يمكننا أن نزيده من هذا الجانب؟ لقد سبق أن قلت إنهم خراف يعبدون خروفا، فهم عريقون فى الخِرْفَانيّة. وهذا يكفى، ولا يحتاج إلى مزيد!
* * *
وكثير من العبارات التى استبدلها الأوباش بعبارات القرآن أو فسروها بها تدل على جهل مدقع وذهنية عامية غليظة: فعلى سبيل المثال نراهم قد غيروا قوله تعالى: "قد نرى تقلب وجهك فى السماء فلنولينّك قبلة ترضاها" إلى "قَدْ نَرَى تغيير وجهة نظرك فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا". وتقليب الوجه فى السماء دعاء وابتهالا إلى الله شىء، وتغيير وجهة النظر شىءآخر، لكن العوام من البهائم لا يفقهون! كذلك فإن كلمة "المحصنات" فى الآية التالية لا تعنى أبدا "المتزوجات"، إذ الإسلام لا يبيح ما يبيحه القساوسة من الاعتداء على أعراض المتزوجات عند مجيئهن إليهم فى ظلام الكنيسة للاعتراف لهم بذنوبهن. يقول الله تعالى: "الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمْ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا
(يُتْبَعُ)
(/)
الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ َوالمحصنات مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ والمحصنات مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ"، فيقول الأوباش الجهلة: "الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمْ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَنيك المتزوجات مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ وَنيك المتزوجات مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ". ومثل هذا فى الجهل والعامية تصوُّرهم أن كلمة "الأعراف" فى السورة التى تحمل هذه التسمية معناها، كما كتبوا تفسيرا لها، "العادات والتقاليد"، وهو خطأ فاحش، إذ معناها فى السورة هو المكان الذى يفصل بين الجنة والنار، ويستطيع الموجود فوقه أن يعاين أهل كل منهما. ومن ذلك أيضا تفسيرهم "الحِِجْر" فى السورة المسماة بهذا الاسم بـ"الحضن"، مع أنه لا علاقة بين الكلمتين، إذ "الحجر" فى السورة موضع من المواضع فى بلاد العرب، أما "الحضن" فشىء آخر. ولعلهم بجهلهم يظنون أن الحِجْر هنا هو حِجْر الإنسان، وهو الموضع المعروف من الجلباب. وحتى هذا لا علاقة له بالحضن كما هو بين. لكن ماذا نقول فى الأوباش الذين يُقْدِمُون على أمر دون أن يستعدوا له ويدرسوه كما ينبغى؟ إن للقرآن بركاته التى أعيت المؤسسات العالمية الراعية لما يسمى بـ"الفرقان الحق"، فكان ما كان من فضيحة مدوية عَفَّتْ على ذلك الضلال المبين وجعلته أثرا بعد عين. ولقد كان الأوغاد الذين لفقوا ما يسمى بـ"الفرقان الحق" أذكى بكثير من خرفاننا الحاليين، ومع هذا لم يشفع لهم ذكاؤهم وخبثهم وما تلقَّوْه من مساعدات هائلة من الاستخبارات الصليبية والصهيونية بشىء فى مواجهة بركات القرآن، فكيف يمكن أن ينجح هؤلاء الأوباش فيما فشل فيه من يفوقونهم ذكاء ودهاء بمراحل؟ وفى سورة "التكاثر" نراهم يشرحون هذه الكلمة بـ"النيك"، ولا أدرى لماذا، إذ لا علاقة بين الأمرين، إلا من فرط انشغال ذهنهم بتلك الكلمة لأنهم مآبين مغتلمون، فهى ملتصقة على الدوام بلسانهم لا يستطيعون عنها فكاكا.
بل إن تركيبا لغويا بسيطا كالذى فى قوله تعالى فى سورة"الأعراف": "فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى الله كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ؟ " نجد الأوباش يغيرونه إلى "فَأظلم واحد مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللات كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ"، محولين بذلك الجملة الاستفهامية التامة إلى نصف جملة خبرية غير تامة لأن المبتدأ فيها ليس له خبر، ومن ثم فليس لكلام هؤلاء البهائم معنى. وواضح أنهم يعانون من جهل مبين صارخ. ولكن ما العجب فى أن يكون هؤلاء الخرفان على هذه الدرجة المفحشة من الجهل؟ وإلا فكيف سَمَّوْهم: "خرفانا" إذن بالله عليكم؟ ولأنهم خرفان نراهم يرتكبون هذا الخطأ فى كل مرة يعبثون فيها بهذه العبارة القرآنية.
وهم، لجهلهم وغبائهم، لا يستطيعون أن يفهموا أن الكلام فى قوله تعالى عن المؤمنين فى أول السورة التى تسمى بهذا الاسم قد جاء بصيغة المذكر، فتجدهم يظنون أن الفروج فى الآية التالية: "وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) " معناها "الأكساس"، إذ بدلوها إلى "وَالَّذِينَ هُمْ لأكساسهِمْ حَافِظُونَ"، متصورين أن الرجال عندنا كالرجال عندهم لهم " ... " مثل "القمص المنكوح"! كذلك نجدهم لا يستطيعون فهم التركيب فى قوله سبحانه: "وَالَّذِينَ يَرْمُونَ المُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (4) "، فيغيرونه إلى "وَالَّذِينَ يَرْمُونَ نيك المتزوجات ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (4) "، وهو خزى لو يعلمون عظيم. ولكن أَنَّى للخرفان عابدى الخروف أن تدرك معنى "الخزى"، فضلا عن أن تخجل منه؟ كذلك لا تقدر الخرفان على التفرقة بين "نَكَحَ" و"أَنْكَحَ": فالأولى بمعنى "تزوَّج"، والثانية معناها:
(يُتْبَعُ)
(/)
"زَوَّجَ". ومن هنا غيروا قوله تعالى: "وأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ" إلى "وَنيكو الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ"، فضلا عن عجزهم عن الكتابة الإملائية السليمة حتى فى أبسط الأشياء. نعوذ بالله من الخرفانية وعبادة الخرفان. إنها لضلال مبين يطمس على العقل والفهم، وهؤلاء الأوباش أكبر دليل على ما نقول. ومن جهلهم الخرفانى تغييرهم كلمة "الرِّجْز" فى كل المواضع التى وردت فيها من القرآن الكريم إلى "وساخة" كما فى الآية التالية من سورة "العنكبوت": "إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنْ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (34) " التى غيروها إلى "إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ وساخة مِنْ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (34) "، مع أن المعنى واضح، وهو العذاب الأليم. لكن ماذا نقول للخرفان عُبّاد الخروف؟
* * *
وفى كثير من الأحيان يُرْدِف الأوباشُ اسمَ السورة القرآنية بشرح أو بتعليق بين قوسين كما فى الأمثلة التالية: "سورة المائدة (الترابيزة) / سورة الأنعام (البهايم) / سورة يونس (يونس شلبى) / سورة هود (روبن هود) / سورة الرعد (النشرة الجوية) / سورة إبراهيم (أبو خليل) / سورة النحل: اللسع/ سورة الإسراء (بساط الريح) / سورة الكهف (علي بابا) / سورة مريم (المرأة المجهولة) / سورة طه (فساها) / سورة الأنبياء (البؤساء) / سورة الحج (الحك) / سورة المؤمنون (المرتزقة) / سورة الفرقان (التختة) / سورة الشعراء (الفنانين) / سورة النمل (سكر هانم) / سورة القَصَص (حكاوي القهاوي) / سورة العنكبوت (سبايدر مان) / سورة الروم (الديك الشركسي) / سورة لقمان (لقمة القاضي) / سورة السجدة (الانبطاح) / سورة سبأ (اليمن) / سورة فاطر (الواكل) / سورة الصافات (طوابير الجمعية) / سورة ص (الحرف اللي بعد السين) / سورة الزمر (الزمارة) / سورة غافر (مسامح) / سورة فصلت (الترزي) / سورة الشورى (الإخوان) / سورة الدخان (الجوزة) / سورة الحجرات (غرفتين وصالة) / سورة المنافقون (مجلس الشعب) / سورة الماعون (الجردل) ". وليس فى الأمر ما يبعث على تعليق أو شرح، فأسماء السور لا صعوبة فى فهمها، بل إن الأوباش قد أخطأوا فى بعض الحالات ففسروا الكلمة تفسيرا خاطئا كتفسيرهم "فاطر" بـ"الواكل"، مع أنه لاعلاقة بين الكلمتين، إذ الفاطر هو الخالق سبحانه، أما "الواكل" فهى "الآكل"، ولا علاقة بين الخلق والأكل. كذلك ليس فى أى شرح أو تعليق مما أردفوه باسم السورة شىء يدفع إلى الابتسام، بل كله سخف مبين. ليس ذلك فقط، إذ نجدهم فى سورة "مريم" قد سموها: "المرأة المجهولة"، ومعروفٌ فِلْم "المرأة المجهولة" وما يرتبط ببطلته من معانٍ وإيحاءاتٍ ربطها الأوغاد السفهاء باسم السيدة مريم عليها السلام، وهى أم الإله عندهم. فليتأمل القارئ العمى الحيسى الذى يَصِم هؤلاء الأوباش وكيف أن الله خاذلهم فى كل ما يصنعون. أما قولهم عن سورة "ص": "الحرف اللى بعد السين" فيدل على أن الأبعدين، كما قلت مرارا، إنما هم مجموعة من الخرفان تعبد خروفا. ذلك أنه ليس هناك أحد من البشر يجهل أن الصاد لا تتلو السين بل تتلو الشين يا أيها الأوباش! أما إذا كانوا يظنون أن فى شرحهم لكلمة "السجدة" بأنها "الانبطاح" ما يسىء إلى المسلمين فنحب أن نذكر الأوباش أن المسيح والأنبياء كلهم فى كتابهم المقدس كثيرا ما سجدوا. فإذا قالوا إنهم كانوا ينبطحون فهنيئا للاوباش إيمانهم بأنبياء من هذا النوع، أما نحن فنُجِلّ المسيح وسائر الأنبياء عن أن نقول فيهم مثل ذلك القول الذى يقوله الأوباش! وبالنسبة لسخريتهم من سورة "يونس" وسورة "القَصَص" وقولهم بين قوسين: "يونس شلبى" و"حكاوى القهاوى" فمعروف أن فى العهد القديم كلاما كثيرا عن يونس (يونان) وعن موسى، الذى تقص سورة "القصص" هذه جوانب من سيرته. فهم إذن يسخرون مما يقصه كتابهم، فهنيئا لهم سخريتهم من كتابهم!
(يُتْبَعُ)
(/)
كذلك رأينا سخريتهم من سورة "لإسراء" فى تسميتهم لها: "بساط الريح". ولست أفهم وجه السخرية هنا. إنما السخرية حقا فيما كتبه مؤلف إنجيل متى الذى لا يعرف أحد من هو، إذ يقول عن اختبار إبليس للمسيح عليه السلام: "6أخذَهُ إبليسُ إلى المدينةِ المُقَدَّسَةِ، فأوْقَفَهُ على شُرفَةِ الهَيكل وقالَ لَه: "إنْ كُنتَ اَبنَ الله فأَلقِ بِنَفسِكَ إلى الأسفَلِ، لأنَّ الكِتابَ يقولُ: يُوصي ملائِكَتَهُ بكَ، فيَحمِلونَكَ على أيديهِم لئلاَّ تَصدِمَ رِجلُكَ بِحجرٍ".7فأجابَهُ يَسوعُ: "يقولُ الكِتابُ أيضًا: لا تُجرَّبِ الرَّبَّ إلهَكَ". فها هنا يقر المسيح عليه السلام أن العلاقة بينه وبين الله هى علاقة العبد بإلهه، لا جدال فى ذلك! لكن ليست هذه هى المشكلة، بل المشكلة فى قول مؤلف القصة إن إبليس أخذ المسيح وأوقفه على شرفة الهيكل ... إلخ، إذ السؤال هو: أين كان الناس يا ترى، والمسيح يعتلى شرفة الهيكل ويدور بينه وبين إبليس ذلك الحوار المُسَلِّى؟ من المؤكد أنه كان سيكون منظرا مثيرا يخفف من جهامة الواقع اليومى الكئيب آنذاك حيث لم يكن هناك تلفاز ولا مذياع ولا دور خيالة ولا كاتوب ولا ... ولا ... فكيف لم نسمع بأن الناس قد اجتمعوا يشاهدون هذا المنظر الفريد، منظر إبليس (وهل كلَّ يوم يرى الناس إبليس؟) وهو يحاول إغراء المسيح بالقفز فى الهواء؟ لا شك أنها كانت ستكون نِمْرَة ساحرة من نِمَر السيرك الإبليسى تساوى أن يقطع الناس لها تذكرة بالشىء الفلانى! ثم ما الذى كان يجبر المسيح على طاعة الشيطان طول ذلك الوقت ويصبر على قلة أدبه معه إلى هذا الحد؟ إن القصة تريد أن تقول إنه، لعنه الله، لم تكن له على عيسى عليه السلام أية سلطة. آمَنّا وصَدَّقْنا! لكن ألا يقول المنطق إنه كان ينبغى أن يشخط فيه سيدنا عيسى منذ أول لحظة شخطة عنترية تجعل رُكَبه تسيب ويبول على نفسه، ومن ثم لا يعطيه فرصة للتساخف كما يتساخف أوغاد المهجر ويُقِلّون أدبهم على سيد الأنبياء، بل يسكعه قلمين على صُدْغه تعيد له رشده المفقود وتجعله يمشى على العجين فلا يلخبطه؟
وهناك موضوع ينبغى أن أقول فيه كلمة، إذ ألفيت الأوباش فى كل مرة تتحدث آية من الآيات عن التسامح والصبر والرد بالتى هى أحسن يقولون فى تعليق داخل قوسين إنها (منسوخة بأية السيف) كما قى الأمثلة التالية، وكلها من سورة "الأنعام": "وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (منسوخة بأية السيف) (66) … وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (منسوخة بأية السيف) (68) … وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللات وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (منسوخة بأية السيف) ... وَمَا قَدَرُوا اللات حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنزَلَ اللات عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آبَاؤُكُمْ قُلْ اللات ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (منسوخة بأية السيف) (91) ... قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (منسوخة بأية السيف) (104) … اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنْ الْمُشْرِكِينَ (منسوخة بأية السيف) (106) وَلَوْ شَاءَ اللات مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (منسوخة بأية السيف) (107) … وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي
(يُتْبَعُ)
(/)
بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (منسوخة بأية السيف) ... قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (منسوخة بأية السيف) (135) وَجَعَلُوا للات مِمَّا ذَرَأَ مِنْ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيباً فَقَالُوا هَذَا للات بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلَى اللات وَمَا كَانَ للات فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (136) وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللات مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (منسوخة بأية السيف) (137) ... إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللات ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (منسوخة بأية السيف) (159) ". ولاحظ الخطأ الإملائى فى كلمة "آية"، التى يكتبها الأوباش دائما بهمزة لا بمدة. يقصدون أن التسامح والعفو إنما كان خطة مؤقتة عُدِل عنها بعد الهجرة. وبالمناسبة فقد وجدت د. سامى ديب أبو ساحلية فى ترجمته الفرنسية للقرآن المجيد يتبع ذات الخطة، إذ علق مثلا على كل من الآيتين رقم 20 و189 من سورة "آل عمران": "فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ"، "لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ"، وكذلك على كل من الآيتين رقم 39 و75 من سورة"مريم": "وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ"، "قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا"، قائلا إنها نُسِخَتْ بآية السيف، يقصد الآية الخامسة من سورة"التوبة": "فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ". والحق أن الإسلام يأمر بالصبر والعفو فى كل الأحوال ما لم يؤد الأمر إلى مزيد من الشر والأذى، وإلا فالشر بالشر ينحسم. كذلك فإنه إذا كان الصبر والتسامح مفهوما على المستوى الفردى فإنه لا يُقْبَل على مستوى الدولة والأمة، وإلا تأكلها الدول المعادية أكلاً فلا تقوم لها قائمة بعدها أبدا. ثم لقد صبر المسلمون وغفروا على مدار ثلاثة عشر عاما قبل الهجرة فقدوا فيها كثيرا من أحبابهم قتلا وتعذيبا، واغتُصِبَتْ أموالهم وأُخْرِجوا ظلما وعدوانا من ديارهم، ورُوِّعوا أيما ترويع، وأُوذِىَ كثير منهم أذى شديدا، وضُرِبوا وشُتِموا وأهينوا، ورغم هذا لم يأت الصبر والغفران مع جبابرة المشركين بشىء، فما الذى كان ينبغى على المسلمين أن يفعلوه؟ أكان عليهم أن يستمروا فى تحمل كل تلك الإهانات والترويعات والخسارات فى النفس والأموال دون أن ينبسوا ببنت شفة؟ ألا إن ذلك للؤم ممن يقول به. والله سبحانه وتعالى لايرضى أبدا بهذا الظلم ولا يقر الرضا به. وما دام المسلمون بعد كل ذلك الصبر والتسامح يستطيعون أن يردوا العدوان بما يردعه ويوقف صاحبه عند حده فلماذا لا يفعلون؟
(يُتْبَعُ)
(/)
والأوباش، إذ ينتقدون الإسلام فى هذه النقطة، يحاجوننا بالمشهور عن تسامح المسيح وقوله: أحبوا أعداءكم. باركوا لاعنيكم. من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر ... أى أن المسيح جاء بالتسامح، أما محمد فجاء بالسيف: هكذا يصورون المسألة. إلا أنه تصوير زائف، فقد قال المسيح هذا الكلام المنمق الجميل أثناء فترة دعوته، التى لم تتعدّ الثلاثة الأعوام، ولا ندرى ماذا كان يكون كلامه لو استمرت دعوته أطول من ذلك، وإن كانت الإرهاصات تقول بلسان واضح مبين إنه كان قمينا أن يغير موقفه لو استمر العناد وقلة الأدب والاضطهاد والتآمر من اليهود، إذ أُثِر عنه قوله أيضا إنه ما جاء ليُلْقِىَ سلاما بل سيفا، فضلا عن إثارة أفراد البيت الواحد بعضهم على بعض. كما أنه، رغم الكلام المنمق الجميل المنسوب إليه صلى الله عليه وسلم، كان ينزل كالصواعق على رؤوس اليهود لاعنا إياهم واصفا لهم بأنهم أولادُ أفاعٍ منافقون قتالون للأنبياء راجمون للمرسلين، مبشرا إياهم بالخراب والدمار والعبودية. ليس ذلك فقط، بل إنه قد وصف غير الإسرائيليين بأنهم كلاب لا ينبغى أن يؤخذ الخبز من أمام الأبناء ويطرح لهم. ومرة أخرى ليس ذلك فقط، فمعروف أنه لم يكن يُعْفِى حوارييه من التقريع القارص الذى يصل إلى حد اتهامهم بالنفاق وقلة الإيمان، كما وصف كبيرَهم بطرس بأنه شيطان يعوق عمل الخير. فإذا كان كل هذا وغيره قد وقع منه طوال الثلاث السنوات التى قضاها يدعو قومه إلى الدين الذى أتاهم به، فما الذى يمكن أن نتوقعه منه لو كان كُتِب له أن تمتد دعوته ولا تُغْتَضَر فى طفولتها الباكرة على النحو الذى نعرف؟
لقد نهى عليه السلام عن شتم الآخرين ولو بكلمة "يا أحمق" وذكر أن عقابها عند الله كبير، ومع ذلك فما أكثر المرات التى كال فيها، كما قلنا، السباب لليهود من فريسيين وصدوقيين وكهنة، وكذلك لتلاميذه الحواريين، وأَسْمَعَ المدنَ التى لم تُصِخْ له قارص القول: "38وقالَ لَه بعضُ مُعلَّمي الشَّريعَةِ والفَرّيسيّينَ: "يا مُعلَّمُ، نُريدُ أنْ نرى مِنكَ آيَة. 39فأجابَهُم: "جِيلٌ شرّيرٌ فاسِقٌ يَطلُبُ آيةً"، "وقََبْلَ الفَجرِ جاءَ يَسوعُ إلى تلاميذِهِ ماشيًا على البَحرِ. 26فلمّا رآهُ التَّلاميذُ ماشيًا على البَحرِ اَرتَعبوا وقالوا: "هذا شَبَحٌ! " وصَرَخوا مِنْ شِدَّةِ الخَوفِ. 27فقالَ لهُم يَسوعُ في الحالِ: "تَشجَّعوا. أنا هوَ، لا تخافوا! " 28فقالَ لَه بُطرُسُ: "إنْ كُنتَ أنتَ هوَ يا سيَّدُ، فَمُرْني أنْ أجيءَ إلَيكَ على الماءِ". 29فأجابَهُ يَسوعُ: "تعالَ". فنَزَلَ بُطرُسُ مِنَ القارِبِ ومشَى على الماءِ نحوَ يَسوعَ. 30ولكنَّهُ خافَ عِندَما رأى الرَّيحَ شديدةً فأخَذَ يَغرَقُ، فَصرَخ: "نَجَّني يا سيَّدُ! " 31فمَدَّ يَسوعُ يدَهُ في الحالِ وأمسكَهُ وقالَ لَه: "يا قليلَ الإيمانِ، لِماذا شكَكْتَ؟ "، "5ولمّا عبَرَ التَّلاميذُ إلى الشَّاطئِ المُقابِلِ، نَسوا أنْ يَتزَوَّدوا خُبزًا، 6فقالَ لهُم يَسوعُ: "اَنتبِهوا، إيّاكُم وخَميرَ الفَرَّيسيّينَ والصَدٌّوقيّينَ". 7فقالوا في أنفُسِهِم: "يقولُ هذا لأنَّنا ما تَزوَّدنا خُبزًا".8فعَرَفَ يَسوعُ وقالَ لهُم: "يا قليلي الإيمانِ، كيفَ تَقولونَ في أنفُسِكُم: لا خُبزَ مَعنا؟ 9أما فهِمتُم بَعدُ؟ "، "سألُوهُ (أى الحواريون): "لِماذا عَجِزْنا نَحنُ عَنْ أنْ نَطرُدَهُ؟ " 20فأجابَهُم: "لِقِلَّةِ إيمانِكُم! الحقَّ أقولُ لكُم: لو كانَ لكُم إيمانٌ بِمقدارِ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ لَقُلتُم لِهذا الجبَلِ: اَنتَقِلْ مِنْ هُنا إلى هُناكَ فَينتَقِلُ، ولَمَا عَجِزتُم عَنْ شَيءٍ"، "21مِنْ ذلِكَ الْوَقْتِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يُظْهِرُ لِتَلاَمِيذِهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيرًا مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومَ. 22فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ إِلَيْهِ وَابْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ قَائِلاً: «حَاشَاكَ يَارَبُّ! لاَ يَكُونُ لَكَ هذَا!» 23فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا للهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ» "، "14وَلَمَّا جَاءُوا إِلَى الْجَمْعِ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ رَجُلٌ
(يُتْبَعُ)
(/)
جَاثِيًا لَهُ 15وَقَائِلاً: «يَا سَيِّدُ، ارْحَمِ ابْني فَإِنَّهُ يُصْرَعُ وَيَتَأَلَّمُ شَدِيدًا، وَيَقَعُ كَثِيرًا فِي النَّارِ وَكَثِيرًا فِي الْمَاءِ. 16وَأَحْضَرْتُهُ إِلَى تَلاَمِيذِكَ فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَشْفُوهُ». 17فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الْجِيلُ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ، الْمُلْتَوِي، إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ؟ "، "20وأخَذَ يَسوعُ يُؤَنَّبُ المُدُنَ التي أجرى فيها أكثرَ مُعجزاتِهِ وما تابَ أهلُها، 21فقالَ: "الويلُ لكِ يا كورَزينَ! الويلُ لكِ يا بيتَ صيدا! فلو كانتِ المُعجزاتُ التي جرَتْ فيكما جرَتْ في صورَ وصيدا لتابَ أهلُها من زمنٍ بعيدٍ ولبِسوا المسوحَ وقعَدوا على الرمادِ. 22لكنّي أقولُ لكم: سيكونُ مصيرُ صورَ وصيدا يومَ الحِسابِ أكثرَ احتمالاً من مصيرِكُما. 23وأنتِ يا كَفْرَ ناحومُ! أتَرتَفعينَ إلى السَّماءِ؟ لا، إلى الجَحيمِ سَتهبُطينَ. فَلو جرَى في سَدومَ ما جرَى فيكِ مِنَ المُعجِزات لبَقِيَتْ إلى اليومِ. 24لكنّي أقولُ لكُم: سيكونُ مصيرُ سدومَ يومَ الحِسابِ أكثرَ اَحتِمالاً مِنْ مَصيرِكِ"، "13الوَيلُ لكُم يا مُعَلَّمي الشَّريعةِ والفَرّيسيّونَ المُراؤونَ! تُغلِقونَ مَلكوتَ السَّماواتِ في وُجوهِ النّاسِ، فلا أنتُم تَدخُلونَ، ولا تَترُكونَ الدّاخلينَ يَدخُلونَ. 14 [الوَيلُ لكُم يا مُعَلَّمي الشَّريعةِ والفَرّيسيّونَ المُراؤونَ! تأكُلونَ بُيوتَ الأرامِلِ وأنتُمْ تُظهِرونَ أنَّكُم تُطيلونَ الصَّلاةَ، سيَنالُكُم أشدٌّ العِقابِ]. 15الوَيلُ لكُم يا مُعَلَّمي الشَّريعةِ والفَرّيسيّونَ المُراؤونَ! تَقطَعونَ البحرَ والبَرَّ لتكسِبوا واحدًا إلى دِيانَتِكُم، فإذا نَجَحتُم، جَعَلْتموهُ يستَحِقٌّ جَهنَّمَ ضِعفَ ما أنتُم تَستَحِقٌّونَ! 16الوَيلُ لكُم أيٌّها القادَةُ العُميانُ! تَقولونَ: مَنْ حَلفَ بالهَيكلِ لا يَلتزِمُ بيَمينِهِ، ولكنْ مَنْ حَلَفَ بذَهَبِ الهَيكَلِ يَلتَزِمُ بيَمينِهِ. 17فأيٌّما أعظمُ، أيٌّها الجُهّالُ العُميانُ؟ الذهَبُ أمِ الهَيكَلُ الَّذي قَدَّسَ الذهَبَ؟ 18وتَقولونَ: مَنْ حلَفَ بالمَذبحِ لا يلتَزمُ بيمينِهِ، ولكِنْ من حَلفَ بالقُربانِ الَّذي على المذبَحِ يَلتَزِمُ بيَمينِهِ. 19فأيٌّما أعظمُ، أيٌّها العُميانُ؟ القُربانُ أمِ المَذبحُ الَّذي يُقدَّسُ القُربانَ؟ 20أما ترَوْن أنَّ الَّذي يَحلِفُ بالمذبَحِ يَحلِف بِه وبِكُلٌ ما علَيهِ، 21والَّذي يَحلِفُ بالهَيكَلِ يَحلِفُ بِه وبالله السَّاكنِ فيهِ، 22والَّذي يحلِفُ بالسَّماءِ يحلِفُ بعَرشِ الله وبالجالِسِ علَيهِ؟ 23الوَيلُ لكُم يا مُعَلَّمي الشَّريعةِ والفَرّيسيٌّونَ المُراؤونَ! تُعطُونَ العُشْرَ مِنَ النَعْنعِ والصَعتَرِ والكَمّونِ، ولكنَّكُم تُهمِلونَ أهمَّ ما في الشَّريعةِ: العَدلَ والرَّحمةَ والصَّدقَ، وهذا ما كانَ يَجبُ علَيكُم أنْ تَعمَلوا بِه مِنْ دونِ أن تُهمِلوا ذاكَ. 24أيٌّها القادَةُ العُميانُ! تُصَفّونَ الماءَ مِنَ البَعوضَةِ، ولكنَّكُم تَبتَلِعونَ الجمَلَ. 25الويلُ لكُم يا مُعَلَّمي الشَّريعةِ والفَرّيسيّونَ المُراؤونَ! تُطَهَّرونَ ظاهِرَ الكأسِ والصَّحنِ، وباطنُهُما مُمتلِئ بِما حصَلتُم علَيهِ بالنَّهبِ والطَمَعِ. 26أيٌّها الفَرَّيسيٌّ الأعمى! طَهَّرْ أوَّلاً باطنَ الوِعاءِ، فيَصيرَ الظَّاهِرُ مِثلَهُ طاهرًا. 27الويلُ لكُم يا مُعَلَّمي الشَّريعةِ والفَرّيسيّونَ المُراؤونَ! أنتُم كالقُبورِ المبيَضَّةِ، ظاهرُها جميلٌ وباطِنُها مُمتَلئ بعِظامِ الموتى وبكُلٌ فسادٍ. 28وأنتُم كذلِكَ، تَظهَرونَ لِلنّاسِ صالحينَ وباطِنُكُم كُلٌّهُ رِياءٌ وشَرٌّ. 29الوَيلُ لكُم يا مُعَلَّمي الشَّريعةِ والفَرّيسيٌّونَ المُراؤونَ! تَبْنونُ قُبورَ الأنبياءِ وتُزَيَّنونَ مدافِنَ الأتقياءِ، 30وتَقولونَ: لو عِشنا في زَمَنِ آبائِنا، لما شارَكْناهُم في سَفْكِ دَمِ الأنبياءِ. 31فتَشهَدونَ على أنفُسِكُم بأنَّكُم أبناءُ الَّذينَ قَتلوا الأنبياءَ. 32فتَمَّموا أنتُم ما بَدأَ بِه آباؤُكُم. 33أيٌّها الحيّاتُ أولادَ الأفاعي! كيفَ ستَهرُبونَ مِنْ عِقابِ جَهنَّمَ؟ 34لذلِكَ سأُرسِلُ إلَيكُم أنبياءَ وحُكَماءَ ومُعَلَّمينَ، فمِنهُم مَنْ تَقتُلونَ وتَصلِبونَ، ومِنهُم مَنْ تَجلِدونَ في
(يُتْبَعُ)
(/)
مجامِعِكُم وتُطارِدونَ مِنْ مدينةٍ إلى مدينةٍ، 35حتَّى يَنزِلَ بِكُم العِقابُ على سَفكِ كُلٌ دمِ بريءٍ على الأرضِ، مِنْ دمِ هابيلَ الصَّدّيقِ إلى دمِ زكريّا بنِ بَرَخِيّا الَّذي قتَلتُموهُ بَينَ المَذبحِ وبَيتِ الله. 36الحقُّ أقولُ لكُم: هذا كُلٌّهُ سيَقَعُ على هذا الجِيلِ. 37يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا! 38هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَابًا. 39لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَني مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! "، "21وخرَجَ يَسوعُ مِنْ هُناكَ وجاءَ إلى نواحي صورَ وصيدا. 22فأَقبلَتْ إلَيهِ اَمرأةٌ كَنْعانِيّةٌ مِنْ تِلكَ البلادِ وصاحَتِ: "اَرْحَمني، يا سيَّدي، يا اَبن داودَ! اَبنتي فيها شَيطانٌ، ويُعذَّبُها كثيرًا". 23فما أجابَها يَسوعُ بكَلِمَةٍ. فَدنا تلاميذُهُ وتَوَسَّلوا إلَيهِ بقولِهِم: "اَصرِفْها عنّا، لأنَّها تَتبَعُنا بِصياحِها! " 24فأجابَهُم يَسوعُ: "ما أرسلَني الله إلاّ إلى الخِرافِ الضّالَّةِ مِنْ بَني إِسرائيلَ". 25ولكنَّ المرأةَ جاءَتْ فسَجَدَتْ لَه وقالَت: "ساعِدْني، يا سيَّدي! " 26فأجابَها: "لا يَجوزُ أنْ يُؤخذَ خُبزُ البَنينَ ويُرمى إلى الكِلابِ". 27فقالَت لَه المَرأةُ: "نَعم، يا سيَّدي! حتَّى الكلابُ تأكُلُ مِنَ الفُتاتِ الذي يَتَساقَطُ عَنْ موائدِ أصحابِها". وإن الإنسان ليتساءل: أهذا هو عيسى الذى تُضْرَب به الأمثال فى الوداعة والطيبة وحب السلام؟ فما بالنا لو عرفنا بم رد على أحدهم حين أخبره أن أمه مريم وإخوته يريدون أن يَرَوْه بالخارج؟ لنسمع: "46وبَينَما يَسوعُ يُكلَّمُ الجُموعَ جاءَتْ أمٌّهُ وإخوَتُهُ ووقَفوا في خارِجِ الدّارِ يَطلُبونَ أن يُكلَّموهُ. 47فقالَ لَه أحَدُ الحاضِرينَ: "أُمٌّكَ وإخوتُكَ واقفونَ في خارجِ الدّارِ يُريدونَ أنْ يُكلَّموكَ".48فأجابَهُ يَسوعُ: "مَنْ هيَ أُمّي؟ ومَنْ هُمْ إخْوَتي؟ " 49وأشارَ بيدِهِ إلى تلاميذِهِ وقالَ: "هؤُلاءِ هُمْ أُمّي وإخوَتي. 50لأنَّ مَنْ يعمَلُ بمشيئةِ أبي الَّذي في السَّماواتِ هوَ أخي وأُختي وأُمّي"، وهو ما يعنى أن أمه وإخوته لا يعملون ما يريده الله منهم. وما بالنا لو عرفنا ما قاله عندما ظن الناس أنه قد أتى بدعوة السلم والسكينة فأكد لهم أنه لم يأت ليلقى سلاما على الأرض بل نارا وسيفا وأنه إنما جاء ليفرّق بين أفراد الأسرة الواحدة ويبث بينهم العداوة والبغضاء؟ وهذا نص كلامه: "34لا تَظُنّوا أنيَّ جِئتُ لأحمِلَ السَّلامَ إلى العالَمِ، ما جِئتُ لأحْمِلَ سَلامًا بَلْ سَيفًا. 35جِئتُ لأُفرَّقَ بَينَ الاَبنِ وأبيهِ، والبِنتِ وأمَّها، والكَنَّةِ وحماتِها. 36ويكونُ أعداءَ الإنسانِ أهلُ بيتِهِ".
هذا عن السيد المسيح صلوات الله وسلامه عليه، أما النبى محمد فقد انتهج سياسة التسامح لا ثلاث سنوات فحسب، بل ثلاثا فوق العشر، علاوة على أن صبره وتحمله للأذى كان أكبر. أما حين فاض الكيل ولم يعد هناك مجال للتسامح بعد أن أغلق الأعداء كل طرق الصبر فكان لا بد من رد العدوان بمثله، وإلا فقد تكرر الأمر بالصبر حتى فى العهد المدنى، أى بعد أن أُذِن للمسلمين بالدفاع عن أنفسهم، كما فى الآيات الأخيرة من سورة "النحل" مثلا، وقد نزلت بعد غزوة أحد: "وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126) وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (18) ". هذا، وإن دعوة النبى محمد لأشد مؤونة من دعوة أخيه عيسى: فقد كان عيسى فى سن الشباب حين نهض بدعوته، فيما كان محمد كهلا أوانئذ. كما أن ميدان الدعوة المحمدية أوسع كثيرا وأرحب، إذ بينما كانت دعوة عيسى تنحصر، بعد التوحيد والصلاة، فى بعض الوصايا الأخلاقية المثالية غير القابلة للتطبيق فى دنيا البشر كانت دعوة سيد الخلق تشمل كل شىء فى
(يُتْبَعُ)
(/)
الدنيا من عقيدة وعبادة وسياسة واقتصاد واجتماع وأخلاق وسلوك وعلم وذوق ... وبالمثل كانت دعوة عيسى محلية قبلية، إذ كانت مقصورة على قومه بنى إسرائيل، بخلاف نبينا عليه الصلاة والسلام، الذى أتى بدعوة عالمية تشمل الناس جميعا والجن أيضا. وفوق هذا كانت دعوة عيسى مؤقتة بمجىء محمد صلى الله عليه وسلم، أما دعوة نبينا فأبدية. من هذا يتضح لنا أن صبر محمد وتسامحه وطول باله كان أشد كثيرا.
والآن إلى "آية السيف المظلومة". والمقصود بها قوله تعالى فى سورة "التوبة": "فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) "، الذى يظن بعض علمائنا القدامى أنه يعنى اطّراح سياسة التسامح، وانتهاج العنف والقتال والإكراه بديلا عنها حتى لو لم يعتد علينا معتد. وهو فهم خاطئ، إذ القتال فى الإسلام مشروط بوقوع العدوان علينا كما هو معروف. وحتى حين يكون قتال ثم يجنح العدو إلى السلام فعلى المسلمين أن يجنحوا هم أيضا نحوه، إلا إذا شعروا أن هناك نية غدر مبيته. وفى هذه الحالة عليهم أن يعلنوا موقفهم واضحا وأن يبينوا أنهم لا يقبلون مثل ذلك السلام الخادع الغادر. ولا أدرى ماذا فى آية سورة"التوبة" بالذات حتى يقال إنها ترسم سياسة جديدة للمسلمين فى تعاملهم مع الأمم الأخرى. إن الأمر بالقتل والقتال غير مقصور على تلك الآية، بل إنها ليست أول آية حملت ذلك الأمر، فلدينا مثلا: "وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (191) فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (192) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ (193) الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194: البقرة) "، "فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً (88) وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا (89) إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً (90) سَتَجِدُونَ آَخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُبِينًا (91: النساء) "، "أَلا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (13)
(يُتْبَعُ)
(/)
قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (15: التوبة) "، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (123: التوبة) ".
أما إذا قيل إن الآية الخامسة من سورة"التوبة" تقول بقتل المشركين دون سبب سوى أنهم غير مسلمين ولا بد من إدخالهم الإسلام أو فرض الجزية عليهم، فالرد هو أن الأمر بقتل المشركين فى الآية المذكورة مقصورعلى الذين كانت بينهم وبين المسلمين عهود ثم خاسوا فيها وغدروا بالمسلمين وتكرر ذلك منهم، ولا تشمل كل المشركين فى جميع الظروف والأوقات. وهذا واضح من السياق الذى وردت فيه الآية: "بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (1) فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ (2) وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (3) إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (4) فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ (6) كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (7) كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ (8) اشْتَرَوْا بِآَيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (9) لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (10) فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (11) وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ (12) أَلا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (13) قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (15) ". وجَلِىٌّ أن الحكم إنما ينصبّ على الخائنين الغادرين من المشركين، وهو ما يصدق أيضا على النصوص الأخرى كما هو واضح، أما من أوفى بعهده فهؤلاء تُحْتَرَم عهودهم. بل إن الأعداء المحاربين إذا أعلنوا عن رغبتهم للسلم فلا بد من الإنصات لهم والقبول بعرضهم ما لم نحس أن هناك غدرا مبيتا. وبالمثل فإننا مأمورون بألا نعتدى إلا على من يعتدى علينا. وفوق ذلك فإن من يقع من الأعداء أسيرا فى يد المسلمين فله، حسبما تذكر الآية الرابعة من سورة "محمد"، حَلاّن: إما الفداء لقاء بعض المال، وإما الفداء دون مال. ومعنى هذا أنه سوف يطلق سراحه على كل حال. أما القول بأن الآية إنما تعنى وجوب مقاتلة غير المسلمين فى كل الظروف وفى كل الأوقات فهو قول يجافى سياق الآية والظروف التى نزلت فيها، علاوة على مجافاته نصوص القرآن الأخرى، وكلها تقيّد إيجاب القتال علينا بقتال الأعداء لنا. وكيف يصحّ اتهام القرآن بأنه يحارب غير المسلمين دون أى سبب سوى الرغبة فى إكراههم على الدخول فى الإسلام تحت سيف التهديد والترويع، والقرآن يقول بصريح العبارة: "لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9: الممتحنة) "؟
الرد مرفق في المرفقات وبه علامات تعين على القراءة بشكل أجود لمن يتعبه القراءة في الملتقى، وأعتذر عن ما في كلام هؤلاء من البذاءة وسوء الأدب ولكن لا بد من بيان الحق وفضح الباطل وأهله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[18 Jan 2008, 07:29 م]ـ
وفقك الله وحفظك وأيدك يادكتور إبراهيم ....
والشيء من معدنه لا يُستغرب ...
هذه حضارة الجسد والبذاءة، هل تنتظر من الساقطة الدعيّ أن تقول حسناً ...
أم تنتظر من القرد أن يلد ظبياً؟!
إنهم يحسدون أمتنا على طهرها وعفافها ... يحسدون نساءنا لأنهن عفيفات طاهرات في زمان العري والإباحية ...
إنهم يسيرون على خطا أسلافهم:
// أخرجوهم من قريتكم إنهم اناس يتطهرون //
جزاكم الله خيراً على جهدكم الطيب المبارك ...
وإن كنت أرى أن تجاهل مثل هذا العبث أولى ... فهم يسرون حين يظنون أو يشعرون أنهم أغاظوا المسلمين
بارك الله فيكم سيدي وزادكم علماً وعملاً وفضلاً وبركة.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[18 Jan 2008, 10:28 م]ـ
وإن كنت أرى أن تجاهل مثل هذا العبث أولى ...
الزبد يذهب جفاء، وهذا من زبد الإنترنت الذي يحسن تجاهله تماما.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[19 Jan 2008, 12:27 ص]ـ
شكر الله للدكتور إبراهيم هذه المقالة.(/)
قلق في هولندا بسبب مشروع فيلم مناهض للإسلام يدعو لحظر القرآن
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[19 Jan 2008, 12:29 م]ـ
اثار النائب الهولندي اليميني المتطرف غيرت فايلدرس قلقا في هولندا جراء مشروع فيلم يزعم ان القرآن "كتاب رهيب وفاشي" ويدعو إلى حظره, مثيرا من جديد النقاش حول حدود التسامح الهولندي.
وطرحت القضية الجمعة خلال مجلس الوزراء الاسبوعي, واعلن رئيس الوزراء يان بيتر بلكنندي على الاثر ان "الحكومة مستعدة للرد بسرعة كبيرة اذا تسبب ذلك بتجاوزات".
وفي تصريح للصحافيين تحدث عن "تقاليد الاحترام والتسامح" في هولندا, مؤكدا ان "الاستفزاز لا يتماشى مع ذلك" وقال "ادعو كل الى تحمل مسؤوليته".
ولا احد يعرف ما اذا سيتم انجاز مشروع الفيلم الذي اعلنه زعيم الحزب الشعبوي (9 نواب من اصل 150) وقال انه سيحرق فيه القرآن.
وتعود فايلدرس الذي يحذو حذو الزعيم الشعبوي المغتال بيم فورتوين, على التصريحات المثيرة وخصوصا ضد الاسلام ولم يقدم اي تفاصيل عن مشروعه. ودعا مرارا في البرلمان الى حظر القرآن مقارنا اياه بكتاب هتلر "كفاحي", ووقف هجرة المسلمين.
وقال فايلدرس لمجلة "اتش. بي دي تييد" إن "الفيلم يثير الجميع وذلك يشجعني على المثابرة".
وكان صرح في نوفمبر/تشرين الثاني "اذا شعر المسلمون بان المشروع اهانهم فذلك مؤسف لكنها ليست مشكلتي".
وفي موازاة حديث عن عرض الفيلم مع نهاية الشهر الجاري, تظاهر بعض المعارضين السبت في امستردام واعرب بعض العمد عن استيائهم, في حين حذر مفتي سوريا من ان يؤدي ذلك الى اراقة الدماء.
واعرب رجال اعمال هولنديون عن قلقهم وافادت وسائل الاعلام ان الحكومة اعدت خطة لاخلاء سفاراتها واجلاء مواطنيها عن الشرق الاوسط.
ولم يرد بلكانندي الجمعة مباشرة على تلك النقاط, لكن بارت رييس الناطق باسم وزير الخارجية مكسيم فرهاغن قال ان "لهولندا دائما سيناريوهات جاهزة لمواجهة كوارث محتملة". واضاف "لا شيء يسمح بالقول ان الحكومة تعد حاليا خطة طارئة ولا مبرر لاجلاء اي
كان".
واوضح رييس انه منذ نوفمبر/تشرين الثاني التقى فرهاغن النائب فايلدرس "لتحذيره من المخاطر التي تهدده شخصيا والقريبين منه وهولندا ومصالح البلاد في الخارج".
واعربت لاهاي عن خشيتها من تكرار قضية الرسوم المسيئة التي نشرتها صحيفة دنماركية نهاية 2005. وادت الاحتجاجات حينها الى مقتل مئة شخص في العالم وتعرضت سفارات الدنمارك لهجمات والشركات الدنماركية للمقاطعة.
وعلى الصعيد الداخلي, اعادت القضية الى الاذهان اغتيال المخرج المثير للجدل ثيو فان غوغ في امستردام في لوفمبر/تشرين الثاني 2004.
وطعن اسلامي متطرف فان غوغ بعد عرض احد افلامه حول المرأة والاسلام. واندلعت توترات طائفية بعد ذلك ويعيش فايلدرس مذذاك في ظل حماية امنية مشددة.
واوضح فايلدرس ان فيلمه سيعرض القرآن على انه "كتاب رهيب وفاشي" يحرض الناس على ارتكاب "اعمال مريعة".
ولم يتسن معرفة الوسيلة التي ستبث الفيلم: الانترنت ام التلفزيون العام.
واعربت نقابة رجال الاعمال الجمعة عن قلقها, وقالت انجيليك هايل الناطقة باسمها "نعتقد ان جو التسامح والاحترام هو المؤاتي للاعمال", مضيفة "نحن قلقون ومستعدون للرد" من دون تفاصيل اضافية.
وعلى هامش خطاب القاه في البرلمان الاوروبي في ستراسبورع الاربعاء, اعلن مفتي سوريا احمد بدر الدين الحسون لوكالة الانباء الهولندية انه اذا اقدم فايلدرس على تدنيس القرآن فان "ذلك يعني ببساطة انه يريد الحرب واراقة الدماء" وانه "سيتحمل هذه المسؤولية".
واكد ان "الشعب الهولندي مسؤول عن منعه من ذلك".
المصدر ( http://www.alarabiya.net/articles/2008/01/19/44408.html)
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[19 Jan 2008, 03:27 م]ـ
لقد قال أيضاً أحمد حسون // لعنة الله على كل من يقتل طفلاً أو شخصاً فلسطينياً أو إسرائيلياً .... //
http://news.maktoob.com/741240_node
هدانا الله لما يحبه ويرضاه
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[26 Jan 2008, 07:17 ص]ـ
ومتابعة لهذا الأمر إليك هذا الخبر:
المختصر/
مفكرة الإسلام / تحدثت وسائل إعلام هولندية عن إعداد حكومة هولندا خطة لإخلاء سفاراتها وإجلاء مواطنيها عن الشرق الأوسط؛ تخوفاً من تكرار الاحتجاجات التي رافقت قضية الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ بعد عرض فيلم "مستفز" عن الإسلام.
ويتوقع أن يظهر الفيلم، الذي يتوقع أن يتضمن إساءات للقرآن الكريم، خلال أسابيع قليلة. والفيلم من إعداد النائب الهولندي اليميني المتطرف جيرت فايلدرس، زعيم الحزب الشعبوي، والذي بادر إلى إثارة البلبلة في هولندا بإعلانه أنه يعد فيلمًا يزعم فيه أن القرآن "كتاب رهيب وفاشي", بحسب العربية نت.
وكانت اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق المغاربة في هولندا، قد عقدت اجتماعًا في مدينة لايدن الهولندية، لدراسة الاستراتيجية الممكن اتباعها في مواجهة الخطر الذي يتهدد المغاربة والمسلمين. بينما دعا بيتر بالكينيند رئيس الوزراء الهولندي في مؤتمر صحافي في "لاهاي" إلى ضبط النفس بشأن الفيلم، مشيرًا إلى أن "هولندا لديها تقليد حرية التعبير والدين والمعتقدات، لكن لديها أيضاً تقليد الاحترام والتسامح والمسئولية"، على حد قوله.
تظاهرات احتجاجية
ونظّم معارضون للفيلم تظاهرة في أمستردام، بعد إعلان محطة تلفزيونية حكومية قرب عرض الفيلم، فيما حذّر المفتي السوري من أن يؤدي عرضه إلى إراقة الدماء.
من جهتها، دعت جمعيات إسلامية المسلمين في هولندا والخارج، إلى الرد بهدوء على الفيلم. وقال محمد الرابعي، رئيس تنسيقية الجمعيات المغربية والإسلامية: "ندعو كافة المسلمين في هولندا وكافة المواطنين الذين قد يستاؤون من فحوى الفيلم إلى التحلي بضبط النفس، وعدم الانسياق مع التضليل".
وأضاف الرابعي: "نحن نؤيد مقاربة سلمية، وندعو كافة المساجد التي بإمكانها أن تفتح أبوابها يوم بث الفيلم أن تفعل، كي يتمكن أي شخص في الحي سواء كان مهاجرًا أو هولنديًا من إبداء رأيه وتضامنه".
الرابط ( http://www.almokhtsar.com/html/news/1802/30/84015.php)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مرهف]ــــــــ[28 Jan 2008, 04:20 م]ـ
يعني هولندا مستعدة لتضحي بعلاقتها مع العالم الإسلامي وتتحمل مصاريف ونفقات إخلاء السفارات وتبعات ذلك كله ولكن غير مستعدة لأن توقف التطرف النازي، لماذا، ولم هذا الدعم الرسمي لهذا الفيلم من هولندا ولمن هي مصلحة هذه البلبة التي ستحصل.
سمعت من عدة محللين ألمان ودنمركيين على بعض القنوات الأخبارية يقولون بأن هذه الحركات لكسر التقديس الذي في قلوب المسلمين اتجاه الرسول صلى الله عليه وسلم واتجاه القرآن، والسير بالمسلمين عبر الصدمات النفسية التي تنفسهم وتنهك المسلمين نحو الخط الذي حول أوربا من عالم تحكمه الكنيسة وخرافاتها إلى عالم تحكمه العلمانية والأفكار المادية وصار الدين ثانوياً للغاية عندهم، ولكن هذا الأمر يتطلب منهم عدة محاولات صدمات عنيفة وقياس ردة الفعل لإخماد جذوة الدين في المسلمين وإماتة الغيرة الإيمانية التي توحد مشاعر المسلمين وأفكارهم ووجهتهم، أضف إلى أن هذه الأفعال تغرس في نفوس المسلمين معاني النقص والضعف والانكسار وبقاء صورة الغرب بالقوة والتقدم والحضارة، وإبقاء حالة الإحباط والقيد في المسلمين وحالة الهيمنة الغربية وغير ذلك.
ولذلك تفعيل المقاطعة ضرورية ولكن ليس بعد عرض الفيلم ولكن قبل، إضافة لذلك ينبغي للمؤسسات الرسمية والإسلامية التحرك الرسمي والإعلامي مع التحرك الدعوي والعلمي الذي يمنع وقوع مرادهم.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[04 Feb 2008, 10:50 ص]ـ
متابعة لهذا الخبر: هولندا تسهل إجراءات رفع شكاوي ضد نائب أساء للقرآن الكريم
المختصر/
أخبار العالم / أوصت الهيئة الاستشارية الوطنية للشرطة في هولندا بتسهيل إجراءات رفع الشكاوى التي من المتوقع تقديمها ضد زعيم حزب "الحرية" بعد عزمه عرض فيلم يسئ للقرآن الكريم.
وأوصت الهيئة بتخفيف بعض الشروط التي يجب توفرها عادةً في رفع الشكاوى، وذلك بعد أن أكدت الحكومة الهولندية أنها تتوقع سيلاً من الشكاوى من أفراد مسلمين في حال عرض فيلم "جيريت فيلدرز" زعيم حزب الحرية المتطرف.
وفي المقابل اعترض حزب الحرية على توصية الهيئة، وبعث أحد ممثلي الحزب في مجلس النواب برسالة إلى الهيئة الاستشارية، أعرب فيها عن استيائه من هذه الخطوة التي رأى فيها "استدراجًا" لأفراد الجالية المسلمة لكي يمطروا الحزب وزعيمه بسيل من الشكاوى القضائية.
وجاءت التأكيدات الهولندية بعد أن أثارت تصريحات فيلدرز عن القرآن عاصفة احتجاجات من قبل مسلمي هولندا، حيث ندَّد أئمة المساجد بتصريحات فيلدرز، واعتبروها غير مسئولة، ولا تمثل الحكومة أو الشعب الهولندي، وبادر الأئمة بمطالبة المسلمين بالتروِّي والهدوء، وإثبات رغبتهم في التعايش السلمي على الأراضي الهولندية.
وقال إيهان تونكا- رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية: إن أفضل شيء هو تجاهل تصريحاته، مشيرا إلى أنه لا توجد أحداث كثيرة في الوقت الراهن، ولذلك فإن فيلدرز يحاول اختلاق بعضها.
وناشدت نحو 30 شخصية بارزة من منظمة "دي سيركل فان أمستردام"، النائب الهولندي بعدم تضمين فيلمه مشاهد مباشرة لتدنيس القرآن؛ كحرق المصحف أو تمزيقه؛ لما يعنيه هذا من إهانة بالغة للمسلمين ولما سيكون له من عواقب وخيمة.
كما رفض 75% من الهولنديين مطلب فيلدرز بحظر القرآن في الأراضي الهولندية، ومصادرة نسخ المصاحف ومعاقبة من يتداولها، وقالوا- في استطلاع للرأي أجرته إذاعة هولندا: إنه ليس من حق فيلدرز المطالبة بذلك أو نشر هذا الرأي بالإعلام الهولندي.
ولم يدعم مطلب فيلدرز وتوجهاته المعادية للإسلام سوى 19% فقط، فيما طالب 31% ممن أُجري عليهم استطلاع الرأي الصحف والإعلام بعدم نشر مثل هذه المطالب مجددًا، كما طالب 29% من الهولنديين في الاستطلاع بضرورة تتبُّع أو ملاحقة فيلدرز قانونيا؛ لأن ما قاله يعدُّ "نشرًا للكراهية والعداء" داخل المجتمع الهولندي.
وكان زعيم حزب الحرية المتطرف أعلن أنه يعتزم الشهر القادم عرضَ فيلم عن القرآن الكريم يسيء لمشاعر المسلمين، مطالبا الحكومة بإصدار قرار يحظر القرآن الكريم، ومصادرة تداوله، أو بيع المصاحف على الأراضي الهولندية، وهو ما أثار موجة من الاحتجاجات.
(يُتْبَعُ)
(/)
جدير بالذكر أن فيلدرز يعد من أكثر الشخصيات المعادية لإسلام والمسلمين في هولندا، وكان قد دعا العام الماضي إلى تصويت على سحب الثقة في وزيرَين مسلمَين بالحكومة، وشكك في ولائهما للبلاد بسبب جنسيتهما المزدوجة وشنَّ حملةً من أجل فرض حظر على الحجاب وحظر بناء مساجد جديدة ووقف الهجرة أمام جميع المسلمين.
المصدر ( http://www.almokhtsar.com/html/news/1811/30/84459.php)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[02 Apr 2008, 11:16 ص]ـ
متابعة لهذا الأمر:
المختصر/
الوطن س / أبلغ سفراء 26 دولة إسلامية من منظمة المؤتمر الإسلامي في لاهاي أمس خلال اجتماعهم بوزير الخارجية الهولندي ماكسيم فيرهاجين، بأنهم بصدد إقامة دعوى جماعية باسم الدول الإسلامية ضد منتج ومعد فيلم "الفتنة" المسيء للقرآن عضو البرلمان الهولندي جريت فيلدرز. وقال السفراء لفيرهاجين إن الإساءة التي حملها فيلم الفتنة تستوجب العقاب القانوني وعلى الحكومة الهولندية أن تتحرك مع الدول الإسلامية وتقديم المساعدة في هذا الإطار لإثبات رفضها التام للفيلم. وجاء على رأس وفد السفراء، سفراء كل من السعودية، ومصر وإيران، والأردن، وماليزيا، والمغرب، والسودان، وتركيا.
إلا أن فيرهاجين رفض تقديم الدعم القانوني أو التعاون الرسمي في هذا الإطار، وحاول خلال اجتماعه الاحتفاظ بابتسامة هادئة لإضفاء جو من الحميمية على مناخ الاجتماع الذي اتسم بالتوتر. وأكد أنه لا يمكنه تقديم المساعدة لإقامة مثل هذه الدعوى، وزعم أن حكومته أوضحت موقفها الرافض منذ البداية للفيلم. وطالب السفراء بضرورة رعاية وحماية الرعايا والمصالح الهولندية في دولهم، معربا عن قلق حكومته من أي أضرار أو مخاطر يمكن أن تصيبهم.
وكان رئيس الوزراء الهولندي يان بيتر بالكانيندا قد أعلن السبت الماضي عن استعداد حكومته لبذل كل المساعي والاتصالات لتوضيح وجهة نظر الحكومة الهولندية من فيلم "الفتنة" ورفضه لها.
من جهة أخرى، ثمنت صحيفة "فولكس كرانت" الهولندية أمس مبادرة السعودي عصام بن أحمد مدير وحملته لتوزيع 50 ألف نسخة من كتاب "المسيح في الإسلام والقرآن" للداعية الإسلامي الشيخ أحمد ديدات مترجم باللغة الهولندية للرد على فيلم "الفتنة". وقالت الصحيفة إن الدعوة بالحوار والمناظرة في هذه الحملة هي السلاح الأمثل على من يتهمون الإسلام.
وفى سياق متصل، تقدم البرلماني الهولندي السابق محمد رباع "مغربى الأصل" برفع دعوى أمس بمدينة روتردام ضد فيلدرز، طالب فيها بتجريمه بسبب آرائه في الفيلم.
وفيما أدان رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير عبد الرؤوف الريدى الفيلم، واستنكره مجلس النواب الأردني، تظاهرت مجموعة من المسلمين خارج السفارة الهولندية في جاكرتا لإدانة الفيلم، وطالبت الحكومة بقطع العلاقات الدبلوماسية مع أمستردام. وقام أكثر من 100 ناشط من "جبهة الدفاع عن الإسلام" باحتجاج سلمي حيث احتشد حوالي 200 من رجال شرطة مكافحة الشغب للحفاظ على الأمن.
وفي كوبنهاجن، انتقد وزير الثقافة الدنماركي بريان ميكلسن تحذير نقابة الصحفيين للرسامين الـ 11 الذين اشتركوا في الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، بتجنب الظهور العلني خشية تعرضهم لتهديدات. واعتبر هذا التحذير نوعاً من الضغط على حرية الرأي، مشيرا إلى أنه سيتقدم باقتراح إلى البرلمان يجعل من كوبنهاجن مدينة يلجأ إليها كل فنان ورسام وكاتب مطارد من بلده بتهمة انتهاكه لحرية الرأي فيها.
وزير هولندي يلتقي سفراء مسلمين لاحتواء فتنة فيلدرز
الإسلام اليوم/ التقى وزير الخارجية الهولندي سفراء دول إسلامية في كوبنهاجن اليوم الاثنين في محاولة تهدئة الغضب بشأن فيلم لبرلماني يميني متطرف يتضمن إساءة للقرآن الكريم زاعمًا أنه يحضّ على العنف.
وقال وزير الخارجية ماكسيم فيرهاجن في بيان: "سررت بردود الفعل الهادئة التي تلقيناها حتى الآن من العالم الإسلامي"، "لكن نبرة الكلام في بعض الدول تظهر أننا بحاجة لأن نظل متأهبين". وقال فيرهاجن: إنه أبلغ سفراء من 26 دولة من بينها إيران وإندونيسيا، أن الفيلم لا يجسد مطلقًا آراء الحكومة الهولندية، وطالب الدبلوماسيين بالتأكد من أن المصالح الهولندية في الخارج ستكون محل حماية.
وأضاف: "نحن على دراية بقلق وشعور المسلمين في العالم إزاء الفيلم. لكن المشاعر المجروحة لا يجب أن تكون مطلقًا عذرًا للاعتداء والتهديدات .. ليكن تفكيرنا هادئًا وعلاقاتنا دافئة".
وكان النائب اليميني المتطرف جيرت فيلدرز قد بثّ فيلمه "فتنة" على الإنترنت الخميس الماضي، مما أحدث حملة إدانة واسعة في العالم الإسلامي. لكن رد الفعل على الفيلم كان أكثر انضباطًا مقارنة بالغضب الذي اندلع في 2006 عقب نشر رسوم كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد في أوروبا.
وقالت منظمة المؤتمر الإسلامي التي تتألف من 57 دولة: إن الفيلم "لا يهدف سوى للتحريض على الاضطرابات والتعصب "، فيما وصفه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأنه "معادٍ للإسلام". كما استدعت وزارة الخارجية الإيرانية أمس السفير الهولندي للاحتجاج على الفيلم "الذي يحمل إهانة وعداء للإسلام".
من ناحية أخرى أعلن جيرت فيلدرز اليوم أنه سيرفع بعضًا من مشاهد فيلمه؛ تفاديًا لملاحقته قضائيًّا، غير أنه أكّد أن "هذا لن يؤثر في مضمون الفيلم ورسالته المناهضة للإسلام". وقال: إنه قرّر رفع الرسم الكاريكاتيري المسيء للرسول الموجود بالفيلم والذي يعود للرسام الدانماركي كورت ويسترجارد، وهو أحد 12 رسمًا تم نشرها 2005 وأثارت ضجة عالمية بسبب إساءاتها للنبي محمد. وأوضح فيلدرز أنه سوف يضع محل الرسم الدانماركي رسمًا كاريكاتيرًا آخر عن النبي الكريم أيضًا
المصدر ( http://www.almokhtsar.com/html/news/1869/30/87335.php)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[02 Jun 2008, 12:49 م]ـ
متابعة لهذا الخبر:
صاحب "فتنة" يروج للفيلم في الدانمارك
المختصر/
الإسلام اليوم / في إطار الترويج لفيلمه، من المقرّر أن يُلقي النائب الهولندي اليميني المتطرف جيريت فيلدرز صاحب فيلم "فتنة" كلمة اليوم الأحد في إحدى قاعات البرلمان الدنماركي، خلال زيارة تستغرق يومين.
وقال فيلدرز، لدى وصوله إلى العاصمة الدنماركية كوبنهاجن: أشعر بخيبة أمل من انتقادات رئيس الوزراء الدنماركي أندرس فوه راسموسن للفيلم، لذلك أرغب في التواصل والاجتماع مع عددٍ من الأحزاب الدنماركية.
وكانت دار حرية الطبع الدنماركية قد أعلنت عن تنظيمها محاضرة لفيلدرز في مقر البرلمان الدنماركي. وقالت الدار على موقعها الإلكتروني: إن فيلدرز سيتحدث عن تجربته مع الفيلم "فتنة" وعن معركته ضد ما أسمته "تسلط القرآن" ومن أجل حرية التعبير، على حدّ زعمها.
وكان النائب الهولندي اليميني المتطرف جيريت فيلدرز بثَّ نهاية فبراير الماضي على الإنترنت فيلمًا قصيرًا بعنوان "فتنة" يخلط فيه بين صور العنف والإعدامات في الدول الإسلامية بسورٍ من القرآن الكريم مطالبًا بمنع القرآن الذي وصفه بأنه كتاب "فاشي" على حدّ تعبيره.
وأعربت الحكومة الهولندية عن أسفها لبثّ الفيلم ونأت بنفسها عنه، معتبرة أنه "يخلط بين الإسلام والعنف ولا يهدف إلا إلى الاستفزاز". جدير بالذكر أن عرض هذا الفيلم على الإنترنت أثار ردود فعل منددة في العالم الإسلامي؛ داعية إلى إظهار الاعتدال والحوار
المصدر ( http://www.almokhtsar.com/html/news/1930/30/90499.php)
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[02 Jun 2008, 01:26 م]ـ
بعد يوم من اجتماع منتج فيلم "فتنة".
توا ورد في وسائل الإعلام، ومنها ما تجده على الرابط الآتي:
http://www.alarabiya.net/articles/2008/06/02/50827.html(/)
الشبه المثارة حول كلام الله العزيز والطعون فيه - استعراض تاريخي مجمل
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Jan 2008, 10:09 ص]ـ
هذا استعراض تاريخي مجمل للشبه المثارة حول كلام الله العزيز والطعون فيه كتبه أخي العزيز الدكتور وليد بن بليهش العَمْري رئيس تحرير مجلة الدراسات القرآنية بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة النبوية بعث به إليَّ على بريدي لنشره في الملتقى مع كونه أحد أعضاء الملتقى، فطلبت منه أن ينشره باسمه فاعتذر بعدم وجود الانترنت في مكتبه هذه الأيام. فآثرتُ نشره باسمي منسوباً إليه، حتى يستفاد منه، شاكراً ومقدراً لجهده وبحثه القيم.
الشُّبَهُ المُثارةُ حولَ كلام الله العزيز والطعونُ فيه
استعراضٌ تاريخيٌّ مُجمل
إعداد: د. وليد بن بليهش العمري
الحمد لله، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين،
وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه، واستن بسنته إلى يوم الدين أما بعد:
بداية الهجوم:
فالطاعنون في القرآن كثيرون، ومطاعنهم وشبهاتهم كثيرة، وحصرها قد يعيي الباحث، ويكّل المجد، ولكن حقيقة هذه الطعون أنها تدور في أفلاك محددة، وتنبع من مشكاة واحدة، وتاريخها يمكن تتبعه إلى أول يوم نزل فيه القرآن على قلب محمد صلى الله عليه وسلم، فبادر شانؤوه المبتورون - حسداً من عند أنفسهم – إلى كيل التهم، وتدبيج الحجج، وقدح زناد الأذهان؛ للنيل من هذا الكتاب العظيم الذي جاء ليقلب عالمهم رأساً على عقب، ويذهب عن البشرية كيد الشيطان ورجزه، ويخرجها من الظلمات إلى النور، وقد صوّر الله حال أحد هؤلاء ومحاولاته المضنية ليجد سبيلاً على ما سموه كتاب محمد تصويراً دقيقاً مبهراً بقوله: {إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25)} (المدثر)، فبعد عصف ذهني مضنٍ، خرج بشبهة مفادها أن القرآن الكريم لا يعدو كونه سحراً من قول البشر، ومنهم من قال: إنه أضغاث أحلام، بل هو مفترى، بل هو قول شاعر: {بَلْ قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ (5)} (الأنبياء)، وفريق ممن صرف الله قلوبهم عن الحق، وجعلها مستغلقة على الهداية، قالوا بل هو أساطير الأولين: {َمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا حَتَّى إِذَا جَآؤُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (25)} (الأنعام).
وفي تسلية عظيمة من أرحم الراحمين إلى رسوله الكريم، قال تعالى في وصف حال هؤلاء المغرضين، ومن أحسن من الله قيلاً: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ (103) إِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ لاَ يَهْدِيهِمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104) إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ (105) مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (106) ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّواْ الْحَيَاةَ الْدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (107) أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (108) لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرونَ (109)} (النحل).
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا طرف من بداية الطعن في القرآن الكريم، وهو قد جاء وصفه والرد عليه في القرآن الكريم نفسه، ومنه ما جاء في السنة النبوية المطهرة من حديث المغيرة بن شعبة قال: ((لما قدمت نجران سألوني، فقالوا: إنكم تقرؤون: {يَا أُخْتَ هَارُونَ}، وموسى قبل عيسى بكذا وكذا، فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألته عن ذلك، فقال: (إنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين قبلهم)) (مسلم: 213)، ويا لله العجب، من يسمع قول هؤلاء، ويرى ترجمات بعض المستشرقين للقرآن الكريم وإثارتهم للشبهة عينها، لا يسعه إلا أن يسبح الملك العلام إذ قال: {وَقَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا اللّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118) إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119)} (البقرة).
مراحل الهجوم إجمالاً:
فتاريخ الطعون تاريخ طويل وحافل، نجمله اختصاراً في الخط الزمني التالي، ونقف في آخره على آخر المحطات التي جمعت هذه الطعون ولخصتها وصاغتها بعبارة جديدة، نشرتها في آخر ما تفتق عنه الذهن البشر من تقنيات ووسائل اتصال:
- الكفار من أهل الكتاب، والمشركون، والمنافقون عند نزول القرآن الكريم.
وفي دار السلم عاش بين ظهراني المسلمين النصارى السريان، لم يجبروا على ترك دينهم بل وكفلت لهم جميع الحقوق التي أقرها لهم دين السماحة، وتركوا ليكتشفوا محاسن الإسلام بأنفسهم، إلا أن هذا لم يرق لعدد من رجال دينهم فانبروا لتولي كبر صد قومهم عن الإسلام، وكانت لهم جهود في هذا الباب، من أبرزها: حوار طيموتاوس مع المهدي أمير المؤمنين في القرن الثاني الهجري، ومقال «الرد على العرب» لديونسيوس يعقوب بن الصليبي في القرن الخامس الهجري، وكتاب «منارة الأقداس» لأبي الفرج بن العبري في القرن السادس الهجري، وجميعها تشمل ترجمات جدلية نقضية لمقتطفات من القرآن الكريم، تتشابه كثيراً مع أعمال أخرى من هذا النوع من أبرزها ترجمة الإيطالي لودوفيكو مراتشي الصادرة في روما الباباوية عام 1698م.
- المستشرقون:
ومراحل تطور العمل الاستشراقي منذ ترجمة معاني القرآن الكريم الأولى إلى اللغة اللاتينية عام 1143م. واتسمت هذه المرحلة بالنقد المقذع الذي لا يقبله عقل بشري سليم، واستعرت ناره إبان حملات الفرنجة على المشرق العربي، وزاد تأججه عندما دكت مدافع العثمانيين الحصون على باب أوربا الشرقي، مما شكل هاجساً مؤرقاً، وكابوساً مزعجاً للعقل الجمعي الأوربي، لا يزال يتردد رجع صداه حتى اليوم ظاهراً وباطناً، كما تؤكد المستشرقة الألمانية آن ماري شيمل. وبلغ هذا النوع من العمل الاستشراقي ذروته عندما أقدم كل من قوتهلف بيرقشتريسر ( Gotthelf Bergstraesser) تلميذ المسشترق نولدكة، وأوتو برتسل ( Otto Pretzl) الذين جمعا ما يعرف بأرشيف ميونخ ( Munich Archives)، وهو عبارة عن مجموعة من المخطوطات القرآنية القديمة (أقدمها يعود لعام 700م)، أرادا دراستها عملاً على إصدار ما سموه بـ «نسخة نقدية محققة» من القرآن الكريم، ورأى المستشرقون في هذا العمل فتحاً مبيناً في سبيل إخراج نسخة «صائبة تاريخياً» -بحسب زعمهم- من القرآن الكريم، ونشر جزء منه عام 1938 م، ولكنهما أفلا قبل أن يتماه، قضى أولهما نحبه عندما تسلق جبال الألب وسقط منها، والثاني سقطت به طائرته، وأما مجموعتهما من المخطوطات فقد دكت طائرات الإنكليز إبان الحرب العالمية الثانية عام 1944م مبنى أكاديمية العلوم البافارية التي كان يعمل هؤلاء تحت مظلتها، منذ ذلك الحين ساد اعتقاد أن هذه المخطوطات عدمت تحت الأنقاض. وقضت الحرب العالمية وألمانيا النازية على أي أمل في إحياء هذا المشروع.
* خبر خطير:
(يُتْبَعُ)
(/)
نشرت جريدة وول ستريت جورنال ( Wall Street Journal) ذات الصيت، في عددها الصادر يوم 12 يناير 2008م (أي قبل يومين) (1)، تقريراً صحفياً مطولاً، يتحدث عن العثور على أرشيف ميونخ، ويذكر أن المستشرق أنتون شبيتالر ( Anton Spitaler) أخفى هذه المخطوطات في بيته طيلة نصف قرن، وتكتم على الموضوع ولم يشأ في إخراجه، إلا أنه بعد موته عام 2003م، أخرجه بعض طلابه ومنهم أنجيلكا نويورت ( Angelika Neuwirth)، وهي تشرف على إحياء هذا المشروع، وقد شكلت فريق عمل، يحظى بدعم من الحكومة الألمانية طيلة (18) عاماً، يهدف إلى إصدار «نسخة نقدية منقحة» من القرآن الكريم يكون أقرب نسخة لما كان في عهد محمد صلى الله عليه وسلم -بحسب زعمهم-، وتقول نويورت أن نولدكة: «هو حجر الأساس في كنيستنا»، في إشارة إلى اعتمادهم على أطروحاته حول تاريخ القرآن الكريم في كتابه الذي يحمل العنوان نفسه (تاريخ القرآن)، ويلمح التقرير إلى مشروع مشابه يقوم به فريق عمل تونسي يشرف عليهم شخص يدعى منصف بن عبدالجليل.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64793111a08b27.jpg
أرشيف المخطوطات القرآنية في 450 لفافة ميكروفلم
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64793111a04ca8.jpg
مبنى أكاديمية العلوم البافارية مهدماً
• قد ندخل تجاوزاً في جملة هؤلاء الفرق الضالة، ونشاطهم في مجال ترجمة معاني القرآن الكريم، ومن أبرز هذه الفرق وأنشطها في هذا المجال: القاديانيون، والشيعة، وجهدهم حثيث لا يفتر، حيث أصدر القاديانيون حتى الآن (54) ترجمة كاملة لمعاني القرآن الكريم في سبيل نشر عقائدهم، كان آخرها ترجمات بثلاث لغات محلية من لغات دولة غامبيا الإفريقية، وأما الشيعة فيقومون بدراسة ترجمة معاني القرآن الكريم دراسة علمة بحثية مقننة ولهم في هذا اهتمام ملحوظ من أجل تطوير منتج الترجمة، ولهم مركز ملحوظ النشاط بمدينة قم موسوم بـ «مركز ترجمة القرآن المجيد»، يصدرون مجلة متخصصة بعنوان «ترجمان الوحي».
- المستعربون، والمدارس الاستشراقية الحديثة:
شهدت هذه المرحلة محاولة تقنين العمل الاستشراقي وصبغه بالصبغة العلمية، والاستفادة من مناهج البحث الأكاديمية التي وظفوها في أعمالهم، ورغم أن هذه المرحلة أهون بكثير من سابقتها إلا أنه تشوبها كثير من الشوائب، ومما يميز هذه المرحلة هو كثرة المؤسسات البحثية الاستشراقية، واتساع رقعتها، وغزارة أطروحاتها (2).
- وعلنا نفرد من هؤلاء أشدهم نقداً للقرآن الكريم وهم: جون وانزبرا ( John Wansbrough)، ومايكل كوك ( Michael Cook)، وباتريشيا كرون ( Patricia Crone)، وفرد دونر ( Fred Donner)، وأندرو ربن ( Andrew Rippin)، وقنثر لوينج ( Günter Lüling)، ومن ضئضئ هؤلاء خرج آخر رافعي ألوية الهجوم على القرآن، وأكثرهم جسارة وجرأة (وسنأتي على ذكرهم عما قريب).
- المستغربون ومحاولات الهدم من الداخل:
هم من بني جلدتنا وربما تحدثوا لغتنا، وقد يعيشون بين ظهرانينا، إلا أغلبهم وأعظمهم خطراً يعيش في كنف أعداء الدين، ولا تزال سهامهم تصلنا إلى يومنا هذا، ومن أبرزهم: محمد أركون، ونصر حامد أبو زيد، وإرشاد مانجي، وإيان هرسي علي.
- وبجهد مشترك بين المستعربين والمستغربين صدرت عن دار بريل ( Brill) الهولندية، بإشراف المستشرقة الكندية جين مك أولف ( Jane D. McAuliffe) صدرت موسوعة القرآن الكريم ( Encyclopedia of the Qur'an) الاستشراقية في ستة مجلدات، وهي أكبر جهد تم حتى الآن في هذا الباب، ويحل في طباته الكثير من الشبه والطعون، ومما يدلل على عدم موضوعية هذه الموسوعة أن القائمين عليها لم يدعوا أحداً من العلماء المسلمين للمشاركة فيها إلا من هو معروف بانجرافه الشديد وراء الطرواحات الاستشراقية وتبنيها. ويذكر الدكتور مصطفى الأعظمي أنه وصلته رسالة منهم يطلبون إليه فيها الحديث عن موضوع «الدماء» في القرآن (أي دم الحيض، وغيره)، فقال لهم أنتم تكتبون في الموضوعات المهمة، وتتردكون هذا لي، وما كان منه إلا أن اعتذر عن المشاركة.
الحرب على الإرهاب وتمخضاتها:
(يُتْبَعُ)
(/)
وجاءت بعد ذلك القاصمة – ما اصطلح على تسميته بـ «الحرب على الإرهاب» – التي خرج فيها الطعن في القرآن الكريم من بطون المصنفات العلمية، والأروقة الأكاديمية، إلى حلبات الصراع الإنترنتية، ووجد المغرضين أقوى ذريعة، فرصة سانحة لنشر أفكارهم على نطاق واسع بين الناس بلا خوف من محاسبة محاسب أو مراقبة مراقب، فألصقوا تهمة الإرهاب بالإسلام، ومصدر تشريعه الأول، وأطل هؤلاء برؤوسهم في المؤتمر الموسوم بـ «ضحايا الجهاد» ( Victims of Jihad)، الذي نظمه الاتحاد العالمي للإنسانية والأخلاق ( International Humanist and Ehical Union)، وغيره من المناسبات المشابهة، وظهرت أسماء عدد من الشذّاذ، والمغرضين، ومن أبرزهم:
- كتاب «الفرقان الحق»، ومن يقفون وراءه ويدعمونه (وهو معروف لا يسعنا التعريف به هنا).
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64793008766040.jpg
غلاف الكتاب المفترى
- ابن الوراق ( Ibn Warraq): وهو شخص اتخذ من هذه الكنية علماً له: «حتى لا أكون سلمان رشدي الثاني» بحسب قوله، ولد لأبوين هنديين مسلمين، وتربى تربية إسلامية، وحفظ القرآن الكريم في المدارس القرآنية الباكستانية، وتتلمذ على يد المستشرق الاسكتلندي الشهير مونتقمري وات، وهو من أكثر الكتاب مبيعاً، ومتخصص في التهجم على الإسلام، والقرآن الكريم بخاصة، وله سبع مؤلفات مشهورة هي: «لماذا أنا لست مسلماً» Why I Am Not a Muslim (1995)، و «أصول القرآن» The Origins of the Koran (1998) ، و «البحث عن محمد التاريخي» Quest for the Historical Muhammad, (2000) ، و «ما الذي يقوله القرآن حقاً؟» What the Koran Really Says? (2002) ، و «هجر الإسلام: المرتدون يتحدثون» Leaving Islam: Apostates Speak Out (2003) ، و «الدفاع عن الغرب: نقد لإدوارد سعيد» Defending the West a Critique of Edward Said (2006) ، و «أي قرآن؟» Which Koran? (2007). ويبدو أن مشروع هذا الأهم هو التشكيك في عمدة القرآن الذي بين أيدينا.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/6479311d526158.jpg
ابن وراق
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/6479311d51d493.jpg
ما الذي يقوله القرآن حقاً؟
- كريستوف ليكسنبرق ( Christoph Luxenberg): واسمه هذا اسم مستعار يختبئ وراءه خوفاً وفرقاً وليبث سمومه بحرية، وهو عضيد ابن الوراق، ولهم صلات عمل في مشروعها المشؤوم هذا، وهو ألماني دارس للغات السامية القديمة، يكتب في الغالب باللغة الألمانية، وجل طعوناته تدخل في باب البحث التاريخي اللغوي، ومحاولة تتبع التأثير السرياني والآرامي في لغة القرآن الكريم، ونمثل على أطروحاته بقوله إن كلمة «حورية» هي في الأصل آرامية وتعني «الزبيب الأبيض»، ويتساءل عن الذين يقتلون أنفسهم، ليكافؤوا بزبيب أبيض في الجنة، بدلاً من الحور العين. ومؤلفه المشهور هو: «القراءة السريانية الآرامية في القرآن: مساهمة في فهم لغة القرآن» The Syro-Aramaic Reading Of The Koran: a contribution to the decoding of the language of the Qur'an .
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/6479311d51ff99.jpg
غلاف كتاب كريستوف ليكسنبرق
هؤلاء في المقام الأولى ويأتي بعدهم، من نرصد أسماءهم في القائمة التالية:
Richard Dawkins
Gilles Kepel
Thomas W. Lippman
Jessica Stern
Daniel Pipes
Steven Emerson
Daniel Benjamin
Robert Spencer
Bat Yeor
Andrew G Bostom
Joel C. Rosenberg
Don Richardson
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64793128720c76.jpg
« أسرار القرآن»
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/6479312871c628.jpg
« ما الذي يحتاج كل أمريكي لمعرفته عن القرآن؟»
- الخطر الداهم للإنترنت:
يضاف إلى هؤلاء خطر المواقع الشبكية التي تقوم عليها الجماعات، وهناك عدد من المواقع المتخصصة في بث سمومها عن القرآن الكريم، وأشدها خطراً، المواقع التالية (3):
1 - موقع «الرد على الإسلام»: www.answering-islam.org
2- موقع «حول الإسلام»: www.aboutislam.com
3- موقع «القرآن»: www.thequran.com
4- موقع «تأكيد الله»: www.allahassurance.com
5- موقع تحشيات مشكك على القرآن: http://skepticsannotatedbible.com/quran/
(يُتْبَعُ)
(/)
- ومن آخر ما ظهر على الإنترنت موقع بعنوان موقع «القرآن والإنجيل» QuranandBible.net، أطلق في شهر نوفمبر عام 2007م، بشراكة بين المحطتين النصرانيتين: «محطة أيكون الإذاعية»، و «إذاعة هولندا العالمية»، وهو موقع يستعرض جنباً لجنب ما يقوله القرآن الكريم والكتاب المقدس في مواضيع مختلفة، باللغات العربية، والإنكليزية، والهولندية. وهذا الموقع يحتاج إلى كثير من الدرس والتمحيص قبل الحكم عليه حكماً مطلقاً.
وعلني هنا أنتهز الفرصة لأؤكد على ضرورة الالتفات للشبه المثارة في الإنترنت بخاصة، وذلك لأسباب:
1 - انتشار هذه الوسيلة، وكل ما ينشر عليها: فبمجرد أن يكتب الباحث كلمة «قرآن» في أي من محركات البحث ستظهر أمامه المواقع التي تجمل هذه الشبه منثورة.
2 - انتفاء الحواجز وقلة التكاليف: فبخلاف الكتاب الذي يكلف طبعه ونشره الكثير، وقد تقف في وجهه الحواجز الرقابية المختلفة، فإن مجال النشر الإلكتروني في المقابل لا يكلف شيئاً يذكر، وتنعدم الحواجز الرقابية أمامه (باستثناء بعض الدول التي تعتمد حجز بعض المواقع).
3 - هي مفتوحة أمام الجميع، ومنهم الأغرار الذين قد يقعون في حبائلها.
4 - سهولة الاقتباس والنشر في المجاميع الحوارية.
وختاماً أود أن أؤكد على أن جذوة نور المدافعين عن كتاب الله العزيز، لم تنطفئ في يوم من الأيام، وهي مستمرة (وأود أن أشيد في هذا المقام http://www.islamic-awareness.org/ الذي هو جهد رجل واحد يحاول من خلاله صد هذا السيل الجارف من الطعون الشبه)، وجهود علماء المسلمين الغيورون معروفة ومشهودة (أدلل عليها بكتاب «إظهار الحق»)، إلا أن الحاجة قائمة وماسة للرد عليهم بأساليبهم الحديثة (الإنترنت)، وبلغاتهم (الإنكليزية، في المقام الأول).
وعلّه أن يؤسس موقعاً شبكياً فاعلاً، تجند له الإمكانات، وتشحذ له همم الغيورين من أهل العلم، للذب عن حياض أعز ما نملك –القرآن الكريم- وهذا هو المأمول بعون الله.
ـــــ الحواشي _______
(1) معلومات التقرير التفصيلية هي:
The Lost Archive
Missing for a half century, a cache of photos spurs sensitive research on Islam's holy text
By ANDREW HIGGINS
January 12, 2008; Page A1
(2) ومن آخر ما صدر في هذا الباب الكتاب التالي، وفيه ما الله به عليم من الشبه:
Reynolds (Gabriel Said) (ed.), The Qur'an in its Historical Context, London and New York, Routledge, Taylor and Francis Group. (Routledge Studies in the Qur'an), 2007, XV+294 p., 75 dollars, ISBN: 9780415428996
(3) لم أتمكن من الدخول على هذه المواقع، لأعطي تفاصيل أكثر عنها، لأنها محجوبة من قبل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية عدا واحد منها.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[20 Jan 2008, 02:10 م]ـ
أحسن الله إليك د. وليد بن بليهش العمري، على هذا البحيث الماتع، وأسأل الله أن ويوفقني وإياكم لخدمة كتابه الكريم، إنه سميع مجيب.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[20 Jan 2008, 02:55 م]ـ
جزى الله خيرا الدكتور / وليد العمري على هذا البحث القيم.
وقد كان لي شرف اللقاء بالدكتور وليد في الأمسية التي أقامها فرع الجمعية العلمية السعودية بالمدينة في 5/ 1 / 1429 والتي كانت عن مشروع تعظيم القرآن , وقد وزع فيه هذا البحث على الحاضرين من أعضاء الجمعية وغيرهم من المنتسبين لكلية القرآن الكريم بالمدينة , فنسأل الله أن يبارك في عمله هذا وينفع به.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Jan 2008, 04:12 م]ـ
هذا خبر العثور على المخطوطات المصورة التي اعتبرت بعد الحرب العالمية الثانية بحكم المفقود. وهي الأفلام التي عني بجمعها المستشرقون الألمان قبل الحرب العالمية لدارسة نص القرآن الكريم، وقد سبق أن أشرتُ إلى ذلك قديماً في الملتقى.
وهذا الرابط فيه الخبر بما فيه من الاتهامات ضد االمستشرق المشهور شبيطالر Spitaler .
http://online.wsj.com/article/SB120008793352784631.html?mod=googlenews_wsj
وأشكر الدكتور موراني على إفادته بهذا الرابط، وفيه تفصيلات جديرة بالعناية، وقد طلبت منه أن يتفضل مشكوراً بتقصي أخبار هذه المصورات والإفادة عن كيفية الحصول على نسخة منها أو تقارير وافية عنها فلعل وقته يتسع لهذه الخدمة إن شاء الله.
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[21 Jan 2008, 03:36 ص]ـ
الإخوة الأفاضل: هناك مقالات ومشاركات فاتحة ومفروض أن تأجج ثورة، منها هذا المقال.
أعداء الإسلام يعملون ليل نهار من خلال
1 - حكومات
2 - هيئات
3 - أحزاب دينية
4 - جماعات
5 - أفراد، وغير ذلك.
منهم المأجور ماديًا فهو ينال أجررًا من عمله الذي أصلاً هو سيعمله سيعمله.
ومنهم المتطوع بالنفس والمال.
كل ذلك تلاقى في بؤرة صديدة لمحاولة الفتك بالإسلام.
حتى وصل بهم الأمر إلى الكلام إلى الزحف إلى مكة (حرسها الله تعالى بقدرته) ((رجعنا لقول المطلب: للبيت رب يحميه))
أقول:
كل ذلك يعمل (حكوماتهم، أحزابهم، من يريد الأجر المادي، المتطوع بنفسه وماله))
ماذا في المقابل:
لا حكومات، ومن تفعل بعض الشيء تفعله في إطار سماح منهم.
أحزاب دينية: تجدها في بعض البلدان العربية تجعل في مجلس تأسيسها بعض النصارى معلنة بذلك خطها الأصيل ((إحنا تبعكم ومعكم))، بل تعدىى الأمر أن قالوا لإيمانهم بالديمقراطية ما مفادهه: أنه لا مانع عندهم في مصر أن يتولى رئاسة الدولة رئيس نصراني. وانظر حوار عبد المنعم أبو الفتوح في حواره همع القناة العربية.
إذن لا حكومات ولا أحزاب.
فماذا نحن فاعلون؟
هذا السؤال، هو هو ماذا يفعل ملتقى أهل التفسير للمشاريع المؤسسية، هو هو السؤال: في حالة دخولهم أي بلد بعد العراق (لا قدر الله لهم ذلك))، هو هو السؤال في كثير من الأمور.
فماذا نحن فاعلون؟
انتهى القوال إلى دور الحديث والكلام في الهواء وتمتمة من يقرأ وبطولية من قال.
لكن سيظل سيظل السؤال هو السؤال. فماذا نحن فاعلون؟
ولكن قبل أن أقول بعض ما يجب فعله، وه الذي أثرت أن أشارك به، قلت أسأل أولاً
هل نريد أن نفعل؟؟؟؟؟؟؟ فهل من مجيب؟؟؟؟؟؟؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[22 Jan 2008, 12:16 ص]ـ
هذا خبر العثور على المخطوطات المصورة التي اعتبرت بعد الحرب العالمية الثانية بحكم المفقود. وهي الأفلام التي عني بجمعها المستشرقون الألمان قبل الحرب العالمية لدارسة نص القرآن الكريم، وقد سبق أن أشرتُ إلى ذلك قديماً في الملتقى.
وهذا الرابط فيه الخبر بما فيه من الاتهامات ضد االمستشرق المشهور شبيطالر Spitaler .
http://online.wsj.com/article/SB120008793352784631.html?mod=googlenews_wsj
وأشكر الدكتور موراني على إفادته بهذا الرابط، وفيه تفصيلات جديرة بالعناية، وقد طلبت منه أن يتفضل مشكوراً بتقصي أخبار هذه المصورات والإفادة عن كيفية الحصول على نسخة منها أو تقارير وافية عنها فلعل وقته يتسع لهذه الخدمة إن شاء الله.
موضوع قوي ومثير جزى الله الكاتب والناقل كل الخير.
ولا يعيبه سوى ذكر روابط المواقع الطاعنة في الإسلام والكتب التي تعيبه، وهذه الكتب متقاربة في مضمونها ومحتواها وهي موجهة بالمقام الأول للغربي الجاهل بالإسلام لتنفيره وصرف همته عن هذا الدين القويم.
وهي في غالبيتها الساحقة تفتقد للأصالة، فابن الوراق مثلاً، وهو مسلم سابق بزعمهم، لا تجد في كتبه إلا قال المستشرق فلان وقال المستشرق علان، ولا فضل له إلا القص واللزق، وليس له تحقيق للأفكار أو موازنة للآراء، بل هو يردد الكلام كالببغاء .. إنما هي الضجة الإعلامية لا غير.
أما تحقيق القرآن اعتمادًا على مخطوطاته فهو حلم للمستشرقين صرح به الدكتور موراني عدة مرات في هذه المنتديات وغيرها، ورد عليه أيامها فضيلة المستشار سالم عبد الهادي في بحث طويل زبدته هو الفصل المعنون (سماعي من البداية للنهاية) وما بعده حيث نقل كلام النبي صلى الله عليه وسلم وكلام صحابته ثم كلام أهل العلم المشهود لهم بالإمامة في علوم القرآن ليقطع بأن المعتمد في رواية القرآن هو السماع والحفظ في الصدور لا الكتابة في المصاحف .. وعليه فإنه من العبث محاولة تحقيق القرآن اعتمادًا على مخطوطاته، ثم راح يذكر طبقات القراء نقلة كتاب الله، وختم أدلته بنقل تحذير العلماء من أخذ القرآن عن المصحفيين، فبيّن حفظه الله أن الاعتماد على المصاحف في حفظ القرآن مذموم أشد الذم عندنا، لذا فليس لها أي قيمة علمية حقيقية في معرفة نص القرآن.
وانظر هذا الرابط:
http://eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3061
وفصل (سماعي من البداية للنهاية) في المشاركة رقم 18.
والله الموفق.
ـ[محمد فال]ــــــــ[22 Feb 2008, 07:59 ص]ـ
جزى الله خيرا كاتب وناشر هذه المقالة المهمة وخاصة في الوقت الراهن، حيث يشن على الإسلام وكتابه القرآن أشد الهجمات من أجل الصد عن الحق، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون
ـ[موراني]ــــــــ[29 Feb 2008, 08:05 م]ـ
ملاحظة:
يوهم د. هشام عزمي في حديثه أعلاه انني صاحب فكرة التحقيق للنص القرآني أو أنا من أصحاب القرار في هذه اتجاهات في البحث
مشيرا إلى ما جاء بقلم أحد رواد المنتديات العربية الذي يسمي نفسه ب- (المستشار).
وهذا الايهام خطأ إذ لم أقم في يوم من الأيام في مثل هذه الأبحاث حول النص القرآني
بتحياتي للجميع
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[02 Mar 2008, 02:12 ص]ـ
معذرة يا دكتور موراني، لم يكن قصدي مطلقًا ما فهمته من كلامي ..
إنما قصدت أن هذا المشروع قد صرحت سيادتك بذكره في هذه المنتديات على شبكة الانترنت.
وتفضل بقبول وافر التحية والتقدير.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[03 Apr 2008, 07:34 م]ـ
مقال مفيد. جزاكم الله خيرا.
ذكر الباحث الأصناف التالية من الجهات التي أثارت شبهات حول القرآن الكريم:
- الكفار من أهل الكتاب، والمشركون، والمنافقون عند نزول القرآن الكريم.
- المستشرقون
- المستعربون، والمدارس الاستشراقية الحديثة
- المستغربون ومحاولات الهدم من الداخل
- الحرب على الإرهاب وتمخضاتها
وقد فاته، على ما يبدو، فئة أخيرة، (وهي في تقديري أهمها وأخطرها على الإطلاق، وهي فئة (العلماء التجريبيين) الرافضين تماما لوجود الله وخلق الكون على أساس علمي تجريبي (معتمدين على نظرية التطور). ويقود هؤلاء حاليا: ريتشارد داوكنز. ومن دعاتهم السابقين: كارل ساغان. وقد ذكر الكاتب اسم داوكنز في مقاله، ولكن لم يدرجه في تصنيف يعبر حقا عن طائفة موجودة من الناقدين للقرآن الكريم.
وقد قمت في الأيام الأخيرة بتجميع عدد ضخم من مؤلفاتهم وأشرطتهم الوثائقية، وهالني الإمكانيات الضخمة المتوفرة لديهم. ولا شك عندي أن هؤلاء هم من يشكلون العقل الغربي المعاصر، وليس المستشرقين (مع إدراكي لجهد هؤلاء وقيمته).
وما موجة التهجم الحالية على رموز الإسلام ومعتقداته سوى صدى طبيعي لمقولات الطبقة العلمية الغربية التي تعتبر نظرية التطور (داروين) علمية ويقينية غير قابلة للنقد. وهذه الطبقة تستفيد من القنوات العلمية الشهيرة (مثل BBC, PBS, DISCOVERY, HISTORIAK وغيرها) للحديث عن الأديان (جميع الأديان بلا استثناء) بعدائية صريحة.
وبالمناسبة: بقدر ما يسعد المسلم لظاهرة توالد القنوات الإسلامية الفضائية الجديدة، بقدر ما يخشى أن يكون عملها وأموالها مهدورا في التكرار الممل وملء الفراغات بشكل غير مدروس ... والله المستعان ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[04 Apr 2008, 09:20 م]ـ
وامتدادا للشبه المثارة حول كلام الله ممن يمكن تصنيفهم بالمستغربين، كنت قد وقفت قبل عامين أو ما يقاربها أثناء بحثي في الماجستير (موضوع أثر الشعر في التفسير) على شبهة سخيفة بطلتها المصرية المعاصرة المدعوة ناهد متولي، والتي تدعي أنها تنصرت بعد إسلامها، وزعمت بهتانا وزورا فيما سمته بحثا علميا في الجانب الأدبي بالمقارنة بين ما جاء في القرآن الكريم والشعر الجاهلي خالصة إلى ما تراه نتيجة مذهلة: أن القرآن سرقة أدبية، لما ذكرته مستشهدة له بالنصوص المتعددة من الشعر الجاهلي وماتناوله من قضايا ومواضيع سبق بها القرآن الذي نزل بها لاحقا.
واستثارني الموضوع كثيرا، خاصة وأنها فعّلت - إلى حد ما- شيئا من خطوات البحث العلمي، فعزمت على إفراده بمبحث ضمن فصل خاص بالشبه المثارة في علاقة القرآن بالشعر، وتمعنت في قراءة سطورها التي يحسبها الضمأن-منهم- ماء حتى إذا جاءها لم يجدها شيئا، ثم توقفت بعد تفكر عميق، لما بدا أن الموضوع أسخف وأهون من إضاعة الوقت في الرد عليه.
وأود من الأخ الكريم مصطفى علي، لو عرّفنا بحقيقة هذه المرأة، وهل صحيح أنها كانت مسلمة تحفظ القرآن كما تزعم، ثم ما أهم أعمالها المشبوهة إن لم أقل العدائية اتجاه ديننا عموما؟
وودت من أستاذي الكريم عبد الرحمن الشهري- لو رأى- أن يعلق هو على هذه الشبهة المذكورة، من منطلق أنه لا يفتى ومالك في المدينة.
وجزى الله كل الغيورين على دينهم العظيم، ووفقنا جميعا لصراطه المستقيم، والحمد لله رب العاليمن.
ـ[محمد العواجي]ــــــــ[23 Apr 2008, 10:54 ص]ـ
شكر الله لكم حسن العمل ووفقكم لمرضاته
ـ[مرهف]ــــــــ[02 Jun 2008, 05:41 م]ـ
محاضرة للدكتور ايرمان عميد دراسات العهد الجديد بجامعة نورث كالورنيا يشرح فيها كيفية حدوث التحريفات داخل مخطوطات العهد الجديد ومتي حدث ذلك ولماذا واين ومن فعل ذالك مترجمة باللغة العربية ( http://www.archive.org/details/MCDialogueroom)
يرجى الاطلاع(/)
المتكلمون الجدد (السيد ولد أباه)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[25 Jan 2008, 05:29 م]ـ
المتكلمون الجدد
السيد ولد أباه
المصدر: جريدة "الشرق الأوسط" اللندنية
http://www.asharqalawsat.com/leader.asp?section=3&article=455629&issue=10650
عبد الوهاب مدب شاعر وباحث تونسي مقيم في باريس، حيث يدرس في الجامعة ويقدم برنامجا حول الإسلام في القناة الثقافية الإذاعية المتخصصة. اصدر الرجل بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001 كتابا بعنوان «مرض الإسلام» (ترجم الى العربية بعنوان آخر).
وقد اصدر هذه الأيام كتابا جديدا بالفرنسية يحمل عنوان «الخروج من اللعنة» ادعى فيه تقديم وصفة العلاج من «المرض» الذي يعاني منه الإسلام الذي هو حسب عبارته الجمود والتعصب والعنف والانغلاق. وقد اعتبر مدب أن المدخل لإصلاح اختلالات الثقافة الإسلامية هو «تحطيم صنمية القرآن» الذي ينظر إليه عموم المسلمين بصفته كلام الله المباشر، مما يحول بينهم وبين إخضاعه للنظرة النقدية الصارمة والتحليل التاريخي النسبي على غرار ما حدث بالنسبة للنصوص المقدسة اليهودية والمسيحية. ويذهب مدب الى المطالبة بإعادة الاعتبار لموقف المعتزلة القائل بخلق القرآن الذي رأى انه يفتح الطريق أمام نزع القداسة عن الكتاب الكريم، الذي يصبح نصا موحى إلهياً عبر وساطة بشرية.
ليس في هذا التصور أي جديد، بل هو مجرد تخليص مكثف من كتابات محمد أركون الذي لم يفتأ خلال الأربعين سنة الأخيرة يكرر نفس الرأي بوتائر متمايزة بحسب اختلاف المنتديات والسياقات. ولم يخف أركون نفسه أخيرا إحباطه ويأسه من نجاح مشروعه الذي لا يلاقي إقبالا يذكر في الجامعات الإسلامية التي تسيطر عليها المجموعات الأصولية والأوساط التقليدية غير المطلعة على العلوم الإنسانية الحديثة.
ليس من همنا نقاش هذه الأطروحة في أبعادها النظرية التي توقفنا عندها في مناسبات سابقة، وإنما حسبنا الإشارة الى أنها تحولت في الفترة الأخيرة الى مرتكز مشروع «إصلاحي» شامل لأوضاع المسلمين لدى قطاع واسع من الكتاب الذين طرحوا فكرة «إسلام أنوار» مقابل «الإسلام الاصولي المتطرف». ويمكن ان نذكر من هؤلاء الذين خرجوا في الغالب من العباءة الاركونية عبد المجيد الشرفي ومالك شبل ورشيد بنزين .. (اغلبهم اصدر أعماله باللغات الأوروبية وخصوصا الفرنسية). واذا كان توظيف الاعتزال كمدرسة عقلانية ليس بالجديد في الفكر العربي المعاصر، فان التركيز على القول بخلق القرآن من منظور كونه يسمح برفع غطاء القداسة عن النص المقدس ينم عن قراءة مغلوطة وتوظيف سطحي وغير مبرر لموقف كلامي في سياقات آيديولوجية آنية لا علاقة له به. وسواء تبنينا القول الاعتزالي أو الرؤية الاشعرية التي تفصل بين الكلام النفسي القديم وبين الكلام اللفظي الحادث (كما هو واضح لدى الجويني)، فان تطبيق المناهج التأويلية والمقاربات العلمية على النص القرآني، لم يكن أبدا محظورا في الإسلام قديما أو حديثا، سواء تعلق الأمر بعلوم البيان والبلاغة والنحو سابقا أو بالعلوم الإنسانية المعاصرة، إذ الأمر لا يتعلق بالنص في ذاته وإنما بالأفهام البشرية له غير المقدسة. أما الدراسات النقدية، فقد بدأت في الفيللوجيا الاستشراقية القديمة (كتيودور نولدكة في تاريخه للقرآن) ووصلت مداها لدى تيار المراجعين الجدد (من أبرزهم مايكل كوك وكريستوف لكسمونبرغ). ولم تتجاوز هذه الأعمال حد الافتراضات الاستشراقية القديمة ولو أضيفت إليها نكهة تفكيكية براقة لم تزدها رصانة ودقة كما يقر أهل الاختصاص المتعمقون. وحاصل الأمر أن المشروع الإصلاحي المرتقب لن يتحقق بالرجوع الى الإشكالات الكلامية القديمة، أو عن طريق تطبيقات العلوم الإنسانية التي لم يعد ينظر اليها كمناهج يقينية موضوعية على غرار العلوم التجريبية، بل هي معارف تأويلية يمتزج فيها الدارس بالظاهرة المدروسة والذات بالموضوع.
وغني عن البيان، ان الشرط الأول للتصدر للإصلاح المنشود هو أن يكون من الأرضية الداخلية، حتى لو كان من المشروع توظيف المفاهيم والنظريات الحديثة في تجديد الهوية السردية للمسلمين (حسب عبارة ريكور). ولدينا أمثلة على محاولات من هذا النوع كمحاولات العالم والفيلسوف الباكستاني فضل الرحمن والمفكر الإيراني المتمرد عبد الكريم سروش والفيلسوف المغربي طه عبد الرحمن، بغض النظر عن مدى قبولنا لأفكارهم التي تعبر عن نفس تجديدي أصيل وجريء.
إن تحويل ساحة المعركة الى القرآن الكريم رهان خاسر دينيا ومعرفيا واستراتيجيا، فالمناهج التفكيكية لا قدرة لها على تقويض الثقة الإيمانية التي اعتبرها رائد التفكيكية جاك دريدا مرتكز المعقولية وخلفية التواصل اللغوي. ولا شك ان النزعة الكلامية الجديدة تعكس في ما وراء خطابها المتعالم، عجزا جليا عن انجاز شعار التجديد والإصلاح الذي ترفعه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مرهف]ــــــــ[25 Jan 2008, 05:59 م]ـ
المدب وأمثاله يجتر كلام المستشرقين الذين سبقوه من مئة عام بهذا الكلام، وكما اعتبر كل متأول للقرآن بغير وجه حق ومتعد على كتاب الله تعالى رجل إصلاح؛ كذلك سيعتبر المدب وآركون وأمثالهما من قبل المدارس الاستشراقية في الغرب رجال إصلاح وسيدخل قاموس المصلحين عند المستشرقين ولذلك بدأ بنشر فساده في أوربا حتى يثني عليها شيوخه ثم تعتمد منهم لنشرها بالعربية، ولكن هل علم في أي قاموس سيكتب عند رب العالمين!؟ ....
لاشك أن مثل هذه الكتابات محكوم عليها بالفشل وليته اعتبر بفشل من قبله ...
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[25 Jan 2008, 06:14 م]ـ
المدب وأمثاله يلحس من قيء المستشرقين الذين سبقوه من مئة عام بهذا الكلام، وكما اعتبر كل متأول للقرآن بغير وجه حق ومتعد على كتاب الله تعالى رجل إصلاح؛ كذلك سيعتبر المدب وآركون وأمثالهما من قبل المدارس الاستشراقية في الغرب رجال إصلاح وسيدخل قاموس المصلحين عند المستشرقين ولذلك بدأ بنشر فساده في أوربا حتى يثني عليها شيوخه ثم تعتمد منهم لنشرها بالعربية، ولكن هل علم في أي قاموس سيكتب عند رب العالمين!؟ ....
لاشك أن مثل هذه الكتابات محكوم عليها بالفشل وليته اعتبر بفشل من قبله ...
عفا الله وعنك يا أستاذ مرهف. كلامك صواب وأتفق معك في الرأي، ووددت لو تجنبت عبارة (يلحس من قيء المستشرقين)، فمثل هذه العبارات تخلف أثرا سيئا في نفس القارئ.
مع خالص التحية.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Jan 2008, 08:59 م]ـ
بارك الله فيكم يا أستاذ محمد على إطلاعنا على هذه المقالة.
وهي تشير بوضوح إلى النشاط الذي يدور في العالم اليوم من قبل المسلمين وغير المسلمين حول اتخاذ القرآن الكريم مداراً للكتابات. فالباحثون المسلمون الجادون بدأوا يظهرون اهتماماً بالعودة الصحيحة للقرآن وتنشيط الدراسات والأبحاث حوله، والمناهضون للإسلام يتخذون من القرآن منطلقاً لدراساتهم أيضاً نقداً وتشكيكاً،والأهداف متباينة عند الطرفين. وهذا يضيف العبء على الباحثين المسلمين للرصد والمتابعة المتواصلة لمثل هذه الكتابات ومحاولة محو آثارها السلبية التي قد تخلفها في ذهن القراء بالتصدي لها بالنقد العلمي الهادئ، فيبدو أن الصراع مستمر ولن يتوقف، وهذا جزء من معنى المدافعة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى حتى لا تفسد الأرض.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[25 Jan 2008, 10:00 م]ـ
نعم اخي مرهف انا أضم صوتي إلى صوت الأخ محمد في صعوبة العبارة وأرجو أن تسمح لي بتعديلها
الحقيقة هو كلام مكرر ومبتذل جداً وقد مل أركون ونصر حامد أبو زيد من ترديده وكذلك حسن حنفي
إنها محاولة لإسقاط نتائج الدراسات النقدية للكتاب المقدس على القرآن الكريم دون حساب لفارق جوهري هو أن القرآن وحي والكتاب المقدس ليس وحياً
الفارق في مصدر النص
وهو فارق بين حضارتين
ـ[مرهف]ــــــــ[26 Jan 2008, 03:25 ص]ـ
غفر الله لي، وأنا أعتذر إن جرحت مشاعركم العبارة، سامحوني، فهي غضبة قلم، وأشكر د أحمد جزاه الله خيراً على تعديلها.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[26 Jan 2008, 06:56 ص]ـ
نعم هذه الكتابات وأمثالها لا يتصور أن تختفي يوما ما لبقاء سنة المدافعة لكن على المسلمين اليوم أن يكونوا على قدر المعركة ,وفي الواقع لا زالت جهود المسلمين في هذا الباب جهودا فردية دون المؤمل لم تصل إلى العمل المؤسسي , ونتمنى تحقق ذلك في أسرع وقت فالهجمة شرسة.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[05 Feb 2008, 07:05 م]ـ
لم أكن أعرف شخص عبد الوهاب المدّب. غير أنني شاهدت بالأمس تسجيلا لمناظرة تمت يوم 31/ 01/2008 بين د. عبد الوهاب المدّب، ود. طارق رمضان، على القناة الثالثة الفرنسية، في برنامج بعنوان (مواجهة). وقد تواصلت المواجهة حوالي الساعة ونصف الساعة، وكان موضوعها هذا الكتاب المذكور لعبد الوهاب المدب.
وقد تميز هذا الكاتب بجهل عجيب، وخلط لا يقل عنه، وعدم قدرة على الحوار. وهو علماني (بمعنى: العلمانية المنكرة والمعادية للدين).
وفي تقديري: مثل هذا الرجل لا يستحق الاهتمام بمقولاته، ولا حتى اعتباره من (المتكلمين الجدد)، على الأقل في المحيط العربي، ولكن يحتاج للرد عليه في المحيط الغربي. والمتخصصون المسلمون المقيمون في الغرب، هم من يتوجب عليهم النهوض بمهمة الرد على هذه المقولات في إطار الدفاع عن وجودهم ومقومات كرامتهم ومواطنتهم في دول الغرب.
وفي المقابل: أسجل تقديري الشديد لطارق رمضان، ونجاحه في بيان الأخطاء المنهجية الخطيرة في هذا الكتاب، إضافة إلى جر المدّب إلى التصريح بمواقف مبدئية (إنسانية) خطيرة، منها: تأييده لحكومة جورج بوش في ضربه للمدنيين الأبرياء في أفغانستان، بحجة أن قتل الأبرياء يعد ضريبة "مبررة ومنطقية" في نطاق الحرب على الإرهاب.
ولمن يفهمون الفرنسية، هذا هو رابط المواجهة:
http://ce-soir-ou-jamais.france3.fr/article.php?id_article=414&id_rubrique=191&video=20080130_csoj.wmv
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[13 Feb 2008, 03:57 ص]ـ
عفا الله وعنك يا أستاذ مرهف. كلامك صواب وأتفق معك في الرأي، ووددت لو تجنبت عبارة (يلحس من قيء المستشرقين)، فمثل هذه العبارات تخلف أثرا سيئا في نفس القارئ.
مع خالص التحية.
الحمد لله
وعفا الله عنك يا أستاذ محمد ... والعبد الضعيف -كاتب هذه الكلمات - من القراء ولم تثر عبارة أخينا أي أثر سيء في نفسي
وقد أحسن جزاه الله خيرا في تشنيع و تقبيح فعلة هؤلاء المجرمين وقد قال النبي صلى الله عليه و سلم
فيما هو أقل من ذلك
العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه ...
أو كما قال صلى الله عليه و سلم
وهو سيد الفصحاء وأرق الناس وأرعاهم لمشاعر الناس و أعلمهم بمواقع الكلام وما يليق و ما لا يليق منه.
وقد توارث العلماء هذا الحديث وأمثاله ودرسوه ودرّسوه جيلا بعد جيل ... ولم يزعم أحد أنه يثير النفس
وهو في العائد في هبته
وبين هذا المجرم الأثيم و بين المسلم العائد في هبته ما بين السماوات والارض
وقال أبو بكر الصديق الاكبر لمن سخر منهم و من النبي صلى الله عليه و سلم
امصص بظر اللات ...
و أرى أن هذه الغيرة التي انبعثت في قلب الاخ مرهف - في هذا المقام -وجعلته يصف هذه الشرذمة بتلك العبارة
غيرة محمودة أسأل الله تعالى أن يأجره عليها ....
والله أعلم
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[13 Feb 2008, 04:06 ص]ـ
الحمد لله
وعفا الله عنك يا أستاذ محمد ... والعبد الضعيف -كاتب هذه الكلمات - من القراء ولم تثر عبارة أخينا أي أثر سيء في نفسي
وقد أحسن جزاه الله خيرا في تشنيع و تقبيح فعلة هؤلاء المجرمين وقد قال النبي صلى الله عليه و سلم فيما هو أقل من ذلك
العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه ...
أو كما قال صلى الله عليه و سلم، وهو سيد الفصحاء وأرق الناس وأرعاهم لمشاعر الناس و أعلمهم بمواقع الكلام وما يليق و ما لا يليق منه.
وقال أبو بكر الصديق الاكبر لمن سخر منهم و من النبي صلى الله عليه و سلم
امصص بظر اللات ...
و أرى أن هذه الغيرة التي انبعثت في قلب الاخ مرهف - في هذا المقام -وجعلته يصف هذه الشرذمة بتلك العبارة
غيرة محمودة أسأل الله تعالى أن يأجره عليها .... [/ size]
أنت حر في رأيك، وما قاله أبو بكر الصديق قد يكون له سياقه، ولست مطالبا بموافقته أو باستحباب عبارته.
والأولى، في مثل حالتنا هذه، احترام رغبة من لا يحب مثل هذه العبارات، وليس موافقة رغبة من لا يتحرج منها.
وفي كل الحالات، ليس هذا أصل الموضوع. والأولى تأمل الموضوع والاستفادة مما يطرحه.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[13 Feb 2008, 10:34 ص]ـ
أنت حر في رأيك، وما قاله أبو بكر الصديق قد يكون له سياقه، ولست مطالبا بموافقته أو باستحباب عبارته.
والأولى، في مثل حالتنا هذه، احترام رغبة من لا يحب مثل هذه العبارات، وليس موافقة رغبة من لا يتحرج منها.
وفي كل الحالات، ليس هذا أصل الموضوع. والأولى تأمل الموضوع والاستفادة مما يطرحه.
الحمد لله
خيرا أخي الكريم
وأنت أيضا حر في رأيك
وأما عبارة الصديق التي لست معنيا بالموافقة عليها فلا يسعك الا ان توافق عليها فإن
أبا بكر رضي الله عنها قد قالها و النبي حاضر يسمع و يرى.
واما الموضوع تأملته و الحمد لله ... ولولا ذلك لما أثار هذه الغضبة لله و رسوله ... فثمرة الموضوع و أصله و المطلوب منه
إنما هو التفاعل معه أو ضده .. سلبا أو ايجابا. وقد كان ذلك بحمد لله ... وأسأل الله لي ولك الاخلاص في ذلك.
وقد فاتني أن أذكر بآية في القرآن هي أشد مما استشهدتُ به وهي قوله تعالى
ويسقى من ماء صديد يتجرعه و لا يكاد يسيغه
قال ابن كثير
وهذا في غاية البرد و النَّتَن قال مجاهد: الصديد: من القيح و الدم.
وفي رواية عنه - يقصد قتادة - الصديد: ما يخرج من جوف الكافر قد خالط القيح و الدم.
فانظر رحمك الله الى ماذكره الله عن الكافر ... وانظر الى استشهاد ابن كثير ومن قبله و من بعده
بمثل هذا الكلام
فأين هذا من قولك فالاولى احترام رغبة من لا يحب هذه العبارات؟!
وهذا مقام الانتصار للقرآن الكريم و الغضبة له.
ومع هذا فإني لا أقول بتعميم هذا الاسلوب في كل مقام ... لكني أرى أن هذا المقام مما يليق فيه ذلك.
وليس هذا خروجا عن الموضوع فإنك من أثاره أخي الكريم ...
و الغضبة لله والانتصار للقرآن من ثمراته المطلوبة لا شك
وهذا المحارب للاسلام الذي ذكرت كلامه و وضعت الرابط لموضوعه أهل لما قيل فيه و يشفي صدورنا ذك.
و الله أعلم.
ـ[مرهف]ــــــــ[13 Feb 2008, 07:53 م]ـ
أستاذيَّ الكريمين الفاضلين حفظكما الله وأيدكما بروح القدس، عندما كتبت العبارة كنت مستحضراً حديث النبي صلى الله عليه وسلم في العائد بهبته، وكان القصد ما ذكره أخي الشنقيطي، ولكني ما أردت أن ينتقل النقاش عن الموضوع المطروح إلى سلامة العبارة والمراد منها فحباً وكرامة ليرفع النقاش فتقبلوا هذا الرجاء من أخيكم الصغير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[13 Feb 2008, 08:38 م]ـ
أخي الكريم المجلسي الشنقيطي وفقك الله وبارك فيك ...
أما الاستدلال بحديث النبي صلى الله عليه وسلم العائد في هبته فالاستشهاد به هنا ليس في موضعه لأن:
- النبي صلى الله عليه وسلم لم يخصص أحداً بوصف الكلب فهو قال العائد في هبته دون تعيين.
- لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك في مقام التنفير من خلق ذميم وهو العودة في الهبة والمن فيها فهو بهذا التنفير يحض على خلق كريم واللفظ جاء من أجل ذلك.
أما قو ل أبي بكر رضي الله عنه فقد جاء في سياق خصومة وجدال في المفاوضات حول صلح الحديبية ولم تنقل القصة كاملة فلعل النبي صلى الله عليه وسلم نبه أبا بكر ولم ينقل ذلك ... أو لعل النبي صلى الله عليه وسلم لم يسمعه؟ أو لعل النبي صلى الله عليه وسلم نبه أبا بكر فيما بعد حتى لا يؤذي شعوره فهناك احتمالات كثيرة وإذا طرأ الاحتمال سقط الاستدلال وعموماً فهناك أحاديث أخرى كثيرة تنهى عن بذيء الكلام وتحض على حسنه سواء في الخصومة أو في غيرها ولعلك تذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم من صفات المنافق أنه إذا خاصم فجر ....
ولم يكن صلى الله عليه وسلم فحاشاً ولا سبّاباً
وأظن أن الأحاديث الكثيرة التي تحث على حسن الخلق هي الأصل وما ورد من روايات فيها بعض الألفاظ تفسر بسياقهاوحالاتها الخاصة ولا تعمم ..
ويكفينا من ذلك قوله تعالى: ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن
قد تقول لي: أين أنت من قوله تعالى: ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم ...
فأقول: الذين ظلموا منهم لا يجدي معهم الجدال بل القتال والجهاد. والله أعلم ...
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[13 Feb 2008, 11:10 م]ـ
الحمد لله
أخي الكريم فضيلة الدكتورأحمد
بل الحديث في موضعه و الاستدلال في محله.
فإن الاخر الكريم تقزز من العبارة التي وصف بها مرهف هذا المجرم الافاك الاثيم .. ويريد مراعاة مشاعر القارئ
ولا شك ان القارئ -مثلي على الاقل - يشفى صدره و يذهب غيظ قلبه ان يشدد على هؤلاء الزنادقة
و لاعلاقة للموضوع بما تفضلتم به -أخي الفاضل - من تعيين النبي أحدا أو عدم تعيينه.
فلنا أن نقول أيضا - جدلا - أن حديث الكلب في قيئه يحرك المشاعر سواء عين النبي أحدا أم لم يعينه.
فهل تثير قراءة شعور القارئ هذه الكلمات النبوية التي اعترف الاخ مرهف انه اقتبس كلامه من مشكاة النبوة؟!
و قول ابي بكر ايضا حجة قوية و لا يبطل الاستشهادات بالافتراضات فلو جئنا نفترض لكل مسألة
لسقط الاستدلال ..... وقول فضيلتكم ان الاحتمال يسقط به الاستدلال لم يقصد منه الاصوليون أي احتمال وإن كان
في غاية الضعف و الهزال ..... فالاحتمال الذي يسقط به الاستدلال هو احتمال يقارب ما احتج به الخصم
في القوة ... أما أن يقال لعل و ليت و ربما وعسى فهذه افتراضات ولم يذكر الاصوليون سقوط الاستدلال بالافتراضات
بل بالاحتمالات المساوية او القريبة .... ولو صح هذا المذهب لسقطت ألوف الحجج بشبهات المبتدعة فهي احتمالات
أيضا ...
وجدال الذين ظلموا مشروع وهو نافع في كل حال حتى في حال الاستضعاف حتى لا يغتر بهم
الناس ... فنجادلهم بغير التي هي أحسن كما استثناهم ربنا و نجادل من لم يظلم بالتي هي أحسن.
ثم ما قول فضيلتكم في الكافر الذي يتجرع الصديد وهو الدم و القيح كما قال سلفنا الصالح و فسروه وأصله
الاية القرآنية الكريمة ... هل نضرب صفحا عن هذا التفسير فلا نذكره لأنه قد يثير مشاعر الناس .... و لانترجم معانيه الى اللغات الاعجمية
خوفا على مشاعر القراء غير المسلمين!؟
فضيلة الدكتور المحترم
حسن الخلق في هذا المقام هو الانتصار لشرع الله ما استطعنا الى ذلك سبيلا
قال تعالى
والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون
وليس الانتصار بالسيف وحده بل يكون باللسان ايضا
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لحسان اهجهجم وروح القدس معك ... وقال إن كلام حسان فيهم
أشد من وقع النبل ... أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
المشكل أخي الكريم أن درجات الغيرة تتفاوت و لا ينبغي لأحد أن يفرض مقياسه للغيرة على الاخرين مادامت غيرته في حدود الشرع
و الله أعلم
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[13 Feb 2008, 11:23 م]ـ
الحمد لله
أخي الكريم أحمد
(يُتْبَعُ)
(/)
بل الحديث في موضعه و الاستدلال في محله.
فإن الاخر الكريم تقزز من العبارة التي وصف بها مرهف هذا المجرم الافاك الاثيم .. ويريد مراعاة مشاعر القارئ
ولا شك ان القارئ -مثلي على الاقل - يشفى صدره و يذهب غيظ قلبه ان يشدد على هؤلاء الزنادقة
و لاعلاقة للموضوع بما تفضلت به من تعيين النبي أحدا أو عدم تعيينه.
فلنا أن نقول أيضا أن حديث الكلب في قيئه يحرك المشاعر سواء عين النبي أحدا أم لم يعينه.
فهل تثير قراءة شعور القارئ هذه الكلمات النبوية التي اعترف الاخ مرهف انه اقتبس كلامه من معناها؟!
و قول ابي بكر ايضا حجة قوية و لا يبطل الاستشهادات بالافتراضات فلو جئنا نفترض لكل مسألة
لسقط الاستدلال ..... وقولكم ان الاحتمال يسقط به الاستدلال لم يقصد منه الاصوليون أي احتمال وإن كان
في غاية الضعف و الهزال ..... فالاحتمال الذي يسقط به الاستدلال هو احتمال يقارب ما احتج به الخصم
في القوة ... أما أن يقال لعل و ليت و ربما وعسى فهذه افتراضات ولم يذكر الاصوليون سقوط الاستدلال بالافتراضات
بل بالاحتمالات المساوية او القريبة .... ولو صح مذهبكم هذا لسقطت ألوف الحجج بشبهات المبتدعة فهي احتمالات
أيضا ...
وجدال الذين ظلموا مشروع وهو نافع في كل حال حتى في حال الاستضعاف حتى لا يغتر بهم
الناس ... فنجادلهم بغير التي هي أحسن كما استثناهم ربنا و نجادل من لم يظلم بالتي هي أحسن.
و الله أعلم [/ size]
يبدو أنك مصر على الأمر:) وما دام الحال كذلك، فلا بأس أن نواصل في الموضوع:)
لعلنا نحتاج إلى مساعدة بعض المتخصصين في قواعد الاستدلال والاستنباط. فما رأيكم أن ندعو بعض الإخوة الآخرين لمساعدتنا في فهم هذا الأمر؟
الأستاذ فهد الوهبي، مثلا، كتب رسالته في موضوع (منهج الاستنباط من القرآن الكريم).
وأعدكم أنني لن أنتقد مثل هذه العبارات في المستقبل، إن تبين لي أن موقفي خاطئ.
ولكن لا أعدكم باستعمال هذه العبارات، لأنها لا تنتمي لقاموس كلامي، ولم أتفوه بها ولا بمثلها في حياتي. وأحمد الله على ذلك.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[14 Feb 2008, 03:05 ص]ـ
الحمد لله
أخي الفاضل محمد بن جماعة
شيخنا الدكتور أحمد
لا أريد أن أسترسل في هذا الموضوع أكثر من هذا .... ودوام الأخوة الايمانية أحب الي من أن أكون مصيبا في هذا
الموضوع.
فأعلن أني أترك الخوض في الموضوع و لن أعقب على أي أحد يرد فيه.
وأرجو المعذرة من أخي الفاضل محمد بن جماعة و الشيخ الدكتور إن ظهر في كلامي ما ينافي حدود الادب
وتقبلوا خالص المحبة و المودة.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[14 Feb 2008, 03:56 ص]ـ
أخي المجلسي،
صدقني، لست متضايقا من حديثك.
وأرجوك، أرجوك: فلنكمل الحديث بدعوة بعض الإخوة المتخصصين وسماع رأيهم. فالموضوع هام (رغم أنه لم يكن في النية التطرق إليه)، وهو محل خلاف بين كثير من المسلمين.
والامتناع عن استكماله، بعد هذا الوقت الذي استهلكناه فيه، يجعله جهدا (أو حوارا) مهدورا.
أنا حريص على الفهم وإدراك الصواب، ولذلك فأرجو ألا تيأس من إقناعي. وما اقتراح تحكيم (أو استشارة) بعض المتخصصين إلا دليل على رغبتي الصاجقة في الفهم.
مع خالص التحية والتقدير.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[14 Feb 2008, 10:30 ص]ـ
الحمد لله
أخي الكريم
سبق السيف العذل
و الحوار لا يتعلق بشخصي ... فأرجو أن تستمروا فيه
لكني لن أشارك
... ومن استهدى الله هداه للصواب.
بارك الله فيكم.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[14 Feb 2008, 03:47 م]ـ
الحمد لله
أخي الكريم
سبق السيف العذل
و الحوار لا يتعلق بشخصي ... فأرجو أن تستمروا فيه
لكني لن أشارك
... ومن استهدى الله هداه للصواب.
بارك الله فيكم. [/ size]
أحترم قرارك، وإن كان استعمال السيوف (ولو مجازا) في غير موضعه بين الإخوان.
ولم يفت الوقت، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يلزم نفسه بشيء، ثم يرجع عنه إلى ما هو أفضل منه.
والكلام يتعلق، أولا، بشخصك وشخصي وشخص د. أحمد وشخص الأستاذ مرهف، لأننا اختلفنا في هذا الموضوع. وأرجو أن يطلع بعض الإخوة على هذا الموضوع، (من أمثال الوهبي، والشهري والطيار، وغيرهم) وكل من له رأي في هذا الموضوع، ويساعدونا في الفهم.
ولا أرغب في الإلحاح عليك. غير أنني لا أحب ضياع مثل هذه الفرص.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[15 Feb 2008, 05:04 م]ـ
أخي الحبيب المجلسي وفقك الله
بالنسبة لقول سيدنا أبي بكر امصص بظر اللات لرجل أساء إليه أمام النبي صلى الله عليه وسلم واتهم الصحابة ومنهم سيدنا الصديق بالخيانة وأنهم أخلاط من الناس لن يثبتوا مع النبي صلى الله عليه وسلم .... فكانت تهمة قاسية وكان رد أبي بكر رضي الله عنه مناسباً لسياق الموقف ...
ثم إن " أبو بكر " ليس مشرعاً لا شك أنك تقول لي بأننا نستدل بسكوت النبي صلى الله عليه وسلم وهذا السكوت تأتي عليه احتمالات ليست ضعيفة وليست من نوع الاحتمالات الساقطة لأن الأصل في شرعنا هو الرد بالحسنى، فالمعارضة هنا قائمة بين سكوت النبي صلى الله عليه وسلم الذي ترد عليه احتمالات عديدة وبين الأصل المقرر في القرآن الكريم والسنة بأحاديث كثيرة ومن ذلك: وإن الله يبغض الفاحش البذيء الترمذي وقال حسن صحيح.
وأما الاستدلال بتجرع الصديد فلا يصح لأن الله عز وجل له أن يصف عباده بما يشاء فهو لا يُسأل عما يفعل وهو يسألون ... ألا ترى أنه وصف الكافر بقوله: عتل بعد ذلك زنيم ...
وكذلك أقسم بالمخلوقات بالشمس والقمر والنجوم والسماء والأرض .... فهل يحق لنا أن نقسم بها؟
ما يجوز للخالق عز وجل مع عباده ومخلوقاته ليس بالضرورة يصح للمخلوقين والمكلفين ...
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نعيمان]ــــــــ[16 Feb 2008, 09:38 م]ـ
أولاً: أحمد ربي أن وهبنا هذا المنتدى الراقي بموضوعه، وأهله، ومرتاديه. فهو منحة ربانيّة.رضي الله عن القائمين عليه وكل من فيه، ومن يساهم ولو بنبضة قلب.
ثانياً: هذه الحواريّة الراقية التي تدل على أخلاق عالية، ونفس إيماني رقراق؛ كما ((أحسبهم، والله حسيبهم، ولا أزكي على الله احداً))
ثالثاً:أعتذر من المشايخ الفضلاء إذ أحشر نفسي بينهم متداخلاً، مع أنني كنت أول ما سجلت بالمنتدى - مذ سجّلت - عزمت على أن أقرأ وأتعلم وأَفيدَ (بفتح الهمزة لا بضمّها) من العلماء وطلبة العلم؛ لا أن أشارك؛ لكن يأبى الله تعالى إلا أن أشارك ابتلاء لي أو لهم حفظهم الله تعالى ورعاهم، فأقول مستسمحاً منهم ومعتذراً أيضاً:
قول الصديق رضي الله تعالى عنه علق عليه الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في الفتح بقوله:
(وكانت عادة العرب الشتم بذلك؛ لكن بلفظ الأم، فأراد أبو بكر المبالغة في سب عروة بإقامة من كان يعبد مقام أمه، وحمله على ذلك ما أغضبه به من نسبة المسلمين إلى الفرار.
وفيه جواز النطق بما يستبشع من الألفاظ لإرادة زجر من بدا منه ما يستحق به ذلك.)
عروة: هو عروة بن مسعود الثقفي مندوباً عن قريش في صلح الحديبية.
من خلال توجيه الحافظ ابن حجر، فإن قول أبي بكر رضي الله عنه على ما جرت به عادة العرب أولاً، وثانياً للتشنيع من فعل الفرار أمام رجل كافر اتهمهم به، والفرار من الكبائر، فناسب أن يكون الجزاء في القول من جنس القول.
وسكوت الحبيب النبيّ صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله، إقرار بجواز ذلك، لا بفضيلته (لأنه كما هو مقرّر: لا يجوز السكوت عن البيان وقت الحاجة) ولسنا مأمورين به.
فالقول عدل، والكلام المأمورون به نحن هو الفضل:
قال تعالى ((وهدوا إلى الطيب من القول))
وقال الحبيب النبي صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله: ((ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء))
ولا تعارض بينهما.
لذلك: فلا تثريب على أخينا رهف أن يقول قوله المعتَرَضِ عليه، ولا على مسانده أخينا المجلسي الشنقيطي حفظهما الله تعالى، ولكن الأفضل ترك هذه الألفاظ؛ كما ذهب إلى ذلك الإخوة: ابن جماعة، والطعان - مع حفظ الألقاب -؛ لأننا لسنا مأمورين بها، وإن كانت جائزة.
وجزاكم الله خيراً جميعاً
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[17 Feb 2008, 01:07 ص]ـ
شكراً لك أخي نعيمان ووفقك الله
وقال الحبيب النبي صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله: ((ليس المؤمن بالطعان
أكيد لست المقصود .... !
ـ[نعيمان]ــــــــ[17 Feb 2008, 09:59 ص]ـ
نبادلك الدعاء بمثله، والدعابة بأختها فنقول:
قال الدكتور الطعّان حفظه الله ورعاه: (أكيد لستُ المقصودَ .... !)
قلت: أكيدٌ، أوعندك شكّ شيخَنا؟!!!
بل أنت حفظك الله: الطعّان لأعداء الأمة باللسان والسّنان إن شاء الله، وكل من بهذا الملتقى بمنّ الله تعالى وكرمه، فمن لم يكن كذلك، جعله الله تعالى كذلك؛ نصرة لدينه ولأوليائه.
وقديماً قالت العرب: ذكرتني الطّعنَ وقد كنت ناسياً
فشتّان بين طعن وطعن!!!
ـ[يسري خضر]ــــــــ[17 Feb 2008, 11:04 ص]ـ
جزاك الله اخي نعيمان علي هذا البيان السديد
ـ[الونشريسي]ــــــــ[18 Feb 2008, 09:08 ص]ـ
الحمد لله
أخي الكريم فضيلة الدكتورأحمد
بل الحديث في موضعه و الاستدلال في محله.
فإن الاخر الكريم تقزز من العبارة التي وصف بها مرهف هذا المجرم الافاك الاثيم .. ويريد مراعاة مشاعر القارئ
ولا شك ان القارئ -مثلي على الاقل - يشفى صدره و يذهب غيظ قلبه ان يشدد على هؤلاء الزنادقة
و لاعلاقة للموضوع بما تفضلتم به -أخي الفاضل - من تعيين النبي أحدا أو عدم تعيينه.
فلنا أن نقول أيضا - جدلا - أن حديث الكلب في قيئه يحرك المشاعر سواء عين النبي أحدا أم لم يعينه.
فهل تثير قراءة شعور القارئ هذه الكلمات النبوية التي اعترف الاخ مرهف انه اقتبس كلامه من مشكاة النبوة؟!
و قول ابي بكر ايضا حجة قوية و لا يبطل الاستشهادات بالافتراضات فلو جئنا نفترض لكل مسألة
لسقط الاستدلال ..... وقول فضيلتكم ان الاحتمال يسقط به الاستدلال لم يقصد منه الاصوليون أي احتمال وإن كان
في غاية الضعف و الهزال ..... فالاحتمال الذي يسقط به الاستدلال هو احتمال يقارب ما احتج به الخصم
في القوة ... أما أن يقال لعل و ليت و ربما وعسى فهذه افتراضات ولم يذكر الاصوليون سقوط الاستدلال بالافتراضات
بل بالاحتمالات المساوية او القريبة .... ولو صح هذا المذهب لسقطت ألوف الحجج بشبهات المبتدعة فهي احتمالات
أيضا ...
وجدال الذين ظلموا مشروع وهو نافع في كل حال حتى في حال الاستضعاف حتى لا يغتر بهم
الناس ... فنجادلهم بغير التي هي أحسن كما استثناهم ربنا و نجادل من لم يظلم بالتي هي أحسن.
ثم ما قول فضيلتكم في الكافر الذي يتجرع الصديد وهو الدم و القيح كما قال سلفنا الصالح و فسروه وأصله
الاية القرآنية الكريمة ... هل نضرب صفحا عن هذا التفسير فلا نذكره لأنه قد يثير مشاعر الناس .... و لانترجم معانيه الى اللغات الاعجمية
خوفا على مشاعر القراء غير المسلمين!؟
فضيلة الدكتور المحترم
حسن الخلق في هذا المقام هو الانتصار لشرع الله ما استطعنا الى ذلك سبيلا
قال تعالى
والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون
وليس الانتصار بالسيف وحده بل يكون باللسان ايضا
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لحسان اهجهجم وروح القدس معك ... وقال إن كلام حسان فيهم
أشد من وقع النبل ... أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
المشكل أخي الكريم أن درجات الغيرة تتفاوت و لا ينبغي لأحد أن يفرض مقياسه للغيرة على الاخرين مادامت غيرته في حدود الشرع
و الله أعلم
أخي الكريم أشكرك على هذا الموع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[18 Feb 2008, 10:52 م]ـ
ذكرت في الرابط التالي كلاما قد يفيد الاطلاع عليه، لتعلق بعضه بصلب الحوار الجاري هنا.
http://tafsir.org/vb/showpost.php?p=51306&postcount=12
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[19 Feb 2008, 12:53 ص]ـ
بسم الله ..
الرفق واللين والتسامح ليس أي منها مطلوبًا لذاته وإنما لمطلوب أسمى وهو رضى الله عز وجل وابتغاء ما عنده
وإلا لما كان جزاؤه عالياً يتناسب مع علو الصبر عليه ولمدافعته طبع نفسه!
ولما كان التسامح ليس هدفاً فى أصله فإذا تعارض مع ما هو أقوى منه مطلباً زال ولا شك!
فحين أتسامح فى حق أملكه فإنى أصيب مطلباً عالياً لغرض الثواب ورضا الرب عز وجل ..
لكن انظر إن كان التسامح قد تعارض مع أصل الذب عن الدين فهل يحتفظ التسامح بسموه أم أن الأولى حفظ الحقوق وكبت المعتدى!؟
وفي رأيي أن وصف هذا الـ (أباه) بأنه يلحس من قيء المستشرقين ليس سبًا، بل هو من إحسان الظن به!
والإشكال الذي يحصل لبعض الناس في هذا المقام هو: التسوية بين النوعين من السب، فيحسبون ذم الكل.
وليس كذلك، بل الفرق ظاهر بين ابتداء السب، وبين سب الساب. فالأول ابتداء بالعدوان، والثاني رد للمعتدي وكف للظالم.
ومن سوى بينهما لزمه التسوية بين قتل النفس بغير حق، وبين القصاص. فكلاهما قتل في الظاهر، لكن الأول ابتداء بالعداون، والثاني عقاب مستحسن، وكف للعدوان.
والخصم المعتدي قد لا يلجأ إلى ألفاظ صريحة في السب، لكن يستخدم أسلوب (الاستهبال)، فيزعم أنه لا يقصد (الإساءة إلى أحد)! ولكنه يبحث المسألة بحثًا علميًا! ثم يشرع المتهوك في الخوض في عرض رسول الله وأمهات المؤمنين والنيل من هذا الدين وأهله.
فينخدع بعض المسلمين بهذا الأسلوب المفضوح، ويحسبون أن ذلك ليس من السب، وأنه يجب مقابلته (بالرد العلمي المحايد)! .. وهذه غفلة أو قلة غيرة ونخوة.
وكثيرًا ما رأيت حوارات في المنتديات، يخوض النصراني في عرض رسول الله، والمسلم ملتزم (بالرد العلمي المحايد)! .. وتكون النتيجة إطالة الموضوع إلى سبع صفحات أو أكثر .. والنصراني يلتذ التذاذًا بإطالة الحوار وإعادة الكلام وتكراره، والمسلم منهمك في إيراد الاقتباسات من كتب التفسير والسيرة!
كذلك قد تكون معاملة المعاند بالشدة رفقًا بمن يقرأ له ورحمة به أن يفتتن، وأنقل في هذا المقام كلام شيخ الإسلام للدولة العثمانية مصطفى صبري رحمه الله:
" وأمر ثان: وهو أن البعض الآخر ممن قرأت عليهم من أصدقائي بعض أبحاث الكتاب وجد في أسلوب مناقشاته شيئا من الشدة والقسوة، ورأى أن التأثير على القارئ عند الملاينة يكون أكثر .. وجوابي عليه:
أن ردي على المخالفين صغته في درجات مختلفة من الشدة واللطف، وأنه ليس تعنيفي وتشديدي موجها إلى القراء، بل إلى الذين أناقشهم، وهم لا أمل لي في تحويلهم عن آرائهم الضالة المضلة بما جربتهم وجربهم غيري. وإنما أنا أهزمهم وأقضي عليهم بوابل من النقد العلمي ولا غرو إذا كان الوابل قد يصحبه الرعد والبرق. وبذلك أكون مؤثرا في عقول القراء الذين يجري النقاش في مرأى ومسمع منهم والذين عنيت بتأليف هذا الكتاب لأجلهم، ولست بشاتم للذين صوبت نحوهم سهام النقد الحاسم. ثم إني ما قسوت في القول إلا على الذين قست أقوالهم على أساس من أسس الدين أو علم من علومه أو طائفة من علمائه. ما فرطت في جنوب من ناقشتهم وفيهم المفرطون في جنب الله والمستهينون بالعقل والمنطق."
مصطفى صبري، موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين (1/ 46).
" ولي جواب آخر عليه:
وهو أن موقفي في الكتاب ليس موقف الواعظ، ولو كان كذلك لكان الرفق واللين أوفق وأنجع، وكان للوعظ أهل غيري من أهل اللسان العربي. لكن موضوع الكتاب علمي بحت تنفق في سوقه الحقائق المجردة من كل تمويه وتطلية وتُقرع فيه الحجة بالحجة، ولا بدع إذا كان صوت القراع والصدام شديداً، لا سيما مع أصحاب الأقلام الذين طالما تلاعبوا بعقول قرائهم وباعوا الضلالة بيع الهدى، حتى أنهم إذا عرضوا على الناس الإيمان بالله عرضوه غير مستيقنين، إن لم يكونوا مستبطني الإلحاد. أو إذا عرضوا عليهم الإيمان بالرسول لا تكون بضاعتهم في ذلك غير سمسرة للمستشرقين أعداء الإسلام. ولا شك أن إنقاذ القراء واجتذابهم من أيديهم يتطلب عملا عنيفا وصراعاً قاسياً.
فأمامنا عند النقاش محاربون لعقيدة الإسلام محاربة مباشرة، أو من وراء الحواجز، واللين مع المحارب من شيمة الأحمق أو العاجز. "
المصدر السابق (1/ 51).
" ... ، إذ لا يكفي كون الرد شديد اللهجة مانعاً عن نشره إذا كان المردود كبيرة من الكبائر. وأي ذنب أكبر من التشكيك في الدين؟ وعند ذلك يكون التشدد في الرد عملا بمقتضى الحال الذي يُهتم به في قانون البلاغة، وإن لم أكن أنا من البلغاء، ولا يلام على الرد الشديد اللهجة إلا إذا كان مع ذلك ضعيف الحجة. أما شدة اللهجة مع قوة الحجة فلا يرغب عن نشر مقالة تجمع بينهما إلا ناشر يضمر المخالفة لمبدأ المقالة ويتظاهر بعدم الموافقة على لهجتها ".
المصدر السابق (1/ 55)
وللمزيد يُرجى مراجعة هذا الرابط:
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=2444
وجزاكم الله خيرًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[19 Feb 2008, 01:08 ص]ـ
يبدو أنك أخطأت يا د. في تحديد المقصود بالعبارة التي ندندن حولها. فليس الـ (أباه) (كما سميته) هو المقصود، وإنما المقصود أركون وغيره.
أرجو التثبت قبل ذم أحد، كي لا تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين.
واستدلال الشيخ مصطفى صبري ليس حجة في الأدب الإسلامي. فهو يبرر سلوكا ذاتيا لا دخل له بأدب الإسلام.
وقول الله تعالى ونبيه (ص) أولى من تبريره. والرفق ما كان في شيء إلا زانه وما انتزع من شيء إلا شانه. والله رفيق، ويحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف. ولو كان ما ترمي إليه صحيحا لقام به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما أنكره على عائشة أم المؤمنين.
وفرعون كان محاربا، أفتتهم موسى عليه السلام وأخاه هارون بما ألزمنا به الشيخ مصطفى صبري؟
ما لكم كيف تحكمون؟!!
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[24 Feb 2008, 03:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
الشيخ الفاضل محمد بن جماعة،
جزاك الله خيرًا على التصحيح، وأرجو أن يصححه الشيخ المشرف من المشاركة.
أما ما ذكرته من الدعوة بالرفق واللين، فلا أعارضه، بل هذا هو الأصل، وإنما الأمر درجات باليد واللسان والقلب، فلست مع الرفق في غير موضعه، كما لست مع الشدة في غير موضعها ..
ولكلٍ موضعه ومناسبته.
إنما الخلاف مع من يرى الرفق واللين مطلقًا حتى مع الكافر المخذل للمسلمين الطاعن في دينهم وكتابهم وعرض نبيهم، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الشعراء لهجاء الكفار، فهذا مسلك له أصل شرعي.
واللين مع الكافر الذي لم تبلغه دعوة الإسلام هو الأصل كما في قصة نبي الله موسى مع فرعون، أما بعد المعاندة والغلو في الكفر والحرب على الإسلام لم يظل الرفق واللين على حالهما، بل هدد نبي الله الكافرَ بالثبور، وليس هذا من اللين الذي يكون في أول الدعوة إلى الإسلام.
والله أعلم.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[24 Feb 2008, 04:12 م]ـ
أخي الدكتور هشام السلام عليكم ورحمة الله وفقك وجزاك خيراً على هذه الإضافة القيمة ...
لكن أحب أن أقول بأن ما ذكرته
// وكثيرًا ما رأيت حوارات في المنتديات، يخوض النصراني في عرض رسول الله، والمسلم ملتزم (بالرد العلمي المحايد)! .. وتكون النتيجة إطالة الموضوع إلى سبع صفحات أو أكثر .. والنصراني يلتذ التذاذًا بإطالة الحوار وإعادة الكلام وتكراره، والمسلم منهمك في إيراد الاقتباسات من كتب التفسير والسيرة! ///
قلت: في هذه الحالة ننظر نحن إلى الحوار على أن هناك من يقرؤه ويشاهده .... فأي المحاورين هو الرابح دعوياً ...
السابّ الشاتم البذيء أم الرفيق الهادئ اللطيف؟
لا شك أن عبارت السب والشتم مؤذية لنا جداً ولو أطلقت العنان للساني وجناني لما قصرت لما أراه من إساءة إلى معتقدي وديني ونبيي صلى الله عليه وسلم ....
ولكن حين ننظر إلى الحوار على أنه دعوة للآخرين أيضاً وليس للمحاور فقط وللمشاهدين أيضاً فهنا يحتاج المسلم إلى ضبط نفسه جداً ومغالبة مشاعره من أجل التأثير على الآخرين بصبره ولينه ورفقه ...
وقد رأيت نماذج كثيرة من الحوار بعكس ما أشرتم إليه: المسلم يسب وسخر ويستهزئ، والملحد يعرض عن كل ذلك ويتجاهله ويخوض في صلب النقاش .... فكان هذا مزعجاً جداً لي لأني وأنا قارئ لهذا الحوار أشعر بأن صاحبي في موقف ضعيف // من الناحية الجدلية // وقد نبهت بعض الإخوة إلى هذا الأمر في منتدى التوحيد ... ولكن هناك إصرار على سلوك سبيل العنف في الحوار ...
على فكرة أنا مع العنف في الجهاد ودفع الظلم والعدوان .... باختصار أنا مع الإرهاب ....
ولكني في الجدل والحوار والدعوة على العكس تماماً ....
وأرى أن قول الله تعالى: // ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم //
فالذين ظلموا منهم لا يجدي معهم الحوار بل القتال ... فلا معنى للحوار والآخر يقتلك ويظلمك
والله أعلم(/)
ورشة قرآنية في دمشق
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[31 Jan 2008, 11:27 م]ـ
[بسم الله الرحمن الرحيم
برنامج ورشة عمل مع ميشيل كويرس: من أجل تفسير سياقي للقرآن الكريم
يوم السبت 26 كانون الثاني 2008 م
الصباح:
من الساعة 9،30 – 10،30: عرض " طريقة التحليل البلاغي " في الإطار التاريخي لمسألة نظم القرآن الكريم كما تطورت في الحضارة الإسلامية القديمة والحديثة، وفي الدراسات الغربية الحديثة في إطار التفسير الحديث للكتاب المقدس.
- من الساعة 10،30 – 11 استراحة
من الساعة 11 – 12: عرض القوانين الرئيسة للتحليل البلاغي، ورشة عمل لتطبيق هذه القوانين على سورتين صغيرتين: سورة القارعة وسورة الفاتحة.
- من الساعة 12 – 12،30: نقاش
- الساعة الواحدة: الغداء
بعد الظهر: من الساق النصي إلى سياق النصوص فيما بينها
- من الساعة 3 – 4 تفسير جديد لسورة العلق
- من الساعة 4 – 4،30 استراحة
من الساعة 4،30 – 5،30: تقديم كتاب ميشيل كويرس " قراءة في سورة المائدة " الصادر عام 2007 م
- من الساعة 5،30 – 6،30 نقاش
أقيمت الورشة في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى بدمشق وحضرها عدد من الباحثين وأساتذة الشريعة والتفسير
وكنت فيمن حضر هذه الندوة وقد كانت بنظري ندوة مليئة بالفائدة وفيما يلي سأعرض ملخصاً عن جلساتها ونبذة من حواراتها.
نبذة عن الورشة
عرض الباحث كويرس لتاريخ الدراسات القرآنية في مجال التحليل الأدبي بشكل سردي وذكر أنه مطلع بشكل كبير على مجال التحليل الأدبي في اللغة الفارسية، وأنه أيضاً اطلع على مكتسبات التفسير التقليدي واستفاد كثيراً من البحوث الواسعة في المجال القرآني إلا أنه عقب بالقول: وتظل معلوماتي غير مكتملة بسبب المجال الواسع للدراسات القرآنية ...
وأشار الباحث إلى أن السؤال الذي تعرض له هو ما مدى انسجام أو تناسق النص القرآني؟ وهو سؤال يتكرر كثيراً في البحوث الاستشراقية، وغالبية المستشرقين والدارسين الغربيين ينظرون إلى القرآن على أنه متفكك المعاني متبعثر الأفكار، والسبب هو أنهم يعتقدون أن هذه النصوص جُمعت بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بشكل اعتباطي أو صدفي.
ولذلك أخذ الباحث على عاتقه أن ينظر في هذه الإشكالية ومدى صحتها - إشكالية التفكك والتبعثر - من خلال التحليل البلاغي والأدبي ويستعين باللسانيات المعاصرة.
وبنظره: إن اللسانيات المعاصرة ترى أن الوحدة النصية لا تكتمل إلا داخل المجمل الدلالي الذي تنطوي تحته.
فهناك:
- التناسق المحدد لكل وحدة نصية.
- وهناك المفصل في الآية.
- وهناك الكتلة الدلالية.
والتحليل البلاغي ليس لعبة جمالية وإنما هو أداة لفهم أفضل للنص.
وما سينظر فيه كويرس هو:
- السياق داخل النص القرآني.
- الدراسات الإسلامية الحديثة.
- دراسات حول الكتاب المقدس.
وسيُجري تطبيقات على سور: الفاتحة – القارعة – يوسف.
ومن خلال النظرة المبدئية يرى كويرس أن نص الآية قد يتجاوز حدود السياق القرآني نفسه، ليبني علاقات مع نصوص ظهرت قبل القرآن الكريم كالكتاب المقدس مثلاً.
ويرى كويرس أن القرآن الكريم قد دافع جداً عن نفسه ضد دعوى التقطع والتبعثر ويستشهد هنا ببعض الآيات:
[وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة .. ]
[وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ... ]
كما أن كتب نظم القرآن قد دافعت عن هذه المسألة بشكل كبير، ويأسف كويرس أن كثيراً من هذه الكتب لم يصلنا للأسف.
ويشير في هذا الصدد إلى جهود الرازي وابن تيمية في الدفاع عن القرآن، وكذلك السيوطي والزركشي وإن كانت دراساتهم بنظر كويرس تقوم على وحدات نصية صغيرة – جمل، آيات – ليصلوا إلى أن الآيات مترابطة، وتسلسلها منطقي، ولكنهم لا يذهبون لاكتشاف رابط عضوي متجانس لكل السور. كما أنهم يقفون كثيراً عند أسباب النزول، ومن أبرز الآيات التي وقف عندها المفسرون آية النسخ [ما ننسخ من آية أو ننسها .. ] وقد كان القول بالنسخ أداة تبريرية بنظره أكثر منها تفسيرية في كثير من الأحيان وذلك لتجاوز بعض التناقضات.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأشار في هذا الصدد إلى الاستخدام المختلف لآية السيف بين المتشددين والمعتدلين فالمتشددون يرون أنها نسخت كل آيات العفو والصفح بينما يرى غيرهم أنها لم تنسخ. وعموماً فقد كان المشركون واليهود وغيرهم يتذمرون من النسخ، وأشار إلى وجود بحوث معاصرة سلكت منهج التقليل من النسخ أو إنكاره وهي بنظره بحوث قيمة.
وأشار إلى بحوث للشيخ سعيد حوى في هذا الصدد.
وباحث باكستاني كنيته: إصلاحي له تفسير تدبري للقرآن الكريم استنتج فيه أن السور تشكل أزواجاً موضوعاتية، ويمكن اكتشاف نظرية إجمالية للنظم القرآني تقوم على التناظر.
... [/ align
] أما الدراسات الاستشراقية فقد سارت في الغالب وفق منهجية ثيودور نولدكه المتوفى سنة 1930 م وذلك في تطبيق النقد التاريخي للقرآن الكريم وإعادة تشكيل السور نشوءاً ونزولاً، ثم تابعه بلاشير وعدد آخر من المستشرقين، ثم ظهرت بعض الأعمال التي تتناول البنى البيانية لبعض السور مثل السور المكية، أو المدنية، بعض هذه الدراسات أرادت أن تحدد بنى السور من خلال إيقاع الآيات، والبعض الآخر حاول أن يفهم من خلال القوافي وشكلها وموضوعاتها، وقد نشرت الباحثة النشطة إنجيليكا نويرث دراسة تتعلق بالسور المدنية الطويلة رأت فيها أن فهم بنية السورة ليس بالأمر السهل.
ويشير كويرس إلى أن دراسات الغربيين في الغالب للقرآن الكريم لم تتطور إلا على غرار دراساتهم للكتاب المقدس، وعلى سبيل المثال مسألة التقطع والتبعثر كانت إحدى الإشكاليات التي واجهت الغربيين أثناء دراساتهم للكتب المقدسة، وقد تم نقل هذه الإشكالية إلى الدراسات القرآنية، كما أن المحاولات لتجاوز هذه الإشكالية عبر القراءات التزامنية كذلك تم نقله إلى الدراسات القرآنية، وعلى سبيل المثال فإن نظرية " المفاصل المتوازية " أصبحت نظرية كلاسيكية في الدراسات حول الكتاب المقدس.
وهناك بحوث أخرى تلاحظ أن هناك مركزاً محورياً تنطلق الآيات منه وتعود إليه: 1 - 2 - 3 أو 3 - 2 - 1 وفي القرآن الكريم طبعاً دائماً نجد أن المركز المحوري هو: التوحيد والإيمان.
وقد أشار هنا كويرس إلى أنه نشر كتاباً بعنوان: " قراءة في سورة المائدة " بالفرنسية وقد طبق علي القرآن ما كان قد طُبق على الكتاب المقدس فاكتشف أن النظريات الجديدة تكشف عن انسجام النص القرآني.
ثم عرض لنا كويرس نموذجاً تطبيقياً لسانياً على سورتي القارعة والفاتحة.
وذلك بكتابة الآيات أولاً كما هي في المصحف، ثم إعادة كتابتها متراتبة بشكل عمودي مثل القصيدة الحديثة، وهنا خاف كويرس من ردود الأفعال فقال: إن هذه عملية مؤقتة فقط وليس المقصود منها امتهان النص القرآني أبداً، وإنما محاولة لتدبر النص وفهمه.
ثم قام بتقسيم الآيات إلى مفاصل ومقاطع أو وحدات دلالية.
ليبحث عن المفاصل المتوازية أو المتعاكسة: 1 - 2 - 3 أو 3 - 2 – 1
وقد رأى أن هناك شحنات سلبية تحتوي عليها الآيات، كما أن هناك شحنات إيجابية.
ثم قدم تطبيقاً مماثلاً لسورة الفاتحة.
...
[ align=center] تعقيبات ومناقشات-
سؤال: إلى أي مدى تتبلور هذه الدراسات اللسانية في جهود أمين الخولي – عائشة عبد الرحمن – خلف الله – نصر حامد أبو زيد. ثم أضاف السائل ولعل هذا هو المقصد، والسؤال لم يكن مقصوداً بقدر ما هو مقصود التمهيد له: إن نصر حامد أبو زيد يتقدم خطوة جديدة باتجاه فهم النص فهو يتجاوز التحليل الأدبي، ويتجاوز التعامل مع القرآن الكريم بوصفه نصاً إلى التعامل معه بوصفه خطاباً، التعامل مع القرآن الكريم بوصفه نصاً أدى إلى معارك فكرية ففي بدايات الإسلام كان يُنظر إلى القرآن بوصفه خطاباً ثم مع الوقت وترتيب القرآن أدى ذلك إلى اختلاف التعامل مع القرآن الكريم، وبرأي أبي زيد يجب العودة إلى خطابة القرآن لأن ذلك يفتح المجال لـ:
- تعدد الأصوات.
- الحوار السجالي.
- الحوار التفاوضي.
وهو بداية منهج جديد يتجاوز تماماً التحليل الأدبي والبلاغي. ففي النسخ مثلاً: يصبح الموضوع مفتوح على اختيارات المؤمن بحسب السياق الظرفي والتاريخي؟!!. [إشارات التعجب مني].
تعقيب
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا تعقيب كتبته على المداخلة السابقة ولم يُتح لي أن أقوله على الملأ بسبب كثرة عدد المعقبين قلت: إن القراءة البوزيدية قراءة تستبطن خلفية فلسفية مختلفة، فالذي يحركه لقراءة القرآن الكريم ليس هو أدوات فهم النص رغم أن له كتاباً بعنوان: مفهوم النص، الإشكالية في قراءة أبي زيد هي: أنه لا يقرأ القرآن بعيون القرآن أو لغة القرآن، وإنما بعيون تفكيكية – حداثية – تقويضية، مسلحة بالمنهجيات الفلسفية التي تصارعت مع الكنيسة في الغرب، أبو زيد يقرأ القرآن ليجد له قبولاً في الحضارة الحديثة حتى لو أدى ذلك إلى إلغاء القرآن، لذلك فدراسات أبي زيد وأركون لا تجد، وأؤكد أنها لن تجد قبولاً في الأرضية الإسلامية، لأنها تنطلق من خلفية تقويضية المركز الأساسي فيها هو التخلص من الفهم السلفي النبوي للقرآن الكريم حتى لو كان القرآن نفسه يؤكد ببداهة أن هذا هو الفهم الصحيح.
إن أبي زيد وحنفي وأركون وأمثالهم اعتقدوا أولاً أن الحداثة هي نهاية التاريخ وأن كل شبكتها المفاهيمية هي نهاية المطاف، وبدأوا يقرأون القرآن الكريم من خلال هذه الأرضية، ولذلك تجد أنهم ينحازون دائماً إلى كل ما يحذف فاعلية القرآن وعمله في الإنسان والكون والحياة، وأحياناً لكي يبرروا بعض أفكارهم يبحثون لها عن مستندات تراثية في الخطاب الإسلامي يربطون بها أفكارهم لتلقى رواجاً وقبولاً: فنجد أبا زيد يسند نفسه بابن عربي، ونجد أركون يسند نفسه بالتوحيدي وغيره بالسهروردي.
تعقيب آخر:
قلت: إن حديثكم عن السياق كان مداره حول سياق واحد هو سياق الآية، وأحياناً قليلة يُشار إلى سياق السورة علماً أننا نحن المسلمين نفهم القرآن الكريم من خلال أربعة أنواع من السياق: سياق الآية منفردة كوحدة نصية أو دلالية – سياق السورة ككل – سياق القرآن الكريم كاملاً فالقرآن يفسر بعضه بعضاً – ثم سياق الإسلام كله باعتبار أن السنة أيضاً هي بيان للقرآن الكريم. وقد برع المفسر ابن كثير رحمه الله بالتفسير التناظري الذي تشيرون إليه وهو حين يفسر آية من القرآن الكريم يستحضر كثيراً من الآيات الشبيهة فيقول ونظير ذلك قوله تعالى ... وقوله تعالى .... وهكذا حتى يستوعب كثيراً من الآيات المتناظرة في المسألة الواحدة ....
إننا نجد في القرآن الكريم سياقاً واحداً هو بمثابة الشمس وهو التوحيد، وسياقات أخرى هي بمثابة النجوم تدور حول السياق الأول مثل: العدل والإحسان والأمانة والصدق، ثم تجد سياقات أخرى تأتي في الدائرة الثالثة وسياقات رابعة وخامسة .... وهكذا وكلها على شكل دوائر تتفاوت قرباً وبعداً عن المركز الذي هو: التوحيد.
ثم قلت: إن هناك بعداً غائباً في دراستكم وهو إغفال البنية الشفاهية والإيقاعية للقرآن الكريم وهذا البعد غائب حتى في دراساتنا الإسلامية إلا بشكل عرضي، علماً أنه في القرآن الكريم تتعاون الكتابة واللفظ والتلاوة في بعث المعنى، لأنه قرآن أي يُقرأ، بل إنه لا يقرأ كأي قراءة وإنما يتلى، ولا يتلى كأي تلاوة بل يجوّد، وهذا كله مترافق إلى هذه اللحظة في نقل القرآن، فكأننا نقرأ النص أمام النبي صلى الله عليه وسلم، ولا شك أن ذلك يعطي للنص أبعاد إضافية من المعاني والدلالات والمركزيات.
تعقيب: الأب باولو
القرآن يتحدث بلغة الناس، الله يتكلم لغة الناس بكل عمقها ومستوياتها، اللغة منها مضبوطة ومنها عفوية، أجد في القرآن صوت معلمي: لويس ماسينيون، نقرأ في القرآن تقوى المسلمين، في سياق الخبرة النبوية، تحت ضغط التخثرات الموجودة في كلمة: إقرأ. في الفاتحة مثلاً أشعر أن النظام الروحي بين الرجاء والخوف متناسق كل التناسق: الرحمن الرحيم – الدين – الدينونة أو الهدى – الضلال أو الغضب – الرحمة
وقد كتبت في ذلك بحثاً عن: سورة الكهف: مفهوم الرجاء في الإسلام.
كان هنا فاصل للغداء وقد خيرونا بين رز مع شاكرية أو فروج مع فريكة أيهما ستختار؟ المشكلة أنه لا يجوز عندهم الجمع بينهما.
الجلسة المسائية
(يُتْبَعُ)
(/)
تحدث الباحث كويرس عن ما يسميه تفسير جديد لسورة العلق، ويرى أن هذه السورة من أهم السور القرآنية لأنها تحتوي على قصة الوحي، ولكن يظهر فيها جزءان يبدو أنهما مختلفان الآيات الأولى: إقرأ - علم الإنسان ما لم يعلم. تختلف عن بقية السورة كما يرى كويرس. فما هي الوحدة الدلالية والبلاغية لهذه السورة، إن المقاربات النقدية التاريخية تقبل تبعثر وتشظي النصوص، لكن فيما يتصل بالتحليل البلاغي نجد أننا نكتشف الوحدة المتماسكة والمنطقية ونسلك ذلك عن طريق محورين:
الأول: مفرداتي. والثاني: موضوعاتي.
لقد رأى بعض الباحثين أن كلمة اقرأ حتى تتناسق مع بقية السورة يحتمل أن يكون معناها اذكر اسم ربك أو ذكّر باسم ربك، وبالتالي تتناسق مع نهاية السورة: واسجد واقترب، لأنها تكون بذلك دعوة متكاملة إلى الصلاة. إذن فهي دعوة إلى الصلاة وليست دعوة إلى الرسالة وهذا يتشابه مع المزمور 116 من العهد القديم حين يقول: باسم الرب أدعو ...
إذن بنظر كويرس فإن الآيات الخمسة الأولى هي مزمور استهلالي يدعو إلى الصلاة، ولكنه يعترف بأنه تجاوز كثيراً من العقبات دون حل.
ثم يلجأ إلى بيان فكرة التناص وذلك عن طريق المقارنة بين المزمور الخامس والستين من العهد القديم وسورة العلق:
هلم نرنم للرب اقرأ باسم ربك
الذي له البحر الذي خلق
إلى نهاية الآيات ....
وكذلك حين عرض لدراسة سورة المائدة أجرى بعض المقارنات بينها وبين إنجيل لوقا ويوحنا وأكد على أن قصص التوراة والإنجيل أعيد ذكرها في القرآن، وأن الهدف المركزي دائماً هو التوحيد ومنظومة المبادئ الأساسية في الإسلام، وهي عقائد أممية موجودة في كل الديانات السماوية عبر تاريخ البشرية.
ووقف عند الآيات التي تبرز مفهوم السلام والعدل والتسامح بين القرآن والكتاب المقدس ورأى أن سبل السلام لا نجدها في مكان آخر غير سورة المائدة.
كما وقف عند قوله تعالى // إن الذين آمنوا والذين هادو والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون // وعند قوله تعالى // لكلٍ جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة .. //
ورأى أن بعض المتشددين يرون أن الإسلام يريد أن يحل محل الأديان البشرية وأنه يرفضها جميعاً ولكنه أبداً – بنظره – هو مكمل لها والآيات الآنفة يستشهد بها لذلك إن الإسلام يعترف بكل الأديان – بنظره – ويدعو إلى التآخي والعمل الصالح وليس للحروب.
كان هناك في الحقيقة عدد من التعقيبات لم أستطع أن أتابعها لأنني كنت مشغولاً بصياغة تعقيبي على محاضرته وليس تجاهلاً مقصوداً ...
وهذا ما قلته تعقيباً على ما تكلم به:
إن مفهوم التناص مفهوم تفكيكي شاع في الدراسات الأدبية والنصوص البشرية وهو يُعنى بمدى التأثر والتأثير فيما بينها، وشيءٌ طبيعي أن نبحث بين البشر عن المؤثر والمتأثر، لأن تفكيرهم مختلف ونصوصهم متداخلة، ولكن في مسألة الوحي كيف يكون هناك تناص؟ من المؤثر ومن المتأثر؟ إذا كان المصدر واحداً وهو الله عز وجل وهو الذي أنزل التوراة والإنجيل والقرآن وغيرها من الصحف فكيف يصح لنا أن نبحث عن أوجه التأثير والتأثر؟
إن التشابه والتناظر كبير جداً بين الكتب المقدسة، ولو ذهبنا نستقرئ ذلك لوجدنا مجلدات منه وقد دفع ذلك بعض المسيحيين إلى اعتبار القرآن الكريم صياغة جديدة للمسيحية، أو هو هرطقة مسيحية، لأنهم وجدوا أنماط التناظر هائلة جداً، ولكن نسوا أو تناسوا أن القرآن الكريم نفسه يطرح هذه المسألة بقوة وبتكرار، وبأشكال مختلفة فهو يؤكد دائماً أنه مصدق لما بين يديه ومهيمن، وأن رسالات الأنبياء جميعاً هي من عند الله عز وجل، وأنه إذا كان المسيح عليه السلام قال: ما جئت لأنقض الناموس ولكن جئت لأكمل، فإن النبي محمداً صلى الله عليه وسلم قال: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.
وعلى ذلك فالتناظر كبير جداً، ولكن في حين يعده المسيحيون تأثراً أو شيئاً يشبهه فإن القرآن الكريم يعد ذلك تصديقاً، وإكمالاً للشرائع السماوية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى ذلك فالمقارنات التي قمتم بها بين الكتاب المقدس والقرآن الكريم في الحقيقة هي مقارنات متكلفة جداً للبحث عن أوجه التناظر، لأن هناك أوجه واضحة جداً وأكثر تقارباً وتشابهاً وقد تجاوزتموها وهذا في الحقيقة بسبب المنهجية الانتقائية التي سلكتموها في بحثكم المسائي اليوم.
يكفي أن نعود إلى كتاب الرد الجميل لإلهية عيسى بصريح الإنجيل لنجد أن الإمام الغزالي رحمه الله تعالى قد أجرى مقارنات ممتعة بين النصوص القرآنية أو النبوية والنصوص الإنجيلية وهي أكثر اتساقاً وتناظراً مما رأيناه اليوم.
ومع ذلك فإن القرآن الكريم في الوقت الذي يطرح نفسه على أنه مصدق لما قبله، فهو مهيمن أي مصحح للأخطاء التي لحقت الكتب المقدسة، وهو في ذلك لا يجامل ولا يماري فهو يقول: // يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء ... // ويقول: ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى .. // ولكنه يهاجم بصراحة وقوة أحياناً:
فيقول // لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة ... // أو // لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم .. // // لا تقولوا ثلاثة انتهوا خيراً لكم .. //
إلى آخر الآيات ...
وفي الخاتمة:
لقد كانت هذه الورشة العلمية جد ممتعة ومفيدة وقد تميزت بالصراحة والأكاديمية، وكان الباحث في الحقيقة قد تميز بعدة ميزات:
- الجهد الكبير والتعب الشديد الذي اقتضاه منه هذا البحث فهناك في الحقيقة تفاصيل كثيرة لم أستطع أن أشير إليها في عرضي السابق بسبب السرعة وضيق الوقت.
- التواضع العلمي والروح العلمية التي تطفح بها لغة الباحث وكلماته وعباراته.
- الأدب الجم مع المخاطبين ومقدساتهم ومعتقداتهم فهو لا يذكر النبي محمداً إلا ويردف ذلك بقوله: عليه الصلاة والسلام ولا يذكر الله إلا بقوله عز وجل والقرآن: الكريم ... رغم أنه أكد منذ البداية على أنه مسيحي متدين. ولم يكن في أدبه وتواضعه متصنعاً أو مجاملاً بل كأني به قد ربّى نفسه على احترام معتقدات الآخرين، وقد كنت طوال الجلسة أقارن بين طريقة عرضه وطرائق علمانيينا العرب الذين تخصصوا في الاستفزاز، والتهشيم، واختطاف الأضواء وصدام المشاعر.
- وفي ردوده كان الرجل دائماً يشير للحاضرين إلى أنه لم يأت هنا ليفسر القرآن للمسلمين ولا ليبين لهم معتقدات الإسلام هذا شأن العلماء أهل الاختصاص، مهمتي هي: أن أعرض عليكم منهجي في قراءة القرآن فإن أعجبكم فهو المراد وإن لم يعجبكم استفدت من ملاحظاتكم وتوجيهاتكم.
قال الرجل ذلك لأنه كان في الحقيقة هناك كثيراً من الردود والمناقشات خارجة عن نطاق المحاضرة ولا تمت إليها بصلة، ولذلك كان الرجل يعيد التأكيد دائماً على أنه ليس متخصصاً في تفسير القرآن. ولا في صياغة معتقدات المسلمين.
وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم
هناك تعقيبات وإضافات لبعض الإخوة المشاركين وقد طلبت منهم أن يزودوني بها مكتوبة لأضيفها فوعدوا بذلك فلعلهم يفعلون لأضيفها إلى هذا العرض.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[01 Feb 2008, 12:43 ص]ـ
أحسن الله إليك، يا د. أحمد على هذا العرض، وقد استفدت منه كثيرا، ونبهني إلى بعض الأمور:
1 - ملاحظة حكم المستشرقين على القرآن بتفكك المعاني وتبعثر الأفكار، تماما مثل الإنجيل، مسألة تثير الانتباه. ولعل فهم منهجية المستشرقين في الحكم على النص بالترابط والترتيب يساعد في محاورتهم. فعلى أي أساس يبنون حكمهم، وهل لهذا الأمر علاقة بالمنهجية العلمية أو بالمناهج الأدبية الغربية؟
2 - ألا يكون الاعتناء بالتفسير الموضوعي طريقا لبيان متانة النص القرآني وترتيه؟
3 - ملاحظة عدم التكلف والتصنع في تأدب المستشرق مع الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم وكتابه الكريم، ملاحظة أشكرك على نقلها لنا. وقد عايشت مواقف شبيهة في الواقع الذي أعيش فيه. وممن أشهد له بذلك مسئول الخدمات الدينية للطلبة في جامعة (لافال) بكيبك سيتي، وهو أسقف مسيحي وموظف بالجامعة، وهو حريص (منذ إنشاء جمعية الطلبة المسلمين بالجامعة) على حضور مؤتمرات الجمعية. بل أشهد له أنه حتى في فترات الراحة بين المحاضرات لأداء الصلاة، كان يحرص على عدم التخلف، وكان يقف في الصف الأول ويصلي معنا، ركوعا وسجودا، يقينا منه أن رب المسيحيين هو رب المسلمين، وأن لحظات الوقوف بين يدي الله عز وجل فرصة يجب أن تغتنم، وأن هذه الفرصة توجب عليه عدم الوقوف خارج القاعة للانتظار أو الحديث، فيما يكون المسلمون في لحظة روحية يتواصلون فيها مع الله عز وجل.
وقد روى لي من أثق في حديثهم من مسؤولي المدينة، أنهم كثيرا ما رأوه دامع العينين عند سماعه لبعض المحاضرين لما عرف من الحق.
وقد حير سلوكه هذا كثيرا من الإخوة بين من يظن أنه مؤمن يخفي إيمانه، ومن يرى أنه مستهزئ يستخف بدينه وبدين الآخرين، أو ممن يؤمنون بوحدة الأديان ...
كما أشهد له بوقوفه مع جمعية الطلبة ومساعدته لها، بمواقفه ونصائحه وحتى بتغطية المصاريف المالية، في كثير من المواقف والأنشطة.
4 - هل يمكنك كتابة اسم المستشرق ميشيل كويرس بالأحرف الللاتينية حتى أتمكن من البحث عن إنتاجه العلمي على الإنترنت أو في المكتبات؟
مرة أخرى: جزاك الله خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[02 Feb 2008, 10:09 ص]ـ
شكراً لك أخي محمد على تعقيبك
بالنسبة للمستشرقين مشكلتهم انهم يتعاملون مع القرآن الكريم ككتاب بشري يجب ان يعامل بحسب أصول التأليف البشري الذي اعتادوا عليه أبواب فصول مباحث مقدمة وخاتمة وووو ...
إنهم لا يستطيعون استيعاب فكرة أن القرآن الكريم يخاطب كل الناس المثقف والعامي والرسخ في العلم هذا من جهة ومن جهة ثانية هو كتاب يقصد تحقيق هدفين: إقناع العقل والتأثير على القلب ولذلك فهو ينتقل مباشرة من خطاب العقل إلى خطاب القلب ومن مخاطبة النفس إلى مخاطبة الروح ... وهو يقصد شد الإنسان إلى طريق الهداية بالدرجة الأولى ولذلك للقرآن أولوياته التي لا يستطيع إدراكها المستشرقون أحياناً ... لأن لهم أولوياتهم التي تحجبهم عن أولويات القرآن الكريم ...
بالنسبة للتفسير الموضوعي أظن أن له دوراً كبيراً في لفت النظر إلى وحدة السياق القرآني، وأهدافه الكبرى ..
بالنسبة للإسم بالأحرف اللاتينية هو غير مكتوب لدي لكني سأحاول ذلك وأرسله لكم لو تمكنت من ذلك
وفقك الله أخي محمد وبارك فيك
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[11 Feb 2008, 10:03 م]ـ
ميشل كويريس (" Michel Cuypers")، عضو في معهد (الدراسات الشرقية للآباء الدومينيكان ( http://www.ideo-cairo.org/spip.php?article142&lang=ar))
ومن كتبه، مؤلف بالفرنسية بعنوان (القرآن) ( Le Coran (http://www.lecavalierbleu.com/idees_recues/coran.html)).
وفي هذا الكتاب يطرح مجموعة من الشبهات، ونظرا لعدم اطلاعي على الكتاب، فلا أدري ما هي منهجيته في طرح الشبهات:
1 - هل يؤكد هذه الشبهات؟ أم يطرحها لنفيها؟
2 - هل يطرح هذه الشبهات من وجهة نظر المستشرقين الآخرين؟ أم من وجهة نظره الشخصية؟
أقول هذا لأنني قرأت جزءا، وجدته على الإنترنت، من الكتاب، بخصوص شبهة (مصدر القرآن): أهو وحي إلهي؟ أم من تأليف النبي صلى الله عليه وسلم؟ أم من تأليف الصحابة؟
وأما فهرس الكتاب فيحتوي على المسائل التالية:
1 - تاريخ القرآن: Histoire du Coran
- " محمد (ص) هو مؤلف القرآن" « Muhammad est l’auteur du Coran. »
- " نص القرآن ثابت، منذ ظهوره" « Le texte du Coran est fixe, depuis l’origine. »
- " القرآن يتوجه إلى مشركين غير مثقفين" « Le Coran s’adresse à des païens incultes. »
- " القرآن تحدث عن كل شيء، وهو مكتف بذاته" « Le Coran a tout dit, il se suffit à lui-même. »
- " لا يمكن ترجمة القرآن" « On ne peut pas traduire le Coran. »
2- شكل القرآن ومحتواه: Forme et contenu du Coran
— " القرآن ممل عند قراءته" « Le Coran est ennuyeux à lire. »
— " لا يوجد ترتيب أو نظام في القرآن" « Il n’y a aucun ordre dans le texte du Coran. »
— " يكتفي القرآن بترديد محتويات (التوراة والإنجيل) " « Le Coran se limite à reproduire le contenu de la Bible. »
— " لا وجود لنظام عقائدي متجانس في القرآن" « Il n’y a pas de doctrine cohérente dans le Coran. »
— " القرآن غريب عن الثقافة الإغريقية (أو اليونانية) "" « Le Coran est étranger à la culture grecque. »
3- تفسير القرآن: Interprétation du Coran
— " الإسلام يحرم تفسير القرآن" « L’islam interdit l’interprétation du Coran. »
— " يمكن أن نقوّل القرآن ما نشاء" « On peut faire dire n’importe quoi au Coran. »
— " الإسلام يرفض الدراسة العلمية للقرآن" « L’islam refuse l’étude scientifique du Coran. »
— " الإسلام جبري" « Le Coran est fataliste. »
— " الجنة القرآنية حسية جدا" « Le paradis coranique est très sensuel. »
4- الوظائف التعبدية والتشريعية للقرآن: Fonctions cultuelles et législatrices du Coran
— " القرآن هو المصدر الوحيد لكل القوانين الإسلامية" « Le Coran est la source unique de toute loi en islam. »
— " القرآن يحط من شأن المرأة" « Le Coran infériorise la femme. »
— " القرآن هو المسؤول عن عنف الإسلام" « Le Coran est responsable de la violence de l’islam. »
— " القرآن غير متسامح" « Le Coran est intolérant. »
— " القرآن يخلط بين المجالين السياسي والديني" « Le Coran confond les domaines politique et religieux. »
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[11 Feb 2008, 10:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي محمد في الحقيقة هذا الفهرس يحتوي على أهم ما يطرحه المستشرقون بخصوص القرآن الكريم من شبهات وإشكالات تلوح بأذهانهم وهي كما تعلم أخي محمد شبهات قديمة قد ملوا من تكرارها سواء المنصرون منهم أو المستشرقين ...
وربما المؤلف يعرض ما يردده أسلافه ... مهمتكم أخي أن تكشفوا لنا عن حقيقة الرجل من خلال مؤلفاته الفرنسية حول القرآن الكريم والإسلام ... .
إلام يريد أن يصل؟ وما هدفه؟ هل كان يتلمس ردود الأفعال؟ والتغيرات والتطورات الحاصلة في التيار الأصولي تجاه الأطروحات الجديدة؟ لأن الدعوة وجهت في الحقيقة لكلية الشريعة .... فقط ولم يحضر أحد من الشخصيات العلمانية إلا بالصدفة .... علماً أنه في مثل هذه الحالات لا تدعى كلية الشريعة أبداً وخصوصاً عن طريق المعهد الفرنسي ... وإنما الذي يدعى هم عدد من الأشخاص المعروفين باتجاهاتهم وانتماءاتهم ... .
ربما ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الشربجي]ــــــــ[12 Feb 2008, 07:58 ص]ـ
[أضيف على ما ذكره الدكتور الطعان في عرضه لمحتوى الورشة وهو أن هذا الرجل طعن في الوحي وفي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عنما قال: " إن محمدا (صلى الله عليه وسلم كان يوحى إليه في االليل وينسى في النهار [/ font
وقال: " إن المفسرين المتشددين اخترعوا أسباب نزول فسروا بها القرآن، وعندما قلت لهم من هؤلاء لم يفصح عن اسمهملم بفصح عن أسمائهم
د. محمد الشربجي
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[23 Feb 2008, 05:06 م]ـ
شكراً أخي الدكتور أحمد وجزاكم الله خير الجزاء لهذا التلخيص ولبيانكم الكافي وتعقيباتكم الوافية وجعلها منا ر هداية للمستبصرين وذبا عن كتابه وقياما بحق الأمانة التي تحملون من نفيٍِ لانتحال المبطلين وتحريفٍ لأولئك الغالين وتأويلٍ لثلة الغالين الجاهلين ... ونوراً في صحائفكم يوم الدين ... وحقا تغبطون على كلامكم وندعوا الله أن يؤيدكم بالحق ويؤيد الحق بكم
أخوكم طارق
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[23 Feb 2008, 09:53 م]ـ
شكراً لكم أخي طارق وفقكم الله وأيدكم
ملاحظة: كنت راسلتكم على الخاص ... ولم ترد علي فقلت ربما لم تصل الرسالة؟(/)
"ليطمئن قلبي": كتاب جديد لمحمد الطالبي ينتقد الشرفي وأركون
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[06 Feb 2008, 05:18 م]ـ
مقال كتبه الصحفي التونسي كمال بن يونس، يشير إلى بعض أوجه السجال حول أفكار أركون وعبد المجيد الشرفي.
=======
بعد تصريحات البابا وحملات الخلط بين الإسلام والإرهاب: الطالبي يشنّ حربا على أركون والشرفي و «العقلانيين»
فقرات من الكتاب خلطت بين السجال الفكري ... والتكفير
كمال بن يونس
المصدر: جريدة "الصباح" (يومية تونسية) الصادرة يوم 05 - 02 - 2008
تونس ـ الصباح:
تعاقبت الكتب الجديدة التي تعنى بقضايا الفكر العربي المعاصر .. وخاصة بمرجعياته الاسلامية والتراثية .. مع دراسات مقارنة بين الاديان والثقافات والايديولوجيات التي أثرت ولا تزال في حياة الشعوب ..
وقد زاد الاهتمام العالمي بهذا النوع من الكتابات بعد مفاجأة نجاح ثورة ايران بزعامة الخميني عام 1979 .. وبعد بروز ظواهر ثقافية وسياسية وأمنية معقدة في عدة مجتمعات عربية واسلامية خلال العقود الثلاثة الماضية .. ثم بعد هجمات 11 سبتمبر2001 على برجي نيويورك ومقر البنتاغون وما تلاها من حروب بوش وحلفائه في المنطقة العربية والاسلامية وفي العالم الغربي .. خاصة في فلسطين والعراق وأفغانستان .. حيث تداخل الديني بالسياسي .. والوطني بالعقائدي .. والعنف بالارهاب والجريمة المنظمة .. وشعارات نشر الديمقراطية والحداثة بالمخططات الاستعمارية .. الخ
في هذا السياق صدر مؤخرا كتاب جديد من عن دار سيراس للنشر للمؤرخ محمد الطالبي يحمل عنوان "ليطمئن قلبي" (الجزء الأول قضية الايمان وتحديات الانسلاخ إسلامية ومسيحية قداسة البابا بنوان 16) .. جاء في معظمة ردا على كتابات تلميذه سابقا المختص في الحضارة العربية الاسلامية وفي المقارنة بين الاديان الاستاذ عبد المجيد الشرفي .. وعلى المفكر الفرنسي الجزائري محمد أركون .. وعلى البابا بنوان 16 صاحب التصريحات الشهيرة التي أثارت ردود فعل متوترة في أوساط عربية إسلامية واسعة .. خاصة أنها تزامنت مع ما عرف بـ"قضية الرسوم المسيئة للرسول (صلى الله عليه وسلم) " في صحف دانماركية وغربية ..
الكتاب جاء في 290 صفحة من طبعات مؤسسة سيراس التي يديرها منذ عقود الاعلامي والمثقف الكبير محمد بن اسماعيل .. لكن من بين مفاجآتها غير السارة أنها مليئة بالاخطاء اللغوية .. بخلاف المنشورات السابقة لدار سيراس ..
* موقف الاستاذ من الطالب
الا أن من بين ما يفاجئك منذ الوهلة الاولى من حيث المضمون أن مؤلف الكتاب ـ الاستاذ محمد الطالبي ـ صاغ نصه بأسلوب لم يعرف به في كتاباته العلمية .. لما كان أستاذا للتاريخ في الجامعة التونسية ومسؤولا في وزارة الثقافة .. وبعد تقاعده ..
لقد بدا الكتاب من أوله إلى آخره شيقا بسبب أسلوبه السجالي .. المستفز في احيان كثيرة .. لكنه بدا مزعجا أحيانا لأن صاحبه نزل إلى مستوى تكفير خصومه ـ وخاصة الشرفي وأركون و"طلبتهما" ـ وتوجيه اتهامات خطيرة جدا إليهم .. من بينها التشكيك في نزاهتهم العلمية وفي انتمائهم إلى المنظومة الثقافية الاسلامية بمفهومها الواسع .. بل بلغ به الامر حد تفسير بعض أفكار المفكرين والباحثين الكبيرين عبد المجيد الشرفي ومحمد أركون بولاءات مشبوهة إلى جهات "صليبية" .. واستعمارية أوروبية مسيحية وأمريكية ... والرئيس الامريكي الحالي بوش الابن .. الخ؟
ومن حيث اسلوب الصياغة بدا الكتاب الجديد للاستاذ الطالبي أقرب إلى ملاحظات الذي يريد أن "يؤنب" تلميذه السابق " (عبد المجيد الشرفي) .. ويطعن في كبرياء مفكر" انسلخ من الاسلام " (وانتمى حسب الطالبي) الى من وصفه بتيار" الانسلاخ إسلاميين " (اي الانسلاخ من الاسلام) .. الذي اتهمه بالهزيمة والاسقاط والتجني على العقيدة الاسلامية وعلى الوحي وسيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم .. الخ.
* "عيال الله" و"أمة الوسط"
الكتاب الجديد بدا مناقضا تماما لتمشي كتابيه السابقين "عيال الله" و"أمة الوسط" .. حيث اعتمد أساسا منهجا عقلانيا براغماتيا .. يؤكد على علوية مبدإ الحرية .. وسلطة العقل وحقوق الانسان واحترام كرامة البشر وحق الاختلاف .. بما في ذلك تاويل النصوص الدينية الاسلامية ..
(يُتْبَعُ)
(/)
أما في كتابه الجديد فأكد الكاتب على حق غير المسلمين و"المنسلخين من الاسلام" في التعبير عن وجهة نظرهم .. وطعن في الاحكام الفقهية التي تبرر معاقبة المرتدين (عن الدين) بالقتل وبرر حرب أبي بكر ضد مرتدي عصره بكونها حربا سياسية هدفها المحافظة على "الوحدة الجغرافية" للدولة الناشئة التي عين على رأسها ..
وقد كان الطالبي في موقفه هذا عقلانيا الى حد كبير .. وقدم اجتهادا قد يرفضه الاصوليون الذين قد يفتون بقتله بدوره؟؟ لكنه سرعان ما تراجع واتهم الذين يقدمون قراءات عقلانية مغايرة لتاويلاته بكونهم من "الصنف المقنع" من "الانسلاخ اسلاميين" (أي المنسلخين من الاسلام؟؟) .. و"بالغش والدسيسة" .. (هكذا؟؟) واعتبر "هتك قناعهم" فرضا دينيا .. ؟؟ ثم أسهب في شتمهم واتهامهم وتحقيرهم .. والتشكيك في كفاءتهم العلمية وطعن في عقيدتهم وايمانهم .. باسلوب لم تعرف به كتابات الطالبي ذات الصبغة التاريخية والثقافية .. عن الاغالبة والعهد الاسلامي الاول .. رغم ما عرفت به بعض كتاباته السياسية الجديدة بدورها من توتر .. مقارنة بكتاباته ومواقفه الموالية للمؤسسات الرسمية لما كان مسؤولا في وزارة الثقافة واستاذا في شعبة التاريخ بكلية الاداب والعلوم الانسانية.
* "الاسلام بين الرسالة والتاريخ"
وليس المقام هنا لاعلان موافقة كل ما جاء في الكتاب الجديد للطالبي أوكتب خصومه وخاصة كتابي "الاسلام بين الرسالة والتاريخ" للاستاذ عبد المجيد الشرفي. و"الفكر الاسلامي في الرد على النصارى الى نهاية القرن الرابع هجري العاشر ميلادي" ... ومن حق الاستاذ الطالبي وغيره أن ينتقد كتب الشرفي علميا وبأسلوب أكاديمي وهادئ بالقوة التي يريد ..
لكنه قد يكون فوت على نفسه وعلى خصوم الشرفي هذه الفرصة .. لما رد على كتاب تناول السيرة النبوية وملفات الوحي وأولويات العقل على النقل (أو العكس) بأسلوب الاتهامات العقائدية والفقهية ومنطق التكفير .. أي بمنهج يقصي الآخر .. عوض أن يتحاور معه .. خاصة عندما يتعلق بباحثين وكتاب في حجم عبد المجيد الشرفي (أو محمد أركون وهشام جعيط وعدد هائل من الباحثين العرب والمستشرقين .. ) تحركوا دائما من منطلق الدعوة للاجتهاد والعقلانية في قراءة التراث والمرجعيات الدينية وتطورات التاريخ السياسي والاجتماعي والفقهي في العالم العربي الاسلامي وفي بقية الدنيا .. مع الانتساب الى الفضاء العربي الاسلامي الكبير .. أو تأكيد عدم عدائهم له ولشعوبه بخلاف بقية منظري الاستعمار القديم والجديد ..
* التشكيك في مواقف فلسفية تبناها الشرفي وأركون
وقد خصص الكاتب 7 فصول كاملة من كتابه للرد على "الانسلاخ اسلامية" مع عنونة بعضها بجمل فيها اسم عبد المجيد الشرفي .. وذكر اسمه اسم مؤلفه (الاسلام بين الرسالة والتاريخ) مرارا .. مع تسمية محمد أركون والاستدلال ببعض مقولاته "الخطيرة" في اكثر من موقع .. والتشكيك في نزاهته وصدق ايمانه بدوره .. خاصة عندما تعرض الى محاضرة القاها في واشنطن .. بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 وبدء مسلسل جديد من الهجمات الاستعمارية الامريكية والحليفة على العالم العربي الاسلامي .. فاتهمه بالولاء للمخطط الاستعماري الامريكي الجديد .. ؟؟
وقد غاب عن الاستاذ الطالبي أنه بدوره اتهم مرارا بالولاء "للاجنبي" بسبب بعض محاضراته ومداخلاته في عواصم أوروبية .. وفي هيئات سياسية لها اجندا خاصة بها .. تلتقي أحيانا مع اجندا الادارة الامريكية بزعامة بوش الابن حليف المستعمر الاسرائيلي الأقوى منذ 2001 ..
* سجال عقائدي .. أم أكاديمي؟
وقد بدا الكتاب في فقرات عديدة شيقا .. لأن صاحبه اعتمد فيه منهجا سجاليا مع كل الافكار التي عبر عنها الشرفي وأركون و"تلاميذهما المغرر بهم " (مثل الجامعية التونسية نايلة السليني) .. فيما يتعلق بـ"تاريخية التفسير القرآني والعلاقات الاجتماعية من خلال كتب التفسير" ..
واعتبر الطالبي أن خصومه تاثروا بمستشرقين "جهلة" من أمثال المستشرق الفرنسي رادينسون Radinson مؤلف كتاب عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم اختار له تسمية "مهومات" Mahomet .. وقد عاب الطالبي عليه وعلى أمثاله من المستشرقين ـ وهو محق في ذلك ـ لانهم يتعمدون تشويه اسم الرسول محمد .. مثلما شوهوا اسماء عدد بارز من كبار العلماء العرب والمسلمين مثل ابن سينا والخوارزمي وابن رشد .. الخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن من بين ما قد يعاب على كتاب الطالبي أنه خلط بين رادينسون وغيره من الباحثين المستشرقين .. بينما يعلم الجميع أن بعض هؤلاء المستشرقين قدموا بدورهم دراسات متناقضة .. كثير منها نقدي لمنتوج زملائهم الغربيين "المستشرقين" .. الذين لم يكونوا أبدا حزبا واحدا ..
كما قد يعاب على الطالبي انه حاسب الشرفي وأركون ونائلة السليني وغيرهم ممن يخالفهم الراي بما نشره بعض المستشرقين مثل رادينسون .. فوقع في الاسقاط حيث عاب على خصومه ذلك .. الى حد وصف محمد أركون بـ"الفرنسي من أصل قبائلي؟؟ تلميذ الاباء البيض الذي حبس حياته كلها في هدم بنية القرآن ( .. ) وخدمة الرئيس بوش" (هكذا؟؟) فيما تهجم على الكاتب الجزائري مالك شبال ووصفه بـ"زعيم اسلام الانوار" وعرفه الطالبي بكونه "اسلام يستدعي الاستغناء عن الله والارسال به الى جبل اولانب Olympe مقر آلهة اليونان"#0236؟؟
ولاشك أنه يحق للطالبي أن ينقد خصومه بعمق أكاديميا .. لكن السؤال هو: هل يحق له أن يتهجم عليهم عقائديا ردا على وجهات نظرـ قد نختلف معها ـ لكن أصحابها قدموها وفق منهج علمي أكاديمي بصرف النظر عن نواياهم ومعتقداتهم .. التي يفترض أن لا تكون جزءا من السجال .. حتى لا ينحط مستوى الحوار العلمي .. ويتحول الى مشاكسات "مؤمنين" و"كفار" ..
* الخلط بين السجال مع البابا الحالي والتفاعل مع العلماء المعتدلين
واذ خصص الكاتب الجزء الثالث والاخير من كتابه لنقد بعض تصريحات البابا الحالي .. وقدم قراءة مطولة لمقولاته ومواقف بعض الرموز المتشددين في الثقافة المسيحية ـ اليهودية .. فان من ثغرات الكتاب أنه خلط أحيانا بين كل شيء .. بين المواقف الدينية والكتب المقدسة والتاويلات المختلفة والمتناقضة للمسيحية واليهودية والاسلام .. وآلاف الكتب والمقالات المعتدلة عن الاسلام والعرب دينا وتراثا وواقعا الصادرة عن علماء وخبراء اوروبيين وغربيين .. لم يكونوا ابدا جزءا من "المؤامرات الخارجية" على العالم العربي الاسلامي قبل أحداث 11 سبتمبر وبعدها .. التي يبدو أنها أثرت كثيرا في نفسية الكاتب .. كما أحدثت هزات في صفوف كثير من المثقفين والساسة وعامة الناس في العالم .. وفي المنطقة العربية على وجه الخصوص ..
كما خلط الكاتب بين القراءات الفلسفية والتاويلات الفكرية والتاريخية من جهة والمواقف الايمانية والعقائدية .. التي تبنى الطالبي بعضها رافعا شعار "ليطمئن قلبي" .. وذلك من حقه .. لكن هل يعني ذلك أن يسقط قراءة دينية اسلامية واحدة لتفسير بقية الاديان ومرجعياتها .. بما فيها المسيحية واليهودية .. حيث برزت آلاف القراءات الدينية .. وصراعات عقائدية تاريخية تسبب بعضها في تفجير حروب وصراعات سياسية دينية دامت قرونا بين دول أوروبية عديدة في العهدين الوسيط والحديث .. ويتواصل بعضها الى اليوم .. ؟؟
وهل يمكن أن "يطمئن قلب" المسلم اليوم .. أمام الكم الهائل من التحديات الثقافية والسياسية التي تواجهه بمجرد تقديم قراءة "ايمانية اسلامية" لتاريخ انبياء اليهود والمسيحيين وقداسهم وواضعي كتبهم المقدسة .. ؟؟
* كتاب يفتح باب السجال والحوار
تساؤلات بالجملة أثارها كتاب "ليطمئن قلبي" .. الذي ينبغي أن يقرأ بعمق .. قبل مناقشته والرد عليه بهدوء .. خاصة فيما يتعلق بمنهجه الذي بدا "ايمانيا" أكثر منه "معرفيا" .. و"عقائديا" أكثر منه عقلانيا ..
الكتاب سيثير زوبعة .. وانتقادات ضد المؤرخ والكاتب الكبير محمد الطالبي .. ستصدر عن خصومه وأنصاره .. وعن طلبته السابقين الذين كان يشدهم بحياده العلمي .. ورفضه مسايرة "المسلمات" و"الافكار المسبقة" .. عندما كان بعض زملائه المؤرخين في الجامعة يتعصبون في وصف المنهج الماركسي في تفسير التاريخ بـ"المنهج العلمي الوحيد" .. وكان الطالبي وهشام جعيط من بين قلة من المؤرخين اللذين يعترضون على هذا "التبسيط" .. وعلى القراءات "العقائدية" ويدعون الى قراءة التاريخ دون تعسف على الوقائع .. كما تبينها الوثائق .. أي المصادر والمراجع ..
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[06 Feb 2008, 09:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت للطالبي كتابيه عيال الله وأمة الوسط ووجدته كاتباً رزيناً يبتعد عن السجالات والاستفزازات البراجماتية ولم أجد لديه ما يقوله الصحفي التأويل للنصوص الدينية واعني بذلك التأويل المنفلت
ويبدو من خلال سياق المقال مقال جريدة الصباح أن الكتاب شن حملة على الطالبي وانحاز إلى الشرفي وأركون ونائلة السليني وذهب يصفهما بأنهما مفكرين كبيرين .... من وزن الشرفي وأركون وهما في الحقيقة ليسا مفكرين كبيرين إلا إذا كان الطعن في المقدسات
يجعل الصغير كبيراً ... ويجعل المغمور مشهوراً .....
هل أصبح الشرفي مشهوراً لأنه قدم تحريفاً لآية الصيام انتهى من خلاله إلى أن الصيام ليس فرضاً وإنما هو بالخيار بين الفدية والصيام
أم لأنه اعتبر النصرانية متكافئة مع الإسلام في لاهوتها وهو قد علم تماماً من خلال رسالته الرد على النصارى أن النصرانية لا تمتلك أي أسس عقلية ولا تاريخية ولا لاهوتية
يبدو لي أن الكتاب مهم ونحن بأمس الحاجة إلى الاطلاع عليه ...
وانا أقدر الطالبي جداً لأنه استطاع أن ينجو بنفسه من الجو الموبوء الذي تعيشه تونس فكرياً ووو
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الونشريسي]ــــــــ[06 Feb 2008, 11:52 م]ـ
أشكركم على هذا الموضوع
ـ[محمد كالو]ــــــــ[09 Feb 2008, 02:00 م]ـ
الأخ الدكتور أحمد الطعان
بارك الله فيك
صحيح أن صاحب المقال في جريدة الصباح شن حملة على محمد الطالبي وانحاز إلى عبد المجيد الشرفي ومحمد أركون واعتبرهما مفكرين كبيرين وهما ليسا كذلك، إلا أن محمد الطالبي أيضاً كان يريد أن يأتي بدين جديد من النص الديني
فيقول في كتابه: (عيال الله، أفكار جديدة في علاقة المسلم بنفسه وبالآخرين: 26):
أنا لا أحصر الاجتهاد في شخص معين ... كل إنسان ينبغي أن يجتهد في الحياة، فالنص مقدس والتأويل حر، وينتقد الفقهاء على لجوئهم إلى أصل الإجماع وسدهم باب الاجتهاد، ويعتبر أن الإجماع قد ينقلب أداة قهر وإلى كليانية لاهوتية، ويقترح (إجماعاً مرناً) ينبع من الحوار المفتوح دون تعصب، كما يوفر حق المخالفة، ذلك أن حرية الفكر حق أساسي احترمه الإسلام.
ويذكر محمد الطالبي بأن الإجماع جنب الأمة الفوضى قديماً، عندما كان يمثل المقام المشترك للتعددية الفكرية، وفي نظره أن الأزمة اليوم هي أزمة اجتهاد وإجماع تظهر خاصة في مستوى الشريعة، ونظام الحكم، ذلك أن كل إجماع قد يتحول إلى أخطر أنواع الكليانيات، لأنه قد يتحول إلى لاهوتية لا تقبل إعادة النظر والجدال. اهـ عيال الله (أفكار جديدة في علاقة المسلم بنفسه وبالآخرين) دار سراس للنشر، تونس 2001م: 69.
ومن كتب محمد الطالبي أيضاً: الإسلام حرية وحوار، وكتاب: الدولة الأغلبية.
كما أود أيضاً الاطلاع على كتاب محمد الطالبي الجديد ليطمئن قلبي أيضاً.
ـ[ابو زيد]ــــــــ[24 Sep 2008, 10:25 ص]ـ
مما اعتقده في الكتاب العرب (الأعراب) من أمثال الشرفي و أركون و حسن حنفي أنهم يملكون آليات و منهجيات تتسم بقوة العيار في حقولها العلمية فما كان من هولاء الأعراب إلا أن استوعبوا منها ما يقدرون على استعابه مع إضفى الطابع المطلق على هذه الآليات و المنهجيات ومن ثم إسقاطها على النص القرآني بشكل مخصوص لنزع الصفة المقدسة عنه فأفضى بهم ذلك إلى التجديف و الهرطقة و التناقض بل طرحهم يتصف بنزعة إحادية مفرطة
باختصار لا أشك أنهم ملاحدة أكثر من ملاحدة أوروبا.
الأوربيون يعذرون من جانب أن النص المقدس محرف حقيقة.
أما هؤلاء الأعراب فلا عذر لهم في موقفهم من القرآن الكريم إطلاقا إذ أنه الحق بأطلاق لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد مهما طعن هؤلاء الأعراب الأوغاد.
ـ[محمد كالو]ــــــــ[17 Feb 2009, 07:08 ص]ـ
أخاطب من هم داخل المسجد أو على عتبة المسجد .. فهم أمّتي ..
(حوار مع الدكتور محمد الطالبي)
* حاوره لطفي حيدوري
*نقلاً عن مجلة "كلمة تونس" عدد 62، 5 أفريل 2008. وقد أجري الحوار بتاريخ 16/ 2/2008.
خلت الساحة الثقافية التونسية منذ سنوات بعيدة من الحيوية الفكرية التي عنوانها السجالات والمناظرات والردود وذلك منذ تراجع حركية النشر والصحافة بتعاظم سلطة الرقابة الفكرية والأمنية والمحاكمات السياسية ومختلف القيود على حرية التعبير. واقتصرت المعارك الفكرية على بعض المعارك الأدبيّة التي اندلعت من فترة إلى أخرى غذّتها بالخصوص أحلاف ومواقع. صدر الكتاب الأخير لمحمد الطالبي مثيرا في مضمونه وأسلوبه. ولئن أوحى عنوانه "ليطمئنّ قلبي" بأنّه طلب للحقيقة فإنّه مع الصفحات الأولى يتبيّن أنّ الأمر يتعلّق بمواجهة وسجال فكريين "مواجهة وحوار مع من يخالفنا في العقيدة والرأي" على حد تعبيره في مقدمة الكتاب. وقد خصّص الكاتب ثلث مؤلفه للردّ على أطروحات الدكتور عبد المجيد الشرفي التي وصفها "بالانسلاخسلامية" وكان صارما فوصفه بالمغالط وبالتقنّع وبأنّه يسعى إلى التلبيس من داخل الثقافة الإسلامية ومن الواجب فضحه. ولكن لماذا في هذا التوقيت بالذات؟ يقول الطالبي "أصبحت (الانسلاخسلامية) اليوم بيننا ظاهرة من الحضور المكثف لاسيما في صفوف النخب الحاكمة المثقفة ثقافة غربية متينة بدون ثقافة إسلامية موازية في نفس المستوى" (ص 12).
(يُتْبَعُ)
(/)
الكتاب خصص أيضا للرد على تصريحات البابا بنوان السادس في سبتمبر 2006 التي أثارت ردود فعل غاضبة بين المسلمين. وقام الدكتور الطالبي بعرض مقارن بين المسيحية واليهودية والإسلام، وهو ما يعني أنّ الكاتب يتصدّى لتحديات فكرية في الداخل ومن الخارج بل إنّه يضعهما في سلّة واحدة. الدكتور عبد المجيد الشرفي سبق أن تعرض لنقد لاذع من قبل أستاذ في النقد الأدبي هو الدكتور محمد لطفي اليوسفي في كتابه "القراءة المقاومة وبكاء الحجر، السلفية المندسّة في آليات التفكير الحداثوي" (تونس 2002). والكتاب في أصله مقال رفضت مجلة "الحياة الثقافية" نشره فأعاد صياغته في مؤلف من 168 صفحة يجمع بين نصوص ساخرة من شخص الشرفي وردود منهجية على أطروحاته. وكانت هذه المجلة قد نشرت في العدد 129 سنة 2001 ردّا فكريا عميقا من المفكر السوري عبد الرحمن حللي على كتاب "الإسلام بين الرسالة والتاريخ". الدكتور محمد الطالبي صرح لنا بأنّ عبد المجيد الشرفي حرّ في اعتقاداته ورفض بشدّة أن نعتبر حكمه عليه تكفيرا. وقال إنّه طبّق على أطروحة الشرفي مقياسا نصّيا قرآنيّا وأنّه لم يأت بشيء من عنده.
كلمة: هل يمكننا وصف هذا الكتاب بأنّه سجالي بالدرجة الأولى؟
محمد الطالبي: هذا كتاب سجالي ولا يوجد كتاب غير سجالي إلاّ إذا كان خاليا من الرأي وصفيّا وغير فكريّ. وأنا ذكرت منذ البداية "ليطمئن قلبي" أي أنّي ملزم بأن أقول لماذا ما اعتقده هو اعتقادي. والكتاب من ناحية أخرى موجه إلى أمّتي لا إلى جميع الناس، موجه إلى الأمّة التي أنتمي إليها وهي الأمّة التي يصفها القرآن بقوله "ألم ذلك الكتاب لا ريب، فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون، والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون، أولئك على هدى من ربّهم، وأولئك هم المفلحون" هؤلاء هم الذين أكتب لهم وأنا منسجم معهم. كل من لا يدخل ضمن هذه الآية ليس له الحق في أن يقول أنا مسلم كيف يقول إنّه مسلم وهو غير متفق مع الكلام والنص الذي أسّس الإسلام.
كلمة: هذا الرأي قد يعتبر تكفيرا؟
محمد الطالبي: أنا لم أكتب أي كلمة تكفير فلا يجب أن تقوّلني ما لم أقل.
لكنّك تعتبر أشخاصا غير مسلمين في حين هم يقدّمون أنفسهم باعتبارهم مسلمين؟
محمد الطالبي: أنا مجبر على ذلك، ومن أَلّف استُهدِف. هؤلاء قدموا أنفسهم مسلمين وأنا أعتبر بالمقياس الذي ذكرته أنّه لا ينطبق عليهم فليختاروا اسما آخر. وهذا المقياس لم أضعه أنا فقد وضعه الذي أسّس الإسلام وقال هذه صفات المسلم. فالمؤسس للمؤسسة هو الذي من حقه أن يقول هذا يعتبر من المؤسسة التي أسستها أو لا.
هل نشأت هذه المدرسة التي تصفها "انسلاخسلامية" في إطار من الحريات الأكاديمية أم في إطار من التوظيف؟
محمد الطالبي: الحريات الأكاديمية تبيح التوظيف فالإنسان ككائن حر يستطيع وله الحق في أن يوظف كما يريد ويقول ما يريد لكن بدون تقنّع وبدون قناع فإذا ما الإنسان وصف نفسه بصفة وتلك الصفة لا تتوفر فيه، من واجب الذي يقابله وينظر إليه أن يقول هذه الصفة لا تنطبق على الموصوف- حق من حقوق كل إنسان- من حقي أنا أن أقول هذا وصف نفسه بمسلم وهذه نصوصه. لكن وقد عرضت في البداية النص القرآني الذي هو عندي المقياس الذي عرّف المسلم. فكل من يصف نفسه بمسلم والذي كوّن المسلم وأعطى صفاته لا تنطبق عليه الصورة، أقول بكل صراحة هذا إنسان مغالط وأرفع عنه القناع شاء أم لم يشأ، هذا لا يهمّني. وهو حر في التقنع والتقنّع عندي ليس بحرية إنّما هو رذيلة. كما هو له الحق في التقنع وما أسميه أنا تلبيس بالحجة من كلامه ...
ومهما كانت الظروف والمعطيات، فأنا أتوجه إلى مجموعة لا أتوجه إلى كائن يقول أنا مسلم، أتوجه إلى مجموعة هي "الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة" أتوجه إلى هذه المجموعة لا إلى غيرها. وهذه المجموعة بحكم الواقع عندما تقف وتصلّي تجد من هو في صفوفها بمنظور العين حسيا موجود. وهناك، وهم العدد الأوفر والأكبر من لا تجدهم في صفوفها تقول أنا هذه آرائي وهذه اعتقاداتي، كما أجد فيما اعتقد أنّه كلام الله كل من يدخل في صفوفي ليس مني ولست منه، واضح حسيا من يوجد داخل المسجد أو من يأمل أن يدخل يوما إلى المسجد من دون أن يوجد فعليا فيه يعترف بأنّه مخطئ
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول أملي أن أكف يوما عن الخطأ وأن أدخل المسجد فمن هو في المسجد ومن هو على عتبة المسجد أمّتي.
هذه المدرسة التي تنتقدها لها مشروع للحداثة يعتبر أنّ المرور إليها يتم عبر نقد النص؟
محمد الطالبي: ولكن كنصّ بشري وكنصّ من كتاب "فولتير" أو من كتاب "ديدرو" هو مدخل للحداثة طبعا نص بشري والقرآن لا يقول إنّ هذا نص بشري.
تحتج هذه المدرسة بكون هذا النص جاء بلغة البشر…
محمد الطالبي: هل هو من الله أم هو ليس من الله؟
ثم فرق، هناك من يقول هو ليس من الله وغيرهم يتردد بين القول إنّ المعنى من عند الله واللفظ من عند جبريل أوالقول إنّ المصحف الذي بين أيدينا ليس هو القرآن بالضرورة؟
محمد الطالبي: هذا الكتاب لا ريب فيه. هو يرتاب في الكتاب ومن له ريب في الكتاب لا يدخل في الإسلام من يرتاب في الكتاب ويجعل الإنسان يرتاب في الكتاب ليس من المسلمين "ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه" "نحن نزلنا الذكر ونحن له حافظون" ... واضح.
هل هناك خطورة لهذه المدرسة على حياة الناس العامة؟
محمد الطالبي: هذا لا يهمّني هذه المدرسة ليست لها خطورة وليس لها منفعة فهي مدرسة ككل المدارس. الشيء الذي يهمّني هو البعد الماورائي للإسلام لا مجرد الحياة اليومية لأن الإسلام ليس منفعة أرضية فقط بل هو أساسا الصراط المستقيم نحو الله ونحو الآخرة. فالذي لا يعتقد أنّ غاية القرآن هي الآخرة- وفي كتاب عبد المجيد الشرفي لا توجد ولو كلمة واحدة عن الآخرة- فكل من لا يعتقد بأنّ كلام الله طريق إلى الله وإلى الحياة الأبدية في الآخرة فهو أرضيّ فقط، والنظريات الأرضية لسعادة الإنسان لا حدّ لها. فليس لغير المسلم أن يتدخل في شؤون المسلم وأن يقول له يجب أن تفعل كذا كي تدخل الحداثة فما عليه إلاّ أن يقول ذلك إلى من ينصت إليه و ينتمي إلى مدرسته. وأنا لا أخاطب من هم خارج المسجد لا أخاطب إلاّ من هم داخل المسجد أو على عتبة المسجد.
هل يفهم من كلامك أنّه خطاب وعظي؟
محمد الطالبي: لست بواعظ أنا لا أعظ أحدا، أنا أشهد، لأنّ الله يقول لي "إنّ هذه أمّتكم أمّة واحدة وأنا ربّكم فاعبدون" ويقول لي "إنّ هذه أمّتكم أمّة واحدة وأنا ربّكم فاتقون" ويقول لي "وكذلك جعلناكم أمّة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا". أؤدّي الشهادة فقط. أشهد أنّ لا إله إلاّ الله وأنّ محمدا رسول الله. فكل من شكّك في أنّ محمدا رسول الله واعتبره وليا مصلحا أو غير مصلح أو تخمرت تحت جلدة دماغه خميرة مختلطة من أي شيء وقام يوما صالحا من الصالحين كسيدي "عمر الفياش" وخرج إلى الشارع يرقص ويقول "والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها" فنظروا إليه فقالوا هذا مجنون أو غير مجنون كلامه لم يبلغنا، وأنّ ما بلغنا كلام أُلّف في القرن الثاني للهجرة. أنا لا أمانع في ذلك ولكن ليس هذا من الإسلام.
هل الأطروحة التي تسميها إنسلاخسلامية جديدة في التاريخ الإسلامي؟
محمد الطالبي: لا، لأنّها توجد في القرآن "مثله كمثل الذي آتيناه آياتنا فأتبعه الشيطان فأصبح من الضالّين". وفي زمن الرسول الذين انسلخوا عن الإسلام عديدون هذا أمر بشري لا ينضبط بزمان متصل بالصفة الإنسانية فالإنسان صاحب أحوال.
تعتقد هذه المدرسة أنّ النظرة الإيمانية تعوق آليات التفكير والبحث الحرّ؟
محمد الطالبي: أرحب بذلك وأقول أنتم أحرار، حريتكم حريتي. لو منعتم من أن تعبّروا عن رأيكم لكنت معكم
لكن هل أنّ نزع القداسة عن القرآن هو المخوّل للتفكير الحرّ؟
محمد الطالبي: قداسة القرآن التزام منّي بعد تفكير حرّ كامل الحرية وطويل، ليس مضغوطا علي وتحت الجبر. وكل إنسان حر في أن يكون قدسيا أو أن يكون إلحاديا. من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ولست أنا الذي يقول هذا.
هل يوجد رابط بين الاعتقاد الديني لمجتمع ما أو أمّة وبين التخلف أو التقدم؟
محمد الطالبي: هذه خرافة ربط الإسلام بالانحطاط، اسأل مالك شبل وعبد الوهاب المدب وكذلك البابا بنوا السادس "لم يجلب محمد للعالم غير الأشياء السيئة وغير الإنسانية"، أن يقوموا بهذا الربط لا يهمّني لأنّها خرافة.
هل يمكن ربط تقدم الغرب بالمسيحية؟
محمد الطالبي: لقد أتى التقدم عبر الانسلاخ من المسيحية وليست الكنيسة هي التي خلقت التقدم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ألا يمكن القول إنّه تم ترويض المسيحية وترويض المؤسسة الدينية المعرقلة للتقدم.
أمّا في عالما فقد بقيت المؤسسة الدينية أو الدين نفسه مكبّلا؟
محمد الطالبي: هذا شيء بشري في حياتنا التاريخية القضية قضية تاريخية ليست قضيّة دينيّة. مررنا بفترة كان الفكر العربي فيها فكرا منتجا له مفكرون منتجون ثم مررنا بفترة الحالة الاجتماعية والتاريخ تطور التاريخ حكم بأنّه قد انفقد شيئا فشيئا عدد المفكرين آخرهم ابن خلدون. والخط التاريخي ليس بخط مستقيم كسهم موجه إلى العُلا. كم من حضارات بلغت أوج العُلا كالحضارة اليونانية انطفأ فكرها اليوم. والغرب قد مرّ بفترة حالكة جدا فهل ينسب ذلك إلى الكنيسة؟
أنا لا أنسب إلى الأديان شيئا من هذا بل هو الإنسان فإذا كان الإنسان المؤمن حيّا له فكر حيّ فهو ينتج ويفكّر وإذا ما فسدت إنسانية الإنسان- بعبارة ابن خلدون- كان الركود.
هل يوجد اليوم في الفكر الإسلامي ما يوفّر اطمئنان القلب؟
محمد الطالبي: هناك مجهودات عديدة وأنا لست بدعا في الفكر الإسلامي أنا لي رؤيتي الخاصة التي أتميّز بها عن غيري ولست متّبعا لأيّ مفكر من المفكرين المسلمين في الوقت الحاضر لأنّني إنسان أعتقد أنّ كل إنسان يجب أن يكون فردا منسجما في المجتمع. وقد خلق الله الكون متعددا.
محمد الطالبي: كل ما أستطيع أن أقوله هو أنّه في تونس كما هو الشأن في كامل أنحاء الأرض يوجد دائما وأبدا من توجد فيه جذوة الفكر.
ولكنّك في حوار صحفي سابق زكّيت أسماء بعينها؟
محمد الطالبي: أنا أرى أولئك مسلمين لا قدوة في التفكير لكن بدون شك هم المسلمين وداخل المسجد هذا إمام وذلك إمام.
الشباب التونسي اليوم مقبل في عمومه على التدين بأشكاله التقليدية الاتّباعية التي تصل حد التشدد بم تفسّر ذلك؟
محمد الطالبي: يحدث ذلك عندما تمنع الدولة جميع الحريات ولا تسمح للمفكرين بالكلام رغبت في نشر مجلة "مقاصد" والتي هدفها تجديد الفكر الإسلامي، رفضت وزارة الداخلية وفي ذلك الوقت كان معي عبد المجيد الشرفي وكمال عمران وحضر معنا حتى عبد الباقي الهرماسي- وهو غير متهم بالتشدد الديني- كانت المجلة تنوي أن تكون إسلامية – بدون أي أدنى شك- ولكن بكل ضمانات الحرية كي تخلق فكرا حرا تفاعليّا. وعندما تتصرف السلطة هكذا لا يبقى سوى اتجاه واحد هو الإنصات إلى قناة إقرأ ... والعنف والتطرف من الناحيتين.
ما هو مدى مشروعية فكرة مرجعية الدين في تنظيم حياة الناس؟
محمد الطالبي: أنا أدعو إلى العودة إلى القرآن وعدم التقيّد بأي مذهب من المذاهب فكلّها اجتهادات فكرية. والنص الوحيد الملزم للمسلم هو الخطاب الإلهي الموجه إلى قلب المسلم.
وتنظيم حياة الناس لا يستوجب بالضرورة خطابا إلهيّا. وما قد تدّعيه مرجعية هي ليست إسلامية، أنت يمكنك أن تتبعها لكن هي ليست دينا، أخرجها عن الدين وانسبها إلى الحضارة. ولا تقل هذا دين، لأنّ الدين واحد هو الصراط المستقيم نحو الآخرة. فكل من لا يتّجه إلى الآخرة ويؤمن بحياة في الآخرة ليس يدخل في الخطاب الإلهي القرآني وإنّما يدخل في نص قرآني حضاري زاد فيه من زاد وأنقص منه مَن أنقص، نصّ كالمعّلقات فيها شيء من الأخلاقيات ... زهير بن أبي سلمى يدافع عن السلم، وهذا يمكن اعتماده كإرث ثقافي نفتخر به فيما يخصّ الدفاع عن السلم وطرفة بن أبي العبد يمكن اعتباره تراثا حضاريا يدافع عن حياة اللهو والنعيم.
الفرق هو اعتماد نصّ مقدّس؟
محمد الطالبي: إذا ما كان نصّا إلهيّا يجب أن تحترم تعريفه للمسلم، ما لم تعترف بتعريفه للمسلم فلست منه وليس منك. هو توظيف لنصّ إلهي لغايات غير إلهية وهذا ما أقاومه بكلّ شدّة وأفضحه وأعتبره قناعا.
فماذا عن الأمر بالقيام بالقسط في القرآن؟
محمد الطالبي: تجده في كل التراث البشري، في الصين وفي الغرب وفي الهند ...
القسط ليس بحكر على القرآن. والمسلم هو الذي يعتقد بأنّ القرآن طريق إلى الآخرة ويصلّي ويصوم فمن لا يصلي ولا يصوم ليس بمسلم.
لكن ألا يمكن أن تتناقض حياة المسلم العامّة مع صلاته وصيامه؟
محمد الطالبي: ليس بمسلم. ولكن ليس بمسلم وحياته العامة شأنُه شأنه تتلاءم مع القيم الأخلاقية والقيم الأخلاقية هي قيم بشرية مشتركة بين كل البشر خارج الأديان.
لكن بالنسبة إلى المسلم هناك ثواب وعقاب؟
(يُتْبَعُ)
(/)
محمد الطالبي: هذا توجّه إلى الآخرة. لا يدخل في أمر الدنيا.
المسلم ألا يشعر بالتناقض حين يعيش الظلم في حياته العامة وهو مطمئنّ بالتوحيد في علاقته بالله؟
محمد الطالبي: المسلم عندما يتحدث عن الظلم لا حاجة له أن يتحدث عن القرآن لأنّه يتحدث مع من يؤمن بالقرآن ومن لا يؤمن بالقرآن ومع كل الأديان الأخرى. فهو عندها لا يستشهد بالقرآن وإنّما بحقوق الإنسان، لأنّها هي الدين المشترك بين كل البشرية. المسلم في علاقته مع البشر يتحاكم إلى حقوق الإنسان لأنّها معترف بها من كل الناس وهي خارجة عن الأديان، تهتم بالدنيا. فيمكن للمسلم أن يتحاور مع الجميع ولا حاجة له بالحديث عن الإسلام، يتركه على حدة.
فماذا تقول عن وثيقة الصحيفة التي عقدها الرسول مع جميع أهل المدينة؟
محمد الطالبي: لقد قام بذلك كمواطن من المواطنين لا كرسول لأنّ الصحيفة تجمع بين اليهود وهم لا يؤمنون به، وتجمع بين الوثنيين وهم لا يؤمنون به.
لكن المسلم قد يقول إنّه في تعامله مع اليهود والنصارى كما تعامل معهم الرسول وفيّا لتجربته؟
محمد الطالبي: أبدا، هذا قد يقوله لنفسه ليس في الحوار، إنّه عندما يتحاور مع اليهود في نطاق حقوق الإنسان لست متناقضا مع إيماني، منسجم باطنيا أفعل ذلك باطمئنان قلب، لكنّي عندما أتحاور مع اليهودي والمسيحي والبوذي ... لا أقول كلمة واحدة ترجع إلى الدين.
وحقوق الإنسان لا ترتكز على أيّ دين من الأديان ولا تتناقض مع أيّدين من الأديان فهي، وإن لم نسهم فيها، مقام مشترك ينسجم مع القيم الإنسانية عامة.
كيف يتصرف المسلم إذا واجه قيما أو قوانين تتعارض مع دينه؟
محمد الطالبي: عندئذ الأمر بين أمرين، هل تلك القيم تفرض عليها أن يتّبعها، عندها حق من حقها كي يقول أنا فرد حرّ كي لا يفرض عليّ شيء من الخارج. مثلا، لو فرض عليّ الزنا، أقول له هذا ليس من حقوق الإنسان لأنّي حرّ. ومن يريد أن يزنى، له أن يفعل. ومن لا يريد فليفعل. ولو أسست دولة ما الزواج بالأخت، أقول لها لا أرى مانعا. هذا قانون اجتماعي، لكن لا يفرض عليّ ذلك باعتباري حرّا. وهذا من حقوق الإنسان، لا يفرض عليّ شيء في حياتي الخاصة. مع أنّي أقبل ذلك عموما، للغير، ولكن بدون قهر.
فحقوق الإنسان هي احترام كل فرد في اعتقاداته وسلوكه في مجتمع واحد. وأنا كشخص لا يستطيع أيّ إنسان أن يفرض عليّ أن أسلك ما سلك، لهم الحرية ولي الحرية. وهذا من حقوق الإنسان هي الدين المشترك.
لكن ألا تضفي نوعا من القداسة على دين حقوق الإنسان؟
محمد الطالبي: لا أضفي عليه أيّ قداسة لأنّه عمل بشري ويتغيّر بتغيّر البشر، اليوم حقوق الإنسان هي على الشكل الذي هي عليه. وغدا يمكن أن تتطور بحكم المجموعة البشرية عامة. فهو ليس دينا إلهيا إنّما هو دين مشترك أي بمعنى تعاقد مشترك.
فالدين يمكن أن يكون تعاقدا مع الله، وهذا هو الدين السماوي. والدين يمكن أن يكون تعاقدا مع البشر وهو حقوق البشر الضامن لكل الحريات.
فالحوار بين البشر يجب أن يكون على قاعدة حقوق الإنسان فقط وكل القوانين يجب أن تصاغ على تلك القاعدة. والدين سلوك فردي وليس بسلوك جماعي.
ولا يكون سلوكا جماعيا إلاّ في نطاق الأمّة التي لا تتقيّد بحدود جغرافية. وحدود الأمّة حدود روحيّة تمرّ بالقلوب. فالصينيّ الذي يتجه إلى القبلة من أمّتي، والتونسي كعبد المجيد الشرفي الذي يرفض القبلة ويقول لي إنّ محمدا كالولي الصالح سيدي "عمر الفياش" نجح محمد فيما لم ينجح فيه الثاني، ليس من أمّتي وأقاومه لأنّه يغالط أمّتي وعندما أكتب لا أكتب لعبد المجيد الشرفي، إنّما أكتب إلى أمّتي التي قد تغترّ بتمويهاته لأنّه يتقنّع ... وأنا أفضح ذلك ... وله الحرية ولي الحرية.
ـ[مدمنة قلم]ــــــــ[06 Dec 2010, 10:15 ص]ـ
ياريت أحد يتحفنا بالكتاب هذا او اي رسالة ماجستير او دكتوراة عن اركون انا احتاجها كثيرا انا اكتب بحثا عن أركون ولم يتبقى لي الكثير(/)
المصطلحات الضبابية عند أصحاب القراءات المعاصرة للقرآن الكريم
ـ[محمد كالو]ــــــــ[24 Feb 2008, 02:51 م]ـ
المصطلحات الضبابية عند أصحاب القراءات المعاصرة
المصطلحات: من القضايا الهامة والخطيرة في عصرنا الحديث الذي يتميز بالتشابك والتداخل .. ولأن المصطلح يعني تلخيص فكرة واضعيه حول قضية معينة فإن الأمر إذن على درجة كبيرة من الخطورة تحتم علينا الحيطة والحذر في التعامل مع المصطلحات.
فالغرب كطرف أقوى حضاريًا وثقافياً وإعلامياً يطلق المصطلحات التي تعبر عن رؤيته لقضية معينة،ثم يسوّق هذه المصطلحات إلى العالم عبر أجهزة إعلامه المسيطرة، فتنتشر هذه المصطلحات وتسود حتى لو كانت خاطئة ومتحيزة وأنانية.
أما بالنسبة لمحمد أركون وغيره من أصحاب القراءات المعاصرة للقرآن الكريم ومن دعاة التغريب واستعمالهم للمصطلحات الضبابية وغير العربية فإنهم يريدون أن يقوضوا دعائم وجود الأمة، فيبدأون بتغيير مفردات تراثها العظيم، وأنى لهم ذلك!
إن أغرب ما في أمر أصحاب القراءات المعاصرة هو أنهم يصرحون بأن ما يسعون إليه هو هدم ما يسمونه (القديم) وإحلال جديد محله، وهذا الجديد في نظرهم هو تعاليم المادية التاريخية الماركسية واللينينية، ومن هنا لجؤوا إلى أساليب ملتوية، لترويج أفكارهم الوهمية، فكانت الضبابية والتعتيم على الحقائق، واللبس والغموض في التعبير، فالدغمائية، والغنوصية، والأبستمولوجية، والأمبريقية، والأنسنة، والإسلاموية، والسلفوية، والزمكانية، والمكانزماتية، والهرمونوطيقية، وألفاظ كثيرة غيرها، كلها من تعابيرهم ومصطلحاتهم، وتعابير ومصطلحات مؤيديهم ومقومي أفكارهم الوهمية، وهي كلها ألفاظ تندس في مؤلفاتهم ليسير القارئ من خلالها في طريق التغريب، بقصد إيهامه بتخلف وعيه، وبعدم قدرته على استيعاب ما يكتبون.
ويذهب بك العجب كل مذهب حينما تجد أنهم أنفسهم يعترفون بعدم فهمهم لها، فمترجم كتب (محمد أركون) هاشم صالح اعترف في مقدمته لكتاب (أين هو الفكر الإسلامي المعاصر، لمحمد أركون) الاعتراف التالي:
بأنه لم يستطع أن يفهم هذه المصطلحات إلا بعد (10) سنوات، وبعضها بعد (3) سنوات من الدراسة في المعاهد الفرنسية، حتى استطاع أن يتصور معناها كما أراد مستعملوها.اهـ
إنهم بذكر هذه المصطلحات الضبابية يريدون أن يقضوا على الثقة بين العلماء ومصطلحاتهم العلمية بما يسمى (حرب المصطلحات) وأنى لهم ذلك! فلكل حضارة خصوصية في استعمال مصطلحاتها.
الدوغمائية مثلاً:
مصطلح نصراني كاثولكي مشتق من كلمة (دوجما) ومعناها: المبدأ ذو الصحة المطلقة، ويرتبط هذا المصطلح بالإلهام الذي تزعمه الكنيسة لنفسها، ويدخل في نطاقه الإدعاء المثير للسخرية وفحواه أن بابا الفاتيكان معصوم، وذلك بموجب دوجما صدرت عام (1870م)، وأصبحت الدوجماتية وصفاً يطلق على الحركات الشمولية كالشيوعية والفاشية. وفي نطاق ببغاوية اللادينيين العرب أصبحوا يفترون على الإسلام بإلصاق الدوجماتية به ظلماً وعدواناً، مع أنهم هم الأجدر به، لأن الاقتناع بالإسلام أمر اختياري يلي التفكير والتدبر. اهـ (انظر: موسوعة الرد على المذاهب الفكرية المعاصرة 1 - 29 - (ج 40 / ص 364)
هذا ومن الجدير بالذكر أن محمد أركون الذي يسمي نفسه بأبي العلمانيين والحداثيين والعقلانيين يستخدم هذا المصطلح وغيره حيث يصف العلماء والفقهاء – ضمن مسلسل الهجمة العدائية للإسلام – بأنهم مسجونيين داخل (السياج الدوغمائي).
يقول د. عبد الوهاب المسيري: إننا قد أدمنا عملية نقل المصطلحات دون إعمال فكر أو اجتهاد ودون فحص أو تمحيص، فأصبحت العلوم الإنسانية العربية عقلها في أذنيها.
أما ما هو الحل البديل؟
فإن القاعدة الأساسية ألا نترجم على الإطلاق مصطلحاتهم كما هي وإنما ننظر للظاهرة ذاتها سواء في بلادهم أم بلادنا، فندرس المصطلح الغربي في سياقه الأصلي ونعرف مدلولاته،ثم نحاول توليد مصطلحات من داخل المعجم العربي، لا يكون ترجمة حرفية ونقلاً بدون اجتهاد ولكننا نولد مصطلحاً يصف ما نراه نحن، وتفسير من وجهة نظرنا نحن، وهذا لا يعني انغلاقاً عن الذات وإنما يعني انفتاحاً حقيقيًا على الآخر بدلاً من الخضوع له تماماً أو رفضه تماماً.(/)
المصطلحات الضبابية عند أصحاب القراءات المعاصرة للقرآن الكريم
ـ[محمد كالو]ــــــــ[24 Feb 2008, 02:53 م]ـ
المصطلحات الضبابية عند أصحاب القراءات المعاصرة
المصطلحات: من القضايا الهامة والخطيرة في عصرنا الحديث الذي يتميز بالتشابك والتداخل .. ولأن المصطلح يعني تلخيص فكرة واضعيه حول قضية معينة فإن الأمر إذن على درجة كبيرة من الخطورة تحتم علينا الحيطة والحذر في التعامل مع المصطلحات.
فالغرب كطرف أقوى حضاريًا وثقافياً وإعلامياً يطلق المصطلحات التي تعبر عن رؤيته لقضية معينة،ثم يسوّق هذه المصطلحات إلى العالم عبر أجهزة إعلامه المسيطرة، فتنتشر هذه المصطلحات وتسود حتى لو كانت خاطئة ومتحيزة وأنانية.
أما بالنسبة لمحمد أركون وغيره من أصحاب القراءات المعاصرة للقرآن الكريم ومن دعاة التغريب واستعمالهم للمصطلحات الضبابية وغير العربية فإنهم يريدون أن يقوضوا دعائم وجود الأمة، فيبدأون بتغيير مفردات تراثها العظيم، وأنى لهم ذلك!
إن أغرب ما في أمر أصحاب القراءات المعاصرة هو أنهم يصرحون بأن ما يسعون إليه هو هدم ما يسمونه (القديم) وإحلال جديد محله، وهذا الجديد في نظرهم هو تعاليم المادية التاريخية الماركسية واللينينية، ومن هنا لجؤوا إلى أساليب ملتوية، لترويج أفكارهم الوهمية، فكانت الضبابية والتعتيم على الحقائق، واللبس والغموض في التعبير، فالدغمائية، والغنوصية، والأبستمولوجية، والأمبريقية، والأنسنة، والإسلاموية، والسلفوية، والزمكانية، والمكانزماتية، والهرمونوطيقية، وألفاظ كثيرة غيرها، كلها من تعابيرهم ومصطلحاتهم، وتعابير ومصطلحات مؤيديهم ومقومي أفكارهم الوهمية، وهي كلها ألفاظ تندس في مؤلفاتهم ليسير القارئ من خلالها في طريق التغريب، بقصد إيهامه بتخلف وعيه، وبعدم قدرته على استيعاب ما يكتبون.
ويذهب بك العجب كل مذهب حينما تجد أنهم أنفسهم يعترفون بعدم فهمهم لها، فمترجم كتب (محمد أركون) هاشم صالح اعترف في مقدمته لكتاب (أين هو الفكر الإسلامي المعاصر، لمحمد أركون) الاعتراف التالي:
بأنه لم يستطع أن يفهم هذه المصطلحات إلا بعد (10) سنوات، وبعضها بعد (3) سنوات من الدراسة في المعاهد الفرنسية، حتى استطاع أن يتصور معناها كما أراد مستعملوها.اهـ
إنهم بذكر هذه المصطلحات الضبابية يريدون أن يقضوا على الثقة بين العلماء ومصطلحاتهم العلمية بما يسمى (حرب المصطلحات) وأنى لهم ذلك! فلكل حضارة خصوصية في استعمال مصطلحاتها.
الدوغمائية مثلاً:
مصطلح نصراني كاثولكي مشتق من كلمة (دوجما) ومعناها: المبدأ ذو الصحة المطلقة، ويرتبط هذا المصطلح بالإلهام الذي تزعمه الكنيسة لنفسها، ويدخل في نطاقه الإدعاء المثير للسخرية وفحواه أن بابا الفاتيكان معصوم، وذلك بموجب دوجما صدرت عام (1870م)، وأصبحت الدوجماتية وصفاً يطلق على الحركات الشمولية كالشيوعية والفاشية. وفي نطاق ببغاوية اللادينيين العرب أصبحوا يفترون على الإسلام بإلصاق الدوجماتية به ظلماً وعدواناً، مع أنهم هم الأجدر به، لأن الاقتناع بالإسلام أمر اختياري يلي التفكير والتدبر. اهـ (انظر: موسوعة الرد على المذاهب الفكرية المعاصرة 1 - 29 - (ج 40 / ص 364)
هذا ومن الجدير بالذكر أن محمد أركون الذي يسمي نفسه بأبي العلمانيين والحداثيين والعقلانيين يستخدم هذا المصطلح وغيره حيث يصف العلماء والفقهاء – ضمن مسلسل الهجمة العدائية للإسلام – بأنهم مسجونيين داخل (السياج الدوغمائي).
يقول د. عبد الوهاب المسيري: إننا قد أدمنا عملية نقل المصطلحات دون إعمال فكر أو اجتهاد ودون فحص أو تمحيص، فأصبحت العلوم الإنسانية العربية عقلها في أذنيها.
أما ما هو الحل البديل؟
فإن القاعدة الأساسية ألا نترجم على الإطلاق مصطلحاتهم كما هي وإنما ننظر للظاهرة ذاتها سواء في بلادهم أم بلادنا، فندرس المصطلح الغربي في سياقه الأصلي ونعرف مدلولاته،ثم نحاول توليد مصطلحات من داخل المعجم العربي، لا يكون ترجمة حرفية ونقلاً بدون اجتهاد ولكننا نولد مصطلحاً يصف ما نراه نحن، وتفسير من وجهة نظرنا نحن، وهذا لا يعني انغلاقاً عن الذات وإنما يعني انفتاحاً حقيقيًا على الآخر بدلاً من الخضوع له تماماً أو رفضه تماماً.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[24 Feb 2008, 03:53 م]ـ
أخي محمد كالو وفقك الله
الحقيقة أن المصطلح العلماني يحتاج إلى دراسة مستقلة وموسعة وقد اقترحته موضوعاً لرسالة علمية في مصر لأحد الإخوة ولا أدري هل سجل أم لا؟
وكما تفضلت وأشرت فإن أغلب المصطلحات تنقل من بيئة مختلفة تماماً وتسقط على أفكارنا مُحملة بخلفياتها وإشعاعاتها ...
كما أن لدينا نحن المسلمين مشكلة في قصور المواكبة للفكر المعاصر والجديد وترجمته باللغة التي نريدها نحن ... وتأخرنا دائماً هو الذي يتيح الفرصة لغيرنا أقصد العلمانيين للقيام بهذا الدور ... وما يتبع ذلك من إشكالات .... والتباسات ...
إن مشكلة المصطلحات في الحقيقة مشكلة عويصة في هذا العصر وتحتاج إل مؤتمرات تعقد بشأنها من مختلف الفعاليات والتخصصات الإسلامية لاتخاذ الموقف الصحيح ....
نسأل الله عز وجل أن يوفق أمتنا لما فيه الخير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[24 Feb 2008, 06:28 م]ـ
إن مشكلة المصطلحات في الحقيقة مشكلة عويصة في هذا العصر وتحتاج إل مؤتمرات تعقد بشأنها من مختلف الفعاليات والتخصصات الإسلامية لاتخاذ الموقف الصحيح ....
نسأل الله عز وجل أن يوفق أمتنا لما فيه الخير
جزاك الله خيرا.
والبعض في هذه الأيام يتعمد تصعيب مصطلحاته وهو يتعرض للدراسات القرآنية، لقصد خبيث
فتحتار وأنت تقرأ دراستهم أو بحوثهم والحال معروفة
أو لاعتقاده بأن هذا الأمر يدل على علمه وتضلعه في هذه العلوم
مع أن الكل يرى بوضوح سهولة وعذوبة لغة النصوص الشرعية
ويلاحظ أيضا لغة المحققين من العلماء الأجلاء التي تتميز بالوضوح.
ولاترى التصعيب والتعقيد والتمويه في اختيار العبارة
واختيار حوشي الألفاظ وجديد المصطلحات
إلا عند قليلي العلم في الغالب
والله أعلم وأحكم.
ـ[المغوار]ــــــــ[16 Mar 2009, 12:26 ص]ـ
الحقيقة انا من محبي المنطق و من محبي التجديد و هذا منطقي و لهذا فانا اشاطرك في بعض ما قلت و لكني اشاطر ايضا محمد اركون في بعض الامور الاخرى كما اشاطره ايضا في ما يصف به العلماء والفقهاء – ضمن مسلسل الهجمة العدائية للإسلام – بأنهم مسجونيين داخل (السياج الدوغمائي). لان علمائنا و يا للاسف الشديد لم يقدموا لنا اي جديد فوجودهم يكاد ان يكون غير ضروري لانهم لا ينقلون لنا سوى ما قدمه غيرهم من القدماء الا القليل منهم انها الحقيقة سواء احببنا ام ابينا.(/)
تمثيل شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[01 Mar 2008, 01:06 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الأكارم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
يخطر في بالي أن الغرب بحاجة إلى فلم مطوّل يتم فيه تمثيل السيرة النبوية بشكل صحيح وتتضافر الجهود العلمية والدعوية والفنية والتقنية والأدبية والشعرية والتاريخية لإنجاز هذا المشروع ...
والسؤال الأهم هل هناك ما يمنع شرعاً من تمثيل شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم؟
على أن يكون الممثل الذي يقوم بهذا الدور ذو سمعة حسنة إن وجد؟! ويعتزل التمثيل بعد القيام بدوره هذا ...
والفيلم الذي أتخيله: يتم التركيز فيه على وضع الجزيرة العربية قبل الإسلام وما تعيشه من عادات وتقاليد .... وأد البنات كمثال، وامتهان الرقيق والعبيد مثال آخر، وصاحبات الرايات الحمراء مثال ثالث ... وووو ...
كما يتم إبراز الجانب الإنساني في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ....
في زواجه وفي حربه وسلمه وهجرته، وفي حياته الأسرية ... وفي أخلاقه وتواضعه وزهده ... وعلاقاته مع اًصحابه، وتعامله مع النساء، والأطفال والحيوانات ,,, وإبراز النصوص النبوية، والمواقف التاريخية المؤثرة والملائمة لواقع الإنسان الغربي ... والمنسجمة مع الخطاب المعاصر ومتطلباته وتأثيراته ..
باختصار نريد إبراز الدلائل النبوية بأسلوب جديد، والشمائل المحمدية بثوب عصري مؤثر
ما رأيكم جزاكم الله خيراً؟
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[01 Mar 2008, 02:18 ص]ـ
لو غيرك قالها.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[01 Mar 2008, 05:12 ص]ـ
ما رأيكم جزاكم الله خيراً؟
أعانك الله يا د. أحمد، في مستقبل الأيام، فستسمع من الأذى على سؤالك هذا ما سيجعلك تتمنى لو لم تكن طرحته على شبكة الإنترنت:)
ولكن، أبشر: فطرحك للموضوع في قالب سؤال عوض أن يكون رأيا، سيخفف ولا ريب من وطأة الردود عليك، ويتيح لك فرصة الهروب والاعتذار وإحسان الظن بك:)
أقول هذا للمزاح فقط ..
أما عن الموضوع، فاسمح لي بطرح الأفكار التالية، وعذرا على الإطالة، فقد لامست موضوعا يستثيرني هذه الأيام، في جوانب متعددة منه، من خلال أحاديثي مع بعض إخواني من المسلمين العرب والمهتدين الجدد وغير المسلمين، في العمل والمركز والمنتديات. فاصبر على أخيك، إن رأيت منه إسهابا في غير محله، فإنما هي (فشة خلق) كما يقول أهل الشام ...
واقعنا ما زال يخوض في موضوع التصوير، أهو حلال أم حرام. وسمعت في بعض الندوات العلمية التي تم تصويرها للتلفزيون في بث مباشر (كما فهمت من السياق)، من يطلب من تلك القنوات التلفزية إيقاف البث (أو إيقاف التصوير) لفسح المجال لأحد العلماء كي يقول كلمة لم تتجاوز 3 أو 4 دقائق، لأنه لا يرى بجواز التصوير. والحصيلة أن مداخلته لم تكن لا في صلب موضوع الندوة، ولا بتلك الأهمية التي تلجئ القائمين على الوقوع في مثل هذا الحرج.
فهل ترى أن سؤالا كهذا مناسب لواقعنا الراهن؟
ورغم ذلك، أكمل الحديث ...
قد يكون مثل هذا الفيلم الذي تنصح بإنجازه مفيدا، ولكن لا أعتقد ضرورة تجسيد دور الرسول صلى الله عليه وسلم. ولنا في فيلم الرسالة لمصطفى العقاد خير مثال.
ولعل أفضل من مثل هذا الفيلم السينمائي: إنتاج سلسلة من الأفلام الوثائقية الجيدة منهجيا وتقنيا. وقد تم إنجاز نماذج من هذه الأشرطة في الولايات المتحدة، مثل الشريط الذي أعدته قناة PBS الوثائقية: Legacy of a Prophet والذي لاقى نجاحا جعل منظمة كير (مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية) تتبناه وتوزع منه آلاف النسخ الدي في دي، على غير المسلمين في أمريكا الشمالية.
وقل مثله عن شريط وثائقي أعده مخرج كندي (أشهر إسلامه منذ بضع سنوات)، عن الإسلام والمسلمين في كندا، لاقى نجاحا كبيرا على المستوى المحلي، وتم عرضه، هنا في مدينة أوتاوا مثلا، في نطاق خاص على أعضاء من البرلمان والوزراء والمسئولين المحليين، ووسائل الإعلام، في إطار مواجهة التشويه الإعلامي.
كما علمت بوجود مثل هذه الأشرطة في فرنسا أيضا.
من ناحية أخرى: الفيلم السينمائي قد يدغدغ العواطف، ولكن يبقى فيلما سينمائيا، يخشى التعامل معه على أساس أنه قصة محبوكة شأنها شان القصص التي تقوم عليها باقي الأفلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الشريط الوثائقي المحترف، فأثره أعمق وأكبر، وإن كان لا يتمتع بنفس الانتشار. وفي اعتقادي أن الجودة مقدمة على الكمية في مثل هذه المواضيع.
وأحسب أن من أهم عوامل نجاح فيلم وثائقي كهذا في أوساط غير المسلمين ما يلي:
1 - أن يدع جانبا عادة (التغني بالأمجاد التليدة) وتصديرنا للعلم للعالم في القرون الماضية، ومنطق (كنا .. وكان أجدادنا) التي لا تحسنها أمة في العالم كما تحسنها أمتنا. ونحن، المسلمين في الغرب، من أكثر من يعاني من تبعات هذا الخطاب، واستهزاء المستهزئين منه. وقد أخبرني من أثق بهم بما حصل لهم في مؤتمر علمي دولي (لا صلة له بالدين) تم مؤخرا في دولة عربية، دعي فيه الحاضرون (وأكثرهم علمانيون لا يؤمنون بشيء) على هامش المؤتمر، إلى أنشطة دعوية خالصة تروي لهم أمجاد المسلمين في تأسيس العلوم، وتدعوهم إلى الدخول في الإسلام. فكان ذلك محل تندر وتهكم.
2 - المصداقية (العدل، الصدق، التوازن، الإتقان) وعدم المبالغة في دغدغة العواطف.
3 - الحرفية العالية.
أخي العزيز:
يبدو أن طرح سؤالك هذا جاء نتيجة ما يجري من أحداث راهنة حول فتنة الرسوم الكاريكاتورية. ومن المؤسف أن ما يجري من ردود أفعال لا يغني ولا يسمن من جوع لحد الآن: إصدار بيانات، مظاهرات، رفع شعارات، إنشاء منظمة لنصرة النبي (ص) ... وآخرها ما سمعت عنه من إعلان أحد الدعاة في اليمن إنشاء قناة تلفزيونية خاصة بنصرة النبي (ص) ...
أقدر هذه الأفعال وحسن النية وراءها، وصدق الرغبة في القيام بواجب يعبر عن محبتنا للنبي (ص) .. غير أنني، مع كامل التقدير، لا أرى في أي من هذه الأعمال ما يوحي بثمرة إيجابية من ورائه، في ظل التناقضات والوضع المتردي للأمة.
ولا أقول هذا الكلام من باب التشاؤم ولا من باب الانتقاص من جهد الآخرين، معاذ الله، ولكن من باب معايشة واعية لواقع الغرب.
وما يؤرق المسلم فعلا، هو البحث عن جواب لسؤال أكبر يحتاج فعلا لتأمل عميق: ما هو الأسلوب الأمثل لتبليغ دعوة الإسلام إلى الغرب والشرق، والشمال والجنوب، في صورتها الحقيقية كما أرادها الله عز وجل لرسالته؟
واقعنا المعاصر مليء، كما قلت، بالمتناقضات والفرقة والشحناء، والخطاب العاطفي المتشنج، المعتد بنفسه. وخطابنا الراهن يستدعي في غالبه خلافات الماضي بين الأشاعرة والماتريدية، والفرقة الناجية ومن أهل السنة الحقيقيون (أهم الأشاعرة أم غيرهم) ..
ولا أريد أن أسترسل في وصف المساحات القاتمة أو المؤسفة في واقعنا ...
غير أنني مضطر لوصف بعض الواقع هنا، مما قد لا تجدون أحدا يصرح به علنا:
فمن خلال تواصلي شبه اليومي بالمهتدين الجدد، لاحظت أن كثيرا منهم يدخل الإسلام من خلال تجربة وجدانية خاصة، إما عن طريق تأثره بسلوك أصدقائه المسلمين، أو نتيجة بحثه الفكري الخالص، إلخ. وعادة ما يكون التحول في لحظة شفافية وصدق مع الذات.
غير أن أكثر هؤلاء لا يمر عليهم سوى بضع أسابيع (أو لأقل: شهر العسل في اهتدائه للإسلام) حتى تبدأ متاعبه الناتجة عن مخالطة مجتمع المسلمين، ورغبته في فهم تفاصيل الدين الفقهية والعقائدية والأخلاقية.
ومع أول صلاة له في المسجد، تبدأ رحلة معاناته مع المسلمين الحريصين على استقطابه، فيتداعون إليه كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. وبعد فترة من الشعور بالزهو للاهتمام الذي يلاقيه ممن حوله من المسلمين، يبدأ في الضجر من المواضيع التي يفرض عليه فهمها منذ بداية الرحلة:
- الموسيقى والغناء
- طول اللحية
- الختان (إن كان رجلا)، وأحمد الله أنني لم أتعرض لحد الآن لسؤال عن حكم الخفاض، وأدعو الله ألا أسأل عنه:)
- دار الحرب ودار السلم، ودار الكفر ودار الإسلام
- البدعة
- الصوفية
- فلسطين وأفغانستان والعراق
- الحرب مع الأعداء (اليهود وأنصارهم)
- الحذر من القراءة للعالم الفلاني والعالم الفلاني، والاكتفاء بكتب الشيخ الفلاني الذي يمثل وحده المنهج الحق.
- مشروعية تهنئة النصارى في أعيادهم
- مشروعية الاحتفال بذكرى المولد النبوي
- ...
وهو في كل هذا، يتلقاه من أشخاص لا يتورعون عن استعمال أساليب الاستهزاء والتفسيق والتبديع والغيبة والنميمة، مع قلة علم بالقرآن والسنة، ومع جهل مطبق بمواطن الخلاف والأولويات في الخطاب الدعوي المتدرج.
وقد عاينت حالات مؤلمة من التخلي عن الإسلام، ناتجة عن هذه المعاناة. ولولا يقيني برحمة الله بعباده لاعتبرت أن أكبر فتنة لهؤلاء المهتدين لا تكمن في دخولهم إلى الإسلام، وإنما تكمن في اضطرارهم إلى مخالطة المسلمين.
...
أخي د. أحمد،
لعلك تتساءل لماذا طفت بك كل هذا الطواف؟
وجوابي: لأنني أعتبر أن من مهامنا القصوى التي لا تحتمل التراخي: هو إصلاح ما بأنفسنا قبل كل شيء، وتنظيف بيتنا، وترتيب محتوياته والتصالح بين أفراد الأسرة، قبل دعوة الضيوف لزيارتنا، فما بالك بأشخاص ندعوهم لأن يصبحوا من أهلنا ويقيموا معنا في نفس البيت؟
...
والحمد لله على (فشة الخلق) ولك الشكر على إتاحتها لي:)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[01 Mar 2008, 06:18 م]ـ
أذهب الله عنك الهم وسلم قلبك
وأحب أن أطمئنك عن حال بعض من يسلم
فعندنا الأخت رقية رحمها الله تعالى تزوجت بعد إسلامها من أخ ولكنها وجدت أنه ليس الذي تتمنى من قوة في الدين وعلم و ... فطلبت الطلاق، ثم بعد ذلك تزوجها أخ قوي في الله تعالى، وتوفيت في حادثة نسأل الله أن تكون في جنات عدن.
أخت أخرى كانت قبل إسلامها وهي ذات 22 سنة تصلي في دورة مياه بيتها خشية أن يعلموا بإسلامها حتى أشهرت إسلامها وأنجبت ولا ترضى من بنيها إلا القوة في الدين، وهي لا تسمع أي لون من الموسيقى بل تبكي على قتلى فلسطين والشيشان والعراق وأندونسيا و ....
أخ آخر بسم الله ما شاء الله تعالى الأخوة بيدعوه أصلاً لتقليل همته لأنهم لا يستطيعون مجاراته في القوة في الدين.
أخ آخر يعمل في الإمارات أسلم وترك أبناؤه وزوجته أو بالمعنى الصحيح أحاولوا بين وبينهم، فتروج بأخرى وولدت له في زيارة لي كان يدخن فقالت له ابنتي التي كانت صغيرة وقتئذ بلهجة الاشفاق والحنان: يا عمو تركت الكبير الأهل والأولاد ولا تترك الأقل منهم شأنًا فقال لها: خلاص يا مريم أنا لن أشربها بعد اليوم. وكان يقول بالمعنى مريم جعلتني أو من تبت على يديها.
المهم
ما زلنا ننتظر من الأخوة الأفاضل رأيهم في قضية تمثيل شخص الرسول صلى الله عليه وسلم
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[01 Mar 2008, 07:42 م]ـ
التمثيلية أو الفيلم يا شيخ أحمد سيكون فيه ما يعرف بلهجة السينما ((سيناريو))، وهل هذا الممثل لن يلفظ في الفليم إلا الحديث، أم سيلفظ غيره.
فما حكم من أنطق الرسول صلى الله عليه وسلم ما لم يقله؟
الرسول صلى الله عليه وسلم علمونا زمان أيام ما كان ما كان أن أفعاله سنة، إقراره سنة، فماذا فاعل المخرج في ذلك؟
أتعلمون أن رضاه شرع.
هل بالمرة ستجسدون دور السيدة خديجة؟ أو عائشة؟
وهل ستجعلون من يمثل شخص الحبيب يجلس في بيته مع أهله بالنقاب أم ستجعلون زوجة النبي صلى الله عليه وسلم في هذه اللحظات بدون نقاب ينظر لها الفاجر؟
ثم إذا جاز التمثيل، لماذا اشتراط أنه يكون على خلق ثم لا يمثل ثانية، وهل هذا شرط حق أم باطل، وإذا صور الفيلم ثم مثل شخصية اللإمام عادل إمام - وهو إمام في التمثيل عندهم - في مناظره القذرة كما يحكون ولم أر والحمد لله تعالى، هل سيكون على هذا الممثل تثريب؟
دخل الناس في الإسلام قديمًا وتحولوا من شاربي خمر وقاتلي أنفس ووائدي بنات وزناة، ومن عبدة أوثان إلى رجال علموا أن الله حرم الخمر فامتنعوا، بل كانت حياة المسلم في حد ذاتها دعوة.
يا شيخ أحمد سابرت عدد من مشاركاتك فوجدت حكمة وعلمًا، لكن هذا الموضوع كان قاصم لظهري ولا أستطيع أن أكف عن نفسي المكلومة أصلاً الحزن.
فيا ليتك تتكرم بمناشدة أحد الأخوة السعوديين يسألوا لك في هذا قبل أن تتقدم بين يدي الأمر بأمر مثل هذا لو كنت فيه مخطئًا سيكون لك في العاقبة السيئة، فلا تكن الداعية لذلك، وأسأل
وقديمًا غضب الملك فؤاد الذي لا يظن به إلا الفجور على الممثل يوسف وهبي لمصري وهدده بخلع الجنسية المصرية لإرادته أن يمثل دور الرسول.
والشيخ القرضاوي ولا يشك أن أحدًا أيسر منه في تيسير كل شيء إلا القليل حرم ذلك، يعني هو عند الناس كابن حبان يقولون عنه هالتساهل لكن إذا حرم فلا تتصور إلا فعلاً ان يكون محرمًا.
أنا لا أقصد تجريحًا بل أتيت بأيسر من ييسر. ومنع.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Mar 2008, 08:28 م]ـ
الأخ الأكبر والصديق العزيز مصطفى علي حفظه الله ورعاه
سلام الله عليك ورحمته وبركاته وأسعد الله أوقاتك بكل خير.
أطلب منك أن تهدئ أعصابك قليلاً حتى نتفاهم.
الزميل الدكتور أبو أسيد أحمد الطعان رضي الله عنه طرح الموضوع للحوار بيننا وهو يعلم أنه سينُظر للموضوع نظرةً علميةً من أمثالكم من طلبة العلم في الملتقى، وهو يعلم أن تمثيل شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم فيه محاذير كثيرة، غير أنه طرح السؤال ليرى رأي الزملاء ومن لديه فيه بحث أو وجهة نظر تعين على مواجهة مثل هذا الواقع في العالم الغربي، وهو يقول في نفسه بطرح السؤال: لعل رأياً يطرح يكون فيه شفاء ما يلقاه أهل الإسلام من حسرة من تقصيرهم في تبليغ الرسالة على وجهها من جهة، ويكون فيه كف لسخرية واستهزاء المستهزئين من جانب آخر، وإن لم يكن لا هذا ولا ذاك فلا يعدو الأمر أن يكون نقاشاً علمياً طرح على بساط البحث في موقع للبحث العلمي، بين إخوة متحابين منصفين. وهذا الذي حدث وسيحدث إن شاء الله.
وأما تعقيب أخي العزيز أبي أحمد محمد بن جماعة فهو يدل على تجربة طويلة وخبرة بواقع المسلمين في كندا خاصة وأحسب أن واقع المسلمين في بقية دول الغرب ليس بعيداً عما ذكره، ولا شك أن الخلل في واقع المسلمين لا ينكر، وأن ذلك من أكبر عوامل صد الناس عن الإسلام ونحن في قلب ديار الإسلام من أكثر الناس ملاحظة لذلك شئنا أم أبينا. وأن إصلاح أوضاع المسلمين اليوم من أوجب الواجبات وأهم المهمات. وأما الأفكار التي طرحها فهي جديرة بالدراسة والتأمل من القائمين على أمر الدعوة إلى الله، نسأل الله أن يوفق المسلمين لسلوك أقوم الطرق والمناهج في الدعوة إلى الإسلام والتعريف بالنبي عليه الصلاة والسلام بأسلوب حكيم، ومنطق سليم.
ولنعلم أن المشروعات التي قامت من أجل نصرة النبي صلى الله عليه وسلم والتعريف بمنهجه في بلاد الإسلام وغيرها قامت بنيات صالحة ونفقات سخية ابتغاء وجه الله، وأعرف كثيرين من القائمين على هذه المشروعات وهم يتقبلون مثل هذه الملحوظات القيمة بصدر رحب وبرغبة صادقة في التقويم والتطوير لبرامجهم، وسأسعة لإيصال هذه الرؤى لمن أعرفه من القائمين عليها لعل الله ينفع بها فإنه هدفكم جميعاً هو الإصلاح والخير.
اللهم أصلح نياتنا وأعمالنا وتجاوز عن أخطاءنا وتقصيرنا يا رب العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[01 Mar 2008, 09:48 م]ـ
حاضر.
وأحب أن يقسم الموضوع إلى ثلاثة أقسام:
الأول اللفظ الذي طرحه الشيخ الدكتور أبو اسيد وهو: تمثيل شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم
والثاني: ما هي أحسن السبل وأفضلها إلى رد المسلمين إلى دينهم ردًا جميلاً؟
والثالث: ما هي أحسن السبل وأفضلها إلى دعوة غير المسلمين؟
لأن موضوع التمثيل إذا كان محظورًا فلو كان هو الهادي لليهود فلن نفعله. وسيظل أمر دعوتهم قائمًا.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[02 Mar 2008, 09:14 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي مصطفى وفقك الله وشكراً
أنا أبحث عن التأصيل الشرعي - الأصولي - للموضوع منعاً أو جوازاً ... وأرجو أن أجد ذلك لدى الإخوة الأكارم ...
أخي محمد بن جماعة: الحقيقة لا أدري ماذا أقول لك؟ بقدر ما أحب أشكرك على مشاركتك القيمة والمسؤولة فهي توقظ في النفس الحزن والأسى على ما آل إليه حال الأمة الإسلامية وقد سمعت الدكتور البوطي مراراً يتحدث بأسى عن هذا الواقع المرير للمسلمين والمسلمين الجدد في البلاد الغربية ...
لا شك أن ما نزل بالأمة الإسلامية اليوم من مصائب وذل هو انعكاس لهذا الواقع المأسوي واقع الفرقة والتشرذم واللامسؤولية ... جزاكم الله خيراً وأكرمكم الله
أخي الدكتور عبد الرحمن الشهري بارك الله فيكم وحياكم الله ...
وفي انتظار مشاركات الإخوة الأفاضل ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[02 Mar 2008, 11:54 ص]ـ
أستاذنا االدكتور أحمد الطعان قرأت لكم في هذا المنتدى الكريم مشاركات جيدة، وكذا لأستاذنا الفاضل الذي نتعلم منه كظم الغيظ وحسن الأدب. وأسأل الله تعالى ألا يجعل الأستاذ محمد بن جماعة لكثرة مخالفتي له في عدة موضوعات أن يتصور أن في نفسي منه شيئًا، فالذي على خطأ منا نرجو له الهداية وخفض الجناح من ذي العلم.
الدكتور الفاضل أحمد الطعان: وهذه أول مشاركة منكم أجد نفسي أعترض على شيء كبير فيها.
وأنا في تصوري أن من يسأل سؤالاً وهو يريد أن يعرف أو يضع الأمر للإخوة أو الناس لتعرف ما فيه.
أقول في تصوري في غالب الأمر لا يكون السائل كون رأيًا في الرفض.
ثم أنا في نفسي أؤمن بأن هذا لا يجوز، وأتحرك من هذه الأرضية ما لم يهدني أخ بإذن الله إلى غير ما في علمي.
فأصبح عندي السائل وهو حضرتك، ولا شك وكما يعلم الجميع أن الموضوع حساس
هو أحد اثنين:
شيخ فتح موضوعًا حساسًا عندي أنه خطأ، ولم يدع إلى ذلك من قبل أي أحد من الأفاضل، بل للأسف كل من دعا إلى ذلك دون ذلك. فرأيي أنه من الأجدر أنكم كنتم وجهتم السؤال للشيخ الفوزان أو ابن جبرين عن طريق أحد المشرفين الأفاضل السعوديين، فإن وجدت عندهم تحريمًا واقتنعت بدليلهم فالحمد لله فتنة قد وئدت. وإن وجدت إباحة واقتنعت بتحليلهم صرت تتكلم على قاعدة أنك تدعو وتبين.
أو شيخ يعلم التحريم وهو يأخذ بيد الإخوة إلى إقناعهم فساق الموضوع بطريق جانبه الصواب فيه.
فلأن الموضوع حساس، استغربتُ خروجه منكم لما رأيت من حكمتكم، حتى ولو على سبيل السؤال.
فما أحسن ما أريد أن أقوله، قلت ما قاله في ذاكرتي أفضل البشر بعد النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر، لمن يعقبه في الفضل،وطبعًا أنا لا أقولها لترتيب الفضل، بل أقولها لأن الأخير منا قالها للأخير منا.
لو غيرك قالها.
وهذه الكلمة لا تعني أن قائلها هو الأصوب، ولكن من يرى أنه مصيب لو قالها فلا غبار عليه، ويكون ذلك بحسن أدب.
ثم رأيت في آلام الأستاذ الفاضل محمد بن جماعة أنه جمع بين موضوع الحديث، وموضوع، أو موضوعين آخرين شائكين.
وما أراه في ذلك أن نوحد موضوع السؤال، ونفتح مشاركة أخرى فلذلك قلت: لنجعلهم ثلاثة مواضيع.
والموضوع الثاني، والثالث ننتظر من الأستاذ محمد بن جماعة أن يفتحهما كل على انفراد، لأن لهذا كلام ولذلك كلام.
نعود لموضوعنا.
إذا كنت أنا ممن يؤمن بتحريم تمثيل النبي صلى الله عليه وسلم، كيف أنقل لكم الأمر.
فلا بد لي أن أقول وهو بغاية الأدب، نعم أنا حزين جدًا لفتح الموضوع وفي هذا المنتدى بالذات، يعني لو فتح بأهل الحديث نقول أن أهل الحديث مفتوح للعامة أكثر، أما هذا المنتدى فمعظمه عملاقة، أو متعلم صغير يدرس بأدب جم، أو ممنون عليه مثلي بوجوده مع الأفاضل.
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول إذا أحببت أن أنقل ما أؤمن به، كيف أفعل.
أنا وجهت بلفظ: بين يدي الموضوع.
وفي ألفاظي لم أوجه أي كلمة غير أن هذا الموضوع أنني اختلف فيه مع من يحل، ولم أقل أنني الحكم فقلت يسأل لك أحد الإخوة المشرفين علماء كبار كالشيخ الفوزان أو ابن جبرين. وأحلت أن الشيخ القرضاوي يحرم ذلك أونقل تحريم ذلك عن علماء وأنا طبعًا لا أعني تقليدهم بل توجيه السؤال لهم.
ولأبين من قبيل ((أتحب أن تراها عارية)). وضعت بين يدي المتأمل أشياء هي:
هل الممثل هذا سيتكلم بشيء آخر غير الحديث الصحيح؟
فإن كانت الإجابة نعم، فستكون إجابة السؤال الأصلي بالتحريم واجبة لأنه سيكون أنطق النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقله، وهذا سيكون كذبًا وأن كذبًا عليه ليس ككذب على أحد.
وإن كانت لا، سنجعل ذلك الممثل صامتًا إلا في لفظ الحديث الصحيح فقط، فلا أرى إلا أن الذي أراد تمثيل النبي صلى الله عليه وسلم وجعله صامتًا ن جعل الأمر فيه سخرية، فطارق يطرق على الباب لا يستطيع الممثل أن يقول نعم، لأنه ليس عنده أمر مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك.
ثم تطرقت إلى شيء آخر أن من أجاز ذلك سيجيز من باب الأدنى تمثيل نساء النبي صلى الله عليه وسلم، وطبعًا ليست بالضرورة أن تكون هي زوجة الممثل، فهل إذا لم تكن زوجة الممثل سينظر إليها، أرى ان هذا فجورًا أم في التمثيل سيغض البصر عنها، وسكون المر مضحكًا عند العوام.
فإذا كانت زوجة الممثل وستقوم بدور السيدة خديجة أو السيدة عائشة ستمشي في بيتها أمام من سيمثل دور النبي صلى الله عليه وسلم بنقابها فيكون عند العامي ما لها زوجة النبي صلى الله عليه وسلم لا تخلع النقاب أمامه وسيكون الأمر فيه سخرية كبيرة، أم سيجعل هذا الوجه عاريًا فينظر الفاسق وكأنه رأي أم المؤمنين خديجة أو عائشة.
يا شيخ هو ألم فقط لا تجعل الأمر شخصيًا.
وفيما ذكر الأستاذ محمد بن جماعة: ولعل أفضل من مثل هذا الفيلم السينمائي: إنتاج سلسلة من الأفلام الوثائقية الجيدة منهجيًا وتقنيًا. وقال: ولكن لا أعتقد ضرورة تجسيد دور الرسول صلى الله عليه وسلم.
فحول هذا ندندن.
وفي ختامي أرجو تحديد الكلمات التي في مشاركاي كانت خطًا فأغضبتكم لأعتذر عنها.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[03 Mar 2008, 06:59 م]ـ
اللهم أصلح نياتنا وأعمالنا وتجاوز عن أخطاءنا وتقصيرنا يا رب العالمين.
آمين.
أذهب الله عنك الهم وسلم قلبك
وأحب أن أطمئنك عن حال بعض من يسلم
فعندنا الأخت رقية رحمها الله تعالى تزوجت بعد إسلامها من أخ ....
أخت أخرى كانت قبل إسلامها ...
أخ آخر بسم الله ما شاء الله تعالى ...
أخ آخر يعمل في الإمارات ...
أتدري ما الفرق بين الأمثلة التي حدثتكم عنها، والتي تريد أن تطمئنني بها؟
أنت تطلب مني أن أرضى وأنتشي ببعض حالات الدخول في الإسلام من خلال وصف موقف واحد من مواقفهم في حياتهم اليومية. ولنفترض أن هذا تعبير صادق عن سعادتهم بالدخول في الإسلام (وأرجو أن يكون الأمر كذلك).
أما أنا فقد طلبت أن نشعر بالمسئولية وأن نخاف من حساب يوم القيامة على احتمال تقصيرنا تجاه هؤلاء الذين يدخلون في الإسلام ثم يتعرضون لأزمة وجودية حادة تصبغ فترة طويلة من حياتهم نتيجة الخلافات التي يرونها في مجتمع المسلمين.
أنت تريدني أن أفرح بمن دخل في الإسلام، وأنا أريد أن تحزن على من لم يدخل الإسلام، أو خرج منه بعد دخوله إليه.
يا أخي،
من دخل الإسلام يفرحني كثيرا، غير أنني لا أريد لهذه السعادة أن تعمي بصري عن تقصيري وتعطيني شعورا مغلوطا بالرضى عن الذات، خصوصا عندما لا يكون لي دور في هداية الناس إلى الإسلام.
دخول إنسان إلى الإسلام قد يكون سهلا، غير أنه ليس نهاية المطاف مع المهتدي الجديد، بل هو إيذان ببداية طريق طويل وشاق، لأنني مسئول عن دله على منهجية واضحة وسليمة تغطي جوانب مختلفة من حاجياته:
1 - تعلم الدين تدريجيا،
2 - إيجاد حلول عملية لمشاكله الاجتماعية الشخصية، الناتجة عن تحوله إلى الإسلام (مشاكل في العائلة، في العمل، في دائرة الأصدقاء، ...
3 - مساعدته في تكوين صداقات جديدة في مجتمع المسلمين
4 - فهم الخلافات الاجتماعية والثقافية والفقهية والعقائدية في مجتمع المسلمين (وهو مجتمع متعدد الثقافات، متعدد المذاهب، متعدد الأعراق ... )
5 - مساعدته في إقامة الحياة الإسلامية
6 - ...
بعبارة أخرى: من المنطقي أن أفرح آنيا بدخول هؤلاء إلى الإسلام، غير أنني لا أدع لهذا الفرح أن يطول وأن يقلل في نفسي من حجم الشعور بالمسئولية تجاه إبقاء هؤلاء في دائرة الإسلام في ما بعد، وأن يصبح عذرا لتبرير التقصير.
كان عمر بن الخطاب يقول: (لو أن بغلة بالعراق عثرت لظننت أن الله يسألني لم لم تمهد لها الطريق).
والله عز وجل نبهنا إلى أنه خلق الموت والحياة ليبلونا أينا أحسن عملا. فلم يقل (أينا يعمل) بل قال: (أيكم أحسن عملا)، أي أن الله عز وجل لا يريد منا الاكتفاء بأداء الواجب أيا كان الأسلوب، وإنما يريد منا أداءه على أكمل وجه.
بعبارة أخرى: عندما أقدر على (أداء حسن) و (أداء أحسن) فيجب علي أن أختار (الأداء الأحسن).
وأعود لموضوع د. أحمد:
قلتُ إن الفيلم السينمائي قد يكون مفيدا غير أن تجسيد شخص النبي (ص) قد لا يكون ضروريا. وقد ذكر الأخ مصطفى بعض المحاذير في ذلك، وقد يكون محقا في ذلك.
وما أردت التنبيه إليه في مداخلتي هو ضرورة رؤية الأمر في إطاره العام، عوض الاكتفاء بدراسة نقطة محددة، منعزلة عن السياق الواقعي لها، ومنعزلة أيضا عن الحلول الأخرى التي قد يكون تكون أفضل في نفس السياق الواقعي. وهذا من الأمور الضرورية للفقيه، ولطالب العلم، وللمسلم العادي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[03 Mar 2008, 09:29 م]ـ
وما أردت التنبيه إليه في مداخلتي هو ضرورة رؤية الأمر في إطاره العام، عوض الاكتفاء بدراسة نقطة محددة، منعزلة عن السياق الواقعي لها، ومنعزلة أيضا عن الحلول الأخرى التي قد يكون تكون أفضل في نفس السياق الواقعي. وهذا من الأمور الضرورية للفقيه، ولطالب العلم، وللمسلم العادي.
الأخ الفاضل الأستاذ / محمد بن جماعة
نُجِلُّ دائمًا عقلك القوي ونظرتك المتأنية والناظرة إلى الأفق البعيد
وفقك الله
ونحن من وراءك دُلَّ على الطريق، وارسم المنهج نكون لك عونًا.
وأرجو أنت تفتح موضوعًا جديدًا لذلك
ليكتب الأخوة وننتناقش بهدوء ولا يحزن أي أخ لأن لو تصورنا إن الأخ انفعل فهو لغيرته على ما يتصور أنه الحق.
ونحن إلى الموضوع الجديد بالأشواق
وأنصح أن يكون فيه لفتة لأهمية الموضوع
ثم السبيل العملي والخطوات
عدم التنصل من المسئولية للبعيد بل البعيد يستطيع أن يكون عن طريقة الشبكة قريب.
وأحسن الله لك وتحية إجلال لرؤيتكم وعقلكم
والسلام عليكم
تلميذكم / مصطفى علي
ـ[محمد كالو]ــــــــ[04 Mar 2008, 07:01 م]ـ
قال العلماء: لا يجوز تمثيل النبي صلى الله عليه وسلم ولا الأنبياء ولا الخلفاء الأربعة الراشدين ولا أمهات المؤمنين رضي الله عنهم، ويستعاض عن ذلك بأن تحكي بعض الشخصيات الأخرى أقوالهم.
وذلك لأمور:
1 - أن التمثيل أو الرسم أو التصوير لا يكون أبدًا مطابقًا تمام المطابقة للأصل فهو كذب بالفعل، إن لم يكن معه كذب بالقول، والكذب عليهم حرام بالنص، ففي حديث البخاري ومسلم: (من كذب عليَّ متعمدًا فليَتَبوأ مقعده من النار) وهذا إن كان في حق النبي صلى الله عليه وسلم فكلُّ الأنبياء والرسل في ذلك سواء.
2 - أن في عدم الدِّقة في تمثيلهم أو تصويرهم -وهي غير ممكنة - إيذاءً لهم، وبخاصة إذا كانت الصورة أقلَّ من الأصل، وإيذاؤهم حرام؛ بل أشدُّ حُرْمَةً من إيذاء شخص عادي، قال تعالى فيهم: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا) [الأحزاب: 57]، وإيذاء أيّ رسول كإيذاء الرسول محمد عليه الصلاة والسلام.
3 - أنهم قُدْوَة للغَيْر، فالكذب عليهم بالتمثيل ونحوه تضليل لمن يقتدون بهم، قال تعالى لنبيه محمد -عليه الصلاة والسلام- بعد ذكر عدد من الأنبياء يَبْلُغون ثمانية عشر نبيًّا: (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ) [الأنعام: 90]، وقال في حق النبي صلى الله عليه وسلم: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) [الأحزاب: 21].
4 - أن التمثيل أو التصوير إذا لم يكن جيدًا ربما يهُز الصورة التي عند المشاهدين عن هذه القِمَم الشوامخ من احترامهم وتقْديسهم، وذلك مَدْعَاة للانصراف عنهم، وعدم حبهم أو الاقتداء بهم، والناس مأمورون بحبهم وباتباعهم.
لهذه الأمور ولغيرها كان تمثيل الأنبياء والرسل أو تصويرُهم أو التعْبِير عنهم بأية وسيلة من الوسائل حرامًا.
كما أن عِصْمَةَ الله لأنبيائه ورُسُله من أن يتمثل بهم شيطان مانعة من أن يمثل شخصياتهم إنسان.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي) رواه البخاري ومسلم.
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي، ومن رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي). رواه البخاري.
وهذا واضح الدلالة فى أن الشيطان لا يظهر فى صورة النبي صلى الله عليه وسلم عياناً أو مناماً صوناً من الله تعالى لرسله وعصمة لسيرتهم، بعد أن عصم ذواتهم ونفوسهم.
وإذا كان هذا الحديث الشريف يقودنا إلى أن الله قد عصم خاتم الرسل عليه والصلاة والسلام من أن يتقمص صورته شيطان، فإن فقه هذا المعنى أنه يحرم على أى إنسان أن يتقمص شخصيته ويقوم بدوره.
ـ[الشبلي]ــــــــ[05 Mar 2008, 11:00 ص]ـ
السلام عليكم أخي الدكتور أحمد وأسأل الله ان يفتح عليك وأن يسدد خطاك إلى كل ماهو خير
كما لايسعني إلا أن أشكر الأخ محمد بن جماعة والدكتور محمد كالو على مابينوا من آراء حول الموضوع، ولعل الدكتور محمد قد تحدث ماكان بنفسي أن أقوله لا سيما فيما ذكره في البداية من الأدلة، على أنني أرى أن الدليل الأخير أقل ضعفا في الاستشهاد به من الأدلة السابقة له، بل ربما لا يصلح للاستشهاد به في هذا الموضع، ومع أنني لم أقع على دليل يحرم ذلك صراحة، إلا أنني أجد في قوله صلى الله عليه وسلم " من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " مايكفي للتحريم لأن التمثيل منذ انطلاقته الأولى وهي اختيار الممثل هي مبنية على مايدخل في عموم الكذب، ولا شك أن ماسيتبعه من أحداث لايمكن أن تخلو منه وبالتالي سيجري على فاعله حكم الحديث وهو التحريم المشار إليه بالمآل في نار جهنم. والله أعلم. وأسأل الله أن يلهمنا الصواب وأن يرزقنا الإخلاص لوجهه الكريم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[05 Mar 2008, 07:32 م]ـ
أشكر الإخوة جميعاً على ما تفضلوا به وأغنوا به الموضوع ...
إلا أنني سأنتظر حتى تكتمل المشاركات والآراء وعندئذ سأدلي بدلوي في مناقشة ما تفضل به الإخوة من أدلة ...
شكراً أبا ضياء على مرورك أرجو أن تكون بخير سلامي للإخوة جميعاً ...
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[05 Mar 2008, 08:19 م]ـ
وضعت في المنتدى مقالا ذا صلة بهذا الموضوع، وعنوانه: الإساءات الدانماركية وإساءاتنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=52228)
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[07 Mar 2008, 11:55 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين
أرى أن التمثيل مهما كانت نية الممثل ومهما كان موضوعه هو في أول الامر و آخره كذب محض وان كان هدفه بريئا.
والممثل انسان كاذب فيما ينسبه لنفسه من أفعال وأقوال ليست له.
أولا ..... لأن الشخص هو غير الشخص .... ويتسمى باسمه و يتلبس بأحواله ويحاول ان يلبس لبوسه فيما يريد
أن يؤديه عنه ... وليس حكاية لأن الحكاية تكون بالحديث و الكلام وبإسناد الافعال الى اصحابها لا نسبتها الى غيرهم.
ولا شيء يبيح الكذب على الاطلاق .... و لا ضرورة شرعية هنا ألبتة.
ومن شك في ذلك فليراجع نفسه و ليفتح القواميس ليعلم معنى فعل كذب.
ثانيا ...... يزيد من خطورة هذا الفعل انه يلزم من يمثل دور الكافر أن ينطق بكلام الكفر البواح الذي لم يعذر فيه الله تعالى الا المكره كما
في القرآن وكما حققه العلماء ..
فسيستهزئ بالله و بدينه و بالرسول صلى الله عليه و سلم وينشد القصائد لهجائه صلى الله عليه و سلم و سيسب الله تبارك و تعالى حتى يتقن
دور [أبي جهل] مثلا ........ وكل هذا الكفر الصريح و الردة العظيمة لا عذر فيه لأحد مهما كانت نيته بريئة ..... وليس هذا من قبيل حكاية الكفر
بل هو قول الكفر و انشاؤه.
وانا هنا أعجب أشد ما يكون العجب من هؤلاء الممثلين الذين يمثلون دور الكافر وينطقون بالكفر ولم يسألوا قط أنفسهم هل لهم عذر في القرآن
قال تعالى
من كفر بالله من بعد ايمانه الا من اكره وقلبه مطمئن
فيا سبحان الله
والله لا ينقضي عجبي ممن هذه حاله.
ثالثا .... و أقول هذا جدلا ...
هذا الانسان الذي سيمثل دور النبي صلى الله عليه و سلم من يضمن لك استقامته على الدين أبد الآبدين ..
فلكم ستعظم سخرية الكفار و المنافقين من رسول الله صلى الله عليه و سلم اذا صدر منه شيء ...
فستجد لا شك جرائد تكتب بالعنوان الكبير .... رسول الله كذا و كذا .. وحاشاه صلى الله عليه و سلم.
رابعا ...... عدد الخلائق التي دخلت الى الاسلام من عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم الى زمن ما قبل
ظهور التمثيل يفوق الحصر بل بلغ الاسلام في زمن الخلافة أقاصي البلدان البعيدة في زمن يسير ...
.
خامسا .... من سيمثل دور نساء النبي صلى الله عليه وسلم .... وهل سيظهرن أم لا؟ ... وهل هناك محذور في تمثيل جبريل ايضا
عليه السلام وهو ينزل بالوحي ... خصوصا مع التقدم التكنولوجي الهائل في المؤثرات الصوتية و تقنيات لاتصوير؟
أرى ان هذا ان لم يكن عبثا في الدين باسم الدين فسيكون فاتحة شر عظيم للعبث بالدين و اتخاذ آيات الله هزؤا
وأرى أيضا أن الامة كلما تقاعست عن أداء دورها الشرعي و حلا لها الاخلاد الى الارض و تركت طلب العلم
و حلقة حفظ القرآ ن تبدأ بالدوران في حلقات مفرغة و متاهات مسدودة وحلول مستوردة كالانتخابات واالاغاني الدينية و
و المسارح و الحفلات الرياضية العالمية وغيرها .... وتتوهم تحقيق الانتصار وتنسى الحلول الواضحة الصريحة في القرآن التي أعز الله بها اسلافنا
لما أخذوا بها.
أخيرا أقول بكل صراحة
هذا التمثيل لافائدة فيه زائدة وهو كما قلت باب شر عظيم أهون ما فيه النطق بالكفر الصراح دونما عذر
نعم لافائدة في هذا التمثيل لأن سيرة النبي صلى الله عليه و سلم والسنة ترجمت الى لغات كثيرة جدا وما ضرني الا ارى مثلا مسلسل ابن تيمية
اذ قرأت تفاصيل سيرته في الكتب.
فسيرته صلى الله عليه وسلم طارت بذكرها الركبان وسمعها العالم بمختلف لغاته .. فماذا يزيدنا هذا التمثيل الا ما تقدم مما قلته ... وزاد الى
خلافات الامة خلافا جديد ... وفتقا جديدا الله وحده يعلم أيتسع ام لا
... وليتقبل مني الدكتور أحمد حفظه الله سلاما طيبا و عتباأخويا على الموضوع.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[08 Mar 2008, 01:17 ص]ـ
سلام الله عليك أخي المجلسي ....
ولماذا العتب أخي الحبيب ولولا استفزازي لك لما استخرجت منك هذه الجواهر؟ هل أنتظر حتى يستخرجها منك ومن غيرك من الإخوة الأفاضل العلمانيون؟
لماذا لا نكون نحن أسبق بطرح إشكالاتنا وافتراضاتنا على احتمال وقوعها ... ونناقشها بهدوء قبل أن يفرضها علينا الأخرون ...
لا يزال هناك الكثير لدى الإخوة الكرام.
ـ[محمد الشربجي]ــــــــ[08 Mar 2008, 02:06 ص]ـ
يا أخ أحمد
هل برأيك توقف الأمر على التمثيل، ألا يكفينا تمثيلاً
هل تتوقع أن الغرب بحاجة إلى هذا الفيلم ليكفوا عن ر سولنا صلى الله عليه و سلم
ومن هذا الممثل برايك وإذا رأيته بعد ذلك فهل تنظر إليه على أنه لعب دور رسول الله صلى الله عليه وسلم
هل قام علماؤنا الكرام بالتمثيل لتوضيح الأمر للروم والفرس من أجل دخولهم في الإسلام
إذا كنت متحمساً لهذا الدور ما رأيك أن تقوم به ثم تعتزل؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[08 Mar 2008, 02:42 ص]ـ
الحمد لله تعالى الموضوع أخذ فيه الموضوع من جوانب عدة
وكتاب الشيخ بكر على الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=11151
جميل ومفيد
والحمد لله على فتح الموضوع.
ولكن ما رأيكم أن نتكفي بهذا القدر، ونفتح موضوعًا آخر وليكن:
السبيل العملي لنقل صحيح سيرة النبي صلى الله عليه إلى أعدائه
المقتح، والسبيل
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[30 Mar 2008, 11:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمدا يوافي نعمه و يكافئ مزيده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده، و على ءاله و أصحابه الكرام الطاهرين و بعد بارك الله في الأساتذة الأفاضل الذين شاركوا بهذه المشاركات النافعة وعلى رأسهم الدكتور أحمد الطعان –صاحب الموضوع-
وقبل أن أشارك ذكرت عبارة سيد قطب رحمه الله رحمة واسعة التي يقول فيها:" إن هذه الجاهلية منظمة فينبغي أن نواجهها بإسلام منظم."، وقد قرأت رسالة العلامة بكر أبو زيد رحمه الله رحمة واسعة في حكم التمثيل فألفيتها رسالة نافعة من حيث الطرح ولكنها لم تستوعب أدلة المسألة مما أثر في إِصدار الحكم بحرمة التمثيل و لي مجموعة من الأدلة لم تتناولها الرسالة أسوقها لكم لعلكم تقيمونها و تقومونها، ولا ينبغي للعواطف أن تغلبنا فنجور في إِصدار الأحكام الشرعية، والمقام هنا مقام مذاكرة لا مقام فتوى، وقد ختمت كلمتي بقوله صلى الله عليه وسلم:" ما كرهت فدعه ولا تحرمه على أحد." وهو من بديع المناسبات التي وقعت لي
الدليل الأول:
قال الله تعالى: ? وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ. ? فمن المعلوم أن الملائكة ليس لهم نعاج، وأنه لا يظلم بعضهم بعضا، وقد تسور هذان الملكان المحراب على داود فدخلا عليه في المسجد وهو مغلق، فذكرا له هذه القصة ليدرباه على القضاء، فكانت تدريبا على عمل القاضي، فداود أقامه الله خليفة في الأرض، وأمره بالفصل بين الناس فدربه على القضاء بإرسال الملكين إليه وإحداث هذه المنازعة والمرافعة بين يديه حتى يتدرب على القضاء، وقد تبين له الغلط لأنه حكم قبل أن يسمع جواب الخصم، ومن المعلوم أن القاضي لا يحل له الحكم حتى يسمع ما لدى الطرف الآخر، وحتى ينتهي من سماع جميع الحجج (1)
الدليل الثاني:
عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، في قوله تعالى:? لا تحرك به لسانك لتعجل به.?
قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة، وكان مما يحرك شفتيه - فقال ابن عباس: فأنا أحركهما لكم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركهما وقال سعيد: أنا أحركهما كما رأيت ابن عباس يحركهما، فحرك شفتيه فأنزل الله تعالى: ? لا تحرك به لسانك لتعجل به. إن علينا جمعه وقرآنه.? قال: جمعه له في صدرك وتقرأه:?فإذا قرأناه فاتبع قرآنه.? قال: فاستمع له وأنصت: ?ثم إن علينا بيانه.? ثم إن علينا أن تقرأه، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل استمع، فإذا انطلق جبريل قرأه النبي صلى الله عليه وسلم كما قرأه.
الدليل الثالث: و روى البخاري في صحيحه عن شقيق قال: قال عبد الله: كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحكي نبياً من الأنبياء، ضربه قومه فأدموه، فهو يمسح الدم عن وجهه، ويقول: رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.
الدليل الرابع:
روى البخاري عن عبد الله بن المُغَفِّل المزني قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح على ناقة له، يقرأ سورة الفتح، أو من سورة الفتح، قال: فرجَّع فيها، قال: ثم قرأ معاوية يحكي قراءة ابن مُغَفَّل، وقال: لولا أن يجتمع الناس عليكم لرجَّعت كما رجَّع ابن مُغَفَّل، يحكي النبي صلى الله عليه وسلم. فقلت لمعاوية: كيف كان ترجيعه؟ قال: آ آ آ، ثلاث مرات.
مع التوضيح أن هذا التمثيل لا يقتضي المماثلة في كل شيء فمقام النبوة لا يماثله شيء وقد جاء في الحديث أن عبيد بن فيروز قال سألت البراء بن عازب ما لا يجوز في الأضاحي فقال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصابعي أقصر من أصابعه وأناملي أقصر من أنامله فقال أربع لا تجوز في الأضاحي فقال العوراء بين عورها والمريضة بين مرضها والعرجاء بين ظلعها والكسير التي لا تنقى قال قلت فإني أكره أن يكون في السن نقص قال ما كرهت فدعه ولا تحرمه على أحد. (2)
والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رواه البخاري 1/ 4 (5)، وفي (خلق أفعال العباد) 45 و الحميدي (527) و أحمد 1/ 220 (1910) و أبو عوانة. وفي 6/ 202 (4927) وفي (أفعال العباد) 46. و مسلم 2/ 34 (935) والترمذي3329 والنسائي2/ 149، وفي الكبرى1009 و11570
(2) و روى أبو داود في سننه أخرجه أحمد (18704) (18742) و"الدارمي" 1950 والترمذي" 1497 و"النسائي" 7/ 214، وفي "الكبرى" 4443
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[31 Mar 2008, 11:10 م]ـ
الأخ الرافعي جزاكم الله خيراً ...
ننتظر من الإخوة أن يبدو رأيهم سلباً أو إيجاباً ولو بكلمات يسيرة .... والموضوع ليس مخيفاً ما دمنا نتوخى الحق جميعاً ونطلب رضا الله عز وجل .. وفقكم الله
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[21 May 2008, 10:42 ص]ـ
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
اود ان اقول كلمة واحسبها خيرا ..... ان ازمة الجاهلية ليست ازمة فكر وفكرة فحسب .... وانما غمط للحق وتكبر عليه ..... لذا قال تعالى مخاطبا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام (فاعلم انه لا اله الا الله)، انه علم التثبت والاستمرار على الحق وهو امر يفيد الدعوة اليه وابلاغ البشرية جمعاء من اجل اقامة الحجة عليهم.
ارجو الانتباه الى كلمة (البلاغ) لانه المصطلح الشرعي لعصرنا المتلاطم في المفاهيم والمصطلحات.
وقد صح عن سلف الامة الصالح ولنا فيها الاسوة انهم كانوا يديمون ذكر لااله اله الا الله خوف الخروج عن الاسلام وسمعت من شيخي ان علماء مدينة الموصل كانوا يفتتحون دروس العلم بالتوحيد وكذلك يختمونها واذا سولوا عن ذلك:اجابوا انهم يخافون الخروج عن الاسلام بكلمة ربما لا يلقي الانسان لها بالا او اعتبارا وهذا الامر صح عن الامام الشيرازي رحمه الله وهو من اعلام الفقه الشافعي كما هو معروف.
كلمة اخيرة وفي النفس اشياء:
اننا معاشر المسلمين لدينا منهج سماه القران الكريم (شرعة ومنهاجا) ارجو العودة واقصد العودة الفطرية الى معاني القران الكريم .... .والا نفتح بابا يكون علينا غمة في الدنيا وحسرة في الاخرة.
ابارك لجميع الاخوة قول الحق والنصح في الله قال تعالى (واذا قلتم فاعدلوا).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[د. عوض أبو عليان]ــــــــ[21 May 2008, 05:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الإخوة الكرام.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد:-
أولا:شكرا لأخي صاحب هذا المقال, ولكن كنت أود أن أسأله: ماذا تقصد بهذا التمثيل؟؟؟
إن كنت تقصد بالتمثيل ماهو متعارف عليه بين الناس, وهو التجسيد, ولا أظن أنك تقصده, فهذا لايجوز ألبتة
وأعود فأقول: نحن فعلا في حاجة ماسة إلى تمثيل شخصية الرسول - صلى الله عليه وسلم-
ولكن أي نوع من التمثيل؟
إن التمثيل الذي أقصده:القدوة الطيبة, والأسوة الحسنة , الذي افتقدها كثير من المسلمين في هذا الزمان, ولا حول قوة إلا بالله العلي العظيم
فالرسول- صلى الله عليه وسلم- هو أسوتنا في حياته كلها, في علاقته بربه, وفي علاقته بأصحابه, وفي علاقته بمن خاصمه وعاداه, هذه الأسوة هي التي أكدها ربنا - عز وجل - في قوله تعالى:
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} سورة الأحزاب, الآية:21.
ـ[عبد العزيز حامد]ــــــــ[31 May 2008, 06:04 م]ـ
ايش هذا الكلام
تمثيل شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم؟!
ماهذا كيف أصبحت دكتورا؟
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[01 Jun 2008, 11:31 م]ـ
لو قلتَ كلمة نافعة لكان هذا خير لك .... ولو أتيت بدليل مؤيد أو معارض للسؤال المطروح لأفدت واستفدت .... لكن يبدو أنك لم تقرأ شيئاً .. وربما لستَ مستعداً للقراءة .. إقرأ أولاً على مهلك وافهم ثم ادل بدلوك .... إن كان لديك دلو .. وإن لم يكن فالسكوت نصف العلم ...
أما كيف أصبحت دكتوراً؟
فقد أصبحت كذلك حين تقدمت بأطروحة دكتوراه وتم قبولها من لجنة المناقشة!!
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[02 Jun 2008, 03:50 ص]ـ
لو قلتَ كلمة نافعة لكان هذا خير لك ....
الحمد لله
و الله لقد قال لك كلمة نافعة يا [دكتور!] لو عقلت، فأعد قراءة كلامه، وقف لحظة صدق مع نفسك.
صدق أحد خريجي هذه الجامعات حين قال:
دخلت اليها جاهلا متواضعا وتخرجت منها جاهلا متكبرا.
فتأمل قولته تنفعك و الله، و لا يغرنك هذا اللقب
!
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[05 Jun 2008, 01:58 ص]ـ
أخي المجلسي ...
لقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يقضي القاضي وهو غضبان ,,,,
(يُتْبَعُ)
(/)
نصيحتي لك من أخٍ لأخيه لا تكتب وأنت غاضب لأن الغضب يعمي البصيرة ويدفع الإنسان إلى الحيف والظلم ...
حين تهم بالكتابة وأنت غاضب أرجئ ذلك يوماً او أكثر حتى تهدأ وتذهب سورة الغضب ....
ولعلك الآن نادم على ما كتبت وتعترف بأنك تسرعت و أنا سلفاً أقول لك: سامحتك وثق تماماً أن ما يجمعنا ويحببنا ببعضنا أكثر بكثير مما يفرقنا ..
أنا ذاهب إلى النوم وأتذكر قصة عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[08 Jun 2008, 03:44 ص]ـ
تمثيل شخصية النبي صلى الله عليه وسلم على نحو ما نراه في الأفلام والمسلسلات لا يجوز ..
والتحريم قرره العلماء لأسباب عدة ذكر طرفًا منها الأخ الفاضل محمد كالو جزاه الله خيرًا ..
وهو أمر تمجه الفطرة الإسلامية السليمة بل تستقذره في واقع الأمر ..
فهو يخلع هيبة النبي وتوقيره من القلوب ..
ومن الناحية النفسية فهو يضيق أفق المسلم العادي في تصوره لنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم في سمته وهديه وحركاته وسكناته وإشاراته ولزماته الحركية والتعبيرية ..
وهو أمر يعرفه من شاهد مثلاً المسلسلات المصرية التي كانت تعرض أئمة الفقه والحديث في رمضان ..
فضلاً عن ذلك فهو لا يخدم الدعوة بالقدر التي يتصوره البعض ..
وقد رأينا الجماهير التي تابعت حياة أبي حنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل عيانًا في المسلسلات ..
وما زادها ذلك إيمانًا ..
رغم ما بُذل في هذه الأعمال من مجهودات وإمكانيات مادية جبارة ..
وما رأينا أحدهم تأثر بما رآه من زهد مالك وورع ابن حنبل .. !
وهذا قريب مما ذكره البعض عن أحد اليهود أنه يلوم المسلمين لعدم سماحهم للكفار بمشاهدة الكعبة سفاحًا والتعرف على مراسم الحج عيانًا ليكوّن هؤلاء الكفار فكرة سليمة عن توحيد المسلمين .. !!!
المهم ..
تمثيل شخصية النبي صلى الله عليه وسلم لا يجوز ..
فالشرع يأباه ..
والنفس تأباه ..
والقلب يأباه ..
والعقل يأباه ..
والمروءة تأباه ..
ومقام النبي يأباه .. !
والله الهادي إلى سبيل الرشاد.(/)
الإسلام البراجماتى .. وأخطاء فى التسويق!
ـ[الجندى]ــــــــ[02 Mar 2008, 08:49 ص]ـ
الإسلام البراجماتى .. وأخطاء فى التسويق!
الفارس مفروس
المصدر
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=11919
حين نتحدث عن "الإسلام" كـ "دين" يسعى فى كل جوانبه لتهيئة المجتمع نحو قبول ملزم لأحكامه، فإننا نفترض فى المتلقى مطلباً عقدياً يؤمن بحتمية تفعيل مثل هذه الأحكام وضرورة تصدرها كمنهج شامل لحياته وصلاح مجتمعه، حتى وإن تعارضت بعض تلك الأحكام مع حجم المعلومات المتاحة لتفسيرها، أو لخفاء الحكمة الظاهرة لتشريعها، فإننا مطالبون بتحويلها لمنهج شامل للحياة، لأن المحور الأساسى للديانة هو تحقيق العبودية التامة للشارع الحكيم والإنقياد الخالص لأحكام الدين، دون مصادرة لحتمية التجديد والمواكبة لمستجدات الأمور من منظور واقعى، لكننا مكلفون فى النهاية بتحقيق الهدف من تطبيق أحكام الإسلام الدينية فى كافة المناحى، على أساس الإرتباط الوثيق بين العمل الدنيوى والجزاء الآخروى، والإسلام بهذا المفهوم قد يتوافق مع بعض القوانين الإنسانية للحكم فى مفهوم "الإلزام" و "تحقيق المصلحة"، لكنه بكل تأكيد لا يتقاطع مع تلك المناهج الوضعية الحاكمة فى جزئية هامة، وهى قابلية التمحيص العقلى أو النقد الفكرى، ولا يمكننا أن نمرر عليه مقصلة العقل البشرى لتقييم كلياته وأصوله، كما لا يمكننا كذلك أن نخضعه لمبدأ: القبول السلمى للأحكام التى يجيزها العقل والرفض العملى لما خرج عن حيز الإستيعاب!
الإشكالية تبدو واضحة حين تتحول مبادئ الحكم فى الإسلام إلى منهج براجماتى نفعى قائم على مفهوم شاذ على تعاليمه وهو مفهوم: تحقيق المصلحة بمفهومها الشامل دون تقييد، وذلك حين أفرط الكثيرون فى مفهوم "المصلحة" فقيدوا بها أحكام الدين، وحولوا تلك المصلحة إلى أصل من أصول التشريع يدور مع تفاصيل أحكامه حيثما دارت، تابعاً لها لا متبوعاً، حتى روج البعض لمقولة مغلوطة تقول: أنه حيثما وُجدت المصلحة فثم حكم الله! والحقيقة أن المصلحة تكمن فى تطبيق الحكم حتى وإن بدا ذلك معارضاً لمصلحة الناس وأهوائهم وما تهواه أنفسهم، وكم من أحكام التشريع تدخل تحت طائلة القاعدة العامة: وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم!
والمتدبر لهذا المفهوم الغريب يجد أنه سياق جديد مستحدث، أراد القائلون به أن يقدموا المصلحة كشرط على وجود الأحكام وحكمة تشريعها، والتأكيد على تبعيتها المطلقة لشرط حصول المنفعة المحسوسة، وربما بالغوا فى التقييد فجعلوا التعلق بالمنفعة العاجلة تحديداً وغض الطرف عن الآجل منها واعتباره خارج الحسابات، والأخطر من ذلك فى حملة التصعيد المنهجى التى ارتقت منابر الوعظ وتصدرت عناوين الإعلام الإسلامى هو تبديل الأحكام فى مجموعها لتصبح -اصطلاحياً- مجرد سلة من المصالح، وتحويل العلاقة بين الشارع الخالق والعبد المخلوق إلى علاقة نفعية بحتة، قائمة على مصلحة العبد الدنيوية وما تتطلبه من معايير متغيرة ترتبط بحاجة العبد وأحواله، فلا يمكن تطبيقها ابتداءً إلا من بعد أن تحدد فيها عين المصلحة وحجمها، فإن تبدلت المنافع وتغيرت المصالح فإن من توابع ذلك -من خلال المفهوم البراجماتى- أن يتبدل التشريع ويتغير، أو يصل فى أحسن حالاته إلى تأويل باهت لا يبقى على أصل التشريع ولا يجعل له أثراً فى المجتمع.
ولذلك نرى ونسمع عن مناهج جديدة للدعاة والمتصدرين لواجهة العمل الإسلامى يقررونها فى رؤوس الناس بكثرة التكرار، ويتنطعون فى تلقينها لعامة المسلمين باختراع جملة من المنافع والمصالح التى ستترتب على إلتزام العبد بها، فيرتبط الذهن بالنفع والمصلحة وينفصل عن حقيقة أن محض تحقيق الحكم هو عين الهدف المراد! وكثيراً ما نرى أن "الإختراع" بات وسيلة مناسبة لتسويق بعض التعاليم والأحكام الشرعية، إذ تُخترع للأحكام بعض المنافع، وكأن كل فصل من فصول التشريع صار معطلاً إلا إن صاحَبه تأويل براجماتى يعود بالنفع الدنيوى قبل الآخروى على العبد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولأن المنهج البراجماتى يقوم على صنعة التسويق، فقد وقع الكثيرون من الدعاة والمتصدرون لدعوة الإسلام فى هذه الفخاخ المنهجية، وبات كل منهم يسوق للحكم الإسلامى من خلال هذا السياق النفعى ولكن من منطلقات متعددة، فمنهم الغافل الذى قد يخفى عليه مثل هذا الخلل الأصولى، إما بسذاجة مفرطة أو بسبب الحرص الزائد على دعوة المسلمين لأحكام الشريعة، وقد يصدر هذا الأمر من بعض المنظرين الإسلاميين بمنهجية منظمة تهدف إلى تغيير الصورة النمطية للإسلام كمصدر للحكم والتشريع فى المجتمع، واخراجه من التابو التقليدى المترسخ فى أذهان الكثيرين من الرافضين لمرجعية الدين فى المجتمعات الإسلامية، من أنه سلطة إلهية دينية اقصائية لا مجال فيها لتعدد الآراء وتلزم الناس بما لا يفهموه، حرصاً من نفسه على "تلميع" الإسلام وتحويله لسلعة تلقى القبول، فيقوم بربطه بالمنافع والمصالح التى هى لغة العصر ولا يفهم العالم سواها، وهى الأساس الوحيد الذى تقوم عليه صناعات العالم الحر فى مجالات الحكم المدنى والإقتصاد والسياسة.
وقد يروج بعضهم للإسلام البراجماتى النفعى من منظور مؤامراتى بهدف تفريغه من محتواه وتحويله لنظام حاكم غير ملزم لا يحظى بالشمولية فى تناوله لكل قضايا المجتمع، وبعد تفريغه من صبغته الدينية لا تعترف السلطة المجتمعية بالجزاء الآخروى كوسيلة من وسائل الإلزام وتقييد الناس بأحكامه، فيصبح المنهج الإسلامى مجرد "إيديولوجية" من جملة الإيديولوجيات التى تعج بها أسواق العالم ومعارضه المفتوحة أرضاً وسماءً، لانتقاء الأمثل والأجدر بتطبيقه كنظام حاكم للمجتمعات.
بكل أسف نحن لازلنا نقف عند عتبة متأخرة فى طريق العودة إلى الحكم الإسلامى الصحيح، فالدعوة إلى تطبيق الشريعة قد تم ربطها من خلال حرفية إعلامية مزورة بمجموعة من السلبيات والتجارب الفاشلة فى القديم والحديث، ارتبطت نفسياً وذهنياً بصورة نمطية عن الحكم الإسلامى، لا تدعو إلا للقمع والترويع والمصادرة، قد تقلصت فيها السلطات المدنية لحساب الإستبداد. ويعمد المنتقدون للحكم الدينى الإسلامى إلى سلة التاريخ فيستعيدون بانتقائية متطرفة بعض المواقف والأحداث الخاطئة يدلون بها على "فشل" الإسلام كنظام حاكم، متناسين بجهل أو تزوير متعمد أن تلك الحوادث طرأت على نظام شامل متقن ولم تكن أصلاً، وأنها تحسب فى عمومها وتفاصيلها على أهواء الأفراد وتقصير الشخوص، ولا يمكن ربطها تحت أى منهجية علمية محايدة إلى أصل لاتشريع ولا إلى آلية تطبيقه النزيهة!
الحقيقة تشهد أننا لازلنا ندعو للإسلام بين أظهر المسلمين! وهى حالة لم يشهد لها التاريخ الإسلامى مثيلاً، إذ أن تاريخ المسلمين قد تلازمت حوادثه وأحواله مع شوكة قوية للإسلام وأهله، لم ير الناسُ فيه الإسلام على مقصلة الأعداء والمنافقين ينحرونه ويبترون أطرافه بحسب الأهواء، وإنما كان الإسلام عزيزاً فعزت سلطاته، وسما فوق الأهواء فاتسعت رقعة حكمه. نحن بحاجة للترويج للحكم الإسلامى فى ديار المسلمين على أساسه الدينى المحكم، والذى يعطيه التميز والتفرد فى استخلاص الأحكام وارتباطها بالجزاء الآخروى وآلية تطبيقها على أرض الواقع بحيادية و داعٍ أعلى لشيوع العدل بين الخلائق، ويلازم ذلك ضرورة التخلص من التأثير السلبى -الذى صار منهجياً- لمفاهيم المنفعة والتسويق والتلميع لأحكام الإسلام، لأن من شأن ذلك الأسلوب أن يمسخ الصورة العامة للحكم الدينى ويحولها لمجرد مجموعة من المنافع والمصالح تحكمها العادة والقبول وقد يرفضها الهوى والذائقة الشخصية.
مفروس
ـ[الجندى]ــــــــ[02 Mar 2008, 10:16 م]ـ
الفلسفة / الفكر البراجماتى له أوجه عديدة من الناحية الفكرية الفلسفيه كنشأة، وتعددت المعانى فى تطبيقاته على الأمور العلمية والعقدية، وليس من الصواب ربط الفكر البراجماتى بمعنى المصلحة فحسب، لأن هناك أوجه أخرى تضيف معان فكرية جديدة للممارسة، خاصة فى مجال المعرفة والتعامل مع مفهوم "الحقائق" وعلاقتها بالـ "واقع"!
(يُتْبَعُ)
(/)
لذلك: الخلل الذى أردت التنويه لوجوده بين أدبيات ومواعظ بعض الدعاة ليس معنياً فقط بمفهوم المصلحة .. أو استصحاب المنافع عند تطبيق الأحكام الشرعية، فالاستصحاب للمصلحة يعبر عنه معناه الإصطلاحى من كونه مصلحة هامشية وليست اصلاً، ولا خلاف حول هذا القدر من توصيف المصلحة، بل حديثى عن تأصيل منهجى شاذ يربط الأحكام الشرعية لا بأصولها الثابتة ولكن بقابلية التطبيق، استناداً لحجم المنفعة والمصلحة التى تترتب على ذلك، ومن خلال التعامل مع الواقع كمحدد رئيسى، وبموجب هذا الخلل تبدلت الأهداف، فبعد أن كان الهدف الأول والأصلى هو تطبيق الحكم فى حد ذاته بصرف النظر عن الواقع ولا قياس الأثر بحجم القبول، وهى الآفة التى تكاد تكون قد ترسخت فى مواعظ الكثيرين وأفكارهم العملية عن نصرة الإسلام و المسلمين! صار الهدف الأصلى متعدداً متشعباً يدور حول محور واحد متعدد الأسماء: مجرد "البقاء كإيديولوجية عقدية" .. أو "التواجد المقبول على الساحة الدولية" أو .. "التلميع"!!
تغير المفاهيم أدى بالبعض إلى رؤية غريبة لعرض الإسلام ووسائل تفعيل أحكامه، تأثرت كثيراً بحجم المصادرة والقمع والدناءة التى تعيشها الأمم الإسلامية الآن، مما أدى لتولد نمط دعوى جديد يتبنى -ربما دون أن يشعر- قيم ومبادئ البراجماتيزم الذى شاع وصار من أصول السياسة / الإقتصاد/ العلم التجريبى فى كل مسارات الدنيا، وأود التركيز على نقطتين فى هذا الفكر الشاذ ومدى تاثيرهما على الإسلام كدين:
1 - تعريف الحقائق: وأنها تلك المعارف التى تتشكل حسب واقع كل انسان / ايديولوجية / مجتمع بالأدوات التى تنفعه وتساعده على تحقيق وجوده وعوامل بقاءه، فالحقيقة متغيرة غير ثابتة ليس لها مرجعية يمكن سحبها على الجميع، وليس من اللازم أن تكون الحقيقة المعرفية صالحة لجلب المنافع والمصالح، وإنما الأهم هو مجموعة العوامل التى تؤثر فى بقاء المجتمع أو الفرد، تتبدل وتتغير بحسب المصلحة والمنفعة المرجوة، وهى الفكرة الفلسفية الأصلية لقصة التطور وأصل الأنواع لدارون.
وحين يرتبط هذا التسطيح والتخصيص المخل بأصول المعرفة والتى تحدد فيما بعد مصادر التشريع والحكم المجتمعى، فإننا بصدد نظام متكامل يقوم على تأصيل العوامل الخاصة بكل فرد أو مجتمع وتحويلها لمرجعية خاصة به إن كانت تحقق له المنفعة المحسوسة التى تعينه على البقاء. أما التمسك بالمراجع المعرفية الثابتة -كالدين الإلهى- فهذا يتعارض مع الفكر البراجماتى الذى يغير الحقائق حسب النفعية الحالية.
وهذا هو عين الخلل الموجود فى أفكار بعض الدعاة المعاصرين، الذين يضخمون الفروقات بين الواقع والحقائق، ثم يعطلون الأحكام أو يأولونها لثقتهم باتحالة الجمع بين الحكم الشرعى والواقع، فيرفضون هدف التطبيق كهدف وحيد!
فلا شك أن الأصل ثابت عند الجميع فى مرجعية القرءان والسنة وما أجمع عليه سلف العلماء!
ولكن التعامل مع المتغيرات الحادثة قد انفصل عن الثابت فى أمرين:
فى توصيفه الصحيح وفى قابليته واستحقاقه للحكم!
فالشق الأول -وهو ثبات المرجعية- صار من قبيل الدعوى المكررة والتى تصلح كمقدمة أو ديباجة لا أثر لها فى ما يأتى بعدها، إلا لتهيئة المستمع لحالة من القبول التلقائى لتفصيل الحكم لأن مصدره من المرجعية المقبولة، فحين يقول الواعظ "قال الله وروسوله" فهذه تهيئة تذكره بمرجعية الدين الثابتة، ثم بعد هذه النقطة يحدث الإنفصال، وتبدأ ترجمة الواقع فى ضوء جديد، فالمرحلة اللاحقة فى التوصيف: تخضع لمفهوم الواقع والموائمة وما ترفضه المسميات الحاضرة والشرائع الدولية والتقاليد الأممية!
وهو حق أريد به باطل (هذا فى أحسن حالات احسان الظن بقائله) .. لأن التبرير المنطقى الذى يسوقونه لهذه الشروط تجده مكرراً فى مصطلحات لها سلف عند المتقدمين مثل "فقه الواقع" .. "وأحكام الممكن والمتاح" .. "الموائمة"، وهى كما ذكرت توصيفات لها أصول فى الثابت الدينى، لكن حال اسقاطها على الحوادث والمستجدات تنفصل تماماً من رباطها الاصلى، وتستخدم مظلة قفز من فكر فلسفى غريب، يصف الحوادث بأنها لا تخضع للحقائق فى تطبيقها ولكن لما تمليه المصلحة المعينة على البقاء والاستمرار!
(يُتْبَعُ)
(/)
وفى المفهوم الإسلامى الجديد: تتعدد المصالح والمنافع بحسب التيار والإتجاه الذى يعبر عنها، فمن "مصلحة دولية" إلى "جهل العامة" إلى "عدم القدرة" و "عدم توافر الأدوات" إلى الدعوة للـ "تركيز على النهضة الشاملة للأمة" .. واخيراً "توسيع دائرة المعوقات المانعة من التحضر والتقدم" .. لتشمل قائمة حظر الأحكام الشرعية -لعدم الموائمة- أموراً كثيرة بدءً بالمظاهر العامة للإسلام وانتهاءً بذروة سنامه!!
2 - القيمة الحقيقية لأى مرجعية لا ترتبط بقيمتها المعرفية أو الفكرية، حتى وإن كنا نؤمن أنها الصواب، ولكن قيمتها بقدرتها على إحداث الأثر المطلوب بشكل جيد وإضافة مكسب أو منفعة جديدة. وهذا مفهوم معاكس تماماً لمقاصد الشريعة والغاية من أحكامها، والمتفحص لهذا الفارق يعلم أن هذا الإنفصال بين الهدف كفكرة والهدف كآلة، قد تؤدى لمنفعة فى رفض تطبيقه، انفصال لم يطبقه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فى بادئ الدعوة، بل كان تحقيق الفكرة هو الهدف والغاية، والقياس المنفصل لحجم المصلحة لم يعقد له الرسول الكريم أى قيمة، بل كان أول ما يدعو الناس إليه هو الأصعب على نفوسهم والأكثر مغايرة لأعرافهم والأشق على طبائعهم، أن يقولوا لا إله إلا الله، وهى المفهوم المعرفى الأسمى وهى الهدف والغاية، والغاية هنا فى تفعيلها وليست الغاية فى تقدير حجم المصالح المترتبة على هذا التفعيل، ولو كان الأمر كذلك لكانت الدعوة إلى التوحيد هى آخر ما يدعو إليه الناس!
وهذا هو عين الخلل فى واقع اليوم .. فالدعوى تقول:
نحن نؤمن بالمعرفة الأصلية المتمثلة فى مصادر الشرع وحقيقتها التى لا يتطرق إليها الشك
ولكن القيمة الحقيقية تكمن فى عواقب التطبيق وآلياته وحجم النفع العائد على أصل "الإسلام"
وبريقه وصورته كميادين جديدة للجهاد .. أو أحد توابعه كالـ "الدعوة" .. "التعايش" .. ألخ!
الأهداف التى يتحدث عنها الكثيرون فى هذه الأيام ويسعون لتحقيقها على مستوى التطبيق تعددت واختلفت، وهى فى الاصل لم تكن إلا وسائل وآلات، وتم تعظيم بعض المصطلحات واعطاءها دور الوسيط الشرطى، كأن يقول قائل أن الإسلام لن ينتشر فى الأرض ولن يؤمن الناس به إلا (وهنا الشرط) بسلة من الظروف / الموائمات / المتغيرات، وفى حقيقة الأمر هذه التصورات التى تأتى فى السياق فى شبه اتفاق وتوافق بين القائل والمتلقى ليست بشروط، وإنما تقييد واقعى ومنفعى ربطه القائل دون دليل، وتصور قائم على الحس والذائقة الشخصية وآفة الإستحسان التى هى سبب خراب العقول، ومن هذه الشروط الموضوعة لتسبق تطبيق الأحكام: تلطيف صورة الإسلام .. التودد إلى غير المسلمين .. التدرج مع العصاة والمفرطين .. التعايش المجتمعى مع الآخرين .. ألخ!
ثم امعاناً فى تأصيل الأوهام تم استحداث بدائل لثوابت الدين التى أمر الشارع بحصولها على هيئتها، والتى أثبتت حقيقتها وجدارتها على مدار الزمن، وكانت نتائجها شاهدة على ثبوتها عن طريق الوحى وعن طريق الحس والتجربة التاريخية، كأمر الجهاد، والذى جعل الله فيه -بسنة التدافع الكونية وسنة القتال الشرعية- كل أسباب العزة، وجعل ما سواه من أسباب الهلاك وضياع الهيبة وذهاب الريح والشوكة!!
ـ[الجندى]ــــــــ[02 Mar 2008, 10:18 م]ـ
نأتى للأمثلة:
تعطيل الأحكام بات حرفة .. وصناعة تزداد متانتها كلما زاد عدد الكتب التى قرأها المتصدر للفتيا!
وذلك ليتمكن من تعطيل الحكم بسند من مصادر الدين الأصلية، وليعلن التزوير باسم الشارع الحكيم!
خذ مثالاً لذلك عن الجهاد / المقاومة / الإرهاب!
فالجهاد هو عين صلاح الأمة والفرد والمجتمع، وهو الدعامة الرئيسية لخلق أمة متكاملة يؤثر ويتاثر كل عضو فيها بالآخرين، ووسيلة فعالة لانتزاع الهيبة والإحترام من صدور الآخرين، وسنة كونية لتدافع الأمم، وشرعية لتكون كلمة الله هى العليا وكلمة الذين كفروا السفلى.
ولم يكن الجهاد يوماً بأنواعه المختلفة محل بحث أو شك أو مراجعة، بل كان من مكونات الشخصية المسلمة التى تربت على حب الآخرة وكراهية الخزى فى الدنيا، وخلاف العلماء المحترمين فى مسائل الجهاد كانت حول تقنينه / تنظيمه / ولم تكن يوماً حول مشروعيته وحكمة تفعيله!!
(يُتْبَعُ)
(/)
الإستبدال الذى حدث لمفهوم الجهاد كان بفعل فاعل، وبسند من "قال الله وقال الرسول"، لأنها حرفة ومهنة صناعية -وأحياناً تجارية- أن تستخرج من كتب العلم الشرعى دليلاً على كذبك وحجة على تزويرك! وليس لكل عامى جاهل أن يفعل ذلك لأنه لا يفهم الألف من كوز الذرة فى أبواب الفقه وأصوله.
والذى يحصل الآن هو تزوير وتعطيل من مفهوم براجماتى لا يتفق مع الشرع ومقاصده
فهم يثبتون الجهاد كأصل ثابت من مصادر الدين .. وهذا هو الشق المعرفى المثبت الذى لا يختلف عليه أحد، ثم يتبعون ذلك بقيد المصلحة والمتعلق بشقين كما بينت آنفاً: التوصيف وقابليته واستحقاقه للتطبيق، فلا يبقى التطبيق كهدف أصلى واجب النفاذ، وإنما يتحول لمواطن على معبر ايريز ينتظر السماح له بالعبور، وهذا العبور قد يتحقق إن نجح فى اختبار التوصيف والإستحقاق.
وفى هذين الشقين تكمن المفاجأة ومنبع التزوير، فيصبح التلاعب بالتوصيف هو بداية التعطيل للحكم!
فتوصف على سبيل المثال المقاومات المشروعة والمعروفة بجهاد الدفع:
بأنها عبث .. ودون إذن .. ومفاسدها أعظم من مصالحها .. وتخالف الأعراف الدولية .. وتعرض المصالح القومية للخطر .. وتجلب الصداع الإقليمى .. وتغير الإنتماءات .. وتهدد الإقتصاد بالإنهيار .. ألخ، وبناء على ماسبق من التوصيف: فالحالة التى نحن بصددها الآن ليست جهاداً .. انتهت الفتوى!!
ثم يتبع ذلك التوصيف قابلية الإستحقاق، فتبنى القابلية على أساس واحد وحيد وهو المقاييس النفعية والمتعلقة بالأدوات (أصلاً) لا مصدر المعرفة (الذى أصبح فرعاً)، بمعنى أن استحقاقه لا يقوم على العلم بأنه واجب التنفيذ كهدف فى حد ذاته وإنما على حساب المصالح والمفاسد التى تترتب على تفعيله، ولذلك فقد جاد الزمان علينا بأقوال من قبيل: القتال هلكة محققة ولا ينبغى أن يهلك الإنسان نفسه!!
وهذا خطأ فاحش وتزوير لا أصل له، فمطلب الدفع واجب فى حد ذاته حتى وإن كانت المصلحة النفعية معدومة، وقد يفقد معها الإنسان حياته وماله وأهله، إلا أنها مطلب لا يتعلق بتوابع أو بقيود المنافع المتحصلة من حدوثه، والشاهد على ذلك: أنه لم يحدث على مر تاريخ المسلمين أن دخلوا قتالاً وكانوا أكثر من عدوهم عدداً وعتاداً وتجهيزاً أبداً، إلا فى مرة واحدة وهى يوم حنين .. وقد ذم الله كثرتهم!! .. وكل الآيات التى تحث على القتال تدخل تحت الآية الأم وهى: أنه كتب علينا وهو كره لنا!!! فالهدف تغير .. وتبدل بفعل البراجماتية الشاذة التى عقدت على تفعيل الأحكام الشرعية وصاية لا أصل لها.
ما السبب فى تبنى هذه المفاهيم؟
السبب واحد وله روافد كثيرة .. وهو حب الدنيا وكراهية الموت!
أما روافده فتجدها معلقة فى المصالح الخاصة، والديكتاتوريات، والنظر إلى الدين على أنه من بقايا حقبة الصحراء، وتقديس الحكام والأهواء، وكل هذه الروافد تصب بنا فى النهاية إلى هاوية واحدة وهى تعطيل الحكم .. إما بتزوير الواقع أو بالتلاعب فى قابلية الإستحقاق!
ثم لنا عودة وجزاكم الله خيراً(/)
بالإنجليزية: مجموعة أبحاث استشراقية حول القرآن، بنصها الأصلي من مراكز أبحاث غربية
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[04 Mar 2008, 05:24 م]ـ
بالإنجليزية: مجموعة أبحاث استشراقية حول القرآن وعلومه، بنصها الأصلي من جامعات ومراكز أبحاث غربية
كنت قد وعدت بها الدكتور عبدالرحمن الشهري، وطال التسويف وحبل الأماني، فليسامحني لكثرة الأعمال وتشتت البال مع الاهتمامات المتنوعة (وهو ما اعتبره أمر غير إيجابي). كنت سأكتب مقدمة حول فكرة كل بحث ولكنني أحمد الله أني وجدت الوقت لرفع الأبحاث على الأقل. أعلم أن اللغة قد تشكل عائقاً للبعض ولكن وسيلة التغلب على هذه المشكلة باتت متيسرة مع دور الترجمة و مدارسة المهتمين وغير ذلك [1]. أسأل الله تعالى أن تكون نافعة للباحثين والمهتمين.
والآن مع البحث أو المقال الأول بعنوان: The Ethics of the Koran
==========================
[1] بل لم لا نجعلها فرصة لتعلم العلم واللغة معاً.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[04 Mar 2008, 08:55 م]ـ
بارك الله فيك أباضياء
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[10 Mar 2008, 05:03 م]ـ
جزاك الله خيرًا على توفير هذه الأعمال، وأرجو أن تواصل تزويدنا بها.
أما المقال الذي نشرته فهو عن أخلاق القرآن، كتبته ماري ميلز باتريك من اسطنبول بتركيا عام 1901 ونشرته في المجلة العالمية للأخلاق International Journal of Ethics .
والمقال يبدأ بتصوير المنظومة الأخلاقية الإسلامية على أنها نابعة من البدائية والسذاجة في التفكير، فالكاتبة تنسب بساطة التعاليم الإسلامية وما فيها من سلاسة ووضوح بالغين إلى بدائية التفكير لدى واضع هذا الدين - من وجهة نظرها بالطبع! - وكأن المطلوب من الإسلام أن يضع منظومة أخلاقية غاية في التعقيد والصعوبة حتى يتصف بالعمق والأصالة!
لكنها في عرضها لتعاليم الإسلام قدمت وصفًا قريبًا جدًا من الحقيقة دون مبالغة أو تهويل أو تشنيع والحق يقال، وهو إنصاف عزيز عند القوم، وإن كان شاب مقالها بعض الاخطاء وبه عدد وافر من المؤاخذات.
فهي مثلاً تعيب المبالغة في تعظيم وتقدير قوة الله ومشيئته وإرادته الطاغية على كل شيء في القرآن الكريم، وتعتبر أن هذا من أسباب عقيدة الجبر بين المسلمين، ورغم ذلك فهي تقف موقفًا جميلاً بتوضيح أن الجبر ليس من تعاليم الإسلام الأصلية وأن النصوص تعارضه، وتنهض لتصحيح هذا المعتقد الخاطيء لدى المستشرقين وعوام المسلمين، وتستدل بوقوع التكليفات الدينية والأمر والنهي في القرآن بأنه لا يستقيم وعقيدة الجبر.
كذلك تبريرها حرية المرأة في التصرف في ذمتها المالية بسهولة الطلاق وكون المرأة عرضةً للعيش وحيدة بدون زوج يعولها!!
رغم هذا فهي لا تخفي إعجابها بتعاليم الإسلام وما في هذا الدين من صلاة وخشوع وزكاة وصدقة وبر ونظافة وتعاون وخضوع لله رب العالمين في أغلب مواضع المقال.
والمقال بصفة عامة قريب من الإنصاف رغم كونه ينطلق من منطلق مادي بحت لا يعترف بالغيبيات، ويظهر فيه أن اطلاع كاتبته على الإسلام ليس اطلاعًا واسعًا أو عميقًا، لكنه مقبول إلى حد كبير، وقد كُتب المقال بروح بعيدة تماًما عن التعصب والتعالي المعهودين في كتابات الغربيين عن الإسلام.
وإن يسر الله ربما أقوم بعرض مقاطع من المقال مع مناقشة لبعض الآراء التي تستحق المناقشة ..
والله الموفق، وهو يهدي السبيل.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[13 Mar 2008, 03:32 م]ـ
جزاكم الله خيرا على اهتمامكم والتعليق اللطيف.
أود لفت الانتباه إلى أن الموضوع برمته ومزيد من هذه الأبحاث في قسم الكتب والبحوث والمخطوطات في هذا الملتقى على الرابط:
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=11123(/)
مقال: الإساءات الدانماركية وإساءاتنا
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[05 Mar 2008, 08:16 م]ـ
الإساءات الدانماركية وإساءاتنا
نبيل شبيب
المصدر: الجزيرة نت ( http://www.aljazeera.net/NR/exeres/494D3881-CF5D-4831-9F0B-CD59B75881C6.htm)
ما الرد الواجب والمناسب على الإساءات الكاريكاتيرية الدانماركية؟ هل هو تكرار ما كان قبل ثلاث سنوات؟ هل هو التجاهل كما تدعو بعض الجهات؟ هل هو المقاطعة الاقتصادية كما بادر إليها السودان والدعوات الشعبية عبر شبكة العنكبوت؟
تضييع الفرص
قبل محاولة الإجابة ينبغي طرح السؤال الضروري من أجل إجابة صحيحة: أين نضع هذه الإساءات على صعيد العلاقات بين العالمين الغربي والإسلامي؟
هل هي صادرة عن منطلقات عدوانية مطلقة لتأخذ مكانها بين الحروب العدوانية والهيمنة الاستغلالية وجهود الغرب لحرمان المنطقة الإسلامية من أسباب القوة وأسباب التطور معا؟
هل هي صادرة عن الجهل بالإسلام نفسه وبخاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم وعن الكم الكبير المتوارث من تشويه صورة الإسلام والمسلمين لدى الفرد الغربي؟
هل هي تعبير شاذ عن انحراف كبير في تكوين الإنسان الغربي نفسه وما يفهمه تحت عنوان حرية التعبير؟
هل هي صور من صور صراع حضاري بين المدنية الغربية وهي في طور اضطراب كبير بعد انهيار القيم، وبين بذور نهضة حضارية إسلامية توشك أن تؤتي ثمارها آجلا أو عاجلا؟
قد يكون الأمر خليطا من ذلك كله، ولكن ينبغي طرح سؤال آخر يساعد على الإجابة أيضا: هل هذه الإساءات الكاريكاتيرية إساءات تمثل من صدرت عنهم من الأفراد ووسائل الإعلام ومن وجدت لديه التأييد إلى درجة التقليد، أم هي إساءات بلد هو الدانمارك ومجموعة بلدان تكوّن العالم الغربي؟ وهل هي موضع التأييد العام شعبيا على مستوى الدانمارك وعلى المستوى الغربي عموما؟
التعميم المنتشر في الإجابة على هذا السؤال بالذات، يؤكد أن جهلنا بواقعهم يقابل جهلهم بنا، ويؤكد أننا ننزلق عبر أسلوب التعميم إلى مثل ما نتهمهم به من تعميم مظاهر شاذة وممارسات شاذة على المسلمين عموما، ونسبتها إلى إسلامهم تخصيصا.
لقد كان لدى المسلمين عموما، ولدى النخب الإسلامية تخصيصا، ولدى الحكومات القائمة في البلدان الإسلامية من حيث المسؤولية عن صناعة القرار، فترة زمنية امتدت ثلاث سنوات على الأقل من أجل التوصل إلى إجابات دقيقة قائمة على دراسة منهجية لهذه الأسئلة وأمثالها، ولم نصنع ذلك على أي مستوى من المستويات، إنما اعتمدنا على:
1 - كتابات إعلامية -كهذا المقال- قد تقترب من الإجابات، ولكن يظهر لنا بوضوح مدى تعدد الإجابات الإعلامية دون الحسم بينها، وفق تعدد منظور أصحاب القلم، وحجم المعلومات المتوافرة لديهم.
2 - وعلى مواقف ونداءات حماسية -كالدعوات الصادرة عن اتحاد العلماء المسلمين وجهات مستقلة أخرى- وهذه تواكب حركة الجماهير وقد تثيرها، ولكن سيبقى السؤال قائما: إلى أين؟ .. ناهيك عن الكيفية.
3 - وعلى مواقف سياسية رسمية وقتية أقرب إلى ردود الفعل منها إلى سياسات مدروسة قابلة للتطبيق خلال فترة زمنية كافية كالموقف السعودي إبان الإساءة الكاريكاتيرية الأولى والسوداني إبان تكرارها الآن على نطاق أوسع إعلاميا.
ولا يحقق أي موقف سياسي مفعوله ما لم يرتبط بتنسيق وتكامل مع سواه من أصحاب العلاقة في المواقع السياسية المختلفة على امتداد العالم الإسلامي، وما لم يقترن بإجراءات جادة عملية مشتركة، تأخذ أشكالها المتعددة وتصل إلى مداها مع قابلية تصعيدها على حسب الحاجة، وهي الحاجة التي لا تظهر دون إجابة ما سبق من أسئلة.
جميع ذلك بكل صراحة ووضوح، يمثل مع بعضه بعضا إساءة كبرى لأنفسنا، فمن لا ينظر ويتدبر، ويدرس ويخطط، وينسق وينظم، ويقوّم ويطور، يستحيل أن يعطي جوابا فعالا مؤثرا على أي حدث من الأحداث، بما في ذلك الإساءات الغربية المتكررة في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ.
واقعنا يستحق الاستهانة
(يُتْبَعُ)
(/)
الثابت دون دراسة وبحث أن المسيئين أفرادا أو سوى ذلك، ومن يدعمهم، رسميا ودون المستويات الرسمية، يستهينون بالمسلمين والعالم الإسلامي، يستهينون بالجماهير الغاضبة، لأنها تعبر عن غضبها فحسب، وبالنخب الداعية للتحرك، لأنها تضع عناوين عريضة ولا تبين السبيل المجدية ولا الوسائل العملية للتحرك، وبالحكومات لأنها منقسمة على نفسها في كل قضية لا في قضية الإساءات وحدها.
يستهينون بالمسلمين والعالم الإسلامي فيفعلون ما يفعلون، ويكررون فعلتهم، وهي موجهة في نهاية المطاف إلى أهل بلادهم أكثر منها للمسلمين، لتهيئة أجواء مناسبة لاستمرار سياسات الهيمنة والعدوان والاستغلال، دون اعتراضات داخلية لديهم، ولمحاولة الحد من ظاهرة منتشرة داخل مجتمعاتهم إقبالا على تفهم الإسلام وحقائقه بل واعتناقا له في كثير من الأحيان.
وهم يدركون أننا إذ نسيء إلى أنفسنا إساءة أكبر، نساعدهم على تحقيق أغراضهم هذه:
1 - عندما نعجز عن استيعاب ما يصنعون، وعن الإجابة عليه إجابة فاعلة مؤثرة.
2 - وعندما يتخذ الجواب صيغة ردود فعل تضمحل ويضمحل مفعولها قبل إقدامهم على خطوة تالية.
3 - وعندما نطلق العنان لغضب جماهيري دون تنظيم، فتتخلله أعمال مسيئة لنا ولصورة الإسلام نفسه والمسلمين كعمليات ارتكاب عنف ضد بعض من يعيش في بلادنا أو يمثل بلادهم لدينا.
4 - وعندما نطلق المقاطعة من عقالها دون تنسيق ولا تنظيم فلا تبلغ حدا شاملا ولا مؤثرا وإن بلغت ذلك بتأثير الغضب، تتلاشى ثانية بتأثير مرور الزمن وتراجع فورة الغضب.
5 - وعندما تتخذ مواقفنا وتحليلاتنا وبياناتنا وإجراءاتنا صورة طبق الأصل من انقساماتنا وفرقتنا وتعدد منطلقاتنا وشذوذ بعضنا، فلا نبلغ موقفا مشتركا، ناهيك أن يكون موحدا، ولا نؤثر في بعضنا بعضنا، ناهيك عن التأثير في سوانا.
بكل صراحة ووضوح: هم يسيئون إلينا وإلى إسلامنا، ونحن نسيء إلى أنفسنا وإسلامنا.
ومن لم يتعلم من "درس الإساءة الكاريكاتيرية الأول" -وقد سبقه الكثير ولكن نحن من اعتبرناه الأول- لم يتعلم من إساءات أصغر وأكبر سبقته ولحقته، ومن لم يتعلم من "درس الإساءة البابوية الثاني" لا ينبغي استغراب أن يجد نفسه الآن أمام درس الإساءة الكاريكاتيرية الثالث"، وسوف يأتي المزيد، إلا إذا تعلمنا من إساءات سوانا إلينا، كيف نتخلص نحن من إساءاتنا إلى أنفسنا.
موات النخب
كثيرا ما اتخذت النخب مما أسموه "موات الشعوب" عذرا لبقاء نداءاتها دون فعالية جماهيرية، وقد أثبت التحرك الجماهيري الكبير عند الإساءة الكاريكاتيرية الأولى -كما أثبت التحرك الجماهيري إبان انتفاضة الأقصى وإبان احتلال العراق- أن حجة موات الشعوب غير صحيحة، أو أثبت على الأقل أننا لا نستوعب العوامل التي تجعل نخبنا تقول بتلك الحجة، دون أن تنظر في "المرآة" مرة واحدة.
الجماهير تحتاج إلى قيادات حكيمة مرشدة تتحرك على أرضية مشتركة تصنعها هي لنفسها كي تتحرك الجماهير عليها، معها ومن ورائها. فهل سعت تلك النخب من أجل أرضية مشتركة ومن أجل اكتساب المواصفات الضرورية لحمل مسؤولية القيادة المشتركة والإرشاد القويم؟
لندع الحكومات جانبا، فهي في قضية الإساءات وسواها، إما عاجزة تحت الضغوط الخارجية عن استرجاع سيادتها على نفسها وصناعة القرارات المشتركة فيما بينها، أو سوى ذلك .. ولكن ماذا عن النخب التي تعتبر نفسها مستقلة عن الحكومات؟
يبدو أنها تعتبر نفسها "مستقلة" -أو منفصلة- عن الجماهير أيضا، فإذا شكت من عدم سير الجماهير معها ووراءها، فواقع الحال أنها تقر بافتقادها المواصفات القيادية التي تدفع الجماهير -التي أثبتت عدم مواتها- إلى التجاوب معها، والتحرك معها ووراءها، ووضع طاقاتها الكبرى تحت التصرف.
هل وضعت نخبنا أفكارا وتصورات ومخططات وأهدافا بعيدة وأخرى مرحلية، لتستوعب طاقات الجماهير، ولتحسن توظيفها، إذا ما وضعت طاقاتها تحت التصرف؟
(يُتْبَعُ)
(/)
بكل صراحة ووضوح، في بلادنا فريق ممن يعتبر نفسه من النخب، ولا يرى في تلك الكاريكاتيرات إساءة! فهو ممن يشاركون في الإساءة إلى الإسلام دينا وحضارة ونهجا، ويدعو إلى سواه، حتى ولو وجد المواطنين من غير المسلمين في البلدان الإسلامية -وهم ذريعته في كثير من الأحيان- وقد صاروا نتيجة الممارسات الغربية، أحرص منه على التمسك بأسباب العودة إلى نهوض حضاري إسلامي، وما ينطوي عليه ذلك من ضمان حرية العقيدة وسواها.
وفي بلادنا فريق متشنج يتحرك تحت العنوان الإسلامي وهمه أن يرد الصاع صاعين لكل مسيء، وغالبا ما لا يصنع ذلك إلا كلاما يجعله على مستوى العدو المسيء، أو عنفا -ولا نتحدث هنا عن المقاومة المشروعة- يقترب به من سلوكيات عدوه المسيء بأساليب وحشية.
وفي بلادنا فريق اعتبر الكلام في المؤتمرات هو العمل، فهو ينتظر انعقاد المؤتمر التالي ليعلن موقفا، ثم يعود إلى وظيفته أو عمله أو موقعه الرسمي أو غير الرسمي، دون أن يبني على موقفه تصرفا عمليا، ثم يتساءل أين سواه ليترجم موقفه إلى عمل؟
وفي بلادنا فريق يريد أن يكون الموقف أي موقف، والتحرك أي تحرك، والإجراء العملي أي إجراء، تحت رايته هو دون سواها، رايته التي عاش لها مثلما عاش سواه لرايته.
فأوصلنا التمزق إلى مزيد من التمزق مع الهوان: تشدد إسلامي يُقصي سواه، وقد يجعلنا إسلاميين ومسلمين ومسيحيين وسنة وشيعة ومعتدلين ومتطرفين، ولكن لا يجعلنا "أمة"، أو تعصب قومي يجعلنا عربا وأكرادا وأتراكا وباكستانيين وإيرانيين وأفغانا وأوروبيين، ولا يجعلنا "أمة"، أو أصوليةً علمانية تجعلنا حداثيين ومتنورين ورجعيين وتقدميين وليبراليين وأميركيين ومتزمتين وتطبيعيين ومقامرين ومغامرين وعقلانيين ومتهورين، ولا تجعلنا "أمة".
الجماهير جديرة بقيادات بديلة
أو لسنا نسيء إلى أنفسنا أضعاف ما يسيء سوانا إلينا، ليس بكاريكاتيرات فاحشة فحسب، بل بالقتل والتدمير في عقر دارنا، والاحتلال والاغتصاب لأرضنا وثرواتنا، واستحلال دمائنا ونفطنا ومائنا وأجوائنا وأرواح أطفالنا ونسائنا وشيوخنا وشبابنا.
إساءتنا هي الأكبر، لأن تجاوز ما نحن فيه، أول شروط مواجهة ما "يصنع" بنا من خارج نطاقنا، سواء كان بطريق المواجهة، فلا مقاومة فعالة دون أن تقوم على التكتل، ولا حوار مع الآخر يجدي إذا انعدم أو انعدم مفعوله فيما بيننا.
لن يتوقف مسلسل الإساءات على اختلاف أنواعها ودرجاتها ومصادرها، إلا عندما تتوقف عملية الانتحار الذاتي التي نمارسها منذ عقود وعقود، ونتحول إلى درب التلاقي على أرضية مشتركة وبناء النهوض المشترك.
وبداية المسؤولية عن سلوك هذا الطريق هي -بكل صراحة ووضوح- عند من يعتبرون أنفسهم نخبا، وإلا فإن صحوة الجماهير الشعبية من الموات -رغم المآخذ عليها ومع عدم إسقاط المسؤولية الفردية عن أحد- فيها ما يضمن بإذن الله أن تخرج من الصفوف قيادات أخرى، تتجاوز قيادات هذا الجيل الموشك على الرحيل.
ولا تكون هذه القيادات على غرار قيادات الجيل القديم، فتأبى التفرقة التي خلفها، والهوان الذي عجز عن رده، وتتحرك تفكيرا وتخطيطا وتنفيذا وعملا وتطويرا على الطريق الصحيح، طريق النهوض الحضاري المشترك، وطريق المقاومة الواعية، وطريق الأرضية المشتركة بين مختلف التوجهات، على قواعد للتعامل ملزمة الجميع، باقتناع الجميع.
__________________
نبيل شبيب: كاتب سوري
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[06 Mar 2008, 01:30 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله في الأخ الفاضل على هذا المقال المتميز بواقعيته من حيث الطرح بصفة عامة ومن حيث الجزئيات التي وقف عندها
إن الخطأ فيما يقع يرجع إلى عدة أسباب من الطرفين فأكثر الناس في الغرب حين يتحدثون أو يرسمون رسول الله صلى الله عليه وسلم يستوحون ذلك من سيرة وصور السفهاء من أبناء أمتنا المسيئين إليها باسم الدين الحنيف وباسم رسول الله الذي جاء رحمة للعالمين على أن في الغرب منصفين بل إن كبار علمائهم ومفكريهم كثيرا ما يدخلون إلى الإسلام في نهاية المطاف وأن الجهلة منهم هم الذين يتصرفون هذه التصرفات المتجاوزة لحدود الحرية في الرأي والتعبير كما أن المسلمين من جهتهم قصروا في القيام بالواجب الذي يفرض استعمال كل الوسائل الممكنة لإعطاء الصورة الحقيقية عن الإسلام ورسوله عليه الصلاة والسلام ...
للحديث بقية
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[06 Mar 2008, 10:02 ص]ـ
وفيه بعض القاط التي أرجو توضيحها مثل:
فأوصلنا التمزق إلى مزيد من التمزق مع الهوان: تشدد إسلامي يُقصي سواه، وقد يجعلنا إسلاميين ومسلمين ومسيحيين وسنة وشيعة ومعتدلين ومتطرفين، ولكن لا يجعلنا "أمة"،(/)
هلاك رسام الكاريكاتير المسيء للنبي عليه الصلاة و السلام
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[10 Mar 2008, 01:28 ص]ـ
بحمد الله الذي يمهل ولا يهمل، وبعد تخفي وخوف دائم وتنقل من مكان إلى آخر، وبرغم كل إجراءات الحيطة والحذر والحراسة المتواصلة، هلك عدو الله الكرتوني، المسئ لأشرف خلق الله وصفوته من خلقه صلى الله عليه وسلم، انظر أخي الكريم الخبر من هذا الرابط http://www.almoslim.net/figh_wagi3/show_news_main.cfm?id=22173 أو http://www.alwatan.com.sa/news/newsdetail.asp?issueno=2717&id=45197، ولعل في تفعيل المقاطعة بحزم وثبات، ما يميت باقي الأعداء كمدا وتحسرا، قاتلهم الله.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[10 Mar 2008, 06:06 ص]ـ
بشرك الله بالخير
ـ[مولاي عمر]ــــــــ[10 Mar 2008, 05:53 م]ـ
بشرك الله بكل خير
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[10 Mar 2008, 08:01 م]ـ
الحمد لله رب العالمين
بشرك الله بكل خير
لله الحمد و المنة.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[11 Mar 2008, 01:01 ص]ـ
آآآمين، وإياكم إخوتي أجمعين.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[11 Mar 2008, 01:47 ص]ـ
الحمد لله رب العلمين
ـ[أبو عبد العزيز]ــــــــ[11 Mar 2008, 12:43 م]ـ
إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم
لا رحمه الله
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[11 Mar 2008, 01:57 م]ـ
لا رحمه الله
ولا من أيده، واتبع غواه.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[12 Mar 2008, 06:38 م]ـ
أرجو أن نتريث حتى يتم التأكد من الخبر فلربما تكون هذه خدعة أو لعبة ...
لقد وصلتني رسائل عديدة على الخليوي تخبر بموته وأن الدانمارك تتكتم .. وتطلب نشر الرسالة إلى أقصى عدد ممكن ...
نسأل الله عز وجل أن ينتقم لرسوله الكريم ودينه العظيم وأن يرد عن الأمة كيد الكائدين وعدوان الظالمين ....
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[12 Mar 2008, 07:24 م]ـ
يبدو أن الخبر صادق، وقد قرأته في أحد المواقع الإعلامية:
http://pajamasmedia.com/xpress/flemmingrose/2008/03/05/danish_cartoonist_dies.php
وكل الروابط التي وجدتها في جوجل حول هذا الخبر، تؤدي إلى أن هذا الموقع هو مصدر الخبر. وليس هناك ما يشير إلى مصداقية الموقع.
وفي كل الأحوال، أدعو لعدم الاهتمام بمثل هذه الأخبار غير المفيدة. فالرجل واحد من اثني عشر رساما، وكلهم سيموتون لا محالة، يوما ما (ونحن أيضا)، فهل سنهتم لموت كل واحد منهم ونتوقف عنده؟
لقد قام هؤلاء بما قاموا وسيفضون إلى خالقهم للحساب. ويوجد مئات وآلاف من أمثالهم في العالم، ولم يشتهروا. فهل سنضيع وقتنا في البحث عن أخبارهم والتشفي عند موتهم؟
...
أما في ما يتعلق بالرسائل الإلكترونية التي أشار إليها د. أحمد الطعان: تصلني من حين لآخر مثل هذه الرسائل، وذلك منذ بضعة أكثر من سنة. وهذه الرسائل كلها كاذبة، غير أنها لا علاقة لها بهذا الخبر الذي أعلن في الأسبوع الماضي فقط.
ـ[مولاي عمر]ــــــــ[12 Mar 2008, 10:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر الأخ الكريم على تنبيهه
وملاحظته وتوجيهه في غاية الأهمية
وفي كل الأحوال يبقى الاستبشار بهلاك المفسدين مشروعا
كفى الله أمتنا كل المستهزئين بنبينا وبسائر الأنبياء عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[13 Mar 2008, 01:19 ص]ـ
الحمد لله
فسواء كان ذلك ام لم يكن
فإني أسأل الله العظيم الجبار أنيعذبه عذابا شديدا في الدنيا و الاخرة
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[13 Mar 2008, 01:32 ص]ـ
الحمد لله
فسواء كان ذلك ام لم يكن
فإني أسأل الله العظيم الجبار أنيعذبه عذابا شديدا في الدنيا و الاخرة
أحترم موقفك، وأنت حر في ما تذهب. لكن أرجو أن تسمح لي بالقول بأن هذا موضوع آخر من المواضيع التي ظهر فيها اختلاف بيننا في الرؤية وطريقة المعالجة.
وأنا ممن يتوقفون، في مثل هذه المواقف، عند قوله تعالى:
(فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللّهِ إِلهاً آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)؟ [الحجر:92 - 99].
وما دعوت إليه هو الإعراض عن هؤلاء وأمثالهم، امتثالا لذلك.
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[14 Mar 2008, 07:01 م]ـ
بشرك الله بكل خير
ـ[جعفر المراكشي]ــــــــ[28 Mar 2008, 04:34 ص]ـ
نسأل الله ذا الجلال والإكرام أن ينصر نبيه عليه السلام، وكل من ناصردينه، ونبيه صلى الله عليه وسلم
ـ[جعفر المراكشي]ــــــــ[28 Mar 2008, 04:39 ص]ـ
نشرت قناة الجزيرة برنامجا حول حياة المجرم ... المسيء للحبيب عليه الصلاة والسلام، وأكد في هذا البرنامج أن نشره للرسوم جلب له المشاكل، والخوف من كل ما يدور حوله، مما اضطره إلى أن يغير مسكنه ست مرات.
والبرنامج أذيع يوم: 2008/ 03/26
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[31 Mar 2008, 07:28 ص]ـ
يقول المولى عز وجل إنا كفيناك المستهزئين
المشكلة ليست في الرسام فهذا ليس بجديد على أعداء الإسلام، وفي السيرة والقرآن ما يشير لذلك ولولا وجود الاستهزاء بالنبي ? وهو حي يرزق لما قال الله هذا الكلام.
المشكلة تكمن فينا نحن: والمثل يقول ك الابن العاق يجلب لأهله المسبة.
الغرب نظر في الإسلام فما وجد أهله في أي بقعة في الأرض يختلفون عن بعضهم في تطبيقهم لدينهم وتصرفاتهم، بمعنى: المسلم حيث وجد هو ذاته الذي يناقش القضايا بحدة وتسرع وربما بعنف، وعدم موضوعية، وهذا طبعا عند عامة الناس، ولا اقصد العلماء المخلصين الساهرين على نشر الحق بأحسن صورة،واسمحوا لي بذكر بعض هذه الصور لتوضح المراد:
- لقد صورنا الجهاد على انه قتال فحسب وان غايته القضاء على الكفر فقتلنا مفهوم الجهاد الذي يعد القتال جزء منه، والمتصفح لفقه القتال وشروطه وأحكامه سيجد انه ليس هو الصورة التي رسمت للجهاد اليوم.
- عندما ترى المسلم في الغرب يسرق البلد التي منحته الفيزا وهو كما هو معروف لديكم صورة لما نسميه في الفقه هو دخول لبلد الكفر بعقد أمان وميثاق وهنا يتذرع هذا المسلم بأن هؤلاء كفار وأموالهم غنيمة لنا، بالله عليكم هل قال ذلك احد من علمائنا الأجلاء، هل الرسول قال لنا ذلك، والله الإسلام براء من هذا، لقد فهم موضوع أن أموال الكفار التي نص على أنها غنيمة لنا في الحرب لا في حالة العهد والميثاق. مثل هذا التصرف جعلهم يسيؤن للإسلام في الوقت الذي يفي النبي ? بعهد قطعه أصحابه مع أعدائه: روى الحاكم: عن حذيفة رضي الله عنه قال: ما منعنا أن نشهد بدرا إلا أني وأبي أقبلنا نريد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذتنا كفار قريش فقالوا: إنكم تريدون محمدا، فقلنا: ما نريده، إنما نريد المدينة، فأخذوا علينا عهد الله وميثاقه لتصيرون إلى المدينة، ولا تقاتلوا مع محمد صلى الله عليه وسلم، فلما جاوزناهم أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرنا له ما قالوا وما قلنا لهم، فما ترى؟ فقال: «نستعين الله عليهم، ونفي بعهدهم» فانطلقنا إلى المدينة.
هذا محمد? الذي لا يعرفوه، لقد ترجم لنا التاريخ كيف فتح المسلمون العالم من خلال تمثيلهم لدينم بصدق واخلاص.
- عندما ترى الظلم الذي يمارسه المسلم على أخيه المسلم من مقاطعة لأخيه المسلم لأدنى خلاف فقهي أو يأكل له مالا لأدنى شبه، وباختصار خلاف ما قال الله عن أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام حين قال:
محمد رسول الله والذين آمنوا معه اشداء على الكفار رحماء بينهم سيماهم في وجوههم من أثر السجود
عندما ترى المسلم يأكل الربا ويريد أن ينصر النبي بأن لا يأكل ألبان واجبان الدنيمارك بحجة المقاطعة، بالله عليكمىلو لقينا الرسول الكريم وقلنا له لقد نصرناك بعد أكل أجبان وألبان من اساؤوا إليك في نفس الوقت نحن نأكل الربا الذي حرمته شريعتك ونأكل الإرث لأخواتنا وإخوتنا فهل هذه النصرة ترضيه؟! طبعا هذا ليس قدحا في فكرة المقاطعة ولكنها قراءة في فكر المسلم المقاطع فقط.
وهذا كله وغيره مما تعرفون هو الذي جعل الغرب ينظرون إلى نبيا بهذه الصورة.
قد تقولون ما علاقة اسائتنا وتقصيرنا في تطبيق ديننا بأن ينال من النبي ? فهنا أقول:
نظر الغرب في المسلمين فوجدهم في الأغلب الظاهر له أنهم على سواء في فهم دينهم فقال لولا ان نبيهم علمهم ذلك لما ظهروا بهذه الصورة، ونحن ندافع كلاميا عن النبي ? وننسى وصايا النبي لأصحابه في الفتوحات لا تعقروا نخلا ولا تقتلوا طفلا ولا امرأة ولا شيخا ولا راهبا في صومعة هو لم يقل لهم القوا الخطب والبيانات على الناس كوسيلة للدعوة
وإنما لسان حاله اظهروا الإسلام للناس بحسن تطبيقكم له.
أخيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
في قصة ثمامة التي يرويها البخاري عن ابي هُرَيْرَةَ ? قَالَ بَعَثَ النَّبِيُّ ? خَيْلًا قِبَلَ نَجْدٍ فَجَاءَتْ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ يُقَالُ لَهُ ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ فَرَبَطُوهُ بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ فَخَرَجَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ ? فَقَالَ مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ فَقَالَ عِنْدِي خَيْرٌ يَا مُحَمَّدُ إِنْ تَقْتُلْنِي تَقْتُلْ ذَا دَمٍ وَإِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ فَسَلْ مِنْهُ مَا شِئْتَ فَتُرِكَ حَتَّى كَانَ الْغَدُ ثُمَّ قَالَ لَهُ مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ قَالَ مَا قُلْتُ لَكَ إِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ فَتَرَكَهُ حَتَّى كَانَ بَعْدَ الْغَدِ فَقَالَ مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ فَقَالَ عِنْدِي مَا قُلْتُ لَكَ فَقَالَ أَطْلِقُوا ثُمَامَةَ فَانْطَلَقَ إِلَى نَجْلٍ قَرِيبٍ مِنْ الْمَسْجِدِ فَاغْتَسَلَ ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ يَا مُحَمَّدُ وَاللَّهِ مَا كَانَ عَلَى الْأَرْضِ وَجْهٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ وَجْهِكَ فَقَدْ أَصْبَحَ وَجْهُكَ أَحَبَّ الْوُجُوهِ إِلَيَّ وَاللَّهِ مَا كَانَ مِنْ دِينٍ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ دِينِكَ فَأَصْبَحَ دِينُكَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيَّ وَاللَّهِ مَا كَانَ مِنْ بَلَدٍ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ بَلَدِكَ فَأَصْبَحَ بَلَدُكَ أَحَبَّ الْبِلَادِ إِلَيَّ وَإِنَّ خَيْلَكَ أَخَذَتْنِي وَأَنَا أُرِيدُ الْعُمْرَةَ فَمَاذَا تَرَى فَبَشَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ ?وَأَمَرَهُ أَنْ يَعْتَمِرَ.
ألا ترون معي أن قضية ربط ثمامة بالمسجد تشير إلى أنه يريد أن يصحح لثمامة فكرته عن الإسلام ونبي الإسلام والمسلمين، فبربطه بسارية المسجد يتيح له فرصة ليرى المسلمين ونبيهم وإسلامهم على واقعه، لأن المسجد هو بيت العبادة والمتوقع أن صورة أصحاب هذا المكان ستكون افضل صورة لأنه مكان عبادتهم، وهنا لما منح الفرصة وبعي أكثر من يوم مربوطا هنا أطلق النبي صراحه ? فكأن لسان حاله مادمنا قد عرفناه واقعنا على ديننا فلنريه ديننا أيضا بصورة تسامحية سامية ليعذر النبي ? في إيصال الدعوة إلى ثمامة فلا يعتذر بعدم معرفته للآسلام أو أنه وصله مشوها ونحو ذلك.
ومن هذا المثال أجد أنيي وصلت لما أريد قوله وهو:
النصرة الحقيقة لنبينا ? إن كنا صادقين في محبتنا له وغيرتنا عليه تكون بتمثيل صادق لمبادئ هذا الدين واخلاقياته العاتاملية.
وعذرا على افطالة وما عندي من أمثلة ونماذج أكثر مما ذكرت وغايتي الفكرة وحسب ومن وجدني على خطأ فليصوب
لي واجره على الله
ـ[عبد العزيز حامد]ــــــــ[02 Jun 2008, 10:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم قاتل كفرة أهل الكتاب الذين سخروا من نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
اللهم أرنا فيهم يوما أسودا يا ذا الجلال والإكرام اللهم وقاتل كل من أعانهم
ياذا الجلال والإكرام
ـ[ش. خضر]ــــــــ[05 Sep 2008, 09:47 ص]ـ
نعم هذا ما يستحقه هذا الرسام الكافر عليه من الله مايستحق
وهذا ما اعده الله لمن يستهزء بالنبى
الم يقل ربك فى كتابه العزيز ((بسم الله الرحمن الرحيم))
((إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ))
سورة الفجر - الآية رقم - 14 الجزء رقم - 30 الصفحة رقم - 59
ـ[خالدالوهبي]ــــــــ[10 Sep 2008, 05:08 م]ـ
أول الغيث قطرة
الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات
ـ[إبراهيم محجب]ــــــــ[17 Oct 2008, 02:39 م]ـ
بشرك الله بالخير ..
اللهم أقرًّ أعيننا بهلاك من آذانا في جناب نبينا صلى الله عليه وسلم.(/)
صدر حديثاً (المشكلات البلاغية في الترجمات العبرية لمعاني القرآن) للدكتور عامر الزناتي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Mar 2008, 02:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر عن دار عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بالقاهرة الطبعة الأولى 2007م من كتاب:
المشكلات البلاغية في الترجمات العبرية لمعاني القرآن
للدكتور عامر الزناتي عامر
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/647da66aa0d107.jpg
ويقع الكتاب في 394 صفحة من القطع العادي، وقد ناقش الباحث في بحثه بعدين أساسيين:
أولهما بعض أوجه البلاغة العربية ومقابلاتها العبرية.
وثانيهما إمكانية ترجمة هذه الأوجه إلى اللغة العبرية، وذلك من خلال المقارنة بين ثلاث ترجمات عبرية لمعاني القرآن الكريم، هي ترجمة تسفي حاييم هيرمان ركندورف، وترجمة يوسف يوئيل ريفلين وترجمة أهارون بن شمش.
والكتاب حافل بالفوائد البلاغية والعلمية المتعلقة بالترجمة للغة العبرية على وجه الخصوص.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[14 Mar 2008, 04:47 م]ـ
بارك الله فيك أبا عبدالله
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[14 Mar 2008, 06:59 م]ـ
جزاك الله خيرا(/)
الدراسات الاستشراقية للقرآن الكريم لفضيلة د عباس أرحيلة
ـ[جعفر المراكشي]ــــــــ[21 Mar 2008, 07:56 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا بحث قيم لفضيلة الأستاذ الأديب عباس أرحيلة حفظه الله تعالى.
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[22 Mar 2008, 01:20 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[23 Mar 2008, 12:18 م]ـ
الدراسات الاستشراقية للقرآن الكريم
من جهود الدراسات الاستشراقية للنص القرآني
(مدرسة نولدكه)
فضيلة الدكتور: عباس أرحيلة – حفظه الله-
تمهيد:
لفظ الاستشراق له إطلاقان: الأول يُراد به البحث في تراث الشرق عامة، والثاني يُطلق على البحث في تراث الإسلام بشكل خاص. وعادة ما يراد بالاستشراق الدراسات الغربية المتعلقة بالشرق الإسلامي. والاستشراق ظاهرة ارتبطت بالعلاقات التاريخية الحضارية بين الشرق والغرب منذ كان الصدام بينهما إثر الفتوحات الإسلامية. فحينما انتشر الإسلام بسرعة أحس العالم المسيحي بالخطر، وحين فشلت الحروب الصليبية؛ ازداد الخوف من التيار الإسلامي؛ فبدأ التفكير في وقف ذلك التيار، والشروع في محاولات تشويه الإسلام والتشكيك فيه بتقديم صورة كريهة عنه، والبدء في عمليات التنصير. ومن هنا ارتبط الاستشراق في بداية تكوُّنه بالكنيسة، وبالحركة الصليبية عموماً، واعتبر المستشرقون الأوائل عملَهم نوعاً من الكفاح ضداً على العروبة والإسلام، وأصبح المراد بالاستشراق محاربة الإسلام.
وأكد المستشرق الألماني رودي باريت ( Rudi Paret 1901 - 1982) أن الهدف الرئيس من جهود المستشرقين في القرن الثاني عشر الميلادي وفي القرون التالية هو التنصير، وعرَّفه بأنه إقناع المسلمين بلغتهم ببطلان الإسلام، واجتذابهم إلى النصرانية (1).
ومنذ سنة 1412م أخذت حركة الاستشراق طابعها الرسمي بصدور قرار مجمع فيينا الكنسي القاضي بإنشاء كراسي للغة العربية في عدد من الجامعات الأوربية.
وبحلول العصور الحديثة اصطرعت في الدراسات الاستشراقية العوامل الدينية القائمة على التنصير والتبشير بالعوامل الاقتصادية الاستعمارية، واصطَبغ ذلك كله بالمظاهر السياسية المتأثرة بالبحوث العلمية. وهكذا امتدت ظاهرة الاستشراق وأخذت أبعاداَ وخلفيات، في المعاهد والجامعات الغربية، وهي وإن تأثرت بالدراسات اللاهوتية في مراحلها الأولى؛ فإن ضغوط الكنيسة بدأت تتقلص وتحل محلها الإديولوجيات الحديثة، وبدأت الدراسات الاستشراقية تتأثر بالمعارف المستحدثة. ومن هنا عرف الاستشراق تحولات ومنجزات في حقول المعرفة عامة، وفي حقول المعارف الإسلامية خاصة. و أثبتت الظاهرة الاستشراقية فاعليتها وحضورها المعرفي في أكثر البلدان الأوربية، وأصبح الاستشراق مادة علمية ممثلة بكرسي في كل جامعة.
وكان القرآن محط أنظار المستشرقين عموماً؛ لأنه هو مصدر القوة في حياة المسلمين، وهو منبع الرؤية في حضارة الإسلام. فهو الموجه لحركة الحياة عند المسلمين، ولمناحي التفكير لديهم، وهو الأصل الأول في معرفة حقيقة الإسلام. وهو الذي يُحدد علاقة الإسلام بالديانات السابقة، إذ هيمن على الكتب السابقة، واستصفى مقاصدها في رسالات السماء إلى أهل الأرض. وكما وقف مشركو قريش من القرآن، واعتبروه شعراً مرة، وسحراً أخرى، وكهانة مرة، وأساطير الأولين مرات، وكما رموا صاحب الرسالة بالافتراء والكذب تارة، وبالجنون تارة أخرى، وبحثوا له عن مصدر في الأرض؛ كانت جهود الاستشراق لا تخرج عن هذه التوجهات والتوجيهات التي استفاد منها كثير من العلمانيين في عالمنا العربي طيلة القرن العشرين، وما يزال بعضهم تشكل لديه منطلقات فكرية و" منهجية ". وباختصار ظل مشركو مكة والمستشرقون، ومن تتبعهم من أهل الإلحاد يعتبرون القرآن من تأليف محمد (صلى الله عليه وسلم). والملاحظ أن العداء التاريخي للإسلام ظل مترسبا في العقول، وأن نيرانه ظلت متقدة إلى اليوم. وسعت جهود الاستشراق في معالجتها لموضوع القرآن أن تطمس مقولة الوحي فيه، وأن تُثبت بشريته ليتسنى لها أن تُطفئ نوره بين سكان المعمور، ولم يتحقق شيء من ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي هذا التكريم لرجل سكنت لغة القرآن قلبه؛ فشغف بها وجعلها منتزها لفكره ووجدانه، في تكريم الأستاذ أحمد الشرقاوي إقبال، اخترت أن أتعرض لعناية المدرسة الألمانية بالقرآن لسببين: أولهما: أن البحوث الألمانية تحتل دور القيادة في صيرورة الدراسات الإسلامية في الغرب؛ إذ حققت جهودهم تأثيراً واسعاً في جل البحوث اللاحقة في الدراسات الاستشراقية، وعلى امتداد تاريخ الاستشراق المعاصر. وثانيهما لأن تلك البحوث قد أصبحت مرجعاً وعمدة في كل ما يتعلق بشؤون القرآن؛ توثيقاً وتأريخاً ومعرفة بعلومه. (وبلغني أن الأستاذ أحمد الشرقاوي كان قد ألقى محاضرة سنة 1967 بعنوان: جهود المستشرقين في خدمة التراث الإسلامي).
وموضوع كلمتي يتعلق بالمستشرق تيودور نولدكه ( Theodor Noldeke 1836 – 1931) ؛ شيخ المدرسة الألمانية التي عُنيت بالقرآن، وما كان لتلامذته من جهود في مجالات العناية بالقرآن الكريم.
أولا: الاستشراق الألماني وما تميز به عن غيره
بدأت عناية المستشرقين الألمان بحضارة الإسلام منذ أن اتصلت ألمانيا ببلاد الإسلام إثر الحملة الصليبية الثانية في عام 1147م، وخاصة بعد أن بدأ رجال الدين بترجمة الكتب العربية. فعندما تمت أول ترجمة للقرآن بين عامي 1141 – 1143م إلى اللغة اللاتينية، نجد أن هِرمان الدلماشي (الألماني H.Alemanus ) قد أسهم في هذه الترجمة إلى جانب كل من (روبرت الرتيني) وراهب إسباني عربي، وإن لم تُنشر هذه الترجمة لمعاني القرآن إلا بعد أربعة قرون (2).
وقبل القرن الثاني عشر تبادل (أتو الكبير) إمبراطور ألمانيا مع عبد الرحمن الناصر بالأندلس السفراء، وكان ذلك عام 956م. ويبدو أن الغاية من هذه السفارة هي معرفة اللغة العربية لعلها تساعد على ترجمة التوراة؛ لاشتراك العربية والعبرية في السامية (3).
وبدأت محاولة تدريس العربية مع العالم الألماني يعقوب كريستمان (1554 – 1613)؛ الذي وضع فهرساً موجزاً لبعض المخطوطات العربية، ووضع كرَّاساً لتعليم كتابة الحروف العربية. وترجم أجزاء من الإنجيل إلى العربية للتمرن على القراءة. وقد أعد بنفسه الحروف العربية في قوالب من الخشب للمطبعة التي كان غوتنبورغ قد اكتشفها حديثاً. وفي عام 1585 عُين كريستمان أستاذاً في جامعة هايدلبرج Heidelherg ، واقترح إنشاء كرسي للدراسات العربية بها بغية نقل الفلسفة والطب من مصادرها العربية ... ومات كرستمان دون أن يتحقق مشروعه.
وكان المستشرقون الألمان في مطلع القرن الثامن عشر يقصدون هولندا لتعلم اللغات الشرقية ومن ضمنها العربية، وبعد عودتهم أخرجوا الدراسات من جامعاتهم من نطاق التوراة إلى ميدان الثقافة العامة. وفي مطلع القرن التاسع عشر انتقلوا صوب فرنسا حيث كان دي ساسي Silvestre de Sacy ( 1758 – 1838) أستاذ العربية والفارسية في مدرسة اللغات الشرقية يُدرس بباريس؛ فتتلمذ له الألمان، وتأثروا به، ومن أشهرهم: فلايشر (1801 – 1888) وإفالد (1803 – 1875)، فعُدا من مؤسسي الدراسات العربية في ألمانيا (4).
ويلاحظ أن الاستشراق الألماني وضع نفسه خلال القرن الثامن عشر في خدمة اللاهوت المسيحي.
وكان يوهان جاكوب رايسكه Johann Jakob Reiske ( 1716 – 1774 ) أبرز مستشرق ألماني أسس الدراسات العربية في ألمانيا، وهو أول مستشرق ألماني وقف حياته على دراسة العربية والحضارة الإسلامية، ورأى أن اللغة العربية يمكن أن تُدرس لذاتها، في فترة لم يكن أحدٌ يهتم بالدراسات العربية. وكان له اهتمام واسع بالشعر العربي. وقد اعتبر نفسه شهيد الأدب العربي. وجاء في ترجمة حياته متحدثا عن المخطوطات " ليس عندي أولاد، ولكن أولادي يتامى بدون أب؛ وأعني بهم المخطوطات " (5).
وهو يرى " أن ظهور (النبي) محمد وانتصار دينه هما من أحداث التاريخ التي لا يستطيع العقل الإنساني إدراك مداها، ويرى في ذلك برهاناً على تدبير قوة إلهية قديرة " (6).
ولعل المستشرق رايسكه أول من واجه علماء اللاهوت ودعا إلى دراسة العربية بصورة مستقلة، ووقف في وجه ما أشاعه المستشرق الهولاندي أدرينوس غولَندوس المتوفى في عام 1718 من كون اللغة العربية لهجة عبرية، وتابعه في رأيه هذا المستشرق الهولاندي ألبير شولتنس Albert Schlntens ( 1686 – 1750 ) .
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنذ أواسط القرن التاسع عشر، حاول الاستشراق اكتساب صفة " العلمية "، وبدأ يتحلى بالموضوعية، ولو بصورة نسبية، عندما تحول إلى علم قائم على النقد التاريخي، فلم تعد غايته البرهنة على ضعة العالم العربي الإسلامي؛ وإنما حاول أن يطبق المعيار النقدي على تاريخ الإسلام كما يطبقه على تاريخ فكره الخاص. ولاحظ المستشرق الألماني " رودي باريت " أنه لم تتأتَّ له هذه العلمية " إلا عندما تأكد استعداد الناس للانصراف عن الآراء المسبقة، وعن كل لون من ألوان الانعكاس الذاتي، وللاعتراف لعالَم الشرق بكيانه الخاص الذي تحكمه نظمه الخاصة، وعندما اجتهدوا في نقل صورة موضوعية له ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا " (7).
وقد تميز الاستشراق الألماني بجمع المخطوطات ونشرها وفهرستها. مع اهتمام خاص بالجانب الفيلولوجي والصوفي والأدبي، وعناية بوضع معاجم في اللغة العربية، ودراسته لجوانب الفكر العربي الإسلامي في القديم خاصة. وكان الانشغال بالنص القرآني مما تميزت به جهود الألماني عن باقي جهود المستشرقين الآخرين. وذكر د. عبد الرحمن بدوي أن أقدم ترجمة ألمانية عن النص العربي مباشرة هي ترجمة دافيد فريدرش ميجرلن، الأستاذ في جامعة فرنكفورت، وظهرت سنة1772 (8).
وعدد ترجمات معاني القرآن إلى الألمانية تصل إلى حوالي اثنتين وأربعين ترجمة. لعل آخرها ترجمة رودي باريت (1966)، وقد اعتبرت أحسن ترجمة للقرآن الكريم.
ويلاحظ أن الاستشراق الألماني تميز بحضور كثير من أعلامه بجامعة القاهرة خاصة: برجتراسر Bergstrasser ( 1886 – 1933 ) – إنو ليتمان E Littman ( 1875 – 1958 ) – جوزيف شاخت Joseph Schart ( 1902 - 1969). وفي أواخر الثلاثينيات وأوائل الأبعينيات من القرن العشرين كان من الوافدين اليهود على القاهرة الفارين من النازية الألمانية: بول كراوس Paul Kraus ( 1904 – 1944 ) – وماكس مايرهوف Max Meyerhof (1874 – 1945 ) ، وكانت لهما عناية بالفلسفة والعلوم الإسلامية.
وعُين إلى جانب هؤلاء في مجمعي اللغة العربية بالقاهرة ودمشق: كل من هارتمان Hartmann ( 1851 – 1918 )- أوجست فيشر August Fisher( 1865 – 1949) – وكارل بروكلمان Carl Brockelmann ( 1868 – 1956 ) – وهلموت ريتر Hellmut Ritter ( 1892 – 1971 )... وقد تولى المستشرق الألماني فيلهيلم شبتا W.Spitta ( 1853 – 1883 ) سنة 1875 إدارة دار الكتب المصرية، وفهرس مخطوطاتها في نحو أربعين صفحة.
وقد لاحظ بعض المتتبعين لحركة الاستشراق الألماني أنه تميز يما يأتي:
1 – حياد نسبي عن الغايات السياسية أو الاستعمارية أو الدينية. فهو في عمومه لا ينطلق من خلفيات إديولوجية استعمارية. فألمانيا لم تكن لها مستعمرات في البلدان العربية أو الإسلامية. كما أنها لم تُعنَ بنشر المسيحية، أو بالأحرى لم يترك الفرنسيون والإنجليز للألمان حرية العمل في هذا الحقل. ومع هذا، يصعب وصف الجهود الألمانية بالحياد المطلق، والموضوعية النزيهة. فهذا المستشرق الألماني رودي بارت المتوفى سنة 1982، يؤكد بموضوعية أنه " من التعسف أن يظن المرء أن في إمكانه أن يُعالج جهود الألمان على أنها مطلقة، وأن يَفصلها عن ارتباطها بالأوشاج والأربطة العالمية " (9).
فهذا المستشرق الأماني بيكر (كارل هينريخ Bekker Karl Heinrch: 1867 – 1933 ) ، مؤسس مجلة إسلام، قام بدراسات تخدم الأهداف الاستعمارية الألمانية في إفريقية، وقد ذكر نجيب العقيقي أنه قد استُعين به في وزاراة الخارجية (1916)، واختير وزيراً لها (10).
2 – روحه المسالمة الخالية من العدائية للعنصر العربي، وغلبة الروح العلمية التي تبتعد عن الأغراض، وتتقصى الحقائق بتجرد وموضوعية؛ حيث إن المستشرقين الألمان لم يتعمدوا تشويه الحضارة الإسلامية العربية، بل كثيراً ما نجدهم يُقدرون التراث الإسلامي العربي، ويُبدون إعجابَهم به.
3 – اهتمامه بالقديم والتركيز على دراسة التراث الإسلامي العربي وتاريخ الحضارة الإسلامية. وإذا كان الإسلام قد استقطب اهتمام المستشرقين؛ فإن ما ميز الاستشراق الألماني أيضاً هو أنه أصبح مصدراً وعمدة في الدراسات القرآنية لدى المستشرقين الأوربيين عامة (11).
ثانيا: تيودور نولدكه (1836 – 1931): لمحة عن حياته وآثاره
(يُتْبَعُ)
(/)
نولدكه هو أحد أقطاب الاستشراق الألماني، وشيخ الألمان بدون منازع، به انتهت الحقبة الزاهية للاستشراق الألماني. وقد جعل مدينة ستراسبورغ في نهاية حياته مركزاً للاستشراق الأوربي. وحصيلة جهوده في مجال دراسة النص القرآني؛ أصبحت عمدةً ومنطلقاً للدراسات القرآنية في أوربا، وأصبحت تنبني عليها أخطر النتائج في مجالات الدراسات الإسلامية. فقد كان أكبر متخصص في علوم القرآن في أوربا كلها.
أ – مسيرته العلمية:
ولد ثيودور نولدكه في هاربورغ سنة 1836 في أسرة شغل أفرادُها مناصب علمية وإدارية. درس اليونانية واللاتينية على والده. وتمكن من اطلاع واسع على الآداب اليونانية. تسجل في كلية غوتنجن Gottingen سنة 1853، فأتقن ثلاث لغات سامية هي: العبرية، والسريانبة، والعربية. كما تعلم اللغة الفارسية والتركية والسنسكرتية على أستاذ اللغات الشرقية: هانيريش إفالد H. Ewald ( 1803 – 1875) ؛ ليصبح مستشرقاً.
وحصل على الدكتوراه سنة 1856 برسالة له باللاتينية تناول فيها " أصل القرآن وتركيب سوره "، وهو في سن العشرين. وفي سنة 1860، ترجم رسالته هذه إلى الألمانية بعد تنقيحها ووضع لها عنوان " تاريخ القرآن "، وهذه الطبعة توسع فيها جدا فيما بعد بالتعاون مع تلميذه شفالي. ثم بدأت رحلاته العلمية إلى ليبزيج وفيينا وليدن وبرلين؛ وذلك لاستكمال دراسته والوقوف على المخطوطات:
كانت له زيارة إلى فيينا (1856 – 1857)، تمكن خلالها من الاطلاع على المخطوطات العربية، وبعد ذلك كان له اتصال بكثير من المستشرقين الهولنديين: رينهارت دوزي Reinhart Dozy ( 1820- 1883 ) ويونبول Jnynboll ( 1832 – 1890) ...
وببرلين (1858 – 1860) اشتغل مساعداً بمكتبة برلين. وكُلِّف بوضع فهرست للمخطوطات التركية هناك.
وفي سنة 1961 عُيِّن مُعيداً في جامعة جوتنجن فكلَّفه إفالد بإلقاء دروس في التفسير للعهد القديم ودروس في نحو اللغة العربية.
وسمي أستاذ كرسي للغات السامية والسنسكرتية في جامعة كييل (1864 – 1872).
ثم عُين أستاذاً للغات الشرقية في جامعة ستراسبورغ بين 1873 و 1920 فجعلها مركز للدراسات الشرقية في ألمانيا. وبالرغم من أن المدينة أصبحت فرنسية بعد الحرب العالمية الأولى؛ فإن أحداً لم يجرؤ على طرده منها؛ لكونه جعل من ستراسبورغ مركز الاستشراق الأوربي في تلك الحقبة. وفي سنة 1920 انتقل إلى مدينة كارلسرويه (منطقة الرين الأعلى) وقضي هناك سنواته الأخيرة عند ابنه الذي كان آنذاك مديراً للسكك الحديدية، إلى أن توفي سنة 25 ديسمبر 1930 (12).
ب – أعمال نولدكه وآثاره:
ترك في عمره المديد (94 سنة) حوالي سبعمائة بحث فضلا عن أربعة وعشرين كتابا. وقد وضع المستشرق بيكر فهرسا كاملا عن أعمال نولدكه. ويحتوي على أكثر من 700 عنوان في مجلة الإسلام: 1932. ولعل من أهم الأسباب التي مكنت نولدكه من بلوغ تلك المكانة العلمية، وتلك الشهرة التي حظي بها في حياته وبعد مماته؛ اطلاعه الواسع على أهم المخطوطات في اللغات السامية، وانكبابه على دراسة القرآن في ضوء تعمقه لتلك اللغات وعلى دراسته للشعر العربي القديم، وعنايته باللغة والنحو العربيين، مع التزامه بمنهج صارم طغى على تعامله مع الحقائق. " وقد طبق منهجا تحليلا على العهد القديم أثار عليه ضجة داخل أروقة جامعة كييل " (13).
وإلى جانب رسوخه في علوم القرآن، وإسهامه في وضع أسس البحث العلمي للدراسات القرآنية التي جاءت بعده؛ فقد كانت له مشاركة فعالة في حقول قريبة من مجال القرآن الكريم.
(1) في مجال المعجم العربي:
سجل نولدكه على نسخته الخاصة من معجم فرايتاخ G. Fretag ( 1788 – 1861) [ وهو معجم لاتيني في أربعة أجزاء نشره في هاله: 1830 – 1837] أمثلة كثيرة جدا نتيجة اشتغاله بالنصوص العربية. وقام يورج كريمر J. Kraemer ( 1917 - 1961 ) ببحث المواد التي سجلها نولدكه، ونشرها في " معجم استشهادات للغة العربية الفصحى: إعداد نولدكه " 1952 - 1954 – (14).
(2) في مجال الشعر العربي:
(يُتْبَعُ)
(/)
إن المتتبع لجهود المستشرقين في دراساتهم للتراث العربي تُلفته عناية المستشرقين بالشعر العربي القديم، لمكانة ذلك الشعر في نفوس العرب وتاريخهم. ولما له من أهمية في فهم الذهنية العربية، وما له من خطورة في فهم التراث العربي القديم عموماً، وإدراك خفايا القرآن الكريم على وجه الخصوص.
لقد أدرك المشتغلون بتراث الشرق الإسلامي أن تاريخ الشعب المسلم العربي، في صيرورته التاريخية وتطلعاته المستقبلية؛ مشدود إلى قطبين أساسيين، يُحركان وجودَه، ويًحددان مصيره؛ هما: القرآن ولغة هذا القرآن.
وكتابه " مختارات من الشعر العربي " جمع فيه باقة من ديوان الشعر العربي حتى نهاية العصر الأموي؛ لاستعمالها في أغراض الدرس. وذكر المستشرق الألماني رودي بارت أن الكتاب ما يزال معتمداً في الجامعات يدرس فيه الطلاب المتخصصون [طبع سنة 1890، وأعيد طبعه سنة 1933، 1965، وقد زوده أغست مولّر August Muller(1847 – 1892 ) بمعجم] (15).
أما ثمرة دراساته للشعر القديم، فقد أودعها في كتابه " أبحاث لمعرفة شعر العرب القدماء ": 1864؛ وهو يتألف من عدة مقالات وترجمات. وقد ترجم الفصل الأول منه د, عبد الرحمن بدوي في كتابه: " دراسة المستشرقين حول صحة الشعر الجاهلي " [بين ص17 – 40]، وهو يحمل عنوان: " من تاريخ الشعر العربي ونقده ". وقد ختم نولدكه هذا الفصل بفقرة جديرة بالتأمل والانتباه، عبر فيها عن تفاعله مع الشعر العربي الجاهلي حين وجده عظيما وجميلا في نطاق حدوده؛ " وتسري فيه روح الرجولة والقوة، روح تهزنا هزا مزدوجا إذا ما قارناه بروح العبودية والاستخذاء التي نجدها في كثير من الشعوب الأسيوية الأخرى:
سأغسِلً عني العارَ بالسيف جالباً عليَّ قضاءُ الله ما كان جالبا
بهذه الكلمات يمضي العربي الحر إلى ساحة القتال ولقاء الموت. هذه الروح الرجولية التي تتجلى في قصائد الأعراب القدماء ساكني الصحراء، يُمكن أيضا أن تكون قدوة نحتذي نحن به. والآن يبرز أمام الشعب الألماني السؤال عما إذا كان قد عقد العزم على أن يغسل بدمه العار القديم " (16).
وقد ترجم وشرح قصائد عروة بن الورد 1963، وترجم وشرح خمساً من المعلقات: 1899 – 1901.
(3) في مجال النحو العربي:
أسهم نولدكه في النحو العربي بدراسات قيمة، خاصة بالدراسة التي ظهرت في مذكرات أكاديمية فيينا عام 1897: " في نحو اللغة العربية الفصحى " وقد حدد فيه الأمثلة ووضع القواعد وما شذ عنها. كما تميز بمجموعة هائلة من النصوص التي انتخبها وأثبتها في مذكراته لأهميتها النحوية (أعيد طبع الدراسة سنة 1963) (17).
(4) في مجال السيرة النبوية وتاريخ الإسلام:
كتب في مجال السيرة المحمدية كتاب: " حياة محمد عرض مبسط مستمد من المصادر " سنة 1863، واعتُبِر الكتاب نموذجاً لما ينبغي أن يكون عليه عرض تاريخي علمي معتمد على المصادر وفي متناول القراء.
وفي مجال تاريخ الإسلام اضطلع بالجزء الخاص بالساسانيين عند إخراج طبعة ليدن النموذجية لتاريخ الطبري، وأشفعها بترجمة ألمانية هي " تاريخ الفرس والعرب في عصر الساسانيين " عام 1879.
ثالثا: نولدكه والنص القرآني
(1) العناية بالقرآن قبل نولدكه: تتميز أقسام الدراسات الشرقية في الجامعات الألمانية بقراءة النصوص القرآنية؛ إذ تُتاحُ لكل طالب فرصة اختيار نصوص من القرآن.
ولابأس من الإشارة إلى الدراسات القرآنية السابقة والمعاصرة لنولدكه:
أ - وفي سنة 1746 نقلت ترجمة القرآن من الإنجليزية إلى الألمانية، وصاحب الترجمة الإنجليزية هو المستشرق الإنجليزي جورج سيل George Sale (1697 – 1736) ، وقد صارت ترجمته عمدة في تاريخ الدراسات القرآنية، وراجت رواجا عظيما خلال القرن الثتامن عشر.
ب - فريدريك روكت Friedrich Ruckert ( 1788 – 1866)، ترجم قسماً من القرآن الكريم إلى الألمانية، طبعه بعد وفاته المستشرق الألماني أوغست مولّر، فرنكفورت، 1888، وقد قيل: إن هذه الترجمة أقرب إلى بلاغة القرآن من سائر الترجمات الأخرى (18).
(يُتْبَعُ)
(/)
ج - غستاف فلوجل Gustav Flugel ( 1802 – 1870 ) ، وضع طبعةً للنص العربي للقرآن (ليبزيج Leipzig : 1834 – ط2، 1842، ط3، 1885) صارت هي المعتمدة عند المستشرقين من ذلك الوقت إلى اليوم، على الأقل في ترقيم آيات القرآن، كما وضع أول معجم مفهرس لألفاظ القرآن الكريم، مع ذكر رقم السورة والآية التي ترد فيها، وأسماه " نجوم الفرقان في أطراف القرآن " في مدينة ليبزيج عام 1934، وقد أسدى من خلاله خدمة جلى للباحثين عموما (وقد اعتمده فؤاد عبد الباقي في كتابه " المعجم المفهرس للقرآن الكريم "، وتعقب عليه ما فاته). [وفلوجل هو ناشر كتاب الفهرست لابن النديم وكشف الظنون في أسماء الكتب والفنون لحاجي خليفة] –
د - غوستاف فايل Gustav weil ( 1808 – 1889 ) وضع الأساس لعلوم الإسلام في القرن التاسع عشر، وذلك في كتاب " النبي محمد: حياته وتعاليمه " (اشتوتجر 1843)، وذكر د. عبد الرحمن بدوي أن كتابه هذا كان أشد الكتب تحاملا على النبي، وبعداً عن الموضوعية العلمية والدقة التاريخية. وكتابه " مدخل تاريخي نقدي إلى القرآن " (1844)، قسم فيه القرآن إلى ثلاث مراحل بالإضافة إلى مرحلة مدنية (وقد بنى نولدكه هذا التقسيم)، وزعم فايل وهو يهودي الديانة) أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرف القراءة والكتابة (19).
(2) أطروحة نولدكه: " تاريخ النص القرآن "
كان موضوع أطروحته هو " أصل القرآن وترتيب سوره "، قدمها سنة 1858. ولما أعلنت أكاديمية باريس عن جائزة، لبحث يكتب في موضوع القرآن؛ رحل في طلب المزيد من المصادر لرسالته، وتوسع فيها، ثم أرسل مساهمته بعنوان " تاريخ القرآن " إلى مسابقة تلك الأكاديمية (مجمع الكتابات والآداب في باريس). فنال الجائزة سنة1858 (تقاسم الجائزة هو وشبرنجر ( Spenger : 1813 – 1893) ، والمستشرق الإيطالي وميكليه أماري ( Michele Amari : 1806 – 1889) عن بحثه " الترتيب الزمني لآيات القرآن " Memoire sur la Cronologie du Coran . وبعد أن أعاد نولدكه النظر في تلك الرسالة، ترجمها إلى الألمانية، ونشرها بعنوان: " تاريخ النص القرآني " سنة 1960.
وظهرت الطبعة الثانية من الكتاب وقد زيدت ثلاث مجلدات في عام 1909 و 1919 و 1938. وقد أسهم في إنجاز كل من تلميذه المستشرق شفالّي SCHWALLY الذي أصدر في مجلدين (ليبزيج 1909 – 1919)، فلما مات قام برجتستريسر وبريتسل بإخراج الجزء الثالث منه بعنوان " تاريخ النص القرآني ". وسأخص تلامذة نولدكه هؤلاء بكلمة قصيرة، بعد تقديم " تاريخ القرآن " والتنبيه على مدى ما كان له من أثر في توجيه أفكار كثير المستشرقين.
وكتاب " تاريخ النص القرآن " عبارة عن عرض تاريخي مفصل لكل ما يتصل بالقرآن منذ نزول الوحي حتى آخر طبعة ظهرت في القرن التاسع عشر. خصص الجزء الأول للسور المكية والمدنية. وتطبيقاً للمنهج التاريخي تابع نولدكه " فايل " في تقسيمه للسور زمنيا إلى ثلاث فترات مكية وفترة مدنية (وهو تقسيم لقي استحساناً عند كثير من الباحثين)، كما حدَّد في هذا الجزء مميزات السور المكية والمدنية؛من حيث الأسلوب والمضمون. أما الجزء الثالث فقد خصصه لمعالجة تاريخ القرآن (21). وبذلك أعاد نولدكه ترتيب القرآن زمنيا على غير الطريقة الإسلامية، فأصبح الترتيب الذي انتهجه نولدكه يشغل أذهان المستشرقين جميعاً، ويُعلقون عليه أخطر النتائج في عالم الدراسات القرآنية (24).
فالبحث في تاريخ القرآن هو بحث في توثيق النص القرآني: ملابسات نزوله، جمعه وتدوينه، قراءاته ... والغاية ربطه بمناخه العام؛ لإثبات بشريته.
ويعتبر هذا الكتاب أخطر كتاب أنتجه الغرب في تاريخه مع تعامله مع النص القرآني، ويكفي هذا الكتاب شهرة ومكانه أنه أصبح عمدة في فرع تخصص " قرآن "، وأنه أصبح ملاذا للمستشرقين، وعلى من يريد الاشتغال علميا بالقرآن على أي نحو من الأنحاء. وذكر د. ميشال جحا أنه أصبح راسخ القدم في العلوم القرآنية، وأنه وضع أسس البحث العلمي للدراسات القرآنية التي جاءت من بعده (20).
(يُتْبَعُ)
(/)
وكتاب نولدكه يعتبره أبو عبد الله الزنجاني في كتابه " تاريخ القرآن " من أهم ما ألفه الإفرنج في تاريخ القرآن؛ إذ بحث فيه صاحبه بتضلع عميق. وحاول أن يكون موضوعيا بقدر الإمكان. وقد تناول البحث حقيقة الوحي والنبوة وما بينهما من علاقة، وحاول ربط السيرة النبوية بتاريخ السور مكيها ومدنيها، كما تناول حكمة نزول القرآن وأسباب نزول الآيات وغيرها من الموضوعات (22).
وأما بلاشير REGIS BLACHERE ( المستشرق الفرنسي 1900 – 1973) فيرى أنه بفضل نولدكه ومدرسته أصبح ممكنا من الآن فصاعدا أن نوضح للقارئ غير المطلع ما يجب أن يعرفه عن القرآن؛ ليفهمه بتوعية، وليتخطى القلق الذي ينتابه عند اطلاعه على نص يغلب عليه الغموض (23).
يبدو أن عناية نولدكه بالنص القرآني كانت وراء شهرته، ولا شك أن جهوده في حقل الدراسات القرآنية ظلت معلمة بارزة في أعمال المستشرقين على الإطلاق. وإن القارئ لدائرة المعارف الإسلامية يُثير انتباهه حقا مكانة نولدكه عند كتاب مواد الدائرة؛ إذ تراهم يعتبرونه عمدة وحجة في كل ما يتعلق بقضايا النص القرآن. وقد اتضح لي أن كتابه " تاريخ القرآن " هو أخطر بحث أُنجز في الدراسات الألمانية في بابه؛ لما كان له من تأثير وإشعاع، وحضور دائم في كل الدراسات التي تعرضت بعده للنص القرآني. وقد أشرت إلى أن موضوع أطروحته، كان " أصل القرآن وترتيب سوره " (1858).
كان المستشرق الألماني غوستاف فلوجل (1802 – 1870) أول مًن وضع فهرسا أبجديا لمفردات القرآن مع ذكر رقم السورة ورقم الآية التي ترد فيها. وأسماه " نجوم الفرقان في أطراف القرآن " (وقد كان نواة صالحة اعتمدها الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي في وضع " المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم " تعقب عليه ما فاته، واستدرك فيه ما خفي عليه من وجه الصواب). ومما يتمم كتابه " تاريخ النص القرآن " دراسته " في لغة القرآن" التي نشرت في مجموعة " مقالات جديدة في علم اللغات السامية " 1910. وقد ضمت تلك الدراسة المواضيع الآتية: " القرآن والعربية: خصائص أسلوبية، وخصائص تكوين الجمل في لغة القرآن " و " كلمات أجنبية مستعملة عن عمد وعن غير عمد في القرآن ".
وفي " موضوع " القرآن والعربية " نقد نولدكه ما روَّج كارل فولرس K. Vollers ( 1850 – 1909 ) في كتابه " لغة الكتابة واللغة الشعبية في بلاد العرب قديما ". فقال إن النص الأصلي للقرآن كان مؤلفا بلهجة من اللهجات كانت سائدة في الحجاز وكانت خالية من الإعراب. وقد أذاع فولرس أن القرآن كان في بادئ الأمر بلسان عامة قريش وأن القرآن قد عُدِّل وهُذب حسب أصول اللغة الفصحى في عصر ازدهار اللغة العربية (25).
ومما يُلاحظ أن كُتاب دائرة المعارف الإسلامية من المستشرقين اعتمدوه، كما اعتمده كُتَّاب سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ببعض اللغات الأجنبية، وهناك نقول من كتاب نولدكه استفاد منها الباحثون عامة في مجالات الدرس القرآني. ولا يخفى أن أهم ما بحثه المستشرقون في الدراسات القرآنية هو موضوع تاريخ القرآن: لغته، نزوله، تدوينه، قراءته ... وينبغي التذكير بأن المنهج التاريخاني الاستشراقي وجد ضالته خلال القرن التاسع عشر في محاولات إعادة ترتيب السور القرآنية في ضوء الظروف والمناسبات التي مرَّت منها الدعوة الإسلامية ... فذهب البحث يرصد أخبار تدوين القرآن، ويتتبع تحركات الوحي، ويُفتش في أسباب النزول؛ وهو مشدود إلى الأرض يبحث عن ظاهرة يُؤكد بها بشرية القرآن.
رابعا: دعاوى وأوهام في آراء نولدكه
(1) تناقضه في شأن دقة النص القرآني
حول توثيق النص القرآني، يلاحظ أن موقفه لا يخلو من تناقض واضطراب، فهو قد لمح إلى وجود التحريف في القرآن في كتابه " تاريخ النص القرآني "؛ وذلك حين كتب فصلا بعنوان: " الوحي الذي نزل على محمد ولم يُحفَظ في القرآن "، ثم نجده يًصرح بالتحريف في مادة " قرآن " بدائرة المعارف الإسلامية، حين يقول: " إنه مما لا شك فيه أن هناك فقرات في القرآن ضاعت "، وفي مادة " قرآن " في دائرة المعارف البريطانية يُقرر مسألة التحريف في القرآن فيقول: " إن القرآن غير كامل الأجزاء ".
(يُتْبَعُ)
(/)
وتناقض نولدكه يبدو في موقفه من المستشرق الألماني " فولرس " الذي زعم أن القرآن مؤلف بلهجة قريش، وأنه عُدِّل حسب أصول اللغة الفصحى في عصر ازدهار الحضارة العربية؛ فانبرى إليه نولدكه يرد عليه موضحاً أن كلامه عارٍ من الصحة والتحقيق العلميين (26).
ويبدو أن نولدكه أسهم بشكل قوي في ترسيخ مسألة التحريف في الفكر الاستشراقي؛ فقد فتح الطريق أمام تحريف القرآن.
ويجد الباحث أصداء تلك الدعوى في أعمال المستشرقين، ومن خلالها انتقلت إلى أذهان كثير من الأوربيين. ويتضح فيما كتبه المستشرق "بول " في دائرة المعارف الإسلامية الألمانية (مادة " تحريف). وقد اعتبر " بول " التحريف تغييرا مباشرا لصيغة مكتوبة، وأن الأمر الذي حدا بالمسلمين إلى الاشتغال بهذه الفكرة هو ما جاء بالقرآن من آيات اتهم فيها محمد صلى الله عليه وسلم اليهود بتغيير ما أنزل إليهم من كتب، وبخاصة التوراة. ولكن عرضه للوقائع والشرائع التي جاءت في التوراة انطوى على إدراك خاطئ أثار عليه النقد والسخرية من جانب اليهود، فكان في نظرهم مبطلا.
وقد أثار الكاتب دعاوى لم يستطع أن يُدلِّل على صحَّة واحدة منها على الإطلاق ... وصاحبه في بحثه انحرافٌ وإسرافٌ لا يَمتّان إلى استكناه الحقيقة بصلة، وقد تفضَّل بالرد على أغلب هفواته الأستاذ أمين الخولي في هوامش دائرة المعارف الإسلامية.
(2) فواتح السور: ومما يَغمِزُ به نولدكه دقة النص القرآني؛ ادعاؤه الغريب أن أوائل السور دخيلة على هذا النص. ففي الطبعة الأولى في كتابه "ّ تاريخ القرآن " بالاشتراك مع شافلي، تظهر- لأول مرة فكرة في تاريخ الدراسات القرآنية - فكرة لا ترى في أوائل السور إلا حروفا أولى أو أخيرة مأخوذة من أسماء بعض الصحابة الذين كانت عندهم نُسَخ من سور قرآنية معينة. فالسين من سعد بن أبي وقاص، والميم من المغيرة، والنون من عثمان بن عفان، والهاء من أبي هريرة، وهكذا. فهي- عنده – إشارات لمن كانوا يملكون تلك الصحف، وقد تُركت في مواضعها سهواً، وبمضي الزمان أُلحقت بالقرآن.
ويبدو أن نولدكه شعر بخطأ فكرته فرجع عنها، وأن شافلي أهملها وأغفل ذكرها فيما بعد في الطبعة الثانية، لكن المستشرقين " بُهُل " و" هرسفيلد" قد تحمَّسا لها من جديد وتبَنَّيَها مُتغافليْن عن مدى بُعدها عن المنطق السليم (27).
تجنيه على الأسلوب القصصي في القرآن
نولدكه يُبدي إعجابَه بالإعجاز البياني للقرآن، ونجد ه دقيقاً وعميقاً، يأخذك الإعجاب بموضوعيته ومنهجيته، واطلاعه الواسع، ثم سرعان ما يتغيَّر؛ فيسعى إلى التدليس والتجريح، وأنت في غمرة الإعجاب ... وتتبدى لك بضاعته في تذوق أساليب القرآن، وتحس بالسموم الاستشراقية الدفينة تجري في كيانه، وترى المنهجية والموضوعية تتهاوى وتتساقط.من ذلك انه وجد في قصص القرآن انقطاعا وبترا يفسدان ترتيب الأخبار وتسلسلها، ويعرضها إلى الغموض. وهو موقف نابع من تشبع وجدانه بأسلوب القصة في التوراة، ونابع من جهله بخصوصيات القصة القرآنية، وتناغم أسلوب الوحي مع مقاصد السماء والأرض. وقد راجعه أنيس المقدسي، فرد عليه قائلا:" ولا يجوز مقابلة هذا الأسلوب بأسلوب القصة في التوراة لاختلاف الغرض فيهما. ففي التوراة عدا أسفار الأنبياء والأمثال والأناشيد الروحية، حوادث تاريخية منظمة تجري الأخبار مجراها الواضح العادي. أما القرآن فإنه يشير إلى الحوادث التاريخية بوثبات ومجملات روحية خطابية لا يقصد بها تسلسل الخبر، بل يقصد بها إلى التذكير والتهويل. ولذلك ترد مرارا بحسب ما يقتضيه الكلام، وكثيرا ما ترد على سبيل الإشارة والتلميح. والنسق الخطابي يقتضي التكرير كما هو معروف " (28).
كما انتقد نولديكه اضطراب الأسلوب القصصي في القرآن، انتقد تكرير بعض الألفاظ والعبارات تكريرا لا مسوغ له في رأيه، وأشار إلى كثرة انتقال القرآن في خطاباته من صيغة إلى أخرى، ومن حال إلى حال؛ فمن غيبة إلى خطاب، ومن ظاهر إلى مضمر، وبالعكس، واعتبر ذلك مجالا للتجريح.
(يُتْبَعُ)
(/)
الحق أن للرجل ثغرات تبعد صاحبها عن التمعن والتدقيق وروح الإنصاف وتجعله متطرفا " ومرده في هذا – مع حسن الظن - إلى عدم تمرسه بضروب البلاغة العربية ... ولعل في آرائه مزيجا بين الهراء والدس الذي لا يحمد عليه اسم مثله. ومتى كان العالم جانبيا في التفكير، أو هامشيا في التعليق، أو سطحيا في الاستنتاج، أخذت عليه هذه المآخذ الفجة " (29).
لا ننسى أن نولدكيه تتلمذ لهنريخ إيفالد 1803 - 1875 وهو لاهوتي في تكوينه، كرس أعماله الأولى لترجمة العهد القديم، وحاول توسيع أفق اللاهوت عن طريق اللغات. ونولدكه طبع بتربيته، وطبق في أحد كتبه مناهج التحليل حول العهد القديم، وهي تحاليل أثارت ضجة في الجامعة. والغريب أن ايفالد يعيب على نولدكيه منهجه التأملي (30).
وعلى أي فإن جهود الاستشراق تضاءلت أمام بلاغة القرآن، فقد أضاع المستشرقون المفاتيح البيانية للدخول إلى رحاب القرآن يوم قالوا ببشريته؛ مما أنساهم قدس الوحي وربانيته، فراحوا يبحثون في سيرة الرسول الكريم لعلهم يعثرون عن مصدر للقرآن ...
ولا عجب أن بتسرب القوم إلى أدق خفايا سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وإلى أدق خفايا تاريخ الإسلام. وتقوم جماعة من المستشرقين، في طليعتها سخاو Sachau ( 1845 – 1930 ) بنشر كتاب الطبقات لابن سعد؛ الذي يُعد مرجعاً هاماً للعصور الأولى من التاريخ الإسلامي (31).
ومن الرسائل الجامعية المقدمة في ألمانيا أذكر:
- رسالة غوستاف فايل (1808 – 1889) بعنوان " مدخل تاريخي نقدي للقرآن "
- رسالة فرانكيل (1855 – 1909) " الكلمات الأجنبية في القرآن "، ليدن 1878.
- رسالة برجشترسير " حروف النفي في القرآن "، ورسالته للأستاذية " معجم قراء القرآن وترجماتهم ".
ويمكن الإشارة إلى بعض الجهود الألمانية في مجال الدراسات القرآنية:
فرايتاخ (1788 – 1861) حقق أسرار التأويل وأنوار التنزيل للبيضاوي، ليبزيج 1845.
– يوزوف هورفيتش (1874 – 1931) من أعماله: الأسماء والأعلام في القرآن، مشتقاتها – الأسماء والأعلام في القرآن – اشتقاق لفظة قرآن – النبوة في القرآن.
المهم أن كتاب نولدكه " تاريخ القرآن " قد مهّد الطريق للغرب لمعرفة القرآن وخلق مدرسة، وأصلت البحث في التأريخ للقرآن، وآراء هذه المدرسة تناقلتها أقلام المستشرقين والمستعربين على السواء. ويلاحظ في هذا الصدد أن المستشرق الفرنسي بلاشير قد تبنى كثيراً من آراء هذه المدرسة، وأشاع نتائجها بحوثها. وقد أشرت إلى القول بلاشير " إنه بفضل نولدكه ومدرسته أصبح ممكناً من الآن فصاعداً، أن نوضح للقارئ غير المطلع ما يجب أن يعرفه عن القرآن ".
ويلاحظ أن هذا الكتاب لم يُترجم إلى العربية بالرغم محاولة من الأزهر.
خامسا: مدرسة نولدكه والقرآن
تلامذة نولدكه هم فطالحة المستشرقين الألمان، أذكر على سبيل المثال لا الحصر:
- إدوارد سخاو (1836 – 1930)، مؤسس معهد اللغات الشرقية، برلين 1888، ويرجع إليه الفضل في تعريف الغرب بالبيروني (حقق الآثار الباقية من القرون الخالية مع ترجمة إنجليزية، لند 1879، وترجمة فرنسية، ليبسيج 1923 بمساعدة فستنفيلد ( Ferdinand Wuestenfeld 1808 – 1899) . كما حقق ماللهند من مقولة 1887، وترجمه إلى الإنجليزية (32).
- جيورج يعقوب ( George Jacob : 1862 – 1937 ) ، عني بعلاقة العربية لغةً وحضارة بلغات أوربا الشمالية والشرقية. وأطروحته " تجارة العرب الشمالية البلطيقية " ونال شهادة الأستاذية حول الشعر الجاهلي حقق فيها أسماء النباتات المذكورة في الأشعار (1892)، وله أثر الشرق في الغرب ولا سيما في العصر الوسيط (1924)، ولقد نقله إلى العربية فؤاد حسنين علي (33).
(يُتْبَعُ)
(/)
- بروكلمان (1868 – 1956) عرض لتاريخ القرآن ولمسألة الوحي في الجزء الأول من كتابه " تاريخ الأدب العربي "، وخص بالذكر تلامذة أسهموا إلى جانب شيخهم في بناء تاريخ القرآن، وركزوا جهودهم العلمية على توثيق النص القرآني، مع ما يتطلبه ذلك من جمع النصوص وتحقيقها وفهرستها. وبروكلمان أوضح من تناول القرآن فرفع عنه قداسته الدينية؛ فاعتبره مرحلة من مراحل الأدب العربي، وقارن بين القرآن وسجع الكهان فقال: " ولكن محمداً التاجر المكي هو الذي ساقته ضرورة دينية أعز وأقوى إلى أن يُعلن صلتَه بالله ... واستخدم محمد في دعوته أساليب الكاهن ... كان محمد في أقدم مراحل دعوته الدينية يُطلق ما يدور بخلده، وهو صادق الاستغراق والغيبوبة، في جُمَلٍ مؤثرة يغلب عليها التقطع والإيجاز وتأخذ طابع سجع الكهان " (34).
- شفالي (1863 – 1919)، تخرج باللغات الشرقية على نولدكه، وأعاد طبع " تاريخ القرآن " لنولدكه في مجلدين (1909 – 1919)، وقدم دراسة حول القرآن بمناسبة تكريم سخاو 1915 (35).
- جوتهلف برجشترسير (1886 – 1933)، متخصص في اللغات السامية والدراسات الإسلامية. ومنذ أن عُين أستاذاً في جامعة منشن، وضع مشروعا لنشر المؤلفات الأساسية في قراءات القرآن تولت الإنفاق عليه ورعايته أكادمية بافاريا للعلوم. حصل على الدكتوراه في موضوع " أدوات النفي والاستفهام في القرآن " 1914، على يد أوجست فيشر، ونهض بعد وفاة شفالي وأخذ الأستاذية بكتاب " معجم قراء القرآن وترجمهم ". باستكمال تعديل كتاب نولدكه " تاريخ النص القرآني "، وبإعادة كتاب الجزء الثالث من الكتاب على نوع جديد. ومات قبل أن ينشره، فنشرة بريتسل Otto Pretzl .
وقدِم برجشتريسر مصرَ أُستاذاً زائرا (1931 – 1932) ً وألقى في جامعاتها في مطلع الثلاثينيات سلسلة محاضرات في تطور النحو العربي، ومحاضرات في قواعد نشر النصوص العربية (أعدها للنشر أحمد البكري وخليل عساكر، وهما في تلاميذه الذين ألقيت عليهم هذه المحاضرة، ونشرها في الأخير د. أحمد البكري سنة 1967). وفي القاهرة استمع برجشترسير إلى القرآن الكريم من قارئ مشهور، فذهب إليه ودون أنغامه بالنوتة. وكتب برجشترسير في موضوع القرآن في إسلاميكا (1929). ومن مقالاته " قراءة الحسن البصري " سنة 1936، ونشر تاريخ قراءات القرآن 1929، وحقق القراءات الشاذة في كتاب المحتسب لابن جني سنة 1933. وعُني بـ " غاية النهاية في طبقات القرآن " لابن الجزري 833هـ، في مجلدين سنة 1832. ونُشِر بعد وفاته كتاب ابن خالويه " مختصر شواذ القراءات " سنة 1934 بفهارس من إعداد بريتسل. وقد أنشأ للقرآن متحفاً في ميونيخ Munchen، وذلك بعد أن قرر المجمع العلمي البافاري في ميونيخ جمع المصادر الخاصة بالقرآن الكريم وعلومه، وضبط قراءاته لنشرها، فتولى برجشترسير هذه المهمة الفريدة. وقد جُمعت في ذلك المعهد آلاف النسخ من القرآن الكريم مطبوعاً أو مخطوطاً أو مصوراً.
وهكذا ضم المتحف الصور الشمسية لسائر مخطوطات القرآن في أرجاء العالم.
كما ضم آلاف المخطوطات باليد من جميع العصور، حتى ولو كانت ورقة واحدة.
- وكذا المطبوعات الخاصة بتفسير القرآن وعلومه، وجعل لكل آية منه علبة خاصة يوضع فيها تفسير كل مفسر لها من عصر الصحابة إلى اليوم (36).
وكان الهدف من كل ذلك أن يُقارنوا بين نصوص القرآن الكريم في مختلف نسخه المخطوطة بين بلد وآخر، وناسخ وآخر ... ولهذه الغاية تمَّّ تدوين كل آية في لوح خاص مع ما عُثر على كل رسم لها في مختلف المصاحف، وبيان قراءتها وتفاسيرها المتعددة.
وقد بُذلت جهود كبيرة، وأُنفِقت أموال طائلة في تحضير هذا المعهد أو المتحف القرآني، وكان هذا المتحف يضم: أهم المراجع العربية التي تتناول التفسير والقراءات وعلوم القرآن وصوراً من المخطوطات التي تتناول هذا الموضوع من جميع المكتبات في العالم، وصوراً من النسخ المخطوطة من القرآن الكريم من مختلف العصور؛ من القرن الهجري الأول حتى القرن العشرين.
وبعد وفاة برجشترسير المبكرة إثر سقوطه في الجبال سنة 1933، انتدب المجمع المذكور بريتسل لاستكمال هذا المشروع (37).
(يُتْبَعُ)
(/)
- أوتو بريتسل (1893 – 1941) أستاذ اللغات السامية في جامعة ميونيخ، تخصصه الأول كان في علم العهد القديم من الكتاب المقدس، وأصبح من المتخصصين في الدراسات الإسلامية. وعضو المجمع العلمي البافاري، وعضو في جمعية المستشرقين الألمان. وقد ارتبط اسمه بالدراسات الخاصة بقراءات القرآن. لاحظنا أنه اشترك مع برجشترسير في نشر الجزء الثالث من " تاريخ النص القرآني " لنولدكه. وبعد أن انتدبه المجمع البافاري بادر إلى إنجاز المكتبة القرآنية وتتميم مهامها، وانجلت هذه المهمة عن نشر طائفة من مصادر القراءة وعلوم القرآن، منها:
كتاب التيسير في القراءات السبع لأبي عمرو بن سعيد الداني (444هـ) استانبول 1930.
كتاب المقنع في رسم مصاحف الأمصار من كتاب النقط للداني.
كتاب الإيضاح في الوقف والابتداء لأبي بكر الأنباري، إسلاميكا (6، 224)، ثم طبع بالقاهرة (المكتبة الإسلامية). وله أيضا في مجلة إسلاميكا:
كتاب معاني القرآن لابن منظور (6، 16).
كتاب تعليل القراءات السبع للشيرازي (6، 17).
كتاب المشتبه في القرآن للكسائي (6، 241).
وأصول علم القراءة (6، 1934).
ونشر بمعاونة إيزين: فضائل القرآن وآدابه لأبي عبيد القاسم بن سلام (26، 243) (38).
ومن الغريب حقا أن يتعرض هذا المعهد الذي خصصت له الجامعة جهودا مادية وعلمية، ووفرت له جميع الوثائق اللازمة لمحاكمة النص أن يُدمر أثناء الحرب العالمية الثانية فيذهب هباء منثورا.
وأخيراً نتساءل ما سر هذا الاهتمام بدراسة القرآن الكريم ونشر ما يتعلق بآثاره؟ ما هي الغاية من توثيق النص القرآني، وجمع المصاحف من أرجاء الأرض وتصويرها تصويراً شمسياً في عدة نسخ، لتيسير الاطلاع عليها والحصول على صور منها؟ لماذا هذه العناية بجمع القراءات وتدوينها؟ فهل وجدوا فروقا وتبايناً بين أقدم نسخة وأحدثها؟ إلى أي شيء هدتهم المقارنات بين المخطوطات والقراءات؟ لاشك أن الآية التاسعة من سورة الحجر تُطل على القوم من بين ركام المخطوطات، ويتردد قول الله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}
ووجدت د. محمد حميد الله يذكر السبب الذي من أجله عنيت جامعة ميونيخ بالنص القرآني، ففي القرن الماضي جمع بعض كبار قسيسي ألمانيا جميع مخطوطات الإنجيل باليونانية (وهو الأصل عندهم كالعربية للقرآن)، من العالم كله، وقارنوا سطراً سطراً، وحرفا حرفا، فوجدوا " تقريباً مائتي ألف اختلاف في الرواية، فلما رأوا هذا، أسسوا معهد البحوث القرآنية في جامعة ميونيخ، وجعلوا يجمعون نُسخ القرآن من جميع أنحاء العالم، وهذا لثلاثة أجيال متوالية، أثناء قيامه بمهمة تصوير مخطوطات القرآن في المكتبة الأهلية بباريس، وأخبره قائلا: " عندنا في هذا الوقت اثنان وأربعون ألفاً من مخطوطات القرآن، كاملة وجزئية، وعمل المقارنة جار.
وأطلت النازية، وتسلمت الحكم في ألمانيا سنة 1933 (سنة وفاة برجشتريسر)، وانتكست الدراسات الشرقية في ألمانيا، وتشتت المستشرقون الألمان في أنحاء الأرض. مَن كان من أصل يهودي هاجر إلى فلسطين وإلى الولايات المتحدة خاصة، وترك بعضهم ألمانيا؛ احتجاجا على الحكم النازي، أما مَن بقيَ منهم فقد عاش في جو من الإرهاب الفكري، كما هلك بعضهم في الحرب التي عانت فيها ألمانيا الكثير من الخراب والدمار (39).
ونُسف المعهد أثناء الحرب بقنبلة أمريكية ... لكن الأصول موجودة، فإذا كان عند أحد مال وَشَوْق، فليحاول جمعها من جديد ليصل إن شاء الله إلى النتيجة نفسها.
سادساً: خلاصات واستنتاجات
إن جهود مدرسة نولدكه لم تخرج عن الأطر المعرفية للاستشراق، فهي بدورها أنكرت سماوية القرآن ونبوة الرسول عليه الصلاة والسلام. فما هو الجديد عند شيخ المستشرقين؟ قيل هو المنهج الذي صار قدوة للمعجبين الذي جعلوه ملكا علميا مشاعا بينهم. وأي منهج يقود إلى ما قاله مشركو قريش منذ قرون. ولست أدري كيف نقبل قول د. ميشال جحا من أن نولدكه " حاول في كل ما كتب أن يكون مثال العالم المتجرد العقلاني، فلم يتجن في أبحاثه على الإسلام، ولم يحاول أن يدَّعيَ معرفة أشياء لم يكن يعرفها، ولهذا جاءت آراؤه واضحة جلية وخاضعة لصفة التجرد بعيدة عن الهوى والتضليل " (40).
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى أي، ينبغي ألا ننخدع ببريق المنهج الاستشراقي، ونتناسى ما يبغيه من عنايته بالقرآن. إن غاية القوم هي نسف النص من أساسه وإشاعة الشك في توثيقه، وبالتالي تشكيك شعوب الأرض – ومن بينهم المسلمون – بحقيقة الوحي. وهي حقيقة تعذَّر على العالم الغربي أن يُقربها فحاول أن ينسف علاقة القرآن بالسماء؛ لأن الفكر الغربي مشدود إلى المادة. وكتاب " تاريخ النص القرآني " على ما يدعيه له بعضهم من دقة وموضوعية ومنهجية؛ فإنه من تلك الجهود التي طمست حقيقة الوحي في الذهنية الغربية. فلم يستطع أن يتمثل حقيقة الوحي الالهي فظل مشدودا إلى الأرض يبحث عن مصدر للقرآن فيها. وقد أشاعت كتبه ومقالاته داخل دوائر المعارف أوهما تشكك غير المسلمين وبعض المسلمين في حقيقة الوحي.
وخطورة المدرسة الألمانية في مجال الدراسات القرآنية أن نتائجها تسربت إلى دوائر المعارف بلغات العالم، وأسهمت في طمس حقيقة الإسلام في قلوب كثير من الخلائق، في العالم الغربي خاصة، وتحاملت على الوحي لنفي ألوهيته وإشاعة بشريته.
وحقيقة الوحي حُجبت عن عقول المستشرقين نتيجة عوامل أهمها:
- تعصب ديني أعمى كثيراً من العقول، وكان ذلك من نتائج نزعة لاهوتية حاقدة على الإسلام والشرق.
- نزعة استعلائية ترى حضارة العرب بركة صغيرة بلغها شيء من الماء من نهر اليونان العظيم الخالد.
- شيوع عقلانية شدت أنظار المستشرقين إلى العوامل المادية.
- تاريخانية كبَّلت تلك العقلانية في الزمان وقهرتها بالدهرية؛ فهي مشدودة للشرط التاريخي تتحرك بحركته.
- علمانية تتعقلن في دهريتها، تستبعد اللألوهية، وتعتبر منتهاها في دنياها.
- إمبريالية تريد أن تُعربد بأموال غيرها، وأن تفرض غرورها على المستضعفين في الأرض. يقول محمد الغزالي: " إن الاستشراق كهانة جديدة تلبس مسوح العلم والرهبانية في البحث؛ وهي أبعد ما تكون عن بيئة العلم والتجرد. وجمهرة المستشرقين مستأجرون لإهانة الإسلام وتشويه محاسنه والافتراء عليه " (41).
ومما أفسدت على المستشرقين التعاملَ مع القرآن الكريم نذكر:
- استغراقهم في الكيد للإسلام، وهو كيد غذته الكنيسة منذ اتصل العالم الغربي بالعالم الشرقي، تشبعوا به في دراساتهم اللاهوتية للتلمود والآناجيل.
- قراءة القرآن بنزعة لاهوتية يطبعها التعصب، وقلب الحقائق، والتشكيك، والاستعانة بالأقوال الشاذة.
و تعاملوا مع القرآن كما يتعاملون مع كتبهم الدينية؛ فهم كما بحثوا في كتبهم عن التحريف الذي طرأ على العهد القديم والجديد لدى اليهود والنصارى؛ بحثوا في القرآن عن التحريف، وهم كما تناولوا الأساطير في كتبهم؛ ذهبوا يدرسون القرآن وكأنه من الأساطير والأسفار الشعرية، فهم " ينظرون إلى الكتاب المقدس؛ بعهديه القديم والجديد؛ باعتباره وثيقة تاريخية هي نتاج مراحل تاريخية معينة؛ يخضع للنقاش والنقد مثل الوثائق الأخرى القديمة والحديثة. وفي القرن التاسع عشر كانت دراسة " الكتاب المقدس " قد أصبحت علماً قائماً بذاته لا علاقة له تقريباً بمشاعر الناس الدينية؛ مثل التاريخ الإغريقي القديم ... " (42). فهم يُخضعون معطيات الكتاب المقدس لطبائع الأدب البشري وخصائصه.
- و" منطلقهم المنهجي" في كل ذلك اعتبار القرآن من وضع النبي عليه الصلاة والسلام،؛ فتخبطوا كثيرا في تفسير ظاهرة الوحي، كما تخبطوا في تحديد مصدر القرآن؛ فكان عند أغلبهم تلفيق بين اليهودية والمسيحية. وقبلهم بقرون قال مشركو قريش: {وقال الذين كفروا إنْ هذا إلاَّ إفْكٌ افتراهُ وأعانه عليه قوم آخرون فقد جاءوا ظلما وزوراً. وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تُملى عليه بكرة وأصيلا. قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض إنه كان غفوراً رحيماً} [الفرقان: 4 – 6].
" وأكثر المستشرقين لم يتوصلوا إلى تكوين فكرة صحيحة عن مصدر القرآن، ولا عن الوحي الذي أنزل عليه " (43)
فالقرآن في تقديرهم يُمثل مرحلة تأتي بعد الأدب الجاهلي. ومن ثم فهم يدرسونه باعتباره ظاهرة أدبية؛ تُقوَّمُ بمقاييس النقد الأدبي.
ومن نتائج ما خلفته هذه الجهود في دراسة القرآن:
(يُتْبَعُ)
(/)
-لم تنقل أقلام المستشرقين حقيقة الإسلام إلى ملايين الأوربيين، وحجبوا أنواره عن نفوسهم؛ وتركوا حول القرآن أباطيل وترهات فظلت صورة الإسلام مشوهة إلى الآن.
– ركزوا على الجوانب القاتمة من تاريخ الإسلام وأولوا اهتماما خاصاً بالحركات الباطنية.
كان من آثار جهود الاستشراق تبني أهل التنوير من العرب لطروحاته؛ فظلوا يُشيعون التخاذل في نفوس بعض المسلمين إلى الآن. ولكن هل استطاعت تلك الجهود أن تُطفئ نور الحق في العالم؟ أما أهل التنوير بين أهل الإسلام فقد استحبوا العمى؛ فهم في التيه يعمهون، وفي قيود التقليد يرسفون.
و في الأخير، أعود إلى سورة الحجر لأقرأ:
" الر تلك آياتُ الكتابِ وقرآن مبين رُبَما يَوَدُّ الذين كفروا لو كانوا مسلمين ذَرْهُمْ يأكلوا ويتمتعوا ويُلْهِهِمُ الأملُ فسوف يعلمون " [الحجر: 1 –3]
وإلى جزء من هذه الآية من سورة النساء: 89 {وَدُّوا لو تكفروا كما كفروا فتكونون سواء ... } صدق الله العظيم.
وعلى كل فإن المؤسسات الاستشراقية كانت تحركها نوازع أرضية. ودهاقنة الاستعمار يتسربون إلى خيرات أرض المستضعفين وفي ركابهم مستشرقون يفتشون في ماضي أولئك المستضعفين، يُشهرون العقلانية والتاريخانية والفيلولوجية، وغايتهم بتر الصلة بين السماء والأرض، وجَعْل المستضعفين مشدودين إلى الأرض؛ قصد إفراغهم من محتوياتهم، وإطفاء نور الله تعالى في نفوسهم، وتركهم في العراء يتخبطون في القلق والضياع.
هوامش:
(1) ينظر: الدراسات العربية والإسلامية في الجامعات الألمانية (المستشرقون الألمان منذ نولدكة): رودي بارت: 1901 – 1982، ترجمة: مصطفى ماهر - ط1، القاهرة، دار الكتاب العربي للطباعة والنشر، 1967، ص 11 – وذكر د. عبد اللطيف الطيباوي أن خلفاء البيزنطيين في القرون الوسطى، فاقوا البيزنطيي في تنمية العداء والتحامل على الإسلام ن وبث المعلومات المشوهة عنه." وهكذا كان الإسلام بالنسبة لهم من " عمل الشيطان " وكان القرآن " نسيجاً من السخافات "، وأن محمداً (صلى الله عليه وسلم) " نبي كذاب ". أما المسلمون فهم ليسوا سوى نوع من المتوحشين لا يكاد يحظى بأية ميزة إنسانية " (المستشرقون الناطقون بالإنجليزية، دراسة نقدية، ترجمة: د. قاسم السامرائي، السعودية، جامعة الإمام محمد بن سعود 1991، ص19).
(2) المستشرقون: نجيب العقيقي: 1/ 124 (ط4) – الموسوعة الميسرة [مادة: قرآن]: إشراف محمد شفيق غربال – د. ط، القاهرة، مؤسسة فركلين للطباعة والنشر – الاستشراق والمستشرقون: عدنان محمد وزان – سلسة دعوة الحق، السنة 3، العدد 24، يناير 1984، ص107
(3) الدراسات العربية والإسلامية في أوربا: ميشال جحا – ط1، بيروت، معهد الإنماء العربي،1982، ص 185
(4) الدراسات العربية والإسلامية في أوربا: ميشال جحا: 186 – المستشرقون: نجيب العقيقي:: 2/ 341
(5) الدراسات العربية والإسلامية في أوربا: ميشال جحا، ص 190
(6) موسوعة المستشرقين: د. أحمد بدوي – ط2، بيروت، دار العلم للملايين،، 1989، ص: 205
(7) الدراسات العربية والإسلامية في الجامعات الألمانية (المستشرقون الألمان منذ نولدكة، ص17
(8) موسوعة المستشرقين: د. عبد الرحمن بدوي، ص 310
(9) الدراسات العربية والإسلامية في الجامعات الألمانية (المستشرقون الألمان منذ نولدكة): رودي بارت: 1901
(10) المستشرقون: العقيقي: 2/ 418 – وقال أولريش هارمان (مدير معهد غوته ببيروت من 1978 - 1980): " كانت الدراسات الألمانية حول العالم الإسلامي قبل عام 1919 أقل براءةً وصفاء نية، فقد كان كارل هاينريش بيكر، وهو من كبار مستشرقينا منغمسا في النشاطات السياسية، حتى أصبح في عام 1914 شديد الحماس لمخطط استخدام الإسلام في إفريقيا والهند كدرع سياسة في وجه البريطانيين. وقد أعرب فيما بعد عن أسفه لتورطه في هذا الموضوع (الإشراق الألماني، منجزات ومراجعة ومواقف - مجلة الباحث، السنة 5، العدد الخامس والعشرون، كانون الثاني 1983، ص145).
(11) الدراسات العربية والإسلامية في الجامعات الألمانية (المستشرقون الألمان منذ نولدكة): رودي بارت:20 - الدراسات العربية والإسلامية في أوربا: ميشال جحا، 187
(يُتْبَعُ)
(/)
(12) تنظر ترجمته في: المستشرقون: نجيب العقيقي: 2/ 379 – 382 - موسوعة المستشرقين: د. أحمد بدوي، ص 417 – 418 - خصص له عبد الرحمن بدوي ترجمة في كتابه " دراسات المستشرقين حول صحة الشعر الحاهلي، ص 307 – 312 - الدراسات العربية والإسلامية في أوربا: ميشال جحا، ص 195 – المستشرقون والدراسات القرآنية: محمد حسين علي الصغير – ط1، بيروت، المؤسسة للدراسات والنشر والتوزيع،1983، ص 28 -
(13) الدراسات العربية والإسلامية في الجامعات الألمانية (المستشرقون الألمان منذ نولدكة)، ص62
(14) المستشرقون: نجيب العقيقي: 2/ 466
(15) الدراسات العربية والإسلامية في الجامعات الألمانية رودي باريت)، ص62
(16) دراسات المستشرقين حول صحة الشعر الجاهلي: بدوي ن ص40
(17) الدراسات العربية والإسلامية في الجامعات الألمانية (المستشرقون الألمان منذ نولدكة): رودي بارت، ص 58
(18) الدراسات العربية والإسلامية في أوربا: ميشال جحا، ص 192
(19) موسوعة المستشرقين: د. عبد الرحمن بدوي، ص 286 - 287
(20) الدراسات العربية والإسلامية في أوربا: ميشال جحا، ص 198
(21) نفسه: 195
(22) المستشرقون والدراسات القرآنية، ص88
(23) القرآن: نزوله، تدوينه وترجمته: بلاشير، ترجمة رضا سعاة – بيروت، دار الكتاب العربي، ص21.
(24) مباحث في علوم القرآن: صبحي الصالج: 176.
(25) المستشرقون والدراسات القرآنية: 30 (نقلا عن الدراسات العربية في ألمانيا: ألبرت ديتريش، ص 14) – وينظر " القراءات واللهجات: عبد الوهاب حمودة، القاهرة، مطبعة السعادة، 1948، ص 77
(26) المستشرقون والدراسات القرآنية: 30 - تنظر: مادة: تحريف، في دائرة المعارف الإسلامية.
(27) ينظر: نظرات استشراقية في الإسلام: محمد غلاب - ط القاهرة، دار الكتاب العربي، ص 42
(28) الأساليب العربية في الأدب العربي: أنيس المقدسي – ط5، بيروت، دار العلم للملايين، ص 61
(29) المستشرقون والدراسات القرآنية " 31
(30) الدراسات العربية والإسلامية في أوربا: ميشال جحا، ص 193؟؟؟؟
(31) اشترك في إخراج كتاب الطبقات كل من سخاو وهورفيتش 1931 وليبّرت 1911 وبروكلمان 1956 وميتفوخ 1942 وشفالي 1919: تسعة مجلدات، ليدن: 1904 – 1907، المجلد التاسع 1921 – 1928). المستشرقون " 2/ 339
(32) المستشرقون:2/ 388 - 389
(33) نفسه: 2/ 407 – 408
(34) تاريخ الأدب العربي: بروكلمان – ط3، القاهرة، دار المعارف ـ ترجمة د. عبد الحليم النجار: 1/ 134
(35 المستشرقون: 2/ 410
(36) المستشرقون3: 3/ 535
(37) الدراسات العربية والإسلامية في أوربا: ميشال جحا، ص200؟؟؟
(39) المستشرقون وترجمة القرآن: د. محمد صالح البُنداق- ط1، بيروت، دار الآفاق الجديدة، ص24
(40) الدراسات العربية والإسلامية في أوربا: ميشال جحا، ص 188
(41) دفاع عن العقيدة والشريعة ضد مطاعن المستشرقين: محمد الغزالي - ط1، القاهرة، دار الكتب الحديثة، 1965، ص19 – 20
(42) في نقد المستشرقين: فرانسوا دي بلوا (ضمن الفكر العربي المعاصر: الاستشراق: التاريخ والمنهج والصورة، السنة الخامسة، العدد 32، 1983، ص 150
(43) القرآن والمستشرقون: د. التهامي نقرة (مقال ضمن كتاب: مناهج المستشرقين في الدراسات العربية الإسلامية – الجزْ الأول – تونس: المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، 1995، ص 32
ـ[عبدالعزيز الضامر]ــــــــ[25 Mar 2008, 06:49 ص]ـ
للإستزادة حول هذا الموضوع ينظر: مجلة عالم الفكر الصادرة عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت عدد (31) بعنوان: الدراسات القرآنية في ألمانيا-دوافعها وآثارها, للدكتور: أحمد محمود هويدي, وكان من أبرز نقاط هذا المقال الآتي:
- مقدمة.
إسهام المستشرقين الألمان في الدراسات القرآنية.
- دوافع اهتمام المستشرقين الألمان بالدراسات القرآنية.
- آثار اهتمام المستشرقين الألمان بالدراسات الإسلامية.
- الخاتمة.
ـ[مرهف]ــــــــ[26 Mar 2008, 11:07 ص]ـ
بحث مفيد جزاكم الله خيراً ولكن لي تعقيب
ـ[مرهف]ــــــــ[26 Mar 2008, 11:10 ص]ـ
أرى أن الأبحاث حول الاستشراق وجهوده وأعماله قد انصب معظمها على المستشرقين الأوائل أي في نهايات القرن التاسع عشر الميلادي إلى منتصف القرن العشرين الميلادي، وأما الأبحاث التي تتناول الاستشراق بعد ذلك وخاصة في عصرنا ودوره في تشويه العلوم الإسلامية وصورة الإسلام في الغرب، إضافة إلى دوره في طرح قيم ومصطلحات علمية يفرضها على الثقافة الإسلامية كالتجديد والمعاصرة ونحو ذلك لم تلق حظاً وافراً وكافياً من الدراسة والفضح، وهذا جهد يحتاج إلى ورشة عمل متفرغة، ولها نتائج إيجابية على الساحة العلمية والثقافية الإسلامية، إضافة إلى أن مثل هذه الدراسات الحديثة تعتبر رباطاً يدفع بالاستشراق والعلمانية وأمثالهم عن التفرد في طرح نظرياتهم وأفكارهم حول الإسلام في الغرب ثم استجرارها للعالم الإسلامي، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جعفر المراكشي]ــــــــ[28 Mar 2008, 04:31 ص]ـ
وهو كذلك أخي الكريم(/)
دراسات ألمانية حول القرآن
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Mar 2008, 01:57 م]ـ
كتب/ أندرو هيغنز
ترجمة / عبد الحق بوقلقول 11/ 3/1429
19/ 03/2008
في ليلة الرابع والعشرين من شهر أبريل1944، قامت القوات الجوية البريطانية بتفجير معهدٍ يسوعيّ قديم تابع لكلية العلوم البافارية، وهي بناية يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر، مما أدى إلى تحول المبنى إلى كومة من الحطام، وفُقدت جراء ذلك، كنوز كثيرة، من أهمها أرشيف صور فريد من المخطوطات القديمة للقرآن، رثاه كثيرًا، عالم مستعرب في الأكاديمية، هو أنطون سبيتالر.
هذا الأرشيف هو عبارة عن 450 لفة فيلم كان قد جرى جمعها قبل الحرب لأجل البدء في مغامرة جريئة: دراسة القرآن الذي يعتبره المسلمون كلام الله، لكن الحرب جعلت من هذا المشروع أمرًا مستحيلاً، كما كتب السيد سبيتالر في السبعينيات الماضية.
المفاجأة!
الواقع أن هذا الرجل كان يكذب، ولقد ظهر أن الأرشيف ما يزال موجودًا وكان هو شخصيًّا يخفيه طوال الوقت، حيث صار حاليًا في متناول العلماء؛ بمعنى أن مشروع البحث حول القرآن عاود الظهور بعد أكثر من ستين سنة من إخفائه.
على حسب السيدة أنجليكا نوويرث -التي تتلمذت على يد السيد سبيتالر، حيث كانت مقربة منه- فإن هذا الأخير: "ادعى اختفاء هذا الأرشيف؛ لأنه أراد التخلص منه"، ثم إن الأكاديميين الذين عملوا مع الرجل الذي يُعدّ واحدًا من أبرز الأسماء الثقافية في ألمانيا في فترة ما بعد الحرب حتى وفاته في العام 2003، لم يستطيعوا إيجاد تفسير واضح لما أقدم عليه الرجل.
السيدة نوويرث، التي هي أستاذة التاريخ في جامعة برلين المفتوحة، هي من تشرف حاليًا على إعادة إحياء البحث الذي يُعتبر من أهم المشاريع الألمانية البحثية التي أوقفها الرايخ الثالث، حيث أن النازيين دفعوا بكل خبراء العربية القديمة من اليهود وغيرهم من الآريين في المجهود الحربي، مما أدى إلى تحول العلماء المتخصصين في الشرق الأوسط إلى ضباط مخابرات ومحققين ومترجمين، حتى أن السيد سبيتالر نفسه، خدم على ما يبدو مترجمًا في كتيبة المشاة العربية الألمانية رقم 845، وهي التي كانت تضمّ المتطوعين العرب في القضية النازية، طبقًا لسجلات فترة الحرب.
خلال القرن التاسع عشر، ابتدع الألمان ثقافة جديدة تُعنى بالنصوص القديمة، ولقد أدى هذا إلى ثورة في فهم الكتاب المقدس عند اليهود والنصارى، إلى جانب غضب بعض المتدينين طبعًا، الذين استاءوا من التدقيق العلمي للنصوص، التي يرون أنها تضم حقائقَ مقدّسة.
تنقيب بالغ الحساسية!
تقول باتريشيا كرون -العالمة في معهد برينستون للدراسات المعمقة، التي هي أيضًا رائدة في مجال النظريات غير التقليدية حول السنوات الأولى للإسلام-: "إن هذا أمر بالغ الإثارة"، قبل أن تضيف أنها سمعت بموضوع الأرشيف لأول مرة خلال حضورها لملتقًى، نُظِّم في ألمانيا في الخريف الماضي، حيث إن "الكل كان يعتقد أن هذا الأرشيف قد دُمّر".
وينظر المسلمون إلى القرآن على اعتباره كلام الله، أُرسل إلى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في القرن السابع، وبالتالي فالمسلمون يعتقدون أن النص لم يتغير ولم يتم تحويره، أي أن القرآن "لا نقص فيه" وثابت في "لوح محفوظ"، خاصة وأنه يبدأ بهذا التحذير: «ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ».
في أغلب الأحايين، يركز الباحثون في القرآن على الأسئلة الغامضة من علم فقه اللغة وتحليل النصوص، حيث يميل الخبراء إلى الاقتراب من ذلك بحذر شديد، منتبهين في ذلك إلى الغضب الذي ظهر في السنوات الأخيرة عند المسلمين.
دراسة القرآن .. أم تحدٍ له!
مع ذلك، فإن السيدة نوويرث -الأستاذة حاليًا في برلين، والمسئولة عن أرشيف ميونيخ- ترفض هذه النظريات الأكثر (راديكالية) التي يطرحها زملاؤها الذين "يتعاملون بوحشية مع الثقافة الإسلامية"، كما تقول على عكسها هي التي ترى أن بحثها ليس تحديًا للإسلام، ولكنه يهدف إلى "إعطاء القرآن نفسَ القدر من التركيز الذي حظيت به التوراة"، قبل أن تستدرك أن هذا "هو منطقة محرمة أيضًا".
(يُتْبَعُ)
(/)
ترى هذه المرأة أنه من المبكر جدًا معرفة الفكرة التي سوف تكشفها الدراسة التي يجريها فريقها حول تلك المخطوطات والنصوص القديمة، حيث إن المشروع انطلق مجددًا خلال العام المنصرم في أكاديمية برلين براندنبرغ للعلوم الإنسانية، ويحظى بتمويل رسمي من الدولة لمدة 18 عامًا قد تستمر لأطولَ من ذلك، بما أن أقرب تلك المخطوطات عهدًا، يعود إلى نحو 700 عام، ويتعين التدقيق فيها بشكل كبير، خصوصًا وأن أكثرها صعب الحل، مما يعني أنها قد تؤدي إلى استنتاج قراءات متنوعة.
ثم إن ما يعتبر لعنة أو لغزًا، ظل يلازم أرشيف ميونيخ هذا منذ البداية، فالعالم الذي اكتشفه مات في حادث تسلق في العام 1933 وورثه شخص آخر توفي في حادث طائرة في 1941 بخلاف السيد سبيتالر، الذي كان أحسن حالاً بعد أن تولى حفظه وإخفاءه إلى أن توفي وقد بلغ من العمر 93 عامًا.
ظلت لفات الفيلم تلك في علب سجائر وصوان بلاستيكية، إلى جانب علبة كعك قديمة، ولكنه حاليًا محفوظ في مكان آمن ببرلين، حيث سوف تشكّل صور هذه المخطوطات قاعدة بيانات تعتقد السيدة نوويرث والفريق العامل معها أنها ستساعد على كشف جوانبَ كثيرةٍ من تاريخ النصوص الإسلامية، والنتيجة كما يقول السيد مايكل ماركس -مدير المشروع البحثي- ستكون الخروج بأول 'دراسة نقدية' للنص القرآني، واكتشاف التداخلات بينه وبين النصوص الأخرى في التوراة وغيرها من الكتب المقدسة في الأدبين المسيحي واليهودي.
هنالك أيضًا مجموعة من التونسيين شرعت في مَهمة موازية، لكنهم لا يرغبون في الكشف عن تفاصيلها؛ تجنبًا لغضب المسلمين، وفقًا لما قاله لنا منصف بن عبد الجليل -الباحث المشارك فيها- الذي يرى أن "الصمت أفضل"، خاصة وأن السلطات الأفغانية خلال العام الماضي، اعتقلت مسئولاً هناك بتهمة المساهمة في ترجمة عامية للقرآن، وأدين بالكفر، في حين أن ناشرها قد اختفى حاليًا.
القرآن فريد!
إلى ذلك، فإن كثيرًا من النصارى أيضًا لا يحبذون فكرة قيام العلمانيين بفحص النصوص المقدسة والتشكيك فيها عبر رفض بعض المقاطع منها، ولكن النصارى في الواقع، يتقبلون فكرة أن الكتاب المقدس قد كتب خلال فترات متباعدة من قِبل أناس مختلفين، وأن الأمر قد استغرق قرونًا طويلة من التنقيب، حتى ثُبّت على شكله الحالي.
أما المسلمون، فهم على العكس من ذلك، يعتبرون القرآن كلام الله، ويقول الباحث المغربي عبده الفيلالي الأنصاري: إن التشكيك في ذلك يعني "كما لو أنك تقول للنصراني مثلاً: إن السيد المسيح كان شاذًا جنسيًا".
بالتالي، فإن المناهج الحديثة في التحليل النصي التي طُورت في الغرب، ينظر إليها العالم الإسلامي على أساس أنه غير معنيٍّ بها في أحسن الأحوال، ففي العام 2003، كتب أستاذ جامعي من المملكة العربية السعودية يقول: "لا شيء غير كتابات المسلمين تستحق أن تلقى اهتمامنا" ليضيف: "لا بد أن تظل وجهة النظر الإسلامية ثابتة فيما يتعلق بالكتاب المقدس، فهو كلام الله غير القابل للتقليد، وغير الممكن تعديله؛ لأنه نقي جدًا وثابت".
لقد حاولت "خبيرة" القرآن ببرلين، السيدة نوويرث، إلى جانب مدير أبحاثها السيد ماركس، توضيح المشروع إلى العالم الإسلامي عبر سفرها إلى كل من إيران وتركيا وسورية والمغرب، وحينما كشفت إحدى الصحف الألمانية عن المشروع خلال الخريف الماضي على صدر صفحتها الأولى وتنبأت أن هذا سوف "يُسقط الأنظمة والممالك"، بادر السيد ماركس إلى دعوة شبكة تلفزيون الجزيرة إلى جانب عدد آخر من وسائل الإعلام؛ لكي ينكر أمامها وجود أية نية للتهجم على العقائد الإسلامية.
الحكاية من البداية
لقد بدأ الأوروبيون دراسة القرآن خلال القرون الوسطى، وكان الهدف الأبرز وقتذاك هو محاولة الفضح، وبحلول القرن التاسع عشر، بدأت الأبحاث تأخذ طابعًا علميًا عبر دراسات أكثر جدية للنصوص القديمة، وفي هذا المجال كان الألمان سبّاقين.
كان التركيز الأصلي على التوراة. ولقد حاول القساوسة والحاخامات منعَ ذلك، إلا أن العلماء ضغطوا وأصروا بشكل تحدَّوْا من خلاله النظرة التقليدية للعهديْن: القديم والجديد، وهذا ما أدى إلى تقويض الإيمان بحرْفية الكتاب المقدس، وساهم اليوم في ولادة العلمانية بشكل كبير في أوروبا، ولقد أدار هؤلاء -مع مرور الوقت- اهتماماتهم صوب القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
في العام 1857، عرضت أكاديمية باريس جائزة لأحسن ‘تأريخ نقدي’ للقرآن، ولقد فاز بها الألماني ثيودور نودلكه، وهذه الخُطوة أصبحت فيما بعدُ، حجرَ الزاوية في الأبحاث الغربية المستقبلية، حتى أن نوويرث تصف هذا الأخير بقولها: "إنه حجر كنيستنا".
بدأ أرشيف ميونيخ على يد أحد مقربي نودلكه، الذي كان اسمه غوتهلف بيرغستراسر، وبما أن ألمانيا كانت قد انزلقت بشكل مبكر نحو الحكم الفاشي في بدايات القرن الماضي، فقد قام هذا الأخير بتجميع النسخ القديمة من القرآن من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث يقول: إنه صور تلك النسخ بواسطة آلة تصوير من نوع Leica.
في 1933 وبعد شهور قليلة من تولِّي هتلر منصب مستشارية ألمانيا، لقي هذا الرجل حتفه في حادث تسلق جبلي بجبال الألب في بافاريا، ولأن جسمه لم يخضع لأية عملية تشريح، فلقد انتشرت إشاعات كثيرة حول موته، تراوحت بين الانتحار والغدر.
بعد ذلك، تولى العمل مستعرب ألماني آخر، هو أوتو بريتزل، الذي استعمل أيضًا آلة تصوير من ذات النوع، ففي عام 1934 وخلال زيارة له إلى المغرب، تمكن من زيارة مكتبة ملكية هناك، كانت تحوي نسخة قديمة من القرآن، واستطاع التدقيق فيها بعد أن كان محل ارتياب كبير، من قِبل رجال الدين المحليين، كما روى في مذكراته التي خطها حول تلك الرحلة.
ثم إن النازيين بدؤوا باستعمال المستعربين مبكرًا في الحرب، حينما بدأت القوات الألمانية بالتحرك صوب مناطقَ يغلب عليها المسلمون في شمال أفريقيا أولاً، ثم في الاتحاد السوفييتي بعد ذلك، حيث كان هؤلاء المتخصصون يُستعملون لنشر البروباغندا ويساعدون على بناء المدارس للمسلمين الذين جُندوا في القوات المسلحة الألمانية.
كان السيد بريتزل جامع المخطوطات، يعمل على ما يبدو، لحساب المخابرات العسكرية، حيث إنه كُلّف باستجواب الجنود الناطقين بالعربية الذين أُسروا بُعيْد احتلال فرنسا، قبل أن يلقى حتفه هو الآخر في حادث تحطم طائرة، حينما كان متوجهًا إلى العراق بقصد إثارة انتفاضة عربية هناك ضد القوات البريطانية.
تحولت المسئولية عن الأرشيف بعد هذا إلى إشراف السيد سبيتالر، الذي ساهم في جمع بعض الصور الأخرى، حيث كان يعمل خلال فترة الحرب في مكتب القيادة الألمانية، ولاحقًا كلُغوي مستعرب في النمسا، ولم يكن في الواقع يمتلك رتبة عسكرية رفيعة، طبقًا لسجلات تلك الحقبة.
بانتهاء الحرب، عاد الرجل إلى الحياة الأكاديمية، ولكنه بدلاً من إحياء مشروع القرآن، بدأ في العمل على مشروع مرهق وأقل حساسية، هو قاموس للغة العربية الكلاسيكية، وبعد نصف قرن من العمل، خرج القاموس مرتبًا فقط بالكلمات التي تبدأ بحرفين من الأبجدية العربية المكونة من ثمانية وعشرين حرفًا.
كان السيد سبيتالر نادر النشر، ينشر ولكنه كان يحظى باحترام واسع بالنظر إلى إتقانه الكبير للنصوص العربية، فيما يرى عدد قليل من الباحثين عكس ذلك، حيث يعتبرونه قليل الإنتاج وشديد الحذر، إلى جانب أنه كان معاديًا لوجهات النظر غير التقليدية.
يقول الباحث غانتر لولنغ -الذي كان مطرودًا من الجامعة في السبعينيات الماضية؛ بسبب بعض النظريات البدعية التي قدمها حول أصول القرآن-: "إن الفترة التي تلت 1945 بكاملها كانت مسمومة من قِبل النازيين"، ولقد جادل هذا الأخير في أطروحته للدكتوراه بأن القرآن مستخلص من الترانيم "المسيحية"، وهذا ما ولّد اعتراضًا من قِبل السيد سبيتالر، الذي تمكن من فصله من الجامعة، ليشن عليه لولنغ معركة قضائية استمرت ست سنوات كاملة، دون أن تحقق له أية نتيجة، لذلك فهو يقول عن سبيتالر: "لقد دمّر حياتي".
لأجل هذا، فإنه كان يكتب الكتب والمقالات في منزله بتمويل من زوجته التي تعمل في ميدان الصيدلة، وحينما طلبت منه إحدى الصحف الفرنسية أن يعدّ لها ورقة عن المستعربين الألمان، سافر إلى برلين وبحث في سجلات الحرب، إلا أنه يقول: إن العلماء البارزين هناك في فترة ما بعد الحرب "كانوا كلُّهم مرتبطين بالنازية"، ويضيف في هذا الصدد مستشهدًا بالباحث بيرثولد سبولر الذي يقول عنه: إنه "كان مترجمًا للغة اليديشية والعبرية لحساب جهاز الغستابو" (عرف السيد سبولر بعض المتاعب فيما بعد خلال الستينيات الماضية، حينما صرخ الطلاب أثناء مظاهرة احتجاج أنه كان ‘يعمل في معسكرات الاعتقال’)، أما السيد رودي باريت
(يُتْبَعُ)
(/)
الذي أصدر في العام 1962 ما بات يعتبر الترجمة الألمانية المعيارية للقرآن، فإن لولنغ يقول: إن هذا الباحث كان اسمه مدرجًا كعضو في ‘معهد البحث من أجل استئصال التأثير اليهودي عن الكنيسة الألمانية’ وبالرغم من نشاطات هؤلاء الباحثين أيام الحرب، ما تزال أعمالهم محل احترام بالغ.
في منتصف السبعينيات، كانت حياة السيد سبيتالر المهنية في ميونيخ، تقترب من نهايتها، حيث كان على وشك التقاعد، فبدأ حينها بتحريك تلك الصناديق ووضعها في غرفة مجاورة للتي كان يجري فيها مشروع قاموس أكاديمية العلوم البافارية، وهنا تتذكر طالبة الدكتوراه في ذلك الوقت، كاترين مولر، كيف أنها لمحت تلك الصناديق وشاهدت فيها أفلامًا قديمة، إلا أنها حينما سألت سبيتالر عن فحواها، لم تحصل منه على أي جواب، لتدرك الآن أن الأمر كان يتعلق بالمخطوطات القديمة للمصحف.
أما في أوائل الثمانينيات، وفي وقت ما يزال الاعتقاد فيه سائدًا بأن الأرشيف مفقود، سافر عالمان ألمانيان إلى اليمن؛ بقصد الفحص والمساعدة على إعادة ترتيب مخطوطات قديمة هناك، ولقد استغل الرجلان الفرصة، وقاما أيضًا بالتقاط بعض الصور، إلا أنهما حينما كانا يحاولان إخراجها من اليمن، منعتهم السلطات اليمنية من ذلك. ويروي السيد غيرد روديغر، الذي كان أحدهما، كيف تمكّن بعض الدبلوماسيين الألمان هناك أخيرًا من إقناع اليمنيين بالإفراج عن بعضها.
يقول السيد بوين: إن المخطوطات التي عُرضت عليه توحي له بأن "القرآن لم ينزل من السماء"، وإنما "له قصة"، وحينما أعلن هذا الموقف قبل نحو عقد من الآن، أثار غضبًا؛ حيث كتبت صحيفة ‘يمن تايمز’ تقول: "نرجو ألا يصل هذا الصنف من الباحثين إلى تلك الوثائق" لتضيف مختتمة: "لينصرنا الله على أعدائنا".
كانت هذه الباحثة قد التقت بالسيد سبيتالر حوالي العام 1990 الذي كان أستاذًا لها في وقت كان قد صار فيه الرجل شيخًا هرِمًا في العقد التاسع من العمر، ولكنه ظل مع ذلك، صاحب عقل حادّ، وتتذكر ذات الباحثة كيف أنه كان "يحِنّ إلى الأيام الخوالي" قبل أن يسرد عليها قصة الأرشيف، وأنه ما يزال محافظًا عليه وكونه أيضًا، مستعدًا لتسليمها إياه، مع أنها كانت تظنه هي الأخرى، مفقودًا قبل أن تقرر بعد ذلك إيفاد طالبيْن عندها إلى ميونيخ، لأجل إحضاره وإخفائه في برلين.
لم يكن الخبر قد ذاع إلا وسط دائرة ضيقة من الباحثين حين وفاة سبيتالر في عام 2003، حيث كتب بول كونيتيزسك الذي هو باحث مستعرب آخر من ميونيخ، ينعي الأرشيف وانتهاء مشروع القرآن، مضيفًا: "لقد باتت العملية غير قابلة للتنفيذ؛ بسبب موقف العالم الإسلامي منها".
بعد ذلك، بدأت المعلومات حول وجود الأرشيف بالترسب خارج تلك الدائرة إلى مجالات أرحب، ولم يفهم أحد سبب إصرار سبيتالر على إبقاء الأمر لغزًا، فكل ما كتبه حول الموضوع، كان هامشًا صغيرًا في مقالة نشرها خلال العام 1975 حول القرآن، ادعى فيها ضياع الأرشيف وقت الحرب، إلى جانب قوله: "لقد غيرت أوضاع عالم ما بعد 1945 الظروف، ولم يعد من الممكن الاستمرار في المشروع".
تعتقد السيدة نوويرث -التي هي المسئولة حاليًا عن الأرشيف- أن السيد سبيتالر ربما كان "مريضًا"؛ ببساطة لأنه ضيع مشروعًا من هذا المستوى، وانصرف عنه إلى عمل آخر، في حين يقدّم السيد لولنغ تفسيرًا آخر أقل (خيرية) ملخصُه أن سبيتالر لم يكن يملك المواهب المطلوبة للعمل على الأرشيف، وأراد التأكد من أن غيره لن يتشرف بتحقيق ذلك.
إلى ذلك يقول كونيتيزسك، الذي كتب النعي: إنه ما يزال محيرًا من دوافع سبيتالر، ولذلك فهو يخمّن أن زميله السابق، كان يرى أن مشروع مخطوطات القرآن كان طموحًا جدًا، وبالتالي فإن المَهمة سوف تزيد بلا شك، من عداوة المسلمين للباحثين الغربيين، وهي المشاعر التي تغذت بتأسيس إسرائيل في 1948 ثم يضيف كونيتيزسك أن سبيتالر كان يعتقد: "أن المسألة بالنسبة إلى العرب تعتبر منتهية".
أما بالنسبة لطالبة الدكتوراه عنده، كاترين مولر، فترى أن "الحرب كانت قاسية إلى درجة أنها أنهت الكثير من الأشياء، ودفنت أحلام ما قبلها بالنسبة لكثيرين من الألمان"، أما العامل الآخر، وفقًا لها دومًا، فهو الإيمان الديني الخاص والعميق، الذي كان عليه سبيتالر، ولأجل التدليل على ذلك، فهي تفتح أمامنا نسخة من القرآن التي كان يستعملها أستاذها الراحل الكاثوليكي حتى وفاته، ولقد كانت نسخة سليمة ونظيفة على خلاف غيرها من النصوص التي كانت مليئة بـ (الخربشات) على الهوامش، لتعلق في الأخير: "ربما كان الأستاذ يحترم الكتب المقدسة بشكل أكثر من اللازم".
--------------------------------------------------------------------------------
• عن صحيفة ’وول ستريت جورنال‘ الأمريكية، للمصدر انقر هنا ( http://online.wsj.com/article/SB120008793352784631.html?mod=home_we_banner_left)
المصدر: الإسلام اليوم ( http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?id=223&catid=226&artid=12041) .
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[28 Jan 2010, 04:54 م]ـ
غرائب!!
و كم من خفايا لا تزال!
ـ[جمال السبني]ــــــــ[04 Feb 2010, 05:11 ص]ـ
أخانا الكبير الكريم (عبد الرحمن الشهري)
جزاك الله عنا خيرا ومتّعك بالعافية والسلامة والفلاح في الدارين.
الموضوع مهم جدا تجب متابعته فقد يكون لذلك المشروع نتائج مهمة، فقد يكون المشروع ردّا علميا مفحما على تشكيكات بعض المستشرقين (مثل باتريشيا كرونه Patricia Crone وغيرها) الذين يشكّكون في وجود القرآن (أو وجوده مدوّنا أو وجوده كما هو الآن) في القرن الهجري الأول أو يدّعون أن بعض المقاطع من القرآن كان لها وجود بشكل من الأشكال قبل القرآن (!!).
أنا أقترح ـ إن كنتُ أهلا للاقتراح ـ على (ملتقى أهل التفسير) أن يحاور الدكتورة (أنجليكا نيوفرث) Angelika Neuwirth أو على الأقل (ميشيل ماركس) Michael Marx وهو أيضا مسؤول في المشروع (مشروع كوربوس كورانيكوم)، وأن تكون الأسئلة الموجَّهة عن الأرشيف المفقود الذي عثر عليه من جديد وعن كيفية عمل المشروع ومنهجه والنتائج التي يمكن أن تتمخض عن المشروع، وعن ما قيل من أن المشروع سيستغرق (18) عاما، وعن الورشات التي أقاموها ضمن فعاليات المشروع، وعن مدى توافقهم أو تعاونهم مع مستشرقين آخرين ذوي اتجاه تشكيكي مثل (جيرد ر. بوين) Gerd R. Puin، وعن لجنة المشروع أو هيئته وهل بينهم مسلمون، وعن حالة المصاحف المخطوطة النادرة التي بحوزتهم، وعن مدى استنادهم إلى القراءات المأثورة المتواترة والصحيحة والشاذة، وعن النتيجة النهائية التي يتوصلون إليها: ماذا تكون؟ هل تكون موسوعة قرآنية أم ماذا؟ وعن إمكانية انضمام باحثين مسلمين إلى المشروع، وعن مدى موافقتهم لاتجاه الباحث المشبوه الذي سمى نفسه (كرستوفر لكسنبرغ) Christoph Luxenberg في كتابه المثير للجدل (القراءة الآرامية ـ السريانية للقرآن)؟ وعن مدى موافقتهم لاتجاه المستشرق (غنتر لولينغ) Gunter Luling، وعن مدى اتصالهم بمشروع ترميم المصاحف المخطوطة المكتشفة بصنعاء ومدى اعتمادهم على تلك المصاحف وعن ما قاله بعض الباحثين من أن قطع المصاحف تلك ليست مصاحف معيارية بل كانت على الأرجح تمرينات على الكتابة .. وعن المقصود مما يقولونه في التعريف بالمشروع من أنهم يقصدون أن يضعوا القرآن في سياقه التاريخي، وماذا يقصدون من أن مشروعهم موجّه للإنسان الأوربي وأنه عرض وتقديم للقرآن في أوربا. وماذا يقصدون بالقول إن كتاب (تاريخ القرآن) لنولدكه ـ شفالي هو حجر الأساس في مشروعهم.
ومع أن الدكتورة نيوفرث تجيد العربية إجادة تامة ودرست ودرّست في الأردن ـ استنادا إلى ما قرأت، إلا أنه لو تُرجِمت الأسئلة إلى الألمانية لكان ذلك أحسن.
وهذا هو العنوان الكامل للدكتورة من موقع جامعتها جامعة برلين الحرة:
Prof. Dr. Angelika Neuwirth
Seminar für Semitistik und Arabistik
Fachrichtung Arabistik
Professorin
Altensteinstraße 34
14195 Berlin
Tel.: +49 30 838-53597
Fax: +49 30 838-55544
E-Mail: angelikaneuwirth@hotmail.com
وهذا العنوان الكامل لميشيل ماركس من موقعهم أيضا:
Michael Marx, (M.A.)
Seminar for Semitic and Arabic Studies
Arabic Studies Department
Lecturer
Altensteinstraße 34
14195 Berlin
Tel.: +49 30 838-53661
Fax: +49 30 838-55544
E-Mail: m.marx@gmx.net(/)
احذروا أيها المسلمون
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[24 Mar 2008, 12:19 م]ـ
احذروا أيها المسلمون
في تصفحي اليوم لدليل المواقع العربية صفحة منتديات إسلامية في الصفحة الخلفية منتدى باسم (منتدى إلا محمد رسول الله) فتحته فإذا هو منتدى ساقط تافه تبشيري يدعو إلى النصرانية ومن عناوينه (مقابة مع الله) فإذا فتحته أمرك بدعوة المسيح إلى تخليصك ....
فعجبت من الخلط الكبير الذي وقع فيه دليل المواقع العربية الردادي.
وعجبت من العنوان عنوان الموقع الوقح (منتدى إلا محمد رسول الله) الذي يوهم المتصفح أنه يدافع عن النبي الأمي ? في شأن الرسوم المسيئة.
ولو كان للردادي دليل المواقع العربية صفحات مخصصة للمواقع اليهودية أو النصرانية أو الصابئة أو المجوس لما اعترضت ولما تعجبت ولكن عجبي أن يضم هذا العنوان إلى عناوين المواقع الإسلامية
الحسن محمد ماديك
ـ[أبو عبيدة]ــــــــ[25 Mar 2008, 01:43 ص]ـ
الله المستعان.
ـ[مرهف]ــــــــ[26 Mar 2008, 11:18 ص]ـ
لا يبعد أن يكون بعض النصارى قد فعلوا ذلك أو أن هناك منتدى فعلاً بهذا الاسم ولكنه قد اخترق والله أعلم،(/)
المسيح عليه السلام بين الحقائق والأوهام
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[27 Mar 2008, 11:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المسيح عليه السلام بين الحقائق والأوهام
د. أحمد إدريس الطعان
- كلية الشريعة - جامعة دمشق
كتاب من تأليف الدكتور محمد وصفي – مراجعة وتقديم: علي الجوهري – طباعة دار الفضيلة – القاهرة.
كتب على غلاف الكتاب هذه الجملة " أهم وأخطر كتاب عن المسيحية " وقد ظننت حين قرأت هذه الجملة أنها من قبيل الدعاية والترويج التجاري فقط، ولكني حين قرأت الكتاب بتأن وتدقيق وجدته بالإضافة إلى ما قيل عنه: أهم وأخطر وأجمل ما قرأته عن المسيحية في الكتابات المعاصرة.
لقد سار المؤلف في كتابه على منهجٍ واضح تتبع فيه المسيحية منذ نشأتها إلى ما آلت إليه عبر المجامع المختلفة، وبين كيف كانت في دعوة المسيح عليه السلام، وكيف أصبحت فيما بعد على يد بولس وقسطنطين، وقد اتسم أسلوب المؤلف بالسلاسة والتدرج والوضوح، والابتعاد عن التعقيد، واستخدم في دراسته منهجية النقل والعقل والمقارنة والتحليل.
إلا أن أبرز ما برع فيه هو قدرته على توظيف النصوص الملائمة في المكان الملائم، بل إنه يسوق القارئ سوقاً إلى النتيجة التي يعبر عنها النص التالي الذي يستشهد به، وهذا إن دلّ على شيءٍ فإنما يدل على خبرته واطلاعه وحافظته ومكنته من مادته العلمية وموضوع دراسته.
ولقد كان يحسن جداً الاستشهاد بالقرآن الكريم، ويجيد توظيف الآيات القرآنية المناسبة في المكان المناسب، ولا يأتي من الآية إلا بالجزء الملائم للفكرة المستشهَد لها.
إن الكتاب على صغر حجمه – قرابة مائتي صفحة – استطاع مؤلفه أن يُضمنه خلاصة الأبحاث والتحليلات والانتقادات التي تكتنف النصرانية بسهولة ويسر وإحكام، فكأن المؤلف قد آلى على نفسه أن لا يقدم لقارئه إلا الزبدة التي تغنيه عن اللبن، فكأن المؤلف يقف على ربوة عالية يشرف من خلالها على كل مكونات النصرانية ونصوصها فيتخير منها ما يريد، ويدع ما لا يريد.
وحين ينتهي القارئ من الكتاب يجد أنه قد ألمّ بخيوط أعظم خدعة في تاريخ البشرية، وأنه قد أمسك بتلابيب أكبر دجال ظهر على هذه الأرض، إنه بولس الذي صاغ خرافة المسيحية الجديدة، ونسج أوهامها ومعتقداتها كما هي اليوم لدى النصارى البولسيين، والتي أحكم خيوطها ورسم خطوطها.
لا أعني بذلك أن المؤلف هو أول من لفت الأنظار إلى هذه الحقائق، وكشف المستور من هذه المصائب، فهناك الآلاف من المجلدات التي كتبت في ذلك قبله وبعده – كما يقول ول ديورانت – ولكن ميزة الكتاب أنه يقدم الخلاصة بإيجاز غير مُخلّ، وأسلوب يجمع بين المنهجية العلمية والدقة الأكاديمية، والعاطفة الدعوية الإقناعية.
ويعتمد في ذلك على النقد الخارجي، والنقد الداخلي للكتب التي يُقال إنها مقدسة، ولعل براعته كانت أجلى في الوقوف عند التناقضات الداخلية التي تحتويها هذه الكتب في كل موضوع من موضوعاتها، ولا سيما في الخطوط العريضة للنصرانية، والمعتقدات الرئيسة التي تؤمن بها.
إن من أجمل ما يحذيك به هو أنه يلتقط لك الحق الأبلج من بين ركام الباطل الكثيف في الأناجيل، ولا يكتفي بذلك، بل يسرع بتسليط الضوء على هذا الحق من القرآن الكريم، فإذا هما متآخيان متعاضدان، وإذا هما} نُورٌ عَلَى نُورٍ {([1]).
والحق أن الإنسان يقف حائراً جداً أمام هذه الديانة – النصرانية – المضطربة والمتناقضة، والمصادمة لبدائه العقل، كيف يوجد في الدنيا من يدين بها، وكما قال الجاحظ والله لولا أنا شاهدنا النصارى لما صدقنا أن في الدنيا من يقبل هذه الهراء، ولكن لا تفسير لذلك إلا أنه من قبيل: هذا ما وجدنا عليه آباءنا كما أخبر الباري عز وجل في قوله:} وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُون َ {. ([2]) إن محور أي دين هو الوحي، أو كتاب الوحي، أو كتابه المقدس، ولا يوجد أغرب عند الباحث المتأمل والمدقق من أن تكون التوراة والآناجيل بنسخها الحالية اعتُبرت كتباً مقدسة؟! فالتناقضات والاختلافات والمهازل والفضائح تملأ صفحات هذه الكتب، فأين أهلها الذين يدينون بها
(يُتْبَعُ)
(/)
؟ وأين عقولهم وضمائرهم، ألا يقرؤون؟! أم أنهم ليس من عادتهم اصطحاب عقولهم أثناء القراءة في الكتاب الذي يقال إنه مقدس؟
إن أهم ما يواجه المسيحيين من المعضلات هو:
- أن ما بين أيدينا اليوم ليس الكتاب المقدس، وإنما ترجمة يُظن أنها له، أما النسخ الأصلية للتوراة والأناجيل فهي غير موجودة، إنها مفقودة.! وبالتالي فما بين أيدينا لا ندري هل هو ترجمة حقيقية أم مزيفة؟ إذ لا بد من إحضار الأصل لمعرفة الحقيقة، والأصل دونه خرط القتاد ([3]).
- من هم الكتّاب الذين كتبوا هذه الكتب؟ إنها تنسب إليه ولكن لا يوجد أي دليل يؤكد هذه النسبة؟
- ومتى كُتبت هذه الكتب، وفي أي زمن؟ وكم بينها وبين موسى أو المسيح عليهما السلام؟ إن علماءهم حائرون في ذلك أشد الحيرة ([4]).
- ومن هم المترجمون الذين ترجموا هذه الكتب إلى اللغات المختلفة، وما حالهم من الصدق والصلاح والأمانة؟ إنهم مجهولون! فكيف يُبنى دين على الجهل بأهم ركن من أركانه: كتابه المقدس.
إن الاختلافات الهائلة الموجودة في الكتاب المقدس والتي أوصلها بعضهم إلى ثلاثين ألفاً، وبعضهم إلى خمسين ألفاً، وبعضهم إلى مليون ([5])، والتناقضات الصارخة في الروايات مثل نسب المسيح عليه السلام بين إنجيلي متى ولوقا وتناقضهما مع التوراة ([6])، والتحريفات الخطيرة بين النسخ المعتمدة لدى الكاثوليك والبروتستانت، والتي اعترف بها علماؤهم بكل صراحة ([7])، إن كل ذلك يزيدنا يقيناً في اعتقادنا بتحريف هذه الكتب، وخصوصاً إذا علمنا أن أبرز رسول معتبر في المسيحية كان من أشد أعدائها، وكان حريصاً على اضطهادها، واضطهاد أتباعها والقضاء عليهم، وها هو قد تحول إلى رسول عظيم بنظر النصارى، بمعجزة ادّعى أنها حصلت له على طريق دمشق ([8]).
وقد جعل بولس من المسيح إلهاً ليكون هو الرسول المنفرد، ليتيح لنفسه عندئذ أن يحلل ويحرم كما يشاء، فنقض الختان، وقد كان فريضة، وعولم المسيحية وقد كانت لخراف بني إسرائيل الضالة فقط، ومزج ديانته الجديدة بأمشاجٍ مختلفة من الفلسفات والوثنيات المختلفة التي كانت سائدة في البلاد آنذاك. ونسخ بولس كل تعاليم الميسح عليه السلام القائمة على التوحيد المطلق، والإيمان بالله عز وجل، والإيمان بالمسيح عليه السلام كنبي ورسول لله رب العالمين ([9]).
وهذا ما حدا ببرنابا إلى الشجار والاختلاف معه، لأنه أدرك أن بولس يريد أن ينحرف برسالة المسيح عليه السلام من التوحيد إلى الوثنية الرومانية، لكي ينال الحظوة والشهرة عند السلطة، وبين الناس.
وانتصرت المسيحية البولسية فعلاً، وتلاشت مسيحية عيسى عليه السلام بين ضجيج الكذبة، وصخب الدجالين، واضطهاد السلاطين، وما نشاهده اليوم هو المسيحية البولسية التي لا تمت إلى المسيح عسيى عليه السلام بأي صلة. إنها خليط من أديان البراهمة والبوذيين، ووثنيات الرومان، وفلسفات اليونان وغيرهم، وقد أثبتت ذلك المقارنات الناصعة، والنصوص الساطعة ([10]).
وياعجباً: بدلاً من أن يحظى بولس بلعنة المسيحيين، ومقتهم، وكراهيتهم، لأنه حرّف دينهم ولعب به، وعبث بأصوله، ينال رضاهم ويحظى بتقديسهم وتمجيدهم!! فاعجب من أمة جنحت إلى هذا المهوى، وسقطت في هذا المثوى.
لقد نجح المؤلف الدكتور محمد وصفي رحمه الله تعالى في الاستشهاد لكل فكرة بنص يؤيده من الأناجيل أو رسائل بولس، ليصل بالقارئ إلى نتيجة مهمة مؤداها أن التحريف لم يطمس الحقيقة كاملة، وإنما طمس بعضها وظلت هناك شواهد قائمة هي بمثابة المنارات التي ترشد إلى الطريق في وسط ذلك الظلام المدلهم.
إن النصوص التي يُستشهَد بها على ألوهية المسيح عليه السلام نصوص غامضة تتجاذبها آلاف الاحتمالات، وإلى جانبها نصوص واضحة كالشمس في إثبات التوحيد، والكمال، والتنزيه للباري عز وجل، ورسالة المسيح عليه السلام، فأيهما أولى أن تُحمل النصوص الغامضة المعارضة لبدائه العقل على النصوص الوضحة المتآخية مع العقل أم العكس؟! ([11])
وروايات الصلب متناقضة أيما تناقض في أحداثٍ كثيرة، ومواضع خطيرة، لا يصعب على الباحث المتفحص أن يكتشف مواطن الكذب، ومواضع التحريف، بل ومواطن الحق أيضاً، مثل هذا النص الذي يصرح بكل وضوح بأن المسيح عليه السلام رُفع إلى السماء:
(يُتْبَعُ)
(/)
" وأخرجهم إلى بيت عنبا، ورفع يديه وباركهم، وفيما هو يباركهم انفرد عنهم وأصعد إلى السماء" ([12])، ومثله ما جاء في مرقص" ثم إن الرب ارتفع إلى السماء " ([13]) وهذا ما صرح به كتاب الله عز وجل:} بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا {([14]).
إن القرآن الكريم هو رسالة للمسيحيين جميعاً بمختلف طوائفهم ليصححوا دينهم، وليعرفوا المسيح عليه السلام على حقيقته، ولينبذوا خرافات بولس وأباطيله، ووثنيات قسطنطين وأضاليله، إنه رسالة قصدت إصلاح المسيحية وإنقاذها من استحواذ الشياطين، وتخريفات المبطلين.} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آَمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ {([15])} وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عليه {([16])} وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ {([17])
وجاء القرآن تصحيحاً لأفاعيل الرهبان، وتلاعباتهم بكلام الله عز وجل وفضحاً لما حرفوه، وتصحيحاً لما زيفوه، وكشفاً لما كتموه:} الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ {([18])} إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُون َ {([19])} إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ {([20]).
إن القرآن الكريم رسالة لكل مسيحي يحب المسيح عليه السلام أن ينبذ الهوى، والتقليد والتعصب، ويقبل الدعوة القرآنية بكل جوانبها التصحيحية:} قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ {([21])
فالمسيح عليه السلام من أعظم رسل الله جل وعلا، ومن المقربين والمكرمين} إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ {([22])
وهو ليس أكثر من رسول، إنه رسول مثله مثل آلاف الرسل الذين أرسلهم الله عز وجل إلى الناس لهدايتهم وتصحيح طريقهم} مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ {([23])
والمسيح عليه السلام يعتز بعبوديته لله عز وجل، لأن عبودية الله عز وجل محض السيادة} لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا {([24])
(يُتْبَعُ)
(/)
والمسيح عليه السلام ليس إلهاً، ولا أقنوماً في شركة إلهية، لأن الله عز وجل واحد أحد، لا شريك له:} يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا {([25]).
والمسيح عليه السلام ليس الله، بل رسول من أجلّ رسل الله عز وجل، يأمر بالتوحيد ويحض عليه، وينهى عن الشرك ويحذر منه} لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ {([26])
وجاء في إنجيل يوحنا: " وهذه هي الحياة الأبدية: أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك، وأن يسوع الذي أرسلته " ([27])
والمعجزات التي جاء بها المسيح عليه السلام هي من أدل الدلالات على نبوته ورسالته وقربه من الله عز وجل مثله مثل غيره من الأنبياء، وهو يؤكد في القرآن الكريم، بل وفي الأناجيل على أنه لا يفعل شيئاً من المعجزات إلا بإذن الله، انظر إلى عبارة القرآن وتأمل فيها ثم قارنها بما جاء في الأناجيل المعتمدة اليوم يقول الله عز وجل:} إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ {([28])
لا حظ كم يكرر القرآن الكريم كلمة بإذني حتى لا يضل الناس في فهم هذه المعجزات، فما هي إلا تأييد من الله عز وجل لنبيه المسيح عليه السلام، وتصديق له، والمسيح لا يملك من أمر نفسه شيئاً، اليس هو القائل: " أنا لا اقدر أن أفعل من نفسي شيئاً " ([29]) ويعترف بأن إرادته تابعة لإرادة الله جل وعلا: " ولكن ليس كما أريد أنا، بل كما تريد أنت " ([30]) ولما رأى الناس يعجبون بمعجزاته ويمجدونه قال لهم: " كل شيء قد دُفع إلي من أبي " ([31]).
إن القرآن الكريم يستحق الشكر والامتنان من كل مسيحي يبحث عن الحقيقة، لأنه يجد فيه ضالته، ويخرج به من حيرته. ولذلك نجد كثيراً من العلماء المسيحيين الذين اهتدوا إلى الإسلام، بعد أن تطمئن قلوبهم إلى كتاب الله عز وجل، لا يعرفون الوسيلة التي يعبرون بها عن شكرهم لله عز وجل، ولا يجدون العبارات التي تعبر عن سرورهم وطمأنينتهم بالقرآن الكريم، فيتجهون مسرعين إلى التأليف والكتابة لإخوانهم من المسيحيين ناصحين لهم، ومشفقين عليهم، ومن هؤلاء: عبد الأحد داوود الذي كتب كتابه " محمد في الكتاب المقدس " والقس المصري إبراهيم خليل أحمد الذي كتب كتابه " محمد في التوراة والإنجيل " والرسام الفرنسي مسيو إتين دينيه - ناصر الدين - الذي كتب عدة كتب منها " محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم " و " ربيع القلوب " و " وأشعة خاصة بنور الإسلام " و " الحج إلى بيت الله الحرام "، ومحمد أسد صاحب كتاب " الطريق إلى مكة " ومراد هوفمان صاحب كتاب " الإسلام كبديل " و " الطريق إلى مكة " وغيرها ...
(يُتْبَعُ)
(/)
وختاماً أقول: لا أجد وصفاً معبراً عن واقع الحال في الديانة المسيحية المعتمدة اليوم في الكنائس مثل قوله تعالى: " الضالّين " هذه الكلمة المفردة الممدودة مرتين بالمد المثقل الكلمي والمد العارض للسكون، وهذا المد يعبر حقاً عن اللعبة البولسية والقسطينية التي أضلت ملايين النصارى عبر أجيال متطاولة وحرفتهم عن عقيدة التوحيد، كما أنها حولت رجلين هما بولس وقسطنطين من استحقاق اللعنة التاريخية والأممية إلى مراكز القداسة والعظمة، ولا يوجد أضل من قوم يقدسون عدوّهم ويمجدونه ويعدونه رسولاً.
إن كتاب الدكتور محمد وصفي // المسيح عليه السلام بين الحقائق والأوهام // كتاب مهم في بابه، وأدعو الإخوة جميعاً إلى قراءته ونشره والتعريف به فهو جدير بذلك. والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العالمين
--------------------------------------------------------------------------------
[1])) سورة النور آية: 35.
[2])) سورة المائدة آية: 104.
[3])) راجع " المسيح بين الحقائق والأوهام " ص 40.
[4])) راجع " المسيح بين الحقائق والأوهام " ص: 39.
[5])) راجع: المسيح بين الحقائق والأوهام: ص: 40.
[6])) راجع السابق: ص: 15.
[7])) راجع السابق ص: 37.
[8])) راجع السابق ص: 49.
[9])) راجع السابق ص: 109 – 111.
[10])) راجع السابق ص: 136.
[11])) راجع السابق ص: 109 – 114.
[12])) لوقا 24: 50 – 51.
[13])) مرقص 16: 91.
[14])) سورة النساء آية: 158.
[15])) سورة النساء آية 47.
[16])) سورة المائدة آية 48
[17])) سورة الصف آية: 6
[18])) سورة البقرة آية: 146.
[19])) سورة البقرة آية: 159.
[20])) سورة البقرة آية: 174.
[21])) سورة آل عمران آية: 64.
[22])) سورة آل عمران آية: 45.
[23])) سورة المائدة آية: 75.
[24])) سورة النساء آية: 172.
[25])) سورة النساء آية: 171.
[26])) سورة المائدة آية: 72.
[27])) يوحنا 17: 3.
[28])) سورة المائدة آية: 110.
[29])) يوحنا 5: 30.
[30])) إنجيل متى 26: 39.
[31])) إنجيل متى 11: 27.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[28 Mar 2008, 12:18 ص]ـ
جزاك الله خيرا -أستاذنا الفاضل- وسنحرص على العمل بنصيحتك.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[28 Mar 2008, 12:45 ص]ـ
جزاك الله خيرا(/)
السقوط في الفتنة
ـ[مولاي عمر]ــــــــ[30 Mar 2008, 04:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السقوط في الفتنة
قراءة تحليلية نقدية للآيات المستشهد بها في شريط الفتنة
تعمد النائب الهولندي غيرت فيلدرز أن يروج لفيلمه على أساس أنه ينتقد القرآن ولكنه قدم أردأ طريقة في النقد إذ اكتفى بعرض آيات قرآنية تلاوة مع التدخل في تلاوتها بما يشوش على أدائها الفني الجميل، وكأنه لا يطيق الأشياء الجميلة أو لا يراها أو يستكثر أن يؤدى القرآن بأصوات جميلة عذبة. ثم بعد التلاوة المغرضة ينقل صورا ومقاطع من خطب ومواقف دون أن يكلف نفسه طرح السؤال: ماذا تعني هذه الآيات؟ في أي سياق جاءت؟
والآيات موزعة في الشريط بشكل عشوائي بحيث لا صلة البتة بين الآية وما يعرض بعدها إلا أن يكون إقحاما مجانيا، وفي هذه الحالة تصلح كل الآيات لكل المضمون لأن العلاقة بينهما حينها ستكون القطيعة بمعنى أن القرآن في واد، وما حشره النائب المتطرف من الصور والمواقف في واد آخر.
ولم تزد الآيات التي ذكرها على خمس ونشكره إذ انتقى صورة جميلة للمصحف، وإذ لم يقم بتمزيقه كما توهم أحد اللقطات الأخيرة في الشريط، بل أخبر المشاهد بأن الأمر يتعلق بصوت تمزيق صفحة من دليل الهاتف ولكنه أخفق هنا أيضا فلعله بفعله ذلك قطع أرقام الاتصال مع الجالية المسلمة ومع أغلب المسلمين الذين لن يروا فيه إلا حاقدا متهجما على كتابهم ودينهم ونبيهم.، بل زاد وحرضهم على تمزيق مصحفهم وأن يتولوا ذلك بأيديهم.
ونكاية بالإسلام و المسلمين لم يكتف النائب بتوظيف رسم من الرسوم السيئة بل زاد عليها بان أشعل فتيلها من أول الشريط لينتهي الشريط بانتهاء الفتيل ليعقبه انفجار الرأس الذي يحمله. وكلها مشاهد غاية في القتامة ينضاف إليها التوظيف المغرض لعناوين صحف ومقاطع من خطب وأشاء أخرى كثيرة ...
ولأن القرآن علمنا طرد اليأس، فإننا لا زلنا نأمل أن يراجع النائب مواقفه ومن يدري فقد يأتي اليوم الذي يعتنق هو الآخر فيه هذا الدين، فيصير من أنصاره فكثير من عظماء هذا الدين كانوا في يوم من الأيام من ألد أعدائه.
ولمساعدته وكل من وراءه دعونا نعود لهذه الآيات القرآنية في محاولة لفهمها فهما سليما مع الفصل التام بينها وبين أفعال المسلمين التي فيها الخطأ والصواب والحق والباطل كما حال كل بني آدم.
وسأتناول هذه الآيات وفق الترتيب التي تظهر فيه عند بث الشريط:
الآية الأولى قوله تعالى:"وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ" " (الأنفال: 60)
هذه الآية الكريمة من سورة الأنفال، وهي من السور التي تضمنت كثيرا من أحكام الجهاد في الإسلام و بينت ذلك السنة النبوية وتفصيل كل ذلك في كتب الفقه.
والجهاد باب عظيم في هذا الدين، وللمجاهدين فيه المنزلة الرفيعة. وهم حماة الدين والأرض والعرض. ولا نعرف أمة أنكرت الجانب العسكري من شخصيتها. ولا نعرف من حاضرنا إلا مزيدا من إعداد الجيوش والإبداع في الأسلحة حتى وصلنا إلى أسلحة الدمار الشامل، والتي في أوربا الكثير منها. والآية لا تزيد على أمر المؤمنين بإعداد ما يستطيعون من قوة ومن رباط الخيل. والقوة في الآية تتسع لكل معانيها بمعنى القوة الإيمانية والعسكرية والعلمية والقانونية والأخلاقية ... ولذلك اتخذتها جماعة الإخوان المسلمين شعارا لها مقتصرة في ذلك على جزء من الآية وهو:" وأعدوا"
أما الجزء الثاني من الآية فهو لو تأملناه أكبر دعوة للسلام، بمعنى إن إعداد القوة هو الذي يجعل الأعداء لا يجرؤون عليكم وهو معنى:"ترهبون به عدو الله وعدوكم" أي تخوفونهم فلا ينالون منكم. وإلى الآن كثير من الدول لم تدخل جيوشها في معارك ولكن ذلك لا يعني البتة حل الجيش فهو كان وسيظل رمزا من رموز السيادة وضامنا من ضمانات البقاء. بل رأينا شعوبا تستعين بجيوش غيرها، وذلك حين لا يسعفها ما أعدته لدفع الأخطار المحدقة بها. بل رأينا مجلس الأمن يجند العديد من القوات في بعثات لنشر الأمن في ما يعرف بقوات حفظ السلام الأممية. إنه البعد الذي تشير إليه الآية لكل من أحسن تدبرها. وهو الذي جاء صريحا في الآية التي بعدها التي لم يشأ النائب ذكرها وهي قوله تعالى:" وَإِن جَنَحُواْ
(يُتْبَعُ)
(/)
لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (الأنفال: 61) ونحن نهديها له عساه يعود إليها حين يتخلق بقليل من الموضوعية.
الآية الثانية قوله تعالى:" إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً (النساء: 56)
الآية الثانية التي أقحمها النائب الهولندي إقحاما هي الآية 56 من سورة النساء. وهي الآية الوحيدة التي تليت كاملة ولا صلة لها بالموضوع إطلاقا. ذلك لأن الآية خبر عن جزاء الكفار يوم القيامة الذي هو جهنم بلا شك. وهذا أمر مشترك بين كل الأديان السماوية التي رسخت في أتباعها الإيمان بالبعث والنشور و الجزاء والعقاب والجنة والنار.
والآية من جهة ثانية شاهدة على أن هذا الكتب من عند الله لما تضمنته من إشارة علمية إلى أن موضع الألم الأساسي هو الجلد ولذلك يتوعد الله الكفار بأن يبدل جلودهم كلما نضجت ليذوقوا العذاب.
الآية الثالثة قوله تعالى:" فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ" (محمد: 4)
الآية الثالثة التي أوردها النائب الهولندي هي من سورة محمد والتي تسمى أيضا سورة القتال لما تضمنته من أحكامه. وفي الآية وصف لبعض أحكام المواجهة العسكرية، ونأسف أن النائب ومن معه تعمدوا الوقف حيث لا يجوز الوقف فتتمة الآية:" فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا (محمد: 4) فإذا القتال إنما هو مرحلة يأتي بعده الأسر وبعده يأتي التخيير بين المن والفداء وكل ذلك لكي تضع الحرب أوزارها. فالهدف إذا هو أن تضع الحرب أوزارها فلا تقوم حرب. فقوله تعالى:" حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا" يعني لأجل أن تضع الحرب أوزارها بمعنى أثقالها وهو كناية عن الانتهاء منها. فالآية تحث على السلم لكنه السلم الذي يضطر المسلمون لخوض الحرب من أجله، كما يضطرون لإعداد العدة والعتاد من أجله.
الآية الرابعة قوله تعالى:" وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَاء حَتَّىَ يُهَاجِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتَّمُوهُمْ وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً" (النساء: 89)
الآية الرابعة التي أوردها النائب الهولندي هي من سورة النساء وهي السورة التي انتقى منها النائب آيتين وعوض أن يستفيد من اسم السورة ويفتح عينيه على المنزلة الرفيعة التي أنزل الله المرأة كما أنزلها الرجل ضمن التكريم الإلهي للإنسان أعرض عن ذلك واكتفى بترديد نفس الشبهات. والآية تخبر المؤمنين بما يسعى إليه الكفار بدعوتهم للكفر حتى يكونوا وإياهم في الكفر سواء، ويحذر القرآن المؤمنين من موالاة الكفار حتى لا يفسدوا عليهم دينهم ثم يشترط لقتالهم توليهم وهذه الآية لا بد أن تضم لأخواتها لتشكيل الصورة السوية لأحكام القتال الفقهية والتي من أهمها أن الذي يعلنه هو ولي الأمر لكي لا يكون سلوكا فرديا يمارسه الشخص متى شاء وكيفما شاء.
الآية الخامسة قوله تعالى:" وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه" (الأنفال: 39)
الآية الخامسة التي أوردها النائب الهولندي هي من سورة الأنفال وهي الآية الثانية من نفس السورة لكنها سابقة في الترتيب على التي بدأ بها ولا ندري ما السبب الذي جعله يوزع الآية بهذا الشكل في شريطه كما لا ندري ما الذي جعل النائب لا يكمل الآية فوقف عند قوله تعلى:" وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه" فلا يجعل المتتبع لشريطه يسمع بقية الآية وهي قوله تعالى:"فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" (الأنفال: 39) فإلى أي درجة يستغفل الإنسان، وأي معنى للعلمية والموضوعية حين يبلغ الانتقاء مداه بالاقتصار على شطر الآية و من ابلغ أمثلته المتداولة بين المسلمين الوقوف عند قوله تعالى:"فويل للمصلين" دون إكمالها وبهذا نهدم القرآن بالقرآن عوض أن نفسر القرآن بالقرآن كما هو المنهج العلمي السليم ..
والآية لمن أحسن تدبرها مليئة بظلال الأمن والسلام فالقتال إذا شرع لغاية وهي "حتى لا تكون فتنة وحتى يكون الدين كله لله"،ثم يكل أمرهم إلى الله حين الانتهاء لأن الغاية حصلت وتحققت.
ولنقل للنائب الهولندي المغرم بتنامي أرقام المسلمين في بلاده هل تضاعف عددهم بالقتال؟ وهل الذين يختارون هذا الدين في مشارق الأرض ومغاربها ومن كل الفئآت الاجتماعية ومن كثير من المثقفين والنخب هل كان وراء ذلك قتال؟ أم بالمقابل لم يمنع منه القتال والاستضعاف والاستهداف والتشويه التي تتعرض له عقائد المسلمين. فالإسلام رغم استضعاف أهله بما كسبت أيديهم و بالعوامل غير المتكافئة التي جعلت أهله محل انتهاك لأرضهم وأعراضهم، رغم كل ذلك بقي الإسلام ينتشر لأن قوته ذاتية في مضمونه في رسالة الرحمة التي يحملها للعالمين كما قال تعالى:" وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (الأنبياء: 107)
وعليه نقول إن شريط الفتنة هو بحق فتنة فلندع أصحابه يسقطون فيها لوحدهم. "أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ " (التوبة: 49)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Aug 2009, 09:35 ص]ـ
ولأن القرآن علمنا طرد اليأس، فإننا لا زلنا نأمل أن يراجع النائب مواقفه ومن يدري فقد يأتي اليوم الذي يعتنق هو الآخر فيه هذا الدين، فيصير من أنصاره فكثير من عظماء هذا الدين كانوا في يوم من الأيام من ألد أعدائه.
ولمساعدته وكل من وراءه دعونا نعود لهذه الآيات القرآنية في محاولة لفهمها فهما سليما مع الفصل التام بينها وبين أفعال المسلمين التي فيها الخطأ والصواب والحق والباطل كما حال كل بني آدم.
أشكرك على هذه الروح المؤمنة المتفائلة بهداية الآخرين جزاك الله خيراً يا دكتور مولاي. وتأمل جيش المشركين في معركة أحد، كيف أصبح قادته من قادة المسلمين الكبار (أبو سفيان بن حرب، خالد بن الوليد، عكرمة بن أبي جهل) رضي الله عنهم أجمعين. وقد شاركوا جميعاً في معركة اليرموك الفاصلة في تاريخ المسلمين، وصدق الله (ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون).
ولنقل للنائب الهولندي المغرم بتنامي أرقام المسلمين في بلاده هل تضاعف عددهم بالقتال؟ وهل الذين يختارون هذا الدين في مشارق الأرض ومغاربها ومن كل الفئآت الاجتماعية ومن كثير من المثقفين والنخب هل كان وراء ذلك قتال؟ أم بالمقابل لم يمنع منه القتال والاستضعاف والاستهداف والتشويه التي تتعرض له عقائد المسلمين. فالإسلام رغم استضعاف أهله بما كسبت أيديهم و بالعوامل غير المتكافئة التي جعلت أهله محل انتهاك لأرضهم وأعراضهم، رغم كل ذلك بقي الإسلام ينتشر لأن قوته ذاتية في مضمونه في رسالة الرحمة التي يحملها للعالمين كما قال تعالى:" وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (الأنبياء: 107)
وعليه نقول إن شريط الفتنة هو بحق فتنة فلندع أصحابه يسقطون فيها لوحدهم. "أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ " (التوبة: 49)
نفع الله بك وتقبل منك، وكفانا الله شر هؤلاء بما شاء.
وإنَّ من حكمة الله أنَّ مثل هذه الاستفزازات يظهر في طياتها من الخير للإسلام والتعريف به، ولفت أنظار الغافلين إليه ما لا يخطر على بال كثير من الأعداء والأصدقاء على حد سواء.
ـ[ Amara] ــــــــ[24 Aug 2009, 11:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما
اخوتي الأفاضل ..
قد كنت اطلعت على الفيلم .. كما اطلعت على بعض حلقات برامج قناة الحياة .. و في كل مرة لا أجد إلا أن أقول ما أعظم رسول الله صلى الله عليه و سلم .. و الله إنه ما ينطق عن الهوى .. أو ما قرأتم عنه صلى الله عليه و سلم و هو يقول:
" ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز، أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام وذلاً يذل الله به الكفر ".
فهذا القرآن يتلى عندهم .. و قد بلغ ديارهم و استمعه صغيرهم و كبيرهم ليكون حجة عليهم .. وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ..
و منه رسالتين رسالة إلينا نحن المسلمون و رسالة إلى الكفار،
فأما الأولى التي إلينا: فمنها إننا إن لم نقم بالدعوة إلى الله فالله حافظ كتابه و مظهر دينه الذي ارتضاه .. و إن نحن قمنا بذلك فهو خير حفظا و هو أرحم الراحمين .. و لعلي هنا أحيلكم إلى قضية رائعة لمن شاء أن يبحث فيها هي حفظ الله تعالى:
فقد حفظ كتابه فقال إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ
و حفظ ملكه فقال فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ
و حفظ عباده فقال وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ
و أما الثانية فهي للكفار: و هي أن يبلغ الدين مبلغه عندهم حتى يسمعوا كلام الله .. فمن شاء منهم بحث و عرف و من غفل فلا حول و لا قوة إلا بالله
و ثالثة بيننا و بينهم: اذكروا معي أيها السادة جهل قريش و جهل هؤلاء .. كانت قريش من جهلها لا تترك ابن مسعود رضي الله عنه يقرأ في فناء الكعبة و يشبعونه ضربا حتى يغمى عليه لما عرفوه من الحق فأنكروه .. أما هؤلاء فإنهم لقوة الجهل بهم لا يعرفون أنهم بتركه عندهم يجعلون الحجة عليهم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
و قديما قيل: سارق بيده سراج ..
و الحمد لله رب العالمين ...
ثم إنه يجدر بي هنا أن أطلعكم على قصة بنت فرنسية عمرها 16 عاما و أبويها ملحدين غير أنها على صغر سنها، كانت تميل إلى الإسلام و شغفت بدراسته و هي تريد أن تصبح مسلمة و قد أرسلت إلي تقول:
oui je le fais pour moi pour avoir un but dans la vie et étre une fille respectée & bien
oui pour moi l'islam c une religion pure
je pourrai attendre & apprendre pour que le jour ou je deviendrai muslim sa sera bienfait
oui mais mon pere serai prés à me renié pour se choix
j'ai le Coran avec toutes les sourates dont je peux écouter
oui mais ramadan je peu le faire la salat je peux marenger mais comment bien la faire
manger du porc ou autre
si je ne pratique pas bien je ne serai pas une vrai musulmane
oui tkt pas mais pour la convertion il fau des témoin nn?
mais si je fai ma conversion seule devant dieu & plus tar quand je grandirai je la ferai devant des témoin
achhadou an la illah il allah wa anna mohamed rassoul allah
allah akbar
wa lellahi el hamd
و قد اخترت من رسالتها بعض الجمل و ها أنا سأترجم ما قالت:
تتحدث عن أنها قامت بأبحاث حول الإسلام .. و لكنها بحوث لشخصها هي حتى تكون امرأة صالحة و محترمة (انظروا نظرة بنت في 16 من عمرها إلى المراة المسلمة)
.. فالإسلام بالنسبة لي هو دين الطهر و هو دين طاهر ..
و ربما يلزمني أن أنتظر قبل أن أسلم لأتعلم أكثر حتى إذا تعلمت كنت مسلمة بحق ..
و سيكون هذا أمر جيد ..
و ربما لأني إذا اعلنت إسلامي الآن فسينفيني أبي لأجل اختياري ..
أنا قرأت القرآن كله (الترجمة الفرنسية) و كانت قالت لي أنها تحفظ الفاتحة بالعربية غير أنها لا تتقن نطقها جيدا كالعرب ..
ثم إنه بإمكانها أن تسمع صوت القرآن من خلال الانترنت ..
ثم تقول:
أن رمضان مثلا تستطيع صومه خفية .. كما تستطيع أن تصلي حين تغلق غرفتها دون أن ينتبه إليها أحد ..
لكن تضل مشكلة لها بالنسبة للحم الخنزير فهي لا تستطيع أن تمتنع الآن عن أكله خشية ان ينتبه إليها .. و ربما نفس الشيء مع بعض الامور التي تفرضها العادة عندهم ..
و تقول:
إني إذا لم أطبق الإسلام جيدا فلن أكون مسلمة حقيقية ..
غير أني دعوتها إلى أن تعتنق الإسلام و قلت لها إن الله تعالى يقول:
فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ..
و قالت لي شكرا ..
غير أنه كي يصبح المرء مسلما لابد له من شهود؟ أليس كذلك ..
و لكن لو انا قمت باعتناق الإسلام فقط أمام الله حتى إذا كبرت أعلنته أمام الجميع ..
و قد وجدت نفسي أنصحها فقلت لها .. لا تؤخري اسلامك .. و اجتهدي في طلب الله حتى يفرج عنك فإن الله قريب من عباده و إن الله يفرح لعودة عبده إليه .. و لا شك أنه سيفرح بك كثيرا .. و سيعطيك من الخير ما لا تتوهمين .. كما لابد لك من الإمتحان فإن أكثر الناس بلاء الصالحون ...
و قد نصحتها أن تسلم .. و أن تخفي اسلامها .. و أن تصلي و تقوم بما تقدر عليه من الأعمال الصالحة و أن تطيع أبويها .. و قلت لها لعلك يوما ما تقومين بدعوة أبويك إلى الإسلام فيقبلا ذلك و تفوزين بهما ..
أما بالنسبة للشهود فقلت لها اجعلي شاهدك الله تعالى .. حتى يخرجك مما أنت فيه ..
و عن الخنزير قلت لها حاولي أن لا تهتمي كثيرا .. غير أني أنصحك مثلا أن تطلبي السمك و ادعي أن ذاك اللحم يقلقك ..
و عن اللباس قلت لها حاولي أن تلبسي لباسا لا يظهر مفاتنك .. فلا تلبسي القمصان مفتوحة الجيب أو الأشياء الضيقة العارية
و كان آخر كلامها
لا اله إلا الله محمد رسول الله .. الله أكبر .. و لله الحمد ...
ثم إنها سألتني هل يجوز لها أن تقرأ القرآن بالفرنسية .. و قد أجبتها أن الفرنسية ماهي إلا تقديم للمعاني و قد يختلف المعنى الحقيقي عن الترجمة .. لذا فأنت اقرئيه استئناسا و إن أشكل عليك أمر فاستوضحي من يعلم .. أما الصلاة فلابد من الفاتحة بالعربية ..
و لعلي أخطأت النصح فصوبوني ..
و انظروا فيما قالت هذه الفتاة .. و تنظرون شباب المسلمين؟
يغفر الله لي و لكم(/)
ماذا عن هذا الكتاب
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[01 Apr 2008, 11:23 ص]ـ
نشرت المكتبة البوليسية ببيروت في سنة 1993م طبعة جديدة ومنقحة لكتاب اسمه القران دعوة نصرانية
لكاتب اسمه الاستاذ الحداد كما برز هذا على الغلاف
فهل يعرف احد من الاخوة عن هذا الكتاب شيئا وما قصته وهل تصدى له احد من المسلمين بالرد
ـ[مها]ــــــــ[01 Apr 2008, 05:37 م]ـ
لعلك تجد شيئا مما تريده على هذا الرابط - وفقك الله -
كتابان تنصيريان يزعمان الأصل النصراني للقرآن الكريم ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=13105#post13105)
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[01 Apr 2008, 07:47 م]ـ
الكتاب قديم أخي د. جمال منذ الستينات من القرن الماضي وقد خصص الشيخ دروزة بعض الكتب للرد عليه .. وهو يردد مقالات الاستشراق والقسيس فندر في كتابه ميزان الحق ووو ...
وفقكم الله
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[01 Apr 2008, 11:02 م]ـ
وللفائدة والأهمية
انظر يا أخانا الغالي
هذا الرابط:
الرد على القس أبى موسى الحريري، والآب يوسف الحداد:
http://www.ebnmaryam.com/vb/showthread.php?t=3331
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[02 Apr 2008, 08:03 ص]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا لكن الروابط المحال اليها لا تعمل ارجو التكرم باعادة تنزيلها
ـ[مها]ــــــــ[02 Apr 2008, 03:10 م]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا لكن الروابط المحال اليها لا تعمل ارجو التكرم باعادة تنزيلها
كتابان تنصيريان يزعمان الأصل النصراني للقرآن الكريم ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=13105#post13105) فإن لم يعمل الرابط فستجد هذا الموضوع ضمن هذا الملتقى - ملتقى الانتصار للقرآن الكريم - الصفحة السابعة.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[03 Apr 2008, 08:08 ص]ـ
اشكركم على حسن الاستجابة وقد قرات حول الكتابين مما افدتموني به(/)
دعوة للمساهمة بكتابة مداخل في مشروع (موسوعة إسلامية عن القرآن الكريم)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Apr 2008, 11:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وردتني قبل أسبوع رسالة من صديقي الكريم الدكتور وليد العمري وفقه الله هذا نصها ...
فضيلة الدكتور عبد الرحمن بن معاضة الشهري وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد
فقد وردني طلب من الدكتور مظفر إقبال (مؤسس مركز الإسلام والعلم بكندا)، بالتعميم على الإخوة الأفاضل، المشتغلين بالدرس القرآني، للمساهمة بكتابة مداخل في مشروع كبير وهو إصدار موسوعة إسلامية عن القرآن الكريم بعنوان ( Integrated Encyclopedia of the Qur’an).
وأصل هذا المشروع الذي أخذ في التشكّل وحُددت معالمه، وخُطَّت خطواته، أتى من رغبة د/ إقبال في التعفية على الآثار السيئة التي أحدثتها (وربما ستحدثها)، الموسوعة الاستشراقية التي صدرت مؤخراً عن دار النشر الاستشراقية الشهيرة بريل ( Brill)، بعنوان موسوعة القرآن ( Encyclopedia of the Qur’an)، وأشرفت عليها المستشرقة جين ماك أوليف ( Jane McAullife)، وهو عمل موسوعي بحق صدر في ست مجلدات، في (2919) صفحة، وتقوم على نشره دار بريل الهولندية المعنية بنشر الأعمال الاستشراقية (ومن أبرز أعمالها في هذا المجال نشر «الموسوعة الإسلامية» ذات الصيت بطبعاتها الثلاث)، والأعمال المنشورة في هذه الدار تحقق عادة شهرة واسعة، وبخاصة إذا كانت ذات طابع موسوعي.
ويمكن كتابة المداخل باللغة العربية ثم بعد ذلك تترجم إلى اللغة الإنكليزية، وتجدون مرافقة نسخاً من: 1) مقدمة الموسوعة، وسببها (مع جدول زمني للنشر)، الموضوعات المقترحة (وعددها يربو على 600)، ودليل المشاركين إلى كيفية الكتابة.
ويطلب القائم على المشروع أن يفاد حول المؤسسات والهيئات التي يمكن أن تدعمه مادياً. وستقتصر الكتابة في هذه الموسوعة على المسلمين دون غيرهم.
ولعل د/ إقبال يكون على استعداد للرد على استفسارات الأخوة الأعضاء، على أن يكون المطلوب مختصراً وواضحاً.
ويكون التواصل مع صاحب الموسوعة على عنوان بريده الإلكتروني: muzaffar-iqbal@cis-ca.org
وفقكم الله وسدد خطاكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محبكم
د/ وليد بن بليهش العمري
وتجدون الملفات التعريفية بالمشروع في المرفقات ..
وأنا أشكر أخي العزيز الدكتور وليد وأشكر الدكتور مظفر إقبال على عنايته وأدعو الجميع للتفاعل الإيجابي مع هذا العمل، ومساعدته في هذا المشروع علمياً ومادياً، كما أدعو الزملاء ذوي المعرفة بالدكتور مظفر للإفادة حوله وحول مشروعه إن أمكن بشكل مفصل، ولعلي أدعو الدكتور مظفر للتواصل معكم عبر هذا الملتقى إن شاء الله.
في 25/ 3/1429هـ
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[03 Apr 2008, 04:11 م]ـ
[ align=center] وأنا أشكر أخي العزيز الدكتور وليد وأشكر الدكتور مظفر إقبال على عنايته وأدعو الجميع للتفاعل الإيجابي مع هذا العمل، ومساعدته في هذا المشروع علمياً ومادياً، كما أدعو الزملاء ذوي المعرفة بالدكتور مظفر للإفادة حوله وحول مشروعه إن أمكن بشكل مفصل، ولعلي أدعو الدكتور مظفر للتواصل معكم عبر هذا الملتقى إن شاء الله.
في 25/ 3/1429هـ
جزاك الله خيرا ياأبا عبدالله، والموضوع جدير بالاهتمام والاسهام الفاعل من كل إخوتنا المشتغلين بالدرس القرآني، في مقابل الهجمة المبرمجة الشرسة والإساءات المتواصلة لكل ما له صلة بالإسلام وأهم أركانه ومصادره، نظرا للتوسع والانتشار الكبير والمذهل لدين الحق في جميع دول العالم، وما زال كذلك، فأعان الله القائمين على هذا المشروع المبارك، وجزاهم خير الجزاء، راجيا من كل من يملك الاسهام أن يتفاعل بقوة، فالقضية لم تعد تحتاج التأخير، والعالم اليوم بواقعه المصنوع، في أمس الحاجة للتعريف بالإسلام عامة، ووفق الله الجميع لكل خير.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[03 Apr 2008, 06:36 م]ـ
ما شاء الله. خطة المشروع تبدو طموحة. وأدعو الله عز وجل أن يوفق فريق العلم لأن يخرجوه في أفضل شكل ممكن.
واسمحوا لي ببعض الملاحظات:
1 - ليت صاحبها يذكر إن كانت هناك لجنة إشراف على هذا العمل أم لا. فمما يساعد الباحثين على اتخاذ قرار بالاشتراك في الأعمال الجماعية: معرفة أسماء المشاركين.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - موسوعة بمثل هذه النوعية يجب أن لا تكتفي (في تقديري) بمادة نصية، وإنما تشفعها بإحصائيات وجداول، ورسوم بيانية (وربما صور أيضا) ..
3 - ذكر الباحث أن هذا العمل الموسوعي موجه للأكاديميين وغيرهم، وللمسلمين وغيرهم. وقد حدد د. إقبال في مواصفات العمل الالتزام بكتابة أسماء الأشخاص والأماكن كما هي (بالعربية ولكن بأحرف لاتينية). وفي اعتقادي، قد يكون هذا الأمر مفيدا، غير أن من الضروري إضافة فهرس في الموسوعة يكتب هذه الأسماء كما يعرفها أهل الإنجليزية.
فمثلا: عندما يريد قارئ غير مسلم، وغير متعود على المصطلحات العربية والقرآنية، أن يعرف ما كتب في الموسوعة عن (المسيح عليه السلام)، فإنه لن يفهم أن ( Isa) هو المدخل المطلوب، وإنما سيكون لفظ ( Jesus) أول ما يخطر بباله. وبالتالي فمن الضروري إدراج هذا المصطلح على الأقل في فهرسة إضافية.
أدرك أن ترجمة المصطلح أو الاحتفاظ به غير مترجم، من أصعب الخيارات في الكتابة عن المصطلحات القرآنية باللغات الأخرى. غير أنني شعرت، في قراءة سريعة للمصطلحات الموجودة، بوجود حاجة للتدقيق فيها أكثر.
3 - مثل هذا العمل الموسوعي يشبه لحد ما عملية (التفسير الموضوعي)، أو (تفسير القرآن بالقرآن) أو (الفهرسة الموضوعية) و (أطالس القرآن الكريم: الأماكن، والحيوانات، والأشخاص والأنبياء ... )
بودي لو أن الباحث قام بحصر الموسوعات الشبيهة الموجودة (بالعربية، والإنجليزية والفرنسية)، ودرس نقاطها الإيجابية ونقاطها السلبية، وأدرج هذه الدراسة في مقدمة موسوعته للدلالة على ما يميزها مقارنة بالأعمال السابقة.
4 - وقد ذكر في المقدمة المرفقة أن الموسوعة تحتوي على أكثر من 1000 مصطلح. غير أن قائمة المصطلحات المرفقة تحتوي فقط على 579 مصطلحا.
ومن المصطلحات التي لم أجدها في القائمة: الإيمان، الإحسان، القدر، أسماء الله الحسنى ...
ولدي شك (من خلال قراءة سريعة) في تغطية جميع أسماء الأنبياء والأماكن المذكورة في القرآن.
هذه بعض الملاحظات لعلها تحفز بعضكم للإفادة أكثر.(/)
نصرة سيد ولد عدنان يا أهل الانتصار
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[05 Apr 2008, 01:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نداء من أخيكم لنصرة المصطفى $ بعد أن وفقنا الله تعالى لتركيب هذا الخط على المنتدى أتوجه لسيادتكم لكتابة موضوع شامل بهذا الخط يتناول سيرة المصطفى $ في الرد على طعن الطاعنين ورد شبه أهل الزيغ والضلال؛ وبيان حقوقه $ وعظم منزلته ورفعة مقامه وبإذن الله سأصنع من تلك المادة برنامجا ألكترونيا ينشر مجانا على الشبكة.
فمن يلبي النداء ويضع خطة العمل.
محبكم(/)
الجابري يجيب عن سؤال:
ـ[أحمد بوعود]ــــــــ[14 Apr 2008, 01:26 ص]ـ
كيف نفهم القرآن الحكيم؟ [
/ B] بعد كتابه التعريف بالقرآن الكريم (2006)، أو مسار الكون والتكوين للقرآن الكريم، صدر للدكتور محمد عابد الجابري كتاب فهم "القرآن الحكيم .. التفسير الواضح حسب ترتيب النزول". وهو تتمة لسابقه غير أنه يبحث في مسار التنزيل.
1 - [ B] محتويات الكتاب
يشتمل القسم الأول من هذا الكتاب على ثلاث مراحل، هي بمثابة فصول للكتاب، قدم لكل منها باستهلال خاص وختم باستطراد:
* المرحلة الأولى: النبوة والربوبية والألوهية
وجمع فيها السور ذات هذا الموضوع والتي يغلب فيها ذكر: الرب، الله، الرحمن، جل جلاله، مع مراعاة ترتيب نزولها، وهي: العلق، المدثر، المسد، التكوير، الأعلى، الليل، الفجر، الضحى، الشرح، العاديات، الكوثر، التكاثر، الماعون، الكافرون، الفيل، الفلق، الناس، الإخلاص، الفاتحة، الرحمن، النجم، عبس، الشمس، البروج، التين، قريش.
* المرحلة الثانية: البعث ومشاهد القيامة، أو المعاد
وفيها تطرق إلى سور: القارعة، الزلزلة، القيامة، الهمزة، المرسلات، ق، البلد، العلق –بقية، المدثر –بقية، القلم، الطارق، القمر.
* المرحلة الثالثة: إبطال الشرك وعبادة الأصنام
وفيها جمع سور: ص، الأعراف، الجن، يس، الفرقان، فاطر، مريم، طه، الواقعة، الشعراء، النمل، القصص، يونس، هود، يوسف.
والذي تجدر الإشارة إليه أنه في بعض الأحيان لا يأتي إلا بمقطع من السورة مراعاة لموضوع المرحلة.
2 - في المنهج
يمكن أن نوجز منهج الجابري في كتابه هذا في النقاط التالية:
1 - اعتمد د. الجابري في بيان هذه المراحل وتفسيرها على ترتيب النزول لا ترتيب المصحف، رغم الاختلاف الحاصل بشأنه، بل، أحيانا، يعيد ترتيبها ترتيبا يتناسب ومقتضيات بحثه.
2 - عند حديثه عن بيان وتفسير موضوع سورة من سور المرحلة فإنه يعمد إلى:
- تقديم السورة.
- عرض نص السورة أو مقطع منها حسب موضوع المرحلة.
- تعليق حول المضمون.
وعند الاقتضاء يقسم مضمون السورة إلى وحدتين أو أكثر.
3 - عند عرض السورة، أو المقطع، يعرض بجانب مفرداتها وعباراتها معانيها بين قوسين ويضع رقم الآية على رأس آخر الكلمة بآخر الآية.
4 - في بعض الأحيان يجعل من نص الآية موضوعا بمقدمة وخاتمة كما هو الحال في سورة البلد مثلا.
3 - ومضات نقدية
بعد هذه الجولة السريعة أورد هذه الومضات النقدية:
1 - إن الدكتور الجابري في كتابه "التعريف بالقرآن"، إن كنت أحسنت فهمه، يرى أن قراءة القرآن الكريم وفهمه حسب ترتيب نزوله لا يأتي بكثير فائدة مستندا في ذلك إلى عدول ريجيس بلاشير عن ترتيب نزول القرآن في الطبعة الثانية، فما الدواعي إذن لسلوك هذا الطريق؟ وما هي الإضافة التي يمكن أن تضيفها إعادة ترتيب السور حسب نزولها؟ مع العلم أن أسباب وأوقات النزول متداخلة بين السور والآيات. فكم من سورة بها أوقات مختلفة لآياتها. وقد اجتهد المرحوم محمد عزة دروزة في تفسير القرآن الكريم بحسب تاريخ نزول سوره إلا أنه لم يأت بجديد يذكر؛ ذلك أن الوحدات التشريعية والنظمية هي في الأصل مجموعة من الآيات المترابطة الموفية بالمقصد. ومن جهة أخرى إن القرآن أنزله الله تعالى من أجل هداية البشر، ولا عبرة بأول وآخر ما نزل إلا من حيث الدلالة على سبل الاهتداء، كما في آيات تحريم الخمر التي تدرجت بالمؤمنين حتى الانتهاء التام.
2 - جعل الجابري نص الإمام الشاطبي الآتي هاديا له في قراءة القرآن الكريم: "المدني من السور ينبغي أن يكون منزلا في الفهم على المكي، وكذلك المكي بعضه مع بعض على حسب ترتيبه في التنزيل، وإلا لم يصح".
وأقول: إن حصر الجابري منهجَه في هذا النص يعتبر في نظري تضييقا ونظرا إلى الموضوع من زاوية ضيقة؛ ذلك أن الشاطبي رحمه الله وضع هذه القاعدة في سياق الكلام على مجموعة من القواعد الهادية إلى فهم قويم للقرآن الكريم، والتي بحاجة اليوم إلى دراسة، ونحن أحوج ما نكون إلى الاسترشاد بها في فهم القرآن الحكيم فهما متجددا، من هذه القواعد: معرفة معهود العرب، معرفة أسباب النزول، بيان السنة للقرآن، معرفة حكايات القرآن، معرفة الظاهر والباطن، صحة المعنى شرط التأويل، التوسط والاعتدال في التفسير ...
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - أتفق مع الدكتور محمد عابد الجابري بخصوص ملاحظته حول عدم تقدم علم التفسير؛ ذلك أن هذا العلم حصل له ما حصل لباقي العلوم الإسلامية وربما بشكل أكثر. فإذا كان العقل المسلم قد توقف عن الإبداع أو تقلص عطاؤه وإبداعه بعد منتصف القرن الرابع الهجري وغلبت سطوة السيف فإن علم التفسير نال نصيبه الأوفر من ذلك، مع إضافة عدم جرأة الكثيرين على الإقدام على مناقشة آراء أسلافهم بخصوص فهم النص القرآني حتى إننا نجد التفاسير يشبه بعضها بعضا، وأكثر من هذا، كان تفسير كتاب الله تعالى في كثير من التفاصيل مرتبطا بظروف المفسر وأحوال عصره، ومثل هذا التفسير / الفهم لن يصلح بالطبع للعصور اللاحقة ... من هنا، فغن إعادة النظر في المادة التفسيرية التي خلفها علماؤنا والبناء عليها وتطويرها مطلب ملح إن نحن أردنا تجديد هذا العلم وإثبات خلود القرآن الكريم وتحقيق حاكميته.
أما الخطة التي اقترحها الدكتور الجابري في كتابه هذا كمنهج لتجديد التفسير والفهم فتبقى، في نظري، قاصرة عن بلوغ هذا الهدف؛ إذ كيف يمكن لاستعمال "علامات الإفهام" أن يشكل جزءا أساسيا لتفسير واضح في غياب الإفهام نفسه؟ فهو يرى "أن المكتبة العربية الإسلامية تفتقر إلى تفسير يستفيد في عملية "الفهم" من جميع التفاسير السابقة، ولكنه يعتمد ترتيب النزول، ويسلك طريقة في "الإفهام" ألصق بالطريقة التي تعتمد اليوم في الكتابة مع الاستفادة مما يقدمه الحاسوب من إمكانيات على مستوى التنظيم والتصنيف واستعمال العلامات إلخ".
إن ما اقترحه الدكتور الجابري أمر محمد ومطلوب، ولكنه مكمل ليس إلا، وأقترح هنا أمورا أراها أساسية في الفهم لم أجد لها أثرا واضحا في الكتاب مثل:
- مراجعة نقدية لتراث علوم القرآن وتنقيته مما لا يتفق وقدسية النص القرآني.
- ومراجعة القواعد التفسيرية في تراث علم التفسير.
- وسبر أغوار النظريات المعاصرة في الفهم والتفسير.
- وبحث اللسانيات والعلوم الاجتماعية الحديثة.
4 - وأخيرا، يبقى كتاب الدكتور محمد عابد الجابري "فهم القرآن الحكيم" بحاجة إلى دراسة متأنية لاستنكاه مقاصده، خاصة وأنه يثير كثيرا من التساؤلات والإشكالات باعثها القلق الفلسفي يستفاد منها ولا شك، ربما عدت إليها في وقت لاحق بإذن الله تعالى.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[14 Apr 2008, 05:38 م]ـ
شكراً لك أخي أحمد بوعود على هذا العرض المفيد ...
والحقيقة أنني حتى الآن لم أقرأ كتاب الجابري الأول" مسار الكون والتكوين ... " رغم سماعي عنه الكثير ما بين ممجد ومفند ...
ولكن لا بد من الاطلاع والعودة إن شاء الله عز وجل ...
ـ[محمد كالو]ــــــــ[20 Apr 2008, 03:13 م]ـ
دائماً يحاول الجابري أن يبحث في مسار التنزيل وأن ينظر إلى الآية في سياقها وسباقها ولا يقتطعها من بين الآيات الملتفة حولها حتى يكون المعنى أوضح، وخالياً من أي تشويش.
ولا شك أن السياق القرآني له دوره في تحديد دلالات الآيات وألفاظ تلك الآيات، حتى أنه يمكن من خلال السياق إستكشاف خطأ من يتلو القرآن في حال خطئه، ومثاله أن أحد العرب سمع رجلاً يتلو آيةً هكذا «والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاءً بما كسبا نكالاً من اللَّه واللَّه غفور رحيم».
فقال الأعرابي أخطأت، قال: وكيف؟
قال: إن المغفرة والرحمة لا تناسبان مع قطع يد السارق.
فتذكّر الرجل الآية وقال: «واللَّه عزيز حكيم» فقال الأعرابي نعم، بعزّته أخذها، وبحكمته قطعها.
ومما يؤسف له أن كثيراً من الناس يقتطعون الآية أو جزء الآية من سياقها ليستفيدوا ما يشاؤون من معاني ومضامين تنسجم مع ما يرغبون كما في قوله تعالى:
«ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة» حيث اتخذها البعض مبرراً للتهرب من المسؤوليات الملقاة على عواتقهم وفراراً من أدنى تضحيات يقدمونها في سبيل هدف أسمى مع أن الآية جاءت في سياق آيات تحث المؤمنين على الإنفاق في سبيل اللَّه تعالى كجهاد مالي يضاف إلى الجهاد بالأبدان والأرواح والأنفس، من خلال تجهيز الغزاة، وأن عدم الإنفاق والبخل يؤدي إلى إضعاف جبهة المسلمين وبالتالي هلاكهم وإبادتهم قال تعال: « ... وأنفقوا في سبيل اللَّه ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن اللَّه يحب المحسينين» فالتهلكة يقصد بها هنا ما يترتب على عدم الإنفاق.(/)
حوار مع الفقهاء والأصوليين
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[25 Apr 2008, 09:35 م]ـ
حوار مع الفقهاء والأصوليين
استنباط أصول فقه جديدة من الكتاب المنزل
مدلول الفقه
إن من تفصيل الكتاب أن لفظ الفقه حيث وقع في الكتاب المنزل فإنما للدلالة على فهم مقاصد الكلام ودراية المعنى كما في قوله:
• ? وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ? الإسراء 44
• ? قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول ? هود 91
• ? واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي ? طه 28
• ? لهم قلوب لا يفقهون بها ? الأعراف 179
• ? وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه ? الأنعام 25، الإسراء 46
• ? إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه ? الكهف 57
• ? ووجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا ? الكهف 93
ويعني أول الإسراء أن بني آدم لا يفقهون أي لا يفهمون ولا يدرون تسبيح الكائنات حولهم ومنه تسبيح الرعد بحمد ربه فمن منا يفقهه؟
ويعني حرف هود أن قوم شعيب لم يفهموا ولم تقع منهم دراية ما يدعوا إليه رسول الله شعيب من الإيمان بالغيب ومن الإسلام بامتثال التكاليف.
ويعني حرف طه أن موسى سأل ربه أن يحلّ عقدة من لسانه ليتمكن الناس من سماع كلامه لعلهم يفهموه ولتتم درايتهم معانيه ودلالاته.
ويعني الطبع على القلوب أن أصحابها رغم سماع تلاوة الكتاب المنزل لم يفقهوه ولم يفهموا مقاصده ودلالاته.
ويعني ثاني الكهف أن القوم بين السدين لا يكادون يفهمون مقاصد الكلام ودلالاته أي هم شعب متخلف بعيد عن البحث العلمي المجرد وعن استعمال السمع والبصر للتأمل والفكر، وهكذا لم يرفعوا رأسا بما مع ذي القرنين من العلم والحكمة وإنما سألوه أن يعيذهم ببناء سدّ من إفساد يأجوج ومأجوج، ويعني أن ذا القرنين عرض عليهم الإيمان ولكن لم يفقهوا حديثه وعلموا تمكنه فسألوه بناء السدّ فبناه لهم ولم يعذبهم عذابا نكرا.
وإن المثاني في قوله:
• ? ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون ? المنافقون 3
• ? وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون ? التوبة 87
• ? هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولله خزائن السماوات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون ? المنافقون 7
• ? لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون ? الحشر 13
• ? سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا كلام الله قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل فسيقولون بل تحسدوننا بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا ? الفتح 15
• ? وإذا ما أنزلت سورة نظر بعضهم إلى بعض هل يراكم من أحد ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون ? التوبة 127
• ? فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون ? التوبة 81
• ? وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا ? النساء 78
• ? يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون ? الأنفال 65
ويعني نفي الفقه عن المنافقين والذين كفروا.
ولم يفقه المنافقون أن اتخاذ الأيمان جنة عن الافتضاح في الدنيا لن يغني عنهم العذاب في الآخرة.
ولم يفقه المنافقون أن خزائن السماوات والأرض هي لله وإذن فلن يضيّع من عند رسول الله.
ولم يفقه المنافقون أن الله أحق أن يرهب منه وأن يخاف أكثر من الذين آمنوا.
ولم يفقه المنافقون أن النبي ? إنما منعهم أن يجاهدوا معه بعد نزول حرف التوبة طاعة لله الذي أمره بذلك كما في قوله ? فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستأذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلا معي عدوا إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين ? التوبة 83 وحسب المنافقون قليلوا الفقه والفهم في الدين أن النبي ? إنما إنما منعهم من الخروج معه ومع سراياه وبعوثه حسدا أن يصيبوا من الغنائم ولم يفهموا أنه بسبب حرف التوبة الذي أنزل قبل حرف الفتح كما في قوله ? قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل ? الفتح 15
(يُتْبَعُ)
(/)
ولم يفقه المنافقون المتخلفون عن غزوة تبوك أن نار جهنم أشد حرا من حر الصيف الذي يتقونه برغبتهم بأنفسهم عن نفس رسول الله ? ولو كانوا يفقهون لتقوا نار جهنم بطاعة الله ورسوله.
ولم يفقه المنافقون أن الحسنتات والسيئات أي النعم والمصائب هي قضاء وقدر قد كتبه الله من قبل.
ولم يفقه الذين كفروا أن حرصهم على متاع الحياة الدنيا قد أوهنهم وصيّر عشرة منهم بواحد من المؤمنين الذين هم أحرص على متاع الآخرة.
قلت: إن الفقيه حسب التراث الإسلامي هو الفروعي الذي حفظ المتون الفقهية ويكاد يحيط بالألغاز والافتراضات الفقهية في العبادات والمعاملات.
ولم يقع في الكتاب المنزل ولا الحديث النبوي ذم المنافقين والكفار على جهلهم تلك المسائل الفقهية وألغازها وافتراضاتها الفلسفية أو الوهمية.
وإنما تضمن الكتاب المنزل في هذا السياق قوله:
• ? قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون ? الأنعام 67
• ? وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون ? الأنعام 98
• ? فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ? التوبة 122
ويعني أول الأنعام أن الله قد جعل من الشهب والصواعق آيات أي دلائل وقرائن على أن الله قادر على أن يبعث عليهم عذابا من فوقهم، وجعل من الخسف والزلازل والبراكين آيات على أن الله قادر على أن يبعث عليهم عذابا من تحت أرجلهم، وجعل من سنن الصراعات والحروب آيات على أن الله قادر على أن يجعلهم شيعا اختلفوا في الحق وتفرقوا عنه يذيق المغلوب منهم بأس الغالب.
وصرّف الله ذلك للناس ليفقهوه ويفهموه ليعينهم على أن يهتدوا بالقرآن العجب إلى الرشد وإلى التي هي أقوم يوم يستقر النبأ العظيم ويصبح شهادة معلومة للناس كما في قوله ? لكل نبإ مستقر وسوف تعلمون ? الأنعام 68 ومن المثاني معه قوله ? ولتعلمن نبأه بعد حين ? خاتمة سورة ص، ولم ينقض بعد الرويد والحين منذ أكثر من أربعة عشر قرنا.
ويعني ثاني الأنعام أن الفقهاء من الناس هم الذين سيفقهون من تفصيل الكتاب المنزل المستقر والمستودع في بني آدم.
ولقد كنت أحسب والله أعلم أن المستقر في بني آدم هو من استقرت فيه ولم تتجاوزه إلى ذرية من بعده سلالات آبائه وأمهاته أي هو العقيم الذي لا يلد.
وأن المستودع هو من جعله الله مستودعا لذرية أخرى سيخلقها الله منه أي الذي يلد.
وكذلك كل دابة في الأرض يعلم الله مستقرها ومستودها كما في حرف هود، فالله يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور ... وهو المستودع والله أعلم، ويجعل من يشاء عقيما وهو المستقر والله أعلم، ولن يموت المستودع قبل أن يخرج الله منه ما استودع فيه من الذرية.
ويعني حرف التوبة تصنيف المؤمنين في آخر حياة النبي ? إلى فرقتين فرقة تخرج في السرايا والبعوث وهم الذين ينفرون، وفرقة تتفقه في الدين من النبي ? وهم الذين سينذرون قومهم بما سيكون بعد إذا رجعوا إليهم.
قلت: ولم يكن من معاني الفقه في الكتاب المنزل البحث عن حكم امرأة طلقها زوجها ثم تزوجت بعد طلاقها بسبع سنين بزوج آخر، وبعد مضي ثلاثة أشهر من الزواج الثاني أنجبت طفلا كامل الخلق والوزن والشحم والحم والدم.
قال السادة الفقهاء على مذهب مختصر خليل بإلحاق الولد بالزوج الأول وبتحريم المرأة على الزوج الثاني.
قلت: ولقد تضمن الكتاب المنزل تفصيل كل شيء من الغيب الذي كلف الناس بالإيمان به وهو من الدين الذي ارتضى الله للناس وأتمه لهم وذلك موضوع كتابي "من بيان القرآن " في الجزء الثاني من حواري مع التراث الإسلامي.
وتضمن الكتاب المنزل والهدي النبوي تفصيل كل شيء من الدين الذي كلف الناس بتمثله والتعبد به.
وهكذا أمر الكتاب المنزل بالصلاة وبيّنها النبي ? بسلوكه وحديثه النبوي ومنه "صلوا كما رأيتموني أصلي " في صحيح ابن حبان وسنن البيهقي الكبرى والدارقطني.
وإنما يعني الاقتداء به واتباعه أن نجعل صلاتنا تبعا لصلاته لا نفرق بين شيء من شعائرها كالذي افترضه الفقهاء من وجوب تكبيرة الإحرام دون سائر تكبيراتها وكما جعلوها عضين بين الندب والوجوب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأمر الكتاب المنزل بالحج وفصله تفصيلا وحج النبي ? بالناس وعلمهم مناسكهم وقال في حديثه النبوي " خذوا عني مناسككم " كما في سنن البيهقي الكبرى كتاب الحج باب الإيضاح في وادي محسر.
وكذلك بيّن الكتاب المنزل كيفية الوضوء وتوضأ النبي ? وبيّنه عملا وحديثا صحّ عنه وهكذا الزكاة والصوم وغير ذلك من أحكام العبادات والمعاملات والأقضية فلم الفلسفة بالزيادات والافتراضات والتنطع في الدين؟
أصول الفقه من الكتاب المنزل
توطئة:
ولا يخفى أن المدارس الأصولية مدرستان أو ثلاث هي:
1. مدرسة الأحناف وتسمى مدرسة الفقهاء وطريقتهم هي بناء القاعدة على أساس فتاوي أئمتهم، وتتعدد أوجه القاعدة الأصولية تبعا لتعدد آراء فقهائهم الفروعيين.
2. طريقة الشافعية وتسمى مدرسة المتكلمين لأن أغلب المتكلمين كانوا ولا يزالون ينتهجونها، وعلى رأس هؤلاء المتكلمين الخوارج والأشاعرة والمعتزلة وغيرهم من فرق المتكلمين.
ويتبع هذه المدرسة المالكية والشافعية والحنابلة من طوائف السنة والزيدية الأقرب إلى السنة والإمامية من الشيعة والإباضية من الخوارج وإلى حد ما الظاهرية لولا رفضهم القياس.
3. المدرسة التوفيقية التي يعدّ منها ابن حجر غير أنها في الحقيقة من مدرسة المتكلمين.
وكان التأصيل المعلوم في مدرسة المتكلمين بتقسيم خطاب التكليف بالأمر والنهي والإباحة إلى خمسة أقسام هي:
1. الوجوب
2. الندب
3. الإباحة
4. الكراهة
5. التحريم
وما يدور حوله من القياس ومسالك العلة قد استفاد منه واستغله الخوارج أولا وتبعهم جميع الفرق والطوائف في تاريخ الإسلام والمنتسبون إليه الذين لا يجمعهم إلا الانتساب إلى الإسلام ومنهم من تسمى باسم أخص حرصا منه على التميز عن سائر المخالفين رأيه وعقائده وتصوراته ومنهجه ومذهبه.
وكأن لم يتدبروا قوله ? ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل ? الحج 78 ومن المثاني معه قوله ? ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك ? البقرة 128 يعني أن إبراهيم في دعائه يوم كان يبني الكعبة دعا ربه أن يجعل من ذريته أمة مسلمة لله فتلك دلالة قوله ? هو سماكم المسلمين من قبل ? أي إبراهيم، ولن يرغب عن ملته إلا السفيه.
ولعل الباحثين المعاصرين واللاحقين يقرون ولا ينكرون واقعا مريرا هو احتجاج تلكم الفرق المختلفة المتناقضة كالخوارج والشيعة والسنة والتجانية والسلفية ... بالتأصيل القديم للفقه كل يجعل في خانة الوجوب ما يراه واجبا وفي خانة الندب ما يراه مندوبا وفي خانة الجواز ما يراه جائزا وفي خانة الكراهة ما يراه مكروها وفي خانة الحرمة ما يراه حراما، بل لقد وقع الاختلاف بين أصحاب الطائفة الواحدة كالمدارس الفقهية لدى السنة إذ لا يخفى عدم الاتفاق على الموصوف بالندب والكراهة وعلى الموصوف بالوجوب أحيانا بين الأحناف والمالكية والحنابلة والشافعية.
إن اعتقاد وجوب مسألة من المسائل كإقامة الخلافة بالقوة وردة المخالف واستحلال دمه وعرضه وماله وكفر من حكم برأيه أو بشرائع وضعية هو الذي عصف بالدولة الراشدة بنشأة الفتنة التي قتل بها عثمان رضي الله عنه وكان قتلته المنافقون قد أظهروا الصلاح وألقوا الخطب في المساجد وأعلنوا الغيرة على الدين تدليسا منهم على العوام، وهكذا الخوارج آخر الخلافة الراشدة وهكذا سائر الفرق وأهل الأهواء والكلام كل وجد في الأصول الفقهية مدرسة المتكلمين درعا يحفظ له بدعته وحصنا يتحصن به عن نقد العوام أهل الفطرة الذين لا يفهمون منها غير القول بوجوب بعض الشعائر التعبدية واستحباب بعضها وكراهة بعضها وغير جواز أو حرمة بعض الأعمال وبعض الملبس والمشرب والمأكل والفروج، ولا يفهمون من فلسفتها غير هذا المنطق.
ولا فرق بين احتجاج الخوارج وسائر أهل الأهواء بالأصول الفقهية المذكورة وبين احتجاج كثير من المتأخرين ومنهم التنظيمات السرية والجهادية المعاصرة التي اعتقدت جاهلية المجتمع وتفسيق أو كفر من لم يوافقهم ويهاجر إليهم فكل اعتقد وجوب رأي أو مذهب واعتقد أن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، تلكم القاعدة التي نقضتها في فقه المرحلية.
وهكذا نشأ الاختلاف في الكتاب المنزل أي التخلي عن التمسك بهديه إلى ما تهواه أنفسهم من الآراء والأهواء.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأدعو المنصفين من الباحثين إلى تأمل مهزلة الفقهاء الملتفين حول الحكومات الوطنية وما يزيدون به الطين بلالا وما يزيدون به الفتنة اشتعالا حين يصدعون بكفر وبفسق التنظيمات السرية والجهادية وأنهم فئة ضالة مارقة من الدين كالخوارج الأولين.
ونسي أو تناسى فقهاء الحكام أن الأصول الفقهية التي يعتمدونها لأنفسهم ولفتاويهم هي أقرب إلى التنظيمات السرية والجهادية وإلى الخوارج وسائر أهل الأهواء والكلام، وأنها ردة فعل من مدرسة الفقهاء المتكلمين حين تسلطن في العهد الأموي غير أفقه الناس وأكثرهم اجتهادا.
أما التأصيل الذي استنبطته من الكتاب المنزل فلن يصح الاختلاف فيه لإجماع الأمة جيلا بعد جيل على المصحف العثماني الموجود اليوم بين دفتي المصاحف والحمد لله على نعمته حفظ القرآن.
ومن يختلف فيما تضمن الكتاب المنزل من أمر امتثال أو اجتناب كلف وخوطب به الملائكة والنبيون ثم بآخر خوطب وكلف به النبي ? ثم بآخر خوطب به الذين آمنوا ثم من دونهم رتبة فمن دونهم.
ولا أدعي أنه هو الحق وإنما هو استنباط طالب علم قاصر لم يكتمه خشية احتمال موافقة الحق وحرصا على أن يقوّم اعوجاجه خواص الأمة ومتخصصوها المنصفون المتجردون من التقليد وعثرات الأخطاء المنهجية.
ولم أقصد بهذا البحث نقض الأصول الفقهية القائمة منذ أكثر من ثلاثة عشر قرنا، فذلك بحث لاحق إن شاء الله، وإنما قصدت التمهيد لمراجعة تلك الأصول ولأعين الباحثين المتجردين المعاصرين واللاحقين بتأصيل من الكتاب المنزل لن يصح الاختلاف عليه وإنما سيجتمع عليه أصحاب المذاهب والفرق المختلفة المنتسبة إلى الإسلام.
إن الحقيقة سواء كانت ابتدائية أو متوسطة أو كلية ستبقى كذلك لا يزيدها إجماع جميع الإنس والجن عليها ولا ينقصها نكرانهم في عصر من العصور أو عبر التاريخ، وهكذا فإن شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله كلية من الكليات ستبقى كذلك لا تنقص بإنكار المنكرين ولا تزيد بإقرارهم.
وهكذا لم ينقص من وحدانية الله تعالى إنكار أهل الأرض جميعا قبل أن يخالفهم كل من نوح وإبراهيم وحده بإعلان التوحيد.
إن الإجماع على ما في الكتاب المنزل من عند الله وعلى ما جاء به النبي ? من العلم والتشريع مع القرآن لا يزيد الوحي قوة في الدليل على قوته، غير أن إجماع أهل الأرض أو أهل العلم على حقيقة هو الذي يزداد به إيمان وعلم المجمعين.
وأما الإجماع ممن يعتبر إجماعهم على ما لم يتضمنه الكتاب المنزل والأحاديث والسنن النبوية فلا خلاف في الأخذ به في التشريع أي العبادات والمعاملات قبل ظهور الحكم الشرعي من الكتاب المنزل الذي تضمن تفصيل كل شيء ولم تستكمل الأمة الأمية بعد دراسة الكتاب المنزل بل ستظهر معانيه ودلالاته أكثر فأكثر كلما اقتربت الساعة وليعلم الناس رأي العين أن محمدا مرسل من ربه بالقرآن كما شهد به الله وهو أكبر شهادة.
الأصل الأول: خطاب الأعلى يشمل من دونه رتبة
إن إبليس كان من الجن وكان له ذرية كما في قوله ? إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني ? الكهف 50.
ولم يكن إبليس من الملائكة المخاطبين بقوله:
? ? وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ? الكهف 50 الإسراء 61 البقرة 34
? ? ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ? الأعراف 11
? ? وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ? ص 71 ـ 72
? ? وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ? الحجر 28 ـ 29
ولقد سجد الملائكة كلهم أجمعون من غيراستثناء كما في قوله:
? ? فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين ? ص 73 ـ 74
? ? فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين ? الحجر 30 ـ 31
? ? فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين ? البقرة 34
? ? فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين ? الأعراف 11
? ? فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه ? الكهف 50
(يُتْبَعُ)
(/)
ويعني أن إبليس كان من الجن ولم يكن من الملائكة كما لم يتضمن تفصيل الكتاب مثل قولنا إلا إبليس كان من الملائكة ففسق عن الطاعة، وانقطع إبليس من المستثنى منه فنصب إذ لم يكن من الملائكة وإنما كان من الجن وكان من الكافرين ولم يكن من الساجدين.
أما الملائكة فلا ذرية لهم ولم يكفروا لحظة واحدة بل كانوا من الساجدين والراكعين.
وأبى إبليس واستكبر أن يكون مع الساجدين وهم أعم من الملائكة كما في قوله
? ? قال يا إبليس ما لك ألا تكون مع الساجدين ? الحجر 32
? ? قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيديّ أستكبرت أم كنت من العالين ? ص 75
? ? قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك ? الأعراف 12
وهو المشكل الذي لم يفقهه التراث الإسلامي إذ حسبوا أن إبليس كان يعبد الله مع الملائكة قبل أمرهم بالسجود لآدم فشمله الأمر وحسبوا أنه كان بينهم في السماوات العلى فخالفوا صريح القرآن الذي وصف إبليس بأنه كان من الكافرين ولم يكن من الساجدين وهيهات أن يكون مع الملائكة المقربين في الملإ الأعلى كافر لم يسجد لله من قبل.
ومن زعم أن وصف إبليس بأنه كان من الكافرين إنما يعني بعد أمره بالسجود لآدم لا قبله فليتأمل قوله ? وصدها ما كانت تعبد من دون الله إنها كانت من قوم كافرين ? النمل 43 ولا يخفى وصف ملكة سبإ به قبل مجيئها إلى سليمان وأنها رغم ما أوتيت من العقل والفطنة وبعد النظر والتأمل فقد عبدت الشمس من دون الله لأنها كانت من قوم كافرين فأثر فيها ما حولها من الناس وما تلقته من التصورات والسلوك الذي لم تستطع تجاوزه ولا ثورة عليه بل فرض عليها التقليد وتعطيل السمع والبصر والتأمل والتفكر.
ولقد أنكر الله على إبليس ألا يكون مع الساجدين لآدم وأن لا يسجد إذ أمره مما يعني دخول من دون الملائكة من المخلوات في أمر الملائكة بالسجود فسجد الساجدون وهم أعم من الملائكة وشذ غير الساجد وهو إبليس وحده الذي فسق عن أمر ربه.
وهكذا تضمن تفصيل الكتاب المنزل أصلا من أصول الخطاب والتكليف وهو ما يسمى لدى التراث الإسلامي بأصول الفقه، وكان أمر الملائكة بالسجود لآدم يشمل معهم من دونهم من المخلوقات يومئذ فسجد الملائكة كلهم أجمعون وسجد بسجود الملائكة الساجدون غير الملائكة وشذ إبليس وحده، ويعني أن خطاب الأعلى يشمل من دونه.
فوا عجبا للفقهاء ـ عبر التاريخ الإسلامي ـ لم يفقهوا هذا وفقهه جميع المخلوقات من الدواب والطير يومئذ وهم أمم أمثال بني آدم كما في قوله ? وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ? الأنعام 38 وكانوا يومئذ من الساجدين إذ فقهوا أن خطاب وتكليف الأعلى يشمل من دونه.
وللمزيد من البيان والتفصيل فإن تفصيل الكتاب قد تضمن ترتيب المخلوقات كالتالي:
1. الملائكة والنبيون.
2. الذين آمنوا وهم صحابة النبي والرسول خاصة وكما بينت في مدلول الإيمان في أصول التفسير.
3. المؤمنون وهم الأجيال اللاحقة بعد الصحابة من المؤمنين في أمة النبي.
4. الناس.
ولخطاب بني آدم دلالة أخرى بيّنتها في أصول التفسير عند بيان من نبوة جميع النبيين.
أما الملائكة والنبيون فهم أفضل المخلوقات كما هي دلالة قوله ? ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا ? عمران 80 وهو صريح في كفر من اتخذ الملائكة والنبيين وهم أفضل المخوقات أربابا من دون الله فمن دونهم من المخلوقات أحرى أن لا يتخذ ربا من دون الله، إذ لم يأذن الله باتخاذ أفضل مخلوقاته شركاء معه أو من دونه فمن دونهم من الناس ومن الكواكب والأصنام حري أن لا يتخذ وليا ولا شريكا من دون الله الواحد القهار.
وإن الخطاب المنزل من عند الله أي التكاليف التي كلف بها العباد لقسمان:
1. أمر امتثال كالإيمان وإقام الصلاة والصوم والحج والبر وفعل الخير.
2. وأمر اجتناب ونهي كترك الشرك والكذب وقتل النفس التي حرم الله والزنا وشرب الخمر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن تعدية الإيمان بالباء لتعني تعلقه بغيب يوم وقع الإيمان من المؤمن كما بينت مدلول الإيمان في أصول التفسير، ولقد وصف الله حملة العرش والملائكة المقربين بالإيمان كما في قوله ? الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ? غافر 7 يعني أنهم يؤمنون به ولم يروه بعد وهم أفضل المخلوقات وسعهم الإيمان بالله وهو من الغيب في الدنيا ووسع كذلك سائر الملائكة وجميع النبيين والرسل الإيمان به ولم يروه في الدنيا كما هي دلالة قوله ? لا تدركه الأبصار ? الأنعام 103 وقوله ? قال لن تراني ? الأعراف 143 ودلّ إيمانهم بالله على صحة الحديث النبوي " واعلموا أنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا " وأن لن يقبل ممن دونهم من الناس وسائر المخلوقات إلا الإيمان بالله في الدنيا.
ولم يقبل رب العالمين من الملائكة أن يشركوا به كما في قوله ? ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين ? الأنبياء 29 ولم يقبل رب العالمين من النبيين أن يشركوا به كما في قوله ? وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق ? المائدة 116 وقوله ? لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ? النساء 172 ويعني أن من دونهم إن لم يسعه ما وسع الملائكة والنبيين سيكون من الظالمين وسيجزى جهنم وسيعذب عذابا أليما.
ولم يقبل من النبيين الشرك كما في قوله ? ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ? الزمر 65 وقوله ? ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون ? الأنعام 87 ـ 88 ويعني أن النبيين المعدودين في سورة الأنعام وسائر الذين اجتباهم ربهم وهداهم بهداه إلى صراط مستقيم فصاروا أفضل العالمين لم يقبل منهم الشرك ولو أشركوا لحبط عملهم أي لم يقبل منهم دعاء ولا صلاة ولا صيام ولا طاعة ولكانوا من الخاسرين المعذبين المخلدين في النار، وهكذا من دونهم لن يقبل منهم الشرك كائنا من كانوا.
إن أكبر الفرائض وأوجب الواجبات هو ما كلف بامتثاله:
1. الملائكة والنبيون
2. ثم ما كلف به النبي أي سنته ويأتي تفصيله
3. ثم ما كلف به الذين آمنوا
4. ثم ما كلف به المؤمنون
5. ثم ما كلف به الناس.
فلعلها والله أعلم هي أقسام التكليف الشرعي في الكتاب المنزل سواء كانت أمر امتثال أو اجتناب.
وهكذا كان الإيمان هو أكبر الفرائض والواجبات إذ قد كلف به:
1. الملائكة والنبيون فأما الملائكة فلقوله ? الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ? غافر 7 وهو صريح في أن الإيمان عمل من عملهم كالتسبيح والاستغفار للذين آمنوا، وإنما يعمل الملائكة ما يؤمرون به كما في قوله ? لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ? الأنبياء 27، وأما النبيون فكما في قوله ? وأمرت أن أكون من المؤمنين ? يونس 104 في خطاب النبي الأمي ? وقوله ? وأمرت أن أكون من المسلمين ? يونس 72 في خطاب نوح
2. وكلف به من دونهم رتبة وهم الذين آمنوا كما في قوله ? يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزّل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ? النساء 136
3. وكلف به المؤمنون كما في قوله ? والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك ? النساء 162
4. وكلف به الناس كما في قوله ? يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق بالحق من ربكم فئامنوا خيرا لكم ? النساء 170
وكان الأمر بإقام الصلاة بعد مرتبة الإيمان إذ قد كلف به النبيون وكلف به من دونهم وهم الذين آمنوا والمؤمنون.
أما النبيون فكما في قوله:
• ? إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري ? طه 14
• ? وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين ? يونس 87
• ? فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب ? آل عمران 29
• ? وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا ? مريم 32
• ? فصل لربك وانحر ? الكوثر 2
• ? اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة ? العنكبوت 45
• ? وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة ? النساء 102
وأما الذين آمنوا فكما في قوله:
(يُتْبَعُ)
(/)
• ? يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم ... ? المائدة 6
• ? يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون ? الحج 77
• ? إن الذين آمنوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ? 277
وأما المؤمنون فكما في قوله:
• ? إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ? النساء 103
• ? قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون ?
وكان الأمر بتقوى الله من أوجب الواجبات إذ قد كلف به النبيون وكلف به الذين آمنوا والمؤمنون ومن دونهم رتبة.
وكان الأمر بالصوم مما خوطب به الذين آمنوا كما في قوله ? يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ? البقرة 183 فهو أكبر وجوبا مما خوطب به المؤمنون.
وكان الأمر بغض البصر وحفظ الفرج أقل درجة مما تقدم إذ قد خوطب به المؤمنون.
وكان الأمر بالأكل مما في الأرض من المباح أقل درجات الامتثال لخطاب الناس به.
الأصل الثاني: مدلول سنة النبي ?
إن النبيين قد كلفوا بتكاليف هي سنتهم التي لا يسع غيرهم من أتباعهم الخروج عنها إلا من رغب منهم عن سنة نبيه، وسواء كانت التكاليف أمر امتثال أو أمر نهي.
وحسب التراث الإسلامي أن سنة النبي هي مأمورات لم تبلغ درجة الوجوب وإنما الاستحباب والندب، وفاتهم أن سنة النبي هي ما كلف به النبي ? في الكتاب المنزل عليه كقوله ? وما كان لنبي أن يغلّ ? عمران 161 ويعني أن من سنة النبي ترك الغلول فمن غلّ فقد رغب عن سنة نبيه، وهكذا غضب النبي ? أن طلق رجل من أصحابه امرأته وهي حائض ولم يقره بل غيّر إذ قد خالف سنة النبي كما في قوله ? يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة ? بداية سورة الطلاق وأعلن النبي ? براءته من سلوك النفر الذين رغبوا عن سنته إذ أجمعوا على قيام اليل وترك النوم، وعلى الصوم وترك الفطر، وعلى التبتل وترك النكاح، ولا يخفى أن النبي ? قد كلف بجميع ما رغب عنه أولئك النفر إذ قد كلف بالقيام والنوم كما في قوله ? إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي اليل ونصفه وثلثه ? المزمل 20 وقوله ? إن ناشئة اليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا ? المزمل 6 وهو ما أحدثه النائم من القيام بعد نوم، ولا يخفى أن النكاح هو سنة النبي ? لقوله ? يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك ? الأحزاب 50، ولا يخفى أن الني ? قد صام وأفطر ونهى عن صوم الدهر.
ولعل من الفقه وأصوله أن النبي ? لم يخاطب في الكتاب المنزل عليه بالنهي عن شرب الخمر وتعاطي الميسر كما في قوله ? يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ? المائدة 90.
ولم يخاطب بالنهي عن التولي يوم الزحف كما في قوله ? يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار ? الأنفال 15.
ولم يخاطب بالنهي عن السخرية من الناس واللمز والتنابز بالألقاب والظن والتجسس والغيبة وإنما خوطب به الذين آمنوا كما في قوله ? يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم ? الآيتان من الحجرات 11 ـ 12
وإنما يعني خطاب الذين آمنوا أنه أقل رتبة في الحرمة مما نهي عنه النبي ? ومما يعني أن مرتكب ما اختص بالنهي عنه الذين آمنوا دون من فوقهم لا يخرج من الملة أي غير مرتد ولم يرغب عن سنة نبيه ولم يبرأ منه النبي ?.
وهكذا كان النهي عن أكل أموال الناس بالباطل من الكبائر كما في قوله ? إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما ? النساء 31 ولا يخفى أنه رد على قوله ? يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ? النساء 29.
وهكذا أقر النبي ? أن من أمته من يسرق ومن يزني، إذ وقع النهي في الكتاب المنزل عن السرقة وعن الزنا على المؤمنين أو على الناس وهم أقل رتبة في هذا السياق.
وهكذا كان الكاذب ليس من أمته لأن النهي عن الكذب قد خوطب به النبي ? كما في قوله ? ولا تقف ما ليس لك به علم ? الإسراء 36 والكذب مما اقتفاه أي اتبعه الكاذب من القول وليس له به علم، وكما في قوله ? ولو تقول علينا بعض الأقاويل ? الحاقة 44 ولأن الله إنما وصف به الأمم المكذبة من قبل وقال في شأنه ? إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله ? النحل 105
الأصل الثالث: دلالة النهي في الكتاب المنزل
وإن من تفصيل الكتاب وأصول الخطاب أن الله علام الغيوب لم ينه إلا عمّا علم أن سينتهك وهكذا أكل آدم وزوجه من الشجرة التي نهاهما ربهما عنها، وفتن الشيطان من بني آدم رغم قوله ? يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان ? الأعراف 27 ووقع من الناس الشرك بالله وقتل النفس التي حرم الله قتلها فقتلوها بغير حق وقتلوا أولادهم خشية إملاق وأكلوا مال اليتيم ووقع بعضهم في الزنا وفي ما ظهر وبطن من الفواحش وأكلوا الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهلّ به لغير الله وسائر المحرم أكله وشربه رغم النهي عنه في الكتاب المنزل.
وهكذا غلا أهل الكتاب في دينهم غير الحق واتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل، وقال أهل الكتاب على الله غير الحق رغم نهيهم عنه في الكتاب المنزل.
أما ما نهي عنه النبي ? فإنما للدلالة على أن امتثال النهي هو سنته التي كلف بها ولا يسع الذين آمنوا فمن دونهم رتبة الرغبة عن سنة نبيهم وهكذا كان من سنة النبي ? قوله ? يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين ? بداية الأحزاب ولم يطع النبي ? الكافرين ولا المنافقين ولكن من أطاع واحدا منهما فقد رغب عن سنة نبيه.
وسيأتي تفصيل جميع ذلك في تفصيل الكتاب في قسم الفقه وأصوله من تفصيل الكتاب إن شاء الله.
الحسن محمد ماديك(/)
مستشرقة إيطالية تدافع عن القرآن
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[28 Apr 2008, 06:14 م]ـ
إنها سيدةً تجاوزت العَقد السادس من عُمُرها بقليل، يبدو على لهجتها ومظهرها الخلفيةُ الأوروبية، وقفت تُدافع عن الإسلام بشكل لافتٍ للنظر، وتُشير بكل قوةٍ إلى امتلاك الدين الحنيف لميزات عديدة يتفوق بها على ما سواه من الأديان السماوية الأخرى "اليهودية والمسيحية"، بل إنها سارت لأبعد من ذلك؛ بالتأكيد على أنها إذا ما واجهت مشكلة في حياتها فإنها لا تتردد في العودة للقرآن الكريم؛ للبحث عن حل لها، لاسيما إذا كانت متعلقة بالجانب الروحي والعقدي.
إنها أستاذة التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة روما، وقد ألقت عددًا من النقاط المثيرة التي أوضحت معالم المؤامرة الشديدة على الإسلام في "القارة العجوز"، وعن المساعي الخبيثة، التي تقف وراءها آلة الإعلام الصهيونية، التي لم يعد لها هدف إلا تشويه صورة الإسلام، واستعداء الغرب عليه، وعرقلة مساعي تقريب وجهات النظر بين المسلمين.
قوة روحانية
ولم تخجل أستاذة التاريخ والحضارة الإسلامية، وتدعى د. ريتا، من التأكيد على أنها لم تحاول الاقتراب من الإنجيل منذ سنوات، وأنها تفضل اللجوء للقرآن الكريم كثيرًا؛ لما يمتلكه هذا الكتاب المقدس من قوة وروحانية تغذِّي العقل والقلب، بل قالت: إن الجانب الروحي في القرآن الكريم لا يقارَن بأي كتاب سماوي آخر؛ فالقرآن يستطيع إحياء القلوب، مؤكدةً أن هذه القوة الروحية هي السبب الأهم في إقبال عشرات الآلاف من المواطنين الأوروبيين على اعتناق الإسلام، حيث انزعجوا بشدة من سيادة النزعة المادية، وغياب القوى الروحية المحفِّزة على الاستمرار في الحياة، وهو الغياب الذي يدفع ملايين الأوروبيين للتفكير في الانتحار؛ لعدم وجود مبرر واحد لحياتهم، ويدفع الكثيرين للبحث عن سبل جديدة لتغذية روحهم ووجدانهم، وهو الأمر الذي يجدونه بشكل قوي في القرآن الكريم، الذي تكفي نظرة واحدة عليه لتغيير وجهات نظر العديد من المواطنين الأوروبيين، وتفكيرهم بقوة في اعتناق هذا الدين الحنيف.
التصدي للأفكار المشبوهة
وتواصل د. ريتا تقديم المفاجأة تلو الأخرى؛ حيث تنبه إلى أن القوة الروحية التي يمتلكها القرآن الكريم هي الوحيدة القادرة على التصدي بقوة لانتشار ما يطلق عليها "الأديان المشبوهة" في القارة الأوروبية؛ مثل شهود ياهو، والديانة السنتالوجية، وهي ديانات ذات طابَع مادي، لا هدف لها إلا إبعاد الأوروبيين عن النصرانية، والبحث عن دين جديد كمزيج بين النصرانية واليهودية، أو ما يطلق عليه عولمة الدين.
ولعل د. ريتا دي ميللو لا تجد صعوبة في الإقرار بأن ابتعاد الأوروبيين عن دينهم، وسيطرة النزعة المادية عليهم، وتصاعد نفوذ ما يعرف باللادينيين هو المسئول عن تصاعد نفوذ مثل هذه الفرق المشبوهة، التي تعتقد أن الإسلام والقرآن الكريم وحدهما السبيل الوحيد للتصدي لأفكارهم المشبوهة، لذا فلا ضير من شن الحملات الإعلامية ذات التمويل المشبوه عليهما؛ لتشويه صورتهما أمام الأوروبيين، والتقليل من النجاحات الشديدة، والإقبال غير المسبوق على الإسلام، وما يطلق عليه الأوروبيون كتاب المسلمين المقدس.
فشلٌ ذريع
وصعَّدت ريتا من انتقاداتها للغرب، مطالبة إياه بوقف حملاته التنصيرية التي لن تحقق أهدافها، سواء في إفريقيا أو الشرق الأقصى؛ فالمسلمون لن يتقبلوا أي مساعٍ لتغيير دينهم، وحتى لو قبلوا فسيكون ذلك بشكل ظاهر؛ للحصول على الدعم المالي الذي تقدمه إرساليات التنصير، فالمسلم –والكلام مازال لريتا- متمسك بدينه، بدرجة كبيرة تفوق الأوروبي طبعًا، ومؤمنٌ بدوره في رسم خريطة حياته، مما يجعل مساعي منظمات التنصير، والأموال الغزيرة التي تنفقها، لا طائل لها، لاسيما أن هذه المنظمات قد حققت فشلاً ذريعًا، حين أعلنت أن عام 2000 هو عام تنصير القارة الإفريقية، وهو ما لم يتحقق، بل على العكس تصاعدت موجة اعتناق الإسلام بين الأفارقة، لاسيما الوثنيين منهم. ولا تجد ريتا بُدًّا من التأكيد على أن حالة الجهل الشديدة بالإسلام، التي تعاني منها الأغلبية العظمى من الأوروبيين، هي التي تقف بقوة وراء حالة القطيعة بين المسلمين الأوروبيين، بل تعزز التوتر بين الطرفين، وتسمح لتيارات معادية لاستغلال حالات القطيعة لتكريسها، وعدم إعطاء أي
(يُتْبَعُ)
(/)
آمال لمحاولات بناء جسور بين الطرفين. وليس أدلّ على ذلك من اعتقاد أستاذة التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة روما بوقوف اللوبي الصهيوني وراء تفجير أزمة الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، وهي الأزمة التي تصفها بالفظيعة، والتي تخالف جميع الأخلاق التي كرستها الأديان السماوية، منتقدةً بشدة من يقفون وراء مثل هذه الحملات المشبوهة، التي تسعى لتكريس ما يُعرف بصدام الحضارات، وليس لإيجاد قنوات حوار معها.
مسئولية المسلمين
ولم تفت د. ريتا الفرصة للتأكيد على أن المسلمين مسئولون كذلك، وبشكلٍ متساوٍ، عن الصورة السيئة التي يحاول البعض وصم الإسلام بها؛ لأنهم لم يبذلوا جهودًا قوية للتصدي لذلك، سواء بامتلاك وسائل إعلامٍ تدافع عنهم، وتعرض الصورة الحقيقية لدينهم، أو بتسويق تعاليمه التي تتسم بالسماحة والمودة التي لا نظير لها في أي دينٍ آخر.
وتضيف: فمثلاً قد أُفاجأ بحملاتٍ منظمة في صحف إيطالية كبرى ضد الإسلام، وأحاول من جانبي الرد على هذه الاتهامات، ولا أجد وسيلة لذلك؛ نتيجة السيطرة الصهيونية على القنوات والصحف الإيطالية. لذا فمن الضروري وجود قناةٍ فضائية، وصحيفة قوية تعبر عن الإسلام باللغات الأوروبية، بدلاً من تركيز المسلمين على التقوقع على أنفسهم.
عمل والدها كطبيب في أحد المستشفيات السعودية، كان ذلك العاملَ الأهم في اعتناقها الإسلام؛ حيث توثقت صلاتها بالعديد من المسلمين، وارتبطت بالقرآن الكريم بشكلٍ دفعها لعدم الالتحاق بكلية الطب، بل بالتركيز على دراسة الحضارة والتاريخ الإسلامي. وبعدها انتقل والدها إلى الصومال لفترة طويلة كمديرٍ لإحدى المستشفيات هناك، ثم كانت المحطة الثالثة في أسمرة، حيث شغل منصب مدير المستشفى الإيطالي هناك، وهي تجارب زودت من شغفها بالإسلام وتاريخه وحضارته، واهتمامها بالاطلاع على مبادئه وقراءة قرآنه الكريم.
---
الإسلام اليوم ( http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?id=223&catid=224&artid=12422)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[31 May 2008, 05:05 م]ـ
وشهد شاهد من أهلها.
ـ[عمر عبد الفتاح خضر]ــــــــ[16 Sep 2008, 10:47 م]ـ
نعم نعم هذه المسشرقة من بين الأفواج الذين دخلوا فى الإسلام وأكثر الذين دخلوا الإسلام من تركيا وبريطانيا وإن شاء الله من إيطاليا فالهم اجعلنا هداة مهتدين والله ولى التوفيق
ـ[أبو عمرو]ــــــــ[22 Sep 2008, 12:47 م]ـ
عندما قرأت هذه المشاركة خطر ببالي مقالا أعجبني قرأته قبل قليل للكاتب الفذ والأديب البليغ إبراهيم العجلوني في صحيفة الرأي الأردنية وها هو عندكم (للاطلاع والفائدة)
أحقاد .. وجهالات
لا ينبغي أن ننخدع بتلك الأقوال المجتزأة التي ينقلها بعضنا من سياقاتها ليستشهد بها على موضوعية بعض مفكري الغرب وفلاسفته ومستشرقيه، وعلى أنهم ينصفون العرب والمسلمين ويتفهمون عقائدهم، ويدركون عظمة رسولهم الكريم.
إننا، وبحمد الله، لا نحتاج هذه النقول المجتزأة، ولا هذه الشهادات التي تبطن أضعاف ما تظهر، وإن لنا من قوة اعتقادنا ومنطقيته وانسجامه مع حقائق الحياة ما يجعل لنا على مَنْ يعموْن عن ذلك الدرجة العالية الرفيعة، وما يحقق لنا أن نكون شهداء على الناس (الذين جاءَ الإسلام رحمة لهم جميعاً) لا أن نكون ممّن ينتظر منهم الشهادات المدخولة، شأن كل ضعيف لا يثق بنفسه ويتقافز فرحاً بما يَمُنُّ به الآخرون عليه من أقوال ملتبسة في معظمها أو مداهنة أو مبدية جانب الانصاف مرة على حين يستغرقها الاجحاف في كل حين.
أقول هذا وفي خاطري ما ترجمه الأستاذ السباعي رحمه الله من كتاب توماس كارلايل: ''الأبطال''، والذي كان رسولنا الكريم محمد فيه أُنموذجاً للبطل النبيّ؛ على نحو ما يتصوّر كارلايل من معنى البطولة، لا على ما هي عليه حقيقة النبوءة ودلالاتها.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلقد أتى علينا حين من الزمان لا نكادُ نترك فيه الاستشهاد بكتاب ''الأبطال'' هذا، تماماً كما هو الأمر مع كتاب آخر عن ''المئة شخصية الأكثر تأثيراً في التاريخ الإنساني''؛ غافلين عما وراءَ هذين الكتابين وغيرهما من بنىً شعورية وتصورات خاطئة واعتقادات ملتوية لو كنا نعلمها علم اليقين لسكت عنا هذا الزهو العمي، ولرفضنا تلكم الشهادات التي لا نحتاجها بحالٍ، ولما كان لنا من تعويل إلاّ على حقائق ديننا الحنيف الثابتة بكتاب الله تعالى وسنّة نبيه؛ مصداقاً لقوله تعالى: ''إذا جاءَك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنّك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون'' (المنافقون1).
يقول صاحب كتاب ''الأبطال'' فيما قاله عن الكتاب الكريم الذي نزل على سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه: ''إنني يجب أن أقول: إنني لم أُعانِ قراءةً متعبة كقراءته أبداً. مجموعة مشوشة مضطربة. فج. مضطرب، تكرار بلا نهاية. التواء طويل. تشابك فج جداً. مشوش، غباوة لا تحتمل'' (انظر كتاب ''الاستشراق بين الموضوعية والافتعالية'' للدكتور قاسم السامرائي).
هذا ما يقوله صاحب ''الأبطال'' عن القرآن الكريم، وذلك بعد قراءته لترجمة ''سيل'' الإنجليزي له؛ فانظروا كيف اجتمعت في هذه الكلمات صنوف الأحقاد والجهالات، وكيف أن من لا يعرف ذوق العربيّة ومن يتقَّحُم كتاب الله دون علم بها (وهذا ما ينطبق على المترجم ''سيل'' وعلى كارلايل بالدرجة نفسها)، فإنه غير مأمون على دلالاته ومعانيه ولا على غاياته ومراميه. ناهيك بما يشفع ذلك من ظلمات التعصب ومن أغراض الكيد الاستعماري البغيض.
وإذا أردنا المقارنة بين موقف توماس كارلايل من القرآن الكريم وبين موقف ''الوليد بن المغيرة'' الذي اعترف (وهو الكافر) بأنه سمع كلاماً ''يعلو ولا يُعلى عليه'' فإن ''ذوق العربيّة'' والقربى الحميمة منها هما ما أعوز صاحب ''الأبطال'' الذي كان الاجتزاء من كلامه سبباً في تغييب حقيقة غبائه وحقده عنّا.
فهل نفيدُ مما سبق درساً أو نخلص منه إلى عبرة تدفعنا إلى قراءة ''شاملة'' لما يهجم عليه الاستشراق (وصنائعه) من ديننا وتراثنا، ولما يدعون فهمه منه وهم أبعد الناس عن ذلك؟.
ذلك ما نرجوه حقّاً، وما ندأبُ فيه. وبالله وحده التوفيق.
إبراهيم العجلوني
وهذا مقال آخر للكاتب نفسه وفي الصحيفة نفسها
صورة ثابتة ووسائل متجددة
تعلّم ريموند لول (المولود في جزيرة ميورقة حوالي منتصف القرن 12 للميلاد) العربية والقرآن (الله أعلم ما تعلّم منهما) على يد أحد الأفارقة. ثم كان من أمره أنه اقنع ملك أرغون بانشاء مدرسة في ميرامار لتعليم العربية، وانه مهد لانشاء معهد للدراسات الاسلامية في مدريد، وانه بلغ اقصى امانيه حين اقر البابا ''كليمان الخامس'' في مؤتمر فينا الكنسي عام 1312م انشاء كراسي للغات الشعوب الشرقية، وفي مقدمتها العربية في الجامعات الرئيسية في اوروبا. وهي جامعة باريس وجامعة اكسفورد وجامعة بولونيا وجامعة سلمنكة، وجامعة البلاط البابوي.
ولما كان ريموند لول هذا واحدا من ''طلائع المستشرقين''، فإن ما ينطبق عليه ينطبق على سائرهم، من حيث تخارج الدلالتين الظاهرية والباطنية لمجمل أعمالهم. أو من حيث وجوب أن لا يخدعنا ظاهر الاهتمام بالعربية وبالاسلام عما وراءه من ألوان الحفر المستمر المبرمج لنسف هذا الدين العظيم وأهله نسفاً.
ان هذا المستشرق ''الرائد'' (!) الذي افنى عمره في اقناع الاوروبيين تعلم العربية وانشاء المعاهد لتدريس آدابها هو نفسه الذي يقول في لغتنا (لغة القرآن الكريم والحديث الشريف التي صنّف العرب والمسلمون بها ملايين المخطوطات): إنها ''تشبه اصوات ولغات الحيوانات''.
ولسنا في حاجة الى ذكاء متوقد لندرك ان غاية هذا المستشرق التي ظاهرها العلم والمعرفة هي ابعد شيء عنهما او عن أخلاقهما المفترضة، فهو - كما يقول وريثه في النزعة والاهداف ارنست رينان - احد اكبر الساعين لهدم الاسلام، وهو اكثر الداعين حماسة الى ايجاد ''منظمة حربية لهدم الاسلام''.
ريموند لول، إذن هو الصورة الثابتة للاستشراق قديماً وحديثاً، على الرغم من وجود افراد متباعدين زماناً ومكاناً امكن لهم النجاة نسبياً من هذه الجمالية المرعبة المسخرة لخدمة الحقد والكراهية والاستغلال والاحتلال وكل ما يتعلق بذلك من موبقات.
على ان ثبات الصورة لا يمنع من تجدد الوسائل، ومن تغيير الاقنعة، ومن انتقال مراكز البحث الى مواقع متقدمة بين ظهراني الامم والشعوب المستهدفة، ولا سيما العرب والمسلمين، ومن الافتنان في الاخضاع والاصطناع والايقاع، وفي ابتعاث نابتة من ابناء هذه الشعوب - تم تفريغها ثم تعبئتها وتوجيهها - لتكون قرون استشعار او مواقع ارصاد، او لتكون ابواقا تصدع بما يراد منها، ويا سوء ما يراد.
اما كيف نواجه هذا الكيد العريق وهذا التوقح الصفيق على تاريخنا وحضارتنا، وكيف ندفع اذاه عنا دفع القادرين، فذلك اكثر من سبيل، اكثرها اهمية على المستوى المعرفي والعلمي الخالص ما دعا اليه الدكتور محمود حمدي زقزوق في كتابه عن الاستشراق من ضرورة انجاز موسوعتين شاملتين، اولاهما: ''موسوعة الرد على المستشرقين''، وثانيتهما: ''الموسوعة الاسلامية الحضارية الشاملة''، وهما كفيلتان اذا تم تمامهما، بوقف مهازل الاستشراق، وكشف دعاواه، وبتقديم صورة حقيقية للاسلام والمسلمين.
إبراهيم العجلوني
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[26 Jun 2010, 05:58 م]ـ
لإضافتها و أمثالها إلى موسوعة " القصص " .. و موسوعة " المعجزات "!
اما كيف نواجه هذا الكيد العريق وهذا التوقح الصفيق على تاريخنا وحضارتنا، وكيف ندفع اذاه عنا دفع القادرين، فذلك اكثر من سبيل، اكثرها اهمية على المستوى المعرفي والعلمي الخالص ما دعا اليه الدكتور محمود حمدي زقزوق في كتابه عن الاستشراق من ضرورة انجاز موسوعتين شاملتين، اولاهما: ''موسوعة الرد على المستشرقين''، وثانيتهما: ''الموسوعة الاسلامية الحضارية الشاملة''، وهما كفيلتان اذا تم تمامهما، بوقف مهازل الاستشراق، وكشف دعاواه، وبتقديم صورة حقيقية للاسلام والمسلمين.
إبراهيم العجلوني
ـ[خلوصي]ــــــــ[26 Jun 2010, 06:00 م]ـ
و كثير من تلك الموسوعات لا تحتاج أكثر من جهد تنظيمي منهجي للم ما تناثر من قبل أصلاً من مسائلها.
ـ[الجشتمي]ــــــــ[26 Jun 2010, 08:22 م]ـ
''إنني يجب أن أقول: إنني لم أُعانِ قراءةً متعبة كقراءته أبداً. مجموعة مشوشة مضطربة. فج. مضطرب، تكرار بلا نهاية. التواء طويل. تشابك فج جداً. مشوش، غباوة لا تحتمل''
شهدت اناسا ممن قرأ بعض القرآن و يكون انطباعه هكذا ... ثم لم يقدر ان يترك قراءته و ادمنها و كأن انطباعه رد فعل على صدمة القرآن له بخلاف ما كان ينتظر
ـ[النجدية]ــــــــ[21 Sep 2010, 11:44 ص]ـ
أحسنتم، أحسن الرحمن إليكم!(/)
الاحتلال يعترف بتطاوله على القران الكريم
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[17 May 2008, 10:53 ص]ـ
المختصر/
الهيئة نت / اعترف الاحتلال الامريكي النازي يتطاوله على القران الكريم واكدت قوات الاحتلال في العراق حصول إطلاق نار على القرآن الکريم کـ (هدف عسکري) في إحدى معسکرات التدريب
التابعة لها، وذلك بعد اتهامات هيئة علماء المسلمين لجنود الاحتلال الأمريکي بالتصويب على المصحف في ميدان تدريب.
وللتستر على جريمتها اعلنت قوات الاحتلال عن فتح تحقيق مع جنودها حول هذه القضية زاعمة أنها تحترم الاسلام وعقيدته.
و کانت هيئة علماء المسلمين في العراق قد اکدت إن قوة تابعة لقوات الاحتلال الامريکي، مؤلفة من ثلاث مدرعات وعجلة من نوع همر، وضعت نسخة من المصحف الشريف على شاخص في ميدان للرمي قرب مرکز للشرطة بمنطقة الرضوانية قبل ايام واطلق افرادها النار عليه.
وفي أول رد فعل على هذه الاتهامات، قال الکولونيل بيلي باکنر من قوات الاحتلال إن قواته فتحت تحقيقا مع جنودها بسبب هذا السلوك الذي وصفه بالشائن.
وبخصوص التحقيق، قال الکولونيل بيلي: قواتنا تواصل التحقيق وستخضع الذين ارتبکوا هذه الاعمال المشينة للإجراءات القضائية، للالتزام بالتدريب والاوامر التي; تلقوها لمعالجة وحفظ العادات الاسلامية بما يليق بها".
وادناه نص التصريح الذي اصدره قسم الثقافة والاعلام في هيئة علماء المسلمين:
تصريح صحفي
وضعت قوة تابعة لقوات الاحتلال الامريكي مؤلفة من ثلاث مدرعات وعجلة من نوع همر نسخة من المصحف الشريف على شاخص في ميدان للرمي قرب مركز للشرطة بمنطقة الرضوانية يوم الاحد 11/ 5 واطلق افرادها النار عليه.
واكد شهود عيان من ابناء المنطقة ان هذه القوة قامت بهذا الفعل الشنيع امام حراس مركز الشرطة وتركت المصحف في مكانه وعليه اثار الاطلاقات النارية وقد كتبوا على احدى صفحاته عبارات نابية.
ان هذه الجريمة النكراء لتدل على مدى الحقد الاسود الذي يتملك قادة وافراد قوات الاحتلال على القران واهله، وتدل كذلك على حجم الافلاس والخيبة لهم ما جعلهم يتخبطون في تصرفاتهم، كما تدل هذه الفعلة الدنيئة على القصد المبيت للاحتلال وكيف تفلتت من بين ايديهم اساليب اخفاء النوايا.
ان هيئة علماء المسلمين اذ تدين هذه الجريمة الشنعاء بحق كتاب الله تعالى، دستور هذه الامة، مصدر عزتها وكرامتها فانها تدين الصمت الذي سيلتزم به كل المنخرطين في مشروع المحتل، وتحمل الاحتلال والحكومة الحالية المسؤولية الكاملة عن هذا الانتهاك وتذكر الجميع ان الله يحفظ كتابه وانه منتقم جبار (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ).
قسم الثقافة والاعلام
9 جمادى الأولى 1429
المصدر ( http://www.almokhtsar.com/html/news/1914/2/89651.php)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[18 May 2008, 01:20 م]ـ
متابعة لهذا الخبر:
مفكرة الإسلام: في خطوة جاءت متأخرة، قدم الجيش الأمريكي اعتذارًا رسميًا، يوم السبت، عن استخدام أحد جنوده المصحف الشريف للتدريب على الرماية.
وتعود هذه الجريمة إلى يوم الأحد (11 مايو الجاري) عندما وضعت قوة تابعة لقوات الاحتلال الأمريكي مؤلفة من ثلاث مدرعات وعربة من نوع "همر"، نسخة من المصحف الشريف على شاخص في ميدان للرمي قرب مركز للشرطة بمنطقة الرضوانية، وأطلق أفرادها النار عليه.
وأكد شهود عيان من أبناء المنطقة أن القوة الأمريكية قامت بهذا الفعل الشنيع أمام حراس مركز الشرطة وتركت المصحف في مكانه وعليه آثار الطلقات النارية، وقد كتبوا على إحدى صفحاته عبارات نابية.
وانتظر الجنرال جيفري هاموند، قائد القوات الأمريكية في بغداد، أسبوعًا كاملاً ليعرب من الرضوانية؛ حيث كان يجتمع مع بعض شيوخ العشائر المتعاونين مع القوات الأمريكية عن بالغ أسف الجيش بالنيابة عن الجندي الذي يقود وحدة القناصة التابعة للفوج المدرع الـ64.
وهذه هي المرة الأولى التي يُعلن فيها رسميًا عن الحادثة. وقال هاموند: "أتيت إليكم طلبًا للصفح .. وأرجو أن تغفروا لي ولجنودي" بحسب شبكة " CNN".
وأكد قائد القوات الأمريكية في بغداد أن "تصرفات هذا الجندي الواحد ليست سوى سلوك إجرامي ... تصرفات هذا الجندي خاطئة وغير مقبولة".
يذكر أن تحقيقًا عسكريًا أجراه الجيش الأمريكي وجد أن الجندي الذي بقيت هويته غير معلنة، مذنب وأعفاه من منصبه وسيُعاد إلى الولايات المتحدة.
ـ[مرهف]ــــــــ[18 May 2008, 08:34 م]ـ
أوما سمعتم ما قاله سامي الحاج المصور في قناة الجزيرة عندما أطلق سراحة وطالب الدول الإسلامية أن تعمل على إطلاق سراح أبنائها قبل أن يفقد الباقي عقولهم كما فقد بعضهم عقله، قال أيضاًً بأن من أنواهالمهانات التي لقوها تدنيس المصحف بالقذارات والدوس عليه والتبول عليه في معتقل غوانتنامو أمام المعتقلين المسلمين مع منعهم من الصلاة وممارسة شعائرهم الإسلامية، وبعد ذلك كله تجد من يعتبر (بوش الصغير) وحكومته الدموية الإرهابية أصدقاء وحلفاء ويسقبله بالحفاوة والتكريم، إنا لله وإنا إليه راجعون، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[19 May 2008, 11:12 ص]ـ
من أمن العقوبة أساء الأدب
والله المستعان
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[19 May 2008, 01:13 م]ـ
متابعة لهذا الخبر: وأظنه من باب ذر الرماد في العيون:
أعلن الجيش الأمريكي الأحد 18 - 5 - 2008 ابعاد أحد جنوده من العراق واتخاذ "إجراءات تأديبية بحقه" بعد أن أطلق النار خلال تمارين عسكرية على نسخة من المصحف استخدمها هدفا للرمي قرب بغداد, كما قدم ضابط أمريكي كبير اعتذارا عما حدث.
وأفاد الجيش أن الجندي الذي لم يتم الكشف عن اسمه "مثل أمام هيئة تأديبية بعد اكتشاف رجال الشرطة العراقية المصحف وعليه طلقات نارية بالاضافة الى كتابات داخل غلافه في احد ميادين الرماية في منطقة الرضوانية في ضواحي بغداد الجنوبية"، وأكد مسؤول أمريكي "نحمل جنودنا مسؤولية كل ما يرتكبوه من افعال".
وقال الكولونيل بيل بانكر المتحدث باسم الجيش ان ما "حدث خطير ومقلق بشدة" مشيرا الى انه "حادث فردي ارتكبه جندي واحد".
واضاف "صدرت تعليمات الى القادة العسكريين للتحقيق واتخاذ التدابير المناسبة واجراءات ضد اي شخص يعمل على تشويه او يظهر عدم احترام ايمان الآخرين", معبرا عن "اسفه الشديد".
واكد الضابط الامريكي ان "الجندي يخضع للتأديب وتم ابعاده من العراق"، وافاد بيان ان الحادثة وقعت "الاحد الماضي من مايو/ايار الجاري", موضحا ان الشرطة العراقية "رفعت المسألة إلى السلطات العسكرية الأمريكية". وتابع ان "الحادثة لا تمثل ما يكنه الجنود من احترام لكل الاديان".
في غضون ذلك, قدم الميجور جنرال جيفري هامن قائد القوات الأمريكية في بغداد خلال لقائه وجهاء وشيوخ منطقة الرضوانية "اعتذارا رسميا" بخصوص الحادث, حسبما افادت محطة "سي ان ان" الامريكية للتلفزيون.
وقال هامن خلال لقائه الوجهاء امس السبت "جئت لاقف امامكم طالبا الصفح منكم". واضاف "بأقصى درجات التواضع, انظر الى عيونكم اليوم واقول ارجوكم سامحوني وسامحوا جنودي".
ووفقا للمحطة, قام مسؤول امريكي اخر بتقبيل القرآن وقدمه "هدية متواضعة" الى شيوخ العشائر. واضاف المسؤول ان "الجندي الذي ارتكب الفعل قدم اعتذارا مكتوبا ايضا".
وقال الجندي في رسالة قرأها هامن "امل باخلاص ان لا يؤثر فعلي على الشراكة التي طورها الشعبان سويا. ان ما فعلته جاء نتيجة قصر نظر ( ... ) لكن قلبي لم يكن خبيثا".
وحضر عدد من الشيوخ والوجهاء والمسؤولين الامنيين المراسم, فيما رفع السكان لافتات وهتفوا "نعم نعم للقرآن, ولتخرج امريكا".
وكان الكولونيل بيلي باكنر أكد للعربية. نت يوم 15 أيار/مايو حصول إطلاق نار على القرآن الكريم كـ"هدف عسكري" في إحدى معسكرات التدريب التابعة لقوات التحالف.
وأوضح ما جرى بالقول: "في 11 من الشهر الجاري اكتشفت الشرطة العراقية نسخة من القرآن الكريم على منصة صغيرة في منطقة لتدريب على إطلاق النار، قريبة من مركز الشرطة في الرضوانية، والقرآن فيه بعض الطلقات والثقوب نتيجة الطلقات، وكتابات مشينة داخل الغلاف".
وفيما إذا كانت قواته تحذر جنودها من مغبة القيام بهذه الاعمال، أجاب الكولونيل بيلي العربية. نت: "قوات التحالف، عادة، تدرب عناصرها وتفرض عليهم احترام العادات والتقاليد للبلد المضيف، وهذه العادات من صغيرها لكبيرها يتم تدريب الجنود عليها، ويتم التأكيد على ضرورة عدم خرق هذه العادات مهما كانت صغيرة، واحترام الاسلام والتقاليد والعقيدة الإسلامية
المصدر ( http://www.alarabiya.net/articles/2008/05/18/50037.html)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[23 May 2008, 01:00 م]ـ
وتأكيداً لما قلت:
تقارير أمريكية: بوش لم يعتذر رسميّاً للمالكي حول قضية استهداف المصحف
المختصر/
يقين/متابعة/ذكر تقارير صحفيّة أمريكية إن جورج بوش لم يعتذر رسمياً للمالكي، عن قيام أحد جنوده بالعراق بتدنيس المصحف الشريف، كما أعلنت وسائل الإعلام الحكومية الرسمية وأضافت التقارير الصادرة في واشنطن: إن ما حدث هو أن بوش اتصل بنوري المالكي معرباً عن قلقله إزاء قيام الجندي الأمريكي بجعل المصحف الشريف هدفا له أثناء تدريب روتيني على الرماية، وأطلق عليه عدة أعيرة من الرصاص.
وتأتي تلك التقارير في أعقاب صدور بيان عراقي حكومي أكد: ان المالكي أبلغ خلال اتصال هاتفي مع بوش، استياء وغضب الحكومة والشعب العراقي من السلوك المشين للجندي الأمريكي، حيث قدّم الرئيس الأمريكي اعتذاراً، واعداً بتقديم الجندي المسيء إلى المحاكمة.
على صعيدٍ متصل، قالت دانا بيرينو المتحدثة باسم البيت الأبيض: إن بوش انه أعرب خلال اتصال بالمالكي عن، قلقه العميق، من الموضوع.
وأوضحت: إن الرئيس بوش قال للمالكي، إننا نأخذ هذه القضية على محمل الجد، وأشار إلى انه تم تأنيب الجندي ونقله من العراق، دون ان تشير إلى كلمة اعتذار.
وتأتي تلك البيانات في أعقاب الأزمة التي نشبت بين الحكومة العراقية وقوّات الاحتلال الأمريكي، بعد تسرّب صور تظهر مصحفاً ممزقاً بعد ان استخدمه جنديّاً أمريكيا كهدف للرماية، الأمر الذي دفع المؤسسات السياسية العراقية الرسميّة لمطالبة الأمريكان بالاعتذار عن الحادثة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[24 May 2008, 06:32 م]ـ
ألا لعنة الله على الظالمين والمستنوقين والمستنعجين في كل زمان ومكان
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[31 May 2008, 02:27 م]ـ
من صور الجريمة:
url='http://www.tafsir.net/vb/vbimghost.php?do=displayimg&imgid=279']http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/thum_9484130f116fc0.jpg[/url
url='http://www.tafsir.net/vb/vbimghost.php?do=displayimg&imgid=278']http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/thum_9484130f0d61f9.jpg[/url](/)
الانتصار للقرآن الكريم من الفيلم الهولندي
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[17 May 2008, 04:39 م]ـ
محاضرة قيمة للشيخ محمد المنجد
للاستماع اضغط: هنا ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=66569)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[25 May 2008, 07:41 م]ـ
من يستطع أن يضع رابط مباشر هنا فليفعل مشكوراً لأن هذا ما لا أحسنه.
ـ[مستضيف]ــــــــ[01 Jun 2008, 12:30 ص]ـ
تفضل أخي الكريم
http://tafsir.org/265_AlMonagged_Alentesar.rm
و لكن، هل يمكن لأحد الأفاضل بيان الإساءة التي وردت في الفيلم الهولندي؟
لقد شاهدت الفيلم مرتين و لم أفلح في استخلاص الإساءة المزعومة.(/)
الفاتيكان يطالب بإلغاء الجهاد، ويرفض اعتبار القرآن كلام الله!!!
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[29 May 2008, 11:37 ص]ـ
الفاتيكان يطالب بإلغاء الجهاد، ويرفض اعتبار القرآن كلام الله!!!
http://208.66.70.165/ismemo/media/UN/Pope-Benedict-XVI.jpg
زعيم عصابة الفاتيكان
مفكرة الإسلام: جدد مسؤولو الفاتيكان هجومهم على الإسلام والمسلمين، حيث طالب أحد مستشاري بابا الفاتيكان المسلمين بإلغاء الجهاد، رافضًا في الوقت ذاته الاعتراف بأن القرآن كلام الله.
وقال الكاردينال "جين لويس توران" مستشار بابا الفاتيكان "بينديكتوس السادس عشر" لشئون الإسلام: يجب أن يكون الزعماء المسلمون أكثر صراحة وأشد نقدًا للعنف باسم الدين.
وبحسب صحيفة "الجارديان، أضاف توران: بينما يدين أغلب رجال الدين المسلمين الأعمال الإرهابية، فإنهم في حاجة ليتخذوا موقفًا أكثر وضوحًا بشأن "الجهاد" خاصة مع تكراره الكثير في القرآن.
وتكشف تصريحات "توران" الجديدة طبيعة العلاقة بين الكنيسة الكاثوليكية والمسلمين، خاصة وأن "توران" يرأس المجلس البابوي للحوار بين الأديان، ومكلف بتحسين العلاقات بين الفاتيكان والإسلام.
وكان "توران" قد وجه انتقادات للعديد من الدول المسلمة في العام الماضي، وبشكل خاص المملكة العربية السعودية بزعم عدم سماحها للحرية الدينية.
وقال "توران" في تصريحاته التي أدلى بها في محاضرة في لندن: في القرآن توجد عدة تفسيرات للجهاد، بعضها عنيف والآخر مقدس، ومعظم المسلمين يدينون الحرب باسم الدين، ولكن المشكلة في القرآن حيث عندك جهاد جيد وآخر سيئ، ولهذا فعليك أن تختار، على حد قوله.
وأضاف: لا توجد سلطة عالمية تستطيع تفسير القرآن، لهذا فإن فهم القرآن يعتمد على الشخص الذي يقرؤه، ولذلك فإنه يجب على السلطات الدينية أن تكون أكثر صراحة بشأن العنف باسم الدين.
وتابع: لكن المشكلة أن المسلمين يعتقدون أن القرآن هو كلام الله، وهذه هي المشكلة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 May 2008, 01:11 م]ـ
الله المستعان على هؤلاء وأمثالهم وإن كان مثل هذا الكلام لا يستغرب من مثله، فهذه حقيقة نظرتهم للمسلمين وللإسلام. وإذا كان هذا رئيس فريق الدعوة للحوار فكيف بغيره، وإلى أين يريد أن يصل من يحاور مثل هؤلاء القساوسة.
وتأمل قوله
وأضاف: لا توجد سلطة عالمية تستطيع تفسير القرآن، لهذا فإن فهم القرآن يعتمد على الشخص الذي يقرؤه، ولذلك فإنه يجب على السلطات الدينية أن تكون أكثر صراحة بشأن العنف باسم الدين.
تجده عين ما يدعو إليه من يدعو للقراءة الجديدة للقرآن من أبناء المسلمين. (تشابهت قلوبهم)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[29 May 2008, 02:20 م]ـ
إن أمر هؤلاء القوم لعجيب أيما عجب، فلماذا لا يقومون بإلغاء تصرفات شراذمتهم على أراضي المسلمين أولاً، أولئك الذين نشروا الرعب والإرهاب وادعوا أنهم أرسلوا من قِبل الله، تعالى الله عما يقولون.
ولماذا لا يتنصلون من نصوص العهد القديم التي تأمر ـ وبكل شناعة ـ بقتل الأطفال والنساء والشيوخ، وهي كثيرة جدًا، ومنها في صموئيل الأول: (15: 1 ـ 3): (1 وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: «إِيَّايَ أَرْسَلَ الرَّبُّ لِمَسْحِكَ مَلِكًا عَلَى شَعْبِهِ إِسْرَائِيلَ. وَالآنَ فَاسْمَعْ صَوْتَ كَلاَمِ الرَّبِّ. 2 ه?كَذَا يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ: إِنِّي قَدِ افْتَقَدْتُ مَا عَمِلَ عَمَالِيقُ بِإِسْرَائِيلَ حِينَ وَقَفَ لَهُ فيِ الطَّرِيقِ عِنْدَ صُعُودِهِ مِنْ مِصْرَ. 3 فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ، وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً، طِفْلاً وَرَضِيعًا، بَقَرًا وَغَنَمًا، جَمَلاً وَحِمَارًا).
ولماذا لا يأتمرون بما يأمرون به أنفسهم فيتبرؤا مما جاء في أنجيل متى (10: 34 ـ 36): («لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَمًا عَلَى الْأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَمًا بَلْ سَيْفًا. 35 فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الْإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ، وَالِابْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا. 36 وَأَعْدَاءُ الْإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ)، وكذا ورد في إنجيل لوقا (12: 29 ـ 53): (جِئْتُ لِأُلْقِيَ نَارًا عَلَى الْأَرْضِ، فَمَاذَا أُرِيدُ لَوِ اضْطَرَمَتْ؟ 50 وَلِي صِبْغَةٌ أَصْطَبِغُهَا، وَكَيْفَ أَنْحَصِرُ حَتَّى تُكْمَلَ؟ 51 أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لِأُعْطِيَ سَلاَمًا عَلَى الْأَرْضِ؟ كَّلاَّ، أَقُولُ لَكُمْ: بَلِ انْقِسَامًا. 52 لِأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ الآنَ خَمْسَةٌ فيِ بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ: ثَلاَثَةٌ عَلَى اثْنَيْنِ، وَاثْنَانِ عَلَى ثَلاَثَةٍ. 53 يَنْقَسِمُ الْأَبُ عَلَى الِابْنِ، وَالِابْنُ عَلَى الْأَبِ، وَالْأُمُّ عَلَى الْبِنْتِ، وَالْبِنْتُ عَلَى الْأُمِّ، وَالْحَمَاةُ عَلَى كَنَّتِهَا، وَالْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا).
إن دينًا لا تحميه القوة لا يمكن أن يستمر، ولولا قوتهم التي صارت حرامًا علينا أن نمتلكها! لكان الأمر غير ما نراه، ولكان كما قال قائلهم: لم يعرف العالم فاتحًا أرحم من العرب، والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[29 May 2008, 03:40 م]ـ
الله المستعان على ما يصفون.
ليس كل ما يقال يؤخذ على محمل الجد. ومنذ متى وافق أصحاب ديانة على تغيير معتقداتهم نزولا عند رغبة آخرين؟ إلا إذا كانوا مستهينين بدينهم.
وهذا لا ينفي مسئولية علمائنا في مزيد الجهد لبيان معاني الوحي بالشكل الصحيح الذي ينفي عنه الانحرافات في الفهم والتطبيق، وهي واقع من العدل أن نعترف به.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[30 May 2008, 07:45 ص]ـ
وهذا لا ينفي مسئولية علمائنا في مزيد الجهد لبيان معاني الوحي بالشكل الصحيح الذي ينفي عنه الانحرافات في الفهم والتطبيق، وهي واقع من العدل أن نعترف به.
الحمد لله
أرجو أن تبين لنا -بارك الله فيك - بصريح العبارة ما المقصود مما لونته من كلامك بالاحمر.
ماقصدك بالانحراف في الفهم و التطبيق؟
وما هي صور هذا الانحراف الواقعية المتعلقة بموضوع افتاء الفاتيكان بإلغاء الجهاد؟
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[30 May 2008, 02:44 م]ـ
الحمد لله
أرجو أن تبين لنا -بارك الله فيك - بصريح العبارة ما المقصود مما لونته من كلامك بالاحمر.
ماقصدك بالانحراف في الفهم و التطبيق؟
وما هي صور هذا الانحراف الواقعية المتعلقة بموضوع افتاء الفاتيكان بإلغاء الجهاد؟
عودة ميمونة:)
يبدو أنك تتقصى كلامي:)
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[30 May 2008, 05:05 م]ـ
الحمد لله
نعم اتقصاه لأنه ما أخرجني من هذا المنتدى الكريم الا مثل هذا الكلام المفتر المخدر .... فمكثت مدة قلت في نفسي لعل
الامور تبدلت فإذا بك على العهد: لا آيات، لا أحاديث، مجرد اهواء وعواطف يحكمها الاجنبي الغربي الذي يطل عليك
من فوق هل ستكتب ما يرتضيه الغربي المتحضر ن أم انت على السلفية التقليدية الهمجية النصوصية الحماسية.
فكل مقالاتك في هذا النوع من الكتابات ليست الا أهواء وعواطف.
اذا تعلق الامر بالجهاد، أسررت وعوقت من طرف خفي
واذا تعلق الامر بسب النبي صلى الله عليه وسلم اقترحت وضع المشاعر و العواطف في ثلاجة
واذا تعلق الامر بتمثيل شخصية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وجدناك على الجهة الاخرى.
وعموما كل كلامك عار عن الادلة الشرعية و اللنقول الحديثية ومن كلام اهل العلم الراسخين الذين اتفقت الامة على
مدى قرون على اعتبار اقوالهم وخلافهم.
ووالله ما أخرجني من هذا المنتدى الا هذا الذي رأيته منك.
فسبحان الله
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[30 May 2008, 05:22 م]ـ
عفا الله عني وعنك.
إن لم يعجبك كلامي فلم لا تبحث عما ينفعك في المنتدى وتتجاهل كلامي؟
وأعتذر إن كنت سببت لك إزعاجا.
وأدعو الله لي ولك ألا يجعل أحدنا فتنة لأحد.
وأقترح عليك أن يكون هذا آخر مراسلة بيننا، وفي الحياة متسع للتعرف على عشرات الناس، وحياة احدنا ليست موقوفة على معرفة أحدنا للآخر أو الحديث معه.
وأدعو الله لي ولك ولسائر أعضاء المنتدى بالإخلاص والصواب والسداد والحكمة، والجنة وما قرب إليها من قول من قول وعمل.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[30 May 2008, 05:49 م]ـ
عفا الله عني وعنك.
إن لم يعجبك كلامي فلم لا تبحث عما ينفعك في المنتدى وتتجاهل كلامي؟
وأعتذر إن كنت سببت لك إزعاجا.
.
الحمد لله
كالعادة انت تحكم العواطف في تصرفاتك وافعالك، وليس بيني وبينك شيء، لكني إذا رأيت أنك خالفت صريح القرآن
و السنة وغمزت من طرف خفي الجهاد و المجاهدين، او داهنت أعداء السنة و الصحابة وواليتهم، فإنني أحتسب لله ما
تسببه لي من إرعاج وأذى، وردودي عليك بالقرآن و السنة مااستطعت الى ذلك سبيلا، فربنا يقول:
وامر بالمعروف و انه عن المنكر و اصبر على ما اصابك
و مناقضة صريح القرآن - كما تفعله هداك الله - من المنكر الذي ينبغي بيانه و بطلانه، وهذا لا شك من المعروف، الذي
أمرنا به في القرآن.
ولهذا ذم الله بني اسرائيل حيث قال:
لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون،
كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه.
فاقول لك: إن هذا الذي افعله سأفعله ما استطعت الى ذلك سبيلا، وان غبت فسأعود ان شاء الله له، ثم إنك إذا كنت
انت ترتضي لنفسك ان تعقب على من يفضح أعد [ء الجهاد واعداء السنة من أكابر المبتدعة فلم لا ترتضي انت ان يعقب
الناس عليك؟!!
و لا أقول لك مثل ما قلت لي ان تسكت عن مخالفتي للقرآن و الحديث بل أقول لك وأشهد أهل
هذا المنتدى: إذا رأيت مخالفة للقرآن في كلامي للقرآن و السنة و الاجماع فأعلنها على رؤوس الاشهاد في حتى أراها
وأسعد بذلك أنك علمتني من القرآن ما جهلته فالذل مع التعلم خير من العزة و الكبرياء مع الجهل.
وأنصحك أن تشحن كتاباتك بكلام الله تعالى وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم حتى يكون لكلامك وزن وقيمة والا،
فماذا بعد الحق الا الضلال، وتذكر اننا في منتدى اهل التفسير، أي تفسير مراد الله في القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[30 May 2008, 05:55 م]ـ
مرة أخرى أجدني بين أمرين:
ألا أجيب فيظن أنني عجزت عن الرد، أو أني أتجاهل كلامك.
أو أجيب فيطول الموضوع، ولا شك عندي من وقوع أحدنا أو كلينا في المراء.
وقد اخترت الأسلم لي ولك.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[01 Jun 2008, 01:42 م]ـ
يقول الدكتور:. أحمد صدقي الدجاني
قوى الهيمنة والطغيان العالمية تجتهد في محاولة اتهام من يقاومون هيمنتها وطغيانها من المسلمين بأنهم متطرفون، وأن هذا التطرف نابع من أصل دينهم الإسلامي الذي يحثهم على "الجهاد". وقد ركزت هذه القوى الطاغوتية حملتها الإعلامية على الدين الإسلامي في غمرة مواجهتها للمقاومين لطغيانها، وحاولت -ولا تزال- وصم المقاومة بأنها "إرهاب" بمعنى "الإرعاب والترويع واستهداف المدنيين الأبرياء". وألقت ظلالاً سوداء على كلمة "الجهاد" بخاصة، وصولاً إلى تحريف معنى "الجهاد" في أذهان من يتسلط عليهم إعلامها، وتشويه معنى "الاستشهاد في سبيل الله". فهؤلاء "الاستشهاديون" في ذلك الإعلام هم "انتحاريون"، وهم يمارسون "إرهابًا" وليس "جهادًا" يبغي دفع العدوان وتحرير الأرض ومقاومة الطغاة المعتدين. وبئس ما يطرحه إعلام القوى الطاغوتية، وما أبعده عن الحقيقة، ويا لتطرفه في التحيز في المصطلح واعتماده المعيارين بتلبيس وتدليس، شأن المطففين الذين: "إذا اكتالوا على الناس يستوفون * وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون" صدق الله العظيم.
ويقول: يتداعى إلى الخاطر ما صرح به الرئيس الأمريكي في الشهور الماضية حول "القضاء على الطفيليات الإرهابية"، وأنه "يتعين على كل إرهابي أن يعيش هاربًا"، "وأن من ليس معنا فهو ضدنا".
ويتداعى إلى الخاطر أيضًا ما صرح به رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي حول "قهر الفلسطينيين وسحقهم حتى يستسلموا وعندها نفاوضهم".
أما الممارسات فقد رأيناها في عملية "أناكوندا" -الأفعى- التي قامت بها القوات الأمريكية في أفغانستان يوم 2 - 3 - 2002، ورأيناها قبل ذلك في معاملتها للأسرى حين نقلتهم فاقدي الحواس إلى قاعدة "جوانتانامو"، وفي قيام وزير الدفاع الأمريكي بإغلاق الكهوف في جبال أفغانستان على من فيها.
وكما رأينا في الاجتياح الإسرائيلي للمدن الفلسطينية منذ يوم 29 - 3 - 2002م، وفي مذبحة مخيم جنين بخاصة التي اقترفها الصهاينة
ويقول::
إن"دولة الكيان الاستعماري الصهيوني" وهي تمارس "إرهاب الدولة الرسمي" تعمد إلى وصف المقاومة التي تواجهها بأنها "إرهاب". وهذا ما قامت به الإدارة الأمريكية التي تقود العولمة في عالمنا حين أعلنت حرب العولمة التي نعيشها وأسمتها "الحرب ضد الإرهاب". ولافت أيضًا أن الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها بريطانيا لديهما مراكز تدريب على الإرهاب والعنف. وقد فصَّل الحديث عن ذلك جورج مرن بايوت في الجارديان اللندنية يوم 28 - 10 - 2001م الذي كشف تورط صناع السياسة في أمريكا منذ عام 1946 في إدارة مواقع تدريب على الإرهاب والعنف.
ا لمقال نقلا عن مجلة التقريب العدد 36 سنة 1424هجرية
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[01 Jun 2008, 11:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحقيقة هناك لدى الأخ المجلسي الشنقيطي تحفز للاتهام .... وتوثب للتكفير ... وقد جعل من نفسه وصياً على المسلمين يحلكمهم بحسب ما يلوح له من ظنون وأوهام ....
وعبارة الأخ محمد بن جماعة لا تستدعي كل هذه الهجمة الشرسة الظالمة ... فأنت يبدو أنك لا تقرأ في كلامه إلا ما تتوهمه أنت ... وتحاكمه وليس هذا من حقك على ما يجول في خاطرك من وساوس ,,,,
سامحك الله ...
ليتك تقوم بجزءٍ يسير جداً مما يقوم به الأخ محمد من نصرة للإسلام ودفاع عنه واستماتة في الدعوة إليه ... بل لو كان في ملتقانا هذا عدد من الأشخاص الذين يحملون فكره ورسالته ويحسنون جهوده ويطيقون أعباءه لكانت أمتنا بخير ... ولكننا نحسن الكلام ونعيش في الأوهام ... ونتخيل أننا ننصر الإسلام ... ونتقلب في الأحلام ...
ما هذا يا أخي؟ ...
الأخ المجلسي ليتك كتبت الآيات بشكل صحيح أولاً قبل أن تحاكم الناس بأوهامك المسطحة ... وأحلامك المجنحة ...
وامر بالمعروف و انه عن المنكر و اصبر على ما اصابك
هناك همزتان سقطتا ...
والكتابة بالخط العريض لا ترفع الكلام إن لم يكن الكلام رفيعاً ...
الأخ الفاضل د. يسري ليتك أضفت توضيحاً وإنصافاً للأخ محمد بن جماعة فسياق المقال في هذا المقام يوحي بأنك تؤيد الأخ المجلسي فيما قاله ...
ولا أظنك كذلك ..
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[01 Jun 2008, 11:43 م]ـ
إن دينًا لا تحميه القوة لا يمكن أن يستمر، ولولا قوتهم التي صارت حرامًا علينا أن نمتلكها! لكان الأمر غير ما نراه، ولكان كما قال قائلهم: لم يعرف العالم فاتحًا أرحم من العرب، والله المستعان.
كلام دقيق ومهم. بارك الله فيكم شيخنا الكريم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Jun 2008, 11:57 م]ـ
الأخ الكريم المجلسي الشنقيطي رعاه الله وجميع الزملاء الفضلاء في هذا الملتقى ..
ترفق بأخينا أبي أحمد فهو من خيرة من يشارك في هذا الملتقى دون مجاملة، وليس الأمرُ كما ذكرتَ في كتابتك عن الأستاذ محمد بن جماعة فليس كل موضوع يحضرك شاهده من القرآن أو السنة، وهذه طبيعة الردود السريعة والحوارات المستعجلة. والاختلاف في وجهات النظر إلى مسائل العلم والحياة أمر لا بد منه، ولم أر في كلامه ما يستوجب هذا الرد القاسي منك أخي الكريم، وما كان الرفق في شيء إلا زانه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[02 Jun 2008, 02:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحقيقة هناك لدى الأخ المجلسي الشنقيطي تحفز للاتهام .... وتوثب للتكفير ... وقد جعل من نفسه وصياً على المسلمين يحلكمهم بحسب ما يلوح له من ظنون وأوهام ....
وعبارة الأخ محمد بن جماعة لا تستدعي كل هذه الهجمة الشرسة الظالمة ... فأنت يبدو أنك لا تقرأ في كلامه إلا ما تتوهمه أنت ... وتحاكمه وليس هذا من حقك على ما يجول في خاطرك من وساوس ,,,,
سامحك الله ...
ليتك تقوم بجزءٍ يسير جداً مما يقوم به الأخ محمد من نصرة للإسلام ودفاع عنه واستماتة في الدعوة إليه ... بل لو كان في ملتقانا هذا عدد من الأشخاص الذين يحملون فكره ورسالته ويحسنون جهوده ويطيقون أعباءه لكانت أمتنا بخير ... ولكننا نحسن الكلام ونعيش في الأوهام ... ونتخيل أننا ننصر الإسلام ... ونتقلب في الأحلام ...
ما هذا يا أخي؟ ...
الأخ المجلسي ليتك كتبت الآيات بشكل صحيح أولاً قبل أن تحاكم الناس بأوهامك المسطحة ... وأحلامك المجنحة ...
وامر بالمعروف و انه عن المنكر و اصبر على ما اصابك
هناك همزتان سقطتا ...
والكتابة بالخط العريض لا ترفع الكلام إن لم يكن الكلام رفيعاً ...
الأخ الفاضل د. يسري ليتك أضفت توضيحاً وإنصافاً للأخ محمد بن جماعة فسياق المقال في هذا المقام يوحي بأنك تؤيد الأخ المجلسي فيما قاله ...
ولا أظنك كذلك ..
الحمد لله
لا ضير ....
يبدو أن في المنتدى مجاملات حقا!
ولربما اوجعتك انتقاداتي وردي عليك بالقرآن الذي أقررت به واعترفت انك تتعلم منه في مشاركة سابقة!
لكن، ربما نفد الاحتمال عندك وغرتك العزة بالاثم!
وصدق المشارك الذي أوجعتك مشاركته حين قال لك:
كيف أصبحت دكتورا!
عجبا لك بالامس تقول عني:
سلام الله عليك أخي المجلسي ....
ولماذا العتب أخي الحبيب ولولا استفزازي لك لما استخرجت منك هذه الجواهر؟ هل أنتظر حتى يستخرجها منك ومن غيرك من الإخوة الأفاضل العلمانيون؟
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=11076
بالامس كانت جواهرا!!!!
والآن صارت وساوس وتخيلات!!!
يبدو أنك طويت كشحا على مستكنة، فصرت تبحث لي عن السقطات لما رأيت أشدد الكلام على من يجاملك في دين الله.
ماذا تنقم مني؟
أأن طالبته بالادلة المفصلة من القرآن و الحديث؟
اما الهمزات فسبحان من أراك الهمزات على دقتها وأعمى عينيك الاثنتين عن الهراء و السخف في موضوعك تمثيل
شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم!!
أهذا هو التعزير و التوقير و التبجيل الذي أمرت به في القرآن للرسول صلى الله عليه وسلم؟
من اجل نصرته نمثل مشاهد فيها سبه و شتمه مرة أخرى؟!!!!
ويسب الله في الفيلم!!!!!
لنصرة الاسلام زعما!!!!
ماشاء الله على الابداع!!!
حقا لست موسوسا
ألا إن هذا هو العمى!!!
ألا تحفظ القرآن؟
أما التكفير فهذه قديمة العب غيرها ن فأنا أرد عليك أيضا بأن عندك تحفزا للتكفير بل و الارهاب! مالفرق؟
أهكذا ترد الحجج؟
أما الوصاية على الدين فكلنا مامورون بالامر بالمعروف و النهي عن المنكر، وما كتاباتك الا لأنك ترى أن لك نصيبا من
الوصاية على الدين، وهذا كلام آخر من كلام العوام و الممثلين، الذين لم يشموا رائحة العلم!
فعجبي كيف تنكر أمرا تراه في نفسك!!
وأرى ان القولة المنسوبة الى الشيخ محمد الامين الشنقيطي حين سئل عن شهادة الزور فقال هي هذه الشواهد
الاكاديمية، أرىفيها حظا عظيما من الحق والصواب.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[02 Jun 2008, 03:17 ص]ـ
الحمد لله
وامر بالمعروف و انه عن المنكر و اصبر على ما اصابك
هناك همزتان سقطتا ...
.
فضحت نفسك يا شيخ الاسلام!
هي همزة واحدة فقط لا همزتان، وهي أصابك، وانا لست كالبعض يفتح صفحة القرآن وينسخ ويلصق، بل الحمد لله أكتب من حفظي، لله الحمد و
المنة.
وجزاك الله خيرا علمنا معنى الدكتوراه هذه التي تحملها!
سل أولا من ترد عليه بأي قراءة يقرأ، وكيف يكتب المصحف برسمهم.
ارجع الى المصاحف برواية ورش، عن نافع، فلا همز في وامر!
يبدو فعلا أن العصبية أعمتك، فصرت تهدر!
فليتك سكت، وتكلمت فيما تحسنه
وليتك تركت ما بيننا على ماكان، لكنك أظهرت ما في نفسك
.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[02 Jun 2008, 03:33 ص]ـ
الحمد لله
وهذا لا ينفي مسئولية علمائنا في مزيد الجهد لبيان معاني الوحي بالشكل الصحيح الذي ينفي عنه الانحرافات في الفهم والتطبيق، وهي واقع من العدل أن نعترف به.
وهاهو ذا كلام صاحبك مرة اخرى
يطالب العلماء بالبيان وكشف الانحرافات في الفهم و التطبيق
والموضوع موضوع الغاء الجهاد
وصاحبك على الضد مما طالب به العلماء: فقد طالبهم بالبيان، لكنه غمز و لمَّح الى أمر ما [؟] الله اعلم ما هو؟ ما هي هذه الانحرافات في الفهم و التطبيق؟ التي قادت صيرورة الاحداث الى مطالبة الفاتيكان بإلغاء الجهاد؟
فهيا؟ فلتبين لنا احدكما أوكلاكما معنى هذه الانحرافات.
الأخ الفاضل د. يسري ليتك أضفت توضيحاً وإنصافاً للأخ محمد بن جماعة فسياق المقال في هذا المقام يوحي بأنك تؤيد الأخ المجلسي فيما قاله ...
ولا أظنك كذلك ..
وعجبا لك صرت تحاكم الناس الى فهم صاحبك!!
عجبا!!
إذا أنا طالبت محمد بن جماعة بالبيان أكون متحفزا للتكفير وموسوسا
وانت الرزين العاقل! ماذا تكون بميزانك هذا حين تطالب الاخ يسري بهذا!!!
سبحان الله
أنتظر أن تطالب - حليفك - بتوضيح عما زمزم به كما طالبت الاخ المشارك بذلك، فهذا أقل الانصاف
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Jun 2008, 07:24 ص]ـ
الأخ العزيز المجلسي الشنقيطي رعاه الله ووفقه.
أراك بالغتَ في الانتصار لنفسك، والملتقى للانتصار للقرآن. فترفق بأخينا أبي أسيد فهو عندنا بألف رجل.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[02 Jun 2008, 08:02 ص]ـ
يرحمكم الله ايها الاحباب
لماذا نرى القسوة على هذا النحو في مخاطباتنا بعضا لبعض
اما آن ان تتسع صدورنا لما نتخالف معه مهما كان كبيرا
كيف تنتشر دعوتنا الى الاخرين ونحن فيما بيننا على هذا النحو
انا ادعوكم الى الحوار الهاديء وليس التنابز والانتصار للذوات فليست هذه من شواغل العالِم
احببنا هذا الملتقى باهله
ويسوؤنا ان ينحدر الحوار الى هذه الطريقة فيه
غفر الله لنا اجمعين وجعلنا جميعا من المنتصرين لكتابه
ـ[يسري خضر]ــــــــ[02 Jun 2008, 12:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن مشاركات الاخ محمد بن جماعة ـ عندي ـ متميزة واستدراكاته لها وزنها ولم ار فيها ما يدفع الي ما كتب عنها وتحميلها ما تحتمل وما نقلت كلام الدكتور الدجاني إلا تعبيرا عما أراه في الموضوع، وليس فيه انتقاداًللاخ ابن جماعة بل أوافقه فيما قال فمن يستطيع ان ينكرأن هناك انحرافات للجهاد في الفهم والتطبيق والواقع شاهد.؟ أما الشدة والقسوة التي جاءت في ثنايا كلام الاخ المجلسي فأسأل الله لي وله المغفرة
و. ما أجمل وأطيب الكلمات التي سطرها الدكتور جمال ابو حسان وهي تعبر عما في نفسي
"يرحمكم الله ايها الاحباب
لماذا نرى القسوة على هذا النحو في مخاطباتنا بعضا لبعض
اما آن ان تتسع صدورنا لما نتخالف معه مهما كان كبيرا
كيف تنتشر دعوتنا الى الاخرين ونحن فيما بيننا على هذا النحو
انا ادعوكم الى الحوار الهاديء وليس التنابز والانتصار للذوات فليست هذه من شواغل العالِم
احببنا هذا الملتقى باهله
ويسوؤنا ان ينحدر الحوار الى هذه الطريقة فيه
غفر الله لنا اجمعين وجعلنا جميعا من المنتصرين لكتابه"اللهم آمين
"
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[02 Jun 2008, 09:02 م]ـ
عتب عليّ الأخ المكرّم المجلسي الشنقيطي بأن كلامي يخلو في كثير منه من الشواهد من القرآن والسنة.
وذكر أنه في جملة قوله أنه يحتسب إلى الله (بما يؤدي إلى أن يفهم بأنه يتقرب إلى الله) بالإنكار على أقوالي كلما شعر بان في كلامي غمزا ولمزا.
ويشهد الله أنني لم أشعر بأي ضيق من قوله، ليس لأنني أستخف بكلامه أو بغضبته لما يعتقد أنه صواب _ معاذ الله، لأن هذا يدخل (حسب فهمي) في باب تحقير المؤمن المنهي عنه (بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم) _ وإنما لأنني أرى أن عبارتي لم تستلزم هذا الرد غير الهادئ.
وأشكر الإخوة الذين عقبوا ملتمسين لي العذر في ما قلت.
وقد ترددت كثيرا قبل الكتابة، لأن من عادتي تجنب المراء (حين أشعر أن الكلام قد يؤدي إلى المراء)، وما أحبه لنفسي أحبه لغيري.
إلا أنني خشيت أن يتواصل سوء الفهم في هذه المسألة، فأردت كتابة جملة من الملاحظات المنهجية سائلا المولى عز وجل ألا يجعل كلامي من باب الانتصار للنفس، وإنما من باب الرغبة في الفهم الصائب.
وسيتمحور تعقيبي حول ثلاث نقاط رئيسية:
1 - بداية، أرجو لمن يهمه أمري، ان يعيد الاطلاع على جميع مداخلاتي في المنتدى، قبل أن يحكم، بأسلوب تعميمي، إن كنت أستشهد بالقرآن والسنة أم لا. فإن وجد ذلك حقا، فرحم الله امرءا أهدى إلي عيوبي.
ولكن قبل ذلك، أدعوه إلى التفكير في التساؤلات التالية:
- هل كل كلام مرصع بآيات قرآنية يصح أن يقال عنه: إنه موقف قرآني؟
- وهل كل كلام يخلو (ولو تماما) من الشواهد القرآنية هو حتما يتجاهل القرآن، أو لا ينطلق منه؟
- ألا يمكن لموقف أو رأي أن يتمثل المبادئ القرآنية بدون ذكر شواهد قرآنية؟
- ما الذي يحصل عندما يرصع كلام المسلم بالشواهد القرآنية ولا يتخلق بأخلاق القرآن؟
- ماذا لو اقتبس الرجل بعض العبارات القرآنية أو ضمنها بطريقة مستترة في كلامه، ألا يشفع له ذلك؟
ولعل الأخ الذي عتب علي لم يلحظ أنني بدأت تعليقي الذي لم يرق له بالعبارة التالة (الله المستعان على ما يصفون) وهي مقتبسة من سورة يوسف ومن سورة الأنبياء.
ولعله لم يلحظ أيضا أنني اقتبست أيضا في ردي القصير على تعقيبه بالعبارة التالية (سلام عليكم) وهي مقتبسة أيضا من القرآن، ووردت فيه في سياقات مختلفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا من جهة اتهامي بعدم الاستشهاد بالقرآن والسنة.
(ملاحظة: أرجو قبل استكمال الحديث ألا يتهم موضوعي الحالي بأنه هو أيضا خال من الاستشهاد بالقرآن والسنة).
2 - أما من جهة عبارتي المقصودة، فيبدو أن الأخ لم يفهم مرادي، أو تسرع في قراءة عبارتي رغم قصرها الشديد. وقد عدت لما كتبته متهما نفسي بالعجز عن البيان، باحثا عما يمكن أن يكون سببا في سوء فهم المعنى الذي قصدته. وأعترف أنني لم أجد أي سبب لذلك، سوى أن الأخ لم ينتقد عبارتي كرأي مستقل بذاته، وإنما كتب رده مستحضرا جملة ما قرأه من كتاباتي في المنتدى.
وهذا يعني أن رده لم يكن ردا علميا على عبارتي لوحدها، وإنما كان كان ردا انطباعيا، بمعنى أنه تأثر بالانطباع السلبي الذي تولد لديه عني، فجاء تعقيبه الأخير متأثرا بهذا الانطباع السلبي.
وفي تقديري أن هذا خطأ يقع فيه عدد كبير من المسلمين.
والموضوعية في النقد والحكم تقتضي أمرين يؤديان حتما إلى العدل والدقة، كما يأمر به القرآن والسنة:
- أولهما: أن الأصل هو عزل أفكار الرجل وأقواله، بعضها عن بعض، فلا نحكم على قول له بالخطأ أو الصواب بناء على حكمنا على قول سابق له آخر، سواء كان صائبا أو مخطئا. إلا إذا كانت الأقوال مترابطة أو متعلقة بعضها ببعض. ففي هذه الحالة يمكن تأليف الحكم المشترك بالقدر الذي لا يخرج عن مقياس العدل، لأن العدل والدقة يقتضيان حتى في هذه الحالة أن نميز بين جزئيات القولين لعل بينهما فروقا خفية تجعل منهما قولين مستقلين في حقيقتهما، وإن أوحى ظاهرهما بالاشتراك.
- ثانيهما: أن الأصل هو الفصل بين نقد الأفكار والأقوال ونقد الأشخاص. فالموقف (أو الانطباع) من القول الراهن يجب ألا يكون متأثرا بالموقف (أو الانطباع) المسبق من الشخص، وإلا كان الأمر أدعى للخطأ في تقويم الأقوال الراهنة.
أما عبارتي المقصودة التي انتقدها الأخ فقد قلت ما يلي، معبرا عن فكرتين:
(الله المستعان على ما يصفون.
ليس كل ما يقال يؤخذ على محمل الجد. ومنذ متى وافق أصحاب ديانة على تغيير معتقداتهم نزولا عند رغبة آخرين؟ إلا إذا كانوا مستهينين بدينهم.
وهذا لا ينفي مسئولية علمائنا في مزيد الجهد لبيان معاني الوحي بالشكل الصحيح الذي ينفي عنه الانحرافات في الفهم والتطبيق، وهي واقع من العدل أن نعترف به).
وقد كان الشق الأول من كلامي معبرا عن نقد مباشر لكلام بابا الفاتيكان. وعبارة (الله المستعان على ما يصفون) متوجهة إلى كلامه.
والجملة الثانية ((ليس كل ما يقال يؤخذ على محمل الجد. ومنذ متى وافق أصحاب ديانة على تغيير معتقداتهم نزولا عند رغبة آخرين؟ إلا إذا كانوا مستهينين بدينهم.)) كانت دعوة لإخواني الذين سبقوني بالتعقيب لعدم الاكتراث كثيرا لكلام البابا، لما لمسته في كلامهم من ردة فعل أعطت أهمية كبيرة لقول البابا. فأردت التقليل من قيمة كلام البابا لأنه في النهاية لن يجد أي صدى، نظرا لأن المسلم عموما لا يغير معتقداته بمجرد أن طلب منه غير المسلم أن يتخلى عنها، ولم يحصل في عرف أهل الأديان أن يقوموا بتغيير معتقداتهم بناء على رغبات مخالفيهم.
أما الشق الثاني من عبارتي، فقد كان تنبيها إلى ضرورة بذل العلماء لمزيد من الجهد في بيان معاني الوحي بالشكل الصحيح الذي ينفي عنه الانحرافات في الفهم والتطبيق.
ومن الطبيعي أن أدعو إلى هذا، ودعوتي هذه ليس لها علاقة بكلام البابا، وليست تبريرا له ولا مجاراة له. وإنما لأن المقام استدعى في نظري أن ألفت الانتباه إلى أن مفهوم (الجهاد) وكيفية تنزيله وممارسته على أرض الواقع التبس على المسلمين، فتعددت فيه الآراء والمواقف، كما نراه بين العلماء لأنفسهم، فضلا عما نراه لدى عموم المسلمين.
أفلا تكون دعوتي، حينئذ، أمرا مشروعا، بقطع النظر عن أي مفهوم للجهاد أتحدث؟
3 - أما عن اتهامي بأنني (أحكّم العواطف في تصرفاتي وأفعالي)، فليت الأخ يعلمني كيف أميز بين العقل والعواطف في كلامي، فقد اختلط الأمر علي، لأنني كثيرا ما يلام عليّ في محيطي تغليب العقل على عواطفي.
وليت زوجتي تسمع بهذا الاتهام (الذي يسدي لي معروفا بين يديها لو علمت به) حتى لا تلومني بتغليبي للعقل عند الحديث والحوار معها ومع غيرها:) (أقوله للدعابة).
ولكن حتى يكون الأمر جادا: من أخطاء المسلم تغليب العاطفة على العقل وأيضا من أخطائه تغليب العقل على العاطفة. والتوازن بينهما فريضة دينية حسب فهمي للأخلاق الإسلامية. ولا أرى حاجة للتذكير بنصوص من القرآن والسنة، أو من سيرة النبي (ص) أو من سيرة أصحابه لأدلل على هذا.
ورغم هذا كله: أدعو الأخ المجلسي إلى مراجعة جميع مداخلاتي في المنتدى كي يكون عادلا في الحكم بأنني أحكم عواطفي أو أنني أحكم عقلي. ولو رغب في القيام بعملية إحصائية دقيقة، فله ذلك. وإذا تبين لي صحة كلامه وخطئي فسأعترف له بالجميل على النصح.
وفي النفس كلام آخر لا أجد رغبة في ذكره الآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[03 Jun 2008, 02:58 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله:
الحبيبان الفاضلان المتخاصمان (خشيت من كتابة اسميكما لانه لابد من كتابة أحدهما قبل الآخر، فيظن المتأخر بأخيه مالا يقصده). ولا أهمل إشراك أستاذي الحبيب د. أحمد الطعان.
لا أخفيكم تألمي الشديد، وما مر بي من ضيق وأسف وأنا أقرأ ما سطرتموه - وإن كان ثمة تلطف من ابن جماعة- فما خطر ببالي أن يصل الحوار بين إخوة كرام وأساتذة نتعلم منهم ونقتدي بهم إلى هذا المستوى من الشدة والعنف، والقسوة البالغة في التعبير، وحقا ما نزع الرفق من شيء إلا شانه، والمؤسف أننا نتحدث عن مواجهة أعداء الله والذين تكالبوا علينا وأجمعوا أمرهم علينا لدرجة أننا صاحبنا خراشا وطاشت نصالنا في صدور بعضنا، قد يبدو كلامي قاسيا ولكن أراه لزاما لفضلاء أمثالكم نحمل لهم كل محبة وتقدير واحترام، وننظر إليهم بعين الفخروالاعتزاز، ولعل الأبجدية تساعدني في الابتداء بأستاذي الفاضل أحمد وهل بعد قول حبيبنا الشهري أنه عندنا بألف رجل من مجال للتشكيك في هذه النظرة، أما أستاذي الفاضل المجلسي الشنقيطي فقد سبق وعبرت لك عن مدى محبتي وتقديري واستفادتي من كتاباتك المتميزة صراحة في مشاركات سابقة لعل آخرها (مقال الشيخ عائض) وهكذا كل أحبتنا الشناقطة، وأرجو أن تتمثل قوله تعالى {وإنك لعلى خلق عظيم} ومثلك لا يغيب عنه دلالة هذه الجملة الربانية التي يستنير بها كل داعية في لحظة عرض فائق السرعة لأخلاقيات وسلوكيات المبعوث رحمة للعالمين، وكيف قابل من أخطأ - كافرا- فما بالك وليس المطروق هنا ميدانا يستحق كل هذا الهجوم، أما الفاضل ابن جماعة فمن تميزه وتقديره في نفوسنا أنه كان من الأسماء التي حضرت مجلسي المميز مع أستاذي الحبيب عبد الرحمن الشهري يوم شرفنا بحضوره للمغرب وأتاح لنا فرصة الجلوس معه والاستفادة من كريم علمه وجميل أدبه، وضبط لي اسمكم الكريم أنه جماعة بفتح الجيم، وأثنى عليكم بكل جميل وخير، ومن ثم فنخبة أمثالكم - أحبتي- تشخص لها عيون طلبة العلم وتتشرب من معين علمها حري بها أن تستشعر هذه المكانة، وتتجنب كل ما من شأنه أن يعكر صفو الإخاء، أو يترك منفذا للشيطان، ولا أشك أن ما أوصلنا لما حدث هو حرصكم جميعا رعاكم الله على خدمة هذا الدين العظيم، ولكن الاختلاف مشروع، والصفح مطلوب، وليتكم - أحبتي- تتأملون قول القائل:
لعمري لئن قرت بقربك أعين = لقد سخنت بالبين عنك عيون
فسر أو أقم وقف عليك مودتي = مكانك من قلبي عليك مصون
وسامحوني إذا تجاوزت قدري، فمحبتكم أملت علي عتابكم، وقد قيل:
ويبقى الحب ما بقي العتاب. وأسأل الله ان يغفر لنا ولكم، وان يحفظ مودتنا، ويجعل كل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[04 Jun 2008, 02:54 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي المجلسي .. في الحقيقة وصلني ردك اولاً في رسالة خاصة وقد صدمني للوهلة الأولى لا أنكر ذلك، ولكني قلت في نفسي قد أحسن الرجل إذ أراد أن يجعل نصيحته وإن كانت - عنيفة - في السر ... وقد فوجئت اليوم بأني وجدت ذلك على الملأ ... وهذا محل عتب شديد فقد أسأت الظن بي جداً ... وأخذت تضرب أخماساً بأسداس ...
تقول:
يبدو أنك طويت كشحا على مستكنة، فصرت تبحث لي عن السقطات لما رأيت أشدد الكلام على من يجاملك في دين الله.
وليتك تركت ما بيننا على ماكان، لكنك أظهرت ما في نفسك
صدقني أنا لا أخفي في نفسي شيئاً ... ولا أستكن علماً أظن فيه نفعاً حتى ولو كان فيه الويلات ... ولله الحمد ولكني ذببت عن أخٍ أحسبه ويحسبه أعضاء المنتدى الطيبين طيباً ... مخلصاً .. إن شاء الله عز وجل ...
وتقول:
ولربما اوجعتك انتقاداتي وردي عليك بالقرآن الذي أقررت به واعترفت انك تتعلم منه في مشاركة سابقة!
وأقول: نعم أوجعتني بالفعل ليس لأنها حق وإنما لأنها خطأ ... وكيف لا أعترف بالقرآن؟ سامحك الله! أهذا كلام يقال لأخٍ كل همه وحياته نصرة القرآن ...
وتقول:
لكن، ربما نفد الاحتمال عندك وغرتك العزة بالاثم!
وأقول: أرجو أن لا تكون العزة بالإثم هي الموجه لتصرفاتنا وردود أفعالنا ... سواء أنا أم أنت ..
وتقول:
فضحت نفسك يا شيخ الاسلام!
وأقول:
ولا يسخر قوم من قوم
(يُتْبَعُ)
(/)
وأسأل الله عز وجل أن يسترني يوم يقوم الأشهاد
وتقول:
هي همزة واحدة فقط لا همزتان، وهي أصابك، وانا لست كالبعض يفتح صفحة القرآن وينسخ ويلصق، بل الحمد لله أكتب من حفظي، لله الحمد و
المنة.
وأقول:
نقدي لهذه الجزئية كان من أجل تنبيهك إلى العصبية والغضب الذي كان يوجهك أثناء الكتابة فكتبت متسرعاً .... وسواء كانت همزة أم همزتين فالاعتراف بالخطأ فضيلة ...
وتقول:
وجزاك الله خيرا علمنا معنى الدكتوراه هذه التي تحملها!
وأقول:
زادك الله علماً ...
وبعد: لم أغير رأيي أخي المجلسي فأنت لا زلت أخي الحبيب وأسأل الله عز وجل لي ولك المغفرة والهداية والحلم والعلم والتقوى والعافية ... ولا زلت أعتقد وأظن أن لديك جواهراً - لكن كونك تملك جواهراً لا يعني أنك لا تملك قنابلاً - للدعابة فقط - والأهم من ذلك أخي أن توسع صدرك قليلاً فكلنا يؤخذ منه ويرد إلا المصطفى صلى الله عليه وسلم ... أمر آخر وهو التعامل والتخاطب من وراء الشبكة في كثير من الأحيان يعطي معرفة مجتزأة بالآخر وتتكون لدى بعض الأطراف انطباعات خاطئة او مغلوطة نتيجة لقراءة متسرعة أو لتوجسات محتملة ... فلربما يكون هناك إنسان تحمل عنه تصوراً خاطئاً مظلماً إذا التقيت معه تنقلب الصورة إلى النقيض لأنه يتمثل القرآن الكريم سلوكاً وعملاً وليس كلاماً وقولاً فقط ولربما العكس أيضاً ..
وعلى كل حال أخي المجلسي الحبيب الكريم عفا الله عني وعنك وغفر لي ولك وجمعنا إخوة متحابين تحت ظل الرحمن يوم لا ظل إلا ظله ...
مع سائر إخوتنا الكرام الطيبين ... فقط ثق بأنني لا أنطوي على خلاف ما أظهر ولله الحمد ولست بحاجة إلى الاستفزاز لأقول رأيي كاملاً دون مواربة.
ولكن حين تكون هناك مناسبة لذلك وحاجة ... فلكل مقام مقال ...
وفقنا الله جميعاً لما فيه الخير والسداد والصواب والصلاح في الدنيا والآخرة ...
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Jun 2008, 05:31 ص]ـ
أحسن الله إليكم، وأنا على ثقة أن أخي المجلسي سيبادر إلى الاعتذار واعتذاره مقبول ابتداء فهو من أحب زملائنا في هذا الملتقى وله جهود علمية مشكورة وله أنظام قرآنية لم يسبق إليها في نظم قواعد التفسير وغيرها فشكر الله له وأحسن عاقبه وعاقبتنا أجمعين.
وقد شكوتُ إلى بعض الأصدقاء مثل هذه المناقشات الحادة في الملتقى، فقال: لا بأس، هي منشطات تذهب بمشاعر الملل أحياناً الذي قد يسود الملتقى في بعض الفترات فيبعث على التحفز للكتابة من جديد. فقلت: لعلها!
ـ[مها]ــــــــ[05 Jun 2008, 05:24 م]ـ
1. أجد هذا الملتقى من أميز الملتقيات لهدوئه في وقت غلب فيه الجدال، وليس القصد أن نتفق في كل شيء، فلابد من الاختلاف لكن لنسبغ على الاختلاف ثيابا من الصفاء والنقاء، وعفة اللسان وسلامة الصدر، فنحن في ملتقى أهل التفسير = أهل القرآن = أهل الله وخاصته. النقاش الحسن في ملتقى أهل التفسير ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2920)
2. خرجنا عن الموضوع الأصلي (25 مشاركة) منها: واحدة تمثل الموضوع الأصلي وخمس متصلة به وتسع عشرة خارجة عنه (ومشاركتي منها)
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[08 Jun 2008, 03:14 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
بعد قراءة هذا الشريط يحضرني سؤال:
ما هو فعلاً مقصود الأخ محمد بن جماعة بالانحراف في الفهم والتطبيق للجهاد في الإسلام في ضوء الواقع؟
وأظن - والله أعلم - أنه يلزمه توضيح مقصوده حتى لا يُساء فهم كلامه ..
وسوء الفهم يوغر الصدور كما هو معلوم ..
فليت الأخ الفاضل يبين لنا بيانًا شافيًا مقصوده وفقه الله تعالى ..
وجزاكم الله خيرًا.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[08 Jun 2008, 04:07 م]ـ
لقد وافقت الاستاذ ابن جماعة علي ما قال في تعقيبه ومما يحضرني الان من مقالات اهل العلم عن الانحراف في الفهم والتطبيق للجهاد في سبيل الله في ضوء الواقع قول الدكتور القرضاوي حفظه الله
(يُتْبَعُ)
(/)
" لقد اشتهر في العقود الأخيرة في عدد من البلاد العربية والإسلامية: تكوين جماعات إسلامية الوجهة، أطلقت على نفسها (جماعة الجهاد). ويعنون بالجهاد ـ أول ما يعنون ـ جهاد السلطات والحكومات الظالمة، التي تحكم بلاد المسلمين، ولا تقيم شرع الله، الذي فرض الله على الأمة أن تحتكم إليه في شئونها كلها: الدينية كالعبادات، والدنيوية كالمعاملات. وكما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} (البقرة: 183) قال في نفس السورة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى} (البقرة: 178) فتنفيذ القصاص كتنفيذ الصيام، كلاهما فرض فرضه الله على المؤمنين.
وكما قال تعالى في سورة المائدة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ} (المائدة: 6). قال في نفس السورة: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (المائدة: 38) فلماذا نأخذ بآية الطهارة، ونجمّد آية حد السرقة؟ وكلتاهما أمر من الله جل وعلا؟.
قامت جماعات الجهاد في مصر وفي الجزائر وفي غيرهما، لمقاومة الحكام الجائرين، بل الكافرين في نظرهم، بعد أن فشل منطق الوعظ والإرشاد مع هؤلاء، ولم يعد يجدي معهم غير القوة التي يستخدمونها بعنف وقسوة ضد خصومهم. قالوا: ولو كان الحوار مع هؤلاء الحكام يجدي لحاورناهم، ولكن هيهات لا يقاوم السيف بالقلم، ولا السنان باللسان!.
كيف نواجه جماعات العنف في ديارنا؟
لقد بحث الكثيرون في (ظاهرة العنف) واجتهد من اجتهد في تشخيص الداء، وفي وصف الدواء.
وقد تبين من الدراسات الجادة: أن العنف ليس ظاهرة إسلامية، بل هو ظاهرة عالمية. وجد في أمريكا ذاتها، ووجد في أوربا (في بريطانيا وإيطاليا وأسبانيا) ووجد في آسيا (في الهند واليابان) ووجد في إسرائيل نفسها، كما وجد في بلاد إسلامية شتى.
والذي يهمنا هنا هو علاج العنف في داخل بلادنا العربية والإسلامية: وذلك بالنظر بعمق إلى الأسباب التي أدت إلى هذه الظاهرة، ومنها: الظلم الواقع على بلادنا من القوى العظمى، وأجلى ما يتمثل: في قضية فلسطين، قضية الشعب الذي اغتصبت أرضه، وأخرج من دياره، وشتت في الآفاق، وفرض عليه كيان دخيل مغتصب، وحتى حين أرغمته الظروف الإقليمية والدولية على الاعتراف بهذا الكيان الظالم، احتل ما بقي من أرضه في الضفة والقطاع، وغدا يتحكم في رقبته، في مأكله ومشربه، في مائه وهوائه، في حركته وانتقاله، ويحاصره ويجوعه، ويضرب شعبه بالطائرات من فوق، والدبابات والمجنزرات من تحت. وأمسينا نشاهد بأعيننا من خلال الشاشات: مئات المنازل تدمر بما فيها من متاع وأثاث وأسباب للحياة، ويترك أهلوها في العراء، حقيقة لا مجازا. والعالم يتفرج على هذه المهزلة أو المأساة، ومجلس الأمن لا يحرك ساكنا، والعرب صامتون صمت القبور، والحكام ـ مع هذا كله ـ على صلة وثيقة بأمريكا التي هي وراء هذا كله. فهو يتم بإذنها ورضاها وعونها ومشاركتها الإستراتيجية. وهناك مظالم أخرى تراها كل عين في أفغانستان وفي العراق.
ومن أسباب العنف: ما يقوم به الحكام في ديارنا العربية والإسلامية من مظالم وانحراف عن النهج القويم الذي يحقق رضا الله تعالى بتطبيق شرعه، وإقامة عدله في الأرض، وإحلال حلاله وتحريم حرامه، ويحقق آمال الشعوب في حياة الحرية والكرامة، ورعاية الحقوق، وتوفير العيش الكريم الذي يليق بالإنسان المستخلف في الأرض.
كل هذا من أسباب العنف التي لا يرتاب فيها، ولكنا لا نراها كل الأسباب، ولا أهم الأسباب، كما يرى بعض الدارسين.
فإن الذي يتعمق في واقع هذه الجماعات الإسلامية التي اتخذت العنف سبيلا لها: يجد بوضوح: أن وراءها أسبابا فكرية ـ هي الأكبر تأثيرا ـ هي التي دفعت هؤلاء الشباب اليوم إلى ما اندفع إليه أسلافهم من قبل من الخوارج، الذين عُرِفوا بأنهم كانوا صوّاما قوّاما قرّاء للقرآن، ومع هذا استحلّوا دماء المسلمين من غيرهم، إذ كانت آفتهم في عقولهم وأفهامهم، وليست في ضمائرهم ونياتهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
هناك خلل فكري في رؤيتهم للدين، ورؤيتهم للناس، ورؤيتهم للحياة. والخلل الفكري لا يواجه بالسجون والتعذيب والتنكيل، فإن هذا قد لا يزيدهم إلا تشددا وتعصبا لأفكارهم.
أجل، المواجهة الأمنية لا تكفي هنا، بل لا بد من مواجهة فكرية علمية معهم، يقوم بها رجال ثقات في علمهم، ثقات في دينهم، غير متهمين بأنهم من علماء السلطة، أو عملاء الشرطة.
وقد بعث سيدنا علي رضي الله عنه إلى الخوارج الذين ثاروا عليه: سيدنا عبد الله بن عباس، حبر الأمة، وترجمان القرآن، ليحاجهم ويحاورهم، وما زال يحاورهم ويجادلهم بالحجة والإقناع، حتى رجع منهم عدة آلاف، وبقي بعضهم مصرين على باطلهم.
وهذا ما ينبغي أن نفعله مع هذه الجماعات التي ارتكبت ما ارتكبت في مصر والجزائر والمملكة السعودية والمغرب وغيرها. وأن نصبر على محاجتهم، ونطيل الوقوف معهم، لنعذر إلى الله، ونقيم الحجة، ويهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حيّ عن بينة.
مناقشة فقه جماعات العنف
لا بد أن نعرف: أن العنف الذي تمارسه بعض الجماعات، التي تنسب للإسلام، إنما هو إفراز لفلسفة معينة، تتبناها هذه الجماعات، وثمرة لفقه خاص له وجهته ومفاهيمه وأدلته، التي تستند إليها هذه الفئة من الناس.
ومن نظر إلى جماعات العنف، القائمة اليوم في عالمنا العربي (مثلا: جماعة الجهاد .. الجماعة الإسلامية .. السلفية الجهادية .. جماعة أنصار الإسلام .. تنظيم القاعدة): وجد لها فلسفتها ووجهة نظرها، وفقهها الذي تدعيه لنفسها، وتسنده بالأدلة من القرآن والسنة، ومن أقوال بعض العلماء، ومن الواجب: أن نناقش فقههم هذا ونرد عليه [29].
صحيح: أنها كثيرا ما تعتمد على المتشابهات وتدع المحكمات، وتستند إلى الجزئيات وتهمل الكليات، وتتمسك بالظواهر وتغفل المقاصد، كما تغفل ما يعارض هذه الظواهر من نصوص وقواعد، وكثيرا ما تضع الأدلة في غير موضعها، وتخرجها عن سياقها وإطارها، ولكن ـ على أي حال ـ: لها فقه مزعوم يبرر العنف، ويستند إلى التراث، ويروج لدى بعض الأغرار من الشباب، والسطحيين من الناس، الذين يقفون عند السطوح، ولا يغوصون في الأعماق، أساسه فقه الخوارج قديما، الذين كانوا يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم.
مبررات العنف الداخلي
بدأت هذه الجماعات: العنف في داخل أوطانها أنفسها، أي العنف ضد الأنظمة الحاكمة.
فعلى أي أساس بررت ذلك وأجازته: من الوجهة الشرعية، في نظرها على الأقل؟
تكفير الحكومات القائمة
إن فقه جماعات العنف، يقوم على أن الحكومات المعاصرة: حكومات غير شرعية، بل هي ـ بصريح العبارة ـ حكومات كافرة؛ لأنها لم تحكم بما أنزل الله، واستبدلت بشريعته المنزلة من الخالق: القوانين التي وضعها المخلوق، وبهذا: وجب الحكم عليها بالكفر والردة، والخروج من الملة، ووجب قتالها حتى تدع السلطة لغيرها. إذ كفرت كفرا بواحا عندنا فيه من الله برهان.
ويؤكد فقه هذه الجماعات: عدم شرعية هذه الحكومات، أو كفر هذه الأنظمة الحاكمة بأمر آخر، وهي: أنها توالي أعداء الله من الكفار، الذين يكيدون للمسلمين، وتعادي أولياء الله من دعاة الإسلام، الذين ينادون بتحكيم شرع الله تعالى، وتضطهدهم وتؤذيهم. والله تعالى يقول: {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} (المائدة:51).
ومن دلائل ذلك عند هذه الجماعات: أن هذه الأنظمة فرطت في الدفاع عن المسجد الأقصى، وأرض الإسراء والمعراج، بل بعضها وضع يده في يد الدولة الصهيونية، واعترف بها، وبعض آخر سار في ركاب الأمريكان حماة إسرائيل، وأطلقوا لهم العنان، ليصرفوا أمورهم، ويغيروا مناهجهم، قصدا إلى تغيير ثقافتهم وتفكيرهم، وبذلك يغيرون هويتهم الإسلامية، وشخصيتهم التاريخية!.
والحكومات المعاصرة: تدافع عن نفسها، وتعارض هذه التهم بدعاوى مختلفة، منها: أنها تعلن أن دينها الرسمي هو الإسلام، وأنهم ينشئون المساجد لإقامة الصلاة، ويعينون الأئمة والخطباء والمؤذنين، ويؤسسون المعاهد الدينية، والكليات الشرعية، ويوظفون الوعاظ ومدرسي الدين في المدارس وغيرها، ويحتفلون برمضان وعيدي الفطر والأضحى، ويذيعون تلاوة القرآن في الإذاعات والتلفازات، إلى غير ذلك: من المظاهر الدينية، التي تثبت إسلامية الدولة بوجه من الوجوه. التي خلاصتها: أنها تؤمن بالإسلام عقيدة لا شريعة، وعبادة لا معاملة، أو تؤمن ببعض الكتاب وتكفر
(يُتْبَعُ)
(/)
ببعض.
كما أن بعض دساتير هذه البلاد يعلن: أن الشريعة مصدر رئيس، أو المصدر الرئيس للتقنين. وبعضها: يعتذر عن عدم تحكيم الشريعة بضعفه أمام قوى الضغط الغربي، وبعضها يقول: تطبيق الشريعة لا يتم دفعة واحدة، وإنما يحتاج إلى التدرج!.
وبعضهم يقول: نحن لا نوالي الأمريكان، ولكن نداريهم، لأننا أضعف من أن نقاومهم، فنحن نعاملهم بقوله تعالى: {إِلاَّ أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً} (آل عمران: 28).
وبعضهم ... وبعضهم ... يلجأ إلى أعذار شتى يتعلل بها، جلها ليس مقنعا، ولكن تسقط عنهم تهمة (الكفر البواح).
فتوى ابن تيمية
كما تعتمد جماعات العنف: على فتوى الإمام ابن تيمية ـ في قتال كل فئة تمتنع عن أداء شريعة ظاهرة متواترة من شرائع الإسلام ـ كالصلاة أو الزكاة، أو الحكم بما أنزل الله: في الدماء والأموال والأعراض، أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلى آخره. وهو ما اعتمد عليه كتاب (الفريضة الغائبة) لجماعة الجهاد، وجعل هذه الفتوى: الأساس النظري لقيام جماعته، وتسويغ أعمالها كلها.
ويستدلون هنا: بقتال أبي بكر ومن معه من الصحابة رضي الله عنهم، لمانعي الزكاة.
فكيف بمن يمتنعون عن تطبيق أكثر أحكام الشريعة، برغم مطالبة جماهير الناس بها، بل هم أشد الناس خصومة لهؤلاء، وتضييقا عليهم، ومعاداة لهم؟!.
ونسي هؤلاء، أن الذي يقاتل هذه الفئة الممتنعة: ولي الأمر، كما فعل سيدنا أبو بكر، وليس عموم الناس، وإلا أصبح الأمر فوضى!.
حكومات مفروضة على الأمة قسرا
وتعتمد جماعات العنف أيضا: على أن هذه الأنظمة غير شرعية، لأنها لم تقم على أساس شرعي من اختيار جماهير الناس لها، أو اختيار أهل الحل والعقد، وبيعة عموم الناس، فهي تفتقد الرضا العام، الذي هو أساس الشرعية، وإنما قامت على أسنة الرماح بالتغلب والسيف والعنف. وما قام بقوة السيف: يجب أن يقاوم بسيف القوة، ولا يمكن أن يقاوم بسيف القلم!
ونسي هؤلاء ما قاله فقهاؤنا من قديم: أن التغلب هو إحدى طرائق الوصول إلى السلطة، إذا استقرّ له الوضع، ودان له الناس.
وهذا ما فعله عبد الملك بن مروان، بعد انتصاره على ابن الزبير رضي الله عنه، وقد أقره الناس، ومنهم بعض الصحابة: مثل ابن عمر وأنس وغيرهما، حقنا للدماء، ومنعا للفتنة، وقد قيل: سلطان غشوم، خير من فتنة تدوم.
وهذا من واقعية الفقه الإسلامي، ورعايته لتغير الظروف، وحرصه على حقن الدماء، وسد أبواب الفتن، التي إذا فتحت قلما تسد، فهو يقبل أهون الشرين، وأخف الضررين، عملا بفقه الموازنات.
حكومات تقر المنكر وتحل ما حرم الله
وترى جماعات العنف كذلك: أن هذه المنكرات الظاهرة السافرة ـ التي تبيحها هذه الحكومات ـ: من الخمر، والميسر، والزنى، والخلاعة والمجون، والربا، وسائر المحظورات الشرعية: يجب أن تغير بالقوة لمن يملك القوة، وهي ترى أنها تملكها، فلا يسقط الوجوب عنها إلى التغيير باللسان بدل اليد، كما في الحديث الشهير: "من رأى منكم منكرا، فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه". [30]
ويغفل هؤلاء: الضوابط والشروط اللازمة لتغيير المنكر بالقوة، التي قررها العلماء. وقد بيناها في بعض كتبنا. [31]
وبعض هذه الجماعات تنظر إلى المجتمع كله: أنه يأخذ حكم هذه الأنظمة التي والاها ورضي بها، وسكت عنها، ولم يحكم بكفرها، والقاعدة التي يزعمونها: أن من لم يكفّر الكافر: فهو كافر!.
وبهذا توسعوا وغلوا في (التكفير)، وكفّروا الناس بالجملة.
وعلى هذا: لا يبالون من يُقتل من هؤلاء المدنيين، الذين لا ناقة لهم في الحكومة ولا جمل: لأنهم كفروا فحلت دماؤهم وأموالهم!.
كما يرون بالنظر إلى الأقليات غير المسلمة: أنهم نقضوا العهد، بعدم أدائهم للجزية، وبتأييدهم لأولئك الحكام المرتدين، وأنظمتهم الوضعية، ولرفضهم للشريعة الإسلامية. و بهذا لم يعد لهم في أعناق المسلمين عهد ولا ذمة، وحل دمهم ومالهم. وبهذا استحلوا سرقة محلات الذهب: من الأقباط في مصر، كما استحلوا سرقة بعض المسلمين أيضا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهم يرون: أن السياح وأمثالهم، الذين يدخلون بلاد المسلمين بتأشيرات رسمية، وترخيصات قانونية، والذين يعدّهم الفقهاء (مستأمنين) ولو كانت دولهم محاربة للمسلمين، يرون هؤلاء مستباحي الدم، لأنهم لم يأخذوا الإذن من دولة شرعية، ولأن بلادهم نفسها: محاربة للإسلام، فلا عهد بينهم وبين المسلمين. والواجب: أن يقاتل هؤلاء ويقتلوا، فلا عصمة لدمائهم وأموالهم!!.
وكذلك يقول هؤلاء عن الدول الغربية ـ التي يقيم بعض هؤلاء فيها ـ وقد أعطتهم: حق الأمان، أو حق اللجوء السياسي: لمن طردوا من بلادهم الأصلية، فآوتهم هذه الدول من تشرد، وأطعمتهم من جوع، وآمنتهم من خوف.
يقول هؤلاء بكل جرأة وتبجح: إن هذه الدول كلها كافرة، محاربة للإسلام وأمته، ويجب أن نقاتلهم جميعا حتى يُسلموا فيَسْلَموا، أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون. ولما سئل بعضهم عن إقامته في هذه البلاد، قال: إنها كدورة المياه، نستخدمها للضرورة، رغم نجاستها.
وهؤلاء الكفار: دماؤهم حلال، وأموالهم حلال للمسلمين، بنصوص الدين.
ويذكرون هنا آيات وأحاديث: يضعونها في غير موضعها، فإذا واجهتهم بغيرها: من الآيات والأحاديث، التي هي أكثر منها وأظهر وأصرح، قالوا لك: هذه نسختها آية السيف!.
وإن كنت لاحظت نوعا من التطور في (فقه القاعدة) ظهر في المبادرة الأخيرة التي أطلقها زعيم القاعدة أسامة بن لادن في شهر إبريل 2004م يدعو فيها الأوربيين أن يتعهدوا بالتخلي عن أمريكا وعدم التصدي لقتال المسلمين، وهو يعهد لهم ـ في مقابل ذلك ـ ألا يتعرض لهم بأذى لا في بلادهم ولا في سفاراتهم ولا في مصالحهم في الداخل أو الخارج.
وهذا يعتبر نقلة مهمة في فقه زعيم القاعدة وجماعته، فقد كانوا من قبل يرون قتال اليهود والنصارى جميعا، حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون. وهم في هذه المبادرة يكفّون أيديهم عمن كفّ يده عن المسلمين، ولم يساند أمريكا في حربها على العالم الإسلامي.
هذا هو فقه جماعات العنف باختصار، الذي على أساسه ارتكبوا ما ارتكبوا في بعض البلاد من مجازر تشيب لهولها الولدان، وتقشعر من بشاعتها الأبدان: ضد مواطنيهم من مسلمين وغير مسلمين، وضد السياح وغيرهم من الأجانب المسالمين.
وهو بلا ريب: فقه أعوج، وفهم أعرج، يعتوره الخلل والخطل من كل جانب. ويحتاج من فقهاء الأمة إلى وقفة علمية متأنية: لمناقشتهم في أفكارهم هذه، والرد عليهم فيما أخطئوا فيه: في ضوء الأدلة الشرعية من القرآن والسنة وإجماع الأمة.
خلل مركب في فقه جماعات العنف
فهناك خلل في فقه الجهاد والنظرة إلى غير المسلمين، واعتقادهم وجوب قتال كل الكفار، وإن كانوا مسالمين. وهذا ناقشناه باستفاضة في كتابنا (فقه الجهاد) [32].
وهناك خلل في العلاقة بأهل الذمة من النصارى والأقباط وغيرهم، وما لهم من حقوق مرعية، وحرمات مصونة.
وهناك خلل في فقه تغيير المنكر بالقوة، وما له من شروط يجب أن تراعى.
وهناك خلل في فقه الخروج على الحكام، وما صح فيه من أحاديث وفيرة تقيده وتضبطه، ولا تدع بابه مفتوحا على مصراعيه لكل من شاء.
وعلينا أن نناقش ذلك كله في ضوء الأدلة الشرعية.
أزمة هؤلاء فكرية في الدرجة الأولى
لقد تبين أن آفة هؤلاء في الأغلب: في عقولهم، وليست في ضمائرهم، فأكثرهم مخلصون، ونياتهم صالحة، وهم متعبدون لربهم، شأنهم شأن أسلافهم من الخوارج الذين كفّروا عامة المسلمين، وكفّروا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، واستحلوا دمه، ودماء المسلمين معه، وصحت الأحاديث في ذمهم من عشرة أوجه، كما قال الإمام أحمد.
قالت الأحاديث في الصحيحين: "يحقر أحدكم صلاته إلى صلاتهم، وقيامه إلى قيامهم، وقراءته إلى قراءتهم، يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية". [33]
فهم: صوّام قوّام، قُرّاء عُبّاد، ولكن قراءتهم للقرآن لا تجاوز حناجرهم، أي لم تدخل إلى أعماق قلوبهم وعقولهم: ليفقهوه حق الفقه، ويتعرفوا على أسراره ومقاصده، دون أن يجعلوا همهم: الوقوف عند ألفاظه وظواهره.
وقد أدى بهم هذا الفقه الأعوج إلى: استباحة دماء المسلمين الآخرين وأموالهم، حتى استباحوا دم فارس الإسلام وابنه البكر، علي ابن أبي طالب، وقال شاعرهم يمدح قاتله:
يا ضربة من تقي ما أراد بها إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
(يُتْبَعُ)
(/)
إني لأذكره يوما فأحسبه أوفى البرية عند الله ميزانا
حسن النية لا يبرر الأعمال الطائشة
ولقد حذر رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم من الأعمال الطائشة، والتصرفات الرعناء، التي قد يقوم بها بعض الناس الطيبين، بنوايا حسنة، وبواعث نبيلة، دون أن ينظروا في مآلاتها، ويفكروا في وخيم عواقبها، وذلك لقصر نظرهم، وضيق أفقهم، فما لم يتنبه المجتمع لهم، ويأخذ على أيديهم، ويمنعهم من الاستمرار في تفكيرهم الأخرق، فإنهم سيودون بالمجتمع كله، وينتهي بهم طيشهم ـ مع حسن نيتهم ـ إلى هلاكهم وهلاك الجماعة كلها معهم.
ولذا حذر الرسول الكريم الجماعة ـ ممثلة في أهل البصيرة وأولي العلم والحكمة ـ أن تتيقظ لهم، وتأخذ على أيديهم، تمنعهم من تنفيذ ما فكروا فيه، وعقدوا عليه العزم، حفظا لوجود الجماعة كلها، وحرصا على حياتها وحياتهم معها.
وضرب الرسول صلى الله عليه وسلم لذلك مثلا حيا رائعا ناطقا، هو مثل ركاب السفينة الواحدة التي تتكون من طابقين أو أكثر، وبعض الناس في أعلاها، وبعضهم في أسفلها. فلو أراد ركاب الطابق الأسفل أن يخرقوا في نصيبهم خرقا، ليستقوا منه الماء مباشرة من النهر أو البحر، بدعوى أنهم يخرقون في نصيبهم وهم أحرار فيه، وأنهم لا يريدون أن يؤذوا من فوقهم بكثرة المرور عليهم بين حين وآخر.
وليس أفضل من أن نقرأ هذا الحديث النبوي الرائع بصيغته كاملا، كما جاء في صحيح البخاري:
عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مثل القائم على حدود الله، والواقع فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها، وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا، ولم نؤذ من فوقنا! فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا، ونجوا جميعا". [34]
إن الحديث يبين لنا المسئولية التضامنية المشتركة للأمة، وأنها لا يجوز لها أن تدع بعض أبنائها يتسببون في غرقها بجهلهم وسوء تصرفهم، وإن كانوا مخلصين، فالإخلاص لا يكفي وحده، ولكن لا بد من تحري الصواب مع الإخلاص.
مناقشة جماعات العنف في شرعيته وجدواه
ينبغي على أهل العلم والفكر، وأهل الرأي والحكمة: أن يجادلوا جماعات العنف بالتي هي أحسن، كما أمر الله تعالى، وأن يناقشوهم، أو قل: يناقشوا قادتهم وعقلاءهم بالحكمة والمنطق الهادئ، ويقنعوهم بالحجة البالغة، في أمرين مهمين:
أحدهما: مدى شرعية العنف بالصورة التي يمارسونها، ويشهدها الناس، وأنها لا تستند إلى محكمات الشرع لا في نصوصه البينة، ولا في مقاصده الكلية.
والثاني: مدى جدوى هذا العنف، لو افترضنا شرعيته: هل غير وضعا فاسدا؟ أو أقام حكما عادلا؟ أو حقق هدفا من الأهداف الكبرى للأمة؟.
لقد أعلنت جماعات (الجهاد) ومن في حكمها، مثل: جماعة التكفير، والجماعة الإسلامية، والسلفية الجهادية، انتهاء بـ (تنظيم القاعدة): الحرب على الحكومات القائمة، واختارت أسلوب الصدام المسلح، ولم تكتف بالبيان والبلاغ، أو التربية والتوجيه، أو أسلوب التغيير السلمي بالكفاح الشعبي في الجامعات والنقابات، والمساجد، والكفاح السياسي بدخول حلبة الانتخابات، ودخول البرلمانات، لمقاومة التشريعات المخالفة للإسلام، أو لحريات الشعب ومصالحه.
ولما كانت هذه الجماعات لا تملك القوة العسكرية المكافئة أو المقاربة لقوة الحكومات، فقد اتخذت أساليب في المصادمة تتفق مع إمكاناتها.
منها: أسلوب الاغتيال.
ومنها: أسلوب التخريب للمنشآت الحكومية.
وهذان الأسلوبان، يصحبهما ـ في الغالب ـ إصابة مدنيين برآء، ليس لهم في الثور ولا في الطحين، كما يقول المثل، ففيهم أطفال ونساء وشيوخ، وكثيرا ما ينجو المقصود بالاغتيال، في حين يقتل عدد من المدنيين غير المقصودين.
ومعلوم أن قتل من لا يقاتل في الحرب بين المسلمين والكفار لا يجوز، فكيف يقتل المسلمين؟ وفي الحديث: "لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل امرئ مسلم بغير حق". [35]
(يُتْبَعُ)
(/)
ومعلوم كذلك: تشديد الإسلام في أمر الدماء، حتى إن القرآن يقرر مع كتب السماء: {أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا} (المائدة: 32). ويقول رسول الإسلام: "لا يزال المؤمن في فسحة من دينه حتى يصيب دما حراما". رواه البخاري عن ابن عمر.
كما أن تدمير المنشآت الحكومية إنما هو في الحقيقة: تدمير لممتلكات الشعب في النهاية.
ومن أساليبهم: ضرب السياح، وهم قوم (مستأمنون) بلغة الفقه الإسلامي، قد أُعطُوا الأمان من قبل الدولة، التي أمنتهم بإعطائهم سمة (تأشيرة) الدخول، فيجب أن يحترم أمانهم، ولا تخفر ذمتهم، ولا يعتدى عليهم في نفس ولا مال، ولو كان الذي أعطاهم الأمان عبد من المسلمين، فقد جاء في الحديث: "المسلمون يسعى بذمتهم أدناهم" [36] وقال عليه الصلاة والسلام: "ذمة المسلمين واحدة، فمن أخفر مسلما، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين". [37]
وقال الرسول الكريم لأم هانئ وقد أجارت أحد أحمائها من المشركين: "قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ". [38]
وقد فصلنا الحديث عن الأمان في دراستنا الموسعة عن (فقه الجهاد).
هل يحقق العنف هدفا؟
وقد تبين للدارسين والمراقبين لأعمال العنف والمقاومة المسلحة: أنها لا تحقق الهدف منها، فلم تسقط بسببها حكومة، بل لم تضعف بسببها حكومة. كل ما يمكن أن تنجح فيه جماعة العنف في بعض الأحيان: قتل رئيس دولة أو رئيس وزارة أو وزير، أو مدير أمن أو نحو ذلك. ولكن هذا لا يحل المشكلة، فكثيرا ما يأتي بدل الذاهب من هو أشد منه وأنكى وأقسى في التعامل مع الإسلاميين، حتى يقول القائل:
رب يوم بكيت منه، فلما صرت في غيره بكيت عليه!
أو كما قال الآخر:
دعوت على عمرو فمات، فسرني بليت بأقوام، بكيت على عمرو!
خسائر جماعات العنف
لقد انتصرت الحكومات دائما على جماعات العنف التي لم تكسب شيئا، بل خسرت على عدة مستويات:
1 - مستوى الخسائر الشخصية، فكثيرا ما يُقتل هؤلاء الشباب، ومن لا يقتل منهم يساق إلى السجون، ويقضي سنين كثيرا ما تطول، ويتعرض للأذى البدني والنفسي، ويخسر كثير منهم جامعته إن كان طالبا، أو وظيفته إن كان موظفا، أو تجارته إن كان تاجرا، وتتعرض أسرته للضياع المادي والأدبي في غيبته. وهذه خسائر كبيرة وحقيقية، وقد رأيناها ولمسناها. وهي لهم إن شاء الله في ميزانهم بنياتهم ـ إن كانوا مخلصين في نياتهم، وكانت أعمالهم مبنية على اجتهاد صادر من أهله في محله ـ ولكنها بمقياس دنيانا: خسائر مجانية!.
2 - مستوى الخسائر للدعوة الإسلامية نفسها، في الداخل والخارج، باستغلال حوادث العنف، التي تحدث من هذه الجماعات، لتشويه صورة الإسلام وأهله، وتصوير الإسلام بأنه خطر على العالم، وتصوير المسلمين بأنهم وحوش، لا قلوب لهم، ولا تعرف الرحمة إلى أفئدتهم سبيلا، وخصوصا بعد حوادث قاسية، مثل مذبحة الأقصر في صعيد مصر، وحوادث (بن طلحة) [39] وغيرها في الجزائر، وما حدث فيها من فظائع مروعة، تتفتت منها الأكباد، ويندى لها الجبين.
3 - إعطاء الذريعة لضرب التيار الإسلامي%2
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[08 Jun 2008, 07:22 م]ـ
بغض النظر عن كون الدكتور القرضاوي غير متفق على إمامته في العلم الشرعي ..
فهذا الكلام عن الجهاد ضد المجتمعات المسلمة بعد تكفيرها لا نختلف في إنكاره ..
ولم يقصر العلماء في إنكاره والتحذير منه ..
حتى الصليبي توران نفسه يقول:
((بينما يدين أغلب رجال الدين المسلمين الأعمال الإرهابية، فإنهم في حاجة ليتخذوا موقفًا أكثر وضوحًا بشأن "الجهاد" خاصة مع تكراره الكثير في القرآن)).
كما هو مكتوب في المداخلة الأصلية.
فليت شعري ما هي مسئولية علمائنا عن مزيد من الجهد في بيان معاني الجهاد؟
وهم لم يقصروا في إنكار هذا الانحراف كما هو معلوم؟
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[08 Jun 2008, 07:49 م]ـ
بغض النظر عن كون الدكتور القرضاوي غير متفق على إمامته في العلم الشرعي ..
أحترم وجهة نظرك. وأذكر أنك ذكرتنا برأيك هذا في د. القرضاوي في مداخلة سابقة في المنتدى.
غير أنني لا أرى سببا وجيها لهذا التذكير. وإلا اضطررنا لإبداء هذه المقدمة كلما ذكرنا اسم أحد الفقهاء أو المشايخ. فلا يخلو عالم من عدم اتفاق على إمامته أو علمه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأعطني اسم أي رجل، وسأذكر لك قائمة بمن يشككون في إمامته في العلم الشرعي.
ومثل هذا التذكير لا يؤدي إلا لاستفزاز محبي الرجل وأتباعه.
لذا فأرجو الاكتفاء بنقد الأفكار والأقوال، وترك الأشخاص وتقييمنا الشخصي لعلمهم وصلاحهم، جانبا.
وبالنسبة لرأيي حول الجهاد: ملاحظتي الأولى كافية، رغم قصرها:
هناك انحرافات في الفهم والممارسة، تقتضي جهدا إصلاحيا جماعيا من العلماء.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[09 Jun 2008, 01:12 ص]ـ
يقول الدكتور هشام عزمي "فهذا الكلام عن الجهاد ضد المجتمعات المسلمة بعد تكفيرها لا نختلف في إنكاره "
لكن في النص المنقول ما يفيد أنه ضد غير المسلمين ايضافقد جاء فيه "كما يرون بالنظر إلى الأقليات غير المسلمة: أنهم نقضوا العهد، بعدم أدائهم للجزية، وبتأييدهم لأولئك الحكام المرتدين، وأنظمتهم الوضعية، ولرفضهم للشريعة الإسلامية. و بهذا لم يعد لهم في أعناق المسلمين عهد ولا ذمة، وحل دمهم ومالهم. وبهذا استحلوا سرقة محلات الذهب: من الأقباط في مصر، كما استحلوا سرقة بعض المسلمين أيضا.
وهم يرون: أن السياح وأمثالهم، الذين يدخلون بلاد المسلمين بتأشيرات رسمية، وترخيصات قانونية، والذين يعدّهم الفقهاء (مستأمنين) ولو كانت دولهم محاربة للمسلمين، يرون هؤلاء مستباحي الدم، لأنهم لم يأخذوا الإذن من دولة شرعية، ولأن بلادهم نفسها: محاربة للإسلام، فلا عهد بينهم وبين المسلمين. والواجب: أن يقاتل هؤلاء ويقتلوا، فلا عصمة لدمائهم وأموالهم!!.
وكذلك يقول هؤلاء عن الدول الغربية ـ التي يقيم بعض هؤلاء فيها ـ وقد أعطتهم: حق الأمان، أو حق اللجوء السياسي: لمن طردوا من بلادهم الأصلية، فآوتهم هذه الدول من تشرد، وأطعمتهم من جوع، وآمنتهم من خوف.
يقول هؤلاء بكل جرأة وتبجح: إن هذه الدول كلها كافرة، محاربة للإسلام وأمته، ويجب أن نقاتلهم جميعا حتى يُسلموا فيَسْلَموا، أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون. ولما سئل بعضهم عن إقامته في هذه البلاد، قال: إنها كدورة المياه، نستخدمها للضرورة، رغم نجاستها.
وهؤلاء الكفار: دماؤهم حلال، وأموالهم حلال للمسلمين، بنصوص الدين.
ويذكرون هنا آيات وأحاديث: يضعونها في غير موضعها، فإذا واجهتهم بغيرها: من الآيات والأحاديث، التي هي أكثر منها وأظهر وأصرح، قالوا لك: هذه نسختها آية السيف!.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[09 Jun 2008, 04:02 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أما اعتراض الأخ محمد بن جماعة على تذكيري بعدم أهلية القرضاوي فليس في محله ..
لأن مداخلة الدكتور يسري خضر كانت ردًا على كلامي ..
وهو يحتج فيها بالدكتور القرضاوي عليّ ..
فكان يلزم التذكير بأني لا أراه حجة كما لا يراه كذلك أهل العلم المستحقين للإمامة في العلم والدين ..
وهذا - بالمناسبة - ليس رأيًا شخصيًا ..
والتسوية بين القرضاوي وغيره ممن اختلف الناس في علمهم باطلة ..
لأن الناس تختلف في الحق وتختلف في الباطل ..
والحق والباطل لا يستويان عند العاقل ..
إلا على مذهب القائلين بنسبية الحقيقة .. !
ثم أنت يا أخي محمد قد أحجمت عن البيان الشافي لمعنى مداخلتك التي أثارت القلق وأوغرت الصدور ..
وإعادتك لها في مداخلتك الأخيرة بهذا الاختصار فيه ما فيه ..
وكأنك تقول: هناك انحراف وفقط، "وروح اخبط راسك في الحيط" .. !!!
وعمومًا، شكرًا على البيان الشافي والتوضيح الوافي .. !
أما الأخ الدكتور يسري خضر جزاه الله خيرًا فقد ظن أني لم أقرأ ما كتبه القرضاوي عن الأقليات غير المسلمة ..
وربما ظن كذلك أني أستحل دماءهم وأموالهم .. !
وأود فقط أن أطمئنه أني لا أذهب هذا المذهب (ابتسامة) ..
وجزاه الله خيرًا.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[09 Jun 2008, 03:40 م]ـ
لقد ذهبت بعيدا يا دكتور هشام حين قلت "وربما ظن كذلك أني أستحل دماءهم وأموالهم .. ! "
والله الذي لاإله غيره لم يخطر ببالي هذا الظن لأحد في الملتقي _غفر الله لي ولك_ ورزقنا الإخلاص في القول والعمل.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[22 Jun 2008, 05:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أما اعتراض الأخ محمد بن جماعة على تذكيري بعدم أهلية القرضاوي فليس في محله ..
لأن مداخلة الدكتور يسري خضر كانت ردًا على كلامي ..
وهو يحتج فيها بالدكتور القرضاوي عليّ ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فكان يلزم التذكير بأني لا أراه حجة كما لا يراه كذلك أهل العلم المستحقين للإمامة في العلم والدين ..
وهذا - بالمناسبة - ليس رأيًا شخصيًا ..
والتسوية بين القرضاوي وغيره ممن اختلف الناس في علمهم باطلة ..
لأن الناس تختلف في الحق وتختلف في الباطل ..
والحق والباطل لا يستويان عند العاقل ..
إلا على مذهب القائلين بنسبية الحقيقة .. !
وإعادتك لها في مداخلتك الأخيرة بهذا الاختصار فيه ما فيه ..
وكأنك تقول: هناك انحراف وفقط، "وروح اخبط راسك في الحيطثم أنت يا أخي محمد قد أحجمت عن البيان الشافي لمعنى مداخلتك التي أثارت القلق وأوغرت الصدور ..
" .. !!!
وعمومًا، شكرًا على البيان الشافي والتوضيح الوافي .. !
أما الأخ الدكتور يسري خضر جزاه الله خيرًا فقد ظن أني لم أقرأ ما كتبه القرضاوي عن الأقليات غير المسلمة ..
وربما ظن كذلك أني أستحل دماءهم وأموالهم .. !
وأود فقط أن أطمئنه أني لا أذهب هذا المذهب (ابتسامة) ..
وجزاه الله خيرًا.
حسبنا الله ونعم الوكيل ...
أخي الكريم د. هشام عزمي لا أرى حاجة للحديث عن الدكتور القرضاي - حفظه الله وأمد في عمره - بهذا الشكل .... وإذا كان بعض أهل العلم المعتبرين - عندك - لا يرونه حجة فهذا ليس حجة لإدانته والانتقاص من شأنه بل من واجب العلماء احترام بعضهم والاعتراف لأهل الفضل بفضلهم .... وربما لا يخفى عليك أن هناك خلافات بين بعض العلماء القدامى والمحدثين شديدة جداً وكلهم حجة ... ولكن كونهم حجة لا يعني أنهم جميعاً على حق وإنما كلهم يؤخذ منهم ويرد ... لأن العصمة كما تعلم للنبي صلى الله عليه وسلم وحده ولم يُعطها أحد من أمته .... وإذا كنت تختلف مع الدكتور القرضاوي في بعض القضايا فيمكنك ان تلتمس له عذراً لأنه على أسوأ تقدير اجتهد فأخطأ فله أجر واحد ... ألا يكفيك أنه نذر حياته للإسلام تعليماً وتدريساً وتأليفاً ودعوة ... ثم انظر من من العلماء مرضيٌّ لدى كل الأمة اليوم ... فمن تراه عالماً كبيراً وداعية عظيماً قد لا يراه غيرك كذلك، ومن أراه قد لا تراه أنت، ولا يوجد عالم اليوم إلا وله خصوم من العلماء وغيرهم، فهل نرفض علماءنا أم نقبل منهم ونعتذر عنهم فيما نحسبه خطأ، وبظني انعدام التواصل - في عصر العولمة - بين أصقاع العالم الإسلامي مشكلة كبيرة تحتاج إلى عقود وربما قرون لكي نتجاوزها. المهم هو أن نحسن الخصومة وأن لا تتحول الخصومة العلمية إلى كراهية شخصية وطعون وتجريح. وفقكم الله.(/)
أكبر فضيحة على مر التاريخ: الفاتيكان
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[02 Jun 2008, 04:37 ص]ـ
الحمد لله
أكبر فضيحة على مر التاريخ: الفاتيكان يرعى القساوسة مغتصبي الاطفال عبر
لقد قرأتها يوما ,, و كنت اتحسسها في ما كنت اقرأه من قصص ملأت خزائن مكتبات المعاهد الثانوية في تونس ,, كنت احس ان قصص الاديرة تحوم حول شيء و لا تذكره ,, و كنت لا اثق في أن النفس البشرية يمكن ان تصمد دون انحراف جنسي بالذات في حياة كالتي تجري في الادييرة التي تروى عنها تلك القصص التي كان يترجمها لنا المنفلوطي و جرجي زيدان و غيرهم من الذين كتبوا ,,
حتى عثرت يوما على كتاب يناقش عقائد النصارى ,, و من اسباب انشقاق مارتن لوثر عن الكنيسة الكاثوليكية انه وجد القساوسة في الفاتيكان يتهارشون في غرفهم كالكلاب ,, يأتون كل فاحشة جنسية عرفت ,, و لا يتورعون عن اتيان بعضهم البعض ان لم يجدوا من يأتونه من خارجهم ,, كانت هذه اشارة في ذلك الكتاب ,, وددت لو ان صاحبها وثقها ,, لكنه لم يفعل ,, و بقي الامر مجرد اتهام اسوقه للناس بلا دليل ,, و كان يؤلمني غياب الدليل على ما اقول ,, حتى وجدته ,,
قررت ان اجد دليلا ,, حتى و ان دخلت الى اسوأ مواقع الانترنت و افسقها ,, و استمعلت في البحث اسوأ الكلمات التي يمكن ان يستعملها مسلم ,, حتى عثرت على دليل ,, و اي دليل ....
علمت حينها ,, لماذا صمت مارتن لوثر ,, و علمت ان ما قيل في ذلك الكتاب صحيح بل ان الحقيقة ابشع بكثير ,, بكثير جدا مما وصف ذلك اكتاب ..
لقد صمت لوثر لان هناك عهدا كنسيا بالتزام السرية التامة في كل ما يجري بداخلها ,, فخرج لينشقّ عنها الا انه التزم عهدها ..
ان الفاتيكان و بالذات باباها الحالي ,, ترعى مغتصبي الاطفال من قبل القساوسة المنتمين اليها في كل العالم ,, في طول البلاد و عرضها ,, في مشارق الارض و مغاربها ..
و ليس ذلك فحسب ,, بل و تهمش و تهدد الضحايا و تلقي عليهم اليمين الكنسي ان لا يذكروا مما حصل اليهم شيئا و ان لا يتكلمون عنه البتة ..
و ليس ذلك فحسب ,, بل تضع العقبات تلو العقبات و تسبب المشاكل الكبار ,, لاي جهاز مخابرات او شرطة او امن يحقق في اي جريمة اغتصاب للاطفال حصلت من اي قسيس في العالم باسره ..
و ليس ذلك فحسب ,, فان مرتكب الجريمة ينقل الى ابرشية جديدة لا يعرفه فيها روادها ليواصل اغتصابه للاطفال ,,
و ليس ذلك فحسب ,, بل انها تسعى الى اخراج و تبرئة من تم سجنه بعد ثبوت الادلة عليه او اعترافه ...
ثم كيف نجحوا في اخفائها عن العامة من الناس وهو يجري بين ظهرانيهم و مع ابنائهم ,, كيف اخفوا و همشوا وثيقة كهذه و الحال انها لا بد ان تنشر على أوسع نطاق ,, اين القنوات الاسلامية ,, اين اعلام المسلمين ,, لماذا شاركوا في تهميشها و نبذها وراء ضهورهم؟؟ بالرغم من قوة حجتها و براهينها و تأكد ما فيها بشكل لا ريب فيه مطلقا؟؟
فهل ينسحب على المسلمين ايضا العهد الكنسي؟؟ ثم لماذا يهاجمون الاسلام و المسلمين و يطالبون بمكاسب للنصارى و هم اجرم المجرمين في حق الانسانية جمعاء؟؟
كيف يهاجمون نبينا ,, كيف يغزون بلادنا ,, كيف يسمح لهم ببناء الكنائس ,, كيف يتهم الاسلام كله بالارهاب, و لا تتهم النصرانية كلها بما هو ملازم لها ,, انها عقيدة وضعها بشر يعلمون انهم هم من وضعها و يستعملونها لنزواتهم ,,,
كيف تقوم الدنيا و لا تقعد عن امرنا امرأة بمعروف و نهينا اخرى عن منكر باننا نظلم النساء في حين انهم هم يغتصبون الاطفال في كنائسهم و يعلم ذلك العامة و اجهزة الامن بل و برعاية و دفاع من الفاتيكان عنهم ,, كيف يسكت العالم عنهم و هم الجريمة نفسها؟؟؟؟
كل ذلك تجدونه في هذه الوثيقة الثمينة ,, هذه الوثيقة التي تعرض شهادات للضحايا ,, و شهادات للمجرمين ,, و شهادات لرؤساء المجرمين ,, و شهادات من اجهزة الامن ,, و شهادات من اهالي الضحايا ,, قام بجمع معلومات هذه الوثيقة ,, احد الضحايا السابقين لقساوسة الاغتصاب ,,, الذين جعلوا من الكنائس مواخير و مراتع لنزواتهم ,, و الى اليوم ,, بحسب الوثيقة ,, فان كل الكنائس تأتي نفس الفعل في اي بلد من العالم وجدت ..
فبلغوا الذين يفتون بجواز بناء الكنائس في العالم الاسلامي ان يجهزوا اطفالهم الصغار لغرف القساوسة ..
اليكم الوثيقة و انا على ثقة انكم ستتابعون ما فيها باهتمام و انتباه لما فيها من معلومات متواترة و هامة في هذا الشأن:
http://video.google.com/videoplay?docid=415653858312476016
منقول.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[09 Jun 2008, 02:19 م]ـ
جزاك الله خيرًا ..
وهذا الفيلم متاح للتحميل من هذا الرابط:
http://www.badongo.net/vid/249847
وحجم الملف 68 ميجا بايت.
يقول مترجم الفيلم جزاه الله خيرًا:
قبل مشاهدة الفيلم اسمحوا لى ان اطرح بعض النقاط:
1 - يتمتع هذا الفيلم بحرفية و مهنية عالية و لقد استمتعت حقا بعملية ترجمته.
2 - بالرغم من تناول الفيلم لقضية غير محترمة لكنه يطرحها بأسلوب بالغ الأحترام. فالفيلم مثلا لا يوجد به اي لفظ خارج بالأنجليزية. درجة الجدية فيه عاليه. و طبعا هذه هى سمة البى بى سى (العالمية على الأقل).
3 - يمكننا ان ننظر لمحتوى هذا الفيلم على انه فضيحه لهم. لكنى أري و هذا من وجهة نظرى الشخصية اننا سننتقص من قدر محتواه اذا نظرنا له من هذه النظره. فالفيلم كما هو واضح من أسمه لا يتكلم عن الجرائم الجنسية للفاتيكان و لكن عن موقف الفاتيكان من الجرائم الجنسية و كيفية معالجتها. ان الرسالة الحقيقية للفيلم فى هذا المعنى.
4 - اري ايضا ان الفيلم يلقى الضوء على مساوئ النظام الكهنوتى و جدواه. لقد كان ما يجول فى خاطرى دائما هو هل كل عقيدة أو مذهب منحرف أو ضال لابد له من كهنوت يحرسة و يتسلط على اتباعه؟
5 - يسلط الفيلم الضوء على البابا بينديكت قبل توليه الباباوية.
6 - الفيلم يوضح ايضا كيف يتحدى الفاتيكان العالم بأسره و قوانين البلاد بأسلوب متغطرس و أن مصلحة و سمعة النظام الكهنوتى فوق سمعة البشر و كرامتهم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[09 Jun 2008, 02:42 م]ـ
وانظر كذلك:
الكنيسة والتحرش الجنسي .. الرقم أكبر يا بابا الفاتيكان ( http://www.almoslim.net/node/92697)
..
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[09 Jun 2008, 02:56 م]ـ
وهناك مدونات إسلامية متخصصة في فضح الممارسات الخليعة الكنسية:
التنصير فوق صفيح ساخن ..
فضيحة مخزية بأهم مدينة للفاتيكان في ألمانيا، مسقط رأس البابا الحالي ( http://deedat.wordpress.com/2008/05/20/%d8%b7%d9%81%d9%84%d8%a9-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a3%d9%81%d8%ae%d8%a7%d8%b0-%d9%82%d8%b3-%d9%8a%d9%85%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%86%d8%b3-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d9%83%d8%b1%d8%b3%d9%8a-%d8%a7/)
الشذوذ يخترق الكنيسة ( http://deedat.wordpress.com/category/%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b0%d9%88%d8%b0-%d9%8a%d8%ae%d8%aa%d8%b1%d9%82-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%86%d9%8a%d8%b3%d8%a9/)
برسوميات ( http://deedat.wordpress.com/category/%d9%81%d8%b6%d9%8a%d8%ad%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d9%87%d8%a8-%d8%a8%d8%b1%d8%b3%d9%88%d9%85/)
..
ـ[عمر عبد الفتاح خضر]ــــــــ[16 Sep 2008, 10:51 م]ـ
فضيحة كبرى لعن الله الفاتيكان ومسحه الله من الوجود ولا أ بقى الله الدولة المسيحية أمين والله الموفق
ـ[خالد العنقري]ــــــــ[23 Sep 2008, 11:28 م]ـ
ألم يصفهم القرآن بأنهم كالأنعام بل هم أضل، هذه الأفعال غير مستنكرة من قوم كالأنعام بل هناك الكثير الكثير 0
أشكرك أخي على هذا الموضوع والأمة بحاجة إلى معرفة عدوها عن قرب والرد عليه بالحجة والخطاب العقلي 0
والجدير بالذكر أن هناك وعي لدى بعض النصارى ويعرفون أن هؤلاء القساوسة متأكلة ولكن الصوت المسموع هو الصوت الأقوى الذي يخدم الساسة ولهذا لا تجرؤ أي إذاعة أن تتجاوز الخطوط الحمراء وهناك في استوديوهات بعض المحطات الفضائية ما هو أبشع وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون 0(/)
إنه ليس مصحفهم!!
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[02 Jun 2008, 03:26 م]ـ
مفكرة الإسلام:الأحد 20 من جمادى الأولى 1429هـ 25 - 5 - 2008م الساعة 03:15 ص مكة المكرمة 12:15 ص جرينتش
لأنه ليس مصحفهم!
شريف عبد العزيز
shabdaziz@hotmail.com
الخبر: رفضت الأحزاب والجماعات السنية في العراق اعتذار الجيش الأمريكي عن حادثة حرق المصحف في ميدان الرماية بالرضوانية، وطالبت بتوقيع أقصي العقوبة علي الجناة،في حين صمتت الحكومة العراقية التي يسيطر عليها الشيعة وكذلك الحوزات والمراجع الشيعية، في كربلاء وغيرها، وتجاهلت الحادثة تماما.
التعليق:
هذه ليست المرة الأولي التي يتم فيها الاعتداء علي حرمة المصحف الشريف بأرض الرافدين، فمنذ أن وطئ الاحتلال الأمريكي أرض العراق، وهو يمارس حملة منظمة من العدوان علي كتاب الله عز و جل وسائر المقدسات والحرمات، وذلك في إطار سياسة تدمير معنويات الشعب العراقي وسائر شعوب المنطقة وتحطيم كل الحواجز، واجتياز كل المحرمات، وتجاوز كل الخطوط الحمراء وثوابت الأمة،من أجل تحطيم قاعدة المقاومة والممانعة الراسخة في قلب كل مسلم صادق.
ففي بدء الحملة الصليبية علي العراق كانت الطائرات تستهدف المساجد والجوامع علي وجه التحديد، وكان الجنود الغزاة يتعمدون العبث بمحتويات المساجد وبعثرتها علي الأرض، وتدنيس المصاحف بأقدامهم النجسة،ومعهم ويشاركهم علي قدم المساواة في هذه الجريمة البشعة، يدا بيد،وقدما بقدم، فيالق بدر الشيعية، وميلشيات البشمرجة الكردية، ولما ثار العراقيون السنة المعتقلون في معتقل بوكا سنة 2005 علي جلاديهم الأمريكان، لما قاموا بتدنيس المصحف ووضعوه في دورات الخلاء فيما عرف وقتها بثورة المصحف، قام الجلادون الأمريكان وبمساعدة حراس المعتقل الشيعة، بقتل عدد كبير من المعتقلين السنة الذين غضبوا لكتابهم وربهم.
ثم توالت الإساءات لكتاب الله عز و جل،وفي سنة2006 قامت مجموعة من الجنود الأمريكان الذين تفيض قلوبهم وعقولهم حقدا علي الإسلام والمسلمين بتدنيس المصحف،في أحد مساجد الأنبار ورسم الصلبان عليه وكتابة عبارات نابية علي صفحاته، مما أدي إلي ثورة أهل الأنبار وجلهم من السنة، في حين صمتت الحكومة الشيعية برياسة المالكي علي الجريمة ولم تنطق ببنت شفاه.
وأخيرا في حادثة الرضوانية هذه ثار المسلمون السنة وحدهم لتدنيس كتاب ربهم، ورفضوا الاعتذار الهزيل الذي تقدم به الجيش الأمريكي، وأيضا صمتت الحكومة الشيعية، ومعها الحوزات العلمية، والمراجع والآيات والعمامات، ولم ينطق واحد من وكلاء سماحة المرجع الأوحد للشيعة بشيء، وهم الذين يتكلمون ويتدخلون في أدق تفاصيل وأعمال الحكومة العراقية وحتي الحياة اليومية لعامة العراقيين، كأن الأمر لا يعنيهم من قريب ولا من بعيد.
ولا يتصور أحد من الناس أن صمت الحكومة ومن معها من المراجع والحوزات، بسبب خوفهم من الأمريكان،وصيانة لمناصبهم ومكتساباتهم التي نالهم بتحالفهم معهم، كلا، في الأمر غير ذلك،الأمر وبكل بساطة واقعية، وحقيقة تاريخية، أن هذا الكتاب ليس كتابهم، وهذا المصحف ليس مصحفهم، وذلك تبعا لما تقلدوه عن شيوخهم ومراجعهم منذ مئات السنين، وأن هذا المصحف الذي بين أيدينا، ويتعرض لحملات شرسة لتدنيسه وتشويهه، علي يد أعداء الإسلام في كل مكان، ويغضب له المسلمون أقصي الأرض إلي مشارقها، يعتقد الشيعة أنه محرف لا عصمة له ولا قداسة، لذا لا داعي مطلقا للغضب من أجله،والتهديد أو حتى التنديد من أجله.
أقول (أبو الخير):
وأزيدكم بيانا وهو من شيخنا تلقاه من الثقات عن أمين مكتبة المخطوطات في مكتبة بغداد العامرة أن أول عمل قام به الغزاة هو إحراق مخطوطات المصحف الشريف!!! .. فأين غيرتنا على ديننا وقرآننا وأين العزة والكرامة والشهامة والإباء العربي الإسلامي؟؟!!! ...
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[09 Jun 2008, 03:03 م]ـ
اللهم انصر المستضعفين وفك أسر المأسورين ..
وانصر إخواننا المجاهدين في العراق ..
اللهم ثبت قلوبهم وسدد رميهم وأثخن في عدوهم ..
اللهم دمر الصليبيين واخلع قلوبهم من الرعب وزلزل الأرض من تحت أقدامهم ..
اللهم دمرهم وأهلكهم وبددهم ولا تغادر منهم أحدًا ..
آمين .. آمين .. !(/)
عرض كتاب: (مستقبل الإسلام في الغرب و الشرق)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[12 Jun 2008, 07:48 م]ـ
خواطر حول كتاب " مستقبل الإسلام في الغرب و الشرق"
أدعياء التجديد الديني، على أطراف أصابعهم! *
د. أحمد خيري العمري
باحث عراقي مقيم في دمشق
المصدر: شبكة إسلام أونلاين ( http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1212925180753&pagename=Zone-Arabic-ArtCulture%2FACALayout)
http://www.tafsir.net/vb/attachment.php?attachmentid=1764&stc=1&d=1213288859
تمثل حوارية "مستقبل الإسلام في الغرب والشرق" فرصة نادرة للقاء بين رؤيتين مختلفتين للإسلام ومستقبله، واحدة منهما رؤية مفعمة بالأمل دون أن تنفي وجود المخاطر المحدقة؛ رؤية ترى إمكانات كامنة، وإن كانت غير مستغلة للنظم الإسلامية في شتى الميادين. أما الرؤية الأخرى، فهي تقول بالحرف الواحد إن البحث عن "نظم كهذه بمثابة جري وراء السراب".
ولأننا نعيش في عالم يجب ألا نستغرب فيه من أي شيء، فإنه ليس من المستغرب هنا أن تكون الرؤية الأولى المفعمة بالأمل، هي لمسلم غربي ولد كاثوليكيا، واهتدى إلى الإسلام، عندما كان على مشارف الخمسين من العمر، إنه الدبلوماسي الألماني المعروف "مراد هوفمان".
أما الرؤية الثانية: فهي للدكتور/ عبد المجيد الشرفي الذي ولد مسلمًا وأتمَّ دراسة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية، وقد كان إلى تقاعده أستاذ الحضارة الإسلامية في الجامعة التونسية، وكل مؤلفاته تدور حول الفكر الإسلامي وتحديثه.
هذه المفارقة بالذات، هي أهم ما في الكتاب، على كثرة ما طرحه المتحاوران من أشياء مهمة؛ لكنها تلخص مأزق الاستلاب الحضاري الذي يعاني منه الكثير من الدارسين والمشتغلين في الفكر الإسلامي، والكثير من المسلمين بطبيعة الحال.
نحن هنا أمام نموذجين، يمثل كل منهما حالة حضارية تناقض الأخرى: هوفمان الخارج من عمق الحضارة الغربية، خابرًا تناقضاتها وأزماتها الدفينة، متطلعًا إلى الإسلام كمادة أساسية لبناء حضارة أخرى. والشرفي الخارج من كل واقعنا السلبي وتناقضاته وأزماته، متطلعًا إلى الحضارة الغربية وبريقها باعتبارها طوق الإنقاذ الوحيد الممكن.
* بطن الحوت:
جغرافيًا سيبدو أن كلا منهما ينظر باتجاه الآخر، لكن الأمر أعقد من ذلك؛ لأن القيم الحضارية لا تسكن خطوط الطول والعرض بالضبط، وإن كانت الأوعية التي تحملها تتمثل فيها أحيانًا.
سيبدو لنا "هوفمان" هنا كما لو كان حبيسًا في بطن الحوت، مثل يونس، لكن الحوت هنا هو حوت الحضارة الغربية ببريقها وقوتها، وكل ما لا يمكن إنكاره من انتصاراتها، تلك الحضارة التي التقمته وجعلته يدخل فيها، لكنها لم تدخل فيه، ولم تدخل في ثنايا قلبه أو تلافيف دماغه؛ لذلك فهو فيها، لكنه يرنو إلى الخروج نحو أرض جديدة.
وتسبيحته في بطن الحوت، هي الرؤية الجديدة التي تنطلق من حقيقة أن الظلم ليس فقط بظلم الجلاد للضحية، ولكن باستسلام الضحية للجلاد أيضًا، الاستسلام للمكوث في بطن الحوت لمجرد جبروته وسطوته وانتصاره.
الدكتور الشرفي على الجانب الآخر ليس في "بطن الحوت"، لكن الحوت في داخله بطريقة أو بأخرى، أو ربما ليس الحوت، ربما ذلك العجل الذي أشرب في قلوب بني إسرائيل، لكنه عجل الحضارة الغربية هذه المرة، الحضارة المنتصرة التي صارت تمثل المرجع والمعيار، وصار كل "صواب" أو "خطأ" يعود لشروطها وتقييمها.
* قراءة انسلاخية:
وهذه هي المشكلة تحديدًا مع صاحبنا هذا في جانبه من الحوار .. فهناك مقدمات لحواره لا يمكن أن نختلف معه فيها، مثل "ضرورة وجود قراءات جديدة للنص القرآني"، لكن المشكلة هي خط السير بعد هذه المقدمة، ذلك أن المسار سيحدد باتجاه تلك الحضارة ومعطياتها وشروطها كما لو كان أي طريق آخر، وشروط أخرى لا تقع إلا في نطاق الاستحالة.
نلاحظ أن الدكتور الشرفي، بذكاء شديد يتجنب قدر الإمكان استخدام لفظ "التجديد"، ويستخدم بدلا عنه "التحديث"، ليس ذلك بدون سبب وجيه .. ذلك أن التجديد هو "إضافة جديد على القديم"، كما يقول في لقاء صحفي معه نشر في موقع الحوار المتمدن، أما التحديث فهو يدخل في عملية الانسجام بين متطلبات الحداثة والتدين الذي هو موروث من قبل فترة ما قبل الحداثة.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا هو التحديث المطلوب؛ انسجام بين متطلبات الحداثة (أو شروطها) وبين التدين، وهذه العبارة هي وجه آخر للقول: إن التحديث هو "إخضاع الدين لشروط الحداثة"، فشروط الحداثة ومتطلباتها هي المرجع الأساسي الذي يجب "قراءة النص الديني من خلاله"، ويجب لَيّ عنق هذا النص أو قطعه أحيانًا، من أجل "انسجام التدين مع متطلبات الحداثة".وهذا بالضبط هو التشرب بعجل الحضارة الغربية في قلب من يقرأ النص، بل يقرأ الدين كله، وجُل همه هو وضعه في قالب مسبق لمعطيات الحضارة الغربية.
يقول الشرفي: "ماذا لو كان التناقض حادًّا، وكان النص قطعي الدلالة؟ لا بأس في ذلك، سنستخدم تاريخية النص عندها ونقول: كان زمان! وتعددت الأساليب والهدف واحد".
يتحدث الدكتور الشرفي في لقاء آخر عن "التحديث من داخل المنظومة الدينية" دون أن يخبرنا كيف .. لكن مشاركته في هذه الحوارية نموذج لما يقصده: إدخال شروط الحداثة الغربية على المنظومة الدينية بطريقة لا تبدو فيها أنها مفروضة عليها من خارجها .. يقول الشرفي بصراحة: "لا قراءة للنص بريئة تمامًا"، وهو يقصد أن كل قراءة على مر العصور كانت تحمل ضمنًا جزءًا من قارئها وتوجهاته، ومعطيات عصره وظروفه التاريخية.
هذا صحيح ولا شك فيه، لكن هذا لا يساوي قط بين كل القراءات لا يجعلها جميعًا في سلة واحدة بدعوى أن لا قراءة بريئة، فهناك قراءة تتفاعل مع معطيات عصرها لتصل إلى المقاصد القرآنية، وتلتحم بها.
وهناك قراءة أخرى تعتبر المعطيات نفسها مرجعًا تحاول أن تخضع النص له مهما كان الثمن .. وهكذا فإن قوله: "لا قراءة بريئة للنص" ينسحب أيضا على قراءته أيضًا بفارق أنه يحدد بوضوح هدفه الانسجام مع معطيات الحداثة "الغربية".
وهكذا فإن مقدمته التي تتفق معها حول ضرورة وجود "قراءات جديدة" للنص تنتهي بقراءة "انسلاخية" من النص ومن مقاصده قراءة "إلغائية" للنص، بالكاد تسمى قراءة.
ما الذي سيبقى مما نعرفه من الفقه جراء هذا التحديث الذي يتحدث عنه الشرفي؟ سيسأل الشرفي نفس السؤال وسيجيب بنفسه:"جوابنا، من دون أدنى مواربة، هو: لا شيء! " .. هذا "اللاشيء" الناتج عن "تحديث" قراءة النص سيطبقه الدكتور الشرفي ليصل في قراءته الإلغائية إلى إلغاء "الشعائر والعبادات".
وهو مجال أشهد أن زملاءه كانوا يتجنبونه على الأقل، إن لم يكونوا يؤكدون دومًا أن لا مساس به، كانت قراءتهم الإلغائية قد ألغت الحجاب والمواريث والحدود ومفهوم السنة النبوية، لكنها وقفت عند العبادات وقالت، لأسباب مختلفة: لا مساس!
* تحديث العبادات:
لكن يبدو أن الشرفي يرى أن التحديث يجب ألا يقف عند حدّ معين، فهو يرى أن العبادات من "الثوابت الزائفة" و"المسلمات المغلوطة" وأن جعلها من الأركان وتسويتها بالشهادة أمر لا دليل عليه قرآنيًا (كما لو أن جعل الشهادة ركنًا قد تم تسميته قرآنيًا!) وهو يأخذ مثلا من بعض الآثار التي تتحدث عن وجود البسملة في الصلاة والأخرى التي لا تتحدث عن وجودها دليلا على المرونة التي تميزت بها صلاة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة، والمرونة التي يقصدها ليست الاختيار من بين هذه الهيئات التي ذكرها، بل هي مرونة تتعدى ذلك بكثيرٍ وصولا إلى كيفية الصلاة وعدد ركعاتها، ذلك أن "توحيد الطقوس هو مما اقتضته سيرورة المأسسة التي خضع لها الدين الإسلامي حين انخرط في التاريخ"، وهو أمر صار تاريخًا وانقضى بحسب متطلبات التحديث والحداثة التي ينادي بها.
فلنشاهد كيف يتعامل مع حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "صلوا كما رأيتموني أصلي" إنه يقول: "فهذا الحديث إن صح، وعلى فرض أنه ملزم للمسلمين في غير عصره وبيئته، لا يعني بالضرورة حصر أشكال الصلاة في شكل وحيد، وليس فيه تحريم لغير الطريقة التي صلى بها ولا إقصاء للمصلين بغيرها". أي أن هناك ثلاث خطط يتعامل بها مع نص الحديث:
أولا: التشكيك في صحة الحديث بشكل ضبابي (إن صح!)، وهو لا يخبرنا عن معايير للتصحيح أو التضعيف، والحديث صحيح بكل الأحوال (رواه البخاري).
ثانيًا: يقول: "على فرض أنه ملزم في غير عصره وبيئته" أي أن "تاريخية النص" جاهزة دومًا للإجهاز على النص.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثالثًا: "ليس فيه تحريم لغير الطريقة التي صلى بها" أي أن هذا يساوي في النهاية بين أنواع الصلوات وهيئاتها كلها .. ويسجل الشرفي "أن عدم تنصيص القرآن على عدد الصلوات وعلى كيفيات أدائها مقصود، ولم يترك بيانه عبثًا" من أجل الدخول إلى المرونة المزعومة التي تنسف الكيفيات والعدد والهيئات.
لكن ماذا لو كان هناك تنصيص قرآني على ذلك؟ هل كان ذلك سيجعله يرضخ له؟ أم أنه كان سيلقي الأمر على كاهل تاريخية النص واختلاف الإيقاع الزمني الذي "لا علاقة له بإيقاع زمن القروي والراعي والفلاح والتاجر البسيط، أو الحرفي التقليدي".
لا نفترض ذلك افتراضًا؛ بل لأن هذا هو ما فعله تحديدا مع عبادة أخرى هي الصيام، والتي توفر فيها "التنصيص القرآني" على الكيفية والوقت، ورغم ذلك نراه يقرر أن "الصوم يبقى أفضل من الإفطار ولكن الإفطار مع الفدية من الرخص التي من المفروض أن يتمتع المسلم بها من غير شعور بالذنب أو بالتفريط في القيام بواجبه"، أي أنه يتوسع في موضوع "الرخصة" لتشمل كل من لا يريد الصيام دون ضابط واضح، مع تقريره أن الصيام "أفضل من الإفطار! ".
لماذا أصلا يطالب بالتمتع برخصة الإفطار؟ "لأن الصوم يعطل الآلة الإنتاجية في وقت تعاني فيه أغلب المجتمعات الإسلامية من التخلف الاقتصادي"، لماذا إذن يكون الصيام أفضل من الإفطار حسب هذا المنطق؟!
وهكذا فإن الشرفي يقرر "أن الثبات المزعوم للعبادات في الإسلام إنما هو تكريس للانحراف عن معانيها" وإذا كان هذا ساريًا على الصلاة، والصيام، فإنه يطبقه أيضًا –وبشهية لا مثيل لها– على الزكاة، والحج، من باب أولى، مما لا داعي للدخول فيه.
إذن صل أدعياء التجديد إلى إلغاء العبادات والشعائر خطوة خطوة، وصلوا إلى هناك، وتسللوا على رءوس أصابعهم رويدًا رويدًا، إلى أن وصلوا إلى تفكيك الشعائر.
لكن هل يجب أن يثير هذا استغراب أي أحد؟ ألم يكن هذا متوقعًا منهم منذ البداية، رغم تطميناتهم وتأكيداتهم أن الأمر لن يصل إلى العبادات؟ لم يكن أدعياء التجديد الديني أكثر صدقًا وانسجامًا مع أنفسهم ومع منطلقاتهم، كما كان الدكتور الشرفي في هذه الحوارية .. لقد قال بصراحة ما كان الآخرون يتجنبونه، وهذا على الأقل إنجاز!
* نقلا عن موقع دار الفكر مع بعض التصرف(/)
مقال: لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة (حاتم العوني)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[14 Jun 2008, 05:20 ص]ـ
لا تنحصر مقاصد الحوار في الدعوة
د. الشريف حاتم بن عارف العوني
المصدر: موقع الإسلام اليوم ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_content.cfm?id=24&catid=202&artid=12960)
لا يختلف اثنان في أن الحوار هو أسلوب التواصل الأمثل مع الموافق والمخالف, وأنه ما ساد الحوار في مجتمعٍ أو أمةٍ إلا دلّ على رُقِيّها العقلي والعلمي والحضاري؛ لأن الحوار هو اللغة الوحيدة التي يفهمها العقل، ويستعملها العلم، وتتداولها الحضارة. ولو تفكّرنا قليلا في البديل عن الحوار: ماذا يمكن أن يكون؟ لم نجد إلا التسلّط بالقوة. مع أن التسلط ليس أسلوبا للتواصل أصلاً، بل هو منهجٌ للتقاطع والتهاجر، مما لا يؤدي إلى تفاهمٍ ولا دعوةٍ ولا هدايةٍ (وهذه الثلاثة هي مفردات التواصل). فالتسلّطُ لم يكن .. ولن يكون منهجًا للإقناع العقلي، ولا لمحاولة تغيير المعتقدات الباطنة، ولا لتحسين تصوّر الآخرين عنا.
فلا أدري: لماذا يتوجسُ بعضنا خيفةً من الحوار، بل من الدعوة إلى الحوار؟! سواء أكان الحوار مع المخالفين لنا في أصل الدين من الكفار، أو مع المخالفين لنا في بعض (المعتقدات) من المسلمين:
هل هو رفض مبدأ الحوار الذي لا يكون إلا من ضعيف الحجة؟ وهذا ما لا يجوز أن يقع من مسلمٍ عَلِمَ أنّ الله تعالى قد حباه بالدين الحق الذي ليس سواه إلا الباطل؟
أم لأننا أصبحنا نشك في كل دعوة حق، خشيةَ أن تكون حقًّا أُرِيدَ به باطل؟
ولذلك تجد عبارات سوء الظن ظاهرةً في بيان أسباب رفضهم للحوار, من أن الدعاة إلى الحوار سيتخذونه سُلَّما للتنازل عن حقائق الدين، وإلى تمييع الولاء والبراء .. وغير ذلك من التهم!
وهذا التعميم الجائر منهم (في الشكّ)، لا يقع إلا من مسلوبِ الإرادة، أسيرٍ للغلو في فكرة المؤامرة, ولذلك فلا تكاد تجد عند هذا الصنف من الناس إلا النواح والعويل على الحمى المستباح والحق المغصوب, أما إنتاج الإصلاح وبرامج التصحيح فهم عنها بمعزل؛ إلا من الدعوة إلى منهجهم نفسه, لإنتاج نُسَخٍ أخرى لأمثالهم: من مسلوبي الإرادة، وأُسَراء التوجّس الْمُقَيَّدين بسوء الظن!
أم لأن الذين نغلو في تعظيمهم عاجزون عن الحوار، وسيتولّى مَهمّة الحوار حينها الذين كنا نريد أن نَسْلُبَهم كُلَّ فضيلة، وستنكشف بذلك هالةُ التقديس عمن نقدس، وسيظهر فضلٌ ما .. بوجهٍ ما .. في وقتٍ ما .. لمن أردناهم عَرِيِّين عن كل فضل؟! ولكنّ هذا داءٌ لا يصح أن نداويه بداء رفض الحوار!!
بل دواؤه أن نترك الغلو في ذوي الفضل على حسابِ آخرين منهم، وأنْ نعلمَ أنّ كُلًّا ميسّرٌ لما خُلق له.
كما أن بعض هؤلاء الرافضين للحوار يرفضونه من منطلق: أن الحوار المشروع ينحصر في الحوار بغرض الدعوة إلى الله تعالى، ولذلك تراهم يعدّون كلّ حوار بغير غرض الدعوة تضييعًا لحقائق الدين، وإذابةً لعقيدة الولاء والبراء. وينسى هؤلاء أن النبي صلى الله عليه وسلم حاورَ كفارَ مكة في صلح الحديبية، لا لدعوتهم إلى الإسلام، بل حاورهم على ما فيه إرجاءُ دعوتهم إلى عشر سنوات، يتركهم فيها النبي صلى الله عليه وسلم على الشرك!
وهذا حُكْمٌ مُحْكَمٌ غير منسوخ؛ ولذلك احتجّ مَنِ احتجّ من العلماء بتحديد وقت الصلح بين المسلمين والكفار بعشر سنوات.
بل لقد تضمّنت شروط صلح الحديبية بين النبي صلى الله عليه وسلم وكفار مكة: أنّ مَنْ أسلم من أهل مكة، وهاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فعلى المسلمين إعادته إلى المشركين في مكة، وأنّ من ارتدّ عن الإسلام إلى الكفر لا يعيده المشركون إلى المسلمين.
وفي هذا بيان واضح على أن الحوار بين النبي صلى الله عليه وسلم وكفار مكة في ذلك الصلح لم يكن بغرض دعوتهم للإسلام حينها، وإلا كيف يُعادُ المسلمُ منهم إليهم، ولا يعيدونَ المرتدَّ من المسلمين إليهم؟!
بل لَمَّا أن رفض مفاوضُ قريشٍ أن يكتبَ في وثيقة الصلح عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصْفَه بأنه (رَسُولُ اللَّهِ) وافقه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك، مع ما تضمّنه هذا الإصرارُ والعنادُ من عدم الاعتراف بالمسلمين الذين ما فارقوا المشركين إلّا لإيمانهم بالرسالة.
(يُتْبَعُ)
(/)
بل في هذا الصلح قرّر النبي صلى الله عليه وسلم أحدَ أعظمِ أصول الحوار، وهو استثمار المشترَك بين الفريقين في إنجاح الحوار. ولك أن تقول: وأي مُشْتَرَكٍ بين الإسلام والوثنية؟!! وسيأتيك الجواب في قول النبي صلى الله عليه وسلم، عندما قال: "والذي نفسُ مُحَمَّدٍ بيده، لا يسألوني خطةً يُعَظِّمون فيها حرماتِ الله إلا أعطيتهم إياها".
ولك أن تتخيّل حاكمًا مسلمًا عادلًا قال مثل هذا القول، ألنْ يستنكر ذلك عليه كثيرون، قائلين: أيُّ تعظيمٍ لحرماتِ الله بين موحّدٍ ومشرك؟! وهل تصوُّرُ المشركين عن الإله هو تَصَوُّرُ المسلمين عنه، حتى يكون تعظيمُ المشركين لله تعظيمًا من المسلمين أيضًا لله تعالى؟!
ولكنّ السؤال المهم هنا: كيف يَصِفُ النبي صلى الله عليه وسلم تعظيمَ المشركين للحرماتِ أنه تعظيمٌ لله تعالى، وأنه لن يخالفهم في شيء من ذلك؟!! لقد أجاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن هذه التساؤلات بما لا ينبغي بعدَ إجابةِ النبي صلى الله عليه وسلم عنها أن تُطرَح، بل لا يجوز مجرّدُ بقائها تَسَاؤُلًا؛ إلا عند أتباع القائلِ: "اعْدِلْ يا مُحَمَّدُ"، ممن يظنون أنفسهم أغْيَرَ على الدين وأَوْلَى به من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ!!
نعم .. لقد أجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه التساؤلات جميعا، مُبَيّنًا إلى أي حدٍّ يمكن استثمار المشترك بين الأديان في تحقيق مصلحة الصلح، الذي وصفه الله تعالى بأنه الفتح المبين: "فتحًا مبينًا" [الفتح:1].
وإن وجد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مشتركًا بين التوحيدِ والوثنية جعله مُنْطَلقًا للصلح والحوار، كما في هذا الحديث الثابت، فقد شَرَع لنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ إيجادَ مُشْتَرَك بيننا وبين كل مخالف، وسيكون المشترَكُ بيننا وبين أهل الكتاب حينئذ أكثرَ من المشترك بيننا وبين الوثنيين.
كما أنّ هذا الموقف النبوي يبيّنُ أنّ الحوار إذا لم يبدأ من المشترك، فإنه سينتهي إلى زيادةِ التباعد والعداوة. فلا ينبغي أن نبدأَ حوارًا إلا بعدَ أن نعرف آخر المشتركات، والتي بدأ بعدها الاختلاف. وهي مشتركاتٌ لن نَعْدِمَها مع كلّ مخالف، ولو كان المخالف مُلْحِدًا، فإننا إذا لم ننطلق معه من دلالاتِ العقل على أنَّ لكل سببٍ مسبِّبًا، ولكل موجودٍ موجِدًا، فمِن ماذا سوف ننطلق معه؟! وما فائدة النقاش معه؟!
إن المشتركات ـ والتي تبدأ من المشتركات الإنسانية الفطرية ـ هي أساس الحوار الأكبر.
ولكن الذي لا يجوز في هذا الخضمّ: هو أن يؤدي البحث عن المشتركات بين المختلفين إلى إلغاء الفروق الحقيقية (إلغاءً يعارضُ التميّزَ الداعيَ إلى الحوار أصلا)، كما لا يصح أن تكون تلك الفروق مانعًا من استثمار المشترك، الذي لولا وجوده لما كان للحوار مكان.
وبذلك نعلم أنه كما كان للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في صلح الحديبية مقاصِدُ سوى دعوةِ قريش للإسلام، يمكن أن تكون لنا مقاصدُ من الحوار غير الدعوة، ويمكن أن تكون مقاصدَ صحيحة مشروعة.
ومن هذه المقاصد:
- أن نَفْهَمَ المخالفين (كفارًا كانوا أو غيرَ كُفَّارٍ) فهمًا عميقًا، وأن نعرف حججهم، ومنطلقاتهم الفكرية، ورواسبهم العقدية، وتصوراتهم، وأساليب إقناعهم. فما نجح الغرب في غزونا الثقافي إلا بعد مئات السنين من الدراسات الاستشراقية، التي عرف معها كيف يؤثر فينا.
أن يفهمنا الآخرون، لكي يحترموا حضارتنا وقيمنا، وإن لم يؤمنوا بديننا. فإننا إذا ما استطعنا بالحوار أن نصحّح تصوراتِهم الفاسدة عنا، خفّتْ عداوتهم لنا، ووسّعنا بيننا دائرة المشتركات الحقيقية (التي لا تُلغي الفروقَ الحقيقية)، مما سينفعنا منافعَ عديدة، حتى في الدعوة إلى الله تعالى.
- الوصول إلى نظامٍ أو قانونٍ يمنع الاعتداء على المقدسات، كما أمر الله تعالى بقوله: "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوًا بغير علم" [الأنعام: 108].
- الوصول إلى صُلْحٍ يحفظ الدِّينَ والأعراض والدماء والأموال.
-معرفة الجوانب الإيجابية التي لا تخلو منها حضارةٌ إنسانية باختلاف عقائدها وأديانها، كما قال صلى الله عليه وسلم، مشيرًا إلى كُفَّار العرب: "إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارم الأخلاق".
فلا تنحصر مقاصد الحوار المشروعة في الدعوة إلى تغيير المعتقدات والأديان، كما لا يجوز أن يُؤَدِّي الحوار إلى تجريمنا، أو منعنا من الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة.
ولذلك أعود قائلا مستغربًا: فلا أدري لماذا يتوجسُ بعضُنَا خِيفةً من الحوارِ، بل من الدعوة إلى الحوار؟! ولماذا يَحْصُر آخرون الحوارَ المشروعَ في حوار الدعوةِ إلى تغيير المعتقدات؟!
وما كتبتُ هذا الحوارَ إلا لِأُبَيِّنَ وجهةَ نظر الداعين للحوار المشروعِ، بِسَعَةِ وجوهِ شَرْعِيَّتِه المشروحة آنفا.
والله من وراء القصد.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[15 Jun 2008, 01:17 ص]ـ
جزي الله الدكتور. الشريف حاتم بن عارف العوني خيرالجزاء علي جهوده المباركة وكتاباته النافعة وجزي الله الاخ محمد بن جماعة خيرا علي هذا النقل المفيد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[20 Jun 2008, 01:29 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
مهلا يا شيخ حاتم!
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن أحبه واتبع هديه، وبعد:ـ
قسَّم الشيخ حاتم الشريف الرافضين للحوار بين الأديان إلى خائفين منه ورافضين له ـ الحوار أعني ـ إلا أن يقام للدعوة إلى دين الله مبيناً أن هناك أهدافاً أخرى للحوار غير الدعوة إلى الله، مستدلاً بصلح الحديبية.
واشتد الشيخ حاتم الشريف على المتوجسين خِيفة ـ على حد تعبيره ـ من الحوار مع الكافرين أو المبتدعين، وراح يصفهم بأنهم بلا إرادة قد سقطوا في (فكرة المؤامرة)، ليس عندهم سوى (النواح والعويل) ـ وهي من صفات النساء، غفر الله له ـ، وأنْ ليس عندهم إلا الدعوة لمنهجهم والعمل على إيجاد نسخ مماثلة لهم (من مسلوبي الإرادة، وأُسَراء التوجّس الْمُقَيَّدين بسوء الظن) .. يتكلم عن إخوانه!!
وحقيقة لا أدري عمن يتكلم الشيخ تحديداً، عيني تبصر جيداً ولا أرى من يتكلم عنهم هذا الشريف، فعلمي أن النواح والعويل من صفات النساء لا الرجال، ولم أسمع أحداً من الرافضين ـ أو المتوجسين الخائفين ـ للحوار بين الأديان يعوي أو ينوح.!!
وعلمي بأن المتوجسين خيفة من (الحوار بين الأديان) هم ممن كانوا ينظرون له، بل ويمارسونه، وليسوا ممن لا يحسنون الحوار وبالتالي يخافون أن يتحاوروا فلذا توجسوا وخافوا ومن ثَمَّ أدبروا، إن الخائفين المتوجسين قد جربوا أو درسوا تجارب مَن جربوا، وعادوا يشكون من لؤم القوم وخبثهم.
وهي تجربة استمرت لقرنٍ أو يزيد من الزمان، وعاد من سلك طريقها يقول الطريق مقطوعٌ مسدودٌ. فعلمَ تريد منا أن نسلك طريقاً مقطوعاً .. مسدوداً؟!
هذا منطقهم، وقد أصابوا.
وظلماً حصرَ الشيخ حاتم الشريف حجة الرافضين (للحوار بين الأديان) في القول بأن الحوار مع (الآخر) من الكافرين أو المبتدعين في الدين لا يكون إلا لهدف الدعوة إلى الله ثم حَمَلَ عليهم وراح يردهم عن رأيهم يريد أن يوردهم موائد (الحوار)، واستحضر صلحَ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع قريش، يقول حوار لشيء آخر غير الدعوة .. يقول استثمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ المشترك بينه وبين قريش (الكفار) يومها. . . يقول اتفق معهم ـ صلى الله عليه وسلم ـ على تعظيم الحرمات، ويغمز مخالفيه بأنهم من أتباع رأس الخوارج الذي نادى على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالعدل. وقبح الله الخوارج. وغفر الله له غمزه إخوانه.
ثم .. راح الشيخ يعرض وجهة نظره والأهداف التي ينبغي علينا أن ننشدها من (الحوار بين الأديان)،
يقول نتحاور لـ (نَفْهَمَ المخالفين فهمًا عميقًا) ونتحاور (ليفهمنا الآخرون) كي يحترموا حضارتنا وقيمنا.!!
وكأن (الحوار بين الأديان) ـ بوضعه الحالي ـ مناظرة أو عرضاً للإسلام وعرضاً للكفر ـ أو البدعة ـ وكأنْ لا سبيل لمعرفة الآخر (من الكافرين أو المبتدعين) إلا من خلال الحوار، وكأن من يتحاور يأتينا بقلب صافٍ يعرض ما عنده ويسمع ما عندنا.
يا شيخ!
إنهم الأفاكون، الذين يعرفون الحق وهم له منكرون، إنهم الذين يلبسون الحق بالباطل ويكتمون الحق وهم يعلمون،إنهم الملأ، لم يأتوك ولن يأتوك ليعرفوا ما عندك، لم يجهلوا دينك ولذا جاءوا يتعلموا، ولا أنك حين تجلس إليهم تتكلم إليهم بدينك أو تناقش دينهم، إنهم جاءوا للمشترك .. لتعديل الثوابت ومِن ثم الالتقاء عليها، أو قل لتوسيع المشترك. فالحوارات لا تعقد لشرح الإسلام وبيان فساد غيره من (الأديان)، ومادة الحوارات هي ثوابت الإسلام (الجهاد) (المرأة) (أهل الذمة) (الخلافة) (الحاكمية) .. الخ.
إن معرفة الآخر يا شيخ لا تأتي من موائد الحوار، وإنما دونك حديثهم لأقوامهم ولمن (يبشرونهم) بدينهم عن دينك وجَدِّكَ ـ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ، يقولون ما كان نبياً، ويقولون زنا، ويقولون حملت به آمنة من الزنا، وليس قول السفهاء بل قول المقدمين فيهم. . أهل (العلم) و (الورع)!
فجدك جدُّك .. ويدنك دينك.
ويقول الشيخ نتحاور (للوصول إلى صلح يحفظ الدين والأعراض والأموال)، إي والله هكذا يقول!!
(يُتْبَعُ)
(/)
استحضر يوم الحديبية وصوَّر له الخيال أن حالنا على موائد (الحوار) كحال جده ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم الحديبية، ويوم الحديبية شاعَ .. شاعَ ... ، فقط شاعَ أن رجلاً واحداً من (المستضعفين) (المحرمين) الذين لم يأتوا لقتال ولم يستعدوا للقتال، وقد بعدوا عن ديارهم وباتوا في ديار عدوهم في قلب كنانة وقيس ـ نصف مليون من الأعداء تقريباً ـ وكانوا بالأمس على أبواب المدينة يريدون الدعوة كلها .. حين شاعَ أن رجلا ممن هذا حالهم قتل، هبُّوا وبايعوا على القتال حتى يأخذوا ثأر صاحبهم. وقبل يوم الحديبة هم بأنفسهم الذين خفُّوا لبني قينقاع حين كشفوا سوءة امرأة لحظة من الزمن. فدعك من يوم الحديبية لا تستشهد به. لا حالنا حالهم، ولا نجرأ أن نقول بقولهم، ولا أن نفعل فعالهم. إن أعراضنا في كل مكان تنتهك ودمائنا في كل مكان تسفك، وعدونا في عقر دارنا، ولا تستطيع ولا أستطيع أن ندفع عنهم، دعك من يوم الحديبية. لا شأن ليوم الحديبية بالحوار بين الأديان. إن أنسب مثالٍ للحوار بين الأديان الذي ندعى إليه هو مفاوضات قريش في مكة مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ التي قال عنها الله (ودوا لو تدهنوا فيدهنون).
إن كل متدبر لحال الكفر مع الإيمان يجد أن أهل الكفر يسلكون طريقين لصد الناس عن دين الله، طريق الجدال وطريق القتال، وهذا قول الله تعالى {وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ} [غافر: من الآية 5]. يجادلون وفي ذات الوقت يقاتلون.
الجدال للتمويه وللتشويش على الغافلين والمغفلين ودوامة للاستقطاب جهد المخلصين الطيبين، والقتال وسيلة الجاهلية للاستئصال الحق، كذا كانت قريش {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} [الأنعام: من الآية 121]، تجادل في ذات الوقت الذي تفتن فيه المؤمنين، والحال اليوم كما كان بالأمس الساحة جدالٌ وقتال.
فلن يعطيك هؤلاء صلحاً إلا أن يرون منك بأساً، وكذا كانت قريش يوم الحديبية، لم تجلس للصلح إلا بعد أسر الثلاثين من فرسانها، وخيبة فارسها ـ خالد بن الوليد يومها ـ في الغدر بالمسلمين وهم يصلون.
ـ إنهم الكافرون يقاتلون ويجادلون. فيسعنا أن نسكت، أم أن نجتزئ الواقع ونقرأه قراءة خاطئة فلا. ولا.
ـ أرتاب من تلك المصطلحات (الإصلاح) فعند العارفين أن دعوى (الإصلاح) في القديم والحديث مرتبطة بالنفاق، ولا أرمي الشيخ بالنفاق أعوذ بالله من ذلك ولكن أتكلم عن دعوى (الإصلاح)، مرتبطة من يوم ظهرت بالنفاق، قال الله {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} [البقرة: 11] والسياق عن المنافقين. وحديثاً رفع أتاتورك شعار (الإصلاح)، ورفع محمد عبده (الإصلاح) فكان ثمرة (إصلاحه) جامعة القاهرة وسعد زغلول وزوجة سعد زغلول ومن دخل عليها سعد زغلول وكشف غطاء وجهها، ولطفي السيد ... الخ.
وأرتاب من (حضارتنا) و (ثقافتنا) و (المقدسات) و (الاحترام) كلها من بضاعة غيرنا، وقد جاءنا بها نبينا بيضاء ناصعة لا حاجة لنا في سواها.
وإن الخوارج هم الذين يشتدون على أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان من عباد البقر والشجر والصلبان. وليس هذا حال من يرفض الحوار بعد أن جربناه سنين طويلة.
محمد جلال القصاص
ليلة الثلاثاء / 12/ 6/ 1429هـ
الموافق / 16/ 6 / 2008
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[20 Jun 2008, 01:31 ص]ـ
الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فقد مرت بالأمة منذ فجر تاريخها أوقات بلغت فيها القوة .. ومرت بها كذلك أوقات بلغت قاع الضعف، هذا في الجملة.
ومع ذلك فإننا لم نعلم أنّ أئمة السلف تداعوا للحوار مع المخالفين والجلوس معهم والتصافي وإشاعة أجواء الألفة والمحبة معم .. سواء في ذلك المخالفون من المنتسبين للإسلام و الكفار.
و أمّا الآن فأصبح الحوار والتنادي له وبه (موضة) عصرية كما يُقال ..
وأصبحت أخبار مؤتمرات الحوار تتصدر عناوين الصحف ..
وكنت لا آبه كثيراً لها لأني على يقين أنّها لن تتعدى الشكليات ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وكنت أظن فيما سبق أن المشاركين في تلك المؤتمرات إنما يشاركون درءاً لمفسدة الخلاف وامتثالاً لرغبة ولي الأمر ومبالغة في استقصاء إقامة الحجة، هذا مقصد شريف يُعذر له صاحبه ..
لكني لم أتوقع أن يصل الأمر بكثير منهم إلى قناعات بل وتأصيل لهذه القناعات بل ومهاجمة المخالفين ورميهم بألفاظ لا يجرؤ الواحد من هؤلاء أن يتلفظ بها للمخالفين الذين يكدّ ويكدح للحوار معهم .. فيا لله العجب!
ومن هذا القبيل مقال قرأته للشيخ لدكتور حاتم الشريف وفقه الله ..
فقد كتب مقالاً نشر في موقع (الإسلام اليوم) وهو موقع يرعى مثل هذه التوجهات ويؤصل لها وينافح عنها والشيء من معدنه لا يُستغرب.
وفي مقال الدكتور على قصره مغالطات سأتوقف عندها متأسفاً متألماً لما صدر عنه، نصرة للحق والله ودفعاً عن حياض أهل العلم الذين ينكرون ويستنكرون كثيراً مما تهدف له هذه المؤتمرات .. والله أسأل أن يهديني والدكتور وجميع المسلمين للصواب من القول والعمل ..
يقول الدكتور: (لا يختلف اثنان في أن الحوار هو أسلوب التواصل الأمثل مع الموافق والمخالف)
أقول: بل اختلفوا، أعني اختلف أهل السنة مع غيرهم في هذا، فأئمة السلف منذ القدم ينكرون التواصل مع المخالفين إلا تحت مظلة الدعوة وعرض الحق عليهم، وهذا منهجهم من قديم، وإمامهم في هذا بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فماذا فعل عمر بصبيغ العراقي؟
عن السائب بن يزيد وسليمان بن يسار: أنّ رجلاً من بني تميم يقال له: صبيغ بن عسل، قدم المدينة، وكانت عنده كتب، فجعل يسأل عن متشابه القرآن، فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه فبعث إليه وقد أعد له عراجين النخل فقال: اللهم أمكِنّي منه، فبينا عمر ذات يوم يغدّي الناس، إذ جاءه رجل عليه ثياب وعمامة، فتغدى حتى إذا فرغ قال: يا أمير المؤمنين: {والذاريات ذروا}، فقال عمر: أنت هو؟، فقام إليه فحسَر عن ذِرَاعيه، فلم يزل يجلِده حتّى سقطت عمامته، (في رواية:، ثم أهوى إليه فجعل يضربه بتلك العراجين، فما زال يضربه حتى شجه، فجعل الدم يسيل على وجهه)، فقال: حسبك يا أمير المؤمنين، فقد والله ذهب الذي كنت أجد في رأسي، فقال: والّذي نفس عمر بيده، لو وجدتك محلوقاَ، لضربت رأسك، ألبِسوه ثيابَه، واحتَمِلوه على قتَب، ثمّ أخرِجوه حتّى تقدُموا بهِ بِلاده، ثم ليقُم: خطيباً، ثم ليقُل: إنّ صبيغاً طلبَ العلمَ فأخطأه «، فلم يزل وَضِيعاً في قومِه حتّى هلَك، وكان سيّد قومه «.
مع أنّ صبيغاً لم يخالف وإنما أراد فتح باب للخلاف، فقمعه عمر بالسوط حتى أدمى ظهره.
جاء في السنة للخلال على لسان بعض أئمة السلف:» وليس ينبغي لأهل العلم والمعرفة بالله أن يكونوا كلما تكلم جاهل بجهله أن يجيبوه ويحاجوه ويناظروه فيشركوه في مأثمة ويخوضوا معه في بحر خطاياه ولو شاء عمر ابن الخطاب أن يناظر صبيغ ويجمع له أصحاب رسول الله حتى يناظروه ويحاجوه ويبينوا عليه لفعل ولكنه قمع جهله وأوجع ضربه ونفاه في جلده وتركه يتغصّص بريقه وينقطع قلبه حسرة بين ظهراني مطروداً منفيا مشرداً لا يكلم ولا يجالس ولا يشفا بالحجة والنظر بل تركه يختنق على حسرته ولم يبلعه ريقه ومنع الناس من كلامه ومجالسته فهكذا حكم كل من شرع في دين الله بما لم يأذن به الله أن يخبر أنه على بدعة وضلالة فيحذر منه وينهي عن كلامه ومجالسته «.
هذا مع الفرد، وأما مع الجماعة فماذا فعل علي رضي الله عنه مع الخوارج؟
هل جمع لهم علي علماء الصحابة وجلس معهم للحوار؟ الجواب: لا.
بل أرسل لهم من يناظرهم ويقيم عليهم الحجة ويستنقذ منهم من كتب الله له الهداية، ثم بعد ذلك كرّ عليهم فأباد خضراءهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبلَغ عمرَ بنَ عبدِ العزيزِ ـ رحِمَه اللهُ ـ أنّ غيلان القدريّ يقولُ في القدَرِ، فبعثَ إليهِ فحجَبه أياماً، ثم أدخلَه علَيه، فقالَ يا غيلان! ما هَذا الذي بلغَني عنك؟ قالَ عمرو بن مهاجر: فأشرتُ إليهِ ألاّ يقولَ شَيئاً، قالَ: فقالَ: نعَم يا أميرَ المؤمنين، إنّ اللهَ عزّ وجلّ يقولُ: {هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكورا} قال عمرُ: اِقرَأ إلى آخرِ السّورة: {وما تشاؤون إلا أن يشاء الله} ثمّ قالَ: ما تقولُ يا غَيلان؟ قالَ: أقول: قد كُنت أعمَى فبصّرتَني، وأصمّ فأسمَعتني، وضالاً فهدَيتني، فقالَ عمر: اللّهمّ إن كانَ عبدُك غيلانُ صادِقاً وإلاّ فاصلِبه! قالَ: فأمسكَ عن الكلامِ في القدرِ، فوَلاّه عمرُ بن عبدِ العزيز دارَ الضّربِ بدِمَشق، فلمّا ماتَ عمرُ بن عبد العزيز وأفضَت الخلافةُ إلى هشامٍ تكلّمَ في القدرِ، فبعثَ إليه هشامٌ فقطَعَ يدَه، فمرّ بهِ رجلٌ والذّباب على يدِه، فقالَ: يا غيلانُ! هذا قضاءٌ وقدَر، قال: كذَبتَ، لعمرُ اللهِ ما هذا قضاءٌ ولا قدَر، فبعثَ إليهِ هشامٌ فصلَبَه».
هذا بالنسبة لموقف ولاة الأمر ..
أما العلماء فموقفهم معروف أنقل هنا نتفاً منه:
عن حُمَيد الأعرجِ قال: قدمَ غيلانُ مكّةَ يجاوِرُ بِها، فأتَى غيلانُ مجاهداً فقالَ: يا أبا الحجّاجِ، بلَغَني أنّكَ تنهَى النّاسَ عنّي وتذكرني، وأنّه بلغكَ عنّي شيءٌ لا أقولُه؟ إنّما أقولُ كذا، فجاءَ بشيءٍ لا يُنكَر، فلمّا قامَ قالَ مجاهِد: لا تجالِسُوه؛ فإنّه قدَرِيّ.
قالَ حُميد: فإنّي لمّا كنتُ ذاتَ يومٍ في الطّوافِ لحِقَني غيلانُ مِن خلفِي يجذِبُ ردائي، فالتفتُّ فقالَ: كيفَ يقولُ مجاهِد خرفاً كذا وكذا فأخبرتُه، فمشَى معي، فبصُر بِي مجاهدٌ معَه، فأتيتُه فجعلتُ أكلّمُه فلا يردّ عليّ، وأسألُه فلا يجيبُني .. فغدوتُ إليهِ فوجدتُه على تلكَ الحالِ، فقلت: يا أبا الحجاج! أبلغَكَ عنّي شيءٌ؟ ما أحدثتُ حدَثاً، ماَ لي! قال: ألَم أركَ مع غيلانَ ! وقد نهيتُكم أَن تكلِّمُوه أو تجالِسُوه؟ قالَ: قلتُ: يا أبا الحجّاج ما أنكرتُ قولَك، وما بدأتُه، وهو بدأني، قالَ: واللهِ يا حُميد لولاَ أنّك عندي مُصَدّقٌ ما نظرتَ لي في وجهٍ منبسِطٍ ما عِشتُ، ولئِن عُدتَ لا تنظرُ لي في وجهٍ منبسطٍ ما عِشتُ.
وعن أيّوبَ قالَ: كنتُ يوماً عند محمّدِ بن سيرين إذ جاءَ عمروبنُ عبيد فدخلَ، فلمّا جلسَ وضعَ محمّد يدَه في بطنِه وقامَ، فقلتُ لِعَمرو: انطلِق بِنا، قالَ: فخرَجنا فلمّا مضىَ عمرُو رجعتُ فقلتُ: يا أبَا بكر؟ قد فطِنتُ إلى ما صنعتَ، قالَ: أقَد فطِنتَ؟ قلتُ: نعَم! قالَ: أما إنّه لم يكن ليضُمّني معَه سقفُ بيتٍ.
وقيلَ: دخلَ ابنُ عبيدٍ دارَ ابنَ عونٍ فسكتَ ابنُ عونٍ لما رآه، وسكتَ عمرو عنه، فلَم يسألْهُ عن شيءٍ، فمكثَ هنيهةً ثمّ قام فخرج، فقالَ ابنُ عون: بِمَ استحلّ أن دخلَ داري بغيرِ إذْني؟ ـ مراراً يردّدُها ـ أمَا إنّه لو تكلّم.
وعن مؤمّلِ بنِ إسماعيلَ، أنه قالَ: قالَ بعضُ أصحابِنا لحمّاد بن زيد: ما لكَ لم ترْوِ عن عبدِ الكريمِ إلاّ حديثاً واحداً؟ قال: ما أتيتُه إلا مرّةً واحدةً لمساقهِ في هذا الحديثِ، وما أحبُّ أنّ أيوبَ علِمَ بإتياني إليهِ، وأنّ لِي كذَا وكذَا، وإنّي لأظنّه لو علِمَ لكانت الفصيلةَ بيني وبينَه.
وعن حمّادِ بن زيدٍ قالَ: لقِيَني سعيدُ بنُ جبير فقالَ: ألم أركَ مَع طَلق؟ قلتُ: بلَى! فما لَه؟ قالَ: لا تجالِسْه فإنّه مرجِئ.
وعن محمّد بن واسِع قال: رأيت صفوانَ بن محرِز رأى قوماً يتجادلُون، قرِيباً منه، فقامَ ينفضُ ثيابَه ويقولُ: إنّما أنتُم جُرُب، مرتين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحكَى ابنُ وضاحٍ عن غيرِ واحدٍ: «أنّ أسدَ بن موسى كتبَ إلى أسد بن الفرات: اِعلم يا أخي أنّ ما حملَني على الكَتبِ إليكَ ما أنكرَ أهلُ بلادِكَ من صالِح ما أعطاكَ اللهُ من إنصافِكَ النّاسَ، وحُسنِ حالِكَ ممّا أظهرتَ من السّنّةِ، وعيبكَ لأهلِ البِدَعِ، وكثرةِ ذكرِكَ لهم، وطعنِكَ عليهِم، فقمَعَهم اللهُ بِك، وشدّ بكَ ظهرَ أهلِ السّنّةِ، وقوّاكَ عليهِم بإظهارِ عيبِهِم، والطعنِ عليهِم، وأذلّهم اللهُ بذلكَ وصارُوا بِبِدعتِهم مستَتِرين، فأبشِرْ يا أخِي بثوابِ الله، واعتدّ بهِ من أفضلِ حسناتِك، من الصّلاةِ والصيامِ والحجِّ والجهادِ، وأينَ تقعُ هذهِ الأعمالُ من إقامةِ كتابِ اللهِ وإحياءِ سنّةِ رسولِ الله؟! .. فاغتنِم يا أخِي هذا الفضلَ وكُنْ من أهلِه، فإنّ النبيّ ? قالَ لمعاذٍ حين بعثَه إلى اليمنِ فأوصاهُ وقال: «لأن يهدِي الله بكَ رجلاً واحداً خيرٌ لكَ من كذا وكذا» وأعظمَ القولَ فيهِ، فاغتنِم ذلكَ وادعُ إلى السّنّةِ حتّى يكونَ لكَ في ذلكَ ألفةٌ وجماعةٌ يقومون مقامكَ إن حدثَ بكَ حدَثٌ، فيكونونَ أئمةً بعدكَ، فيكونُ لكَ ثوابٌ إلى يومِ القيامةِ، كما جاء الأثر، فاعمَلْ علَى بصيرةٍ، ونيّةٍ حسنةٍ، فيردّ اللهُ بكَ المبتدعَ والمفتونَ الزائغَ الحائِر، فتكونُ خلَفاً مِن نبيّكَ ?، فأَحْيِ كتابَ اللهِ وسنةَِ نبيّهِ، فإنّكَ لن تلقَى اللهَ بعملٍ يشبِهُه».
وعندما حصر الشاطبي مراتب العلاقة مع المخالفين قال:
أحدها: الإرشادُ والتّعليمُ وإقامةُ الحجّةِ، كمسألةِ ابنِ عبّاس ـ رضي الله عنه ـ، حينَ ذهبَ إلى الخوارجِ فكلّمَهم حتّى رجعَ منهُم ألفان ـ أو ثلاثة آلاف.
والثّاني: الهجرانُ وتركُ الكلامِ والسّلامِ، حسْبما تقدّم عن جملةٍ من السّلفِ في هجرانِهم لِمَن تلبّسَ بِبِدعةٍ، وما جاءَ عن عمرَ ـ رضي الله عنه ـ من قصّةِ صبيغٍ العراقيّ.
والثّالثُ: كما غرّبَ عمرُ صبيغاً، ويجري مجراه السّجنُ وهوَ:
الرّابِعُ: كما سجنُوا الحلاّجَ قبلَ قتلِه سنينَ عدِيدة.
والخامس: ذِكْرُهم بما هُم علَيه، وإشاعةُ بدعتِهم كي يُحذَروا، ولئلاّ يُغترّ بكلامِهِم، كما جاءَ عن كثيرٍ من السّلفِ في ذلِك.
السّادسُ: القتلُ إذا ناصبُوا المسلمينَ وخرَجُوا علَيهِم، كما قاتلَ عليٌّ ـ رضي الله عنه ـ الخوارِجَ، وغيرُه من خلفاءِ السّنّة.
والسّابعُ: القتلُ إن لم يرجِعُوا مِن الاستتابةِ، وهوَ قد أظهرَ بدعتَه، وأمّا مَن أسرّها وكانَت كُفراً أو ما يرجِعُ إليهِ فالقتلُ بلا استتابةٍ وهوَ:
الثّامن: لأنّه من بابِ النّفاقِ كالزنادِقة.
والتّاسعُ: تكفيرُ مَن دلَّ الدّليلُ على كفرِه، كما إذا كانَت البدعةُ صريحةً في الكفرِ كالإباحيّةِ، والقائلينَ بالحلولِ كالباطنيةِ، أو كانَت المسألةُ في بابِ التكفيرِ بالمآلِ، فذهبَ المجتهدُ إلى التّكفير .. وينبني على ذلك:
الوجهُ العاشرُ: وذلكَ أنّه لا يرِثهم ورثتُهم مِن المسلمين ولا يرِثُون أحداً مِنهم، ولا يُغسَلُون إذا ماتوا، ولا يصلّونَ عليهِم ولا يُدفَنون في مقابرِ المسلمِين، ما لم يكن المستتِر، فإنّ المستتِر يُحكَمُ له بحكمِ الظّاهِرِ، وورثتُه أعرفُ بالنسبةِ إلى الميراثِ.
والحاديَ عشَر: الأمرُ بأن لا يُناكَحُوا، وهو مِن ناحيةِ الهجران، وعدمِ المواصلَةِ.
والثّاني عشَر: تجريحُهم على الجملةِ، فلا تُقبَلُ شهادتُهم ولا روايتُهم، ولا يكونونَ ولاةً ولا قضاةً، ولا يُنصّبون في مناصبِ العدالةِ من إمامةٍ أو خطابةٍ، إلاّ أنّه قد ثبتَ عن جملةٍ من السّلفِ روايةُ جماعةٍ منهم، واختلفُوا في الصّلاةِ خلفَهم من بابِ الأدَبِ ليرجِعُوا عمّا هُم علَيه.
والثّالث عشَر: تركُ عيادةِ مرضاهم، وهو مِن بابِ الزّجرِ والعقوبةِ.
والرّابع عشَر: تركُ شهودِ جنائِزهم كذلِك.
والخامسَ عشر: الضّربُ، كما ضربَ عمرُ ـ رضي الله عنه ـ صَبيغاً.
ورُوِيَ عن مالكٍ ـ رضي الله عنه ـ في القائلِ بالمخلوقِ أنه يوجَعُ ضَرباً ويُسجنَ حتّى يموت.
(يُتْبَعُ)
(/)
ورأيت في بعضِ تواريخِ بَغداد عن الشّافعيِّ أنّه قالَ: حُكمِي في أصحابِ الكلامِ أن يُضرَبوا بالجرائِدِ، ويُحمَلوا على الإِبلِ، ويُطافُ بهِم في العشائِرِ والقبائِلِ، ويُقال: هذا جزاءُ من تركَ الكتابَ والسّنّةَ، وأخذَ في الكلامِ، يعني أهلَ البِدَعِ».
هذا هو موقف السلف من المخالفين فقارن بين هذا وما يدعو إليه الدكتور ..
يقول الدكتور: (وأنه ما ساد الحوار في مجتمعٍ أو أمةٍ إلا دلّ على رُقِيّها العقلي والعلمي والحضاري)
أقول: هذا فيه تعميم، فأي حوار تعني، أهو الحوار العلمي بين أهل السنة فيما يسوغ الخلاف فيه من مسائل العلم؟
أم تعني الحوار بين أهل الحل والعقد فيما يستجد في الأمة من الحوادث التي تحتاج إلى الرأي والمشورة؟
أم الحوار بين المتنازعين في أمور الدنيا بما يحقق الصلح والتراضي؟
فكل هذا طيب مشروع لم ينكره أحد.
وهو دال على ما قلته من رقي علمي وعقلي وحضاري.
أم أنك تعني إقرار حق المخالفين للسنة على تفاوت مراتبهم في المخالفة للشريعة وغض الطرف عن نقاط النزاع والحوار والكلام في المتفق عليه من أمور عامة مشتركة وما يلحق ذلك ويستلزمه – وإن تملص منه البعض – من منع الإنكار عليهم أو التحذير منهم ومن مناهجهم ومذاهبهم؟
فهذا في الحقيقة لا دلالة فيه على رقي لا عقلي ولا علمي ..
ولو كان فيه خير ورقي عقلي لكان أسبق الناس إليه والعمل به هم سلفنا الصالح والذين كان منهجهم مع المخالفين معروفاً نقلت لك بعضه فيما تقدم، فهل طريقتهم تلك كانت علامة تخلفهم العقلي والعلمي والحضاري؟!
يقول الدكتور: (لأن الحوار هو اللغة الوحيدة التي يفهمها العقل، ويستعملها العلم، وتتداولها الحضارة)
أقول:ليس صحيحاً، بل كثيراً ما كان الزجر والهجر أكثر وضوحاً وتنبيهاً للعقل والضمير، وفي قصة صبيغ أنه بعد أن ضربه قال: (حسبك يا أمير المؤمنين، فقد والله ذهب الذي كنت أجد في رأسي) .. وكثيراً ما كان الهجر والعزل منبهاً للمخطئ ومعيداً له لى جادة الصواب.
الحوار يكون وسيلة حين يكون سبب المخالفة الجهل البسيط أو التأويل والغلط ممن يبحث عن الحق لأنّ سبب تبني هذا لمخالفته هو ظنها إياها الصواب .. لكن حين يكون الحوار مع طوائف تكن عداءً للسنة وأهلها منطلقاته التعصب وأتباع أديان كذلك فالحوار لن يجدي في هذه الحال إلاّ مزيداً من الضعف للحق وأهله والقوة للباطل وأهله ..
يقول الدكتور: (ولو تفكّرنا قليلا في البديل عن الحوار: ماذا يمكن أن يكون؟ لم نجد إلا التسلّط بالقوة. مع أن التسلط ليس أسلوبا للتواصل أصلاً، بل هو منهجٌ للتقاطع والتهاجر، مما لا يؤدي إلى تفاهمٍ ولا دعوةٍ ولا هدايةٍ (وهذه الثلاثة هي مفردات التواصل) فالتسلّطُ لم يكن .. ولن يكون منهجًا للإقناع العقلي، ولا لمحاولة تغيير المعتقدات الباطنة.
أقول: ومن قال إن التواصل هدف ومقصد؟
التواصل في منهج السلف هو اللقاء لبيان الحق وإحقاقه وإبطال الباطل ولأن يُقال للمسيء ما فيه من الإساءة ليعود ويستدرك .. أما غير ذلك فليس فيه إلا مفسدة نشر المخالف لمخالفته وتقريرها وتهوينها في أعين الناس.
ثم إن الدكتور غفل عن أنّ السلف راعوا في هذا الأمر مصلحة الأمة قبل الفرد، فلئن كان في هجر وزجر الفرد أو الجماعة قطعاً للصلة بهم ففيه تنبيه للأمة بخطرهم وحماية لها منهم، كالمريض الذي يُحجر عليه ويُترك يقاسي الألم وحده ليس قسوة عليه بل رحمة بمجموع الأمة أن لا تقع في ما وقع فيه بسبب تساهل العلماء في الحوار ومجالسة المخالفين وما يتبع ذلك من التبسط معهم.
يقول الدكتور: (ولا لتحسين تصوّر الآخرين عنا).
أقول: لسنا مكلفين شرعاً أن نكون غير ما نحن عليه ..
تحسين الصورة يريد به كثير من أهل الحداثة والعصرانيين وأهل البدع أن يترك أهل السنة كثيراً من دينهم ليكون مقبولاً حسناً في أعين المخالفين .. ويريد به الكفار أن نترك بعض ديننا أو كله لنكون عندهم مرضيين ..
وهذا لا يقول به من يحترم دينه وعقله ..
ويراد به أن نمتثل حقيقة السنة والإسلام النقي الصافي، وهذا حق بغض النظر قبله الآخرون أم لا.
فالواجب أن يستجيب المؤمن لله ولرسوله دون النظر لقبول الآخرين له ..
ونحن نعلم أن المخالف لن يرضى عن أهل السنة ويتقبلهم إلا أن يتركوا شطر دينهم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أن اليهود والنصارى لن ترضى عنا حتى نتبع ملتهم ..
{ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل ان هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت اهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير} [البقرة:120]
فهذه النغمة يجب أن يكف عنها طلبة العلم والعلماء لأن مدلولاتها غير شرعية في الأغلب.
قال ابن القيّم في سبب تحريف شريعة النصارى: «وانضاف إلى هذا السبب ما في كتابهم المعروف عندهم بافر كسيس أن قوماً من النصارى خرجوا من بيت المقدس وأتو أنطاكية وغيرها من الشام، فدعوا الناس إلى دين المسيح الصّحيح، فدعوهم إلى العمل بالتوراة، وتحريم ذبائح من ليس من أهلها، وإلى الختان وإقامة السبت، وتحريم الخنزير وتحريم ما حرمته التوراة، فشقّ ذلك على الأمم، واستثقلوه، فاجتمع النصارى ببيت المقدس وتشاوروا فيما يحتالون به على الأمم ليحبّبوهم إلى دين المسيح ويدخلوا فيه، فاتفق رأيهم على مداخلة الأمم والترخيص لهم والاختلاط بهم، وأكل ذبائحهم، والانحطاط في أهوائهم، والتخلّق بأخلاقهم وإنشاء شريعة تكون بين شريعة الإنجيل وما عليه الأمم».
يقول الدكتور: (فلا أدري: لماذا يتوجسُ بعضنا خيفةً من الحوار، بل من الدعوة إلى الحوار؟! سواء أكان الحوار مع المخالفين لنا في أصل الدين من الكفار، أو مع المخالفين لنا في بعض (المعتقدات) من المسلمين)
أقول: من العجب أن الدكتور لا يدري لما يتوجس البعض من الحوار!
كل هذا الزخم الإعلامي العالمي الذي ينادي من عقود عدة إلى الحوار بين الأديان والجلوس على موائده من أين صدر؟
ألم يصدر من جهات غربية كافرة ..
ألا يحق للمسلم أ يتوجس ويخاف من دعوة مصدرها الكفار؟
دعنا مما يقوله فكر المؤامرة ..
ولنقرأ ماذا قال لنا ربنا تعالى عن المخالفين لنا من الكفار بشتى مللهم: هل يريدون بنا خيراً أم شراً أم لا هذا ولا ذاك؟
{ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند انفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى ياتي الله بامره ان الله على كل شيء قدير} [البقرة:109]
{ما يود الذين كفروا من اهل الكتاب ولا المشركين ان ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم} [البقرة:105]
{يا ايها الذين امنوا ان تطيعوا الذين كفروا يردوكم على اعقابكم فتنقلبوا خاسرين} [ال عمران:149]
يقول الدكتور: (هل هو رفض مبدأ الحوار الذي لا يكون إلا من ضعيف الحجة؟ وهذا ما لا يجوز أن يقع من مسلمٍ عَلِمَ أنّ الله تعالى قد حباه بالدين الحق الذي ليس سواه إلا الباطل؟)
أقول: هذه الشنشنة التي يدندن حولها التغريبيون المنادون بالحرية: ألا وهو أنا أصحاب حق وثقافة قوية لا نخشى الانفتاح ولا الحوار مع الآخر .. أتعجب من الدكتور حين يردد ما يردده هؤلاء.
بل والأشد من هذا أن يعتبر رفض الحوار لا يكون إلا من ضعيف الحجة ..
حسناً سأنقل للجميع موقف بعض أئمة السلف التي تُعتبر عند الدكتور دليلاً على ضعف الحجة:
عن أيّوبَ قالَ: دخلَ رجلٌ على ابنِ سيرينَ فقالَ: يا أبا بَكر! اقرأُ عليكَ آيةً من كتابِ اللهِ لا أزيدُ أن أقرأَها ثمّ أخرُجُ؟ فوضعَ إصبعَيه في أذنَيهِ، ثمّ قالَ: أعزِمُ عليكَ إن كنتَ مسلِماً إلاّ خرجتَ من بيتِي، قالَ: فقالَ: يا أبا بكر! لا أزيدُ على أَن أقرأَ (آيةً) ثم أخرجُ، فقامَ لإزارِه يشدّه وتهيّأَ للقيامِ، فأقبلنا على الرّجلِ، فقلنا: قَد عزمَ عليكَ إلاّ خرجتَ، أفيَحِلّ لك أن تُخرِجَ رجلاً من بيتهِ؟ قالَ: فخرجَ، فقُلنا: يا أبا بكر! ما عليكَ لو قرأَ آيةً ثمّ خرجَ؟ قال: إنّي واللهِ لو ظننتُ أن قلبِي يثبتُ على ما هوَ عليهِ ما باليتُ أن يقرأَ، ولكن خِفتُ أن يلقِيَ في قلبي شيئاً أجهدُ في إخراجهِ من قلبي فلا أستطيع.
(يُتْبَعُ)
(/)
عن معن بن عيسى قال: انصرف مالك بن أنس رضي الله عنه يوماً من المسجد، وهو متّكئ على يدي، فلحقه رجل يقال له: أبو الجيرية، كان يُتّهم بالإرجاء، فقال: يا أبا عبدالله، اسمع مني شيئاً، أكلّمك به، وأحاجّك، وأخبرك برأيي، قال: فإن غلبتني؟ قال: إن غلبتك اتّبعني، قال: فإن جاء رجل آخر، فكلمنا فغلَبَنا؟ قال: نتّبعه، قال مالك رحمه الله تعالى:» ياعبد الله، بعث الله تعالى محمّداً ? بدين واحد، وأراك تنتقل من دين إلى دين، قال عمر بن عبد العزيز: من جعل دينه غَرَضاً للخصومات أكثر التنقل «.
عن هشام - يعني ابن حسان - قال: جاء رجل إلى الحسن فقال: يا أبا سعيد، تعال حتى أخاصمك في الدين، فقال الحسن:» أما أنا فقد أبصرت ديني، فإن كنت أضللت دينك فالتمسه «.
عن سلام بن أبي مطيع: أنّ رجلاً من أصحاب الأهواء قال لأيوب السختياني: يا أبا بكر؟ أسألُك عن كلمة، قال: فوَلّى أيوب، وجعل يشير بإصبعه: ولا نصف كلمة، ولا نصف كلمة «.
هذا هو موقف هؤلاء الأئمة من الحوار مع المخالف فهل كان هذا نابعاً من ضعف الحجة؟!
يقول الدكتور: (أم لأننا أصبحنا نشك في كل دعوة حق، خشيةَ أن تكون حقًّا أُرِيدَ به باطل؟)
أقول: ومن الذي قرّر أن الدعوة للحوار دعوة حق أصلاً حتى نقول إنها حق يُراد به باطل ..
بل نحن نقول إن الحوار لفظ عام يُراد به أمور شتى منها ما هو حق ومنها ما هو باطل ..
وقد ذكر الشيخ الفوزان وفقه الله طرفاً من ذلك:
وأنا على يقين من أن المفردات الباطلة داخلة فيه .. لكن المفردات الشرعية لا نرى لها أثراً ..
وهذا سبب خوفنا على أمتنا وديننا أن تمر بما مرت به الأمم قبلنا مما حذرنا منه الله ورسوله.
يقول الدكتور: (ولذلك تجد عبارات سوء الظن ظاهرةً في بيان أسباب رفضهم للحوار, من أن الدعاة إلى الحوار سيتخذونه سُلَّما للتنازل عن حقائق الدين، وإلى تمييع الولاء والبراء .. وغير ذلك من التهم!
وهذا التعميم الجائر منهم (في الشكّ)، لا يقع إلا من مسلوبِ الإرادة، أسيرٍ للغلو في فكرة المؤامرة)
أقول: كل أمر تفوح منه أسباب سوء الظن فسوء الظن به جدير .. بغض النظر عن بواطن الأمور ..
ونحن لا نقول ن الدعاة سيتخذونه سلماً للتنازل عن حقائق الدين وتمييع الولاء والبراء ..
فهذا لا نقوله، بل هذا حدث فعلاً .. وأول أماراته هو مقالك هذا يا دكتور .. فقد تم التنازل جهاراً نهاراً عن أصل أصيل من منهج السلف ومن صلب عقائدهم التي سطروها في كتبهم وأصولهم، ألا وهو الموقف من المخالف، وهو الموقف الذي لم يتغير منذ قرون ولم يعرف ما يُسمى الآن التعايش والحوار وقبول الآخر وإقرار حرية الفكر ونحو ذلك ..
وقولك: (لا يقع إلا من مسلوبِ الإرادة، أسيرٍ للغلو في فكرة المؤامرة)
فهذا في الحقيقة غير صحيح.والمؤامرة ليست نظرية ولا فكرة بل هي حقيقة قرآنية سطرها الله تعالى في كتابه ..
وليس من الغلو فيها التزام مدلولاتها ومن أهمها الحذر من الكفار ومن أهل البدع وما يصدر منهم من دعوات لا يريدون بها إلا مصالحهم والكيد للسنة وأهلها ..
قال الدكتور: (ولذلك فلا تكاد تجد عند هذا الصنف من الناس إلا النواح والعويل على الحمى المستباح والحق المغصوب, أما إنتاج الإصلاح وبرامج التصحيح فهم عنها بمعزل؛ إلا من الدعوة إلى منهجهم نفسه, لإنتاج نُسَخٍ أخرى لأمثالهم: من مسلوبي الإرادة، وأُسَراء التوجّس الْمُقَيَّدين بسوء الظن!)
أقول: النواح والعويل ممن لا يستطيعون غيره خير من الرضوخ للواقع والتنازل عن المبادئ.
وبرامج التصحيح وإنتاج الإصلاح إن لم تكن على منهج السلف ونور الوحي فلا مرحباً بها.
المعارضون لك يا دكتور ليسوا مسلوبي الإرادة .. بل هم من خيرة علماء الأمة أصحاب الإراة القوية الذين لا تغرهم الأضواء ولا الشعارات .. وأصحاب الثبات على المبادئ هم أصحاب الإرادة القوية أما تجار المؤتمرات وبائعوا الذّمم ومؤجّروا العقول فهم مسلوبوا الإرادة حقاً ..
(يُتْبَعُ)
(/)
المخالفون لك يا دكتور ليسوا هم المقيدين بسوء الظن وأسيري التوجس .. بل هذا الوصف أحق الناس به من يسارع إلى كل دعوةٍ لسوء ظنه بربه ودينه .. المؤمنون لا يغيرون مبادئهم .. لأنه يحسنون الظن بربهم ولا يتوجسون مما يصيب الأمة من عنت فيسارعون للتنازل والدعوة لمؤتمرات الكاسب فيها أعداؤنا والخاسر فيها نحن .. ولا أظن عاقلاً يقول إنه لا خاسر فيها ..
يقول الدكتور: (أم لأن الذين نغلو في تعظيمهم عاجزون عن الحوار، وسيتولّى مَهمّة الحوار حينها الذين كنا نريد أن نَسْلُبَهم كُلَّ فضيلة، وستنكشف بذلك هالةُ التقديس عمن نقدس، وسيظهر فضلٌ ما .. بوجهٍ ما .. في وقتٍ ما .. لمن أردناهم عَرِيِّين عن كل فضل؟!)
أقول:انظر لهذا الكلام وما فيه ..
فمن الذين نغلوا في تعظيمهم؟
ثم لماذا يعجزون عن الحوار وأنتم تدّعون أنه حوار في أمور مشتركة؟ ما هذا التناقض؟
أهل السنة أقدر الناس على الحوار ن كان المراد به الجدل والمناظرة ..
وإعراضهم عنها دليل قوّة لا ضعف ..
فالمخالفون هم الذين يستجدون الاعتراف بحقهم في مخالفة الوحي .. وهو حق لا يجوز الإقرار لهم به إلاّ وفق ما أتاح القرآن والسنة وبأسلوب ومنهج السلف الصالح ..
لأنهم يراعون الأمة كلها وليس أنفسهم .. ويخشون على الأمة من أمرين أحلاهما مر:
إما لحن المخالف بحجة لا يفقهها أكثر الناس فيلتبس عليهم الحق ..
أو على أقل تقدير نزع هيبة الناس من المخالف وإذابة الحواجز بينهم وبين المخالفين وتهوين أمرهم فتقع الكارثة ..
هذا إن كان المقصود بالحوار المناظرة ..
أما إ كان الحوار في الأمور المشتركة ومن ثم غض الطرف وطي صفحة الخلاف في خصائص المخالفين فهذا شر وشر وهو الذي يُنئي أهل السنة عن هذه الدعوات.
يقول الدكتور: (وينسى هؤلاء أن النبي صلى الله عليه وسلم حاورَ كفارَ مكة في صلح الحديبية، لا لدعوتهم إلى الإسلام، بل حاورهم على ما فيه إرجاءُ دعوتهم إلى عشر سنوات، يتركهم فيها النبي صلى الله عليه وسلم على الشرك!)
أقول: ما حصل في صلح الحديبية لم يكن استجابة لدعوة من كفار مكة للحوار ..
بل كان صلحاً تم فيه تأجيل القتال لا الدعوة ..
ولا أدري من أين للدكتور أنه صلى الله عليه وسلم أرجأ دعوتهم؟!
وكل ما في الأمر أنه يكف عن قتالهم عشر سنوات .. فيما يكفون هم كذلك مما أتاح فرصة كبيرة للدعوة ..
يقول الدكتور: (وفي هذا بيان واضح على أن الحوار بين النبي صلى الله عليه وسلم وكفار مكة في ذلك الصلح لم يكن بغرض دعوتهم للإسلام حينها، وإلا كيف يُعادُ المسلمُ منهم إليهم، ولا يعيدونَ المرتدَّ من المسلمين إليهم؟!)
أقول: ومن قال إنّ النبي صلى الله عليه وسلم جاء لعقد حوار للدعوة أو لغيرها ..
المفاوضات لم تشمل إلا شروط صلح عسكري سياسي لمدة عشر سنوات لم تُطرح فيه الأمور المشتركة ولا المختلفة بين المشركين والمسلمين ..
ثم مما يبين سقوط احتجاج الدكتور أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحدث بينه وبين الكفار لقاء بعد ذلك إلا تحت بارقة السيوف لما نقض الكفار العهد ..
بينما أصحابنا المتحاورون يلتقون مرات ومرات يتبادلون الكلام والابتسامات والأكل والشرب والإقامة معاً مرة بعد مرة ويعدون فيها الندوات المشتركة المسلم بجوار الكافر والسني بجوار الرافضي فماذا يبقى من الولاء والبراء في قلوب من يرى هذه المناظر تعاد عليه مرة بعد مرة ..
قال الدكتور: (بل في هذا الصلح قرّر النبي صلى الله عليه وسلم أحدَ أعظمِ أصول الحوار، وهو استثمار المشترَك بين الفريقين في إنجاح الحوار. ولك أن تقول: وأي مُشْتَرَكٍ بين الإسلام والوثنية؟!! وسيأتيك الجواب في قول النبي صلى الله عليه وسلم، عندما قال: "والذي نفسُ مُحَمَّدٍ بيده، لا يسألوني خطةً يُعَظِّمون فيها حرماتِ الله إلا أعطيتهم إياها".
ولك أن تتخيّل حاكمًا مسلمًا عادلًا قال مثل هذا القول، ألنْ يستنكر ذلك عليه كثيرون، قائلين: أيُّ تعظيمٍ لحرماتِ الله بين موحّدٍ ومشرك؟! وهل تصوُّرُ المشركين عن الإله هو تَصَوُّرُ المسلمين عنه، حتى يكون تعظيمُ المشركين لله تعظيمًا من المسلمين أيضًا لله تعالى؟!
ولكنّ السؤال المهم هنا: كيف يَصِفُ النبي صلى الله عليه وسلم تعظيمَ المشركين للحرماتِ أنه تعظيمٌ لله تعالى، وأنه لن يخالفهم في شيء من ذلك؟!!)
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول: لا أدري من أين جاء الدكتور بهذا التفسير لتعظيم حرمات الله .. وما دخل تصور المشركين للأله وتصور المسلمين وما هذا الشرود والجري بدلالة القصة؟!
فالشراح حين تكلموا في معنى هذه العبارة ذكروا أن معناها تعظيمهم للحرم والقتال فيه بمعنى أن أيّ مطلب سيطلبونه فيه الكفار عن القتال تعظيماً لحرمة البيت سأجيبهم إليه .. وبعضهم قال: تعظيماً لصلة الرحم، وهذا من صلب ديننا شاركنا فيه الآخرون أم لا ..
وقد كان هناك أمور كثيرة مشتركة لم يتكلم فيها النبي صلى الله عليه وسلم معهم مثل نصرة المظلوم وإسعاف الملهوف وخدمة بيت الله ونحوها لم يتكلم فيها معهم .. وإنما ارتضى أي مطلب منهم يؤدي إلى كف القتال ما دام فيه تعظيم لحرمات الله ..
ثم إن استدلال الدكتور بتنازل النبي صلى الله عليه وسلم عن تسميته بالنبي وعن وصف الله بالرحمن لا يصح؛ لأن هذا من خصوصياته كما قال كثير من العلماء بوحي من الله أما غيره فلا يجوز له أن يفعل ذلك ..
والدكتور مع كثير من قومه الكرام لم يتنازلوا عن وصف (الشرف) وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها على الشيخ ابن جبرين لرأي رآه في قضية آل البيت، ولم يقبل الدكتور وقومه إلا بتراجع الشيخ وبعضهم طالب بالاعتذار .. !
ولم أر الدكتور طالب بحوار حول هذه القضية وفتح باب النظر فيها .. وحتى لو لم يتراجع الشيخ ابن جبرين فهناك أمور مشتركة كثيرة جداً بينه وبينهم فلماذا ر فضوا هذا الرفض وثاروا هذه الثورة وأبوا إلا التراجع عن الفتوى؟
أما دين الله فلا بأس بالحوار في بعض الأمور .. بل أفهم من استدلال الدكتور بحادثة الحديبية أنه سيقبل يوماً بالغض من قدر نبينا صلى لله عليه وسلم وقبول فكرة حرية نقده من باب الفكر وهذا من أجل مصلحة الحوار .. !
يقول الدكتور: (لقد أجاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن هذه التساؤلات بما لا ينبغي بعدَ إجابةِ النبي صلى الله عليه وسلم عنها أن تُطرَح، بل لا يجوز مجرّدُ بقائها تَسَاؤُلًا؛ إلا عند أتباع القائلِ: "اعْدِلْ يا مُحَمَّدُ"، ممن يظنون أنفسهم أغْيَرَ على الدين وأَوْلَى به من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ!!)
أقول: ليت شعري هل يجرؤ الدكتور أن يقول من جنس هذا الكلام لمحاوريه من المخالفين له في الملة أو السنة ..
يتهم الدكتور مخالفيه أنهم من أتباع الحرورية المعترضين على حكمه صلى الله عليه وسلم.
وهذا منه لما ساء فهمه للنص وفسّره وبنى عليه قصراً من رمل أبيض ..
يقول الدكتور: (وإن وجد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مشتركًا بين التوحيدِ والوثنية جعله مُنْطَلقًا للصلح والحوار، كما في هذا الحديث الثابت، فقد شَرَع لنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ إيجادَ مُشْتَرَك بيننا وبين كل مخالف، وسيكون المشترَكُ بيننا وبين أهل الكتاب حينئذ أكثرَ من المشترك بيننا وبين الوثنيين)
أقول: من أين للدكتور أن النبي صلى الله علي وسلم وجد مشتركاً بين الوثنية والتوحيد!
بالله يا قوم هل يقول بهذا من عقل عن الله ورسوله؟!
هل هناك شيء مشترك بين التوحيد والوثنية؟!
والحق أن هناك بقايا من دين إبراهيم تمسك بها العرب أكدها النبي صلى الله عليه وسلم وقبلها وهي من صميم ديننا وجعلها ذريعة لدرء الفتنة وترك القتال .. دون أن يُفهم منه الضعف ..
والدليل على هذا كما قلتُ سابقاً أنه لم يعقب مجلس الصلح أي حوار بين المسلمين والوثنيين بل انطلق النبي صل الله عليه وسلّم في الدعوة واستغل السنوات في نشر الدين في أمان من القتال ووفر الجهد والمال العسكريين في الدعوة إلى الله ..
فأين هذا من ذاك ..
يقول الدكتور: (كما أنّ هذا الموقف النبوي يبيّنُ أنّ الحوار إذا لم يبدأ من المشترك، فإنه سينتهي إلى زيادةِ التباعد والعداوة. فلا ينبغي أن نبدأَ حوارًا إلا بعدَ أن نعرف آخر المشتركات، والتي بدأ بعدها الاختلاف).
أقول: لننظر في سنة النبي صلى الله لي وسلم هل بدأ حواره بالمشترك المزعوم، وأنقل ثلاثة مواقف:
الأول رساله النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى هرقل وفيها: (بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله، إلى هرقل عظيم
(يُتْبَعُ)
(/)
الروم، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد! فإني أدعوك بدعاية الاسلام، أسلم تسلم، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين، وإن توليت فإن عليك إثم الاريسيين، و (يأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله) إلى قوله (فاشهدوا بأنا مسلمون)
والثاني: دعوة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لقومه: عن ابن عباس قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم الصفا، فقال: «يا صباحاه». قال: فاجتمعت إليه قريش، فقالوا: ما لك؟ قال: «أرأيتم لو أخبرتكم أن العدو يصبحكم أو يمسيكم كنتم تصدقوني؟» قالوا: نعم، أو بلى قال: «فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد»
الثالث: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أميرا على سرية أو جيش أوصاه فقال: " إذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث خصال أو خلال، فأيتهم ما أجابوك إليها فآقبل منهم وكف عنهم، ادعهم إلى الاسلام فإن أجابوك فكف عنهم واقبل منهم، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين، وأعلمهم أنهم إن فعلوا ذلك أن لهم ما للمهاجرين، وأن عليهم ما على المهاجرين، وإن أبوا واختاروا دارهم فأعلمهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين، ولا يكون لهم في الفئ والغنيمة نصيب إلا أن يجاهدوا مع المسلمين، فإن أبوا فادعهم إلى إعطاء الجزية، فإن [أجابوا] فآقبل منهم وكف عنهم، وإن أبوا فاستعن بالله وقاتلهم ".
لا حظ وصيّته صلّى الله عليه وسلّم: (ادعهم) ولم يقل: (حاورهم) ..
يقول الدكتور: (يمكن أن تكون لنا مقاصدُ من الحوار غير الدعوة، ويمكن أن تكون مقاصدَ صحيحة مشروعة.
ومن هذه المقاصد:
- أن نَفْهَمَ المخالفين (كفارًا كانوا أو غيرَ كُفَّارٍ) فهمًا عميقًا، وأن نعرف حججهم، ومنطلقاتهم الفكرية، ورواسبهم العقدية، وتصوراتهم، وأساليب إقناعهم. فما نجح الغرب في غزونا الثقافي إلا بعد مئات السنين من الدراسات الاستشراقية، التي عرف معها كيف يؤثر فينا).
أقول: ألا يمكن هذا إلا بالحوار والجلوس معهم ..
هل تعني أنّ كل الذين ردوا على المذاهب الكفرية والمبتدعة لم يفهموها فهماً عميقاً ولم يعرفوا حججهم ومنطلقاتهم ورواسبهم؟
هل يتحدث الدكتور عن مذاهب أتت من الفضاء لم يسمع بها أحد .. أم عن مذاهب وأديان حدثت منذ قرون عدة كشفها وكشف زيفها أهل الإسلام وبينوا أصولها وباطلها حتى قيل عن شيخ الإسلام رحمه الله إنه يعرف المذاهب الباطلة أكثر مما يعرفها أهلها ..
وحتى المذاهب المعاصرة لها مراجعها التفصيلية ومصادرها التي تعطي المريد أدق التفاصيل عنها ..
وإذا كان الدكتور يستدل بغزو الغرب لنا بالدراسات الاستشراقية التي لم تنتج عن مؤتمرات حوار فما باله يقصر طريقنا لغزو الغرب وفهمه بالحوار والجلوس على مائدته.
وهذا السبب الذي ذكره الدكتور هو الذي جعل بعض العلماء يتهاون في مخالطة أهل الأهواء ومع هذا لم يسلم إذ ظنّ في نفسه من القوة والجسارة والقدرة ما يعصمه من التأثر بثقافة المخالفين ومن أشهرِ الأمثلةِ على ذلكَ ما حصلَ لابنِ عقيل، وفي قصّتهِ عبرةٌ عظيمةٌ، ولِمن لا يعرِفُه أنقلُ قولَ الذهبي في أوّلِ ترجمتِه: «الإمامُ العلاّمةُ البحرُ شيخُ الحنابلةِ أبو الوفاءِ عليُّ بنُ عقيل بنُ محمّد بنُ عقيل بنُ عبدِالله البغداديُّ الظفَريُّ الحنبليُّ المتكلِّمُ .. كانَ يتوقّدُ ذكاءً، وكانَ بحرُ معارفَ، وكنزُ فضائلَ، لم يكُن لَه في زمانِه نظيرٌ، على بدعتِه».
فقَد كانت فتنةُ ابنِ عقيلٍ حبُّه للعلومِ، ومجالَسةِ العلماءِ مِن كلِّ مذهَب، وهو أمرٌ نهىَ عنهُ السّلفُ، وقد قدّمْتُ لكَ خوفَ الأئمّةِ منهم على أنفسِهم، وهُم في مقامِ التّعليمِ، فكيفَ وهُم في مقامِ التعَلُّم؟
قالَ ابنُ كثيرٍ ـ رحِمَه اللهُ ـ: «وكانَ يجتمِعُ بجميعِ العلماءِ مِن كلِّ مذهبٍ، فربّما لامَه بعضُ أصحابِه فلا يلوِي علَيهِم».
(يُتْبَعُ)
(/)
وقالَ الذّهبي في الميزانِ: «أحدُ الأعلامِ وفردُ زمانِه عِلماً ونقلاً وذكاءً وتفنّناً، له كتابُ (الفنونِ) في أزيدِ من أربعِ مئةِ مجلداً، إلاّ أنّه خالفَ السّلفَ، ووافقَ المعتزلةَ في عدّةِ بِدَعٍ نسألُ الله العفوَ والسّلامةَ، فإنّ كثرةَ التبحّرِ في الكلامِ ربّما أضرَّ بصاحبِه، ومن حسنِ إسلامِ المرءِ تركُه مالا يعنِيه».
ونقلَ الذّهبيُّ عنه قولَه: «وكانَ أصحابُنا الحنابلةُ يريدونَ مِنّي هجرانَ جماعةٍ مِن العلماءِ، وكانَ ذلكَ يحرِمُني عِلماً نافِعاً» ثمّ علّقَ علَيه بقوله: «قلتُ: كانُوا ينهوْنَه عن مجالسةِ المعتزلةِ ويأبَى حتّى وقعَ في حبائِلِهم وتجسّرَ على تأويلِ النّصوصِ، نسألُ اللهَ السّلامةَ».
وفي تاريخِ ابنِ الأثيرِ: «كانََ قد اشتغلَ بمذهبِ المعتزلةِ في حداثتِه على ابنِ الوليد فأرادَ الحنابلةُ قتلَه فاستجارَ ببابِ المراتبِ عدّةَ سنين، ثمّ أظهرَ التّوبةَ».
فانظُر ـ عافاكَ اللهُ ـ إلى هذا الإمامِ العلَم كيفَ وقعَ في البدعةِ مع ذكائِه وصِدقِه وقدمِه الرّاسخةِ في العِلم، ولكنّ اللهَ يهدِي من يشاء، فكيفَ بنا الآنَ مع أقوامٍ جرّؤوا الشبابَ وطلبةَ العلمِ على مخالطةِ المبتدعةِ والأخذِ عنهم من علومٍ شتى، بدعوَى لقاءِ أهلِ العلمِ والأخذِ منهم، والاستفادةِ مِمّا برزُوا فيهِ من العلمِ، أو مخالطةِ أصحابِ البدعِ في أعمالٍ دعويةٍ أو مؤتمراتٍ مع السّكوتِ عنهم وعن باطلِهم، وما أجملَ مقولة الإمام الذّهبيّ ـ رحِمَه اللهُ ـ في ترجمة ابن الوليد الآنف ذكرُه بعدَ أن ذكرَ براعتَه في المنطِقِ: «وما تنفعُ الآدابُ والبحثُ والذّكاء، وصاحِبُها هاوٍ بها في جهنّم» فالله المستعان.
يقول الدكتور: (أن يفهمنا الآخرون، لكي يحترموا حضارتنا وقيمنا، وإن لم يؤمنوا بديننا. فإننا إذا ما استطعنا بالحوار أن نصحّح تصوراتِهم الفاسدة عنا، خفّتْ عداوتهم لنا، ووسّعنا بيننا دائرة المشتركات الحقيقية (التي لا تُلغي الفروقَ الحقيقية)، مما سينفعنا منافعَ عديدة، حتى في الدعوة إلى الله تعالى.
أقول:كيف ستصحح تصوراتهم لديننا إلا بالخوض في بيان باطل ما خالفه، وهذا لن يروق للمحاورين لأنهم جاؤوا كما تقول للحديث عن الأمور المشتركة .. تناقض!
والله سبحانه أخبرنا بديمومة عداوة أهل الكتاب لنا ولم يخبرنا عن وسائل (تخفيف) العداوة وإنما أمرنا بالحذر منهم ومن أي دعوة صادرة عنهم لأنهم إنما يودون لو يردوننا عن ديننا إن استطاعوا ..
يقول الدكتور: (- الوصول إلى نظامٍ أو قانونٍ يمنع الاعتداء على المقدسات، كما أمر الله تعالى بقوله: "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوًا بغير علم" [الأنعام: 108].)
أقول: لن تصل إلى قانون مثل هذا بالحوار يا دكتور إلا إذا تصرفت وفق ما يتصرف اليهود حين يتكلم في المحرقة .. ونحن أولى بمثل هذا الموقف مع مقدساتنا ..
ولو ظللت تحاور ألف سنة لن يُسجن شخص واحد أو يجرم ولو بدولار واحد لأن الغرب لن يتخلى عن دينه وحرية أفراده لصالح مجموعة من السذج يجلسون حول مائدة الحوار ..
لن يحترم الغرب أمة لم ينبس أيّ مسؤول فيها ببنت شفة إزاء سب نبيهم ..
لن يحترم الغرب أمة تنهي مقاطعة وتستجيب عواطفها وحميتها لمجموعة من الدعاة الإعلاميين البسطاء الذين تدغدغهم عبارات الثناء والحوار والوسطية والاعتدال التي تُكال لهم بالمجان ليقدموا المزيد!
ولن ينتهي الغرب عن انتهاك مقدساتنا مادام بين أظهرنا من ينتهكها بلا رقيب و لا رادع ..
حين يهب حاكم عربي واحد ليقول للغرب كفى .. هذا فراق بيني وبينكم إن لم توقفوا سب نبينا حين ذلك سيحترم الغرب مقدساتنا بلا حوار ولا خوار ..
يقول الدكتور: (- الوصول إلى صُلْحٍ يحفظ الدِّينَ والأعراض والدماء والأموال)
أقول: الصلح يكون بين متنازعين .. ونحن أمة مهزومة مغلوبة تُفرض عليها أوضاع معينة يُراد منها مسخها وإعادة تشكيلها ..
الذي يحصل ليس صلحاً وإنما استجابة لضغوط قد يرى البعض أن يستجيب لها شكلاً كمناورة سياسية فهذا شأنه لكن لا يجوز له أن يصدّق الموضوع فينطلق في الحوار إلى أبعد مما كان يطمع به المخالفون أنفسهم.
يقول الدكتور: (فلا تنحصر مقاصد الحوار المشروعة في الدعوة إلى تغيير المعتقدات والأديان، كما لا يجوز أن يُؤَدِّي الحوار إلى تجريمنا، أو منعنا من الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة)
أقول: والله إن لم يكن أهم وأول ما نحاور به الخلق لأجله هو تغيير المتقدات والأديان وإدخال الناس في دين الله فهذه أول هزيمة لنا ومكسب ونصر للمخالفين .. بل إنّ خلوّ الحوار أو لاتصال بالكفرة من وجود مقصد الدعوة يجعل منه نوعاً من الولاء والمخالطة المنهي عنها .. !
وكثيراً ما يسوغ العلماء بعض أنواع الخلطة مع المخالفين إذا كان هدفها الدعوة إلى الله .. بينما يقول الدكتور إنّ مقاصد الحوار لا تنحصر في الدعوة لتغيير المعتقد والدين ..
ثم يتناقض فيقول: (لا يجوز أن يُؤَدِّي الحوار إلى تجريمنا، أو منعنا من الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة) فأي دعوة بالحكمة أو بغير الحكمة وأنت أخليت الحوار أصلاً من هذا المقصد؟!
وليس المقصود باستنكار الحوار في كثير من صوره وعمومياته تجريم المشاركين .. بل هم شتى .. منهم المتأول المعذور المعروف بصدقه وإخلاصه نحسبه كذلك .. ومنهم من تاريخه يشهد بأنه رائد في تمييع الدين وتحطيم ثوابته وتكسير عظامه وأركانه، وكلهم موجود في هذه المؤتمرات .. فهذا إجرامه في حق الأمة ليس مقتصراً على مؤتمرات الحوار ..
وأما ولاة الأمور وبعض أهل العلم ممن نحترمهم ونجلهم ممن لهم في هذا تأويل فمن حقهم علينا عذرهم والذب عن أعراضهم ومن حقنا عليهم احترام وجهة نظر المخالفين لهم وإن اشتدت عباراتهم فليسوا مهما بلغ بهم الأمر أسوأ ممن قبلوا أن يحاوروهم وجلسوا معهم، فهم أولى بالحوار وتقبل مخالفتهم بسعة صدر وتفهم ..
والله من وراء القصد ..
عبدالله أحمد الحسني
منقولان من المجلس العلمي في موقع الألوكة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[21 Jun 2008, 03:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
مهلا يا شيخ حاتم!
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن أحبه واتبع هديه، وبعد:ـ
..
ـ أرتاب من تلك المصطلحات (الإصلاح) فعند العارفين أن دعوى (الإصلاح) في القديم والحديث مرتبطة بالنفاق، ولا أرمي الشيخ بالنفاق أعوذ بالله من ذلك ولكن أتكلم عن دعوى (الإصلاح)، مرتبطة من يوم ظهرت بالنفاق، قال الله {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} [البقرة: 11] والسياق عن المنافقين. وحديثاً رفع أتاتورك شعار (الإصلاح)، ورفع محمد عبده (الإصلاح) فكان ثمرة (إصلاحه) جامعة القاهرة وسعد زغلول وزوجة سعد زغلول ومن دخل عليها سعد زغلول وكشف غطاء وجهها، ولطفي السيد ... الخ.
..
هذه مغالطة منطقية لا تليق بكاتب متدين. وأعجب لمنطق كهذا أن يجد نصيرا له في صفوف أهل الديانة.
ألم تكن دعوى الإصلاح، دعوى الأنبياء عليهم السلام كما أخبر عنهم القرآن؟
لنفترض (جدلا) أن دعوة الكاتب إلى الريبة في دعوى (الإصلاح) صحيحة منطقيا ولها ما يبررها واقعيا، كيف يسوغ له أن يستدل بهكذا استدلال ظالم؟ ولو كان استشهاده بالواقع فقط دون الآيات القرآنية لربما فرض علينا أن نجد له عذرا. أما أن يسوق آية قرآنية للدلالة على أن الإصلاح دعوى المنافقين، فهذا إما أن يكون دليل كذب ومغالطة، أو دليل جهل بالمفاهيم القرآنية. والأمر في كلتا الحالتين مرفوض تماما.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[21 Jun 2008, 04:56 م]ـ
وأعجب لمنطق كهذا أن يجد نصيرا له في صفوف أهل الديانة.
.
لا تعجب فالكتاب نفسه من أهل الديانة والخير، وله كتابات نافعة كثيرة، ولا يلزم أن يفهم غيرك من هذا النص (في سياقه) كفهمك حتى من هذا الفرع، فالرجل قال "أرتاب" وهذه الريبة لا تقع إن جاء بها الأنبياء والصالحون وأهل الخير المعرفين فيه.
سلمنا ... = أخطأ الرجل في هذا الكلام، فهل يحتمل هذا الكلام منك؟!
لا أقول هذا لأني أوافقه في كل ما كتب ... إلا أن هذا النقل من باب "إثراء الموضوع" ففي كل مقال منها شيء مفيد يرد أو يصحح أو ... ما في الأصل المنقول هنا.
وليت التعليق حتى يكون منطقيا = تناول المقال كله لا قطعة من آخره فحسب ليست من صلب الموضوع.
ـ[أبوسليمان المحمد]ــــــــ[17 Sep 2008, 07:23 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبدالرحمن السديس على هذا النقل المفيد.
وينبغي لمحبي الدكتور العوني أن يتأملوا تعليقك الذي ذكرته لأنه كالقاعدة في باب الردود فإن الرد على جزء من الأصل (وإن كان مطلوبا) لايغني عن الرد على الأصل , فاحذروا أن تكون طريقتكم كطريقة بعض أهل الأهواء (وحاشاكم إن شاء الله من مشابهتم) من التشويش على الأصل (أصل التقرير أو أصل الرد) بهامش من هوامشه.
ـ[الكاتب]ــــــــ[18 Sep 2008, 02:48 ص]ـ
أحسن الله إليك يا شيخ عبدالرحمن ونفع بك وبصاحبي المقالين, فقد ضاقت صدورنا ومرضت قلوبنا من هذا التخاذل والتنازل الذي بدأ يدب في نفوس المسلمين بسبب ما يرونه من ضعف وخور في الخطاب الديني يتساوق مع النبرة نفسها التي في الخطاب السياسي مع أنه من المفترض أن يكون لكل كلمته , فعلماء الشريعة قد أخذ عليهم ربهم الميثاق أن يبينوا للناس دينهم ولا يكتمونه , وهو ميثاق غليظ يجب على من تصدى له الصدع بكلمة الحق نصحا للأمة وإبراء للذمة وإلا فليتق الله ولا يفت في عضد المسلمين ويجعل أهل الإسلام في موقف الضعفاء الأذلاء الذين يبحثون عن رضى الغرب الكافر ويرضون منهم بالدنية في دينهم (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) وكفى بهذا البيان من الرحمن, ولن نرضى بعده بقول أحد كائنا من كان.(/)
قرآنت: مشروع إسرائيلي "لتفسير القرآن للعالم
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[18 Jun 2008, 01:43 م]ـ
أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن إصدار مشروع إلكتروني لتفسير القرآن الكريم قام بإعداده أكاديميون من عرب إسرائيل معتبرة ذلك همزة وصل بين العالم الإسلامي والغرب، وهو ما حذر منه قيادات إسلامية داخل إسرائيل وخارجها واعتبروه محاولة لإيجاد جيل من المسلمين يفهم القرآن على النمط الذي تديره إسرائيل والولايات المتحدة.
وأعد المشروع الذي حمل اسم "قرآنت" 15 أكاديميا من المسلمين البدو في إسرائيل في إطار دراستهم لنيل درجة الماجستير في مجال الاستشارات التربوية تحت إشراف الأستاذ الجامعي اليهودي عوفر غروزيرد وراجعه 3 من المشايخ المسلمين، وتم إصدار النسخة الأولى منه في هيئة كتاب طبعته جامعة بئر سبع، كما شارك المشروع في مؤتمر (آفاق الغد) الذي أقيم تحت رعاية الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريس في مركز المؤتمرات الدولي في أورشليم القدس في الفترة ما بين 13 و15 من مايو/ايار الماضي بعد أن تم اختياره كواحد من أفضل 60 اختراعًا وتجديدًا إسرائيليًا قد يؤدي إلى تغيير المستقبل.
تفاصيل الكتاب
واعتبر موقع الخارجية الإسرائيلية أن "قرآنت" مشروع فريد من نوعه يجعل الذكر الحكيم وسيلة تربوية يستخدمها كل مربٍّ ورب عائلة. ويبحث المستخدم في "الفهرست" لقرآنت عن المسألة التربوية التي تعنيه، وعندها يحصل على الآية الكريمة التي تتعلق بمسألته. بعد ذلك تُعرض أمامه قصة قصيرة من وحي الحياة اليومية، حيث يكون في نهايتها دليل حسي أمام المعلم أو رب العائلة ليستخدم الآية القرآنية الواردة، ويعي رسالتها في خطابه للطفل. وفي الختام يحصل المستخدم على توضيح أو تعليل سيكولوجي – تربوي موجز يبين سيرورة ما جرى.
ويهدف المشروع إلى تقديم خدماته للمسلمين باللغات العبرية والتركية والفارسية والإنجليزية والفرنسية بالإضافة إلى العربية.
وفي نموذج تجريبي لتفسير آية عبر "قرآنت" عرض موقع الخارجية الإسرائيلية الآية 34 من سورة «فصلت» " (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).
وصاحبها التفسير الإسرائيلي قائلا: "إنه من الممكن أن يتحول العدو إلي أفضل الأصدقاء في يوم ما".
كيف بدأت الفكرة؟
قصة إطلاق المشروع رواها موقع الخارجية الإسرائيلية على لسان الطالبة البدوية بشرى مزاريب التي كانت صاحبت فكرته، قالت: "درسنا في السنة الماضية – نحن خمسة عشر طالبًا بدويًا – موضوع الاستشارة التربوية، بهدف الحصول على شهادة الماجستير.
وكان ضمن هذه الدراسة مساق "علم النفس التطوري" الذي يحاضر فيه د. عوفر غروزبرد. وبينما كانت المحاضرات تمضي كالمعتاد، توجهتُ للمحاضر، وقلت له: "أتريد أن أقول لك الحقيقة؟! إن كل ما تعلمناه لا يجدي ولا يساعدنا". سألني متعجبًا: "ولماذا؟ " فأوضحت له أنه ربما سيأتيني أحدهم غدًا -وأنا المستشارة التربوية-، وهو يقول لي مؤكدًا: "مسني الجن"، أو يقول شيئًا من هذا القبيل مما يتردد في مجتمعنا (المسلم) ومعتقداته. فكيف -بالله عليك- تفيدني موادك هذه التي تعلمنا إياها?".
تقول: سألني عوفر: "إذن، ما الذي يساعد؟ " فأجبته: "إنه القرآن الكريم"، فسألني أن أوضح له جلية الأمر. فقلت له إن "اقتباس آية من القرآن في سياقها، يترك تأثيرًا عظيمًا على جماعة المسلمين لا يضاهيه تأثير آخر".
وفي المحاضرة التالية -حسبما قالت الطالبة- حضر عوفر إلى قاعة الدراسة وهو يحمل أجزاء القرآن الثلاثين. ووزعها فيما بيننا ودعانا لأن نستخرج الآيات التي تتطرق إلى الناحية التربوية العلاجية في كل جزء من القرآن، وسرعان ما اتضح لنا أنها كثيرة في القرآن، وذلك على غرار الآيات التي تدعو الإنسان إلى أن يتحمل المسؤولية، أن يقول الحق ويصدُق، أن يحترم الآخرين ... إلخ.
وتضيف: "ثم دعانا عوفر إلى أن نؤلف قصة قصيرة تلائم كل آية من الآيات التي اخترناها، وتكون القصة من وحي حياتنا اليومية، بحيث تمثل صورة يعرضها الأب أو المعلم (المربي)، ومن خلالها يتم نقل رسالة الآية أو فحواها.
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد جمعنا معًا أكثر من ثلاثمائة قصة، وكان أن أضاف عوفر بعد كل قصة تعليلاً سيكلوجيًا- تربويًا، يسيرًا وقصيرًا، ومن هنا كان الاسم .. قرآنِت.
أهداف المشروع
وبحسب موقع وزارة الخارجية الاسرائيلية، فإن الكتاب يقدم لمستخدمه المسألة التربوية التي تعنيه، وعندها يحصل على الآية الكريمة التي تتعلق بمسألته، بعد ذلك تُعرض أمامه قصة قصيرة من وحي الحياة اليومية، حيث يكون في نهايتها دليل حسي أمام المعلم أو رب العائلة ليستخدم الآية القرآنية الواردة، ويعي رسالتها في خطابه للطفل، وفي الختام يحصل المستخدم على توضيح أو تعليل سيكولوجي – تربوي موجز يبين أسباب ما جرى.
وعددت الخارجية الإسرائيلية بين مميزات المشروع أنه يحول ما وصفته بـ"الذكر الحكيم" إلى وسيلة تربوية يستخدمها كل مربٍ وكل رب عائلة "وبذا يظهر عظمة القرآن المجدية لتكون في خدمة كل البشر – الأمر الذي لم يتحقق من ذي قبل".
وأضافت أنه يدمج القرآن مع التوجهات التربوية الحديثة ويبني جسرًا ذا اتجاهين بين العالم الإسلامي وأبناء الحضارة الغربية، كما "يعكس جمال الذكر الحكيم، حيث يعرض كرامة الإنسان، ويجعلها في مركز اهتمامه، وبذلك يكون ردًا قاطعًا على من يدعي أنه يمكن أن يُستخدم القرآن لأهداف من شأنها أن تحفز على الإرهاب".
اعتراضات مسلمي فلسطين
من جانبه حذر الناطق باسم الحركة الاسلامية في الأراضي المحتلة عام 1948م الشيخ زاهي نجيدات في تصريحات لـ"العربية. نت" من خطر المشروع الإسرائيلي لتفسير القرآن الكريم الذي أعلنته وزارة الخارجية الاسرائيلية واكد ان الهدف من ورائه هو ايجاد جيل على النمط الذي تريده اسرائيل وامريكا.
كما أكد أن محاولة وضع القرآن الكريم في القالب الذي يروق لاسرائيل وامريكا يكون بالتعامل الانتقائي مع آيات القرآن الكريم بل التعامل التحريفي لانشاء جيل بعيد كل البعد عن هذه العقيدة السمحة.
وقال الشيخ نجيدات ان الموضوع بحاجة الى بحث كبير وتدقيق مؤكدا ان عمل المؤسسة الاسرائيلية لا يدل على انها فعلا تعاملت مع شيوخ معتمدين كمرجعية للقرآن الكريم واصفا ذلك بالخديعة الإسرائيلية.
ومن جانبها استبعدت وزارة الأوقاف الفلسطينية أن تكون التفاسير التي يقدمها مثل هذا المشروع صحيحة، مؤكدة انه لا يوجد سبب مقنع لإطلاق مثل هذا المشروع في هذا الوقت والزمان، خاصة وان هناك من المسلمين من قام بتفسير القرآن بالطريقة الصحيحة، وان اصدار كتاب من هذا القبيل يثير الشكوك حول تلك التفسيرات.
وتعليقا على نموذج التفسير الذي قدمته الخارجية الإسرائيلية لآية سورة فصلت اعتبرها الشيخ حسين ابو أرميله للعربية. نت دليلا على التزوير والتحريف الذي تهدف إليه المؤسسة الإسرائيلية المعادية للإسلام والمسلمين مؤكدا أن التفسير الصحيح للآية هو ان على الناس جميعا ان يدفعوا الصدقات حتى لا يبقى أي شخص فقيرا، وبالتالي تسود المحبة بين الناس.
تحذير من الأوقاف المصرية
وبدورهم حذر مسؤولون في وزارة الأوقاف المصرية من المشروع الإسرائيلي، حيث قال الشيخ د. شوقي عبد اللطيف نائب وزير الأوقاف ورئيس قطاع شؤون الدعوة الدينية لـ"العربية. نت" إن ما يهدف له هذا المشروع هو استقطاب المسلمين وإيقاعهم في فخ الخديعة الإسرائيلية، حيث اخذ من القرآن الكريم ما يتناسب مع أفكارهم ومشاريعهم.
وأكد د. عبد اللطيف أن وزارة الأوقاف ستصدر خلال الأيام القليلة القادمة ردا واضحا تجاه هذا المشروع وما يحتويه من أكاذيب و أفكار مسمومة، كما أن الوزارة ستقوم باتخاذ خطوات ضده لمنع التعامل معه في العالم الإسلامي، و إصدار بيان للتحذير مما يحتويه من تفسير ملفق على القرآن الكريم ومعانيه سيتم نشره على موقع الوزارة على شبكة الانترنت لكي يطلع عليه الجميع.
الشك طريق الوصول إلى الحقيقة
وعلق د. إبراهيم البحراوي أستاذ الإسرائيليات في جامعة عين شمس لـ"العربية.نت" قائلا: "لا نستطيع أن نثق في وجود نوايا حسنة تجاه هذا التفسير، ولا يمكن الأخذ في الاعتبار أي نوايا حسنة يحاولون الترويج لها، ولنا الحق تماما في استخدام قاعدة (الشك طريق الوصول إلى الحقيقة).
وأضاف البحراوي: هناك عدة نقاط لابد من استيفائها، من أهمها الإطلاع على نسخة الكتاب المتداولة، ومراجعة النص القرآني وتفسيره المقدم من جانب علماء التفسير في الجامعات الاسلامية المتخصصة، ونوعية الآيات القرآنية المختارة دون سواها من القرآن، ووقتها نستطيع ادارك الحقيقة الكامنة وراء هذا الكتاب".
ويفسر البحراوي كلام الباحثة الإسرائيلية حول أهمية تفسير القرآن لعلاج المس والجان بأنه اهتمام جاء في سياق عرف اجتماعي عربي عند المسلمين والمسيحيين بالتداوي بالرموز الدينية بغض النظر عن طبيعة الديانة، بمعنى أن المسلمين يذهبون في مصر مثلا إلى كنيستي العذراء وما جرجس، والمسيحيون يذهبون إلى مسجد السيدة زينب للتداوي برموز الطرف الآخر، إلا انه ليس مبررا على الإطلاق لكي يكون علاج المس والجان سببا لتفسير القرآن على الهوى الإسرائيلي، لأن القرآن كتاب عبادة يحتوى على كافة مناحي الحياة، ولا يمكن الاعتماد علي تفسيره لأجل هذه الزاوية فقط.
جدير بالذكر أن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة كان قد قام بإعداد ترجمة صحيحة لمعاني القرآن الكريم إلى اللغة العبرية في يونيو من عام 2001.
المصدر ( http://http://www.alarabiya.net/articles/2008/06/17/51666.html)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد كالو]ــــــــ[19 Jun 2008, 08:55 م]ـ
http://www.moheet.com/image/61/225-300/613579.jpg
عش رجباً ترى عجباً ... متى كان الصهاينة حريصين على الإسلام وتعاليمه حتى يقوموا بمثل هذا المشروع الذي يزعمون أنه لإنشاء صلة بين الغرب والعالم الإسلامي؟!
هذا الاقتراح ليس هو المحاولة الأولى التي تقوم بها هذه الدوائر المشبوهة، حيث سبق لأمثالها من قبل طباعة القرآن الكريم طباعة محرفة، وحاولت شحن كميات كبيرة إلى إفريقيا، ووصل بعض أعدادها واكتشف بفضل الله، وغرق البعض الآخر في عرض البحر؛ لأن الله تعهد بحفظ دينه وكتابه فقال سبحانه وتعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:9].(/)
الادعاء الهولندي: الإساءة للقرآن تقع تحت حماية الحق في حرية الرأي والتعبير
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[02 Jul 2008, 02:06 م]ـ
المختصر/
المسلم / أوضح مكتب الادعاء الهولندي أمس الإثنين أن الإساءة للقرآن الكريم تقع تحت حماية الحق في حرية الرأي والتعبير، وأنه لن يتخذ اجراءات قانونية ضد سياسي أغضب المسلمين في مختلف أنحاء العالم حينما أنتج فيلما أساء للقرآن الكريم والدين الإسلامي.
ويأتي ذلك بعد أن تلقى الادعاء العشرات من الطلبات لاجراء تحقيق بعدما أنتج السياسي المعادي للهجرة خيرت فيلدرز فيلما في مارس الماضي يتهم الاسلام بالتحريض على العنف ويتهكم على شخص النبي الكريم ًصلى الله عليه وسلم" مما أثار احتجاجات وادانات من قبل جميع المسلمين في مختلف أنحاء العالم.
وتلقى الادعاء شكاوى بشأن تصريحات أدلى بها فيلدرز في مقابلات صحفية بما في ذلك تصريح شبه به القرآن بكتاب "كفاحي" للزعيم النازي أدولف هتلر.
وأكد مكتب الادعاء الهولندي في بيان "هذه التصريحات مضرة وعدائية بالنسبة لعدد كبير من المسلمين ولكن هذا لا يعني أن القانون يعاقب عليها." مضيفا أنه لا يرى أي أساس لمقاضاة فيلدرز لتحريضه على الكراهية أو التمييز.
وعلل الادعاء موقفه بأن "الساسة يحتاجون الى مساحة لابداء ارائهم"
وأضاف "ان حرية التعبير تؤدي دورا أساسيا في الجدل العام في المجتمع الديمقراطي. وهذا معناه أن التعليقات العدائية يمكن أن تصدر خلال جدل سياسي"
وقالت جماعة هولندية مناهضة للتمييز هي (هولندا تبوح بألوانها) انها ستستأنف قرار مكتب بالادعاء وسترغب في أن تحكم محكمة هولندية على تصريحات فيلدرز.
وقالت الجماعة في بيان "ان فيلدرز وغيره من أعضاء الحزب لا يهاجمون الاسلام وحسب ولكن المسلمين بوصفهم مجموعة وغيرهم الكثير من الاقليات(/)
مستشرق بريطاني: القرآن كلام الله تلقاه النبي من قوة خارقة
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[08 Jul 2008, 05:49 م]ـ
المختصر/
المصريون / "أحمد تلك القدرة الإلهية التي أنزلت الوحي على ذلك النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان اول من تلا آيات القرآن الكريم" هي أهم ما احتوته مقدمة الترجمة إلى الإنجليزية (القرآن مترجما) للبريطاني آرثر جون آربري الذي يعد احد أهم مستشرقي القرن العشرين.
آربري وهو من بورتسميث في بريطانيا ألف أكثر من 100 مؤلف في مجالات عدة أهمها الأدب العربي ومقارنة الأديان والدراسات الإسلامية واتخذ في ترجمته للقرآن مواقف في غاية الايجابية منها على سبيل المثال «اعترافه بأن القرآن الكريم وحي من قوة خارقة وان الرسول محمد تلقاه وحيا» مفندا مزاعم المستشرقين (آرغوليوث) و (جب) ان القرآن هو كلام محمد.
ولا شك في ان القرآن اليوم هو اكثر الكتب قراءة في العالم كما تشير الاحصاءات الببليوغرافية إلى ترجمته حتى عام 2002 إلى 890 ترجمة لازدياد الرغبة في معرفة القرآن الكريم.
وفي دراسة نقدية صدرت حديثا في مجلة الشريعة والدراسات الاسلامية (جامعة الكويت) بقلم الدكتور عبدالله الخطيب ورد ان ترجمة آربري تعد من اهم الترجمات لان لها قبولا حسنا في اوساط المثقفين الغربيين لاسيما انها تتميز بـ «دقة الاسلوب الادبي» بفضل العلم الغزير الذي بلغه هذا المستشرق في اللغتين الانجليزية والعربية.
وقالت ان ترجمة آربري تتميز عن الترجمات الاستشراقية الاخرى بالانصاف تجاه مصدرية القرآن والنبوة المحمدية ناهيك عن خلوها من الافتراءات المغرضة بشأن مزاعم «تأليف الرسول للقرآن».
وفي تصريح صحافي قال آربري: «القرآن تحفة ادبية خالدة ليس لها مثيل في اي لغة اخرى» قبل ان يؤكد انه «يوجد ترابط عجيب بين آيات القرآن الحكيم».
وتقع الترجمة في 674 صفحة من القطع المتوسط في مجلد واحد بغلاف ورقي وتضم فهرسا للمحتويات تتبعه مقدمة للمترجم ثم يأتي النص المترجم من دون نص القرآن وفي آخر الترجمة يوجد فهرس عام للكلمات المهمة واسماء الاعلام والاماكن.
ويقسم آربري الآيات المترجمة إلى مجموعات لهذا فهو لا يعطي كل آية رقمها بل يرقم كل خمس آيات على حدة.
آربري الذي دافع بقوة عن فصاحة القرآن وجماله واعجازه رد على من انكر ذلك من الغربيين مثل توماس كارليل ووصمه بالوحشية لعدم تذوقه بلاغة القرآن وعدم فهمه لنصوصه.
ومن مواقفه الايجابية الاخرى انه يصحح فكرة خاطئة وشائعة عند الغربيين هي «عدم ترابط القرآن» وانه «مرقع ترقيعا فوضويا» مثبتا خلاف ذلك وهو «ان الآيات في كل سورة مترابطة في خيوط من الايقاع المرن ووحي واحد متوافق داخليا إلى اعلى درجات التوافق».
كما يقر المستشرق بتأثير القرآن النفسي على الانسان حيث يؤكد تأثره بالقرآن تأثرا ايجابيا موضحا ان القرآن الذي نقرأه اليوم هو نفسه الذي جمع في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه وانه «لم يحرف ويبدل»
المصدر ( http://www.almokhtsar.com/html/news/1966/30/92458.php)
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[09 Jul 2008, 09:00 م]ـ
أحسنت أستاذنا الحبيب د. أحمد.
وقد قيل: والفضل ما شهدت به الأعداء، إلا أن هذا داخل في صميم الإنصاف، فهل من يستفيد من الغيورين المقتدرين في أمتنا الإسلامية، ويكثف البحث عن أمثال هذه الدراسات القيمة، ويتبنى نشرها بقوة في العالم الغربي بالطرق المناسبة، رغبة في التقرب إلى الله، وكسب ماهو خير من حمر النعم، وهدفا ساميا للتعريف بحقيقة هذا الدين العظيم وأهم مصادره المتلقى من الخالق العليم، الباقي معجزة خالدة بحفظ الله، إلى يوم الدين، ويفرح النبي بسببها بكثرة تابعيه المخلصين، ولقد أحسن القائل:
أخوك عيسى دعا ميتا فقام له = وأنت أحييت أجيالا من الزمم
جاء النبيون بالآيات فانصرمت = وجئتنا بحكيم غير منصرم
آياته كلما طال المدى جدد = يزينهن جلال العتق والقدم
أكرر شكري لأخي الحبيب، فقد أسعدت قلوبنا بمثل خبر هذا الإنصاف النادر، فجزاك الله خيرا. وليت من له علم بالترجمة وهذا المترجم المذكور، تتبع ماورد فيه لينزع ما يشك في سميته، ويستخلص عسله المصفى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[خسرو النورسي]ــــــــ[10 Oct 2010, 09:57 ص]ـ
المختصر/
"أحمد تلك القدرة الإلهية التي أنزلت الوحي على ذلك النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان اول من تلا آيات القرآن الكريم" هي أهم ما احتوته مقدمة الترجمة إلى الإنجليزية (القرآن مترجما) للبريطاني آرثر جون آربري الذي يعد احد أهم مستشرقي القرن العشرين.
...................
وفي دراسة نقدية صدرت حديثا في مجلة الشريعة والدراسات الاسلامية (جامعة الكويت) بقلم الدكتور عبدالله الخطيب ورد ان ترجمة آربري تعد من اهم الترجمات لان لها قبولا حسنا في اوساط المثقفين الغربيين لاسيما انها تتميز بـ «دقة الاسلوب الادبي» بفضل العلم الغزير الذي بلغه هذا المستشرق في اللغتين الانجليزية والعربية.
.................
وفي تصريح صحافي قال آربري:
«القرآن تحفة ادبية خالدة ليس لها مثيل في اي لغة اخرى»
«يوجد ترابط عجيب بين آيات القرآن الحكيم».
.......
«ان الآيات في كل سورة مترابطة في خيوط من الايقاع المرن ووحي واحد متوافق داخليا إلى اعلى درجات التوافق».
للرفع و الاهتمام بجمع أمثاله ....(/)
نسخة معدلة من بحث: الحجاب يتحدى
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[06 Aug 2008, 11:26 م]ـ
الحجاب يتحدى
د. أحمد إدريس الطعان
كلية الشريعة – جامعة دمشق
أختاه يا ذات الحجاب تحية كم في عفافك أنت رائعة جميلة
ياوردةً في الكون فاح عبيرها وشريعة الإسلام دوحتها الظليلة
تيهي على الدنيا فخاراً واسحبي ثوب الإباء وجرجري تيهاً ذيوله
كم أمة بنسائها فوق الذرى كم أمة بنسائها ركعت ذليلة
لم أعرف كيف أنسق الأبيات الشعرية في الصفحة فالمعذرة
? يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا? [سورة الأحزاب: 59].
بسم الله الرحمن الرحيم
تمهيد:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
قال الله عز وجل ? وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ ... ? سورة النور آية 31
وقال عز وجل ? يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ? سورة الأحزاب آية: 59
لقد كانت فريضة الحجاب فريضة محكمة أراد الله عز وجل من خلالها أن يحفظ للمرأة كرامتها من الامتهان، وعرضها من الابتذال، وذلك بسترها لجسدها ومفاتنها، حتى تتمكن من القيام برسالتها الإنسانية إلى جانب الرجل وتكف طرفه عنها لكي لا يطمع في شرفها من كان في قلبه مرض ? فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا ? سورة الأحزاب آية: 32
إن الآيات الكريمة السابقة نسيج واحد يحتوي على مجموعة من الوصايا التي تكرم المرأة، وتهيئها لحمل رسالتها كإنسان مكمل لنصفها الآخر: الرجل.
- فلتغضض من بصرها كما أُمر الرجل.
- ولتحفظ فرجها مثلها مثل الرجل.
ثم تتميز المرأة تبعاً لتكوينها الذي خلقها الله عز وجل فيه ووظيفتها التي أناطها الله عز وجل بها ببعض الأوامر والوصايا:
- فلا تبدي زينتها إلا لمن سمّاهم الخالق عز وجل.
- وتضرب بخمارها على رأسها وعنقها وصدرها.
- وتحرص على أن حالها مبني على الستر دائماً فتدني على جسدها جلباب اللباس والقماش وعلى نفسها وكرامتها جلباب الحياء والفضيلة.
- وتجدّ في لهجتها وحديثها، وتخفض من صوتها وضحكها، وتختار الكلمة المناسبة مع المقام المناسب بحسب الحال والمآل حتى لا يطمع بها مرضى القلوب.
وحين تتحقق المرأة بهذه الوصايا فلا عليها أن تكون عنصراً فاعلاً في الحضارة إلى جانب الرجل تشاركه في محافل العلم والعمل والجهاد والتربية والدعوة ولم يمنعها حجابها من كل ذلك ولم يعق حركتها ولم يعرقل مسيرتها.
المطلب الأول - العلمانية والحجاب:
لم تنظر العلمانية إلى قضية الحجاب على أنها قضية شخصية يسري عليها الحق الفردي في الاختيار والإرادة، وذلك لأنها مسألة ذات أبعاد دينية، بل أقول لأنها ذات أبعاد إسلامية بالدرجة الأولى، وهكذا فإن الغرب باعتباره هو الذي يسوق قطار الحضارة اليوم وقف موقفاً سلبياً من الحجاب لأنه أصبح رمزاً لأعتى عدوٍّ صنعه الغرب لنفسه وهو الإسلام. فتحولت مسألة الحجاب إلى مسألة سياسية خاضعة لرهانات القوة والتفوق.
ومضى جيل التلاميذ المدللين يردد المقولات الغربية بشأن الحجاب، ويَعدُّ كل باحثٍ يُسهم في نزع الحجاب باحثاً تنويرياً تُكال له المدائح، وتُعقَد له الندوات ()،حتى ولو تميز هذا الباحث بشيءٍ من الإنصاف والرزانة فإن الأنشطة العلمانية كفيلة بتحويله إلى رمز للتنوير والحداثة حتى ولو لم يرغب هو بذلك، وأقصد هنا قاسم أمين كمثال فلم أجد في كتبه الثلاثة المشهورة " المصريون " وتحرير المرأة " و " المرأة الجديدة " ما يدعو المرأة إلى الانسلاخ من تعاليم الشريعة أو اعتبار أحكام الشريعة الخاصة بها أحكاماً تاريخية، كل ما دعا إليه أن تنزع
(يُتْبَعُ)
(/)
المرأة عن وجهها النقاب، ولم يطلب أكثر من ذلك، لأن النقاب بنظره يسبب للمرأة حرجاً وعائقاً في حياتها العملية ().
ولكن هذا لا يعني أننا ننفي ما في مؤلفيه الأخيرين " تحرير المرأة " و " المرأة الجديدة " من نزعة بارزة إلى التغرب والتأورب ()، والاختلاط بين الجنسين، ولكن الرجل ظل يؤكد على مرجعيته الإسلامية والقرآنية، وظل يؤكد على أن الحجاب الذي يطالب برفعه هو غطاء الوجه فقط ()، وأن الاختلاط الذي يريده هو في حدود ما تسمح به الشريعة ()، وذلك انطلاقاً من مبدأ يؤمن به وهو أن التربية ممارسة عملية حياتية قبل أن تكون ممارسة علمية كتبية (). وأن الدين أساس التربية (). ولكن الطابور العلماني في بلادنا استطاع أن يحوّل قاسم أمين إلى رمز لتحلل المرأة من الشريعة عبر تاريخ طويل من التزوير والتحوير، وبظني لو كان الرجل حيّاً لتبرأ من كل هذه الإلصاقات العلمانية.
وتتخذ الهجمة على الحجاب طرائق مختلفة، فمرة بطريقة ساذجة كما تحدث عبد العزيز الثعالبي 1874 – 1944م حين قصر الآيات التي تتحدث عن الحجاب على نساء النبي ? ()، واعتبر ستر الوجه عادة فارسية تسربت إلى المجتمع الإسلامي () وهو في هذا القول يردد المقولات الشائعة عند الغربيين عن الحجاب الإسلامي (). وأن نزع الحجاب ما هو إلا إعادة للمجتمع إلى المجتمع المتحضر الذي كان في عهد النبي ? والذي هو مثيل للمجتمع الأوربي المعاصر (). ومرة ثانيةً بطريقة فاشية استفزازية تتجاوز حدود اللياقة والأدب كما تحدث الطاهر الحداد عندما يقول: "" ما أشبه ما تضع المرأة من النقاب على وجهها منعاً للفجور بما يوضع من الكمامة على فم الكلاب كي لا تعض المارين، وما أقبح ما نوحي به إلى قلب الفتاة وضميرها إذ نعلن اتهامها وعدم الثقة إلا في الحواجز المادية التي نقيمها عليها "" ().
ويضيف: "" كلما فكرت في أمر الحجاب لا أرى فيه إلا أنه أنانيتنا المحجبة بالشعور الديني كحصن نعتز به على المخالفين "" ().
وهكذا حتى نبدو كمتحضرين يجب علينا أن نُعرض عن كتاب ربنا وآياته البينات، ونصوصه المحكمات، ونقوم بتحريف المعاني، وقلب الحقائق، فنجعل من الحجاب تخلفاً وأنانية، وتشكيكاً وعنصرية، ونتجاهل الأوامر الربانية، والوصايا النبوية، كل ذلك من أجل أن يرضى عنا الغرب، ونحظى لديه بالقبول، فقد أصبح المجتمع الأوربي المعاصر هو المثل الأعلى الذي علينا أن نترسم خطاه!.
وقد أدرك الغرب أن حجاب المرأة المسلمة – المسلمة فقط - رمز للتحدي يشكل خطراً على إيديولوجيته العلمانية ولذلك قرر منع الحجاب. فشعاراته البراقة، وشعارات الثورة العلمانية كلها ركلت بالأقدام في سبيل منع الحجاب وبدا للناس جميعاً حقيقة طالما خفيت عليهم وهي أن شعارات الحرية والديمقراطية إنما هي مجرد أوهام وأحلام خدعوا بها.
سألت أستاذاً علمانياً ينسب نفسه إلى الفلسفة لماذا منعت الدولةُ التي ترفع لواء العلمانية المرأةَ المسلمة من حجابها؟! فقال لي: - ولعله يسترضيني – هذا في الحقيقة شرخ كبير في العلمانية كان عليها أن لا تقع فيه، ولكن العلمانية تصحح أخطاءها ومساراتها دائماً. فقلت: إن هذا الشرخ ليس في المظهر، ولا في كونه مجرد نزوة عابرة، أو خطأ في الممارسة وإنما هو نتاج للخلل في الأساس العلماني، وهو شرخ في القاعدة الفلسفية التي تقف عليها ظاهرة العلمانية.
لقد صدع العلمانيون رؤوسنا في التنكيل بالأنظمة المستبدة، والتغني بالحرية والمساواة والديمقراطية ونحن معهم في ذلك. كما تحدثوا عن الفاروق عمر على أنه " المستبد العادل " أي أنه الخليفة الذي يمتلك كل السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية وهو بنظرهم اتجاه لم يعد صالحاً لهذا العصر، والبديل له بنظرهم دولة المؤسسات العلمانية التي لا سلطان لأحد عليها إلا للعدالة.
والسؤال الآن: إذن لماذا ضاق الغرب ذرعاً بحجاب المرأة المسلمة فكشر عن أنيابه وأصدر قراراً بمنعه؟ كيف استطاع أن يفعل ذلك ما دامت المؤسسات العلمانية القانونية هي التي تحكم ولا سلطان لأحد عليها؟
أليس هذا القرار من أحط ألوان الاستبداد، ولا يمكن تصنيفه إلا في مخلفات القرون الوسطى المظلمة؟!.
(يُتْبَعُ)
(/)
لم تنج إذن العلمانية من الاستبداد، والاستبداد الظالم، فإذا كان لا مناص من الاستبداد إذن فأن يكون استبداداً عادلاً خيرٌ لنا، فعادت الحاجة ماسة إلى مثل الفاروق عمر رضي الله عنه.
الإشكالية هنا: أن الإنسان هو الذي يحكم، وهو الذي يسيّر المؤسسات وهو الذي يسن القوانين، وهو الذي يفسرها ويؤولها وهو الذي ينفذها، فما أسهل عليه أن يوظف ذلك كله لخدمة مصالحه ومنافعه، وخصوصاً في هذا العصر الذي يلعب الإعلام والدعاية دوراً بارزاً في غسل الأدمغة، وترويج الأفكار، وتغليب بعضها على بعض بحسب الحال والظرف والمصلحة.
ومن هنا فالشعارات العلمانية الرائجة اليوم مثل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان هي شعارات ظرفية تخدم الإنسان الأقوى – الإنسان الأبيض – وتوظف الآخرين لخدمته وفي الوقت الذي تصبح خطراً عليه تداس بالأقدام وتُركل بالنعال، وظاهرة الحجاب مثال على ذلك.
ولذا فالقول إن العلمانية وقعت في خطأ – مجرد خطأ – حين منعت المرأة المسلمة من حجابها هو محاولة للخروج من عنق الزجاجة، لأن الممارسة العلمانية محكومة بشيئين هما:
- الإنسان وطغيانه الممكن، بل الغالب.
- النفعية البراجماتية، والأثرة الظاهرة في السلوك الإنساني أفراداً ودولاً وجماعات. وفي هذه الحالة فالقضية ليست مجرد خطأ وإنما انهيار في البنيان العلماني من أساسه.
العلمانية لها قيمها المعلنة، والأديان كذلك، وإذا كانت الأديان تعد من يخرج عن عقائدها كافراً، فإن العلمانية كذلك تحكم عليه بالنفي والإقصاء أو التخلف والرجعية أو الإرهاب، فالعلمانية في هذه الحالة تتحول إلى دين علماني له قيمه وأصوله ورجاله بل وطقوسه أيضاً. والقول بأن العلمانية لا تنظر إلى نفسها على أنها مقدس يحرم المساس به ولذلك فهي تجدد نفسها وتصحح أخطاءها دائماً عبر صيرورة مستمرة كلام جميل ومعسول، ولكن الدين كذلك يقول، فالإسلام يجدد نفسه دائماً " إن الله يبعث لأمتي على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها ".
فالعلمانية إذن دين متجدد، والإسلام أيضاً كذلك والفارق هو أن الإسلام له ثوابته التي لا تُمس بينما العلمانية تدعي أنها متلونة ولا ثوابت لها إلا الواقع بتغيراته وأنماطه المختلفة.
ولكن الإسلام لا يرغم الآخرين على أن يمارسوا شعائره فهم أحرار في دار الإسلام في ممارسة شعائرهم والإسلام يحميهم، بينما العلمانية في دارها ترغم المسلمة على ممارسة الطقوس العلمانية في السفور والانحلال.
المطلب الثاني - الحجاب والتحدي الحضاري:
مرة أخرى: لماذا تضطهد العلمانية المرأة المسلمة المحجبة؟
إن الغرب لا يرى في الحجاب الإسلامي مجرد قطعة قماش تستر شعر المرأة أو رأسها أو وجهها وإنما يرى في الحجاب اختزالاً للحضارة الإسلامية تغزوه في عقر داره.
إن الحجاب يعني في المنظور الغربي أن الإسلام كله بقرآنه ومحمده وكعبته يتجسد في قطعة القماش هذه، وفي هذه المرأة المحجبة التي تخطر في شوارع باريس أو لندن. وإن هذه الصورة تمثل بالنسبة له أخطر ألوان التحدي، إنها تذكره بطارق بن زياد وموسى بن نصير وعبد الرحمن الغافقي على تخوم باريس. كما يرى الغرب في المرأة المحجبة وهي تتبختر في شوارع باريس أو غيرها كأنها ترفع راية الإسلام وتدوس قيم الغرب، وتتحدى شعاراته البراقة، وتهزأ بحضارته المبهرجة، وتترفع عن مدنيته الزائفة، إنها تتشبث بأصالتها في وسط المعمعة، وتلتف حول دينها وعفتها وشرفها في وسط تيار جارف من الإغراء واللذة. إن منظرها مثير جداً فهو يشبه منظر الجندي المستميت في وسط المعركة حين يرفع اللواء والرماح تنوشه من كل مكان فيظل ممسكاً به حتى تتقاسمه شفرات السيوف وأسنة الرماح. ....
إن الغرب لا يرى في المرأة المحجبة مرأة بل يرى الإسلام يتحداه في عقر داره، وقد حاول جاهداً أن يصمت لسنوات محافظاً على قيمه في الحرية، ولكن ضغط الحجاب ودلالاته التاريخية والحضارية، وإيحاءاته الاستفزازية لمظاهر التعري، جعل صبره ينفد فانتهك القيمة الأساسية التي يقف عليها وهي قيمة الحرية وذلك ليوقف هذا المد الإسلامي الخطير.
(يُتْبَعُ)
(/)
أجل إن الحجاب الإسلامي – الإسلامي فقط – ليس مجرد تحد فقط بل هو غزو وبشارة في ذات الوقت، فالمرأة الغربية اليوم تعيش في أحلك أيامها، وأسوأ لحظاتها يقول بيير داكو "" لم يسبق للمرأة أن كانت مسحوقة ومنهارة وخامدة مثلما هي عليه الآن، ويمثل عصرنا أكثر العمليات دناءة في تاريخ المرأة، فالمظاهر خداعة، ذلك أن الفخ مموه على نحو يثير الإعجاب "" () "" إن الفخ قام بعمله على نحو ممتاز ... فالسمكة كانت جائعة، وكان يكفي إلقاء الصنارة في الماء حتى تنخدع بها "" () إن بيير داكو يلخص لنا حالة المرأة في الغرب بعبارة مختصرة، إنها حالة مأساوية مريرة. وقد بدأت المرأة تشعر بذلك، وبدأت تتململ من الضياع والعبثية التي خُدعت بها، حين حولتها الإمبريالية إلى جسد سلعي خاضع للتداول وسوق العرض والطلب، فتحول الجسد الأنثوي عبر نشاطه الجنسي إلى سلعة "" ضمن شبكة كبيرة ذات صيت عالمي، شبكة تمثلها شركات عابرة للقارات فوق قومية متعددة الجنسيات، وفّرت عروض أزياء لتظهر مفاتن الجسد ... ودعايات مصورة بألوان جذابة .. مجلات وجرائد تعرض مشاهد مختلفة تأسر الحواس ... وأفلام سينمائية وأشرطة فيديو، إنها إمبريالية الفيلم الجنسي " () فأصبحت المرأة أولاً وأخيراً جسداً تتفنن الثقافة الاستهلاكية في عرضه والمتاجرة به ()، لحساب الرجل، وانخرطت في لعبة كانت هي الخاسرة فيها، لأنها باعت أنوثتها دون مقابل، وكانت النتيجة: اليأس والإحباط ومتاهة الشعور بالدونية ()، ولذا فالمرأة الغربية ترى أن صورة المرأة المسلمة المحجبة صورة مثالية تتمنى لو يتاح لها أن تعيشها (). ولكنها ليست مهيأة لذلك فهي مكبلة بقيود ثقيلة، إنه إرث العلمانية المديد: تفكك أسري وضياع اجتماعي وأخلاقي، وعدمية فلسفية، وفردانية موحشة.
ومن هنا فالمرأة المسلمة في الغرب تؤدي بحجابها دور الداعية الصامتة، إنها ترفع شعار "" العالَم المتميز "" أو "" الكيان المستقل "" أو " الحمى المسيّج "، في مقابل " الكلأ المباح " الذي تمثله المرأة الغربية، فهي كيان مستقل عن عالم الرجال وعالم أنثوي متميز عن عالم الذكورة.
إن المرأة المسلمة بحجابها تحتكر أنوثتها وتمتلكها ولا تبددها في عالم الرجال، إنها تنطوي في داخلها على سرٍ يجب أن يظل مطمحاً لعالم الرجولة تهفو إليه الرجولة فلا تنال منه إلا بقدر ما يتحقق من سعادة وكرامة إنسانية مشتركة.
إن في المرأة جانبان: جانب عملي إنساني مشترك بينها وبين الرجل وهو دورها في الحياة والبناء والإعمار والمشاركة والعمل والعلم والإبداع.
وجانب آخر هو أنثوي غريزي تميزت به المرأة عن الرجل، وزودها الصانع عز وجل بمكونات الأنوثة فهي أم حنون وزوج رؤوم، وأنثى لعوب. والإسلام لا يريد لأيٍ من الجانبين أن يطغى على الآخر، فلا يريد المرأة المترجلة التي تكبت أنوثتها وتتحول إلى كائن قاس عنيف جلف.
ولا يريد المرأة الجاهلة العابثة التي تُحوّل نفسها إلى أداة للمتعة واللذة والإنجاب فقط ().
إن ما يصلح المجتمع هو المرأة التي يتكامل فيها الجانب العملي مع الجانب الأنثوي أو الجانب الوظيفي الحياتي مع الجانب الغريزي. وإن المرأة حين تقف إلى جانب الرجل في المعمل أو المخبر أو الوظيفة فهي تزاحمه بإنسانيتها وكفاءتها وليس بأنوثتها، وأنوثتها تظل ورقة مخفية مدخرة لا تمنحها للرجال إلا في الإطار المشروع، إطار البناء المشترك والمساواة والندية.
بينما المرأة السافرة الفاتنة ترمي بلحمها وشحمها أمام الكلاب الجائعة، والذئاب الغادرة، والثعالب الماكرة، وهي بسفورها ومفاتنها تدفع بكفاءتها وإنسانيتها وفاعليتها إلى الوراء وتدفنها في الأعماق، وذلك لأن صوت الغريزة واللذة أقوى من صوت العقل – غالباً – وأقوى من صوت الحرية والتحضر والضمير والأخلاق، هذه الشعارات الجوفاء التي تنادي بها العلمانية.
(يُتْبَعُ)
(/)
والآن بعد فوات الأوان أدركت المرأة الغربية أنها خُدعت في أعظم عملية نصب واحتيال في التاريخ إنها مهزلة "" حرية المرأة "" ولذلك فهي تغبط المرأة المسلمة على حجابها وعفافها وترى أن هذا هو رأس المال الثمين الذي فرطت به حين خدعوها فأوهموها أنه قيود وتخلف، ولكنها حين فعلت ذلك خسرت كل شيء، ولأن المرأة فُطرت على الرحمة والشفقة فإن المرأة الغربية لا تريد لأختها الشرقية أن تنحط في المرتكس نفسه، وتقع في الفخ ذاته ().
إن أهم ما يعنيه الحجاب بالنسبة للمرأة هو إبراز فرديتها الإنسانية، وتكنيز شخصيتها الأنثوية لتكون قادرة على مشاركة الرجل في الفعل الحضاري دون أن تخضع لابتزازه أو انتهازيته، ذلك لأن الجانب العملي والعقلي والإنساني والحياتي في كلا الطرفين متساوٍ ويبقى الرجل متفوقاً برجولته الظاهرة البارزة، لأن الرجولة يناسبها الظهور والبروز فكيف تقابل المرأة الرجولة لتكون نداً للرجل؟ ظنت المرأة أو قيل لها إن عليها أن تقابل رجولته البارزة بأنوثتها المكشوفة ومفاتنها المعروضة فصدقت ذلك، وأخطأت لأن الأنوثة سلاح لا يناسبه الظهور والانكشاف بل ذلك يثلمه ويفقده قوته وأهميته، وكان من الواجب مواجهة الرجولة المكشوفة بالأنثوية المخفية والمفاتن المحجوبة فذلك لون من الدلال والتمنع يزيد المرأة قوة وحيوية وتأثيراً في الرجل.
إن سلاحها ليس كسلاح الرجل فسلاح الرجل لا يضيره الظهور والانكشاف بل يكون أمضى كلما كان كذلك، بينما سلاح المرأة يكون أمضى كلما كان أخفى، ألا ترى إلى الرجل يرى المرأة المحجبة التي تغطي وجهها فيتوق إلى رؤية عينيها، وإذا رأى امرأة تظهر عينيها يتوق إلى رؤية وجنتيها، وإذا رأى وجنتيها يتوق إلى رؤية فمها وشفتيها، وهكذا ... بينما المرأة السافرة لا يتوق الرجل منها إلا إلى اللذة والمتعة لأنها مملة ومبتذلة، فهي بنظره رخيصة. حتى الرجل المنحرف الفاسق إذا ما أراد أن يقترن بامرأة اقتراناً مشروعاً ويتخذ منها شريكة لحياته، فإنه يبحث عن المرأة الشريفة العفيفة التي تحفظ نفسها وتعتز بشخصيتها، وتصون كرامتها ().
ألا ترى النفس تتوق إلى الفاكهة المغلفة النظيفة بينما تعاف الفاكهة المكشوفة للذباب والحشرات، وهكذا فالمرأة طبقاً للمنظور الإسلامي أشبه بالجوهرة النفيسة التي تصان عن الأعين الزائغة والأيدي العابثة لتبقى ثمينة ناضرة جميلة:
قل لمن بعد حجاب سفرت أبهذا يأمر الغيدَ الشرف
إنما المرأة درة وهل يُصان الدر إلا بالصدف
إن في الحجاب جانباً من الإغراء أيضاً ولكنه الإغراء الإيجابي النافع الذي يحفظ للكيان الإنساني وجوده ونوعه وعفته، فالمرأة المحجبة حين تحجب نفسها عن زوجها أثناء الخروج من المنزل وتستر مفاتنها عنه تغريه وتشوقه إليها، ويشعر بتجدد في علاقته العاطفية معها حين تدخل معه المنزل مرة أخرة بحجابها ثم تخلعه أمامه وله فقط!، بينما تلك السافرة المتبرجة فلا يوجد لديها ما تخفيه عن زوجها بل عن الناس إلا القليل، فجسدها مكشوف، ومفاتنها معروضة للغادين والرائحين، ولذلك فبضاعتها كاسدة، ألا ترى أن احتكار السلع يزيد في ثمنها، ويعزز من قيمتها، فكذلكم المرأة التي تحتكر جمالها وأنوثتها ومفاتنها.
إن هناك مشكلة يعاني منها الغرب بسبب العري والسفور والخلاعة فحيثما اتجه الإنسان يجد أمامه نساءً كاسيات عاريات مائلات مميلات، وهذا فجّر لديه الغريزة الجنسية، ولم يتمكن من كبحها لأنها ثارت فهاجت فانفجرت، "" فكان خطر القنبلة الجنسية أشد هولاً من خطر القنبلة الذرية "" () فحيثما اتجه الإنسان اليوم في دوامة العولمة يتعرض " للقصف الجنسي " () في الإعلانات والمجلات والأفلام، والآن دخل " الغزو الجنسي " إلى البيوت عبر المحطات الفضائية، ومع طول العهد والاعتياد للمناظر الفاتنة المغرية الفاضحة، ومع طول الانغماس في الإباحية والشهوات تحول الأمر إلى مشكلة أخرى لم تكن في الحسبان – فبالإضافة إلى الأمراض الجنسية الكثيرة التي انتشرت نتيجة للعري والسفور ظهرت مشكلة البرود الجنسي، فلم يعد الرجل يميل إلى المرأة لأنها أنثى تثيره بضحكها أو بمشيها أو بقوامها أو بأنوثتها، ولم يعد يثيره فيها إلا الترميز الجنسي بكافة أشكاله وممارساته، ولذلك أخذ الإنسان الغربي يتفنن في اختراع المثيرات والمرغبات
(يُتْبَعُ)
(/)
الجنسية المقززة، والتي تعافها الفطرة السليمة. وحين يقضي كل منهما وطره من الآخر يشعر بتفاهة اللذة، وانعدام المعنى، وعدمية الوجود، إذ أقصى ما يطمحان إليه قد بلغاه فإذا هو جدارٌ صلبٌ تصطدم به السعادة. وهنا نلاحظ منفعة الحجاب إذ هو يكشف لنا أن وراء اللذة بعداً روحياً نسمو إليه يخترق ذلك الجدار الصلب، وهو من حيث لا نشعر يحقق توازناً بين الشهوة والحب أو قل بين اللذة والمسؤولية، أو قل بين الرسالة والمتعة.
إن المجتمع الذي تحتجب نساءه مجتمع لا يعاني مطلقاً من الأمراض الجنسية، ولا يعاني رجاله مطلقاً من البرود الجنسي، لأن المرأة المحجبة تحفظ لزوجها طاقته الجنسية وتعينه على تجديدها بشكل مستمر في لحظات انحجابها وانكشافها أمامه. "" قال لي أحدهم: إنه يشعر بتجدد في علاقته مع زوجته كلما ارتدت حجابها وخرجت معه في نزهة أو زيارة، وإنه يشعر كأنه يراها لأول مرة حين يعودان إلى البيت فتخلع لباسها أمامه "".
المطلب الثالث – لماذا شُرع الحجاب؟:
إذا كان بعض الغربيين يرى أن الحجاب رمز لاضطهاد الأنثى () فإن البعض الآخر يرى أن الحجاب كان رمزاً للسلطة والنفوذ في الإسلام، وليس علامة لاضطهاد ذكوري، لأن النساء اللواتي ارتدينه لأول مرة كن غيورات من المركزية التي تبوأتها نساء النبي صلى الله عليه وسلم فأردن أن يقتدين بهن في ذلك، حتى زوجات الصليبيين أخذن يلبسن الحجاب آملات أن يجدن معاملة أفضل بعد أن رأين الاحترام الذي حظيت به النساء المسلمات، وكان المسلمون يشعرون بالرعب لدى رؤية الطريقة التي يعامل بها المسيحيون الغربيون نساءَهم في الدول الصليبية، ولقد شجب العلماء المسيحيون الإسلام في القرون الوسطى لأنه يعطي النساء والعبيد حقوقاً أكثر مما ينبغي ().
والحقيقة أن الحجاب في الإسلام هو رمز للحشمة والعفة، فلا يختلف اثنان على أن التشريع في الإسلام لا يصدر إلا عن القرآن الكريم والسنة المطهرة، وقد وردت آيات وجوب الحجاب في القرآن الكريم بوضوح لا يرقى إليه شك، ويمكن جمعها على النحو الآتي:
* (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ. وَقُل لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (النور: 30 - 31).
* (وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللاَّتِي لاَ يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (النور:60).
* (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاَةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) (الأحزاب: 33).
(يُتْبَعُ)
(/)
* (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلاَ أَن تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمًا) (الأحزاب: 53).
* (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) (الأحزاب: 59).
وبالعودة إلى الآيات الكريمة التي وردت في شأن الحجاب، نرى أنها جميعا قد جاءت في سياق غض البصر وحفظ الفرج، ويدل على ذلك ما تلاها من آيات تُفصّل آداب الاستئذان قبل الدخول، والحث على الزواج والإعفاف.
وعليه، فإن العلة الأولى للحجاب أو الخمار، هي إحصان المرأة وحفظ كرامتها بتغطية ما يثير شهوة الرجال من زينتها، وذلك بستر سائر بدنها خلا الوجه والكفين، مع التأكيد على أن العفة تُناط أولا بالتربية وتزكية النفوس لكلا الجنسين، كما قال تعالى: ? ولباس التقوى ذلك خير ? ()، فيما تأخذ تغطية الزينة حكم الإجراء الاحترازي لدرء الفتنة، والتي لا تُقصر على ضعاف النفوس فحسب، بل على المجتمع بأسره، إذ لا يخفى على أحد أن الغريزة الجنسية يستوي فيها العقلاء مع العامة، والتاريخ حافل بقصص الخيانة الزوجية على جميع المستويات.
الغاية إذن هي مساواة المرأة بالرجل لا تمييزها عنه، فلمّا اختصت الزينة والفتنة بأحدهما دون الآخر، كان لا بد من مواءمة الأحكام للفروق القائمة بينهما، ليلتقي كل منهما في إطار أعمالهما اليومية بما يضمن التقاء إنسان لإنسان، دون أن يشوب هذه العلاقة ما يهبط بها إلى دركات الشهوانية المقيتة ().
لأن المرأة حين تظهر في لقاء علمي أمام الرجال بمفاتنها الأنثوية، يتغلب فيها الجانب الأنثوي الغريزي على الجانب العلمي والإنساني، لأن صوت الغريزة أقوى من صوت العقل، ولذلك يكون حديثها إليهم في واد، ومشاعرهم في واد آخر، لأن الرجال في هذه الحالة يتعاملون معها على أنها كتلة من الأنوثة والمتعة ولا يلتفتون إلى ما تحمله لهم من أفكار علمية.
ويروي لنا أستاذنا الدكتور البوطي حادثة فتاة ألمانية كانت مشاركة في أحد الملتقيات الفكرية في الجزائر، فعندما دُعيت إلى إلقاء كلمتها في ميقاتها المحدد، وكانت كأي امرأة أخرى متبرجة بادية المفاتن، وكانت تضيف إلى ذلك كله كثيراً من الحركات المغرية، ونظرتُ إلى وجوه الحاضرين أتفحصها، وهي مسترسلة في حديثها الفكري المهم، فلا والله ما رأيت الأعين إلا طافحة بمشاعر الغريزة وأخيلة المتعة، وما عثرت في الوجوه على أي أثر لتفاعلٍ ذهني أو تجاوبٍ علمي، وكان الصدى الوحيد لحديثها الذي ألقتْه أن ترك بعضهم بطاقة في غرفتها من الفندق يعرّفها فيها بنفسه، ويدعوها إلى سهرة كوكتيل!!. فها هناك امتهان للمرأة أعظم من هذا؟
ويضيف أستاذنا الدكتور البوطي حفظه الله: كانت إحدى الشاعرات المعروفات في محيطنا العربي تلقي قصيدة في أمسية شعرية جامعة، وكانت هي الأخرى بادية الزينة، وتُميل شعرَها الطويل المسترسل أثناء الإلقاء إلى طرف من وجهها، ثم ما تلبث أن ترده عنها في حركة مثيرة!، ولما انتهت من إلقاء قصيدتها وعجت القاعة بالتصفيق، سأل أحد الحاضرين صاحبه: كيف رأيت شِعرها؟ فقال له: إن لها شَعراً يأخذ بالألباب!! ().
والآن: هل في الناس من لا يقرأ في هذا الكلام أسوأ عبارات الامتهان الجارحة لكرامة المرأة؟ كأن الرجل يقول للمرأة في هذه الحالة: مهما حاولتِ أن تبرزي مفكرة عالمة باحثة أديبة فما أنت إلا دمية لعبث الرجال ولهوهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن هنا وضع الإسلام حاجزاً حصيناً يفصل شخصية المرأة كإنسانة تمتاز بما يمتاز به الرجل من الخصائص الفكرية والإنسانية عن شخصيها الأنثوية المتممة لذكورة الرجل بكل ما لهذه الشخصية من مظاهر وذيول ().
وبذلك يكون الحجاب أحد التشريعات الإسلامية التي توخت حفظ كرامة المرأة من مشاعر الامتهان، وتحصين أنوثتها من مرامي العابثين، وإن دلالات النصوص تعزل الحجاب عن أن يكون علامة تمييزية دينية أو غيرها، فهو تشريع يساعد على ضبط الأخلاق في المجتمع، ويستند إلى فلسفة العفاف في الإسلام، وليست الغاية هي ستر البدن لذاته، لذلك قال الله عز وجل ? ولباس التقوى ذلك خير ? ()،ولئن كان تشريع الحجاب يخص المسلمين فإن فلسفته وحكمته إنسانية تهم كل الأمم والمجتمعات البشرية ().
إذن: فالحكمة الباعثة على مشروعية الحجاب هي ما ذكره القرآن الكريم في بيانه المبين حين قال: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) [الأحزاب: 59]." ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يؤذين " تلك هي الحكمة: أن تختفي المثيرات الجنسية والغريزية عن أبصار الناظرين من الرجال، فلا يرون منها إلا شريكة معهم في الخدمات الإنسانية والاجتماعية والحضارية.
وإذا كانت هناك من النساء من تمارس السلوكات الشائنة من وراء الحجاب فهذا أمر شنيع ولكنه لا يدعو إلى ازدراء الحجاب ورفضه، لأن مظاهر السفور والتبرج أولى بالرفض والازدراء، فالمنحرفات اللواتي يجنحن في انحرافهن إلى عرض مفاتنهن أضعاف اللواتي يفعلن ذلك من وراء الحجاب ومظاهر الحشمة. ومع ذلك فالعجيب أن الحشمة وحدها هي التي توضع من قبل هؤلاء المعترضين في قفص الاتهام، وتبقى المثيرات والمهيجات التي تعلن عن نفسها مبرأة عن أي تسبب لتهييج الرجال، وإضعاف الوازع الخلقي في نفوسهم، فضلاً عن أن يُشار إليها بأصابع الاتهام!! ().
إزاء هذه الحقيقة نقول: من الذي ينظر إلى المرأة على أنها جسد؟ ومن الذي يقصر فكره ونشاطه على ما يجب كشفه أو ستره من جسدها؟ .. أتراه ذاك الذي يعترف بحقيقة غريزته ويبني عليها حكما يلزم به نفسه ليحترم إنسانية المرأة، وينصرف من خلاله عن التدني إلى مستوى التطلع إلى غاية شهوانية، أم هو ذاك الذي يصر على نفي وجود تلك الغريزة وهو يعلم مكانها في نفسه، ثم يحكم على الرجال بضرورة التنزه عنها، مصرا على إخراج النساء اللاتي بقين مئات السنين في خدورهن، وطرح غطائهن الذي لم يُثِر أي مشكلة طوال تلك القرون، فيأمر الرجال بالنظر دون شهوة، والنساء بالاختلاط دون اعتراف بوجود أي نزوة؟ ().
لقد رافقت الحشمة صورة المرأة منذ خُلقت وعاء للجمال والفتنة، فإذا كان هذا الغطاء الذي لا يمنع المرأة عن مزاولة أعمالها والتمتع بحقوقها قد وقف حائلاً في وجه بعض من الرجال عن التمتع بزينتها () واللهو بمفاتنها، فمن هو الذي يكرّم المرأة إذن ويحترم كينونتها، الإسلام أم الغرب؟ الإسلام الذي رفع من إنسانيتها وأعطاها الدور الملائم لطبيعتها كأنثى وكإنسانة، أم الغرب الذي حولها إلى جسد رخيص يجني منها الرجل ثمار متعته، ثم يمضي باحثاً عن ثمار أشهى في نساء أُخر،،، والمرأة دائماً هي الضحية الشقية.
إن الموقف الغربي من الحجاب لا يمكن تفسيره إلا كلون من الحسد الحضاري، فلماذا المرأة المسلمة لا تزال تحتفظ بعفتها وإنسانيتها؟! لماذا لا تنخرط فيما انخرطت فيه المرأة الغربية من إباحية ومجون؟ أليس الغرب اليوم هو الذي يقود زمام الحضارة؟ ألا ترى المرأة المسلمة كم تقدم الغرب وتفوق؟ لماذا تصر على التحدي والمقاومة؟ لماذا لا تقبل الانصهار في الأنماط الغربية للممارسة الوجودية؟ لماذا تصر على الاستقلال في وجودها وكيانها ورؤيتها وتفكيرها؟ لمَ كل هذا الإصرار على الهوية في عصر العولمة أو قل الأَوْربة أو الأَمْركة؟ لمَ كل هذا التزمت والتعصب؟!!
فلتخرج إذن من بلادنا أو لتلبس لباسنا ولتتحلل كما تحللنا ? وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ? [سورة الأعراف آية: 82].
أجل إن التطهر قوة، والعفة قوة، والمنحرف يتمنى أن لو كان الناس جميعاً مثله حتى يتخلص من عقدة النقص والشعور بالغربة، فهولا يحب أن يرى أناساً يتمتعون بقوة الإرادة وهو ضعيف، ولا أناساً سعداء وهو شقي، ولا يريد أن يرى أناساً يقاومون تيار الانحراف في الوقت الذي انخرط هو فيه، يريد أن ينجرف الجميع.
إن فرنسا تعج بمشكلات كثيرة من أبرزها: الإدمان، والشواذ، والبطالة، والجريمة، ولم يلفت نظرها من كل هذه المخاطر شيء، فقط شعرت بالخطر من حجاب المرأة المسلمة، وأصدرت قراراً بمنعه!! وقرار المنع هذا سيزيد من المحجبات، وحتى اللواتي لم تكن القضية ذات أهمية بالنسبة لهن سينتبهن لذلك، ويفكرن في أمر الحجاب، وسر الحرب ضد الحجاب، ولعل كثيراً من الغشاوات التي أثيرت حوله تزول مع البحث والسؤال، وإذ بالحرب على الحجاب تعود لصالح الحجاب. والله أعلم بالصواب،وإليه المرجع والمآب.
? يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفسٌ ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون، ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون، لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون ? [سورة الحشر الآيات: 18 - 20].
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين.
والحمد لله رب العالمين.(/)
قضية خاسرة ودفاع متهافت -- رجاء النقاش يترافع عن رواية أولاد حارتنا
ـ[إبراهيم عوض]ــــــــ[07 Aug 2008, 03:10 م]ـ
قضية خاسرة ودفاع متهافت:
رجاء النقاش يترافع عن "أولاد حارتنا"
د. إبراهيم عوض
Ibrahim_awad9@yahoo.com
http://awad.phpnet.us/
http://www.maktoobblog.com/ibrahim_awad9
فى خريف 1989م كنت فى مقابلة شخصية فى المكتب الثقافى السعودى بالقاهرة بخصوص العمل فى جامعة أم القرى- فرع الطائف قبل أن تستقل الطائف بجامعة خاصة بها، ودار، كما هى العادة فى مثل تلك اللقاءات، حوار بينى وبين الدكتور السعودى الذى كان يرأس لجنة التعاقدات، وكان مما سألنى عنه: ما رأيك فى فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل؟ فأجبته بأنى سأقول له ما أقوله لطلابى فى الجامعة، وهو أن محفوظا منا وعلينا نحن العرب والمسلمين لا مراء فى هذا، وفوزه فخر لنا أيا كانت الدوافع التى أدت بلجنة نوبل إلى إعطائه الجائزة. وهو يستحقها بكل يقين، بل هو أفضل إلى حد بعيد من بعض من فازوا بها قبله. وكان من الواضح أن هذا الجواب قد أعجب الأستاذ السعودى، وإن شعرتُ بنفس الوضوح أنه لم يكن يتوقع ردا على هذه الشاكلة. ولعلى أشرت يومها أيضا إلى ما كتبته فى كتابى: "فصول من النقد القصصى"، الذى كنت أصدرت الطبعة الثانية منه قبل ذلك بثلاثة أعوام، من أن "ثلاثية" نجيب محفوظ وأمثالها من أعماله التى أبدعها قبل أن يتحول إلى القَصَص الجاف كـ"رحلة ابن فطومة" مثلا هى "قمم يصعب بلوغها فى ميدان القَصَص: قوميّه وعالميّه على السواء". وهذا الذى قلته يومها هو نفسه ما أومن به الآن بنفس القوة، بل إن إيمانى به فى الواقع قد صار أقوى وأرسخ.
تذكرت هذا وأنا أقرأ منذ أيامٍ آخر كتاب صدر لرجاء النقاش، وعنوانه: "أولاد حارتنا بين الفن والدين"، وهو من منشورات "كتاب الهلال" (العدد 686/ فبراير 2008م). وفى هذا الكتاب يحاول الأستاذ النقاش بكل ما أُوتِىَ من قوة أن يقنعنا بأمرين أساسيين: الأول أن رواية "أولاد حارتنا" لعملاق الرواية العربية نجيب محفوظ لا علاقة لها لا بالله ولا بالأنبياء ولا بالدين. والثانى أنه لا يقول بهذا التفسير إلا علماء الدين، الذين لا يستطيعون بطبيعتهم قراءة الروايات على النحو الصحيح، لأنهم يقرؤونها قراءة دينية، على حين أن القراءة الصحيحة هى قراءتها قراءة فنية، وهذا أمرٌ هم غير مؤهلين له، ومن ثم فكلامهم عن الرواية كلام خاطئ.
وأنا ممن يستمتعون بما يخطه قلم الأستاذ النقاش حتى ما أخالفه فيه أشد المخالفة كما فى هذا الكتاب الذى نحن بصدده حسبما سيرى القارئ فيما يلى من صفحات، وكما فى كتابه عن رواية "وليمة لأعشاب البحر" لحيدر حيدر، الذى تطاول فى "وليمته" على الله وعلى الرسول والإسلام والمسلمين أبشع ما يكون التطاول، وحرّض الفتاة المسلمة على مواقعة الفحشاء وزينها لها وأغراها بها بكل سبيل وأقام فى روايته لهذا الغرض علاقة دنسة بين مدرس عراقى شيوعى سافل وبنت جزائرية كانت تدعوه إلى بيت أسرتها حينما يبيت أفرادها عند بعض الأقارب فتعتذر البائسة المغيَّبة العقل والشرف عن مصاحبتهم كى يخلو لها ولهاتك عرضها الجو لقضاء الليل فى ممارسة للزنا يجند لها الكاتب الشيوعى كل أدواته لتقديمها للقارئ فى ثوب أرجوانى فاتن رغم كل العفن والرائحة الكريهة التى يشمها كل ذى ضميرٍ حىٍّ من على بُعْد سبعمائة خريف لا سبعين فقط، فينبرى الأستاذ النقاش فى كتابه المذكور لتحلية هذا الخراء والزعم بأن الرواية إنما تصور علاقة عاطفية فى منتهى السمو والشاعرية، أو كما قال. ونفس الموقف قد وقفه النقاش من رواية السافلة تسليمة نسرين، التى هاجمت الإسلام والمسلمين والقرآن لصالح الهندوس الوثنيين، فى الوقت الذى صورت هؤلاء ملائكة مخبتين فى مواجهة الشياطين الملاعين المُسَمَّيْنَ بـ"المسلمين" أكلة لحوم البشر ومغتصبى الهندوسيات وهادمى المعابد التى التى يمارس الهندوس فيها شعائرهم فى سلام ومحبة، إذ ادعى الأستاذ رجاء النقاش أن نسرين إنما تدافع فى روايتها هذه عن الإسلام وتجلو قيمه الرفيعة أحسن ما يكون الدفاع والجلاء، وهو ما يقرؤه القارئ فى مقدمته لترجمة تلك الرواية، التى قام بها عصام زكريا. بل زاد فأثنى على الترجمة ثناء عجيبا رغم ما أثبتّه بالصوت والصورة من أنها ترجمة مملوءة بالأخطاء. وتعبير
(يُتْبَعُ)
(/)
"بالصوت والصورة" هو، لمن لا يعرف، من ابتداع أحد وزراء الداخلية المصريين حين كان يريد التدليل على أنه قد قبض على المتهم متلبسا بجريمته بحيث لا يمكنه التنصل مما يتهمه به، وإن كان الفرق بينى وبينه أن كلامى ليس من النوع الفشنك، بل هو كلام مدعوم بالشواهد والنصوص والتحليلات التى لا يخرّ منها الماء ولو قطرة واحدة.
نعم أنا ممن يستمتعون بكتابات النقاش كثيرا لسلاسته وهدوئه، وكذلك لذوقه النقدى السليم فى كثير من الأحيان، اللهم إلا أن يكون ذا غرض كما فى الحالات الثلاث السابقة. ولعل أول اهتمامى به كان يوم أن صدر له فى سلسلة "كتاب الهلال" أيضا فى أواسط الستينات من القرن المنصرم كتابه عن محمود درويش. ومما قرأته له وأعجبنى أيضا كتابه: "ثلاثون عاما مع الشعراء" وكتابه الآخر عن لويس عوض وزمرته الخارجة عن العروبة، والكارهة لكل ما يتصل بالعروبة. وإذا كان التكرار يعلم الشطار فليسمح لى القراء أن أسوق هنا ما كتبته فى مناسبة غير بعيدة عن رجاء النقاش، فى سياق ردى على كتاب لويس عوض الضحل التافه: "مقدمة فى فقه اللغة العربية": "وكنت، حين بدأت أقرأ الكتاب (كتاب لويس عوض)، قد استخرجت من مكتبتى الخاصة كتاب الأستاذ رجاء النقاش: "الانعزاليون فى مصر"، الذى رد فيه على لويس عوض عندما كتب مقالاته فى السبعينات من القرن الفائت يهاجم العروبة وينكر أن تكون مصر عربية رغم لغتها العربية وأدبها العربى وتاريخها العربى وفكرها العربى ودينها العالمى الذى حمله إليها صحابة الرسول العربى محمد صلى الله عليه وسلم (والبند الأخير هو مربط الفرس فى "ذلك كله"، وما "ذلك كله" إلا توطئة له وذر للرماد فى العيون كيلا ترى العيون هذا البند الأخير)، فألفيت الأستاذ النقاش قد أحسن الرد على لويس عوض إلى حد كبير. إلا أنّ ... نعم إلا أنّ ... ! وهاكم توضيحا للأمر: فلرجاء النقاش فى بعض الأحيان مواقف فكرية نبيلة وجريئة يأخذ فيها جانب الحق والعدل فيدفع الشرفاء إلى الإعجاب به وبما يكتب، لكنه فى بعض الأحيان الأخرى للأسف يتخذ من المواقف ما لا ينسجم أو يتسق مع حق أو عدل.
ومن المواقف الأخيرة ما كتبه قبل عدة سنوات دفاعا عن رواية "وليمة لأعشاب البحر" محاولا أن يجعل من فسيخ تلك الرواية شربات، ومن خرائها عطرا فوّاحًا تَلَذّه الأنوف وتنتشى منه النفوس، إذ ادعى أن الرواية المنتنة التى يدعو صاحبها الفتاة العربية المسلمة، بكل ما يملكه من خبثٍ إبليسى وشرٍّ شيوعىٍّ مَرِيدٍ، إلى التمرد على تقاليد العفة ومكارم الأخلاق الإسلامية والرمى بنفسها وجسدها فى مستنقع الرذيلة والخنا، ويجعلها تمارس الزنا مع شيوعى كافر سافل أنانى ساقط يستغل براءتها وغرارتها وغياب أسرتها عن البيت ويظل طول الليل يجامعها فى منزل أسرتها الخالى، ادعى أن هذه الرواية تدور حول قصة حب رقيقة مرفرفة! الله أكبر! ولا أدرى كيف استطاع أن يجد فى نفسه تلك الجرأة التى تقلب الباطل حقا، والحق باطلا دون أية مبالاة بالقراء الذين اطلعوا على الرواية وأدركوا حقيقة العفن بل القىء الخلقى والفنى الذى يلوث كل صفحاتها، وكذلك دون أى اعتبار لقيم الإسلام الكريمة التى ينافح عنها فى بعض الأحايين ويقف حائلا دون ما يريد أهل القلوب المريضة أن يلطخوا به وجهها. ألا إن هذا لأمر غريب! ومثل ذلك مدحه بل تمجيده لرواية "العار" لتسليمة نسرين البنت البنجالية المفعوصة التى هاجمت الإسلام والمسلمين فى روايتها وزعمت بشأنهما الأكاذيب الحاقدة ولم تدع شيئا يلطخهما إلا انتهجته ببجاحة وكذب ما بعدهما بجاحة أو كذب، وانحازت تماما إلى الهندوس المتعصبين وصوّرتهم ملائكة أطهارا ينكِّل بهم ويغتصب فتياتهم المسلمون المتوحشون، فجاء رجاء النقاش وأطرى الرواية وصاحبتها أيما إطراء زاعما أنها إنما تدافع عن قيم الإسلام الحقيقية! ".
(يُتْبَعُ)
(/)
وعودةً إلى ما قاله النقاش عن "أولاد حارتنا" وتخطئته لأصحاب "القراءة الدينية" للرواية كما يسميها نقول إن معنى كلامه فى هذا الصدد هو أن الدين والفن عالمان منفصلان لا يلتقيان، وإن أنت حاولت أيها المسلم أن تحكّم إسلامك فى أى عمل أدبى فأنت جاهل لا تفقه شيئا. لم يقل النقاش هذا باللفظ، لكنه هو النتيجة المنطقية لكلامه ولفصله الدين عن الفن والأدب وإلحاحه على أن الدين لا ينبغى أن يكون له مدخل أى مدخل فى عملية التفسير والتقويم لأى نص أدبى، وكأن الدين عالم ضيق منغلق على نفسه. وهذا إن جاز فى أديان أخرى فإنه لا يجوز البتة فى الإسلام، إذ الإسلام هو قانون المسلمين الذى ينظم كل شأن من شؤون حياتهم، ومنها الأدب والفن، لأن الأدب والفن نشاطان من الأنشطة البشرية يلزمهما أن يكون لهما قواعد وقوانين اجتماعية وأخلاقية، اللهم إلا إذا كان على رأسهما ريشة تعفيهما من ذلك، وهو ما لا وجود له، وعلى من يكذّبنى أن يرينى هذه الريشة، ويشرح لى من أين أتت، ولأى شىء رُكِّبَتْ على رأسهما. نعم، الإسلام هو القانون الذى ينظم للمسلمين حياتهم فى كل مناحيها، بالضبط مثلما أن لكل شعب قوانينه التى يجب على كل فرد من أفراده طاعتها، وإلا عرض نفسه لطائلة الحساب. وعلى ذلك فلا يُعْقَل أن يَنْهَى الإسلام عن الزنا واللواط مثلا، ثم يأتى كاتب يزيّن فى رواية من رواياته الزنا واللواط، فإذا تعرض له ناقد قائلا إن هذا لا يصح، قيل له: هذه قراءة دينية لا أدبية، ومن ثم لا تصلح ولا قيمة لها، وخير لك أن تبحث لك عن قط تغمِّضه أو أى شىء آخر تتلهى به بعيدا عن ميدان النقد. وكأن الإسلام قد جاء ليحنَّط فى العُلَب أو ليوضع فى الخزائن بعيدا عن الأيدى والعيون. شىء للبركة مثلا! ويا ليته كسائر الأشياء التى يُتَبَرَّك بها فيوضع تحت الأنظار كى تستطيع العيون النظر إليه، وقريبا من الأيدى حتى تستطيع الأصابع لمسه، فيحصل لأصحابها البركة عن طريق النظر واللمس، بل هو شىء لا يصح لمسه ولا النظر له. كيف؟ هذا ما لا أدريه، ولا أدرى كيف يدريه سَدَنة النقد الجُدُد الذين يريدون تحويل عملية النقد إلى كهانة ككهانة الوثنيين، فى الوقت الذى لا يتورعون هم فيه عن الفتوى فى الدين بكل جرأة وبجاحة رغم ما تتطلبه فتاوى الدين من تبحر فى العلم وحساسية فى التناول ينقصان أولئك السدنة تمام النقصان. إلا أن هؤلاء السدنة الجدد لا يبالون بشىء من هذا، مع جرأتهم فى ذات الوقت على نهى كل من لا يرافئهم على آرائهم عن مقاربة القراءة لأى عمل أدبى بحجة أن شرح الأعمال الأدبية وتقويمها أمر دونه خرط القتاد، بل دونه القنابل والمدافع وبَقْر البطون وسَمْل العيون وتطيير الرقاب وتدمير البيوت والتغييب فى بطون السجون والتعليق على أعواد المشانق!
ونحن نقول للأستاذ النقاش، وإن كان انتقل إلى ذمة الله، إلا أنه حاضر معنا بكتاباته وآرائه ومواقفه، وبخاصة فى كتابه هذا الذى يدور عليه حديثنا الآن: إنك قد استفتيت بشأن "أولاد حارتنا" الدكتور محمد سليم العوا والدكتور أحمد كمال أبو المجد وطرت بما قالاه حتى لامست النجوم التى نراها فوق رؤوسنا، بل حتى تجاوزتها إلى نجوم المجرّة التى فوقها مما لا نراه الآن، وقد نراه فى مقبل الأيام إن كتب الله لنا عمرا طويلا ندرك به عصر المناظير الفلكية العملاقة التى سوف يتم اختراعها فى تلك الأثناء لترينا نجوم المجرات الأخرى، مع أنهما ليسا ناقدين بالمعنى الذى تريد، فكيف كان منك ذلك؟ إنهما أقرب إلى أن يكونا عَالِمَىْ دينٍ، وليسا ناقدين أدبيين. فلماذا قَبِلْتَ منهما ما قالاه عن الرواية المحفوظية وأثنيت عليه وطنطنت به، ورفضت أن يكون لأمثالهما ممن ليسوا بنقاد، أى ممن لم يدرسوا النقد مثلى ومثلك فى قسم اللغة العربية بكلية الآداب أو أى قسم آخر يناظره، رأى يَرَوْنَه فى تلك الرواية؟ وهل كل النقاد الذين يملأون الساحة النقدية هذه الأيام وقبل هذه الأيام بزمن طويل هم من المتخصصين فى النقد الأدبى؟ بطبيعة الحال لا، فلم إذن تخص من تسميهم: "علماء دين" ممن لا يَحْسُن رأيهم فى رواية نجيب محفوظ بالحرمان، وكأننا فى محكمة من محاكم التفتيش؟ ألا يكفى أن يكون لدى الشخص اطلاع جيد على الأعمال الأدبية ومعرفة بالطريقة التى ينبغى التعامل معها من خلالها؟ وهل يفعل الدارسون فى أقسام اللغة
(يُتْبَعُ)
(/)
العربية والأدب العربى شيئا آخر غير هذا؟ صحيح أن الدراسة المنظمة قمينة أن تكون أفضل، إلا أن ثم كثيرا من النقاد استطاعوا تكوين شخصياتهم النقدية بالقراءة الحرة والعكوف على الكتب والدراسات التى من شأنها إعانتهم على أداء هذه المهمة. وهل كان سليمان البستانى مثلا أو إبراهيم اليازجى أو جبران خليل جبران أو أمين الريحانى أو روحى الخالدى أو شكيب أرسلان أو الرافعى أو العقاد أو الزيات أو محمد لطفى جمعة أو محمد عبد الغنى حسن أو مصطفى عبد اللطيف السحرتى أو جورج طرابيشى أو لطفى الخولى أو محمد دكروب أو محمود أمين العالم أو حتى نجيب محفوظ ذاته من خريجى أقسام اللغة العربية الذين درسوا النقد الأدبى دراسة منظمة، ودعنا من الفُسُول من أصحاب الدبلومات الضِّحَال الثقافة والذوق الذين لا يستطيع الواحد منهم أن يكتب أو يقرأ جملة واحدة سليمة، فضلا عن أن يفهم النص الذى أمامه فهما صحيحا، وهم الذين يتصدرون مجالس الأدب والنقد هذه الأيام ويمدد الواحد منهم رجليه فى وجوهنا وكأنه جالس على المصطبة الملاصقة لبيتهم فى القرية ثم يفتى فى كل شىء وفى أى شىء، وهو يجهل كل شىء جهلا فاحشا يبعث على القىء، بل هو أجهل من الجهل ذاته إن كان هناك جهل يتجاوز ما نعرفه من جهل، وكل بضاعته كَمْ مصطلحًا من مصطلحات الخردة النقدية الغربية يرددها دون وعى ودون ذوق ودون عقل متصورا أنه قد جاء بالذئب من ذيله؟ الجواب هو "كلا" بالثلث. فلماذا لا تنكر على أى من هؤلاء قيامهم بمهمة الناقد الأدبى وحديثهم عن رواية محفوظ التى نحن بسبيلها؟ أقول لك السبب؟ إنه رفضك أن يكون هناك رأى فى رواية "أولاد حارتنا" يخالف ما ترتئيه. هذا هو السر، ولا سر سواه!
ثم هل هناك، يا أستاذ نقاش، قراءة دينية فى مقابل القراءة الأدبية؟ الذى يعرفه العارفون هو أن هناك عددا من المناهج النقدية المختلفة كالمنهج اللغوى والبلاغى، والمنهج الأسلوبى، والمنهج البنيوى، والمنهج الأسطورى، والمنهج النفسى، والمنهج الاجتماعى ... وبعض هذه المناهج يركز على الجوانب الفنية، وبعضها يركز على المضمون. ولعل أقرب منهج يناسب روح الإسلام هو المنهج المتكامل، وهو المنهج الذى يعمل بكل وسعه على الاستفادة من جميع تلك المذاهب. ذلك أن الدين ليس مقصورا على الحلال والحرام وحَسْب، بل يشمل الذوق والفهم وقواعد اللياقة، وكذلك ما ينفع وما يضر، وما يؤدى بالمجتمع إلى الأمام وما يعرقله ويأخذه إلى الوراء، وما ينجز عملية التحضر أو يبذر العقبات فى سبيل الناس ويجلب التخلف على أم رؤوسهم، هادفا فى كل ذلك إلى تحقيق سعادة الفرد والجماعة فى ضوء ما يمكن إحرازه فى دنيانا هذه من السعادة. وفى القرآن دعوة ملحة إلى تملِّى جمال الكون فى الجماد والنبات والحيوان والإنسان، والسماء والأرض والبحر. وكان رسول الله يتذوق الأدب تذوقا راقيا، ويقول إن من البيان لسحرا وإن البراعة فى القول لقد تقلب الحق باطلا، والباطل حقا. ومن هنا كان صلى الله عليه وسلم ينهَى المسلمين عن التهاجى والتفاخر بالأحساب والأموال وينبه أتباعه إلى أن الكلمة الطيبة صدقة، وأن حصائد ألسنة الناس يمكن أن تكبّهم فى النار على وجوههم. وكان يجمع حوله الشعراء والخطباء ويقربهم ويكرمهم ويقدر إبداعهم ويشجعهم، ويستمع إلى الشعر والخُطَب ويُسَرّ بالجيد من ذلك ويدعو لصاحبه، وإذا وجد ما يُحْوِج إلى سؤال الشاعر مثلا عن مقصده سأله عن ذلك وأنصت جيدا لما يجيب به. وكان واسع الصدر يقدّر دور الكلمة فى الحياة، ويعرف لها ما تحدثه من أثر فى المجتمع. ذلك أن الأدب نشاط من الأنشطة الإنسانية التى لا يمكن أن تستغنى عنها حياة الناس، ولا يمكن من ثم أن يهمله دين محمد، الذى شرعه الله لتنظيم أنشطة البشر وتوجيهها بما يعود على أصحابها بأعظم درجة من النفع ويقيهم مختلف ألوان الأذى والمتاعب التى تنغص عليهم حياتهم. ولا ننس أن معجزته عليه الصلاة والسلام هى معجزة قولية، إذ القرآن هو برهانه الذى لا برهان فوقه بما فيه من بلاغة ليس لها نظير، وبما فيه من تشريعات ونبوءات وقيم ومبادئ سياسية واقتصادية واجتماعية وأخلاقية تفوق أية تشريعات ومبادئ بشرية قاصرة، فهو الكتاب الأول لدى العرب والمسلمين. وكان صلى الله عليه وسلم فوق ذلك خطيبا مفوَّها فى أعلى درجات الفصاحة، وكان هذا سببا من أسباب نجاح
(يُتْبَعُ)
(/)
دعوته هذا النجاح المذهل واقتحامها القلوب واستيلائها على النفوس والعقول والضمائر. ولسوف تظل ماضية فى طريقها تستولى على النفوس والعقول والضمائر فى كل مكان فى العالم وتحوز حصونها ومعاقلها إلى يوم الدين!
لا يوجد إذن ما سماه الأستاذ النقاش: "قراءة دينية"، بل هناك نقد أدبى، وهذا النقد الأدبى صور وألوان واهتمامات مختلفة كما قلنا، وإن كان المنهج المتكامل، أو إن شئت فقل: المنهج التكاملى، هو أشمل تلك المناهج جميعا رغم معرفتنا أنه من الصعب على الناقد تناول العمل الأدبى من كل جوانبه فى دراسة واحدة، إذ كل ناقد، أو كل بحث نقدى، إنما يركز اهتمامه فى المرة الواحدة على بعض الجوانب دون بعض. وليس من حق أحد أن يقول لغيره إنه لا يجوز لك أن تقرأ العمل الأدبى القراءة الفلانية، وإنما يمكن أن يناقشه فيما قال وأن يبين له الأسباب التى تدعوه إلى مخالفته، ويحاول أن يكسبه إلى صفه إن استطاع.
والحق أن تفسير "أولاد حارتنا" الذى تقدمه لنا القراءة التى خطّأها رجاء النقاش ووَسَمَها على سبيل التقليل من شأنها بـ"القراءة الدينية" هو لا غيره التفسير الصحيح لرواية "أولاد حارتنا"، وليس فيه أدنى افتئات عليها أو على صاحبها. لماذا؟ لأن هذا التفسير هو التفسير الذى وصفه نجيب محفوظ بأنه أصح تفسير للرواية، وأثنى عليه وعلى صاحبه. لكنه بطبيعة الحال لم يثن على الشيخ الغزالى والشيخ الشرباصى، اللذين فسراها نفس التفسير قبل أن يفسرها ذلك المفسر الذى مدحه محفوظ ونشر هو بدوره مديح محفوظ على الغلاف الخلفى للكتاب الذى سجل فيه ذلك التفسير، فعلم القراء جميعا بتلك الموافقة وذلك المديح، وأضحى إنكار ما كتبه محفوظ من المستحيلات. وذلك المفسر هو الناقد السورى المعروف جورج طرابيشى، وهو كاتب شيوعى نصرانى. أى أنه ليس عالم دين، بل ليس مسلما أصلا، وفوق ذلك فقد وافقه صاحب الرواية على رؤيته لها ومجَّد هذه الرؤية وعدّها أصدق تفسير لتلك الرواية وغيرها من الروايات التى تعرّض لها طرابيشى فى كتابه: "الله فى رحلة نجيب محفوظ الرمزية"، إذ كان محفوظ قد أرسل له رسالة على إثر كتابته ما كتب جاء فيها: "بصراحة أعترف لك بصدق بصيرتك وقوة استدلالك، ولك أن تنشر عنى بأن تفسيرك للأعمال التى عرضتَها هو أصدق التفاسير بالنسبة لمؤلفها".
لقد أكد طرابيشى في ذلك الكتاب أن نجيب محفوظ قد رمز إلى الله بالجبلاوى، مشتقا ذلك الاسم من الفعل: "جَبَلَ" أي خَلَقَ، ورمز إلى "إبليس" بـ"إدريس"، وإلى آدم بـ"أدهم"، وإلى "حواء" بـ"أميمة"، وهو تصغير "أُمّ" إشارةً إلى أنها أم البشر، وإلى الجنة بـ"حديقة بيت الجبلاوى"، وأطلق على موسى اسم "جبل" لأن الله كلَّمه عند جبل الطور، وسمى عيسى "رفاعة" لأن الله رفعه إليه، ودعا محمدا بـ"قاسم" لأنه كان يُكْنَّى: "أبا القاسم". وهذا التحليل موجود فى الفصل الأول من كتاب الطرابيشى المشار إليه آنفا، فلا سبيل إلى المماراة فيه. فكيف يكون هذا التفسير مقبولا بل ممدوحا ومشكورا من طرابيشى، وفى ذات الوقت مرفوضا ومخطّأً ومحقورا من غيره، وفوق ذلك موسوما على سبيل التقليل والتحقير بـ"القراءة الدينية"، ومسخورا منه ومن أصحابه لا لشىء إلا لأنهم من رجال الأزهر، مع أنهم يكتبون بأسلوب أدبى أفضل كثيرا من أسلوب طرابيشى والنقّاش ذاته؟
ولعبد المنعم صبحى، وهو من الذين يحبون محفوظا ويثنون عليه وعلى إبداعه ثناء كبيرا، مقال عن "أولاد حارتنا" نشره فى مجلة "الفكر المعاصر" (عدد مايو 1967م) جاء فيه أن من السهل جدا حل الرموز التى تقوم عليها تلك الرواية: فإدريس هو إبليس، وأدهم هو آدم، وأميمة هى حواء، وقدرى هو قابيل، وهمام هو هابيل، وعرفة نبى العصر الحديث هو العلم، وأن محفوظا يؤكد أن ما يقدمه ليس رواية واقعية، بل رمزا لأحداث تناولها الدين من قبل، وأنه يروى قصة الإنسان بدءًا من طرده خارج الجنة، مرورًا بثورات الأنبياء ومحاولاتهم صنع الخير للإنسان، وانتهاءً بمجىء العلم فى النهاية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفى مقدمة ترجمته لرواية "حضرة المحترم" المحفوظية التى نشرتها الجامعة الأمريكية بالقاهرة فى 1987م يذكر د. رشيد العنانى بمنتهى الصراحة أن "أولاد حارتنا" هى "قصة رمزية متفردة فى تاريخ البشرية منذ الخلق أو التكوين وحتى عصرنا الحاضر، وفيها تُنْزَع عن أصحاب اليهودية والمسيحية والإسلام قداستهم ويتم تمثيلهم تحت ستار رقيق باعتبارهم لا يزيدون عن كونهم مصلحين اجتماعيين ناضلوا بأقصى جهدهم لتحرير شعوبهم من الطغيان والاستغلال. وثمة شخصية أخرى فى القصة الرمزية تمثل العلم الذى يتم إظهاره على أنه حَلَّ محلّ الدين، وعلى يديه تحقق فى النهاية موت الله" (عن "الطريق إلى نوبل 1988 عبر حارة نجيب محفوظ" للدكتور محمد يحيى ومعتز شكرى/ أمة برِسْ للإعلام والنشر/ القاهرة/ 1989م/ 18 - 19). وفى هذا السياق يحسن أن نشير إلى ما ذكره عبد الله المهنا من أن موت الإله هى فكرة فلسفية غربية كتب عنها نجيب محفوظ في بداية حياته مقالات عدة مستقاة من أفكار سلامة موسى (عبد الله المهنا/ دراسة المضمون الروائى فى "أولاد حارتنا"/ عالم الكتب/ الرياض /62). أما د. السيد أحمد فرج فقد أشار، فى هذا الصدد، إلى ما كتبه محفوظ فى ذلك الوقت من مقالات كثيرة عن المعتقد والجنس والعلم وفلسفة برجسون والبرجماتية العلمية والمجتمع والرقى البشرى والحياة الحيوانية والسيكلوجية ونظريات العقل وفكرة الله فى الفلسفة (د. السيد أحمد فرج/ أدب نجيب محفوظ وإشكالية الصراع بين الإسلام والتغريب/ دار الوفا/ المنصورة/ 1410هـ- 1990م/ 40).
وعلى نفس الشاكلة من التفسير لرواية "أولاد حارتنا" يقول فؤاد قنديل، وهو أيضا من المحبين لمحفوظ المثنين عليه أعظم الثناء، فى كُتَيِّبٍ له عنوانه: "نجيب محفوظ كاتب العربية الأول" (الثقافة الجماهيرية/ 1988م/ 28): "ألحت المشكلات الإنسانية والفكرية عليه وحاصره الحنين إلى الرواية فكتب "أولاد حارتنا"، التى نشرت فى "الأهرام" عام 1959، واحتج عليها رجال الدين، ولم تصدر فى كتاب إلا فى عام 1967 عن "دار الآداب" ببيروت. وهى تتناول ببراعة، وربما لأول مرة، علاقة الخالق بالإنسان وحيرة الإنسان بين قدره ورغبته فى البحث عن طريق تسطع عليه أنوار الدين والعلم والاشتراكية".
كذلك تعرض ستورى ألن سكرتير الأكاديمية السويدية التى منحت نجيب محفوظ جائزة نوبل لتفسير رواية "أولاد حارتنا"، ومبلغ علمى أن هذا الرجل السويدى ليس من خريجى الأزهر ولا يضع عمامة على رأسه ولا يجهل قراءة الروايات، بل قرأ منها الكثير والكثير. أليس خواجة؟ ثم إنه ليس فى لقبه "غزالى" ولا "شرباصى" ولا "سابق" ولا دياولو. فلنقرأ معا إذن الكلمات التالية التى قالها فى حفل توزيع جوائز نوبل: "وللقراء الكثيرين الذين اكتسبهم نجيب محفوظ من خلال الثلاثية بخلفيتها الواسعة التى تصور الحياة المعاصرة جاءت "أولاد حارتنا" كالمفاجأة، فهى تمثل التاريخ الروحى للبشرية. وقد قُسِّمَتْ إلى فصول بعدد سور القرآن الكريم، أي 114 فصلا. وشخصيات الإسلام واليهودية والمسيحية العظيمة تجىء متخفية لتواجه مواقف مملوءة بالتوتر. فرجل العلم الحديث يمزج بنفس الجدارة بين إكسير الحب وبعض المواد المتفجرة، وهو يتحمل مسؤولية موت "الجبلاوى" أو الإله، ولكنه يفنى. فهناك بريق أمل فى نهاية الرواية".
وبالمثل لا ينبغى فى هذا السياق أن ننسى الدراسة القيمة التى كتبها الدكتور إبراهيم محمد قاسم حول الرواية، وهو أستاذ للأدب والنقدبكلية اللغة العربية- جامعة الأزهر، وعضو عدد من الجمعيات العلمية والأدبية، وصاحب إنتاج متنوع فى ميدان الأدب والنقد، ومشرف على عدد غير قليل من الرسائل الجامعية ... إلخ. وهى دراسة علمية مفصلة تتناول تاريخ إبداع الرواية وتتحدث عن ظروف نشرها وتحلل مضامينها وتذكر ما قاله نجيب محفوظ وغيره فى الدفاع عنها وتناقشة مناقشة تفصيلية لا تترك شيئا فيه دون تقليب له على وجوهه المختلفة، مع إيراد الشواهد على كل رأى من هذه الآراء، كل ذلك فى منهجيةٍ نقديةٍ صارمةٍ وحرصٍ على الإحالة لكل ما رجع إليه من مصادر ومراجع لها صلة بالقضية والتزامٍ بالهدوء والموضوعية. وهو يرى ما يراه كل من قرأ الرواية بعيدا عن الاعتبارات الوقتية المحلية من أنها تعالج مسيرة البشرية منذ بداية الحلق حتى عصرنا الحديث، وترمز بالجبلاوى إلى
(يُتْبَعُ)
(/)
الله، وبأدهم إلى آدم، وبإدريس إلى إبليس، وبجبل إلى موسى، وبرفاعة إلى عيسى، وبقاسم إلى محمد، وبعرفة إلى العلم، الذى افتتن به الناس فى العصر الحديث وأحلّوه فى ضمائرهم وحياتهم محل الله سبحانه وتعالى، وهو ما عبرت عنه الرواية بموت الجبلاوى. وهذه الدراسة النقدية متاحة فى مواقع مشباكية مختلفة، وعلى رأيها موقع الكاتب نفسه: " www.bab.com"، وعنوانها: "قراءة نقدية لرواية أولاد حارتنا".
وأخيرا وليس آخرا نسوق إلى القارئ الكريم ما كتبته الموسوعة المشباكية الحرة: "ويكيبيديا: Wikipedia" عن الرواية ضمن مقال خصصته لها، وهو أن "الرواية واقعية رمزية تدور في أحد أحياء القاهرة كما هي معظم روايات نجيب محفوظ كـ"الحرافيش" و"زقاق المدق" وغيرها، وتبدأ بحكاية عزبة الجبلاوي الخاصة التي يملأها أولاده. تندلع حبكة السرد منذ ولادة أدهم ابن السمراء وتفضيل الجبلاوي له على بقية أبنائه وتمرد ابنه إدريس، الأمر الذي أدى إلى طرده من عزبة الجبلاوي لتبدأ رحلة معاناته. ينجح إدريس في التسبب بطرد أدهم من العزبة، و تمضي رحلة الإنسان و الشيطان في الخلق كما روتها الكتب السماوية، فيقتل ابنُ أدهم ابنَه الآخر، ويتيه أبناؤه في الحارة فتنشأ فيها أحياء ثلاثة، ويظهر منها أبطال ثلاثة يرمزون إلى أنبياء الديانات التوحيدية الثلاث. كما يظهر في عصور الحارة المحدثة شخص رابع هو العلم، الذي سيقضي على الجبلاوي ... فيما يلي قائمة بأسماء أهم شخصيات و أحداث الرواية وتفاسيرها القياسية بالاعتماد على التفسيرين الديني والنقدي لها:
الشخصية الكناية أو التفسير
الجبلاوي الله الخالق عز و جل: وذلك بسبب صفات الجبلاوي الأزلية، وأخذا من الجَبْل (بتسكين الباء) أي الخَلْق.
البيت الكبير السماء أو العرش
الحارة العالم أو الكون
قنديل جبريل: التشابه الواضح بين لفظ الاسمين. ينقل كلام الجبلاوي إلى بعض الناس، خصوصا ظهوره لقاسم ونقله تعليمات الجبلاوي.
أدهم آدم، التشابه الواضح بين لفظ الاسمين، وكون أدهم الابن الصغير المفضل للجبلاوي. ولادته من أم سمراء (التراب)، وواقعة طرده من البيت/ الجنة.
إدريس إبليس: التشابه بين الاسمين، وفكرة تكبره وكراهيته لأدهم، وخروجه من زمرة الأبناء المفضلين بتمرده على أبيه.
جبل النبي موسى: مأخوذ من حديث القرآن عن حديث الله لموسى على جبل الطور، ومن تجلي الله للجبل.
رفاعة المسيح: ومن ذلك أن القرآن يذكر أنه لم يمت ولم يُصلب، وإنما رُفِع إلى السماء/ أخذه الجبلاوي إلى بيته.
قاسم محمد: وذلك من كنية الرسول (أبي القاسم). ومنه أنه جاء في حي كان يُدْعَى: "حي الجرابيع"، فأعلى شأن قومه، وكان له أصحاب، وتزوج نساء كثيرات.
صادق أبو بكر الصديق: وذلك من اسمه وصحبته لقاسم وخلافته له.
عرفه عرفة: من المعرفة أو العلم، وهو العلم في الرواية، فليس جبليا أو رفاعيا أو قاسميا/ ليس يهوديا أو مسيحيا أو مسلما، وينسبه كل فريق إليهم. وهو قاتل الجبلاوي.
الحدث/ المكان رمزه
ولادة أدهم من أم سمراء خلق آدم من الطين.
تمرد إدريس تمرد إبليس على الله ورفضه السجود.
اطّلاع أدهم على الحجرة حيث الوصية الأكل من الشجرة المحرمة.
قتل قدري لأخيه قصة قابيل وهابيل.
حديث جبل والجبلاوي حديث الله وموسى.
موت رفاعة والاختلاف فيه واقعة تعذيب المسيح والاختلاف بين المسيحية والإسلام حول صلبه من عدمه.
تحول رفاق رفاعة إلى حكام بناء القديس بطرس للكنيسة.
تزوج قاسم من امرأة غنية أكبر منه بعشرين سنة. تزوج الرسول من السيدة خديجة بنت خويلد
خروج قاسم من الحي الهجرة من مكة إلى المدينة.
المعركة الأولى بالنبابيت غزوة بدر.
وراثة صادق لقاسم خلافة أبي بكر للرسول محمد.
جهل نسب عرفة العلم لا جنسية له ولا دين.
موت الجبلاوي قلة التدين وضعف الدين في صدور الناس.
تَسَمِّي كل حي من أحياء الحارة باسم الأبرز فيه الاختلاف بين أتباع الديانات التوحيدية الثلاث.
عزبة الجبلاوي الجنة.
الحارة الأرض.
هيه؟ ترى هل ما زالت فى الجعبة ألاعيب أخرى يمكن أن تفاجئنا بعد هذا كله؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وبالنسبة إلى العلماء الذين كتبوا تقريرا عن رواية "أولاد حارتنا" عند نشرها مسلسلة فى "الأهرام" عام 1959م، وهم، حسبما قرأنا وسمعنا، الشيخ محمد الغزالى والدكتور أحمد الشرباصى والشيخ السيد سابق، فإن من المضحك رمى أمثالهم بأنهم لم يقرأوا رواية واحدة فى حياتهم ولا يستطيعون من ثَمَّ تذوق الأعمال الأدبية وتحليلها وتقويمها كما قال محفوظ وغيره فى حقهم. لقد كان الغزالى فى شبابه شاعرا، وكُتُبُه مصوغة بأسلوب بلغ مدى بعيدا فى الحلاوة والنداوة والنصاعة والبراعة ودفء البيان، وهو يذكرنى بأسلوب الدكاترة زكى مبارك فى حلاوته ونداوته ودفئه. أما الشرباصى فكان، رحمه الله، أستاذا جامعيا فى الأدب العربى، ورسالته التى حصل بها على درجة الدكتورية، وكانت عن أمير البيان شكيب أرسلان، هى من الدراسات الأساسية فى مجالها لا يستغنى عنها باحث. وهو من الكتاب الكبار، وفوق هذا كان خطيبًا مِصْقَعًا، يعرف ذلك كل من قُدِّرَ له أن يصلى وراءه يوم الجمعة كما كنا نفعل أحيانا عقب النكسة أيام كان يخطب فى مسجد الرفاعى بالقلعة. ويبقى الشيخ السيد سابق، الذى لمزه رجاء النقاش بما جبهه به جمال عبد الناصر من أنه "مفتى الدماء" حسبما يقول، والعهدة عليه، ولا أدرى مبلغ صحة هذه الرواية التى أوردها. وربما كان وراء تلك التهمة آلة الإعلام الجهنمية التى تمتلكها الدولة ولا يملك من تَصُبّ عليه تلك الآلةُ حُمَمَها وسيلةً لتفنيد ما تزعمه بشأنه، ربما. وأنا، وإن كنت قرأت بعض أعمال سابق، وعلى رأسها "فقه السنة"، الذى أفدت منه كثيرا بوصفه موسوعة فقهية تجمع بين الإيجاز والسلاسة وسعة الأفق، وألفيتُ أسلوبه فيما قرأت له أسلوبا مشرقا مبينا، فإنى لا أعرف عنه الكثير، ولكنى أعرف أن عبد الناصر هو "مريق الدماء"، دماء العمال والعلماء والمفكرين. فإذا صح أن السيد سابق هو "مفتى الدماء"، وليس هناك كما قلت دليل على ذلك، فعبد الناصر هو "مريق الدماء"، وهذا أمر لا يحتاج إلى دليل، فهو مشتهر معروف لا يمكن أن يمارى فيه أحد. وما دام فى الأمر "دماء" فلا بد أن أذكر ما قرأتُه فى مقال بعنوان "الحظر باسم الله" منشور بعدد ديسمبر 2005م من مجلة "الهلال" لشخص لم أسمع به من قبل اسمه يحيى وجدى من أن الإخوان المسلمين ومشايخ الأزهر بعد فوز محفوظ بنوبل قد "أقسموا على المصاحف والسيوف ألا تكون الجائزة العالمية معبرا لنشر الرواية مهما كان الثمن" (ص160). ياه! المصاحف والسيوف حتة واحدة؟ لا لا، هذه الحكاية واسعة حبتين! أليس كذلك؟ ومع ذلك فيُشْكَر له أنه لم يقل إنه قد سجلها "بالصوت والصورة"!
إن كاتب هذه السطور من المعجبين بنجيب محفوظ الروائى الذى لا يدانيه بين العرب روائى آخر، وقلما يوجد مثيل له فى الآداب الأخرى. ولقد بلغ من حبى له أننى، رغم معرفتى بأن لغته لا تخلو من أخطاء نحوية وصرفية نَصَصْتُ على بعضها فى دراستى عن روايته: "رحلة ابن فطومة"، التى يجدها القارئ فى آخر فصل من كتابى: "فصول من النقد القصصى"، قد فكرتُ يوما، إكراما لخاطره، فى شىء لا أظنه خطر من قبل على بال أحد. ألا وهو التفكير فى صياغةِ فعلِ أمرٍ مبنىٍّ للمجهول، وهو ما لا وجود له فى العربية، ولم يفكر أحد فيه مجرد تفكير. والسبب فى هذا هو أننى وجدته ذات مرة قد استعمل فعل أمر مبنيا للمفعول، فقلت فى نفسى ضاحكا فى البداية: ولم لا نصوغ فعل أمر من هذا النوع بدلا من أن نخطئ نجيب محفوظ؟ ثم مضيت فأخذت فيما بينى وبين نفسى أستعرض القواعد التى يمكن أن تنظّم لنا صياغة مثل هذا الفعل، ومضيت فى ذلك شوطا بعيدا. إلا أنى فِئْتُ أخيرا إلى ما ينبغى الالتزام به فى أمور النحو والصرف وطرحت تلك الفكرة من دماغى. ولكن لماذا أقول ذلك الآن؟ أقوله كى يعرف القارئ أننى لست ضد محفوظ فى دراستى هذه، وكل ما هنالك هو أننى أردت أن أبين أن حبى للرجل لا يمنعنى من انتقاده حين يكون هناك موجب لذلك الانتقاد، وبخاصة حين أراه يتخبط ويلقى بالاتهامات يمينا وشمالا من أجل تبرئة نفسه، مع أن الأمر لا يستدعى كل ذلك التخبط. وكان أحجى به أن يقر بأن ما قاله أساتذة الأزهر فى تفسير رموز الرواية صحيح. وإلا فإذا كان يرى حقا أنهم غير مؤهلين للحكم عليها وعلى تفسيرها، فلماذا يا ترى اشترط موافقة الأزهر على طبعها فى مصر قبل أن يأذن لأى ناشر مصرى
(يُتْبَعُ)
(/)
بإصدارها؟
وبالمناسبة فالأستاذ النقاش يباهى دائما فى كتابه الذى بين أيدينا بأن شكيمة عبد الناصر كانت قاسية باطشة مع الاتجاهات الدينية بحيث لم يكن أحد يرتفع له صوت آنذاك، ومن ثم استطاع أن يقمع الآراء المضادة للرواية. فهل هذا مما يُتَبَاهى به؟ لقد دفعت مصر الثمن غاليا لهذا العسف والاستبداد وما زالت، وإنّ ما نحن فيه الآن من هوان وعجز لهو من الثمار المرة التى خلفتها لنا سياسة عبد الناصر التى تعجب النقاش أيما إعجاب. أقول هذا، وأنا لا أنتمى إلى أى حزب أو جماعة سياسية أو دينية، ولا أرى فيما حولى منها ما يغرينى بالانضمام إلى أيها. وقد وضحت هذا للقارئ حتى لا يظن ظانٌّ أنى أتبع هذه الجماعة أو تلك، ولهذا أنتقد سياسة عبد الناصر، إذ إن الأوضاع المتردية التى خلّفها لنا عبد الناصر لغنية عن كل إضافة أو برهان، وإلا فمن لا يستطيع الرؤية من ثقوب الغربال إنما هو أعمى عمى حيسيا.
ثم إنى بعد أن قلت هذا أود أن أتبعه بأن الملوم فى ذلك ليس جمال عبد الناصر وحده، بل الأمة كلها على بَكْرَة أبيها، فما عبد الناصر فى الحقيقة إلا صدى لأخلاقها وشخصيتها. كذلك فلولا سكوتُ الشعب على عسفه وترويعه واستبداده بالرأى وتركُه إياه يغامر بالوطن على النحو الذى يحلو له وعدمُ وقوف المفكرين والعلماء فى وجهه (إلا القليلين) لما تمادى فى طريقه المدمر ولما انتهت الأمور على يديه على النحو الذى نعرف جميعا. ثم إن الأستاذ النقاش، الذى ملأ صفحات كتابه تألما وغضبا وعويلا بسبب محاولة اغتيال الأستاذ محفوظ، وحَقَّ له أن يفعل، لم يفكر فى أن يذكر المظلومين الذين سحقهم عبد الناصر وألقى بهم فى غيابات السجون أو علقهم على المشانق بكلمة أو يذرف عليهم دمعة ولو فى السر، وكأنهم ليسوا بشرا. ما كل هذه القسوة يا أستاذ نقاش؟
ليس هذا فحسب، بل إن رجاء النقاش قد تناقض تناقضا أبلق من شأنه أن ينسف كتابه كله من أساسه، إذ زعم أن تفسير "أولاد حارتنا" على النحو الذى أوردناه إنما صدر أول ما صدر عن علماء الأزهر، ثم لم يصدر بعد ذلك عن غيرهم. ولقد رأينا كيف قال بذلك التفسير بعد هذا كاتب وناقد شيوعى نصرانى سورى هو جورج طرابيشى، ووافقه نجيب محفوظ على ما ارتآه وأثنى عليه ثناء عظيما. كما ينسى النقاش أنه هو نفسه قد قال أكثر من مرة فى كتابه: "أولاد حارتنا بين الفن والدين" نقلا عن نجيب محفوظ إن الذى أثار الضجة أولا حول الرواية وقام بالتحريض ضدها لتجسيدها الخالق جل وعلا ولتعرضها بما لا يليق للأنبياء العظام هم عدد من الأدباء. إذن فلم يكن رجال الأزهر هم أول من ثاروا ضد الرواية بسبب ما رأوه فيها من إساءة إلى الخالق ورسله الكرام، بل الأدباء، وهؤلاء لا يمكن الزعم بأن قراءتهم للرواية قراءة دينية، على ركاكة فكرة "القراءة الدينية" كما أوضحت فيما سبق، ودعنا الآن ممن قال بهذا التفسير بعدهم. أى أن كل ما زعمه فى هذا المجال هو خطأ فى خطإ فى خطإ. وهكذا يتخبط الأستاذ النقاش تخبطا شديدا، وكل هذا بسبب رغبته فى التعتيم على الحقيقة كيلا تظهر، وهيهات! ذلك أن للحقيقة ضوءا ساطعا وهاجا يخزق العيون التى تحاول إنكاره.
يقول الأستاذ رجاء (ص46 مثلا): "على أن نجيب محفوظ له رؤيته الخاصة لقصة "أولاد حارتنا" وما جرى لها، فهو يقول فى حديث معى سنة 1990، أى قبل محاولة اغتياله بأربع سنوات: بدأت جريدة "الأهرام" فى نشر "أولاد حارتنا" ابتداء من 21 سبتمبر سنة 1959، ومرت حلقاتها الأولى من دون أن تظهر أى ملاحظات عليها، فالجزء الأول من الرواية لا يثير أية مشكلات. ولكن الأزمة بدأت بعد أن نشرت الصفحة الأدبية بجريدة "الجمهورية" كلمة يلفت فيها كاتبها النظر إلى أن الرواية المسلسلة التى تنشرها "الأهرام" فيها تعريض بالأنبياء. وبعد هذا الخبر المثير بدأ بعضهم، ومن بينهم أدباء للأسف، فى إرسال عرائض وشكاوى إلى النبابة العامة وشيوخ الأزهر، بل وإلى رئاسة الجمهورية، يطالبون فيها بوقف نشر الرواية وتقديمى للمحاكمة. وبدأ هؤلاء يحرضون المؤسسات الرسمية ضدى على أساس أن الرواية تتضمن كفرا صريحا وأن الشخصيات التى تقدمها الرواية ترمز إلى الأنبياء. وقد عرفتُ هذه المعلومات عن طريق صديق لى هو الأستاذ مصطفى كامل حبيب، الذى كان يعمل سكرتيرا لشيخ الأزهر، وكان شقيقه يعمل وكيلا للنيابة. وهو الذى أخبرنى
(يُتْبَعُ)
(/)
بأن أغلب العرائض التى وصلت النيابة العامة أرسلها أدباء". الحمد لله رب العالمين الذى أظهر الحق، وعلى يد من؟ على يد الأستاذ النقاش ذاته، إلا أنه للأسف لم ينتفع بهذا الحق الأبلج الوهاج، بل حاول بكل وسعه أن يحجزه ويخفيه!
ولعلم القارئ فإن كاتب "الجمهورية" الذى لفت الانتباه إلى مغزى الرواية وأنها فى الأديان كان كاتبا يساريا. أى أن من فسرها هذا التفسير، ولأول مرة، لم يكن عالما أزهريا ممن وصفهم محفوظ متخبطا بأنهم لم يقرأوا رواية واحدة فى حياتهم. وهذا نص ما قاله عادل حمودة فى هذا الموضوع: "وحسبما قال لي نجيب محفوظ في وجود محمد حسنين هيكل فإن "أولاد حارتنا" كانت أول رواية تنشر علي حلقات في صحيفة يومية. ولم يكن ليلتفت إلى ما فيها أحد لولا أن انتبه إليها كاتب يساري في جريدة الجمهورية: ربما أحمد عباس صالح أو سعد الدين وهبة، وقال: ياجماعة، خذوا بالكم. دي مش رواية عادية. دي رواية عن الأنبياء. ساعتها قامت القيامة " (عادل حمودة/ أولادنا عادوا إلى حارتنا/ الأهرام/ السبت 13 يناير 2007م).
وأعجب من هذا وأغرب أن الأستاذ نجيب محفوظ يقول هو أيضا عقب ذلك: "لقد تعرض رجال الأزهر للخداع لأنهم لم يحسنوا قراءة الرواية أو فهمها. بل إن بعضهم لم يقرأوا رواية أدبية واحدة فى حياته. ومن هنا فسروا رواية "أولاد حارتنا" تفسيرا دينيا، ورَأَوْا شخصية "الجبلاوى" ترمز إلى الله سحانه وتعالى. أما بقية الشخصيات فقد فسروها بنفس الطريقة: فأدهم هو آدم، وإدريس هو إبليس، وجبل هو موسى، ورفاعة هو عيسى. أما شخصية قاسم فقد فسروها بأنها شخصية محمد عليه الصلاة والسلام". أرأيت، أيها القارئ العزيز، كيف يتم التلاعب بالحقائق ورمى الناس بالتهم الجاهزة على غير أساس؟ فرجال الأزهر الذين فسروا الرواية هذا التفسير الذى يؤكد محفوظ أنه تفسير خاطئ لم يقرأوا رواية واحدة فى حياتهم. كيف عرف ذلك؟ هل كان يعيش مع كل منهم طوال عمره وتأكد أن أيا منهم لم يقرأ رواية البتة؟ إن هذا تخبط لا يليق بنجيب محفوظ، وما كان له أن يقول هذا عن مثل الشيخ محمد الغزالى، وهو يحتل فى ساحة الفكر الإسلامى مكانة لا تقل، إن لم تزد، عن تلك التى يحتلها محفوظ فى ساحة الكتابة الروائية. بل إنى لأظن أن ثقافته أوسع من ثقافة الأستاذ نجيب، الذى اشتهر بمجاملاته حتى لأى كاتب متوسط من كتاب اليسار الذين لا يحسن الواحد منهم كتابة جملة سليمة، ولا تزيد ثقافة كثير منهم عن ثقافة الدبلومات التى لم يحصلوا على أعلى منها، فيظلون طول عمرهم فى أسفل السلم الثقافى والإبداعى، ومع هذا يتكلم عنهم الأستاذ نجيب وكأنه يتكلم عن أبناء بَجْدَتها. أَوَكُلُّ هذا التخبط لمجرد العمل على تبرئة روايته؟ ثم كيف يتهمهم بأنهم لم يحسنوا قراءة الرواية، ومن ثم أخطأوا تفسيرها، وهو نفسه الذى قال قبل قليل إن الذى فسرها هذا التفسير وقدم العرائض والشكاوى ضدها هم فريق من الأدباء؟
ثم قبل ذلك ماذا يقول فى الخطاب الذى بعث به إلى جورج طرابيشى ونشر هذا بعض سطوره على الغلاف الخلفى لكتابه الذى تناول بالنقد والتحليل فى الفصل الأول منه رواية "أولاد حارتنا" وفسرها نفس التفسير الذى يقول محفوظ عمن قالوا به من شيوخ الأزهر إنهم لا يفهمون فى فن الرواية شيئا، هذا الخطاب الذى أكد فيه أديبنا أن ما كتبه طرابيشى عن هذه الرواية وأشباهها من الروايات الرمزية الأخرى وقال فيه إن الجبلاوى هو الله، وإدريس هو إبليس، وأدهم هو آدم، وموسى هو جبل، ورفاعة هو المسيح، وقاسم هو محمد، وإن الرواية إنما تحكى قصة البشرية من لدن آدم وحواء مرورا بأولئك الأنبياء ودعواتهم السماوية، وانتهاء بالعصر الحديث الذى أضحت فيه لعرفة، أى العلم، السيادة على الفكر البشرى واحتل المكانة التى كان يحتلها الدين سابقا بعد أن قتل الجبلاوى أو تسبب على الأقل فى قتله هو أصح تفسير لها؟ لا أنكر أننى أحب فن نجيب محفوظ، وكانت فكرتى عنه رحمه الله أنه، وإن لم يكن من الشجعان الذين يقفون فى وجه السلطة دون خوف، فإنه رغم ذلك لا يمكن أن يقول مثل هذا الكلام الغريب. إلا أن الأمر هنا، كما يرى القارئ معى، يبعث على الذهول. لو كان خطابه لطرابيشى غير منشور ومتاح لكل من فى رأسه عينان يقرأ بهما لما كانت هناك مشكلة "فنية" فى الرواية التى ساقها لنا رجاء النقاش على لسانه.
(يُتْبَعُ)
(/)
أمّا وهذا الخطاب يعلم به القاصى والدانى فلا أفهم كيف قال الأستاذ نجيب ما قال لرجاء النقاش. وكذلك لا أفهم أن يسكت الأستاذ النقاش فلا يصحح هذا الخطأ الأبلق. وبالمثل ما كان ينبغى أن يساير النقاش محفوظا على اتهامه المتخبط لمثل هؤلاء العمالقة بأنهم لم يقرأوا رواية واحدة فى حياتهم، بل كان يجب أن يعلق بما يمسح هذا العار عن عبارة محفوظ. ذلك أنه لا بد لنا من احترام أهل الفضل، إذ إن احترامنا لهم دليل على أننا نحن أيضا من أهل الفضل.
وما دمنا قد فتحنا هذا الموضوع فلا بد أن أقول هنا، وبملء فمى، إننى رغم ما أثنيت به على أسلوب النقاش أرى بكل قوة أن أسلوب الغزالى والشرباصى مثلا أفضل من أسلوبه كثيرا، وثقافتهما كذلك أوسع من ثقافته. ثم إن المعروف عن الغزالى والشرباصى أن فكرهما الدينى كان مبنيا على التسامح وسعة الأفق والرؤية الحضارية الراقية. كما أن سابق كان، فيما سمعت، "ابن نكتة". وكتابه: "فقه السنة" يدل على قوة الفقه وسعة العَطَن وعدم التعصب لرأى من الآراء. وهو مكتوب بعبارة تجمع بين الدقة الفقهية وإشراقة الديباجة. فمن العيب الزراية على مثل أولئك العلماء بهذه الاستهانة المتخبطة التى لا تليق. وأعترف هنا أن ذلك الكتاب قد نفعنى أنا وأسرتى فى حِجَّتَيْنا الثانية والثالثة، إذ طالعتُ فيه كل الآراء الفقهية التى تتعلق بمناسك الحج وأخذتُ وأخذ من كان معنا فى تينك الحجتين بأسهل الآراء وأسمحها وأقلها مشقة وأنسبها لظروفنا وظروف السيدات والفتيات والصغار الذين كانوا معنا. كذلك لم يحدث أن صدر عن أحد من هؤلاء العلماء الكبار شىء يسىء إلى شخص نجيب محفوظ على أى نحو كان، وكان موقفهم ينحصر فى الاعتراض على الرواية، والرواية وحدها، كما لم نسمع أن أيا منهم قد كفّر الرجل أو قلّل من شأنه، فلماذا تحويل القضية إلى هذا المنعطف، بل المنحَرَف، المسىء؟
ولا بد هنا من القول بأن الإسلام لا يتدخل بين العبد وضميره، فمبادئه أوضح من الشمس: "وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ" (الكهف/ 29)، "فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ* لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ" (الغاشية/ 21 - 22)، "قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ" (الأنعام/ 104)، "اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ* وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ" (الأنعام/ 106 - 107)، "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآَمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ" (يونس/99)، "لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" (البقرة/ 256). وعلى هذا فنحن حين نحلّل رواية محفوظ وننتقدها لا نبغى أن نسىء إليه، بل كل ما هنالك أننا نعبر عن رأينا فيما فعل فى روايته، مثلما كان له الحق فى أن يكتب تلك الرواية. أما أن يكون له الحق كل الحق فى أن يقول ما يريد، ثم إذا تعرض لعمله متعرض من النقاد أو المفكرين قيل له: إنه ليس من حقك أن تتناول ذلك العمل، أو إنك لا تستطيع أن تفهم هذا العمل، فهذا إرهاب فكرى من اللون الصغير بل الحقير. ومن ثم نقول إن الرواية تتناول فعلا مسيرة البشرية منذ بداية الخلق حتى عصرنا هذا، وإن الجبلاوى فيها يرمز إلى الله جل وعلا، وإدريس هو إبليس، وأدهم هو آدم، وأميمة هى حواء ... وقاسم هو سيد الأنبياء والمرسلين، وعرفة هو العلم. ومن لا يعجبه هذا الكلام فهو حر، لكنه لا ينبغى أن يلجأ إلى التضليل والتدليس فى مثل تلك القضايا الخطيرة، لأنه ببساطة عيب لا يليق.
(يُتْبَعُ)
(/)