ترجمة جاك بيرك للقرآن الكريم بين المادحين والقادحين .. كتاب د. إبراهيم عوض
ـ[كرم]ــــــــ[22 Feb 2007, 07:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
يسعدني أن أقدم لحضراتكم هذا الكتاب الصغير في حجمه الكبير في قيمته ومحتواه الذي يتناول فيه الدكتور إبراهيم عوض حفظه الله بالنقد ترجمة المستشرق الفرنسي الشهير جاك بيرك للقرآن الكريم التي صدرت في عام 1990.
اسم الكتاب بالكامل "من معارك الاستشراق ضد المصحف الشريف ... ترجمة جاك بيرك بين المادحين والقادحين" والكتاب من مطبوعات مكتبة زهراء الشرق بالقاهرة .. ونسخته الإليكترونية بصيغة PDF ومساحتها 2.468 ميجا
مقدمة المؤلف
تدور هذه الدراسة حول ترجمة جاك بيرك للقرآن الكريم وما فيها من محاسن ومآخذ مقارنة بغيرها من الترجمات الفرنسية المشابهة كترجمة سافاري ومونتييه وبلاشير ومحمد حميد الله و بو بكر حمزة وصلاح الدين كشريد. كما تتطرق إلى الصخب الذي أحدثته تلك الترجمة عند صدورها منذ اعوام وكيف انقسم حيالها المثقفون المصريون المعنيّون بهذا الجانب من نشاط المستشرقين:فكان هناك من استقبلها مادحًا مشيدًا بها وبعبقرية صاحبها وتفرُّد عمله،كما هناك من عابها وبيّن ما فيها من أخطاء ومزاعم تمسُّ القرآن المجيد والنبي محمد عليه الصلاة والسلام.
وكان على رأس الفريق الأول الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي،أما الفريق الثاني فلعل أظهر من نطق باسمه الدكتورة زينب عبد العزيز أستاذة الأدب الفرنسي بجامعة المنوفية التي وضعت دراسة مفصّلة ذكرت فيها طائفة غير قليلة من الغلطات التي وقع فيها بيرك والشبهات التي أثارها حول القرآن والرسول عليه السلام.
والملاحظ أن الذين دافعوا عن الترجمة لم يحاولوا أن يدلِّلوا على صحة ما يقولون مكتفين بالعبارات الإنشائية العامة دون أن يشركوا معهم القارئ في قراءة الترجمة نفسها كما فعلت الأستاذة المذكورة، فضلا عن أن الأستاذ حجازي (بوصفه رئيس تحرير مجلة "إبداع"القاهرية التي أخذت جانب المستشرق الفرنسي على طول الخط) قد رفض نشر مقال تنتقد فيه صاحبته الترجمة المشار إليها وصاحبها. وقد خمنت أنها د. زينب عبد العزيز،إذ إن الإشارات والتلميحات التي وردت في مقال الأستاذ حجازي في المجلة المذكورة لتنطبق على الأستاذة انطباقًا قويًا. كذلك فقد سدّد الشاعر المصري عدة اتهامات خطير تمسُّ ضمير كاتبة المقال وتقدح في نياتها، لكن دون أن يشفع شيئًا من هذه التُّهم بأي برهان.
وهذا الموقف من جانب الأستاذ حجازي يناقض تمام المناقضة صراحه المستمر في الدفاع عن حرية الفكر وهجومه العارم على ما يسميه "فقه المصادرة".
رابط الكتاب
http://www.4shared.com/file/11046536/2f49445e/Jaque_berk.html
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Feb 2007, 12:08 م]ـ
أحسن الله إليكم أخي كرم على هذه الهدايا الثمينة التي تتعاهدنا بها، أسأل الله يجعل هذه الجهود في موازين أعمالك الصالحة، فهناك عدد كبير ممن ينتفع بها والحمد لله.
وقد قرأت هذا الكتاب قديماً وانتفعت به فبارك الله في الدكتور إبراهيم عوض وفي علمه ووقته. وهناك كتاب آخر تعرض لنقد هذه الترجمة أراه من الكتب المتميزة في نقد ترجمة جاك بيرك لمعاني القرآن بالفرنسية للأستاذة الدكتورة زينب عبدالعزيز، وقد قرأتها أيضاً وليتكم تفكرون في نقلها لصيغة PDF لينتفع بها القراء حفظكم الله ووفقكم.
ـ[كرم]ــــــــ[22 Feb 2007, 05:52 م]ـ
جزاكم الله خيرا أستاذنا الفاضل على ردكم ومروركم الكريم.بالنسبة لكتاب الدكتورة زينب فلا أملكه للأسف ولذلك فأنا أقترح أن يكون الكتاب التالي بإذن الله هو كتاب الدكتور إبراهيم عوض "القرآن والمستشرقون ... دراسة لترجمات نفر من المستشرقين الفرنسيين للقرآن وآرائهم فيه" والذي يتناول بالدراسة والتمحيص ترجمات القرآن الخاصة بكل من:مونتييه و سافاري وبلاشير إلى جانب الشيخ أبو بكر حمزة.وهذه الدراسة تمثل الباب الأول من الكتاب .. أما الباب الثاني منه فيتناول ترجمة أربعة دراسات عن القرآن وتعليق الدكتور إبراهيم حفظه الله عليها.
وهذا هو فهرست الكتاب المقترح:
http://img506.imageshack.us/img506/3900/57105185zu8.png
ـ[الكشاف]ــــــــ[23 Feb 2007, 06:09 ص]ـ
شكراً جزيلاً على هذا الكتاب القيم. كنت أبحث عنه منذ زمن ولم أجده، وقد قرأته الآن فجزاك الله خيراً يا كرم.
لدي سؤال تقني لو تكرمت: كيف تصنع هذه الكتب بصيغة صورة هكذا بشكل واضح في التصوير بارك الله فيك وكم يستغرق هذا من الوقت؟(/)
أمريكا .. المحافظون الجدد يعيدون تفسير القرآن
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[25 Feb 2007, 12:16 م]ـ
المختصر/
إسلام أون لاين. نت / برعاية عدد من كبار المحافظين الجدد الموالين لإسرائيل تستضيف الولايات المتحدة في مارس المقبل مؤتمرًا يهدف إلى "إعادة تفسير القرآن" و"علمنة الإسلام"، وبحث أسباب تحول "ثقافات الشرق الأوسط من الانفتاح خلال العصور الوسطى إلى مجتمعات دينية في الوقت الحالي".
ويعقد مؤتمر "القمة الإسلامية الإصلاحية" بمدينة سان بتسبرج بولاية فلوريدا جنوب شرقي الولايات المتحدة يومي 4 و5 مارس القادم بمشاركة وجوه علمانية بارزة داخل وخارج العالم الإسلامي، وكذلك مسئولي إعلام ومخابرات غربيين، حسبما أفادت وكالة أمريكا إن أرابيك للأنباء "إينا" في موقعها على الإنترنت مساء الجمعة 23 - 2 - 2007.
وفي بيان صحفيٍ قال المنظمون: إن المؤتمر سيناقش التفسيرات العلمانية للإسلام، وأهمية توسيع مساحة النقد والحاجة لنقد القرآن، وأوضاع حرية التعبير في المجتمعات الإسلامية.
ويرفع الائتلاف المنظم للمؤتمر شعارات "محاربة الإرهاب" و"علمنة الإسلام"، كما يقول البيان: إنه يهدف إلى صياغة "إسلام عصري" من خلال إعادة تفسير الإسلام بأسلوب "عصري".
وقال البيان: إن وفودًا ستحضر من مصر والمملكة العربية السعودية والأردن وإيران والعراق وباكستان وبنجلاديش ستشارك في "قمة غير مسبوقة"، وذلك "بغرض تحفيز حركة عالمية من أجل العقل والقيم الإنسانية والحرية والضمير".
منظمون محافظون
ويقوم على تنظيم المؤتمر عدد من المحافظين الجدد والمفكرين الأمريكيين ممن عملوا مؤخرًا على حشد التأييد والتعاون مع شخصيات مثيرة للجدل في العالم العربي تطالب بتغيير الأنظمة و"إصلاح العقيدة الإسلامية"، بحسب "إينا".
ومن أبرز المنظمين مايكل ليدين الذي ينتمي إلى معهد "أمريكان إنتربرايز" الذي يساهم في تشكيل السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية.
ومن المنظمين أيضًا "المؤسسة الأوروبية للديمقراطية" التي تعتبر الذراع الأوروبية لمؤسسة "الدفاع عن الديمقراطيات" الأمريكية الموالية لإسرائيل والتي تأسست بعد يومين فقط من هجمات 11 سبتمبر ويسيطر عليها اليمينيون الجمهوريون من المحافظين الجدد.
كذلك يشارك في التنظيم وليام كريستول رئيس تحرير مجلة "ويكلي ستاندرد" الأسبوعية لسان حال اليمين الصهيوني الأمريكي، وفرانك جافني رئيس مركز الدراسات الأمنية، وهما من الرموز البارزة للمحافظين الجدد ويتمتعان بارتباطات عديدة بمؤسسات المحافظين الجدد، بحسب "إينا".
متحدثون علمانيون ومتحولون
وعلى الرغم من أن موضوع النقاش في المؤتمر هو "إصلاح الإسلام" فإن أغلب المتحدثين -وفقًا لقائمة المتحدثين التي وزعها المنظمون- من غير المسلمين، بل من العلمانيين أو ممن تحولوا عن الإسلام، ثم تخصصوا في مهاجمته.
ومن بين المتحدثين ناني درويش (نجلة رئيس المخابرات المصرية في غزة في الـ50 من القرن الماضي) والتي تحولت للمسيحية والمدافعة عن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والتي تقول: إن سبب الحروب في المنطقة هو "ثقافة الشرق الأوسط الإسلامية"، وما تسميه "دعاية الكراهية التي يتم تعليمها للأطفال منذ الصغر".
ويشارك كذلك سلامة نعمات مراسل جريدة الحياة اللندنية في واشنطن، ووليد فارس الباحث اللبناني الأصل والعامل في عدة مؤسسات فكرية وبحثية أمريكية يعتبرها الكثير من الأمريكيين واجهات لإسرائيل.
ومن المتحدثين وفاء سلطان الأمريكية من أصل سوري والتي اشتهرت في أوساط المحافظين الجدد بمهاجمة أسس العقيدة الإسلامية، والكاتبة الباكستانية الأصل إرشاد مانجي التي هاجمت الإسلام بعد اعتراضات من مسلمين على دعوتها لممارسة الشذوذ الجنسي في كتابها "المشكلة في الإسلام".
وتقول إرشاد مانجي: "إن هذه القمة دليل إيجابي على أن المسلمين ذوي العقول الإصلاحية يشكلون حركة، فنحن لم نَعُد في عزلة".
كما يتحدث في المؤتمر نبراس كاظمي الباحث في مؤسسة "هدسن" اليمينية الأمريكية ومنى أبو سنة رئيسة قسم اللغة الإنجليزية بكلية تربية جامعة عين شمس المصرية.
ويحضر المؤتمر أيضًا الكاتب الإيراني الأصل أمير طاهري الذي ينشر مقالات رأي وتحليل في جريدة "ذا جيروزليم بوست" الإسرائيلية، علاوةً على جريدة الشرق الأوسط السعودية.
ويشارك في المؤتمر المذيع التليفزيوني جلين بيك -من قناة "سي إن إن"- والذي اتهمته منظمات عربية مؤخرًا بمعاداة العرب والإسلام، بحسب ما ذكرت وكالة أمريكا إن أرابيك "إينا".
وتتحدث في المؤتمر أيضًا بنافشيه زاند بونازي -منظمة المؤتمر- وهي ناشطة أمريكية إيرانية كانت قد أعربت عن أملها في أن تشجع قمة "الإسلام العلماني" على إيجاد حركة عالمية جديدة من أجل "العقل والعلم والقيم العلمانية داخل المجتمعات الإسلامية".
وعلى هامش المؤتمر تُعقد قمة تتناول دور الاستخبارات في تدشين حركات فكرية مناهضة لتنامي الحركات الإسلامية في العالم، ويشارك فيها عدد من قادة المخابرات الغربية والإسرائيلية السابقين ممن نظموا مؤتمرًا مؤخرًا بعنوان "قمة الاستخبارات" عن الموضوع نفسه.
ومن المتوقع أن تشمل قائمة المشاركين في هذه الفعالية الكولونيل الإسرائيلي أوديد شوهام، وألون تسيفي خبير المخابرات الإسرائيلي الأصل والذي عمل لاحقًا كمستشار أمني للأجهزة الأمريكية.
المصدر ( http://www.almokhtsar.com/html/news/1466/10/68026.php)(/)
باحث تونسي يزعم: الاسم الحقيقي لمحمد .. "قثم"!
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[04 Mar 2007, 12:05 ص]ـ
باحث تونسي يزعم: الاسم الحقيقي لمحمد .. "قثم"!
إسلام أون لاين. نت - محمد الحمروني
رابط المقال هنا ( http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1172571527684&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout)
تونس– لم يستبعد الباحث والمفكر التونسي الدكتور هشام جعيط في كتابه الأخير "تاريخية الدعوة المحمدية في مكة" أن تكون بعض العبارات والآيات زيدت في النص القرآني عند تدوينه.
واعتبر أن التأثيرات المسيحية على القرآن لا يمكن إنكارها. وعن محمد -صلى الله عليه وسلم- قال إنه ولد في حدود سنة 580م، وإنه كان يدعى "قثم" قبل بعثته، وتزوج وهو في الثالثة والعشرين وبعث في الثلاثين، وإنه لم يكن أبدا أميّا ....
وفي ندوة عقدت في تونس نهاية الأسبوع الماضي وعرض فيها لكتابه، شدد الكاتب على أن ما توصل إليه من نتائج هو ثمرة "عشرات السنوات من البحث والدراسة وفق مناهج علمية صارمة" وأنه إذ ينشرها فلأنه على يقين بأن ما يورده من "حقائق ينشر لأول مرة".
غير أن باحثا تونسيا أشار في معرض تعقيبه على الكتاب إلى أن الرؤى التي يطرحها سبق أن طرح معظمها مستشرق ألماني في القرن الـ19 الميلادي.
* الكتاب كما يقدمه صاحبه:
يقول جعيط مقدما كتابه "تاريخية الدعوة المحمدية" إنه "عنوان يشير إلى وضع الدعوة في تاريخيتها الخاصة، في وسطها الداخلي والخارجي وبين البشر".
وهو الجزء الثاني من مشروع للباحث يتناول فيه السيرة النبوية، وصدر الجزء الأول منه تحت عنوان" الوحي والقرآن". وحسب الكاتب فان مبحثه في هذا الكتاب يتناول مسار -محمد صلى الله عليه وسلم- في مكة من ولادته إلى الهجرة بما في ذلك المناخ المحلي والعالمي اللذين ظهر فيهما الرسول -محمد صلى الله عليه وسلم- ودعا فيهما إلى دعوته.
وهي دراسة تاريخية وضعية بحتة، التزم خلالها أن يضع بين قوسين قناعاته العقائدية؛ فهو "يتناول الحقائق الدينية بالوصف والتحليل بالبحث في التأثيرات والتطورات، ويضعها في لحظتها التاريخية من دون الالتزام بالمعطى الإيماني".
* المنهج المعتمد:
اعتمد الدكتور –كما قال- في كتابه على علم التاريخ الذي يرى أنه بلغ درجة من المصداقية قربته كثيرا من العلوم الصحيحة، وهو يستعمل علم التاريخ بتداخل مع مجموعة أخرى من العلوم والمعارف مثل الأنثروبولوجيا (علم الأجناس) والفيلولوجيا (علم اللغة).
ويلخص جعيط -كما جاء في الجزء الأخير من مقدمة الكتاب- منهجه في التعامل مع هذا الموضوع بقوله: "إنه استقراء الماضي متسلحا بمعرفة دقيقة بالمصادر والمراجع وبالتعاطف اللازم مع موضوعه وبرحابة صدر وثقابة الفكر .. " وأضاف: "ما سنحاوله هنا هو إعطاء نظرة أنثروبولوجية للثقافة العربية قبل الإسلام أولا، واستقراء للنص القرآني وتتبع التأثيرات الخارجية والنظر النقدي في المصادر التاريخية والبيوجرافية".
* غرض الكتاب:
وعن غرض الكتاب يقول جعيط إنه إنما ألف كتابه عن السيرة؛ لأنه "أراد أن يوثق خلاصة بحوثه التي توصل إليها خلال مرحلة تدريسه بالجامعة التونسية". كما شدد على لو أنه "لم يكن فيما توصل إليه جديد ما كان لينشر هذا الكتاب".
وشدد المؤلف في ندوة جمعته نهاية الأسبوع الماضي بثلة من الباحثين والأساتذة الجامعيين وهو يشرح دواعي تناوله لهذا الموضوع على أنه "ليس هناك أفضل من الرسول محمدا -محمد صلى الله عليه وسلم- لتسليط الأضواء على حياته وسيرته بشكل علمي"؛ لأن ما غلب على دراسات السيرة هي الرؤية الدينية الصرف. وهذا ما لا يطمئن إليه الباحث الذي عليه أن "يضع اعتقاداته بين قوسين"، كما قال.
وفيمايخص ما كتب عن حياة الرسول اعتبر أن المصادر التاريخية مثل سيرة ابن إسحاق أو ابن هشام أو غيرهما "لا تعطي إجابات علمية دقيقة؛ نظرا لتأخر تدوين هذه السير ولغلبة النزعة الوعظية عليها".
أماالكتابات الحديثة فقد أعتبر أن "أغلبها لا يرقى حتى إلى ما كتبه القدامى من حيث القيمة العلمية"، واستثنى من هذا الحكم كتاب "حياة محمد" لمحمد حسين هيكل والذي اعتبره "آخر الكتابات المحترمة".
(يُتْبَعُ)
(/)
وأكد على أن غرض الباحث دائما هو "مناقشة المسلّمات" وأن "المعرفة التاريخية تبقى نسبية ومتغيرة بتغير المصادر والوثائق"، كما أشار إلى أن هناك نقاط استفهام عديدة تطرح حول معرفتنا عن تلك الحقبة؛ لأن هناك نقصا في هذه الوثائق، وهو نقص أدركه كل من اشتغل على الشأن الديني أيا كان هذا الدين. إلا أن وجود هذه الصعوبات لا ينفي إمكانية إنشاء معرفة تاريخية عن الدين مستقلة ومختلفة عن الأبحاث الفقهية.
* نتائج البحث:
وينتهي البحث إلى جملة من النتائج تتعلق بالقرآن والنبي محمد -محمد صلى الله عليه وسلم- والصحابة والدعوة بصفة عامة.
بالنسبة للقرآن، يشدد الكاتب في بداية الجزء المخصص للقرآن أن الباحث في الإسلاميات محظوظ؛ لأن "النص المتضمن على محتوى الرسالة، أي القرآن، طويل ومديد قياسا بما احتفظ به لنا من قبل، مثل ما يتعلق بزرادشت وبوذا والمسيح".
وشدد على أن القرآن "منغمس في تاريخية الدعوة؛ لأن النبي أفصح به إلى محيطه في مكة في فترة معينة من الزمان؛ لذلك فالقرآن يتخذ طابعا موضوعيا تاريخيا، وهذا بغض النظر عن كون القرآن كلاما منزلا على النبي -محمد صلى الله عليه وسلم- أو هو مجرد كلام النبي معتقدا أنه وحي"، ويخلص بالتالي إلى أن "اللجوء إلى القرآن كمصدر تاريخي مهم جدا لأنه يعطي تفاصيل عن الأحداث التي يثبتها فيجعلنا نتحقق من وجودها".
ويثبتالكاتب بالنسبة للقرآن أنه جمع في عهد النبي -محمد صلى الله عليه وسلم- وأنه سهر شخصيا على جمعه وكتابته. غير أن هذا لم يمنعه من إيراد احتمال أن تكون هناك آيات أو كلمات سقطت من القرآن وأخرى زيدت فيه. ويضرب مثلا على ذلك بقوله تعالى "وأمرهم شورى بينهم" ويرى جعيط أن هذه الآية لا تنسجم مع نسق الآية التي وضعت فيها، إضافة إلى أن "أمرهم" أي حكم المسلمين لأنفسهم في زمن النبي عن طريق الشورى غير مقبول، "فاعتماد مبدأ الشورى يكون مقبولا بعد النبي، أما في حياته فلا؛ لأنه هو ولي الأمر حينها". كما استغرب الكاتب أن يرد الخطاب بصيغة الغائب في حين أن الرسول كان بينهم.
* محمد .. قثم!
وبالنسبة لشخص الرسول محمد -محمد صلى الله عليه وسلم- يقول الكاتب إنه ولد سنة 580م وإن كل حديث عن ميلاده -محمد صلى الله عليه وسلم- سنة 570 أو 571م "لا يصمد أمام الفحص".
وهو يرى أن ربط تاريخ ميلاد النبي بهجمة أبرهة على العرب، "زيادة على أنه مخالف لما وجد في بعض النقوش والذي يجعل تاريخ الهجمة في حدود سنة 547م؛ فهو لا يعدو أن يكون علامة زمنية، ذلك أن عام الفيل أصبح أداة للتأريخ وليس له بعد غيبي يعطي لتاريخ ميلاده أي رمزية دينية".
وحسب جعيط، فإن الرسول بعث وهو في الثلاثين من عمره باعتبار أن تاريخ الميلاد هو سنة 580 وليس 570 ولأن سن الأربعين سن الشيخوخة؛ لذلك فهو يستغرب كيف يقرر القران أنها – أي الأربعين- هي السن التي يبلغ فيها الإنسان أشده. ويخلص مبحثه في هذه المسألة بالقول: "رأيي أن محمدا بعث في الثلاثين أو حتى قبل ذلك ولم يولد إلا حوالي سنة 580 ميلاديا ولم يعش إلا خمسين سنة".
وقال عن والده -محمد صلى الله عليه وسلم- إن اسمه لم يكن عبد الله، والأرجح حسب رأيه هو أن النبي -محمد صلى الله عليه وسلم- هو من أطلق عليه هذا الاسم. أما عن اسمه -محمد صلى الله عليه وسلم- فقال الكاتب إنه لم يكن محمدا منذ الولادة مستشهدا في ذلك بأن القرآن لم يسمه باسم محمد إلا في السور المدنية "محمد رسول الله والذين آمنوا معه" (الفتح)، "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل" (آل عمران)، واعتبر الكاتب أن اسم محمد هو واحد من التأثيرات المسيحية وأنه نقل إلى العربية عن السريانية وأنه يعني في تلك اللغة "الأشهر والأمجد" وأن صيغتها الأولى كانت "محمدان".
أما الاسم الحقيقي للرسول -محمد صلى الله عليه وسلم- فهو "قثم"، وسمي بهذا الاسم لأن أحد أبناء عبد المطلب كان اسمه "قثم" ومات على صغرٍ فسمي النبي على اسم عمه المفقود، بحسب رؤية الكاتب.
ويضيف الكاتب جملة أخرى من الاستنتاجات التي توصل إليها بخصوص النبي محمد -محمد صلى الله عليه وسلم- منها أن والده توفي بعد ولادته وأن زواجه -محمد صلى الله عليه وسلم-من خديجة رضي الله عنها كان في سن 23 وأن عمرها حين تزوجها النبي كان 28 سنة.
* التأثيرات المسيحية:
(يُتْبَعُ)
(/)
ويرى الكاتب في هذا الخصوص أن خروج محمد -محمد صلى الله عليه وسلم- للتجارة في اليمن والشام فتح له المجال واسعا للاطلاع بدقة على التراثين المسيحي واليهودي؛ وهو ما تعكسه التوافقات الكبيرة بين الكتاب المقدس بعهديه والكتب المنحولة وبين القرآن، وأن "كل ما قيل عن ثقافة محمد -محمد صلى الله عليه وسلم- القائمة على السماع أو بالاطلاع المتدرج غير صحيحة، كما نفى قصة تشجيع ورقة ابن نوفل للنبي -محمد صلى الله عليه وسلم- لأن "ما قاله ورقة لا معنى له". ويضيف "قصة ورقة ابتدعت لإضفاء صبغة الحقيقة لما أتى به النبي في الأول".
وأشار إلى أن الرسول -محمد صلى الله عليه وسلم- لا بد أن يكون قد تلقى بعض التأثيرات المسيحية قبل حتى أن يبدأ رحلاته للشام حيث تعمقت تلك المعارف، وما ساعده على ذلك هو أنه كان يعرف السريانية؛ وهو ما ينفي -حسب رأيه- فكرة أن النبي -محمد صلى الله عليه وسلم- كان أميا. وأما "الله" عند محمد -محمد صلى الله عليه وسلم- "فهو اسم الإله الواحد عند مسيحيي الشام كما أن "رحمنان" هي تسمية الإله الأب عند مسيحيي اليمن.
ويخلص الكاتب بعد أن أمعن في محاولة تبيان مواطن التشابه بين القرآن وعدد من الكتب المقدسة التي سبقته إلى القول: "كمؤرخين يجب أن نقر بتأثير المسيحية السورية على إسكاتولوجيا (العلم الأخروي) القرآن وعلى قسط وافر من الأفكار والتعبيرات، وأن القرآن كنص من القرن السابع الميلادي ووثيقة من هذه الفترة قد أخذ من موروثها ببراعة فائقة".
ويضيف: "فالإسلام ملأ ثغرة لمن كان يتوق التنصر ... ومعنى ذلك أن الإسلام الأولي في منبعه متأصل جدا في المسيحية"، وهو ما يؤكده تشابه بعض التعبيرات القرآنية واللغة السريانية، فسبحانك تقابلها في السريانية شبحالك، وتباركت تقابلها بريك أت.
إلى جانب هذه النتائج التي يقول الكاتب إنه توصل لها، يعرض جملة أخرى من الاستنتاجات، منها مثلا أن معنى الكفر لم يتبلور في معناه العقائدي إلا في المرحلة المدنية، أما في المرحلة المكية فلم يكن هناك تفريق بين المؤمنين والكافرين بهذا التوصيف، ومنها تشكيك في بعض الروايات عن تاريخ إسلام عمر رضي الله عنه بالنسبة لتاريخ الدعوة المحمدية.
* على نهج المستشرقين:
ويقول مراسل "إسلام أون لاين. نت" إنه رغم أهمية وخطورة ما جاء في الكتاب، فلم يسجل له صدى يذكر لا في الشارع التونسي ولا بين النخبة التونسية، كما أن وسائل الإعلام لم تهتم به إلا فيما ندر.
الدكتور سامي براهم وهو من القلائل الذين ردوا على الكتاب، شدد في مقالة صحفية بعنوان "العقل الوضعي دارسا للإسلام" على أن "الكتاب الأخير للدكتور جعيط امتداد للأفق النظري الذي يتحرك فيه الاستشراق المعاصر عموما رغم نقده الشديد والصريح لترهات الكثير من المستشرقين، لكن تبقى -حسب رأيه- المقاربة الوضعية قاسما مشتركا بين أعمال الدكتور جعيط وأعمال المستشرقين".
وأكد براهم على "أن الصدور عن مسلّمات العقل الوضعي في مبحث تاريخ الأديان الكتابية ولا سيما الإسلام يوهم أن الانطلاق من الإقرار بألوهية النص المؤسس يستحيل معه إنتاج معرفة علمية موضوعية عن الدين، وهو حكم تفنّده الحركة العلمية التي نشأت حول النص تستكشف بنيته اللغوية والحجاجية والمفهومية وتستفهم معانيه ودلالاته لتنتهي -بعيدا عن سياق الحجاج الدّيني العقائدي- إلى فرادته وانسجامه الداخلي.
واعتبر براهم أن ما ذهب إليه الدكتور جعيط لا يخرج عما جاء في كتابات المستشرقين فقال: "ولا نجد فيما ورد في كتاب الدكتور جعيط خروجا عن هذا السياق النظري والمفهومي والمنهجي لما جاء في بحوث المستشرق الألماني تويودور نولدكه (1836/ 1930م) ".
وضربأمثلة عما قاله المستشرق الألماني في مؤلفه الضخم "تاريخ القرآن" الذي أصدره سنة 1860م حيث قال: "الإسلام في جوهره دين يقتفي آثار المسيحية، أو بعبارة أخرى أن الإسلام هو الصيغة التي دخلت بها المسيحية إلى بلاد العرب كلها".
اعتبر هذا المستشرق أن أفضل ما في الإسلام أنه نشأ على منوال التعاليم اليهودية والمسيحية وقال: "إن محمدا حمل طويلا في وحدته ما تسلّمه من الغرباء وجعله يتفاعل وتفكيرَه ثم أعاد صياغته بحسب فكره حتى أجبره أخيرا الصوت الداخلي الحازم على أن يبرز لبني قومه ... ".
(يُتْبَعُ)
(/)
وذهب براهم إلى أن الكثير من الاستنتاجات بنيت على معلومات ناقصة؛ لأن "مبحث النص يتطلّب معرفة لغوية تعصمه من الوقوع في زلات وهنات بدأت مع دراسات المستشرقين والتقطها الباحثون المعاصرون على اعتبار أن المقاربة الوضعية بنسختها الاستشراقية هي الصراط المستقيم لإنتاج المعارف العلمية".
* تناقضات .. جعيط:
من جانبه، اعتبر الباحث في الحضارة العربية سمير ساسي أن "ما يلفت الانتباه في بحث الدكتور جعيط هو إقراره بأن المؤرخ الموضوعي عليه أن يتوقف عن كل بحث إذا لم يقر بتأثير المسيحية على القرآن أي إذا اقر بألوهية القرآن".
وأكد أن استغراب الكاتب من اعتبار القرآن سن الأربعين سن الرشد أو "الأشُدّ" ليس له أي سند علمي أو موضوعي، واعتبر ما جاء في البحث عن معدل الأعمار زمن النبي واعتبار أن سن الأربعين سن الشيخوخة لا يصمد أمام أدنى بحث أو تدقيق، واستشهد بالبيت الشهير لزهير ابن أبي سلمى الذي قال فيه: "ومن يعش ثمانين حولا لا أبالك يسأم".
وأضاف لـ"إسلام أون لاين. نت": "ناهيك عما ذكره الباحث عن وقوع جعيط في تناقضات أخرى صارخة وغير مقبولة مثل إقراره في بداية الكتاب بأن القرآن هو الذي أوجد التجريد المفاهيمي في اللغة العربية ليعود ويقول في مواطن أخرى أن اللغة العربية لا تعرف إلا الحسي".
جملة أخرى من الأسئلة طرحها الباحث ساسي، وهي هل فعلا هناك جديد في كتاب الدكتور؟ وهل كان وفيا لمنهجه وإلى مبدأ الصرامة العلمية اللذين قال إنه سيعتمدهما؟.
ويجيب الباحث بأن "ما ورد في الكتاب ليس جديدا بالمرة بل هو منتشر في كتب المستشرقين وحتى في مواقع الإنترنت التابعة لبعض الأقليات المسيحية في العالم الإسلامي. كما أنه لم يلتزم الصرامة العلمية التي وعد بها في بداية كتابه، فأغلب استنتاجاته لم تكن مدعومة أو مبرهنا عليها لا بالوثائق كما قال ولا بالبرهنة العقلية السليمة".
ويقع الكتاب في 352 صفحة من الحجم المتوسط، طبعة أولى لدار الطليعة.
والدكتور هشام جعيط: باحث ومفكر تونسي، تخرج في فرنسا في بدايات استقلال تونس، كتب في الشأن التاريخي أطروحته "الكوفة ونشأة المدينة الإسلامية" و"تأسيس المغرب الإسلامي" وكتابه الأشهر "الفتنة: جدلية الديني والسياسي في الإسلام المبكر". كما كتب في الشأن الفكري والفلسفي "الشخصية العربية الإسلامية والمصير العربي" و"أوروبا والإسلام"، إضافة إلى الكثير من المؤلفات باللغة الفرنسية.
ـ[الحضار]ــــــــ[04 Mar 2007, 01:26 ص]ـ
أعوذ بالله من شر هذا الشخص
ـ[الجندى]ــــــــ[04 Mar 2007, 03:29 ص]ـ
أخى الحضار لا تستعذ بالله منه، وانما ادعو الله ان يشفيه!
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[04 Mar 2007, 07:59 ص]ـ
وأنا أجد بناء على معطيات هذا الدعي
(مسيلمة الكذاب الجديد)
واستنتاجاته ـ بما فيها من هبل وخبل ـ
أن اسم هذا الدعي، هو:
(حمار الحمروني)
والدلائل والبراهين التي أوردها
وتربى عليها في مدارس التبشيريين والتنصيريين
تثبت ذلك
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[04 Mar 2007, 09:45 م]ـ
يبدو أن الدكتور مروان أخطأ في الشخص، فمحمد الحمروني صحفي جاد وماتزم معروف في شبكة (إسلام أون لاين)، وهو أحد مراسلي الشبكة من تونس. أما الكاتب صاحب الأفكار المعروضة في المقال المعني فهو د. هشام جعيط.
وكنت أرغب في عدم كتابة مثل هذه الردود، فمرادي هو عرض مجموعة جدبدة من الشبهات لعل بعض الباحثين الأفاضل يهتمون بالرد عليها ..
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[07 Mar 2007, 12:15 ص]ـ
إذا كان عدد من المستشرقين قديماً وحديثاً قد اعتبر الوحي الذي يتنزل على النبي صلى الله عليه وسلم حالة مرضية بعضهم وصفها بالهستريا، وبعضهم وصفها بالصرع ([1]) ثم بدأوا يتخلون عن ذلك منذ بداية القرن العشرين أمام الانتقادات التي وُجِّهت إليهم من داخل مدرستهم ([2]) فإن بعض الباحثين العرب لا بد وأن يُعبروا عن استلابهم للآخر حتى وإن كانت أفكاره تعتبر من نفايات الفكر وحثالاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن هؤلاء هشام جعيط الذي يحلو له أن يردد مقولات فرويد ([3]) وماكس فيبر ([4]) حول النبوة فيعتبر الأنبياء مطبوعين بشيء من العصاب ([5])، ويعتبر حالة النبي صلى الله عليه وسلم التي يعيشها أثناء الوحي من النمط الاستلابي أو الاستحواذي أو الامتلاكي ([6]). وهي حالة مرضية تُصنَّف في الأمراض النفسية، ولكنه يرى أن حالة الرسول صلى الله عليه وسلم المرضية هذه حالة متحضرة إذا ما قورنت بأنبياء بني إسرائيل في نوباتهم العصبية، لأن ما كان يمس محمداً صلى الله عليه وسلم كان يجري - بنظر جعيط - في داخل الضمير فلا يُبرهَن عليه بأي اضطراب خارجي ([7]).
ثم يجعل - جعيط - الجنون أصلاً للوحي، والجنون في القرآن – بنظره - لا يعني الاختلاط العقلي وذهاب العقل والتمييز، وإنما يعني أن محمداً صلى الله عليه وسلم مسكون من الجن!! ([8]).
والأنبياء اقتربوا من الجنون دون الوقوع فيه ([9]).
والوحي هجوم مباغت داخل الضمير ([10]).
والاستلاب والامتلاك والاستحواذ مفردات غريبة يصف بها حالة النبيصلى الله عليه وسلم أثناء تَنزُّل الوحي عليه ([11]). والهلس والهلوسة - بنظره - تفسير صحيح للوحي في الغرب نادى به ماكس فيبر وهذا التفسير سينتشر يوماً بين المسلمين فيسبب لهم تشنجاً ([12]).
نحن في عصر العجائب ..
عجايب يازمن والله عجايب علايم صارو الكانو خوايب
---حواشي ----------
([1]) انظر: ما يعرضه د. عبد الرحمن بدوي من آراء للاستشراق في هذا الصدد في كتابه " دفاع عن محمد r ص 57 فما بعد: ترجمة: كمال جاد الله، الدار العالمية للكتاب والنشر – القاهرة 1999 د، ط وانظر: غوستاف لوبون " حضارة العرب " ص 141
([2]) انظر: بدوي " دفاع عن محمد r " ص 59، 63
([3]) يرى فرويد أن الدين " عصاب البشرية الاستحواذي وثمرة معتقدات وهمية يمكن أن تُفسر بكونها تثبيتاً طفولياً لعلاقات الولي بالطفل في سني ما قبل البلوغ " انظر " أبعاد الدين الاجتماعية " ص 22 مجموعة مقالات مقال فيه لـ " سيد حسن الأطاسي " ماليزي " بعنوان " صعوبات تحديد الدين " تعريب المقال " صالح البكاري – الدار التونسية للنشر – سلسلة موافقات د، ت العدد 12 ويحيل سيد حسن الأطاسي إلى بعض مؤلفات فرويد.
([4]) في تحليلات فيبر يبدو محمد r كالمثال الصافي للنبوة في السلوك الانخطافي الاستلابي انظر: جعيط " الوحي و القرآن و النبوة " ص 74 ويعتبر فيبر سلوكات الأنبياء جميعاً من النوع المرضي، ويسميه الهلس أو المرض النفسي انظر: جعيط السابق ص 76
([5]) انظر: هشام جعيط " الوحي والقرآن والنبوة " ص 81
([6]) انظر: السابق ص 78، 92
([7]) انظر: السابق ص 78 وهو غير صحيح فلقد كان شديد الثقل على رسول الله r حتى تشتد عرقه في اليوم الشاتي ويثقل جسمه الشريف r على من يتكئ عليه
([8]) السابق ص 85
([9]) السابق ص 28
([10]) السابق ص 69
([11]) انظر: السابق ص 92
([12]) انظر: السابق ص 96
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[30 Mar 2007, 06:18 م]ـ
د. طه جابر العلواني يرد على د. هشام جعيط
======
رابط المقال هنا ( http://www.alarabiya.net/Articles/2007/03/30/33020.htm)
دبي- حيان نيوف
فند المفكر الاسلامي البارز د. طه جابر العلواني ادعاءات أوردها كتاب جديد للكاتب التونسي هشام جعيط زعم فيه "أن اسم الرسول (صلى الله عليه وسلم) كان "قثم" وأن اسم "محمد" جاء فيما بعد تحت التأثيرات المسيحية".
وقال العلواني إن هذا الكلام هو ما تقوله الدراسات اللاهوتية القديمة التي استهدفت الرسول ويبدو أنها أثّرت على الكاتب جعيط. وأكد المفكر الإسلامي أن ما أثاره جعيط حول اسم رسول الله إنما هو كلام ورد في بعض الدراسات اللاهوتية".
وأضاف أن هذه الدراسات اللاهوتية "كانت ترى برسول الله أنه لم يكن أكثر من قسيس مسيحي يحمل اسم قثم، وأنه أراد أن يجعل نفسه كاردينالا كبيرا لكنيسة خاصة يؤسسها بنفسه في الجزيرة العربية، وأنه حينما لم توافق له الكنيسة على هذا، قرر أن ينشق عنها، ويعلن عن أنه صاحب رسالة خاصة جديدة لها موقف مغاير فكان الإسلام".
(يُتْبَعُ)
(/)
وتابع "هذه الدراسات اللاهوتية كانت تقول أيضا ان جميع العبادات الإسلامية، والصلاة بصفة خاصة، أخذت عن اليهودية، ويعقدون مقارنة بين كلمة عبادة وكلمة (هابودا) باللغة العبرية ومعناها العبادة، ويقولون إن صلاة الإسلام أخذت ذات الأشكال التي كانت معروفة باليهودية".
وقال العلواني "كانوا يقولون إن اسم الرسول كان (مذمما) بينما أطلق على نفسه (محمدا)، وكان عليه الصلاة والسلام يبتسم لهذا الهراء، ويقول "هم يسمونني مذمما وأنا عند الله محمدا".
وتابع "كنت أتمنى على جعيط أن يحترم علمه وقلمه ولا يتأثر بالاسرائيليات القديمة أو الجديدة، ولا ينقل الكلام الفارغ الموجود في اللاهوت المسيحي الذي اتهم المسيح نفسه، وهذا التراث يجب أن نكون حذرين جدا عندما نتعامل معه".
وحول ما زعمه جعيط في كتابه أن "سنة ولادة الرسول هي 580م وأن الرسول لم يكن أميا" قال العلواني: هذا هراء وتخريف في الدراسات اللاهوتية اليهودية والمسيحية وكنت أتمنى ألا يمر على الدكتور هشام جعيط، الذي يبدو أنه اطلع عليها، ولم يتحقق منها، وظن أنها مراجع علمية، وأحبّ أن يلفت الأنظار إليه لأنه منذ فترة لم يكتب شيئا ذا بال فأحب أن يهجم على التراث اللاهوتي بشقيه اليهودي والنصراني ويقدمه على أنه كشف.
وكان الكاتب التونسي د. هشام جعيط قد صدر له الجزء الثاني من السيرة النبوية الشريفة عن دار الطليعة في بيروت، والذى حمل عنوان "تاريخ الدعوة في مكة". وكان قد أصدر الجزء الأول من هذا الكتاب عن نفس الدار، وكان بعنوان "الوحى والقرآن والنبوّة".
ويتناول الجزء الثانى من الكتاب، مسار النبى محمدً (ص) فى مكة المکرمة من ولادته إلى الهجرة. ويقول جعيط إن كلمة "مسار" لا تعنى فقط الدراسة البيوغرافية مهما اتسعت، بل وأيضا المناخ المحلى الذى ظهر فيه الرسول ودعا فيه إلى دعوته، وكذلك المناخ العالمى فى هذه الرقعة من الأرض.
وأبرز ما ورد في الكتاب من ادعاءات أن الرسول محمد "ولد في حدود سنة 580م، وانه كان يدعى "قثم" قبل بعثته، وتزوج وهو في الثالثة والعشرين وبعث في الثلاثين، وانه لم يكن أبدا أميّا".
وحسب ادعاءات جعيط، فإن "الرسول بعث وهو في الثلاثين من عمره باعتبار أن تاريخ الميلاد هو سنة 580 وليس 570 ولأن سن الأربعين سن الشيخوخة؛ لذلك فهو يستغرب كيف يقرر القرآن أنها – أي الأربعين- هي السن التي يبلغ فيها الإنسان أشده". ويزعم الكاتب التونسي: "رأيي أن محمدا بعث في الثلاثين أو حتى قبل ذلك ولم يولد إلا حوالي سنة 580 ميلاديا ولم يعش إلا خمسين سنة".
وإدعى جعيط عن والد الرسول أن اسمه لم يكن عبد الله، والأرجح حسب رأيه هو أن النبي هو من أطلق عليه هذا الاسم.
أما عن اسم الرسول، فزعم الكاتب "انه لم يكن اسمه محمدا منذ الولادة مشيرا إلى أن القرآن لم يسمه باسم محمد إلا في السور المدنية "محمد رسول الله والذين آمنوا معه" (الفتح)، "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل" (آل عمران)، واعتبر الكاتب أن "اسم محمد هو واحد من التأثيرات المسيحية وأنه نقل إلى العربية عن السريانية وأنه يعني في تلك اللغة "الأشهر والأمجد" وأن صيغتها الأولى كانت "محمدان".
وزعم جعيط أيضا أن "الأسم الحقيقي للرسول هو "قثم"، وسمي بذلك لأن أحد أبناء عبد المطلب كان يدعى "قثم" مات وهو صغير، فسمي النبي على اسم عمه المفقود".
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[20 Apr 2007, 05:50 م]ـ
لقد تولى الدكتور إبراهيم عوض الرد عليه أيضا في مشاركة مستقلة تجدها على هذا الرابط:
هل كان اسم الرسول قُثَم؟ أم هل كان اسمه محمّدا؟ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=8128)
ـ[الجعفري]ــــــــ[20 Apr 2007, 09:09 م]ـ
هناك بعض المقالات أو التقولات أكبر رد عليها أن تهمل ولا يرد عليها بل تترك لتذهب وتضمحل بنفسها , ولو أراد الأخوة تتبع كل ناعق ومائق ما كفتهم الأعمار , هذا ما أراه والله المستعان ونعم المولى ونعم النصير ..
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[20 Apr 2007, 09:42 م]ـ
ما تكاد تتفطر القلوب لعلمه أن هشام جعيط ابن من أبناء شيخ الإسلام وصاحب مجالس العرفان الشيخ عبد العزيز جعيط!
ولنا مثل نتداوله يقول: النار تخلف الرماد!(/)
توزيع نسخة من القرآن الكريم على كل مواطن بلجيكي
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[04 Mar 2007, 12:37 ص]ـ
أعلنت صحيفة (دستندار) البلجيكية الناطقة باللغة الفلمنكية أمس الجمعة توزيع القرآن الكريم باللغة الفلمنكية على المواطنين البلجيكيين اعتبارا من يوم الاثنين المقبل.
وأوضحت الصحيفة أن الهدف من توزيع نسخ القرآن الكريم "هو مساعدة المواطن البلجيكي على فهم القرآن حتى لا تختلط عليه الأمور بحيث لا يستطيع أن يفرق بين الدين الإسلامي والإرهاب".
وأضافت أن عملية التوزيع ستكون عبر ملحق خاص بالصحيفة سيوزع مجانا حيث سيحتوي أيضا على تعريف بالحضارة والفن الإسلامي.
يذكر أن الديانة الإسلامية إحدى الديانات الرسمية في بلجيكا
نقلا عن جريدة المصريون
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=31133&Page=13
ـ[أبو المهند]ــــــــ[04 Mar 2007, 09:56 ص]ـ
والله غالب على أمره ولكن كيف يفهم الأعجمي القرآن وهو ليس بلسانه هذه واحده
أما الثانية المهم سلامة هذه المصاحف من أي تحريف أو تأويل أو انتحال.
ومن وجهة نظري الشخصية، لو وزع عليهم التفسير الميسر مترجما إلى لغتهم لأصاب المحز.
وما النصر إلا من عند الله، وأول الغيث قطره.(/)
كتاب ماذا يريد الغرب من القران؟
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[07 Mar 2007, 10:25 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجدت في معرض الكتاب كتاب للدكتور عبد الراضي محمد عبد المحسن وهو بعنوان ماذا يريد الغرب من القران؟
وهو في جناح مكتبة البيان.
وأعتذر إن كان سبق أن نشر في الملتقى.(/)
مقارنة بين قصة إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم والعهد القديم
ـ[يسري خضر]ــــــــ[07 Mar 2007, 11:40 ص]ـ
iثمة فروق كثيرة ابرزها
1. جاء ذكر نسب وأماكن تنقل وأسماء زوجات وجميع أولاد إبراهيم عليه السلام في العهد القديم دون القرآن الكريم
2. نص العهد القديم على أماكن هجرات إبراهيم ووعده ببقعه تقع ما بين النيل والفرات وقيامه بحروب انتصر فيها وتوقيعه معاهدات سلام مع الفلسطينيين
3. جاء في العهد القديم حكم على ولد اسحق بالتشرد 400سنة ثم العودة إلى الأرض الموعودة.
4. تم تغيير اسم إبرام إلى إبراهيم وساراى إلى سارة بوحي في العهد القديم.
5. جاء في العهد القديم وعد من الإله تعالى بحفظ إسماعيل حتى يتزوج وينجب اثني عشر رئيسا.
6. كما ورد مجيءالاله في سورة رجل مع الملائكة إلى إبراهيم وتناوله الأكل والشراب في العهد القديم دون القرآن الكريم.
7. نص العهد القديم علي العهد بين الله وإبراهيم بشان الختان وقد اختتن هو وأولاده ولم يرد ذكر ذلك في القران الكريم.
8. نص العهد القديم على سن إبراهيم حين ولد له إسماعيل وإسحاق وكذلك سن سارة حين وفاتها ومكان دفنها.
9. كما نص العهد القديم علي عمر إبراهيم حين وفاته ومكان دفنه ومن تولى ذلك
10. جاء في العهد القديم اختيار إبراهيم زوجة لابنه إسحاق ولم يشر القرآن لذلك.
وللحديث بقية.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[08 Mar 2007, 07:20 م]ـ
جزاك الله خيرا .. فقد شوقتني يا د. يسري لمثل هذه المقارنات ..
ولست أدري إن كانت مقارناتك منحصرة في قصص الأنبياء، أم ستتعداها لمباحث أخرى ... فأنا أحتاج إلى بحوث مساعدة في المقارنة بين نصوص العهد القديم والعهد الجديد والقرآن الكريم حول أركان الإيمان: الله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر، إضافة إلى ما يتعلق بهذه الأركان (مثل مفهوم العقاب والثواب، الجنة والنار، مفهوم الاستخلاف في الأرض، مبحث الأسماء والصفات، مفهوم العبادة وأشكالها ... ).
لا حرمنا الله من فوائدك!!
ـ[يسري خضر]ــــــــ[10 Mar 2007, 09:23 ص]ـ
حياك الله اخي الكريم
وان شاء الله سوف انقل الي الملتقي بعض ماتريد من هذه المقارنات التي جادت بها قرائح العلماء السابقين والمعاصرين
فهذه الفوائدمن كتبهم فهم اهل الفضل واولي بالشكر
يرحم الله من سبق منهم ويبارك فيمن بيننا
ـ[يسري خضر]ــــــــ[11 Mar 2007, 10:56 ص]ـ
سبق بيان بعض النقاط التي جاءت في العهد القديم ولم ترد في القرآن الكريم
وها هي النقاط التي جاءت في القرآن الكريم ولم ترد في العهد القديم مما تيسر التنبه له
1. جاء في القرآن بناء إبراهيم للبيت الحرام.
2. جاء في القرآن حوار إبراهيم للملك وإفحامه له.
3. جاء في القرآن أن ذبح ا لطير كان الباعث عليه اطمئنان القلب بينما في العهد القديم كان أماره لتحقيق وعد الرب.
4. صرح القرآن بكفر والد إبراهيم ودعوة إبراهيم له وبراءة إبراهيم منه لإصراره على الكفر.
5. صرح القرآن بتعدد المعتقدات في عهد إبراهيم.
6. صرح القرآن أن ضيف إبراهيم كانوا ملائكة ولم يأكلوا
7. جاء في القرآن إرادتهم حرق إبراهيم ونجاته.
8. جاء في القرآن أن دين إبراهيم الإسلام.
9. جاء في القرآن نزول الصحف على إبراهيم وبقايا من تلك الصحف.
10. جاء في القرآن البشارة بيعقوب.
- أما وجوه الاتفاق في القصة فهي:
1. النص على نبوة إبراهيم.
2. البشارة بإسحاق.
3. الوصف بالخلة.
4. التصريح بالهجرة دون تفصيل في القرآن.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Aug 2007, 05:48 ص]ـ
موضوع قيم جزى الله كاتبه الدكتور يسرى خيراً، وليت مثل هذه الموازنات تجمع في موضوع واحد بعد اكتمالها فهي مفيدة جداً عند الحديث عن قصص الأنبياء في دروس التفسير، فهي تبين شيئاً من مزايا القصص القرآني.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[25 Aug 2007, 06:39 ص]ـ
هذا الموضوع من الموضوعات المهمة جدًا، لكن يحسن تحديد الهدف من الموازنة، فإن كان المراد معرفة ما ورد في كتبهم من الأخبار الموافقة وغير الموافقة، فيحسن توسيع دائرة البحث لتشمل أغلب ما دونوه بطوائفهم المتعددة كالتوارة السامرية وكتب (الأبوكريفا) والكتب الأسينية، والتوراة المنحول (مخطوطات البحر الميت)، ففيها مما يوافق الحق الذي عندنا شيء لا بأس به.
وإن كان المراد الاحتجاج، فلا مقام لاعتماد ما لا يراه اليهود والنصارى حجة عندهم؛ مع أن الحجة تقوم عليهم بما يعتمدون من كتبهم التي تسمى بالعهد القديم (الذي يؤمن به أغلب اليهود) والعهد الجديد (الذي يؤمن به النصارى مع العهد القديم).
ولا يُنسى في هذا المقام الدراسة النقدية التي قامت بها الكتوره آمال محمد عبد الرحمن ربيع بعنوان (الإسرائيليات في تفسير الطبري / دراسة في اللغة والمصادر العبرية) ففيها تميز واضح في الموازنات، وتحديد لمصادر القصص الإسرائيلية في كتب بني إسرائيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[27 Aug 2007, 03:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مما يلحظه القارئ على حكايات الأسفار الخمسة التي يدعى لها أنها التوراة عناية مدونيها بالأنساب والتفاصيل التافهة واستعمال اللغة الساقطة في وصم أنبياء الله بما لا يليق ولا عجب في هذا إذا علمنا أن القوم ضاعت شريعتهم وكتاب ربهم ضياعا لا مرد لها بعده. لهذا أرى ألا يعتمد على شيء من حكاياتهم في تفسير القرآن الكريم فلا خير في شيء سكت عنه أو خالفهم فيه مخالفة قاطعة. وعلى من يستل المقارنات من مصدر يهودي أو نصراني مهما كان أن ينبه على درجة هذا المصدر من الموثوقية كي لا ينسب لكلام الله المنزل على أنبيائه ما ليس منه.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[10 Sep 2007, 08:22 ص]ـ
هذا الموضوع من الموضوعات المهمة جدًا، لكن يحسن تحديد الهدف من الموازنة، فإن كان المراد معرفة ما ورد في كتبهم من الأخبار الموافقة وغير الموافقة، فيحسن توسيع دائرة البحث لتشمل أغلب ما دونوه بطوائفهم المتعددة كالتوارة السامرية وكتب (الأبوكريفا) والكتب الأسينية، والتوراة المنحول (مخطوطات البحر الميت)، ففيها مما يوافق الحق الذي عندنا شيء لا بأس به.
وإن كان المراد الاحتجاج، فلا مقام لاعتماد ما لا يراه اليهود والنصارى حجة عندهم؛ مع أن الحجة تقوم عليهم بما يعتمدون من كتبهم التي تسمى بالعهد القديم (الذي يؤمن به أغلب اليهود) والعهد الجديد (الذي يؤمن به النصارى مع العهد القديم). .
أحسن الله إليك شيخنا. فتحديد الأهداف من الموازنة وتوسيع دائرة البحث لتشمل مصادر مختلف الطوائف أمران ضروريان في دراسة مصادر أهل الكتاب. وقد لاحظت ذلك من خلال حواراتي الدورية مع بعض المنتسبين إلى طائفة (شهود يهوه) في المدينة التي أقطن بها، إضافة إلى تجوالي في بعض المواقع الشبكية التي توفر (بالفرنسية والإنجليزية والعبرية) مختلف الكتب التي تعتمدها الطوائف المختلف من اليهود والنصارى.
وقد اطلعت على مقتطفات من كتاب (يباع في موقع آمازون) يعرض التوراة اليهودية والتوراة السامرية في جدول واحد جنبا إلى جنب، كي يسهل على القارئ رؤية التوافق والاختلاف بينهما في كل مقطع.
واطلعت في موقع آخر مسيحي على شيء قريب من هذا الأسلوب في المقارنة بين بعض الترجمات للإنجيل.
ولي سؤال أرجو أن يثور الحوار حوله في هذا المنتدى:
هل من فائدة علمية ودعوية وراء البحث عن المادة المحرفة والمادة غير المحرفة في التوراة والإنجيل، والفصل بينه في ثلاثة أقسام:
- القسم الذي يوافق معناه ما جاء في القرآن والسنة
- القسم الذي يخالف معناه ما جاء في القرآن والسنة
- القسم الذي لا يمكن مقارنته مع جاء في القرآن والسنة لعدم تعلقه بموضوعات مشتركة.
ولإثراء الموضوع، أعرض هنا مجموعة من النصوص في القرآن والتوراة والإنجيل، منقولة من أحد المواقع المسيحية التي اعتبرتها من المقاطع الممتشابهة بين الكتب الثلاثة (وإن كان لدي تحفظ على بعضها، لعدم رؤية وجه التشابهه فيها).
ولو رأى المشرفون وضع هذه المداخلة في موضوع مستقل، فلهم ذلك.
-------
هو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجت به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون
قرآن كريم 57:7
كما علت السماوات عن الأرض هكذا علت طرقي عن طرقكم وأفكاري عن أفكاركم، لأنه كما ينزل المطر والثلج من السماء ولا يرجعان إلى هناك، بل يرويان الأرض ويجعلانها تلد وتنبت وتعطي زرعا للزراع وخبزا للآكل، هكذا تكون كلمتي
إشعياء 9:55 - 11
-------
قال يا موسى إني اصطفيتك برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين
قرآن كريم 144:7 - 145
وقال موسى "أرني مجدك" فقال الرب أجيز إحساناتي أمامك وأذيع اسمي أمامك
الخروج 18:33
-------
الله نور السماوات والأرض
قرآن كريم 53:24
سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي
مزامير 105:119
-------
يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
قرآن كريم 1:64
السماوات تحدث بمجد الله، والفلك يخبر بعمل يديه
مزامير1:19
-------
ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون
القرآن كريم 105:21
الصديقون يرثون الأرض ويسكنونها إلى الأبد
المزامير 29:37
-------
(يُتْبَعُ)
(/)
وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس
سورة البقرة 87
وإذ كان يصلي، انفتحت السماء، وهبط عليه الروح القدس متخذا هيئة جسمية مثل حمامة
لوقا 3:21 - 22
-------
وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور
سورة المائدة 36
أنا جئت نورا إلى العالم حتى كل من يؤمن بي لا يمكث في الظلمة
يوحنا 12: 46
من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة
يوحنا 12:8
-------
إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي التي أنعمت عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا، وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل، وإذ تخلق كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني
سورة المائدة 110
وأخذ عيسى يتنقل في المدن والقرى كلها، يعلم في مجامع اليهود وينادي ببشارة الملكوت، ويشفي كل مرض وعلة
متى 53:9
-------
إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه
سورة النساء 171
في البدء كان الكلمة، والكلمة كان مع الله، وكان الكلمة هو الله، به تكون كل شيء، وبغيره لم يتكون أي شيء مما تكون
يوحنا 1: 1 - 2
-------
ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه
سورة الفتح 29
وأما المزروع في الأرض الجيدة فهو الذي يسمع الكلمة ويفهمها، وهو الذي يعطي ثمرا، فينتج الواحد مئة، والآخر ستين، وغيره ثلاثين
متى 23:13
-------
"اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ."
سورة النور 35
"أَنَا نُورُ الْعَالَمِ"
يوحنا 8: 12
-------
"وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ."
سورة التوبة 91 – سورة آل عمران 129
مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ؟
مرقس 2: 7
-------
حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ"
سورة التوبة 129
"اللهَ وَاحِدٌ وَلَيْسَ آخَرُ سِوَاهُ."
مرقس 12: 32
-------
"وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"
سورة التوبة 39 – سورة الكهف 45
الرَّبَّ الإِلهَ الْقَادِرَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ"
سفر الرؤيا 21: 22
-------
اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ
سورة إبراهيم 32 – سورة يونس3
"فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ"
سفر التكوين 1: 1
-------
"إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ."
سورة آل عمران 190
"السَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ، وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ"
المزمور 119: 1
-------
"وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ."
الأعراف 151
"الرَّبُّ إِلَهٌ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ، بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الإِحْسَانِ وَالْوَفَاءِ."
سفر الخروج 34: 6
-------
"اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا."
سورة الحج 75
"الصَّانِعُ ملاَئِكَتَكَ رِيَاحاً وَخُدَّامَكَ لَهِيبَ نَارٍ"
المزمور 104: 4
-------
"اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ."
سورة النمل 26
مَنْ أَقْسَمَ بِالسَّمَاءِ، فَقَدْ أَقْسَمَ بِعَرْشِ اللهِ وَبِالْجَالِسِ عَلَيْهِ."
إنجيل متي 23: 22
-------
وَهَب لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ
سورة آل عمران الآية 8
لِتَكُنْ يَارَبُّ رَحْمَتُكَ عَلَيْنَا بِمُقْتَضَى رَجَائِنَا فِيكَ.
مزمور 33: 22
-------
وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّت وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
سورة آل عمران 107
أَمَّا رَحْمَةُ الرَّبِّ فَهِيَ مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ عَلَى مُتَّقِيهِ
مزمور 103: 17
-------
قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُل لِلّه كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ
سورة الأنعام 12
فَإِنَّ رَحْمَتَكَ قَدْ عَظُمَتْ فَوْقَ السَّمَاوَاتِ وَحَقَّكَ بَلَغَ الْغُيُومَ.
مزمور 108: 4
-------
وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
(يُتْبَعُ)
(/)
سورة الأنعام 54
مَعَ أَنِّي كُنْتُ فِي الْمَاضِي مُجَدِّفاً عَلَيْهِ، وَمُضْطَهِداً وَمُهِيناً لَهُ! وَلَكِنِّي عُومِلْتُ بِالرَّحْمَةِ، لأَنِّي عَمِلْتُ مَا عَمِلْتُهُ عَنْ جَهْلٍ وَفِي عَدَمِ إِيمَانٍ.
تيموثاوس الأولي 1: 13
-------
وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلًا
سورة الكهف 58
رَبُّ، اذْكُرْ مَرَاحِمَكَ وَإِحْسَانَاتِكَ لأَنَّهَا مُنْذُ الأَزَلِ. لاَ تَذْكُرْ خَطَايَا صِبَايَ الَّتِي ارْتَكَبْتُهَا، وَلاَ مَعَاصِيَّ، بَلِ اذْكُرْنِي وَفْقاً لِرَحْمَتِكَ وَمِنْ أَجْلِ جُودَتِكَ يَارَبُّ.
مزمور25: 6 - 7
-------
فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ
سورة آل عمران 39
فَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ وَاقِفاً عَنْ يَمِينِ مَذْبَحِ الْبَخُورِ. فَاضْطَرَبَ زَكَرِيَّا لَمَّا رَآهُ وَاسْتَوْلَى عَلَيْهِ الْخَوْفُ. فَقَالَ لَهُ الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَفْ يَازَكَرِيَّا، لأَنَّ طِلْبَتَكَ قَدْ سُمِعَتْ، وَزَوْجَتُكَ أَلِيصَابَاتُ سَتَلِدُ لَكَ ابْناً، وَأَنْتَ تُسَمِّيهِ يُوحَنَّا، وَيَكُونُ لَكَ فَرَحٌ وَابْتِهَاجٌ وَكَثِيرُونَ سَيَفْرَحُونَ بِوِلاَدَتِهِ
لوقا1:11 - 14
-------
إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ
سورة آل عمران 45
فَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافِي يَامَرْيَمُ، فَإِنَّكِ قَدْ نِلْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ! وَها أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً، وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. إِنَّهُ يَكُونُ عَظِيماً، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيَمْنَحُهُ الرَّبُ الإِلهُ عَرْشَ دَاوُدَ أَبِيهِ
لوقا 1: 30 - 32
-------
إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِأَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًاوَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ
سورة الأعراف 54
وَهَكَذَا اكْتَمَلَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ بِكُلِّ مَا فِيهَا. وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ أَتَمَّ اللهُ عَمَلَهُ الَّذِي قَامَ بِهِ،
تكوين 2: 1 - 2
-------
وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ
سورة الشوري 25
وَيُؤَدِّبُ بِالْوَدَاعَةِ مُقَاوِمِي الإِيمَانِ، عَسَى أَنْ يَمْنَحَهُمُ اللهُ التَّوْبَةَ، فَيَعْرِفُوا الْحَقَّ بِالتَّمَامِ
تيموثاوس الثانية 2: 25
-------
قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
سورة آل عمران 26
لَكَ يَارَبُّ الْعَظَمَةُ وَالسَّطْوَةُ وَالْجَلالُ وَالْبَهَاءُ وَالْمَجْدُ، لأَنَّ لَكَ كُلَّ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ. أَنْتَ يَارَبُّ صَاحِبُ الْمُلْكِ وَقَدْ تَعَالَيْتَ فَوْقَ رُؤُوسِ الْجَمِيعِ.
أخبار الأيام الأول 29: 11
-------
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّوَرِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ
سورة الأنعام 73
12لَقَدْ صَنَعْتُ الأَرْضَ وَخَلَقْتُ الإِنْسَانَ عَلَيْهَا، وَيَدَايَ هُمَا اللَّتَانِ بَسَطَتَا السَّمَاوَاتِ، وَأَنَا أَمَرْتُ كَوَاكِبَهَا
إشعياء 45: 12
-------
فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ
سورة المؤمنون 116
(يُتْبَعُ)
(/)
أَمَّا الرَّبُّ فَهُوَ الإِلَهُ الْحَقُّ، الإِلَهُ الْحَيُّ وَالْمَلِكُ السَّرْمَدِيُّ.
إرميا 10: 10
-------
يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى
سورة فاطر 13
أَنْتَ صَنَعْتَ الْقَمَرَ لِتَحْدِيدِ مَوَاقِيتِ الشُّهُورِ، وَالشَّمْسُ تَعْرِفُ مَوْعِدَ مَغْرِبِهَا.
مزمور 104: 19
-------
وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ
سورة هود 3
30لِذَلِكَ أَدِينُكُمْ يَاشَعْبَ إِسْرَائِيلَ، كُلَّ وَاحِدٍ بِمُقْتَضَى طُرُقِهِ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. تُوبُوا وَارْجِعُوا عَنْ ذُنُوبِكُمْ كُلِّهَا، فَلاَ يَكُونُ لَكُمُ الإِثْمُ مَعْثَرَةَ هَلاَكٍ.
سفر حزقيال 18: 30
-------
إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ
سورة البروج 10
أَقُولُ لَكُمْ: لاَ، وَلكِنْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا أَنْتُمْ فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ تَهْلِكُونَ!»
لوقا 13: 5
-------
يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِين
ال عمران 171
أُولَئِكَ الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ الْمَجَّانِيَّةَ.
رسالة روميه 5: 17
-------
وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ
سورة النحل 18
وَذَلِكَ كَيْ يَعْرِضَ فِي الدُّهُورِ الْقَادِمَةِ غِنَى نِعْمَتِهِ الْفَائِقَ فِي لُطْفِهِ عَلَيْنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.
رسالة أفسس 2: 7
-------
وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ
سورة الضحي 11
أَتَحَدَّثُ عَنْ بَهَاءِ مَجْدِكَ الْجَلِيلِ، وَأَتَأَمَّلُ فِي أَعْمَالِكَ الْخَارِقَةِ.
مزمور 145: 5
-------
اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ
سورة البقرة 257
إِن بَذَلْتَ نَفْسَكَ لِلْجَائِعِ، وَأَشْبَعْتَ حَاجَةَ الذَّلِيلِ، فَإِنَّ نُورَكَ يُشْرِقُ فِي الظُّلْمَةِ، وَلَيْلَكَ الدَّامِسَ يُصْبِحُ كَالظُّهْرِ
إشعياء 58: 10
-------
يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
سورة المائدة 16
وَأَقُودُ الْعُمْيَ فِي سَبِيلٍ لَمْ يَعْرِفُوهَا مِنْ قَبْلُ، وَأَهْدِيهِمْ فِي مَسَالِكَ يَجْهَلُونَهَا، وَأُحِيلُ الظَّلاَمَ أَمَامَهُمْ إِلَى نُورٍ، وَالأَمَاكِنَ الْوَعِرَةَ إِلَى أَرْضٍ مُمَهَّدَةٍ. هَذِهِ الأُمُورُ أَصْنَعُهَا وَلَنْ أَتَخَلَّى عَنْهُمْ.
إشعياء 42: 16
-------
هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
سورة يونس 5
14ثُمَّ أَمَرَ اللهُ: «لِتَكُنْ أَنْوَارٌ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُفَرِّقَ بَيْنَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ، فَتَكُونَ عَلاَمَاتٍ لِتَحْدِيدِ أَزْمِنَةٍ وَأَيَّامٍ وَسِنِينَ.
التكوين 1: 14
-------
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
سورة النور 35
وَسَأَلَنِي: «مَاذَا تَرَى؟» فَأَجَبْتُ: «أَرَى مَنَارَةً مَصُوغَةً كُلُّهَا مِنْ ذَهَبٍ، عَلَى رَأْسِهَا صَحْنٌ قَائِمٌ، عَلَيْهِ سَبْعَةُ سُرُجٍ، مُتَّصِلَةٍ بِسَبْعِ أَنَابِيبَ مِنْ أَعْلَى
زكريا 4: 2
-------
وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ
سورة يوسف 87
"لان الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنصح
الرسالة الثانية الى تيموثاوس 1: 7
-------
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
سورة الشوري 11
بمن تشبهونني وتسوونني وتمثلونني لنتشابه
نبوة إشعياء46: 5
-------
وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ
سورة الأعراف 198
لان قلب هذا الشعب قد غلظ. وآذانهم قد ثقل سماعها. وغمضوا عيونهم لئلا يبصروا بعيونهم ويسمعوا بآذانهم ويفهموا بقلوبهم ويرجعوا
إنجيل متي 13: 15
-------
فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ
سورة الضحي 9
وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ
سورة الضحي 10
اقضوا للذليل ولليتيم. انصفوا المسكين والبائس.
مزامير داود النبي 82: 4
-------(/)
"المستشرقون والقرآن" للدكتور إبراهيم عوض
ـ[كرم]ــــــــ[11 Mar 2007, 12:22 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا كتاب " المستشرقون والقرآن - دراسة لترجمات نفر من المستشرقين الفرنسيين للقرآن وآرائهم فيه" للدكتور إبراهيم عوض حفظه الله
غلاف الكتاب
http://img168.imageshack.us/img168/5180/untitledxj7.jpg
مقدمة الكتاب
إلى القارئ الكريم
حين فكرت في إعداد هذه الدراسة لم يكن يخطر على بالي أن هؤلاء المستشرقين الذين ينتقدون القرآن ويخطِّئونه وينفّرون الناس منه لا يحسنون فهمه على هذا النحو المخزي الذي تكشف لي بعد ذلك. لقد كنت أظن أن أخطاءهم هي من تلك الأخطاء العادية التي لا ينجو منها جهد بشري، أما هذا الجهل الفادح، وهذا العناد الحرون، وهذا الالتواء في النية الذي سيلمسه قارئ الكتاب بيده، فهو في الحقيقة شئ لم يكن يخطر لي ببال حتى إني بعد أن فرغت من دراستي هذه فكرت أن أسميها " المهزلة الاستشراقية في المسألة القرآنية ".
فهذا عن المستشرقين، أما الكتاب فإنه مقسم إلى بابين،في كلٍ أربعة فصول.ويضم الباب الأول أربع دراسات تحليلية نقدية لأربع ترجمات فرنسية للقرآن: الثلاث الأولى لثلاثة من مشاهير المستشرقين هم سافاري ومونتيه وبلاشير، والترجمة الرابعة للشيخ أبو بكر حمزة، وهو عربي مسلم يعيش في فرنسا،لكنه، فيما أقدِّر،متأثر ببعض آراء المستشرقين الخطيرة التي لا أدري كيف يجمع المرء بين الإسلام وبين الإيمان بها،فلذلك ألحقت ترجمته بالترجمات الثلاث السابقة. ولعله أن يصلني أو يقع بين يديّ ما يزيل السحابة التي غطت على نفسي من جراء ترجمته. أما الباب الثاني فإنه يضم فصولا أربعة عن القرآن ترجمتها عن أربعة مستشرقين مختلفين هم بارتلمي سانت هيلير وإدوار مونتيه وكليمن هيوار وبلاشير. وفي هذه الفصول الأربعة يطِّلع القارئ على معظم ما يردده المستشرقون عن القرآن ومصدره وتاريخه وجمعه ومبادئه وعلاقته بالكتب السابقة. وقد شفعت كل فصل من هذه الفصول بتعليقات وافية محَّصت فيها هذه الآراء ودرستُها وبينتُ ما فيها من عوار وتهافت.
ولقد أقبلت على هذا البحث بعقل مفتوح ظانًا أني سأقرأ كلامًا إن لم يوافق اعتقادي فهو كلام موزون، أما هذا التهافت وهذه الجرأة الجاهلة التي سيراها القارئ بنفسه من خلال عشرات الأمثلة (لاحظ أنها مجرد أمثلة) فقد صدمتني وخيبت ظني تخييبا.
نقطة أخيرة أحب أن أوضحها هي أني، وإن استعنت ببعض كتب التفاسير والدراسات القرآنية، كنت حريصا أن يكون لي رأيي المستقل. وسوف يرى القارئ في عدة مواضع كيف خالفت الرأي الشائع في تحليل وتفسير و تذوق هذه الآية أو تلك أو تتبُّع الخيط الذي يربط بين الموضوعات التي تبدو للمتعجِّل متباعدة في هذه السورة أو في تلك. بل إن هناك عدة آيات لا أذكر أنِّي قرأت ما عنّ لي فيها عند أحد قبلي. وكان عمدتي في ذلك،إلى جانب استقلال التفكيرـ ذوقي الأدبي الذي غذّته قراءاتي الآدبي والنقدية، إذ إن هذا هو مجال تخصصي الأول.
وبعد، فهل أنا بحاجة إلى القول بأن القارئ لن يَعْدَم في هذه الدراسة أخطاء هنا وهناك؟ كل الذي أرجوه ألا تكون هذه الأخطاء كثيرة ولا فاضحة، ولعل الله أن يستر على عُوار عبده الضعيف، وهو أكرم مسئول.
فهرس الكتاب
http://img338.imageshack.us/img338/639/qurantranslationsbh8.jpg
رابط الكتاب
http://www.4shared.com/file/11938450/e442d631/quran_translations.html
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[25 Mar 2007, 11:27 م]ـ
حمزة بوبكر، المذكور في الكتاب، كان مديرا لمسجد باريس الكبير، من سنة 1957 إلى سنة 1982. وابنه "دليل بوبكر" هو المدير الحالي للمسجد. وآراؤه ومواقفه الدينية والسياسية لم تكن موضع قبول من قبل الكثير من العاملين في حقل العمل الإسلامي في فرنسا. بل كانت في كثير الأحيان محل معارضة، كما هو الشأن بلنسبة لمواقف ابنه المدير الحالي لمسجد باريس.
ـ[كرم]ــــــــ[01 Mar 2008, 09:00 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
رابط دائم بإذن الله للكتاب
http://www.al-maktabeh.com/a/books/A329.zip(/)
الجزء الثاني من كتاب "القرآن والحديث مقارنة أسلوبية" للدكتور إبراهيم عوض
ـ[كرم]ــــــــ[11 Mar 2007, 01:56 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا هو الجزء الثاني والأخير من كتاب "القرآن والحديث مقارنة أسلوبية" للدكتور إبراهيم عوض حفظه الله
وهذا هو رابطه
http://www.4shared.com/file/11937855/c551cb8c/quran_vs_7adith_2.html
وهذا رابط الجزء الأول لمن يريده
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7260(/)
قواعد لمنهج القرآن في التعامل مع الفتن
ـ[الجنوبي]ــــــــ[16 Mar 2007, 03:33 م]ـ
السلام عليكم
هذا البحث بحول الله أريد تقديمه لرسالة الدكتوراة
فهل بحث من قبل مع أني أطلعت و على حسب علمي لم أجد
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[16 Mar 2007, 09:33 م]ـ
للفائدة:
- نوقشت وطبعت رسالة ماجستير في جامعة أم القرى بعنوان: موقف المسلم من الفتن في ضوء الكتاب والسنة, للباحث: حسين محسن الحازمي, ونشرت سنة: 1420.
- وفي جامعة محمد الخامس سجلت رسالة دكتوراه بعنوان: فقه الفتن: أصوله واتجاهاته وتطبيقاته, لعبد الواحد الإدريسي, سنة 1996.
- وللشيخ الدكتور عبد الرحمن عبد الرحيم القرشي رسالة دكتوراه بعنوان: منهج أهل السنة والجماعة في التعامل مع الفتن, قدمت لقسم العقيدة في جامعة أم القرى سنة 1425.(/)
مؤتمر أمريكي يروج لتحريف القرآن الكريم و"علمنة" الإسلام
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[16 Mar 2007, 03:55 م]ـ
مفكرة الإسلام: اختُتِمت أعمال مؤتمر استضافته الولايات المتحدة مؤخرًا بمشاركة عدد من "الليبراليين الجدد"، مع مجموعة من خبراء الاستخبارات الصهاينة والمحافظين الجدد الموالين لـ "إسرائيل"، بحث خلاله المنظمون "إعادة تفسير القرآن" و"علمنة الإسلام"، وبحْث أسباب تحوّل "ثقافات الشرق الأوسط من الانفتاح خلال العصور الوسطى إلى مجتمعات دينية في الوقت الحالي".
وذكرت وكالة "إنبا" أنّ قائمة منظمي المؤتمر ـ الذي عُقد في الخامس من مارس الجاري في "فلوريدا", تحت عنوان: "إعادة تفسير القرآن وعلمنة الإسلام" ـ ضمت عددًا من أبرز المحافظين الجدد العاملين بمعهد "أميركان إنتربرايز".
وأشارت الوكالة إلى أنّ المشاركين بحثوا في كيفية أحداث تحول في ثقافات شعوب منطقة الشرق الأوسط الإسلامية، وإجبارهم على الانفتاح على الغرب، والتخلي عن الالتزام الجاد بتعاليم الدين الإسلامي، وقبول العلمنة كنمط فكرى بديل أسوةً بما يحدث في تركيا.
وناقش المؤتمر وسائل "علمنة" الإسلام، وتوسيع أدوات مساحة نقد الإسلام، والتشكيك في القرآن الكريم تحت دعاوى حرية الفكر والإبداع، مع دعوة الغرب ممثلة في الجمعيات الحقوقية بدعم الشخصيات التي تتولى هذه المهمة، كما دعت إلى توفير الحماية لمثل هذه الشخصيات.
واستخدم المؤتمر شعارات للترويج لأفكاره من قبيل "محاربة الإرهاب"، و"الدعوة للديمقراطية"، "والحرية لشعوب منطقة الشرق الأوسط"، و"توسيع دوائر حقوق الإنسان"، و"تغلغل مؤسسات المجتمع المدني المرتبطة بمثيلاتها في الغرب".
كما رفع المؤتمر شعارات أخرى لاستغلالها في عملية الترويج لأهدافه مثل: "تحديث الإسلام"، و"عصرنة الإسلام"، و"علمنة الإسلام" ... وغيرها من المرادفات التي توصي المشاركين على صياغة "إسلام عصري" يواكب متطلبات المرحلة التاريخية الراهنة، ومن خلال إعادة تفسير القرآن، وإعادة قراءة التاريخ الإسلامي باستبعاد كل محتوياته، التي دعمت هويته الذاتية وحفظت له بقاءه رغم التحديات التي واجهها خلال القرون الماضية.
المصدر ( http://www.islammemo.cc/article1.aspx?id=36912)
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[18 Mar 2007, 02:53 م]ـ
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين(/)
سُورة الحَفد وسُورة الخَلْع: هل هما فعلا قرآن؟
ـ[إبراهيم عوض]ــــــــ[03 Apr 2007, 07:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فى أحد المواقع النصرانية البَلْهاء التى تظن أن بمستطاعها إحداث ضجة حول صحة الإسلام وفتنة المسلمين واجتيالهم عن دينهم إلى ما عندهم من تخلف عقلى، وما أكثر هذه المواقع كثرة الواغش فى الأجساد والأسمال القذرة التى لا تعرف النظافة ولا الطهارة، قرأت ما يلى عن السورتين المذكورتين فى عنوان هذه الدراسة: "هذه السورتان كانت في مصحف أبي بن كعب، ولكننا لا نجدهم في مصاحف أيامنا هذه: سورة "الحَفْد": "اللهم إياك نعيد* ولك نصلى ونسجد* وإليك نسعى ونَحْفِد* نرجو رحمتك ونخشى عذابك* إن عذابك بالكفار ملحق"- سورة "الخَلْع: "اللهم إنا نستعينك ونستغفرك* ونُثْنِى عليك ولا نَكْفُرك* ونخلع ونترك من يَفْجُرك".نترك لك التقييم".
وبعد أن قرأت ما كتبوه كتبتُ ما تقرأون. ونبدأ بالصلاة على النبىّ المصطفى ثم نقول للقارئ الكريم: انظر إلى هؤلاء الحمقى وغبائهم وجهلهم باللغة العربية التى يتصدَّوْن للتشكيك فى كتابها الأول والأخير بجرأة منقطعة النظير لا يقدم عليها إلا الأوباش الأغبياء، وكيف يتبدى هذا الجهل والغباء فى السطرين السابقين اللذين ارتكبوا فيهما على قصرهما الشديد أخطاء مرعبة يمكن حتى القارئ العادى الذى لا يهتم بالنحو والصرف أن يعرفها إذا قارن بين ما كتبه الأوباش وما نكتبه نحن الآن: "هاتان السورتان كانتا فى مصحف أُبَىّ، ولكننا لا نجدهما فى مصاحف أيامنا هذه"، ودعنا من التشكيل الأعته لكلمات النصين، ودعنا قبل ذلك من ركاكة الكلام وفهاهته التى تدل على ركاكة العقل والخلق والذوق!
أما قولهم للقراء: "نترك لكم التقييم" فنرد عليه بقولنا: حسن أنكم يا أوباش قد تركتم لنا التقويم، فمثلكم فى جهلكم وغبائكم لتشبهون الثور الأحمق الذى لا يتعامل مع التحف الرقيقة إلا بقرونه وأظلافه، فأنتم فى الواقع قد حُرِمْتُم العقل، ووُهِبْتم مكانه قرونا وأظلافا وذيلا ومخا ثيرانيا غليظا. ومن أول نظرة نقول، ونحن موقنون بصحة ما نقول، إن هذه السطور لا تمتّ بأية وشيجة للقرآن الكريم إلا كما يمتّ الفُجْل للتفاح مثلا، فالمنطق العقلى والتاريخى والنفسى لا يقبلها بتاتا، كما أن الروايات التى يعتمد عليها أولئك الأغبياء الذين يطيرون فرحا بكل شىء دون عقل أو فهم ترفض هى نفسها مثل هذا الزعم حسبما سنبين بعد قليل. علاوة على أن الأسلوب فى هذين النصين ليس هو الأسلوب القرآنى، ولا اللفتات هى اللفتات، ولا الروح هى الروح. وإلى القارئ البيان:
ونبدأ بالروايات التى يعتمد عليها الحمقى الذين لا يفقهون، بل يرددون ما يقرأون دون فهم أو منطق، لأنهم فى الواقع والحقيقة لا يستطيعون إعمال عقولهم، إن كانت لهم مثل تلك العقول أصلا. ولقد فتشت عن تينك السورتين فى كتب الحديث التسعة الرئيسية: البخارى ومسلم والترمذى والنسائى وأبى داود وابن ماجة والدارمى ومسند أحمد وموطأ مالك، فلم أجدهما، مما يدل على أن أمرهما من ناحية الرواية لا قيمة له أيضا. وأذكر أننى وأنا صغير كنت أحفظهما على أنهما من القنوت ليس إلا. والحق أنهما لا يمكن أن يكونا شيئا آخر سوى هذا. ولا أظن أنهما كانا فى مصحف أُبَىّ بن كعب أو غيره، إذ لا يُعْقَل أن ينفرد أحد الصحابة دونهم جميعا بإثبات سورتين لا يعرفهما سائر المسلمين، وبخاصة إذا علمنا أن جمع القرآن كان يعتمد على أن يكون هناك شاهدان من الصحابة لكل نص، علاوة على مظاهرة الكتابة عندذاك للذاكرة. فهل يعقل أن يستمر أُبَىٌّ أو غير أُبَىٍّ رغم ذلك على التمسك بظنه هو وحده بكون هذين النصين سورتبن قرآنيتين ويهمل آراء سائر الصحابة؟ وهذا لو كان للرواية وجه، وهو ما لا أظنه أبدا! أما إيراد بعض علمائنا القدامى لمثل تلك الروايات فهو إن دل على شىء فإنما يدل على أنهم كانوا لا يتحرجون فى أمور العلم والبحث، بل كانوا يوردون كل شىء يصلهم، عارفين أن العقل الإسلامى قادر على تمحيصه وإنزاله منزله الصحيح. لقد كانوا فى الواقع أوفياء لمنهج الحياد فكانوا يثبتون كل ما يقع لهم دون خشية، وإن لم نشاطرهم موقفهم ذلك رغم كل شىء.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا هو السبب فى أن السيوطى رحمه الله قد أورد فى تفسيره المسمَّى: "الدر المنثور فى التفسير بالمأثور" النصوص التالية التى نقلها أصحاب الموقع الأبله مثلهم متصورين أنهم أَتَوْا بالذئب من ذيله، فإذا بهم أصحاب ذيول، بل إذا هم أنفسهم الذيول بعينها: "قال ابن الضريس في فضائله: أخبرنا موسى بن إسماعيل، أنبانا حماد قال: قرأنا في مصحف أبي بن كعب: اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك الخير ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك. قال حماد: هذه الآن سورة، وأحسبه قال: "اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نخشى عذابك، ونرجو رحمتك، إن عذابك بالكفار ملحق". وأخرج ابن الضريس عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبيه قال: "صليت خلف عمر بن الخطاب فلما فرغ من السورة الثانية قال: اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك الخير كله، ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك. اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك بالكفار ملحق ". وفي مصحف ابن عباس قراءة أبي وأبي موسى: "بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك الخير ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك ". وفي مصحف حجر: "اللهم إنا نستعينك"، وفي مصحف ابن عباس قراءة أبي وأبي موسى: "اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نخشى عذابك ونرجو رحمتك، إن عذابك بالكفار ملحق ".
وأخرج أبو الحسن القطان في المطولات عن أبان بن أبي عياش قال: "سألت أنس بن مالك عن الكلام في القنوت فقال: اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك الخير ولا نكفرك، ونؤمن بك ونترك من يفجرك، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك الجد، إن عذابك بالكفار ملحق ". قال أنس: والله إن أُنْزِلَتا إلا من السماء".
وأخرج محمد بن نصر والطحاوي عن ابن عباس: "إن عمر بن الخطاب كان يقنت بالسورتين: اللهم إياك نعبد، واللهم إنا نستعينك". وأخرج محمد بن نصر عن عبد الرحمن بن أبزي قال: "قنت عمر رضي الله عنه بالسورتين ". وأخرج محمد بن نصر عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن عمر قنت بهاتين السورتين: "الله إنا نستعينك" و"اللهم إياك نعبد ". وأخرج البَيْهَقيّ عن خالد بن أبي عمران قال: "بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على مضر إذ جاءه جبريل فأومأ إليه أن اسكت فسكت، فقال: يا محمد، إن الله لم يبعثك سبابا ولا لعانا، وإنما بعثك رحمة للعالمين، ولم يبعثك عذابا. ليس لك من الأمر شيءٌ أو يتوبَ عليهم أو يعذّبَهم فإنهم ظالمون. ثم علمه هذا القنوت: اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونؤمن بك ونخضع لك، ونخلع ونترك من يفجرك. اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، إليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك الجد بالكفار ملحق ".
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف ومحمد بن نصر والبيهقي في سننه عن عبيد بن عمير أن "عمر بن الخطاب قنت بعد الركوع فقال: بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك. بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، ولك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك بالكفار ملحق ". وزعم عبيد أنه بلغه أنهما سورتان من القرآن في مصحف ابن مسعود. وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الملك بن سويد الكاهلي أن "عليا قنت في الفجر بهاتين السورتين: اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك. اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك بالكفار ملحق ". وأخرج ابن أبي شيبة ومحمد بن نصر عن ميمون بن مهران قال: "في قراءة أُبَيّ بن كعب: اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك، اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك بالكفار ملحق.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخرج محمد بن نصر عن ابن إسحق قال: "قرأت في مصحف أبي بن كعب بالكتاب الأول العتيق: بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد إلى آخرها. بسم الله الرحمن الرحيم قل أعوذ برب الفلق إلى آخرها. بسم الله الرحمن الرحيم قل أعوذ برب الناس إلى آخرها. بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك الخير ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك. بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك بالكفار ملحق. بسم الله الرحمن الرحيم:، اللهم لا تنزع ما تعطي، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، سبحانك وغفرانك وحنانيك إله الحق". وأخرج محمد بن نصر عن يزيد بن أبي حبيب قال: "بعث عبد العزيز بن مروان إلى عبد الله بن رزين الغافقي فقال له: والله إني لأراك جافيا، ما أراك تقرأ القرآن؟ قال: بلى، والله إني لأقرأ القرآن، وأقرأ منه ما لا تقرأ به. فقال له عبد العزيز: وما الذي لا أقرأ به من القرآن؟ قال: القنوت. حدثني علي بن أبي طالب أنه من القرآن". وأخرج محمد بن نصر عن عطاء بن السائب قال: "كان أبو عبد الرحمن يقرئنا: اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك الخير ولا نكفرك، ونؤمن بك ونخلع ونترك من يَفْجُرك. اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونَحْفِد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك الجِدّ، إن عذابك بالكفار مُلْحَق ". وزعم أبو عبد الرحمن أن "ابن مسعود كان يقرئهم إياها، ويزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرئهم إياها ". وأخرج محمد بن نصر عن الشعبي قال: "قرأت، أو حدثني من قرأ في بعض مصاحف أبي بن كعب هاتين السورتين: اللهم إنا نستعينك والأخرى، بينهما بسم الله الرحمن الرحيم، قبلهما سورتان من المفصَّل، وبعدهما سُوَرٌ من المفصَّل ". وأخرج محمد بن نصر عن سفيان قال: "كانوا يستحبون أن يجعلوا في قنوت الوتر هاتين السورتين: اللهم إنا نستعينك، واللهم إياك نعبد". وأخرج محمد بن نصر عن إبراهيم قال: "يقرأ في الوتر السورتين: اللهم إياك نعبد، اللهم إنا نستعينك ونستغفرك". وأخرج محمد بن نصر عن خصيف قال: "سألت عطاء بن أبي رباح: أي شيء أقول في القنوت. قال: هاتين السورتين اللتين في قراءة أبي: اللهم إنا نستعينك واللهم إياك نعبد". وأخرج محمد بن نصر عن الحسن قال: "نبدأ في القنوت بالسورتين، ثم ندعو على الكفار، ثم ندعو للمؤمنين والمؤمنات ".
واضح أن النصين لا يخرجان عن أن يكونا قنوتا كان عمر أو علىّ يقنت به بعد القيام من الركوع، أو عقب الانتهاء من قراءة السورة التى بعد الفاتحة وقبل أن يركع. ومعروف أن المسلمين لا يقنتون فى صلاتهم بالقرآن! وحتى لو ضَرَبْنا عن كل ما سبق صَفْحًا وقلنا إن الرواية صحيحة وإن أُبَيًّا كان رغم ذلك يعتقد أن هذين النصين سورتان قرآنيتان فعلا فإن هذا لا يعدو أن يكون اجتهادا منه لا يُلْزِم غيره، ومن ثم لا يمكن أن نأخذ بما لديه ونهمل موقف الصحابة على بَكْرَة أبيهم، إذ ليس هذا من المنهج العلمى ولا المنطق العقلى فى شىء. وقد ألقى أبو الحسن الأشعرى الضوء على جانب مهم فى تلك المسألة بقوله: "قد رأيت أنا مصحف أَنَسٍ بالبصرة عند قومٍ من ولدِه، فوجدتُه مساويًا لمصحف الجماعة، وكان ولد أنسٍ يروي أنه خَطُّ أنََسٍ وإملاء أُبَيّ بن كعب".
وقد قرأت فى "المصنَّف" لابن أبى شيبة تحت عنوان "مَا يَدْعُو بِهِ فِي قُنُوتِ الْفَجْرَِ" ما يلى: "حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: صَلَّيْت خَلْفَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْغَدَاةَ فَقَالَ فِي قُنُوتِهِ: اللَّهُمَّ إنَّا نَسْتَعِينُك وَنَسْتَغْفِرُك، وَنُثْنِي عَلَيْك الْخَيْرَ وَلا نَكْفُرُك، وَنَخْلَعُ وَنَتْرُكُ مَنْ يَفْجُرُكَ. اللَّهُمَّ إيَّاكَ نَعْبُدُ، وَلَك نُصَلِّي وَنَسْجُدُ، وَإِلَيْك نَسْعَى وَنَحْفِدُ، وَنَرْجُو رَحْمَتَك وَنَخْشَى عَذَابَك، إنَّ عَذَابَك بِالْكُفَّارِ مُلْحِق. 2 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ عَنْ زِرٍّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ صَلَّى خَلْفَ عُمَرَ فَصَنَعَ مِثْلَ ذَلِكَ. 3 -
(يُتْبَعُ)
(/)
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سُوَيْد الْكَاهِلِيِّ أَنَّ عَلِيًّا قَنَتَ فِي الْفَجْرِ بِهَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ: اللَّهُمَّ إنَّا نَسْتَعِينُك وَنَسْتَغْفِرُك، وَنُثْنِي عَلَيْك الْخَيْرَ وَلا نَكْفُرُك، وَنَخْلَعُ وَنَتْرُكُ مَنْ يَفْجُرُكَ. اللَّهُمَّ إيَّاكَ نَعْبُدُ، وَلَك نُصَلِّي وَنَسْجُدُ، وَإِلَيْك نَسْعَى وَنَحْفِدُ، نَرْجُو رَحْمَتَك وَنَخْشَى عَذَابَك، إنَّ عَذَابَك الْجِدَّ بِالْكُفَّارِ مُلْحِقٌ. 4 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ فِي قِرَاءَةِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: اللَّهُمَّ إنَّا نَسْتَعِينُك وَنَسْتَغْفِرُك، وَنُثْنِي عَلَيْك وَلا نَكْفُرُك، وَنَخْلَعُ وَنَتْرُكُ مَنْ يَفْجُرُكَ. اللَّهُمَّ إيَّاكَ نَعْبُدُ، وَلَك نُصَلِّي وَنَسْجُدُ، وَإِلَيْك نَسْعَى ونَحْفِد، وَنَرْجُو رَحْمَتَك وَنَخْشَى عَذَابَك، إنَّ عَذَابَك بِالْكُفَّارِ مُلْحِق. 5 - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ: سَمِعْت عُمَرَ يَقْنُتُ فِي الْفَجْرِ يَقُولُ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، اللَّهُمَّ إنَّا نَسْتَعِينُك وَنُؤْمِنُ بِك وَنَتَوَكَّلُ عَلَيْك، وَنُثْنِي عَلَيْك الْخَيْرَ كُلَّهُ وَلا نَكْفُرُك. ثُمَّ قَرَأَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، اللَّهُمَّ إيَّاكَ نَعْبُدُ، وَلَك نُصَلِّي وَنَسْجُدُ، وَإِلَيْك نَسْعَى وَنَحْفِدُ، نَرْجُو رَحْمَتَك وَنَخْشَى عَذَابَك، إنَّ عَذَابَك الْجِدَّ بِالْكُفَّارِ مُلْحِقٌ. اللَّهُمَّ عَذِّبْ كَفَرَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِك. 6 - َدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ قَالَ: صَلَّيْت الْغَدَاةَ ذَاتَ يَوْمٍ وَصَلَّى خَلْفِي عُثْمَانُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: فَقَنَتُّ فِي صَلاةِ الصُّبْحِ قَالَ: فَلَمَّا قَضَيْتُ صَلاتِي قَالَ لِي: مَا قُلْتَ فِي قُنُوتِك؟ قَالَ: فَقُلْتُ: ذَكَرْتُ هَؤُلاءِ الْكَلِمَاتِ: اللَّهُمَّ إنَّا نَسْتَعِينُك وَنَسْتَغْفِرُك، وَنُثْنِي عَلَيْك الْخَيْرَ كُلَّهُ وَلا نَكْفُرُك، وَنَخْلَعُ وَنَتْرُكُ مَنْ يَفْجُرُكَ. اللَّهُمَّ إيَّاكَ نَعْبُدُ، وَلَك نُصَلِّي وَنَسْجُدُ، وَإِلَيْك نَسْعَى وَنَحْفِدُ، نَرْجُو رَحْمَتَك وَنَخْشَى عَذَابَك. إنَّ عَذَابَك الْجِدَّ بِالْكُفَّارِ مُلْحِقٌ. فَقَالَ عُثْمَانُ: كَذَا كَانَ يَصْنَعُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّان".
كما قرأت فى كتاب "التدوين فى أخبار قزوين" للإمام الرافعى أن هذين النصين قنوت من القنوت: "محمد بن أحمد بن جابارة أبو سليمان الجاباري القزويني سمع أبا طلحة الخطيب في "الطوالات" لأبي الحسن القطان بسماع الخطيب منه: أنبا أبو محمد الحارث بن محمد بن أبي أسامة: ثنا يزيد بن هارون: أنبا أبان بن أبي عياش قال: سألت أنس بن مالك رضي الله عنه عن الكلام في القنوت، فقال: اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك الخير ولا نكفرك، ونؤمن بك ونخلع ونترك من يفجرك، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، ونرجو رحمتك ونخشى عذابك الجد، إن عذابك بالكافرين ملحق. اللهم عذب الكفرة، وألق في قلوبهم الرعب، وخالف بين كلمتهم، وأنزل عليهم رِجْزَك وعذابك. اللهم عذب الكفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك، ويكذّبون رسلك ويجحدون بآياتك، ويجعلون معك إلهًا لا إله غيرك. اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، وأصلحهم واستصلحهم وألف بين قلوبهم وأصلح ذات بينهم، واجعل في قلوبهم الإيمان والحكمة وثبّتْهم على ملة رسولك، وأَوْزِعْهم أن يشكروا نعمتك التي أنعمت عليهم، وأن يوفوا بعهدك الذي عاهدتهم عليه، وانصرهم على عدوهم وعدوك إله الحق. قال أنس: والله إِنْ أُنْزِلَتا إلا من السماء".
(يُتْبَعُ)
(/)
وفى الإصدار العاشر من "تيسير الوصول إلى أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم" فى موقع "الدرر السنية" بحثت أيضا عن هذين النصين فوجدت أنهما، كما قلت وكما جاء فى الكتابين السابقين، لا يزيدان عن أن يكونا قنوتا. وهذه هى الأحاديث التى عثرت عليها فى هذا الصدد: "أن عمر رضي الله عنه قنت بعد الركوع فقال: اللهم اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، وألف بين قلوبهم، وأصلح ذات بينهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم. اللهم العن كفرة أهل الكتاب، الذين يصدون عن سبيلك، ويكذبون رسلك، ويقاتلون أولياءك. اللهم خالف بين كلمتهم، وزلزل أقدامهم، وأنزل بهم بأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين. بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك. بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، ولك نسعى ونحفد، ونخشى عذابك الجد، ونرجو رحمتك، إن عذابك بالكافرين ملحق" (الراوي: عبيد بن عمير. خلاصة الدرجة: صحيح موصول. المحدث: البيهقي. المصدر: السنن الكبرى).
"أن عمر رضي الله عنه قنت بعد الركوع فقال: اللهم اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، وألف بين قلوبهم، وأصلح ذات بينهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم. اللهم العن كفرة أهل الكتاب، الذين يصدون عن سبيلك، ويكذبون رسلك، ويقاتلون أولياءك. اللهم خالف بين كلمتهم، وزلزل أقدامهم، وأنزل بهم بأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين. بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك. بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد. نخشى عذابك الجد، ونرجو رحمتك، إن عذابك بالكفار ملحق" (الراوي: عبيد بن عمير الثقفي. خلاصة الدرجة: روي بعضه مرفوعا وهو مرسل. المحدث: ابن الملقن. المصدر: البدر المنير).
"أن عمر قنت بعد الركوع فقال: اللهم اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، وألف بين قلوبهم، وأصلح ذات بينهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم. اللهم العن كفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك، ويكذبون رسلك، ويقاتلون أولياءك. اللهم خالف بين كلمتهم، وزلزل أقدامهم، وأنزل بهم بأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين. بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك. بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، ولك نسعى ونحفد. نخشى عذابك الجد ونرجو رحمتك، إن عذابك بالكفار ملحق" (الراوي: عبيد بن عمير الثقفي. خلاصة الدرجة: صحيح أو حسن روي بعضه مرفوعا مرسلا. المحدث: ابن الملقن. المصدر: تحفة المحتاج).
"أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قنت بعد الركوع فقال: اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، وألف بين قلوبهم، وأصلح ذات بينهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم. اللهم العن الكفرة كفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك، ويكذبون رسلك، ويقاتلون أولياءك. اللهم خالف بين كلمتهم، وزلزل بهم الأرض، وأنزل بهم بأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين. بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك. بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك الجد، إن عذابك بالكافرين ملحق" (الراوي: عبيد بن عمير الثقفي. خلاصة الدرجة: موقوف صحيح. المحدث: ابن حجر العسقلاني. المصدر: نتائج الأفكار).
"أنه صلى خلف عمر فقنت فيها بعد الركوع وقال في قنوته: اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك الخير كله ونشكرك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك. اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد. نرجو رحمتك، ونخشى عذابك، إن عذابك بالكفار ملحق. إلا أن الخزاعي قال: ونثني عليك ولا نكفرك، ونخشى عذابك الجد" (الراوي: عبدالرحمن بن أبزى. خلاصة الدرجة: إسناده صحيح من الطريق الأولى، والأخرى فيها ابن أبي ليلى سيء الحفظ. المحدث: الألباني. المصدر: إرواء الغليل)
(يُتْبَعُ)
(/)
والآن نأتى إلى التحليل الأسلوبى رغم أن المسألة لا تستلزم مثل هذا التحليل، فالمنطق واتجاه الأحداث وتحليل الروايات يكفى تماما فى الحكم باستبعاد انتماء هذين النصين للقرآن المجيد دون نقض أو إبرام: وأول شىء نقوله فى هذا الصدد هو أن كلمة "اللهم" التى افْتُتِحت بها السورة الأولى المزعومة قد وردت فى القرآن خمس مرات لم تأت أى منها فى بداية أية سورة بتاتا.
ثانى شىء: لم يحدث أن ابتدأت أية سورة قرآنية بمناداة الله، وإنما بمناداة البشر: "يا أيها الناس"، "يا أيها الذين آمنوا"، "يا أيها المُزَّمِّل"، "يا أيها المُدَّثِّر".
ثالث شىء: لم تأت كلمة "اللهم" فى أية سورة إلا وسبقتها كلمة تدل على "القول" لفظا أو معنى. وهذه هى المرات الخمس المذكورة نسوقها أمام القارئ ليكون على بينة خالصة مما نقول واطمئنان تام إليه:
"قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (آل عمران/ 26).
"قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لأَوَّلِنَا وَآَخِرِنَا وَآَيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ" (المائدة/ 114).
"وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ" (الأنفال/ 32).
"دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ وَآَخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" (يونس/ 10).
"قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ" (الزمر/ 46).
رابع شىء: لم يرد بعد النداء بكلمة "اللهم" فى القرآن أى ضمير، فضلا عن أن يكون هذا الضمير منفصلا كـ"إياك" (كما فى السورة الأولى المزعومة: "اللهم إياك نعبد") أو "إنّ" الناسخة (كما فى السورة المزعومة الأخرى: "اللهم إنا نستعينك ونستغفرك").
خامسا: لا يوجد فى القرآن كله الفعل: "نُصَلِّى" أبدا، بل الذى فيه هو "صَلَّى"، "تُصَلِّ"، "يُصَلّوا"، "يُصَلّون"، "يُصَلِّى"، "صَلِّ"، "صَلُّوا".
سادسا: لم يحدث فى القرآن أن تَقَدَّم حرفُ الجر على الفعل الدال على الصلاة كما فى سورة "الحفد"، بل المشاهد أنه إذا كان هناك حرف جر فإنه يأتى بعد الفعل، أو تُذْكَر الصلاة مطلقة دون حرف جر أصلا. وهذه هى الشواهد القرآنية:
"فلا صدَّق ولا صلَّى* ولكنْ كذَّبَ وتولَّى" (القيامة/ 31 - 32).
"وذَكَر اسْمَ ربِّه فصلَّى" (الأعلى/ 15).
"أرأيتَ الذى يَنْهَى* عبدًا إذا صلَّى" (العلق/ 9 - 10).
"ولا تصلِّ على أحدٍ منهم مات أبدًا ولا تقم على قبره" (التوبة/ 84).
"ولْتَأْتِ طائفةٌ أخرى لم يُصَلُّوا فلْيُصَلُّوا معك" (النساء/ 102).
"إن الله وملائكته يُصَلُّون على النبىّ يا أيها الذين آمنوا صَلُّوا عليه وسَلِّموا تسليما" (الأحزاب/ 56).
"هو الذى يُصَلِّى عليكم وملائكتُه ليُخْرِجَكم من النور إلى الظلمات" (الأحزاب/ 43).
"خذ من أموالهم صدقةً تطهِّرهم وتزكِّيهم بها وصَلِّ عليهم" (التوبة/ 103).
"إنّا أعطيناك الكَوْثَر* فصَلِّ لربك وانْحَرْ" (الكوثر/ 1 - 2).
سابعا: ليس فى القرآن الفعل "يَسْعَى" أبدا، بل الذى فيه هو "سعى"، "سَعَوْا"، "تَسْعَى"، "تَسْعَوْن"، "يَسْعَوْن". وشواهد ما نقول موجودة فى المواضع التالية: البقرة/ 114، 205، والإسراء/ 19، والنجم/ 39، والنازعات/ 35، والحج/ 51، وسبأ/ 5، وطه/ 15، 20، 66، والقصص/ 20، ويس/ 20، والحديد/ 12، والتحريم/ 8، والنازعات/ 22، وعبس/ 8، والمائدة/ 33، 64، وسبأ/ 38، والجمعة/ 6.
ثامنا: ليس ذلك فقط، بل إن الفعل "سعى" فى القرآن لم يأت فى أى زمن أو فى أية صيغة مسبوقا بحرف جر ومجروره كما هو الحال هنا: "وإليك نسعى ونحفد". كما أن حرف الجر الغالب مجيئه معه هو "فى"، وليس "إلى" كما فى السورة الموهومة التى بين أيدينا.
(يُتْبَعُ)
(/)
تاسعا: ثم إنه فى المرة اليتيمة التى جاء بعده الحرف: "إلى" لم يدخل هذا الحرف على اسم الله أو ضميره، بل على كلمة "الذكر": "فاسْعَوْا إلى ذِكْر الله وذَرُوا البيع" (الجمعة/ 9). وكما تلاحظ فالفعل هنا فعلُ أمرٍ لا مضارعٌ كما هو فى الجملة التى معنا.
عاشرا: وفوق ذلك فالسعى فى القرآن غالبا ما يكون فى الخراب والفساد والمعاجزة كما فى البقرة/ 114، 205، والمائدة/ 33، 64، والحج/ 51، وسبإ/ 5، 38 على سبيل القول الصريح، وكما فى الكهف/ 104، والنازعات/ 22 على سبيل التضمين، أما فى الخير فأقل من ذلك، كما أن ذكر الخير فى معظم الأحيان ضمنى لا صريح.
حادى عشر: ولو ذهبت تفتش فى القرآن من أوله إلى آخره فلن تعثر على الفعل "يحفد" فى أى زمن من الأزمان أو أية صيغة من الصيغ. بل لا وجود لمادة "ح ف د" فيه على الإطلاق، اللهم إلا كلمة "حَفَدَة" (النحل/ 72)، وهم أبناء الأبناء، وهذا شىء مختلف عما نحن فيه، ومعناه الإسراع. أى أن مجىء ذلك الفعل فى سورة "الحَفْد" المدَّعاة هو أمر شاذ كسائر ما يتعلق بتلك السورة حسبما تبيِّن هذه الدراسة.
ثانى عشر: رغم ورود الفعل "رجا- يرجو" فى القرآن 22 مرة، فإنه لم يأت قط مضارعا مسندا إلى ضمير المتكلمين: "نرجو" كما هو الحال هنا. والشواهد متاحة لمن يريد فى المواضع التالية: القصص/ 86، والنساء/ 104، ونوح/ 13، والإسراء/ 28، والكهف/ 110، والعنكبوت/ 5، والأحزاب/ 21، والزمر/ 9، والممتحنة/ 6، والبقرة/ 218، والنساء/ 104، ويونس/ 7، 11، 15، والإسراء/ 57، والنور/ 60، والفرقان/ 21، 40، وفاطر/ 29، والجاثية/ 14، والنبأ/ 27، والعنكبوت/ 36.
ثالث عشر: لم تقع كلمة "رحمتك" فى المرات الثلاث التى تكررت فيها فى القرآن مفعولا به مباشرا قط كما هو وَضْعها فى سورة "الحفد"، بل كانت فى كل تلك المرات مجرورة بحرف جر. كما أنها لم تقترن فى أى من تلك المرات بفعل الرجاء على أى وضع من الأوضاع: "قال رب اغفر لى ولأخى وأَدْخِلْنا فى رحمتك" (الأعراف/ 151)، "ونجِّنا برحمتك من القوم الكافرين" (يونس/ 86)، "وأَدْخِلْنى برحمتك فى عبادك الصالحين" (النمل/ 19).
رابع عشر: لم يأت الفعل: "نخشى" فى القرآن سوى مرة واحدة: "يقولون: نخشى أن تصيبنا دائرة" (المائدة/ 52)، والملاحظ أنه إنما أتى على لسان المنافقين المذبذبين لا على لسان المؤمنين الموقنين. كما أنه لم يقع على العذاب، بل على إصابتهم بدائرة، فضلا عن أن المفعول به الذى وقع عليه فى الآية القرآنية كان مصدرا مؤولا بالصريح: "أن تصيبنا دائرة" لا مصدرا صريحا: "عذابك" كما هو الحال فى عبارة ما يسمى بـ"سورة الحفد". وأكثر من ذلك أنه لم يحدث أن وقع الفعل: "خَشِىَ- يخشَى" فى أية صورة منه على "العذاب" فى كتاب الله بتاتا
خامس عشر: مع أن كلمة "عذاب" قد تكررت فى القرآن المجيد بضع مئات من المرات: نكرةً ومعرَّفةً بـ"أل" ومضافةً، فلم يتصادف أن جاءت مضافة إلى "كاف الخطاب" قط كما هو وَضْعها هنا.
سادس عشر: لم يحدث البتة أن اقترن الرجاء والخشية فى كتاب الله كما هو الحال فى قول المبتهلين فى السورة الموهومة التى بين أيدينا: "نرجو رحمتك، ونخشى عذابك".
سابع عشر: لم يأت فى القرآن متعلِّق لخبر "إنّ" أو "أنّ" الداخلة على كلمة "عذاب"، فضلا عن أن يكون سابقا على ذلك الخبر كما هو الحال فى الجملة الأخيرة من السورة الموهومة التى نحن بصددها هنا: "إن عذابك بالكفار ملحق". هذا، وإذا كانت كلمة "عذاب" قد وردت خبرا لـ"إنّ"، و"أنّ" و"لكنّ" فى الشواهد التالية: "ولإن كفرتم إنّ عذابى لَشديد" (إبراهيم/ 7)، "وأن عذابى هو العذاب الأليم" (الحجر/ 50)، "إن عذاب ربك كان محذورا" (الإسراء/ 57)، "إن عذابها كان غَرَاما" (الفرقان/ 65)، "ذلكم فذُوقُوه وأن للكافرين عذابَ النار" (الأنفال/ 14)، "إنّا قد أُوحِىَ إلينا أن العذاب على من كَذَّب وتولَّى" (طه/ 48)، "ولكن عذاب الله شديد" (الحج/ 2)، "إن عذاب ربك لَواقع" (الطور/ 7)، "إن عذاب ربهم غير مأمون" (المعارج/ 38)، فلن تجد للخبر فى أى منها متعلقا أصلا، فضلا عن أن يكون متعلق الخبر متقدما عليه كما هو الحال هنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثامن عشر: وأما بالنسبة لاسم المفعول "مُلْحَق" الواقع خبرا لـ"إن" فى جملتنا الحالية فلا وجود له فى القرآن فى أى موضع منه. كذلك لم يحدث أن وقع فعل من أفعال "الإلحاق" فى القرآن على العذاب قط، بل على ذرية المؤمنين أو على المؤمنين أو على الشركاء الذين كان الكفار يعبدونهم مع الله، أما على العذاب فلا: "قل أَرُونِىَ الذين أَلْحَقْتم به شركاء" (سبأ/ 27)، "والذين آمنوا واتَّبَعَتْهم ذريتُهم بإيمانٍ ألحقنا بهم ذريتَهم" (الطور/ 21)، "توفَّنى مُسْلِمًا وأَلْحِقْنى بالصالحين" (يوسف/ 101)، "ربِّ هَبْ لى حُكْمًا وأَلْحِقْنى بالصالحين" (الشعراء/ 83).
تاسع عشر: جاء الفعل: "استعان" فى القرآن على كل التصريفات أربع مرات لم يحدث أن خلا مفعوله المتقدم عليه من "باء" الجر: "واستعينوا بالصبر والصلاة" (البقرة/ 45)، "استعينوا بالصبر والصلاة" (البقرة/ 152)، "استعينوا بالله واصبروا" (الأعراف/ 138)، كما لم يحدث أن جاء هذا المفعول ضميرا إلا مرة واحدة تقدم فيها المفعول على الفعل، ومن ثم كان ضميرا منفصلا لا متصلا (هكذا: "إياك نعبد وإياك نستعين")، على عكس الوضع تماما من هذا وذاك فى الجملة الأولى من السورة المزعومة الثانية: (هكذا: "اللهم إنا نستعينك").
عشرين: وكذلك لم يتفق أن اقترنت الاستعانة بالاستغفار فى القرآن قط كما هو الأمر فى الجملة التى نحن أمامها: "نستعينك ونستغفرك".
حاديًا وعشرين: لم يقع أن استعمل الفعل "استغفر" فى كتاب الله الكريم مضارعا مسندا إلى ضمير جماعة المتكلمين بتاتا أو جاء مفعوله "كاف خطاب" قط كما فى الجملة الحالية: "نستغفرك".
ثانيًا وعشرين: برغم ورود كلمة "الحمد" واشتقاقاتها فى القرآن نحو سبعين مرة، فإن كلمة "الثناء" المقتربة منها فى المعنى إلى حد بعيد والمشتق منها الفعل: "نُثْنِى" فى الجملة الثالثة من سورة "الخلع" التى نحن بصددها هنا (وهى: "ونُثْنِى عليك ولا نَكْفُرك")، هذه الكلمة غائبة تماما عن كتاب الله هى وكل مشتقاتها.
ثالثا وعشرين: بالنسبة لجملة "نَكْفُرك" نقول إنه قد ورد الفعل المضارع: "يَكْفُر" فى القرآن الكريم بتصريفات مختلفة ما يقرب من ستين مرة، ومع هذا لم يحدث أن أُسْنِد هذا الفعل إلى ضمير جماعة المتكلمين فى أية مرة منها. كما لم يحدث أن توصَّل ذلك الفعل إلى مفعوله مباشرة دون "باء الجر" كما هو الحال هنا، اللهم إلا مرة واحدة أتى فيها مبنيا للمجهول ووقع على ضمير الغائب لا المخاطب وكان ذلك الضمير عائدا على عمل الإنسان لا على الله سبحانه، وهو ما يختلف فيه مع الجملة التى نحن بصددها اختلافا تاما. وهذا هو الشاهد القرآنى اليتيم: "وما يَفْعَلوا من خير فلن يُكْفَروه" (آل عمران/ 115).
رابعا وعشرين: ليس فى القرآن كله كلمة "خَلْع" التى تدور عليها السورة المدَّعاة وعُنْوِنَتْ بها، بل ليس فيه من ذات المادة إلا فعل الأمر: "اخلع": "فاخلع نعليك إنك بالوادى المقدَّس طُوًى" (طه/ 12)، وهو خطاب من الله لواحد من البشر هو موسى عليه السلام، وليس خطابا من البشر له عز وجل كما فى الجملة التى يدور الكلام عليها حاليًّا والتى ورد فيها الفعل مضارعًا لا أَمْرًا مع ذلك. كما أن الخلع فى الآية القرآنية حقيقى، بخلافه فى آية السورة المزعومة، إذ معناه فيها مجازى كما هو واضح.
خامسا وعشرين: لم يرد الفعل المضارع: "نترك" فى كتاب الله سوى مرة واحدة وقع فيها مفعوله اسما موصولا غير عاقل عائدا على الأصنام التى يعبدها آباء المتكلمين الكافرين: "قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا" (هود/ 87)، لا اسما موصولا عاقلا عائدا على من يفجر الله سبحانه كما هو الوضع فى الجملة التى بين أيدينا: "ونخلع ونترك من يَفْجُرك".
سادسا وعشرين: على الرغم من مجىء مشتقات مادة "ت ر ك" نيفا وأربعين مرة فى القرآن المجيد لم يحدث أن أتى الاسم الموصول: "من" مفعولا لأى من هذه المشتقات كما هو الوضع فى الجملة التى معنا الآن: "ونترك من يَفْجُرك".
سابعا وعشرين: لا يوجد الفعل: "نَفْجُر" (مضارعا مسندا إلى جماعة المتكلمين وبمعنى "الفُجُور" لا التفجير) فى القرآن المجيد أبدا. كما أن الفعل: "يَفْجُر" (المضارع المسند لضمير الغائب المفرد المذكَّر) الذى ورد فيه مرة واحدة لا غير لم يُذْكَر معه مفعول به، فضلا عن أن يكون المفعول به مفعولا مباشرا: "بل يريد الإنسان ليَفْجُر أمامه" (القيامة/ 5)، بَلْهَ أن يكون ذلك الضمير عائدا على الله جل وعلا كما هو الحال معنا الآن.
والآن يستطيع القراء الكرام أن يَرَوْا معنا بكل وضوح وجلاء أن هذين النصين لا علاقة لهما من قريب أو من بعيد بالقرآن من ناحية الأسلوب والروح أيضا، فبصماتهما اللغوية والذوقية ليست هى بصمات الأسلوب القرآنى كما هو بين، مثلما رَأَوْا قبلاً أنهما لا يمكن أن يكونا من القرآن بحكم المنطق العقلى وبناء على تحليل الروايات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[03 Apr 2007, 12:58 م]ـ
حقيقة أن ما وصل إليه الشيخ الفاضل إبراهيم عوض من أن هاتين السورتين استقر الحال على القنوت بهما - في النصف الثاني من رمضان - أوافقه عليه لصحة الحديث بذلك عن سيدنا عمر رضي الله عنه كما عند ابن خزيمة.
إلا أن ترجيح أنهما ليسا من القرآن فهذا محل نظر، بل الراجح كما ذهب إليه جماعة من العلماء أنهما من القرآن وأنهما مما نسخ لفظا وحكما، وكيف يستجيز سيدنا أبي وغيره من الصحابة كتابتهما في المصحف، وهما ليستا من القرآن.
قال العلامة الشنقيطي (مالكي) في أضواء البيان: ومثال نسخ الكتاب بالسنة: نسخ آية عشر رضعات تلاوة وحكماً بالسنة المتواترة. ونسخ سورة الخلع وسورة الحفد تلاوة وحكماً بالسنة المتواترة. وسورة الخلع وسورة الحفد: هما القنوت في الصبح عند المالكية. وقد أوضح صاحب (الدر المنثور) وغيره تحقيق أنهما كانتا سورتين من كتاب الله ثم نسختا.اهـ
وقال الشيخ أحمد الطحاوي (حنفي) في حاشيته على مراقي الفلاح: ذكر السيوطي أن دعاء القنوت من جملة الذي أنزله الله على النبي صلى الله عليه وسلم وكانا سورتين كل سورة ببسملة وفواصل إحداهما تسمى سورة الخلع وهي بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إنا نستعينك إلى قوله من يكفرك والأخرى تسمى سورة الحفد وهي بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إياك نعبد إلى ملحق وقد اختلفت الصحابة في نسخهما وكتبهما أبي في مصحفه فعدة سور القرآن عنده مائة وست عشرة سورة. اهـ
وقال الشيخ زكريا الأنصاري (شافعي) في البهجة الوردية: وَرَأَيْتُ فِي رِسَالَةِ الْإِمَامِ السُّيُوطِيّ أَنَّهُ كَانَ سُورَتَيْنِ أَنْزَلَهُمَا اللَّهُ كُلُّ وَاحِدَةٍ بِبَسْمَلَةٍ تَنْتَهِي الْأُولَى الْمُسَمَّاةُ سُورَةَ الْخُلْعِ بِيَفْجُرُكَ وَمَبْدَأُ الثَّانِيَةِ الْمُسَمَّاةِ سُورَةَ الْحَفْدِ إيَّاكَ ثُمَّ اخْتَلَفَ الصَّحَابَةُ فِيهِمَا هَلْ نُسِخَا أَمْ لَا حَتَّى كَتَبَهُمَا بَعْضُهُمْ فِي مُصْحَفٍ فَجَعَلَ عَدَدَ السُّوَرِ مِائَةً وَسِتَّةَ عَشَرَ سُورَةً.اهـ.
والله أعلم.،
ـ[إبراهيم عوض]ــــــــ[04 Apr 2007, 06:47 ص]ـ
أشكر الأخ أبا منذر المنياوي على تعقيبه، وأعيد نشر الموضوع بعد إضافة فقرات مهمة ظللتها باللون الأزرق.
فى أحد المواقع النصرانية البَلْهاء التى تظن أن بمستطاعها إحداث ضجة حول صحة الإسلام وفتنة المسلمين واجتيالهم عن دينهم إلى ما عندهم من تخلف عقلى، وما أكثر هذه المواقع كثرة الواغش فى الأجساد والأسمال القذرة التى لا تعرف النظافة ولا الطهارة، قرأت ما يلى عن السورتين المذكورتين فى عنوان هذه الدراسة: "هذه السورتان كانت في مصحف أبي بن كعب، ولكننا لا نجدهم في مصاحف أيامنا هذه: سورة "الحَفْد": "اللهم إياك نعيد* ولك نصلى ونسجد* وإليك نسعى ونَحْفِد* نرجو رحمتك ونخشى عذابك* إن عذابك بالكفار ملحق"- سورة "الخَلْع: "اللهم إنا نستعينك ونستغفرك* ونُثْنِى عليك ولا نَكْفُرك* ونخلع ونترك من يَفْجُرك".نترك لك التقييم".
وبعد أن قرأتُ ما كتبوه كتبتُ ما تقرأون. ونبدأ بالصلاة على النبىّ المصطفى ثم نقول للقارئ الكريم: انظر إلى هؤلاء الحمقى وغبائهم وجهلهم باللغة العربية التى يتصدَّوْن للتشكيك فى كتابها الأول والأخير بجرأة منقطعة النظير لا يقدم عليها إلا الأوباش الأغبياء، وكيف يتبدى هذا الجهل والغباء فى السطرين السابقين اللذين ارتكبوا فيهما على قصرهما الشديد أخطاء مرعبة يمكن حتى القارئ العادى الذى لا يهتم بالنحو والصرف أن يعرفها إذا قارن بين ما كتبه الأوباش وما نكتبه نحن الآن: "هاتان السورتان كانتا فى مصحف أُبَىّ، ولكننا لا نجدهما فى مصاحف أيامنا هذه"، ودعنا من التشكيل الأعته لكلمات النصين، ودعنا قبل ذلك من ركاكة الكلام وفهاهته التى تدل على ركاكة العقل والخلق والذوق!
(يُتْبَعُ)
(/)
أما قولهم للقراء: "نترك لكم التقييم" فنرد عليه بقولنا: حسن أنكم يا أوباش قد تركتم لنا التقويم، فمثلكم فى جهلكم وغبائكم لتشبهون الثور الأحمق الذى لا يتعامل مع التحف الرقيقة إلا بقرونه وأظلافه، فأنتم فى الواقع قد حُرِمْتُم العقل، ووُهِبْتم مكانه قرونا وأظلافا وذيلا ومخا ثيرانيا غليظا. ومن أول نظرة نقول، ونحن موقنون بصحة ما نقول، إن هذه السطور لا تمتّ بأية وشيجة للقرآن الكريم إلا كما يمتّ الفُجْل للتفاح مثلا، فالمنطق العقلى والتاريخى والنفسى لا يقبلها بتاتا، كما أن الروايات التى يعتمد عليها أولئك الأغبياء الذين يطيرون فرحا بكل شىء دون عقل أو فهم ترفض هى نفسها مثل هذا الزعم حسبما سنبين بعد قليل. علاوة على أن الأسلوب فى هذين النصين ليس هو الأسلوب القرآنى، ولا اللفتات هى اللفتات، ولا الروح هى الروح. وإلى القارئ البيان:
ونبدأ بالروايات التى يعتمد عليها الحمقى الذين لا يفقهون، بل يرددون ما يقرأون دون فهم أو منطق، لأنهم فى الواقع والحقيقة لا يستطيعون إعمال عقولهم، إن كانت لهم مثل تلك العقول أصلا. ولقد فتشت عن تينك السورتين فى كتب الحديث التسعة الرئيسية: البخارى ومسلم والترمذى والنسائى وأبى داود وابن ماجة والدارمى ومسند أحمد وموطأ مالك، فلم أجدهما، مما يدل على أن أمرهما من ناحية الرواية لا قيمة له أيضا. وأذكر أننى وأنا صغير كنت أحفظهما على أنهما من القنوت ليس إلا. والحق أنهما لا يمكن أن يكونا شيئا آخر سوى هذا. ولا أظن أنهما كانا فى مصحف أُبَىّ بن كعب أو غيره، إذ لا يُعْقَل أن ينفرد أحد الصحابة دونهم جميعا بإثبات سورتين لا يعرفهما سائر المسلمين، وبخاصة إذا علمنا أن جمع القرآن كان يعتمد على أن يكون هناك شاهدان من الصحابة لكل نص، علاوة على مظاهرة الكتابة عندذاك للذاكرة. فهل يعقل أن يستمر أُبَىٌّ أو غير أُبَىٍّ رغم ذلك على التمسك بظنه هو وحده بكون هذين النصين سورتبن قرآنيتين ويهمل آراء سائر الصحابة؟ وهذا لو كان للرواية وجه، وهو ما لا أظنه أبدا!
وهناك رواية أوردها السجستانى فى كتابه: "المصاحف" (دار الكتب العلمية/ بيروت/ 15) تقول إن أُبَيًّا اشترك فى كتابة المصحف الذى تم جمعه أيام أبى بكر، إذ كان رجال يُمْلُون عليه فيكتب. فلو كانت فى مصحفه تانك السورتان لقد كان يعتقد إذن أنهما قرآن فعلا، فلماذا لم يثر هذه المسألة على أعين الناس حينها وآذانهم؟ ولو كان فعل لكان قد رُوِىَ هذا الذى فعل. أليس كذلك؟ أمّا، ولم يصلنا شىء عن هذا، فمعناه أنه لم يُثِر الأمر وأنه لم يكن يعتقد أن هاتين السورتين من القرآن فعلا، إذ لا يُعْقَل أنه كان يؤمن بأنهما سورتان قرآنيتان ثم يسكت فلا يفاتح إخوانه الصحابة فى مثل ذلك الموضوع الخطير، فإما أقنعهم وإما أقنعوه! وقد ألقى أبو الحسن الأشعرى الضوء على جانب مهم فى تلك المسألة بقوله: "قد رأيت أنا مصحف أَنَسٍ بالبصرة عند قومٍ من ولدِه، فوجدتُه مساويًا لمصحف الجماعة، وكان ولد أنسٍ يروي أنه خَطُّ أنََسٍ وإملاء أُبَيّ بن كعب". أما إيراد بعض علمائنا القدامى لمثل تلك الروايات فإن دلّ على شىء فعلى أنهم كانوا لا يتحرجون فى أمور العلم والبحث، بل كانوا يوردون كل شىء يصلهم، عارفين أن العقل الإسلامى قادر على تمحيصه وإنزاله منزله الصحيح. لقد كانوا فى الواقع أوفياء لمنهج الحياد فكانوا يثبتون كل ما يقع لهم دون خشية، وإن لم نشاطرهم موقفهم ذلك رغم كل شىء.
أما ما كتبه، مشكورا ومأجورا إن شاء الله، أحد القراء الأفاضل تعليقا على هذه الدراسة فى نسختها الأولى فى موقع "ملتقى أهل التفسير" بقوله: "حقيقة أن ما وصل إليه الشيخ الفاضل إبراهيم عوض من أن هاتين السورتين استقر الحال على القنوت بهما في النصف الثاني من رمضان أوافقه عليه لصحة الحديث بذلك عن سيدنا عمر رضي الله عنه كما عند ابن خزيمة. إلا أن ترجيح أنهما ليسا من القرآن فهذا محل نظر، بل الراجح كما ذهب إليه جماعة من العلماء أنهما من القرآن وأنهما مما نُسِخ لفظا وحكما. وكيف يستجيز سيدنا أُبَيٌّ وغيره من الصحابة كتابتهما في المصحف، وهما ليستا من القرآن؟ قال العلامة الشنقيطي (مالكي) في "أضواء البيان": ومثال نسخ الكتاب بالسنة نسخ آية عشر رضعات تلاوة وحكما بالسنة المتواترة، ونسخ سورة "الخلع" وسورة "الحفد" تلاوة وحكمًا
(يُتْبَعُ)
(/)
بالسنة المتواترة. وسورة "الخلع" وسورة "الحفد" هما القنوت في الصبح عند المالكية. وقد أوضح صاحب "الدر المنثور" وغيره تحقيق أنهما كانتا سورتين من كتاب الله ثم نُسِخَتا. اهـ. وقال الشيخ أحمد الطحاوي حنفي في حاشيته على "مراقي الفلاح": ذكر السيوطي أن دعاء القنوت من جملة الذي أنزله الله على النبي صلى الله عليه وسلم، وكانا سورتين، كلّ سورة ببسملة وفواصل، إحداهما تسمى: سورة "الخلع"، وهي: بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إنا نستعينك .. إلى قوله: من يكفرك، والأخرى تسمى: سورة "الحفد"، وهي بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إياك نعبد ... إلى: ملحق. وقد اختلفت الصحابة في نسخهما، وكتبهما أُبَيٌّ في مصحفه، فعِدّة سور القرآن عنده مائة وست عشرة سورة. اهـ. وقال الشيخ زكريا الأنصاري (شافعي) في "البهجة الوردية": وَرَأَيْتُ فِي رِسَالَةِ الإِمَامِ السُّيُوطِيّ أَنَّهُ كَانَ سُورَتَيْنِ أَنْزَلَهُمَا اللَّهُ كُلُّ وَاحِدَةٍ بِبَسْمَلَةٍ: تَنْتَهِي الأُولَى الْمُسَمَّاةُ: سُورَةَ "الْخُلْعِ" بِـ"يَفْجُرُكَ"، وَمَبْدَأُ الثَّانِيَةِ الْمُسَمَّاةِ: سُورَةَ "الْحَفْدِ": "إيَّاكَ". ثُمَّ اخْتَلَفَ الصَّحَابَةُ فِيهِمَا هَلْ نُسِخَا أَمْ لا حَتَّى كَتَبَهُمَا بَعْضُهُمْ فِي مُصْحَفٍ فَجَعَلَ عَدَدَ السُّوَرِ مِائَةً وَسِتَّةَ عَشَرَ سُورَةً. اهـ"، والله أعلم"، فرغم سعادتى به لدلالته على اهتمام القراء بالمسألة المطروحة فى تلك الدراسة ذلك الاهتمام العلمى الراقى وكذلك لنجاحه فى تحريك عقلى، فهو غير مقنع للأسباب التالية:
فأولا: كيف يقال إن السورتين قد نُسِخَتا لفظا، وهما ما زالتا موجودتين بألفاظهما؟ إن هذا كمن يقول: "سعيد غائبٌ حاضرٌ"، أو "حىٌّ ميتٌ" مثلا، وهو ما لا يجوز فى شرعة العقل. ثم ما معنى أنهما نُسِخَتا حكما؟ إنهما لا تتعرضان لمسألة تشريعية حتى يمكن أن يقال إن الحكم التشريعى الذى كان فيهما قد تغير. ومعروف أنه لا نسخ فى مسائل الاعتقادات والتاريخ، ويلحق بهما الأدعية، والسورتان منها. وعلى أية حال فما زلنا ندعو بالسورتين ولم يقل أحد إن الدعاء بهما أصبح لاغيا، فما القول إذن؟ وثانيا: كيف يقال إنهما قد نسختا، ومع ذلك يستمر أُبَىٌّ فى إثباتهما بمصحفه؟ والعجيب أن يستدل بعض العلماء على قرآنيتهما من وجودهما فى مصحف ذلك الصحابى الكريم، وكان الأحرى أن يتعجبوا من بقائهما فيه رغم ذلك بدلا من استدلالهم بهذا البقاء على أنهما من القرآن! وثالثا: هل من المعقول أن تُنْسَخ السورتان ولا يدور بين الصحابة أخذ ورد حول إبقاء أُبَىٍّ عليهما فى نسخته، بل يمرّ الأمر مرور الكرام، وكأن أمرهما من الهوان بمكان؟ ألا إن ذلك لأمرٌ غريبٌ وبعيدٌ جِدُّ بعيدٍ! ورابعا: إذا كان هذان النصان فى البداية قرآنا، فيا ترى ما حكمهما الآن؟ ألا يزالان قرآنا؟ إذن فهما لم يُنْسَخا؟ أم لم يعودا قرآنا؟ فكيف ننظر إليهما الآن إذن من ناحية الإعجاز مثلا؟ أما فتئا معجزين رغم زوال قرآنيتهما عنهما؟ كيف، ولا مُعْجِز من الكلام إلا القرآن؟ أم نقول إنهما قد زالت عنهما تلك الإعجازية؟ فكيف؟ نعم كيف يسع المسلمَ الزعمُ بأن كلام الله قد تحول وزالت عنه طبيعته التى كانت له؟ أم نقول إنهما لم يبقيا كلاما من كلام الله؟ ألا إن ذلك لخطيرٌ جِدُّ خطيرٍ! وخامسا: فإن الرد على التساؤل الهام الذى طرحه المعلق الكريم قائلا: كيف يستجيز سيدنا أبي وغيره من الصحابة كتابتهما في المصحف، وهما ليستا من القرآن؟ هو تساؤل لا يقل بل يزيد عنه أهمية، ألا وهو: وكيف يستجيز سائر الصحابة عدم إثباتهما فى مصاحفهم وهما من القرآن؟ وبهذا نعود إلى ما قلتُه آنفا من أنه ليس من المقبول منطقا ولا عقلا ولا شرعا أن نأخذ برأى سيدنا أُبَىّ بن كعب وحده ونهمل آراء سادتنا الصحابة أجمعين، وعلى رأسهم اللجنتان اللتان كُلِّفَتا فى عهد أبى بكر وعثمان بجمع القرآن! وهذا لو كان ثمة وجه لتلك الرواية القائلة بأن أبيا كان يثبتهما فى مصحفه، وهو ما قلت إننى غير مقتنع به.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا هو السبب فى أن السيوطى رحمه الله قد أورد فى تفسيره المسمَّى: "الدر المنثور فى التفسير بالمأثور" النصوص التالية التى نقلها أصحاب الموقع الأبله مثلهم متصورين أنهم أَتَوْا بالذئب من ذيله، فإذا بهم أصحاب ذيول، بل إذا هم أنفسهم الذيول بعينها. قال رحمه الله: "قال ابن الضريس في فضائله: أخبرنا موسى بن إسماعيل، أنبانا حماد قال: قرأنا في مصحف أبي بن كعب: اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك الخير ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك. قال حماد: هذه الآن سورة، وأحسبه قال: "اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نخشى عذابك، ونرجو رحمتك، إن عذابك بالكفار ملحق". وأخرج ابن الضريس عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبيه قال: "صليت خلف عمر بن الخطاب فلما فرغ من السورة الثانية قال: اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك الخير كله، ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك. اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك بالكفار ملحق ". وفي مصحف ابن عباس قراءة أبي وأبي موسى: "بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك الخير ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك ". وفي مصحف حجر: "اللهم إنا نستعينك"، وفي مصحف ابن عباس قراءة أبي وأبي موسى: "اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نخشى عذابك ونرجو رحمتك، إن عذابك بالكفار ملحق ".
وأخرج أبو الحسن القطان في المطولات عن أبان بن أبي عياش قال: "سألت أنس بن مالك عن الكلام في القنوت فقال: اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك الخير ولا نكفرك، ونؤمن بك ونترك من يفجرك، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك الجد، إن عذابك بالكفار ملحق ". قال أنس: والله إن أُنْزِلَتا إلا من السماء".
وأخرج محمد بن نصر والطحاوي عن ابن عباس: "إن عمر بن الخطاب كان يقنت بالسورتين: اللهم إياك نعبد، واللهم إنا نستعينك". وأخرج محمد بن نصر عن عبد الرحمن بن أبزي قال: "قنت عمر رضي الله عنه بالسورتين ". وأخرج محمد بن نصر عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن عمر قنت بهاتين السورتين: "الله إنا نستعينك" و"اللهم إياك نعبد ". وأخرج البَيْهَقيّ عن خالد بن أبي عمران قال: "بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على مضر إذ جاءه جبريل فأومأ إليه أن اسكت فسكت، فقال: يا محمد، إن الله لم يبعثك سبابا ولا لعانا، وإنما بعثك رحمة للعالمين، ولم يبعثك عذابا. ليس لك من الأمر شيءٌ أو يتوبَ عليهم أو يعذّبَهم فإنهم ظالمون. ثم علمه هذا القنوت: اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونؤمن بك ونخضع لك، ونخلع ونترك من يفجرك. اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، إليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك الجد بالكفار ملحق ".
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف ومحمد بن نصر والبيهقي في سننه عن عبيد بن عمير أن "عمر بن الخطاب قنت بعد الركوع فقال: بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك. بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، ولك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك بالكفار ملحق ". وزعم عبيد أنه بلغه أنهما سورتان من القرآن في مصحف ابن مسعود. وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الملك بن سويد الكاهلي أن "عليا قنت في الفجر بهاتين السورتين: اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك. اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك بالكفار ملحق ". وأخرج ابن أبي شيبة ومحمد بن نصر عن ميمون بن مهران قال: "في قراءة أُبَيّ بن كعب: اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك، اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك بالكفار ملحق.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخرج محمد بن نصر عن ابن إسحق قال: "قرأت في مصحف أبي بن كعب بالكتاب الأول العتيق: بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد إلى آخرها. بسم الله الرحمن الرحيم قل أعوذ برب الفلق إلى آخرها. بسم الله الرحمن الرحيم قل أعوذ برب الناس إلى آخرها. بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك الخير ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك. بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك بالكفار ملحق. بسم الله الرحمن الرحيم:، اللهم لا تنزع ما تعطي، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، سبحانك وغفرانك وحنانيك إله الحق". وأخرج محمد بن نصر عن يزيد بن أبي حبيب قال: "بعث عبد العزيز بن مروان إلى عبد الله بن رزين الغافقي فقال له: والله إني لأراك جافيا، ما أراك تقرأ القرآن؟ قال: بلى، والله إني لأقرأ القرآن، وأقرأ منه ما لا تقرأ به. فقال له عبد العزيز: وما الذي لا أقرأ به من القرآن؟ قال: القنوت. حدثني علي بن أبي طالب أنه من القرآن". وأخرج محمد بن نصر عن عطاء بن السائب قال: "كان أبو عبد الرحمن يقرئنا: اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك الخير ولا نكفرك، ونؤمن بك ونخلع ونترك من يَفْجُرك. اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونَحْفِد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك الجِدّ، إن عذابك بالكفار مُلْحَق ". وزعم أبو عبد الرحمن أن "ابن مسعود كان يقرئهم إياها، ويزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرئهم إياها ". وأخرج محمد بن نصر عن الشعبي قال: "قرأت، أو حدثني من قرأ في بعض مصاحف أبي بن كعب هاتين السورتين: اللهم إنا نستعينك والأخرى، بينهما بسم الله الرحمن الرحيم، قبلهما سورتان من المفصَّل، وبعدهما سُوَرٌ من المفصَّل ". وأخرج محمد بن نصر عن سفيان قال: "كانوا يستحبون أن يجعلوا في قنوت الوتر هاتين السورتين: اللهم إنا نستعينك، واللهم إياك نعبد". وأخرج محمد بن نصر عن إبراهيم قال: "يقرأ في الوتر السورتين: اللهم إياك نعبد، اللهم إنا نستعينك ونستغفرك". وأخرج محمد بن نصر عن خصيف قال: "سألت عطاء بن أبي رباح: أي شيء أقول في القنوت. قال: هاتين السورتين اللتين في قراءة أبي: اللهم إنا نستعينك واللهم إياك نعبد". وأخرج محمد بن نصر عن الحسن قال: "نبدأ في القنوت بالسورتين، ثم ندعو على الكفار، ثم ندعو للمؤمنين والمؤمنات ".
واضح أن النصين لا يخرجان عن أن يكونا قنوتا كان عمر أو علىّ يقنت به بعد القيام من الركوع، أو عقب الانتهاء من قراءة السورة التى بعد الفاتحة وقبل أن يركع. ومعروف أن المسلمين لا يقنتون فى صلاتهم بالقرآن! وحتى لو ضَرَبْنا عن كل ما سبق صَفْحًا وقلنا إن الرواية صحيحة وإن أُبَيًّا كان رغم ذلك يعتقد أن هذين النصين سورتان قرآنيتان فعلا على عكس ما كان الصحابة جميعا يؤمنون، فإن هذا لا يعدو أن يكون اجتهادا منه لا يُلْزِم غيره، ومن ثم لا يمكن أن نأخذ بما لديه ونهمل موقف الصحابة على بَكْرَة أبيهم، إذ ليس هذا من المنهج العلمى ولا المنطق العقلى فى شىء.
وقد قرأت فى "المصنَّف" لابن أبى شيبة تحت عنوان "مَا يَدْعُو بِهِ فِي قُنُوتِ الْفَجْرَِ" ما يلى: "حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: صَلَّيْت خَلْفَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْغَدَاةَ فَقَالَ فِي قُنُوتِهِ: اللَّهُمَّ إنَّا نَسْتَعِينُك وَنَسْتَغْفِرُك، وَنُثْنِي عَلَيْك الْخَيْرَ وَلا نَكْفُرُك، وَنَخْلَعُ وَنَتْرُكُ مَنْ يَفْجُرُكَ. اللَّهُمَّ إيَّاكَ نَعْبُدُ، وَلَك نُصَلِّي وَنَسْجُدُ، وَإِلَيْك نَسْعَى وَنَحْفِدُ، وَنَرْجُو رَحْمَتَك وَنَخْشَى عَذَابَك، إنَّ عَذَابَك بِالْكُفَّارِ مُلْحِق. 2 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ عَنْ زِرٍّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ صَلَّى خَلْفَ عُمَرَ فَصَنَعَ مِثْلَ ذَلِكَ. 3 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سُوَيْد الْكَاهِلِيِّ أَنَّ عَلِيًّا قَنَتَ فِي الْفَجْرِ بِهَاتَيْنِ
(يُتْبَعُ)
(/)
السُّورَتَيْنِ: اللَّهُمَّ إنَّا نَسْتَعِينُك وَنَسْتَغْفِرُك، وَنُثْنِي عَلَيْك الْخَيْرَ وَلا نَكْفُرُك، وَنَخْلَعُ وَنَتْرُكُ مَنْ يَفْجُرُكَ. اللَّهُمَّ إيَّاكَ نَعْبُدُ، وَلَك نُصَلِّي وَنَسْجُدُ، وَإِلَيْك نَسْعَى وَنَحْفِدُ، نَرْجُو رَحْمَتَك وَنَخْشَى عَذَابَك، إنَّ عَذَابَك الْجِدَّ بِالْكُفَّارِ مُلْحِقٌ. 4 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ فِي قِرَاءَةِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: اللَّهُمَّ إنَّا نَسْتَعِينُك وَنَسْتَغْفِرُك، وَنُثْنِي عَلَيْك وَلا نَكْفُرُك، وَنَخْلَعُ وَنَتْرُكُ مَنْ يَفْجُرُكَ. اللَّهُمَّ إيَّاكَ نَعْبُدُ، وَلَك نُصَلِّي وَنَسْجُدُ، وَإِلَيْك نَسْعَى ونَحْفِد، وَنَرْجُو رَحْمَتَك وَنَخْشَى عَذَابَك، إنَّ عَذَابَك بِالْكُفَّارِ مُلْحِق. 5 - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ: سَمِعْت عُمَرَ يَقْنُتُ فِي الْفَجْرِ يَقُولُ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، اللَّهُمَّ إنَّا نَسْتَعِينُك وَنُؤْمِنُ بِك وَنَتَوَكَّلُ عَلَيْك، وَنُثْنِي عَلَيْك الْخَيْرَ كُلَّهُ وَلا نَكْفُرُك. ثُمَّ قَرَأَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، اللَّهُمَّ إيَّاكَ نَعْبُدُ، وَلَك نُصَلِّي وَنَسْجُدُ، وَإِلَيْك نَسْعَى وَنَحْفِدُ، نَرْجُو رَحْمَتَك وَنَخْشَى عَذَابَك، إنَّ عَذَابَك الْجِدَّ بِالْكُفَّارِ مُلْحِقٌ. اللَّهُمَّ عَذِّبْ كَفَرَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِك. 6 - َدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ قَالَ: صَلَّيْت الْغَدَاةَ ذَاتَ يَوْمٍ وَصَلَّى خَلْفِي عُثْمَانُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: فَقَنَتُّ فِي صَلاةِ الصُّبْحِ قَالَ: فَلَمَّا قَضَيْتُ صَلاتِي قَالَ لِي: مَا قُلْتَ فِي قُنُوتِك؟ قَالَ: فَقُلْتُ: ذَكَرْتُ هَؤُلاءِ الْكَلِمَاتِ: اللَّهُمَّ إنَّا نَسْتَعِينُك وَنَسْتَغْفِرُك، وَنُثْنِي عَلَيْك الْخَيْرَ كُلَّهُ وَلا نَكْفُرُك، وَنَخْلَعُ وَنَتْرُكُ مَنْ يَفْجُرُكَ. اللَّهُمَّ إيَّاكَ نَعْبُدُ، وَلَك نُصَلِّي وَنَسْجُدُ، وَإِلَيْك نَسْعَى وَنَحْفِدُ، نَرْجُو رَحْمَتَك وَنَخْشَى عَذَابَك. إنَّ عَذَابَك الْجِدَّ بِالْكُفَّارِ مُلْحِقٌ. فَقَالَ عُثْمَانُ: كَذَا كَانَ يَصْنَعُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّان".
كما قرأت فى كتاب "التدوين فى أخبار قزوين" للإمام الرافعى أن هذين النصين قنوت من القنوت: "محمد بن أحمد بن جابارة أبو سليمان الجاباري القزويني سمع أبا طلحة الخطيب في "الطوالات" لأبي الحسن القطان بسماع الخطيب منه: أنبا أبو محمد الحارث بن محمد بن أبي أسامة: ثنا يزيد بن هارون: أنبا أبان بن أبي عياش قال: سألت أنس بن مالك رضي الله عنه عن الكلام في القنوت، فقال: اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك الخير ولا نكفرك، ونؤمن بك ونخلع ونترك من يفجرك، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، ونرجو رحمتك ونخشى عذابك الجد، إن عذابك بالكافرين ملحق. اللهم عذب الكفرة، وألق في قلوبهم الرعب، وخالف بين كلمتهم، وأنزل عليهم رِجْزَك وعذابك. اللهم عذب الكفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك، ويكذّبون رسلك ويجحدون بآياتك، ويجعلون معك إلهًا لا إله غيرك. اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، وأصلحهم واستصلحهم وألف بين قلوبهم وأصلح ذات بينهم، واجعل في قلوبهم الإيمان والحكمة وثبّتْهم على ملة رسولك، وأَوْزِعْهم أن يشكروا نعمتك التي أنعمت عليهم، وأن يوفوا بعهدك الذي عاهدتهم عليه، وانصرهم على عدوهم وعدوك إله الحق. قال أنس: والله إِنْ أُنْزِلَتا إلا من السماء".
(يُتْبَعُ)
(/)
وفى الإصدار العاشر من "تيسير الوصول إلى أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم" فى موقع "الدرر السنية" بحثت أيضا عن هذين النصين فوجدت أنهما، كما قلت وكما جاء فى الكتابين السابقين، لا يزيدان عن أن يكونا قنوتا. وهذه هى الأحاديث التى عثرت عليها فى هذا الصدد: "أن عمر رضي الله عنه قنت بعد الركوع فقال: اللهم اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، وألف بين قلوبهم، وأصلح ذات بينهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم. اللهم العن كفرة أهل الكتاب، الذين يصدون عن سبيلك، ويكذبون رسلك، ويقاتلون أولياءك. اللهم خالف بين كلمتهم، وزلزل أقدامهم، وأنزل بهم بأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين. بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك. بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، ولك نسعى ونحفد، ونخشى عذابك الجد، ونرجو رحمتك، إن عذابك بالكافرين ملحق" (الراوي: عبيد بن عمير. خلاصة الدرجة: صحيح موصول. المحدث: البيهقي. المصدر: السنن الكبرى).
"أن عمر رضي الله عنه قنت بعد الركوع فقال: اللهم اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، وألف بين قلوبهم، وأصلح ذات بينهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم. اللهم العن كفرة أهل الكتاب، الذين يصدون عن سبيلك، ويكذبون رسلك، ويقاتلون أولياءك. اللهم خالف بين كلمتهم، وزلزل أقدامهم، وأنزل بهم بأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين. بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك. بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد. نخشى عذابك الجد، ونرجو رحمتك، إن عذابك بالكفار ملحق" (الراوي: عبيد بن عمير الثقفي. خلاصة الدرجة: روي بعضه مرفوعا وهو مرسل. المحدث: ابن الملقن. المصدر: البدر المنير).
"أن عمر قنت بعد الركوع فقال: اللهم اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، وألف بين قلوبهم، وأصلح ذات بينهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم. اللهم العن كفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك، ويكذبون رسلك، ويقاتلون أولياءك. اللهم خالف بين كلمتهم، وزلزل أقدامهم، وأنزل بهم بأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين. بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك. بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، ولك نسعى ونحفد. نخشى عذابك الجد ونرجو رحمتك، إن عذابك بالكفار ملحق" (الراوي: عبيد بن عمير الثقفي. خلاصة الدرجة: صحيح أو حسن روي بعضه مرفوعا مرسلا. المحدث: ابن الملقن. المصدر: تحفة المحتاج).
"أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قنت بعد الركوع فقال: اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، وألف بين قلوبهم، وأصلح ذات بينهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم. اللهم العن الكفرة كفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك، ويكذبون رسلك، ويقاتلون أولياءك. اللهم خالف بين كلمتهم، وزلزل بهم الأرض، وأنزل بهم بأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين. بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك. بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك الجد، إن عذابك بالكافرين ملحق" (الراوي: عبيد بن عمير الثقفي. خلاصة الدرجة: موقوف صحيح. المحدث: ابن حجر العسقلاني. المصدر: نتائج الأفكار).
"أنه صلى خلف عمر فقنت فيها بعد الركوع وقال في قنوته: اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك الخير كله ونشكرك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك. اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد. نرجو رحمتك، ونخشى عذابك، إن عذابك بالكفار ملحق. إلا أن الخزاعي قال: ونثني عليك ولا نكفرك، ونخشى عذابك الجد" (الراوي: عبدالرحمن بن أبزى. خلاصة الدرجة: إسناده صحيح من الطريق الأولى، والأخرى فيها ابن أبي ليلى سيء الحفظ. المحدث: الألباني. المصدر: إرواء الغليل)
(يُتْبَعُ)
(/)
والآن نأتى إلى التحليل الأسلوبى رغم أن المسألة لا تستلزم مثل هذا التحليل، فالمنطق واتجاه الأحداث وتحليل الروايات يكفى تماما فى الحكم باستبعاد انتماء هذين النصين للقرآن المجيد دون نقض أو إبرام: وأول شىء نقوله فى هذا الصدد هو أن كلمة "اللهم" التى افْتُتِحت بها السورة الأولى المزعومة قد وردت فى القرآن خمس مرات لم تأت أى منها فى بداية أية سورة بتاتا.
ثانى شىء: لم يحدث أن ابتدأت أية سورة قرآنية بمناداة الله، وإنما بمناداة البشر: "يا أيها الناس"، "يا أيها الذين آمنوا"، "يا أيها المُزَّمِّل"، "يا أيها المُدَّثِّر".
ثالث شىء: لم تأت كلمة "اللهم" فى أية سورة إلا وسبقتها كلمة تدل على "القول" لفظا أو معنى. وهذه هى المرات الخمس المذكورة نسوقها أمام القارئ ليكون على بينة خالصة مما نقول واطمئنان تام إليه:
"قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (آل عمران/ 26).
"قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لأَوَّلِنَا وَآَخِرِنَا وَآَيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ" (المائدة/ 114).
"وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ" (الأنفال/ 32).
"دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ وَآَخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" (يونس/ 10).
"قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ" (الزمر/ 46).
رابع شىء: لم يرد بعد النداء بكلمة "اللهم" فى القرآن أى ضمير، فضلا عن أن يكون هذا الضمير منفصلا كـ"إياك" (كما فى السورة الأولى المزعومة: "اللهم إياك نعبد") أو "إنّ" الناسخة (كما فى السورة المزعومة الأخرى: "اللهم إنا نستعينك ونستغفرك").
خامسا: لا يوجد فى القرآن كله الفعل: "نُصَلِّى" أبدا، بل الذى فيه هو "صَلَّى"، "تُصَلِّ"، "يُصَلّوا"، "يُصَلّون"، "يُصَلِّى"، "صَلِّ"، "صَلُّوا".
سادسا: لم يحدث فى القرآن أن تَقَدَّم حرفُ الجر على الفعل الدال على الصلاة كما فى سورة "الحفد"، بل المشاهد أنه إذا كان هناك حرف جر فإنه يأتى بعد الفعل، أو تُذْكَر الصلاة مطلقة دون حرف جر أصلا. وهذه هى الشواهد القرآنية:
"فلا صدَّق ولا صلَّى* ولكنْ كذَّبَ وتولَّى" (القيامة/ 31 - 32).
"وذَكَر اسْمَ ربِّه فصلَّى" (الأعلى/ 15).
"أرأيتَ الذى يَنْهَى* عبدًا إذا صلَّى" (العلق/ 9 - 10).
"ولا تصلِّ على أحدٍ منهم مات أبدًا ولا تقم على قبره" (التوبة/ 84).
"ولْتَأْتِ طائفةٌ أخرى لم يُصَلُّوا فلْيُصَلُّوا معك" (النساء/ 102).
"إن الله وملائكته يُصَلُّون على النبىّ يا أيها الذين آمنوا صَلُّوا عليه وسَلِّموا تسليما" (الأحزاب/ 56).
"هو الذى يُصَلِّى عليكم وملائكتُه ليُخْرِجَكم من النور إلى الظلمات" (الأحزاب/ 43).
"خذ من أموالهم صدقةً تطهِّرهم وتزكِّيهم بها وصَلِّ عليهم" (التوبة/ 103).
"إنّا أعطيناك الكَوْثَر* فصَلِّ لربك وانْحَرْ" (الكوثر/ 1 - 2).
سابعا: ليس فى القرآن الفعل "يَسْعَى" أبدا، بل الذى فيه هو "سعى"، "سَعَوْا"، "تَسْعَى"، "تَسْعَوْن"، "يَسْعَوْن". وشواهد ما نقول موجودة فى المواضع التالية: البقرة/ 114، 205، والإسراء/ 19، والنجم/ 39، والنازعات/ 35، والحج/ 51، وسبأ/ 5، وطه/ 15، 20، 66، والقصص/ 20، ويس/ 20، والحديد/ 12، والتحريم/ 8، والنازعات/ 22، وعبس/ 8، والمائدة/ 33، 64، وسبأ/ 38، والجمعة/ 6.
ثامنا: ليس ذلك فقط، بل إن الفعل "سعى" فى القرآن لم يأت فى أى زمن أو فى أية صيغة مسبوقا بحرف جر ومجروره كما هو الحال هنا: "وإليك نسعى ونحفد". كما أن حرف الجر الغالب مجيئه معه هو "فى"، وليس "إلى" كما فى السورة الموهومة التى بين أيدينا.
(يُتْبَعُ)
(/)
تاسعا: ثم إنه فى المرة اليتيمة التى جاء بعده الحرف: "إلى" لم يدخل هذا الحرف على اسم الله أو ضميره، بل على كلمة "الذكر": "فاسْعَوْا إلى ذِكْر الله وذَرُوا البيع" (الجمعة/ 9). وكما تلاحظ فالفعل هنا فعلُ أمرٍ لا مضارعٌ كما هو فى الجملة التى معنا.
عاشرا: وفوق ذلك فالسعى فى القرآن غالبا ما يكون فى الخراب والفساد والمعاجزة كما فى البقرة/ 114، 205، والمائدة/ 33، 64، والحج/ 51، وسبإ/ 5، 38 على سبيل القول الصريح، وكما فى الكهف/ 104، والنازعات/ 22 على سبيل التضمين، أما فى الخير فأقل من ذلك، كما أن ذكر الخير فى معظم الأحيان ضمنى لا صريح.
حادى عشر: ولو ذهبت تفتش فى القرآن من أوله إلى آخره فلن تعثر على الفعل "يحفد" فى أى زمن من الأزمان أو أية صيغة من الصيغ. بل لا وجود لمادة "ح ف د" فيه على الإطلاق، اللهم إلا كلمة "حَفَدَة" (النحل/ 72)، وهم أبناء الأبناء، وهذا شىء مختلف عما نحن فيه، ومعناه الإسراع. أى أن مجىء ذلك الفعل فى سورة "الحَفْد" المدَّعاة هو أمر شاذ كسائر ما يتعلق بتلك السورة حسبما تبيِّن هذه الدراسة.
ثانى عشر: رغم ورود الفعل "رجا- يرجو" فى القرآن 22 مرة، فإنه لم يأت قط مضارعا مسندا إلى ضمير المتكلمين: "نرجو" كما هو الحال هنا. والشواهد متاحة لمن يريد فى المواضع التالية: القصص/ 86، والنساء/ 104، ونوح/ 13، والإسراء/ 28، والكهف/ 110، والعنكبوت/ 5، والأحزاب/ 21، والزمر/ 9، والممتحنة/ 6، والبقرة/ 218، والنساء/ 104، ويونس/ 7، 11، 15، والإسراء/ 57، والنور/ 60، والفرقان/ 21، 40، وفاطر/ 29، والجاثية/ 14، والنبأ/ 27، والعنكبوت/ 36.
ثالث عشر: لم تقع كلمة "رحمتك" فى المرات الثلاث التى تكررت فيها فى القرآن مفعولا به مباشرا قط كما هو وَضْعها فى سورة "الحفد"، بل كانت فى كل تلك المرات مجرورة بحرف جر. كما أنها لم تقترن فى أى من تلك المرات بفعل الرجاء على أى وضع من الأوضاع: "قال رب اغفر لى ولأخى وأَدْخِلْنا فى رحمتك" (الأعراف/ 151)، "ونجِّنا برحمتك من القوم الكافرين" (يونس/ 86)، "وأَدْخِلْنى برحمتك فى عبادك الصالحين" (النمل/ 19).
رابع عشر: لم يأت الفعل: "نخشى" فى القرآن سوى مرة واحدة: "يقولون: نخشى أن تصيبنا دائرة" (المائدة/ 52)، والملاحظ أنه إنما أتى على لسان المنافقين المذبذبين لا على لسان المؤمنين الموقنين. كما أنه لم يقع على العذاب، بل على إصابتهم بدائرة، فضلا عن أن المفعول به الذى وقع عليه فى الآية القرآنية كان مصدرا مؤولا بالصريح: "أن تصيبنا دائرة" لا مصدرا صريحا: "عذابك" كما هو الحال فى عبارة ما يسمى بـ"سورة الحفد". وأكثر من ذلك أنه لم يحدث أن وقع الفعل: "خَشِىَ- يخشَى" فى أية صورة منه على "العذاب" فى كتاب الله بتاتا
خامس عشر: مع أن كلمة "عذاب" قد تكررت فى القرآن المجيد بضع مئات من المرات: نكرةً ومعرَّفةً بـ"أل" ومضافةً، فلم يتصادف أن جاءت مضافة إلى "كاف الخطاب" قط كما هو وَضْعها هنا.
سادس عشر: لم يحدث البتة أن اقترن الرجاء والخشية فى كتاب الله كما هو الحال فى قول المبتهلين فى السورة الموهومة التى بين أيدينا: "نرجو رحمتك، ونخشى عذابك".
سابع عشر: لم يأت فى القرآن متعلِّق لخبر "إنّ" أو "أنّ" الداخلة على كلمة "عذاب"، فضلا عن أن يكون سابقا على ذلك الخبر كما هو الحال فى الجملة الأخيرة من السورة الموهومة التى نحن بصددها هنا: "إن عذابك بالكفار ملحق". هذا، وإذا كانت كلمة "عذاب" قد وردت خبرا لـ"إنّ"، و"أنّ" و"لكنّ" فى الشواهد التالية: "ولإن كفرتم إنّ عذابى لَشديد" (إبراهيم/ 7)، "وأن عذابى هو العذاب الأليم" (الحجر/ 50)، "إن عذاب ربك كان محذورا" (الإسراء/ 57)، "إن عذابها كان غَرَاما" (الفرقان/ 65)، "ذلكم فذُوقُوه وأن للكافرين عذابَ النار" (الأنفال/ 14)، "إنّا قد أُوحِىَ إلينا أن العذاب على من كَذَّب وتولَّى" (طه/ 48)، "ولكن عذاب الله شديد" (الحج/ 2)، "إن عذاب ربك لَواقع" (الطور/ 7)، "إن عذاب ربهم غير مأمون" (المعارج/ 38)، فلن تجد للخبر فى أى منها متعلقا أصلا، فضلا عن أن يكون متعلق الخبر متقدما عليه كما هو الحال هنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثامن عشر: وأما بالنسبة لاسم المفعول "مُلْحَق" الواقع خبرا لـ"إن" فى جملتنا الحالية فلا وجود له فى القرآن فى أى موضع منه. كذلك لم يحدث أن وقع فعل من أفعال "الإلحاق" فى القرآن على العذاب قط، بل على ذرية المؤمنين أو على المؤمنين أو على الشركاء الذين كان الكفار يعبدونهم مع الله، أما على العذاب فلا: "قل أَرُونِىَ الذين أَلْحَقْتم به شركاء" (سبأ/ 27)، "والذين آمنوا واتَّبَعَتْهم ذريتُهم بإيمانٍ ألحقنا بهم ذريتَهم" (الطور/ 21)، "توفَّنى مُسْلِمًا وأَلْحِقْنى بالصالحين" (يوسف/ 101)، "ربِّ هَبْ لى حُكْمًا وأَلْحِقْنى بالصالحين" (الشعراء/ 83).
تاسع عشر: جاء الفعل: "استعان" فى القرآن على كل التصريفات أربع مرات لم يحدث أن خلا مفعوله المتقدم عليه من "باء" الجر: "واستعينوا بالصبر والصلاة" (البقرة/ 45)، "استعينوا بالصبر والصلاة" (البقرة/ 152)، "استعينوا بالله واصبروا" (الأعراف/ 138)، كما لم يحدث أن جاء هذا المفعول ضميرا إلا مرة واحدة تقدم فيها المفعول على الفعل، ومن ثم كان ضميرا منفصلا لا متصلا (هكذا: "إياك نعبد وإياك نستعين")، على عكس الوضع تماما من هذا وذاك فى الجملة الأولى من السورة المزعومة الثانية: (هكذا: "اللهم إنا نستعينك").
عشرين: وكذلك لم يتفق أن اقترنت الاستعانة بالاستغفار فى القرآن قط كما هو الأمر فى الجملة التى نحن أمامها: "نستعينك ونستغفرك".
حاديًا وعشرين: لم يقع أن استعمل الفعل "استغفر" فى كتاب الله الكريم مضارعا مسندا إلى ضمير جماعة المتكلمين بتاتا أو جاء مفعوله "كاف خطاب" قط كما فى الجملة الحالية: "نستغفرك".
ثانيًا وعشرين: برغم ورود كلمة "الحمد" واشتقاقاتها فى القرآن نحو سبعين مرة، فإن كلمة "الثناء" المقتربة منها فى المعنى إلى حد بعيد والمشتق منها الفعل: "نُثْنِى" فى الجملة الثالثة من سورة "الخلع" التى نحن بصددها هنا (وهى: "ونُثْنِى عليك ولا نَكْفُرك")، هذه الكلمة غائبة تماما عن كتاب الله هى وكل مشتقاتها.
ثالثا وعشرين: بالنسبة لجملة "نَكْفُرك" نقول إنه قد ورد الفعل المضارع: "يَكْفُر" فى القرآن الكريم بتصريفات مختلفة ما يقرب من ستين مرة، ومع هذا لم يحدث أن أُسْنِد هذا الفعل إلى ضمير جماعة المتكلمين فى أية مرة منها. كما لم يحدث أن توصَّل ذلك الفعل إلى مفعوله مباشرة دون "باء الجر" كما هو الحال هنا، اللهم إلا مرة واحدة أتى فيها مبنيا للمجهول ووقع على ضمير الغائب لا المخاطب وكان ذلك الضمير عائدا على عمل الإنسان لا على الله سبحانه، وهو ما يختلف فيه مع الجملة التى نحن بصددها اختلافا تاما. وهذا هو الشاهد القرآنى اليتيم: "وما يَفْعَلوا من خير فلن يُكْفَروه" (آل عمران/ 115).
رابعا وعشرين: ليس فى القرآن كله كلمة "خَلْع" التى تدور عليها السورة المدَّعاة وعُنْوِنَتْ بها، بل ليس فيه من ذات المادة إلا فعل الأمر: "اخلع": "فاخلع نعليك إنك بالوادى المقدَّس طُوًى" (طه/ 12)، وهو خطاب من الله لواحد من البشر هو موسى عليه السلام، وليس خطابا من البشر له عز وجل كما فى الجملة التى يدور الكلام عليها حاليًّا والتى ورد فيها الفعل مضارعًا لا أَمْرًا مع ذلك. كما أن الخلع فى الآية القرآنية حقيقى، بخلافه فى آية السورة المزعومة، إذ معناه فيها مجازى كما هو واضح.
خامسا وعشرين: لم يرد الفعل المضارع: "نترك" فى كتاب الله سوى مرة واحدة وقع فيها مفعوله اسما موصولا غير عاقل عائدا على الأصنام التى يعبدها آباء المتكلمين الكافرين: "قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا" (هود/ 87)، لا اسما موصولا عاقلا عائدا على من يفجر الله سبحانه كما هو الوضع فى الجملة التى بين أيدينا: "ونخلع ونترك من يَفْجُرك".
سادسا وعشرين: على الرغم من مجىء مشتقات مادة "ت ر ك" نيفا وأربعين مرة فى القرآن المجيد لم يحدث أن أتى الاسم الموصول: "من" مفعولا لأى من هذه المشتقات كما هو الوضع فى الجملة التى معنا الآن: "ونترك من يَفْجُرك".
سابعا وعشرين: لا يوجد الفعل: "نَفْجُر" (مضارعا مسندا إلى جماعة المتكلمين وبمعنى "الفُجُور" لا التفجير) فى القرآن المجيد أبدا. كما أن الفعل: "يَفْجُر" (المضارع المسند لضمير الغائب المفرد المذكَّر) الذى ورد فيه مرة واحدة لا غير لم يُذْكَر معه مفعول به، فضلا عن أن يكون المفعول به مفعولا مباشرا: "بل يريد الإنسان ليَفْجُر أمامه" (القيامة/ 5)، بَلْهَ أن يكون ذلك الضمير عائدا على الله جل وعلا كما هو الحال معنا الآن.
والآن يستطيع القراء الكرام أن يَرَوْا معنا بكل وضوح وجلاء أن هذين النصين لا علاقة لهما من قريب أو من بعيد بالقرآن من ناحية الأسلوب والروح أيضا، فبصماتهما اللغوية والذوقية ليست هى بصمات الأسلوب القرآنى كما هو بين، مثلما رَأَوْا قبلاً أنهما لا يمكن أن يكونا من القرآن بحكم المنطق العقلى وبناءً على تحليل الروايات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[04 Apr 2007, 11:28 ص]ـ
الشيخ الفاضل د. إبراهيم عوض جزاك الله خيرا على غيرتك على القرآن، وعلى سعة صدرك، واسمح لي أن أتوقف معك قليلا حول هذه النقاط:
فرغم سعادتى به لدلالته على اهتمام القراء بالمسألة المطروحة فى تلك الدراسة ذلك الاهتمام العلمى الراقى وكذلك لنجاحه فى تحريك عقلى، فهو غير مقنع للأسباب التالية:
فأولا: كيف يقال إن السورتين قد نُسِخَتا لفظا، وهما ما زالتا موجودتين بألفاظهما؟ إن هذا كمن يقول: "سعيد غائبٌ حاضرٌ"، أو "حىٌّ ميتٌ" مثلا، وهو ما لا يجوز فى شرعة العقل ..
الشيخ الفاضل: معنى أنهما منسوختان لفظا أي من العرضة الأخيرة، ومن كتابتهما في المصحف الإمام دون غيره من المصاحف، وهذا لا يمنع من بقاء لفظهما محفوظا للقنوت بهما لا الصلاة فلا معارضة والحمد لله.
ثم ما معنى أنهما نُسِخَتا حكما؟ إنهما لا تتعرضان لمسألة تشريعية حتى يمكن أن يقال إن الحكم التشريعى الذى كان فيهما قد تغير. ومعروف أنه لا نسخ فى مسائل الاعتقادات والتاريخ، ويلحق بهما الأدعية، والسورتان منها. وعلى أية حال فما زلنا ندعو بالسورتين ولم يقل أحد إن الدعاء بهما أصبح لاغيا، فما القول إذن؟
الشيخ الفاضل: ومن قال أن الدعاء لا يدخله النسخ مع أنه من باب الإنشاء لا الخبر، ألم يقنت النبي صلى الله عليه وسلم بلعن فلان وفلان فنزلك: (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ)، وهذا خبر مضمن معنى النهي عن هذا الدعاء.
وعلى أية حال فما زلنا ندعو بالسورتين ولم يقل أحد إن الدعاء بهما أصبح لاغيا، فما القول إذن؟
الشيخ الفاضل: وهذا محل اتفاق، وهو خارج محل النزاع، ولا يمنع صدق الخبر بنسخهما كقرآن يتلى في الصلاة.
وثانيا: كيف يقال إنهما قد نسختا، ومع ذلك يستمر أُبَىٌّ فى إثباتهما بمصحفه؟ والعجيب أن يستدل بعض العلماء على قرآنيتهما من وجودهما فى مصحف ذلك الصحابى الكريم، وكان الأحرى أن يتعجبوا من بقائهما فيه رغم ذلك بدلا من استدلالهم بهذا البقاء على أنهما من القرآن! وثالثا: هل من المعقول أن تُنْسَخ السورتان ولا يدور بين الصحابة أخذ ورد حول إبقاء أُبَىٍّ عليهما فى نسخته، بل يمرّ الأمر مرور الكرام، وكأن أمرهما من الهوان بمكان؟ ألا إن ذلك لأمرٌ غريبٌ وبعيدٌ جِدُّ بعيدٍ!
الشيخ الفاضل: عدم النقل لا يدل على العدم، والمثبت مقدم على النافي.
وأماإثبات أبي وابن مسعود وشهادة أنس أنهما مما نزل من السماء وغيرهم إلخ ... فهو وارد في روايات كثيرة ذكرها السيوطي في الدر المنثور في آخره، وأثبت غيره ممن اهتم بترتيب المصاحف مكانهما في مصاحف أبي وابن مسعود.
وأما السبب في استمرار كتابتهما في مصاحفهما فهذا دليل على أنهما من القرآن، ولعل النسخ لم يصل إليهما، ثم استقر الإجماع الذي لا يجوز مخالفته بأنهما نسخا من القرآن.
وابن مسعود كان يرى أن المعوذتين ليستا من القرآن فلم يكتبهما في مصحفه، ومن الاستدلال بقياس العكس نرى أن أبي وابن مسعود كانا يريان - أي سورتي الحفد والخلع - أنهما من القرآن وإلا لما استجازا كتابتهما في مصحفيهما.
ورابعا: إذا كان هذان النصان فى البداية قرآنا، فيا ترى ما حكمهما الآن؟ ألا يزالان قرآنا؟ إذن فهما لم يُنْسَخا؟ أم لم يعودا قرآنا؟ فكيف ننظر إليهما الآن إذن من ناحية الإعجاز مثلا؟ أما فتئا معجزين رغم زوال قرآنيتهما عنهما؟ كيف، ولا مُعْجِز من الكلام إلا القرآن؟ أم نقول إنهما قد زالت عنهما تلك الإعجازية؟ فكيف؟ نعم كيف يسع المسلمَ الزعمُ بأن كلام الله قد تحول وزالت عنه طبيعته التى كانت له؟ أم نقول إنهما لم يبقيا كلاما من كلام الله؟ ألا إن ذلك لخطيرٌ جِدُّ خطيرٍ!
الشيخ الفاضل:هذا استدلال منك بمحل النزاع، وأما كلامك السابق عن أنهما ليستا بمعجزتين، فهذا ليس من تخصصي، ولست أهلا لمناقشتك فيه، ولعل فضيلتكم تعيد النظر فيه إن ثبت عندك ما أقول.
وخامسا: فإن الرد على التساؤل الهام الذى طرحه المعلق الكريم قائلا: كيف يستجيز سيدنا أبي وغيره من الصحابة كتابتهما في المصحف، وهما ليستا من القرآن؟ هو تساؤل لا يقل بل يزيد عنه أهمية، ألا وهو: وكيف يستجيز سائر الصحابة عدم إثباتهما فى مصاحفهم وهما من القرآن؟ وبهذا نعود إلى ما قلتُه آنفا من أنه ليس من المقبول منطقا ولا عقلا ولا شرعا أن نأخذ برأى سيدنا أُبَىّ بن كعب وحده ونهمل آراء سادتنا الصحابة أجمعين، وعلى رأسهم اللجنتان اللتان كُلِّفَتا فى عهد أبى بكر وعثمان بجمع القرآن! وهذا لو كان ثمة وجه لتلك الرواية القائلة بأن أبيا كان يثبتهما فى مصحفه، وهو ما قلت إننى غير مقتنع به.
الشيخ الفاضل: السبب واضح وهو عدم علم أبي وابن مسعود بالنسخ وعلم غيرهما به.
الشيخ الفاضل بنظرة عابرة إلى الروايات الواردة في قرآنية هاتين السورتين نرى أنه لم ينفرد سيدنا أبي رضي الله عنه بإثبات قرآنيتهما بل واقفة عدد من الصحابة والتابعين على ذلك - واعترف أنني لم أوثق تلك الروايات، ولعلي أتفرغ للنظر في أسانيدها فيما بعد - وهم:
أبي بن كعب، وعبد الله بن عباس، وأبو موسى الأشعري، وأنس بن مالك، وعبد الله بن مسعود، وإبراهيم النخعي، وسفيان الثوري، والحسن البصري، وعطاء بن رباح، وأبو عبد الرحمن بزعم عطاء بن السائب.
وأخيرا شيخنا الفاضل أرجو ألا يضيق صدرك من هذه المناقشة فإنما أردت الاستزادة والاستفادة من علمكم.
بارك الله فيكم وفي علمكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[06 Apr 2007, 12:20 ص]ـ
سادتي الأفاضل أعتقد أن الواجب علينا قبل كل هذا الأخذ والرد أن نبحث هذه الروايات من حيث الصحة والضعف فإن ثبتت صحتها وخلوها من
الشذوذ والعلل - وهذا مستحيل - تكلمنا فيما يزيل عنها الإشكال.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[06 Apr 2007, 08:35 م]ـ
شيخنا العلامة الجليل الفاضل د. إبراهيم عوض
أثابك الله خيرا على غيرتك على القرآن الكريم
وأحب هنا أن أرفد ما تفضلتم به ـ مشكورين ـ
ماجاء ـ بإيجاز؛ لكن له دلالته المعبرة، في هذا الموقف ـ
في كتاب:
جمال القراء، وكمال الإقراء؛ لعلم الدين السخاويّ،
المتوفى سنة 643 هـ، الجزء الأول / 94 ـ 95 (بتحقيقنا):
((ومثل هذا ما حكي عن أبيّ أنه زاد في مصحفه سورتين، وهي:
إحداهما تسمى سورة الخلع، وهي:
اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك ونؤمن بك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يهجرك.
وتسمى الثانية سورة الحفد، وهي:
اللَّهُمَّ إيَّاكَ نَعْبُدُ، وَلَك نُصَلِّي وَنَسْجُدُ، وَإِلَيْك نَسْعَى وَنَحْفِدُ، وَنَرْجُو رَحْمَتَك وَنَخْشَى
عَذَابَك، إنَّ عَذَابَك بِالْكُفَّارِ مُلْحِق.
فهذا أيضا مما أجمع المسلمون على خلافه)).
وانظر أيضا نكت الانتصار؛ للباقلاني 79 ـ 81
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[07 Apr 2007, 01:13 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
جزى الله الدكتور إبراهيم عوض خيرًا عن هذا البحث المفيد، والواقع أن القول بكون الحفد والخلع مما نسخ لفظه إنما هو قول لبعض أهل العلم وليس لهم كلهم، بل قول غالبيتهم بخلافه والله أعلم.
والواضح أنه اجتهاد لم تقم عليه حجة قاطعة، بل لابد من حجة وبينة حتى يصح القول بهذا؛ فنحن لا نقول في كتاب الله بغير علم، ولا نثبت قرآنية أي نص - ولو كان منسوخًا - إلا بدليل صحيح.
ثم إنه من المعلوم أن الصحابة كانوا يكتبون في مصاحفهم ما ليس بقرآن من دعاء وتفسير وغيرهما، وهم يعلمون أنه ليس بقرآن، ولكن ندرة أدوات الكتابة وكونهم يكتبون هذه المصاحف لأنفسهم هوّن عليهم ذلك، لأنهم أمنوا من اللبس واشتباه القرآن بغيره.
ـ[أبو عمر الشامي]ــــــــ[09 Apr 2007, 11:01 م]ـ
الذي يدعي أن تلك السورتين كانتا من القرآن، فليأت بإسناد صحيح يثبت ذلك
أما مجرد نقل إسناد بغير تحقيق أو نقل عن متأخر مثل السيوطي فلا يغني هذا شيئا
ـ[محب]ــــــــ[20 Apr 2007, 07:05 ص]ـ
ومن قال أن الدعاء لا يدخله النسخ مع أنه من باب الإنشاء لا الخبر، ألم يقنت النبي صلى الله عليه وسلم بلعن فلان وفلان فنزلك: (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ)، وهذا خبر مضمن معنى النهي عن هذا الدعاء.
المثال فيه نظر؛ لأن لفظ الدعاء المنهي عنه لم يثبت أنه موحىً به أصلاً حتى يجوز القول بالنسخ فيه.
وهذا مع القول بالنهي عن هذا الدعاء وإلا فقد قال القرطبي في تفسيره لآية (آل عمران 128): زعم بعض الكوفيين أن هذه الآية ناسخة للقنوت الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله ... قال القرطبي: وليس هذا موضع نسخ، وإنما نبه الله تعالى نبيه على أن الأمر ليس إليه، وأنه لا يعلم من الغيب شيئا إلا ما أعلمه، وأن الأمر كله لله يتوب على من يشاء ويعجل العقوبة لمن يشاء، والتقدير: ليس لك من الأمر شيء ولله مافي السموات وما في الأرض دونك ودونهم يغفر لمن يشاء ويتوب على من يشاء، فلا نسخ، والله أعلم. اهـ.
ولكن -بعيدًا عن المثال المضروب- قد يقال: علة منع نسخ الأخبار هي أنه يئول إلى تكذيب الخبر المنسوخ، فهل هذه العلة حاصلة في نسخ الأدعية؟ نحتاج إلى مشاركة أساتذتنا الكرام.
ـ[محب]ــــــــ[20 Apr 2007, 07:14 ص]ـ
الواجب علينا قبل كل هذا الأخذ والرد أن نبحث هذه الروايات من حيث الصحة والضعف
هناك بحث للأستاذ الكريم أبي يعلى البيضاوي باسم (تحفة الوفد بما ورد في سورتي الخلع والحفد) على هذا الرابط:
http://saaid.net/book/open.php?cat=3&book=1753
وهو في المكتبة الشاملة آخر إصدار (7 جيجا) تحت اسم (اتحاف الوفد)
وفي المكتبة الشاملة أيضًا بحث في:
مجلة جامعة أم القرى - (ج 12 / ص 319)
الأحاديث والآثار الواردة في قنوت الوتر - رواية ودراية
د. محمد بن عمر بن سالم بازمول
(يُتْبَعُ)
(/)
الأستاذ المشارك بقسم الكتاب والسنة - كلية الدعوة وأصول الدين - جامعة أم القرى
ـ[محب]ــــــــ[20 Apr 2007, 07:23 ص]ـ
قال القاضي أبو بكر ابن الطيب الباقلاني (ت403هـ) في كتابه (الانتصار للقرآن 1/ 267):
باب القول في بيان حكم كلام القنوت، وما رُوي عن (أُبيّ) من الخلاف في ذلك ...
حكى الشبهة رحمه الله ثم قال:
يقال لهم: الذي عندنا في هذا أن دعاء القنوت ليس من القرآن بسبيل، ولأنه لو كان من القرآن لكان بيان النبي صلى الله عليه وإيعازه في أمره كبيانه لسائر القرآن، ولكانت الحجة قائمة والعادة جارية بضبطه عنه وحفظه، وتوفر الهمم والدواعي على إظهاره وإشهاره، فإذا لم يكن أمره كذلك بطل بطلانًا بينًا أنه من القرآن.
ولأننا أيضًا قد علمنا قصور نظمه في البلاغة والفصاحة عن رتبة القرآن، وإن كان أفصح وأوجز وأحسن من كثير من كلام العرب، وإنما يعلم ذلك ويتأمله أهل العلم والفصاحة وأهل البيان والبلاغة والمعرفة بنظوم الكلام وأوزانه وموقع معانيه وشرف تأليفه ومعانيه، ومباينته لسائر ما قصر عن بلاغته.
ويدل على ذلك أيضًا ما سنذكره من اتفاق (أُبيّ) وعبد الله وجميع الأمة على تصحيح مصحف عثمان، وأن ما انطوى عليه هو جميع القرآن الثابت الرسم، وأن ما خالفه وزاد عليه فليس بقرآن، والأمة لا تجتمع على خطأ وضلال، وقد ثبت أن (أُبيًّا) عُمِّر إلى زمن جمع عثمان الناس على مصحفه، وأنه كان أحد من حضر ذلك وأشاد به بما سنذكره فيما بعد إن شاء الله، فلعل (أُبيًّا) -إن كان قال ذلك أو كتب الدعاء في مصحفه ورقعه التي كان يثبت فيها القرآن- إنما قاله وأثبته على وجه التوهم والغلط، ثم استدرك ذلك واسترجع لما وجد الأمة دافعة لذلك وراغبة عنه، ولما علم أنها لا تجمع على خطأ وتضييع للحق.
وهذا هو المعتمد، لأن ذلك لو كان قرآنًا على ما ظنه لوجب ظهوره وانتشاره ومعرفة الكافة به، وعُلم أن هذا هو العادة في نقل ما يقتضي أحواله تحرك الدواعي والأسباب على نقله وإذاعته، فكل هذا يدل دلالة قاطعة على أن القنوت ليس من القرآن بسبيل.
وأول ما نقول ما روي عن (أُبيّ) بعد تقريرنا لهذه الدلالة على أن دعاء القنوت ليست من القرآن في شيء أن أحدًا لا يقدر أن يروي عن (أُبيّ) لفظة واحدة في أن دعاء القنوت قرآن منزل، وإنما روى قوم عنه أنه أثبت دعاء القنوت في مصحفه، وإذا لم يقل ذلك تصريحًا ولا حُفظ عليه، ولم يكن إثباته له في مصحفه أو رقعة من مصحفه يدل دلالة قاطعة على أنه يعتقد كونه قرآنًا لما سنبينه فيما بعد، بان بهذه الجملة أنه لا حجة لأحد فيما يروى من إثبات (أُبيّ) لهذا الدعاء.
ثم إذا صرنا إلى القول فيما روي عنه من إثبات هذا الدعاء في مصحفه لم نجده ظاهرًا منتشرًا، ولا مما يلزم قلوبنا العلم بصحته ويلزمنا الإقرار به والقطع على (أُبيّ) بأنه كتب ذلك، بل إنما يُروى ذلك من طرق يسيرة نزرة رواية الآحاد التي لا توجب العلم ولا تقطع العذر.
ولا ينبغي لمسلم عرف فضل (أُبيّ) وعقله وحسن هديه وكثرة علمه ومعرفته بنظم القرآن ووزنه وما هو منه مما ليس من جملته: أن تنسب إليه أنه كتب دعاء القنوت في مصحفه أو اعتقد أنه قرآن! فإن اعتقاد كونه قرآنًا أبين وأفحش في الغلط من كتابته في المصحف وأن يُقطع على (أُبيّ) الشهادة بذلك من جهة أخبار الآحاد ويُشهد بذلك عليه، ويُشهد به على من دون (أُبيّ) من العلماء المؤمنين، وإذا كان ذلك كذلك وكنا لا نعرف صحة إثباته له بهذه الرواية: فسقط التعلق بها سقوطًا ظاهرًا.
ومما يدل على وهاء هذا الخبر عن (أُبيّ) علمنا بأن عثمان يشدد ويصعب في قبض المصاحف المخالفة لمصحفه، وفي المطالبة بها وتحريقها ودرس آثارها والمنع من العمل على ما فيها، وإذا كان ذلك كذلك كانت العادة توجب أن يكون مصحف (أُبيّ) أول مقبوض ومأخوذ، وأن يكون عثمان تسرع إلى مطالبته وحرصه على قبضه وتحصيله أشد من تسرعه إلى مصحف غيره ممن تنقص رتبته عن منزلته ولا تتعلق القلوب وتتطلع النفوس إلى ما عنده وما في مصحفه، وقد جاءت الرواية عن محمد والطفيل ابني (أُبيّ بن كعب) وأنهما قالا لوفد من أصحاب عبد الله عليهما يطلب مصحف أبيهما، فذكرا أنه قد قبضه عثمان منه، وإذا كان ذلك كذلك، وجب أن يكون مصحف (أُبيّ) الذي فيه إثبات هذا الدعاء -إن كان ذلك على ما رُوي- مما قد أُخذ وقبض، فكيف بقي
(يُتْبَعُ)
(/)
حتى رآه الناس ورووا أنه كان عند أنس بن مالك وأنه كان فيه دعاء القنوت؟!
ويقول بعضهم: هذا لا أصل له، وقد رأينا مصحف أنس الذي ذكر أنه مصحف (أُبيّ) وكان موافقًا لمصاحف الجماعة بغير زيادة ولا نقصان، ولو صح وثبت أنه وجد مصحف ينسب إلى (أُبيّ) فيه دعاء القنوت لوجب أن يُعلم أنه متكذب موضوع قُصد بوضعه لفساد الدين وتفريق كلمة المسلمين والقدح في نقلهم والطعن في مصحفهم الذي هو إمامهم، ولا ينبغي لعاقل أن يقطع الشهادة على (أُبيّ) بأنه أثبت دعاء القنوت في مصحفه واعتقد أنه قرآن بوجود صحيفة ذلك فيها يُذكر أنه مصحف (أُبيّ) من وجه لا يوجب العلم ولا يقطع العذر ولا يحل في الظهور والانتشار محل ما من شأنه أن يظهر عن مثل (أُبيّ) ويكثر الخوض فيه والرواية له.
وكذلك فلا يجب أن تقطع الشهادة بذلك برؤية صحيفة هذه سبيلها على من هو دون (أُبيّ) من المؤمنين، وأن الوضع والكذب والتلفيق قد يُرسم في المصحف ويُنسب إلى أهل الفضل لقصد ما ذكرناه، وإنما يجب أن يُقطع على أن الكتاب والمصنف كتاب الرجل وتأليفه وثبتت الشهادة عليه بذلك بالأخبار المتظاهرة المستفيضة الموجبة للعلم دون وجود الكتاب فقط، وبمثل هذه الأخبار أثبتنا مصحف عثمان وأنه جمعه، وبمثلها علمنا أن (موطأ مالك) و (رسالة الشافعي) و (مختصر المُزني) و (العين للخليل) و (المقتضب للمبرد) من تصنيف [من] ينسب إليه من العلماء، لا بوجود الكتب والصحف فقط التي لا تبين عن نفسها ولا تخبر عن صحتها وبطلانها، فإذا كان ذلك كذلك لم يكن في وجودنا أية نسخة أو بأية نسخة فيها دعاء القنوت منسوبة إلى (أُبيّ) ما يوجب القطع عليه بذلك والعلم بأنه من جمعه وإثباته، فبان أنه لا تعلق لهم في هذه الآية.
وقد ذكر الناس أن الذي لهج بذكر ذلك على (أُبيّ) وخاض فيه وأشاع ذكره عنه أصحاب عبد الله بن مسعود، وأن الداعي كان لهم إلى ذلك شدة حرصهم وعنايتهم بطلب كل مصحف يخالف مصحف عثمان بما قل أو كثر ليجعلوا ذلك حجة وذريعة إلى تسهيل سبيل مخالفة الناس لمصحف عثمان والعمل به وبغيره من مصحف عبد الله و (أُبيّ) وغيرهما، وكان هذا سبب ذكر الناس لهذه القصة عن (أُبيّ)، فروى بشر بن سعيد عن محمد بن (أُبيّ بن كعب) أنه قال: قدم ناس من أهل العراق إليّ فقالوا: إنا قد أعملنا إليك المطي من العراق، فأخرج لنا مصحف (أُبيّ)، فقلت لهم: قد قبضه عثمان. فقالوا: سبحان الله! أخرجه إلينا. فقلت: قد قبضه عثمان.
وروى صدقة بن زياد عن أبي نعيم عن الطفيل بن (أُبيّ بن كعب) أنه قال: قدم أربعة نفر من أهل الكوفة بعد وفاة (أُبيّ) في خلافة عثمان فقالوا: إنا قدمنا إليك لتخرج إلينا مصحف أبيك لننظر فيه، فإن أباك كان أعلم الناس بالقرآن. فقلت: قد قبضه عثمان. فقالوا: سبحان الله! ما لعثمان ولمصحف أبيك؟ قلت: ما لعثمان ولكن عمر بن الخطاب حرقها.
فهذا ينبئ عن قبض عثمان لمصحف (أُبيّ) على ما قد بيناه من قبل، وعلى ما ذكرناه من شدة حرص أهل العراق وطمعهم في أن يعثروا على مصحف يخالف مصحف عثمان، فقد يجوز إذا كان ذلك كذلك وتحدث متحدث وقال: إني رأيت عند أنس بن مالك أو غيره مصحفًا هو مصحف (أُبيّ) في دعاء القنوت: أن يكثر أصحاب عبد الله ذكر ذلك ويجعلوه حجة في الامتناع من تسليم مصحف عبد الله وغيره من المصاحف الخالفة لمصحف عثمان، لظنهم صدق هذا الراوي وإن لم يكن لذلك أصل، وإذا كان ذلك كذلك بطل التعلق بهذه الرواية الشاذة الموجبة لخلاف ما عليه العادة في شهرة ذلك عن (أُبيّ) وما هو عليه من معرفة القرآن وحسن تلقيه ووجوب علمه ومعرفته بتمييزه من غيره.
على أنه لو صحت الرواية عن (أُبيّ) بإثبات دعاء القنوت في مصحفه من وجه لا يمكن جحده والشك فيه لوجب أن يُحمل ذلك منه على وجه لا يقتضي اعتقاد كونه قرآنًا ومخالفة الجماعة في ذلك، بل على ما يوجب موافقة الأدلة التي قدمنا ذكرها، وهو أن يكون (أُبيّ) لما وجد دعاء القنوت وداوم عليه رسول الله صلى الله عليه وصار سنة متأكدة وبابًا من أبواب الشريعة وعملاً من أعمال الصلاة يجب حفظه والمواظبة عليه: رأى أن يثبته في آخر مصحفه أو تضاعيفه إن كان مصحفه مثبتًا على قدر ما كان من أخذه وحفظه للقرآن على غير ترتيب السور وتاريخ نزوله، لكي لا يذهب عليه كلمة ولا حرف من الدعاء، لا على أنه قرآن منزل ومما قد قامت الحجة به،
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا غير ممتنع ولا مدفوع.
ويمكن أيضًا أن يكون لم يثبت دعاء القنوت في مصحفه، ولكن في صحيفة أو ورقة كان فيها كلام أراد نقله وضمه إلى المصحف، وكما يتفق للناس مثل ذلك عند الحاجة إلى التعليق والضبط، فلما حُملت الصحف والرقاع إلى أبي بكر الصديق رضوان الله عليه ليجمع ما فيها ويضمه ويجعله إمامًا وجد دعاء القنوت في بعض ما كان عند (أُبيّ)، ثم درس ذكر ذلك والخوض فيه والسؤال (لأُبيّ) عنه لعلمه بارتفاع الشبهة عنه في أنه دعاء ليس بقرآن، فلما تمادى الزمان وجمع عثمان الناس على مصحفه وحرقه جدد ذكره لذلك مجددًا وأعاده وأبداه ليجعل ذلك ذريعة إلى مخالفة عثمان وتسهيل سبيل القرآن غير ما في مصحفه وظهوره ...
قال: وقد زعم قوم أنه لا يمتنع أن يكون دعاء القنوت كان قرآنًا فنسخ أو أزيل فرض كتابته وتلاوته مع القرآن لما فيه من فصاحة النظم وجزالته ومناسبته ومقاربته لنظم القرآن، وإن كان هذا هكذا فإثبات (أُبيّ) له كإثبات قوم غيره لأشياء نسخت بعد أن أنزلت، وإنما لم يجب أن يسيغ نقل دعاء القنوت ما يظهر على هذا الجواب كظهور نقل غيره مما يثبت، لأجل أنه لما نسخ انصرفت الهمم والدواعي عن نقله وإحاطته إلا في موضع الدعاء به فقط، كما انصرفت هممهم عن نقل كثير مما نسخ رسمه وتلاوته، ففي هذا نظر! أعني قولهم إنه معجز، لأن نظمه مباين لنظم القرآن وغير خارج عن وزن كلام العرب، ولكن يحتاج ذلك إلى لطيف فكر وتدبر ونقل وتأمل ...
ثم حكى رحمه الله قولاً آخر ورفضه، ثم قال:
فوجب أنه لا معنى لهذا القول ولا الذي قبله، ووجب أن يُحمل أمر (أُبيّ) في ذلك -إن صح الخبر عنه- على بعض ما قدمناه. وإن لم يصح فقد كُفينا مؤنة تطلب تأويل له. وهذا هو الثابت، أعني بطلان هذه الرواية عنه وتكذبها، وليس يُروى ذلك إلا عن ابن سيرين وآخر معه، أنهم قد وجدوا مصحفًا عند أنس ذكر أنه مصحف (أُبيّ)، فيه دعاء القنوت، ومثل هذا لا يثبت فيه على (أُبيّ) إدخال شيء في القرآن ليس منه.
وروى بعض المعتزلة القدرية عن عمرو بن عبيد أنه قال: رأيت مصحفًا كان لأنس بن مالك قرأه على (أُبيّ بن كعب)، فكان فيه دعاء القنوت.
وهذا أوهى وأضعف وأولى بالرد من الأول. قال أبو الحسن عليُ بن إسماعيل الأشعري: وقد رأيت أنا مصحف أنس بالبصرة عند بعض ولد أنس، فوجدته مساويًا لمصحف الجماعة لا يغادر منه شيئًا. وكان يُروى عن ولد أنس عن أنس أنه خط أنس وإملاء (أُبيّ).
وإذا كان ذلك كذلك وجب أن يكون ما رواه من ذلك باطلاً لما ذكرناه من العادة في بيان القرآن وقلة شهرة ذلك عن (أُبيّ)، ومعارضة الأخبار الثابتة لهذه الرواية بأن مصحف أنس كان موافقًا له، وشهادة الطفيل ومحمد ابني (أُبيّ) أن عثمان قبض مصحف (أُبيّ)، فوجب بهذه الجملة وضوح سقوط التعلل بهذه الرواية والاستناد في الطعن في نقل القرآن وإبطال شهرة بيانه وظهور نقله وحفظ الأمة لجميعه إلى مثلها والاعتماد عليها.
انتهى كلام الباقلاني رحمه الله.
(الانتصار للقرآن، للباقلاني، تحقيق محمد عصام القضاة، دار الفتح بالأردن ودار ابن حزم ببيروت، ط 1، 1422هـ/2001م)
وخلاصة كلامه رحمه الله:
أولاً: دعاء القنوت ليس من القرآن:
1 - لأنه لو كان من القرآن لتوافرت الهمم والدواعي على حفظه وإشاعته، ولتواتر عن النبي عليه الصلاة والسلام كتواتر باقي القرآن عنه.
2 - لأن نظمه قاصر في البلاغة والفصاحة عن رتبة القرآن.
ثانيًا: روايات وجود الدعاء في مصحف (أُبيّ) -رضي الله عنه-:
1 - ليس لهذه الروايات سند ثابت يوجب العلم.
2 - غاية ما في الروايات أن (أبيًّا) أثبت دعاء القنوت في مصحفه، ولا يلزم من ذلك أنه قرآن منزل، ولا أنه -رضي الله عنه- عده كذلك.
3 - يبطل الروايةَ الثابتُ المشهور عن (أُبيّ) -وجميع الأمة- على تصحيح مصحف عثمان رضي الله عنه. بل كان (أُبيّ) -رضي الله عنه- مثنيًا على ما جمعه للناس على مصحفه.
4 - الثابت من كثرة علم (أُبيّ) ومعرفته بالقرآن ونظمه يبطل أن يكون -رضي الله عنه- قد اعتقد بقرآنية دعاء القنوت.
5 - الثابت من تشديد عثمان -رضي الله عنه- في تحريق المصاحف المخالفة لمصحفه يوجب أن يكون مصحف (أُبيّ) أولها فناءً، وقد وردت روايات بذلك. فكيف بقي مصحفه حتى رآه الناس ورووا أنه كان عند أنس بن مالك وأنه كان فيه دعاء القنوت؟! يؤيد ذلك تصريح أبي الحسن الأشعري برؤيته لمصحف أنس الذي ذُكر أنه مصحف (أُبيّ)، وأنه كان موافقًا لمصحف الجماعة.
6 - لو ثبتت الرواية فغاية ما فيها رؤية البعض لمصحف منسوب إلى (أُبيّ) رضي الله عنه، وليس بمثل ذلك تثبت نسبة الكتب إلى أصحابها، بل تثبت بالأخبار المتظاهرة المستفيضة الموجبة للعلم.
7 - لو صحت الرواية لوجب حملها على وجه لا يقتضي مخالفة كل الثوابت المتقدمة، فمن المحتمل أن يكون (أُبيّ) أثبت دعاء القنوت لمداومة الرسول عليه الصلاة والسلام عليه لا لاعتقاده بقرآنيته، ومن المحتمل ألا يكون أثبت الدعاء في صلب المصحف ولكن في صحيفة أخرى ضمها إليه لسبب أو لآخر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب]ــــــــ[20 Apr 2007, 07:29 ص]ـ
وأحسب أن المقام لن يُستوفي حقه في البيان إلا بالتفرقة بين عدة مسائل:
الأولى: هل يلزم المسلمين ضمُ السورتين إلى القرآن؟
الثانية: هل كانتا من القرآن ثم نسختا؟ وهل كانتا قبل النسخ بألفاظهما الواردة في الروايات أم لا؟
الثالثة: هل أثبتهما أُبيّ -رضي الله عنه- في مصحفه؟
ومثال الاستفادة من هذه التفرقة: أن الباقلاني -رحمه الله- اعتمد في نفي القرآنية عن السورتين على أمرين: أولهما: نزولهما في البلاغة عن رتبة القرآن، وثانيهما: عدم التواتر. والأمران نافعان في المسألة الأولى، وليسا كذلك في الثانية. فالأمران يثبتان حقية المسلمين في عدم ضم السورتين إلى القرآن، لكنهما لا يمنعان أنهما كانتا من القرآن ثم نسختا، فالنزول عن بلاغة القرآن لا يمنع لأنه قد يقال بأنهما حفظتا بغير اللفظ المعجز المنزل، وعدم التواتر لا يمنع لأنه قد يقال بأن الدواعي والهمم لا تتوافر على حفظ المنسوخ.
وكذلك ما أثبته د/ إبراهيم عوض -حفظه الله- من مفارقة نص السورتين للنص القرآني، لا يمنع أن تكونا منسوختين مع القول بأن نصوص الروايات جاءت بغير اللفظ الأول المنزل.
وكذلك ما أثبته بعض الباحثين من تجريح كل الروايات المرفوعة إلى النبي عليه الصلاة والسلام، فذلك يمنعنا من ضمهما إلى القرآن، لكنه لا يمنع أن تكونا منسوختين كما تقدم.
والله تعالى أعلى وأعلم بغيبه وأحكم.
ـ[الجعفري]ــــــــ[20 Apr 2007, 10:07 م]ـ
جزاك الله خيراً. ووفقكم لما يحب ويرضاه , ولا يستبعد كما ذكره بعض الأخوة أنه مما نسخ من القرآن وبقي دعاء يقال في القنوت إذ لو صحت الرويات أنهما سورتان , فليس انا إلا القول بذلك (أنهما مما نسخ).
ثم لنتذكر أن القرآن تكفل الله بحفظه فلن يمس بسوء , ولا يضيرنا ما يقوله العداة من النصارى واليهود.
وفق الله الجميع ...
* شيخنا الدكتور إبراهيم: أرجو مراجعة الخاص.
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[22 Apr 2007, 12:46 م]ـ
جزاك الله خيراً أخانا محب على هذا الجهد المبارك.
ـ[أبو عمر الشامي]ــــــــ[01 May 2007, 05:44 ص]ـ
فروى بشر بن سعيد عن محمد بن (أُبيّ بن كعب) أنه قال: قدم ناس من أهل العراق إليّ فقالوا: إنا قد أعملنا إليك المطي من العراق، فأخرج لنا مصحف (أُبيّ)، فقلت لهم: قد قبضه عثمان. فقالوا: سبحان الله! أخرجه إلينا. فقلت: قد قبضه عثمان.
وروى صدقة بن زياد عن أبي نعيم عن الطفيل بن (أُبيّ بن كعب) أنه قال: قدم أربعة نفر من أهل الكوفة بعد وفاة (أُبيّ) في خلافة عثمان فقالوا: إنا قدمنا إليك لتخرج إلينا مصحف أبيك لننظر فيه، فإن أباك كان أعلم الناس بالقرآن. فقلت: قد قبضه عثمان. فقالوا: سبحان الله! ما لعثمان ولمصحف أبيك؟ قلت: ما لعثمان ولكن عمر بن الخطاب حرقها.
هو بسر بن سعيد المدني ثقة جليل، وليس بشر.
واشكل علي قول الطفيل: ما لعثمان ولكن عمر بن الخطاب حرقها ..
ـ[أبو محمد المدني]ــــــــ[21 May 2007, 04:06 ص]ـ
الإخوة الكرام: الموضوع الذي طرحه الشيخ الفاضل في غاية الأهمية؛ لأنه يتعلق بكتاب ربنا سبحانه وتعالى، وفي الحقيقة أن أعداء الدين كانوا وما زالوا ولا يزالون يكيلون التهم، ويبثون السموم للطعن في هذا الدين، ولكن!! (يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون).
وإنني إذ أقدم الشكر الجزيل للشيخ الفاضل طرحه هذا الموضوع، فإنني أحب أن أعلق ـ إن سمحتم لي ـ عن هذا الموضوع بالإجابة عن صحة هذا الخبر من عدمه، فأقول وبالله التوفيق:
إن الأصل في هاتين السورتين: 1 / ما أخرجه ابن الضريس في فضائله قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل، أنبأنا حماد قال: قرأت في مصحف أبي بن كعب: اللهم إنا نستعينك .. فذكرهما. الأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور (6/ 722)، والإسناد إلى حماد صحيح، فالراوي عن حماد هو موسى ابن إسماعيل المنقري، أبو سلمة التبوذكي، ثبت مأمون ثبت. انظر: تهذيب الكمال (18/ 104)، وتقريب التهذيب (ص549).
2 / وما أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائله أيضا عن ابن سيرين أنه قال: كتب أبي بن كعب في مصحفه فاتحة الكتاب والمعوذتين، واللهم إنا نستعينك، واللهم إياك نعبد. وتركهن ابن مسعود، وكتب عثمان منهن: فاتحة الكتاب والمعوذتين. انظر: فضائل القرآن لأبي عبيد (ص189 190).
والإسناد صحيح، فرجاله كلهم ثقات أثبات.
ولمزيد من النصوص والآثار انظر: فضائل القرآن لأبي عبيد (ص189 وما بعدها)، والدر المنثور (6/ 723، 724).
والله تعالى أعلم .......
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[21 May 2007, 07:45 ص]ـ
أخي الكريم: مصاحف الصحابة لم تكن وقفاً على القرآن فحسب، بل كان فيها التفسير أيضاً وهذا كثير شائع.
ـ[أبو عمر الشامي]ــــــــ[22 May 2007, 04:03 ص]ـ
أنبأنا حماد قال: قرأت في مصحف أبي بن كعب: اللهم إنا نستعينك .. ..
إذا كان أولاد أبي يقولون أنهم لا يملكون مصحف أبيهم وأن عثمان أحرقه، فمن أين جاء حماد به؟ لا شك أنه مصحف مزور إما عمدا وإما خطأ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمر الشامي]ــــــــ[01 Jan 2008, 07:03 م]ـ
واشكل علي قول الطفيل: ما لعثمان ولكن عمر بن الخطاب حرقها ..
هل من معين على فهم هذه الجملة؟(/)
أ. د. زينب عبد العزيز وحوار حول ترجمات القرآن
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Apr 2007, 05:30 ص]ـ
د. زينب عبد العزيز - صاحبة أحدث ترجمة بالفرنسية للقرآن:
- ما ذكره جان بيرك الفرنسي في ترجمته مغرض ويؤكد جهله وتآمره.
- ثمان سنوات و15 ساعة عمل يوميا لإنجاز الترجمة الموضوعية النزيهة.
- الشيخ جاد الحق شيخ الأزهر السابق فطن إلى خطورة ترجمات المستشرقين وطالب بنقدها.
- زوجي (رحمه الله) وراء تشجيعي على دراسة كل ما كتب عن الإسلام بالفرنسية.
- خطأ على الأقل في كل صفحة من ترجمة بيرك تؤكد عدم نزاهة هدف هذه الترجمة
****
من أهم الآثار الإيجابية التي خلفتها أحداث 11 من سبتمبر 2001 إقبال غير المسلمين في أوروبا وأمريكا المتزايد على معرفة طبيعة الإسلام, وفهم عقيدته, ومنهاجه في مواجهة المشكلات الإنسانية.
ومن بين أهم نوافذ هؤلاء لمعرفة الإسلام قراءة ترجمات معاني القرآن الكريم باللغة التي يجيدونها, بل إن دور هذه الترجمات امتد إلى أن أصبح الجسر الذي يربط المسلمين من غير ناطقي العربية أو مجيديها بالإسلام, وتفهم أوامره ونواهيه.
ونظرًا لهذا الدور الكبير, والأثر الواضح لهذه الترجمات فقد استخدمها بعض المغرضين من المستشرقين في تشويه معاني القرآن الكريم.
في هذا الإطار كان اهتمام مركز الترجمة بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بتخريج ترجمات منقحة وخالية من الأخطاء قدر الإمكان.
وتأتي أحدث ترجمة لمعاني القرآن الكريم إلى الفرنسية لصاحبتها الدكتورة زينب عبد العزيز - أستاذة الأدب الفرنسي بالجامعات المصرية - لتكمل نقصا واضحا في المكتبة الإسلامية العامة, وإنارة جديدة للمسلمين من ناطقي الفرنسية, ونافذة واسعة لغير المسلمين لمعرفة جوهر وطبيعة القرآن دون أخطاء مغرضة.
حول هذه الترجمة وأهميتها, ومراحل تنفيذها, وحول الترجمات السابقة, وأهم ما يشوبها من أخطاء كان هذا الحوار مع الدكتورة زينب عبد العزيز:
ـ كيف بدأ اهتمامك بترجمة معاني القرآن الكريم?!
- البداية كانت عندما اشتركت في لجنة الترجمة لدراسة التي كتبها جاك بيرك - المستشرق الفرنسي - حول القرآن, والتي ألحق بها ترجمة لمعاني القرآن الكريم باللغة الفرنسية.
وتشكلت هذه اللجنة بناء على طلب فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر السابق المرحوم الشيخ جاد الحق على جاد الحق بعد ما أثير في عام 1993 من انتقادات حادة لهذه الدراسة, والترجمة المصاحبة لها, وطلب فضيلة شيخ الأزهر السابق من هذه اللجنة حصر الأخطاء التي جاءت في الترجمة, ووضع بيان بها مع التصويت.
وقد انتهت اللجنة إلى تصور عام, وهو أن بيرك" جاهل باللغة العربية ومغزاها, ويتعمد الإساءة إلى الإسلام والمسلمين, وأنه يفتقد إلى الأمانة العلمية, التي يجب أن يتحلى بها عند تناول نص القرآن الكريم بالبحث والدراسة, ومن هنا وجدت أن ترجمة القرآن الكريم ساحة واسعة لنيل المغرضين من الإسلام والمسلمين فتفرغت تماما لهذا العمل.
ـ بدايتك مع ترجمة معاني القرآن الكريم كانت بدراسة تاريخ هذه الترجمات فماذا وجدت في هذا التاريخ?
- ظهرت أول ترجمة بلغة أجنبية لمعاني القرآن الكريم في القرن الثاني عشر الميلادي، أي بعد خمسة قرون من ظهور الإسلام, بناء على مبادرة من القس "بطرس المبجل " رئيس دير كلوني, وذلك بمناسبة زيارة البابا آنذاك إلى أسبانيا, وبعدها توالت الترجمات تصدر كلها من نفس المنطلق, وهو محو أي آثار ما زالت عالقة بذهن المسلمين الأسبان، الذين تم تنصيرهم، للقرآن وتعاليم الإسلام, لم تكن الترجمة أمينة بالمرة, كما أنها كانت غير كاملة حسب اعتراف المستشرق الفرنسي؛ رجيس بلاشر "عن هذا البابا المبجل, وفي القرن السادس عشر بدأ ظهور الاستشراق والاهتمام بدراسة اللغة العربية بغية مزيد من الاقتحام والهدم.
ـ وكيف استطاع المستشرقون في رأيك تطويع ترجمة معاني القرآن الكريم للنيل من الإسلام والمسلمين?
(يُتْبَعُ)
(/)
- المستشرقون هم الغربيون الذين يدعون فهم اللغة العربية, والإلمام بمعاني مفرداتها, وقد زعم بعضهم حسب مفهومه القاصر لطبيعة اللغة العربية أن القرآن الكريم عقبة في سبيل ارتقاء الأمم الإسلامية, لهذا كان مكمن الخطورة هنا هو تصدر أمثال هؤلاء لأعمال تستوجب دراسة مستفيضة, ومعرفة تامة بأصول اللغة العربية مثل ترجمة معاني القرآن الكريم, والمغرضون منهم وجدوا ضالتهم في نفث سمومهم عبر ما يقومون به، مستغلين غياب العارفين بأصول اللغتين المنقول عنها والمنقول إليها.
ـ إلى أي حد يعتبر جاك بيرك صاحب الترجمة المغلوطة واحدًا من هؤلاء?!
- جاك بيرك عده الكثيرون واحدًا من عمالقة الفكر الفرنسي المعاصر, وأحد ألمع المستشرقين المولعين بالشرق, يدعي معرفته الكاملة باللغة العربية باعتباره عضو المجمع اللغوي المصري, وهو ينفي عن نفسه انتماءه إلى الاستشراق, ويتمسك بأنه دارس للتاريخ, ومؤرخ، ولا شك أن ما قام به من ترجمة لمعاني القرآن الكريم يعد من الناحية الفنية جهدًا كبيرًا, استمر على مدي عشر سنوات, لكن يبقى في الواقع أنه لا يقل خداعا عن بقية المستشرقين, ويفتقد الأمانة العلمية في ترجمته, وفي أسلوبه; لأنه لا تكاد تخلو صفحة واحدة من صفحاته الثمانمائة والثلاثين من أكثر من خطأ متفاوت الأهمية, والأخطاء في الأعمال العملاقة تكون عملاقة أيضا.
ولا يخفى على أحد أن هذه الترجمة؛لبيرك " موجهة أساسًا إلى الستة ملايين مسلم الذين يقيمون في فرنسا, والمحكوم عليهم إما بالاستيعاب, أو الذوبان في المجتمع الفرنسي بهدف طمس هويتهم الإسلامية, أو بالطرد إذا تمسكوا بعقيدتهم الإسلامية.
وسبب انتشار هذه الترجمة مساندة إعلام غربي مغرض هدفه الاستماتة في النيل من الإسلام, وخطورتها أنها تأتي من عضو بالمجمع اللغوي المصري, ومن كونه شخصية تعرف عنها صداقتها للعرب والمسلمين.
وحتى لا نكون مدعين على؛ بيرك " فقد أوردت أخطاءه الفادحة في هذه الترجمة في كتيب لي.
ـ وما أهم هذه الأخطاء?
- من بين الأخطاء الخطيرة التي تم اكتشافها ترجماته لمعاني آيات:
- "إن الصفا والمروة من شعائر الله" [البقرة: 158].
ترجمة كلمة شعائر بمعنى وضع علامات أو إشارات Reperages رغم أنها تعني المناسك الدينية ولها ما يقابلها في الفرنسية Rites.
- " الذين يتبعون الرسول النبي الأمي" [الأعراف: 157].
وترجمها: En Faveur De ceux oui suivent l'envoge
Leproph éte naternel
وتعني "النبي الأمومي" (من الأمومة)
- "إن الله لا يخلف الميعاد"
وترجمها بمعني "إن الله لا يتخلف عن المواعيد التي ارتبط بها".
Dieu me margue pas ou Rendey-vous
وبالطبع فإن المقصود بالميعاد هو الوعد وليس الموعد.
- "خاتم النبيين".
ترجمها بمعني الختم الذي تختم به الأوامر
Le seeou Des prophetes
- " فتلقي آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم".
ترجمها: بمعني أن الله هو الذي تاب وليس آدم, رغم أن المقصود: أن الله هو الذي يقبل التوبة.
والعديد من الأخطاء الأخرى التي أكدتها أيضا اللجنة التي شكلها شيخ الأزهر السابق لإبداء الرأي في ترجمته, والتي كان نتيجتها صدور قرار بمنع دخول هذه الترجمة إلى مصر.
ـ وماذا عن ترجمتك الخاصة لمعاني القرآن الكريم?
- بعد أن انتهت أعمال اللجنة الخاصة بدراسة ترجمة؛جاك بيرك " ولإحساسي بمدى خطورة الترجمات المقدمة لمعاني القرآن من غير المسلمين قررت التفرغ لإعداد ترجمة إلى الفرنسية, ووفقني الله سبحانه وتعالى, وانتهيت منها منذ شهر تقريبا, واستغرقت مني ثماني سنوات بواقع خمس عشرة ساعة عمل يوميا, واستعنت فيها بأستاذ أصول الفقه الإسلامي من جامعة الأزهر ليشرح لي كل أسبوع حوالي 5 صفحات, حتى تأتي ترجمتي لمعاني القرآن الكريم إلى الفرنسية على وجه الدقة والأمانة, ولتكون نقطة فارقة في تاريخ هذه التراجم, وتأتي سليمة لغويا ونزيهة علميا وموضوعية. تنقل المعنى الكريم في ثوبه الحقيقي, وحاولت في هذه الترجمة التعريف بالقرآن وبالإسلام لغير المسلمين, وأن تكون خطوة للتصدي لمحاولات تشويه الإسلام, وتصويب صورته لدى الغرب والدفاع عن نسيج الأمة الإسلامية.
وقد قامت "جمعية الدعوة الإسلامية العالمية" ومقرها طرابلس في ليبيا بطباعتها تحت عنوان (القرآن الكريم وترجمة معانيه إلى اللغة الفرنسية).
ـ ما وصلت إليه هو رد آخر على ادعاءات المستشرقين بأن المرأة المسلمة لم تأخذ حقها في طلب العلم والتدرج في مناصبه .. فهلا حدثتنا عن نشأتك وأهم المناصب التي شغلتيها?
- ولدت في الإسكندرية, ودرست الفرنسية منذ طفولتي بعد أن حفظت القرآن الكريم, والتحقت بمدرسة سان جوزيف بالإسكندرية, وعمري ثلاث سنوات, ثم بمدرسة الليسيه الفرنسية في المرحلة الثانوية, وكان والدي (رحمه الله) يؤمن بحق المرأة المسلمة في طلب العلم, وكان يتقن الفرنسية والإيطإلية والإنجليزية, لذلك أخذت عنه حب تعلم اللغات, فالتحقت بكلية الآداب قسم اللغة الفرنسية, وتخرجت فيه, وعملت معيدة بكلية الدراسات الإسلامية بالأزهر, ثم انتقلت معيدة بقسم اللغة الفرنسية بكلية الآداب جامعة المنوفية, وتدرجت في المناصب الإدارية حتى وصلت رئيسة لهذا القسم, واخترت عضوًا بمجمع البحوث الإسلامية, وتركت العمل الإداري منذ ثماني سنوات لأتفرغ لقضية ترجمة معاني القرآن الكريم.
ـ وأين موقع الزوج في حياتك?
- زوجي (رحمه الله) هو لطفي الطنبولي, وكان أستاذًا للرسم, وعلى يديه تعلمت أن المسلم صاحب الروح الربانية الشفافة هو أولى الناس بالتعبير عما بداخله في أي لون فني بناء, وأذكر له (رحمه الله) أنه كان وراء تشجيعي لدراسة كل ما كتب عن الإسلام بالفرنسية.
ـ وماذا عن دورك الأساسي كأم?
- لدي ابن واحد وهو مستقر في بولندا, ومتزوج من بولندية تعمل في تعليم المعاقين ولهما ولد وبنت.
المصدر ( http://www.islamweb.net/ver2/Archive/readArt.php?lang=A&id=28822) .
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[09 Apr 2007, 04:52 م]ـ
جزاك الله خيرا د. عبد الرحمن،
وردت أخطاء في العبارات التي كتبت بالفرنسية:
1 - الخطأ: Reperages
الصواب: Repérages
2- الخطأ: En Faveur De ceux oui suivent l'envoge Leproph éte naternel
الصواب: En faveur de ceux qui suivent l'envoyé, Le prophète maternel
3- الخطأ: Dieu me margue pas ou Rendey-vous
الصواب: Dieu me manque pas au Rendez-vous
4- الخطأ: Le seeou Des prophetes
الصواب: Le sceau des prophètes
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Apr 2007, 06:16 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم محمد وزادك علماً وبصيرة، وأحسنت بتصويب الخطأ جزاك الله خيراً.
ـ[القندهاري]ــــــــ[17 Apr 2007, 03:22 م]ـ
الحمد لله.
(واستغرقت مني ثماني سنوات بواقع خمس عشرة ساعة عمل يوميا)
التعليق: امرأة في همة رجل.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[18 Apr 2007, 10:09 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخي الكريم علي نقل هذا الحوار المفيد وبارك الله في جهود الدكتوره الفاضلة ورحم الله الامام جاد الحق علي جاد الحق فقد قام بجهود قيمة في نقد ترجمات المستشرقين واستعان بالمتخصصين ممن جمع بين العلم الشرعي واتقان اللغات الاجنبية وفي مقدمتهم شيخي الاستاذ الدكتور عبد الجليل سالم الديب استاذ التفسير وعلوم القران بجامعة الازهر والذي حصل علي الماجستير والدكتوراه في نقد ترجمة جورج سيل للقران الكريم والتي تعد اخطر ترجمات القران و ترجمة عبد الله يوسف علي للقران الكريم وكشف عما فيهما من ا خطاء
ـ[أبو المهند]ــــــــ[07 May 2007, 11:23 ص]ـ
بل فاضلة فاقت كثيراً من أهل الفضل من الرجال
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[31 Jul 2007, 09:16 م]ـ
لم تعقم الأرحام أن تلد مثل أم الدرداء الصغرى زوج أبي الدرداء (هجيمة بنت حيي الأوصابية ت بعد الثمانين هـ)
و [سلمى بنت محمد بن محمدوأم الخير ابنتي نفع الله تعالى ووفقها لما فيه صلاحها دنيا وأخرى ولدت (بياض) وشرعت في حفظ القرآن سنة ثلاث عشرة وحفظت مقدمة التجويد وعرضتها ومقدمة النحو ثم حفظت طيبة النشر الألفية وحفظت القرآن وعرضته حفظا بالقراءات العشر وأكملته في الثاني عشر من ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة قراءة صحيحة مجودة مشتملة على جميع وجوه القراءات بحيث وصلت في الاستحضار إلى غاية لم يشاركها أحد في وقتها وتعلمت العروض والعربية وكتبت الخط الجيد ونظمت بالعربي والفارسي هذا وهي في ازدياد إن شاء الله تعالى وقرأت بنفسها الحديث وسمعت مني وعليَّ كثيرا بحيث صلر لها فيه أهلية وافرة فالله يسعدها ويوفقها للخير في الدنيا والآخرة {(غاية النهاية (1/ 310 قاله والدها: محمد بن محمد بن الجزري وهي ابنته كما تري)}].
فهل يضن العالم الإسلامي أن تكون امرأة في عصرنا هي المترجم لمعاني القرآن الكريم فالأمة الإسلامية أمة معطاء
فيها المقرءات وفيها الداعيات وفيها المبتكرات في شتى العلوم ومن آخر ما سمعت أن طبيبة سعودية اكتشفت علاجا للسرطان (نقلا عن مفكرة الإسلام).
فلا غرابة ... ولا حجر ولا عائق يقف في وجه المرأة المسلمة أن تحمل مشعل النور في عالم تاهت به النساء وصارت متاعا كالمتاع وسلعة لترويج السلع .. فالإسلام صان كرامة المرأة قديما وحديثا .. وصان عليها عفتها وكرامتها وحفظها في نفسها ومالها وضرب عليها حجاب العفة والطهارة والنبل حتى غدت نبراسا وأنموذجا يقتدى به وإن العاقلات من نساء الغرب يتمنين مكانتها وهذا أنموذج للمرأة المسلمة في تربيتها وعليمها وما وصلت إليه من انجاز علمي حضاري يفتح آفاقا أمام طلاب الحقيقة ممن لا يتقنون العربية للتعرف إلى هذا التشريع الخالد ـ الكتاب المبين ـ الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ...
وما أتيت بما أتيت من نماذج إلا لأبرهن أن التلقي قد يكون عن النساء من الرجال ومثاله أم الدرداء الصغري وأن المرأة تفلح في إيصال الخير للناس ترجمة إلى اللغات الأخري مثاله سلمى بنت شيخ المقرئين بلا منازع أبو الخير محمد بن محمد ابن الجزري ... وبعد فهذا شرح يطول ولكنني أحببت أن استطرد قليلا لما يثار حول اضطهاد الإسلام للمرأة وحرمانها من حقوقها من أناس عجم الكلام فأتيناهم بمن يترجم لهم ببيان عملي ليدحض فريتهم ويضعهم أما حجة لا محيص لهم عنها
بارك الله بالأخ الفاضل د: عبد الرحمن الشهري على هذا العرض الرائع وجزاه الله خيرا
وبارك الله عمل أ د: زينب بنت عبد العزيز في ترجمتها كتاب الله الكريم للفرنسية وجزاها الله خيرا.(/)
تاريخ حركة ترجمة معاني القرآن الكريم من قِبل المستشرقين ودوافعها وخطرها
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Apr 2007, 05:56 ص]ـ
إعداد / د. محمد حمادي الفقير التمسماني
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحابته أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فقد أنزل الله كتابه العظيم على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بلسان عربي مبين، وأمره بتبليغه إلى الناس أجمعين، وتولّى حفظه بنفسه فقال:] إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنّا لَهُ لَحَافِظُوْن [(الحجر:9) وهيأ له رجالاً مخلصين ذادوا عن حرمته، وتصدوا لكل المحاولات التي تهدف إلى تشويهه، وبذلوا جهوداً خيرة في كشف زيف ما يثيره أعداؤه عنه من أباطيل وأكاذيب.
هذا وإن أخطر حملة عدائية واجهها القرآن العظيم هي تلك الهجمة الشرسة التي شنَّها المستشرقون عليه، فكان أول همهم أن يبحثوا لأوروبا عن سلاح غير أسلحة القتال، لتخوض المعركة مع هذا الكتاب الذي سيطر على الأمم المختلفة الأجناس والألوان والألسنة، وجعلها أمة واحدة، تعد العربية لسانها، وتعد تاريخ العرب تاريخها، وقد لخَّص (وليم غيفورد بلغراف) عداء الغربيين وحربهم للقرآن في كلمته المشهورة: "متى توارى القرآن ومدينة مكة عن بلاد العرب، يمكننا حينئذ أن نرى العرب يتدرج في سبل الحضارة التي لم يبعده عنها إلا محمد وكتابه" ([1])
ولا ريب أن هذه الصورة بدأت تتغير قليلاً الآن، ولكن التيار القوي في مراكز الاستشراق والكنائس الغربية، ومعاهد الدراسات ما زال هو التيار المعادي للإسلام المتحفظ تجاهه.
لقد نتج عن حقدهم وكراهيتهم بانقطاع صلة معظمهم بالعالم العربي ولا سيما بعد استمرار تدهور العلاقة بين المستشرقين والعالم العربي بداية من النصف الأول من هذا القرن (القرن العشرين) ([2]).
إن خطر معاداتهم وحربهم للقرآن الكريم قد اشتد وتزايد أواخر هذا القرن وحتى أيامنا هذه، نتيجة كون تلك الأحكام السابقة والضلالات التي ينتجها العقل الاستشراقي لم تعد محصورة في المجال الجامعي، فقد تلقفها الإعلام الماكر وأخذ ينشرها على أوسع نطاق، وتسرَّب الكثير منها أيضاً إلى المناهج الدراسي في معظم البلاد الأوربية، وبهذا يربون الأجيال الجديدة على كراهية المسلمين ويعدونهم لقبول أية قرارات بحصار الشعوب المسلمة، والموافقة على أية تدخلات عسكرية لحماية القرن الحادي والعشرين!
وهنا تتجلى أهمية الموضوع الذي نحن بصدد الحديث عنه ألا وهو "تاريخ حركة ترجمة معاني القرآن الكريم من قبل المستشرقين ودوافعها، وخطرها"
أهمية الموضوع:
تتلخص أهمية الموضوع فيما يأتي:
أولاً – كون المؤسسة الاستشراقية قد نجحت بالفعل في تقديم مادة معرفية مزورة ومشوهة عن القرآن الكريم، وبالطبع لن يعرف تشويهها وخطرها إلا من أوتي معرفة منطلقة من الأصول الصحيحة، وإلا فإنه سينزلق مثلما انزلق كثير من المعاصرين من أبناء هذه الأمة.
ثانياً – ما يقتضيه واجب التبليغ والدعوة، فعلى الداعية المسلم – لا سيما في أيامنا هذه – أن يقف على ما يثيرونه من شكوك وشبهات، ويتصدى لها بالعلم والمعرفة، ويواصل جهوده بخطى ثابتة من غير كلل ولا ملل؛ لأن الناس في حاجة ماسة إلى ترجمة صحيحة ووثيقة، لكي يفهموا كلام الله سبحانه وتعلى الذي قرر فيه أوامره ونواهيه، بل إنَّ كل مسلم مطالب شرعاً بعرض كلام ربه على غيره بشكل واضح وسليم، كي يحصل على صورة إيجابية وصحيحة لهذا الكتاب الجليل، فإن جل الذين أسلموا من كبار علماء العالم هم ممن خوطبوا به في البداية بلغتهم، وفهموا الإسلام بتلك اللغة.
ثالثاً – كون ترجمة القرآن الكريم إلى اللغات الأجنبية الواسعة الانتشار أصبحت اليوم ضرورية بصفة مبدئية، نخص منها: الإنجليزية والإسبانية والفرنسية، وذلك بهدف أن يقرأ، الناس جميعاً مسلمين وغير مسلمين من غير أهل لغة الضاد في ترجمة أمينة.
(يُتْبَعُ)
(/)
لذا يتأكد تظافر الجهود بين أهل العلم في مختلف التخصصات، وإيجاد تعبئة عامة: أكاديمية وإعلامية وثقافية ودبلوماسية وسياسية، ولا جدوى من مؤتمرات الحوار التي ينظمها الموظفون ولا تخطط لأي عمل جاد مؤثر ([3]).
لا شك أن هناك جهوداً خيرة مباركة بذلت في مجال ترجمة القرآن الكريم أواخر هذا القرن، نخص منها بالذكر:
1. الجهد الكبير الذي بذله الدكتور عبدالله نصيف، والدعم الذي قدمه للجنة الترجمة التي استمرت تعمل خمس عشرة سنة في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، وقت أن كان مديراً للجامعة، ثم أميناً عاماً لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة. إذ استمرت هذه اللجنة في عملها تحت إشرافه واستعرضت عشرين ترجمة، وخلصت إلى أن خير الترجمات:
- ترجمة محمد مارماديوك بكثال، وهو مسلم عاش في الهند، وترجمته خير الترجمات لحرصه على مدلولات الألفاظ وتمكنه من لغته الإنجليزية.
- ترجمة: آربري، وهو عالم فذ بالعربية وبلسانه الأصلي الإنجليزية، وترجمته رائعة من حيث أسلوبها الممتاز ([4]).
2. من الجهود الخيرة أيضاً الندوة الدولية الأولى التي انعقدت بعمان سنة 1998م والتي صدرت أعمالها في كتاب ضخم (510 صفحات من الحجم الكبير) وأبحاث الكتاب قاربت الثلاثين، وشملت الترجمات أهم اللغات: الإنجليزية والفرنسية والألمانية والبرتغالية والتركية والبوسنوية والألبانية والفارسية والبلغارية والأردية والروسية.
ولقد أثلج صدورنا الخبر السار الذي نشرته مجلة "الرابطة" في أحد أعدادها ([5]) وهو: أن مجمع الملك فهد بن عبدالعزيز لطباعة القرآن الشريف قد تبنى مشروعاً لترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة العبرية، فجزى الله المشرفين على المجمع خير الجزاء، وفي مقدمتهم الأمين العام للمجمع ورئيس اللجنة التحضيرية لندوة "ترجمة معاني القرآن الكريم: تقويم للماضي وتخطيط للمستقبل" سعادة الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي.
التمهيد
من خلال استقراء جهود الاستشراق في الدراسات القرآنية وتتبعها نجد أن الكثير منها يدور حول ترجمة القرآن الكريم إلى مختلف اللغات العالمية والألسن الحية ترجمة حرفية أو تفسيرية أو لغوية جزئية وكلية.
وطبيعة هذا الموضوع تفرض علينا أن نمهد له بكلام موجز نبين فيه حقيقة الترجمة، وإمكانها في القرآن الكريم، ومدى صعوبتها.
حقيقة الترجمة:
لغة ([6]): استعملت الكلمة في اللغة للدلالة على معان: يقال: ترجم الكلام: إذا بيَّنه وأوضحه، ويقال: ترجم كلامه إذا فسره بلسان غيره، وترجم كلام غيره وعنه: نقله من لغة إلى أخرى ومنه التّرجمان، ويقال: تَرجُمان ولك أن تضم التاء لضمة الجيم فتقول: تُرْجُمَان والجمع: تراجم، قال الفيومي في: "المصباح المنير": "وفيه لغات أجودها فتح التاء وضم الجيم، والثانية ضمهما معاً بجعل التاء تابعة للجيم، والثالثة فتحهما بجعل الجيم تابعة للتاء" ([7]).
إصطلاحاً: يقول الدكتور صفاء خلوصي: "الترجمة: فن جميل يعنى بنقل ألفاظ ومعان وأساليب من لغة إلى أخرى، بحيث إن المتكلم باللغة المنقول إليها يتبين النصوص بوضوح، ويشعر بها بقوة كما يتبينها ويشعر بها المتكلم باللغة الأصلية ([8]).
هل يمكن ترجمة القرآن الكريم؟
لقد شغلت الإجابة عن هذا السؤال العلماء في القديم والحديث، وتباينت فيها آراؤهم، ووقعت بسببها معركة حامية بينهم، كثر فيها ردُّ بعضهم على بعض، واحتدم النقاش بينهم في عشرينات وخمسينات هذا القرن، فكان منهم من يرى الجواز، ومنهم من عارض ومنع، وألفت في ذلك رسائل خاصة.
والمختار من القولين - والله أعلم – هو: ما ذهب إليه من أجاز – وعليه جرى العمل ([9]) – يقول العلامة الحجوي المغربي – رحمه الله تعالى - في كتابه القيم "حكم ترجمة القرآن الكريم": "زُعم أن الإسلام ألزم الناس العربية وتعلمها، ونَبَذَ ألسنتهم ومنعهم من ترجمة القرآن العظيم، وهذه الشنعة تكفل بردها والتشنيع بها كتابي (جواز ترجمة القرآن) فقد برهن فيه على أن الدين لا يلزم الأمم التي دخلت في الإسلام التكلم بالعربية، بدليل بقائها إلى الآن تتكلم بألسنها، وما منع ترجمة القرآن أصلاً ولا ورد المنع في كتاب ولا سنة ولا إجماع ولا قياس" ([10]).
وقال أيضاً: "إن ترجمته من الأمور المرغب فيها، بل يضح لنا أن
(يُتْبَعُ)
(/)
نقول: إنها من فروض الكفاية التي يجب على الأمة القيام بها، فإذا قام بها البعض سقط عن الباقين، وإن لم يقم بها أحد أثم الكل ([11])، برهان ذلك: انه تبليغ عن سول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال: "… فليبلغ الشاهد الغائب" ([12]). وقال "بلغوا عني ولو آية" ([13]). وقد أوجب الله على رسوله التبيلغ فقال:] يَا أَيَّهَا الرَّسُوْلُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَه [(المائدة:67) فهو بلغ للعرب بلسانهم] وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رِسُوْلٍ إِلا بِلِسَانِ قَوْمِهِ [(إبراهيم:5) ويجب على العرب أن ينوبوا عنه، ويبلغوا لغيرهم من الأمم، فلذا قال لهم: "بلغوا عني ولو آية" ولا يمكن التبليغ لجميع الأمم إلا بالترجمة إلى لسانهم ([14]) " ([15]).
بقي القول بأن الترجمة اللفظية كلمة بكلمة من لغة إلى أخرى لأي تعبير كان ليست من قبيل الممكن، إذ كل لغة نظامها في القواعد والترتيب، وإنما يراد بالترجمة هنا: أداء المعنى المراد باللغة الأخرى، تبعاً لقواعدها إلى من لا يفهم لغة النص المترجم، يقول العلامة الحجوي رحمه الله أيضاً: "لا نريد بالترجمة إبدال كل لفظ بما يرادفه أو يقاربه في اللغة الأخرى، فهذا تبديل، وربما يقال عنه تحريف. لأن ما يظن من الترادف أو التقارب قد لا يكون،
فإنا نرى كثيراً من الألفاظ في لغتنا يظن ظانون أنها مترادفة، فإذا هي متخالفة، وإنما المراد: ترجمة المعنى الأصلي من كل جملة مع ما يتبعه من المعاني التي تقتضيها دقائق اللغة وبلاغتها بقدر الإمكان، وإن لم تكن الإحاطة بكل المعاني العظيمة التي احتوى عليها اللفظ المنزل من حكيم حميد، كما لا يمكن له الإتيان بما يشتمل عليه من طرق الإعجاز الراجعة
لفصاحته، وطلاوة لفظه ومتانة أسلوبه، ولطائف إشارته، وغير ذلك مما هو مقرر في وجوه إعجازه، كل ذل لا تفي به ترجمة كائن، ولا تطمح في
الوفاء به، لمكان الإعجاز الذي ينقضي الدهر ولا تنقضي عجائبه
وغرائبه ([16]).
صعوبة الترجمة:
تعد المحاولات المبذولة لترجمة معاني القرآن الكريم من أصعب المحاولات في ميدان الترجمة عموماً، فترجمة معنى آية كريمة واحدة بنقلها من النص القرآني المحكم البليغ إلى أي نص في لغة أجنبية تواجه صعوبات كبيرة، إذ يهتز المعنى الجميل الرائع ويفقد التركيب البلاغي للآية الكريمة رونقه ودقته، ويفرغ اللفظ من وقعه الجميل المؤثر ([17]).
إن إشكالية نقل المعنى في ترجمات القرآن ارتطمت على صخرة الإشكال اللساني المرتبط بالمثبطات المعجمية والدلالية والتركيبية أو الأسلوبية المشكلة لأس الإعجاز القرآني ([18]). يقول أحد المتخصصين في ترجمة القرآن الأستاذ صلاح الدين كرشيد – وهو مترجم لمعاني القرآن إلى الفرنسية – قال: "إني وجدت بالفعل صعوبات جمة في ترجمة بعض الكلمات القرآنية مثل الأمة، الحق، الفاسقون، اللطيف، البر، المعروف، المنكر، وحزب. بما لها من معان مختلفة .. ومع ذلك، وبالرغم من حرصي الشديد على ذكر كل التأويلات الممكنة للآية الواحدة، فلا يمكن للنص الفرنسي، أن يلم بكل المعاني التي توحي بها الآية القرآنية، ولكن الترجمة تمثل ما توصل إليه اجتهاد المترجم نفسه وفهمه الخاص، مما يقرب معاني القرآن من عقل القارئ بالفرنسية" ([19]).
ومن المسائل العويصة التي تقف عائقاً في طريق الترجمة ([20]):
- مسألة: الحروف المقطعة في أوائل السور.
- مسألة: غياب الترادف.
- مسألة: أسماء الله الحسنى.
- مسألة: اختلاف اللغة العربية وغيرها في التأنيث والتثنية.
- مسألة: الضمير هل هو عائد إلى اسم مذكر أو إلى اسم مؤنث؟
- مسألة: الأسماء التي ذكرت مرة واحدة أو الكلمات المعرَّبة مثل: (زمهرير) (زنجبيل) (بابل).
- مسألة: الآيات المتشابهات والمحكمات.
- مسألة: وجازة ألفاظه ووفرة معانيه.
- مسألة: ترجمة لفظ الجلالة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه الصعوبات وغيرها تفرض على المترجم أن يكون أهلاً لهذه المهمة العظمى، بأن تتوافر فيه مجموعة من الأمور الضرورية واللازمة؛ لأن ترجمة القرآن الكريم اليوم "أصبحت علماً يحتاج إلى القواعد والضوابط التي اشترطها أهل الفن من العربية، وعلوم الإسلام، والعلوم الإنسانية واللغوية، وهذه العملية ليست منفرة ولا شاذة، بل تخضع لشروط تفسير القرآن الكريم، لأن الترجمة هي من قبيل التفسير وتدخل في علم التفسير" ([21]). وللعلامة سيدي عبدالله كنون كلام جامع في المسألة. يقول رحمه الله: "من المشكلات التي تواجه الدعوة الإسلامية في العصر الحاضر: ترجمة القرآن إلى اللغات الأجنبية، ذلك أن القرآن – كما هو معروف – في القمة من البلاغة العربية، ولأجل النفاذ إلى أسراره، وفهم مقاصده، يجب أن يكون المترجم ممن لهم تضلع في قواعد اللغة العربية نحواً ولغةً وبياناً، وذلك فضلاً عن المعرفة بعلوم القرآن وأسباب النزول والفقه والحديث والتفسير .. " ([22])
الفصل الأول:
تاريخ ترجمة المستشرقين لمعاني القرآن الكريم وبيان خطرها
المبحث الأول: تاريخ حركة ترجمة معاني القرآن من قبل المستشرقين وبيان أشهر مدارسها
المبحث الثاني: في بيان خطرها على القرآن الكريم
المبحث الأول: تاريخ حركة ترجمة معاني القرآن من قبل المستشرقين وبيان أشهر مدارسها
عدَّ الغرب النصراني الإسلام منذ البداية خطراً حقيقياً يتهدده مما جعله يخشى ويخاف أول الأمر من ترجمة القرآن إلى اللغة اللاتينية لقرون
طويلة، حيث لم تظهر أول ترجمة لاتينية لمعاني القرآن إلا بعد حوالي خمسة قرون من ظهور الإسلام، وبعد تدخُّل مارتن لوثر ونشر أول ترجمة لاتينية لمعاني القرآن أصبح هناك اتجاه قوي في الغرب لا يمانع في ترجمة القرآن إلى اللغات الأوربية ولكنه يسعى إلى توظيف هذه الترجمة في توجيه المزيد من الطعنات إلى الإسلام ([23]).
فتتابعت الترجمات وشملت معظم اللغات الحية، وبخاصة الإسبانية والألمانية الإنجليزية والفرنسية، حتى إنه لا توجد اليوم لغة أوربية أو شرقية إلا وفيها ترجمة أو ترجمات عدة لمعاني القرآن الكريم.
إن اللغة اللاتينية هي اللغة الأولى التي ترجم إليها القرآن الكريم، في المحاولة الأولى التي احتضنتها الأندلس (إسبانيا) " ويبدو أن الترجمة اللاتينية التي صار لها رواج في اللغات الأوربية هي ترجمة دير كلوني. إذ إن سقوط القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية الرومانية الشرقية عام 1453م رافقه نشوء الدول القومية في غرب أوربا مثل إسبانيا وفرنسا والبرتغال التي شجعت
التدوين باللغات الوطنية، واعتمدت في ذلك على ما قد دون أو ترجم عن الإسلام إلى اللاتينية. وقد ترجمت نسخة كلوني إلى اللغات الإيطالية
والألمانية والهولندية والفرنسية والإنكليزية والروسية ([24]).
والمهم أن نعلم أن حركة ترجمة القرآن الكريم من قبل المستشرقين عرفت مدارس متخصصة عنيت بالموضوع أشهرها وأهمها: المدرسة الإسبانية والمدرسة الألمانية والمدرسة الإنجليزية.
المطلب الأول: عناية المدرسة الاستشراقية الإسبانية بترجمة القرآن الكريم:
لم يحظ الاستشراق الإسباني بدراسة كافية بالرغم من أهميته البالغة؛ إذ هو الأصل والأساس لجميع المدارس الاستشراقية الأوربية الأخرى ([25])، بل
يعد الاستشراق الترجمي في أوروبا عامة عالة على المدرسة الإسبانية.
لقد أدى استيلاء ألفونسو السادس على طليطلة سنة: 1085ه إلى أن يسعى النصارى إلى تحقيق هدفين متكاملين ([26]):
أولهما - تصحيح نصرانية المستعربين بالأندلس وتهذيبها من الفساد الذي اكتسبته من جراء التقائها بالإسلام - حسب زعمهم -.
وثانيهما - معرفة هذا الدين لتيسير إمكان مواجهته ونفيه، وإقامة سد منيع بينه وبين إفساد النصرانية من جديد.
انطلقت هذه العملية من دير كلوني بوصفها توبة وتكفيراً حربياً عن الغضب الإلهي الذي تمثل في انتشار الإسلام وتوسعه. اقتضت إدارة هذه الحرب وضمان استمرارها، أن انتقل النصارى من تعرف الإسلام إلى تنظيم معرفته وتعميقها عبر ترجمة معانيه مصدرها القرآن الكريم.
وبهذا كانت الأندلس (إسبانيا) منطلق بداية المحاولات الأولى لترجمة القرآن الكريم في أوروبا ([27]).
(يُتْبَعُ)
(/)
1 – أنجزت الترجمة الأولى مطلع القرن الثاني عشر الميلادي سنة 1130م بأمر وتوجيه من رئيس رهبان دير كلوني بطرس الموقر ولقد تولى مهمة الترجمة روبرت القطوني وتتميز هذه الترجمة بأمور:
· أنها أول ترجمة استشراقية للقرآن الكريم على الإطلاق ([28])
· أن المترجم أدرج في مقدمة ترجمته هذه مقالة عبد المسيح الكندي ([29]).
· أن هذه الترجمة لم تتقبل قبولاً حسناً لرداءتها ولأنها وجهت بالأساس إلى الناطقين باللاتينية خاصة.
ثم تبعتها ترجمات أخرى:
2 - ترجمة أخرى تولتها جماعة دير كلوني سنة 1143م ([30])
تتميز بأنها كتبت بأسلوب أكثر قبولاً من سابقتها
ولقد رافقت هاتين الترجمتين – على فترات متقاربة ومتتالية – ترجمات أخرى للقرآن الكريم، وفي القرنين الثالث عشر والرابع عشر اللذين يمثلان أهم مراحل الاستشراق الإسباني ظهرت عدة ترجمات منها:
3 - ترجمة القرآن إلى اللغة القشتالية بدلاً من اللاتينية وتعد الأولى من نوعها وذلك بأمر من الملك ألفونسو العاشر.
4 - ترجمة (الشماس ماركوس دي طوليدو) للقرآن الكريم ولعقيدة المهدي بن تومرت بأمر رئيس الأسقفية وإشرافه: (رودريغو خيمينث دي رادا)
5 - ترجمة مطران كنيسة سقوفيا جون السقوفي من العربية إلى الإسبانية ثم إلى اللاتينية "وأشرك معه في هذه المهمة فقيهاً حاذقاً اسمه عيسى ابن جابر السقوفي، - وذلك قبل أربعين عاماً من غزو غرناطة وسقوطها سنة 1492م - وقد تفرغ الاثنان سنة 1455م في صومعة في مدينة سافوي لهذه المهمة مدة أربعة أشهر، في الشهر الأول قام الفقيه عيسى بن جابر بنسخ القرآن الكريم على قطع من الورق العريض تاركاً حواشي كبيرة للترجمة. وفي الشهر الثاني قام بترتيب حلقات التجليد لكل القرآن. وفي الشهر الثالث بدأ بكتابة الترجمة الإسبانية على الصفحة المقابلة للنص القرآني. وفي الشهر الرابع قام كل من جون السقوفي وعيسى بن جابر السقوفي بمراجعة الترجمة الإسبانية للتأكد من صحتها. وبعدئذ قام جون السقوفي بنقل الترجمة الإسبانية إلى اللغة اللاتينية " ([31])، ثم تتابعت الترجمات بعد ذلك.
المطلب الثاني: عناية المدرسة الاستشراقية الألمانية بترجمة القرآن الكريم
عرف الاستشراق الألماني واشتهر باهتمامه بالقرآن والدراسات القرآنية على وجه العموم، فمعلوم أنه في عام 1856م قدم المستشرق الألماني (تيودور نولدكه) لجامعة جوتنجن أطروحته لنيل الدكتوراه عن تركيب سور القرآن بعنوان: "تاريخ القرآن" وحاز بها جائزة أكاديمية الآداب في باريس في العام نفسه ثم نشرها في عام 1860م وكان لهذه الدراسة من الأهمية والتأثير: أنها مهدت لدراسة القرآن في أوروبا ([32]).
أما ما يتعلق بالترجمة: فإن أول ترجمة لمعاني القرآن الكريم إلى اللغة الألمانية قام بها (سولومون شفايجر) الواعظ بكنيسة فراون في نورمبرج ونشرها تحت عنوان: "القرآن المحمدي" ظهرت في ثلاثة مجلدات اعتباراً من عام 1616م، وأهم ما يلاحظ على ترجمته:
· كونها ترجمة فرعية لم يتعد صاحبها فيها النقل من اللغة العربية مباشرة.
· التحريف المتعمد، فيه ترجمة تكشف عن سوء فهم كامل كما يبدو من العنوان.
· تمتلئ بالاختلافات والتصرف في معاني الآيات "وربما يرجع ذلك إلى انطلاقها من الاعتقاد الذي كان منتشراً في الغرب لقرون مضت ومؤداه: أن الإسلام فرقة مسيحية منشقة" ([33]).
· كانت المنبع الرئيس للترجمات الألمانية التي ظهرت حتى أواخر القرن الثامن عشر.
وقد ترجمت إلى الهولندية عام 1641م
ثم قام (فريدرش ماجر لاين) بنشر ترجمة للقرآن الكريم بعنوان "الإنجيل التركي" وذلك عام: 1770م اعتمد فيها النقل من العربية مباشرة، وهو بذلك يكون قد فتح الباب لمرحلة جديدة تم خلالها الترجمة من العربية مباشرة، فنجد مثلاً في السنة نفسها 1770م المستشرق (فريدريش البرهاد) أعد ترجمة أخرى من العربية مباشرة تحت عنوان "القرآن" أو "قانون المسلمين" ثم تبعته سلسلة من الترجمات كانت في أغلبها مختارات لا ترقى للترجمة الكاملة.
وفي القرن التاسع عشر ظهرت ترجمات عديدة من أشهرها:
ترجمة (سامويل فريدريش جينز)
ترجمة أولمان وهي ترجمة حرفية
بجانب ترجمات لبعض السور قام بها:
(فريدريش ريكارت) عام 1824م
و (داومر) عام 1848م
و (شبربلجر) عام 1861م
و (بلومان) عام 1876م
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد شهد القرن العشرين أكثر من ترجمة جديدة وكاملة عن العربية مباشرة منها:
ترجمة (تيودور ينجول) عام 1901م
وترجمة (هاكس هينتج) عام 1901م أيضاً
وترجمة (رودى باريت) التي نشرها عام 1996م ثم ألحقها بتعليق وفهرس عام 1971م
المطلب الثالث: عناية المدرسة الاستشراقية الإنجليزية بترجمة القرآن الكريم
كانت البداية الأولى لترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية في أواخر القرن السابع عشر الميلادي، وإليك أشهر المحاولات:
ترجمة ألكسندر روس عام 1688م إذ نقل عمل المستشرق الفرنسي (أندرودي راير) من الفرنسية إلى الإنجليزية، وعدَّ عمله هذا أول نسخة إنجليزية مترجمة للقرآن الكريم.
وتوالت الترجمات الإنجليزية التي استند الكثير منها على ترجمة لاتينية قام بها الأب (لا دوفيك ماراكس) عام 1668م وكان كاهناً وتعلم العربية على يد أحد الأتراك!
وفي القرن الثامن عشر ظهر المستشرق (جورج سيل) الذي ترجم القرآن الكريم إلى الإنجليزية عام 1734م وتعد ترجمته هذه أشهر الترجمات باللغة الإنجليزية للقرآن الكريم على الإطلاق، كما يعد صاحبها شيخ المترجمين الإنجليز في هذه المرحلة:
ثم وجدت محاولات عديدة جلها اعتمد على ترجمة (سيل) منها:
- ترجمة (رودويل) في عام 1861م
- ترجمة (بالمر) في عام 1880م
- ترجمة (بل) في عام 1939م
- ترجمة داود في عام 1976م
- ترجمة (البروفسور أوبري) نشرت عام 1955م.
المبحث الثاني: في بيان خطرها على القرآن الكريم
تكاد الدراسات التي اهتمت بأسباب بداية نشأة الاستشراق تُجْمِع على أن مجمل هذه الأسباب يمكن أن تؤول إلى:
· اضطرار الغرب النصراني في القرون الوسطى إلى معرفة الإسلام للإحاطة بعوامل قوته الدافعة بأبنائه إلى الانتشار في العالم المعروف آنذاك، وذلك بقصد الرد على عليه ومواجهته، والحيلولة بينه وبين أن يستهوي نفوس النصارى أو إعجابهم.
· تمكين النصرانية من تحقيق رغباتها في القوة والانتشار
· التقاء النصرانية بالإسلام في الأندلس
· الحروب الصليبية
· حملات التبشير النصرانية
· تأثير الفكر الإسلامي الرشدي في الفكر النصراني الوسيط في أوروبا
فالتقاء الإسلام والنصرانية في الأندلس استلزم نشوب صراع على الأرض وعلى قضايا الإنسان بينهما اتخذ أشكالاً متعددة ومختلفة، ومن ضمنها شكل الحروب التي استرسلت بينهما، وبخاصة بعد استيلاء ألفونسو السادس على طليطلة سنة 1085م.
المطلب الأول: لماذا ترجم المستشرقون القرآن الكريم؟
سلك المستشرقون طرائق ومناهج في دراسة القرآن الكريم تختلف عن تلكم المتبعة في قضايا وعلوم إسلامية أخرى "لقد بات من المعروف أن كل
ما تعلق بالقرآن في دراسات القوم لا يمكن الاعتداد به ألبتة، لأنه لا محالة محطم للمسلَّمات التي يجزم بها المسلمون، ومشكك في الأسس التي يؤمنون بها وأصبح في حكم اليقين: أن عالم المشرقيات عندما يتأهب لدراسة القرآن الكريم يضع نصب عينيه دعوى بشرية القرآن، محتملاً أن يكون مصدره من كل جهة إلا من السماء، وبالتالي وبناء على هذا الاعتقاد الذي يصبح عند الرجل مسلَّمة بدهية تأتي كل أبحاثه وجميع دراساته قد استوت على أساس غير صحيح، وانحرفت عن المنهج الصائب الذي يفرض نوعاً من التعاطف أو على الأقل نوعاً من الاحترام النسبي للمصدر الغيبي الذي ينبني عليه الوحي القرآني" ([34]).
لم يكن غرضهم من ترجمته: الاطلاع عليه أو الاستفادة منه، وإنما كان هدفهم محاربته بعد الوقوف على مضمونه، وإثارة الشبهات والتشكيك حوله، وكانت تلك المحاولة هي البوادر الأولى للاستشراق، الأمر الذي يؤكد لنا أن الاستشراق في محاولته الفكرية لفهم الإسلام كان دافعه الأصيل: العمل من أجل التنديد والاستخفاف بالمقومات الثقافية. "فقد بينت الدراسات المحققة في الموضوع أن القرآن ترجمه المستشرقون ليحاربوه، وكانت عملية الترجمة تسودها المعاداة المطلقة للإسلام" ([35]).
وانطلقوا من فكرة ترجمة القرآن الكريم صراحةً لدحض المبادئ الإسلامية وتفنيدها .. ولنا على ذلك مثل في الترجمة الإسبانية التي وضعها موكيوندو أي أو كراتوندو وعنوانها هكذا بكل صراحة: القرآن مترجماً بأمانة إلى الإسبانية ومعلقاً عليه ومدحضاً طبقاً للعقيدة والتعاليم المقدسة والأخلاق الكاملة للدين الكاثوليكي المقدس الرسولي الروماني" ([36]).
(يُتْبَعُ)
(/)
المطلب الثاني: ما سوَّغوا به جهودهم.
لقد تضافرت جهودهم فيما بينها لتحقيق هدف واحد، ألا وهو: تشويه القرآن بطرق شتى، وباسم المناهج العلمية، والأمانة الأخلاقية، والمنظورات المذهبية والعقدية، شارك في هذا المجهود: المفكر المثقف والراهب والقسيس، ورجل الدين المبجل، والسياسي الاستعماري المحنك، وقبل البدء وضعوا بين يدي هذا المشروع – مشروع تشويه القرآن – مسوغات متعددة الأشكال والألوان، من بينها:
· زعمهم: أن القرآن عقبة في وجه التقدم، وأنه لا يتماشى مع طبيعة العمران البشري. يقول اللورد كرومر في كتابه "مصر الحديثة": "إن القرآن هو المسؤول عن تأخر مصر في مضمار الحضارة الحديثة" وقال أيضاً "لن يفلح الشرق ما لم يرفع الحجاب عن وجه المرأة ويغطى به القرآن" ([37]).
· زعمهم: أن القرآن يقف حاجزاً أمام المد الفكري والثقافي للغرب، ومن الذين أطلقوا هذا التسويغ المستشرق الفرنسي (ريجيس بلاشير) قال: "قلما وجدنا بين الكتب المشرقية كتاباً بلبل بقراءته دأبنا الفكري أكثر مما فعله القرآن ([38]) "
· زعمهم: أن القرآن يحول دون إخضاع المسلمين تحت أقدام الغرب أعلنه (جلادستون) أمام مجلس اللوردات البريطاني حيث أمسك المصحف بيده وقال: "ما دام هذا الكتاب على الأرض، فلا سبيل لنا إلى إخضاع المسلمين" ([39]).
المطلب الثالث: تباين اتجاهاتهم
لقد عرف الاستشراق الترجمي في تاريخه اتجاهين متفاوتين في الخطورة والعداء ([40]):
1.اتجاه قديم، وهو الاتجاه العدائي الصرف الذي كان سائداً قبل مطلع هذا القرن، ويتميز بأمور منها:
· كانت أبحاث المستشرقين القرآنية يطبعها منهج عدواني سافر، يوجه من خلاله الشتم والسب والتجديف في حق القرآن الكريم والنبي الكريم.
· كانوا يدرسون في هذا العهد القرآن على أساس أنه هرطقة ومجموعة من التخيلات والتصورات جاء بها نبي مزيف.
· لم يكن من هدفهم البحث العلمي الحر، وإنما درسوه من أجل نقده فقط فهم: "يعتقدون أن محمداً صلى الله عليه وسلم هو الذي ألف القرآن، ولإثبات اعتقادهم هذا حاولوا اكتشاف أية أخطاء في القرآن – بحسب زعمهم – كما حاولوا إثبات أن محمداً صلى الله عليه وسلم كان يعرف القراءة والكتابة، وأنه قرأ التوراة والإنجيل والمزامير، واستفاد منها في تأليف القرآن" ([41]).
2. الاتجاه الجديد المعاصر بدأ من أول هذا القرن، حيث يرجع الباحثون والدارسون تأسيسه إلى المستشرق الألماني (تيودور نولدكه) ت:1931م والمعروف بلقب شيخ المستشرقين في الدراسات القرآنية " فلقد اتبع طريقة في التأليف استرعت انتباه زملائه المتخصصين .. في سائر معاقل الاستشراق في أوروبا وأميركا، إذ حرص على إبراز سائر وجهات النظر الثابتة في مسألة من مسائل علوم القرآن الكريم، معتمداً في ذلك على استقصاء مختلف الآراء من مصادر عربية وأجنبية شهيرة ومغمورة، مخطوطة ومطبوعة على حد سواء، كما أنه اتبع في عملية الاستقصاء والاستقراء ثم الاستدلال منهجاً أكاديمياً صارماً: لم يكن معهوداً فيما قبل".
من أهم مميزات هذا الاتجاه:
· الرجوع مباشرة إلى المصنفات العربية اللصيقة بمجال القرآنيات.
· المنهج الصارم في الدراسة والتحليل.
· الاهتمام بالدراسات اللغوية.
والحق أن المستشرق الذي يدرس القرآن ولا يؤمن بكونه من عند الله مهما حاول التجرد من الهوى والتزام شيء من الموضوعية والحياد، فإنه واقع لا محالة في أخطاء فظيعة ونظريات واهية ([42]).
الفصل الثاني: جهود المستشرقين في ترجمة القرآن الكريم في الميزان
المبحث الأول في الكشف عن دوافعهم
المبحث الثاني: روافدهم وعيوب منهجهم في الترجمة وأخطاؤهم فيها
المبحث الأول: في الكشف عن دوافعهم
لا شك أن الباحث يجد صعوبة في استبيان طرائق المعالجة وآليات المنهج الموظف والمطروق عند المشترقين، وكذا تنوُّع مداخل وطرق البحث المطبقة عندهم، ولهذا فإن المرء يحتاج بالتأكيد إلى كثير من التنقيب والبحث لمتابعة المستشرقين في عملهم خطوة بعد خطوة، من أجل الوقوف على خطورة دوافعهم.
المطلب الأول: دوافعهم:
إن دوافع المستشرقين في ترجمة معاني القرآن الكريم تكاد تنحصر في أمرين اثنين:
أولهما – خدمة مصالحهم، وتحقيق مقاصدهم المتمثلة في تشكيل المسلمين في دينهم، تمهيداً لاحتوائهم والقضاء على ثقافتهم، ثم إخضاعهم سياسياً وثقافياً واقتصادياً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيهما – استثمار الترجمات لشن المزيد من الغارات والهجمات الشرسة على الإسلام.
فلا ينبغي أن ننخدع بما قد يظهره بعض المستشرقين من تعاطف بالغ مع قضايا الإسلام ومن ذلك: استشهادهم بنصوص قرآنية مسندين إياها إلى الله تعالى، فالأمر لا يعدو أن يكون مظهراً جمالياً وحضارياً يسعى من ورائه المستشرق إلى التقرب إلى المسلمين وكسب مودتهم ([43]).
إن الازدواج والتناقض سمتان رئيستان عند متعصبي المستشرقين، فالواحد منهم يجد نفسه أحياناً مضطراً إلى مدح الإسلام حتى ينجو بنفسه من سوء العقاب، وأحياناً أخرى يهرب هؤلاء المستشرقون المتعصبون من التخصصات التي تنكشف فيها بسهولة أحقادهم وسمومهم، مثل العقيدة والتفسير بل وجميع الدراسات الإسلامية، فيتوجهون إلى دراسة الأدب ويتخذونه قناعاً يخفون وراءه وجههم القبيح. وهو ازدواج ظاهري فحسب إذ إن الموقف الأساسي هو واحد، لا ازدواج فيه، ولا تناقض.
ومن أمثلة هذه الازدواجية الظاهرية في سلوك المستشرقين: ما عرف من سلوك المستشرق الألماني يوسف فان إس فهو شديد التحامل على الإسلام، يشن هجمات شرسة عليه عندما يكون في قلعته الحصينة في جامعة تيبينغن، ولكن عندما تضطره الظروف للسفر إلى دولة إسلامية، تجده يلبس قناعاً ملوناً عجيباً يخفي وراءه كل هذه الأحقاد، فلا يتحدث عن الإسلام إلا بالمدح والإطراء ([44]).
المطلب الثاني: الشواهد على ذلك من كلامهم
لقد أعلنوا عن دوافعهم هذه وصرح بها بعضهم، والشواهد على ذلك كثيرة نذكر منها:
1 - ما صرح به المترجمون أنفسهم، من ذلك:
- صنيع المترجم جورج سيل (1697 – 1736م) الذي ترجم معاني القرآن إلى الإنجليزية – وقد نجح في ترجمته هذه فأعيد طبعها مراراً ووضع لها حواشي ومقدمة مسهبة هي في الحقيقة بمنزلة مقالة إضافية عن الدين الإسلامي عامة، حشاها بالإفك واللغو والتجريح، مما قاله: "أما أن محمداً كان في الحقيقة مؤلف القرآن والمخترع الرئيس له فأمر لا يقبل الجدل، وإن كان من المرجح أن المعاونة التي حصل عليها من غيره في خطته هذه لم تكن معاونة يسيرة" ([45])
- ما بينه المستشرق الكبير (ريجيس بلاشير) في مقدمة كتابه عن القرآن كيف أن ترجمة القرآن الكريم كانت بدافع الحقد الصليبي المعادي للإسلام وليست لهدف علمي كما يدعي بعضهم. يقول: "من المرجح أن بطرس الموقر – الذي رحل إلى إسبانيا بين 1141م و1143م – هو الذي فكر بتأثير من روما ومن البابا في ترجمة القرآن إلى اللاتينية فأوعز بذلك إلى (روبيرت الكيتوني) Rodestus detenesis الذي تولى عمل الترجمة بمساعدة بعض الرهبان، وقد جاءت هذه المبادرة بدافع من روح طبيعية، تدل على ذلك رسالة بطرس الموقر الموجهة إلى القديس برنار مع نسخة من الترجمة المنجزة، كما كان الداعي إلى هذا العمل: الحاجة إلى محو أثر الإيمان من نفوس معتنقي الإيمان" ([46]).
2 - شهادة المنصفين منهم، ولنأخذ على ذلك بعض الأمثلة:
- يقول الأب (روبير كاسبار): "إن الغرب لم يفهم الإسلام على حقيقته أبداً، بل ولم يحاول ذلك مطلقاً .. وحتى خيرة المسيحيين القلائل الذين كانوا يعيشون علىمقربة من الإسلام من أمثال يوحنا الدمشقي، وتيودر أبي قرة، أو بولس الصيدوني، فلم يتمكنوا من إدراك جوهر الإسلام وعظمته، وهي: التصعيد إلى الله الواحد الأحد. ولعل ذلك يرجع أساساً إلى أن الغرب المسيحي اكتفى قروناً طويلة بتلطيخ الإسلام ونبيه (صلى الله عليه وسلم) بأسخف الأقوال من دون أن يكلف نفسه عناء دراسة هذه العقيدة. فأول ترجمة للقرآن لم تظهر سوى في القرن الثاني عشر أي بعد خمسة قرون من ظهور الإسلام، وتمت بناء على مبادرة من بطرس المبجل، وتحت إشراف أسقف دير كلوني ولا بد لنا من إضافة أن هذه الترجمة وكل الترجمات التي تلتها لم تكن لها أي هدف آخر سوى أن تكون الأساس لتوجيه المزيد من الإدانات ضد القرآن، تلك الإدانات التي امتدت سلسلتها على مدى قرون تتناثر عليها بعض أشهر الأسماء" ([47]).
(يُتْبَعُ)
(/)
- ويقول المفكر الألماني (هوبرت هيركومر) – وهو يحكي قصة أول ترجمة لاتينية لمعاني القرآن الكريم -: "يبدوا أن الصليبيين جنوداً وضباطاً – رفضوا الاعتراف بحقيقة انهم يواجهون إحدى ديانات التوحيد القريبة جداً من دياناتهم، في شهادتها المقرة بالله الواحد الأحد، والصلوات اليومية والصيام، والزكاة، كانت معرفة الصليبيين بالقرآن محدودة جداً. صحيح أن أول ترجمة لاتينية لمعاني القرآن ظهرت سنة 1143م بقلم (روبرت الكيتوني)، ولكن الأوروبيين كانوا يتطلعون إلى توظيف ترجمة معاني القرآن للطعن في الإسلام.
كان هذا الإنجليزي (روبرت الكيتوني) المستقر في مدينة طليطلة بإسبانيا يترجم تراث المسلمين في علمي الهندسة والفلك من العربية إلى اللاتينية، وأنجز هذا المشروع بتكليف من بطرس المبجل رئيس دير
مدينة كلوني (1092 أو 1094 – 1156م) واشترك في هذا المشروع مسلم اسمه محمد.
ولا شك في أن هذه الترجمة الدقيقة لمعاني القرآن بينت للغرب اللاتيني أيضاً أوجه التشابه بين القرآن والأناجيل، ولنتذكر فقط التبجيل العميق لسيدنا إبراهيم وسيدنا عيسى ومريم البتول في كل من المسيحية والإسلام، ومع ذلك لم يفكر أحد في ذلك الوقت في التوصل إلى حد أدنى من الاتفاق والتفاهم بين المسلمين والمسيحيين على أساس كتابيهما السماويين، ولم تغتنم الفرصة المتاحة مع توافر أول ترجمة لمعاني القرآن الكريم باللاتينية للتوصل إلى فهم أعمق وأدق للإسلام، وبدلاً من استخدامها وسيلة للتفاهم استغلت ترجمة (روبرت الكيتوني) اللاتينية لمعاني القرآن كمجرد ينبوع محبب للطعن في الإسلام على مدى قرون طويلة، وحتى بداية العصر الحديث لم يتغير من ذلك شيء، فعندما قام السويسري البازلي (يوحنا أوبورين) سنة 1542م بطبع هذه الترجمة اللاتينية سارعت بلدية مدينة بازل بخطر نشرها، ولم تسحب حظرها إلا بعد التدخل المكثف لمارتن لوثر مؤسس الكنيسة البروتستانتية الإصلاحية، بيد أن حجة لوثر في ذلك كما صاغها هو بنفسه، كانت كما يلي: "لقد استيقنت انه لا يمكن عمل شيء أكثر إزعاجاً لمحمد أو الأتراك، ولا أشد ضرراً – أشد من جميع أنواع السلاح – من ترجمة قرآنهم ونشره بين المسيحيين، عندئذ سيتضح لهم أي كتاب بغيض وفظيع وملعون هذا القرآن .. مليء بالأكاذيب والخرافات والفظائع".
إن لوثر البروتستانتي – الذي حاول توجيه إهانةٍ لنبي الإسلام بلا أدنى حياء أو تأنيب للضمير - كان ينظر إلى قرآن مترجم إلى اللاتينية في عصر الحروب مع الدولة العثمانية على أنه وسيلة مثالية لتسليح القلوب اليائسة للمسيحيين ورفع روحهم المعنوية، حيث أعلن قائلاً: "بعد ظهور الأتراك على حقيقتهم، أرى أن القساوسة عليهم أن يخطبوا الآن أمام الشعب عن فظائع محمد حتى يزداد المسيحيون عداوةً له، وأيضاً إيمانهم بالمسيحية، ولتتضاعف جسارتهم وبسالتهم في الحرب، ويضحوا بأموالهم وأنفسهم". من شأن موعظة كهذه أن يكون أثرها النفسي في المسيحي أشد من طبول الحرب وأبواقها، بل إنها ستمنحه قلب أسد حقيقي في ساحة القتال" ([48]).
المطلب الثالث: اتحاد رؤيتهم
يختلف المستشرقون، وتتباين أساليبهم وطرائقهم التي اعتمدوها في
الترجمة ولكن رؤيتهم تكاد تظل رؤية مقيدة ومتحدة، حتى لقد قال (ماكسيم ردونسون) منتقداً هذه الرؤية: "لقد أصبح النظر في عدم أصالة الإسلام واعتماده على الأديان السابقة ديدنا vogue بين عموم المستشرقين" ([49]).
من أجل ذلك فقد اعتمدوا منهجاً في الترجمة لا صلة له بالعلم
والبحث، يتسم بالقصور والخلل في المنهج، وهذه بعض معالمه نذكرها إجمالاً:
· إخضاع النصوص للفكرة التي يفرضونها حسب أهوائهم.
· التحكم فيما يفرضونه أو يقبلونه من النصوص.
· تحريف النص تحريفاً مقصوداً.
· تأويل معنى النص حين لا يجدون مجالاً للتحريف.
· حرصهم على تجاوز كل ما من شأنه أن يثبت أن القرآن كلام الله.
· تصيد النصوص الملائمة والموافقة لهواهم.
· الخلط بين شيء قليل مما هو مبثوث في المصادر وما كانت تمليه تخيلات وتكهنات المستشرقين.
ثم إنهم يسلكون في سبيل التأثير والإقناع مسالك خبيثة، حيث
"يعدون محاور التحريف ونقاط التشويه والإدانة، ثم يبنون عليها ترجماتهم حتى تأتي دليلاً على ما سبق وأعدوه من مخطط مغرض؟! " ([50]) كما أنهم يمهدون لعملهم هذا بكتابة دراسات ومقدمات لا تحصى عن القرآن
(يُتْبَعُ)
(/)
– نشرت قبل الترجمة – وهي غالباً ما تتضمن التشهير بالإسلام والنبي صلى الله عليه سلم، لكي يترسخ في ذهن القارئ الغربي بالدرجة الأولى زيف الإسلام وكراهيته ([51]).
"لقد اعتمدوا على آلية التمركز عل الذات والتمحور حولها، ذلك
هو ما يفسر تشويه ترجمات القرآن وتحريفها، وتجدر الملاحظة إلى أن هذا التشويه وذاك التحريف لا يرجعان إلى رغبة النصارى فيهما فقط، بقدر ما يؤولان إلى اعتماد هؤلاء لهذه الآلية، ولمنهجية التأثير والتأثر وتعقبهما، وهي ذات المنهجية التي ما فتئت تخضع لها بعض الإنتاجات الاستشراقية لحد الآن .. وهذا ما يفسر لنا تحاشي الترجمات اللاتينية للقرآن لكل المفردات التي تحيل فيه على معاني الإسلام والتسليم والمسلمين، وإسقاطها وتعويضها بمفردات ومعاني الإسماعيلية والمحمديين. وذلك هو ما يفسر قلق النصارى تجاه هذا الكتاب عندما ذكر بعض القصص التي وردت في كتبهم بصورة لا تتفق مع ما يعهدون فيها. كما يفسر حيرتهم عندما دعا إلى الإيمان بما جاء به عيسى ضمن الإيمان بما أتى به جميع الرسل والأنبياء، منكراً عليهم التثليث والصب والحلول والذنب الأصلي إلخ" ([52])
المبحث الثاني: روافدهم وعيوب منهجهم في الترجمة وأخطاؤهم فيها
إن موقف المستشرقين من القرآن الكريم لا يمثل شيئاً جديداً بالنسبة للباحث المتخصص، فهم في الحقيقة لم يفعلوا شيئاً أكثر من ترديد كلام خصوم الإسلام الأولين وأعدائه في كل وقت وحين.
المطلب الأول: روافدهم:
إن المتتبع لما كتبوه في هذا الخصوص يرى أن أهم الروافد والمناهل التي استمدوا منها فكرهم وتصورهم وموقفهم المعلوم، تتمثل في ثلاثة أشياء، نبينها إجمالاً فيما يأتي:
أولاً: الإسرائيليات:
لقد احتضنت الصهيونية بدايات الاستشراق، وهي في الوقت نفسه إحدى روافده الأصيلة التي تمده بتصوراتها وأفكارها، كما أنها رافقت جميع مراحل ترجمات القرآن الكريم وأطوارها العديدة.
يقول الباحث السويسري (أرنولد هوتينغر): "إن اليهود كانوا وما زالوا أكثر الناس اهتماماً بالعالم العربي" ([53]).
وهذا ما يفسر لنا الكثرة الملحوظة لعدد اليهود بين المستشرقين، بل ومن أقطابهم وأكثرهم حقداً وعداءً للإسلام من أمثال: (غولتسيهر) و (باول كراوس) و (غرونباوم) و (برناد لويس) و (يوسف فان إس) الذين عرفوا بالتحامل الشديد على الإسلام، والتشكيك في أصوله، ومحاولة إثبات أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأت بشيء جديد، بل سرق كل شيء من اليهود والنصارى.
إن تغلغل الإسرائيليات وانتشارها في التراث الإسلامي عامة، وفي كتب تفسير القرآن خاصة، له أثر سيئ.
لقد عكفوا على دراسة المصادر الإسلامية في خطة ترمي إلى تشويه الإسلام وإثارة الشكوك حوله من كل جانب. "كانت مهمتهم في مرحلة التحضير: تحريك الإسرائيليات إلى موضع جديد، ينقلونها من حواشي كتب التفسير وأشتات التراث البعيدة عن التناول العام، والمرسلة من غير توثيق، فيروونها على وجه التدليس الخفي إلى نصوص من مصادر يهودية، تشد إليها وثاق القرآن والسنة والفقه .. انطلاقاً من مقولتهم الجريئة الفاحشة: الإسلام بضاعة إسرائيلية" ([54]).
"كان وراء تيار الإسرائيليات أهداف لتدمير البنية العقلية والوجدانية للإنسان العربي، وبعث الشكوك والريب في التراث. حتى يعاني الفرد المسلم نوعاً من الانقسام الذاتي، هذا إلى أهداف أخرى جزئية تتضافر وتتآزر لتحقيق الأهداف الكلية العامة ضد الإسلام والمسلمين. من هذا مثلاً: محاولة التهوين من شأن الأنبياء في نطاق التهويد والحط من العقائد والقيم الخلقية بشكل عام" ([55]).
ثانياً: الإلحاد:
ارتبطت الدراسات الاستشراقية منذ بدايتها بالكتابات الإلحادية في الإسلام فقد رفع الغرب منذ صراعه مع الإسلام شعاراً عاماً اتخذه أساساً وقاعدة لسياسته تجاه العالم الإسلامي. هذا الشعار هو: أن كل من يطعن في الإسلام من المسلمين أنفسهم فلا بد من تأييده بقوة، وتشجيعه بجميع السبل حتى يواصل هجومه على الإسلام. بحثوا عن أي نص إلحادي ينفعهم في شن المزيد من الغارات الشرسة على حضارة الإسلام واعتنوا بنشر كتب كبار الملاحدة أمثال:
ابن المقفع ([56]): نشر المستشرق الألماني فان إيس مقاطع من معارضة ابن المقفع للقرآن الكريم في كتاب طبعته الجامعة الأمريكية في بيروت ([57]).
(يُتْبَعُ)
(/)
والملحد أبو بكر بن زكريا الرازي: نشر بعض كفرياته المستشرق الصهيوني باول كرواس في القاهرة سنة 1936م تحت عنوان "رسائل فلسفية" ويعد باول أكبر باحث غربي اهتم بالميراث الإلحادي في
الإسلام ([58]).
والملحد الكبير ابن الراوندي: اهتم المستشرقون به واعتنوا بدراسة مواطن كفره وشبهاته وأكاذيبه ([59]).
ثالثاً: الأهواء:
لم يكن عمل المستشرقين في الترجمة قائماً على مبدأ العمل المتجرد والبحث العلمي النزيه والمنزه عن الأهواء. فقد التزموا حرية الترجمة بحيث تأتي موافقة لأهوائهم من حيث التصرف بالنصوص عن طريق التقديم والتأخير والإهمال والتحوير وغير ذلك، ومن مظاهر ذلك ([60]):
- الخلط بين شيء قليل مما هو مبثوث في المصادر وبين ما تمليه تخيلاتهم وتكهناتهم.
- اندفعوا نحو الترجمة الكيفية لا الصحيحة والعلمية أو حتى النسبية إلى حد ما، إمعاناً منهم في التحريف والتضليل.
- واهتموا بنشر الترجمات التي تنطوي على الأضاليل والأخطاء الفنية والشطحات التي سداها الحقد والتعصب.
- واستعملوا لغة قديمة بائدة في الترجمة أصبحت مهجورة وغير مألوفة.
- ونشروا الترجمات تحت أسماء مستعارة، أو بأحرف فقط تدل على اسم المترجم ( OBBJ) و ( JBB) وذلك بغية عدم إظهار شخصيته الحقيقية.
ولقد سبقتهم تجارب متعددة من قبل أهل الأهواء، كلها تصرفت في المعنى واستعملت وسائل تتماشى مع أهدافها وغاياتها في الوجود كانت محاولات للهدم، لكنها لم تستطع أن تؤثر في القرآن لا من قريب ولا من بعيد ([61])
المطلب الثاني: عيوب منهجهم
قام المستشرقون بعديد من المحاولات لترجمة القرآن، ولكنها جميعها قاصرة ومشوهة ومعيبة، لاستحالة ذلك، ولعدم استيعاب القوم لمقومات اللغة العربية وأسرارها، فحرفوا النص وشوهوا مدلوله. ووقعوا في عيوب فادحة وأخطاء جسيمة.
أبرز عيوب منهجهم:
إن جل أبحاثهم وجميع دراساتهم قد استوت على أساس غير صحيح، وانحرفت عن المنهج الصائب، وإن كانوا يتفاوتون في التحريف والتلاعب بالنص القرآني إلا أن من القواسم المشتركة بينهم: عيوب المنهج وهي كثيرة نذكر هنا بعض ما وقفنا عليه خلال مطالعتنا لبعض الكتب المختصة ([62]):
- الجهل بأسرار اللغة العربية.
- الجهل بالتورية القرآنية.
- الجهل بالمعاني الدقيقة للكلمات العربية.
- الانحراف بالنص عن قصده الحقيقي.
- الفهم المقتصر على جانب واحد من المعنى.
- الخلط بين الكلمات العربية المختلفة.
- المعرفة المحدودة بالعربية والمقترنة بالتلفيق الخيالي.
- الخلط بين العربية وكل من العبرية والسريانية.
- الخلط مع بعض المعتقدات اليهودية.
وهذا مما شهدوا به هم أنفسهم في انتقاد بعضهم بعضاً ومن أمثلته:
انتقاد شيخ المستشرقين الإنجليز بعض الترجمات منها:
ترجمة أندري ديرار الفرنسي واعتبرها ترجمة سيئة لا يعول عليها معللاً ذلك بأمور ([63]):
- لوجود عيوب فادحة في الترجمة.
- لما فيها من الإسقاطات والإضافات.
- لكثرة أخطائها فلا تكاد تخلو صفحة منها من أخطاء.
وترجمة ألسكندر روس Agexander Ross التي تعد أول نسخة إنجليزية لترجمة معاني القرآن الكريم حيث نعتها بالسوء والرداءة ([64]).
المطلب الثالث: الأخطاء وأسبابها
إن الأخطاء التي وقع فيها المستشرقون كثيرة جداً ([65]) نكتفي بالإشارة إلى نوعين يعدَّان من الأهمية والخطورة بمكان:
الأخطاء الدلالية واللغوية.
الأخطاء المتعلقة بالنص القرآني رسماً وضبطاً وأداءً.
أولاً: الأخطاء الدلالية واللغوية:
إن أكثرية المستشرقين الذين ترجموا القرآن الكريم لم يكونوا على علم باللغة العربية لغة القرآن، ومن ادعى ذلك كانت معرفته بها ضعيفة إلى أقصى حد. لقد أوقعهم جهلهم الفادح باللغة العربية في العديد من الأخطاء بل وكان عائقاً لهم عن الفهم، يقول الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله تعالى في كتابه القيم "الوحي المحمدي" تحت عنوان: "الأسباب العائقة عن فهم الأجانب للقرآن:
جهل بلاغة القرآن:
(يُتْبَعُ)
(/)
(أولها جهل بلاغة اللغة العربية التي بلغ القرآن فيها ذروة الإعجاز في أسلوبه ونظمه وتأثيره في أنفس المؤمنين والكافرين به جميعاً، فأحدث بذلك ما أحدث من الثورة الفكرية والاجتماعية في العرب، والانقلاب العام في البشر، كما شرحناه في هذا الكتاب. وقد كان من إكبار الناس لهذه البلاغة أن جعلها أكثر علماء المسلمين موضوع تحدي البشر بالقرآن دون غيرها من وجوه إعجازه، وجعلوا عجز العرب الخُلَّص عن معارضته بها، ثم عجز المولدين الذين جمعوا بين ملكة العربية العلمية، وملكة فلسفتها من فنون النحو والبيان، هو الحجة الكبرى على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وقد فقد العرب الملكتين منذ قرون كثيرة، إلا أفراداً متفرقين منهم – فما القول في غيرهم؟! فعلماء المسلمين في هذه القرون يحتجون بعجز أولئك ولا يدعون أنهم يدركون سر هذا الإعجاز أو يذوقون طعمه" ([66]).
ومن أمثلة ذلك:
- ترجمة كلمة (كلا) فقد ترجمها: Alexander Ross هكذا: nevertheless
- ترجمة عبارة (إلا ما قد سلف) من قوله تعالى:] وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ ءَابَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا قَدْ سَلَفَ [(النساء:22)
فقد ترجمها: Savary بقوله:
Le Seigneur est indulgent et miséricordieux si le crime est commis
ومعنى قوله: إذا كانت الجريمة قد ارتكبت فالمولى متسامح كريم!
- ترجمة قوله تعالى:] هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ [(البقرة: 187)
- ترجمها سافاري أيضاً فقال:
Elles vous êtes le leur sont votre vêtement et vous
ثانياً – الأخطاء المتعلقة بالنص القرآني:
إن أخطاءهم فيما يرجع إلى جهلهم بأحكام القرآن وعلومه كثيرة جداً نذكر منها:
ما يتعلق بالقراءة:
-مثاله: كلمة حافّين في قوله تعالى:] وَتَرَى المَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ العَرْشِ يُسَبِحُوْنَ بِحَمْدِ رَبِهِم [(الزمر: 75) ترجمها (سافاري) ( Savary) فقال (إنها تعني حفاة الأقدام، لأنه قرأها حافين بتخفيف الفاء، على أن المعنى الصحيح للآية – بتشديد الفاء – "إنك ترى الملائكة يطّوّفون حول العرش
معظمين مقدسين لربهم" ([67]).
ما يرجع إلى الفواصل القرآنية التي يسمونها الجمل الأخيرة من الآيات: حيث نجدهم ينطلقون منها ويستندون إليها – مع جهلهم – في ادعاء:
أن لغة القرآن تشبه إلى حد بعيد لغة الشعر العربي القديم في إيقاعه
ووزنه وقافيته، يقول المستشرق الفرنسي إدوارد مونتيه: "إن أسلوب القرآن أسلوب شعري مقفى، غير أن هذا الأسلوب الشعري ينحصر في السور المكية، خصوصاً القديمة جداً منها، دون السور المدنية" وتابع قوله "إن القافية ترتكز على المقاطع اللفظية المغلقة، بمعنى أنها منتهية بحرف صامت غير منبور مسبوق بحركة خفيفة Koum و ho و ar و our it إلى آخره والقافية
فيها خفيفة ونادرة جداً" ([68]).
وهذا القول ناتج عن الجهل التام بلغة القرآن اللغة العربية. فالقرآن نوع أدبي متفرد، تتميز لغته عن سائر كلام البشر، ونظمه يخرج عن منظوم الكلام ونثره، ولا يدخل في شعر ولا رجز ولا سجع ولا خطبة ([69]).
نماذج من أخطائهم العجيبة:
لقد أثبتت الدراسات في اللغات الفرق الكبير بين حروف العربية وجملها الاسمية والفعلية وأساليبها المتعددة، وبين اللغات الأخرى، ومع ذلك نجد المستشرقين يتصدون للترجمة غير مراعين هذه الحقيقة، الأمر الذي يجعلهم يقعون في أخطاء شنيعة وغريبة. ومن أمثلة ذلك:
- ترجمتهم لكلمة (الساعة) في قوله تعالى:] يَا أَيُّهَا النِّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيْم [(الحج: 1) فقد جعلوا مقابلها في الفرنسية Heure وفي الإنجليزية: The hour فهل تعبر هاتان الكلمتان عن المفهوم القرآني ليوم القيامة ([70])؟!
- ترجمتهم لكلمة (والعصر) في قوله تعالى:] وَالعَصْرِ ... إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ [(العصر:1 - 2)
فقد وضعوا مقابلها في اللغة الإنجليزية: By the afternoon فهل العصر المقسم به في الآية معناه: ما بعد الظهر؟! ([71])
وترجم ماكس هاننج Max Henning كلمة (الإبل) في قوله تعالى:] أَفَلا يَنْظُرُوْنَ إَلى الإبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ [(الغاشية: 17)
إلى الألمانية بـ: Wolken التي تعني السحاب! ([72]).
- ترجمتهم لكلمة (فروجهن) في قوله تعالى:] وَيَحْفَظْنَ فُرُوْجَهُنَّ [(جزء من آية النور: 31)
(يُتْبَعُ)
(/)
- جعلوا مقابلها في اللغة الإنجليزية: Their private parts بمعنى: أجزائهن الخاصة! ([73]).
قائمة المصادر والمراجع
القرآن الكريم.
- أولاً – الكتب:
- الاستشراق والقرآن العظيم للدكتور محمد خليفة، ترجمة مروان عبدالصبور شاهين، مراجعة الدكتور عبد الصبور شاهين/ الطبعة الأولى: 1414ه-1994م دار الاعتصام القاهرة.
- الإسرائيليات في التراث الإسلامي (بحث للدكتور مصطفى حسين مع ثمانية بحوث أخرى نشرت جميعها في دورية) / منشورات جمعية الدعوة الإسلامية العالمية/ الطبعة الأولى: 1986م ليبيا طرابلس.
- الإسرائيليات في الغزو الفكري للدكتورة عائشة عبدالرحمن، بنت الشاطئ/ طبع تحت إشراف جامعة الدول العربية فرع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعوم معهد البحوث والدراسات العربية طبعة:1975م
- الإسلام في أبحاث الاستشراق الإسباني من ريموندس لولوس إلى أسين بلاثينوس/ أطروحة دكتوراه الدولة للباحث محمد عبدالواحد العسري، إشراف الدكتور محمد الكتاني السنة الجامعية: 1421 - 1422هـ/2000 - 2001م جامعة عبدالمالك السعدي كلية الآداب والعوم الإنسانية – تطوان.
- البحر المحيط للإمام الزركشي الجزء الأول/ الطبعة الثانية: 1413هـ-1992م قام بتحريره الشيخ عبدالقادر عبدالله العاني وراجعه الدكتور عمر سليمان الأشقر، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت.
- التبشير والاستشراق أحقاد وحملات على النبي محمد صلى الله عليه وسلم وبلاد الإسلام للباحث محمد عزت إسماعيل/ الزهراء للإعلام العربي القاهرة: 1991م.
- جمع الجوامع بشرح المحلي مع حاشية البناني/ طبعة: 1402هـ-1982م دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع بيروت.
- سنن الترمذي مع التحفة/ مراجعة وتصحيح الأستاذ عبدالوهاب عبداللطيف الطبعة الثالثة: 1399 - 1979م دار الفكر بيروت.
- الصحاح للجوهري/ الطبعة الأولى: 1419 - 1999 ومكتبة الرشد بالرياض دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع.
- صحيح البخاري مع الفتح/ تحقيق العلامة ابن باز وترقيم الشيخ محمد فؤاد عبدالباقي، أشرف على طبعه الشيخ محب الدين الخطيب دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع.
- فن الترجمة في ضوء الدراسات المقارنة للأستاذ صفاء خلوصي/ دار
الرشيد للنشر منشورات وزارة الثقافة والإعلام 1982م سلسلة
دراسات: 292.
- قضايا ترجمة القرآن للدكتور عبد رب النبي ذاكر/ كتاب نصف الشهر، سلسلة شراع المغربية التي تصدر في طنجة العدد: 45، 25 شعبان 1419ه- 15 ديسمبر 1998م.
- لغة القرآن الكريم للدكتور عبدالجليل عبد الرحيم/ الطبعة الأولى: 1401ه-1981م مكتبة الرسالة الحديثة.
- محاصرة وإبادة – موقف الغرب من الإسلام للدكتورة زينب عبدالعزيز/ المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع بيروت 1993م.
- المستشرقون وترجمة القرآن الكريم، عرض موجز بالمستندات لمواقف وآراء وفتاوى بشأن ترجمة القرآن الكريم مع نماذج لترجمة تفسير معاني الفاتحة في ست وثلاثين لغة شرقية وغربية للدكتور محمد صالح البنداق/ الطبعة الثانية: 1403ه-1983م دار الآفاق الجديدة بيروت.
- المصباح المنير/ الطبعة الأولى 1322ه مطبعة التقدم العلمية مصر.
- المعجم الوسيط/ الطبعة الثانية غير مؤرخة.
- من تاريخ الإلحاد في الإسلام للأستاذ عبدالرحمن بدوي/ الطبعة الثانية القاهرة سينا للنشر 1993م.
- منطلقات إسلامية للعلامة عبدالله كنون/ مطبعة سوريا طنجة، غير مؤرخة.
- الوحي المحمدي للشيخ محمد رشيد رضا/ المكتب الإسلامي بيروت، الطبعة العاشرة:1405ه-1985م.
ثانياً – الصحف والمجلات:
- أكتوبر/ العدد: 1171 4 أبريل 1999م.
- الحياة/ العدد:11989، 11990، 11991، 12411.
- دعوة الحق/ العدد: 347 رجب – شعبان 1420ه/ أكتوبر – نوفمبر 1999م/ مجلة شهرية تعنى بالدراسات الإسلامية وشؤون الثقافة والفكر تصدرها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب.
- الرابطة/ العدد: 438 السنة: 39 ربيع الثاني 1442 - يوليه 2001م مجلة إسلامية شهرية جامعة تصدر عن الإدارة العامة للإعلام برابطة العالم الإسلامي.
- الشعب 3/ إبريل 1998م.
- عقيدتي/ العدد: 522 12 جمادى الآخرة 1418ه- 14أكتوبر
1997م.
- الفرقان (مجلة مغربية) / العدد: 28، 29.
- الفيصل/ العدد: 300 جمادى الآخرة 1422 – أغسطس – سبتمبر 2001م دار الفيصل الثقافية.
(يُتْبَعُ)
(/)
- المشكاة (مجلة مغربية) / العدد: 20 سنة 1995م.
- منار الإسلام/ محرم 1420ه- أبريل 1999م.
- النور/ العدد: 89 جمادى الآخرة 1419ه - أكتوبر 1998م.
- الوعي الإسلامي/ العدد: 411 ذو القعدة 1420ه فبراير – مارس 2000م.
- الحواشي:
(1) انظر: "لمحات في الثقافة الإسلامية" للأستاذ عمر عودة الخطيب (صلى الله عليه وسلم:174)
(2) انظر: "ترجمة معاني القرآن للألمانية بين سموم المستشرقين وجهود المسلمين" للأستاذ ثابت عيد (ص:21) من جريدة الحياة العدد 1199.
(3) جريدة الشعب (ص:9) 3أبريل 1998م.
(4) انظر: "جريدة أكتوبر" عدد: 1171/ 4 أبريل سنة 1999م.
(5) "مجلة الرابطة" العدد:438 - السنة:39 - ربيع الثاني 1422هـ - يوليه 2001م
(6) انظر: "الصحاح": (4/ 1566) و"المصباح المنير": (1/ 38) و" المعجم الوسيط": (1/ 83)
(7) "المصباح المنير": (1/ 38)
(8) "فن الترجمة في ضوء الدراسات المقارنة": (ص:14)
(9) انظر: "المستشرقون وترجمة القرآن الكريم – عرض موجز بالمستندات لمواقف وآراء وفتاوى بشأن ترجمة القرآن الكريم" للدكتور محمد صالح البنداق (ص:49 - 84) و"لغة القرآن" للدكتور عبدالجليل عبدالرحيم (ص:532 - 579 و"قضايا ترجمة القرآن" للدكتور عبد رب النبي ذاكر كتاب نصف الشهر سلسلة شراع المغربية العدد: 45.
(10) انظر: "قضايا ترجمة القرآن" للدكتور عبد النبي ذاكر (ص:49 - 50) نقلاً عن حكم ترجمة القرآن العظيم مخطوطة الخزانة العامة بالرباط رقم ح: 113 ضمن مجموع (ص:67)
(11) فرض الكفاية هو: كل مهم يراد حصوله، ولا يقصد به عين من يتولاه. انظر: " البحر المحيط" للإمام الزركشي (1/ 242).
(12) متفق عليه.
(13) الحديث أخرجه الإمام البخاري في "كتاب الأنبياء" 50 باب ما ذكر عن بني إسرائيل. والإمام الترمذي في "كتاب العلم" 13 باب ما جاء في الحديث عن بني إسرائيل.
(14) هذا مبني على قاعدة مقدمة الواجب وهي قاعدة كلية تختزل حقيقتها وتعبر عنها العبارة المشهورة: ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
الشرح والتوضيح:
ما: اسم موصول واقع على خارج عن ماهية الواجب، ضرورة أن الجزء لا يتوهم فيه جدل إذ هو لا يغاير الكل وجوداً ولا وجوباً، وعليه يكون المراد به: خوص الشرائط والأسباب.
لا يتم: بمعنى لا يوجد، فلا يشمل الحد ما يكمل الواجب كالسنن مثلاً.
الواجب: الأمر الذي ثبت وجوبه أصلاً.
إلا به: القصر هنا إضافي، أي بالإضافة إلى عدم ذلك الشيء لا مطلقاً، او بعبارة أخرى: فيما لا يوجد الواجب بدونه وإن توقف وجوده عليه. انظر: "البحر المحيط للإمام الزركشي (1/ 223 - 231) و" جمع الجوامع مع شرح المحلي بحاشية البناني" (1/ 192 - 197).
(15) انظر: " قضايا ترجمة القرآن" (ص:50 - 51) نقلاً عن "حكم ترجمة القرآن العظيم" مخطوطة الخزانة العامة بالرباط رقم: ح113 ضمن مجموع (ص:133).
(16) "حكم ترجمة القرآن العظيم" (ص:134) من: "قضايا ترجمة القرآن": (ص: 52 - 53)؟
(17) انظر: "التطور التاريخي لترجمة معاني القرآن الكريم عند الغربيين" جريدة الحياة العدد: 12411
(ص:21).
(18) "قضايا ترجمةالقرآن": (ص 72).
(19) "المستشرقون وترجمة القرآن الكريم" (ص:131) نقلاً عنه.
(20) انظر الكلام على صعوبات الترجمة في: "لغة القرآن الكريم" للدكتور عبد الجليل عبد الرحيم: (ص:540 - 543) و "المستشرقون وترجمة القرآن الكريم" (ص:130 - 132) و" صعوبات في ترجمة القرآن الكريم وأولوياتها" مجلة الفيصل العدد: 300) و"التراجم الاستشراقية لمعاني القرآن الكريم (1 - 2) من مجلة الفرقان المغربية عدد ك 28 - 29.
(21) انظر: "التراجم الاستشراقية لمعاني القرآن الكريم (2) حول مشروع ترجمة إسلامية لمعاني القرآن" مجلة الفرقان المغربية العدد:29 (ص:27)
(22) انظر: "منطلقات إسلامية" له: (ص:182)
(23) انظر: "ترجمة معاني القرآن للألمانية بين سموم المستشرقين وجهود المسلمين" بحث للأستاذ ثابت عيد نشر في جريدة الحياة في حلقات الحلقة الثانية (ص:21) العدد 11990.
(24) انظر: "مجلة النور عدد 89 جمادى الآخر 1419هـ - أكتوبر 1998م موضوع: الترجمات القرآنية بين نقل المعاني وهدم المباني …" للأستاذ جاسم حسين (ص:61).
(25) ولهذا فإن كثيراً من النقائص والعيوب الموجودة في الدراسات التي اهتمت بالموضوع مردها إلى عدم اطلاع أولئك الباحثين على الاستشراق الإسباني.
(يُتْبَعُ)
(/)
(26) انظر ذلك في: "الإسلام في أبحاث الاستشراق الإسباني من ريموندس لولوس إلى أسين بلاثينوس" أطروحة الدكتوراه للأستاذ محمد عبد الواحد العسري (1/ 123 - 124).
(27) انظر: "الترجمات القرآنية بين نقل المعاني وهدم المباني: ترجمة تولن ترنر لمعاني القرآن للإنجليزية خرج عن مألوف المسلمين في ترقيم البسملة" للباحث جاسم حسين: (ص:61) من مجلة النور العدد: 89 جمادى الآخرة 1419 هـ - أكتوبر 1998م.
(28) بخلاف ما هو شائع بين الباحثين.
(29) وضع عبد المسيح بن إسحاق الكندي رسالته من 141 صفحة جواباً جدلياً على كتاب صديقه عبدالله ابن إسماعيل الهاشمي الذي دعاه فيه إلى اعتناق الإسلام، ولقد هذب الرسالتين ونشرهما ضمن كتاب واحد القس أنطون تيان A.Tien مرتين في لندن في سنة: 1880م وسنة 1885م كما نشرتا بالقاهرة سنة 1912م ولقد ردَّ على رسالته هذه العلامة خير الدين أبو البركات نعمان الألوسي (ت:1317) في كتابه: "الجواب الصحيح لما لفقه عبد المسيح بن إسحاق الكندي" طبع في لاهور سنة 1306 هـ والمهم أن نعلم أن عبد المسيح هذا كان يهودياً تنصر ووضع كتابه هذا للطعن في الإسلام تزلفاً للمحتلين الإسبان. انظر: "مجلة النور عدد: 89 و "الإسلام في أبحاث الإستشراق الإسباني .. " (1/ 146 - 147) ولقد أفرد الأستاذ العسري للرسالة فصلاً مستقلاً يراجع لأهميته.
(30) ولقد وقع اختلاف بين الباحثين في نسبة هذه الترجمة والتي سبقتها. "والواقع: أن بطرس الموقر، كان قد أمر كلاً من روبيرتوس كتنيسس وبطرس الطليطلي أحد اليهود المتنصرين بالأندلس بإنجاز ترجمة للقرآن الكريم، ذلك هو ما يستفاد من بعض رسائل الموقر إلى سان برناردو فضلاً على انه قد جاء على أعلى الورقة الأولى لإحدى نسخ الترجمة المعنية المحفوظة بالمكتبة الوطنية باريس 503، 14 Mas.lAt بأنها من عمل بيتروس طوليطانوس. والظاهر أن كلاً من هذا الأخير وروبرتو كيتون وغيرهما من بقية تراجمة الفريقين (ومنهم حتى أحد المسلمين المتنصرين) قد أسهموا جميعاً كل واحد من جهته، في إنجاز أول ترجمة للقرآن إلى اللاتينية، فالموقر كان قد شكل فريقين من التراجمة، يكمل كل واحد منهما الآخر من حيث إتقان اللغات المطلوبة لإنجاز هذا الغرض ونظائره انظر " الإسلام في أبحاث الاستشراق الإسباني .. " (1/ 132 - 133) بالحاشية.
(31) انظر: "الترجمات القرآنية بين نقل المعاني وهدم المباني ترجمة تولن ترنر لمعاني القرآن للإنجليزية"
(ص:61) مجلة النور العدد: 89 جمادى الآخرة 1419هـ أكتوبر 1998م.
(32) انظر: "جريدة عقيدتي (عدد: 522) موضوع: ترجمات القرآن .. بين تبليغ الرسالة والتشويه.
(33) انظر "موضوع: ترجمات القرآن .. بين تبليغ الرسالة والتشويه" عقيدتي عدد: 522 (الثلاثاء: 12 جمادى الآخرة 1418هـ 14أكتوبر 1994م)
(34) انظر: (الدراسات القرآنية في مناهج البحث الاستشراقي المعاصر للدكتور حسن عزوزي مجلة الوعي الإسلامي (ص:22) عدد: 411 – ذو القعدة 1420هـ فبراير – مارس 2000م)
(35) انظر: "التراجم الاستشراقية لمعاني القرآن إلى اللغات الأجنبية " (ص:29) من مجلة الفرقان المغربية
العدد: 28 - 1413ه
(36) انظر: "المستشرقون وترجمة القرآن الكريم" للدكتور محمد صالح البنداق (ص:104) وانظر: "مجلة الفرقان موضوع: التراجم الاستشراقية لمعاني القرآن إلى اللغات الأجنبية" (ص:30) العدد28 سنة: 1413ه
(37) انظر: "المستشرقون وترجمة القرآن" (ص:108)
(38) انظر: "التراجم الاستشراقية لمعاني القرآن إلى اللغات الأجنبية" مجلة الفرقان المغربية العدد: 28 (ص:30) نقلاً عن كتاب "القرآن: نزوله – تدوينه – ترجمة وتأثير لرجيس بلاشير – ترجمة رضا سعادة – (ص:41) الطبعة الأولى.
(39) انظر: "التراجم الاستشراقية لمعاني القرآن إلى اللغات الأجنبية" مجلة الفرقان العدد 28 (ص:30)
(يُتْبَعُ)
(/)
(40) لكن هذه الرؤية التحليلية المشهورة يشكك فيها بعض الباحثين والدارسين. يقول الدكتور حسن الأمراني: "ولكن كتاب أرناديرز "ثلاث رسل لإله واحد" يجعلنا نشك في الأطروحة التي تقول: إن الاستشراق المعاصر بدا ينحو منحى اعتدالياً واضحاً في تناوله العالم الإسلامي وقضاياه، فإن الكاتب افتتح كتابه بإقرار حقيقة أن موسى وعيسى ومحمداً "رسل ثلاثة لإله واحد" فلكي يعمل على نقضها بعد ذلك مشككاً في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم مؤكداً التعارض الكبير بين الإسلام وبين اليهودية والمسيحية" مجلة المشكاة عدد: 20/ 1995 (ص: 3 - 6)
(41) انظر: "جريدة الشعب (ص:9) عدد: 3 أبريل 1998م
(42) انظر: "الدراسات القرآنية في مناهج البحث الاستشراقي المعاصر" بقلم الدكتور حسن عزوزي (ص: 22 - 23) من مجلة الوعي الإسلامي العدد: 411
(43) انظر: "الدراسات القرآنية في مناهج البحث الاستشراقي المعاصرة" مجلة الوعي الإسلامي (ص:23) العدد: 411
(44) انظر: "ترجمة معاني القرآن للألمانية بين سموم المستشرقين وجهود المسلمين (2) للأستاذ ثابت عيد الحياة العدد: 11990
(45) انظر: "التبشير والاستشراق أحقاد وحملات على النبي محمد صلى الله عليه وسلم وبلاد الإسلام" للباحث محمد عزت إسماعيل الطهطاوي (ص: 54)
(46) انظر: المناهل العدد 10 – الصفحة 1847 - 19 والنص في أصله مأخوذ من كتاب Le coran par Regis Blaehese_Pasis, 1966 مجلة الفرقان عدد: 28 (ص:30)
(47) انظر: "محاضرة وإبادة – موقف الغرب من الإسلام" للدكتورة زينب عبد العزيز: (ص:40)
(48) انظر: "ترجمة معاني القرآن للألمانية بين سموم المستشرقين وجهود المسلمين" بحث للأستاذ ثابت عيد الحلقة الثانية (ص:21) جريدة الحياة العدد: 11990
(49) انظر: "مجلة المشكاة العدد: 20 السنة الخامسة /1995م ملف العدد: "ثلاثة رسل لإله واحد قراءة استشراقية في القرآن الكريم" للدكتور حسن الأمراني (ص:3)
(50) انظر: مجلة الإعجاز العدد: 1 موضوع "الترجمات الفرنسية لمعاني القرآن الكريم رؤية تحليلية ونماذج تطبيقية" للدكتورة زينب عبدالعزيز (ص:76)
(51) انظر: "المستشرقون وترجمة القرآن الكريم " (ص: 108)
(52) انظر: "الإسلام في أبحاث الإستشراق الإسباني .. ": (1/ 124 - 125)
(53) انظر: "بؤرة الصراعات" (ص:11) و"جريدة الحياة موضوع: ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الألمانية بين سموم المستشرقين وجهود المسلمين" للباحث ثابت عيد (ص: 21) العدد: 11989
(54) انظر: "الإسرائيليات في الغزو الفكري" للأستاذة عائشة عبد الرحمن (ص: 107) بتصرف.
(55) انظر: "الإسرائيليات في التراث الإسلامي" بحث للدكتور مصطفى حسين (ص:115 - 116) وانظر: "المستشرقون وترجمة القرآن الكريم" (ص:107 - 108) و"الاستشراق والقرآن العظيم": (ص:143 وما بعدها).
(56) أورد ابن خلكان عن الخليفة المهدي الذي كان يتتبع الزنادقة، ويسعى إلى تنقية المجتمع الإسلامي من شرورهم قوله: "إنه لم ير مطلقاً كتاب زندقة إلا ويرجع إلى ابن المقفع". انظر: "من تاريخ الإلحاد في الإسلام" (ص:53)
(57) انظر: "ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الألمانية بين سموم المستشرقين وجهود المسلمين" بحث للأستاذ ثابت عيد الحلقة الثالثة جريدة الحياة (ص:21) العدد: 11991.
(58) المصدر السابق نفسه.
(59) المصدر السابق نفسه.
(60) انظر: "المستشرقون وترجمة القرآن الكريم" (101 - 106) و"الدراسات القرآنية في مناهج البحث الاستشراقي المعاصر" بقلم الدكتور حسن عزوزي (ص:22) من مجلة الوعي الإسلامي العدد: 411.
(61) انظر: "التراجم الاستشراقية لمعاني القرآن إلى اللغات الأجنبية" مجلة الفرقان المغربية العدد: 28 (ص:31)
(62) انظر على سبيل المثال: "الاستشراق والقرآن العظيم" (ص:126 - 146) و"المستشرقون وترجمة القرآن الكريم": (ص:116 - 117)
(63) انظر: "المستشرقون والقرآن الكريم" (ص:120)
(64) المصدر السابق نفسه.
(65) الأخطاء العلمية التي وقعت فيها الترجمات الاستشراقية بينها أهل الاختصاص من علماء وباحثين. انظر على سبيل المثال:
"أخطاء في ترجمات معاني القرآن الكريم" مجلة منار الإسلام محرم 1420هـ - أبريل 1999م
"الترجمات الفرنسية لمعاني القرآن الكريم" رؤية تحليلية ونماذج تطبيقية مجلة الإعجاز عدد: 1/ 1995م
"نموذج لأخطاء في بعض التراجم الإنجليزية" مجلة الإعجاز عدد: 1/ 1995م
"تفسير القرآن الكريم بالألسنة الأجنبية" جريدة أكتوبر عدد: 1171/ 4أبريل 1999م.
(66) انظر: "الوحي المحمدي": (ص: 24)
(67) انظر: "الاستشراق والقرآن العظيم" للدكتور محمد خليفة ترجمه إلى العربية مروان عبدالصبور شاهين (ص: 134)
(68) انظر: بحث "موقف المستشرقين من لغة القرآن الكريم" للدكتور أحمد نصري نشر في مجلة دعوة الحق المغربية العدد: 343 – محرم 1420/ 1999م (ص: 77)
(69) انظر الرد عليه بالتفصيل في البحث السابق
(70) "المستشرقون وترجمة القرآن الكريم": (ص:120 - 121)
(71) "المستشرقون وترجمة القرآن الكريم": (ص: 122 - 123)، والمعنى المذكور أورده ابن كثير في التفسير قال: العصر الزمان .. وقال مالك عن زيد بن أسلم: هو العشي، والمشهور الأول.
(72) "المستشرقون وترجمة القرآن الكريم": (ص:125). هذا قول المبرد أورده الشوكاني في فتح القدير، وعلَّق عليه قائلاً: "وهو خلاف ما ذكره أهل التفسير واللغة". هذا، وقد قال المترجم هننج نفسه في الحاشية: "الكلمة العربية تعني أيضاً الإبل، وهو الذي اختاره معظم المترجمين".
( Das arabiische Wort bedeutet auch Kamel, was die meisten Übersetzer vorziehen).
(73) المصدر السابق نفسه.
تقول اللجنة العلمية: إن عبارة Private Parts كناية عن الفروج باللغة الإنجليزية كما جاء في معجم أكسفورد.
المصدر ( http://www.madinacenter.com/post.php?DataID=54&RPID=52&LID=5)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[21 Jul 2008, 02:36 ص]ـ
وهي كثيرة نذكر هنا بعض ما وقفنا عليه خلال مطالعتنا لبعض الكتب المختصة ([62]):
- الجهل بأسرار اللغة العربية.
- الجهل بالتورية القرآنية.
- الجهل بالمعاني الدقيقة للكلمات العربية.
- الانحراف بالنص عن قصده الحقيقي.
- الفهم المقتصر على جانب واحد من المعنى.
- الخلط بين الكلمات العربية المختلفة.
- المعرفة المحدودة بالعربية والمقترنة بالتلفيق الخيالي.
جزاك الله خيرا، أيها المعطاء، ولا زلت في انتظار بحثك عن أثر جهل المستشرقين بالعربية في سوء فهمهم لأسلوب القرآن في التنقل المفاجيء من زمن أو سياق إلى آخر. وأظنني لما رجعت للبرهان وجدت هذا الاسلوب يسمى "الالتفات"، وقد شرحته لي مشكوراً ولكن لم تذكر لي اصطلاحاً تقنياً يصف هذه الظاهرة. وفي انتظار تفصيلك الموسع ... إن شاء الله تعالى.
محبكم/أبو ضياء
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[22 Jul 2008, 10:26 ص]ـ
ومن المسائل العويصة التي تقف عائقاً في طريق الترجمة ([20]):
- مسألة: الحروف المقطعة في أوائل السور.
- مسألة: غياب الترادف.
- مسألة: أسماء الله الحسنى.
- مسألة: اختلاف اللغة العربية وغيرها في التأنيث والتثنية.
- مسألة: الضمير هل هو عائد إلى اسم مذكر أو إلى اسم مؤنث؟
- مسألة: الأسماء التي ذكرت مرة واحدة أو الكلمات المعرَّبة مثل: (زمهرير) (زنجبيل) (بابل).
- مسألة: الآيات المتشابهات والمحكمات.
- مسألة: وجازة ألفاظه ووفرة معانيه.
- مسألة: ترجمة لفظ الجلالة.
الجدير بالذكر أن تعلم اللغات الأجنبية له طرق منهجية ونظريات مجربة ومشهورة، ومن أقدمها طريقة الترجمة النحوية التبادلية ( grammar-transalation method) وقد كانت شائعة في اللقرون الثلاثة الماضية، وقد اعتمد عليها كثير من المستشرقين في تعلمهم للعربية، وهي تعتمد على الترجمة من وإلى اللغة الأم مع التركيز على القواعد الأساسية، وهذه الطريقة موروثة عن تعلم اسلوب القدماءفي تعلم اللغات الإغريقية واللاتينية، ومن معايبها كما يقول كل من كورا لينسي وبول نايت، أن:
1 - المتعلم بهذه الطريقة يتعلم عن اللغة ولكن لا يتعلم اللغة والكيفية التي تستعمل بها.
2 - المفردات المكتسبة بهذه الطريقة معزولة عن السياق في الغالب وجامدة. [1]
وهذه هي المشكلة: فقد تعلموا اللغة خارج عالمها الخاص بها على شكل مفردات وعبارات نموذجية معزولة، تدرس نحوياً، وتترجم مجردة عن السياقات الأصلية.
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
[1] Learning and Teaching English (2007) K Oxford University Press.
ـ[جمانة السديري]ــــــــ[06 Feb 2009, 10:29 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو الوليد الهاشمي]ــــــــ[02 Dec 2010, 02:05 ص]ـ
شكر الله لكم
استفدت من الموضوع(/)
دراسة ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية التي أعدّها ريجيس بلاشير
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Apr 2007, 06:07 ص]ـ
دراسة ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية التي أعدّها ريجيس بلاشير
الشيخ فودي سوريبا كمارا
بسم الله الرحمن الرحيم
تصدير
الحمد لله رب العالمين القائل في محكم التنزيل:] ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين [(الروم:22) وأصلي وأسلم على من خاطبه الله بقوله تعالى] وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا [(سبأ:28) سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن هذا البحث يتكون من مقدمة وفصلين وخاتمة. ألقيت في المقدمة نظرة سريعة على تاريخ ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغات الأوربية بصفة عامة، وإلى اللغة الفرنسية بصفة خاصة. وبينت في الفصل الأول آراء بلاشير بالنسبة إلى القرآن الكريم، وكونه منزلاً من عند الله وما إلى ذلك. أما الفصل الثاني فقد فصَّلْت فيه القول في بعض أخطائه في ترجمته لمعاني القرآن الكريم، وذكرت ذلك في مبحثين. ذكرت في المبحث الأول بعض أخطائه في المسائل النحوية، كما ذكرت في المبحث الثاني بعض أخطائه في المسائل اللغوية. وذكرت في الخاتمة تعليقات وتوصيات.
مقدمة
إن الترجمة وسيلة تبليغٍ لرسالة الله، وهمزة وصل بين الثقافات، وأداة اتصال وتفاهم بين الشعوب والأمم، لذلك "فإن الحاجة إلى الترجمة ضرورية" كما صرح بذلك سماحة الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية رحمه الله ([1]). ويرى فضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين –رحمه الله- أن ترجمة معاني القرآن الكريم واجبة. وقال: "وأما الترجمة المعنوية فهي جائزة في الأصل؛ لأنه لا محذور فيها، وقد تجب حين تكون وسيلة لإبلاغ القرآن والإسلام لغير الناطقين بالعربية. لأن إبلاغ ذلك واجب، وما لايتم الواجب إلا به فهو واجب" ([2]).كما أن الترجمة – شأنها في ذلك شأن كل العلوم تقريباً – سلاح ذو حدين: يمكن استعماله أداة للبناء أو معولاً للهدم.
وقد بدأ الصحابة رضوان الله عليهم في ترجمة معاني القرآن الكريم إلى مختلف اللغات منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم ([3])، واستغلها المسلمون الأوائل استغلالاً حسناً في جزء لا يستهان به من أنحاء المعمورة، وذلك بشرح معاني القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة والكتب الإسلامية المعتمدة، بواسطة مترجمين، للشعوب غير العربية في المجالس العلمية والاحتفالات الدينية. والواقع الملموس يشهد على أن جهود هؤلاء المسلمين الأوائل – مع حسن معاملتهم للناس- قد آتت ثمارها في كل أنحاء العالم، في نشر الإسلام من أقصى الأرض إلى أقصاها في فترة وجيزة وبسرعة مذهلة لم يشهد التاريخ لها مثيلا. وفي المقابل استغل بعض أعداء الإسلام من المنصِّرين و المستشرقين وغيرهم الترجمة في محاربة الإسلام الذي أقضَّ مضجعهم سرعة انتشاره وشدة تمسك معتنقيه به، وذلك رغم كل ما يستعملونه ضد الإسلام من مختلف أنواع التهديد والإغراء ورغم ما يتهمونه به من التخلف والجمود والسحر والشعر والكهانة وغير ذلك، فبدؤوا يفكرون في تطوير هذه الأساليب التي باءت بالفشل الذريع وصارت موضع سخرية لدى الجميع، حتى وصلوا بأفكارهم العنيدة إلى القيام بترجمة معاني القرآن الكريم إلى لغاتهم. فرأوا في ذلك ضالتهم المنشودة لما يتيح لهم من فرصة ظهورهم أحيانا في ثياب أصدقاء مع أنهم في الحقيقة أعداء ألدّاء، كما يسهّل عليهم دس السم في الدسم كما يريدون. لذلك اهتموا بترجمة معاني القرآن الكريم اهتماماً كبيراً، ويشجعهم في هذا العمل العدائي ضد كتاب الله الكريم كون عدد قارئي الترجمات أكثر من عدد قارئي النص العربي، وبعبارة أخرى كون المسلمين غير العرب أكثر من المسلمين العرب.
نبذة تاريخية عن تاريخ ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغات الأوربية
(يُتْبَعُ)
(/)
يبدو أن أول ترجمة لمعاني القرآن الكريم ظهرت إلى حيز الوجود في أوربا الغربية كانت بمبادرة من بيير المحترم Pierre le vénérable ) ) رئيس دير كلوني ( Cluny) المتوفى سنة 1156م الذي طلب من بيير الطليطلي Pierre de Tolède أن يقدم له ترجمة لاتينية لمعاني القرآن الكريم. وقد نشرت هذه الترجمة في مدينة بال سنة 1543م، ثم نشرت بعد ذلك بقليل في مدينة زيورخ. وقد قال بلاشير ([4]) عن هذا القس ما يلي: "وكان طلبه لترجمة القرآن (الكريم) استمرارا لروح الحروب الصليبية، ومن جهة أخرى لحاجته إلى ما يمحو به أية آثار ما زالت عالقة بذهن المسلمين الأسبان الذين تم تنصيرهم حديثا، ويبدو أن الترجمة التي تمت في مدينة طليطلة لم تكن أمينة بالمرة وكانت غير كاملة".
أما أول ترجمة فرنسية فقد أعدها في منتصف القرن السابع عشر أندريه دوريير André de Ryer.([5]) وعن ترجمة دوريير الفرنسية هذه ترجم القرآن الكريم إلى الإنجليزية بواسطة ألكسندر روس A..Ross عام 1649م، وإلى الهولندية بواسطة جلازماخر Glazemaker عام 1657م ([6]). ومن الترجمات الفرنسية ترجمة سافاري ( Savary) الفرنسية التي حظيت برواج كبير في القرنين الماضيين. وقد نشرت هذه الترجمة في عامي 1783 م و 1951 م كما يبدو، وكذلك طبعت ترجمة كازيمرسكي Kasimirski في عام 1840 م. ويقول موريس بوكاي ([7]): "ويطغى على الترجمات الأولى التصرف الواسع بالنص، لأن همَّ المترجمين كان منصرفا إلى"محاربة البدعة" أكثر من اهتمامهم بدقة الترجمة ومطابقتها لمضمون القرآن الكريم". وقد بلغت ترجمات معاني القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية، حسب إحصائيات الأستاذ حميد الله في مقدمة ترجمته الآنفة الذكر، ستاً وثلاثين ترجمة، أكثرها ترجمات المستشرقين، من ضمنها ترجمة لمستشرقة كتبت على ترجمتها اسماً شبه مستعار ([8]). وحاولت في ترجمتها أن تحذو حذو بلاشير في ترجمته، وأن تقتدي به في كثير من الأحيان، وهو ما جعلها تقع في أخطاء كثيرة. ([9]) وقد كتبت ترجمتها
بتشجيع من لوي ماسينيون. Louis Massignon([10])
وقد ظهر عدد كثير من هؤلاء المترجمين المستشرقين "في ثياب صديق" كأمثال جاك بيريك وريجيس بلاشير وغيرهما. فقد كان جاك بيريك عضوا بالمجمع اللغوي المصري، كما كان ريجيس بلاشير من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق!!! ولقد عانى القرآن الكريم الأمرّين من هذين " العضوين" في ترجمتيهما لمعانيه. وبما أن (ما لا يدرك كله لا يترك كله) سأحاول الإشارة في هذه العجالة إلى بعض الأخطاء أو المغالطات التي لاحظتها في ترجمة ريجيس بلاشير هذا العضو للمجمع العلمي العربي بدمشق.
فمن ريجيس بلاشير؟
ريجيس بلاشير ( Régis Blachère) (1318–1393 هـ = 1900–1973م) من أشهر مستشرقي فرنسا في القرن العشرين ومن أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق (!). ولد في مونروج (من ضواحي باريس). تعلم العربية في الدار البيضاء (بالمغرب) وتخرج في كلية الآداب في الجزائر (1922م) و عين أستاذاً في معهد الدراسات المغربية العليا في الرباط (1924– 1935م) وانتقل إلى باريس محاضرا في السوربون (1938م)، فمديراً لمدرسة الدراسات العليا العلمية (1942م) وأشرف على مجلة "المعرفة" الباريسية، بالعربية والفرنسية. وألف بالفرنسية كتبا كثيرة ترجم بعضها إلى العربية، ونجح في فرض تدريسها في بعض المعاهد الثانوية الفرنسية. من كتبه:
1 – ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية في ثلاثة أجزاء، أولها مقدمة القرآن الكريم. ثم نشر الترجمة وحدها في عام 1957م ثم أعيد طبعها عام 1966م.
2 – تاريخ الأدب العربي، نقله إلى العربية د. إبراهيم الكيلاني.
3 – قواعد العربية الفصحى.
4 – أبو الطيب المتنبي، نقله إلى العربية د. أحمد أحمد بدوي.
5 – معجم عربي فرنسي إنكليزي.
الفصل الأول: منهج بلاشير في الترجمة
1 - في عام 1949م قام ريجيس بلاشير بترجمة معاني القرآن الكريم. وفي الطبعة الأولى وضع ترتيب السور وفق نزولها، سيرا على نهج بعض المترجمين البريطانيين، وذلك بقصد تفسير التشريع على ضوء الوقائع التاريخية. ثم تخلى عن ذلك في الطبعات التالية بعدما اقتنع بعدم جدوى مخالفة ترتيب المصحف العثماني.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - ويذكر دائما في مقدمة السورة مصدر اسمها وآراء المفسرين المسلمين وغير المسلمين في مكيتها أو مدنيتها جزئيا أو كليا. لكنه يرجِّح آراء غير المسلمين في أغلب الأحيان، وقد يذكر معلومات أخرى عن السورة.
3 - ويترجم بعض الآيات مرتين أو أكثر، إذا رأى أن للآية أكثر من معنى.
4 - ويذكر في ترجمته رقمين للآية: الرقم الأول هو رقمها حسب طبعة فلوجل للمصحف الذي اعتمد في عدِّ آياته على ترقيم خاص به مخالف لما عليه علماء الأمة، والرقم الثاني رقمها حسب طبعة القاهرة. وقد أشار إلى ذلك في " التنبيه " الذي كتبه قبل مقدمة ترجمته قائلا ([11]) إن: "الآية في ترجمته تحمل رقمين: الرقم الأول (أي رقم طبعة F lugel) هو الذي ما زال يستعمل غالبا في أوروبا، والرقم الثاني هو رقم طبعة القاهرة".
5 - اعتمد في ترجمته –كما يدعي- على أربعة تفاسير وهي: الطبري، والبيضاوي، والنسفي، والرازي. ولكن عند قراءة ترجمته يلاحظ أنه يرجح دائما آراء المستشرقين على ما جاء في هذه الكتب.
6 – ومن آرائه أنه يرى أن بعض الآيات إلحاقية نزلت متأخرة عن الآية السابقة لها. ويشير إلى هذه الآيات التي يراها متأخرة بطباعتها بطريقة خاصة تميزها عن الآيات الأخرى وذلك إما بطباعتها في الجانب الأيمن من الصفحة أو بطباعتها بحرف مائل. ومثال ذلك الآية 129 في سورة النساء ([12]).
7 - ويدَّعي في مواضع أن الآيات ناقصة، فيأتي بعبارات من التوراة ليستكمل بها هذا النقص المزعوم.
8 - كما قام بنقل بعض الآيات من أماكنها.
وقد وصف جاك بيرك ترجمة بلاشير هذه بقوله: "ترجمة بلاشير لها مزاياها، فهو من أفضل المستشرقين الأوربيين اطلاعاً وضلاعة في قواعد اللغة العربية وآدابها، ولكن من نواقصه أنه كان علمانياً، أي أنه لم يكن قادراً على تذوق المضمون الروحي للقرآن وأبعاده. … إن ترجمته للقرآن – على الرغم من مزاياها- فإن لها نواقصها، ولكنها تبقى من أفضل الترجمات القرآنية للقرآن مع ترجمة الجزائري حمزة بوبكر) ([13]).
موقفه تجاه القرآن الكريم
هدف المستشرقين في ترجماتهم لمعاني القرآن الكريم معروف. وهو محاربة القرآن الكريم بالقرآن الكريم نفسه. وذلك بما يبثون في ترجماتهم ومقدماتهم وحواشيهم من أكاذيب وافتراءات يحاولون بذلك إقناع القراء بأن القرآن الكريم من تأليف محمد e، لأنهم يرون أن ذلك يصيب الإسلام في الصميم. وتقع مقدمة ([14]) الطبعة الأولى لترجمة بلاشير في 310 صفحة ضمنها عدة موضوعات، منها:
- تدوين القرآن الكريم.
- وصف للمصحف العثماني.
- انتقادات مثارة من خلال النص القرآني.
- الترجمات الأوربية.
أما طبعة عام 1980م للترجمة المذكورة ([15]) والتي نحن بصدد دراستها الآن، فلم تتجاوز مقدمتها عشر صفحات، حاول فيها تقسيم فترة النبوة المحمدية إلى أربع مراحل، ضمنها تحليلات وتعليقات مزيفة تهيئ ذهن القارئ لقبول ما يختلقه في ترجمته من افتراءات للنيل من القرآن الكريم. وسترى نماذج من هذه الافتراءات في الصفحات القادمة إن شاء الله.
وهذا يدل على ما بذله بلاشير – الذي هو من أشهر المستشرقين- من مجهودات مضنية لتحقيق هذا الهدف الاستشراقي.
بيان لآراء بلاشير في القرآن الكريم
1 - التشكيك في أصالة ترتيب سور القرآن الكريم: ([16])
ذكر بلاشير أنه: "لم تعد هذه النصوص القرآنية تظهر حسب تسلسل الوحي، لكن طبقا لتدرج طول سورها تنازليا. وبناء على ذلك يمكن القول إلى حد بعيد إننا نقرأ القرآن (الكريم) اليوم مقلوبا، لأن النصوص الأولى (يعني السور)، التي هي الأطول، هي على العموم آخرها وصولا إلى محمد e". اهـ فقد بدأ بلاشير بادئ ذي بدء بالتلميح إلى أن القرآن الكريم كان في البداية مرتبا حسب تسلسل النزول، أي كما سبق أن قام هو بترجمته مرتبا بحسب النزول، ثم تغير الترتيب حسب ترتيب طول السور تنازليا.
فرأيه هذا غير صحيح، فلم يتغير ترتيب سور القرآن الكريم لا تنازليا ولا تصاعديا، بل هو كما كان منذ عهد النبوة. فقد ثبت في كتب التفاسير والأحاديث الموثوقة أنه كان للنبي صلى الله عليه وسلم كتبة يكتبون القرآن الكريم، يقول لهم: ضعوا آية كذا في مكان كذا في سورة كذا، وأنه كتب كل القرآن الكريم في حياته في الرقاع واللخاف طبقا لتوجيهاته عليه الصلاة والسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - زعمه أن القرآن الكريم من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم ومن أقواله في ترجمته لدعم هذه الفرية:
أ - كتب في حاشية الصفحة 48 معلقاً على الآية:] سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم [(البقرة:142) ما يلي: "بقي (أي القدس) قبلة المسلمين مدة 16 أو 17 شهراً أي حتى يئس محمد صلى الله عليه وسلم من ولاء إسرائيل ثم تحول إلى الكعبة". هذه إشارة واضحة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بكل ذلك من تلقاء نفسه بدون وحي من السماء، لأن القرآن الكريم، كما يزعم، من تأليفه.
ب - وفي تعليقه في حاشية الصفحة 53 على هذا الجزء من الآية الكريمة] فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة [(البقرة:178)، قال: "في هذه الآية إقرار- بكل بساطة- للدية التي كانت سائدة في الجاهلية" ثم جاء بكلمات منمقة ليخفف من وطأة هذه التهمة الشنيعة التي يؤكد فيها تأثير حكم الجاهلية في الشريعة الإسلامية، متناسياً استهجان الإسلام الصريح لهذا الحكم في قول الله تعالى:] أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون [(المائدة:50).
ج - ما قال في مقدمة سورة الأنعام (ص151) من وجود آيات هامة في هذه السورة أدخلت عليها تعديلات بعد الهجرة إلى المدينة المنورة بزمن وجيز.
د - كما زعم في مقدمة سورة إبراهيم (ص 278 - 279) أن الآيات الخاصة بسيدنا إبراهيم في هذه السورة (أي من الآية الـ 38 إلى 42) هي بكل تأكيد نصوص قديمة تمَّ تنقيحها بالمدينة المنورة.
هـ– ومن تخميناته السخيفة في حاشية الصفحة 484 ما قال في قوله تعالى:] …وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم … [(ص:24) من أن هذا الجزء الذي يمكن عدُّه تفكيراً لداود u حسب زعمه، أضيف إلى الآية مؤخراً ليكون عبرة مستخلصة من القصة.
و – وفي الصفحة 664 استدل بطول الآية الثالثة نسبياً في سورة العصر على أن هذه الآية ضمت مؤخراً.
3 – إيهامه بأن القرآن الكريم تأثر باليهودية والنصرانية
أ - قال في حاشية الصفحة 69 معلقا على قوله تعالى:] أو كالذي مر على قرية [(البقرة:259) "إن هذه القصة مطابقة للأسطورة المنتشرة جداً في الشرق وفي الثقافة اليهودية النصرانية".
ب – علق في حاشية الصفحة 589 على الآيتين الكريمتين (23 و24:الحشر) بأنهما تذكّران بالتأبينات اليهودية قلبا وقالبا.
4 – زعمه أن بعض الآيات في غير محلها
أ- وصلت به الجرأة على كتاب الله العزيز إلى أن قال في حاشية الصفحة 96: إن قوله تعالى] فأثابكم غما بغم [(آل عمران:153) قد تغير مكانه في الآية! ثم تقدم باقتراحين، أولهما: وضعه على رأس الآية لتكون كما يلي: (فأثابكم غما بغم إذ تصعدون ولا تلوون على أحد…)، والثاني: وضعه على رأس الآية 154 فتكون كما يلي: (فأثابكم غما بغم ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا…).
ب - ومن غرائب أعماله الشنيعة ما قام به في الصفحة 478 من تغيير مكان هاتين الآيتين:} فنظر نظرة في النجوم * فقال إني سقيم [(الصافات:88، 89). فقد غيَّر مكانهما بالفعل ووضعهما بعد الآية 99 فكان الترتيب كما يلي: (وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم رب هب لي من الصالحين….) ثم قال في الحاشية، بعد ما استبعد صحة أقوال المفسرين، إن قبول هذا التغيير يجعل تتمة القصة الثانية سليمة.
5 - اتهام المفسرين بتغيير معنى بعض الآيات طبقا للجو السياسي
أ- وزعم أيضا في حاشية الصفحة 305 معلقا على قوله تعالى:] سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى [(الإسراء:1) أن المسلمين الذين عاصروا النبي صلى الله عليه وسلم (أي الصحابة رضي الله عنهم) كانوا يرون -فيما يبدو- أن المراد من المسجد الأقصى مسجد في السماء ([17])، وأن الإسراء يعني المعراج أي الصعود في السماء، ولكن في عهد الأمويين كانت هناك محاولة لتجريد مكة المكرمة من مركزها الفريد عاصمةً للإسلام، وتبعا لذلك لم يعد المسجد الأقصى مسجدا سماويا لكنه صار يعني مدينة في دولة يهودية.
6 – الاعتماد على القراءات الشاذة لغرض في نفسه
أ - ومن مزاعمه ما قال في حاشية الصفحة 429 معلقا على قوله تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
] الم * غلبت الروم * في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون [(الروم:1 - 3). فقد جاء بقراءتين:
أولاهما: (غُلِبت) بصيغة المبني للمجهول. اعترف في البداية بإجماع كل القراء تقريبا على هذه الصيغة. ثم جاء باعتبارات تاريخية (معتمدا في ذلك على آراء استشراقية) مفادها استبعاد صحة معنى قراءة "غلبت" بالمبني للمجهول.
والقراءة الثانية (غَلَبت) بصيغة المبني للمعلوم. وبعد ما استبعد أن يكون المراد هنا انتصار الروم على فارس في عام 624م، أضاف، بعد كلام، أنه يمكن التفكير في أنها (أي الآيات المذكورة) جاءت لرفع معنويات المسلمين بعد هزيمتهم في غزوة مؤتة بينهم وبين البيزنطينيين عام 8هـ (630م). والخبر، في هذه الحالة، ينم عن عداوة ضد الروم.
7 – اعتماده على رواية غير ثابتة للإساءة إلى القرآن الكريم
أ - ومما يدل على تصميمه على النيل من القرآن الكريم: قيامه عند ترجمة معاني سورة النجم في الصفحة 561 بإضافة (وإنها الغرانيق العلى وإن شفاعتهنَّ لترتجى) بعد الآية الـ 20 بدون تعليق ([18]). فقد جعل هاتين الجملتين آيتين في القرآن الكريم. وكان عند تعليقه في الصفحة نفسها على قوله تعالى:] عند سدرة المنتهى [(النجم:14) قد جاء ببعض ما قال المفسرون ثم أيد ما زعم أنه توصل إليه كايتاني Caetani وهو أن "المنتهى" مكان معلوم قرب مكة المكرمة، وأن المراد بقوله تعالى:] إذ يغشى السدرة ما يغشى [(النجم:16) هو: الفصل الذي يغشى السدرة فيه ما يغشى من الثمار العنبية.
8 – النيل من شخص النبي صلى الله عليه وسلم
أ – ومن مزاعمه المغرضة تعليقه في حاشية الصفحة 584 على قوله تعالى:
] يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة [(المجادلة:12) من أنه لم يذكر اسم المستفيد أو المستفيدين من هذه الصدقة، وأنه ليس من المستبعد أن يكون المستفيد محمدا صلى الله عليه وسلم بصفة كونه رئيسا للأمة. ([19])
ب - وفي تعليقه في حاشية الصفحة 655 على قوله تعالى:] ألم نشرح لك صدرك [(الشرح:1) قال: "أدت هذه الآية إلى صياغة الأسطورة القائلة إنه جاء ملك إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في سن الصبا وفتح صدره وأخرج قلبه ثم غسله فملأه بالإيمان والتقوى".
9 – تغيير ترتيب كلمات وإقحام كلمات في الترجمة للإساءة إلى أسلوب القرآن الكريم
أ - وأحيانا يغير ترتيب كلمات بعض الآيات مع إضافة كلمات أخرى عند ترجمتها ليبث بعض سمومه، كما فعل في الآية الكريمة التالية:] زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المئاب [(آل عمران:14) فقد ترجم أول هذه الآية الكريمة في الصفحة 77 كما يلي: Pour les hommes, ont été parés ( de fausses apparences ) l’amour des voluptés tirées des femmes, ( l’amour ) des fils, ……….. أي: "للناس زينت (المظاهرالكاذبة) من حب الشهوات المستخرجة من النساء (حب) البنين والقناطير…" إلى آخر الآية. فقد استعمل كلمة "حب" مرتين وأقحم كلمة "المستخرجة" في الترجمة ليوهم القارئ أن القرآن الكريم يستعمل العبارات النابية المستهجنة متناسيا في ذلك ما جاء في قوله تعالى:] لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم [(النساء:148).
10 – افتعال بعض الأخطاء لغرض في نفسه
19 - و في الصفحة الـ 657، ترجم] اقرأ باسم ربك الذي خلق [(العلق:1) كما يلي: “ Prêche au nom de ton Seigneur qui créa !” أي: (عظ باسم ربك الذي خلق) وهذا يعني أن معنى القراءة الوعظ. ثم قال في الحاشية ما يلي: " "اقرأ" معناه "عِظ" ليس معناه " اقرأ " كما يترجم غالبا" انتهى كلامه. أليس الغرض من هذه الترجمة المفتعلة الكاذبة التشكيك في اهتمام القرآن الكريم بالعلم الذي لا يُنال إلا بالقراءة؟ " وإلا فلماذا لم يترجم كلمة " اقرأ " في] اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا [(الإسراء:14) كما ترجمها في سورة العلق؟ فقد ترجمها هنا بكلمة Lis أي "اقرأ". وقد أشار د. موريس بوكاي في كتابه " القرآن الكريم والعلم العصري " المترجم إلى العربية (صفحة الترجمة 131) إلى الازدواجية الخبيثة المماثلة التي استعملها في ترجمة كلمة " أزواجا " في سورتي الرعد ويس.
(يُتْبَعُ)
(/)
11 - بث السموم للتشكيك في أصالة النص القرآني:
فمن ذلك:
أثبت العبارة التالية: en son état actuel أي (في وضعه الحالي)، كأن النص القرآني انتقل من وضع سابق إلى وضعه الحالي (انظر أول سور: النساء، والحجر، والزمر، وعلى حاشية الصفحتين 76 و 289 وفي الصفحة 436). وسبق أن زعم بلاشير أن ([20]): (تدوين القرآن الكريم كان جزئيا وناتجا عن جهود فردية ومثارا للاختلاف). لكن الحقيقة التي يشهد بها التاريخ الصحيح هو أن ([21]): "الواقع الذي عليه المسلمون منذ أربعة عشر قرناً هو تمسكهم الشديد بالمحافظة على الوحي القرآني لفظاً ومعنى، وليس ثمة مسلم يستبيح لنفسه أن يقرأ القرآن بأي لفظ شاء ما دام يحافظ على المعنى. وليبحث المستشرقون اليوم في أي مكان في العالم عن مسلم يستبيح لنفسه مثل ذلك وسيعييهم البحث، فلماذا إذن هذا التشكيك في صحة النص القرآني وهم يعلمون مدى حرص المسلمين في السابق واللاحق على تقديس نص القرآن لفظاً ومعنى؟ إنهم يبحثون دائماً –كما سبق أن أشرنا – عن الآراء المرجوحة والأسانيد الضعيفة ليبنوا عليها نظريات لا أساس لها من التاريخ الصحيح ولا من الواقع. فنحن المسلمين قد تلقينا القرآن الكريم من الرسول e، وهو بدوره تلقاه وحياً من الله. ولم يحدث أن أصاب هذا القرآن أي تغيير أو تبديل على مدى تاريخه الطويل. وهذه ميزة فريدة انفرد بها القرآن وحده من بين الكتب السماوية كافة، الأمر الذي يحمل في طياته صحة هذا الدين الذي ختم به الله سائر الديانات السماوية".
الفصل الثاني: ضعف بلاشير في اللغة العربية
هذه الأمثلة غيض من فيض، أما الأخطاء النحوية واللغوية في هذه الترجمة فحدث عنها ولا حرج. وتجدر الإشارة هنا إلى أنه ما من شك في تمكن بلاشير من اللغة الفرنسية. أما ما يخص اللغة العربية، فالمفروض، بصفة كونه عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق، أن يكون متمكناً منها. إلا أن ترجمته لكثير من الآيات تؤكد عكس ذلك. فالأخطاء متفشية في كل صفحات ترجمته. وهذا يؤكد ما كتبته الدكتورة زينب عبد العزيز في كتابها " ترجمات القرآن إلى أين؟ (وجهان لجاك بيرك) من أنه ([22]) "… أثبتت الدراسات التي قام بها العلماء العرب والمسلمون بأن أولئك المستشرقين الذين يدعون فهم العربية، هم في الحقيقة لا يحسنونها .. وعلى الرغم من هذا الجهل الواضح بالعربية –مع أنها أداة العمل العلمي الرئيسة-، فهم يصدرون أحكاما مغرضة من حيث الشكل والمضمون وأمانة تنزيه القرآن، وذلك فيما يكتبونه من مقدمات علمية ليست في الواقع سوى معاول هدم متعددة الأوجه، تدور حول محور أساسي واحد هو: زعم أن القرآن عقبة في سبيل ارتقاء الأمم الإسلامية!! وذلك بعينه هو ما كان يردده اللورد كرومر في كتابه في مطلع هذا القرن (أي: القرن الماضي) وبناء على آراء مستشاريه من المستشرقين: "أن القرآن هو المسؤول عن تأخر مصر في مضمار الحضارة الحديثة" أو "لن يفلح الشرق ما لم يرفع الحجاب عن وجه المرأة ويغطى به القرآن" اهـ.
وسنعالج هذه الأخطاء في مبحثين. ففي المبحث الأول نذكر بعض أخطائه في المسائل النحوية، وفي الثاني بعض أخطائه في المسائل اللغوية.
المبحث الأول: من الأخطاء النحوية
1 - ترجم قوله تعالى:} وما كنتم تكتمون [(البقرة:33) كما يلي: ce que vous tenez secret فقد أسقط ترجمة “كنتم" والصحيح ce que vous teniez secret بوضع حرف " I" بين n و e في كلمة “ tenez”. وهذا الحرف يحل محل " كنتم " في مثل هذا الفعل في اللغة الفرنسية.
2 - ترجم قوله تعالى:] وتنسون أنفسكم [(البقرة:44) كما يلي: Alors que vous-mêmes ( l’ ) oubliez معنى هذه الترجمة: (وأنتم بأنفسكم تنسونه) فقد جعل كلمة (أنفسكم) تأكيدا لضمير الجمع في لفظ (وتنسون)، مع أنها مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره. لو كان تأكيدا لكان مرفوعا؛ لأن واو الجماعة في (وتنسون) ضمير مبني في محل رفع فاعل، والتأكيد يتبع المؤكد في إعرابه. والصحيح Vous-vous oubliez.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - ترجم قوله تعالى] اهبطوا مصرا [(البقرة:61) كما يلي: Descendez en Egypte أي (اهبطوا مصر) البلد المسمى حالياً بـ: (جمهورية مصر العربية). فقد جعل كلمة (مصر) علماً لهذا البلد المعروف، في حين أن هذه الكلمة نكرة؛ لأنها منصوبة بفتحتين وتعني مصراً غير معينّ، أي اهبطوا أيّ مصر، وهذا ما رجحه الإمام الطبري ([23]) وبناء على ذلك فإن الترجمة الصحيحة كما يلي Descendez dans n’importe quelle ville.
4 - ترجم قوله تعالى:] حتى يأتي الله بأمره [(البقرة:109) كما يلي Jusqu’à ce que Dieu vienne avec Son ordre أي (حتى يأتي الله مع أمره). ويبدو أنه لا يعلم أو لم يدرك أن حرف الباء يستعمل في تعدية الفعل اللازم كما جاء في هاتين الآيتين الكريمتين:] فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بهامن المغرب [(البقرة:258) و] إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد [(فاطر:16). فالترجمة الصحيحة كما يلي Que Dieu fasse venir son ordre..
5 - ترجم قوله تعالى] وأن تصوموا خير لكم [(البقرة:184) كما يلي: Jeuner est un bien pour vous أي (والصوم حسن لكم).وهذا خطأ، لأن كلمة (خير) هنا اسم تفضيل ([24]). وبناء على ذلك فإن الترجمة الصحيحة كما يلي Il vaut mieux pour vous de jeuner.
6 - ترجم لفظ " المساجد" في قوله تعالى] ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد [(البقرة:187) كأنه مفرد، ثم أضاف لفظ sacrée أي "الحرام" كأن المراد هنا هو المسجد الحرام. وأشير هنا إلى أن مثل هذه الإضافات التي تخل بالمعنى أو تجعله غامضا متفشية في هذه الترجمة.
7 - في قوله تعالى] وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها [(البقرة:205) ترجم عبارة "وإذا" الشرطية بعبارة qui أي "الذي" الموصولة، فجاءت ترجمته كما يلي: qui ( te ) tourne le dos أي الذي يتولى .. الخ. والترجمة الصحيحة لحرف الشرط "وإذا" كما يلي et quand وباستعمال هذه الترجمة الصحيحة مع إضافة il قبل عبارة s’évertue يستقيم المعنى ويتضح ويكون مطابقا لمعنى الآية الكريمة.
8 - ترجم قوله تعالى] ستذكرونهن [(البقرة:235) كما يلي Que vous songez à ( ces femmes ) أي (تذكرونهن)، حذف ترجمة معنى حرف التسويف "س". فالترجمة الصحيحة كما يلي Que vous allez songer……. . 9 - وكذلك ترجم " ستدعون " في قوله تعالى] ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد [(الفتح:16) كما يلي vous êtes appelés أي "تدعون". فقد حذف ترجمة سين التسويف، والترجمة الصحيحة كما يلي
vous serez appelés
10 - قوله تعالى] والكافرون هم الظالمون [(البقرة:254) ربط هذا الجزء من الآية بالذي قبله بأداة وصل وضعها بين قوسين، ولم يراع فيه علامة الوقف الجائز التي تدل على كون الوقف أولى، كما استعمل seront مكان sont فكانت ترجمة معاني الآية كما يلي: (قبل أن يأتي يوم لابيع فيه… ويكون الكافرون فيه الظالمين). الصحيح هو أن تحذف أداة الوصل où وتوضع كلمة sont في مكان كلمة seront.
11 - ترجم قوله تعالى] يرونهم مثليهم رأي العين [(آل عمران: 13) كما يلي A vue d’oei, ils se voyaient à nombre égal أي "رأي العين كانوا يتراءون في عدد مماثل" فقد ترجم "مثليهم" كأنه مفرد، وذلك لأنه لا يعلم -كما يبدو- وجوب حذف نون المثنى ونون جمع المذكر السالم للإضافة. وعلاوة على ذلك، ترجم "يرونهم" بـ "يتراءون" وهذا خطأ، فالترجمة الصحيحة كما يلي: à vue d’oeeil, ils les voyaient deux fois plus nombreux qu’eux.
12 - قوله تعالى] ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين [(آل عمران:97) علق في الحاشية على "ومن كفر" بقوله إن "الجملة بقيت معلقة". والصحيح أن الجملة كاملة تماما، ويتبين ذلك في إعراب الآية المذكورة وهو كما يلي: "ومن": أداة الشرط، "كفر" فعل الشرط، وجملة "فإن الله غني عن العالمين" جواب الشرط، لذلك بدأت بالفاء؛ فإن جواب الشرط يقترن بالفاء إن كان جملة اسمية.
(يُتْبَعُ)
(/)
13 - قوله تعالى] ألا بذكر الله تطمئن القلوب [(الرعد:28) اعتبر كلمة "ألا" كأنها مركبة من همزة الاستفهام و "لا" النافية، مع أنها حرف تنبيه. فجاءت ترجمته كما يلي par l’édification d’Allah les coeurs ne se tranquilisent-ils point ? أي "بذكر الله أليست القلوب تطمئن؟ " وكذلك ترجم كلمة "ألا" في قوله تعالى في كل من] ألا إنهم هم المفسدون …. ألا إنهم هم السفهاء (البقرة:12 و13)، … ألا لله الدين الخالص… ألا هو العزيز الغفار … ألا ذلك هو الخسران المبين [(الزمر:3 و5 و15).
14 - ترجم قوله تعالى] لتبلون في أموالكم وأنفسكم [(آل عمران:186) كما يلي: Nous vous éprouverons dans vos biens et vos personnes أي "لنبلونكم في… .. " فقد جعل "لتبلون" مبنيا للمعلوم وهو مبني للمجهول، كما جعل نائب فاعله مفعولا به واخترع من تلقاء نفسه فاعلا غير موجود في النص، وهو ضمير المتكلم المعظم نفسه أو معه غيره. الحاصل أنه لم يفهم (لتبلون) فجعله (لنبلونكم) وترجم الآية في ضوئه. فالترجمة الصحيحة كما يلي Vous serez éprouvés.
15 - ترجم (أن تجعلوا) في قوله تعالى] أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا [(النساء:144) كما يلي qu’ils donnent أي (أن يجعلوا): كأن الضمير لجمع المذكر الغائب، وهذا خطأ فالضمير لجمع المذكر المخاطب. فالترجمة الصحيحة كما يلي voudriez-vous que vou donniez ( ou voudriez- vous donner ).
16 - ترجم قوله تعالى] لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك [(المائدة:28) كما يلي Assurément, si tu portes la main sur moi tu me tueras, ( car ) moi, je ne porterai point la main sur toi pour te tuer أي (لئن بسطت إلي يدك لقتلتني (لأنه) ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك)، والصحيح كما يلي Assurément,
si tu portes la main sur moi pour me tuer, moi,je ne porterai pas la main sur toi pour te tuer يبدو أن المترجم عدَّ اللام في (لتقتلني) مفتوحة وجوابا للقسم ولم ينتبه لعدم وجود نون التوكيد التي تجب في آخر مثل هذا الفعل. ولم يعلم أيضا أن (ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك) جواب القسم بل عدَّه جملة مستقلة، لذلك أضاف (لأنه) في أوله. لم يدخل حرف الفاء على (ما أنا) لأنه جواب القسم.
17 - قوله تعالى] من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم [(الأنعام:54) عد الشرط هنا معلقا، مع أن جواب الشرط مذكور (انظر الرد علىما قال في الآية 97 من سورة آل عمران).
18 - ترجم قوله تعالى] لست مرسلا [(الرعد:43) في صيغة استفهامية بدلاً من صيغة نفي، كما يلي N’es-tu pas un Envoyé ? أي "ألست مرسلا"؟، ربما عدَّ الألف الزائدة في آخر كلمة "كفروا" كأنها همزة استفهام، فقرأ كما يلي "ويقول الذين كفرو ألست مرسلا" بدلا من] ويقول الذين كفروا لست مرسلا [(الرعد:43)، فالترجمة الصحيحة كما يلي: Tu n’es pas un Envoyé..
19- ترجم " الخيل والبغال والحمير" في قوله تعالى] والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة [(النحل:8) كما يلي le cheval, le mulet, l’âne أي "الفرس والبغل والحمار" فقد عد كلا منها مفردا مع أنه جمع.
20 - ترجم قوله تعالى:] ويوم يحشرهم [(الفرقان:17) كما يلي le jour où ( les impies ) seront reunis أي: "ويوم يحشرون" أي ترجم الفعل كأنه مبني للمجهول مع أنه مبني للمعلوم.
21 - ترجم قوله تعالى] قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء [في الآية 18 من سورة الفرقان كما يلي:
( les faux dieux) répondront: Gloire à Toi ! il ne convenait pas à nous qu’en dehors de Toi nous fussions pris comme des patrons
أي: "قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نُتخَذ من دونك أولياء". فقد ترجم " أن نَّتَّخِذَ " كأنه فعل مبني للمجهول مع أنه –في المصحف الذي ترجم منه- مبني للمعلوم. فالترجمة الصحيحة كما يلي:
…. Gloire à Toi ! il ne convenait pas à nous de prendre en dehors de Toi des patrons…
(يُتْبَعُ)
(/)
22 - ترجم قوله تعالى] الملك يومئذ الحق للرحمن [(الفرقان:26) كما يلي Le Royaume, ce jour-là, ( et ) la vérité appartiennent au Bienfaiteur أي "المملكة يومئذ والحق للرحمن" فقد جعل كلمة "الحق" معطوفا على كلمة "المملكة" مع أنه نعت له. والخطأ الثاني هنا أنه ترجم "الملك" بـ Royaume أي "المملكة" والصواب " Royauté "، فالترجمة الصحيحة كما يلي. Ce jour-là la vraie royauté appartient au Bienfaiteur .
23 - ترجم قوله تعالى] يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا [(الفرقان:69) كما يلي: pour lequel le Tourment sera pour lui doublé au jour de la Résurrection , et pour lequel il restera أي "للذي يضاعف له العذاب يوم القيامة وللذي يخلد .. ". يجب حذف pour lequel أي "للذي" في كلا الموضعين، لأنهما زيادتان بدون فائدة، لتكون الترجمة كما يلي: le tourmrnt sera doublé pour lui le jour de la Résurrection et il restera .
24- ترجم "ستدعون" في قوله تعالى] ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد [(الفتح:16) كما يلي: vous êtes appelés أي "تدعون" حذف معنى سين التسويف، فالترجمة الصحيحة كما يلي: vous serez appelés.
25 - ترجم "يقولون" في قوله تعالى] أم يقولون نحن جميع منتصر [(القمر:44) كما يلي direz-vous أي "ستقولون" فقد جعل ضمير الفعل لجمع المذكر المخاطب، وهذا خطأ، فالضمير لجمع المذكر الغائب. كما أضاف سين التسويف، والصحيح حذف هذا الحرف، فالترجمة الصحيحة. disent-ils.
26 - ترجم قوله تعالى] والساعة أدهى وأمر [(القمر:46) كما يلي Or l’Heure est très cruelle et très amère أي "والساعة شديدة الدهاء وشديدة المرارة". فلم يراع في الترجمة معنى أفعل التفضيل فجاء محله كلمتا "الدهاء" و"المرارة"، لذلك يجب أن تكون الترجمة كما يلي: plus cruelle et plus amère.
27 - ترجم "وأكيد" في قوله تعالى] وأكيد كيدا [(الطارق:16) كما يلي j’ourdirai أي "سأكيد" أي زاد سين التسويف من تلقاء نفسه. والصحيح إحلال S محل rai لتكون الكلمة كما يلي j’ourdis.
المبحث الثاني: من الأخطاء اللغوية
1 – ترجم قوله تعالى:] ويستحيون نساءكم [(البقرة:49) كما يلي: Et couvraient de honte vos femmes أي "يغطون بالحياء نساءكم" ظنا منه أن "يستحيون" من الحياء، و الراجح أنه من الحياة كما جاء في الطبري. فالترجمة الصحيحة كما يلي: laissaient vivantes vos femmes.
2 – ترجم "عند ربكم" في قوله تعالى:] أويحاجوكم عند ربكم [(آل عمران:73) كما يلي qui touche votre Seigneur أي "الذي يمس ربكم" والصحيح كما يلي auprès de votre Seigneur.
3 - ترجم قوله تعالى:] وإذ جعلنا البيت مثابة [(البقرة:125) كما يلي Quand nous fimes du Temple ( de la Mekke ) أي "معبد (مكة) ". فقد ترجم "البيت" بـ "المعبد" ثم أضاف إليه اسم مكة المكرمة من تلقاء نفسه! والصحيح هو كما يلي Quand nous fimes de la Maison مع كتابة M بالحرف الكبير، لأن المراد بالبيت هنا بيت الله الحرام.
4 – ترجم "الصالحين" في قوله تعالى:] وإنه في الآخرة لمن الصالحين [(البقرة:130) كما يلي saints أي "القديسين" والصحيح vertueux.
5 – ترجم قوله تعالى:] وإن كانت لكبيرة [(البقرة:143) كما يلي C’est là un grand péché أي "هنا إثم كبير". والصحيح C’était vraiment difficile.
6 - ترجم قوله تعالى:] يأت بكم الله جميعا [(البقرة:148) كما يلي Dieu marchera avec vous ensemble أي "يمشي الله معكم جميعا". والصحيح Dieu vous ramenera tous.
7 - ترجم قوله تعالى:] ما بين أيديهم وما خلفهم [(البقرة:255) كما يلي entre les mains des (hommes) et derrière eux فقد ترجم "ما بين أيديهم" ترجمة حرفية، كما ترجم ضمير جمع المذكر "هم" بـ "الناس" مع أن هذا الضمير يشمل أيضا الجن والملائكة وغيرهم، فجاءت ترجمتها كما يلي "ما بين أيدي الناس" والترجمة الصحيحة كما يلي devant eux et derrière eux.
8 - كرر الخطأ نفسه في ترجمة] ما بين أيديهم وما خلفهم [(طه:110).
(يُتْبَعُ)
(/)
9 - ترجم قوله تعالى:] نؤته منها [(آل عمران:145) كما يلي Nous lui en donnerons une part أي "نؤته منها نصيبا". فكلمة "نصيبا" غير موجودة في النص ولا حاجة إلى إضافتها، بل يجب التقيد بالنص القرآني هنا تماما بدون أي إضافة، لأن ذلك يأتي بالمعنى الصحيح بكل وضوح.
10 - أثبت ترجمتين لقوله تعالى:] وشاورهم في الأمر [(آل عمران:159) مرتين كما يلي consulte-les donc ( désormais) sur toute affaire أي "شاورهم (من الآن فصاعدا) في الأمركله"، والثانية: كما يلي consulte-les donc sur cette affaire أي "شاورهم في هذا الأمر" والصحيح حذف "من الآن فصاعدا" من الأولى وحذف "هذا" من الثانية، لتكون الترجمة كما يلي Consulte-les sur toute affaire.
11 - ترجم قوله تعالى:] الذين قالوا لإخوانهم [(آل عمران:168) كما يلي ( Ce sont ceux-là ) qui ont dit de leurs frères أي " (هؤلاء هم) الذين قالوا في إخوانهم" وهذا خطأ. فالترجمة المطابقة للنص هي حذف عبارة ce sont ceux-là واستعمال حرف à مكان de وبذلك تكون الترجمة كما يلي qui ont dit à leurs frères .
12 - ترجم قوله تعالى:] حتى يأتينا بقربان [(آل عمرن:183) كما يلي avant qu’il nous impose une oblation أي "قبل أن يفرض علينا قربانا". فقد ترجم "يأتينا" بـ nous impose أي "يفرِض علينا". فالترجمة الصحيحة كما يلي avant qu’il nous apporte une oblation..
13 - ترجم قوله تعالى:] من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض [(آل عمران:195) كما يلي soit homme, soit femme: vous participez les uns des autres أي "من ذكر أو أنثى، تساهمون بعضكم من بعض". يبدو كأنه تعمد إدخال كلمة vous participez أي "تساهمون" هنا ليفسد على القارئ المعنى الجميل الذي تشتمل عليه هذه الآية الكريمة، والله أعلم. والترجمة الصحيحة كما يلي: homme ou femme, car vous êtes les uns des autres..
14 - ترجم قوله تعالى:] ثم مأواهم جهنم [(آل عمران:197) كما يلي puis, pour refuge, Géhenne أي "ثم للمأوى جهنم" هذه ترجمة غامضة. والترجمة الواضحة كما يلي: puis leur refuge sera Géhenne .
15 - ترجم قوله تعالى:] واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام [(النساء:1) كما يلي Soyez pieux envers Allah à propos duquel vous vous interrogez! (Respectez ) vos liens de consanguinité فقد ترجم "تساءلون" كأنه سؤال استفهام، لا سؤال طلب ورجاء. فالأحسن أن نستعمل كلمة interrogez مكان implorez. .
16 - ترجم قوله تعالى:] فإن خفتم ألاتعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم [(النساء:3) كما يلي Si vous craignez de n’être pas équitables, ( prenez-en ) une ou des concubines أي "فإن خفتم ألا تعدلوا (فخذوا منهن) واحدة أو خدينات" كلمة concubines أي "خدينات" غير صحيحة. والترجمة الصحيحة ………. une seule, ou des esclaves que vous possedez.
17 - ترجم قوله تعالى:] وعاشروهن بالمعروف [(النساء:19) كما يلي usez-en avec elles de la manière reconnue ( convenable ) أي (استخدموه (أو تمتعوا به) معهن بالمعروف). والترجمة الصحيحة كما يلي Et comportez-vous convnablement avec elles.
18 - ترجم قوله تعالى:] فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله [(النساء:34) كما يلي: Les (femmes) vertueuses font oraison ( qânit ) et protègent ce qui doit l’être ( ? ) du fait de ce qu’Allah consigne ( ? أي " (النساء) الصالحات يفعلن العبادة ويحفظن ما يجب حفظه (؟) بما حفظ الله (؟) " كذلك ترجم مع علامتي استفهام، قاصدا بذلك أن المعنى غير واضح. والمعنى واضح تماما، والترجمة الصحيحة كما يلي: Les femmes vertueuss obéissent et gardent le secret grâce à la protection de Dieu .
19 - ترجم قوله تعالى:] والجار ذي القربى والجار الجنب [(النساء:36) كما يلي au client par parenté, au client par promiscuité أي "الزبون ذي القربى والزبون بالاختلاط". الترجمة الصحيحة كما يلي voisin proche par parenté et le voisin lointain.
20 – ترجم "الشهداء" في قوله تعالى:] من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين [(النساء:69) كما يلي témoins أي "شهود" والترجمة الصحيحة كما يلي martyres.
(يُتْبَعُ)
(/)
21 - كذلك ترجم "شهيدا" بـ témoin في قوله تعالى:] إذ لم أكن معهم شهيدا [(النساء:72) والصحيح كما يلي présent. أي "حاضرا ".
22 – ترجم "الصيد" في قوله تعالى:] غير محلي الصيد [(المائدة:1) كما يلي le gibier ( tué ) أي "قنيصة (مقتولة) ". ينبغي استعمال عبارة le gibier ) tué) بكلمة la chasse أي" ممارسة الصيد".فتكون الترجمة كما يلي Ne considerez point la chasse comme licite…...
23 – ترجم قوله تعالى:] إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك [(المائدة:29) كما يلي Je veux que tu confesses ton crime أي "أريد أن تعترف بإثمك". والصحيح كما يلي je veux que tu partes avec le péché de m’avoir tué et avec ton propre péché.
24 - ترجم "الشهادة" في قوله تعالى:] وستردون إلى عالم الغيب والشهادة [(التوبة:105) كما يلي témoignage أي: ترجم "الشهادة" هنا كما ترجمها في] ولا تكتموا الشهادة [(البقرة:283)، مع أن معناها هنا كما يلي visible .
25 - ترجم قوله تعالى:] اخرج عليهن [(يوسف:31) كما يلي Entre auprès d’elles أي "ادخل عليهن". والصحيح كما يلي Sors devant elles.
26 - ترجم " نأتي الأرض " في قوله تعالى:] أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها [(الرعد:41) كما يلي Nou frappons la terre أي "نضرب الأرض"، والصحيح كما يلي Nous venons à la terre.
27 - ترجم "رواسي" في قوله تعالى:] وألقينا فيها رواسي [(الحجر:19) كما يلي cimes أي "قمماً" في حين ترجم الكلمة نفسها في قوله تعالى:] وألقى في الأرض رواسي [(النحل:15) بالترجمة الصحيحة وهي montagnes immobiles أي " (جبالاً) راسيات".
28 - ترجم "المستقدمين" و "المستأخرين" في قوله تعالى:] ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين [(الحجر:24) كما يلي ce qui se pressent en avant et ceux qui se pressent en arrière أي "الذين يبادرون إلى الأمام والذين يبادرون إلى الوراء". الترجمة الملائمة كما يلي Ceux qui sont passés en avantt et ceux qui viennent en arrière أي "الذين مضوا في المقدمة والذين يأتون في المؤخرة".
29 - ترجم " ظالمين" في قوله تعالى:] وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين [(الحجر:78) بـ insolents أي "وقحين" والصحيح. Injustes
30 – ترجم قوله تعالى:] ولا حرمنا من دونه من شيء [(النحل:35) كما يلي Nous n’aurions rien déclaré sacré en dehors de Lui أي "ولا قدَّسنا من دونه من شيء". والصحيح Nous n’aurions rien interdit en dehors de Lui.
31 - في الآية الخامسة من سورة النحل ترجم كلمة] الأنعام [بـ chameaux أي "الجمال"، والصحيح les bestiaux.
32 – وترجم كلمة "دفء" في الآية المذكورة آنفا بـ vêture أي "مراسيم الاحتفال بلبس الملابس الرهبانية"، والترجمة الصحيحة كما يلي rechauffement.
33 - ترجم قوله تعالى:] جعل لكم من أنفسكم أزواجا [(النحل:72) كما يلي Allah vous a donné des épouses nées parmi vous أي "آتاكم الله أزواجا مولودة فيما بينكم" والصحيح كما يلي: Dieu vous a fait des épouses à partir de vous-mêmes .
34 - ترجم "الحمد لله" في قوله تعالى:] الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون [(النحل:75) كما يلي A Dieu ne plaise أي "حاش لله". والصحيح كما يلي Louange à Dieu.
35 - ترجم "من بيوتكم" في قوله تعالى:] والله جعل لكم من بيوتكم سكنا [(النحل:80) كما يلي de vos tentes أي "من خيامكم" والصحيح كما يلي. de vos maisons
36 - ترجم "بغيا" في قوله تعالى:] ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا [(مريم:20) بـ femme أي "زوجة" وقد ترجم الكلمة نفسها وفي السورة نفسها بمعناها الصحيح في] وما كانت أمك بغيا [(مريم:28) وهو prostituée.
37- ترجم قوله تعالى:] فأجاءها المخاض [(مريم:23) كما يلي les douleurs la surprirent أي "جاءها المخاض فجأة"، وهذا يعني أنه قرأ (فأجاءها) كأنه (فاجأها).
38 - ترجم قوله تعالى:] وقري عينا [(مريم:26) كما يلي que ton oeil se sèche! أي "لتجفّ عينك".والصحيح كما يلي:
que ton oeil se réjouisse ( ou se tranquilise).
39 – ترجم "جبارا " في قوله تعالى:] ولم يجعلني جبارا شقيا [(مريم:32) بـ violent أي "عنيفا" والترجمة الصحيحة كما يلي orgueilleux.
(يُتْبَعُ)
(/)
40 – ترجم قوله تعالى:] فجعلناه هباء منثورا [(الفرقان:23) كما يلي et Nous n’avons trouvé que poussière clairsemée أي "ما وجدنا إلا هباء منثورا". والصحيح كما يلي Nous l’avons réduite en poussière clairsemée.
41 - ترجم قوله تعالى:] في أدنى الأرض [(الروم:3) كما يلي aux confins de notre terre أي "في أدنى أرضنا" والصحيح de la terre أي "الأرض" بدلا من. de notre terre
42 - ترجم قوله تعالى:] أإنك لمن المصدقين [(الصافات:52) كما يلي es-tu de ceux qui proclament la vérité? أي "أئنك من الذين يقولون الحق؟ " والترجمة الصحيحة كما يلي es-tu de ceux qui croient ?.
43 - ترجم قوله تعالى:] فلما أسلما [(الصافات: 103) كما يلي quand ils eurent prononcé le salam أي لما قالا "السلام". والترجمة الصحيحة كما يلي quand ils ils se furent soumis ( à l’ordre de Dieu ).
44 - ترجم قوله تعالى:] كتابا متشابها مثاني [(الزمر: 23) كما يلي une Ecriture, en ses parties, à des répétés أي "كتابا شبيها قي أجزائه بمكررات" والترجمة الراجحة كما يلي un livre qui se ressemble et se répète ( dans certain de ses versets ) .
45 - ترجم قوله تعالى:] إنك ميت وإنهم ميتون [(الزمر: 30) كما يلي Te voilà mort et les voilà morts أي "ها أنت ميت وها هم موتى" والصحيح كما يلي Toi, tu mourras et ils mourront eux aussi..
46 - ترجم "وصدق به" في قوله تعالى:] والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون [(الزمر: 33) كما يلي et l’ont déclaré véridique أي "أعلنوه صادقا" هذه ترجمة غامضة، والترجمة الصحيجة الواضحة كما يلي ceux qui sont venus avec le Vrai et l’ont confirmé (par leur acte) ceux-là sont les pieux.
47 - ترجم قوله تعالى:] فاستغفر لنا [(الفتح: 11) كما يلي pardonne-nous أي "اغفر لنا"، والترجمة الصحيحة كما يلي implore pour nous le pardon.
48 - ترجم "الكفار" في قوله تعالى:] أعجب الكفار نباته [(الحديد:20) بـ infidèles أي "الكفار". الترجمة الصحيحة كما يلي cultivateurs. الكفار هنا بمعنى الزراع.
49 - أثبت لقوله تعالى:] … ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله… [(المجادلة:4) ترجمتين مختلفتين Aو B: الترجمة الأولى A صحيحة. والترجمة الثانية B كما يلي cela ( vous est imposé ) pour que vous sachiez qu’Allah est proche de vous, quand vous Le priez, ( prêt à exaucer quand vous L’implorez أي "هذا (مفروض عليكم) لتعلموا أن الله قريب منكم إذا دعوتموه (مجيب إذا سألتموه) ". وهذه الترجمة، كما ترى، بعيدة عن النص.
50 - ترجم قوله تعالى:] … إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس [(المجادلة:11) كما يلي quand il vous est dit “ prenez place à l’aise dans l’assemblée “ prenez place!
أي: "إذا قيل لكم: " اجلسوا كما يطيب لكم في المجلس "فاجلسوا". هذه الترجمة عكس المراد من النص، فالترجمة الصحيحة كما يلي quand il vous
est dit “ faites place ( aux autres ) dans les assemblées ” alors faites place.
51 - ترجم قوله تعالى:] … بأسهم بينهم شديد… [(الحشر: 14) كما يلي Leur vaillance est grande parmi eux أي "بسالتهم كبيرة بينهم" هذا خطأ، والصحيح كما يلي: " Leurs dissensions sont grandes entre eux..
52 - ترجم قوله تعالى:] قم الليل إلا قليلا [(المزمل: 2) كما يلي reste en vigile seulement peu d temps " ابق ساهرا (أو حارسا) في وقت قليل فقط". فقد أدى تغيير كلمة واحدة هنا إلى عكس المراد من الآية الكريمة، فالصحيح أن يستعمل كلمة sauf أي "إلاّ" مكان كلمة seulement أي "فقط" لتكون الترجمة كما يلي reste en vigile sauf peu de temps.
53 - ترجم "ثقيلا" في قوله تعالى:] إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا [(المزمل: 5) بـ grave أي "خطيرا" والترجمة الصحيحة كما يلي lourde.
54 – ترجم "فاقرؤوا" في قوله تعالى:] فاقرؤوا ما تيسر من القرآن [(المزمل: 20) بـ récitez donc à haute voix أي "فاقرؤوا بصوت عال" كذلك ترجمه أيضا في قوله تعالى:] فاقرؤوا ما تيسر منه [(المزمل: 20).
(يُتْبَعُ)
(/)
55 - ترجم قوله تعالى:] لواحة للبشر [(المدثر: 29) كما يلي Elle est dévorante pour les Mortels أي "لواحة لبني آدم" والصحيح كما يلي Elle est dévorante pour l’épiderme. أي " لواحة لظاهر الجلد ".
56 - ترجم قوله تعالى:] وخلقناكم أزواجا [(النبأ: 8) كما يلي Nous vous avons créés ( par ) groupes أي "خلقناكم مجموعات". والصحيح كما يلي Nou vous avons créés en couples.
57 - وفي السورة نفسها ترجم] لباسا [(10) بـ voile أي "غطاء أو حجابا" والصحيح vêtement.
58 - كما ترجم فيها أيضا] فوقكم [(12) بـ sur vous أي "عليكم" والصحيح au –dessus de vous.
59 - ترجم "ثم" في قوله تعالى:] ثم ما أدراك [(الانفطار: 18) بـ oui أي "نعم"، والترجمة الصحيحة كما يلي puis.
60 - ترجم قوله تعالى:] كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون [(المطففين:15) كما يلي Qu’ils prennent garde! En vérité, de leur Seigneur, ce jour-là ils seront séparés أي "كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمفصولون" هذا غير صحيح، والصحيح كما يلي Quils prennent garde! En vérité, ce jour-là un voile les empêchera de voir leur Seigneur.
61 - ترجم قوله تعالى:] وفي ذلك فليتنافس المتنافسون [(المطففين:26) كما يلي Que ceux mus par le désir le convoitent أي "فليطلبه الذين يحركهم الشوق". والأحسن كما يلي Que ceux qui la convoitent entrent en compétition ( pour l’acquérir).
62 - ترجم قوله تعالى:] هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون [(المطففين:36) كما يلي Les impies se sont-ils repentis de ce qu’ils faisaient أي "هل ندم الكفار على ما كانوا يفعلون". والصحيح كما يلي Est ce que les infidèles ont été recompensés de ce qu’ils faisaient?.
63 - ترجم قوله تعالى:] وينقلب إلى أهله مسرورا [(الانشقاق:9) كما يلي Et s’en ira vers ses pareils en alegresse أي "ويذهب نحو أشباهه في سرور" فقد فسر "الأهل" بـ "الأمثال" وهذا خطأ، والترجمة الصحيحة لهذه الكلمة هي famille.
64 - ترجم قوله تعالى:] وأنت حل بهذا البلد [(البلد: 2) كما يلي Or tu es sans liens en cette ville أي "أنت بدون صلة بهذا البلد" أو "لاصلة لك بهذا البلد"، والترجمة الصحيحة كما يلي Et toi, tu es résident dans cette cité.
65 - ترجم"وسقياها" في قوله تعالى:] ناقة الله وسقياها [(الشمس:13) بـ son lait أي "لبنها". هذا خطأ، والترجمة الصحيحة كما يلي: Laissez la chamelle de Dieu boire أي "ذروا ناقة الله تشرب".
66 - ترجم قوله تعالى:] والتين والزيتون [(التين:1) بما يلي Le (Mont des ) figuier(s) et ( des ) olivier(s) أي "جبل أشجار التين والزيتون" فقد أضاف "جبل أشجار" من تلقاء نفسه.
67 - ترجم قوله تعالى] إن الإنسان ليطغى * أن رآه استغنى [(العلق:6 - 7) كما يلي L’homme en vérité est rebelle parcequ’il se passe de tous أي "إن الإنسان لطاغ لأنه يستغني عن الجميع"، والترجمة الصحيحة كما يلي Vraiment l’homme devient rebelle dès qu’ il estime qu’il se suffit.
68 - ترجم قوله تعالى:] والعصر [(العصر: 1) بـ par le Destin أي "والقدر" أو "والحظ" والصحيح كما يلي par le temps.
خاتمة
كتب د. حسن عزوزي ([25]) عن المستشرق بلاشير ما يلي: "وبالرغم من موقع ترجمة بلاشير كواحدة من أفضل الترجمات الفرنسية، فإن الأخطاء الواردة في ثنايا الترجمة كثيرة جدا …………. ومثال بعض الأخطاء التي وقع فيها بلاشير أثناء ترجمته لمعاني القرآن الكريم ما أورده مقابلا للآية الكريمة] وابعث فيهم رسولا منهم [(البقرة: 139) حيث قال: “ Envoie parmi les habitants de cette ville un Apôtre issu d’eux “ فهل غاب عن المستشرق التمييز بين المعاني الكثيرة التي تؤديها الألفاظ الآتية: رسول – نبي – حواري؟ فكلمة "رسول" لا يمكن أن تقابلها سوى لفظة Envoyé وإلى حد ما لفظة Messager؛ لأن الكلمتين تؤديان نفس المعنى الذي هو الإرسال. أما النبي فلا ترادفها إلا لفظة Prophète وقد اختلط المعنى على المستشرقة الفرنسية دنيس ماصون Denise Masson في ترجمتها للقرآن الكريم حيث ترجمت الآية بقولها: Envoie leur un prophète pris parmi eux
(يُتْبَعُ)
(/)
أما بلاشير فقد اشتط به تفكيره ولم يجد مرادفا لكلمة "رسول" سوى لفظة Apôtre التي لا تعني سوى "الحواري". انتهى.
فهذه نبذة طفيفة جدا من أخطاء بلاشير في ترجمته الأخيرة لمعاني القرآن الكريم.
إن كان بلاشير يعرف هذه الأخطاء فتلك بلية، وإن كان لا يعرفها فالبلية أعظم!!.
ومهما كان الأمر فهذا بعض ما جناه بلاشير -هذا المستشرق- على القرآن الكريم والذي قالت عنه د. زينب عبد العزيز في كتابها "ترجمات القرآن إلى أين؟ " ([26]) بعد التحدث عن ترجمة المستشرق الألماني نولدكه ما يلي: "وهي الترجمة التي يتذرع بها بلاشير ليقول عن القرآن الكريم: "ذلك النص الغامض عادة، والذي يصعب فهمه في سياقه الذي لا يتفق –ونصرُّ على ذلك– مع المراحل الأربع المتتالية لنبوة محمد e في مكة وفي المدينة…"
ولم يكتف بلاشير بالإصرار على تجريحه بقضية ترتيب الآيات المعروفة، التي لو رجع إلى كتب الفقه وعلوم القرآن لعرفها وإنما ها هو يرمي بضربته الأخرى قائلا: "إن الرغبة في فرض نص ثابت لايتغير تبدو من ذلك الفعل الدنس أو انتهاك الحرمات من الصحابة الذين قاموا بإبادة كل الأشياء التي تم تسجيل الآيات عليها بأياد ورعة قامت بجمعها من فم الرسول e ". فعلى الرغم من اللباقة ([27]) واستخدام الألفاظ المغلفة والمنمقة من ورع وغيره وتباكيه على ضياع الأصول، إلا أن فحوى خطابه يتضمن الإشارة إلى تلاعب ما وإبادة الأصل لعدم الكشف عما تم من تحريف .. وهي ليست إلا عملية إسقاط لما قامت به الكنيسة في أناجيلها ومجامعها، وطرحها على القرآن الكريم الثابت نزوله وتثبيته بلا أي تحريف… بل وها هو يصل به الأمر إلى التشكيك حتى في نص مصحف عثمان اعتماداً على الهجوم الذي يكيله من مستشرقيه .. وما أغرب ازدواجية بلاشير هذا، فهو من ناحية يعلم ويقول: إن ترجمات القرآن الكريم كافة قد تمت بغية إدانته وتجريح شرائعه، ثم ها هو يتذرع بهذه الانتقادات ذاتها ليقول: " وحيال كل هذه الانتقادات نحن مساقون لأن نسأل الكتابة القديمة أن تأتينا بإجابة عن مسألة الأمانة المطلقة لنص مصحف عثمان!! ". اهـ. وقديما قال الشاعر:
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصَدَّق ما يعتادُه من توهُّم
أعتقد أن هذه المقولة تنطبق على بلاشير بل وعلى كل المستشرقين. فقد أنبأنا القرآن الكريم بما جَنَوْه على التوراة والإنجيل من تحريف، كما شهد بذلك بعض بني جلدتهم، ([28]) فلا غرو إذاً أن يسيئوا الظن بنا طبقا لمقولة الشاعر الآنفة الذكر، هذا سبب، وهناك سبب آخر وهو التشفي منا لآبائهم الذين فضح الله أعمالهم السيئة في القرآن الكريم، والسبب الثالث هو ما هالهم من سرعة انتشار الإسلام حتى بدأ يغزوهم في عقر دورهم. وهناك أسباب كثيرة أخرى كدعوة زعمائهم" لتنصير العالم أجمع". وقِدَماً حذَّرنا الله منهم في كتابه العزيز بقوله سبحانه وتعالى] لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون [(آل عمران: 118) لذلك علينا ألاّ نفاجأ بأي عمل تخريبي أو عدواني يوجهونه ضدنا، لأن هذه الآية الكريمة قد لخصت لنا موقفهم بكل وضوح وصراحة. فالمطلوب منا إذاً هو العمل الجاد بإخلاص وتفان بدون كلل ولا ملل كما قال الله سبحانه وتعالى] ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لايرجون وكان الله عليما حكيما [(النساء: 104) وقال أيضا] وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة [(الأنفال: 60). فمما نستطيع إعداده لهم من قوة:
توصيات
1 – مواصلة طباعة ترجمات معاني القرآن الكريم المعتمدة من مجمع الملك فهد بعد إعادة تصحيحها بدقة من قبل لجنة متخصصة تؤلف من المتمكنين في العربية وفي اللغة المترجم إليها ومن علماء الدين، ويستشار عالم مسلم متخصص عند مراجعة ترجمة الآيات الخاصة بالعلوم الأخرى كالفلك والطب والجيولوجيا. وتصدر بمقدمة تتضمن التعريف بالاستشراق ووسائله وأهدافه كما تتضمن الرد بطريقة علمية مركزة علىشبهاتهم وعلى كل ما يتذرعون به للنيل من القرآن الكريم.
2 – تأليف كتاب جيب في كل لغة استشراقية مهمة تتضمن دحض شبهات المستشرقين بطريقة علمية. يطبع بكمية كبيرة ويوزع كما توزع المصاحف.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 – الإكثار من ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغات الإفريقية لمواجهة الترجمات التنصيرية المتزايدة في هذه القارة، وخصوصاً ترجمة معاني سورة الفاتحة وجزء عم؛ لأنها هي التي يحفظها جمهور المسلمين، وتقرأ غالبا في الصلوات.
4 - الاهتمام بتنظيم توزيع المصاحف وترجمات معانيها في كل بلد.
5 – إنشاء ملحقية إسلامية مستقلة أوتابعة للملحقية الثقافية، بسفارات الدول الأعضاء في منظمة الدول الإسلامية، للدفاع عن القرآن بالحكمة والموعظة الحسنة.
6 – الاستفادة من موسم الحج في كل سنة بعقد لقاءات بين العلماء والمفكرين الذين يأتون إلى الحج، لتبادل الآراء حول السبل الكفيلة بتحقيق الأهداف المشار إليها آنفا.
7 – إصدار مجلة ربع سنوية، أو نصف سنوية متخصصة في دراسة ترجمة معاني القرآن الكريم.
قائمة المراجع
1 – الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري للدكتور محمد حمدي زقزوق.
2 – الاستشراق والمستشرقون (ما لهم وما عليهم) للدكتور مصطفى السباعي.
– أصول التفسير لفضيلة الشيخ صالح العثيمين رحمه الله.
3 – أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن تأليف الشيخ محمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي.
4 – الأعلام تأليف خير الدين الزركلي.
5 – ترجمة القرآن إلى أين؟ للدكتورة زينب عبد العزيز.
6 – ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية للأستاذ محمد حميد الله.
7 – تفسير الإمام الطبري.
8 – زبدة التفسير من فتح القدير للدكتور محمد سليمان عبد الله الأشقر.
9 – فتاوى للمسافرين والمغتربين لسماحة الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية رحمه الله.
10 – القرويين (مجلة مغربية).
11 – المصباح المنير للعلامة أحمد بن محمد بن علي الفيومي المقرئ.
12 – موسوعة المستشرقين تأليف عبد الرحمن بدوي.
13 - La Bible, le Coran et la science للدكتور موريس بوكاي.
14 - Le Coran et la science moderne للدكتور موريس بوكاي.
15 – Frenche-Dictionnary the Oxford Hachette.
16 - La Grande Encyclopédie.
17 – Petit Larousse illustré 1989.
- الحواشي:
([1]) فتاوى للمسافرين والمغتربين 86 - 87.
([2]) فتاوى للمسافرين والمغتربين 86 - 87.
([3]) فتاوى للمسافرين والمغتربين 86 - 87.
([4]) انظر مقدمة كتابه عن القرآن " الكريم " (ص 10).
([5]) ولد أندريه دي ريور عام 1580 في مارسيني Marcigny بفرنسا وتوفي عام 1660 م، كان قنصلا عاما لبلاده في مصر والقسطنطينية، أتقن اللغات الثلاث الأمهات التي يتحدث بها أهل الإسلام: العربية والتركية والفارسية، ألف بعض الكتب وترجم القرآن الكريم في جزأين (648ص). انظر "موسوعة المستشرقين" لعبد الرحمن بدوي (ص 222) و La Grande Encyclopédie المجلد 15 (ص134).
([6]) انظر في مجلة " القرويين " العدد الخامس عام 1414 هـ (ص 111 - 112).
([7]) انظر في كتابه " القرآن الكريم والعلم العصري " (ص 230).
([8]) اسمها Denise Masson وضعت ترجمتها لمعاني القرآن الكريم عام 1958. وتحدثنا في مذكراتها التي أصدرتها منذ بضع سنين أنها وجدت صعوبة شديدة في باريس وهي تحاول البحث عن ناشر ينشر لها ترجمتها للقرآن، ذلك أن معظم أصحاب دور النشر قد استبعدوا أن تُدِر عليهم ترجمة امرأة لكتاب المسلمين المقدس أرباحا، فأوصدت أمامها الأبواب إلى أن وجدت من يقبل ذلك بشرط عدم كتابة اسمها كاملا. وهكذا نجد في جميع طبعات الترجمة اسم دنيس ماصون يكتب هكذا D. Masson. وكأن في ذلك حملا للقارئ على الاعتقاد بأن الترجمة للدكتور ماصون، وهذا ما جعل الكثير من الباحثين ممن لا يعرفها شخصيا أو يقرأ لها يقعون في خطأ اعتقادهم أنه رجل. (انظر كلمة د. حسن عزوزي كلية اللغة العربية- مراكش في مجلة " القرويين " العدد الخامس لعام1414 هـ ص 115 - 116. وجاء في حاشية الصفحة 115 أنها الآن (أي في عام 1414 هـ/ 1993م) تقطن بباب دكالة بمراكش ولها من العمر 90 سنة.
([9]) المصدر السابق الذكر (ص 116).
(يُتْبَعُ)
(/)
([10]) لوي ماسينيون أكبر مستشرقي فرنسا المعاصرين، ومستشار وزارة المستعمرات الفرنسية في شؤون شمال إفريقيا والراعي الروحي للجمعيات التبشيرية الفرنسية في مصر. زار العالم الإسلامي أكثر من مرة وخدم بالجيش الفرنسي خمس سنوات في الحرب العالمية الأولى. كان عضوا بالمجمع اللغوي المصري والمجمع العلمي العربي في دمشق، متخصص في الفلسفة والتصوف الإسلامي، ومن كتبه: (الحلاج الصوفي الشهيد في الإسلام) صدر في 1922م. وله كتب وأبحاث أخرى عن الفلسفة والتصوف، وهو من كبار محرري (دائرة المعارف الإسلامية). انظر " الاستشراق والمستشرقين- ما لهم وما عليهم " (ص 45 - 46) للدكتور مصطفى السباعي.
([11]) انظر الصفحة 7. وألفت النظر هنا إلى أن المترجم اعتمد في تعليقاته على الرقم الأول، بدلا من رقم طبعة القاهرة الذي هو المعتمد في معظم الدول الإسلامية تقريبا.
([12]) انظر " التنبيه " في ترجمته (ص 8).
([13]) في حوار معه نشرته مجلة " رسالة الجهاد الليبية "، عدد يناير 1990 (ص 85).
([14]) جعل من هذه المقدمة كتابا مستقلا بعنوان Introduction au Coran أي "تقديم للقرآن الكريم".
([15]) © G., P. MAISONNEUVE ET LAROSE. 1980
ISBN: 2-7068 – 0338 -x
([16]) انظر الصفحة 11 من المقدمة المذكورة.
([17]) يا سبحان الله! من أين جاء بلاشير بهذا الخبر الذي لا أساس له من الصحة؟ وكيف يتناسى بلاشير حديث البخاري المشهور؟ الذي جاء فيه أنه: قال نبي الله e: " بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان، إذ سمعت قائلا يقول أحد الثلاثة، فأتيت بطست من ذهب فيها من ماء زمزم، فشرح صدري إلى كذا وكذا" قال قتادة: قلت: ما يعني به؟ قال إلى أسفل بطنه، قال: "فاستخرج قلبي فغسل بماء زمزم ثم أعيد مكانه ثم حشي إيمانا وحكمة ثم أتيت بدابة أبيض"، وفي رواية أخرى: "بدابة بيضاء يقال له البراق، فوق الحمار ودون البغل، يقع خطوه منتهى طرفه، فحملت عليه، ثم انطلقنا حتى أتينا إلى بيت المقدس فصليت فيه بالنبيين والمرسلين إماما، ثم عرج بي إلى السماء الدنيا"… فذكر الحديث.
([18]) مع أن سياق الآيات يدل على اختلاق القصة الشيطانية لأنه ليس من المعقول أن يثني الله على هذه الآلهة ثم يذكرها بسوء مباشرة، كما أنه ليس مقبولا أن يسجد المشركون بعد ما سمعوا ذكر آلهتهم بسوء في آخر المطاف لأن العبرة بالكلام الأخير. وقد صرح ببطلان هذه القصة خلق كثير من علماء الحديث. وعلاوة= =على ذلك كله، فقد جاءت آيات قرآنية كثيرة تدل على استحالة حدوث مثل هذا الحادث. منها قوله تعالى:] هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم [(الشعراء:222 - 223) وقوله تعالى:] لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد [(فصلت: 42).
([19]) جاء في صحيح البخاري عن محمد بن زياد أنه قال سمعت أبا هريرة t قال: أخذ الحسن بن علي رضي الله عنهما تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه. فقال النبي e: " كخ كخ " ليطرحها. ثم قال: "أما شعرت أنا لا نأكل الصدقة"؟ وجاء في سياق آخر للبخاري أن النبي e قال: "ما علمت أن آل محمد e لا يأكلون الصدقة"؟.
([20]) في ترجمته (ص 28/ 29).
([21]) انظر "الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري" للدكتور محمود زقزوق (91).
([22]) صفحة 9.
([23]) تفسير الطبري 1/ 313.
([24]) كما يؤخذ من تفسير الطبري (3/ 443).
([25]) مجلة " القرويين " (العدد الخامس).
([26]) الصفحة 8.
([27]) هذا ليس لباقة، إنما هو تهكم.
([28]) في كتابه La Bible le Coran et la science ( ص 21)
المصدر ( http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=6838)
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[15 May 2007, 11:15 م]ـ
جزاكم الله خيراً ...
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[16 May 2007, 11:21 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله خيرا أخي د. عبدالرحمن بن معاضة الشهري و بارك الله فيك و نفع بك:
اسمح لي بتقديم هذه الملاحظات و الاقتراحات و هي مساهمة متواضعة على قدر علمي و فهمي:
(يُتْبَعُ)
(/)
اقتباس: '' وأحيانا يغير ترتيب كلمات بعض الآيات مع إضافة كلمات أخرى عند ترجمتها ليبث بعض سمومه، كما فعل في الآية الكريمة التالية:] زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المئاب [(آل عمران:14) فقد ترجم أول هذه الآية الكريمة في الصفحة 77 كما يلي: Pour les hommes, ont été parés ( de fausses apparences ) l’amour des voluptés tirées des femmes, ( l’amour ) des fils, ……….. أي: "للناس زينت (المظاهرالكاذبة) من حب الشهوات المستخرجة من النساء (حب) البنين والقناطير…" إلى آخر الآية. فقد استعمل كلمة "حب" مرتين وأقحم كلمة "المستخرجة" في الترجمة ليوهم القارئ أن القرآن الكريم يستعمل العبارات النابية المستهجنة. ''
## أحسنت أخي الكريم أحسن الله إليك، كان من المفروض عدم إقحامه لهذه الكلمات النابية و ذلك لوجود كلمات في الفرنسية تؤدي المعنى كما هو و تترجمه بأمانة فمثلا الأفعال: '' aux gens enjolivé أو orné أو embelli ''
كلها تترجم ب: " زين للناس ''، كما أن ترجمة '' حب الشهوات '' تكون بالصيغة التالية:'' l'amour des choses qu'ils désirent '' أو '' jouissances l'amour des '' فما رأيك أخي في هذا الاقتراح؟؟.
-------
2 - قلت: ترجم قوله تعالى:] وتنسون أنفسكم [(البقرة:44) ...... والصحيح Vous-vous oubliez.
## ما رأيك أخي في استبدالها بالصيغة التالية: vous oubliez vous-mêmes ؟؟.
------
4 – قلت: ترجم قوله تعالى:] حتى يأتي الله بأمره [(البقرة:109) ... فالترجمة الصحيحة كما يلي Que Dieu fasse venir son ordre..
## ما رأيك أخي في استبدال كلمة ordre بكلمة Commandement و التي لها صبغة دينية أكثر؟؟.
-------
16 - -
## لقد اخطأ المترجم في لفظة Assurément لان الترجمة الأقرب و الأصوب هي: si-
أما بالنسبة للترجمة التي اقترحتها أخي العزيز فهي غير صائبة في نظري في قولك: " si tu portes la main sur moi pour me tuer " إذ أن معناها يكون ((اذا حملت أو جئت بيدك علي لأن ترجمة sur moi هي عَلَيََ، بينما في الآية الكريمة [بسطت إلَيَ] و لذلك اقترح هذه الترجمة: '' Si tu étends ( tendre) vers moi ta main pour me tuer, moi, je n'étendrai pas vers toi ma main pour te tuer.
--------
21 - ترجم قوله تعالى] قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء [في الآية 18 من سورة الفرقان كما يلي:
( les faux dieux) répondront: Gloire à Toi ! il ne convenait pas à nous qu’en dehors de Toi nous fussions pris comme des patrons
أي: "قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نُتخَذ من دونك أولياء". فقد ترجم " أن نَّتَّخِذَ " كأنه فعل مبني للمجهول مع أنه –في المصحف الذي ترجم منه- مبني للمعلوم. فالترجمة الصحيحة كما يلي:
…. Gloire à Toi ! il ne convenait pas à nous de prendre en dehors de Toi des patrons…
## أنا اقترح اخي العزيز تقديم: le pronom ''NOUS '' pour qu'il soit placé après la négation ''NE'' et l'attribut reste tel qu'il est ''
فتصبح الترجمة كما يلي: '' Il ne nous convenait pas de prendre en
dehors de Toi فما رأي أخي العزيز؟؟.
-------------
23 - ترجم قوله تعالى] يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا [(الفرقان:69) كما يلي: pour lequel le Tourment sera pour lui doublé au jour de la Résurrection , et pour lequel il restera أي "للذي يضاعف له العذاب يوم القيامة وللذي يخلد .. ". يجب حذف pour lequel أي "للذي" في كلا الموضعين، لأنهما زيادتان بدون فائدة، لتكون الترجمة كما يلي: le tourmrnt sera doublé pour lui le jour de la Résurrection et il restera .
## أرى يا أخي العزيز أن تعيد صياغة العبارة - لأنها ترجمة حرفية في نظري-: '' le tourment sera doublé pour lui '' لتكون هكذا:
'' le tourment ( ou châtiment ) lui sera doublé '' .
-------------
16 - ترجم قوله تعالى:] فإن خفتم ألاتعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم [(النساء:3) كما يلي Si vous craignez de n’être pas équitables, ( prenez-en ) une ou des concubines أي "فإن خفتم ألا تعدلوا (فخذوا منهن) واحدة أو خدينات" كلمة concubines أي "خدينات" غير صحيحة. والترجمة الصحيحة ………. une seule, ou des esclaves que vous possedez
## جزاك الله خيرا فكلمة '' concubine و مرادفتها amante '' لا توجد إلا عند الغربيين – و العياذ بالله - الذين يبيحون و يعترفون بمثل هذه العلاقات الشاذة بين الجنسين.
------
33 - ترجم قوله تعالى:] جعل لكم من أنفسكم أزواجا [(النحل:72) كما يلي Allah vous a donné des épouses nées parmi vous أي "آتاكم الله أزواجا مولودة فيما بينكم" والصحيح في رأي المتواضع هو كما يلي: Dieu vous a fait des épouses à partir de vous-mêmes .
## أخي المحترم يستحسن صياغة الجملة بتأخير كلمة '' épouses '' لأنها " complément " لتصبح: Dieu vous a fait à partir de vous-mêmes des épouses,
و الله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 May 2007, 08:18 ص]ـ
جزاكم الله خيراً يا أبا مريم على هذا التعقيب النافع الذي يدل على خبرتكم ومعرفتكم بالفرنسية، وأما أنا فمجرد ناقل للمقال، ولا أفهم من اللغة الفرنسية إلا كلمات معدودة جداً لا تكاد تذكر، وكاتب هذه المقالة المطولة هو الباحث الشيخ فودي سوريبا كمارا ولا أعرفه. والمصدر كما أشرتُ في آخر المقال.
بارك الله فيكم ونفع بكم.
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[18 May 2007, 10:18 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله:
بارك الله فيك أخي العزيز عبد الرحمن الشهري على نقلك لهذا المقال وأجرك عند الله - بإذن الله – "فالدال على الخير كفاعله"، و أنا يا أخي الكريم لست ضليعا في اللغة الفرنسية (التي لا أنكر أنني أحسنها '' و أما بنعمة ربك فحدث'') وإنما استعنت بالقواميس و بعض الترجمات لمعاني القرآن الكريم و هذا كله في سبيل نصرة القرآن الكريم، لأن الترجمة التي أورد الشيخ فودي - كاتب المقال – أمثلة منها لصاحبها المستشرق بلاشير فيها دس و تزوير لمعاني كتاب الله صادرة عن نفس خبيثة لا تحس و لا تتلمس مثلما نحس و نتلمس نحن المسلمين عظمة و سمو كلمات و عبارات و بلاغات هذا الكتاب الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه، و هذه الغيرة على كتاب الله هي التي حفزتني إلى إعداد هذا الرد و تقديم هذه الاقتراحات و الملاحظات لعل كاتب المقال يطلع عليها أو أن احد زوار المنتدى المبارك يوصلها إليه فينتفع بها فيكون لك الأجر إن شاء الله يا شيخنا.
أدعو الله العلي القدير أن يغفر لك و لوالديك و لمشايخك و لجميع المسلمين، و أن يوفقك في خدمة كتابه الكريم و أن يجعله لك إماما و نورا و هدى و رحمة و حجة. آمين يا رب العامين
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 May 2007, 11:27 ص]ـ
جزاك الله خيراً وتقبل منك، وسأجتهد في إيصالها للمصدر الذي نقلت منه على الأقل إن لم تصل للباحث نفسه فهي تعقيبات بذل فيها جهد علمي مشكور زادك الله من فضله يا أبا مريم.(/)
الرسول الجديد اسمه احمد
ـ[اشرف بارومه]ــــــــ[11 Apr 2007, 01:13 ص]ـ
مسلسل الرسول المزعوم
الجزء الأول
يلعب بطل مسلسلنا هذا دوراً في الحقيه صعب ولكنه دوراًً إحترافياً وانا أشهد له إنه أتقن هذا الدور حتى الأن ولكن هل يا ترى سيكتمل المسلسل طويل الحلقات هذا؟؟
دعونا نتناول الأمر في أكثر من جانب لنرى,,,,,,,,,,,,,,,,,,
عندما سمع بطلنا عن أحد النجوم في نفس المجال وما يتمتع به من شهره وأموال سال لعابه وفكر في الأمر مريراً ومن ثم قام بتمثيل المشهد الأول وهو:
الأرتداد عن المألوف ..
خالف جميع الأعراف وسلك نهجاً عكسياً و تمرد على عمله وخالف حتى معلميه من النجوم وغيرهم وخالف الأمه كلها ومن هنا بدأت تدب شهرته وهذا أول الغيث,,,,,,,,,
وشياً فشياً إستطعم حلاوه الدور الذي يلعبه لأن العائد كان كبيراً من شهره إعلاميه وغيرها وعند بلوغه إستحسان فئه ضاله لا تعرف حتى عن أنفسهم شياً ,,صور له أنه على الطريق الصحيح ومن ثم لحق بالنجم الذي كان سمع به في الماضي ليتعلم منه مزيداً من الأحترافيه وليزيد من شهرته هو الآخر أيضاً علي حساب النجم الأكبر وعاش معه فتره من الزمن ليست بالقصيره ولكنها تعلم الآبكم,,, وكان المناخ مهياً للعب الدور تماما حيث إنهم يتعاملان مع أكثر المنتجين ثرائاً. ( U.S)..
ثم أتت فكره على عقل النجم الأكبر جريئه ولكن من الصعب تنفيذها لعده أسباب:
أولا: أسم النجم لا يسمح بذلك فأسمه رشاد وهذا لا ينطبق علي النص الموجود
ثانيا: تاريخ النجم لا يسمح له بذلك أيضاً لأنه ليس من المرتدين عن المرجعيه.
ثالثا: ماكان للنجم الاكبر تمهيداً فكرياً في البلد الذي سيعرض بها المسلسل.
لكن النجم الأصغر توجد لديه كل هذه المقومات وفكر وقال لنفسه ولما لا اللعب انا هذا الدور؟ ,,,,,,,,,, ولكن توجد مشكله واحده ولكنها أهم المشكلات ألا وهي:
وجود النجم الاكبر على قيد الحياة وهو يرفض أن يلعب أحداً هذا الدور غيره وأن يأتي أياً من الممثلين تلامذته لييتفوق عليه وهذا ما لا يسمح به.
فكر النجم الأصغر وفكر وفكر ووجد الحل وهو:
أولاً أن يتخاصم مع النجم الأكبر بدعوى أنه لا يصلح لهذا الدور ومن ثم يظهر أمام الجمهور بعيداً عن هذا الممثل الأكبر تمهيدا لشياً آخر.
وما هو ذلك الشئ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هو التخلص من النجم الاكبر (رشاد) وقام بإحباك الدور جيداً وترك مكان اقامة الممثل الأكبر ( U.S) وسافر الى البلد الأم ودخل السجن كى لا تحوم حوله أيأ من الشبهات على الأطلاق أنه حقا عبقرى.
ولكنه ترك في موطن النجم الأكبر من سيتولى المهمه ونفذت على اكمل وجه و الحمد لله ..
فوجد الممثل الأكبر مقتولا في مطبخ بيتيه ذات يوماً دون معرفه من هو الجانى و بالتأكيد نفيت التهمه عن الممثل الأصغر لعدم وجوده في ذلك البلد وقت وقوع الجريمه.
تنفس الصعداء نجمنا حيث أن لقبه قد تعدل من الممثل الأصغر الى الممثل الأكبر بعد مقتل الآخر من الآن فصاعداً وهذا اول المحصله.
وهنا بدأ العمل من جديد وقام بالتخطيط هذه المره بطريقه مختلفه وهي:
جمع أكبر عدد من الجمهور المسكين حوله إستعداداً للأنطلاق في الدور العظيم وهو:
دور الرسول المنتظر,,,,,,,,,
كل شياً مجهز ومفصل على المقاس تماماً كما أنه أوجد بعض من الكومبارس ممن هم أقاربه وأولاده ليلعبوا معه أدوارهم وهم مساكين أيضاً,,,,,, ولكن من منا لا يحب أن يكون آباه رسولاً أو أحد من أقاربه حتى فلابد أن ينال من الغنيمه شياً ولما لا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وأذا كانت الآيه الكريمه في القرآن تقول (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ) 6 الصف ..
يعنى ذلك أن النبى محمد عليه الصلاه والسلام ليس هو المقصود بهذه الآيه ولا أحد ينكر نبوه النبى محمد ولكن إنكار أنه احمد جائز.
وهذا الايه تذكر شياً آخر وهو (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) 33 الأحزاب
أى إن النبى محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين ولكنه ليس بخاتم الرسول ولاتوجد آيه واحده في القرآن تكلمت عن آخر الرسول.
وحيث أن سيدنا عيسى عليه السلام ذكر في الآيه الكريمه من سوره الصف أن الذي سيأتي من بعدي رسولا وليس نبيا هذا الدليل القاطع على ان هناك رسولاً سيأتى أسمه احمد ,,,,,,,,,,,,,,,,,
وكما فعل سيدنا إبراهيم عليه السلام بتكسير الآصنام لقومه ورفضه لهم وفعل سيدنا موسى أيضاً مع أهل مصر وفعل سيدنا عيسى عليه السلام أيضاً من رفض للماضي وفعل كل الأنبياء ذلك مع سلفهم حيث أنهم على غير حق آن ذاك,,,,,,,,,, وأرسل الله الرسل لردهم عن ماهم به ...
يفعل الآن رسولنا المنتظر والنجم الآكبر الآصغر أيضاً ذلك مع أهله فهو تمرد على السنه والشيعه والعلماء وكل من في الوجود سوا كتاب القرآن الكريم الذي فيه البشاره له وقد حلل وحرم وأفتى في أمور عديده حتى قبل إعلانه الرساله,,,,, وبالطبع لما عهدنا عنه من ذكاء فأنه دائماً يفتى بما يخفف على الجمهور ويقلل عنهم العناء ويبيح لهم ماكنو يحبون فعله ولكن السلف لا يرضون ليكسب أكبر عدداً من الجمهور للألتفاف حوله وقت اعلان الرساله.
هل عرفتم من يكون الرسول المزعوم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أسمه ورد في الايه الكريمه ..
أقول لك أيها الأحمق حتى من هم معك الآن سوف يتركونك عند قيامك بها أنت تظن الغباء في الناس وتظن نفسك العبقرى الوحيد في هذه الدنيا وهذه الحماقه بعينها لقد ولى زمن الجهل ,,,,,,,,,,,
هذه الحلقه الأولى من المسلسل ..
أنتظروا باقي الحلقات فبها من الوثائق والبراهين الكثيراً والذي لا يستطيع أحداً إنكارها.
المسلسل طويل ..
اشرف بارومه [/ color](/)
الإستشراق والإعجاز في القرآن الكريم للدكتور علي النملة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Apr 2007, 07:19 ص]ـ
الإستشراق والإعجاز في القرآن الكريم [1/ 2]
د. علي بن إبراهيم النملة (*) 26/ 3/1428
14/ 04/2007
- المدخل
- نقل المعلومة الشرعية
- العناية بكتاب الله تعالى
- الدافع لترجمة معاني القرآن
المدخل:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محَمَّد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن والاه,
وبعد:
فهذه وقفات حول النقد الذاتي للاستشراق, تتمحور حول نظرات الأوائل من المستشرقين حول القرآن الكريم, من حيث كونُه كلامَ الله تعالى, منزَّلاً على رسوله محَمَّد بن عبدالله –صلى الله عليه وسلم-, من خلال وسيلة هي جبريل –عليه السلام-, ومحاولات طلائع المستشرقين إنكار أنْ يكونَ القرآن الكريم كتابًا منزَّلاً من عند الله تعالى, ومن ثمَّ إنكار أنْ يشتمل على أيِّ نوع من أنواع الإعجاز, بالإضافة إلى الادِّعاء بأنَّ رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قد استعان, في "تأليف" هذا الكتاب المجيد, ببعض معاصريه من أهل الكتاب. وسعى هذا البحثُ إلى التركيز على ردِّ المستشرقين على المستشرقين, فيما يمكن أنْ يدخُل في مفهوم النقد الذاتي للاستشراق.
تأتي هذه الوقفاتُ استجابةً لدعوةٍٍ كريمةٍ مشكورة من الأستاذ الدكتور محَمَّد عبدالرحيم محَمَّد عميد كلِّية دار العلوم بجامعة المنيا بجمهورية مصر العربية, رئيس المؤتمر الدولي الثالث عن العلوم الإسلامية وقضايا الإعجاز في القرآن والسنَّة بين التراث والمعاصرة, الذي يُعقد في رحاب جامعة المنيا, كلِّية دار العلوم.
آمل أنْ أكون قد وفِّقت في إثارة هذا الموضوع, بما يفتح المجال إلى مزيد من التركيز, من قبَل الباحثين العرب والمسلمين, على نظرة المستشرقين المعاصرين لأسلافهم من طلائع المستشرقين, في مواقفهم من الإسلام والقرآن الكريم والسنَّة النبوية الشريفة, وما طرأ على هذه النظرة من تطوُّر أملته الحالة الثقافية المعولمة, التي برزت في الزمن المعاصر, دون اللجوء إلى التعميم في الأحكام, الإيجابية أو السلبية, على الاستشراق, وبما يكْفُل قدرًا من الإنصاف والاعتدال, في ضوء هذا التلاقُح الثقافي والحضاري بين الأمم, مما يستدعي قدرًا غيرَ مستهانٍ به من التسامُح والعدل في الأحكام العلمية وصنوف التعامُل الأخرى.
نقل المعلومة الشرعية
من وسائل نشر المعلومة الشرعية نقلُها لغويًا, من اللغة العربية إلى لغات أخرى, يتحدَّثها من لا يتحدَّثون العربية, من المنتمين للإسلام، ومن غير المنتمين إلى الإسلام. وتسمَّى هذه الوسيلة بالنقل والترجمة (1).
وأوَّل ما يتبادر إلى الذهن في مسألة ترجمة المعلومة الشرعية ترجمة معاني القرآن الكريم من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى (2).
القرآن الكريم كلامُ الله تعالى, المنزَّلُ من عنده, بواسطة جبريل –عليه السلام- إلى محَمَّد بن عبدالله-صلى الله عليه وسلم- النبيِّ الأمِّيِّ, لا يرقى إليه كلامُ المخلوقين, من حيث الصياغةُ والمعنى والمدلولُ والديمومةُ، وفيه ألفاظ ودلالات لا مقابلَ لها في اللغات الأخرى, ولا تتهيَّأ ترجمته إلى أيِّ لغة أخرى ترجمةً حرفية غير ميسورة, مهما قامت المحاولات, قديمًا وحديثًا, ولذا كانت هناك محاولات للتعامُل مع هذه الاستحالة بتفسير القرآن الكريم بلغات أخرى, كما اصطلح المسلمون على محاولات الترجمة, خروجًا من هذا الحرج, بأنَّها تعامُلٌ مع المعنى (3).
من سمات الإعجاز في القرآن الكريم إعجازه العلمي, بالمفهوم العلمي العام الذي لا يقتصر على العلوم التطبيقية والبحتة, إذ لا بُدَّ من التوكيد على توسيع رقعة المفهوم العلمي, من حيث كونُه إعجازًا قرآنيًا ليشمل السمات العلمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والنفسية والتربوية, التي جاءت إشارات لها في كتاب الله تعالى, دون الاقتصار فقط على العلوم التطبيقية (التجريبية) والبحتة.
يختلف التفسير العلمي للقرآن الكريم عن الإعجاز العلمي لكتاب الله, إذ إنَّ التفسير العلمي «هو الكشف عن معاني الآية في ضوء ما ترجَّحت صحَّته من نظريات العلوم الكونية. أما الإعجاز العلمي: فهو إخبار القرآن الكريم بحقيقة أثبتها العلم التجريبي أخيرًا, وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية في زمن الرسول –صلى الله عليه وسلم-» (4).
(يُتْبَعُ)
(/)
تعالج هذه الصفحات موقفَ بعض المستشرقين من الإعجاز في القرآن الكريم, مع التركيز على نقد جهود المستشرقين في التعاطي مع القرآن الكريم بصفته وحيًا منزَّلاً على سيِّدنا رسول الله محَمَّد ابن عبدالله –صلى الله عليه وسلم-, بما في ذلك نقد جهود هؤلاء المستشرقين في مصدرية القرآن الكريم, من حيث نزولُه وحيًا من عند الله تعالى, في مقابل كونه تأليفًا من رسول الله محَمَّد بن عبدالله –صلى الله عليه وسلم-, أعانه عليه قوم آخرون.
العناية بكتاب الله تعالى
منذ أنْ ختم الله تعالى الأديان كلَّها بالإسلام, وختم الأنبياء والرسُل كلَّهم بمحَمَّد بن عبدالله –صلى الله عليه وسلم-, وختم الكتبَ السماويةَ كلَّها, بالقرآن الكريم، وهذا الكتاب المنزَّل هو محطُّ اهتمام المسلمين, وغير المسلمين, بالتفسير والتحليل, والسعي إلى فهمه وتمثُّله من المسلمين, والوقوف على أسرار تأثيره في النفوس من غير المسلمين (5).
تَعرَّفَ كثيرٌ من المستشرقين الأوائل على النصِّ القرآني من خلال ترجمة المستشرقين أنفسهم لمعانيه إلى اللغات الأوروبية, التي اعتمد لاحقها على سابقها, مما كان سببًا من أسباب الالتفات عن الإعجاز في القرآن الكريم. ويمكن القول إنَّه من تعرَّض لنصِّ القرآن الكريم, من المستشرقين والعلماء الغربيين, بلغته العربية كانت له مواقفُ أكثر نزاهةً ممَّن تعرَّضوا للنص القرآني مترجَمًا من مستشرقين.
الذين تعرَّضوا للقرآن الكريم من منطلق أدبي كانوا أكثر تركيزًا على إعجاز القرآن الكريم. ولا تكاد دراسات المستشرقين عن أدب العصر الجاهلي تخلو من التعرُّض للقرآن الكريم, على اعتبار أنَّ القرآن الكريم معجزٌ بلاغةً, كما أنَّه معجز من نواحٍ أخرى مختلفة (6).
لا يتوسَّع هذا البحث للحديث عن الإعجاز نفسه, فمنذ أنْ درس المسلمون الإعجاز البياني في القرآن الكريم, منذ علي بن عيسى الرمَّاني الإخشيدي الورَّاق (276 ـ 384هـ) في كتابه: الجامع لعلم القرآن, وحمد بن محَمَّد بن إبراهيم بن الخطَّاب البُستي "الخطَّابي" (319 ـ 388هـ) في كتابه: إعجاز القرآن, ومحَمَّد بن الطيِّب بن محَمَّد بن جعفر بن القاسم البصري الباقلاَّني (338 ـ 403هـ) , في كتابه: إعجاز القرآن, والإنتاج العلمي في هذا المجال يزداد مع الزمن (7).
يمكن القول, دون تعميم: إنَّ دراسات المستشرقين الأوائل حول المعلومة الشرعية لا تكاد تخلو من الخلل, إمَّا أن يكون غير مقصود, أو يكون متعمَّدًا. ذلك أنَّ هؤلاء الدارسين للمعلومة قد افتقدوا إلى عاملين مهمَّين؛
أوَّلهما: الافتقار إلى الانتماء إلى هذه المعلومة, وما تمثِّله من ثقافة، ومن ثمَّ أعطاهم عدمُ الانتماء الجرأةَ في الحكم والتحليل, دون النظر إلى التأثير, ولو كان هذا التأثير سلبيًا.
العامل الثاني: هو افتقارهم إلى الإلمام باللغة التي جاءت بها المعلومة الشرعية، وهي, هنا, اللغة العربية، رغم محاولاتهم الجادَّة للسيطرة عليها (8).
هذا العامل الثاني أخفُّ بكثير من العامل الأوَّل، ولكنَّ تأثيرَه بدا واضحًا, من خلال اضطرار المستشرقين إلى الاستعانة بالضليعين باللغة العربية من العلماء والأدباء العرب, يقرأون لهم, وينسخون ما يكتبون. وقد حرصوا على أصحاب الخطوط الجميلة, في ضوء تعميم المطبعة ووسائل الاستنساخ الحديثة, ومن هؤلاء العلماء والأدباء (مرتَّبة أسماؤهم هجائيًا): إبراهيم شيُّوخ, وابن أبي شنب, وأحمد تيمور, وأحمد زكي, وأحمد عبيد, وإحسان عبَّاس, والقاضي إسماعيل الأكوع, وحسن حسني عبدالوهَّاب, وحمد الجاسر, وصلاح الدين المنجِّد, والشيخ طاهر الجزائري, والعابد الفاسي, وعبدالحيّ الكتَّاني, وفؤاد سيِّد, والفقيه التطواني, وقاسم الرجب, وكوركيس عوَّاد, ومحَمَّد إبراهيم الكتَّاني, ومحَمَّد رشاد عبدالمطلِّب, ومحَمَّد محمود بن التلاميذ التركزي الشنقيطي, ومحَمَّد المنوني, ومحَمَّد يوسف نجم, ومحمود محَمَّد الطناحي (9).
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول رشيد رضا في كتابه: الوحي المحَمَّدي: «إنَّ ترجمات القرآن التي يعتمد عليها الإفرنج في فهم القرآن كلها قاصرة عن أداء معانيه التي تؤدِّيها عباراته العليا وأسلوبه المعجز للبشر. وهي إنما تؤدِّي بعض ما يفهمه المترجم له منهم, إنْ كان يريد بيان ما يفهمه. وإنَّه لمن الثابت عندنا أنَّ بعضهم تعمَّدوا تحريف كلمه عن مواضعه. على أنَّه قلَّما يكون فهمهم تامًّا صحيحًا. ويكثر هذا فيمن لم يكن به مؤمنًا, بل يجتمع لكلٍّ منهم القصوران كلاهما: قصور فهمه وقصور لغته» (10).
يعترف المستشرق الفرنسي المعاصر جاك بيرك أنَّ محاولته ترجمة معاني القرآن الكريم «ليست غير محاولة لتفسير معاني القرآن الكريم؛ لأنَّ الترجمة الحقيقية للنصِّ القرآني مستحيلة, فألفاظ وعبارات القرآن الكريم لها مدلولات ومؤشِّرات عميقة, ولا تستطيع اللغة (القابلة) أنْ تنقلها بكلِّ ما تحتويه من معانٍ ظاهرة وخافية» (11).
يقول مصطفى عبدالغني: «إنَّ مراجعة ترجمة جاك بيرك, هنا, تشير إلى أنَّه ـ مثل عدد من المستشرقين ـ رغم استخدامه لعدد من المناهج الغربية الجديدة على النصِّ, فإنَّه ما زال يحمل رواسبَ تاريخيةً واجتماعيةً خاصَّةً في التفسير أكثر من محاولة صارمة في المنهج» (12).
اصطَلَح المسلمون على أنْ يطلقوا على عملية نقل القرآن الكريم, وترجمته من اللغة العربية إلى أيِّ لغة أخرى, ترجمة معاني القرآن الكريم (13) , ويتحرَّج المسلم العالِمُ من إطلاق الترجمة على القرآن الكريم, دون أن تكون مقيَّدةً بترجمة المعنى (14).
كان هذا مخرَجًا حفِظَ للقرآن الكريم مكانته, بلغته العربية، ودفع كثيرين من غير العرب إلى تعلُّم اللغة العربية, ليستطيعوا تذوَّق القرآن الكريم, باللغة التي نزل بها. كما أنَّه كان مخرجًا لتعدُّد ترجمات المعاني في اللغة الواحدة, على أيدي أبنائها وغير أبنائها، بل ربَّما تعدَّدت ترجمة المعاني باللغة الواحدة على يد مترجم واحد، حيث يتبيَّن له دائمًا التقصير الذي يعتريه, مع كل ترجمة للمعاني. وهذا من طبع البشر (15).
يقول عبدالله بن عبدالمحسن التركي في مقدِّمته للتفسير الميسَّر: «كان غير العرب ـ بمجرَّد دخولهم في الإسلام ـ يتعلَّمون لغة العرب, ليقرؤوا القرآن ويفهموه ويعملوا به. وحينما انحسر المدُّ الإسلامي, وضعُف المسلمون, وقلَّ الاهتمام بالعلوم الإسلامية ولغتها العربية, ظهرت الحاجة إلى ترجمة معاني كتاب الله لمن لا يتكلَّم اللغة العربية ولا يفهمها, إسهامًا في تبليغ رسالة الإسلام للناس كافَّة, ودعوةً لهم إلى هدي الله وصراطه المستقيم.
وتعدَّدت الترجمات, ودخل في الميدان من ليس أهلاً له, بل قام بذلك أناسٌ من غير المسلمين, ممَّا جعل الحاجة ملحَّةً إلى أنْ يعتني المسلمون بتوفير ترجمات صحيحة لمعاني كتاب الله, وبيان ما في بعض الترجمات من أخطاء وافتراء ودسٍّ على كتاب الله الكريم, ورسالة نبيِّنا محَمَّد –صلى الله عليه وسلم-» (16).
الاهتمام بالقرآن الكريم من قبل الغربيين أدَّى إلى ترجمتهم لمعانيه إلى لغاتهم, وهم غربيون, بمفهوم أنَّهم غير مسلمين. ورغم كثرتها إلا أنَّ أبرزها ترجمة المستشرق الإنجليزي جورج سيل (1697 ـ 1736م) إلى اللغة الإنجليزية, التي وضع لها مقدِّمة, قرَّر فيها أنَّ سيِّدنا محَمَّد بنَ عبدالله –صلى الله عليه وسلم- هو الذي ألَّف القرآن الكريم ـ كما سيأتي ذكره ـ وإنْ كان لم يستبعد أنْ يكونَ قد عاونه أحد من حكماء عصره, من بني قومه, أو من اليهود والنصارى! (17) "وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ" [النحل: 103].
أعقب ذلك نقولٌ أخرى عن هذه الترجمة. وكان هذا التأثير سلبيًا، ولعلَّه كان مقصودًا؛ لصرف الآخر عن التعلُّق بالإسلام, من خلال تقديم المعلومة الشرعية الصحيحة, بالترجمة الدقيقة للمصدر الأوَّل لهذه المعلومة. هذا في ضوء غياب جهود المسلمين القادرين على تقديم المعلومة الصحيحة, من خلال الترجمة الدقيقة لمعاني القرآن الكريم, وانشغال المسلمين, في حينها, بالنظر في مشروعية النقل والترجمة لمعاني القرآن الكريم إلى اللغات الأخرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
لا شكَّ في أنَّ هذا الموقف من المعلومة الشرعية كان له, في مجتمع هؤلاء الدارسين, تأثيره السلبي عليها، إذ أسهم هذا الأسلوب في إبعاد الناس عن المعلومة الشرعية الصحيحة، بما في ذلك الالتفات إلى الوقفات العلمية الكونية القائمة وقت نزول الوحي على رسول الله –صلى الله عليه وسلم-, أو تلك الحقائق العلمية التي تحقَّق بعضها بعد نزول الوحي, أو تلك التي لا تزال تخضع للاكتشاف المتواصل مع التقدُّم العلمي والتقاني.
هذا الالتفات عن هذا الجانب الحيوي في كتاب الله تعالى أسهم في ضعف فهم الإسلام, أو في سوء فهمه من قبل الغربيين، مما كان له تأثيره على الإقبال على هذا الدين, الذي يقوم على المعلومة الشرعية الصحيحة.
التركيز, هنا, مخصَّص لمحاولات فهم الجانب الإعجازي في القرآن الكريم من أولئك الذين لا ينتمون إليه، ولا يتحدَّثون لغته العربية، ممَّا أدَّى إلى قيام محاولات لترجمة معانيه إلى لغاتهم, تعود إلى القرن السادس الهجري (سنة 536هـ) , الثاني عشر الميلادي (سنة 1141م) , حينما بدأ بطرس المحترم الكلوني هذا الجهد، وتولَّى الترجمة له الراهب الإنجليزي روبرت (روبرتوس كيتينيسيس) الكلوني, وكان, هو والراهب الآخر هيرمان الدالماتي, الذي ترجم النبذة المختصرة, ملمِّين باللغة العربية, وكانت هذه الترجمة «تزخر بأخطاء جسيمة, سواءٌ في المعنى أو في المبنى, ولم يكن أمينًا, إذ أغفل ترجمة العديد من المفردات, كما لم يتقيَّد بأصل السياق, ولم يُقم وزنًا لخصوصيات الأدب» , كما يقول يوهان فوك (18).
يُضيف عبدالرحمن بدوي إليهما كلاًّ من روبرت كينت, وعربي مسلم يُدعى محَمَّدا, «ولا يُعرف له لقب ولا كنية ولا اسم آخر» (19). ويذكر محَمَّد عبدالواحد العسري أنَّ من التراجمة أحدَ المسلمين المنقلبين عن دينهم الأصلي إلى النصرانية (20). كما يذكر محَمَّد عوني عبدالرؤوف «أنَّ أحد المغاربة من المتفقِّهين في التفسير والدين كان يمُدُّ له يدَ المساعدة دائمًا» (21).
ومع هذا فلم تكن هذه الترجمة أمينةً, «فقد كانت تعاني من نقص شديد في مواطنَ كثيرةٍ, فهي شرح للقرآن أكثر من كونها ترجمةً. لم يُعنَ بأمانة الترجمة ولا بتركيب الجملة, ولم يُعِر البيانَ القرآنيَّ أيَّ التفات, بل اجتهد في ترجمة معاني السور وتلخيصها, بصرف النظر عن موضوع الآيات التي تعبِّر عن هذه المعاني بالسورة نفسها» (22).
إلا أنَّ هذه الترجمة لم يتمّ طبعها إلا بعد أربع مئة سنة من ترجمتها, أي في منتصف القرن العاشر الهجري, (سنة 950هـ) , منتصف القرن السادس عشر الميلادي (سنة 1543م) , حيث طبعت في بازل بسويسرا, إذ تولَّد جدل لدى رجال الدين في الكنيسة حول جواز نشر القرآن الكريم بين رعايا الكنيسة, ومدى تأثيره على مشروع حماية النصارى من الإسلام (23). ثمَّ صدرت الطبعة الثانية منها, في بازل بسويسرا, كذلك, سنة 957هـ/1550م (24). تلاها, مباشرة, محاولة ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللاتينية، وقام بها جمعٌ من رهبان ريتينا. وقيل إنَّ هذه الترجمة قد أُحرقت (25).
تعاقبت الترجمات, مستندة إلى ترجمة روبرتوس الكلوني, وعلى أيدي المستشرقين, فقد صدرت أقدمُ ترجمة إلى الإيطالية سنة 954هـ/1547م, ثم صدرت عن الترجمة الإيطالية ترجمة ألمانية سنة 1025هـ/1616م, على يد سالومون شفايجر, وعن الألمانية صدرت ترجمة إلى الهولندية سنة 1051هـ/1641م, غير معلومة اسم المترجم, ثم إلى الفرنسية, حيث ترجمها رير سنة 1057هـ/1647م (26). وكلُّها كانت عالةً على ترجمة روبرتوس, حتى ظهرت ترجمة لودفيجو ماراتشي إلى الإيطالية سنة 1110هـ/1698م, «التي لا سبيل إلى مقارنتها, من حيث صحَّتُها, مع أيِّ ترجمة أخرى قبلها» (27).
الدافع لترجمة معاني القرآن
يُعيد الدارسون ترجمةَ معاني القرآن الكريم, المتقدِّمة تاريخيًا, إلى دوافع تنصيرية بالدرجة الأولى، وهذا مبني على القول بأنَّ الاستشراقَ قد انطلق من الدافع التنصيري، والديني بصورة أعمَّ.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول ريجي بلاشير عن بوادر ترجمة معاني القرآن الكريم التي انطلقت من بطرس المحترم سنة 536 ـ 538هـ/1141 ـ 1143م: «كانت المبادرة قد انبثقت عن ذهنية الحروب الصليبية. هذا ما تثبته الرسالة التي وجَّهها بطرس المحترم إلى القدِّيس برنار, مرفقةً بنسخة من الترجمة التي كانت قد أُعِدَّت, كما انبثقت في الوقت ذاته عن الرغبة الشديدة لإزالة كل أثر للإيمان الأول, من أذهان المسلمين المهتدين. وفي رأينا أنَّ الأهميَّة التي اتَّخذها القرآن في هذا المجال قد تجلَّت في الروح العسكرية التي استمرَّت حميَّتها حتَّى بداية القرن الرابع عشر, دليلنا على ذلك في الحماسة التبشيرية عند ريمون لول المتوفَّى في بورجي سنة 1315م» (28).
يقول يوهان فوك, حول هذا الارتباط, أيضًا: «ولقد كانت فكرة التبشير هي الدافع الحقيقي خلف انشغال الكنيسة بترجمة القرآن واللغة العربية. فكلَّما تلاشى الأمل في تحقيق نصر نهائي بقوَّة السلاح, بدا واضحًا أنَّ احتلال البقاع المقدَّسة لم يؤدِّ إلى ثني المسلمين عن دينهم, بقدر ما أدَّى إلى عكس ذلك, وهو تأثُّر المقاتلين الصليبيين بحضارة المسلمين وتقاليدهم ومعيشتهم في حلبات الفكر» (29).
تنطلق ترجمة معاني القرآن الكريم, بعد أفول حملات الفرنجة (الصليبيين)، وبالتحديد من دير كلوني, بأمر من رئيس الدير بطرس المحترم/الموقَّر, كما مرَّ ذكره (30). ويؤكِّد محَمَّد ياسين عريبي في كتابه: الاستشراق وتغريب العقل التاريخي العربي، ارتباط ترجمات معاني القرآن الكريم بالتنصير (31). كما يؤيِّده في هذا محَمَّد عوني عبدالرؤوف في أنَّ «الفكرة من الترجمة إذًا قد كانت من الكنيسة بعد أنْ اقتنعت أنَّ النصر لن يكون بالسلاح» (32).
يؤكِّده, كذلك, الباحثُ الدكتور محَمَّد بن حمَّادي الفقير التمسماني, في بحث له بعنوان: تاريخ حركة ترجمة معاني القرآن الكريم من قبل المستشرقين ودوافعها وخطرها. حيث يجعل «حملات التبشير النصرانية, أحد أسباب بداية نشأة الاستشراق» (33).
يؤيِّده على هذا التوجُّه الأستاذ الدكتور محَمَّد مهر علي, في بحث له بعنوان: ترجمة معاني القرآن الكريم والمستشرقون: لمحات تاريخية وتحليلية، حيث يؤكِّد الأستاذ الباحث أنَّ ترجمات معاني القرآن الكريم من قبل المستشرقين لم تلقَ إقبالاً إلا لدى الدوائر التنصيرية (34).
يؤيِّدهما, كذلك, الدكتور عبد الراضي بن محَمَّد عبدالمحسن في بحث له بعنوان: مناهج المستشرقين في ترجمات معاني القرآن الكريم: دراسة تاريخية نقدية، الذي يرى أنَّ التنصيرَ كان وراء ترجمة معاني القرآن الكريم، حيث انطلقت الترجمة في رحلتها الأولى والثانية من الأديرة, وعلى أيادي القسُس, وأنَّ فكرة التنصير كانت وراء ترجمة معاني القرآن الكريم (35).
هذا يؤكِّد أهمية اضطلاع المسلمين أنفسِهم بمهمَّة ترجمة معاني القرآن الكريم إلى لغات العالم، كما قام به بعض أبناء هذه الأُمَّة مؤخَّرًا، وكما تقوم به مؤسَّسات علمية عربية وإسلامية, لها اعتباراتها المرجعية, ومنها, على سبيل المثال, الأزهر الشريف ومجمَّع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنوَّرة, حيث وصلت ترجمات معاني القرآن الكريم الصادرة عن هذا المجمَّع إلى أكثر من أربعين لغة. وهذا جهد يذكر ويشكر.
الأصل أنْ تكون هناك ترجمة واحدة, قابلة للمراجعة ومعتمدة, لمعاني القرآن الكريم لكلِّ لغة، قصدًا إلى الحيلولة دون الاختلاف في المعنى باختلاف اللفظ، يأتي هذا في ضوء وجود أكثر من مئة وعشرين (120) ترجمة لمعاني القرآن الكريم إلى لغات العالم، بعضها مكرَّر في لغة واحدة، قام بها عدد من المستشرقين، وبعض المسلمين, كالإنجليزية, التي زادت عدد الترجمات بها عن 80 ترجمة (36). وصلت طبعاتُها سنة 1423هـ/2002م إلى ما يزيد عن 890 طبعة, بعد أنْ كانت قد وصلت سنة 1400هـ/1980م إلى ما يزيد عن 269 طبعة, «سجَّلت تفاصيلَها المرجعيةَ بدقَّة الببليوجرافيا العالميةُ لترجمات معاني القرآن الكريم: الترجمات المطبوعة» (37).
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم تتركَّز الترجمة في اللغة الواحدة بترجمة واحدة, بفضل من الله تعالى, الذي تكفَّل بحفظ هذا الذكر العظيم؛ "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" [الحجر: 9]. ثمَّ إلى هذه الثُّلَّة من علماء المسلمين, مدعومين من الحكومات العربية والإسلامية, ومن المعنيين بالشأن العلمي والثقافي والفكري ممن أقاموا مراكز الدراسات والبحوث الإسلامية؛ خدمةً لهذا الدين الحنيف.
-------------الحواشي --------------------
(*) أستاذ المعلومات والمكتبات.
(1) انظر في مناقشة قضية النقل والترجمة في الحضارة الإسلامية: علي بن إبراهيم النملة. النقل والترجمة في الحضارة الإسلامية. ـ ط 3. ـ الرياض: مكتبة الملك فهد الوطنية, 1427هـ/2006م. ـ 204 ص.
(2) انظر في مناقشة هذه القضية: إبراهيم بن صالح الحميدان. مواصفات الترجمة المعدَّة للاستعمال في مجال الدعوة. ـ 69 ص.
في: ندوة ترجمة معاني القرآن الكريم: تقويم للماضي, وتخطيط للمستقبل. ـ المدينة المنورة: مجمَّع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف, 1423هـ/ 2002م.
(3) انظر, مثلاً: عُبادة بن أيُّوب الكبيسي. إمعان النظر في فواتح السوَر. ـ مجلَّة الدراسات الإسلامية. ـ مج 25 ع 2 (1410هـ). ـ ص 5 ـ 42. وانظر, أيضًا: عبد الفتاح عطية يونس. سر إعجاز القرآن الكريم في فواتح السور. ـ منار الإسلام. ـ مج 5 (5/ 1409هـ ـ 12/ 1988م). ـ ص 6 ـ 15.
(4) انظر: عبدالله بن الزبير بن عبدالرحمن. تفسير القرآن الكريم: مصادره واتِّجاهاته. ـ مكَّة المكرَّمة: رابطة العالم الإسلامي, 1423هـ. ـ ص 139. ـ (سلسلة دعوة الحقِّ؛ 202).
(5) تتَّكئ هذه الوقفات, في أصلها ومقدِّمتها, على دراسة للباحث حول القرآن الكريم والمستشرقين, تنشرها مجلَّة البحوث والدراسات القرآنية الصادرة عن مجمَّع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنوَّرة. ـ ع 3 (محرَّم 1428هـ ـ فبراير 2007م).
(6) انظر: عبدالرحمن بدوي. دراسات المستشرقين حول صحَّة الشعر الجاهلي. ـ ط 2. ـ بيروت: دار العلم للملايين, 1986م. ـ 327 ص. وتعرَّض مرجليوث للإعجاز البياني في مقالته: أصول الشعر العربي, كما تعرَّض له جوستاف فون جرونباوم في: دراسات في الأدب العربي, وله, كذلك, نقد الشعر في إعجاز القرآن للباقلاَّني, وأنجليكا نويفرت في مقالتها: طريقة الباقلاَّني في إظهار إعجاز القرآن.
(7) انظر مقدِّمة المحقِّق السيِّد أحمد صقر. ـ ص 5 ـ 95.
في: الباقلاَّني, أبو بكر محَمَّد بن الطيِّب. إعجاز القرآن/ تحقيق السيِّد أحمد صقر. ـ ط 5. ـ القاهرة: دار المعارف, 1981م. ــ 395 ص.
(8) انظر مناقشة البعد اللغوي لترجمةٍ من آخر ما ظهر لمعاني القرآن الكريم لدى: مصطفى عبدالغني. ترجمة جاك بيرك للقرآن: من القراءة إلى التفسير. ـ الاجتهاد. ـ ع 49 (شتاء 2001م ـ 1421/ 1422هـ). ـ ص 129 ـ 135.
(9) انظر: محمود محَمَّد الطناحي. مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي مع محاضرة عن التصحيف والتحريف. ـ القاهرة: مكتبة الخانجي, 1405هـ/1984م. ـ ص 223 ـ 224.
(10) انظر: محَمَّد رشيد رضا. الوحي المحَمَّدي. ـ ط 6. ـ القاهرة: مطبعة نهضة مصر, 1375هـ/1956م. ـ ص 24.
(11) انظر: مصطفى عبدالغني. ترجمة جاك بيرك للقرآن: من القراءة إلى التفسير. ـ الاجتهاد. ـ مرجع سابق ـ ص 115 ـ 137. والنصُّ من ص 119, نقلاً عن: سعيد اللاوندي. محاكمة جاك بيرك: إشكالية ترجمة معاني القرآن الكريم. ـ مخطوطة.
(12) انظر: مصطفى عبدالغني. ترجمة جاك بيرك للقرآن: من القراءة إلى التفسير. ـ الاجتهاد. ـ مرجع سابق. ـ ص 129.
(13) انظر: مصطفى صبري. مسألة ترجمة القرآن. ـ القاهرة: المطبعة السلفية، 1351هـ.
(14) انظر: محَمَّد سليمان. كتاب حدث الأحداث في الإسلام: الإقدام على ترجمة القرآن. ـ القاهرة: مطبعة جريدة مصر الحرَّة، 1355هـ.
(15) انظر: محَمَّد صالح البنداق. المستشرقون وترجمة القرآن الكريم: عرض موجز بالمستندات لمواقف وآراء وفتاوى بشأن ترجمة القرآن الكريم مع نماذج لترجمة تفسير معاني الفاتحة في ستِّ وثلاثين لغة شرقية وغربية. ـ ط 2. ـ بيروت: دار الآفاق الجديدة، 1403هـ/ 1983م. ـ 338 ص.
(يُتْبَعُ)
(/)
(16) انظر: عبدالله بن عبد المحسن التركي, مشرف. التفسير الميسَّر/ تأليف نخبة من العلماء. ـ المدينة المنوَّرة: مجمَّع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف, 1418هـ. ـ ص و.
(17) انظر: عبدالحكيم فرحات. إشكالية تأثُّر القرآن الكريم بالأناجيل في الفكر الاستشراقي الحديث. ـ 23 ص.
في: ندوة القرآن الكريم في الدراسات الاستشراقية المنعقدة في مجمَّع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنوَّرة في المدَّة من 16 ـ 18/ 10/1427هـ الموافق 7 ـ 9/ 11/2006م. ـ المدينة المنوَّرة: المجمَّع, 1427هـ/2006م.
(18) انظر: يوهان فوك. تاريخ حركة الاستشراق: الدراسات العربية والإسلامية في أوروبَّا حتَّى بداية القرن العشرين/ تعريب عمر لطفي العالم. ـ ط 2.ـ دمشق: دار قتيبة, 1417هـ/1997م. ـ ص 18.
(19) انظر: انظر: عبدالرحمن بدوي. موسوعة المستشرقين. ـ ط 4.ـ بيروت: المؤسَّسة العربية للدراسات والنشر, 2003م. ـ ص 441.
(20) انظر: محَمَّد عبدالواحد العسري. الإسلام في تصوُّرات الاستشراق الإسباني. ـ مرجع سابق. ـ ص 122.
(21) انظر: محَمَّد عوني عبدالرؤوف. فريدريش ريكرت عاشق الأدب العربي. ـ ط 2. ـ القاهرة: مكتبة الآداب, 2006م. ـ ص 67.
(22) انظر: محَمَّد عوني عبدالرؤوف. فريدريش ريكرت عاشق الأدب العربي. ـ المرجع السابق. ـ ص 67.
(23) انظر: قاسم السامرَّائي. الطباعة العربية في أوروبا. ـ ص 45 ـ 108.
في: ندوة تاريخ الطباعة العربية حتَّى انتهاء القرن التاسع عشر, 28 ـ 29 جمادى الأولى 1416هـ/22 ـ 23 أكتوبر (تشرين الأول) 1995م. ـ أبو ظبي: المجمع الثقافي, 1996م.
(24) انظر: يوهان فوك. تاريخ حركة الاستشراق. ـ مرجع سابق. ـ ص 15 ـ 20.
(25) انظر: عبدالرحمن بدوي. موسوعة المستشرقين. ـ مرجع سابق. ـ ص 438 ـ 445.
(26) انظر: محَمَّد عوني عبدالرؤوف. فريدريش ريكرت عاشق الأدب العربي. ـ مرجع سابق. ـ ص 67.
(27) انظر: يوهان فوك. تاريخ حركة الاستشراق. ـ مرجع سابق. ـ ص 20. وانظر: ص 97 ـ 98.
(28) انظر: بلاشير. القرآن: نزوله, تدوينه, ترجمته وتأثيره/ نقله إلى العربية رضا سعادة, أشرف على الترجمة الأب فريد جبر, حقَّقه وراجعه محَمَّد علي الزعبي. ـ بيروت: دار الكتاب اللبناني, 1974م. ـ ص 15.
(29) انظر: يوهان فوك. تاريخ حركة الاستشراق. ـ مرجع سابق. ـ ص 16 ـ 17.
(30) انظر: معلوف, أمين. الحروب الصليبية كما رآها العرب/ ترجمة عفيف دمشقية. ــ الجزائر: المؤسَّسة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار, 2001م. ــ 352 ص.
(31) انظر: محَمَّد ياسين عريبي. الاستشراق وتغريب العقل التاريخي العربي. ـ الرباط: المركز القومي للثقافة, 1411هـ/1991م. ـ ص 144 ـ 148.
(32) انظر: عبدالرؤوف, محَمَّد عوني. فريدريش ريكرت عاشق الأدب العربي .. ـ مرجع سابق. ـ ص 67.
(33) انظر: محَمَّد حمَّادي الفقير التمسماني. تاريخ حركة ترجمة معاني القرآن الكريم من قبل المستشرقين ودوافعها وخطرها. ـ 51 ص.
في: ندوة ترجمة معاني القرآن الكريم: تقويم للماضي, وتخطيط للمستقبل. ـ مرجع سابق.
(34) انظر: محَمَّد مهر علي. ترجمة معاني القرآن الكريم والمستشرقون: لمحات تاريخية وتحليلية. ـ 50 ص.
في: ندوة ترجمة معاني القرآن الكريم: تقويم للماضي, وتخطيط للمستقبل. ـ المرجع السابق.
(35) انظر: عبدالراضي بن محَمَّد عبد المحسن. مناهج المستشرقين في ترجمات معاني القرآن الكريم: دراسة تاريخية نقدية. ـ 64 ص.
في: ندوة ترجمة معاني القرآن الكريم: تقويم للماضي, وتخطيط للمستقبل. ـ المرجع السابق.
(36) انظر: عادل بن محَمَّد عطا إلياس. تجربتي مع تقويم ترجمات معاني القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية. ـ 28 ص.
في: ندوة ترجمة معاني القرآن الكريم: تقويم للماضي, وتخطيط للمستقبل. ـ المرجع السابق.
(37) انظر: عبدالرحيم القدوائي. مقدِّمة في الاتِّجاهات المعاصرة في ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية/ ترجمة وليد بن بليهش العمْري. ـ مجلَّة البحوث والدراسات القرآنية. ـ مج 1 ع 1 (1/ 1427هـ ـ 2/ 2006م). ـ ص 217 ـ 229. والنصُّ من ص 218.
المصدر: موقع الإسلام اليوم ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_content.cfm?id=71&catid=73&artid=8978) .
ـ[دمعة الأقصى]ــــــــ[16 Apr 2007, 06:32 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
شكر الله لكم وبارك في جهودكم
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[16 Apr 2007, 11:37 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عبد الرحمن
وهل تتكرم فترسل الي الايميل الخاص بالدكتور النملة لانني طلبت منه امرا ولعله نسيه فاود تذكيره به
اكرمكم الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Apr 2007, 09:35 ص]ـ
الأخت دمعة: جزاك الله خيراً كذلك على دعواتك.
الأخ الدكتور جمال: سأبعث لك ببريد معالي الدكتور علي إن شاء الله.
الإستشراق والإعجاز في القرآن الكريم [2/ 2]
- محَمَّد –صلى الله عليه وسلم- والقرآن الكريم:
- إدراك الإعجاز
- الخاتمة: الخلاصة والنتيجة
محَمَّد –صلى الله عليه وسلم- والقرآن الكريم:
توالت ترجمات معاني القرآن الكريم, دون تدخُّل مباشر, بالضرورة, من الأديرة والكنائس والمنصِّرين، ولكن بقدر من الإيحاء الذي أملته العودة إلى الترجمات السابقة. حتى يأتي جورج سيل سنة 1149هـ/1734م, الذي وصف, لاهتمامه البالغ بالإسلام, بأنَّه «نصف مسلم» , (1) حيث أثنى على القرآن الكريم, وترجم معانيه إلى اللغة الإنجليزية، لكنه نفى أنْ يكون وحيًا من عند الله، بل أكَّد على أنَّه من صنع محَمَّد بن عبدالله –صلى الله عليه وسلم-, حيث يقول: «أمَا أنَّ محَمَّدا كان, في الحقيقة, مؤلِّف القرآن المخترع الرئيسي له, فأمرٌ لا يقبل الجدل, وإنْ كان المرجَّح ـ مع ذلك ـ أن المعاونة التي حصل عليها من غيره, في خطَّته هذه, لم تكُن معاونةً يسيرة. وهذا واضح في أنَّ مواطنيه لم يتركوا الاعتراض عليه بذلك» (2).
وفي نصٍّ آخر للترجمة ينقله علي علي علي شاهين في كتابه: الإعلام بنقض ما جاء في كتاب مقالة في الإسلام: «ومما لا شكَّ فيه ولا ينبغي أنْ يختلف فيه اثنان أن محَمَّدا هو في الحقيقة مصنِّف القرآن وأوَّل واضعيه. وإنْ كان لا يبعد أنْ غيره أعانه عليه كما اتَّهمته العرب, لكنَّهم لشدَّة اختلافهم في تعيين الأشخاص الذين زعموا أنهم كانوا يعينونه وَهَتْ حجَّتهم, وعجزوا عن إثبات دعواهم. ولعلَّ ذلك لأنَّ محَمَّدا كان أشدَّ احتياطًا من أن يترك سبيلاً لكشف الأمر». (3) "وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ" [النحل: 103].
يقول نجيب العقيقي عن هذه الترجمة: «وقد نجح في ترجمته, فذكرها فولتير في القاموس الفلسفي. وأُعيد طبعها مرارًا, إلاَّ أنَّها اشتملت على شروح وحواشٍ ومقدِّمة مسهبة, هي في الحقيقة بمثابة مقالة إضافية عن الدين الإسلامي عامَّة حشاها بالإفك واللغو والتجريح». (4) وجاءت ترجمات معاني القرآن الكريم التالية له, في معظمها, عالةً عليه, متأثِّرة به, بحيث نظر الآخرون إلى القرآن الكريم بعد جورج سيل بعينيه, ولم ينظروا إليه بعيونهم.
كون القرآن الكريم من تأليف رسول الله محَمَّد بن عبد الله –صلى الله عليه وسلم-, سواء أعانه على تأليفه نفرٌ من اليهود والنصارى والحنيفيين المعاصرين له أم لم يعاونه عليه أحدٌ, أدَّى إلى المزيد من الصدِّ والالتفات عن الجانب الإعجازي في القرآن الكريم؛ إذ لا يتوقَّع القائلون بأنَّ هذا من تأليف ذلك العبقري العربي, الذي عاش في القرنين السادس والسابع الميلاديين, أنْ تكون له نظرات علمية, سواء أكانت متحقِّقةً في زمانه أم أنَّها داخلةٌ في نطاق ما يأتي من الزمان, وهو الناشئ في بيئة أمِّية, وهو نفسه كان أمِّيًّا. فلم تساعد هذه النظرة إلى كتاب الله تعالى على مجرَّد التفكير بأنَّه كتاب معجز (5).
الادِّعاء أن القرآن الكريم من تأليف رسول الله –صلى الله عليه وسلم- هي فرية استشراقية قديمة في إطلاقها, ولكنها أثَّرت كثيرًا على تأثير القرآن الكريم على قرَّاء ترجمة المعاني باللغة الإنجليزية, دون شكٍّ. بل إنَّ التأثير قد امتدَّ إلى قرَّاء ترجمة المعاني باللغة الفرنسية, عندما تبنَّى المستشرق البولوني ألبر كازميرسكي (1216 ـ 1295هـ/1801 ـ 1887م) نقل ترجمة المعاني من اللغة الإنجليزية إلى اللغة الفرنسية (سنة 1256هـ/1840 ـ 1841م) , بالأسلوب الذي ترجمها به جورج سيل, حيث «تعوزها بعض الأمانة العلمية» , كما يقول نجيب العقيقي (6).
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول محَمَّد خليفة حسن: «أدَّت وفرة الترجمات الاستشراقية في اللغات الأوروبية إلى نتيجة سلبية في الدراسات القرآنية عند المستشرقين, وهي أنَّ معظم هذه الدراسات اعتمدت على الترجمات, ولم تعتمد على النصِّ العربي للقرآن الكريم» (7).
على أيِّ حال فالبحث في تأريخ الترجمات, التي قام بها الرهبان, ثم الرهبانُ المستشرقون، ثم المستشرقون من غير الرهبان, بحثٌ شائق، وليس هذا مجال التوسُّع فيه، إلا أنَّه غلب على ترجمات معاني القرآن الكريم, من قِبل غير أهله, أنَّها ترجمات اتَّسمت بالنظرة السلبية تجاه الوحي، وتجاه من نزل عليه الوحي, سيِّدنا محَمَّد بن عبدالله –صلى الله عليه وسلم-.
هذه النظرة التي قال عنها واحد منهم، وهو روم لاندو: «إنَّنا لم نعرف إلى وقت قريب ترجمةً جيَّدة استطاعت أنْ تتلقَّف من روح الوحي. والواقع أنَّ كثيرًا من المترجمين الأوائل لم يعجزوا عن الاحتفاظ بجمال الأصل فحسب, بل كانوا إلى ذلك مُفعمين بالحقد على الإسلام, إلى درجة جعلت ترجماتهم تنوء بالتحامُل والتغرُّض. ولكن حتَّى أفضل ترجمة ممكنة للقرآن في شكل مكتوب لا تستطيع أنْ تحتفظ بإيقاع السور الموسيقي الآسر على الوجه الذي يرتِّلها به المسلم. ولا يستطيع الغربي أنْ يدرك شيئًا من روعة كلمات القرآن وقوَّتها إلا عندما يسمع مقاطعَ منه مرتَّلةً بلغته الأصلية» (8).
يعلِّق مصطفى نصر المسلاَّتي على هذا النصِّ بقوله: «إنَّ اعتراف روم لاندو R. Landau لَيعطي فهمًا مبدئيًّا بأنَّ بعضًا من المستشرقين عندما حاولوا ترجمة القرآن, في أفضل ترجمة ممكنة, أفقدوا القرآن روعته, وأساؤوا إليه, سواء عن قصد أو عن غير قصد.
إنَّنا نشير هنا إلى أنَّ جولدزيهر Goldziher قد تمسَّك بروايات شاذَّة جاء بها دليلاً وبرهانًا على أنَّ القراءات السبع عندما نشأت كانت أصلاً عن طريق الكتابة وعدم نطقها. وقد علم المسلم ـ بما لا يدع مجالاً للشكِّ ـ أنَّ رسولَ الله –صلى الله عليه وسلم- كان قد أقرأ صحابته بعدَّة وجوه, وليس بوجه واحد» (9).
الوقفات النقدية لرؤى جولزيهر في القراءات خاصَّةً من خلال كتابه: مذاهب التفسير الإسلامي كثيرة, يُرجع منها إلى مناقشات عبدالفتَّاح عبدالغني قاضي, (رئيس لجنة مراجعة المصحف الشريف الأسبق) , في مجلَّة الأزهر في أعداد متواليةً, من العدد 9 المجلد 42 إلى العدد 1 من المجلد 45 (11/ 1390هـ ـ 1/ 1393هـ الموافق 1/ 1971 ـ 2/ 1973م) , ثم جمعها في كتاب, طُبَع طبعاتٍ عدَّة (10).
إدراك الإعجاز
تنطلق هذه الوقفة من الإيمان المطلق بأنَّ هذا القرآن الكريم كلام الله تعالى, وأنَّ هذا الكون الفسيح بمخلوقاته وبماضيه وبحاضره وبمستقبله هو خلق الله, ومن ثمَّ فمن المتحقِّق أن يكون هذا الكتاب العزيز شاهدٌ من شواهد الإعجاز في هذا الكون.
من هذا المنطلق تتلمَّس هذه الوقفة ردود المستشرقين والعلماء الأوروبيين المعاصرين على المستشرقين الأوائل في قولهم بأنَّ القرآن الكريم من تأليف محَمَّد –صلى الله عليه وسلم-, ومن ثمَّ تفضي هذه الردود إلى الالتفات إلى الجوانب الإعجازية في كتاب الله تعالى (11) , فيقول المستشرق شيبس: «يعتقد بعض العلماء أنَّ القرآن كلام محَمَّد, وهذا هو الخطأ المحضُ, فالقرآن هو كلام الله تعالى الموحى على لسان رسوله محَمَّد. وليس في استطاعة محَمَّد, ذلك الرجل الأمِّي في تلك العصور الغابرة أنْ يأتينا بكلام تحار فيه عقول الحكماء ويهدي به الناسَ من الظلمات إلى النور. وربَّما تعجبون من اعتراف رجلٍ أوروبِّي بهذه الحقيقة, لا تعجبوا فإنِّي درستُ القرآن فوجدتُ فيه تلك المعاني العالية والنظم المحكمة. وتلك البلاغة التي لم أرَ مثلها قطُّ, فجملة واحدةٌ تغني عن مؤلَّفات» (12).
وهذه لورا فيشيا فاغليري تقول في كتابها: دفاع عن الإسلام: «كيف يكون هذا الكتاب المعجز من عمل محَمَّد وهو العربي الأمِّي الذي لم ينظم طوال حياته غير بيتين أو ثلاثة أبيات لا ينمُّ منها عن أدنى موهبة شعرية؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى الرغم أنَّ محَمَّدا دعا خصوم الإسلام إلى أن يأتوا بكتاب مثل كتابه, أو على الأقلِّ بسورةٍ من مثل سُوَره "وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" [البقرة: 23]. وعلى الرغم من أنَّ أصحاب البلاغة والبيان الساحر كانوا غير قلائل في بلاد العرب, فإنَّ أحدًا لم يتمكَّن من أنْ يأتي بأيِّ أثر يضاهي القرآن. لقد قاتلوا النبيَّ بالأسلحة, ولكنَّهم عجزوا عن مضاهاة السموِّ القرآني» (13).
وهذه ديبرا بوتر, الصحفية الأمريكية التي اعتنقت الإسلام سنة 1400هـ/1980م تقول: «كيف استطاع محَمَّد الرجل الأمِّي الذي نشأ في بيئة جاهلية أنْ يعرف معجزات الكون التي وصفها القرآن الكريم, والتي لا يزال العلم الحديث حتَّى يومنا هذا يسعى لاكتشافها؟ لا بُدَّ إذنْ أنْ يكون هذا الكلام هو كلام الله عزَّ وجلَّ» (14).
واشتهر الطبيب الفرنسي موريس بوكاي بوقفاته الموضوعية العلمية مع الكتب السماوية, وخرج من دراسته هذه بعدد من النتائج ضمَّنها كتابه المشهور القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم, أو دراسة الكتب المقدَّسة في ضوء المعارف الحديثة, إذ يقول: «كيف يمكن لإنسان ـ كان في بداية أمره أُمّيًّا ـ ثمَّ أصبح فضلاً عن ذلك سيِّد الأدب العربي على الإطلاق, أنْ يصرِّح بحقائق ذات طابع علمي لم يكن في مقدور أيِّ إنسان في ذلك العصر أنْ يكونها, وذلك دون أنْ يكشف تصريحه عن أقلِّ خطأ من هذه الوجهة؟» (15).
وكتب المستشرق الفرنسي إميل درمنغم عن حياة محَمَّد –صلى الله عليه وسلم-, وقال: «كان محَمَّد, وهو البعيد من إنشاء القرآن وتأليفه ينتظر نزول الوحي أحيانًا على غير جدوى, فيألم من ذلك, كما رأينا في فصل آخر, ويودُّ لو يأتيه المَلَكُ متواترًا» (16).
وتقول يوجينا غيانة ستشيجفسكا, الباحثة البولونية المعاصرة في كتابها: تاريخ الدولة الإسلامية: «إنَّ القرآن الكريم مع أنَّه أُنزل على رجل عربي أمِّي نشأ في أمَّة أمِّية, فقد جاء بقوانين لا يمكن أنْ يتعلَّمها الإنسان إلا في أرقى الجامعات. كما نجدُ في القرآن حقائقَ علميةً لم يعرفها العالم إلاَّ بعد قرون طويلة» (17).
وهذه الليدي إفيلين كوبولد, النبيلة ألإنجليزية التي أسلمت, تقول في كتابها: الحجُّ إلى مكَّة, أو البحث عن الله: «وذكرتُ أيضًا ما جاء في القرآن عن خلق العالم وكيف أنَّ الله سبحانه وتعالى قد خلق من كلِّ نوعٍ زوجين, وكيف أنَّ العلم الحديث قد ذهب يؤيِّد هذه النظرية بعد بحوث مستطيلة ودراسات امتدَّت أجيالاً عديدة» (18).
وهذا القس المستشرق المعاصر مونتوجمري واط يعود عن أقواله السابقة التي ضمَّنها كتابَه: محَمَّد النبي ورجل الدولة من أنَّ «الوحي لم يكن من عند الله, ولكنه كان من الخيال المبدع. وكانت الأفكار مختزنة في اللاوعي عند محَمَّد, وهي أفكارٌ حصَّلها من المحيط الاجتماعي الذي عاش فيه قبل البعثة. ولم يكن جبريل إلا خيالاً نقل الأفكار من اللاوعي إلى الوعي. وكان محَمَّد يسمِّي ذلك وحيًا» (19).
يرجع مونتجمري واط عن قوله هذا, فيقول عن القرآن الكريم في كتابه المتأخِّر: الإسلام والمسيحية في العالم المعاصر: «إنَّ القرآن ليس بأيِّ حال من الأحوال كلامَ محَمَّد, ولا هو نتاج تفكيره, إنَّما هو كلام الله وحده, قصد به مخاطبة محَمَّد ومعاصريه, ومن هنا فإنَّ محَمَّدا ليس أكثرَ من «رسول» اختاره الله لحمل هذه الرسالة إلى أهل مكَّة أوَّلاً, ثمَّ لكلِّ العرب, ومن هنا فهو قرآن عربي مبين. وهناك إشارات في القرآن إلى أنَّه موجَّهٌ للجنس البشري قاطبةً. وقد تأكَّد ذلك عمليًّا بانتشار الإسلام في العالم كلِّه, وقبله بشرٌ من كلِّ الأجناس تقريبًا» (20). ويمضي مونتوجمري واط في توكيد ذلك في أكثرَ من موضع من كتابه سالف الذكر (21).
(يُتْبَعُ)
(/)
يذكر وحيد الدين خان في كتابه: الإسلام يتحدَّى أنَّ الآية الكريمة: "وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ" [فاطر: 28] , قرئت على الأستاذ جيمس جينز أستاذ الفلك في جامعة كامبردج, «فصرخ السير جيمس قائلاً: ماذا قلت؟ إنَّما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ؟ مدهش! وغريب, وعجيب جدًّا! إنَّ الأمر الذي كشفتْ عنه دراسة ومشاهدة استمرَّت خمسين سنةٍ من أنبأ محَمَّدا به؟ هل هذه الآية موجودة في القرآن حقيقة؟ لو كان الأمر كذلك فاكتب شهادة منِّي أنَّ القرآن كتاب موحى من عند الله. ويستطرد السير جيمس جينز قائلاً: لقد كان محَمَّد أمِّيًّا, ولا يمكنه أنْ يكشف عن هذا السرِّ بنفسه, ولكن «الله» هو الذي أخبره بهذا السر. مدهش! وغريب, وعجيبٌ جدًّا» (22).
يقول إبراهيم خليل أحمد, وكان قِسًّا عمل على تنصير المسلمين فاهتدى: «القرآن الكريم يسبق العلم الحديث في كلِّ مناحيه: من طبٍّ وفلك وجغرافيا وجيولوجيا وقانون واجتماع وتاريخ ... ففي أيامنا هذه استطاع العلم أنْ يرى ما سبق إليه القرآن بالبيان والتعريف» (23).
وهذا ميلر بروز, أستاذ الفقه الديني الإنجيلي بجامعة ييل يقول: «إنَّه ليس هناك شيء لا ديني في تزايُد سيطرة الإنسان على القوى الطبيعية, هناك آيَّة في القرآن يمكن أن يستنتج منها أنَّه لعلَّ من أهداف خلق المجموعة الشمسية لفت نظر الإنسان لكي يدرس علم الفلك ويستخدمه في حياته: "هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ" [يونس: 5]. وكثيرًا ما يشير القرآن إلى إخضاع الطبيعة للإنسان باعتباره إحدى الآيات التي تبعث على الشكر والإيمان: "وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ [الزخرف: 12 – 13]. ويذكر القرآن ـ لا تسخير الحيوان واستخدامه فحسب ـ ولكن يذكر السفُن أيضًا. فإذا كان الجمل والسفينة من نعم الله العظيمة, أفلا يصدُق هذا أكثر على سكَّة الحديد والسيَّارة والطائرة؟» (24).
الخاتمة: الخلاصة والنتيجة
يمكن تلخيص الوقفات الخمس التي وردت في هذا البحث في النقاط الآتية:
1. تأخَّر المسلمون في نقل المعلومة الشرعية, ومنها تقديم القرآن الكريم إلى الأقوام الأخرى, عن طريق ترجمة معانيه. وكان هناك جدلٌ بين علماء المسلمين حول مشروعية ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغات الأخرى غير اللغة العربية,
2. تردَّد رجال الكنيسة في قبول ترجمة معاني القرآن الكريم, خوفًا من انتشار الإسلام, وحُبست أوَّل ترجمة لمعانيه في الكنيسة لأربعة قرون (536 ـ 950هـ/1411 ـ 1543م) , وأُحرقت بعض الترجمات, لاسيَّما المحاولة الثانية التي قام بها جمع من رهبان ريتينا,
3. رغبةً في الحدِّ من انتشار الإسلام بين النصارى على حساب العقيدة النصرانية, انطلقت ترجمات معاني القرآن الكريم من الكنائس والأديرة, ولم تكن الدوافع لهذه الترجمات, بالضرورة, علمية أو موضوعية,
4. اتَّسمت الترجمات الأولى لمعاني القرآن الكريم التي قام بها المستشرقون بالطعون في كتاب الله تعالى, وفي كونه كتابًا منزَّلاً على نبي مرسل, ومن ثمَّ فقد ظهر الزعم بأنَّ هذا الكتاب الكريم من تأليف محَمَّد –صلى الله عليه وسلم-, أعانه عليه قوم آخرون, من معاصريه من اليهود والنصارى والحنيفيين,
5. كان لهذا الزعم بأنَّ القرآن الكريم من تأليف محَمَّد –صلى الله عليه وسلم- أثرُه في التعامي عن الجوانب المعجزة من كتاب الله تعالى, تستوي في ذلك الجوانب الإعجازية في العلوم التطبيقية والبحتة والعلوم الاجتماعية والعلوم الإنسانية, مما يعني عدم التركيز في الجوانب الإعجازية من كتاب الله تعالى على العلوم التطبيقية والبحتة فقط.
(يُتْبَعُ)
(/)
6. منطلق النظرة إلى إعجاز القرآن الكريم قائم على القاعدة بأن القرآن الكريم من كلام الله والكون كلُّه من خلق الله, فكان من المنتظر أنْ يكون الإعجاز من سمات هذا الكتاب الكريم المنزَّل على رسول الله محَمَّد بن عبدالله –صلى الله عليه وسلم-, الذي "لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ" [فصلت: 42].
7. الذين تلقَّوا القرآن الكريم, من غير المسلمين, مترجمًا مباشرة عن طريق المسلمين كانوا أكثر تأثُّرًا به, وبإعجازه, ممن تلقَّوه عن طريق ترجمات المستشرقين الأولى, ومن ثمَّ انبرى مستشرقون وعلماء أوروبِّيون متأخِّرون إلى إنصاف كتاب الله تعالى بما احتوى عليه من جوانب إعجازية, ومن ثمَّ استبعاد أنْ يكون هذا القرآن الكريم من صنع البشر,
8. يحتِّم هذا اضطلاع المسلمين بنقل المعلومة الشرعية من منطلق انتمائي, بما في ذلك نشر ترجمات معاني القرآن الكريم التي يُعدُّها المسلمون أنفسهم, واضطلاع مراكز علمية وبحثية بذلك, على غرار ما يقوم به الأزهر الشريف بجمهورية مصر العربية ومجمَّع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنوَّرة بالمملكة العربية السعودية, وغيرهما من المراكز الموثوقة في العالم الإسلامي, بل في بلاد العالم بأسره, حيث انتفت الجِهوية لهذا الدين الحنيف.
والله تعالى هو الهادي إلى سواء السبيل.
--الحواشي ----------------
(1) انظر: محمود حمدي زقزوق. الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري. ـ الدوحة: رئاسة المحاكم الشرعية والشؤون الدينية, 1405هـ/1985م. ـ ص 83. ـ (سلسلة كتاب الأمَّة؛ 5).
(2) انظر: إبراهيم اللبَّان. المستشرقون والإسلام. ـ القاهرة: مجلَّة الأزهر, 1390هـ/ 1970م. ـ ص 44. ـ (ملحق مجلَّة الأزهر).
(3) انظر: علي علي علي شاهين. الإعلام بنقض ما جاء في كتاب مقالة في الإسلام. ـ القاهرة: المؤلِّف, 1418هـ/ 1998م. ـ ص 189.
(4) انظر: نجيب العقيقي. المستشرقون: موسوعة في تراث العرب, مع تراجم المستشرقين ودراساتهم عنه منذ ألف عام حتَّى اليوم. ـ 3 مج. ـ ط 4. ـ القاهرة: دار المعارف, 1980م. ـ 2: 47.
(5) للوقوف على ردٍّ مستفيض لمزاعم جورج سيل المتعدِّدة انظر: علي علي علي شاهين. الإعلام بنقض ما جاء في كتاب مقالة في الإسلام. ـ مرجع سابق. ـ ص 159 ـ 591. وسمَّاه جرجس سال.
(6) انظر: نجيب العقيقي. المستشرقون. ـ مرجع سابق. ـ 2: 498 ـ 499.
(7) انظر: محَمَّد خليفة حسن. دراسة القرآن الكريم عند المستشرقين في ضوء علم نقد الكتاب المقدَّس. ـ 66 ص. والنصُّ من ص 45.
في: ندوة القرآن الكريم في الدراسات الاستشراقية المنعقدة في مجمَّع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنوَّرة في المدَّة من 16 ـ 18/ 10/1427هـ الموافق 7 ـ 9/ 11/2006م. ـ مرجع سابق.
(8) انظر: روم لاندو. الإسلام والعرب/ نقله عن الإنجليزية منير البعلبكي. ـ ط 2. ـ بيروت: دار العلم للملايين, 1977. ـ ص 36 ـ 37.
(9) انظر: مصطفى نصر المسلاتي. الاستشراق السياسي في النصف الأول من القرن العشرين. ـ طرابلس: إقرأ, 1986م. ـ ص 58.
(10) انظر: عبدالفتَّاح عبدالغني القاضي. القراءات في نظر المستشرقين والملحدين. ـ القاهرة: دار السلام, 1426هـ/2005م. ـ 174 ص.
(11) الاستشهاد بالأقوال الإيجابية للمستشرقين والأوروبيين حول طبيعة القرآن الكريم لا يتنافى مع ما صدر عن هؤلاء المستشرقين والعلماء الأوروبيين من وقفات سلبية للمستشرق أو العالِم الأوروبي نفسه تجاه كتاب الله تعالى وسنة رسوله محَمَّد بن عبدالله –صلى الله عليه وسلم- ودين الله الإسلام. كما لا يتنافى مع الملحوظات على النصِّ المنقول نفسه, مع الأخذ في الاعتبار أنَّ معظم النقول جاءت عمَّن لا يؤمنون بهذا الدين, فلا تتوقَّع منهم الإيجابية التامَّة.
(12) انظر: محَمَّد أمين حسن محَمَّد بني عامر. المستشرقون والقرآن الكريم. ـ إربد: دار الأمل, 2004م. ـ ص 223. ـ نقلاً عن محمود أبو الفيض المنوفي الحسيني. سيرة سيِّد المرسلين. ـ القاهرة: دار نهضة مصر,. ـ ص 18 ـ 19.
(13) انظر: لورا فيشيا فاغليري. دفاع عن الإسلام/ نقله إلى العربية منير البعلبكي. ـ ط 5. ـ بيروت: دار العلم للملايين, 1981هـ. ـ ص 57 ـ 58.
(14) نقلاً عن: عماد الدين خليل. قالوا عن الإسلام. ـ الرياض: الندوة العالمية للشباب الإسلامي, 1412هـ/1992م. ـ ص 55.
(15) انظر: موريس بوكاي. دراسة الكتب المقدَّسة في ضوء المعارف الحديثة. ـ ط 4. ـ القاهرة: دار المعارف, 1977م. ـ ص 150.
(16) انظر: إميل درمنغم. حياة محَمَّد/ نقله إلى العربية عادل زعيتر. ـ ط 2. ـ بيروت: المؤسَّسة العربية للدراسات والنشر, 1988م. ـ ص 277.
(17) نقلاً عن: عماد الدين خليل. قالوا عن الإسلام. ـ مرجع سابق. ـ ص 68.
(18) نقلاً عن: عماد الدين خليل. قالوا عن الإسلام. ـ المرجع السابق. ـ ص 81.
(19) انظر: رجب البنَّا. المنصفون للإسلام في الغرب. ـ القاهرة: دار المعارف, 2005. ـ ص 79.
(20) انظر: محَمَّد عمارة. الإسلام في عيون غربية بين افتراء الجهلاء وإنصاف العلماء. ـ القاهرة: دار الشروق, 1425هـ/2005م. ـ ص 162.
(21) انظر: مونتجمري وات. الإسلام والمسيحية في العالم المعاصر/ ترجمة عبدالرحمن عبدالله الشيخ. ـ القاهرة: مكتبة الأسرة (الهيئة المصرية العامة للكتاب) , 2001م. ـ نقلاً عن محَمَّد عمارة. الإسلام في عيون غربية. ـ مرجع سابق. ـ ص 159 ـ 178.
(22) انظر: وحيد الدين خان. الإسلام يتحدَّى/ ترجمة ظفر الإسلام خان, مراجعة وتقديم عبدالصبور شاهين. ـ ط 8. ـ القاهرة: المختار الإسلامي, 1984م. ـ ص 133 ـ 134.
(23) انظر: إبراهيم خليل أحمد. محَمَّد في التوراة والإنجيل والقرآن. ـ ط 2. ـ القاهرة: مكتبة الوعي العربي, 1965م. ـ ص 47 ـ 48.
(24) انظر: عماد الدين خليل. قالوا عن الإسلام. ـ مرجع سابق. ـ ص 51.
المصدر: الإسلام اليوم ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_content.cfm?id=71&catid=73&artid=9003) .
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[27 Nov 2010, 10:44 م]ـ
لقد أرفقت مقال د. النملة بجزئيه في ملف وورد منسق لمن أراد تحميله.(/)
د. توفيان: الاستشراق ليس شراً كله على الإسلام
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[17 Apr 2007, 10:13 م]ـ
حوار: محمود بيومي 11/ 11/1425
23/ 12/2004
بلغاريا .. هي إحدى دول أوروبا الشرقية وإحدى دول البلقان .. التي فتحها المسلمون في نهاية القرن الثامن الهجري .. واستمر الحكم الإسلامي لها لمدة تزيد عن خمسة قرون ونصف .. تأصلت خلالها هوية المجتمع الإسلامي .. كما انتشرت المؤسسات الإسلامية في كافة أنحاء البلاد .. حتى بلغ عدد المساجد الكبرى أكثر من (1200) مسجد .. وعدد مماثل من المدارس الإسلامية والمكتبات .. وكان الكتاب الإسلامي من أكثر الكتب رواجاً وانتشاراً .. ونشطت مؤسسات الدعوة والتعليم في إبلاغ هدايات الدين الحنيف إلى كافة السكان في بلغاريا والمناطق المجاورة لها مثل رومانيا ويوغوسلافيا السابقة.
في بدء الحوار .. قلت للمستشرق البلغاري الدكتور توفيان تيوفا نوفا .. قام عدد من المستشرقين باعتناق الإسلام طواعية مثل جارودي وهوفمان وغيرهما .. ومنهم من بقي على ديانته ودافع عن الإسلام مثل المستشرق المجري روبرت سيمون والمستشرق الأسباني سيمون هايك وغيرهما .. فما هي الدوافع التي أدت إلى اعتناقكم للإسلام؟
في الحقيقة .. أنا أدرس الإسلام واللغة العربية منذ مدة طويلة .. حيث تخرجت في جامعة بغداد قسم اللغة العربية ثم التحقت بجامعة القاهرة لدراسة اللغة العربية وآدابها .. وحصلت على الدكتوراه في معهد الاستشراق في روسيا .. وأنا أعمل أستاذًا للدراسات الإسلامية في جامعة " صوفيا " ببلغاريا وأستاذًا بالمعهد الإسلامي هناك .. وعضو بجمعية المستشرقين الأمريكان، وعضو جمعية بحوث الشرق الأوسط البريطانية .. وعضو اتحاد المستشرقين الأوروبيين .. وقد أهّلني ذلك لإصدار مجموعة من الكتب حول الحضارة الإسلامية والعربية.
وأضاف: وقد لاحظت أن بعض المستشرقين – غير الموضوعيين يطعنون في الإسلام .. وتركّزت مطاعنهم في القرآن الكريم .. فقالوا: إنه كلام بشري لا رباني، كما طعنوا في الآيات المكيّة والآيات المدنيّة .. وأنكروا حقيقة الوحي وغير ذلك من الافتراءات التي تعوّدوا على ترديدها في الساحة العلمية .. وأنا – وكل مستشرق موضوعي – يرفض هذا المنهج الاستشراقي الذي يشوّه صورة الاستشراق الموضوعي ويطعن في الإسلام بلا مبرر.
وأنا أؤكد هنا .. أن الاستشراق ليس شراً كله على الإسلام والمسلمين .. صحيح أن هناك العديد من الأخطاء في ترجمات معاني القرآن الكريم .. التي أعدّها نفر من المستشرقين .. إلاّ أننا يجب أن نفرّق بين الأخطاء المتعمّدة والأخطاء غير المتعمدة؛ فالذين يُخطئون – بصورة عفوية – يكون ذلك دائمًا نتيجة عدم إلمامهم باللغة العربية – التي هي لغة القرآن الكريم – ونتيجة أيضًا لعدم فهمهم لمعاني الآيات القرآنية الكريمة .. وأنا شخصيًا قد أُخطئ في بعض دراساتي ولكنها أخطاء غير متعمّدة .. والذي أود أن أوضحه هنا أن لكل مستشرق إسهاماته في فهم الإسلام والحضارة الإسلامية .. وكل مستشرق في هذا المجال له خبرته .. وأنا أحمد الله –تعالى- أن وفقني لإنجاز الترجمة التي قمت بها لمعاني القرآن الكريم إلى اللغة البلغارية .. حيث التزمت فيها بدقة المعنى .. مما جعل دار الإفتاء العامة في بلغاريا تعتمدها وتقوم بتوزيعها على عدد كبير من المؤسسات الإسلامية، وفي مقدمتها المساجد بالإضافة إلى عدد لا بأس به من المسلمين.
أود أن أؤكد هنا أن الإسلام ليس خطرًا على الآخرين .. ونحن أمام حقائق مهمة .. وفي مقدمتها أن أوروبا استفادت من عطاءات الحضارة الإسلامية ومُعطيات المسلمين الثقافية والعلمية والحضارية .. في مجالات الطب والصيدلة والرياضيات والفلك وغير ذلك من الإنجازات التي كان للمسلمين فضل السبق فيها .. والحقيقة التي لا يمكن أن تُنكر .. أن الحضارة الأوروبية المعاصرة قامت على ركائز الحضارة الإسلامية .. فحضارة الغرب أساسها حضارة الإسلام والمسلمين.
النظرة الاستشراقية
ما هي نظرة المؤسسات الاستشراقية لكم بعد اعتناقكم للإسلام؟ وما هي نظرتكم لهذه المؤسسات ومناهج المستشرقين بعد أن أصبحت مسلمًا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
كما سبق أن ذكرت لكم أن هناك عددًا من المستشرقين يطعنون في الإسلام، وذلك بإثارة الشبهات حول ما جاء في القرآن الكريم، وفي الأحاديث النبوية الشريفة، وفي صحة الوحي الرباني .. فيدّعون أن القرآن الكريم ليس وحيًا ربانيًا إنما هو كلام بشري وغير ذلك من الافتراءات والأباطيل .. ولا شك أن هذا المنهج الاستشراقي منهج خاطئ ونتيجة مباشرة للخصومة التاريخية التي نشأت في الغرب منذ مدة طويلة.
وأضاف: وأنا كمستشرق أدّت بي الدراسات الموضوعية الصحيحة لاعتناق الإسلام .. فأتصدى لهذه المنهجية الاستشراقية المعادية للإسلام والمسلمين .. وأدافع عن الدين الإسلامي الذي درسته واعتنقته .. وأنا واحد من المستشرقين الذين التزموا بالمنهج الموضوعي في دراساتهم الإسلامية .. ولا شك أن المنهج الاستشراقي غير الموضوعي هو وليد الحركة الاستعمارية والمنهج التنصيري الذي يستهدف تشويه الإسلام وصورته وبث الأخطاء المُتعمّدة حول الإسلام .. وأنا أعتقد أن هذا هو الجزء الأكبر في الحركة الاستشراقية العالمية التي يجب التصدّي لها بكافة السبل المتاحة لدى المؤسسات الإسلامية العالمية.
وقال د. توفيان: أما المنهج الاستشراقي الموضوعي فيرتبط بغاية علمية واضحة المعالم .. وهو دراسة الإسلام والتعرّف على حقائقه ودراسة التراث الإسلامي والتأكد من دور الحضارة والثقافة الإسلامية في ترقية المجتمعات البشرية .. ولا شك أن نظرتي للمؤسسات الاستشراقية غير الموضوعية- هي نظرة الحذر الشديد لكل ما يصدر عنها من دراسات .. واعتناقي للإسلام جعلني في موقف المدافع عن الإسلام ضد كل هذه الدراسات الاستشراقية المعادية للإسلام والمسلمين .. أما نظرة هذه المؤسسات الاستشراقية لي بعد اعتناقي للإسلام .. فلم تتغير – حسبما لمسته – فلازلت عضوًا في عديد من الجمعيات الاستشراقية في الغرب.
الخريطة العقديّة
هل يمكن أن نتعرّف على أهم ملامح الخريطة العقديّة في بلغاريا وما هي أحوال المسلمين هناك؟
يقول المستشرق البلغاري المسلم د. توفيان نوفا: ونحن نتحدث عن الخريطة العقديّة في بلغاريا .. يجب أن نتوخى الدقة والصراحة معًا .. فعدد سكان بلغاريا الآن قد بلغ أكثر من ثمانية ملايين نسمة .. منهم أقلية مسلمة بلغت نسبتها 12.3% من إجمالي عدد السكان .. بينما بلغ عدد النصارى 83.7% من عدد السكان – وبالرغم من بعض الشكوك في دقة هذه الإحصائية – فإن المجتمع البلغاري يتكوّن من عدّة عناصر مختلفة حسب الجنسية والانتماء العقديّ.
وأضاف د. توفيان تيوفا نوفا: فالمسلمون البلغار هم الذين اعتنقوا الإسلام خلال فترة الحكم الإسلامي للدولة العثمانية – لكنهم لم ينتموا إلى الأتراك ولا يتحدثون اللغة التركية، فهم يجدون حتى الآن صعوبة في تحديد هُويّتهم .. فهم ينتمون إلى البلغار من حيث الجنسية واللغة .. وينتمون إلى الأتراك من حيث العقيدة .. كما أن السلطات البلغارية قد عاملتهم بشيء من القسوة في بعض الأحيان عبر المراحل التاريخية المختلفة .. مما دفع بعضهم إلى تغيير عقيدتهم من الإسلام إلى المسيحية في محاولة منهم للاندماج في المجتمع البلغاري.
وقال د. توفيان تيوفا نوفا: وقد أثبتت الدراسات العلمية .. أن المسلمين البلغار الذين يُعرفون باسم "البوماق" يفضلون الانتماء إلى الأتراك عندما يسكنون في بيئة بلغارية مسيحية .. كما يفضلون الانتماء إلى البلغار عندما يعيشون في بيئة تركية .. ويجوز لهم – في حالات استثنائية أن يغيّروا عقيدتهم من الإسلام إلى المسيحية ومن المسيحية إلى الإسلام في محاولة منهم للالتصاق بإحدى القوميتين التركية أو البلغارية .. بينما تُوجد جماعة أخرى من "البوماق" يعلنون بكل صراحة أنهم مسلمون بلغار – بصرف النظر عن كونهم من الأتراك أو البلغار – وكل محاولة من هؤلاء لتغيير انتماءاتهم العقدية أو العرقية تؤدي إلى القلق والتوتر في المجتمع البلغاري.
الصراع العقديّ والعرقيّ
وما هو السبب الكامن وراء هذا الخلل الذي يعاني منه المجتمع البلغاري بشأن العقيدة والانتماء العرقي؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لا شك أن وراء ذلك – بصورة مباشرة – هو الصراع الذي دار بين المسيحية والإسلام في قارة أوروبا .. حيث أصبح هذا الصراع العقدي جزءًا لا يتجزأ من التاريخ البلغاري ومن كيان الشعب البلغاري أيضًا .. ولا شك أن الظروف الحالية في هذه المنطقة من العالم .. ترتبط ارتباطًا كبيرًا مع ما ورثه سكان بلغاريا من أحداث الماضي .. كما أن الاعتبارات السياسية قد تدخلت في الأمور العقديّة .. وبالرغم من كل ذلك فإن هناك نوعًا من التعايش بين فئات المجتمع البلغاري .. قائم على أساس الاعتراف المتبادل بينهم باستقلالية كل فئة من هذه الفئات في الدين واللغة والحضارة والتقاليد وغيرها – وذلك في نطاق وحدة المجتمع البلغاري – إلا أنه بصورة عامة في بلغاريا – فإن المسلم يعني التركي حتى الإسلام يُطلق عليه هناك اليوم اسم "الدين التركي" .. والبلغاري يعني المسيحي .. أما "البوماق" فهم جماعة خاصة تتغير عن بقية المجتمع البلغاري.
الشيوعيّة هي السبب
نعرف جميعًا .. أن المسلمين في بلغاريا قد عانوا من حماقة الممارسات الشيوعية .. التي أجبرتهم على تغيير عقيدتهم – حتى الأموات منهم – واضطرتهم للهجرة الإجبارية إلى الدول المجاورة خاصة إلى تركيا – فهل ترى أن جزءًا من هذه الممارسات لا زالت مستمرة تجاه المسلمين في بلغاريا؟
لا شك أن العامل الديني له أهمية بالغة في المجتمع البلغاري .. إلاّ أن الانتماء العرقي مُقدّم على الانتماء العقديّ في بلغاريا .. ونحن نلاحظ في الآونة الأخيرة ازدياد عدد المؤمنين – سواء أكانوا من المسلمين أو المسيحيين – إلاّ أن الواقع البلغاري يؤكد أن المؤمنين هناك لا يتعمقون في عقائدهم ولا يلتزمون بها إلاّ في إطار الاحتفالات الدينية .. وأنهم يكتفون بمعلومات قليلة عن عقائدهم .. ويُقبلون على أديانهم بصورة اختيارية وليست إجبارية .. وذلك كله بسبب النظام الشيوعي الذي ساد هناك فترة من الزمن .. ومنع الناس من القيام بممارسة شعائرهم الدينية بصورة صحيحة .. وما زالت الآثار الشيوعية في هذا المجال بادية في بلغاريا حتى بعد مرور (14) سنة على انهيار النظام الشيوعي. اقرأ أيضاً:
بلغاريا .. وعودة النشاط الإسلامي
المصدر ( http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?id=102&catid=104&artid=4845)
ـ[يسري خضر]ــــــــ[18 Apr 2007, 09:34 ص]ـ
جزاك الله خيرا يادكتور احمد علي نقل هذا الحوار الموضوعي المفيد وما ادق قوله (ولا شك أن المنهج الاستشراقي غير الموضوعي هو وليد الحركة الاستعمارية والمنهج التنصيري الذي يستهدف تشويه الإسلام وصورته وبث الأخطاء المُتعمّدة حول الإسلام .. وأنا أعتقد أن هذا هو الجزء الأكبر في الحركة الاستشراقية العالمية التي يجب التصدّي لها بكافة السبل المتاحة لدى المؤسسات الإسلامية العالمية.)
وقوله
(ولا شك أن نظرتي للمؤسسات الاستشراقية غير الموضوعية- هي نظرة الحذر الشديد لكل ما يصدر عنها من دراسات) ..
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[11 May 2007, 01:43 ص]ـ
شهادة تثلج الصدر من متخصص خبير ...
وفقكم الله
ـ[مرهف]ــــــــ[14 May 2007, 07:39 م]ـ
حوار مفيد وهناك عدد من المستشرقين كما ذكر المحاور خلت مؤلفاتهم من الطعن بالإسلام وبسيد الأنام نينا محمد عليه الصلاة والسلام بقول الشيخ أبو الحسن الندوي: (لذلك أعترف بكل وضوح وصراحة أن عدداً من المستشرقين كرسوا حياتهم وطاقاتهم على دراسة العلوم الإسلامية وتبنوا موضوع الشرقيات والإسلاميات بدون تأثير عوامل سياسية أو اقتصادية أو دينية بل لمجرد ذوقهم وشغفهم بالعلم ... ويكون من المكابرة والتقصير أن لا ينطلق اللسان بمدحها والثناء عليها ... ) ثم ذكر أمثلة على ذلك كصاحب كتاب الدعوة إلى الإسلام البروقيسور ت - و - آرنلد، وصاحب كتاب صلاح الدين الأيوبي استانلي لين بول وغيرهم، ولكن ينبغي أن يبقى الحذر من كتاباتهم جمييعاً إلا ما تيقن سلامته انظر كتاب الإسلاميات بين كتابات المستشرقين والباحثين المسلمين ط مؤسسة الرسالة الثالثة 1986
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[27 Nov 2010, 10:18 م]ـ
حوار مفيد وجميل لا سيما في قسمه الأول الخاص بالاستشراق وهو ما قبل الحديث عن الخريطة العقديّة لبغلاريا.
ولعل د. مازن المطبقاني يعطينا رأيه فيما طرحه الكاتب عن الاستشراق.(/)
الحكم على مُدنس القرآن الكريم بالقتل حدا
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[18 Apr 2007, 12:10 م]ـ
بعد ثبوت ردته عن الاسلام
الحكم على مُدنس القرآن الكريم بالقتل حدا
ثامر قمقوم (عرعر) تصوير: عبدالعزيز الضلعان
اصدر ثلاثة قضاة في محكمة عرعر العامة بمنطقة الحدود الشمالية بالمملكة العربية السعودية حكما بالاجماع يقضي بقتل الوافد (ع. م، أ) من جنسية عربية حدا بعد قيامه بتدنيس القرآن الكريم وثبوت ردته عن الاسلام. وأكد القضاة الثلاثة ثبوت قيام المدعى عليه بما يوجب ردته عن الاسلام وصدر الحكم بالاجماع بقتله حدا. وقرر المدعي العام من جهته عدم معارضته للحكم في حين قرر المدعى عليه والذي يعمل صيدلياً في صيدلية خاصة بعرعر الاعتراض على الحكم. وكانت الجهات الأمنية ممثلة بشعبة التحريات والبحث الجنائي القت القبض على الصيدلي الوافد اثناء تدنيسه المصحف الشريف بعد ان تلقت عدة بلاغات من مواطنين وجماعة المسجد تفيد بوجود المصاحف في مراحيض المسجد كما قدم عدد من السجناء بسجن عرعر شكوى ضد الصيدلي الوافد تفيد باغتساله داخل الحمامات بالحليب. وكانت «عكاظ» نشرت تفاصيل القضية التي اثارت ردود فعل غاضبة في أوساط الرأي العام.
ـ[المنهوم]ــــــــ[18 Apr 2007, 02:07 م]ـ
اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك
وانصر من نصرها
واخذل من خذلها
ـ[المسيطير]ــــــــ[18 Apr 2007, 05:35 م]ـ
شيخنا الكريم / أحمد البريدي
الله يبشرك بالخير.
فقد أفرحنا صدور الحكم.
أسأل الله أن يعجل بتنفيذه ...... لتكون رقبته المعلقة درسا عمليا ظاهرا لكل من تسول له نفسه التفكير فيما يغضب الله تعالى.
قبح الله كل ملحد ومنافق.(/)
هل كان اسم الرسول قُثَم؟ أم هل كان اسمه محمّدا؟
ـ[إبراهيم عوض]ــــــــ[20 Apr 2007, 05:21 ص]ـ
مع جعِيط وزعِيط ومعِيط ونطّاط الحيط!
هل كان اسم الرسول قُثَم؟ أم هل كان اسمه محمّدا؟
http://ibrahimawad.net.tf
قرأت بأُخَرَة فى موقع "إسلام أون لاين. نت" مقالا للأستاذ محمد الحمروني بعنوان "باحث تونسي يزعم: الاسم الحقيقي لمحمد ‘قُثَم‘! "جاء فيه ما يلى: "لم يستبعد الباحث والمفكر التونسي الدكتور هشام جعيط في كتابه الأخير "تاريخية الدعوة المحمدية في مكة" أن تكون بعض العبارات والآيات زيدت في النص القرآني عند تدوينه، واعتبر أن التأثيرات المسيحية على القرآن لا يمكن إنكارها. وعن محمد صلى الله عليه وسلم قال إنه ولد في حدود سنة 580م، وإنه كان يُدْعَى "قُثَم" قبل بعثته، وتزوج وهو في الثالثة والعشرين وبُعِث في الثلاثين، وإنه لم يكن أبدا أميّا. وفي ندوة عُقِدت في تونس نهاية الأسبوع الماضي وعرض فيها لكتابه شدّد الكاتب على أن ما توصل إليه من نتائج هو ثمرة "عشرات السنوات من البحث والدراسة وفق مناهج علمية صارمة"، وأنه إذ ينشرها فلأنه على يقين بأن ما يورده من "حقائق ينشر لأول مرة". غير أن باحثا تونسيا أشار في معرض تعقيبه على الكتاب إلى أن الرؤى التي يطرحها سبق أن طرح معظمها مستشرق ألماني في القرن الـ19 الميلادى". ويمضى الكاتب قائلا إن جعيط قد أكد أن اسم والد النبى عليه الصلاة والسلام لم يكن "عبد الله"، بل الأرجح، حسب زعمه، أنه صلى الله عليه وسلم هو الذى أطلق عليه هذا الاسم. أما عن اسم النبى ذاته فنراه يدعى أنه لم يكن "محمدا" فى البداية، مستشهدا في ذلك بأن القرآن لم يسمّه باسم "محمد" إلا في السور المدنية: "محمد رسول الله والذين معه" (الفتح)، "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل" (آل عمران). ويزعم الكاتب أن اسم "محمد" هو واحد من التأثيرات المسيحية فى الإسلام، وأنه نُقِل إلى العربية عن السريانية وأنه يعني في تلك اللغة "الأشهر والأمجد"، وأن صيغته الأولى هى "محمدان". أما الاسم الحقيقي للرسول فهو "قُثَم"، وقد سُمِّىَ به لأن أحد أبناء عبد المطلب كان اسمه "قُثَم" ومات على صِغَرٍ فسُمِّىَ النبي على اسم عمه المتوفَّى. كما زعم أن والده لم يكن يُدْعَى: "عبد الله"، بل الأرجح، حسبما ورد فى كلامه، أن النبى صلى الله عليه وسلم هو الذى أطلق عليه هذا الاسم.
وأهم ما يلفت النظر فى هذا الكلام المجعَّط الممخَّط هو دعوى المنهجية العلمية الصارمة. وأرجو أن يتنبه القارئ إلى هذه الدعوى، فهى ليست "المنهجية" فقط، ولا "المنهجية العلمية" فحسب، بل "المنهجية العلمية الصارمة" بتعطيش الجيم وتغليظ الصاد من فضلك إلى أقصى مدى. بل إنه ليزعم أنه أنفق فى الوصول إلى هذه النتائج عشرات السنين. يا ساتر، استر! ولا أدرى ماذا كان يفعل أثناء تلك السنين التى تعد بالعشرات، إذ إن السطو على آراء المستشرقين وأذنابهم ممن قالوا قبله هذا الكلام واتبعوا ذات "المنهجية العلمية الصارمة" (والمصرومة أيضا، أو المشرومة: لا فرق) لا يمكن أن يستغرق كل هذا الوقت. ولكن ما على الكلام ضريبة، فليقل الرجل ما يريد، وليس عليه من بأس، فهذا عصر الهجوم على الإسلام بكل وسيلة وبكل طريق وبكل كلام وبكل سطو وبكل بجاحة، ومن فاته الهجوم الآن فلربما لا تتاح له الفرصة مرة أخرى.
وسوف نتناول فى هذه الدراسة الدعوى المتعلقة باسم النبى وأبيه دون بقية الدعاوى الأخرى التى سبق أن عالجناها وعالجها غيرنا فى كتب ودراسات كثيرة. ونبدأ أولا بالموضوع الخاص باسم الرسول وهل كان فعلا "قُثَم" كما يقول جعيط، الذى يذكرنى اسمه بـ"زعِيط ومعِيط ونطّاط الحِيط"، فنقول وبالله التوفيق، وخيبة الله على كل تافه فارغ العقل والقلب والضمير يظن أنه بترديد كلام أعداء الدين الذى ينتمى إليه رسميا من شأنه أن يجعل منه شيئا ذا قيمة، وهيهات، اللهم إلا إذا استطاع أن يرى قفاه أو حتى حلمة أذنه، نقول إن كلام جعيط فى الشقشقة بالمنهجية العلمية الصارمة لا يساوى بصلة، حتى لو كانت بصلة مصنّنة. كيف؟ إن هذا السخف الذى يدعى جنابه أنه استنفد منه عشرات السنين، ولا أدرى كيف، اللهم إلا إذا كان قد ضُرِب على أذنيه فى كهف الضياع وفقدان الذاكرة والعقل سنين عددا، هذا السخف قد تكررت إثارته من قبل مرات
(يُتْبَعُ)
(/)
حتى أصبح ماسخًا مَسَاخَةَ من يقولونه، فضلا عمن يكررونه من أحلاس الاستشراق والتبشير من كل منتفخ تافه فارغ من العلم ومن الكرامة ومن المنهجية على السواء.
وجعيط يعرف جيدا أنه يخرّف، وهو يفعل هذا عن عمد، وغايته إشاعة الاضطراب فى كل شىء حتى يشك المسلم فى كل أمور دينه ولا يطمئن إلى أى منها ويسلم مفاتيح عقله وضميره إلى سادة جعيط المتربصين وراء الستار. وهذه خطة قديمة جرى عليها كثير من المستشرقين والمبشرين وأذنابهم، وقد فضحتُ عددا من هؤلاء وأكاذيبهم فى كتبى، وكل ما قاله جعيط قاله هؤلاء قبله، وهو يقلدهم بأمر منهم لا اتباعا لمنهج علمى صارم ولا يحزنون، وكلهم يقول هذا عن منهجه، مع أن كل ما يكتبون هو كلامٌ بزرميط لا أصل له ولا فصل. والمقصود أن يتولى كِبْرَ التشكيك فى الإسلام وكتابه وسيرة نبيه ناسٌ من بين أَظْهُرنا من بنى جلدتنا. ذلك أنه إذا كان اسم الرسول الأصلى هو "قُثَم"، فلماذا غيّره يا ترى، وهو اسم يدل على الكرم وكثرة العطاء، ومن ثم فهو مدح لا ذم؟ ولماذا لم نسمع أحدا من المشركين فى مكة أو من اليهود والمنافقين فى المدينة أو من نصارى العرب أو من الروم أو الفرس يذكر هذا؟ لقد اتهمه المشركون بكل نقيصة فقالوا عنه: ساحر ومجنون وكذاب ويكتتب أساطير الأولين، وحاولوا النيل من قدره بقولهم: لقد كان ينبغى أن ينزل القرآن على رجل من مكة أو الطائف عظيم (أى غنى ذى سلطان وسطوة) لا على محمد، كما كانوا يسمونه على سبيل التنقص بـ"ابن أبى كبشة" إشارةً إلى أحد أجداده الأولين. وفى المدينة رأينا المنافقين يقولون عن الرسول والمهاجرين من أتباعه المخلصين: سَمِّنْ كلبك يأكلْك! وأشاعوا الإفك على زوجته الشريفة العفيفة الكريمة، وتآمروا على قتله. كما كان اليهود يعترضون على كل شىء فى دينه، حتى لقد كانوا يتهكمون بالصلاة والأذان ويتخذونهما هُزُوًا ولَعِبًا، ويسخرون من دعوة القرآن إلى إقراض الله قرضا حسنا قائلين: "إن الله فقير ونحن أغنياء"، ويجدّفون فى حقه سبحانه واصفين إياه بأن يده مغلولة. بل لقد ذهبوا أبعد من ذلك فقالوا لأهل مكة المشركين إن وثنيتهم خير من التوحيد الذى أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم! فهل تراهم كانوا يسكتون لو أن الرسول غير اسمه من "قُثَم" إلى "محمد" كما يهرف "جعيطنا"، وبخاصة أن من يقولون هذا إنما يرمون إلى الزعم بأنه قد فعله كى يطابق اسمُه الاسمَ المبشَّر به فى الإنجيل؟ بل لماذا لم يذكر هو نفسه أنه يسمَّى أيضا: "قُثَم" إلى جانب تسميته: "محمدا"، على الأقل من باب الاستكثار من الأسماء المدحية، وقد ذكر عن نفسه ألقابا أخرى متعددة كالحاشر والماحى والعاقب وما إلى ذلك؟ صحيح أن هناك رواية تقول بأن "قثم" صفة من الصفات التى كان يتسمى بها عليه السلام، بَيْدَ أنها رواية غير وثيقة، إذ لا وجود لها بين الأحاديث الصحيحة. وحتى لو كانت رواية صحيحة إن الأسماء التى وردت فيها إنما هى ألقاب مدحية عُرِف صلى الله عليه وسلم بها بعد النبوة، بل بعد الهجرة، ولم يُعْرَف بشىء منها قبل أن يبعثه الله رسولا، اللهم إلا لقب "الأمين" على ما هو معروف. وهناك شاعر وصفه عليه السلام بأنه "قُثَم" بهذا المعنى المدحى، أى بأنه معطاء كريم لا بمعنى أن هذا هو اسمه، بدليل أنه ساقه فى سياق صفات مدحية أخرى لا علاقة لها بالتسميات، وهو الصرصرى الشاعر البغدادى الأعمى الذى قتله التتار يوم دخولهم بغداد (عام 656هـ):
هُوَ أَحمَدُ الهادي البَشيرُ مُحَمَّد* قَتّالُ أَهلِ الشِّركِ وَالطُّغيانِ
هُوَ شاهِدٌ مُتَوَكِّلٌ هُوَ مُنذِرٌ * وَمُبَشِّرُ الأَبرارِ بِالرّضوانِ
هُوَ فاتِحٌ هُوَ خاتَمٌ هُوَ حاشِر* هُوَ عاقِبٌ هُوَ شافِعٌ لِلجاني
قُثمٌ ضَحوكٌ سَيِّدٌ ماحٍ مَحى* بِالنورِ ظُلمَةَ عابِدي الأَوثانِ
وَهوَ المُقَفّى وَالأَمينُ المُصطَفى الـ أُمِّيُّ أَكرَمُ مُرسَلٍ بِبَيانِ
وَهوَ الَّذي يُدعى نَبِيّ مَلاحِمٍ* وَمَراحِمٍ وَمَثاب ذي عِصيانِ
وَهوَ اِبنُ عَبدِ اللَهِ صَفوَة شَيْبَة الحَمْدِ بن هاشِمٍ الذَبيح الثاني
أَصلُ الدِياتِ فِداؤُهُ مِن ذَبحِهِ المَنذورِ إِذا هُوَ عاشِرُ الأخوانِ
وَالأَبيَضُ البَضُّ المُعَظَّمُ جَدُّهُ* شَيخُ الأَباطِحِ سَيِّدُ الحمسانِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وهناك أيضا أبيات يمدح بها صاحبها (الشاعر سليمانُ بن قتة أو داودُ بن سلم) قُثَمَ بن العباس، ولو كان اسم الرسول "قثم" لكانت هذه فرصة ليمدحه كذلك بأنه سميّه عليه السلام:
نَجَوْتِ مِن حِلٍّ ومِن رِحْلَةٍ* يا ناقَ إِنْ قَرّبْتِنِي مِن قُثَمْ
إِنَّكِ إِنْ بَلَّغْتِنِيهِ غدا* عاشَ لنا اليُسْرُ وماتَ العَدَمْ
في باعِهِ طُولٌ، وفي وَجْهِهِ* نُورٌ، وفي العِرْنِين مِنْه شَمَمْ
لَمْ يَدْرِ مالاً، و"بَلَى" قد دَرَى* فَعافَها، واعْتاضَ عَنْها "نَعَمْ"
أَصَمُّ عن ذِكْرِ الخَنا سَمْعُهُ* وما عن الخبر بهِ مِن صَمَمْ
ثم إن الموجود فى كتب التاريخ والسيرة والأشعار والقرآن والأحاديث العربية والأجنبية أنه "محمد"، وأنه كان يستعمل هذا الاسم فى رسائله إلى الملوك والزعماء من حوله قائلا فى ديباجة الخطاب: "من محمد رسول الله إلى قيصر مثلا أو كسرى ... "، فكيف لم يعترض أى من هؤلاء على ذلك التغيير، وبخاصة أنه إنما بعث لهم بتلك الرسائل كى يدعوهم إلى دينه؟ يقينا لو أن الأمر على ما يدَّعى هذا الجعيط لما سكت أولئك الملوك والزعماء ولأشبعوه تهكما وتشنيعا! ولقد كان أبو سفيان حاضرا مجلس العاهل البيزنطى الذى نوقشت فيه رسالة النبى له يدعوه إلى الإسلام، تلك الرسالة التى تبدأ كالعادة بقوله: "من محمد رسول الله ... ". فلو كان اسمه صلى الله عليه وسلم "قُثَم" لاهتبلها الزعيم القرشى الذى كانت بينه وبين الرسول فى ذلك الوقت ثارات وحروب وكان قلبه يتلظى نحوه بالأحقاد الشنيعة، ولفضحه قائلا: إنه لا يُدْعَى: "محمدا" حسبما يزعم فى رسالته لك، بل "قُثَم"، ولكانت تلك حقا لمحمد قاصمة الدهر. فكيف نتنكب هذا كله ونذهب فنسميه: "قُثَم" دون أى أساس يقوم عليه؟ أهذا هو المنهج العلمى الصارم؟ طيب فماذا كنت فاعلا لو لم تتبع منهجا علميا صارما؟
وهذا هو الخبر كما رواه البخارى، والكلام فيه لأبى سفيان نفسه: "انطلقت في المدة التي كانت بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فبينا أنا بالشأم إذ جيء بكتاب من النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل. قال: وكان دِحْيَة الكلبي جاء به فدفعه إلى عظيم بصرى، فدفعه عظيم بصرى إلى هرقل. قال: فقال هرقل: هل ها هنا أحد من قوم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ فقالوا: نعم. قال: فدُعِيتُ في نفر من قريش فدخلنا على هرقل، فأجلسنا بين يديه فقال: أيكم أقرب نسبا من هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ فقال أبو سفيان: فقلت: أنا. فأجلسوني بين يديه وأجلسوا أصحابي خلفي. ثم دعا بترجمانه فقال: قل لهم إني سائل هذا عن هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي، فإن كذَبني فكذِّبوه. قال أبو سفيان: وَايْمِ الله لولا أن يُؤْثِروا عليّ الكذب لكَذَبْت. ثم قال لترجمانه: سَلْه كيف حَسَبُه فيكم. قال: قلت: هو فينا ذو حسب. قال: فهل كان من آبائه ملك؟ قال: قلت: لا. قال: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قلت: لا. قال: أيتبعه أشراف الناس أم ضعفاؤهم؟ قال: قلت: بل ضعفاؤهم. قال: يزيدون أو ينقصون؟ قال: قلت: لا بل يزيدون. قال: هل يرتد أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه سِخْطَةً له؟ قال: قلت: لا. قال: فهل قاتلتموه؟ قال: قلت: نعم. قال: فكيف كان قتالكم إياه؟ قال: قلت: تكون الحرب بيننا وبينه سجالا: يصيب منا ونصيب منه. قال: فهل يغدر؟ قال: قلت: لا، ونحن منه في هذه المدة لا ندري ما هو صانع فيها. قال: والله ما أمكنني من كلمة أُدْخِل فيها شيئا غير هذه. قال: فهل قال هذا القول أحد قبله؟ قلت: لا. ثم قال لترجمانه: قل له إني سألتك عن حَسَبه فيكم فزعمت أنه فيكم ذو حسب، وكذلك الرسل تُبْعَث في أحساب قومها. وسألتك هل كان في آبائه ملك فزعمتَ أن لا، فقلت: لو كان من آبائه ملك قلتُ: رجل يطلب ملك آبائه. وسألتك عن أتباعه: أضعفاؤهم أم أشرافهم؟ فقلت: بل ضعفاؤهم. وهم أتباع الرسل. وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال فزعمت أن لا، فعرفت أنه لم يكن ليدع الكذب على الناس ثم يذهب فيكذب على الله. وسألتك هل يرتد أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه سخطةً له فزعمت أن لا، وكذلك الإيمان إذا خالط بشاشة القلوب. وسألتك هل يزيدون أم ينقصون فزعمت أنهم يزيدون، وكذلك الإيمان حتى يتم. وسألتك هل قاتلتموه فزعمت أنكم قاتلتموه فتكون الحرب بينكم وبينه سجالا ينال منكم وتنالون
(يُتْبَعُ)
(/)
منه، وكذلك الرسل تُبْتَلَى ثم تكون لهم العاقبة. وسألتك هل يغدر فزعمت أنه لا يغدر، وكذلك الرسل لا تغدر. وسألتك هل قال أحد هذا القول قبله فزعمت أن لا فقلت: لو كان قال هذا القول أحد قبله قلتُ: رجلٌ ائتمّ بقولٍ قيل قبله. قال: ثم قال: بم يأمركم؟ قال: قلت: يأمرنا بالصلاة والزكاة والصلة والعفاف. قال: إنْ يَكُ ما تقول فيه حقا فإنه نبي. وقد كنت أعلم أنه خارج، ولم أَكُ أظنّه منكم. ولو أني أعلم أني أخلص إليه لأحببت لقاءه. ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه. وليبلغنّ ملكه ما تحت قدمي. قال: ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأه، فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم. سلامٌ على من اتّبع الهدى. أما بعد، فإني أدعوك بدعاية الإسلام: أَسْلِمْ تَسْلَمْ، وأَسْلِمْ يُؤْتِك الله أجرك مرتين. فإن توليتَ فإن عليك إثم الأريسيين. و"يا أهل الكتاب تعالَوْا إلى كلمةٍ سواءٍ بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ... إلى قوله: اشهدوا بأنا مسلمون". فلما فرغ من قراءة الكتاب ارتفعت الأصوات عنده وكثر اللغط، وأمر بنا فأُخْرِجْنا. قال: فقلت لأصحابي حين خرجنا: لقد أَمِرَ أمر ابن أبي كبشة. إنه ليخافه مَلِك بني الأصفر. فما زلت موقنا بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سيظهر حتى أدخل الله عليّ الإسلام. قال الزهري: فدعا هرقل عظماء الروم فجمعهم في دار له فقال: يا معشر الروم، هل لكم في الفلاح والرشد آخر الأبد وأن يثبت لكم ملككم؟ قال: فحاصُوا حَيْصَةَ حُمُر الوحش إلى الأبواب فوجدوها قد غُلِّقَتْ. فقال: عليَّ بهم. فدعا بهم فقال: إني إنما اختبرت شدتكم على دينكم، فقد رأيت منكم الذي أحببتُ. فسجدوا له ورَضُوا عنه".
كذلك ففى "الفاضل فى اللغة والأدب" مثلا للمبرد: "حدثني علي بن القاسم الهاشمي قال: كانت سمات أربعة من ولد العباس: عبد الله الحَبْر، وعبيد الله الجواد، ومَعبد الشهيد، وقُثَم الشبيه. وتأويل ذلك أن قُثَم بن العباس كان كثير المشابهة برسول الله صلى الله عليه، وكان العباس يُرقِّصه ويقول:
أيا قُثَمْ أيا قُثَم* أيا شبيهَ ذي الكرمْ
شبيه ذي الأنف الأشمّ
صلى الله عليه"، فلو كان اسم النبى الأصلى "قُثَم" لقد كانت هذه فرصة لذكر مزيد من أوجه الشبه بين قُثَم الصغير والنبى الكريم. وفى "الكشكول" لبهاء الدين العاملى هذا النص الذى يدل على أن قُثَم بن العباس كان يشبه النبى صلى الله عليه وسلم: "للشيخ فتح الدين بن سيد الناس الحافظ في جماعة كانوا شبيهين بالنبي صلى الله عليه وسلم:
لخمسة شبه المختار من مضر* يا حسن ما خولوا من شبه الحسن
كجعفر وابن عم المصطفى قثم* وسائب وأبي سفيان والحسن"
ثم ما وجه الغرابة فى أن يكون اسم النبى هو فعلا "محمدا" كما نعرف جميعا وكما تقول الروايات ويقول الناس كلهم ويقول القرآن ويقول الرسول نفسه؟ إن مثل هذه الأمور لا ينبغى أن تخضع لنزوة كل نازٍ، بل ينبغى أن تحكمها المنهجية العلمية الصارمة كما يزعم جعيط كذبا وادعاء أنه فعل. أما استناده إلى أن القرآن لم يسمه: "محمدا" إلا فى السور المدنية، فالرد عليه بأن القرآن لم يسمه: "قثما" لا فى المدنية ولا فى المكية، بل لم يسمه أى اسم آخر فيهما غير "محمد" (و"أحمد" فى بشارة عيسى به عليهما السلام)، أما الباقى فصفات مثل "المزمل" و"المدثر" و"النبى" و"الرسول"، فماذا هو قائل إذن؟ ألا يرى القارئ معى تهافت منطق هذا الجعيط؟ ألا يرى أنه لا فرق بين منطقه ومنطق نطاط الحيط؟ بلى، فكلاهما يتقافز موهما إيانا أنه يأتى عملا مفيدا، على حين أنه لا يعرف إلا حركات البهلوانات "النِّصْف كُمّ"، وهى حركات لا تقدم ولا تؤخر، وليس لها أى تأثير فى عالم الواقع سوى أنها تضحكنا على من يأتونها!
(يُتْبَعُ)
(/)
جاء فى "الوافى بالوفيات" لصلاح الدين الصفدى، فى "باب محمد" وتحت عنوان "المُسَمَّوْن بمحمد في الجاهلية": " كان النصارى وبعض العرب يخبرون بظهور نبي اسمه "محمد" من العرب وكانوا يسمون أبناءهم: "محمدا" رجاء أن تكون النبوة فيه: فمنهم محمد بن سفين بن مجاشع بن دارم التميمي، ومحمد بن وثر أخو بني عوارة من بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، ومحمد بن أُحَيْحَة بن الجلاح الأوسي أخو بني جحجبا، ومحمد بن خزاعي السامي، ومحمد بن حمران بن مالك الجعفي، ومحمد بن مسلمة الأنصاري أخو بني حارثة". ثم يمضى الصفدى قائلا إن "أول من سُمِّىَ: "محمدا" من أبناء المهاجرين محمد بن جعفر بن طالب، وُلِدَ بالحبشة في الهجرة الأولى، ثم محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، ثم محمد بن عبيدة الله التيمي، ثم محمد بن أبي بكر الصديق، ثم محمد بن علي بن أبي طالب، ووُلِد من الأنصار محمد بن الحرّ بن قيس من الخزرج، ثم محمد بن ثابت بن قيس بن شماس من الخزرج، ثم محمد بن عمرو بن حزم من بني النّجار، ثم محمد بن فضالة، وُلِدَ عام حّجة الوداع". فإذا كان اسم "محمد" معروفا للعرب فى الجاهلية، فما وجه الغرابة، ولا نقول: ما وجه الاستحالة، فى أن يكون اسم النبى "محمدا"؟ ولقد كان هذا أساسا ارتكن إليه كاتب مادة "محمد" فى "دائرة المعارف الإسلامية" الاستشراقية فى طبعتها الأولى، وهو المستشرق الدانماركى بوهل المبغض للإسلام، فى الرد على من يزعمون أن اسمه عليه السلام فى البداية كان شيئا آخر غير "محمد"، إذ كان رأيه أن هذا الاسم قد ورد عند العرب من قبل كما جاء عند ابن دُرَيْدٍ وابن سعد، وعلى ذلك فليس من الضرورى القول بأن اسم "محمد" هو لقب اتخذه النبى فى فترة متأخرة من حياته صلى الله عليه وسلم ( Shorter Encyclopaedia of Islam, Edited by Gibb & Kramers, Brill, Leiden, 1953, P. 391 left column). كذلك فإن حرص جعفر بن أبى طالب مثلا أثناء مُقَامه بالحبشة فى المرة الأولى على تسمية ابنه الذى وُلِد له هناك: "محمدا" يمكن أن يكون دليلا إضافيا على أن النبى كان معروفا بهذا الاسم قبل هجرته إلى المدينة، فأغلب الظن أن جعفرا قد فعل ما فعل حبا منه للنبى وتشرفا باسمه الكريم، ومعروف أن الهجرة الحبشية كانت قبل الهجرة اليثربية.
ويمضى الصفدى فيذكر بعد قليل أسماءه صلى الله عليه وسلم فيقول: "روى البخاري والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم؟ يشتمون "مُذَمَّمًا"، ويلعنون "مذمما"، وأنا "محمد". قال السخاوي في "سفر السعادة": قيل لعبد المطلب: بم أسميت ابنك؟ فقال: بـ"محمد". فقالوا له: ما هذا من أسماء آبائك! فقال: أردت أن يُحْمَد في السماء والأرض. و"أحمد" أبلغ من "محمَّد"، كما أن "أحمر" و"أصفر" أبلغ من "محمر" و"مصفر". وروى البخاري ومسلم والترمذي عن جبير بن مطعم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لي خمسة أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يُحْشَر الناس على قدمي، وأنا العاقب. والعاقب الذي ليس بعده نبيّ. وقد سماه الله: رؤوفا رحيما ... وقد قال حسان بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه:
فشَقَّ له من اسمه ليُجِّله* فذو العرش محمودٌ، وهذا محمَّدُ
ومن أسمائه المقفى، ونبي التوبة، ونبي المرحمة. وفي صحيح مسلم: ونبي الملحمة. ومن أسمائه طه، ويس، والمزَّمِّل، والمدَّثِّر، وعَبْدٌ في قوله تعالى: "بعبده ليلاً"، و"عبد الله" في قوله تعالى: "وأنه لما قام عبد الله يدعوه"، و"مُذَكِّر" في قوله تعالى: "إنما أنت مذكِّر". وقد ذكر غير ذلك".
وقد كتب النويرى صاحب "نهاية الأرب" تحت عنوان "أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم وكُنَاه" ما نصه: "وأسماؤه صلى الله عليه وسلم كثيرة، منها ما جاء بنص القران، ومنها ما نُقِل إلينا من الكتب السالفة والصحف المنزلة، ومنها ما جاء في الأحاديث الصحيحة، ومنها ما اشتهر على ألسنة الأئمة من الأمة رضوان الله عليهم. روى عن جبير بن مطعم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لي خمسة أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب. قيل: لأنه عَقَبَ
(يُتْبَعُ)
(/)
غيره من الأنبياء. وروى عنه عليه السلام: لي عشرة أسماء، فذكر الخمسة هذه، قال: وأنا رسول الرحمة، ورسول الراحة، ورسول الملاحم، وأنا المقفى: قفيت النبيين، وأنا قَيِّم. قال القاضي عياض: والقيِّم: الجامع الكامل. قال: كذا وجدته ولم أروه، وأرى صوابه: "قُثَم" بالثاء. وروى النقاش عنه عليه الصلاة والسلام: لي في القرآن سبعة أسماء: محمد، وأحمد، ويس، وطه، والمدَّثِّر، والمزَّمِّل، وعبد الله. وفي حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه كان عليه السلام يسمى لنا نفسه أسماء فيقول: أنا محمد، وأحمد، والمقفى، والحاشر، ونبي التوبة، ونبي الملحمة، ويروى المرحمة، والرحمة ... وقد جاءت من ألقابه وأسمائه صلى الله عليه وسلم في القرآن عدةٌ كثيرةٌ سوى ما ذكرناه، منها "النور" لقوله تعالى: "قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وكتابٌ مُبِينٌ"، و"السراج المنير"، و"الشاهد"، و"المبشر"، و"النذير"، و"داعي الله". قال الله تعالى "يأيُّهَا النَّبيّ إنا أرْسَلْناكَ شاهِدًا ومُبَشِّرًا ونَذِيرًا ودَاعِيًا إلى الله بإذْنِهِ وسِرَاجًا مُنِيرًا"، و"البشير" لقوله تعالى: "وبَشِّر المُؤْمِنِين"، و"المنذر" لقوله: "إِنَّمَا انتَ مُنِذْرُ مَنْ يَخْشَاهَا"، و"المذكِّر" لقوله تعالى: "إِنمَا أنتَ مُذَكِّرٌ"، و"الشهيد" لقوله: "وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهيدًا"، و"الخبير" لقوله تعالى: "الرَّحْمنُ فأسْألْ بِه خَبِيرًا". قال القاضي بكر بن العلاء: المأمور بالسؤال غير النبي صلى الله عليه وسلم، والمسؤول الخبير هو النبي صلى الله عليه وسلم. و"الحق المبين" لقوله تعالى: "حَتَّى جَاءَهُمْ الْحَقُّ ورَسُولٌ مُبِينٌ"، وقوله: "وقُلْ إِني أنا النَّذِير المبينُ"، وقوله: "قَدْ جَاءَكُم الْحَقُّ مِن رَّبِّكُم"، وقوله: "فَقَد كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُم". قيل: محمد، وقيل: القرآن. و"الرءوف الرحيم" لقوله تعالى: "بالمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ"، و"الكريم"، و"المكين"، و"الأمين" لقوله تعالى: "إِنهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ* ذِي قُوةٍ عِندَ ذِي العَرْشِ مَكِينٍ* مُطَاعٍ ثَمَّ أمِين"، و"الرسول"، و"النبيّ الأميّ" لقوله: "الذينَ يَتَّبِعُون الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأمِّيِّ"، و"الوليّ" لقوله تعالى: "إنمَا وَلِيُّكُم اللَهُ وَرَسُولُه"، و"الفاتح" لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الإسراء عن ربه تعالى: "وجعلتُك فاتِحا وخاتِما"، و"قدم الصدق"، قال الله تعالى: "وَبَشِّر الذيِنَ آمَنُو أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِم". قال قتادة والحسن وزيد بن أسلم: "قَدَم صِدْق" هو محمد صلى الله عليه وسلم. و"العروة الوثقى"، قيل: محمد، وقيل: القران. و"الهادي" لقوله تعالى: "وَإنكَ لتَهْدِى إلى صِراطٍ مُسْتَقِيم".
كما كتب تحت عنوان "تسميته محمدا وأحمد، ومن تسمى بمحمد قبله صلى الله عليه وسلم من العرب، واشتقاق ذلك" ما يلى: "أما اشتقاق هذه التسمية، فـ"محمد" اسمٌ علم، وهو منقول من صفةٍ، من قولهم: رجلٌ محمَّد، وهو الكثير الخصال المحمودة. و"المحمَّد" في لغة العرب: هو الذي يُحْمَد حمدا بعد حمد مرةً بعد مرة. قال السهيلي: لم يكن "محمَّد" حتى كان "أحمد". حمد ربه فنبّأه وشرّفه، فلذلك تقدم اسم "أحمد" على الاسم الذي هو "محمد" فذكره عيسى عليه السلام باسمه: "أحمد". وهو صلى الله عليه وسلم أول من سُمِّىَ بـ"أحمد"، ولم يُسَمَّ به أحد قبله من سائر الناس. وفي هذا حكمة عظيمة باهرة لأن عيسى عليه السلام قال: "ومبشِّراً برسولٍ يأتي من بعدي اسمه أحمد"، فمنع الله تعالى بحكمته أن يسمَّى أحدٌ به ولا يُدْعَى به مَدْعُوٌّ قبله، حتى لا يدخل لَبْسٌ على ضعيف القلب. وأما "محمد" فالله تعالى حمى أن يسمَّى به أحدٌ من العرب ولا من غيرهم إلى أن شاع قبل وجوده وميلاده صلى الله عليه وسلم أن نبيًّا يُبْعَث اسمه "محمد" قد قرب مولده، فسمَّى قوم من العرب أبناءهم. قال أبو جعفر محمد بن حبيب: وهم ستة لا سابع لهم: محمد بن سفيان بن مجاشع جد الفرزدق الشاعر، وهو أول من سُمِّىَ: محمدا، ومحمد بن أُحَيْحَة بن الجلاح الأوسي، ومحمد بن حسان الجعفي، ومحمد بن مسلمة الأنصاري، ومحمد بن براء البكري، ومحمد بن خزاعي السلمي، وذكر فيهم أيضا محمد بن اليحمدي من الأزد، واليمن تقول: انه أول من
(يُتْبَعُ)
(/)
تسمى بمحمد. وذكر أبو الخطاب بن دحية فيهم: محمد بن عتوارة الليثي الكناني، ومحمد بن حرماز بن مالك التميمي المعمري. وقال أبو بكر بن فورك: لا يُعْرَف في العرب من تسمى قبله بمحمد سوى محمد بن سفيان، ومحمد بن أحيحة، ومحمد بن حمران. وآباء هؤلاء الثلاثة وفدوا على بعض الملوك، وكان عنده علم من الكتاب الأول، فأخبرهم بمبعث النبي صلى الله عليه وسلم وباسمه، وكان كل واحدٍ منهم قد خلّف امرأته حاملا، فطمع في ذلك فنذر كل واحد منهم إذا وُلِد له ولد ذكر أن يسميه: محمدا. وذكر ابن سعد فيهم محمد الجشمي. وقال ابن الأثير: محمد بن عدي بن ربيعة بن سعد بن سواد بن جشم بن سعد، عداده في أهل المدينة. وروى عبد الملك بن أبي سويد المنقري عن جد أبيه خليفة، قال: سألت محمد بن عدي: كيف سماك أبوك: محمدا؟ فضحك ثم قال: أخبرني أبي عدي بن ربيعة، قال: خرجت أنا وسفيان بن مجاشع، ويزيد بن ربيعة بن كنانة بن حرقوص بن مازن، وأسامة بن مالك بن العنبر نريد ابن جفنة، فلما قربنا منه نزلنا إلى شجرات وغدير، فأشرف علينا ديراني فقال: إني لأسمع لغة ليست لغة أهل هذه البلاد. فقلنا: نعم! نحن من مُضَر. فقال: أي المُضَرَيْن؟ قلنا: خندف. فقال: إنه يبعث وشيكًا نبي منكم، فخذوا نصيبكم منه تسعدوا. قلنا: ما اسمه؟ قال: محمد. فأتينا ابن جفنة، فلما انصرفنا وُلِد لكل منا ابن فسماه: محمدا. وقال محمد بن سعد: أخبرنا محمد بن علي عن مسلمة عن علقمة عن قتادة بن السكن، قال: كان في بني تميم محمد بن سفيان بن مجاشع، ومحمد الجشمي في بني سواد، ومحمد الأسيدي، ومحمد الفقيمي، سمَّوْهم طمعًا في النبوة. ثم حمى الله تعالى كل من تسمى بمحمد أن يدَّعى النبوة، أو يدَّعيها أحد له، أو يظهر عليه سبب يشكك أحدا في أمره، حتى تحقق ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم. والله أعلم بالصواب، وإليه المرجع. ومن أسمائه في الكتب المنزلة "العظيم": وقع في أول سِفْرٍ من التوراة عن إسماعيل: وسيلد عظيما لأمة عظيمة. و"الجبار": سُمِّىَ بذلك في كتاب داود عليه السلام، فقال: تقلَّد أيها الجبار سيفك، فناموسك وشرائعك مقرونة بهيبة يمينك. قالوا: ومعناه في حق النبي صلى الله عليه وسلم: إما لإصلاحه الأمة بالهداية والتعليم، أو لقهره أعداءه، أو لعلوّ منزلته على البشر وعظيم خطره. ونفى الله عز وجل عنه جبرية التكبر في القرآن فقال: "وما أنتَ عليهمْ بجبّار". ومن أسمائه فيها: المتوكل، والمختار، ومقيم السنة، والمقدس، وروح الحق، وهو معنى "البارقليط" في الإنجيل. وقال ثعلب: "البارقليط" الذي يفرق بين الحق والباطل. ومنها ماذ ماذ، ومعناه طيب طيب، وحمطايا، والخاتم. حكاه كعب الأخبار. قلت: فالخاتم الذي خُتِم به الأنبياء، والخاتم أحسن الأنبياء خُلُقًا وخَلْقًا، ويسمى بالسريانية: مشفج والمنحمنا. واسمه أيضا في التوراة: "أحيد". وروى ذلك عن ابن سيرين رحمه الله".
ثم يستمر قائلا: "ومن أسمائه ونعوته عليه لسلام التي جرت على ألسنة أئمة الأمة: المصطفى، والمجتبي، والحبيب، ورسول رب العالمين، والشفيع المشفع، والمتقي، والمصلح، والطاهر، والمهيمن، والصادق، والضحوك، والقتال، وسيد ولد آدم، وسيد المرسلين، وإمام المتقين، وقائد الغُرّ المحجَّلين، وحبيب الله، وخليل الرحمن، وصاحب الحوض المورود، واللواء المعقود، والشفاعة والمقام المحمود، وصاحب الوسيلة والفضيلة، والدرجة الرفيعة، وصاحب التاج والمعراج والقضيب، وراكب البراق والناقة والنجيب، وصاحب الحجة والسلطان، والخاتم والعلامة والبرهان، وصاحب الهراوة والنعلين صلى الله عليه وسلم. قالوا: ومعنى صاحب القضيب: السيف. وقع ذلك مفسرا في الإنجيل، قال: معه قضيب من حديدٍ يقاتل به، وأمته كذلك. وأما الهراوة التي وُصِف بها فهي في اللغة: العصا، ولعلها القضيب الممشوق الذي انتقل إلى الخلفاء. وأما صاحب التاج، فالمراد به العمامة، ولم تكن حينئذٍ إلا للعرب. وكانت كنيته المشهورة أبا القاسم. وعن أنسٍ أنه لما وُلِد له إبراهيم جاءه جبريل فقال: السلام عليك يا أبا إبراهيم". ومن الواضح أن الكلام يطول فى باب أسمائه صلى الله عليه وسلم وأنها كلها، ما عدا "محمدا" و"أحمد"، ألقاب شرفية نص الحديث على عددٍ جِدّ قليلٍ منها، ثم أضاف المسلمون إليها الكثير مما لم يُسْمَع من النبى عليه السلام حتى لقد
(يُتْبَعُ)
(/)
بلغ بها بعضهم ألفا. وهذه خلاصة الحقيقة فى الموضوع ليس غير! أما اسم والده صلى الله عليه وسلم وأنه لم يكن "عبد الله" فلسنا نفهم على أى أساس نفى جعيط أن يكون "عبد الله"، ولا على أى أساس آخر رجّح أن يكون النبى هو الذى سماه بهذا الاسم. إن كانت هذه هى المنهجية العلمية الصارمة فقل: على الدنيا العفاء! إذ معنى ذلك أن أى إنسان يستطيع أن يقول أى كلام يطقّ فى رأسه دون أن يخشى شيئا ما دامت المسائل تعالج بهذه الطريقة المضحكة! وعلى أية حال سوف نعالج هذه النقطة بالتفصيل لاحقا.
وممن ذهب أيضا مذهب جعيط وقال ذلك الكلام الذى لا معنى له فى دنيا العلم والفكر، وإن كان له فى دُنًا أخرى معانٍ كثيرة، د. يوسف زيدان، الذى كتب مقالا بصحيفة "الوفد" فى الحادى والثلاثين من أكتوبر لعام 2006م عنوانه: "قُثَم" قال فيه: "صاح صاحبي غاضبا، ونفض ذراعيه في الهواء اعتراضا علي ما ذكرتُه خلال كلامي معه عن الأسماء العربية من أن نبينا كان اسمه "قثم بن عبد اللات" قبل محمد وأحمد ومحمود، وأنه حمل هذا الاسم: "قثم" إلى أن بلغ من عمره ما يزيد علي الأربعين عاما. زعق صاحبي بما معناه أن كلامي غير صحيح، لأنه لم يسمع بذلك من قبل، وبالتالي فهو غير صحيح. فسألته إن كان قد سمع من قبل أن النبي له عم كان اسمه هو الآخر "قثم"، وهي كلمة عربية قديمة تعني "المعطي"، وتعني "الجَمُوع للخير"، كما أنها اسم الذَّكَر من الضِّبَاع. فاحتقن وجه صاحبي غيظا، واتهمني بأن كل ما قلته غير صحيح، وأنه لا يوجد أصل يؤكده ولا أي مرجع. تناولت من رفوف مكتبتي كتاب الإمام الجليل أبو الفرج بن الجوزى الذي عنوانه "المدهش"، وفتحت لصاحبي الصفحات ليرى أن ما قلته له مذكور قبل تسعة قرون من الزمان، وشرحت له أن ابن الجوزي هو أحد أهم العلماء في تاريخ الإسلام، وأنه فقيه حنبلي لم يكن في زمانه مثله، ومؤرخ مشهور وخطيب كان الخليفة يحرص علي سماع دروسه. حار صاحبي لدقائق، ثم اهتدي لفكرة ملخصها أنه لن يقبل كلام ابن الجوزي أيضا، وأنه لن يقتنع إلا بأول كتاب وأقدم كتاب في سيرة النبى. فأخبرته أنه يطلب كتاب "السيرة لابن إسحاق"، وهو كتاب مفقود منذ أمد بعيد، ولم نعثر له علي أي مخطوطة حتى الآن في أي مكان في العالم. تنهد صاحبي مرتاحا، وهو يقول ما معناه: إذن، فلا شيء مما تقوله صحيح! راح صاحبي لينام، ورحت أفكر فينا وفي هذا العنف الكامن بداخلنا، وفي تلك الثورة الجاهزة للإعلان عن نفسها، وللتصدير أيضا لأتفه الأسباب، خاصة تلك التي لم نعتد عليها. وتذكرت ابن النفيس، وحزنت عليه وعلينا، فقد قال لنا هذا الرجل، وهو أيضا عالم وفقيه شافعي لم يكن في زمانه مثله، قبل ثمانية قرون من الزمان هذه العبارة التي لم نلتفت أبدا إليها. وهي بالمناسبة، ولكي لا يكذبني أحد، موجودة في كتابه الذي لم يزل مخطوطا لم ينشر: "شرح معاني القانون". تقول العبارة التي أرجو أن نقرأها بهدوء: "وربما أوجب استقصاؤنا النظر عُدولاً عن المشهور والمتعارَف، فمن قَرَع سمعَه خلافُ ما عَهِده، فلا يبادرنا بالإنكار، فذلك طيش. فرب شُنْعٍ حقٌّ، ومألوفٍ محمودٍ كاذبٌ، والحق حق في نفسه، لا لقول الناس له". ولنذكر دوما قولهم: إذا تساوت الأذهان والهمم، فمتأخر كل صناعة خير من متقدمها".
والناظر فى هذا الكلام يجد الدكتور زيدان يتمحك هو كذلك فى المنهجية العلمية ويستشهد بكلام لابن النفيس يشهد عليه لا له لأن ابن النفيس يريد منا أن نتحرز تمام التحرز قبل قبول أية فكرة أو رفضها وألا نبالى بمن قالها ولا بكثرة تكرارها بل بصحتها فى نفسها، وأين ذلك أو شىء من ذلك فى كلام زيدان؟ لقد نسب إلى ابن الجوزى كلاما لم يقله الرجل البتة، بل كل ما قاله رحمه الله، ولا رحم من يفترى الباطل على العلماء الكرام المخلصين، أن من بين أسماء النبى اسم "قثم"، بل إنه قد ذكره آخِرًا، ولم يقل قط إن اسمه الشريف عليه الصلاة والسلام كان "قُثَم" ثم تغير إلى "محمد" أو "أحمد"، فضلا عن أن يَكْذِب ابن الجوزى هذا الكذب الفاجر فيزعم أن اسم والد الرسول كان "عبد اللات". وهذا نص ما قاله ابن الجوزى فى تسميات الرسول عليه الصلاة والسلام، وقد أورده تحت عنوان "ذكر أسمائه": "هو محمد، وأحمد، والماحي، والحاشر، والعاقب، والمقفي، ونبي الرحمة، ونبي التوبة، ونبي الملاحم، والشاهد،
(يُتْبَعُ)
(/)
والبشير، والنذير، والضحوك، والقتال، والمتوكل، والفاتح، والخاتم، والمصطفى، والرسول، والنبي، والأمي، والقثم. فـ"العاقب" آخر الأنبياء، و"المقفي" تبع الأنبياء، و"الضحوك" صفته في التوراة لأنه كان طيب النفس فكها، و"القُثَم" من "القَثْم"، وهو الإعطاء". أما أن ابن الجوزى العالم الجليل الذى لا يعرف الكذب ولا شغل الثلاث ورقات قد قال إن والد الرسول كان يسمى: "عبد اللات" فكلاّ ثم كلاّ. والكتاب بين أيدينا فليرنا زيدان أين نجد هذا الذى يتقوله على عالمنا الجليل، فقد بحثت عن هذا الاسم عنده فلم أعثر عليه، بل إن كلمة "اللات" ذاتها لا وجود لها فى كتابه. أما الموجود فيه فهو أن والد الرسول كان اسمه "عبد الله"، وهذا هو النص الذى ورد فيه ذلك الاسم، ويجده القارئ فى الباب الثالث فى أول الفصل الذى عنوانه: "في ذكر نبينا صلى الله عليه وسلم- ذكر نسبه": "هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أد بن أدد بن زيد بن يقدر بن يقدم بن الهميسع بن النبت بن قيذار بن إسماعيل بن إبراهيم بن تارخ بن ناحور بن سارغ بن أرغوة بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ بن يزد بن مهلايل بن قينان بن أنوش بن شيت بن آدم. وأمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب".
وعندنا أبو عبد الله، وهو عبد المطلب جد الرسول، وكان اسمه الأصلى: "عامرا" أو "شَيْبَة الحمد" على ما جاء فى "السيرة الحلبية"، ولم يمنع هذا المؤرخين وكتاب السيرة من أن ينصوا على اسمه الذى اشتهر به، وهو "عبد المطلب" على ما فى هذه التسمية مما يسىء إليه، فلماذا يستنكفون أن يذكروا الاسم الأصلى لوالد الرسول؟ يقول الحلبى: "وقيل له: عبد المطلب، لأن عمه المطلب لما جاء به صغيرا من المدينة أردفه خلفه، وكان بهيئةٍ رَثّةٍ، أي ثيابٍ خَلِقة، فصار كل من يسأل عنه ويقول: من هذا؟ يقول: عبدي، أي حياءً أن يقول: ابن أخي. فلما دخل مكة أحسن من حاله وأظهر أنه ابن أخيه وصار يقول لمن يقول له عبد المطلب: ويحكم! إنما هو شيبة ابن أخي هاشم. لكنْ غلب عليه الوصف المذكور فقيل له: عبد المطلب. أي وقيل: لأنه تربى في حجر عمه المطلب، وكان عادة العرب أن تقول لليتيم الذي يتربى في حجر أحد: هو عبده ... وقيل: إنما سمي شيبةُ الحمد: "عبدَ المطلب" لأن أباه هاشما قال للمطلب الذي هو أخو هاشم وهو بمكة حين حضرته الوفاة: أدرك عبدك، يعني "شيبة الحمد" بيثرب". وبالمثل لم يمنعهم إجلالهم الرسول عليه الصلاة والسلام من ذكر نذر جده هذا أن يضحى بابنه عبد الله (الذى سيصبح والد الرسول) إنْ نرزقه الله عشرة أبناء يكبرون ويقومون على حمايته، واحتكامه فى ذلك إلى الكهان حين وجب عليه أن يضحى به وفاء لذلك النذر. كما كان لعبد الله والد النبى أخوان أحدهما يسمى: "عبد العُزَّى"، وهو أبو لهب، والآخر "عبد مناف"، وهو أبو طالب، فهل منعت عمومتُهما للنبى عليه السلام كتّابَ السيرة من أن يذكروا اسميهما الوثنيين؟ أم هل منعهم تبجيلهم للرسول من النص على أن اسم جد أبيه هو "عبد مناف" أيضا؟ أم هل منعت عمومةُ أبى طالب له وحمايتُه إياه من الاضطهاد القرشى معظمَ علماء المسلمين من القول بأنه مات دون أن يؤمن بدين ابن أخيه رغم وقوفه معه إلى آخر المدى فى وجه ذلك الاضطهاد حتى إنه لما مات سُمِّىَ عام موته: "عام الحزن"؟ فهذا مثل هذا، لكن بعض الناس يغرمون غراما مرضيا بالعكّ الأزلى المثير للغثيان، ويؤثرونه على منطق العقل والعلم والتفكير المستقيم!
ولا أدرى كيف جرؤ الدكتور زيدان على التقول على ذلك العالم الجليل بهذا الشكل؟ أيظن أن أحدا لن يكتشف هذا العبث؟ ثم من ذلك الصاحب المناكف ذو الرأس المتحجرة الذى لم يشأ أن يصدقه فيما نقله عن ابن الجوزى، والذى هو محق تماما فى هذا التكذيب؟ كنت أرجو أن يذكر اسمه لنا الدكتور زيدان، فهو (أى ذلك الصاحب ذو الدماغ الناشفة الذى لا أظن أن له أى وجود فى عالم الوقائع والحقائق) رجل عاقل تمام العقل حقا وصدقا وعين اليقين، ويستأهل لا بوسة واحدة بل مليون بوسة على يده وعلى خده أيضا، إذ ليس من المعقول أن يقول ابن الجوزى شيئا من
(يُتْبَعُ)
(/)
ذلك، كما لا يمكن أن يستبدل ابن النفيس باسمه الكريم الشريف اسم "ابن الخسيس" ويذهب فيبارك الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم تشويها له وتلطيخا لخلقه واتهاما له وللقرآن بتغيير الحقائق لغرض فى نفس يعقوب! ثم لماذا يفتح زيدان هذا الموضوع الآن؟ وما أهمية ابن الجوزى فى مثل هذا الأمر، وهو المتأخر عن عصر النبى قرونا، إن كان قد قال فعلا ذلك الكلام السفيه؟ ولقد رأينا بأم أعيننا أنه رحمه الله لم يقله بتاتا، بل كل ما قاله أن "قثم" هو مجرد اسم من أسمائه صلى الله عليه وسلم، بمعنى أنه صفة من صفاته، كما ذكره آخر شىء من تلك الصفات! أما لو أصر الدكتور زيدان رغم ذلك كله على ما زعم فليقل لنا: أين نجد فى كتاب "المدهش" أن أباه صلى الله عليه وسلم كان يسمَّى: "عبد اللات" وأنه هو كان يُدْعَى: "قُثَم" لمدة أربعين سنة حتى بُعِث؟ ومن الذى غيّر اسمه يا ترى؟ وما العلة فى ذلك، وبخاصة أنه قد تم بعد المبعث؟ نعم نرجو أن يتكرم الدكتور زيدان بالإجابة على هذه الاستفسارات، فلربما فاتنا التنبه إلى ذلك فى كتاب "المدهش". ونحن لا ندعى لأنفسنا عصمة ولا عبقرية ولا يقظة دائمة، بل نقبل أن ينبهنا أى إنسان إلى ما يكون قد فاتنا! ومن هنا فإننا ننتظر من يوسف زيدان أن يوافينا بما يدل على أن ما قاله ليس زعما من بنيّات خياله لأمر ما من الأمور، بل هو كلام ابن الجوزى فعلا.
وإننا لمنتظرون! على أن المسرحية لما تنته فصولا، فقد أكد زيدان أن كتاب ابن إسحاق هو أول كتاب فى السيرة النبوية، وطبعا هذا عند الدكتور كلام علمى تمام العلمية، ومنهجى إلى أقصى حدود المنهجية، مع أن الحقيقة التى تفقأ عين كل مكابر جهول تقول بملء فيها إنّ هناك كتّاب سيرة قبل ابن إسحاق (ت 151هـ)، منهم أبان بن عثمان بن عفان (ت 110هـ)، وعروة بن الزبير بن العوام (ت 94هـ)، وعامر بن شراحيل الشعبى (ت 103هـ)، وله كتاب "المغازى"، وعاصم بن عمر بن قتادة (ت 119هـ)، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهرى (ت 124هـ)، وموسى بن عقبة (ت 140هـ)، وكلهم محدِّثُون ثِقَات. وبعض ما خلّفه هؤلاء فى السيرة قد طُبِعَ، مثل كتاب عروة بن الزبير وكتاب الزهرى. كما أنّ كتاب ابن إسحاق نفسه مطبوعٌ نحو نصفه خالصًا غير مَشُوب، فضلا عن أنه موجود كاملاً فيما يسمى بـ"سيرة ابن هشام"، مع بعض التغييرات الطفيفة التى أحدثها فيه ابن هشام كحذف قصيدة أو إسقاط عدد من أبياتها، وإضافة بعض التعليقات هنا وهناك. وهذا مما يعرفه كل مشتغل بالعلم على سُنّة ابن النفيس لا سنة ابن الخسيس. فلم يا ترى كل هذا التنفج منا بالعلم والمنهج العلمى، مع أن بضاعتنا من هذا وذاك محدودة؟
وبالمناسبة فابن إسحاق، الذى يعده الدكتور زيدان أول من كتب فى السيرة النبوية ويلمح إلى أن كتابه هو الكتاب المعتمد فى ذلك المجال لولا فقدانه قد صرح أن الرسول سُمِّىَ من قبل مولده: "محمدا" وأن السماء هى التى ألهمت أمه أن تسميه بهذا الاسم. أى أنه لا "قُثَم" ولا يحزنون كما يزعم زيدان، بغض النظر عن مدى مصداقية التفاصيل الأخرى المصاحبة لتلك الرواية أو لا. وهذا نص كلام ابن إسحاق: "كانت آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم تحدث أنها أُتِيَتْ حين حملت محمدا صلى الله عليه وسلم فقيل لها: إنك قد حملت بسيد هذه الأمة، فإذا وقع إلى الأرض فقولي: أعيذه بالواحد، من شر كل حاسد، في كل بر عابد، وكل عبد رائد، نزول غير زائد، فإنه عبد الحميد الماجد، حتى أراه قد أتى المشاهد. فإن آية ذلك أن يخرج معه نور يملأ قصور بصرى من أرض الشام. فإذا وقع فسميه: "محمدا"، فإن اسمه في التوراة "أحمد"، يحمده أهل السماء وأهل الأرض، واسمه في الفرقان "محمد"، فسميه بذلك. فلما وضعته، بعثت إلى عبد المطلب جاريتها (وقد هلك أبوه عبد الله وهي حبلى، ويقال إن عبد الله هلك والنبي صلى الله عليه وسلم ابن ثمانية وعشرين شهرا، فالله أعلم أي ذلك كان)، فقالت: قد ولد لك الليلة غلام فانظر إليه، فلما جاءها، أخبرته خبره، وحدثته بما رأت حين حملت به، وما قيل لها فيه، وما أمرت أن تسميه ... إلخ". وهذا غير الأشعار الكثيرة التى أوردها ابن إسحاق فى كتابه وسُمِّىَ فيها النبى: "محمدا". كما عَدَّ رحمه الله أيضا أبناء عبد المطلب (عند كلامه عن نذره التضحية بأحد أولاده ورغبته فى الوفاء بذلك النذر) على
(يُتْبَعُ)
(/)
النحو التالى: "الحارث، والزبير، وحجل، وضرار، والمقوم، وأبو لهب، والعباس، وحمزة، وأبو طالب، وعبد الله"، ذاكرا أن اسم والد الرسول، كما نلاحظ فى آخر القائمة، هو "عبد الله" لا "عبد اللات". كذلك يورد ابن إسحاق، أثناء روايته خبر الطعام الذى صنعه بحيرا للقافلة القرشية التى كان فيها الرسول، قول أحد القرشيين حين رأى زملاءه قد أهملوا محمدا فلم يصطحبوه إلى طعام الراهب: "واللات والعزى إن هذا للؤم بنا! يتخلف ابن عبد الله بن عبد المطلب عن الطعام من بيننا؟ "، فسماه: "ابن عبد الله". وبالمثل نسمع جبريل ينادى رسول الله أول ما ظهر له فى الأفق بـ"يا محمد". وهذه مجرد أمثلة ثلاثة لا غير! أَوَلاَ يرى القارئ الخزى الذى يسربل تلك المزاعم الماسخة الطعم؟
وهناك دليل صاعق لكل مشكك فى تاريخ محمد وذمته ودينه، ألا وهو الأشعار التى نظمها المشركون المعادون لسيد البشر عليه الصلاة والسلام، تلك الأشعار التى يذكرون فيها اسمه صلى الله عليه وسلم فإذا به دائما "محمد"! شف يا أخى الفصول الباردة التى يعملها الشعراء لإحباط سخف السخفاء! عجائب!: ففى "السيرة النبوية" لابن هشام نقرأ: "قال ابن إسحاق: وقالت قتيلة بنت الحارث أخت النضر بن الحارث تبكيه:
يا راكباً إن الأثيل مظنة* من صبح خامسة وأنت موفق
أبلغ بها ميتاً بأن تحية* ما إن تزال بها النجائب تخفق
مني إليك وعبرة مسفوحة* جادت بواكفها وأخرى تخنق
هل يسمعني النضر إن ناديته* أم كيف يسمع ميت لا ينطق
أمحمد يا خير ضنء كريم* في قومها والفحل فحل معرق
ما كان ضرك لو مننت وربما* من الفتى وهو المغيظ المحنق
أو كنت قابل فدية فلينفقن* بأعز ما يغلو به ما ينفق
فالنضر أقرب من أسرت قرابة* وأحقهم إن كان عتق يعتق
ظلت سيوف بني أبيه تنوشه* لله أرحام هناك تشقق
صبراً يقاد إلى المنية متعبا* رسف المقيد وهو عان موثق
قال ابن هشام: فيقال والله أعلم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغه هذا الشعر قال: لو بلغني هذا قبل قتله لمننت عليه. قال ابن إسحاق: وكان فراغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر في عقب شهر رمضان أو في شوال".
وفى "طبقات فحول الشعراء" لابن سلام الجمحى:
"وكان أبو عزة شاعرا، وكان مملقا ذا عيال، فأسر يوم بدر كافرا، فقال: يا رسول الله، إني ذو عيال وحاجة قد عرفتها فامنن على صلى الله عليك. فقال: على أن لا تعين على! - يريد شعره - قال: نعم. فعاهده وأطلقه، فقال:
أَلا أَبْلِغَا عَنِّي النبَّي مُحَّمدا* بأَنَّك حَقٌ والمَلِيكَ حَمِيدُ
وأنْتَ اُمْرُؤٌ تَدْعُو إلى الرُّشْد والتُّقَى* عَلَيْكَ من الّلهِ الكَرِيم شَهِيدُ
وأنتَ امرُؤٌ بُوِّئْتَ فينا مَبَاءَةٌ* لها دَرَجَاتٌ سَهْلَةٌ وصُعُودُ
وإنّك مَنْ حَارَبْتَهُ لَمُحَارَبٌ* شَقِيٌّ ومَنْ سَالَمْتَهُ لسَعِيُد
ولكنْ إذا ذُكِّرْتُ بَدْراً وأَهْلَها* تَأَوَّبُ ما بي حسرةٌ وتَعُودُ
فلما كان يوم أحد، دعاه صفوان بن أمية بن خلف الجمحي، وهو سيدهم يومئذ، إلى الخروج، فقال: إن محمدا قد من على وعاهدته أن لا أعين عليه. فلم يزل به، وكان محتاجا، فأطعمه، والمحتاج يطمع. فخرج فسار في بني كنانة فحرضهم، فقال:
يَا بَني عَبْدِ مَنَاةَ الرُّزَّامْ * أَنْتُمْ حُمَاةٌ وأبُوكمْ حامْ
لا تَعِدُوني نَصْرَكم بَعْدَ العَامْ* لاَ تُسْلِمُوني لاَ يَحِلُّ إسْلامْ
أنا أبو خليفة، أنا ابن سلام، قال، حدثني أبان بن عثمان، وهو قول ابن إسحاق، أن أبا عزة أسر يوم أحد، فقال: يا رسول الله من على! فقال النبي عليه السلام: لا يلسع المؤمن من جحر مرتين. وقال أبان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تمسح عارضيك بمكة تقول: خدعت محمدا مرتين! فقتله".
ويقول ابن هشام أيضا فى "السيرة النبوية" عن أبى سفيان بن الحارث حين أسلم عام الفتح: "وأنشد أبو سفيان بن الحارث قوله في إسلامه واعتذر إليه مما كان مضى منه فقال:
لعمرك إني يوم أحمل راية* لتغلب خيلُ اللات خيلَ محمدِ
لكالمدلج الحيران أظلم ليله* فهذا أواني حين أهدي وأهتدي
هدانيَ هادٍ غير نفسي ونالني* مع الله من طَرَّدْتُ كل مُطَرَّد
أصد وأنأى جاهدا عن محمد* وأُدْعَى وإن لم أنتسب من محمد
همُ ما همُ من لم يقل بهواهم * وإن كان ذا رأي يُلَمْ ويُفَنَّدِ
أريد لأرضيهم ولست بلائط* مع القوم ما لم أهد في كل مقعد
(يُتْبَعُ)
(/)
فقل لثقيف: لا أريد قتالها* وقل لثقيف تلك: غَيْرِيَ أَوْعِدِي
فما كنت في الجيش الذي نال عامرا* وما كان عن جَرّا لساني ولا يدي
قبائل جاءت من بلاد بعيدة* نزائع جاءت من سهامٍ وسردد
... قال ابن إسحاق: فزعموا أنه حين انشد رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: "ونالني مع الله من طردت كل مطرد" ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدره وقال: أنت طرّدْتَني كل مُطَرَّد؟ ".
وهناك كتاب "نسب قريش"، وفيه يقول مؤلفه مصعب الزبيرى عن هُبَيْرَة بن أبى وَهْب الشاعر والفارس القرشى المشهور: "كان من فرسان قريش وشعرائهم، ومات كافرا هاربا بنجران. وكانت عنده أم هانئ ابنة أبي طالب، فأسلمت عام الفتح. وهرب هبيرة من الإسلام إلى نجران، حتى مات بها كافرا. وقال حين بلغه إسلام أم هانئ:
أشاقتك هند أم نآك سؤالها* كذاك النوى أسبابها وانفتالها
وقد أرقت في رأس حصن ممنع* بنجران يسري بعد نوم خيالها
فإن كنت قد تابعت دين محمد* وعطفت الأرحام منك حبالها
فكوني على أعلى سحوق بهضبة* ممنعة لا يستطاع بلالها
وإن كلام المرء في غير كنهه* لكالنبل تهوي ليس فيها نصالها".
وأخيرا لقد كنا نحب أن نعرف مظاهر ذلك "العنف الكامن بداخلنا، وتلك الثورة الجاهزة للإعلان عن نفسها، وللتصدير أيضا لأتفه الأسباب" اللذين تحدث عنهما الدكتور زيدان واتهم محدثه المسكين بهما، والرجل (الذى لا أظن أن له وجودا حقيقيا على الإطلاق!) لم يفعل شيئا بشهادة زيدان نفسه سوى أنه نفض ذراعيه فى الهواء وصاح معترضا على الكلام العجيب الذى زعمه ثم تنهد مرتاحا لأنه لم يستطع أن يأتيه بدليل على ما يقول! ترى أهذا تعريف للإرهاب جديد؟ أما يكفينا تعريف الأمريكان له؟ إن الأمريكان لم يقولوا يوما إن "نفض الذراعين والمطالبة بالدليل والتنهد بارتياح" هو مظهر من مظاهر العنف والثورة، فكيف تواتى زيدان نفسه على القول بهذا؟ أَمَا إن هذا لغريب! ومع ذلك فإنى أرجو القراء، من باب الاحتياط وسد الذرائع، أن يتنبهوا جيدا وهم يتحدثون مع الآخرين، وبالذات إذا كان هؤلاء الأخيرون من عينة الدكتور زيدان، فلا يلوحوا بأذرعهم ولا يتنهدوا ببنت شفة ولا بابنها حتى لا يقعوا تحت طائلة القانون الزيدانى وتصبح طامّتهم أسود من قرن الخروب!
وحتى يتيقن القراء الكرام إلى أن كل ما يقال من هذا السخف الساخف الخاص باسم "قثم" هو كلام ينبغى سحقه تحت الحذاء أن أيًّا من أعداء الإسلام ورسوله الكريم من الرومان المعاصرين له عليه الصلاة والسلام أو الآتين بعده بقليل لم يُشِرْ قط إلى حكاية "قُثَم" تلك التى تحولت فى أيامنا هذه إلى "موضة" وصار كل من هب ودب يدعى أنه مكتشفها وأنه قد اكتشفها بـ"منهجية علمية صارمة"، اسم النبى حارسه وصائنه، وخمسة وخميسة فى عين العدو! وهذا نص ما كتبه فى هذا الصدد، فى دراسة له منشورة على المشباك بعنوان " The Quest of the Historical Muhammad"، المستشرق الأمريكى آرثر جفرى ( Arthur Jeffery) المعروف بكراهيته لدين محمد والباحث دوما فى الأركان والزوايا المظلمة التى يخيم عليها العنكبوت عن أى شىء يمكن اتخذاه متكأ للتشكيك فيه، وقد وضعه تحت عنوان جانبى هو " EARLY CHRISTIAN ACCOUNTS": "The earliest reference to Muhammad in Christian literature is apparently that in the Armenian "Chronicle of Sebeos," written in the seventh century, and which says little more than that he was an Ishmaelite, who claimed to be a Prophet and taught his fellow countrymen to return to the religion of Abraham. In the Byzantine writers we have little of any value, though it must be admitted that this source has not been thoroughly examined by Islamic scholars. Nicetas, of Byzantium, wrote a "Refutatio Mohammadis" (Migne P.G. cv), and Bartholomew, of Edessa, a treatise "Contra Mohammadem" (Migne P.G. civ), which may be taken as samples of this work, which grew out of the contact with Islamic power in the wars that robbed the Byzantine Empire of one after . another of its fair Eastern Provinces"
(يُتْبَعُ)
(/)
والحديث فيه عن "الرِّوايات المسِّيحيّةُ المبكِّرة"، وترجمته: "إن أقدم إشارة إلى مُحَمَّدٍ في الكتابات المسِّيحيّة هى، فيما يبدو، تلك المتمثلة في "تاريخ سيبوس" الأرمنى الذى تم تأليفه في القرن السّابع الميّلادي، وفيه أن مُحَمَّدًا رجلٌ إسماعيليٌّ ادّعى النُّبوَّة وعلّم مواطنيه العودة إلى دين إبراهيم. إنّ قيمة ما كتبه الكُتَّاب البيزنطيون ضيئلة، لكن لا بد من الاعتراف بأنَّ هذا المصدر لم يُفْحَص كما ينبغى من قِبَل دارسي الإسلام. كما وضع نيسيتاس البيزنطي كتابًا اسمه: "تخطئة محمد: " Refutatio Mohammadis"، (Migne P.G. cv)، وبالمثل كتب أرتولوميو الإيديسى رسالة بعنوان "الرد على محمد: " Contra Mohammadem"، وهاتان الرسالتان يمكن النظر إليهما بوصفهما عملين ناشئين عن الاحتكاك بالقوة الإسلامية في الحروب التي انتزعت من الإمبراطوريّة البيزنطيّة أقاليمها الشّرقيّة الجميلة الواحدة تلو الأخرى". وهناك أيضا وثائق سريانية تعود إلى القرنين السابع والثامن الميلاديين تذكر اسم النبى "محمد" دون أى تلجلج: (هكذا: "ماهومت، مؤامد"). ويجد القارئ إشارة إلى تلك الوثائق فى دراسة لنبيل فياض ملحقة بنص عنوانه: "في ذلك اليوم" من تحرير برنارد لويس، وهو النص الثانى من نصين منشورين على المشباك بعنوان "نصان يهوديان حول بدايات الإسلام". فمن الواضح تماما من هذه النصوص أن اسمه عليه السلام فى أقدم المصادر النصرانية، وبعضها معاصر له، هو "محمد" لا "قثم"، ولو كان اسمه الأصلى "قُثَم" ثم غيّره عليه السلام ليطابق ما جاء فى الإنجيل من بشارة بمحمد لما سكت هؤلاء الأعداء الألداء ولشنعوا عليه وجعلوه أضحوكة الأضاحيك وكانت فضيحة بجلاجل لا يتوقف صليلها أبد الدهر. وهذا برهان ساطع على تهافت الموضة الجديدة التى يزعجنا بها كل من هب ودب وأمسك قلما فى يده!
ويا فرحة المتخلف صاحب الموقع المتخلف مثله "عزت أندراوس" بهذا الكلام، إذ سرعان ما نقله فى موسوعته المتخلفة المحشوة بالخرافات ظنا منه أنه وقع على صيد ثمين، غير دارٍ أن ما نقله ليس له أية قيمة علمية على الإطلاق وأنه لا يزيد عن كلام المصاطب الذى كان فلاحو قريتنا وكل القرى المصرية قبل أن تُلْغَى المصاطب فيها يَهْرِفون به ساعة العصارى، وهم متسلطنون منتشون، على حين أنهم فى الواقع مساكينُ جِدُّ مساكين ليس لديهم أية فكرة عن التمرهندى! كتب هذا المعتوه، فَضَّ الله فاه، وجعل وجهه محل قفاه، "أن محمد ليس هو الإسم الحقيقى لصاحب الشريعة ألإسلامية لأن أولاً: أن أسم محمد لم يكن شائعا بين العرب. وثانيًا: محمد غير أسماء الناس والأماكن، أنه ما أن قويت شوكته حتى قام بتغيير كثير من أسماء الناس والأماكن مثل يثرب غيرها إلى المدينة. وقد أورد الشيخ خليل عبد الكريم كثير من الأسماء والأماكن فى "الجذور التاريخية"، وليس لنا بحاجة لذكرها هنا. وقد قام صاحب الشريعة الإسلامية أيضا بتغير أسمه وقد كان "قثم". وأسم صاحب الشريعة الإسلامية الحقيقيى الذى أطلقته عليه أمه هو "قثم"، وقد ظل يعرف بإسم "قُثَم" أكثر من 40 سنة حتى أدعى أنه رأى وحيا فقام بتغيير أسمه ... وقام صاحب الشريعة الإسلامية بتغيير أسمه "قثم"، الذى أطلقته عليه أمه وعُرِف به لمدة أربعين سنة إلى أسماء عديدة وإتخذ لنفسه صفات حميدة حتى يحسّن صورته بعد أن ذموه أهل قريش لأعماله كأسم له. والأسماء التالية هى أسمائه بما فيهم أسمه الحقيقى "قثم": أحمد، ومحمد، ومصطفى، ومحمود، وطه، يس، الحاشر، الحافظ، الحاكم، الحاتم، حامد، حامل لواء الحمد، حبيب الرحمن، حبنطى (يقول المسلمون بدون دليل أن هذا الأسم في الإنجيل، وتفسيره: الذي يفرق بين الحق والباطل)، الحجة، الحجازي، الرحيم، حرز الأميين، الحريص، الحسيب، قثم، القرشى، الأمين، الهاشمى، والضحوك، القتال ... وغيرها. ولكن كل هذه الأسماء ليست أسم صاحب الشريعة الإسلامية الحقيقى إلا أسم "قثم"، والباقى اسماء مستعارة. فمثلاً من المعروف أن فيل أبرهة الذى كان يركبه للهجوم على مكة عندما قابله الطير الأسطورى أبابيل كان اسم هذا الفيل "محمود" فأطلقة صاحب الشريعة الإسلامية على نفسه. كان محمد أسمه "قثم" أو "قوثامة" أي (أبي قوثامة = 666)، ثم أبدل من بعد وصار "محمد" ليتسني وضع الآية: "ومبشِّرًا برسول يأتي من بعدي أسمه
(يُتْبَعُ)
(/)
أحمد" إشارة إلي ما جاء في الإنجيل عن النبي الذي يجئ بعد عيسي (راجع كتاب حياة محمد – الدكتور محمد حسين هيكل ص39). وفى جريدة الوفد بتاريخ الثلاثاء 31 أكتوبر 2006 م كتب يوسف زيدان أن اسم محمد الذى أطلق عليه بعد ولادته كان "قثم" فقال: "صاح صاحبي غاضبا، ونفض ذراعيه في الهواء اعتراضا علي ما ذكرته خلال كلامي معه عن الأسماء العربية من أن نبينا كان اسمه "قثم بن عبد اللات" قبل محمد وأحمد ومحمود، وأنه حمل هذا الاسم "قثم" إلى أن بلغ من عمره ما يزيد علي الأربعين عاما. زعق صاحبي بما معناه أن كلامي غير صحيح، لأنه لم يسمع بذلك من قبل، وبالتالي فهو غير صحيح. فسألته إن كان قد سمع من قبل أن النبي له عم كان اسمه هو الآخر "قثم"، وهي كلمة عربية قديمة تعني "المعطي"، وتعني "الجموع للخير"، كما أنها اسم الذكر من الضِّبَاع. فاحتقن وجه صاحبي غيظا، واتهمني بأن كل ما قلته غير صحيح، وأنه لا يوجد أصل يؤكده ولا أي مرجع. تناولت من رفوف مكتبتي كتاب الإمام الجليل أبو الفرج بن الجوزى الذي عنوانه "المدهش" وفتحت لصاحبي الصفحات ليرى أن ما قلته له مذكور قبل تسعة قرون من الزمان، وشرحت له أن ابن الجوزي هو أحد أهم العلماء في تاريخ الإسلام، وأنه فقيه حنبلي لم يكن في زمانه مثله، ومؤرخ مشهور وخطيب كان الخليفة يحرص علي سماع دروسه. حار صاحبي لدقائق، ثم اهتدي لفكرة ملخصها أنه لن يقبل كلام ابن الجوزي أيضا، وأنه لن يقتنع إلا بأول كتاب وأقدم كتاب في سيرة النبى. فأخبرته أنه يطلب كتاب "السيرة لابن إسحاق"، وهو كتاب مفقود منذ أمد بعيد، ولم نعثر له علي أي مخطوطة حتى الآن في أي مكان في العالم. تنهد صاحبي مرتاحا، وهو يقول ما معناه: إذن، فلا شيء مما تقوله صحيح". وذكرت مجلة "الخليج" الأماراتية أسماء صاحب الشريعة الأسلامية وقالت أنه من ضمن أسمائة "قثم"، وذكرت تحتها أن "يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أتاني ملك فقال: أنت قُثَم، وخلقك قُثَم، ونفسك مطمئنة". و"قثم" أي مجتمع الخلق، وله معنيان: احدهما من القثم، وهو الاعطاء، فسمي بذلك لجوده وعطائه. والثاني من القثم وهو الجمع. يقال للرجل الجموع للخير: قَثُوم وقُثَم. وكان صلى الله عليه وسلم جامعا لخصال الخير والفضائل والمناقب كلها". وجاء فى كتاب "غريب الحديث في بحار الانوار"، باب القاف مع الثاء: "قثم: من أسمائه (ص): "القُثَم"، وله معنيان: أحدهما من القَثْم، وهو الإعطاء، لأنّه كان أجود بالخير من الريح الهابّة ... والوجه الآخر أنّه من القثم، وهو الجمع. يقال للرجل الجموع للخير: قَثُوْم وقُثَم ... قال ابن فارس: والأوّل أصحّ وأقرب: 16/ 118. ومنه عن عمر بن الخطّاب في أمير المؤمنين (ع): "الهِزَبْر القُثَم ابن القُثَم": 20/ 52، أي الكثير العطاء، والجموع للخير (المجلسي: 20/ 67). وينسب المسلمين نبى الأسلام إلى عبد المطلب وقُصَىّ هكذا: "هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النظر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان". ويقول المسلمون عن عبد الله بن عبد المطلب: هو والد الرسول، ويكنى: أبا قثم. ولقد خرج أبوه عبد المطلب يريد تزويجه حتى أتى به وهب بن عبد مناف بن زهرة، وهو يومئذ سيد بني زهرة، فزوجه ابنته آمنة، وهي يومئذ أفضل امرأة في قريش. وكان تزويج عبد الله من آمنة بعد حفر بئر زمزم بعشر سنين. ولم يولد لعيد الله وآمنه غير رسول الله محمد. ولم يتزوج عبد الله غير آمنة، ولم تتزوج هي غيره. وبعد زواجه من آمنة بقليل خرج من مكة قاصدا الشام في تجارة، ثم لما أقبل من الشام نزل في المدينة وهو مريض، وفيها أخواله بني النجار، فأقام عندهم شهرا وهو مريض، وتوفي لشهرين من الحمل بابنه محمد، ودفن في دار النابغة وله خمس وعشرون. (و) عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، أبو قُثَم الهاشمي القرشي، الملقب بـ"الذبيح" هو والد رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولد بمكة، وهو أصغر أبناء عبد المطلب. وكان أبوه قد نذر لئن وُلِد له عشرة أبناء وشبوا في حياته لينحرن أحدهم عند الكعبة، فشبَّ له عشرة، فذهب بهم إلى هُبَل (أكبر أصنام الكعبة في الجاهلية) فضُرِبت القداح بينهم، فخرجت على عبد
(يُتْبَعُ)
(/)
الله، وكان أحبهم إليه ففداه بمئة من الإبل، فكان يُعْرَف بالذبيح. وزوّجه آمنة بنت وهب، فحملت بالنبي صلى الله عليه وسلم ورحل في تجارة إلى غزة، وعاد يريد مكة، فلما وصل إلى المدينة مرض ومات بها. وقيل: مات بالأبواء بين مكة والمدينة. راجع سورة "المسد" آية رقم 1 تفسير القرطبى: "فلما سمعت امرأة أبى لهب ما نزل في زوجها وفيها من القرآن أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد عند الكعبة، ومعه أبو بكر رضي الله عنه، وفي يدها فهر من حجارة. فلما وقفت عليه أخذ الله بصرها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا ترى إلا أبا بكر. فقالت: يا أبا بكر، إن صاحبك قد بلغني أنه يهجوني. والله لو وجدته لضربت بهذا الفِهْر فاه. والله إني لشاعرة: مُذَمَّمًا عصينا، وأَمْرَه أَبَيْنا، ودينَه قَلَيْنا. ثم انصرفت. فقال أبو بكر: يا رسول الله، أما تراها رأتك؟ قال: ما رأتني. لقد أخذ الله بصرها عني. وكانت قريش إنما تسمي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مذمَّما"، يسبّونه. وكان يقول: ألا تعجبون لما صرف الله عني من أذى قريش؟ يسبون ويهجون مذمما، وأنا محمد ... ". ومما يثبت أن اسمه الحقيقى "قثم" أن أهل مكة أستقبلوا محمد صاحب الشريعة الأسلامية قائلين: "طلع القمر علينا"، و"قثم" أسم من أسماء القمر. وهناك أيضا أسم من أسماء القمر أطلقة على نفسه، وهو "يس". ويقول أهل الشام أن أسمه كان "محمل" أو"معمد". وقد يكون رأيهم هو الأرجح، وقد يكون هو الأسم الذى أطلق عليه بعد تنصره لأنهم ينسجون حول أسمه قصة أخرى لولادته غير القصة التى ذكرتها الأحاديث وإنتسابه لعبد الله وعلاقة محمد ببحيرة الراهب. إلا أنه ليست لقصتهم مراجع تاريخية ولكنها لا تخلوا فى نفس الوقت من دلائل قوية تجبر سامعها من تصديقها. ولكننا نجد فى نفس الوقت أنه من الأقوال المتواترة التى يسلمها الاباء إلى الأبناء فى جميع البلاد العربية أن أبو محمد الحقيقى هو بحيرة الراهب بدليل انه عرفه من وحمة الميلاد التى على كتفه والتى يقول المسلمون أنها ختم النبوة. وقد ذكرناها للعلم بالشئ فقط لا غير".
هذا ما قاله المعتوه "عزت أندراوس"، وواضح أن المكان الطبيعى لأمثاله هو مستشفى العباسية. وبالمناسبة لقد بحثت عن الحديث التالى المنسوب للنبى عليه السلام: "أتاني ملك فقال: أنت قُثَم، وخلقك قُثَم، ونفسك مطمئنة" فلم أجده لا فى الأحاديث الصحاح ولا فى الأحاديث الضعاف. إنه حديث موضوع ركيك ليس عليه سيما الأسلوب النبوى البليغ. كما أن عضّ الكلب المدعوّ: "أندراوس" بأنيابه على ما يقال زورا وبهتانا من أن كُنْيَة والد الرسول هى "أبو قثم" برهان إضافى على عتهه، إذ كيف يكنَّى أبو الرسول باسم طفل له لم يكن قد ولد بعد، بل لم يكتب له أن يولد فى حياته، بل لم يكن يُعْرَف أهو ولد أم بنت؟ أترك هذه الفزورة للقراء ليتَسَلَّوْا بحلها ولَعْن ذلك الوثنى المتخلف أعمى القلب والبصر! ثم ما معنى ما يهرف به عبد الخارئ من أن "المسلمين" (المسلمين: هكذا بإطلاق) يقولون كذا أو كذا عن الرسول وعن أبيه؟ ترى من هم أولئك المسلمون؟ إن المعتوه الأبله يضع الكلام بين علامتى تنصيص، ومع هذا لا يذكر المرجع الذى أخذ منه هذا الكلام. بل لقد بلغت به البجاحة والكذب أن ينسب إلى الدكتور محمد حسين هيكل أنه يقول فى كتابه: "حياة محمد" إن "قثم" هو اسم الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه، مع أن هيكلا إنما ينفى تماما ذلك السخف ويرمى به تحت حذائه كما سنرى بعد قليل! وهذه شنشنة أندراوس، إذ ضبطتُه من قبل يزعم أن ماركو بولو وألفرد بتلر وسميكة باشا يؤكدون طيران جبل المقطم بسبب صلاة النصارى، فلما رجعتُ إلى ما قاله الثلاثة تيقنت أننى وقعت على كذابٍ وقحٍ قرارىٍّ لا يعرف الخجل ولا الخوف من الله، فماركو بولو إنما يتحدث عن بغداد لا عن مصر، وبتلر إنما يروى القصة كما سمعها فقط، أما رأيه فيها فقد ذكر مرات متعددة أنها قصة خرافية، وسميكة باشا يعلن بملء فمه فى صحيفة "الأهرام" أنه لا يصدق حرفا واحدا منها. كما أن الجاهل المتخلف يكذب بغشمٍ أبله زاعما أن معنى "القثم" هو القمر، ولا أدرى من أى جانب من جوانب استه المتقيحة المنتنة نتانةَ اسْت القمص المنكوح ذى الدبر المقروح قد استمد ذلك الكلام، مثلما لا أدرى من أى جانب آخر من جوانب تلك الاست
(يُتْبَعُ)
(/)
الكريهة المنظر والرائحة والتى ذابت من كثرة ما اعتدى عليه فيها رهبان الظلام وهو غلام، قد حصل على ما قاله من أن الدليل الذى يثبت أن اسم الرسول الحقيقى "قثم" هو "أن أهل مكة استقبلوا محمد صاحب الشريعة الأسلامية قائلين: "طلع القمر علينا"! ". ترى متى وأين استقبل المكيون النبى قائلين: "طلع القمر علينا"، وهم الذين أخرجوه من دياره وتآمروا على قتله فكانت الهجرة الشريفة إلى المدينة؟ إن أهل يثرب هم الذين فعلوا ذلك حسبما تقول بعض الروايات، لكنهم لم يكونوا بلهاء جهلاء كأندراوس فيقولوا: "طلع القمر علينا"، بل تقول جميع الروايات التى وردت فى هذا الصدد: "طلع البدر علينا". كما أن "ثنية الوداع"، حسبما جاء فى "الروض المعطار في خبر الأقطار" لعبد المنعم الحميرى، تقع "عن يمين المدينة. أحسب أنه كان الخارج من المدينة يودعه المشيع من هناك. ولما ورد رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة في الهجرة لقيته نساء الأنصار يقلن:
طلع البدر علينا* من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا* ما دعا لله داع".
وفى "معجم ما استعجم" لأبى عبيد البكرى أن "ثَنِيَّةُ الوَدَاع، بفتح أوله، عن يمين المدينة أو دونها. والثنيّة: طريق في الجبل مخلوق، فاذا عولج وسل فهو نقب. قال الشاعر:
طَلَع البدْرُ علينا* من ثَنِياتِ الوَدَاع
وَجَبَ الشكْرُ علينا* ما دَعَا الله داع".
وفى "معجم البلدان" لياقوت الحموى أنها "ثنيّة مشرفة على المدينة يطؤها من يريد مكة، وقيل: "الوداع" وادٍ بالمدينة". وفى "آثار المدينة المنورة" لعبد القدوس الأنصارى أن "في المدينة ثَنِيَّتَيْ وداع". والواقع أن ما يقوله أندراوس يذكرنى بالجهل المضحك الذى تحتوى عليه دعوى جمال الغيطانى فى روايته التافهة: "الزينى بركات" من أن اليهود قد استقبلوا النبى عليه الصلاة والسلام بالحجارة يرمونه بها من فوق أسوار الطائف. الله أكبر! هذا هو العلم، وإلا بلاش! علاوة على المقدار الهائل من الأخطاء الإملائية واللغوية والتركيبية التى تدل على تخلف أندراوس الشنيع وعتهه البشيع حتى فى استعمال اللغة والتى قمت بتصحيح عدد منها غير قليل مع ذلك، مع ترقيم النص كى أسهل مطالعته على القارئ، ودعنا من نطاعته وإطلاقه الاتهامات والتدليسات ذات اليمين وذات الشمال، من مثل زعمه أن عَلَم مصر، الذى ظل يستعمل رسميا من سنة 1923م حتى 1953م وظل يستعمل شعبيا حتى سنة 1958م كما يقول، إنما يمثل الله إله القمر الوثنى وبناته الثلاث: اللات والعزى ومناة، وأن علم مصر الحالى يشتمل على صورة "صقر قريش والقمر والنجوم الثلاثة"، يريد أن يقول إن علم مصر الآن هو أيضا علم وثنى. بل إنه ليمضى أبعد من ذلك حين يشير إلى أن رمز "الهلال" الذى ظهر مع صورة الرئيس مبارك أيام الانتخابات الرئاسية هو كذلك رمز وثنى ... وما إلى ذلك من مخزون عقله المتخلف المعتوه.
أما اسم "مذمَّم"، الذى كتبه ذلك الأبله المتخلف بالزاى وصححته له مع كثير من التصحيحات الأخرى التى لم تستطع أن تعمل شيئا مع خِلْقَته العَكِرة فظلت سطوره مفعمة بالأخطاء الرهيبة التى تدل على تخلف عقلى وفكرى ميؤوس من صلاحه، فهو دليل على عكس ما يريد، إذ ذكر المستشرق البريطانى ألفرد جِيُّوم فى أحد هوامشه على ترجمته لسيرة ابن هشام، فيما أذكر اعتمادا على رجوعى لتلك الترجمة منذ سنوات، ما معناه أن الشعراء الكفار الذين كانوا يهجون الرسول عليه الصلاة والسلام كانوا يستعملون له اسم "مذمَّم" فيأتى المسلمون إلى الصيغة المحرفة ويعيدونها إلى أصلها كرة أخرى قائلين: "محمد". كما أنه قد علق على عبارة "يا أهل الجباجب، هل لكم في مذمَّم والصُّبَاة معه قد اجتمعوا على حربكم؟ " (وهى العبارة التى قيل إن الشيطان قد صرخ بها ليلة العقبة كى يلفت انتباه المشركين إلى ما كان يدور بين الرسول واليثربيين من اتفاق حول هجرته إلى بلادهم فيُفْشِلوه) بأن كلمة "مذمَّم" من الممكن أن تكون قد استعملت هنا باعتبارها طِبَاقًا لاسم النبى "محمَّد" ( The Life of Muhammad: A translation of Ibn Ishaq's Sirat Rasul Allah, by A. Guillaume, Oxford University Press, 1980, 205, n.1). وواضح أن الكفار لم يكونوا يقولون له: "مُذَمَّم" (وهو نفس الاسم الذى استعملته له أيضا أم جميل زوجة عمه أبى لهب كما نقل هذا الحمار الحساوى المسمى:
(يُتْبَعُ)
(/)
"أندراوس" دون فهم) إلا لأنه على نفس الوزن الذى عليه اسم "محمد" مع مناقضته لمعناه تماما، مما يدل على أن اسمه الذى لم يكن له اسم عندهم سواه هو "مُحَمَّد". ثم إن المتخلف يقول إن أبا الرسول الحقيقى هو بحيرا (الذى يكتبه بطريقته المعتوهة مثله: "بحيرة") الراهب، وكأن الرهبان يتزوجون، وكأن من الممكن، لو كان محمد هو ابنه فعلا (ولا أدرى فى هذه الحالة من أية امرأة أنجبه)، أن يأخذه بنو هاشم عَنْوَة أو يسرقوه منه فى زحمة سوق الخميس فلا يحرك ساكنا، وحين يتعرف على الوحمة التى كانت فى ظهره فإنه يكفأ على الخبر ماجورا ولا يكلف نفسه حتى أن يأخذه فى حضنه يبل به شوق السنين وينزل عليه قبلات ونهنهات ودموعا وتمخّطات كما تفعل الآباء والأمهات فى مثل تلك الحالات فى السينما المصرية فى الأربعينات والخمسينات.
إننى لا أرد على هذا الهراء، بل ألفت النظر فقط إلى العته الحيسى الذى يُشِلّ عقل هذا الحيوان ويطمس عليه فلا يترك له شيئا يمارس به وظيفة التفكير! وطبعا يريد منا هذا المعتوه الأبله أن نصدق بأن العرب، تلك الأمة التى كانت تقدس الأنساب ولا تقبل أن يأتى أولادها من مواقعة المعترفات فى ظلام المعابد وأمام الآلهة الحجرية العمياء الصماء البكماء كما يحدث لأتباع بعض الديانات، يمكن أن تترك مثل هذا "الولد" يرفع رأسه بينها، فضلا عن أن يدعوها إلى دين جديد ويسفه عقولها وعقول آبائها ويحتقر آلهتها! أما قوله إن أمه قد سمته: "قثم" فلا أقبله إلا إذا أثبت لنا أندراوس أن أمه هو كانت داية تشرف على توليد نساء العرب وتسمية أولادهن وأنها من ثم عرفت أن اسمه عليه السلام كان قثم وأخبرت ذلك الحيوان بذلك. فهل هو فاعلٌ، ذلك المفعول به وفيه؟
تقول الموسوعة البريطانية فى مادة " The Life of Muhammad" عن موضوع الأنساب عند العرب قديما، وعن نسب النبى محمد عليه السلام بوجه خاص: " Both before the rise of Islam and during the Islamic period, Arab tribes paid great attention to genealogyand guarded their knowledge of it with meticulous care. In fact, during Islamic history a whole science of genealogy ('ilm al-ansab) developed that is of much historical significance. In the pre-Islamic period, however, this knowledge remained unwritten, and for that very reason it has not been taken seriously by Western historians relying only on written records. For Muslims, however, the genealogy of Muhammad has always been certain. They trace his ancestry to Isma'il (Ishmael) and hence to the prophet Abraham. This fact was accepted even by medieval European opponents of Islam but has been questioned by modern historians. "
أما قول الكلب العضاض أندراوس إن النبى عليه الصلاة والسلام قد غير اسمه إلى "محمد" لكى يطابق بينه وبين البشارة التى فى الإنجيل عن رسول يُبْعَث من العرب، فهو قول يدل على أن قائله معتوه بالثلث. كيف؟ إن ذلك الحيوان الأبله المتخلف يجهل، مثل كل حيوان أبله متخلف مثله ممن يزعمون المزاعم على سيدنا رسول الله، أن القرآن المكى الذى يتخذون من خُلُوّه من اسم "محمد" دليلا على أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن اسمه فى البداية "محمدا" بل "قثم"، هذا القرآن المكى قد تحدث عن ورود البشارة به لا فى الإنجيل فحسب، بل فى الإنجيل والتوراة جميعا، إذ نقرأ فى سورة "الأعراف" المكية قوله تعالى: "وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (155) وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآَخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ
(يُتْبَعُ)
(/)
الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158) وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (159) ". أى أن الرسول عليه السلام لم ينتظر إلى أن يهاجر للمدينة حتى يعلن أنه مبشَّر به عند أهل الكتاب! كذلك لست أفهم كيف أن كلمة "يس" تعنى "القمر"، وهى فى الحقيقة مجرد حرفين مقطعين من الحروف التى تبدأ بها بعض السور القرآنية مثل "طس" و"طه" و"حم"، ولا كيف يقول الوغد المتخلف إن الرسول عليه الصلاة والسلام قد تنصَّر، وهو الذى قصمت دعوته ديانة النصرانية فتحول أتباعها بمئات الملايين إلى توحيده النقى الكريم، فكان هذا البغض السام الذى يتلظى أندراوس فى جحيمه ويهترئ به قلبه هو ومن على شاكلته. وأخيرا وليس آخرا فإن ذلك الحيوان الأمى المتخلف المسمَّى: "أندراوس" لا يستطيع أن يكتب "قثامة"، بل يحرفها إلى "قوثامة"، وقد أخطأ فيها مرتين اثنتين لا مرة واحدة، وفى جملةٍ قصيرةٍ جِدّ قصيرة!
وعودةً إلى موضوعنا نقول: وممن ردد قبل جعيط أيضا هذا الكلام الممخَّط عن أن اسم النبى الكريم هو "قثم": المنتحر المغرور التافه إسماعيل أدهم. نعم التافه رغم كل الطنطنات التى كان يطنطنها عن نفسه ويطنطنها عنه من صنعوه ولمعوه! لقد زعم هذا المغرور غير المأسوف على انتحاره، فى مقدمة كتابه: "من مصادر التاريخ الإسلامى"، أنه عكف لمدة غير يسيرة على السيرة النبوية وأحاديث الرسول عليه السلام وتاريخ تلك الفترة وما يليها وتتبع تقريبا كل ما كُتِب عنها فى التراث وفى دراسات المستشرقين بكل اللغات وفى كل المدن الأوربية والأفريقية والآسيوية، وأنه انتهى من كتابة خمسمائة صفحة فى هذا الموضوع، وقدّر أن بإمكانه الوصول بهذه الصفحات إلى رقم الثلاثة الآلاف. ثم ننظر فيما نشره من هذا كله فنجده لا يزيد على خمسين صفحة! فتأمل أيها القارئ الكريم مدى الفرق الشاسع بين شطحات الرجل المحلقة فى سماوات الخيالات والخبالات والأوهام وبين واقعه البائس التعبان. مسكين! علاوة على أن دعواه قراءة كل ما كتب عن السيرة بكل اللغات وفى كل المدن الأفريقية والآسيوية والأوروبية هى دعوى منفلتة من كل قيود العقل والمنطق، وليس ثَمّ من باب يسعها إلا باب الجنون المطبق. ثم نأخذ فيما قاله فى تلك الدراسة فنسمعه يشكك فى أن يكون اسم النبى هو "محمد"، مؤكّدًا، على الضد من ذلك، أنه كان يسمَّى: "قُثَم" أو "قُثَامة" (من مصادر التاريخ الإسلامى/ مطبعة صلاح الدين الكبرى/ القاهرة/ 7)، وهى بالضبط طريقة المستشرقين والمبشرين المداورة التى تشكك فى كل ما لا يعجبها فتذهب وراء الفروض الغريبة التى ينكرها العقل إنكارا وتتعارض مع النصوص الوثيقة تعارضا شديدا. ومن حق كل واهم أو موهوم، وكل خائل أو مختال، أن يقول ما يشاء فيما يشاء على النحو الذى يشاء، لكنْ عليه أيضا، إذا أراد منا أن نلقى بالا إلى ما يقول، أن يكون هذا الذى يقوله متسقا، على الأقل، بعضه مع بعض لا متناقضا من سطر إلى سطر، ومن جملة إلى أخرى، وإلا افتقر الكلام إلى المنهجية العلمية. كيف ذلك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد صدّعَنا أدهم فى ذلك الكتاب بتأكيده أن القرآن هو وحده المصدر الإسلامى الذى يمكن الاطمئنان له من جهة التاريخ، أما الحديث وأما السيرة فلا يصلحان على الإطلاق لاعتماد المؤرخين والدارسين عليهما. عظيم جدا جدا، فتعال إذن يا سُمْعَة يا أبا السباع وأعطنى أذنك وعقلك: فأنت تقول إن القرآن هو المصدر الوحيد الذى يمكن الاستناد إليه والتصديق بما جاء فيه عن حوادث التاريخ الإسلامى الأول، أليس كذلك؟ فكيف فاتك إذن يا نابغة الدهر الأول والأخير، بل يا نابغة كل الدهور والعصور، أن القرآن الذى لا تطمئن إلا له قد ذكر أن اسمه عليه الصلاة والسلام هو "محمد" لا "قثم" ولا "قثامة"؟ ألم يكن العقل والمنطق وسلامة المنهج تقتضيك أن تصدّق بما أتى فى القرآن وترفض ما عداه من الروايات التى تقول إن اسمه لم يكن "محمدا" بل "قثم" أو "قثامة"؟ أم أنت ممن يحُلِوّنه عاما ويُحَرّمونه عاما على مقتضى نزواتهم وشهواتهم؟ ألا بئس هذا منهجا وتفكيرا! أما إذا كنت قد رجَعْتَ عن رفضك لما عدا القرآن من مصادر التاريخ الإسلامى (وهو ما لا يمكن أن يكون، لأنك قلت ما قلت عن اسم رسول الله عقب إعلانك مباشرة أنك لا تثق بغير القرآن أىّ مقدار من الثقة)، فكيف تترك الاسم الذى تضافرت عليه الروايات ولا يعرف المسلمون سواه؟ وهذا كله لو لم يكن هناك قرآن ينص على أن اسمه هو "محمد". وبطبيعة الحال لا يمكن أن يقال إن القرآن قد لفّقَ له ذلك الاسم، لأنه لو كان هذا صحيحا ما سكت الكفار ولا المنافقون ولا اليهود ولا النصارى ولا حتى الصحابة، ولشنّع الأربعة الأولون على القرآن والرسول، وأبدى الأخيرون دهشتهم واستغرابهم وكان بينهم وبينه سِينٌ وجِيمٌ، ولسَجَّلَتْ ذلك كلَّه الرواياتُ كالعادة. علاوة على أنك قد أعلنت وثوقك بالقرآن، وبالقرآن وحده، وثوقا مطلقا، فلا فكاك لك من أن تسلّم بما قاله فى هذا السبيل! من هنا يتجلى لكل ذى عقل أن صاحبنا لا يحسن التفكير واستنباط النتائج من المقدمات، ولا يستطيع أن يكون متسقًا مع المبدإ الذى وضعه هو بنفسه لنفسه.
وفى مقدمة الطبعة الثانية من كتابه: "حياة محمد" يقول الدكتور محمد حسين هيكل رحمه الله إنه قد وردت إليه ملاحظات من هنا وههنا على ما قاله فى الطبعة الأولى من ذلك الكتاب، ومن بينها رسالة أتته من كاتب مصرى مسلم ذكر أنها ترجمة عربية لمقال بعث به إلى مجلة المستشرقين الألمانية نقدا لكتابه هذا، وخلاصتها أن كتابه عن "حياة محمد" ليس بحثا علميا بالمعنى الحديث لأنه رجع فيه، كما يقول، إلى المصادر العربية وحدها ولم يراجع ما كتبه المستشرقون أو يأخذ بالنتائج التى وصلوا إليها، بل عد القرآن وثيقة تاريخية لا تقبل الريب رغم أنه خضع للتحريف والتبديل بعد وفاة النبى عليه الصلاة والسلام ... إلخ. ومن بين ما قاله صاحب الرسالة الذى لم يذكر الدكتور هيكل اسمه للأسف أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن اسمه فى الاصل "محمدا" بل "قثم" أو "قثامة"، ثم أُبْدِل من بعد ذلك ليتسنى وضع الآية التى تقول: "ومبشرا برسول من بعدى اسمه أحمد" (انظر "حياة محمد" للدكتور هيكل/ مكتبة الأسرة/ 1997م/ 38)، وهو ما يعنى أن القرآن من وضع النبى عليه السلام وأنه صلى الله عليه وسلم كان كذابا، أو فى أحسن الأحوال: واهما مخدوعا فى أمره كله، وهذا كلام خطير. لا أقصد أنه ليس من حق أحد أن يقوله، فكل إنسان حر فيما يقول وفيما يعتقد، والمهم أن يقدم الدليل، أما الهلس والهجس فكل حيوان بشرى يحسنه لا مشقة فى ذلك! بل أقصد أن مثل هذه الطريقة فى الزعم ورمى الكلام على عواهنه تهدد المنهجية العلمية وتطعنها فى الصميم وتملى لكل جهول سخيف العقل والتفكير أن يجرى مع نزواته على راحته ويتقايأ بما فى نفسه المشوهة دون حسيب أو رقيب ودون أن يأخذ فى اعتباره أى مبدإ أو قيمة. وقد ذهب خاطرى فى بداية الأمر إلى أن صاحب الرسالة هو إسماعيل أدهم لولا أن هيكل نص على أنه مصرى، وأدهم كان تركيا، اللهم إلا إذا قصد أنه طلب العلم فى مصر، إذ كان طالبا فى بعض مدارسها فترة من حياته، وعاش فيها زمانا. كما كان متصلا بدوائر الاستشراق ودائم المباهاة بعلاقته بهم وترديد مقولاتهم والكتابة عندهم، فضلا عن أنه كان يعرف الألمانية، ويزعم أن اسم النبى عليه السلام هو "قُثَم" حسبما رأينا. ثم إن صاحب الرسالة، حسبما يقول
(يُتْبَعُ)
(/)
هيكل، قد أنكر عليه أن يتخذ من القرآن وثيقة يُطْمَأَنّ إليها، وهو ما يختلف فيه مع أدهم، الذى رأينا قبل قليل أنه لا يعترف بمصدر وثيق للسيرة إلا القرآن الكريم، وإن كان من الميسور الرد على هذا بأن أدهم لم يكن متسق الفكر كما شاهدنا بأنفسنا أيضا، وبالذات فى مسألة تسميته صلى الله عليه وسلم بـ"قثم". فمن الممكن أن يقول الشىء ونقيضه طبقا لما يعنّ له فى اللحظة التى يكون فيها دون أى اعتبار لمنطق أو منهج رغم كثرة تشدقه بذلك. وعلى أية حال فسواء كان أدهم هو صاحب الرسالة أو لم يكن، فالمهم أن القول بأن الاسم الحقيقى للنبى عليه الصلاة والسلام "قُثَم" لا "محمد" ليس بالأمر الجديد الذى يخوّل لجعيط أو زعيط أو معيط أو أى نطاط للحيط الزعم بأنه ابن بَجْدَته، إذ هو كلام من كلام أحلاس المصاطب الاستشراقية والتبشيرية مما يعرفه كل أحد منهم ويتلقاه الخالف عن السالف، ومن ثم فلا معنى للجعجعة الجعيطية الزعيطية المعيطية عن المهلبية العلمية التى ليست صارمة بل مصرومة، ومشرومة فوق ذلك مخرومة!
وإذا كان مَنْ عَرَضْنا لهم حتى الآن قد أنكروا أن يكون اسمه عليه السلام هو "محمدا"، وأكدوا بدلا من ذلك أنه كان يُدْعَى: "قُثَم"، فإن فيليب حِتِّى قد اكتفى بالتشكيك فى قدرتنا على معرفة الاسم الذى سمته به أمه عند ولادته، قائلا إن هذا الاسم قد يظل غير متيقَّنٍ منه إلى أبد الآبدين، مضيفا مع ذلك أن قومه قد لقبوه بـ"الأمين" على سبيل التشريف فيما يبدو، أما الصيغة التى عُرِف بها فى القرآن فهى: "محمد"، إلى جانب "أحمد" مرة واحدة، وأما فى الاستعمال الشعبى فهو "محمد". هكذا قال حِتِّى، ومن الجَلِىّ البيّن أنه لا يستند إلى أى أساس، اللهم إلا الرغبة فى بذر بذور الريبة حول هذه المسألة التى ترتبط بها مسائل أخرى كثيرة، مجافيا بهذا المنهج العلمى الذى يفرض علينا ألا نرفض شيئا هكذا من الباب للطاق دون أن يكون هناك ما يبعث على الاسترابة فيه، أو يثير فينا عدم الاطمئنان إليه على الأقل، وهو ما لا يتوفر فى قضيتنا التى بين أيدينا، وإلا فلماذا لم يعرض بواعث الشك الذى عنده إن كان لديه مثل هذه البواعث؟ وفى الهامش رقم 2 من ذات الصفحة نجده يكتب أن اسم "محمد" قد تم العثور عليه فى أحد النقوش اليمنية. " History of the Arabs, Macmillan & Co. Ltd, London, 1963, P. 111". طيب يا دكتور حِتِّى، ما دام اسم "محمد" كان موجودا لدى عرب الجاهلية، فلماذا التشكيك فى أن يكون هو اسم النبى المصطفى؟ وقد رد على تشكيكات الدكتور حِتِّى التعسفية التى لا معنى لها، المرحوم محمد جميل بيهم مؤكدا أن الذى سماه: "محمدا" إنما هو جده عبد المطلب، وكان ذلك فى اليوم السابع كعادة العرب حينذاك حسبما قال (فلسفة تاريخ محمد صلى الله عليه وسلم/ تقديم د. حسان حلاق/ الدار الجامعية للطباعة والنشر/ بيروت/ 110). وسواء كان جده هو الذى سماه كما كتب بيهم أو كانت أمه هى التى فعلت ذلك حسبما يقول بعض كتاب السيرة الآخرين كابن إسحاق فى "السيرة النبوية" وعلى بن برهان الدين الحلبى فى "إنسان العيون" مثلا، فالمهم أنه سُمِّىَ: "محمدا" منذ اللحظة الأولى، لا ريب فى هذا.
Ibrahim_awad9@yahoo.com
http://awad.phpnet.us/
http://ibrahimawad.net.tf
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[20 Apr 2007, 10:14 م]ـ
استدلالات الدكتور إبراهيم عوض مفيدة، وأسأل الله أن يبارك في وقته وعلمه وقلمه.
غير أن لي رجاء وحيدا: وهو أن ينقص من حدة قلمه وقسوته في وصف الآخرين بما يكرهون، حتى تكون الإفادة أكثر. فهذه النعوت تشوش علي القارئ أفكاره عند محاولة فهم الاستدلال .. واستدلالاته العميقة كافية ووافية للرد على الآخرين وتبيين أخطائهم.
مع خالص المحبة والتقدير.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[25 Apr 2007, 09:34 ص]ـ
جزاكم الله خيرا فضيلة الأستاذ الدكتور إبراهيم.
وأما بالنسبة للأخ محمد بن جماعة فأظن أن الشدة والحدة في مثل هذا في محله.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[25 Apr 2007, 05:51 م]ـ
يا أخي زكريا، سلمك الله من كل سوء، وحماك من كل تنابز من الألقاب.
وردت في المقال بعض العبارات التي تدخل ضمن التنابز بالألقاب المنهي عنه في الإسلام، والتي لا علاقة لها بالنقد العلمي وبالصرامة العلمية.
إضافة إلى ذلك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه (حسنه وجمله)، ولا يُنْزَعُ من شيء إلا شانه (عابه) [رواه مسلم]
فأرجو الانتباه وعدم الخلط بين وجوب الرفق وعدم التنابز، وبين الصرامة العلمية و عدم التهاون في رد الأخطاء العلمية.
وكما قلت، فالاستدلالات العلمية كافية ووافية.(/)
شاهد على كسر الإعراب للمدح أو للذم
ـ[سبيل الإسلام]ــــــــ[22 Apr 2007, 11:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
في احد المنتديات لمحاوره النصاري اتي احدهم بشبهه قوله تعالى: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى) [المائدة: 69].
فتم الرد عليه كلاتي
----
الزعم بوجود أخطاء لغوية زعم متهافت مردود على صاحبه الذي قلت بضاعته من العلم وقل فهمه، فإنه من المعلوم أن الله تعالى قد تحدى قريشاً والعرب المعاندين للإسلام بأن يأتوا بمثله أو سورة أو عشر سور مثله.
ومع تحدي القرآن للعرب ووجود الدافع منهم للمعارضة والنقض والتشنيع، وانتفاء المانع ببلوغهم ذروة الفصاحة والبيان لم ينقل عن أحد منهم هذا الزعم الباطل، بل غاية ما قالوا هذا سحر مفترى (وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون فقد جاءوا ظلماً وزوراً) [الفرقان:4].
وقد أبان أهل العلم عن هذه الآية التي أشكلت على من قلت بضاعتهم في اللغة، لأن جهابذة العرب زمن النبي صلى الله عليه وسلم وبعده ما أثاروا هذا، فقالوا: إن قوله تعالى: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى) [المائدة: 69].
قال الخليل وسيبوبه: الرفع محمول على التقديم والتأخير، والتقدير إن الذين آمنوا والذين هادوا من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون، والصابئون والنصارى كذلك وأنشد سيبويه وهو نظيره:
وإلا فاعلموا أنَّا وأنتم بغاة ما بقينا في شقاق
وقال ضابىء البرجمي:
فمن يك أمس بالمدينة رحله فإني وقيار بها لغريب
وقيل: إن "الصابئون" معطوف على المضمر في " هادوا " في قول الكسائي.
وقيل: إنَّ بمعنى نعم، فالصابئون مرتفع بالابتداء وحذف الخبر لدلالة الثاني عليه، فالعطف يكون على هذا التقدير بعد تمام الكلام وانقضاء الاسم والخبر.
قال قيس الرقيات:
بكر العواذل في الصباح يلمنني وألومهنه
ويقلن شيب قد علا ك وقد كبرت فلقت إنه
قال الأخفش: إنه بمعنى: نعم. وهذه الهاء أدخلت للسكت، ومما تقدم يتبين لك أيها السائل الكريم جور هذه الشبهات وتهافتها، وبالجملة فيمكنك مراجعة كتب التفسير، وكتب إعراب القرآن عند هذه الآيات ففيها كفاية لمن أراد معرفة الحق والوقوف عنده،
سبق ذكره فى سورة المائدة يسمى فى علم الإعراب "كسر الاعراب".
وكسر الاعراب لا يكون إلا لإضافة معنى جديد حتى ينبه السامع أن هناك علة يجب أن يفطن إليها وكسر الإعراب لا يكون إلا من بليغ وإلا لثار الأعراب إذا سمعوه كما ثار الأعرابى على الخليفة أبى جعفر المنصور حين صعد على المنبر وخطب ولحن فى الإعراب
والله أعلم.
ثم انه طلب شاهدا نحويا على كسر الأعراب من كلام العرب
فهل من مثال او شاهد علي ذلك؟
جزاكم الله خير
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[23 Apr 2007, 03:50 م]ـ
رأي ابن هشام اللغوي النحوي، في كتابه:
مغني اللبيب عن كتب الأعاريب؛ وذلك في إعراب مثل هذه الآية:
والثانية: إن زيداً قائم وعمرو إذا قدرت عمراً معطوفاً على المحل، لا مبتدأ، وأجاز هذه بعضُ البصريين، لأنهم لم يشترطوا المحرز، وإنما منعوا الأولى لمانع آخر، وهو توارد عاملين: إنّ والابتداء على معمولٍ واحد وهو الخبر، وأجازهما الكوفيون، لأنهم لا يشترطون المحرز، ولأن إن لم تعمل عندهم في الخبر شيئاً، بل هو مرفوع بما كان مرفوعاً به قبل دخولها، ولكن شرط الفراء لصحة الرفع قبل مجيء الخبر خفاء إعراب الاسم، لئلا يتنافر اللفظ، ولم يشترطه الكسائي، كما أنه ليس بشرط بالاتفاق في سائر مواضع العطف على اللفظ، وحجتهما قولُه تعالى: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصّابئون) الآية، وقولهم إنك وزيد ذاهبان وأجيب عن الآية بأمرين: أحدهما: أن خبر إن محذوف، أي مأجورون أو آمنون أو فرحون، والصابئون مبتدأ، وما بعده الخبر، ويشهد له قوله:
خليليّ هل طِبٌّ، فإنّي وأنتُما = وإن لم تبوحا بالهوى دنفان!؟
ويضعفه أنه حذْف من الأول لدلالة الثاني، وإنما الكثير العكس، والثاني: أن الخبر المذكور لإن وخبر (الصابئون) محذوف، أي كذلك، ويشهد له قوله:
فمن يكُ أمسى بالمدينة رحلُهُ = فإني وقيارٌ بها لغريبُ
إذ لا تدخل اللام في خبر المبتدأ حتى يقدم نحو لقائم زيد ويضعفه تقديم الجملة المعطوفة على بعض الجملة المعطوف عليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن المثال بأمرين أحدهما: أنه عطف على توهم عدم ذكر إن. والثاني: أنه تابع لمبتدأ محذوف، أي إنك أنت وزيد ذاهبان وعليهما خرج قولهم إنهم أجمعون ذاهبون ...
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[23 Apr 2007, 04:20 م]ـ
وثمة رأي ساقه صاحب كتاب:
خزانة الأدب (والخزانة خزانتنا) العلامة الفهامة عبد القادر البغدادي:
{وأنشد بعده:
الشاهد الرابع والخمسون بعد الثمانمائة:
وهو من شواهد سيبويه:
فمن يك أمسى بالمدينة رحله = فإني وقيار بها لغريب
على أن قوله: "قيار" مبتدأ: حذف خبره، والجملة اعتراضية بين اسم إن وخبرها، والتقدير: فإني وقيار بها كذلك لغريب.
وإنما لم يجعل الخبر لقيار ويكون خبر إن محذوفاً، لأن اللام لا تدخل في خبر المبتدأ حتى يقدم، نحو: لقائم زيد. وكذلك الصابئون في الآية مبتدأ خبره محذوف، الجملة اعتراض، كذلك كما قرره الشارح.
وهذا تخريج له خلاف مذهب سيبويه، فإن الجملة عنده في نية التأخير، وهي معطوفة لا معترضة، كما تقدم نصه وإيضاحه في كلام الكشاف. وكأنه عدل عنه، لئلا يلزم تقديم الجملة المعطوفة على بعض الجملة المعطوف عليها،
كما أورده عليه ابن هشام في المغني.
وجوز السيرافي أن يكون الخبر للصائبين ويكون خبر إن محذوفاً كما تقدم عنه. وأورد عليه أيضاً ابن هشام بأن فيه الحذف من الأول لدلالة الثاني، وإنما الكثير العكس.
وذهب الفراء إلى أن الصابئون معطوف على اسم إن فيشاركه في الخبر، فهو من عطف مفرد على مفرد، وهذا نصه في تفسير الآية، وقال: وأما الصابئون فإن رفعه على أن عطف على الذين، والذين حرف على جهة واحدة في رفعه ونصبه وخفضه، فلما كان إعرابه واحداً، وكان نصب إن ضعيفاً، وضعفه أنه يقع على الاسم ولا يقع على خبره، جاز رفع الصابئين.
ولا أستحب أن أقول: إن عبد الله وزيد قائمان، لتبين الإعراب في عبد الله. وقد كان الكسائي يجيزه لضعف.
وقد أنشدوا هذا البيت رفعاً ونصباً:
فمن يك أمسى بالمدينة رحله = فإني وقياراً بها لغريب
و ""قيار". وليس هذا بحجة للكسائي في إجازته: إن عمراً وزيد قائمان، لأن قياراً قد عطف على اسم مكني عنه، والمكني لا إعراب له، فسهل ذلك كما سهل في الذين إذا عطفت عليه الصابئون.
وهذا أقوى في الجواز من الصابئون، لأن المكني لا يتبين فيه الرفع في حال.
والذين قد يقال اللذون فيرفع في حال.
وأنشدني:
وإلا فاعلموا أنا وأنتم = بغاة ما حيينا في شقاق
وقال آخر:
يا ليتني وأنت يا لميس = ببلد ليس به أنيس
وأنشدني بعضهم:
يا ليتني وهما نخلو بمنزلة = حتى يرى بعضنا بعضاً ونأتلف
قال الكسائي: نرفع الصابئون على إتباعه الاسم الذي في هادوا، ونجعله من قوله: "إنا هدنا إليك"، لا من اليهودية.
وجاء التفسير بغير ذلك، لأنه وصف الذين آمنوا بأفواههم، ولم تؤمن قلوبهم، ثم ذكر اليهود والنصارى، فقال: من آمن منهم فله كذا، فجعلهم يهوداً ونصارى. انتهى كلام الفراء.
قال الزجاج في تفسير الآية بعد أن نقل مذهب الكسائي والفراء: هذا التفسير إقدام عظيم على كتاب الله، وذلك أنهم زعموا أن نصب إن ضعيف، لأنها إنما تغير الاسم، ولا تغير الخبر.
وهذا غلط لأن إن قد عملت عملين: الرفع والنصب، وليس في العربية ناصب ليس معه مرفوع، لأن كل منصوب مشبه بالمفعول، والمفعول لا يكون بغير فاعل إلا فيما لم يسم فاعله.
وكيف يكون نصب إن ضعيفاً، وهي تتخطى الظروف فتنصب ما بعدها، نحو: "إن فيها قوماً جبارين"، ونصب إن من أقوى المنصوبات.
وقال الكسائي: الصابئون نسق على ما في هادوا، كأنه قال: هادوا هم والصابئون.
وهذا القول خطأ من جهتين:
إحداهما:
أن الصابئ لا يشارك اليهودي في اليهودية. وإن ذكر أن هادوا في معنى تابوا فهذا خطأ في هذا الموضع أيضاً، لأن معنى الذين آمنوا هاهنا، إنما هو إيمان بأفواههم؛ لأنه يعنى به المنافقون.
وقال سيبويه والخليل وجميع البصريين: إن الصابئين محمول على التأخير ومرفوع بالابتداء، المعنى: إن الذين آمنوا والذين هادوا من آمن بالله واليوم الآخر فلا خوف عليهم، والصابئون والنصارى كذلك أيضاً.
وأنشدوا في ذلك قول الشاعر:
وإلا فاعلموا أنا وأنتم البيت ...
المعنى:
أنا بغاة، وأنتم أيضاً كذلك.
وزعم سيبويه أن قوماً من العرب يغلطون فيقولون:
(يُتْبَعُ)
(/)
إنهم أجمعون ذاهبون، وإنك وزيد ذاهبان. فجعل سيبويه هذا غلطاً، وجعله كقول الشاعر: بدا لي أني لست مدرك ما مضى ولا سابق شيئاً إذا كان جائيا
انتهى كلام الزجاج.
ومراد سيبويه بالغلط، توهم عدم ذكر إن، لا حقيقة الغلط. كيف وهو القائل إن العرب لا تطاوعهم ألسنتهم في اللحن والخطأ، كما نقل عنه في المسألة الزنبورية.
قال الشاطبي في شرح الألفية: يعني سيبويه أنهم توهموا أن ليس ثم إن، حتى كأنهم قالوا: هم أجمعون ذاهبون، وأنت وزيد ذاهبان. وأنس بهذا عدم ظهور الإعراب في اسم إن في الموضعين.
والدليل على صحة هذا أنه لم يجيء فيما ظهر فيه الإعراب، نحو: إن زيداً وعمرو قائمان، إذ لو كان الرفع على غير التوهم، لكان خليقاً أن يجيء مع ظهوره. فلما لم يكن كذلك دل على أنهم اعتقدوا أن المنصوب مرفوع، فعطفوا على اللفظ كما قال الشاعر: "ولا سابق شيئاً" بالخفض، متوهماً أنه قال: لست بمدرك ما مضى، فلذلك جعله سيبويه من باب الغلط. والله أعلم. انتهى.
وكذا في المغني لابن هشام قال: أجيب عنه بأمرين:
أحدهما:
أنه عطف على توهم عدم ذكر إن.
والثاني:
أنه تابع لمبتدأ محذوف، أي: إنك أنت وزيد ذاهبان. وعليهما خرج قولهم: إنهم أجمعون ذاهبون. انتهى.
وفي أمالي الزجاجي الصغرى:
أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن رستم الطبري، قال: أخبرنا أبو عثمان المازني، قال: قرأ محمد بن سليمان الهاشمي، وهو أمير البصرة، على المنبر: "إن الله وملائكته يصلون على النبي"، بالرفع، فعلم أنه قد لحن، فبعث إلى النحويين، وقال لهم: خرجوا له وجها. فقالوا: نعطف به على موضع إن، لأنها داخلة على المبتدأ والخبر. فأحسن صلتهم ولم يرجع عنها، لئلا يقال: لحن الأمير.
وأخبرنا أبو إسحاق الزجاج، قال: أخبرنا أبو العباس المبرد عن المازني، قال: حدثني الأخفش، قال: كان أمير في البصرة يقرأ على المنبر:
"إن الله وملائكته يصلون على النبي"، بالرفع، فصرت إليه ناصحاً له، ومنبهاً، فتهددني، وأوعدني وقال: تلحنون أمراءكم ثم عزل وتقلد محمد بن سليمان الهاشمي، فكأنه تلقنها من في المعزول، فقلت: هذا هاشمي نصيحته واجبة، فجبنت عنه، وخشيت أن يتلقاني بمثل ما تلقاني به الأول.
ثم حملت على نفسي فأتيته، فإذا هو في غرفة له، وعنده أخوه، والغلمان على رأسه، فقلت: هذا. وأومأت إلى أخيه، فنهض أخوه وتفرق الغلمان، فقلت:
أصلح الله الأمير، أنتم أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة والفصاحة وتقرأ:
"إن الله وملائكته" بالرفع، وهو لحن ولا وجه له! فقال: جزاك الله خيراً، قد نبهت ونصحت، فانصرف مشكوراً.
فانصرفت فلما صرت في نصف الدرجة إذا قائل يقول لي: قف. فوقفت وخفت أن يكون أخوه أغراه بي، فإذا بغلة سفواء وغلام وبدرة، وتخت ثياب، وقائل يقول: هذا لك، قد أمر به الأمير. فانصرفت مغتبطاً. انتهى كلامه ... }.
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[24 Apr 2007, 04:36 م]ـ
لقد عنيت بهذا الموضوع وكان فصلا من فصول أطروحتي للدكتوراه وتناولت فيه أنواع كسر الإعراب بشواهده المختلفة في القرآن بقرآته المختلفة وفي الشعر
ولعلي بمشيئة الله عز وجل أعرض له مفصلا في المنتدى في موضوع لاحق ضمن تحولات الاعراب في السياق القرآني(/)
انضمام الدكتور أحمد الطعان وفقه الله لهيئة الإشراف على ملتقى الانتصار للقرآن الكريم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Apr 2007, 07:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نظراً لتوسع ملتقى الانتصار للقرآن الكريم، وكثرة الموضوعات الدقيقة التي تطرح فيه للنقاش، تم التشاور في إدارة الموقع لتوسيع دائرة الإشراف العلمي على هذا الملتقى، والاستعانة بأهل التخصص والخبرة في هذا الميدان، فرأى المشرفون أن الدكتور أحمد بن إدريس الطعان وفقه الله من المتميزين في هذا الجانب العلمي، وله مؤلفات وبحوث مشكورة في الدفاع عن القرآن والانتصار له، ومجادلة المخالفين في هذا الباب. فعرض الأمر على فضيلته فوافق مشكوراً على الانضمام للإشراف العلمي على هذا الملتقى.
ونحن نهنئ أنفسنا ونرحب بالدكتور أحمد الطعان مشرفاًُ وأخاً باحثاً جاداً نرجو له المزيد من التوفيق والسداد، وأسأل الله أن ينفع به وبإشرافه على هذا الملتقى، ونرجو أن نرى مزيداً من العطاء والنقاش حول موضوعات هذا الملتقى وتطويره مع زميلنا المشرف على هذا الملتقى الدكتور أحمد البريدي وفقه الله.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[26 Apr 2007, 04:53 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على جهدكم وتقبل منكم ومنا أحسن العمل ووفق فضيلة الدكتور أحمد الطعان في إشرافه.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[26 Apr 2007, 07:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر الإخوة الأكارم على هذا التشريف والتكريم وأرجو من الله عز وجل أن يوفقنا لما فيه الخير لملتقانا الحبيب ولأمتنا الجريحة.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[26 Apr 2007, 11:07 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور ـ أحمد إدريس الطعان ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد، فإني أحمد الله إليكم أن هيأكم لنصرة دينه و كتابه العزيز. سائلا الله تعالى أن يوفقكم في هذ المهمة الجديدة و يعينكم عليها.
و مزيدا من العطاء و التألق.
وتفضلوا أخي العزيز خالص تقديري و محبتي مع اعتذاري لفضيلتكم عن الخطأ الحاص في برنامج الندوة.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[28 Apr 2007, 10:26 م]ـ
الدكتور أحمد الطعان من المدافعين عن القرآن نحسبه والله حسيبه , وقد اتفقت أنا وأياه بعيد افتتاح الملتقى على تكوين لجنة من المهتمين في الدفاع عن القرآن وقد تم هذا ولله الحمد منذ فترة وتم الأعلان عن ذلك وننتظر من الدكتور وفقه الله تفعيلها.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[29 Apr 2007, 12:48 ص]ـ
أخي الدكتور أحمد - وفقكم الله - مهمتنا أن نذكر الآخرين بدورهم وواجبهم وأن لا نمل من التذكير والتحفيز ولا نملك أكثر من ذلك كما يبدو لي. والله ولي التوفيق والتسديد وهو الذي يتولى فتح القلوب والعقول للهداية والقبول.(/)
هل يوجد مستشرق منصف؟
ـ[أبو عمر الشامي]ــــــــ[01 May 2007, 05:39 ص]ـ
كلما أقرأ لمستشرق أجده حاقدا على الإسلام لا يكاد ينطق بكلمة حق إلا ويخلطها بمئة كذبة. سؤالي هل هناك استثناء؟ أي هل هناك مستشرق معروف صادق في نقله منصف في بحثه؟
ـ[يسري خضر]ــــــــ[02 May 2007, 12:18 ص]ـ
الاخ الكريم ابو عمر حياك الله وبارك فيك يري الدكتور علي إبراهيم النملة وهو من المتخصصين في هذا المجال (أن المستشرقين لم يكتبواللاسلام حبا في الإسلام وعلومه وإنما كانت كتابتهم تتوخي الإساءة إلي هذه العلوم واهلهاوالدين الذي شجع عليها)
كما يري انه (إن ظهرت في آثار القلة منهم جوانب فيها موضوعية ومعرفة بالحق واعتراف لأهله به إلا أن هذه النوعية من المنصفين لايمكن أ ن تكون هي الجانب الغالب علي هذه الفئة من الباحثين ومن أنصف منهم الثقافة الاسلاميةوعلومها لم يعط من قبل أقرانه الاهتمام)
الاستشراق:مواقف ومواقف للدكتور النملة مجلة الحرس الوطني العدد 44شوال 1406
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[02 May 2007, 09:52 ص]ـ
أخي الكريم: لعلك تطالع هذا الرابط:
حوار حول الواقع المعاصر للدراسات الاستشراقية مع المستشرق الألماني د. ميكلوش موراني ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3015)
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[03 May 2007, 12:08 م]ـ
كتب الدكتور محمد البهي كتابه المعنون ب الفكر الاسلامي الحديث وصلته بالاستعمار ووضع في نهايته ثبت باسماء المستشرقين واوصافهم وهو مفيد ونافع وان كان المتحدث عنهم ربما قضى كثير منهم
لكنه ربما يفيد الاخ الكريم السائل بعض فائدة
ـ[النجدية]ــــــــ[29 Aug 2007, 12:47 م]ـ
بسم الله ...
في أثناء تجولي في ملتقيات هذه الشبكة العنكبوتية - رزقنا الله خيرها، و أبعد عنا شرها -؛ وجدت مشاركة مفيدة، تخدم هذا الموضوع، إليكم الرابط يا رعاكم الرحمن!!
و لا تنسوا أختكم من الدعاء.
نصوص منصفة لمستشرقين .. ( http://www.bayan-alquran.net/forums/showthread.php?t=1154&highlight=%E4%D5%E6%D5+%E3%E4%D5%DD%C9+%E1%E3%D3%C A%D4%D1%DE%ED%E4)(/)
الدراسات الغربية المعاصرة عن القرآن: الأفكار والمناهج والنتائج
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 May 2007, 03:25 م]ـ
كتبها / د. رضوان السيد
أستاذ الدراسات الإسلامية في الجامعة اللبنانية
أصدر المعهد الألماني للأبحاث الشرقية ببيروت عام 2007 أعمالاً ودراسات حول القرآن الكريم أُلقيت في مؤتمر عقد عام 2002 بعنوان: «نتائج البحث المعاصر في القرآن»، وهذا عنوان مُحايد لا غبار عليه، ولو اكتفى الناشرون به لما استدعى ذلك أي ملاحظة، وما كنت لأنتبه إليه، فأنا أعرف ما أُلقي في ذاك المؤتمر العتيد، وهو لا يستحق التعليق.
لكن الناشر أضاف إلى العنوان الرئيس عنواناً آخر فرعياً معناه: «مسألة النص التاريخي – النقدي للقرآن». ولي على العنوان الفرعي ثلاث ملاحظات:
أُولاها أن المناهج التي اتبعها المستشرقون سابقاً في دراسة القرآن، وخلال حوالي المئة والخمسين عاماً، تدّعي في أكثرها أنها تاريخية أو تاريخانية ونقدية، وما توصلت لأكثر مما توصل إليه تيودور نولدكه الذي يقع كتابه «تاريخ القرآن» في أولها (إذ صدرت صيغته الأولى عام 1859).
والملاحظة الثانية أن ما انتهى إليه برتزل وجفري أولاً، ثم بلاشير وبارت ثانياً أن الطريقة التاريخانية النقدية غير مثمرة، لأنها تتعامل مع القرآن كما تعاملت مع النصوص المخطوطة، والتي لها مخطوطات عدة تختلف نصاً وقِدماً ودقة، وأنها إنما تريد باستعمال اختلافات النسخ الوصول إلى نص محقق أقرب إلى ما كتبه «المؤلف» أو تركه. فهناك بالنسبة إلى هذه المدرسة نص أول للقرآن غطته أو حرّفته أو حررته نصوص ثوان وألْسنة، وهي تطمح لإعادته للطبعة الأولى أو للمخطوطة الأولى. وقد حكم نولدكه على هذه المحاولة بالخطل منذ البداية عندما قال إن النص القرآني يعود إلى القرن السابع الميلادي، وليس فيه أَوْ لَهُ أصولٌ وفروع، بل هو نص واحد «على غرابة ترتيبه وتركيبه». وما منع ذلك كلاً من أوتو برتزل – تلميذ نولدكه، والبريطاني آرثر جفري من جمع اختلافات القراءات ومخطوطات القرآن الأقدم، وطوال عقود، إلى أن تخليا عن المشروع «التحقيقي» و «النقدي» بعد الحرب الثانية.
والملاحظة الثالثة أن الدراسات القرآنية في الغرب في الثلاثين سنة الماضية غادرت المناهج التاريخانية / النقدية التي سادت في الدراسات القرآنية في عوالم ذاك العالم، إلى أربع أو خمس مدارس أو قراءات:
- القراءة المؤامراتية لما اعتبرته تطورات في تكون النص القرآني.
- والقراءة البنيوية.
- والقراءة التفكيكية.
- والقراءة الأنثروبولوجية.
- والقراءة الأدبية والأسلوبية.
وفي ما عدا القراءة التحويرية أو المؤامراتية لا تهدف أي من القراءات المستجدة والمستمرة لاستكشاف أصول النص أو مصادر تكونه وتطوره.
والدراسات التي تعرضها أعمال مؤتمر العام 2002 – باستثناء واحدة أو اثنتين منها سنعود إليهما – تُخضع القرآن لإحدى مدراس القراءة تلك. ولذلك ما كان هناك مسوِّغ للعنوان الفرعي للكتاب، إلا لأن الناشر لا تزال تفتنه المقاربات التاريخانية والفيلولوجية القديمة، والتي تبدو حلوة ومعقولة في حدود معينة، إذا قورنت بالقراءة التحويرية والمؤامراتية التي تسود معظم دراسات الشبان الغربيين المعاصرين للقرآن.
للقراءة التحويرية والمؤامراتية للنص القرآني فرعان رئيسيان:
- الفرع الذي يرى أنه بقيت من عصر النبي وصحابته والعصر الأموي قطع ونثائر اختلط فيها الشفوي بالمكتوب والمدوَّن، ثم جُمعت تدريجياً، وصارت بعد الإضافة والحذف والتحوير نصاً قانونياً حوالي القرن الثالث الهجري.
- والفرع الآخر الذي يرى أن القرآن إنما هو ترجمة عن نص سرياني لإنجيل فرقة مسيحية في الجزيرة العربية هي الفرقة الأبيونية. وقد أُضيف إليه وحُذف منه، وجرى ترتيبه عبر مئة سنة أو أكثر بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وسلّم). وتُمثل الفرع الأول كتابات وانسبورو آخر السبعينات من القرن الماضي، بينما تمثل الفرع الثاني أعمال شبان كثيرين منهم ليلنغ الألماني، ولوكسنبرغ (اللبناني المتألمن) وغيرهما وغيرهما.
وطبعاً لكل فرع من الفرعين فروع وتفاصيل تختلف كل منهما عن الأخرى. بيد أن خطها العام التأكيد على أن القرآن الكريم ليس نصاً كتبه شخص معين، بل هو «كشكول» تكون بوعي عبر قرنين أو أكثر.
(يُتْبَعُ)
(/)
باتريشيا كرون مثلاً ما تخلت عن نظرية الأصول اليهودية ليس للقرآن فقط، بل وللإسلام الأول كله. وهناك آخرون يتحدثون عن الأصول المانوية أو الزرادشتية أو حتى ... البوذية!
والأمر الآخر الذي يجمع هذه النثائر غير «لا نصية» القرآن – وهو ما ذكرناه سابقاً – «المؤامرة»، بمعنى أن كل هذه التطورات والتطويرات تمت بوعي، ولإخفاء «حقائق» نشوء القرآن والإسلام باعتبارهما جزءاً موروثاً أو مترجماً عن السريان واليهود، ولمصلحة فكرة الدين المستقل والدولة الامبراطورية التي ظهرت في قرن «الإسلام» الأول!
أطول بحوث الكتاب بحث كلود جيليو، الذي أثنى عليه مانفريد كروب في المقدمة التحريرية. كلود جيليو المعروف من قبل بأعماله عن سريانية القرآن، ما عاد للنغمة ذاتها في هذه الدراسة، بل انصرف لـ «جمع» المادة التي يمكن استعمالها في دراسة تاريخ النص القرآني وتطوراته ومنحنياته خلال القرون الأربعة الأولى. وهي مصادر ومراجع عربية، وسريانية وعبرية، وحدثية. لكن المصادر العربية هي الغالبة من كتب الناسخ والمنسوخ وإلى كتب القراءات وكتب التفسير، والنقط والإعجام ... وحتى كتب فضائل القرآن. وهذا العمل لا يستحق هذا الثناء، وقد قام به من قبل كثيرون أشهرهم آرثر جفري وأوتو برتزل وبرغشتراسر، عندما كانت الطريقة الفيلولوجية لا تزال سائدة في دراسة التراث الإسلامي كله. والأمر نفسه يمكن قوله جزئياً عن دراسة فرانسواز كوينزا التي كتبت عن «القرآن والمعجمية التاريخية عند العرب». فقد تتبعت تطورات تعامل المعاجم منذ كتابي العين والجيم مع المفردات القرآنية. لكنها ما اقتصرت على ذلك، بل ألمحت إلى الإمكانات الأخرى في فهم المفردات القرآنية غير ذات الأصول العربية، واحتمال أن تكون آيات كثيرة قد تكونت من حول تلك المفردات بغرض تأويلها وتفسيرها أو فهمها بطريقة مختلفة.
أما البحوث الأخرى فتُعنى عناية خاصة بوجود دلالات الاختلافات في المخطوطات القرآنية المبكرة (سرجيو نوسيدا)، أو علائق القرآن بالشعر الجاهلي (فرانس – كريستوف موت)، والذي اتخذ الباحث فيه من «الطير الأبابيل» في سورة الفيل نموذجاً لذلك، أو علائق تطور الكتابة العربية بتضاؤل التقليد الشفوي العربي في الإنشاد والتلاوة (جاك غودي)، أو التحولات في الكتابة بالعربية وتأثيراتها في النص القرآني (فرانسوا دروش)، أو مقترحات وأفكار في شأن المنهج الذي ينبغي مقاربة النص القرآني به (منذر صفار).
البحوث المنشودة في الكتاب لا تُمثل كل ما أُلقي في المؤتمر عام 2002. إذ كنت قد قرأت ملاحظات مانفريد كروب عن «المرحلة الشفوية» في تلقي النص القرآني، وهل يمكن استعادتها استناداً للنثائر الموجودة في كتب قراءات القرآن، والدراسة المشتركة لياسين ديتون وغارد بوين عن «الآثار» الأولى للقرآن المكتوب، وما بقي منها، في المصادر الأصلية والفرعية، وكيف يمكن الإفادة منها في قراءة تطورات النص القرآني، وتأملات غابرييل رينولدز لكتاب كريستوف لوكسنبرغ في شأن الأصول السريانية للقرآن. وأذكر أخيراً محاضرة لوتس أدزارد غير المنشورة أيضاً عن اختلافات القراءات القرآنية، وكيف يمكن الإفادة منها في فهم تكون النص القرآني، وتقرير جين ماكولف عن عملها في موسوعة القرآن (التي صدرت في خمسة مجلدات).
ولست أزعم أن ليس من حق أحد التشكيك في قِدم النص القرآني وأصالته، وأن المصحف الذي بين أيدينا هو كما تركه النبي (صلى الله عليه وسلّم). إذ هذا أمر يتعلق بنا نحن المؤمنين بأن النص القرآني بكامله موحى. بل الذي أراه أن من حق العلم والدراسة العلمية اعتبار القرآن نصاً قائماً ودراسته على هذا الأساس، وليس قصر التفكير على الأطروحة الذاهبة بداية إلى أن ليس هناك نص في الحقيقة، بل تكوُّن تدريجي وصراعي وعبر قرنين أو ثلاثة. إذ مع هذه المقولة لا تستقيم حتى الدراسة الأدبية أو الأسلوبية. وهذا الأمر لا ينطبق على القرآن فقط، بل وعلى نص مثل كليلة ودمنة أو الأدب الكبير لابن المقفع. بل ان المقالات المنشودة في كتاب المؤتمر، والتي تُعنى كثيراً بتطور الكتابة العربية في الخط والإعجام والرسم، تُظهر بعضها (مقالة نوسيدا) أن الخط الحجازي (السابق على الخط الكوفي) في القرن الأول الهجري، لا تُظهر مخطوطاته اختلافات من أي نوع، تُبرر مقولة وانسبورو في تكوّن وتركيب النص القرآني عبر قرنين!
المصدر ( http://www.almultaka.net/home.php?subaction=showfull&id=1177789910&archive=&start_from=&ucat=11&)
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[10 May 2007, 01:00 ص]ـ
السلا عليكم و رحمة الله
جزاك الله خيرا اخي العزيز، بارك الله فيك و نفع بك
ـ[ medaich] ــــــــ[12 Oct 2008, 06:18 م]ـ
السلام عليكم أنا طالب ماجستيرتخصص لغة أطلب المساعدة فيما يخص موضوع الرسالة فأرجو إفادتي في ضبط الخطة وكذلك توجيهي إلى بعض المراجع المعتمدة أن في حيرة من أمري من أين أبدأ موضوع الرسالة هو تأويلات المستشرقين اللغوية للنص القرآني أتمنى أن يجد ندائي هذا إستجابة من طرف الأساتذة الأفاضل وكذلك من ذوي الإختصاص وبارك الله فيكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[12 Oct 2008, 09:49 م]ـ
لعل الدكتور إبراهيم عوض يفيدكم في هذا المجال وهو عضو في الملتقى ...
كتاب غولد زيهر مذاهب التفسير الإسلامي مهم في هذا الموضوع ...
لكن هناك أطروحات حديثة تفكيكية وبنيوية كالتي أشار إليها مقال ألدكتور رضوان السيد يلزمك الاطلاع عليها ..
وهناك مستشرق معنا أيضاً في الملتقى اسمه: موراني
يمكن التواصل معه
وفقكم الله(/)
قصيدة في الدفاع عن القرآن الكريم
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[06 May 2007, 02:17 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله:
محمد العيد آل خليفة (1904 م – 1979 م) من رجال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين العاملين، شاعر فحل، قام في سنة 1938 بنظم قصيدة يرد فيها على احد المستشرقين الفرنسيين المدعو آشيل ACHILLE بعد أن كتب هذا الخبيث سلسلة من المقالات في جريدة تصدر في مدينة قسنطينة بالشرق الجزائري اسمها (لا ديبيش LA DEPECHE ) و معناها بالعربية البرق،- يهاجم فيها القرآن الكريم واصفا آياه بأنه يدعو إلى القتل و الهمجية و سفك الدماء، و قد رد عليه الامام عبد الحميد في ثلاثة اعداد متتالية من مجلته البصائر ردا مفحما فند فيه اباطيله و اظهر من خلالها خبث هذا المستشرق و عنصريته، فنوه الشاعر بموقف الامام و اظهر خزعبلات هذا المدعي، والى القصيدة:
هيهات لا يعتري القرآن تبديل ... وإن تبدل توراة وإنجيل
قل للذين رموا هذا الكتاب بما ... لم يتفق معه شرح وتأويل
هل تشبهون ذوي الألباب في خلق ... إلا كما تشبه الناس التماثيل
فاعزوا الأباطيل لقرآن وابتدعوا ... في القول هيهات لا تجدي الأباطيل
وازروا عليه كما شاءت حلومكم ... فإنه فوق هام الحق إكليل
ماذا تقولون في آي مفصلة .. يزينها من فم الأيام ترتيل
ماذا تقولون في سفر صحائفه ... هدى من الله ممض فيه جبريل
آياته بهدى الإسلام ما برحت ... تهدي المماليك جيلا بعده جيل
فآية ملؤها ذكرى وتبصرة ... وآية ملؤها حكم وتفصيل
فليس فيه لا على الناس منزلة ... (عدن) وفيه لأدنى الناس سجيل
ولا احتيال ولا غمص ولا مطل ... ولا اغتيال ولا نغص وتنكيل
إن هو إلا هدى للناس منبلج ... ضاحي المسمى أغر الاسم تنزيل
لئن مضت عنه أجيال وأزمنة ... تترى فهل سامه نقض وتحويل
-------
ما بال (آشيل) في (الدبيش) يسخر ... من آيات محكمة لا كان (آشيل)
ما بال (آشيل) يهذي في مقالته ... كحالم راعه في النوم تخييل
ما بال (آشيل) يزري المسلمين وهم ... غر العرائك انجاب بهاليل
أفكارهم بهدى القرآن ثاقبة ... فلا يخامرها في الرأي تضليل
وأمرهم بينهم شورى ودينهم ... فتح من الله, لا قتل وتمثيل
لا يعدم الحق أنصارا تحيط به ... سورا ولو كثرت فينا الأضاليل
------
هذا ابن باديس يحمي الحق متئدا ... كذاك يتئد الشم الأماثل
(عبد الحميد) رعاك الله من بطل .. ماضي الشكيمة لا يلويك تهويل
دمغت أقوال (آشيل) كما دمغت ... أبطال (أبرهة) الطير الأبابيل
عليك مني, وإن قصرت في كلمي ... تحية ملؤها بشر وتحليل
رحمة الله عليهما و آخر دعوانا ان الحمد لله رب العامين.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[06 May 2007, 11:18 م]ـ
ما شاء الله بارك الله فيك ووفقك الله ورحم الله محمد العيد آل خليفة وابن باديس وسائر علماء الأمة المخلصين المجاهدين. آمين
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[07 May 2007, 03:41 ص]ـ
نظم جميل وصادق ..
أحسن الله إليك على النقل، وإلى الشاعر على النظم.(/)
دائرة المعارف الإسلامية الاستشراقية .. أضاليل وأباطيل " د/إبراهيم عوض
ـ[كرم]ــــــــ[10 May 2007, 07:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا كتاب من كتب الدكتور إبراهيم عوض وهو بعنوان "دائرة المعراف الاستشراقية .. أضاليل وأباطيل". وإليكم مقدمة المؤلف:
المقدمة
أصدر المستشرقون منذ بضع عشراتٍ من الأعوام،بالإنجليزية والفرنسية والألمانية،موسوعة كاملة عن الإسلام دينًا وتاريخًا وحضارةً وأدابًا وعلومًا واقتصادًا وسياسيةً و أعلامًا تسمى في العربية ب"دائرة المعارف الإسلامية". وهي تقع في أربعة مجلدات ضخام. وبعد صدورها بفترة بدا لهم أن ينتحلوا من بين موادها التي تغطي كلَّ أوجه الحضارة الإسلامية الموادَ الخاصّة بالدين وعلومه وأعلامه،ثم أصدروا ذلك في مجلدٍ واحدٍ بعنوان " Shorter Encyclopedia of Islam" . وفي هذا المجلد يجد القارئ خلاصة الفكر الاستشراقي فيما يخصُّ ديننا ورجاله.
وقد عكفت على هذا الكتاب أقرؤه وأتمعَّن فيه فهالني ما يسوده من انحراف عن المنهج العلمي، وعداوة بارزة للإسلام ورسوله وكتابه وعقائده وشرائعه،ورغبة حارقة في تلطيخ كل شئ فيه. ولم أجد مرة أحدًا من كتّاب الموسوعة قد تحدث عن ديننا ورسولنا وقرآننا بشئ من رحابة الصدر وسعة الأفق،بل دائما ما تُقدّم أسوأ التفسيرات،وتُعزى الأعمال العظيمة إلى أحط البواعث،وتُنثَرُ بذور التشكيك في مصادر التاريخ الإسلامي،اللهم إلا إذا كان فيها ما يمكن أن يُوظَّف للإساءة إلى الإسلام وتاريخه وأعلامه،وهو أمر بالغ الغرابة.
وقد دفعني هذا كلُّه إلى الكتابة عن هذه الموسوعة،وتبيين ما فيها من انحراف عن منهج البحث العلمي،وإلقاء الضوء على الأخطاء الرهيبة والتناقضات الخطيرة التي تطفح بها،وتنبيه القارئ إلى النوايا البشعة التي تكمن خلف ذلك.
ولم أكتف بهذا، بل قابلت في كثير من الأحيان بين النص الإنجليزي والترجمة العربية التي قام بها د. رائد البراوي وأصدرها منذ عدة أعوام باسم "الموسوعة الإسلامية الميسرة "منبهًا إلى أخطاء النص العربي، سواء أكانت أخطاء مطبعية أم أخطاء في الترجمة نفسها.
الله أسأل أن ينفع بهذا الذي كتبتُ وأن تكون أخطائي فيه غير كثيرة ولا فادحة. إنه أكرم مسئول.
هذا، وأحب أن ألفت النظر إلى أنني،عند إحالتي إلى الموضع الذي يجد فيه القارئ ما أناقشه من الأفكار الاستشراقية من "دائرة المعارف الإسلامية المختصرة " أذكر رقم الصفحة ثم أضع شرطة مائلة بعدها رقم النهر،لأن صفحات ذلك الكتاب مقسمة إلى نهرين: 1 و 2 (هكذا مثلا:275/ 1).
__________________________________________________ ________________
معلومات عن الكتاب:
الكتاب بصيغة pdf وهو بحجم 11.5 تقريبا ولذلك يفتح من خلال برنامج adobe reade
رابط الكتاب
http://www.4shared.com/file/15445930/b25bd1e4/isteshraq.html
ملاحظة أخيرة
هناك عدد من الهوامش في صفحات 41 ومابعدها وكلها بجانبها علامة نجمة * هذه الهوامش ليست للمؤلف حفظه الله وإنما هي بقلم الناشر. وقد أقحمت في نص الكتاب المطبوع بمعرفته مع مافيها من بعض الأخطاء النحوية
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[17 May 2007, 08:34 ص]ـ
بارك الله في الدكتور إبراهيم عوض وشكر جهوده
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Nov 2007, 07:49 م]ـ
جزاكم الله خيراً أخي العزيز كرم على فوائدكم، وليتكم تحرصون على وضع مؤلفات الدكتور إبراهيم على موقعه مباشرة بدل المواقع المجانية التي تذهب. فالكتاب على الموقع أعلاه لم يعد من الممكن تحميله.
وهذا رابط بديل للكتاب رعاكم الله وبارك فيكم.
http://ia341218.us.archive.org/2/items/dmieaa/dmieaa.pdf
ـ[إبراهيم العجلان]ــــــــ[07 Nov 2007, 07:31 م]ـ
جزاك ربي الجنة ,, كنت أبحث عن الكتاب فوجدت ضالتي هنا ,,,
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Nov 2007, 12:58 ص]ـ
حياكم الله يا أبا محمد في ملتقى أهل التفسير وأسأل الله لكم التوفيق.
ـ[كرم]ــــــــ[16 Nov 2007, 12:14 ص]ـ
عذرًا أستاذنا المبارك الدكتور عبد الرحمن الشهري،فلقد منعني مانعٌ من الدخول على الإنترنت مما أدى لتجميد حسابي على الموقع الذي به رابط التحميل.
وبإذن الله من الآن فصاعدًا سأستخدم موقع الأرشيف فهو بإذن الله لا تضيع عليه الروابط
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Nov 2007, 11:47 ص]ـ
أسأل الله أن يوفقك ويعينك على أعمال البر والخير.
ـ[كرم]ــــــــ[01 Mar 2008, 09:00 ص]ـ
رابطان آخران لهذا الكتاب الهام
http://www.al-maktabeh.com/a/books/A325.zip
http://www.archive.org/download/EncyclopaediaOfIslam/dmieaa.pdf(/)
اختلاف المفسرين هل هو اختلاف في القرآن؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 May 2007, 01:57 م]ـ
هذا سؤال ورد لموقع الإسلام اليوم نصه:
السلام عليكم.
سؤالي عن شبهة حول القرآن، وهو من مكائد النصارى للإسلام وقد انتشر بين الناس عندنا، أرجو أن تجيبوا عليه قبل أن تحدث فتنة لا تبقي ولا تذر، وهو كما يلي: يقول الله -تعالى-: " ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافًا كثيرًا" والمعروف لدى المسلمين أن القرآن قد اختلف في تفسير كثير من آياته. وهذا معناه (حسب المشكّك) دليل من القرآن على أنه من عند غير الله. فما هو الجواب لمثل ذلك؟
الجواب للعلامة/ أ. د. عبد الله بن المحفوظ بن بيه /وزير العدل في موريتانيا سابقاً
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أولاً هذه الآية يجب أن تفهم فهماً آخر غير الفهم الذي فهمها هذا المشكك، فالمسألة لا تتعلق باختلاف عموم الناس في آيات القرآن ودلالاته، بل إنها تفسر على ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: الاختلاف هو التناقض، فالقرآن لا تناقض فيه، فهو يأمر بالعدل أبداً وبالإحسان أبداً، فلا يوجد فيه حيف ولا ظلم، إذاً المبادئ الأساسية والكبرى التي يدعو إليها القرآن لا تختلف أبداً، بينما لو كان من عند غير الله لغلب الهوى على الإنسان، فمرة يأمر بالمعروف ومرة يأمر بالمنكر، فهذا هو التفسير الأول.
الوجه الثاني: أن القرآن لو كان من عند غير الله لاختلف عما يخبر به، بمعنى أن الخبر لا يكون موافقاً للمخبر عنه، والقرآن لا يخبر عن شيء إلا كان كذلك، فهو يحدثهم عما في أنفسهم من الكفر والنفاق، وهم يعلمون ذلك بديهة، وأن ما يحذرهم به القرآن هو حق فأخبار القرآن هي أخبار صحيحة، سواء كانت تتعلق بالأحوال الكونية، أو الناس وبما يقومون به، فالواقع دائماً والتجارب والمستقبل والحاضر دائماً يصدق القرآن الكريم، وهذا ما ظهر جلياً في الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.
الوجه الثالث: لو كان من عند غير الله لوجدتموه مختلفاً عما هو عليه، فلما لم يكن مختلفاً عما هو عليه علمنا أنه من عند الله، وهذا يحتاج إلى شيء من الروية والفهم، بمعنى: أنه لو كان كتاباً من عند غير الله لاختلف هذا الكتاب، ولكان مختلفاً عن الحالة التي عليها القرآن الكريم.
فهذه الأوجه الثلاثة هي الأوجه التي فسر بها المفسرون هذه الآية:"ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً" [النساء: 82]، ولكنه من عند الله فلا اختلاف فيه، وليس الأمر متعلقاً باختلاف الناس في القرآن، أو اختلاف دلالات الألفاظ، أو اختلاف السور في طولها وقصرها، هذا ليس مراداً في الآية الكريمة، فهذا هو الجواب عن هذه الآية، والله أعلم.
المصدر ( http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=42227)(/)
رضاع الكبير
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[22 May 2007, 07:49 م]ـ
رضاع الكبير
قال الشافعي رحمه الله تعالى أخبرنا مالك عن ابن شهاب أنه سئل عن رضاعة الكبير فقال أخبرني عروة بن الزبير أن أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد كان شهد بدرا وكان قد تبنى سالما الذي يقال له سالم مولى أبي حذيفة كما تبنى رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة فأنكح أبو حذيفة سالما وهو يرى أنه ابنه فأنكحه ابنة أخيه فاطمة بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة وهي يومئذ من المهاجرات الأول وهي يومئذ من أفضل أيامى قريش فلما أنزل الله عز وجل في زيد بن حارثة ما أنزل فقال ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آبائهم فإخوانكم في الدين ومواليكم رد كل واحد من أولئك من تبنى إلى أبيه فإن لم يعلم أباه رده إلى الموالي فجاءت سهلة بنت سهيل وهي امرأة أبي حذيفة وهي من بني عامر بن لؤي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله كنا نرى سالما ولدا وكان يدخل علي وأنا فضل وليس لنا إلا بيت واحد فماذا ترى في شأنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا أرضعيه خمس رضعا فيحرم بلبنها ففعلت فكانت تراه ابنا من الرضاعة فأخذت عائشة بذلك فيمن كانت تحب أن يدخل عليها من الرجال فكانت تأمر أختها أم كلثوم وبنات أخيها يرضعن لها من أحبت أن يدخل عليها من الرجال والنساء وأبي سائر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخلن عليهن بتلك الرضاعة أحد من الناس وقلن ما نرى الذي أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم سهلة بنت سهيل إلا رخصة في سالم وحده من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل علينا بهذه الرضاعة أحد فعلى هذا من الخبر كان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في رضاعة الكبير أ. هـ
هذا النص ذكره الشافعي في الأم وقد تعمدت ذكره بسبب التفاصيل التي فيه. ثم نقول وبالله التوفيق.
أولا: الحديث ثابت وصحيح ولا ريب فيه. وهو في الصحيحين البخاري (5088، 4000) ومسلم (1453) وثبت في غيرهما من كتب السنة المطهرة.
ثانيا: الحديث مشكل ويحتاج لإيضاح، لأن الكثيرين ممن خاضوا فيه لم يعلموا سبب وروده ولا تصريف أهل العلم لوجوه الفهم فيه التي تتسق مع الثابت المستفيض من السنة النبوية المطهرة.
ثالثا: بهذا الحديث طعن بعض الرافضة وأدعياء العلم في صحيح البخاري وزعموا أن الحديث يتعارض مع القرآن الكريم والعقل.
رابعا: الذين يسخرون ويتهكمون من حديث النبي صلى الله عليه وسلم يخشى على دينهم لأن هذا عمل أهل النفاق في كل زمان ومكان كما قال سبحانه: ((وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون)) {التوبة: 125، 124}.
خامسا: أختلف العلماء في الحديث تبعا لاختلاف زوجات النبي صلى الله عليه وسلم هل هو عام أو خاص.
- فذهب البعض إلى أنه عام، وهو قول عائشة رضي الله عنها.
- وقيل خاص لسالم ولسهلة، وقال به بعض أمهات المؤمنين رضي الله عنهما، وقال الشافعي بعد أن ذكر الحديث وهذا والله تعالى أعلم في سالم مولى أبى حذيفة خاصة.
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله: " حديث سالم مولى أبي حذيفة خاص بسالم كما هو قول الجمهور لصحة الأحاديث الدالة على أنه لا رضاع إلا في الحولين وهذا هو الذي نفتي به " أ. هـ (مجموع فتاوي ابن باز 22/ 264) وقال الحافظ ابن عبد البر: " هذا يدل على أنه حديث ترك قديما ولم يعمل به، ولا تلقاه الجمهور بالقبول على عمومه، بل تلقوه على أنه خصوص ". انظر شرح الزرقاني على الموطأ 3/ 292، وقال الحافظ الدارمي عقب ذكره الحديث في سننه: " هذا لسالم خاصة ".
- وذهب شيخ الإسلام أنه يجوز إذا وجدت الحاجة كما حدث في قصة سهلة وسالم.
خامسا: لا يلزم من ذلك أن يكون سالما رضع ثديها، لأنها لم تكن محرمة له، ولا يجوز أن يمس شيئا منها ما دام أجنبيا فكيف بالثدي، ولكن تقوم المرأة بوضع الحليب في إناء ثم يشربه على أن يكون خمس رضعات.
- قال ابن عبد البر: صفة رضاع الكبير أن يحلب له اللبن ويسقاه فأما أن تلقمه ثديها، فلا ينبغي عند أحد من العلماء.
(يُتْبَعُ)
(/)
- وقال عياض: ولعل سهلة حلبت لبنها فشربه من غير أن يمس ثديها، ولا التقت بشرتاهما، إذا لا يجوز رؤية الثدي، ولا مسه ببعض الأعضاء.
سادسا: أن رضاع الكبير محرم ولا يجوز لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال: " إياكم والدخول على النساء " قالوا يا رسول الله: أرأيت الحمو وهو قريب الزوج كأخيه مثلا – قال: " الحمو الموت " رواه البخاري (5232) ومسلم (2172) وكلنا يعلم أن الحمو في حاجة لأن يدخل بيت أخيه إذا كان البيت واحد ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم " الحمو ترضعه زوجة أخيه " مع أن الحاجة ماسة لدخوله. فدل هذا على تحريمه للغير من باب أولى.
سابعا: لا يثبت تحريم الرضاع فيما يرتضع بعد الحولين لقوله تعالى: ((والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة)) فجعل تمام الرضاع في الحولين فدل على أنه لا حكم للرضاع بعد الحولين. فعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يحرم من الرضاع إلا ما كان في الحولين " وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يتم بعد حلم ولا رضاع بعد فصال " وقال صلى الله عليه وسلم " إنما الرضاعة من المجاعة ".
ثامنا: هناك أخبار عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك فعن أنس عن عبد الله بن دينار قال جاء رجل إلى ابن عمر وأنا معه ثم دار القضاء يسأله عن رضاع الكبير فقال ابن عمر جاء رجل إلى عمر ابن الخطاب فقال كانت لي وليدة فكنت أطؤها فعمدت أمرأتي إليها فأرضعتها فدخلت عليها فقالت دونك فقد والله أرضعتها فقال عمر بن الخطاب أوجعها وائت جاريتك فإنما الرضاع رضاع الصغير.
وروي أبو حصين عن أبي عطية قال قدم رجل بامرأته من المدينة فوضعت وتورم ثديها فجعل يمصه ويمجه فدخل في بطنه جرعة منه فسأل أبا موسى فقال بانت منك وأت ابن مسعود فأخبره ففعل فأقبل بالأعرابي إلى أبي موسى الأشعري وقال أرضيعا ترى هذا الأشمط، إنما يحرم من الرضاع ما ينبت اللحم والعظم فقال الأشعري. لا تسألوني عن شيء وهذا الحبر بين أظهركم، فقوله لا تسألوني يدل على أنه رجع
تاسعا: من كانت حاله وحاجته مثل حاجة سالم جاز له الأمر فحالة سالم مولى أبي حذيفة حالة نادرة ومرتبطة بلحظة تشريعية لن تتكرر، ومن سوي بين الحاجتين فقد أخطأ بدليل أن حاجة سالم غير ممكنة ولن تنطبق على أحد بعد، فسالم حضر إباحة النبي وكان ابنا بالتبني لأبي حذيفة وحضر بطلان النبي .. وإلى هذا التوجيه السديد أشار شيخنا العلامة ابن عثيمين رحمه الله فقال في (الشرح الممتع 13/ 436) ليس مطلق الحاجة بل الحاجة الموازية لقصة سالم والحاجة الموازية لقصة سالم غير ممكنة لأن النبي أبطل فلما انتفت الحاجة انتفى الحكم. (أ. هـ)
كتبه أبو أحمد عبد المقصود
maksod333@hotmail.com
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[22 May 2007, 09:35 م]ـ
جزاك الله خيرا، وقد كان يقول بجوازه على الإطلاق دكتور من مصر رجع عن فتواه من يومين هذا وتتعرض السنة النبوية في مصر الآن إلى حملة مدبرة لتشكيك الناس عبر وسائل إعلام مأجورة لا ترعى الله تعالى ينفقون المال من أجل غايتهم ويعملون ليل نهار. لدرجة عرضهم مبلغ بلغ 300.00 ألف جنيها مصريا على إحدى الرموز لكي يستقطبوها وقد حدثني بذلك الثقة المطلع على الأمر وهو لا يبالغ. وآسف لكوني خرجت عن موضوعك.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[23 May 2007, 08:36 ص]ـ
متى رجع الدكتور المصري عن فتواه تلك التي اثارت لغطا شديدا واين
بوركتم
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[23 May 2007, 08:45 ص]ـ
حبيبنا الغالي الدكتور جمال رجع منذ ثلاثة أيام والخبر منشور في جريدة الأهرام المصرية وحضرت بشرى الخبر في منزل رئيس قسم التفسير بالأزهر وكان معه على الهاتف فضيلة الدكتور طه رئيس قسم العقيدة يزف إليه رجوع _المعروف _ عن فتواه.
ربما دبرت لفضيلتكم المقال بعد عودة من السفر اليوم إن شاء الله تعالى
ـ[يسري خضر]ــــــــ[23 May 2007, 08:50 ص]ـ
لقد رجع عن فتواه وكتب ذلك بخط يده بعد ان شكلت لجنة من العلماء لمناقشته ونشر ذلك في اسلام اون لاين غفر الله له ما سببته فتواه من بلبلة وتشويش بل سخرية روجت لها بعض وسائل الاعلام
ـ[يسري خضر]ــــــــ[23 May 2007, 09:17 ص]ـ
تراجع الدكتور عزت عطية رئيس قسم الحديث بكلية أصول الدين جامعة الأزهر بالقاهرة عن فتواه التي قال فيها بإرضاع المرأة زميلها في العمل لمنع الخلوة الشرعية بينهما .. والتي تناقلتها وسائل الإعلام الأيام الماضية.
وقد قال الدكتور عزت عطية - في بيان كتبه بخط يده داخل جامعة الأزهر وحصلت إسلام أون لاين على نسخة منه: "إن ما أثير من كلام حول موضوع رضاع الكبير، وما صرحت به إنما نقل عن الأئمة ابن حزم وابن تيمية وابن القيم والشوكاني وأمين خطاب، وما استخلصته من كلام ابن حجر رحمه الله".
وأضاف عطية: "مع هذا فالرأي عندي أن الرضاعة في الصغر هي التي يثبت بها التحريم كما قال الأئمة الأربعة .. وأن رضاع الكبير كان واقعة خاصة لضرورة، وما أفتيت به كان مجرد اجتهاد، وأنه بناء على ما تدارسته مع إخواني من العلماء فأنا أعتذر عما بدر مني قبل ذلك، وأرجع عن هذا الرأي الذي يخالفه الجمهور".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[23 May 2007, 05:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله
وكذلك الأمر عندنا في الجزائر فقد نشرت جريدة الشروق اليومي بتاريخ:21/ 05/2007، نبأ رجوع الدكتور عزت عطية عن فتواه المثيرة للجدل و التي أجاز فيها إرضاع المرأة للشخص الكبير إذا كانت ضرورات العمل تجعلهما في خلوة شرعية، قبل أن يعود ويقدم اعتذارا عن فتواه، معتبرا أنها كانت لواقعة خاصة، وكنت قرأت قديما في كتاب تحرير المرأة في عهد الرسالة من خلال صحيحي البخاري ومسلم لعبد الحليم أبو شقة، والذي أثار ضجة كبرى في أوساط الفقه التقليدي.، وقد استنبط هو أيضا من هذا الحديث أحكاما أخرى إن وجدت وقتا فسأذكرها.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[23 May 2007, 05:42 م]ـ
جزاكما الله خيرا فضيلة الدكتور يسري خضر والأخ الكريم صادق.
ـ[تاج الروح]ــــــــ[23 May 2007, 06:06 م]ـ
تفضلوا ..
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=9162
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[24 May 2007, 02:06 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
وهذا ما ذكرته في إحدى مشاركات هذ الملتقى المبارك من أن مقام المذاكرة يختلف عن مقام الفتوى، والكثير للأسف يخلط بين المقامين، فينسب الأول للثاني
وبينهما بنص الوحي بون **** ستعلمه إذا " طه " قرأت(/)
بيان حقائق و دحض مزاعم في مسألة رضاع الكبير
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[26 May 2007, 11:09 ص]ـ
رضاع الكبير
ثارت من جديد في مصر و في غير مصر مسألة رضاع الكبير – ليس من ناحية اعتباره أو عدم اعتباره في ثبوت المحرمية – و لكن من ناحية التشكيك في وقوعه، و في صحة حديثه، و كذا من ناحية تشكيك المبطلين الكارهين في صحة الشرع الحنيف.
و قد اطلعت في ملتقانا المثمر هذا على مشاركات و ردود على تلك الأباطيل لإخوة كرام؛ مثل مشاركة (رضاع الكبير) للأخ أبي أحمد عبد المقصود و غيره:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=8511&highlight=%D1%D6%C7%DA+%C7%E1%DF%C8%ED%D1
و قد أحببت أن أفرد كلامي الآتي بعد بمشاركة مستقلة تنصب على بيان جزئية أساسية في المسألة؛ لكشف الشبهة المثارة في كيفية ذلك الرضاع، و أسأل الله تعالى التوفيق و العون و الأجر بفضله العظيم.
* * *
حديث رضاع الكبير حديث صحيح لا مطعن فيه، و ثابت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم - رواه الإمام مسلم في " صحيحه "
من حديث الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَة رضي الله عنها:
(َأنَّ سَالِمًا مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ كَانَ مَعَ أَبِي حُذَيْفَةَ وَأَهْلِهِ فِي بَيْتِهِمْ، فَأَتَتْ تَعْنِي ابْنَةَ سُهَيْلٍ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: إِنَّ سَالِمًا قَدْ بَلَغَ مَا يَبْلُغُ الرِّجَالُ وَعَقَلَ مَا عَقَلُوا وَإِنَّهُ يَدْخُلُ عَلَيْنَا، وَإِنِّي أَظُنُّ أَنَّ فِي نَفْسِ أَبِي حُذَيْفَةَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " َأرْضِعِيهِ تَحْرُمِي عَلَيْهِ، وَيَذْهَبْ الَّذِي فِي نَفْسِ أَبِي حُذَيْفَةَ "، فَرَجَعَتْ فَقَالَتْ: إِنِّي قَدْ أَرْضَعْتُهُ، فَذَهَبَ الَّذِي فِي نَفْسِ أَبِي حُذَيْفَة).
و سالم هذا كان قد تبناه صغيرا أبو حذيفة (قبل تحريم التبني)؛ فكان يعامل معاملة الابن من النسب من حيث دخوله و اختلاطه بأهل البيت كواحد منهم؛ فلما كبر و بلغ سألت سهيلة رسول الله صلى الله عليه و سلم عما استشعرته من الحرج و الضيق؛ فأشار عليها بإرضاعه من لبنها؛ كي تصير أمه من الرضاع؛ فتكون بمنزلة أمه من النسب؛ ففعلت.
و لا تعارض و لا إشكال في الحديث؛ إذ الرضاع هنا كان بشرب اللبن المحلوب في كوب أو إناء، و لم يكن بمصّ الثدي بحال من الأحوال،
و هذا بدهي؛ إذ لا يحل للرجل مس ثدي المرأة الأجنبية عنه (أي غير زوجته) و لو كانت أخته - أو أمه - من النسب أو من الرضاع؛ فلا يحل له ذلك منها قبل ان تكون أختا له من الرضاع من باب أولى.
و لم يقل باشتراط التقام الثدي في الرضاع المعتبر - سواء في الصغر أو الكبر، و الذي تثبت به حرمة النكاح بعد - إلا الظاهرية فقط، و خالفهم في هذا أئمة المذاهب الفقهية الأربعة، إذ اعتبروا وصول اللبن إلى الحلق بأي طريق كان (مثل صب اللبن في الفم من غير التقام الثدي، و شربه) رضاعا.
فالظاهرية لا يعدّون وصول لبن المرأة - إلى جوف المرتضع - بغير التقام الثدي و مصه رضاعا معتبرا شرعا يثبت به التحريم؛
فلا يعدّون شرب لبن المرأة المحلوب في كوب أو إناء (الوجور و اللدود) رضاعا تثبت به حرمة النكاح و حل الخلوة بضوابطها - و هذا عندهم يشمل الصغير و الكبير،
و رتبوا على أصلهم هذا: لزوم التقام الثدي في تفسيرهم لرضاع الكبير. و هو تفسير فاسد عقلا و نقلا؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لأن يطعن في رأس أحدكم بمخبط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له ".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. [مجمع الزوائد للحافظ الهيثمي]
و (المسّ) هو اللمس باليد و بغير اليد، و لا يصرف عن حقيقته إلا بصارف من قرينة و سياق كلام؛ لأن الأصل في الكلام: الحقيقة لا المجاز.
و عليه: فلا يحل للرجل أن يمس بدن امرأة أجنبية عنه - غير زوجته - و لو كانت أخته من الرضاع؛ قلا يحل له ذلك منها قبل ان تكون أختا له من الرضاع بطريق الأولى
و إذا كان هذا في البدن عامة فهو أشد حرمة في الثدي خاصة من باب الأولى و الأغلظ؛ لأنه عورة.
و عليه: فرضاع الكبير - المعتبر في تحريم النكاح و غيره - يكون بشربه اللبن المحلوب من المرأة في كوب أو إناء، و ليس بمص الثدي بحال.
و هذا مذهب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في اعتبار رضاع الكبير، و هو مذهب لا يجوز إنكاره أو إهماله.
نعم: مذهب الجمهور بخلافه، و هذا الخلاف موجود و معتبر في كثير غير ذلك
و لم تقله و تأخذ به عائشة رضي الله عنها وحدها - كما يشاع - بل أخذت به أيضا أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها و روي عنها بإسناد صحيح؛ ذكرهذا الحافظ ابن حجر في " الفتح "، و قال إنه تخصيص لعموم حديث أم سلمة رضي الله عنها إن سائر أزواج النبي صلى الله عليه و سلم أبين الأخذ بمذهب عائشة (رضي الله عنه).
و عليه: فلم تصح دعوى تخصيص رضاع الكبير بسالم.
و مما يؤيد أن ذلك الرضاع للكبير إنما كان بشرب اللبن المحلوب: ما رواه ابن سعد في " الطبقات الكبرى "؛ قال:
(أخبرنا محمد بن عمر، حدثنا محمد بن عبد الله بن أخي الزهري عن أبيه قال: كان يحلب في مسعط أو إناء قدر رضعة فيشربه سالم كل يوم، خمسة أيام. وكان بعد يدخل عليها وهو حاسر. رخصة من رسول الله لسهلة بنت سهيل. (أهـ
* * * و أيا كان القول في اعتبار رضاع الكبير أو عدمه لكونه رخصة خاصة؛ فالمهم في المسألة هنا: أن رضاع الكبير لم و لا يكون بمص الثدي بحال؛ مما يرتب عليه المبطلون عدم صحة الحديث الموجود في الصحيحين أو عدم صحة الشرع الحنيف - و هذا و ذاك باطل و بهتان
خاب خطاهم، و ضل مسعاهم، و ردّ الله كيدهم في نحورهم.
كتبه
د. أبو بكر خليل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يسري خضر]ــــــــ[26 May 2007, 12:16 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك علي هذا الايضاح
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[26 May 2007, 12:26 م]ـ
اللهم تفبل صالح عملنا و صالح دعائكم أخي الكريم
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[27 May 2007, 12:23 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخانا الكريم د / أبا بكر خليل
على هذا التبيين والإيضاح
وسلمت يداك
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[27 May 2007, 01:06 ص]ـ
جزاك الله خيرًا .. وقد بيّن كيفية رضاع الكبير ابن قتيبة الدينوري رحمه الله في تأويل مختلف الحديث والحافظ ابن عبد البر رحمه الله في التمهيد.
وبارك الله فيك يا دكتور.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[27 May 2007, 02:34 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا إخواني الأحبة
أحببت التركيز على بيان كيفية ذلك الرضاع؛ لكي أكشف الشبهة التي يستغلها المبطلون في التلبيس بالباطل على البعض منا
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو لبابة]ــــــــ[27 May 2007, 10:58 ص]ـ
إخواني الكرام
وجدت النص المنقول في موقع للرد على الشيعة، وأحببت إثباته هنا إتماما للفائدة:
الحمد لله و كفي و سلام علي عباده الذين اصطفي
يثير الشيعة هذه المسألة و كثيرا ما يتشدقون بها و هي (رضاعة الكبير)
و عموما اعرف ان الاخوة كلهم يعرفون الرد و لكن اكتب هذا فقط من باب تجميع الاراء و عساها تكون نافعة للاخوة الجدد
اولا:
الحديث الاول الذي نذكره و الذي احل فيه النبي رضاعة الكبير هو حديث سهلة بنت سهيل زوجة ابي حذيفة بن عتبة
1 - كيف تتم رضاعة الكبير؟؟ وهل يري بذلك عورة المرأة؟؟
الاجابة علي هذا السؤال تذكرني بالنكتة مصرية التي تقول (ان رجلا اراد شرب اللبن البقري ساخنا فاشعل النار في البقرة)
فهل يشترط لمن يشرب اللبن البقري او الجاموسي انه ينزل تحت الجاموسة ليشرب مباشرة من ثديها؟؟!!!
عفوا اعتذر عن هذا المثال و لكن ما بالك اذا كنت تتعامل مع الشيعة
عموما نقول ان مباشرته للمرأة غير وارد و انما يتم حلب اللبن و يشربه دون ان يري عورتها , وما ثبت بخصوص رضاعة سالم و هو كبير من قبل التي ربته سهلة بنت سهيل هو انها حلبت لبنها في وعاء وأعطته ليشرب من الوعاء و هذا ثابت في طبقات ابن سعد ترجمة سهلة بنت سهيل.
2 - لماذا جاء الاسلام برضاعة الكبير؟؟؟
الناظر لحديث سهلة سيعرف لماذا؟
لان سهلة نفسها تقول ان سالم كان يدخل عليهم (اي انه كان ابنها بالتبني) فلما حرّم الاسلام هذا التبني كان لابد من مرحلة انتقاليه
كذلك سهلة هي التي قامت بتربية سالم فكان عندها مثل ولدها و عز عليها فراقه
3 - هل معني ذلك ان الامر كان خاصا بسهلة؟؟
انقسمت الارآء علي ثلاث:
منهم من رأي ان الامر كان خاص بسهلة فقط
منهم من راي ان الامر كان لمن كان له مثل حالها و للراي الاول و الثاني ذهبت ام سلمة و سائر زوجات النبي
منهم من راي ان الامر مطلق (و الي هذا ذهبت ام المؤمنين عائشة)
4 - هل تحل رضاعة الكبير الان؟؟؟
لا تحل و الدليل انها لا تحل بعد الحولين ما قاله:
علي ابن ابي طالب
ابن عباس
ابن مسعود
جابر
ابن عمر
ابي هريرة
ام سلمة
سعيد بن المسيب
عطاء
الشافعي
مالك (رغم انه اخرج الحديث في الموطأ)
احمد
اسحاق
الثوري
اما ابو حنيفة فخالف و رده تلامذته (ابو يوسف و محمد) و علي رأي ابو يوسف و محمد الذي هو التحريم يدور مذهب الاحناف.
فهل معني ذلك ان عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها كانت تدعو لامر حرام؟؟!!
نقول بالطبع لا
و لكن حدث نسخ لهذا الامر
و الكل اجمع في الثلاثة اراء المذكورة آنفا ان هذا الامر بتحليل رضاعة الكبير كان لفترة عارضة الا السيدة عائشة
فاذا اثبتنا ان السيدة عائشة نفسها اعترفت بهذا النسخ فلا مجال اذن لحجج الشيعة
كيف نثبت ذلك؟؟
نقول اثبات ذلك عقلا و نقلا هو من البخاري
فقد بوّب البخاري رحمة الله عليه بابا اسمه:
ثانيا: باب من قال لا رضاعة بعد الحولين
هل اسم الباب واضح؟؟؟
1 - لماذا لا تجوز الرضاعة بعد الحولين؟؟؟
لان النبي صلي اله عليه و سلم قال (انما الرضاعة من المجاعة) اي ان الرضاعة التي تحيب هي ما كانت في فترة ضغر الطفل كي يكون هذا اللبن سبب في بناء لحمه فتكون المرضعة قد انبتت من لبنها لحم الطفل كما الام تنبت من رحمها لحم الطفل فتكون المرضعة كالام في هذا الحين.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - هل لهذا الدليل شواهد ام انه مجرد استنتاج؟؟؟
الشاهد من حديث ابن مسعود حين قال (لا رضاع الا ما شد العظم و انبت اللحم) و من حديث ام سلمة (لا يحرم من الرضاع الا ما فتق الامعاء).
3 - هل جزم احد ان هذا الحديث ناسخ للحديث الذي قبله؟؟
نعم و منهم المحب الطبري في الاحكام.
4 - و لكن كيف تستدل ان عائشة رضي الله عنها قد علمت بهذا النسخ؟؟؟
اقول لان بمنتهي البساطة هذا الحديث هو من رواية عائشة رضي الله عنها
و اليكم الحديث: اخرج البخاري بسنده عن عائشة رضي الله عنها ان النبي دخل عليها و عندها رجل فكانما قد تغير وجهه فقالت انه اخي فقال انظرن ما اخوانكن انما الرضاعة من المجاعة
فان قال الشيعة ان ربما المراد بذلك الامر هو (عدد الرضعات و ليس السن) لاجبناهم ان هذا يستحيل فان احاديث اعداد الرضعات التي تحرم التي روتها هي عائشة رضي الله عنها و هي تعلمها جيدا
كذلك لفظ الحديث لا يدل علي العدد و انما يدل علي السن (انما الرضاعة من المجاعة) اي في السن الذي يكون سد الجوع فيه هو اللبن الذي يرضعه الرضيع
كذلك بوّب البخاري الحديث كما ذكرنا في باب من قال انه لا تجوز الرضاعة بعد الحولين.
السؤال الاخير للشيعة: و ما يدريك ان هذا الحديث هو الذي نسخ الذي قبله و لم لا يكون العكس؟؟ اي لم لا يكون هذا الحديث هو الاول و حديث سهلة هو الناسخ؟؟؟
نقول هذا من فرط الغباء ان يظن الشيعة كذلك و ذلك لان الاصل في الرضاعة كان التحريم فلابد ان يأتي حديث يحلل ذلك التحريم و هو حديث سهلة ثم اذا كان نسخ يكون بعد حديث سهلة لا قبله.
و هذا ما نفهمه من الحديث ان عائشة رضي الله عنها كانت تظن بجوازه فنبهها النبي صلي الله عليه و سلم الي نسخه
و علي هذا فاننا نقول ان الاجماع من امهات المؤمنين و الصحابة رضي الله عنهم و التابعيين و الائمة ان رضاعة الكبير منسوخة
و انها ما احلها الله الا رحمة بالامة في امر احتجاب النساء عن ابنائهم الذين قاموا بتربيتهم لما نزل امر النهي عن التبني ثم نسخت.
كتبه الأخ / دربالا في الرد على النصارى ومن شايعهم
تحياتي: ناصر الحق
ـ[يسري خضر]ــــــــ[27 May 2007, 12:08 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[27 May 2007, 01:25 م]ـ
الإخوة الكرام
ينبغي علينا جميعا التركيز على أن رضاع الكبير - الذي أشار به الرسول صلى الله عليه و سلم على سهلة بنت سهيل - كان بطريق شرب لبنها من إناء، و لم يكن بمصّ ثديها أو مسّ صدرها بحال من الأحوال.
فهذا هو المهم، و هو كاف وحده في قطع ألسنة المغرضين كافة.
أما أن نجعل بيان تلك الكيفية (شرب اللبن المحلوب في إناء) جزئية صغيرة تائهة و منغمرة في الكلام عن اعتبار رضاع الكبير أو عدم اعتباره في ثبوت المحرمية: فهو التفات عن الأهم و الأولى، و إتاحة المجال للتشكيك بالباطل و الطعن في السنة و الشرع الحنيف.
و جعل البعض كل همه الانتصار لرأي أو مذهب فقهي في هذه المسألة لا يفيد شيئا في مواجهة شبهات و أباطيل المضلين.
و لا أقصد بكلامي الأخير هذا أحدا من الإخوة هنا و لا أحدا بعينه، و إنما هو نصح عام.
و الله الهادي إلى سواء السبيل
ـ[محمد كالو]ــــــــ[27 May 2007, 01:35 م]ـ
شكراً على هذا الإيضاح أخي الدكتور أبو بكر خليل ودحض هذه المزاعم في مسألة رضاع الكبير.
ـ[السندبااد]ــــــــ[29 May 2007, 08:37 م]ـ
رضاع الكبير - الذي أشار به الرسول صلى الله عليه و سلم على سهلة بنت سهيل - كان بطريق شرب لبنها من إناء، و لم يكن بمصّ ثديها أو مسّ صدرها بحال من الأحوال.
أسأل الله تعالى أن يجعلك مباركاً أينما كنت أستاذنا الفاضل
على هذا الإيضاح والتبيين
والحمد لله على نعمة الإسلام
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[30 May 2007, 03:09 م]ـ
إخواني الأفاضل
إنما أنا أخوكم، و شكر الله لكم ثناءكم و طيب قولكم
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[30 May 2007, 10:16 م]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[01 Jun 2007, 12:57 م]ـ
جزاكم الله خيرا على تفضلكم - و الإخوة الكرام - بالاطلاع و الإكرام بجميل الكلام
جعلنا الله عند حسن ظز الجميع
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[05 Jun 2007, 08:04 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
القائلون بأن " سالما " قد رضع بمص و التقام ثدي امرأة أجنبية عنه - و هو رجل بالغ - يأتون بأمر منكر فطرة و عقلا و شرعا:
فأما معارضته للفطرة: و أعني بها الفطرة السوية المستقيمة؛ فأي رجل ذي فطرة نقية سوية و كذا المرأة يأنفان و يأبيان وقوع ذلك الفعل من أجنبي غريب عن أيهما، و هذا أمر بدهي فطري لا ينكره إلا منحرف الفطرة معتلّها.
و أما معارضته العقل: فلا يصح تقبل ذلك الفعل من أي ذي عقل كان إلا لمن كان أبلها؛ بعقله خلل أو قصور، أو من طفل صغير غير مميّز.
و أما مخالفة ذلك الفعل الشرع؛ لمعارضته قول النبي صلى الله عليه و سلم: " لأن يطعن في رأس أحدكم بمخبط من حديد خير له من ان يمسّ امرأة لا تحل له " - رواه الطبراني و غيره - و رجاله رجال الصحيح؛ كما قال الحافظ الهيثمي في " مجمع الزوائد ".
* و الثدي عورة باتفاق؛ لا يحلّ الاطلاع عليها أو لمسها لأجنبي، و دعوى الحاجة المعتبرة شرعا غير موجودة بحال لوجود الحلال الذي يفي بالغرض، و هو شرب اللبن المحلوب - المعتصر - من المرأة في إناء.
* و القول بالخصوصية لسالم لم يكن بخصوصيته في جواز مسّ و مصّ الثدي - كما توهم البعض - و إنما كانت الخصوصية في اعتبار رضاعه - بشرب اللبن المعتصر - و هو بالغ كبير رضاعا معتبرا شرعا في ثبوت المحرمية كرضاع الصغير.
* و قد ذكر ابن سعد في كتابه " الطبقات الكبرى ": (كان يحلب في مسعط أو إناء قدر رضعة فيشربه سالم كل يوم، خمسة أيام. وكان بعد يدخل عليها وهو حاسر. رخصة من رسول الله لسهلة بنت سهيل). أهـ
و يردّ المخالفون هذه الروايه بدعوى ضعف أحد رواته - الواقدي - و قد استأنس بما ذكره من الأخبار الحافظ ابن حجر في كتابه " فتح الباري ". و إنما يردّ من أخباره ما يعارض ما ذكره من هو أقوى منه.
_ و القائلون بأن ذلك الرضاع كان بالتقام الثدي ليس معهم أي نقل او خبر يستندون إليه في هذا القول الشاذ؛ فضلا عن مخالفته أدلة الشرع و أصوله.
" إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى ".(/)
الرياض: 358 شخصاً من جنسيات مختلفة يشهرون إسلامهم
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[27 May 2007, 01:33 ص]ـ
الرياض ـ المصريون (رصد): بتاريخ 26 - 5 - 2007
شهدت العاصمةُ السّعودية الرياض، إشهارَ 358 شخصاً من جنسيات مختلفة إسلامَهم؛ نتيجةً لجهودٍ دعوية من المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات خلال عام واحد.
وأكدت صحيفة الحياة أن المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في العليا والسليمانية وشمال الرياض نفَّذ 1181 عملاً دعوياً، ووزع 361183 نسخة من مختلف الإصدارات الدعوية والإرشادية، ونظَّم المكتبُ خلال عام واحد 295 محاضرة و268 كلمة، و103 دروس، وأقام 29 دورةً علميةً وندوتين، كما نظّم 487 درساً علمياً بلغات أجنبية مختلفة منها 29 درساً باللغة التوسوجية، و33 درساً باللغة المليبارية، و44 درساً باللغة الأوردية، و45 درساً باللغة السيريلانكية، و44 درساً باللغة البنغالية، و26 درساً باللغة الإندونيسية، و17 درساً باللغة الصينية، و44 درساً بلغة التاغالوج، و24 درساً بلغة المرناو، و22 درساً باللغة المالية.
كما خصَّص المكتب أرضاً تزيد مساحتُها على 14 ألف متر مربع على شارع التخصصي في مدينة الرياض، لبناء وقفٍ خيريٍّ يعود ريعه على أعمال الدعوة. أما المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في حي سلطانة في مدينة الرياض، فنفذ خلال عام واحد 781 عملاً دعوياً، منها 24 محاضرة و152 درساً و262 كلمة وعظية و43 جولة دعوية.
نقلا عن جريدة المصريون
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=34758&Page=13
ـ[قتيبة تركستاني]ــــــــ[29 May 2007, 07:09 م]ـ
الحمدلله
ظهر الحق وزهق الباطل
هذه الاخبار والا فلا
أشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله
الحمدلله على نعمة الاسلام
اخوي ابو احمد عبدالمقصود
سلمت يديك على نقلك لمثل هذه الاخبار
شكرا لك(/)
بنديكيت يقر بانتشار المسيحية في أمريكا بحد السيف
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[27 May 2007, 01:38 ص]ـ
روما ـ كونا: بتاريخ 26 - 5 - 2007
أقر بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر بتعرض سكان أمريكا الأصليين "للمعاناة والظلم" جراء التبشير وذلك بعد أيام من طلب الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز منه الاعتذار عما حاق بسكان أمريكا اللاتينية جراء نشر المسيحية قسرا.
وقال البابا في اللقاء الأسبوعي الذي يعقده كل أربعاء بأتباع الكنيسة في ساحة القديس بطرس "ثمة ظلال شابت عملية التبشير المسيحي في أمريكا اللاتينية".
واستطرد مقرا بأنه "لا شك أن ذكرى ماض مجيد لا يمكن أن تتجاهل الظلال التي رافقت عملية أنجلة (نشر المسيحية والإنجيل) أمريكا اللاتينية" معترفا بأنه "من غير الممكن فعلا نسيان المعاناة والظلم التي انزلها المستعمرون المسيحيون بالسكان الاصليين".
وقال الحبر الأكبر أن حقوق الأمريكيين الاصطلاء الانسانية الرئيسية "غالبا ما دهست".
وكان البابا قد نفى في سان باولو قبل عشرة ايام حقيقة فرض العقيدة المسيحية قسرا على سكان أمريكا اللاتينية بما أودى بحياة عشرات الملايين منهم.
وعلى الفور قام الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز أثر هذا النفي بالحث على اعتذار الكنيسة الكاثوليكية والبابا لسكان امريكا الاصليين وخاصة امريكا الجنوبية عما ورد منه في هذا الشأن حيث قال في برنامج تلفزيوني يوم الجمعة الماضي في كاراكاس أن ما وقع في امريكا اللاتينية "كان أسوأ وأخطر من الهولوكوست والابادة ابان الحرب العالمية الثانية".
واعتبر تشافيز أن ما تعرض له أهل أمريكا اللاتينية خلال عملية التبشير "لا يمكن لأحد انكاره حتى قداسة البابا الذي لا يمكنه أن يأتي إلى أرضنا لينكر الابادة التي تعرض لها السكان الأصليون".
وناشد شافيز البابا يومها "كرئيس دولة يرتدي ثياب مزارع فنزويلي بسيط" على التقدم باعتذار لشعوب أمريكا الأصليين قائلا أن "رفات السكان الأصليين من ضحايا المذابح التي ارتكبها الغزاة الأوروبيون هي خير شاهد على خطأ تصريحات البابا".
نقلا عن جريدة المصريون
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=34760&Page=13
ـ[يسري خضر]ــــــــ[27 May 2007, 09:14 ص]ـ
اين عصمةالباباالتي يؤمن بها الكاثوليك اذا كان ينفي امرا ثم يثبته بعد ايام؟
وما هذا الاعتذار السريع؟ ولم؟
والمسلمون لم ولن ينسوا ما قاله عن سيد الخلق صلي الله عليه وسلم
ولا يزال الاستاذ الدكتور محمد عماره يتتبع الاخطاء العلمية والمنهجية التي وقع فيها بنديكيت علي صفحات مجلة المجتمع والتي هي من العيار الثقيل(/)
جامعة كويتية تطالب بفصل ومحاكمة أستاذ أجنبي لإساءته للمصحف
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[27 May 2007, 05:51 م]ـ
مفكرة الإسلام: طلب مدير جامعة الكويت من وزيرة التعليم العالي فصل أستاذ جامعي أجنبي يُدرس بكلية الآداب وإحالته للقضاء؛ بعدما أقدم على إهانة المصحف الشريف ورماه في القمامة.
وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء الكويتية؛ تقدَّم مدير جامعة الكويت "عبد الله الفهيد" بمذكرة إلى وزيرة التربية والتعليم العالي "نورية الصبيح" توصي بوقف عضو هيئة التدريس الأجنبي ـ لم تحدد جنسيته ـ في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب عن العمل.
وأضافت أنّ المذكرة طالبت بإحالة الأستاذ إلى السلطات القضائية "بعد اتهامه برمي كيس جلدي في داخله مصحف شريف في سلة قمامة على مرأى طالبيْن في الكلية".
وأكد بيانٌ أصدرته الجامعة أنّ الأستاذ الأجنبي اعترف للفهيد "برمي كيس من الجلد في سلة القمامة؛ لكنه قال إنه لم يكن يعرف ما بمحتواه"!.
المصدر ( http://www.islammemo.cc/article1.aspx?id=43384)
ـ[معروفي]ــــــــ[27 May 2007, 10:41 م]ـ
و ما تُخفي صدورهم أكبر(/)
كبير حاخامات اليمن: أحتفظ بنسخة من التوراة تعترف برسالة النبي محمد
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[29 May 2007, 10:32 م]ـ
هل يمكن التأكد من هذا الخبر، بأن يتصل بعض الأساتذة اليمنيين بهذا الحاخام، وطلب تصوير هذه التوراة.
فلو ثبت عن طريق التحليل المخبري أن هذه النسخة من التوراة تعود إلى عصور قديمة، لكان الموضوع شديد الفائدة.
وما لم يتم التثبت بأسلوب علمي، فأرى التعامل مع هذا الخبر بتحفظ.
===============
نسخة من التوراة تعترف برسالة النبي محمد صلي الله عليه وسلم
المصدر: وكالة الأخبار الإسلامية / نبأ / ( http://www.islamicnews.net/Document/ShowDoc01.asp?DocID=96453&TypeID=1)
29 مايو, 2007
أكد يحيي بن يعيش كبير حاخامات اليمن أنه يحتفظ بكتاب للتوراة يعود إلى ما قبل 500 سنة ورثه عن والده يعيش بن يحيى ويحوي البشارة بالنبي محمد صلي الله عليه وسلم، وأن بها تطابق لما ورد في القرآن الكريم.
نقلت صحيفة الأخبار القاهرية الصادرة صباح اليوم عن يحيي بن يعيش اعتقاده أن كتاب التوراة الذي ورثه عن أبيه يعيش بن يحيى كتاب صحيح لم يتعرض للتحريف كبقية كتب اليهود ويستدل على كلامه بوجود بشارة النبي محمد عليه الصلاة والسلام فيه والمطابقة لما ورد في القرآن الكريم. وقال إنه يؤمن بالرسول محمد كإيمانه بموسى وببقية أنبياء الله ورسله وأنه يصلي على النبي محمد وليس في نفسه أي اعتراض على ذلك
وحول كتاب التوراة الذي لديه قال إنه كتب على الجلد والورق في الوقت ذاته بالحبر المصنوع من مادة العصف والزعفران ويتكون من 54 جزءا كل جزء مكون من إصحاح وآيات
واذا ما كان قد عرض عليه التحول من الديانة اليهودية إلى الإسلام مادام مؤمنا بما ورد في القرآن الكريم قال: "إنك لاتهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء " فمتى أراد الله ذلك سيكون وان لم يرد فلن يكون
وقال يحي بن يعيش: إن والده قبل وفاته في أحد مستشفيات العاصمة البريطانية لندن كان قد أوصاه بالوطن والدين والعمل الصالح والصلاة والصيام وعدم الكذب وعدم الدجل على خلق الله وانه لم يترك بعده وصية مكتوبة , وأرجع سبب دفن والده في لندن وليس في اليمن إلى معتقد ديني لديهم بأن من يدفن في المكان الذي توفي فيه يكون له خير وصادفت وفاته يوم جمعة يوم عيد الفصح كما أن إكرام الميت دفنه , ورفض يعيش نقل جثمان والده من لندن إلى ريده بمحافظة عمران شمال مسقط رأسه وقال: ذلك لايجوز في شريعتنا.
يذكر أن يحيى بن يعيش خلف الزعامة الدينية على اليهود اليمنيين بعد وفاة والده يعيش بن يحيى فى السادس من إبريل الماضى.
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[30 May 2007, 06:00 ص]ـ
ولو كانت تقر بما تقر فهي محرفة باطلة لا تصح أخي الكريم ..
ولربما ألزمك بتصديق كل ما فيها إذا صدقت الخبر الذي جاء فيها عن محمد صلى الله عليه وسلم ..
ويكفينا قول الله تعالى: " الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ "
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[30 May 2007, 03:00 م]ـ
بل أرى خلاف ما ترى.
ولا يلزم التعريف بهذه النسخة الإيمان بكامل محتواها. وإنما هو دليل جديد على تدخل أيدي الأحبار بالزيادة والنقصان في كتبهم المقدس.
وإن حصل ذلك، فمن المهم كثيرا معرفة الصفات التي وصف بها محمد صلى الله عليه وسلم في هذه النسخة، حتى نعرف المواطن والعبارات المترجمة بطريقة سيئة وأدت إلى انحراف المعتقدات حوله.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[30 May 2007, 10:23 م]ـ
// يعرفونه كما يعرفون أبناءهم //
خبر مهم ومن الضروري التأكد من الحاخام ونشره في مختلف وسائل الإعلام.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[قتيبة تركستاني]ــــــــ[31 May 2007, 09:23 ص]ـ
خبر مهم وضروري معرفة صحته من خلال احد الاخوان في اليمن الشقيقه
الخبر بحمل جانب الصواب اكثر مما يحمل جانب الخطأ
ولننتظر الرد ونرى ماذا هم فاعلون
تقبل مروري اخي الكريم
قتيبة تركستاني
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[31 May 2007, 10:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
أنا أميل إلى زيف ما يقوله الحبر اليمني ومن شاء معرفة الكلام الفصل في أمر توراة اليهود فليطالع الكتاب القنبلة الذي صدر بالفرنسية منذ عام 1989م ونشر مرات آخرها عام 2002م وعنوانه " الأسفار الخمسة تحت المسائلة le Pentateuque en question طبع بمشاركة جماعة من علماء العهد القديم السويرسريين تحت إشراف ألبرت دي بوري وتوماس روموير من جامعة لوزان بسيويسرا ALBERT DE PURY AND THOMAS ROMER.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[01 Jun 2007, 12:06 ص]ـ
الأخ الفاضل سمير القدوري بارك الله فيكم وشكر جهودكم هل الكتاب المشار إليه مترجم؟ كيف يمكن الحصول على نسخة منه؟
وفقكم الله.
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[01 Jun 2007, 04:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الدكتور أحمد الطعان
لم يترجم الكتاب بعد حسب علمي للعربية
ويمكن شراؤه بالشبكة العنكبوتية على الرابط أمزون.
http://www.amazon.fr/gp/product/toc/283091046X/ref=dp_toc/403-0974938-3822810?ie=UTF8&n=301061
أما معلومات عنه فتجدها أسفله
Le Pentateuque en question : les origines et la composition des cinq premiers livres de la Bible a? la lumie?re des recherches re?centes
by Albert de Pury; Samuel Amsler
Language: French Type: Book
Publisher: Gene?ve : Labor et Fides, ©1989. | Other Editions ...
ISBN: 2830901487 | OCLC: 22831828 | Cite this Item
Subjects: Bible. -- Criticism, interpretation, etc. | Bible. -- Histoire. | Bible. -- Critique, interpre?tation, etc.
وبالفرنسية تجدون خلاصة عن مضمون الكتاب هنا
Description du produit
Présentation de l'éditeur
A sa première édition en 1990, cet ouvrage fit grand bruit dans les milieux biblistes et théologiques car il s'agissait de la première étude sérieuse et documentée sur les effets d'une nouvelle datation des livres du Pentateuque. Alors que jusque dans les années quatre-vingt prévalait le modèle d'un corpus de textes rédigé sous le règne de David au tournant du premier millénaire, de nouvelles recherches montrèrent de façon indubitable que les textes de la Genèse, de l'Exode, du Lévitique, des Nombres et du Deutéronome avaient été écrits au cours et après l'exil de 587 en Babylone, ce qui signifie que l'Ancien Testament est beaucoup plus jeune que prévu. Cet ouvrage collectif réunissant les plus grands spécialistes montre les raisonnements qui ont conduit à ces bouleversements et évoque les conséquences très importantes que cette nouvelle approche peut avoir sur la compréhension de l'Israël ancien par rapport à ses voisins. Il n'est en effet pas anodin de voir que toute la geste de la Terre promise ne repose pas sur des exploits anciens avérés mais bien plutôt sur des rêves désincarnés de conquête alimentés par l'amertume d'une condition d'exilé. Cet ouvrage est réédité avec une présentation de la recherche de ces quinze dernières années.
--------------------------------------------------------------------------------
Détails sur le produit
Broché: 429 pages
Editeur : Labor & Fides (3 novembre 2002)
Collection : le monde de la bible
Langue : Français
ISBN-10: 283091046X
ISBN-13: 978-2830910469
وفي نفسي أن يترجم للعربية بعد اتمام رسالتي للدكتوراه إن نسأ الله في العمر.
فدعواتكم لنا بالتوفيق.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[01 Jun 2007, 07:54 م]ـ
لو أمكنكم - أكرمكم الله - ذكر ملخص لمحتواه، أو إيراد أهم النقاط الأساسية فيه
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[01 Jun 2007, 09:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استجابة لطلبكم أخي الدكتور أبو بكر خليل أتحفك بترجمة لمعاني ما قدم به الكتاب في دفته الثانية بالفرنسية لأن الكتاب مقالات متعددة في 480صفحة وقد عرض زبدتها المشرفان في مدخل استغرق 80صفحة. وقد نشر أحد المشرفين فيما بعد مقالا من 22 صفحة بالفرنسية استعرض فيه تاريخ تطور البحث في مسألة تاريخ تكوين وتأليف الأسفار الخمسة. وقد راسلته ونبهته على عدم معرفته بجهود النقاد المسلمين القدماء في هذا الباب وعلى تشابه كثير من نتائجهم مع جل النتائج المقبولة عندهم اليوم وذكرت له أمثلة من أقوال القرطبي وابن حزم, فتفاجأ بذلك وسر به ووعدني أن يأخذ هذا الأمر مأخذ الجد في أبحاثه القادمة وكذلك فعل معي المشرف الثاني على الكتاب وطلبا مني جميعا إرشادهما لبعض ما كتب باللغات الأجنبية عن نقد المسلمين للتوراة فأرشدتهما لذلك.
نص ترجمة التقديم للكتاب في طبعة عام 1990 قالوا: هذا التأليف كان له صلصلة وزلزلة بين الأوساط الكتابية واللاهوتية لأنها المرة الأولى التي ترى فيها النور دراسة جيدة وموثقة بشأن نتائج التأريخ الجديد لزمن تدوين الأسفار الخمسة. إذ حتى عشر التسعين من القرن الماضي [1980ـ 1990] ساد [بشأن تاريخ تدوين تلك الأسفار] النموذج النظري لمجموع نصوص كتبت في عصر الملك داود نحو الألف الأول قبل الميلاد. لكن أبحاثا جديدة بينت بطريق غير مسبوق بأن نصوص التكوين والخروج واللاويين والعدد ثم التثنية كتبت على الظن الغالب خلال أو بعد الجلاء إلى بابل الذي [وقع لليهود] عام 587 قبل الميلاد مما يعني أن العهد القديم كتاب أحدث بكثير مما كان يتوقع له.
هذا الكتاب الجماعي الذي شارك في تأليفه نخبة من المختصين يبين الاستدلالات التي قادت إلى تلك الخلخلة [في معتقدات أصحاب النظرية القديمة] وهو يطرح العواقب الكبيرة لتلك المقاربة الجديدة لفهم بني إسرائيل القدماء بالنسبة لجيرانهم. فليس من نوافل القول إذا أن أسطورة أرض الميعاد لاتستند إلى إنجازات قديمة حدثت لكن على أحلام وأماني الغزو لتلك الأرض غدتها آلام ومرارة وضعية الجلاء والنفي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[02 Jun 2007, 01:00 ص]ـ
أشكركم أخي الفاضل الدكتور سمير القدوري على ما ذكرتموه، و نطمع في المزيد
و بخصوص وصف الرسول محمد صلى الله عليه و سلم في الكتب السماوية:
* فقد ذكر الصحابي الجليل عبد الله بن سلام صفة النبي صلى الله عليه و سلم في التوراة الموجودة وقت البعثة النبوية - و تكمن أهمية ما ذكره رضي الله عنه من أنه كان من كبار اليهود و كان عالما بالتوراة و من علمائهم قبل إسلامه - قال: ((إنا لنجد صفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وحرزا للأميين، أنت عبدى ورسولى، سميته المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ، ولا صخاب بالأسواق، ولا يجزى بالسيئة مثلها، ولكن يعفو ويتجاوز، ولن أقبضه حتى يقيم الملة المتعوجة بأن يشهد أن لا إله إلا الله، يفتح به أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا)). [سنن الدارمي]
و قد روى الإمام الدارمي روايات أخرى في صفة الرسول صلى الله عليه و سلم في التوراة لكعب الأحبار، و لكنا اخترنا ما نقلناه للاتفاق على جلالة قدر راويه ابن سلام رضي الله عنه
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[02 Jun 2007, 01:15 ص]ـ
ما درجة الحديث الذي نقله الدارمي؟ وهل توجد أحاديث صحيحة مشابهة؟
ولو صح ما ينقله حاخام اليمن وكان موافقا لشهادة عبد الله بن سلام، أفلا يكون ذلك مفيدا؟
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[05 Jun 2007, 12:17 ص]ـ
نعم توجد أحاديث صحيحة مشابهة تشهد للحديث المذكور بالصحة، و منها:
1 - ما أخرجه الإمام البخاري في " صحيحه " -في كتاب التفسير: سورة الفتح، باب {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} - من حديث الصحابي الجليل عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا:" أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ الَّتِي فِي الْقُرْآنِ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا}
قَالَ فِي التَّوْرَاةِ: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَحِرْزًا لِلْأُمِّيِّينَ، أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي، سَمَّيْتُكَ الْمُتَوَكِّلَ لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ وَلَا سَخَّابٍ بِالْأَسْوَاقِ، وَلَا يَدْفَعُ السَّيِّئَةَ بِالسَّيِّئَةِ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ، وَلَنْ يَقْبِضَهُ اللَّهُ حَتَّى يُقِيمَ بِهِ الْمِلَّةَ الْعَوْجَاءَ بِأَنْ يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَيَفْتَحَ بِهَا أَعْيُنًا عُمْيًا، وَآذَانًا صُمًّا، وَقُلُوبًا غُلْفًا ". أهـ
- و تقدم في رواية في كتاب البيوع - في صحيح البخاري - بيان سبب تحديث عبد الله بن عمرو به، وأنهم سألوه عن صفة النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة فقال " أجل إنه لموصوف ببعض صفته في القرآن "؛ ذكره الحافظ ابن حجر في " الفتح ".
2 - و كذا ما أخرجه الإمام الدارمي في " سننه " - بإسناد صحيح؛ كما قال ابن حجر -- من حديث جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِىِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ إِلَيْكُمْ لَيْسَ بِوَهِنٍ وَلاَ كَسِلٍ، لِيُحْيِىَ قُلُوباً غُلْفاً، وَيَفْتَحَ أَعْيُناً عُمْياً، وَيُسْمِعَ آذَاناً صُمًّا، وَيُقِيمَ أَلْسِنَةً عَوْجَاءَ حَتَّى يُقَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ» ..
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[19 Nov 2007, 09:59 ص]ـ
ماذا يمنع من اكتشاف نسخة من التوراة أقل تحريفاً مما قبلها؟
لا تنس أن إنجيل يهوذا لم يكتشف إلا قريبا وهو أقل المذكرات الإنجيلية تحريفاً
شكراً للجميع
ـ[خسرو النورسي]ــــــــ[12 Oct 2010, 01:43 ص]ـ
ما أخبار يحيي بن يعيش هذه الأيام؟
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[12 Oct 2010, 05:34 ص]ـ
موضوع شيق. يا حبذا لو تأكد الأخوة في اليمن من ذاك الخبر.ولكن هل يعقل أن يفوت الزنداني وغيره من العلماء الإجلاء خبر كهذا؟؟؟
ـ[أبو العز النجدي]ــــــــ[12 Oct 2010, 12:55 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - و كذا ما أخرجه الإمام الدارمي في " سننه " - بإسناد صحيح؛ كما قال ابن حجر -- من حديث جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِىِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ إِلَيْكُمْ لَيْسَ بِوَهِنٍ وَلاَ كَسِلٍ، لِيُحْيِىَ قُلُوباً غُلْفاً، وَيَفْتَحَ أَعْيُناً عُمْياً، وَيُسْمِعَ آذَاناً صُمًّا، وَيُقِيمَ أَلْسِنَةً عَوْجَاءَ حَتَّى يُقَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ» ..
هذا مرسل
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[12 Oct 2010, 01:13 م]ـ
هذا مرسل
وماذا يعني؟؟ المرسل ليس بالضرورة أن يكون ضعيفاً. فهو أحياناً صحيح. ولكن هذه الرواية تشد عضدها رواية البخاري وفي ذلك كفاية.
ـ[محمد كالو]ــــــــ[15 Oct 2010, 03:42 م]ـ
http://www.almanar.com.lb/NewsSite/WebsiteImages/PicturesFolder/906c23fb-3a5d-489c-874e-e9afe4abe7b4_top.jpg (http://javascript<b></b>:void(0))
نسخة نادرة من التوارة- العراق
11/ 10/2010
قادت حفريات الاحتلال الصهيوني إلى الكشف عما يعتقد أنها أقدم نسخة أصلية للتوراة مكتوبة بالعبرية في إحدى زوايا مدينة القدس المحتلة بالقرب من المسجد الأقصى، على بعد مسافة قليلة من حفريات "هيكل سليمان" المزعوم، تتضمن التبشير برسالة النبي محمد صلى الله عليه وآله. وذكرت صحيفة "النهار" الجزائرية أن الاكتشاف الذي وصفته بأنه الأكبر من نوعه في تاريخ اليهود المحفوف بالتحريف والتخريف في الكتب المقدسة لخدمة "الدولة الوهمية وشعب الله المزيف"، أدى إلى اهتزاز الدوائر السياسية والجماعات الدينية في فلسطين المحتلة الأسبوع الماضي.
ونسبت الصحيفة إلى مصادر مطّلعة، القول: إن النسخة التي تم اكتشافها تعود إلى القرن الثاني الميلادي، وهي الأقدم على الإطلاق، وقد عثر عليها عمال "إسرائيليين"، منقوشة على الجلد المقوى بإحدى الحفريات وسلّموها إلى الجهات الأمنية للاحتلال بالقدس، وفق لما نقلته عن اذاعة الكيان الصهيوني "راديو إسرائيل" في أمسية الأحد الماضي. وأحيل المخطوط إلى كبير حاخامات الكيان الصهيوني، الذي يشغل منصب رئيس ما يسمى "هيئة الدير اليهودية" يدعى «إليعازر شمعون» بمعية خبراء آثار أكدوا صحته، وقام ثلاثة حاخامات من عرب اليهود بترجمته إلى اللغة العربية.
وقالت الصحيفة: إنها تمكنت من الحصول على مضمون هذا المخطوط لأقدم نسخة من التوراة، بحسب ما نشره مركز ملتقى الديانات المتواجد في سان فرانسيسكو الأمريكية.
وتعد الإشارة إلى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وآله في التوراة، تصديقًا لما قاله القرآن الكريم في أكثر من موضع (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ) (من الآية 157 من سورة الأعراف).
وتوجد هناك ثلاث نسخ للتوراة: العبرانية واليونانية والسامرية وكل قوم يدعون أن نسختهم هي الصحيحة وهناك فروق واضحة بين طبعات التوراة وترجماتها. وقد أدى هذا التحريف إلى ذهاب كثير من البشارات أو طمس معالمها، ومع ذلك فقد بقي من هذه البشارات شيء كثير، ولا تخفى على من يتأملها.
وقد اطلع بعض العلماء المسلمين على هذه النصوص التي تعرضت للتحريف فمن ذلك ما ورد في "سفر أشعيا": "إني جعلت أمرك محمدًا" "يا محمد يا قدوس الرب" وفي التوراة العبرانية في الإصحاح الثالث من سفر حبقوق: "وامتلأت الأرض من تحميد أحمد ملك بيمينه رقاب الأمم".
وفي النسخة المطبوعة في لندن قديما سنة 1848 والأخرى المطبوعة في بيروت سنة 1884 والنسخ القديمة جاء في سفر "حبقوق": "لقد أضاءت السماء من بهاء محمد وامتلأت الأرض من حمده ... زجرك في الأنهار واحتدام صوتك في البحار يا محمد أدن لقد رأتك الجبال فارتاعت".
وفي بعض الأحيان يذكر مكان مبعث النبي صلى الله عليه وآله ففي سفر التثنية الإصحاح الثالث والثلاثون: "أقبل الرب من سيناء وأشرق لهم من سعير وتجلى من جبل فاران" وسيناء هي الموضع الذي كلم الله فيه موسى وساعير الموضع الذي أوحى الله فيه لعيسى وفاران هي جبال مكة حيث أوحى الله لنبي الإسلام محمد صلى الله عليه آله. وكون جبال فاران هي مكة دلت عليه نصوص من التوراة، وقد جمع الله هذه الأماكن المقدسة في قوله: (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ {1} وَطُورِ سِينِينَ {2} وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ {3}).
وذكرت التوراة مكان الوحي إليه ففي سفر أشعيا الإصحاح الواحد والعشرون: "وحي من جهة بلاد العرب في الوعر" وقد كان بدء الوحي في بلاد العرب في الوعر في غار حراء.
القدس المحتلة – إيكنا
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Oct 2010, 03:48 م]ـ
هذه دعوى ربما سربها اليهود ليثبتوا أن لهم حقا في بيت المقدس
لقد أثبتت كل حفرياتهم أن لا أثر لهم في البلدة على الإطلاق وكل الآثار التي عثر عليها إما إسلامية أو رومانية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[16 Oct 2010, 08:53 م]ـ
هذه دعوى ربما سربها اليهود ليثبتوا أن لهم حقا في بيت المقدس
لقد أثبتت كل حفرياتهم أن لا أثر لهم في البلدة على الإطلاق وكل الآثار التي عثر عليها إما إسلامية أو رومانية
ليست بمستهجنة ولا غريبة على الأنجاس الملاعين أبناء القردة والخنازير.
ـ[إبراهيم الفقيه]ــــــــ[16 Oct 2010, 11:22 م]ـ
منطقة ريدة التي يسكنها يعيش هي قريبة من منطقتي وسأحاول أن أزورها وانظر الأمر.
ـ[مشعل الكندي]ــــــــ[31 Oct 2010, 07:01 ص]ـ
اليهود الذين سكنوا بين ظهراني المسلمين تأثروا تأثراً شديداً بالإسلام وعلومه. فهاهو كبيرهم سعاديا جاؤون، رئيس أكاديمية اليهود في صورا، الذي عاش في القرن التاسع الميلادي يقتبس أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام. لم يكتفوا بذلك بل أطلقوا على توراتهم "القرآن" وهذه من أقوى الدلائل على تأثرهم بالمسلمين. لأن كلمة التوراة هي كلمة مألوفة للمسلمين وذكرت في القرآن الكريم مرات كثيرة ... فاستبدالها بالقرآن ليس من قبيل إستخدام ما هو مألوف للمسلمين بل هو تأثراً بالمسلمين. زد على ذلك أن هذا الحاخام نفسه، أعني سعاديا جاؤون، في تفسيره للتوراة قد ضرب بالتلمود وتفاسير اليهود القديمة المسماة بالـ "مدراشيم" عرض الحائط ورجح ما جاء في القرآن الكريم في آيات مختلفة. منها، أن البقرة التي ذكرها القرآن الكريم في سورة البقرة هي صفراء فاقع لونها تسر الناظرين. أما ما جاء في التوراة الحالية المحرفة، فهي حمراء اللون. فحينما جاء سعاديا ليترجم النص التوراتي للعربية، إستبدل حمراء اللون بصفراء تأثراً وترجيحاً لما جاء في القرآن الكريم ... وهناك أدلة كثيرة جداً على تاثر اليهود بالإسلام وإقتباسهم من القرآن والسنة ...
الشاهد، إن كان هذا الخبر صحيحاً، فغالب الظن أنه من آثار تأثر اليهود بالمسلمين التي تطفح به كتبهم أعانني الله لإخراجها في كتاب أنصر به دينه. اللهم آمين
والحمدلله رب العالمين
ـ[الجشتمي]ــــــــ[31 Oct 2010, 06:08 م]ـ
أن يتأثر بالمسلمين شيء, و أن تحوي خزائنه نسخة قديمة من التوراة يمكن التحقق من عصر كتابتها شيء آخر, فلم يقل احد انه علينا ان نقبلها منه كما تقبل رواية شعبة , لكن ان ثبت فعلا انها نسخة قديمة و ان النبي صلى الله عليه و سلم مذكور فيها, لكانت فتحا جديدا في هذا المجال و لايكون هناك معنى من الابطاء في الاتصال به و محاولة الوقوف عليها.
ـ[مشعل الكندي]ــــــــ[31 Oct 2010, 10:35 م]ـ
كلامك صحيح أخي الجشتمي، ولكن كما ترى فليس لدينا مصدر موثوق يؤكد الخبر أو ينفيه. لذلك فنحن فقط نخمن الإحتمالات كلها ... فقد تكون: صحيحة أو مزورة. فإن كانت مزورة قد تكون من الآثار الإسلامية في اليهودية أو قد تكون هناك أسباب أخرى .. فنحن ليس لنا إلا تخمين الإحتمالات وحسب ..(/)
من يعرف إنجيل يهوذا الإسخريوطي أيها الفضلاء؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 May 2007, 11:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عثر مؤخراً على نسخة من إنجيل يهوذا الإسخريوطي وطبع باللغة الفرنسية. فهل اطلع أحد منكم على هذا الإنجيل؟ وهل له ترجمة باللغة العربية أو دراسات حوله كما حدث مع مخطوطات البحر الميت أو مخطوطات وادي قمران؟
أرجو أن أجد جواباً من الزملاء في الملتقى وفقهم الله.
ـ[تاج الروح]ــــــــ[29 May 2007, 11:44 م]ـ
سلام الله عليك ورحمته وبركاته
جرب هذا الرابط
http://216.239.59.104/search?q=cache:4Az3kdrCHe0J:st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-003-Engeel-Yahouza/The-Gospel-of-Judas-01-intro-1.html+%D8%A5%D9%86%D8%AC%D9%8A%D9%84+%D9%8A%D9%87 %D9%88%D8%B0%D8%A7+%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%AE% D8%B1%D9%8A%D9%88%D8%B7%D9%8A&hl=ar&ct=clnk&cd=7&gl=sa
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[30 May 2007, 12:07 ص]ـ
موقع أحد الكنائس القبطية المصرية ( http://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-003-Engeel-Yahouza/The-Gospel-of-Judas-00-index.html) ينشره كاملا، ويشكك في محتواه.
وهناك أيضا نسخة منه باللغة القبطية موجودة هنا ( http://www.nationalgeographic.com/lostgospel/_pdf/CopticGospelOfJudas.pdf)
وكتب عن الموضوع أحد الناقدين للنصوص المسيحية وترجمه كاتب مغربي هنا ( http://alihassani.maktoobblog.com/?post=12082)
وقد كنت كنت اطلعت على نقاشات كثيرة في القنوات التلفزية الكندية حول الموضوع، ويتفق معظم رجال الكنيسة حول التشكيك فيه، وهذا أمر يمكن تفهمه لأنه يدمر كثيرا من المسلمات العقائدية لديهم، تمام مثلما شككوا في إنجيل برنابا.
ولست أدري إن كان الأستاذ موراني ما زال يطلع على المنتدى أم لا، فقد يتمكن من المساعدة في فهم هذه المسائل. خصوصا أنه من المهتمين بمخطوطات القرآن الكريم، كما فهمت من مداخلاته. فهل تمكن بعض المتخصصين من إجراء بعض الاختبارات على مخطوطة إنجيل يهوذا لمعرفة عمرها، وتفاصيل أخرى؟
ولا أستطيع الامتناع هنا عن الإشارة إلى الموضوع الذي نشرته في المنتدى هذا اليوم في الرابط التالي ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=8576) حول نسخة قديمة من توراة موسى عليه السلام يحتفظ بها حاخام اليمن ويقول إن فيها بشارة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم. فالأمران مختلفان، لأن النسخة الأخيرة يمتلكها أحد الحاخامات المعترف بهم، وهو يؤمن بمحتواها.
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[01 Jun 2007, 05:22 م]ـ
هذا من الأناجيل المرفوضة التي كشفت أخيرا ونشرته مجلة ناشيونال جيوغرافيك في عدد خاص مترجم للغة الأنجليزية
وسأوافيكم بالتفاصيل وبالنص الأنجليزي له فليس هو كبير شأن بالنسبة للجدل الإسلاميي المسيحي.
هذا رابط النص الأنجليزي للإنجيل المذكور على شكل بدف
http://www.nationalgeographic.com/lostgospel/_pdf/GospelofJudas.pdf
http://www.nationalgeographic.com/lostgospel/document.html
وهذا رابط الأصل القبطي للنص محققا
http://www.nationalgeographic.com/lostgospel/_pdf/CopticGospelOfJudas.pdf
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Jun 2007, 12:12 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعاً على فوائدكم وجزاكم خيراً.
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[17 Nov 2007, 09:36 ص]ـ
تفضل أخي الكريم
هذا النص الكامل لإنجيل يهوذا بالعربية علما أن فحواه تأييد الرواية الحق عن قصة المسيح عليه الصلاة والسلام وهذا ما حدا بالكنيسة الاحتجاج على عرض الفلم الوثائقي الذي بثته قناة ناشيونال جيوغرافيك عن هذا الإنجيل.
صورة المخطوط:
مقدمة:
الحديث السري ليسوع مع يهوذا
" الرواية السرية للإعلان الذي تكلم به الكلمة (اللوجوس – logos - المسيح) في حديث مع يهوذا الإسخريوطي خلال ثلاثة أيام قبل الاحتفال بالفصح. عندما ظهر يسوع على الأرض عمل معجزات وعجائب عظيمة لخلاص البشرية. ولأن البعض سلك في طريق البر بينما سلك البعض الآخر في طريق الآثام، دعُا تلاميذه الأثنى عشر. وبدأ الحديث معهم عن أسرار ما وراء العالم وما سيحدث في النهاية. وغالباً لم يظهر لتلاميذه كما
هو، ولكنه وُجد بينهم كطفل ".
المشهد الأول
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) يسوع يحاور تلاميذه؛ صلاة الشكر أو الأفخارستيا:
" وكان (يسوع) يوما ما مع تلاميذه في اليهودية فوجدهم وقد تجمعوا معاً وجالسين يتأملون بتقوى. وعندما [اقترب] من تلاميذه الذين كانوا مجتمعين معاً يصلون صلاة الشكر علي الخبز, فضحك منهم، قال له التلاميذ: " يا معلم, لماذا تضحك من صلاتنا؟ لقد فعلنا ما هو صواب ".
فأجاب وقال لهم: " أنا لا اضحك منكم, < فأنتم > لا تفعلون ذلك لأنكم تريدون, ولكن لأنه بذلك سُيمجد إلهكم ".
فقالوا: " يا معلم, أنت [000] ابن إلهنا ".
قال لهم يسوع: " كيف تعرفونني؟ الحق [أنا] أقول لكم, ليس بينكم جيل من الناس سيعرفني ".
(2) التلاميذ يغضبون:
وعندما سمع تلاميذه ذلك بدأوا يغضبون ويحنقون وبدأوا يجدفون عليه في قلوبهم. ولما رأى يسوع قلة [معرفتهم، قال] لهم: " لماذا أدت بكم هذه الإثارة إلى الغضب؟ إلهكم الذي بداخلكم و [000] هو من دفعكم إلى الغضب [داخل] نفوسكم. فليأت أي واحد منكم [قوى بما يكفى] بين الكائنات
البشرية، ليخرج الإنسان الكامل ويقف أمام وجهي ".
فقالوا جميعا: " نحن نملك القوة ".
لكن أرواحهم لم تجرؤ على الوقوف [أمامه] فيما عدا يهوذا الإسخريوطي, الذي كان قادراً على الوقوف أمامه, لكنه لم يقدر أن ينظر إليه في عينيه فأدار وجه بعيدا.
[وقال] له يهوذا: " أنا اعرف من أنت ومن أين أتيت, أنت من العالم الخالد لباربيلو Barbelo وأنا لست مستحقاً بان انطق باسم ذلك الذي أرسلك ".
(3) يسوع يتحدث إلى يهوذا حديثاً خاصاً:
ولمعرفته أن يهوذا كان يتأمل في شيء ما كان مرتفعاً، قال له يسوع: " تعالَ بعيدا عن الآخرين وسأخبرك بأسرار الملكوت. فمن الممكن لك أن تصل إلى ذلك. ولكنك ستحزن كثيراً، لأن آخر سيحل محلك ليصل الأثنا عشر إلى الكمال مع إلههم ". فقال له يهوذا: " ومتي ستخبرني بهذه الأشياء؟ و [متي] يشرق يوم النور العظيم علي الجيل؟ ". ولكن عندما قال هذا تركه يسوع.
المشهد الثاني
(1) يسوع يظهر لتلاميذه ثانية:
وفي الصباح التالي، وبعد أن حدث ذلك [ظهر] يسوع ثانية لتلاميذه. فقالوا
له: " يا سيد إلى أين ذهبت؟ وماذا فعلت عندما تركتنا؟ فقال لهم يسوع: " ذهبت إلى جيل أخر عظيم ومقدس ". قال له تلاميذه " يا رب: ما هو هذا الجيل الأسمى والأقدس منا والذي ليس هو الآن في هذه العوالم؟ "
وعندما سمع يسوع ذلك, ضحك وقال لهم: " لماذا تفكرون في قلوبكم في الجيل القوي والمقدس؟ الحق [أنا] أقول لكم: " ليس أحد ولد في ذلك الايون (الدهر – aeon) سيرى ذلك [الجيل] , ولا جيش من ملائكة النجوم سيحكم على ذلك الجيل, ولا إنسان ذو مولد فان يمكن أن يشارك فيه لأن ذلك الجيل لا يأتي من [000] الذي أصبح [000] جيل الناس الذين بين [كم] هو من جيل البشرية [000] القوى، التي [000الـ] القوى الأخرى [التي] بها تحكمون ".
وعندما سمع تلاميذ [ه] ذلك اضطرب كل منهم بالروح. ولم يستطيعوا النطق بكلمة.
وفى يوم أخر عندما جاءهم يسوع قالوا له: " يا سيد لقد رأيناك في [رؤيا] , لأننا رأينا [أحلاما 000] عظيمة ليلاً [000] ".
[فقال لهم]: " ولماذا كان [عليكم 000 عندما] ذهبتم للاختباء؟ ".
(2) التلاميذ يرون الهيكل ويتناقشون في ذلك:
[قالوا: " رأينا] منزلاً عظيماً فيه مذبح كبير، وأثنى عشر رجلا – وكان
علينا أن نقول هم الكهنة - واسم, وجموع من الناس كانت تنتظر عند ذلك المذبح [حتى] الكهنة [000 ويتسلموا] التقدمات. لكننا ظللنا منتظرين ".
[قال يسوع]: " وماذا كان شكل الكهنة؟ ".
[قالوا: بعضهم 000] أسبوعين: [البعض] يضحون بأطفالهم وغيرهم يضحون بزوجاتهم، في تسبيح وأتضاع مع بعضهم البعض, البعض ينامون مع الرجال بعضهم تورط في [الذبح]؛ والبعض ارتكب خطايا عديدة وأعمال أثم, وكان الواقفون أمام المذبح يتوسلون بـ[اسمك] , وفي كل أعمال عجزهم فقد وصلت ذبائحهم للكمال [000] ".
وبعد أن قالوا ذلك, هدأت نفوسهم, لأنهم كانوا مضطربين.
(3) يسوع يقدم تفسيراً مجازياً لرؤيا الهيكل:
قال لهم يسوع: " لماذا انتم مضطربون؟ الحق أقول لكم: أن كل الكهنة الواقفين أمام المذبح يتوسلون باسمي, أقول لكم ثانية. أن اسمي مكتوب على هذه [000] لأجيال النجوم عبر أجيال البشر. [وهم] غرسوا أشجاراً بدون ثمر، باسمي بطريقة مخزية ".
(يُتْبَعُ)
(/)
قال لهم يسوع: " هؤلاء الذين رأيتموهم يتسلمون التقدمات عند المذبح - هؤلاء هم انتم. هذا هو الإله الذي تخدمونه، وانتم هؤلاء الرجال الأثنا عشر الذين رأيتموهم. والجموع التي ُحضرت للتضحية هم الناس الذين تقودونهم
أمام ذلك المذبح. [000] سيقف ويستخدم اسمي بهذه الطريقة, وستبقى أجيال من الأتقياء أوفياء له, وبعدها سيقف رجل أخر هناك من [الزناة] وأخر سيقف هناك من الذين يذبحون الأطفال, وأخر من الذين ينامون مع الرجال, وواحد من الذين يمتنعون، وبقية الناس الذين يتدنسون والأثمة والمخطئين، وهؤلاء الذين يقولون " نحن مثل الملائكة ". أنهم هم النجوم التي تأتي بكل شيء إلى نهايته. لأنه قيل لأجيال البشر: " انظروا لقد قبل الله تقدماتكم من أيدي كاهن " - هذا هو خادم الخطية, لكن الرب, رب الكون، هو الذي يوصي: " في اليوم الأخير سيعيشون في العار ".
قال [لهم] يسوع: " كفاكم تض [حية 000] التي لكم [000] على المذبح، لأنهم فوق نجومكم وملائكتكم وجاءوا حالا لنهايتهم هناك. لذا دعوهم يقعون في الشرك أمامكم ودعوهم يمضون [000 حوالي 15 سطر مفقوداً من المخطوط 000]
كفاكم عراك معي, كل واحد منكم له نجمه, كل [جسد] وهو الذي سيأتي إلى ماء جنة الرب وذلك الجيل لن يزول ".
(4) يهوذا يسأل يسوع عن ذلك الجيل وأجيال البشر:
وقال له يهوذا, اى ثمار يخرجها ذلك الجيل؟
قال يسوع أرواح جيل البشر سوف تموت وعندما يتم هؤلاء الناس زمن الملكوت ويغادرهم الروح ستفني أجسادهم ولكن ستظل حية, وسيتم رفعهم
إلى السماء قال يهوذا: وماذا ستفعل باقي أجيال البشر.
قال يسوع: من المستحيل أن تغرس البذور في الصخر ثم تجني ثماراً, هذا هو أيضاً سبيل الجيل المهزوم, والحكمة الفاسدة, أن اليد التي خلقت الناس ليفنوا, تصعد أرواحهم إلى الأعالي الخالدة, الحق أقول لكم أن قوة الملائكة ستقدر علي أن تري هؤلاء الذين من اجلهم [ .... ] الأجيال المقدسة وبعد أن قال يسوع ذلك رحل.
المشهد الثالث
(1) يهوذا يصف رؤيا ويسوع يرد:
قال يهوذا: يا سيد, كما استمعت إليهم جميعاً, استمع الآن إلى لأنني رأيت رؤيا عظيمة.
عندما سمع يسوع ذلك, ضحك وقال له: " أنت أيها الروح الثالثة عشرة لماذا تحاول بكل هذا الجهد؟ تكلم أذن وسأحتمل أنا معك ".
قال له يهوذا: " في الرؤيا رأيت نفسي, وكأن الأثنى عشر تلميذاً يرجمونني, ويضطهدون [ني بقسوة] , وجئت أيضاً إلى المكان حيث [000] بعدك، رأيت [بيتاً 000] , ولم تقدر عيناي أن [تدرك] حجمه. وكان شعب كثير يحيط به, وكان لهذا البيت سقف من السعف، وفي منتصف البيت كانت [هناك جموع 000 سطرين مفقودين 000]، قائلاً: " يا سيد خذني مع
هذا الشعب ".
أجاب [يسوع] وقال له: " يا يهوذا, لقد أضلك نجمك "، ثم واصل " لا يوجد شخص ذو مولد فانٍ يستحق أن يدخل البيت الذي رأيته, لأن هذا المكان محفوظ فقط للمقدس, فلا الشمس ولا القمر يحكمان هناك, ولا النهار, ولكن المقدس يبقي هناك دائماً: في العوالم الأبدية مع الملائكة القديسين. انظر لقد شرحت لك أسرار الملكوت, وعلمتك خطأ النجوم: و [000] أرسلتها [000] إلى الايونات الأثنى عشر.
(2) يهوذا يسأل عن مصيره:
وقال يهوذا: يا سيد, أيمكن أن يكون نسلي تحت سيطرة الحكام؟ أجاب يسوع وقال له: " تعالَ، أنه أنا [000 سطرين مفقودين 000] لكنك ستحزن كثيراً عندما تري الملكوت وكل أجياله ".
وعندما سمع ذلك قال له يهوذا: " ما الخير الذي تسلمته أنا؟ لأنك أنت الذي أبعدتني عن ذلك الجيل؟ ". أجاب يسوع وقال: " ستكون أنت الثالث عشر, وستكون ملعوناً من الأجيال الأخرى – ولكنك ستأتي لتسود عليهم. وفي الأيام الأخيرة سيلعنون صعودك؟
(3) يسوع يعلم يهوذا عن الكون: الروح والمولود الذاتي:
قال يسوع: " [تعال]: حتى أعلمك [أسرار] لم يرها أحد قط، لأنه يوجد
عالم عظيم ولا حد له، الذي لم ير وجوده جيل من الملائكة قط [الذي فيه] يوجد [روح] عظيم غير مرئي ".
الذي لم تره عين ملاك قط.
ولم يدركه فكر قلب قط.
ولم يدع بأي اسم قط.
" وظهرت سحابة منيرة هناك، فقال: " ليأت ملاك إلى الوجود في حضوري ".
(يُتْبَعُ)
(/)
" وانبثق من السحابة ملاك عظيم، الروح الإلهي المنير المولود الذاتي. وبسببه، جاء إلى الوجود أربع ملائكة أخري من سحابة أخرى. وصاروا حاضرين للمولود الذاتي الملائكي. فقال المولود الذاتي: ليأت [000] إلى الوجود [000]، وجاء إلى الوجود [000]. و [خلق] هو المنير الأول ليحكم عليه. وقال " ليأت ملائكة إلى الوجود لتخدم [ه]، وجاء إلى الوجود ربوات لا تعد. وقال هو ليأت أيون منير إلى الوجود، وجاء (الأيون المنير) إلى الوجود. وخلق المنير الثاني ليحكم عليه، ليقدم خدمة مع ربوات الملائكة غير المحصاة. وهكذا خلق بقية الأيونات المنيرة. وجعلهم يحكمون عليهم. وخلق لهم ربوات من الملائكة بلا عدد لتساعدهم.
(4) آداماس والمنيرون:
" وكان آداماس في السحابة المنيرة الأولى التي لم يرها ملاك قط بين كل
أولئك الذين يدعون " إله ". هو [000] الذي [000] الصورة [000] وعلى صورة [هذا] الملاك. وعمل [الجيل] الغير فاسد لشيث يظهر [000] الأثنا عشر [000] الأربعة وعشرون [000]. وعمل اثنان وسبعون منيراً يظهرون في الجيل غير الفاسد بحسب إرادة الروح. والاثنان وسبعون منيراً أنفسهم عملوا ثلاثمائة وستون منيراً ظهروا في الجيل الغير الفاسد، بحسب إرادة الروح، وأن عددهم يجب أن يكون خمسة لكل منهم.
ويشكل الأثنا عشر أيوناً للأثنا عشر منيراً والدهم، مع ست سموات لكل أيون، لدرجة أنه يوجد أثنين وسبعين سماء لأثنين وسبعبن منيراً، ولكل منها سبع طبقات من الجلد [بأجمالي] ثلاثمائة وستين [جلد 000]. وهناك أعطيت سلطة وجمهور [عظيم] من الملائكة [بلا عدد] للمجد والتوقير، [وبعد ذلك أيضاً] أرواح عذراء، لمجد [وتوقير] كل الأيونات والسموات وجلدها.
(5) العالم والفوضى والعالم السفلي:
" وجموع هؤلاء الفانين تدعى العالم – هذا هو الهلاك الروحي – بواسطة الآب والاثنين والسبعين منيراً الذين مع المولود الذاتي وأيوناته الاثنين والسبعين. وفيه ظهر الإنسان الأول بقواته غير الفاسدة. والأيون الذي ظهر مع جيله، الأيون الذي فيه سحابة المعرفة والملاك، يدعي إيل [000] أيون [000] بعد ذلك [000] قال: " ليأت اثنا عشر ملاكاً إلى الوجود ليحكموا
على الفوضى [والعالم السفلي] ". وأنظر: " من السحابة ظهر [ملاك] أضاء وجهه بالنيران, وتلوث ظهوره بالدماء. وكان اسمه هو " نبرو - Nebro" الذي يعني المتمرد, ودعاه أحرون " يالدابوث - Yaldabaoth" وجاء ملاك أخر من السحابة هو سكالاس ( Skalas)، وهكذا خلق نبرو ستة ملائكة – وأيضاً سكالاس ( Skalas) - ليكونوا مساعدين, وهؤلاء أنتجوا اثني عشر ملاكاً في السموات, وكل واحد منهم تسلم نصيباً في السموات.
(6) الحكام والملائكة:
" وتكلم الأثنا عشر حاكماً مع الاثني عشر ملاكاً: دع كل منكم [000] ودعهم [000] جيل [000 سطر واحد مفقود 000] ملائكة ".
الأول هو شيث, الذي يدعى المسيح.
و [الثاني] هو هارماثوث Harmathoth, الذي هو [000].
و [الثالث] هو جليلا Galila.
والرابع هو يوبيل Yobel.
والخامس هو آدونايوس Adonaios.
وهؤلاء الخمسة هم الذين يحكمون على العالم الأسفل، وأول الكل على الفوضى.
(7) خلق البشرية:
وبعدها قال سكالاس ( Skalas) لملائكته: لنخلق كائناً بشرياً على شكل وعلى صورة, فشكلوا آدم وزوجته حواء، التي تدعى في السحاب زوي " Zoe- الحياة ". لأنه بهذا الاسم تبحث كل الأجيال عن الإنسان, وكل منهم يدعو المرأة بهذه الأسماء, والآن لم يأمر [000] سكالاس ( Skalas) فيما عدا [000] الأج [يال 000] هذا [000]. وقال [الحاكم] لآدم: " سوف تعيش طويلاً مع أطفالك ".
(8) يهوذا يسأل عن مصير آدم والإنسانية:
وقال يهوذا ليسوع: " [ما] هو مدى الزمن الذي سيعيشه الكائن البشري؟ ".
قال يسوع: " ولماذا تتساءل عن ذلك؟ لقد عاش آدم وجيله مدى الحياة في المكان الذي تسلم فيه مملكته التي طالت بطول وجود حاكمها؟ ".
قال يهوذا ليسوع: " وهل تموت الروح الإنسانية؟ ".
قال يسوع: " لهذا السبب أمر الله ميخائيل أن يعطي البشر أرواحاً كإعارة, ليقدموا خدمة، ولكن الواحد العظيم أمر جبرائيل أن يمنح أرواحاً للجيل العظيم دون حاكم عليها - هذا هو الروح والنفس. ولذا [فبقية] النفوس [000 سطر واحد مفقود 000]
(9) يسوع يناقش دمار الأشرار مع يهوذا والآخرين:
(يُتْبَعُ)
(/)
" [000] نور [000 حوالي سطرين مفقودين000] حول [000] دع [000] الروح [التي] بداخلك تسكن في هذا [الجسد] بين أجيال الملائكة ولكن الله سبب المعرفة لتعطى لآدم وأولئك الذين معه, حتى لا يحكم عليهم ملوك الفوضى والعالم السفلي ".
قال يهوذا ليسوع: " وما الذي ستفعله هذه الأجيال أذن؟ ".
قال يسوع: " الحق أقول لك, ستحضر النجوم لهم كلهم الأمور إلى الكمال. عندما يكمل ساكلاس ( Skalas) مدى الزمن المعين له سيظهر نجمهم الأول مع الأجيال, وسيتمون ما قالوا أنهم سيكّملونه, وبعدها سيزنون باسمي ويذبحون أبناءهم وسوف [000] و [000 حوالي ستة سطور ونصف مفقودة 000]، اسمي، وسوف [000] نجمكم فوق على الأيون الثالث عشر ".
وبعد ذلك [ضحك] يسوع.
[قال يهوذا]: يا سيد، [لماذا تضحك منا]؟ ".
أجاب [يسوع وقال]: أنا لا اضحك [منكم] ولكن على خطأ النجوم، لأن هذه النجوم الستة تهيم ومعها هؤلاء المحاربون الخمسة. وسيدمرون جميعاً مع مخلوقاتهم ".
(10) يسوع يتكلم عن الذين اعتمدوا وعن خيانة يهوذا:
قال يهوذا ليسوع: " انظر, ما الذي سيفعله الذين اعتمدوا باسمك؟ ".
قال يسوع: الحق أقول [لك]. هذه المعمودية [000] باسمي [000 حوالي تسعة سطور مفقودة 000] لي. الحق [أنا] أقول لك يا يهوذا: [هؤلاء الذين] يقدمون تضحياتهم سكالاس ( Skalas) [000] الله [000ثلاثة سطور مفقودة 000] , كل شيء شرير.
" ولكنك ستفوقهم جميعاًَ لأنك ستضحي بالإنسان الذي يرتديني.
ويرتفع قرنك حالاً.
ويضرم عقابك الإلهي.
ويظهر نجمك ساطعاً
وقلبك [000]
" الحق [000] أخرك [000] سيصبح [000 حوالي سطرين ونصف مفقودين 000] الحاكم، حيث أنه سيدمر، وسترتفع صورة الجيل العظيم لآدم، لأنه يوجد قبل السموات والأرض والملائكة، ذلك الجيل الذي من العوالم الروحية. أنظر، لقد أُخبرت بكل شيء، ارفع عينيك وانظر إلى السحابة والنور بداخلها والنجوم المحيطة بها. النجم الذي يقود الطريق هو نجمك ".
ورفع يهوذا عينيه ورأي السحابة المنيرة ودخل فيها. وهؤلاء الواقفون على الأرض سمعوا صوتاً آتياً من السحابة، قائلاً: [000] جيل عظيم [000] 000 صورة [000 حوالي خمسة سطور مفقودة 000]
(11) الخلاصة: يهوذا يخون يسوع:
" [000] كان رؤساء كهنتهم يتمتمون لأنه دخل حجرة الضيوف للصلاة, لكن بعض الكتبة كانوا يراقبون بحذر كي يقبضوا عليه أثناء الصلاة, لأنهم كانوا خائفين من الشعب, لأن الكل كان ينظر إليه كنبي.
واقتربوا من يهوذا وقالوا له: ماذا تفعل هنا؟ أنت تلميذ يسوع ".
فأجابهم يهوذا كما أرادوا منه واستلم بعض المال وأسلمه لهم.
.نهاية انجيل يهوذ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Nov 2007, 07:45 م]ـ
شكراً جزيلاً لأخي العزيز عبدالله الميمان، وليتك تتكرم بذكر مصدر هذه الترجمة وفقك الله للتوثيق، وهل هذا هو متن هذا الإنجيل فقط؟
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[18 Nov 2007, 11:41 ص]ـ
أنا نسخت الترجمة هذه من أحد المواقع المهتمة بالرد على النصارى
وليس للإنجيل هذا أي نسخة مترجمة للعربية - حتى الآن - فيما أعلم ترجمة رسمية ودقيقة موثقة، وكلها اجتهادات.
علماً بأن الكنائس تسمي هذا الإنجيل وغيره من الناجيل التي لا توافق هواها أناجيل أبوكريفية (غير قانونية)
أما سؤالك أخي الكريم عن قصره، فقد تعرض لتدميرات كثيرة عندما هرب من مصر، وعندما رمي في خزنة تاجر الآثار المصري، علما بأن كلمة إن
علماً بأن كلمة إنجيل تعني بشارة ولا تدل بالضرورة على الإنجيل الذي نؤمن به كمسلمين فهي أشبه بمذكرات كتبها يهوذا حوراي المسيح عليه السلام.
تفضل لزيادة معلومات عن هذا الإنجيل
http://www.mcdialogue.net/lostgospel/index.html
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Nov 2007, 05:07 م]ـ
جزاكم الله خيراً على هذه المعلومات وبارك فيكم.(/)
الحجاب يتحدى ...
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[03 Jun 2007, 07:48 ص]ـ
الحجاب يتحدى
د. أحمد إدريس الطعان
كلية الشريعة – جامعة دمشق
بريد إلكتروني: ahmad_altan@maktoob.com
بسم الله الرحمن الرحيم
تمهيد: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
قال الله عز وجل ? وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ ... ? سورة النور آية 31
وقال عز وجل ? يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ? سورة الأحزاب آية: 59
لقد كانت فريضة الحجاب فريضة محكمة أراد الله عز وجل من خلالها أن يحفظ للمرأة كرامتها من الامتهان، وعرضها من الابتذال، وذلك بسترها لجسدها ومفاتنها، حتى تتمكن من القيام برسالتها الإنسانية إلى جانب الرجل وتكف طرفه عنها لكي لا يطمع في شرفها من في كان قلبه مرض ? فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا ? سورة الأحزاب آية: 32
إن الآيات الكريمة السابقة نسيج واحد يحتوي على مجموعة من الوصايا التي تكرم المرأة، وتهيئها لحمل رسالتها كإنسان مكمل لنصفها الآخر: الرجل.
- فلتغضض من بصرها كما أُمر الرجل.
- ولتحفظ فرجها مثلها مثل الرجل.
ثم تتميز المرأة تبعاً لتكوينها الذي خلقها الله عز وجل فيه ووظيفتها التي أناطها الله عز وجل بها ببعض الأوامر والوصايا:
- فلا تبدي زينتها إلا لمن سمّاهم الخالق عز وجل.
- وتضرب بخمارها على رأسها وعنقها وصدرها.
- وتحرص على أن حالها مبني على الستر دائماً فتدني على جسدها جلباب اللباس والقماش وعلى نفسها وكرامتها جلباب الحياء والفضيلة.
- وتجدّ في لهجتها وحديثها، وتخفض من صوتها وضحكها، وتختار الكلمة المناسبة مع المقام المناسب بحسب الحال والمآل حتى لا يطمع بها مرضى القلوب.
وحين تتحقق المرأة بهذه الوصايا فلا عليها أن تكون عنصراً فاعلاً في الحضارة إلى جانب الرجل تشاركه في محافل العلم والعمل والجهاد والتربية والدعوة ولم يمنعها حجابها من كل ذلك ولم يعق حركتها ولم يعرقل مسيرتها.
المطلب الأول - العلمانية والحجاب
وقد أدرك الغرب أن حجاب المرأة المسلمة – المسلمة فقط - رمز للتحدي يشكل خطراً على إيديولوجيته العلمانية ولذلك قرر منع الحجاب. فشعاراته البراقة، وشعارات الثورة العلمانية كلها ركلت بالأقدام في سبيل منع الحجاب وبدا للناس جميعاً حقيقة طالما خفيت عليهم وهي أن شعارات الحرية والديمقراطية إنما هي مجرد أوهام وأحلام خدعوا بها.
سألت أستاذاً علمانياً ينسب نفسه إلى الفلسفة لماذا منعت الدولة التي ترفع لواء العلمانية المرأة المسلمة من حجابها؟! فقال لي: - ولعله يسترضيني – هذا في الحقيقة شرخ كبير في العلمانية كان عليها أن لا تقع فيه، ولكن العلمانية تصحح أخطاءها ومساراتها دائماً. فقلت: إن هذا الشرخ ليس في المظهر، ولا في كونه مجرد نزوة عابرة، أو خطأ في الممارسة وإنما هو نتاج للخلل في الأساس العلماني، وهو شرخ في القاعدة الفلسفية التي تقف عليها ظاهرة العلمانية.
لقد صدع العلمانيون رؤوسنا في التنكيل بالأنظمة المستبدة، والتغني بالحرية والمساواة والديمقراطية ونحن معهم في ذلك. كما تحدثوا عن الفاروق عمر على أنه " المستبد العادل " أي أنه الخليفة الذي يمتلك كل السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية وهو بنظرهم اتجاه لم يعد صالحاً لهذا العصر، والبديل له بنظرهم دولة المؤسسات العلمانية التي لا سلطان لأحد عليها إلا للعدالة.
والسؤال الآن: إذن لماذا ضاق الغرب ذرعاً بحجاب المرأة المسلمة فكشر عن أنيابه وأصدر قراراً بمنعه؟ كيف استطاع أن يفعل ذلك ما دامت المؤسسات العلمانية القانونية هي التي تحكم ولا سلطان لأحد عليها؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أليس هذا القرار من أحط ألوان الاستبداد، ولا يمكن تصنيفه إلا في مخلفات القرون الوسطى المظلمة؟!.
لم تنج إذن العلمانية من الاستبداد، والاستبداد الظالم، فإذا كان لا مناص من الاستبداد إذن فأن يكون استبداداً عادلاً خيرٌ لنا، فعادت الحاجة ماسة إلى مثل الفاروق عمر رضي الله عنه.
الإشكالية هنا: أن الإنسان هو الذي يحكم، وهو الذي يسيّر المؤسسات وهو الذي يسن القوانين، وهو الذي يفسرها ويؤولها وهو الذي ينفذها، فما أسهل عليه أن يوظف ذلك كله لخدمة مصالحه ومنافعه، وخصوصاً في هذا العصر الذي يلعب الإعلام والدعاية دوراً بارزاً في غسل الأدمغة، وترويج الأفكار، وتغليب بعضها على بعض بحسب الحال والظرف والمصلحة.
ومن هنا فالشعارات العلمانية الرائجة اليوم مثل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان هي شعارات ظرفية تخدم الإنسان الأقوى – الإنسان الأبيض – وتوظف الآخرين لخدمته وفي الوقت الذي تصبح خطراً عليه تداس بالأقدام وتُركل بالنعال، وظاهرة الحجاب مثال على ذلك.
ولذا فالقول إن العلمانية وقعت في خطأ – مجرد خطأ – حين منعت المرأة المسلمة من حجابها هو محاولة للخروج من عنق الزجاجة، لأن الممارسة العلمانية محكومة بشيئين هما:
- الإنسان وطغيانه الممكن بل الغالب.
- النفعية البراجماتية، والأثرة الظاهرة في السلوك الإنساني أفراداً ودولاً وجماعات.
وفي هذه الحالة فالقضية ليست مجرد خطأ وإنما انهيار في البنيان العلماني من أساسه.
العلمانية لها قيمها المعلنة، والأديان كذلك، وإذا كانت الأديان تعد من يخرج عن عقائدها كافراً، فإن العلمانية كذلك تحكم عليه بالنفي والإقصاء أو التخلف والرجعية أو الإرهاب، فالعلمانية في هذه الحالة تتحول إلى دين علماني له قيمه وأصوله ورجاله بل وطقوسه أيضاً. والقول بأن العلمانية لا تنظر إلى نفسها على أنها مقدس يحرم المساس به ولذلك فهي تجدد نفسها وتصحح أخطاءها دائماً عبر صيرورة مستمرة كلام جميل ومعسول، ولكن الدين كذلك يقول، فالإسلام يجدد نفسه دائماً " إن الله يبعث لأمتي على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها ".
فالعلمانية إذن دين متجدد، والإسلام أيضاً كذلك والفارق هو أن الإسلام له ثوابته التي لا تُمس بينما العلمانية تدعي أنها متلونة ولا ثوابت لها إلا الواقع بتغيراته وأنماطه المختلفة.
ولكن الإسلام لا يرغم الآخرين على أن يمارسوا شعائره فهم أحرار في دار الإسلام في ممارسة شعائرهم والإسلام يحميهم، بينما العلمانية في دارها ترغم المسلمة على ممارسة الطقوس العلمانية في السفور والانحلال.
المطلب الثاني - الحجاب والتحدي الحضاري
مرة أخرى: لماذا تضطهد العلمانية المرأة المسلمة المحجبة؟
إن الغرب لا يرى في الحجاب الإسلامي مجرد قطعة قماش تستر شعر المرأة أو رأسها أو وجهها وإنما يرى في الحجاب اختزالاً للحضارة الإسلامية تغزوه في عقر داره.
إن الحجاب يعني في المنظور الغربي أن الإسلام كله بقرآنه ومحمده وكعبته يتجسد في قطعة القماش هذه، وفي هذه المرأة المحجبة التي تخطر في شوارع باريس أو لندن. وإن هذه الصورة تمثل بالنسبة له أخطر ألوان التحدي، إنها تذكره بطارق بن زياد وموسى بن نصير وعبد الرحمن الغافقي على تخوم باريس. كما يرى الغرب في المرأة المحجبة وهي تتبختر في شوارع باريس أو غيرها كأنها ترفع راية الإسلام وتدوس قيم الغرب، وتتحدى شعاراته البراقة، وتهزأ بحضارته المبهرجة، وتترفع عن مدنيته الزائفة، إنها تتشبث بأصالتها في وسط المعمعة، وتلتف حول دينها وعفتها وشرفها في وسط تيار جارف من الإغراء واللذة. إن منظرها مثير جداً فهو يشبه منظر الجندي المستميت في وسط المعركة حين يرفع اللواء والرماح تنوشه من كل مكان فيظل ممسكاً به حتى تتقاسمه شفرات السيوف وأسنة الرماح.
إن الغرب لا يرى في المرأة المحجبة مرأة بل يرى الإسلام يتحداه في عقر داره، وقد حاول جاهداً أن يصمت لسنوات محافظاً على قيمه في الحرية، ولكن ضغط الحجاب ودلالاته التاريخية والحضارية جعل صبره ينفد فانتهك القيمة الأساسية التي يقف عليها وهي قيمة الحرية وذلك ليوقف هذا المد الإسلامي الخطير.
(يُتْبَعُ)
(/)
أجل إن الحجاب الإسلامي – الإسلامي فقط – ليس مجرد تحد فقط بل هو غزو وبشارة في ذات الوقت، فالمرأة الغربية اليوم تعيش في أحلك أيامها، وأسوأ لحظاتها يقول بيير داكو "" لم يسبق للمرأة أن كانت مسحوقة ومنهارة وخامدة مثلما هي عليه الآن، ويمثل عصرنا أكثر العمليات دناءة في تاريخ المرأة، فالمظاهر خداعة، ذلك أن الفخ مموه على نحو يثير الإعجاب "" () "" إن الفخ قام بعمله على نحو ممتاز ... فالسمكة كانت جائعة، وكان يكفي إلقاء الصنارة في الماء حتى تنخدع بها "" () إن بيير داكو يلخص لنا حالة المرأة في الغرب بعبارة مختصرة، إنها حالة مأساوية مريرة. وقد بدأت المرأة تشعر بذلك، وبدأت تتململ من الضياع والعبثية التي خُدعت بها، ولذا فهي ترى أن صورة المرأة المسلمة المحجبة صورة مثالية تتمنى لو يتاح لها أن تعيشها (). ولكنها ليست مهيأة لذلك فهي مكبلة بقيود ثقيلة، إنه إرث العلمانية المديد: تفكك أسري وضياع اجتماعي وأخلاقي، وعدمية فلسفية، وفردانية موحشة.
ومن هنا فالمرأة المسلمة في الغرب تؤدي بحجابها دور الداعية الصامتة، إنها ترفع شعار "" الكيان المستقل "" وتمثل أمام المرأة الغربية دور "" العالَم المتميز "" فهي كيان مستقل عن عالم الرجال وعالم أنثوي متميز عن عالم الذكورة.
إن المرأة المسلمة بحجابها تحتكر أنوثتها وتمتلكها ولا تبددها في عالم الرجال، إنها تنطوي في داخلها على سرٍ يجب أن يظل مطمحاً لعالم الرجولة تهفو إليه الرجولة فلا تنال منه إلا بقدر ما يتحقق من سعادة وكرامة إنسانية مشتركة.
إن في المرأة جانبان: جانب عملي إنساني مشترك بينها وبين الرجل وهو دورها في الحياة والبناء والإعمار والمشاركة والعمل والعلم والإبداع.
وجانب آخر هو أنثوي غريزي تميزت به المرأة عن الرجل، وزودها الصانع عز وجل بمكونات الأنوثة فهي أم حنون وزوج رؤوم، وأنثى لعوب. والإسلام لا يريد لأيٍ من الجانبين أن يطغى على الآخر، فلا يريد المرأة المترجلة التي تكبت أنوثتها وتتحول إلى كائن قاس عنيف جلف.
ولا يريد المرأة الجاهلة العابثة التي تُحوّل نفسها إلى أداة للمتعة واللذة والإنجاب فقط ().
إن ما يصلح المجتمع هو المرأة التي يتكامل فيها الجانب العملي مع الجانب الأنثوي أو الجانب الوظيفي الحياتي مع الجانب الغريزي. وإن المرأة حين تقف إلى جانب الرجل في المعمل أو المخبر أو الوظيفة فهي تزاحمه بإنسانيتها وكفاءتها وليس بأنوثتها، وأنوثتها تظل ورقة مخفية مدخرة لا تمنحها للرجال إلا في الإطار المشروع، إطار البناء المشترك والمساواة والندية.
بينما المرأة السافرة الفاتنة ترمي بلحمها وشحمها أمام الكلاب الجائعة، والذئاب الغادرة، والثعالب الماكرة، وهي بسفورها ومفاتنها تدفع بكفاءتها وإنسانيتها وفاعليتها إلى الوراء وتدفنها في الأعماق، وذلك لأن صوت الغريزة واللذة أقوى من صوت العقل – غالباً – وأقوى من صوت الحرية والتحضر والضمير والأخلاق، هذه الشعارات الجوفاء التي تنادي بها العلمانية.
والآن بعد فوات الأوان أدركت المرأة الغربية أنها خُدعت في أعظم عملية نصب واحتيال في التاريخ إنها مهزلة "" حرية المرأة "" ولذلك فهي تغبط المرأة المسلمة على حجابها وعفافها وترى أن هذا هو رأس المال الثمين الذي فرطت به حين خدعوها فأوهموها أنه قيود وتخلف، ولكنها حين فعلت ذلك خسرت كل شيء، ولأن المرأة فُطرت على الرحمة والشفقة فإن المرأة الغربية لا تريد لأختها الشرقية أن تنحط في المرتكس نفسه، وتقع في الفخ ذاته ().
إن أهم ما يعنيه الحجاب بالنسبة للمرأة هو إبراز فرديتها الإنسانية، وتكنيز فرديتها الأنثوية لتكون قادرة على مشاركة الرجل في الفعل الحضاري دون أن تخضع لابتزازه أو انتهازيته، ذلك لأن الجانب العملي والعقلي والإنساني والحياتي في كلا الطرفين متساوٍ ويبقى الرجل متفوقاً برجولته الظاهرة البارزة، لأن الرجولة يناسبها الظهور والبروز فكيف تقابل المرأة الرجولة لتكون نداً للرجل؟ ظنت المرأة أو قيل لها إن عليها أن تقابل رجولته البارزة بأنوثتها المكشوفة ومفاتنها المعروضة فصدقت ذلك، وأخطأت لأن الأنوثة سلاح لا يناسبه الظهور والانكشاف بل ذلك يثلمه ويفقده قوته وأهميته، وكان من الواجب مواجهة الرجولة المكشوفة بالأنثوية المخفية والمفاتن
(يُتْبَعُ)
(/)
المحجوبة فذلك لون من الدلال والتمنع يزيد المرأة قوة وحيوية وتأثيراً في الرجل.
إن سلاحها ليس كسلاح الرجل فسلاح الرجل لا يضيره الظهور والانكشاف بل يكون أمضى كلما كان كذلك، بينما سلاح المرأة يكون أمضى كلما كان أخفى، ألا ترى إلى الرجل يرى المرأة المحجبة التي تغطي وجهها فيتوق إلى رؤية عينيها، وإذا رأى امرأة تظهر عينيها يتوق إلى رؤية وجنتيها، وإذا رأى وجنتيها يتوق إلى رؤية فمها وشفتيها، وهكذا ... بينما المرأة السافرة لا يتوق الرجل منها إلا إلى اللذة والمتعة لأنها مملة ومبتذلة، فهي بنظره رخيصة.
ألا ترى النفس تتوق إلى الفاكهة المغلفة النظيفة بينما تعاف الفاكهة المكشوفة للذباب والحشرات، وهكذا فالمرأة طبقاً للمنظور الإسلامي أشبه بالجوهرة النفيسة التي تصان عن الأعين الزائغة والأيدي العابثة لتبقى ثمينة ناضرة جميلة:
قل لمن بعد حجاب سفرت أبهذا يأمر الغيدَ الشرف
إنما المرأة درة وهل يُصان الدر إلا بالصدف
إن في الحجاب جانباً من الإغراء أيضاً ولكنه الإغراء الإيجابي النافع الذي يحفظ للكيان الإنساني وجوده ونوعه وعفته، فالمرأة المحجبة حين تحجب نفسها عن زوجها أثناء الخروج من المنزل وتستر مفاتنها عنه تغريه وتشوقه إليها، ويشعر بتجدد في علاقته العاطفية معها حين تدخل معه المنزل مرة أخرة بحجابها ثم تخلعه أمامه وله فقط!، بينما تلك السافرة المتبرجة فلا يوجد لديها ما تخفيه عن زوجها بل عن الناس إلا القليل، فجسدها مكشوف، ومفاتنها معروضة للغادين والرائحين، ولذلك فبضاعتها كاسدة، ألا ترى أن احتكار السلع يزيد في ثمنها، ويعزز من قيمتها، فكذلكم المرأة التي تحتكر جمالها وأنوثتها ومفاتنها.
إن هناك مشكلة يعاني منها الغرب بسبب العري والسفور والخلاعة فحيثما اتجه الإنسان يجد أمامه نساءً كاسيات عاريات مائلات مميلات، وهذا فجّر لديه الغريزة الجنسية، ولم يتمكن من كبحها لأنها ثارت فهاجت فانفجرت، ومع طول العهد والاعتياد للمناظر الفاتنة المغرية الفاضحة، ومع طول الانغماس في الإباحية والشهوات تحول الأمر إلى مشكلة أخرى لم تكن في الحسبان – فبالإضافة إلى الأمراض الجنسية الكثيرة التي انتشرت نتيجة للعري والسفور ظهرت مشكلة البرود الجنسي، فلم يعد الرجل يميل إلى المرأة لأنها أنثى تثيره بضحكها أو بمشيها أو بقوامها أو بأنوثتها، ولم يعد يثيره فيها إلا الترميز الجنسي بكافة أشكاله وممارساته، ولذلك أخذ الإنسان الغربي يتفنن في اختراع المثيرات والمرغبات الجنسية المقززة، والتي تعافها الفطرة السليمة. وحين يقضي كل منهما وطره من الآخر يشعر بتفاهة اللذة، وانعدام المعنى، وعدمية الوجود، إذ أقصى ما يطمحان إليه قد بلغاه فإذا هو جدارٌ صلبٌ تصطدم به السعادة. وهنا نلاحظ منفعة الحجاب إذ هو يكشف لنا أن وراء اللذة بعداً روحياً نسمو إليه يخترق ذلك الجدار الصلب، وهو من حيث لا نشعر يحقق توازناً بين الشهوة والحب أو قل بين اللذة والمسؤولية، أو قل بين الرسالة والمتعة.
إن المجتمع الذي تحتجب نساءه مجتمع لا يعاني مطلقاً من الأمراض الجنسية، ولا يعاني رجاله مطلقاً من البرود الجنسي، لأن المرأة المحجبة تحفظ لزوجها طاقته الجنسية وتعينه على تجديدها بشكل مستمر في لحظات انحجابها وانكشافها أمامه. "" قال لي أحدهم: إنه يشعر بتجدد في علاقته مع زوجته كلما ارتدت حجابها وخرجت معه في نزهة أو زيارة، وإنه يشعر كأنه يراها لأول مرة حين يعودان إلى البيت فتخلع لباسها أمامه "".
المطلب الثالث – العلة في فرضية الحجاب
لا يختلف اثنان على أن التشريع في الإسلام لا يصدر إلا عن القرآن والسنة، وقد وردت آيات وجوب الحجاب في القرآن الكريم بوضوح لا يرقى إليه شك، ويمكن جمعها على النحو الآتي:
(يُتْبَعُ)
(/)
* (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ. وَقُل لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (النور: 30 - 31).
* (وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللاَّتِي لاَ يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (النور:60).
* (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاَةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) (الأحزاب: 33).
* (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلاَ أَن تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمًا) (الأحزاب: 53).
* (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) (الأحزاب: 59).
وبالعودة إلى الآيات الكريمة التي وردت في شأن الحجاب، نرى أنها جميعا قد جاءت في سياق غض البصر وحفظ الفرج، ويدل على ذلك ما تلاها من آيات تُفصّل آداب الاستئذان قبل الدخول، والحث على الزواج والإعفاف.
وعليه، فإن العلة الأولى للحجاب أو الخمار، هي إحصان المرأة وحفظ كرامتها بتغطية ما يثير شهوة الرجال من زينتها، وذلك بستر سائر بدنها خلا الوجه والكفين، مع التأكيد على أن العفة تُناط أولا بالتربية وتزكية النفوس لكلا الجنسين، كما قال تعالى: ? ولباس التقوى ذلك خير ?، فيما تأخذ تغطية الزينة حكم الإجراء الاحترازي لدرء الفتنة، والتي لا تُقصر على ضعاف النفوس فحسب، بل على المجتمع بأسره، إذ لا يخفى على أحد أن الغريزة الجنسية يستوي فيها العقلاء مع العامة، والتاريخ حافل بقصص الخيانة الزوجية على جميع المستويات.
الغاية إذن هي مساواة المرأة بالرجل لا تمييزها عنه، فلمّا اختصت الزينة والفتنة بأحدهما دون الآخر، كان لا بد من مواءمة الأحكام للفروق القائمة بينهما، ليلتقي كل منهما في إطار أعمالهما اليومية بما يضمن التقاء إنسان لإنسان، دون أن يشوب هذه العلاقة ما يهبط بها إلى دركات الشهوانية المقيتة.
(يُتْبَعُ)
(/)
إزاء هذه الحقيقة نقول: من الذي ينظر إلى المرأة على أنها جسد؟ ومن الذي يقصر فكره ونشاطه على ما يجب كشفه أو ستره من جسدها؟ .. أتراه ذاك الذي يعترف بحقيقة غريزته ويبني عليها حكما يلزم به نفسه ليحترم إنسانية المرأة، وينصرف من خلاله عن التدني إلى مستوى التطلع إلى غاية شهوانية، أم هو ذاك الذي يصر على نفي وجود تلك الغريزة وهو يعلم مكانها في نفسه، ثم يحكم على الرجال بضرورة التنزه عنها، مصرا على إخراج النساء اللاتي بقين مئات السنين في خدورهن، وطرح غطائهن الذي لم يُثِر أي مشكلة طوال تلك القرون، فيأمر الرجال بالنظر دون شهوة، والنساء بالاختلاط دون اعتراف بوجود أي نزوة؟
لقد رافقت الحشمة صورة المرأة منذ خُلقت وعاء للجمال والفتنة، فإذا كان هذا الغطاء الذي لا يمنع المرأة عن مزاولة أعمالها والتمتع بحقوقها قد وقف حائلاً في وجه بعض من الرجال عن التمتع بزينتها، فلنبدأ إذن بإعادة صياغة أسئلتنا من جديد، ولنتحلّ بالجرأة في تحديد ذاك الذي لا يرى من المرأة إلا جسدها، قبل أن يتحول مبدأ: "رمتني بدائها وانسلت" من مجرد مشاغبة جدلية إلى حالة نفسية تطبع تياراً فكرياً عارماً بطابعها المثير للشفقة. ()
إن الموقف الغربي من الحجاب لا يمكن تفسيره إلا كلون من الحسد الحضاري، فلماذا المرأة المسلمة لا تزال تحتفظ بعفتها وإنسانيتها؟! لماذا لا تنخرط فيما انخرطت فيه المرأة الغربية من إباحية ومجون؟ أليس الغرب اليوم هو الذي يقود زمام الحضارة؟ ألا ترى المرأة المسلمة كم تقدم الغرب وتفوق؟ لماذا تصر على التحدي والمقاومة؟ لماذا لا تقبل الانصهار في الأنماط الغربية للممارسة الوجودية؟ لماذا تصر على الاستقلال في وجودها وكيانها ورؤيتها وتفكيرها؟ لمَ كل هذا الإصرار على الهوية في عصر العولمة أو قل الأَوْربة أو الأَمْركة؟ لمَ كل هذا التزمت والتعصب؟!!
فلتخرج إذن من بلادنا أو لتلبس لباسنا ولتتحلل كما تحللنا ? وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ? [سورة الأعراف آية: 82].
أجل إن التطهر قوة، والعفة قوة، والمنحرف يتمنى أن لو كان الناس جميعاً مثله حتى يتخلص من عقدة النقص والشعور بالغربة، فهولا يحب أن يرى أناساً يتمتعون بقوة الإرادة وهو ضعيف، ولا أناساً سعداء وهو شقي، ولا يريد أن يرى أناساً يقاومون تيار الانحراف في الوقت الذي انخرط هو فيه، يريد أن ينجرف الجميع.
إن فرنسا تعج بمشكلات كثيرة من أبرزها: الإدمان، والشواذ، والبطالة، والجريمة، ولم يلفت نظرها من كل هذه المخاطر شيء، فقط شعرت بالخطر من حجاب المرأة المسلمة، وأصدرت قراراً بمنعه!! وقرار المنع هذا سيزيد من المحجبات، وحتى اللواتي لم تكن القضية ذات أهمية بالنسبة لهن سينتبهن لذلك، ويفكرن في أمر الحجاب، وسر الحرب ضد الحجاب، ولعل كثيراً من الغشاوات التي أثيرت حوله تزول مع البحث والسؤال، وإذ بالحرب على الحجاب تعود لصالح الحجاب. والله أعلم بالصواب،وإليه المرجع والمآب.
? يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفسٌ ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون، ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون، لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون ? [سورة الحشر الآيات: 18 - 20].
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[03 Jun 2007, 02:29 م]ـ
مقال رائع وخطاب شرعي و عقلي مستنير اسال الله ان ينفع به وان يكتب له القبول والذيوع وكم اتمني لو ترجمه الدكتور المفضال احمد ادريس الطعان الي لغات اخري ففي ذلك خير ان شاء الله
ونحن في انتظار الفرائد والفوائد يا شيخنا الكريم بارك الله فيك
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[03 Jun 2007, 08:50 م]ـ
جزاك الله خيرًا يا فضيلة الدكتور على هذا الخطاب البديع، وليته يترجم للغات أخرى، ويمكن الاستعانة في هذا المجال بالأساتذة المتخصصين في الترجمة الدينية مثل هؤلاء الموجودين في جمعية المترجمين واللغويين العرب:
http://arabswata.org/forums/forumdisplay.php?f=37
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[03 Jun 2007, 10:57 م]ـ
شكراً لكم إخوتي ... جعلني الله عند حسن ظنكم، وغفر لي ما ستره عنكم ...
إن كان في المقال خيرٌ فالفضل لله عز وجل أولاً وآخراً، وإن كان غير ذلك فمن تقصيري وضعفي ...
جزاكم الله خيراً ...
أخي د. هشام كيفية الاستعانة بهم هل يستجيبون لذلك بدون أن يكون هناك تعارف معهم؟
ـ[تاج الروح]ــــــــ[04 Jun 2007, 12:17 ص]ـ
جزاك الله خيراً .. ونفع بك ..
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[05 Jun 2007, 06:21 ص]ـ
السلام عليكم، لم يسبق لي التعامل معهم يا دكتور أحمد وأظن أن طبيعة المنتديات تسمح بالتعاون دون تعارف مسبق .. والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبير ال جعال]ــــــــ[24 May 2010, 10:49 م]ـ
أسأل الله أن يرينا الحق حق ويرزقنا إتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقناى إجتنابه لا يختلف على الحجاب اثنان عاقلان في أن الحجاب فرض؟؟؟
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[25 May 2010, 08:34 ص]ـ
أسأل الله أن يرينا الحق حق ويرزقنا إتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقناى إجتنابه لا يختلف على الحجاب اثنان عاقلان في أن الحجاب فرض؟؟؟
ما هو الحجاب الذي لا يختلف عليه اثنين؟
هل هو غطاء الرأس مع النحر؟
أم هو غطاء الوجه؟
إذا كنت تقصدين غطاء الوجه فقد اختلف عليه العلماء العاقلون. ,وإني أميل الى أنه أكمل للباس المرأة وأفضل وأولى وخاصة لما نحن فيه من أحوال وفتن. بارك الله بك أختي وجعلك من أتباع المصطفى وأهل الحق ..
ـ[السراج]ــــــــ[27 May 2010, 09:08 ص]ـ
قصيدة جميلة ورائعة للدكتور محمد منير الجنباز عنواها: "يا بنت حواء "
تفيد كثيراً في هذا الموضوع
في المرفقات(/)
قضايا قرآنية في الموسوعة البريطانية ـ د. فضل عباس
ـ[ش. م]ــــــــ[09 Jun 2007, 09:44 م]ـ
من المكتبة الإسلامية ... هالات النزاهة والموضوعية تسقط عن الموسوعة البريطانية
تتجلى أهمية كتاب “قضايا قرآنية في الموسوعة البريطانية نقد مطاعن ورد شبهات” لمؤلفه الدكتور فضل حسن عباس استاذ التفسير وعلوم القرآن في الأردن والذي أصدرته دار الفتح في العاصمة الأردنية عمان في مقدمته التي بين فيها المؤلف أسباب تأليفه للكتاب بقوله: “لقد أثيرت حول هذا القرآن الكريم شبهات، ونسجت أقاويل، وكتبت في ذلك أسفار، ولكننا مع هذا كله ما كنا نظن أن تكون مثل هذه الشبهات في موسوعات كانت أول سماتها العلم والمعرفة، وكان آخر ما يدور في خلدنا ان تكون الموسوعة العلمية بعيدة عن المنهجية والموضوعية. وهذه الدراسة التي نقدمها للناس على اختلاف ثقافاتهم ومذاهبهم تتصل بإحدى هذه الموسوعات، وأكثرها شهرة، وهي الموسوعة البريطانية British Encyclopedia.
ولقد دهشت كثيراً حينما اطلعت على بعض القضايا القرآنية في الموسوعة، ودفعني حب الحق والدفاع عنه أن أدرس عن كثب ما جاء تحت مادة “قرآن” ورأيت بعد دراسة هادئة ان هناك قضايا كثيرة بحاجة الى مناقشة، ونرجو أن يجد القراء في هذه الدراسة ما يتفق مع المنهج العلمي والموضوعية القائمة على أسس متينة من دقة البحث وتجنب العصبية وابعاد الهوى.
والطبعة التي بين أيدينا هي طبعة جديدة منقحة تتضمن ترجمة دقيقة لنص الموسوعة البريطانية في أحدث اصداراتها 1999 في حديثها عن مادة “قرآن” التي تناولها هذا الكتاب بالنقد لما فيها من مغالطات.
فصول الكتاب
وسنستعرض معا فصول هذا الكتاب التي بوبها الباحث بحسب النص الذي بين يديه من الموسوعة البريطانية في مادة “قرآن”، فتتبع الباحث كل ما جاء فيها، ورد على كل ما جاء من مخالفة او مغالطة او خطأ او افتراء، متبعاً اسلوب الحوار الهادئ، مفندا الكلام بالدليل العقلي والنقلي، ملتزما الموضوعية وأسس البحث العلمي، فجاء الكتاب في ثمانية فصول، وتحت كل واحد منها تتفرع مجموعة من القضايا، وهذه الفصول هي:
* الفصل الأول بعنوان: “تعريف القرآن”
وقد أورد فيه ما جاء في دائرة المعارف تحت هذا العنوان. وناقشه في عدة قضايا قسمها كما يلي: جمع القرآن محاكاة القرآن والاتيان بمثله أصل كلمة القرآن.
* الفصل الثاني تحدث عن “شكل ومضمون القرآن” تحت القضايا التالية: قياسهم القرآن بالعهد الجديد من حيث الكم ترتيب السور القرآنية عناصر السور الآيات القرآنية وأسلوبها بعض الكلمات ليست هي الدليل على الوحي أسلوب القصة في القرآن قصة يوسف عليه السلام تناسق الموضوعات في السور القرآنية الفاصلة القرآنية التعريب.
* الفصل الثالث بعنوان “محتويات القرآن” تناول اثنتي عشرة قضية، هي:
موضوعات القرآن والفترة الزمنية التي نزل فيها الثواب والعقاب الوحدانية قصة الغرانيق الصلاة في العهدين المكي والمدني موضوعات السور المتأخرة وظيفة الأنبياء المقارنة بين الرسول صلى الله عليه وسلم وماني أسلوب القرآن تعدد النزول نهاية العالم هدف القصص القرآني.
* الفصل الرابع عن “مصير الانسان” ويتألف من خمس قضايا:
حرية الارادة شرعة التوحيد منذ آدم عليه السلام القتال في الاسلام موقف الاسلام من اليهودية الوحي وقضايا الرسول صلى الله عليه وسلم الشخصية.
* الفصل الخامس بعنوان “أصول القرآن طبقا للمسلمين” ويتناول قضيتين: جمع القرآن أنواع الوحي.
* الفصل السادس بعنوان (أصول القرآن في رأي المستشرقين) ويتناول أربع قضايا: ترتيب القرآن مصدر القرآن جوهر القرآن القراءات.
* الفصل السابع خصص (للتفسير) ويتناول أربع قضايا كذلك: القرآن والقراءات القرآن والمعتزلة عناصر التفسير التفسير في العصر الحديث.
* أما الفصل الثامن فقد تناول الترجمات.
مصدر القرآن
سنتناول قضيتين هما: مصدر القرآن، وتناسق الموضوعات في السور القرآنية.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأما مصدر القرآن فقد ادعت الموسوعة البريطانية أنه مأخوذ من كتب سابقة، وعرضت رأي المستشرقين ثم قالت: “إلا أن المسلمين تختلف نظرتهم عن ذلك، فهم يعتقدون أن محمداً استلم كل كلمة في القرآن مباشرة من ربه، فالقرآن يرفض بعنف الاتهامات التي تشير الى ان النبي حصل على القرآن من مصادر أخرى غير الخالق، ان المستشرقين الذين قاموا بتحليل محتويات القرآن استخلصوا بأن كثيراً من المادة القصصية والمذكورة فيها اشخاص وحوادث في التوراة، هي غير مشتقة من التورارة بل من مصادر نصرانية ويهودية متأخرة، كما أن أوصاف يوم القيامة والجنة هي موضوعات تتفق مع تعاليم الكنيسة السريانية المعاصرة، وأن اعتماد محمد علي نقل هذه المعلومات لم يكن اعتماداً حرفياً، بل أخذ من آثار شفهية”.
يرد الباحث ملتزما بمنهجية الحوار الهادئ ويقول ان الموضوعية تقتضي دراسة كل الاحتمالات التي يمكن ان تفترض كمصدر للقرآن، وهي: إما أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد اكتسب القرآن من غيره، وإما ان يكون ناتجاً عن التأملات الشخصية للنبي صلوات الله وسلامه عليه.
ثم يرد الباحث باسترسال ما بين مقارنة وبحث وتعليل، ويقول في خلاصة هذا المبحث:
1) إن القصص القرآني قد ذكر بعضه في الكتابين السابقين، وبخاصة التوراة، ولكن هذا الذكر لا يدل على اتحاد او تشابه تام، بل هناك فروق جوهرية .. وهذه الفروق تارة تكون في تغيير في الحدث نفسه، كما في قضية الطوفان والخلق ووسائل الانتقال التي استعملها إخوة يوسف في رحيلهم من الشام الى مصر وفي مسألة غرق فرعون، وقد تكون أحداثا زائدة على ما جاء في التوراة نفسها كمناجاة نوح عليه السلام لابنه، والحوار الشاهد في قضية يوسف عليه السلام، وشأن البقرة في حديث موسى عليه السلام.
2) إن هناك قصصا قرآنية خلت منه التوراة تماماً، وهذا القصص كان بعيدا عن أوساط الكنيسة السريانية، وكان للعرب فيه بعض المعرفة الاجمالية لأنه يتعلق بهم بيئة ووراثة، فهو إخبار عن أمم عربية مضت، وكانت تسكن المواطن العربية، وهذه المعرفة قد عفا عليها الزمن وأحاطها طول الأمد بحكايات من نسيج الخرافة والوهم، فجاء القرآن الكريم يفصل فيها حقائق وحوادث بعيدة كل البعد عن خيال الخرافة، وخرافة الخيال، وهذا اللون من القصص الذي لم تذكره التوراة كما كان بعيداً عن الكنيسة السريانية، كان بعيداً كذلك عن اليهود والنصارى غير السريان.
3) إن أخبار القيامة والجنة والنار في القرآن الكريم قد تتشابه في بعض الجزئيات والاحداث مع ما بقي من الكتب السماوية عند اصحابها، ولكن لا يستطيع منصف أيا كان اتجاهه، أن يدعي ادعاء مقبولا بأن هذه الاحداث نفسها التي عبر عنها القرآن بأسلوبه، وأعطى منها معلومات كثيرة، كانت تتردد فيه.
إن اخبار البعث والنشور في القرآن الكريم وما يتبعها من تصوير وتجسيم هي مما انفرد به القرآن اللهم الا في بعض الجزئيات التي تشترك فيها الديانات السماوية جميعاً .. كما ورد في شعر أمية بن أبي الصلت.
4) لقد فصلنا من قبل في الدعوى القائلة ان النبي صلى الله عليه وسلم أخذ هذه الاحداث عن طريق الاخبار الشفهية. وقلنا إن ذلك لا يتفق مع حال النبي صلى الله عليه وسلم أولا، ولا مع حال الذين أخذ عنهم ثانيا، ولا مع طبيعة الوحي الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ثالثا، وما أصدق هذه المقولة البدهية: فاقد الشيء لا يعطيه.
5) إن القرآن الكريم لا يشتمل على القصص وحده، ولا على أخبار يوم القيامة فحسب، فهناك القضايا التشريعية والخلقية، والاشارة الى حقائق كونية وأمور عقدية كانت بلا ريب في مساحتها أضعاف الاخبار القصصية، وهذه بالطبع لم تكن مستقاة من أخبار شفهية ولا كتابية، ولم يكن باستطاعة الرسول الأمي صلى الله عليه وسلم أن يأتي بها كذلك من عند نفسه، هذه القضايا نجدها في تنظيمات الإرث والقصاص، وشؤون العبادة، وأطوار خلق الانسان، وبعض أطوار النبات والحيوان، وكلها من الأمور التي ان درست بتجرد لا يشك ولا يرتاب أحد بأصالتها وكونها أخبارا سماوية بعيدة عن طوق البشر.
هذان افتراضان .. وإذا لم يكن واحد منهما مقبولا فلم يبق إلا شيء واحد وهو أن يكون هذا القرآن وحياً أوحاه الله للنبي عليه وآله الصلاة والسلام.
تناسق موضوعات السور
(يُتْبَعُ)
(/)
القضية الثانية التي سنعرضها هنا هي: تناسق الموضوعات في السور، حيث جاء في الموسوعة: “أما باقي السور الطويلة فهي تتناول مواضيع مختلفة تتحدث عنها مواضع مختلفة من السورة. وكأن القرآن يعطي للقارئ انطباعا بأنه مجرد انشاء جاء بطريقة عشوائية، وتؤكد صحة ذلك طريقة ختم هذه الآيات بآيات مثل: “إن الله سميع عليم”، “إن الله عليم حكيم”، “إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون” وأن هذه الأخيرة لا علاقة لها مع ما قبلها وانما وضعت فقط لتتميم السجع والقافية.
وهذه الكلمات تتعلق بقضتين مهمتين وهما: موضوعات السور القرآنية وتناسقها، والفاصلة القرآنية.
وهذه القضايا تستدعي الحديث عن أسلوب القرآن وخصائصه الادبية، فقد نزل القرآن في أمة البيان، فكان الكلام بضاعتهم المفضلة وتجارتهم الرائجة، وكانوا يفضلون بين الكلام ويدركون منزلة كل نوع بأذواقهم، ويحسونه بفطرتهم قبل فطنتهم.
وكانوا رغم كفرهم بهذا القرآن وعدم ايمانهم برسالة النبي صلى الله عليه وسلم متأثرين بالقرآن الذي كان له تأثير وهيمنة وسلطان استولى على نفوسهم لأنهم وجدوا فطرتهم اللغوية وطبيعتهم الأدبية في هذا القرآن فوجدوا فيه ما لم يجدوه في الشعر من اقناع وهيبة وهزة. ووجدوه خالياً من الخشونة والبداوة، ولما خافوا من تأثيره عليهم قال بعضهم لبعض: “لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون”.
ومع ذلك جاء مستشرق هو (دوزي) وقال عن القرآن الكريم بأنه “كتاب ذو ذوق رديء للغاية، ولا جديد فيه الا القليل، وفيه إطناب بالغ وممل الى حد بعيد”.
فأين ما يقوله هؤلاء مع ما قاله الوليد مع أنهم يلتقون في الكفر بهذا القرآن؟ ولا يشك أحد أن الوليد كان أرفع منهم ذوقاً وأرهف حساً، بل لا مجال للمقارنة بينهم.
وأما الادعاء بأن القرآن ممل، فإن قضية الملالة والسآمة أو الرغبة والاقبال هي أمور نسبية، ومع ذلك فلسنا بحاجة الى دليل على بعد هذا القول عن الحقيقة، لأن “القرآن هو الكتاب الذي لا تمله الاسماع، ولا تعافه النفوس، لأنها تجد فيه أنسها، واذا كان هذا شأن المؤمنين بالقرآن فإن كثيرين من غيرهم سواء كان هؤلاء من التواقين للمعرفة أم من المحبين للجمال يجدون في هذا القرآن متعة وحلاوة”.
افتراءات المستشرقين
صحيح أن الناس يختلفون في مشاربهم، ولكن هناك قواعد عامة تظل هي المقياس الصحيح، إننا نقدر أدب شكسبير حتى لو لم نكن نتذوقه من لغته نفسها، والقرآن الكريم معجز في حقائقه العلمية والتاريخية ومعجز في بيانه كذلك، وهذا البيان لا يقف عند الجملة والفقرة والآية، بل يظهر في ترتيب السورة ونسقها كذلك. وهذا أمر فطن اليه الأئمة منذ القدم. ولذلك كانت لهم عناية في كشف اللثام عن متانة الترابط واحكام الصلة بين أجزاء كل سورة من سور القرآن.
ولكن كثيراً من المستشرقين وأخذت منهم مع كل أسف دائرة المعارف البريطانية حكموا على السور القرآنية حكما خاليا من التأمل، وقد يكون لهم عذر لجهلهم باللغة العربية، ولكن لا يمكن ان يكون لهم عذر في هذا الحكم البعيد عن مواطن الإنصاف.
لقد نظروا الى السورة الواحدة فوجدوها تتحدث عن العقيدة والقصة وقضيا الاخلاق فظنوا أن هذه الموضوعات المتفرقة لا يجمعها إطار واحد، وكان الانصاف يتطلب ترويا واجالة فكر، ولقد حاولوا تعليل هذه القضية التي أقنعوا انفسهم بها، وهي عدم الترابط بين أجزاء السورة بعلل مختلفة، فأرجعها بعضهم الى سذاجة الأسلوب وركاكته وأرجعها بعضهم الى غرض مقصود هو عدم الملالة والسآمة، وأرجعها آخرون الى ركاكة في المعنى، وفريق رابع زعم أن الصحابة رضوان الله عليهم لم يحسنوا ترتيب الموضوعات في السورة الواحدة، والمنطق العلمي يأبى ذلك كله.
ان تناسق الموضوعات في كل سورة من سور القرآن قضية مدهشة حقا، وبخاصة اذا عرفنا أن سور القرآن نزلت نجوما متفرقة، فسورة البقرة نزلت في عشر سنين، فاستوعبت الزمن المدني كله وحتى كثير من السور القصيرة كان بين الجزء والجزء الآخر منها أعوام عديدة، ومع ذلك حينما ننظر في السورة نجدها تكون وحدة موضوعية، متصلة الأجزاء محكمة الحلقات، وهذه ميزة يتفرد بها القرآن الكريم وحده.
ثم أفرد المؤلف فصلا لقضية الفاصلة القرآنية، والفاصلة القرآنية هي اللفظ الذي تختم به الآية، وهذه القضية متفرعة من تلك الكلمة التي خطتها الموسوعة البريطانية في دائرة معارفها تعريفا لمادة (قرآن)، وما كان ينبغي لها ان تنزلق في هذا المزلق الذي تتجنى فيه على القرآن بغير تأمل او بحث جاد موضوعي، مع أنها مصدر من مصادر المعرفة طالما روجوا له وأحاطوه بهالات فخمة من الاجلال والتبجيل، وسوّروه بأسوار البحث العلمي والنزاهة، ثم نجده بعيداً عن النزاهة في البحث منافيا لقواعد العدل وأسس المنطق، ورأيناها تدعي أن القرآن مجرد إنشاء جاء بطريقة عشوائية.
منقول من صحيفة الخليج الإماراتية
http://www.alkhaleej.ae/articles/show_article.cfm?val=331928
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[26 Nov 2007, 08:30 م]ـ
يمكن تحميل الكتاب من هذا الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=10210(/)
آيات من الله تتجلى في تحريف التوراة
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[13 Jun 2007, 09:00 م]ـ
الحمد لله رب العالمين
كنت أود أن أرى يوما بحثا مستفيضا بشأن إظهار معجزة القرآن الكريم في مسألة تحريف التوراة وها هم علماء أهل الكتاب يصدقون القرآن ويقولون بأن الأسفار الخمسة كتبها ناس من مدارس يهودية مختلفة بعد جلائهم في أرض بابل.
فهل من طالب مجد يقصد تسجيل بحث أكادمي حول هذه المعجزة التي تتجلى في قوله تعالى في سورة البقرة ((وويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا)) الآية .. وهي كانت المنطلق لعلماء المسلمين في الشك في نسبة التوراة المتداولة اليوم لموسى أو لله تعالى وابن حزم طور نظرية متكاملة الجوانب وصل فيها إلى نتائج باهرة منها أن الملك يوشيا بن آمون الذي ذكر في سفر الملوك أن حلقيا الكاهن عثر في السنة 18 لحكمه على سفر الشريعة لم تكن عنده الأسفار الخمسة وإنما سفر واحد فقط لعله قطعة من سفر التثنية الحالي فقط. وأن عزرا الوراق هو جامع الأسفار الخمسة الحالية بعد 40 سنة من رجوع اليهود من الجلاء البابلي
وكذلك قول السموأل بن يحيى بإقحام نصوص في التوراة من أجل استحواذ الهارونيين على الملك وانتزاعه من الداوديين.
ومنها أن القرطبي يميل إلى الظن بأن التوراة الحالية كانت سفرا رياعيا ثم زيد عليه سفر التكوين بعد ذلك بدهر طويل. وهذه نتائج طفت للسطح من جديد في أوروبا. فهل من محي للفائدة؟
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[15 Jun 2007, 10:22 ص]ـ
لم أفهم ما هو المطلوب أخي الفاضل بشكل أكيد
فتحربف التوراه تحدث عنه العلماء الغربيون باستفاضة وهناك مدارس كثيرة تتحدث حول الكتاب المقدس ككل وحول الأسفار الخمسة ... وهناك شبه إجماع على أن التوراه الحالية لم يكتبها موسى عليه السلام ولم يملها وإنما كتبت خلال فترة قد تزيد على ألف سنة
ومن أبرز هؤلاء الذين بينوا انعدام الصلة بين موسى عليه السلام والتوراة الحالية هو الحبر ابن عزرا الغرناطي ولكن بشكل ملغز وكشف ذلك بعده سبينوزا في كتابه رسالة في اللاهوت والسياسة ...
بارك الله فيكم
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[15 Jun 2007, 02:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أستاذي الفاضل
ما قصدته أن النتائج الجديدة التي توصلت لها مدارس نقد الكتاب المقدس حينما راجعت نظرية المصادر الأربعة التي طورها ولهاوزن وأتباعه في القن 19م قد قربت نتائج بحث المسلمين بشأن التوراة أكثر من ذي قبل فالكتاب الذي ألمعت إليه وكتب أخرى سواه مما كتبه علماء العهد القديم السويسريون والسكندنافيون يعد ثورة على المدرسة الولهاوزنية التي سيطرت على النقد العلمي للتوراة أزيد من قرن ونصف.
أما ابن عزرا فقد سبقه غيره من اليهود والنصارى كما أن بينه وبين سبينوزا أجيالا متصلة من النقاد والصورة لن تكتمل بدون إدماج نتائج النقد الإسلامي في حلقات التأريخ لنقد التوراة.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[15 Jun 2007, 11:45 م]ـ
فالمقصود كما يبدو لي هو إجراء مقارنة بين ما تحدث عنه العلماء المسلمون، وما أضافه بعد ذلك النقاد الغربيون بشأن الكتاب المقدس ككل والتوراه خصوصاً ...
أجل هو بحث قيم جداً ويحتاج لمن يتقن على الأقل لغة أجنبية واحدة إنكليزية أو فرنسية أو ألمانية .. والله أعلم
وفقكم الله(/)
احصائية للمدارس القرآنية في الجزائر
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[29 Jun 2007, 04:51 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
هذه احصائية للمدارس القرآنية في الجزائر حسب ما أوردته وزارة الشؤون الدينية الجزائرية - طبعا هناك الكثير من المدارس القرآنية لم ترد في هذه الإحصائية لأنها ليست تحت وصاية الوزارة - ما شاء الله.
العدد الإجمالي للمدارس القرآنية: 0 1 9 3
عدد التلاميذ المنتظمين: 1 8 6 1 1 2
عدد المعلمين الرسميين: 4 1 4 4
عدد الأقسام: 1 3 6 4
المصدر: الموقع الرسمي لوزارة الشؤون الدينية الجزائرية:
http://www.marwakf-dz.org/statistiques/madquran.php
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[29 Jul 2007, 12:48 م]ـ
نسأل الله أن يزيد ويبارك(/)
صدر حديثاً (القرآن ونقض مطاعن الرهبان) للدكتور صلاح عبدالفتاح الخالدي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Jul 2007, 12:42 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر عن دار القلم بدمشق (1428هـ) كتاب:
القرآن ونقض مطاعن الرهبان
للدكتور صلاح عبدالفتاح الخالدي
http://www.tafsir.net/images/rohban.jpg
وقد صدر الكتاب في 758 صفحة من القطع العادي، وقد خصصه المؤلف (للانتصار للقرآن، والدفاع عنه أمام هجمات أعدائه، الذين انتقصوه وخطؤوه، وأثاروا حوله الشبهات، ووجهوا له الاتهامات، وتعاملوا معه بعداوة وجهل).
والكتاب رد على كتاب لقسيس نصراني اسمه عبدالله الفادي بعنوان (هل القرآن معصوم؟) ملأه بالافتراءات والمزاعم بأن القرآن مليء بالأخطاء.
قال الدكتور صلاح الخالدي:
(الكتابُ الذي خصصنا كتابنا للرد عليه وتفنيد شبهاته واتهاماته هو: (هل القرآن معصوم؟) ونسب لرجل دين نصراني هو عبدالله الفادي، ويبدو أن هذا الاسم مستعار. وصدر الكتاب عن مؤسسة تنصيرية في النمسا، اسمها ضوء الحياة، وظهرت طبعته الأولى عام 1994م وتوزعه هيئات ومراكز التبشير النصرانية ودعت مؤسسة ضوء الحياة إلى مراسلتها لإرسال الكتاب لمن يطلبونه كما أنها أنزلته على الانترنت).
وفق الله المؤلف لكل خير، وبارك في علمه.
في 15/ 6/1428هـ
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[10 Jul 2007, 01:06 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع الكتاب له شأن وأي شأن وشكر الله المؤلف ومعه الشيخ الشهري فالدال على الخير كفاعله.
لنا عودة للكتاب بعد الوقوف عليه وتقييمه. إن شاء الله تعالى.
أما اسم النصراني فلا شك في زيفه, وهو مرادف لقولهم عبد المسيح, لاعتقادهم الباطل أن المسيح هو إله افتداهم بنفسه بموته المزعوم على الصليب. فهو الفادي والمخلص بهذا الوهم. كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا.
والقوم موقنون من إلحاق المسلمين للهزيمة بكتبهم لذلك لا يجترئ أحدهم على ذكر اسمه, وهي عادة تدل على جبن القوم فكم من كتاب في سب الاسلام دأبوا على تسويد القرطاس بما فيه ثم نسبه تارة لنصراني وتارة لمتنصر كما فعلوا عام 542 هـ مع قاضي الجماعة بقرطبة أبي مروان عبد الملك بن مسرة القرطبي (ت.552هـ) فقد خاطبوه برسالة مليئة بالتصحيف والتحريف واللحن طعنوا بها على المسلمين وادعوا أن مؤلفها أندلسي تنصر يدعى عبد الرحمن بن غصن ختن شبيب لكن التاريخ فضحهم وأظهر أن مؤلفها هو ابن الفخار اليهودي الإشبيلي المتظاهر بالنصرانية أمام ملوك طليطلة, فرد عليهم القاضي المذكور برسالة طنانة دامغة لأباطيلهم سماها: ميزان الصدق المفرق بين أهل الباطل وأهل الحق ثم شفعها بقصيدة دالية في سبب تأليف الرسالة.
ومثل تلك الكتب الرهبانية وجوابات المسلمين عنها لها تاريخ يحتاج الدراسة والتحليل.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[12 Jul 2007, 01:33 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
الاسم المزعوم لصاحب هذا الكتاب هو عبد الفادي كما قرأته في بعض النسخ المتاحة على الشبكة، وربما هو يتحول إلى عبد الله الفادي في نسخ أخرى؛ فهذا أمر معتاد في نسخ كتب النصارى المقدسة، فما بالك بغير المقدسة!
وقد تجد بعض النصارى يستشهدون به في كتاباتهم قائلين (الكاتب الراحل عبد الفادي)، فهم بعد أن اخترعوا شخصًا، واستعاروا له اسمًا، أماتوه!! .. وسبحان الحي الذي لا يموت!
وقد تصدى عديد من العلماء ومن غير العلماء كذلك للرد على هذا الكتاب، ومن أشهر هذه الردود ما قام به الأزهر الشريف في كتاب (حقائق الإسلام في مواجعة شبهات المشككين) وهو من وضع نخبة من علماء الأزهر، ويمكن تحميله من هذا الرابط مباشرة:
http://islamic-council.net/okdown/jud.zip
كذلك كتاب (عصمة القرآن) للدكتور إبراهيم عوض الذي يمكن تحميله من هذا الرابط (وقد تخصص في الرد على المطاعن اللغوية):
http://www.karam.al-maktabeh.com/ibrawa/3esma_quran.rar
كذلك قام فضيلة الشيخ مصطفى العدوي بالرد على هذا الكتاب في سلسلة من أروع الدروس الصوتية وهي متاحة على الشبكة على هذا الرابط:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2750
ويعتبر كتاب الدكتور الخالدي خطوة أخرى للإجهاز على هذا الكتاب وما يشبهه، بارك الله في المؤلف وجزاه كل الخير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[12 Jul 2007, 07:56 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الدكتور هشام عزمي
لك مني خالص التحية والشكر المردد تترا على الفوائد النفيسة التي أتحفتنا بها جعل الله ذلك في ميزان حسناتك. آمين.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[16 Jul 2007, 12:30 م]ـ
بارك الله فيك أخي الدكتور - إن شاء الله - سمير القدوري، وجزاك خيرًا على حسن ظنك بأخيك.
ـ[وائل حجلاوي]ــــــــ[05 Nov 2007, 12:04 ص]ـ
وعن الكتاب قال المؤلف في المقدمة:
وقد خصَّصنا هذا الكتاب (القرآن ونقض مطاعن الرهبان) للانتصار للقرآن والدفاع عنه أمام هجمات أعدائه, الذين انتَقَصوه وخَطَّؤوه, وأثاروا حوله الشبهات, ووجَّهوا له الاتهامات, وتعاملوا معه بعداوة وتحامل.
وقال:
الكتاب الذي خصَّصْنا كتابنا للردِّ عليه وتفنيد شبهاته واتهاماته هو: (هل القرآن معصوم) ونُسب إلى رجل دين نصراني, هو عبد الله الفادي, ويبدو أن هذا الاسم مستعار. وصدر الكتاب عن مؤسسة تنصيرية في النمسا, اسمها (ضوء الحياة) , وظهرت طبعته الأولى عام (1994) , وتوزعه هيئات ومراكز التبشير النصرانية, ودعت مؤسسة (ضوء الحياة) إلى مراسلتها, لإرسال الكتاب لمن يطلبونه, كما أنها أنزلته على الإنترنت ..
وقال:
ونُقَدِّمُ هذا الكتاب (القرآن ونقض مطاعن الرهبان) إلى المسلمين, ليزدادوا يقيناً بأنَّ القرآن كلام الله, وأنه منزَّه عن الأخطاء والمطاعن, وليقفوا على تهافت وتفاهة أسئلة واعتراضات الكفار عليه, وليعرفوا كيفية الرَّدِّ عليها ..
ويقع الكتاب في عشرة فصول, هي:
الفصل الأول: نقض المطاعن الجغرافية.
الفصل الثاني: نقض المطاعن التاريخية.
الفصل الثالث: نقض المطاعن الأخلاقية.
الفصل الرابع: نقض المطاعن اللاهوتية.
الفصل الخامس: نقض المطاعن اللغوية.
الفصل السادس: نقض المطاعن التشريعية.
الفصل السابع: نقض المطاعن الاجتماعية.
الفصل الثامن: نقض المطاعن العلمية.
الفصل التاسع: نقض المطاعن الفنية.
الفصل العاشر: نقض المطاعن الموجهة إلى حياة الرسول صلى الله عليه وسلم.
ـ[النورس]ــــــــ[05 Nov 2007, 12:33 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي على هذه الفائدة وهل نزل في الاسواق السعودية
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[05 Nov 2007, 03:57 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Nov 2007, 04:36 ص]ـ
جزاكم الله خيراً يا شيخ وائل ونفع بكم.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[05 Nov 2007, 08:53 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو معاذ البلقاوي]ــــــــ[05 Nov 2007, 02:09 م]ـ
بورك فيكم جميعا
وجزاك الله خيرا أبا مارية على جهدك ونتطلع إلى المزيد من المشاركات
ـ[وائل حجلاوي]ــــــــ[05 Nov 2007, 05:22 م]ـ
جزى الله الإخوة كل خير ووفقهم لخدمة القرآن , ونفع بهم إنه جواد كريم
ـ[محمد براء]ــــــــ[09 Nov 2007, 04:24 م]ـ
مرحى للدكتور صلاح ..
ـ[محمد إبراهيم العبادي]ــــــــ[11 Nov 2007, 12:12 م]ـ
بارك الله في فضيلة الدكتور صلاح، وبارك الله في فضيلة الدكتور عبد الرحمن الذي عرفنا بالكتاب.
وسؤالي: أين أجد الكتاب في مصر؟
ـ[مني لملوم]ــــــــ[01 Dec 2010, 02:21 م]ـ
ويقع الكتاب في عشرة فصول, هي:
الفصل الأول: نقض المطاعن الجغرافية.
الفصل الثاني: نقض المطاعن التاريخية.
الفصل الثالث: نقض المطاعن الأخلاقية.
الفصل الرابع: نقض المطاعن اللاهوتية.
الفصل الخامس: نقض المطاعن اللغوية.
الفصل السادس: نقض المطاعن التشريعية.
الفصل السابع: نقض المطاعن الاجتماعية.
الفصل الثامن: نقض المطاعن العلمية.
الفصل التاسع: نقض المطاعن الفنية.
الفصل العاشر: نقض المطاعن الموجهة إلى حياة الرسول صلى الله عليه وسلم. [/ QUOTE]
ويجيب فيه دكتور صلاح الخالدي علي 243 عنصر
وكانت لي وقفات مع الكتاب حين قرأته أول مرة فور نزوله وربما تسنح لي الفرصة في ذكرها في مشاركة أخري إن شاء الله
لآخذ فيها رأيي المشايخ الكرام
بارك الله في الدكتور الشهري
وزاده علما ولم يحرمه كتابا ذو فائدة أبدا.(/)
إلى السادة المغفلين الذين يدعون إلى التقارب مع الرافضة
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[08 Jul 2007, 12:38 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
إلى السادة المغفلين الذين يدعون إلى التقارب مع الرافضة
من تدعون إلى التقارب معهم لم يكتفوا بادعاء أن في القرآن تحريف
بل طبعوا مصاحف ووضعوا فيها سورة محرفة
وهذا المصحف مطبوع في إيران قديماً منذ ما يقرب من 100عام أي قبل ثورة الرافضة بزعامة الهالك الخميني فما ظنك بما يفعلون في العراق وإيران الآن
انظر إلى الصورة على الرابط
http://www.aldahereyah.net/book/tahreef.jpg
وأحذر آخرين يحملون الكتب الإسلامية من موقع يعسوب الرافضي
فهل تأمنون أنهم لم يحرفوا فيها بالزيادة والنقصان؟
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[09 Jul 2007, 04:14 ص]ـ
سامحك الله يا أخي على هذا الأسلوب المخالف لأدب الإسلام في توجيه الخطاب إلى الآخرين.
هل يمكنك، غفر الله لي ولك، أن تذكر لي قولا واحدا من أقوال الأنبياء والصالحين ممن خاطبوا مخالفا لهم بهذه العبارة: (أيها السيد المغفل)؟
هل خاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد المشركين بمثل هذه العبارات الجارحة؟
يا أخي الذي لا أعرفه، ولكن له حق الأخوة عليّ، لا أحد يرتضي أن يتوجه إليه بمثل هذا الخطاب، حتى لو كان مغفلا فعلا.
هل ترضى لنفسك أن يوجه أحد إليك مثل هذا الخطاب وهو يحاول تنبيهك إلى خطأ وقعت فيه؟
بل هل ترى من المقبول (من الناحية التربوية، أو الدعوية، أو الأدبية) أن يوجه إليك أحد مثل هذا الخطاب؟
إن لم ترضها لنفسك، فمن علامات إيمان المرء وأدبه ألا يرتضيها لغيره.
ألا ترى أنا في التعامل مع أبنائنا، مطالبون بأن نتوجه بخطاب الرحمة والإشفاق حتى ينقادوا لنا، وأن مخاطبتهم بعبارات مهينة لا تساعد في إصلاحهم، بل تؤدي إلى عنادهم وشرودهم، حتى ولو كانوا على خطأ.
مثل هذه العبارات لا يمكن لها أن تصلح من حال المغفلين (إن كانوا فعلا مغفلين كما تزعم)، وإنما سيوغر صدورهم عليه، بدون موجب، حتى لو كان الحق معك، وهم على باطل.
ولو توقف الأمر على إيغار صدورهم على شخصك بسبب ذلك، لهان الأمر، وإنما الأخطر من ذلك أن يكون أسلوب مخاطبتك لهم معينا لهم على العناد، وعدم الرجوع إلى الحق، فتكون بذلك قد أوصلتهم إلى عكس ما كنت ترغب فيه من هدايتهم وإصلاحهم إلى الحق.
إصلاح الآخرين، ونشر الحق وتمييزه عن الباطل أمر مطلوب ومحمود، سواء كان ذلك من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو من باب النصيحة، أو من باب إفشاء العلم، وكل هذا مأجور عليه، ولكن بشرط: عندما يكون ذلك بالأسلوب الصائب، وبالتي هي أحسن.
قال تعالى في سورة الملك: (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا). وأحسن العمل: أخلصه وأصوبه.
ولو عرض أحدنا حجته فقط بدون الحط من قول مخالفه أو استفزازه، أو إهانته، لكان ذلك أدعى إلى احترام رأيه، والاستماع إلى حجته والاستفادة منها، واستمالته إلى الحق.
أما عندما يضيف أحدنا لكلمة الحق كلمات أخرى جارحة أو انفعالية، فإن كلمة الحق يذوب مفعولها ويتحلل ويضيع بمفعول ما حاطها.
ها من ناحية الأسلوب.
أما عن مصداقية ما تنقله، ففي الشيعة غلاة متطرفون وآخرون أقل غلوا وتطرفا. وأغلب علماء الشيعة المعاصرين (وأنا أزعم اطلاعي على جل أقوالهم في الموضوع)، ينكرون التحريف في القرآن سواء بالزيادة أو النقصان، ويعتقدون ويتعبدون برواية حفص عن عاصم لأنها ثبتت لديهم من طريق علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
أضف إلى ذلك، فهل من العدل أن نأخذ المعاصرين بجريرة السابقين؟ ولو أخرج أحدهم من خزانات كتب أهل الحجاز أو الجزيرة العربية بعض كتب التصوف المنحرف والتمسح بأضرحة الأولياء التي كتبها بعض أهل الجزيرة من 200 سنة، ثم قال: (احذروا من هؤلاء المعاصرين الذين يزعمون رفضهم للتبرك بالأضرحة، لأن أجدادهم كانوا يفعلون ذلك ... ) .. أفيكون كلامه واتهامه مشروعا؟ أم أننا نعتبره ظلما؟ ..
وهل رأيت من العدل أن نأتي لأحدهم ونقول له: كان أبوك ظالما ومعتديا. وإذن فأنت مثله .. ؟
إن الله تعالى يقول: (كل نفس بما كسبت رهينة). ويقول: (يوم يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه، لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه).
لذا فإن تعميم الأحكام والقسوة في مخاطبة الآخرين ينطوي على: خطإ منهجي، وعلى ظلم كبير، وعلى تجاوز لمقام الله تعالى الذي أمرنا بالبلاغ (بالتي هي أحسن) وعدم محاسبة الآخرين (إنما عليك البلاغ وعلينا الحساب).
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[13 Jul 2007, 04:16 م]ـ
ما تزعمه عن إنكار الشيعة المعاصرين تقية منهم ولو غلبوا على بعض البلاد -لا قدر الله ذلك- سترى وساعتها ستعض بنان الندم.
أرجو أن يكون لدينا غيرة على القرآن كتاب الله ولا نتأثر بكلام دعاة التقريب.
اللهم خيب سعي دعاة التقريب واهد من تأثر بهلاوسهم.
اللهم إني أبرأ من الرافضة ومن تستر عليهم ودعا إلى التقارب معهم ..
اللهم اشهد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[13 Jul 2007, 06:42 م]ـ
يا أخي، حفظك الله ورعاك،
ما تدعو إليه من الغيرة على كتاب الله، فهو نعم النصيحة في الدين. ولا خير فينا إن لم نسمعها.
أما ما تقوله في بقية كلامك فهو مبني على محاكمة النوايا. والحكم على النوايا منهي عنه في الإسلام، وهو موكول إلى الله تعالى وحده. وأنت ظاهري، كما تصف نفسك، فلا تناقض قولك.
لقد ذكرت لك أمورا، في ردي على كلامك، لم ترد على شيء منها. وألزمت نفسك، عوضا عن ذلك، بشيء قد لا يكون هو المحدد في رضى الله عنك يوم القيامة. فألزم، نفسك (وأدعو نفسي قبل أن أوجه الخطاب إليك) بما يرضي الرب، ولا تهتم للآخرين. ووطن نفسك، إن أساء الناس أن تجتنب إساءتهم. فكل نفس لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت.
وإن كنت داعيا، فاقتد بالأنبياء في دعائهم: "اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون"، وقل كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عسى أن يخرج الله من أصلابهم .. " من هم أنقى إيمانا وتوحيدا وأهدى من سابقيهم.
وادع كما دعا إبراهيم عليه السلام: (رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا، وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا، إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
وعمّم في دعائك، ولا تحدد، فذلك أدعى إلى الصدق، وعدم الخطإ بإدخال من لا يجوز إدخاله في دائرة الدعاء بالشر.
ولا تدع عليهم بما دعا نوح عليه السلام: "رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا"، فإنه حق له أن يدعو بذلك بعدما أقام الحجة تلو الحجة على قومه، فلم يزدهم ذلك إلا إصرارا واستكبارا. ونحن لسنا في مقام نوح عليه السلام. وكذلك من تدعو عليهم ليسوا في مقام قوم نوح (وفي صيغة دعائك اعتداء، لأن مفاده لن يسلم منه من ليس لك حق لك في الدعاء عليهم). والمتأول الباحث عن الحق غير المستكبر الجاحد. وتأمل مقام نوح عليه السلام، ومتى دعا على قومه، في سورة نوح، حتى تعلم أن ذلك الدعاء ليس هو الأصل في دعاء الأنبياء.
اللهم ألهمنا الرشد والصواب والإخلاص والسداد والحكمة في كل أعمالنا.
اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم. واغفر لمن كان متأولا وأخطأ، فإنه كان أيضا باحثا عن الحق، ولم تأذن بهدايته.
اللّهمّ هب لنا إيمانًا يصغّر عندنا الدّنيا، ويقينًا يبدّد أمامنا الشّكوك، وبصيرةً تنير لنا الطّريق، وحكمةً تجنّبنا العثرات، وإرادةً تذلّل لنا العقبات، وعزيمةً تقرّب إلينا البعيد، وعملاً مثمرًا يحقّق لنا الآمال، ونصرًا مؤزّرًا على الأنفس والأعداء، وجنّةً عرضها السّموات والأرض يوم نلقاك، ورضوانك الّذي وعدت، بفضلك ورحمتك، يا أرحم الرّاحمين.
ـ[أبو هريرة منير البركي]ــــــــ[21 Jul 2007, 05:07 م]ـ
الله يجزيك خير أخي (أبو محمد الظاهري) علي هذا النقل وردك علي هؤلاء المغفلين الحمير ....
وأم بنسبه للأخي الفاضل (محمد بن جماعة) عن سؤاله
هل يمكنك، غفر الله لي ولك، أن تذكر لي قولا واحدا من أقوال الأنبياء والصالحين ممن خاطبوا مخالفا لهم بهذه العبارة: (أيها السيد المغفل)؟
نقول:
بل ثبت أنهم ردو علي هؤلاء بأشد الأوصاف وهذه أقولهم:
قال شيخ الإسلام فى الاستقامة (1/ 60) ذاكراً من تكلم ولايعرف الاختلاف:
((بمنزلة حمار حمل سفراً ينقل نقلا مجرداً)) اهـ.
قال ابن القيم نقلا عن كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين:
(طبقة المقلدين وجهال الكفرة وأتباعهم وحميرهم الذين هم معهم تبعا لهم يقولون ... )
قال ابن الوزير في " العواصم " (1/ 223 - 224): (ولو أن العلماء – رضي الله عنهم - تركوا الذب عن الحق، خوفاً من كلام الخلق، لكانوا قد أضاعوا كثيراً، وخافوا حقيراً) اهـ.
رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينكر على عمر بن الخطاب الذى أراد أن يضرب عنق حاطب ابن أبى بلتعة الذى ـ شهد بدراً ـ لأنه يعلم أن عمر ماقال هذا إلا غيرة على الدين ... فتأمل!!
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[21 Jul 2007, 08:09 م]ـ
الاخوة الكرام احسن الله اليكم مكان العتاب هو الخاص والنصح يمكن ان يكون في الخاص.
اما بالنسبة للتقارب , فالذي يدعوا له لا أظنه يعرف مذهب الاثني عشرية على حقيقته. وأدعوا اخواني الذين يزعمون ان الرافضة او الاثني عشرية لا يقولوا بالتحريف ان يورد الي اقوال علماء الرافضة , فالامر يهمني لاني لم اجد حقيقة من ينفي التحريف الا القليل والعكس هو الصحيح , والتقارب امر ممكن اخواني ولاهل السنة شروطهم الا وهي:
- الكف عن الطعن بكتاب الله وسنة نبيه الصحيحة
-الكف عن شتم الصحابة وامهات المؤمنين
-الرجوع الى كتاب الله وما صح عن نبيه صلوات الله وسلامه عليه وترك بدعهم.
وعندها نتفق على لا اله الا الله محمد رسول الله.
فهل هي شروط مجحفة بحق احد؟؟
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[26 Jul 2007, 02:33 ص]ـ
يغفر الله لي ولكم، وهو الغفور الرحيم.(/)
تدنيس القرآن لا ينسي ... حسبنا الله ونعم الوكيل .... !!!
ـ[أبو هريرة منير البركي]ــــــــ[12 Jul 2007, 05:05 م]ـ
الحمد الله والصلاة والسلام علي رسول الله ....
هذا شريط لشيخ خالد الراشد حفظه الله حوله تدنيس القرآن فاللهم عليك بمن دنسه لا تبقيه في هذه الحياة أبداً وأرزقنا بمن ينصر هذا الدين يارب يارب يارب يارب يا رحيم يارحيم
http://www.emanway.com/play_droos.php?cid=9&id=896
ـ[محمد عامر]ــــــــ[18 Jul 2007, 07:14 ص]ـ
الحمد لله القرآن لم ولن يدنس وما رأي السادة الأماجد في مثل هذا العنوان
ـ[أبو هريرة منير البركي]ــــــــ[20 Jul 2007, 05:00 م]ـ
أولم يدنس القرآن من قبل اليهود الحقدين وأنا لا أقصد بهذا انتهن القرآن حش وكل ورب الكعبه ....
بل أقصد تدنسيه لقرآن سيأتي يوم لمسلمين سندنسهم نحن تحت القدام كما دنسو قرآننا ...
وفقك الله اخي (محمد عامر) ...
ـ[محمد عامر]ــــــــ[21 Jul 2007, 12:13 ص]ـ
ابا هريرة وفقك الله
والله ما ظننت بك الا خيراً وهذا واجبنا تجاه كل من سخر لسانه أوقلمه لنصرة هذا الدين
وما طرحت السؤال الا لشيء خالج نفسي عن عنوان الشريط وددت لو لم يكن فيه لفظ التدنيس لأن الدنس لغة بمعني
الوسخ فكأن في هذا الصاق ما يشين بالقرآن المطهر وأردت سماع آراء الاخوة للاستئناس بها
واعذرني لردي الخالي من بديع العبارة فقد كنت شغوفاً بآراء الاخوة حيال العنوان أما المضمون فأجمل به ولسان
قائله أسأل الله ان يجمعنا بكم والشبخ خالد وكل من احببناه فيه رأيناه أولم نره(/)
قرآنيون .. أم تكفيريون وجهلة
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[15 Jul 2007, 04:53 م]ـ
أشرف عبد المقصود: بتاريخ 14 - 7 - 2007
من أعجب المتناقضات وصف هؤلاء الزائغين المنكرين للسنة بالقرآنيين، فالقرآن برئ من هذا الفكر المنحرف، وتلك الدعوة المشبوهة التي يُرَادُ من ورائها هدم القرآن وضرب بعضه ببعض!! لقد خُدِع الناس زمنًا طويلا بهذه التسمية " القرآنيون "!! فلو كان لهؤلاء أدنى علاقة بالقرآن لَعَمِلُوا بما جاء فيه من الأمر بالأخذ بسُنَّة النبي صلى الله عليه وسلم، فمنكري السنة أبعد الناس عن القرآن، وأبعد الناس عن الالتزام به وبتعاليمه. فهم زائغون منحرفون لا قرآنيون!! ومن سمَّاهم بالقرآنيين فقد وقع في خطأ كبير وفخ نصبوه ليمرروا هذه التسمية الخاطئة!!
ومن اللافت للنظر هذا البلاء الذي حلَّ بمصر خلال السنوات القليلة الماضية والذي عرضها لحملات مشبوهة متتابعة من فرق منحرفة ونحل باطلة لا هم لها إلا الكيد للإسلام فمن عبدة الشيطان .. للبهائية .. لأذناب الشيعة الروافض .. وأخيرا جاء دور " منكري السُّنَّة الهادمون للقرآن "!!
فقبل عدة أيام رأينا زعيمهم " أحمد صبحي منصور " - الذي احتضنته جهات غامضة في أمريكا – ثم عاد فجأة أيضا لكي تفتح له فضائيات وصحف في مصر أبوابها ليروج لفكره المنحرف كما جهزت له المواقع على الانترنت، وفي صحيفة الدستور وعلى مدار أسبوعين حوارات معه لنشر فكره دون أي رد عليها مع ما تحمله من أباطيل وخرافات وانحرافات خطيرة، لذا رأيت لزاما علي أن أوضح بعض المباحث المهمة التي تبين حقيقة هذا الزائغ المنحرف ومن خلال كتبه وحواراته، مبينا أولا: مذهبه التكفيري الذي خفي على الكثير ممن تصدى للرد عليه والذي يعتمد على أفكار زعيم جماعة التكفير والهجرة شكري مصطفى وينقل عنه بالنص استدلالاته وينتهي إلى نفس نتائجه التي تكفر المسلمين وحتى الصحابة وتخلد العاصي في النار، وثانيا: الرد عل بعض أضاليله على القرآن والسنة المطهرة، ثم ختمت ذلك بنقل أقوال العلماء الثقات في حكم هذه الدعوة المشبوهة والله المستعان.
تمهيد لابد منه:
أولا: خطر الشيعة والخوارج على المسلمين
فالناظر إلى الفكر التكفيري على الساحة الإسلامية اليوم يجده في قمته العليا متمثلا في طائفتين: الأولى: الشيعة الروافض الذين حكموا على جماهير الصحابة وأهل السنة جميعا بالكفر والخلود في النار، لافرق عندهم بين شافعي وحنبلي ولا بين معتزلي وأشعري ولا بين صوفي وسلفي، ومهما لفوا أو داروا ووصفوا مخالفيهم خداعا بأنهم " تكفيريون "، على طريقة " رمتني بدائها وانسلت " فنصوص كتبهم طافحة بمئات النصوص التي تحكم على مخالفيهم بالتكفير والخلود في النار بل من ثوابت مذهبهم: أن من أنكر إمامة أحد الأئمة عندهم فهو كافر ضال مستحق للخلود في النار (" بحار الأنوار " للمجلسي 23/ 390، و " حق اليقين " لعبد الله شبر 2/ 189). والتطبيق السُّلوكي لهذه العقيدة الدموية أصبح واقعا عمليا على أرض العراق اليوم. الثانية: طائفة الخوارج الذين حملوا السِّلاح على المسلمين واستهانوا بالدِّماء وكفَّروا المسلمين بالذنوب والمعاصي، وعادوا من خالفهم إلا من قال بقولهم وكان على مثل قولهم ورأيهم. وفتحوا باب الشرور على المسلمين في كل مكان.
وكلا الطائفتين - أعني الشيعة والخوارج - في تكفيرهم وغِلّهم وحِقْدِهم على المسلمين: شَرُّهم مُسْتطير، وفَسَادُهم عظيم على البلاد والعباد، نعوذ بالله من الخذلان.
ثانيا: نبذة يسيرة عن أحمد صبحي منصور ودعوته المشبوهة
1 - بعد أن فُصِلَ زعيم منكري السنة التكفيري أحمد صبحي منصور من جامعة الأزهر عام 1982م، وتصدى لانحرافاته واجتثاثها الدكتور سعد ظلام - عميد كلية اللغة العربية - رحمه الله - لإنكاره للسنة ونيله من عصمة الأنبياء وإساءته للصحابة وتحقيره من شأن رواة الأحاديث، سافر لأمريكا، وهناك استقبله شيخه الهالك مدعي النبوة المدعو " رشاد خليفة " الذي كان صاحب فكر منحرف بامتياز مع خداع ومكر حيث وصف أحاديث النبي بأنها كلام الشيطان، واستطاع من خلال ما سماه " الإعجاز العددي للقرآن " أن يخترع لنا " أسطورة العدد 19 " والتي اغتر بها بعض الباحثين والدعاة وروجوا لها دون أن يعرفوا ما ورائها. إلى أن كشف
(يُتْبَعُ)
(/)
زيفها وهدفها الباحثون من أهل العلم وفي مقدمتهم: الدكتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ) رحمها الله في كتابها الرائع " قراءة في وثائق البهائية " ط مركز الأهرام 1986م، ففضحته وبينت كذبه وتضليله في الأرقام التي يوردها، ويريد من ورائها أن يقرر عقيدة " البابية والبهائية " في تقديسهم للعدد 19 المرتبط بعقيدتهم الفاسدة.
2 - وقد حذر الكاتب أحمد بهاء الدين في صحيفة الأخبار بمقالين بتاريخ 17، 18/ 4 / 1988م بالتحذير من هذه الدعوة المشبوهة المغرضة لرشاد خليفة وأحمد صبحي منصور. وبعد تحذير أحمد بهاء الدين بشهر واحد رجع أحمد صبحي منصور من أمريكا ليبث سمومه مرة أخرى من خلال المساجد التي كان يخطب فيها إلى أن فاحت رائحة الفتن والضلال منه فألقي القبض عليه آنذاك، وبعد مرجعه بأسابيع قليلة قتل شيخه مدعي النبوة رشاد خليفة في حادث غامض .. إلخ راجع قصته مع رشاد خليفة في: " كتاب منكري السنة " لأبي إسلام أحمد عبد الله ص 51 ـ 58. وها هو أحمد صبحي منصور يعاود الكرة مرة أخرى مستثمراً المناخ المُعَادي للإسلام، والله المستعان.
المبحث الأول
أحمد صبحي منصور يدعو لتكفير عصاة المسلمين والحكم بتخليدهم في النار
لم أجد أي صعوبة أو عناء في الحكم على مسلك وعقيدة هذا الرجل التي فاق بها جماعة التكفير، فهو خارجي غال في التكفير، وإمعانا في التضليل يسمى نفسه بـ "شيخ القرآنيين " وهو في الحقيقة: " أحد غلاة الخوارج المعاصرين ". فقد صنف كتابا مستقلا في ذلك سماه " المسلم العاصي هل يخرج من النار ليدخل الجنة " وطبع بمطابع الأهرام وبرقم إيداع 5323/ 1987م. فمن خلال كتابه هذا نستطيع أن نتعرف على فكره المنحرف، وكيف أوصلته جرأته على إبطال السنة إلى سوء فهم القرآن والاندفاع في بدعة تكفير المسلمين، فمن فمه ندينه – ولن نتجنى عليه ـ لا سيما وهو قد قال بلسانه في حلقة الأسبوع الماضي لبرنامج الحقيقة " بقناة دريم: " من أراد أن يعرف فكري فليقرأ ماكتبت " اهـ. ونحن نقول له: سنستجيب لطلبك وسنبين للناس ضلالك، الذي ظن البعض أنه مقصور فقط على إنكارك للسنة، فنقول وبالله التوفيق ومنه نستمد الإعانة:
(1) لجهله بالسنة وفقهها وهي بيان القرآن، انتهى إلى أن سوَّى بين عُصَاة المسلمين الذين يؤمنون بالله وملائكته واليوم الآخر وعندهم تقصير في العمل وبين الكفار الذين كفروا بالله وحاربوا أنبيائه ورسله. حيث يقول بكل وضوح ص 14: " أصحاب النار بالتالي هم الكفرة والمؤمنون العصاة يقول تعالى: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً} فالعصاة مؤمنين أم كافرين هم خالدون أبدا في جهنم، والشائع أن الكفرة فقط هم الخالدون في جهنم أما المسلمون العصاة فلن تمسهم النار إلا أوقاتا معدودة ثم يخرجون منها إلى الجنة كما جاء في الأحاديث " اهـ.
والجواب: هذه الفكر ونفس الاستدلال عليها هو بالنص، فكرة شكري مصطفى زعيم التكفير والهجرة ونفس الآية التي استدل بها، فهذا "الجاهل" ارتكب جريمتين، جريمة سرقة فكرية ـ إن صح التعبير ـ ونسبتها إلى نفسه دون أن ينسبها إلى صاحبها، وفضيحة التورط في أفكار التكفير والغلو، كما أنه لا يخفى أن هذا كلامٌ واضحٌ وصريحٌ في تقرير عقيدة الخوارج الذين حكموا على مرتكب الكبيرة بالخلود في النار، وأما أحمد صبحي منصور فَفَاقَهُم بأن جعل أي معصية تُوجِب الخلود في النار!!
فالمعصية في الآية كما قال المفسرون: هي المعصية الكفرية وليست أي معصية كما قيدتها النصوص الأخرى المحكمة وأما مجرد المعصية فإنه لا يوجب الخلود في النار كما دلت على ذلك آيات القرآن والأحاديث التي ينكرها هو وأمثاله ممن لا يفهمون لا قرآنا ولاسنة. فهذا الخارجي الغالي في التطرف يفعل كما يفعل الخوارج الذين عمدوا إلى الآيات التي نزلت في الكافرين فجعلوها في المسلمين، والذي يطالع كتابه من أوله لآخره يجده يتبع هذا النهج دوما. . ويُرَدُّ على هذا الخارجي الغالي في التطرف بقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48، 116]. فالله تعالى قيَّد المغفرة بما دون الشرك وعلقها على المشيئة، فدل هذا التقييد والتعليق على
(يُتْبَعُ)
(/)
أن هذا في حق غير التائب، ولهذا استدل أهل السنة بهذه الآية على جواز المغفرة لأهل الكبائر في الجملة خلافا لمن أوجب نفوذ الوعيد فيهم من الخوارج والمعتزلة (مجموع الفتاوى 18/ 191).
(2) إن مشكلة الخوارج - كما ذكرت مرارًا وأكرر -: أنهم عمدوا لآيات نزلت في الكفار فوضعوها في المسلمين وهذا ما يفعله تماما المدعو أحمد صبحي منصور. فتحت عنوان (ليس هناك خروج من النار للعصاة المسلمين) ص 26 كتب يقول: " القاعدة واضحة {بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 81] " اهـ.
والقاعدة السابقة التي يروجها أحمد صبحي منصور هي نفسها أيضا القاعدة التي أسسها شكري أحمد مصطفى زعيم جماعة التكفير والهجرة، ونفس هذه الآية والاستدلال بها هي بالنص الحرفي أحد أركان استدلال زعيم التكفير والهجرة الشهيرة، والجواب عليهما سهل ميسور: فالسيئة هنا التي توجب الخلود في النار هي الشرك كما قال حبر الأمة وترجمان القرآن ابن عباس وأبي وائل ومجاهد وقتادة وعطاء وغيرهم كما في تفسير الطبري (1/ 304، 305). ومما يؤكد ذلك قوله في الآية {وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ} أي أحاطت بعاملها فلم تدع له منفذًا وهذا لا يكون إلا في الشرك فإن من معه الإيمان لا تحيط به خطيئته. قال العلامة عبد الرحمن السعدي: " وقد احتج بهذه الآية الخوارج على كفر صاحب المعصية وهي حجة عليهم كما ترى فإنها ظاهرة في الشرك وهكذا كل مبطل يحتج بآية أو حديث صحيح على قوله الباطل، فلابد أن يكون فيما احتج به حجة عليه " اهـ " (تيسير الكريم المنان ص 49)
(3) ومن غلوه وتطرفه ونزقه الجهول أنه أدخل أصحاب النبي الكريم في النار مخلدين فيها، بعد موقعة الجمل وصفين، بما في ذلك الصحابة الذين كانوا في معسكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أو من كانوا في المعسكر المقابل وهو في ذلك يزايد في التكفير حتى على غلاة الشيعة أنفسهم: فيقول ص 16 من كتابه المذكور آنفا: " فما مصير الصحابة والسلف الصالح الذين اقتتلوا فيما بينهم في خلافة علي في " الجمل " و " صفين " و " النهروان " حيث زاد القتلى على مائة ألف؟ إن اختراع أحاديث الخروج من النار كان في الأغلب لتبرئتهم من قوله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً} " اهـ.
فبماذا يرد هذا المتطرف على ما جاء في قوله تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} [الحجرات: 9]. فهاتان الطائفتان من المؤمنين اقتتلوا وحمل السلاح بعضهم على بعض ومع ذلك سماهم مؤمنين. وماذا يقول في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى .. } إلى قوله {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ} [البقرة: 178]. فالله تعالى سمى المقتول أخًا للقاتل مع أن قتل المؤمن من كبائر الذنوب. فالقتل الذي يخلد صاحبه في النار كما هو مذهب أهل السنة والجماعة هو فيمن استحل ذلك.
4 - ويحكم أحمد صبحي منصور أيضا على الزاني بالخلود في النار فيقول ص 16: " والمسلم الزاني خالد في عذاب شديد " اهـ. وص 17: " فالعصاة المسلمون إذا ماتوا بدون توبة فمصيرهم الخلود في النار " اهـ.
هكذا يكرر المتطرف الغالي مذهب شكري مصطفى حذو القذة بالقذة، وكأنه يحيي من جديد تراث جماعة التكفير والهجرة بعد أن اندثر، وهو نفسه أيضا مذهب الخوارج فيحكم على عصاة المسلمين بالخلود في النار، وهذا من عواقب الجهل بالسنة والجهل بالقرآن أيضا الذي يدعي به نسبا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونرد عليه أيضا بنفس الآية السابقة: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}، فنصوص الكتاب والسنة والإجماع تدل على أن الزاني والسارق والقاذف لا يقتل بل يقام عليه الحد، فدل على أنه ليس بمرتد (منهاج السنة لابن تيمية 3/ 396).
5 - ومن نزقه وجهالته المفضوحة أنه جعل نفسه يملك صكوك الغفران ووحي الحق والحقيقة، فمن وافقه فهو الفرقة الناجية وفي الجنة، ومن خالفه الرأي فهو خالد في النار، فهيستيريا الحكم على عصاة المسلمين بالخلود في النار جعلته يقول ص 28: " لقد جعلوا من البخاري ندا لله ووضعوا كتابه في نفس مستوى القرآن بل في درجة أعلى لأن حديثا واحدا للبخاري إذا تعارض مع عشر آيات قرآنية فمن السهل الإعراض عن القرآن كله مخافة الاعتراض على البخاري وأولئك مهما أعلنوا للناس إسلامهم فهم عند الله خالدون في النار " اهـ.
وهذا الكلام يُطْلِع القارئ على عقلية هذا المنحرف وغلوه وإمعانه في تكفير مخالفيه.
المبحث الثاني
الرد على بعض أضاليله وأكاذيبه على السنة والقرآن
أولا: رفضه للسنة وزعمه الاستغناء بالقرآن عنها
في حوار معه بجريدة " الدستور " بتاريخ 4/ 7/2007م قال عن السنة: " نحن نرفض نسبتها إلى النبي محمد عليه السلام ونرفض أن تكون جزءا من الإسلام لأن الإسلام اكتمل بالقرآن " اهـ. وقال: " نحن نرى أن أحاديث البخاري وغيره مما يسمونها سنة ليست سوى ثقافة دينية تعبر عن عصرها وقائليها وليس لها أي علاقة بالإسلام أو نبي الإسلام " اهـ.
هكذا وبكل بساطة وبجرة قلم ينفي هذا التافه السنة المطهرة بهذا الكلام الذي لا يُساوي المداد الذي كتب به!! فمن هذا المغرور وما هي مكانته في ميزان العلم حتى يتبجح بكلمة " نحن "؟!، ورحم الله شاعر العرب عندما قال: يقولون هذا عندنا غير جائز ... ومن أنتم حتى يكون لكم عند!!، .... فَدَعْوَاهُ الاستغناء بالقرآن عن السنة النبوية دعوى ساقطة بنص القرآن، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان مأمورًا بتبيين القرآن قال الله تعالى مخاطبًا نبيه: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 44]. ووظيفة النبي صلى الله عليه وسلم بنص الآية البيان للناس وهو على نوعين: الأول: بيان اللفظ ونظمه وهو تبليغ القرآن وعدم كتمانه وأداؤه إلى الأمة كما أنزله الله تعالى على قلبه وهو المراد من قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} [المائدة: 67]. والثاني: بيان معنى اللفظ أو الجملة أو الآية الذي تحتاج الأمة إلى بيانه وأكثر ما يكون ذلك في الآيات المجملة أو العامة أو المطلقة، فتأتي السنة فتوضح المجمل وتخصص العام وتقيد المطلق وذلك يكون بقوله صلى الله عليه وسلم كما يكون بفعله وإقراره. فالقرآن دل على وجوب العمل بالسنة، فكل عمل بما جاءت به السنة عمل بالقرآن. قال تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7]. ومما يؤكد ضرورة السنة لفهم القرآن هذين المثالين: المثال الأول: قول الله تعالى {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} [المائدة: 38]. فإن السارق فيه مطلق اليد فبينت السنة القولية الأول منهما، وقيدته بالسارق الذي يسرق ربع دينار بقوله صلى الله عليه وسلم: " لا قطع إلا في ربع دينار فصاعدا " أخرجه الشيخان. كما بينت الآخر بفعله صلى الله عليه وسلم أو فعل أصحابه وإقراره، فإنهم كانوا يقطعون يد السارق من عند المفصل كما هو معروف في كتب الحديث، بينما بينت السنة القولية اليد المذكورة في آية التيمم {فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ} [النساء: 43]. بأنها الكف أيضا بقوله صلى الله عليه وسلم: " التيمم ضربة للوجه والكفين " أخرجه أحمد والشيخان وغيرهم من حديث عمار بن ياسر رضي الله عنهما. المثال الثاني: قال تعالى: {قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ
(يُتْبَعُ)
(/)
فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ} [الأنعام: 145]. ثم جاءت السنة فحرمت أشياء لم تذكر في هذه الآية كقوله صلى الله عليه وسلم: " كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير حرام " وكقوله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: " إن الله ورسوله ينهياكم عن الحمر الإنسية، فإنها رجس " أخرجه الشيخان. فلولا هذه الأحاديث لا ستحللنا ما حرم الله علينا عل لسان نبيه. (راجع: منزلة السنة في الإسلام للألباني ص 5، 6).
ثانيا: رفضه لتفاسير القرآن كلها
مسلك الخوارج مُتأصِّلٌ في هذا المغرور الغالي في التكفير فهو يرفض كل التفاسير ولا يعترف إلا بتفسيره وفهمه هو فقط!!، وهذا عادة كل أصحاب البدع، لأن أي كتاب علم يكفي لبيان فضائحه وجهله، لذلك يحرص كل الحرص على تدمير كل التراث العلمي وتحقيره وتجاوزه، ليكون هو مبتدأ العلم ومنتهاه، على جهلة وفساد عقله وتواضع قدراته، وإنكار السنة كما قلنا هو مدخل للطعن في القرآن!! فالمستهدف كما ترون هو القرآن وضرب آياته بعضها ببعض، وهذه جرأة على الله وقول عليه بلا علم. ففي موقعه على الانترنت نشر فتوى له عن " تفاسير القرآن " قال فيها: " ليست هناك مراجع معتمدة فى تفسير القرآن، كلها مختلف فيها مذهبيا و طائفيا - واستعمال كلمة تفسير القرآن فيه سوء أدب مع القرآن الكريم - فليس القرآن كتابا غامضا مبهما يحتاج الى البشر ليفسروه ويبينوه - بل هو كتاب مبين وآياته بينات واضحات - تستلزم التدبر - اى التفكر فى فهم القرآن بالقرآن " اهـ.
فهو لا يعترف بتفاسير القرآن التي صنفها العلماء، فالمرجع كما يقول " التفكر فى فهم القرآن بالقرآن "، أو بعبارة أخرى: هو فهمه القاصر وعلمه الذي هو الجهل الكامل، وما وافق عقله وهواه. مع بعده عن العصر والمحيط اللذين نزل فيهما القرآن!! سبحان الله!! نترك نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم ومن نزل عليه القرآن وأُمِرَ بتبيينه، نترك أفصح أهل اللسان صلى الله عليه وسلم، ونترك أصحابه الذين شهدوا الوحي والتنزيل وأسباب النزول ونعتمد على فهم أحمد صبحي وأمثاله!! أو نفهم القرآن كل منا على طريقته مع أن الأفهام تتفاوت!!
نترك تفسير النبي صلى الله عليه وسلم وبيانه للقرآن ونترك تفاسير الصحابة الذين شهدوا الوحي وسبب النزول ونترك تفاسير التابعين وأهل العلم الذين أمرنا بالرجوع إليهم: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} ونعتمد تفاسير أحمد صبحي منصور نعوذ بالله من الخذلان!! ومما يؤكد أن مسلك هذا الرجل هو مسلك الخوارج هو أن سوء الفهم للقرآن هو الذي أوقع الخوارج في التكفير ولوازمه، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " وكانت البدع الأولى مثل بدعة الخوارج، إنما هي من سوء فهمهم للقرآن، لم يقصدوا مُعارضته لكن فهموا منه ما لم يدل عليه، فظنوا أنه يوجب تكفير أرباب الذنوب، إذا كان المؤمن هو البر التقي؛ قالوا: فمن لم يكن برًا تقيا فهو كافر وهو مخلد في النار " اهـ (الفتاوى 13/ 30).
الخاتمة: في بيان أقوال العلماء فيمن يرد السنة
لقد تنبه أهل العلم قديما وحديثا لخطورة هذه الدعوى المنحرفة لإنكار السنة المطهرة فمن ذلك:
* قول الإمام ابن حزم رحمه الله: " ولو أن امرأ قال: لا نأخذ إلا ما وجدنا في القرآن لكان كافرا بإجماع الأمة ولكان لا يلزمه إلا ركعة ما بين دلوك الشمس إلى غسق الليل وأخرى عند الفجر " اهـ. (الأحكام 2/ 208).
* وقال الإمام الشاطبي رحمه الله: " الاقتصار على الكتاب رأي قوم لا خلاق لهم خارجين عن السنة، إذا عولوا على ما بنيت عليه من أن الكتاب فيه بيان كل شيء فاطَّرحوا أحكام السنة فأداهم ذلك إلى الانخلاع من الجماعة وتأويل القرآن على غير ما أنزل الله " اهـ. (الموافقات 3/ 17).
* وقال الإمام السيوطي رحمه الله: " من أنكر كون حديث النبي صلى الله عليه وسلم قولا كان أو فعلا – بشرطه المعروف في الأصول – حجة كفر وخرج من دائرة الإسلام " اهـ (مفتاح الجنة / 3).
* وقال العلامة الشيخ عبد الغني عبد الخالق: " وليت شعري كيف يتصور أن يكون نزاع في مسألة بين المسلمين، وأن يأتي رجل في رأسه عقل ويقول: أنا مسلم ثم ينازع في حجية السنة بجملتها مع أن ذلك يترتب عليه عدم اعترافه بالدين الإسلامي كله من أوله إلى آخره، فإن أساس هذا الدين هو الكتاب، ولا يمكن القول بأنه كلام الله مع إنكار حجية السنة جملة، فإن كونه كلام الله لم يثبت إلا بقول الرسول: أن هذا كلام الله وكتابه، وقول الرسول هذا من السنة التي يزعم أنها ليست بحجة، فهل هذا إلا إلحاد وزندقة وإنكار للضروري من الدين، يقصد به تقويض الدين من أساسه " اهـ (حجية السنة / 249، 250).
* * * *
هذا بعض ما كنت أود بيانه في هذا المقام، وهذا "الدعي الجهول" لا يحتاج لأكثر من ذلك، تولانا الله بهدايته وجنبنا مواقع الفتن ومزالق الزلل، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
BOKHARY63@YAHOO.COM
نقلا عن جريدة المصريون
http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=35963&Page=7&Part=1
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو هريرة منير البركي]ــــــــ[20 Jul 2007, 05:08 م]ـ
بل هؤلاء ليس قرآنيون بل حمير وأجهل واضل من الحمير و الله المستعان!
ـ[الجندى]ــــــــ[20 Jul 2007, 10:08 م]ـ
للرد على شبهات منكرى السنة
http://www.eltwhed.com/vb/forumdisplay.php?f=30(/)
قصيدة بعنوان: رتل القرآن تنجو
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[28 Jul 2007, 05:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رتل القرآن تنجو
جد فيها واجتهد=في رضا رب السماء
واطرق الأبواب حتى=لا ترى في القلب داء
واستمع قول إلهي=لإمام الأنبياء
(رتل القرآن) فافهم=يا أخي هذا النداء
فتأني ... وتدبر=ترتقي في الأولياء
إن أهل الله من هم=للكتاب شهداء
رتل القرآن تنجو=من بلايا الأشقياء
رتل القرآن ترقى=في مَصَافِ الأصفياء
رتل القرآن تسمو=للعلا في الأتقياء
رتل القرآن تشفى=في الدُّنا من كل داء
رتل القرآن تعلو=فوق أطباق السماء
رتل القرآن ترقى=في التقى والأتقياء
رتل القرآن ترشِف=من معين الحوض ماء
رتل القرآن تلقى=من سما في الأنبياء
رتل القرآن واعمل=فالهدى للقلب ماء
رتل القرآن فيه=بلسم فيه الشفاء
فله الأرواح تهفو=نحن فيه السعداء
إخوتي يامن حفظتم=نص دستور السماء
رتلوه واحفظوه= تسعدوا يا أوفياء
واحملوه في صدو=رسلمت من كل داء
رتلوه في قيام ال=ليل دوماً بالصفاء
واجعلوه ديدن الق=لب ومفتاح الوفاء
رتلوا القرآن فال=قرآن نور وضياءً
رتلوا القرآن فال=قرآن أنس ونماء
رتلوه يا رفاقي = إنه سر البقاء
رتلوا القرآن فالقر=آن سر في العطاء
رتلوا القرآن فال=قرآن فقه وعطاء
يا رفاق الود إني=مستهامٌ بالوفاء
فاحفظوا عنِّيَ شعري=وشعوري بصفاء
واذكروني بدعاءٍ=بصفاء في الخفاء
أسأل الله قبولاً=للدعاة الأوفياء
ولمن رتل أي الـ=له=شوقاً للقاء
بالحبيب مصطفا=ناوإمام الأنبياء
فصلاة الله ربي=وسلام في نماء
لك تهدي ياحبيبي=دائماً دون انتهاء
المدينة المنورة: صباح / 3/ 12 / 1425 هـ(/)
هدية لإخوتي من طلاب العلم: موضوعات عن الفكر الحداثي
ـ[النجدية]ــــــــ[29 Jul 2007, 09:31 ص]ـ
إلى إخوتي من طلاب العلم، المهتمينن بموضوع الحداثة و الفكر الحداثي ...
فقد طرحت سؤالا قبل فترة أتساءل فيه عن كتاب يساعدني في فهم الفكر الحداثي ...
حتى أرشدني أساتذتي - رفع ربي قدرهم و رضي عنهم ... - إلى موقع الألوكة (المجلس العلمي)، ففيه خير كثير!
فرأيت من واجبي أن أرشد من اهتم بهذا الأمر؛ كما أرشدني الرحمن إليه!
فها هي مقولة أساتذتي تتردد: خير الناس أنفعهم للناس ...
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[29 Jul 2007, 12:01 م]ـ
أجل قال صلى الله عليه وسلم:
(لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)
بارك الله فيك أختنا النجدية وجزاك الله خيرا.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[29 Jul 2007, 12:46 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[29 Jul 2007, 01:41 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه المعلومة؛ فقد جاءت في وقتها؛ ذلك أنني أقرأ هذه الأيام عن الحداثة والحداثيين وكلامهم عن الإعجاز القرآني؛ موضوع ربما يصلح رسالة دكتوراه؛ فلا تنسونا من فائدة أو دعوة
وأسأل الله أن يكتب لكم الأجر
رابط الموقع www.alukah.net/majles
ـ[النجدية]ــــــــ[30 Jul 2007, 08:50 ص]ـ
أساتذتي الكرام ...
أبو الخير كرنبة، فهد الوهبي، زهير هاشم ريالات حفظكم ربي و رعاكم!!
و الله! لقد أسعدني جدا، تقديم الفائدة لكم، و أنتم أساتذتي!!!
فأسأل الرحمن أن يزيدكم علما، و فهما ...
و إلى أستاذنا زهير ريالات: لا تنسونا أنتم أيضا من الدعاء أو الفائدة- بارك الله بكم -!
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[30 Jul 2007, 09:34 ص]ـ
اللهم اشرح صدورنا بالقرآن. اللهم نور قبورنا بالقرآن. اللهم آنسنا بالقرآن في ظُلَم الليالي. اللهم اجعل القرآن شافعاً لنا يا رب العالمين. اللهم أصلِح بالقرآن ظَوَاهِرنا. اللهم طهِّر بالقرآن بَواطِنَنَا. اللهم امحُ بالقرآن سيّئاتنا. اللهم اغفِر بالقرآن خطايانا. اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصّتك، يا أرحم الراحمين!
ـ[النجدية]ــــــــ[30 Jul 2007, 06:04 م]ـ
*·~-.¸¸,.-~*آمين ... يا رب العالمين
جزاكم الرحمن صالحة!!
و عطر الله هذه الأنفاس ... *·~-.¸¸,.-~*
ـ[جنتان]ــــــــ[31 Jul 2007, 02:51 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخيتي على ماأفدتي به ,ورفع قدرك .....
أختك .....
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[31 Jul 2007, 02:57 ص]ـ
بارك الله فيك .....
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[04 Aug 2007, 03:16 م]ـ
إخواني وأخواتي أعضاء الملتقى
هذه حصيلة مطالعاتي يوم أمس فيما يتعلق بالحداثة وكلام الحداثيين حول النص القرآني
جمعتها لعل الله ينفع بها المهتمين بهذا الامر
ـ[النجدية]ــــــــ[04 Aug 2007, 05:49 م]ـ
الحمد لله، و بعد ...
جزيتم خيرا أستاذنا الفاضل على هذه الفوائد العظيمة، جعلها الرحمن في ميزان حسناتكم!!
و الخير سيأتي إن شاء الله ...
و جعلنا الله على الخير أعوانا!
ـ[الجعفري]ــــــــ[05 Aug 2007, 05:17 ص]ـ
مع أني لست طالب علم إلا أني دخلت حين وجدت النصيحة لأني محب لطلاب العلم وأسأل الله أن يوفقني لأن يسلكني في طريقهم.
حزاك الله خيرا ..
كما أشكر الأخ زهير على ما أضافه من معلومات حول الموضوع.
ـ[النجدية]ــــــــ[05 Aug 2007, 07:35 ص]ـ
الحمد لله،و بعد ...
أثمن مروركم الكريم أستاذنا -حفظكم الله-!!
و اعذرني فهذا العنوان كتبته؛ لأني تلميذة، ولست في منزلة أساتذتي الكبار، لأنصحهم!!
هذا ما أراه!!
و وفقكم الله لكل ما يحبه و يرضاه ...
و دمتم في حفظه تعالى!!
ـ[النجدية]ــــــــ[06 Aug 2007, 08:07 ص]ـ
الحمد لله، و بعد ...
في عجالة سريعة، أزف إلى إخوتي الكرام هذه المجموعة الصغيرة من الكتب، التي تتحدث عن موضوع الحداثة ...
كما و أكون شاكرة لكل من يتفضل علينا بأسماء كتب أخرى؛ ليتكامل الجهد!!
1 - روح الحداثة المدخل لتأسيس الحداثة الإسلامية، طه عبد الرحمن، المركز الثقافي العربي، بيروت، الطبعة الأولى، سنة 2006م.
2 - ندوة الحداثة و ما بعد الحداثة، إصدار جمعية الدعوة الإسلامية العالمية، سنة 1998م. شارك فيها كل من:
أ. د عبد الوهاب المسيري، في بحث بعنوان: التحديث و الحداثة
د. هشام جعفر، بحث بعنوان: فقه تجاوز الحداثة في العلوم الاجتماعية
أ. أكرم خميس، في بحث بعنوان: مأزق الحداثة نظرة أولية -مقدم من المركز العربي الإفريقي-
3 - فلسفة التأويل، نصر حامد أبو زيد، دار الوحدة للطباعة و النشر، بيروت، الطبعة الأولى، سنة 1983م.
4 - القرآن من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني، محمد آركون، ترجمة و تعليق: هاشم صالح، دار الطليعة، بيروت، ط 1، سنة 2001م.
5 - الإنسان و القرآن وجها لوجه، احميدة النيفر، دار الفكر، دمشق، ط1، سسنة 2000م.
6 - الانحراف العقدي في أدب الحداثة و فكرها، سعيد بن ناصر الغامدي، الأندلس الخضراء، جدة، سنة 1424ه.-تحصل عليه: من موقع الألوكة المجلس العلمي-
و لكم من أختكم خالص الدعاء!!!
و دمتم في حفظ الرحمن ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[06 Aug 2007, 08:17 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أختنا الفاضلة؛ فقد أثريت الموضوع بما ذكرته من فوائد جمة، ونسأل الله أن ييسر لك إتمام البحث فيه.
ـ[النجدية]ــــــــ[08 Aug 2007, 08:50 ص]ـ
إلى أساتذتي الأفاضل ... و إخوتي طلاب العلم الأكارم ... و المهتمين بموضوع الحداثة المعاصر، أقول:
بما أن هذا المنتدى مهتم بالقرآن الكريم، و كل ما يتعلق به؛ فإننا في عصرنا الحاضر نواجه ما يعرف بالحداثة - ولا يخفى عليك يا رعاكم الرحمن خطرها!! -
لذلك لا بد من منح هذه القضية شيئا من اهتمامنا، و جهدنا؛ خاصة لأنها تتعلق بالمصحف الشريف في جانب من جوانبها، و هي كذلك قضية معاصرة!!
فهلا تعاونا جميعا على تجلية هذا الموضوع، و تقديم المفيد فيه؟؟
و لنبدأ ببلورة تعريف للحداثة؛ فأنتم تعلمون - زادكم ربي علما و فهما!! - أن العلماء اختلفوا في تحديد مفهوم للحداثة؛ فشرع كل منهم يعرفها وفق تخصصه، و علومه ...
أعلم جيدا بأن هذا مشروع قد يحتاج للوقت و الجهد، ولكن كل هذا في ميزان حسناتكم، أكرمكم الله!
فخير الناس أنفعهم للناس!!
و هذا أول تعريف حصلت عليه، وقد يعترض عليه؛ لقدمه!!
"الحداثة هي محاولة الإنسان المعاصر رفض النمط الحضاري القائم، و النظام المعرفي الموروث، واستبدال النمط -الجديد المعلمن- تصوغه حصيلة من المذاهب و الفلسفات الأوروبية المادية الحديثة به، على كافة الأصعدة الفنية، و الأدبية و الاقتصادية، و السياسية و الاجتماعية و الفكرية ... " (الحداثة و النص القرآني، محمدرشيد ريان، رسالة جامعية -ماجستير- سنة1995م. الجامعة الأردنية.
فماذا عندكم رفع ربي شأنكم؟؟
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[09 Aug 2007, 08:09 ص]ـ
مقالات محمد عابد الجابري
http://www.aljabriabed.net/textes.htm
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[09 Aug 2007, 08:20 ص]ـ
مفهوم الحداثة العربية
حداثة بلا جذوريقول الدكتور كريم الوائلي في معرض حديث له عن الحداثة العربية وإذا كانت الحداثة الغربية تعكس «معارضة جدلية ثلاثية الأبعاد: معارضة للتراث، ومعارضة للثقافة البرجوازية بمبادئها العقلانية والنفعية، وتصورها لفكرة التقدم» فإن الحداثة العربية المعاصرة لم تشهد هذا كله،ويصر أنصارها على أن هناك تطورا وتغيرا في الشعر العربي يضارع شعر الحداثة الأوربية ويماثله، على الرغم من أن المجتمع العربي لم يشهد تحولات تماثل التحولات الكائنة في الغرب «فليس في المجتمع العربي حداثة علمية. وحداثة التغيرات الثورية الاقتصادية، الاجتماعية، السياسية، هامشية لم تلامس البنى العميقة، لكن مع ذلك، وتلك هي المفارقة، هناك حداثة شعرية عربية، وتبدو هذه المفارقة كبيرة حين نلاحظ أن الحداثة الشعرية في المجتمع العربي تكاد تضارع في بعض وجوهها الحداثة الشعرية الغربية، ومن الطريف في هذا الصدد أن حداثة العلم متقدمة على حداثة الشعر، بينما نرى، على العكس،أن حداثة الشعر في المجتمع العربي متقدمة على الحداثة العلمية ـ الثورية» ويضيف أيضا وإذا كانت الحداثة العربية المعاصرة فهمت حداثة الآخر فهما سطحيا وشكليا، فإنها في الوقت نفسه مغتربة عن الواقع الاجتماعي العربي ومتعالية عليه، فلقد قدم الحداثيون العرب نصوصا تعكس واقعا مختلفا ومتغايرا، إذ كيف يتسنى وجود حداثة للشعر العربي ولا وجود لحداثة في العلم أو في المجتمع أو في الاقتصاد، ترى هل كان الأدب العربي الحديث يعبر حقا في إنجازاته الحداثية عن الفكر العربي والواقع العربي والمشكلات العربية، أم انه يعبر عن الآخر، إن الآخر ـ كما يقول أدونيس ـ «يقيم في عمق أعماقنا، فجميع ما نتداوله اليوم فكريا وحياتيا، يجيئنا من هذا الغرب، أما فيما يتصل بالناحية الحياتية فليس عندنا ما نحسن به حياتنا إلا ما نأخذه من الغرب، وكما أننا نعيش بوسائل ابتكرها الغرب، فإننا نفكر بـ» لغة «الغرب: نظريات، ومفهومات، ومناهج تفكير، ومذاهب أدبية ... الخ، ابتكرها هي أيضا، الغرب. الرأسمالية، الاشتراكية، الديموقراطية، الجمهورية، الليبرالية، الحرية، الماركسية، الشيوعية، القومية ... الخ / المنطق، الديالكتيك، العقلانية ... الخ / الواقعية، الرومانطيقية، الرمزية، السوريالية» (.
ويمكن القول نظريا أن الحداثة، فالحداثة مرت بالمراحل التالية:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - المرحلة الأولى: وبدأت سنة 1932م، نشأت جماعة أبولو التي دعا إلى تكوينها الدكتور أحمد زكي أبو شادي، ورأينا من خلال حديثنا عن هذه الجماعة كيف أنها تبنت مذهب الفن للفن، وهو مذهب علماني، يهدف إلى إقصاء الدين وإبعاده عن كل جوانب الحياة، تمهيداً لتقويضه والقضاء عليه، واعتناق جماعة أبولو لهذا المذهب جعل السريالية والرمزية والواقعية تتسرب إلى شعرهم.
2 - المرحلة الثانية: وهي المرحلة اللاأخلاقية، والتي ظهرت في شعر نزار قباني, وفيه تمرد على التاريخ، ودعوة إلى الأدب المكشوف.
3 - المرحلة الثالثة: التي بدأت سنة 1947م عندما نشرت أول قصيدة كتبت بالشعر الحر لنازك ملائكة، ويمثل هذه المرحلة البياتي، وصلاح عبد الصبور، والسياب.
4 - المرحلة الرابعة: ويحتلها أدونيس، وهذه المرحلة من أخطر مراحل الحداثة، ودعا فيها أدونيس إلى نبذ التراث، وكل ما له صلة بالماضي ودعا إلى الثورة على كل شيء وهو في هذا يدعي أنه من دعاة الإبداع والابتكار مع أن ما يردده ليس بجديد, فهذه دعوة الماركسية والصهيونية ألبسها لباس ثورته التجديدية لتحقيق الإبداع الذي يدعيه".
تقول الكاتبة الحداثية خالدة سعيد في مجلة فصول المجلد الرابع العدد الثالث صفحة 27 في مقال لها بعنوان: (الملامح الفكرية للحداثة): "إن التوجهات الأساسية لمفكري العشرينات، تقدم خطوطا عريضة تسمح بالقول: إن البداية الحقيقية للحداثة من حيث هي حركة فكرية شاملة، قد انطلقت يومذاك، فقد مثل فكر الرواد الأوائل قطيعة مع المرجعية الدينية والتراثية كمعيار ومصدر وحيد للحقيقة، وأقام مرجعين بديلين، العقل والواقع التاريخي، وكلاهما إنساني، ومن ثمّ تطوري، فالحقيقة عند رائد كجبران أو طه حسين لا تُلتمس بالتأمل والاستبصار عند جبران، وبالبحث المنهجي العقلاني عند طه حسين".
هذه هي المرحلة الأولى في الحداثة العربية المعاصرة، بدأت بالنيل من بعض مفاهيم الدين، والتشكيك في مصادره، وهز قناعات الناس به، وجعل الدين في مرتبة الإنتاج العقلي البشري، يناقش ويعرض على مناهج النظر والاستدلال والبحث الغربية، فما أقرته قُبل لا باعتباره وحياً بل باعتباره وافق ما عندهم، وما رفضته تلك المناهج من الدين رفضوه. وتضيف في مجلة فصول المجلد الرابع ج3 صفحة 26 "عندما كان طه حسين وعلي عبد الرزاق يخوضان معركة زعزعة النموذج (الإسلام)، بإسقاط صفة الأصلية فيه، ورده إلى حدود الموروث التاريخي، فيؤكدان أن الإنسان يملك موروثه ولا يملكه الموروث، ويملك أن يحيله إلى موضوع للبحث العلمي والنظر، كما يملك حق إعادة النظر في ما اكتسب صفة القداسة، وحق نزع الأسطورة عن المقدس، وحق طرح الأسئلة والبحث عن الأجوبة".
وظلت الحداثة – كما ذهب محمود سلطان في مقاله عن الحداثة العربية - وعلى مدى عدة عقود، في العالم العربي، محض كلمة تتردد على ألسنة من شاء أن يتجمل بـ"العقلانية" و"الاستنارة" وما شابه، فيما ظلت على المستوى الإجرائي "حركة غامضة" ذا طقوس سرية لا يعلمها حتى من ادعى انتمائه إليها. وغير أنه كان من الواضح أنها عادة ما تطرح نفسها كحركة نقدية للتقاليد السائدة، وعلى رأسها ما تطلق عليه "الثقافة الغيبية" التي تستقى قوامها وحيويتها من الدين عامة والدين الإسلامي خاصة، فيما أغفلت نقد السلطة وتجنبت بشكل لافت أي مساس بها، رغم أن النظام السياسي العربي الرسمي، يعتبر امتدادا للتقاليد السياسية القديمة، بل والموغلة في القدم، يعلي من قيمة شخصانية السلطة، وانفرادها في صوغ حاضر الأمة ومستقبلها، مع التهميش القسري للإرادة الحرة للجماهير العربية. ما جعل الحداثة بنسختها العربية، مشروعا مناهضا للدين من جهة، ومتواطئا مع الأنظمة السياسية القائمة من جهة أخرى. وحسبنا في هذا الإطار أن نشير على عجالة إلى تجربة كتاب "الإسلام و أصول الحكم" للشيخ على عبد الرازق (1925)، إذ يعتبر الحداثيون الكتاب ومؤلفه "مشروعا حداثيا" مناهضا لـ"الملكية" في مصر، و لاسيما الملك فؤاد الأول، الذي قيل أنه كان طامعا، في أن يسند إليه المسلمون "منصب الخليفة"، بعد سقوط الخلافة العثمانية عام 1924، و مع ذلك يقبل عبد الرازق "الحداثي" الثوري، أن يعين وزيرا للأوقاف بين عامي 1948 و1949، في عهد الملك فاروق الأول ابن الملك أحمد فؤاد بينما تولى شقيقه
(يُتْبَعُ)
(/)
مصطفى عبد الرازق مشيخة الأزهر!
ويقول الأستاذ حسن أبو هنية شكلت قراءة النص القرآني أحد أهم انشغالات وتحديات النخبة الحداثية العربية خلال العقود الثلاثة الماضية، وذلك لما يتمتع به القرآن الكريم من دور وتأثير مركزي في تشكيل العقل العربي الإسلامي، وذلك باعتباره أحد أهم العقبات المعرفية التي تقف عائقا أمام تحقيق النهضة والتقدم والتحرر، وقد انتهجت القراءة الموسومة بالحداثية منهجا مقلدا لنسق الحداثة الغربية، وعلى الرغم من الاختلاف البين والمقاربات المتعددة لمفهوم الحداثة عند أهلها إلا أن القراءة العربية للحداثة تعاطت معها كمشروع مكتمل بدأ في لحظة تاريخية في الغرب ولا بد أن تشمل آثاره العالم بأسره وآمن الحداثيون العرب بجملة الصفات التي طبعت المشروع الحداثي الغربي، ولعل الناظر إلى كثرة الاجتهادات التي تناولت مفهوم الحداثة يصل إلى النتيجة التي مفادها أن الحداثة مشروع غير مكتمل كما ذهب إلى ذلك الفيلسوف الألماني "يورغن هابرمس".
سعت القراءة الحداثية العربية للنص القرآني إلى تحقيق قطيعة معرفية مع القراءات الإسلامية التراثية التي تعمل على ترسيخ الإيمان والاعتقاد واستبداله بترسيخ التشكيك والانتقاد، ومن أشهر القراءات النقدية الحداثية قراءة محمد أركون وأتباعه مع التونسيين مثل عبد المجيد الشرفي ويوسف صديق وكذلك قراءة نصر حامد أبو زيد وطيب تزيني، ويدخل في هذا الباب قراءة حسن حنفي التأويلية بشكل اقل حدة، واتبعت هذه القراءات في سبيل تحقيق مشروعها الحداثي النقدي مجموعة من الخطط تهدف إلى رفع العوائق الاعتقادية من أبرزها خطة أنسنة القرآن الكريم والتي تهدف إلى رفع عائق القداسة عن النص القرآني عن طريق التعامل مع الآيات القرآنية باعتبارها وضعا بشريا، وقد عبر عن ذلك عبد المجيد الشرفي بنزع الميثية عن النص الديني بمحاولة أنسنته بعلمنة القراءة.
وانتهجت هذه القراءة الحداثية عمليات خاصة، كحذف عبارات التعظيم المتداولة إسلاميا واستبدال المصطلحات المقررة تاريخيا بمصطلحات جديدة كاستبدال مصطلح نزول القرآن بالواقعة القرآنية والقرآن الكريم بالمدونة الكبرى والآية بالعبارة، والاستشهاد بالكلام الإلهي والكلام الإنساني على نفس الرتبة في الاستدلال، والتفريق بين مستويات مختلفة في الخطاب الإلهي كالتفريق بين الوحي والتنزيل، والقرآن والمصحف، والشفوي والمكتوب، وفي هذا السياق يقول محمد أركون " وكنت قد بينت في عدد من الدراسات السابقة أن مفهوم الخطاب النبوي يطلق على النصوص المجموعة في كتب العهد القديم والأناجيل والقرآن كمفهوم يشير إلى البنية اللغوية والسيمائية للنصوص، لا إلى تعريفات وتأويلات لاهوتية عقائدية "، ويؤكد هذا المعنى أبو زيد بقوله: "إن القول بإلهية النصوص والإصرار على طبيعتها الإلهية تلك يستلزم أن البشر عاجزون بمناهجهم عن فهمها ما لم تتدخل العناية الإلهية بوهب البشر طاقات خاصة تمكنهم من الفهم ".
وكان من نتائج التطبيق المنهجي لخطة أنسنة القرآن جعل القرآن نصا لغويا لا يختلف عن النصوص البشرية، وترتب على هذه المماثلة اللغوية بين النص القرآني والنصوص البشرية اعتبار النص القرآني مجرد نص أنتج وفق المقتضيات الثقافية التي تنتمي إليها اللغة لا يمكن أن يفهم أو يفسر إلا بالرجوع إلى المجال الثقافي الذي أنتجه، كما شدد على ذلك نصر حامد أبو زيد بقوله: " إن النصوص الدينية ليست في التحليل الأخير سوى نصوص لغوية، بمعنى أنها تنتمي إلى بنية ثقافية محددة تم إنتاجها طبقا لقوانين تلك الثقافة التي تعد اللغة نظامها الدلالي المركزي "، ومن نتائج القراءة الحداثية جعل القرآن إشكاليا بحيث يصبح النص مجملا ً ينفتح على احتمالات متعددة وتأويلات غير متناهية فالطيب تيزيني يرى "أن الوضعيات الاجتماعية المشخصة في المجتمع العربي بما انطوت عليه من سمات ومطالب اجتماعية اقتصادية وسياسية وثقافية الخ، هي التي تدخلت في عملية خلخلة النص القرآني وتشظيه وتوزعه بنيويا ووظيفيا في اتجاهات طبقية وفئوية وأقوامية إثنية متعددة، وأتى ذلك على نحو ظهر فيه هذا النص معاداً بناؤه وفق قراءات متعدده محتمله تعدد تلك الاتجاهات وحواملها المجسدة بالوضعيات المذكورة إياها "، ومن النتائج المترتبة على القراءة الحداثية فصل النص القرآني عن مصدره الإلهي
(يُتْبَعُ)
(/)
وربطه بالقارئ الإنساني، واعتباره نصا غير مكتمل كما يؤكد ذلك تيزيني بقوله " فإننا في الاختراق الحالي نواجه المسألة من حيث هي مساءلة حول " تمامية المتن القرآني " وكما هو بين فإن إجماعا على هذه التمامية يغدو والحال كذلك أمرا خارج المصداقية التاريخية التوثيقية".
ومن الاستراتيجيات المتبعة في القراءة الحداثية العربية خطة عقلنة النص القرآني والتي تهدف إلى رفع عائق الغيبية، وبحسب هذه القراءة فإن العائق الأكبر يتمثل في اعتقاد أن القرآن وحي جاء من عالم الغيب، ولذلك لا بد من التعامل مع الآيات القرآنية طبقا للمنهجيات والنظريات الحديثة كما يرى أركون، ومن العمليات المتبعة في سبيل تحقيق خطة عقلنة النص القرآني اعتبار علوم القرآن التي اتبعها علماء المسلمين تشكل وسائط معرفية متحجرة تمنع من التواصل مع النص القرآني وتعيق أسباب النظر العقلي، من هنا كان لا بد من نقل مناهج علوم الأديان المتبعة في تحليل ونقد التوراة والأناجيل وتطبيقها على النص القرآني، والتوسل بالمناهج المعتمدة في علوم الإنسان والمجتمع، واستخدام النظريات النقدية والفلسفية الحديثة، وإطلاق سلطة العقل دون حدود، وقد ترتب على خطة القراءة العقلانية للقرآن تغيير مفهوم الوحي الذي اعتبرته القراءة الحداثية عائقا مفهوميا لا بد من استبداله بتأويل يسوغه العقل، واعتبار كل ما يناقض العقل في النص القرآني من قضايا وأخبار ما هو إلا مجرد شواهد تاريخية تعبر عن أحد أطوار الوعي الإنساني الذي تم تجاوزه، فنصر أبو زيد يعتبر أن"السحر والحسد والجن والشياطين مفردات في بنية ذهنية ترتبط بمرحلة محددة من تطور الوعي الإنساني".
وتكتمل أركان القراءة الحداثية باعتماد الخطة التاريخية والتي تهدف إلى رفع عائق الأحكام الشرعية التي جاء بها القرآن وإبطالها كأحكام ثابته وأزلية، وقد توسلت هذه القراءة الحداثية في سبيل إلغاء عائق الاعتقاد بالأحكام من خلال ربط الآيات القرآنية بالظروف والسياقات الزمانية المختلفة، وترتب على اتباع خطة التاريخ اعتبار النص القرآني كأي نص تاريخي آخر، لا يتضمن تمام التشريع الإسلامي واعتبار آيات الأحكام مجرد وصايا ومواعظ لا تحمل صفة القوانين التي تنظم حياة المسلم في شتى المجالات، وحصر القرآن في مجال الأخلاقيات الباطنية الخاصة.
و يبدو أن الاستراتيجيات الحداثية المتبعة من قبل النخب العربية في قراءة النص القرآني، لم تفلح في تحقيق جملة الغايات والمقاصد التي سعت إلى تحقيقها من النهوض والتقدم والتحرر ولم تنجح في صناعة حداثة عربية إسلامية، ذلك أنها توسلت بمفاهيم حداثية منقولة أعادت فيه إنتاج الواقع الحداثي الغربي وخاضت صراعات مفتعلة بالمماثلة بين ما حدث في أوروبا من صراع بين العلماء ورجال الكنيسة، الأمر الذي أدى بالحداثيين بالعرب إلى اتباع جملة المسلمات التي قامت عليها الحداثة في الواقع الغربي دون اعتبار لمقومات الحداثة العربية الإسلامية، ومن المفارقات الغريبة أن جهود الحداثيين العرب رسخت حالة التخلف والتردي من خلال إشاعة جو من الاضطراب والتشكك لاعتمادها نفس المبادئ التي قامت عليها الحداثة الغربية وهي الاشتغال بالإنسان وترك الاشتغال بالله، والتوسل بالعقل وترك التوسل بالوحي والتعلق بالدنيا وترك التعلق بالآخرة كما بين ذلك الأستاذ طه عبد الرحمن في كتابه روح الحداثة.
المصدر: http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=3276
ـ[النجدية]ــــــــ[15 Aug 2007, 10:18 ص]ـ
الحمد لله، و بعد ...
بداية أشكر تفاعل الأساتذة و الزملاء، و أسأل الله العلي القدير أن يؤجرهم خيرا، و أن يعين الجميع في هذا الملتقى؛ على مشاركتنا في ذبِّ الشبهات عن القرآن الكريم!!
و إلى إخوتي الأفاضل، أعود إليكم و في جعبتي اليوم كتاب ماتع يتناول جانب مما نحن بصدده:
الهيرمينوطيقيا و النص القرآني (نقد و تجريح)، بقلم حميد سمير، دار البيارق، عمان.
و لا تنسوا أختكم من الدعاء.
ـ[أحمد بوعود]ــــــــ[20 Aug 2007, 04:20 م]ـ
إخواني الأفاضل/ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله أن يبارك في جهدكم واجتهادكم جميعا، مشرفين ومشاركين وزوارا
أود أن أشير إلى نقطة راهاأساسية بشأن الفكر الحداثي:
على من أراد الاطلاع والإلمام بالفكر الحداثي أن يتجه مباشرة إل أصحابه ولو غربيين وبلغتهم إن أمكن، أما النقل عنهم بالواسطة فيوقع في كثير من المشاكل التي تبتعد بالباحث عن الحقيقة التي يطلبها ... كما أن التعامل مع هذا الفكر بمنطق الأحكام الجاهزة والمسبقة تحجب عنا معرفة ثغراته الحقيقية التي تناقض زعم "العلمية" ... وللأسف هذا هو حال كثير من الدراسات الإسلامية المعاصرة ...
ـ[النجدية]ــــــــ[20 Aug 2007, 05:50 م]ـ
جزاكم الله خيرا أستاذنا أحمد بوعود ...
و نشكر لكم مروركم العطر، و نصيحتكم الطيبة -بارك الله بكم!!
و نسأل الله أن يعينكم؛ لتمدنا بكل ما هو مفيد و نافع في هذا الموضوع.
فنحن و الله طلاب علم، نبحر في بحره الواسع!!
و دمتم في حفظ الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[21 Aug 2007, 11:08 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أستاذنا على هذه الملاحظة القيمة، ونرجو منكم أن لا تبخلوا علينا بأي ملاحظة أو فائدة، كما نرجو منكم تزويدنا بأسماء بعض كتب الحداثيين أو بمواقعهم، وأسأل الله أن يزيدك من علمه.
ـ[أحمد بوعود]ــــــــ[21 Aug 2007, 04:56 م]ـ
أحبابي الأفاضل/ السلام عليكم
لمعرفة أصول الفكر الحداثي أقترح أن تتم مراجعة ما سمي بعصر الأنوار ودراسته رموزه الكبرى وما خلفوه من آثار ... لذا أقترح عليكم هذه الأرضية التي حاولت فيها حصر منطلقات الفكر الحداثي ومرتكزه في التحليل، ثم أردفها ببعض المراجع المهمة في الباب وبعض المواقع. أرجو أن تكون مفيدة. وأعتذر إليكم إن كان يشوبها الارتجال وقلة التدقيق.
أولا: الأرضية
إن الفكر الحداثي المعاصر مدين لفلاسفة الأنوار الذين كانت رسالتهم "التسامح الكوني"، وتفكيك كل ما يزعم أنه حقيقة مطلقة، والتعامل بأخلاق طبيعية لا ترتبط بتعاليم كنسية ولا بشريعة. وعلى رأس هؤلاء الفلاسفة:
- ديدرو 1784) ( Denis Diderot)) من أعلام الفكر الفلسفي في القرن الثامن عشر وصاحب الموسوعة ( Encyclopédie).
- فولتير ( François Voltaire) (1778) كاتب فرنسي، وصاحب رسائل فلسفية ( Lettres philosophiques) أظهر فيها مزايا الحرية التي تفتقدها فرنسا. وقد كرس حياته لمواجهة الموارئيات ( Les métaphysiques) والماورائيين ( Les métahphysiciens). وكان يدعو إلى أن يعيش الإنسان حسب طبيعته ...
- روسو ( Jean-Jacques Rousseau) (1778) كاتب وفيلسوف فرنسي. وهو صاحب العقد الاجتماعي ( Contrat social) الذي بلور فيه شروط الانتقال من الدولة الطبيعية إلى دولة المجتمع. ويعد هذا الكتاب "إنجيل" الثورة الفرنسية.
هؤلاء الثلاثة يشكلون الانطلاقة الحقيقية للفكر الخداثي، والنواة الأساس لها. وبعدهم جاء مجموعة من الفلاسفة الذين عملوا على شرح ما جاد به هؤلاء وتفصيله والبناء عليه. اذكر منهم:
- كومت ( Auguste Comte) (1857) فيلسوف فرنسي، مؤسس الفلسفة الوضعية ( positivisme) بلورها في كتابه دروس في الفلسفة الوضعية ( Cours de philosophie positive) وهو من أهم الأعمال الفلسفية للقرن التاسع عشر، وفيه برهن على وجود علم اجتماع يهتم بدراسة المجتمعات ...
- ماركس ( Karl Hienrich Marx) (1883) سياسي وفيلسوف واقتصادي ألماني، من أصل يهودي، تأثر بفلسفة هيجل ... وهو صاحب التفسير المادي للتاريخ الذي يؤمن بالتطور الحتمي وهو داعية الشيوعية ومؤسسها والذي اعتبر الدين أفيون الشعوب.
- داروين ( Charles Robert Darwin) (1889) طبيعي إنجليزي، وهو مؤسس المسلمة الدوابية التي تدعي أن الإنسان ينحدر من سلالة القرود، أو ما عرف بنظرية التطور التي ضمنها كتابه أصل الأنواع ( De l’Origine des Espèces) حيث بين فيه أن الكفاح من أجل الحياة والانتقاء الطبيعي هما العاملان الحاسمان في تطور الكائنات الحية.
- نيتشه ( Friedrich Nietzsche) (1900) فيلسوف ألماني، اعتبر العالم قوى متعارضة تلعب فيما بينها، وفلسفته تزعم بأن الإله قد مات وأن الإنسان الأعلى ( Surhomme) ينبغي أن يحل محله.
هذا فضلا عن جهود فلاسفة القرن العشرين الذين بلغت العلمانية أوجها على أيديهم، ومنهم انتقلت إلى العالم العربي والإسلامي ...
يعتبر العقل المرجع الأساس في الفكر الحداثي، وقد عرف في المعجم الفلسفي الغربي بتعريفات متعددة تشترك كلها في إعطائه صبغة معرفية إبستيمية. وقد حددت وظيفته فيما هو حسي فقط ...
هذه التعريفات تطورت من قبل ثلة من الفلاسفة في مقدمتهم الفيلسوف الإنجليزي فرانسيس بيكون ( Francis Bacon) صاحب المنهج التجريبي (1627) الذي أرجع في مسؤولية ارتكاب الأخطاء وتشويه الحقائق إلى الجانب الفطري من العقل ... ثم الإنجليزي جون لوك ( John Locke) (1704) الذي زعم أن الإنسان يولد بعقل خال من الأفكار، وأن أفكاره يكتسبها من خلال التجربة والخبرة ... وجاء بعده المؤرخ والفيلسوف السكوتلندي دافيد هيوم ( David Hume) (1777) الذي أنكر فطرية مبدأ السببية والرابطة الضرورية بين السبب والمسبب معتبرا أن الربط بينهما شكلي ناجم عن الإلفة والعادة ...
(يُتْبَعُ)
(/)
وجاء الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط ( Emmanuel Kant) (1804) وحاول إنقاذ العقل من المأزق الذي وضعته فيه المدرسة الوضعية، فميز بين مستويات ثلاثة للإدراك هي: الحدس، والفهم، والعقل. وتتم معرفة الأشياء في نظره من خلال الحدس أولا، ثم يتم تصنيف المعطيات وفق مفاهيم أو أسماء، وهي أصناف ذهنية يولدها العقل نفسه ليميز المظاهر المختلفة للأشياء، ثم ترتبط هذه الأصناف الذهنية بعضها ببعض من خلال مجموعة من المبادئ العقلية، سابقة للخبرة الإنسانية ومتعالية عن التجربة الحسية ...
اما عن التحليل في الفكر الحداثي فآخر ما توصل إليه الفكر الحداثي هو التحليل التفكيكي، إذ كل الفلسفات والمناهج غايتها التفكيك. وقد ارتبط بهايدغر ( Heidegger) (1976)، قبل أن ينتشر في الفكر الفرنسي المعاصر على يد اليهودي جاك دريدا ( Jacques Dérida)(2004) ابتداء من سنة 1967.
والتفكيك قطيعة مع الميتافيزيقا والخروج من سلطتها، بل كل فكر غيبي ميتافيزيقي ماورائي ينبغي تقويضه لإعادة البناء. يقول جاك دريدا: "إنه هو (يقصد هايدجر) من قرع نواقيس نهاية الميتافيزيقا وعلمنا أن نسلك معها سلوكا استراتيجيا يقوم على التموضع داخل الظاهرة وتوجبه ضربات لها متتالية لها من الداخل. أي أن نقطع شوطا مع الميتافيزيقا، وأن نطرح عليها أسئلة تُظهر أمامها من تلقاء نفسها عجزها عن الإجابة وتفصح عن تناقضها الداخلي. إن الميتافيزيقا ليست نصا واضحا ولا دائرة محددة المعالم والمحيط يمكن أن نخرج منها ونوجه لها ضربات من هذا الخارج ... وهذه العملية هي ما دعوته بالتفكيك".
ثانيا: بعض المراجع المقترحة في الباب:
أولا: باللغة العربية:
1. دريدا (جاك): الكتابة والاختلاف، حوار وترجمة كاظم جهاد، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء سنة 1988.
2. دريدا (جاك): مواقع، (حوارات)، ترجمة فريد الزاهي دار توبقال، البيضاء، ط1. 1992.
3. ديورانت (وول): قصة الحضارة، ترجمة محمد بدران، نشر الإدارة العربية في جامعة الدول العربية، مطابع الدجوي، القاهرة.
4. صافي (لؤي): إعمال العقل .. من النظرة التجزيئية إلى الرؤية التكاملية، دار الفكر، دمشق، ط1، 1998. [كتاب قيم جدا]
5. صالح (سعد الدين السيد): احذروا الأساليب الحديثة في مواجهة الإسلام، دار الأرقم، الزقازيق، ط2، 1413هـ-1993م.
6. عبد الرحمن (طه): روح الحداثة .. مدخل إلى تأسيس الحداثة الإسلامية، المركز الثقافي العربي، البيضاء. ط1، 2006.
7. الفجاري (مختار): نقد العقل الإسلامي عند محمد أركون، دار الطليعة بيروت ط1، 2005.
8. فيشر (أ. هـ): تاريخ أوروبا في العصور الوسطى، ترجمة مصطفى زيادة، مصر 1966م.
9. قطب (محمد): مذاهب فكرية معاصرة، دار الشروق، بيروت، ط 2، 1407هـ-1987م.
10. القفاري (ناصر وزميله): الموجز في الأديان والمذاهب المعاصرة، دار الصميعي للنشر، الرياض، ط1، 1413هـ-1992م.
11. كرم (يوسف): تاريخ الفلسفة الحديثة ...
12. الميداني (عبدالرحمن): كواشف زيوف، دار القلم، ط 1، 1405هـ-1985م.
ثانيا: باللغة الأجنبية:
13. Barbier (Maurice): Religion et politique dans la pensée moderne, Nancy, PUN; 1987.
14. Capéran (louis): Histoire contemporaine de la laïcité française tome 1, Paris, librairie Marcel Rivière et Cie, 1957.
15. Mestiri (Mohamed, Moussa khadimillah): Penser la modernité et l’islam.. Regards croisés, IIIT, Paris 2005.
ثالثا: بعض المواقع ربما تكون مفيدة في الموضوع:
http://www.fikrwanakd.aljabriabed.net
http://maaber.50megs.com/last_issue/index.htm
www.philomaroc.com
www.nizwa.com
www.altasamoh.net
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[22 Aug 2007, 09:21 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أستاذنا أحمد بو عود؛ فقد أجدت وأفدت
وأرجو مواصلة إتحافنا بمثل هذه الفوائد والفرائد
ونرحب بك عضوا في ملتقى أهل التفسير
ـ[النجدية]ــــــــ[22 Aug 2007, 09:39 ص]ـ
أستاذنا الكريم، نشكركم جزيل الشكر!!
و نسأل الله أن ينفع بكم، و بعلمكم!!
و دمتم في حفظ الرحمن ...
ـ[النجدية]ــــــــ[22 Aug 2007, 10:12 ص]ـ
أستاذنا رعاكم الله ...
فهمت مما سبق: أن الحداثة نتاج فلسفة الغرب باختصار، و فرضت علينا الآن، و من أجل أن نتقن فهمها؛ يجب أن نغوص لجذورها؛ لندرك أصل تكونها!!
أهذا فهم سوي؟؟ -سدد الرحمن على الخير خطاكم!! -
أستاذنا ما نعني بالعبارة التالية: "صبغة معرفية إبستيمية "؟؟؟
و دمتم على الخير أعوانا!!
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[22 Aug 2007, 03:50 م]ـ
موقع يهتم بالحداثة
http://www.bayan-alquran.net/forums/forumdisplay.php?f=20
ـ[أحمد بوعود]ــــــــ[22 Aug 2007, 06:26 م]ـ
أحبابي الكرام ... حفظكم الله ورعاكم ونورنا وإياكم بنور الفهم وجعلنا من إخوان الآخرة
المقصود ب"إبستيمية" معرفية ... وهي من فصيلة المشتقات للإبستيمولوجيا التي تعني -كما نعلم جميعا- دراسة نقدية للعلوم (مبادئها ومناهجها وقيمتها) من أجل تحديد أصلها وقيمتها ووظيفتها. (انظر Paul Robert, Le grand Robert de la langue française, 2è éd. VUEF Paris, 2001, Tome 3, p 104 ).
أقترح عليكم هذا الرابط الذي تجدون به دراسة حول تناقضات الحداثة العربية:
http://www.arabiancreativity.com/waili4.htm
وإنه لمن دواعي السرور أن يهتم الباحثون في العلوم الشرعية بما أفرزته الفلسفات الغربية ... وهذا من مقتضيات الدعوة إلى دين الله تعالي. فنقض الباطل لا يتم إلا بمعرفة مواطن عجزه وقصوره.
حفظكم الله جميعا.
محبكم احمد بوعود
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[النجدية]ــــــــ[22 Aug 2007, 09:27 م]ـ
أساتذتي الكرام ...
جزاكم الرحمن صالحة!!
و زانكم ربي بالعلم و الإيمان، و طاعة الرحمن ...
و نفع الله بكم خلقه كافة ... جعل الله جهدكم هذا في ميزان حسناتكم!!
ـ[النجدية]ــــــــ[01 Sep 2007, 06:14 م]ـ
بسم الله ...
أساتذتي الكرام و زملائي الأفاضل ... و كل من يهتم بالحداثة.
أسعى الآن إلى بلورة تعريف للحداثة، تعريف معاصر؛ و لكن احترت من أين أبدأ ....
فها أنا ذا أطلب العون منكم، جعلكم ربي على الخير أعوانا دائما!!
فكيف نعرِّف الحداثة؟؟؟
و دمتم في حفظ ربي!!
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[02 Sep 2007, 10:20 م]ـ
الأخت الكريمة يرجى مراجعة هذه الروابط:
مصادر في الحداثة
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=6891
مصادر في الحداثة
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=4725
موضوعات في الحداثة مع ملاحظة أن الباحث لا يفرق كثيراً بين العلمانية والحداثة
http://www.eltwhed.com/vb/forumdisplay.php?f=36
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[02 Sep 2007, 10:35 م]ـ
كتب الأخ بوعود
- فولتير ( François Voltaire) (1778) كاتب فرنسي، وصاحب رسائل فلسفية ( Lettres philosophiques) أظهر فيها مزايا الحرية التي تفتقدها فرنسا. وقد كرس حياته لمواجهة الموارئيات ( Les métaphysiques) والماورائيين ( Les métahphysiciens). وكان يدعو إلى أن يعيش الإنسان حسب طبيعته ...
تعقيب خفيف:
الماورئيات المقصود بها الميتافيزيقا: أي الغيب
الماورئيين: الذين يؤمنون بالغيب
ولكن مع ملاحظة أن فلاسفة الغرب يواجهون الكنيسة الممثلة للنصرانية والتي حولت الدين والغيب إلى مجموعة من الخرافات والخزعبلات.
ومع ملاحظة أيضاً أن الدين في منظور فلاسفة الغرب هو الدين السائد فيما بينهم والذي يرأسه البابا.
كانت الماورئيات والماورائئين هي الصورة النمطية للمسيحية المحرفة والتي يختزنها الوجدان اولفكر الفلسفي الغربي للأسف والتي جعلته يقف موقفاً معادياً للدين عموماً وللغيب أيضأ
والله أعلم
ـ[النجدية]ــــــــ[03 Sep 2007, 11:58 ص]ـ
بسم الله ...
أحمد الله تبارك و تعالى، أن يسر لي أساتذة كرام فضلاء مثلكم!!
زادكم الرحمن علما طيبا نافعا، و لا حرمنا فضلكم!!
أستاذنا سأراجع -إن شاء الله - هذه الروابط، و إن تعسر علي شيء؛ فسأسارع إلى سؤالكم ...
و دمتم في حفظ الله.
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[18 Jun 2010, 02:44 م]ـ
شكر الله للأخت النجدية بعث مثل هذا الموضوع، وبارك الله في الأساتذة الكرام: زهير هاشم، وأحمد بوعود، وأحمد الطعان الذين دونوا هذه الفوائد الهامة.
وأعيد رفعه للفائدة.(/)
بحث (الاتجاهات الحديثة للمستشرقين ومن تابعهم في تفسير القرآن الكريم) د. محمد السرحاني
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Jul 2007, 02:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر العدد الأخير (70) من مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية التي تصدر عن هذه الكلية بجامعة الكويت (شعبان 1428هـ).
http://www.tafsir.net/images/kwait.jpg
وقد اشتمل على عدد من البحوث منها بحث بعنوان
- الاتجاهات الحديثة للمستشرقين ومن تابعهم في تفسير القرآن الكريم، للدكتور محمد بن سعيد السرحاني.
في 15/ 7/1428هـ
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[31 Jul 2007, 01:41 م]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا عبد الله ...
ـ[النجدية]ــــــــ[31 Jul 2007, 03:23 م]ـ
أستاذنا الفاضل عبد الرحمن الشهري حفظكم المولى!
هلا تكرمتم علينا ببيان الطريقة التي نصل بها إلى هذا العدد؛ فهذه المجلة سمعت بها كثيرا، و لكن لم يسبق أن وقعت بين يدي!
و الشكر الجزيل، و الدعاء لكم متواصل ...
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[07 Aug 2007, 10:44 ص]ـ
يمكن الاطلاع على المجلة من خلال الرابط التالي
http://pubcouncil.kuniv.edu.kw/jsis/Arabic/Default.asp(/)
مقالات الدكتور إبراهيم عوض جميعها في كتاب إليكتروني
ـ[كرم]ــــــــ[01 Aug 2007, 03:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الدكتور إبراهيم عوض هو أستاذ النقد الأدبي بكلية آداب لغة عربية جامعة عين شمس و مدافع لا تلين له قناة عن الإسلام ديانة ورسولا و حضارة ولغة. له من المؤلفات و المقالات النافعة الكثير خاصة في مجال الرد على الشبهات و الكتب النصرانية التبشيرية دفاعًا عن الرسول صلى الله عليه وسلم و القرآن الكريم. وقد قمت بجمع مقالاته المنشورة على الإنترنت في كتاب إليكتروني بصيغة exe ثم رفعته على موقع الأرشيف.
صورة من الكتاب
http://img170.imageshack.us/img170/6692/69297999bm0.jpg
الرابط:
http://www.archive.org/download/Ibrahimawad/d.ibrahim_awads_articles.exe
ـ[كرم]ــــــــ[03 Aug 2007, 02:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الرابط الأول هذا لا يعمل الآن،فقد حذفته لوجود تعديل أدخلته في الملف الجديد
الآن هذا رابط يعمل للكتاب بإذن الله
http://www.archive.org/download/karamarticles/articles.rar
من قام بتحميل الرابط الأول،فليحذفه وليعد تحميل الملف من جديد من هذا الرابط، فالأول كان به خطأ في الروابط داخل الكتاب
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[05 Aug 2007, 02:50 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم كرم.
ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[05 Aug 2007, 05:42 م]ـ
جزاك الله خيراً،،
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[06 Aug 2007, 05:30 ص]ـ
بوركت جهودك أخي كرم ....
ـ[محمود البعداني]ــــــــ[04 Sep 2007, 11:22 م]ـ
جزاك الله خيرا(/)
زغلول النجار: الإعجاز العلمي للقرآن سلاحنا لغزو عقول الغرب
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[05 Aug 2007, 02:44 م]ـ
الإسلام اليوم / دعا الدكتور زغلول النجار، أستاذ علم الجيولوجيا ورائد علوم الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية، إلى اعتماد التفسير العلمي للقرآن والسنة ضمن علوم التفسير المعتمدة في كليات الدراسات الشرعية، لافتاً النظر إلى أن هذا التفسير العلمي يشكّل إضافة مهمة، وينبغي أن يكون من ضمن مناهج إعداد وتأهيل الدعاة بصفته يمثل لغة العصر القادرة على إقناع الغربيين وغيرهم بالإسلام.
ودلل في مقابلة مع شبكة (الإسلام اليوم) على أهمية هذا التفسير العلمي لآيات القرآن الكريم وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، باعتناق آلاف الجنود والضباط الأمريكيين للإسلام عقب محاضرة ألقاها عليهم حول الإعجاز العلمي في أحد معسكراتهم بدولة الكويت.
وفيما يلي تفاصيل الحوار ...
ما هي أهم مؤلفاتكم في مجال الإعجاز العلمي للقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة؟
هناك الكثير من المؤلفات منها (السماء في القرآن الكريم) في ستمائة وعشرين صفحة، و (النبات في القرآن الكريم) في أربعة أجزاء، و (الحيوان في القرآن الكريم) في أربعمائة وخمسين صفحة عن مخلوقات الله في عالم الحيوان، وبه أكثر من خمس وعشرين آية مصوغة صياغة علمية دقيقة للغاية تشهد لهذا الكتاب أنه لا يمكن أن يكون صناعة بشرية، بل هو من لدن حكيم خبير، و (الأرض في القرآن الكريم) في ثمانمائة صفحة، و (مشاهد الآخرة في القرآن) في مجلد، و (بعض جوانب الإعجاز التاريخي في القرآن الكريم) في مجلد، وثلاثة أجزاء عن الإعجاز العلمي في السنة النبوية المطهرة بالعربي وبالإنجليزي، وهذه المجلدات جارٍ ترجمتُها إلى اللغات الأجنبية.
ما هو الجديد الذي تناولتموه بالنسبة للإعجاز العلمي في السنة النبوية المطهرة؟
صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ" ويقول ربنا سبحانه وتعالى في وصفه: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) [سورة النجم:3 - 4]، فإذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم فعلينا أن ننظر في قوله من الناحية العلمية، فكثير من أحاديثه صلى الله عليه وسلم تحوي حقائق علمية لم يصل إليها إنسان هذا العصر إلاّ بعد جهود آلاف العلماء على مدى مئات السنين، ولا يمكن أن يقول عاقل بأن إنساناً أمياً يستطيع أن يتوصل إلى هذه الحقائق العلمية من نفسه، بل لا بد أن هذا الإنسان يوحى إليه من الله سبحانه وتعالى.
ضوابط التفسير العلمي
من وجهة نظركم ما أهمية الحديث عن الإعجاز العلمي في السنة النبوية الآن؟
نحن في أمس الحاجة، هذه الأيام، للحديث عن الإعجاز العلمي في السنة المطهرة؛ لأن الهجمة من جانب المستشرقين والعلمانيين الكارهين للإسلام شرسة، وهم يوجهون سهامهم للسّنة، بصفتها المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن الكريم، فإذا ما تم هدم المصدر الثاني أصبح من السهل في مرحلة لاحقة، هدم المصدر الأول، ونحن نرى الآن من يقول عن نفسه بأنه "قرآني" ولا يعترف بالسنة.
البعض يتساءل عن الضوابط التي تحول دون تفسير القرآن بنظريات قد تتغير في المستقبل مما ينعكس بالسلب على كتاب الله تعالى فما قولكم؟
نحن في ذلك لنا ضوابط عديدة؛ لأن الذي يدخل هذا المجال بغير هذه الضوابط يضر أكثر مما ينفع. ومن هذه الضوابط: ألاّ يوظف في تفسير الآية القرآنية إلاّ الحقيقة العلمية القاطعة التي حسمها العلم؛ لأنه من المتفق عليه بين العلماء أن العلم إذا وصل إلى مقام الحقيقة أو القانون في فرع من فروع العلم لا يرتد على ذاته، وهو قد يتوسع و يُضاف إليه، لكنه لا ينقلب على ذاته.
والإشارات الكونية في القرآن الكريم تحتاج إلى مجاهدة في الفهم، فلا بد أن يبرز من أهل كل عصر من يتأهل للتعريف بكتاب الله، بإتقان اللغة العربية وقواعدها، وفهم لأسباب النزول، وفهم للناسخ والمنسوخ، وفهم للمأثور من فقه الرسول الكريم، وجهود المفسرين السابقين، ثم يُضاف البُعد العلمي، حتى تُفهم دلالة هذه الآية فهماً صحيحاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن أعظم جوانب الإعجاز في كتاب الله أن الآية الكريمة تأتي بألفاظ محددة، يفهم منها أهل كل عصر معنًى من المعاني، وتظل هذه المعرفة تتسع باستمرار، مع اتساع دائرة المعرفة الإنسانية في تكامل لا يعرف التضاد.
وهل يمكن الاستفادة من النظريات التي لم تتحول بعد إلى حقيقة علمية ثابتة في تفسير الآيات التي تتضمن إشارات علمية؟
العلم لم يصل للحقيقة في كل أمر من الأمور، ولا شيء يمنع من توظيف النظرية السائدة إلاّ في حالة الآيات المتعلقة بالخلق والإفناء والبعث؛ لكونها غيبية لم يرَها أي بشر، ولكن ينبغي عندئذ التأكيد على أن هذا التفسير يظل تفسيراً مرحلياً، حتى يصل العلم إلى نتيجة دقيقة، أي حقيقة ثابتة، فينفي التفسير السابق أو يغيّره، وهذا لا يسيء للقرآن الكريم أبداً؛ لأن الخطأ يعود على المفسر ولا يمس كتاب الله أبداً، وعندما أفهم الآية القرآنية جيداً أستطيع إثبات سبْق القرآن الكريم، وهذا السّبْق أُطلق عليه "الإعجاز العلمي للقرآن الكريم"، وأنه لم يكن بمقدور أي إنسان، ولم يكن ممكناً لأحد من الخلق في زمن الوحي أو بعده أن يصل إلى هذه الحقيقة أبداً.
وليس من المنطق أن يكون كل شيء يتناوله العلم موجوداً في القرآن الكريم، ولو كان الأمر هكذا لكان القرآن الكريم في مجلدات، ولا يستطيع الإنسان طوال حياته أن يقرأه، فضلاً عن حفظه، إنما هو فيه كل شيء من أمر الدين، لكن باقي القضايا جاءت على شكل نماذج وإشارات ومنها، الآيات الكونية ورسائل السابقين، فليس بالضرورة أن أجد في القرآن كل قضية كونية.
ضرورة ملء الفراغ
ما رأيكم فيمن ينكرون السنة، ويطالبون بالاكتفاء بالقرآن الكريم، و الحملة التي تشنها بعض الدوائر الإعلامية الغربية من خلال الرسومات للسخرية من النبي صلى الله عليه وسلم؟
الذين يطالبون بالاكتفاء بالقرآن الكريم يناقضون القرآن ذاته الذي يأمرنا باتباع الرسول -صلى الله عليه وسلم- في كل ما أمر به ونهى عنه، وهذا الأمر والنهي موجود وثابت في سنته صلى الله عليه وسلم، أما الحملة على النبي صلى الله عليه وسلم، في بعض الصحف الأوربية فهذا يرجع إلى كراهيّتهم للإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم، ولأننا تركنا الساحة الإعلامية لغُلاة اليهود والنصارى، ولم تفعل الحكومات العربية والإسلامية وسفاراتها ووسائل إعلامها شيئاً للرد على هذه الحملات المغرضة، وما فعله الدنمركيون كان نتيجة لهذا الفراغ الذي تركناه في هذه الدول.
ما هو في رأيكم سبب كراهية الغرب للإسلام؟ وكيف يتعامل الدعاة مع هذه الإشكالية؟
سبب كراهية الغرب للإسلام والمسلمين هو جهلهم بهذا الدين، وما من عاقل من أهل الغرب سمع بالقرآن الكريم وما به من آيات معجزات سبقت العلم في كثير من الحقائق الكونية، إلاّ وأعلن إسلامه على الفور، والدليل على ذلك واقعة عايشتها عندما استدعاني أحد الأمراء العرب على عجل إلى قصر الإمارة، حيث كان لديه ضيوف غربيون، تربطه بهم علاقات سياسية، يكيلون الانتقادات والاتهامات للإسلام والمسلمين، ومن هذه الاتهامات؛ أن الإسلام هو السبب في تخلف المسلمين عن ركب الحضارة المعاصرة، وأثاروا أمامه عدداً من الشبهات حول القرآن الكريم، فجلست مع هؤلاء المشككين في حضرة ذلك الأمير، وعرضت عليهم بعضاً مما احتواه كتاب الله من دلائل وإعجاز وحقائق علمية، وكانوا ستة أشخاص، وبعد سماعهم لهذه الأمثلة من الإعجاز العلمي للقرآن الكريم أعلن ثلاثة منهم الإسلام في نفس المجلس، والثلاثة الآخرون أخبروا الأمير عقب عودتهم إلى بلادهم أنهم بصدد التفكير في اعتناقه.
الأمريكيون يعلنون إسلامهم
هل لديكم مثال آخر لأهمية إلمام الدعاة بالتفسير العلمي لكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم؟
خلال عملي بكلية البترول والمعادن بالظهران بالمملكة العربية السعودية، كان للقوات الأمريكية الموجودة في الكويت معسكرات قريبة من الحدود السعودية، وسألني بعض طلاب الكلية عما ينبغي فعله مع هؤلاء الأمريكان، هل يقاومونهم؟ فرددت عليهم بأن ميزان القوة ليس في صالحهم، وعرضت عليهم أن يبلغوا أحد هذه المعسكرات رغبتي في إلقاء محاضرة عليهم حول الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، وتم ذلك بحمد الله، فما كان من معظم الضباط والجنود إلاّ أن أعلنوا إسلامهم بعد المحاضرة مباشرة، وكان عددهم يزيد عن عدة آلاف.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا المثال يؤكد على أهمية أن يتسلح الدعاة لهذا الدين بما توصل إليه العلماء في مجال الإعجاز العلمي في القرآن والسنة؛ لأن لغة الإعجاز العلمي هي اللغة التي يفهمها الغربيون، وهي لغة هذا العصر الذي يهيمن عليه العلم والعلماء، وأن يتم إدخال التفسير العلمي إلى كليات الدعوة والعلوم الشرعية كأحد مناهج التفسير إلى جانب كتب ومناهج التفسير المعتمدة الأخرى.
نريد بعض النماذج للإعجاز العلمي في القرآن الكريم
في سورة يوسف عليه السلام - على سبيل المثال - نجد العديد من الإشارات الكونية، منها: أن يكون عدد إخوة يوسف عليه السلام أحد عشر، ويكون مجموع الكواكب في مجموعتنا الشمسية بالعدد نفسه، وليس من قبيل المصادفة، أن يرى يوسف في رؤياه أحد عشر كوكباً والشمس والقمر له ساجدين، وأن تتحقق هذه الرؤيا بسجود إخوته وأبويه له يوم أن جمَعهم الله -عز وجل- جميعاً على أرض مصر، وفي ذلك يقول ربنا تبارك وتعالى على لسان يوسف عليه السلام: (يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ). [سورة يوسف:4].
كذلك الإشارة إلى واقعة تاريخية وقعت بمصر من قبل بعثة المصطفى صلى الله عليه وسلم بأكثر من اثني عشر قرناً مؤداها مرور سبع سنين من الخصب العام، تليها سبع سنين عجاف من القحط والجفاف والجدب، يليها عام زالت فيه تلك الشدة، ونزل الغيث وعمّ الرخاء، وقد أكدت الدراسات الأثرية صدْق ذلك، إلى جانب التوصية الإلهية التي ألهمها ربنا تبارك وتعالى، لعبده يوسف عليه السلام، بترك القمح المخزون من أعوام الرخاء لأعوام الشدة في سنابله، وقد أثبتت التجارب في خزن المحاصيل الزراعية أنها الطريقة المثلى لحفظ المحاصيل ذات السنابل لمدة طويلة دون فساد أو تسويس أو نقص في محتواها الغذائي.
من هنا يتضح اتفاق العلم الحديث الذي أكد أن عدد كواكب المجموعة الشمسية هو أحد عشر كوكباً مع ما جاء في رؤيا نبي الله يوسف عليه السلام، والكوكب هو كل جسم كروي من أجرام السماء يدور حول ذاته، ويجري في مدار محدد له حول الشمس.
المرجع ( http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?id=205&catid=212&artid=9819)(/)
الإعجاز العلمي .. الجذور وخلفيات النقد د. عبد الرحمن حللي
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[06 Aug 2007, 02:21 م]ـ
يُرجع الباحثون في الإعجاز العلمي للقرآن جذوره إلى الإمام الغزالي الذي اعتبر أن القرآن يحوي "مجامع علم الأولين والآخرين"، و"هو البحر المحيط، ومنه يتشعّب علم الأوّلين والآخرين"، ويعتبر الغزالي أن جميع العلوم داخلة في أفعال الله وصفاته، وفي القرآن شرح ذاته وأفعاله، فمقصد الغزالي من مقولته التعرف على الله من خلال القرآن وما اشتمل عليه من أصول العلوم ومفاتيحها، ثم جاء الرازي ليطبق فكرة الغزالي ويوظف العلوم في معرفة أسرار القرآن والوجود، ولم يسمِّ ذلك تفسيرا أو إعجاز علميا، إنما كان جاريا على نسق علماء كل عصر في الاستفادة من معارف زمنهم وتوظيفها في اختصاصاتهم.
رواج الإعجاز العلمي
ولم يظهر تعبير "الإعجاز" أو التفسير العلمي إلا بعد اكتشاف العالم الإسلامي الهوة الساحقة بينه وبين الغرب في مجال العلوم خصوصا، فتمت العودة إلى القرآن كوسيلة لاستعادة الثقة بالذات والتعويض عن التأخر العلمي لدى المسلمين، لذلك يعلل طنطاوي جوهري (ت:1940م) -صاحب أول وأشمل تفسير علمي- عمله بأنه رأى "أن شباب الأمة المسلمة وبعض أجلّة العلماء، عن العلوم الكونية معرضون"، فوضع تفسيره عسى أن يكون سبيلا ترتفع به مدنية المسلمين إلى العُلا فتفوق الفرنجة في الزراعة والطب والمعادن والحساب والهندسة والفلك وغيرها من العلوم والصناعات".
لكن تفسيره قوبل بالرفض؛ ليس لمبالغاته فقط، وإنما يرجع إلى علة أخرى هي أثر ذلك السلبي على القرآن لا من حيث المبدأ، وإنما من حيث الاستناد إلى نظريات علمية لم تصل إلى القطع فيتم بتغيرها نقض التفسير، وبالتالي الطعن بالقرآن، لذلك قيد المعترضون التفسير بأن يكون بالحقائق العلمية، فمعظم الجدل حول مشروعية التفسير العلمي لم يكن في جوهره موقفا من المبدأ، إنما من نماذجه وممارساته، وهذا يقتضي أن يتجه النقاش فيه إلى مسألة أعمّ -كما يرى أحميده النيفر- وهي التفسير الأيديولوجي للقرآن والذي لا يختلف عنه التفسير العلمي في جوهره.
لذلك لجأ المُحْدَثون من المشتغلين بالإعجاز العلمي إلى إعلان التقيد بالحقائق العلمية القاطعة التي لا رجعة فيها، أما النظريات العلمية فاستخدموها في التفسير العلمي دون الإعجاز (كما يقول زغلول النجار/ موقع أهل التفسير).
وقد لاقى التفسير والإعجاز العلمي رواجا حديثا، وذلك كوجه جديد من وجوه الصحوة الإسلامية التي تستقطب الشباب، وتم استثماره من قبل بعض الدعاة الجدد الذين يبحثون عن أنماط تجذب شرائح لم يستقطبها الخطاب الدعوي المسجدي والتقليدي، وساعد في بروزها توظيف وسائل الإعلام والفضائيات واستخدام التقنية في تبسيط القضايا العلمية وعرضها، ونشوء مؤسسات وجوائز للإعجاز العلمي الذي اتسع ليشمل السنة مع القرآن، وزاد في انتشارها توظيفها في دعوة غير المسلمين إلى الإسلام وادّعاء إيمان كثيرين منهم بواسطة ذلك، مع خلط في هذا المجال بين انسجام القرآن مع العلم المؤثر الأول في الإيمان بالنص وبين ما يُدّعى إعجازا علميا.
وتوسع التفسير العلمي إلى كل ميادين العلوم فراج الحديث عن طب مستخرج من القرآن مرافق للطب النبوي، فضلا عن الفلك وعوالم النبات والحيوان وأنظمة الكون، حتى أصبح في الحديث إسقاط وسخف بالعقول، وأصبح الموضوع شغل من لا شغل له، مع جهل فاضح بقوانين اللغة وأبجديات تفسير النصوص وسياقاتها، بل انتقلت العدوى إلى غير المسلمين فظهر من يدعي الإعجاز العلمي في الكتاب المقدس ويتم توظيفه في التبشير.
خلفيات نقد الإعجاز العلمي
هذه الطفرة المتأخرة في الحديث عن الإعجاز العلمي والشطط فيه أورثت نقدا له شبيها بردة الفعل على طنطاوي جوهري، مأتاه مخاطر الممارسات والتطبيقات لا النقد الجوهري للمبدأ، لذلك غابت المفاهيم العلمية في النقد والتي أهمها ما يتعلق بالموضوع وهو مفهوم الإعجاز، والذي يجمع المتحدثون في تعريفه على شرطية التحدي فيه، كما حصل التحدي بالقرآن أن يؤتى بمثله أو بعضه، والتحدي بالشيء يقتضي معاينته ومباشرة محاولة الخصم إظهار النقص فيه أو الإتيان بالبديل، وهذا لا يُتصور حصوله فيما يسمى بالإعجاز العلمي؛ لأن ما يُدّعى وجوده من علم في القرآن مجهول بالنسبة للمخاطب فبم يتم
(يُتْبَعُ)
(/)
التحدي؟.
ثم إن الإعجاز صفة ملازمة للقرآن باعتباره كلاما إلهيا، ولا يمكن أن يوجد في عصر دون عصر، ولو كان هناك إعجاز علمي لفصَّله القرآن للناس وهم به جاهلون وتحداهم أن يكتشفوا خلافه، أما ما يجري اليوم فهو حراك بجهد الغير؛ فالعلم المكتشف لم يباشره المسلمون، وما اكتشفه علماء المسلمين لم يدّع أيٌّ منهم كونه تدبرا في القرآن أو اكتشافا فيه رغم معرفتهم العميقة بالقرآن.
يبقى سؤال جوهري حول وظيفة ذكر القرآن لإشارات ذات بعد علمي في النفس أو الكون، فأي وظيفة لتلك الآيات إن لم يوظف العلم الحديث في تفسيرها؟ والإجابة أنها دعوة للبحث العلمي الجدي الذي دعا إليه القرآن عندما وجهنا إلى آيات الله الكونية والشرعية ولم يقل إننا قادرون على اكتشافها من النصوص التي وظيفتها الهداية والتربية الخلقية التي تحض على النظر والعمل ولا تقدم نفسها بديلا لهما.
إن دعاوى التفسير والإعجاز العلمي المعاصرة إنما هي ظاهرة تدل على فقدان الثقة بالخطاب الإسلامي الدعوي التقليدي وعجزه عن اجتذاب الناس، ومن جهة أخرى عجز علماء الدين المختصين عن إقناع شريحة من الناس برؤاهم، ما فتح الطريق أمام دعاة جدد لم يتخرجوا في مدارس العلم الشرعي التقليدية، إنما أتقنوا أدواتها ومصادرها في الوعظ ووظفوا معارف العصر التقنية والعلمية في الدعوة وسط عالم من النجومية صنعته لهم وسائل الإعلام، ما أجج موقف الشيوخ التقليديين منهم، إذ إن الدعاة الجدد أضافوا إلى تطفلهم انتزاع جمهورهم.
لقد كانت ظاهرة التفسير والإعجاز العلمي ظرفية تعكس الوهن الحضاري والثقافة السائدة، وستبقى في حالة مد وجزر وهي الآن في حالة طفرة ورواج سيعقبها زوال وكمون لانكشاف هشاشتها لدى المخدوعين بها وعدم تأثيرها في دفع الحراك الحضاري للمسلمين، بل إنها تؤدي دورا سلبيا خادعا وهو تضخيم وهم الأسبقية واعتبار الإعجاز العلمي نصرا إسلاميا في زمن الهزائم الحضارية.
المصدر ( http://www.islamonline.net/Arabic/contemporary/science/2007/01/02.shtml#2)
--------------------------------------------------------------------------------
** باحث سوري، دكتوراه في علوم القرآن– للتعليق يمكنكم التواصل معه عبر البريد الإلكتروني الخاص بالصفحة qadaya@islam-online.net(/)
30 عقبة في طريق الحوار مع الآخر
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[14 Aug 2007, 09:23 م]ـ
تنمية القدرات الحوارية في برنامج حوار الحضارات: 30 عقبة في طريق الحوار مع الآخر
شيرين حامد فهمي - إسلام أون لاين ( http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1184649571105&pagename=Zone-Arabic-ArtCulture%2FACALayout)
في عالم صارت فيه الثقافة والهوية مشكلين أساسيين للسياسة العالمية، وصار فيه الدين مكونًا جوهريًّا في تفسير الظواهر السياسية والاجتماعية والاقتصادية، بات الحوار مع الآخر ضرورة مُلحة لا غنى عنها، وقدرًا محتومًا لا يمكن الفرار منه.
وانطلاقًا من هذه الضرورة، نرى في جهود مركز "حوار الحضارات" في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة الذي يقيم دورات تدريبية حول "تنمية المهارات والقدرات الحوارية" والتي تنصب أهدافها على تدريب المشاركين على كيفية إدارة الحوار الناجح، وكيفية التفاوض مع الأنماط المختلفة من البشر، ومن ثَم تلافي الأخطاء التي قد يقع فيها المفاوض العربي أو التي يوقع فيها. وتعتبر مؤسسة "كونراد أديناور" الألمانية من أهم المؤسسات التي تمول مثل هذه الدورات.
* الحوار والممارسة العشوائية
"إذا ثار الحديث عن فكرة الحوار، فالمقصود بذلك أن تتحول الممارسة العشوائية للحوار إلى ممارسة منظمة وواعية". هكذا تحدث المستشار "طارق البشري" مقصد الحوار، كما تناوله في كتابه "المسألة الإسلامية المعاصرة: الملامح العامة للفكر السياسي الإسلامي في التاريخ المعاصر" (دار الشروق، 2005، صـ82).
ويضيف "البشري" مستكملاً حديثه عن مقصد الحوار قائلاً، إن الحوار يمثل حركة اجتماعية، ذات أدوات عديدة للإفصاح عنها. ومن تلك الأدوات: الندوات والمؤتمرات والبرامج ومطالب وتوجهات الأطراف المتحاورة. ومن ثَم فإن الحوار لا يسبق فيه الإعداد التنفيذ -كالتصميمات الهندسية- وإنما هو عملية متراكمة، تتداخل مراحلها وتتجمع على مدى زماني متطاول نسبيًّا.
يشير الدكتور "سيف الدين عبد الفتاح" -أستاذ النظرية السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، والمسئول عن تنسيق تلك الحوارات- إلى وجود حوالي 30 مثبطًا أو معوقًا للحوار الناجح المثمر. فبوجود تلك المثبطات والمعوقات، تصير الحوارات مرضية، أو ندخل في دائرة "الأمراض الحوارية" كما تقول الدكتورة "نادية مصطفى" رئيسة برنامج حوار الحضارات وأستاذة العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية.
ومن نماذج تلك الحوارات المرضية كما أسردها الدكتور "سيف": الحوارات السطحية والازدواجية والسلطوية والاستعراضية والالتفافية والتسفيهية والمراوغة والتآمرية والمفخخة؛ وكذلك حوارات الطريق المسدود وزخرف القول وفائض الكلام والمراء، وأيضًا حوارات خلط الأوراق والملفات السوداء، وحوارات الأماني والصور الوردية، وحوارات التكذيب والمغالطات والمتاهات، وحوارات التشويه الدلالي وبلبلة الألسن، والحوارات التافهة والعبثية، والحوارات المتعصبة الاستبدادية ذات الأفكار المسبقة، وحوارات التقييم التي يزيد فيها الرأي الشخصي عن الوصف مما يقلل الحجية، وأخيرًا حوارات نقطة الصفر التي تنكر التراكم الحواري، فيصير هدف الحوار الحوار ذاته.
"لا تغضب، لا تتعصب، لا تشغب"
هكذا حذر الدكتور "سيف" من آفات التصلب والتعصب والشغب في الحوار مع الآخر، سواء كان في داخل دائرتنا الحضارية أم خارجها. فالتعصب -بحسب رأيه- يضيع كل شيء. كما حذر من سوء اختيار المحاورين الذين يمثلون الذات الإسلامية الحضارية؛ فكثيرًا ما يتم إرسال نماذج غير مناسبة -على الإطلاق- إلى مؤتمرات وندوات بالخارج، يكون شغلها الشاغل هو التنزه والترفه لا الرسالة والمهمة. فأحوال الناس، كما يقول أستاذ النظرية السياسية، تندرج بين أربع حالات: إما إنسان يدري ويدري أنه يدري، فهو العالم؛ وإما إنسان يدري ولا يدري أنه يدري، وهو عالم إلا أنه يحتاج إلى تذكير؛ وإما إنسان لا يدري ويدري أنه لا يدري، فهو راشد؛ وإما إنسان لا يدري ولا يدري أنه لا يدري، وهو الجاهل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وغالبًا -وللأسف الشديد- ما يتم إرسال المحاور من الصنف الأخير، وهو ما أوضحته الدكتورة "نادية" حينما قارنت بين مبعوث الفاتيكان ومبعوث الأزهر في مؤتمرات حوار الحضارات. فبينما يكون الأول مستعدًا ومتمكنًا -ثقافيًّا ولغويًّا- يكون الثاني مفتقدًا لتلك الاستعدادات والإمكانات.
خلاصة خبرات حوارية
نتيجة لخبرتها في المؤتمرات الحوارية بين المسلمين وغير المسلمين، وباعتبارها رئيسة برنامج "حوار الحضارات"، تسرد الدكتورة "نادية مصطفى" خلاصة خبرتها في أربعة محاور:
• أنماط الحوارات:
تنقسم معظم الحوارات -التي تديرها المؤسسات الحوارية من الإيسيسكو إلى منظمة المؤتمر الإسلامي إلى الجمعية القبطية المصرية إلى ساحة الحوار على شبكة إسلام أون لاين. نت- إلى نوعين: الحوار مع الذات الحضارية، سواء في داخل الوطن الواحد (المسلمون والأقباط في مصر، السنة والشيعة في العراق) أو عبر الأوطان (الأتراك والإيرانيون)؛ والحوار مع الآخر المختلف حضاريًّا (المسلمون والغرب).
• أنماط القضايا المطروحة:
استنبطت أستاذة العلاقات الدولية أربعة أنماط للقضايا المطروحة في مؤتمرات حوار الحضارات: قضية أن المسلمين مذنبون، ومن ثم تلبيسهم الثوب الاعتذاري طيلة الحوار؛ قضية أن الثقافات والأديان ليس لها مكان في الحوار، وهو ما يتبناه اليساريون وبعض الإسلاميين؛ قضية أن الثقافات والأديان لها مكان أساسي في الحوار، وهو ما يتبناه الأصوليون المسيحيون واليهود، وكثير من الإسلاميين؛ وأخيرًا قضية أن حوار الحضارات هو سبيل التحديث للمسلمين، وهو ما يتبناه الليبراليون.
• مهارات الحوار:
تتلخص مهارات الحوار -كما تشير الدكتورة "نادية"- في المعرفة الجيدة باللغة الأخرى، وفي الوعي بالذات؛ إذ إنه لا يوجد تواصل حقيقي مع الآخر إلا عبر الذات، وفي الثقة بالنفس دون عداء، وفي الإلمام بالأديان المقارنة.
وتذكر آسفة أنه في غياب معرفة المحاور العربي باللغة الأخرى، يتم تقديم ترجمات خاطئة ومشوهة للمعنى، مثل أن تُترجم كلمة "بدعة" إلى innovation أي تطوير أو تجديد؛ ومن ثَم يشيع ويسود في أثناء الحوار معارضة المسلمين للتطوير والتجديد، بينما يكون المقصود هو معارضتهم للبدع.
خبرة برنامج حوار الحضارات
خرجت الدكتورة "نادية" بنتائج أو مبادئ عامة من خبرتها ببرنامج حوار الحضارات، وهي:
1) أن الغرب ليس كتلة واحدة، ومن ثَم فليس كله عدائيًّا، كما أنه ليس كله جاهلاً بالإسلام.2) أن هناك فارقًا بين الفكري والبحثي والإعلامي، وفارقًا بين الرسمي والمدني والشعبي.
3) أن هناك دورًا نشطًا وكبيرًا تقوم به الكنائس الأمريكية في تمويل تلك المؤتمرات؛ مما يجعلنا نثير تساؤلاً حول جدوى الفصل بين الدين والسياسة في الولايات المتحدة الأمريكية.
4) أن الآخر العدائي قد يكون في داخل دوائرنا الحضارية بقدر ما يكون خارجها.
5) أن إشراك غير المسلمين في الحوار مهمة ملزمة للمسلمين؛ فإشراك المصريين الأقباط في الحوار مهمة وطنية تقع على عاتق المصريين المسلمين؛ وإشراك غير المسلمين عامة مهمة حضارية تقع على عاتق المسلمين.
6) أن المُحاور العربي والمسلم يجب أن يكون ذا مهمة ورسالة يسعى إلى توصيلها؛ ومن ثَم يجب أن يسأل نفسه عدة أسئلة قبل الذهاب إلى تلك المؤتمرات: ماذا يريد أن يقول؟ كيف سينقل رسالته؟ من الذين دعوه؟ ولماذا دعوه؟.
7) أن يجتهد المُحاور في تقييم الحالة الحوارية وفي تصنيف الاتجاهات.
8) أن يخرج المُحاور من الحوار بشبكة اتصالات واسعة، مُقيمًا تنظيم الجهة الداعية، راصدًا ما أحدثه فيه الحوار من تغيرات وتحولات.
9) أن الاهتمام بالثقافة -وفي قلبها الدين- بات أمرًا مفروغًا منه؛ والدليل الواقعي على ذلك تدافع المؤسسات الدينية وغير الدينية لتمويل تلك المؤتمرات، ومنها: مجلس الكنائس العالمي، ومجلس الكنائس الأمريكي، والخارجية الأمريكية، والخارجية الفرنسية، وأقسام الشرق الأوسط بالجامعات الغربية الكبرى.
10) أن الحوار بات منطقة بحثية مهمة في عصر العولمة.
وفي نهاية رصد خبرتها، عبرت رئيسة برنامج حوار الحضارات عن أملها في اهتمام الخارجية المصرية بالبعد الثقافي في سياستها الخارجية، وفي تعاون الخارجية مع برنامج حوار الحضارات.
أخطاء المحاورين المسلمين
(يُتْبَعُ)
(/)
لماذا يخفق المحاورون المسلمون في حواراتهم مع الآخر؟ سؤال يجيب عليه الدكتور حسن وجيه -الخبير الدولي في مجال التفاوض- مستلهمًا خبرته الواسعة في ذلك المجال؛ ومعددًا أسباب الإخفاق على الوجه التالي:
1) عدم انطلاق المحاورين المسلمين من إطار مؤسسي، يكون جامعًا وحاشدًا لهم. بمعنى آخر، إن انطلاقهم بشكل فردي يجعلهم عرضة للضعف والتفتت، وهو عكس ما يفعله المحاورون الغربيون الذين ينطلقون من أطر مؤسساتية قوية. إن المشكلة تتمثل في غياب "النظام" لدى المحاورين المسلمين، واعتمادهم بدلاً من ذلك على فنون "الفهلوة" و"الحكي".
2) عمل المحاورين المسلمين خارج الإيقاع؛ فيكون الحوار يتحدث في وادٍ، وهم يتحدثون في وادٍ آخر. فينتهي الحوار، ويظل البعض منهم يتساءل: من نحن؟.
3) استسلام المحاورين المسلمين إلى أسئلة "التفخيخ" التي يوجهها لهم المحاورون غير المسلمين، واستسلامهم للهجوم بالاعتذار بدلاً من التجاهل وتحويل الحوار إلى البناء والإيجابية.
4) اتجاه الكثير منهم نحو اتهام الأشخاص دون القضايا، مما يغلق باب الحوار من أوله.
5) تجاهلهم للحقيقة وعدم السماح لها باختراق مصفاتهم الذهنية.
6) عدم تقمصهم لدور الآخر، role reversal.
نجاح المُحاور
حتى يكون الحوار فعالاً ومؤثرًا ينبغي على المُحاور أو المفاوض معرفة مهارات بناء الحجج؛ وهي تلك المهارات التي كثيرًا ما تناولها الدكتور "سيد غانم" -أستاذ النظرية السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة- بإسهاب وإتقان شديدين في كتاباته ومحاضراته، حيث يقوم بسرد أنواع الحجج المختلفة، واصفًا كيفية استعمالها واستخدامها.
فيُفرق بين الحجج "الوصفية" التي تتعامل مع واقع ملموس مستقل ودقيق، حيث يستخدم فيها المُحاور "المثال" و"الإحصاءات" و"شهادة ذوي الخبرة"، وبين الحجج "التأويلية" القائمة على التعريف والتصنيف وربط الوقائع ببعضها البعض في إطار منظور واحد، والمعتمدة على براعة المُحاور في استخدام "المقارنات" و"العلل" و"التنبؤات"، وأخيرًا بين الحجج "التقويمية" التي تتعلق بالصالح والطالح، وليس بالنفع والضرر.
ومن ضمن علامات نجاح المُفاوض، قدرته على وزن تلك الحجج المختلفة وقياسها تبعًا لحالة الحوار؛ فيعرف متى تُستخدم الحجج "الوصفية"، ومتى "التأويلية"، ومتى "التقويمية". ولكن للأسف الشديد، ينفق المفاوض معظم وقته في الوصف، متجاهلاً التأويل والتقويم.
ومن علامات النجاح أيضًا، اتجاه المفاوض نحو النظرة الشمولية للآخر، شكلاً وموضوعًا. وكذلك اتجاهه نحو النظر إليه كلية، بعيوبه وميزاته. فالنظرة السطحية المتسرعة -كما يشير الدكتور "أحمد العقاد جاويش" أستاذ إدارة الأعمال بكلية بنها- تُفشل كثيرًا من قدرة المفاوض.
وأكثر ما يلفت الانتباه في أدبيات الدكتور "أحمد العقاد جاويش"، هو تركيبه لصفات الحيوانات على طباع البشر وسلوكياتهم، ثم إملاء طرق المعاملة التي ينبغي على المفاوض استخدامها مع كل صنف. فمثلاً، يوجد هناك صنف من البشر يتمثل في عزة وكرامة الحصان؛ وصنف آخر يتمثل في شراسة وعِند "الكلب الثور" bull dog؛ وصنف ثالث يتمثل في تكبر واستعلاء الزرافة؛ وصنف رابع يتمثل في مكر الثعلب وتصيده للأخطاء؛ وصنف خامس يتمثل في دلال الغزال ولكن أيضًا في سلبيته وتوتره وتردده وجبنه؛ وصنف سادس يتمثل في كسل وغباء فرس النهر؛ وصنف سابع يتمثل في انعزال القنفذ؛ وأخيرًا، صنف ثرثار مثل الضفدع.
وقد أشار الدكتور "جاويش" إلى ضرورة معاملة كل صنف المعاملة التي تلائمه وتناسبه بحيث تصب في مصلحة المُفاوض. فالإنسان "الحصان" لا يعامل إلا بالكرم والاحترام والتقدير حتى لا تُجرح عزة نفسه؛ والإنسان "الكلب الثور" لا يعامل إلا بالتجاهل وعدم الانفعال حتى لا يُستفز؛ والإنسان "الزرافة" لا يعامل إلا بمنحه قدرًا من وضعه مع إحراجه وكسر أنفه بعض الشيء حتى لا يزداد في استعلائه وتكبره؛ والإنسان "الثعلب" لا يعامل إلا بانتهاج الصواب معه على طول الخط حتى لا يُعطى فرصة لتصيد الأخطاء؛ والإنسان "الغزال" لا يعامل إلا بوضع بديل واحد أمامه حتى لا ينهار من كثرة البدائل التي تزيد من توتره؛ والإنسان "فرس النهر" لا يعامل إلا بالاستقطاب الذي يخرجه من كسله ونومه؛ والإنسان "القنفذ" لا يعامل إلا بالتشجيع وتكليفه بمهام تزيد من
(يُتْبَعُ)
(/)
ثقته بنفسه حتى يخرج من عزلته؛ وأخيرًا الإنسان "الضفدع" لا يعامل إلا بمساءلته بأسئلة مغلقة حتى لا ينفتح في الثرثرة والكلام غير المفيد.
تقمص الأدوار
وحتى تؤتي الدورات الحوارية ببرنامج "حوار الحضارات" ثمارها، يسعى القائمون عليها إلى إدخال المتدربين في نموذج "المحاكاة" أو الـ simulation؛ أي محاكاة الواقع من خلال تمثيل أشخاص وأدوار واقعية؛ وهي عملية تُعلم المتدرب المفاوض كيفية التقليد والابتكار والتنبؤ بما سيحدث، وكذلك الإلمام بعناصر العالم الواقعي المعقد بطريقة مبسطة.
وقد أشاد الدكتور "محمد بشير الصفار" -أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد- بهذه العملية، لاعتبارها من أكفأ أنواع التعليم، هذا بالإضافة إلى ما تمده من عناصر المتعة والإخراج المسرحي للمتعلم.
وقد استخدمها علماؤنا المسلمون مع طلابهم -كما يقول "الصفار"- ليجعلوهم أكثر شوقًا للتعلم وأكثر ارتباطًا به؛ ولنا في العالم الجليل "أبي حنيفة النعمان" أسوة وقدوة.
واتباعًا لهذا المنهاج، يتجه منسقو تلك الدورات إلى الزج بالمتدربين في تلك النماذج؛ وكان أبرزها نموذج "شركات التدخين ... نعم أم لا؟ ". فكان على المتدربين أن يختاروا فيما بينهم الأدوار التي سيتقمصونها؛ فمجموعة تتقمص دور شركات التدخين، ومجموعة تتقمص دور وسائل الإعلام، ومجموعة تتقمص وزارة الصحة، وأخرى تتقمص دور المدخنين، والأخيرة تتقمص دور غير المدخنين. وكان واجب كل مجموعة أن تدخل في عملية عصف ذهني، تُخرج عبرها كل الحجج التي تساندها في تقمص الدور المكلفة به، وأن تُهاجم بتلك الحجج المجموعات الأخرى.
لقد كانت تجربة المحاكاة هي الزاد العملي الذي استفاد منه المتدربون في مثل هذه الدورات، بجانب ما استفادوه من الزاد النظري؛ وهو ما ميز هذه الدورات التي يقدمها مركز حوار الحضارات عن غيرها من الدورات النظرية البحتة. ولعله أسلوب يُنصح بتطبيقه في جميع الدورات الجامعية والأكاديمية؛ لكونه يُعلم الطالب كيفية إنزال العلم على أرض الواقع، وكيفية رده إلى الحياة المعيشة التي نحياها؛ وهو ما نفتقده -للأسف الشديد- في جميع مؤسساتنا التعليمية.
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[18 Oct 2007, 12:15 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم المسلمين .......... لقد انتهى الطرح المستفيض الى افاق الحوار كما اتصور وليس العقبات.
لاننا ندرك ان علينا معاشر المسلمين ان ناخذ بزمام الاسباب ونحسن التوكل على الله تعالى مخلصين له الدين كما امرنا بذلك والله تعالى يقول (وعلى الله فليتوكل المومنون).
مبادرة طيبة(/)
دعوة لتبني إنشاء جمعية الانتصار للقرآن الكريم
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[23 Aug 2007, 01:09 م]ـ
يُعد القرآن الكريم ـ معجزةُ الله جل جلاله الخالدة ـ أساسَ عقيدة وشريعة المسلمين، ودستور نظام حياتهم. كما تميز بأنه الكتاب السماوي الوحيد الذي يحمل معه الدليل على إلهية مصدره، هذا الدليل المتمثل بالإعجاز القرآني بمختلف وجوهه.
ومن بديع إعجاز القرآن الكريم، أنه لا تنقضي عجائبه، ولا يخلَق من كثرة الترداد، ولا يمل منه القارئ والسامع والباحث .. فلا يزداد القارئ إلا حباً لمزيد القراءة، والسامع إلا طلباً لمزيد السمع، والباحث إلا شغفاً لتكرار البحث والدراسة.
ومن يريد إثبات خطأ عقيدة المسلمين وشريعتهم ونظام حياتهم، يُخضِع القرآن الكريم إلى النقد بهدف الطعن في قطعية ثبوت مصدره، وسلامة محتواه من الخطأ والتناقض، وأسلوبه من الخطأ والزلل. ببذل جهد جبار منظم مستعيناً بخبرات مختلف علماء التاريخ والآثار واللغات والعلوم الطبيعية .. لإثبات وجود مختلف الأخطاء التاريخية والعلمية واللغوية .. وغيرها؛ لهذا تم إنشاء عدد كبير من مراكز البحوث والدراسات التي تتكامل فيها جهود الناقدين للقرآن الكريم، بمختلف تخصصاتهم وأهدافهم وجنسياتهم.
ولما كانت جهود نقد القرآن الكريم ـ بهدف بيان أخطائه ـ منظمة لها مؤسسات تُعنى بها وتدعمها بكل ما تطلب من دعم مادي ومعنوي .. كان لزاماً وواجباً مطلوباً من الغيورين عليه، السير بمنهج علمي منظم لمواجهة ما يوجه إلى دستور حياتهم من طعون، كما هو حق للقرآن الكريم على كل مسلم يستنير بنوره.
من هنا تأتي هذه الدراسة لتبين الحاجة إلى تأسيس جمعية عالمية كبرى تُعنَى بالانتصار للقرآن الكريم؛ لبيان الرد العلمي الصحيح للشبهات المثارة حوله من حيث تأكيد إلهية مصدره، وسلامته من التحريف والخطأ والتناقض، وإزالة اللبس المثار حول الثابت من وجوه إعجازه.
للمزيد:
http://www.55a.net/firas/arabic/?page=show_det&id=1406&select_page=17(/)
الخطايا تكلف كنيسة لوس أنجلوس 660 مليون دولار
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[30 Aug 2007, 10:04 ص]ـ
محمد حامد
كنيسة لوس انجلوس
قررت أبرشية الكاثوليك الرومان بمدينة لوس أنجلوس الأمريكية دفع مبلغ 660 مليون دولار إلى 500 ضحية، أساء قساوسة استغلالهم جنسيا على مدار الـ 70 عاما الماضية؛ وذلك لتسوية القضايا بعيدا عن القضاء، بحسب صحيفة "لوس أنجلوس ديلي نيوز" الأمريكية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر بارزة داخل الأبرشية -طلبت عدم ذكر أسمائها- قولها بأن مبلغ 660 مليون دولار أمريكي هو الأعلى في تاريخ فضائح الاستغلال الجنسي منذ تفجر قضية الاعتداءات الجنسية داخل الكنيسة الكاثوليكية في الولايات المتحدة عام 2002.
وأكد محامو الضحايا الأمر ذاته، مشيرين إلى أن الاتفاق على عملية التسوية تم بالفعل وسينتهي كل شيء بنهاية الأسبوع الجاري، حيث ستتراوح نسبة كل ضحية من التعويضات ما بين 1.2 و1.3 مليون دولار.
راي بوتشر -رئيس فريق المحامين وكيل أهالي الضحايا- الذي أعلن أن الاتفاق مع الأبرشية الكاثوليكية تم التوصل إليه أمس السبت، أوضح أيضا أن الكنيسة وأهالي الضحايا سيصدرون بيانا اليوم الأحد، كما سيعقدون مؤتمرا صحفيا الإثنين 16 - 7 - 2007 للإعلان الرسمي عن التسوية وتفاصيلها.
وقال بوتشر: "إن من ضمن اتفاقات عملية التسوية نشر تقارير سرية عن القساوسة بعد مراجعتها من قبل قاض تم تعيينه للإشراف على التقاضي"؛ الأمر الذي أيده محامون آخرون.
وتم الكشف عن تسوية مالية لتلك القضايا قبل يومين فقط من تحديد غد الإثنين كموعد لتناول المحكمة لقضايا 500 ضحية، متهم فيها 221 قسيسا.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنها حاولت الحصول على مزيد من التفاصيل من بوتشر، لكنه لم يقدم معلومات إلا أن عملية التسوية تم الاتفاق عليها بالفعل وتبقّى التنفيذ، رافضا الإدلاء بتفاصيل أخرى.
حزن وارتياح
وتعليقًا على اتفاق التسوية، أكد عدد من الخبراء أن تلك القضايا كانت ستتكلف مزيدا من التعويضات في حالة وصولها إلى المحكمة، وأن التكاليف كانت ستصبح أكثر بكثير في حالة ما أصر المدعون على مثول المدعى عليهم للعقوبة.
أما عن الأوساط الكاثوليكية فقد قابلت التوصل إلى التسوية بحالة مزجت بين الحزن والارتياح، معربين عن أملهم في أن تتحرك الكنيسة الكاثوليكية بهدف تحسين صورتها خاصة بعد ازدياد تلك القضايا في الآونة الأخيرة.
وأعرب عدد من القساوسة عن غضبهم، معربين عن رفضهم لتجاوزات بعض القساوسة. وتمنى البعض أن لو ذهبت هذه المبالغ الطائلة لرعاية الأطفال والمحتاجين بدلا من دفعها في تعويضات.
وبحسب الصحيفة، فإن الأبرشية ذاتها وافقت في وقت سابق على دفع أكثر من 114 مليون دولار لتسوية 86 دعوى أخرى بهذا الصدد.
وبإضافة هذا المبلغ إلى إجمالي ما دفعته الكنائس في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1950 فإنه يتجاوز الملياري دولار، ربع هذا المبلغ تقريبا قدمته أبرشية لوس أنجلوس كبرى أبرشيات الروم الكاثوليك في الولايات المتحدة.
وأفاد تقرير صدر في فبراير عام 2004، بطلب من الكنيسة أن أكثر من 4 آلاف من القساوسة الكاثوليك في الولايات المتحدة واجهوا اتهامات بارتكاب اعتداءات جنسية في الخمسين عاما الماضية. ومنذ عام 2002، رفع قرابة ألف شخص دعاوى تتعلق باعتداءات جنسية ضد الكنيسة الكاثوليكية في كاليفورنيا وحدها.
نقلا عن
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1183484295752&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[30 Aug 2007, 03:10 م]ـ
تلك المخازي جرتها عليهم تلك الرهبانية التي ابتدعوها وما كتبها الله عليهم فما رعوها حق رعايتها فقد حرموا النكاح الحلال على الرهبان والقساوسة والراهبات فعرضوهم للرذيلة بجميع صورها. ونعوذ بالله مما ابتلاهم به ونسأل الله العافية لأمة محمد صلى الله عليه وسلم.
ـ[محب]ــــــــ[07 Sep 2007, 09:35 م]ـ
هذه المخازي وأمثالها حجة بالغة على النصارى، تلزمهم بأن دين محمد صلى الله عليه وسلم هو الحق.
ووجه الإلزام كما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً - حال أمة النبي من دلائل نبوته. والنصارى يقرون بهذا، ويثبّتون مبدأ «من ثمارهم تعرفونهم»، فيُمتنع عندهم أن يثمر النبي الكاذب أمة خيرة، كما يُمتنع أن تخرج الشجرة الفاسدة أثمارًا جيدة.
ثانيًا - الخير في أمة المسلمين أكثر مما في أمة النصارى، والرذائل والشرور في أمة النصارى أكثر مما في المسلمين. ومن ذلك مخازي قساوستهم ورهبانهم كالذي بين أيدينا طرف منه، ولا يكاد يمر يوم إلا وفي كثير من الصحف أمثال تلك المخازي. ولا يُعرف عن علماء المسلمين وعبادهم مثل عشر معشار ذلك ولا ما يقاربه.
ومن ذلك أيضًا أن أكثر المسلمين لا يشربون الخمر، والذين يشربون أكثرهم لا يدمنون. وأما النصارى فأكثرهم شاربون للخمر، والإدمان فيهم كثير بثير.
ومن ذلك أيضًا الانحلال الخلقي والزنا، فبعض الإحصاءات تبلغ بعدد الصفحات الجنسية على الإنترنت أكثر من مائتي مليون، فلو لم يكن في الصفحة الواحدة إلا خمسًا من الزناة، لبلغ العدد مليارًا وزاد. ومعلوم أن نصيب العرب والمسلمين في ذلك العدد قليل قليل بفضل الله. وإذا كان عدد سكان العالم ستة مليارات أو سبعة، فكم ستكون مروعة نسبة قرابة المليار فاجر بين بضعة مليارات.
ومن ذلك أيضًا أخلاق المسلمين الحميدة في حروبهم، وما كان منهم غالبًا من وفاء وشفقة تجاه المغلوبين. وأما النصارى فكانوا كباقي الأمم غالبًا في الإفساد والطغيان. والنصارى يقرون بذلك لكن يعتذرون بأن أفعال الأتباع لا تُحسب على الدين.
فالشواهد والأدلة على خيرية المسلمين على النصارى كثير بفضل الله.
ثالثًا -
== إذا كانت أمة النبي الكاذب فاسدة
== وإذا كان المسلمون يفوقون النصارى خيرية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لزم أن المسلمين أتباع نبي صادق
إذ لو كان نبي المسلمين ليس صادقًا، مع خيرية المسلمين على النصارى، للزم بطلان نبوة المسيح. ولا يمكن الاعتراف بصدق نبوة المسيح إلا وتصدق معها نبوة محمد عليهما الصلاة والسلام، لخيرية أمة هذا على أمة ذاك.
إذ يُمتنع أن يصنع النبي الكاذب ثمارًا تفوق ثمار النبي الصادق، بل يُمتنع أن يصنع الكاذب ثمارًا تساوي ثمار الصادق أو تقل عنه قليلاً فتقاربه، بل لا بد من التفاوت بين ثمار الصادق والكاذب، كما أن التفاوت بين حال الصادق والكاذب كما بين السماء والأرض.
هذه الفائدة مستفادة من ابن تيمية رحمه الله في (الجواب الصحيح).
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[09 Sep 2007, 03:55 ص]ـ
من فضلكم راجعوا هذا الخبر
كنيسة أمريكية تدفع 198 مليون دولار لتسوية 144 قضية جنسية ضد رجال الدين
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=38246&Page=13(/)
حمل برنامج ثقافة الحوار
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[01 Sep 2007, 12:15 م]ـ
برنامج رائع يرد فيه الكاتب الصحفي أبو اسلام أحمد عبد الله على النصرى ويفند حججهم
http://www.way2allah.com/modules.php?name=Khotab&op=Series&id=284(/)
ردان جديدان من التراث على النصارى
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[04 Sep 2007, 02:40 م]ـ
أما بعد فهاتان دراستان بشأن الجدل الإسلامي مع النصارى ظهرتا بالغرب:
1 - مجادلة بين مسلم ونصراني زمن حروب الفرنجة: إنها رسالة أهل قبرص وجواب أبي طالب الدمشقي عنها. تحقيق وترجمة دافيد توماس ورفعت عبيد. (وكان قد سجل المعلومات الأولى عن مخطوطاتها موريس شتاين شنايدر في كتابه مؤلفات الجدل الدفاعي والجدلي بين المسلمين وأهل الكتاب)
Muslim-Christian Polemic During the Crusades: The
Letter From the People of Cyprus and Ibn Abi Talib
Al-Dimashqi's Response (Relié)
ed by Rifaat Y. Ebied , David Thomas.
Book Description
This volume comprises an edition and English
translation of the response in Arabic made by the
fourteenth century scholar Ibn Abî Tâlib al-Dimashqî
to a Letter sent to him by anonymous Christians from
Cyprus. The Christian letter was also sent to
al-Dimashqî’s contemporary Ibn Taymiyya, and this
response is thus a parallel to Ibn Taymiyya’s Al-jawâb
al-sahîh.
In their Letter the Christians subtly suggest that the
Qur’an supports Christian doctrines. Al-Dimashqî
replies with a comprehensive series of elaborate and
wide-ranging arguments that incorporate not only
themes familiar from earlier polemical works but also
his own original points. His response is thus an
important source of information about the development
of Muslim interfaith attitudes, and a significant
example of polemic in the later medieval period.
The edition presents the two parts of this
correspondence in parallel Arabic and English
versions, together with an extensive introduction,
textual notes and commentary.
About the author
Rifaat Ebied is Foundation Professor of Semitic
Studies at the University of Sydney, Australia. He has
published extensively in the field of Semitic Studies
generally and on Christian Arabic and Syriac studies
in particular, most recently Petri Callinicensis
Patriarchae Antiocheni: Tractatus Contra Damianum
(Louvain 1994/1996/1998/2003).
David Thomas, Ph.D. (1983) in Islamic Studies,
University of Lancaster, is Reader in Christianity and
Islam at the University of Birmingham. He has
published extensively on Christian-Muslim relations,
most recently Early Muslim Polemic against
Christianity (Cambridge, 2002) and Christians at the
Heart of Islamic Rule (Brill, 2003).
2- نقد القاضي عبد الجبار لأصل النصرانية التثليثية (الموجود بكتابه تثبيت دلائل النبوة)
دراسة وترجمة جبرائيل سيد رينولدز.
. A Muslim Theologian In The Sectarian Milieu: Abd
Al-jabbar And The Critique Of Christian Origins
(Relié)
de Gabriel Said Reynolds (Auteur), G. S. Reynolds
(Auteur)
Book Description
A Muslim Theologian in the Sectarian Milieu is a
revealing study of the classical Islamic view of
Christianity. Therein Gabriel Said Reynolds presents
the influential theory of Abd al-Jabbar, that early
Christians such as Paul and Constantine suppressed the
true Islamic religion of Jesus and invented
Christianity in its place. Reynolds shows how Abd
al-Jabbar draws on rare sources, including the
practices of Christians in his day and the reports of
otherwise lost books in Arabic and Syriac, to press
his argument forward. In the process, the worldview of
a rationalist Muslim theologian is exposed, showing
the influence of religious competition on Islamic
thought.
About the author
Gabriel Said Reynolds is Assistant Professor of
Islamic Studies and Theology at the University of
Notre Dame. He received his Ph.D. from Yale University
(2003) where his dissertation won the Theron Rockwell
Field Prize. Since then Reynolds has conducted
research in Beirut and Jerusalem as a Luce Fellow in
Theology (2006) and a Fulbright Scholar (2007). He is
also the editor of The Qur'an in Its Historical
Context (London: Routledge, 2007), a book based on an
international Qur'an conference that Reynolds
organized in 2005.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[04 Sep 2007, 10:25 م]ـ
- أخي الفاضل الأستاذ سمير بالنسبة للكتاب الأول هل نشر؟ وهل هناك ذكر لتاريخ هذه المناظرة فحروب الفرنجة امتدت قرون عديدة.
- بالنسبة لردود القاضي عبد الجبار فظني أن القاضي قد توسع أكثر ما توسع في نقض النصرانية في كتابه المغني الجزء الخامس كما أعلم - وفي كتابه التثبيت يختصر أو أنه اختصر فيه وتوسع في المغني إذ لا أدري أيهما أسبق!
وسؤالي هل هناك من جديد في الكتاب الثاني مادم المغني والتثبيت كلاهما منشوران ومتداولان - إلا إذا كان المقصود هو إفراد الردود على النصارى في سفر مستقل.
جزاكم الله خيراً ووفقكم الله وحماكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[05 Sep 2007, 06:55 م]ـ
نعم أستاذنا الكريم نشر الكتاب الأول مترجما.
أما رد عبد الجبار الموجود في كتابه التثبيت فلا يشبه ما في المغني بل يتفوق عليه كما وكيفا وقد أثارت دراسة الباحث اليهودي شلومو فنحاس shlomo pinies بالأنجليزية في مجلة دراسات يهودية revue des études juives منذ أكثر من 20 سنة انتباه الغرب لهذا الرد الخطير وتحدث عن مصادره المسيحية اليهودية الغميسة في التاريخ.
لهذا وغيره تبقى دراساتهم فيها فوائد لنا من هذه النواحي تخريج النصوص وكشف المصادر الكتابية التي لانعرفها نحن.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[06 Sep 2007, 12:35 ص]ـ
أخي الحبيب شكراً لك وبارك الله فيك
هل من وسيلة للحصول عليهما؟
جزاكم الله خيراً.
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[06 Sep 2007, 03:20 م]ـ
أخي الأستاذ الفاضل الكتابان يباعان عبر الشبكة العنكبوتية تجدهما على الرابطين.
الكتاب الأول.
http://www.amazon.fr/Muslim-Christian-Polemic-During-Crusades-Al-Dimashqis/dp/9004135898
الكتاب الثاني
http://www.amazon.fr/Muslim-Theologian-Sectarian-Milieu-Al-jabbar/dp/9004139613
وجزيتم على اعتنائكم بهذا الشأن.(/)
هل من خبر عن: الندوة العلمية بعنوان: القراءة الغربية للقرآن الكريم
ـ[الباجي]ــــــــ[06 Sep 2007, 04:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
هل من خبر أيها الأفاضل عن الندوة وبحوثها ... وخاصة بحث الدكتور محمد شيخاني (مخطوطات الجامع الكبير في صنعاء) فقد أخبرني أحد الحضور أن بحثه تضمن مراسلات مع الخبير الألماني الذي قام على ترميم مخطوطات مصاحف صنعاء ... أبدى فيها انكاره لكل ما نسب إليه من وجود خلاف بين ما بأيدي المسلمين من مصاحف وبين ما وجد بمصاحف صنعاء.
دمشق- من جاسم حمادي: انطلاقا من قوله تعالى: (افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا)، عقدت الندوة العلمية الثانية بعنوان: القراءة الغربية للقرآن الكريم، في مقر فرع كلية الدعوة الاسلامية بدمشق سورية، وبالتعاون مع مجمع الشيخ احمد كفتارو، وكانت تحت رعاية الدكتور زياد الدين الايوبي وزير الاوقاف في الجمهورية العربية السورية.
وذلك يومي 15 - 16/ 8/2007. تأتي هذه الندوة ردا علميا وحوارا حضاريا على قراءة الغرب للقرآن الكريم من حيث المصدرية، من خلال ما ذكره تيودور نولدكه عميد المستشرقين الذي يعده الغرب مصدرا ومرجعا يعتمد على دراسته حول القرآن الكريم من عام (1860) ووصولا إلى الموسوعة القرآنية التي اصدرتها مؤسسة بيرل لايدن بوسطن عن عام (2001) وحتى عام (2006).
والجدير بالذكر ان نولدكه مستشرق الماني نصب سنوات من حياته لدراسة اسطر القرآن وجمعه وتاريخه، ولسبب لا يعرفه الا من قرأ كتابه وادرك مراميه، اما الموسوعة فقد كانت باشراف رئيسة التحرير جين دامن ماكولف من جامعة جوج تاون - الولايات المتحدة الاميركية، وايضا كانت هذه الدراسة لاسباب اهمها اعادة تفسير القرآن وفق المنهجية الغربية، وتأتي هذه الندوة للمناقشة الفكرية الهادئة لهذين المحورين، من خلال كوكبة من العلماء والمفكرين المتخصصين في الدراسات القرآنية والاستشراقية.
افتتحت الندوة بتلاوة عطرة من آي الذكر الحكيم، تحدث بعدها الدكتور بسام عجك عميد فرع الكلية بدمشق مبينا ان هذه الندوة هي متابعة للندوة العالمية الاولى للقراءة الغربية للقرآن الكريم، والتي عقدت في كلية الدعوة الاسلامية في طرابلس الجماهيرية الليبية بالتعاون مع رابطة الجامعات الاسلامية بتاريخ (3 - 4/ 12/2005م).
وابرز عجك الدور المهم لمثل هذه الندوات في الحوار للرد على كل متصيد للدعوات الهدامة تجاه القرآن وعلومه، وبيّن ان مهمة هذه الندوات لا تقتصر في ردها على المستشرقين او المعادين، بل تتعدى ذلك لتصحيح ما قد يرد على ألسنة بعض المنتسبين لهذه الامة، فالخطر الاستشراقي يزداد ضراوة عندما يتبناه بعض من علماء الامة ممن علموا شيئا وغابت عنهم اشياء.
ثم تحدث الدكتور صلاح الدين كفتارو المدير العام لمجمع الشيخ احمد كفتارو، فذكر اهمية القرآن الكريم في حياة المسلمين، وكيف انه نقل العرب بتعاليمه من حال الفوضى والجاهلية والتخلف إلى الحضارة والانسانية فكانوا الانموذج الذي يحتذى بين البشرية في الرحمة والعدالة، واثنى على التعاون البناء بين مجمع الشيخ احمد كفتارو في سورية وجمعية الدعوة الاسلامية العالمية وكلية الدعوة الاسلامية في ليبيا، وشكر للقيادتين الحكيمتين في سورية والجماهيرية الليبية جهودهما في خدمة الاسلام والمسلمين.
وقدم كفتارو تساؤلات مهمة، وهي متى كان للعرب عز او فخار دون القرآن؟ ولماذا يباشرنا الغرب بالعداء ما دمنا نحمل القرآن؟ مذكرا بغلادستون الذي حذر الغرب من قرآن المسلمين، وخلص الدكتور كفتارو إلى انه لا خلاص لامة العرب والمسلمين الا بالعودة إلى ما جمعهم الا وهو القرآن الكريم والسنة المطهرة.
ثم القى الاستاذ الشيخ صلاح الدين مستاوي من تونس كلمة المشاركين في الندوة فتحدث بكلمات موجزة عن امرين مهمين: الاول ضرورة المتابعة الحثيثة لكل ما يصدر عن الغربيين تجاه القرآن والاخر هو الاطمئنان - بالنسبة لنا نحن المسلمين - لحفظ الله تعالى للقرآن العظيم، وحمد الله عز وجل ان حفظ القرآن لم يترك للمسلمين، اذاً لضيعوه كما فعلت الامم السابقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم تحدث الاستاذ الدكتور محمد فتح الله الزيادي عميد كلية الدعوة الاسلامية، فنقل تحيات الاستاذ الدكتور محمد احمد الشريف، امين عام جمعية الدعوة الاسلامية العالمية، ودعمه لامثال هذه الدراسات العلمية البعيدة عن التوتر، ثم عرّف بكلية الدعوة الاسلامية وفروعها في كل من (دمشق وبيروت وتشاد والبنين والسنغال ولندن)، مؤكدا ان منهج الكلية لم يتغير منذ افتتاحها قبل اكثر من ثلاثة عقود، وهو منهج الوسطية والاعتدال وتخريج الدعاة الربانيين القادرين على الحوار والانفتاح والتعايش مع الاخر.
ووضح الدكتور الزيادي ان هذه الندوة تأتي ضمن مشروع متكامل تهدف اليه كلية الدعوة الاسلامية لتقديم وجهة نظرنا نحن المسلمين بعيدة عن التعصب والانغلاق إلى العالم الاخر الذي لم يفهمنا فهما كاملا، وهذا المشروع هو دراسة علمية بحثية هادفة، ترد على الاشكاليات والمغالطات التي لدى الاخر عنا.
ثم بيّن ان دراسة الاستشراق تعد ضرورة اليوم، وهي ظاهرة فكرية تشبه ما صدر عن مشركي مكة تجاه الاسلام والنبي والمسلمين في بداية الدعوة الاسلامية، ولكن المفزع في هذه الظاهرة انها تحولت إلى ظاهرة سياسية تبنت افكارها المؤسسات السياسية والفكرية والاقتصادية في العالم الغربي.
حيث ظهرت اخيرا الدعوة إلى إلغاء بعض آيات من القرآن الكريم بحجة انها تحث على الارهاب والتطرف، ودعا بعضهم من فترة قريبة إلى تبني كتاب جديد تحت اسم (الفرقان الحق)، وعندما فشل احلال هذا الكتاب الجديد محل القرآن، عمدت المؤسسات الغربية إلى طرح قضية اعادة تفسير القرآن الكريم وفق المنهج الغربي.
ونوّه إلى ان المشكلة في الدراسات الغربية تكمن في احد جوانبها بقضية المصادر حيث نجد مصادر معترفا بها عندنا نحن المسلمين، ولكنها توظف بشكل خاطئ او بنظرة مسبقة، او هي مصادر مصطنعة مدسوسة، ثم رأينا كيف انهم اي المستشرقين عمدوا إلى تقديس بعضهم من خلال تلميع صور مصادرهم، واعتبروا كل من لم يرجع لكتبهم التي الفوها في القضايا الاسلامية انه ليس بباحث او لن يخرج بنتائج مقبولة.
ثم وجّه الدكتور الزيادي تحية لفرع الكلية بدمشق ولادارة مجمع الشيخ احمد كفتارو متمثلة بمديرها العام الدكتور صلاح الدين كفتارو على جهوده الطيبة في رعاية طلبة العلم، كما وجه التحية إلى الجمهورية العربية السورية حكومة وشعبا على تقديمها التسهيلات اللازمة لعقد الندوة في دمشق.
ثم بدأت فعاليات الندوة في الجلسة العلمية الاولى من مساء يوم الاربعاء 15/ 8/2007، حيث ترأس الجلسة الاستاذ الدكتور محمد فتح الله الزيادي عميد كلية الدعوة، وهذه الجلسة ضمن المحور الاول للندوة، وهو: قراءة في كتاب (تاريخ القرآن) للمستشرق الالماني (سيودور نولدكه)، بتعديل (شيفالي وغيره)، محاوره الثلاثة:
1 - أصل القرآن، 2 - جمع القرآن، 3 - تاريخ القرآن.
فقدمت الابحاث التالية:
الاول: (نبوءة محمد والوحي) الدكتور محمد وهبي سليمان.
الثاني: (تدوين الوحي من ايام النبي إلى ما قبل عثمان) الدكتورة فاطمة مارديني.
الثالث: (نشوء نسخة القرآن الرسمية في عهد الخليفة عثمان) الدكتور محمد بسام الزين.
الرابع: (القراء والقراءات) الدكتور علاء الدين الحموي.
الخامس: (كتب القراءات) الدكتور فتحي الخماسي.
واعقب الابحاث مداخلات وملاحظات.
ثم كانت الجلسة العلمية الثانية صباح الخميس 16/ 8/2007، برئاسة الدكتور محمد وهبي سليمان، وايضا ضمن المحور الاول، حيث قدمت الابحاث التالية:
الاول: (تاريخية الدعوة المحمدية بين نولدكه وجعيط) الشيخ صلاح الدين المستاوي.
الثاني: (تهافت نظرية نولدكه في تاريخ القرآن - الحروف المقطعة نموذجا) الاستاذ فرحات الادريسي.
الثالث: (الدراسات الاستشراقية القرآنية ما بعد نولدكه) الدكتور الصديق بشير نصر.
الرابع: (مخطوطات الجامع الكبير في صنعاء) الاستاذ الدكتور محمد شيخاني.
ثم كانت الجلسة العلمية الثالثة ظهر يوم الخميس 16/ 8/2007 برئاسة الشيخ صلاح الدين المستاوي، حيث قدمت الابحاث التالية:
الاول: (تقديم المجلد الرابع للموسوعة القرآنية) الاستاذ عبدالقادر معالج.
الثاني: (تقديم المجلد الخامس للموسوعة القرآنية) الاستاذ فريد فطاط.
الثالث: (قراءة في الموسوعة القرآنية: اللغات الغريبة في القرآن الكريم) الدكتور احمد ايبش.
(يُتْبَعُ)
(/)
الرابع: (قراءة في الموسوعة القرآنية: الجبت - الجهاد) الدكتور علاء الدين زعتري.
الخامس: (قراءة في الموسوعة القرآنية: عيسى - اليهود - المعرفة والتعليم) الدكتور مهند علوش.
السادس: (قراءة في المجلد الثالث للموسوعة القرآنية: القدس - الزواج والطلاق - موسى - الاعداد) الدكتور شريف الصواف.
وكان الختام في حفل الافتتاح مع عميد كلية الدعوة في الجماهيرية الليبية الذي وجه التحية للاستاذ الدكتور احمد الشريف امين عام جمعية الدعوة الاسلامية العالمية باعتباره هو الذي تبنى الحوار الحضاري لا الصدامي مع كل من يحاول القراءة المسيسة او الهادمة لمصداقية القرآن الكريم، وأكد ان هذه الندوة سيعقبها ندوات في العالم العربي او الاسلامي او غير الاسلامي وبلغات متعددة، لاننا - بوصفنا مسلمين - لسنا بصدد الاثبات لذواتنا صحة القرآن الكريم، بل هذا ما يحتاجه الغرب الذي تنقصه المعلومة احيانا، وتدس له الاخطاء احايين كثيرة.
وبعد حفل افتتاح الندوة العلمية شارك الحضور حفل كلية الدعوة الاسلامية - فرع دمشق بمناسبة تخريج الدفعة الثانية والعشرين لطلاب كلية الدعوة الاسلامية لعام 2007، وقد اثرى الحفل كلمات للدكتور فتح الله الزيادي، والدكتور صلاح الدين كفتارو والذي بشر بوجود السعي الحثيث للحصول على الموافقة من الحكومة السورية لمنح كلية الدعوة المعادلة مع الجامعة السورية فيما يتعلق بالشهادات للخريجين، ثم القى كلمة الخريجين الطالب شيخ سعيد كابوري من الجنسية البوركينية الذي اتم حفظ القرآن الكريم مثنيا على جهود جمعية الدعوة الاسلامية العالمية وكلية الدعوة الاسلامية في منحه وزملائه الفرصة للتحصيل الجامعي، كما شكر مجمع الشيخ احمد كفتارو لاستضافته وبقية الطلاب خلال سني الدراسة، واعدا بان ما تم بذله لهم في سني تحصيلهم العلمي سيترجم واقعا دعويا سينشر في بقاع الارض باذن الله عز وجل. وتبقى كلمة شكر ووفاء اهدتها الكلية للشيخ الدكتور محمد بشير الباني اول مدرس في فرع كلية الدعوة الاسلامية بدمشق منذ افتتاحها عام 1982، حيث كانت الدفعة الثانية والعشرون قد سميت دورة الوفاء.
التوصيات
وقد خلصت الندوة إلى النتائج والتوصيات التالية:
1 - مواصلة انعقاد ندوات القراءة الغربية للقرآن الكريم، وتخصيص ندوات مماثلة باللغات الاجنبية لدراسة كتب استشراقية مماثلة.
2 - تأسيس مركز استراتيجي للدراسات القرآنية يكون من مهامه الاساسية القيام بجمع واقتناء وتصوير كل ما كتب عن القرآن الكريم وما يتصل به باللغات الاجنبية.
3 - حث الجامعات الاسلامية على اعداد الاطروحات الجامعية حول محاور الاعمال الغربية التي تناولت القرآن الكريم والموضوعات والاشكالات التي اثارتها.
4 - العمل على اصدار موسوعة قرآنية وفق منهج البحث العلمي بأقلام منصفة تجعلها مرجعا للدارسين في هذا المجال.
5 - تبني ابحاث الندوة الاولى والثانية والاستفادة منها اعلاميا في برامج تلفزيونية متخصصة.
6 - وضع خطة مستقبلية للبحوث الاسلامية للقيام بتحقيق كتب التراث وغربلتها من الروايات الموضوعة والشاذة التي استغلتها الدراسات الاستشراقية للطعن في القرآن الكريم.
7 - اقامة الندوة القادمة في عاصمة اوروبية لايصال رسالتنا إلى الغرب حول قراءاتها واشكالياتها.
8 - تشكيل لجنة دائمة لمتابعة ما يحاك من تهم للقرآن الكريم والدفاع عنه بوجه حضاري، على ان تضم اللجنة في عضويتها عدداً من الغربيين.
9 - العمل على انشاء اكاديمية تبحث في الكتابات الغربية وتعالج افكار المدارس بشكل منهجي، وفتح قسم متخصص للدراسات الاستشراقية في كلية الدعوة الاسلامية.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[07 Sep 2007, 12:31 ص]ـ
الأمر فيه بعض الغرابة فقد رأيت لافتة في مجمع الشيخ كفتارو حول هذا الموضوع ولكن لا علم لنا بالمشاركين ولم توجه أي دعوات على حد علمي للأساتذة الذين أعرفهم في كلية الشريعة من المتخصصين في الدراسات القرآنية علماً أن أكثر أساتذة كلية الشريعة في جامعة دمشق يدرسون في كلية الدعوة ومجمع الشيخ كفتارو ولم يصل لكليتنا أي برنامج أو حتى دعوة عامة للحضور علماً ان العنوان مهم جداً وكان ينبي أن يعطى أهمية أكثر في الإعلام والدعاية. ولكن ...
ـ[الباجي]ــــــــ[07 Sep 2007, 01:42 ص]ـ
آه مما بعد لكن شيخنا الفاضل ...
عمومًا هذا رابط حول الندوة بموقع كفتارو:
http://www.muslimdatabase.com/abunour/conference_face/con_active.php?con=18
وقد أخبرني الفاضل الذي ألقى بحثًا بتلك الندوة أنهم وعدوا بطباعة بحوثها.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[09 Sep 2007, 01:20 ص]ـ
شكراً لكم أخي الباجي وجزاكم الله خيراً ... ووفقنا الله جميعاً لما فيه خير الدنيا والآخرة(/)
و لا يزالون يستهرؤن بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم
ـ[طارق الفريدي]ــــــــ[06 Sep 2007, 10:32 م]ـ
إليكم الرابط:
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=26109(/)
4000 ألماني يدخلون في الإسلام
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[09 Sep 2007, 03:51 ص]ـ
برلين ـ إينا: بتاريخ 8 - 9 - 2007
دخل في الإسلام 4000 ألماني عام 2006م مقابل ألف في العام الذي سبقه وسجل بذلك رقم قياسي للدخول في الإسلام، - أعلن ذلك معهد الأرشيف الإسلامي في ألمانيا.
وفي ألمانيا 18 ألفا من الألمان الأصليين الذين دخلوا في الإسلام، وكان المعدل السنوي للداخلين في الإسلام حتى عام 2001 - مابين 250 – 300 شخص سنويا.
وفي ألمانيا 80% من المسلمين الجدد مسيحيون و60% منهم من النساء و20% كانوا بدون دين.
نقلا عن
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=38245&Page=13(/)
عرض كتاب: (الاستشراق وسياساته)
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[10 Sep 2007, 05:12 م]ـ
عرض / بدر محمد بدر
الجزيرة نت / مؤلف هذا الكتاب باحث مرموق, يعمل حاليا أستاذا في قسم دراسات الشرق الأوسط بجامعة نيويورك, وينتمي إلى تيار من الباحثين الأميركيين اليساريين الذين لعبوا دورا مهما في تطوير دراسات الشرق الأوسط, انطلاقا من موقف إنساني مكافح ضد تيار كان سائدا في هذا النوع من الدراسات, ينطلق من مواقف استشراقية ذات سمات عنصرية, ورؤية انتقاصية للعرب والمسلمين.
وموقف الكاتب ليس مع العرب بوصفهم عربا أو مع المسلمين باعتبار دينهم, وهو في نفس الوقت ليس ضد سياسات إسرائيل كموقف من اليهود, إذ هو يهودي واسمه التوراتي "زكريا لقمان", لكن موقفه موقف ضد القهر أيا كان ضحاياه, ومع الكادحين والمقهورين أيا كان لونهم أو دينهم أو جنسيتهم.
والكتاب هو طرح لرؤية نقدية لتطور الفكر العلمي في أوربا والولايات المتحدة تجاه العرب والإسلام, ويكشف عمق الرؤية الغربية السلبية للمسلمين والعرب, ويتوجه في الأساس للقارئ الأميركي المثقف بهدف حثه على الاستماع وتفهم بواعث لجوء قطاعات من العرب والمسلمين إلى الإرهاب, وميل قطاعات أوسع إلى دعمه, بغير أن يكفوا في نفس الوقت عن إدانة الإرهاب ..
الكتاب الذي بين أيدينا يحاول حل الإشكالات في فهم العالم العربي والشرق الأوسط, القائمة عادة على افتراضات زائفة وتفسيرات سيئة, لها جذور تاريخية وثقافية عميقة, خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001, وشعور المؤلف أنه من الضروري للأميركيين أن يكتسبوا فهما أكثر لأنواع المعرفة بالشرق الأوسط وبالإسلام.
إنه يقدم صورة عن كيفية دراسة الشرق الأوسط والإسلام في الولايات المتحدة على مدى نصف القرن الماضي, بهدف مساعدة الأميركيين على اكتساب فهم أفضل لافتراضات ونتائج المعرفة التي طرأت في العقود الأخيرة على سياسات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط, والإدراك الشعبي للمنطقة وشعوبها.
معرفة مشوهة
يتكون الكتاب من سبعة فصول، يتناول المؤلف في الأول منها بداية معرفة الشعوب المسيحية, في أوروبا الآن, بالإسلام في العقد الثالث من القرن السابع الميلادي، حيث يرى أنها كانت معرفة مشوهة, ترى في الإسلام دينا وثنيا, باعتبار النظرة السابقة للعرب, وكانت نظرة عرقية أكثر منها دينية.
وحتى نهاية القرن الثاني عشر لم يكن لدى الأوروبيين سوى فكرة غامضة تماما عن الإمبراطورية الإسلامية الواسعة, خاصة خلال أوج ازدهار العصر العباسي.
ويقول المؤلف إن المعلومات عن الإسلام ظلت في أذهان المسيحيين حتى ذلك الوقت تقول إن المؤمنين به مجرد كفرة وثنيين لا يستحقون من الناحية الدينية اهتماما خاصا ولا تدقيقا.
وفي الوقت نفسه انتشرت كل أنواع الأساطير الغريبة والمشينة عن العرب والمسلمين في أرجاء أوروبا بين المتعلمين والجماهير على السواء, ما يعكس شعور المسيحيين بالخوف والعداوة تجاه عدو يهددهم, ولا يعرفون عنه إلا القليل.
ومنذ القرن الـ11 بدأ بعض المسيحيين الأوربيين في تطوير صور أكثر تحديدا عن الإسلام, من خلال تزايد التجارة والحج، ومن خلال الغزوات التي وضعت بعض المسلمين تحت حكم مسيحي كما في إسبانيا وصقلية.
ولم تكن هذه الصور بالضرورة أكثر دقة, لأنه حين بدأت مجموعة من الباحثين في محاولة تفهم الإسلام على نحو أقل اضطرابا, كان باحثون وشعراء ورواة قصص, ينشرون أكثر التصورات غرابة عن الإسلام ورسوله, وهي تصورات كتب لها أن تبقى قرونا, ومازالت تطفو حتى اليوم على السطح في الثقافة الغربية الشعبية أحيانا.
خلاصة الأمر أن الإسلام حتى تلك الفترة, كان يثير مخاوف الأوروبيين وعداوتهم, ولمدة قصيرة كان هناك احترام لحكمة العرب لا للإسلام, ولكن سرعان ما شحب هذا الاحترام إلى حد كبير لصالح عدم الاهتمام والازدراء الروتينى.
كان للأوروبيين (وبعد ذلك بكثير الأميركيين) ومازال لهم كل أنواع الصور عن الشعوب والثقافات والأديان الأخرى في أدمغتهم, وليس الازدرائي فيها بقليل.
ولكن صورة الإسلام وحدها هي التي أثارت تاريخيا الشعور العميق بالفارق الثقافي وبالتهديد معا, وهما يرتبطان اليوم بصورة الإرهابي المسلم المتعصب الذي يهاجم الغربيين بغباء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومازالت صورة المسلم المتعصب العنيف والشهواني الذي يهدد الحضارة الغربية متداولة إلى اليوم في الأفلام وبرامج التلفزيون والصحف والمجلات والكتب وقصص الأطفال المصورة, ومازال لها الصدى العاطفي عند الكثيرين, ويمكن الاعتماد عليها ونشرها لتحقيق أهداف سياسية.
علاقات أفضل
في الفصل الثاني يقول المؤلف إنه مع بداية القرن الـ14 وحتى أوائل القرن الـ15, تراجع إلى حد ما الشعور بأن الإسلام يشكل تهديدا عسكريا وأيديولوجيا وشيكا, وذابت الحماسة الدينية التي أثارتها الحروب الصليبية بعد أن انتهت بهزيمة المسيحيين.
وأقيمت علاقات سلمية بدرجة أو بأخرى مع كثير من الدول الإسلامية في غرب آسيا وشمال أفريقيا, ولم يعد الإسلام قضية ساخنة مع بروز دولة الخلافة العثمانية ووصولها إلى أوج قوتها في أوائل القرن الـ16.
وترافق ذلك مع عصر الإصلاح الديني في أوروبا, وتفكك العالم المسيحي إلى كنائس كاثوليكية وأخرى بروتستانتية تتبادل العداء, وسط قدر كبير من إراقة الدماء.
ويقول المؤلف إن العثمانيين الأتراك كانوا لحقبة تاريخية طويلة هم البعبع الأكبر لأوروبا المسيحية, ومع بداية تراجع الإمبراطورية العثمانية في أوائل القرن الـ17 بدأ إدراك الأوروبيين لقوتها وعظمتها يقل تدريجيا.
وحتى تلك الفترة أيضا كان الإسلام يتم تصويره عند الباحثين المستشرقين والكتاب وفي الخيال الشعبي باعتباره مفتقرا إلى تلك الصفات التي جعلت الغرب عظيما.
فما دام الغرب يقدر قيمة الحرية والعقلانية والتقدم والمشروع, أصبح ينظر إلى الإسلام باعتباره يربي على الخنوع والخرافة والركود والكسل.
ويتناول المؤلف في الفصل الثالث تأثر الأوروبيين إيجابيا بالإسلام والمسلمين مع انتشار عملية الهيمنة في القرنين الـ19 والـ20 على البلاد الإسلامية من قبل أوروبا المسيحية, ويؤكد أنه رغم الهيمنة لم يكن هناك قط موقف أوروبي موحد بالكامل تجاه الإسلام ولا المسلمين ولا الشرق ولا الاستعمار.
ورغم هذا التأثر الإيجابي فإن بحوث الاستشراق في معظم القرن الـ19 تبنت مقولة أن هناك بالفعل "إنسانا إسلاميا" مميزا, له -بدرجة أو بأخرى- تركيب ذهني ثابت مختلف جوهريا, بل ويشكل النقيض المطلق لتركيب ذهن "الإنسان الغربي"!
ومع نهاية القرن الـ19 تطور هذا المنظور إلى صورة أكثر سوءا بتأثير تفسير مغلوط لنظرية النشوء والارتقاء لداروين, وبتأثير المسيرة الظافرة للاستعمار الأوروبي تقول بأن تفوق الغرب السياسي والثقافي ليس ببساطة نتيجة القيم والمؤسسات المتفوقة لتلك الحضارة, وإنما نتيجة للصفات البيولوجية الفطرية المتفوقة للعنصر "الأبيض" الذي سمي غالبا "الآري" أو "القوقازي".
وأصبحت هذه الرؤية مقبولة على نطاق واسع عند علماء ومثقفين بارزين, وشكلت جانبا كبيرا من البحث العلمي!
القرن الأميركي
في الفصل الرابع يتحدث المؤلف عن الولايات المتحدة التي أصبحت قوة عالمية عظمى بعد الحرب العالمية الثانية, في الوقت الذي بدأت فيه الدراسات والأبحاث الأكاديمية في أميركا تركز على الشرق الأوسط, وتزيد من الدراسات حوله, أكثر من الدراسات التي يعدها الأوروبيون.
وكان للحكومة الأميركية الدور الأكبر في دعم هذا التوجه, حيث أنفقت عليه بسخاء, في الوقت الذي شهدت فيه منطقة الشرق الأوسط تغيرات اجتماعية وسياسية سريعة.
وكما كان تطور الاستشراق الأكاديمي في القرن الـ19 مرتبطا بتوسع القوى الأوروبية في الأراضي الإسلامية, كان تطور دراسات الشرق الأوسط, كحقل أكاديمي مرتبطا بشدة بظهور الولايات المتحدة قوة عالمية عظمى, وتورطها تورطا أعمق في الشرق الأوسط.
ثم يتابع المؤلف أسباب انغماس الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ومنها الاستيلاء على ممالك الاستعمار الفرنسي والإنجليزي والإيطالي في المنطقة, ومنها الصراع العربي الإسرائيلي وظهور البترول وأهمية المنطقة إستراتيجيا.
ويتحدث عن الاستعدادات الأكاديمية والبحثية لدراسة الشرق الأوسط في الجامعات الأميركية, وكيف وفرت لها الحكومة الدعم المالي السخي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويتناول مجموعة من أبرز المستشرقين من أمثال برنارد لويس وهاملتون جب وغيرهما، ودور هؤلاء في تعزيز دراسات الشرق الأوسط وفق رؤية كل منهم, ليخلص في النهاية إلى التأكيد أن البرامج البحثية في تلك الفترة ارتبطت باحتياجات "دولة الأمن القومي" التي ولدت من رحم الحرب الباردة.
تيار يساري
في الفصول الثلاثة الأخيرة يتناول المؤلف تطور دراسات الاستشراق, وظهور تيار يساري بين الباحثين الأميركيين والأوروبيين يرفض النزعات العنصرية والمقولات الجاهزة السابقة والأبحاث غير الموضوعية, ويطالب بإعادة دراسة الشرق الأوسط على أسس مختلفة.
هذا التيار بدأ في الظهور في الستينيات من القرن العشرين, خاصة مع أحداث داخلية وخارجية أسهمت في ظهوره, منها تصاعد حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة، وكذلك حرب فيتنام والشعور بحاجة الدراسات العلمية إلى أجواء أخرى حتى تكون أكثر موضوعية.
ويتعرض المؤلف لكتاب إدوارد سعيد عن الاستشراق الذي صدر في العام 1978م حيث يتناول بحدة -كما يقول المؤلف- دراسات الاستشراق وسلبياتها, وكيف أن هذا الكتاب أثار الكثير من نقاط الجدل حول مدى ارتباط دراسات الشرق الأوسط بالواقع أو بالتصور المسبق, لكنه في كل الأحوال أفاد في التأثير الإيجابي على دراسات هذا المجال بعد ذلك.
لقد أحدثت التغيرات في نصف القرن الأخير الكثير من التحولات في دراسات الشرق الأوسط في الولايات المتحدة عبر العقود الأخيرة من القرن الـ20, وجعلت منها حقلا بحثيا أكثر إنتاجية وأهمية فكريا.
ولكن هذا التطور زاد من الفجوة بين الباحثين والمسؤولين في الحكومة الأميركية, وتراجع تأثير هؤلاء الباحثين على تشكيل السياسة الخارجية وعلى وسائل الإعلام كذلك.
ويختم المؤلف الكتاب بالتأكيد على أن هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 غيرت الكثير, فالأميركيون يدركون الآن أن هناك مجموعات منظمة في العالم مستعدة وراغبة وقادرة على قتل مدنيين أميركيين وآخرين دون تميز.
وتجشمت قلة من الأميركيين فقط عناء السؤال عن سبب وجود أناس يكرهون الولايات المتحدة بشدة تجعلهم يغتالون أعدادا مهمة من الأميركيين، وعن الدهشة من عدم إدراك حقيقة أنهم يكرهونها بما يكفي.
المطلوب هو إعادة دراسة الشرق الأوسط بعيدا عن التصورات الغريبة الشاذة, وإعادة تقديمها إلى المجتمع الغربي في أميركا وأوروبا حتى نكون أكثر إنصافا.(/)
المخطَّط الغربي الاستراتيجي تجاه العالم الإسلامي
ـ[مرهف]ــــــــ[12 Sep 2007, 05:32 ص]ـ
المخطَّط الغربي الاستراتيجي تجاه العالم الإسلامي
(1)
عرض وتحليل وحلول المواجهة
خبَّاب بن مروان الحمد
"ليس أمامنا بالنسبة للمسلمين إلاَّ أحد حلَّين:
الأول: تقتيلهم والقضاء عليهم.
والثاني: تذويبهم في المجتمعات الأخرى المدنيَّة العلمانيَّة" [1].
كان هذا مقطعاً من كلام للرئيس الأمريكي الأسبق "ريتشارد نيكسون" في مذكِّراته، وبالمقارنة نجد أنَّ "نيكسون" تحدَّث بالمنطق نفسه الذي بيَّنه الله ـ تعالى ـ للمسلمين، وكشف به خطط أعدائهم كما في قوله ـ تعالى ـ: (إنَّهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملَّتهم ولن تفلحوا إذاً أبداً) سورة الكهف.
فالمنطق نفسه يتكرر على ألسنة زعماء الغرب وأعداء الإسلام الذين لن يتغيَّروا عنه في خططهم وتعاملهم تجاه المسلمين، والهدف الرئيس وراء ذلك إطفاء نور الإسلام، كما قال ـ سبحانه ـ: (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متمُّ نوره)، ولخطورة الموضوع وضرورة اطِّلاع الجميع عليه ناسب بيانه والأخطار المترتِّبة عليه لذلك، سأكتب في هذه السلسلة عن هذا المخطَّط الشِّرِّير الغربي تجاه العالم الإسلامي؛ فقد وجدت أنَّ ما ذكره الله ـ تعالى ـ في قوله: (إنَّهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملَّتهم ولن تفلحوا إذاً أبداً) وجدت ذلك يتحقق في زمننا بالشكل نفسه؛ فالاستراتيجيَّة المتبنَّاة من قِبَلِ أعداء المسلمين تجاههم تكمن في إحدى القوَّتين التي يحلو لبعضهم أن يسمِّيها بالقوَّة الصلبة [التقتيل]، أو القوَّة الليِّنة [التذويب]!
فأمَّا التقتيل فهو أمر لا ينكره ذو لُبٍّ سليم، وما فعله أعداء المسلمين خير شاهد على ذلك، وصدق الله إذ يقول: (لا يرقبون في مؤمن إلاًّ ولا ذمَّة وأولئك هم المعتدون) ويقول ـ جلَّ وعلا ـ أيضاً: (كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلاًّ ولا ذمَّة). كما أني لن أطيل في سرد خطط الكفَّار ووقائعهم في سحق المسلمين وإبادتهم، فلن تنصبَّ مقالات هذه السلسلة على الحديث عن جرائم الأمريكان تجاه الدول الإسلاميَّة التي لا زالت عالقة ولن تُنسى في أذهان البشريَّة جمعاء، بل هي جارية على قدم وساق!
كنت كتبت مقالاً مطوَّلاً حول الانهيار الحضاري لأمريكا، ونُشِرَ في العديد من المواقع الإلكترونيَّة ولله الحمد [2]، وقناعتي لا زالت ثابتة أنَّ هذه الدول مصيرها إلى اضمحلال وانهزام كبير ولكن بعد حين وهذا الحين ليس بطويل!
نعم! لا تزال كثير من الدول الغربيَّة وأمريكا ـ على وجه الخصوص ـ متمسِّكة بنظريَّة "مورغينثاو" و"هينيري كسينجر" والتي تقول: إنَّ المصالح لا تتحقَّق بمعزل عن القوَّة، كما أنَّ "توماس ب. م. بارينت" ـ المحلِّل العسكري الأمريكي واسع الاطِّلاع بشؤون مؤسسة الدفاع الأمريكيَّة ـ يقول: (إنَّ الدور الأمريكي الجديد ليس نشر المبادئ الديموقراطيَّة وقيمة حقوق الإنسان فقط، بل الأهم هو نشر العولمة الرأسماليَّة وفرضها بقوَّة السلاح في مختلف أرجاء العالم، إذا اقتضى الأمر ذلك) [3].
ومن يطالع كتابه (خريطة البنتاغون الجديدة ـ الحرب والسلام في القرن الواحد والعشرين) سيجد أنَّ (توماس) يؤكِّد أنَّه إذا ما فشلت دولة في الانضمام إلى العولمة أو رفضت الكثير من تدفُّقاتها الثقافيَّة؛ فإنَّها ستجد في النهاية القوَّات الأمريكيَّة على أراضيها، تكريساً لحكم القطب الواحد المسيطر على الجميع؛ حيث يقول: (ونحن ـ أي: الأمريكان ـ مخوَّلون تاريخيَّاً لهزيمة كل التهديدات التي تقف في طريق سعينا لتحقيق الترابط العالمي؛ لأنَّنا نعرف جميعاً الثمن الذي قد ندفعه ـ دولةً وعالماً ـ إذا ما سمحنا لأيديولوجيَّات عدم الارتباط بأن تسود. وأمريكا لا تطلب الكثير بل مجرَّد التزام دول العالم ببروتوكولات العولمة، وليس أكثر من ذلك!!).
والدلالة المثيرة في هذا الكلام تقضي بأنَّ الأمريكان يحاولون الهيمنة والسيطرة الكاملة على أي مخالف لهم، وغرس روح التبعيَّة والذيليَّة لهم، ولكنَّهم إذا لم يجدوا أنَّ الشعوب استساغت تلك الرؤى، فالويل والثبور لهم من عمليات سحق ومحق تطال كلّ من يعارضهم!
(يُتْبَعُ)
(/)
* سأحاول في هذه السلسلة تفكيك رموز أرى أنَّها أشدُّ فتكاً، وأخفى خطراً على المسلمين من سياسة القتل والإبادة والتدمير؛ ألا وهي سياسة التخريب والتذويب من أعداء الإسلام لعقول المسلمين، ومحاولة طمس لوامع وسمات التديُّن عند المسلمين، وفكِّ عرى العقيدة الإسلاميَّة التي أُمِرَ المسلمون أن يستمسكوا بها ويعضُّوا عليها بالنواجذ.
وخطر التذويب خفي لا يدركه إلاَّ القليل، ذلك أنَّ أعداء الإسلام يحاولون غرس أفكارهم في بيئة لها القابليَّة لارتشاف واستقطاب الوافدات المتغايرة الغربيَّة، والانمحاق المتتابع في المشروع الأمريكي والغربي.
وعودة لكلام "ريتشارد نيكسون" المذكور في استهلال هذا الموضوع فإنَّه يرجِّح أن يقدِّم الأمريكان استراتيجيَّة الترويض والتخريب لدين المسلمين، وتذويبهم في المجتمعات الغربيَّة؛ ونشر الشبهات، والتشكيكات بينهم، وجعل هذا الخيار هو الأمر الذي له الأولويَّة على الخيار الآخر.
ومن سياسة أعداء الإسلام في ذلك أنَّهم يمضون في بذر تلك الأفكار في البلدان الإسلامية بسياسة الهُوَيْنَى، والمشي البطيء، على منطق القاعدة اليابانيَّة: (نريد بطئاً ولكن أكيد المفعول) ولا يعنيهم أن يخرِّبوا العقول الإسلاميَّة خلال عام أو عامين، بل لو كان ذلك خلال ثلاثين عاماً أو أكثر؛ فلا بأس بذلك ما دامت طرقهم ووسائلهم ماضية ولا تعترضها العراقيل أو يناكفها المعارضون لها!
لقد استوقفتني كلمة قالها أحد الأمريكان لمهاجر من المسلمين، حين أخبره المسلم بأنَّه هاجر وعمل في أمريكا وبقي متمسِّكاً بدينه؛ فقال له الأمريكي: (نحن لا يهمُّنا أن تَتَأَمْرَكَ أنت، بل استقدمناك من أجل أنَّنا نريد أولادك!!) [4].
ومن هذا المنطلق فقد صدر العديد من الدراسات الأمريكيَّة التي تحاول تسليط الضوء على أهميَّة غزو الأفكار والعقول لمسلمي البلاد الإسلاميَّة؛ لفرض الهيمنة والأيديولوجيَّة الغربيَّة على الساحة الإسلاميَّة.
فهم يركِّزون في طروحاتهم الفكرية والاستراتيجيَّة، فضلاً عن المستقبليَّة، على الحديث عن هذا الجيل المسلم وهذه الأمَّة الولود، التي وقفت عقبة كؤوداً أمام مخطَّطاتهم؛ لأنَّهم يشعرون بأنهم في طريق الأفول والانهيار الحضاري، ومن قرأ دراسة (ما هي القوة؟) لـ (نيل فيرجسون) [5] أيقن بما ذكرته عنهم؛ حيث إنَّ هذا الرجل يقول بنصِّ الكلمة: (وإذا كنَّا نشهد ـ كما يجادل هنتنجتون ـ "صدام الحضارات"، فلا بدَّ أن يكون مما يستحق الاهتمام أنَّ حضارتهم ـ يقصد الحضارة الإسلاميَّة ـ تشهد نمواً بالمعنى الحرفي، أكثر من حضارتنا. وهي بالإضافة إلى ذلك حضارة أكثر شباباً بكثير ممَّا عليه حال الحضارة الغربية الهرمة) [6].
إنَّ من الأهميَّة بمكان أن نعلم بأنَّ أعداء المسلمين ـ زعماء وقادة وخبراء فكر وتخطيط ـ لديهم رؤية واضحة، واستراتيجيَّة ثابتة تجاه الإسلام، ونصوص القرآن خير شاهد على ما ندَّعيه فإنَّه ـ سبحانه ـ يقول: (إنَّهم يكيدون كيداً) ويقول أيضاً: (ويمكرون ويمكر الله)، إلى غير ذلك من الآيات الموضِّحة لخطر أعداء الإسلام ضدَّ المجتمعات الإسلاميَّة.
نعم! لا نقول بأنَّ الخلل كلَّه في الكفَّار فحسب، بل فينا ما فينا من التقصير والخلل الكبير ومن ذلك ضعف العقيدة، وقصور الهمَّة، ودونيَّة الإرادة لتغيير ما في النفوس والواقع المزري من أوهاق ومظاهر الضعف، وضعف التدين، وانفكاك الوحدة، إلى غير ذلك من التقصير الكبير.
بيدَ أنِّي موقن تماماً بأنَّ أعداء المسلمين لديهم من المكر والكيد الشيء الكثير، أضف إلى ذلك ضغوطهم السياسية والاقتصاديَّة التي يمارسونها على من كانت له نيَّة في إصلاح المجتمعات العربيَّة والإسلاميَّة؛ كيف وقد أخبرنا الله ـ تعالى ـ بقوله: (ما يودُّ الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزَّل عليكم من خير من ربِّكم) وقوله: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملَّتهم) وقوله: (ودُّوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء) وقوله: (ودَّ الذين كفروا لو يردُّونكم من بعد إيمانكم كفَّاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبيَّن لهم الحق) وقوله: (ولا يزالون يقاتلونكم حتَّى يردُّوكم عن دينكم إن استطاعوا).
(يُتْبَعُ)
(/)
أهميَّة معرفة الاستراتيجية الغربيَّة ضدَّ المجتمعات الإسلاميَّة:
يقول (صن تسو):" إن من يعرف العدو ويعرف نفسه سوف تمتد حياته ليخوض مائة اشتباك، وإن من لا يعرف العدو ولكنه يعرف نفسه قد ينتصر أحياناً وينهزم أحياناً أخرى. أمَّا من لا يعرف نفسه ولا عدوَّه فإنَّه سيُمنى بالهزيمة دائماً في كل اشتباك) [7]
ولا ريب أنَّ من صفات المسلم الواعي؛ أنَّه يعيش عصره، ويعرف مكايد أعدائه، وسبل المجرمين للإطاحة بهذا الدين، من منطلق قوله ـ تعالى ـ: (وكذلك نفصِّل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين) وقوله: (ليهلك من هلك عن بيِّنة ويحيا من حيَّ عن بينة).وفي عصرنا الراهن يسعى أعداء العقيدة الإسلاميَّة، وعلى رأسهم الإدارة الأمريكيَّة، إلى فرض أجندتهم وبرامجهم على الدول الإسلاميَّة على وجه الخصوص؛ لأنَّهم يخشون من تململ قوَّة إسلامية تأتيهم على حين غرَّة؛ فلا يستطيعون لردِّها قوَّة أو سبيلاً، وقد يدَّعون دعوات كاذبة في احتلالهم لبلاد المسلمين، بيدَ أنَّ المقصد الأساس في ذلك أنَّ هذه الحرب التي يشعلونها صليبيَّة المقصد، براغماتيَّة الهوى!
وأمَّا من ظنَّ أنَّ أعداء الإسلام لا يخطِّطون، أو أنَّه ليس لديهم استراتيجيات واضحة تجاهنا، وخطط خفيَّة أو معلنة ضدَّنا، فإنَّ من المؤكَّد أنَّ ظنه هذا يدحضه الواقع المشاهد، الذي يكشف من خلاله بين الحين والآخر عن دراسات وخطط يعدها أهل الغرب تجاه العالم الإسلامي، وقد أسَّسوا الكثير من المراكز القائمة على الأبحاث والدراسات والتقارير الدوريَّة الاستراتيجيَّة وكذا المستقبليَّة، بل إنَّ هذه المراكز هي النواة والقاعدة الصلبة والمحرك الأساس التي تنطلق من خلالها قرارات الولايات المتحدة الأمريكيَّة وكذا الدول الغربيَّة، باعترافهم هم.
يتبع بإذن الله
ملاحظة:
نُشِرَ هذا المقال في موقع الألوكة، على هذا الرابط:
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=35&ArticleID=619
---------------------------------------
[1] مذكرات ريتشارد نيكسون.
[2] هذا المقال بعنوان: (أمريكا والانهيار الحضاري ... حقيقة أم وهم؟!) نشر في عدَّة مواقع، منها: مجلَّة العصر الإلكترونيَّة، ومفكرة الإسلام، وهذا رابط له:
http://www.islammemo.cc/taqrer/one_news.asp?IDnews=416
[3] انظره في كتابه: (خريطة البنتاغون الجديدة ـ الحرب والسلام في القرن الواحد والعشرين) وقد نشر الكتاب مترجماً إلى اللغة العربيَّة في جريدة البيان الإماراتيَّة، وفي شبكة الأحرار الفكريَّة على الإنترنت.
[4] ملامح المستقبل للدكتور محمد بن حامد الأحمري، صـ191.
[5] الدراسة منشورة في فصلية (هوفر دايجست) التي تصدر عن جامعة ستانفورد في عددها الثاني (2003م)، وصاحب هذه الدراسة أستاذ في التاريخ الاقتصادي والسياسي في جامعة نيويورك، والفائز بجائزة دولية في الدراسات التاريخية على كتابه عن الحرب العالمية الأولى.
[6] صدرت دراسة أخرى لبوكنان وقد كان مرشح لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكيَّة في انتخابات الرئاسة 1992 و1996م، حيث ينطلق هذا الرجل من قناعة راسخة لديه بأنَّ الغرب عموماًوأمريكا على وجه الخصوص يتَّجهان نحو الموت والفناء والذوبان!
[7] الإمبراطوريَّة بعد احتلال العراق ـ دراسات وأبحاث مترجمة بالعربيَّة ـ ترجمة: تركي الزميلي.
ـ[النجدية]ــــــــ[12 Sep 2007, 09:00 ص]ـ
بسم الله ...
جزاكم الرحمن صالحة أستاذنا الفاضل مرهف ..
و أسأل الله أن يجعل نقلكم في ميزان حسناتكم؛ ثقيلا!!
بورك بكم، و جزاكم الله الجنة
و ننتظر المزييييييييييد!!(/)
كتاب «حان الوقت لفهم القرآن الكريم» .. للمؤلف يوري ميخايلوف،
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[12 Sep 2007, 12:06 م]ـ
الحياة / حقق كتاب «حان الوقت لفهم القرآن الكريم» للمؤلف يوري ميخايلوف، مبيعات ضخمة خلال معرض الكتاب الدولي في موسكو الذي اختتم أعماله أخيراً، أدى إلى نفاد طبعته الأولى، وصدرت طبعته الثانية. وقال مؤلف الكتاب لوكالة الأنباء السعودية إن دار النشر التي تولت إصدار الكتاب، تلقت رسالة من المديرية العامة للعمل التربوي في القوات المسلحة الروسية، تضمنت الاستعداد لاقتناء 3 آلاف نسخة من الكتاب، لتوزيعها على مكتبات وحدات الجيش.
وجاء في الرسالة: «أن الكتاب يعطي صورة وافية عن العقيدة الإسلامية، ويمكن استخدامه كمرجع حول الإسلام في العمل التربوي لأفراد الجيش». كما تلقت دار النشر رسالة من إدارة مصلحة السجون الاتحادية الروسية، أكدت فيها استعدادها لاقتناء 3 آلاف نسخة للاستفادة من الكتاب في العمل الإصلاحي للسجناء، وتعريفهم بالقيم السامية التي يدعو إليها الإسلام. فيما قال مدير مركز الأبحاث الإسلامية والعربية في معهد الاستشراق الروسي البروفيسور فيتالي ناؤمكين: «لم أر مثل هذا الكتاب بأية لغة أخرى في العالم».
بينما أشار عضو المجلس الاجتماعي لروسيا الاتحادية سيرجي ماركوف إلى أن هذا الكتاب «يسوق الحجج حول السبب الذي يجب على دولتنا بموجبه تقديم كل دعم إلى الإسلام في روسيا بشكل رائع، إذ يدعو القراء غير المسلمين إلى إدراك المعاني السامية والعميقة لآيات القرآن الكريم».
يذكر أن الكتاب حظي باهتمام الأوساط الاجتماعية في روسيا، لأنه أول كتاب يتحدث بصدق، ويروي الحقيقة عن الإسلام التي يحاول البعض في الغرب تشويهها
المصدر ( http://www.almokhtsar.com/html/news/1665/30/77532.php)
ـ[محمد كالو]ــــــــ[30 Oct 2007, 03:18 م]ـ
دعا الباحث الروسي يوري ميخائيلوف إلى فهم حقيقة القرآن الكريم الذي يدعو إلى إبراز روح التسامح الديني والقيم الأخلاقية السامية للإسلام. جاء ذلك خلال تدشينه لكتاب "حان الوقت لكي نفهم القرآن" حيث تحدث عن تجربته مع الدراسات الإسلامية وكيفية فهم الروس للإسلام سواء على المستوى الرسمي أم على المستوى الشعبي.
وقال: إنه روسي مسيحي ويتألم لعدم وجود من يشرح الإسلام على حقيقته لغير المسلمين بل وحتى لمسلمي روسيا، وأضاف أن السياسيين في روسيا لا يتعمقون في فهم الإسلام، وغالبا ما يقعون في تحت تأثير الإعلام المعادي للإسلام.
وحول تأليفه لكتاب "حان الوقت لكي نفهم القرآن" جاء بتشجيع من شخصيات مرموقة من المستعربين الروس مثل المستشرق الروسي بوبوف سفير المهمات الخاصة في وزارة الخارجية الروسية الذي لعب دورا كبيرا في انضمام روسيا إلى منظمة المؤتمر الإسلامي.
ويرى ميخائيلوف أن الإسلام دين متكامل والقرآن الكريم كتاب عميق وصعب، وأضاف شعرت وأنا أقرأ القرآن الكريم أنني أمام قلعة شامخة محكمة البناء فيه نظام متكامل ومتسق، فيه تعاليم إنسانية عظيمة.
كما يؤكد أن القرآن الكريم تضمن مقولات علمية عظيمة، وأن الله عز وجل فتح أمام الإنسان الطريق ليكتشف قوانين الكون على مراحل، وأن القرآن الكريم، كما أن القرآن الكريم ينسجم مع المكتشفات العلمية الحديثة.
وتابع ميخائيلوف بأن منظومة القيم الأخلاقية التي دعا إليها الإسلام يتقبلها كل إنسان عاقل وحتى المتعصب ضد الإسلام إن لم تقل له إنها تعاليم الإسلام. وهذه القيم الأخلاقية السامية يحتاجها المجتمع الروسي في محاربته للظواهر المنحرفة مثل تعاطي المخدرات والإدمان على الكحول والقسوة في أنماط التعامل الاجتماعي، كما أن الإسلام يدعو إلى الحفاظ على حياة الفرد وأن من يقتل إنساناً بريئاً فكأنما قتل البشرية جمعاء. أيضا هو دين يدعو للرحمة والرفق بالبيئة والحيوان.
ويرى المؤلف أن كتابه لا يشرح القرآن بل يدعو إلى فهمه فهما صحيحا بعيدا عن التشويه، وأن من ينشر أو يكتب عن القرآن ليسوا ممن يتقن اللغة الروسية كل الإتقان الأمر الذي ينعكس سلباً على المثقفين وقادة الرأي الروسي. كما أن الكتب التي تتحدث عن الإسلام ومحتوياتها ليست ذات جودة عالية، وحتى ترجمات القرآن بها بعض الأخطاء التي تغير بعض المفاهيم وبالتالي تدعم آراء المعادين له.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقترح المؤلف مشروعا يحتاج إلى تمويل مستمر تقوم من خلاله دار نشر مرموقة بطباعة كتب تشرح طبيعة الإسلام لغير المسلمين من الروس وحتى المسلمين الروس. حيث ستلعب دورا تربويا كبيرا بين الشباب وتقطع الطريق أمام التيارات المتطرفة والمتعصبة الغريبة عن روح الإسلام - دين التسامح والسلام - مستشهدا بقوله تعالى: "لا إكراه في الدين" وقوله جل وعلا: "وجادلهم بالتي هي أحسن".
ولفت إلى أنه يعتزم حاليا إعادة طبع هذا الكتاب لأن نسخه قد نفدت بعد أن وزعت بكاملها.
كما أشار ميخائيلوف إلى أن بعض القادة المسلمين في روسيا يدعون إلى الإسلام بطريقة رفع الشعارات لكن المطلوب أسلوب علمي منطقي هادئ قائم على الحوار، وأن هناك مشكلة تطفو على السطح ألا وهي ندرة الكادر المتخصص في الإسلام فهو نادر جدا ومعظم المتخصصين الموجودين حاليا من المسنين. ولا ننسى أن جهات أخرى كإسرائيل تدفع رواتب مجزية لباحثين في روسيا لكي يقدموا لها خدمات ودعاية.
وأكد قائلا: أنا مسيحي ولكنني أعتقد أنني أؤمن بالإسلام والقرآن الكريم وبالنبي محمد صلى الله عليه وسلم. وتابع قائلا إن روسيا بحاجة لمحررين ومترجمين للكتب الإسلامية من ذوي الكفاءات العالية.
كما لفت قائلا: هناك آفاق هائلة لتطوير العلاقات التاريخية الودية بين العالم الإسلامية وروسيا، وما زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمملكة العربية السعودية وقطر والأردن إلا خطوة كبيرة على طريق تعزيز هذه العلاقات وتطويرها.
وأشار إلى أن روسيا تقدم مثالا رائعا على التفاهم وحسن الجوار وتهيئة اجو الملائم للتعايش بين الإسلام والمسيحية، ولهذا فإن روسيا تمثل جسرا بين الشرق والغرب في مجال الحوار والتعامل الحضاري. وحسب تعليقه فإن الكتاب موجه لممثلي السلطة وقادة الفكر والرأي والقوى المؤثرة في المجتمع الروسي وكذلك لكافة المواطنين الروس بكافة معتقداتهم وقومياتهم. ومن خلال الكتاب فإن المؤلف يعرض بلغة بسيطة ومفهومة أن الإسلام هو دين السلام والرحمة والحوار والتفاهم، وأن نشر تعاليمه بشكل صحيح تبعد المضللين عن الانحراف وتقلل من عدد المتعصبين ضد الإسلام كما تساهم في نشر الإيمان بالله في المجتمع الروسي.
وتجدر الإشارة إلى أنه قد أقيم مؤخرا حفل تقديم للكتاب بمركز التجارة العالمي بموسكو، كما أثار الكتاب اهتماما غير معهود خاصة من الذين شاركوا في مناقشة الكتاب من النخبة السياسية والفكرية المعروفة في روسيا والعالم.
منقول عن جريدة الرياض ...
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[30 Oct 2007, 09:47 م]ـ
السلام عليكم هل ترجم الكتاب الى العربية
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[31 Oct 2007, 12:39 م]ـ
ما شاء الله جزاكم الله خيراً د. أحمد على هذا الخبر السارّ
سؤال د. جمال أبو حسان؟
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[03 Nov 2007, 07:31 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو الياس]ــــــــ[13 Dec 2007, 09:43 م]ـ
بارك الله فيكم
وجزاكم الله خيرًا على ما قدمتم وٍأفدتم(/)
المخطَّط الغربي الاستراتيجي تجاه العالم الإسلامي الحلقة الثانية
ـ[مرهف]ــــــــ[16 Sep 2007, 02:04 ص]ـ
المخطَّط الغربي الاستراتيجي تجاه العالم الإسلامي
(2)
(قادة الغرب يقولون: ادعموا الليبراليين)
عرض وتحليل وحلول المواجهة
خبَّاب بن مروان الحمد
ذكرت في الحلقة السابقة أنَّ أعداء الإسلام ينتهجون في حربهم للمسلمين طريقين متوازيين:التقتيل، والتذويب.
وبما أنَّهم اعتمدوا حرب الأفكار تجاه الدين الإسلامي والمسلمين عموماً، وفشلوا في تشويه الدين الإسلامي، فإنَّهم يحاولون وبشتَّى الصور والأساليب إلى صرفنا عن قوَّتنا التي تكمن في ديننا، ولا غرابة في أن يقول الأمريكي (ريسلر):"الأمَّة العربيَّة الآن حصان جامح كبا، وعلينا إبقاؤه في كبوته".
هناك اصطلاحات تواضع عليها جمع من قادة البلاد الغربيَّة تجاه الأمَّة المسلمة منها (حرب الأفكار)، ومن أوائل من نادى بذلك في هذا العصر (زينو باران) وهي باحثة تعمل في موقع مركز نيكسون، الصادر عنه تقرير بعنوان (القتال في حرب الأفكار) وممَّن اعتمد ذلك وبشدَّة (دونالد رامسفيلد)؛ فكثيراً ما كان يصرِّح بأهميَّة غزو العالم الإسلامي ثقافياً، ومنهم كذلك (دنيس روس) المبعوث الأمريكي السابق للشرق الأوسط، فقد كان يدعو ـ ولا يزال ـ إلى علمنة الدعوة الإسلاميَّة، وجمع كبير من قادة الدول الغربيَّة.
وعليه فقد وجَّه الأمريكي الصهيوني توماس فريدمان نصيحة غالية للغرب حيث قال: (إذا أراد الغرب تجنّب حرب الجيوش مع الإسلام، فإنَّ عليه خوض حرب المبادئ في داخل الإسلام) [1]
وفي عام (2007م) أصدرت مؤسَّسة (راند) الأمريكيَّة للأبحاث تقريراً بعنوان: (بناء شبكات مسلمة معتدلة) رصدت فيه صراع الغرب مع (العالم المسلم) وحركاته السياسيَّة، وأكَّدت فيه أنَّ هذا الصراع لن يحسم عسكرياً بل ثقافياً.
وفي هذه السلسلة سأذكر شيئاً من تلك الاستراتيجيَّة الغربيَّة والأمريكيَّة على وجه الخصوص، لتذويب الشعوب الإسلاميَّة؛ التي يسعون لتحقيقها في العصر الحاضر بغيةَ تغريب الأمَّة المسلمة؛ لإفساد دينها وقيمها ومبادئها؛ ففي أروقة المكر السياسي، وما وراء الجدران وخلف الكواليس، تنسج وتحاك تلك الخطط الغربيَّة ضد العالم الإسلامي أو ما يسمُّونها بمنطقة (الشرق الأوسط)، على أيدي سماسرة الأفكار وصنَّاع القرار، في المراكز المعروفة عندهم بخزانات التفكير، المقصود بها مراكز الأبحاث.
ومن تلك الخطط والمقترحات التي نستطيع أن نستخلصها من كلامهم أو فعالهم، والتي اعتُمِدت تجاه العالم الإسلامي:
منح الحداثيين والليبراليين منابر إعلاميَّة بشكل واسع، ومناصب شعبية للتواصل مع الجماهير، ودعمهم عن طريق المؤسسات المدنيَّة ـ كما يسمُّونها ـ، ونشر وتوزيع أعمالهم، وتشجيعهم على الكتابة للجماهير والشباب، وإبرازهم كوجه للتيار المتنوِّر المنفتح على الآخر الذي لا يعارض الهيمنة الغربية والأمريكية على بلاد المسلمين، وتجنيسهم الجنسيَّة الأمريكيَّة أو الغربيَّة عموماً، مع الحماية لهم دبلوماسياً.
وقد جاء في الدراسة الصادرة عن مؤسَّسة (راند) [2] والمعنونة بـ: (العالم الإسلامي بعد 11/ 9) وقد نشرت في ديسمبر / كانون الأول عام 2004م؛ ما يلي: " إنَّ الحرب من أجل الإسلام سوف تتطلَّب صنع جماعات ليبراليَّة بهدف إنقاذ الإسلام من خاطفيه".
ويلحظ مدى التوافق في لفظ كلمة (الخاطفين التي تُطْلَقُ على الإسلاميين) حيث إنَّه من العجيب أن نرى تصريحاً لأحد قادة الدول العربيَّة يتحدَّث فيه أنَّ من المهم إنقاذ الإسلام من خاطفيه الإسلاميين، وأنَّ دولته تلك مختطفة من قِبَلِ التيَّارات المتأسلمة، وأنَّ هؤلاء أخطبوط يسيطر على المؤسَّسات وعلى التوجُّهات السياسيَّة. [3]
كما صدرت دراسة جديدة لهذه المؤسَّسة (راند) [4] (شهر ربيع الأول عام 1428هـ / 2007م) بعنوان: (بناء شبكات مسلمة معتدلة) أوصت فيه وبشدَّة بدعم الليبراليين على حساب الإسلاميين، ووضعت فيه معايير بـ (أن يكون هناك اختبار للاعتدال بالمفهوم الأمريكي يتم من خلاله تحديد من تعمل معهم الإدارة الأمريكيَّة وتدعمهم في مقابل من تحاربهم وتحاول تحجيم نجاحاتهم) [5].
(يُتْبَعُ)
(/)
ويشير التقرير إلى أهميَّة تقوية بناء مؤسسات المسلمين وشبكاتهم المعتدلة، وأن يكون ذلك هدفاً واضحاً لسياسة الحكومة الأمريكية مع إيجاد قاعدة بيانات عالمية للشركاء، بالإضافة إلى خطة عمل محكمة تتضمن آلية للمراجعة والتصحيح لضمان تنفيذها وفق المسار المحدد لها. [6]
كما كتب عن أهميَّة دعم الليبراليين و تفعيل ذلك قبالة الإسلاميين، عددٌ من المفكِّرين الغربيين ومنهم عالم السياسة المعروف بـ (وليم بيكر)؛ حيث كتب كتاباً عن الإسلاميين الليبراليين في عام2003م، وكذلك فعل (لونارد بيندر).
وفي السياق ذاته فإنَّ تقرير راند (2007م) يؤكِّد على أهميَّة استعادة تفسيرات الإسلام من أيدي التيَّار الإسلامي، وتصحيحها حتَّى تتماشى وتتناسب مع واقع العالم اليوم، والقوانين والتشريعات الدوليَّة في مجالات الديموقراطيَّة وحقوق الإنسان وقضايا المرأة. [7]
* رؤى غربيَّة بعقول وأشكال عربيَّة:
سنجد بكل تأكيد أناساً من المنتسبين للإسلام الليبرالي، أو (الليبراليُّون الجدد) يتلقون ويتلقَّفون الأوامر الأمريكيَّة ـ شعروا أو لم يشعروا ـ ويسعون لتطبيقها في بلادنا الإسلاميَّة، وينشرون آراءهم عبر وسائل الإعلام المختلفة؛ فهناك عدد من الكتَّاب لا يعارضون وجود الهيمنة العسكريَّة الأمريكيَّة في الدول الإسلاميَّة، ومنهم أحد الكتَّاب الخليجيين؛ حيث يقول في حوار معه في جريدة الحياة 9/ 5/2005م بأنَّ هيمنة الغرب العسكرية على العالم مقبولة ومطلوبة؛ لأنَّها ـ من وجهة نظره ـ هيمنة لقوى متحضِّرة تتعامل مع الواقع بعقلانيَّة ومنطقيَّة!!
وكاتب آخر يقول في جريدة القبس 29/ 5/2004م: (الذين يقاتلون الولايات المتَّحدة في العراق يعرِّضون المصالح والأمن الكويتي للخطر)!
بل وصل الحال أن نشرت في بعض صحفنا وجرائدنا مقالة لأحد هؤلاء (الليبراليين) يقول فيها: (ولماذا نكره أمريكا وهي التي أطعمتنا من جوع وآمنتنا من خوف؟)!
إلى هذه الدرجة وصل حال بعض مثقَّفينا العرب الذين يرطنون بلغتنا العربيَّة ويلبسون ألبستنا، إلى الحديث صراحة وعلانيَّة في وسائل الإعلام بهذا الكلام، ومع هذا يُتَلقَّى كلامهم بدرجة الأريحيَّة والحريَّة من هذه الوسائل الإعلاميَّة (المستنيرة)!.
ومن خلال المتابعة نجد أنَّ هناك عدداً كبيراً لا أستطيع أن أحصيهم، تحاول كثير من وسائل الإعلام ترويج أفكارهم في هذه الحقبة الزمنيَّة، ومنهم (محمد شحرور) و (محمد أركون) و (أحمد صبحي منصور) و (أحمد البغدادي) و (جمال البنَّا) الذي له من الأقوال الضَّالة المخالفة لمنهج الشريعة الشيء الكثير، ومع هذا يسمونه (مفكِّراً إسلاميَّاً) وهو الذي دعا إلى تنحية السنَّة والاحتكام بما فيها إلى الصريح من القرآن، ويرى أن تكون الصلوات الخمس صلاتين! ويرى أنَّ للعقل أن يكون حاكماً على القضايا الدينيَّة والشرعيَّة، كما يدعو إلى الفصل ما بين الدين والسلطة، ويرى أنَّ الجهاد في سبيل الله أُلغِيَ؛ حيث يقول: (أمَّا جهاد اليوم بلفظه فهو جهاد بلا قتال، وأنَّ جهاد القتال أُلغي) [8].
و (جمال البنَّا) معروفة اتِّصالاته مع مركز ابن خلدون الذي يديره ويشرف عليه العلماني سعد الدين إبراهيم، المشتهر والمعروف بصلته مع الجهات اليساريَّة الأمريكيَّة، كما أنَّ (جمال البنا) ممَّن يُشهد لهم ويُعرفون بحضورهم للمؤتمرات الأمريكيَّة عميقة الصلة مع مؤسَّسة راند التي أقيمت بمصر.
وبهذا يتحقَّق للقادة الغربيين مخطَّطهم في تشويه الدين الإسلامي عبر هؤلاء الذين يقولون عن أنفسهم بأنَّهم: (إسلاميُّون ليبراليون)!
لقد قال (نيكولا ساركوزي) وزير الداخليَّة الفرنسي السابق: (الإسلام الذي تريده فرنسا هو إسلام فرنسي، وليس إسلاماً في فرنسا) [9]، فهم أظهروا هذا الكلام بأفواههم، وما تخفي صدورهم أكبر، فقادة الغرب الآن وعلى رأسهم قادة أمريكا يريدون إسلاماً: (بلا أسنان) أو (إسلاماً على الطريقة الأمريكيَّة) أو (إسلاماً مدجَّناً) أو (إسلاما متأمركاً) أو (إسلاما مهجَّناً وديعاً) ـ سمِّه ما شئت ـ ليجعلوا الإسلام لا يتعارض مع النظم والقيم العلمانية، وليتجرَّد من طابعه المقدَّس والمنزَّل من عند الله؛ ممَّا يؤدي بأصحابه إلى عبور الطريق إلى قنطرة العلمانيَّة المحضة التي تقتصر في الحكم ومرجعيته على العقل الإنساني في معرفة حقائق الوجود
(يُتْبَعُ)
(/)
والتفاعل معها وتصريف شؤون الحياة بالمرجعيَّة الكاملة إلى العقل.
ولك أن تستغرب ما يكتبه حفيد الشيخ حسن البنَّا ـ رحمه الله ـ وهو طارق رمضان في كتابه (مسلمو الغرب ومستقبل الإسلام) الذي نشرته جامعة أكسفورد، حتَّى إنَّ مجلة التايم عام 2000م جعلته كأحد أهم مئة مبدع في القرن القادم، وقد نادى في كتابه هذا بضرورة اندماج المسلمين في الغرب (و إيجاد إسلام غربي توجهه الحقائق الثقافية للغرب، وتقديم رؤية لهوية إسلامية جديدة كخطوة ضمن محاولات تعديل وإعادة تشكيل الثقافة الدينية للمسلمين) [10].
* أوصاف المسلمين المعتدلين الذين لا يتعارضون مع المفاهيم الغربيَّة والأمريكيَّة خصوصاً:
في مقال له بعنوان: (كيف نحدِّد المسلمين المعتدلين؟) أشاد (دانيال بايبس) بأنَّ هناك أخباراً سارَّة تؤكِّد بأنَّ هناك أشخاصاً يرفعون أصواتهم لنشر الإسلام المعتدل، وذكر منهم محمد هشام قبَّاني وأحمد صبحي منصور!
من خلال العنوان السابق: (كيف نحدد المسلمين المعتدلين؟) يظهر لنا من خلاله أنَّ لدى القادة الفكريين والسياسيين في الغرب نَهَمَاً لمعرفة الحدود الفاصلة بين المسلمين المتطرفين ـ بزعمهم ـ والمعتدلين، وعليه فقد حاولوا أن يضعوا مواصفات ومقاييس ليقاس عليها أي أحد ادَّعى أنَّه معتدل؛ إذ ليس كل مدَّعٍ للاعتدال من الإسلاميين يكون معتدلاً كما يقول تقرير راند، ولهذا فإنَّ من الملامح التي يمكن تحديدها للإسلاميين المعتدلين الآتي:
(1) القبول بالديموقراطيَّة الغربيَّة مبدأً وأسلوباً وتطبيقاً.
(2) القبول بالموقف المضاد لتطبيق الشريعة، باعتبار أنَّ الشريعة الإسلامية لا تتناسب مع هذا العصر و المفهوم الغربي للديمقراطيَّة. وقد جاء في تقرير راند: (إنَّ الخطَّ الفاصل بين المسلم المعتدل وبين المسلم المتطرف في الدول ذات الأنظمة القانونيَّة المستندة إلى التشريعات الغربيَّة هو: هل يجب تطبيق الشريعة؟) [11].
(3) احترام حقوق النساء والأقليات الدينيَّة، ودعوى أنَّ الحقوق التي نالتها المرأة في عصر رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ لا تتناسب مع الظروف الراهنة العصريَّة.
(4) نبذ العنف والإرهاب. وهذه شنشنة إلى الآن لم تُحدَّد من قِبَلِ قادة الغرب، وما مقصودهم بالإرهاب؟.
(5) الإيمان بحقِّ الإنسان بتغيير دينه والارتداد عنه وحريَّة الشخص في ذلك.
(6) حريَّة المرأة في اختيار (الرفيق وليس الزوج) لتتشارك معه في حياتها.
(7) الوقوف بشكل حاد ضدَّ دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ ومعاداة كتبه، وعدم التوافق مع أفكاره وطروحاته.
(8) دعم التيارات العلمانيَّة ماديَّاً ومعنوياً.
(9) الإيمان بحق الأقليَّات الدينيَّة بأن تتولَّى مناصب عليا في الدول ذات الغالبيَّة الإسلاميَّة.
* الليبراليُّون والطروحات الأمريكيَّة ... ومشابهة التوجهات:
بالطبع فإنَّ هؤلاء (الليبراليين الإسلاميين) يكثرون ويدندنون بالحديث حول عدَّة قضايا بعضها صواب وحق، ولكنَّهم يريدون بها الباطل، ومن صفات أهل البطلان حين يريدون أن يروِّجوا لباطلهم، أنَّهم يستخدمون خلاله كلمة حق ينفذون من خلالها لذلك الباطل إذ لو أنَّهم تكلموا بالباطل وحسب لم يقتنع أحد بكلامهم، فلا بدَّ أن يطعِّموا بذلك الباطل شيئاً من الحق ليروِّج باطلَهم.
وقد صدق أبو العبَّاس ابن تيميَّة حين قال:"ولا ينفق الباطل في الوجود إلا بثوب من الحق، كما أن أهل الكتاب لبسوا الحق بالباطل؛فبسبب الحق اليسير الذي معهم يضلون خلقاً كثيراً عن الحق الذي يجب الإيمان به، ويدعونه إلى الباطل الكثير الذي هم عليه، وكثيراً ما يعارضهم من أهل الإسلام من لا يحسن التمييز ببن الحق والباطل ولا يقيم الحجة التي تدحض باطلهم ولا يبين حجة الله التي أقامها برسله؛ فيحصل بذلك فتنة!) [12]
وهؤلاء (الليبراليون الإسلاميون) من المنتسبين للمدرسة العقليَّة يحاولون قدر الإمكان أن يستدلوا على صحَّة كلامهم بطرق عديدة، وهناك قضايا يكثرون الدندنة عليها بعضها صواب وحق ولكنَّهم يريدون بها باطلاً، ومنها:
1ـ تغير الفتوى بتغير الزمان والمكان.
2ـ رفع الحرج؛ بحجَّة عموم البلوى المنتشرة.
3ـ الضرورات تبيح المحظورات.
4ـ مفهوم التيسير في الدين.
5ـ المقاصد الشرعيَّة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعضها غلط وانحراف وتحريف للأفهام، ويستثمرونها لإقناع الناس بأصحيَّة تلك الآراء المنبعثة من تلك القواعد، ومن ذلك:
1ـ إلغاء قاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
2ـ المصالح المرسلة (الموهومة) وتقديمها على النص.
3ـ إلغاء الحدود استناداً لقاعدة درء الحدود بالشبهات.
4ـ نقض قاعدة: سد الذرائع.
5ـ نقض قاعدة: درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
6ـ الاقتصار على الاستحسان العقلي، وتعظيم العقل وتقديمه على النقل.
7ـ نبذ الجهاد القتالي سواء أكان دفعاً أم طلباً. (ومن يطالع فكر خالص جلبي في كتابه: (سيكولوجيَّة العنف وإستراتيجيَّة الحل السلمي) وكتاب شيخه جودت سعيد (مذهب ابن آدم الأول) فسيوقن حقيقة ما أقول.
* حتَّى لا نكون مشاريع أمريكيَّة:
لقد قال ـ تعالى ـ: (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)، ونحن المسلمين ينبغي أن نعلم أنَّ من أعظم أهداف أعداء المسلمين؛ حرْف المسلمين عن دينهم ليتَّبعوا مللاً ونحلاً ضالَّة أو كافرة، كما يقول الله تعالى عنهم: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتَّى تتَّبع ملَّتهم) ولهذا فإنَّه من اللازم أن نقابل مكر هؤلاء بما يبطل مكرهم ويدحض كيدهم، ونحسن مواجهتهم بطرق ووسائل وأساليب عدَّة ننصر بها مشروعنا الإسلامي الحق،ومن ذلك:
1ـ تشكيل مجموعة من العلماء والمفكِّرين والمثقفين المسلمين المنضبطين بأصول الشريعة لدراسة هذه الظاهرة التخريبيَّة، وكشف ولاءاتها بكلِّ صراحة.
2ـ فضح هؤلاء وتبيين خطرهم على الأمَّة المسلمة ومدى استفادتهم ـ شعروا أو لم يشعروا ـ من الحماية الأمريكيَّة والغربيَّة لهم، لا! بل الفرح بأقوالهم، ومحاولة جعل هؤلاء هم المسيطرين على المنابر الإعلامية وصناعة القرار.
3ـ من كانت لديه مقدرة على مناظرة هؤلاء وكشف أقوالهم والرد عليها بحكمة وعلم ويقين؛ فليقدم على ذلك؛ حتَّى لا ينخدع الناس بأقوالهم وخصوصاً العوام.
4ـ الولوج إلى الفضائيات ومحاولة إخراج برامج متخصصة في كشف الأصول التي يسير عليها أصحاب هذا الفكر المنحرف (لبرلة الإسلام)، ومن المهم جداً نقض أصولهم. وعليه فإني أقترح أن يكون هناك دور للعلماء الذين يجمعون بين العلم الشرعي مع إتقان علم الأصول ومتابعتهم لكتابات الليبراليين وطرق طرحهم واستدلالهم، بأن يقوموا مثنى وفرادى لتوضيح حقائق تلك القواعد الأصوليَّة والفقهيَّة على وجه الحقيقة بدون غلو أو تمييع، وكشف أهداف أولئك الليبراليين الجدد في طرحهم واستدلالهم بتلك القواعد وتبيينها للناس.
5ـ تبيين مدى ارتباط بعض هؤلاء وليس كلهم؛ حتى لا نجور في حكمنا ـ بالقوى الغربيَّة والاستعماريَّة؛ فالناس في البلاد الإسلاميَّة عموماً يكرهون المحتل ومؤسَّساته وعملاءه. وهذا جهد مهم ينبغي أن نستثمره نحن الإسلاميين لصالحنا، والزيادة عليه بتبيان خطورة طروحات هؤلاء وارتباطهم بمنظومات مشبوهة.
6ـ توضيح طرق أطروحات هؤلاء (الليبراليين) للناس، وشرح أبعاد مراداتهم ومقالاتهم وكيفيَّة تناولهم لأصول الشريعة الإسلاميَّة وثوابتها.
7ـ من الضروري ألاَّ تكون تقارير كتقرير (راند) مثلاً، مكوِّناً أساسيَّاً في نظرتنا للناس من خلاله، فهذا التقرير وغيره من التقارير، ينبغي أن يقاس بالمنهج الصحيح: (منهج أهل السنَّة والجماعة) ولا نقيس الأشخاص والأفكار التي وردت فيه، إلاَّ من خلال منهجنا: (منهج أهل السنَّة والجماعة).
8ـ ضرورة فتح علاقات جادَّة من أبناء المسلمين المتأصِّلين في الشريعة والفكر السياسي والاستراتيجي مع أولئك المعتدلين في الغرب، ومحاولة شرح حقوقنا الإسلاميَّة، وتعديل نظرتهم أكثر فأكثر لمناصرة حقوقنا، وأذكر أنَّه كان هناك حوار من مجلَّة البيان الإسلاميَّة مع نعوم تشومسكي، وقال كلاماً جيداً ضدَّ الإدارة الأمريكيَّة والعنجهيَّة الصهيونيَّة، ولكنَّه انطلت عليه إشكاليَّة أن لإسرائيل الحق في أن يكون لها دولة مستقلَّة على الأراضي الفلسطينيَّة، بجانب الدول الفلسطينيَّة. وهذا في الحقيقة أمر لا صحَّة له، من ناحية قانونيَّة وسياسيَّة وشرعيَّة ـ وليس هنا موضع الرد عليه ـ فأرض فلسطين وقف إسلامي لا يجوز إجماعاً أن يكون لليهود حق أخذ شبر منها، أو الاعتراف لحقِّ وجودهم في تلك الأراضي المقدَّسة.
(يُتْبَعُ)
(/)
إذاً لا بدَّ من الانفتاح على أصحاب النظرات والأفكار المعتدلة في الغرب، لتقوية أواصر العلاقة بيننا كمسلمين وبينهم وإن كانوا غير مسلمين؛ لمناصرة حقوقنا وقضايانا الإسلاميّة العادلة، وتصحيح المفاهيم المغلوطة لديهم.
وإذا كانوا يصفون معركتهم معنا بأنَّها معركة العقول والقلوب والدولارات ومعركة لكسب الأفكار؛ فليكن لنا معهم طريقة لكسب العقول والأفكار المعتدلة.
وقبل الختام: أرى توضيح نقطتين مهمَّتين:
(1) حول نظريَّة المؤامرة:
قد يعتقد بعضهم أنَّ هذه السلسلة تصب في إطار تعزيز نظريَّة المؤامرة أو من يقول بها، وأحب أن أقول: نعم! نحن ضد المبالغة في هذا الموضوع، لكن نحن لا نستطيع إنكارما يُقلع العين. وهؤلاء يقال لهم: إما أن تنكروا نظرية المؤامرة، وإما أن تقروا بها؛ فإن كانت الثانية فالتحذير منها واجب، وإن كانت الأولى فلنحتكم للواقع المزري في الهجمة الشرسة ضدَّ الإسلام وأهله. وأكرِّر ما جاء في الحلقة الماضية بأنّنا: (لا نقول بأنَّ الخلل كلَّه في الكفَّار فحسب؛ بل فينا ما فينا من التقصير والخلل الكبير؛ ومن ذلك ضعف العقيدة، وقصور الهمَّة، ودونيَّة الإرادة لتغيير ما في النفوس، والواقع المزري من مظاهر الضعف، وضعف التدين، وانفكاك الوحدة .... إلى غير ذلك من التقصير الكبير).
ولعلَّ هذا يكون كافياً في أنِّي لا أجعل المسألة كلها في أعناق أعداء المسلمين، وكأنِّي جعلتهم شمَّاعة نضع عليها قصورنا وأخطاءنا!
(2) ليسوا سواء!
من المعلوم قطعاً لأهل الإنصاف والعدل أنَّ غير المسلمين يختلفون في تصوُّراتهم ومواقفهم تجاه المسلمين، فيستحيل إذاً أن نجعلهم في سلَّة واحدة، أو في كتلة؛ فإنَّ غير المسلمين ليسوا سواء في الحقد والعداوة؛ فهم في الميزان الشرعي والسياسي يختلفون؛ فيستحيل أن نضع (هنتنغتون) و (فوكوياما) و (فريدمان) في صف (جون أسبوزيتو) و (نعوم تشومسكي) و (إدوارد سعيد)، ممَّن لديهم رؤى أقرب إلى الاعتدال من التعصبُّ أو التشدُّد تجاه المسلمين؛ فنحن ندرك أنَّ هناك عدداً ممَّن ينصر قضايا المسلمين ـ وإن كانوا قلَّة ـ بيد أنَّ النظرة السائدة الآن في الغرب هي نظرة مضادة وحاقدة على الإسلام بوصفه ديناً وعلى المسلمين بوصفهم مجتمعاً.
وإذا كانت هناك دول غير مسلمة تكون أو ستكون حليفاً استراتيجياً يناصرنا نحن المسلمين في قضايانا ومواقفنا السياسيَّة والعسكريَّة، فلا أظنُّ أنَّ مسلماً عاقلاً يمتنع عن القبول بذلك، بل إنَّه أمر من المهم بمكان، وخصوصاً في زمن تحالف فيه أعداء المسلمين وشكَّلوا (تحالف الشر) في الحرب على الإسلام والمسلمين، ولنا بسيرة رسول الهدى ـ صلّى الله عليه وسلَّم ـ أسوة؛ فقد تحالف مع بعض الكفَّار تجاه آخرين يرسمون له العداء، فإذاً المسألة بحاجة لموازنة ودقَّة في الحكم وتحرير محل النزاع.
يتبع بإذن الله
ملاحظة:
نُشِرَ هذا المقال في موقع الألوكة على هذا الرابط:
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=35&ArticleID=810
---------------------------------------
[1] يديعوت احرونوت، 26/ 8/2003م.
[2] مؤسسة راند تعنى بالبحوث والدراسات؛ حيث تأسَّست عام 1948م ولها علاقات تجمعها مع وزارة الدفاع الأمريكيَّة، وغالباً ما يتمُّ العمل بتوجُّهاتها بناء على التقارير التي تقدِّمها للولايات المتحدة، وقد صدرت هذه الدراسة عام 2004م بعنوان (الإسلام المدني الديمقراطي: الشركاء والموارد والاستراتيجيَّات) وكتبتها (شيرلي بيرنارد) وهي نمساويَّة ومديرة سابقة لمعهد الأبحاث في فيينا، وهي زوجة زلماي خليل زاده؛ المساعد الخاص للرئيس بوش، وكبير مستشاري الأمن القومي، وهو المسؤول عن الخليج العربي حاليَّاً، والسفير الأمريكي في العراق سابقاً.
[3] بتصرُّف من حوار برنامج (إضاءات) في قناة العربيَّة مع سفير الكويت سابقاً في واشنطن لمدة 12 عاماً، العربية نت، (7/ 1/2005)
[4] لمزيد من الاطِّلاع: http://www.rand.org/
[5] مقطع من تقرير أعدَّه الدكتور باسم خفاجي مدير المركز الدولي لدراسات أمريكا والغرب.
[6] هذا التقرير أعدَّه الباحث (أنجل راباسا، شيريل بينارد، لويل شوارتز، وبيتر سيكل)، وقد كتب عنه الدكتور: باسم خفاجي مقالاً جيِّداً في مجلَّة البيان، عدد (236)، بعنوان (المفهوم الأمريكي للاعتدال الإسلامي، قراءة في تقرير راند 2007).
[7] مقطع من كلام للدكتور باسم خفاجي في تقرير حول تقرير راند.
[8] الجهاد أضغاث أحلام: ص121.
[9] جريدة السبيل، 29/ 4/2003م.
[10] نافذة على الغرب السنة الأولى (العدد الرابع) صفر 1427هـ ـ مارس 2006م، وهي نشرة تصدر عن مجلة البيان وتعنى بالتعريف بأحدث الكتب والدراسات الغربية حول العالم الإسلامي.
[11] من مقال الدكتور خفاجي.
[12] الفتاوى الكبرى: (1/ 401)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[17 Sep 2007, 05:24 ص]ـ
بل وصل الحال أن نشرت في بعض صحفنا وجرائدنا مقالة لأحد هؤلاء (الليبراليين) يقول فيها: (ولماذا نكره أمريكا وهي التي أطعمتنا من جوع وآمنتنا من خوف؟)
و (جمال البنَّا) الذي له من الأقوال الضَّالة المخالفة لمنهج الشريعة الشيء الكثير، ومع هذا يسمونه (مفكِّراً إسلاميَّاً) وهو الذي دعا إلى تنحية السنَّة والاحتكام بما فيها إلى الصريح من القرآن، ويرى أن تكون الصلوات الخمس صلاتين! ويرى أنَّ للعقل أن يكون حاكماً على القضايا الدينيَّة والشرعيَّة، كما يدعو إلى الفصل ما بين الدين والسلطة، ويرى أنَّ الجهاد في سبيل الله أُلغِيَ؛ حيث يقول: (أمَّا جهاد اليوم بلفظه فهو جهاد بلا قتال، وأنَّ جهاد القتال أُلغي) [8].
إن أمة تقف حائرة في تكقير مثل هؤلاء لأمة لن تتقدم ولن تعيد للإسلام مجده.(/)
الأزهر يصرح بتلاوة القرآن مصحوبا بالمؤثرات الصوتية
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[19 Sep 2007, 02:45 م]ـ
القاهرة ـ المصريون (رصد): بتاريخ 18 - 9 - 2007
تقدم عدد من نواب “البرلمان” المصري بعدة أسئلة عاجلة إلى وزير الثقافة فاروق حسني، فيما يتعلق بتداول تسجيلات على شرائط كاسيت وأسطوانات مدمجة للقرآن الكريم مصحوبة بمؤثرات صوتية، تتضمن أصوات حيوانات ورياح وعواصف ومؤثرات أخرى.
وطالب النواب بتدخل الأزهر الشريف لوقف هذا التعدي والتجاوز على كتاب الله تعالى، وأن تتدخل وزارة الثقافة لوقف مثل هذه التسجيلات من خلال هيئة الرقابة على المصنفات الفنية، المعنية أصلا بعمليات ضبط المصنفات المزيفة.
وأشار النواب إلى أن وجود مثل هذه المصنفات من شأنه أن يفتح الباب لكل من تسول له نفسه أن ينال من كتاب الله العظيم الذي لم يتعرض لتحريف أو تشويه طيلة 14 قرنا من الزمان.
وقد أنتجت هذه التسجيلات بتصريح من الأزهر الشريف، وتحمل الرقم 99 لسنة،2005 وهي من إنتاج شركات مصرية خاصة، ومسجلة بصوت أحد المشايخ المجهولين، وتصاحب التلاوة القرآنية مؤثرات صوتية، تتضمن أصوات حيوانات ورياحاً وعواصف ومؤثرات أخرى.
وتتقدم التلاوة مقدمة تشويقية تصاحبها أصوات تعلو وتتدفق وتقذف في قلوب المستمعين الرعب تارة، بينما يكون إيقاعها هادئاً، تارة أخرى، وذلك وفق الجو النفسي للسورة، وحينما يتلو القارئ آيات من سورة يوسف، يصاحبها عواء ذئاب، إلى غير ذلك من مؤثرات؛ حسب صحيفة الخليج الإماراتية.
نقلا عن
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=38702&Page=13
ـ[مرهف]ــــــــ[19 Sep 2007, 05:19 م]ـ
ينبغي على الهيئات الرسمية في مصر وغير مصر وعلى رأسها رابطة العالم الإسلامي اتخاذ إجراءات رسمية وقانونية لمحاكمة الأزهر قبل محاكمة فاروق حسني
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[20 Sep 2007, 09:37 ص]ـ
الازهر انتقل الى رحمة الله تعالى من قديم ولا داعي لمحاكمة الاموات
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[20 Sep 2007, 07:57 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلام
الاخوة الأعزاء كنت في نقلي لهذا الموضوع متحرجا لان للأزهر دور عبر التاريخ في خدمة الاسلام لاينكره الاجاحد ولكني أردت من الموضوع الاشارة الى نوعية التسجيلات التي تخرج الان بهذه الطريقة والازهر لم يمت بل بفضل الله قائم على تعليم كتاب الله وتدريس الدين واصوله ولكن أقول أن هناك ضعف في الادارة نسأل الله أن تزول
ـ[النجدية]ــــــــ[21 Sep 2007, 10:23 ص]ـ
بسم الله ...
اللهم إنا نسألك الهدى و الرشاد ...
و دمتم في حفظ ربي، و هدايته!!
ـ[السيد محمد على]ــــــــ[22 Sep 2007, 03:18 م]ـ
لا أملك إلا أن أقول ((لا حول ولا قوة إلا بالله)) و ((إنا لله وإنا إليه راجعون))
فالأزهر يبكى أمجادا 000 ويعيد حكايا ما قد فات 0
فللأسف الشديد عندنا بمصر - كما ببعض الدول العربية ان لم يكن كلها - إذا دفعت ما فى الجيب 00 أو هرشت 00 أو فتحت مخك 00 يعنى من الآخر دفعت رشوة فكل شيء متاح وموظفين الرقابة وغيره لا يهمهم الغيرة على القرآن الكريم وإنما كل المهم أن يرجع فى نهاية اليوم بحاجة حلوة للعيال 000 ((يبيع دينه بعرض من الدنيا)) فلا تتعجب 0000
ـ[الجكني]ــــــــ[22 Sep 2007, 05:21 م]ـ
هذا الكلام أبرأ إلى الله تعالى منه، فأمة محمد صلى الله عليه لا زالت بخير، وسلوك شاذ من فرد لا يعمم به على الفضلاء، فالأزهر منارة خير وبركة والطعن فيها والتقليل من مكانتها له غرض يسيء للإسلام والمسلمين، وهذا مخطط مكشوف أعني:
1 - الإساءة إلى كبار العلماء والتقليل منهم ومن مكانتهم.
2 - التقليل من المراكز العلمية المرموقة كالأزهر وهيئة كبار العلماء في العالم الإسلامي وغيرها.
والله من وراء القصد.
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[22 Sep 2007, 05:34 م]ـ
فضيلة الاستاذ الدكتورالمحترم
السالم محمد الجكني جزاك الله كل خير ومتعكم بالصحة والعافية
ـ[عبداللطيف خضر]ــــــــ[24 Sep 2007, 01:10 ص]ـ
أحبائي ما هكذا تورد الإبل، وعلى كل من يحكم على المؤسسات العلمية أن يتدبرقوله ويبتلع ريقه أكثر من مرة، ولا يجوز لنا أن ننسى أو نتناسى دور الأزهر في الماضي والحاضر، وكما يقال إن أمة الإسلام أمة قد تتعرض لأسباب المرض ولكنها لن تموت أبداً ـ إن شاء الله تعالى ـ
ويجب تدبر سبب استغفار نبي الله داود ـ عليه السلام ـ ثم يتم الحكم بعد ذلك، والخلاصة أن السماع من ناقل أو من طرف واحد لا يساعد على الإصابة في الحكم، فالتروى التروي، وأنا أهيب بعالم كالأخ د. جمال أبو حسان أن يتفضل بإمساك لسانه عن مثل ما قال وأن يستغفر الله ألف مرة عن قوله" الازهر انتقل الى رحمة الله تعالى من قديم ولا داعي لمحاكمة الاموات" فالأزهر هو نحن وكل من يملأ عينكم ويشنف سمعكم من السادة العلماء في أرض الله الواسعة،
أما الأخ: السيد محمد على أقول له عيب عليك مثل هذا.الكلام الصادر عنك ابتداء والذي يأسف الموقع الموقر الذي تكتب فيه أن يسجله هنا {".إذا دفعت ما فى الجيب 00 أو هرشت 00 أو فتحت مخك 00 يعنى من الآخر دفعت رشوة فكل شيء متاح وموظفين الرقابة وغيره لا يهمهم الغيرة على القرآن الكريم وإنما كل المهم أن يرجع فى نهاية اليوم بحاجة حلوة للعيال 000 ((يبيع دينه بعرض من الدنيا)) فلا تتعجب 0000} أهـ قوله.هذا الكلام خطأ وعيب إطلاقه على عواهنه.
فنحن من الأزهر ولا نري ما تقوله ولا هرش إلا لمن كان في جله حكاك أو جرب استغفر الله من قولك هذا.
مع كامل تقديري واحترامي للدكتور السالم الجكني سليل بيت التربية والأدب سلمه الله وسالمه هو ومن نقل عنه أو أيده وللجميع تحياتي وخيركم من أهدي إلي عيوبي
وأخيرا أتحدى أن يكون مثل هذا قد صدر عن الأزهر، وآفه الخبر رواته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[24 Sep 2007, 06:48 ص]ـ
الإخوة الكرام: أحب أن أنبه إلى نقاط مهمة أرجو أن يتسع لها صدر الجميع:
1. مؤسسة كالأزهر لها فضل لا ينكر ومكانة مرموقة في العالم ولها خدمات جليلة في خدمة ديننا وتراثنا الإسلامي
2. لا شك أن دور الأزهر اليوم وحيويته لم تعد كسابقتها بسبب كثير من مخططات أعداء الإسلام التي لا تخفى على أهل الفضل مثلكم. ولا ينكر هذا منصف.
3. الطعن في مؤسسات أو أفراد تقوم بخدمة الدين لا ينبغي حتى لا يكون ذلك ذريعة لكثير من السفهاء للطعن والنيل ممن يقومون بخدمة الدين أو على الأقل يتظاهرون بذلك.
4. إحسان الظن بالمسلمين أمر واجب وهو من أوجب الواجبات على طالب العلم، ومع تقديري لكل من تعقب كلام الدكتور جمال أبو حسان إلا أني أذكرهم بقول عمر: لا تظنن بكلمة صدرت من أخيك سوءا وأنت تجد لها من الخير محملا، فالدكتور جمال يقصد بموت الأزهر أن دوره لم يعد كما كان وأن هناك خللا أصابه ولا يقصد أن الأزهر لم يعد منه فائدة ولا له مكانة، فلماذا لا يحمل كلامه على مثل هذا المقصد الذي لا يخالفه فيه أحد، وأنا أكاد أقسم بالله أنه لم يقصد غير هذا.
5. الإنصاف يقتضي منا الاعتراف بوجود بعض الخلل بل كثير منه في الأزهر وغيره من المؤسسات في كثير من عالمنا الإسلامي، فليس الخلل الذي أصاب الأمة بسبب خلل في الأزهر وحده بل هذا الخلل أمر مشترك بين المؤسسات والأفراد وقد يكون الخلل والقصور موجودا عند كثير منا، ولذا فهذا الخلل تتحمل مسئوليته الأمة كلها، لا فردا بعينه ولا مؤسسة بعينها، ولذا فالصواب بذل الجهد في سبيل إصلاح هذا الخلل الفردي أو المؤسسي.
6. هذا الملتقى ملتقى علمي متخصص ولذا فمن وسائل النهوض به والحفاظ عليه الابتعاد عن:
أ. العبارات التي ربما تسهم في خلق الشحناء والمودة بين الأعضاء الكرام.
ب. محاولة تجنب العبارات الموهمة التي ربما تفهم على غير مراد كاتبها، فالعضو هنا يكتب لإخوانه لا لنفسه، ولذا فليراع كل منا فهم الآخرين أثناء كتابته.
ج. تجنب العبارات العامية المبتذلة التي لا تليق بمكانة كاتبها فضلا عن مكانة ملتقانا العزيز.
أرجو أن يتسع صدر الجميع وألا يكون فيما يأتي من تعقيبات كلمات تسهم في زيادة الخلل الذي نعاني منه أو تساعد على إيجاد التشاحن والتباغض.
حفظكم الله ونفع بكم وسدد على الخير خطانا وخطاكم
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[24 Sep 2007, 10:52 ص]ـ
ان كان ما قلته خطا كما قال الاخ الكريم عبد اللطيف خضر فاني استغفر الله العظيم واتوب اليه واسال الله الكريم مغفرته مما وقعت فيه
وانا والله احب الازهر حبا عجيبا ويكفيني فخرا ان شيخي من كبار تلاميذ الازهر ولي اليوم في الازهر اصدقاء من العلماء لكن اين ازهر اليوم من ازهر الامس
ـ[أبو المهند]ــــــــ[24 Sep 2007, 11:03 ص]ـ
بهذا نرى أن الموضوع يجب إغلاقه وعلى خير أغلق لدوام المودة، والشكر موصول لأبي صفوت الذي يجب أن نحييه على نزعه فتيل أزمة نحن في غنى عنها، والشكر كذلك للأخ الفاضل الدكتور جمال الذي بيَّن وللأخ عبد اللطيف الذي غار وتكلم، ويبقى الود ما بقي العتاب.والناس بخير ما تناصحوا.
ـ[النجدية]ــــــــ[24 Sep 2007, 01:25 م]ـ
بسم الله ...
أشكر أساتذتي الأفاضل؛ على هذا الذوق الرفيع في المحاورة، و التصويب ...
و إنني والله أتابعكم بكل سرور؛ أتعلم منكم ... فلا حرمت فضلكم!!
و دمتم على الخير أعوانا دائما
ـ[الجكني]ــــــــ[24 Sep 2007, 03:26 م]ـ
شكر الله للجميع مداخلاتهم وتعقيباتهم ولا شك عندي أن كلام أخي " أبو صفوت" (صفوة) الكلام هنا.
استشارة لغوية:
عنونت الأخت " النجدية " لمداخلتها ب: مداخلة (بسيطة):
وكنت أعرف من أيام الدراسة في الجامعة أن استخدام كلمة (بسيطة) بمعنى:السهولة استعمال غير صحيح لغة؛ كذا تعلمت من بعض مشايخي الذي كان يعاقبنا لو تكلمنا في محاضرته باللهجة العامية فجزاه الله عنا خير الجزاء.
وحقيقة: لما قرأت الكلمة الآن أردت أن أعلّق عليها بمحفوظاتي القديمة، لكن قلت لما ذا لا أرجع للكلمة من جديد؟؟؟
وبقربي " تاج العروس " ففتحته وإذا فيه:
" واستعار قوم " البسط " لكل شيء لا يتصور فيه: تركيب وتأليف ونظم " اهـ
وقال أيضاً:
" وامرأة (بسطة): حسنة الجسم (سهلته)، وظبية بسطة كذلك " اهـ
والاستفسار:
ألا يمكن أن يكون هذا الكلام دليلاً على صحة قولنا: الأمر بسيط:بمعنى: سهل لا تعقيد فيه؟؟؟
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[03 Oct 2007, 06:43 م]ـ
ان كان ما قلته خطا كما قال الاخ الكريم عبد اللطيف خضر فاني استغفر الله العظيم واتوب اليه واسال الله الكريم مغفرته مما وقعت فيه
وفقكم الله وجمعنا وإياكم بمحمد صلى الله عليه وسلم، كلام يثلج الصدر، تعليقات موفقة، وغيرة متزنة، وأخلاق قرآنية، ومما أفرحني كثير ما تفضل به الدكتور جمال أبو حسان، فهو جميل في غيرته جميل في رجوعه للحق، إن عاتب وإن اعتذر فهو جميل في كل حال
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[03 Oct 2007, 08:25 م]ـ
كلكم أهل خير بارك الله فيكم ونفع بكم أمة محمد صلى الله عليه وسلم
ـ[أبو المهند]ــــــــ[14 Oct 2007, 03:12 ص]ـ
نحمد الله فقد ظهر الحق بتكذيب الأزهر لهذا النبأ رسميا فلله الحمد والمنة. {انظر النبأ الذي ساقه د. هشام عزمي في هذا الملتقى}
ـ[ناصر محمد حسان]ــــــــ[27 Apr 2009, 10:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أولا غفرالله للجميع المصيب والمخطئ
ثانياً أقول وبالله تعالي التوفيق كلمه أقولها إنصافاً للسادة المسئوليين عن إصدار تصاريح الصوتيات بالأزهر الشريف وذلك من خلال واقع عايشته يوم أن تقدمت إلي لجنة الاستماع بالأزهرالشريف حيث كان من شروط قبول التلاوات أن تكون بدون إضافة أي مؤثرات صوتية وذلك ليتسني للمراجع لهذه التلاوات التحقق من مخارج الحروف وغير ذلك من أحكام التجويد ولكن الشركه التي تقوم بعد ذلك بطبع الأشرطة ونشرها هي المسئولة عن ذلك فإضافة المقدمات والمؤثرات الصوتية هذا من صنيعها وإن كنت أيضاً أرجو من الأزهر الشريف ممثلا في رئيس لجنة مراجعة المصحف بمصر وهو د/المعصراوي بأن يشدد علي كل الشركات المنتجة للأشرطة سواء القرآن أوالخطب أو الدروس بأن تلتزم بالتأدب مع كتاب الله وأن تضع اللجنة في تصريح التداول عقوبة رادعة لكل من يحاول التلاعب أووضع مايسمي بالمقدمات التشويقية في بداية الأشرطة أما المؤثرات الصوتية أو صدي الصوت فلا فأري أنه لا حاجة لحذفه لأنه لا يؤثر علي الألفاظ باستثناء ما يسمي بالتردد أي من المؤثرات فهذا يجب عدم إضافته للتلاوات وقد سمعناه في أشرطة كثيرة هذا ماأردت أن أضيفه حول هذا الموضوع من خلال تجربتي مع لجنة الاستماع بالأزهر الشريف بمصر
التوقيع / ناصرمحمد حسان (اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن)
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[28 Apr 2009, 12:26 ص]ـ
جزاكم الله خيرا اساتذتنا الكرام
وصدق الإستاذ أبو صفوت بقوله "فالعضو هنا يكتب لإخوانه لا لنفسه"
فأنتم اساتذتنا نتعلم منكم العلم وقبله الأدب
فجزاكم الله عنا خير الجزاء وبارك في علمكم وعملكم
وبارك الله لنا في جامعة الأزهر الذي ما نسمع بإسمه إلا ونشعر بالشموخ والعزة
فنسأل الله أن يزيده صحوة وشموخا ويرد كيد الكائدين به
ويكفينا أنا معنا في هذا الملتقى المبارك علم من أعلامها بارك الله به ونفع به الإسلاموالمسلمين
الدكتور. عبد الفتاح خضر فليتنا رجعنا إليه واستوثقنا منه الخبر
جميل جدا خلق الإنصاف رزقنا الله إياه
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[28 Apr 2009, 09:54 ص]ـ
وأريد أن أضيف ملاحظة لا أدري هل توافقوني عليها!
حبذا ألا يطرح العنوان بهذه الطريقة وان كان لابد منه فليطرح بصيغة سؤال
هل حقا جامع الأزهر ................ ؟!!!
وفقني الله وإياكم لكل خير
وسؤال للأخ ناصر محمد حسان ما مقصودك بقولك
"أما المؤثرات الصوتية أو صدي الصوت فلا فأري أنه لا حاجة لحذفه لأنه لا يؤثر علي الألفاظ بإستثناء ...... "
هل ترى أن تضاف مؤثرات صوتية أثناء القراءة؟!
سددكم الله
ـ[ناصر محمد حسان]ــــــــ[09 Dec 2009, 08:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رداً على سؤال االأخت الفاضلة فيما يتعلق بإضافة المؤثرات الصوتية وهي ما تسمى
ب (الإفكت) أو صدى الصوت أو المحسنات الصوتية من خلال تجربة واقعية عايشتها عندما قمت بتسجيل القرآن الكريم كاملاً ولله الحمد واستمعت إلى الأشرطة قبل إضافة المحسنات الصوتية وبعدها لم أجد أي خلل يعتري الألفاظ باستثناء إعتراضي فعلاً على ما يسمى بالتردد وهو إضافة تردد للألفاظ فهذا فقط هو ما أعترض عليه ولا أنصح به وذلك لأن إحداث التردد للألفاظ ربما يجعلك تستمع إلى آخر لفظة في الآية السابقة مع بداية الآية اللاحقة وهذا ما ينجم عنه خلط بين الألفاظ
ومن استمع إلى بعض الأشرطة لبعض مشاهير القراء خاصة القراءة التي يطلقون عليها اسم القراءة المجودة بالتأكيد لمس هذا االأمر الذي ذكرته
والله من وراء القصد
ـ[نعيمان]ــــــــ[09 Dec 2009, 11:29 م]ـ
تسجيلات على شرائط كاسيت وأسطوانات مدمجة للقرآن الكريم مصحوبة بمؤثرات صوتية، تتضمن أصوات حيوانات ورياح وعواصف ومؤثرات أخرى.
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=38702&Page=13
أنا سأخرج من قضّية صحّة الخبر من عدمه إلى قضيّة أخرى: وهي رفض كلّ جديد .. ثم التّوقّف فيه .. ثم تجويزه بعد ذلك .. ثم يضحي مطلوباً لا يستغى عنه.
وسؤال مشروع لأهل الذّكر من علماء الصّوت -وبالمناسبة فإنّ علم الصّوت أصبح يدرّس في بعض الجامعات الغربيّة، ونحن أولى النّاس باستخدام علم الصّوت في القرآن الكريم؛ لتميّزه بأحكام التّجويد ومخارج الحروف، وقد يكتشف المختصّون والمهتمّون علماً جديداً هو: الإعجاز الصّوتي في القرآن الكريم-:
سؤالي: ما المقصود -علميّاً- بالمؤثّرات الصّوتيّة، وهل هناك قطع بتحريم تضمين أصوات تتناسب والمعاني والدّلالات القرآنيّة؟ فالحكم على الشّيء فرع عن تصوّره؛ كما هو معروف.
وعند تتبّعنا لتاريخ كتابة وطباعة القرآن الكريم شهدنا خلافات ليست قليلة حول تشكيله، وتنقيطه، وتجزيئه، وعدّه، وخلافه؛ ممّا هو معلوم عند المتخصّصين. ثمّ أصبح لا يستنكره أحد.
فهل سنشهد في قادم الأيّام من يجوّز هذا ويصبح أمراً غير مستنكر؟!!! كإدخال علم "المقامات" في تجويد القرآن الكريم، وأنا أتابع بشغف كبير، ومتعة أكبر مسابقة "المزمار الذّهبيّ" في قناة الفجر، وأستمتع بكلّ خشوع هذه الأصوات الخلابة التي تتناسب وكل جملة من الآيات؛ حَسْبَ دلالتها.
وهل سيكون للمؤثرات الصّوتيّة مستقبلاً هذا التأثير النفسيّ والرّوحيّ، حيث تنقلك نقلاً إلى الحدث كأنّك تعيشه؟ ويصبح أمراً مطلوباً مرغوباً بلا نكير؟
نحتاج إلى أناة وتمهّل لنحكم على كل مستجدّ، ومدى تأثيره السّلبيّ أو الإيجابيّ من خلال فهمنا الدّقيق لهذا المستجدّ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Dec 2009, 08:06 ص]ـ
الإخوة الكرام: أحب أن أنبه إلى نقاط مهمة أرجو أن يتسع لها صدر الجميع:
1. مؤسسة كالأزهر لها فضل لا ينكر ومكانة مرموقة في العالم ولها خدمات جليلة في خدمة ديننا وتراثنا الإسلامي
2. لا شك أن دور الأزهر اليوم وحيويته لم تعد كسابقتها بسبب كثير من مخططات أعداء الإسلام التي لا تخفى على أهل الفضل مثلكم. ولا ينكر هذا منصف.
3. الطعن في مؤسسات أو أفراد تقوم بخدمة الدين لا ينبغي حتى لا يكون ذلك ذريعة لكثير من السفهاء للطعن والنيل ممن يقومون بخدمة الدين أو على الأقل يتظاهرون بذلك.
4. إحسان الظن بالمسلمين أمر واجب وهو من أوجب الواجبات على طالب العلم، ومع تقديري لكل من تعقب كلام الدكتور جمال أبو حسان إلا أني أذكرهم بقول عمر: لا تظنن بكلمة صدرت من أخيك سوءا وأنت تجد لها من الخير محملا، فالدكتور جمال يقصد بموت الأزهر أن دوره لم يعد كما كان وأن هناك خللا أصابه ولا يقصد أن الأزهر لم يعد منه فائدة ولا له مكانة، فلماذا لا يحمل كلامه على مثل هذا المقصد الذي لا يخالفه فيه أحد، وأنا أكاد أقسم بالله أنه لم يقصد غير هذا.
5. الإنصاف يقتضي منا الاعتراف بوجود بعض الخلل بل كثير منه في الأزهر وغيره من المؤسسات في كثير من عالمنا الإسلامي، فليس الخلل الذي أصاب الأمة بسبب خلل في الأزهر وحده بل هذا الخلل أمر مشترك بين المؤسسات والأفراد وقد يكون الخلل والقصور موجودا عند كثير منا، ولذا فهذا الخلل تتحمل مسئوليته الأمة كلها، لا فردا بعينه ولا مؤسسة بعينها، ولذا فالصواب بذل الجهد في سبيل إصلاح هذا الخلل الفردي أو المؤسسي.
6. هذا الملتقى ملتقى علمي متخصص ولذا فمن وسائل النهوض به والحفاظ عليه الابتعاد عن:
أ. العبارات التي ربما تسهم في خلق الشحناء والمودة بين الأعضاء الكرام.
ب. محاولة تجنب العبارات الموهمة التي ربما تفهم على غير مراد كاتبها، فالعضو هنا يكتب لإخوانه لا لنفسه، ولذا فليراع كل منا فهم الآخرين أثناء كتابته.
ج. تجنب العبارات العامية المبتذلة التي لا تليق بمكانة كاتبها فضلا عن مكانة ملتقانا العزيز.
أرجو أن يتسع صدر الجميع وألا يكون فيما يأتي من تعقيبات كلمات تسهم في زيادة الخلل الذي نعاني منه أو تساعد على إيجاد التشاحن والتباغض.
حفظكم الله ونفع بكم وسدد على الخير خطانا وخطاكم
معك 100 % وفقك الله ونفع بك، ونحن نتعلم من الخطأ أيضاً. وأشكركم جميعاً. والأزهر هو الأزهر.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Dec 2009, 08:16 ص]ـ
وليتكم تقرأون بهذه المناسبة قصيدة أحمد شوقي رحمه الله في الأزهر ومدحه التي مطلعها:
قُم في فَمِ الدُنيا وَحَيِّ الأَزهَرا = وَاِنثُر عَلى سَمعِ الزَمانِ الجَوهَرا
يا مَعهَداً أَفنى القُرونَ جِدارُهُ = وَطَوى اللَيالِيَ رَكنُهُ وَالأَعصُرا
وَمَشى عَلى يَبَسِ المَشارِقِ نورُهُ= وَأَضاءَ أَبيَضَ لُجِّها وَالأَحمَرا
وتجدها في الجوجل لو بحثت عنها
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[10 Dec 2009, 08:55 م]ـ
الإخوة الأفاضل:
أرى أن هذا الموضوع لا يحتاج إلى بحث كثير وتعليقات مستفيضة.
فالأزهر كان وأصبح ..
أما ماضيه المشرق فلا خلاف فيه ولا نطيل به ..
وأما حالته الراهنة فهي واضحة، ويجب بيانها وعدم التستر عليها وعدم المجاملة في بيان الأخطاء؛ وعدم تقديس العلماء لدرجة أن يعبدوا ..
وهذا واضح وضوح الشمس في رابعة النهار ..
وأخطاء "مؤسسة الأزهر" في السنوات الأخيرة أكثر من أن تحصى أو تستقصى ومن يحاول التستر عليها فإنما يذر الرماد في عيون طلبة العلم ..
ولا يعني هذا أنه لا يوجد فيه خيرون وعلماء ..
والله يصلح الأحوال.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[12 Dec 2009, 12:11 ص]ـ
.
من العجيب أن كاتب هذا الموضوع ضاع منه اسم المستخدم فلم تتوافق منذ سنة وحرم من المشاركة وقد حاول العودة مرارا فما اسطاع. فهل من حال لمشكلته؟ والله المستعان.(/)
تأملات في الرسالة والرسول صلى الله عليه وسلم
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[20 Sep 2007, 12:02 ص]ـ
تأملات في الرسالة والرسول
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
} الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ * {آمين.
والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمي الصادق الأمين وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
يشعر الكاتب بالضآلة حين ينوي الكتابة عن سيد البشر محمد رسول الله r ، لأنه لا يجد في قاموسه العبارات التي تترجم الشعور بأمانة للقارئ، يكفيه أن ربّه عز وجل وصفه بقوله:} وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ {[سورة القلم آية: 4].
إن هذه الجملة تتعاقب فيها كما هو واضح - لمن يتذوق لغة العرب - عناصر المدح والثناء بإلحاح شديد.
كما يقف الكاتب حائراً وهو يتأمل في قوله عز وجل} وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ {[سورة الأنبياء آية 107] فهو عز وجل يحصر رسالة المصطفى r في الرحمة العالمية، الرحمة الشاملة، فهل تبقى أية قيمة لحديث البشر بعد هذا الثناء الرباني والتوجيه الرحماني؟!
لقد كان قلبه يفيض بالرحمة مذ كان طفلاً كيف لا وقد غسلته الملائكة الكرام بها - أي بالرحمة - يوم كان يرعى الأغنام مع أبناء حليمة!. ولقد رقق اليتم قلبه إذ وُلد يتيم الأب فلم يحظ بحنان الأبوة، وحين ذهب ذات يوم مع أمه لزيارة قبر أبيه ماتت أمه في الطريق فغسلت دموع أجفانه صفحات قلبه.
وهذبه الفقر حين عاش مُعدماً يرعى الغنم على قراريط لأهل مكة، فعاش حياة الفقراء واليتامى، يشعر بمشاعرهم ويتألم بآلامهم، فأكسبه ذلك حساً مرهفاً وشعوراً نبيلاً دفعه لمباشرة العمل بالتجارة، حتى لا يكون عبئاً ثقيلاً على عمه أبي طالب، فخالط الناس وعاشر أصنافهم، وخبر أخلاقهم، وأخذ وأعطى بيعاً وشراء ليعيش الواقع كما هو بحلوه ومره، برخائه وشدته.
ولكي لا ينجرف في تيار الواقع حَبّب الله جل وعلا إليه الخلاء ليعتزل الناس، ويخلو بنفسه يراجعها يحاسبها، ويعتني بقلبه تزكية وتطهيراً، ويتجه إلى ربه عز وجل تعبداً وتلقياً وتفكيراً.
ولم يكن ذلك صدفة بل كان تقديراً إلهياً، وتدبيراً ربانياً لرجل اختاره الباري جل شانه لأعظم مهمة على مر الدهور، مهمة الرسالة الخاتمة، والرحمة الشاملة.
إنها مهمة ذات وجهين:
الأول: الصلة مع الله عز وجل، والانخراط في عالم الملكوت، والانسلاخ من عالم الملك والشهادة، والتلقي عن الله تبارك وتعالى.
الثاني: التواصل مع الناس على سبيل البلاغ والبيان والهداية.
إنها مهمة عظيمة وخطيرة، إنها مفترق الطرق بين عالم الشهادة وعالم الغيب، عالم الدنيا وعالم الآخرة، إنها صلة الوصل بين عالمين.
ولذلك هيأه الله عز وجل ورباه لتحمل هذه المهمة، فاتصل بالناس، وعرك الحياة بمرها ومرارها، وخلا بربه عز وجل ليصفو قلبه من أدران الكون، فيتهيأ عقله وتستعد روحه للتلقي عن المكوّن عز وجل.
إن أصعب مهمة يعاني منها الدعاة اليوم هي الانسلاخ من واقعهم العاجي والانخراط في الواقع العادي للناس. يعيش الداعية معاني الإيمان والهداية والتقوى فتصفو روحه وتميل إلى الاكتفاء بربها عز وجل خلوة وعبادة وتبتلاً، فإذا ما شعر بالمسؤولية تجاه الناس تبرمت روحه وضاقت، لأنه يريد العودة بها من جديد إلى عالم الأذى والهوى.
هذا على مستوى الدعاة المخلصين من آحاد الأمة فكيف بالمصطفى r ؟! إن حالته من أشق الحالات، لأنها تتضمن الانسلاخ من البشرية إلى الملائكية لتلقي الوحي، ثم الأوب من جديد إلى عالم البشر، لتحمل مسؤولية كبرى!، وهل يرضى الإنسان الذي يدخل الجنة ويعيش نعيمها وسعادتها أن يعود إلى دنيا الهموم والأحزان؟!
إن أمر الانتقال من عالم الشهادة إلى عالم الغيب أو من عالم الملكوت إلى عالم الملك أشق – فيما أحسب - مما نتصور إذا ما نظرنا إلى الأمر من زاوية الأسباب فقط.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن هنا كانت رسالة المصطفى r هدفها المحوري هو الارتقاء بالبشرية، والصعود بالإنسانية من المستوى البهيمي أولاً إلى المستوى الإنساني، ثم من أدنى درجة في الإنسانية إلى أعلى درجة فيها حيث تبدأ الرتبة الملائكية.
إذن فالإنسانية التائهة والبشرية الضائعة وجدت ضالتها في بعثة النبي r من حيث السمو والرفعة والأمان، لأن الهدف هو الإنسان والغاية هي سعادته ونجاته.
وإذا ما نظرنا في جوانب هذه البعثة السمحاء سنجد ذلك متجلياً في مختلف الأوامر والنواهي،سواء القضايا العقدية أو الوصايا الأخلاقية أو المسائل التشريعية.
فللإنسان تساؤلاته الكبرى منذ أن ولد على ظهر هذه الأرض: من أنا؟ ومن أين أتيت؟ وكيف أتيت؟ ولماذا أتيت؟ وإلى أين المصير؟ وما الغاية؟ ولقد تتابع الوحي الإلهي تترا كما قال عز وجل:} ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ {[سورة المؤمنون آية 44].
لكي يطمئن الإنسان ويريحه، ويحل له ألغاز الوجود، وينقذه من عذاب التساؤلات، وظلام الحيرة، وقلق الشك، وكلما ابتعد الإنسان عن منارة الوحي هاجمته شكوكه، وأقبلت عليه وساوسه، واستبد به شياطين الإنس والجن، وأحدق به أنصار الشر والفساد. فأراد الله عز وجل لهذه البشرية الهائمة رسالة خالدة، تحمل أجوبة خالدة، تظل ماثلة أمام العقول، وملامسة شغاف القلوب، فكانت بعثة المصطفى r ومعجزته الخالدة المشرقة في القرآن الكريم.
ومن نعم الله عز وجل ورحمته بهذه الأمة أنه تفضل عليها بالقرآن ومثله معه) ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه (([1]) ليكون بياناً ساطعاً، ونوراً مشرقاً، يسد الباب أمام عشاق الأوهام، وخفافيش الظلام، الذين ينشطون لأشكلة الواضحات وتعويص الهينات. فجاءت بحمد الله عز وجل:
- رسالة كاملة شاملة} الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا {[سورة المائدة آية 3].
غطت كل جوانب الحياة العقدية والتشريعية والأخلاقية، وقام جهابذة العلم فيها بما يشبه المعجزة في التعليم والبيان، والتأليف والإبداع في الأصول والفقه والحديث والتفسير والكلام، وكل ذلك ظل دائماً مشدوداً إلى الأصلين العظيمين الكتاب والسنة.
- هادية منيرة مصحّحة مسدّدة} يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا {[سورة النساء آية 174]} يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ {[سورة المائدة آية 15 – 16] تخرج الناس من الظلمات إلى النور: من ظلمة الجهل إلى نور العلم، ومن ظلمة الكفر إلى نور الإيمان، ومن ظلمة المعصية إلى نور الطاعة، ومن ظلمة الشك إلى نور اليقين، ومن ظلمة الخوف إلى نور الرجاء والأمان، ومن ظلمة الجور إلى نور العدل والقسط، ومن ظلمة العصبية والجاهلية إلى نور الأخوة الإنسانية.
- واضحة بينة: " بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك " ([2]) لا لبس فيها ولا غموض، ولا رموز ولا كتمان، إنها أجلى من الشمس في رابعة النهار غير أن الأعشى لا يراها والأعمى لا يستفيد من نورها.
- ليس فيها حرج:} وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ {[سورة الحج آية 78]
- سهلة يسيرة:} لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا {[سورة البقرة آية 286] "" إن هذا الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه .. "" ([3]). "" يسروا ولا تعسروا وسكنوا ولا تنفروا "" ([4]).
- فيها تنوع وثراء في تشريعاتها وتوجيهاتها، تمد الوجود الواقعي والحياتي دائماً بمعطياتها ونصائحها دون عسف أو غمط للواقع، ودون إهمال أو تفريط به.
(يُتْبَعُ)
(/)
- وفيها تنوع في خطابها بحسب أصناف الناس وقدراتهم وطاقاتهم من تقاعس أو نشاط، وقوة أو ضعف، فتشجع القوي والنشيط وتحثه على المزيد "" المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف"" ([5]) ولكنها لا تقنط الضعيف والفقير "" ففي كل خير "" - وتراعي حال المريض والمحرج والمضطر} لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ {[سورة التوبة آية: 91]} لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ {[سورة النور آية: 61]} فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ {[سورة البقرة آية 173]
- ولا تؤيس العاصي والمخطئ بل تدعوه إلى التوبة} وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {[سورة النور آية 31]} إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ {[سورة البقرة آية: 160].
"" التائب من الذنب كمن .. "" ([6]).
- ولا تقطع أمل المنحرف والمسرف على نفسه بل تفتح له نافذة من الرجاء والأمل} قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {[سورة الزمر آية 53] لاحظ كيف يصف المسرفين بأنهم عباده ويضيفهم إلى نفسه سبحانه وتعالى، ثم ينهاهم عن القنوط واليأس من رحمة الله، ثم يعدهم بمغفرة الذنوب جميعاً دون استثناء، ثم يعقب ذلك بوصف نفسه جل وعلا بالمغفرة والرحمة. ثم تأمل في هذه الآية كم فيها من معاني الرجاء للعصاة والمذنبين} وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ {[سورة آل عمران آية 135]
- كما أنها بعدلها وإنصافها لا تسوّي بين الكسول المتقاعس والنشيط الجاد، ولا بين المهمل المقصر وصاحب الهمة والعزيمة، بل تفتح الباب لكل واحد منهما للرقي والسمو، وذلك عبر المراتب الثلاث: الإسلام والإيمان والإحسان.
فمن أراد أن يرقى فدونه الجبل لا أحد يمنعه، ودونه القمة فليتسلق إليها لا أحد يدفعه.} وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا {[سورة الإسراء آية 19] فمن يعمل ويسعى ويجاهد ليس كمن ينام ويتقاعس} وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {[سورة العنكبوت آية 6 وليس الناس على درجة واحدة من الهمة والعزيمة والقصد} ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ {[سورة فاطر آية 32]
- والإسلام طَموح ويعلم أبناءه الطموح والهمة العالية "" يقال لقارئ القرآن اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا ... "" ([7]) ويربط الرقيّ بالعمل،بل وبإتقان العمل أيضاً، ويدعو أبناءه إلى طلب القمة والسعي إليها "" إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس الأعلى "" ([8]).
هذه رسالة محمد r ، رسالة الإنسان، رسالة السعادة، رسالة الحضارة رسالة العدالة، رسالة الرحمة. لا تنظر إليها من زاوية من الزوايا إلا وتجد فيها التشوّف إلى سعادة الإنسان وراحته، ومنفعته وقد يدرك الإنسان أبعاد هذه المنفعة والسعادة وقد تخفى عنه فلا يلاحظها إلا بعد حين.
(يُتْبَعُ)
(/)
إنها رسالة تراعي سر الخلق في كيان الإنسان، لأنها تنزيل من العليم الخبير} أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ {[سورة الملك آية 14] فالإنسان مكوّن من جسد ونفسٍ وعقل وقلب وروح، هذه هي كينونة الإنسان، وكل جزءٍ من هذه الكينونة له متطلباته وحاجاته، له غذاؤه الذي يليق به، فجاءت رسالة الإسلام خاتمة الرسائل متوائمة مع متطلبات هذه الكينونة، تقيم التوازن في تلبية حاجاتها، وإن أي خلل في تلبية أجزاء هذه الكينونة يؤدي إلى شقاء الإنسان، فللروح غذاء العبادة والتبتل، وللجسد غذاء الطعام والشراب، وللنفس الطيبات من الرزق، وللعقل العلم والمعرفة، وللقلب التفكر والتدبر، وإذا ما طغى جانب من هذه الجوانب على غيره فإنه يؤدي إلى اختلال في توازن الإنسان، وانفراط في نظامه فيشقى الإنسان} وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى {
[سورة طه آية 124].
فجاءت رسالة محمد r رسالة الرحمة لتحفظ نظام الكيان الإنساني من الانفراط، وعقد الكينونة من الاختلال، فأعطت كل ذي حق حقه "" فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ... "" ([9]) ورفضت نظام الترهبن والانسحاب من الحياة "" أما إني لأخشاكم لله وأتقاكم له وإني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني "" ([10]).
فكانت تشريعاً معجزاً بديعاً، تستطيع أن تقول وأنت واثق من نفسك: إن نظام الرسالة المحمدية الكوني ينسجم تماماً مع الكون، وتتطابق بشكلٍ رائع آيات القرآن مع آيات الكون، كذلك إن نظام الرسالة التشريعي يتطابق بشكلٍ عجيب مع نظام الكينونة الإنسانية فرداً ومجتمعاً} أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ {[سورة الملك آية 14].
هذه رسالة الإسلام، رسالة الإنسان، رسالة الرحمة الإلهية، وفي كثير من الأحيان يجهل الإنسان بدوافع من رغباته وأهوائه كم هو محظوظ، لأنه يتقلب في ربيع النعمة الإلهية، والبركة المحمدية فيعرض الإنسان فرداً أو جماعة عن الاحتماء بمظلة الإسلام، ويهيم ملاحقاً شهواته في فيافي الأوهام، ومفاوز الآثام ولا يكتشف ضلاله وضياعه إلا بعد فوات الأوان، وكان يكفي الإنسان لكي يقي نفسه هذا الضلال والتيه أن يثق بربه عز وجل، ويقبل رسالته الهادية، ويقبل رسوله المبلّغ المبشّر، ويعتصم بحبله المتين،ونوره المبين، فيوفر على نفسه ألواناً من الضنك وأشكالاً من الخيبة في مسيرة الحياة.
وهذا ما عمل وجاهد من أجله الأنبياء جميعاً عبر الأحقاب الزمنية المتوالية، ثم جاء خاتمهم المصطفى r ليكمل البناء وينير الطريق وينشر العدل ويتمم الهداية.
فكان r المثل الأعلى للبشرية في الأخلاق والأعمال، وكان الأسوة الحسنة لمن أراد أن يرقى في مدارج الكمال، وكان النموذج المتألق في التأنق والتحضر والجمال، وكان العلم الباسق في الرزانة والرصانة والثقة والاتزان والاعتدال r.
ولم يكن منفصلاً عن الناس يعيش في برجه العاجي، بل كان يأكل مما يأكلون ويشرب مما يشربون وينام كما ينامون.
"" ينام على الحصير فيؤثر في جنبه حتى يبكي سيدنا عمر تأثراً على حال رسول الله صلى الله عليه وسلم "" ([11])
"" وتمر الليالي والشهور ولا يوقد في بيته نار "" ([12]) أي لا يوجد ما يطبخونه.
"" ويشد الحجر على بطنه من الجوع "" ([13])
"" ويمر على نسائه فلا يجد طعاماً فيقول إني صائم "" ([14]).
"" ويطوي الأيام ثم إذا وجد الخل أكل منه فحمد الله ثم قال نعم الإدام الخل "". ([15])
} َقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ... {[سورة التوبة آية 128]. أجل إنه r من أنفُسنا ومن أنفَسنا، حريص علينا،شفوق بنا،يحزنه عصياننا وانحرافنا، رؤوف رحيم بنا، يقف على الصراط ويقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
"" رب سلم رب سلم "" ([16]) ويطيل السجود والدعاء والتبتل يدعو لأمته بالنجاة والسعادة والهداية.ويوم القيامة يسجد تحت العرش فلا يرفع رأسه حتى يقال له: إرفع رأسك، وسل تعط، واشفع تشفع! فيقول: يارب أمتي. ([17]) لقد جعل همه هماً واحداً هو رضوان الله جل شأنه، وتفرع عن هذا الهم حرصه الشديد على أمته رحمة ورأفة ورجاءً وهذا ما يعبر عنه هذا الحديث الشريف "" حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّمَا مَثَلِى وَمَثَلُ النَّاسِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَارًا، فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ جَعَلَ الْفَرَاشُ وَهَذِهِ الدَّوَابُّ الَّتِى تَقَعُ فِى النَّارِ يَقَعْنَ فِيهَا، فَجَعَلَ يَنْزِعُهُنَّ وَيَغْلِبْنَهُ فَيَقْتَحِمْنَ فِيهَا، فَأَنَا آخُذُ بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ، وَأَنْتُمْ تَقْتَحِمُونَ فِيهَا "". ([18]) إن غايته الكبرى هي نجاة أمته، نجاتها في الدنيا من دار الغرور، وفي الآخرة من العذاب الحرور، فهو لم يكن يخشى علينا الفقر، بل كان خوفه علينا من الدنيا وانبساطها وإغرائها أشد كما قال للأنصار ذات يوم: «فَأَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا مَا يَسُرُّكُمْ، فَوَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنِّى أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ». ([19])
وقال لسيدنا علي يوم خيبر: "" فَوَاللَّهِ لأَنْ يُهْدَى بِكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ» ([20]) لأنه سيكون سبباً في إنقاذ رجل - بل ربما أسرة ممتدة إلى يوم القيامة - من الشقاء الأبدي والجحيم السرمدي.
لقد كانت رسالته r أشبه بالمظلة الباردة في اليوم القائظ، وأشبه بالركن الدافئ في البرد القارس، وأشبه بالغيث الصيّب في في السنة الجائحة القاحلة، وهكذا شبه رسول الله r بعثته المباركة فقال: «إِنَّ مَثَلَ مَا بَعَثَنِى اللَّهُ بِهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَصَابَ أَرْضًا فَكَانَتْ مِنْهَا طَائِفَةٌ طَيِّبَةٌ قَبِلَتِ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتِ الْكَلأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ وَكَانَ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتِ الْمَاءَ فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ فَشَرِبُوا مِنْهَا وَسَقَوْا وَرَعَوْا وَأَصَابَ طَائِفَةً مِنْهَا أُخْرَى إِنَّمَا هِىَ قِيعَانٌ لاَ تُمْسِكُ مَاءً وَلاَ تُنْبِتُ كَلأً فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِى دِينِ اللَّهِ وَنَفَعَهُ بِمَا بَعَثَنِى اللَّهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِى أُرْسِلْتُ بِهِ». ([21]) أجل إنه r كالغيث الهامع لهذه البشرية الشاخصة إلى السماء، أحيا الله به قلوباً غلفاً، وأعيناً عمياً، وآذاناً صماً، بل أحيا به الباري عز وجل أمة كانت في مجاهيل النسيان، وبراثن الجهل، ومخالب الشتات والفرقة، فجعل منها أمة محورية بين الأمم، وحضارة مركزية بين الحضارات، أقامت راية السماحة والمحبة، ونصبت ميزان العدل والمساوة، وأنارت دروب العلم والمعرفة فكانت مثالاً يُحتذى ونبراساً يقتدى.
هذه رسالة محمد r ذلكم الطفل اليتيم الذي نشأ وترعرع في ربوع مكة يرعى أغنامها، ويراقب أحلامها، ويعايش شبابها، ويرافق تجارها، ويخالط زعماءها، ويحضر مجالسها وأحلافها – حلف الفضول – ويشارك في حروبها – حرب الفجار – فكان مثالاً للرجولة، وعنواناً للأخلاق، ونبراساً للصدق والأمانة، فاستحق بجدارة لقب الصادق الأمين من أعدائه وخصومه قبل أقربائه وأصدقائه. فتهيأ لتحمل المسؤولية العظمى بأن يكون رسولاً للناس أجمعين، ورحمة مهداة للعالمين، ومبلغاً لآيات الوحي المبين.
(يُتْبَعُ)
(/)
فكان rبإزاء هذه النعمة الكبرى عليه، وهذا الفضل الرباني العظيم} وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا {[سورة النساء آية 113] لا يرى نفسه إلا عبداً لله عز وجل "" يجوع يوماً فيصبر ويدعو ويتضرع إلى ربه عز وجل، ويشبع يوماً فيشكر ربه ويحمده "" ([22]) يرجو رحمة الله ويخاف عقابه سبحانه وتعالى أليس هو القائل صلى الله عليه وسلم: «لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا عَمَلُهُ الْجَنَّةَ». قَالُوا وَلاَ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ «لاَ، وَلاَ أَنَا إِلاَّ أَنْ يَتَغَمَّدَنِى اللَّهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ» ([23]).
وبرغم ما أكرمه الله عز وجل به من النصر العزيز، والفتح المبين لم يشمخ بأنفه إلى السحاب كما يفعل القادة عادة، ولم يصدع رؤوس الناس بعظمته وانتصاراته كما يفعلون عادة، ولم يُنكّل بأعدائه وخصومه الذين آذوه وطردوه وقتلوا أصحابه وأحبابه، بل قال كلمته المشهورة التي ينبغي
أن تُكتب برؤوس الأبر على آماق البصر، وبماء الذهب على شغاف القلب، قال r "" اذهبوا فأنتم الطلقاء "" ([24]) لمن؟!
لمن طردوه وآذوه أشد الأذى، وقاتلوه أشد القتال، وتكالبوا عليه، وألّبوا عليه العرب، وقتلوا أعز الناس على قلبه! قال لهم: اذهبوا فأنتم الطلقاء!.
يدخل الفاتحون المنتصرون عادة إلى البلدان المهزومة بالزغاريد والشموخ والأبهة والعظمة، فكيف دخل المصطفى r مكة المكرمة؟
دخل وهو يركب فرسه متواضعاً متخشعاً لله عز وجل، يترنم بسورة الفتح، ([25]) ويتطلع إلى السماء شاكراً لربه عز وجل، ومستمطراً رحمته وكرمه.
إن حالة دخوله r إلى مكة فاتحاً منتصراً وحوله كتيبته الخضراء، هذه الحالة من التواضع والتذلل في مثل هذا الموطن الذي يدعو إلى الزهو والتعاظم، لهي رسالة إلى كل عقل حر، وقلب حي، وإنسان صادق في بحثه عن الحقيقة تخبره عن حقيقة هذا الرجل من هو؟! أهو طالب ملك؟ ها هو الملك بين يديه فلماذا لا يتعاظم به؟ أهو رائد دنيا وعظمة؟ ها هي الدنيا والعظمة تتضاءل بين يديه فلماذا لا يمتلكها؟ أم هو نبي مرسل يرجو رحمة ربه ويخاف عذابه ويبتغي رضوانه؟
أجل لقد اقترب منه رجل أعرابي فرأى حوله جنده وجيشه غاطسون في الحديد، فأخذته رعدة من الخوف فهدأ النبي r من روعه وقال له: ياأخا العرب إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة! ([26])
أجل إنه r في هذه اللحظة الحاسمة بعد عشر سنوات من الجهاد والحروب ها هي مكة بين يديه، وأهلها طوع أمره، وعتاتها وطغاتها في قبضته، إنها صورة رائعة تدعو إلى التطاول والكبرياء، وتغري بالانتقام، ولكنه rوقد أدّبه ربه عز وجل فأحسن تأديبه، تذكّر أن هذا فضل من الله عز وجل، وكرم وتوفيق ونصر منه سبحانه وتعالى، ثم عاد مباشرة بذاكرته إلى الأيام الخوالي، يوم كان طفلاً يتيماً فقيراً مُعدما، ً يوم كانوا يرشون التراب في وجهه، يوم كان يرعى الأغنام، يوم الطائف، يوم الجزور، يوم الحصار والجوع، ثم توقف عند صورة مؤثرة هي: يوم كان يأكل القديد مع أمه بمكة!! أجل ياأخا العرب فأنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة!.
في وسط البهجة والانتصار، وفي وسط المجد والفخار، وفي وسط العزة والاقتدار، يتذكر ويُذكّر النبي rبحالة ضعفه وفقره لينفعل مع جيشه وجنده والناس جميعاً بالشكر لله عز جل، فكل ما هو فيه الآن هو محض فضل وإنعام من الله جل وعلا.
ولم يستطع بعض أصحابه أن يئد حالة الزهو والفخر في كيانه، فقال وهو يمر على بعض سادة قريش الواجمين المنكسرين: اليوم يوم الملحمة، ونُقل ذلك له r فقال: بل اليوم يوم المرحمة ([27])، ونزع اللواء من صاحبه وأعطاه لابنه – لابن صاحب اللواء - وهنا تتجلى رحمة النبي r وسياسته في إصلاح الأخطاء، وتأليف القلوب، وتضميد الجراح، وتنظيف الصدور، وتطييب الخواطر.
إنه r قد كف نفسه عن شهوة السلطان والملك، وغرور القوة والتمكين، ورغبة التشفي والانتقام، وأراد للناس جميعاً أن يتعايشوا متحابين متكافلين تحت مظلة التوحيد والعدل.
(يُتْبَعُ)
(/)
جاءه عثمان بن طلحة بمفاتيح الكعبة، فتناولها منه النبي r ففتح الكعبة المشرفة وصلّى فيها ثم أعادها إليه وقال له: خذوها لا ينزعها منكم إلا ظالم. ولا شك أن عثمان خجل من نفسه، وتمنى لو تبتلعه الأرض حين فاجأه النبي بهذا الكلام، ذلك لأنه يذكر يوماً آخر في مكة قبل هذا اليوم، حين كان النبي r فقيراً وحيداً مُكذَّباً طريداً، فقد طلب منه النبي r المفاتيح، فأبى عثمان، فقال له النبي r: كيف بك ياعثمان ذات يوم والمفاتيح بيدي أضعها حيث أشاء؟ فقال له عثمان: لقد ذلّت قريش يومئذ وهانت، فقال المصطفى r : بل عَمَرت وعزت. ([28])
وقد ذكّره النبي r بذلك فقال له: ألم يكن الذي قلت لك؟ ولكن لا ليجرح خاطره، وإنما ليزيده إيماناً بنبوته، وقد فهم عثمان الرسالة فقال: بلى أشهد أنك رسول الله. وبدلاً من التفكير بالانتقام أكرمه النبي r غاية الإكرام. أجل إنه يتمثّل قول الله عز وجل:} فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ {[الحجر آية 85] وقول سبحانه وتعالى فيه:} فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ {[سورة آل عمران آية 159]
هكذا كانت رسالته r، وهكذا كانت دعوته: المحبة التسامح، والعفو والرحمة، والتواضع لله جل شأنه. تأمل في قوله r : "" عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ «إِنَّ مَثَلِى وَمَثَلَ الأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِى كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بَيْتًا فَأَحْسَنَهُ وَأَجْمَلَهُ، إِلاَّ مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بِهِ وَيَعْجَبُونَ لَهُ، وَيَقُولُونَ هَلاَّ وُضِعَتْ هَذِهِ اللَّبِنَةُ قَالَ فَأَنَا اللَّبِنَةُ، وَأَنَا خَاتِمُ النَّبِيِّينَ». "" ([29]) كم يحمل هذا الحديث من دلالات معبرة، ومعاني مؤثرة، فهو r يرى أن الدين بناء شكل الأنبياء جميعاً فيه لبنات متماسكة، ولم يبق من هذا البناء إلا مقدار لبنة، وكان البناء جميلاً وبديعاً تعجب منه الناس، وتمنوا لو وضعت تلك اللبنة، فكانت بعثته rهي لبنة الكمال، ولكنه r لم يجعل من نفسه ركيزة البناء، أو أحد جدرانه، وإنما جعل من نفسه لبنة في بناء النبوة، يتراصّ مع إخوانه من الأنبياء السابقين ليتكوّن للبشر بناء يحقق لهم المأوى والمثوى والسعادة في الدنيا والآخرة، فلم يبخس النبيُّ إخوانَه من الأنبياء - عليهم السلام جميعاً - حقهم، ولم ينكر فضلهم وجهادهم.
إنه r يعلمنا كيف نتكامل "" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "" ([30]) ويعلمنا كيف نتواضع فيقول: "" «وَإِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَىَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لاَ يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ وَلاَ يَبْغِى أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ». "" ([31]) ويعلمنا كيف نتعاون ونتراصّ، لكي نكون أقوى في مسيرة الحياة، وأقدر على الإعمار، وأصبر على الشدائد.
أما هو r فقد بلّغ الرسالة، وأدّى الأمانة، ونصح الأمة، وكشف الغمّة، وجاهد في الله حتى أتاه اليقين، وخُيِّر فاختار الرفيق الأعلى "" الرفيق الأعلى "". ([32])
ولقد قصّرت الأمة في الوفاء بحقه r في هذا العصر، فلم تحسن عرْض سيرته على الناس، فتعرّض له الناس، وأساؤوا لأعظم إنسان عاش على ظهر هذه الأرض، وجاهد لتطهيرها من الفساد والظلم والخداع والكذب والاستبداد.
ومن واجب الأمة الآن أن تخاطب الأمم بلغاتها، ومن خلال ثقافاتها وحضاراتها، وأن تراعي تغيرات الأفهام، وتبدلات الأعصار، واختلاف الوسائل، والتباس المسائل، فتكشف الغيوم الداكنة بشمس الحقائق الساطعة، وتكنس الأوهام المتراكمة، بالحجج النيرة والبراهين الميسَّرة عن سيرة وشخصية وحياة سيدنا رسول الله r ، وأن تخاطب بذلك الناس جميعاً، بمختلف بلدانهم وعقولهم ولغاتهم، وأن تحشد لذلك كل الإمكانات العقلية والفكرية والسياسية والإعلامية والمادية.
وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العالمين.
أحمد إدريس الطعان
عفا الله عنه
داريا 8/ 9 / 2007 م منتصف ليلة الأربعاء.
للتواصل:
ahmad_altan@maktoob.com
الهوامش:
(يُتْبَعُ)
(/)
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) سنن أبي داوود 13/ 324. ومسند الإمام أحمد 37/ 107.
([2]) راجع سنن أبي داوود – المستدرك على الصحيحين للحاكم – مسند الإمام أحمد – سنن ابن ماجه – المعجم الكبير للطبراني.
([3]) راجع صحيح البخاري – وسنن النسائي.
([4]) راجع صحيح البخاري – وصحيح مسلم.
([5]) راجع صحيح مسلم وسنن النسائي وابن ماجه.
([6]) سنن البيهقي الكبرى وشعب الإيمان للبيهقي أيضاً وسنن ابن ماجه والمعجم الكبير للطبراني.
([7]) سنن الترمذي وسنن النسائي الكبرى وصحيح ابن حبان ومسند الإمام أحمد والمعجم الكبير للطبراني. .
([8]) صحيح ابن حبان والمعجم الكبير للطبراني.
([9]) صحيح البخاري – وسنن النسائي وصحيح ابن حبان وغيرهما.
([10]) صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما.
([11]) صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما.
([12]) بَلْ كَانَ هَدْيُهُ أَكْلُ مَا تَيَسّرَ فَإِنْ أَعْوَزَهُ صَبَرَ حَتّى إنّهُ لَيَرْبِطُ عَلَى بَطْنِهِ الْحَجَرَ مِنْ الْجُوعِ وَيُرَى الْهِلَالُ وَالْهِلَالُ وَالْهِلَالُ وَلَا يُوقَدُ فِي بَيْتِهِ نَارٌ. راجع زاد المعاد لابن القيم 142/ 1. وكانت عشرته صلى الله عليه وسلم مع أمهات المؤمنين في غاية الشرف والنبل والسمو والحسن، كما كن في أعلى درجة من الشرف والقناعة والصبر والتواضع والخدمة والقيام بحقوق الزواج , مع أنه كان في شظف من العيش لا يطيقه أحد. قال أنس: ما أعلم النبي صلى الله عليه وسلم رأى رغيفا مرققا حتى لحق بالله، ولا رأى شاة سميطا بعينه قط. وقالت عائشة: إن كنا لننظر إلى الهلال ثلاثة أهلة في شهرين، وما أوقدت في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار. فقال لها عروة: ما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان؛ التمر والماء. والأخبار بهذا الصدد كثيرة. الرحيق المختوم – صفي الرحمن المباركفوري ص: 473.
([13]) راجع تهذيب الآثار للطبري 21/ 3 وحلية الأولياء لأبي نعيم 137/ 2 والسيرة النبوية لابن كثير 188/ 3. وسبل الهدى والرشاد 104/ 7.
([14]) سنن النسائي وسنن البيهقي الكبرى.
([15]) عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- سَأَلَ أَهْلَهُ الأُدُمَ فَقَالُوا مَا عِنْدَنَا إِلاَّ خَلٌّ. فَدَعَا بِهِ فَجَعَلَ يَأْكُلُ بِهِ وَيَقُولُ «نِعْمَ الأُدُمُ الْخَلُّ نِعْمَ الأُدُمُ الْخَلُّ». أخرجه مسلم. حدَّثَنِى طَلْحَةُ بْنُ نَافِعٍ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِيَدِى ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى مَنْزِلِهِ فَأَخْرَجَ إِلَيْهِ فِلَقًا مِنْ خُبْزٍ فَقَالَ «مَا مِنْ أُدُمٍ». فَقَالُوا لاَ إِلاَّ شَىْءٌ مِنْ خَلٍّ. قَالَ «فَإِنَّ الْخَلَّ نِعْمَ الأُدُمُ». قَالَ جَابِرٌ فَمَا زِلْتُ أُحِبُّ الْخَلَّ مُنْذُ سَمِعْتُهَا مِنْ نَبِىِّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. وَقَالَ طَلْحَةُ مَا زِلْتُ أُحِبُّ الْخَلَّ مُنْذُ سَمِعْتُهَا مِنْ جَابِرٍ. أحرجه مسلم.
([16]) عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ وَأَبُو مَالِكٍ عَنْ رِبْعِىٍّ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالاَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «يَجْمَعُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى النَّاسَ فَيَقُومُ الْمُؤْمِنُونَ حَتَّى تُزْلَفَ لَهُمُ الْجَنَّةُ فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ يَا أَبَانَا اسْتَفْتِحْ لَنَا الْجَنَّةَ. فَيَقُولُ وَهَلْ أَخْرَجَكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ إِلاَّ خَطِيئَةُ أَبِيكُمْ آدَمَ لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَلِكَ اذْهَبُوا إِلَى ابْنِى إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ - قَالَ - فَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَلِكَ إِنَّمَا كُنْتُ خَلِيلاً مِنْ وَرَاءَ وَرَاءَ اعْمِدُوا إِلَى مُوسَى -صلى الله عليه وسلم- الَّذِى كَلَّمَهُ اللَّهُ تَكْلِيمًا. فَيَأْتُونَ مُوسَى -صلى الله عليه وسلم- فَيَقُولُ لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَلِكَ اذْهَبُوا إِلَى عِيسَى كَلِمَةِ اللَّهِ وَرُوحِهِ. فَيَقُولُ عِيسَى -صلى الله عليه وسلم- لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَلِكَ. فَيَأْتُونَ مُحَمَّدًا -صلى الله عليه وسلم- فَيَقُومُ فَيُؤْذَنُ لَهُ وَتُرْسَلُ الأَمَانَةُ وَالرَّحِمُ فَتَقُومَانِ
(يُتْبَعُ)
(/)
جَنَبَتَىِ الصِّرَاطِ يَمِينًا وَشِمَالاً فَيَمُرُّ أَوَّلُكُمْ كَالْبَرْقِ». قَالَ قُلْتُ بِأَبِى أَنْتَ وَأُمِّى أَىُّ شَىْءٍ كَمَرِّ الْبَرْقِ قَالَ «أَلَمْ تَرَوْا إِلَى الْبَرْقِ كَيْفَ يَمُرُّ وَيَرْجِعُ فِى طَرْفَةِ عَيْنٍ ثُمَّ كَمَرِّ الرِّيحِ ثُمَّ كَمَرِّ الطَّيْرِ وَشَدِّ الرِّجَالِ تَجْرِى بِهِمْ أَعْمَالُهُمْ وَنَبِيُّكُمْ قَائِمٌ عَلَى الصِّرَاطِ يَقُولُ رَبِّ سَلِّمْ سَلِّمْ حَتَّى تَعْجِزَ أَعْمَالُ الْعِبَادِ حَتَّى يَجِىءَ الرَّجُلُ فَلاَ يَسْتَطِيعُ السَّيْرَ إِلاَّ زَحْفًا - قَالَ - وَفِى حَافَتَىِ الصِّرَاطِ كَلاَلِيبُ مُعَلَّقَةٌ مَأْمُورَةٌ بِأَخْذِ مَنْ أُمِرَتْ بِهِ فَمَخْدُوشٌ نَاجٍ وَمَكْدُوسٌ فِى النَّارِ». وَالَّذِى نَفْسُ أَبِى هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ إِنَّ قَعْرَ جَهَنَّمَ لَسَبْعُونَ خَرِيفًا. أخرجه الإمام مسلم.
([17]) الحديث في صحيح البخاري.
([18]) الحديث في صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما.
([19]) ""حدَّثَنَا عَبْدَانُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ وَيُونُسُ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَمْرَو بْنَ عَوْفٍ وَهْوَ حَلِيفٌ لِبَنِى عَامِرِ بْنِ لُؤَىٍّ، وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ إِلَى الْبَحْرَيْنِ يَأْتِى بِجِزْيَتِهَا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - هُوَ صَالَحَ أَهْلَ الْبَحْرَيْنِ، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمِ الْعَلاَءَ بْنَ الْحَضْرَمِىِّ، فَقَدِمَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِمَالٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ فَسَمِعَتِ الأَنْصَارُ بِقُدُومِ أَبِى عُبَيْدَةَ، فَوَافَوْا صَلاَةَ الْفَجْرِ مَعَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَلَمَّا انْصَرَفَ تَعَرَّضُوا لَهُ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ رَآهُمْ ثُمَّ قَالَ «أَظُنُّكُمْ سَمِعْتُمْ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدِمَ بِشَىْءٍ». قَالُوا أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ «فَأَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا مَا يَسُرُّكُمْ، فَوَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنِّى أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ». أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما.
([20]) أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما.
([21]) أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما.
([22]) عن أبي أمامة الباهلي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «عرض علي ربي عز وجل أن يجعل لي بطحاء مكة ذهبا، فقلت: لا يا رب، ولكن أجوع يوما وأشبع يوما، فإذا شبعت حمدتك وشكرتك، وإذا جعت تضرعت إليك ودعوتك». راجع شعب الإيمان للبيهقي 343/ 21 وحلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني 133/ 8.
([23]) أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما.
([24]) انظر السنن الكبرى للبيهقي وسيرة ابن هشام وسائر المصنفات في السيرة أثناء الحديث عن فتح مكة.
([25]) حدثنا عبد الله بن أبي بكر بن حزم، قال: «لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي طوى، ورأى ما أكرمه الله به من الفتح» جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتواضع لله، حتى إنه ليقول: قد كاد عثنونه أن يصيب واسطة الرحل. دلائل النبوة للبيهقي 5/ 98. حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُغَفَّلٍ يَقُولُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ عَلَى نَاقَتِهِ، وَهْوَ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفَتْحِ يُرَجِّعُ، وَقَالَ لَوْلاَ أَنْ يَجْتَمِعَ النَّاسُ حَوْلِى لَرَجَّعْتُ كَمَا رَجَّعَ. أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
([26]) حدثنا جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: أتى النبي صلى الله عليه و سلم برجل ترعد فرائصه قال فقال له: هون عليك فإنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد في هذه البطحاء قال: ثم تلا جرير بن عبد الله البجلي: {وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد} هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه. تعليق الذهبي قي التلخيص: على شرط البخاري ومسلم.
([27]) أخرجه البخاري وفيه زيادات مختلفة عند البيهقي في السنن ودلائل النبوة له أيضاً والمعجم الكبير للطبراني، وتراجع كتب السيرة المختلفة عند قصة الفتح. .
([28]) قال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد [إبْقَاءُ مِفْتَاحِ الْكَعْبَةِ فِي آلِ عُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ]
ثُمّ جَلَسَ- رسول الله صلى الله عليه وسلم - فِي الْمَسْجِدِ فَقَامَ إلَيْهِ عَلِيّ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ وَمِفْتَاحُ الْكَعْبَةِ فِي يَدِهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ اجْمَعْ لَنَا الْحِجَابَةَ مَعَ السّقَايَةِ صَلّى اللّهُ عَلَيْك فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ " أَيْنَ عُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ "؟ فَدُعِيَ لَهُ فَقَالَ لَهُ " هَاكَ مِفْتَاحَكَ يَا عُثْمَانُ الْيَوْمَ يَوْمُ بِرّ وَوَفَاءٍ. وَذَكَرَ ابْنُ سَعْدٍ فِي الطّبَقَاتِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ قَالَ كُنّا نَفْتَحُ الْكَعْبَةَ فِي الْجَاهِلِيّةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَوْمًا يُرِيدُ أَنْ يَدْخُلَ الْكَعْبَةَ مَعَ النّاسِ فَأَغْلَظْتُ لَهُ وَنِلْتُ مِنْهُ فَحَلُمَ عَنّي ثُمّ قَالَ " يَا عُثْمَانُ لَعَلّك سَتَرَى هَذَا الْمِفْتَاحَ يَوْمًا بِيَدِي أَضَعُهُ حَيْثُ شِئْت فَقُلْتُ لَقَدْ هَلَكَتْ قُرَيْشٌ يَوْمَئِذٍ وَذَلّتْ فَقَالَ بَلْ عَمَرَتْ وَعَزّتْ يَوْمَئِذٍ وَدَخَلَ الْكَعْبَةَ فَوَقَعَتْ كَلِمَتُهُ مِنّي مَوْقِعًا ظَنَنْتُ يَوْمَئِذٍ أَنّ الْأَمْرَ سَيَصِيرُ إلَى مَا قَالَ فَلَمّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ قَالَ يَا عُثْمَانُ ائْتِنِي بِالْمِفْتَاحِ فَأَتَيْتُهُ بِهِ فَأَخَذَهُ مِنّي ثُمّ دَفَعَهُ إلَيّ وَقَالَ خُذُوهَا خَالِدَةً تَالِدَةً لَا يَنْزِعُهَا مِنْكُمْ إلّا ظَالِمٌ يَا عُثْمَانُ إنّ اللّهَ اسْتَأْمَنَكُمْ عَلَى بَيْتِهِ فَكُلُوا مِمّا يَصِلُ إلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْبَيْتِ بِالْمَعْرُوفِ " قَالَ فَلَمّا وَلّيْت نَادَانِي فَرَجَعْتُ إلَيْهِ فَقَالَ " أَلَمْ يَكُنْ الّذِي قُلْتُ لَكَ؟ " قَالَ فَذَكَرْت قَوْلَهُ لِي بِمَكّةَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ لَعَلّك سَتَرَى هَذَا الْمِفْتَاحَ بِيَدِي أَضَعُهُ حَيْثُ شِئْت فَقُلْتُ بَلَى أَشْهَدُ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ [ص 361] وَذَكَرَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيّبِ أَنّ الْعَبّاسَ تَطَاوَلَ يَوْمَئِذٍ لِأَخْذِ الْمِفْتَاحِ فِي رِجَالٍ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ فَرَدّهُ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إلَى عُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ. راجع: زاد المعاد لبن قيم الجوزية 356/ 3.
([29]) أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما.
([30]) أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين 4/ 28 وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وقال الذهبي في تعليقه: على شرط مسلم. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 10/ 192 والطبراني في المعجم الأوسط 15/ 165.
([31]) أخرجه مسلم في صحيحه والبخاري في الأدب المفرد وأبو داوود في سننه وابن ماجه والبيهقي في سننهما وغيرهم.
([32]) أخرجه الإمام البخاري في صحيحه قال: حدثني يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِى سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ فِى رِجَالٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ وَهْوَ صَحِيحٌ «إِنَّهُ لَمْ يُقْبَضْ نَبِىٌّ قَطُّ حَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ ثُمَّ يُخَيَّرُ». فَلَمَّا نَزَلَ بِهِ، وَرَأْسُهُ عَلَى فَخِذِى، غُشِىَ عَلَيْهِ سَاعَةً، ثُمَّ أَفَاقَ، فَأَشْخَصَ بَصَرَهُ إِلَى السَّقْفِ ثُمَّ قَالَ «اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأَعْلَى». قُلْتُ إِذًا لاَ يَخْتَارُنَا، وَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَدِيثُ الَّذِى كَانَ يُحَدِّثُنَا بِهِ - قَالَتْ - فَكَانَتْ تِلْكَ آخِرَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - قَوْلُهُ «اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأَعْلَى». ورواه أيضاً الإمام مسلم وغيره.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[25 Feb 2010, 07:59 م]ـ
للرفع بمناسبة المولد االنبوي الشريف ...
ـ[خلوصي]ــــــــ[15 Apr 2010, 07:50 ص]ـ
ولكي لا ينجرف في تيار الواقع حَبّب الله جل وعلا إليه الخلاء ليعتزل الناس، ويخلو بنفسه يراجعها يحاسبها، ويعتني بقلبه تزكية وتطهيراً، ويتجه إلى ربه عز وجل تعبداً وتلقياً وتفكيراً.
بارك الله فيكم أستاذنا الفاضل على هذه الخلاصة الرحيق ... و اسمحوا لي بين الفينة و الأخرى أن أقتبس منها شيئاً يذكر القلوب ليحييها!
و لو رأيت هذا الموضوع المبارك من قبل صدرت موضوعي هذا:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=18999
بذكر إهدائه إليكم.(/)
الأساليب التبشيرية في العصر الحديث
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[20 Sep 2007, 06:45 ص]ـ
الأساليب التبشيرية في العصر الحديث
أهدافها إتجهاتها وعلاقتها بالسياسة والتعاون القائم بينهما
وأهدافه وأثر هذا التعاون على الدعوة الإسلامية والأمة الإسلامية
للدكتور علي محمد جريشة
عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
تمهيد
1ـ التبشير الحديث .. صورة العصر للغزو الفكري ..
الذي صار بديلا عن الغزو العسكري، بعد أن فشل الأخير في تحقيق أهدافه خلال الحروب الصليبية.
2ـ بيد أن الغزو الفكري أخطر من الغزو العسكري .. !
ـ فلئن كان الأخير يحتل منا الأرض والتراب ..
فإن الأول يحتل منا العقل والقلب والروح. وهي لعمري أعز على الله من الأرض والتراب.!
ـ كذلك فإن الأخير ينتبه له الغافلون والنوم ويستيقظون، أما الأول فيتدسس ويتدلس فما يحسه النوم والغافلون .. حتى يحتل منهم أعز ما خلق فيهم الله وأكرم!
ـ وأخيرا فإن المتعاونين مع الغزو العسكري .. يوصمون بالغدر والخيانة ويلفظهم بنو أوطانهم أما المتعاونون مع الغزو الفكري .. بل الفاعلون الأصليون فيه ـ فإنهم يوصفون بأوصاف أقلها .. الوطنية، والتقدمية والإصلاح وقد يرتفعون في أوطانهم إلى مقام الزعامة .. الفكرية .. أو السياسة وحقيقتهم .. أنهم .. أشد خيانة من الأولين!
3ـ والتبشير الحديث .. يرتبط بالعمل السياسي ارتباطا لا يقبل التجزئة فالأخير هو الذي يخطط له، ثم هو الذي يتولى الإشراف على تنفيذه، ويحميه بالقوة السياسية والقوة العسكرية إن لزم الأمر .. ثم هو في النهاية الذي يجني ثماره، ويستثمر قطافه .. بما يحقق الغاية المرجوة والهدف المنشود!
4ـ وأخيرا .. فلم يعد التبشير الحديث قاصرا على ما يصدره الغرب .. لقد أتقن الشرق كذلك الصناعة وصدر كذلك البضاعة .. واختلف مع الغرب أو اتفق. لكنه شاركه الوسيلة والهدف .. وإن غايره في شيء من التخطيط!
5ـ وهذا البحث جديد بإذن الله .. فيما يحاول أن يكشف من وسائل التبشير الحديثة، وما يكشف عن الغاية منها والباعث من ورائها .. ليعرف المسلمون كيف يحاربون، ومن أين يحاربون .. وليعرفوا بعد ذلك ..
إلى أين المفر .. وكيف يكون المستقر .. !
ليعرف المسلمون .. موقفهم دعوة، وأمة، ودولة .. مما يراد لهم، ومما يراد بهم ليحددوا لأنفسهم .. الطريق .. والهدف
والوسيلة والغاية
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون!
وفي فصل أول نتحدث بمشيئة الله عن:
التبشير في الغرب .. وسائله، وأهدافه، وتعاونه مع السياسة.
وفي فصل ثان نتحدث بمشيئة الله عن:
التبشير في الشرق .. وسائله، وأهدافه، وتعاونه مع السياسة.
وفي فصل ثالث نتحدث عن:
موقف الإسلام .. دعوة وأمة
والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..
الفصل الأول
التبشير الحديث .. من الغرب
مقدمة:
6ـ لم يعد سرا .. أن التبشير بدأ حيث انتهت الحروب الصليبية [1] بديلا عنها .. فلقد أنفق الغرب من دمه وماله الكثير .. فما أورثه ذلك إلا صحوة المسلمين.
من هنا أدرك أن الضربة لا ينبغي أن توجه إلى الجسد .. بل ينبغي أن توجه إلى القلب .. إلى عقيدة المسلمين .. علهم يرتدوا عن دينهم .. ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم: {وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا .. }
7ـ بيد أن التبشير بدأ في البداية .. إخراجا للمسلمين من دينهم، وإدخالا لهم في دين آخر .. وقد فشلت تلك الوسيلة .. فقد كان عدد المرتدين من يعدون على الأصابع.
من هنا كان تفكيرهم .. في أسلوب آخر .. اكتفوا فيه بالشطر الأول دون الشطر الثاني .. اكتفوا فيه بإخراج المسلمين من دينهم .. دون إدخالهم في دين آخر .. وهو ما استجابوا فيه لنصيحة كبير من كبرائهم:
ولكن مهمة التبشير التي ندبتكم دول المسيحية للقيام بها ليس في إدخال المسلمين في المسيحية فإن في هذا هداية لهم وتكريما.
وإنما مهمتكن أن تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقا لا صلة له بالله وبالتالي لا صلة تربطه بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها [2].
(يُتْبَعُ)
(/)
8ـ وحين انتقلت مدارس التبشير إلى الولايات المتحدة الأمريكية .. أخذ شيئا من العصرية تغطى إخراج المسلمين من دينهم وهو ما عالجه الكتاب الأمريكيون تحت عنوان التغيير الاجتماعي [3].
وصاحبه ثقل الولايات المتحدة الأمريكية العصر .. فلم تلجأ للقوة العسكرية الأجنبية إلا في حالات الضرورة القصوى .. وجعلت بديلا عنها .. القوة العسكرية المحلية .. أو القوة العسكرية المحلية ولعبت في هذا المجال لعبة الأمم أو لعبة الشعوب .. متمثلة جلها في الانقلابات العسكرية [4].
وأصبح البحث في التبشير فيما كان يحدث في القرن الثامن عشر أو التاسع عشر .. ضربا من التخلف لا ينبغي لباحث إسلامي أن يقع فه واقتضت المعاصرة أن تبحث فيما يجري الآن بيننا.
تحت اسم التغيير الاجتماعي ..
وتحت اسم التغيير السياسي ..
لنكشف عن لعبة الجديدة ..
لنكشف عن اللعب بمصائر الشعوب .. وبعقائد الشعوب!!!
المطلب الأول
أساليب التبشير الحديث
(التغيير الاجتماعي)
(أو التغريب)
مقدمة:
9ـ إن جزيرة العرب التي هي مهد الإسلام لم تزل نذير خطر للمسيحية [5] متى توارى القرآن، ومدينة مكة عن بلاد العرب، يمكننا حينئذ أن نرى العربي يتدرج في سبيل الحضارة التي لم يبعده عنها إلا محمد وكتابه [6].
يجب تبشير المسلمين بواسطة رسول من أنفسهم ومن بين صفوفهم لأن الشجرة يجب أن يقطعها أحد أغصانها [7].
…. هكذا كان الأمر صريحاً في البداية.
ثم توارى تحت الاصطلاحات الجديدة ..
إن النخبة العسكرية في الشرق الأدنى .. في مصر والسودان والعراق وتركيا وإيران وباكستان كانت عوامل هامة في جلب التغيير الاجتماعي [8].
تشترك النخبات العسكرية عميقاً في الاعتقاد بضرورة التغيير الاجتماعي السريع.
أما الآن فقد قبلت التأثيرات الغربية في الشرق الأدنى إلى درجة تجعل من الصعب التحقق من أن امرأ ما قد ذهب أو لم يذهب إلى أوربا أصلا فقد أصبح العرب متغربين بدون أن يتكلفوا عبء الذهاب إلى أوربا
فبينما ترك الحكام الغربيون منطقة الشرق الأدنى، تتحول هذه المنطقة فتصبح أكثر غربية، ويواجه الزعماء العرب طريقين:
فهم يطردون الغرب سياسياً، ويسحبون الكتل الشعبية إلى الغرب ثقافياً
10ـ إذن فالاستراتيجية الجديدة التي رسمت .. لهذه المنطقة هو تغريبها أو إحداث التغيير الاجتماعي فيها .. والتي تتغير معه القيم والمثل والتقاليد .. من قيم ومثل وتقاليد إسلامية .. إلى قيم ومثل وتقاليد غربية أي غير إسلامية ..
وبذا يتم إبعاد المسملين عن دينهم
وهو بديل عن إخراج المسلمين عن دينهم
وبديل .. أكثر نجاحاً!
11ـ واستراتجيتهم أو خطتهم في إبعاد المسلمين عن دينهم تقوم على
1ـ التدرج ـ وإن كانوا يتعجلون الأمر أحياناً .. فيطلبونه: سريعاً.
2ـ مخاطبة العقل والقلب ..
بوسائل الإقناع المختلفة.
3ـ أن يقوم على ذلك رجال وطنيون أو كما قال المبشرون في مؤتمراتهم يجب تبشير المسلمين بواسطة رسول من أنفسهم لأن الشجرة يجب أن يقطعها أحد أغصانها.
أما تكتيكهم لهذا أو وسيلتهم فهي:
أولاً: العلمانية في التعليم
والإعلام
والقانون
ثانياً: القومية: في الجانب السياسي
ثالثاً: تحرير المرأة في الجانب الاجتماعي
ونشير إلى هذه الوسائل بالتفصيل ..
أولاً: العلمانية
12ـ ليست العلمانية اشتقاقا من العلم .. كما قد يوهم اللفظ .. لأنه لو كان كذلك لكانت العلمانية اشتقاقا من كلمة SCIENCE وهي التي تعني بالإنجليزية العلم لكنها بكل أسف اشتقاق من SECNIOR وهي في الإنجليزية مرادف لـ:
UNRELIGEMS وهي تعني لا ديني ..
ومن هنا ندرك .. خبث الترجمة .. إنها قصد إلى تظليل أبناء العربية ليظنوا العلمانية اشتقاقا من العلم! ومن هنا ندرك كثيرا من التصريحات حول إنشاء دولة علمانية .. فإنها تعني دولة لا دينية .. أي لا دين لها من الناحية الرسمية! [9].
(يُتْبَعُ)
(/)
13ـ ولئن حققت العلمانية للغرب كسبا في إبعاد الكنيسة عن التدخل في شؤون الدولة بما وقعت فيه الكنيسة من حجر على العقول ومن قبلها حدر على القلوب فإنها في الشرق الإسلامي تحقق للغرب كسبا أكبر في ابعاد المسلمين عن مصدر عزتهم ومجدهم ونهضتهم في إبعادهم عن الإسلام! والغرب كما سنشير عند حديثنا عن التغيير السياسي إن شاء الله ـ يهمه كثيرا أمر الإسلام .. بعد تجربته المريرة خلال الحروب الصليبية .. وقبلها حين طرق أبواب فيينا في وسط أوربا!
وفي مؤتمر للدعوة والدعاة لا نحسبنا بحاجة إلى بيان كيف نشأ فصل الدين عن الدولة في أوربا، وكيف كان ذلك كسبا لها .. وكيف انتقل الداء إلى الشرق الإسلامي وكيف كان ذلك .. لصالح الغرب المسيحي .. لا الشرق الإسلامي ـ فنحسب أن ذلك من بدهيات علم الدعاة!
وهذه العلمانية حرص عليها أعداء الإسلام في مجالات ثلاثة:
التعليم .. الإعلام .. القانون ..
ونشير إلى كل بكلمة
1ـ علمانية التعليم
14ـ كان التعليم أقدم الوسائل للتبشير، ولا يزال أهمها .. ومن هنا كان الحرص على علمنة التعليم .. أي إبعاده عن الدين .. وهو أمر سار في شعبتين:
الشعبة الأولى: تضييق مجال التعليم الديني، وتميعه
والشعبة الثانية: توسع مجال التعليم عير الديني وتعضده
وأعقب ذلك… الاختلاط بين الجنسين في مرحل التعليم.
15ـ أما الشعبة الأولى
فقد كان الحرص عليها شديدا .. لما كان سائدا في الشرق الإسلامي من انتشار التعليم الديني حتى أعداء الإسلام بخطورته على مخططاتهم فصرح بذلك كرومر المندوب السامي لإنجليزي ابان الاحتلال البريطاني لمصر:
إن التعليم الوطني عندما قدم الإنجليز إلى مصر كان في قبضة الجامعة الأزهرية الشديدة التمسك بالدين، والتي كانت أساليبها الجافة القديمة!! تقف حاجزا في طريق أي إصلاح تعليمي (!!) وكان الطلبة الذين يتخرجون من هذه الجامعة يحملون معهم قدرا عظيما من غرور التعصب الديني (!!) ولا يصيبون إلا قدرا ضئيلا من مرونة التفكير والتقدير (!!) فلو أمكن تطوير الأزهر عن طريق حركة تنبعث من داخله لكانت هذه خطورة جليلة الخطر …. [10]
كذلك فلقد كان أهم ما بحث المؤتمر التبشير المنعقد في القاهرة سنة 1906 أمر التعليم في الأزهر فنعى أن باب التعليم فيه مفتوح للجميع، وأن أوقاف الأزهر الكثيرة تساعد على التعليم فيه مجاناً، ودعا في مواجهته إلى إنشاء معهد مسيحي لتنصير الممالك الإسلامية [11].
وقد تم التضييق من التعليم الديني بأكثر من وسيلة
أولا: بالتفرقة الظالمة بين المناصب والمرتبات بالنسبة لخريجي الأزهر وخريجي الجامعات وذلك حتى عهد قريب بالنسبة للمرتبات وحتى الآن بالنسبة للمناصب [12].
ثانيا: بالسخرية المرة اللاذعة بالنسبة للمنتسبين للتعليم الديني في الرسوم وفي النكات وفي التمثيليات والمسرحيات والأفلام السينمائية .. والقصص المكتوبة وذلك بتصوير العالم الديني أو الطالب الديني تصويرا منفرا والإزراء به والازدراء من شأنه وشكله!
ثالثا: امتد التضييق إلى برامج الدين في المدارس العامة أو التعليم العام .. وذلك بالوسيلة السابقة وهي الإزراء بمدرس الدين والازدراء من شأنه وشكله ثم بإقلال أهمية حصة الدين وجعله من المواد التي لا يمتحن فيها الطالب أو يمتحن فيها ولا يرسب!
16 - الشعبة الثانية بالنسبة للتعليم غير الديني
فقد رسمت برمجه خارج الوطن الإسلامي ثم نفذت فيه وهو ما يصرح به أكثر من واحد:
يقول جب وفي أثناء الجزء الأخير من القرن التاسع عشر نفذت هذه الخطة لأبعد من ذلك بانماء التعليم العلماني (غير الديني) تحت الإشراف الإنجليزي في مصر والهند [13].
ويقول الزعيم المبشر زويمر مخاطبا زملائه في مؤتمر التبشير المنعقد بالقدس الإسلامية لقد قبضنا أيها الإخوان في هذه الحقبة من الدهر من ثلث القرن التاسع عشر إلى يومنا هذا على جميع برامج التعليم في الممالك الإسلامية ..
والفضل إليكم أيها الزملاء ..
(يُتْبَعُ)
(/)
أنكم أعددتم نشأًً لا يعرف الصلة بالله ولا يريد أن يعرفها وأخرجتم المسلم من الإسلام وفي مؤتمر أدنبرج التبشيري الذي عقد عام 1910 قالت اللجنة الثالثة التي كانت تبحث في الأعمال المدرسية التي يقوم بها المبشرون: اتفقت آراء سفراء الدول الكبرى في عاصمة السلطنة العثمانية على أن معاهد التعليم الثانوي التي أسسها الأوربيون كان لها تأثير على حل المسألة الشرقية، يرجح على تاثير العمل المشترك الذي قامت به دول أوربا كلها .. (!!) [14].
17ـ وساعد على إنماء التعليم العلماني وعضد قواه .. تلك البعثات التي كانت ولا تزال ترسل إلى الدول المسيحية الأوربية .. التي تصنع هذه البرامج الكفيلة بزحزحة عقيدة الطالب المسلم وإفساده ليعود إلى بلاده بغير دين .. ويحمل علم العلمانية الداعية إلى نبذ الدين! [15].
ونظرة من القديم إلى ما حدث لرفاعة رافع الطهطاوي بعد أن قضى في باريس خمس سنوات .. ونظرة من الحديث إلى شبابنا الذين نبتعثهم إلى دول الكفر في سن المراهقة أو قريبا منها .. فيصيبهم الانحلال في أخلاقهم والتشويش في عقائدهم وأفكارهم، والتعالي والاستكبار في سلوكهم ومعاملاتهم وتقديس كل ما هو غربي، والاستهزاء بكل ما هو شرقي أو عربي .. [16].
ومع البعثات .. كانت مدارس .. وكليات .. وجامعات .. تفتح في بلاد الإسلام لتنفيذ نفس ما تنفذه البعثات .. داخل الأوطان نفسها [17] وشملت تلك المدارس والكليات والجامعات .. البنين والبنات.
الخطو الثالثة: الاختلاط بين الجنسين
18ـ أدرك أعداء الإسلام ما يؤدي إليه اختلاط الجنسين في سن الشباب وما قبلها في سن المراهقة .. من انحلال الجنسين .. وانشغالهما بأمور العشق والجنس عن أمور العلم والجد والدراسة .. ورسموا لذلك في الشرق الإسلامي وزينوه.
ورفعوا عنه اسم الفسق أو العشق أو الغرام [18].
2ـ علمانية الإعلام
عندما تكون الدولة دولة فكر Etat d’idee تزداد فيها أهمية الإعلام وإذا كانت الدولة الإسلامية هي الصورة المثلى لدولة الفكر والعقيدة .. فقد كان للإعلام فيها شأن كبير .. وكانت معجزة الإسلام ـ القرآن ـ هي قمة الإعلام الإسلامي {هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِد .. } [19]. {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ .. } [20].
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً .. } [21].
من هنا كان خلو الإعلام من الجانب الإسلامي .. أمر خطير في ذاته فإذا انصرف الإعلام عن الإسلام .. ليغرس في نفوس الناس قيماً غير إسلامية ومثلاً إلحادية أو إباحية أو لا أخلاقية .. فإن الأمر يغدو جد خطير.
19ـ والذين يتولون كبر هذا الأمر .. متخرجون من مدارس غير إسلامية يعرفها الناس ولم يعد سراً أن أكثر المؤسسات الصحفية ـ أقدم وسائل الإعلام ـ أسسها غير المسلمين اسماً وجوهراً .. أو المسلمون اسماً لا وضوعاً.
والقائمون على أحدث وسائل الإعلام .. من سينما وتلفزيون وإذاعة هم أحد الصنفين السابقين .. والأمر لا يحتاج غير مراجعة القوائم!
20ـ ولئن تفاوتت درجات الإفساد بين الوسائل المختلفة السابقة فإنها جميعاً تشترك في قدر من الإفساد ..
إنها أولاً لا تنشر قيماً إسلامية .. مع أنها أغنى القيم وأسماها. وإنها ثانياً تنشر جميعاً قيماً غير إسلامية .. وتبلغ بها التفاهة منتهاها عندما تستطرد في تقديم نجم سينما أو نجم كرة .. وتضفي عليه من الأوصاف ما لا تضفيه على سيد الخلق محمد عليه الصلاة والسلام .. ثم إنها بعد ذلك تتفاوت في إشاعة الفاحشة، والإغراء بالجريمة وفي تزيين الخيانة والانحلال للناس! .. فأشدها في ذلك السينما يليه التلفزيون و الإذاعة يليها القصص والصحافة.
والأمثلة .. معروضة .. كل يوم .. وفي كل شارع .. وفي كل بيت بغير حاجة إلى سرد أو ضرب!
21ـ كذلك تشترك الأوطان الإسلامية جميعاً .. في وجود وسائل الفساد والإفساد هذه في بلادنا .. لكنها تتفاوت على درجات!
يقول البعض .. لربما كان الفساد في بلاد لا تجاهر به أشد من بلاد تجاهر به ولقد يضربون على ذلك الأمثلة بانتشار الشذوذ الجنسي بين الرجال والنساء، وبشيوع الربا وشرب الخمر والزنا وراء جدران البيوت.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد تكون القضية في موضوعها صحيحة .. لكن النتيجة التي تبنى عليها غير صحيحة إنهم يريدون أن يقولوا أن الحدود لم تمنع تلك المنكرات من وراء الجدران وأن .. منعتها من الشوارع .. أي أنها تخفت ولم تختف!
ونحن لا نقر ذلك الوضع .. ومن هنا نادينا وننادي .. شريعة حاكمة ليس بالحدود وحدها ..
بل قبلها بالتربية الصحيحة، وبالعلاج الاجتماعي، وبضرب القدوة .. ثم بإقامة الحدود على الشريف قبل الضعيف .. فبهذا .. وبهذا كله ينتهي الفساد .. في الشوراع .. ووراء الجدارن!!
لكننا مع ذلك لا نقر الجهر بالفاحشة .. فإن في ذلك إشاعة لها أيما إشاعة ولا نقر التعالن بالمعصية فإن في ذلك إغراء بها أيما إغراء .. وهو ما يساعد على سرعة الانتشار ويهون على المتردد في الجريمة اقترافها ..
ولذا كان لا بد من الحدود ـ يا دعاة الإباحية ـ لا بد منها حتى يرتدع أمثالكم فإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن! [22].
3ـ علمانية القانون
22ـ الإسلام .. مصحف وسيف ..
والسيف ينبغي أن يكون في خدمة المصحف ..
وبعبارة أخرى .. إنه إذا زعمنا حكم الإسلام .. فلا بد من قانون إسلامي يقوم عليه حكام مسلمون
إن ذلك يولد الرغبة والرهبة
والرغبة تولدها القدوة .. في الحكام المسلمين
والرهبة تولدها السلطة .. التي تحكم بالإسلام .. ولم يكن الإسلام عبادة مجردة .. ولا رهبنة تفرض على الناس .. إنه يقام بالشرائع والشعائر معا.
وكما يكون إشراك بالله في الشعائر .. يكون كذلك إشراك بالله في الشرائع!!
{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ .. } [23].
وإذا كان الجانب التشريعي يمثل مساحة في الإسلام أوسع مما تمثله فروع القانون المختلفة.
فلقد اهتم أعداء الإسلام بزحزحة الإسلام عن هذا المجال .. ليكون الحكم بغير ما أنزل الله .. من الظالمين والفاسقين والكافرين!
23ـ والأمثلة كذلك كثيرة ..
من تركيا ومن مصر [24].
ولم يبق في المجال القانوني بلد لم يطرح الإسلام إلا المملكة العربية السعودية وأفغانستان ..
بيد أن الأمانة تقتضي أن نقرر أنه ولئن كان إبعاد الإسلام عن مجال الحكم هو أول خطوة يخطوها أعداء الإسلام في كل بلد يسيطرون عليه .. فقد بدا لهم في الآونة الأخيرة مخطط خطير هو الزحف من المؤخرة إلى المقدمة .. بدلاً من العكس الذي فعلوه من قبل في تركيا ومصر وغيرها ليطبقوا الأثر تنقض عرى الإسلام عروة عروة أولها الحكم وآخرها الصلاة .. .
إن الأمر في البلاد التي لم تتخل بعد عن إسلامها في المجال القانوني يمضي وفقاً لخطة خطيرة تعمد إلى علمانية التعليم لإعداد جيل يؤمن بالعلمانية ومن بينها علمانية القانون.
ثم تعمد إلى علمانية الإعلام لإعداد رأي عام مهيأ لتقبل علمنة القانون بعد ذلك.
ثم يمضي الأمر حثيثاً نحو إحلال النظام محل الشريعة وتضييق دائرة القضاء الشرعي والإفساح للجان التي تطبق النظام الذي يضعه قانونيون يحتلون في أكثر المصالح والوزارات مكان الاستشارة والنصح بما يعملون طبعاً .. من قانون علماني!
وهكذا يمضي التخطيط .. علمنة التعليم .. علمنة الإعلام .. ثم علمنة القانون. لتنقض عرى الإسلام عروة عروة .. أوله الصلاة .. وآخرها الحكم!!
هذه .. عجالة عن العلمانية .. التي تعمل اليوم كمخطط تبشيري لئيم في وطننا الإسلامي!
وننتقل إلى القومية وما تفعل هي الأخرى في مجال التبشير ..
ثانيا: القومية
24ـ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .. آخى بين المهاجرين والأنصار على أساس من آصرة الإسلام .. وليس على أساس أي آصرة أخرى .. آخى بين بلال بن رباح وخالد بن رويحة الخثعمي، وبين مولاه زيد وعمه الحمزه بن عبد المطلب، وبين خارجة بن زيد وأبي بكر الصديق، وبين عمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان ..
ولما أراد أحد المسلمين أن يثيرها عصبية ونادى .. يا للأنصار .. فنادى الآخر يا للمهاجرين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم غاضباً: "أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم .. ! " وفي حديثه صلى الله عليه وسلم أكد المعنى فقال: " ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبية أو يدعو إلى عصبية أو ينصر عصبية فقتل فقتلة جاهلية .. ".
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان من آخر وصاياه يوم حجة الوداع .. "كلكم لآدم وآدم من تراب لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأبيض على أسود، ولا لأسود على أبيض .. إلا بالتقوى!! ".
25ـ وعلى عهد الراشدين رضوان الله عليهم ضمت أرض الإسلام أكبر إمبراطوريتين على وجه الأرض .. الروم والفرس .. فما فضل عربي .. على عجمي لعروبته أو جنسه أو لونه .. إنما كان الفضل بعد التقوى للعمل الصالح .. والعمل الصالح وحده، وعرفت علوم الإسلام في فروعها المختلفة .. فقهاء وعلماء من الأمصار ليس فيهم من العرب إلا النزر اليسير [25].
26ـ وفي الحديث .. عرفت أوربا فكرة القومية .. ثم صارت متخلفة عن العصر .. تشير إلى القرن الثامن عشر أو التاسع عشر .. وصارت دعواها بذلك دعوى رجعية لكن الأمة العربية ابتليت بها ..
عرفت: مشيل عفلق زعيما لحزب البعث العربي الاشتراكي
وأنطوان سعادة زعيما للقوميين السوريين
وجورج حبش زعيما للقوميين العرب
وقسطنطين زريق أحد الزعماء الآخرين .. ! [26].
وهكذا لم تعرف القومية العربية زعيما ممن يحمل أسماء المسلمين إلا .. واحداً لا يزال عمله في ذمة التاريخ .. [27]
27ـ وعرض الكاتبون في القوميات لما تقوم عليه القوميات من أسس ليكشفوا عن عدم صلاحيتها .. فعرضوا لنظرية العرق التي قامت عليها القومية الألمانية وما يزعمون عن العرق الآري الممتاز .. ليكشفوا عن أن الألمان ليسوا شعباً خالصاً .. بل خالط غيره.
وكذلك الشعب العربي .. خالط الروم والفرس والأتراك .. وفي كتاب كفاحي لهتلر جعل الأمة العربية في الدرجة 13!
وعلى نفس المنوال عنصر اللغة فسويسرا تضم 3 لغات .. والقارة الهندية تضم 300 لغة ..
وكذا سائر عناصر القومية من تاريخ وأرض ومصالح مشتركة ليس فيها عنصر خالص تقوم عليه القومية ..
هذا كله بالبحث العلمي الهادئ.
28ـ فإذا أضفنا إلى ذلك ما لابس إثارة القوميات من أحداث تاريخية لبان .. ما قدمنا له من أن القومية أحد العناصر التي استخدمها أعداء الإسلام لإبعاد الأمة عن دينها.
إثارة القومية الطورانية في تركيا اقترن بتمزيق تركيا وإبعادها عن الإسلام وإثارة القومية العربية في البلاد العربية .. اقترن بتمزيق دولة الخلافة …
ومؤامرات لورانس مكماهون .. قصداً إلى القضاء على الجسد الإسلامي الذي أسموه يومئذ بالرجل المريض!!
حتى الجامعة العربية .. كانت كما يعرف كل من عاصر أحداث العصر من صناعة وزير خارجية الإنجليز! لتكون بديلاً عن الجامعة الإسلامية .. وفي كتابات حديثة .. لكتاب غربيين .. أشاروا إلى أن القومية العربية التي رفع رايتها في مصر زعيم كبير .. كانت بديلا هاماً عن الشعار الإسلامي الذي كان يهدد بثورة في المنطقة فكان الانقلاب العسكري امتصاصاً لمشاعر الأمة المتوثبة للإسلام [28]!
ثالثاً: تحرير المرأة
مقدمة
29 ـ كما كانت العلمانية شعاراً خادعاً .. يخفي وراءه الحرب على الدين .. وكانت لقومية شعاراً خادعاً كذلك .. يستعمل في مواجهة الدين .. فلقد رفع هذا الشعار تحرير المرأة قصداً إلى اجتذاب المرأة المسلمة لاستخدامها حرباً على دينها.
وأول من أوصى به مؤتمر من مؤتمرات التبشير [29].
وكان الهدف .. أولا تنصير المرأة المسلمة ..
ثم انتقل الهدف إلى ..
إبعاد المرأة المسلمة عن دينها ..
ماذا يقصدون بالتحرير:
30ـ إن التحرير لا يكون إلا من عبودية .. ؟
فهل كانت المرأة المسلمة مستعبدة .. حتى تحتاج إلى تحريرهم .. أن العبودية لا يعطيها المسلم إلا للخالق ولا يعطيها لمخلوق
وإذا أعطى العبودية للخالق تحققت له الحرية الكاملة .. فلا يحني رأسه لمخلوق! وإذا أعطيت المرأة عبوديتها للخالق تحققت حريتها الكاملة فلا تحني رأسها لمخلوق .. ومن ثم فلا تكون بحاجة إلى تحرير أحد!
وفي مجال الحقوق العملية .. وبعيداً عن الكلام النظري
فقد أعطى الإسلام المرأة المسلمة من الحقوق ما لم تعطها أختها الأوربية!
وإلا فليسألوا المرأة الفرنسية (نموذج التحرر الأوربي) متى استطاعت أن تتصرف باسمها وحدها دون اعتماد التصرف من زوجها؟!
فماذا يعني التحرر .. ؟
قالوا إنه يعني التحرر من بيتها
والتحرر من زيها ..
فماذا يخدمهم تحرير امرأة من بيتها ومن زيها في مجال إبعاد المسلمين عن الإسلام؟
31ـ أما تحررها من بيتها ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فإنه يعني حرمان البيت .. من جامعة تخرج جيلاً .. فتح من قبل .. أوربا وآسيا .. وإفريقيا .. !
إنه يعني .. أن هذا الجيل لن يتكرر!
إنه يعني .. أن جيلاً .. آخر .. سوف يتخرج ..
ليمسك بزمام الأمة وزمام الأمور
جيل .. ربما لا يعرف أمه .. أو لا يعرف أباه
جيل يتصدره في مجال الفكر أو في مجال السلطة
من كانت أمه راقصة في ناد ليلي
أو كانت أمه تعمل في البغاء
وليس بين الاثنين كبير اختلاف
32ـ أما تحريرها من زيها ..
فإنه يعني بصراحة كشف ما أمر الله أن يستر .. !
يعني إثارة اللحم والدم .. ونتائجه .. معروفة .. !
لكن المتحررين .. قد يعنيان فوق النتائج السابقة .. نتائج أخرى
.. أقلها الانحلال .. الذي قال عنه رئيس وزراء فرنسا وهي يومئذ دولة عظمى .. عن فرنسا هزمها الانحلال قبل أن يهزمها الاحتلال!
إن أمة إسلامية .. هي اليوم أمة تبغي بناء نفسها .. ماذا يحدث بها الانحلال .. وقد فعل ما فعل في دولة كانت يومئذ إحدى دولتين كبيرتين .. !
33ـ أما المرأة الريفية ..
.. فلم يشأ المخططون لتغريب المسلمين أن يتركوها في حالها .. وحيائها .. أصروا على أن يغزوها في عقر دارها .. ليذهبوا بما بقي من حيائها.
فتحت شعار الأمم المتحدة .. يباشر التبشير .. الانحراف بالمرأة الريفية تحت اسم التربية الأساسية التي تعترف أحد سدنتها أنها تعني تغيير الأفكار والنزعات [30] والأمر يجري في قرية سرس الليان .. في محافظة المنوفية ويجري في قرية بياض العرب .. في محافظة بني سويف
تحت اسم .. التنمية الاجتماعية [31]
ويجري في أماكن أخرى في الوطن العربي
34ـ أما قضايا المرأة ..
فإثارات متعددة ـ لأمر لا يرتفع إلى مستوى المشكلة لينشغل بها الناس عما يتهدد الإسلام!
فنسبة تعدد الزوجات .. التي يثيرونها .. لا تعدو واحداً في الألف ونسبة الطلاق كذلك ضئيلة!
وحل هذه المشاكل على فرض وجودها ليس بالتشريعات .. ولكن بالعودة: .. إلى أخلاق الإسلام
ثم التزام كل طرف .. بأحكام الإسلام ..
{إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}
وبعد
35ـ فتلك كانت وسائل التبشير الحديثة
علمانية: في التعليم
والإعلام
والقانون
قوميات: تمزق الأمة الواحدة
وتمزق الدولة الواحدة ..
تحرير المرأة: ليسقط المجتمع في حماة الرذيلة
ويقضي بنفسه على نفسه
وآثار ذلك كله بادية في مجتمعاتنا
انحراف عن الإسلام
وابتعاد عنه .. تختلف درجته بين بلد .. وآخر .. !
ويستجيب لهذا الانحراف:
الطامعون في السلطة .. يدفعون الثمن من مصائر شعوبهم الراغبون في السقوط .. لأنهم لا يقدرون على الارتفاع وأخيراً السذج الجاهلون الذين يحسبون ذلك الانحراف وذلك السقوط تقدماً ومدنية!
لكن .. ما علاقة ذلك كله ..
بالتخطيط السياسي .. الذي يجربه أعداء الإسلام هذا ما نحاول الإجابة عنه تحت عنوان: التغيير السياسي
المطلب الثاني
التغيير السياسي
أو علاقة التبشير بالسياسة
تقدمة:
36ـ في البداية كان الأمر واضحاً
السياسة التي حركت الحروب الصليبية .. هي التي تحرك التبشير والمبشرين قصدا إلى تنصير المسلمين وردتهم عن دينهم!
ولم تكن السياسة وقتها غير فرع .. من فروع التعصب الديني المقيت ولا تزال! لكن الأمر ليس بالوضوح السابق .. فقد كثرت ألاعيب السياسة، واكتست بوجه ديبلوماسي رقيق!
وأصبح الأمر بحاجة إلى كثير من البحث والتدقيق ..
ونظرة سريعة إلى الماضي القريب .. تكشف الحاضر الأليم!
أولاً: نظرة سريعة إلى الماضي
37ـ حين قرر الغرب العدول عن الحروب الصليبية .. ليحل محلها التبشير لم يعدل عن منطق القوة تماما .. بل رآها لازمة لمساندة الباطل .. فإن الباطل بغير قوة لا يقف على قدمين!
وكان احتلال فرنسا .. للجزائر 1830
وتونس 1881
ولمراكش 1912
وللشام 1920
وكان احتلال بريطانيا .. للهند 1857
ولمصر 1882
وللعراق 1914
ولفلسطين 1920
وغير هذه من أوطان الإسلام. احتلها أعداء الإسلام حتى لم ينج منها إلا السعودية والأفغانستان ..
38ـ وفي ظل ذلك الاحتلال .. عمل التبشير لقديم في هذه الجهات وفي غيرها من الجهات الأخرى .. التي منيت كذلك بالاحتلال أو بالسيطرة السياسية الأجنبية على أي لون من الألوان!
وطور التبشير أساليبه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
من الدعوة إلى النصرانية .. صراحة إلى ما لازمها وما لحقها من تشويش الإسلام وتشويهه إلى ما تبعها.
من محاولة جر المسلمين إلى قيم جديدة بعدما يتجردون من قيمهم .. الإسلامية طبعا! وهو ما عرف تحت اسم التغير الاجتماعي أو التغريب
وكان تطور آخر .. في مجال .. السياسة .. والقوة! إن الاستعمار .. قد افتضح أمره .. وفل سلاحه .. تماما كما فشلت من قبله الحروب الصليبية في مهمتها! وكان لابد من أسلوب جديد!
ثانيا: الأسلوب الجديد
39ـ لم تعد الشعوب تحتمل .. أن ترى السترة الصفراء الأجنبية تحكمها مهما حاولت أن تدعي الصداقة .. أو حتى أن ترفع راية الإسلام [32]
وكان لابد من أن ترحل السترة الصفراء الأجنبية
لكن الباطل لا يستغني عن القوة .. وإلا تهاوى .. وسقط!
ومن ثم كان لابد أن يبحث عن مصدر للقوة آخر .. حتى يمضي في تنفيذ مخططه الأثيم لإبعاد شعوب الإسلام .. عن الإسلام وهداه شيطانه .. إلى ما نجح فيه إلى حد ما ..
40ـ استبدل السترة الصفراء الأجنبية
بالسترة الصفراء المحلية ..
وصرح بعض كتابه .. أن هؤلاء اقدر على التغير الاجتماعي المطلوب [33] وعرفت المنطقة الانقلابات العسكرية .. بديلا عن جيوش الاحتلال الأجنبية ومن أمثلة ذلك كما صرح أحد الكتاب الأمريكيين:
سوريا سنة 1949
مصر سنة 1952
السودان سنة 1957
العراق سنة 1958
باكستان سنة 1959
.. ومن قبل هؤلاء:
إيران عام 1920
تركيا عام 1908 [34]
41ـ وفي كل مرة يستفيدون من تجارب المرة السابقة .. فمثلا .. الخطأ الذي وقع فيه كمال أتاتورك في محاولة فرض التغيير الاجتماعي بالقوة ..
مع وسائل الإعلام المختلفة .. وما يصحبها من وسائل أخرى للتبشير أشرنا إليها.
فقد كان أتاتورك غبيا حين فرض خلع الطربوش بالقوة
فقد خلعه الناس في مصر لما رأوا رجال الانقلاب الجديد الأبطال لا يلبسونه بدون حاجة إلى قانون! وهكذا!
42ـ لكن القوة بقيت لازمة تؤدي أمرين
أولهما قمع .. المعارضة والمعارضين .. خاصة إن كانوا من أصحاب العقائد
ثانيهما: مساندة الباطل والمبطلين .. فيما يمضون فيه من تخطيط أثيم لإبعاد الناس عن الإسلام.
43ـ ولبيان هذين الخطين .. نقدم وثيقة جاءت في حثيثات حكم صدر في بلد إسلامي .. نسقط منها .. أسماء .. الضحايا .. وأسماء المجرمين .. لنصل بها إلى الموضوعية الكاملة .. [35]
تبدأ الوثيقة بالإشارة إلى أسماء أعضاء اللجنة التي قدمت معلوماتها واقتراحاتها .. وأكثرهم من رجال المخابرات والمباحث والأمن ..
ثم تلخص معلوماتها بالإشارة إلى أن تدريس التاريخ الإسلامي في المدارس للنشء بحالته القديمة يربط الدين بالسياسة في لا شعور كثير من التلاميذ منذ الصغر .. ثم الإشارة إلى صعوبة التمييز بين معتنقي الأفكار ( .. ) وبين غيرهم من المتدينين .. إلخ
ليصل إلى المطالبة:
1) بمحو فكرة ارتباط السياسة بالدين
2) إبادة تدريجية بطيئة مادية ومعنوية وفكرية للجيل القائم من (0 ـ) ولا يقتصر الأمر على هذه الفئة!
بل يمتد إلى كل المتدينين باعتبارهم يمثلون الاحتياطي الذي يصب في هذه الفئة!
ومن وسائل الإبادة: الإعدام .. والسجن .. والاعتقال ويبلغ الأمر غاية خسته حين تصرح بالنسبة لنسائهم سواء كن زوجات أو بنات فسوف يتحررن ويتعرضن مع غياب عائلهن وحاجتهن المادية .. إلى انزلاقهن .. وهكذا تفقد الأنظمة العسكرية .. حتى الشرف والكرامة!!
44ـ بقي السؤال ـ لماذا يفضلونها .. وطنية؟
نسمع إجابيتين:
إجابة من الكاتب الأمريكي مايلز كوبلاند
.. فكان الحكام من طراز ناصر يعطون الأولوية على غيرهم لأن استيلائهم على السلطة يوفر أفضل الفرص ـ أو أقلها سواء ـ لنجاح لعبتنا [36]
وفي مكان آخر أن نمودجا ك (….) كان من الأهمية بمكان بخصوص اللعبة وأنا كنا ملزمين بالبحث عن مثيل له فيما لو لم يكن على قيد الحياة .. [37]
وإجابة من الكاتب الأمريكي مورو بيرجر
.. وكان الجيش من بين كل الجماعات النخبة الوطنية أكثرها دنوا من المشاكل التي تواجهها مصر، دنوا بالمعنى الحسابي، والعلماني، والواقعي، وبهذه الصورة كان الجيش أكثر النخبات تغربا [38]
(يُتْبَعُ)
(/)
والواضح من تقرير (…) الموجز أن الضباط كانوا علمانيين يتوقون إلى بث التعاصر في مصر متماشين مع الخط الغربي التكنولوجي .. ولم يكن الضباط على ثبات أيدلوجي، بل كانوا جماعة علمانية في البناء السياسي والاجتماعي للحياة المصرية .. إلا أن قادتهم كانت تضع نصب عينيها صورة من مصر العلمانية كما يتصورونها، ويتحركون صوب هذا الهدف على خط مستقيم .. [39]
ويعمم الكاتب .. وعلى ذلك فبينما يترك الحكام الغربيون منطقة الشرق الأدنى تتحول هذه المنطقة فتصبح أكثر غربية، ويواجه الزعماء العرب طريقين فهم يطردون .. الغرب سياسيا ويسحبون الكتل الشعبية إلى الغرب ثقافيا [40]
فنجيب بعد هؤلاء فنقول بعون الله:
1ـ إن النخبة الوطنية التي حلت محل النخبة الأجنبية وفرت على الأخيرة أولا.
الدم والمال التي كانت تبذل في الحروب الصليبية أو في محاولات الاستعمار.
2ـ وأنها كذلك منعت إثارة المشاعر .. الدينية أو الوطنية .. التي كانت تتحرك حين يرى الشعب الجيوش الأجنبية قادمة .. تتحدى قيمه الدينية .. أو قيمه الوطنية .. ومن ثم فقد ميعت المقاومة أو منعتها!
3ـ أنها بلباس الوطنية .. نفذت المطلوب .. ليس فقط دون مقاومة بل أحيانا مع استحسان الجماهير وحماستها!! [41]
4ـ أنها استطاعت أن تقضي على كل معارضة .. من أي فئة .. دون أن يتحرك أحد لنصرة هذه الفئة .. بل مع اعتقادهم بما تذيعه النخبة الوطنية من أن المعارضين .. خوارج ـ أو خونة!!!
45ـ وأخيرا سؤال لا ينفك عن السؤال الأخير
لماذا يفضلونها .. عسكرية ((؟
نقول بعون الله:
1ـ لأنها أسرع في الوصول إلى الحكم، وأكثر شغفا بالسلطة [42]
2ـ لأنها أسرع في تلبية الأوامر الخارجية، والالتزام حرفيا بها فهكذا تعلمهم الحياة العسكرية.
3ـ لأن قبضتها أقوى بالنسبة .. لأية معارضة أو أية مقاومة ..
4ـ أن الطبقة العسكرية في أغلبها أعدت إعدادا خاصا .. يجعلها علمانية و غربية .. لا تستنكف الانحلال .. لنفسها ولا لغيرها ومن ثم فهي أنسب الفئات لتنفيذ مخطط الإبعاد من الإسلام
5ـ أنها تزيح بذلك احتمال تقدم عناصر دينية .. إلى الحكم عن الطريق الشعبي العادي [43]
46ـ وليس معنى اللجوء إلى الانقلابات العسكرية .. انتهاء الوسائل الأخرى إن .. القوى الأجنبية المعادية للإسلام لاتزال محتفظة لبعض أنظمة الرجعية بالبقاء.
أولا لأنها تنفذ ما يطلب منها، وثانيا لأنها أضعف من أن تقف يوما في وجهها
وثالثا لأنه داخل هذه الأنظمة نفسها يجري التغيير .. باستعداء الابن على أبيه والأخ على أخيه بعدما يجرى الاتفاق على الصفقة، ماذا يبيع لكي يجلس على العرش .. ؟! ورابعا لأنها حين يبدو العصيان .. يكون الردع سريعا وعنيفا وحوادث الاغتيال السياسي في الماضي القريب شاهدة على ذلك، وقد كانت موضع تحقيق الكونجرس في فضائح المخابرات المركزية الأمريكية.
وأخيرا .. فإن بقاء هذه الأنظمة ـ في نظر أعداء الإسلام ـ رهين بانتهاء العصبيات التي تستند إليها، وفي المواجهة بزيادة قوة وقدرة القوات المسلحة لتولي الأمر .. حينئذ .. سوف تخلعها بيسر وبغير حياء .. ولا احترام للود البادي والوفاء الظاهر!!!
وهكذا نرى اتفاقا غريبا .. على علمنة التعليم، وعلمنة الإعلام، وعلمنة المجتمع كله عن طريق المرأة وعن طريق الشباب .. ليبتعد بذلك عن الإسلام .. نجدها في الدول الإسلامية رغم اختلاف نظم الحكم الحاكمة .. لأن التغيير السياسي وإن .. اختلف أسلوبه .. فالهدف لا يختلف وهو التغيير الاجتماعي أو التغريب أو بالعبارة الواضحة: الإبعاد عن الإسلام!
47ـ لكن هل انتهت تماما وسيلة الحروب والاستعمار التي كانت سبيل الغرب من قبل لغرض أهدافه وغاياته؟
لا نستطيع أن نجيب بالنفي .. لأن الحروب انتهت في أغلب البلاد في صورتها العسكرية، واستبدلت بها الحرب الفكرية والنفسية لتحطيم عقيدة الأمة ومبادئها.
ولا نستطيع أن نجيب بالإثبات .. لأنها لا تزال تستعمل في نطاق محدود وهو ما اصطلح الغرب على تسميته بالحرب المحدودة .. واحتلال الجيوش الأمريكية لشواطئ لبنان سنة 1958 مثل قريب وتحركات الأسطول السادس كذلك.
لكن في رأيي أن الحرب المحدودة ارتدت كذلك ثوبا محليا فأصبحت الجيوش العربية أو الإسلامية تسلط لهذا الغرض وتدخل سوريا في لبنان مثل قريب وانفصال بنجلاديش عن باكستان من قبلها مثل قريب كذلك!
الفصل الثاني
الغزو الفكري
(يُتْبَعُ)
(/)
من الشرق…!
توطئة
48ـ الغزو الفكري .. من الغرب .. قديم وخطير
لأن تاريخه يمتد إلى تاريخ الحروب الصليبية .. ويمتد بعدها ..
وهو خطير .. بما يحويه من هدف فتنة المسلمين عن دينهم .. التي بالردة والتنصير، وانتهت إلى الاكتفاء بالإبعاد والتغيير ..
والغزو الفكري .. من الشرق .. حديث .. لكنه خطير!
فقد بدأ .. منذ انتصار الثورة البلشفية الشيوعية في روسيا في الربع الأول من هذا القرن لكنه أخطر .. لأنه أشبه بالنار تأكل الهشيم .. ؟!
فهو في وسيلته أشد تدميرا
وفي غايته أشد كفرا ونفاقا .. !
والظروف التي خدمت انتشار الماركسية في بداية الأمر ..
تساعد كذلك على انتشارها في شرقنا الإسلامي
ما لم ينتبه المسلمون .. حكاما ومحكومين!
49ـ والحديث عن الماركسية (( .. ربما يكون أكثر تعقيدا
لأن أكثر الناس لم يفهموه .. بعد كمبدأ!
ولم يفهم أكثرهم كذلك وسائلها الحديثة للتبشير بها!
ومن ثم وجب علينا .. أن نفضحها
كمبدأ .. ثم كوسيلة!
ونشير إلى كل في مطلب!
المطلب الأول
الماركسية .. مبدأ
كيف نشأت الماركسية .. ؟!
50ـ هذا السؤال وارد عقلا ومنطقا .. قبل أن نعرض المبدأ في ذاته .. ذلك أن الإلمام بالظروف التي نشأت فيها الماركسية .. سواء الظروف المحيطة فكريا واقتصاديا .. أو الظروف الخاصة بصاحب المبدأ نفسه كل ذلك يعطي مزيدا من الضوء على السؤال كيف نشأت؟ أو لماذا نشأت .. ؟ ومن ثم وجب أن نعرض لهذه الظروف لنعرف إجابة السؤال.
أولا: ظروف أوربا وقت ظهور الماركسية
51ـ الماركسية نشأت كفكرة أول ما نشأت في أوربا [44]
وأوربا تعاني محن القرن التاسع عشر
تعاني أولا محنة الدين
فالمسيحية كما نادى بها المسيح لم تعد موجودة أصلا .. !
التوحيد فيها ـ وهو أصل كل دين سماوي نزل من عند الله ـ قد انتهى بما زعمه البعض من أن المسيح هو الله!
أو ما زعمه البعض الآخر من أن المسيح إبن الله
أو ما زعمه البعض الثالث من أنه ثالث ثلاثة (الأب والابن والروح القدس)!
والمحبة فيها ـ كأصل كبير جاءت به
قد انتهت ..
فباسم المسيحية تزحف الجيوش الصليبية تحمل الصليب لتقتل وتدمر شعوبا بغير حق إلا أن تقول ربي الله
وباسم المسيحية كذلك .. تذيق بعض الشعوب ويلاتها ..
وباسم المسيحية كذلك تفترق المذاهب .. الكاثولكية، والأرثوذكسية والبروتستنتينية .. وتمضي ليكفر بعضها بعضا، وليحارب بعضها بعضا! وأخيرا .. تنتهي المسيحية إلى مجموعة خرافات
.. صكوك غفران، وقرارت حرمان، وكراسي اعتراف
وحرب على العلم والعلماء لا تفتر ولا تهدأ، ومهادنة بل محالفة للظلمة من الملوك والحكام!
.. فلم يكن غريبا بعد ذلك أن ترتفع الصيحة:
اشنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس
ولم يكن غريبا أن تجد الصيحة من يسمع لها .. بل من يسارع إلى تنفيذها!!
52ـ وتعاني أوربا بعد محنة الدين محنة الفكر
محنة الفلسفة المغرقة في الخيال، تدعو إلى المثالية البعيدة عن الواقع وتهتف بها ..
فكان ذلك التطرف إلى الخيال حربا بتطرف آخر إلى الحس والمادة تمثل فيما اعتنقت الماركسية من فلسفة مادية
53ـ وبعد المحنتين محنة الواقع الاقتصادي والاجتماعي
.. فالإقطاع بكل مظالمه يحكم أوربا .. تحميه الكنيسة ويحميه الحكام!
أصحاب المزارع يملكون الإقطاعيات الكبيرة .. وأكثر الناس يعملون فيها عبيدا أو قريبا من العبيد!
وأصحاب المصانع يملكون المصانع الكبرى .. ويستغلون جهد العمال بغير مقابل عادل
وهكذا ينقسم المجتمع إلى طبقتين ..
طبقة صغيرة العدد .. تملك كل شيء وتعيش حياة الترف العامر
وطبقة كبيرة العدد .. لا تملك شيئا ولا تكاد تملك شيئا وتعيش حياة البؤس والشقاء
54ـ فلا غرو بعد ذلك .. أن تجد الصيحة الخبيثة يا صعاليك العالم اتحدوا فأمامكم عالم تغنمونه، وليس عندكم من شيء تفقدونه غير القيود والأغلال [45]
لا غرو .. أن تجد لها آذانا تستمع لها .. وقلوبا بعد ذلك تهواها وتهفو إليها! ولا غرو .. بعد كل هذه الظروف ..
أن تكون الماركسية هي الوريث الشرعي .. أو غير الشرعي .. لحضارة الغرب المتهالكة .. خاصة وأن أساس الحضارتين (إن صحت التسمية) أساسهما أساس مادي واحد!
أساس المبدأ الماركسي
55ـ من مادية فيورباخ، وجدلية هيجل أقام ماركس فلسفته على أساس من المادية الجدلية، وربطها بأربعة قوانين، وفسر تفسيرا ماديا، كما أرجع كل شيء في الاقتصاد إلى هذا الأساس المادي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وصارت الماركسية في بصر أتباعها أشبه بالدين تفسر الكون والإنسان والحياة! وتعرض مذهبها في مجال الاجتماع والسياسة والاقتصاد .. وتنطلق من هذا المنطلق المادي محطمة كل أساس روحي!
والتقت مع الغرب على تقديس المادة وعبادتها .. لأنها أخذت عنه ذلك الأساس المادي الجدلي!
وحين واجهت العمل والتطبيق .. أفلست .. واضطرت إلى الخروج على أساسسها المادي الجدلي.
56ـ وفي المادة
اعتدت الماركسية بما تقع عليه الحواس، وأنكرت ما وراء ذلك، لأن ذلك كان المعنى السائد للمادة في القرن التاسع عشر!
واعتبر ماركس الفكر لاحقاً على المادة وتابعاً لها!
وحور لينين التعريف إلى أنها الوجود الموضوعي خارج الذهن ..
وتتابعت الاكتشافات العلمية تكشف الماركسية وتعريها من الثوب العلمي وصارت الماركسية في حرج من أمرها.
وفي سنة 1963 اجتمع أكثر من عشرين عالماً بالاتحاد السوفيتي ليضعوا أسس الماركسية اللينينية فقرروا أن النشاط الذهني أو الفكري خاصة مميزة للمادة وليس شكلاً من أشكال المادة
وقرروا أن التوحيد بين الفكر والمادة في الوقت الحالي يعد من المفاهيم المادة المنحطة ـ ولم يوحد بينهما سوى ماركس ـ!
وفي الأعوام الأخيرة .. خرج رجيه جارودي على الناس بكتابه التحول الكبير في الاشتراكية
فأجرى تحريكاً جديداً في الأساس المادي للماركسية.
فقرر الحزب الشيوعي الفرنسي فصله بعد أن كان يحتل مركز عضو المكتب الساسي وفيلسوف الحزب .. LE GRAND TOURNANT DE SOCIALISME وأعقب ذلك .. رفض الحزب الشيوعي الفرنسي للدكتاتورية البروليتاريا.
وأعقبه في ذلك الحزب الشيوعي الإيطالي!
57ـ وفي الجدل: أخذ ماركس من هيجل مبدأ التناقض ..
أي قيام كل عنصر مادي على نقيضين .. وما استتبع ذلك من تفسير .. للحياة أو للتاريخ ..
وربما كان ماركس مغروراً بعمله المحدود يومئذ بالقرن التاسع عشر الذي كان يقوم على اعتبار الطبيعة قائمة على عنصرين: الطاقة والمادة
58ـ المبدأ في الميزان
في ميزان العلم .. لم تعد الماركسية علما بل أنقض أساسها من العلم فالمادة التي عرفها ماركس وبنى عليها ماديته .. لم تعد هي المادة في القرن العشرين لقد عرف القرن العشرين .. مواداً لا تقع عليها الحواس .. بل أن ما تدركه الحواس من مواد يمثل في العلم الحديث 7% من المواد، ويبقى 93% من المواد لا تدركه الحواس [46]
وبالنسبة لما قال به عن الجدلية من احتواء كل مادة على الشيء ونقيضه فإنها قامت أولا على أساس نظر خاطئ .. باعتبار أن الطبيعة تقوم على عنصري المادة والطاقة ولقد أثبت العلم أن المادة والطاقة شيء واحد
وأن المادة ليست إلا طاقة مركزة
والطاقة ليست إلا مادة ـ .. لكنها تسير بسرعة الضوء!
كذلك ثبت خطؤها من القول باضطراد وجود النقيضين ..
والحق أن الموجود في كل مادة .. هو التكامل والتزاوج وليس التناقض والتنافر وهذا خطأ آخر في النظرة الماركسية.
إن السالب والموجب .. في الذرة والكهرباء والمغناطيس
والأنثى والذكر .. في النبات والحيوان والإنسان
هذا تكامل وتزاوج .. تتم به الحياة .. وتبقى
وليس تنافرا ولا اختلافا ولا تناقضا
وصدق الله العضيم {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}
المطلب الثاني
الماركسية .. وسيلة
الماركسية والإسلام
59ـ انتصرت الماركسية في واقعها .. فأقامت دولة في روسيا سنة 1917
وكان لها مع الإسلام والمسلمين تكتيكا متغيرا
خطبت ودهم ..
ثم حاربتهم بالسلاح ..
ثم تطورت إلى التبشير ..
وكان لها خارج الاتحاد السوفيتي وسائلها الأخرى. ونشير لها داخل الاتحاد السوفيتي ثم خارجه.
أولا: داخل روسيا
الشيوعية تخطب ود المسلمين.
60ـ بعد الثورة البلشفية أصدر مجلس قوميسيري الشعب البلشفي نداء مواجها إلى الشعوب الروسية من المسلمين كان من بين من واقعه لينين وستالين (في يوم 7 ديسمبر سنة 1917) وقد جاء فيه .. وفي وجه هذه الأحداث الجسام نتجه بأنظارنا إليكم أنتم يا مسلمي روسيا من الشرق ..
أنتم يا من تشقون وتكدحون وعلى الرغم من ذلك تحرمون من كل حق أنتم له أهل
أيها لامسلمون في روسيا
أيها التتر على شواطئ الفولجا وفي القرم
أيها الكرفيز والسارتيون في سبيريا والتركستان
أيها التتر والأتراك في القوقاز
أيها الجبليون في اتحاد القوقاز
(يُتْبَعُ)
(/)
أنتم يا من انتهكت حرمات مساجدكم وقبوركم، واعتدى على عقائدكم وعبادتكم وداس القياصرة والطغاة الروس على مقدساتكم ..
ستكون حرية عقائدكم وعاداتكم، وحرية نظمكم القومية .. ومنظماتكم الثقافية مكفولة لكم منذ اليوم .. لا يطغى عليها طاغ ولا يعتدي عليها معتد!
إلى أن قال في البيان،:
أيها المسلمون في روسيا ..
أيها المسلمون في الشرق .. إننا ونحن نسير في الطريق الذي يؤدي بالعالم إلى بعث جديد نتطلع إليكم لنلتمس عندكم العطف والعون
61ـ الشيوعية تعلن الحرب على الإسلام والمسلمين:
لم يمض على بيان استعطاف روسيا عام 1917 [47]
وفي أبريل سنة 1918 أصدر لينين الأمر بالزحف على البلاد الإسلامية وهي تمثل تسعة أعشار مساحة الاتحاد السوفيتي وتشمل:
(1) الأورال
(2) استرخان
(3) سيبيريا
(4) القرم (وهي أغنى المناطق بالخيرات الزراعية)
(5) القوقاز (وهي أغنى المناطق بالبترول وبعض المعادن)
(6) التركستان. ومنها من الثروات البشرية:
إمام السنة البخاري رضي الله عنه، المفسر الزمخسري، النسفي
ومن أئمة البلاغة وإعجاز القرآن: عبد القاهر الجرجاني، سعد الدين التفتازاني
يوسف السكاكي
ومنها الفارابي وابن سينا
ومن علماء الرياضة والفلك خالد والباخي
ومن علماء الهندسة بنو موسى
ومنها البيروني، والماتريدي، والخوارزمي والسرخسي، والجوهري وغيرهم.
ومن الثروات المعدنية:
250 منجماً من الذهب، 16 للفضة، 46 للحديد، 32 للرصاص، 34 للبترول، 70 للفحم، 13 للكبريت، 63 للصوديوم .. عدا الأورنيوم، والفرام، والزئبق والنحاس والقصدير والبلاتين.
وسارت الجيوش الرسمية .. تبيد القرى والمدن، وتهلك الحرث والنسل واستولت عليها الواحدة تلو الأخرى.
واستبسل أحفاد الكرام الصناديد في الدفاع عن ميراث محمد عليه الصلاة والسلام وفي سنة 1921 سقطت جمهورية بخارى بعد قتال مرير، لكنها ظلت بعد ذلك تحارب حرب عصابات مدة عشرين سنة .. لا تمتد لهم يد من أبناء الإسلام .. تبذل دماً أو تبذل مالاً!!
ومثلان مما فعلوا في القرم والتركستان:
في القرم:
مات مائة ألف .. جوعاً
وفي تقرير كالينين يشير إلى
أن من أصابتهم محنة الجوع في شهر يناير 302000 مات منهم 14413
وفي شهر مارس379000
مات منهم 19902
وفي شهر أبريل 377000
مات منهم 12754
وكان سكان القرم في سنة 1917 5ملايين .. وكان مفروضاً (طبقاً لتزايد السكان والمسلمين خاصة في كل مكان)
أن يبلغوا في سنة 1940 عشرة ملايين أو خمسة عشر لكنهم صاروا في سنة 4001940 ألف فقط.
(أي أنهم نقصوا إلى أقل من العشر)
وكانت مساجدهم 1558 مسجداً
لم يبق منها إلا عشرات!!
وفي التركستان:
قتلت روسيا سنة 1934 .. مائة ألف مسلم ومات ثلاثة ملايين جوعاً!!
62ـ التبشير بالإلحاد
أما الوسائل الحالية .. وبعد أن خضعت كل البلاد الإسلامية داخل الاتحاد السوفيتي ولم تعد تسمع فيها إلا همساً .. بل ربما خاف الكثيرون عاقبة الهمس .. فاحتبست الكلمات في صدورهم .. او في حلوقهم .. ولمعت بها عيونهم دمعاً أو دما!!
تقيم روسيا الآن معاهد علمية لتخريج دعاة الإلحاد
وعن معهد الإلحاد العلمي بأكاديمة العلوم الاجتماعية التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي صدر كتاب به وسائل التبشير الحديثة للإلحاد ..
1ـ ينصح أولا بدراسة منطقة الدعوة والإلمام بالدين والعادات والتقاليد.
2ـ يشير إلى أن المطلوب إيجاد رأي عام إلحادي.
3ـ ينصح باستخدام الشيوخ المسلمين في نشر الإلحاد بعد استمالتهم وتحويلهم إلى ملاحدة، ويؤكد على من كان له منهم منزلة دينية بين قومه!
4ـ ويلجأ إلى المعلمين .. لنشر الإلحاد بين التلاميذ.
5ـ وإلى الأطباء للتبشر بالإلحاد.
6ـ وإلى النساء لنشر الإلحاد بين بني جنسهن ولتكوين رأي عام ضد الحجاب! وضد تزويج صغار السن من البنات!!
وضد الختان!!
7ـ استخدام إنجازات العلم ضد الإسلام
مثل التحدث بالوصول إلى القمر .. إلخ
وأكثر هذه الوسائل استخدمها الغرب من قبل حين كان يلجأ إلى تنصير المسلمين ..
ثانياً: خارج روسيا
63ـ الإبادة في البلاد التي دخلتها الشيوعية
1ـ ومثل من بلغاريا [48]
في معركة خسيسة لتغيير أسماء المسلمين إلى أسماء غير إسلامية
طردوا من الأعمال وحرموا من الرزق من رفض التغيير
(يُتْبَعُ)
(/)
ألقي الآلاف في السجن وتعرض الكثير من النساء والأطفال لنهش الكلاب البوليسية وصدرت أحكام بالإعدام ونفذت.
وأخرى بالسجن ونفذت ..
64ـ 2ـ من ألبانيا
نسبة المسلمين بها بين 80 % إلى 90 %
انضمت أثناء الحرب العالمية مع يوغوسلافيا ضد ايطاليا ثم الائتلاف بينهما ثم انفصلت سنة 1948 ليتولى حكمها اثنان من الشيوعيين
أنور خوجه ـ ويدعى أنه الله
ومحمد شيخو ـ ويدعى أنه رسول الله!
هدموا المساجد
حولوا المناهج الدراسية إلى الإلحاد
ويسومون المسلمين صنوف الإرهاب [49]
3ـ من الصومال
65ـ بعد الانقلاب العسكري الذي أعلن به زياد بري حكم الاشتراكية (العلمية) أو الماركسية أصدر بعض القوانين يعدل بها أحكام الإسلام في الميراث
فعارضه بعض العلماء فقتلهم حرقا بالنار!!!
66ـ الدعوة إلى الشيوعية في البلاد التي لم تحكمها
1ـ في البداية كانت الشيوعية تعلن رأيها في الدين صراحة أنه أفيون الشعوب و مخدر الفقراء وأنه انعكاس لشقاء فعلي، واحتجاج على هذا الشقاء. وربما قال قائلهم .. أنهم يقصدون الدين المسيحي
ولكنهم بشروا بذلك ـ فيما أعلم ـ في بلاد المسلمين كذلك
وقد كان دعاة الشيوعية ـ ولا يزال بعضهم ـ يفتخر بمحادته لله سبحانه وبتركه لشعائر الإسلام، وبممارسته لصنوف الانحلال
وكان لايزال من وسائلهم للتبشير إغراق الشخص بالمال والجنس ..
حتى يغرق في الطين إلى أذنيه!
2ـ وبدا لهم أن الشيوعية تلقى مقاومة عنيفة من العقيدة لمجاهرتها بالإلحاد ..
فبدا لهم أن يعدلوا من التكتيك فبدأ روجيه جارودي فيلسوف الحزب الشيوعي الفرنسي ـ السابق ـ يعلن عن الأمل في تعاون بين المسيحين والشيوعين لبناء المستقبل دون أن نضيع شيئا من ميراث القيم الإنسانية
(غمزة إلى أنها ليست من عند الله) التي جاءت بها المسيحية منذ ألف عام [50]
ـ وفي البلاد الإسلامية بوجه خاص
فقد صدرت الأوامر إلى دعاة الشيوعية بأن لا تمس الدين وبأن تنادي بالماركسية مذهبا اقتصاديا مع الإبقاء على العقيدة الإسلامية بل صدرت الأوامر إلى دعاتها .. بأداء الشعائر الإسلامية كالصلاة والحج .. إلخ [51]
ومن هنا شاهد الناس أمثال خالد محي الدين .. وزياد برى الأول يؤدي مناسك الحج والثاني يؤدي مناسك العمرة مع أنهما يعلنان أنهما ماركسيان [52]
وهكذا عمدت الشيوعية أخيرا إلى تلبيس الحق بالباطل، وإلى محاولة تجزئة الإسلام ـ كتكتيك مرحلي ـ والإعلان بقبول عقيدته وشعائره والاقتباس من الماركسية في مذهبها الاقتصادي .. وذلك حتى تتمكن فتقضي على الدين عقيدة كما قضت عليه شريعة
ثالثا: الشيوعية ـ والسياسة .. والإعلام
67ـ مخاطبة القاعدة
كانت الشيوعية بادئ الأمر تغزو البلاد الإسلامية من القاعدة فتنشر مذهبها بين الجموع .. مستغلة ما تعرضت وما تتعرض له البلاد الإسلامية من قحط وتجويع بذنوبها أو بفعل أعداء الله فيها .. لتنشغل بلقمة العيش عن التفكير في واقعها الأليم وأمتها الممزقة.
ومستغلة كذلك ما تقع فيه بعض الأنظمة الحاكمة من بعد عن العدالة الاجتماعية الإسلامية، ومن ترف داعر ترفل فيه الطبقة الحاكمة، وبؤس بائس تعيشه الطبقات الكادحة.
ومستغلة كذلك غيبة الحكم الإسلامي الراشد .. الذي أقامت دعائمه من قبل النبوة الحكيمة والخلافة الرشيدة.
ومستغلة فشل الشعارات الوطنية الكاذبة ومعها شعارات الغرب الجوفاء.
وهكذا عملت الشيوعية لغزو القاعدة.
68ـ وبدأت معها صريحة .. تعلن كفرها إلحادها.
فلما اصطدمت بالعقيدة الإسلامية القوية .. تلوت وتلونت .. وادعت مصالحتها للإسلام ومعايشتها لعقيدته، وغذت ذلك روسيا ببضعة أفراد تعلن عن إرسالهم إلى الحج .. وبضعة أفراد آخرين من البلاد الإسلامية تدعوهم إلى روسيا وتطوف بهم بعض المساجد.
وقد حكى بعض هؤلاء .. أنه لوحظ أن المصلين في هذه المساجد .. لا يكادون يتغيرون .. فهم في موسكو الذين يصلون وهو في جمهورية أخرى كالقرم أو القوقاز هم الذين يصلون بل لاحظ أكثر من ذلك أن ملابسهم من نوع واحد وأحذيتهم كذلك من نوع واحد.
وأستدل من ذلك إلى أنهم أشبه بالفرقة المأجورة لتؤدي دورا فهي تنتقل حيثما يقضي الأمر أن تنتقل كما تنتقل الفرقة المسرحية بين مسرح وآخر!!
وإلى جوار ذلك نصحوا عملاءهم في البلاد الإسلامية بآداء الشعائر وإعلان الإسلام (كتكتيك مرحلي). [53]
69ـ التغيير من القمة
(يُتْبَعُ)
(/)
إلى جوار مخاطبة القاعدة .. وهي مستمرة
فقد لجأوا أخيرا إلى لعبة الشعوب التي تلعبها الولايات المتحدة الأمريكية جربوا التغيير من القمة .. ونجحوا فيه .. ووجدوه سهلا لا يبذلون الكثير فيه بينما تتولى تلك القمة ـ مقابل تعضيدهم لبقائهم في الحكم ـ تتولى عنهم كل شيء ..
سلخ الأمة من دينها
إشاعة الإباحية والانحلال فيها عن طريق وسائل الإعلام وغيرها من الوسائل وأخيرا إشاعة الإلحاد .. شيئا فشيئا
ومثل في مصر في الستينات قريب
ومثل في الصومال في السبعينات أقرب!!
وهم الآن لا يشترطون في القمة التي تتعامل معهم أن تكون معتنقة مبادئهم.
بل يكفي أن تلتزم بنشر .. هذه المبادئ. وإن صلت وصامت وزعمت أنها مسلمة!!
الفصل الثالث
الدعوة الإسلامية
في وجه الغزو الفاجر
((توطئة
70ـ تقف الدعوة الإسلامية، ويقف دعاتها .. صامدة في وجه الغزو الفاجر من غرب .. ومن شرق ..
تقف موقف الدفاع ..
الدفاع ضد ما يوجه إلى الإسلام من انتقاد ..
أو ما يوجه إليه من تحطيم ..
وفي الكثير يقف الدعاة موقف التبرير .. حين يهاجم الإسلام
لكن الإسلام كوسيلة لا يكتفي بالدفاع .. وأدناه التبرير
وهو كهدف و مبدأ لا يقبل التجزئة ولا التقطيع ولا الترقيع الذي يريده له أعداء الإسلام لتحطيمه خطوة .. خطوة
أو نقضه عروة .. عروة.!
ونشير إلى كل في مطلب
المطلب الأول
وسيلة الإسلام
71ـ قد يقبل الإسلام المهادنة لكنه لا يقبل المداهنة
وقد يقبل الدفاع .. لكنه لا يرفض الهجوم ولا يتركه كوسيلة للدفاع!
وهو بكل تأكيد لا يقبل التخاذل .. ولا التبرير الذي يكشف عن ذلك التخاذل!
ذاك ما أعنيه في حديثي عن وسيلة الإسلام .. في مواجهة الزحف الفاجر للشرق الكافر والغرب الحاقد .. على الإسلام ونفصل الكلمات!
لا يقبل الإسلام المداهنة
72ـ المداهنة لون من النفاق .. لا يرضاه الله للدعوة ولا للدعاة قد يقبل منهم.
إذا ابتلوا أن يهادنوا، لكن لا يقبل منهم أبدا أن يداهنوا! وفرق بين الأمرين عظيم ... !
لقد قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية أن يهادن ..
وكان ذلك بداية الفتح العظيم الذي نزل فيه قول الله سبحانه {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً .. }
وكانت نهايته .. فتح مكة التي نزل بعدها قول الله {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً .. }
73ـ ولقد حاول الكفار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يداهن
حتى قالوا له .. نعبد إلهك يوما، وتعبد إلهنا يوما
ورفض رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزل الوحي يؤيد رفض رسول الله صلى الله عليه وسلم.
{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ
لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ
وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ
وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ، وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ .. لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}
ونزل قوله تعالى {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ}
وفي الإسلام دفاع وهجوم
74ـ دفاع قد يقتضيه التكتيك
وهجوم كذلك قد يقتضيه التكتيك
وقد من وسائل رسول الله صلى الله عليه وسلم الدفاع، وكان من وسائله الهجوم .. والهجوم والدفاع يومئذ دفاع عن الإسلام!
وسواء الدفاع والهجوم في المجال الحربي، أو في المجال السياسي و الديبلوماسي .. فكلاهما مشروع
وكما نزل قوله سبحانه وتعالى
{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}
فقد كان في نهاية آيات القتال قوله
{وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً .. }
{وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ .. }
.. وهو في دفاعه وهجومه لا يعرف التخاذل .. ولا التبرير الذي يكشف عن ذلك التخاذل
(يُتْبَعُ)
(/)
{وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلا مُتَحَرِّفاً لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}
75ـ وفي مواجهة أهل الكتاب
فإن الله لا ينهانا عن الذين لم يقاتلونا في دينناولم يخوجونا من ديارنا أن نبرهم ونقسط إليهم ..
لكنه سبحانه وتعالى ينهانا عن الذين قاتلونا في الدين وأخرجونا من ديارنا أن نتولاهم .. أن نعطيهم شيئا من محبة القلب أو نعطيهم شيئا من مساعدة اليمين ومن ثم فإننا أمام أهل الكتاب .. من أهل الغرب أو من غير أهل الغرب
لا نبدؤهم بقتال .. متى كفوا هم عن قتالنا وإخراجنا من ديارنا فإن قاتلونا أو أخرجونا .. فقد أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير!
76ـ وعلى الغرب أن يختار لنفسه ..
إما أن يكف عن قتالنا في ديننا .. بحرب عسكرية، أو بحرب فكرية .. وأن يكف عن إخراجنا .. على يده أو على أيدي صنائعه .. فإن فعل فليس في الإسلام ما ينهانا عن بره والإقساط إليه .. وإلا .. فإنه يعرف الأخرى!
أما الشرق الكافر ..
فإننا نبشره من الآن ..
ليس بيننا وبينه غير القتال ..
القتال دفاعا لإخراجه من تسعة أعشار أرضه التي احتلها واغتصبها من أيدي المسلمين ..
والقتال هجوما .. باعتباره عقبة في طريق الدعوة الإسلامية
وليس لنا معه طريق ثان ..
هكذا ..
وبصراحة .. !
وعلى الذين يتولونه .. أن يعلموا أنهم منه ..
وأن قتالهم .. كقتاله فرض .. !
والله متم نوره ولو كره الكافرون
المطلب الثاني
هدف الإسلام
77ـ حديثنا في المطلب الأول كان عن وسيلة الإسلام .. إنه لا يقبل المداهنة وإن قبل المهادنة، ولا يقبل التخاذل وإن وقف موقف الدفاع حينا وموقف الهجوم حينا آخر!
وحديثنا في هذا المطلب عن هدف الإسلام .. إنه لا يقبل التجزئة ولا الترقيع بل لابد أن يكون الدين كله لله .. فذاك هدفه!
أولا: الدين كله لله
78ـ الله خلق الخلق كله ..
فأخضع بعضه جبرا وقسرا .. يسبح بحمده، ويسير وفق ناموسه
وجعل للبعض الآخر الاختيار .. فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر
وأنزل لمن جعل له الاختيار نظاما كاملا لحياته ..
وأنزل مع آخر آيات القرآن {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلامَ دِيناً}
فصار الإسلام الذي رضيه لنا هو هذا الدين الكامل ..
نتعبد الله به .. أفرادا
نتعبد الله به .. أسرا
نتعبد الله به .. مجتمعات ـ ويتقرر بناء على ذلك الثواب والعقاب في الآخرة والآخرة خير وأبقى.
79ـ وهو بالنسبة للجميع منهج كامل .. يشمل الحياة كلها ..
حتى ليتناول الانسان في حياته وفي موته ..
في يقظته وفي نومه ..
في عسره وفي يسره ..
يجمل الحكم أحيانا .. ليدع مجالا للاجتهاد في ظل ذلك الخط الرئيسي ويفصل الحكم أحيانا .. حتى لا يدع مجالا للاجتهاد لأحد .. فما يختلف أحد حول الحكم الذي جاء .. لأن حكمة الله .. أن مثل هذا الحكم لا يتغير بتغير المكان أو الزمان
وهو بهذا ..
دواء متكامل .. فيه الشفاء للانسانية من كل أمراضها
وبناء متكامل .. يناسب أجواء البشرية، ويقيها صروف كل تغير قد يرد عليها وهو بهذا ..
لا يقبل التجزئة ولا التفرقة ..
ثانيا: لا تجزئة ولا تفرقة
80ـ مضت حكمة الله .. أن يكون الدين دواء متكاملا، وبناء متكاملا .. ومنهجا شاملا يلف الحياة كلها ..
وهو بهذا لا يقبل التجزئة ولا التفرقة
ووردت النصوص تنهى عن تلك التفرقة ..
وتعتبر تجزئة الدين .. كفرا .. وفتنة .. وجاهلية ..
ـ فقرأنا قول الله:
{أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ .. }
ـ وقرأنا قول الله:
{وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ}
ـ وقرأنا قول الله معقبا على التجزئة
{أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}
81ـ وأدركنا بفضل الله بعض الحكمة
(يُتْبَعُ)
(/)
إن تجزئة شريعة الله ودينه .. قد يكون هو الطريق لهدم الدين كله ومن هنا كانت خطورته .. أنه يتم خطوة .. خطوة .. دون أن يحس الناس ..
ثم إن الدواء المتكامل .. قد ينجد بإذن الله في شفاء المريض
أما بتر الدواء .. فقد لا ينجح في الشفاء .. بل قد يؤدي إلى تفاقم المرض.
82ـ ولقد كان لنا من التاريخ عبرة
إن التتار حين غزوا أرض الإسلام أرادوا أن يقيموا حكما بعضه من الإسلام وبعضه من عندهم أو من شرائع أخرى ..
فقضت يقظة علماء الإسلام ـ بفضل الله ـ على هذه الفتنة .. إذ اجتمعوا فأجمعواعلى رفض ذلك الميثاق الياسق وأفتوا بكفر من قبله .. ومن ثم .. انتهت الفتنة.
ودخل التتار في الإسلام .. بدلا من أن يخرجوا المسلمين من الإسلام!
ومن هنا كان لنا مع كل من الغرب والشرق كلمة ..
كلمتنا للغرب ..
83ـ وهي ليست للغرب وحده .. إنها كذلك .. لصنائعه هنا ممن هم جلدتنا ويتكلمون بلساننا!
إننا لانقبل النقل الأعمى
لأن ذلك ..
أولا ـ ضد طبائع الأشياء .. فإن النبات يأخذ باختيارفيتخير النخيل ما لا يتخيره البرتقال من عناصر التربة .. أفلا يكون ذلك لمن ميزه الله بالارادة والاختيار!
ثانيا ـ ضد الأصالة .. فإن الأمم الأصيلة تستمسك بتراثها .. استمساكها باستقلالها ..
وبغير ذلك تذوب شخصيتها ..
والتاريخ خير شاهد ..
الأمم التي استمسكت بتراثها .. ظلت حية ..
والأمم التي ذابت في الغزاة، ماتت وانمحت شخصيتها
ثالثا ـ لأن ما عندنا خير وأبقى ..
والذين أحسنوا دراسة التاريخ .. والذين أنصفوا من أنفسهم من أبناء الغرب يعلمون أن ما عندهم من خير .. كان نقلا من الشرق الإسلامي .. إبان الحروب الصليبية ومن خلال الأندلس .. وجزر البحر الأبيض المتوسط الإسلامية! لكن المسلمين .. تركوا .. الجواهر في خزائنهم .. وراحوا يتكففون الناس .. فيأخذون فتات الموائد .. من الغرب ومن .. الشرق!!
84ـ وإن الهجمة الأثيمة على قيم الإسلام تسندها السترات العسكرية المحلية في أكثر بلاد الإسلام ..
هذه الهجمة الأثيمة متمثلة في علمانية التعليم والإعلام والقانون
ومتمثلة في إثارة القوميات
ومتمثلة في استخدام المرأة المسلمة مطية لنشر الانحلال ولهدم البيت المسلم من قواعده ..
هذه الهجمة الأثيمة بما يساندها من حكم الدكتاتوريات العسكرية
.. قد انكشف أمرها .. وهتك سترها .. وبدا للناس اثمها وسرها ثم أنه لابد لها من رد فعل
مساو لها في القوة .. ومضاد لها في الاتجاه .. وفعلها بشري
ورد الفعل لها .. بشري .. تسنده قوة السماء .. ومن ذا يهزم قوة السماء .. ؟!
85ـ فليكف الغرب عن حربنا في ديننا
قبل أن يفقد مصالحه الاقتصادية ..
بعد أن فقد أماكنه وقواعده العسكرية ..
وليعلم أن أبناء الإسلام .. إن كفوا عن حربهم في دينهم أقرب إليهم من أبناء ماركس الذين يسحبون البساط من تحت أقدام الغربيين .. في أماكن كثيرة .. ولن يرحموهم .. يوم يسقطون!
86ـ أما كلمتنا للشرق الكافر
ولمن يدينون له .. ممن يحملون أسماء المسلمين أو أسماء العرب فإنها:
أولا: إننا لانقبل اللعبة الأخيرة الحقيرة .. في الفصل بين العقيدة والنظام فالإسلام عقيدة ونظام ..
يعالج الفرد والمجتمع والأسرة
ويعالج شؤون السياسة والاقتصاد والاجتماع
والتخلي عن النظام كالتخلي عن العقيدة سواء بسواء
بل هو تخل عن العقيدة نفسها
لأن من عقيدة الإسلام أن الله هو الحاكم والمشرع كما أنه الخالق والرازق والأخذ بحكم الشرق وشرعه في الاقتصاد أو في غيره ..
معناه التخلي عن جزء من العقيدة أن الله هو الحاكم!
فضلا عن النهي الذي قدمنا عند الحديث عن رفض التجزئة والتفرقة.
وثانيا: إن الحرب بيننا وبين الكفر سجال
ليس فقط داخل ديارنا .. لنطهرها من الكفرة الفجرة
بل كذلك خارج ديارنا .. لنكبح جماح الكفر الذي يستبدل أبناء المسلمين ولنحرر أولئك المسلمين من نير الاستعباد الشيوعي الكافر!
والجهاد في هذه الحالة فرض عين
حتى تتطهر أرض البخاري والإمام مسلم .. وغيرهم وغيرها من أراضي الإسلام .. !
وإن جندنا لهم الغالبون
والحمد لله رب العالمين ..
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَعُ)
(/)
[1] وهو ماصرح به أدوين بلس صاحب كتاب ملخص اتبشير وأشار إليه أ. ل شاتليه في الغارة على العالم الإسلامي وتحاول بعض الكتب أن تنفي عن الحروب الصليبية صفتها الدينية والعصبية خالعة عليها ثوب الحروب الاستعمارية التي تقصد إلى استغلال الثروات .. وذلك الجهل أو التجاهل قصدا إلى تخفيف رد الفعل لدى المسلمين وتظليلهم عما أريد ويراد بهم!
ونظرة إلى ما كتبه كتاب الغرب أنفسهم عن الدافعين إلى هذه الحروب (البابا سلفستر الثاني سنة 1002 م ثم البابا خريفوريس سنة 1075م ثم من أذكوها بعد ذلك من كتاب المسيحية وشعرائها من أمثال: HEYTON SASSUTO, MARINO, PIEN DU BOI, GUILLOMME DE NOGARIT, RAYMO ND LULLE, PATRAQUE.
ثم إلى ما فعله قواد هذه الحروب حين قتلوا من المسلمين بعد دخول بيت المقدس في 15 يوليو 1099 أكثر من سبعين ألف حتى غاصت الخيل إلى صدورها في الدماء وفي طريقهم إلى أنطاكيا قتلوا أكثر من مائة ألف مسلم .. نظرة إلى هذا أو ذاك تكفي للرد (راجع في ذلك كتاب حاضر العالم الإسلامي للمؤلف الأمريكي ستودارد وكتاب تاريخ البابوات تأليف فرنارد هايوارد)
[2] من خطبة كبير المبشرين زويمر في مؤتمر القدس 1935 إبان الإحتلال البريطاني لها.
[3] من أفضل الكتب التي كشفت عن هذا الأمر مؤلف للكاتب الأمريكي MORCE BERGEN تحت عنوان THE ARAB WORlD TO – DAY COPYRIGHT 1962 ترجمه للعربية محي الدين محمد ـ طبع في دار مجلة شعر اب 1963 وكتاب الدبلوماسية والمكيافيلية في العلاقات العربية والأمريكية خلال عشرين عاما ـ دراسة وتحليل حول كتاب لعبة الشعوب تأليف محمد صادق.
ـ كذلك مؤلفات الدكتور محمد حسين ـ الإتجاهات الوطنية في أدبنا المعاصر، الحضارة الغربية حصوننا مهدة من داخلها.
ـ الخطر الصهيوني على العالم الإسلامي.
ـ مجلات المجتمع، والدعوة في الكويت وفي السعودية.
[4] لعبة الأمم ـ مايلزكوبلاند THE GAME OF NATIONS
[5] من كلمة لأحد زعمتء التبشير ـ زويمر ـ في مؤتمر التبشير في لنكو بالهند سنة 1913.
[6] من كلمة للمبشر وليم جيفورد بالكراف في مؤتمر التبشير المنعقد بالقاهرة سنة 1906 وكلاهما يكشف عن بعض نية الغرب تجاه الجزيرة مهد الإسلام.
[7] من نصائح زعيم التبشير زويمر في مؤتمر القاهرة للتبشير سنة 1906 ـ ومن النكاية أن يعقد ذلك المؤتمر في منزل الزعيم المسلم أحمد عرابي بعد هزيمته ونفيه!
[8] الكاتب الأمريكي موروبيرجير في كتابه القيم العالم العربي اليوم صفحات 306، 319، 320، 323، 324، 326، 334، 340، 348 ـ ويشير المؤلف الأمريكي إلى زعيم مصري كان مغموراً وقت تأليف الكتاب ـ يشير إلى معيار ذلك الزعيم في الضابط الكفء هو درجة تعرفه إلى الغرب كما ينقل عنه مدحاً لرئيس هيئة أركان الجيش المصري أثناء الحرب العالمية الثانية كان متقبلاً للأفكار الحديثة لكثرة زياراته لفرنسا وأنجلترا وألمانيا صفحة 313، 314، 310 من المؤلف المذكور.
[9] أعلنها أخيرا محمد زيادبري في الصومال المسلم حين أعلن قيام الدولة على الإشتراكية العلمية ومن قبل أشار إليها زعيم عربي بغيت كسب عطف اليهود والدولة المسيحية .. لقيام دولة فلسطين (العلمانية!).
[10] ثم انتهى التقرير إلى أن الأزهر سوف بجد نفسه أمام أمرين فإما أن يتطور وإما أن يموت ويختفي .. والحقيقة أن الأمرين موت أحدهما مقنع والأخر مكشوف وقد تم تطوير الأزهر ومصادرة أوقافه في عهد الرئيس السابق جمال عبد الناصر.
[11] الغارة على العالم الإسلامي ص 32،24.
[12] راجع تقرير كرومر 1906 (الفقرة 3 ص 8) وراجع كذلك MODERN EGYPT 2: 229 حيث يدعو كرومر إلى تمكين الطائفة المثقفة ثقافة غربية من المناصب المسؤولة عن التوجيه السياسي والاجتماعي.
[13] وجهة الإسلام ـ تأليف المستشرق جب وآخرين ترجمة عبد الهادي ابو ريده صفر 1353 ـ مايو 1934.
[14] وحل المسألة الشرقية كان يعني القضاء على الخلافة الإسلامية في ذلك الحين، ومعنى ذلك أن التعليم العلماني أو غير الديني أدى دورا هاما في التمهيد لالغاء الخلافة الإسلامية.
(يُتْبَعُ)
(/)
[15] كتب الأستاذ أنيس منصور في مارس 1976 ـ ربيع الأول 1392 يقول عن أحد المبتعثين إلى الخارج: كان ريفيا متشددا .. عاد أوربيا متفتحا ـ وهذا طبيعي .. كما تغيرت ملابسه وتسريحة شعره، لمعت عيناه وأظافره وجزمته (حذاؤه) ولم تعد تراه متصلب الرأي .. ولا الظهر .. إنما هو مجامل فينحني لهذا أو ذاك وللنساء بصفة خاصة ولا يتمسك بارائه كثيرا، وإنما هذه الاراء يحولها إلى أنواع من العجين تلين وتشكل حسب الظروف وفي كثير من اللباقة والادب .. كان لا يدخن ـ وهو الآن يسرف في ذلك .. كان لا يشرب .. وهو الآن خبير في أنواع الخمور وأنواعها وروائحها وترتيبها قبل وأثناء وبعد الأكل .. !!
[16] الطهطاوي رغم قدمه (1826 ـ 1831) لا يزال مثلا لا يقل عن المثل الذي ضربه أنيس منصور لقد عاد ـ على الأقل ـ بغير العقل الذي ذهب .. عاد يتحدث عن الرقص بأنه نوع من العياقة والشلبنة (أي الاناقة والفتوه) ويتحدث عن المشاعر الوطنية بدلا من المشاعر الدينية ويثير الفرعونية (وغيرها من العصبيات التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوها فإنها نتنة) ويترك الحديث عن أخوة الإسلام التي تجمع الجميع تحت لواء لا إله إلا الله محمد رسول الله وعلى طريق الطهطاوي قاسم أمين الذي درس في مدرسة الحقوق المصرية ذات المناهج الفرنسية وتخرج في سنة 1881 ثم ذهب إلى فرنسا يستكمل تعليمه العالي ونفس المثل طه حسين!!!.
[17] في تقرير للقس ترد بريدج في مؤتمر لكنوا للتبشير أشار إلى الكلية الإنجيلية (الجامعة الأمريكية بعد ذلك، وإلى الكلية السورية الإنجيلية وإلى كلية الأستانة وكلية المبشرين في كدك باشا ـ كذلك سبق إلى توصية مؤتمر التبشير بالقاهرة إلى إنشاء معهد مسيحي بالمواجهة لأزهر وهو ما نفذ بعد ذلك في صورة الجامعة الأمريكية ويشير معرب كتاب لعبة الأمم إلى أن تسعين بالمائة من قادة حركة القومية العربية الأقحاح هم من خريجي الجامعة الأمريكية ببيروت. ولا تزال هذه الجامعة ناشطة في تقديم مثل هذه الخدمات لدول منطقة الشرق الأوسط).
[18] وفي سلسلة لمؤسسة فرانكلين الأمريكية رسم لأحسن وسيلة للتربية فبدلا من فصل البنين عن البنات يجب أن نعمل على إشراكهم معاً في الأعمال الممتعة ومواقف اللعب وإذا حدث استلطاف بين بعض البنين والبنات فينبغي النظر إليه على أنه نوع من الصداقة (!) وليس غراما أو عشقاً (!)
وفي مكان آخر: إن خروج الفتيات في صحبة الفتيان من الأمور الطبيعية (!) التي يستطيع معظم الآباء تقبلها في الوقت المناسب على أي حال باعتبارها جانب من جوانب النمو الجسمي للمراهق (!)
وفي كتاب آخر فالشوق إلى القبلة أو بعض الغزل الرقيق أو الإنصات إلى قصة فيها تلميحات جنسية كل هذه ليست أموراً شائنة (!!!)
[19] سورة إبراهيم آية 53.
[20] سورة آل عمران آية 132.
[21] سورة الأحزاب آية 45/ 46.
[22] (راجع أمثلة عديدة قدمناها في بحثنا لمؤتمر الفقه الإسلامي الغزو الفكري والتيارات المعادية للإسلام _ ذي القعدة سنة 1396هـ).
[23] الشورى 21.
[24] بحثنا إلى مؤتمر الفقه الإسلامي حول تطبيق الشريعة الإسلامية أو رسالتنا للدكتوراه المشروعية الإسلامية العليا ومؤلفنا شريعة الله حاكمة ليس بالحدود وحدها.
[25] قال ابن أبي ليلى: قال لي عيسى بن موسى وكان ديانا شديد العصبية للعرب .. من كان فقيه البصرة؟ قلت: الحسن بن الحسن قال ثم من؟ قلت محمد بن سيرين قال: فما هما؟ قلت: موليان .. قال
فمن كان فقيه مكة؟ قلت عطاء بن رباح ومجاهد وسعيد بن جبير وسليمان بن بسله قال فما هؤلاء .. ؟ قلت موالي قال:
فمن كان فقهاء المدينة؟ قلت: زيد بن أسلم ومحمد بن المنكدر ونافع بن أرنجيح قال فما هؤلاء.
قلت موالي ـ فتغير لونه ثم قال:
فمن كان أفقه أهل قباء؟ قلت: ربيعة الرأي وابن أبي الزناد ـ قال فما كانا قلت من الموالي ..
فما زال يسأله عن فقهاء اليمن وخراسان والشام .. وهو يجيبه بأسماء من الموالي حتى بلغ فقهاء الكوفة فقال والله لولا خوفه لقلت الحكم بن عقبة وعمار بن أبي سليمان ولكن رأيت فيه الشر فقلت: إبراهيم النخعي والشعبي قال فما كانا قلت عربيان.
(يُتْبَعُ)
(/)
[26] يشير معرب كتاب لعبة الأمم إلى أن: أكثر من تسعين في المائة من قادة حركة القومية العربية الأقحاح هم من خريجي الجامعة الأمريكية ببيروت. ولا تزال هذه الجامعة (وكانت تسمى الكلية الإنجيلية السورية) ناشطة في تقديم مثل هذه الخدمات لدول منطقة الشرق الأوسط .. ويشير نفس المؤلف إلى أسماء زعماء القومية وكلهم من المسيحين!
[27] عرض المؤلف لبعض هذه الأعمال في كتابه في الزنزانة
وعرض للبعض الآخر في كتابه عندما يحكم الطغيان الذي لا يزال منذ أكثر من عام ينتظر موافقة الرقابة على إصداره.
[28] لعبة الأمم لمايلزكوبلاند ص 63 65.
[29] كان من بين قررات مؤتمر لنكو سنة 1913 بالهند دخول النساء في أعمال التبشير لتنصير النساء المسلمات وأولادهن وفي مؤتمر القاهرة 1906 بشرزويمر المبشرين ألا يقنطوا إذ من المحقق أن المسلمين قد نما في قلوبهم الميل الشديد إلى علوم الأوربيين وإلى تحرير النساء الغارة على العالم الإسلامي ص 61 ـ 83 من نفس المرجع.
[30] من بحث الدكتور حامد عمار ألقاه في مؤتمر أمريكي أشار إليه الدكتور محمد محمد حسين في حصوننا مهددة من داخلها ـ الناشر مكتبة المنار الكويت ص 48 وما بعدها ..
[31] هذا أمر اضطرنا لإعلانه في مؤتمر شعبي انعقد في شبراخيت في رمضان 1396 (محافظة البحيرة) بمصر .. بعدما اطلعنا على ما يؤكده رسمياً ..
[32] ادعت بريطانيا الصداقة لمصر أثناء احتلالها .. وادعى نابليون من قبل الإسلام وأعلن خليفته في مصر فعلا إسلامه.
وعندما اقتربت جيوش الألمان من مصر كان المنشورات فيها توزع بإسم محمد هتلر!! ..
[33] راجع ما كتبه مورو بيرجر ـ الكاتب الأمريكي ـ عن أن النخبات الوطنية أقدر من النخبات الأجنبية في إحداث التغيير الإجتماعي المطلوب .. وتحذيره من الاكتفاء بمجرد فرض التغير بل لابد من تعهده حتى يعمق في نفوس المجتمع
[34] المرجع السابق ص 304 ـ 305 ويذكر صراحة مايلزكوبلاند في لعبة الشعوب كان انقلاب حسني الزعيم يوم 30 آذار (مارس) 1949 من اعدادنا وتخطيطنا لعبة الأمم ـ ص 49 ثم يقول في ص 58 وكان قرارنا الأخير ـ أن تكون مصر خطوتنا الجديدة ..
[35] هذا الحكم منشور في كتابنا في الزنزانة ـ الناشر دار الشروق ـ 1395هـ
[36]، 37 لعبة الامم ص27، ص 26
[38]، 39، 40 العالم العربي اليوم ص 312، ص 314، 340 وراجع ما قدمنا ـ والمقصود بتغربا الميل إلى الغرب في قيمه ومثله بدلا من قيم الإسلام ومثله ..
[41] وفي هذا السبيل لاباس أن تسمح الجهات الأجنبية بمهاجمتها لتكسب مزيدا من الصفات الوطنية ولتكسب استحسان الجماهير وحماستها وفي هذا المعنى يقول مايلزكوبلاند .. فإن مساندتنا لأي زعيم للوصول إلى دست الحكم والبقاء هناك حتى يحقق لنا بعض المصالح التي نريدها لابد أن يرتطم بالحقيقة القاسية وهي أنه لابد من توجيه بعض الاساءات لنا حتى يتمكن من المحافظة على السلطة ويضمن استمرارها (ص 55 عن كتاب لعبة الأمم .. ) ..
وفي الوقت نفسه يقول السياسي الصهيوني مستر سكوثمان في مقال يرثي فيه زعيما عربيا كان الرجل الوحيد الذي اقتنع بضرورة التعايش السلمي مع اسرائيل وكانت لديه الجرأة والسلطة الكافية لايجاد الظروف اللازمة لهذا التعايش ص ز ـ مقدمة كتاب الدبلوماسية والميكانيكية في العلاقات العربية الأمريكية ـ دكتور محمد صادق ..
وفي مكان آخر يقول مايلز كوبلاند
إن الهدف الرئيسي من دعمنا (…) هو رغبتنا في توفر زعيم عربي رئيسي يتمتع بنفوذ قوي على شعبه وعلى بقية العرب له من القوة ما تمكنه أن يتخذ ما شاء من القرارت الخطيرة وغير المقبولة من الغوغاء مثل عقد صلح مع اسرائيل (ص 89 لعبة الأمم).
[42] يقول مايلز كوبلاند: وكان مبتغانا أن ندفع إلى الرئاسة حكاما أكثر شغفا بالسلطة ص 59 من لعبة الأمم
[43] ص 63 ـ 65 من كتاب لعبة الأمم.
[44] لاشك أن لها أشكالا قديمة قال بها الفوضويون والهدامون من أصحاب الفلسفات القديمة، ويمكن الرجوع إلى كتب التاريخ وكتب الفلسفة لاستقصاء ذلك ليبين .. أن ما نادى به ماركس لم يكن جديدا .. وإنه في حقيقته لا يحوي شيئا من التقدم أو التقدمية .. بل هو الرجعية شكلا .. بما كرر من صور للفكر قديمة، ثم هو رجعية موضوعاكما سنبين بإذن الله في شرح المبدأ ..
(يُتْبَعُ)
(/)
[45] راجع أفيون الشعوب للأستاذ عباس محمود العقاد ـ الطبعة الخامسة سنة 1975 الناشر ـ دار الاعتصام ـ القاهرة ..
[46] بحثا قيما لوحيد الدين خان في مؤتمر الفقه الإسلامي المنعقد بالرياض في ذي القعدة سنة 1396هـ.
[47] وظهور الماركسية في روسيا يومئذ مجتمع زراعي متخلف كان أول تكذيب عملي لتنبئوات ماركس، الذي تنبأ أن تظهر الشيوعية في مجتمعات متقدمة صناعياً تغلب عليها طبقة العمال مثل ألمانيا وانجلترا ..
[48] نقلا عن خطاب اتحاد الطلبة المسلمين في شرق أوربا إلى كل من وزير الخارجية السعودي وإلى الرئيس العام لإدارة البحوث العلمية والافتاء بالمملكة العربية السعودية الأول رقم 42 في 15 جمادى الأول سنة 1396، الثاني في 5 جمادى الأول 1396 هـ.
[49] نقلا عن بيان لاتحاد الطلبة المسلمين في شرق أوربا.
[50] ويؤكد ذلك تصريحه في مكان آخر (ص 163) إلى أن الدين جهد إنساني ويعود فيكذب نفسه حين يسمي الحاد الشيوعية بالحاد القرن العشرين ويميزه عن الحاد القرن الثامن عشر (كان علمويا) يقصد علمي ت ص 143، 144 من ماركسية القرن العشرين وراجع ص 202
[51] تقول مجلة كورومويخست السوفيتية الصادرة في أول يناير 64 وإذا اقتضت مراحل التحويل الاشتراكي تعايشا مع العقيدة الدينية .. كما هو الحال في المناطق الإسلامية فان هذا الاهتمام هو من قبيل التدبير المؤقت وفي مكان آخر وفي بعض النظم الاشتراكية الجديدة تجد جماعات من أصحاب المسؤوليات ـ هم اشتراكيون فكرا واقتناعا ـ يمارسون الفرائض الدينية ويؤدونها ..
[52] من رأينا أن يحرم على من أعلن أنه ماركسي أو شيوعي دخول المسجد الحرام لأنه باعلانه هذا يكون قد ارتد عن الإسلام وينطبق عليه قول الله {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ} (التوبة) ..
[53] راجع هامش الصفحة السابقة
نقلا عن
http://www.iu.edu.sa/Magazine/36/11.htm(/)
انتشار النصرانية بالسيف
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[20 Sep 2007, 11:33 م]ـ
مفكرة الإسلام: نقل البابا عن الإمبراطور البيزنطي كلمته الفاجرة التي قال فيها لمن زعم أنه محاوره: "دلني على شيء جاء به محمد كان جديدًا، ولن تجد إلا أشياءً شريرة وغير إنسانية مثل أمره بأن تنشر العقيدة التي جاء بها بالسيف. إن الله لا تسره الدماء، ولا تسره التصرفات غير العقلية". فقلت: سبحان الله! رمتني بدائها وانسلت. وهل عَهِدَ الناس أهل دين هم أبعد عن العقلانية وأكثر ولوغًا في الدماء وفي ظلم العباد من المنتسبين إلى ما يسمونه بالمسيحية؟
رددت على السخافات التي جاءت في محاضرة البابا كما رد عليها كثيرون غيري من المسلمين وغير المسلمين [1]، وبينَّا أن الحروب التي خاضها المسلمون كانت حروبًا ضد الظلم، الظلم بكل أنواعه، ظلم المعتدين على المسلمين، وظلم الصادين الناس عن الدين، وظلم الناقضين لعهود أبرموها مع المسلمين، ولم تكن أبدًا لإدخال الإيمان كرهًا في قلب أحد من العالمين. وبينَّا أنهم لم يحاولوا ذلك؛ لأنهم علموا من دينهم أن الإيمان مسألة قلبية، وأنه لا مخلوق له سلطان على قلوب العباد.
لكننا في هذا المقال نود أن نقول للبابا: إنه كان يجدر به أن يتكلم عن العنف الذي استعمله قومه الغربيون على مر الزمان لإكراه الناس على قبول دينهم وثقافتهم. ولا نريد أن نفعل كما فعل هو حين استشهد على افترائه بشهادة رجل من بني دينه عدو حاقد مغلوب. لن نستشهد على زعمنا بشهادة رجال مسلمين، وإنما سنُشهِد عليه شهداء من غير المسلمين، فنقول:
أولاً: هذه هي المؤرِّخة الشهيرة ( Karen Armstrong كيرن آرمسترونج) تكتب ردًا على محاضرة البابا تبين فيها:
1ـ إن زعم رجال الفاتيكان بأن غرض البابا هو "أن ينمي اتجاه احترام وحوار نحو الأديان والثقافات الأخرى، ومن البديهي نحو الإسلام" ليس أمرًا واضحًا في كلماته، وتشبهه في هذا برجل دين مثله في القرن الثاني عشر وجَّه رسالة إلى المسلمين بدأها بقوله: "إنني أريد أن أواصلكم بالكلمات لا بالسلاح، وبالعقل لا بالعنف، بالحب لا بالبغض". لكنه جعل عنوان رسالته "ملخص لهرطقة العرب الشيطانية كلها". وتحدث فيها عن "قسوة الإسلام الحيوانية" وزعم أن محمدًا وطَّد أمره بالسيف. "هل كان محمد نبيًا حقًا"؟ تساءل ثم أجاب "سأكون أسوأ من حمار إذا وافقت. أسوأ من الأنعام إذا أقررت".
2ـ تُنكِر المؤرخة أن يكون الإسلام قد انتشر بالسيف، وهي صاحبة كتاب بالإنجليزية عنوانه "موجز لتاريخ الإسلام" A Short History of Islam..
3 ـ وتذكِّر البابا "بأن بعض الصليبيين الأوائل بدؤوا رحلتهم إلى الأرض المقدسة بذبح كل الجماعات اليهودية الساكنة على ضفاف نهر الراين، وأنهم أنهوا حربهم الصليبية في عام 1099 بعد أن ذبحوا ثلاثين ألف مسلم ويهودي في القدس".
ثانيًا: كتب رئيس حركة السلام الإسرائيلية يوري أفنيري ([2]) Uri Avnery ـ الذي وصف نفسه بأنه يهودي ملحد ـ ردًا علميًا على البابا ذكر فيه من بين ما ذكر المسائل التالية:
1ـ أن الحوار المزعوم أمر مشكوك فيه، وأن الإمبراطور لم يذكر لنا اسم الرجل الذي حاوره.
2ـ أن الإمبراطور عمانيويل الثاني الذي تولى الحكم في عام 1391 كان على رأس إمبراطورية تحتضر؛ إذ لم يبق لها من محافظاتها إلا القليل، وكان هذا القليل واقعًا تحت تهديد الأتراك.
3ـ في يوم 29 من شهر مايو عام 1453 وبعد عدة سنين من موت هذا الإمبراطور سقطت عاصمته، القسطنطينية (إسطنبول) في يد الأتراك.
4ـ إبان حكمه تجول هذا الإمبراطور في أوروبا محاولاً أن يقنع الأوروبيين بمساعدته ضد الأتراك، وأن يبدؤوا حربًا صليبية جديدة، واعدًا إياهم بأنه سيوحد الكنيسة. وأن هذه الرسالة كتبت في هذا الوقت لأسباب سياسية.
5ـ محاضرة البابا بندكت السادس عشر كانت أيضًا خدمة للإمبراطور الجديد جورج بوش الذي يسعى لتوحيد العالم النصراني ضد محور الشر الذي هو في غالبه مسلم، وضد مجيء الأتراك إلى أوروبا.
(يُتْبَعُ)
(/)
6ـ إن قضية معاملة المسلمين لأهل الأديان الأخرى يجب أن يحكم عليها بسؤال بسيط: ماذا فعلوا بهم عندما كانت لهم القدرة على إكراههم على الإسلام؟ إنهم لم يفعلوا شيئًا من هذا. لقد حكم المسلمون اليونان لعدة قرون؛ فهل صار اليونانيون مسلمين؟ لقد تبوأ اليونان النصارى مناصب كبيرة في الإدارة التركية. لقد عاش البلغاريون والصرب والرومانيون والهنغاريون وغيرهم من الأمم الأوروبية تحت الحكم التركي في وقت أو آخر، لكن أحدًا لم يكرههم على الدخول في الإسلام، فظلوا على دينهم النصراني.
7ـ في عام 1099 تغلب الصليبيون على القدس وذبحوا سكانها من المسلمين والنصارى؛ في ذلك الوقت ـ وبعد 400 عام من الحكم الإسلامي كان النصارى ما زالوا أغلبية في القطر.
8ـ ليس هنالك من دليل ألبتة على فرض الإسلام على اليهود. وكما هو معروف؛ فإن اليهود تمتعوا تحت الحكم الإسلامي في إسبانيا بازدهار ليس له مثيل إلا في ما يقارب هذه الأيام. كانوا كُتَّابًا وشعراء ووزراء وعلماء. لقد كان ذاك هو عهدهم الذهبي؛ فكيف يمكن لهذا أن يحدث إذا كان النبي قد أمر بنشر الإسلام بالسيف؟
9ـ عندما استولى الكاثوليك على إسبانيا مرة أخرى فإنهم أنشؤوا عهدًا من الرعب الديني؛ إذ إنهم خيَّروا المسلمين واليهود بين أن يتنصَّروا أو يُذبحوا أو يغادروا البلاد. أين ذهب اليهود الذين فضلوا البقاء على دينهم؟ هاجروا إلى العالم الإسلامي، وانتشروا فيه من دولة المغرب في الغرب إلى العراق في الشرق، إلى بلغاريا (التي كانت تابعة لتركيا) في الشمال، إلى السودان في الجنوب.
10ـ إن كل يهودي مخلص يعرف تاريخ قومه لا يملك إلا أن يشعر بالعرفان العميق للإسلام الذي حمى اليهود لمدة خمسين جيلاً، بينما كان العالم المسيحي يعذبهم ويحاول إكراههم بالسيف على التخلي عن دينهم.
ثالثًا: إن استعمال النصارى للعنف في فرض ثقافتهم على غيرهم لم ينته بنهاية القرون الوسطى، وإنما هو أمر مستمر إلى يومنا هذا. استمع إلى (هنتنجتون) وهو يقول في كتابه الشهير (صراع الحضارات) وفي صراحة عجيبة:
"لم يتغلب الغرب على العالم بتفوق في أفكاره أو قِيَمه أو دينه (الذي لم تعتنقه إلا قلة من أبناء الحضارات الأخرى) وإنما غلب بتفوقه في العنف المنظم. إن الغربيين كثيرًا ما ينسون هذه الحقيقة، لكن غير الغربيين لا ينسونها أبدًا" ([3]).
رابعًا: إن غزو الغرب للعالم باستعمال ذلك العنف المنظم كان أمرًا تواطأ عليه كل الناس في الغرب إلا ما ندر؛ فها هو الأستاذ (إدوارد سعيد) يحدثنا في كتابه (الاستعمار الثقافي Cultural Imperialism) أنه كان أمرًا تواطأ عليه السياسيون والمفكرون والفلاسفة والشعراء وكُتَّاب القصص الشهيرة من أمثال ديكنز وغيرهم.
أقول، ونحن كثيرًا ما ننسى أمرًا يؤيد كلام (إدوارد سعيد) هذا: إن الحركة الإمبريالية الاحتلالية للعالم كانت بقرارات ديمقراطية في كل البلاد الأوروبية، وأن حركة استجلاب الأفارقة من بلادهم واسترقاقهم كانت أيضًا بقرارات ديمقراطية (بينما لم يكن تحريرهم بقرار ديمقراطي كما يحدثنا فريد زكريا في كتابه عن مستقبل الحرية) مما يعني أن غالبية ممثلي الأمة بمن فيهم المتدينون كانوا مؤيدين لها.
خامسًا: وهذا (كيفن فيليبس Kevin Philips ) يصدر كتابًا جديدًا يسميه (أمريكا الثيوقراطية) ([4]) يذكر فيه حقائق مذهلة عن العلاقة القوية بين الدين وسياسة أمريكا الخارجية، بل والتأثير الكبير للدين على سياسة أوروبا طوال القرون.
من هذه الحقائق:
1ـ أن الاستعمار الأوروبي للعالم ولا سيما العالم الإسلامي كانت له دوافع أو مسوغات دينية، بل كانت هنالك روابط قوية بين التوسع الإمبراطوري وبين الدعاة الدينيين "انظر إلى المبشرين الذين صارت أسماؤهم رموزًا للاستعمار: (ديفيد لفنجستون) المستكشف، (الجنرال غردون) الذي ذُبح في الخرطوم، والجنرال هنري هيفلوك" (ص. 255).
(يُتْبَعُ)
(/)
2ـ ينقل الكاتب عن المؤرخ آرثر ماروك قوله: "إن كبار رجال الكنيسة أقدموا بحماس على (الحرب المقدسة) " وقوله: نقلاً عن قسيس كاتدرائية سنت جايلز بأدنبرة قوله: "إن الكنيسة قد صارت إلى حد مؤسف أداة في يد الدولة، وأنه في كثير من المنابر الكنسية كان الواعظ قد تقمص مهمة الرقيب العسكري المكلف بالتجنيد، وأن العلم البريطاني ارتفع على كل أماكن العبادة في طول البلاد وعرضها". (ص255).
3ـ أما الدوافع الدينية لبوش وجماعته في سياستهم الخارجية بل والداخلية فأمر لا شك فيه كما يبين الكاتب. فهو يقول إنه ثبت عن بوش قوله: "أعتقد أن الله يتكلم بوساطتي، ولولا ذلك لما استطعت أن أؤدي مهمتي". وينقل عن (توم دي لاي) قوله: "إن الله يستعملني دائمًا وفي كل مكان للدفاع عن نظرة الكتاب المقدس العالمية في كل ما أفعل وحيثما كنت. إنه هو الذي يدربني".
4ـ قبيل الهجوم الأمريكي على العراق في عام 2003 كتبت مجلة نيوزويك مقالاً عن رحلة بوش من العربدة إلى التدين، ذكرت فيه أن الرئيس ينغمس كل صباح في قراءة مواعظ تبشيرية للواعظ الأسكتلندي المتجول أوزولد شيمبرز الذي كان قد قضى أيامه الأخيرة في وعظ الجنود الأستراليين والنيوزيلنديين الذين كانوا قد حشدوا في مصر في عام 1917 تمهيدًا لغزو فلسطين والاستيلاء على القدس في يوم عيد الميلاد.
5ـ بعد عام من استيلاء الجيش الأمريكي على بغداد كانت هنالك ثلاثون منظمة تبشيرية، كما وجدت جريدة لوس أنجلس تايمز في استطلاع لها أخبرها فيه المدير الإداري لرابطة المبشرين القومية: "أن العراق سيكون المركز الذي تنتشر منه رسالة المسيح عيسى إلى إيران وليبيا وكل مكان في الشرق الأوسط". وقال مسؤول في منظمة أخرى: إن الأحوال في العراق: "حرب من أجل الأرواح". ولهذا فإنه في غضون سنتين انطلقت سبع منظمات تبشيرية في بغداد وحدها.
أقول: إن ما يحدث في العراق هو ديدن الحركة الإمبريالية منذ بداياتها، إن قواتها تكون دائمًا هي الحامية للمنظمات التبشيرية. حدث هذا في السودان حين انتشرت المنظمات التبشيرية في الجنوب وكان من نتائج ذلك ما كان، وهي تنتشر الآن في دارفور.
وأقول: إذا لم يكن كل هذا نشرًا للمسيحية بالسيف؛ فلست أدري ما معنى النشر بالسيف؟ لقد كنا نقلل من أهمية الدافع الديني في السياسة الخارجية الغربية، ونعتقد أن الأمر كما يظهر إنما هو مطامع اقتصادية ونزوات سياسية، لكن عزاءنا أنه هكذا كان يظن كثير من علماء السياسة ومنظروها من الغربيين أنفسهم كما يقول صاحب هذا الكتاب، حتى كان غلو بوش هو الذي نبههم إلى أن الأمر ليس كما كانوا يظنون، وأنه إذا كان بوش قد غلا في الأمر، فإنه ليس أول من بدأه، وإنما هو شيء درجت عليه السياسة الغربية ولا سيما فيما يتعلق بالعالم الإسلامي.
فماذا بعد أن انتبهنا وعرفنا الحقيقة؟
نقلاعن
http://www.islammemo.cc/article1.aspx?id=37642(/)
عاجل جداً /حظر القرآن في هولندا
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[21 Sep 2007, 12:38 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله.
وصلني - إخوتي الكرام في الملتقى - هذا الموضوع على إيميلي، ومفاده أن هنالك استفتاء منشورا على النت هذا هو رابطه: http://www.stand.nl/ ، و المطلوب الضغط بالموافقة على الزر الأحمر فيه لمن يرغب في حظر القرآن في هولندا، والعكس بالظغط على الزر الأخضر، ولجهلي باللغات الأجنبية، فلم أتيقن من صحة الخبر، فبادرت مسرعا بطرحه هنا للتأكد، وفي حال صحته، أرجو المسارعة بالتصويت لرفضه كما هو مشروح، ونشره بقوة للحيلولة دون انتصار أساطين الكفر قبحهم الله، وهو أقل ما علينا فعله تجاه كتابنا الكريم في هذل الشهر المبارك.
أرجو من الجميع الاهتمام،ووفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[21 Sep 2007, 03:46 ص]ـ
هوّن عليك يا أخي، فما كل ما ينشر يصدّق. وهوندا لم تصل فيها الأوضاع إلى هذه الدرجة من التطرف، ولن تصل بإذن الله لوجود جالية مسلمة قوية، (تماما مثلما الشأن في بلجيكا) رغم بعض حالات الاحتكاكا مع اليمين المتطرف فيها
ولعل الأمر متعلق بأحد الاستفتاءات الصحفية التي لا غرض لها سوى التحريض الدعائي والاستفزاز.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[21 Sep 2007, 02:38 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم، وجزاك الله خيرا، وطمئن الله فؤادك، وبشرك بكل خير.
ثم حتى لو كانت صحيفة متطرفة، يجب علينا إعلامها مدى غيرتنا الشديدة على كتاب الله، ولا نترك لهم بصيص فرحة، أولائحة نصر في الموافقة - على ماذهبت إليه وليكبت الله أعمالهم، وليموتوا بغيضهم.(/)
حمل مجموعة كبيرة من الكتب في الرد على النصارى
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[22 Sep 2007, 01:39 ص]ـ
حمل أكبر مجموعة كتب وأبحاث حول النصرانية
http://www.ef7am.com/Files/Books/tbasheer.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/monazraty.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/faresy.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/salafi_vision.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/Principals.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/articles.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/Ar_church_history.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/why_hate_him.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/god_in_bread.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/say7a.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/mountain.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/7azf.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/killing_love.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/zhorat.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/deen_elmasee7.zip
http://www.ebnmaryam.com/files/Books/2087.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/Battar_vs_william.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/tahreefmakhtootat.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/shutting_up.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/zico_lies.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/gnesis_tafnid.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/mohammad_in_bible_mojahed.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/Alhakekah.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/ebnmaryam_site.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/sbeelalislam_site.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/holybible_dic.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/bible_alteration_evidences.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/alhoda.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/elbian1.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/elbian_ayoob2.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/elrdod_elmofhema.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/etviso4t...brnaba.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/hbib.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/shrif.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/shrif.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/monazra.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/noor_el7k3.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/traf_tahrif.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/war.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A112.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A050.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A107.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A106.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A102.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A101.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A1007.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A1006.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A1005.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A1004.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A1003.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A1002.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A1001.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A099.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A098.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A088.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A087.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A073.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A076.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A072.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A039.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A062.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A037.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A031.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A048.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A040.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A056.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A033.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A069.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A071.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A029.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A051.zip
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www.ef7am.com/Files/Books/A047.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A022.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A052.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A024.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A025.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A034.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A036.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A041.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A061.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A068.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A035.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A020.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A023.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A021.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A019.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A028.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A013.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A007.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A042.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A012.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A005.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A010.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A018.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A017.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/difference.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A066.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A006.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A004.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A016.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A009.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A011.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/khalas.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/truechristianty.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/54_Ba7tha.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/31_tatbiq.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/32_Barnaba.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/efhamalyahood.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/Aqbat.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/Tohfat-Al-Areeb.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/7ewar.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A030.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/40_Talfiq.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/bahrez.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/29_2adany.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/1084.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/belief.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/mowahedoon.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/873.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/diff.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/1071.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/1070.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/782.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/254.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/challange.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/1642.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/1674.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/49.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/4.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/3.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/2.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/1.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/5.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/11.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/1709.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/1221.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/657.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A001.zip
http://www.ef7am.com/Files/Books/A002.zip
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[22 Sep 2007, 02:14 ص]ـ
-العنوان: أساقفة إنجلترا وألوهية المسيح عليه السلام.
ترجمة وتعليق: محمد مختار.
الناشر: المختار الإسلامي.
الطبعة: غير متوفر.
رابط التحميل:
http://www.al-maktabeh.com/a/books/D005.zip
2- العنوان: الحل الإسلامي للمشكلة العنصرية.
ترجمة وتعليق: محمد مختار.
الناشر: المختار الإسلامي.
الطبعة: غير متوفر.
رابط التحميل:
http://www.al-maktabeh.com/a/books/D017.zip
3- العنوان: الخلاف الحقيقي بين المسلمين و المسيحيين.
ترجمة وتعليق: محمد مختار.
الناشر: المختار الإسلامي.
(يُتْبَعُ)
(/)
الطبعةكغير متوفر.
رابط التحميل:
http://www.al-maktabeh.com/a/books/D031.zip
4- العنوان: الخمر بين المسيحية و الإسلام.
ترجمة: محمد مختار.
الناشر: المختار الإسلامي.
الطبعة: غير متوفر.
رابط التحميل:
http://www.al-maktabeh.com/a/books/D023.zip
5- العنوان: القرآن معجزة المعجزات.
ترجمة وتعليق: علي عثمان.
الناشر: المختار الإسلامي.
الطبعة: غير متوفر.
رابط التحميل:
http://www.al-maktabeh.com/a/books/D002.zip
6- العنوان: الله في اليهودية والمسيحية والإسلام.
ترجمة وتعليق: محمد مختار.
الناشر: المختار الإسلامي.
الطبعة: غير متوفر.
رابط التحميل:
http://www.al-maktabeh.com/a/books/D016.zip
7- العنوان: العرب و إسرائيل شقاق.
ترجمة وتعليق: علي الجوهري.
الناشر: دار الفضيلة.
الطبعة: غير متوفر.
رابط التحميل:
http://www.al-maktabeh.com/a/books/D014.zip
8- العنوان: المسلم في الصلاة مقارنة بين صلاة المسلمين وصلاة أهل الكتاب.
ترجمة: علي عثمان.
الناشر: المختار الأغسلامي.
الطبعة: غير متوفر.
رابط التحميل:
http://www.al-maktabeh.com/a/books/D009.zip
9- العنوان: المسيح عليه السلام في الإسلام.
ترجمة وتعليق: محمد مختار.
الناشر: المختار الإسلامي.
الطبعة: غير متوفر.
رابط التحميل:
http://www.al-maktabeh.com/a/books/D004.zip
10- العنوان: المناظرة الكبرى بين الشيخ أحمد ديدات و القس أنيس شروش.
ترجمة: رمضان الصفناوي.
الناشر: المختار الإسلامي.
الطبعة: غير متوفر.
رابط التحميل:
http://www.al-maktabeh.com/a/books/D003.zip
11- العنوان: بين الإنجيل و القرآن.
ترجمة وتعليق: محمد مختار.
الناشر: المختار الإسلامي.
الطبعة: غير متوفر.
رابط التحميل:
http://www.al-maktabeh.com/a/books/D007.zip
12- العنوان: حوار ساخن مع داعية العصر أحمد ديدات.
المؤلف: محمد عبد القادر الفقي.
الناشر: مكتبة القرآن.
الطبعة: غير متوفر.
رابط التحميل:
http://www.al-maktabeh.com/a/books/D021.zip
13- العنوان: حوار مع ديدات في باكستان.
ترجمة وتعليق: رمضان الصفناوي.
الناشر: المختار الإسلامي.
الطبعة: غير متوفر.
رابط التحميل:
http://www.al-maktabeh.com/a/books/D019.zip
14- العنوان: حوار مع مبشر.
ترجمة: علي عثمان.
الناشر: المختار الإسلامي.
الطبعة: غير متوفر.
رابط التحميل:
http://www.al-maktabeh.com/a/books/D026.zip
15- العنوان: خمسون ألف خطأ في الكتاب المقدس و حوار البابا مع المسلمين.
ترجمة: رمضان الصفناوي.
الناشر: المختار الإسلامي.
الطبعة: غير متوفر.
رابط التحميل:
http://www.al-maktabeh.com/a/books/D001.zip
16- العنوان: شيطانية الآيات الشيطانية و كيف خدع سلمان رشدي الغرب.
ترجمة وتعليق: علي الجوهري.
الناشر: دار الفضيلة.
الطبعة: غير متوفر.
رابط التحميل:
http://www.al-maktabeh.com/a/books/D030.zip
17- العنوان: لماذا محمد صلى الله عليه وسلم هو الأعظم؟
ترجمة: رمضان الصفناوي.
الناشر: المختار الإسلامي.
الطبعة: غير متوفر.
رابط التحميل:
http://www.al-maktabeh.com/a/books/D025.zip
18- العنوان: ماذا يقول الكتاب المقدس عن محمد صلى الله عليه و سلم؟
ترجمة وتحقيق: إبراهيم خليل أحمد ـ قس سابق ـ.
الناشر: دار المنار.
الطبعة: غير متوفر.
رابط التحميل:
http://www.al-maktabeh.com/a/books/D011.zip
19- العنوان: محمد صلى الله عليه و سلم أعظم عظماء العالم.
ترجمة: علي الجوهري.
الناشر: مكتبة القرآن.
الطبعة: غير متوفر.
رابط التحميل:
http://www.al-maktabeh.com/a/books/D022.zip
20- العنوان: محمد صلى الله عليه وسلم الخليفة الطبيعي للمسيح عليه السلام.
ترجمة: رمضان الصفناوي.
الناشر: المختار الإسلامي.
الطبعة: غير متوفر.
رابط التحميل:
http://www.al-maktabeh.com/a/books/D008.zip
21- العنوان: مسألة صلب المسيح عليه السلام بين الحقيقة والإفتراء.
ترجمة: علي الجوهري.
الناشر: دار افضيلة.
الطبعة: غير متوفر.
رابط التحميل:
http://www.al-maktabeh.com/a/books/D015.zip
22- العنوان: مفهوم العبادة في الإسلام.
ترجمة: علي عثمان.
الناشر: المختار الإسلامي.
الطبعة: غير متوفر.
رابط التحميل:
http://www.al-maktabeh.com/a/books/D024.zip
23- العنوان: من المعمدانية إلى الإسلام.
ترجمة وتعليق: محمد مختار.
الناشر: المختار الإسلامي.
الطبعة: غير متوفر.
رابط التحميل:
http://www.al-maktabeh.com/a/books/D006.zip
24- العنوان: من دحرج الحجر؟
ترجمة وتحقيق: إبراهيم خليل أحمد ـ قس سابق ـ.
الناشر: دار المنار.
الطبعة: غير متوفر.
رابط التحميل:
http://www.al-maktabeh.com/a/books/D010.zip
25- العنوان: مناظرتان في أستكهولم بين أحمد ديدات و استانلي شوبيرج.
ترجمة: علي الجوهري.
الناشر: دار الفضيلة.
الطبعة: غير متوفر.
رابط التحميل:
http://www.al-maktabeh.com/a/books/D020.zip
26- العنوان: هل الكتاب المقدس كلام الله؟
ترجمة: نورة أحمد نوران.
الناشر: غير متوفر.
الطبعة: غير متوفر.
رابط التحميل:
http://www.al-maktabeh.com/a/books/D012.zip
27- العنوان: هل المسيح هو الله؟ وجواب الإنجيل على ذلك.
ترجمة: محمد مختار.
الناشر: المختار الإسلامي.
الطبعة: غير متوفر.
رابط التحميل:
http://www.al-maktabeh.com/a/books/D018.zip
28- العنوان: المناظرة بين سواجارت وديدات.
ترجمة: علي الجوهري.
الناشر:
الطبعة: غير متوفر:
رابط التحميل:
http://www.al-maktabeh.com/a/books/D027.zip
29- العنوان: عتاد الجهاد.
ترجمة: علي الجوهري.
الناشر:
الطبعة: غير متوفر.
رابط التحميل:
http://www.al-maktabeh.com/a/books/D028.zip
30- العنوان: الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم.
ترجمة: علي عثمان.
الناشر:
الطبعة:
رابط التحميل:
http://www.al-maktabeh.com/a/books/D029.zip
31- العنوان: مناظرة العصر بين العلامة أحمد ديدات والقس الدكتور أنيس شروش.
ترجمة: علي الجوهري.
الناشر:
الطبعة: غير متوفر.
رابط التحميل:
http://www.al-maktabeh.com/a/books/D013.zip
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مرهف]ــــــــ[01 Oct 2007, 11:06 ص]ـ
جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم(/)
تأملات في العلمانية
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[25 Sep 2007, 12:29 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تأملات في العلمانية ...
د. أحمد إدريس الطعان
كلية الشريعة - جامعة دمشق
ahmad_altan@maktoob.com
عندما عزمت على دراسة ظاهرة العلمانية كان التعريف القابع في ذهني هو التعريف الشائع لها وهو " فصل الدين عن الدولة " ولما قرأت قليلاً ورأيت من يطرح تعريفاً جديداً هو " فصل الدين عن الحياة " () ملت إليه وقلت هو هذا .. !!
ومع طول المعايشة والمعاشرة للخطاب العلماني رأيت أن القضية أكبر من كونها قضية فصل، وإنما هي في كثير من الأحيان أقرب إلى الجحود والنكران للأديان وقيمها، فضعفت قناعتي بهذا التعريف، وهذا لا يعني أن التعريف قد فقد قيمته عندي، وإنما يعني أنه قاصر عن الحد الكامل، وإن كان يغطي مرحلة من مراحل العلمانية أو حيِّزاً من رقعتها الشاسعة.
تبادر إلى ذهني في وقت من الأوقات أن العلمانية هي إلغاء المقدس، ولكن بعض العلمانيين أنفسهم يعتبرون المقدس نمطاً لوجود الإنسان، وأن الإنسان يعيد إنتاج المقدس بأشكال جديدة وهو يمارس دنيويته () وأن المقدس عنصر من عناصر الوعي، وأن أقصى مظاهر الحداثة المعاصرة غارقة في المقدس ()، وهو ما يعني أن العلمانية غارقة في مقدسات، بل ووثنيات جديدة تخترعها كبديل للمقدس الديني، بل وتضع آلهة جديدة، وتقدم لها مراسم وقرابين وألوان من العبودية والخضوع، وهو ما أشار إليه - آنفاً - رفيق حبيب."" إن الأسطرة ملَكة ثابتة وعبر هذا فالإنسان المعاصر يساهم أيضاً وعبر حرتقاته العلمية الجديدة في صنع أساطيره "" () ولذلك "" يمكن أن يُؤلَّف عمل كامل عن أساطير الإنسان الحديث "" ().
قلت: فهي إذن " إنكار الغيب، وإثبات المادة " بيد أن العلمانية لم تتمكن من الاستمرار في إنكار الغيب، لأن الإيمان بالغيب لا بد منه، فإذا لم يأت اختياراً جاء اضطراراً، وهذا هو الواقع فالعلمانية تؤمن بغيبيات وميتافيزيقيات كثيرة مثل النيترونات، والأنتيرونات، والأثير أو السديم، وغير ذلك من أشياء يقوم عليها العلم ولكنها افتراضية، والإيمان بها ليس إلا ضرباً من ضروب الإيمان بالغيب، وإن كابرت العلمانية وعاندت ()، وهو ما يلفت النظر إليه جلال أمين عندما يذهب إلى أنه "" لا مفر من اتخاذ موقف ميتافيزيقي ما، والبدايات الميتافيزيقية هي التي تفضي إلى النتائج، والمقولات المختلفة التي تكون أيديولوجية ما، والتي توجه السلوك الإنساني، وهذا يعني أن العلمانية منظومة شاملة ورؤية للكون والطبيعة والإنسان تستند إلى ميتافيزيقا مُسبقة تطرح إجابات عن الأسئلة النهائية الكبرى، فحالة الشك المطلقة، الشك في كل المسلمات تجعل الحياة مستحيلة "" (). "" فالغيبي مبدأ من مبادئ علم الاجتماع لا بد منه للمجتمع ولا يأتلف المجتمع ويكتمل إلا بمبدأ غائب عنه يرسم الحدود الفاصلة بين المقدس والدنيوي ().
قلت: إذن فالعلمانية هي " النسبية المطلقة " أو "" أن الإنسان هو ما يفعله "" () كما طرح غير واحد منهم – على سبيل المثال - مراد وهبة، ولكن المتأمل يرى كثيراً من المنظرين والمؤسسين للفكر العلماني لا يقولون بالنسبية المطلقة، لأنهم يعتبرون آراءهم وفلسفاتهم حقائق مطلقة يجب على الناس أن يلتزموا بها، ويسيروا على مقتضاها، فالماركسيون – مثلاً - يعتبرون الماركسية هي الحقيقة المطلقة، حقيقة الحقائق، وكل العلوم التي جاءت قبلها كانت تمهيداً لها، وكل ما سيأتي بعدها يجب أن يكون شرحاً لها ().
ولذلك مع أن النسبية المطلقة تستحوذ على حيز عريض جداً من النظرية العلمانية، إلا أنها لا يمكن أن تكون حداً شاملاً لكل عناصرها وأسسها، هذا بالإضافة إلى أن العلمانية نفسها تتحول إلى مطلق في نظر أصحابها وعلى الآخرين أن يتعلمنوا أو يُوصَمُوا بالجهل والظلامية والأصولوية.
(يُتْبَعُ)
(/)
سمعت أحد العلماء الأجلاء () يؤكد مراراً على أن العلمانية هي الغنوصية فتأملت في هذا الحد فوجدته يغطي مساحة من مساحات العلمانية، وحقلاً من حقولها وهو: التأويل، حيث بالرغم من أن الغنوصية قائمة على العرفان ()، والعلمانية - بحسب أصحابها - قائمة على العقل، إلا أنهما يلتقيان في النتائج المترتبة عن " التأويل المنفلت "، حيث نصل عن طريق التأويل العلماني والغنوصي المنفلتين إلى خلاصات ما أنزل الله بها من سلطان، وفهوم تتجافى إلى أبعد الحدود مع النص، فإن النص إذا كان في السماء فإن التأويل العلماني أو الغنوصي في أسفل الأرضين، وإذا كان النص يتجه غرباً فإن تأويلهما يتجه شرقاً. وهكذا رأيت أن الجامع بين العلمانية والغنوصية هو " التأويل المنفلت ".
وسمعته أيضاً يعرف العلمانية بأنها " تنحية الأسئلة الكبرى " ولكن الذي بدا لي أن العلمانية بعد أن فشلت في الإجابة عن هذه الأسئلة اقترحت تنحيتها لأنها بدأت تُعكِّر عليها سيرورة العلمنة. وهذه التنحية كارثة من كوارث العلمانية على الإنسانية لأنها الأسئلة الجوهرية للإنسان، بل هي محور إنسانيته، والمعنى الصميم لهذه الإنسانية، وتنحيتها حَطّم إنسانية الإنسان، وجعله مادة بلا هدف ولا غاية، يتقلب في ظلام الشك والحيرة، وبدد له كل أمل في السعادة.
ومن هنا رأيت أن تنحية الأسئلة الكبرى ليست تعريفاً للعلمانية وإنما نهاية من نهايات العلمانية، بل يمكن اعتبار هذه التنحية: إشهاراً للإفلاس، وإعلاناً للخيبة.
استبطنت في مرحلة من مراحل البحث التعريف القائل بأن العلمانية "" رؤية مادية بحتة للوجود بما فيه "" ولكن تذكرت أن باركلي لم يكن مادياً فقد أنكر المادة واعتبرها موجودة لأنها مُدرَكة فقط، وأن هيوم أنكر الروح والمادة ولم يعترف بأية حقائق ضرورية، وكذلك فإن جان جاك روسو كان ممثلاً للفلسفة المثالية، ومع ذلك كان لهؤلاء جميعاً إسهاماً بارزاً في علمنة الفكر الأوربي.
هذا بالإضافة إلى - ما أشرنا إليه سابقاً - من أن العلمانية لم تتمكن من الاستمرار في المادية لأن العقل يؤكد وجود حقائق كونية ليست مادية يقوم عليها الوجود والعلم.
فالمادية سمة أساسية من سمات العلمانية ولكنها لا تُعبّر عنها تماماً وإن كان بروزها يكاد يجعل العلمانية تُختَزَل غالباً في هذه السمة.
2 – أبرز الخصائص:
لقد استقر رأيي - ردحاً من الزمن - على أن العلمانية هي: "" أنسنة الإلهي، وتأليه الإنساني "" ويتميز هذا الحد بأنه يجمع خصائص كثيرة للعلمانية في شطريه:
فالشطر الأول " أنسنة الإلهي " يحتوي على مقولة العلمانية في رفض المصدر الإلهي للأديان أو الوحي، واعتبارها ظواهر اجتماعية وإنسانية تاريخية برزت ضمن ظروف ومعطيات معينة كما أراد فرويد وغيره. ويحتوي هذا الشطر أيضاً: على إلغاء أو تمييع كل المقدَّسات والمعجزات، وإعادة تفسيرها تفسيراً إنسانياً اجتماعياً أو اقتصاديا أو مادياً، أو نفسانياً واعتبارها مجرد خرافات وأساطير عفا عليها الزمن.
ويحتوي هذا الشطر أيضاً: على أنسنة الطبيعة والكون بمعنى تجريده من أية دلالات روحية أو كونية أو رمزية، واعتبارها مواد للإنسان عليه أن يستثمرها في منفعته وأنانيته بشكل مطلق وإمبريالي دون أي اعتبار آخر، مع رفض الدلالات الغيبية، والإشارات الربانية التي تؤكد عليها الأديان جميعاً كمعالم للهداية، باعتبار الطبيعة - في رؤيتها - كتاباً كونياً منظوراً إلى جانب الوحي المكتوب.
ويحتوي هذا الشطر أيضاً: على الجهود التي تبذلها العلمانية لاستثمار الإلهي وتحويله إلى فكرانية () بمعنى: "" تحويل الوحي إلى إيديولوجية "" (). "" تحويل الوحي ذاته إلى علم إنساني "" () وذلك لتحقيق أغراض الإنسان وأطماعه، وقد تجلى ذلك واضحاً في الفلسفة الفيورباخية، وتبنى ذلك حسن حنفي من العلمانيين العرب – كما سنرى – ومعنى ذلك "" إلغاء الغيب كمصدر للمعرفة، وقصرها على عالم الشهادة "" () ويتم ذلك بالعقل والتجريب بعيداً عن الوحي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى مستوى العلاقة بين العلمانية العربية والنص القرآني فإنه يتجلى أيضاً دور الشطر الأول من التعريف حيث نجد نزعة الأنسنة سائدة لدى هؤلاء فكتب أركون كتابه " نزعة الأنسنة " وحاول نصر حامد أبو زيد وغيره استعادة القضية الكلامية القديمة التي ثار حولها جدل طويل، وهي مسألة خلق القرآن في شكلها الاعتزالي، وذلك من أجل تكريس إنسانية الوحي ومنتوجيته البشرية، وسنفصل ذلك فيما بعد.
وأما الشطر الثاني من التعريف " تأليه الإنساني " فيتولى تغطية جوانب كثيرة أيضاً من خصائص العلمانية أهمها: النزعة الغرورية التي كرستها فلسفة نيتشة وداروين عبر " الإنسان الأعلى " و" البقاء للأقوى " والتي مورست عملياً من خلال حكام النازية والفاشية كما أشرنا سابقاً.
ويتضمن هذا الشطر أيضاً: التركيز العلماني الدائم على مركزية الإنسان، واستقلالية العقل، وهذه الأخيرة تشكل بُعداً أساسياً في العلمنة حتى عُرِّفت بأنها لا سلطان على العقل إلا للعقل في تفسير الوجود. هذا الجزء يتكفل بالإشارة إلى هذا البعد، حيث إن تأليه الإنسان يعني أن التفكير الإنساني مستقل عن الوحي، بل يرقى إلى مرتبة الوحي، ويحظى بنصيب من الألوهية. لقد بلغ الأمر بالفرنسيين بعد الثورة أن نصبوا تمثالاً وعبدوه سموه " إلاهة العقل " ().
ويتضمن هذا الشطر أيضا: الإشارة إلى تأليه القيم الجديدة للعلمانية المتمثلة في حقوق الإنسان، وترسيخ الفردية المطلقة، والديمقراطية، وحرية المرأة المطلقة، ونسبية الأخلاق، والعِلمانية – بالكسر -، وكل ذلك ما هو إلا إحلال لمنظومة جديدة مؤلَّهة من القيم الإنسانية، وإضفاء حالة من القداسة عليها، بدلاً من الدستور الإلهي القائم على الوحي.
ويتضمن هذا الشطر أيضا: الإشارة إلى الجانب العبثي في العلمانية وهو بعد جوهري فيها، ذلك لأن تأليه الإنساني يعني أن الإنسان الجسد هو المُؤلَّه، لأن العلمانية لا تعترف إلا بالجسد، وحاجات هذا الجسد الجنسانية والغرائزية تنال حظاً وافراً من الإجلال والقداسة - كما رأينا في الفصل الأول -إن تأليه الإنساني يعني تقديس المُدَنَّس والارتفاع به إلى مستوى الألوهية.
أما البعد المادي في العلمانية فإن شطري التعريف يسهمان في تغطيته، إذ إن أنسنة الإلهي تعني تحويل ما ليس بمادة إلى مادة، أو بعبارة أخرى تدنيس المقدس والتعامل معه على هذا الأساس الدَّنِس. ثم يأتي الشطر الثاني ليضفي على المادة قداسة جديدة " تقديس المدنس " وتصبح المادة بهذا الشكل حالَّة محل الألوهية، ويغدو كل ما سواها ضربٌ من الأساطير والأوهام. وهو ما سعت الفيورباخية والماركسية إلى تكريسه.
3 – العلمانية هي الدنيوية:
هذا التعريف الذي اقترحته وتحدثت عنه للتو، وقلت إن رأيي استقر عليه ردحاً من الزمن لم يدم هذا له هذا الاستقرار، مع أن خصائصه - كما أشرت - موزعة في التعريفات التي عرضناها سابقاً لكثير من الباحثين.
والسؤال هنا: " هل يمكن اختزال هذا التعريف أو التعريفات المطروحة سابقاً بكلمة واحدة؟
لقد سبق أن قلنا إن سيد محمد نقيب العطاس رأى أن اقرب كلمة تعبر عن العلمانية في المفهوم القرآني هي ما يعبر عنه القرآن بلفظ " الحياة الدنيا "، وإن لم يقترح ذلك كتعريف للعلمانية، ورأينا كذلك أن العلمانية تُرجمت في مصادرها الأجنبية على أنها " العالمانية " أو " الدنيوية " أو " الدهرية " وكتب جمال الدين الأفغاني كتابه " الرد على الدهريين " يرد فيه على العلمانيين المعاصرين له.
وما أريد أن أقوله هنا: هو أن " الدنيوية " ليست مجرد ترجمة لغوية للعلمانية، وأعني أن العلمانية يمكن أن تُعرَّف تعريفاً جامعاً مانعاً - فيما أرى - بكلمة واحدة هي: " الدنيوية ".
إن هذا التعريف - كما يبدو لي - لا يكاد يغادر صغيرة ولا كبيرة من مقولات العلمانية وخصائصها إلا ويطويها في داخله، وإن نظرة سريعة في تاريخ العلمانية وأسسها وجذورها، وأبعادها وتجلياتها سوف تبين أن الدنيوية هي الهم الأول، والهاجس الأساسي، بل الوحيد الذي تدور عليه العلمانية.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالمادية، واللامادية، والمثالية، والعقلانية، والعِلمانية، والتطورية، والجنسانية، والأنسنة، والحرية، والديمقراطية، وحقوق الإنسان، والعنصرية، والفردية، كل هذه العناصر التي أفرزتها العلمانية عبر تاريخها الطويل أُريدَ منها أن تحقق للإنسان السعادة في هذه الحياة الدنيا دون أي اعتبار آخَر ليوم آخِر، والسعادة المقصودة هنا هي أقصى قدر ممكن من اللذة والمتعة.
وهنا يمكن أن يتبادر إلى الذهن سؤال وهو: أن الشرائع السماوية أيضاً قصدت تحقيق السعادة للإنسان في الحياة الدنيا فهل الأديان منخرطة على هذا الأساس في تيار العلمانية؟
والإجابة: أن الشرائع الإلهية تربط سعادة الدنيا بالسعادة في الآخرة، لذلك فسعادة الإنسان في الحياة الدنيا بمنظور الشرائع الإلهية ألا ينخرط في الملذات والشهوات والمُتع دون ضوابط وحدود لأن هذا سينغص سعادته في الآخرة.
لقد تركت هذه الدنيوية العلمانية أثرها حتى على الإسلاميين، فأصبحنا نُبرز كثيراً عناية الإسلام بالحياة الدنيا، ودعوته إلى عمارتها، والاستمتاع بالطيبات منها، ونتغاضى - مجاراة للعلمانيين - عن أن الإسلام في الأصل يدعو الناس إلى الآخرة عبر ممر الدنيا، وهذا لا يعني تخريب الدنيا، وإنما يعني التطلع إلى المستقبل الأبدي، وليس إلى الحياة العاجلة، وهذا ليس من شأنه أن يجعلنا نهمل عمارة الحياة الدنيا، وإنما من شأنه أن يُهذِّب نفوسنا ويسموَ بها عن الأنانية، ويطهرها من السخائم والعداوات والتنافس على المتاع الزائل والحطام الفاني.
وهنا يجدر بنا أن نتذكر قول أحد أقطاب الصوفية كتلخيص لموقف الإسلام من الحياة الدنيا " أن تكون الدنيا في يدك وليس في قلبك " وهذا بعكس العلمانية التي تريد أن تمزج الدنيوية بكل ذرة من ذرات الجسد الإنساني، وتغرسها في صميم قلبه، وتجعلها الملاذ الوحيد، والمعشوق الوحيد، والغاية النهائية للإنسان، ولا يخفى ما في ذلك من تكريسٍ للتنافس الأعمى بين البشر دولاً وأفراداً، وهو ما نعايشه اليوم، لأن البقاء للأقوى، وساحة البقاء في المنظور العلماني قاصرة على هذا العالم المحسوس فقط.
وتتجلى الدنيوية واضحة في الممارسات التأويلية التي تشتغل على النص القرآني فتحاول دائماً أن تحد من سلطانه الإلهي، وتبرز دائماً ما يؤكد على الاعتبارات الدنيوية في مسائل الميراث، والمرأة، والحجاب، والدولة والأخلاق، ويُبرَّر ذلك بمبررات دنيوية محضة مثل: مواكبة العصر، ومسايرة التحضر، وتطور الفكر. والنموذج الذي يُحتذى في كل ذلك هو الغرب، فكل ما عنده أصبح معيار التطور والتحضر والتقدم، وتغفل هذه الممارسات أو تتنكر للجانب الغيبي الأخروي الذي يشكل الحيِّز الأكبر من الرسالة القرآنية، وفي حالات متطرفة فإنها تقوم بعملية مسخ وتشويه لهذا الجانب عن طريق " التأويل المنفلت " لتجعله يصب في خدمة الدنيوية أيضاً.
4 – خلاصة:
العلمانيون - كما مر بنا سابقاً - يستدلون على علمانية الإسلام بدنيويته، وبما حصل في التاريخ الإسلامي من ترف وبذخ وإقبال على الدنيا، فهم بذلك يقرون بأن الدنيوية هي جوهر العلمانية، وقد مر معنا كذلك كيف تؤكد دوائر المعارف والمعاجم الغربية على دنيوية العلمانية بما يغني عن الإعادة هنا.
لقد أشرنا - سابقاً - إلى أن الدنيوية ضاربة بجذورها في عمق التاريخ والحضارات، وأن أكثر الأمم اختارت الحياة الدنيا على الآخرة، ذلك لأن الحياة الدنيا حلوة خضرة وقريبة، أما الآخرة فهي في منظور الإنسان العجول بعيدة غير مغرية كما تفعل الحياة الدنيا "متاع الغرور ".
والسؤال هنا: كيف نحدد عناصر الحضور والغياب في التعريف الذي نقترحه؟ وهل الدنيوية مطلقاً تُوصَف بأنها علمانية؟ أم أنها دنيوية ذات نسبة معينة؟
والسؤال بعبارة أخرى: ما هو الحد الذي تتحول فيه الدنيوية إلى علمانية.
لقد أشرنا سابقاً إلى أن الشرائع السماوية فيها جانب دنيوي فهل هي بذلك علمانية، أم تحتوي على نسبة معينة من العلمنة؟
إن الدنيوية تتحول إلى علمانية عندما تتحول الوسيلة إلى غاية، والممر إلى مقر، وقد يعترض علينا هنا بأننا نتحدث بلهجة صوفية وعظية، ولكن هذه هي الحقيقة سواء كانت في قالب صوفي وعظي أم حداثي معاصر؟
(يُتْبَعُ)
(/)
عمارة الدنيا مرادة إلى أقصى الحدود، ولكن على أن لا يؤدي ذلك إلى الفساد في الأرض، كما يجب مراعاة أن الإنسان مؤتمن وليس مالكاً حقيقياً، وأنه رضي بحمل الأمانة، وكل ما يؤدي إلى الإخلال بحفظ الأمانة " الكون والطبيعة والإنسان ورسالته فيهما " فإنه انقلاب إلى دنيوية عضوض أي علمانية.
الإنسان مُستَخلَف في الأرض، وهذا يعني أنه لا يملك أن يضع لنفسه منهجاً في الحياة باستقلالية كاملة، لأن المنهج وضعه المالك الحقيقي، والسيد الحقيقي في هذا الوجود، أما وظيفته هو فإنها تنحصر في أن يفهم المنهج بشكل صحيح وينزله على حياته كما أراد واضعه عز وجل. والفهم غير الوضع والإنشاء وإن كان الخطاب العلماني سينازع في هذا كما سنرى.
إن أي إنسان عاقل عندما يشتري جهازاً من شركة ما يقرأ النشرة المرفقة معه والتي تُبيِّن كيفية استعماله، وقراءة هذه النشرة توفر عليه جهداً ووقتاً يبذله في محاولته تشغيل الجهاز دون استعانة بالصانع. إن جهده المستقل قد ينتهي بالوصول إلى معرفة تشغيل الجهاز ولكن بعد جهد ووقت من التجريب والمحاولة، ولكنه قد ينتهي أيضاً بإتلاف الجهاز وإعطابه.
إن كل ممارسات الإنسان في هذا الكون لكي تبرأ من " الدنيوية العلمانية " يجب عليها أن تكون قائمة على مبدأ العبودية لله عز وجل، والرغبة فيما عنده من الخير والسعادة، ومنافية لمبدأي الكبرياء الزائف، والعقلانية المتهورة القائمين على الاعتداد الأعمى بالذات والمنفعة العاجلة، واللذة الزائلة، والنظرة القاصرة على هذه الحياة الدنيا.
إن الاحتراز الوحيد الذي نضعه هنا لعله يجنبنا كثيراً من الانتقادات والإلزامات التي قد ترد علينا إزاء هذا التعريف هو أن العلمانية " الدنيوية " التي نقصدها تزيد وتنقص، وتهبط وتصعد، وأننا عندما نتحدث عن العلمانية التي تقارن الإلحاد والزندقة فإننا نقصد العلمانية في أعلى درجاتها. إن هذا يعني أن بعض الباحثين الحريصين على إسلامهم وإيمانهم ولكن تصدر منهم بعض الأفكار التي تخدم التوجه الدنيوي العلماني، وتتحرك في داخل أسواره لا يمكن أن يوصفوا بأنهم علمانيين، وإن كان يصح أن نصف أفكارهم المنحرفة بأنها أفكار علمانية. والله أعلم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العالمين
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[30 Sep 2007, 06:42 م]ـ
بارك الله فيكم يا دكتور أحمد على هذا الموضوع الممتع.
لدي سؤال أريد معرفة رأيكم فيه: ما رأيك في ما ذهب إليه الدكتور عبدالوهاب المسيري في تقسيمه للعلمانية إلى جزئية وشاملة؟ وما تقويمك للكتاب ولمنهج الكاتب المسيري؟ ولو فصلت لنا الجواب هنا أو في موضوع مستقل أو أحلتني إلى مرجع أوسع إن كان وقتك يضيق عن التفصيل فلك جزيل الشكر مقدماً فكتاباتك تعجبني وأستفيد منها.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[30 Sep 2007, 09:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم فهد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فالكاتب المسيري رجل بحاثة في تخصصه ولا إشكال في تقسيمته فالعلمانية تزيد وتنقص لأنها مقابل للإيمان فكلما زاد الإيمان نقصت العلمانية وكلما نقص الإيمان زادت العلمانية وقد يحمل الإنسان أفكاراً علمانية ولا يكون علمانياً .... كما أن الإنسان قد يعصي الله عز وجل ولا يكون كافراً والكفر كلمة تشمل المعنى الكامل للكفر وإن كانت المعاصي بريد الكفر ولكنها ليست كفراً ...
فالعلماني هو من يتبنى العلمانية كمعتقد ويتخذها كسلوك في جوهرياتها الأساسية
هذا على مستوى الفكرة بحد ذاتها ولكن على مستوى الإطار والشمول فهي فعلاً قد تكون جزئية تتناول الإطار السياسي فقط وهي علمانية سياسية أو تتناول الجانب التشريعي القانوني كما الحال في بعض الدول العربية والإسلامية وذلك بتبني القوانين الغربية في الأحوال الشخصية وغيرها وكما يطالب بعض العلمانيين العرب بإلغاء الحدود وغير ذلك ويظلون يعلنون انتماءهم واعتقادهم بالإسلام كدين لهم
أما العلمانية الشاملة فهي التي تلغي المقدسات نهائياً وتنظر للوجود من منظار مادي بحت فتدنس المقدس وتقدس المدنس ولا تفرق بين أصول وعقائد أو غير ذلك ..
- هناك كتاب مهم في التنظير للعلمانية هو: مداخلات فلسفية في الإسلام والعلمانية لكاتب ماليزي اسمه سيد محمد نقيب العطاس.
(يُتْبَعُ)
(/)
- لماذا الدين ضرورة حتمية - هوستن سميث ترجمه: سعد رستم
وطبعاً الدكتور المسيري طبع كتاباً مسقلاً بعنوان: العلمانية الشاملة والعلمانية الجزئية
وله موسوعته المشهورة: موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية والجزء الأول فيها يتناول كثيراً من مسائل العلمانية وما يتصل بها.
- الدكتور محمد عمارة والدكتور عماد الدين خليل لهم أيضاً كتابات لا بأس بها في نقد العلمانية
- وكذلك الدكتور سفر الحوالي
وفقكم الله وجزاكم خيراً
ـ[مرهف]ــــــــ[02 Oct 2007, 07:49 ص]ـ
شكر الله جهدك وسدد قلمك على ما تفضلت به عن العلمانية، ولكن شاع في ضبط العلمانية أنها تلفظ بكسر العين نسبة إلى العلم، ومع أن هذا المصطلح ظهر من قريب ولم يدخل المعاجم العربية الحديثة إلا من نحو أكثر من قرن ونصف، أي في أيام اللحن وفشو العامية، ولكن تناوله بعض الباحثين بالدراسة ومن أهم ما قدم في ضبطه ومعناه:
ـ بحث للدكتور عبد الصبور شاهين بعنوان (العلمانية تاريخ الكلمة وصيغتها) وقد قدم هذا البحث لمؤتمر مجمع اللغة العربيةالثاني والخمسين عام 1986.
ـ (علماني وعلمانية تأصيل معجمي) للدكتورالسيد أحمد فرج شارك به في الندوة المعجمية الدولية بتونس عام 1986.
ـ بحث: (قصة دخول العلمانية في المعجم العربي) للأستاذ الدكتور عدنان الخطيب عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة من القطر السوري، وقدم هذا البحثلمؤتمر اللغة العربية الثالث والخمسين 1987.
يقول الدكتور السيد أحمد فرج في كتابه جذور العلمانية صـ 6: (وقد ناقشت لجنة اللهجات بمجمع اللغة العربية بحثي الدكتورين عبد الصبور شاهين وعدنان الخطيب وانتهت إلى ضبط الكلمة (العلمانية) بفتح العين لدلالة الانتماء إلى العالم، دون الانتماء إلى العلم بكسر العين، أو الدين. وقد أجمع الباحثون في اللغات الأجنبية والأوربية وكذا الشرقية على أن ما يقابل العلمانية في اللغات لاصلة له بالعلم - بكسر العين - ألبتة أو الدين ... )
وفي هذا رد دامغ لمن ينسب العلمانية إلى العلم ليلبسوا على الناس مفترين على اللغة والثقافة والدين
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[02 Oct 2007, 11:53 م]ـ
نعم وفقك الله
والبحوث التي أشرتم إليها استفدت منها كثيراً في بحثي حول تأصيل المصطلح العلماني ...
تجد ذلك في صفحتي في منتدى التوحيد المرفقة في حاشية التوقيع في نهاية كل مشاركة
أكرمكم الله
ـ[مرهف]ــــــــ[03 Oct 2007, 10:26 م]ـ
لقد قرأت بعضها واطلعت على الباقي بعدما أشرتم إليها واستفدت منها كثيراً وأنصح أخواني بلزوم قراءتها وجزاكم الله خيراً.(/)
عولمة الحرب ضد الإسلام بمساعدة العرب
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[27 Sep 2007, 06:19 م]ـ
كتب صالح النعامي (غزة): بتاريخ 26 - 9 - 2007
شرّ البلية ما يضحك ... إسرائيل بعد أن جاهرت بأنها ترى في الكثير من الدول العربية شريكاً لها في الحرب على الحركات الإسلامية، رفعت سقف مطالبها من هذه الدول وحكوماتها، وباتت تطالبها بشكل رسمي وعلني بأن تخطو خطوة أخرى في هذه الحرب، لتنتقل من محاربة الحركات الإسلامية فوق أراضيها إلى المساهمة في عولمة الحرب ضد الإسلام على حد وصف دوائر صنع القرار الإسرائيلية. هذه المطالبات لم تعد حبيسة اللقاءات السرية والضيقة التي تجمع المسؤولين الصهاينة مع نظرائهم في العالم العربي، بل انتقلت للعلن. فمثلاً تعكف إسرائيل حالياً على خطة لتمرير مشروع قرار في الأمم المتحدة يحظر بموجبه على أي دولة من الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة السماح لأي حزب أو حركة إسلامية المشاركة في أي انتخابات تجرى فوق أراضيها، بزعم أن هذه الأحزاب وتلك الحركات "إرهابية وعنصرية". وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيفي ليفني أعلنت أنها التقت وستلتقي العديد من وزراء الخارجية في العالمين العربي والإسلامي لحشد تأييدهم لهذه الخطوة. وتؤكد أن إقدامها على طرح الاقتراح جاء كاستخلاص للعبر من السماح لحركة حماس بالمشاركة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي أسفر عن فوزها وتشكيلها الحكومة الفلسطينية. وبين المعايير التي تعرضها ليفني كمحددات للسماح بمشاركة أي حركة في الانتخابات ألاّ تكون منظمة مسلحة، ولا تتبنى برنامجاً سياسياً "عنصرياً". واضح تماماً أن نجاح إسرائيل في تمرير مشروع القرار يعني نزع الشرعية عن الحركات الإسلامية والوطنية التي تقاوم المحتل في فلسطين ولبنان والعراق وبقية مناطق العالم الإسلامي.
الذي يثير الاستفزاز والحنق معاً هو حقيقة أن الصهاينة يتعاملون مع الأنظمة العربية كما لو كانت مستعدة للوقوف إلى جانبهم في معركتهم ضد كل مصادر القوة والمنعة للأمة. وإن كانت خطة ليفني لا تكفي، فإن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق الجنرال (موشيه بوغي يعلون) يدعو الدول العربية والإسلامية "المعتدلة" لتكون شريكة للغرب وإسرائيل في اعتماد إستراتيجية تهدف "للانتصار على حركات الإسلام الجهادي"، على حد تعبيره. ويقدم (يعلون) خطة متكاملة تهدف إلى تحقيق هذا الهدف بالتعاون مع الدول العربية، تجمع بين الوسائل السياسية والاقتصادية والإعلامية والتربوية والعسكرية. وتنص خطة (يعلون) على وجوب عدم خضوع الغرب والدول العربية والإسلامية "المعتدلة" لمطالب الحركات الإسلامية وبأي حال من الأحوال، إلى جانب قيام هذه الدول بدور في الحرب التي يخوضها الغرب ضد كل الحركات الإسلامية، بحيث يتبنى قادة العالم الغربي وقادة الدول العربية مبدأ "الهجوم هو أفضل دفاع". وينصح (يعلون) قادة الغرب بإرساء دعائم نظام عالمي جديد يسمح بتوفير أفضل الظروف لمحاربة حركات الإسلام الجهادي والدول التي تساندها، عن طريق العزل والعقوبات الاقتصادية ضد "الدول المارقة" وأيضاً ضد التنظيمات الإسلامية الجهادية مثل حماس والإخوان المسلمين. وينصح (يعلون) بتوجيه المساعدات الاقتصادية الغربية للدول الإسلامية التي تكون حكوماتها مستعدة لتبني مبادئ الحضارة الغربية. الذي يثير حفيظة (يعلون) أن الحركات الإسلامية على الرغم من اختلاف مشاربها، فإنها تجمع على هدف واحد وهو: استعادة الإسلام لدوره كقوة مؤثرة في حركة التاريخ، وهو ما يعتبره خطراً على إسرائيل والغرب. واللافت حقاً أن (يعلون) يرى أن مساهمة الدول العربية في الحرب ضد الحركات الإسلامية أصبح أمراً ضرورياً وملحاً بعد أن خسرت أمريكا حربها في مواجهة الإسلام بعد أن تورطت في العراق، معتبراً أن الوجود الأمريكي في العراق قد أصبح مصدر قوة للحركات الإسلامية.
(يُتْبَعُ)
(/)
الذي يثير المرارة في النفس أن جرأة ليفني و (يعلون) على طرح هاتين الخطتين ورهانهما على مشاركة الدول العربية والإسلامية في إنجاحهما يأتي من باب الاستخفاف بوعي قادة هذه الدول الديني والوطني والأخلاقي. فليفني و (يعلون) يدركان أن أحداً من المسؤولين العرب الذين يراهنان على دورهم في الحرب ضد الحركات الإسلامية بوصفها حركات "إرهابية" لن يقوم بتوبيخهما على هذا الاستخفاف. فهل يعقل أن يقبل القادة العرب وصف الحركات الإسلامية التي تمثل الجزء الأصيل من نسيج الأمة الاجتماعي والوطني والقومي بالحركات الإرهابية، دون أن يشيروا إلى أبحاث المؤرخ والباحث الإسرائيلي (إيلان بابه) التي تؤكد بالتوثيق التاريخي الدقيق أن الحركة الصهيونية اعتمدت "الإرهاب" الموجه ضد المدنيين الفلسطينيين كالوسيلة الأهم في دفعهم للفرار من منازلهم، مشيراً إلى أن إسرائيل واصلت العمليات الإرهابية بعد الإعلان عنها؟ كان بإمكان المسؤولين العرب أن يقرؤوا كتابات المفكرين والكتاب الإسرائيليين من أمثال (بي ميخائيل) و (جدعون ليفي)، وغيرهما الذين يؤكدون أن إسرائيل تكثف عملياتها الإرهابية ضد المدنيين الفلسطينيين. وكيف يسمح المسؤولون العرب لليفني بإعطائهم محاضرات حول "عنصرية" الحركات الإسلامية، في الوقت الذي يؤكد فيه رئيس الكنيست الأسبق (أبراهام بورغ) أن جميع الأحزاب الإسرائيلية هي أحزاب عنصرية، بل ويتقاطع بعضها مع الأيدلوجية النازية. ألا يعرف وزراء الخارجية العرب الذين يتنافسون على لقاء ليفني في السر والعلن أنها بنت إيتان ليفني الذي كان قائداً لشعبة العمليات في المنظمة الإرهابية الصهيونية (اتسل)، التي كان يقودها مناحيم بيغن، وتولت قبل العام 1948 تنفيذ عمليات التطهير العرقي ضد الفلسطينيين. وبسب ميله الفطري للقتل والإرهاب ضد المدنيين الفلسطينيين، فقد كان زملاؤه يطلقون عليه لقب (الشيطان يروحام)؛ فقد شارك في ارتكاب كل المجازر التي نفذتها (اتسل) ضد المواطنين الفلسطينيين قبل العام 1948، وكان (ايتان) له دور بارز بشكل خاص في مجزرة (دير ياسين). و ليفني نفسها كانت ضابطة في جهاز الموساد، وتولت المشاركة في تسهيل عمليات التصفية التي طالت العشرات من قادة حركات المقاومة الفلسطينية في الخارج.
أما (يعلون) فيكفي هنا الإشارة إلى ما قاله عندما تسرح من الخدمة العسكرية في نهاية العام 2005 عندما قال إنه لا يشعر بأي قدر من الندم على الآلاف من المدنيين العرب والفلسطينيين الذين قتلهم بيده أو أشرف على قتلهم خلال خدمته العسكرية.
إذن يا سادة، ليس المطلوب المساهمة في عولمة الحرب ضد الإسلام، بل أسلمة وتعريب الحرب ضد إسرائيل وكر الإرهاب ودفيئة المجرمين.
المصدر: الإسلام اليوم
نقلا عن
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=39027&Page=5(/)
المناهج الحديثة في قراءة النص الشرعي .. قراءة نصر أبو زيد أنموذجاً
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Sep 2007, 03:22 م]ـ
د. سليمان الضحيان (*) 17/ 9/1428
29/ 09/2007
ـ منهج نصر أبو زيد ينتزع القداسة من النصوص الدينية
ـ الصدام مع الحضارة الغربية شكّل أكبر محرض على إعادة قراءة التراث
ليس فهم الدين بمعزل عن الواقع ومتعالياً عليه كما يفهم بعض المتديّنين، بل فهم الدين معطى بشري ناتج من جدل النص الشرعي والواقع، ولا يمكن أن تُفهم أسباب نشأة الفرق الدينية ومقولاتها وتحولاتها من دون القراءة الواعية للواقع الذي نشأت فيه؛ لأنها في محصلتها النهائية من إفراز ذلك الواقع، وبناء على هذه المقدمة البدهية في (علم الأفكار) فإن المشروعات الفكرية الحديثة في قراءة النص هي استجابة للتحدي الحضاري الذي فرضه الصدام مع الحضارة الغربية بمقولاتها ومنتجاتها الفكرية والاجتماعية والسياسية التي تحولت إلى مكون رئيس من مكونات فكرنا العربي الحديث، وإذا أردنا البحث عن بداية لتلك المشاريع فيجب أن نعود إلى لحظة الاحتكاك بالحضارة الغربية. ففي أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين بدأت محاولات العلماء والمفكرين لإعادة قراءة التراث وطرح مشروعات فكرية للنهوض بالأمة والانعتاق من أسر الحضارة الغربية، فكانت أطروحات محمد عبده وجمال الدين الأفغاني ورفاعة الطهطاوي وقاسم أمين ومحاولاتهم التوفيق بين النص الشرعي وبعض المنتجات الفكرية للحضارة الغربية وظلت أطروحاتهم في قراءة النص الشرعي داخل محيط التداول الإسلامي للنصوص، محتفظة بطريقة الاجتهاد المتعارف عليه في السياق المعرفي الإسلامي، وذلك بإعمال آليات (التأويل) و (وإعمال المصلحة) و (التحسين العقلي)، وغيرها من آليات الاجتهاد المعرفي الإسلامي، ثم في الخمسينيات من القرن العشرين بدأت موجة أخرى من المشروعات الموجهة للتعامل مع النص الشرعي، ومع هذه الموجة بدأت منهجية قراءة النص الشرعي بوساطة المناهج الحديثة وخاصة قراءة القصص في القرآن الكريم كما في أطروحات طه حسين، وأمين الخولي، ومحمد أحمد خلف الله، مستخدمين في قراءتهم لتلك القصص آليات العقل الإنساني التاريخي (1)، وبداية من نهاية الستينيات وبعد النكسة العربية بدأت الموجة الثالثة؛ إذ اتجهت الجمهرة الكثيرة من المثقفين العرب إلى إعادة قراءة التراث مما شكل ما يشبه الظاهرة، وهو ما دفع جورج طرابيشي إلى تسمية تلك الظاهرة بـ (العصاب الجماعي)، هذه الظاهرة تتكون من عدة تيارات؛ منها ما كانت قراءته على ضفاف النص الديني، ولم تتعامل مع النص الديني مباشرة كالجابري، والعروي، وحسين مروة، وجورج طرابيشي، ومنها تيارات أخرى كانت مجال قراءتها النصوص الدينية نفسها وهي على قسمين: منها ما كانت قراءته ضمن منهج التداول الإسلامي اعتماداً على (التأويل)، كجمال البنا (2)، ومحمد العشماوي (3).
وقسم آخر من المفكرين كانت مشاريعهم تستمد آلياتها من خارج نطاق التداول الإسلامي للاجتهاد؛ فهي تعتمد على مناهج حديثة في قراءتها للنص؛ فمن المغاربة برز محمد أركون الجزائري، وهو ينحو منحى القراءة التفكيكية للنص الديني والكشف عن (اللامفكر فيه) في ذلك النص - حسب تعبير أركون– مستعينا بمنهج الحفر الأركيولوجي (4)، والقراءة السيميائية (5)، والتاريخية للنص الديني (6)، ومنهم أيضاً عبد المجيد الشرفي التونسي، وهو يعتمد في قراءته للنص على نتائج منهج دراسة الأديان الذي أصبح علماً مستقلاً استفاد من المباحث السوسيولوجية، والأنسنة، واللسانية، والتاريخية الجديدة، إضافة إلى المنهج الظواهري، وعلم الدلالة، والتحليل النفسي (7)، وفي مصر برز حسن حنفي حيث طرح مشروعه الضخم (من العقيدة إلى الثورة) وهو محاولة لإعادة تفسير المقولات الكلامية عن (الله، والغيب، والدين) بتفسير جديد لبث روح عصرية تحمل روح الثورة والتغيير (8)، وحامد نصر أبو زيد ومشروعه الفكري إعادة قراءة النص الديني قراءة تاريخية مستعينا بمنهج الهرمنيوطيقا (التأويلية) (9)، وفي الشام برز الطيب التيزيني في مشروعه إعادة قراءة النص الديني من خلال الوضعية الاجتماعية المشخصة المرافقة لنزول النص وتاريخه، مستمداً من خلفيته الماركسية منهجها في قراءة المجتمعات من خلال الصراع الطبقي (10)، ومحمد شحرور واعتمد في
(يُتْبَعُ)
(/)
قراءته للنص القرآني على المنهج اللغوي المعجمي في تفسير المفردات، دون النظر إلى سياقات الكلام، وذلك بإعادة تفسير الكليات الدينية (الدين، الإسلام، الرسول، النبي) بتفسير لغوي جديد، يحيل إلى معان جديدة، ثم توليد معاني جديدة من هذه الكليات لتفسير فرعيات الدين، واعتمد على المنهج التاريخي في قراءته للسنة (11).
هذه – تقريباً– مجمل المحاولات الحديثة لقراءة النص الديني في أطروحات المثقفين العرب، ومن الاستحالة الوقوف عند كل قراءة في هذا البحث المختصر، ولهذا سنقف عند قراءة حامد نصر أبو زيد، وذلك لأنها – من وجهة نظري- أهم القراءات الحديثة التي طُرحت لقراءة النص الديني في المحيط الثقافي العربي، وهي قراءة تتسم بالعمق والجدة والثراء والتماسك، والخطورة في الوقت نفسه، فقد استطاع حامد نصر أبو زيد تسويق مشروعه الأيديولوجي (العلمانية) من خلال تلك القراءة، ولعل ما يميز حامد أبو زيد – غير مقدرته الفكرية - وعيه العميق بالشروط الموضوعية (سياسياً واجتماعياً وثقافياً) لنجاح المشروعات الثقافية، ولهذا فهو طرح قراءة نقدية لمشروعات التنوير منذ عصر النهضة الحديثة مروراً بطه حسين وانتهاء بزكي نجيب محمود، فيرى أن إصلاحيي النهضة في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين أخفقوا في إحداث نقلة نوعية في تجديد فهم الإسلام، ويعزو ذلك لعدم مقدرتهم على تجاوز الرؤى السائدة وسط أغلب المسلمين، بأن القرآن يجب أن يطبق في كل الأماكن والأزمنة، وفي سبيل التوفيق بين نصوص القرآن والمعضلات الفكرية التي طرحتها الحضارة الغربية آثر أغلب الإصلاحيين –من وجهة نظره- التعامل مع القرآن بطريقة برجماتية؛ فهم يستحضرون فقط الآيات التي تلائم مقاصدهم، ويتجاهلون تلك التي لا تتلاءم مع هذه المقاصد، ويرى أن هذا التوجه قد هيمن على أغلب التيار الإصلاحي الإسلامي إلى الآن، ومن هنا فهو ينادى بمشروع ينقل الإصلاح الديني إلى داخل (النص القرآني نفسه)، وذلك بإعادة قراءة النص قراءة تاريخية، وقبل أن نتحدث عن فكرته حول تفسير النص، نُعَرِّف بمدلول مصطلح (التاريخية)؛ التاريخية كما يعرفها آلان تورين هي (المقدرة التي يتمتع بها كل مجتمع في إنتاج حقله الاجتماعي والثقافي الخاص به ووسطه التاريخي الخاص به أيضاً). ويضيف آلان تورين: (ما سوف أدعوه بالتاريخية هو إذن الطبيعة الخاصة التي تتميز بها الأنظمة الاجتماعية التي تمتلك إمكانية الحركة والفعل على أنفسها بالذات وذلك بوساطة مجموعة من التوجهات الثقافية والاجتماعية) (12).
التاريخية بهذا المعنى هي النظر إلى النصوص الثقافية على أنها إنتاج ثقافي محكوم بالحقل الاجتماعي والثقافي والسياسي للمجتمع وفق ظروفه التاريخية والجغرافية، هذه الرؤية الثقافية للنص هي نفسها التي دعا إلى إعمالها نصر جاد أبو زيد في التعامل مع النصوص الثقافية عامة (كل النصوص تستمد مرجعيتها من الثقافة التي تنتمي إليها) (13)، فهو لا يفرق بين النص البشري والنص القرآني، فهما عنده متساويان من حيث قوانين التكون والبناء وإنتاج الدلالة (النص القرآني يستمد مرجعيته من اللغة ... وإذا انتقلنا إلى الثقافة قلنا إن هذا النص منتج ثقافي) (14) منتج ثقافي باعتباره محكوماً بالقوانين الداخلية البنيوية والدلالية للثقافة التي ينتمي إليها (ليست النصوص الدينية نصوصاً مفارقة لبنية الثقافة التي تشكلت في إطارها بأي حال من الأحوال والمصدر الإلهي لتلك النصوص لا يلغي إطلاقاً حقيقة كونها نصوصاً لغوية بكل ما تعنيه اللغة من ارتباط بالزمان والمكان التاريخي والاجتماعي) (15)، وهو في الوقت الذي يرى أن مصدرها إلهي إلاّ أنه يرى أنها بخضوعها لقوانين الثقافة الإنسانية فهي قد تأنسنت من هذه الحيثية (إن النصوص دينية كانت أم بشرية محكومة بقوانين ثابتة، والمصدر الإلهي لا يخرجها عن هذه القوانين؛ لأنها تأنسنت منذ تجسدت في التاريخ واللغة وتوجهت بمنطوقها ومدلولها إلى البشر في واقع تاريخي محدد، إنها محكومة بجدلية الثبات والتغير؛ فالنصوص ثابتة في المنطوق متحركة متغيرة في المفهوم، وفي مقابل النصوص تقف القراءة محكومة أيضاً بجدلية الإخفاء والكشف) (16)، وإذ قرر أن القرآن في محصلته النهائية منتج ثقافي مفارق لمصدره الإلهي، فهو يخضع – شأنه شأن أي نص ثقافي – للمناهج الحديثة في
(يُتْبَعُ)
(/)
قراءة النصوص كـ (الهرمنيوطيقا)، و (السيموطيقا)، وغيرها من المناهج؛ وذلك لأن النصوص القرآنية (دلالتها لا تنفك عن النظام اللغوي الثقافي الذي تعد جزءًا منه يجعل من اللغة ومحيطها الثقافي مرجع التفسير والتأويل) (17).
وقد حاول أبو زيد تسويق نظرته التاريخية للنص القرآني من داخل التراث وذلك بالاتكاء على القول بخلق القرآن عند المعتزلة؛ فهو يرى أن القول بتاريخية النص القرآني فرع عن النظر إلى الأفعال الإلهية وفعلها بالعالم المخلوق المحدث ولهذا فالقرآن (ظاهرة تاريخية من حيث إنه واحد من تجليات الكلام الإلهي) (18)، وهذا الصنيع من أبي زيد مغالطة معرفية؛ فالمعتزلة قالوا بخلق القرآن مبالغة منهم في تنزيه الله؛ لأنهم يرون أن القول بأن القرآن ليس مخلوقاً الحكم له بالقدم وهذا يؤدي إلى تعدد القدماء، فلجؤوا إلى القول بخلقه لتنزيه الله وتقديسه، وفي الوقت نفسه ينسبون القرآن لله على جهة الخلق، ونصوصه عندهم لها قدسيتها، ورؤية أبي زيد مضادة لتلك الرؤية تماماً، فقوله في محصلته النهائية التسوية بينه وبين كلام البشر، وذلك أن هذا المنهج الذي يطرحه أبو زيد لقراءة النص الديني يؤدي – من وجهة نظري – إلى أمرين، أحدهما نزع القداسة عنه وتحويله من نص ديني مقدس له خصوصيته إلى نص قابل للنقد، والأمر الثاني: نزع ثبوت الدلالة عن النص نهائياً، وتحويله إلى نص متغير الدلالة حسب الظروف التاريخية للقارئ، وإذا كنا نتفق معه أن ثمة نصوصاً متغيرة الدلالة، فإن الحكم على جميع النصوص الدينية بأنها متغيرة الدلالة تحيل في محصلتها النهائية إلى نسخ الدين مع تعدد القراءات وتغير الوقائع التاريخية، والدين – بصفته ديناً- لا ينفك عن صفة الثبات في أصوله، وفي كثير من تعاليمه وأحكامه (19).
--------------------------------------------------------------------------------
(*) عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم.
(1) انظر: حامد نصر أبو زيد، نقد الفكر الديني:62 - 63).
(2) انظر كتبه: تثوير القرآن / الإسلام والعقلانية / الإسلام وحرية الفكر
(3) انظر كتابه: أصول الشريعة.
(4) انظر: علي حرب، الممنوع والممتنع ص 117، ونقد النص 69 وما بعدها.
(5) انظر: محمد أركون الفكر الإسلامي قراءة علمية: 32 فما بعدها.
(6) انظر كتابه: تاريخية الفكر العربي الإسلامي.
(7) انظر كتابه: الإسلام بين الرسالة والتاريخ 13، المقدمة: 13 - 15.
(8) انظر كتابه: العقيدة إلى الثورة، ونقد الخطاب الديني لنصر حامد أبو زيد: 140 فما بعدها.
(9) انظر كتبه: مفهوم النص دراسة في علوم القرآن/ النص والسلطة والحقيقة / نقد الخطاب الديني إشكاليات القراءة وآليات التأويل:13 فما بعدها.
(10) انظر كتابه: رؤية جديدة في الفكر العربي/ الجزء الرابع: النص القرآني أمام إشكالية البنية والقراءة.
(11) انظر كتابه: الكتاب والقرآن، قراءة معاصرة/ وانظر: تفسير القرآن الكريم بين القدامى والمحدثين لجمال البنا: ص 202 فما بعدها/ النص والسلطة والحقيقة لحامد نصر أبو زيد: 136 فما بعدها.
(12) محمد أركون الفكر الإسلامي قراءة علمية: 116.
(13) نصر أبو زيد، النص السلطة الحقيقة، الفكر الديني بين إرادة المعرفة وإرادة الهيمنة: 8
(14) المرجع السابق 87
(15) المرجع السابق: 92
(16) نصر أبو زيد، نقد الخطاب الديني: 118 - 119.
(17) نصر أبو زيد، الإمام الشافعي وتأسيس الأيديولوجية الوسطية: 198.
(18) نصر أبو زيد، النص السلطة الحقيقة، الفكر الديني بين إرادة المعرفة وإرادة الهيمنة: 75
(19) أبو الحسن الأشعري، مقالات الإسلاميين: 225
المصدر ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_content.cfm?id=71&catid=73&artid=10336)
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[30 Sep 2007, 01:11 ص]ـ
الصلة ضعيفة جداً بين الهامش التاسع عشر والمتن المحال إليه ... !
فالكلام للكاتب أو لغيره من المعاصرين فلماذا الرجوع إلى مقالات الإسلاميين للأشعري في هذه الإحالة؟
كان يمكن أن توضع الإحالة في نهاية هذا النص:
لأنهم يرون أن القول بأن القرآن ليس مخلوقاً الحكم له بالقدم وهذا يؤدي إلى تعدد القدماء، فلجؤوا إلى القول بخلقه لتنزيه الله وتقديسه، وفي الوقت نفسه ينسبون القرآن لله على جهة الخلق، ...
ليت الباحث أشار إلى المصادر الوسيطة التي استقى منها بحثه المضغوط بمصادر كثيرة.
وفقه الله لما فيه الخير
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[30 Sep 2007, 09:28 م]ـ
لي ملاحظتان حول المقال:
1 - الموضوع بالغ الأهمية، ولكنه يبدو مبتورا بطريقة مخلة. ولو فصّل في عرض منهج نصر أبو زيد، وجملة المؤاخذات عليه لكان أنفع. ولعل في قول الكاتب إن هذا (البحث مختصر) إشارة إلى أنه محرر في عدة صفحات، وليس صفحة أو صفحتين فقط.
2 - وصف الكاتب نظرية نصر أبو زيد بأنها: (أهم القراءات الحديثة التي طُرحت لقراءة النص الديني في المحيط الثقافي العربي، وهي قراءة تتسم بالعمق والجدة والثراء والتماسك، والخطورة في الوقت نفسه.) .. وهذا الوصف يستدعي أن يعرض الجوانب المفيدة والإيجابية والثرية في طرح أبو زيد، حتى يتم الاستفادة منها، وتمييزها عما هو خطير في طرحه. وهذا المنهج في تقديري أكثر عدلا في نقد الطروحات المخالفة كي لا نحرم من بعض ثمارها الطيبة بحجة فساد البعض الآخر.
أقول هذا والحال أني لم أطلع في السابق على كتابات أبو زيد، ولعلي أستدرك ذلك بإذن الله.(/)
مستشرقة ألمانية تحاضر في دمشق حول القرآن الكريم
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[03 Oct 2007, 12:35 ص]ـ
أقام المركز الثقافي الألماني ومعهد غوتة في دمشق بالتعاون مع مجمع الشيخ أحمد كفتارو محاضرة حول
// الاتجاهات الحديثة في أبحاث القرآن // تقدمت بها الباحثة المستشرقة د. إنجيليكا نويفرت، بروفيسورة الأدب العربي في جامعة برلين الحرة
وألقيت المحاضرة في صالة مجمع الشيخ أحمد كفتارو
الثلاثاء الساعة الحادية عشرة 2/ 10 / 2007 م
وكانت رسالة الباحثة في الدكتوراه حول إعجاز القرآن الكريم
وقد دعت الباحثة إلى البحث عن الجذور المشتركة للأديان للتواصل بين الغرب والشرق، وأعربت عن أسفها لأن الغربيين لا يفهمون الإسلام بشكل صحيح، وتقول بأن هناك محاولات في قطاعات المثقفين الغربيين لفهم الإسلام وفهم ثقافة الشرق الأوسط ولكن المسلمين مقصرون في مد جسور التواصل من جهتهم مع هذه الفئات المتفهمة أو الراغبة بتفهم الإسلام.
وعقدت بعض المقارنات بين القرآن الكريم والكتاب الممقدس. وتقصد بذلك أن هناك توافقاً بين القرآن والكتاب المقدس حري بنا أن نستثمره لمد حبال الود بين الغرب والشرق.
كانت هناك تعقيبات حول المحاضرة وأسئلة من جملتها تعقيب لأستاذ سوري مقيم في ألمانيا منذ خمسين سنة قال: بأن الغرب فيه تياران تيار راغب بالتواصل مع المسلمين وتيار آخر سياسي يريد أن يستمر في ابتزاز المسلمين ونهب ثرواتهم.
وعقب الأستاذ نبيل الخياط:
بالدعوة إلى اسثمار اللسانيات في فهم المفردة القرآنية لأن مفتاح الفهم للقرآن الكريم هو فهم مفرداته وفهم المفردات بشكل متقن وكامل لا يتم إلا عبر اللسانيات.
وعقبت بما يلي:
- حين سمعت اسم المحاضِرة وتخصصها تذكرت الباحثة الألمانية الشهيرة الدكتورة زيغريد هونكه التي أسميها عاشقة العرب والحضارة العربية والإسلامية وسؤالي للباحثة هو: هل تعد نفسها امتداداً لمدرسة زيغريد هونكة في التواصل مع المسلمين / وسؤالي الثاني هو: لماذا ظل صوت زيغريد هونكة صوتاً خافتاً في الغرب ولماذا لم يشكل تياراً قوياً يصمد امام التيارات العنصرية والفاشية الأوربية المعادية للمسلمين؟
- فيما يتعلق بالمقارنات التي أشرتِ إليها بين القرآن الكريم والكتاب المقدس: فالمشكلة أن الخطاب المسيحي يصر على إغماض عينيه عن الرؤية الإسلامية للقضية فنحن المسلمين قضية التشابه قضية جوهرية بالنسبة لنا وهي من صميم ديننا فالإسلام هو رسالة الأنبياء منذ آدم إلى محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم يصف نفسه بأنه: مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه فهو مصدق ومصحح
ونحن لا نعتبر أن الكتاب المقدس حرف بالكامل وإنما امتدت إليه يد التحريف وما وافق عليه القرآن فهو ما سلم من التحريف وما اختلف مع القرآن فهو الذي عبثت به الأيدي البشرية ولكن يظل الخطاب المسيحي يعد موافقة القرآن لكتبهم على أنه اقتباس منها
وفقك الله.
كان هذا تعقيبي على محاضرة الباحثة وكنت أود أن أسألها عن النتائج التي توصلت إليها في رسالتها حول إعجاز القرآن الكريم، وهل كتبت باللغة العربية وإن لم تكن فهل ترجمت أو ستترجم؟ ولكن الوقت لم يسمح لي بذلك.
ثم ختمت المحاضرة بكلمة الدكتور صلاح كفتارو مدير المجمع وشكر المحاضِرة والمشاركين وقدم هدايا لبعض الضيوف ومنهم السفير اللألماني والباحثة ومدير معهد غوتة.
انطباعات شخصية عن المحاضرة:
- لم تكن الباحثة متمكنة من مادتها
- كانت تجامل الحاضرين وتتجنب طرح أفكار ترى أنها تصدم الجمهور المسلم لذا كانت متلكئة ومترددة كما لم تكن اللغة تساعدها على إيصال الأفكار بشكل جيد.
- عنوان المحاضرة لم يكن متلائماً مع المادة نهائياً فالمحاضرة كانت انطباعات شخصية للباحثة حول القرآن الكريم.
- معالجتها لمادتها معالجة بدائية بالنسبة لنا كمسلمين متخصصين في الدراسات الإسلامية ولا جديد مطلقاً فيما طرحت
- الجديد فقط هو كونها نموجاً أوربياً يتحدث امام المسلمين بلغتهم وتراثهم ويحاول أن يقلدهم.
والله أعلم
والحمد لله رب العالمين.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Oct 2007, 05:22 ص]ـ
أشكركم يا أبا أسيد على هذه التغطية للمحاضرة، وأشكرك على تعقيباتك على المحاضرة.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[03 Oct 2007, 03:01 م]ـ
أحسنت أبا أسيد، وأعجبني جدًا كتابتكم لانطباعاتكم، ولم أكن أتوقع من مثلها غير ما ذكرتم في هذه الانطباعات، ورحم الله محمود شاكر لما كتبه في مقدمة كتابه (المتنبي).
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[04 Oct 2007, 11:43 م]ـ
جزاك الله خيرًا يا دكتور احمد، وما رأيك إن علمت أن أنجيليكا نويفرت Angelika Neuwirth من الأسماء التي لا يستهان بها في مجال الاستشراق وصاحبة أوراق علمية بحثية ذات قيمة في اللغات السامية؟؟
هذا هو حال من يعتبرونهم علماء وباحثين، فتأمل!
وانا عندما قرأت مقدمة المستشرق آرثر جيفري لكتاب المصاحف لابن أبي داود وجدت معلوماته لا تزيد كثيرًا عن معلومات جهال العوام عندنا، والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[05 Oct 2007, 07:01 ص]ـ
أرى أن من العدل عدم التسرع في الحكم على القيمة العلمية لأعمال هذه الباحثة قبل معرفة الظروف المحيطة بالندوة المنعقدة، فكثيرا ما يقع سوء فهم بين منظمي الندوات والمحاضرين حول محتوى محاضراتهم، ومن خلال تجربتي قد يحصل أن يضع المنظمون عناوين للمحاضرات بدون سابق اتفاق واضح مع المحاضر. فيتفاجأ الحاضرون بموضوع بعيد كل البعد عما تهيأوا لسماعه.
فماذا لو لم يكن الخطأ من جهة الباحثة؟
هذا من ناحية، أما من ناحية مستوى المحاضرة المقدمة، فلعل من حضرها أحق بالحكم على قيمتها من الغائبين.(/)
السويد تصعد أزمة الرسوم المسيئة للرسول بتجسيدها في "أوبريت" غنائي
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[04 Oct 2007, 08:45 م]ـ
كليبان ـ المصريون (وكالات): بتاريخ 3 - 10 - 2007
رغم أنه أساء للمسلمين في أرجاء العالم، وطالب تنظيم القاعدة في العراق برأسه، غير أن الفنان السويدي، لارس فيلكس، الذي رسم النبي محمد بصورة 000، أصر الاثنين بأنه ليس نادماً عما فعله أبداً.
فقد صرح فيلكس، البالغ من العمر 61 عاماً، بأنه قد يستغل الضجة التي ثارت بسبب الرسومات، كمادة لعمل غنائي، بأدوار بارزة تجسد رئيس إيران، ورئيس الوزراء السويدي، وعناصر تنظيم القاعدة.
ففي مقابلة جرت أثناء ندوة عمل في كليبان، وهي بلدة صغيرة تقع في جنوب السويد، تحدث فيلكس قائلا، "يجب أن يتم تحويل مشروع رسومات محمد إلى عمل فني."
وأضاف في المقابلة التي أجرتها معه الأسوشيتد برس: "أفكر بعمل غنائي، فذلك سيساعد على قلب الأمور."
كما أوضح النحات الغريب الأطوار في وقت سابق بأن الهدف من وراء الرسومات لم يكن إهانة المسلمين، بل اختبار حدود الحرية الفنية.
وأوجز أنه غير مكترث لتهديدات القتل التي تلقاها بسبب رسوماته الكاريكاتورية، التي أضرمت غضب المسلمين من جديد، بعد أن أدى نشر الرسومات في إحدى الصحف الدنمركية إلى انتشار العنف في أنحاء مختلفة من العالم السنة الماضية، والذي اتخذ طابع المظاهرات الهائجة.
وقال فيلكس "شخصياً، أنا لست خائفاً"، رغم اعترافه بأنه يبدأ يومه بالبحث عن قنابل أسفل سيارته، وإضطراره الآن الإنصياع لنصيحة الشرطة السويدية، بالإنتقال للسكن في مكان سري تحت حماية الأمن.
نقلا عن
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=39353&Page=13
ـ[أبو عبد العزيز]ــــــــ[05 Oct 2007, 03:53 ص]ـ
(ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه فوق بعض فيركمه جميعا فيجعله في جهنم)
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[05 Oct 2007, 04:48 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
لعنة الله عليه و على كل من والاه، اللهم اجعل كيده في نحره
اللهم اني صائم(/)
معتقل سابق يجوانتنامو: الأمريكان يتبولون على القرآن
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[05 Oct 2007, 05:19 م]ـ
المختصر/
الإسلام اليوم / أكد معتقل موريتاني سابق في معتقل جوانتانامو الأمريكي اليوم الخميس أن الجنود الأمريكيين كانوا خلال فترة اعتقاله "يتبولون على القرآن الكريم" أمام المعتقلين، مشيرا إلى أنهم قرروا ألا يدخلوا المصاحف إلى السجن مكتفين بتلاوة مايحفظونه.
وقال محمد الأمين ولد سيدي محمد إنه "تعرض للتعذيب الجسدي والمعنوي الشديد" فيما "تعرض أيضا معتقلون آخرون مسلمون أبرياء للتعذيب واهانة معتقداتهم الدينية وكرامتهم الإنسانية".
وقد عاد ولد سيدي محمد إلى عائلته الثلاثاء في احد أحياء نواكشوط الشعبية. وقد استجوبته أجهزة الشرطة الموريتانية طوال أسبوع بعدما سلمته السلطات الأمريكية إلى موريتانيا.
وأوضحت هيئة الدفاع عن المعتقلين الموريتانيين في جوانتانامو أن ولد سيدي محمد اعتقل في 2002 في بيشاور (باكستان) بزعم مقاتلة قوات الاحتلال الأمريكي في أفغانستان. وأضافت الهيئة أن "محكمة أمريكية قد برأته" ثم أعيد إلى موريتانيا في 27 سبتمبر.
وما زال اثنان آخران من الموريتانيين معتقلين في جوانتانامو وهما محمد ولد صالحي واحمد ولد عبد العزيز.
وكان حوالي 800 شخص معتقلين في قاعدة جوانتانامو في إطار ما يسمى بـ"مكافحة الإرهاب بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة. ويناهز عددهم اليوم 330.
المرجع ( http://www.almokhtsar.com/html/news/1688/8/78625.php)
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[05 Oct 2007, 08:06 م]ـ
وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43)
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[12 Nov 2007, 11:30 ص]ـ
(قل موتوا بغيظكم)
حسبنا الله ونعم الوكيل .....
ماذا عسانا ان نقول ..................... ماذا ........... وماذا
(ربنا لا توخذنا ان نسينا او اخطانا)
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[12 Nov 2007, 01:11 م]ـ
لا يخفى أن السحرة والمشعبذين والعرافين وغيرهم لا يثق فيهم الشيطان حتى يضعوا القرآن في المراحيض ويتبولون عليها فيكون ذلك بمثابة توقيع ميثاق بينهم وبين الشيطان
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[31 Mar 2009, 03:33 م]ـ
عفوا: .. ويتبولوا عليها ...
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[31 Mar 2009, 03:59 م]ـ
هذه صورة من صور الاستهانة والاستخفاف التي تبين هوان الأمة على الناس، ولهذا صح ما قاله الدكتور جعفر شيخ إدريس: (إن الذي ينظر في السنوات الأخيرة إلى إساءات النصارى للإسلام يجد أنها قد ارتفعت وتيرتها وزادت حدتها وتنوعت مصادرها، فقد أسيء إلى الإسلام من قبل الساسة والقادة، وأسيء إلى الإسلام من قبل الكتّاب والمثقفين، وأسيء إلى الإسلام من قبل الممثلين والفنانين، وأسيء إلى الإسلام من قبل الصحفيين والإعلاميين، ومن فترة ويساء إلى الإسلام من قبل قساوسة ومبشرين، وأخيرًا من قبل أكبر رأس في رجال الدين النصراني، حتى الكاريكاتير لم يجد رساموه في المسلمين ما يخوفهم، وأرادوا أن يشاركوا في الحملة وأن يضربوا بسهم فيها، وكأنهم يجرعوننا المذلة على جميع مستوياتهم وبكل طوائفهم وبكل الأساليب وما تركوا باباً من أبواب الإهانة إلا وفعلوه جهارًا نهارًا .. طعنوا في ديننا وبالوا على قرآننا واستهزؤوا برسولنا وسخروا من كل ما هو إسلامي، فما الذي جرأهم على ذلك؟ إنه حالنا وهواننا فإنهم لم يجدوا في المسلمين ما يردعهم أو يمنعهم، لم يجدوا رشيدًا يكتب لملوكهم " الجواب ما ترى لا ما تسمع" لم يجدوا معتصمًا يجرد جيشا لا من أجل امرأة نادت: "وامعتصماه"، بل من أجل دين يهان ونبي يستهزأ به، فمن أي شيء يخافون ولماذا لا يتطاولون؟)
وقديمًا قيل:
تعدو الذئاب على من لا كلاب له وتتقي مربض المستأسد الضاري
ـ[عمر الخير]ــــــــ[08 Apr 2009, 01:51 ص]ـ
ياأخي الفاضل كل هذه المؤسسات التي زكرتها لها ممول واحد يهدف لهدم الدين والله ناصر دينه لامحالة ولايأس من رحمته ومهما طال الليل لابد من فجر (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله)(/)
لأزهر ينفي تصريحه لتسجيلات قرآنية بمؤثرات صوتية
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[06 Oct 2007, 06:07 ص]ـ
القاهرة – وكالات
أكد الأزهر الشريف أنه لا يعطي أي تصريحات لتداول أشرطة قرآنية تحتوي على مؤثرات صوتية،
وقال: إن ما حدث من تداول تسجيلات لتلاوة القرآن الكريم بصوت أحد المنشدين مصحوبة بموسيقى تصويرية ومؤثرات صوتية أمر مرفوض شرعا، ويجب منعه فورا.
وكانت بعض وسائل الإعلام قد نشرت أن هذه التسجيلات أنتجت بتصريح من الأزهر يحمل الرقم 99 لسنة 2005، وهي من إنتاج شركة "الراية- رمضان غريب للإنتاج والتوزيع"، ومسجلة بصوت وليد أبو زياد، الذي يعمل بمجال الإنشاد الديني في محافظة "بني سويف" (124 كم جنوب القاهرة).
وتصاحب التلاوة القرآنية مؤثرات صوتية، تتضمن أصوات حيوانات ورياحا وعواصف ومؤثرات أخرى، وتتقدم التلاوة مقدمة تشويقية تصاحبها أصوات تعلو وتتدفق وتقذف في قلوب المستمعين الرعب تارة، بينما يكون إيقاعها هادئا تارة أخرى، وذلك وفق الجو النفسي للسورة.
ففي تلاوته لسورة يوسف مثلا وحين يقرأ قوله تعالى: "قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ"، يتلو الشيخ وليد أبو زياد الآيات مصحوبة بعواء ذئاب.
وحين يقرأ قوله تعالى: "وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتْ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ"، تسمع صوت صرير الباب وهو يغلق أو يفتح، وهكذا في كافة الآيات المسجلة على الأشرطة والأسطوانات الممغنطة.
في الوقت نفسه اعترف الشيخ عبد الظاهر محمد عبد الرازق مدير الإدارة العامة للجنة البحوث والتأليف والترجمة -الجهة المسئولة بالأزهر الشريف عن إعطاء تصاريح تداول للتسجيلات الصوتية الخاصة بالقرآن الكريم والأدعية والأحاديث النبوية- أن تصريح الشركة منتجة تلك التسجيلات صحيح.
وأضاف قائلا: "لقد حصلت الشركة على تصريح الأزهر بغرض إنتاج تسجيلات قرآنية تم الاستماع إلى نسخ منها، أما ما ظهر في الشرائط من مؤثرات صوتية تصحب القرآن الكريم بهذا التصريح فلا علاقة للمجمع به، ولذلك سيتم اتخاذ ما يلزم لوقف تلك التسجيلات".
وشدد على أن الأزهر لا يمكن أن يعطي تصريحا لأي شركة أو إنسان يقوم بإنتاج شرائط قرآنية بهذه الصورة المعروضة التي تنال من قدسية كتاب الله، وتهزأ بتصاريح الأزهر الشريف.
وحول موقف أعضاء مجمع البحوث الإسلامية يقول الدكتور محمد رأفت عثمان عضو المجمع: "لا أتصور إطلاقا أن يكون مجمع البحوث الإسلامية أو أي جهة تابعة للأزهر الشريف قد وافقت على أن تمنح لأية شركة تصريحا لتداول أشرطة قرآنية مصحوبة بمؤثرات صوتية".
وأضاف أن "القرآن أجلّ وأعظم من أن تصاحبه موسيقى أو أي مؤثرات يستعين بها المخرجون في أفلامهم الدينية والتسجيلية"، مؤكدا أنه "يجب أن يتلى بصورة فيها خشوع، وابتكار أي طريقة لتلاوة القرآن غير ما عرف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجوز شرعا".
وأشار إلى أن القرآن الكريم ليس كلمات أغان يؤدى بنغمة الغناء أو الألحان التي تعودنا أن نسمعها في الأغاني، وعليه فلا يجوز شرعا أن نعرض القرآن لمثل هذا الأمر.
واعتبر أن القول إن مصاحبة الآيات القرآنية بمؤثرات صوتية من شأنه تعميق الشعور لدى المستمع كلام غير لائق، وقال: "من يريد أن يتعمق في فهم القرآن الكريم فعليه أن يلجأ لكتب التفسير المعتبرة، فكبار المفسرين شرحوا الآيات، وهم بشرحهم يُغْنُون عن أي مؤثر صوتي أو مرئي في الوصول لفهم الآية الكريمة".
الشيخ محمد الراوي أستاذ علوم القرآن وعضو مجمع البحوث الإسلامية يشدد على ضرورة أن يبقى للقرآن خاصيته في مخاطبة الإنسان وتأدية رسالته في البلاغ، دون تدخل عوامل أخرى لتلفت نظر الناس.
ويضيف أن "القرآن الكريم لا يحتاج لمؤثرات صوتية أو موسيقى تصويرية للفت انتباه الناس إليه، وكل ما في الأمر أنه يمكن لأصحاب الأصوات الجميلة القادرة على أن تتلو القرآن بصورة تخشع لها القلوب أن يقرءوا القرآن، وهي كثيرة بين أبناء المسلمين".
ويؤكد أن الحل لعدم تكرار هذا العبث بالقرآن الكريم هي أن تلتزم تلك الشركات التي تحصل على تصاريح الأزهر بما قدموه للأزهر ووافق عليه ولا يزيدون، خاصة أن ديننا يأمرنا بالالتزام والانضباط وعدم التجاوز وخاصة مع القرآن الكريم.
وكان الدكتور عبد الله النجار عضو المجمع قد أعلن أنه استمع إلى هذه التسجيلات الموجودة على شرائط كاسيت وأسطوانات ممغنطة، ورأى أنها تتنافى مع قوله تعالى: "وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ".
واعتبر في تصريحات سابقة "للعربية نت" أن ذلك يدخل ضمن "الابتداع في الدين"، وأكد أن القاعدة تقول: "إن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار".
وأكد النجار أن التسجيلات القرآنية المصحوبة بالمؤثرات الصوتية تغيير بالمطلوب الشرعي الذي ينص على أن يقرأ المسلم الآيات، وأن يستمع وينصت إليها بكل جوارحه "فهذا تشويه للتلاوة القرآنية وليس تشويقا أو جذبا للمستمع، وهو يعبر عن سريان حالة من الجهل في التعامل مع كتاب الله".
وطالب الأزهر بالتدخل السريع لوقف هذا التعدي والتجاوز على كتاب الله "لأن هذا من شأنه أن يفتح الباب لكل من تسول له نفسه أن ينال من هذا الكتاب العظيم الوحيد الذي لم يتعرض لتحريف أو تشويه طيلة 14 قرنا من الزمان".
المصدر: http://www.islamfeqh.com/news.php?go=fullnews&newsid=44
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مرهف]ــــــــ[06 Oct 2007, 08:35 ص]ـ
إن هذا الخبر يشرح الصدر ويريح النفس ويطمئن القلب، ويبقى أن نرى متابعة الأزهر في ملاحقة الذي أنتج هذا الشريط مدموغاً بموافقة الأزهر، وأخذ الحيطة والحذر في المستقبل شكر الله لك د. هشام
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[06 Oct 2007, 10:33 ص]ـ
الحمد لله رب العالميـ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[06 Oct 2007, 01:18 م]ـ
الحمد لله , ونأمل من الدكتور هشام موافاتنا بما يجد في الأمر.
ـ[النجدية]ــــــــ[07 Oct 2007, 01:03 م]ـ
بسم الله ...
أساتذتي الكرام كلنا نثمن للأزهر الشريف جهوده؛ فهي عظيمة زينت تاريخنا الإسلامي ...
و لكن لا أخفيكم ... إنني في ريب من أمري؛ فقبل مدة ظهر خبر بعكس هذا الخبر تماما!!
و أنا لا أعلم، ماذا حصل في الواقع؟!!
و لا أقول إلا: اللهم احفظ الإسلام و المسلمين، و حملة كتابك ...
ما هذا إلا تساؤل يدور في خلدي ... و أنتم خير من يصوبني.
و دمتم في حفظ الله
ـ[أبو المهند]ــــــــ[14 Oct 2007, 03:09 ص]ـ
قلت: الآن حصص الحق، فلازالت الأمة بخير كما أشرتُ سابقا ردا على صاحب الخبر السابق الذي أثبت خلاف ما نعقله عن الأزهر الشريف.(/)
الليبرالية وتقويض سيادة الإسلام)
ـ[مرهف]ــــــــ[08 Oct 2007, 11:40 ص]ـ
(الليبرالية وتقويض سيادة الإسلام) .. كتاب أهديه للعقلاء والجهلة!!
عبدالله بن عبدالعزيز الهدلق
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
هذا كتاب مفيد لكاتب غير محسوب على العلماء أو الدعاة (الأستاذ عمرو جمال الدين ثابت)، ولكنه كاتب عاقل غير مخادع، يسمي الأشياء بمسمياتها، بيّن فيه أن الليبرالية تُقوض سيادة الإسلام، وأن من يدعون إلى " ليبرالية إسلامية " جاهلون بحقيقة الليبرالية أو مغالطون، اعتمد كتابه مركز علمي مشهور؛ هو " مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية "، أكتب عنه لفئتين:
الأولى: فئة الإخوة والشباب الجادين؛ ليزيدهم معرفة إلى معرفتهم بتناقض الليبرالية مع الإسلام، و يتبين لهم كذب من صعقته فتوى الشيخ الفوزان - حفظه الله - من أصحاب موضة " الليبرالية " - هداهم الله -. (مع العلم أن السؤال الذي وجهته له لم يأتِ من فراغ، إنما هو من واقع قراءات كثيرة في كتابات الليبراليين الأصليين، لا المتخفين خلف الليبرالية الإسلامية!، ولدي شواهد على كل فقرة ذكرتها في السؤال).
الثانية: فئة الجهلة أوالمراوغين ممن يقلبون الحقائق، ويُلبسون على الناس أن لا تعارض بين الإسلام والليبرالية.
وهذه بعض المقتطفات المهمة من الكتاب:
- (وبما أن الإسلام يعد ديناً قائماً بذاته وذا مبدأ منهجي ذاتي المرجعية؛ فإن علمنته تعني بالتالي النجاح في إخضاعه. وسوف تحاول هذه الدراسة التحقق من دور الخطابات الغربية، وتحديداً الليبرالية، في تحدي سيادة الإسلام أو تقويض شرعيته، سواء بقصد أو من دون قصد). (ص 8).
- (إن بعض الباحثين والدارسين المسلمين، وكرد فعل على إحساس مرضى متجذر في إطار أزمة عامة يعيشها المسلمون، قاموا بإسقاط التجربة التاريخية المعاصرة (وتُقرأ غربية) على الوحي تحت شعار " الإسلام الليبرالي "). (ص 9).
- (إن النظرية الاجتماعية بأشكالها المختلفة غير مهيأة بشكل مناسب للتعامل مع مظاهر الوحي في الإسلام، وبالتالي تحوِّله إلى ثقافة أو هيكل وظيفي تحل محله ضرورات مسيرة تقدم الحداثة أو ما بعد الحداثة، وإسلامٌ خاضع لمثل هذه الحيل والخدع يُصبح أقل علاقة بالدين وأكثر علاقة بالرأي الذي يعكس وجود "أكثر من إسلام واحد! "). (ص 11).
- (أما النتيجة النهائية فكانت أن المسلمين اختزلوا أنفسهم في إطار التراكيب الثنائية الغربية، التي تمت صياغتها إلى حد كبير وفق متطلبات معركة الجدل الخطابي، وفي هذه الأثناء، تعرضت النصوص الإسلامية إلى تأويلات مستفيضة عن طريق فرض النقائض المتضاربة والمفترضة عليها، وعن طريق فتحها أمام مجموعة لا متناهية من المعاني التي لا يمكنها أو لا ينبغي لها أن تُنسب إليها. وهكذا، تمت محاربة الإسلام على أرضه). (ص 13).
- (إنه إذا استخدم شخص ما مصطلحات مثل "الإسلام الليبرالي" أو "الديمقراطية الإسلامية"، فإنه من المشروع التساؤل: أين يمكن للمرء أن يجد مصطلحات "الليبرالية" أو"الديمقراطية" في المصادر الإسلامية الأولية أو الثانوية لتلبية شرط التماثل؟ وإذا ما أراد أحدهم أن يدعي أن الديمقراطية الإسلامية هي "الشورى"، فإنه يحق لآخر أن يسأل عن سبب عدم استعمال المصطلح الإسلامي بكل ما فيه من دلالات ومعان بدلاً من ذلك). (ص 19 - 20).
- (كان من غير العملي بالنسبة إلى المنظرين الاجتماعين أن يشنوا هجوماً مباشراً على القرآن الكريم، ذلك الكتاب المبين الذي حفظه الله في لوح محفوظ وأثبت حصانته ومنعته في وجه العلمنة أو النقد الذي تعرضت له التوراة والإنجيل. وهكذا، فقد اتخذ الهجوم الضاري شكلاً مختلفاً من أشكال تقويض المؤسسات والتقاليد الإسلامية؛ إذ بالتشديد على أن الفكر الإسلامي هو مجرد تفسيرات وتأويلات، وبالتالي فهو مجرد معرفة إنسانية، أصبحت الأرضية مهيأة لتفسيرات وتأويلات "معاصرة" بديلة). (ص 22 – 23).
- (إن الإسلام يظل دائماً في واقع الحال ديانة "مناهضة للعلمانية"، ومن الواضح أن هذا هو نوع المناهضة التي يسعى الليبراليون المسلمون المعاصرون إلى تجاوزها). (ص 32).
- (يعزو أحمد موصللي، في كتابه " البحث الإسلامي عن الديمقراطية والتعددية وحقوق الإنسان " بوضوح نهضة الغرب إلى هذه المبادئ ويعرض هذه القيم باعتبارها علاجاً ناجعاً. وهذا يطرح التساؤل: هل أن هذه القيم هي حقاً أسباب صعود الغرب أم أنها آثار لبعض العوامل الأخرى؟ يمكن القول، من جهة أخرى، أن ديناميات التفوق الغربي قد وُجدت في فترة الحكام المستبدين والمطلقين، بل وفقاً لما يكل سوارد، فإن الديمقراطية مثلاً لم تكتسب مفهوماً إيجابياً إلا في أوائل القرن العشرين. وباعتراف موصللي نفسه، أثبتت قيم التعددية والتسامح أنها كارثية في حالة الإمبراطورية العثمانية؛ إذ سمحت للقوى الأوربية باستخدام نظام الملل والتلاعب فيه من أجل تقويض الإمبراطورية وإنشاء مواطئ أقدام مهيمنة فيها؛ فعندما يختار أحد السلاطين اتخاذ إجراءات صارمة بحق الثوار من الأقليات غير المسلمة من أجل المحافظة على سلامة الإمبراطورية، كان يُتهم بالاستبداد والطغيان، وهي اتهامات استخدمت لتبرير التدخل الأوربي لاحقاً. وعلى العكس من ذلك، لم يتمسك الرئيس الأمريكي إبراهام لينكولن، الذي عرّف الديمقراطية باعتبارها حكم الشعب بالشعب وللشعب، بمثل هذه الأفكار والمُثُل عندما ألغى حق "الشعب" في الولايات الجنوبية بالانفصال! دع عنك سياسات إبادة الهنود الحمر!! وكان الأول يدان باعتباره انعكاساً لـ"الاستبداد الشرقي"، أما الأخير فقد حظي بالتقدير والثناء باعتباره جزءاً من مسيرة التقدم ومبشراً بـ "المصير الواضح "!). (ص 42 – 43).
ثم ختم الأستاذ كتابه أو بحثه بمقولة ذات دلالة:
(إن على المسلمين الليبراليين أن يعملوا بجهد أكبر لإثبات نزاهة طروحاتهم!). (ص 44).
http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/mm/42.htm(/)
الفاتيكان والإسلام (1) بقلم: د. محمد عمارة
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[08 Oct 2007, 11:13 م]ـ
بقلم: د. محمد عمارة: بتاريخ 29 - 9 - 2007
عندما انتخب البابا يوحنا بولص الثاني [1921 ـ 2005م] بابا للفاتيكان، وحبراً أعظم للكنيسة الكاثوليكية ـ أكبر كنائس النصرانية (1.1 مليار) ـ وأطل على رعيته من شرفة كنيسة القديس بطرس ـ في 16 - 10 - 1978م ـ أعلن "أن المسيح هو الحل" .. وسعى وراء "تنصير الثقافة" .. وذلك لمواجهة الواقع المسيحي الغربي الذي همشت فيه العلمانية المسيحية، حتى لقد جعلت الذين يؤمنون ـ في أوروبا ـ بوجود إله لا يتجاوزن 14% من السكان .. والذين يذهبون إلى القداس لا يتجاوزون 10%، وهم في فرنسا ـ أكبر بلاد الكاثوليكية الأوروبية ـ لا يتجاوزون 5% .. أي أقل من تعداد المسلمين الفرنسيين!! ..
وفي مواجهة هذا الواقع ساد في الفاتيكان اتجاه يدعو إلى مقاومة حظر انقراض المسيحية والمسيحيين!.
ـ وعلى مستوى العلاقات الخارجية للفاتيكان نشط البابا وكنيسته على عدة جبهات، منها:
1ـ الانخراط النشط مع أمريكا والغرب الرأسمالي في الحرب الباردة ضد الشيوعية والمعسكر الاشتراكي .. تلك الحرب التي وصفوها بأنها "معركة من أجل الاستيلاء على عقول البشر".
وفي إطار العمل على هذه "الجبهة" زار البابا وطنه بولندا 1979م .. وحرك نقابة العمال ـ "التضامن" ـ بزعامة "ليخ فاليسا" ضد الشيوعية وحكومتها .. وعمل على إيقاظ القومية السلافية في أوروبا الشرقية .. كما كان تشجيعه لـ "فالكلاف هافل" والمنشقين على الشيوعية في تشيكوسلوفاكيا جزءا من الحرب الباردة الغربية ضد الشيوعية .. ويومها حذر رئيس الاستخبارات السوفييتية (كي. جي. بي) "يوري أندروبوف" الزعماء الشيوعيين البولنديين من أنهم قد ارتكبوا خطأ فادحاً حين سمحوا للبابا بالعودة إلى وطنه زائراً! ..
ـ وفي 1991م امتدح البابا رأسمالية السوق الحرة، وأعلن "أنه على مستوى الأمم المنفردة والعلاقات الدولية، تعتبر السوق الحرة أكثر الأدوات فاعلية لاستخدام الموارد، والاستجابة للحاجات بفاعلية" .. وأقر "بالدور الشرعي للربح كمؤشر على أن شركة أعمال ما تقوم بعملها جيداً .. " .. وحارب "لا هوت التحرير" وقساوسته ـ في أمريكا اللاتينية ـ أولئك الذين أرادوا إعطاء "بعد اجتماعي تقدمي" للمسيحية والإنجيل ..
ـ وفي إطار دور الفاتيكان في قيادة "الجبهة الدينية" في الحرب الباردة، كانت قد صدرت قرارات المجمع الفاتيكاني في ستينيات القرن العشرين، لجذب المسلمين تحت لافتات الحوار الكاثوليكي مع غير المسيحيين .. وتبرئة اليهود المعاصرين من دم المسيح! ..
2ـ وعلى جبهة التقرب من اليهود ـ خضوعاً للابتزاز الصهيوني .. واتساقاً مع تحالف الكنيسة الكاثوليكية مع الإمبريالية الأمريكية، والمسيحية البروتستانتية (المسيحية الصهيونية) ـ ولدور اليهود في الحرب الباردة ضد الشيوعية .. بدأ الفاتيكان التوجهات التي سميت "زرع المسيح في إسرائيل"! .. والحديث عنه باعتباره يهودياً! ..
كما أعلن البابا يوحنا بولص الثاني بمناسبة "سنة الفداء" ـ في 20/ 4/1984م ـ أن القدس هي شعار الوطن اليهودي! فقال: "منذ عهد داود، الذي جعل أورشليم عاصمة لمملكته، ومن بعده ابنه سليمان الذي أقام الهيكل، ظلت أورشليم موضع الحب العميق في وجدان اليهود، الذين لم ينسوا ذكرها على مر الأيام، وظلت قلوبهم عالقة بها كل يوم، وهم يرون المدينة شعاراً لوطنهم"!
ـ وكان البابا يوحنا بولص الثاني أول بابا كاثوليكي يزور كنيساً يهودياً ـ كنيس روما القديم ـ 1986م ..
ـ وفي 1993م أقام الفاتيكان العلاقات الدبلوماسية مع الدولة الصهيونية .. وجاء في مقدمة المعاهدة التي عقدت في 31 - 12 - 1993م بين الفاتيكان وإسرائيل النص على "العلاقات الفريدة بين الكاثوليكية والشعب اليهودي"! .. بما يتضمنه هذا النص من "إلزام ديني" حتى للكاثوليك العرب بهذه العلاقة الفريدة مع الكيان الصهيوني!! ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ وفي مارس 2000م زار البابا إسرائيل .. وقدم اعتذاراً وندماً ـ غير مسبوقين من الحبر الأعظم المعصوم! ـ لليهود عما ارتكبته الكاثوليكية في حقهم ـ بسبب المعاداة المسيحية للسامية ـ وكتب بذلك الاعتذار والندم "مذكرة" وضعها في شق بالحائط الغربي ـ حائط المبكي ـ بالقدس، دعا فيها إلى الصفح عن الكنيسة الكاثوليكية للخطايا التي ارتكبتها في حق اليهود! ..
ـ وفي 2004م استقبل البابا كبار حاخامات اليهود في الفاتيكان .. وقال في حضرة كبير الحاخامات لطائفة اليهود الغربيين في إسرائيل "مائير لاو": "حيثما ذهبت أقول دائما: إن علينا ـ بني البشر ـ أن نهتم ونرعى أجيال المستقبل من إخوتنا الكبار، اليهود"! .. فوصف اليهود بأنهم "الإخوة الكبار"! ..
3 ـ كذلك قدّم البابا اعتذاراً للبروتستانت، بسبب دور الكنيسة الكاثوليكية في حروب مرحلة ما بعد الإصلاح الديني ـ الحروب الدينية الكاثوليكية ـ البروتستانتية [1562 ـ 1629م].
4ـ وفي 2004م قدّم البابا اعتذاراً للصينيين عن حالات الظلم التي ارتكبتها الكنيسة في الصين.
5 ـ كما قدّم اعتذاراً للعالم كله عن الغطرسة الكنسية، كما في "مسألة تأديب "جاليليو" [1564 – 1642م]، واضطهاد الفلاسفة والعلماء بواسطة محاكم التفتيش.
6 ـ وحدهم المسلمون ـ ومعهم الأفارقة والهنود الحمر ـ الذين لم يقدم البابا لهم أي اعتذار .. لا عن الحروب الصليبية التي دامت حملاتها قرنين من الزمان [489 ـ 690هـ/1096 ـ 1291م]، ولا عن تحالف الكنيسة مع الإمبريالية الغربية في الاستعمار لعالم الإسلام .. ودورها في تنصير المسلمين .. وفي النهب والتدمير لإفريقيا عبر خمسة قرون .. وفي الإبادة لسكان وحضارات أمريكا وأستراليا ونيوزيلاندا.
ـ ولقد زار البابا يوحنا بولس الثاني مصر وسوريا 2000م .. وفى مصر منعه رهبان دير سانت كاترين فى سيناء ـ وهم من الروم الأرثوذكس ـ من دخول الدير للصلاة لأنه بنظرهم غير مسيحي! فصلى فى الشارع أمام الدير! .. بينما استقبله شيخ الأزهر بالمطار .. وفتح له أبواب مشيخة الأزهر الشريف.
وعندما زار سوريا صحبه الرئيس بشار الأسد إلى داخل المسجد الأموي، فزار قبر النبي يحيى صلى الله عليه وسلم "يوحنا المعمدان" .. ويومئذ رفض البابا زيارة قبر صلاح الدين الأيوبي [532ـ 589هـ / 1137 ـ 1193 م] وهو فى حرم المسجد الأموي، وذلك حتى لا تكون زيارته هذه إشارة اعتذار للمسلمين عن الحروب الصليبية!!
...
وفى عهد بابوية يوحنا بولس الثاني [1978 ـ 2005م] تم تعيين جميع الكرادلة فى الكنيسة الكاثوليكية من جديد .. وتكونت " أرثوذكسية كاثوليكية جديدة" داخل الكنيسة .. وساد تيار الخوف
من الإبداع" .. وكان الكاردينال الألماني "جوزيف راتزينجر" هو المسئول عن قيادة هذا التيار ..
فقد تولى على امتداد ربع قرن ـ من 1981م حتى انتخابه بابا (بنديكتوس السادس عشر) فى أبريل 2005م ـ منصب "فرض النقاء العقائدي، الذي هو امتداد لمنصب "المفتش الأكبر" الذي هو امتداد "لمحاكم التفتيش" .. وتولى عمادة كلية الكاردينالات.
وبتوجيه منه "وتحت قيادته" ضيقت "لجنة الكرادلة لحماية مبادئ الدين" حدود الانشقاق المسموح به .. وتم استدعاء من شك فى أنهم يقوضون الدين إلى روما للخضوع للمساءلة .. وأعلن أن عشرة من الكرادلة لم يعودوا صالحين لتعليم الطلاب الكاثوليك، وأمر آخرون بمراجعة كتبهم!.
ـ وفى 2000م صاغ الكاردينال "راتزينجر" وثيقة "المسيح المهيمن" التي أعلنها البابا يوحنا بولص الثاني .. والتي أعلن فيها على الملأ "أن الكنيسة الرومانية الكاثوليكية هي الكنيسة الوحيدة الحقيقية ليسوع المسيح .. وأن الخلاص للكاثوليك دون سواهم"، وهى وثيقة معادية للتعددية الدينية حتى في إطار المسيحية!!.
كما عرف عن الكاردينال "راتزينجر" أنه يؤمن بكنيسة أصولية من الملتزمين وليس "بكنيسة شعبية" تضم غير الملتزمين من ذوي الأصول المسيحية.
نقلاعن
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=39124
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[08 Oct 2007, 11:16 م]ـ
بموت البابا يوحنا بولص الثاني ـ فى أبريل 2005م ـ فقد معظم كبار الرسميين فى الفاتيكان وظائفهم، ولم يبق سوى القليلين، ومنهم:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 ـ الياور " الكاردينال أفسبانى إدواردو"، الذي أعلن نبأ وفاة البابا .. وقام بواجبات المدير الانتقالي.
2 ـ والكاردينال "جوزيف راتزينجر"، الذي ألقى العظة وتلا قصة حياة البابا الراحل فى الجنازة.
وعند انتخابه بابا ـ بنديكتوس السادس عشر ـ كان اختياره لهذا الاسم ذا دلالة على توجهه الفكري .. فبنديكت الرابع عشر [1740 – 1758 م] كان هو البابا المعادى للعقلانية وللتنوير!! وبنديكت الخامس [480 ـ 547م] كان الراهب والبابا الذي وضع أسس الرهبنة الغربية التي ضمنت تجذر المسيحية في الغرب .. والمتبعة حتى الآن.
ـ وفي 2004م كان البابا بنديكتوس السادس عشر ـ قبل توليه البابوية .. ومن موقع الرجل القوي في الفاتيكان - قد أدلى بتصريح أعرب فيه عن مناهضته انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوربي، لأنها دولة مسلمة!!.
ـ وفى وصف جنازة البابا يوحنا بولص الثاني ـ أبريل 2005 م ـ تحدثت مجلة "نيوزويك" الأمريكية في عدد 19 - 4 - 2005م عن أن المطلوب: "بابا يواجه الإسلام، لأن الإرهاب العالمي ـ[الإسلام] يجعل مشكلات شيوعية الكتلة الشرقية بحداثة التلفزيون الأبيض والأسود! وسيتطلب ظهور الإسلام كقوة ـ فى شكليه الأصولي والمعاصر ـ حبرا أعظم يتمتع بمعرفة لاهوتية وبدبلوماسية رفيعة ..
إن على البابا الجديد أن يتعامل مع التحدي الإسلامي فى قلب أوروبا، حيث يشكل المهاجرون المسلمون ونسلهم الآن قوة اجتماعية ودينية جديدة لم يكن على الكنيسة أن تواجهها من قبل"!.
وبهذا الإعلان عبرت "النيوزويك" عن المهام الجديدة للبابا الجديد فى المرحلة الجديدة .. فدور البابا السابق فى الحرب على الشيوعية لا يقارن بالدور المطلوب من البابا الجديد فى الحرب على الإسلام!! ..
ـ وعقب تولى الكاردينال "جوزيف راتزينجر" للبابوية ـ البابا بنديكتوس السادس عشر ـ:
1ـ ألغى لجنة "حوار الأديان" وسماها "حوار الثقافات"!!. وذلك تطبيقا لوثيقة "المسيح المهيمن"، الرافضة لوجود ديانات حقيقية غير الكاثوليكية!
2ـ كما ألغى صدور مجلة "إسلامو كريستيانا"!
وعند استقباله لممثلين مسلمين فى مدينة "كولونيا" ـ الألمانية ـ قال لهم: "إن على المسلمين نزع ما فى قلوبهم من حقد، ومواجهة كل مظاهر التعصب، وما يمكن أن يصدر عنهم من عنف"!!.
ـ كما استقبل ـ فى سبتمبر 2005م ـ الصحفية الإيطالية "أوريانا فالاشي"ـ التي اشتهرت بكتاباتها العنيفة والعنصرية والحاقدة ضد الإسلام والمسلمين!.
ـ وفى 18 – 4 - 2006 م نشرت "لوموند" ـ الفرنسية ـ مقالا للكاتب "هنرى تنك"، تحدث فيه عن "انشغال البابا بتقدم الإسلام"، جاء فيه على لسان البابا: "إن الإسلام ليس دين توحيد على نمط اليهودية والمسيحية .. لا ينتمي إلى الوحي نفسه الذي تنتمي إليه اليهودية والمسيحية .. ".
ـ كما ألف ـ بالاشتراك مع الكاتب الإيطالي "بيرا" ـ كتابا عنوانه: (بلا جذور.الغرب. النسبية. الإسلام والمسيحية)، أعلن فيه عن مخاوفه .. وأهمها ثلاثة مخاوف:
أولها: تراجع معدلات المواليد فى أوروبا المسيحية .. وأن عدة شعوب ـ خصوصا الألمان والإيطاليين والأسبان ـ ربما لا تعد موجودة قبل نهاية القرن الحالي أو تصبح أقليات داخل دولها.
وثانيها: إن الذين سيحلون محل هذه الشعوب المسيحية الأوروبية المنقرضة هم المهاجرون المسلمون من إفريقيا والعالم العربي .. الأمر الذي يبعث على القلق من احتمال أن تصبح أوروبا جزءا من دار الإسلام فى القرن الحادي والعشرين.
وثالثها: تحول مسيحية غالبية الأوروبيين إلى مجرد انتماء لأسر كانت مسيحية فى يوم من الأيام!.
ـ أما على جبهة علاقة البابا بنديكتوس السادس عشر باليهود، فقد سار على الطريق الذي سبق للفاتيكان السير فيه: التقرب لليهود .. والاستجابة لابتزازهم .. طريق "زرع المسيح فى إسرائيل" بدلاً من السعي لاعتراف اليهود بالمسيحية والمسيح!! ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ويبدو أن الحبر الأعظم للكاثوليكية ـ وله تاريخ فى الجندية بالجيش النازي ـ يدرك احتمالات الابتزاز اليهودي له بسبب هذا التاريخ .. فرأيناه يتحدث عن اليهود باعتبارهم "إخوتنا الأعزاء" ـ كما سبق وتحدث عنهم سلفه باعتبارهم "إخوتنا الكبار"! ـ بل لقد بلغ الأمر الحد الذي جعل هذا البابا ـ بنديكتوس السادس عشر ـ عندما كتب كتابا عن السيدة مريم ـ عليها السلام ـ أن جعل عنوانه: [ابنة صهيون]!!!.
...
وإذا كان بعض "الواهمين" أو "الجاهلين" أو "المخدوعين" بحوارات الفاتيكان الدينية مع المسلمين، قد صدم بهذا الموقف البابوي من الإسلام، فإن هذا الموقف الفاتيكانى لم يخرج عن كونه التطبيق لوثيقة "هيمنة المسيح"، التي تحصر الدين السماوي ـ ومن ثم الخلاص ـ في الكاثوليكية وحدها.
فالحوار الفاتيكانى مع المسلمين لم يكن سوى جزء من جهود الكنيسة الكاثوليكية لجذب المسلمين فى الحرب الباردة لحساب الغرب "المتدين" ضد الشيوعية "الملحدة" .. ولذلك لم تقم لهذا الحوار مؤسسات أو مشاركات إلا فى البلاد الإسلامية السائرة فى فلك المعسكر الرأسمالي الغربي.
ولقد ظل الفاتيكان طوال سنوات هذا الحوار ـ وفي كل مؤتمراته ـ على موقفه الديني الثابت الذي لا يعترف بالإسلام دينا سماويا .. ولا برسول الإسلام صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً .. ولا بالقرآن وحيا إلهيا .. وإنما يصنف الإسلام ضمن "الديانات الوضعية" ـ أي الثقافات الدينية ـ مثل البوذية والهندوسية والزرادشتية ـ بل ويُجلس وفود المسلمين فى هذه الحوارات إلى جوار وفود هذه الديانات غير السماوية!!
وفى المرات التي طلب من ممثلي الفاتيكان الاعتراف بسماوية الإسلام وألوهيته، جاء الرفض الفاتيكانى ـ ومعه مجلس الكنائس العالمي ـ صريحاً وقاطعاً .. كما حدث فى مؤتمر الحوار الإسلامي المسيحي ـ الذي عقد بالقاهرة فى فندق "شيراتون هليوبوليس" فى 29،28 أكتوبر 2001م بدعوة من "المنتدى العالمي للحوار" بجدة ـ ومؤتمر العالم الإسلامي" .. فقد رفض مندوب الفاتيكان ـ القس خالد أكشة ـ ومندوب مجلس الكنائس العالمي ـ الدكتور طارق متري ـ التوقيع على البيان الختامي للمؤتمر، لأن فيه عبارة "الديانات السماوية .. والقيم الربانية" قائلين: نحن لا نعترف بالإسلام ديناً سماوياً، ولا بالقيم الإسلامية قيما ربانية!!.
وقد تكرر هذا الإعلان ـ صراحة ـ على لسان القس الكاثوليكي "كريستيان فانيسبن" فى الحوار المسجل والمذاع ـ على الهواء ـ بإذاعة الـ " B.B.S" ـ القسم العربي ـ من مكتب القاهرة فى يوم الأحد 17 - 9 - 2006 م فى برنامج "حديث الساعة"، عندما قال: نحن لا نعترف بأن الإسلام دين سماوي! ..
نقلا عن
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=39210
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[08 Oct 2007, 11:18 م]ـ
انطلق البابا بنديكتوس السادس عشر فى التخويف من الإسلام من الواقع الديني الذي تواجهه البابوية فى أوروبا والغرب .. واقع التراجع المسيحي مقارنا بواقع صعود الإسلام .. حيث:
ـ يسلم فى أمريكا سنويا 20.000 رغم التضييق على الإسلام الذي حدث عقب أحداث 11 سبتمبر 2001 م ..
ـ ويسلم فى أوروبا ـ سنويا ـ 23.058 بمعدل 67 يومياً.
ـ بينما الذين يعتقدون بوجود إله فى أوروبا المسيحية 14%.
ـ والذين يذهبون إلى القداس فى فرنسا ـ أكبر بلاد الكاثوليكية الأوروبية ـ 5% ـ أي أن الإسلام في فرنسا ـ (5.000.000) هو الدين الأول وفق هذا الإحصاء!! ..
ـ أما حال الكنائس:
فهناك نقص فى الرهبان بسبب العزوف عن العزوبة، ففي أوروبا: راهب واحد لكل 1.200، وفي إفريقيا: راهب واحد لكل 4.000.
ـ وشيوع الشذوذ الجنسي بين رجال الدين وبين الأطفال! .. ولقد فتحت المخابرات الأمريكية "ملفات" هذا الشذوذ فى الكنائس الكاثوليكية الأمريكية للضغط على الفاتيكان وابتزازه، عندما عارض السعي الأمريكي المحموم لغزو العراق 2003م.
ـ وفى أمريكا الشمالية انخفض حضور قداس الأحد بنسبة 40% عن خمسينيات القرن العشرين .. وثلثهم هم الذين يداومون على حضور القداس الأسبوعي .. وكانوا ضِعفَيْ هذا العدد قبل جيل من الزمان ..
ـ و70 % من كاثوليك الولايات المتحدة يطلبون السماح باستخدام موانع الحمل على خلاف موقف الكنيسة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ 70 % من كاثوليك روما ـ حيث الفاتيكان ـ يوافقون على ممارسة الجنس قبل الزواج!
ـ ولقد شرعت حكومة بلدية "بيونس أيرس" ـ عاصمة الأرجنتين ـ زواج المثليين!
ـ ووافقت حكومات أمريكا اللاتينية على قانون الطلاق .. وعلى دعم اختيار المرأة فيما يتعلق بالإجهاض.
ـ والتحول من الكاثوليكية إلى الكنائس المشيخية والبروتستانتية والإنجيلية يتزايد فى دول أمريكا اللاتينية.
ـ وفي استطلاع أجرته مؤسسة "جالوب" في إبريل 2005م ـ ظهر أن 74% من الكاثوليك يتصرفون ـ في المسائل الأخلاقية ـ بناء على ضميرهم، وليس بناء على تعاليم الكنيسة، و 20 % هم الذين يتصرفون أخلاقياً بناء على تعاليم الكنيسة!.
...
ـ وفى مقابل هذا الواقع المسيحي الذي يقلق البابا والفاتيكان ـ يبرز الواقع الإسلامي، الذي يعلن امتياز الإسلام ونجاعة الحلول الإسلامية.
ـ ففي جنوب إفريقيا ـ أغنى بلاد القارة السمراء ـ هناك 50 % من السكان مصابون بطاعون العصر: الايذر
ـ بينما لا أثر لهذا الطاعون في الصومال المسلمة، وهي أفقر بلاد هذه القارة!، بل إن المسلمين ـ حتى في جنوب إفريقيا ـ بعيدون عن الإيذر! ..
ـ وفى البلاد الغربية المسيحية حيث أعلى مستويات المعيشة والإشباع للشهوات والغرائز فى العالم، هناك أعلى نسبة من القلق والانتحار فى العالم! ..
ـ بينما لا يوجد فى البلاد الإسلامية ـ رغم الفقر الذي يطحن مئات الملايين ـ أي أثر للانتحار! ..
ـ وكذلك الحال عند المقارنة بين انتشار الاكتئاب والاغتراب وعيادات الأمراض النفسية في البلاد المسيحية .. وندرة ذلك في البلاد الإسلامية! ..
ـ وإذا كان الشمال المسيحي ـ وفيه 20% من سكان الأرض ـ يستهلك 86% من خيرات هذا العالم .. فإن أكبر ثلاث تجارات فى هذا الشمال المسيحي هي:
أولا: تجارة السلاح .. وثانيا: تجارة المخدرات .. وثالثا: تجارة الدعارة!!.
وجميع هذه الوقائع والحقائق ـ وأمثالها ـ شاهدة صدق على إفلاس الكنائس المحلية ـ التي خانت مسيحيتها ـ وعلى صعود الإسلام .. بذاته .. رغم الحال البائس لكثير من حكام عالمه! .. وعلى ظهور الحلول الإسلامية على جميع ما عداها من الحلول! ..
*********
لهذا كله .. جاءت محاضرة بابا الفاتيكان ـ بنديكتوس السادس عشرـ فى جامعة "ريجنسبورج" الألمانية فى 12 سبتمبر 2006 م ـ والتي فجرت الغضب الإسلامي ـ جاءت هذه المحاضرة فى سياق من الحقائق والوقائع ـ التاريخية .. والمعاصرة ـ التي يغفل عنها الكثيرون .. كما جاءت صادمة للمشاعر الإسلامية بسبب حدتها .. ولما حوته من الأكاذيب والمغالطات والجهالات، التي لا يتصور صدورها من "أستاذ للفلسفة" يتولى منصب الحبر الأعظم لحاضرة الكاثوليكية بالفاتيكان .. عندما يتحدث عن دين ـ كالإسلام ـ يتدين به مليار ونصف المليار من المسلمين ..
لقد كان موضوع محاضرة البابا عن "علاقة العقل بالإيمان" فى المسيحية .. لكن الغريب ـ بل والعجيب والمريب ـ أن الرجل قد بدأ محاضرته بالهجوم على الإسلام! بل واستغرق هذا الهجوم على الإسلام ربع هذه المحاضرة!! ـ مائة سطر من أربعمائة سطر، هي جملة سطور النص الكامل للمحاضرة ـ!!
وكان أخطر ما فى هذه المحاضرة، ليس اقتباس البابا من الإمبراطور البيزنطي "مانويل الثاني" [1391ـ 1425م]ـ كما حسب كثير من المعلقين ـ وإنما تعليقات البابا على الاقتباس! .. فقد استشهد البابا بكلمات الإمبراطور البيزنطي ـ فى معرض ربط الجهاد الإسلامي "بالحرب المقدسة المسيحية " وأورد الكلمات التي قال فيها هذا الإمبراطور لأحد المثقفين الفرس المسلمين:
"أرني ما الذي أتى به محمد من جديد؟!. فهنا ستجدون أشياء شريرة وغير إنسانية، مثل أمره بنشر العقيدة التي دعا إليها بحد السيف".
ولقد وصف البابا الإمبراطور "مانويل الثاني" بالموسوعي! .. وأغفل ذكر رد المثقف الفارسي المسلم على هذا الإمبراطور! ثم مضي ـ معلقا ومؤيدا ـ فقال: "لا بد أن الإمبراطور كان يعرف أن السورة 2 آية 256 تنص على أنه (لا إكْرَاهَ فِي الدِّينِ)، وهي إحدي سور العصور الأولى من تاريخ الإسلام،عندما كان محمد لا يزال مهددا، وتعوزه القوة.
ولكن من الطبيعي كذلك ـ بالنسبة للإمبراطورـ أن يكون قد عرف التعليمات "أوامر اللئام" بشأن الحرب المقدسة، والتي ذكرت لاحقا ودونت فى القرآن".
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي إطار كلام البابا عن علاقة العقل بالإيمان ـ فى المسيحية والإسلام ـ قال: "إن القول الفصل فى النقاش حول التحول العقائدي باستخدام العنف، هو أن عدم التصرف وفقا للعقل هو أمر مناهض لطبيعة الرب .. ولكن بالنسبة للتعاليم الإسلامية فإن الرب مطلق السمو، فمشيئته لا تتماشي مع أي من خصائصنا بما فيها العقلانية .. ولقد ذهب ابن حزم إلى حد الإقرار بأن الرب الله لا يلتزم حتى بكلمته الخاصة، وإنه ما من شيء يلزمه بكشف الحقيقة لنا .. ففيما يتعلق بإرادة الله، فإنه ينبغي علينا التعبد بشكل وثني أعمي"!!.
...
كانت تلك هي أبرز نقاط المغالطات والافتراءات التي وردت عن الإسلام فى محاضرة بابا الفاتيكان .. والتي إن أثارت الغضب فى جماهير الأمة الإسلامية فإنها تستوجب النظر العلمي الموضوعي والهادئ والصبور فى الحوار مع "أستاذ الفلسفة"، عظيم الفاتيكان.
وإذا كانت مجلة "نيوزويك " ـالأمريكية ـ قد استنكرت ما جاء بمحاضرة البابا عن الإسلام .. وجعلت عنوان غلافها ـ عدد 26 - 9 - 2006 م ـ: "بنديكتوس السادس عشر .. ماذا دهاه؟! " .. ثم وصفت طريقته ـ فى هذا التناول للإسلام ـ بأنها " طريقة خرقاء"! فإننا نختلف معها فى هذا التوصيف .. فالأمر ليس مجرد "حماقة " .. وإنما هو موقف له تاريخ طويل من العداء للإسلام! .. إنه فصل جديد ـ ولن يكون الأخيرـ فى فصول العداء للإسلام، والافتراء على مقدساته ورموزه وأمته وحضارته .. يأتي بعد عام من أحداث الرسوم الدانماركية، التي أساءت إلى رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم .. وممن؟ من عظيم الفاتيكان .. وليس من صحفي دانماركي نشر رسومه فى 30 سبتمبر 2005 م ..
ـ لقد تحدث البابا ـ بنديكتوس السادس عشرـ فى هذه المحاضرة .. فأساء إلى إله المسلمين ورب العالمين، عندما ادعى أن المشيئة الإلهية ـ فى الإيمان الإسلامي ـ متسامية ومطلقة، لا تتقيد بالعقل ولا بالمنطق .. الأمر الذي يجعل الإيمان الإسلامي ـ برأي البابا ـ إيمانا وثنيا أعمى!! ..
وعندما أراد الحديث عن رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم اختارـ واختيار المرء قطعة من عقله ـ عبارات الإمبراطور البيزنطي " مانويل الثاني" [1391 - 1425 م] التي تفتري على رسول الإسلام، فتزعم أنه لم يأت إلا بما هو شرير وسييء ولا إنساني .. ومن ذلك أمره نشر دينه بالسيف!!:
وانطلاقا من ذلك قارن البابا بين مسيحيته وبين الإسلام .. فادعى عقلانية المسيحية ولا عقلانية الإسلام!.
كما اتهم الإسلام بالتأسيس للعنف والإرهاب، واتهم المسلمين بهما .. وخلط بين الجهاد الإسلامي والحرب الدينية المقدسة، التي عرفتها ومارستها الكنيسة الكاثوليكية الغربية ..
نقلا عن
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=39275
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[08 Oct 2007, 11:21 م]ـ
رغم الدهشة والغضب اللذين يشعر بهما، لا المسلمون وحدهم، بل والمنصفون من غير المسلمين، الذين عرفوا الإسلام .. بل وحتى المحايدون الذين يفترضون ضرورة الأدب والكياسة فى الحديث عن الديانات .. رغم كل ذلك، فإن الموضوعية يجب أن تكون المعيار الأول فى الرد على هذه الإساءات والمغالطات.
إن الغضب لله ولرسوله ولدينه أمر مشروع .. بل ومطلوب .. لكن الإسلام يعلمنا أن يمين الغاضب لا تنعقد، وأن قضاء الغاضب لا يجوز؟ لأن الغضب قطعة من الجنون .. ومن ثم فإن العقلانية والموضوعية هي التي يجب أن تحكم الرد على هذه الإساءات .. وتحكم الحوار مع عظيم الفاتيكان.
ـ وفى البداية .. ولتبديد الاستغراب والاندهاش اللذين أصابا الكثيرين من هذا الذي صنعه الحبر الأعظم للكاثوليكية، المتربع على عرش بابوية الفاتيكان .. أقول: إنه لا غرابة فى حدوث هذا الأمر الغريب؟!.
فهذا الرجل ـ الذي تولى البابوية في إبريل 2005م قد شغل ـ فى الفاتيكان ـ لأكثر من ربع قرن ـ من 1981 م حتى 2005م ـ منصب المسئول الأول عن "النقاء العقائدي"، أي قيادة "الأصولية الأرثوذكسية الكاثوليكية" التي تقسم العالم إلى مؤمنين كاثوليك حقيقيين وإلى من يعتنقون "بعض عناصر الإيمان " .. أي أنه ـ بالمعنى الشائع فى الشرق ـ كان يتولى زعامة ومسئولية "التكفيريين" فى الإطار الكاثوليكي! .. الأمر الذي يرسم صورته وصورة مواقفه ضد الآخرين من غير الكاثوليك! .. ويرسم صورة مؤسسته فى هذه المرحلة من التاريخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ وهو من هذا المنطلق "الأصولي ـ التكفيري" عدو لدود للعلمانية، التي جعلت أكبر البلاد الكاثوليكية فى أوروبا ـ فرنسا ـ لا يذهب فيها إلى القداس سوى 5 % من السكان الكاثوليك! .. أي أن تعداد الكاثوليك الفرنسيين ـ بمقاييس هذا البابا ـ هم أقل من تعداد المسلمين الفرنسيين! ..
وهذا المنصب الذي تولاه لأكثر من ربع قرن قبل توليه البابوية ـ منصب "المفتش الأكبر" رئيس مجمع عقيدة الإيمان ـ هو فى الكنيسة الكاثوليكية ـ الامتداد المعاصر "لمحاكم التفتيش"، التي احترفت ـ فى العصور الوسطي الأوروبية ـ التفتيش عن العقائد، وممارسة الحرق والخنق والإغراق ضد العلماء والمفكرين والفلاسفة والمخالفين .. وضد المسلمين بعد إسقاط غرناطة واقتلاع الإسلام من الأندلس 1492 م .. والتي مارست إعدام هؤلاء المخالفين على "الخازوق المقدس " لمدة ثلاثة قرون! .. والتي بلغ ضحاياها عدة ملايين.
بل إن اختيار هذا الرجل ـ واسمه قبل البابوية "جوزيف راتزينجر" ـ لاسمه البابوي ـ بنديكتوس السادس عشرـ له ـ كما أسلفنا ـ معنى وثيق الصلة بهذا التوجه "الأصولي ـ التكفيري" فى الموقف من الآخرين .. فالبابا بنديكتوس الرابع عشر (1740 ـ 1758م) ـ فى القرن الثامن عشرـ كان عدوا للعقلانية ولمنهج الشك اللذين قامت عليهما حركة التنوير الأوروبية .. وقبل ذلك ـ فى القرن السادس ـ كان القديس البابا بنديكت الخامس [480ـ 547م] هو مؤسس الأديرة والرهبانية التي ساعدت على بقاء الحضارة المسيحية فى أوروبا .. وهو واضع دستور الرهبانية المتبع حتى الان فى الحضارة الغربية.
فحتى الاسم ـ بنديكتوس ـ الذي اختاره هذا البابا له توجهات أصولية ـ بالمعنى الغربي ـ وله دلالات .. وله تاريخ! ..
ـ وفيما يتعلق بما جاء من الإساءات للإسلام ـ فى محاضرته بجامعة "ريجنسبورج " فى مدينة "رايتسبون " الألمانية ـ فى 12 سبتمبر 2006م، فإن هذا لم يكن ـ كما أسلفنا ـ بداية إساءاته إلى الإسلام ..
ـ فالرجل له تاريخ فى "الخوف والتخويف " من الإسلام ـ ذلك الذي أصبح اتجاها فى الغرب يسمونه "الإسلام فوبيا Islam phobia" ـ ففي حوار بينه وبين السياسي الإيطالي البارز "مارسيلو بيرا" ـ نشر فى كتاب عنوانه: [بلا جذور: الغرب، النسبية، الإسلام والمسيحية] يعلن هذا البابا أنه تسيطر عليه مخاوف ثلاثة:
أولها: الانقراض السكاني للأوروبيين المسيحيين بسبب العلمنة التي أشاعت الأنانية وتفكك الأسرة، فانخفضت الخصوبة والمواليد ـ أحيانا إلى أقل من 1% ـ "ذلك أن معدلات المواليد فى غالبية الدول الأوروبية تراجعت، الشيء الذي أثر على استمرار التوازن السكاني .. وجعل عدة شعوب أوروبية، خصوصا الألمان والإيطاليين والأسبانيين، ربما لا تعود موجودة قبل نهاية القرن الحالي" أو فى أحسن الأحوال والتكهنات تصبح ـ هذه الشعوب ـ أقليات داخل دولها.
وثاني هذه المخاوف البابوية هو: "أن المكان الذي تتركه الأجيال الأوروبية الجديدة شاغرا يملؤه المهاجرون المسلمون، خصوصا من إفريقيا والعالم العربي .. الأمر الذي يفتح الباب لاحتمال أن تصبح أوروبا مستقبلاً جزءاً من دار الإسلام "!! ..
وثالث هذه المخاوف البابوية هو: "تراجع المسيحية من الفضاء الأوربي" .. فبسبب العلمانية" أصحبت مسيحية غالبية الأوروبيين تقتصر على انتماء الأسرة التقليدي للمسيحية"، أي مسيحيون بحكم النسب والتاريخ!! الأمر الذي أدى ـ برأي البابا ـ إلى "افتقار أوروبا إلى القدرة والرغبة والشجاعة الأخلاقية فى القتال من أجل أي شيء، حتى حريتها"!!.
هكذا ينظر البابا بنديكتوس السادس عشر إلى الإسلام، فيراه الوارث لمسيحيته وكنيسته .. الذي سيجعل أوروبا ـ وهى قلب العالم المسيحي ـ قبل نهاية هذا القرن "جزءا من دار الإسلام "، كما سبق وجعل الشرق ـ الذي كان قلب العالم المسيحي ـ قلبا لعالم الإسلام!! ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد انعكس هذا الخوف البابوي من الإسلام في صور تعلن عداءه لهذا الدين، وافتراءه عليه، وإساءته لعقائده ورموزه ومقدساته، حتى قبل هذه المحاضرة التي فجرت غضب المسلمين، فالإسلام الذي يبلغ القمة فى التنزيه للذات الإلهية عن التعدد والحلول والاتحاد والتجسيم والتشبيه، والذروة فى التوحيد الخالص لهذه الذات الإلهية (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ ولَمْ يُولَدْ (3) ولَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ) [الإخلاص 1 - 4] (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) [الشورى:11] و"كل ما خطر على بالك فالله ليس كذلك".
هذا الإسلام، الذي تلخصه كلمة التوحيد، وتعبر عن شعاره شهادة أن لا إله إلا الله، يقول معه البابا: "إنه ليس دين توحيد على نمط اليهودية والمسيحية، لا ينتمي إلى الوحي نفسه الذي تنتمي إليه اليهودية والمسيحية "!!
فالتوحيد ـ برأي البابا ـ موجود فى اليهودية، التي جعلت الله خاصا ببني إسرائيل، وللشعوب الأخرى آلهتها! وموجود فى المسيحية التي تقول بالتثليث، وتعبد عيسى بن مريم ـ باعتباره الرب ـ وتقول عنه: إنه "الألف والياء، والبداية والنهاية، القادر على كل شيء .. خالق كل شيء، وبه كان كل شيء .. وبدونه لم يكن شيء مما كان"!! [يوحنا: 1: 3، 11].
أما الإسلام، الذي يجعل الواحدية والأحدية فقط للذات الإلهية، وينزهه عن المثيل والند والشريك والشبيه والصاحبة والوالد والولد، فهوـ بنظر البابا بنديكتوس ـ ليس دين توحيد!! ..
* وإذا كان الكاردينال "جوزيف راتزينجر" قد اتخذ لنفسه اسما بابويا ينم عن التوجهات المحافظة والأصولية ـ بالمعنى المسيحي الغربي ـ فإن عداءه هذا للإسلام .. وإعلانه السافر لهذا العداء .. واتخاذ هذا العداء صور الإساءة والتهجم .. هو الآخر له تاريخ .. بل وتاريخ طويل مليء بثقافة الكراهية السوداء للإسلام والمسلمين.
ـ ففي تراثه الكاثوليكي، يقول أبرز قديسي وفلاسفة الكاثوليكية ـ فى العصور الأوروبية الوسطي ـ "توما الأكوينى" [1225ـ 1274 م] عن رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم: " لقد أغوى محمد الشعوب من خلال وعوده لها بالمتع الشهوانية .. وحرّف جميع الأدلة الواردة فى التوراة والأناجيل من خلال الأساطير والخرافات التى كان يتلوها على أصحابه، ولم يؤمن برسالته إلا المتوحشون من البشر الذين كانوا يعيشون فى البادية"!.
ـ وفى التراث الفني والأدبي الكاثوليكي الأوروبي ـ تراث بابا الفاتيكان ـ وضع "دانتى" [1295 ـ 1321 م] صاحب "الكومديا الإلهية" رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم وعلي بن أبى طالب رضي الله عنه "فى الحفرة التاسعة، في ثامن حلقة من حلقات جهنم، لأنهما ـ بنظر دانتى ـ من أهل الشجار والنفاق، الذين تقطعت أجسادهم فى سعير الكوميديا الإلهية"!.
ـ وفي تراث البابا ـ الذي يتهم الإسلام بأنه ليس دين توحيد ـ تزعم "ملحمة رولاندا" ـ الشعبية ـ التي نظمت حوالي 1300م أن المسلمين يعبدون ثالوث:
1ـ أبولين ـ Apollin
2 ـ وتيرفاجانت ـ Tervagant
3 ـ ومحمد ـ Mohamed (18)
نقلا عن
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=39329
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[08 Oct 2007, 11:24 م]ـ
بشهادات علماء الغرب الذين قارنوا بين حقيقة الإسلام وبين الصورة البائسة والكريهة والشوهاء التي صنعتها المسيحية الغربية لهذا الإسلام .. فإن الخيال الغربي المسيحي المريض قد أطلق لنفسه العنان فى تشويه صورة الإسلام، ليشحن العامة والغوغاء فى الحروب الصليبية التي شنتها الكنيسة الغربية لإعادة اختطاف الشرق من التحرير الإسلامي.
ويشهد على هذه الحقيقة المستشرق الفرنسي "مكسيم رودنسون" [1915 - 2004م] فيقول: (لقد حدث أن الكتاب اللاتين ـ الذين أخذوا بين 1000م 1140 م على عاتقهم إشباع حاجة الإنسان العامي ـ باتوا يوجهون اهتمامهم نحو حياة محمد دون أي اعتبار للدقة، فأطلقوا العنان "لجهل الخيال المتنصر" ـ كما جاء فى كلمات "ر. وساوثرن" ـ فكان محمد "في عرفهم": ساحرا، هدم الكنيسة فى إفريقيا والشرق عن طريق السحر والخديعة، وضمن نجاحه بأن أباح الاتصالات الجنسية .. وكان محمد "فى عرف تلك الملاحم" هو صنمهم الرئيسي، وكان معظم الشعراء الجوالة يعتبرونه كبير آلهة السراسنة ـ البدو ـ وكانت تماثليه "حسب
(يُتْبَعُ)
(/)
أقوالهم" تصنع من مواد غنية، وذات أحجام هائلة)!.
وبشهادة المستشرق الإيطالي "فرنشسكو جابرييلي": " فلقد كانت العصور الوسطي الغربية تنظر إلى ظهور الإسلام وانتشاره باعتباره تمزقا شيطانيا فى صدر الكنيسة المسيحية، وانشقاقا مشئوما قام به شعب بربرى"!.
وبشهادة المفكر الألماني "هربرت هيركومر" ـ فى دراسته عن "صور الإسلام فى الأدب الوسيط": "فإن الأوروبيين ادعوا أن رسول الإسلام كان كاردينالا كاثوليكيا، تجاهلته الكنيسة فى انتخابات البابا، فقام بتأسيس طائفة ملحدة فى الشرق انتقاما من الكنيسة، واعتبرت أوروبا المسيحية ـ فى القرون الوسطي ـ محمدا المرتد الأكبر عن المسيحية، الذي يتحمل وزر انقسام نصف البشرية عن الديانة المسيحية".
وبشهادة المستشرقة الألمانية دكتورة "سيجريد هونكة ": (فلقد استقر فى أذهان السواد الأعظم من الأوروبيين الازدراء الأحمق الظالم للعرب، الذي يصمهم جهلا وعدوانا بأنهم رعاة الماعز والأغنام، الأجلاف، لابسو الخرق المهلهلة، وعبدة الشيطان، ومحضرو أرواح الموتى، والسحرة، وأصحاب التعاويذ وأعمال السحر الأسود، والذين حذقوا هذا الفن واستحوذ عليهم الشيطان، تحرسهم فيالق من زبانيته من الشياطين .. وقد تربع على عرشهم الذهبي "ماهومد" ـ "مخميد" ـ وقد ركعت تحت أقدامه قرابين بشرية يذبحها أتباعه قربانا وزلفي إليه!
فهم الكفرة الفجرة، الذين لا يدينون بالمسيح أو الله، لأنهم لم يعبدوه بعد .. فهم ليسوا سوى ديدان حقيرة .. وسفلة أوغاد .. أعداء الله .. وأعداء المسيح .. مستبيحو قبر المسيح)!.
وحسب وصف "جى. توينبى" [1889 – 1975م]: " فهم غير متحضرين .. وخلق غريب مستبعد من العالم الهللينى، أو المتطفلين على الحضارة الهللينية الإغريقية .. أولئك المحمدون البدائيون .. وأقصى القول فيهم: إنهم تقليد بربري جاهل زائف لديانة السريان الغريبة عنهم، وهم ـ لبدائيتهم وقصورهم ـ لا يسعون إلى اعتناق النصرانية"!.
"ولقد صورت الكنيسة الأوروبية رسول الإسلام ساحرا كبيرا .. وصورت "قرطبة" ـ فى الأندلس ـ وطن عباد الشيطان، المتوسلين بالموتى، الذين قدموا لمحمد الصنم الذهبي الذي كانت تحرسه عصبة من الشياطين، تضحية بشرية"!!
"فبلاد الإسلام هي عالم الخرافات والأساطير، عبدة الشيطان، والسحرة المتضرعين إلى الشيطان .. بلاد الأضاحي البشرية من أجل صنم ذهبي، تسهر على سلامته عصبة من الشياطين، اسمه محمد"!!.
"ولقد نظم شاعر الكنيسة القسيس "كونراد" 1300م ـ فى ريجنز بورج ـ "ملحمة رولاند" .. التي وصف فيها المسلمين بأنهم الشعب الذي لا يروى تعطشه لسفك الدماء، والذي لعنه رب السماء .. فهم كفرة وكلاب .. وخنازير فجرة .. وهم عبدة الأصنام التي لا حول لها ولا قوة .. الذين لا يستحقون إلا أن يقتلوا وتطرح رممهم في الخلاء، فهم إلى جهنم بلا مراء"!.
وفى هذه الملحمة الشعبية يخاطب القس "كونراد" الشعب المسلم، فيقول: "إن مخمت ـ محمد ـ قد أرسلني إليك لأطيح رأسك عن كتفيك وأطرح للجوارح جثتك، وأمتشق برمحي هامتك، ولتعلم أن القيصر قد أمر كل من يأبى أن تعمده الكنيسة "ليس له إلا الموت شنقا، أو ضربا، أو حرقا". إن أولئك جميعا دون استثناء حزب الشيطان اللؤماء، خسروا الدنيا والآخرة، وحل عليهم غضب الله، فبطش بهم روحا وجسدا، وكتب عليهم الخلود فى جهنم أبدا"!!.
أما البابا الذهبي "أوربان الثاني" [1088 ـ 1099م] الذي أشعل نيران الحروب الصليبية ضد الإسلام والمسلمين، فهو الذي خطب فى فرسان الإقطاع الأوروبيين يحثهم على الحرب المقدسة ضد المسلمين، فقال: "أى خزي يجللنا وأي عار، لو أن هذا الجنس من الكفار، الذي لا يليق به إلا كل احتقار، والذي سقط فى هاوية التعري عن كرامة الإنسان، جاعلا من نفسه عبدا للشيطان، قد قدر له الانتصار على شعب الله المختار"!!.
(يُتْبَعُ)
(/)
نعم .. هذه هي صورة الإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم .. وصورة المسلمين فى تراث أوروبا الكاثوليكية .. والتي نافستها فيه أوروبا البروتستانتية، تلك التي تحدث بلسانها كبيرها "مارتن لوثر" [1483 ـ 1546م] عن القرآن الكريم فقال: "إنه كتاب بغيض وفظيع وملعون، ومليء بالأكاذيب والخرافات والفظائع! .. وإن إزعاج محمد والإضرار بالمسلمين يجب أن تكون المقاصد من وراء ترجمة القرآن وتعرف المسيحيين عليه .. وإن على القساوسة أن يخطبوا أمام الشعب عن فظائع محمد، حتى يزداد المسيحيون عداوة له، وأيضا ليقوى إيمانهم بالمسيحية، ولتضاعف جسارتهم وبسالتهم فى الحرب ضد الأتراك المسلمين، وليضحوا بأموالهم وأنفسهم فى هذه الحروب "!! ..
أما صورة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. الرحمة المهداة .. والنور والبشير للعالمين .. فإنها عند رأس البروتستانتية ـ وبألفاظه ـ صورة "خادم العاهرات وصائد المومسات"!!.
...
وإذا كان المرء يعجب كل العجب من أن يبلغ "الخيال المظلم والمريض" بالكنيسة الأوروبية ـ بابواتها .. وقساوستها .. وشعرائها .. وعوامها ـ هذا المستوى الغريب والعجيب والمريب فى الافتراء على الإسلام والمسلمين .. فإن هذا العجب يتزايد عندما يرى هذا التراث من ثقافة الكراهية السوداء لا يزال باقيا .. وفاعلأ .. دون نقد أو مراجعة .. بل يراه فاعلا وموجها لبابا الفاتيكان ـ أستاذ الفلسفة ـ بنديكتوس السادس عشر في القرن الواحد والعشرين!!.
...
ويا ليت الأمر قد وقف عند هذا البابا ـ ذي التوجهات المحافظة والأصولية ـ بالمعنى الغربي ـ وإنما الأدهى والأمر أننا أمام تراث من العداء للإسلام والافتراء على رموزه ومقدساته، يحرك هذه المؤسسة الكبرى التي يتربع على عرشها هذا البابا.
ـ فهذه الكنيسة هي التي هيجت أوروبا 0 وأعلنت وقادت أولى الحروب العالمية على الإسلام ـ الحروب الصليبية ـ التي دامت قرنين من الزمان [489 ـ 690هـ / 1096 ـ 1291 م].
ـ وهى التي زكت وصمتت صمت الرضا ـ بل وشاركت بالتنصيرـ فى الغزوات الأوروبية الحديثة لاستعمار العالم الإسلامي على امتداد القرون الخمسة الممتدة من إسقاط غرناطة والأندلس 1492م وحتى هذه اللحظات!.
ـ وهى التي أرسلت "كريستوفر كولمبس" [1451ـ 1506م] ليجمح الذهب ـ بعد إبادة سكان الأمريكتين ـ لإعداد حملة صليبية جديدة ضد عالم الإسلام، لإعادة اغتصاب القدس وفلسطين!! .. ويومها كتب "كولمبس" إلى البابا "إسكندر السادس" [1492 ـ 1503م] فقال:
"لقد اضطلعت بهذه المهمة ـ الرحلات إلى أرض الذهب فى أمريكا ـ لننفق ما سوف نكسبه منها فى رد الديار المقدسة .. وبعد أن ذهبت إلى هناك ورأيت الأرض كتبت إلى الملك "فرديناند" [1479ـ 1516م] والملكة "إيزابيلا" [1474ـ 1504م]: إنه منذ ذلك اليوم، وعلى مدار سبع سنوات، سوف أحتاج إلى خمسين ألفا من الجنود المشاة، وخمسة آلاف فارس لفتح الديار المقدسة "!!.
ـ وهى التي أرسلت "فاسكو دي جاما" [1469ـ 1524م] ليلتف حول العالم الإسلامي .. تمهيدا لضرب قلب العالم الإسلامي 1497م.
ـ وهى التي أرسلت "ماجلان" [1480 ـ 1521] ليحارب المسلمين فى الفلبين 1521م .. ولتنصير الفيلبين التي كانت مسلمة .. واسم عاصمتها "أمان الله".
ـ وهى التي أعلن مطرانها فى باريس ـ بحضرة الملك الفرنسي "شارل العاشر" [1824ـ 1830م]ـ عند احتلال الجزائر 1830م: "إنه يحمد الله على كون الملة المسيحية انتصرت نصرة عظيمة على الملة الإسلامية، وما زالت كذلك"!.
كما أعلن كرادلتها وقساوستها ـ وهم يحتفلون 1930م بمرور مائة عام على احتلالهم للجزائر ـ: "إن عهد الهلال فى الجزائر قد غبر، وإن عهد الصليب قد بدأ، وإنه سيستمر إلى الأبد .. وإن علينا أن نجعل أرض الجزائر مهدا لدولة مسيحية مضاءة أرجاؤها بنور مدنية منبع وحيها الإنجيل!! .. وإن مغزى هذه المهرجانات هو تشييع جنازة الإسلام بهذه الديار"!!.
ـ وهى التي عهد جنرالها "كليبر" [1753ـ 1800م]ـ إبان الحملة الفرنسية على مصرـ إلى المعلم "يعقوب حنا" [1745ـ 1 180م]: "أن يفعل بالمسلمين ما يشاء .. حتى تطاولت النصارى على المسلمين بالسب والضرب، ونالوا منهم أغراضهم، وأظهروا حقدهم .. وصرحوا بانقضاء ملة المسلمين وأيام الموحدين"!!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ وهى المؤسسة الكنسية التي يقود كرادلتها فى واقعنا المعاصرـ وليس فقط البابا بنديكتوس السادس عشرـ حرب التخويف من الإسلام .. فيقول الكاردينال "بول بوبار" ـ مساعد بابا الفاتيكان يوحنا بولص الثاني .. ومسئول المجلس الفاتيكاني للثقافة ـ: "إن التحدي الذي يشكله الإسلام يكمن فى أنه دين وثقافة ومجتمع وأسلوب حياة وتصرف، فى حين أن المسيحيين فى أوروبا يميلون إلى تهميش الكنيسة .. إن الإسلام يمثل تحديا لأوروبا وللغرب عموما .. وإن المرء لا يحتاج إلى أن يكون خبيرا ضليعا لكي يلاحظ تفاوتا متزايدا بين معدلات النمو السكاني فى أنحاء معينة من العالم، ففي البلدان ذات الثقافة المسيحية يتراجع النمو السكاني بشكل تدريجي، بينما يحدث العكس في البلدان الإسلامية .. وفى مهد المسيح، يتساءل المسيحيون بقلق عما سيحمله لهم الغد، وعما إذا لم يكن موتهم مبرمج بشكل ما".
أما الكاردينال:"المونسنيور جوزيبي برناردينى" فإنه يقول ـ في حضرة البابا يوحنا
بولص الثاني ـ: "إن العالم الإسلامي سبق أن بدأ يبسط سيطرته بفضل دولارات النفط .. وهو يبني المساجد والمراكز الثقافية للمسلمين المهاجرين فى الدول المسيحية، بما فى ذلك روما عاصمة المسيحية .. فكيف لنا ألا نرى فى ذلك برنامجا للتوسع وفتحا جديدا"؟!.
إذن .. فنحن لسنا بإزاء عداء فردى لبابا جديد، يمثل تيار "الأصولية الكاثوليكية" أو تراث محاكم التفتيش .. ومواقف الصليبية القديمة من الإسلام والمسلمين .. وإنما ـ مع ذلك، وفوق ذلك ـ أمام تيار قائد فى مؤسسة كنسية، هي كبرى مؤسسات المسيحية الغربية .. تحمل العداء ذاته للإسلام .. وتروج للتخويف منه باعتباره يفتح أوربا فتحا إسلاميا جديدا!! ويهدد بتحويل أوروبا إلى جزء من "دار الإسلام " في هذا القرن الذي نعيش فيه!.
...
أما عن محاضرة البابا بنديكتوس السادس عشرـ التي مثلت أحدث فصول الإساءات للإسلام ولن تكون آخر هذه الفصول ـ فلقد تناول الرجل فيها أربع نقاط:
1ـ الافتراء على رب العالمين وإله المسلمين .. وذلك فى معرض حديثه عن علاقة الإيمان بالعقل .. إذ ادعى أن الإيمان المسيحي عقلاني .. بينما المشيئة الإلهية لإله المسلمين متسامية ولا علاقة لها بالعقل ولا بالمنطق!! الأمر الذي يجعل الإيمان الإسلامي بإله المسلمين إيمانا "وثنيا أعمى"!!.
2ـ والافتراء على رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك عندما استشهد بعبارة الإمبراطور البيزنطي "مانويل الثاني" [1391 ـ 1425م] التي زعم فيها أن محمداً لم يأت إلا بما هو سييء وشرير ولا إنساني، ومن ذلك أمره نشر دينه بالسيف!.
3ـ وخلطه بين الجهاد الإسلامي وبين الحرب المقدسة ـ التي عرفتها ومارستها النصرانية الغربية لعدة قرون ـ ومن ثم ادعاؤه أن الدين الإسلامي والإيمان به إنما يؤسس لممارسة العنف والإرهاب ضد الآخرين!.
4ـ والافتراء على القرآن الكريم، ووصف آياته بأنها "تعليمات أوامر اللئام التي أثبتت فى القرآن "!!.
ولما كنا قد سبق وكتبنا الكتب والدراسات في الرد على جميع هذه الافتراءات والشبهات .. فإننا ـ مراعاة للمقام وعدم التكرار ـ سنقدم هنا نقاطاً موجزة تدحض هذه الافتراءات.
نقلا عن
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=39429
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[10 Oct 2007, 01:43 ص]ـ
د. محمد عمارة: بتاريخ 8 - 10 - 2007
فيما يتعلق بمقام العقل فى الإيمان الإسلامي وفى الفكر الإسلامي .. فقد تجاهل عظيم الفاتيكان ـ الذي درس الفلسفة ودرّسها ـ أن الله سبحانه وتعالى فى الإيمان الإسلامي من أسمائه (الحَكِيمُ) .. وأنه (العَزِيزُ الحَكِيمُ) و (العَلِيمُ الحَكِيمُ) .. وأنه هو الذي [أنزل الكتاب والحكمة] .. وأنه ـ سبحانه وتعالى ـ إنما بعث رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم ليعلم الناس (الكِتَابَ والْحِكْمَةَ) .. وحتى نساء النبي صلى الله عليه وسلم أشار القرآن الكريم إلى ما يتلى فى بيوتهن (مِنْ آيَاتِ اللَّهِ والْحِكْمَةِ) .. وأن (ومَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً)، (سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إنَّكَ أَنتَ العَلِيمُ الحَكِيمُ) [البقرة: 32]، (إنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ) [البقرة: 129]، (فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [
(يُتْبَعُ)
(/)
البقرة: 209]، (هُوَ الَذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ ويُزَكِّيهِمْ ويُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ والْحِكْمَةَ) [الجمعة: 24]، (وأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الكِتَابَ والْحِكْمَةَ) [النساء: 113]، (واذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ والْحِكْمَةِ) [الأحزاب: 33]، (ومَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً) [البقرة: 269].
ولقد ورد فى القرآن الكريم وصف الذات الإلهية بالحكيم فى مائة آية من آيات هذا القرآن .. كما وردت فيه الآيات التي تتحدث عن العقل والتعقل فى 49 آية .. وعن القلب، كأداة للتعقل، فى 132 آية .. وعن الفقه، بمعنى الوعي العقلي، في 20 آية .. وعن الحكمة فى 19 آية .. وعن التفكر في 18 آية .. وعن اللب، بمعنى العقل والجوهر الإنساني، فى 16 آية .. وعن الاعتبار، بمعنى التعقل، فى 7 آيات .. وعن التدبر في 4 آيات .. وعن النهى، بمعنى التعقل، في آيتين.
أي أن القرآن الكريم ـ الذي هو معجزة عقلية تستنفر العقل للتعقل، ولا تدهشه كالمعجزات المادية فتشله عن العمل ـ قد جاء فيه الحديث عن العقل والحكمة فيما يقرب من ثلاثمائة آية .. وذلك فضلا عن مائة آية ورد فيها ـ بالنص ـ وصف "الحكيم" كواحد من أسماء الله الحسنى.
بل لقد جعل القرآن الكريم تنكب العقلانية والتعقل السبيل إلى جهنم والعياذ بالله (وقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11)) [الملك:10،11].
ـ ثم .. ألم يسمع عظيم الفاتيكان أن رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم قد قال: "العقل أصل ديني" ..
وقال: "عليكم بالقرآن، فإنه فهم العقل، ونور الحكمة، وينابيع العلم، وأحدث الكتب بالرحمن عهدا " (رواه الدارمى).
وألم يقرأ لابن رشد [520ـ 595 هـ / 1126 ـ 1198 م]ـ الذي أخرجت عقلانيته الإسلامية أوروبا من خرافات اللاهوت الكنسي ـ كيف جعل "دليل العناية والرعاية " ـ وهو قمة الحكمة والعقلانية ـ دليلا على وجود الله سبحانه وتعالى؟ .. وكيف أعلن أن "الحكمة " هي الأخت الرضيعة "لشريعة الإسلام "؟.
وألم يسمع ـ عظيم الفاتيكان ـ عن المعتزلة والتيار العقلاني في الفكر الإسلامي والفلسفة الإسلامية، الذين تجاوزا ما اتفق عليه غيرهم من المسلمين من أن الله ـ سبحانه وتعالى ـ لا يجوز عليه ولا يليق به ـ لفرط الحكمة المطلقة في مشيئته وفعله ـ إلا فعل الصلاح والأصلح .. تجاوز المعتزة ذلك، فأوجبوه على الله!! ..
ولقد استندوا في ذلك إلى فهمهم للقرآن الكريم، الذي جاء فيه أن الله ـ سبحانه وتعالي ـ قد (كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ) [الأنعام: 12].
* وألم يقرأ ـ عظيم الفاتيكان ـ ما كتبه حجة الإسلام أبو حامد الغزالي [450 ـ 505 هـ / 1058 ـ 1111 م]ـ وهو أستاذ للعديد من الفلاسفة والقديسين المسيحيين ـ عن العلاقة العضوية بين العقلانية وبين الشرع والقرآن في الإسلام .. وكيف شبه العقل بنور البصر، والشرع بنور الشمس وضيائها .. ومن ثم حكم بأنه لا قيمة لأي منهما إذا انقطع عن الآخر .. وقال:
"إنه لا معاندة بين الشرع المنقول والحق المعقول .. فمثال العقل: البصر السليم من الآفات والآذاء، ومثال القرآن: الشمس المنتشرة الضياء .. والمستغني بأحدهما عن الآخر إنما يكون في غمار الأغبياء .. فالمعرض عن العقل، مكتفيا بنور القرآن، مثاله: المتعرض لنور الشمس مغمضًا للأجفان، فلا فرق بينه وبين العميان! فالعقل مع الشرع نور على نور .. وأنّى يستتب الرشاد لمن يقتنع بتقليد الأثر والخبر، وينكر البحث والنظر؟.
أولا يعلم أنه لا مستند للشرع إلا قول سيد البشر صلى الله عليه وسلم، وبرهان العقل هو الذي عرف به صدقه فيما أخبر؟ .. إن العقل أولى باسم النور من العين، بل بينهما من التفاوت ما يصح أن يقال معه إنه
(يُتْبَعُ)
(/)
أولى، بل الحق أنه يستحق الاسم دونها .. وعند إشراق نور الحكمة يصير الإنسان مبصرا بالفعل بعد أن كان مبصراً بالقوة، وأعظم الحكمة كلام الله تعالى، فيكون منزلة آيات القرآن عند عين العقل منزلة نور الشمس عند العين الظاهرة، إذ به يتم الإبصار، فبالحري أن يسمى القرآن نوراً، كما يسمى نور الشمس نوراً، فمثال القرآن: نور الشمس، ومثال العقل: نور العين، وبهذا يفهم معنى قوله تعالى: (فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَذِي أَنزَلْنَا) [التغابن: 8] .. وما قضي العقل باستحالته، فيجب فيه تأويل ما ورد السمع به، ولا يتصور أن يشمل السمع على قاطع مخالف للمعقول .. والوحي الإلهي والشرع الحق لا يرد بما ينبو عنه العقل .. فلهذا كان رأسمال كل السعادات العقل".
وقول الغزالي ـ كذلك ـ في شرح الآية الكريمة: (ولَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ) [الإسراء: 70] "فكان من أعظم ما شرفه به الله وكرمه: العقل، الذي تنبه به على البهيمة، وألحقه بسببه بعالم الملائكة، حتى تأهل به لمعرفة باريه ومبدعه بالنظر في مخلوقاته، والاستدلال به على معرفة صفاته بما أودعه في نفسه من حكمة".
* وألم يعلم ـ عظيم الفاتيكان ـ أن الإسلام قد جعل "الشك المنهجي" علما .. وأوجب تعلمه .. لأنه هو الطريق إلى اليقين .. حتى قال الجاحظ [163 ـ 255 هـ /780 ـ 869 م]: "فاعرف مواضع الشك، وحالاتها الموجبة له، لتعرف بها مواضع اليقين والحالات الموجبة له. وتعلّم الشك في المشكوك فيه تعلما، فلو لم يكن في ذلك إلا تعرف التوقف، ثم الثبت، لقد كان ذلك مما يحتاج إليه .. فلو لم يكن يقين قط حتى كان قبله شك، ولم ينتقل أحد عن اعتقاد إلى اعتقاد غيره حتى يكون بينهما حال شك، فلا تذهب إلى ما تريك العين، واذهب إلى ما يريك العقل، وللأمور حكمان: ظاهر للحواس، وحكم باطن للعقول، والعقل هو الحجة".
* وقول الماوردي [364 ـ 450هـ / 974ـ 1058 م]: "إن السبب المؤدي إلى معرفة الأصول الشرعية والعمل بها شيئان: أحدهما: علم الحس، وهو العقل، لأن حجج العقل أصل لمعرفة الأصول، إذ ليس تعرف الأصول إلا بحجج العقول. وثانيهما: معرفة لسان العرب - وهو معتبر- فى حجج السمع خاصة ".
* وقول القرافى ـ أحمد بن إدريس ـ[684 هـ - 1285 م]: " .. والقاعدة المعلومة: أن الشرع لا يرد بخلاف العقل، بل جميع واردات الشرائع يجب انحصارها فيما يجوزه العقل وجودا وعدماً، فيرد الشرع بترجيح أحد طرفيه، وجوده أو عدمه، أو يسوى بينهما، وهو الإباحة".
* وقول القاضي عبد الجبار بن أحمد الهمدانى [415 هـ ـ 1024م]: "إن الأدلة، أولها: دلالة العقل لأن به يميز بين الحسن والقبيح، ولأن به يعرف أن الكتاب حجة، وكذلك السنة، والإجماع. ولربما تعجب من هذا الترتيب بعضهم، فيظن أن الأدلة هي: الكتاب، والسنة، والإجماع فقط، أو يظن أن العقل إذا كان يدل على أمور فهو مؤخر. وليس كذلك: لأن الله تعالي لم يخاطب إلا أهل العقل؛ ولأن به يعرف أن الكتاب حجة، وكذلك السنة والإجماع، فهو أصل فى هذا الباب. وإن كنا نقول: إن الكتاب هو الأصل، من حيث إن فيه التنبيه على ما فى العقول، كما أن فيه الأدلة على الأحكام. وبالعقل يميز بين أحكام الأفعال وبين أحكام الفاعلين، ولولاه لما عرفنا من يؤاخذ بما يتركه أو بما يأتيه، ومن يحمد ومن يذم؛ ولذلك تزول المؤاخذة عمن لا عقل له. ومتى عرفنا بالعقل إلها منفردا بالإلهية، وعرفناه حكيما، نعلم في كتابه أنه دلالة، ومتى عرفناه مرسلاً للرسول، ومميزا له بالأعلام المعجزة من الكاذبين، علمنا أن قول الرسول حجة، وإذا قال صلى الله عليه وسلم: "لا تجتمع أمتي على خطأ .. وعليكم بالجماعة" .. علمنا أن الإجماع حجة ".
* وإذا كان بابا الفاتيكان قد جعل موضوع محاضرته عن علاقة الإيمان بالعقل .. فكيف جهل أن فلاسفة الإسلام ـ ومنهم أبو علي الجبائى [235ـ 304 هـ ـ 849 – 916م] قد قالوا: "إن الواجب الأول على الإنسان هو النظر".
بل وقال الفيلسوف أبو هاشم الجبائي [247 – 321 هـ / 861 – 933 م]: "إن الواجب الأول على الإنسان هو الشك"! .. وذلك انطلاقا من التأصيل القرآني لمنهاج "الشك المنهجي": (أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي المَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى ولَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) [البقرة: 260].
(يُتْبَعُ)
(/)
*وحتى شيخ الإسلام، وإمام السلفية ابن تيمية [661 ـ 728 هـ / 1263 – 1328م] الذي جعل عنوان كتابه "درء تعارض صريح المعقول مع صحيح المنقول" .. رأيناه يعلن: أن "الحنفية وكثير من المالكية والشافعية والحنبلية يقولون بتحسين العقل وتقبيحه، وهو قول الكرامية والمعتزلة، وهو قول أكثر الطوائف من المسلمين"، أي أن أغلب تيارات الفكر الإسلامي ـ الفلسفية والفقهية ـ تجعل العقل مرجعية للتحسين والتقبيح.
* وإذا كان عظيم الفاتيكان ـ وأستاذ الفلسفة ـ قد جهل هذا التراث الفلسفي الإسلامي القديم .. فكيف جهل تراث الإسلام الفلسفي الحديث ـ فى العقلانية الإسلامية ـ والذي قال فيه جمال الدين الأفغاني [1254 – 1314 هـ / 1838 – 1897 م]: "إن الدين الإسلامي يكاد يكون متفردا بين الأديان بتقريع المعتقدين بلا دليل، وتوبيخ المتبعين للظنون، وتبكيت الخابطين في عشواء العماية، والقدح في سيرتهم.
هذا الدين يطالب المتدينين أن يأخذوا بالبرهان فى أصول دينهم، وكلما خاطب خاطب العقل، وكلما حاكم حاكم إلى العقل، تنطق نصوصه بأن السعادة من نتائج العقل والبصيرة، وأن الشقاء والضلالة من لواحق الغفلة وإهمال العقل وانطفاء نور البصيرة .. وقلما يوجد من الأديان ما يساويه أو يقاربه فى هذه المزية .. وأظن غير المسلمين يعترفون لهذا الدين بهذه الخاصة الجليلة.
إن العقل مشرق الإيمان، فمن تحوّل عنه فقد دابر الإيمان، وإن فرقا بين ما لا يصل العقل إلى كنهه، فيعرفه بأثره، وبين ما يحكم العقل باستحالته، فالأول معروف عند العقل، يقر بوجوده، ويقف دون سرادقات عَزّتْهٌ، أما الثاني فمطروح من نظره، ساقط من اعتباره، لا يتعلق به عقد من عقوده، فكيف يصدق به وهو قاطع بعدمه؟!.
لقد بدأ الإنسان بداية لا تميزه عن غيره من الحيوانات! .. لكن نقطة الافتراق كانت قوته العاقلة .. والله قد جعل قوة العقل للإنسان محور صلاحه وفلاحه .. والحكمة ـ وآلتها العقل ـ هي مقننة القوانين، وموضحة السبل، وواضعة جميع النظامات، ومعينة جميع الحدود، وشارحة حدود الفضائل والرذائل، وبالجملة، فهي قوام الكمالات العقلية والخلقية .. فهي أشرف الصناعات.
إن الإنسان من أكبر أسرار هذا الكون، ولسوف يستجلى بعقله ما غمض وخفي من أسرار الطبيعة، وسوف يصل بالعلم وإطلاق سراح العقل إلى تصديق تصوراته، فيرى ما كان من التصورات مستحيلاً قد صار ممكنا، وما صوره جموده بأنه خيال قد أصبح حقيقة.
إن أول ركن بني عليه الدين الإسلامي: صقل العقول بصقال التوحيد، وتطهيرها من لوث الأوهام، وسعادة الأمم لا تتم إلا بصفاء العقول من كدرات الخرافات وصدأ الأوهام، فإن عقيدة وهمية لو تدنس بها العقل لقامت حجابًا كثيفًا يحول بينه وبين حقيقة الواقع ويمنعه من كشف نفس الأمر، بل إن خرافة قد تقف بالعقل عن الحركة الفكرية وتدعوه بعد ذلك أن يحمل المثل على مثله، فيسهل عليه قبول كل وهم، وتصديق كل ظن، وهذا مما يوجب بعده عن الكمال، ويضرب له دون الحقائق ستاراً لا يخرق، وفوق ذلك ما تجلبه الأوهام على النفوس من الوحشة وقرب الدهشة، والخوف مما لا يخيف، والفزع مما لا يفزع.
إن دين الإسلام قد فتح أبواب الشرف فى وجوه الأنفس .. وقرر المزايا على قاعدة الكمال العقلي والنفسي لا غير، فالناس إنما يتفاضلون بالعقل والفضيلة .. وعقائد الأمة ـ وهي أول رقم ينقش فى ألواح نفوسهاـ يجب أن تكون مبنية على البراهين القويمة والأدلة الصحيحة، وأن تتحامي مطالعة الظنون فى عقائدها، وتترفع عن الاكتفاء بتقليد الآباء فيها، فإن معتقدا لاحت العقيدة في مخيلته بلا دليل ولا حجة لا يكون موقنّا، فلا يكون مؤمنا .. وأولئك المتبعون للظن، القانعون بالتقليد تقف بهم عقولهم عند ما تعودت إدراكه، فلا يذهبون مذاهب الفكر، ولا يسلكون طرائق النظر، وإذا استمر بهم ذلك تغشّتهم الغباوة بالتدريج، ثم تكاتفت عليهم البلادة حتى تعطل عقولهم عن أداء وظائفها العقلية بالمرة، فيدركها العجز عن تمييز الخير من الشر، فيحيط بهم الشقاء، ويتعثر بهم البخت، وبئس المآل مآلهم.
هذا هو الإسلام ".
نقلا عن
http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=39524&Page=1&Part=10
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[11 Oct 2007, 01:16 ص]ـ
د. محمد عمارة: بتاريخ 10 - 10 - 2007
(يُتْبَعُ)
(/)
ألم يقرأ عظيم الفاتيكان ـ وأستاذ الفلسفة ـ شيئا من هذا الذي كتبه فيلسوف الشرق جمال الدين الأفغاني .. عن تفرد الإسلام ـ دون غيره من الأديان ـ بالعقلانية .. وشهادة خصومه له بهذا التفرد؟! ..
وهل يجوز لمثله ـ عن يتصدى للحديث عن موقف الإيمان الإسلامي من العقل والعقلانية ـ أن يجهل هذه "المقالات " الشهيرة ـ حتى في اللغات الغربية ـ عن
العقلانية الإسلامية؟! ..
ثم .. ألم يسمح بابا الفاتيكان عن الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده [1266 – 1323 هـ /1848 – 1905 م]ـ وهو الذي وضعت حول فكره وإبداعاته العديد من الرسائل الجامعية التي كتبها لاهوتيون غربيون .. والذي راسل وحاور العديد من فلاسفة الغرب ومفكريه .. من "تولستوى" [1828ـ 1910م] إلى سبنسر [1820 – 1903م] إلى هانوتو [1853ـ 1944م] .. وغيرهم .. وهو الذي صاغ العقلانية الإسلامية المتفردة مقالا نفيسَا، قارن فيه بين عقلانية الإسلام ولا عقلانية عقيدة بابا الفاتكان!! ..
ألم يسمع البابا بديكتوس السادس عشر بما كتبه محمد عبده عن:
"أن الإنسان: كون عقلي، سلطان وجوده العقل، فإن صلح السلطان ونفذ حكمه، صلح ذلك الكون وتم أمره .. والعقل من أجلّ القوي، بل هو قوة القوي الإنسانية وعمادها، والكون صحيفته التي ينظر فيها، وكتابه الذي يتلوه، وكل ما يقرأ فيه فهو هداية إلى الله وسبيل للوصول إليه ..
والعقل هو جوهر إنسانية الإنسان، وهو أفضل القوى الإنسانية على الحقيقة ..
ولقد تآخى العقل و الدين ـ[في الإسلام]ـ لأول مرة فى كتاب مقدس على لسان نبي مرسل، بتصريح لا يقبل التأويل، وتقرر بين المسلمين كافة ـ إلا من لا ثقة بعقله ولا بدينه ـ أن من قضايا الدين ما لا يمكن الاعتقاد به إلا من طريق العقل، كالعلم بوجود الله، وبقدرته على إرسال الرسل، وعلمه بما يوحى إليهم، وإرادته لاختصاصهم برسالته، وما يتبع ذلك وما يتوقف عليه فهم معني الرسالة، كالتصديق بالرسالة نفسها ..
كما أجمعوا على أن الدين إن جاء بشيء، قد يعلو على الفهم، فلا يمكن أن يأتي بما
يستحيل عند العقل ..
وأول أساس وضع عليه الإسلام: هو النظر العقلي، والنظر عنده هو وسيلة الإيمان
الصحيح، فقد أقامك منه على سبيل الحجة، وقاضاك إلى العقل، ومن قاضاك إلى حاكم فقد أذعن إلى سلطته، فكيف يمكنه بعد ذلك أن يجور أو يثور عليه؟
بلغ هذا الأصل بالمسلمين أن قال قائلون من أهل السنة: إن الذي يستقصي جهده في الوصول إلى الحق، ثم لم يصل إليه، ومات طالبا غير واقف عند الظن، فهو ناج.
فأي سعة لا ينظر إليها الحرج أكمل من هذه السعة؟
ولقد اتفق أهل الملة الإسلامية ـ إلا قليلاََ ممن لا ينظر إليه ـ على أنه إذا تعارض العقل
والنقل أخذ بما دل عليه العقل، وبقى فى النقل طريقان: طريق التسليم بصحة المنقول،
مع الاعتراف بالعجز عن فهمه، وتفويض الأمر إلى الله فى علمه. والطريق الثانية:
تأويل النقل، مع المحافظة على قوانين اللغة، حتى يتفق معناه مع ما أثبته العقل.
وإنه لا يقين مع التحرج من النظر، وإنما يكون اليقين بإطلاق النظر في الأكوان،
طولها وعرضها، حتى يصل إلى الغاية التي يطلبها بدون تقييد.
فإنه يخاطب ـ فى كتابه ـ الفكر والعقل والعلم بدون قيد ولا حد. والوقوف عند
حد فهم العبارة مضر بنا، ومناف لما كتبه أسلافا من جواهر المعقولات .. والقرآن قد دعا الناس إلى النظر فيه بعقولهم، فهو معجزة عرضت على العقل، وعرفته القاضي فيها، وأطلقت له حق النظر في أنحائها، ونشر ما انطوى في أثنائها .. فالإسلام لا
يعتمد على شئ سوى الدليل العقلي، والفكر الإنساني الذي يجري على نظامه الفطري، فلا يدهشك بخارق للعادة، ولا يعشى بصرك بأطوار غير معتادة، ولا يخرس لسانك بقارعة سماوية، ولا يقطع حركة فكرك بصيحة إلهية ..
والمرء لا يكون مؤمنا إلا إذا عقل دينه وعرفه بنفسه حتى اقتنع به. فمن ربّيَ على التسليم بغير عقل، والعمل ـ ولو صالحا ـ بغير فقه فهو غير مؤمن، لأنه ليس القصد من الإيمان أن يذلل الإنسان للخير كما يذلل الحيوان، بل القصد منه أن يرتقي عقله
وتتزكى نفسه بالعلم بالله والعرفان في دينه، فيعمل الخير؛ لأنه يفقه أنه الخير النافع
(يُتْبَعُ)
(/)
المرضي لله، ويترك الشر؛ لأنه يفهم سوء عاقبته ودرجة مضرته فى دينه ودناه ويكون فوق هذا على بصيرة وعقل في اعتقاده .. فالعاقل لا يقلد عاقلاً مثله، فأجدر به أن لا يقلد جاهلاً هو دونه!
وإذ القول بنفي الرابطة بين الأسباب والمسببات جدير بأهل دين ورد فى كتابه أن
الإيمان وحده كاف في أن يكون للمؤمن أن يقول للجبل تحول عن مكانك، فيتحول
الجبل! .. يليق بأهل دين تعد الصلاة وحدهاـ إذا أخلص المصلى فيهاـ كافية فى اقدراه
على تغيير سير الكواكب وقلب نظام العالم العنصري! .. وليس هذا الدين هو دين الإسلام!
دين الإسلام هو الذي جاء في كتابه: (وقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ) [التوبة: 105]ـ (وأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ ومِن رِّبَاطِ الخَيْلِ) [الأنفال:60]ـ (سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ولَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً) [الأحزاب: 62]. وأمثالها.
وليس من الممكن لمسلم أن يذهب إلى ارتفاع ما بين حوادث الكون من الترتب في السببية والمسببية إلا إذا كفر بدينه قبل أن يكفر بعقله!.
إن الله في الأمم والأكوان سننا لا تتبدل .. وهى التي تسمى شرائع أو نواميس، أو قوانين .. ونظام المجتمعات البشرية وما يحدث فيها، هو نظام واحد لا يتغير ولا يتبدل. وعلى من يطلب السعادة في المجتمع أن ينظر فى أصول هذا النظام حتى يرد إليه أعماله، ويبني عليها سيرته، وما يأخذ به نفسه، فإنه غفل عن ذلك غافل فلا ينتظر إلا
الشقاء، وإن ارتفع في الصالحين نسبه، أو اتصل بالمقربين سببه. فمهما بحث الناظر
وفكر، وكشف وقرر أتى لنا بأحكام تلك السنن، فهو يجرى مع طبيعة الدين، وطبيعة
الدين لا تتجافي عنه، ولا تنفر منه (قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُكَذِّبِينَ) [آل عمران: 137].
إن إرشاد الله إيانا إلى أن له في خلقه سننا، يوجب علينا أن نجعل هذه السنن علماً من العلوم المدونة، لتقديم ما فيها من الهداية والموعظة على أكمل وجه، فيجب على
الأمة ـ في مجموعها ـ أن يكون فيها قوم يبيون لها من سن الله في خلقه، كما فعلوا في
غير هذا العلم من العلوم والفنون التي أرشد إليها القرآن بالإجمال، وبينها العلماء
بالتفصيل عملا بإرشاده، كالتوحيد والأصول والفقه.
والعلم بسنن الله تعالى من أهم العلوم وأنفعها، والقرآن يحيل عليه في مواضع
كثيرة، وقد دلنا على مأخذه من أحوال الأمم؛ إذ أمرنا أن نسير في الأرض لأجل
اجتلائها ومعرفة حقيقتها ..
وبهذا الأصل، الذي قام عليه الكتاب وصحيح السنة وعمل النبي صلى الله عليه وسلم مهدت بين يدي العقل كل سبيل، وأزيلت من سبيله جميع العقبات، واتسع له المجال إلى غير حد .. ".
وبعد هذا "المقال في العقلانية الإسلامية"، التي تفرد بها الإسلام دون سائر الديانات .. ينبه الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده على تميز هذه العقلانية الإسلامية بأنها "عقلانية مؤمنة " تميزت بالوسطية الإسلامية الجامعة بين "العقل" و "الوحي" ـ بين "السنن الكونية: كتاب الله المنظور" وبين "آيات الوحي والشرع: كتاب الله المسطور" .. فهي بريئة من "اللاهوت الخرافي" براءتها من "الغرور العقلاني" .. بريئة من العقلانية المجردة من النقل ـ كما كان الحال في الحقبة الإغريقية ـ وبريئة من العقلانية المادية الوضعية التي جاءت ـ في النهضة الأوروبية ـ ثورة على اللاهوت اللاعقلاني
ولذلك، ضبط الإمام محمد عبده هذه العقلانية الإسلامية المؤمنة .. عندما قال:
" .. فالعقل البشري وحده ليس فى استطاعته أن يبلغ بصاحبه ما فيه سعادته في هذه الحياة، اللهم إلا في قليل ممن لم يعرفهم الزمن، فإن كان لهم من الشأن العظيم ما به عرفهم أشار إليهم الدهر بأصابع الأجيال:
وقد يكون من الأعمال ما لا يمكن درك حسنه، ومن المنهيات ما لا يعرف وجه
قبحه، وهذا النوع لا حسن له إلا الأمر ولا قبح إلا النهى! ..
إن مجرد البيان العقلي لا يدفع نزاعا ولا يرد طمأنينة، وقد يكون القائم على ما وضع من شريعة العقل يزعم أنه أرفع من واضعها، فيذهب بالناس مذهب شهواته، فتذهب حرمتها، وينهدم بناؤها، ويفقد ما قصد بوضعها ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا قدّرنا عقل البشر قدره، وجدنا غاية ما ينتهي إليه كماله إنما هو الوصول إلى معرفة عوارض الكائنات التي تقع تحت الإدراك الإنساني .. أما الوصول إلى كنه حقيقة فمما لا تبلغه قوته ..
ومن أحوال الحياة الأخرى ما لا يمكن لعقل بشرى أن يصل إليه وحده .. لهذا كان العقل محتاجا إلى معين يستعين به في وسائل السعادة في الدنيا والآخرة ..
فالعقل هو ينبوع اليقين في الإيمان بالله، وعلمه، وقدرته، والتصديق بالرسالة .. أما النقل، فهو الينبوع فيما بعد ذلك من علم الغيب، كأحوال الآخرة، والعبادات ..
والذي علينا اعتقاده: أن الدين الإسلامي دين توحيد في العقائد، لا دين تفريق في القواعد، والعقل من أشد أعوانه، والنقل من أقوي أركانه .. ". (48)
وعلى هذا الدرب .. درب العقلانية الإسلامية، المتميزة بإعلاء مقام العقل، مع الوسطية التي تجمع بين العقل لعالم الشهادة، والإيمان بالنقل المصور لعالم الغيب ..
أي العقلانية الجامعة بين العلم والغيب .. على هذا الدرب يسير الشيخ حسن البنا [1324 – 1368 هـ / 1906 – 1949 م] عندما يقول:
"إن الإسلام لم يحجر على أفكار، ولم يحبس العقول .. بل جاء يحرر العقل، ويجث على النظر في الكون، ويرفع قدر العلم والعلماء، ويرحب بالصالح النافع من كل شيء. "والحكمة ضالة المؤمن أنًّى وجدها فهو أحق الناس به".
"وقد يتناول كل من النظر الشرعي والنظر العقلي ما لا يدخل في دائرة الآخر، ولكنهما لن يختلفا في القطعي، فلن تصطدم حقيقة علمية بقاعدة شرعية ثابتة، ويؤول الظني منها ليتفق مع القطعي، فإن كانا ظنيين فالنظر الشرعي أولى بالإتباع حتى يثبت
العقلي أو ينهار ..
ولقد تذبذب تاريخ العقل البشرى بين:
اـ طور الخرافة والبساطة والتسليم المطلق للغيب.
2ـ وطور الجمود والمادية والتنكر لهذا الغيب المجهول.
وكلا هذين اللونين من ألوان التفكير خطأ صريح، وغلو فاحش، وجهالة من الإنسان بما يحيط بالإنسان، فلقد جاء الإسلام الحنيف يفصل القضية فصلا حقّا .. فجمع بين الإيمان بالغيب والانتفاع بالعقل ..
إن المجتمع الإنساني لن يصلحه إلا اعتقاد روحي يبعث فى النفوس مراقبة الله .. في
الوقت الذي يجب على الناس فيه أن يطلقوا لعقولهم العنان لتعلم وتعرف وتخترع وتكتشف وتسخر هذه المادة الصماء، وتنتفع بما فى الوجود من خيرات وميزات .. فإلى هذا اللون من التفكير الذي يجمع بين العقليتين: الغيبية والعلمية ندعو الناس" (49).
نقلا عن
http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=39590&Page=1&Part=10
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[17 Oct 2007, 01:54 ص]ـ
د. محمد عمارة: بتاريخ 15 - 10 - 2007
هكذا تبلورت فى الإسلام ـ الدين .. والحضارة .. والتاريخ ـ عقلانية مؤمنة متميزة عن غيرها من العقلانيات التي عرفتها شرائع أخرى .. وحضارات أخرى.
ـ فالإنسان كون عقلي .. سلطان وجود العقل ..
ـ والعقل هو جوهر الإنسان .. ومن أجل القوى الإنسانية .. بل هو قوة القوى الإنسانية وعمادها.
ـ ولقد تآخى العقل والدين فى القرآن لأول مرة فى تاريخ الشرائع السماوية.
ـ الله ـ فى القرآن ـ لا يخاطب إلا الفكر والعقل والعلم، بدون قيد ولا حد.
ـ والقرآن معجزة عقلية، عرضت على العقل، وعرفته القاضي فيها.
ـ والمسلم لا يكون مؤمنا حقا إلا إذا عقل دينه وعرفه بنفسه حتى اقتنع به.
ـ والعقل هو مشرق الإيمان الديني.
ـ والسعادة الإنسانية هي من نتائج العقل والبصيرة.
ـ وسعادة الأمم لا تتم إلا بصفاء العقول من كدرات الخرافات وصدأ الأوهام.
ـ والسببية .. والسنن والقوانين هي الحاكمة للكون والاجتماع.
ـ وأول واجب على الإنسان هو النظر .. والشك المنهجي هو الطريق إلى اليقين.
ـ والعقل هو ينبوع اليقين في الإيمان بالله .. والتصديق بالرسالة .. أما النقل فهو الينبوع فيما بعد ذلك من علم الغيب .. فالعقل من أشد أعوان الإسلام .. والنقل من أقوى أركان الإسلام.
...
ثم .. من أين جاء عظيم الفاتيكان ـ أستاذ الفلسفة ـ بهذه "البدعة " التي زعم فيها أن مسيحيته متفوقة في العقلانية على الإسلام؟!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ألم يقرأ مقارنة الإمام محمد عبده بين الدينين فى هذا المقام؟ .. وكيف أن (أحد أصول النصرانية ـ الذي لا يختلف فيه كاثوليك ولا أرثوذكس ولا بروتستانت ـ هو أن الإيمان منحة لا دخل للعقل فيها، وأن من الدين ما لا يقبله العقل، بمعنى ما يناقض أحكام العقل ومنطقه، وهو مع ذلك مما يجب الإيمان به .. ولقد قال القديس "أنسيلم" [1033ـ 1109م]: "يجب أن تعتقد أولا بما يعرض على قلبك بدون نظر .. فليس الإيمان في حاجة إلى نظر العقل، والكون وما فيه لا يهم المؤمن أن يجيل فيه نظره"!! .. بينما أول أماس وضع عليه الإسلام هو النظر العقلي، والنظر العقلي هو أساس الإيمان الصحيح .. ).
فأين هي العقلانية المسيحية ـ وهذا كلام القديس "أنسيلم"؟! .. فضلاً عن أن تكون عقلانيتها متفوقة على العقلانية الإسلامية ـ التي قدمنا الشواهد من مقالاتها؟!.
لقد قرر الإسلام ـ وقرر فلاسفته ومفكروه ـ أن العقل هو الطريق إلى معرفة الله ـ سبحانه وتعالى ـ لأن العقل يتفكر ويتدبر ويتعقل في الخلق، فيدرك أنه لا بد من خالق متصف بكل صفات الجلال والكمال .. ولذلك كانت أول فريضة على الإنسان ـ إسلاميا ـ هي فريضة النظر! حتى قبل الإيمان بالكتب والنبوات والرسالات!! (قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَوَاتِ والأَرْضِ) [يونس: 101]ـ (قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الخَلْقَ) [العنكبوت: 20]
وإذا جاز لبابا الفاتيكان أن يجهل هذا التراث الإسلامي القديم والحديث في العقلية الإسلامية ـ المتميزة .. والمتفوقة .. والمتفردة ـ .. وهذا غير جائزـ فكيف له أن يجهل ـ وهو أستاذ للفلسفة ـ ما كتبه المستشرق الإنجليزي "ألفريد جيوم " عن تفرد الفلسفة الإسلامية بتأسيسها على الدين الإسلامي .. وذلك عندما قال: "إن قوة الحركة الاعتزالية ـ التي أسست علم الكلام الإسلامي .. والفلسفة الإسلامية قبل عصر الترجمة عن الإغريق ـ مردها جهود أولئك الذين حاولوا أقصى ما في طوقهم إقامة علم الكلام الإسلامي على أسس ثابتة من الفلسفة، مصرين في الوقت نفسه على أن تكون تلك الأسس منطقية، ثم الانسجام بينها وبين الفلسفة التي يجب أن تدرس بوصفها من صميم العقيدة الدينية .. ".
* ثم .. أين هي العقلانية ـ يا عظيم الفاتيكان ـ في الدين الذي ينتهك قوانين السببية، ويقررـ فى كتابه ـ أن الإيمان وحده كاف في أن يكون للمؤمن أن يقول للجبل تحول عن مكانك فيتحول الجبل! وأن الصلاة وحدها كافية فى إقدار المصلى على تغيير سير الكواكب، وقلب نظام العالم وتركيبه العنصري؟!.
* بل أين هي حتى ظلال العقلانية فى الدين الذي لا يزال أهله ـ حتى القرن الحادي والعشرين ـ يعتقدون أن " تمتمات" ببعض الكلمات اللاتينية، تحول الخبز والخمر إلى لحم معبودهم ودمه! .. ثم "يتناولونه" ـ يتناولون معبودهم ويأكلونه ـ ليذهبوا بعد ذلك بفضلات هذا المعبود إلى حيث يعرف الجميع!!.
* أين هي العقلانية التي تتحدث عنها وتباهى بها يا عظيم الفاتيكان، وها هو القديس "أوغسطين " [354ـ 430م] يقول: "أؤمن بهذا لأنه محال أو غير معقول!! .. كما يقول القس وهيب الله عطا: " إن التجسيد قضية فيها تناقض مع العقل والمنطق والحس والمادة والمصطلحات الفلسفية، ولكننا نصدق ونؤمن أن هذا ممكن حتى ولو لم يكن معقولاً"!!.
* أين هي العقلانية عند الذين يقول كتابهم: "اعتقد وأنت أعمي"!! .. "أغمض عينيك ثم اتبعني"!!.
* وإذا كنت ـ يا عظيم الفاتيكان ـ لم تقرأ ما جاء في القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف والفلسفة الإسلامية والفكر الإسلامي عن مقام العقل في الإسلام .. فهل يليق بمثلك أن تجهل ما كتبه علماء الغرب عن هذه العقلانية الإسلامية، ودورها في انتشار الإسلام؟! .. وما كتبوه عن لا عقلانية مسيحيتك الرومانية، التي غبشتها وأفسدتها الثقافة الهلينية، وملأتها بالأسرار والألغاز .. ودور هذه اللاعقلانية في
هزيمة مسيحيتك أمام عقلانية الإسلام؟!.
(يُتْبَعُ)
(/)
كيف جهلت ـ يا عظيم الفاتيكان ـ ما كتبه العلماء الأعلام الغربيون الذين جمعوا بين فقه الإسلام وفقه النصرانية .. ومنهم العلامة سير توماس أرنولد [1864 - 1930م] عملاق الثقافة الإنجليزية .. الذي أورد فى كتابه الفذ [الدعوة إلى الإسلام] شهادات العلماء والفلاسفة واللاهوتيين والمستشرقين الغربيين على عقلانية الإسلام .. وعلى امتلاء المسيحية بالأسرار والألغاز التي يستحيل فهمها حتى على أهل الاختصاص.
لقد قال العلامة سير توماس أرنولد: (ولا يستطيع أي فرد أن يوضح الطابع العقلي للعقيدة الإسلامية، وما جنته من هذا الطابع من الفائدة فى نشر الدعوة، توضيحا يبعث على الإعجاب، بأكثر مما وضحه البروفسور "إدوارد مونتيه" [1856 – 1927م] فى العبارات التالية: " الإسلام فى جوهره دين عقلي بأوسع معاني هذه الكلمة من الوجهتين الاشتقاقية والتاريخية، فإن تعريف الأسلوب العقلي Rationalism بأنه طريقة تقييم العقائد الدينية على أسس من المبادئ المستمدة من العقل والمنطق، ينطبق على الإسلام تمام الانطباق .. إن لدين محمد كل العلامات التي تدل على أنه مجموعة من العقائد قامت على أساس المنطق والعقل .. إن الإيمان باالله والآخرة ـ فى الإسلام ـ يستقران في نفس المتدين على أساس ثابت من العقل والمنطق، ويلخصان كل تعاليم العقيدة التي جاء بها القرآن. وإن بساطة هذه التعاليم ووضوحها لهى على وجه التحقيق من أظهر القوى الفعالة في الدين وفي نشاط الدعوة إلى الإسلام.
لقد حفظ القرآن منزلته من غير أن يطرأ عليه تغيير أو تبديل، باعتباره النقطة الأساسية التي بدأت منها تعاليم هذه العقيدة، وقد جهر القرآن دائما بمبدأ الوحدانية في عظمة وجلال وصفاء لا يعتريه التحول. ومن العسير أن نجد فى غير الإسلام ما يفوق تلك المزايا .. وفي هذا تكمن الأسباب الكثيرة التي تفسر لنا نجاح جهود الدعاة المسلمين.
وكان من المتوقع لعقيدة محددة كل التحديد خالية كل الخلو من جميع التعقيدات الفلسفية ـ ثم هي تبعا لذلك في متناول إدراك الشخص العادي- أن تمتلك ـ وإنها لتمتلك فعلا ـ قوة عجيبة لاكتساب طريقها إلى ضمائر الناس").
* وغير شهادة هذا العالم الفرنسي "مونتيه " ـ الخبير بالقرآن والإسلام والخبير بالكاثوليكية ـ يورد العلامة سير توماس أرنولد شهادة اللاهوتي الإيطالي "الأب مراتشى" [1612 – 1700 م]، وهو الذي نشر القرآن متنا وترجمه بالإيطالية .. كما أسهم فى ترجمة العهدين القديم والجديد .. . يورد "أرنولد" شهادة "مراتشي " على عقلانية الإسلام، والتى يقول فيها: "لو قارن إنسان بين أسرار الحالة الطبيعية البسيطة التي فاقت طاقة الذكاء البشري، أو التي هي على الأقل من الصعوبة بمكان، إن لم تكن مستحيلة [العقيدة المسيحية] وبين عقيدة القرآن، لانصرف عن الأولي في الحال، وأسرع إلى الثانية في ترحيب وقبول .. ".
* وغير هاتين الشهادتين الغربيتين على تميز الإسلام وامتيازه في العقلانية ـ بل وتفرده بها، وخاصة إذا ما قورن بالنصرانية ـ يورد العلامة سير توماس أرنولد شهادات غربية على أن هذه العقلانية هي السر في هذا الانتشار الذي شهدته هذه العقيدة الإسلامية .. يورد شهادة الأمير والمستشرق الإيطالي "كايتاني ـ ليون" Caetani [ 1869 ـ 1926م]ـ وهو الخبير في الإسلام والدراسات الإسلامية .. وصاحب الإنجازات المتميزة في تحقيق التراث الإسلامي ـ التي يقول فيها: " إن انتشار الإسلام بين نصارى الكنائس الشرقية إنما كان نتيجة شعور باستياء من السفسطة المذهبية التي جلبتها الروح الهلينية إلى اللاهوت المسيحي.
أما الشرق الذي عرف بحبه للأفكار الواضحة البسيطة، فقد كانت الثقافة الهلينية وبالاَ عليه من الوجهة الدينية؛ لأنها أحالت تعاليم المسيح البسيطة السامية إلى عقيدة محفوفة بمذاهب عويصة، مليئة بالشكوك والشبهات، فأدي ذلك إلى خلق شعور من اليأس، بل زعزع أصول العقيدة الدينية ذاتها.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلما أهلّت آخر الأمر أنباء الوحي الجديد فجأة من الصحراء، لم تعد المسيحية الشرقية التي اختلطت بالغش والزيف، وغرقت بفعل الانقسامات الداخلية، وتزعزعت قواعدها الأساسية، واستولي على رجالها اليأس والقنوط من مثل هذه الريب، لم تعد المسيحية بعد ذلك قادرة على مقاومة وإغراء هذا الدين الجديد الذي بدد بضربة من ضرباته كل الشكوك التافهة، وقدم مزايا مادية جليلة إلى جانب مبادئه الواضحة البسيطة التي لا تقبل الجدل .. وحينئذ ترك الشرق المسيح وارتمي في أحضان نبي بلاد العرب".
* وغير هذه "الشهادة ـ الوثيقة" لكايتاني على أن عقلانية الإسلام هي السر في انتشاره السريع، وانتصاره على اللاعقلانية المسيحية، قدم "أرنولد" شهادة الفيلسوف الأمريكي "جون تايلور" [1753 ـ 1824 م] .. والتي يقول فيها: " إنه من اليسير أن ندرك لماذا انتشر هذا الدين الجديد بهذه السرعة في إفريقيا وآسيا. كان أئمة اللاهوت في إفريقيا والشام قد استبدلوا بديانة المسيح عقائد ميتافيزيقية عويصة، وذلك أنهم حاولوا أن يحاربوا ما ساد هذا العصر من فساد بتوضيح فضل العزوبية في السماء، وسمو البكورية إلى مرتبة الملائكة، فكان اعتزال العالم هو الطريق إلى القداسة، والقذارة صفة لطهارة الرهبنة، وكان الناس في الواقع مشركين يعبدون زمرة من الشهداء والقديسين والملائكة، كما كانت الطبقات العليا مخنثة يشيع فيها الفساد، والطبقات الوسطي مرهقة بالضرائب، ولم يكن للعبيد أمل في حاضرهم ولا مستقبلهم، فأزال الإسلام ـ بعون من الله ـ هذه المجموعة من الفساد والخرافات.
لقد كان ثورة على المجادلة الجوفاء في العقيدة، وحجة قوية ضد تمجيد الرهبانية باعتبارها رأس التقوى. ولقد بين أصول الدين التي تقول بوحدانية الله وعظمته، كما بين أن الله رحيم عادل يدعو الناس إلى الامتثال لأمره والإيمان به وتفويض الأمر إليه، وأعلن أن المرء مسئول، وأن هناك حياة آخرة ويوما للحساب، وأعد للأشرار عقاباً أليما، وفرض الصلاة والزكاة والصوم وفعل الخير، ونبذ الفصائل الكاذبة والدجل الديني والترهات والنزعات الأخلاقية الضالة وسفسطة المنازعين في الدين، وأحل الشجاعة محل الرهبنة، ومنح العبيد رجاء، والإنسانية إخاء، ووهب الناس إدراكا للحقائق الأساسية، التي تقوم عليها الطبيعة البشرية".
http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=39726&Page=1&Part=10
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[18 Oct 2007, 12:49 م]ـ
أشكرك أخي الكريم على نقولاتك الرائعة التي تتحفنا بها ..
وإلى الأمام!
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[19 Oct 2007, 02:04 ص]ـ
إذا كان عظيم الفاتيكان ـ أستاذ الفلسفة ـ قد جهل عقلانية الإسلام ـ كما جاءت في مصادره ـ فلماذا تجاهل ما كتبه علماء الغرب في هذا الميدان .. وهو شهير ومنشور بمختلف اللغات الغربية التي يتقنها عظيم الفاتيكان؟! .. أم أن " الغرض" هو "المرض"! الذي جعل الرجل يتجاهل هذا "المقال الغربي" في عقلانية الإسلام .. ولا عقلانية المسيحية التي انتصر عليها الإسلام؟!.
...
ويا ليت الأمر قد وقف بهذا البابا عند "الجهل" و"التجاهل"، ذلك أن بابا الفاتيكان ـ بنديكتوس السادس عشر ـ قد استند في حكمه على الإيمان الإسلامي بأنه لا عقلاني ولا منطقي .. وأنه "إيمان وثني أعمي"! .. استند إلى نص منسوب إلى الإمام الفيلسوف والفقيه ابن حزم الأندلسي [384 – 456 هـ / 994 – 1064 م] .. فقال: " لقد ذهب ابن حزم إلى حد الإقرار بأن الرب الله لا يلتزم حتى بكلمته الخاصة، وأنه ما من شيء يلزمه بكشف الحقيقة لنا .. ".
ثم علق البابا ـ في محاضرته ـ على هذه "الفكرة" المنسوبة لابن حزم، فقال ـ مقارناً هذه "الفكرة" باعتقاده المسيحي ـ: " إن القول الفصل في النقاش حول التحول العقائدي باستخدام العنف هو أن عدم التصرف وفقا للعقل هو أمر مناهض لطبيعة الرب .. ولكن بالنسبة للتعاليم الإسلامية فإن الرب مطلق السمو، فمشيئته لا تتماشي مع أي من خصائصنا، بما فيها العقلانية".
ثم خلص ـ هذا البابا ـ إلى وصف الإيمان الإسلامي بأنه إيمان وثني أعمي .. وبنص عبارته: " ففيما يتعلق بإرادة الله ـ في الإسلام ـ ينبغي علينا التعبد بشكل وثني أعمي"!!.
وأمام هذا الحكم الفاجر ـ وليس فقط الجائر ـ على الإيمان الإسلامي .. لابد من وقفات:
(يُتْبَعُ)
(/)
* إن بابا الفاتيكان ـ بنديكتوس السادس عشر ـ هو أستاذ للفلسفة، مارس العمل الأكاديمي وتقاليد البحث العلمي الأكاديمية قبل أن ينخرط في سلك الكهنوت .. ولقد تولى ـ في الفاتيكان ـ قبل البابوية "عمادة كلية الكاردينالات" .. ومن تقاليد البحث العلمي ـ التي يعرفها حتى المبتدئون في هذا الميدان ـ الرجوع في الاستشهاد بالنصوص إلى مصادرها الأصلية، فهل صنع ذلك بابا الفاتيكان ـ وهو أستاذ الفلسفة ـ عندما استشهد بابن حزم، وأسس حكمه على الإيمان الإسلامي بأنه لا عقلاني ووثني أعمي، بناء على هذا "الشاهد" الذي استشهد به؟!.
إن أستاذ الفلسفة ـ الحبر الأعظم للفاتيكان ـ قد خان أمانة البحث العلمي .. واستند إلى "شهادة مزور وكاذب"!! فهو لم يرجع إلى ابن حزم ـ وكتبه مترجمة إلى العديد من اللغات الغربية ـ وإنما اعتمد ـ هذا الأستاذ للفلسفة ـ على "منهج العنعنات" .. فاستند إلى مسيحي لبناني هو "عادل تيودور خوري" .. الذي لم يرجع هو الآخر إلى المصادر الأصلية لابن حزم .. وإنما أخذ عن باحث فرنسي في الإسلاميات هو "أرنادليز"! .. وهذه سقطة وخيانة لتقاليد البحث العلمي ما كان يليق ببابا الفاتيكان ـ أستاذ الفلسفة ـ أن يقع فيها، خصوصا عندما يتحدث في محاضرة فلسفية ـ عن علاقة الإيمان بالعقل ـ في الجامعة التي كان يدرس فيها الفلسفة .. وإلى نخبة من الأساتذة الجامعيين الأكاديميين! ثم يرتب على هذه السقطة وشهادة الزور ذلك الحكم الجاهل والفاجر على الإيمان الإسلامي ـ الذي يتدين به مليار ونصف المليار من البشر ـ وهو الإيمان الذي يقض انتشاره مضاجع البابا حتى في عقر داره الأوروبية!.
* ولقد ظننت في بادئ الأمر ـ لحسن ظني بأمانة الرجل الأكاديمية ـ أن الأمر لا يعدو أن يكون إساءة فهم منه للفكرة المنسوبة لابن حزم .. وظننت أن ابن حزم يدافع عن طلاقة المشيئة الإلهية والقدرة الإلهية في مواجهة المعتزلة الذين "أوجبوا" على الله فعل الصلاح والأصلح ـ الأمر الذي يوهم أنهم قد حدوا من طلاقة القدرة والمشيئة الإلهية ـ وأن الأمر لا يعدو الرفض ـ من ابن حزم ـ لتقييد المشيئة الإلهية والقدرة الربانية .. لكن عنًّ لي أن أختبر مدي الصدق في هذا الذي نسبه البابا إلى ابن حزم، نقلا عن "الأساتذة" الكاثوليك: عادل تيودور خوري .. وأرنادليز.
ولم يكن هذا الاختبار بالأمر السهل أو الميسور .. وذلك لأن البابا ـ أستاذ الفلسفة ـ قد وقع في سقطة علمية أخري عندما نسب كلاما لابن حزم، دون أن يقول لنا ما هو الكتاب الذي قال فيه ابن حزم هذا الكلام؟.
إن لابن حزم عشرات الكتب .. وبعض هذه الكتب تبلغ مجلداتها العشرات .. ففي أي كتاب؟ .. أو جزء؟ .. أو صفحة .. وفي أية طبعة من الطبعات يمكن العثور على هذا الذي نسبه البابا إلى الإمام ابن حزم؟ بل في أية لغة من اللغات التي ترجم إليها فكر ابن حزم تم النقل عنه من قبل الذين نقل عنهم بابا الفاتيكان؟؟!
لكن خطر القضية .. وخطورة الحكم الذي حكم به البابا ـ أستاذ الفلسفة ـ على الإيمان الإسلامي، جعلني أستعين بالخبرة في التعامل مع المصادر .. ومظان القضايا والأفكار .. حتى هداني الله فعثرت على المصدر الذي تحدث فيه ابن حزم حول هذا الموضوع في كتابه [الفصل في الملل والأهواء والنحل].
ولقد كانت المفاجأة الأعظم عندما اكتشفت الكذب البواح والاغتيال الفكري الصريح الذي مارسه الحبر الأعظم ـ و"الأساتذة" الكاثوليك الذين نقل عنهم ـ ضد أفكار ابن حزم حول طلاقة المشيئة الإلهية ولا محدودية القدرة الإلهية.
منهج الاغتيال الفكري على طريقة [لا تقربوا الصلاة] و [ويل للمصلين]!! .. فابن حزم لم يرد في كلامه ولم يخطر بباله أن يقول: " إن الله لا يلتزم حتى بكلمته الخاصة، وإنه ما من شيء يلزمه بكشف الحقيقة لنا .. " .. ومن ثم لم يقل إن مشيئة الله منفكة عن العدل والمنطق والمعقول والصلاح والأصلح .. وإنما ميز بين قدرة البشر المحدودة وبين قدرة الله التي لا تحدها حدود .. وأكد ـ في الوقت ذاته ـ بالنصوص الصريحة اتساق المشيئة الإلهية مع الحكمة والرحمة والعدل والمنطق والعقل .. لأنه ـ سبحانه ـ مع طلاقة مشيئته وقدرته، لا يفعل الظلم ولا الجور ولا العبث ولا الكذب، مما لا يليق بذاته المتصفة بصفات الجلال والجمال والكمال، ومن ثم فلا يصدر عنه ـ سبحانه ـ ما ينافي الحكمة والعقل
(يُتْبَعُ)
(/)
والمنطق .. لأن فعل ذلك هو من صفات المخلوقين، وليس من صفات الخالق .. وهو ـ سبحانه ـ الذي كتب على نفسه الرحمة .. والذي لا يظلم أحدا .. والذي لا يأمر بالفحشاء ولا المنكر .. والذي أحسن كل شيء خلقه وقدره تقديراً.
ولقد كشفت نصوص ابن حزم عن حقيقة الإيمان الإسلامي: الإيمان بمشيئة إلهية وقدرة ربانية لا تعرف الحدود .. ولا تتناهي .. وفي الوقت ذاته منزهة عن مجاوزة الحكمة والرحمة والعدل والمنطق والعقلانية بكل ما تعني هذه المصطلحات عند الذين يفقهون ويعقلون .. وحتى تتكشف "العورة الفكرية" و"السقطة المنهجية" و" الكذبة الكبرى" التي سقط فيها "أستاذ الفلسفة" والحبر الأعظم للفاتيكان ـ هو وحزبه ـ نورد نصوص الإمام ابن حزم حول القدرة الإلهية والمشيئة الربانية في التصور العقدي للإسلام والمسلمين .. وهو في هذه النصوص يقول لمن يسأل:
ـ هل طلاقة القدرة الإلهية ـ القادر على كل شيء ـ تجعله فاعلا للكذب مثلا وهو في مقدوره؟
فيقول ابن حزم ـ في جواب هذا السؤال ـ: "إن الله تعالي فعال لما يشاء، وعلى كل شيء قدير .. [وكان الله عليما قديرا]، فأطلق تعالي لنفسه القدرة، وعم ولم يخص، فلا يجوز تخصيص قدرته بوجه من الوجوه .. فإن قال قائل: فما يؤمنكم إذ هو تعالي قادر على الظلم والكذب والمحال من أن يكون قد فعله أو لعله سيفعله فتبطل الحقائق كلها ولا تصح، ويكون كل ما أخبرنا به كذبا؟ ".
ثم يجيب ابن حزم على سؤال هذا القائل:
"وجوابنا في هذا .. أن الله تعالي قادر عليه ولكن لا يفعله .. وأنه تعالي لا يجور ولا يكذب .. ولا يظلم، وأنه تعالي قد أخبرنا بأنه قد تمت كلماته صدقًا وعدلاً ولا مبدل لكلماته، وأنه تعالي قادر، وليس كل ما يقدر عليه يفعله .. وكل من يدين بأن الله حق مجمعون على أنه تعالي لا يكذب ولا يظلم .. وقد صح إطباق جميع سكان الأرض قديما وحديثا، لا نحاشي أحدا، على أن الله لا يظلم ولا يكذب.
وقد قام البرهان على أنه تعالي لا يشبه شيء من خلقه في شيء من الأشياء، والخلق عاجزون عن كثير من الأمور، والعجز من صفة المخلوقين، فهو منفي عن الله عز وجل جملة، وليس في الخلق قادر بذاته على كل مسئول عنه، فوجب أن الباري تعالي هو الذي يقدر على كل مسئول عنه .. وكذلك الكذب والظلم من صفات المخلوقين، فوجب يقينًا أنهما منفيان عن الباري تعالي .. فهذا هو الذي آمننا من أن يظلم أو يكذب أو يفعل غير ما علم أنه يفعله، وإن كان تعالي قادرا على ذلك".
هذه هي نصوص الإمام ابن حزم الأندلسي، حول الإيمان الإسلامي بطلاقة المشيئة الإلهية، ولا محدودية القدرة الإلهية .. وفي الوقت ذاته تنزيه الذات الإلهية عن كل ما لا يليق بالحكمة المطلقة .. والعدل المطلق .. والرحمة المطلقة.
لقد تنزه ـ سبحانه ـ عن العجز البشري، وعن فعل ما لا يليق بذاته المنزهة .. لقد خلق كل شيء بقدر .. وكتب على نفسه الرحمة .. وهو (الَذِي أَنزَلَ الكِتَابَ بِالْحَقِّ والْمِيزَانَ) [الشورى: 17]، (وأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الكِتَابَ والْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ) [الحديد: 25]، ومن ثم فلا تناقض بين طلاقة قدرته ـ سبحانه ـ وبين الحكمة والمنطق والعقل كما يفهمها الحكماء والعقلاء.
تلك هي الحقيقة التي "جهلها ـ وتجاهلها" بابا الفاتيكان ـ أستاذ الفلسفة ـ فافتري على الإمام ابن حزم، ونسب إليه ما لم يقله .. بل افتري عليه عكس ما قاله!! ..
لقد قال ابن حزم:" لقد أخبرنا الله تعالي بأنه قد تمت كلماته صدقا وعدلاً لا مبدل لكلماته".
وافتري البابا على ابن حزم عندما نسب إليه عبارة:" إن الله لا يلتزم حتى بكلمته الخاصة"!!
وهكذا بلغ الافتراء حد الفجور .. ثم صعد به إلى حيث عممه على الإيمان الإسلامي، فوصفه بأنه "إيمان وثني أعمي"!! فلم يقف الافتراء عند ابن حزم وإنما عممه البابا على الإسلام .. وكل المؤمنين بالإسلام!.
وهكذا تأسس الافتراء الغريب والعجيب على فضيحة علمية من "الوزن الثقيل"! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.(/)
الفاتيكان يوقف حبرا عن العمل
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[14 Oct 2007, 11:27 م]ـ
الفاتيكان يوقف حبرا عن العمل بسبب "مثليته الجنسية"
روما ـ المصريون (رصد): بتاريخ 14 - 10 - 2007
أكد الفاتيكان أخبارا أوردتها صحف محلية مفادها أنه أوقف حبرا رفيع المستوى عن ممارسة واجباته الكهنوتية.
وكان الحبر الذي يعمل في الإدارة المكلفة بشؤون رجال الدين في كل مناطق العالم، ظهر على شاشة تلفزيون إيطالي في وقت سابق من هذا الشهر واعترف بأنه مثلي جنسيا.
وقال كبير الناطقين باسم الفاتيكان، الأب فريديريكو لومباردي، إن الحبر المذكور الذي يحمل لقب "مونسينيور" أُوقف عن العمل ريثما تستكمل الجهات المختصة في الفاتيكان إجراء تحقيقات وافية؛ حسبما ذكرت الـ بي بي سي.
ويُذكر أن "مونسينيور" هو لقب يحمله عادة كبار المسؤولين في إطار التراتبية الإدارية داخل الفاتيكان.
وقال الأب لومباردي إن هذه القضية رغم أنها محاطة بسرية، فإن الحبر محل التحقيق تصرف على نحو غير منسجم مع متطلبات وضعه داخل الفاتيكان.
ويبدو أن الحبر الذي أُبقي اسمه طي الكتمان تصرف بطريقة ساذجة بظهوره في برنامج تلفزيوني، يستقصي وضع القساوسة المثليين جنسيا، بُث في قناة تجارية.
وسمح الحبر موضوع التحقيق للكاميرا بتصويره وهو داخل مكتبه الخاص في الفاتيكان.
ورغم إخفاء صوته، فإن زملاءه وأصدقاءه تعرفوا على هويته بسهولة بصفته الحبر الذي يقدم ويقيم قداسا دينيا يُبث على قناة كاثوليكية محلية مشهورة.
وقال الحبر للصحفي الذي أجرى الحوار معه إنه لا يرى نفسه مخطئا بسبب أنشطته المتصلة بمثليته الجنسية رغم أنه اضطر إلى إخفائها مراعاة لتعاليم الكنيسة حول الموضوع.
ونادرا ما يعلق الفاتيكان على الفضائح الجنسية التي يتورط فيها القساوسة، وبالتالي فإن توقيف هذا الحبر عن العمل يعتبر أمرا غير مألوف.
نقلا عن
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=39637&Page=13
ـ[مرهف]ــــــــ[17 Oct 2007, 12:42 م]ـ
هذه ليست أول فضيحة أو حالة توقيف يقوم بها الفتكان وأبوهم، فقد سبقتها المئات من الفضائح في الشذوذ مع الأطفال عداك مع الكبار والنساء، والذي يبحث عن هذه الفضائح فسيجتمع لديه مجلدات منها عافانا الله وإياكم.(/)
الفاتيكان والإسلام .. أهي حماقة .. أم عداء له تاريخ؟ (10)
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[21 Oct 2007, 12:21 ص]ـ
د. محمد عمارة: بتاريخ 19 - 10 - 2007
هل يليق بعظيم الفاتيكان أن يقتبس الافتراءات التي تتحدث عن أن رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم لم يأت إلا بما هو سييء ولا إنساني وشرير؟!! ومن ذلك حضه على نشر دينه بالسيف؟!!.
وإذا كانت "خارطة العالم الإسلامي" تقول: إن أربعة أخماس الأمة الإسلامية لم يدخل بلادها جيش إسلامي فاتح .. ولا عرفت في تاريخها حروباً ولا فتوحات .. وإنما دخلها الإسلام وانتشر فيها بالقدوة والأسوة وتميز منظومة القيم والأخلاق التي جاء بها الإسلام، والتي حملها إلى هذه البلاد التجار والعلماء والمتصوفة.
كما تقول حقائق تاريخ الفتوحات الإسلامية إن هذه الفتوحات جميعها إنما تمت ضد قوى الهيمنة الاستعمارية والحضارية التي قهرت الشرق واستعمرته ونهبته لعشرة قرون، بدءا من "الإسكندر الأكبر" [356 - 324 ق. م] في القرن الرابع قبل الميلاد إلى "هرقل" [610 - 641م] في القرن السابع للميلاد ..
وتقول هذه الحقائق ـ كذلك ـ بأن جميع معارك تلك الفتوحات الإسلامية إنما كانت ضد جيوش الاستعمار البيزنطي والفارسي، ولم تدر معركة واحدة ضد أهل البلاد من الشرقيين.
بل وتقول هذه الحقائق ـ أيضاً ـ إن الشعوب الشرقية قد وقفت مع جيوش الفتح الإسلامي ضد المحتلين البيزنطيين الرومان، لأنها رأت في الفتح الإسلامي تحريرا للأرض والأوطان من النهب الروماني، وتحريرا للشرق من القهر الحضاري البيزنطي .. وتحريراً للمسيحية الشرقية وضمائر أهلها من الاضطهاد الديني ـ بل والإبادة ـ التي مارستها الكنيسة الرومانية ضد النصرانية الشرقية .. وقد وقفت هذه الشعوب الشرقية جميعها مع جيوش الفتح الإسلامي، وهي على دياناتها السابقة على الإسلام .. وقد شهد الأساقفة النصارى الشرقيون ـ ومنهم شهود العيان على هذا الفتح الإسلامي ـ على أن هذا الفتح إنما كان "إنقاذاً" للنصرانية الشرقية ـ التي اضطهدها الرومان ـ وتحريراً للكنائس والأديرة الشرقية ـ التي اغتصبها الرومان ـ وعلى أن هذا الفتح إنما جاء "عقاباً إلهيا" ـ بيد إسلامية ـ للرومان على ظلمهم الذي مارسوه ضد الشرق والشرقيين لعشرة قرون.
* شهد بهذه الحقيقة ـ التي تجاهلها عظيم الفاتيكان ـ الأسقف القبطي "يوحنا النقيوسي" .. فقال:
"إن الله ـ الذي يصون الحق ـ لم يهمل العالم، وحكم على الظالمين ولم يرحمهم لتجرئهم عليه، وردهم إلى أيدي الإسماعيليين ـ العرب المسلمين ـ ثم نهض المسلمون وحازوا كل مدينة مصر.
وكان هرقل حزينا .. وبسبب هزيمة الروم الذين كانوا في مدينة مصر، وبأمر الله الذي يأخذ أرواح حكامهم .. مرض هرقل ومات.
وكان عمرو بن العاص [50 ق. هـ ـ 43 هـ / 574 – 664 م] يقوى كل يوم في عمله، ويأخذ الضرائب التي حددها، ولم يأخذ شيئا من مال الكنائس، ولم يرتكب شيئا ما، سلبا أو نهبا، وحافظ عليها [الكنائس] طوال الأيام".
* وشهد بذلك بطرك المصريين "بنيامين" [39 هـ / 659 م] الذي ظل هاربا من مطاردة الرومان ثلاثة عشر عاماً .. حتى جاء الفتح الإسلامي فأمّنه وأعاده إلى كرسي كنيسته .. وأعاد إليه كنائس رعيته وأديرتهم من الاغتصاب الروماني .. فخطب في "دير مقاريوس" ـ بعد التحرير الإسلامي ـ فقال:
" لقد وجدت في الإسكندرية زمن النجاة والطمأنينة اللتين كنت أنشدهما، بعد الاضطهادات والمظالم التي قام بتمثيلها الظلمة المارقون".
* ولقد وصف الأسقف "يوحنا النقيوسي" فرح المصريين بانتصار المسلمين على الرومان .. وبهجتهم بتحرير المسلمين للبطرك "بنيامين" ورد الكنائس والأديرة إلى أهلها .. وصف ذلك الذي شهدته عيناه، فقال: " ودخل الأنبا بنيامين بطرك المصريين مدينة الإسكندرية، بعد هربه من الروم في العام 13 ـ أي العام الثالث عشر من تاريخ هروبه ـ وسار إلى كنائسه، وزارها كلها.
وكان كل الناس يقولون: هذا النفي، وانتصار الإسلام، كان بسبب ظلم هرقل الملك، وبسبب اضطهاد الأرثوذكسيين على يد البابا "كيرس" ـ البطرك المعين من قبل الدولة الرومانية في مصر ـ وهلك الروم لهذا السبب، وساد المسلمون مصر .. ".
(يُتْبَعُ)
(/)
* كما شهد بذلك الأسقف "ميخائيل السرياني" ـ بعد خمسة قرون من الفتح التحريري الإسلامي ـ فقال في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الميلادي: "وهذا هو السبب أن إله الانتقام الذي تفرد بالقوة والجبروت، والذي يديل دولة البشر كما يشاء فيؤتيها من يشاء .. لما رأي شرور الروم الذين لجأوا إلى القوة فنهبوا كنائسنا، وسلبوا أديارنا في كافة ممتلكاتهم، وأنزلوا بنا العقاب من غير رحمة ولا شفقة، أرسل أبناء إسماعيل من بلاد الجنوب ليخلصنا على أيدهم من قبضة الروم .. ولم يكن كسبا هينا أن نتخلص من قسوة الروم وأذاهم وحنقهم وتحمسهم العنيف ضدنا، وأن نجد أنفسنا في أمن وسلام".
وهكذا رأي ميخائيل الأكبر ـ بطريق أنطاكية اليعقوبي ـ "أصبع الله في الفتوح العربية حتى بعد أن خبرت الكنائس الشرقية الحكم الإسلامي خمسة قرون"، كما يقول العالم الإنجليزي توماس أرنولد.
* وشهد على هذا الطابع التحريري للفتح الإسلامي العلامة سير توماس أرنولد [1864 – 1930م] فقال: "إنه من الحق أن نقول: إن غير المسلمين نعموا ـ بوجه الإجمال ـ في ظل الحكم الإسلامي بدرجة من التسامح، لا نجد لها معادلا في أوروبا قبل الأزمنة الحديثة.
وإن دوام الطوائف المسيحية في وسط إسلامي يدل على أن الاضطهادات التي قاست منها بين الحين والآخر على أيدي المتزمتين والمتعصبين، كانت من صنع الظروف المحلية أكثر مما كانت عاقبة مبادئ التعصب وعدم التسامح".
* وشهد بذلك ـ أيضا ـ المستشرق الألماني الحجة "آدم متز" [1869 – 1917 م] عندما قال: " لقد كان النصاري هم الذين يحكمون بلاد الإسلام"!.
* ولقد استمرت شهادات الإنصاف للفتوحات الإسلامية ـ من رجال الدين والمؤرخين غير المسلمين ـ حتى القرن العشرين .. فكتب يعقوب نخلة روفيلة [1847 – 1905م] في كتابه [تاريخ الأمة القبطية] يقول: " ولما ثبت قدم العرب في مصر، شرع عمرو بن العاص في تطمين خواطر الأهلين باستمالة قلوبهم إليه، واكتساب ثقتهم به، وتقريب سراة القوم وعقلائهم منه، وإجابة طلباتهم.
وأول شيء فعله من هذا القبيل: استدعاء "بنيامين" البطريرك، الذي اختفي من أيام هرقل ملك الروم، فكتب أمانًا وأرسله إلى جميع الجهات يدعو فيه البطريرك للحضور، ولا خوف عليه ولا تثريب، ولما حضر وذهب لمقابلته ليشكره على هذا الصنيع أكرمه وأظهر له الولاء، وأقسم له بالأمان على نفسه وعلى رعيته، وعزل البطريرك الذي كان أقامه هرقل، ورد "بنيامين" إلى مركزه الأصلي معززاً مكرماً.
وكان بنيامين موصوفا بالعقل والمعرفة والحكمة حتى سماه بعضهم (بالحكيم) .. وقيل إن عمرا لما تحقق ذلك منه قربه إليه، وصار يدعوه في بعض الأوقات ويستشيره في الأحوال المهمة المتعلقة بالبلاد وخيرها .. وقد حسب الأقباط هذه الالتفاتة منة عظيمة وفضلا جزيلاً لعمرو.
واستعان عمرو في تنظيم البلاد بفضلاء القبط وعقلائهم على تنظيم حكومة عادلة تضمن راحة الأهالي، فقسم البلاد إلى أقسام يرأس كلاً منها حاكم قبطي ينظر في قضايا الناس ويحكم بينهم، ورتب مجالس ابتدائية واستئنافية مؤلفة من أعضاء ذوي نزاهة واستقامة، وعين نوابا من القبط ومنحهم حق التدخل في القضايا المختصة بالأقباط والحكم فيها بمقتضي شرائعهم الدينية والأهلية، وكانوا بذلك في نوع من الحرية والاستقلال المدني، وهي ميزة كانوا قد جردوا منها في أيام الدولة الرومانية.
وضرب [عمرو بن العاص] الخراج على البلاد بطريقة عادلة .. وجعله على أقساط، في آجال معينة، حتى لا يتضايق أهل البلاد .. وبالجملة، فإن القبط نالوا في أيام عمرو بن العاص راحة لم يروها من أزمان .. ".
هكذا شهدت هذه الشهادات التي كتبها أقباط ومستشرقون، منهم من كان شاهد عيان على الفتوحات الإسلامية، على أن هذه الفتوحات:
* هي التي أنقذت النصرانية الشرقية من الإبادة الرومانية.
* وأعادت الشرعية والعلنية والحرية لهذه النصرانية الشرقية، بعد أن حظرها الرومان وعاملوها باعتبارها هرطقة ممنوعة، وبعبارة "ميخائيل الأكبر ـ السرياني": "فإن الإمبراطور الروماني لم يسمح لكنيستنا المونوفيزتية ـ[القائلة بالطبيعة الواحدة للمسيح]ـ بالظهور، ولم يصغ إلى شكاوى الأساقفة فيما يتعلق بالكنائس التي نهبت؛ ولهذا فقد انتقم الرب منه".
(يُتْبَعُ)
(/)
* وحررت دور العبادة النصرانية ـ الكنائس والأديرة ـ من الاغتصاب الروماني، لا ليتخذها المسلمون مساجد، وإنما أعادوها إلى النصارى الوطنيين حتى "ليروي أنه خرج للقاء عمرو بن العاص من أديرة وادي النطرون ـ بمصر ـ سبعون ألف راهب، بيد كل واحد عكاز، فسلموا عليه، وأنه كتب لهم كتاباً ـ بالأمان ـ هو عندهم ... ".
* وحررت هذه الفتوحات الإسلامية الناس فأشركتهم في حكم بلادهم وأعادت إليهم استقلالهم القانوني .. والقضائي .. والمدني .. الذي حرموا منه طوال قرون الاستعمال الروماني.
* كما أعادت العدالة الاجتماعية إلى هذه البلاد، عندما نظمت الضرائب وجعلتها على أقساط .. وفي آجال محددة .. وحصرتها في ضريبتين بعد أن كان المواطن يدفع أربع عشرة ضريبة للرومان!.
* وعاد الطابع الوطني للنصرانية الشرقية وكنائسها ورئاساتها .. فعزل عمرو بن العاص "البطرك ـ الاستعماري" الروماني وأعاد البطرك "بنيامين" إلى كرسي كنيسته الوطنية المصرية.
* وإذا كان المستشرق الألماني الحجة "آدم متز" قد وصف حال النصاري في ظل الدولة الإسلامية فقال: " لقد كان النصارى هم الذين يحكمون بلاد الإسلام" .. فإن هؤلاء النصارى قد حرموا حرياتهم المدنية والسياسية والقانونية والقضائية والثقافية واللغوية طوال القرون التي ابتليت بلادهم فيها باستعمار الرومان والبيزنطيين.
* ولذلك كان استقبال شعوب الشرق للفاتحين الإسلاميين كمحررين .. وبعبارة المؤرخ النصراني "جاك تاجر" [1918 – 1952]: " فإن الأقباط قد استقبلوا العرب كمحررين، بعد أن ضمن لهم العرب ـ عند دخولهم مصر ـ الحرية الدينية، وخففوا عنهم الضرائب .. ولقد ساعدت الشريعة الإسلامية الأقباط على دخولهم الإسلام وإدماجهم في المجموعة الإسلامية، بفضل إعفائهم من الضرائب .. أما الذين ظلوا مخلصين للمسيحية فقد يسر لهم العرب سبل كسب العيش .. إذ وكلوا لهم أمر الإشراف على دخل الدولة".
* وحتى البابا شنودة الثالث [1923 - ] بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ـ أكبر كنائس الشرق وأعرقها ـ والذي كتب عن عدل الإسلام وسماحته، وعن عدل الخلفاء والحكام المسلمين مع غير المسلمين .. فقال عن عدل الراشد الثاني عمر بن الخطاب [40 ق.هـ - 23 هـ / 584 – 644 م]:
" لقد رأينا في التاريخ الإسلامي أمثلة واضحة للسماحة الإسلامية، نذكر منها أن الخليفة عمر بن الخطاب حينما اقترب من الموت أوصي من يأتي بعده في الخلافة من جهة أهل الكتاب بأمرين:
الأمر الأول: وفاء العهود التي أعطيت لهم.
والأمر الثاني قال فيه: ولا تكلفوهم فوق ما يطيقون.
. . وحينما كان الوليد بن عقبة واليا على بني تغلب ومن فيهم من نصارى. . ورأى عمر أن الوليد هدد هؤلاء الناس وتوعدهم، عزله من الولاية حتى لا يلقى بهم شرا .. وهكذا كان المسلمون يسلكون فى العدل بين رعاياهم، أيا كان مذهبهم.
ولقد انتهت حياة عمر بن الخطاب على الأرض، وانتهت مدة خلافته، ولكن الخير الذي عمله لم يمت بموته إطلاقا، ولا يزال حيا الآن يملأ الآذان ويملأ الأذهان .. ويحيا مع الناس على مدى الأزمان".
كما تحدث البابا شنودة عن سماحة الخليفة معاوية بن أبي سفيان [20ق. هـ - 60 هـ / 603 – 680 م] مع غير المسلمين .. فقال: " لقد كان طبيبه الخاص نصرانياً. . واختار رجلا مسيحيا لكي يؤدب ابنه يزيد .. ويزيد هذا اختار كاهنا مسيحيا لكي يؤدب ابنه خالداً".
وتحدث عن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان [26 - 86 هـ / 646 – 705 م] فقال: " لقد اتخذ يوحنا الدمشقي [55 - 122هـ / 675 - 740م] مستشارا له. . وقد اختار رجلاً معلماً مشهورا اسمه " أطانا سيوس" لكي يؤدب أخاه عبد العزيز. . ولما صار عبد العزيز بن مروان حاكما لمصر أخذ "أطانا سيوس" معه كمستشار له. . ونجد أن الأخطل [19 – 90هـ / 640 – 708 م] كان من الشعراء المسيحيين المشهورين، واندمج فى مجموعة متلازمة مع جرير [28 - 110 هـ / 640 - 708م] والفرزدق [110 هـ / 728 م] واشتهرت هذه المجموعة في العصر الأموي. . وكان الأخطل المسيحي حينما يدخل إلى مساجد المسلمين يقوم المسلمون له إجلاًلا لعلمه وأدبه، كما يروي التاريخ الإسلامي".
(يُتْبَعُ)
(/)
كذلك يشهد البابا شنودة للخليفة الأموي هشام بن عبد الملك [71 – 125 هـ / 690 - 743 م] فيقول: "إنه ابتنى للبطريرك فى أيامه بيتا إلى جوار قصره، وكان يستمع منه إلى صلواته وعظاته".
ويشهد ـ كذلك ـ للعصر العباسي، فيقول عن أبى جعفر المنصور [136 - 158هـ / 753 - 774م]: " إن طبيبه الخاص كان مسيحيا اسمه " جرجس بن بختيشوع"، وكان الخليفة هارون الرشيد [149 – 193 هـ / 766 – 809 م] يقول للناس: من كان منكم له حاجة عندي فليكلم فيها جبرائيل؛ لأني لا أرد له طلبا .. وكان يوحنا مشهورا من أيام الرشيد إلى أيام المتوكل [206 – 247 هـ / 821 – 681 م]، وكان هؤلاء الخلفاء يدعونه إلى موائدهم، وما يأكلون شيئا إلا في حضرته .. وكان حنين بن إسحق من أشهر الأطباء في العصر الإسلامي، حتى قيل عنه إنه أبوقراط عصره وجالينوس دهره. وحنين بن إسحق هذا تعلم الفقه على يد الإمام أحمد بن حنبل [164 – 241 هـ / 780 - 855م] وكذلك اللغة على يد سيبويه [148 – 180 هـ / 765 – 796 م] ونبغ في اللغة العربية نبوغا عظيماً .. ".
كما شهد البابا شنودة للدولة الطولونية، ومؤسسها أحمد بن طولون [220 – 270 هـ / 834 ـ 884م] "الذي كان من المحبين للأقباط كثيرا، والذي اختار مسيحيا لكى يبنى له مسجده .. واختار مسيحيا لكي يبنى القناطر وكثيرا من منشآته. . وكان يذهب كثيرا لزيارة دير القصير، وكان على صلة وثيقة برهبانه هناك. . فلقد كانت الأديرة المصرية دائما مجالاً لالتقاء الخلفاء والولاة، وكانوا يحبونها ويقضون فيها الكثير من الوقت، ويصادقون رهبانها وأساقفتها".
كما شهد البابا شنودة للدولة الإخشيدية، ومؤسسها محمد بن طغج الإخشيد [268 – 334 هـ / 882 – 946 م] "الذي كان يبنى الكنائس بنفسه وتولى ترميمها".
كما شهد البابا شنودة للدولة الفاطمية .. فقال: " ولا أستطيع أن أذكر مقدار اهتمام الخلفاء الفاطميين بالكنائس وبنائها وترميمها .. ".
ثم يختم البابا شنودة شهادته للتاريخ الإسلامي والسماحة الإسلامية، فيقول: " كما تولى الخلفاء والحكام إقامة الوحدة الوطنية ورعايتها .. ".
http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=39851&Page=1&Part=10
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[21 Oct 2007, 02:21 ص]ـ
بقلم: د. محمد عمارة: بتاريخ 20 - 10 - 2007
هل قرأ عظيم الفاتيكان هذه الشهادات ـ التاريخية والمعاصرة ـ على هذه الحقائق .. قبل أن يفترى على الإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم فرية الانتشار بحد السيف؟! ..
وإذا كان الرجل قد جهل هذا التراث الشرقي القديم .. والحديث .. والمعاصر .. فلماذا تجاهل الكتابات الغربية الحديثة التي أنصفت الفتوحات الإسلامية .. وأعلنت أن الانتشار الإسلامي إنما تم سلمًا، بل وحتى دون وجود "مؤسسة دعوية تبشيرية" تقوم على نشر الإسلام! ..
لقد قال "جورج سيل" [1697 - 1736 م]ـ وهو مترجم القرآن إلى الإنجليزية ـ: " لقد صادفت شريعة محمد ترحيبا لا مثيل له في العالم .. وإن الذين يتخيلون أنها انتشرت بحد السيف إنما ينخدعون انخداعا عظيما".
* وقال العلامة "سير توماس أرنولد": " إن الفكرة التي شاعت أن السيف كان العامل فى تحويل الناس إلى الإسلام بعيدة عن التصديق .. إن نظرية العقيدة الإسلامية تلتزم التسامح وحرية الحياة الدينية لجميع أتباع الديانات الأخرى .. ولقد قيل إن "جستنيان" [483 - 565 م]ـ الإمبراطور الروماني ـ أمر بقتل مائتي ألف من القبط فى مدينة الإسكندرية، وإن اضطهادات خلفائه قد حملت كثيرين على الالتجاء إلى الصحراء.
وقد جلب الفتح الإسلامي إلى هؤلاء القبط حياة تقوم على الحرية الدينية التى لم ينعموا بها من قبل ذلك بقرن من الزمان .. ويظهر أن حالة القبط في الأيام الأولى من حكم المسلمين كانت معتدلة نوعا ما.
وليس هناك شاهد من الشواهد على أن ارتدادهم عن دينهم القديم ودخولهم في الإسلام على نطاق واسع كان راجعا إلى اضطهاد أو ضغط يقوم على عدم التسامح من جانب حكامهم الحديثين. . بل لقد تحول كثير من هؤلاء القبط إلى الإسلام قبل أن يتم الفتح، حين كانت الإسكندرية ـ حاضرة مصر وقتئذ ـ لا تزال تقاوم الفاتحين، وسار كثير من القبط على نهج إخوانهم بعد ذلك بسنين قليلة .. ".
(يُتْبَعُ)
(/)