أو الرهبة، وهذا هو منهج القرآن الكريم الذي لا يفصل دائماً بين الدليل العقلي، والوازع القلبي والعاطفي، ويقرن دائماً الترغيب والترهيب بأدلة العقول والنظر، فلنتأمل في بعض هذه الآيات يقول عز وجل:} إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا! إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا! مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَءامَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا {([25]). فهو بعد أن توعد المنافقين استثنى منهم التائبين والمخلصين ثم بين أنه عز وجل غني عن عذاب العالمين:} ما يفعل الله بعذابكم {. أي أنه عز وجل لا شأن له بعذابكم لأنه منزه عن دفع المضار وجلب المنافع وإنما قصده حمل المكلفين على فعل الحسن، واجتناب القبيح ([26]).
ومع النصارى نعود إلى الآيات القرآنية لنتأمل فيها يقول عز وجل:} لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ! لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ! أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ! مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ! قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ! قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ {([27]). يجد المتأمل في هذه الآيات أن القرآن الكريم يستخدم مع النصارى الدليل العقلي والدليل الوجداني وقد تمثلت الأدلة العقلية في هذه الآيات في:
¯ أن المسيح نفسه يتبرأ من هذه الدعوى ويعلن عبوديته لله عز وجل ويدعو الآخرين إلى عبادة الله وحده} وَقَالَ الْمَسِيحُ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ {.
¯ وأن الأدلة قامت على أنه لا إله إلا إله واحد فكيف تدعون أنهم ثلاثة} وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ {.
¯ إضافة إلى أن المسيح رسول كغيره من الرسل يأكل الطعام وأكل الطعام كناية عن إحداث الحدث وهو في قمة الدلالة على العبودية والضعف} كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ {.
¯ إضافة إلى أن المسيح عاجز عن الضر والنفع، ولا يملك من ذلك شيئاً وكله بيد الله عز وجل:} قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {.
وأما الأدلة الوجدانية فقد تمثلت في:
¯ الترهيب والوعيد وذلك في قوله عز وجل:} إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ {وقوله جل شأنه:} وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ {.
¯ والترغيب والتأنيس وذلك في قوله عز وجل:} أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ {.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونفس الأمر نجده مع اليهود فنجد التقريع والتهديد في قوله عز وجل:} وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ {([28]). ثم نجد في الآية التي تليها ترغيبٌ في الآخرة:
} وَلوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتابِ ءامَنُوا وَاتَّقَوْا لكَفَّرْنَا عنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ {. وترغيب في سعة الرزق وبسطة العيش في الدنيا كما في قوله عز وجل:
} وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ {. ولعل ذلك لأنه عز وجل يعلم شدة حرصهم على الحياة الدنيا وطمعهم في ملذاتها.
إن دعوة القرآن الكريم الرفيعة اللينة لتأخذ بالألباب، وتدخل إلى الوجدان فتؤثر في النفوس أيما تأثير حتى أن تلك النفوس المرتكسة في غيِّها تتفاعل فيها الأحاسيس والمشاعر عند سماع القرآن وتوقن في قرارات أنفسها بأن هذا يعلوا على أساليب البشر. ([29])
وهذا ما وقع لكثير من المشركين عند سماع القرآن الكريم فقد سمع جبير بن مطعم رسول الله r يقرأ في صلاة المغرب بالطور فلما بلغ رسول الله r هذه الآيات:} أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ! أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بَل لا يُوقِنُونَ! أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ {([30]) قال كاد قلبي يطير، وذلك أول ما وقر الإسلام في قلبي ([31]).
وهكذا نجد أن المنهج القرآني في الجدل يسلك طرائق مختلفة تخاطب الجوانب المختلفة في النفس الإنسانية، عقله وضميره ووجدانه وحواسه.
ــــــــــ الحواشي ـــــــــــــــــــــ
([1]): سورة الروم آية 27.
([2]): سورة يس آية 81.
([3]) انظر: منهج القرآن في تأسيس اليقين للدكتور محمد السيد الجليند ص 79.
([4]): سورة غافر آية 57.
([5]): سورة يس آية 78 - 83.
([6]) انظر منهج القرآن في تأسيس اليقين للدكتور الجليند ص 81.
([7]) سورة الأحقاف آية 32.
([8]) سورة الروم آية 27.
([9]) سورة آل عمران آية 59.
([10]) انظر: مناهج الجدل في القرآن الكريم للدكتور زاهر الألمعي ص 77.
([11]) سنفصل القول فيه فيما بعد إن شاء الله عز وجل.
([12]) سورة الأنبياء آية 22.
([13]) سورة النساء آية 82.
([14]) انظر: مناهج الجدل للألمعي ص 78.
([15]) انظر: معيار العلم للغزالي ص 154 ومناهج الجدل للألمعي ص 78.
([16]) سورة يس الآيات 78 – 83.
([17]) انظر: الإتقان في علوم القرآن للسيوطي ص 53، 54 / مجلد 2 جزء 4. ومناهج الجدل للألمعي ص 79.
([18]): سورة فصلت آية 39.
([19]): سورة المؤمنون آية 91.
([20]) انظر: الإتقان للسيوطي ص 56 / مجلد 2 جزء 3 ومناهج الجدل للألمعي ص 82.
([21]): سورة إبراهيم آية 10 - 11.
([22]) انظر: الإتقان للسيوطي ص 57 / مجلد 2 جزء 3.
([23]) انظر: السابق ص 55 / مجلد 2 جزء 4.
([24]): سورة الأنعام آية 143.
([25]): سورة النساء آية 145 - 147.
([26]): انظر التفسير الكبير للرازي ص 90 / مجلد 6 جزء 11.
([27]): سورة المائدة آية 71 - 76.
([28]): سورة المائدة آية 64.
([29]) انظر: مناهج الجدل للألمعي ص 69، 70.
([30]): سورة الطور آية 34 – 36.
([31]) الرواية أخرجها البخاري في صحيحه كتاب تفسير القرآن رقم 4854 وابن ماجه في سننه كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها رقم 832.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بريد إلكتروني: ahmad_altan@maktoob.com
ـ[د. حسن خطاف]ــــــــ[27 Apr 2006, 01:40 ص]ـ
بارك الله بك يا أبا أسيد على مشاركاتك القيمة وعلى تنبيهاتك في استخدام المتكلمين لهذه المناهج فلقد جرت بعض هذه المناهج المتكلمين إلى انزلاقات فكرية حتى غدا الكثير منهم، يحاكم النصوص القرآنية والحديثية، ولاسيما النصوص المتصلة بالإلهيات
بارك الله بجهودك
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[30 May 2006, 01:29 ص]ـ
سيدي الفاضل أكرمه الله.
جزاك الله خيراً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 May 2006, 05:44 ص]ـ
أحسن الله إليكم يا أبا أسيد على هذه الإشارات الخاطفة المركزة حول منهج القرآن في جدل النصارى وإقامة الحجة عليهم. فقد انتفعت بها كثيراً عند قراءتي لها اليوم بتأنٍ وتأمل. بوركت وبروك قلمك وعلمك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سعيد بن متعب]ــــــــ[30 May 2006, 07:27 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
والحقيقة أن قراءة ما كتب حول هذا الموضوع في هذه الفترة من زماننا تبدو ماسة وذلك للاستعانة بذلك المنهج في دفع شبهات الخصوم وختلهم وقطعهم بأسلوب علمي رصين، وفي كتب البحث والمناظرة وكتب الجدل مزيد من تعريف المناظر بأساليب النظر والجدل التي تجعل المناظر والناظر يصلان للحقيقة التي ينشدانها بطريقة علمية بعيدة عن اللجاج في الخصومة والحيدة وسائر العيوب التي لا يليق بالمجادل أن يقع فيها0
ومن نظر إلى بعض المجادلات التي حصلت قريباً على اعمدة الصحف وخصصت لها بعض الملاحق صفحات خاصة أدرك افتقادنا لمناهج الجدل سواءً من كان منا محقاً أو كان مبطلاً وبذلك لم يخرج القارئ والمتابع بجديد مقنع اللهم إلا ما كان منذلك موجوداً لديه تحت تأثير توجه عام أو عاطفة متمكنة
لقد تابعت بعض المناظرات على قناة المستقلة فلم أقتنع بحجج الطرفين اللهم إلا بما لدي من رصيد سابق من المعرفة بمواضيع المناظرة وقد صارت المناظرات على أيدي من لا يتقن أدواتها ويعرف أساليبها أصبحت شبهات تثار على العوام ولا يجاب عنها ومن هنا كان موقف المناظر (المجادل) خطيراً ووجب عليه أن يتقي الله في نفسه وخاصة إذا كان ممن يدافع عن حق فيجب عليه بعد معرفة الحق بأدلته أن يتضلع في أساليب الجدل فإنها مفيدة في مسالك الظنون خاصة0
أشكركم مرة أخرى وأتمنى للجميع التوفيق والعلم النافع
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[30 May 2006, 10:00 م]ـ
أشكركم جميعاً إخوتي وبارك الله فيكم ...
في الحقيقة لقد انتفعت في هذا البحث وفي مباحث أخرى شبيهة به في رسالتي للماجستير برسالة الدكتور الفاضل زاهر بن عواض الألمعي جزاه الله خيراً ووفقه الله ...
وأظن أنه باحث سعودي ... وأدعو الإخوة في الملتقى إلى التواصل معه ودعوته إلى الملتقى ..
لنفيد منه إن شاء الله عز وجل.
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[30 May 2006, 10:28 م]ـ
نعم الأستاذ الدكتور زاهر بن عواض الألمعي , باحث سعودي وعضو مجلس الشورى سابقاً , وهو استاذ في قسم القرآن في جامعة الإمام , ورئيس الجمعية السعودية للقرآن وعلومه حالياً , وهو من مشايخنا في مرحلة الدكتوراه , ومن المهتمين بالملتقى , والسؤال عنه.
ـ[أخوكم]ــــــــ[12 Aug 2006, 06:06 ص]ـ
جزاك الله كل خير على موضوع كهذا
وإنا نستزيدك منه، لكثرة أخطاء إخواننا المسلمين أثناء المناقشات وخاصة مع النصارى
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[18 Sep 2006, 07:42 م]ـ
هذا هو النبي الذي يجده اليهود مكتوباً عندهم في العهد القديم ..
أقامه الله بشراً ورسولاً وألقى إليه كلماته في كتاب لا يبلى وبلغ كل ما أرسله الله به
فتمت كلمات الله صدقاً وعدلاً لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونها بدلاً فليستمع اليهود والنصارى
إلى ما يؤمنون به ثم لتصغي أفئدتهم إلى هذا القرآن وليرضوه وليقترفوا بعد ذلك ما هم مقترفون
(أقيم لهم نبياً من بين إخوتهم مثلك وألقى كلامي في فيه فيخاطبهم بجميع ما أمره به
وأي إنسان لم يطع كلامي الذي يتلكم به باسمي فإني أحاسبه عليه.
فإن تكلم النبي باسم الرب ولم يتم كلامه ولم يقع فذلك الكلام لم يتكلم به الرب
بل لتجبره تكلم به النبي فلا تخافوه – سفر تثنية الاشتراع، الفصل الثامن عشر).
وإذا كان اليهود والنصارى يؤمنون بهذا الذي يجدونه عندهم في العهد القديم
فإن هذا النبي هو محمد رسول الله:
{الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ
يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ
وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ
وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.} (الإعراف 157).
أثابك الله خيرا ياأخي الحبيب الباحث الحصيف اللبيب أحمد الطعان
على هذا البحث الرائع الشائق الماتع
كانت لطائف وإشارات خاطفة، ببراعة متناهية في القول الفصل
حول منهج القرآن في جدل النصارى وإقامة الحجة عليهم
وخاصة أننا في زمن عشنا نرى فيه العجائب من تزييفهم للحق، وإلباسهم للباطل لبوسا فيه كثيرا
من الزيف والبهتان ...
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[20 Sep 2006, 04:21 م]ـ
بارك الله بكم إخوتي الأحبة ... وجزاكم خيراً
شكراً لك أخي مروان وأكرمك الله
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[01 Nov 2007, 03:45 ص]ـ
وفقكم الله وسدد خطاكم
ذكر ابن القيم في بدائع الفوائد " فصولا عظيمة النفع في إرشاد القرآن والسنة إلى طريق المناظرة وتصحيحها "
وقد طبعت هذه الفصول مفردة بتحقيق (أيمن عبد الرزاق الشوا) بدار الفكر في كتاب صغير نحو 200 صفحة.
وأيضا لا يخفى عليكم كتاب الطوفي، وكتاب ابن الحنبلي في هذا الباب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[01 Nov 2007, 10:12 م]ـ
جزاكم الله خيراً ...
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[12 Nov 2007, 11:24 ص]ـ
لقد اصبت كبد ظبيك ... كلمات موفقة وبارك الله فيك وزادك من العلم الجم ما يسعد به من حولك.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[17 Dec 2007, 06:43 م]ـ
جزاك الله خيرا يا د. أحمد
قرات في الهوامش إشارة إلى كتاب (مناهج الجدل في القرآن الكريم) للدكتور زاهر الألمعي. فهلا تفضلت ببعض التفصيل عن محتوى هذا الكتاب (أو فهرسه).
ولي بعض الأسئلة، رجاء الاستفادة:
1 - قرأت لأحد الكتاب إشارة سريعة إلى أن منهج الحوار (أو الدعوة) في القرآن يتلخص في الآية التالية: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن"، فقال إن هناك ثلاث طرق للإقناع:
- الحكمة (أي المنهج العلمي في الاستدلال)
- الموعظة الحسنة (أي الخطاب الوجداني العاطفي)
- الجدال (أي المنهج الكلامي)
فهل هذا التقسيم سليم وشامل لكل أنواع الإقناع؟
2 - هل يوجد من حصر كل القواعد المنطقية المقبولة عقلا وشرعا للاستدلال في أمور الدين؟
3 - هل يوجد من حصر أنواع المغالطات المنطقية في الاستدلال والخطاب؟
مع خالص التحية.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[17 Dec 2007, 07:05 م]ـ
3 - هل يوجد من حصر أنواع المغالطات المنطقية في الاستدلال والخطاب؟
تصويب: هل يوجد من حصر أنواع المغالطات أو الأخطاء المنطقية في الاستدلال والخطاب؟
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[18 Dec 2007, 12:16 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا د. أحمد
قرات في الهوامش إشارة إلى كتاب (مناهج الجدل في القرآن الكريم) للدكتور زاهر الألمعي. فهلا تفضلت ببعض التفصيل عن محتوى هذا الكتاب (أو فهرسه).
كتاب الألمعي هو عبارة عن رسالته للدكتوراه مقدمة في الأزهر وقد رجعت إليه هناك وهو كما أذكر كتاب قيم في بابه ولا أستطيع تذكر مضمونه إلا أن انطباعي الذي احتفظ به عن الكتاب جيد.
ولي بعض الأسئلة، رجاء الاستفادة:
1 - قرأت لأحد الكتاب إشارة سريعة إلى أن منهج الحوار (أو الدعوة) في القرآن يتلخص في الآية التالية: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن"، فقال إن هناك ثلاث طرق للإقناع:
- الحكمة (أي المنهج العلمي في الاستدلال)
- الموعظة الحسنة (أي الخطاب الوجداني العاطفي)
- الجدال (أي المنهج الكلامي)
فهل هذا التقسيم سليم وشامل لكل أنواع الإقناع؟
هذا صحيح ولكن ليس على سبيل الحصر فقوله تعالى: // ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم // تتمة لذلك فالبعض يريد من الجدال تضييع الوقت أو التلبيس أو الاستدراج أو الاستنعاج أو غير ذلك ويجب أن يكون المسلمون على وعي بذلك.
أما رأي الكاتب في طرق الإقناع الثلاث فهو مقتبس من ابن رشد في كتابه: مناهج الأدلة - وكتابه: فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال.
فابن رشد رأى أن الحكمة تعني البرهان وهي خاصة بالفلاسفة والاستدلال الفلسفي.
وأن الموعظة الحسنة المقصود بها العوام وهو المخاطبين بها
وأما الجدل فهو الطريقة الكلامية في الجدل.
وابن رشد يرى أن القرآن استخدم هذه الأنواع الثلاثة في مخاطبة الناس وأرقاها بنظره طريقة البرهان الفلسفية.
وقد أُخذ على ذلك أن فيه نوع من العنصرية الفلسفية، والتأسيس لنخبوية متميزة عن بقية الناس
كذلك الناس جميعاً يتأثرون بالموعظة الحسنة سواء كانوا فلاسفة أم عوام وانا أظن أن الموعظة الحسنة هنا هي الملائمة لحال المخاطب فما يتعظ به الفيلسوف او المثقف بالاصطلاح المعاصر غير ما يتعظ به العامي هذا لا يمكن إنكاره فلا يمكن مخاطبة العامي بخطاب أعمق من فهمه وأبعد عن مستواه كذلك لا يمكن مخاطبة الفيلسوف بأنواع مبتذلة وسطحية من المواعظ ...
وميزة القرآن الكريم أنه برع في توجيه الخطاب الملائم لكل الناس على كافة مستوياتهم بلغة واحدة تتجلى لهم دلالات الخطاب بحسب المستوى المعرفي للقارئ أو للعصر أو للبيئة. والله أعلم.
2 - هل يوجد من حصر كل القواعد المنطقية المقبولة عقلا وشرعا للاستدلال في أمور الدين؟
أظن أن كتابي الغزالي: معيار العلم - القسطاس المستقيم فيهما ما يشفي الغليل. ولا ننسى ما كتبه ابن الوزير اليمني في: ترجيح أساليب القرآن على أساليب اليونان. وقد يرى البعض أن بين المنهجين - أعني الغزالي وابن الوزير - تناقضاً غير أني أراه تكاملاً.
3 - هل يوجد من حصر أنواع المغالطات المنطقية في الاستدلال والخطاب؟
قد يكون كتاب إمام الحرمين أبي المعالي الجويني: // الكافية في الجدل // شافياً في هذا الصدد. والله أعلم.
مع خالص التحية.
وكل عام وأنتم بخير
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[18 Dec 2007, 12:20 ص]ـ
جزاك الله خيرا على الإفادة وسرعة الرد.
وكل عام وأنتم بخير.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[18 Dec 2007, 12:27 ص]ـ
أخي محمد أحب أن ألفت نظرك إلى كتاب مهم لعالم أندلسي وهو: المنهاج في الحجاج لأبي الوليد الباجي وهو مطبوع ومتداول لكن لا أذكر الدار الناشرة.
وفقكم الله(/)
قراءة في القراءة المعاصرة ـ جذور القراءة 2
ـ[مرهف]ــــــــ[27 Apr 2006, 05:24 ص]ـ
قراءة في القراءة المعصرة:
كتبت فيما مضى عن القراءة المعاصرة في محاولة لتتبع جذورها وهذه قراءة عملية تتمة لما مضى مما كتبته على الرابط:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=614&highlight=%CC%D0%E6%D1+%C7%E1%DE%D1%C7%C1%C9+%C7%E 1%E3%DA%C7%D5%D1%C9
لعلكم تقدرون صعوبة الأمر عندما تمسكون بكتاب يتحدث عن الطب مثلاً وقد ألفه مزارع بخياله وتصوره لجسم الإنسان وأعضائه، فترى أن مبلغ علمه أن اليد عضو يمسك بالفأس ليضرب الأرض، وأن العين لا تستطيع النظر في الشمس وأن الأنف وظيفته أن يشم البذور ليميزها، وهكذا ... ، ثم صدق الطبيب ـ المزارع ـ أنه عالم بالطب فأخذ يداوي الناس وهو عليل.
وهنا يستحضرني قصة يذكرها علماء الكلام خاصة في تقسيم الجهل إلى نوعين: الأول جهل بسيط: وهو أن يدرك الجاهل أنه جاهل ويتوقف عند جهله.
الثاني: الجهل المركب، وهو أن يجهل الجاهل بأنه جاهل، فهذا جهل على جهل، ثم يوردون لذلك قصة حمار الحكيم ـ الطبيب ـ وهي باختصار أن رجلاً قعد بين يدي طبيب يتدرب عنده على الطب، فوجد الرجل أن مهنة الطب سهلة، فما هي إلا أن يسأل المريض: ماذا يؤلمك؟، ثم يأمره بأن يفتح فمه، ويطبب على بطنه،ثم يصف له عشباً ما، إذن هي مهنة سهلة.
فاشترى الرجل حماراً وصار يدور في القرى منادياً ليتداعى الناس إليه ويطببهم ويكسب من ذلك مالاً وشهرة، فكان سبباً في موت أناس على يديه، فكتب أحدهم على لسان الحمار الذي يركبه الحكيم ـ أي الطبيب ـ بيتين من الشعر هما:
وقال حمار الحكيم يوماً لو أنصف الدهر كنت أركب
لأن جهلي بسيط وجهل الذي فوقي مركبنعم وهذا حال كثير من الذين أعمت عيونهم مصطلحات التجديد وحرية الرأي فانغمسوا بجهالاتهم يعمهون، هذا إن أحسنا الظن بكثير منهم، وكم كنت أسمع من أحد شيوخي قولاً وهو: (نصف الطبيب يقتل الأبدان ونصف العالم يقتل الأديان) فكيف إن تكلم الجاهل بالدين؟!!!.
وقد اخترت مثالاً لأمثال هؤلاء فقرة من كتاب (الكتاب والقرآن) قراءة معاصرة للدكتور في الهندسة المدنية محمد شحرور، وهي الفقرة السادسة من الفصل الرابع من الكتاب، وهذه الفقرة بعنوان: (استنتاجات في الإعجاز القرآني) وقد ابتدأ الشحرور ـ على وزن فُعلول كقولك زعبورـ كلامه بقوله:
(ما هي الاستنتاجات التي يمكن أن نستنتجها من مبحث الإعجاز؟)
ثم يجيب عن هذا السؤال بقوله:
(إن الاستنتاج الأساسي الذي يمكن أن نستنتجه من مبحث إعجاز القرآن هو الجواب على السؤال التالي: هل القرآن الكريم يدخل ضمن التراث العربي الإسلامي أم لا يدخل؟ للجواب على هذا السؤال يترتب علينا تعريف التراث.)
وهكذا يجيب عن السؤال بسؤال لينتقل بالقارئ انتقالاً لا منطقي من عنوان عريض مغري إلى موضوع آخر ليعتاد القارئ على طريقة الشتات الممنهج في كتابه فلا يستطيع القارئ أن يحاكم المكتوب محاكمة منطقية لأن الشتات صار منطقاً ومنهجاً بعد البداية المبهرة لكل فقرة يبدؤها الشحرور، وكأنه بذلك يجذب القارئ ويشد انتباهه وتركيزه ليصب فيه فكرته ويغسل له دماغه، ولكن دعونا نقرأ تعريف الشحرور للتراث، يقول:
(التراث: لقد تم تعريف التراث في مقدمة الكتاب على أنه النتاج المادي والفكري الذي ورثته مجموعة من الناس عن سلفها بحيث أن هذا النتاج لعب دوراً أساسياً في تكوين شخصية هذه المجموعة وهويتها أي في تكوين عقلها الباطن وسلوكها الظاهر. وهذا الفهم للتراث يعني أن الجزء الأساسي من السلف الذي كون هذا النتاج هو في عداد الأموات.)
طبعاً لن نطالب الشحرور بمصدره في تعريف التراث لأنه "مفكر" ومجدد في نظر نفسه وولد من بطن أمه عالم يسلم له فالعلمية التي طالب بها في كتابه موجودة عنده بالفطرة ـ ولا حسد ـ إذن فهو يؤصل ثم يبني، و ولكن بالنظر إلى التراث Heritage نجد أنه يقتصر مدلوله على ثمرات الجهد البشري في عرف من تكلم عن التراث بشكل عام، جاء في " معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب ": (التراث: ما خلَّفه السلف من آثار علمية وفنية وأدبية مما يعتبر نفيساً بالنسبة لتقاليد العصر الحاضر وروحه، مثال ذلك: الكتب التي حققها ونشرها مركز تحقيق التراث المتصل بدار الكتب في القاهرة، وكذلك ما تحتويه
(يُتْبَعُ)
(/)
المتاحف والمكتبات من آثار تعتبر جزءاً من حضارة الإنسان)، وجاء في " المعجم الأدبي "، أن كلمة " تراث " تعني:
1 - ما تراكم خلال الأزمنة من تقاليد وتجارب وخبرات وفنون وعلوم في شعب من الشعوب، وهو جزء أساسي من قوامه الاجتماعي والإنساني والسياسي والتاريخي والخلقي، ويوثَّق علائقه بالأجيال الغابرة التي عملت على تكوين هذا التراث وإغنائه.
2 - " فنياً" يبرز فعل التراث في آثار الأدباء والفنانين، فتصبح هذه الآثار محصلاً لانصهار معطيات التراث وموحيات الشخصية الفردية.
أما تعريف التراث اصطلاحاً فلقد حُمِّلَ هذا المصطلح بالعديد من المفاهيم في الخطاب المعاصر بل وما زال مفهومه اصطلاحاً مضطرباً، ولكن أرى من الضروري الإشارة إلى مفهوم مزدوج للتراث في الفكر المعاصر، فـ" يتحمل مفهوم التراث بعدين متمايزين، أحدهما: أفقي مباشر، وهو: الموروث المادي والفكري الذي وصل إلينا من المجتمع العربي – الإسلامي.
والآخر: عمودي بعيد، وهو: كافة المنجزات المادية والفكرية التي صنعتها شعوب عاشت وتفاعلت مع شعوب أخرى فوق رقعة الوطن العربي – الإسلامي.
ويعزز ذلك المفهوم ما يعنيه المصطلح المستعمل في اللغتين الفرنسية والإنجليزية Heritage ، إذ يُغطِّي المساحتين معاً: الممتلكات التي تنحدر إلى الإنسان عن طريق ميلاده، والممتلكات التي تصل إليه عن طريق الأجيال السابقة.
وقد اقتصر مفهوم التراث في بعض الأمم على البعد الأفقي، فالولايات المتحدة الأمريكية مثلاً، لا تقيم جسوراً بين ثقافة المستوطنين الجدد القادمين من كل بقاع الأرض، وبين ثقافة السكان الأصليين من الهنود الحمر، بينما هذه الجسور تمتد بقوة وعمق في مفهوم التراث في الخطاب الإسلامي المعاصر.
ومفهوم " التراث " القريب من " الثقافة " مفهوم تركيبي متعدد الجوانب، متنوع القسمات، لا يشكِّل كياناً متجانساً واحداً، ولا يسير على وتيرة واحدة، أو في اتجاه واحد، بل هو باعتباره جماع خبرة المجتمع في تطوِّره المادي والمعنوي، يتضمن النصوص والأفكار والقيم من ناحية، والمؤسسات والأبنية من ناحية أخرى، والعلاقات والممارسات من ناحية ثالثة، فهو خلاصة خبرة المجتمع في تفاعله مع بيئته الداخلية والخارجية، وهو استخلاص كيفية تعامله مع التحديات التي واجهته في مسيرته التاريخية.
ومصطلح " التراث " لا يضم في سلَّة واحدة مصدراً كالوحي الإلهي إلى مفاهيم الشارحين واجتهاداتهم ورؤاهم وأفكارهم. والذين يعنون بالتراث كل ما ورثناه من أسلافنا، بما في ذلك القرآن الكريم والسنة، إنما يضعون أنفسهم موضع الشبهة في أنهم يسعون إلى إنكار ونزع صفة الوحي الإلهي عنها، ومن ثم إخضاعها للتطوير والتبديل بتغير الزمان والمكان ... وهذا تأباه شريعتنا الإسلامية وتوجيهات ديننا الحنيف.
و التراث الإسلامي إلى جانب ضخامته، ليس تراثاً تقليدياً يستمد حياته ووجوده من تراث غير تراث أهله، ويستمد مادته من تراث أمة سبقته في الريادة في هذا الميدان. وإنما هو تراث أصيل مبتكر، استمد حياته ووجوده من أعظم رسالة نزلت من عند الله سبحانه، على أكرم رسول أُرْسِل إلى الخليقة، استمد وجوده وحياته من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وإجماع الأمة، واجتهاداتها المستوحاة من قواعد الإسلام وكلياته العامة، ومع اضطراب مفهوم التراث عند المشتغلين فيه إلا أن الشحرور بعلميته المشتتة يعرض مفهوم التراث على أنه مسلمة لا نقاش فيه، ولكن دعونا نرى رأيه في القرآن والسنة هل هما من التراث أم لا، يقول الشحرور:
(من هذا المنطلق ننظر إلى القرآن، فالذي أنزل القرآن هو الله، والله سبحانه وتعالى مطلق حي باق والناس نسبيون ميتون. لذا فالقرآن ليس تراثاً وقد صيغ القرآن بصيغة متشابهة لهذا السبب بحيث حوى الحقيقة المطلقة من الله والفهم النسبي لهذه الحقيقة من قبل الناس بآن واحد.
وبما أن القرآن ليس تراثاً وجب علينا أن نفهم أن صياغته متشابهة وأنه جاء من حي إلى أحياء. فالله حي والعرب في القرن السابع الميلادي أحياء فتفاعلوا معه حسب أرضيتهم المعرفية، ونحن الآن في القرن الخامس عشر الهجري أحياء والله حي. فما علينا إلا أن نتفاعل معه طبقاً لأرضيتنا لمعرفية، ففي هذه الحالة فقط لا يكون القرآن تراثاً لأننا نفهمه على أساس أنه تنزل علينا.)
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه نظرته إلى القرآن، إذن القرآن ليس تراثاً بنظره، ولكنه يؤكد على أنه نزل من عند الحي، ثم يمهد للفكرة التي بعدها ـ وسنوردها ـ بأن القرآن نزل لأحياء يتفاعلون معه، ونحن كذلك ينبغي أن نتفاعل معه، وأما تفاعل السلف مع القرآن فهو تراث "عصراني"، فما النتيجة من هذه المقدمة؟!! وما هو موقفه من السنة؟!! يقول الشحرور:
(فإذا كان القرآن ليس تراثاً فما هو التراث العربي الإسلامي؟ الجواب: التراث العربي الإسلامي هو تفاعل الناس مع القرآن ابتداء من النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة وصدر الإسلام مروراً بكل أنواع التفاسير على مر القرون. هذا النتاج الفكري والحضاري الهائل الناتج من هذا التفاعل هو التراث العربي الإسلامي. فإذا تفاعلنا نحن في القرن الخامس عشر الهجري مع القرآن فما أن يأتي القرن السادس عشر الهجري حتى يصبح تفاعلنا تراثاً بالنسبة للناس بعدنا.)
وبذلك نستنتج أن السنة تراث كما تفسير الصحابة والتابعين تراث، وبما أنهم أموات ونحن أحياء، فتفاعلهم مع القرآن انتهى وينبغي علينا برأي شحرورنا أن ننظر إليه على أنه من التاريخ الذي انقضى، وما فسره النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو تفاعل وقتي يناسب عصره ولا يتناسب مع عصرنا ـ كما يزعم شحرورنا.
ومن المناسب أن نقف هنا على تكرار كلمة التفاعل في كلام الشحرور، لنربط هذه الكلمة بما قدمته في الكلام في تعريف التراث، إذ العصريون يعتبرون التراث هو نتاج تفاعل، تفرضه حاجة، وهذا المفهوم شائع بالثقافة الأمريكية والأوربية، ولكن هل يتناسب مع مفهوم التراث في الثقافة "العربية" والإسلامية كما يعبر شحرورنا العزيز، أرى أن التركيز على هذا التفاعل إنما هو محاولة بناء فكر علماني بثوب إسلامي بدعوى المعاصرة، والشحرور بكلامه هذا ينبئنا عن عدم معرفته بقيمة تفسير السلف الصالح من جهة اللغة والمعاني، أو أنه يتقصد رفض تفسيرهم ليكون الهوى والخيال هو المفسر لكلام الله تعالى كما فعل هو في هذا الكتاب، لأن تكاليف الإسلام تثقل على صاحب الهوى فلا بد إذن من إسلام أهوائي، وهو المسمى عنهم باليسر والسمح على هذا المعنى.
وشحرورنا أيضاً يعرفنا بهذا الكلام على ثقافته الضحلة في القرآن وهو يطرح قراءته له، لأنه يتجاهل أو يجهل أن السنة وحي من الله تعالى، وأن أهم وظائف النبي صلى الله عليه وسلم هي بيان القرآن، فأما كون السنة وحياً من الله تعالى فدليلها قول الله عز وجل: ?وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى? [النجم: 3ـ 4]، وأما دليل بيان النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن فقوله تعالى: ? وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ? [النحل: 44]، فالذكر هو القرآن، وبيانه صلى الله عليه وسلم هو من أسس فكر المسلم وبنائه العقلي. فلم هذا التغييب أو النفاق في البحث العصري!!؟
ولا أدري لماذا أرى ارتباطاً بين ما يقوله الشحرور وما كان يدعوا إليه المستشرقون في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين الميلادي من المطالبة بتطبيق معطيات المناهج التغريبية على القرآن في أفق البحث عن تاريخ القرآن ثم إعادة قراءته أو تفسيره من جديد، بل وبدأ يغلب على دراساتهم منحى ضرورة إخضاع تفسير القرآن لمناهج التحليل في العلوم الإنسانية من أجل أن ينعشوا جهودهم بعد إفلاسهم وخيبتهم، ولعل الكلام الذي سأورده عن شحرورنا يؤكد هذا الترابط يقول:
(هكذا فقط يمكن التعامل مع القرآن إذا أردنا أن ننظر إليه على أنه كتاب حي صادر عن حي إلى أحياء أي من شاهد إلى شاهد وليس من غائب إلى شاهد. وخاصية التشابه تسمح لنا بذلك.
فماذا قدم السادة العلماء للناس؟ لقد تصدر العلماء المجالس والإذاعة والتلفزيون على أنهم علماء المسلمين وجلهم ناقل وليس بمجتهد أي أنهم قدموا لنا ماذا فهم السلف من القرآن على أنه تفسير للقرآن. والواقع أنهم بذلك لم يقدموا ما يؤكد أن القرآن صالح لكل زمان ومكان بل قدموا تفاعل هؤلاء الناس مع القرآن وبالتالي قدموا الأرضية المعرفية التاريخية لهؤلاء الناس إلينا ونحن في القرن العشرين، أي قدموا لنا تراثاًُ إسلامياً ميتاً. وكل الشواهد التي نراها في القرن العشرين هي أن الإسلام دين خارج الحياة جاء للناس جميعاً وهو عبء
(يُتْبَعُ)
(/)
عليهم. والمشكلة أنهم نقلوه عن أموات وأهملوا أن صاحبه حي باق. وبعض رجال الدين شاؤوا أم أبوا، بموت النبي صلى الله عليه وسلم، والصحابة حولوا القرآن تراثاً ولم يعلموا أن كل ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة هو الاحتمال الأول لتفاعل القرآن مع العرب في القرن السابع الميلادي (الثمرة الأولى).
والقيمة الحقيقية هي للنص القرآني الحي المتشابه. وهكذا يمكن لنا أن نقدم التبرير العلمي لإصرار النبي صلى الله عليه وسلم على تدوين الوحي وبنفس الوقت إصراره على عدم تدوين أقواله الشخصية لأن الله هو الحي المطلق ومحمد صلى الله عليه وسلم نبي ولكنه إنسان. هكذا فقط، يمكن أن نقول بكل جرأة علمية: إن الإسلام صالح لكل زمان ومكان.) انتهى كلامه
وبذلك تجد أن طريقة عرضه وأسلوبه لا يختلف كثيراً عن طريقة وأسلوب المستشرقين في الطعن بإسلوب التعظيم (الإسلام صالح لكل زمان ومكان)، وقبله: (وعند مشايخنا فهم القرآن هو عن .. عن، وقال مجاهد وعكرمة وابن عباس وابن كثير والزمخشري، علماً بأن أقوال هؤلاء ليس لها قيمة علمية كبيرة بالنسبة لنا ولكن لها قيمة تراثية أكاديمية بحتة).
إن الشحرور بذلك يدعونا للتمرد على السنة وأقوال السلف الصالح، وأن نطويها على الرفوف ونتعاهدها بنفض الغبار عنها كل فترة، تحت شعار التفاعل مع القرآن وصلاحية الإسلام لكل زمان ومكان، وهذه ليست دعوة جديدة على الساحة الإسلامية فله سلف فيها ولكن في الشطر الشرقي في العالم الإسلامي، فقد سبقه إليها ربيب بريطانيا السيد أحمد بهادر خان الذي أنكر أن تكون النبوة منحة إلهية أو اختياراً ربانياً، ويعتبر الوحي شبيه بالاتصالات اللاسلكية واعتبر السنة نوع من أنواع الاجتهاد والمسلمون غير ملزمين في العمل بها، والشحرور يعتبرها تفاعلاً عصرياً والمسلمون غير ملزمين في الأخذ بها، وقد أثنى جولد تسيهر على عمل ونشاط بهادر خان مع أنه لم يطلع عليه كما أشار لذلك في الكلام على القرآن والمدنية في كتابه المعروف، وبما أن دعوة المستشرقين لإعادة النظر في التفسير قدموها في صياغة نظرية غير منضبطة حتى تتسع لهم ولمن سلك طريقهم من الخائضين في تفسير القرآن بمحض الهوى ظلت طيلة عقود من الزمن مجرد نظرية لم يستطيعوا هم ولا غيرهم تطبيقها إلا على سبيل مقالات ونحوها، ولكن هذا المؤلف يحاول تطبيق هذه النظرية، ولكن باضطراب، وربما الجامع بينه وبين المستشرقين في المبدأ هو ما أملاه عليهم واقع عجزهم عن التعامل مع مصادر التفسير وغيرها بسبب الجهل باللسان، بالإضافة إلى سعيهم الحثيث لهدم التفسير.
فمن خلال عرض هذا المبحث من كتاب الشحرور نجد أنه لم يتكلم عن ثمرات الإعجاز وإنما خرج إلى موضوع آخر ـ كعادته في كل مباحث الكتاب ـ وكأني به يريد أن يطبع القارئ بطابع اللامنهجية في القراءة واللامنطقية في الفهم، ولتكون صياغة فكر القارئ لكتابه صياغة عشوائية متشتتة، هذا من حيث الطريقة والأسلوب أما من حيث المقصد والهدف فأترك الحكم لك أيها القارئ بعد هذا العرض السريع لمبحث من كتابه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
ـ الكتاب والقرآن قراءة معاصرة صـ 208
ـ وهبة، مجدي وآخر.- معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب.- بيروت: مكتبة لبنان، 1984م.- ص: 93
ـ عبد النور، جبور.- المعجم الأدبي.- بيروت، 1979م.- حرف التاء: تراث
ـ انظر د أبو القاسم مهدي مدني خليفة، تكشيف التراث، الفصل الأول منه في مفهوم التكشيق ومفهوم التراث وهي رسالة دكتوراه مقدمة في جامعة النيلين في السودان قسم الوثائق والمعلومات.
ـ عطية، محي الدين.- نحو منهج للتعامل مع التراث الإسلامي ص: 159 – 160
ـ انظر بحث تفسير القرآن الكريم في كتابات المستشرقين د عبد الرزاق اسماعيل هرماس مجلة البحوث الإسلامية العدد 67 لعام 1423.
ـ انظر أفكار السيد أحمد بهادر خان في كتاب أثر الفكر الغربي في انحراف المجتمع المسلم بشبه القارة الهندية، خادم حسين بخش صـ 351 وما بعد ط دار حراء.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[29 Apr 2006, 12:48 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم مرهف ...
وبارك فيك وفيما تكتب ...
نحن نتابعك ... قد لا نجد وقتاً للمشاركة والتعقيب فلا أقل من الإشعار بالمتابعة
سدد الله خطاك ...
ـ[مرهف]ــــــــ[29 Apr 2006, 12:58 م]ـ
جبر الله في خاطرك وسدد قلمك فضيلة الدكتور أحمد وأسأل الله أن ينفع بك المسلمين، وجزاك الله خيراً على هذا التشجيع
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[02 Oct 2006, 03:16 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم مرهف ...
وبارك فيك وفيما تكتب ... , ونأمل منك مواصلة طرح هذا الموضوع القيم.(/)
نظرة في مفهوم الصراط في القرآن الكريم
ـ[د. حسن خطاف]ــــــــ[30 Apr 2006, 02:29 ص]ـ
ذكرت لفظة الصراط في القرآن الكريم خمسة وأربعين مرة، ولم تذكر إلا مصدرا، وهذا المصدر جاء في القرآن الكريم تعبيرا عن منهج فكري سلوكي محدد مغاير للمناهج الأخرى، وهذا المنهج هو الإسلام المتمثل بعبادة الله تعالى وحده ? إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (51) ? [آل عمران] ? وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) ? [الأنعام] ? قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (161) [الأنعام].
وقد تعبدنا الله أن ندعوه في كل ركعة من الصلاة أن يهدينا لهذا المنهج القويم ? اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) ? [الفاتحة]،ووصف الصراط مقترنا بالاستقامة في أربعة وثلاثين موضعا من أصل خمسة وأربعين وفي ذلك دعوة إلى التمسك بهذا المنهج الخالي من الانحراف،كما أن في ذلك تبيانا على أن ثمة مناهج/سبل أخرى معوجة، منها منهج المغضوب عليهم،وهم اليهود،ومنهج الضالين وهم النصارى ، ولم تأت كلمة الصراط بغير هذا المعنى إلا في آيتين كان المراد بهما المعنى المادي أي معنى السبيل/الطريق وذلك في قوله تعالى:? وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُوا إِذْ كُنتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ وَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (86) ? [الأعراف]،وهو خطاب موجه من النبي شعيب-عليه السلام-إلى قومه والآية الثانية قوله تعالى:? وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ (66) [يس].
نستنتج مما سبق أن لفظة الصراط في القرآن الكريم جاء ت بمعنى المنهج الفكري والسلوكي ولم ترد بالمعنى المادي إلا في آيتين، وعليه فليس في القرآن ما يدل بصريح العبارة على وجود جسر منصوب على متن جهنم يُكلف الناس بالمرور عليه، ويبقى الاحتمال واردا في قوله تعالى:? وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (71) [مريم]،فهل يُفهم من هذا النص وجود جسر على ظهر جهنم؟
من المفيد أن نعرض هذه الآية ضمن سياقها التركيبي العام من سباق ولحاق حتى تتضح الرؤية أكثر، لأن السياق يعطي دلالة مالا تعطيها الكلمة أو الجملة في حالة انفرادها، السياق الفضائي المحيط بالنص المعروض للدرس هو الآيات التالية? فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا (68) ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَانِ عِتِيًّا (69) ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا (70) وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (72) ? [مريم].
عند التمعن في هذه الآيات نجد كلمات محورية، زيادة على الدلالة العامة للسياق، والتي تتحدث عن حدث زمني معين مرتبط بيوم الآخرة، وهذه الكلمات المركزية/المحورية هي:
"منكم" فمن المخاطب؟
"واردها"،ما معنى الورود؟
"حتما: فالمسألة لا بد من حصولها فهي منزَّلة منزِلة القسم.
"نُنَجِّي، وَنَذَر"أفعال تدل على التحول
"فيها" الضمير عائد إلى جهنم
يمكن أن نسجل -انطلاقا من هذا النص كبنية تركيبية لها دلالاتها الذاتية بمعزل عن التأثر بأي نص آخر أو بأي مذهب كلامي- النتيجة التالية:
(يُتْبَعُ)
(/)
يخاطب الله في هذا النص البشرية جمعاء، فقوله "منكم" خطاب فيه استمرارية الزمن، مع شمولية المخاطب،بصرف النظر عن معتقده ثم يقع بعد ذلك تنجية المتقين من "جهنم "ننجي" وإبقاء الظالمين فيها" ونذر" وهذا يشير إلى شيئين: أن الورود هنا على النار [واردها] وأن معنى الورود هو الدخول إلى النار، ولولا الدخول لما كان هناك معنى للتنجية والإبقاء، فالفعلان يدلان على المقابلة بينهما، فمعنى الفعل"نذر "هو نترك"، كما أن معنى الظرف الموجود في حرف الجر"فيها" يدل على ذلك.
وعند تتبع دلالة هذا الفعل "نذر" في القرآن الكريم، نجده بمعنى الترك، ومنه قوله تعالى:? وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا .. 234) [البقرة]،وقوله:? وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110) ?] الأنعام]، فليس في الفعل أي تحريك لهؤلاء، وهذا يدل على إبقائهم في النار، بينما معنى فعل"ننجي" ننقذ" أي نخلص"وهو فعل يوحي بوجود خطر يهدد المخاطب، ويكون الإنجاء بعملية حركة، إما بنقل المنجي من مكان إلى مكان، كدلالة هذا الفعل في الآية السابقة، وهو نقل المتقين من النار، ويدل على هذا النقل الفعل المقابل نذر، أو بإهلاك الطرف الآخر الذي يصدر منه الخطر، وبذلك يحصل الإنجاء كقوله تعالى:? وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَاب (49) ِ? [البقرة]،والتنجية كانت بإغراق فرعون وأشياعه كما قال في الآية التي تلتها:? وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمْ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ (50) [البقرة].
إذاً لايفهم من الآية السابقة انطلاقا من بنيتها اللغوية وسياقها، أي دلالة على وجود جسر منصوب على متن جهنم يسمى الصراط،ويدل على عدم وجود هذه الرابطة بين الآية وبين الصراط أن الأحاديث التي ذكرت الصراط لم تشر- فيما تبين لي- إلى هذه الآية، وإنما جاء الربط بينهما عند بعض العلماء من مفسرين وغيرهم لفهم هذه الآية على ضوء أحاديث الصراط ،فالآية تشير إلى حتمية وجوب ورود الجميع على النار، وأحاديث الصراط تشير إلى حتمية وجوب عبور الجميع من فوق النار على جسر يسمى الصراط، ومن هنا جاء الربط.
إذا نخلص في الختام إلى تقرير هذه النتيجة وهي أن الصراط في القرآن تعبير عن منهج فكري سلوكي محدد مغاير للمناهج الأخرى، وهذا المنهج هو الإسلام.
جعلنا الله ممن يتبع هذا المنهج حق اتباعه
والله أعلم
د. حسن الخطاف، جامعة دمشق
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[01 May 2006, 11:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الدكتور حسن بارك الله فيك وجزاك خيراً على جهودك وأرجو أن تسمح لي بهذه الملاحظات:
موضوعكم هو الصراط في القرآن الكريم ... وكما هو واضح فإن القضية هي قضية تفسيرية ومن أهم مراحل التفسير هما مرحلتان أساسيتان هما: تفسير القرآن بالقرآن ثم تفسير القرآن بالسنة ولذلك لا أظن أنه لا يمكن الوصول إلى نتيجة في موضوع الصراط إلا إذا وضعنا التفسير النبوي لموضوع الصراط وفيه أحاديث كثيرة صحيحة فيها بيان للنص القرآني:
وقد بوب الإمام البخاري في صحيحه باب (الصراط جسر جهنم) ذكر فيه حديث أبي هريرة الطويل وفيه: «" ويُضرب جسر جهنم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فأكون أول من يُجيز، ودعاء الرسول يومئذ: اللهم سلم سلم، وبه كلاليب مثل شوك السعدان» (1) الحديث، وأنكره بعض المعتزلة. [ينظر: شرح الأصول الخمسة (737، 378)، والإرشاد للجويني ص 370، 380)].وفي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - «أن ناسا قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: " ويضرب الصراط بين ظهري جهنم فأكون أنا وأمتي أول من يجيز، ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل، ودعوى الرسل يومئذ: اللهم سلِّم سلِّم، وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان " (1).
هل رأيتم السعدان؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: فإنها مثل شوك السعدان، غير أنه لا يعلم قدر عظمها إلا الله، تخطف الناس بأعمالهم».
- ولكن هل يتنافى ذلك مع ما قلتم " إذا نخلص في الختام إلى تقرير هذه النتيجة وهي أن الصراط في القرآن تعبير عن منهج فكري سلوكي محدد مغاير للمناهج الأخرى، وهذا المنهج هو الإسلام.
جعلنا الله ممن يتبع هذا المنهج حق اتباعه "
ليس هناك تنافي بين الأمرين فالصراط هو كما ذكرتم منهج فكري سلوكي وهو كذلك جسر على النار يمر الناس من فوقه وهذا هو معنى الورود وليس معناه حصراً كما ذكرتم " وإبقاء الظالمين فيها" ونذر" وهذا يشير إلى شيئين: أن الورود هنا على النار [واردها] وأن معنى الورود هو الدخول إلى النار، ولولا الدخول لما كان هناك معنى للتنجية والإبقاء، فالفعلان يدلان على المقابلة بينهما، فمعنى الفعل"نذر "هو نترك"، كما أن معنى الظرف الموجود في حرف الجر"فيها" يدل على ذلك." فالمرور من فوق النار أيضاً ورود والباري عز وجل ينجي عباده من السقوط والهوي فيها وهذا معنى قوله عز وجل: ثم ننجي ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. حسن خطاف]ــــــــ[02 May 2006, 12:57 ص]ـ
بارك الله بك يا دكتور أحمد على ما ذكرت من ملاحظات لكن الذي أردت ذكره في واقع الأمر هو أننا عندما ننطلق من النص القرآني لا نجد رابطا بين الصراط الذي ورد في الأحاديث النبوية وبين مفهوم الصراط الذي ذكر في القرآن الكريم، ومن المؤكد أن هذا ليس له دلالة متصلة بالموقف من السنة، إنما الذي أردت أن أذكره أنه لا يوجد دليل نابع من النص القرآني على مفهوم الصراط المذكور في السنة، وكلمة المرور ليست دليلا كافيا على وجود صراط، ولكنها في نفس الوقت كما ذكرتم لا تنفي وجود صراط، فالورود المذكور في آية الصراط الوصول والبلوغ يقول الشيخ ابن عاشور والورود: حقيقته الوصول إلى الماء للاستقاء. ويطلق على الوصول مطلقاً مجازاً شائعاً، وأما إطلاق الورود على الدخول فلا يُعرف إلا أن يكون مجازاً غير مشهور فلا بد له من قرينة. التحرير والتنوير - (ج 9 / ص 3)
وإذا اعتبرنا القرائن الموجودة في النص بمعنى دخول النار، فالدخول قد يكون على صراط وقد يكون من غير صراط، ومجيء الورود بمعنى الدخول موجود في القرآن الكريم بل ذهب الكثير من المفسرين إلى أن الورود المذكور في سورة مريم بمعنى الدخول يقول النسفي والورود: الدخول عند علي وابن عباس رضي الله عنهم وعليه جمهور أهل السنة لقوله تعالى: {فأوردهم النار} [هود: 98] ولقوله تعالى {لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها} [الأنبياء: 99] تفسير النسفي - (ج 2 / ص 280)
فالورود المذكور في النص هو البلوغ والوصول وهذا على غرار قوله تعالى" وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ" [سورة القصص] يقول الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير "والورود هنا معناه الوصول والبلوغ كقوله تعالى {وإن منكم إلا واردها} " 10 / ص 374"
والورود أيضا بمعنى الدخول لكن الدخول قد يكون بصراط وقد يكون من غير صراط ولم يقع تحديد ذلك في القرآن الكريم فجاءت السنة النبوية وبينت وجود صراط منصوب على متن جهنم
مرة أخرى بوركت جهودكم على ما ذكرتم.
أما ما يقال عن إنكار المعتزلة للصراط فهي مسألة تحتاج إلى وقفة أطول وأقول باختصار هناك من رأى أن كل المعتزلة ينكرون الصراط وهذا ما يفهم من كلام الآمدي [غاية المرام: 305]،واليضاوي وقد نقل ذلك عنه الآلوسي، روح المعاني:17/ 6 ومن المعاصرين ممن قال بذلك عن المعتزلة غولد زيهر، في كتابه العقيدة والشريعة في الإسلام:91،ونقل محمد العبده وطارق عبد الحليم في كتابيهما المشترك المسمى"المعتزلة بين القديم والحديث":85 عن الأشعري أن المعتزلة ينكرون الصراط، والحق أن الأشعري لم يقل ذلك عن المعتزلة، وبالرجوع إلى كتابه"مقالات الإسلاميين "الذي نقلا عنه لانجد ذلك،فقد ذكرا الصفحة [430] من مقالات الإسلاميين،ولا يوجد في هذه الصفحة أي ذكر للصراط، كما ذكرا الصفحة [742] من نفس الكتاب،ولم ينقل الأشعري في هذه الصفحة ما فهماه منه وهذا نص كلامه:» واختلفوا في الصراط فقال قائلون هو الطريق إلى الجنة والى النار، ووصفوه فقالوا هو أدق من الشعر، وأحد من السيف،ينجي الله عليه من يشاء، وقال قائلون هو الطريق وليس كما وصفوه بأنه أحد من السيف، وأدق من الشعر، ولو كان كذلك لاستحال المشى عليه «مقالات الإسلاميين:472، مع الإشارة إلى أن الضمير في قوله"اختلفوا" لايرجع إلى المعتزلة، وإنما إلى أهل الكلام عموما، ويفهم من هذا النص أن القول الثاني هو قول المعتزلة،فهو يتفق مع ما يقوله المعتزلة عن الصراط.
وهناك من يحكم على أغلب المعتزلة بانهم ينكرون الصراط ممن قال ذلك عنهم الإيجي:» وأنكره أكثر المعتزلة، وتردد قول الجبائي فيه نفيا وإثباتا «المواقف:3
وقد تبين لي أن المعتزلة لاينكرون الصراط من حيث الأصل وإنما ينكرون بعض الأوصاف الملاصقة للصراط وذلك ككونه أدق من الشعر وأحد من السيف " وهذا الوصف لايصل من حيث الصحة إلى مستوى الأحاديث الأخرى الموجودة في صحيح البخاري وغيره والتي خلت من هذا الوصف.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا ليس دفاعا عن المعتزلة بقدر ما هو إيضاح للحقيقة، ولكن من المهم أن نعرف ان الأصل الفكري وراء إنكار هذا الوصف" أدق من الشعر وأحد من السيف" هو قياس الغائب على الشاهد، ذلك لأن الأمر المشاهد أن لايكون الطريق أو الصراط بهذا الوصف فقاسوا عليه الغائب، وهذا تعسف جرهم إليه هذا المنهج
مشكور يادكتور أحمد على مداخلتك
ـ[حسام حسن]ــــــــ[29 May 2006, 12:09 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا الكريم محمد، وبعد.
إن فكرة اعتقاد أن الصراط أدق من الشعرة وأحد من السيف فكرة مرفوضة!!
فهذه الفكرة لم ترد في كتاب الله تعالى، وإنما ذكر الصراط المستقيم على أنه طريق الحق والإسلام.
أما عن الأحاديث، فلم يصح حديث في مسألة الصراط بهذا المعنى.
أما رواية البخاري التي ذكرها أخونا أحمد الطعان فرواية شاذة غير مقبولة، لأن الرواية فيها إشكال، وذلك لأن رواية البخاري تتحدث في البداية عن رؤية الله تعالى، فمن هذه الإشكالات:
أن المنافقين يرون الله تعالى، وهذا خلاف ما عليه علماء أهل السنة والجماعة.
أن الحديث يثبت لله تعالى الصورة، وأجمع العلماء أن الله تعالى لا يوصف بالصورة، قال الإمام ابن الجوزي في كتابه دفع شبه التشبيه (ص/159): ((قلت: إعلم أنه يجب على كل مسلم أن يعتقد أن الله سبحانه وتعالى لا تجوز عليه الصورة التي هي هيئة وتأليف)).
كما أن الحديث يثبت الرؤية خارج الجنة، وأهل السنة متفقون على أن الرؤية في الجنة لا خارجها.
أما الروايات الأخرى في الصراط فقد ذكرها الإمام ابن حجر العسقلاني في فتح الباري (11/ 454)، وبين أنه لم يثبت منها شيء.
وهناك رواية ذكرها الحاكم في مستدركه (4/ 629) دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، ونص الرواية كما يلي: ((حدثني محمد بن صالح بن هانئ ثنا المسيب بن زهير ثنا هدبة بن خالد ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي عثمان عن سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزن فيه السماوات والأرض لوسعت فتقول الملائكة يا رب لمن يزن هذا فيقول الله تعالى لمن شئت من خلقي فتقول الملائكة سبحانك ما عبدناك حق عبادتك ويوضع الصراط مثل حد الموسى فتقول الملائكة من تجيز على هذا فيقول من شئت من خلقي فيقول سبحانك ما عبدناك حق عبادتك هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه)).
قلت: ورواية الحاكم ليست صحيحة، لأن في سند الحديث رجلا مجهولا، وهو: المسيب بن زهير إذ لم يوثقه أحد، والله أعلى وأعلم.
وبناء على ذلك يتبين لنا أن مسألة الصراط بهذا المعنى مسألة تحتاج إلى نظر، فالقرآن الكريم لم يذكر الصراط بهذا المعنى، والأخبار في هذا المعنى ضعيفة، ولا يحتج بالضعيف في أمر عقائدي، والعلم عند الله تعالى.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الاطهار وأصحابه الأبرار
أبو عبدالله
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[29 May 2006, 06:01 ص]ـ
أن الحديث يثبت لله تعالى الصورة، وأجمع العلماء أن الله تعالى لا يوصف بالصورة، قال الإمام ابن الجوزي في كتابه دفع شبه التشبيه (ص/159): ((قلت: إعلم أنه يجب على كل مسلم أن يعتقد أن الله سبحانه وتعالى لا تجوز عليه الصورة التي هي هيئة وتأليف)).
أخي الكريم
لا شك أن هذا الحكم ليس بصحيح، ومذهب أهل السنة والجماعة هو إثبات الصورة لله تعالى كما يليق به، من غير تمثيل ولا تأويل ولا تعطيل.
قال الشيخ عبدالرحمن البراك في بيانه للمخالفات العقدية في فتح الباري:
(قوله: "قال المازري: غلط ابن قتيبة فأجرى هذا الحديث على ظاهره .. إلخ": ابن قتيبة يعرف بخطيب أهل السنة، وله جهود في الرد على الزنادقة والمعتزلة كما في "تأويل مختلف الحديث" له.
وما ذهب إليه ابن قتيبة رحمه الله تعالى من إثبات الصورة لله عز وجل، وأنها ليست كصورة أحد من الخلق ـ فله سبحانه وتعالى صورة لا كالصور ـ هو مذهب جميع أهل السنة المثبتين لكل ما أثبته لنفسه وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم؛ فكما يقولون: له وجه لا كوجوه المخلوقين، يقولون: له صورة لا كصور المخلوقين، وقد دل على إثبات الصورة لله عز وجل قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الطويل: "وتبقى هذه الأمة وفيها منافقوها، فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفونها"، وهو نص صريح لا يحتمل التأويل، فلهذا لم يخالف أحد من أهل السنة في
(يُتْبَعُ)
(/)
دلالته.
وأما حديث: "فإن الله خلق آدم على صورته" فقد استدل به أكثر أهل السنة على إثبات الصورة أيضاً، وردوا الضمير إلى الله تعالى، وأيدوا ذلك برواية من رواياته بلفظ: "على صورة الرحمن". ومن رد الضمير إلى آدم عليه السلام أو إلى المقاتل - وقصده نفي الصورة عن الله تعالى - فهو جهمي كما قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى.
ونفي الصورة هو مذهب الجهمية والمعتزلة ومن تبعهم من الأشاعرة والماتريدية، ومنشأ ذلك هو توهم التشبيه في صفات الله تعالى، فزعموا أن إثبات الصورة أو الوجه أو اليدين ونحو ذلك يستلزم التشبيه بالمخلوقات، وهي حجة داحضة، وطردها يستلزم نفي وجود الله سبحانه وتعالى.
ومن رد من أهل السنة الضمير إلى آدم عليه السلام وضعَّف رواية " على صورة الرحمن " فليس مقصوده التوصل إلى نفي الصورة عن الله عز وجل، وليس من مذهبه ذلك، بل رأى لفظ هذا الحديث " خلق الله آدم على صورته " محتملا، فترجح عنده عود الضمير إلى آدم أو إلى المقاتل. وهو منازع في تضعيفه لتلك الرواية وفي هذا الترجيح.
وبهذا يتبين أن إثبات الصورة لله عز وجل لا يتوقف على دلالة حديث " خلق الله آدم على صورته "، ونقول: بل غلط المازري عفا الله عنه، ولم يغلط ابن قتيبة.) انتهى كلام البراك.
ولعلك تراجع هذه الروابط للفائدة:
فوائد في إثبات الصورة لله ( http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=BookTree&docid=14&node=55)
حديث الصورة رواية ودراية ( http://www.saaid.net/book/7/1109.doc)
وأما كتاب ابن الجوزي دفع شبه التشبيه فهو كتاب مخالف لعقيدة أهل السنة والجماعة، فقد كان مؤلفه يميل إلى التأويل في بعض كلامه: يقول ابن رجب في الذيل: (اشتد إنكار العلماء عليه في ذلك، وكان مضطربا في قضية التأويل رغم سعة اطلاعه على الأحاديث في هذا الباب فلم يكن خبيرا بحل شبه المتكلمين، ويقول: كان أبو الفرج تابعا لشيخه أبي الوفاء ابن عقيل في ذلك، وكان ابن عقيل بارعا في علم الكلام ولكنه قليل الخبرة في الأحاديث والآثار لذا نراه مضطربا في هذا الباب)
قال الشيخ المحدث سليمان العلوان: (وقد وقفتُ على كتاب لابن الجوزي اسمه: (دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه).فلما نظرتُ فيه فإذا هو مشتمل على: التحريف، والتأويل، والتعطيل، والتفويض. والكتاب جملة: ظلمات بعضها فوق بعض .. )
ولعلك ترجع إلى كتاب العلوان على هذا الرابط:
الكشاف عن ضلالات حسن السقاف ( http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=10&book=786)
ـ[حسام حسن]ــــــــ[02 Jun 2006, 06:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله الأطهار، وأصحابه الأبرار، وبعد.
أخي العبيدي المحترم
بالنّسبة لإثبات الصّورة، فالواضح من أدلّة التّنزيه الواضحة والبينة والمحكمة أنّ إثبات الصّورة لله تعالى تجسيم محض ..
وقد ذكر الأستاذ عبد القاهر البغدادي في كتابه القيّم (الفَرْق بيْن الفِرََق) (ص/323): ((بيان الأصول التي اجتمع عليها أهل السّنّة: قد اتّفق جمهور أهل السّنّة والجماعة على أصول من أركان الدّين، كلّ ركن منها يجب على كلّ عاقل بالغ معرفة حقيقته، ولكلّ ركن منها شعب، وفي شعبها مسائل اتّفق أهل السّنّة فيها على قول واحد، وضلّلوا من خالفهم فيها)).
وقال في ص/332: ((وأجمعوا على إحالة وصفه بالصورة والأعضاء))
أما عن كتاب الإمام ابن الجوزي فقد اطلعت عليه ورأيته كتابا في غاية الروعة والإتقان، ولقد أعجبني التحقيق الجميل للأستاذ السقاف.
كما أعلم أن الإمام ابن الجوزي من الحنابلة، وهو ذو شهرة واسعة في عدد من علوم الشرع، وكلام أخينا العلوان فيه تجن على الإمام ابن الجوزي.
ولكم بالغ الشكر
أبو عبد الله
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[04 Jun 2006, 08:40 م]ـ
أخي حسام أرحب بأدبك في عرض رأيك, وفي هذا الموضوع أمران بارزان:
الأول: مفهوم الصراط في القرآن الكريم (وهو الموضوع الأصلي للمشاركة) , واتصاله ظاهر بعلم التفسير.
والثاني: إثبات الصورة لله تعالى أو نفيها (وهو متفرع عن بعض الأدلة المذكورة) , واتصاله ظاهر بعلم العقيدة.
ففي أيهما تحب أن نتحاور (مع أن مراعاة تخصص الملتقى أولى)؛ ليأخذ بعضنا بأيدي بعض, حتى نصل منها على يقين ينشرح به صدر طالب الحق, ولا أراك إلا كذلك إن شاء الله.
ولي عليك قبل كل ذلك أن تتكرم بذكر مؤهلك العلمي, وتخصصك التعليمي, بارك الله فيك.
ـ[حسام حسن]ــــــــ[05 Jun 2006, 05:51 م]ـ
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيد الأنبياء والمرسلين، وبعد.
تحية للأستاذ أبي بيان ...
أمّا أصل الموضوع فهو الكلام عن الصّراط من حيثُ الكيفيةُ المشتهرةُ عند أهل السّنّة والجماعة (وهي أنّ الصّراط أدقّ من الشّعرة وأحدّ من السّيف).
وبالنّسبة لموضوع الصّورة فكان تعقيبا منّي على تعقيب الأستاذ العبيدي، فجاء الحديث عن الصّورة عارضا لا أصلا.
وأنتم تعلمون أنّ بين العلوم ارتباطا واضحا، إذ كلّ العلوم تنبع من القرآن والسّنّة المشرّفة ..
وعن تخصّصي فأنا طالب علم تخرّج من كليّة الشّريعة ..
أخوكم أبو عبد الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أخوكم]ــــــــ[05 Aug 2006, 06:48 ص]ـ
الأخ المكرم د. حسن خطاف حفظه الله
1 - من خلال آيتي سورة الأعرف وسورة يس أثبتَ في نفس بحثك إمكانية تفسير الصراط بالشيء المادي، فقل بمثل تلك الإمكانية المادية في تفسير صراط الآخرة.
2 - قلتَ بأن بعض العلماء ربط بين بعض آيات الصراط وبين أحاديث صراط الآخرة.
ولكن الصحيح ليس بعضهم بل إن كثيرا من أهل العلم ربطوا بينهما إما تصريحا وموافقة أو سكوتا وعدم إنكار للربط
فإذا ثبت أن الأكثر مع الربط فلن يشعر القارئ بشذوذ هذا الربط بل سيشعر أن الشذوذ في عدم الربط.
3 - سواء صح الربط أم لم يصح فيجب على كل قارئ مؤمن أن يصدق بالأحاديث الصريحة الصحيحة التي وصفت صراط الآخرة.
ولعلك أشرت إلى ذلك بقولك:
( ... وأحاديث الصراط تشير إلى حتمية وجوب عبور الجميع من فوق النار على جسر يسمى الصراط)
4 - أشكرك على بحثك وعلمك وأخلاقك وإنصافك وحيادتك، وننتظر منك المزيد بارك الله فيك.(/)
الآية القرآنية و"الحقيقة" العلمية. هل الجمع ممكن؟
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[01 May 2006, 04:54 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..... وصلى الله وسلم على النبي الكريم ..... وعلى آله وصحبه أولي المنهج القويم ...
وبعد،فهذا سؤال:
الآية القرآنية و"الحقيقة" العلمية. هل الجمع ممكن؟
سأركز البحث عن "الحقيقة" العلمية لإظهار خصائصها ومن ثم ينظر بعد ذلك لمدى التوافق بينها وخصائص الآية ...
العلم هنا يراد به العلم الطبيعي فقط أو قل العلم الحق كما يسمى عند فقهاء العلم أعني ذلك العلم" المكمم" القابل للاختبار مثل الكيمياء والفزياء وعلوم الحياة وعلوم الفضاء ...
ولا يراد به العلوم الانسانية المشكوك في علميتها أعني العلم" المكيف" غير القابل للتحقق التجريبي الاصطناعي .... مثل علم النفس وعلم الاجتماع وعلم الإنسان ...
هذه وأمثالها –عند المحققين-أشباه علوم، أو علوم تبريرية، أو اديولوجيات ..... ولا يجوزللمفسرأن يقحمها داخل حمى القرآن منخدعا بتسميتها علوما ....
الحقيقة -إن وجدت-ففي دائرة العلوم الموضوعية الحقة ...... والجمع مع الآية- إن جاز -فمعها لا مع العلوم الاخرى ..... ولك أن تتعجب من بعض المتحمسين كيف تجرأوا وزعموا أن التقسيم الفرويدي المثلث للنفس صادق عليه القرآن الكريم باصطلاحه الخاص عن النفس اللوامة والنفس الأمارة والنفس ....
لكن هل تحمس هؤلاء لنقد هذه النظرية واختبارها قبل توظيفها في التفسير؟ وهل ادركوا أن فرويد لم يستطع أن يقنع بها حتى أخص تلاميذه؟ وكيف يرهن الاصطلاح القرآني بمثل تخيلات لرجل يهودي لا يعتبرها الغربيون أنفسهم علما؟
ثم –وهذه باقعة-هل نأخذ التقسيم الثلاثي فقط أم نأخذ معها نظرية الليبيدو وعقدة أوديب وأسطورة الأب الأول الذي قتله أبناؤه بسبب احتكاره لكل نساء القبيلة؟!!!
أكاد أقول –وأنا مطمئن-أن هؤلاء لا يعرفون القرآن ولا علم النفس ...... بسبب الذهنية التجزيئية التي يتميزون بها: بضع آيات من القرآن .... وشذرات من نظرية غربية وهاهو الإعجاز العلمي!!!
قلنا إن مدار البحث هو العلم الحق ... وأضيف وصفا آخر: القادم من الغرب.
ذلك لأن المتحمسين للتفسير العلمي للقرآن يستندون كلية إلى الانجازات العلمية والتقنية الغربية .... وجل الاسماء المذكورة عندهم أروبية أو أمريكية أو يابانية ..... ولا يقصدون بالعلم مثلا العلم التقليدي الصيني ولا يخطر ببالهم ربط آية أو حديث بعلم وخز الإبر أو علم الكي ..... !!!
تلكم هي المركزية الغربية التي سعى الغربيون لترسيخها في نفوس الأمم .... فكانت أمة الإسلام أطوعها وأسهلها عليهم.
الآن .... نعيد السؤال:
الآية القرآنية والحقيقة العلمية الموضوعية الغربية هل تلتقيان؟
من عجيب المفارقات أن يكون المسلمون هنا "ملكيين أكثر من الملك نفسه" فتراهم يتهافتون على بريق زائف ..... فما أن يصدر عن عالم غربي خاطر أو فرضية حتى يتلقفها المفسر ويبحث لها عن آية ويتخيل لهما تطابقا .... ثم يستدعى صاحب الخاطرة لمؤتمر على نفقة أموال المسلمين ..... سبحان الله!! ألا يملك المصحف أن يصل إلى الناس إلا بتوصية: دمغة أينشتاين أو شهادة ايزنبرغ أو إسلام ياباني!!!!
وما يقوله ذلك العالم في مؤتمر الإعجاز تحت تصفيق المشدوهين قد لا يجرؤ على طرحه في المؤتمرات العلمية الغريية نفسها .... وإن زعم –عندهم- أنه توصل إلى الحقيقة المطلقة فسيطرد من المجلس لا محالة وينسب إلى الهرطقة والتجديف ...... لأنه قد تقرر عندهم أن العلم –الحقيقي الموضوعي- لا يمكن أن يكون إلا ديناميا نسبيا .... والنزعة الوثوقية-الدوغمائية- عندهم من شيم رجال الدين والاديولوجيين ولا شأن لها برجال العلم ....
فنقول:
أنتم تجعلون للتفسير العلمي شرطين-ولا بد من الشرطين-
-أن تكون لغة الآية تقبل المعنى العلمي.
-أن يكون المعنى حقيقة علمية ثابتة.
يهمنا هنا الشرط الثاني ......
ما رأيكم أن من أخذتم عنهم المعنى العلمي يعترفون سرا وعلانية أن الحقائق العلمية كلها نسبية .....
قال فقهاؤهم في العلم:
-تاريخ العلم هو تاريخ أخطاء العلم ...
قال فقهاؤهم:
تاريخ العلم مشكل من قطيعات ابستملوجية .... ناتجة عن أزمات في العلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
يعنون بذلك أن علما من العلوم-الفزياء مثلا- يقترح تفسيرا معينا للظواهر الطبيعية فيستمر يحقق نجاحات ظاهرة وباهرة حتى إذا فشل جزئيا في التفسير المقنع وبدأت المشاكل تتراكم والظواهر الجديدة تبقى بدون تفسير اضطر العلماء إلى هجر مسلمات ومنطلقات علمهم القديم واستحدثوا مفاهيم ومنطلقات جديدة هذه هي القطيعة الابستملوجية .... ومثالها قطيعة كوبرنيك مع فزياء أرسطو وقطيعة اينشتاين مع نيوتن ....
لكن المصيبة أن العلم القديم المقطوع عنه لا يعني فقدان المصداقية مطلقا والتخلي عنه نهائيا ..... (تذكر دائما أن المطلق لا معنى له عند العلماء)
فقد يظهر العلم الفاشل بمظهر آخر فيزيح العلم الجديد ..... ومن مشهور مفردات علم الفزياء تخبط الفزياويين في طبيعة الضوء:
قيل إنه مويجات ...... وأثبتوا ذلك بتجارب.
وقيل إنه حبيبات ..... واثبتوا ذلك بتجارب مضادة حتى قيل ماتت النظرية السابقة ...
لكنها لم تمت وعادت من جديد ....
وقيل الضوء يجمع بين الطبيعتين أخذا بمنطق التجارب ..... لكن المنطق الأرسطي يرفض ذلك حسب مبدأ الثالث المرفوع ..... توشك المسألة أن تخلق أزمة وقد تكون النتيجة قطيعة أخرى ...
وعلى كل حال لا بد من قطيعة في المستقبل سواء بسبب طبيعة الكهرباء أو بسبب أمر آخر لان العلم عندهم هو الدينامي المتغير فإذا ثبت أصبح دينا .... وموقف الغربيين من الدين معروف.
الآن جل العلم الطبيعي يتوزع إلى مجالين:
-مجال الأصغر.
-مجال الأبعد.
أعني بالأول عالم الذرة فما تحتها.
واعني بالثاني عالم المجرة فما فوقها.
والقاسم الابستملوجي بين المجالين هو الاحتمال وارتفاع التجريب .... (أذكر هنا أن الشاعر الفرنسي سان جون بيرس عندما تسلم جائزة نوبل للآداب ألقى في المجمع خطابا عقد فيه مقارنة بين الشعر والفزياء!!!)
نعم، التجريب الذي كان فخر العلم الوضعي أصبح غير ممكن .... وحتى لو أمكن فهو مشكوك في مصداقيته ..... ومن يطلع على هجاء برتراند راسل للتجريب يدرك حجم فقدان التجربة للمعانها القديم .....
وفقهاء العلم من أمثال كارل بوبر ولا كتوش وغيرهما يصرون على أن العلم ينبغي أن يستند إلى "نماذج" لا على تجارب ...... لأن التجربة –عمليا- محال في المتناهي في الصغر ... وهي اشد استحالة في ماوراء السماء الدنيا ..... فليس في وسع العالم إلا أن يتخيل نموذجا منطقيا رياضيا لتفسير الظواهر (تذكروا مثلا ان نيل بور تخيل النواة على شكل المنظومة الشمسية) .... ثم يحاول غيره تدمير ذلك النموذج بالكشف عن عيوبه .... وفي الوقت ذاته يقوم صاحب النموذج بالدفاع والتصحيح .... إلى أن يتسع الخرق على الراقع ..... فينصرف عن نموذجه إلى نموذج آخر لن يكون مصيره أحسن .....
ولعل مفهوم "تخيل نموذج" هو الذي جرأ الشاعر الفرنسي على مقارنته الشعر بالفزياء .... فعالم الفزيائي القائم على مفردات: انفجار عظيم وأوتار صوتية وثقوب سوداء وبيضاء كثقوب الدودة وتوسع او انكماش شبيه بآلة العزف الاكورديون ....
ليست أكثر مصداقية من عالم ابن الرومي الذي يرى الأرض امراة متبرجة بعد خفر تتعرض للمطر تعرض الأنثى للذكر .....
الخلاصة .... ليس العلم الحديث إلا نماذج .....
والنمذجة افتراض عقلي مشروط بالانسجام الداخلي والقدرة على التفسير الخارجي ....
ليس ثمة نموذج واحد أو دائم ....... لأن العلم لا يقف ......
وقوف العلم معناه كهنوت ...
فلينظر المسلمون بعد هذا إلى الشرط الثاني في التفسير العلمي للقرآن .....
من يضمن لنا الحقيقة العلمية وهي نسبية عند أهلها بإجماعهم ...
وكيف نجمعها مع الآية القرآنية وهي حقيقة مطلقة لا يأتيها الباطل من أي جهة من الجهات عند المسلمين بإجماعهم-إلا من لا يعتد به-
ونرجو ممن يسير في نهج التفسير العلمي أن يدخل في متاهة العلم الغربي ويدرك نظريات أصحابها وتقييمهم ويطلع على مذاهبهم الابستملوجية ..... لعل التفكر يقوم مقام الانبهار ...... ولعلهم يقدرون القرآن كما ينبغي: صدق محض لا اختلاف فيه وكلام غيره فيه اختلاف وفيه باطل -ولو سمي علما –واعتبروا ببعض المفسرين الذين سبقوكم عندما انبهروا بأرسطو وفلك بطليموس ..... فتحدثوا في تفاسيرهم عن الفلك أطلس وعن الفلكات العشر وعن عالم الكون والفساد .... وظنوا انهم ينصرون القرآن ....
فهل تدرون ما موقف العلماء المعاصرين من الفلك أطلس؟
وما يدريكم أن نظرية الانفجار العظيم التي فسرتم بها آية الفتق والرتق ...... قد يضحك منها أحفاد الأحفاد ... ؟
ـ[عطية زاهدة]ــــــــ[01 May 2006, 09:51 م]ـ
لماذا يا أبا عبد المعزِّ ننتظر الأجيالَ حتّى تضحكَ على الربط بين نظرية الانفجار العظيم والقرآنِ الكريمِ؟ .. أما قرأتَ كتابي "الفرجار في نقد الشيخ زغلول النجار"؟ .. لقد فكَّ هذا الربطَ َ. وأعدُك بمقالٍ فيه الضربة القاضيةُ - وإنَّهُ إن شاءَ اللهُ لقريبٌ جدّاً.
ـ[عادل الكلباني]ــــــــ[02 May 2006, 06:39 ص]ـ
الحمد لله وبعد،،،
فقد جمعتني مناسبة مع أحد المهتمين بل والمشتغلين بالإعجاز العلمي،،، وذهلت لما سمعت، فقد ذكر حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: إن هذا الحديث يظهر فيه الوضع، فليس هو من مشكاة النبوة، فهل خرجته؟ وكان الجواب هو الصاعقة، إذ قال بالحرف: أنا علي استخراج الإعجاز فيما نسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وليس علي تخريج الأحاديث!!!!
وسؤال لا زال يحيرني: لم لا نستبق ما يسمى بالاكتشاف، إن كنا نزعم أن ذلك مذكور في القرآن قبل كذا قرن؟ كيف لم نعلم بهذا الإعجاز العلمي حتى كشفه لنا الغربيون فانتبهنا إلى أنه مذكور عندنا في الذكر، ولكنا كنا عنه غافلين حتى دلنا عليه الكافرون!
ولست أنكر إعجاز القرآن العلمي، فالقرآن معجز في كل شيء، ولكن المصيبة في الإيغال في ذلك حتى لو قيل لنا إن الشمس تطلع من المشرق لقلنا: قد سبق القرآن إلى هذا!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[19 May 2006, 12:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تم حذف مشاركة الأخ مرهف السقا، عادل الكلباني، ومشاركتى
بسبب العطل المفاجئ
لذلك أقدم ملخصا لآخر حوار دار فى هذا الموضوع:
حيث أخبرت أن الجمع بين الآية القرآنية والحقيقة العلمية ممكن بعديا عن مصطلح الإيستمولوجيا الغربي
وأخبرت عن أن الله علمنى بحث يجمع بين الآية القرآنية، والحقيقة العلمية، ويمكن أن أعرضه فى موضوع مستقل إن وجدت من يراجعه من متخصصين الدراسات القرآنية
فطلب منى أخي مرهف السقا عرض البحث، ووضح أخى مرهف السقا، أن الإسلام يواجه بهجمة تحاول التعتيم على الإعجاز العلمي فى القرآن وإظهار زغلول النجار بأنه مخرف
فوافق على ذلك أخى عادل الكلبانى
وها أن ذا أعرضه هنا
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5537
وجزاكم الله خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[محمد محمد احمد]ــــــــ[25 Jun 2006, 02:43 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الموضوع مهم بالنسبة لي لأني طالب طب سنة اخيرة و مقتنع كثيرا ان الدراسة المستفيضة للقران ستخدم العلوم كثيرا, اما عن طريق لفت الايات الكريمة لانتباه القارئ لظواهر علمية معينة, او حتى ذكر اسس معينة تفيد في ادبيات البحث العلمي و منهجه, فالايات الداعية للتفكر و التأمل و تلك التي تعرض الظواهر الطبيعية على انها من خلق الله تعالى و تسخير الكون للانسان, هي في الحقيقة التي انتزعت الغرب من براثن الفلسفة اليونانية الغبية التي صنعها الانسان و التي كان قوامها احتقار كل ما هو ارضي و عدم تصديق ما يستقبله النسان عبر حواسه كالسمع و البصر, و جاء القران العظيم و نظرته الشمولية التي ولد وترعرع في رحب افكارها بشر فهموا الكون من حولهم بالطريقة الصحيحة و بدؤا البحث فيه بالنظرة الصحيحة, فكانت فعلا ثورة علمية تراكمية كبيرة لم تعرفها البشرية من قبل.
ليت كل العلوم يتم رد قواعدها البدائية البسيطة الى اصل قراني, او ليت ان يتم البدء بالدراسات الكبيرة المشتركة بين المخصصين في العلوم الشرعية والعلوم الاخرى وذلك اما لاثبات علاقة القران في اصل كل علم او نفيها, واكرر اثبات العلاقة في اصل العلوم. لأن العلم تراكمي لاحظ مثلا ان ناطحات السحاب و انظمة الصواريخ كلها تعتمد على العمليات الحسابية المتراكبة! مثلا ربما يكفي علماء الفيزياء ان يقرؤوا الايات التي تتحدث عن المطر و الارض و السماء ليتأكدوا ان علمهم له اصل في القران, ان يقرأ الفيزيائي القران باحثا عن ظاهرة ما او فكرة ما اعتقد انه امر مفيد جدا, كم ذكر القران من مراحل خلق الانسان و كم انا متحمس لأبدأ دراسة من هكذا نوع لكني سأبدأها بعد انهاء دراستي ان شاء الله, و بعد ان ادرس بعض العلوم الشرعية طبعا, وهنا يتبادر الى ذهني فكرة ارجو اثباتها او نفيها او توضيحها, و هي انه عندما خلق الله تعالى ادم عليه السلام علمه الله تعالى الاسماء كلها, حيث قرأت ان تفسير كلمة الاسماء هي اسماء موجودات الكون او بعضها, أليس (لو ان تفسير الاية صحيح) في هذا دليل على ان اول معرفة علمية تلقاها الانسان كانت من الله تعالى مباشرة و ليس من التجربة, و من هذا استنتج انه يجب على الانسان ان يرجع اصول العلم الذي يدرسه الى القران الكريم الذي هو كلام الله تعالى وهو المصدر العلمي الموجود في زمننا الحالي, ربما ايضا من هذه الحادثة (ان الله تعالى علم ادم عليه السلام الاسماء كلها ان نستنتج ان اصل جميع العلوم هو الله تعالى و كلامه لان موجودات الكون هي مادة العلم ومجال بحثه)
اريد ان ابحث مستقبلا ان شاء الله تعالى في الكلمات التي استخدمها القران في وصف الاحداث الطبية والاستفادة منها. لتكون نقطة بداية جديدة لفهم الطب وفق قواعد القران في الكون لأننا للأسف ندرس العلوم في معزل تماما عن كلام الله تعالى و ننسى أن الله تعالى هو الذي اوجد هذه القواعد و القوانين في هذا الكون.
ايات اخرى استوقفتني كثيرا تدل على ان المراحل المفصلية في تطور البشرية كان الله تعالى هو الذي اوحى علوها و اسسها (رجاء تصحيحي لو انا اتكلم كلام خاطئ لأني لم ادرس العلوم الشرعية و التفسير) مثلا قول الله تعالى عن سيدنا داود عليه السلام
"و ألنا له الحديد"
أليس في هذا دليل على بداية ما يسميه العلماء بالعصر الحديدي؟ ارجوكم اجيبوني مع محاولة ربط التاريخ بالقران الكريمة وهل عاش داود عليه السلام في العصر الحديدي؟
هل كانت السفينة التي صنعها نوح عليه السلام هي اول سفينة في تاريخ البشرية؟ يبدو ذلك من الايات في سورة هود حيث يقول الله تعالى
"و اصنع الفلك بأعيننا ووحينا" ثم تكمل الايات
"و يصنع الفلك و كلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه"
هل كانوا يسخرون منه لانهم لم يعرفوا ماذا كان يصنع مثلا؟ ارجو اجابتي لو سمحتم.
تبقى اية احبها كثيرا يقول الله تعالى فيها
" ولقد صرفنا في هذا القران من كل مثل"
و ا ستنتج انه حتى مثل في الطب و الهندسة و الكيمياء و الفيزياء, و من هنا استنتج ان اصل كل هذه العلوم هو القران الكريم لأن امثلتها العامة موجودة في القران الكريم.
و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[03 Jul 2006, 09:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي محمد
أشجعك على إتجاهك البحثي
وأتمني أن أساهم مع في ذلك
بهذا المنهج
http://www.sharee3a.net/vb/showthread.php?t=2091
وكذلك إن شاء الله نستعد للقيام ببحوث مشتركة على موقع يتم بنائه حاليا
www.esmallah.org
يتم تثبيت فيه خطط البحوث الجماعية، المتفرعة من خطة بحث علمي شاملة نتمني أن تساعدنا فيها
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المراسلات على
info@esmallah.org
ـ[د. علي أسعد]ــــــــ[08 Jul 2006, 09:30 م]ـ
أخي أبو عبد المعز حفظك الله تعالى: أتفق معك فيما ذكرت، ففلاسفة العلم التجريبي يصرحون بأن العلم لا يبلغ الحقيقة أو يكون على طريقها إلا إذا استطاع أن يحكم على نظرياته بالصدق أو الكذب فيما تقرره عن الواقع أو في بلوغها ما تقصده، فصدق أي حقيقة إنما هو بالتنبؤ المتواصل لها، هذا الذي يدل على أن نتائج التجارب قد أثبتتها في كل مرة، ولكن هل يمكن للعلم أن يُسلّم بحقيقة ما ويعلن عن إطلاقها؟
لا يمكن جعل الحقيقة خارج العالم المتغير، بل تظل دائماً تحت الاختبار المتواصل، لأن العلماء لا يكفون عن مواصلة اصطناعهم للمنهج العلمي، فهم يغيرون من وضع الأشياء وعلاقاتها، ويصهرون بعضها مكونين علاقات جديدة، وإن لغة العلم اليوم هي الرياضيات و المنطق، و هذان العلمان يقومان على أساس الفكر المعبّر عنه باللغة، و الفكر و اللغة قدرات مجردة، فلا بد أن تفرض الثانية على الأولى حدوداً ليس من السهل تجاوزها، هذا بالإضافة إلى دور الفكر الإنساني في تعامله مع الطبيعة وفقاً لمنطقه ومدركاته وخياله.
وعلى هذا فإن ما صرح به سابقاً على أنه حقائق علمية مؤكدة، قد ظهر من خلال المراجعة أنها إما خاطئة،أو ظنية، أو لا تصدق سوى في نطاق محدد.
فما توصلت إليه العلوم اليوم يقف في ميزان المحتمل، فنتائج أي تجربة من المحتمل أن تكون صادقة لأن وقائعها تتضمن نسبة عالية من الصحة، ومما يظهر عامل الاحتمال في نتائج العلوم، أن المختصين بعلم الإحصاء وتصميم التجارب، يعلمون أن تصميم التجارب بالطريقة العلمية، لا توفر إمكانية تأكيد الفرض، بل توفر إمكانية نفي نقيضه.
وعلى هذا فالحقيقة العلمية ليست يقينية، بل إن الشك فيها و اليقين في جدلية مستمرة، فهي نسبية، وما يأتي من معرفة عن طريقها ليست مطلقة، وذلك لأن محرك العلم هو الشك المنهجي البنّاء.
ولكن هل هذه الظنية أو الاحتمالية في نتائج العلم التجريبي تقلل من أهميته ومن اعتمادنا عليه وثقتنا به؟
إن نتائج دراسات الطب احتمالية، ولكنّ الأمراض التي يعالجها حقيقية، فعندما يمرض الإنسان، لا يفكر باحتمالية العلم، وإنما يذهب لتلقي العلاج، والذي لا يتبنى نتائج العلم لأنها احتمالية كمن يمنع القاضي من أداء عمله لأنه يحكم بغالب الظن.
ولا بد من الإشارة إلى أن العلم التجريبي في عصرنا الحاضر قد بهر الناس بتطبيقاته المتصلة بحياتنا اليومية، وبما أحدثه من اكتشافات علمية، كل ذلك جعله حقيقة مطلقة في نظرهم، ومقياساً لكل أمر في حياتهم.
ويجب في التفسير الانطلاق من النص القرآني لا من نتائج العلم التجريبي كما يحدث اليوم في أغلب ما يوسم بالإعجاز العلمي دون أن يعني ذلك إهمالنا أو متابعتنا لنتائج العلم التجريبي.(/)
دعوة لحصر المتخصصين , والاستفادة منهم
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[19 May 2006, 06:30 م]ـ
من المعلوم أن الانتصار للقرآن يحتاج إلى جهود كبيرة, ومما يساعد على ذلك معرفة المتخصصين , والمهتمين الذين لهم عناية خاصة في الدفاع عن القرآن , والانتصار له , فمعرفتهم , والتعرف إليهم من الخطوات الأساسية التي ينبغي العناية بها في تحقيق أهداف الملتقى , والمطلوب ما يلي:
1 - حصر المتخصصين والمهتمين.
2 - ذكر نتاجهم العلمي في هذا الجانب.
3 - ذكر رسائلهم العلمية إن وجدت.
4 - تعريفهم بالملتقى , وبيان أهدافه.
5 - دعوتهم للمشاركة فيه , أو استعدادهم للتعاون بإحالة بعض المواضيع إليهم.
6 - ذكر البريد الإلكتروني للتواصل معهم , والاستفادة منهم.
7 - إهداء مؤلفاتهم, وبحوثهم , لنشرها على صفحات الملتقى.
والدال على الخير كفاعله , وشكر الله للجميع جهودهم.
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[24 May 2006, 02:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً.
من هؤلاء:
أ. د. محمد حسن حسن جبل
أستاذ أصول اللغة بجامعة الأزهر
وأستاذ غير متفرغ بكلية القرآن الكريم بطنطا
والعميد الأسبق لكلية اللغة العربية بالمنصورة. جامعة الأزهر
له في مجال الدفاع عن القرآن الكريم:
1ـ دفاع عن القرآن الكريم
أصالة الإعراب ودلالته على المعاني في القرآن الكريم واللغة العربية.
2ـ الرد على المستشرق اليهودي جولدتسيهر في مطاعنه على القراءات القرآنية
وله في مجال الدراسات القرآنية:
1ـ وثاقة نقل النص القرآني من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أمته
2ـ الدلالات القرآنية في مفردات القرآن للراغب الأصفهاني عرض ومناقشة
وله أيضاً:
ـ أصوات اللغة العربية دراسة نظرية وتطبيقية [به عرض مفصل ومؤصل لقواعد تجويد القرآن الكريم]
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[25 May 2006, 06:35 م]ـ
شكر الله هذه الفائدة , ونفع الله بالأستاذ الدكتور محمد حسن حسن جبل , ولعلك تطلب منه مشاركتنا في الملتقى , ونأمل منك ومن بقية الأخوة إتحافنا بالمزيد من الباحثين.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[02 Oct 2006, 02:54 ص]ـ
أيها الأخوة الكرام:
لقد أبديتم حماساً , واستعداداً للعمل عندما طرح موضوع الملتقى للتصويت , فليت احبابنا يفوا بما وعدوا به , و نتعاون نحن وأياهم للوصول للمستوى الذي نأمله , وأولى هذه الخطوات هي حصر المتخصصين فأنا أجدد الدعوة مرة أخرى لكم , خاصة إذا علمنا أن أغلب الخطوات التي وضعت للملتقى ينبني بعضها على بعض , شكر الله للجميع ما قدموا ويقدموا من جهد لخدمة كتاب ربهم , والذب عنه.(/)
أدلة المؤيدين للتفسير العلمي
ـ[د. علي أسعد]ــــــــ[28 May 2006, 02:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أدلة المؤيدين للتفسير العلمي
حاول المؤيدون للتفسير العلمي التأصيل لهذا الاتجاه لبيان مشروعيته، فكان تأصيلهم يستند إلى طرق ثلاث، الأولى منها تتمثل في جمع الأدلة التي يمكن أن يستدلوا بها، الثانية: الرجوع إلى العلماء السابقين لبيان أنهم يقولون بهذا الاتجاه، الثالثة: التطبيقات وذلك بتفسير الآيات على ضوء العلوم الحديثة. وسأقتصر في هذا البحث على بيان أدلتهم (1)، التي كانت في جلها محاولة للبرهان على الإعجاز العلمي بالدرجة الأولى، لذا سأنطلق في تعريف التفسير العلمي من تعريف أحمد عمر أبو حجر الذي لم يميز فيه بين التفسير العلمي والإعجاز العلمي كشأن أكثر المؤيدين (2)، إذ يقول: هو " التفسير الذي يحاول فيه المفسر فهم عبارات القرآن في ضوء ما أثبته العلم، والكشف عن سر من أسرار إعجازه، من حيث أنه تضمن هذه المعلومات العلمية الدقيقة التي لم يكن يعرفها البشر وقت نزول القرآن، فدل ذلك على أنه ليس من كلام البشر، ولكنه من عند الله خالق القوى والقدر. " (3)
استدل المؤيدون على مشروعية التفسير العلمي بأدلة من القرآن الكريم والأحاديث النبوية والآثار والمعقول.
أولاً - القرآن الكريم:
1 - قال تعالى: (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) [الأنعام: 38] رجح الرازي أن المراد بالكتاب هو القرآن، لأن الألف واللام إذا دخلا على الاسم المفرد، انصرف إلى المعهود السابق، وهو هنا القرآن (4)، فأخذ مؤيدو التفسير العلمي بهذا الوجه من التفسير، محتجين بأنه طالما أن أحد أوجه تفسير الكتاب في الآية هو القرآن، فلا بد أن يكون مراداً لله تعالى، وفي هذا دلالة على أن القرآن يحوي كل شيء، حتى العلوم (5)، يبين هذا ابن عاشور عند تفسيره لقوله تعالى: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ) [النحل: 89] فالكتاب فيه اللام للعهد، وهو القرآن، و (كل شيء) يفيد العموم، وهو عموم " في دائرة ما لمثله تجيء الأديان والشرائع: من إصلاح النفوس، وإكمال الأخلاق، وتقويم المجتمع المدني، وتبيين الحقوق، وما تتوقف عليه الدعوة من الاستدلال على الوحدانية، وصدق الرسول)، وما يأتي في خلال ذلك من الحقائق العلمية والدقائق الكونية، ووصف أحوال الأمم، وأسباب فلاحها وخسارها، والموعظة بآثارها بشواهد التاريخ، وما يتخلل ذلك من قوانينهم وحضارتهم وصنائعهم. وفي خلال ذلك كله أسرار ونكت من أصول العلوم والمعارف صالحة لأن تكون بياناً لكل شيء على وجه العموم الحقيقي إنْ سلك في بيانها طريق التفصيل … فيؤول ذلك العموم العرفي بصريحه إلى عموم حقيقي بضمنه ولوازمه، وهذا من أبدع الإعجاز " (6).
2 - أشار القرآن الكريم إلى الإعجاز العلمي بقوله تعالى: (قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ) [القصص: 49 - 50] فالله عز وجل تحدى أهل الكتاب " بما يشتمل عليه القرآن من الهدى ببلاغة نظمه، وهذا دليل على أن ما يشتمل عليه من العلم والحقائق هو من طرق إعجازه." (7)، وذلك لأنه جاء به أمي في أمة أميِّة لا علم لها بدقائق العلوم (8)، فقد كان يخبر أهل الكتاب بعلوم دينهم مع أنه كان أمياً (9) قال تعالى: (مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا) [هود: 49].
3 - قال تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [فصلت: 53] إن من معاني الآية العلامة و العبرة، وأيضاً الآية من القرآن الكريم (10)، وعلى هذين المعنيين يكون معنى قوله تعالى: (سنريهم آياتنا….) أنه يشمل نوعين من الآيات يريهما سبحانه لعباده في الآفاق وفي أنفسهم، نوع مشهود لم يخبر عنه القرآن، وإنما جاء توجيه عام بالنظر إليه، ونوع ثان مشهود أيضاً لكن خصه القرآن بالذكر "فإذا نظر فيه الناس رأوا فيه تصديق ما أخبر به القرآن الكريم" (11).
(يُتْبَعُ)
(/)
أما قوله: (حتى يتبين لهم أنه الحق) فإن المقصود به الحق الذي يتبين بآيات الآفاق والأنفس وهو صدق القرآن، وصدق ما جاء به من عقائد وشرائع، فالآية السابقة لهذه الآية تدل على ذلك، وهي قوله تعالى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ) [فصلت: 52] فالذي من عند الله هو القرآن الكريم (12)، والحق الذي يظهر بآيات الآفاق والأنفس، حق بمعنى عام، وحق بمعنى خاص، "فالحق بالمعنى الخاص هو ما سيقت الآية لإثباته من اعتقاد أو حكم شرعي، فقوله تعالى -مثلاً-: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ) [الروم: 20] يدل على صفة الخلق وهذا حق.أما الحق بالمعنى العام فهو دلالة مجموع آيات الآفاق والأنفس على أن القرآن حق من عند الله ". ومن معاني صيغة الاستقبال في قوله: (سنريهم) الإشارة إلى أن الله تعالى سيري آياته لكل جيل حتى ينقضي أجله، فيري آياته للجيل الذي يأتي بعده (13).
ثانياً - الأحاديث النبوية:
1 - ما أخرجه الترمذي بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {أَلَا إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ فَقُلْتُ (علي بن أبي طالب رضي الله عنه) مَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ نَبَأُ مَا كَانَ قَبْلَكُمْ وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ وَهُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ وَمَنِ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ وَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ هُوَ الَّذِي لَا تَزِيغُ بِهِ الْأَهْوَاءُ وَلَا تَلْتَبِسُ بِهِ الْأَلْسِنَةُ وَلَا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ وَلَا يَخْلَقُ عَلَى كَثْرَةِ الرَّدِّ وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ … .. } (14) حيث استدلوا بعموم الحديث.إذ وجدوا فيه إشارة إلى شمولية القرآن الكريم، وفي هذه الشمولية يدخل الإخبار عن العلوم الحديثة.
2 - وكذلك عموم (15) قوله صلى الله عليه وسلم: {إن الله لو أغفل شيئاً لأغفل الذرة والخردلة والبعوضة} (16).
3 - جاء في الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْه قال: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْحُمُرِ ـ الأهلية ـ فَقَالَ: {لَمْ يُنْزَلْ عَلَيَّ فِيهَا شَيْءٌ إِلَّا هَذِهِ الْآيَةُ الْجَامِعَةُ الْفَاذَّةُ (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ [الزلزلة: 7 - 8]} (17) فهذا نص يدل على أن كل ما دخل تحت عموم نص قرآني، يعتبر قد نص عليه القرآن، فصدقة الحمر الأهلية لم تذكرها الآية وإنما دلت عليها عن طريق الشمول والعموم (18).
4 - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {مَا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ نَبِيٌّ إِلَّا أُعْطِيَ مَا مِثْلهُ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ} (19) استدل ابن عاشور بهذا الحديث على حجية تعلق ما جاء به القرآن من الإشارات العلمية بالإعجاز، وعلى دوامه وعمومه، وذلك بإشارة الحديث إلى مسألتين:
الأولى: أن قوله: (ما مثله آمن عليه البشر) يدل على أن كل نبي جاء بمعجزة في أمر خاص، آمن على شرطها قومه.
الثانية:قوله: (وإنما كان الذي أوتيت وحياً) دل على أنه ليست معجزته كمعجزات الرسل السابقين من قبيل الأفعال كقلب العصا، وانفجار الماء ….، وإنما معجزته هي القرآن بما فيه من ألفاظ ومعانٍ يعجز البشر عن الإتيان بمثلها، وعلى هذا يؤمن به البشر الذين يبتغون إدراك ذلك.ويدل على ذلك تعقيبه بقوله: (فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً) عطف بالفاء التي تدل على الترتيب، فالصلة بين كونه أوتي وحياً، وبين كونه يرجو أن يكون أكثرهم تابعاً، لا تظهر إلا إذا كانت المعجزة لجميع الأزمان حتى يكون الذين يدخلون الدين لأجلها كثيرون (20).
ثالثاً - الآثار:
(يُتْبَعُ)
(/)
أن امرأة جاءت تحتج لدى عبد الله بن مسعود رَضِي اللَّه عَنْه فيما بلغها عنه من قوله: (لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُوتَشِمَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ …. (21)) وكانت حجتها أنها قرأت القرآن فلم تجده فقَالَ لها: (لَئِنْ كُنْتِ قَرَأْتِيهِ لَقَدْ وَجَدْتِيهِ أَمَا قَرَأْتِ (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) قَالَتْ بَلَى قَالَ فَإِنَّهُ قَدْ نَهَى عَنْهُ) (22)
فالصحابة كانوا يرون أن كل ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم أو نهى عنه قد نص عليه القرآن بعموم تلك الآية، رغم السياق الذي وردت فيه، لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فالمخترعات الإنسانية المستقبلية كانت غيبية في ذلك العصر لذلك لم يكن القرآن يذكر شيئاً منها إلا عن طريق الإشارة الكافية، أو العبارة العامة (23).
وكذلك بعموم الآثار التالية:
ما أخرجه سعيد بن منصور عن ابن مسعود رَضِي اللَّه عَنْه أنه قال: (من أراد العلم فعليه بالقرآن فإن فيه خبر الأولين والآخرين) (24)، وقول عبد الله بن مسعود رَضِي اللَّه عَنْه: (من أراد علم الأولين والآخرين فليثور القرآن)، وقول أبي الدرداء رَضِي اللَّه عَنْه: (لا يفقه الرجل حتى يجعل للقرآن وجوها) (25).
رابعاً - المعقول:
1_ أمرنا الله عز و جل بآيات صريحة في كتابه بتدبر القرآن، قال تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) [محمد: 24] وقوله تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82] وحتى يكون التدبر في محله ينبغي أن يكون بحسب محتوى الآية وما يتصل بها من موضوعها (26)، ففي القرآن ـ مثلاً ـ آيات تتحدث عن الكون، فلا مانع من أن يذكر المفسر عند تفسير هذه الآيات ما يتعلق بها مما اكتشفه العلم الحديث من أسرار الكون.
2_ إن القرآن حمّال وجوه، لا تحكّم في فهم أسراره (27)،فالسلف فصلوا في علوم اهتموا بها، لذلك ليس هناك ما يمنع من أن نسير على آثارهم في علوم أخرى، ترجع لخدمة المقاصد القرآنية، أو لبيان سعة العلوم الإسلامية، أو إيضاحاً لمعنى الآية، أو استطراداً في العلم لمناسبة التفسير (28).
3_ إن الله سبحانه استدل في كتابه على العلم والقدرة والحكمة بأحوال السموات والأرض، وكيفية أحوال الضياء والظلام والشمس والقمر والنجوم، وكررت هذه الأمور في كثير من السور، فلو لم يكن البحث عنها، والتأمل فيها جائزاً، لما ملأ الله كتابه منها (29).
4_ إن القرآن معجزة باقية ومقاصده ترجع إلى عموم الدعوة "فلا بد أن يكون فيه ما يصلح لأن تتناوله أفهام " الناس ممن يأتون في عصور انتشار العلم (30).
5_ "إن من تمام إعجازه أن يتضمن من المعاني مع إيجاز لفظه ما لم تف به الأسفار المتكاثرة" (31).
6_ إن التفسير العلمي هو الذي يخلصنا من بعض الخرافات التي فسرت بها الآيات الكونية (32)، وهو الذي يقينا من أن نعلل بعض الظواهر الكونية تعليلاً غير علمي (33).
7_ إن القول بالتفسير العلمي يحقق لنا فوائد كثيرة منها:
أ_ استمالة غير المسلمين.
ب_ رد مزاعم القائلين بأن هناك تعارضاً بين الدين والعلم.
ج_ الحث على الانتفاع بقوى الكون (34).
د_ تمتلئ النفس رهبة وإيماناً بعظمة الله وقدرته، حينما يرى الإنسان تفسير القرآن على دقائق المخلوقات وخواصها، حسب ما تصورها علوم الكون (35).
هـ_ إثبات أن القرآن موحى به من عند الله تعالى، وذلك بإظهار ترقي العلم للحقيقة القرآنية (36).
يظهر من خلال هذه الأدلة حرص المؤيدين على تأصيل التفسير العلمي، وذلك بالبحث عن أدلة تدل على إمكانيته ومشروعيته،فإلى أي مدى وفقوا في ذلك؟ حاول المفسرون أولاً التوفيق بين العلم والقرآن، ومن ثم أخذوا يبحثون عن أدلة تسوغ تطبيقاتهم التوفيقية، فكانت هذه التطبيقات ذاتها هي الدالة على الدليل، وليس الدليل هو الذي دل عليها، فالقرآن هو تفصيل لكل شيء إذا قام المفسر بالإسهاب التفصيلي في أي أمر يذكره القرآن،والإعجاز العلمي أشار إليه القرآن بتحديه لأهل الكتاب – الذين كانوا أهل علم – بأن يأتوا بأهدى من هذا الكتاب، لأن النبي الذي
(يُتْبَعُ)
(/)
تحداهم بذلك أمي لا علم له بمعارفهم، فلزم عن ذلك عند المفسر العلمي بأن يكون القرآن سبق إلى الإشارة للعلوم الحديثة، فألزم ما لا يلزم؛ إذ لا يشترط ذلك. أما الآية الثالثة من أدلة القرآن الكريم فهي متعددة المعاني (37)،لذلك لا يمكن إنكار المسوغ إلى أحد هذه المعاني دون غيرها.
وكذلك بالنسبة إلى الأحاديث والآثار، ويضاف إلى ما سبق أن صحيحها غير صريح، إذ لا تتجاوز الإشارة فيها أموراً عامة لا يشترط أن تكون العلوم الحديثة داخلة ضمنها. أما أدلتهم من المعقول فجلها يشير إلى أهداف يريد المفسر أن يحققها.
والحمد لله رب العالمين د. علي محمد أسعد
********************************************
(1) الهدف من ذلك هو مناقشتها من قبل الباحثين ومعرفة مدى صحة الاستدلال بها.
(2) علما أني أميز بينهما.
(3) التفسير العلمي للقرآن في الميزان، ص66.
(4) التفسير الثاني للكتاب هو اللوح المحفوظ، انظر: التفسير الكبير، ج12/ 215.
(5) انظر: الإسلام في عصر العلم، ص364 - 365.
(6) التحرير والتنوير، ج14/ 253.
(7) ن. م، ج20/ 139.
(8) انظر: ن. م، ج1/ 127.
(9) انظر: ن. م، ج1/ 129.
(10) انظر: لسان العرب مادة: أيا.
(11) دليل الأنفس بين القرآن الكريم والعلم الحديث،ص55.
(12) انظر: ن. م، ص57.
(13) انظر: ن. م،ص56.
(14) أخرجه أحمد في مسنده، ج1/ 197، رقم الحديث: 704. - وأخرجه الترمذي في سننه، كتاب فضائل القرآن 46،باب ما جاء في فضل القرآن 14، رقم الحديث: 2906، ج5/ 172.
. وقد قال عنه الترمذي: " هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه وإسناده مجهول وفي الحارث مقال."
(15) انظر: التفسير بمكتشفات العلم التجريبي بين المؤيدين والمعارضين، مجلة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، العدد 4، رجب 1411هـ فبراير 1991مـ، ص38.
(16) الإكليل في استنباط التنزيل، ص12. في سند الحديث أبو أمية ابن يعلى وقد ضعفه غير واحد، انظر: الذهبي، ميزان الاعتدال في نقد الرجال، ج1/ 254.
(17) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب تفسير القرآن 68، باب ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره 402، ج4/ 1898، رقم الحديث 4679. وانظر في شرح الحديث: فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ج8/ 726.
(18) الإسلام في عصر العلم، ص369.
(19) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب فضائل القرآن 69، باب كيفية نزول الوحي وأول ما نزل 1، ج4/ 1905، رقم الحديث: 4696.
(20) انظر: التحرير والتنوير،ج1/ 128.
(21) الواشمة: من تقوم بعمل الوشم وهو أثر وخز الجلد بالإبر، المستوشمة: التي تطلب لنفسها الوشم، المتنمصات: التي تزيل الشعر من الوجه أو الحاجب،المتفلجات: المفرقات بين الأسنان. انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، ج3/ 201.
(22) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب تفسير القرآن رقم 68، باب وما آتاكم الرسول فخذوه رقم 364، ج4/ 1853، رقم الحديث 4604/ 4605. وأخرجه مسلم في كتاب اللباس والزينة 37، باب تحريم فعل الواصلة والمستوصلة رقم 33، ج3/ 1678، رقم الحديث: 2125.
(23) انظر: الإسلام في عصر العلم، ص369 - 370.
(24) الإتقان في علوم القرآن، ج2/ 1025.
(25) البرهان في علوم القرآن،، ج2/ 154.
(26) انظر: التفسير العلمي للآيات الكونية، ص 494.
(27) انظر: التبيان في علوم القرآن،ص 132.
(28) انظر: التحرير والتنوير، ج1/ 44.
(29) انظر: مفاتيح الغيب م7ج14/ 122.
(30) انظر: التحرير والتنوير، ج1/ 44 _45.
(31) ن. م، ج1/ 45.
(32) انظر: التفسير العلمي للآيات الكونية، ص485.
(33) انظر: الإسلام في عصر العلم، م. س، ص 222.
(34) انظر: اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر، ص 602.
(35) انظر: مناهل العرفان في علوم القرآن، ص18 - 20.
(36) انظر: تفسير المنار، ج1/ 212.
(37) ذكر ابن الجوزي أن في قوله تعالى: (سنريهم آياتنا) [فصلت:53] خمسة أقوال: "أحدها: في الآفاق: فتح أقطار الأرض، وفي أنفسهم: فتح مكة قاله الحسن ومجاهد والسدي. والثاني: أنها في الآفاق: وقائع الله في الأمم الخالية، وفي أنفسهم: يوم بدر، قاله قتادة ومقاتل. والثالث: أنها في الآفاق: إمساك القطر عن الأرض كلّها، وفي أنفسهم: البلايا التي تكون في أجسادهم قاله: ابن جريج، الرابع: أنها في الآفاق: آيات السماء كالشمس والقمر والنجوم، وفي أنفسهم حوادث الأرض قاله: ابن زيد … الخامس: أنها في الآفاق: آثار من مضى قبلهم من المكذبين، وفي أنفسهم كونهم خُلقوا نطفاً ثم عَلَقاً ثم مضغاً ثم عظاماً إلى أن نُقلوا إلى العقل والتمييز، قاله الزجاج". زاد المسير في علم التفسير، ج7/ 267 - 268.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[28 May 2006, 05:31 ص]ـ
بارك الله فيك أخي د. علي أسعد على هذه المشاركة القيمة ... وجعلها في ميزان حسناتك ...
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[28 May 2006, 09:50 م]ـ
شكر الله للدكتور علي , هذا البحث المتميز , ولقد ذكرت في حاشية (1) ما نصه:الهدف من ذلك هو مناقشتها من قبل الباحثين ومعرفة مدى صحة الاستدلال بها.
فليتك حفظك الباري بعد عرض الأدلة أن تتولى مناقشتها لتعم الفائدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. حسن خطاف]ــــــــ[04 Jul 2006, 02:01 ص]ـ
أخي الدكتور علي بارك الله بك على هذا العمل، ونرجو ان تلحقنا بالفرق الدقيق بين التفسير العلمي والإعجاز العلمي
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[07 Jul 2006, 09:57 م]ـ
ما زلنا ننتظر سعادة الدكتور علي الفرق بين التفسير العلمي، والإعجاز العلمي، إذا هذه المسألة -وكل ما يتعلق بالتفسير العلمي- من أهم القضايا التي كثر الكلام عليها هذه الأيام، وبين الفينة والأخرى نرى كتابا أو مقالا فيه، فحبذا لو زدتنا فيها علما، ومناقشة لما استدلوا به .. نفع الله بك وأعانك.
ـ[د. علي أسعد]ــــــــ[08 Jul 2006, 09:42 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي د. حسن على سؤالك الهام وإن كنت أتمنى أن تكون المناقشة في إطار الموضوع المطروح، وأجيب باختصار:
تفاوتت آراء الباحثين المعاصرين في التمييز بين التفسير العلمي والإعجاز العلمي فمنهم من جعل المراد منهما واحدا؛ كالدكتور أحمد عمر أبو حجر إذ عرف التفسير العلمي بأنه: " التفسير الذي يحاول فيه المفسر فهم عبارات القرآن في ضوء ما أثبته العلم، والكشف عن سر من أسرار إعجازه، من حيث أنه تضمن هذه المعلومات العلمية الدقيقة التي لم يكن يعرفها البشر وقت نزول القرآن، فدل ذلك على أنه ليس من كلام البشر، ولكنه من عند الله خالق القوى والقدر. "
يلاحظ أن الدكتور أبو حجر لم يميز بين التفسير العلمي والإعجاز، بل جعل غاية المراد من التفسير العلمي تحقيق الإعجاز القرآني؛لإثبات أن القرآن الكريم من عند الله عزوجل.
أما الدكتور فهد الرومي في تعريفه للتفسير العلمي فقد حاول التمييز، إذ يقول: هو:"اجتهاد المفسر في كشف الصلة بين آيات القرآن الكريم الكونية ومكتشفات العلم التجريبي على وجه يظهر به إعجاز للقرآن يدل على مصدره، و صلاحيته لكل زمان ومكان "_، وذكر الصلة في تعريفه "ليشمل ما هو تفسير وما هو من قبيله كالاستئناس بالآية في قضية من قضاياها".
الملاحظ في هذا التعريف، أنه لا يحصر الصلة بين الآية ومكتشفات العلم التجريبي بدلالة اللفظ، إنما يكفي مجرد الاستئناس بهذه العلوم في قضية من قضايا الآية، حتى يطلق على هذا مصطلح التفسير العلمي.
بينما نجد أن تفريق الدكتور عبد المجيد الزنداني بين التفسير العلمي والإعجاز العلمي أوضح؛ إذ يعرف التفسير العلمي بأنه: "هو الكشف عن معاني الآية أو الحديث في ضوء ما ترجحت صحته من نظريات العلوم الكونية
أما الإعجاز العلمي: فهو إخبار القرآن الكريم أو السنة النبوية بحقيقة أثبتها العلم التجريبي أخيراً وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم. وهكذا يظهر اشتمال القرآن أو الحديث على الحقيقة الكونية التي يؤول (يصير وينتهي) إليها معنى الآية أو الحديث ويشاهد الناس مصداقها في الكون فيستقر عندها التفسير ويعلم بها التأويل كما قال تعالى) لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون ([الانعام: 67] وقد تتجلى مشاهد أخرى كونية عبر القرون، تزيد المعنى المستقر وضوحاً وعمقاً وشمولاً لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أوتي جوامع الكلم، فيزداد بها الإعجاز عمقاً وشمولاً، كما تزداد السنة الكونية وضوحا بكثرة شواهدها المندرجة تحت حكمها".
كذلك الدكتور وهبة الزحيلي يميز بين الإعجاز العلمي والتفسير العلمي، حيث يعرف الأخير بأنه:"هو الكشف عن معاني الآية في ضوء ما ترجحت صحته من نظريات العلوم الكونية، أي أنه يأتي متأخراً عن اكتشاف النظرية العلمية"_، فإذا ثبت عدم إدراك هذه الحقيقة بالوسائل البشرية في زمن الوحي، وقد أخبر بها القرآن فتسمى عندئذٍ إعجازاً".
يُلاحظ على هذا التعريف، أنه رغم حرصه على فصل التفسير العلمي عن الإعجاز العلمي، فإن هذا الأخير، يدخل ضمن التفسير العلمي ولو لم يصرح به، لأن تعريف التفسير العلمي سابق الذكر، جاء مطلقاً غير مقيد بمعرفة أهل عصر الوحي،أو عدم معرفتهم؛ أي أنه شامل لهذين الاحتمالين، لذلك يمكن اعتبار الإعجاز العلمي جزءاً من التفسير العلمي.
على ضوء التعريفين السابقين نجد أن الإعجاز العلمي نوع أو صورة من صور التفسير العلمي، وإن أخذت الدراسات المعاصرة ذات الصلة منحاً إعجازياً، فكل إعجاز تفسير علمي وليس كل تفسير علمي إعجاز.
(يُتْبَعُ)
(/)
لم ينحصر الأمر بالتعريفات المقدمة بل نلحظ هذا التفاوت في طريقة التقسيم ونوعية التبني لنوع دون آخر عند رواد التفسير العلمي من أصحاب الاختصاص بالعلوم الشرعية؛ فمثلاً الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور يقول بجميع أنواع التفسير العلمي، فهو يرى أنه لا مانع من ذكر تفاريع العلوم خدمة للمقاصد القرآنية، كجلب مسائل من علم التشريح لزيادة بيان عظمة القدرة الإلهية عند تفسير قوله تعالى في خلق الإنسان: (مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ) [الحج: 5] أو لمناسبة بين معنى الآية والمسائل العلمية، أو أنها تزيد في فهم المعنى، أو بقصد التوسع لرد المطاعن عن القرآن، أو لإثبات أسبقية القرآن في ذكره لبعض العلوم، حيث لم تكن معلومة وقت نزول الوحي.
هذا على عكس الدكتورة هند شلبي التي جعلت التفسير العلمي مقتصراً على الإعجاز العلمي حيث ترى أن " القول بالتفسير العلمي بالقرآن يعود إلى إبراز صفة الإعجاز فيه باعتباره صادراً عن الله وبالتالي شاهداً على صدق الرسالة المحمدية ".
"فالذي يحسن فهمه حينئذ من مثل عبارتي الإعجاز العلمي في القرآن أو التفسير العلمي هو ملاحظة ما احتوى عليه هذا النص من معان يتعذر صدورها عن بشر زمن نزول القرآن لأنها تكشف عن واقع لم تكن العقول البشرية قد نضجت بعد لتقف عليه".
كذلك الشيخ رشيد رضا لا يقول بجميع أشكال التفسير العلمي، وإنما يقصرها على الإعجاز العلمي الذي يجعله قسمين، الأول: هو عجز العلوم عن أن تبطل أو تنقض شيئاً من القرآن الكريم، رغم أن ما ذكر فيه كان منذ أربعة عشر قرناً.
الثاني: وهو ذكره لمسائل علمية لم تكن معروفة في عصر نزوله، تم اكتشافها في هذا العصر.
أما الدكتور محمد الصادق عرجون فيقصر التفسير العلمي على زيادة بيان المعنى القرآني بالعلوم، في سبيل تبيان الهداية الإلهية التي أودعها الله في القرآن؛ فهذه العلوم إنما تكون مساعدة " في بيان المعنى الذي يهدي إليه أسلوب الآيات، ويكون هذا التفسير بمثابة دائرة معارف قرآنية تسد لدى العالم الإسلامي فراغاً يشعر به كل مسلم."
كذلك يحرص سيد قطب على الاستفادة من العلوم في تفسير القرآن، ولكن دون أن يجري وراء النظريات لإثبات مصداقيته، وإنما لتوسيع مدلول النص القرآني، بما يُكشف في الآفاق والأنفس، فمثلاً لا مانع من تتبع ما كشفه العلم من دقة وتناسق في هذا الكون، بما فيه من أرض، وشمس وقمر ….، لتوسيع مدلول قوله تعالى: (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا) [الفرقان: 1].
إن هذا التفريق بين أشكال أو صور التفسير العلمي، لا يخرج المفسر المقتصر على شكلٍ منه، عن دائرة التفسير العلمي، لأنه كغيره يقول بضرورة الاستفادة من نتائج العلوم خدمة للنص القرآني،لكنه يعكس الأهداف التي يتوخاها المفسر من اتجاهه نحو شكل دون آخر، والأسباب التي جعلته يقتصر عليه، فمثلاً حين رأى سيد قطب أن العلم متغير متبدل، من جهة، وأننا نجعل حاكمية للعلم على النص حين نثبت مصداقية القرآن به، من جهة أخرى، اقتصر على توظيف العلم في توسيع المدلول القرآني.
إن التفسير العلمي جنس تنضوي تحته أنواع عديدة، والإعجاز العلمي نوع منه، فالتفسير العلمي أعم من الإعجاز العلمي، لذلك يمكن القول إن كل إعجاز علمي هو تفسير علمي وليس كل تفسير علمي هو إعجاز، فمثلا أن تذكر الآية ظاهرة المطر دون التفصيل في أسبابها من أجل الاستدلال على وحدانية الله عز وجل، فيفصل المفسر العلمي في بيان أسباب هذه الظاهرة التي كشف عنها العلم الحديث، وذلك خدمة للمقصد، فهذا إسهاب علمي يفسر أو يعلل علمياً الظاهرة التي ذكرتها الآية، وليس إعجازا، وللإعجاز أيضا صور عديدة منها المقبول ومنها المرفوض، وليس موضوع البحث للتفصيل فيها، وإنما من أجل مناقشة مدى دلالة الأدلة المطروحة على الإعجاز، وإن شاء الله عز وجل أفصل في بحث مستقل صور الإعجاز العلمي، مع ملاحظة أن ما تم ذكره ليس بالضرورة أن يكون مقبولا.
د. علي أسعد – كلية الشريعة - جامعة دمشق.
ـ[د. حسن خطاف]ــــــــ[23 Jul 2006, 04:38 م]ـ
مشكور أخي الدكتور علي على هذا التفريق بين التفسير العلمي والإعجاز العلمي وفق الله ويسر خطاط في هذا المجال وفي غيره(/)
دراسة مختصرة لكتاب الفرقان الحق (الفرقان الأمريكي)
ـ[ناصر الماجد]ــــــــ[28 May 2006, 09:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وردني سؤال عن الفرقان الحق: حقيقته وكيف يرد عليه، وكان جوابي عليه فيما يأتي، أحببت عرضه في هذا الملتقى المبارك، راجيا منكم التعليق عليه، واستكمال النقص فيه، والله يرعاكم.
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن تولاه، وبعد فالكلام عن هذا الكتاب الموسوم بالفرقان الحق، وبيان ما فيه من ضلال ربما يطول، غير أني أختصر ذلك في الفقرات الآتية راجيا أن تكون أساسا لدراسة شاملة للكتاب:
أولا/ وصف الكتاب:
هو: عبارة عن كتاب يقع في ثمانية وستين وثلاثمئة ورقة (368)، ويتألف من عدد من الموضوعات، كل موضع جعل تحت اسم خاص، كهيئة سور القرآن الكريم، وبلغت تلك الموضوعات (أو السور): سبعا وسبعين، مع مقدمة وخاتمة، ومن الأمثلة على أسماء تلك الموضوعات (أو السور) التي تضمنها هذا الكتاب: الفاتحة، المحبة، المسيح، الثالوث، المارقين، الصَّلب، الزنا، الماكرين، الرعاة، الإنجيل، الأساطير، الكافرين، التنزيل، التحريف، الجنة، الأضحى، العبس، الشهيد، الأنبياء، ... .
كما أن الموضوعات (أو السور) مقسمة إلى مقاطع مرقمة، كهيئة الآيات القرآنية.
ومن الملفت للنظر أن محاولة مشابهة القرآن الكريم واضحة تماما، حتى طريقة خط الكتاب، تشابه رسم المصحف العثماني، ولذا قال د. أنيس شورش: "إن الكتاب مشابه للقرآن من حيث الأسلوب والجوهر ... لكنه يحتوي على رسالة الإنجيل".
وقد سماه الواضعون له باسم: الفرقان الحق، وكتب باللغة العربية، وترجم إلى اللغة الانجليزية.
ويزعم واضعوه أن هذا الكتاب وحيي من الله تعالى إلى من دعوة بالصفي، كما ورد ذلك نصا في الكتب: "ولقد أنزلنا الفرقان الحق وحيا، وألقيناه نورا في قلب صفينا ليبلغه قولا معجزا بلسان عربي مبين، مصدقا لما بين يديه من الإنجيل الحق صنوا فاروقا محقا للحق، ومزهقا للباطل، وبشيرا ونذيرا للكافرين" (التنزيل:5، 4/ ص:325).
وقد صدر علنا في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1999م.، عن دار "واين بريس" و "أوميجا"، واستغرق العمل عليه سبع سنوات من عام 1991م.
ثانيا/ القائمون عليه.
ينسب هذا الكتاب بشكل صريح وعلني إلى جماعة إنجيلية (بروتستانتية) تقع في ولاية تكساس الأمريكية، ولهم موقع الكتروني باسم: مركز المحبة الإلهية.
وأما الواضع الحقيقي لهذا الكتاب فهو د. أنيس شورش، أحد نصارى العرب من فلسطين، وكان ممن هاجر إلى أمريكا للعيش فيها، وله جهود كبيرة في التنصير، ومحاربة الإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم.
ويقال: إن الإدارة الأمريكية تدعم هذا المشروع وتقف وراءه، على أن وزارة الخارجية الأمريكية قد نفت ذلك، على موقعها الالكتروني في الشبكة العالمية.
ثالثا/ أهداف الكتاب:
هذا الكتاب جزء من مشروع، بعيد المدى، هادف إلى صرف المسلمين ـ خصوصا ـ عن دينهم، وإخراجهم من ملتهم، مع دعوة صريحة لعقيدة النصارى المحرفة، وقد جاء هذا صريحا على لسان د. أنيس شورش، حيث يصف الكتاب بأنه: "أداة لتنصير المسلمين".، وهذا من الوضوح بحيث لا يحتاج إلى تقرير، فالكتاب دعوة إلى النصرانية بشكل صريح تماما، جاء في الكتاب: " إنا أنزلناه فرقانا حقا مصدقا لقولنا في الإنجيل الحق ومذكرا للكافرين فسنتنا واحدة وآيتنا واحدة لا نبدلها في إنجيل حق أو في فرقان حق ولا يغيرها زمان أو مكان ولا ينسخها الثقلان ولا أهل الضلال والبهتان" (المعجزات:7).
ولهذا رأينا الحرص الشديد على مشابهة أسلوب القرآن، وطريقته في ذكر السور والآيات، بل ورأينا منهم اقتباسا كثيرا لبعض الكلمات والجمل القرآنية، بل وحتى بعض الأساليب القرآنية، تأمل ما ورد في هذا الكتاب: " ومثل الذين كفروا وكذبوا بالإنجيل الحق أعمالهم كرماد، اشتدت به الريح في يوم عاصف، لا يقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال الأكيد) (الثالوث: 18، ص:66) وقارن هذا بما في القرآن الكريم إذ يقول تعالى: (مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ) (سورة إبراهيم أية: 18)، وهذا أمر مقصود من واضعي
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا الكتاب للتلبيس على الناس، وخداع الجهال من عامة المسلمين، آملين أن يبلغ بالمسلمين الجهل درجة يظنون معها أن هذا الكتاب هو القرآن المنزل من عند الله عز وجل.
والحقيقة إن الكتاب يأتي حلقة في سلسلة الحملة الصليبية المعاصرة، على الإسلام وأهله، هذه الحملة التي جيش لها الصليبيون، كل طاقاتهم وإمكاناتهم؛ العسكرية، والفكرية، والإعلامية، والتقنية.
ويأتي هذا الاستهداف المباشر للقرآن الكريم، لما علمه أهل الصليب من أثره على المسلمين، فمنه يستمدون قوتهم، وبه بقاؤهم وذكرهم، فعلموا ـ بعد طول تجارب ـ أنه لن يتحقق لهم ما يتمنونه من القضاء على الإسلام باعتباره دينا، ولا على المسلمين باعتبارهم أمة ذات هوية، إلا بإبعادهم عن هذا المصدر.
وفي هذا السياق؛ ما نراه من دعوات متزايدة من دول الغرب، المطالبة بتهذيب القرآن الكريم ـ زعموا ـ وذلك بحذف آيات منه، ولا سيما تلك التي تأصل مبدأ الولاء والبراء، وتدعوا إلى جهاد الأعداء.
والقائمون على هذا الكتاب، يعلمون مدى الحساسية عند المسلمين تجاه هذه الدعوات وأمثالها، وهذا ما جعلهم يتدرجون في نشره بين الناس والدعوة إليه، حيث بدأ ظهوره على نطاق ضيق في العالم الإسلامي، في بعض المدارس الخاصة المنتمية في مناهجها للغرب، كما تم إرساله على بعض العناوين البريدية الالكترونية، ونشره الكتاب على موقع إلكتروني.
رابعا: بعض ما يدعو إليه الكتاب:
تضمن الكتاب كثيرا من الدعوات، إلا أنها تلتقي في محورين، هما:
الأول: الدعوة إلى النصرانية.
الثاني: الطعن في دين الإسلام.
فأما الدعوة إلى النصرانية فالكتاب طافح بها، فهو في الحقيقة كتاب يدعو إلى النصرانية، بكل عقائدها ومفاهيمها ونظرتها للحياة والإنسان، والثناء على المنتسبين إليها، وبيان أنها الملة الحقة التي لا يقبل الله غيرها، وأن المنتسبين إلى هذا الملة، هم أهل الجنة، وهاك مثالا على بعض هذا: جاء في الكتاب: "يا أيها الذين ظلموا من عبادنا لقد جاءكم الفرقان الحق يبين لكم كثيراً مما كنتم تجهلون من الإنجيل الحق، ومما كنتم تكتمون" (الصلب: 1، ص:44)، وفيه أيضا جاء: "فرقان أنزلناه نوراً ورحمة للعالمين، وما يزيد الذين كفروا إلا نفوراً، إذ جعل الشيطان على قلوبهم أكنة أن يفقهوه، وفي آذانهم وقرا، ويزيد الذين آمنوا بالإنجيل الحق من قبله نوراً وإيماناً فوق إيمانهم، فهم لا يعثرون) (الفرقان:13، ص: 56).
كما في الكتاب جهد واضح لتبرير عقيدة التثليث وتسويغها في العقول، من ذلك قوله: " وما كان لكم أن تجادلوا عبادنا المؤمنين في إيمانهم وتكفروهم بكفركم فسواء تجلينا واحدا أو ثلاثة أو تسعة وتسعين فلا تقولوا ما ليس لكم به من علم وإنا أعلم من ضل عن السبيل" (التوحيد:2).
وأما الطعن في دين الإسلام، فكثير على نحو يدعو إلى الاستغراب من هذه المبالغة، ففيه طعن في الإسلام، والنبي الذي جاء به، والقرآن الذي أنزل عيه، والشريعة التي دعا إليها، والمسلمين الذي اتبعوا هذه الملة واعتنقوها، وهاك أمثلة على بعض هذا:
• في الكتب تأكيد على أن الله تعالى لم ينزل القرآن الكريم، وإنما هو وحي الشيطان وأن النبي صلى الله عليه وسلم تلقاه من الشيطان، والتأكيد على هذا الأمر في أكثر من موضع من هذا الكتاب، ووصف النبي صلى الله عليه وسلمبالكذب والزور والبهتان، وسوى ذلك من الألفاظ البذيئة النابية، جاء في الكتاب: "إن الشيطان إذا أراد أن يضل قوما استحوذ على أميِّ منهم فأغواه فأغوى قومه وزين لهم سوء أعمالهم فأضلهم وهو بضلالهم فرحون وأوردهم نارا تلظى وهم لا يشعرون" (الإفك:3، 4) وكقوله: "يا أيها الذين كفروا من عبادنا لقد ضل رائدكم وقد غوي .. إن هو إلا وحي إفك يوحى علمه مريد القوى .. فرأى من مكائد الشيطان الكبرى ... كلما مسه طائف من الشيطان زجره صحبه فأخفى ما أبدى .. .. وإذا خلا به قال إني معك، فقد اتخذ الشيطان ولياً من دوننا ... فلا يقوم إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس إذ ينزل عليه رجزاً " (الغرانيق: 1، 11).
• الطعن في المسلمين وثلبهم ووصفهم بل نقيصة، جاء في الكتاب: " فسيماؤكم كفر وشرك وزنى وغزو وسلب وسبي وجهل وعصيان" (الكبائر 3 - 259 - 260)، وفي موضع آخر: " ولا تغلوا في دين لقيط، ولا تقولوا علينا غير الحق المبين" (الفرقان" 29، ص:69).
(يُتْبَعُ)
(/)
• إثارة الشبه حول شرائع الإسلام وأحكامه، والتشكيك فيها، ومما يجدر لفت النظر إليه؛ أن غالب الشبهات التي أثاروها، هي شبه قديمة، قد قال بها المستشرقون قديما، ولاكتها ألسنتهم حتى ملتها؛ كموقف الإسلام من المرأة، ومشروعية الصلاة والصوم، والحدود والقصاص، وهذا أمر كثير يطول تتبعه، جاء في الكتاب المزعوم: " وما كان النجسُ والطمثُ والمحيضُ والغائطُ والتيممُ والنكاحُ والهجرُ والضربُ والطلاقُ إلا كومةُ رِكْسٍ لفظها الشيطان بلسانكم " (الطهر: 6).
ومما يدعو إلى التأمل: هذه المحاولة المبالغ فيها، للنيل من شريعة الجهاد خصوصا، فقد كانت حاضرا بشكل ملفت في الكتاب، ومن الأمثلة على ذلك: " وافتريتم علينا الكذب إذ زعمتم بأنا أوحينا إليكم بشرعة الكفر والقتل والضلال. ألا أنا لا نوحي بقتل عبادنا ولو كانوا كافرين. لكنها شرعة الكفر من وحي شيطان عنيد" (الهدى:5،6) وفي موضع آخر: " وزعمتم بأنا قلنا قاتلوا في سبيل الله وحرضوا المؤمنين علي القتال وما كان القتال سبيلنا وما كنا لنحرض المؤمنين علي القتال إن ذلك إلا تحريض شيطان رجيم لقوم مجرمين" (الموعظة: 2) وفي موضع آخرها: " فلا تطيعوا أمر الشيطان ولا تصدقوه إن قال لكم: كلوا مما غنمتم حلالا طيبا واتقوا الله إن الله غفور رحيم".
خامسا/ بعض النقد الموجه لكتاب الفرقان الحق.
مع ما يدركه الناظر في هذا الكتاب، من الوهلة الأولى، من سيما الضعف وعلامات التهافت فيه، وفيما يدعو إليه، فمن الواجب أن يدرس دراسة شاملة له تأتي على جوانبه المختلفة، كمصدره، وموضوعاته التي يعالجها، ومضمونه الذي يدعو إليه، قياما بالحجة ودفاعا عن كتاب الله، ولكي تستبين سبيل المجرمين.
ويمكن أن تقوم دراسة الكتاب وبيان ما فيه من ضلال على محورين اثنين:
أولهما: النقد العام للكتاب، كالكلام عن مصدره، ونبيه الذي جاء به، ومعارضته لما علم من دين النصارى، ونحو ذلك، مما سأشير إلى طرف منه قريبا بإذن الله تعالى.
ثانيهما: النقد التفصيلي، وهو النقد الذي يوجه إلى الكتاب تفصيلا، وذلك باستعراض الكتاب كاملا، وبيان ما فيه من ضلال على التفصيل، وهذا مما يطول بمثله المقام هنا، ولفضيلة الدكتور صلاح الخالدي كتاب صدر في عام 1426هـ، باسم: الانتصار للقرآن، تهافت فرقان متنبئ الأمريكان أمام حقائق القرآن" اعتنى فيه بهذه الناحية التفصيلية، وإن كان يحتاج إلى مزيد دراسة.
وفيما يلي إشارات مختصرة إلى عدد من الجوانب العامة التي يمكن الطعن في الكتاب من خلالها، ونقده في ضوئها:
• أن أول ما يجب أن يتوجه له في بيان ضلال هذا الكتب، بيان ما في الملة التي يدعو إليها من تهافت وتعارض وتبديل، وهذا مجال واسع وميدان كبير، ولم يزل أهل الإسلام على مر التاريخ يقيمون الحجج والبراهين على ضلال هذا الملة وتبديل أهلها، ولو لم يكن في ذلك إلا نقض أصل عقيدة التثليث، وفكرة الصلب التي تقوم عليها النصرانية المحرفة لكفى.
• ثم إن رد الطعون والشبهة التي أثارها هذا الكتاب على الإسلام وشرائعه، جانب آخر، يُؤكد به بطلان ذلك الكتاب وتهافته، وقد سبق الإشارة إلى أن تلك الشبه قد أثارها المستشرقون قديما وأجاب على أكثرها الدارسون والباحثون.
• يُزعم في هذا الكتاب أنه وحي من الله تعالى، نزل على نبيً يقال له: الصفي ـ كما تقدم ـ غير أن لا شيء يعرف عن هذا النبي، لا عن سيرته ولا دعوته ولا جهاده، فلا يعرف من هو؟ ولا إلى من ينتمي؟ ولا أين ظهر؟ ولا متى كان ظهوره؟ كل ما هنالك أن هذا الوحي نزل في سبعة أيام كما جاء في الكتاب نفسه: " واصطفيناه وشرحنا صدره للإيمان وجعلنا له عينا تبصر وأذنا تسمع وقلبا يعقل، ولسانا ينطق، وأوحينا إليه بالفرقان الحق، فخطه في سبعة أيام وسبع ليال جليدا" (الشهيد:2،ص:360 - 361) ومبالغة في الإيهام والتلبيس على الناس يقتل هذا " الصفي " على يد أعدائه المسلمين كما جاء في الكتاب "لقد طوعت لكم أنفسكم قتل صفينا شاهدين على أنفسكم بالكفر، أفتقتلون نفسا زكية، وتطمعون برحمتنا وأنتم المجرمون، لا جرم أنكم في الدنيا والآخرة أنتم الأخسرون، وختمتم بدمه آية تكوى بها جباهكم وتشهد عليكم بأنكم كفرة مجرمون، وأنه الصفي الأمين، وأن الفرقان الحق هو كلمتنا وهو الحق اليقين، ولو كره الكافرون " (الشهيد: 7، ص: 363)، وهنا يحق لنا أن نتساءل عن هذا النبي،
(يُتْبَعُ)
(/)
الذي خرج وبعث، فلم يسمع به أحد، ثم قتل ولم يدر به بشر، في هذا كله في هذا الوقت الذي تقارب فيه العالم، وتطورت فيه وسائل الاتصال وتقنيات التواصل بين البشر، فلو وقعت أدنى الحوادث وأقلها؛ لتسامع بها العالم، وتنادى بها البشر.
ـ وفي الحق ـ فهذا الكتاب ومن زعم أنه جاء به مثل الزنيم، لا يعرف له أصل ولا منبت، كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار.
• وأمر آخر يدل على تناقض من وضع هذا الكتاب مع اعتقاد النصارى، ووجه ذلك: أنا نعلم أن النصارى بملتهم المحرفة لا يؤمنون بني يأتي بعد عيسى عليه السلام، وإنما يؤمنون بعودته مرة أخرى، وإذا كان الأمر كذلك، فكيف يزعمون في هذا الكتاب الداعي إلى ملتهم؛ أنه وحي الله النازل على نبي يقال له: "الصفي".
ومن مما يثير السخرية أن ذات الكتاب يقرر ـ في معرض تكذيبهم لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ـ أنه لا نبي بعد عيسى عليه السلام، جاء في الكتاب" وما بشرنا بنى إسرائيل برسول يأتى من بعد كلمتنا وما عساه أن يقول بعد أن قلنا كلمة الحق وأنزلنا سنة الكمال وبشرنا الناس كافة بدين الحق ولن يجدوا له نَسْخا ولا تبديلا إلى يوم يُبْعَثون " (الأنبياء:16) فكيف يدعي واضعوا هذا الكتاب بأنه وجي من الله لنبي يقال له الصفي.
• وفي الوقت الذي يقرر هذا الكتاب أن القرآن الكريم، إنما هو وحي الشياطين ورجسهم، نجده وبشكل فاضح ومخزي، يحاكي القرآن الكريم، في ترتيبه، وأسلوبه، وطريقة تأليفه، بل ويقتبس من ألفاظة، وجمله، وتراكيبه ـ وفي الأمثلة التي سقناها من هذا الكتاب ما يدل على هذا ـ بل يصح أن يقال: إن هذا الكتاب تلفيق وتحوير لآيات القرآن الكريم، إذ رأيناه كثيرا ما يقتطع بعض الآيات من القرآن والمعاني فيسوقها يقرر بها باطله محرفا الآيات ومغيرا مواضعها، يدرك هذا من قرأ القرآن الكريم بدون أدنى مشقة، وإذا؛ فكيف يجوز لوحي الله ـ الذي زعموا ـ أن يحاكي مقلدا وحي الشياطين، كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا.
وإن السبب الحقيقي وراء هذه المحاكاة لأسلوب القرآن الكريم شعورهم الباطني بمدى التميز والإعجاز في القرآن الكريم نظما ومعنى.
• غير أن ما يثير السخرية حقا أن تلك المحاولة لمحاكة القرآن الكريم ومشابهته، جاءت ركيكة على نحو مخجل، في نظم الكلام وألفاظه، وأساليبه ومعانيه، مع الأخطاء في اللغة والاشتقاق، مما يدل على أن من ألف هذا الكتاب، ليس له معرفة بأساليب العرب وبيانهم، يشعر بذلك أدنى من له تذوق للسان العربي، فضلا عن الضعف المخزي في بلاغة النظم، وبديع البيان، فسبحان من خذل أعداء الله تعالى مع ما عندهم من وسائل القوة وأسبابها، ومع ما نعرفه من تمكن نصارى العرب في اللغة، وصدق الله القائل: {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً}.
• ومما يلاحظ في الكتاب، أنه موجه للمسلمين خصوصا، وهذا أمر غريب حقا، فالدعوة فيه إلى النصرانية، لم تستهدف أحدا سوى المسلمين، فلم تخاطب الأمم الوثنية، أو تلك الملحدة، مع أن تلك الأمم ـ بكل حال ـ أشد كفرا بالله تعالى وبعدا عن ملته، إذ هي لا تؤمن بالله، ولا كتبه، ولا رسله، ولا ملائكته، ولا اليوم الأخر، فهي أحق أن تدعى، أو على أقل تقدير أن يوجه لهم من الدعوة بقدر ما وجه للمسلمين، وأن يبين ضلال عقائدهم كما فعلوا مع المسلمين.
وأغرب من هذا أن الكتاب وهو موجه لدعوة المسلمين، فإنه يصدر أحكاما نهائية عليهم، بأنهم خاسرون، وأنهم من أهل النار، جاء في الكتاب: " وأوردكم جهنم جميعا وإنْ منكم إلا واردها وكان عليه أمرا مقضيا ..... وطبع الشيطان على قلوبكم وسمعكم وأبصاركم فأنتم قوم لا تفقهون. لا جَرَمَ أنكم في الآخرة أنتم الخاسرون " (المنافقون: 3، 6) فكيف يصح بعد هذا كله أن يكون كتاب دعوة للمسلمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
• هذا الكتب ليس فيه أي أثارة من تسامح، على ما يزعم النصارى في دينهم، فهو كتاب قائم على البذاءة والشتيمة والوقيعة بفحش وإقذاع، على نحو مبالغ فيه، ينزه عن مثله الوحي الإلهي، ولا يكون مثل هذا البذاءة إلا من السوقة وسفلة الناس، ومن نظر في الكتاب حتى على عجل لن يخطئه هذا الشعور بتلك البذاءات الواردة فيه، فالكتاب يفيض بالبذاءات في حق الرسول ?، فهو ـ في زعمهم ـ كافر ومنافق وضال، وسارق وقاتل، ومرجعه النار، وأتباعه منافقون كفرة ضالون، قتلة، ومصيرهم النار، جاء في هذا الكتاب وهو يصف شريعة المسلمين:" فشرعة أهل الكفر شرعة قومٍ حفاة، عراة، غزاة، زناة، أميين مفترين ومعتدين ضالين ظالمين" (سورة الجنة 14 - 266)، وأما الجنة التي وعد الله بها عباده المؤمنين كما في القرآن الكريم فقد وصفها بالآتي: "فهم في كهوف تعج بالقتلة والكفرة والزناة يتمرغون في حمأة الفجور، تلفحهم زفرات الغرائز، وتسوطهم شهوة البهائم، فهم في الرجس والموبقات غارقون وفي شغل فاكهون، متكئون على سرر مصفوفة، والمسافحات مسجورات في المواخر يطوف عليهم ولدان اللواط بأكواب الرجس والخمر الحرام، يلغُون فيها، فلا هم يطفئون أوارهم ولا هم يرتوون" (الجنة 3، 4 - 262 - 263) فهل يجوز أن تكون هذه البذاءات والفحش في الكلام وحيا إلهية يخاطب الناس ويدعوهم إلى الإيمان والهدى، كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا.
• وفضلا عن هذا فالكتاب المزعوم يسلب عن محمد صلى الله عليه وسلم ودينه وأتباعه، أي أثرة من حق، وأي بقية من خير، وهذا ليس من العدل والإنصاف الذي هو من صفة الوحي الإلهي، القائم على العدل حتى مع كفار المشركين وأهل الكتاب، ومن المقطوع به أن عقلاء العالم على مر التاريخ ـ مهما كانت درجة مخالفتهم للإسلام ـ لم يزالوا يعرفون للنبي صلى الله عليه وسلمفضله وفضل شرائعه التي جاء بها، ومنكر هذا كمن يحجب الشمس بيده، لقد زُعم في هذا الكتاب أن محمدا صلى الله عليه وسلم لم تكن له أي حسنة ولم يدع إلى أي فضيلة وبر وعدل وإنصاف، وهذه كذبة كبرى لا يجرؤ عليها حتى الشيطان الرجيم، ذلك أن نعلم يقينا أن كثيرا من الفضائل التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلموتضمنها القرآن الكريم مما تتفق عليه الملل الإلهية جميعا، ومنها النصرانية على ما فيها من تحريف.
وفي هذا السياق قارن ذلك بما تضمنه القرآن الكريم من عدل ونصفة مع أهل الكتاب والملل السابقة، ففرق بين الحق والباطل، وذكر الذي لهم من الحق، الذي لا يحملنا مخالفتهم لنا على جحده، وتكذيبه، وهاك مثالا على ذلك يقول تعالى: (لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ. وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ) (سورة آل عمران: 113،114)
سادسا/ الواجب تجاه هذا الكتاب وأمثاله.
إن هذا الكتاب وما يرمي إليه من أطماع، لا يستهدف فئة بعينها، ولا يوجه إلى دولة دون أخرى، إنه استهداف للإسلام باعتباره دين مليار مسلم، وللمسلمين باعتبارهم أمة تميزت بهويتها وملتها، وهذا الاستهداف العام يجعل المسؤولية عامة للأمة جميعها، كل بحسبة:
فعلى مستوى الدول، يجب أن يعلم قادة المسلمين؛ أن أهل الصليب هم الأعداء، ما بقي إيمان وكفر، ولن يرضوا بأقل من أن نكون شعوبا مغلوبة على أمرنا، مستذلة لهم، مأسورة لسلطانهم، ولن يرضوا ـ ما وسعهم ـ أن يبقونا على ما نحن فيه من تخلف وبعد عن التأثير في العالم، فليتقوا الله وليكونوا في مستوى الأمانة والمسؤولية، ولا تكن دنياهم أعظم عندهم من دينهم.
وعلى مستوى العلماء وأهل الرأي وقادة الفكر، فالمسؤولية عظيمة، في الوقوف سدا منيعا، أمام هذا المشاريع الصليبية، ببيان الحق والدعوة إليه، وكشف الباطل والتحذير منه، وهنا لا بد من إنشاء المراكز العلمية المختصة التي ترصد حراك أعداء الإسلام، وتحذر الأمة منهم وتكشف خططهم ووسائلهم.
وعلى مستوى الأفراد وعامة الأمة، يجب عليهم من الدفاع عن الإسلام والتحذير من خطط الأعداء بحسب جهدهم وقدرتهم، وما يبلغه علمهم.
ومما يجب أن يُعلم يقينا أن الخطورة ـ في حقيقة الأمر ـ ليست من أمثال هذا الكتاب المتهافت المبطل، وإنما الخشية كلها فيما تخطط لو الدوائر الصليبية وترمي إليه من خلال هذه المشاريع وأمثالها، ونحن نعلم مدى تأثير تلك الدوائر الصليبية على القرار في العالم الإسلامي، سياسيا وإعلاميا، بل حتى على الصعيد التعليمي، فجيب أن، تتضافر جهود أهل الإسلام عموما لصد غارات المبطلين، وفضح أهدافهم، وهتك أستارهم.
وبعد، فالله تعالى قد تكفل بحفظ كتابه، ورد كيد المفسدين، وانتحال المبطلين، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
نسأل الله تعالى أن ينصر دينه وكتابه وسنتة نبيه وعباده الصالحين، وأن يرد كيد الأعداء في نحورهم، وأن يجعل تدبريهم في تدميرهم، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[29 May 2006, 10:45 م]ـ
لقد قرأت هذه المقالة النافعة الماتعة التي عرضت فيها وفصلت وبيّنت ,فشكر الله لك ما خط يراعك , ولقد ذكرني صنيعهم ومحاكاتهم للقرآن , بما كان يُروى من صنيع مسيلمة ومحاكاته , حينما أتى بكلمات يضحك منها الصبيان , فذهب هراءه , وغلب على قائله وصف الكذاب , و بقي القرآن محفوظاً بحفظ الله.
وإني بهذه المناسبة أشد من عضد إخواني أن لا يبخلوا علينا بمثل هذه الدراسات المتأنية , فمع الوقت سنجد أننا قد أتينا على كثير من القضايا المتعلقة بالملتقى , مع أن بعض الأخوة يريدون أن يُطرح كل يوم موضوعاً جديداً , لكن العبرة كما تعلمون بنوع ما يطرح لا بكثرته , وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[30 May 2006, 11:08 م]ـ
بارك الله فيك يا دكتور ناصر على هذا النقد الموجز، ولعل الله ييسر لكم ان تكتبوا فيه كتابًا مفصلاً.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[30 May 2006, 11:34 م]ـ
جزاكم الله خيراً د. ناصر وبارك فيكم
ـ[د. حسن خطاف]ــــــــ[04 Jul 2006, 02:38 ص]ـ
أخي الدكتور ناصر بارك الله بك، وما ذكرته ونقلته يتفق تماما مع أخلاق القوم
ـ[أريام]ــــــــ[04 Jul 2006, 03:56 ص]ـ
جزاك الله خيرا، ولو لم يكن في نقده الا الداعم له لكفى (ويقال: إن الإدارة الأمريكية تدعم هذا المشروع وتقف وراءه،) سدد الله قلمك
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[09 Jul 2006, 09:29 م]ـ
من أجمل الدراسات فيه:
كتاب الدكتور صلاح الخالدي " الانتصار للقرآن / تهافت فرقان متنبئ الأمريكان "، مؤسسة الفرسان، عمان / الأردن.
وبحث إلكتروني بعنوان القرآن الأمريكي أضحوكة القرن الحادي والعشرين ( http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=32&book=1660)
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[07 Aug 2010, 07:49 ص]ـ
بعد مضي أربع سنوات على هذا الموضوع، ارفعه للاستفادة منه. ولتجديد دعوة د. مساعد للـ د. ناصر بكتابة نقد لهذا الكتاب نقداً تفصيلياً.
بارك الله في كاتب هذا الموضوع ونفع بعلمه.(/)
القرآن والتحديات المعاصرة للدكتور حامد عثمان
ـ[ alheewar] ــــــــ[31 May 2006, 04:41 م]ـ
القرآن والتحديات المعاصرة 1
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والشكر لمن هدى البشرية بالنبيين والمرسلين –سبحانه وتعالى-والصلاة والسلام على سيد ولد آدم أجمعين محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه والتابعين له بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد:
فإني أشكر الله عزوجل أولاً ثم أشكر أخي وزميلي الشيخ الدكتور/خادم حسين الهي بخش المشرف العام على موقع (صوت الحق) الذي منحني الفرصة العظيمة لألتقي بإخواني المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها عبر شبكة الانترنت، في موقع (صوت الحق) والشكر موصول لأبنائي وإخواني الطلبة بجامعة الطائف وأخص منهم الأستاذ/علي عبدالله الغامدي، و الاستاذ تركي دخيل القرشي اللذين قاما بنسخ هذه المقالات ونشرها بين ايديكم.
وأودُّ التنويه أخي القارئ الكريم إلى أننا سنتحدث في سلسة حلقات متصلة بعنوان: (القرآن والتحديات المعاصرة) نحاول من خلالها أولاً: إبراز وجوه الإعجاز القرآني بشكل واضح وبسيط يفهمه القارئ العادي فضلاً عن المتخصص.
ثانياً: الذود عن القرآن والدفاع عنه من خلال رد الشبه والتهم التي أثارها العلمانيون والشيوعيون واليهود والنصارى حول كلام الله –عز وجل-.
ثالثاً: الرد على الأعداء الذين ينادونا باسم (العصرية والتقدمية) إلى تفسير عصري للقرآن الكريم يستجيب للتقدم العلمي ويتابع ما يستحدثه الإنسان من علوم العصر نظرية ٍكانت، أو حقيقة، تجريبية، أو فكرة.
وأول ما يشغلني من هذه القضايا هو أن الدعوة إلى فهم القرآن بتفسير عصري يخضع للنظريات والتجارب العلمية التي تُسوّق على الإقناع بالأفكار الهدامة التي تنأى بأبناء العصر عن معجزةِ نبيٍ أُمّي، بُعثَ في قومٍ أُميين، في عصر كان يركب الناقة والجمل لا المرسيدس والفورد، ويستضيءُ بالحطب لا بالكهرباء والنيون،
ويشرب مياه الآبار والأمطار لا من مصفاة الترشيح والمرطبات الغازية، وتتسلل إلى أبناء هذا الزمان وضمائرهم فترسخ فيها أن القرآن إذا لم يقدم لهم علوم الطب والتشريح والرياضيات والفلك وأسرار البيولوجيا والإلكترون والذرة،فليس صالحاً لزماننا، ولا جديرا بأن تُسيغه عقليتُنا العلمية ويقبله منطقنا العصري!!.
والحق الذي لا مرية فيه أن القرآن معجزة علمية ضخمة تكفي لأن ينتشر الإسلام بها في أوساط العلم والعلماء على اختلاف ألوانهم ومشاربهم وفي كل مكان لا يعرف أهله لغة القرآن،بل وفي كل عصرٍ ودهر، ولا ريب أن المؤمن حين يقرأ اكتشافا علمياً جديداً أثبته العلماء بالبرهان القاطع ثم يجد ذلك مذكوراً في القرآن أو ما يوافقه، فإنه يشعر بزيادة طمأنينة في قلبه كالتي طلبها إبراهيم -عليه السلام –حين سأل ربه أن يريه كيف يحي الموتى فخاطبه ربه قائلاً)):أولم تؤمن))؟ قال:)) بلى ولكن ليطمئن قلبي)).
ويصور ذلك الحدث قوله تعالى (وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي .... )) الآية.
لكن التوفيق بين النص القرآني والاكتشاف العلمي الجديد ينبغي أن تكون له ضوابطه، وأن تكون له موازينه، ولهذا وقع الاختلاف بين العلماء حول التفسير العلمي للقرآن الكريم بين مؤيد ومعارض.
ومن المعارضين للتفسير العلمي الإمام الشاطبي صاحب الموافقات، والشيخ عبدالعظيم الزرقاني،والدكتورة عائشة عبدالرحمن،ومحمود شلتوت،وسيد قطب وغيرهم.
ووجهة نظر هؤلاء المعارضين هي:
الخوف من أن تفهم آيات القرآن على غير وجهها الصحيح فيفسر القرآن بالرأي المذموم والمنهي عنه في مناهج المفسرين.
أن القرآن الكريم كتاب هداية وإرشاد وليس كتاب تفصيل لمسائل العلوم ونظرياته ودقائق اكتشافاته ومعارفه.
أن نظريات العلم متغيرة وفي كل يوم يظهر الجديد، ومن ثم لايصح أن نعلق الحقائق القرآنية النهائية على تلك النظريات حتى لا نقف محرجين عند ثبوت بطلان تلك النظرية.
أن القرآن يجب أن يفهم على نحو ما أنزله الله للعرب المخاطبين به أول الأمر وبما أن الإعجاز العلمي غير داخل في اعجازاعجاز العرب، فلا مبرر له وهذا هو رأي الشاطبي-رحمه الله-.
(يُتْبَعُ)
(/)
والواقع أن وجهة نظر المعارضين للتفسير العلمي لها احترامها و لها مكانتها وخصوصاً إذا نظرنا إلى الغاية منها وهي الخوف على القرآن وعلى عقيدة المسلم التي ينبغي أن تظلَ ثابتة ًبمعزلٍ عن احتمالات العلم.
أما المؤيدون للتفسير العلمي فهم كُثر منهم الإمام الغزالي،والفخر الرازي.
وقد استدل هؤلاء على وجهتهم بما يلي:
1 - بظاهر عموم بعض الآيات التي تدعوا إلى التأمل في الكون كقوله تعالى (أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزينها ومالها من فروج) آية (4) سورة [ق] وقوله تعالى (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) آية (52) [فصلت] وغيرها من الآيات.
2 - إن العلم الحديث قد يكون ضرورياً لفهم بعض المعاني القرآنية.
3 - إدراك وجوه جديدة للإعجاز القرآني من خلال إثبات التوافق بين حقائق القرآن وحقائق العلم.
4 - امتلاء النفوس إيماناً بعظمة الحق سبحانه بعد الوقوف على أسرار الكون التي كشفها القرآن.
أما الرأي الراجح في هذه القضية هو التوسط بين الرأيين ِ بمعنى أنه ينبغي ألا نفسر القرآن الكريم إلا بما ثبت يقيناً وصار حقيقة ًعلمية.
أما الفروض والنظريات التي لا تزال موضع بحث وفحص وتمحيص فهذا مما لا مجال للأخذ به إطلاقاً أو حتى الإشارة إليه إلي أن يصبح حقيقة ًعلمية ً ثابتة كما ينبغي أن لا تذكر هذه الأبحاث على أنها هي التفسير الأوحد للآية القرآنية بل تذكر لتوسيع المدلول،وللاستشهاد بها على وجهٍ لا يؤثر بطلانها فيما بعد على قداسة النص القرآني.
أما-وللأسف الشديد- ما يكتبه بعض الباحثين بلا روية ولا تعقل ويدّعُونَ ما لم يؤكده العلم وما لم تثبته التجارب، فقد قالوا في القرآن بغير علمٍ فضلوا وأضلوا كثيراً.
وأما ما أثاره المعارضون للإعجاز العلمي للقرآن من أن القرآن كتاب هدايةٍ فقط ولا شأن له بالعلوم الكونية فهذا خلطٌ باطل ونظر مرفوض، لأنه لا تعارض إطلاقاً بين الهداية وبين المسائل الكونية أو الإشارة إلى الحقائق العلمية.
وأما ما أشار إليه الإمام الشاطبي من وجوب الوقوف عند فهم العرب الأوائل للقرآن فهذا ولاشكَ رأيٌ غريب!! ذلك أن القرآن لم ينزل كي يتحدى العرب وحدهم، وإنما لكي يتحدى الإنسانية كلها على اختلاف زمانها ومكانها وثقافتها ومدى إدراكها.
عودٌ على بدء:
إذن فالدعوة إلى تفسير عصري للقرآن يخضع للتجارب والنظريات ومحاولة لي عنق الآيات وتفسيرها تفسيراً بعيداً عن الحقيقة فما هو إلا شططٌ في القول وجناية على هذا الدين خاصة وأن هؤلاء يريدون أن يجعلوا القرآن كجراب الحاوي يستخرج منه كل شيءٍ وقتما يريد والواقع أن المنهج المعتدل في مراعاة القواعد الموضوعة لتفسير القرآن وهو أن لا يُفسرَ القرآن علمياً إلا بما ثبت يقيناً وأصبح مما لا مجال للشك فيه فهذا هو المنهج الحق الذي ينبغي أن يكون عليه العمل وهو ما ترتاح إليه النفس.
هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وإلى أن نلتقي في مقال آخر بعنوان"حقيقة الإعجاز في القرآن الكريم".
لكم مني أطيب المنى وأرق التحيات.
كتبه
د/حامد محمد عثمان
أستاذ التفسير المساعد بجامعة الطائف
منقول من http://www.soutulhaq.net/ar/maqalat/view.php?id=2(/)
انتهاك المقدس وتمييع الإعجاز القرآني
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[31 May 2006, 07:40 م]ـ
انتهاك المقدس
وتمييع مفهوم الإعجاز القرآني
تمهيد:إن الخطاب العلماني يدرك جيداً أن الأمة الإسلامية والعربية تنتمي إلى حضارة المقدس والإيمان بالمطلق، وأن أي محاولة للتجديد أو للنهوض محكوم عليها بالفشل إذا لم تنطلق من خلال هذين المحورين: الإيمان، والمقدس، إلا أن الصراع كان قد احتدم طوال القرنين الماضيين في بلادنا بين العلمانية الغازية التي تنتمي إلى حضارة المدنس والنسبية والمادية وبين حضارتنا وثقافتنا المتشبثة بمقدساتها ومرتكزاتها، ولأن الخطاب العلماني العربي قد تشبع بالحضارة المادية الغازية وشربها حتى الثمالة وهو في ذات الوقت يرغب أن يمسك بزمام المبادرة النهضوية أسوة بالنهضويين الغربيين ولكن هنا واجهته حضارة قدسية متقاطعة جداً مع المادية النسبية والعدمية، ولذلك فقد وقع في مأزق التصادم بين الانتماء الفكري والثقافي من جهة والانتماء الوطني والقومي من جهة أخرى.
ولكي يتخلص الخطاب العلماني من هذا المأزق لجأ إلى محاولة التوفيق بين الثقافة التي استلبته، وبين الحضارة التي أنجبته، وكانت مقدسات هذه الحضارة وعلى رأسها القرآن الكريم هي محور دراساته في العقود المنصرمة، إلا أن الخطاب العلماني العربي بسبب ضعفه في المواد التأسيسية الأصولية والتراثية اللازمة لقراءة القرآن، وانبتات الصلة بينه وبين مكونات حضارته، وفي ذات الوقت ثراؤه بمكتسبات العلوم الحداثية والتفكيكية والألسنية فقد جاءت قراءاته للقرآن أقرب إلى التلفيق والتزوير منها إلى التوفيق والتنوير، والسبب هو أن الخلفية المادية الكامنة وراء القراءات العلمانية المختلفة للقرآن كانت غير متوائمة مع المادة المقروءة، في حين ظلت الأصول القريبة والملائمة للمادة المقروءة متهمة في بنية الخطاب العلماني بتكريس التخلف واللاوعي، ويُنظر إليها بتوجس وحذر وربما بازدراء.
ومن هنا هدف هذا البحث إلى الكشف عن الانعكاسات التي أنتجتها القراءات المعاصرة للقرآن الكريم طبقاً للمناهج الحديثة من ماركسية وفرويدية وبنيوية وتفكيكية وهرمنيوطيقية ومن أبرز هذه الانعكاسات أن القرآن الكريم لم يعد يحتوي على مضمون محدد يمكن تطبيقه والالتزام به، وإنما أصبح لكل إنسان الحق في أن يفهم ما يريد، لكن بشرط أن لا يفهم منه ما كان السلف والصحابة يفهمون، لأنه عند ذلك سيُصنَّف مع الرجعيين والظلاميين.
له أن يفهم أن الماركسية هي الإسلام، وأن ماركس أفضل من طبق الإسلام () وأن داروين أفضل من فهم القرآن () وأن فرويد رسول اللاوعي (). وأن دي سوسير وغادمير، وهيدغر ودريدا هم المدخل الأساسي لتفسير القرآن ()، أما الشافعي فقد كان مُحتالاً () والغزالي كان منافقاً () والطبري كان تقليدياً، وجميعهم كانوا أرثوذكسيين منخرطين في تيار الإسلام السلطوي (). وما داموا كذلك فإن الفهم المستقر للقرآن وعقائده وشعائره وعباداته ليس هو كما كرَّسه هؤلاء، وإنما يجب أن يُعاد النظر فيه على ضوء مكتسبات العلوم العصرية، وعلى ضوء ما وصلت إليه الحداثة، ولا يمكن أن يتم ذلك إلا بزحزحة الثوابت، وتقويض المقدس، وأنسنة الإلهي، ومركسة المثالي، وتورخة المتعالي، ونسبنة المطلق.
وقد اعتمدت في هذا البحث على المصادر الأساسية والمباشرة للخطاب العلماني وحرصت على أن أترك النصوص هي التي تتكلم، وأن يكون منهجي هو المنهج الوصفي الكشفي التركيبي الاستنتاجي حتى لا أُتهم بالتجني والتحامل.
وها هنا ملاحظة مهمة أود أن ألفت النظر إليها لعلها تجنبني الكثير من النقد وسوء الفهم وهي أنني في هذه الدراسة لم أتعامل مع الخطاب العلماني كأشخاص وأفراد متمايزين مختلفين، وإنما تعاملت معه كمنظومة فلسفية تنتهي إلى جذور واحدة وتستند على أسس متقاربة، ولذلك تجنبت ذكر الأسماء غالباً في متن الدراسة، وأحلت إليها في الهوامش، ولذلك أيضاً كنت أنتقل من نص إلى نص دون اعتبار لقائله ما دام يتكامل مع غيره في داخل السياج الأيديولوجي العلماني.
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد أراد البحث إذن أن يكشف عن الوحدة المتخفية وراء التنوع والاختلاف في المنظومة العلمانية، وأن يصل إلى الجذور الكامنة وراء الأغصان والفروع، فالتيارات والمدارس العلمانية الليبرالية والماركسية والحداثية والعدمية على الرغم من اختلافها إلا أنها تتفق إلى حد كبير كلما حاولنا الحفر في الأعماق للوصول إلى الجذور المادية والدنيوية التي تغذيها، ويكون الاتفاق أكثر وضوحاً حين يتعلق الأمر بالدراسات الإسلامية عموماً، وذلك بسبب التضاد المطلق بين هدف الرسالة الإسلامية وهدف العلمانية الغربية في التعامل مع أسئلة الإنسان الكبرى وقضاياه المصيرية.
وثمة ملاحظة أخرى لا بد من الإشارة إليها وهي أن البحث سلك المنهج الوصفي التركيبي والكشفي الاستنتاجي ولم يكن الهدف هو النقد والتحليل والمناقشة إلا في حالات عارضة، وقد يبدو ذلك للوهلة الأولى قصوراً في البحث، ولكن الانتباه إلى الهدف المتوخى من هذه الدراسة قد يبدد هذا التصور، ذلك أن الخطاب العلماني يدرس القرآن الكريم وهو يستظهر الإيمان به كمقدس موحى به، ولكن التنقيب والاستقصاء يكشف أن المستبَطن الذي يتفلت منه في مواطن مختلفة يناقض ما هو مُعلَن عنه نظرياً، وقد كانت هذه مهمة البحث بالدرجة الأولى كشف التناقض وفضح المستور وهو ما يتنكر له الخطاب العلماني إذا ما جوبه به ويعتبره اتهاماً وبحثاً عن النوايا وتفتيشاً عن الضمائر، ومن ثم فلم يأخذ البحث على عاتقه مناقشة المقولات العلمانية في هذه الدراسة لأنها قصدت أهدافاً أخرى. باختصار الباحث يريد أن يقول للناس: انظروا ماذا يقول العلمانيون عن القرآن الكريم، وكيف يتعاملون معه، وهم في نفس الوقت يدعون أنهم ينتمون إليه!!.
المبحث الأول
زحزحة الثوابت ونفي المقدس
أولاً – زحزحة الثوابت:
لا مجال في الخطاب العلماني للحديث عن الثوابت واليقينيات، فلا بد - بنظره - لتحقيق التقدم والنهضة من خلخلة القناعات وزحزحة المعتقدات ()، واختراق الممنوعات السائدة، وانتهاك المحرمات والتمرد على الرقابة الاجتماعية ().
ولابد من اختراق أسوار اللامفكر فيه، والمسكوت عنه ()، وتحريك العقول إلى المناطق المحرمة ()، والخروج من الأصولية العقائدية الدوغمائية () والإطار اللاهوتي للفكر الإسلامي ()، وتفكيك الأنظمة والقراءات اللاهوتية والدوغمائية (). والتحرر من التفكير الدوغمائي المجرد وثنائيات الإيمان والضلال، والعقل والإيمان، والوحي والحقيقة (). وإعادة النظر في كل المسلمات التراثية والعقائد الدينية التي يتلقاها المسلم منذ الطفولة ()، وتجنُّب الإجابات الجاهزة، وتحرير المعرفة من الدائرة الأرثوذكسية المغلقة التي تمارس نوعاً من الاستلاب على مريديها ().
إن الأجوبة القديمة رسخت وسادت بقوة الشيوع وحماية السلطان () ولم تعد نافعة، ولا بد من إجابات مختلفة تماماً ومنفتحة تماماً ()، لأن الثوابت والمسلمات والمقدسات تتغير على الدوام مع تقدم العقل البشري ().
والثبات على المنهج الأصولي الدوغمائي هو مصيتنا ()، فلا بد من تفكيك القباب المقدسة قداسات زيوف والتي تختم على العقل العربي ()، وبدون الإفراج عن الأسئلة المحرمة والمكبوتة، وإطلاق الزفرات المضمَرة المقهورة سيظل التخلف مسيطراً ().
إن كل ذلك سوف يُطهِّر الدين من كل الشوائب الثيولوجية العالقة ويجعل العقل في علاقة مباشرة مع الدين دون فرضيات يقينية أو مسلمات عقائدية، إن التوتر المعروف بين التراث الديني والفكر الفلسفي مرغوب فيه، ولا بد أن يبلغ درجة قصوى حتى يتمكن العقل من تفكيك الميتافيزيقا الإسلامية، ليتخلص من كل مظاهر الاستلاب الذي يمارسه الوعي الديني على الوعي البشري. قد يُفضي ذلك إلى نوع من العدمية تضمحل فيها الثوابت المتعارفة والقديمة، ويعيش المجتمع حالة من الضياع، ولكن كل ذلك مؤقت لأن التفكيك لابد أن يعقبه تركيب ().
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذلك لا مانع من انتهاك القيم السائدة والخروج عليها من أجل تقدم المعرفة ()، وذلك بهدم الأسوار والحصون التي شيدها الفكر المستقيل والمنغلق على ذاته بسياج دوغمائي مجمَّد () وذلك كما فعل المفكرون الأحرار الذين رفضوا الدين جملة وتفصيلاً، ومع ذلك فهم لم يخرجوا عن الإسلام وإنما عن فهم ضيق قسري شكلاني سطحي للإسلام ().
ولن يتم ذلك إلا بتطبيق منهجية النقد التاريخي على التراث العربي والإسلامي، لا بد أن تسير في نفس الطريق الذي سارت فيه أوربا، ولا بد أن تَهزَّ المسلمين، ولا بد أن يدفعوا الثمن (). فلا بد لنا من إزالة كثير من العقبات الكأداء التي تصرفنا عن سبيل الرشاد سبيل الحداثة ()، ولن ينفعنا تحفظَّنا أو توهُّم مقاومة هذا التيار الحداثي انطلاقاً من مقولات مهترئة، وثوابت لا يصدقها العقل، وإن مالت إليها عاطفتنا الدينية ().
والسبيل إلى هذا الأمل هو التخلص من سلطة النصوص المغلقة، والتحرر من قال الله وقال الرسول ()، والتحرر من سلطة السلف، والإجماع، والقياس، لأن هذه السلطات تلغي العقل وتجعله لا يفكر إلا انطلاقاً من أصل أو انتهاء إليه أو بتوجيه منه (). كذلك فإن اللغة والشريعة والعقيدة عناصر تتكون منها المرجعية التراثية ولا سبيل إلى تجديد العقل إلا بالتحرر من سلطاتها ()، وذلك بإزاحة القداسة عن منظومة الشافعي الأصولية والتخلص من التعلق الحرفي بالنصوص، والإعراض عن النظرة الفقهية للدين، وتكريس المسؤولية الفردية ().
إن كل ما قرأناه آنفاً من قرارات اتخذها الخطاب العلماني قائمة كما هو واضح على رفض للإسلام جملة وتفصيلاً بزعم أن هذا الإسلام من الثوابت التي تحول بين الفكر والإبداع، ولابد لكي يتحقق الإبداع من إطلاق حرية الإنسان، وهي نتيجة لازمة لهذه المطالب القائمة على الزحزحة والزعزعة والرفض، وقد عبر عن هذه النتيجة أدونيس بصراحة عندما اعتبر الرؤية الإسلامية هي السبب في الاتباعية وضمور الإبداع () لأنها تكرس المحرم، فلذلك لابد من الثورة على هذا المحرم والتأسيس للشهوانية والإباحية، لابد من الثورة على التقاليد الاجتماعية الدينية والعودة إلى البداية حيث لا خجل ولا عار حيث "" اللاخطيئة فاللذة هي القيمة "" (). وحيث الإلحاد الذي يُمثل خروجاً عن النسق الديني للمجتمع ولذلك فهو "" نهاية الوعي وبداية لموت الله [سبحانه] أي بداية العدمية التي هي نفسها بداية لتجاوز العدمية "" (). إن هذا هو الوعي الجديد هو الذي يقوِّض الوعي القديم، ويتساوى مع الوعي الذي خلقته الحركة القرمطية على مستوى التاريخ ().
وهكذا تلتقي العلمانية مع الغنوصية والباطنية في بداية الطريق ونهايته.
والسؤال: هل نحن بحاجة إلى أن نناقش هذا العبث؟ والإجابة: إذا كان العبث بممتلكات الناس وأموالهم، والاعتداء على أرواحهم، وأعراضهم يحتاج إلى عقوبات رادعة، ومؤاخذات زاجرة، فإن العبث بعقولهم والاعتداء على معتقداتهم ومقدساتهم يستلزم بلوغ الغاية في ذلك.
ثانياً – نفي المقدس:
الخطاب العلماني - كما رأينا - يرفض أن تكون هناك محرمات " تابو " أو مقدسات لأن المقدس أو المحرم أولاً يحاصر العقل ويحول بينه وبين الانطلاق، ويسبب له عملية كبت حيث نجد "" وجداننا لا يقترب من الله والسلطة والجنس مع أننا نفكر فيها ليل نهار، ونعيشها بوجداننا من أجل الإشباع وتعويضاً عن الحرمان "" (). وثانياً هو الذي يولد التعصب و" الدوجماطيقية " () فالعنف مرتبط بالتقديس والعكس صحيح، لأن الحقيقة مقدسة وتستحق أن يُسفَك من أجلها الدم ()، وهذا ما حصل في الميثولوجيا الإسلامية (). لذلك فالدوجماطيقية - أي توهُّم امتلاك الحقيقة المطلقة - ()
مضادة للتنوير () لأنها تعني التعصب بلا حدود ().
فما العمل للقضاء على التعصب؟ يتم ذلك ببيان أنه نظام " دوجماطيقي " مغلق وكاذب، بيد أن هذه المحاولات محكوم عليها بالفشل في أغلب الأحوال، لأنها لا تكشف عن الخلفية الحقيقية للتعصب، فالخلفية الحقيقية هي القوى اللامعقولة الخفية وأعني بها " التابو " أو الممنوع " المحرم " غير القابل للنقد، والمتجذِّر في اللاوعي الجمعي ().
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذلك يمكن اعتبار التنوير أعظم ثورة في تاريخ البشرية لأنها تربي البشرية على اجتثاث هذه الجريمة (). إن التربية التنويرية هي التي يجب أن تعم بيوتنا ومدارسنا وعقولنا لكي تُنتِج الشعب الشجاع القادر على تجاوز الحدود التي يفرضها المقدس ونبذ الخوف منه ()، لأن المقدس لم يكن إلا فزَّاعة سلطوية " أيديولوجية " () كان النبي [?] يستخدمها لإضفاء المشروعية على تصرفاته لأنه لا بد من مركز تأسيس مقدس ()، حتى أُضفيَت القداسة على كل شيء، وعلى كل ما يُربط بالقرآن الكريم ()، ثم أصبح التاريخ الإسلامي وكأنه تاريخ للقداسة ().
ما هو المطلوب إذن؟
يحلم الخطاب العلماني بجمهور مستعد لتلقي البحوث الأكثر انقلابية وتفكيكية لكل الدلالات والعقائد واليقينيات الراسخة ()، ويحلم بانزياح هذه الأنظمة الكبرى المتمثلة في الأديان من دائرة التقديس والغيب باتجاه الركائز والدعامات التي لا زال العلم الحديث يواصل اكتشافها (). ويأمل أن نصل ذات يوم إلى المستوى الذي بلغة أبو العلاء المعري حين قال:
ولا تحسب مقال الرسل حقاً ولكن قول زور سطَّروه
وكان الناس في عيش رغيد فجاؤوا بالمحال فكدَّروه ().
فالخطاب العلماني يعتبر مقولة المعري السابقة نهاية التنوير ونحن لم نبلغها بعد: "" لأن مقولات التنوير والتحديث والعلمانية لم تؤت ثمارها، بل هي فقدت مصداقيتها وغدت مجرد أسماء يتعلق بها الدعاة المحدَثون كما يتعلق المؤمن باسم ربه "" (). وهكذا – بنظر الخطاب العلماني – أصبح تعلُّق المؤمن باسم ربه فاقداً لمصداقيته، فاقداً لثماره كما حصل مع مشاريعه التنويرية!!.
ولذلك يريد الخطاب العلماني في المرحلة الأولى أن يزحزح القداسة ويحولها من الغيب إلى المادة، حيث تصبح العلمانية ومبادئها هي المقدسات فالديمقراطية والشعب، والحرية والمادة، هي مفردات المقدس العلماني الجديد الذي يتجلى بأشكال مختلفة، والعلمانيون هم اللاهوتيون الجدد، وكتاباتهم هي الكتابات المقدسة التي يجب أن تحل محل الكتب السماوية أما في المراحل المتقدمة من العلمانية فإن المطلوب هو انتزاع القداسة عن العالم والإنسان والنظر إلى كل الظواهر نظرة مادية صرفة لا علاقة لها بما وراء الطبيعة "" وإذا ما تم ذلك فإن العالم " الإنسان والطبيعة " يمكن أن يصبح مادة استعمالية يمكن توظيفها والتحكم فيها وترشيدها وتسويتها وحوسلتها ... ونزع القداسة يؤدي إلى ظهور نزعة إمبريالية لدى الإنسان فهو ينظر إلى العالم باعتباره مادة نافعة له يمكنه توظيفها لحسابه "" ().
ولكن هل يمكن للإنسان أن يتخلص من المقدس في هذه المرحلة كما يتصور الخطاب العلماني؟ يعترف الخطاب العلماني بأن المقدس نمط لوجود الإنسان، بل إنه شكل أو بعد من أبعاد الدنيوي، فالإنسان يعيد إنتاج المقدس بأشكال جديدة وهو يمارس دنيويته () لذا لا يمكن التخلص من المقدس "" لأن البحث عن المقدس أساسي بالنسبة للإنسان إذ يبدو أن الإنسان لا يمكنه أن يواجه عالماً من الصيرورة الكاملة، والحياد الكامل لا مركز له ولا معنى ولا أسرار فيه، ولذا فهو دائم البحث عن مركز ومعنى، يحاول دائماً أن يستعيد القداسة لعالمه، وهذا يعود إلى أن الإنسان ليس مجرد إنسان طبيعي " مادي " مجموعة من العناصر البيولوجية، وإنما يوجد داخله ما يميزه عن الطبيعة / المادة "" ().
المبحث الثاني
انتهاك قداسة القرآن
أولاً – الأنسنة ونزع القداسة:
القرآن الكريم - بنظر الخطاب العلماني – "" أنطولوجيا " متعالية، راسخة ()، "" فالخطاب القرآني يعلن الحقيقة المطلقة عن العالم والمخلوقات والتاريخ بكل الهيبة والسيادة الخاصة بمؤلفه الله الواحد الأحد المهيمن الجبار "" (). و"" لقد رسخ القرآن مراتبية هرمية أو طبقية أنطولوجية ذات مستويين: الأول والأعلى هو مستوى المطلق التنزيهي المتعالي، والمستوى الثاني هو مستوى التجسيد التاريخي والعمل التاريخي المحسوس "" أي العمل النبوي ().
(يُتْبَعُ)
(/)
إن القرآن يقوم بعملية "" خلع التعالي على أحداث تاريخية واقعية حصلت في زمن النبي [?] ولكنها حُوِّرت من قبل الخطاب القرآني لكي تتخذ دلالة كونية تتجاوز خصوصيتها المحلية، وتتخذ صفة الكونية، وتصبح وكأنه لا علاقة لها بحدث محدد وقع في التاريخ المحسوس "" (). وهكذا فالقرآن عن طريق العمليات الأسلوبية والبلاغية التي يتبعها "" يمحو المعالم المحسوسة والإشارات التاريخية الدقيقة عن طريق أسلوب التسامي والتصعيد، أي تصعيد هذه الأحداث بالذات، وإسباغ الروحانية الدينية والكونية على مفردات ذات مضمون اجتماعي وسياسي وقانوني في الأصل ... وهكذا ينجح [القرآن] في محو كل التفاصيل والدقائق التاريخية للحدث، ويصبح خطاباً كونياً موجهاً للبشر في كل زمان ومكان، وهكذا يفقد صفته التاريخية فيبدو وكأنه خارج التاريخ أو يعلو عليه "" ().
هذه المحاولات من القرآن هي – بنظر الخطاب العلماني - محاولات أيديولوجية أي أن القرآن يفعل ذلك ويتعالى بالتاريخ لمقاصد وأغراض دنيوية، ومن مهام أركون والمثقف العربي عموماً "" الخروج من السياج الدوغمائي المغلق الذي تم ترسيخه وتشغيله وإعادة إنتاجه من قِبل المؤسسات الدينية على مدى قرون طوال، وهذا السياج تمثل في الأصل أول ما تمثل " بالدائرة الأيديولوجية " التي افتتحها القرآن وعمل النبي [?] ثم وُسِّعت وُضخِّمت فيما بعد من قِبَل العلماء والفقهاء "" ().
وهكذا يريد أركون أن يقف في وجه القرآن ويتصدى له، فالقرآن يُرسِّخ الأدلجة والأسطرة والتقديس "" لأن النصوص جميعاً سواء في ممارسة الحجب والمخاتلة والألاعيب والمراوغة "" () وأركون يريد "" تشكيل معرفة معادية للخداع والأسطرة والأدلجة والتقديس "" ()
فالقرآن "" يغطي على تاريخانيته ببراعة عن طريق ربط نفسه باستمرار بالتعالي الذي يتجاوز التاريخ الأرضي كلياً أو يعلو عليه "" () وأركون يريد أن يكون أكثر براعة من القرآن فيكشف عن هذه التاريخية القرآنية، وهذا يعني أن التقديس للقرآن كان بسب هذه البراعة القرآنية في التغطية على أرضيته. ولكنه يرى في مكان آخر أن "" التقديس للكتب المقدسة خُلع عليها وأُسدل بواسطة عدد من الشعائر والطقوس والتلاعبات الفكرية الاستدلالية، ومناهج التفسير المتعلقة بكثير من الظروف المحسوسة المعروفة أو تمكن معرفتها وأقصد بها الظروف السياسية والاجتماعية والثقافية ... وهذا التقديس الذي خُلع وأُسدل قد توضحت أسبابه وبُرهن عليها فيما يخص التوراة والإنجيل، ولكنها لم تحصل حتى الآن فيما يخص القرآن. لماذا؟ بسبب الظروف السياسية والثقافية والتربوية للمجتمعات السائدة "" ().
فقداسة القرآن هنا ليست أصلية وإنما دخيلة، وليست جوهرية وإنما سطحية، وليست حقيقية وإنما مصطنعة حصلت لأسباب سياسية وثقافية وتلاعبات فكرية، وأن هذه التلاعبات قد كشفها النقد وتبين زيفها فيما يخص التوراة والإنجيل، أما بالنسبة للقرآن فإن هذا لم يحصل بعد فلا يزال كتاباً مقدساً يحتوي على مساحة كبيرة من اللامفكر فيه، ويأمل أركون أن يتحقق ذلك، فالهدف الأساسي الذي يسعى إليه هو الكشف عن تاريخية القرآن فإذا كان القرآن "" يغطي على تاريخانيته ببراعة "" فإن أركون يريد أن يكون أكثر براعة.
إن القرآن – بنظر الخطاب العلماني لأنه متعالي لا تاريخي – فهو يسيطر على عواطف الناس وعقولهم، ويزيح الموضوعية مقدماً، ويطالب بالتسليم المطلق، ويختار قراءه منذ البداية ()، ويستولي على مشاعر القارئ والسامع بحيث يحاصره في سلفوية ماضوية، فيفصل الواقع عن الإنسان، ويصبح المثال بدل الواقع، ويتغلب التأثر بالعاطفة على الفهم والعقل ().
ولذلك فالخطاب القرآني كخطاب المسيح الناصري خطاب سلطوي محكوم بهدفين: تدمير الخطابات السابقة، وترسيخ الخطاب الجديد ()، ولأن القرآن الكريم كذلك وهو ما لا يريده الخطاب العلماني فإن الهدف الأساسي هو ألَّا نقف عند هذه القداسة القرآنية كما يفعل المحافظون ()، وألَّا ننطلق من هذه الأرضية للنص الديني لأنها "" أرضية خطرة زلقة على كل حال، فللنص حدود تحده، ليس على مستوى اللغة فحسب وإنما على مستوى لحظة حضوره على الساحة أو زمن إنتاجه إن جاز التعبير "" ()، ولأننا "" إذا استمررنا في النظر إلى القرآن كنص ديني متعال -أي
(يُتْبَعُ)
(/)
يحتوي على الحقيقة التي تجعل حضور الله دائماً - فإننا عندئذ لا نستطيع أن نتجنب مشاكل التفكير الثيولوجي، والبحث الثيولوجي "" (). لأن القداسة تجعل الأدوات البشرية قاصرة أمامها، بحيث لا يمكنها أن تطال هيمنة النص، ويصبح ذلك حاجزاً أمام الفهم لأن أدوات التعامل ستظل بشرية أرضية وإن ادعت التعالي ().
ومن هنا يريد الخطاب العلماني نزع هالة القداسة عن الوحي بتعرية آليات الأسطرة والتعالي والتقديس التي يمارسها الخطاب القرآني ()، وذلك بأن ننظر إلى القرآن ليس على أنه كلامٌ آتٍ من فوق، وإنما على أنه حدث واقعي تماماً كوقائع الفيزياء والبيولوجيا ()، أو أن ندرسه بوصفه نصاً فقط ونصاً لغوياً دون أي اعتبار لبعده الإلهي لأن الإيمان بوجود ميتافيزيقي سابق على النص يعكِّر كون النص منتَجاً ثقافياً، ويعكر الفهم العلمي له (). ولأن النصوص الدينية ليست مفارقة لبنية الثقافة التي تشكلت فيها، والمصدر الإلهي لها لا يلغي كونها نصوصاً لغوية مرتبطة بزمان ومكان، ولا يهمنا هذا المصدر الإلهي، وكل حديث فيه يجرنا إلى دائرة الخرافة والأسطورة (). والتركيز على ألوهية مصدر النص - بنظر الخطاب العلماني - ليس له مبررٌ إلا سيطرة قوى التخلف والرجعية على واقع المجتمعات الإسلامية، وهي قوى تقف ضد تحرير العقل ().
ومن هنا يمتدح الخطاب العلماني أركون لأنه "" حررنا من الهيبة الساحقة للنص ... هذه الهيبة التي تحجب عنا حقيقة ماديته اللغوية "" ()، وهو ما يعلنه أركون حين يقول: "" عملي يقوم على إخضاع القرآن لمحك النقد التاريخي المقارن "" ()، وحين يُحدد مسعاه من نقده بأنه "" فرض قراءة تاريخية للنص القرآني "" () حيث يُخضِع أركون القرآن الكريم لمطرقته النقدية بعين حفرية تفكيكية كاشفاً عن تاريخيته الأكثر مادية ودنيوية، والأكثر يومية واعتيادية والأكثر شيوعاً بل والأكثر ابتذالاً ().
ولهذا الغرض كان التركيز إما على المدخل الأدبي اللغوي واعتباره المنهج الوحيد لفهم النص القرآني ()، وإما على المدخل الهرمينوطيقي أو اللساني حيث الألسنية فائدتها - كما يقرر الخطاب العلماني - أنها تزحزح كثيراً من قداسة النص وهيبته المفروضة علينا، فالألسنية تحيِّد الأحكام اللاهوتية الثقيلة التي تحيط بالنص عبر القرون ()، وتُبيِّن أن النصوص الإلهية كغيرها من النصوص اللغوية خاضعة للمشروطيات البشرية ().
هكذا تكلم العلمانيون ..
وهذا هو رأيهم في القرآن بشكل عام وهم يوظفون لإزاحة قداسة القرآن الكريم مناهج مختلفة ماركسية وإنسية وهرمينوطيقية دون اعتبار لقداسته ودون اعتبار لكونه كلام الله عز وجل والفقرات التالية تزيد ما نقوله وضوحاً.
ثانياً - نقد القرآن:هل يُنقد القرآن؟ ذلك هو السؤال المرعب بنظر أركون وعلي حرب؟ ().
وإذا كان أركون قد أجاب بأنه "" من المستحيل عملياً في اللحظة الراهنة فتح مناقشة نقدية تاريخية أو حتى مناقشة تأويلية بخصوص القرآن "" ()، إلا أنه عملياً قد تجاوز كل حدود النقد إلى الكثير من الافتراء وإساءة الأدب، فقد قرأنا له قبل قليل "" عملي يقوم على إخضاع القرآن لمحك النقد التاريخي المقارن "" (). بل إنه يقرر أن النظر إلى القرآن الكريم نظرة نقدية تاريخية إنتربولوجية يزعزع جميع الأبنية التقديسية والتنزيهية التي بناها العقل اللاهوتي التقليدي ()).
والخطاب العلماني عموماً يكرر كثيراً الدعوة إلى نقد القرآن وإخضاعه للتحليل والتفكيك ()، ويرى أن نقد القرآن من المناطق المحرمة في فكرنا ()، مع أن هذا النقد ضروري ولا بد منه لكي يحافظ الإنسان على تماسكه المنهجي أو العقلي (). وقد تطور الأوربيون لأنهم أخضعوا نصوصهم المقدسة للنقد ().
تلك هي إجابة الخطاب العلماني فماذا يجيب الإسلاميون عن هذا السؤال؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد أجاب القرآن الكريم عن هذا السؤال فطلب من القارئ أن يتدبر ?أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً ? () وذكر القرآن كل الانتقادات التي وُجِّهت إليه دون أن يخشى شيئاً منها، وهي لا تزال تُتلى إلى اليوم فقالوا عنه بأنه سحر، أو شعر، أو كهانة، أو افتراء أو أساطير، أو أضغاث أحلام، إلى آخر ذلك. وتعلم المسلمون من ذلك فكانوا من أشد الأمم نقداً لكتابهم، فما من مفسر إلا ويقارن بين الآيات، ويفترض الاعتراضات والإشكالات، ويضع نفسه على أنه خصم للقرآن، والرازي أبرز دليل على ذلك في تفسيره مفاتيح الغيب وفي كل كتبه، والزمخشري كذلك، والباقلاني وغيرهم.
لكن النقد في المفهوم العلماني حتى يكون نقداً يجب أن يخرج بنتائج مناقضة للقرآن ومضادة لتعاليمه، فكل نقد يرسخ المعاني القرآنية ويؤكدها هو نقد تقليدي أيديولوجي تبجيلي، أما النقد الذي يرفض بعض العقائد القرآنية أو يسخر منها أو يستهزئ بالقرآن الكريم فهو الذي يسمى نقداً تنويرياً.
ولابد من القول هنا: إن عملية الحياد أو الموضوعية غير ممكنة لأن الحياد والموضوعية تابعان للاعتقاد والاعتقاد انفعال وليس فعلاً – ولا يخلو الإنسان من اعتقادٍ ما أياً كان هذا الاعتقاد - فلا يمكن لإنسان مسلم أن ينقد القرآن ويخرج بنتائج تعارض تعاليمه الأساسية الواضحة المجمَع عليها، يمكنه أن يخرج بنتائج جديدة فيما هو خاضع للاجتهاد، أو أن يُحسن تنزيل الآيات على الوقائع والمستجدات الطارئة، أما من يقول إنه مسلم ثم ينسف كل تعاليم القرآن بانتقاداته أو يحرفها أو يناقضها فهو إما متشكك أو منخلع من ربقة الإسلام ويُظهر الإسلام نفاقاً.
إن المسلمين على مر التاريخ يرحبون بانتقادات الخصوم الذين لا يؤمنون بالقرآن ولا يدينون بالإسلام، والمؤلفات التي كتبت في الرد عليهم كثيرة جداً وتحتوي على كل ما تعلق به أولئك الخصوم، بل إن المسلمين يعرضون شبهات الخصوم أفضل من عرضهم هم أنفسهم لها، أفليس هذا هو منهج النقد؟ ولكن ما دام المسلم مسلماً يعتقد أن كتاب الله ?لاَ يَأْتِيهِ البَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ? () فلا بد له من بيان تهافت الانتقادات وبطلانها، أما أن يجمع الإنسان بين الإسلام من جهة، والاعتقاد باحتواء الإسلام على أباطيل أو تناقضات من جهة أخرى فإن هذا لا يجتمع إلا في أشخاص المنافقين والزنادقة.
إن النقد في المفهوم العلماني هو النقد بمفهوم الحداثة وما بعد الحداثة، والذي لا يعتد بقائل النص بل ولا يعتد بالنص أصلاً، وإنما يعتد بقدرة القائل على التحريف والتقويل، مع ضرورة استبعاد " الماورائيات " فالنقد الحداثي أصلاً مرتبط بالفلسفات المادية والإلحادية ويقوم على اعتقاد وليس كما يزعم أصحابه ينطلق من حياد، لأن الزندقة والإلحاد نوع من الاعتقاد السلبي هذا الاعتقاد السلبي له دوره الخطير في توجيه عملية النقد ().
ومن هنا فإن النقد في الخطاب العلماني يجب أن يقوم على الهدم والتشكيك والنقض والتفكيك لأن خلفيته الفلسفية تقوم على هذه الأسس، وكل نقد ينطلق فيه الباحث من إيمان واعتقاد إيجابي، ويخرج بنتائج متلائمة مع هذا الإيمان ومتساوقه معه فإنه بنظر الخطاب العلماني يعتبر نقداً تقليدياً وهكذا ينظر الخطاب العلماني إلى الكتابات الإسلامية:
- فكتاب مالك بن نبي " الظاهرة القرآنية "" كتاب سطحي جداً "" (). وكتاب موريس بوكاي " التوراة والإنجيل والقرآن والعلم " "" كتاب تبجيلي هزيل جداً "" (). ومثله كتاب روجيه جارودي " وعود الإسلام " "" كتاب هزيل أيضاً " (). هذه الكتابات التبجيلية بنظره تلقى رواجاً واسعاً لدى الجمهور ().
(يُتْبَعُ)
(/)
أما عن كتابات أنور الجندي فإن "" الأسلوب العلمي [الأركوني طبعاً] يحتقر هذا النوع من الكتابة "" (). ويصف نصاً ينقله لأنور الجندي بأنه يفيض بالأحكام التعميمية المزعجة، والتبسيطات السطحية الرديئة، والتعبيرات الهائجة، والأوامر الاعتباطية، والهواجس العصابية التي تُغذِّي الوعي الخاطئ للخطاب الإسلامي ()، مع أن الجندي كان يعدد بعض مبادئ الإسلام وتعاليمه وقيمه بهدوء، ولم أجد فيه شيئاً من الأوصاف الأركونية الفاشية السابقة ().
بل إن كتاب شحرور " الكتاب والقرآن. قراءة معاصرة " وكتاب الصادق بلعيد " القرآن والتشريع " يعتبران بنظر أركون "" مثالان للنقد الذي يعطينا صورة عن التراجع الفكري الذي حصل للفكر الإسلامي طيلة الخمسين عاماً الماضية "" ().
لماذا؟! وقد قام الرجلان بما تتطلبه الحداثة الأركونية، ونسفا كل أحكام القرآن وتعاليمه؟!
لعل السبب في ذلك أن الرجلين قد ابتدآ دراساتهما بعد الإيمان بالمفهوم التقليدي للوحي، يعني أنهما لم يُشكِّكا في حقيقة الوحي كما هو معروف في الفكر الإسلامي، إن الوحي في كتابات هؤلاء "" لم يتعرض للمساءلة، ولم يصبح إشكالياً، وإنما تم تثبيته مرة أخرى بالنسبة للمسلمين اللذين قد يتعرض إيمانهم للاهتزاز أو الزعزعة تحت تأثير الفكر العلمي الحديث "" (). في حين يريد أركون "" نقد أكثر جذرية، وهو نقد يرتكز على القضايا الأساسية التي أحاول أنا شخصياً إدخالها وإعادة تنشيطها وبعثها بصفتها مساهمة في إنجاز المهام الخصوصية لما أدعوه بالعقل الاستطلاعي المستقبلي المنبثق حديثاً "" ().
وهكذا تبدو العجرفة العلمانية في شكل فاشية تنفي وتقصي كل الآخرين لتثبت ذاتها في القمة والهرم، هذا عندما تكون في إطار تنافسي مع أجزائها، أما عندما تكون في إطار تنافسي مع الإسلاميين فإنها لا تحرم مشايعيها من بعض الإطراء والثناء، عند ذلك توصف مؤلفات الإسلاميين بأنها "" الأدبيات التراثية للإسلام النضالي الوعظي الدوغمائي ذي الأهداف الشعبية أو حتى الشعوبية الديماغوجية "" (). أما ما يكتبه هو وشيعته العلمانية فإنها "" الكتب العلمية التي تقدم صورة تاريخية أو واقعية موضوعية عن الإسلام، أقصد بذلك الكتب الجادة التي تعطي الأولوية للتحليل التفكيكي والإيضاحي والنقدي عن كل أنظمة العقائد واللاعقائد " وعن كل التركيبات اللا هوتية "" ().
يجب أن تنطلق الدراسة النقدية للقرآن – إذن - من الخلفية الفلسفية التي يتبناها الخطاب العلماني، وأن تتجنب الوقوع في أسر التبريرات والتأويلات ذات الطابع الدفاعي أو السجالي، وأي قراءة "" تستبعد السياق التاريخي الشامل لنزول الآيات وما يتضمنه من سياقات جزئية ستفضي بالضرورة إلى الانخراط في التعامل مع افتراضات تحددها أساساً أيديولوجية الباحث "" (). وأي دراسة لا تلتزم بالمنهج اللغوي – البوزيدي - "" الوحيد "" ستكون دراسة منخرطة في شبكة الإجابات الجاهزة، ودوامه التشويش الأيديولوجي ()، وترتدي ثياب التراث في أشد اتجاهاته تخلفاً ورجعية (). ولذلك يكون منهج التحليل اللغوي هو المنهج الوحيد الإنساني الممكن لفهم الرسالة، ومن ثم لفهم الإسلام ().
وهكذا يحسم الخطاب العلماني موقفه مستخدماً كل أشكال المصادرة والنفي والإقصاء والفاشية هذه الأوصاف التي لا يكف عن وصم الآخرين بها.
المبحث الثالث
القرآن الكريم تحت مطرقة النقد العبثي العلماني
ينطلق الخطاب العلماني في تعامله مع القرآن الكريم من خلال عدة أسس مرت معنا جميعها متفرقة في ثنايا البحث ونلخصها بالمحاور التالية:
1 - الأنسنة: فالنص القرآني بنظر هذا الخطاب قد تأنسن منذ أن تلفظ به النبي ? وتحول منذ تلك اللحظة من كتاب تنزيل إلى كتاب تأويل، والمصدر الإلهي للنصوص لا يخرجها عن كونها نصوصاً بشرية لأنها تأنسنت والنص الخام المقدس لا وجود له لأن الكلام الإلهي المقدس لا يعنينا إلا منذ اللحظة التي تموضع فيها بشرياً (). ومن هنا يقول "" إننا نتبنى القول ببشرية النصوص الدينية "" ().
2 - المركسة: فالنص "" منتَج ثقافي "" و ""يعيد إنتاج الثقافة "" (). ويستمد خصائصه من حقائق بشرية دنيوية اجتماعية، ثقافية، لغوية ().
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - النسبية: حيث يصبح النص قابلاً لكل الأفهام، وليس له معنى محدداً، وإنما يقول كل شيء ولا يقول شيئاً ().
من خلال هذه الخلفية الفلسفية ينطلق الخطاب العلماني يقرأ القرآن الكريم ويطمئننا بأننا يجب أن لا نخشى تطبيق العلوم الإنسانية والاجتماعية الحديثة وخصوصاً علم الأديان المقارن على النص القرآني () ""ومهمة الباحث المسلم أن يمضي في سعيه لأنه لا يخشى على القرآن، ويثق ثقة مطلقة بأنه كتاب مقدس لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
... ومن هنا لا خشية من أن نطرح القرآن للمناهج الحديثة في الدراسة ... فهي تمكننا من اكتشاف مستويات عميقة في القرآن لم يستطع العلماء اكتشافها "" (). لأن النص يتحدد من خلال سياقه بوصفه خطاباً، وكونه خطاباً إلهياً لا يعني عدم قابليته للتحليل والنقد، لأنه تجسد في اللغة الإنسانية () "" وهو كغيره من النصوص البشرية معرض لأن يموت إذا لم يجد قراءً "" (). فالقرآن نزل للبشر، وبلغة البشر، فيجب أن يفهمه البشر على ضوء قواعدهم اللغوية والنحوية، لماذا يتضايق الناس من ذلك؟! ().
وإذا تعاملنا مع كتاب الله بهذا المنهج – منهج التحليل اللغوي المعاصر – فإننا قد نستخلص ما يتنافى وعقيدتنا فهل نتجاهل ذلك وندفن رؤوسنا في الرمال؟! وهل نخشى على كتاب الله؟! ().
بالطبع نحن لا نخشى على كتاب الله عز وجل، ولا نخشى من العبث به لأنه محفوظ من العبث وإنما نخشى من العبث بالعقول، وتزوير الحقائق، وترويج الأكاذيب.
من خلال الأسس السابقة يفسح الخطاب العلماني المجال لنفسه لكي يصف القرآن الكريم بكل الأوصاف المنحطة، ويتجرأ على اقتحام قداسته، وتجاوز هيمنته وسماويته وتجلى ذلك فيما يلي:
أولاً - أدلجة القرآن:
كما رأينا طرفاً من ذلك في الفقرة السابقة فالقرآن له دوافع خفية دنيوية أهمها تكريس السلطة النبوية، وإضفاء المشروعية على أفعال النبي ?، وإكراه الناس على الخضوع والطاعة، وهو ما يعنيه أركون حين يقول بأن القرآن افتتح الدائرة الأيديولوجية – كما سبق - وهو بنظره موقف الباحث الذي يجب أن يحاكم النص القرآني من خلال الوقائع والأحداث التي جرت وليس من خلال المقاصد والنيات ().
أما المؤمنون فيرون أن القرآن في نزوله عند الأحداث " أسباب النزول " ومتابعته لحركة المجتمع يقصد التثبيت لفؤاد النبي ? كما يقرر القرآن بصراحة، والمؤمنون آمنوا بما صرح به القرآن، أما العلمانيون فقد ذهبوا يفترضون الافتراضات، فالسؤال من هو الذي يبحث عن النوايا والمقاصد؟ ().
من هذا القبيل ما سقناه في مكان سابق عن القمني حين يعتبر القرآن لا يعتد بالحقيقة وإنما باللحظة الراهنة، فيتقرب إلى اليهود ويجاملهم حين يكون المسلمون بحاجة إليهم، ثم يهاجمهم ويُنكِّل بهم حين يقوى المسلمون ويستغنون عنهم وقد بينا هناك كذب القمني وافتراءه من خلال تاريخ نزول الآيات ().
وهو موقف ينتهي منه الخطاب العلماني إلى وصف القرآن الكريم بالتناقض في الموقف من اليهود، وفي الجبر والاختيار، والموقف من المشركين، والهداية والضلال، ويسوق الآيات الكثيرة مستدلاً لهذا التناقض، ويعلل ذلك بأنه إما موقف " أيديولوجي " من القرآن يراعي الأحوال السياسية والتاريخية والظروف الطارئة للدولة الناشئة، وإما أن السبب هو في جمع القرآن، حيث جمع الصحابة الآيات المنسوخة إلى جوار الآيات الناسخة (). هذا الكلام الآنف الذكر في أساسه لجولد زيهر () أخذه عنه سيد القمني ثم تناقله عن القمني كلٌّ من طيب تيزيني () ورشيد الخيون () وغيرهم ().
إنها المنهجية الماركسية التي تقرر أنه ما "" إن تنتصر الثورة الاجتماعية وتتولى الطبقات الصاعدة السلطة السياسية حتى تطرح هذه الطبقة إيديولوجيتها وتبني دولتها وتقيم المؤسسات اللازمة للحفاظ على هيمنتها الطبقية "" (). وهو ما يستدل الخطاب العلماني عليه بموقف القرآن من الشعر حيث يعتبره موقفاً أيديولوجياً، فالقرآن ينفي عن نفسه الشعر "" لأسباب ترتبط بتصور العربي لماهية الشعر من حيث المصدر والوظيفة، وبالمثل أراد أن يدفع عن محمد صفة الشاعرية، لأن وظيفة الشاعر في ذلك المجتمع وظيفة مغايرة للوظيفة التي نسبها النص لمحمد "" ? ().
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا يُطبِّق الخطاب العلماني المقولة الماركسية على القرآن من خلال وسمه بالأيديولوجيا حيث أحدث انقلاباً في الوعي الاجتماعي العربي، ويصبح القرآن مشروعاً أيديولوجياً يخدم طبقته الصاعدة ().
هذا الموقف نفسه الذي تعنيه إحدى الباحثات حين تقرر أن "" النص يعفو متى وجب، ويأمر بالقتل متى استقام له الأمر، فاكتسب بذلك دلالة جديدة تجمع بين المتناقضات عسى أن تؤلف بين الجموع المتنافرة "" ().
ومن ذلك ما يوحي به خليل عبد الكريم إلى قارئه () حين يتجنب دائماً أن يشير إلى نزول القرآن، ويربط نزوله دائماً بإرادة النبي ? ورغبته في حل الأزمات وهذه بعض كلماته في ذلك:
"" ولكن كما رأينا فيما سلف عندما تتأزم المشكلات، ويقع كبراء الصحابة في ورطة يسعفهم محمد [?] بالحل بأن يتلو عليهم آيات من القرآن تأتي بالفرج بعد الشدة "" ().
ويقول أيضاً: "" وتَوصَّل محمد [?] إلى حل لظاهرة الزنا، وهو أن يتلو عليهم قرآناً يحرم الزنا "" (). محمد [?] يحل لعمر الورطة التي وقع فيها بأن يتلو آية قرآنية ().
كان فصل الخطاب يأتي عن طريق آيات يقرؤها محمد [?].
في سبيل علاج جريمة الزنا قرأ محمد [?] قرآنا حمل العقاب الصارم. ولم يكتف محمد [?] بقراءة آيات من القرآن ().
وعن أحاديثه [?] يقول الأفاك: ""وكان استعمال محمد [?] لأحاديثه هو كسلاح يفل به شوكة العلاقات الجوانح "" ().
هذا لون من ألوان الزندقة التي يتفنن في التعبير عنها بعض العلمانيين أمثال خليل عبد الكريم والقمني وغيرهم.
ثانياً – تمييع التفرد القرآني:
1 - دمجه في إطار النصوص المحرفة والمزورة:
يريد الخطاب العلماني أن يطمس المصطلح القرآني في وسط ركام هائل من المصطلحات الجديدة التبشيرية أو الحداثية أو الأدبية، وذلك لكي يشتِّت خصوصية المصطلح القرآني، ويدمجه في إطار تداولي وضعي مادي إنسي بشري، فبالإضافة إلى وصف القرآن بأنه نص أو خطاب هكذا بدون أي إضافة () يوصف القرآن أحياناً ببعض الأوصاف المستوردة من اللاهوت المسيحي مثل وصف القرآن بأنه الكتاب المقدس أو النص المقدس، أو التبشير القرآني، التبشيرية القرآنية أو الخطاب التبشيري () أو " سفر الخروج القرآني " ()
ويُصنَّف القرآن أحياناً تحت مصطلح الخطاب النبوي ويُقصد به القرآن والسنة وذلك لدمج القرآن مع السنة وزحزحة تفرده ()، وأحياناً يُراد بهذا المصطلح - الخطاب النبوي- القرآن والتوراة والإنجيل () ويُعتبر القرآن على ذلك نسخة منقَّحة من بعض الحشو الذي كان في التوراة والإنجيل ().
ويُصنَّف الإسلام تحت اسم " مجتمعات الكتاب أو أديان الوحي " أو " التراثات المقدسة " () شاملاً بذلك اليهودية والنصرانية والإسلام ()، والمساجد تسمى كنائس، والعلماء لاهوتيون أو أرثوذكسيون ().
والفائدة من هذا الدمج للقرآن والإسلام عموماً مع المسيحية أو اليهودية وإسقاط المصطلحات التبشيرية على القرآن ليس إلا لتمييع التفرد القرآني والإسلامي، وخلطه مع أنماط محرَّفة أو مزوَّرة أو مهجورة، كما انه يخفف من وطأة النقد عندما توضع هذه الأديان جميعاً في سلة واحدة ومن ضمنها الإسلام ليناله ما نال الأديان الأخرى من دراسات نقدية أجهضتها وأفقدتها مصداقيتها التاريخية "" لقد فعل ذلك [أركون] لكي يبرهن على إمكانية الخروج من أسر السياج الدوغمائي المغلق، وذلك عن طريق إجراء زحزحات منهجية وإبستمولوجية على الفكر الديني التوحيدي "" ().
2 - دمجه في إطار النصوص الإنسية البشرية:هذه المصطلحات التبشيرية تتوازى أيضاً ولنفس الغرض مع مصطلحات أخرى أدبية وفلسفية تطلق على القرآن الكريم من أجل زحزحة المفاهيم الإسلامية المقدسة واستبدالها بمفاهيم جديدة تقبل النقد والتحوير والإسقاط فيسمى القرآن " اللوغوس القرآني " () أو يوصف القرآن الكريم بأنه رواية أو مجموعة روايات () أو حكايات () أو ملاحم دراماتيكية () منفتحة على العجيب المدهش الساحر الخارق الخلاب ().
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه الروايات القرآنية والتي يفضل القرآن أن يسميها قصصاً بدلاً من أساطير () أُلِّفت لأغراض تبجيلية وجدالية ()، ونتج عن ذلك أنواع من "" الخلط والحذف والإضافة والمغالطات التاريخية أحدثتها الرواية القرآنية بالقياس إلى معطيات التاريخ الواقعي المحسوس "" (). فالقرآن إذن – بنظره - يزوِّر التاريخ الحقيقي، لأن التاريخ المحسوس لا يمدنا بوثائق عن بعض الأقوام مثل ثمود وعاد ().
أما حدث جمع القرآن فيسمى " واقعة المَصْحَفَة " (). والمصحف يسمى " المدونة القرآنية " ()، أو " المدونة النصية القرآنية " أو " المدونة الرسمية " أو " النص الرسمي القانوني " (). أما الآيات القرآنية فتسمى مقاطع، والآية أو السورة أحياناً تسمى مقطع (). أو تسمى " وحدات نصية "، والآية " وحدة نصية " ()، أو تسمى الآية " المنطوقة اللغوية " ()، أو تسمى الآية علامة والآيات علامات ().
ويوضح هاشم صالح لماذا تُستخدم هذه المصطلحات الألسنية الجديدة في وصف القرآن بدلاً من الأسماء والأوصاف والمصطلحات التي يعرفها المسلمون حين يقول: "" نلاحظ أن أركون يستخدم مصطلحات ألسنية محضة للتحدث عن القرآن فهو يقول المنطوقة أو العبارة اللغوية بدلاً من الآية القرآنية، ويقول المدوَّنة النصية بدلاً من القرآن ... وسبب ذلك أنه يريد تحييد الشحنات اللاهوتية التي سرعان ما تستحوذ على وعينا عندما نتحدث عن القرآن، فالقداسة اللاهوتية أو الهيبة اللاهوتية العظمى التي تحيط بالقرآن منذ قرون تمنعنا من أن نراه كما هو: أي كنص لغوي مؤلف من كلمات وحروف وتركيبات لغوية ونحوية بلاغية ... بمعنى آخر: إن المادية اللغوية للقرآن اختفت تماماً أو غابت عن أنظارنا بسبب الهيبة العظيمة التي تحيط به، وميزة القراءة الألسنية هي أنها تحيِّد الهيبة ولو للحظة من أجل فهم التركيبة النصية أو اللغوية للقرآن، وتزداد هذه الهيبة في ما يخص سورة الفاتحة لأنها مستخدَمة يومياً في الشعائر والطقوس أي في الصلاة أساساً، وبالتالي فإن نزع الهيبة عنها ورؤيتها في ماديتها اللغوية أمر بالغ الصعوبة "" ().
إن هذا الكلام فيه كثير من الخلط والتزوير لأن المسلمين عبر تاريخهم درسوا القرآن الكريم بمختلف الوسائل اللغوية نحواً وبلاغة ونظماً، وهناك تفاسير تعتمد المنهج اللغوي كأساس، وأخرى تركز على الجانب البلاغي والفني، وثالثة تهتم بالجانب الكلامي أو الفلسفي، ورابعة تعتني بالمباحث الفقهية والأصولية، ولم تحل قداسة القرآن دون ذلك، لأن كل أشكال الدراسة والتفسير للقرآن التي تبحث عن الحق تدخل في إطار التدبر لآيات الله، والتفكر بمعانيها وهو ما يحث القرآن الكريم عليه.
3 – تمييع مفهوم الإعجاز:إن المراد لدى الخطاب العلماني ليس هو التمكن من دراسة القرآن وفهمه وإنما زعزعة الاعتقاد الراسخ في قلوب المؤمنين بكونه كلاماً متعالياً مقدساً مهيمناً حاكماً، لأن هذا الاعتقاد يحول دون تمرير الخطاب العلماني لمراداته المناهضة للنص القرآني والمصادمة له. إن زعزعة القداسة تتيح لهؤلاء الناس أن يحيِّدوا قائل النص ومنزله، وغض النظر عن أي تميُّز أو تفرُّد يمكن أن يحتفظ به القرآن الكريم زيادة على النصوص البشرية، ومن هنا يصبح القرآن الكريم نصاً مثله مثل بقية النصوص، ولكن لكي يطيِّب الخطاب العلماني خواطر المؤمنين يُقال عنه بأنه نص بامتياز () أو أدب عظيم (). ومعنى كونه نص بامتياز يعني أنه "" نص مفتوح واحتمال لا يتوقف عن التأويل "" ()، أي أنه يستجيب لكل ما يريده منه الناس دون تردد "" ولا يمكن لأي تفسير أو تأويل أن يغلقه أو يستنفده بشكل نهائي أو أرثوذكسي "" (). إنه نص كغيره من النصوص الثرية الراقية ()، مثله مثل النص الفلسفي () أو النص الماركسي يقبل تعدد الأفهام والقراءات ().
وإعجازه كإعجاز أي نص آخر لأن "" كل نص ذاتي خصوصاً هو باعتبار ما، وبلحظة ما، نص إعجازي فهو من حيث ذاتيته متفرد وذو خصوصية تمنعه من أن يتماثل مع سواه من النصوص، محققاً بذلك ما ندعو هنا ببعض التحفظ الاصطلاحي الأصالة "" ().
(يُتْبَعُ)
(/)
فالإعجاز القرآني بهذا المنظور ليس متفرداً لأنه لا يختلف عن بقية الآثار والتحف الفنية الراقية من حيث أنها لا يمكن الإتيان بمثلها إلا عن طريق المحاكاة، والمحاكاة دائماً انحطاط عن الأصل () "" القرآن إذن عمل أدبي أصيل ليس تقليداً، ولا يمكن تقليد مثله ... والعمل الأدبي لا ينقسم إلى أجزاء بل هو كلٌّ واحد. ليس العمل الأدبي كماً بل هو كيف، ولا يمكن لأحد أخذ جزء منه وتذوقه تذوقاً أدبياً دون كله "" (). وهو ما يعني أن القرآن ليس معجزاً بنظمه وبلاغته وبيانه ومعانيه، إذ هو لا يختلف عن بقية النصوص في ذلك بدليل أن العرب لم يكونوا قادرين على استيعاب المغايرة بين القرآن وغيره، وكانوا يريدون جره إلى نصوصهم كالشعر والكهانة والسجع وغير ذلك ().
وهنا يتنكر الخطاب العلماني لحقيقة أن المشركين عندما وصفوا القرآن بأنه شعر أو سحر أو كهانة أو غير ذلك إنما كانوا يعبرون عن اضطرابهم الشديد وحيرتهم في وصف القرآن الكريم، إن هذا التردد في موقف المشركين والحيرة ليدل على هول الصدمة التي أحدثها القرآن في عقولهم وقلوبهم، فكانوا يتنقلون من قالة إلى قالة لوضوح الافتراء، وسطوع الكذب، فتكذيبهم للقرآن لم يكن عن قناعة، ووصفهم للقرآن بما وصفوه ليس لعدم قدرتهم على إدراك إعجاز القرآن وتفرده، وإنما هو لون من الجحود والمكابرة يراد منها المحافظة على المصالح والامتيازات.
هذا بالإضافة إلى تنكر الخطاب العلماني للروايات التي تبين أن المشركين كانوا يعترفون فيما بينهم بأن القرآن ليس من كلام البشر، ومن ذلك قول الوليد بن المغيرة "" إن أعلاه لمغدق، وإن أسفله لمثمر، وإنه ليعلو ولا يُعلى عليه وما هو من كلام البشر "".
ولكن في ضوء الجذور التي يستند عليها الخطاب العلماني فإن الموقف من الإعجاز ليس مستغرباً فهو جزء من الموقف الإنسي والماركسي الذي يتشبث دائماً بالتفسير المحسوس والوضعي، ويطمس كل الأبعاد الغيبية والإلهية في القرآن الكريم.
إن تمييع مفهوم الإعجاز يستند على القول بأن القرآن الكريم ليس وحياً من الله عز وجل بلفظه ومعناه وإنما المعنى فقط من الله، أما الألفاظ فهي من النبي ?، والمستند في ذلك إما قول شاذ أورده السيوطي () كما يحاول نصر حامد أبو زيد وغيره (). وإما استغلال أحاديث الأحرف السبعة للقول بأن القراءة كانت متاحة للجميع بأي الألفاظ ما دامت تؤدي المعنى كما يزعم العشماوي ().
ولأن السيوطي أورد هذا القول في كتابه الإتقان فقد اعتُبر القدماء يقبلون أن يكون القرآن نزل بالمعاني فقط، ولذلك فهم أوسع أفقاً من المعاصرين، لأن القول بأن القرآن صاغه النبي ? بألفاظه هو الأولى في المعقولية الحديثة، أما التصور السني المخالف فقد أفقد النبي [?] إرادته وملكاته ().
ونتساءل هنا: إذا كانت لغة النبي ? بناءً على ما يقرر الخطاب العلماني نفسه لا بد أن تحمل آثار البيئة ومعطياتها فكيف يمكن والحالة هذه أن يصل المعنى الإلهي سليماً؟ إنه سيكون مجرد خواطر يعبر بها النبي ? عن مشاعره وأحاسيسه. وإذا كان المعنى إلهياً فكيف يكون القرآن تاريخياً؟ لأنه في هذه الحالة سيكون مهيمناً على التاريخ بكل أبعاده؟ وإذا كان القرآن لا بد أن يستجيب لكل ما تتطلبه المعقولية الحديثة أو الضمير الحديث فما الحاجة إليه؟ فليعد الإنسان مباشرة إلى ضميره ليعالج واقعه بما ينسجم معه وليترك القرآن فلن يضيف شيئاً سوى مشقة البحث المعروفة نتيجته سلفاً ().
هكذا يريد الخطاب العلماني أن يرسِّخ بشرية القرآن بكافة الوسائل، وأن يقوِّض قداسته من كل الجهات، فالألفاظ ما دامت تؤدي نفس المعنى فهي جائزة، والمعاني لا نهائية، وغير محددة، ولا يمكن لأحد أن يحدد معنى القرآن، وبذلك يصبح نزول القرآن وعدمه سواء، وهي النتيجة التي يناضل الخطاب العلماني للوصول إليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه الرؤية الإنسية التي يؤسس لها الخطاب العلماني هي التي تدفعه إلى أشكال كثيرة من قلة الحياء، وانعدام الأدب مع كتاب الله عز وجل، ونحن بالطبع نخاطبهم من خلال ما يصرحون به وهو كونهم مسلمين، لأنهم عندما لا يكونوا مسلمين فلا معنى لوصفهم بقلة الحياء وقلة الأدب مع القرآن الكريم، ولكن هؤلاء المسلمين يُوصف القرآن الكريم على ألسنتهم بأنه "" يدعو إلى النفور بعرضه غير المنظم ووفرة إيحاءاته الأسطورية ومجموعة كاملة من الرموز التي لم تعد تجد ألبتة دعائم ملموسة في تفكيرنا ومحيطنا "" (). وأما الآيات القرآنية فهي – بنظر الخطاب العلماني - مجرد نصوص متبعثرة متفككة () كما يقرر الغربيون ()، وسورة الكهف مجرد تجاور بين عبارات لغوية ومعنوية متبعثرة () تذهب وتعود للتحدث عن موضوعات عامة لا يمل القرآن من تكرارها ()، وهي مثال "" للتداخليه النصانية "" () التي تؤكد على اللاترتيب واللاعقلاني في آيات القرآن "" إن النص يدهش عقولنا بلا ترتيبه "" ().
هذه التداخلية النصانية أو " التناص " المطعمة بالمادية الجدلية هي التي تجعل نصر حامد أبو زيد يحاول جاهداً أن يشد النص القرآني إلى الواقع والثقافة اللذين كانا سائدين في الجزيرة العربية، فيبحث عن أصول ثقافية واقعية للقرآن الكريم في الشعر والسجع، وذلك لكي يؤكد مقولة رولان بارت: "" النص نسيج من الاقتباسات تنحدر من منابع ثقافية متعددة "" () أي أن النص القرآني بنظر أبو زيد امتداد لأشلاء من نصوص سابقة، أسهمت جميعها في تشكيله وإنتاجه، أليس هو القائل: إن "" النص منتَج ثقافي "" () والقائل: "" لا يمكن في حالة النص القرآني مثلاً تجاهل الحنيفية بوصفها وعياً مضاداً للوعي الديني الوثني الذي كان سائداً ومسيطراً، ومعنى ذلك أن النص يمثل في جزءٍ منه جزءاً من بنية الثقافة "" ().
وكما قال رولان بارت "" كل نص هو تناص، والنصوص الأخرى تتراءى فيه بمستويات متفاوتة وبأشكال ليست عصية على الفهم بطريقة أو بأخرى إذ نتعرف فيها نصوص الثقافة السالفة والحالية، فكل نص ليس إلا نسيجاً من استشهادات سابقة "" () يقرر أبو زيد فيما يخص القرآن الكريم: "" والحقيقة أن النص القرآني منظومة من مجموعة من النصوص التي لا يمكن فهم أي منها إلا من خلال سياقه الخاص، أي بوصفه نصاً، وإذا كان النص القرآني يتشابه في تركيبته مع النص الشعري كما هو واضح من المعلقات الجاهلية مثلاً، فإن الفارق بين القرآن وبين المعلقة من هذه الزاوية المحددة يتمثل في المدى الزمني الذي استغرقه تكوُّن النص القرآني ... هذه التعددية النصية في بنية النص القرآني تُعد في جانب منها نتيجة للسياق الثقافي المنتِج للنص "" (). وبذلك يصبح النص القرآني لوحة تتمازج فيها ألوان مختلفة من النصوص ويشكل القرآن في هذه اللوحة طفرة جدلية متطورة "" فالقافية في الشعر صارت الفاصلة في القرآن،والآية بدل من البيت، والسورة بدل من القصيدة "" ().
وبذلك يكون القرآن الكريم قد فقد جوهره الإيماني ليغدو نصاً ثقافياً بشرياً خاضعاً لقانون الصيرورة الذي تحركه الحكة الجدلية الماركسية، وتؤسسه النظريات الحداثية، وتحتمه المرجعيات العلمانية. وبذلك يتبوأ الخطاب العلماني مراكز السلطة العلمية، والصدارة المعرفية التي طالما حلم بها، بدلاً من المرجعيات الأصولية القديمة.
الخاتمة: والآن في نهاية هذا البحث يمكننا أن نوجز النتائج في العناصر الآتية:
• في الإسلام توجد ثوابت ويقينيات وقطعيات، بينما في الخطاب الععلماني لا يمكن أن تتحقق النهضة إلا على أساس النسبية المطلقة.
• وفي الإسلام قيم ثابتة، وعقائد راسخة لا يمكن أن تكون موضع جدل، بينما في الخطاب العلماني لا بد من انتهاك القيم السائدة والتمرد على العقائد المستقرة من أجل تقدم المعرفة.
• وفي الإسلام يعتبر النص والوحي هو المرجع والمآل والموجه لحركة الحضارة والتاريخ، بينما في الخطاب العلماني لا بد من التحرر من سلطة النصوص والسلف، والتحرر من قال الله وقال الرسول [صلى الله عليه وسلم].
(يُتْبَعُ)
(/)
• وفي الإسلام حلال وحرام وجائز وممنوع ومقدس ومدنس، بينما يرفض الخطاب العلماني أن يكون هناك محرمات أو مقدسات، لأن ذلك يحاصر العقل ويحول بينه وبين الانطلاق والإبداع ويسبب له عملية كبت.
• والقرآن الكريم بنظر الخطاب العلماني يتحدث من قمة التعالي والرسوخ والهيبة، وذلك لكي يخلع الكونية على الأحداث الجزئية، ويفقد صفته التاريخية فيبدو وكأنه خارج التاريخ، وبذلك يغطي القرآن على تاريخانيته ببراعة أيديولوجية عن طريق ربط نفسه باستمرار بالتعالي الذي يتجاوز التاريخ الأرضي، ومهمة الخطاب العلماني هي نزع هالة القداسة عن الوحي، وتعرية الآليات الأيديولوجية التي يمارسها القرآن الكريم، وذلك بأن يُنظَر إليه ليس على أنه كلام آتٍ من فوق، وإنما على أنه حدث واقعي، وأن ندرسه بوصفه نصاً فقط، دون أي اعتبار لبعده الإلهي، لأن ذلك يعكر الفهم العلمي له، كذلك لا بد من تجاوز عقبة الخوف من نقد القرآن والرهبة من إخضاعه للتحليل وذلك لكي نحافظ على تماسكنا المنهجي بنظر الخطاب العلماني.
• ولكن النقد العلماني للقرآن الكريم يسلك المنهج الأحادي التفكيكي أو اللغوي وكل دراسة لا تلتزم بهذا المنهج – الوحيد – ستكون منخرطة في شبكة الإجابات الجاهزة، ودوامة التشويش الأيديولوجي، وترتدي ثياب التراث في أشد اتجاهاته تخلفاً ورجعية.
• ولا بد – بنظر الخطاب العلماني- أن تمر الدراسات القرآنية عبر البوابة الفلسفية الغربية الإنسية والماركسية والنسبوية والهرمينوطيقية حيث عندئذ سيصبح النص قابلاً لكل الأفهام، ويغدو خطاباً بشرياً مُدمَجاً في دوامة النصوص المختلفة دون أي تميز أو تفرد، وذلك من أجل زعزعة الاعتقاد الراسخ في قلوب المؤمنين بكونه كلاماً متعالياً مقدساً معجزاً فهو نص كبقية النصوص ولكنه نص بامتياز، وإعجازه كإعجاز أي نص آخر ولا يختلف عن بقية الآثار والتحف الفنية الراقية، وبذلك يتبعثر تفرد القرآن الكريم في وسط الركام الإنسي، وتتقوض قداسته بين المناهج العبثية والعدمية. وحيئذ يمكن للخطاب العلماني أن يتقدم خطوة أخرى باتجاه كسر القداسة فيتجرأ على وصف القرآن الكريم بأنه يدعو إلى النفور بعرضه غير المنظم، وإيحاءاته وأساطيره.
• وأخيراً: لا بد من التذكير أننا لا يجب أن نغفل عن التحالف المتجدد والمستمر بين الإمبريالية الأمريكية والأوربية من جهة والعلمانية العربية من جهة أخرى في المعركة مع المصحف الشريف، وآخر جولات هذه المعركة كانت امتداداً لانتهاك القداسة القرآنية على المستوى الفكري والمعرفي التنظيري حيث دفع الجنون الصليبي بالمعركة إلى المستوى السلوكي التطبيقي وقد تمثل ذلك في جولتين أخيرتين هما:
- الحملة الأمريكية المسعورة لنشر ما أسموه [فرقان الحق] وواجبنا نحن أن نكشف الزيف ليأخذ الكتاب المذكور اسمه الحقيقي وهو [بهتان الحق] وهذا برأيي لون من حرب المصطلحات يقتضي منا أن نواجه المصطلحات المغرضة المزيفة بمصطلحات توازيها قوة ومتانة في فضح الزور وتعرية الباطل.
- والجولة الثانية تمثلت في الجنون الإعلامي الأمريكي والأوربي في ممارسة ونشر وترويج حملة تدنيس المصحف الشريف في سجون العراق وأفغانستان والسجون الإسرائيلية أيضاً، وكل ذلك يسير وفق خطة مدروسة ومبرمجة وهي محاولة نزع القداسة عن القرآن الكريم وانتهاك حرمته، وبالتالي حفز المسلمين على التمرد على مشاعر الرهبة والخوف والإجلال لهذا القرآن، ومن ثم هجر إرشاداته وتعاليمه وهدايته لأنها هي الحاجز المتين، والسياج الحصين الذي يحول دون تسلل العولمة الغربية إلى الفضاء الإسلامي. والله أعلم.
[يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون] سورة التوبة آية: 32
وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العالمين
______________________________________
د. أحمد إدريس الطعان
كلية الشريعة – جامعة دمشق
بريد إلكتروني: Ahmad_altan@maktoob.com
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[31 May 2006, 08:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام أرجو المعذرة لعدم وضع الهوامش ...
لأنني استأنت دار النشر التي ستطبع البحث بنشر بعض المباحث في المواقع الإلكترونية فأذنوا لي بذلك بشرط عدم وضع مصادر البحث ... وجزاهم الله خيراً أن أذنوا لي بهذا الحد من النشر ..
حيث الأصل عدم السماح بذلك ...
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[31 May 2006, 11:43 م]ـ
شكر الله لك أبا أسيد هذا الطرح العميق , وجعله في موازين حسناتك , ولقد أحسنت صنعاً وفقك الله بطرح الموضوع هنا , فلا تعارض والحمد لله , وليت بقية إخواننا يصنعون كما صنعت.
ـ[الجندى]ــــــــ[02 Jun 2006, 01:35 ص]ـ
جزاك الله خيراً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. علي أسعد]ــــــــ[11 Jun 2006, 03:55 ص]ـ
الأخ الدكتور أحمد جزاكم الله خيرا على بحثكم القيم وبارك بكم واسمح لي أن أبدي ملاحظة لعلي أكون مخطئا في إيرادها وهي أني لا أتفق معكم في زج الجميع في منظومة فلسفية واحدة وهو ماصرحتم به بقولكم (وها هنا ملاحظة مهمة أود أن ألفت النظر إليها لعلها تجنبني الكثير من النقد وسوء الفهم وهي أنني في هذه الدراسة لم أتعامل مع الخطاب العلماني كأشخاص وأفراد متمايزين مختلفين، وإنما تعاملت معه كمنظومة فلسفية تنتهي إلى جذور واحدة وتستند على أسس متقاربة) لأنك في بحثك ذكرت آراء مختلفة هي في الحقيقة تستند إلى منظومات فلسفية تختلف في ما بينها، وبالتالي هي قد لا تنتهي إلى جذور واحدة ولا تستند على أسس متقاربة، وذلك لأن الجذور والأسس مختلفة عن الغاية المشتركة بين الجميع، فضلا عن جعلكم الجميع في ميزان واحد، والهدف من دراستك هو التوصيف بالدرجة الأولى، لذلك أرى أنه لو كان هذا التوصيف منصبا على هذه المنظومات بشكل مستقل لكان أسلم وأدعى لمناقشتها، فما يمكن أن يكون ردا لبعضها لا يمكن أن يكون ردا لغيرها فضلا عن أن ما يكون لبعضها من توصيفات ونتائج لا يكون لغيرها أيضا. والله تعالى أعلم.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[14 Jun 2006, 10:58 م]ـ
الأخ الفاضل د. علي أسعد
بارك الله فيك وجزاك خيراً على اهتمامك بما كتبتُ في الوقت الذي تجاهله بقية الإخوة فلم أجد إلا تعقيباً من الأخ الفاضل د. أحمد البريدي ...
ولكن فيما يتعلق بنقدك قالحقيقة ظننت أني أجبت عن ذلك في المقدمة ولعلك قرأتها متعجلاً .. فقد قلتُ:
لقد أراد البحث إذن أن يكشف عن الوحدة المتخفية وراء التنوع والاختلاف في المنظومة العلمانية، وأن يصل إلى الجذور الكامنة وراء الأغصان والفروع، فالتيارات والمدارس العلمانية الليبرالية والماركسية والحداثية والعدمية على الرغم من اختلافها إلا أنها تتفق إلى حد كبير كلما حاولنا الحفر في الأعماق للوصول إلى الجذور المادية والدنيوية التي تغذيها، ويكون الاتفاق أكثر وضوحاً حين يتعلق الأمر بالدراسات الإسلامية عموماً، وذلك بسبب التضاد المطلق بين هدف الرسالة الإسلامية وهدف العلمانية الغربية في التعامل مع أسئلة الإنسان الكبرى وقضاياه المصيرية.
وثمة ملاحظة أخرى لا بد من الإشارة إليها وهي أن البحث سلك المنهج الوصفي التركيبي والكشفي الاستنتاجي ولم يكن الهدف هو النقد والتحليل والمناقشة إلا في حالات عارضة، وقد يبدو ذلك للوهلة الأولى قصوراً في البحث، ولكن الانتباه إلى الهدف المتوخى من هذه الدراسة قد يبدد هذا التصور، ذلك أن الخطاب العلماني يدرس القرآن الكريم وهو يستظهر الإيمان به كمقدس موحى به، ولكن التنقيب والاستقصاء يكشف أن المستبَطن الذي يتفلت منه في مواطن مختلفة يناقض ما هو مُعلَن عنه نظرياً، وقد كانت هذه مهمة البحث بالدرجة الأولى كشف التناقض وفضح المستور وهو ما يتنكر له الخطاب العلماني إذا ما جوبه به ويعتبره اتهاماً وبحثاً عن النوايا وتفتيشاً عن الضمائر، ومن ثم فلم يأخذ البحث على عاتقه مناقشة المقولات العلمانية في هذه الدراسة لأنها قصدت أهدافاً أخرى. باختصار الباحث يريد أن يقول للناس: انظروا ماذا يقول العلمانيون عن القرآن الكريم، وكيف يتعاملون معه، وهم في نفس الوقت يدعون أنهم ينتمون إليه!!.
ولعل النصوص التي يحتوي عليها البحث تؤكد ذلك فهي جميعاً تنهج نهج الهدم والتهشيم ..(/)
المجلس الثالث من مجالس محمد الأنصاري الأندلسي مع النصارى
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[02 Jun 2006, 03:09 ص]ـ
قال محمد الأنصاري في الباب 35 من رسالة السائل والمجيب:
المجلس الثالث بمدينة مجريط أعادها الله للإسلام. كان هذا المجلس في شارع قصر الملك، ونحن ننتظر خروجه.
اجتمع إلي [فيه] جماعة من الأساقفة والشمامسة، فقالوا: "إنا سائلوك عن شيء وطالبون جوابك عليه، وهو أنَّا نعلم أنك تتعاطى شيئاً من علوم شريعتك، وقد اطَّلعت أيضاً على شريعتنا، وينبغي أن يكون قد ظهر لك الحق، فلم لا تدخل في دين المسيح والعهد الصريح؟ وأنت تعلم فضل المسيح ودينكم يُثَبِّته ويقره، وأنتم تقولون إنه "رسول الله وكلمته، ألقاها إلى مريم وروح منه"، وهذا الكلام يؤذن باتفاقكم معنا إذ قال فيه: "وروح منه"، ونحن نقول: "باسم الآب والإبن وروح القدس"، ثم نقول إلهاً واحداً، فما جوابك عن هذا؟ ".
قلت: "عَيِّنوا [لي] واحداً منكم للكلام عنكم كي أجيبه".
فأشاروا إلى واحد منهم، فقال: "تكلم! ".
قلت: أما قولكم إني قد اطَّلعت على الحق، فلعمري إنه لكذلك، ولقد ظهر لي من اضطراب أحوالكم ما لم يكن في علمي، ولا أن واحداً من ولد آدم يقول بمثل قولكم، وسأبين لك ذلك إن شاء الله عز وجل بعد أن أبين لك ما ذكرت من نص كتابنا.
اعلم أن كل ما وَرَدَ من إضافة [روح] المسيح إلى الله إنما هي إضافة تشريف وتكريم، كما يقال في المسجد بيت الله، ولا شك أن البيوت كلها لله، وإنما خُصَّص المسجد بإضافته إلى الله لشرفه بين البقاع، وأنتم تتعاطون هذا الكلام صباحاً ومساءً، فإضافتكم جل الأمور إلى الله لا إضافة حقيقية، كما زلت بكم القدم في اعتقادها، إذ هو غير الحلول، وربنا يتعالى عن ذلك، فهذا معنى ما ذكرت من نص كتابنا.
وأما ما قُلتَ أنه يظهر لي من حق دينكم، فقد اتضح لي من ذلك ما لا أحتاج معه إلى شاهد غيره على بطلانه وتناقضه، وذلك من الإنجيل الذي بين أيديكم، وهو أنكم تقولون من جهة أنه الله، ومن جهة أخرى أنه ابن الله.
وهذه القولة الشنعاء لا تستند إلى أصل في دينكم، ولا نُصَّ عليها في كتاب من الكتب التي بين أيديكم بوجه ولا بحال، بل المنصوص الذي في إنجيلكم على لسان المسيح هو خلاف ما تعتقدون من كل وجه، إذ فيه تكذيبكم على كل حال.
فأول ذلك من رواية يحيى عليه السلام، أن المسيح لما رأى تكذيب اليهود إياه وإذايتهم له، قال لأصحابه: "اخرجوا بنا إلى بلاد جلجال لعلهم يقبلون مني ما جئت به، لأنه لم يُقبَل قط نبي بأرضه". فقد صرَّح ونصَّ أنه نبي غير مقبول منه، فهلاَّ قال: "لم يُقبَل قط إله" كما قال: "لم يٌقبَل نبي".
وفي فصل آخر منه، لما ذهب إلى مدينة سام ووجد العجوز تبكي على قبر ابنها وقد اشتدّ حزنها [عليه]، فدعا الله وأحياه لها حتى كلَّمه هو وكلَّمته العجوز، فقالت العجوز وجميع من حضر "إن النبي لنبي كريم"، فهلاَّ قالوا: "إله" أو هلاَّ ردَّ عليهم فيما قالوه، بل لو علِم بنو إسرائيل منه دعوى الإلهية لقتلوه لحينه، وزادوا في التشنيع عليه، إذ كانوا أحرص الناس على استنقاصه والنَّيْل منه بقصد تكذيبه، وكانوا يحفظون عليه كل ما يَلفظ، ولو لَفظ بشيء مما تزعمون لكان ذلك قُرة أعينهم، لأنهم كانوا يلتمسون مثل [ذلك] ليغروا به جهالهم، ولو سمعوا ذلك منه لابتهجوا بذكره تشنيعاً عليه، ولسطَّروه إلى آخر الدهر. ولم يُحفَظ قط عنهم أنهم أنكروا عليه إلا دعوى النبوءة، وهم قومه ورهطه ومباشروه.
وفي فصل من الإنجيل أيضاً أن بني إسرائيل اجتمعوا إليه يطلبون منه معجزة قائلين: "حتى متى يطول دعواك، أظهِر لنا معجزة تدل على صدقك وإلا أرِحنا من نفسك". فقال: "إن القبيلة الفاجرة تطلب مني معجزة، ولست بمعطيها لهم أبداً ".
وفي فصل منه أيضاً: "لما جاءت أم السَبْدَيْ بولديها إلى المسيح، فقالت: "أيها المعلم الصالح! جئتك بابني هذين كي تجعل أحدهما عن يمينك والآخر عن يسارك فقال لها: لا تقولي أيها المعلم الصالح! فإنما الصالح الله، وليس جعل ابنيك يميناً ويساراً إلي، إنما ذلك إلى الله ربي ومولاي".
أما أنه معشر المكابرين، قد أقر بأن السعادة والشقاوة بيد الله، وأن له ربا ومولى، وكذلك المرأة المذكورة لم تقل: "يا رب! " وإنما قالت: "أيها المعلم الصالح! ".
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي فصل آخر من الإنجيل أيضاً، يقول المسيح فيه للحواريين: "معشر الحواريين! لا تسلكوا في سائر الأجناس، واقتصروا على الغنم الرابضة من بيت إسرائيل، فإنما بعثت لبني إسرائيل خاصة ".
فهذا إقرار المسيح في غير ما نصٍّ من الإنجيل كثيرة، تركتُ ذكرها خوف الإطالة، فأتوني بنص واحد أنه قال إنه إله، وأنَّى لكم بما لم يُحفَظ عنه قط، وحاشا لجلاله من ذلك.
ومن الدلائل المكذِّبة لكم وأنتم لا تشعرون، ما اتفق عليه علماؤكم من قصة الصَّلب [أن المسيح] قال عندما أراد اليهود صلبه: "إلهي! إن نفسي قد جزعت من الموت".
وأن أمه مريم قالت هذا بزعمكم ونقلكم، وهو: "يا رب! إن كان يمكن أن يذوق الموت غير ابني في هذا المقام، فخلِّصه لي ". فإن كان ذلك، فلِم لَم تقل: "يا رب! خلص ولدك أو خلص نفسك"؟
ومن أعجب التخاليط والأغاليط قولكم في الحلول والاتحاد أنه قَصد أن تصلبه اليهود ليخلصهم من النار، ثم أنتم متفقون معشر المُهَوَّسِين أنه هرب واختفى حين طلبه بنو إسرائيل ليقتلوه، وأنهم طلبوه ودلهم عليه يهوذا الإشْكَرِيُوتُ بثلاثين درهماً كما في زعمكم.
أنظر إلى هذا التناقض الصريح، إذ لو كان [قصد] بالإلتحام قتل اليهود إياه- كما تزعمون- لم يفر ولم يخف عند وقوع ذلك حتى يُخفي نفسه، أو يدل عليه غيره، والفرار من الموت والاختفاء [من شِيَم] البشر الضعفاء، تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً.
فيا ليت شعري! بأي تأويل وخيم تأولون هذه النصوص الصريحة. نعم، لقد انقطع تأويلكم "وضل عنكم ما كنتم تزعمون".
فلما [بَلَغْتُ] إلى هذا الحد، رأيت الأسقف كأنه أُلْقِمَ حَجَراً، وكَثُرَ لَغَطُ أصحابه قائلين: "ما قلتَ صحيح، إنه لم يُنَص على ذلك في الإنجيل، ولكن أساقفتنا فهموه من تأويلات وقرائن أحوال".
قلت لهم: "إن مَن يترك نص نَبِيِّهِ في أصل الاعتقاد الذي هو ركن الدين، ويعدل عنه إلى الضلال المبين بتأويلات لا تقوم على ساق من فسادها لأسخف وأجهل من أن يُخاطَب، أو أن يكون من زمرة العقلاء".
ثم راموا ضروباً من الأجوبة كلها حائدة عن الجواب، فقلت لهم: "إنكم لم تجيبوا, ولن تجيبوا، فما لي وللخوض معكم في غير شيء".
ثم انفصلت منهم [وقد امتلئوا] غيظاً وحِنْقاً، وشرعوا في إعابة دين الإسلام، وقد أردت الانصراف، فقلت: "اخسئوا صاغرين، فإن من يقول في معبوده من الشتائم- ظانّاً أنه يعظمه- ما قلتم من باب الأولى والأحرى يعيب دين غيره، ثم سِرْتُ وتركتهم.(/)
النقل عن أهل الكتاب؟
ـ[الحكيمة]ــــــــ[10 Jun 2006, 08:38 م]ـ
من هم المفسرون الذين أكثروا النقل من كتب أهل الكتاب وما موقف العلماء منهم؟
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[11 Jun 2006, 07:17 م]ـ
البقاعي في نظم الدرر، وقد عاب عليه جماعة من العلماء تلك النقول الكثيرة من التوراة والإنجيل، والمسألة تحتاج إلى تحقيق وتدقيق ممن لهم إلمام بمنهج البقاعي، ورأيت أيضا للطاهر بن عاشور نقولات كثيرة عن أهل الكتاب في كتابه التحرير والتنوير
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[27 Sep 2006, 10:52 م]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
موقف العلماء من الإسرائيليات
اختلفت مواقف العلماء، ولا سيما المفسرون من هذه الإسرائيليات على ثلاثة أنحاء:
أ -فمنهم من أكثر منها مقرونة بأسانيدها، ورأى أنه بذكر أسانيدها خرج من عهدتها، مثل ابن جرير الطبري.
ب -ومنهم من أكثر منها، وجردها من الأسانيد غالباً، فكان حاطب ليل مثل البغوي الذي قال شيخ الإسلام ابن تيمية (46) عن تفسيره: إنه مختصر من الثعلبي، لكنه صانه عن الأحاديث الموضوعة والآراء المبتدعة، وقال عن الثعلبي: إنه حاطب ليل ينقل ما وجد في كتب التفسير من صحيح وضعيف وموضوع.
جـ -ومنهم من ذكر كثيراً منها، وتعقب البعض مما ذكره بالتضعيف أو الإنكار مثل ابن كثير.
د -ومنهم من بالغ في ردها، ولم يذكر منها شيئاً يجعله تفسيراً للقرآن كمحمد رشيد رضا.
المرجع: كتاب أصول في التفسير(/)
عرض كتاب (فكرة إعجاز القرآن منذ البعثة النبوية حتى عصرنا الحاضر مع نقد وتعليق)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Jun 2006, 10:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.tafsir.net/images/fekrtejaz.jpg
هذا كتاب قيم صدر للمرة الأولى قبل أكثر من خمسين عاماً، عام 1374هـ. وكان قبل ذلك نشر منجماً في مجلة المجمع العلمي بدمشق. وقد صدر في طبعته الثانية عام 1400هـ عن مؤسسة الرسالة، وهي طبعة مزيدة ومنقحة قدم لها وللطبعة الأولى الأستاذ العلامة محمد بهجة البيطار عضو المجمع العلمي العربي رحمه الله.
هذا الكتاب هو كتاب (فكرة إعجاز القرآن منذ البعثة النبوية حتى عصرنا الحاضر مع نقد وتعليق) للأستاذ نعيم الحمصي. ويقع الكتاب في مجلد واحد اشتمل على 480 صفحة من القطع العادي. وموضوعه قيم، حيث تتبع الدراسات والمؤلفات في إعجاز القرآن الكريم منذ بدايتها حتى عصر المؤلف. وقد عرض فيه الآراء عرضا تاريخياً، وحرص أن يكون حيادياً لا ثناء فيه على ما يستحسنه، ولا ذم لما لا يرتضيه، وناقش الأقوال التي عرضها، واختصر تلك المؤلفات في أبرز ما جاء فيها من مسائل. فهو كتاب قيم، ينتفع به الطالب في تتبع المؤلفات الكثيرة في إعجاز القرآن، واستعراضها استعراضاً سريعاً.(/)
مصدر القرآن .. دراسة لشبهات المستشرقين والمنصرين حول الوحي المحمدي " د/إبراهيم عوض
ـ[كرم]ــــــــ[19 Jun 2006, 02:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرني أن أضع بين أيديكم الجزء الأول من كتاب "مصدر القرآن- دراسة لشبهات المستشرقين والمنصرين حول الوحي المحمدي" للدكتور إبراهيم عوض أستاذ الأدب العربي بجامعة عين شمس المصرية
و الكتاب يتناول كثير من الشبهات التي أثارها المستشرقون حول ظاهرة الوحي و حول النبي صلي الله عليه وسلم
و هذه مقدمة الكتاب و يليها فهرست المواضيع
----------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
هذا البحث يبين بالأسلوب العلمي أن الدراسة المدققة لشخصية الرسول وشخصية القرآن لا بد أن تؤدي إلي الإيمان الجازم بأن ذلك الكتاب يستحيل أن يكون من نتاج عقل محمد ومشاعره أو أي إنسان آخر، وإنما هو وحي إلهي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأن الرجل الذي جاء به لا يمكن أن يكون إلا نبيا رسولا.
وقد قسمته إلي بابين: الباب الأول لدراسة شخصية الرسول عليه الصلاة والسلام، والثاني لدراسة المحتوي القرآني وروحه. وقد قسمت الباب الأول بدوره إلي ثلاثة فصول درست فيها الشبهات التي يفسر بها المستشرقون والمبشّرون المصدر الذي جاء منه القرآن. وقد رتبت هذه الشبهات ترتيبا منطقيا بحيث إنه عندما يفرغ الدارس من مناقشة أولاها ويتبين أنها غير قائمة علي أساس تاريخي أو علمي يجد أنها تسلمه تلقائيا إلي الشبهة التالية ... وهكذا. وهذه الشبهات تتلخص في أن محمدا عليه السلام كان كذابا مخادعا، أو أنه كان واهما مخدوعا، أو أنه كان مريضا بمرض عصبي. وقد درست هذه الشبهات واحدة واحدة دراسة متأنية طرحت فيها كل لون من ألوان التحرج بغية الوصول إلي ما أعتقد أنه الحق الذي من شأنه أن يريح النفوس المتطلعة إليه والتي لا تألو في البحث عنه أي جهد، واعتمدت في ذلك كله علي الروايات التاريخية الموثقة بعد أن أمررتها في مصفاة المنطق الإنساني العام، وكذلك علي الدراسات النفسية والطبية، وبخاصة تلك التي تتعلق بمكنونات اللاوعي والأمراض النفسية والعصبية. ولسوف يري القارئ كيف نظرتُ إلي الروايات التاريخية المتعلقة بعصر النبي عليه الصلاة والسلام وشخصه وأحاديثه من زاوية جديدة، فإذا بها تفتح مغاليقها وتطلعني علي أسرار عجيبة، مع أن هذه النصوص قلما يجهلها دارس للسيرة النبوية. أما الباب الثاني، وقد قسمته هو أيضا إلي ثلاثة فصول، فقد درست فيه شخصية القرآن ومحتواه، ووجدت أنه لا يمكن أن يكون قد اسْتُقِيَ من أي مصدر بشري أو اقْتُبِسَ من أية ديانة أخري، وذلك بعد مقارنته بغيره من أديان عصره التي اتُّهِم الرسول بأنه قد أخذ عنها أفكاره عن وعي أو عن غير وعي، وبعد تحليل ما يتلألأ علي وجهه من لألاء العلم الشامل المحيط والنَّفَس الإلهي الذي لا يمكن أن تخطئه النفوس المحبة للحقيقة. ولعل القارئ يذكر أني أعلنت في مقدمة كتابي» المستشرقون والقرآن «عن نيتي في دراسة هذا الموضوع الذي يدور عليه كتابي الحالي. وفي الحقيقة لم أكن أتخيل أن ذلك سيتم بهذه السرعة، ولكن الألطاف الإلهية تقرب كل بعيد، وتيسر كل صعب، فالحمد لله حمدا كثيرا يليق بعظيم فضله وواسع رحمته.
وفي نهاية هذه الكلمة أود أن أشير إلي أن هذه الدراسة هي بمثابة تفكير من جانبي بصوت عال، فقد قمت بها لأُرضي عقلي وروحي في المقام الأول، ولعلها أن تشفع لي عند ربي يوم القيامة. وهو سبحانه رحيم يُقيل عثرات الضعفاء ويتجاوز عن زلاتهم.
-----------------------------
الفهرست
المقدمة
الباب الأول
(الرسول)
ـ الشبهة الأولي: أنه عليه السلام كان مخادعا كذابا
ـ الشبهة الثانية: أنه عليه السلام كان واهما مخدوعا
ـ الشبهة الثالثة: أنه عليه السلام كان مريضا بمرض عصبي
الباب الثاني
(القرآن)
ـ مقارنة بين القرآن والأديان الأخري
ـ الثقة المطلقة والعلم المحيط
ـ الروح الإلهي
-----------------------
و أخيرا الكتاب بصيغة PDF و هذا هو الرابط علي موقع رابيدشير
http://rapidshare.de/files/23432009/Masder_Quran_P.11.pdf.html
و هذا الموقع له طريقة خاصة في التحميل
فبمجرد الضغط علي الرابط أعلاه تنفتح صفحة بها تخيير ما بين خيارين،أحدهما free و هو ما ستختاره فتنفتح لك صفحة جديدة بها أرقام تعد تنازليا و بعد انتهاءالعد تظهر خانة فارغة وإلي جانبها صورة بها رموز (حروف وأرقام) أكتب ما بداخل الصورة في الخانة مع الالتزام بحالة الأحرف من ناحية كونها حروف كبيرة أو صغيرة ( Capital or small )
و جزاكم الله خيرا
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[30 Jun 2008, 01:56 م]ـ
الأخ كرم: نتظر الجزء الثاني هنا بارك الله فيك.
ـ[كرم]ــــــــ[12 Jul 2008, 02:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أستاذي الفاضل دكتور أحمد البريدي حفظه الله
عذرا لم أنتبه لمشاركتكم إلا الآن، فمنذ فترة لم أدخل الملتقى ولولا أن نبهني أحد أساتذتنا الأفاضل ما انتبهت
فيما يتعلق بهذا الكتاب:
فقد نزل كاملا منذ فترة وهو موجود الآن على موقع دائم بإذن الله ويسهل علي إمداكم برابط له كاملا، لكن منذ فترة رجعت إلى هذا الكتاب لأقرأه مرة أخرى فوجدت كمًّا لا يعلمه إلا الله تعالى من الأخطاء الإملائية التي وقعتُ فيها حينما كنت أعيد كتابة الكتاب على ملف وورد بطلب من الدكتور إبراهيم حفظه الله، فقد كنت وقتها قليل الخبرة في الإملاء مقارنة بحالي الآن، ولأني رأيت أنه من المعيب أن تنسب هذه الأخطاء إلى المؤلف نفسه، وهو النادر ارتكابه لهذا النوع من الأخطاء،فقد قررت إعادة كتابته على ملف وورد وتصحيح ما كنت قد وقعت فيه من أخطاء.
وأبشركم أننا (أخاك وبعض إخوانه جزاهم الله خيرا) قد انتهينا منه بالفعل، والآن لم يبقَ إلا القليل ليخرج الكتاب في صورته الأفضل.
فإن أحببت أمددتكم بالرابط القديم، تقرأونه على عواهنه، وإن صبرتم فسأعطيكم قريبا بإذن الله الرابط المنشود، والأمر إليك ....
في انتظار قراركم جزاكم الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أخوكم]ــــــــ[10 Sep 2008, 02:08 م]ـ
ننتظركم بشوق ...(/)
حين يكون لمثيري الشبهات حول القرآن الكريم مؤسسات تحتضنهم؟
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[24 Jun 2006, 01:39 م]ـ
الحمد لله وحده ..
سبق في موضوع " ذهب الذين يعاش في أكنافهم "
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4331
الحديث عن طالب ماجستير فلسفة يفخر في مقدمة رسالته بأنه: " يحتقر التراث ـ الدين ـ "، كيف لا ومشرفه فخر بذلك قبله؟!
كما سمع كثير منا عن فضيحة دار نشر ما أخذت مبلغاً ما من وزارة خارجية دولة ما ... الخ
انظر مثلا فضيحة: " دار الساقي "
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=2443
والآن تطور الأمر إلى تعاون بين مشرفين أفذاذ (دكاترة كبار) متخصصين بإثارة الشبهات حول القرآن الكريم، تعوَّد طلبتهم أن لا مقدَّس سوى العقل .... مع دور نشر تعبد ذاك الإله (العقل) وتدافع عنه وتهاجم كل من يقترب منه.
في شهر 5/ 2006م قامت دار الأوائل بدمشق بطباعة كتاب بعنوان: " العجيب والغريب في كتب تفسير القرآن " لـ " وحيد السعفي "، قدَّم له (زكَّاه) الدكتور عبد المجيد الشرفي.
في 740 صفحة يجمع المؤلف قليلاً من الروايات الصحيحة مع بعض الروايات الضعيفة مع كثير من الموضوعات والإسرائيليات وخرافات وأساطير الشعوب الوثنية المختلفة ... فيخرج منها بخليط عجيب من القصص الأسطورية والعقائد الغيبية، يُلزم المسلمين بالإيمان بما فيه كله، فيخرج قارئ الكتاب بإن الإلحاد خير من الاقتناع بدين يؤمن أهله بكتاب مقدس يحوي خرافات كهذه!!
ولتكتمل صورة الموضوع، يقسم إلى أربعة محاور:
1. التعريف بدار الأوائل.
2. بيان المقصود بمصطلح " العجيب والغريب في القرآن " عند العلمانيين.
3. طروحات عبد المجيد الشرفي.
4. التعريف بكتاب " العجيب والغريب في كتب تفسير القرآن ".
أرجو من الإخوة عامة (وفضيلة الأخ الحبيب د. أحمد الطعان خاصة) المشاركة وخاصة في محوري 2 و3.
أما أنا فسأتحدث عن المحورين الرئيسين: 1 و 4.
* التعريف بدار الأوائل:
http://daralawael.com/
هاتف: 009631144676270/ 1/2
فاكس: 009631144676273/ 4/5
ص ب 3397 دمشق
شعارها: قرؤوا فوصلوا .. لنقرأ حتى نصل.
نشرت الدار سلسلة من الكتب تعنى بـ (فهم النص القرآني) .. ومنها:
- كتاب: " القرآن بين اللغة والواقع " لسامر الإسلامبولي، ط1، 2005م
يدعو فيه الأمة إلى دراسة النص القرآني بحواسها لا حواس غيرها، لكي تنشر وعيا جديدا وثقافة إيمانية جديدة ..
- كتاب: هندسة القرآن / دراسة فكرية جديدة في تحليل النص، للدكتور جمال البدري، ط1، 2003م
يعني هذا الكتاب بـ (الدائرة) في هندسة القرآن، وربطها بسور الشمس والليل والضحى. ثم يربط الرقم بالكلمة. ويطبق النظرية على سورتي الفاتحة والبقرة معاً. ثم الإخلاص والعلق يخرج فيه بأن الإعجاز في القرآن ليس للرقم ولا للكلمة بل للهندسة الكلامية (أو ما سمّاه: الكلام المهندَس).
أما السنة النبوية فنالت نصيبها أيضاً، ومن ذلك:
- كتاب: نحو تفعيل نقد متن الحديث دراسة تطبيقية على بعض أحاديث الصحيحين، لإسماعيل الكردي، ط1، 2002م.
يقول: بمرور الزمن وكما يحدث في كل تراث ديني مقدس، تكونت هالة مهيبة مبالغ فيها حول صحيح مسلم وصحيح البخاري .. ثم ذكر بعض الأحاديث غير المقبولة (بنظره) سنداً ومتناً.
- كتاب: تحرير العقل من النقل قراءة نقدية لمجموعة من أحاديث البخاري ومسلم، لسامر الإسلامبولي، ط1، 2000م.
هل سحر اليهود الرسول؟ هل نسي الرسول آيات ثم تذكرها؟ هل حقا الشؤم في ثلاث: الفرس والمرأة والدار؟ هل صحيحا البخاري ومسلم مقدسان لا يجوز المساس بهما أو نقدهما؟
لمحة عامة عن الكتاب:
قال عنه عبد المجيد الشرفي: " لنبادر إلى طمأنة القارئ فهو مقبل على قراءة كتاب شيق يتعلق ـ لا محالة ـ بعلم التفسير ... هو كتاب يستعصي على التصنيف بحسب المعايير المدرسية ".
رتب فيه ما قال إنه العجيب والغريب (أي الأساطير والخرافات) الواردة في القصص القرآني بحسب الموضوع، دون أن يستثني منها قصص السيرة النبوية ـ وخاصة علاقة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مع أزواجه ـ مما يجعلك تصل إلى نتيجة أن كثيراً من أخبار السيرة النبوية خيالية كألف ليلة وليلة ..
بعض ما جاء في الكتاب:
في الباب الأول: (خلق السماوات والأرض)
- ص29: " صنيع المفسر ـ المتمثل عنده في تبليغ الرسالة الإلهية المقدسة إلى الناس وبيان تعاليمها وفق مشيئة الله ـ ليس في الحقيقة شيئاً آخر غير ممارسة بشرية موضوعة، فيها من الإسقاطات الذاتية نصيب، ومن الإسقاطات المذهبية نصيب، ومن الغايات الاجتماعية والسياسية نصيب، تتستر كلها وراء التعاليم الإلهية، التي يبقى إدراك التقبِّل لها إدراكاً لتصور لها، فحسب ".
- بعد أن ذكر أن المفسرين يعتقدون (جازمين) أن الأرض على قرني ثور وعلى ظهر حوت، وأن الزلازل تحدث حين يحرك الثور قرنيه متبعاً ذلك ببيان الشعوب الوثنية التي آمنت بذلك ... قال ص60: " هذه القصة ترمي إلى إثبات قدرة الخالق الذي لا يحيط بعلمه عقل .. إن كمال القدرة أن تكون الأرض على ظهر حوت معلق الطرفين بالعرش، والحوت في الماء .. إنها تدل ـ في عالم القصة العجيب ـ على قدرة الله على التسيير ".
ثم يبني على ذلك تحت عنوان: " الدخيل الذي أصبح أصلاً "، ص67: " إن التفسير الذي اعتمد الثور والحوت أساساً لأرض قديمة .. يُرسخ ما ثبت جهوياً وشاع عالمياً في زمان قديم قدم الكون ".
يتبع ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[25 Jun 2006, 01:03 م]ـ
1) الماء والأساطير:
أطال (السعفي) الحديث عن مكانة الماء (المقدسة) عند مختلف الشعوب، ولكنه جعل (التراث الإسلامي) منفرداً في بعض الأمور ..
- ص 78: " في حين كان الإله في الثقافات القديمة يقيم في قصره في أعماق البحار، أو عند ملتقى فرعَي النهر .. أصبح في المخيال العربي الإسلامي على العرش، والعرش على الماء، والماء هو البحر المسجور في السماء .. هذا الوصف يضفي على الله صفة التعالي ".
2) آدم والأساطير:
- ص 86: " وإذ فارق آدم السماء وهبط إلى الأرض، فقد أصبح ـ بعد الماء ـ رمزاً آخر من رموز العلاقة القائمة بين السماء التي لفظته والأرض التي ارتبط بها مصيره منذ قرر الله خلقه، فجاء تلبية لحاجة الله [!!] إلى من يخلفه عليها .. وعاد إلى أمه الأرض التي منها تكوَّن، ولأن سكان السماء رفضوه واتهموه بالفساد وهو لمّا يُخلق بعد، ولأنه ظن نفسه إلهاً ..
فإذا كان الهبوط إلى الأرض قدراً محتوماً فلماذا الإغواء والشجرة والخطيئة والعقاب؟
تلك عناصر (العجيب) في القصة، فآدم في القرآن بني بناء (عجيباً) وفق مبدأ الحظر .. لا تقرب الشجرة، لا تأكل التفاحة، لا تخرج من العش، لا تفتح الباب .. ".
3) حواء والأساطير:
ينظر كثير من المسلمين أن القرآن الكريم كرَّم (حواء) بعدم تحميلها وحدها سبب الأكل من الشجرة كما حال الكتب المحرفة لأهل الكتاب، ويفخر المسلمون أن القرآن الكريم جعل الخطأ من كل من آدم وزوجه. لا زوجه فقط ..
بينما يزعم (السعفي) أن سبب ذلك محاولة ((ذكورية)) من كاتب القصص القرآني لتجعل من آدم الفاعل الرئيس في القصة، وأن زوجه لا تستحق حتى ذكر اسمها، أو بيان أي تفصيل من حياتها ..
لكن، ما لبث أن أتبع ذلك بما في تفسير الطبري من إسرائيليات تنسب الإغواء إلى حواء، على أنها عقيدة إسلامية قطعية الثبوت، يؤمن بها كل المسلمون ..
جاعلاً من تلك الإسرائيليات (ويسميها أحاديث صحيحة الإسناد كما سيتم بيانه قريباً) أول أدلته المزعومة على مكانة المراة = الشيطان = الإغواء = الإفساد في مختلف القصص القرآني (حتى مريم كما سيتبين لاحقاً!!!).
- ص 92: " .. فدعاها آدم لحاجته قالت لا إلا أن تأتي ها هنا فلما أتى قالت لا إلا أن تأكل من هذه الشجرة .. وسقته خمراً حتى سكر قادته إلى الشجرة وأكل ...
أسرَّ الله إلى عبده المسالم آدم قائلاً: إن لها عليَّ أن أدمِّيها كل شهر مرة، كما أدميت هذه الشجرة، وأجعلها سفيهة .. وتحمل كرها .. ".
ثم ينطلق (السعفي) ليقارن بين مرويات ابن كثير والطبري بعبارات تسيء الأدب مع الخالق اللطيف جل جلاله .. أنزه هذا الملتقى عن ذكرها ..
أتبعه ببيان منهج ابن كثير في تصحيح الروايات،، مفيداً سبقاً علمياً لم ينتبه إليه أحد وهو بإجمال: " أي سند يعرف ابن كثير رجاله فهو صحيح "!! وذاك ينطبق على الأسانيد عن كعب الأحبار ووهب وغيرهم ممن يروي الإسرائيليات.
تأمل النص التالي، واعجب من عبقرية (السعفي):
- ص 95: " وقد كان ابن كثير واعياً بما تنطوي عليه هذه القصص .. ومع ذلك لم يرفضها رفضاً قاطعاً بل اكتفى بالتعليق عليها بعبارات مثل: " هذا غريب، في هذا التنظير نظر، لا يكاد يصح، مثله لا يُحتج به، فيه رجل مبهم .. ". الدالة على حرجه في رفض أحاديث منقولة عن ابن عباس وابن مسعود وابن منبه ولولا ظفره برجل مبهم في السند لما كان شكك فيها أو طعن أو ردها إلى الإسرائيليات ".
وللمزيد من تأكيد هذا المنهج، قال في الصفحة التالية معلقاً على الرواية التي تحدثت عن اتهام آدم حواء بأنها أغوته ...
" هذه القصة نقلاً عن ابن عباس، وخلت من كل مبهم، وكانت السلسة الإسنادية ثابتة ".
لاحظ إبداع (السعفي) بالتأكيد أن عدم وجود (راو مبهم) يمنع القول بأن تلك الرواية من الإسرائيليات!!!
وبعد ذلك انتقل للحديث عن " مكانة الحية عند الإله في القصص القرآني ".
يتبع ..
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[26 Jun 2006, 02:32 م]ـ
4) الحية والأساطير:
- ص 97: " كانت قصة خلق القرآن خالية من ذكر الحية، فأقحمها التفسير فيها .. واكسبها مكانة شرعية مرموقة عند كل المفسرين، وحظيت عندهم بالاهتمام والعناية والتبجيل، حتى إن ابن كثير .. لم يشكك في أمرها ولا طعن في عناصرها بل دوَّنها كاملة وأشاد بما ذكره المفسرون قبله.
وقد شكل اختيار الحية عنصراً مكملاً لقصة آدم وحواء ومخرجاً مناسباً لإشكال وجد المفسرون أنفسهم فيه، ولم يقدم لهم القرآن بشأنه حلاً، وهو كيف استطاع إبليس أن يوسوس لآدم وحواء وق طُرِد من الجنة قبل أن يستقرا فيها؟! ..
فالحية وسيلة فنية المزيد من " العجيب " وهي حيلة إبليس لولوج الجنة وقد منعه الخزنة من دخولها .. لقد استطاع أن يموه على الخزنة القائمين على الجنة بأمر ربهم وأن يغلبهم ...
فجاء الجمع بين إبليس والحية مستجيباً لما ورد في القرآن، وسمح بالتوغل في " العجيب " بفضل ما أضفاه من عناصر وفرتها الإسرائيليات .. لا تضر بما جاء في القرآن ولا تحرفه .. ".
وبعد أن تحدث عن الحية في قصة موسى وفرعون قال:
" حازت الحية مكانة علية .. عند رب العرش ".
5) الشجرة والأساطير:
جعل (السعفي) القرآن الكريم متفوقاً على ما ورد في كتب التفسير من أساطير حول الشجرة ..
- ص 104: " كان القرآن في مجال الشجرة أكثر إغراقاً في " العجيب والغريب " من التفسير، فربطها بالخلود .. فرفع شأنها وجعلها في الجنة .. لكن المفسرين .. صغروا من شأنها ".
ثم تحدث عن أنواع أخرى من الأشجار " شجرة الزيتون، أو شجرة الزقوم، أو الشجرة التي تخرج من طور سيناء وتنبت بالدهن، أو شجرة من يقطين .. فكانت أهمية الشجرة عندهم تكمن في وظيفتها إذ قامت مساعداً لله الذي كان يكلم آدم وهو فار، ليسمع كلام ربه ".
يتبع .. انكشاف العورة والأساطير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[26 Jun 2006, 06:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في الحقيقة يحاول الخطاب العلماني أن يضع الإسلام في سلة واحدة مع الأديان المحرفة والوضعية والأسطورية لكي يقضي على تميزه كرسالة أخيرة ناسخة ومهيمنة ...
ومن أكثر الذين اشتغلوا في هذا الحقل حسب علمي هم: فراس السواح، سيد القمني، وتركي علي الربيعو واليمنية: ثريا منقوش وكتابها: التوحيد يمان ... وفاضل عبد الواحد علي وطبعاً أقصد من العرب وهم يجترون مقالات الغربيين وينتحلونها بخصوص تفسيراتهم للمسيحية ويسقطون ذلك على الإسلام ... ومن هؤؤلاء الغربيين الذين تتردد مصادرهم الدى هؤلاء المتسولين العرب: مرسيا إلياد، فرويد، جيمس فريزر صاحب كتاب الغصن الذهبي، صموئيل كريمر صاحب كتاب: السومريون تاريخهم وحضارتهم وخصائصهم وكتابه طقوس الجنس المقدس، قصة الحضارة ديورانت، نجيب ميخائيل صاحب كتاب مصر والشرق الأدنى .. وسبيتنو موسكاتي صاحب كتاب الحضارات السامية القديمة وجان بوتيرو صاحب كتاب: الديانة عند البابليين وجيمس هنري برستد صاحب كتاب: انتصار الحضارة
ديتلف نيلسن وآخرون وكتابهم: الديانة العربية القديمة وكلود ليفي شتراوس وهذا مهم جداً لديهم وله مؤلفات كثيرة في البنيوية والآثار والمجتمعات .... ورينيه جيرار صاحب كتاب العنف والمقدس ... وإيفنز برتشارد صاحب كتاب: الإناسية المجتمعية وديانات البدائييين في نظريات الإناسيين ...
هذه بعض المصادر التي استقى منها الأسطوريين العرب أحاديثهم عن الأساطير والأعاجيب وقد كان الغربيون يتحدثون عن المسيحية واليهودية وكلما وجدوا – المتسولين العرب - شيئاً يتشابه مع الإسلام ظنوا أنهم عثروا على صيد ثمين ينصرون به نظريات أسيادهم فقاموا يعقدون المقارنات ليثبتوا أن الإسلام مستمد من الأساطير .... وهم يجهلون أو يتجاهلون أن الإسلام يطرح نفسه على أنه دين مصدق لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه وأنه يصحح الرسالات السابقة وأن عوامل التشابه بين الإسلام وغيره يعتبر بالنسبة للإسلام عامل قوة ولله الحمد .. وقد اعتبر أركون أن اكتشاف التشابه بين الديانات في مختلف أنحاء العالم يعتبر كشفاً يضاهي نظرية داروين .... وقد جهل أو تجاهل أن الإسلام يؤكد ذلك منذ ألف سنة وأن عوامل التشابه في المعتقدات بين الشعوب يعني أن المصدر واحد وأما ما يوجد من اختلاف فهو من إضافات البشر وتحريفاتهم ... وهذا ما يلح عليه دائماً كتاب الله عز وجل
...
ولقد كتب أركون عن العجيب والمدهش والخلاب في القرآن الكريم محاولاً أن يجر القرآن الكريم إلى حقل الأساطير والخرافات وهذا الكتاب للسعفي هو توسيع لفكرة أركون وغيره من الأسطوريين الذين يريدون جر المشرق إلى المغرب ....
وأما عبد المجيد الشرفي: فهو أستاذ تونسي علماني وإذا كان بورقيبة قد حاول عبر سلطته أن يمنع المسلمين من الصيام بحجة أنه يقلل من الإنتاج فإن الشرفي قد حاول عبر ألاعيبه وحرتقاته – وهذا التعبير لتركي الربيعو – أن يحرف النص القرآني فادعى في مقالة مطولة منشورة في كتابه لبنات وفي أحد أعداد المجلة الثقافية في تونس أن المسلمين طوال عهودهم لم يفهموا أن الأمر بالصيام ليس على سبيل الوجوب وإنما على سبيل الندب وأن الصوم ليس فرضاً أصلاً ... وطبعاً كان قد سبقه الكاذب النيهوم فقال بأن الصلاة المقصود منها الرياضة وتحريك الجسم ولذلك تغني عنها رياضة اليوغا ... – لست مازحاً والله –
كذلك للشرفي رسالته للدكتوراه عنوانها الرد على النصارى في الفكر الإسلامي وقد حاول فيها أن يصل إلى نتيجة مؤداها أن الحوار متكافئ وأن حجج النصارى لا تقل عن حجج المسلمين قوة وأن هذه المسائل العويصة التي خاضوا فيها تعني أن الأمور متقاربة فالكل ناج إن شاء الله ... والمسلمين ليش معقدين الأمور وماسكينها حنبلية ....
كذلك يعتبر أن الإسلام مثله مثل بقية الأديان أصبح اعتناقه – في زمن الحداثة – يعتبر اختياراً قلقاً ...
والحقيقة تقديم الشرفي للكتاب يذكرني بمثل عامي نقوله: طكوع يكفل فصوع والرزق على الله ...
الحقيقة أنا حزين لأنه لا توجد انتقادات ودراسات تبين إفلاس هذه المشاريع بشدة وكما يجب وتفضح مراميها ومصادرها وأبعادها .... مع أن الأمر سهل ....
والوقت ضيق والزمان يمر هادراً كالقطار لا يرحم الكسلى ....
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[الجندى]ــــــــ[27 Jun 2006, 01:23 ص]ـ
الحقيقة أنا حزين لأنه لا توجد انتقادات ودراسات تبين إفلاس هذه المشاريع بشدة وكما يجب وتفضح مراميها ومصادرها وأبعادها .... مع أن الأمر سهل ....
والوقت ضيق والزمان يمر هادراً كالقطار لا يرحم الكسلى ....
ليت المشايخ والعلماء ينتبهون إلى هذه المشاريع الإلحادية والأفكار الكفرية واهمية نقضها، فانها والله خطر عظيم، ولسوف نندم فى المستقبل إن تركناها الآن ولم نرد.
استاذنا الطعان بارك الله فيك وجعل كتاباتك فى ميزان حسناتك.(/)
مصحف فاطمة" بديل القرآن الكريم يغزو العراق
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[29 Jun 2006, 02:09 م]ـ
مفكرة الإسلام [خاص]: في غزو خطير للعراق، قامت الحكومة الإيرانية بإرسال آلاف النسخ مما يعرف بمصحف فاطمة إلى العراق خلال الأيام العشرة الماضية.
وأشار مراسل "مفكرة الإسلام" إلى أن مصحف فاطمة – الذي يدعي الشيعة أنه النسخة الحقيقية للقرآن الكريم – بدأ في الوصول إلى العاصمة العراقية بغداد وبقية المحافظات بأثمان زهيدة.
وذكر مراسلنا ـ نقلاً عن أحد المتعهدين بنقل الكتب ـ أن تلك المصاحف وغيرها من الكتب جاءت هدية من إيران لشيعة العراق.
هذا وتعد "مفكرة الإسلام" تقريرًا - ينشر قريبًا - عن الكتب التي تقوم إيران بإرسالها إلى العراق، وما تحتويه من مطاعن وسب لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتشكيك في عقائد المسلمين.
جدير بالذكر أن الشيعة "الاثني عشرية" يعتقدون بتحريف القرآن الكريم الذي بأيدي المسلمين اليوم، ويزعمون أن الصحابة تآمروا بإخفاء المصحف الحقيقي المزعوم وهو مصحف فاطمة، ويشيرون بإصبع الاتهام في الدرجة الأولى إلى الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي يلعنونه في الصباح والمساء وفي صلواتهم، ويصفونه بالطاغوت والصنم.
ويحاول الشيعة "الاثني عشرية" إخفاء هذه الحقيقة ومحاولة عدم صدم الناس بهذا الأمر عنهم، ولهذا ينكرون ذلك في العلن، غير أننا مما يدلل على هذه الحقائق هو أن حلقات القرآن معدومة بين الشيعة، ولا يوجد بينهم حفظة لكتاب الله ولا مدارس أو معاهد متخصصة في هذا الشأن، بل إن إيران وهي رأس التشيع تعتبر احتفاظ الحجاج والمعتمرين الإيرانيين القادمين من السعودية بالمصحف جريمة كبرى.
المصدر ( http://http://www.islammemo.cc/news/one_news.asp?IDnews=115801)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Jun 2006, 02:14 م]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل.
يا ترى هل يمكن الحصول على نسخة من هذا الكتاب المزعوم؟
ـ[مسلم السعدون]ــــــــ[30 Jun 2006, 04:18 م]ـ
بسم الله الحمن الرحيم
انا اسكن في ايران وانا شيعي من العراق واكذب هذا الخبر.ولي ولكل من يقراء هذا المقال ان يطالب بنسخة مجانية. كي تثبت ادعائك. اخي نحن اخوة في الله وفي القران وهذه المواضيع لا
تنفع الاسلام الان. اطلب نسخة او دار الطبع او هوية الطبعة واكون لك شاكرا اذا كشفت هذه الحقيقة.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[30 Jun 2006, 11:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ مسلم بارك الله فيك وشكراً لوجودك معنا ...
أما الأخ الدكتورأحمد البريدي فهو ناقل للخبر وربما يكون هناك بعض التسرع ... وأرجو أن نستفيد منك وعلى كل حال نحن نعلم أن هناك عقيدة لدى الشيعة هي القول بمصحف فاطمة أما زمن ظهوره فهو كما أظن مع المهدي المنتظر ... وأرجو أن تبين لنا رأيك في هذه النصوص:
هذه نصوص منقولة من رابط آخر في الملتقى هذا هو:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4942
سألت كثيرا ممن أختلط بشيعة العراق عن ذلك المصحف المزعوم فلم يجب أحد بمعرفته والجميع ان الشيعة ليس عندهم الا المصحف الذي بين ايدينا. ولكن مع البحث في صفحات الشبكة عن موضوع آخر وجدت امر عارضا ادهشني.وازال حيرة بشأن المصحف المزعوم. اليكم بعض هذه الفقرات كما هي مع المراجع التي تذكرها الصفحات لمصدر كلامهم:
إقتباس:
و رَوى المُحَدِّث الكُليني بأسناده عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عليه السَّلام) يَقُولُ: " إِنَّ عِنْدِي الْجَفْرَ الْأَبْيَضَ ".
قَالَ: قُلْتُ فَأَيُّ شَيْ ءٍ فِيهِ؟
قَالَ: " زَبُورُ دَاوُدَ وَ تَوْرَاةُ مُوسَى وَ إِنْجِيلُ عِيسَى وَ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ (عليه السَّلام) وَ الْحَلَالُ وَ الْحَرَامُ وَ مُصْحَفُ فَاطِمَةَ، مَا أَزْعُمُ أَنَّ فِيهِ قُرْآناً وَ فِيهِ مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْنَا وَ لَا نَحْتَاجُ إِلَى أَحَدٍ حَتَّى فِيهِ الْجَلْدَةُ وَ نِصْفُ الْجَلْدَةِ وَ رُبُعُ الْجَلْدَةِ وَ أَرْشُ الْخَدْشِ "الكافي: 1/ 240، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني، المُلَقَّب بثقة الإسلام، المتوفى سنة: 329 هجرية، طبعة دار الكتب الإسلامية، سنة: 1365 هجرية / شمسية، طهران / إيران.
إقتباس:
(يُتْبَعُ)
(/)
و رُوي عن علي بن سعد في حديث قال فيه: " ... و أما قوله في الجفر فإنما هو جلد ثور مذبوح كالجُراب، فيه كتب و علم ما يحتاج الناس إليه إلى يوم القيامة من حلال و حرام إملاء رسول الله (صلَّى الله عليه و آله) و خطه علي (عليه السَّلام) بيده و فيه مصحف فاطمة، ما فيه آية من القرآن، و إن عندي خاتم رسول الله (صلَّى الله عليه و آله) و درعه و سيفه و لواءه و عندي الجفر على رغم أنف من زعم " بصائر الدرجات: 156.
ويزعموا ان هذه الكتب هي مختصة بأئمة آل البيت وحدهم لا يطلع عليها غيرهم.
وهذا ما ازال شكي عن اعتقادهم بوجود المصحف عندما كنا نجدهم يطبعوا نفس مصاحفنا في طهران. فمصحف فاطمة عندهم من اختصاص المعصومين عندهم وليس فيه آية من القرآن ووجدت أحدهم يقول انه وحي جبريل لفاطمة رضي الله عنها.
__________________
لو أن أهل العلم صانوا العلم ووضعوه عند أهله سادوا به أهل زمانهم
عبد الله بن مسعود -الآجري أخلاق أهل القران
مجدي أحمد ابو عيشة
أشكر جميع من تفاعل مع الموضوع وساهم في الكتابة فيه.
إن ما توصلت إليه إلى الآن أن هذا المصحف المنسوب إلى فاطمة يقول عنه الرافضة: إنه مع الإمام المنتظر، وعند خروجه من السرداب سيظهره لهم , ويروون في ذلك روايات ينسبونها إلى الإمام جعفر الصادق، حيث يقولون: قال الإمام جعفر الصادق: تعبدوا بهذا القرآن حتى يظهر الإمام من أبناءنا فيظهر لكم مصحف فاطمة.
وقد وقفت على كثير من كتابات الرافضة المعاصرين ينكرون أن يكون مصحف فاطمة قرآنا , ويقول فضيلة الشيخ سفر الحوالي: إنهم إنما ينكرون ذلك تقية.
هذا ما أردت إيضاحه على عجالة لأني ما زلت في إعداده , أسأل الله التوفيق والإعانة.
الروايات التي يحتج بها الرافضة في إثبات وجود مصحف فاطمة والرد عليها:
1.عن أبي عبيدة عن أبي عبد اللّه: ( ... أن فاطمة مكثت بعد رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم خمسة وسبعين يوما, وكان دخلها حزن شديد على أبيها, وكان جبريل عليه السلام يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها, ويطيب نفسها, ويخبرها عن أبيها ومكانه، ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها, وكان علي عليه السلام يكتب ذلك، فهذا مصحف فاطمة سلام الله عليها). أصول الكافي 1/ 241 , بحار الأنوار 26/ 41
2.عن حماد بن عثمان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (إن الله تعالى لمّا قبض نبيّه صلى الله عليه وآله وسلم دخل على فاطمة من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلاّ الله عز وجل، فأرسل الله إليها ملكاً يسلّي غمّها ويحدثها، فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين عليه السلام، فقال: إذا أحسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي فأعلمته بذلك، فجعل أمير المؤمنين عليه السلام يكتب كلّما سمع حتّى أثبت من ذلك مصحفاً، قال: ثم قال: أما إنه ليس فيه شيء من الحلال والحرام ولكن فيه علم ما يكون). أصول الكافي 1/ 240
3.عن أبي حمزة أن أبا عبد اللّه قال: (مصحف فاطمة ما فيه شيء من كتاب اللّه وإنما هو شيء ألقي إليها بعد موت أبيها صلوات اللّه عليهما). بحار الأنوار 26/ 48 , بصائر الدرجات ص159
4.عن عنسبة بن مصعب عن أبي عبد اللّه: ( .. ومصحف فاطمة، أما واللّه ما أزعم أنه قرآن). بحار الأنوار26/ 45 , بصائر الدرجات ص154
5.عن الحسين بن أبي العلاء قال: سمعت أبا عبد اللّه يقول: (إن عندي .. ومصحف فاطمة ما أزعم أن فيه قرآنا). بحار الأنوار 26/ 37 , بصائر الدرجات ص150
6.عن محمد بن عبد الملك عن أبي عبد اللّه: ( .. وعندنا مصحف فاطمة سلام الله عليها أما واللّه ما هو بالقرآن). بحار الأنوار 26/ 47 , بصائر الدرجات ص151
7.عن علي بن سعيد عن أبي عبد اللّه عليه: ( ... وفيه مصحف فاطمة ما فيه آية من القرآن). بحار الأنوار 43/ 26ـ 47/ 272 , بصائر الدرجات ص156
8.عن علي بن أبي حمزة عن الكاظم قال: (عندي مصحف فاطمة، ليس فيه شيء من القرآن). بحار الأنوار 26/ 45 , بصائر الدرجات ص154
9.عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه أنه قال: ( .. وإن عندنا لمصحف فاطمة سلام الله عليها، وما يدريهم ما مصحف فاطمة سلام الله عليها)؟ قال، قلت: وما مصحف فاطمة سلام الله عليها؟ قال: (مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، واللّه ما فيه من قرآنكم حرف واحد). أصول الكافي 1/ 239/ بحار الأنوار 26/ 39 , بصائر الدرجات ص152
(يُتْبَعُ)
(/)
ويعلِّق محب الدين الخطيب على الرواية الأخيرة بقوله: أبو بصير مخترع هذه الأكذوبة هو ليث بن البختري, وقد اعترف علماء الإمامية بأنه مطعون في دينه لكنهم قالوا: إنه ثقة والطعن في دينه لا يوجب الطعن, وقال علماؤهم في الجرح والتعديل: كان الإمام جعفر الصادق يتضجر من أبي بصير ليث بن البختري ويتبرم. انظر قول المحقق على مختصر التحفة الإثنى عشرية ص115
وقد تصدى فضيلة الشيخ أبوالفضل ابن الرضا البرقعي للرد على الرافضة من خلال نقضه لكتاب الكليني ومما قاله في هذا الموضوع: "أشكر الله أن الرواة الكذابين جعلوا علم الإمام من الأمور المذكورة في هذا الباب هنا ـ يعني من مصحف فاطمة ومن الصحف الأخرى من الجفر والجامعة ـ وهذا تكذيب ضمني للأخبار الواردة في الأبواب الأخرى التي قالت بأن علم الإمام بالإلهام أو بالوحي أو بالوراثة, وإن كان الرواة لم ينتبهوا إلى ذلك لشدة جهلهم مع أن رواة هذا الباب إما مجهولو الحال كعبد الله الوضاع أو الشاك في الدين كأحمد بن محمد البرقي أو كعلي بن الحكم راوي سلسلة الحمار وكأحمد بن أبي بشر الواقفي وأمثالهم.
وأما متونها فالحديث رقم 2 يقول: جاء ملك إلى فاطمة رضي الله عنها ليؤنسا وحدثها مع أن الشيخ مفيد ادعى الإجماع بأنه لا يوحى لأحد بعد خاتم الأنبياء, وقال علي في نهج البلاغة في خطبة رقم 131: (ختم به الوحي) ومعنى ختم النبوة يعني قطعت الأخبار من السماء". كسر الصنم أو ما ورد في الكتب المذهبية من الأمور المخالفة للقرآن والعقل ص120
وجود المصحف:
يقول الشيعة: أن مصحف فاطمة بقي عند أئمة أهل البيت يتوارثونه مع بقية الكتب المتضمنة لعلوم الانبياء والرسل الماضين, ولم تنتقل إلى غيرهم ولم تصل إلى شيعتهم.
وقال بعضهم: يعتبر مصحف فاطمة من جملة ودائع الإمامة قال الإمام الرضا وهو يَعُدُّ علامات الإمام المعصوم: " .. ويكون عنده مصحف فاطمة عليها السلام" وبالتالي يقولون: أنه موجود عند الإمام المهدي المنتظر (ـ عجل الله بفرجه ـ كما يدعون) في السرداب.
اضطراب الرافضة فيمن أملى هذا المصحف:
اضطرب الرافضة واختلفوا فيمن أملى مصحف فاطمة, فمنهم من قال بأنه من إملاء الرسول صلى الله عليه وسلم, ومنهم من قال بأنه من إملاء جبريل عليه السلام, وكلٌ يستدل بالروايات التالية:
1.عن علي بن سعيد عن أبي عبد اللّه: ( ... وعندنا واللّه مصحف فاطمة، ما فيه آية من كتاب اللّه وإنه لإملاء رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم وخط علي عليه السلام بيده). بحار الأنوار 26/ 41 , بصائر الدرجات ص153
2.عن محمد بن مسلم عن أحدهما: ( ... وخلفت فاطمة مصحفا ما هو قرآن ولكنه كلام من كلام اللّه أنزل عليها, إملاء رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم وخط علي). بحار الأنوار 26/ 42 , بصائر الدرجات ص155
3.عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبد اللّه: ( ... وعندنا مصحف فاطمة سلام الله عليها أما واللّه ما فيه حرف من القرآن، ولكنه إملاء رسول اللّه وخط علي). بحار الأنوار 26/ 48 , بصائر الدرجات ص161
وقد حاول بعض علمائهم الجمع بين هذه الروايات فقالوا: قال العلامة الأمين: والأولى أن يقال إنّهما مصحفان: أحدهما: من إملاء رسول الله صلّي الله عليه وآله وسلّم، وخطّ علي عليه السلام , والآخر: من حديث جبريل عليه السلام.
ويعقب بعد ذلك آية الله الحاج السيد محمد حسين الحسيني الطهراني بقوله: وأنا أقول: ما ضرَّ لو كان مصحفاً واحداً بخطّ علي عليه السلام؟ غاية الأمر أنّ مقداراً منه كان بإملاء الرسول الأكرم في حياته، ومقداراً كان من حديث جبريل بعد مماته. معرفة الإمام 14/ القسم 9
كاتبُ المصحف:
يقول الرافضة: أن المستفاد من الأحاديث الشريفة التي مرَّ ذكرها أنَّ الزهراء، رضي الله عنها، كانت تحسُّ بالملك، وتسمع صوته، ولم تكن تشاهده، فبمجرَّد أن حصل ذلك، شكت إلى أمير المؤمنين عليٍ، رضي الله عنه، حيث لم تكن تتوقَّع هذا الأمر بهذه الصورة المستمرَّة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقالوا: ويستفاد أيضاً: أنَّ الذي اكتشف بالفعل أنَّ المُحدِّث مع الزهراء رضي الله عنها هو جبريل الأمين هو أمير المؤمنين عليه السلام كيف وهو الذي كان يلازم رسول الله في جميع حالاته فكان مأنوساً بصوت جبريل، فكان هو صاحب فكرة كتابة المصحف، حيث يسمع صوت جبريل الأمين، فيكتب كلما يسمعه، إلى أن اجتمع في مصحف متكامل، وهو مصحف الزهراء رضي الله عنها.
محتوى المصحف:
يقول الرافضة: إنَّ المصحف يشتمل على أمورٍ كثيرةٍ وهي:
• استيعابه لجميع الحوادث الخطيرة الآتية، خصوصاً ما سيواجه ذريتُها، من المصائب والبلايا، وأيضاً الانتصارات.
• ويشتمل على أسماء جميع الملوك والحكّام إلى يوم القيامة، ويستدلون بهذه الرواية: (ما من نبي و لا وصي ولا ملك إلا وفي مصحف فاطمة). بحار الأنوار ج47 ص32.
و في الإمامة والتبصرة لابن بابويه القمي: صحيفة فاطمة أو مصحف فاطمة، أو كتاب فاطمة، ورد التعبير بكل ذلك عن كتاب ينسب إليها، كان عند الأئمة وردت فيه أسماء من يملك من الملوك. الإمامة والتبصرة ص12ويحتوي على أمور ترجع إلى شخص رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، وأيضاً يشتمل على وصيتها رضي الله عنها ويستدلون بما يلي: عن ابن هاشم عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن رجل عن سليمان بن خالد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ( .. فإن فيه وصية فاطمة عليها السلام .. ). بحار الأنوار ج26 ص43
و قال الإمام الصادق: " ... و ليخرجوا مصحف فاطمة فإن فيه وصية فاطمة ". بحار الأنوار 26/ 43
ومن الطبيعي أنَّ الوصيَّة تشتمل على أمورٍ خاصَّة، تتعلَّق بحزنها عليها السلام، وبالمصائب الواردة عليها، من أعدائها, قال الإمام الصادق: " ... و كان جبريل يأتيها فيُحسن عزاءَها على أبيها، و يُطيب نفسها و يخبرها عن أبيها و مكانِه، و يخُبرها بما يكون بعدها في ذريتها ... ". أصول الكافي 1/ 241 , بحار الأنوار 22/ 545
و قال المجلسي: الظاهر من أكثر الأخبار اشتمال مصحفها على الأخبار فقط. بحار الأنوار 26/ 40
• ليس فيه شيء من الحلال والحرام أصلاً، ومن تلك الأحاديث التي استدلوا بها: قال الإمام الصادق: " ... أما إنه ليس فيه شيء من الحلال و الحرام، و لكن فيه علم ما يكون ". أصول الكافي 1/ 240, بحار الأنوار 22/ 44
إنكار بعض الرافضة لمصحف فاطمة:
ينكر بعض الشيعة المعاصرون مصحف فاطمة, لكن هذا موجود في كتبهم ولم يتبرأ منها علمائهم على رؤوس الأشهاد وبين الشيعة أنفسهم, مما يوحي أن هذا الإنكار هو من باب التقية التي يطبقونها مع بعض الفرق الإسلامية الأخرى مثل التظاهر بأداء بعض العبادات علانية ومخالفتها سرا. الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة 1/ 59.
هل مصحف فاطمة هو القرآن عند الرافضة؟
قالوا: إن جعفر الصادق قال: تعبدوا بهذا القرآن حتى يظهر الإمام من أبنائنا, فيظهر لكم مصحف فاطمة.
لكن الرافضة المعاصرين ينكرون أن يكون مصحف فاطمة هو القرآن ويقولون: عندنا الإجماع على أن القرآن كامل ثم يقولون مصحف فاطمة ليس فيه حرف من القرآن, وإنكارهم هذا من باب التقية وإن رجعنا إلى ترجمة عبد الله بن سبأ مؤسس دينهم نجد أن ما قاله الكليني في الكافي هو ما قاله عبد الله بن سبأ من قبل في القرآن وأنه محرف بل عبد الله بن سبأ يقول: إن القرآن الحقيقي هو مصحف علي وهو عشرة أضعاف هذا القرآن فكيف يقولون بأنهم مجمعون على أن القرآن كامل, لكن هناك زيادة عليه. فالتقية دائما يستخدموها ليلبسوا علينا ديننا. محاضرة للشيخ سفر الحوالي في موقعه على الشبكة العالمية.
النتيجة الحقيقية لهذا الاعتقاد الباطل:
لا يمكن أن تكون إلا كما يلي:
1.الاستغناء عن كتاب الله تعالى وهو كفر صراح.
2.اختصاص آل البيت بعلوم ومعارف دون سائر المسلمين، وهو خيانة صريحة تنسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، كفر لا شك فيه ولا جدال.
3. تكذيب علي رضي الله عنه في قوله الثابت الصحيح:" لم يخصنا رسول الله آل البيت بشيء" والكذب على عَلي، كالكذب على غيره، حرام لا يحل أبدا.
4.الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من أعظم الذنوب، وأقبحها عند الله، إذ قال عليه الصلاة والسلام: (إن كذبا علي ليس كَكَذِب على أحد، من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار). أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الجنائز باب ما يكره النياحة على الميت 1/ 434 ح1229, وأخرجه مسلم في صحيحه باب تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم 1/ 10 ح 4
4.الكذب على فاطمة رضي الله عنها، بأن لها مصحفاً خاصاً يعدل القرآن ثلاث مرات، وليس فيه من القرآن حرف واحد.
5.صاحب هذا الاعتقاد لا يمكن أن يكون من المسلمين، أو يُعَد من جماعتهم، وهو يعيش على علوم ومعارف، وهداية ليس للمسلمين منها شيء.
وأخيراً فهل مثل هذا الهراء، الباطل والكذب السخيف، تصح نسبته إلى الإسلام، دين الله الذي لا يقبل الله دينا غيره, قال تعالى: (ومَن يَبْتَغِ غَيْر الإسْلاَمِ ديناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وهُوَ في الآخِرَة منَ الخاسِرين). هذه نصيحتي إلى كل شيعي للشيخ أبو بكر الجزائري ص10
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[01 Jul 2006, 06:10 م]ـ
الأخوة الكرام: هذا خبر نقله ثقة فيما عهدناه من أخبارهم , فهو ينقل واقعاً على الأرض , فمن أراد أن ينفي فليثبت خلاف ذلك من الواقع أيضاً.
ـ[مسلم السعدون]ــــــــ[01 Jul 2006, 09:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله وصلى الله على الحبيب محمد وعلى اله وصحبه الاخيار.
وبعد ... اخي ونور عيني الطعان واخي المحترم البريدي .. السلام عليكم.
لا اريد الاطالة في موضوع يجعل الاسلام وقرانه العظيم مورد تشكيك امام اعداء الاسلام, نحن المسلمين وفي هذا العصر يجب ان نترقى فوق جراحنا ضد الكفر نشرا للدين القويم لا ان نشيع ونزيد نقاط الضعف امام اعدائنا ونريهم اننا لحد الان لم نتفق حتى على القران. اخي الطعان انا (في نظري) ان مصحف فاطمة والذي هو الان غيرموجود عبارة كتاب اختصت به لنفسها رضوان اللله عليها واشرف ما فيه تعليقات تفسيرية حول القران الكريم ومعلومات اخرى في الاحكام او غيرها. ولعل واقول لعل تلك المعلوات دونت حول متن القران الكريم للتوضيح بالايات. ويا اخي العزيز المحترم البريدي مذ متى اصبح الذي يريد ان ينفي وجود شي يجب عليه الاتيان بالدليل.انت قلت متفضلا ان احد الثقات نقل ان اعدادا كثيرة من هذا المصحف طبعت ووزعت ,اوليس البينة على من ادعي؟ وانا لا اطعن ابدا في وثاقة هذا الاخ المؤمن ان شاء الله ولكن اقول لربما اشتبه عليه الامر. فاني كذلك باحث في علوم القران وماجستير فيها وفي التفسير ورايت كثيرا من التفاسير الفارسية او الترجمات الفارسية توضع في الطباعة بين سطور القران الكريم توضيحا لغير العرب او للعوام لما في الاية من معاني ولو المعنى اللغوي الذي قد يخفى علينا نحن العرب. واود ان اعلمكم انه في المدة الاخيرة قد وضع احد المشايخ المعنى و التفسير بين سطور القران الكريم وطبع تحت عنوان توضيح القران. باللغة العربيية وهذا نعم دخل الى العراق وطبع هنا في ايران وعدني منه 5نسخ.اعز الله بكم الاسلام وقواه وجعلنا من جنود الحق وخدام القران. والسلام عليكم اخواني الاحباء ورحمة الله وبركاته.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[01 Jul 2006, 11:52 م]ـ
أتظن أيها الكريم أننا نفرح بهذه الأخبار بل أتمنى من أعماق قلبي أن تجتهد في إثبات خلاف ذلك , فإنه لا يسر مسلماً سماع هذا الخبر , فاجتهد في إثبات نفيه , وليتك تتكرم غير مأمورٍ بوضع صورة لبعض صفحات كتاب توضيح القران وفقك الله للخير.
ـ[أبو إسحاق]ــــــــ[02 Jul 2006, 06:49 م]ـ
السلام عليكم
هذا ما يقول الشيعة في مصحف فاطمة:
http://www.islam4u.com/almojib/5/0/5.0.11.htm
ـ[مصعب الدوري]ــــــــ[28 Jul 2006, 02:22 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الاخوة الاعزاء .... ان ما ينقل من تحريف الايرانيين لكتاب الله صحيح وانا عراقي ومن بغداد ولقد كنت قد قرات سابقا للاستاذ وليد الاعظمي حول اعتماد الايرانيين الشيعة لتصنيف معين يرتب القران على حسب الجودة والرداءة الى (خوب) ويعني (جيد) والى (بد) ويعني (رديء) الى ان رايت بام عيني احد المصاحف المطبوعة في ايران وهي تحمل نفس التصنيف. ويكون هذا في اعلى الصفحة. وتوجد صفحات غير مصنفة.واترك للاخوة ان يتوقعوا اي الايات والسور التي اختاروا لها (بد) وان مستعد لاثبات هذا بصورة ضوئية
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[28 Jul 2006, 04:49 م]ـ
الأخ مصعب: ليتك تزودنا بصورة مما رأيت وفقك الله , فأنت من أهل البلد وبه أخبر.
ـ[الراية]ــــــــ[28 Jul 2006, 05:04 م]ـ
مصحف فاطمة لدى الرافضة معلوم ومعروف في كتبهم المعتمدة لديهم.
واذا جهله او تجاهله أحد عوامهم، فلن يغير هذا من الحقيقة شيئا!
وهذا نقل واحد من أحد كتبهم المعتمد لديهم والذي كما قيل في منزلته عندهم انه كالبخاري عند أهل السنة - وشتان بين الدُّر والبعر!
كتاب الكافي - للكليني
جاء فيه:-
عن أبن بصير عن ابي عبد الله "ع"
قال: ان عندنا لمصحف فاطمه "ع" وما يدريك ما مصحف فاطمه "ع"؟
قال: قلت: وما مصحف فاطمه "ع"؟
قال: مصحف فاطمه فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد:
قال: قلت هذا والله العلم
(أصول الكافي: كتاب الحجه جـ1 ص 295).
وهنا مناظرة حول مصحف فاطمه:-
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www.alburhan.com/articles.aspx?id=1396%20&%20paging_counter=0&%20page_size=5&book_link=False
وهنا ملف متكامل وموثق عن تحريف الرافضة للقرآن الكريم
http://www.alburhan.com/articles.aspx?id=1172&%20title=0&%20page_size=15&%20links=False
وشرك الرافضة وكفرهم ليس محصوراً في هذه المسألة ثبوتاً أو نفياً
كفى الله إخواننا أهل السنة في العراق شر هؤلاء الرافضة
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[29 Jul 2006, 01:13 م]ـ
وشرك الرافضة وكفرهم ليس محصوراً في هذه المسألة ثبوتاً أو نفياً
كفى الله إخواننا أهل السنة في العراق شر هؤلاء الرافضة
أخي الحبيب ليتك تراجع كلام شيخ الاسلام في التكفير.
:المصدر ( http://www.al-eman.com/feqh/viewchp.asp?BID=252&CID=261)" فإن الإمام أحمد ـ مثلا ـ قد باشر [الجهمية] الذين دعوه إلى خلق القرآن، ونفي الصفات، وامتحنوه وسائر علماء وقته، وفتنوا الؤمنين والمؤمنات ـ الذين لم يوافقوهم علي التجهم ـ بالضرب والحبس، والقتل والعزل على الولايات، وقطع الأرزاق، ورد الشهادة، وترك تخليصهم من أيدى العدو، بحيث كان كثير من أولى الأمر إذ ذاك من الجهمية من الولاة والقضاة وغيرهم، يكفرون كل من لم يكن جهميًا موافقًا لهم على نفي الصفات، مثل القول بخلق القرآن، يحكمون فيه بحكمهم في الكافر، فلا يولونه ولاية، ولا يفتكونه من عدو، ولا يعطونه شيئًا من بيت المال، ولا يقبلون له شهادة، ولا فتيا ولا رواية. ويمتحنون الناس عند الولاية والشهادة، والافتكاك من الأسر وغير ذلك. فمن أقر بخلق القرآن حكموا له بالإيمان، ومن لم يقر به لم يحكموا له بحكم أهل الإيمان ومن كان داعيًا إلى غير التجهم قتلوه أو ضربوه وحبسوه.
ومعلوم أن هذا من أغلظ التجهم؛ فإن الدعاء إلى المقالة أعظم من /قولها، وإثابة قائلها وعقوبة تاركها أعظم من مجرد الدعاء إليها، والعقوبة بالقتل لقائلها أعظم من العقوبة بالضرب.
ثم إن الإمام أحمد دعا للخليفة وغيره، ممن ضربه وحبسه، واستغفر لهم، وحللهم مما فعلوه به من الظلم والدعاء إلى القول الذى هو كفر، ولو كانوا مرتدين عن الإسلام لم يجز الاستغفار لهم؛ فإن الاستغفار للكفار لا يجوز بالكتاب والسنة والإجماع، وهذه الأقوال والأعمال منه ومن غيره من الأئمة صريحة في أنهم لم يكفروا المعينين من الجهمية، الذين كانوا يقولون: القرآن مخلوق، وإن الله لايرى في الآخرة. وقد نقل عن أحمد ما يدل على أنه كفّر به قومًا معينين، فأما أن يذكر عنه في المسألة روايتان، ففيه نظر أو يحمل الأمر على التفصيل. فيقال: من كفر بعينه؛ فلقيام الدليل على أنه وجدت فيه شروط التكفير، وانتفت موانعه، ومن لم يكفره بعينه فلانتفاء ذلك في حقه، هذا مع إطلاق قوله بالتكفير على سبيل العموم. "
ـ[الراية]ــــــــ[29 Jul 2006, 01:55 م]ـ
كلام ابن تيمية وغيره يبحث له عن دليل
لا أن يكون كلامه دليل؟
-هذا كناحية منهجية-
ثم إن العجب أن ابن تيميه من أشهر علماء الاسلام الذين بينوا كفر وشرك هؤلاء، وهل يغيب عن ذهنك كتابه "منهاج السنة"
ويبدو أنك لاتعلم حقيقة دين هؤلاء الزنادقة مما هو موجود في كتبهم المعتمدة لديهم
ومن كلام علمائهم اصحاب العمائم!
ولم يزل علماء الاسلام قديما وحديثا يصنفون في معتقد هؤلاء الرافضة الزنادقة.
وارجع الى رسالة الدكتوراه للدكتور ناصر القفاري (اصول الاثناعشرية) لتقف على شيء من حقيقة هؤلاء.
ـ[الراية]ــــــــ[30 Jul 2006, 09:22 ص]ـ
حمل كتاب رأي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بالرافضة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39786
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[20 Aug 2006, 06:24 م]ـ
وهذا رابط ذكر فيه صاحبه صورة مصورة ومنقولة من أحد المصاحف في طهران: هنا ( http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=177220)
ـ[الديبو]ــــــــ[28 Aug 2006, 11:37 م]ـ
إخوتي الأفاضل طالعت ماكتب في هذه الزاوية حول مصحف فاطمة واطلعت على الصورة المزعومة التي نقلها نعيم الجزائري لسورة يزعم أنها من مصحف في إيران وربما يكون هو مصحف فاطمة، فهل هذا النقل يكفي وأين التوثيق للصورة وللخبر، ثم أقول لا أحد ينكر من الشيعة أن فاطمة كتبت صحفا أو كتب لها لكن المشكلة عند من يزعم أن ما كتبته هو من القرآن ومن الآيات التي غيبت عن المصحف المطبوع بين أيدينا، فالسؤال الذي أسأله للمهتمين من الباحثين في هذا الجانب وللأخوة الذين ينسبون للشيعة أنهم يقولون بتحريف القرآن، هل يقول الشيعة بأن هذا القرآن المغيب عن مصحفنا مما يجوز قراءته في الصلاة وأنه متعبد بتلاوته ومعجز بألفاظه أم أنه لا يتعدى أن يكون تفسيرا أو فهما لبعض الآيات القرآنية، فلم أسمع ولم أقرأ بأن الشيعة يقرأون به في صلاتهم أو أنهم يتعبدون به، والروايات التي نقلت عن الكافي أو بحر الأنوار تثبت أنه لا يحتوي على الحلال والحرام وإنما يذكر حوادث وأخبار، فهو أشبه ما يكون عندنا كأهل السنة بالحديث الموقوف.
أرجو من المهتمين والدارسين أن يفيدونا في هذا الأمر وأن يصححوا ما فيه من بعد عن الحق والحقيقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ش. م]ــــــــ[01 Sep 2006, 11:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الاخوة الاعزاء .... ان ما ينقل من تحريف الايرانيين لكتاب الله صحيح وانا عراقي ومن بغداد ولقد كنت قد قرات سابقا للاستاذ وليد الاعظمي حول اعتماد الايرانيين الشيعة لتصنيف معين يرتب القران على حسب الجودة والرداءة الى (خوب) ويعني (جيد) والى (بد) ويعني (رديء) الى ان رايت بام عيني احد المصاحف المطبوعة في ايران وهي تحمل نفس التصنيف. ويكون هذا في اعلى الصفحة. وتوجد صفحات غير مصنفة.واترك للاخوة ان يتوقعوا اي الايات والسور التي اختاروا لها (بد) وان مستعد لاثبات هذا بصورة ضوئية
الأخ الفاضل .. ما دليلك على تحريف الإيرانيين لكتاب الله كما قلت في شهادتك؟
أما التصنيف الذي تحدثت عنه فهو خاص بالمصحف الذي يجرون الاستخارة عن طريقه
فالاستخارة عند الشيعة تكون بدعاء معين ثم فتح المصحف في أي موضع (على أن يكون مصحفا سليم الصفحات وليس فيه صفحة تفتح آليا إن صح التعبير نتيجة كثرة الضغط عليها ـ وعندما يفتحون المصحف يقرؤون أول آية في الصفحة اليمنى وبناء على ما يُفهم منها يخبر الشيخ الذي يجري الاستخارة ـ أو أي شخص يمكنه أني تقنها إن تعلمها ـ الشخص المستخير بأن (حسن ـ نهي أو رديء ـ عادي لك الخيار) وبالفارسي خوب وبد ومخير
ومن باب التسهيل على من يحاول إجراء الاستخارة بنفسه فقد وضعوا مثل هذه الكلمات على الصفحات بناء على مضمون الآية الأولى اليمنى .. وهذا القرار يكون بحسب فهم المعاني فما جاء فيه حث على الإنفاق أو حديث عن الجنة أو فضل المسلمين ونحوها تكون جيدة .. والعكس .. فهذا لا يعني أنهم يرون أن هذه الآيات جيدة المعنى أو رديئة بل هو مما يومئ إلى تيسير أمر والاستبشار به أو تركه والنهي عنه
فأرجو أن تتحدثوا عما تعرفون .. وتسألوا إن وجدتم ما أشكل عليكم ولا تتخذوا أي شيء ترونه دليلا ضدهم دون أن تعايشوهم أو تعرفوا حقيقتهم ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا
كلامي عام يا أخي الفاضل وليس موجها لك أخي مصعب
ومعذرة على التدخل
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[23 Sep 2006, 07:27 م]ـ
كلام ابن تيمية وغيره يبحث له عن دليل
لا أن يكون كلامه دليل؟
-هذا كناحية منهجية-
ثم إن العجب أن ابن تيميه من أشهر علماء الاسلام الذين بينوا كفر وشرك هؤلاء، وهل يغيب عن ذهنك كتابه "منهاج السنة"
ويبدو أنك لاتعلم حقيقة دين هؤلاء الزنادقة مما هو موجود في كتبهم المعتمدة لديهم
ومن كلام علمائهم اصحاب العمائم!
ولم يزل علماء الاسلام قديما وحديثا يصنفون في معتقد هؤلاء الرافضة الزنادقة.
وارجع الى رسالة الدكتوراه للدكتور ناصر القفاري (اصول الاثناعشرية) لتقف على شيء من حقيقة هؤلاء.
أخي الحبيب ابن تيمية لم يكن مبتدعا لهذا القول بل هو قول عامة السلف رضوان الله عليهم بالتفريق بين الكفر الذي يفارق به الايمان ولا يبقى معه شيء منه وبين الكفر الذي هو دون ذلك وهذا تجده كثيرا في ردود أهل السنة على الخوارج.
بالنسبة لمصحف فاطمة فهم يقولوا عنه قولين:
انه نزل على فاطمة واملاه اعلى علي رضي الله عنهم.
القول الاخر انه من ضمن الجفر الذي يحوي الكتب المقدسة سوى القران ومعهم مصحف فاطمة. والمعروف ان الجفر عندهم كتاب يزعموا ان الرسول صلى الله عليه وسلم املاه على علي رضي الله عنه ليكون وصيه بزعمهم. وهو من وحي جبريل على النبي لا من كلام النبي.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[03 Jul 2008, 08:22 م]ـ
السلام عليكم ...
الموضوع شائك فعلاً .. هذا وقد قابلت منذ ما يزيد عن شهر المستشار الإعلامي بسفارة إيران بالقاهرة فضيلة الدكتور محمد حسن زماني وهو يحمل دكتوراة في علوم القرآن، وكان الغرض من الزيارة الحصول على نسخة خطية مصورة من المصاحف الكوفية المنسوبة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه.
وقد اطلعت أثناء الزيارة على كل المصاحف المطبوعة في إيران وقد تفحصتها بعناية أثناء الحديث فلم أجد ما يذكر هنا، ولا يوجد أي خلاف عن مصحف المدينة.
بل إيران تبجل الخطاط عثمان طه بشكل لا يتصوره أحد حتى أنهم طبعوا طباعة فاخرة خاصة من مصحف المدينة الطبعة القديمة وقد طالعته بعناية.
لكن عندهم بما يعرف بمصحف العامة كما سماه فضيلة الدكتور محمد حسن الزماني وهو لا يختلف عن مصاحفنا المعروفة إلا في علامات الضبط والشكل وسوف أكتب عنه موضوعا مستقلا فهذا المصحف حري بهذا. واستأذنكم في عرض الأمر على الدكتور محمد حسن الزماني بصفته مستشارا إعلاميا لدولة إيران فربما عنده رد.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[03 Jul 2008, 08:51 م]ـ
الأخوة الكرام: هذا خبر نقله ثقة فيما عهدناه من أخبارهم , فهو ينقل واقعاً على الأرض , فمن أراد أن ينفي فليثبت خلاف ذلك من الواقع أيضاً.
لم أقرأ الخبر إلا الآن، ولعل شيخنا د. البريدي يراجع قوله، لأن البينة على من ادعى، لا على من أنكر.
ولقد بحثت كثيرا في هذا الموضوع لفترة طويلة، ولم أجد في واقع الشيعة المعاصرين واطلعت على مواقعهم ومكتباتهم القرآنية ولم أجد أي مبرر لاتهامهم بهذا الأمر.
أما موقع (مفكرة الإسلام)، فلهم جهد مشكور لا يمكن إنكاره في المستوى الإعلامي، غير أن لي تحفظات كثيرة على مصداقية أخبارهم وأسلوب تحريرهم غير المحترف، وتحليلاتهم التي ترى وراء كل حادثة مؤامرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[11 Jul 2008, 11:08 م]ـ
الأخ محمد: لعلك تراجع الرابط الذي ذكرته في المداخلة رقم 15حيث ذكر فيه صورة مصورة ومنقولة من أحد المصاحف في طهران.
ـ[إبراهيم عوض]ــــــــ[07 Aug 2008, 02:31 م]ـ
لا أذكر هل وضع أحد الإخوة فى هذا المنتدى من قبل، كتابى الذى يتناول بالدراسة ما يسمى بـ"سورة النورين" ويبين عن طريق التحليل الأسلوبى الصارم أنها لا تمت للقرآن الكريم بأية صلة. الغالب على ظنى أن الكتاب المذكور موجود فى هذا المنتدى، لكنى لا أعرف كيف أصل إليه. فأرجو من أحد الإخوة أن يبحث عنه هنا، وإذا وجده أن يضع رابط الكتاب فى رد تال حتى يمكن أن يتوسع السادة القراء فى بحث هذا الموضوع من جوانبه المختلفة، ولكم الشكر
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[08 Aug 2008, 05:38 م]ـ
هذا رابط ما طلبه الدكتور إبراهيم:
كتاب (سورة النورين) والتي يزعم فريق من الشيعة انها من القرآن الكريم ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6402&highlight=%D3%E6%D1%C9+%C7%E1%E4%E6%D1%ED%E4)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[08 Aug 2008, 05:40 م]ـ
وهذا رابط آخر:
كتاب " سورة النورين دراسة تحليلية أسلوبية " للدكتور إبراهيم عوض ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4680&highlight=%D3%E6%D1%C9+%C7%E1%E4%E6%D1%ED%E4)
ـ[ noredden] ــــــــ[22 Sep 2008, 12:41 م]ـ
السلام عليكم جميعاً
عندي سؤال من السيد صاحب هذا الموضوع والإخوة المؤيدين له:
لو أثبتم أن الإيرانيين والشيعة عموماً قد حرفوا القرآن بإضافتهم لبعض السور المزعومة ألا تكونون قد أبطلتم إعجاز القرآن وخلوده وبطلان قوله تعالى والعياذ بالله (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).
ما معنى أن نصر جاهدين على نسبة تحريف القرآن للشيعة وقولهم به؟
وأما ما نقل عن مصادر الشيعة كالكافي وغيره فهم يحملونها على معنى غير تحريف القرآن كما يحمل ما ورد في صحيح البخاري على غير التحريف حيث ورد فيه أن: سورة الأحزاب كانت أطول من سورة البقرة وما ورد في غيره من أن الداجن أكل بعض آيات القرآن .................
فلنتق الله ونترك هذه الحملات لأنها تضر بالإسلام والمسلمين والقرآن الكريم قبل أن تضر بالشيعة.
ولنعد إلى مواصلة البحوث العلمية القيمة في هذا المنتدى وغيره من المنتديات
اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا صلواتك عليه وغيبة ولينا وكثرة عدونا وقلة عددنا وشدة الفتن بنا وتظاهر الزمان
ـ[الجشتمي]ــــــــ[06 Oct 2008, 04:04 ص]ـ
لا يبطل اعجاز القرآن لأن المقصود في الآية حفظه بأدلة تبوثه من ان يختلط به غيره فلا يعود بالامكان التمييز بينهما لا حفظه من أن يخترع قرآن غيره مع امكان التمييز بينهما فهذا واقع لا يمكن انكاره من عهد قرآن مسيلمة الى قرآن التسامح الأمريكي فهل وجود كل هذه القرآنات المخترعة قد ابطل الاعجاز بمجرد وجودها؟؟
و اما ما ورد في كتب السنة من نسخ التلاوة او نسخ التلاوة و الحكم فغير داخل في محل النزاع فهذا لا يسمى تحريفا لأنه بأمر صاحب الشرع و عليه كان عمل جامعي المصحف باستبعاد المنسوخ تلاوة و اتباث ما لم ينسخ و ان كان مكتوبا او غير مكتوب في المصاحف الخاصة فتسميته تحريفا من السفسطة ... و ان كانت الروايات الشيعية تجعل المنسوخ هنا هو ذكر أعداء الامام "عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله، قال: «سورة الأحزاب فيها فضائح الرجال والنساء من قريش وغيرهم يا بن سنان، إنّ سورة فضحت نساء قريش من العرب، وكانت أطول من سورة البقرة، ولكن نقصّوها وحرّفوها» ثواب الأعمال: 100.و منه حديث الداجن أيضا و لهذا قال فيه امامنا ابن حزم "فصح نسخ لفظها، وبقيت الصحيفة التي كتبت فيها كما قالت عائشة رضي الله عنها فأكلها الداجن، ولا حاجة إليها .. إلى أن قال: وبرهان هذا أنهم قد حفظوها، فلو كانت مثبتة في القرآن لما منع أكل الداجن للصحيفة من إثباتها في القرآن من حفظهم وبالله التوفيق" ... و ما قال احد من علماء السنة بتحريف القرآن والا كفروه ضربة لازب بينما كثير من علماء الشيعة قالوا به و نسبوا البقية التي أنكرته الى التقية و رعاية المصالح كما تراه عند الشيخ نعمة الله و المنكرون اكتفوا فقط بالترجيح و كأن المسألة تحتمل الخلاف ....
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[27 Nov 2008, 05:55 ص]ـ
وهذا رابط ذكر فيه صاحبه صورة مصورة ومنقولة من أحد المصاحف في طهران: هنا ( http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=177220)
معذرة عن العودة لهذا الموضوع يا د. البريدي.
غير أنني احتجت اليوم لمراجعة الصورة المشار إليها فلم أجدها. فبحثت عن عبارة "بعثناهما يهديانكم إلى صراط مستقيم" المقتطفة من النص المزعوم في محرك جوجل، فتعجبت من أن 164 موقعا أحال على النص كلها من مواقع أهل السنة، وليس فيها أي موقع شيعي. في حين أن جميع مواقع الشيعة التي تعرض نسخة من القرآن تحيل إلى نفس القرآن الذي بين أيدينا.
ألا يدعو هذا الأمر إلى القول مرة أخرى بان البينة على من ادعى، لا على ما أنكر؟
وأتساءل: من أدراك أن الصورة التي أشار إليها الرابط المذكور من مصحف إيراني؟ ألا يمكن أن يكون مخطوطا لأحد الشيعة المغالين، ولم يعترف به باقي الشيعة الإمامية؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شمس الدين]ــــــــ[28 Nov 2008, 12:33 ص]ـ
بغض النظر عن صحة خبر (مفكرة الإسلام) من عدم صحته، فقد استفاضت الأخبار من كتب كبراء الرافضة بالقول بتحريف القرآن والعياذ بالله، وأشهرهم والذي تولى كِبر كفرهم هو النوري الطبرسي صاحب كتاب (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب)، وقد قال في مقدمة كتابه: وقد تواترت الروايات عن الأئمة المعصومين بأن القرآن الذي بين أيدي المسلمين محرف.
عليه لعائن الله تترا إلى يوم الدين.
وأيضا فقد نقل الكليني صاحب كتاب (الكافي) الروايات العديدة التي يقر فيها بتحريف القرآن الكريم، وينسبها لأهل البيت عليهم السلام، زورا وبهتانا كما نسب إخوانهم النصارى الثليث لعيسى صلى الله عليه وسلم.
وهذا صاحب كتاب (مفاتيح الجنان) الذي لا يخلو منه بيت شيعي، ينقل آية الكرسي عن الزنديق الكليني محرفة ويزيد فيها كلاما من عنده.
http://dhr12.com/?a=116&w=23
أقول: هؤلاء الزنادقة قد تبين كفرهم ومحادتهم لله ورسوله، وطعنهم في دين الله تعالى معلوم عند العامة فضلا عن الخاصة -أي طلبة العلم-، فصاروا لا يستحيون من الطعن في أصول الإسلام بدء بذات الله جل جلاله وبكتابه العظيم ثم بالنبي صلى الله عليه وسلم وتبليغه للرسالة ثم بعرضه الطاهر ثم بصحابته الكرام أمناء الوحيين، فماذا يريد هؤلاء؟ هل هي حقا مسألة خلافة علي؟ والله إنها للزندقة والكفر ومحاربة الله ورسوله باسم أهل البيت ومحبتهم.
ثم خذ هذه السورة المزعومة -لعن الله مؤلفها وكاتبها وطابعها وناشرها- وهي ما يسمونها (سورة الولاية!):
http://www.ansaaar.com/play.php?catsmktba=362
لتعلم أنهم كفار لا حظ لهم في الإسلام ولا نصيب .. والله المستعان.
وهنا صور من كتب علمائهم يحرفون فيها القرآن، لعنة الله عليهم:
http://www.ansaaar.com/catplay.php?catsmktba=361
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[28 Nov 2008, 12:57 ص]ـ
يا أخي سلّمك الله،
كل الروايات التي تنقلها تراثية لا يؤخذ بها الآن. وهذا هو الذي أعيبه على جميع الإخوة والمواقع والمنتديات التي تردد هذا الاتهام.
أرجوك: أعطني موقعا واحدا تابعا لأحد مراجع الشيعة المعاصرين يضع نسخة من القرآن الكريم مخالفةً للروايات المعتدمة عند السنة، وسأسلّم لك بقولك.
أو إن شئت أعطني نسخة واحدة مطبوعة من القرآن في إيران أو لبنان أو الكويت أو العراق أو باكستان أو الهند (وهي البلاد التي تضم مراجع الشيعة في العالم ومؤسساتهم) تحتوي على رواية مخالفة لما عند أهل السنة وسأسلّم لك بقولك.
ما أردت قوله (وأرجو ألا ينحرف الكلام إلى أمور خارجة عن الموضوع الدقيق): مراجع الشيعة المعاصرون (جميعهم بلا استثناء) لا يقولون بتحريف القرآن. وهذا أمر إيجابي يجب الاعتراف به والاهتمام به لأنه دليل على اقتناعهم بعدم صحة مقولات التحريف. وقد بينوا ذلك في عدد من الكتب المعاصرة التي تثبت صحة القرآن الذي بين أيدينا.
وكما قلت: البينة على من ادّعى لا على من أنكر.
وأجدني مضطرا كالعادة (كي لا يلحقني السب والشتم أو على الأقل سوء الظن) لأن أقول: لست شيعيا ولم أكن يوما شيعيا، ولكنني أحب العدل والحق وألزم نفسي دائما بعدم قبول إلحاق الظلم بأحد ولو كان مخالفا لي.
ـ[الكاتب]ــــــــ[28 Nov 2008, 02:46 ص]ـ
أخي العزيز ,الحمدلله أنك لست شيعيا ,فاحمد الله أنت أيضا على نعمة الإسلام وما أجلها من نعمة. وإياك أخي الكريم أن تغتر بما عندك من العلم أو بما تقف عليه في محركات البحث, فدين هؤلاء قائم على التقية ولن تستطيع الوقوف على حقيقتهم إلا بالرجوع إلى من عرف حقيقة هؤلاء القوم وخبر خفاياهم وقد أحسن من أحالك على مؤلفات الدكتور ناصر القفاري فإنه قد سبر القوم وعرف من مذهبهم ما لا يعرفه بعض آياتهم. وإن أردت الاستزادة فعليك بكتب الشيخ إحسان إلهي ظهير رحمه الله الذي قتلته الشيعة بغيا وعدوانا. أخيرا أرجو ألا تتعجل بالرد فمن عرف حجة على من لايعرف. وإليك أخي هذين البيتين: لايخدعنك عن دين الهدى نفر @ لم يرزقوا في التماس الحق تأييدا # عمي القلوب عروا عن كل فائدة @ لأنهم كفروا بالله تقليدا
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[28 Nov 2008, 03:30 ص]ـ
شكرا على النصيحة.
وليس هذا هو موضوع تعليقي.
أرجو التركيز في النقطة الوحيدة التي هي (مصحف فاطمة) وهل هو معتمد حاليا من قبل الشيعة المعاصرين أم لا.
وكل حديث إضافي هو في نظري توسيع لدائرة الموضوع، لا أسعى إليه ولا أرغب في المشاركة فيه.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[28 Nov 2008, 10:03 ص]ـ
ما يمنعنا أن نسأل بعض إخواننا في العراق الحبيب.
حتى أن معنا بالمتلقى مشرفنا الغالي الدكتور غانم قدوري الحمد، وكذا تلميذه النجيب الدكتور إياد السامرائي، وربما غيرهما.
وكلاهما - وفقهما الله - من الباحثين المعنيين بعلوم القرآن ورسم المصحف خاصة، وكلاهما من العراق.
وأظن أن أمرا كهذا لا يخفى عليهما إن كان حقا.
وإن كنت - مبدئيا - مع رأي الأستاذ محمد بن جماعة - وفقه الله -؛ من أنا لا نستطيع الجزم بوجود هذا المصحف الآن على أرض الواقع بين أيدي الناس.
حتى لو كان موجودا، ما يضرنا ونحن الآن نبحث عن نسخة واحدة بل عن صورة من صفحة واحدة منه تشهد بوجوده. ولا نجد.
ورغم أن هؤلاء الروافض (المفضوحين) ليسوا ممن يحسن الظن بهم، لكن الحق يقال، والبينة على من ادعى، وإن كنت ممن يثق بأخبار مفكرة الإسلام، ومع كامل احترامي لشيخنا البريدي - وفقه الله -.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شمس الدين]ــــــــ[28 Nov 2008, 03:43 م]ـ
يا أخي سلّمك الله،
كل الروايات التي تنقلها تراثية لا يؤخذ بها الآن. وهذا هو الذي أعيبه على جميع الإخوة والمواقع والمنتديات التي تردد هذا الاتهام.
أرجوك: أعطني موقعا واحدا تابعا لأحد مراجع الشيعة المعاصرين يضع نسخة من القرآن الكريم مخالفةً للروايات المعتدمة عند السنة، وسأسلّم لك بقولك.
أو إن شئت أعطني نسخة واحدة مطبوعة من القرآن في إيران أو لبنان أو الكويت أو العراق أو باكستان أو الهند (وهي البلاد التي تضم مراجع الشيعة في العالم ومؤسساتهم) تحتوي على رواية مخالفة لما عند أهل السنة وسأسلّم لك بقولك.
ما أردت قوله (وأرجو ألا ينحرف الكلام إلى أمور خارجة عن الموضوع الدقيق): مراجع الشيعة المعاصرون (جميعهم بلا استثناء) لا يقولون بتحريف القرآن. وهذا أمر إيجابي يجب الاعتراف به والاهتمام به لأنه دليل على اقتناعهم بعدم صحة مقولات التحريف. وقد بينوا ذلك في عدد من الكتب المعاصرة التي تثبت صحة القرآن الذي بين أيدينا.
وكما قلت: البينة على من ادّعى لا على من أنكر.
وأجدني مضطرا كالعادة (كي لا يلحقني السب والشتم أو على الأقل سوء الظن) لأن أقول: لست شيعيا ولم أكن يوما شيعيا، ولكنني أحب العدل والحق وألزم نفسي دائما بعدم قبول إلحاق الظلم بأحد ولو كان مخالفا لي.
أخي الحبيب حياك الله وبياك ولا نسمح لأي كان أن يسبك أو يشتمك، فالمنتدى قد فتح للحوار وطلب العلم، وهذا لا يكون إلا بالنقاش والنقاش لا بد له من آراء مختلفة.
على العموم فقد جعلت رواياتهم كلها تراثية لا يؤخذ بها الآن، والسؤال: من أين يأخذ الرافضة دينهم؟ أليس من أمهات كتبهم؟ وعلى رأسها الكافي؟ والكافي عندهم بمنزلة صحيح البخاري عند المسلمين، وشتان بين الثرا والثريا، لكن المقصود أنه محتواه -أي الكافي- والإستبصار ومن لا يحضره الفقيه وغيرها مقطوع بصحتها عندهم كما ذكر أحد أئمتهم المحققين.
لقد نقل الطبرسي تواتر أقوال علمائهم وأكثر من 3000 رواية عن المعصومين تفيد التحريف.
ثم قد استفاضت أقوال مشايخهم المعاصرين بأن هناك مصحف فاطمة عليها السلام وأنه مختلف عن الذي بين أيدي المسلمين، ومنهم من قال بالتحريف أيضا، وإليك البيان:
هذا عدنان الوايل واستمع إلى قوله:
http://www.youtube.com/watch?v=HAq-q-rvnqo
وقد قال الزنديق الكوراني أن القرآن محرف في اتصال له على قناة المستقلة أيام المناظرات وأن آية ((إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس .. )) كانت في سورة الإنسان ونزلت في علي رضي الله عنه ثم أخرجها أبوبكر وعمر رضي الله عنهما إلى سورة الأحزاب.
ثم انظر إلى وثيقة (مفاتيح الجنان) وتحريف آية الكرسي فيها واعلم أن كل بيت شيعي يحتوي على هذا الكتاب الخبيث، وقد كان مدرس مادة الكيمياء عندنا في الثانوية (وهو رافضي) يضعه على مكتبه في القسم.
وهذا اعتراف صريح جهارا نهارا على قناة المنار من أحد الكفرة الفجرة المعممين بالقول بالتحريف، وهو (محقق وأستاذ في الحوزة العلمية) كما يسمونه، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا:
http://www.youtube.com/watch?v=a3Qcx9fQab0
وهنا:
http://www.youtube.com/watch?v=aL-c_w9nw8k
وهذا الشيطان حسن ينقل عن الزنديق الخميني (المعاصر) القول بالتحريف:
http://www.youtube.com/watch?v=L55b-y007h4
خلاصة القول: أن الحجة كل الحجة عليهم بما في كتبهم، سيما وهم يقطعون بصحة مضامينها، فضلا عن نقل التواتر على التحريف، ونقل أكثر من 3000 رواية عن المعصومين تفيد التحريف.
أما إذا جاءنا عامي لا يقر بالتحريف فقد خالف إجماع علمائه وتواتر رواياتهم عن معصوميه فلا حجة في قوله على دينه، وإن كان لا يدين بهذه الجزئية.
والله أعلم.(/)
إساءات للمصحف الشريف وللنبي الكريم على مواقع إلكترونية
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Jun 2006, 06:20 م]ـ
كشفت مصادر مطلعة في عمان النقاب عن وجود عدة مواقع إليكترونية على شبكة الإنترنت تتضمن اساءات شديدة للقرآن الكريم والدين الإسلامي وشخص رسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
وقالت هذه المصادر وفق تقرير نشر في عمان أمس إن المواقع الإلكترونية هذه تعتمد أسلوب السخرية والتجريح بأسلوب فاضح ومدروس بعناية. وأكدت ذات المصادر أن المواقع المذكورة تعتمد أحدث التقنيات في بنائها .. الأمر الذي يؤكد وقوف جهات دولية تحظى بتمويل مالي كبير لتنفيذ حملة مبرمجة على نطاق عالمي واسع. ودعا التقرير الجامعات العربية والمؤسسات العربية والإسلامية المتخصصة إلى العمل سريعا من أجل القضاء على هذه المواقع وتدميرها من أجل وقف الاساءات الكبيرة التي يتعرض لها الإسلام على شبكة الإنترنت.
المصدر ( http://www.al-jazirah.com/83994/fr2d.htm)
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[30 Jun 2006, 07:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}
الأخوة الكرام
حتى لا يزداد مسلسل التقهر والندب وازدراء أنفسنا
ومن قبل المشاركة
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5582
على كل من يجد في نفسه رمق قوة أن يغزوهم بما في دينهم من الطوام
ونشر لماذا أسلم الذين أسلموا من قساوسة وعلماء فلك وآخرون
هذه أفضل وسيلة هي الهجوم العلمي المدعوم بالأدلة على إعجاز القرآن واستحالة أن يكون الله هو عيسى بن مريم الذي في دينهم أنه مات حقًا ليبعث حقًا.
فمن لم يشأ فليوسع كيسه أو مكتله لجمع تلك القاذورات، وليعظ قفاه لتلق هذه الصدمات
{والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون}(/)
هل الصراط أدق من الشعر وأحد من السيف؟
ـ[د. حسن خطاف]ــــــــ[04 Jul 2006, 01:43 ص]ـ
هل الصراط أدق من الشعر وأحد من السيف؟
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد أن كتبت مقالا مختصرا حول مفهوم الصراط في القرآن الكريم رأيت بعض التعليقات المتصلة بمفهوم الصراط، ومن هذه التعليقات تحديد كيفية الصراط، فرأيت نظرا لطول المقال أن أفرد له عنوان مستقل، كما اني اطمع من وراء ذلك أن يمدني بالتصويب من يرى في كلامي مجانبة للصواب، فأقول مستعينا بالله تعالى:
أولا: علينا أن ننزل الناس منازلهم، ولا خير فينا إنْ لم نعرف مكانة أسلافنا، كما لاخير فينا أن غمطنا الناس حقهم، والعلماء منازلهم، ومن هنا لا أرى على صواب من ينقص من مكانة ابن الجوزي إلى حد انه أصبح الكتاب مشتملا على" التحريف، والتأويل، والتعطيل، والتفويض. والكتاب جملة: ظلمات بعضها " كما ينقل الأخ العبيدي عن المحدث سليمان العلوان ".
ولا ادري لماذا وصف الشيخ سلمان العلوان بالمحدث؟ وليس هذا تنقيصا معاذ الله، ولكن إن كان المقياس هو كونه محدثا، فابن الجوزي قولا واحدا ليس أقل مرتبة منه مع تجاوزنا لبعض التشدد الذي أبداه رحمه الله في بعض كتبه.
ثانيا:بالنسبة لكون الصراط أحد من السيف وأدق من الشعر لم يثبت هذا الوصف في حديث صحيح أو حسن حسب ما بان لي، ومن رأى غير ذلك فليبين لي مع شكري الجزيل له، وزيادة في تأكيد المسألة ها أنا أعرض خلاصة ما توصلت إليه في هذا الجانب.
ما ذكر من وصفٍ عن الصراط لا يتجاوز- من ناحية ثبوت الوصف- هذين الحديثين 1:
1 - قوله ? " فَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ جَهَنَّمَ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَجُوزُ مِنْ الرُّسُلِ بِأُمَّتِهِ، وَلَا يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ إِلَّا الرُّسُلُ وَكَلَامُ الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ وَفِي جَهَنَّمَ كَلَالِيبُ، مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ،هَلْ رَأَيْتُمْ شَوْكَ السَّعْدَانِ؟ قَالُوا نَعَمْ قَالَ فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَعْلَمُ قَدْرَ عِظَمِهَا إِلَّا اللَّهُ، تَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ يُوبَقُ بِعَمَلِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يُخَرْدَلُ ثُمَّ يَنْجُو، حَتَّى إِذَا أَرَادَ اللَّهُ رَحْمَةَ مَنْ أَرَادَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، أَمَرَ اللَّهُ الْمَلَائِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَيُخْرِجُونَهُمْ .. " 2
2 - قوله ? " وَتُرْسَلُ الْأَمَانَةُ وَالرَّحِمُ، فَتَقُومَانِ جَنَبَتَيْ الصِّرَاطِ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَيَمُرُّ أَوَّلُكُمْ كَالْبَرْقِ، قَالَ [حذيفة بن اليمان] قُلْتُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي أَيُّ شَيْءٍ كَمَرِّ الْبَرْقِ؟ قَالَ أَلَمْ تَرَوْا إِلَى الْبَرْقِ كَيْفَ يَمُرُّ وَيَرْجِعُ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ، ثُمَّ كَمَرِّ الرِّيحِ،ثُمَّ كَمَرِّ الطَّيْرِ، وَشَدِّ الرِّجَالِ، تَجْرِي بِهِمْ أَعْمَالُهُمْ،وَنَبِيُّكُمْ قَائِمٌ عَلَى الصِّرَاطِ، يَقُولُ رَبِّ سَلِّمْ سَلِّمْ حَتَّى تَعْجِزَ أَعْمَالُ الْعِبَادِ حَتَّى يَجِيءَ الرَّجُلُ، فَلَا يَسْتَطِيعُ السَّيْرَ إِلَّا زَحْفًا قَالَ،وَفِي حَافَتَيْ الصِّرَاطِ كَلَالِيبُ مُعَلَّقَةٌ مَأْمُورَةٌ بِأَخْذِ مَنْ أُمِرَتْ بِهِ،فَمَخْدُوشٌ نَاجٍ،وَمَكْدُوسٌ فِي النَّارِ «3 .
هذا هو الصراط، وهذه أوصافه حسب ما ذكر عنه في الروايات الصحيحة بميزان أهل السنة، أما ما زاد عن ذلك من كونه"أدق من الشعر وأحد من السيف"فلم يرد في حديث صحيح، وصحة الحديث شرط أساسي للإيمان بهذا الوصف، مادام لم يذكر في القرآن الكريم؛ إذ الأمور الغيبية متوقفة على الخبر، لأنه المسلك الوحيد للإيمان بها.
وعندما نرجع إلى هذا الوصف "أدق من الشعر وأحد من السيف"نجد أنه ذكر مرة موقوفا ومرات مرفوعا بأسانيد لم تخلو من وهن.
الرواية الموقوفة:
هذه الرواية وردت عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، ولم يرفعها إلى النبي ?،وفي هذا يقول أبو سعيد بعد أن ساق حديثا طويلا في الرؤية والصراط» بَلَغَنِي أَنَّ الْجِسْرَ أَدَقُّ مِنْ الشَّعْرَةِ وَأَحَدُّ مِنْ السَّيْفِ ? 4 ولم يذكر من أين بلغته هذه الزيادة.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه الرواية زيادة على أنها موقوفة فسند الحديث الذي جاءت فيه هذه الرواية واهٍ، والوهن متأتٍ من سويد بن سعيد الحد يثي الهروي [ت:204] وسويد هذا ضعيف باتفاق علماء الجرح والتعديل، قال فيه يحيى بن معين "كذاب ساقط" وقال أحمد "متروك الحديث"، وقال البخاري" كان قد عمي فتلقن ما ليس من حديثه" 5،وقال النسائي"ليس بثقة" وقال ابن حبان":يأتي بالمعضلات عن الثقات يجب مجانبة ما روى" 6
وباختصار فإن سويد مصنف في كتب الضعفاء 7 والمدلسين [وتدليسه كثير] 8 كما أنه عمي واختلط 9
الروايات الموصولة:
وردت هذه الرواية في مسند أحمد عن طريق عائشة رضي الله عنها " وَلِجَهَنَّمَ جِسْرٌ أَدَقُّ مِنْ الشَّعْرِ، وَأَحَدُّ مِنْ السَّيْفِ،عَلَيْهِ كَلَالِيبُ وَحَسَكٌ،يَأْخُذُونَ مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَالنَّاسُ عَلَيْهِ كَالطَّرْفِ وَكَالْبَرْقِ وَكَالرِّيحِ وَكَأَجَاوِيدِ الْخَيْلِ وَالرِّكَابِ،وَالْمَلَائِكَةُ يَقُولُونَ: رَبِّ سَلِّمْ رَبِّ سَلِّمْ، فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ،وَمَخْدُوشٌ مُسَلَّمٌ،وَمُكَوَّرٌ فِي النَّارِ عَلَى وَجْهِهِ « 10
كما أنها وردت عن أنس ? عند البيهقي بسند مبتور " وروي عن أنس أن النبي ? قال إن على جهنم جسرا أدق من الشعر وأحد من السيف « 11 وقال البيهقي معلقا على هذه الزيادة» وهذا اللفظ من الحديث لم أجده في الروايات الصحيحة، وروي عن زياد النميري عن أنس مرفوعا،الصراط كحد الشفرة أو كحد السيف، وهي أيضا رواية كمال وروي بعض معناه عن عبيد بن عمير عن النبي ? مرسلا « 12.
هذه الرواية المرسلة موجودة في مصنف ابن أبي شيبة» حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا الأعمش عن مجاهد عن عبيد بن عمير قال الصراط .... كحد السيف « 13،وعبد الله بن عمير لم يرفعها إلى النبي ?، فهي على هذا النحو تكون موقوفة على عبد الله بن عمير 14.
أما ما ذكر مرفوعا عن أنس رضي الله عنه فهو لم يصح من جهة الرفع 15
وذكر الحاكم في مستدركه هذه الزيادة كحد السيف " ... أنبأنا يزيد بن عبد الرحمن أبو خالد الدالاني، حدثنا المنهال بن عمرو، عن أبي عبيدة، عن مسروق عن عبد الله [بن مسعود] رضي الله عنه قال ... ويمرون على الصراط والصراط كحد السيف ... قال مسروق فما بلغ عبد الله هذا المكان من هذا الحديث إلا ضحك، فقال له رجل يا أبا عبد الرحمن لقد حدثت هذا الحديث مرارا، كلما بلغت هذا المكان من هذا الحديث ضحكت، فقال عبد الله سمعت رسول الله ? يحدثه مرارا فما بلغ هذا المكان من هذا الحديث إلا ضحك ... « 16
وجاءت هذه الرواية نفسها [كحد السيف] عن عبد الله بن مسعود أيضا في كتاب السنة لعبد الله بن أحمد» ... حدثني زيد بن أبي أنيسة عن المنهال بن عمرو، عن أبي عبيدة بن عبد الله عن مسروق بن الأجدع، قال حدثنا عبد الله ابن مسعود عن النبي ? ... « 17
وجاءت رواية عند الطبراني بلفظ"حد الموسى"عوضا عن حد السيف ولفظ الحديث» حدثنا أحمد بن المعلى الدمشقي ... عن علي بن يزيد [عن] عائشة ... وهو مثل حد الموسى « 18
وذكر الحاكم عن سلمان بلفظ"حد الموسى" ... عن سلمان عن النبي ? قال ... ويوضع الصراط مثل حد الموسى" 19
تبين من خلال ما تقدم أن هذه الزيادة وردت مرفوعة عن أربعة من الصحابة هم: عبد بن مسعود وعائشة وأنس بن مالك وسلمان
بعد ذكر جميع الروايات التي جاءت موصولة وموقوفة لا بد من عرضها متنا وسندا على الميزان العلمي لمعرفة هل هذه الزيادة صحيحة أم لا؟
فيما يتصل بسند هذه الروايات نجد في رواية أحمد بن حنبل ابن لهيعة، وهو ضعيف عند المحدثين 20،وتأسيسا عليه فالحديث من ناحية السند لا قيمة له، كما أننا نجد في رواية الحاكم يزيد بن عبد الرحمن أبا خالد الدالاني، والمنهال بن عمرو وأبا عبيدة، وكل واحد منهم لم يسلم من النقد 21 أما رواية عبد الله بن أحمد"كحد السيف"،فليست أحسن حظا من غيرها22 .
أما رواية "حد الموسى" فالأصح في رواية الحاكم أنها موقوفة على سلمان 23،أما رواية الطبراني فنجد في سنده علي بن يزيد الألهاني 24،وهو متروك باتفاق علماء الجرح والتعديل 25 فيسقط الحديث من ناحية السند.
هذه دراسة الزيادات من حيث السند، أما من حيث المتن،،فيمكنْ تسجيل الملاحظات التالية:
أولا: هذه الزيادات لم تذكر في الأحاديث الصحيحة التي جاءت واصفة للصراط.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيا: هذه الزيادات لم تتفق فيما بينها: فمرة جاءت الزيادة بلفظ"أدق من الشعرة وأحد من السيف"ومرة سقطت دقة الشعر، وبقي لفظ"كحد السيف"مع التنبيه إلى الفرق في المعنى بين القول أحد من السيف والقول كحد السيف،ومرة ثالثة لم يذكر السيف وعوض عنه"كحد الموسى".
ثالثا: لم تخل هذه الزيادات من اضطرابٍ، فقد نقل الحديث عن عائشة - وهي من رواة هذه الزيادة - مرفوعا» ... ولجهنم جسر أدق من الشعر وأحد من السيف" وسنده لم يصح لوجود ابن لهيعة، ونقل عنها هنا"كحد الموسى"،ونلحظ هنا إغفال كامل عن ذكر دقته"أدق من الشعر"،كما أنه روي عنها في حديث مرفوع للنبي ? ولا يوجد فيه أي ذكر لا للدقة ولا للحدة،مع الإشارة إلى أن هذا الحديث هو نفسه- من حيث المتن- الحديث الذي ذكرت فيه الدقة والحدة، مع اختلاف في السند 26،ومن رواة هذه الزيادة أنس، وقد روي عنه الرفع والوقف.
نستنتج مما سبق أن هذه الزيادة لم تصح، وعليه لا يصح وصف الصراط بأنه أدق من الشعر وأحد من السيف، ومن كان عنده بحث على خلاف هذا فليمدنا به شاكرين جهده
والحمد لله
======================
1أي ما ذكر من أحاديث أخرى جاءت تأكيدا لهذين الحديثين.
2 رواه البخاري ضمن حديث طويل، الجامع الصحيح، كتاب الأذان، باب فضل السجود، رقم:806.
3 جزء من حديث طويل رواه مسلم، في صحيحه، كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة، رقم:195.
4 جزء من حديث طويل،م. س. باب معرفة طريق رؤية الرؤية، رقم:183
5 انظر ما قلناه عن سويد: ابن الجوزي، الضعفاء والمتروكين:2/ 32،رقم:1587
6 الضعفاء والمتروكين:50،رقم:260
7 النسائي، الضعفاء والمتروكين:50،رقم:260، ابن الجوزي، م. س.ن. م.، الذهبي، المغني في الضعفاء: 290، ابن عدي، الكامل في ضعفاء الرجال:3/ 428،رقم:848
8 انظر: الكيكلدي، جامع التحصيل: 106،رقم:21،الطرابلسي، التبيين لأسماء المدلسين:108،رقم:34
9 الكيكلدي، المختلطين:51
10 مسند أحمد، باقي مسند الأنصار، مسند حديث السيدة عائشة، رقم:24272.
11 البيهقي شعب الإيمان:1/ 331
12 م. س.1/ 332.
13 ابن أبي شيبة، المصنف: 7/ 59،رقم:34198
14 ابن رجب الحنبلي، التخويف من النار:170.
15 م. س.ن. م.
16 المستدرك على الصحيحين: 2/ 408،رقم: 3424، وانظر م. س.4/ 632،رقم:8751 وفي كلا الموضعين تجد: يزيد بن عبد الرحمن أبا خالد الدالاني+المنهال بن عمرو+أبا عبيدة، وهم موطن النقد
17السنة:2/ 520 - 522،رقم:1203
18 المعجم الكبير:8/ 225،رقم: 7890
19 المستدرك على الصحيحين: 4/ 629،رقم:8739
20 يحيى بن سعيد القطان كان» لايرى ابن لهيعة شيئا «،و يحيى بن معين يقول:» عبد الله بن لهيعة ليس حديثه بذلك القوي «،، والحكم عليه بالضعف قاله أبو زرعة، ابن أبي حاتم الرازي، الجرح والتعديل:5 /، 146، ويقول فيه ابن الجوزي:» ذاهب الحديث" العلل المتناهية:1/ 341.وقال الجوزجاني:" لا يوقف على حديثه، ولا ينبغي أن يحتج به،ولا يغتر بروايته" أحوال الرجال: 155،رقم:274 وفيه يقول ابن حبان» سبرت أخبار ابن لهيعة فرأيته يدلس، رأيته يدلس عن أقوام ضعفاء،على أقوام ثقات قد رآهم، ثم كان لا يبالي،ما دُفع إليه قرأه سواء، كان من حديثه أو لم يكن من حديثه، فوجب التنكب عن رواية المتقدمين عنه قبل احتراق كتبه؛ لما فيها من الأخبار المدلسة عن المتروكين،ووجب ترك الاحتجاج برواية المتأخرين بعد احتراق كتبه؛لما فيها مما ليس من حديثه «نقل ذلك عنه ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين: 2/ 136 - 137، وانظر في تدليسه، الطرابلسي، التبيين لأسماء المدلسين: 125.
وقوله هذا جاء ردا على بعض الرواة الذين حدثوا عنه قبل إحراق كتبه، انظر: القيسراني، تذكرة الحفاظ: 1/ 238. ونختم الحديث عن ابن لهيعة بما قاله الذهبي:» ابن لهيعة تهاون بالإتقان، وروى مناكير، فانحط عن رتبة الاحتجاج به عندهم، وبعض الحفاظ يروي حديثه ويذكره في الشواهد والاعتبارات والزهد والملاحم لا في الأصول، وبعضهم يبالغ في وهنه ولا ينبغي إهداره، وتُتجنب تلك المناكير فإنه عدل في نفسه «سير أعلام النبلاء 8/ 14،وتهاونه بالإتقان وعدم احتجاج العلماء به نلمسه من قول أبي زرعة:» كان ابن لهيعة لايضبط، وليس ممن يحتج بحديثه «، انظر: ابن أبي حاتم الرازي، الجرح
(يُتْبَعُ)
(/)
والتعديل:5/ 147 21 ونذكر باختصار ما قيل فيهم:
يزيد بن عبد الرحمن أبو خالد الدالاني:اختلف فيه رجال التعديل والتجريح: وثقه أبو حاتم الرازي، وقال عنه أحمد بن حنبل لا بأس به انظر: ابن أبي حاتم الرازي،علل ابن أبي حاتم:2/ 10، الذهبي، ميزان الاعتدال في نقد الرجال:7/ 253،رقم:9731،بمقابل ذلك نجد ابن حبان يجرحه ويقول عنه:» كان كثير الخطأ، فاحش الوهم، يخالف الثقات في الروايات، حتى إذا سمعها المبتدئ في هذه الصناعة علم أنها معلولة أو مقلوبة لا يجوز الاحتجاج به إذا وافق الثقات، فكيف إذا انفرد عنهم بالمعضلات «ابن حبان، المجروحين: 3/ 105،رقم: 1185.
المنهال بن عمرو: وثقه ابن معين وأحمد والعجلي، وغمزه يحيى بن سعيد وشعبة،وتكلم فيه ابن حزم ولم يحتج بحديثٍ له،وقال فيه ابن حجر صدوق ربما وهم، انظر: الذهبي،،ميزان الاعتدال في نقد الرجال:6/ 527،رقم: 8813،ابن حجر، لسان الميزان: 7/ 400
أبو عبيدة:هو ابن عبد الله بن مسعود كان يحدث أحيانا عن أبيه ولم يسمع منه، انظر: ابن حجر العسقلاني، طبقات المدلسين:48،العجلي، معرفة الثقات:2/ 414.
22 يوجد في سندها يزيد الدالاني والمنهال بن عمرو، وزيادة على ذلك زيد بن أبي أنيسة، وقد قال فيه أحمد بن حنبل في حديثه بعض النكارة، انظر ابن الجوزي، الضعفاء والمتروكين:1/ 303.
23 ابن رجب الحنبلي، التخويف من النار:169.
24 الهيثمي، مجمع الزوائد:7/ 86.
25 قال عنه النسائي والدارقطني والهيثمي بأنه متروك الحديث، وقال عنه البخاري بأنه منكر الحديث وقال ابن حبان بأنه منكر الحديث جدا، انظر:النسائي، الضعفاء والمتروكين:77، ابن الجوزي، الضعفاء والمتروكين: 2/ 200، الهيثمي، مجمع الزوائد:7/ 86،البخاري، التاريخ الصغير: 1/ 310،رقم: 1500، ابن حبان، المجروحين:2/ 110،رقم: 685
26» عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا ذَكَرَتْ النَّارَ، فَبَكَتْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ? مَا يُبْكِيكِ؟ قَالَتْ ذَكَرْتُ النَّارَ فَبَكَيْتُ، فَهَلْ تَذْكُرُونَ أَهْلِيكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ? أَمَّا فِي ثَلَاثَةِ مَوَاطِنَ فَلَا يَذْكُرُ أَحَدٌ أَحَدًا عِنْدَ الْمِيزَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَيَخِفُّ مِيزَانُهُ أَوْ يَثْقُلُ، وَعِنْدَ الْكِتَابِ حِينَ يُقَالُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ،حَتَّى يَعْلَمَ أَيْنَ يَقَعُ كِتَابُهُ أَفِي يَمِينِهِ أَمْ فِي شِمَالِهِ أَمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ وَعِنْدَ الصِّرَاطِ إِذَا وُضِعَ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ" أبو داود، السنن، كتاب السنة، باب في ذكر الميزان، رقم:4755.
ـ[مرهف]ــــــــ[04 Jul 2006, 06:37 م]ـ
الأخ الدكتور حسن حفظك الله:
لا شك أن تفاصيل الغيبيات لا يعطى لها حكم أصول العقائد، فأصل العقيدة ثابت لا ريب فما تواتر وثبت من النصوص التوقيفية، ولكن في دراستك للصراط ووصفه أردت أن تثبت بالدليل العلمي أن هذا الوصف للصراط لم يصح ولا يجوز وصف الصراط به، واسمح لي أن أعلق على دراستك بملاحظات سريعة للدراسة والتوضيح:
أولاً: وأبدأ بالأخير في وصفك لرواية عائشة رضي الله عنها بالاضطراب بسبب اختلاف الرواية عنها، وهذا ليس باضطراب في رأيي، وذلك أنه لا تعارض بين الروايات الواردة عنها وكل الأمر أن رواية ذكرت صفتان ورواية ذكرت صفة واحدة ورواية ثالثة وافقت الثانية بالمعنى، أي إن رواية كحد الموسى هي في معنى رواية كحد السيف، ورواية أحد من السيف أيضاً هي في معنى ذلك وأما أدق من الشعر لا يخرج من حيث المعنى عن ذلك، ويكون إغفال هذه الصفة (أدق من الشعر) من تصرف الراوي الذي عليه مدار الحديث والله أعلم، والجمع بين هذه الروايات الثلاثة ممكن وليس صعباً.
أما بالنسبة لرواية ابن لهيعة، نعم هي ضعيفة هذا إن لم يتابع عليها، وأما حديثه بالمتابعة فهو حسن كما هو معلوم عند المحدثين، فكيف ولحديثه شواهد تقويه وترقى بحديثه؟، وأما اختلاف الرواية بالوقف والرفع فبرأيي هذا ليس من الاضطراب لأن الحديث من الغيبيات التي لا تتأتى بالاجتهاد والرأي فكلا الروايتين تعطى حكم الرفع والله أعلم، وكذلك القول في باقي الروايات الموقوفة كلها لها حكم الرفع كما هو أيضاً مقرر في علم الاصطلاح.
ثانياً: إن عدم ذكر هذه الصفة في الأحاديث الصحيحة لا يعني بطلانها في نفس الأمر، فالأمر يعود إلى مدى حجية الحديث لا إلى صحته فقط.
والحديث كما قلتم أنتم ورد عن أربعة من الصحابة، وتعددت طرقه وهذا يعني أن لهذا الوصف على أقل التقادير أصلاً لا يمنع من جواز هذا الوصف على الصراط،بل ونجد في هذه الأحاديث الضعيفة بعض الصفات المشتركة في وصف الصراط كاكلاليب والشوك، فالحديث الضعيف لا يعني عدم ثبوت الكلام عن النبي صلى الله عليه وسلم في نفس الأمر كما قال ابن الصلاح في مسائل الحديث الصحيح، كما أن صحة الحديث لا تعني ثبوت الحديث يقيناً للنبي صلى الله عليه وسلم في نفس الأمر وإنما الحكم يعود للقواعد المتفق ليها في الحكم على الحديث، بل يمكن لقائل أن يقول إن ورود الحديث عن أربعة من الصحابة يمكن أن يجعل الحديث من قبيل المتواتر لأن العدد في التواتر كما هو قول ابن حجر ليس له تعيين وكذلك لا يشترط في التواتر صحة أسانيده إذا كثرت وتعددت، نعم هذا الكلام وارد وليس مستبعداً وأرجوا أن يكون محل اعتبار في الدراسة التي أفدتم فيها.
ثالثاً: أما حديث أبي سعيد الخدري وقوله بلغني ولم يذكر ممن بلغه فهذا له احتمالان على فرض عدم سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم:
الأول أنه سمعه من صحابي عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا لا يضر فالصحابة كلهم عدول.
الثاني أنه سمعه من تابعي عن صحابي عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا يحتاج لدليل ويحتاج لدراسة: هل ثبت أن أبا سعيد الخدري روى عن تابعي عن صحابي عن النبي صلى الله عليه وسلم أم لا؟،.
ومع ذلك كله فالصحابي إذا قال بلغنب أو قال ينمي الحديث فحكمه حكم الرفع كما هو مقرر في مصطلح الحديث ولا يضر الجهالة بالساقط
هذه بعض الملاحظات السريعة على ما تفضلتم به، وهي أقرب لعرض إشكالات من كونها رأياً أتبناه أو أقول به أم لا وأنتظر منكم الإفادة جزاكم الله خيراً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[04 Jul 2006, 10:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ حسن بارك الله فيك وشكر جهدك المتميز كما اشكر الأخ مرهف على هذه المداخلة القيمة والعميقة
وننتظر الرأي من بقية الإخوة ...
ـ[د. حسن خطاف]ــــــــ[05 Jul 2006, 02:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الأستاذ مرهف بارك الله فيك، وأود أن أوضح بعض الأمور انطلاقا من تعليقكم:
أولا:
قولكم " إن عدم ذكر هذه الصفة في الأحاديث الصحيحة لا يعني بطلانها في نفس الأمر، فالأمر يعود إلى مدى حجية الحديث لا إلى صحته فقط"
هذا الكلام يحتاج إلى دقة أكثر والله أعلم وذلك من جهتين:
الجهة الاولى: قولكم إن الأمر يعود إلى مدى حجية الحديث لا إلى صحته، وهو كلام يشعر القارئ بوجود تنافر بين صحة الحديث وحجيته علما أن انتفاء صحة الحديث هو انتفاء لحجيته، فحجة الحديث تستمد من صحته في واقع الأمر.
الجهة الثانية: أن الحديث عن مفهوم الصراط هو حديث عن الغيبيات، والمنهج السديد في القول بالغيبيات- كما تعلمون- هو الاعتماد على الخبر، فإذا لم يصح الخبر لا يصح أن نبني عليه أمرا وجوديا.
بناء على هذا علينا أن نفرق بين أمرين: بين القول إن عدم صحة الحديث لا تعني البطلان في نفس الأمر، وبين القول إن عدم صحة الحديث لاتعني وجود هذا الأمر، والفرق بينهما كبير جدا، وعلماء الحديث عندما بحثوا في مصطلح الحديث لم يقصدوا المعنى الأول، وإنما قصدوا المعنى الثاني.
فسكوت النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء أو ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لشيء في حديث لم يصح ليبس انتفاء لهذا الشيء، ولكن في نفس الوقت عدم صحة الحديث هو عدم إثبات لهذا الشيء، وهذا المعنى الأخير هو المقصود، فنفي كون الصراط أدق من الشعر وأحد من السيف بناء على الأحاديث التي بين أيدينا، وهذا لايعني البطلان في نفس الأمر، فضعف الحديث – كما هو معلوم- ليس جزما بوضعه، كما أن صحته ليست جزما بوجود دلالته من حيث الواقع.
ثانيا:
لم احكم انا على رواية عائشة رضي الله عنها بالاضطراب انطلاقا من رواية عائشة ذاتها، وإنما من خلال روايتها مع رواية أنس رضي الله عنه، وعليه تكون الزيادة على هذا الشكل:
عن عائشة رضي الله عنها:1 - أدق من الشعر وأحد من السيف 2 - كحد الموسى من غير ذكر لدقة الشعر3 - وَعِنْدَ الصِّرَاطِ إِذَا وُضِعَ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ من غير ذكر لا للشعر ولا للسيف
عن انس رضي الله عنه روي مرفوعا وموقوفا.
فالذي ظهر لي من خلال ما تقدم اضطراب هذه الزيادة حيث إنها رويت عن عائشة ولم تروَ عنها مرة أخرى ومرة أخرى روي طرف منها، ورويت عن أبي سعيد موقوفة وعن غير مرفوعة.
علما ان اختلاف الألفاظ نوع من الاضطراب لأنه يشعر بعدم الضبط ومثل ذلك الاختلاف بين الرفع والوقف.
أما اللجوء إلى إيجاد مخارج قصد إبعاد الاضطراب فهو طريق لو سلكناه قد لانجد مثالا للاضطراب إلا في حديث ليس في المال حق سوى الزكاة، إن في المال حق سوى الزكاة، وذلك لوجود النفي وإثبات، وعندها سنقع في تعسف شديد،
ولاحظ أخي مرهف – حفظك الله - كيف تم الجمع في قولكم "وذلك أنه لا تعارض بين الروايات الواردة عنها وكل الأمر أن رواية ذكرت صفتان ورواية ذكرت صفة واحدة ورواية ثالثة وافقت الثانية بالمعنى، أي إن رواية كحد الموسى هي في معنى رواية كحد السيف، ورواية أحد من السيف أيضاً هي في معنى ذلك وأما أدق من الشعر لا يخرج من حيث المعنى عن ذلك، ويكون إغفال هذه الصفة (أدق من الشعر) من تصرف الراوي الذي عليه مدار الحديث والله أعلم، والجمع بين هذه الروايات الثلاثة ممكن وليس صعباً"
فالجمع الذي قمتم به استند على ما يلي:
- رواية كحد الموسى هي في معنى كحد السيف، ورواية أحد من السيف هي في معنى ذلك، مع وجود الفرق بين " كحد السيف وبين أحد من السيف.
- أدق من الشعر لايخرج من حيث المعنى عن قوله كحد السيف، وإذا كان أدق من الشعر بمعنى كحد السف فلماذا ذكره
- إغفال صفة أدق من الشعر من تصرف الرواي، كيف عرفنا ذلك.
أما قول أبي سعيد الخدري: بَلَغَنِي أَنَّ الْجِسْرَ أَدَقُّ مِنْ الشَّعْرَةِ وَأَحَدُّ مِنْ السَّيْفِ، وإن له حكم المرفوع، فهذه المسألة في تصوري تحتاج إلى ضبط ودقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
أولا: ليس هناك اتفاق على أن له حكم المرفوع وإن كان الجمهور قد ذهب إلى ذلك.
ثانيا: أبو سعيد الخدري رضي الله عنه من صغار الصحابة وكان يشترك مع أبي هريرة رضي الله عنه في رواية الحديث وأحيانا يعقب على أبي هريرة، وليس ببعيد إن كان قد سمع من الصحابة فسماعه في الأغلب عن أبي هريرة، وقد روي عن أبي هريرة، وهو الحديث الأول وقد خلا ذكر الصراط من هذا الوصف.
ثالثا:
فيما يتصل بابن لهيعة فالمسألة في عدم الاحتجاج به اجتهادية، وعندما نرجع إلى بعض ألفاظ الجرح التي قيلت فيها نجد منه أنه قيل فيه: " ليس بشيء "، " ذاهب الحديث" وهي كافية عند البعض لجعل الراوي لايحتج به ولا يستشهد به ولا يعتبر به، علما أن ابن لهيعة يحتاج إلى دراسة مستقلة حتى يخرج المرء بحكم يشفي الغليل.
رابعا:
أما هل يكمن اعتبار هذا الحديث من المتواتر فهو مستبعد جدا – في تصوري، لأن التواتر أن يروي الخبر جمع عن جمع بحيث تحيل العادة تواطؤهم على الكذب ويكون شرط الكثرة متوفر في كل سلسلة، ومن المعلوم أن الأحاديث المتواترة هي قليلة إذا ما قيست بالأحاديث الصحيحة، بل هناك من ادعى ندرتها.
والحديث الذي بين أيدينا ليس من هذا القبيل.
وكون العدد ليس شرطا في التواتر لا يعني البتة التجاوز عن شرط العدد عند المتكلمين والأصوليين، ولكن المقصود به عدم التعويل على العدد بذاته، وإلا فإن العدد شرط من شروط المتواتر، أي أن العبرة باليقين الذي يفيده الخبر، واليقين قد يستفاد من خبر ستة وقد لا يستفاد من خبر عشرين.
فالرواة في سند الحديث عددا وصفة لا تؤهل هذا الحديث ليكون من قبيل المتواتر.
وصحة الأسانيد ليست شرطا عندما تكون هناك كثرة نستغني بها عن صفات المخبرين ولذلك لم يشترط المتكلمون والأصوليون الإسلام للخبر المتواتر، لأن مباحث المتواتر ليست من صناعة المحدثين، إنما هي من نسيج المتكلمين
والله أعلم بالصواب مع الشكر الجزيل لك أخي مرهف وللدكتور أحمد
======
د. حسن الخطاف - كلية الشريعة جامعة دمشق
ـ[د. علي أسعد]ــــــــ[08 Jul 2006, 09:34 م]ـ
الأخ الدكتور حسن: بارك الله في جهودك وأيدك الله بعونه وتوفيقه. أود أن أسأل هل عرضت في بحثك السابق كل الروايات ذات الصلة أم اقتصرت على بعضها؟ وهل يمكن اعتبار مجموع الروايات في التصحيح؟ وما الذي جعل العلماء السابقين يقررون هذه الأوصاف للصراط؟
ـ[مرهف]ــــــــ[09 Jul 2006, 08:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أعتذر بداية عن التأخير في التعليق لأسباب متعددة وأشكرك أخي الدكتور حسن على هذا الإثراء للموضوع وأتابع بالشكر للدكتور أحمد على هذه المتابعة وأسأل الله السداد والهداية وأوجز التعليق في الآتي:
أولاً: إن القول بأن العبرة بحجية الحديث أعم من القول بصحة الحديث وكما تعلمون فإن الحجية ليست مقتصرة على الصحة وإنما على الحديث الحسن بله والحديث الضعيف أيضاً كما هو عمل أبي داود وأبي حنيفة في الأحكام وغيرهما، فقصر الحجية في الحديث على الحديث الصحيح لا يجوز، اللهم إلا إن قلنا بأن المراد بالصحيح ما يشمل الحسن وهذا غير وارد اصطلاحاً، وبما أن المسألة هنا مطروحة في أمر غيبي فإن الأمر يختلف ويمكن تفصيل القول فيه أن الاعتقاد بوجود الصراط ثابت بما صح وثبت من النصوص التوقيفية، وأما الصفات التفصيلية فهذا هو محل الكلام، وأنا حقيقة لم أراجع أحاديث صفة الصراط لقلة المراجع بين يدي بسبب سفري وإنما اعتمدت على دراستكم وعرضكم لهذه الأحاديث وحبذا لو يراجع أحد الأخوة كتاب الإيمان بعوالم الآخرة لفضيلة الشيخ المحدث عبد الله سراج الدين رحمه الله فإنه عقد الكتاب لذلك ويكتب لنا ما وجد فيه عن الصراط، ولكن ألا يمكن القول بأن الإيمان والاعتقاد بهذه التفصيلات ليس مطلوبة في أصل العقيدة ولكن لا يمنع هذا من ذكرها على سبيل الترغيب والترهيب هذا إن سلمنا بأنها ضعيفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً: بالنسبة لابن لهيعة المصري (96 ـ 174هـ) لو نظرنا في ترجمته وما ورد فيه من الأقوال عند أئمة الجرح والتعديل لوجدنا أيضاً من يعدله والذين عدلوه أقرب لعصره من كثير ممن جرحوه، فأحمد ابن حنبل يقول: (من كان مثل ابن لهيعة بمصر في كثرة حديثه وضبطه وإتقانه)،وعنه أيضاً: (ما كان محدث مصر إلا ابن لهيعة)، وأحمد بن صالح يقول: (كان ابن لهيعة صحيح الكتاب، طلاباً للعلم) [انظرميزان الاعتدال 2/ 477 ط دار الفكر]، والحقيقة أننا لو أردنا أن نطعن برواية ما لراوٍ ما لوجدنا من الطعن لهذا الراوي ما يكون سبباً لرفض روايته وحديثه لو اقتصرنا على هذا الطعن، وكذلك القول عند قبول رواية لراوٍ ما، ولكن المنهج العلمي السليم يتطلب إنصافاً وتجريداً لفكرة سابقة على الحكم على أي حديث، وإني في الأصل العام أحب أن أمشي على رأي جمهور المحدثين في قواعد الجرح والتعديل ونقد الحديث وخاصة في أمور الاعتقاد لأنه اعتقاد أمة ولا يصلح فيه رأي فرد.
أعود لموضوع ابن لهيعة وروايته وأقول إن روايته في وصف الصراط ليست ضعيفة وإنما أقل ما يقال فيها هي من الحسن لغيره وأما ما ورد في الطعن فيه فهذا محل تفصيل لا يقبل مطلقاً هكذا ولا يرد مطلقاً هكذا أيضاً، فالحكم فيه نسبي، وروايته لا ترد مطلقاً ولذلك فإنا نجد له روايات في صحيح مسلم ولكن مقروناً بعمرو بن الحارث [انظر تهذيب الكمال 4/ 255 ط أولى 1998] ويقول الخزرجي في خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: (وروى له البخاري والنسائي ولم يصرحا باسمه) [صـ211 من الخلاصة ط مكتب المطبوعات الإسلامية]، قال المزي: (وروى البخاري في الفتن من صحيحه [وذكر الحديث] ... وفي الاعتصام .. [وذكر حديث إن الله لا ينزع هذا العلم] .. وفي تفسير سورة النساء وفي آخر الطلاق وفي غير موضع؛ فقال أبو عبد الله بن يربوع الإشبيلي: إنه ابن لهيعة في هذه المواضع كلها. وروى النسائي أحاديث كثيرة من رواية ابن وهب وغيره يقول فيها عن عمرو بن الحارث وذكر آخر، وعن فلان ونحو ذلك وجاء كثير من ذلك مبيناً في رواية غيره أنه ابن لهيعة.) [تهذيب الكمال 4/ 455، 456].
فإن كان أمثال البخاري ومسلم قد أخرجا له مقروناً بغيره أو عن طريق رجال بأعيانهم لصحة الرواية عنه من طريقهم، وكذلك النسائي الذي نعلم جميعاً أنه لا يخرج حديثاً لراوٍ أجمعوا على ضعفه مع تشدده كما هو مشهور عنه فهذا يعني أن أحاديث ابن لهيعة ينظر فيها وينبغي دراستها بتمهل ولذلك نجد أن حكم ابن حجر الذي لخصه في التقريب أنسب ما يقال فيه، يقول رحمه الله: (صدوق من السابعة خلط بعد احتراق كتبه ورواية ابن مبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرهما .. ) ولا يقتصر في ثبوت الرواية وصحتها عنه في هذين المحدثين الجليلين ولكنهما أعدل من يروي عنه، ولا شك أن قول ابن حجر فيه أنه (صدوق) وهي عنده لها دلالة شرحها في مقدمة التقريب ترفع حديثه من الرد إلى الاعتبار والقبول، فكيف ولحديثه شواهد من طرق متعددة، فإنما توقفنا في رد حديثه من جهة حفظه واختلاطه بعد احتراق كتبه، فإذا أتت المتابعات أو الشواهد من طرق متعددة تثبت أنه لم يختلط بل كان حافظاً في هذه الرواية فإن حديثه مقبول ويقوى مع المتابعات والشواهد، وهذا هو منهج المحدثين في تعاملهم مع رواية ابن لهيعة ففي ميزان الاعتدال عن حنبل عن أبي عبد الله قال: (ما حديث ابن لهيعة بحجة وإني لأكتب كثيراً مما أكتب لأعتبر به ويقوي بعضه بعضاً) [الميزان 2/ 478] وعمل البخاري ومسلم والنسائي والترمذي وغيرهم دليل واضح على ذلك.
ولذلك أرى أن حديثه في وصف الصراط هنا حجة ومقبول لما تقدم والله أعلم.
ثالثاً: القول بالاضطراب لا يكون إلا عند اختلاف الروايات اختلافاً حقيقاً لا يمكن الجمع بينها أبداً سنداً ومتناً ولم نعلم المتقدم من المتأخر فيها وهذا غير متوافر في أحاديث وصف الصراط التي أوردتموها بأسانيدها على عهدتكم، وليست مهمتنا هنا أن نثبت الاضطراب بل أن ننفيه ما استطعنا وهذا ما كان يقوم به ابن خزيمة وابن حجر في الفتح عند اختلاف الروايات، وأما إغفال لفظة في رواية ذكرتها رواية أخرى فهذا يدخل في نسيان الراوي للفظة ذكرها غيره وهو معنى تصرف الراوي، وزيادتها مع عدم معارضتها لا تثبت اضطراباً للحديث فالأحاديث تجتمع في معنى دقة الصراط وحدته. ومثال ذلك أن البخاري في كتاب الحرث والمزارعة عقد (باب اقتناء الكلب للحرث) وأورد فيه حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: (من أمسك كلباً فإنه ينقص كل يوم من عمله قيراط إلا كلب حرث أو ماشية) وفي رواية: (إلا كلب غنم أو حرث أو صيد)، وروى مسلم عن ابن عمر مرفوعاً: (أمر بقتل الكلاب إلا كلب صيد أو كلب غنم) فقيل لابن عمر: إن أبا هريرة يقول: (أو كلب زرع)، فقال ابن عمر: (إن لأبي هريرة زرعاً، ويقال أن ابن عمر أراد بذلك الإشارة إلى تثبيت رواية أبي هريرة وأن سبب حفظه لهذه الرواية دونه أنه كان صاحب زرع دونه ومن كان مشتغلاً بشيء احتاج إلى تعرف أحكامه. [انظر الفتح 5/ 6].
فهذا سبب من أسباب حفظ الراوي لرواية نسيها غيره، وقد يروي الراوي لفظةً بمعناها لأنه نسي اللفظ الذي تلقاه ولكن بحيث لا يخرج عن المعنى العام ومثاله هذا الحديث الذي يصف الصراط واختلاف الرواية فيه والأمر محتمل ولكنه بعيد ـ برأيي ـ عن الاضطراب، هذا والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. حسن خطاف]ــــــــ[23 Jul 2006, 04:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الدكتور علي أسعد بارك الله فيك ومعذرة على تأخير الرد لانشغالي لم أقم في واقع بعملية انتقاء، وإنما بعملية مسح فيما هو متصل بالصراط، وهذا المسح جاء في حدود علمي، وكل ظني والله تعالى اعلم أنه لم يند عن هذا شيء، ومن وجد زيادة على ما ذكرته فليبعث لي به حتى أراجع بحثي على ضوء ما هو جديد.
سؤالكم الثاني: ((وهل يمكن اعتبار مجموع الروايات في التصحيح؟)) لم يتضح لي المراد منه، ولعل المقصود، هل يمكن أن نعتبر مجموع هذه الروايات ترقى إلى مستوى الحديث الصحيح؟ فإن كان المقصود كذلك، فالذي أراه انه لا يصل إلى هذا المستوى، وقد بينت ذلك في الدراسة التي ذكرتها.
أما عن السؤال الأخير ففي تصوري قلة هم الذين قالوا بهذا الوصف من أهل، وقد ذكر الأشعري هذه المسألة قائلا: واختلفوا في الصراط: فقال قائلون: هو الطريق إلى الجنة وإلى النار ووصفوه فقالوا: هو أدق من الشعر وأحد من السيف ينجي الله عليه من يشاء.
وقال قائلون: هو الطريق وليس كما وصفوه بأنه أحد من السيف وأدق من الشعر ولو كان كذلك لاستحال المشي عليه." مقالات الإسلاميين
وذكرها الغزالي في " الاقتصاد في الاعتقاد"
ومن المؤكد أن القائلين به اعتمدوا على الأحاديث التي سبق أن قمت بدراستها والله تعالى أعلم
ـ[د. حسن خطاف]ــــــــ[23 Jul 2006, 04:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله بك أخي مرهف ومعذرة على هذا التأخير لانشغالي.
حقيقة انا سررت بما ذكره لأنه ينم عن متابعة، وقد طلبت في بحثي من كل الأخوة التعليق على ما يرونه لأن الحق أحقُ أن يُتَّبع، وهنا أود أن اوضح بعض النقاط، وهي ليست أصرارا على فكرة بقدر ما هو بيان لما هو صواب في ظني.
- الصلة بين حجية الحديث وصحته، في زعمي أنها ليست كما ذكرتموه، فكلمة الصحيح التي ذكرتها أنا، ليس المقصود بها الحديث الصحيح المفارق للحديث الحسن، وإنما قصدت بذلك صحة الحديث سواء أكان صحيحا أو حسنا، وهذا معروف من خلال سياق الحديث، فسياق الحديث هو الذي يحدد ذلك، فالذي قصدته نفي ان يكون الحديث مما يحتج به، ولم أقصد بالصحة المعنى الاصطلاحي وهذا واضح من السياق وهذا النوع ممن الممكن استخدامه في تصوري.
خذ مثلا على ذلك عندما تُسأل عن حكم حديث وأنت تعلم أن هذا الحديث موجود في صحيح مسلم، فأنت تقول للسائل هذا حديث صحيح، ومن المعروف أن قولك هذا ليس المقصود به الحديث الصحيح بتعريفه في مصطلح الحديث، وهو الذي حوى الشروط الخمسة، وإنما تقصد أن هذا يحتج به أي أن قولك حديث صحيح يشمل الحديث الصحيح والحسن، ولا يعني بالضرورة أن يكون صحيحا بالمعنى الاصطلاحي لأن التفريق بين الصحيح والحسن كما هو معلوم نشأ على يد الترمذي ولا يمكن أن نحاكم به من سبقه.
وخذ دليلا على ذلك أيضا ان بعض المحدثين ما كانوا يفرقون في واقع الأمر بين الصحيح والحسن، خذ مثلا على ذلك صحيح ابن خزيمة وتلميذه ابن حبان صاحب " صحيح ابن حبان، فوجود الحديث في صحيحيهما لا يعني انه صحيح بالمعنى الاصطلاحي بل ما كانا يفرقان بين الصحيح والحسن.
إذا كلمة الصحيح التي ذكرتها لا اعني بها الصحيح كمصطلح، وإنما المقصود بها الحديث المقبول الذي يمكن أن يكون حجة، وقد صرحت ذلك في مقدمة بحثي عندما قلت " لم يثبت هذا الوصف (وصف الصراط) في حديث صحيح أو حسن حسب ما بان لي"
وإذا كانت كلمة الصحيح مقصودا بها " الصحيح والحسن " كان نفي الصحة في تصوري هو نفي لحجية الحديث، لأنك عندما تنفي الصحة عن الحديث فأنت تنفي أن يكون صحيحا أو حسنا، والحديث لا يكون حجة إن نزل عن هذه المرتبة.
* اما قولكم عن الحديث الضعيف قد يكون حجة " وذلك كعمل أبي داود وأبي حنيفة في الأحكام وغيرهما"، فالمسألة تحتاج إلى توضيح ذلك أن العمل بالحديث الضعيف ليس بالضرورة أن يكون مما يحتج به على إطلاقه، فقد يعمل به لعدم وجود غيره وعلى هذا يحمل عمل أبي داود وأحمد بن حنبل، والعمل بالضعيف هنا محمول على الحديث الضعيف الذي لم يكن شديد الضعف مع انتفاء المعارض، وقد يعمل به لأنه صحيح بالنسبة لمن يعمل به ضعيف عند غيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحتى عند الجمهور عندما قالوا يعمل به في فضائل الأعمال ضمن شروط معينة، فالنظر في موقف الجمهور هذا يدل على أنه ليس حجة، وإلا لعمل به في الأحكام وغيره، ولما كانت هناك حاجة للشروط التي وضعت للعمل بالحديث الضعيف.
*أما قولكم " الاضطراب لا يكون إلا عند اختلاف الروايات اختلافاً حقيقاً لا يمكن الجمع بينها أبداً سنداً ومتناً ولم نعلم المتقدم من المتأخر فيها وهذا غير متوافر في أحاديث وصف الصراط التي أوردتموها بأسانيدها على عهدتكم"
فهذا الكلام في واقع الأمر صحيح نظريا، أما تطبيقيا فغير مسلم بصحته، ولذا عندما تنظر إلى كثير من الأحاديث التي حكم عليها بالاضطراب قد لا تجد تطبيقا للجانب النظري.
من ذلك مثلا حديث" مَنْ لَمْ يَنْوِ الصِّيَامَ مِنْ اللَّيْلِ فَلَا صِيَامَ لَهُ " حكم عليه البعض بالاضطراب للاختلاف بين رفعه ووقفه، ا، انظر: التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير - (ج 3 / ص 15 والاختلاف الموجود يمكن أن يحل بالقول إنه روي مرة مرفوعا ومرة موقوفا، أي أننا عندما ننظر إلى تعريف المضطرب في كتب أصول الحديث يعسر علينا ان نحكم على هذا الحديث بالاضطراب، بل إني أقول لك يا أخي مرهف إذا أخذنا بتعريف المضطرب كما هو موجود في أصول الحديث فقد لا تجد مضطربا أبدا اللهم إلا حديث: ليس في المال حق سوى الزكاة إن في المال حق سوى الزكاة، وذلك لسبب واحد أن العلاقة بينهما هي علاقة سلب وإيجاب، والله تعالى أعلم.
أما قولكم" أقول إن روايته [رواية ابن لهيعة] في وصف الصراط ليست ضعيفة وإنما أقل ما يقال فيها هي من الحسن لغيره "
هذا الكلام فيما أتصور غير دقيق والله تعالى أعلم، لأنك عندما تقول أقل ما يقال فيها هي من الحسن لغير، فمؤدى هذا أنها تحتمل ان تكون اعلى من ذلك، وأعلى من الحسن لغيره هي: الصحيح لذاته، الصحيح لغيره، الحسن لذاته.
لا يمكن ان تكون الرواية من الصحيح لذاته لأن كل سند رواية من رواية الصراط الذي ذكر فيها وصف الصراط بانه أدق من الشعر وأحد من السيف لم تخل من نقد فكيف يكون صحيحا لذاته.
ولايمكن – فف تصوري أن تكون من قبيل الصحيح لغيره، لأن هذا يفترض أن تكون رواية ابن لهيعة من نوع الحسن لذاته أولا وهو أمر غير مسلم به وتتعضد هذه الرواية من النوع التي هي من الحسن لذاته من وجه آخر مثلها أو أقوى منها حتى تنتقل إلى الصحيح لغيره، وهذا غير مسلم به.
كما أنها في تصوري ليست روايته من الحسن لذاته، لأن الفارق بين الحسن لذاته وبين الصحيح لذاته هو خفة الضبط، والنقد الذي وجه إلى ابن لهيعة ليس خفة ضبط، بل هي أكثر من ذلك حتى قال الذهبي " الذهبي:» ابن لهيعة تهاون بالإتقان، وروى مناكير، فانحط عن رتبة الاحتجاج به عندهم، وبعض الحفاظ يروي حديثه ويذكره في الشواهد والاعتبارات والزهد والملاحم لا في الأصول، وبعضهم يبالغ في وهنه ولا ينبغي إهداره، وتُتجنب تلك المناكير فإنه عدل في نفسه «سير أعلام النبلاء 8/ 14.
وفي هذا السياق يقول أبو زرعة:» كان ابن لهيعة لا يضبط، وليس ممن يحتج بحديثه «، انظر: ابن أبي حاتم الرازي، الجرح والتعديل:5/ 147.
فالمسألة ليست مسألة خف ضبط حتى يكون حديثه من الحسن، فهو ضعيف في ذاته
بقي الاختلاف بيننا أخي مرهف فيما أتصور هل روايته هنا تعد من قبيل الحسن لغيره، أنت هذا ما تره، وانا أرى غير ذلك،
مع العلم أن إطلاق الاحتجاج بالحديث الحسن لغيره غير مسلم به، ويحتج بالحديث الحسن لغيره إذا ورد من طرق يحصل من مجموعها ما يترجح به جانب القبول، فإن كان كذلك قبل وإلا فلا، وأنا أرى في واقع الأمر أن هذا الحديث أن هذه الروايات لا ترقى به إلى مستوى الاحتجاج والله تعالى أعلم.
ورواية مسلم له مقرونا بغيره ترجح ضعفه، فهو لم يرو له أصالة، والله تعالى اعلم.
==========
د. حسن الخطاف/ كلية الشريعة بجامعة دمشق.
ـ[مرهف]ــــــــ[25 Jul 2006, 06:21 م]ـ
فضيلة الدكتور حسن حفظكم الله
أولاً أشكركم على سعة صدركم، والحقيقة وددت أن لا أكون منفرداً في نقاش هذه المسألة وأن لا تتشعب في الجزئيات وننسى أصل المسألة، والحمد لله أنكم حصرتم الاختلاف في المسألة بيننا في كون الحديث من الحسن لغيره أم لا، وأنتم لا ترون ذلك ولكم رأيكم، ولكن لا بد من إبداء بعض الأمور ومنها:
(يُتْبَعُ)
(/)
بالنسبة لحديث ابن لهيعة فإن الأوصاف التي قيلت فيه أؤكد الكلام السابق فيها أنها نسبية، ومجرد استدلال البخاري ومسلم والنسائي بحديثه مقروناً مع غيره يؤكد ذلك، وفيما ذكرته من الكلام حول ابن لهيعة يوضح ذلك، إذن فالنظر لبعض الأقوال في جرح ابن لهيعة ميل لحكم دون آخر.
بالنسبة للحديث الضعيف فإن كلامكم حفظكم الله لا خلاف فيه ولكن تعلمون أن أول شرط للعمل بالضعيف هو أن لا يكون شديد الضعف، وهو ما جرى عليه عمل العلماء في أحاديث الأحكام، وليس الأمر مطروحاً في هذه الجزئية والكلام في الحديث الضعيف يطول.
ثم إني وجدت كلاماً لابن كثير يؤيد ما ذهبت إليه من تقوية أحاديث الصراط ببعضها وعدم الحكم عليها بالاضطراب، وهو في كتاب أهوال يوم القيامة بتحقيق يوسف علي بديوي وهو في الأصل مأخوذ من البداية والنهاية لابن كثير وطبعه يوسف بديوي مفرداً فيه أهوال يوم القيامة دون أن يشير إلى أنه مأخوذ من البداية والنهاية (ط دار اليمامة دمشق الثانية 1422 ـ 2002) وسأورد من الكتاب ما يبين هذا:
حديث ابن مسعود موقوفاً بلفظ: فيمرون على الصراط كحد السيف دحض مزلة ... (أهوال يوم القيامة صـ208) أخرجه البيهقي من طريق المنهال بن عمرو عن أبي عبيدة عن مسروق عن ابن مسعود.
قال ابن كثير: (وقد أورده البيهقي بعد هذا من حديث حماد بن سلمة عن أبي عاصم عن أبي وائل عن ابن مسعود فذكره موقوفاً) أهوال القيامة صـ 209.
ومعنى دحض مزلة أي مزلقة لا يمكن الثبات عليها (انظر مجمع بحار الأنوار في غريب التنزيل ولطائف الأخبار 2/ 153)
ثم ذكر ابن كثير أن البيهقي أخرج أيضاً من حديث أنس بن مالك مرفوعاً: (الصراط كحد الشعرة، أو كحد السيف .. الحديث) ثم قال ابن كثير: (ثم روى البيهقي من حديث سعيد بن زربي عن يزيد الرقاشي عن أنس مرفوعاً نحو ما تقدم بأبسط منه وإسناد ضعيف ولكن يقوَّى بما قبله والله أعلم) أهوال يوم القيامة صـ 209. لم يحكم عليه بالاضطراب ولكن قواه بتعدد طرقه
وذكر ابن كثير في موضع آخر حديث ابن مسعود عند الإمام أحمد (1/ 435) موقوفاً وفيه: (والصراط دحض مزلة عليه حسك كحسك السعدان حافتاه ملائكة معهم كلاليب من نار يختطفون بها الناس .. ) قال ابن كثير: (وله شواهد فيما مضى وما سيأتي إن شاء الله) أهوال يوم القيامة صـ 217.
وفي موضع آخر ذكر ابن كثير ما رواه ابن أبي الدنيا من طريق حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي قال: يوضع الصراط يوم القيامةوله حد كحد الموسى، فتقول الملائكة: ربنا ومن يجيزنا على هذا؟ فيقول: من شئت من خلقي، فيقولون: ربنا ما عبدناك حق عبادتك. أهوال يوم القيامة صـ 230.
نلاحظ أن ابن كثير وهو محدث ومفسر وفقيه لم يحكم على الحديث بالاضطراب،مع ظهور اختلاف الروايات بلفظ كحد السيف أو كحد الموسى، أو مثل السيف ... بل إنه قوى الأحاديث ببعضها في رواية ابن مسعود، ورواية أنس بن مالك.
وأما تعريف المضطرب فيقول السيوطي في تدريب الراوي صـ 133 مدرجاً كلامه مع كلام النووي في التقريب: (المضطرب "هو الذي يروى على أوجه مختلفة" من راو واحد مرتين أو أكثر أو من راويين أو رواة "متقاربة"، وعبارة ابن الصلاح "متساوية" وعبارة ابن جماعة "متقاومة" .. أي ولا مرجح .. ) إذن في الاضطراب اختلاف في الرواية أو المتن اختلافاً حقيقياً يوجب رد الحديثين المضطربين لعدم الترجيح لأحدهما، وعبارة ابن جماعة "متقاومة" تنبئ عن تجاذب الترجيح للتساوي بين الروايات في السند أو المتن، ولا يضيرنا أن لا يوجد مثال للمضطرب أو أن تكون الأمثلة على المضطربة نادرة فهذا ليس بدليل على قبول الاضطراب في كل حديثين اختلفا اختلافاً ظاهراً، فكم من مثال ذكره العلماء عن المضطرب ثم نقد وتدريب الراوي ذكر أمثلة على المضطرب ذكرها المحدثون ثم نقدها ونقل كلام شيخه ابن حجر في نقدها.
ثم إني أرى فضيلتكم تقولون في كل مسألة إن فيها نظراً ولكنكم لا توضحون وجهة نظركم وانتقادكم ورأيكم فيها وما هو الراجح برأيكم.(/)
كيف نزلت هذه الآية [أفلم يتبين] أم {أفلم ييأس}؟
ـ[سبيل الإسلام]ــــــــ[06 Jul 2006, 04:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
لي سؤال وارجو الاجابه عليه بشكل مفصل
كيف نزلت هذه الآية [أفلم يتبين] أم {أفلم ييأس}؟
وكذلك قول ابن عباس: أظن الكاتب كتبها وهوناعس
الإتقان في علوم القرآن- للسيوطي
وما أخرجه ابن الأنباري من طريق عكرمة عن ابن عباس أنه قرأ
– {أفلم يتبين الذين آمنوا أن لويشاء الله لهدى الناس جميعاً} –
فقيل له إنها في المصحف: أفلم ييأس،
فقال: أظن الكاتب كتبها وهوناعس.
الدر المنثور في التفسير بالمأثور- للإمام جلال الدين السيوطي
المجلد الرابع >> 13 - سورة الرعد مدنية وآياتها ثلاث وأربعون >> التفسير
الآيات 30 - 34
وأخرج ابن جرير وابن الأنباري في المصاحف، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قرأ [أفلم يتبين الذين آمنوا] فقيل له: إنها في المصحف {أفلم ييأس}
فقال: أظن الكاتب كتبها وهو ناعس.
وأخرج ابن جرير عن علي - رضي الله عنه - أنه كان يقرأ [أفلم يتبين الذين آمنوا].
الدر المنثور في التفسير بالمأثور- للإمام جلال الدين السيوطي
المجلد الرابع >> 13 - سورة الرعد مدنية وآياتها ثلاث وأربعون >> التفسير
الآيات 31 - 34
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه، عن عطية العوفي - رضي الله عنه - قال: قالوا لمحمد صلى الله عليه وسلم
"لو سيرت لنا جبال مكة حتى تتسع فنحرث فيها، أو قطعت لنا الأرض كما كان سليمان عليه السلام يقطع لقومه بالريح، أو أحييت لنا الموتى كما كان عيسى عليه السلام يحيي الموتى لقومه.
فأنزل الله تعالى {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال ... } الآية، إلى قوله {أفلم ييأس الذين آمنوا}
قال: أفلم يتبين الذين آمنوا؟ " قالوا: هل تروي هذا الحديث عن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟
قال: عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وجزاكم الله خير
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[07 Jul 2006, 01:44 ص]ـ
الأثر مرويٌ في تفسير الطبري - (ج 16 / ص 452):
حدثنا أحمد بن يوسف قال: حدثنا القاسم قال: حدثنا يزيد، عن جرير بن حازم، عن الزبير بن الخِرِّيت= أو يعلى بن حكيم=، عن عكرمة، عن ابن عباس، أنه كان يقرؤها:"أَفَلَمْ يَتَبيَّنِ الَّذِينَ آمنُوا"؛ قال: كتب الكاتب الأخرى وهو ناعسٌ.
وقد تتابع المفسرون بردّ هذه الرواية وإليك بعضاً من أقوالهم:
قال أبو بكر الأنباري: روي عن عكرمة عن ابن أبي نجيح أنه قرأ - " أفلم يتبين الذين آمنوا " وبها احتج من زعم أنه الصواب في التلاوة، وهو باطل عن بن عباس، لأن مجاهدا وسعيد بن جبير حكيا الحرف عن ابن عباس، على ما هو في المصحف بقراءة أبي عمرو وروايته عن مجاهد وسعيد بن جبير عن ابن عباس، ثم إن معناه: أفلم يتبين، فإن كان مراد الله تحت اللفظة التي خالفوا بها الإجماع فقراءتنا تقع عليها، وتأتي بتأويلها، وإن أراد الله المعنى الآخر الذي اليأس فيه ليس من طريق العلم فقد سقط مما أوردوا. تفسير القرطبي - (ج 9 / ص 320)
وقال الرازي:
والوجه الثاني: ما روي أن علياً وابن عباس كانا يقرآن: {أفلم يأس الذين آمنوا} فقيل لابن عباس أفلم ييأس فقال: أظن أن الكاتب كتبها وهو ناعس أنه كان في الخط يأس فزاد الكاتب سنة واحدة فصار ييأس فقرىء ييأس وهذا القول بعيد جداً لأنه يقتضي كون القرآن محلاً للتحريف والتصحيف وذلك يخرجه عن كونه حجة. تفسير الرازي - (ج 9 / ص 182)
وقال الزمخشري: «وهذا ونحوه مما لا يصدق في كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وكيف يخفى هذا حتى يبقى بين دفتي الإمام، وكان متقلباً في أيدي أولئك الأعلام المحتاطين في دين الله المهيمنين عليه، لا يغفلون عن جلائله ودقائقه خصوصاً عن القانون الذي إليه المرجع، والقاعدة التي عليها المبنى، هذه والله فرية ما فيها مرية.
وقد ناقش الزرقاني هذه الشبهة في كتابه مناهل العرفان ورد الرواية وذكر بعض أقوال من سبقه كما سبق.
أما محمود شاكر فله رأي ٌ آخر فقد قال عند تعليقه على هذا الخبر في تفسير الطبري:
(يُتْبَعُ)
(/)
أحمد بن يوسف التغلبي الأحول"، شيخ أبي جعفر الطبري، هو صاحب أبي عبيد القاسم بن سلام، مشهور بصحبته، ثقة مأمون، مضى مرارًا آخرها رقم: 12994 وهو الذي أخذ عنه أبو جعفر الطبري كتب أبي عبيد القاسم بن سلام.
و" القاسم"، هو" القاسم بن سلام"،" أبو عبيد"، الفقيه القاضي، صاحب التصانيف المشهورة، كان إمام دهره في جميع العلوم، وهو صاحب سنة، ثقة مأمون، وثناء الأئمة عليه ثناء لا يدرك.
و" يزيد"، هو" يزيد بن هرون السلمي"، وهو أحد الحفاظ الثقات الأثبات المشاهير، روى له الجماعة، مضى مرارًا آخرها رقم: 10484.
و" جرير" هو" جرير بن حازم الأزدي"، ثقة حافظ، روى له الجماعة، مضى مرارًا آخرها رقم: 14157.
و" الزبير بن الخريت". ثقة، روى له الجماعة سوى النسائي، مضى برقم: 4985، 11693، وكان في المطبوعة:" الزبير بن الحارث"، غير ما في المخطوطة مجازفة.
و" يعلي بن حكيم"، ثقة، روى له الجماعة سوى الترمذي، مضى برقم: 12748.
فهذا خبر رجاله ثقات، بل كل رجاله رجال الصحيحين، سوى أبي عبيد القاسم بن سلام، وهو أمام ثقة صدوق، فإسناده صحيح، لا مطعن فيه - ومع صحة إسناده لم أجد أحدًا من أصحاب الدواوين الكبار، كأحمد في مسنده، أو الحاكم في المستدرك، ولا أحدًا ممن نقل عن الدواوين الكبار، كالهيثمي في مجمع الزوائد، أخرج هذا الخبر أو أشار إلى هذه القراءة عن ابن عباس، أو علي بن أبي طالب، كما جاء في الخبر الذي قبله رقم: 20408، بل أعجب من ذلك أن ابن كثير، وهو المتعقب أحاديث أبي جعفر في التفسير، لما بلغ تفسير هذه الآية، لم يفعل سوى أن أشار إلى قراءة ابن عباس، وأغفل هذا الخبر إغفالًا على غير عادته، وأكبر ظني أن ابن كثير عرف صحة إسناده، ولكنه أنكر ظاهر معناه إنكارًا حمله على السكوت عنه، وكان خليقًا أن يذكره ويصفه بالغرابة أو النكارة، ولكنه لم يفعل، لأنه فيما أظن قد تحير في صحة إسناده، مع نكارة ما يدل عليه ظاهر لفظه. وزاد هذا الظاهر نكارة عنده، ما قاله المفسرون قبله في هذا الخبر عن ابن عباس، حين رووه غير مسند بألفاظ غير هذه الألفاظ.
فلما رأيت ذلك من فعل ابن كثير وغيره، تتبعت ما نقله الناقلون من ألفاظ الخبر، فوجدت بين ألفاظ الخبر التي رويت غير مسندة، وبين لفظ أبي جعفر المسند، فرقًا يلوح علانية، وألفاظهم هذه هي التي دعت كثيرًا من الأئمة يقولون في الخبر مقالة سيئة، بلغت مبلغ الطعن في قائله بأنه زنديق ملحد! ونعم، فإنه لحق ما قالوه في الخبر الذي رووه بألفاظهم، أما لفظ أبي جعفر هذا، وإن كان ظاهره مشكلا، فإن دراسته على الوجه الذي ينبغي أن يدرس به، تزيل عنه قتام المعنى الفاسد الذي يبتدر المرء عند أول تلاوته.
فلما شرعت في دراسته من جميع وجوه الدراسة، انفتح لي باب عظيم من القول في هذا الخبر وأشباهه، من مثل قول عائشة أم المؤمنين:" يا ابن أخي، أخطأ الكاتب"، أي ما كتب في المصحف الإمام، ومعاذ الله أن يكون ذلك ظاهر لفظ حديثها. وهذان الخبران وأشباه لهما يتخذهما المستشرقون وبطانتهم ممن ينتسبون إلى أهل الإسلام، مدرجة للطعن في القرآن. أو تسويلا للتلبيس على من لا علم عنده بتنزيل القرآن العظيم، فاقتضاني الأمر أن أكتب رسالة جامعة في بيان معنى قوله صلى الله عليه وسلم:" أنزل القرآن على سبعة أحرف"، وكيف كانت هذه الأحرف السبعة وما الذي بقي عندنا منها، وانتهيت إلى أنها بحمد الله باقية بجميعها في قراءات القرأة، وفي شاذ القراءة، وفي رواية الحروف، لا كما ذهب إليه أبو جعفر الطبري في مقدمة تفسيره (1: 55 - 59)، ومن ذهب في ذلك مذهبه. ثم بينت ما كان من أمر كتابة المصحف على عهد أبي بكر، ثم كتابة المصحف الإمام على عهد عثمان رضي الله عنهما، وجعلت ذلك بيانًا شافيًا كافيًا بإذن الله. وكنت على نية جعل هذه الرسالة مقدمة للجزء السادس عشر من تفسير أبي جعفر ولكنها طالت حتى بلغت أن تكون كتابًا، فآثرت أن أفردها كتابًا يطبع على حدته إن شاء الله.انتهى كلامه.
قلت وهذا الكتاب لم يكمله رحمه الله كما ذكر في مقدمة تحقيقه للجزء السادس عشر من تفسير الطبري.
هذا ما تيسر ذكره ولعل الأخوة يتحفوننا بما عندهم ليزداد الموضوع بياناً.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[09 Jul 2006, 02:26 ص]ـ
بسم الله. . .
ذكر ابن حجر العسقلاني في فتح الباري ج13 ص156 كلامًا قريبًا من كلام محمود شاكر رحمه الله فقال: ((وَرَوَى الطَّبَرِيُّ وَعَبْد بْن حُمَيْدٍ بِإِسْنَادٍ صَحِيح كُلّهمْ مِنْ رِجَال الْبُخَارِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّهُ كَانَ يَقْرَؤُهَا " أَفَلَمْ يَتَبَيَّن " وَيَقُول: كَتَبَهَا الْكَاتِب وَهُوَ نَاعِس وَمِنْ طَرِيق اِبْن جُرَيْجٍ قَالَ: زَعَمَ اِبْن كَثِير وَغَيْره أَنَّهَا الْقِرَاءَة الْأُولَى، وَهَذِهِ الْقِرَاءَة جَاءَتْ عَنْ عَلِيّ وَابْن عَبَّاس وَعِكْرِمَة وَابْن مُلَيْكَة وَعَلِيّ بْن بَدِيمَة وَشَهْر بْن حَوْشَب بْن الْحُسَيْن وَابْنه زَيْد وَحَفِيده جَعْفَر بْن مُحَمَّد فِي آخِر مَنْ قَرَءُوا كُلّهمْ " أَفَلَمْ يَتَبَيَّن " وَأَمَّا مَا أَسْنَدَهُ الطَّبَرِيُّ عَنْ اِبْن عَبَّاس فَقَدْ اِشْتَدَّ إِنْكَار جَمَاعَة مِمَّنْ لَا عِلْم لَهُ بِالرِّجَالِ صِحَّته، وَبَالَغَ الزَّمَخْشَرِيُّ فِي ذَلِكَ كَعَادَتِهِ إِلَى أَنْ قَالَ: وَهِيَ وَاللَّهِ فِرْيَة مَا فِيهَا مِرْيَة. وَتَبِعَهُ جَمَاعَة بَعْدَهُ، وَاللَّهُ الْمُسْتَعَان. وَقَدْ جَاءَ عَنْ اِبْن عَبَّاس نَحْو ذَلِكَ فِي قَوْله تَعَالَى (وَقَضَى رَبُّك أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) قَالَ " وَوَصَّى " اِلْتَزَقَتْ الْوَاو فِي الصَّاد، أَخْرَجَهُ سَعِيد بْن مَنْصُور بِإِسْنَادٍ جَيِّد عَنْهُ. وَهَذِهِ الْأَشْيَاء وَإِنْ كَانَ غَيْرهَا الْمُعْتَمَد، لَكِنْ تَكْذِيب الْمَنْقُول بَعْدَ صِحَّته لَيْسَ مِنْ دَأْبِ أَهْل التَّحْصِيل، فَلْيُنْظَرْ فِي تَأْوِيله بِمَا يَلِيق بِهِ)).
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سبيل الإسلام]ــــــــ[12 Jul 2006, 03:33 م]ـ
جزاكم الله خير وجعله في ميزان حسناتكم ان شاء الله(/)
احتجاجات بالمغرب على سب النبي على لسان شاعرة مغربية
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[18 Jul 2006, 11:04 م]ـ
مفكرة الإسلام: ستنظم الجامعة الوطنية للإسكان والتعمير التابعة للاتحاد الوطني بالمغرب يوم الجمعة 21 من الشهر الجاري وقفة احتجاجية على سب شاعرة مغربية تدعى 'حكيمة الشاوي ' للنبي صلى الله عليه وسلم.
وكانت هذه الشاعرة قد ألقت قصيدة خلال حفل حضره موظفو وموظفات قطاع الإسكان والتعمير, وجاء في نص القصيدة التي تتحدث عن المرأة ' ملعون يا سيدتي من قال عنك: من ضلع أعوج خرجت، ملعون يا سيدتي من أسماك، علامة على الرضا بالصمت '.
وعلى إثر إلقائها للقصيدة قامت إحدى نساء القطاع بالانقضاض على الشاعرة انتصارًا لمقام رسول الله صلى الله عليه وسلم, وغيرة عليه.
وذكر بيان من قطاع الإسكان' فإن المدعوة 'حكيمة الشاوي' وبعد دعوتها من قبل النقابة المذكورة بمناسبة اليوم الوطني الأول للمرأة في القطاع، استغلت المناسبة وكالت السباب والشتائم لخير البرية، وقالت كلامًا حسبته شعرًا تلعن فيه على رؤوس الأشهاد الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام, وعلى إثر هذا الفعل الشنيع سيتم تنظيم وقفة احتجاجية ببهو الوزارة', بحسب موقع الإسلام اليوم.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تلقي فيها هذه الشاعرة تلك القصيدة التي أذاعتها الإذاعة المغربية على لسانها في 30 مارس الماضي, وعبر كثير من المغاربة عن استيائهم وأسفهم من إذاعتهم التي لم تراع المشاعر الدينية للشعب المغربي المسلم.
ووصف عدد من المقالات القصيدة بأنها جرأة غير مسبوقة وتطاول عنيف على شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم, في وقت وقف فيه العالم الإسلامي أمام الدنمارك والغرب بأكمله لتجرئهم على خاتم الأنبياء.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[22 Jul 2006, 10:23 م]ـ
جزاك الله خيرًا يا أخي، وليست هذه المرة الأولى!
ففي تقديم المحدث العلامة المغربي محمد بن الأمين بوخبزة الحسني لكتاب (الغارة على السنة النبوية) للأستاذ الدكتور الحسن العلمي إشارة لكون هذه الزنديقه قد سبق لها إلقاء القصيدة ... في الإذاعة الوطنية المغربية!!!
يقول فضيلته: ((وقد استفحل الشر لدرجة ان تنعق بومة آدمية على أمواج الإذاعة الوطنية في دولة المغرب المسلمة بسب المصطفى بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم سبًا صريحًا، وتذهب دون أن تلقى جزاء، فلم نسمع زوبعة لا في فنجان ولا في بئر، وكان الواجب - والمغرب والمغاربة مالكية - أن تستنطق وتقتل دون استتابة، أو على مذهب الجمهور تستتاب ثلاثًا فإن تابت وإلا قتلت تنفيذًا لحديث: "من بدل دينه فاقتلوه". إلا أنه يظهر مما جرى ويجري - والبقية تأتي - أن مالكية المغرب لدى المتأخرين إنما هي في الطهارة والغسل والحيض وسجود السهو!!))
وفي متن الكتاب إشارة كذلك لإلقاء هذه القصيدة الكفرية على أمواج الإذاعة المغربية حيث يقول الدكتور الحسن العلمي ص102: ((ثم الشويعرة اللعينة التي شتمت رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمواج الإذاعة، وقالت: "ملعون من قال من ضلع أعوج أنت"!! ومضت دون أن تنال عقابًا يذكر))
والكتاب صدرت طبعته الأولى في 1424 هجرية - 2003 صليبية.
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[23 Jul 2006, 11:31 ص]ـ
هذه مجنونةٌ وقِحة
أرى أن تُقاضى، وتُحاكََم علَناً
ما معنى الوقوف استنكارا لفعل مجنون!!
هذه الغبية لم تفهم المجاز الذي في الحديث
فالحديث الشريف قد استخدم عِوج الضِّلع الذي ورد في التوراة من أجل المرأة لا ضدّها، فهو يريد أن يُقنع الرجال أن للمرأة طبيعة خاصة في أصل فطرتها فعليكم مُراعاتها.
والقصة التي وردت في التوراة في سِفر التكوين تفيد أيضا صالح المرأة لا ضدّها:
ففي الاصحاح الثاني من سفر التكوين: (2: 18 و قال الرب الاله ليس جيدا ان يكون ادم وحده فأصنع له معينا نظيره
2: 19 و جبل الرب الاله من الارض كل حيوانات البرية و كل طيور السماء فاحضرها الى ادم ليرى ماذا يدعوها و كل ما دعا به ادم ذات نفس حية فهو اسمها
2: 20 فدعا ادم باسماء جميع البهائم و طيور السماء و جميع حيوانات البرية و اما لنفسه فلم يجد معينا نظيره
2: 21 فاوقع الرب الاله سباتا على ادم فنام فاخذ واحدة من اضلاعه و ملأ مكانها لحما
2: 22 وبنى الرب الاله الضلع التي اخذها من ادم امراة و احضرها الى ادم
2: 23 فقال ادم هذه الان عظم من عظامي و لحم من لحمي هذه تدعى امراة لانها من امرء اخذت 2:24لذلك يترك الرجل اباه و امه و يلتصق بامراته و يكونان جسدا واحدا)
فالدين قد سعى إلى بيان أن الرجل والمرأة كلاهما من نفس الأرومة، فلم يختر أحد منا جنسه، بل نحن من اختيار الله تعالى فهو الذي (يخلق ما يشاء ويختار) و (هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء).
فقصة الضلع التي وردت في التوراة كانت بقصد بيان أن المرأة عظم من عظام الرجل فقد خلقا (من نفس واحدة). ثمّ أضاف النبيّ صلى الله عليه وسلم تفسيرا بيانيا وتوظيفا بلاغيا حيث استفاد من عِوج الضلع ليركب صورة بيانية تبين (طبيعة المرأة الخاصة)، وبوصفه صلى الله عليه وسلم مُعلماً للرجال ومربياً للمجتمع فقد أراد أن يوصل إليهم ضرورة مراعاة هذه الطبيعة الخاصة لهذا النوع البشري. وعزو المرأة في الحديث إلى الضّلع يبين تأصل خصوصية طبيعة المرأة في عجينة تكوينها.
وأما القضية الأخرى، قضية (وإذنها صماتها)، فهو أيضاً لصالح المرأة لكي لا يُلَحّ عليها، وتُحرج أمام أهلها.
وبصدد وقاحة أمثال حكيمة الشاوي قال باسكال: (يجب أن نُشفق على الملحدين الذين يبحثون. ألا يكفيهم شقاءً؟ وأن نسخط على أولئك الذين يتباهون بإلحادهم)
هذه المرأة الحمقاء ليس العتب عليها بل على من منحها الفرصة أن تغم مستمعيها فتصارع المقدّس. وتسيء فهم النبيّ فتكشف بذلك عن حماقة وجنون. فهي على ما يبدو قد تعصبت لمسمى (امرأة) ففهمت خطأً كلام المصلحين الذين أوصوا الرجل بالرفق بها.
فكأنها تقول:
ملعون من أمر الرجال بالرفق بك، ملعون من ذكّرهم بأنك قطعة منهم وضلعا من أضلاعهم. ملعون من أمرهم بمراعاة خصوصيتك وفطرتك وجعلها من الأهمية بأن تكون من أصل طبيعتك!!!!
فعلاً شرّ البلية ما يُضحِك(/)
ترجمة القرآن بين الممكن والمستحيل بحث للإطلاع والمناقشة
ـ[مرهف]ــــــــ[23 Jul 2006, 01:18 ص]ـ
الحمد لله وبعد:
فهذا بحث لأخ لنا قدمه في ندوة أو مؤتمر وهذا البحث يمكنني القول هو خلاصة لكتاب يعمل مؤلفه على إخراجه حول إمكانية ترجمة القرآن الكريم أو استحالتها، وقد اطلعت على بحثه الذي يجهد لإخراجه، ووجدته قد خرج بنتائج طيبة لأن أسلوبه كان على طريقة الترجمة المقارنة للقرآن، أي بإحضار ترجمات القرآن وعرض ألفاظ الترجمة وأسلوب كتابتها باللغة المترجمة ودلالتها حسب طريقة الكتابة وأثرها على المجتمع الذي تقرأ فيه حسب الدلالة، وبحسب علمي فإن الدراسات التي تناولت الترجمة في البحث لم تتناولها بهذا الأسلوب مع أنه ضروري ومهم جداً وله أثر على الحكم بالجواز وعدمه لأن إثبات الإمكانية أو عدمها واستحالتها يؤثر بالنتيجة على جوازها أو تحريمها وأترككم الآن مع البحث المقدم ولكن حواشيه لم تظهر ومن أراد البحث على ملف وورد فهو موجود وفيه الحواشي وقد أرفقته وأرجو من المختصين إفادتنا بملاحظاتهم ما أمكنهم.
[ line]
مؤتمر الترجمة في الدول العربية: أهميتها ودورها في التواصل الحضاري بين الأمم
المحور: معايير اختيار النصوص ومهمة المترجم بين تحقيق الأمانة العلمية والرسالة الإنسانية. في رحاب جامعة تشرين في الفترة الواقعة بين 26 – 28/ 6 / 2006
عنوان البحث:
ترجمة القرآن بين الممكن والمستحيل من حيث تحقيق الأمانة العلمية وأداء الرسالة الإنسانية
إعداد الباحث:
علي عبدو الإبراهيم
إجازة في اللغة الفرنسية وآدابها
إجازة بالهندسة المعمارية
حماة – سورية – الشريعة – جانب جامع الإيمان
هـ. منزل: 00963 33 513541 مكتب: 00963 33 215784
فاكس: 228114 (فرع اتحاد الكتاب العرب بحماة)
ص. ب. / 51 / نقابة المهندسين بحماة
البريد الإلكتروني: abosaid77@msn.com
[line]
إذا كان التراجمة فرسان التنوير كما يقول بوشكين، فأين تقبع مقولة الإيطاليين " المترجم خائن:" traduttore, traditore" ([1]) وأين تتوضع العبارة الفرنسية traduire, c'est trahir"" بمعنى "الترجمة خيانة " وهل تصدق هذه السمات على الجميع؟ أم أن المشكلة ليست في المترجمين فقط، بل تتجاوز حدود الإمكان البشري مهما بلغ، أمام نصوص ترقى على آناء الزمان والمكان وتعلو على الانتماء لمجموعة عرقية أو قومية وتمحو حواجز الحدود السياسية والقوقعة الفردية لأنها رسالة إنسانية بكل معاني الكلمة.
أليس ثمة معايير critères للنصوص قممها وقيعانها، دقتها وفضفضتها ما علا منها وتقدس، وما دنا منها وتدنس؟
فإن ساوينا بينها فقد دخلنا الفوضوية Anarchisme من أوسع أبوابها وكنا في غيبوبة الفكر المبنية على رفض كل قيم الحياة الحضارية باتجاه نكوص يلغي كل القيم العليا ...
أليس ثمة معايير تفرق بين نصوص "كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير " أنزلت لخير البشرية جمعاء وبين نصوص ليس همها سوى إثارة شهوات الفروج والبطون وإمتاع الحواس الحيوانية في الإنسان في مذاهب إباحية متفلتة من كل قيد اجتماعي وكل قيمة إنسانية عليا: Pornographie (laisser passer,laisser faire).
أليس ثمة معايير تميز الفوارق من حيث المستوى الأسلوبي واللغوي رصانة وسبكاً أو تفككاً وضعفاً؟
أليس ثمة معايير في عوالم الأدب والعلم والفن عموماً وأنوعها المختلفة من شعر ومسرح وقصة وغير ذلك خصوصاً؟ ...
إن الإحصاءات الأخيرة في معايير الترجمة وحسن الاختيار مخجلة بالنسبة للأمة العربية من حيث الكيف والكم في كل المجالات العلمية والأدبية والفنية سواء تمت الترجمة من العربية إلى ألسنة أخرى أو بالعكس فإن تم شيء من ذلك فلا يصطفى منه في الجملة إلا القليل ([2]).
ثم أليس من أسس الأمانة أن نعرف المدى الذي يحق للتراجمة الدخول به على النصوص؟ وهل ما يولد لديهم من " جميلات خائنات " كما يقول الفرنسيون ( les belles infidélles) هن بنات شرعيات لنصوص أمهات، وهل يجوز للتراجمة إدخال آرائهم ومعتقداتهم من حيث أمانة النقل من مرسل إلى مستقبل؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
هل يجوز لهم الإضافة والحذف أو التحريف والتبديل، ثم كيف لهم أن يقسروا لغة على ما ليس فيها قواعدياً ولغوياً وفكرياً؟ تلك بعض من أسئلة أولى تراودنا عندما نترجم، تتوالد وتزداد عندما نعلو ونحترم المرسل والمستقبل ونحترم الرسالة التي نحن بصدد نقلها ضمن شعور تام بالمسؤولية تجاه أمانة إبلاغ الكلمة ...
إن التوغل في جوهر عملية الترجمة والوقوف على سره واكتشاف الثوابت التي تتعدى اللسان المعين إلى اللغة كظاهرة إنسانية مشتركة أمر غاية في الأهمية ولأن الترجمة .. كما يقول جورج مونان "في الشرق كما في الغرب بدأت دينية أي تناولت ما يتصل بالدين والمباحث الدينية" لما لذلك من أهمية بالغة في حياة الإنسان لمعرفة نفسه والكون من حوله ولأن الدين لما يستنفد أغراضه في هذه الحياة ونعتقد أنه لن يستنفدها ... وحتى لا تمسي أعمالنا في الترجمة عبثاً ينبغي البحث الدؤوب لنقل ما يهم هذا الإنسان في كل محاوره المادية والفكرية ولسبر ما يرافق النصوص المطروحة من معان وظلال وأسلوب، ولنعلم أن غاية الترجمة هي أن تعفينا من قراءة النص الأصل وأن تجعل النص الموضوع يبقى إياه بعد ترجمته من حيث مطالب المنطق لأن محافظة النص في اللغة الهدف مع كل ما في النص المصدر أمر في غاية الصعوبة من الناحية العملية وذلك لأسباب عديدة تتعلق بالمرسل والرسالة والمتلقي وبذلك يصبح المترجم بآن واحد متمثلاً دور الناقل الحيوي فهو متلق ومرسل لرسالة تعبر عن فكر سواه كمرسل أول وتأخذ منها في فكر مستقبل الترجمة بالإضافة إلى سمتها الفنية علماً قائماً بذاته؟ ... وهذا ما يدفعنا إلى السؤال الملح ما هي معايير الترجمة السليمة؟ لنستمع إلى ما يقول ماروزو Marouzeau ([3]):" يجب أن تنقل الترجمة المعنى، كل المعنى ولا شيء سوى معنى النص الأصلي. إنه أمر بديهي، إنه المقتضى الأدنى، لكن على الترجمة أن تنقل المظهر أيضاً، يجب أن تنقل إلى أقصى حد ممكن المظهر البنيوي، أي أن عليها أن تتيح للقارئ تكوين فكرة تقريبية على الأقل عن اللغة المنقول عنها، عن خصوصيات مفرداتها وبنائها وطريقتها في المطابقة بين العبارة والفكرة، ويجب أن تنقل المظهر الأسلوبي، أي النوعية والمستوى: شكل عادي، طريف، مهمل، وصفي مبتذل، خطابي، فني شاعري " ... وهذه المعايير تثير – كما يقول جورج مونان ([4]) مسألتين رئيستين هما مسألة الاصطلاحات ومسألة التراكيب، ولكل منها دراسات متسعة في مظانها.
ونجد المعنى ذاته في تعريف الترجمة في قاموس الألسنية ([5]): الترجمة هي " ذكر - في لغة أخرى (أو لغة الهدف) - ما كان مذكوراً في لغة (مصدر) مع الحفاظ على المعادلات الدلالية والأسلوبية " traduire: c'est énoncer dans une autre langue (ou autre cible) ce qui a été enoncé, dans une langue source, en concernant les équivalences sémantiques et stylistiques.
لنر الآن ماذا يحدث للمترجمين مشاة جيش الكتاب " كما يسميهم دومنيك أوري Dominique Ouri هل سيدخلون قلعة الترجمة بسهولة أم أنهم يتساقطون واحداً تلو الآخر أمام قلاع النصوص العليا إلهية الإرسال قبل تحريف الكثير مما فيها؟
لقد نقل القديس جيروم Saint Jérome بعض المعاني معكوسة عندما ترجم الكتاب المقدس.
كما اكتُشِفَت لدى أميو Amio معان معكوسة، ولدى بودلير Beaudeliue معان خاطئة عندما كان ترجم آلان بون وها هو أندريه جيد André Gide الكاتب الفرنسي المتضلع بالانكليزية يترجم لشكسبير ترجمات لا تشبه مؤلفات شكسبير، ومهما كانت الحواشي في أسفل الصفحات فإن تلك الحواشي عار على المترجم كما يقول " دومنيك أوري ".
"إذن لابد من توفر الكثير من الكفاءات من أجل الترجمة الجيدة - كما يقول روجيه ارنالديز ([6]) - أي لا بد من معرفة اللغة المصدر واللغة الهدف والعلم أو العلوم التي تعالجها الرسالة بالطريقة التي تسمح بالفهم الدقيق لما يريده المرسل (في اختصاصه). وفي هذا الصدد يقول الجاحظ: " على المترجم أن يدرك الموضوع بقدر إدراك الكاتب له " وتقول مريم سلامة كار ([7]) " على المترجم أن يزول أمام ترجمته وأن يكون مخلصاً للنص الأصلي ودون أن يؤثر ذلك في ترجمته. اهـ. وكلما كان الموضوع صعب المنال أثار تحليل النص مشكلات أمام المترجم مما يجعل الترجمة أكثر صعوبة ومما يستدعي كفاءة لغوية أكبر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن هنا تأتي أهمية فهم النصوص المراد ترجمتها ومما يؤكد ضرورة امتلاك المترجم معارف تناسب معارف الكاتب (المرسل)، وأن يكون مخلصاً أميناً لما ينقله عنه وما أكثر الأفخاخ أمامه، وهذا ما يجعلنا أيضاً نؤكد على موضوع التخصصات. ومن هنا نرى أنه من الأشراط الأولية لكل ترجمة حقيقية أن تتسم بمعرفة اللغة والموضوع بالإضافة إلى المهارة التي تتجلى في خاصية إعادة التعبير عن مضمون النص المصدر في النص الهدف.
وهكذا نجد أنه حينما نواجه صعوبات في الترجمة أو حينما تبدو الترجمة مستحيلة فإن ذلك يعزى إلى نقص في المعارف في ذات المترجم (وذات اللغة) وذات الموضوع ولضعف في الطاقات المتخصصة أو الموسوعية ومن لم يحط بالموضوع مفرداته ومصطلحاته وأوجهه الظاهرة والعميقة بالإضافة إلى الإخلاص والأمانة فإنه سيشوه النصوص الأصيلة ويمسخها وعندها تنطبق عليه سمات الخيانة للنصوص وتضيع لديه الأمانات ....
سندخل الآن في موضوع أكثر تخصصاً في مشكلات ترجمات القرآن الكريم .. حيث ثمة أكثر من أربعين ترجمة موجودة باللغة الفرنسية وأكثر من مائة ترجمة باللغة الانكليزية كما أن ثمة ترجمات عديدة في اللغات الأخرى ...
والسؤال هل هذه الترجمات قد حازت على سمة الأمانة وإلى أي حد؟
ولكن لنتعرف على الرسالة والمرسل والمتلقي قبل أن ندخل بحراً محيطاً لا نزال على شواطئه:
1 - الرسالة حسبما اتفق عليه علماء الأصول والفقهاء وعلماء العربية هي: كلام الله تعالى المعجز المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم باللسان العربي في المصاحف /المنقول عنه بالتواتر / المتعبد بتلاوته ([8]) " وهي رسالة منزلة بلسان عربي مبين " إنا أنزلناه قرآناً عربياًلعلكم تعقلون" ([9]) وللناس كافة " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" ([10])
ولغة القرآن ومعانيه تحمل قدراً لا نهاية له من الفهم والتدبر وتوليد المعاني والاسترسال في النظر دون شطط أو اعتداء على الحدود ([11]) ولأن هذا القرآن معجز أن يؤتى بمثله لأن المرسل هو الأحد العالم بكل أسرار اللغة وما فيها وبكل أسرار الكون وما فيه وبكل ما لدى الإنسان وما فيه " كتاب أحكمت آياته، ثم فصلت من لدن حكيم خبير " ([12]). ولذا فإن محاولات ترجمات القرآن ليست حتماً بقرآن فإن صح أن تسمى ترجمة لتفسير معاني القرآن. فإن ذلك يحتاج إلى علوم كثيرة جداًولن يكون إلا شيئاً من أحد أوجه التفسير ويحتاج أيضاً إلى كفاءات خاصة وأشراط التفسير كثيرة .. لأن هذه الرسالة الإلهية الإرسال قد أعجزت أهل اللسان العربي ذاتهم فكيف بالمتسللين؟.
فإذا ما رحنا نتتبع تاريخ الترجمات بدءاً من المحاولة اللاتينية الأولى عام (1143) ميلادي وحتى يومنا هذا نخلص إلى الملاحظات الآنية:
1 - الكثير من الدراسات اللغوية لترجمات معاني القرآن غير منتظم وكلها يعوزها الشمول والموقف النظري الواضح (د. عمر شيخ الشباب) ([13]) وفيها كثير من السلبيات (تزيدات ونواقص).
2 - أولى الترجمات كانت للاتينية 1143 ثم الإيطالية 1548 ثم الألمانية 1623 ثم الفرنسية 1647 ثم الإنكليزية (عن طريق العنعنة) 1647 ثم الأسبانية والروسية في القرن التاسع عشر. م.
3 - "إن تعدد الترجمات في كل لغة واختلافها فيما بينها يؤدي إلى الحيرة واللبس عند المختصين في الدراسات اللغوية والإسلامية فما بالنا إذا وصل الأمر للإنسان العادي غير المختص حيث سيكون اللبس والحيرة لديه أكثر ولن يدري أي طريق يتجه" ([14]).
4 - " تصدى لترجمة القرآن الكريم أناس لا يعرفون من الدين إلا القليل، كما وضعت الصهيونية المقنعة بالمسيحية يدها بالتغيير والتحريف في بعض هذه الترجمات على غفلة وجهالة من المسلمين " ([15]).
5 - " بعض الترجمات مليئة بالأخطاء اللفظية مع تحريف الأحكام الشرعية والعقائد، وفي بعضها تبديل الكفر بالإيمان ولعبادة الله بعبادة غيره، وتبديل لأسماء بعض الأنبياء والسور والأماكن والصفات والأعلام " ([16]).
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - " الرسول صلى الله عليه وسلم أعرف الناس بأحكام الله تعالى وأخلص الخلق في الدعوة إلى الله عز وجل، لم يتخذ ترجمة القرآن وسيلة إلى تبليغ غير العرب مع أنه دعا العرب والعجم وأرسل للناس كافة ([17]). ويمكن الرجوع إلى رسائل ([18]) النبي صلى الله عليه وسلم إلى كل من: 1 - هرقل ملك الروم 2 - كسرى ملك فارس 3 - النجاشي ملك الحبشة 4 - المقوقس عظيم القبط، وقد وصلت رسالة نبوية إلى الصين في السنة الثانية للهجرة النبوية ([19]).
7 - كل يقرظ ما كتب هو أو ما علق عليه يمدحه ويثني عليه ويلعن ترجمات غيره ويقول بنقصانها وانحرافها ويبدي عيوبها ...
8 - كثير من الترجمات أخذت موافقات الأكاديميات العربية الإسلامية المعترف بها فاتخذ ذلك دريئة لما وقع فيها وترك الوزر على عاتق الذين ختموا على صحة وجودة الترجمات ....
بالنسبة للدراسة التي قمت بها في هذا الاتجاه فإنها تتلخص بالخطوات التالية:
1 - تابعت عشر ترجمات فرنسية هي للتراجمة:
1 - كازيمر سكي 2 - ريجيس بلاشير 3 - جان غروجان 4 - دنيس ماسون 5 - محمد حميد الله 6 - صلاح الذين كشريد 7 - بوريما عبده داودا 8 - نور الدين بن محمود 9 - اللجنة السعودية الفرنسية 10 – أبو القاسمي فخري.
ترجمات إنكليزية هي للتراجمة:
1 - عبد الله يوسف عي 2 - مار مادوك بكتال 3 - اللجنة السعودية الإنكليزية 4 - د. تقي الدين الهلالي + د. محمد محسن خان 5 - د. أحمد زيدان والسيدة دينا زيدان 6 - الشيخ عز الدين الحايك 7 - توماس ب. ايرفنغ
2 - قارنت بعض النقاط في هذه الترجمات بتأن وقدمت هذه المقارنات مجدولة تكشف الخلاف فيها في دراسات أكاديمية علمية.
3 - لم أقدم آرائي الخاصة إلا بما استنتجته من دراسات في فقه اللغة العربية انطلاقاً من فكرة أن لكل حرف في العربية معنى أو لنقل لوناً خاصاً به لا يذوب أو يتنحى عند ترافقه مع حرف ثان ذي لون ثان بحيث تبدأ معان جديدة ناجمة عن دمج هذين المعنيين أو لنقل اللونين بالعودة إلى فكرة أن المرحلة الحضارية للغة سابقاً كانت تعتمد الحرفين ثم تتثلث في مرحلة البلوغ وتأخذ إحداثياتها دون أن تخرج المفردة الأساس (الثلاثية) عن معاني وألوان أحرفها المشكلة التي هي لبنات البناء لهذه المفردة.
4 - تركت من خلال مقارناتي واستنتاجاتي للقارئ اللبيب استخراج القيم ومدى استيعابه الدراسة التي قدمتها لهذه المفردات القرآنية أو بعض الجمل.
5 - لم أتدخل في موضوع شرعية الترجمة التي أرى أنها أشبعت بحثاً لكني أريد أن أصل مع القارئ الحصيف لهذه الترجمات إلى نتيجة مفادها أن مترجماً أياً كان عربياً أو مسلماً غير عربي أو غير مسلم وغير عربي لا يمكنه البتة الإتيان بمثل ما في هذا القرآن ولا الإحاطة بمعانيه مهما بلغ سواء كانت عناوين الترجمات: مباشرة أو تحت يافطات اسمها ترجمة المعاني وهي ليست في الحقيقة إلا غطاء كاذباً ...
6 - لا أريد أن أقدم شرعية الترجمة أو رفضها بل أريد تقديم نماذج أرى أنها كافية مبدئياً لإسقاط مبدأ ترجمة القرآن إلى لغة أياً كانت بسبب عقبات كأداء لا يمكن تجاوزها مهما كان المترجم حائزاً من صفات يظن بها أنه قادر على ذلك مهما تعالت أسهمه في هذا العلم وفنيته.
7 - أوجه إعجاز القرآن أكثر من أن تعد رغم أن كثيراً من الباحثين قد حاولوا معرفتها وتفصيلها ولكني أردد مع أية القرآن " وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً ([20]) " وترجمة القرآن إحدى أوجه الإعجاز الجامعة بعد حل كل تلك المعجزات وها أنا ذا أقدم بعضاً من هذه العقبات أمام فرسان التنوير وكتيبة جند مشاة الكتاب.
أ- كتبت أسماء القرآن بأشكال متعددة أحياناً باللغة الواحدة.
ب- تباينت الترجمات بين أسمائها فمنهم من قال: صراحة "ترجمة القرآن ومنهم من قال ترجمة معاني القرآن، ومنهم من قال شرح وتعليق على ترجمة القرآن ".
ج- تباينت أسماء السور في اللغة الواحدة لدى الترجمة.
د- تباينت أشكال البسملة لدى التراجمة وحتى أحياناً نجد بسملتين في نسخة واحدة.
هـ - في البسملة ذاتها نجد خلافات كبيرة وجوهرية في الكلمات الثلاث أولها وأهمها اسم الجلالة " الله " هل يمكن أن تبقى اللفظة العربية أم نأخذ أشكالها المصطلحة في الألسنة الأخرى مثل Dieu وأخواتها اللاتينية و God وأخواتها في الإنكلوساكسونية وغيرها لعدم التوازن بينها.
(يُتْبَعُ)
(/)
و- الرحمن الرحيم حيث ليس ثمة مقابلات في اللغات الأخرى حيث تباينت الترجمات.
ز- لا توجد مقابلات كثيرة لألفاظ قرآنية عربية مثل (الوفاة – العمه – إبليس – الجن – الصلاة - الزكاة – الجهاد .... الخ).
ح- هناك الحذف للكلمة وأحياناً للجملة مثلما فعل كازيمر سكي في أول سورة آل عمران الآية 2 كلمة " القيوم " (الله لا إله إلا هو الحي القيوم ... ) وعندما حذف "حنيفاً " في الآية 125 من سورة النساء.
ط- هناك دمج للآيات القصيرة في الآية الواحدة برقم واحد.
ي- وهناك تقطيع الآية الطويلة إلى آيات متعددة بأرقام جديدة.
ك – هناك التحريف كما فعل كازيمر سكي عندما وضع كلمة "عيسى" بدلاً من إبراهيم في الآية: " إن ذلك لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى " حيث جاءت عنده " إن ذلك لفي الصحف الأولى صحف عيسى وموسى ".
ل- الترجمة بالعنعنة تضاعف الأخطاء وخصوصاً عند تعدد هذه العنعنات.
م – الترجمة الحرفية: أضاعت الكثير كما كان يفعل مثلاً: وليام بكتال ص 34 ومحمد حميد الله الذي قال حرفياً: ترجمنا حرفياً صفحة XXXIV في مقدمته على طبعة أمانة كوربوريشن.
ن – استعملت مفردة Saint بمعاني: قديس، قدوس، القدس، والمقدس.
س- استعملت كلمة سينيور ٍ Seigneur بمعنى: الله، ومحمد، وجبريل (عند كشريد) في الصفحة XV.
ع- جاءت الغيب عند الأكثرية بمعنى " invisible" غير مرئي " وهذا لحاسة واحدة فأين الغيب بالنسبة لبقية الحواس؟
ف- جاءت مفردات تحريفية لدى كازيمر سكي عندما علق في الحاشية على نداء " أيها الناس " أن النداء للعرب وليس للناس أجمعين صفحة 41.
ص- صلى الله عليه وسلم فيها مشكلات الأمر ومعاني الصلاة والسلام.
ق- المترجم الألماني دنيفر يخلط التفسير بالقرآن ويدعي أنه القرآن، وكذلك المترجمة فطمة زايدة.
ر- العبودية هي العبادية والعبيدية حسب آي القرآن الكريم فكيف ترجمها التراجمة بالخدم والزنوج والأقنان ... والفرق شاسع ...
ش- الربوبية تخالف اللورد وال seigneur تماماً حيث ثمة خلط بين مفردات " الله، الرب، المسيح ... " فكلها يمكن أن تكون god...
ت- مشكلة العلمية والمعنى للأسماء / الأنبياء / محمد – أحمد ... الخ
ث- رسول – نبي – حواري / وما ينجم عنها / بالنسبة لمحمد صلى الله عليه وسلم.
خ- خلط أسماء الأنبياء (ذو الكفل مرة Elie مرة وزكريا مرة ... )
ذ- اللوطية واللواطية / صفات النبي لوط ومازاده قومه ... /
ض- مشكلة التفسيرات ضمن النص تعطي معان معاكسة أو خطيرة كما جاء لدى بوريما عبده عند حديثه عن بني إسرائيل عندما أعطاهم بنص التفسير (الشام ومصر والرافدين ... ) فساعدهم دون قصد – على فساد رأيهم.
ظ- الزوج والأزواج ومشكلة المعنى الزواجي والتصنيفي.
غ- النفس التي تجمع على نفوس وأنفس ثمة مشكلة كبيرة / الوفاه /.
أ َ- العين التي تجمع على عيون وأعين ثمة مشكلة كبيرة / العمه /.
بَ- عفرت مشكلة معنى الكلمة وأصلها العربي القاموسي والفقهي.
جَ- القلب والفؤاد والفارق بينهما وصفات كل منهما ...
دَ- الفارق بين الوفاة والموت والحياة.
هَ- هل القلب هو العقل هو الصدر هو اللب هو النهى هو الأحشاء viscère هو الأمعاء Entrailles؟...
9 – كلمة الكفر infidelitè، mécréance، Incrédulité، Incroyance idolâtrie.
زَ- كلمتا قلف، غلف، الفارق بينهما من خلال معان الأحرف.
حَ- الصدور؟
طَ- اللغة ومشكلة غير العربي ومسؤولية العربي لكثير من المفاهيم مثل:
الرصاص (كأنه بنيان مرصوص)، السند (كأنهم خشب مسندة ([21])) (وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون ([22])).
ي- إِرَمَ ذات العماد (إِرْمِ المبنى ذا الأعمدة) ([23]).؟
ك- الصمد (هل هي الخالد؟) كما وضع بعضهم ...
لَِ – عبدول – حميدول – نجيبول ..
م- ضريع ومشكلة أسماء غير موجودة في الحضارات الأخرى ...
ن- الحروف العاطفة مثل:"وَ" " أو " فقد تباينت البحوث بشأنها.
س- الاستعانة بالإسرائيليات والديانات الأخرى والأساطير لدى التراجمة
ع- الموسيقية والشاعرية تتباين من لغة إلى أخرى / رشد وترجمة العنعنة ... /.
ف- التخصص في العلوم، وجهل العلماء / بيرس /.
ص- أسماء العصر والضحى؟ ...
سنحاول الآن تقديم النماذج السابقة بشيء من الشروحات المختصرة جداً:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - أشكال أسماء القرآن تباينت حيث تضاعفت أدوات التعريف في العنعنة في الفرنسية والإنكليزية والألمانية حيث جاءت:
· L’ Acoran بأداة تعريف فرنسية مع أداة التعريف العربية ص (53) XLIII في قائمة محمد حميد الله، حيث حاول لوثر أن يتعرف على L’Acoran في كتابه مذكرات لوثر.
· The Alcoran حيث جاءت بأداة تعريف إنكليزية مع أداة التعريف العربية أيضاً ص XLVI في قائمة محمد حميد الله في ترجمة ألكسندر روس من الإنكليزية.
· Der Al koran حيث أداة تعريف ألمانية مع أداة التعريف العربية ص XLIII في قائمة محمد حميد الله في طيعة لود وفتشي مراتشي lodovici Maracci في ترجمة ديفيد نيريتر David nerreter للألمانية.
والسؤال ماذا يجري إذا تضاعف عدد العنعنات حيث تبقى كلها جديدة على ما سبقها من لغات؟.
· وكتب عند بلاشير Le coran وبين قوسين ( al- Qor'ân).
· وعند صلاح الدين كشريد
al – Qur' ân al - Karim
· عند بوريما عبده داودا. Saint Qour’ân
جاءت عناوين الترجمات في التسمية على أشكال متعددة:
· صريحة "ترجمة القرآن " بالفرنسية عند:
أ - كازيمر سكي – ترجمة دون نص عربي traduction
ب - بلاشير – ترجمة دون نص عربي traduction
ت - غروجان – ترجمة دون نص عربي traduction
ث - ماسون – ترجمة - (ترجمة مع نص عربي) traduction
ج - حميد الله: ترجمة وتعليق، نشر " أمانة " الراجحي (مع النص العربي)، (ترجمة متكاملة وأمالي)
جَ - حميد الله: طبعة إيران (مع النص العربي).
ح - صلاح الدين كشريد (ترجمة وأمالي). (مع النص العربي).
خ - الشيخ بوريما عبده داودا كتب على المغلف الخارجي:
تفسير ومعاني القرآن الكريم باللغة الفرنسية
وبالفرنسية: معاني آيات القرآن المقدس عربي – فرنسي.
وفي الداخل ترجمة الآيات وحشى داخلها بالذي يراه من شروحات توسعة للفهم؟ (مع النص العربي) مجاورأ.
هـ- نور الدين بن محمود: جاءت بالعربية: ترجمة معاني القرآن الكريم وبالفرنسية Le coran ( مع النص العربي)
وكتب شرح وترجمة إلى اللغة الفرنسية (ترجمة وأمالي) traduction et note
ط- اللجنة السعودية الفرنسية: جاءت بالفرنسية:
Le saint coran
Et la traduction en laugue française Du sens de ses versets
وبالعربية: القرآن الكريم وترجمة معانيه إلى اللغة الفرنسية (فيه بعض الحواشي) في أسافل الصفحات. مع النص العربي.
ي- أبو القاسمي فخري
Le coran
Traduction Par dr. ing. G.h. Abolqasemi Fakhri القرآن الكريم
(مع نص عربي مرافق).
إن ثمة تلاعب بالعناوين بالفرنسية وسنرى العناوين بالإنكليزية.
· بالإنكليزية:
أ – عبد الله يوسف علي: القرآن المقدس بالإنكليزية:
The Holy Qur- an
Text, translation an Commentary By Abdullah yusuf Ali
( طباعة الهند – لاهور) 1934 (مرفقة بالنص العربي).
أََ – طبعة – ميريلاند – شركة أمانة 1989 لعبد الله يوسف علي / معدلة /.
– سميت ترجمته بالعربية: ترجمة معاني القرآن الكريم بالإنجليزية و بالإنكليزية ذات العنوان أعلاه (مرفقة بالنص العربي) فثمة إذن تناقض وتلاعب بالعناوين بالعربية! ... لأن النص مقابل النص والترجمة حرفية.
ب – اللجنة السعودية الإنكليزية جاءت (د. محمد تقي الدين الهلالي – د. محمد محسن خان):
The noble Qur’an
English translation of the meaning and Commentary (1419). H
وبالعربية: القرآن الكريم وترجمة معانيه إلى اللغة الإنكليزية
ب َ – أخذت اللجنة السعودية ذات العنوان أعلاه بالإنكليزية، وأضافت بالعربية كلمة تفسيره
(القرآن الكريم وترجمة معانيه وتفسيره إلى اللغة الإنكليزية) على أنه نقل مع اختصار وفي الحواشي فقط لترجمة عبد الله يوسف علي / بإقرار اللجنة الموقرة /
ج – ترجمة محمد مارمادوك بكتال – طبعة نيودلهي النص العربي – والنص الإنكليزي للترجمة + اللفظ بالحرف اللاتيني وثمة ترجمة أخرى لبكتال – طبعة ليبيا كتب عليها بالعربية: ترجمة معاني القرآن الكريم (يوجد نص عربي) و بالإنكليزية:
The meaning of glorious Qur’?n
د – ترجمة: د. أحمد زيدان والآنسة دينا زيدان كتب على الكتاب بالإنكليزية:
The Glorious Qur’?n text and translation وبالعربية ترجمة معاني القرآن الكريم.
هـ ترجمة الشيخ عز الدين الحايك: كتب عليها بالإنكليزية:
(يُتْبَعُ)
(/)
An Approximate translation Of the meaning of the Honorable Qur’?n In the English language
وبالعربية: ترجمة تقريبية لمعاني القرآن الكريم باللغة الإنكليزية
و- ترجمة –ايرفنغ:
كتب عليها بالإنكليزية: The noble Qur’an English translation
وبالعربية: ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الإنكليزية
(نص عربي + إنكليزي).
1 - تباينات أسماء السور لدى التراجمة:
- سنستعرض بضعا من مشكلاتها وهي كثيرة:
منها مشكلة تباين التسميات لدى المتراجم لاسم السورة في اللغة الواحدة فللفاتحة لدي تسع تراجم للفرنسية: ستة أشكال وللبقرة ثلاثة، ولآل عمران أشكال متباينة التهجئة والانتساب أما المائدة فلها خمسة أشكال وللأنعام أربعة وللأعراف ستة أشكال وللأنفال ثلاثة وللتوبة أربعة واختلفت كتابات اسم يونس فجاءت به شكلين ومثلها هود ويوسف وجاءت الرعد مع شكلين وكذلك إبراهيم بينما جاءت كتابة الحجر على ثلاثة أشكال وجاءت النحل مرة بالمفرد وأخرى بالجمع، وجاءت مريم عل لهجتين أما الفرقان فجاءت على ستة أشكال وجاءت النمل مرة بالإفراد ومرات بالجمع والقصص على شكلين أما سورة الروم فجاءت على أربعة أشكال وتباينت كتابة لقمان وجاءت السجدة على شكلين أما الأحزاب فقد أخذت خمسة أشكال وفاطر على شكلين.
أما الصافات فجاءت على اختلافات عديدة فمرة جاءت (اسماً والأخرى جاءت جملة، وجاء الفاعل في الجملة أحياناً جمع مذكر وأحياناً جمع مؤنث) وتباينت تهجئة سورة (ص) بينما جاءت الزمر على شكلين، وغافر على طريقتين اسم وجملة والاسم ذاته على ثلاثة أشكال ....
وما هذه إلا أمثلة سريعة ومثلها بقية أسماء السور ....
ولدينا جداول في هذا الإطار ...
4 - البسملة:
أما البسملة "بسم الله الرحمن الرحيم " فالخلافات كبيرة وهي في العنوان فكيف بالمضمون والمتون ... من ثلاثة مفردات هي: الله الرحمن الرحيم جاء التباين في تباين الأشكال اسم الجلالة " الله " فمن التراجمة من جعله ذات اللفظة بحرف لاتيني ومنهم من استبدله بكلمة dieu الفرنسية و God الإنكليزية وأخواتها في الألسنة الأخرى ...
وهذا ما لدينا بحث مستفيض عنه بعدم جواز استبدال اسم الجلالة العربي بأي اسم آخر .... لا من الناحية الشرعية فقط بل من فروق المعاني ذات الصفات "فلله الكمال المطلق والتنزه عن كل نقص وأي نقص " بينما ليس للآلهة الأخرى مهما بلغت هذه الخاصة في أفكار أقوامها، والدراسات تؤكد ذلك ...
والمفردة الثانية هي الرحمن (وفاقد الشيء لا يعطيه) ولكن ما الرحمن هل هو العاطف على الفقراء، أو فاعل الخير، أو الحنون على التعساء (البؤساء)؟ ........ ولِمَ يدمج في كثير من الأحيان بالرحيم أو يستبدل به والعكس بالعكس.؟
لقد جاء أحد عشر شكلاً للبسملة في تسع ترجمات بالفرنسية وفي نسختين منها شكلان لها كما نجد لدى ترجمة النسخة السعودية الفرنسية وفي مقدمات بوريما عبده داودا ...
ولا عجب ففي اللغات الأخرى لا توجد ذات المفاهيم حتى إن المترجمة المصرية السيدة زينب عبد العزيز أستاذة الحضارة قدمت نحتاً بالفرنسية (رفض فيما بعد من قبل الأكاديمية الفرنسية فكتب كأمر واقع:
Miséricordieux و Misèricordant، لعدم وجود مقابلات وهذه الأمور من فروق الحضارات ولا عجب ألا توجد في لغة الهدف Cible ولكن من المعيب والصعب قسر اللغة على قبول ما ليس فيها.
5 - قد لا توجد مفردات في لغة الهدف تقابل مفردات في لغة المصدر (وفاقد الشيء لا يعطيه) ومن ذلك المفاهيم التالية على سبيل المثال لا الحصر " الوفاة" قال تعالى " الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها، فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى ([24]) " والوفاة من الوفاء حيث يستوفي الله الأنفاس (بوفاتها) ولا يستوفي النفوس أي ينزع من الأجساد الإرادة وحرية التحكم بينما يبقى الكائن بيولوجياً حياً ولذا جاء في الحديث الشريف الصحيح " رفع القلب أي المحاسبة والمسؤولية عن النائم حتى يستيقظ فقد يفعل ما لا يريد أو يقول ما لا يعي ولا يستطيع التحكم " وهنا يدخل علم التنويم المغناطيسي أو الإيحائي وغيره .... فالوفاة شيء غير الموت وغير الحياة بالمعنى الدقيق للكلمة ... ولذلك جاءت الآية الكريمة بشأن عيسى عليه السلام ... "يا عيسى إني متوفيك ([25]) " ولم يقل أنني مميتك أي أنزع عنك صفة
(يُتْبَعُ)
(/)
الأنفسية لا النفوسية ورافعك إلي ... الخ
- والأمر ذاته مثلا بالنسبة لمفردة "العمه " فهي خاصة بالأعين بينما العمى خاص بالعيون وهذا ما نسميه عمى البصيرة وليس عمى البصر، والتفصيل بين " أفْعُل وفعول " واضح في آي قرآن الكريم بين ما هو مترجم على عمه من أكثرية التراجمة فرسان التنوير وقادة جيوش المشاة لدى الكتاب .... وثمة تفصيل لهذه الأمور في مظانها وفي بحثنا ....
6 - المفردات الخاصة بحضارة دون الأخرى مشكلة عويصة الحل كما نرى مثلاً في مفاهيم الجن وإبليس والشيطان وكذلك في مفهومات الصلاة والزكاة والحج والصوم والجهاد ... فكما أن اسم الجلالة العربي القرآني الإسلامي مباين تماماً لما عليه Dieu وأخواته و God وأخواته وبقية الآلهة الأسطورية في ديانات العالم فإن المفاهيم الخاصة بالمسلمين من صلاة وزكاة وحج وصوم وجهاد مباينة تماما ًَ لما عليه من أقوام آخرون ولو كانت عموم المعاني اللغوية قريبة نسبياً بيد أنها غائمة تماماً ولا مساواة أبداً ...
7 - كما هو معلوم ولو نظرياً لا يحق للتراجمة أن يزيدوا أو ينقصوا أو يحرفوا أو يعدلوا وبمعنى أدق أن يتقولوا على النصوص العليا بشكل خاص وقد أشار القرآن إلى ذلك " ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين ([26]) "وتم توجيه الرسول نحو بوصلة الهدف من إرساله .... " فذكر إنما أنت مذكر ولست عليهم بمسيطر ([27]) " وفي الآية " فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب ([28]) ". فالبلاغ المبين لما أنزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم " يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ([29]) " وجاء في آية أخرى " بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون ([30]) "، فهل يمكن لمتقول أن يزيد على البلاغ أو ينقص وما هي جرائر ذلك؟ وما هي جراء ذلك لقد قام العديد من التراجمة بأفعال لا تنم عن الأمانة أبداً اتجاه ما ترجموه وفي ذلك يقول أحمد ديدات: " لقد قام شهود يهوه بالتخلص من سبعة وعشرين صفحة من مقدمة عهدهم القديم " ويضيف في كتابه " الله في اليهودية والمسيحية والإسلام قوله ص 88 " إن لعبة الإثبات والحذف " هي لعبة قديمة جداً في الغرب ".
ويقول موريس بوكاي:"يطغى على الترجمات الأولى للقرآن التصرف بالنص وهي لا تصلح للاستخدام ([31]) وها هو كازيمر سكي يبدل / كما هو ديدنه الدائم / أرقام الآيات فيعطي مثلاً الآية رقم 29 في العربية برقم 27 في الترجمة الفرنسية ويحذف عندما لا يعرف معنى المفردة ففي الصفحة 71 يحذف معنى " القيوم " في سورة آل عمران وهذا يذكرنا بمقولة حنين بن اسحق " لم أتبين بالضبط معنى الجملة التي نقلها جالينوس عن أريستوفان وقررت حذفها برمتها "، وفي أول سورة الكافرون يحذف " قل " ومثله في كثير من السمات المترجم نور الدين بن محمود:
فلدى كازيمير سكي تغير رقم 3 البقرة 2 إلى البقرة 2 (-1)
44 آل عمران 3 إلى 39 (-5)
92 المؤمنون 23 إلى 93 (+1)
77 النحل 16 إلى 80 (+3)
وغيره الكثير ...
ولدى بن محمود تغير رقم 44 آل عمران 3 إلى 43 (-1)
50 الأنعام 6 إلى 52 (+1)
وهناك قاعدة لدى كثير من التراجمة هي زد ولا تنقص ( Add no omet)
وغيره الكثير .....
وهناك من زاد في النص في شرح المتن وبين قوسين فوقع - حسب فهمه - في مشكلة سياسية ومغالطة تاريخية حيث أنه أعطى اليهود بلاد الشام والرافدين والنيل وهو المترجم بوريما عبده داودا ...
8 - وقع بعض التراجمة في التحريف والتعديل فقاموا بدمج آيات بعضها مع البعض أو فصلوا آية طويلة إلى آيات أخرى متجزئة على هواهم كما فعل كازيميرسكي ونور الدين بن محمود كما نرى ذلك مثلاً في سورة البقرة وآل عمران وغيرهما .. وكذلك نرى ذلك في نسخة عبد الله يوسف علي طبعة الهند 1932 م.
9 - قد يكون التحريف في بعض الترجمات مقصوداً كما هو الحال عند كازيمير سكي الذي وضع كلمة عيسى بدلاً من إبراهيم في الآية الكريمة " إن ذلك لفي الصحف الأولى، صحف إبراهيم وموسى " فجعلها صحف عيسى وموسى “ Dans les livres de Moïse et de Jésus”
(يُتْبَعُ)
(/)
10 - الترجمة بالعنعنة تضاعف الأخطاء ولدي قائمة بخمسة عشر ترجمة تمت بهذه الطريقة، فلقد تمت الترجمة للألمانية مثلاً عن الهولندية عن الفرنسية وكذلك ترجمة أخرى عن اللاتينية وأخرى عن الإنكليزية، وكذلك ثمة ترجمات إلى الإنكليزية عن الفرنسية والعكس صحيح، هناك ترجمات للإيطالية عن اللاتينية، وثمة ترجمات إلى الروسية عن الفرنسية وعن الإنكليزية وعن السلافية ....
- فإذا قرأنا مثلا ترجمة كازيمير سكي وما فيها من أخطاء فادحة وملابسات وقلنا إنها نسخة أصلية لنسخة روسية أو أكثر فما بالنا ماذا يبقى من مفاهيم القرآن العربي وصوره ... إنه المسخ الحقيقي بكل معاني الكلمة
11 - من الغباء المطبق أن نترجم حرفياً نصاً إلهياً فيه كثير من أوجه وأوجه إلى لغة هدف ليس لها ذات الأساليب وسعة المفردات وهاهو محمد حميد الله يحاول ذلك قائلاً "ترجمنا حرفياً"، ص XXXIV من مقدمته طبعة ماريلاند، وكذلك محمد وليام مارمادوك بكتال ص 34 وهذا ما يضيع كثيراً من المعاني والصور القرآنية فكيف نترجم مثلاً: "ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً ([32]) "؟
وكيف نترجم " فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عدداً ([33]) " وهذه الطريقة تجعل النص الهدف صعباً غير مفهوم مما يذكرنا بمقولة مارتن لوثر (1483 - 1546) واصفاً القرآن بأنه:"كتاب بغيض فظيع وملعون ومليء بالأكاذيب والخرافات والفظائع ... ([34]) " لقد أعطته الترجمة اللاتينية حينذاك نتائج عكسية من حيث الصعوبة والريب .. أليس القرآن "هدى وشفاء "؟ فهل في هذه الأساليب ما نبتغيه من ترجمته؟ ...
وهاهو هولوبيك الفرنسي يكتب يوماً في صحيفة اللومند Le monde " إن الإسلام هو الدين الأكثر دموية ووحشية، وعندما يقرأ أي إنسان القرآن فإنه يكون عرضة للانهيار ". فهل أدى النص الهدف ما في النص المصدر الذي تسجد له القلوب قبل الجباه خشوعاً وتأثراً وتفيض له الأعين ... !!.
12 - خلط معاني المفردات وتفسيرها على الهوى ... وقد جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى ... إن هو إلا وحي يوحى " .. من ذلك على سبيل المثال لا الحصر:" استعملت مفردة Saint مقابلة لمفردات قديس وقدوس وقدس والمقدس حيث قال التراجمة:
Saint Paul, Saint Esprit saint coran و saint Gabriel و Dieu est saint
فأي استعمال دقيق لدى هؤلاء؟ ومثل ذلك أيضاًمفردة seigneur فقد جاءت بمعاني متعددة: حيث يقول كشريد:
كل اتصال للإنسان مع سينيوره ممنوع مطلقاً في هذا العالم، وقال سينيورنا جبريل وقال أيضاً سينيورنا محمد ص ( XV) فما هو السينيور هنا؟. علماً أن غيره استعملها بمعنى Dieu.
13- استعملت بعض المفردات قاصرة عن تأدية معانيها الكبرى لدى كثير من التراجمة من ذلك مثلاً عن كازيميرسكي: " يا أنت أيها المغطى بما نطو ":
O toi qui es couvert d’un manteau المزمل
O toi qui es enveloppé d’un manteau المدثر
ولدي آخر enveloppé en drap أيها المتشرشف
من أجاز لهؤلاء الذين أسماهم بوشكين فرسان التنوير أن يخصصوا المانطو أو الشرشف دون غيرهما من أنواع الدثور والزمول .. ؟ وهذا من الخاص تجاه العام ...
ومن ذلك أيضاً مفردة " الغيب " (وما دخل حرف الغين على مفردة إلا وأعطاها سمة عدم الوضوح فقد ترجمها كثير منهم Invisibilité وكما نعلم هذه المفردة خاصة بحاسة البصر ( vision) وإمكانية الرؤية فعدم الرؤية يفيد غيباً معينا عن العين، أما الذوق واللمس فتلك أشياء أخرى ... مفردة الغيب القرآنية العربية تعطي كل هذه الغيوب بينما تقصر المفردة الهدف عن المفردة المصدر بنسبة ثمانين بالمائة في أحسن أحوالها .... ومثل ذلك كثير كثير ...
14 – كثيراً ما تلعب الذاتية دوراً سلبياً تجاه الموضوعية حيث يتدخل المترجم في مفاهيم النص فيزيد أو ينقص أو يحرف أو يعدل أو يلون بلونه الخاص وبذا يخون الأمانة "إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقنا منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً ([35]) " ... وهذا كثير لدى التراجمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن أولئك مثلاً من جعل مريم العذراء طاهرة بتولاً حتى أوصلها إلى درجة أم الإله علواً فأفرط غلوا ومنهم من جعلها امرأة عادية أو أقل من ذلك حيث كانت-حسب ذاتية سالبة-تعاشر بالحرام يوسف النجار فحملت منه سفاحا ففرط تطرفاً. وتعالت السيدة مريم عن كلا الحالتين علواً كبيراً, فهي التقية النقية وليست أم الإله و ليست المخادعة السفوح, ومن ذلك أيضاً ما جعله كازيمر سكي نداء لأهل مكة فقط في ترجمة العبارة " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ([36]) "والتي ذكرت في القرآن الكريم بضع عشر مرة و حرف السياق عن مواضعه ونسي أو تناسى أو حرف قاصداً معاني آيات أخرى أن الرسالة "إلى الناس كافة للعالمين" انظر الصفحة 41 من ترجمته.
15 - من المشكلات التي يواجهها التراجمة إشكالية نقل العبارات الجاهزة في لغة مصدر إلى لغة هدف وهي ما نسميها Idiotisme أو بالنسبة للغة العربية Arabisme وهي عبارات خاصة بكل لسان وهي مما يستعصي ترجمتها حرفياً و إنما بمقصودها في اللغة الهدف إن وجد لديها هذا المعنى وكما كررنا"فاقد الشيء لا يعطه".فما هي إذن ترجمة "صلى الله عليه وسلم"علماً أن صلاة الله على النبي غير صلاة المسلم عليه و غير صلاة الملائكة على الناس. وهاهي نماذج من دخول المترجم على النص بذاتيته: يقول حميد الله: فلينحن ديو عليه وليأخذه في حفظه ص XVI: وبالفرنسية: Que Dieu se penche sur lui,et le prenne en sa garde.
بينما يترجمها كشريد: بركة ديو وتحيته عليه ص XIII: " "bénédiction et salut de Qieu sur lui وجاءت بصيغة خبرية بينما يجعلها بوريما عبده داودا حرفية ويجعل ( prier) التي معناها الصلاة ولغوياً الدعاء: ليصل عليه وليوجه له التحية ص 6:" Qu' Allah prie sur lui et lui accorde le salut وتجيء بشكل آخر: ص6: أيضاً ترجمة حرفية: prière et salut d’Allah sur lui. ويضع وزير الثقافة النيجيري محمد داندا صلاته على النبي على الشكل التالي: P S L ونتساءل هل توافق العالم الإسلامي بأكاديمياته العلمية والشرعية على حسبان P S L تخص هذا الاختصار؟
وها هو ذا بن محمود يصيغها بترجمة تغير معنى العبارة فهو يضع / pour/ بدلاً من Sur وعبارته هي: Priez pour lui et louez le. والفارق بين هذه العبارة وما سبقها كبير. واللجنة السعودية تضع شكلا أيضاً مخالفاً: que la paix et la bénédiction d’Allah soient sur lui
ومعنى paix السلام بمعنى الأمن وليس التحية salut فهل حقق التراجمة الهدف فكانوا فعلاً فرسان التنوير أم قد يصبح بعضهم – ثيران البيادر – يدورون في حلقة مفرغة همهم أن يقولوا دون حسبان لما يقولون " وقد قال تعالى: ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد "؟
16 - من التراجمة من يخونون النص بشكل صريح دون أدنى حياء من أنفسهم أولاً أو المرسل أو المستقبل
وهذا ما نجده لدى بعضهم ممن يضيفون ما ليس في النص أصلاً ذلك ما فعلته فطمة زايدة التي أدخلت آراءها ضمن آي القرآن وجعلتها قرآناً حسب / أبلستها / وكذلك المترجم الألماني دنيفر الذين يجعل التفسير مع القرآن قرآناً وثمة آخرون يجعلون من الأديان الأخرى مراجعهم الإصلاحية لما يرونه ناقصاً – حسب ضعفهم الذاتي – في القرآن (النص المصدر) كما فعل من جعلوا الإسرائيليات مراجعهم التي لا تخطىء كأسماء الأنبياء عندما جعلوا Elie هو نفسه زكريا Zakaria وهو ذاته ذو الكفل فما هذا الخلط بينما جعل حميد الله (ذا الكفل) هو تعريب: كابيلا فاستو kabilavasto أو قد يكون بمعنى المغذي أو أبو براهما في الديانة البراهيمية الهندية – فما هذا الضرب بالأزلام؟ ...
17 - العبودية والعبادية والعبيدية وفرقها عن الأقنان والأسرى والزنوج:
لقد وقع التراجمة في فخ كبير في هذه النقطة لعدم فهمهم أعماق المفردات ولعدم فقههم الفروق العقدية عن المصطلحات العامة ...
إن جهلهم بصفات الخالق المرسل للنص القرآني ونصوص التوراة والإنجيل كما أنزلت على الأنبياء يجعلهم يخلطون الصالح بالطالح ...
فلأنهم لم يعرفوا أصول الترجمة بمعرفة المرسل ضاعوا وضيعوا
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا ما كانت العبودية هي الوجه المقابل للألوهية بالأضداد وإذا ما كان وزن "فعولية " هو انطلاق أفقي ينشق عنه موقفان أحدهما باتجاه موجب سام هو العبادية الاختيارية أنفسياًوالآخر اختياراً أنفسياً أيضاً هو العبيدية.
فقد توضحت التوجهات (حسب المفهومات القرآنية)،والإنسان في كل حالاته مجبر نفوسياً (أقصد بيولوجياً) على الوجود ولا نفاذ من سنن الحياة من خلق وتحقيق وظائف جسدية) فالحساب فقط على حرية الاختيار والإرادة وهي مناط النية ومسؤولية الفؤاد (وهي غير مسؤولية القلب)، لأن الحساب على موقف الفؤاد ...
وعلى ذلك فالفروق كبيرة عن معاني ما نسميهم بالأقنان الذين كانوا يباعون كأي عين مما هو موجود على الأرض، وكذلك عن الأسرى الذين يصبحون عبيداً يباعون ويشترون وكذلك الزنوج ذوي الألوان السمراء وهذه العبوديات ليست حقيقية ففي منهج القرآن العبد العبادي هو الطائع لله أو المتجه إليه والعبد العبيدي هو العاصي المبتعد عن طريق الله وشريعته، ولو ظن أنه متحرر من الدين فهو العبد العبيدي لشهواته من بطن وفرج ومنصب ومال ...
وعلى ذلك فإن الترجمات التي نراها تستخدم مفردات معيبة لأن الخدم غير العبيد و الآلهة الأسطورية تأكل و تشرب وتمارس الجنس بكل أشكاله و الله متعال عن ذلك مطلقاً فليس هو بحاجة إلى خدم فاستخدام servir وما يشتق منها خطأ فاحش لأن الخدمة تسخيرية وليست عبودية بأي من الاتجاهين ....
واستعمال مفردة Nègre وأخواتها عيب وجهل كبيرين لأن الحساب على اللون وجعل صاحبه عبداً أو سيداً هو غاية الظلم بل إن اللون واللسان من آيات الله في الخليقة " ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم ([37]) " ولدينا في البحث الأصيل حول هذا الموضوع جداول تدحض الاستعمالات الخاطئة التي ارتكبها قادة كتيبة المشاة في جيش الكتاب ...
وها هو المترجم عبد الله يوسف علي الذي كان مرجعاً للعديد من الترجمات ومنها ترجمة اللجنة السعودية يستخدم لترجمة "عباد " servant " ولترجمة عبيد استخدم الخدم servant وخلاصة الأمر أنه يستخدم مقابل مفردات: (العباد والعبيد والعابد والعبد وعبد) مفردات servant و to serve واستخدم أحياناً to worship بينما استخدم مار مادوك بكتال مقابل العباد والعبيد bondmen وأحياناً slaves واستخدم to worship ولم يخرج بقية التراجمة بالفرنسية عن هذه الحالات دون تمييز كما رأينا حسب وجهة النظر القرآنية.
18 - الربوبية: بين اللفظة العربية " رب " والفرنسية سينيور Seigneur والإنكليزية لورد Lord:
إذا تتبعنا في قاموس العربية [ر. ف+ ... ] بقية الحروف العربية فسنجد أن الربوبية مجاورة لكل المعاني من ذات الأصل الواحد (ر. ب) مضافاً إليها تلوينة ثالثة. وهي كما قلنا عكساً لمعنى العبودية، ولا يقال الرب معرفاً بالألف واللام في غير الله، كما يقول المعجم الوسيط ص 321، ولم يستعمل العرب الحروف (س. ظ. ف. م.ن. هـ) مع الجذر الثنائي (ر. ب) وأما بقية الحالات فتشكل معاًمعاني: العلو والرفعة والحفظ والإصلاح والتعهد بالغذاء والتنمية والتأديب وجعل الشيء مستقراً وأعطاه شخصيته ومسؤولياته، وملأه وأقامه وبلده وأكسبه وزوده، وضخمه، وخلطه بالكدرة وأطلقه وتممه وكيسه، وجعله مثمراً وأمكثه ووصله وجعله في نعماء واتساع وأكثر عدده ونوعه ورباه ...
أما في الفكر الغربي ففي الفرنسية: فهو مالك العطية وهو النبيل وهو ديو Dieu وهو الرب بأداة التعريف le
وفي الإنكليزية lord خازن الخبز والسلطان والسيد الحاكم والنبيل وإنسان له خاصية وهو عضو مجلس العموم (اللوردات) وهو الزوج وهو يهوه، وهو المخلّص يسوع، ويقال ربوب (للتصغير والتهكم) وهو المعمر (كبير السن)
يستعمل الفرنسيون: سينيور – ديو – يسوع- بذات المعنى.
ويستعمل الإنكليز: لورد – غود – يسوع. بذات المعنى أيضاً.
واستعمل المترجم صلاح الدين كشريد – سينيور مرافقة لكل من الكلمات: ديو- محمد – روح القدس كما رأينا.
فالسينيور أو اللورد هو مالك الأرض وهو النبيل في العصور الوسطى وهو لقب الشرف لرجل ما، وهو الجبار العاتي المتكبر الأنوف المسيطر وهو صاحب السمو وهو العجوز المعمر وهو المولى وهو عضو مجلس اللوردات وهو الزوج يهوه وهو المسيح.
ويستعمل الإنكليز فعل V.to lord بمعنى عتا وتجبر وتعجرف وجار واستبد وتغطرس.
(يُتْبَعُ)
(/)
ذلك مفهوم (السينيور – اللورد) في الفكر الغربي وتلك سماته ووظائفه، وبالمقارنة مع المفهوم في الفكر العربي اللغوي والإسلامي نجد الفارق كبيراً وبدراسة دقيقة نجد استحالة استبدال رب العربية بأي من سينيور ولورد ... لتفاوت السمات وعدم اللياقة ومفارقات سعة الكلمات والشمول ولدينا دراسة عن ذلك تفصيلية. وهاهم التراجمة يترجمون: فكازيميرسكي يقول عن رب في الفاتحة Souverain وبلاشير وغروجان وماسون وحميد الله Seigneur وكشريد وبن محمود Maître وفي رب الناس " يرتد كازيمير سكي ليقول Seigneur أما بن محمود فيقول Nourricier ( مغذى الناس) ويرتد بن محمود في "رب كل شيء " ليقول: le maître
وفي الإنكليزية يستعمل للرب:
The cherisher and sustainer في بداية الفاتحة. ثم يعود ليستعمل lord في الناس علماً أن معنى The cherisher هي العزيز و sustainer ( المساعد، المعضد، المساند) وقد يكون بعض اللوردات على عكس كل القيم كما كان اللورد بايرون lord Byron الذي يسمى شاعر الرومانسية العاهرة وقد وصفته إحدى عشيقاته وقد عاشت معه في مجتمع مخملي "إنه مجنون وسافل ومنحط وخطر على البشرية كلها".
فهل يكرس هذا معنى الربوبية؟.
وهل أحسن التراجمة باستبدال رب العربية بمفردات Seigneur الفرنسية أو lord الإنكليزية؟!
19 - مشكلة مفردة: زوج:
هو كل ما يقابل آخر من ذاته بتوافق بيولوجي أو نفسي وهو ثاني الاثنين ... ونجد أن السادة التراجمة قد وقعوا في فخ كبير فمنهم من حسب أن الزوج هو الاثنين معاً ومنهم من حسب أن الزوج هو الرجل بالنسبة للمرأة أو الزوجة بالنسبة للرجل، ومنهم من قال بالصنف الثاني ...
وهنا حدث خلط بيّن يبين تناقض التراجمة وعدم فهمهم الدقيق لمعاني المفردات:
- فهل "زوجت" معناها ( Se marier de)؟ في الآية " إذا النفوس زوجت ([38]) ".
- وما معنى " ومن كل شيء خلقنا زوجين ([39]) "؟
وكيف نوفق بين الآيتين: ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون (70 الزخرف 43)
" واحشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون فاهدوهم إلى صراط الجحيم " (22 الصافات 37)
هل سنساوي بين النبيين نوح ولوط مع زوجيتهما الخائنتين فندخلهما الجنة أم ندخل النبيين النار بجرائم الزوجتين؟
وكيف نعالج مشكلة امرأة فرعون المؤمنة مع فرعون الجبار القاتل؟ ...
أليس ثمة تناقض إذا قلنا أن / زوج هنا معناه زوج زواجي جنسي / أم يحب البحث عن معنى آخر للزوج؟ ..
لا يوجد في القرآن الكريم من لفظ زوج على وزن "فعلة " أي زوجة.
وعند التوافق يستعمل القرآن زوج (في حالتي الخير والشر)
ومن الاختلاف والتضاد (امرأة) نوح و (امرأة) لوط وقال (امرأة) فرعون.
ومن سنن العدالة الإلهية ألا تزر وازرة وزر أخرى، وما من جرائر دون رضى قلبي ..
استعمل التراجمة: Femme l'hmme
Épouse le marie
Wife man
20- مشكلة (رسول -نبي – حواري):
إن فهم النصوص وأمانة نقلها تدعو المترجمين إلى وضع المفردة في مكانها بمعناها الصحيح ومن ذلك مثلاً في دراستنا المقارنة وجدنا أن (رسول) تنوب لدى كثير من التراجمة عن (نبي) أو (حواري) أو أن ثمة علاقة ترادفية أو مساوية (لأن الترادف Synonime غير المساواة & Eacute;quivalence)
مع وجود فوارق كبيرة بين هذه المفردات الثلاثة فليس النبي رسولاً بالضرورة ولكن الرسول نبي وليس الحواري إلا مبشر فليس هو نبي ولا رسول ومن هنا جاءت المفردات لدى التراجمة غائمة Ambigu. كما أن لفظ حواري لا تصلح أبداً أن تطلق على رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن هذا اللقب لا يجعله نبياً ولا رسولاً ولننظر إلى التراجمة الذين وقعوا في فخ عدم الفهم لمعاني هذه المفردات وجرائرها ولدينا مقارنات مجدولة وعلى سبيل المثال لا الحصر سنرى ما يقولون: يتناقض كازيميرسكي مع نفسه أكثر من مرة ليقول: prophète ويقصد (نبي) مرة و apôtre ويقصد حواري ثانية و envoyé ثالثة أما بلاشير فيزاوج بين prophète و Apôtre ويكثر من لفظة apôtre.
أما غرو جان فيقول apôtre, messager ويقصد رسول وابن محمود يجعل كل مفردة رسول مقابلة لمفردة prophète وأما الترجمات الإنكليزية فنجد فيها أن: عبد الله يوسف علي في طبعة الهند يختار Apostle وتتغير في طبعة ماريلاند لتصير messanger...
(يُتْبَعُ)
(/)
فهل وفق التراجمة أم ضاعوا وضيعوا وهل كانوا فعلاً فرساناً للتنوير أم شيئاً آخر غير ذلك.
21 - الموسيقية والشاعرية لدى التراجمة بالنص القرآني: من المعلوم أن أصعب الترجمات لدى الباحثين والمجربين من التراجمة أمور علم النفس وبالتالي مشاعر الإنسان وحيثياته ولما كان كل إنسان عالماً بذاته:
وتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر
فإن ألفاظ الحب والكره وتسميات الانفعالات بشتى صورها وأصدائها تعجز تحت كل التسميات عن التعبير عما يجول في هذا القلب الإنساني والذهن البشري، وبالتالي فإن ترجمة الشعر شيء عسير إن لم يكن مستحيلاً، أما ترجمة ما في آي القرآن مما تثيره من أحاسيس تدمع لها القلوب قبل العيون وتسجد لها العقول قبل الجباه خشوعاً ويقينياً وفي ذلك يقول مار مادوك بكتال: فالترجمة الناجمة عن هذا الجهد ليست هي القرآن الكريم " ذلك السيمفونية " المقطوعة النظير التي سينزل إيقاعها وتلحينها دموع الناس، فيرقى بهم إلى حال من ا لنشوة " .. فليس من ذلك شيء في الترجمات بل تثير هذه الترجمات الشعرية والقرآنية في أكثر الأحايين أحاسيس الغثيان Nausée والتثاؤب والتعب وكأن المرء يجبر على أكل ثمار حجرية يحتسي معها الغسلين الآسن .. الملوث بالرمال وهذا ما شعر به مارتن لوثر منذ سبعمائة سنة ونيف وكذلك هولوبيك في القرن العشرين.
ومن العجب أن نرى أن بعضاً من التراجمة قد أخذ على عاتقه أن يقدم الآيات حسب هواه- بطرائق موسيقية كما فعل د. محمد سعيد الرشد وزوجه الدكتورة إيمان فاليريا بوروخوفا في ترجمتها للغة الروسية، إن د. بوروخوفا تنقل عن زوجها المعاني كما يصرح هو ذاته في إحدى المقالات وتموسقها وترسم لوحتها الإعجازية وصورها البلاغية فهي –كما يقول – أديبة روسية ويقول حرفياً "كانت تكتب ما أترجمه لها بصور أدبية فيها سجع ونغمة محببة للنفس لأن من أهداف الترجمة أن يستمتع القارىء الروسي بقراءة القرآن كما يستمتع بذلك القارىء العربي "
فهل أحاط هؤلاء وأمثالهم بالموسيقا ومعنى المفردات وأحكام التجويد ومخارج الحروف وطبقوها في ترجماتهم أم راحوا يخوضون ويلعبون ويلهون؟؟
ولدينا على ذلك دراسات مقارنة حول بضعة ترجمات ...
22 - موضوع التخصصات العلمية وعلاقتها بالمترجمين يقول ج. بيرس ثمة ما يسمى بجهل العلماء ذلك أن من يتحدث بغير تخصصه كمن يمشي في طريق ممتلىء بالألغام، فمن يتخصص بالفلسفة، أو بعض من تخصصاتها لا يمكنه مطلقاً أن يقف إماماً في محراب التخصصات الطبية ومن له دراية باللغة أو بعض من تخصصاتها لا يمكنه أن يكون السابق ولا المصلي ولا المجلي ....
وعل ذلك فإن تصدق مقولة بيرس فإن على جميع أهل التخصصات الدقيقة و العميقة جداً في شتى اختصاصات الاختصاصات أن يدلوا بدلائهم بعد كل تمحيص كي يجرؤوا على تفسيراتهم ويختموها بعبارة ضرورية هي " والله أعلم " ... كما كان يفعل كبار الباحثين الذين يحترمون أنفسهم ومتلقيهم باحترامهم النصوص وأوجهها.
وأضرب أمثلة سريعة على خطأ كثير من المدعين ومنهم مثلاً ريجيس بلاشير الذي قال بأن العلق هو خثرة دموية متجلطة (متخثرة) والأمر غير ذلك لدى المتخصصين في علم الأجنة Embryologie وأمور مثل ذلك كثير فقد قال المترجم محمد حميد الله إن معنى "المرصوص " في الآية " إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص " أن البناء من الرصاص " plomb" وأشياء كثيرة مثل هذا ...
23 - رصف الأختام والتوقيعات على كثير من الترجمات
من الأخطاء الكبيرة جداً رصف الأختام والموافقات على كثير من الترجمات كما نرى على الترجمة للروسية من معهد البحوث الإسلامية للأزهر وكذلك على ترجمة ماسون أنها قد أخذت موافقة مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر وهناك ترجمات عديدة مثل ترجمة جان غروجان الحائز على موافقة الأزهر وغير ذلك ...
وكذلك ترجمة القاسمي فخري التي حازت على موافقة دار الإفتاء في طرابلس لبنان والمضحك انه قد كتب عليها: نوافق على الترجمة الإنكليزية على نص الترجمة الفرنسي؟
هذا غيض من فيض من ملاحظات تلمسناها على بعض الترجمات التي بين أيدينا
وفي الختام نقول بعد عمل دؤوب لدينا وثائقها في دراساتنا المقارنة
أليس فك خيوط الحرير الأنثوية الرقيقة من كدسة عوسج
(يُتْبَعُ)
(/)
والانطلاق الحرج على الأعراف في واد سحيق والاتكاء الأليم على جروح الضعف الإنساني
كل هذا أهون ألف مرة من توكيدنا الأمانة بمعناها القرآني الدقيق, أننا ترجمنا في الشعر و القرآن؟
فألف شعب من المستحيلات أمام التراجمة الذين لما يزالوا على بوابات عالم متسع لإنسان أوتي من كل شيء سبباً, ولما يكتشف هو ذاته من أغوار نفسه إلا القليل القليل, ففيه بلغ الخلق أحسن تقويمه و فيه ارتداده إلى أدنى دناياه و بين جناحيه هذين بحر لا سواحل له, فعند تخومه الأولى صدرت معجزات السمع و البصر واللسان وفي منتهى فؤاده و يده كانت خواتيم الحرية المسؤولة التي هي أس الأمانة وأساسها و فيما بينهما قول و فعل
إنَّ في ذلك للذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته
31/ 3 / 2006
علي عبدو الإبراهيم
--- الحواشي -----
([1]) - راجع قاموس لاروس Larousse 1985 الملحق: عبارات لاتينية، يونانية، وأجنبية ص XII .
"traduttore, traditore" aphorisme italien, qui signifie que toute traduction est fatalement infidèle et trahit par conséquent la pensée de l'auteur du texte original " .
([2]) – راجع: دراسات في الترجمة والمصطلح والتعريب – شحادة الخوري – دار طلاس – دمشق، طبعة أولى – 1989.
([3]) - - Jules Marouzeau , "la traduction . P. (47-)
([4]) - المسائل النظرية في الترجمة / ترجمة لطيف زينون، طبعة أولى، دار المنتخب العربي. بيروت 1994 م. ص 9
([5]) - Dictionnaise de linguistique – larousse 1973
([6]) - الترجمة في العصر العباسي، تأليف مريم سلامة كار ترجمة د. نجيب غزاوي – دمشق 1998 - منشورات وزارة الثقافة. ص2.
([7]) - نفس المرجع أعلاه ص 91.
([8]) – المعجزة الخالدة – د. حسن ضياء الدين عتر – دار النصر – حلب – سورية – طبعة أولى 1975 ص 143.
([9]) – سورة يوسف: 12 الآية 2.
([10]) – سورة الأنبياء: 21 الآية 107.
([11]) - عمر شيخ الشباب ص 121 (فصول في التأويل ولغة الترجمة – دار الحصاد 2003 الطبعة الأولى).
([12]) – سورة هود: 11 الآية 1.
([13]) – المرجع: ص 176.
([14]) – المرجع السابق: ص 176 (فصول في التأويل ولغة الترجمة – دار الحصا\ 2003 ط1).
([15]) - ترجمة القرآن الكريم – د. نجدة رمضان – دار المحبة – 1998 ص 14
([16]) – نفس المرجع السابق ص 77.
([17]) – وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً (سورة سبأ 34 الآية 28).
([18]) – المرجع: ترجمة القرآن الكريم – د. نجدة رمضان – دار المحبة – 1998 ص 77 - 94.
([19]) - حاضر العالم الإسلامي وقضاياه المعاصرة – د. جميل عبد الله محمود المصري- مكتبة العبيكان الطبعة السادسة 1422هـ - 2001 م.
([20]) – السورة 17 الآية 85.
([21]) – سورة المنافقون 63 الآية 4.
([22]) – سورة الزخرف 43 الآية 36.
([23]) – الأدب العربي بالفرنسية – اتحاد الكتاب العرب – 2005.
([24]) – سورة الزمر 39 الآية 42.
([25]) – سورة آل عمران 3 الآية 45.
([26]) – سورة الحاقة 69 الآية 47.
([27]) – سورة الغاشية 88 الآية 21.
([28]) – سورة الرعد 13 الآية 40.
([29]) – سورة المائدة 5 الآية 67.
([30]) – سورة الأحقاف 46 الآية 35
([31]) – المرجع كتاب: القرآن والعلم المعاصر – د. موريس بوكاي – ترجمة د. محمد إسماعيل بصل + د. محمد خير البقاعي – طبعة أولى 1995 – دار ملهم – حمص – سورية ص 127.
([32]) – سورة الإسراء 17 الآية 29.
([33]) – سورة الكهف 18 الآية 11.
([34]) – من كتاب: الإسلام في عيون غربية، تأليف محمد عمارة – دار الشروق – ط1/ 2005 ص 67.
([35]) – سورة الأحزاب 33 الآية 72.
([36]) – سورة البقرة 2 الآية 21.
([37]) – سورة الروم 30 الآية 22.
([38]) – سورة التكوير 81 الآية 7.
([39]) – سورة الذاريات 51 الآية 49.
ـ[مرهف]ــــــــ[23 Jul 2006, 01:25 ص]ـ
هذا الملف المرفق المضغوط أسأل الله النفع والفائدة
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[27 Sep 2006, 10:58 م]ـ
شكر الله للكاتب , والناقل , وزيادة فائدة اذكر ما كتبه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله حول هذا الموضوع من كتابه أصول في التفسير:
ترجمة القرآن
الترجمة لغة: تطلق على معانٍ ترجع إلى البيان والإِيضاح
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الاصطلاح: التعبير عن الكلام بلغة أخرى
وترجمة القرآن: التعبير عن معناه بلغة أخرى
والترجمة نوعان:
أحدهما: ترجمة حرفية، وذلك بأن يوضع ترجمة كل كلمة بإزائها
الثاني: ترجمة معنوية، أو تفسيريَّة، وذلك بأن يعبر عن معنى الكلام بلغة أخرى من غير مراعاة المفردات والترتيب.
مثال ذلك: قوله تعالى: {) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (الزخرف:3)
فالترجمة الحرفية: أن يترجم كلمات هذه الآية كلمة كلمة فيترجم (إنا) ثم (جعلناه) ثم (قرآناً) ثم (عربياً) وهكذا.
والترجمة المعنوية: أن يترجم معنى الآية كلها بقطع النظر عن معنى كل كلمة وترتيبها، وهي قريبة من معنى التفسير الإِجمالي.
حكم ترجمة القرآن:
الترجمة الحرفية بالنسبة للقرآن الكريم مستحيلة عند كثير من أهل العلم، وذلك لأنه يشترط في هذا النوع من الترجمة شروط لا يمكن تحققها معها وهي:
أ -وجود مفردات في اللغة المترجم إليها بإزاء حروف اللغة المترجم منها
ب -وجود أدوات للمعاني في اللغة المترجم إليها مساويةٍ أو مشابهة للأدوات في اللغة المترجم منها
جـ -تماثل اللغتين المترجم منها وإليها في ترتيب الكلمات حين تركيبها في الجمل والصفات والإِضافات وقال بعض العلماء: إن الترجمة الحرفية يمكن تحققها في بعض آية، أو نحوها، ولكنها وإن أمكن تحققها في نحو ذلك - محرمة لأنها لا يمكن أن تؤدي المعنى بكماله، ولا أن تؤثر في النفوس تأثير القرآن العربي المبين، ولا ضرورة تدعو إليها؛ للاستغناء عنها بالترجمة المعنوية
وعلى هذا فالترجمة الحرفية إن أمكنت حسًّا في بعض الكلمات فهي ممنوعة شرعاً، اللهم إلا أن يترجم كلمة خاصة بلغة من يخاطبه ليفهمها، من غير أن يترجم التركيب كله فلا بأس.
وأما الترجمة المعنوية للقرآن فهي جائزة في الأصل لأنه لا محذور فيها، وقد تجب حين تكون وسيلة إلى إبلاغ القرآن والإِسلام لغير الناطقين باللغة العربية؛ لأن إبلاغ ذلك واجب، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
لكن يشترط لجواز ذلك شروط:
الأول: أن لا تجعل بديلاً عن القرآن بحيث يستغنى بها عنه، وعلى هذا فلا بد أن يكتب القرآن باللغة العربية وإلى جانبه هذه الترجمة؛ لتكون كالتفسير له.
الثاني: أن يكون المُتَرْجِمُ عالماً بمدلولات الألفاظ في اللغتين المترْجَم منها وإليها، وما تقتضيه حسب السياق.
الثالث: أن يكون عالماً بمعاني الألفاظ الشرعية في القرآن
ولا تُقْبَلُ الترجمة للقرآن الكريم إلا من مأمون عليها، بحيث يكون مسلماً مستقيماً في دينه.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[28 Sep 2006, 12:01 م]ـ
بحث رائع، فنحن نفتقد مثل هذه البحوث الموازنة من أناس لهم بصر باللغات، ولعل الموضوع يأخذ حظه من التفاعل، ففي موضوع الترجمة إشكالات لا تخفى على ذي بصر.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[30 Sep 2006, 01:07 ص]ـ
عذرا لم أقرأ البحث بعد ......... لكن لدي ملاحظات نظرية عامة.
1 - يستحيل ترجمة أي نص بسبب طبيعة اللغات الإنسانية نفسها، ذلك لأن كل كلمة تحتمل نوعين من المعاني:
-معاني معجمية ذاتية راجعة إلى الوضع.
-معاني إيحائية راجعة إلى الحقل الثقافي والحضاري.
فعلى فرض إمكان الحفاظ على النوع الأول في الترجمة فمن المستحيل قطعا تحميل المعاني الثانية لآن لكل كلمة ذاكرة خاصة .....
مثال ذلك:
Foret الفرنسية يمكن ترجمتها (غابة)
فهل الترجمة صحيحة؟
لا، لأن الكلمة الفرنسية لا تثير في ذهن الفرنسي الإحالة على فضاء مشجر فقط بل تثير في نفسه انطباعات البهجة حيث تذكره بالنزهة وعطلة يوم الأحد ورحلات القنص .....
أما الكلمة العربية فلها إيحاءات مقابلة تماما فهي تثير الخوف وتذكر بقصص الغول والجن والمادة اللغوية (غ. ي.ب) توشي بالغياب أي الفقدان والضياع ....
فلو قلنا إن غابة هي نقيض Foret لما أبعدنا النجعة والحال أنهما عند المترجمين مترادفتان. فتأمل.
مثال آخر:
كلمة غيث- أو مطر نسبيا- لا يمكن ترجمتها ب pluie
صحيح كلتا الكلمتين تدلان على الماء النازل من السماء في اللغتين .... لكن شتان في الاستقبال النفسي:
فالعربي يبتهج ويفرح لسماع الكلمة. (نتذكر تكرار السياب الحنيني للكلمة في قصيدته أنشودة المطر)
أما الفرنسي فالكلمة معادلة عنده للملل والقرف والشعور بالضيق ... (المطر معادل للحرب عند جاك بريفير)
2 - اعتمادا على ما سبق يمكن ترجمة النصوص العلمية بسبب اقتصارها على الدلالات الوضعية (أو الدرجة صفر في الدلالة) .... ويستحيل ترجمة النصوص الشعرية بسبب هيمنة الدلالات الإيحائية فيها .... وتزداد الاستحالة في ترجمة الآية القرآنية.
3 - عدد لا بأس به من علماء اللغة العرب والعجم ينكرون فكرة الترادف في اللغة الواحدة ...... وعليه لا يمكن تحويل النص داخل لغته فكيف يترجم إلى لغة أخرى!!!
4 - المترجم للقرآن هو في الواقع يترجم ما فهمه من القرآن وشتان بين الأمرين ..... والعملية تسير من انحطاط إلى آخر:
أولا= لا يستطيع المرء قطعا أن يحيط بكل دلالات الآية.
ثانيا=بعض ما يفهم من الآية ظني في الغالب و يجوز عليه الخطأ واتباع الهوى.
ثالثا=هذا البعض القليل سيضيع بعضه في عملية الترميز حين يترجم إلى لغة أخرى.
رابعا=مستقبل الترجمة قد لا يفهم بدقة مراد الرامز.
الحصيلة الابتعاد عن القرآن بأميال وأميال .......... فلا ترجمة ممكنة.(/)
كتاب (مصدر القرآن) للأستاذ الدكتور إبراهيم عوض
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[31 Jul 2006, 09:33 ص]ـ
كتاب (مصدر القرآن) للأستاذ الدكتور إبراهيم عوض ( http://www.tafsir.net/Bookstorge/761.zip)
ـ[الجندى]ــــــــ[01 Aug 2006, 03:36 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[بنت السنة الطاهرة]ــــــــ[16 Sep 2006, 03:22 م]ـ
أحسن الله إليكم وبارك في مجهوداتكم وجزاكم خيرا عن الإسلام والمسلمين(/)
شبهات وردود حول القرآن الكريم (روابط)
ـ[سلسبيل]ــــــــ[10 Aug 2006, 06:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كثر الحديث في الآونه الآخيره قول علماء الشيعه بتحريف القرآن الكريم ومع انتشار قولهم هذا لم يجد الكثير من الرافضه وسيله للدفاع إلا الهجوم على اهل السنه ورميهم بما ابتلوا به،،، فأخذوا يجمعون بعض مرويات الصحابه الكرام رضي الله عنهم واختلاف القراءات وغيرها من امور النسخ والأحرف السبعه ثم يتهمون أهل السنه والصحابه رضي الله عنهم بتحريف القرآن الكريم!! وهذا ينم عن جهلهم الشديد بعلوم القرآن الكريم ولا حول ولا قوة إلا بالله
بعض الروابط التي فيها الرد على شبهات حول القرآن الكريم اثارها الروافض أو النصارى او غيرهم
شبهات حول القرآن الكريم والرد عليها (سبيل الإسلام)
http://www.sbeelalislam.com/shobhatquran/main.htm
شبهات حول القرآن الكريم (الشبكه الإسلاميه)
http://www.islamweb.net/ver2/Archive/index2.php?thelang=A&vPart=165
شبهات وردود شامله
http://www.ebnmaryam.com/2.htm
شبكة ردود الإسلاميه
http://www.rudood.com/rd/modules.php?name=News&new_topic=5
شبهات حول القرآن الكريم (طريق القرآن)
http://www.quranway.net/index.aspx?function=Item&id=467&lang=
شبهات حول المتشابه بالقرآن
http://www.balagh.com/mosoa/quran/quran1.htm(/)
مناقشة رسالة دكتوراه عن (القرآن الكريم في مواقع الإنترنت العربية: دراسة تحليلية نقدية)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Aug 2006, 10:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بفضل الله وتوفيقه حدد موعد مناقشة رسالة الدكتوراه التي تقدم بها أخونا الأستاذ عبدالرحيم خير الله عمر الشريف - أحد أعضاء هذا الملتقى العلمي المتميزين - إلى كلية الشريعة بجامعة دمشق. وذلك يوم السبت 26/ 8/2006 م، الساعة العاشرة صباحاً في جامعة دمشق.
وعنوان هذه الرسالة:
القرآن الكريم في مواقع الإنترنت العربية
دراسة تحليلية نقدية
أعضاء لجنة المناقشة:
- د. نصار نصار مشرفاً.
- أ. د. محمد عجاج الخطيب.
- د. محمد الشربجي.
- د. بكار الحاج جاسم.
- د. أحمد الطعان.
[ line]
القرآن الكريم في مواقع الإنترنت العربية
دراسة تحليلية نقدية
تمهيد
الباب الأول: بيان مواقف مواقع الإنترنت غير الإسلامية من قضية ثبوت القرآن الكريم، ونقدها.
الفصل الأول: مصدر القرآن الكريم
المبحث الأول: الشعوب والأديان في بيئة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
المطلب الأول: الكتب المقدسة لأهل الكتاب.
المطلب الثاني: تراث شعوب في بيئته المحيطة.
المطلب الثالث: معلمو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
المبحث الثاني: الشياطين.
المبحث الثالث: تأليف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
الفصل الثاني: ادعاء طروء التحريف على النص الأصلي للقرآن الكريم
المبحث الأول: ادعاء طروء التحريف في عهد النبوة
المطلب الأول: القراءات والأحرف السبعة
المطلب الثاني: تدوين القرآن الكريم في عهد النبوة
المبحث الثاني: ادعاء طروء التحريف في عهد الصحابة والتابعين
المطلب الأول: جمع ونسخ القرآن الكريم
المطلب الثاني: اختلاف مصاحف الصحابة رضي الله عنهم
المطلب الثالث: زعم وقوع التحريف في عهد التابعين
المطلب الرابع: زعم مخالف المصحف الحالي لمخطوطات المصاحف
الباب الثاني: بيان مواقف مواقع الإنترنت غير الإسلامية من محتوى القرآن الكريم ونقدها
الفصل الأول: عصمة القرآن الكريم من الزلل
المبحث الأول: ادعاء وجود أخطاء عقدية في القرآن الكريم
المطلب الأول: التوحيد
المطلب الثاني: الملائكة في القرآن الكريم
المطلب الثالث: عصمة الأنبياء في القرآن الكريم
المطلب الرابع: اليوم الآخر في القرآن الكريم
المطلب الخامس: القدر في القرآن الكريم
المبحث الثاني: ادعاء وجود أخطاء علمية في القرآن الكريم
المطلب الأول: زعم وجود أخطاء حسابية
المطلب الثاني: زعم وجود أخطاء جغرافية
المطلب الثالث: زعم وجود أخطاء تاريخية
المطلب الرابع: زعم وجود أخطاء نحوية وصرفية
المبحث الثالث: ادعاء تناقض آيات القرآن الكريم
الفصل الثاني: الإعجاز القرآني
المبحث الأول: ادعاء أن القرآن الكريم نفى كونه معجزاً
المبحث الثاني: الإعجاز البياني
المطلب الأول: السجع المتكلف
المطلب الثاني: الأخطاء البلاغية
المطلب الثالث: تناسب الكلمات والآيات والسور
المطلب الرابع: ادعاء القدرة على تأليف مثل سور القرآن الكريم
المبحث الثالث: الإعجاز العلمي
المبحث الرابع: الإعجاز الغيبي
المبحث الخامس: المقارنة بأوجه إعجاز الكتب المقدسة
المطلب الأول: الإعجاز البياني
المطلب الثاني: الإعجاز العلمي
المطلب الثالث: الإعجاز الغيبي
الفصل الثالث: أساليب القرآن الكريم
المبحث الأول: زعم الإكثار من القسم واللفظ الغريب
المطلب الأول: القسم في القرآن الكريم
المطلب الثاني: استخدام اللفظ الغريب
المبحث الثاني: وجود اللفظ المعرب
المطلب الأول: سبب وجود الألفاظ الألفاظ المعربة في القرآن الكريم
المطلب الثاني: دعوى أن المعرب في القرآن الكريم دليل بشرية مصدره
المطلب الثالث: كلمات أعجمية في القرآن الكريم لا يعرفها اللسان العربي المبين
المبحث الثالث: القصص القرآني
المطلب الأول: القصص القرآني والأساطير
المطلب الثاني: التكرار بلا مسغ للقصص القرآني
المطلب الثالث: تناقض القصص القرآني
المبحث الرابع: النسخ
المطلب الأول: الحكمة من النسخ
المطلب الثاني: دعوى أن القرآن الكريم ينفرد بوجود الناسخ والمنسوخ
المطلب الثالث: زعم عدم صلاحية القرآن الكريم لنسخ الكتب السابقة
الباب الثالث: نقد المصادر ومناهج البحث المؤدية إلى إثارة الشبهات حول القرآن الكريم في مواقع الإنترنت
الفصل الأول: مصادر الشبهات المثارة حول القرآن الكريم في مواقع الإنترنت غير الإسلامية
المبحث الأول: آراء المستشرقين والكتاب العرب الموافقين لأهوائهم
المطلب الأول: آراء المستشرقين
المطلب الثاني: الكتاب العرب الموافقين لأهوائهم
المبحث الثاني: مرويات الأحاديث الضعيفة والموضوعة
المبحث الثالث: بتر وتحريف النصوص الصحيحة
المبحث الرابع: الشاذ والمرجوح من اجتهادات بعض علماء المسلمين
الفصل الثاني: المنهج المتبع لإثارة الشبهات حول القرآن الكريم في مواقع الإنترنت
المبحث الأول: نقد أدوات البحث المؤدية إلى إثارة الشبهات حول القرآن الكريم
المطلب الأول: الضعف بعلوم اللغة العربية
المطلب الثاني: الجهل بما ينقدون
المطلب الثالث: بناء أحكامهم على القول بلا دليل
المطلب الرابع: مخالفات متفرقة لأسس البحث العلمي المنهجي
المبحث الثاني: نتائج عدم الالتزام بمنهجية البحث العلمية في مواقع الإنترنت غير الإسلامية
المطلب الأول: الحكم على صحة محتوى القرآن الكريم بحسب عقائدهم
المطلب الثاني: عقد مقارنات مغلوطة
المطلب الثالث: حمل الكلام على غير المراد منه
المطلب الرابع: تناقض شبهات صفحات الإنترنت غير الإسلامية
الخاتمة
المصادر والمراجع
الفهارس
[ line]
ونحن في الملتقى نبارك لأخينا الأستاذ عبدالرحيم الشريف مقدماً، ونسأل الله أن يجعلها عوناً له على طاعة الله، والدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة، ولا سيما أن موضوع أطروحته ذو علاقة مباشرة بالدعوة إلى الله عبر هذه الشبكة العالمية.
الأربعاء 22/ 7/1427
16/ 8/2006م
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[16 Aug 2006, 02:42 م]ـ
أسأل الله للأخ عبد الرحيم التسديد والتوفيق.
ـ[مرهف]ــــــــ[16 Aug 2006, 07:21 م]ـ
بالتوفيق إن شاء الله ونسأل الله النفع لك أخانا د عبد الرحيم
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[16 Aug 2006, 11:04 م]ـ
مبروك مقدما للأستاذ عبدالرحيم
ملحوظة:
عنوان الرسالة أعم من عناصر البحث المقدم فلو كان العنوان:
(الشبهات التي أثيرت حول القرآن الكريم في مواقع الإنترنت العربية) لكان أولى
وليت الأستاذ عبد الرحيم يبين لنا وجهة نظره
ـ[الجندى]ــــــــ[17 Aug 2006, 11:03 ص]ـ
بالتوفيق والسداد إن شاء الله
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[17 Aug 2006, 05:19 م]ـ
نبارك للدكتور عبد الرحيم مقدماً , ونتمنى له التوفيق.
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[17 Aug 2006, 07:08 م]ـ
جزاكم الله خيرا إخوتي ...
وجمعنا العلي القدير في الفردوس الأعلى من الجنة إخوانا على سرر متقابلين،، والله نسأل أن يقبل أن يستعملنا لخدمة دينه .. آمين
اقترح أحد الأفاضل ..
(الشبهات التي أثيرت حول القرآن الكريم في مواقع الإنترنت العربية) لكان أولى
العنوان الأصيل للدراسة كان: " القرآن الكريم في مواقع الإنترنت التنصيرية " لكن لم تتم الموافقة عليه بحجة أنه يدعو إلى الطائفية.
وحذف كل كلمة: طعن، طعونات .. من مخطط الدراسة.
وأخذ تغيير العنوان مع إدارة الجامعة ( ... في مواقع الإنترنت المسيحية، ثم: غير الإسلامية، ثم: العربية) أكثر من أربعة شهور بين أخذ ورد.
فتم الاتفاق مع الإخوة في القسم ـ بارك الله فيهم ـ على تغيير العنوان مع بقاء المخطط كما هو من باب المكر للدين. لأن شمول المواقع الإسلامية سيطيل الرسالة بلا داع، فالرسالة ـ بعد ضغط الخطوط والأسطر وضبط الهوامش بأضيق صورة ـ تجاوزت 600 صفحة بدون المواقع الإسلامية.
فكيف لو شملتها؟!!
وتم وضع الإخوة أعضاء لجنة المناقشة بصورة سبب هذا العنوان، كما بين لي المشرف وأكد عليه فضيلة الدكتور الطعان.
ولعل النسخة المطبوعة من الأطروحة ستحمل العنوان الأول، إلا إن شاء العلي القدير غير ذلك.
وفقكم الله ـ وإياي ـ لما يحب ويرضى.
ـ[د. حسن خطاف]ــــــــ[19 Aug 2006, 04:02 ص]ـ
أخانا عبيد الرحيم نسأل الله أن يوفقك ويأخذ بيدك إلى مافيه كل خير، آمين آمين
===
د. حسن الخطاف / جامعة دمشق
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[19 Aug 2006, 08:51 ص]ـ
نسأل الله لأخينا التوفيق والسداد وأن ينفع الله به ويعينه في كل أموره.
ـ[محمد الحوري]ــــــــ[07 Nov 2006, 11:59 ص]ـ
نسأل الله سبحانه للأخ عبد الرحيم التوفيق والسداد وان يعجل في طباعة الرسالة حتى ينتفع بها طلبة العلم
محمد الحوري - الأردن
ـ[محمد بن الحسين]ــــــــ[07 Nov 2006, 01:13 م]ـ
الأخ عبد الرحيم
نسأله سبحانه أن يوفقك وييسر ما عسر عليك، إنه أكرم مسؤول وخير مأمول
ـ[أبو المهند]ــــــــ[08 Nov 2006, 12:30 م]ـ
بارك الله في عالمنا الفاضل ونفع بعلمه وليت الأحبة في الملتقى يلتفتون لما يثيره المدعو محمد عابد الجابري من شبهات حول القرآن حتى اشتهر هذا الأمر مما يبعث على التشمير عن ساعد الجد في ملتقى الانتصار للقرآن، ولو شاء الله لانتصر منه، والله الموفق
ـ[ش. م]ــــــــ[14 Nov 2006, 09:50 م]ـ
ما شاء الله بارك الله لك أستاذنا الكريم ونفع بعلمك
سبحان الله قد عادت بي الذاكرة إلى أعز حلم كان لي وهو مناقشة هذه الشبهات والكتابة حولها وتصنيفها وإعداد الردود عليها .. وأراك قد استوفيت جوانب متعددة بارك الله فيك وجزاك كل خير
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[17 Nov 2006, 09:07 م]ـ
جزاكم الله خيراً أيها الأحبة، وأسأل العلي القدير أن يثيبكم ويعلي مراتبكم في الفردوس الأعلى من الجنة.
اقترحَ شيخي المكرم فضيلة الأستاذ الدكتور محمد عجاج الخطيب طباعة الأطروحة في كتاب بعنوان:
المطاعن المثارة حول القرآن الكريم في مواقع الإنترنت العربية / عرض ونقد
وبعد الأخذ بتعديلات الأفاضل أعضاء لجنة المناقشة (وأخص منهم الحبيب فضيلة د. أحمد الطعان الذي أكرمني بتهنئتي هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6298)) سيكون ترتيب الكتاب المقترَح كما يلي:
تمهيد
الباب الأول بيان مطاعن مواقع الإنترنت العربية غير الإسلامية في ثبوت القرآن الكريم ونقدها
(يُتْبَعُ)
(/)
الفصل الأول: الطعن في مصدر القرآن الكريم
المبحث الأول: الأديان والشعوب في بيئة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
المطلب الأول: الكتب المقدسة لأهل الكتاب
المطلب الثاني: تراث شعوب في بيئته المحيطة
المطلب الثالث: معلمو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم المزعومون المبحث الثاني: الشياطين
المبحث الثالث: تأليف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
الفصل الثاني: الطعن في سلامة نص القرآن الكريم من التحريف المبحث الأول: ادعاء طروء التحريف في عهد النبوة
المطلب الأول: القراءات والأحرف السبعة
المطلب الثاني: تدوين القرآن الكريم في عهد النبوة
المبحث الثاني: ادعاء طروء التحريف في عهد الصحابة والتابعين ومن بعدهم
المطلب الأول: جمع ونسخ القرآن الكريم
المطلب الثاني: اختلاف مصاحف الصحابة رضي الله عنهم
المطلب الثالث: زعم وقوع التحريف في عهد التابعين
المطلب الرابع: زعم مخالف المصحف الحالي لمخطوطات المصاحف
الباب الثاني بيان مطاعن مواقع الإنترنت العربية غير الإسلامية في محتوى القرآن الكريم ونقدها
الفصل الأول: المطاعن في عصمة القرآن الكريم من الزلل
المبحث الأول: ادعاء وجود أخطاء عقدية في القرآن الكريم
المطلب الأول: زعم وجود أخطاء في التوحيد
المطلب الثاني: زعم وجود أخطاء في الإيمان بالملائكة
المطلب الثالث: زعم وجود أخطاء في الإيمان بعصمة الأنبياء
المطلب الرابع: زعم وجود أخطاء في الإيمان باليوم الآخر
المطلب الخامس: زعم وجود أخطاء في الإيمان بالقدر
المبحث الثاني: ادعاء وجود أخطاء علمية في القرآن الكريم
المطلب الأول: زعم وجود أخطاء حسابية
المطلب الثاني: زعم وجود أخطاء جغرافية
المطلب الثالث: زعم وجود أخطاء تاريخية
المطلب الرابع: زعم وجود أخطاء نحوية وصرفية
المبحث الثالث: ادعاء تناقض آيات القرآن الكريم
الفصل الثاني: المطاعن في الإعجاز القرآني
المبحث الأول: ادعاء أن القرآن الكريم نفى كونه معجزاً
المبحث الثاني: المطاعن في الإعجاز البياني
المطلب الأول: ادعاء السجع المتكلف
المطلب الثاني: ادعاء الأخطاء البلاغية
المطلب الثالث: ادعاء عدم تناسب الكلمات والآيات والسور
المطلب الرابع: ادعاء القدرة على تأليف مثل سور القرآن الكريم
المبحث الثالث: المطاعن في الإعجاز العلمي
المبحث الرابع: المطاعن في الإعجاز بالغيب
المبحث الخامس: دعوى سبق إعجاز الكتاب المقدس
المطلب الأول: الإعجاز البياني
المطلب الثاني: الإعجاز العلمي
المطلب الثالث: الإعجاز بالغيب
الفصل الثالث: المطاعن في بعض أساليب وعلوم القرآن الكريم المبحث الأول: زعم الإكثار من القسم واللفظ الغريب
المطلب الأول: القسم في القرآن الكريم
المطلب الثاني: استخدام اللفظ الغريب
المبحث الثاني: وجود اللفظ المعرب
المطلب الأول: سبب وجود الألفاظ الألفاظ المعربة في القرآن الكريم المطلب الثاني: دعوى أن وجود المعرب في القرآن الكريم دليل بشرية مصدره
المطلب الثالث: زعم وجود كلمات أعجمية في القرآن الكريم لا يعرفها اللسان العربي المبين
المبحث الثالث: القصص القرآني
المطلب الأول: القصص القرآني والأساطير
المطلب الثاني: التكرار المزعوم
المطلب الثالث: التناقض المزعوم
المبحث الرابع: النسخ
المطلب الأول: الحكمة من النسخ
المطلب الثاني: دعوى أن القرآن الكريم ينفرد بوجود الناسخ والمنسوخ المطلب الثالث: زعم عدم صلاحية القرآن الكريم لنسخ الكتب السابقة
الباب الثالث نقد موارد ومناهج البحث المؤدية إلى إثارة الشبهات حول القرآن الكريم في مواقع الإنترنت
الفصل الأول: موارد الشبهات المثارة حول القرآن الكريم في مواقع الإنترنت غير الإسلامية
المبحث الأول: آراء المستشرقين والكتاب العرب الموافقين لأهوائهم
المطلب الأول: آراء المستشرقين
المطلب الثاني: آراء الكتاب العرب الموافقين لأهوائهم
المبحث الثاني: مرويات الأحاديث الضعيفة والموضوعة
المبحث الثالث: النصوص الصحيحة المبتورة
المبحث الرابع: النصوص الصحيحة التي اجتهد فأخطأ بعض علماء المسلمين في تفسيرها الفصل الثاني: نقد منهج إثارة الشبهات حول القرآن الكريم في مواقع الإنترنت وبيان نتائجه
المبحث الأول: نقد منهج إثارة الشبهات حول القرآن الكريم في مواقع الإنترنت وأدوات مثيريها
المطلب الأول: الضعف بعلوم اللغة العربية
المطلب الثاني: الجهل بما ينقدون
المطلب الثالث: بناء أحكامهم على القول بلا دليل
المطلب الرابع: مخالفات متفرقة لأسس البحث العلمي المنهجي
المبحث الثاني: نتائج عدم الالتزام بمنهجية البحث العلمية في مواقع الإنترنت غير الإسلامية
المطلب الأول: الحكم على صحة محتوى القرآن الكريم بحسب عقائدهم المطلب الثاني: عقد مقارنات مغلوطة
المطلب الثالث: حمل الكلام على غير المراد منه
المطلب الرابع: تناقض شبهات صفحات الإنترنت غير الإسلامية
الخاتمة
المصادر والمراجع
الفهارس
فهرس الأحاديث
فهرس الأبيات الشعرية
فهرس الأعلام المترجم لهم
فهرس الجداول والأشكال والصور
فهرس المحتويات
________________
أرجو من الإخوة التكرم بإبداء ملاحظاتهم حول تقسيم الكتاب وأسماء عناوينه .. رزقكم الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[03 Aug 2008, 05:59 ص]ـ
هل نشرت الرسالة؟
جزاكم الله خيرا.
ـ[أحمد تيسير]ــــــــ[03 Aug 2008, 12:03 م]ـ
نسأل الله تعالى له التوفيق والنجاح وأن ينفع به الإسلام والمسلمين(/)
قرأت لك: من هنا وهناك، ..
ـ[أبو محمد نائل]ــــــــ[25 Aug 2006, 09:53 م]ـ
http://www.islamqa.com/index.php?ref=23487&ln=ara
مصدر النقل:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دعوى تحريف القرآن
سؤال:
أرجو أن تجيب على هذا السؤال فهو مهم بالنسبة لي، فقد كنت أقرأ في صفحة معادية للإسلام على الإنترنت حيث قال أحد النصارى بأن الشيخ السجستاني قال في كتابه " المصاحف " بأن الحجاج قد غيَّر في حروف المصحف وغيَّر على الأقل عشر كلمات، يدَّعي بأن السجستاني قد ألَّف كتاب اسمه " ما غيَّره الحجاج في مصحف عثمان " وقد ادَّعى هذا النصراني بأنَّه جمع الكلمات العشر التي تم تغييرها باللغة العربية.
حاولتُ الحصول على نسخةٍ من هذا الكتاب دون جدوى فأرجو التوضيح، فأنا لا أتخيَّل أنَّ جميع العلماء والحفَّاظ يسمحون لشخصٍ بأن يغيِّر القرآن ولا يقولوا شيئاً، حتى ولو أن السجستاني روى هذا.
هذا الأمر لا يُعقل أبداً لأننا لسنا كاليهود والنصارى لا نحفظ كتابنا ونتركه لرجال الدين، فالمسلمون يحفظ كثير منهم القرآن وكلهم يتلوه فلا يعقل أن لا يلاحظ أحد الفروق والاختلافات.
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
لا يمكن أن يتطرق الشك بالنسبة للمسلم في ثبوت القرآن، فقد تكفَّل الله تعالى بحفظ القرآن فقال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} الحجر / 9، وقد كان القرآن محفوظاً في صدور الحفاظ من الصحابة وعلى جذوع الأشجار واللخاف (الخزف) إلى زمان الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وفي حروب الردة قتل كثير من حفاظ الصحابة فخشي أبو بكر- رضي الله عنه -أن يذهب القرآن ويضيع في صدور الصحابة، فاستشار كبار الصحابة لجمع القرآن كاملا في كتابٍ واحدٍ حتى يبقى محفوظاً من الضياع، وأوكل المهمة إلى جبل الحفظ زيد بن ثابت وغيره من كتاب الوحي فأخرج البخاري في " صحيحه " (4986) عن زيد بن ثابت رضي الله تعالى عنه قال: " أرسل إليّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده قال أبو بكر رضي الله تعالى عنه إن عمر أتاني فقال إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء بالمواطن فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن قلت لعمر: كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! قال عمر: هذا والله خير فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر قال زيد: قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعه فو الله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله قال هو والله خير فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم} حتى خاتمة براءة فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ثم عند عمر حياته ثم عند حفصة بنت عمر رضي الله تعالى عنهما ".
ثانياً:
وأما الحجاج فلم يباشر بنفسه كتابة المصحف، بل أمره بعض الحاذقين بذلك، وإليك القصة كاملة:
قال الزرقاني:
والمعروف أن المصحف العثماني لم يكن منقوطاً … وسواء أكان هذا أم ذاك فإن إعجام – أي: تنقيط - المصاحف لم يحدث على المشهور إلا في عهد عبد الملك بن مروان، إذ رأى أن رقعة الإسلام قد اتسعت واختلط العرب بالعجم وكادت العجمة تمس سلامة اللغة وبدأ اللبس والإشكال في قراءة المصاحف يلح بالناس حتى ليشق على السواد منهم أن يهتدوا إلى التمييز بين حروف المصحف وكلماته وهي غير معجمة، هنالك رأى بثاقب نظره أن يتقدم للإنقاذ فأمر الحجاج أن يُعنى بهذا الأمر الجلل، وندب " الحجاج " طاعة لأمير المؤمنين رجلين يعالجان هذا المشكل هما: نصر بن عاصم الليثي، ويحيى بن يعمر العدواني، وكلاهما كفء قدير على ما ندب له، إذ جمعا بين العلم والعمل والصلاح والورع والخبرة بأصول اللغة ووجوه قراءة القرآن، وقد اشتركا أيضاً في التلمذة والأخذ عن أبي الأسود الدؤلي
(يُتْبَعُ)
(/)
، ويرحم الله هذين الشيخين فقد نجحا في هذه المحاولة وأعجما المصحف الشريف لأول مرة ونقطا جميع حروفه المتشابهة، والتزما ألا تزيد النقط في أي حرف على ثلاث، وشاع ذلك في الناس بعدُ فكان له أثره العظيم في إزالة الإشكال واللبس عن المصحف الشريف.
وقيل: إن أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي، وإن ابن سيرين كان له مصحف منقوط نقطه يحيى بن يعمر، ويمكن التوفيق بين هذه الأقوال بأن أبا الأسود أول من نقط المصحف ولكن بصفة فردية، ثم تبعه ابن سيرين، وأن عبد الملك أول من نقط المصحف، ولكن بصفة رسميَّة عامَّة ذاعت وشاعت بين الناس دفعاً للبس، والإشكال عنهم في قراءة القرآن.
" مناهل العرفان " (1/ 280، 281).
ثالثاً:
وأما ما جاء في السؤال نقلاً عن كتاب " المصاحف " لابن أبي داود: فإليك الرواية فيه والحكم عليها:
عن عبَّاد بن صهيب عن عوف بن أبي جميلة أن الحجاج بن يوسف غيّر في مصحف عثمان أحد عشر حرفاً، قال: كانت في البقرة: 259 {لم يتسن وانظر} بغير هاء، فغيرها " لَم يَتَسَنه ".
وكانت في المائدة: 48 {شريعة ومنهاجاً}، فغيّرها " شِرعَةً وَمِنهاجَاً ".
وكانت في يونس: 22 {هو الذي ينشركم}، فغيَّرها " يُسَيّرُكُم ".
وكانت في يوسف: 45 {أنا آتيكم بتأويله}، فغيَّرها " أنا أُنَبِئُكُم بِتَأوِيلِهِ ".
وكانت في الزخرف: 32 {نحن قسمنا بينهم معايشهم}، فغيّرها " مَعِيشَتَهُم ".
وكانت في التكوير: 24 {وما هو على الغيب بظنين}، فغيّرها {بِضَنينٍ} … الخ ..
كتاب " المصاحف " للسجستاني (ص 49).
وهذه الرواية ضعيفة جدّاً أو موضوعة؛ إذ فيها " عبَّاد بن صهيب " وهو متروك الحديث.
قال علي بن المديني: ذهب حديثه، وقال البخاري والنسائي وغيرهما: متروك، وقال ابن حبان: كان قدريّاً داعيةً، ومع ذلك يروي أشياء إذا سمعها المبتدئ في هذه الصناعة شهد لها بالوضع، وقال الذهبي: أحد المتروكين.
انظر " ميزان الاعتدال " للذهبي (4/ 28).
ومتن الرواية منكر باطل، إذ لا يعقل أن يغيِّر شيئاً من القرآن فيمشي هذا التغيير على نسخ العالم كله، بل إن بعض من يرى أن القرآن ناقص غير كامل من غير المسلمين كالرافضة - الشيعة – أنكرها ونقد متنها:
قال الخوئي – وهو من الرافضة -: هذه الدعوى تشبه هذيان المحمومين وخرافات المجانين والأطفال، فإنّ الحجّاج واحدٌ من ولاة بني أُمية، وهو أقصر باعاً وأصغر قدراً من أن ينال القرآن بشيءٍ، بل هو أعجز من أن يغيّر شيئاً من الفروع الإسلامية، فكيف يغير ما هو أساس الدين وقوام الشريعة؟! ومن أين له القدرة والنفوذ في جميع ممالك الإسلام وغيرها مع انتشار القرآن فيها؟ وكيف لم يذكر هذا الخطب العظيم مؤرخ في تاريخه، ولا ناقد في نقده مع ما فيه من الأهمية، وكثرة الدواعي إلى نقله؟ وكيف لم يتعرض لنقله واحد من المسلمين في وقته؟ وكيف أغضى المسلمون عن هذا العمل بعد انقضاء عهد الحجاج وانتهاء سلطته؟ وهب أنّه تمكّن من جمع نسخ المصاحف جميعها، ولم تشذّ عن قدرته نسخةٌ واحدةٌ من أقطار المسلمين المتباعدة، فهل تمكّن من إزالته عن صدور المسلمين وقلوب حفظة القرآن وعددهم في ذلك الوقت لا يحصيه إلاّ الله.
" البيان في تفسير القرآن " (ص 219).
وما نقله السائل عن الإمام السجستاني من أنه ألَّف كتاباً اسمه " ما غيَّره الحجاج في مصحف عثمان ": غير صحيح بل كذب ظاهر، وكل ما هنالك أن الإمام السجستاني ترجم للرواية سالفة الذكر عن الحجاج بقوله: (باب ما كتب الحجَّاج بن يوسف في المصحف).
وعلى هذا فإنه لا يمكن أن يعتمد على هذا الرواية بحال من الأحوال، ويكفي في تكذيبها أنه لم يثبت حتى الآن أن أحداً نجح في محاولة لتغيير حرف واحد، فلو كان ما روي صحيحاً لأمكن تكراره خاصة في عصور ضعف المسلمين وشدة الكيد من أعدائهم، بل مثل هذه الشبهات التي تثار هي أحد الأدلة على بطلان هذه الدعاوى، وأن الأعداء قد عجزوا عن مقارعة حجج القرآن وبيانه فلجؤوا للطعن فيه.
والله أعلم
ـ[أبو محمد نائل]ــــــــ[27 Nov 2006, 01:39 ص]ـ
ترفع للفائدة والمراجعة.
ـ[أبو محمد نائل]ــــــــ[04 Mar 2007, 11:45 م]ـ
المسجد الأقصى: http://www.alaqsa-online.com/pic/27207/pages/DSCF0110.htm
http://www.alaqsa-online.com > 27207
صور للوضع في المسجد الاقصى يوم الاثنين 27\ 2\2007 و يظهر فيه:
صورة احد الحراس المفصولين من عملهم تعسفيا في المسجد الاقصى
اليهود و هم يتجولون في المسجد
الاقصى المبارك رغم رفض دائرة الاوقاف الاسلامية لهذه الاعمال،الا انها لم تحرك ساكنا لمواجهة هذا الامر
صور باب مصلى البراق الغربي الذي يزمع الصهاينة جعله مدخلا ً للهيكل المزعوم
ـ[أبو محمد نائل]ــــــــ[12 Mar 2007, 05:54 م]ـ
الى متى سنبقى نردد القول، من للأقصى؟
http://www.alaqsa-online.com/vB/showthread.php?t=490
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد نائل]ــــــــ[15 Feb 2008, 12:03 ص]ـ
توثيق
بعنوان الصنبور .. (الحنفية) وهي كلمة سبق وأن كتبت في جريدة القدس تحت عنوان رسائل القراء وهي لا تتجاوز أصابع اليد من حيث عدد الأسطر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كتاب مفتوح الى دائرة اوقاف القدس
كتب نائل سيد أحمد
ليس الخبر كالعيان نقول الأقصى والأقصى والى متى، لماذا هذا الكلام أو هذه المقدمة أو هذا العنوان .. الحنفية نعم الحنفية مرة أخرى الحنفية ليس المقصود بها المذهب الحنفي، أو الحنفية السمحاء، أو ملة إبراهيم حنيفا، الحنفية هي الصنبور لإبريق من أباريق ((المتوضأء).
ولعدم الإطالة والدخول في الموضوع نقول لكل من يسمع ومن يعي، ما معنى الأمانة، ما معنى المسؤلية؟.
حين تتجول في المسجد الأقصى المبارك ترى العجب العجاب من هكذا حال وليس الخبر كالعيان مرة أخرى، (نسمع ونقرأ) وفي جميع الإذاعات والصحف، العالم العربي كله والمسلمين يرددون ويقولون الأقصى في خطر وأخيراً نسمع ونقرأ عن منع الشرطة الإسرائيلية السماح بإدخال مواد بناء وغيره لكن حين ترى تقصيراً معين أو نقصان ما .. فهل هذا أيضاَ سببه منع السلطات المحتلة أم غياب المخلصين، إذن ما معنى أن تبقى حنفية ماء تهدر المياه هكذا عبثاً ولعدة أيام.
مكان النشر / جريدة القدس ص22، يوم الجمعة 6/ 10/2000م 9رجب 1421هـ.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[16 Mar 2008, 05:47 م]ـ
جزاك الله خيرا، ونفع بك.
ـ[أبو محمد نائل]ــــــــ[20 Apr 2009, 12:17 م]ـ
هذه صورتي
بمناسبة مرور عامين
http://www.alaqsa-online.com/pic/272... الاقصى 110. htm
صورة احد الحراس المفصولين من عملهم تعسفيا في المسجد الاقصى(/)
حقيقة الإعجاز في القرآن الكريم
ـ[ alheewar] ــــــــ[09 Sep 2006, 07:58 ص]ـ
http://www.soutulhaq.com/ar/maqalat/Show_archiv.php?id=40 حقيقة الإعجاز في القرآن الكريم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير خلق الله أجمعين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين له بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:-
فأهلا ومرحبا مجدداَ بأحبتي وإخواني الكرام الذين غبت عنهم رغما عني للوعكة صحية ألمت بي وأسأل الله عزوجل أن يتمم علينا الشفاء كما اسأله سبحانه لكم جميعا بالصحة والعافية.
وكنت قد وعدتكم في لقائنا الماضي بالحديث عن وجوه الإعجاز في القرآن الكريم وأول ما يشغلنا في هذه القضية هو بيان حقيقة الإعجاز في القرآن وهي قضية جدا خطيرة وما أكثر الحديث عنها ما بين كتب مطبوعة وشرائط مسموعة وأحاديث مرئية وسأحاول بإذن الله تعالى أن أعرض القضية بشكل وأسلوب سهل وبسيط.
وتكمن الخطورة في هذه القضية في تلك المؤامرات الخبيثة التي يديرها أعداء الأمة الإسلامية التي تستهدف إبعاد المسلمين عن دينهم (عقيدة وشريعة) خاصة وأن علماء الإسلام قد فتحوا مجالا جديداَ بكتاباتهم عن الإعجاز العلمي للقرآن أمام التبشير بالقرآن بين هؤلاء المادين الذين يتمسحون بالعلم ويدعون أنه لا يتفق مع الإيمان فها هو ذا القرآن يدعو إلى العلم، ويعالج خصائصه منهجاَ وموضوعاَ، ولا تصادم بين القرآن والعلم وكما بينا ذلك في لقاء الماضي.
وقد بما كثر المطاعن في إعجاز القرآن الكريم فقد كتب (ابن الرواندى) الملحد كتابا خطيراَ بعنوان "الدامغ" طعن فيه على نظم القرآن وما يحتويه من معان، كما طعن النظام المعتزلي في الإعجاز الذاتي للقرآن الكريم وادعى أن إعجازه كان بالصرفة وهي أن العرب كان بمقدورهم أن يؤلفوا مثل القرآن لكن الله صرفهم عن ذلك وهذا كذب وافتراء صارخ وأنى يكون هذا وقد تحداهم بصريح العبارة وأقواها فقال سبحانه ((فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين)).
وقال تعالى ((قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات))، وقال تعالى ((قل فأتوا بسورة من مثله))، وأخيراً بالنداء القوى للتحدي أعلن قوله ((قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً)).
إذن أين الصرفة في كل هذا التحدي الصريح؟! فهم لا يقصدوا بكلامهم هذا صفة وحال رجل ألقى بابنه في اليم مكتوفا وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء؟! وحاشاه سبحانه أن يتحدى بقرآنه العزيز من يجهل البلاغة والبيان.
والعرب أنفسهم بتاريخهم المجيد نقلت إلينا الآثار والمدونات والمصنفات في هذا الأمر تحديهم للقرآن ومحاولة الإتيان بمثله وأشعارهم تشهد بذلك ناهيك عن شهادة الوليد بن المغيرة – وهو الفصيح البليغ الشاعر للقرآن بأنه يعلو ولا يعلى عليه وما هو بقول بشر.
لهذا كله كان لزاماً علينا أن نشمر عن سواعدنا ونمسك بأقلامنا لندلي بدلونا في هذه القضية الهامة، وهي حقيقة الإعجاز فماذا نقصد بحقيقة الإعجاز؟
إننا نقصد بهذه الحقيقة بيان هل الإعجاز في القرآن يتعلق ببيانه وبلاغته فحسب أم يتعلق بتأثيره على قلوب سامعيهم أم يتعلق بوفائه بحاجة البشر جميعا أم يتعلق بموسيقاه أم يتعلق بتشريعاته الفريدة ام يتعلق بأخباره عن الغيب ام يتعلق بقضاياه العلمية التي سبقت كل تطور علمي وتكنولوجي ام بكل ما سبق ام ماذا تحديداً؟!
إن جل العلماء ذهبوا إلى أن إعجاز القرآن يكمن بيانه وفصاحته وأنه ما نزل إلا على قوم قد برعوا في هذا الأمر وتحداهم فيه وربما يكون هذا الرأي هو الأرجح عند الكثيرين من العلماء لكن أهل هذا العصر الذي نعيش فيه جاءوا وقد ضاعت منهم العربية الفصحى بل وأهملوها حتى أصبحنا نلوك بألسنتنا لهجات الغرب ولغاته وأصبح مقياس تقدمنا وتحضرنا هو كم من لغات العرب نعرف ونتقن؟!.
(يُتْبَعُ)
(/)
جاءوا يقولون كيف يصلح القرآن لهذا الزمان الذي ازدهرت فيه العلوم وتطورت فيه شتى الفنون كالطب والهندسة والفلك وأسرار البيولوجيا والذرة؟ إننا في إثناء حاجة ماسة إلى تفسير عصري للقرآن يواكب هذه التطورات المذهلة في شتى الفنون وبما أن الساحة العلمية تكاد تكون شبه خالية من هذه التفاسير الحديثة والثقافات المتحضرة إذا فالقرآن لا يصلح لهذا العصر وبالتالي ليس أهلاً للتحدي والإعجاز كما يدعي البعض أنه صالح لكل زمان ومكان ومعجزة في كل وقت وحين، هذه وجهة نظر (التقدميين) على حد زعمهم أنهم كذالك.
وكنا قد أزلنا اللثام عن هذه النظرة المغرضة وأبطلناها بقوة وبحجة وبرهان وبينا في لقائنا الماضي أن القرآن والعلم لا يتناقضان أبداً بل يتحدان بل القرآن يدعوا للعلم والعلم يوصل إلى الإيمان بالقرآن والتصديق بكل ما جاء به.
وكأن هؤلاء التقدميين يقصدون أن إعجاز القرآن وتحديه كان في الماضي فقط لقوم اندثرت أخبارهم ومحيت آثارهم وما عاد منهم إلا النذر اليسير ومما لاشك فيه أن التحدي بالقرآن الكريم إنما كان لكل إنسان على هذه الارض عربيا كان أو أعجميا وذلك لعموم قوله تعالى ((قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً)).
وقد يقول قائل كيف يتحدى القرآن أجناساً لا تتحدث العربية ولا تعرف عنها شيئا؟
وقد أجاب بعض العلماء على هذا الاعتراض بجواب ضعيف مضمونه أن وجوه الإعجاز في القرآن كثيرة وإن كان هؤلاء جاهلين باللغة العربية فهم عاجزون عن باقي الوجوه مثل الإخبار بالمغيبات أو وفاؤه بحاجات البشر أو الإعجاز العلمي أو غير ذلك مما ذكرنا من الوجوه سابقاً.
ووجه الضعف في هذا الجواب هو أننا لو سلمنا بصحة ذلك فنكون قد أسقطنا الإعجاز البياني للقرآني كوجه من وجوه التحدي وهذا مرفوض قولا واحداَ.
والجواب الصحيح هو أن القرآن الكريم إذا كان قد تحدى العرب وهم أهل البلاغة والفصاحة والبيان وقد عجزوا عن الإتيان بمثله فإن غيرهم من أهل الأجناس الأخرى ومن أتوا بعد العصر الأول أشد عجزاً.
وفي هذا أرد على أولئك الذين ينقصون من قدر الإعجاز البياني في العصر الحديث بحجة أن أذواق الناس قد ضعفت عن تذوق بلاغة القرآن الكريم يقول الإمام أبو الحسن الأشعري فيما ينقله عنه السيوطي في معترك الاقرآن (والذي نقوله إن الأعجمي لا يمكنه أن يعلم إعجازه إلا استدلالاً، وكذلك من ليس ببليغ – فأما البليغ الذي أحاط بمذاهب العرب وغرائب الصنعة فإنه يعلم من نفسه ضرورة عجزه وعجز غيره عن الإتيان بمثله)
ومن هنا نستطيع القول بأن الإعجاز البياني للقرآن الكريم ملازم له في كل وقت وحين منذ أن نزل به الوحي الأمين على قلب رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، هذا من جهة الإعجاز البياني.
أما بقية وجوه الإعجاز فحقيقة الإعجاز فيها أن كل وجه منها على حده يتعلق بالنص القرآني كنص إلهي بقطع النظر عن العصر الذي يستقى من القرآن مآربه ومشاربه، وأقصد بذلك تفصيلاً أن تأثيره على القلوب مثلاً-كوجه إعجازي ملازم للقرآن على الدوام مهما اختلفت العصور ومهما اختلفت ظروف الناس وأحوالهم وطبائعهم فتأثيره على القلوب ثابت لا يتغير.
واما وفاؤه بحاجات البشر فهذا باتفاق أهل العلم أن القرآن لم يترك شيئا من أمر دين الناس ودنياهم من مصلحة وخير لهم إلا وحد تهم عنه إجمالا أو تفصيلا وإما تصريحاً أو تلميحاً وإذا كان الناس لا يدركون ذلك فالعيب فينا نحن الناس وليس في القرآن قال تعالى (ما فرطنا في الكتاب من شيء)
وكذلك الأمر في موسيقاه وهذا الأمر لا يدرك الإعجاز فيه إلا أرباب الصنعة كما هو الحال في الإعجاز البياني وعجز المختصين عن الإتيان بمثله خير برهان على عجز غير المختصين من باب الأولى.
أما الإعجاز التشريعي في القرآن الكريم فهذا يشعر به ويلمسه أهل التشريع من البشر في كل عصر ومصر.
وقد يقول قال: كيف نثبت الإعجاز التشريعي للقرآن وقد نزل على قوم لاعلاقة لهم بالتشريع ونحوه؟
ونجيب على ذلك بأنه لا يلزم من عدم إدراك الشيء والإحساس به عدم وجوده فقديما كان الناس لا يدركون ولا يشعرون بالجاذبية الأرضية بينما هي الحقيقة موجودة كانت وما زالت وستظل.
إذا فالقرآن يتحدى العرب ببيانه وكانوا أهل بيان.
وتحدي أهل هذا الزمان بسبقه العلمي وهم أهل علم وتقدم حضاري،
وتحدى أهل التشريع في كل زمان وكانوا ومازالوا موجودين في عصور وأمصار مختلفة.
إذن نخلص من هذا كله أن حقيقة الأعجاز في القرآن هي ان تحدى القرآن للثقلين جميعا لا يقتصر على عصر بعينه ولا مصر مجدد وإنها إعجازه لازم له بلزوم وجوده على مدار العصور والدهور وفي كل محلة ومصر كل على حسب ظروفه واحواله وثقافته وفكره وتقدمه وحضارته.
هذا وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د. حامد محمد عثمان
أستاذ التفسير وعلوم القرآن المساعد بجامعة الطائف
http://www.soutulhaq.com/ar/maqalat/Show_archiv.php?id=40
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[27 Sep 2006, 10:33 م]ـ
شكر الله للكاتب , والناقل.
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[28 Sep 2006, 08:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا لك أخى " alheewar "
وأوجه الإعجاز القرآنى عديدة
منها
الإعجاز اللغوى
الإعجاز الغيبى - الإخبارى-
الإعجاز التشريعي
الإعجاز النفسي - التأثيرى
الإعجاز العلمى
الإعجاز العددى
ويمكنك الإطلاع على أنواعها هنا:
http://esmallah.org/sub/search/mgaz3ddy/0.html
فقط الإعجاز اللغوى هو الأوفر حظا، والأكثر فهما والأكثر أنصارا، لطول عهد الناس به
بينما بقية الإعجازات فهى حديثة العهد ما زالتى فى طور التكوين،
وستظل أنواع الإعجاز العلمى تظهر بمرور الوقت لتؤكد على أنه وحى من عند الله
والسلام عيلكم ورحمة الله وبركاته
ـ[المعظم لربه]ــــــــ[28 Sep 2006, 04:22 م]ـ
هذه واحدة ...
والثانية الطامة ..
من مِن الصحابة -بعد النبي طبعا- تلفظ بما يسمى "الإعجاز"؟؟
على الاعتبار الحق, أنهم أعلم لسانا وقرآنا .. ولم "يصفوه" بهذه الوصفة المحدثة!.
أم ترانا نصبح متى نشاء أعلم منهم, ومتى نشاء هم أعلم؟؟
بل أقول: يسعنا ما وسع أبا بكر وعمر والمهديين ..... ولا نستعمل البتة هذه اللفظة العاجزة المساة "الإعجاز", ولو قالت بها الأمة البعدية كلها!.
وكما اعتدنا .. فهم أعلم وأسلم!.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[28 Sep 2006, 09:15 م]ـ
أخي الكريم المعظم ربه:
نعم هذا المصطلح لم يستعمل في القرآن ولا في السنة , وإنما المستعمل فيهما مصطلح الآية , ومصطلح الإعجاز جاء متأخراً واشتهر , فما المانع من استعماله , خاصة إذا عرف المراد منه.(/)
اخترت لكم!!!! ... شبهة كثرة الأخطاء النحوية في القرآن الكريم ..
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[18 Sep 2006, 01:16 م]ـ
اخترت لكم!!!! ... شبهة كثرة الأخطاء النحوية في القرآن الكريم: (بقلم الدكتور عبد الرحيم الشريف دكتوراه في التفسير وعلوم القرآن) من كان يتصور أن تصل الجرأة بالأعاجم، أن يصفوا القرآن الكريم بأنه كتاب مليء بالأخطاء اللغوية؟! ورد في صفحة (أكذوبة الإعجاز العلمي) تحت عنوان " أخطاء لغوية ": " يرتكز الأعجاز القرآني بصورة رئيسية على فصاحته وبلاغته أي (لغته). ولقد وضعوا العرب (1) قبل الإسلام قواعد وأسسا للفصاحة والبلاغة والنطق، تعتبر هي المقياس الرئيسي في تمييز الكلام البليغ من غيره. وعلى هذه القواعد والأسس يجب أن تقاس النصوص. الحال مع المسلمين مختلف تماما، لأنهم قلبوا القاعدة حين جعلوا القران هو القياس الذي يتحكم في صحة وخطاء [يقصد: خطأ!!] قواعد اللغة كان يجب على المسلمين ان يجعلوا من هذه القواعد مقياسا يحكموا به على القران وليس العكس كما هو حاصل وبالرغم من ذلك نجد في القرآن بعض الآيات التي لا تنسجم مع هذه القواعد (2) بل تخالفها الأمر الذي يدعونا إلى القول بأن القرآن ليس معجزاً لانه لم يسر على نهج القواعد العربية وأصولها ". وعللت صفحة (تعليقات على الإسلام) سبب كثرة الأخطاء اللغوية في القرآن الكريم؛ لتحريف الحجاج بن يوسف الثقفي، لا سيما وأنه كان مدرساً للغة العربية. (3) وقد ذكرت الأخطاء النحوية المزعومة في صفحة (أكذوبة الإعجاز العلمي) ونقلتها عنها حرفياً صفحة (هل القرآن معصوم؟) تحت عنوان "الجزء الخامس: أسئلة لغوية ". كما أخذت صفحة (تعليقات على القرآن) بعضاً منها، وزادت القليل، ووضعتها تحت عنوان "في القرآن أخطاء لغوية ". وذكرت صفحة (قراءة نقدية للإسلام) قليلاً منها مبتدئة بعبارة: " وهناك كذلك أخطاء نحوية، في كثير من آيات القرآن ". أما صاحب صفحة (تساؤلات حول القرآن)، فقد أثار عدداً آخر من الشبهات المأخوذة عن سلفه، وبدوره قام صاحب صفحة (الإعجاز اللغوي في القرآن) بالتكرار الحرفي عنه!! والأخطاء النحوية والصرفية، المدعاة على القرآن الكريم في مواقع الإنترنت غير الإسلامية، هي: 1. سورة البقرة: أ. قوله تعالى:) مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ (17) (. جعل الضمير العائد على المفرد جمعاً. الجواب: التقدير: (كالذي استوقد ناراً ... ) وحَّد (الذي) و (استوقد)؛ لأن المستوقد واحد من جماعة تولى الإيقاد لهم، فلما ذهب الضوء رجع عليهم جميعاً. ومن روعة الإعجاز البياني في القرآن الكريم، أنه "جمع الضمير في قوله) بِنُوْرِهِمْ (مع كونه بلصق الضمير المفرد في قوله) مَا حَوْلَهُ (مراعاة للحال المشبه وهي حال المنافقين ـ لا للحال المشبه بها وهي حال المستوقد الواحد ـ على وجه بديع في الرجوع إلى الغرض الأصلي .. فهذا إيجاز بديع. وكأنه قائل: (فلما أضاءت ذهب الله بناره، فكذلك يذهب الله بنورهم ـ بصرهم ـ)، وهي أسلوب لا عهد للعرب بمثله، فهو من أساليب الإعجاز ". (4) ويجوز أن نقول: المقصود بالذي في الآية ليس الشخص، إنما هي تدل على الفريق. ولهذا يُقال: "الفريق الذي "فعل كذا، ولا يقال: "الفريق الذين ". ب. قوله تعالى:) .. قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124) (. كان يجب أن يرفع الفاعل. الجواب: إعراب النص كاملا كما يلي: قالَ: فعل ماضٍ مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر تقديره هو ويرجع إلى رب العزة سبحانه. لا: حرف نفي لا محل له من الإعراب. ينالُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. عهد: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، وهو مضاف. الياء: ضمير متصل مبني على السكون، في محل جر مضاف إليه. الظالمين: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء؛ لأنه جمع مذكر سالم. (5) العهد هو الذي ينال الظالمين، والعهدُ صادر عن الله جل جلاله. فلا ينالُ الظالمَ عهدُهُ. (6) ج. قوله تعالى:) لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177) (. أولاً) الْبِرَّ (: أتى باسم بالمصدر بدلاً من اسم الفاعل (البَارَّ) عطفاً على (آمن). الجواب: كلمة) آمَنَ (فعل ماضٍ وليس اسم فاعل كما زعم، إنما اسم الفاعل (مؤمن) وهذا دليل جهله ببدهيات اللغة. البر: اسم جامع لمعاني الخير .. والتقدير (ولكنَّ البرَ بِرُ مَنْ آمن) فحذف المضاف، ويجوز أن يُحذَف ما عُلم من مضاف أو مضاف إليه. فإن كان المحذوف المضاف، فالغالب أن يخلفه في إعرابه المضاف إليه. (7) ثانياً:) وَالصَّابِرِينَ (: نصَبَ المعطوف على المرفوع (الأصح: وَالصَّابِروْنَ). الجواب:) المُوْفُوْن (معطوفة على:) مَنْ (، لأن) مَنْ (هنا اسم موصول يفيد الجمع في محل رفع، كأنه قال: (لكن البر المؤمنون الموفون). (8) و) الصَّابِرِيْنَ (نصب على المدح، (تقديره: وأخص الصابرين) فالعرب تنصب على المدح وعلى الذم كأنهم يريدون بذلك إفراد الممدوح أو المذموم. وتغاير أسلوب الكلام بالنصب بعد الرفع رغم العطف؛ للفت انتباه السامع، فهو من البلاغة المحمودة. 2. سورة النساء: قوله تعالى:) لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا (162) (. نصَبَ المعطوف على المرفوع. الجواب:) وَالمُقِيْمِيْنَ (منصوب على المدح، أي أخصُّ وأعني: المقيمين الصلاة. (9) (مثل) الصَّابِرِيْن (في سورة البقرة). وهذا يُسمّى القطع، والقطع يكون في: الصفات أو العطف ـ إذا كان من باب الصفات ـ .. والقطع يكون للأمر المهم، كما في قوله تعالى) أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ ([التوبة: 3] عطف على اسم. أما القطع في الصفات يكون مع المرفوع للمنصوب، ومع المنصوب للمرفوع، ومع المجرور للمرفوع. والآية ـ موضع الشبهة ـ هي من القطع يقطع من الصفات؛ لأهمية المقطوع، والمقطوع يكون مفعولاً به، بمعنى: أخُصُّ ـ أو أمدح ـ ويسمى مقطوعاً على المدح أو الذم. وفي الآية السابقة كلمة:) المُقِيْمِيْن (مقطوعة وهي تعني: أخص ـ أو أمدح ـ المقيمين الصلاة. وكأننا نسلّط الضوء على المقطوع، فالكلمة التي نريد أن نركّز عليها أو نسلّط عليها الضوء نقطعها. أما لماذا جاءت) الْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ (بالقطع، و) الْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ (معطوفة على الراسخون في العلم؟ لأن إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة عبادتان ظاهرتان في الآية وردتا بين عقيدة (والمؤمنون يؤمنون، والمؤمنون بالله واليوم والآخر). وإقامة الصلاة هي الأمثل والأولى؛ فركّز عليها. (10) 3. سورة المائدة: أ. قوله تعالى:) وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا .. (38) (. الصواب: يديهما. الجواب: كل شيء يوجد من خلق الإنسان وكان جزءاً منه، إذا أضيف إلى اثنين، جُمع. تقول: هشمت رؤوسهما، وأشبعت بطونهما. (11) ب: قوله تعالى:) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (69) (. رَفعَ المعطوف على اسم إن. الجواب: الصابئون هم أبعد المذكورين عن الإيمان. رفع كلمة الصابئون، للدلالة على أنهم أبعد المذكورين في الضلال ولأنهم أقلّ منزلة ـ الكلمة غير خاضعة للتوكيد بـ (إن) ـ وكأن اليهود والنصارى لأنهم أهل كتاب عطفهم على اسم إنّ (التي تفيد التوكيد). وكلمة الصابئون تُعرب على أنها مبتدأ. وقد تكون اعتراضية وخبرها محذوف بمعنى (والصابئون كذلك)، أما كلمة النصارى فهي معطوفة على ما قبلها. (12) للمزيد من التفصيل، انظر المنتدى الهوامش: -------------------) سبحان الله العظيم، إن لله عز وجل لآيات فيمن يحاول الطعن في كتابه
(يُتْبَعُ)
(/)
المعجز!! انظر إلى لغة من شمر عن يديه، متباهياً باكتشاف أخطاء لغوية في الكتاب الذي لا يأتيه الباطل؟! 2) لم يسمِّ واحداً من واضعي قواعد النحو الجاهليين، وهل عاش أبو الأسود الدؤلي وسيبويه والخليل .. قبل نزول القرآن الكريم؟! 3) هذا من أعاجيبهم، فالأصل أن يكون علمه باللغة العربية عاصماً من الأخطاء المزعومة!! بل قال أبو عمرو بن العلاء: " ما رأيت أفصح منه [أي: الحجاج] ومن الحسن البصري ". انظر: البداية والنهاية، ابن كثير 9/ 119. ومن يتتبع خطبه يتبين له ذلك. كما تجب الإشارة إلى أن مهنة تعليم الصبيان كانت في زمن الحجاج، حكراً على سادة القوم، وعلمائهم، ودليل عز وجاه ومركز علمي واجتماعي لا يناله كل أحد .. فلم تكن حرفة يُعتاش بها كزماننا. انظر: مقدمة ابن خلدون، ص29. 4) انظر: الجامع لأحكام القرن، القرطبي 1/ 212. والتحرير والتنوير، الطاهر بن عاشور 1/ 308. وذكر القرطبي أن لفظ (الذي) يستعمل للمفرد والجمع، وذكر البيت التالي: وأن الذي حانت بفلج دماؤهم هم القوم كل القوم يا أم خالد ونسبه ابن منظور للأشهب بن رميلة. انظر: لسان العرب 15/ 246 (لذا). وذكره شاهداً على أن العرب قد تستعمل: (الذي) للجمع. 5) انظر: إعراب القرآن وبيانه، محيي الدين درويش 1/ 168. والجدول في إعراب القرآن، محمود صافي 1/ 254. 6) تأويلات أهل السنة، أبو منصور الماتريدي، تحقيق: فاطمة الخمي 1/ 89. 7) انظر بَسْط هذه المسألة في: أوضح المسالك لابن هشام 3/ 149 - 150. 8) هذا قول الفراء والأخفش انظر تفسير القرطبي 2/ 240، وذكر الباقلاني في كتابه الانتصار للقرآن 2/ 554 وجوهاً أخرى. بينما أشار الآلوسي في روح المعاني إلى المعنى البلاغي فقال: " ولما أن في إقامة الصلاة على وجهها انتصاباً بين يدي الحق جل جلاله، وانقطاعاً عن السوى، وتوجهاً إلى المولى: كسى المقيمين حلة النصب؛ ليهون عليهم النصب وقطعهم عن التبعية .. ثم وصفهم بكونهم (مؤمنين) بالمبدأ والمعاد؛ تحقيقاً لحيازتهم الإيمان بقطريه، وإحاطتهم به من طرفيه، وتعريضاً بأن من عداهم من أهل الكتاب ". 9) هذا للتعظيم (تعظيم شأن الصلاة) انظر الجامع لأحكام القرآن، القرطبي 6/ 14 وذكر شواهد عليه من شعر العرب. وذكر الباقلاني في الانتصار للقرآن 2/ 555 وجوهاً أخرى في إعراب (المقيمين). 10) نقلاً عن موقع لمسات بيانية، للدكتور فاضل السامرائي على الرابط التالي: http://www.islamiyyat.com/lamsat.htm 11) انظر: الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، 6/ 174. 12) انظر: الانتصار للقرآن، الباقلاني 2/ 556. وانظر تفصيل ذلك في موقع لمسات بيانيه، للدكتور فاضل السامرائي. وتكثر مواقع الإنترنت التنصيرية من الإشارة إلى قوله تعالى:) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ([البقرة: 62] للدلالة على التناقض مع لفظ (الصابئون) في آية الأعراف، وأيضاً تقديم الصابئين على النصارى، زاعمين أن خلطاً وتصحيفاً وقع على يد زيد بن ثابت رضي الله عنه أثناء جمع القرآن الكريم ....
{موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة}(/)
الإعجاز العددي في التوراة والانجيل منذ قرن مضى (َ!!)
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[20 Sep 2006, 02:00 م]ـ
3269 - حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا أبو غسان قال حدثني زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد رضي الله عنه
: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه). قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال (فمن)
البخاري
*************************
ايفان بانين Yvan Panin ولد في 12دسمبر 1856
ملحد روسي شارك في محاولة انقلاب ضد القيصر،اضطر إلى الاختباء في المانيا ثم في الولايات المتحدة. درس بجامعة هارفارد واعتنق الدين النصراني.
توفي الدكتور بانين في اكتوبر 1942.بعد خمسين عاما من البحث .......
فيم كان يبحث؟
كان يبحث في الاعجاز العددي للكتاب المقدس ....
كرس حياته كلها لهذا الغرض: إثبات أن الكتاب المقدس وحي إلهي فوق طاقة البشر .... بدليل النظام الرياضي والانسجام الحسابي الملحوظين على طول الكتاب: من سفر التكوين في العهد القديم إلى رؤيا يوحنافي العهد الجديد.
كان يشتغل احيانا ما يقرب من 18 ساعة في اليوم وقد جمعت مؤسسة Nobell Research Foundation
بعد موته ما يزيد على 43000صفحة من المخطوطات!!!!
لقد قدم الدكتور بانين أدلة علمية قاطعة (َ!!) على أن الكتاب المقدس ليس من تأليف بشر وآية ذلك هذه الظواهر العددية المذهلة التي تتخلل نسيج الكتاب المقدس سواء في أصله العبراني أو في نسخته الإغريقية (َ!!)
وليس للمرء هنا إلا فرضيتان:
-كل كاتب من كتاب الأسفار المقدسة عبقرية رياضية أدبية لا تضاهى.
-أو أنه كان يكتب تحت إلهام روح القدس (َ!!)
نشر الدكتور بانين نتائجه على الجمهور في جريدة نيويوركية،وأرسل في الوقت ذاته نسخا إلى الشكاكين وإلى صفوة من العلماء البارزين مرفقة بالتحدي الكبير: هل يستطيعون دحض أو إنكار ما يرون بأعينهم من توافقات عددية.
لم يستجب أحد ..... لكن بعضهم تحدوه (َ!!) أن يجد تلك التوافقات نفسها في النصوص العبرية واليونانية القديمة غير المقدسة ... وبالتالي شرع الباحث في تفحص النصوص القديمة لمدة طويلة فلم يعثر على شيء .... ولم يجد تلك الظواهر إلا في الكتب السبعة التي أعادت الكنيسة الكاثوليكية الرومية إليها الاعتبار وألحقتها بالعهد القديم (َ!!)
وهذا نموذج من الإعجاز العددي في التوراة بإحصاء الدكتور إيفان بانين الذي هلك منذ أكثر من ستين عاما:
الآية الأولى في سفر التكوين "في البدء خلق الله السموات والأرض" مكونة من 7 كلمات عبرية ومن 28 حرفاأي 7 مضروبة في4.والكلمات الأساسية في الآية"الله" و" السماء" و "الأرض" عدد حروفها 14 أي 7 مضروبة في2.الكلمات الأولى التي فيها فعل وفاعل ومفعول مكونة أيضا من 14 حرفا ..
والمفعولان معا يتكون كل واحد منهما من 7 أحرف .. والقيمة العددية بحساب الجمل للكلمات الثلاث الأساسية هي 777 أي 7 مضروبة في 111.الفعل الوحيد في الآية (خلق) قيمته 203 أي 7 مضروبة في 29. والقيمة العددية للكلمات التي تحتل على التوالي بداية ووسط ونهاية الآية هي 133 أي 7 مضروبة في 19.
مثال آخر من إنجيل متى يروي قصةمولد السيد المسيح:
هكذا جاءت ولادة المسيح .... الخ الخ ...
الأصحاح1 الآيات18 - 25.
هذه الآيات في لغتها الأصلية –اليونانية-تحتوي على 161 كلمة أي 7 مضروبة في 23 ....
ثم يستعرض الدكتور بانين سباعيات كثيرة لينتهي إلى النتائج التالية:
-عدد الكلمات في مجموع النصوص من مضاعفات7.
-عدد الكلمات التي تبتديء بحرف علة من مضاعفات7.
- عدد الكلمات التي تبتديء بحرف صحيح من مضاعفات7.
عدد الحروف في مجموع النصوص من مضاعفات7.
- وهذه الحروف كيفما كانت –صوائت أم صوامت- من مضاعفات 7.
- عدد الكلمات المذكرة من مضاعفات 7 وكذلك عدد الكلمات المؤنثة.
- عدد الكلمات التي ليست أسماء من مضاعفات 7.
- عدد الكلمات التي تستهل بكل حرف من حروف الهجاء هي من مضاعفات 7.
ولمن أراد المزيد من السباعيات حتى التخمة ينظر في هذا الرابط ....
http://www.bibleetnombres.online.fr/panin.htm
http://www.bibleetnombres.online.fr/sommaire.htm
هل الدكتور ايفان بانين هو سلف القوم؟
بحتمل ..
نخشى أن يكون دان براون هو المرشح القادم الذي سيقتفي القوم أثره ... فألق الشيفرات السرية أكثر جاذبية من غابات الأرقام ......
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[23 Sep 2006, 11:07 م]ـ
شكر الله لك أبا عبد المعز , وقد قمت بنقل مشاركتك إلى ملتقى الانتصار.
ـ[عبد الرحمن]ــــــــ[28 Feb 2007, 11:55 م]ـ
http://www.khalid-alubaidy.com/news.php?i=91
مثال على جنوح الباحثين في الإعجاز العددي
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[01 Mar 2007, 12:54 م]ـ
الآية الأولى في سفر التكوين "في البدء خلق الله السموات والأرض" مكونة من 7 كلمات عبرية ومن 28 حرفاأي 7 مضروبة في4.والكلمات الأساسية في الآية"الله" و" السماء" و "الأرض" عدد حروفها 14 أي 7 مضروبة في2.
أرجو التنبيه إلى أمرين في هذا النص
الأول: يفضل عدم استخدام اسم آية لما ورد في التوراة بل بقال: فقرة.
الثاني: مجموع حروف الكلمات في الفقرة ليس 14 بل 15 إذا عددنا لفظ السماء مع أن الوارد في النص: السموات وحروفها أكثر.
أشكر لك أخي الكريم هذه اللفتة الطيبة والمعلومة القيمة وقد سبق لي التعليق على بعض المشاركات السابقة المتعلقة بما سمي الإعجاز العددي بما يبين بطلان كثير مما قيل فيه والحاجة إلى التريث والانتباه وعدم الاغترار ببعض النتائج ولعل الإخوة الفضلاء في الموقع يوافقون على نشر بحث لي فيه تفصيل هذه الأمور وسأخاطبهم بهذا
والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[02 Mar 2007, 09:32 م]ـ
ورد ما يفيد صحة تسمية الجملة من التوراة: آية, ينظر للفائدة: الوقفة الحادية عشر http://www.tafsir.org/vb/showpost.php?p=2477&postcount=15 .
ـ[أبو محمد نائل]ــــــــ[02 Mar 2007, 11:11 م]ـ
نشكرك أخي أبو عبد المعز على هذا النقل الهام لموضوع يتردد كثيراً، وكما قال من سبق سأقوم بنقل المشاركة لأكثر من موقع مع ذكر مصدركم والإشارة لكم.
ــــــــــــــــ
هل الدكتور ايفان بانين هو سلف القوم؟
بحتمل .. ـــــــــــــــ هل المقصود بالعبارة يحتمل بدل بحتمل؟.
نخشى أن يكون دان براون هو المرشح القادم الذي سيقتفي القوم أثره ... فألق الشيفرات السرية أكثر جاذبية من غابات الأرقام ......
جزاكم الله خيراً،والأصل في العلم النشر وليس الحشر.
ـــــــــــــــــــــــــــ
لقد تم نقل المشاركة الى هنا: ـــ (*) ـــــــــ: منقول للفائدة / بواسطة أبو عبد المعز، عضو فعال، شبكة التفسير والدراسات القرآنية، بتصرف.
الى / منتدى جذور الإسلام / منتدى الحوار القرآني.(/)
وما زالت الحرب على ثوابت الأمة: دعي يشبه القرآن بالسوبر ماركت
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[23 Sep 2006, 10:02 م]ـ
مفكرة الإسلام: أهدر إسلاميون وأساتذة وعلماء أزهريون، دم أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة القاهرة حسن حنفي، مطالبين بفصله من الجامعة وإقامة حد الردة عليه بسبب ما أسموه الأفكار الشيطانية التي صدرت منه تجاه النص القرآني، على ما أفاد موقع فضائية 'الجزيرة' على شبكة الإنترنت.
جاء ذلك بعد أن وصف حنفي بمحاضرة ألقاها بمكتبة الإسكندرية أثناء مشاركته بورشة عمل عن 'الحرية الفكرية في مصر' كتاب الله العزيز بأنه أشبه بالسوبر ماركت، ما أحدث ردود فعل كثيرة داخل أوساط مثقفين مصريين، بينما رفض هو التعليق عليها واعتبر الأمر شأنًا لا يعنيه.
وقال الدكتور عبد الصبور شاهين الأستاذ بكلية دارة العلوم جامعة القاهرة: إن حنفي اعتاد على مهاجمة الدين وثوابته والتطاول عليه من خارج الإطار الجامعي، خاصة بعد أن أحيل إلى التقاعد لأنه سيكون منبوذًا وممجوج الرأي لو طرحه من داخل الجامعة، بحسب قوله.
وشبهه بالدكتور طه حسين ونصر أبو زيد؛ وذلك لتجرئه وطعنه في صحة القرآن وبأنه متناقض ومتضارب، مؤكدًا أن آيات القرآن لا تحمل تناقضًا ولا تضاربًا, وأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه قائلاً: 'التناقض والتضارب موجود فقط في عقل حنفي'.
كما أوضح أن التصدي لتفسير القرآن العظيم ليس من حق أي شخص؛ لأن ذلك يتطلب - في رأيه - خبرة ودراية بأسباب النزول وطبيعة الأحداث التي كانت الدعوة الإسلامية تمر بها خلال 23 عامًا، وهي الفترة التي قضاها الرسول الكريم في تبليغ رسالة ربه.
ورأى شاهين، أن كلام حنفي حول أسماء الله الحسنى وما قاله عن ضرورة حذف الأسماء التي تشير إلى القوة والجبروت بدعوى أنها تكرس الله - سبحانه وتعالى - كدكتاتور، بأنه كلام 'مساطيل', فأسماء الله الحسنى تنوعت بين الرحمة والعذاب, وهذا من صفات الكمال.
من جهته، قال عضو مجمع البحوث الإسلامية الدكتور مصطفى الشكعة: إن تفسير فهم معاني القرآن الكريم يتطلب إدراكًا كاملاً بدروب اللغة العربية ودراسة لتاريخ الدعوة الإسلامية وترتيب أحداثها والإلمام بالسيرة النبوية، إضافة إلى أن يكون المفسر كامل الإيمان بالله ولا ينحاز إلى عقله أو يعظمه متجاهلاً النص القرآني.
المصدر: http://www.islammemo.cc/news/one_news.asp?IDnews=126569
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[23 Sep 2006, 11:44 م]ـ
يا أخي والله غريب أنهم لم يكتشفوا ذلك حتى الآن!
فكتب حسن حنفي مليئة جداً بما هو ادهى من ذلك بكثير فيما يخص الذات الإلهية والنبوة واليوم الآخر وهي تطبع في القاهرة ولبنان وغيرها منذ عشرات السنين ... فلماذا الضجة الآن؟
هل نريد أن نمنحه وساماً إضافياً للشهرة ...
دعوا الكلاب تنبح فالقافلة تسير ...
على فكرة من حيث التعامل والأخلاق حسن حنفي أفضل بكثير من بعض المشايخ وقد زرته في بيته وزرت عددا من المشايخ في مصر ... هناك كثير من الاستعلاء والعجرفة لدى بعض المشايخ أما حنفي فيتميز بحسن الخلق ولطف المعاملة إلى حد كبير جداً ... وأظن أن الإنصاف جوهر ديننا // ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا إعدلوا هو أقرب للتقوى //
ولعل حنفي يقوم بتأوبل كلامه فيقول لك بأنه يقصد أن القرآن فيه تنوع وثراء في المعاني كمن يقول إن القرآن الكريم كالبستان فيه شتى أنواع الفواكه ..
وقد واجهناه أنا وبعض زملائي في مكتبه بكثير من كلامه الخطير في كتبه فقام بتأويلها وزعم أنه لا يقصد المعنى الذي نفهمه ... وطبعاً نحن لا نتفق معه في ذلك ونعد هذا عبثاً ولعباً ... ولكن ما دام هو يزعم أنه يحترم القرآن فلندعه وما ذهب إليه حتى لا نعطيه فرصة جديدة لشهرة أكبر وأعظم ...
إذا كان القرآن الكريم قد نقل لنا ما قاله المشركون في القرآن الكريم من أنه: سحر أو أساطير أو افتراء أو ...
وذهب المشركون وذهب ما قالوه ادراج الرياح فهل لا زلنا نخشى من نعيق الناعقين ونهيق الناهقين ...
أرجو أن لا نقع في الخطأ الذي وقعنا فيه أيام أبي زيد ...
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[26 Sep 2006, 03:19 م]ـ
وماذا تقولون في هذا!!!!؟
دبي - فراج إسماعيل
(يُتْبَعُ)
(/)
أثارت محاضرة د. حسن حنفي، أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة القاهرة، والتي ألقاها في مكتبة الإسكندرية أثناء مشاركته في ورشة عمل عن "الحرية الفكرية في مصر"، ردود فعل كثيرة داخل أوساط مثقفين مصريين، بينما رفض د. حنفي التعليق عليها واعتبر الأمر شأنا لا يعنيه.
وقال ردا على اتصال هاتفي من العربية. نت "عليكم الاتصال بمكتبة الاسكندرية فهذا أمر بينها وبين الاعلام".
وذكرت صحيفة "الخليج" الإماراتية الأربعاء 30 - 8 - 2006 أن علماء من الأزهر انتقدوا د. حسن حنفي "لتطاوله" في محاضرته على القرآن الكريم، ووصفه بأنه "أشبه بالسوبر ماركت"، وأنه "يمكن للمجتهد أن ينتقي منه ما يشاء من دون الالتزام بحرفية النصوص القرآنية أو يأخذها كلية، لأن هناك كثيرا من الآيات القرآنية بينها تناقض وخاصة ما يتعلق بالتسامح والدعوة إلى القتال".
ووصف الدكتور حامد أبو طالب عميد كلية الشريعة والقانون وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ما قاله حنفي بأنه "أقوال لا تليق بأن تصدر من مسلم عالم يدرس لعشرات الآلاف في مصر والعالمين العربي والإسلامي، فإن كانت العبارة خانته فواجب عليه الاعتذار أمام الرأي العام ليبرئ ساحته من سوء القصد والنية، أما إن كان مصرا على ما يقول فواجب علماء الأزهر التصدي له والرد عليه بالحجة والبرهان وتفنيد أقواله".
لكن د. عبد الصبور شاهين، الأستاذ المتفرغ بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، قال إنه لم يطلع على هذا الكلام المنسوب لحسن حنفي، لكن من يثبت قوله هذا النوع من الكلام يدخل في نطاق الكفر "لأنه يشكك في القرآن الكريم".
وكان شاهين كتب تقريرا اشتهر به قبل سنوات حول بحث تقدم به الدكتور نصر حامد أبو زيد للترقية إلى درجة الاستاذية في الفلسفة بجامعة القاهرة، وتسبب هذا التقرير في قضية حسبة ضده رفعها داعية آخر هو الشيخ يوسف البدري وصدور حكم قضائي بتفريقه عن زوجته د. ابتهال يونس وهجرتهما إلى هولندا.
ومن جانبه قال الشيخ يوسف البدري عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر لـ "العربية. نت" الذي حرك دعوى الحسبة ضد الدكتور نصر حامد أبو زيد في ذلك الوقت إن ذلك لم يعد ممكنا في حالة الدكتور حسن حنفي لأن قانون الحسبة تغير فأصبح لا يحرك الدعوى إلا النيابة العامة. وأوضح أن "حسن حنفي رفض مناظرته على الهواء في برنامج تلفزيوني" وهدد الصحفي محمد بركات الذي استضافه في برنامج "مواجهات" بقناة اقرأ الفضائية بمغادرة "الاستديو فورا لو تم الاتصال بي لتقديم مداخلة".
كتابه "من العقيدة إلى الثورة"
وقال البدري إنه قام عام 1987 بالرد على موسوعة حسن حنفي الخماسية "من العقيدة إلى الثورة"، وأضاف أن بعضا "من كلام" د. حنفي "أشد" مما هو منسوب إليه في مكتبة الاسكندرية. بينما قال د. عبدالصبور شاهين في حديثه مع "العربية. نت" إن د. حنفي "لم يعد له وجود في جامعة القاهرة لأنه أحيل إلى التقاعد، لكنه لم يكن يستطيع أن يقول كلامه ذاك أثناء عمله فيها".
واستطرد أن كلام حسن حنفي "مرفوض على مستوى كل الأساتذة في الجامعة، ولذلك يقول كلامه خارج مصر وكأنه يخرج من المتابعة فيما يتعلق بصواب الفهم وبصحة التعرض لقضايا الدين".
"نجادله بالتي هي أحسن"
من جهته قال شاهين "أريد أن أرى ماذا قال في مكتبة الاسكندرية وماذا نشر عن قوله، وبعد ذلك نتولى الرد عليه ونجادلهم بالتي هي أحسن، وهذه المجادلة هي بالنسبة لأهل الكتاب: ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن". مضيفا "نحن سنعتبره من أهل الكتاب وهو ليس حتى منهم".
أقواله تشكيك في القرآن:
ووصف شاهين ما نسب لحنفي عن أسماء الله الحسنى بأنها "تعرض للنص القرآني الكريم. هو هنا لا يتعرض لذات الله عز وجل وإنما يتعرض للقرآن. يريد أن يعدله وينتقد وجود مثل هذه الصفات، فكأنما عثر على لقطة ويخيل له بذلك أنه أمسك الدين من اليد التي توجعه، وهذا كله مشروح ومفهوم لدى المفسرين وليس فيه أدنى تناقض، فذات الله عز وجل هي جماع كل الصفات، وليس من حقه أن يعترض على أن يصف الله نفسه أو ذاته بأي صفة لأن القرآن ثبت عندنا بالتواتر، وليس هنالك أدنى شك في حرف من حروف القرآن".
جرأة مرفوضة:
(يُتْبَعُ)
(/)
وأضاف د. عبد الصبور شاهين "أنه يريد بهذا القول أن يشكك في القرآن الكريم وهم متسلطون في ذلك". وعن قول حنفي في محاضرته بتناقض القرآن الكريم وأنه مثل "السوبر ماركت" قال د. شاهين "هذا عدوان على القرآن واعتراض على كلام الله عز وجل وليس من حقه أن يقول هذا الكلام لأنه أساسا لا يفهم القرآن".
وبشأن حديث الرسول "خير القرون هو قرني ثم الذي يليه" وتساؤله: ما ذنب حسن حنفي لا يولد في خير القرون؟ .. قال د. شاهين "عندما يتكلم أحد في السنة فالمفروض أن يكون دارسا للحديث من ناحية السند والمتن، مثلا أننا نرد بعض أحاديث البخاري مثل حديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم الذي ورد في البخاري، فليس كل حديث يحتج به على الإسلام بل لابد من دراسته من ناحية السند والمتن".
اتهام حنفي بالمطالبة بحذف بعض أسماء الله:
وكانت صحف ومواقع انترنت قد نسبت للدكتور حسن حنفي أستاذ الفلسفة الإسلامية وصاحب ما يسمى بنظرية اليسار الإسلامي، في محاضرة ألقاها في مكتبة الاسكندرية يوم 27 - 8 - 2006 أنه سخر من بعض أسماء الله الحسنى وبعض الأحاديث النبوية وأنه وصف القرآن الكريم بأنه "سوبر ماركت" به كثير من المتناقضات.
وقال عن أسماء المهيمن والمتكبر والجبار بأنها "تدل على الديكتاتورية للذات الإلهية، وأنه يجب حذف تلك الأسماء، وأن هناك تناقضًا بين آيات القرآن الكريم". ونقل عنه أيضا أنه انتقد حديث الرسول "خير القرون هو قرني ثم الذي يليه" متسائلا: ما ذنبي أنا حسن حنفي أن أعيش في قرن من أسوأ القرون ولماذا لم أعش في خير القرون.
واجبنا الرد على هذه الشبهات:
وقال المفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة عضو مجمع البحوث الإسلامية "هذا الكلام ليس جديدا على الدكتور حسن حنفي، وقمت بالرد عليه في كتابي: الإسلام بين التنوير والتزوير، وفندت كل أقواله التي هي في حقيقتها لا تزيد على ترديد وتكرار لما قاله المستشرقون المعادون للإسلام منذ فترة طويلة، وواجبنا كعلماء أن نفضح هذه الأفكار التي ترددها بعض الأبواق، أو من يدعون أنهم مفكرون ومجددون إسلاميون، وفي الوقت نفسه واجبنا نشر الوعي لدى الرأي العام بالرد على هذه الشبهات".
وأشار الدكتور عبد الله سمك رئيس قسم الأديان والمذاهب بكلية الدعوة جامعة الأزهر إلى أن "هذا الكلام لا يصدر إلا عمن لا يدرك فهم النصوص القرآنية ومعرفة أسباب النزول وحكمة الله في التشريع. أو تصدر عن سوء قصد لأن أصحاب الهوى هم الذين يتلمسون أي وسيلة للإساءة للقرآن".(/)
تأصيل الدراسات الرياضية فى القرآن الكريم، وأهميتها
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[24 Sep 2006, 01:46 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الدراسات الرياضية فى القرآن الكريم (بشتى أنواعها) لها جذورها وأصولها شديدة الوضوح فى القرآن والسنة، فهي ليست غريبة وحتى الآن ظهرت أنواع من الدراسات الرياضية، مثل البحوث الإحصائية فى القرآن الكريم (التى تبحث فى تعداد الكلمات والحروف والآيات والسور)، والبحوث الإعجاز الترتيبي فى القرآن الكريم (وهذه فقط تتناول علاقات أرقام السور والآيات) وهذه يمكن مطالعتها فى موقع أرقام http://www.alargam.com/ ، وهناك رياضيات ألفاظ ومعانى القرآن وهي تتعلق برياضيات معانى كلمات لغة القرآن فهي تختلف بهذا إختلاف جوهري عن الأبحاث الإحصائية والترتيبية) http://esmallah.org/sub/search/quranmath/plane.html ( وهذا البحث إكتمل بحمد الله ولكنه تحت المراجعة الآن) ولتأكيد وجود جذور الدراسات الرياضية داخل القرآن الكريم، وأنها ليست شيء مستحدث نتناول الآتى ونتناول أجزاؤه كالتالى: 1. دعوة القرآن للتعداد 2. ذكر الأعداد في القرآن 3. ذكر الرسول لأعداد في القرآن 4. ذكر الصحابة لأعداد فى القرآن 5. معجزات مذكورة فى القرآن يعبر عنها بالأعداد (مثل وهم من بعد غلبهم سيغلبون. في بضع سنين) 6. ما يشكل تفسيره إلا إذا قمنا بعمليات حسابية (مثل أقل مدة للحمل ستة شهور أولا: دعوة القرآن للعد? وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا? (سورة الجن: 72?28.)، وقوله سبحانه: ?لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا? (سورة مريم: 19?94.)، وقوله عزّ وجلّ: ?وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ? (سورة يس: 36?12)، وقوله تبارك وتعالى: ?وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا? (سورة النبأ: 78?29). سورة مريم: إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95) سورة الطلاق: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (1) سورة الطلاق وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4) سورة المدثر: وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31) سورة يونس: هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5) سورة الإسراء: وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا (12) سورة الكهف: فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11) سورة المؤمنون قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112) قَالُوا
(يُتْبَعُ)
(/)
لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ (113) سورة البقرة: أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184) سورة التوبة: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36) سورة الجن: حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا (24) سورة الجن: لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا (28) " وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون " الحج 47. إشارة القرآن للحساب: وعن الحساب يقول الله سبحانه وتعالى أن الشمس والقمر ... خلقهما وأمرهما وحركتهما إنما بحساب دقيق ... وذلك بالنص الكريم: " الشمس والقمر بحسبان " الرحمن 5. وحتى يقف الإنسان على بعض قدر الحساب وأهميته ... فقد أطلق الله سبحانه وتعالى على يوم القيامة يوم الحساب بالنص الشريف: " هذا ما توعدون ليوم الحساب "سورة ص 53. والله سبحانه وتعالى هو الحسيب، وذلك بالنص الكريم: " وكفى بالله حسيبا " النساء 6. بل إنه جل شأنه لا تغيب عنه أية إثارة من ذرة. إذ يقول سبحانه وتعالى: " ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين " الأنبياء 47. وإنه سبحانه وتعالى أسرع الحاسبين ... إذ لا يأخذ منه أمر الحساب شيئا، فيقول القرآن الكريم: " ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين " الأنعام 62. ثانيا: الأعداد المذكورة فى القرآن الكريم: " قل إنما هو إله " واحد " وإنني بريء مما تشركون " الأنعام 19. " وقال الله لا تتخذوا إلهين " اثنين " إنما هو إله واحد " النحل 51. " ولا تقولوا " ثلاثة " انتهوا خيرا لكم " النساء 171. " فسيحوا في الأرض " أربعة " أشهر " التوبة 2. " ويقولون " خمسة " سادسهم كلبهم رجما بالغيب " الكهف 22. " إن ربكم الذي خلق السموات والأرض في " ستة " أيام " الأعراف 54. " لها " سبعة " أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم " الحجر 44. " ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ " ثمانية " " الحاقة 17. " وكان في المدينة " تسعة " رهط يفسدون في الأرض " النمل 48. " تلك " عشرة " كاملة " البقرة 196. هذه هي أصول الأعداد كلها ... وأسس المحاسبات جميعها ... ولكن كما يهدف القرآن الكريم دائما إلى توجيه نظر الإنسان إلى مزيد من البحث والدراسة ... وحفزه إلى الواسع من العلم والعميق من المعرفة. فقد أورد بعض الأعداد المركبة من رقمين حتى تتسع أمام الإنسان رقعة التفكير في العمل الحسابي ... والاستمرار في الاستخدام العددي. الأعداد المركبة " إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت " أحد عشر " كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين " يوسف 4. " إن عدة الشهور عند الله " اثنا عشر " شهرا في كتاب الله " التوبة 36. " عليها " تسعة عشر " " المدثر 30. " إن يكن منكم " عشرون " صابرون يغلبوا مائتين " الأنفال 65. " وحمله وفصاله " ثلاثون " شهرا " الأحقاف 15. " وإذ واعدنا موسى " أربعين " ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون " البقرة 15. " ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا " خمسين " عاما " العنكبوت 14. " فمن لم يستطع فإطعام " ستين " مسكينا " المجادلة 4. " ثم في سلسلة ذرعها " سبعون " ذراعا فاسلكوه " الحاقة 32. " فاجلدوهم " ثمانين " جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا " النور 4. " إن أخي له تسع " و تسعون " نعجة ولي نعجة واحدة " سورة ص 23. وأورد القرآن الكريم أيضا بعض الأعداد المركبة من ثلاثة أرقام كالتالي: " قال بل لبثت " مائة " عام "
(يُتْبَعُ)
(/)
البقرة 259. " إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا " مائتين " " الأنفال 65. " ولبثوا في كهفهم " ثلاث مائة " سنين وازدادوا تسعا " الكهف 25. وأورد كذلك الأعداد المركبة من أربعة أرقام كالتالي: " وإن يكن منكم " ألف " يغلبوا " ألفين " بإذن الله والله مع الصابرين " الأنفال 66. " إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم " بثلاثة آلاف " من الملائكة منزلين " آل عمران 124. " بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم " بخمسة آلاف " من الملائكة مسومين " آل عمران 125. بل أورد القرآن الكريم العدد المركب من خمسة أرقام كقوله تعالى: " وأرسلناه إلى " مائة ألف " أو يزيدون " الصافات 147. وعلاوة على ذلك وبالإضافة إليه ... فلقد أورد القرآن الكريم كسور الأعداد كالتالي: " ولكم " نصف " ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد " النساء 12. " إن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه " الثلث " " النساء 11. " فإن كان لهن ولد فلكم " الربع " مما تركن " النساء 12. " واعلموا أنما غنمتم من شيء فإن لله " خمسه " " الأنفال 41. " فإن كان له إخوة فلامه " السدس " النساء 11. " فإن كان لكم ولد فلهن " الثمن " مما تركتم ". " وما بلغوا " معشار " ما ءاتينهم" سبأ 45. ووردت الصفات العددية والترتيبات الرقمية في القرآن الكريم كالتالي: " قل إني أمرت أن أكون " أول " من أسلم " الأنعام 14. " إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا " ثاني " اثنين " التوبة 40. " إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا " بثالث " فقالوا إنا إليكم مرسلون " سورة يس 14. " ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو " رابعهم " " المجادلة 7. " والخامسة " أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين " النور 7. " ويقولون خمسة " سادسهم " كلبهم رجما بالغيب " الكهف 22. " ويقولون سبعة " وثامنهم كلبهم " " الكهف 22. وهكذا يذكر القرآن الأعداد للإنسان ... وإن فيما أورده ... إنما يتكون منه كل ما يمكن أن يستخدمه أو يصل إليه الإنسان من أرقام ... وحتى إلى نهاية الزمان. وورد في القرآن التسلسل العددي: مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا. وكذلك في: سَيَقُولُونَ ثَلاَثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ. ونبَّه القرآن على مسألة العد والحساب، بل إن الله ـ عز وجل ـ سوف يسأل أهل الكفر يوم القيامة عن عدد السنين التي عاشوها في الدنيا: قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112) قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّين. وقد ذكر القرآن عملية الجمع بقوله: وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ، وبقوله: ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ ءالذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الاُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (143) وَمِنَ الإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْن. كما ذكر عملية الطرح بقوله: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَامًا. وأشار إلى القسمة: وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ وقوله: فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ ثالثا: الأعداد فى السنة النبوية: وهناك حديث الرسول الذي يذكر أعداد الحروف، وعدد الحسنات لقراءة كل حرف: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى قَال سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ قَال سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ وَيُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ وَرَوَاهُ أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رَفَعَهُ بَعْضُهُمْ وَوَقَفَهُ بَعْضُهُمْ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ سَمِعْت قُتَيْبَةَ يَقُولُ بَلَغَنِي أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ يُكْنَى أَبَا حَمْزَةَ سنن الترمذي – كتاب فضائل القرآن عن رسول الله /السند: مرفوع، متصل، سند واحد (1/ 1) – مراتب عدالة الرواة 1، 3، 3، 5، 3، 3 / ترقيم العالمية 2835، ترقيم أحمد شاكر 2910: وهناك حديث الرسول الذي يذكر تعداد التسابيح: حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ سَمِعَ مُجَاهِدًا سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى يُحَدِّثُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَام أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْأَلُهُ خَادِمًا فَقَالَ أَلَا أُخْبِرُكِ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكِ مِنْهُ تُسَبِّحِينَ اللَّهَ عِنْدَ مَنَامِكِ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَتَحْمَدِينَ اللَّهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَتُكَبِّرِينَ اللَّهَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ ثُمَّ قَالَ سُفْيَانُ إِحْدَاهُنَّ أَرْبَعٌ وَثَلَاثُونَ فَمَا تَرَكْتُهَا بَعْدُ قِيلَ وَلَا لَيْلَةَ صِفِّينَ قَالَ وَلَا لَيْلَةَ صِفِّينَ (صحيح البخارى – كتاب النفقات / ترقيم العالمية 4943 - ترقيم فتح البارى 5362 - ترقيم د. البغا 5047) صحيح البخارى – كتاب الصوم/ ترقيم العالمية 1773، ترقيم فتح البارى 1906، ترقيم د. البغا حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ رَمَضَانَ فَقَالَ لَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْا الْهِلَالَ وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ الصفر فى لغة العرب: حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ الْفَضْلِ الْحَرَّانِيُّ حَدَّثَنَا عِيسَى يَعْنِي ابْنَ يُونُسَ حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ يَعْنِي ابْنَ مَيْمُونٍ صَاحِبَ الْأَنْمَاطِ حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ رَبَّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا (أى خاليتين) سنن أبى داوود- كتاب الصلاة /السند: مرفوع، متصل، سند واحد (1/ 1) – مراتب عدالة الرواة:1، 2، 5، 2، 4 ترقيم العالمية1273 - ترقيم محى الدين1488: ثالثا: الصحابة والأعداد: الصحابة والأعداد فى القرآن: و حَدَّثَنِي مَالِك أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ أُتِيَ بِامْرَأَةٍ قَدْ وَلَدَتْ فِي سِتَّةِ أَشْهُرٍ فَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُرْجَمَ فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ لَيْسَ ذَلِكَ عَلَيْهَا إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ فِي كِتَابِهِ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا وَقَالَ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ فَالْحَمْلُ يَكُونُ سِتَّةَ أَشْهُرٍ فَلَا رَجْمَ عَلَيْهَا فَبَعَثَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فِي أَثَرِهَا فَوَجَدَهَا قَدْ رُجِمَتْ (موطأ مالك، كتاب الحدود) سورة الأحقاف: وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا (15) تفسير ابن كثير المعطيات وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا سورة البقرة وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ
(يُتْبَعُ)
(/)
الرَّضَاعَةَ (233) تفسير ابن كثير المعطيات يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ سورة لقمان: وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) تفسير ابن كثير وَقَالَ هَهُنَا " وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَان بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمّه وَهْنًا عَلَى وَهْن " قَالَ مُجَاهِد مَشَقَّة وَهْن الْوَلَد وَقَالَ قَتَادَة جَهْدًا عَلَى جَهْد وَقَالَ عَطَاء الْخُرَاسَانِيّ ضَعْفًا عَلَى ضَعْف وَقَوْله " وَفِصَاله فِي عَامَيْنِ " أَيْ تَرْبِيَته وَإِرْضَاعه بَعْد وَضْعه فِي عَامَيْنِ كَمَا قَالَ تَعَالَى " وَالْوَالِدَات يُرْضِعْنَ أَوْلَادهنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمّ الرَّضَاعَة " وَمِنْ هَهُنَا اِسْتَنْبَطَ اِبْن عَبَّاس وَغَيْره مِنْ الْأَئِمَّة أَنَّ أَقَلّ مُدَّة الْحَمْل سِتَّة أَشْهُر لِأَنَّهُ قَالَ فِي الْآيَة الْأُخْرَى " وَحَمْله وَفِصَاله ثَلَاثُونَ شَهْرًا" وَإِنَّمَا يَذْكُر تَعَالَى تَرْبِيَة الْوَالِدَة وَتَعَبهَا وَمَشَقَّتهَا فِي سَهَرهَا لَيْلًا وَنَهَارًا لِيُذَكِّر الْوَلَد بِإِحْسَانِهَا الْمُتَقَدِّم إِلَيْهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى " وَقُلْ رَبّ اِرْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا " وَلِهَذَا قَالَ " أَنْ اُشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْك إِلَيَّ الْمَصِير " أَيْ فَإِنِّي سَأَجْزِيك عَلَى ذَلِكَ أَوْفَر جَزَاء قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا زُرْعَة حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن أَبِي شَيْبَة وَمَحْمُود بْن غَيْلَان قَالَا حَدَّثَنَا عُبَيْد اللَّه أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيل عَنْ أَبِي إِسْحَاق عَنْ سَعِيد بْن وَهْب قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا مُعَاذ بْن جَبَل وَكَانَ بَعَثَهُ النَّبِيّ فَقَامَ وَحَمِدَ اللَّه وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: إِنِّي رَسُول رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّه وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَأَنْ تُطِيعُونِي لَا آلُوكُمْ خَيْرًا وَإِنَّ الْمَصِير إِلَى اللَّه إِلَى الْجَنَّة أَوْ إِلَى النَّار إِقَامَة فَلَا ظَعْن وَخُلُود فَلَا مَوْت. المعطيات حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ يلاحظ أن: حولين كاملين = 12 × 2 = 24 شهر 30 شهر – 24 شهر = 6 أشهر (هى أقل مدة للحمل) ================== الصحابة وترتيب القرآن: ترد في كتب علوم القرآن، وكتب التفسير، وعلى ألسنة أهل العلم، مصطلحات لسور القرآن الكريم، كـ (الطِّوال) و (المئين) و (المثاني) و (المُفَصَّل) تدل على سور معينة من سور القرآن الكريم، وربما تساءل البعض عن المقصود بهذه المصطلحات، وما وجه التسمية بها؟ فنقول: الأصل في هذه المصطلحات ما رواه الإمام أحمد في "مسنده" بسند حسن، عن واثلة بن الأسقع،أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (أعطيت مكان التوراة السبع، وأعطيت مكان الزبور المئين، وأعطيت مكان الإنجيل المثاني، وفُضِّلتُ بالمُفَصَّل) وفي رواية غيره: (السبع الطوال). قال أهل العلم: (السبع الطول) البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف؛ وقال ابن عباس و ابن جبير: سميت طولاً لطولها على سائر السور. و (المئون) كل سورة عدد آيها مائة أو تزيد شيئًا أو تنقص شيئًا. و (المثاني) السور التي ثنَّى الله فيها الفرائض والحدود، والقصص والأمثال؛ قاله ابن عباس رضي الله عنه و ابن جبير. قال البيهقي رحمه الله: والأشبه أن يكون المراد بـ (السبع) في هذا الحديث (السبع الطول) و (المئين) كل سورة بلغت مائة آية فصاعدًا، و (المثاني) كل سورة دون (المئين) وفوق (المفصل) ويدل عليه حديث ابن عباس رضي الله عنه، حين قال لـ عثمان رضي الله عنه: ما حملكم على أن عمدتم إلى سورة (براءة) وهي من (المئين) وإلى (الأنفال) وهي من (المثاني) ففرقتم بينهما؟ رواه الترمذي و أبو داود. أما (المُفَصَّل) فسمي مفصلاً لكثرة الفصل بين سوره بالبسملة، وآخره سورة (الناس) وأوله عند كثير من الصحابة رضي الله عنهم سورة (ق) وهو ما رجحه ابن كثير في تفسيره. ثم إن العلماء يقسمون (المفصَّل) إلى ثلاثة أقسام: (طوال المفصَّل) ويبدأ من سورة (ق) إلى سورة (عم يتساءلون) و (أوسط المفصَّل) وهو من سورة (عم) إلى سورة (الضحى) و (قصار المفصَّل) وهو من سورة (الضحى) إلى آخر المصحف الشريف. http://www.islamweb.net/ver2/archive/readArt.php?lang=A&id=58564 وفى الختام نوجه دعوة لكل المهتمين بالدراسات القرآنية بأهمية إدخال الأداة الرياضية كأداة علمية فى التعامل مع القرآن الكريم، لوجود نتائج وعلاقات لا يمكن التعبير عنها بلغة الحروف بل بلغة الرياضيات، وإلا ستظل حبيسة لا تظهر.
المصادر - القرآن الكريم - الحديث الشريف - موقع أرقام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[26 Sep 2006, 04:49 ص]ـ
نرحب بالمزيد من الإضافات فى هذا الموضوع على البريد
esmallah1@hotmail.com
أو
estratigy@yahoo.com
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[26 Sep 2006, 04:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع بالكامل لمن أراد الإستزادة (خاصة من الأرقام المذكورة فى السنة النبوية) فاليطلع على هذا الرابط
http://esmallah.org/sub/search/0/math1.html(/)
تأصيل الدراسات التجريبية فى القرآن الكريم
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[26 Sep 2006, 04:47 ص]ـ
تأصيل الدراسات التجريبية فى القرآن والسنة
حيث إن الإعجاز العلمى المتعارف عليه المسلمين، لا يقوم على تجارب منشؤها القرآن وإنما على دراسات مقارنة نظرية بين النظريات العلمية، وبين الآيات القرآنية، وبالتالى لا يضيف جديدا إلى حقل العلم.
لهذا ننادي بعكس ذلك، وهي أن يتم من القرآن والسنة التوصل إلى نتائج ثم يتم إجراء تجارب علمية لإثباتها، وبهذا يكون الإعجاز العلمى قدم إضافة معرفية يعترف بها المسلم وغير المسلم.
فإن نادينا بضرورة التعامل العلمى مع القرآن والسنة، وذلك فى صورة إجراء تجارب علمية تكشف عن معاني القرآن والسنة، وتقدم تفسير يعتمد على نتائج التجارب التى منشؤها القرآن والسنة، فلا يظننا أحد مغالين فى ذلك، فهناك تجارب مذكورة فى القرآن والسنة (
وإليكم التجارب المذكورة فى القرآن والسنة، عسى أن نكون بذلك أصلنا للدراسات التجريبية فى القرآن والسنة:
تجربة1:
سورة البقرة:
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260) تفسير ابن كثير
ذَكَرُوا لِسُؤَالِ إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام أَسْبَابًا مِنْهَا أَنَّهُ لَمَّا قَالَ لِنُمْرُودَ " رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيت " أَحَبَّ أَنْ يَتَرَقَّى مِنْ عِلْم الْيَقِين بِذَلِكَ إِلَى عَيْن الْيَقِين وَأَنْ يَرَى ذَلِكَ مُشَاهَدَة فَقَالَ " رَبِّ أَرِنِي كَيْف تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي " فَأَمَّا الْحَدِيث الَّذِي رَوَاهُ الْبُخَارِيّ عِنْد هَذِهِ الْآيَة حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن صَالِح حَدَّثَنَا اِبْن وَهْب أَخْبَرَنِي يُونُس عَنْ اِبْن شِهَاب عَنْ أَبِي سَلَمَة وَسَعِيد عَنْ أَبِي هُرَيْرَة - رَضِيَ اللَّه عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَحْنُ أَحَقّ بِالشَّكِّ مِنْ إِبْرَاهِيم إِذْ قَالَ رَبِّ أَرِنِي كَيْف تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنّ قَلْبِي وَكَذَا رَوَاهُ مُسْلِم عَنْ حَرْمَلَة بْن يَحْيَى عَنْ وَهْب بِهِ فَلَيْسَ الْمُرَاد هَاهُنَا بِالشَّكِّ مَا قَدْ يَفْهَمهُ مَنْ لَا عِلْم عِنْده بِلَا خِلَاف وَقَدْ أُجِيبَ عَنْ هَذَا الْحَدِيث بِأَجْوِبَةٍ أَحَدهَا. وَقَوْله " قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَة مِنْ الطَّيْر فَصُرْهُنَّ إِلَيْك " اِخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ فِي هَذِهِ الْأَرْبَعَة مَا هِيَ وَإِنْ كَانَ لَا طَائِل تَحْت تَعْيِينهَا إِذْ لَوْ كَانَ فِي ذَلِكَ مُهِمّ لَنَصَّ عَلَيْهِ الْقُرْآن فَرُوِيَ عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّهُ قَالَ هِيَ الْغُرْنُوق وَالطَّاوُس وَالدِّيك وَالْحَمَامَة وَعَنْهُ أَيْضًا أَنَّهُ أَخَذَ وَزًّا وَرَأْلًا وَهُوَ فَرْخ النَّعَام وَدِيكًا وَطَاوُسًا وَقَالَ: مُجَاهِد وَعِكْرِمَة كَانَتْ حَمَامَة وَدِيكًا وَطَاوُسًا وَغُرَابًا وَقَوْله " فَصُرْهُنَّ إِلَيْك " أَيْ وَقَطِّعْهُنَّ قَالَهُ اِبْن عَبَّاس وَعِكْرِمَة وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَأَبُو مَالِك وَأَبُو الْأَسْوَد الدُّؤَلِيّ وَوَهْب بْن مُنَبِّه وَالْحَسَن وَالسُّدِّيّ وَغَيْرهمْ وَقَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس " فَصُرْهُنَّ إِلَيْك " أَوْثِقْهُنَّ فَلَمَّا أَوْثَقَهُنَّ ذَبَحَهُنَّ ثُمَّ جَعَلَ عَلَى كُلّ جَبَل مِنْهُنَّ جُزْءًا فَذَكَرُوا أَنَّهُ عَمَدَ إِلَى أَرْبَعَة مِنْ الطَّيْر فَذَبَحَهُنَّ ثُمَّ قَطَّعَهُنَّ وَنَتَفَ رِيشهنَّ وَمَزَّقَهُنَّ وَخَلَطَ بَعْضهنَّ بِبَعْضٍ ثُمَّ جَزَّأَهُنَّ أَجْزَاء وَجَعَلَ عَلَى كُلّ جَبَل مِنْهُنَّ جُزْءًا قِيلَ أَرْبَعَة أَجْبُل وَقِيلَ سَبْعَة قَالَ اِبْن عَبَّاس: وَأَخَذَ رُءُوسهنَّ بِيَدِهِ ثُمَّ أَمَرَهُ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَدْعُوهُنَّ
(يُتْبَعُ)
(/)
فَدَعَاهُنَّ كَمَا أَمَرَهُ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ فَجَعَلَ يَنْظُر إِلَى الرِّيش يَطِير إِلَى الرِّيش وَالدَّم إِلَى الدَّم وَاللَّحْم إِلَى اللَّحْم وَالْأَجْزَاء مِنْ كُلّ طَائِر يَتَّصِل بَعْضهَا إِلَى بَعْض حَتَّى قَامَ كُلّ طَائِر عَلَى حِدَته وَأَتَيْنَهُ يَمْشِينَ سَعْيًا لِيَكُونَ أَبْلَغ لَهُ فِي الرُّؤْيَة الَّتِي سَأَلَهَا وَجَعَلَ كُلّ طَائِر يَجِيء لِيَأْخُذ رَأْسه الَّذِي فِي يَد إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام فَإِذَا قَدَّمَ لَهُ غَيْر رَأْسه يَأْبَاهُ فَإِذَا قَدَّمَ إِلَيْهِ رَأْسه تَرَكَّبَ مَعَ بَقِيَّة جَسَده بِحَوْلِ اللَّه وَقُوَّته وَلِهَذَا قَالَ " وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " أَيْ عَزِيز لَا يَغْلِبهُ شَيْء وَلَا يَمْتَنِع مِنْهُ شَيْء وَمَا شَاءَ كَانَ بِلَا مُمَانِع لِأَنَّهُ الْقَاهِر لِكُلِّ شَيْء حَكِيم فِي أَقْوَاله وَأَفْعَاله وَشَرْعه وَقَدَره وَقَالَ عَبْد الرَّزَّاق: أَخْبَرَنَا مَعْمَر عَنْ أَيُّوب فِي قَوْله " وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي " قَالَ: قَالَ اِبْن عَبَّاس: مَا فِي الْقُرْآن آيَة أَرْجَى عِنْدِي مِنْهَا وَقَالَ اِبْن جَرِير: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر حَدَّثَنَا شُعْبَة سَمِعْت زَيْد بْن عَلِيّ يُحَدِّث عَنْ رَجُل عَنْ سَعِيد بْن الْمُسَيِّب قَالَ: اِتَّفَقَ عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس وَعَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن الْعَاص أَنْ يَجْتَمِعَا قَالَ: وَنَحْنُ شَبَبَة فَقَالَ أَحَدهمَا لِصَاحِبِهِ أَيّ آيَة فِي كِتَاب اللَّه أَرْجَى عِنْدك لِهَذِهِ الْأُمَّة فَقَالَ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو قَوْل اللَّه تَعَالَى " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَة اللَّه إِنَّ اللَّهَ يَغْفِر الذُّنُوب جَمِيعًا " الْآيَة فَقَالَ اِبْن عَبَّاس أَمَا إِنْ كُنْت تَقُول هَذَا فَأَنَا أَقُول أَرْجَى مِنْهَا لِهَذِهِ الْأُمَّة قَوْل إِبْرَاهِيم " رَبّ أَرِنِي كَيْف تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي " وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم: أَخْبَرَنَا أَبِي حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن صَالِح كَاتِب اللَّيْث حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَبِي سَلَمَة عَنْ عَمْرو حَدَّثَنِي اِبْن الْمُنْكَدِر أَنَّهُ قَالَ: اِلْتَقَى عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس وَعَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن الْعَاص فَقَالَ اِبْن عَبَّاس لِابْنِ عَمْرو بْن الْعَاص أَيّ آيَة فِي الْقُرْآن أَرْجَى عِنْدك؟ فَقَالَ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو: قَوْل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسهمْ لَا تَقْنَطُوا " الْآيَة فَقَالَ اِبْن عَبَّاس: لَكِنْ أَنَا أَقُول قَوْل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ " وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيم رَبّ أَرِنِي كَيْف تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى " فَرَضِيَ مِنْ إِبْرَاهِيم قَوْله " بَلَى " قَالَ فَهَذَا لِمَا يَعْتَرِض فِي النُّفُوس وَيُوَسْوِس بِهِ الشَّيْطَان وَهَكَذَا رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرَك عَنْ أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن يَعْقُوب بْن الْأَحْزَم بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه السَّعْدِيّ عَنْ بِشْر بْن عُمَر الزُّهْرَانِيّ عَنْ عَبْد الْعَزِيز بْن أَبِي سَلَمَة بِإِسْنَادِهِ مِثْله ثُمَّ قَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
تجربة2:
سورة البقرة:
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258)
تفسير ابن كثير
(يُتْبَعُ)
(/)
هَذَاالَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ وَهُوَ مَلِك بَابِل نُمْرُود بْن كَنْعَان بْن كوش بْن سَام بْن نُوح وَيُقَال: نُمْرُود بْن فالخ بْن عَابِر بْن شالخ بْن أرفخشذ بْن سَام بْن نُوح وَالْأَوَّل قَوْل مُجَاهِد وَغَيْره: قَالَ مُجَاهِد: وَمَلَكَ الدُّنْيَا مَشَارِقهَا وَمَغَارِبهَا أَرْبَعَة: مُؤْمِنَانِ وَكَافِرَانِ فَالْمُؤْمِنَانِ سُلَيْمَان بْن دَاوُد وَذُو الْقَرْنَيْنِ وَالْكَافِرَانِ نُمْرُود وَبُخْتُنَصَّرَ وَاَللَّه أَعْلَم وَمَعْنَى قَوْله " أَلَمْ تَرَ " أَيْ بِقَلْبِك يَا مُحَمَّد " إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيم فِي رَبّه " أَيْ وُجُود رَبّه وَذَلِكَ أَنَّهُ أَنْكَرَ أَنْ يَكُون إِلَه غَيْره كَمَا قَالَ بَعْده فِرْعَوْن لِمَلَئِهِ " مَا عَلِمْت لَكُمْ مِنْ إِلَه غَيْرِي " وَمَا حَمَلَهُ عَلَى هَذَا الطُّغْيَان وَالْكُفْر الْغَلِيظ وَالْمُعَانَدَة الشَّدِيدَة إِلَّا تَجَبُّره وَطُول مُدَّته فِي الْمُلْك وَذَلِكَ أَنَّهُ يُقَال إِنَّهُ مَكَثَ أَرْبَعمِائَةِ سَنَة فِي مُلْكه وَلِهَذَا قَالَ " أَنْ أَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ" وَكَانَ طَلَبَ مِنْ إِبْرَاهِيم دَلِيلًا عَلَى وُجُود الرَّبّ الَّذِي يَدْعُو إِلَيْهِ فَقَالَ إِبْرَاهِيم " رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيت" أَيْ إِنَّمَا الدَّلِيل عَلَى وُجُوده حُدُوث هَذِهِ الْأَشْيَاء الْمُشَاهَدَة بَعْد عَدَمهَا وَعَدَمهَا بَعْد وُجُودهَا وَهَذَا دَلِيل عَلَى وُجُود الْفَاعِل الْمُخْتَار ضَرُورَة لِأَنَّهَا لَمْ تَحْدُث بِنَفْسِهَا فَلَا بُدّ لَهَا مِنْ مُوجِد أَوْجَدَهَا وَهُوَ الرَّبّ الَّذِي أَدْعُو إِلَى عِبَادَته وَحْده لَا شَرِيك لَهُ. فَعِنْد ذَلِكَ قَالَ الْمُحَاجّ وَهُوَ النُّمْرُود " أَنَا أُحْيِي وَأُمِيت " قَالَ قَتَادَة وَمُحَمَّد بْن إِسْحَاق وَالسُّدِّيّ وَغَيْر وَاحِد وَذَلِكَ أَنِّي أُوتَى بِالرَّجُلَيْنِ قَدْ اِسْتَحَقَّا الْقَتْل فَآمُر بِقَتْلِ أَحَدهمَا فَيُقْتَل وَآمُر بِالْعَفْوِ عَنْ الْآخَر فَلَا يُقْتَل فَذَلِكَ مَعْنَى الْإِحْيَاء وَالْإِمَاتَة وَالظَّاهِر وَاَللَّه أَعْلَم أَنَّهُ مَا أَرَادَ هَذَا لِأَنَّهُ لَيْسَ جَوَابًا لِمَا قَالَ إِبْرَاهِيم وَلَا فِي مَعْنَاهُ لِأَنَّهُ مَانِع لِوُجُودِ الصَّانِع وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنْ يَدَّعِي لِنَفْسِهِ هَذَا الْمَقَام عِنَادًا وَمُكَابَرَة وَيُوهِم أَنَّهُ الْفَاعِل لِذَلِكَ وَأَنَّهُ هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيت كَمَا اِقْتَدَى بِهِ فِرْعَوْن فِي قَوْله " مَا عَلِمْت لَكُمْ مِنْ إِلَه غَيْرِي " وَلِهَذَا قَالَ لَهُ إِبْرَاهِيم لَمَّا اِدَّعَى هَذِهِ الْمُكَابَرَة " فَإِنَّ اللَّه يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِق فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِب " أَيْ إِذَا كُنْت كَمَا تَدَّعِي مِنْ أَنَّك تُحْيِي وَتُمِيت فَاَلَّذِي يُحْيِي وَيُمِيت هُوَ الَّذِي يَتَصَرَّف فِي الْوُجُود فِي خَلْق ذَوَاته وَتَسْخِير كَوَاكِبه وَحَرَكَاته فَهَذِهِ الشَّمْس تَبْدُو كُلّ يَوْم مِنْ الْمَشْرِق فَإِنْ كُنْت إِلَهًا كَمَا اِدَّعَيْت تُحْيِي وَتُمِيت فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِب؟ فَلَمَّا عَلِمَ عَجْزه وَانْقِطَاعه وَأَنَّهُ لَا يَقْدِر عَلَى الْمُكَابَرَة فِي هَذَا الْمَقَام بُهِتَ أَيْ أُخْرِسَ فَلَا يَتَكَلَّم وَقَامَتْ عَلَيْهِ الْحُجَّة قَالَ اللَّه تَعَالَى " وَاَللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْم الظَّالِمِينَ " أَيْ لَا يُلْهِمهُمْ حُجَّة وَلَا بُرْهَانًا بَلْ حُجَّتهمْ دَاحِضَة عِنْد رَبّهمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَهَذَا التَّنْزِيل عَلَى هَذَا الْمَعْنَى أَحْسَن مِمَّا ذَكَرَهُ كَثِير مِنْ الْمَنْطِقِيِّينَ أَنَّ عُدُول إِبْرَاهِيم عَنْ الْمَقَام الْأَوَّل إِلَى الْمَقَام الثَّانِي اِنْتِقَال مِنْ دَلِيل إِلَى أَوْضَح مِنْهُ وَمِنْهُمْ مَنْ قَدْ يُطْلِق عِبَارَة تُرْدِيه وَلَيْسَ كَمَا قَالُوهُ بَلْ الْمَقَام الْأَوَّل يَكُون كَالْمُقَدِّمَةِ لِلثَّانِي وَيُبَيِّن بُطْلَان مَا اِدَّعَاهُ نُمْرُود فِي الْأَوَّل وَالثَّانِي وَلِلَّهِ الْحَمْد وَالْمِنَّة وَقَدْ ذَكَرَ السُّدِّيّ أَنَّ هَذِهِ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْمُنَاظَرَة كَانَتْ بَيْن إِبْرَاهِيم وَنُمْرُود بَعْد خُرُوج إِبْرَاهِيم مِنْ النَّار وَلَمْ يَكُنْ اِجْتَمَعَ بِالْمَلِكِ إِلَّا فِي ذَلِكَ الْيَوْم فَجَرَتْ بَيْنهمَا هَذِهِ الْمُنَاظَرَة وَرَوَى عَبْد الرَّزَّاق عَنْ مَعْمَر عَنْ زَيْد بْن أَسْلَمَ أَنَّ النُّمْرُود كَانَ عِنْده طَعَام وَكَانَ النَّاس يَغْدُونَ إِلَيْهِ لِلْمِيرَةِ فَوَفَدَ إِبْرَاهِيمُ فِي جُمْلَة مَنْ وَفَدَ لِلْمِيرَةِ فَكَانَ بَيْنهمَا هَذِهِ الْمُنَاظَرَة وَلَمْ يُعْطِ إِبْرَاهِيم مِنْ الطَّعَام كَمَا أَعْطَى النَّاس بَلْ خَرَجَ وَلَيْسَ مَعَهُ شَيْء مِنْ الطَّعَام فَلَمَّا قَرُبَ مِنْ أَهْله عَمَدَ إِلَى كَثِيب مِنْ التُّرَاب فَمَلَأَ مِنْهُ عِدْلَيْهِ وَقَالَ أَشْغَل أَهْلِي عَنِّي إِذَا قَدِمْت عَلَيْهِمْ فَلَمَّا قَدِمَ وَضَعَ رِحَاله وَجَاءَ فَاتَّكَأَ فَنَامَ فَقَامَتْ اِمْرَأَته سَارَة إِلَى الْعِدْلَيْنِ فَوَجَدَتْهُمَا مَلْآنَيْنِ طَعَامًا طَيِّبًا فَعَمِلَتْ طَعَامًا فَلَمَّا اِسْتَيْقَظَ إِبْرَاهِيم وَجَدَ الَّذِي قَدْ أَصْلَحُوهُ فَقَالَ: أَنَّى لَكُمْ هَذَا؟ قَالَتْ: مِنْ الَّذِي جِئْت بِهِ فَعَلِمَ أَنَّهُ رِزْقٌ رَزَقَهُمْ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ قَالَ زَيْد بْن أَسْلَمَ: وَبَعَثَ اللَّه إِلَى ذَلِكَ الْمَلِك الْجَبَّار مَلِكًا يَأْمُرهُ بِالْإِيمَانِ بِاَللَّهِ فَأَبَى عَلَيْهِ ثُمَّ دَعَاهُ الثَّانِيَة فَأَبَى ثُمَّ الثَّالِثَة فَأَبَى وَقَالَ: اِجْمَعْ جُمُوعك وَأَجْمَع جُمُوعِي فَجَمَعَ النُّمْرُود جَيْشه وَجُنُوده وَقْت طُلُوع الشَّمْس وَأَرْسَلَ اللَّه عَلَيْهِمْ بَابًا مِنْ الْبَعُوض بِحَيْثُ لَمْ يَرَوْا عَيْن الشَّمْس وَسَلَّطَهَا اللَّه عَلَيْهِمْ فَأَكَلَتْ لُحُومهمْ وَدِمَاءَهُمْ وَتَرَكَتْهُمْ عِظَامًا بَادِيَة وَدَخَلَتْ وَاحِدَة مِنْهَا فِي مَنْخِرَيْ الْمَلِك فَمَكَثَتْ فِي مَنْخِرَيْ الْمَلِك أَرْبَعمِائَةِ سَنَة عَذَّبَهُ اللَّه بِهَا فَكَانَ يَضْرِب بِرَأْسِهِ بِالْمَرَازِبِ فِي هَذِهِ الْمُدَّة حَتَّى أَهْلَكَهُ اللَّه بِهَا.
تجربة3:
سورة البقرة:
أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259)
تفسير ابن كثير
تَقَدَّمَ قَوْله تَعَالَى " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيم فِي رَبّه " وَهُوَ فِي قُوَّة قَوْله هَلْ رَأَيْت مِثْل الَّذِي حَاجّ إِبْرَاهِيم فِي رَبّه وَلِهَذَا عَطَفَ عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ " أَوْ كَاَلَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَة وَهِيَ خَاوِيَة عَلَى عُرُوشهَا " اِخْتَلَفُوا فِي هَذَا الْمَارّ مَنْ هُوَ فَرَوَى اِبْن أَبِي حَاتِم عَنْ عِصَام بْن دَاوُد عَنْ آدَم بْن أَبِي إِيَاس عَنْ إِسْرَائِيل عَنْ أَبِي إِسْحَاق عَنْ نَاجِيَة بْن كَعْب عَنْ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب أَنَّهُ قَالَ: هُوَ عُزَيْر وَرَوَاهُ اِبْن جَرِير عَنْ نَاجِيَة نَفْسه وَحَكَاهُ اِبْن جَرِير وَابْن أَبِي حَاتِم عَنْ اِبْن عَبَّاس وَالْحَسَن وَقَتَادَة وَالسُّدِّيّ وَسُلَيْمَان بْن بُرَيْدَة وَهَذَا الْقَوْل هُوَ الْمَشْهُور وَقَالَ وَهْب بْن مُنَبِّه وَعَبْد اللَّه بْن عُبَيْد هُوَ أرميا بْن حلقيا قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق عَمَّنْ لَا يُتَّهَم عَنْ وَهْب بْن مُنَبِّه أَنَّهُ قَالَ: وَهُوَ اِسْم الْخَضِر عَلَيْهِ السَّلَام وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ سَمِعْت سُلَيْمَان بْن مُحَمَّد الْيَسَارِيّ الْجَارِي مِنْ أَهْل الْجَارِي اِبْن عَمّ مُطَرِّف قَالَ سَمِعْت سَلْمَان يَقُول إِنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْل الشَّام يَقُول إِنَّ الَّذِي
(يُتْبَعُ)
(/)
أَمَاتَهُ اللَّه مِائَة عَام ثُمَّ بَعَثَهُ اِسْمه حِزْقِيل بْن بَوَار وَقَالَ مُجَاهِد بْن جَبْر هُوَ رَجُل مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل وَأَمَّا الْقَرْيَة فَالْمَشْهُور أَنَّهَا بَيْت الْمَقْدِس مَرَّ عَلَيْهَا بَعْد تَخْرِيب بُخْتُنَصَّرَ لَهَا وَقَتْل أَهْلهَا " وَهِيَ خَاوِيَة " أَيْ لَيْسَ فِيهَا أَحَد مِنْ قَوْلهمْ خَوَتْ الدَّار تَخْوِي خُوِيًّا. وَقَوْله" عَلَى عُرُوشِهَا " أَيْ سَاقِطَة سُقُوفهَا وَجُدْرَانهَا عَلَى عَرَصَاتهَا فَوَقَفَ مُتَفَكِّرًا فِيمَا آلَ أَمْرهَا إِلَيْهِ بَعْد الْعِمَارَة الْعَظِيمَة وَقَالَ " أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّه بَعْد مَوْتهَا" وَذَلِكَ لِمَا رَأَى مِنْ دُثُورهَا وَشِدَّة خَرَابهَا وَبَعْدهَا عَنْ الْعَوْدَة إِلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ قَالَ اللَّه تَعَالَى " فَأَمَاتَهُ اللَّه مِائَة عَام ثُمَّ بَعَثَهُ " قَالَ وَعُمِّرَتْ الْبَلْدَة بَعْد مُضِيّ سَبْعِينَ سَنَة مِنْ مَوْته وَتَكَامَلَ سَاكِنُوهَا وَتَرَاجَعَ بَنُو إِسْرَائِيل إِلَيْهَا فَلَمَّا بَعَثَهُ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ بَعْد مَوْته كَانَ أَوَّل شَيْء أَحْيَا اللَّه فِيهِ عَيْنَيْهِ لِيَنْظُر بِهِمَا إِلَى صُنْع اللَّه فِيهِ كَيْف يُحْيِي بَدَنه فَلَمَّا اِسْتَقَلَّ سَوِيًّا قَالَ اللَّه لَهُ أَيْ بِوَاسِطَةِ الْمَلَك " كَمْ لَبِثْت قَالَ لَبِثْت يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْم " قَالَ وَذَلِكَ أَنَّهُ مَاتَ أَوَّل النَّهَار ثُمَّ بَعَثَهُ اللَّه فِي آخِر النَّهَار فَلَمَّا رَأَى الشَّمْس بَاقِيَة ظَنَّ أَنَّهَا شَمْس ذَلِكَ الْيَوْم فَقَالَ " أَوْ بَعْض يَوْم قَالَ بَلْ لَبِثْت مِائَة عَام فَانْظُرْ إِلَى طَعَامك وَشَرَابك لَمْ يَتَسَنَّهْ " وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ مَعَهُ فِيمَا ذَكَرَ عِنَب وَتِين وَعَصِير فَوَجَدَهُ كَمَا تَقَدَّمَ لَمْ يَتَغَيَّر مِنْهُ شَيْء لَا الْعَصِير اِسْتَحَالَ وَلَا التِّين حَمُضَ وَلَا أَنْتَنَ وَلَا الْعِنَب نَقَصَ " وَانْظُرْ إِلَى حِمَارك" أَيْ كَيْف يُحْيِيه اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وَأَنْتَ تَنْظُر " وَلِنَجْعَلَك آيَة لِلنَّاسِ " أَيْ دَلِيلًا عَلَى الْمَعَاد " وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَام كَيْف نُنْشِزُهَا " أَيْ نَرْفَعهَا فَيَرْكَب بَعْضهَا عَلَى بَعْض وَقَدْ رَوَى الْحَاكِم فِي مُسْتَدْرَكه مِنْ حَدِيث نَافِع بْن أَبِي نُعَيْم عَنْ إِسْمَاعِيل بْن حَكِيم عَنْ خَارِجَة بْن زَيْد بْن ثَابِت عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَرَأَ " كَيْف نُنْشِزُهَا " بِالزَّايِ ثُمَّ قَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ وَقُرِئَ " نَنْشُرهَا " أَيْ نُحْيِيهَا قَالَهُ مُجَاهِد " ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا " وَقَالَ السُّدِّيّ وَغَيْره تَفَرَّقَتْ عِظَام حِمَاره حَوْله يَمِينًا وَيَسَارًا فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَهِيَ تَلُوح مِنْ بَيَاضهَا فَبَعَثَ اللَّه رِيحًا فَجَمَعَتْهَا مِنْ كُلّ مَوْضِع مِنْ تِلْكَ الْمَحَلَّة ثُمَّ رُكِّبَ كُلّ عَظْم فِي مَوْضِعه حَتَّى صَارَ حِمَارًا قَائِمًا مِنْ عِظَام لَا لَحْم عَلَيْهَا ثُمَّ كَسَاهَا اللَّه لَحْمًا وَعَصَبًا وَعُرُوقًا وَجِلْدًا وَبَعَثَ اللَّه مَلَكًا فَنَفَخَ فِي مَنْخِرَيْ الْحِمَار فَنَهَقَ كُلّه بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَذَلِكَ كُلّه بِمَرْأَى مِنْ الْعُزَيْر فَعِنْد ذَلِكَ لَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ هَذَا كُلّه " قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " أَيْ أَنَا عَالِم بِهَذَا وَقَدْ رَأَيْته عِيَانًا فَأَنَا أَعْلَم أَهْل زَمَانِي بِذَلِكَ وَقَرَأَ آخَرُونَ قَالَ اِعْلَمْ عَلَى أَنَّهُ أَمْر لَهُ بِالْعِلْمِ.
تجربة4:
سورة الممتحنة:
(يُتْبَعُ)
(/)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (10) تفسير الميسر
يا أيها الذين صدقوا الله واتبعوا رسوله, إذا جاءكم النساء المؤمنات مهاجرات من دار الكفر إلى دار الإسلام, فاختبروهن. لتعلموا صدق إيمانهن, الله أعلم بحقيقة إيمانهن, فإن علمتموهن مؤمنات بحسب ما يظهر لكم من العلامات والبينات, فلا تردوهن إلى أزواجهن الكافرين, فالنساء المؤمنات لا يحل لهن أن يتزوجن الكفار, ولا يحل الكفار أن يتزوجوا المؤمنات, وأعطوا أزواج اللاتي أسلمن مثل ما أنفقوا عليهن من المهور, ولا إثم عليكم أن تتزوجوهن إذا دفعتم لهن مهورهن. ولا تمسكوا بنكاح أزواجكم الكافرات, واطلبوا من المشركين ما أنفقتم من مهور نسائكم اللاتي ارتددن عن الإسلام ولحقن بهم, وليطلبوا لهم ما أنفقوا من مهور نسائهم المسلمات اللاتي أسلمن ولحقن بكم, ذلكم الحكم المذكور في الآية هو حكم الله يحكم به بينكم فلا تخالفوه. والله عليم لا يخفى عليه شيء, حكيم في أقواله وأفعاله.
تجربة5:
العنكبوت:
أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) تفسير ابن كثير
(2) اِسْتِفْهَام إِنْكَار وَمَعْنَاهُ أَنَّ اللَّه سُبْحَانه وَتَعَالَى لَا بُدّ أَنْ يَبْتَلِي عِبَاده الْمُؤْمِنِينَ بِحَسَبِ مَا عِنْدهمْ مِنْ الْإِيمَان كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيث الصَّحِيح " أَشَدّ النَّاس بَلَاء الْأَنْبِيَاء ثُمَّ الصَّالِحُونَ ثُمَّ الْأَمْثَل فَالْأَمْثَل يُبْتَلَى الرَّجُل عَلَى حَسَب دِينه فَإِنْ كَانَ فِي دِينه صَلَابَة زِيدَ لَهُ فِي الْبَلَاء " وَهَذِهِ الْآيَة كَقَوْلِهِ: " أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَم اللَّه الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَم الصَّابِرِينَ " وَمِثْلهَا فِي سُورَة بَرَاءَة وَقَالَ فِي الْبَقَرَة " أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّة وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَل الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُول الرَّسُول وَاَلَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْر اللَّه أَلَا إِنَّ نَصْر اللَّه قَرِيب ".
(3) وَلِهَذَا قَالَ هَهُنَا " وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلهمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّه الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ " أَيْ الَّذِينَ صَدَقُوا فِي دَعْوَى الْإِيمَان مِمَّنْ هُوَ كَاذِب فِي قَوْله وَدَعْوَاهُ وَاَللَّه سُبْحَانه وَتَعَالَى يَعْلَم مَا كَانَ وَمَا يَكُون وَمَا لَمْ يَكُنْ لَوْ كَانَ كَيْف يَكُون. وَهَذَا مُجْمَع عَلَيْهِ عِنْد أَئِمَّة السُّنَّة وَالْجَمَاعَة وَبِهَذَا يَقُول اِبْن عَبَّاس وَغَيْره فِي مِثْل قَوْله " إِلَّا لِنَعْلَم " إِلَّا لِنَرَى وَذَلِكَ لِأَنَّ الرُّؤْيَة إِنَّمَا تَتَعَلَّق بِالْمَوْجُودِ وَالْعِلْم أَعَمّ مِنْ الرُّؤْيَة فَإِنَّهُ يَتَعَلَّق بِالْمَعْدُومِ وَالْمَوْجُود.
التجارب المذكورة فى السنة النبوية
4356 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ وَأَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ وَتَقَارَبَا فِي اللَّفْظِ وَهَذَا حَدِيثُ قُتَيْبَةَ قَالَا حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ مَرَرْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْمٍ عَلَى رُءُوسِ النَّخْلِ فَقَالَ مَا يَصْنَعُ هَؤُلَاءِ فَقَالُوا يُلَقِّحُونَهُ يَجْعَلُونَ الذَّكَرَ فِي الْأُنْثَى فَيَلْقَحُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَظُنُّ يُغْنِي ذَلِكَ شَيْئًا قَالَ فَأُخْبِرُوا بِذَلِكَ فَتَرَكُوهُ فَأُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ فَقَالَ إِنْ كَانَ يَنْفَعُهُمْ ذَلِكَ فَلْيَصْنَعُوهُ فَإِنِّي إِنَّمَا ظَنَنْتُ ظَنًّا فَلَا تُؤَاخِذُونِي بِالظَّنِّ وَلَكِنْ إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنِ اللَّهِ شَيْئًا فَخُذُوا بِهِ فَإِنِّي لَنْ أَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ *
(صحيح مسلم، كتاب الفضائل، مرفوع، متصل، أكثر من سند (1/ 2)، ترقيم العالمية 4356، ترقيم عبد الباقي 2361)
قوله: (يلقحونه) هو بمعنى يأبرون في الرواية الأخرى , ومعناه إدخال شيء من طلع الذكر في طلع الأنثى فتعلق بإذن الله.
وفى الختام
نؤكد على أهمية دخول الأداة الرياضية والتجريبية فى مجال دراسة القرآن الكريم
لأن القرآن كنز من العلوم، لن تستطيع الإبحار فيه والإستكشاف إلا على قدر طاقتك وأدواتك، و أدوات الرياضيات وأدوات التجارب العلمية هامة لكى ترى فى القرآن ما يتجاوز قدرتك لتكتشف فى القرآن والسنة ما لا يمكن أن تراه بدون هذه الأدوات،
ونحن لا يخفى علينا ما فى إجراء التجارب من مشقة ودقة، ولكننا نقوم بها من أجل لقب علمى، ومرتبة علمية، أفلا نقوم بها من أجل القرآن
فنطلب من الباحثين التضحية بالمال والجهد لإثراء البحث الإسلامي العلمى بتجارب يقودها القرآن والسنة
لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (سورة آل عمران 92)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://esmallah.org/sub/search/0/tag1.html
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[28 Sep 2006, 09:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه مثال لتجربة علمية إكتشفت نتيجة علمية من السنة النبوية ليضيف القرآن والسنة إضافة علمية حديثة
وهى منشورة فى موقع موسوعة الإعجاز العلمى ولكنى نقلتها من الأخ أبو جهاد الأنصارى فى منتدى التوحيد لما بذله فيها من جهد فى التنسيق، وإليكم التجربة التى قام بها باحثان بارك الله فى جهدهما:
تميز بول الغلام الرضيع من دلائل النبوة الخاتمة
أصيل محمد على – جامعة دهوك - العراق
aseel_1972@hotmail.com
أحمد محمد صالح – جامعة دهوك – كلية الطب – قسم الاحياء المجهرية الطبية – العراق
amsal2005@hotmail.co.uk
ثبت في الصحيحين والسنن والمسانيد عن أم أم قيس بنت محصن: ”أنها أتت بابن لها صغير لم يأكل الطعام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبال على ثوبه فدعا بماء صلى الله عليه وسلم فنضحه ولم يغسله“ رواه البخاري ومسلم وابو داود وأحمد.
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ”بول الغلام الرضيع يُنضح وبول الجارية يُغْسَل“ رواه الإمام أحمد, وقال الترمذي حديث حسن, وصححه الحاكم وقال هو على شرط الشيخين.
وعن أم الفضل قالت: ”بال الحسين بن علي في حجر النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول اللَّه أعطني ثوبك والبس ثوبا غيره حتى أغسله، فقال: ”إنما ينضح من بول الذكر ويغسل من بول الأنثى“رواه أحمد وأبو داود وقال الحاكم: هو صحيح.
وفي الباب أحاديث أخرى ذكرها ابن القيم في كتابه "تحفة المودود" وقال: ”وقد ذهب إلى القول بهذه الأحاديث جمهور أهل العلم من أهل الحديث والفقهاء لكن بشرط أنه طفل يرضع لم يأكل الطعام“.
ويُفهم من تلك الأحاديث فقهيا أن بول الغلام الذي لم يأكل الطعام نجاسته مخففه ويكتفي فيها بالنضح أي الرش بالماء, ويفهم منها علميا وجود فارق طبيعي يجعل بول الغلام الذي لم يأكل الطعام أقل عرضة للتلوث وأخف نجاسة, مما تطلب بحثا علميا يثبت عمليا بالتجربة قبل اكتشاف البكتريا بقرون أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان موصولا بالوحي معلما من قبل العليم الحكيم.
شملت الدراسة 73 طفلا 38 ذكر و35 أنثى وصنفوا إلى أربع فئات عمرية؛ دون شهر ومن شهر إلى شهرين ثم إلى ثلاثة ثم أكثر من ثلاثة مع تزايد احتمال تناول أطعمة.
http://www.55a.net/firas/ar_photo/11/2n.jpg
وجمعت العينات ونقلت مباشرة لتفحص معمليا واستمر العمل لعدة أشهر مع مراعاة أقصى ما يمكن من درجات التعقيم وتجنب التلوث.
http://www.55a.net/firas/ar_photo/11/3n.jpg
استخدمت طريقة د. هانز كريستيان جرام التي اكتشفها عام 1884 في صبغ البكتريا حيث تكون البنفسجية موجبة الجرام والحمراء سالبة
[هانز كريستيان جرام1853 - 1938 Hans Christian Gram 1853-1938 ]
http://www.55a.net/firas/ar_photo/11/5n.jpg
اختبرت جميع العينات باختيار حقل مجهري لعد البكتريا بتكبير موحد هو 100 مرة ووجد أن جميعها سالبة الجرام.
http://www.55a.net/firas/ar_photo/11/6n.jpg وصنفت البكتريا على أنها بكتريا القولون Escherichia Coli.
وقد كانت النتائج على النحو التالى:
(أولا) في الفئة العمرية حتى 30 يوم كانت نسبة تواجد البكتريا في بول الرضع الإناث 95.44% أكثر من الرضع الذكور حيث بلغ عدد البكتريا في الحقل المجهري لبول الرضع الإناث 41.9 بينما بلغ العدد 2 في نفس الحقل للرضع الذكور.
(ثانيا) في الفئة العمرية 1 - 2 شهر كانت نسبة تواجد البكتريا في بول الرضع الإناث 91.48% أكثر من الرضع الذكور حيث بلغ عدد البكتريا في الحقل المجهري لبول الرضع الإناث 24.1 بينما بلغ العدد 2.25 في حالة الرضع الذكور.
http://www.55a.net/firas/ar_photo/11/8n.jpg
http://www.55a.net/firas/ar_photo/11/10n.jpg
http://www.55a.net/firas/ar_photo/11/11n.jpg
( ثالثا) في الفئة العمرية 2 - 3 شهر كانت نسبة تواجد البكتريا في بول الرضع الإناث 93.69% أكثر من الرضع الذكور حيث بلغ عدد البكتريا في الحقل المجهري لبول الرضع الإناث 24.1 بينما بلغ العدد 1.6 في حالة الرضع الذكور.
(رابعا): في الفئة العمرية أكثر من 3 شهور كانت نسبة البكتريا في بول الرضع الإناث 69% أكثر من الرضع الذكور
(يُتْبَعُ)
(/)
حيث بلغ عدد البكتريا في الحقل المجهري لبول الرضع الإناث 13.9 بينما بلغ العدد 6.8 في حالة الرضع الذكور.
http://www.55a.net/firas/ar_photo/11/13n.jpg
في حالة الرضيعة الأنثى يتناقص عدد البكتريا مع التقدم في العمر
http://www.55a.net/firas/ar_photo/11/15n.jpg في حالة الرضيع الذكر يتزايد عدد البكتريا مع التقدم في العمر
ويلاحظ في حالة الرضع الإناث تناقص عدد البكتريا مع التقدم في العمر, وفي حالة الرضع الذكور عقب انخفاض أولي تزايد عدد البكتريا مع تناول الطعام والتقدم في العمر تماما كما أفاد الحديث النبوي.
هذا هو أول بحث تجريبي في هذا المجال, وبالطبع لم يدرك أحد منذ زمن الوحي فروقا بين بول الجارية وبول الغلام الذي لم يأكل الطعام بعد حتى أن الفقهاء قد حاروا في التعليل, لكن براهين الوحي تشع اليوم بنور اليقين, ودين تتفق تشريعاته مع حقائق التكوين لن تبيده أبدا حيل مهما بلغت أو عتاد.
وختاما لا بد من الإشارة إلى إن هذا البحث يكشف أن الذين يرمون الإسلام لا يدركون أن تشريعاته تتفق مع الفطرة وتراعي الفروق الطبيعية بين الذكر والأنثى وأن كل ميسر لما خلق له, فهو ليس تصديقا فحسب لفيض الوحي في النبوة الخاتمة وإنما هو أيضا تأكيد على أن هذه الشريعة الغراء تراعي ما غفلوا عنه أو تغافلوا عن عمد وهو الفروق الطبيعية التي ميزت كل التشريعات الإسلامية التي تخص الجنسين.
المصادر والمراجع
1 - التمهيد لابن عبد البر
2 - سنن الترمذي ط: در إحياء التراث العربي-بيروت.
3 - سنن النسائي ط: دار الكتب العلمية - بيروت
4 - شرح السنة للبغوي ط: المكتب الإسلامي – بيروت.
5 - صحيح ابن حبان. ط: دار الكتب العلمية – بيروت 1407هـ
6 - صحيح البخاري ط المكتبة السلفية بالقاهرة عام 1400هـ،
7 - صحيح مسلم ط دار إحياء التراث العربي - بيروت
8 - فتح الباري شرح صحيح البخاري ط دار المعرفة – بيروت.
9 - المسند للإمام أحمد ط: المكتبة السلفية بالقاهرة.
10 - مصنف عبد الرزاق – توزيع المكتب الإسلامي – ط عام 1403هـ
11 - The Bacterial Flora of Humans
©2002 Kenneth Todar University of Wisconsin-Madison Department of Bacteriology
وهذا إقتباس من رسالة من الباحثة تؤكد نتائج تجربتها
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بالنسبة لسؤالك فما وجدته على النت هو عبارة عن بحث مشترك لي وللدكتور
احمد
والنتائج التي حصلنا عليها هي نتائجنا الشخصية من خلال دراسة اجريت على
الاطفال
الرضع اما المصادر العربية التي اشرت اليها في نهاية البحث فكلها موجودة
في
السنة كما تعلم وفي اي كتاب ولا اظن ان لديك مشكلة في هذا الجانب وبالنسبة
للمصدر الانكليزي المشار اليه في نهاية المصادر فقد ارفقته لك في الملف
المرفق
وهناك العديد من البحوث التي اجريت والتي تؤكد تاثير التغذية على وجود
البكتريا
لدى الاطفال الرضع
[/ color](/)
خطاب مفتوح إلى البابا بنديكتوس السادس عشر
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Oct 2006, 04:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا خطاب مفتوح بعثته الأستاذة الدكتورة زينب عبدالعزيز، المتخصصة في دراسة اللغة الفرنسية، ولها ترجمة للقرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية تعد من أوفى الترجمات وقد سبقت الإشارة إليها في هذا الملتقى، ولعلنا نوفق لإجراء حوار حول هذه الترجمة مع الدكتورة زينب بإذن الله، ولعل أخي الكريم الدكتور أحمد البريدي يسعى لهذا. والدكتورة زينب عبدالعزيز من الباحثات المتميزات بالعلم الواسع في مجال تخصصها، ولها عناية متميزة بما يكتب عن الإسلام والقرآن في الغرب، ولها عدد من المؤلفات التي تدل على عمقها العلمي، وتدينها الصادق.
وهذا خطاب مفتوح بعثته للبابا بنديكتوس السادس عشر الذي تكلم بكلام قبيح حول الإسلام والقرآن والرسول صلى الله عليه وسلم. وهو كلام متهافت لا يستحق الوقوف، لولا ما يدل عليه من نية سوء، ولما قد يترتب عليه من مواقف سياسية وغيرها. وقد آثرت نقل هذا الخطاب لما فيه من الفوائد ...
[ line]
حضرة المحترم / أسقف روما، ومندوب يسوع المسيح، وخليفة أمير الرسل، و الحبر الأعظم للكنيسة العالمية، وكبير أساقفة إيطاليا، والمطران الأسقفى للمقاطعة الرومية، ورئيس دولة مدينة الفاتيكان، وخادم خدّام الله، ـ ولم أذكر" باتريارك الغرب" لأنكم تنازلتم عنه .. كما لايجوز لى إغفال لقب: رئيس مكتب عقيدة الإيمان (محاكم التفتيش سابقا)، و الأستاذ المتفرغ بالجامعات الألمانية، البابا بندكتوس السادس عشر.
أبدأ بهمسة عتاب كزميلة فى اللقب الجامعى ـ وهو المستوى الذى يدور فى نطاقه هذا الخطاب ـ وكإنسانة مسلمة، نالها من الإهانة والمرارة والألم ما نال المسلمين فى العالم أجمع مما ورد فى المحاضرة التى القيتموها، فى جامعة راتيسبون بألمانيا، تحت عنوان:
" العنف يتعارض مع طبيعة الله ومع طبيعة الروح"
فمن يحمل على كاهله أمانة و مسؤلية كل هذه الألقاب، عار عليه أن يتدنى إلى مستوى السب العلنى لدين يتمسك به و يتّبعه أكثر من خمس سكان العالم .. وعار عليه أن يختار موقف التحدى الإستفزازى للنيل من الإسلام و المسلمين .. وهو موقف يندرج بلا شك ضمن مسلسل الإساءة و المحاصرة الذى بدأ منذ بداية انتشار الإسلام و يتواصل حتى يومنا هذا. أنه موقف وضعكم على أرض احتقار الآخر، و الكذب، و الجهل، باختياركم، وكلها تشبيهات لا تليق بمن فى مثل منصبكم. فهو موقف يكشف عن مدى جهلكم بدينكم وبدين الآخرين من جهة، و من جهة أخرى، هو موقف أشبه ما يكون بإطلاق العنان لحملات صليبية جديدة ما أغنانا جميعا عنها ..
وتؤكد جريدة "لاكروا " المسيحية الصادرة فى 17/ 9 / 2006، أن المحاضرة قد تم الإعداد لها طويلا، وقرأها العديد من المحيطين بكم، مثلما يحدث مع كافة النصوص العامة على الأقل. كما تؤكد الجريدة أنه منذ يوم الأثنين 11/ 9 و " بينما لم يكن البابا قد نطق محاضرته بعد، صدرت الصحف الإيطالية بعناوين حول بنديكت السادس عشر و الإسلام "! الأمر الذى يؤكد ربط هذه المحاضرة فى هذا التوقيت بمسرحية الحادى عشر من سبتمبر! .. فما أصبح معروف يقينا رغم التمويه الشديد، أن الأيادى المدبرة أمريكية رفيعة المستوى. وكان هدف المحاضرة واضحا فى ربطه بين الإسلام والإرهاب والشر .. أى أنه موقف متعمّد.
ولقد جاء ردكم وتعبيركم عن " الحزن " الذى انتابكم من ردود الأفعال التى أثارتها محاضرتكم كعذر أقبح من ذنب، فالباحث الأكاديمى حينما يستشهد فى بحثه، يكون ذلك لأحد أمرين: إما لتأييد موقفه، وإما لنقد ذلك الإستشهاد ـ ولا يوجد هناك ما يسمى باستشهاد لا يعبر عن رأى كاتبه بالمعنى الذى حاولتم التبرير به: فالكاتب هو الذى يستشهد. وقولكم أن هذه العبارات لا تعبر عن رأيكم الشخصى، فى الوقت الذى يؤكد صلب المحاضرة وسابق كتاباتكم وخاصة خطابكم الرسولى كلها كتابات تؤكد أنكم تعنونه، وذلك يضعكم فى مصاف أولئك الباحثين الذين يضعون أفكارهم على لسان غيرهم حتى لا تحسب عليهم خشية عواقبها .. وهو موقف علمى يوصف بالجبن ولا يليق بمن فى مكانتكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحتى التصريح الصادر عن المكتب الإعلامى للفاتيكان يوم السبت 16/ 9/ 2006 والذى استشهد فيه المتحدث الرسمى بقرار وثيقة " فى زماننا هذا " الصادرة عن مجمع الفاتيكان الثانى سنة 1965، فهو أيضا بمثابة عذر أقبح من ذنب، ويكشف عن الموقف غير الكريم والملتوى ـ لكى لا أقول ذوالوجهين للفاتيكان. فمن يطّلع على محاضر صياغة هذا النص تحديدا يصاب بالغثيان من كثرة ما جاهد كاتبوه لإستبعاد أن العرب من سلالة إسماعيل، الإبن البكر لسيدنا إبراهيم، ولا ينتمون اليه، وإنما يتخذونه مثلا!. واستبعاد حتى أن الله قد خاطب المسلمين عن طريق الوحى إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. والمرجع صادر عن الفاتيكان بعنوان " الكنيسة والديانات غير المسيحية"، وبه محاضر الجلسات المخجلة. الأمر الذى يوضح مدى تمسككم باستمرار ذلك الموقف غير الأمين تجاه الإسلام و المسلمين، لعدم الإعتراف به كديانة توحيدية. وسواء إعترفتم أو لا تعترفم به فالإسلام موجود ومعترف به من الجميع على أنه الرسالة التوحيدية الثالثة المرسلة للبشر، ورفضه أو إنكاره لا يدين إلا شخصكم.
ولا يسع المجال هنا لتناول مختلف النقاط التى طرحتموها في تلك المحاضرة والتى تزيد عن العشرين موضوعا، وسأكتفى بالرد على ما يخص الإسلام، وهما نقطتان اساسيتان: ما وصفتم به الله عز وجل فى " المذهب الإسلامى " من ان التصعيد المطلق لله عبارة عن مفهوم لا يتفق ولا يتمشى مع العقل والمنطق، ولا يمكن فهمه، وأن إرادته لا ترتبط بأى واحدة من فئاتكم المنطقية، ولا حتى فئة المعقول؛ وأن سيدنا محمد عليه صلوات الله، لم يأت إلا بكل ما هو شر ولا إنسانى، مثل أمره بنشر العقيدة التى يبشر بها بالسيف!.
وأول ما يجب توضيحه هنا هو ان الإسلام ليس بمذهب، كما وصفتمونه، وإنما دين توحيدى متكامل، شامل الأركان، ثابت وراسخ، وخاصة شديد المنطق والوضوح وهو ما يجذب الناس إليه. و مجرد إغفال مثل هذه الحقيقة يوصم موقفكم ويكشف عن مدى عدم الأمانة العلمية والموضوعية التى تتمسكون بها!
ولن أحدثكم هنا عن الإسلام الذى يمكنكم دراسته إن شئتم، لكننى سأسألكم عن الكتاب المقدس بعهديه، والذى ترون أنه بقسميه يتفق مع العقل والمنطق دونا عن القرآن، مشيرين فى موضع آخر " أن العنف يتعارض مع طبيعة الله وطبيعة الروح، وان الله لا يحب الدم و التصرف بمنافاة العقل يعد ضد طبيعة الله ". وهنا لا يسعنى إلا أن أسألكم عن كل ما هو وارد بالعهد القديم من أمر الإله يهوة لأتباعه بإبادة كل القرى وحرقها وذبح الرجال والنساء والأطفال بحد السيف و أخذ الذهب والفضة ... وفى مكان آخر يطلب تعذيبهم و تقطيعهم وحرقهم فى افران الطوب ... هل تتمشى مثل هذه الآيات مع العقل والمنطق فى نظركم؟ وخاصة هل ترونها تخلو من الشر واللا إنسانية؟! أم هذا هو التسامح الذى تقرونه!
وما هو وارد فى سفر حذقيال حين يأمره الرب أن يأكل خبزا وعليه "خراء الإنسان " وحينما اشتكى النبى حزقيال أمره أن يضيف عليه روث البقر! هل يتمشى هذا مع العقل والمنطق فى نظركم؟! وأخجل حقا من ذكر بعض الإباحيات الواردة بهذا النص وغيره رغم محاولة درئها بتغييرها أو تعديلها من طبعة لأخرى .. والنصوص والطبعات موجودة.
أما فى المسيحية التى تترأسون أعلى المناصب فيها، فأبدأ بسؤالكم عن تأليه السيد المسيح فى مجمع نيقية الأول سنة 325، رغم وجود العديد من الآيات التى يقول فيها السيد المسيح ان "الرب إلهنا واحد " (مرقس 12:29)، "ليس أحد صالحا إلا واحد وهو الله" (متى 16:19)، "إنى أصعد إلى أبى وأبيكم وإلهى و إلهكم " (يوحنا 20:17)، " للرب إلهك تسجد، وإياه وحده تعبد" (متى 4:10)، وما أكثر الآيات التى يوضح فيها أنه إنسان:" أنا إنسان قد كلمكم بالحق الذى سمعه من الله " (يوحنا 8:40)، كما أن هناك آيات تقول:" هذا يسوع النبى الذى من ناصرة الجليل " (21:11)، و"قد قام فينا نبى عظيم " (لوقا 7:16) .. ورغم كل هذه التأكيدات التى لا تزال موجودة ولم تمحى بعد، قامت المؤسسة الكنسية بإعلان أن يسوع "إله حقيقى من إله حقيقى، مولود وليس مخلوق، ومشارك للآب فى الجوهر" .. وبعد ذلك جعلته الله شخصيا، فهل تتمشى كل هذه المغالطات مع العقل والمنطق ـ رغم أنها أدت إلى تقسيم المسيحية وإلى مذابح بين
(يُتْبَعُ)
(/)
أتباعها؟!
وفى مجمع القسطنطينية الأول تمت إضافة أن " الروح القدس مشارك للآب فى الجوهر"، مما أدى إلى إنفصال آخر للكنائس. وفى مجمع أفسوس سنة 431 أقر المجمع بدعة " أن مريم أم الله "، مما أدى إلى معارك وانفصالات اخرى .. وفى مجمع خلقيدونيا سنة 451 أقر "الطبيعة الثنائية ليسوع " .. وكلها عقائد وقرارات لا يذكر ولا يعرف عنها يسوع أى شىء، فهل هذا يتمشى مع العقل والمنطق؟!
والمعروف من إصداراتكم أنه لم يتم تقبل عقيدة التثليث لقرون طويلة بين الكنائس، بحيث نطالع فى قرار مجمع فلورنسا المنعقد سنة 1439، الذى راح يحدد لليعاقبة معنى الثالوث لفرضه بلا رجعة، وينص القرار على ما يلى: " إن العلاقة وحدها هى التى تفرق بين الأشخاص، لكن الأشخاص الثلاثة يكوّنون إله واحد وليس ثلاثة آلهة، لأنهم من جوهر واحد، و طبيعة واحدة، والوهية واحدة، وضخامة واحدة، وخلود واحد، وان ثلاثتهم واحد حيث لا تمثل العلاقة أى تعارض "، وعلى الذين لا يروقهم هذا الوضوح تجيب الكنيسة: أنه سرّ! فهل مثل هذا المنطق هو الذى ترونه يتمشى مع العقل السليم؟! ..
تعتبرون سيادتكم أن نصوص الكتاب المقدس بعهده القديم، القائم على الترجمة السبعينية، واناجيله الأربعة وباقى الكتب المرفقة، هو الكتاب الذى يعتد به فهو يحتوى على الإيمان الإنجيلى وتستعينون بفكره طوال محاضرتكم بعد استبعاد القرآن. والمعروف تاريخيا ان القديس جيروم هو الذى صاغه بأمر من البابا داماز، بعد توليفه من اكثر من خمسين إنجيلا كانت منتشرة ومستخدمة حتى القرن الرابع. وعند الفراغ من مهمته كتب مقدمة للعهد الجديد موجها إياها للبابا داماز يقول فيها:
" إلى قداسة البابا داماز، من جيروم
تحثنى على أن أقوم بتحويل عمل قديم لأخرج منه بعمل جديد، وتريد منى أن أكون حكماً على نُسخ كل تلك النصوص الإنجيلية المتناثرة فى العالم، وأن أختار منها وأقرر ما هى تلك التى حادت أو تلك التى هى أقرب حقا من النص اليونانى. أنها مهمة ورعة، لكنها مغامرة خطرة إذ سيتعيّن علىّ تغيير أسلوب العالم القديم و أعيده إلى الطفولة. و أن أقوم بالحكم على الآخرين يعنى فى نفس الوقت أنهم سيحكمون فيه على عملى. فمن من العلماء أو حتى من الجهلاء، حينما سيمسك بكتابى بين يديه ويلحظ التغيير الذى وقع فيه، بالنسبة للنص الذى إعتاد قراءته، ولن يصيح بالشتائم ضدى ويتهمنى بأننى مزوّر و مدنس للمقدسات، لأننى تجرأت وأضفت، وغيّرت، و صححت فى هذه الكتب القديمة؟
" وحيال هذه الفضيحة، هناك شيئان يخففان من روعى، الأمر الاول: أنك أنت الذى أمرتنى بذلك؛ و الأمر الثانى: ان ما هو ضلال لا يمكن أن يكون حقا. وهو ما تقره أقذع الألسنة شراسة. وإذا كان علينا أن نضفى بعض المصداقية على مخطوطات الترجمة اللاتينية، ليقل لنا أعداؤنا أيها أصوب، لأن هناك من الأناجيل بعدد الإختلاف بين نصوصها. ولماذا لا يروقهم أن أقوم بالتصويب اعتمادا على المصادر اليونانية لتصويب الأجزاء التى أساء فهمها المترجمون الجهلاء، أو بدّلوها بسوء نيّة، أو حتى قام بعض الأدعياء بتعديلها.
"وإذا كان علينا دمج المخطوطات، فما يمنع أن نرجع ببساطة إلى الأصول اليونانية ونبعد بذلك عن أخطاء الترجمات السيئة أو التعديلات غير الموفقة من جانب الذين تصوروا أنهم علماء، أو الإضافات التى ادخلها الكتبة النعسانين؟ أننى لا أتحدث هنا عن العهد القديم والترجمة السبعينية باللغة اليونانية التى لم تصلنا إلا بعد ثلاث ترجمات متتالية من العبرية إلى اليونانية ثم إلى اللاتينية. ولا أود أن أبحث هنا ما الذى سيقوله أكويلا أو سيماّك، أو لماذا آثر تيودوسيان الوسط بين المترجمين القدامى و الحداث. لذلك سأعتمد على الترجمة التى يمكن أن يكون قد عرفها الحواريون.
(يُتْبَعُ)
(/)
" وأتحدث الآن عن العهد الجديد، المكتوب بلا شك باللغة اليونانية فيما عدا إنجيل متّى الذى كان قد استعان أولا بالعبرية لنشره فى منطقة اليهودية. إن هذا الإنجيل يختلف يقينا عن الذى بلغتنا نظرا لتعدد المصادر التى استعانوا بها لتكوينه. وقد آثرت أن أرجع إلى نص أساسى، فلا أود الإستعانة بترجمات المدعوان لوشيانوس أو هزيكيوس التى يدافع عنها البعض بضراوة عن غير وجه حق، واللذان لم يكن من حقهما مراجعة لا العهد القديم بعد ترجمة السبعينية، ولا أن يقوما بمراجعة النصوص الجديدة. فالنصوص الإنجيلية التى وصلتنا بلغات شعوب مختلفة توضح مدى الأخطاء و الإضافات التى بها. وإذا كنت قد قمت بذلك بالنسبة للنسخ المكتوبة بلغتنا فلا بد وأن أعترف بأننى لم استفد منها شيئا."
ذلك هو حال الكتاب الذى تعتبرونه مقدسا! وأكتفى بهذا القدر من الإستشهاد لأن باقى النص متعلق بترتيب الأناجل و تبويبها. وكان ذلك فى القرن الرابع الميلادى. أى أنه حتى ذلك التاريخ لم تكن الأناجيل المعروفة حاليا قد استتب أمرها. واندلعت الخلافات بين الكنائس لمدة قرون طويلة، حتى قامت المؤسسة الكنسية الكبرى بفرض هذا الكتاب المقدس على الأتباع على أنه نصا منزلا و " أن مؤلفه هو الله "، وذلك فى المجمع التريدنتى سنة 1547. ثم قام مجمع الفاتيكان الاول المنعقد فى عامى1869 و1870 بإعلان أن الكتاب المقدس بعهديه " كتب بالهام من الروح القدس، وان مؤلفه هو الله، وأنها قد أُعطيت هكذا للكنيسة " .. أما مجمع الفاتيكان الثانى المنعقد بعد ذلك بحوالى تسعين عاما، ظهرت خلالها من الدراسات والأبحاث التى أطاحت بمصداقية الكتاب المقدس، ما جعله يعلن عن إصحاحات هذا الكتاب المقدس قائلا: " أن هذه الكتب وإن كانت تتضمن الناقص و الباطل، فهى مع ذلك شهادات لعلم تربية إلهى حقيقى"! .. ترى يا سيادة البابا هل هذا هو المنطق الذى ترونه حقا ومفهوما؟! ..
ولا تفوتنا هنا الإشارة إلى " ندوة عيسى " التى انعقدت فى الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1992، وان أهم ما خرج به فريق العلماء المساهمين فيها وهم حوالى 200 باحثا لاهوتيا وأكاديميا، أن 82 % من الأقوال المنسوبة إلى يسوع لم يتفوه بها وإنما صاغها كتبة الأناجيل، وان موت يسوع وبعثه حدث فى المكان و بالكيفية التى أرادها كتبة الأناجيل .. (صفحة 24 من مقدمة الكتاب الصادر عن الندوة) .. وما يأسف له هؤلاء العلماء هو الجهل الشديد لدى عامة المسيحيين بكتابهم المقدس وخاصة بالعهد الجديد، وهو مستوى يرون أنه يصل إلى درجة الأمية! واللهم لا تعليق على ما تعتبرونه مصدرا للعقل و المنطق والإلهام!!
تقولون فى خطبتكم الموقرة أن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لم يأت إلا بأشياء شريرة ولاإنسانية، من قبيل أمره ان يتم نشر ما يبشر به بالسيف ... لعلكم لا تجهلون أن البابا أوربان الثانى هو الذى أعلن قيام الحروب الصليبية باسم الرب فى مجمع كليرمونت، قائلا: " إن الله يريدها "، و أنه اطلق على المساهمين فيها لقب "جند يسوع " وأمرهم بوضع علامة الصليب على ثيابهم وعتادهم، و وعد بغفران ذنوبهم وإعفائهم من الضرائب و أغدق عليهم العطايا .. ويصف المؤرخ المرافق للحملة و المعروف باسم " لانونيم " قائلا: " تم طرد المدافعين عن المدينة (القدس) بقتلهم وبترهم بالسيوف أحياء، حتى معبد سليمان. وقد وقعت مجزرة لا مثيل لها بحيث أن جنودنا كانوا يغوصون باقدامهم فى الدماء حتى عراقيبهم "، ثم يضيف بعد ذلك قائلا: " لعل ما أدى إلى نجاح ذلك الهجوم وغيره الإنقسام الذى كان سائدا آنذاك بين المسلمين ". وعندما سادت المجاعة ايام حصار عكا كان الصليبيون يسلقون أطفال المسلمين ويأكلونهم .. أذلك هو ما يندرج تحت مسمى العقل والأعمال الإنسانية وعدم الإنتشار بالسيف؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
كما تم إنشاء محاكم التفتيش لتواكب أعمالها ولتواصل ما أُطلق عليه عصر الظلمات الذى امتد حوالى ألف عام، بمنع الأتباع من قراءة إنجيلهم ومنع التعليم إلا على رجال الدين .. و المعروف ان الحروب الصليبية لم توجه ضد المسلمين وحدهم فى الأراضى المقدسة، وإنما إمتدت إلى إسبانيا لتعاون فى اقتلاع الإسلام، كما امتدت الى أوروبا وجنوب شرق فرنسا لاقتلاع شعوب الكاتار والبوجوميل والفودوَا لأنهم حتى ذلك الوقت كانوا رافضين لبدعة تأليه السيد المسيح .. وما تذكره المراجع التاريخية والعلمية عن عمليات التعذيب التى تفننت فيها محاكم التفتيش من حرقها الناس أحياء أو خزء عيونهم أو إنتزاع لسانهم وهم أحياء أو دهن أرجلهم بالزيت ووضعها فوق النار بعد ربطهم حتى لا يتحركون من أماكنهم ليصيب القارىء بالغثيان .. وما كتبه القس بارتولوميه دى لاس كازاس عن وحشية أعمال المبشرين ورجال الكنيسة وجنودها عند غزوهم شعوب امريكا الجنوبية يفوق الخيال فى بشاعته .. ولم يُسمح بنشر مذكراته الا فى اواخر القرن العشرين. ولا يسع المجال هنا للتحدث عن الحروب الدينية بين المسيحيين كحرب الخمسين عاما، والمائة عاما، والمجازر المميزة كمجزرة البروتستانت المعروفة باسم سانت بارتليمى .. ولا عن سرد كيفية تم فرض المسيحية بالسيف على أوروبا وضواحيها أو على باقى بعض شعوب العالم.
وإذا ما تم حصر أعداد كل الذين تم قتلهم بأمر من الكنيسة الكاتوليكية الرومية الرسولية لوصل إلى مئات الملايين من الأبرياء، وهو ما تذخر به المراجع .. فمثل هذه الأعمال تندرج تحت أى منطق فى نظر سيادتكم، أم لعلكم تباركونها لبراءتها و تسامحها المسيحى!
سيادة الأستاذ والباحث المبجل، إن كل ما تقدم وأكثر منه بكثير هو ثابت علميا وتاريخيا ووثائقيا، بل أكثر منه جد كثير ولا يسع المجال هنا لذكره .. إنها مجرد شذرات.
تقولون فى الفقرة الثالثة من محاضرتكم أن الله لا يحب الدم، ومع ذلك تصرّون على استمرار العقيدة التى تفرض على الأتباع شرب دمه وأكل لحمه عند تناول الإفخارستيا. ومن لا يؤمن بذلك إيمانا قاطعا بأنه يشرب دمه فعلا ويأكل لحمه فعلا يكون كافرا وملعونا .. ومن الواضح ان هناك العديد من الأتباع الذين ينفرون من مجرد هذه الفكرة، وتفاوتت حدة الصراعات الرافضة للإفخارستيا بالمعنى الكنسى، وكان من أشهر هؤلاء جان فيكليف الذى ادانه مجمع كونستانس 1418 لأنه نادى بأن الخبز والنبيذ لا يتبدلان فى القربان ولا يتحولان، وان المسيح لا يتواجد فعلا بلحمه ودمه فى القربان. فأدان المجمع كل مؤلفاته واتهمه بالهرطقة، وبعد موته أمر المجمع بنبش قبره لإلقاء عظامه بعيدا عن المدافن الكنسية (المجمع المسكونية، ج2 صفحة 859). ثم قام مجمع لاتران بادخال هذا الطقس الدموى ضمن عقيدة الإيمان!
وكانت آخر محاولة مبذولة لدراسة كيفية فرض فكرة أكل لحم المسيح و شرب دمه فعليا و حقيقيا، ذلك العام الذى كرسه البابا يوحنا بولس الثانى فى أكتوبر 2004 والذى انتهى بانعقاد السينودس الذى أقيم من 2 إلى 23 أكتوبر 2005، وحضره 256 أسقفا من 118 بلدا حول موضوع: " الإفخارستيا فى الحياة و الرسالة الحالية للكنيسة "، وقد قمتم بترأسه لوفاة البابا السابق. و تم أختيار هذا التاريخ، 23 أكتوبر لإنهاء أعمال المؤتمر، ليتفق مع " اليوم العالمى للتبشير " ... وهو ما يكشف عن أن عقيدة الإفخارستيا تقف عقبة فى عمليات التبشير التى تخوضونها وتجاهدون لتدارس كيفية فرضها!
ومن الواضح أن الإصرار على فرض هذه العقيدة بمثل هذا التشبث، هى عملية تبرير لإستمرار ضرورة وجود طبقة القساوسة التى هى وحدها تمتلك سر تحويل الخبز و النبيذ " بقدرتهم السرّية " إلى لحم ودم المسيح الذى يتعيّن على الأتباع أكله شربه و إلا لا يحصلون على الخلاص! .. ولا نملك إلا أن نتعجّب لما تعتبرونه معقولا ومنطقيا و يتفهمه العقل والمنطق .. ولعل ذلك هو ما دفع الكاتب الفرنسى إميل زولا أن يقول فى إحدى رواياته: "إن الحضارة الإنسانية لن تتقدم إلا أذا سقط آخر حجر من آخر كنيسة على رأس آخر قسيس "!
(يُتْبَعُ)
(/)
أنتقل بعد ذلك إلى مجمع الفاتيكان الثانى وقرارته سنة 1965 التى تمثل خروجا سافرا على نصوص و تعاليم العهد الجديد، والتى تمثل جزءا كبيرا من المشكلات التى تواجه العالم حاليا. فعلى الرغم من اتهامكم اليهود فى قداس كل يوم أحد بأنهم قتلة الرب، وعلى الرغم من وجود أكثر من مائة آية صريحة الوضوح فى اتهامها بالعهد الجديد، نص ذلك المجمع من ضمن ما نص عليه فى نصوصه المتعددة، على:
* تبرأة اليهود من دم المسيح
* إقتلاع اليسار فى عقد الثمانينات (من القرن العشرين)
* إقتلاع الإسلام فى عقد التسعينات حتى تبدأ الألفية الثالثة و قد تم تنصير العالم، وإن كانت هذه التوصية بدأت بعبارة مضغمة هى "توصيل الإنجيل لكل البشر" ..
* إعادة تنصير العالم
* توحيد كافة الكنائس تحت لواء كاثوليكية روما
* فرض المساهمة فى عملية التبشير على كافة المسيحيين الكنسيين منهم و المدنيين، وهى أول سابقة من نوعها وتوصم أمانة الأقليات المسيحية فى كل مكان.
* إستخدام الكنائس المحلية فى عمليات التبشير، الأمر الذى يضع الأقليات المسيحية فى البلدان التى يعيشون فيها فى موقف عدم الأمانة أو الخيانة الوطنية لصالح التعصب الكنسى
* فرض بدعة الحوار، كوسيلة لكسب الوقت حتى تتم عملية التنصير بلا مقاومة تذكر
* إنشاء لجنة الحوار
* إنشاء لجنة خاصة بتنصير العالم
ولن أطلب من سيادتكم تقييم قرارات هذا المجمع من حيث العقل والمنطق، أو من حيث الشرور واللاإنسانية التى تمخض عنها، فهى ليست بحاجة إلى تقييم، إنها تجأر بنفسها، لكننى سأضيف ان البابا يوحنا بولس الثانى كان قد وعد بتبديل و تغيير سبعين آية من آيات الأناجيل لتتمشى مع مسلسل التنازلات التى تقدمونها للصهاينة. وللحق لا أعرف إن كان قد تمكن من إتمام ذلك قبل وفاته أم سيقع عليكم الوفاء بهذا الوعد.
ومن بين كل القرارات السابقة لن أعلق إلا على نقطة بدعة الحوار بين الأديان، لأستشهد ببعض النماذج الكاشفة من الوثائق الفاتيكانية:
* أخطر ما يمكن أن يوقف الحوار: أن يكتشف من نحاوره نيتنا فى تنصيره.
* من أهم عقبات الحوار ما قمنا به فى الماضى ضد الإسلام والمسلمين، وهذه المرارات عادت للصحوة حاليا، فقد أضيفت الآن قضية إسرائيل و موقف الغرب منها، و نحن كمسيحيين نعرف ما هى مسؤليتنا حيال هذه القضية ..
* ضرورة القيام بفصل المسيحية فى حد ذاتها عن العالم الغربى ومواقفه المعادية والإستعمارية فالمسلم لم ينس ذلك بعد.
* ان الحوار الصحيح يرمى إلى تجديد كل فرد بالإرتداد الباطنى والتوبة، إعتمادا على الصبر والتأنى والتقدم خطوة خطوة وفقا لما تقتضيه أحوال الناس فى عصرنا.
* يتعيّن على المسيحيين أن يساعدوا مؤمنى العقائد الأخرى على التطهر من تراثهم الديني لتقبل عملية الإرتداد.
* إن أعضاء الديانات الأخرى مأمورون بالدخول فى الكنيسة من أجل الخلاص
* الحوار يعنى فرض الإرتداد والدخول فى سر المسيح ..
* إن الكرسى الرسولى يسعى إلى التدخل لدى حكام الشعوب و المسؤلين عن مختلف المحافل الدولية، أو الإنضمام إليهم بإجراء الحوار أو حضهم على الحوار لمصلحة المصالحة وسط صراعات عديدة ..
واكتفى بهذا القدر القليل من غثاء جد كثير لأسأل سيادتكم: هل مثل هذا التعامل غير الأمين واللاإنسانى هو ما تعتبرونه مقبولا من العقل والمنطق؟!
وهنا تجدر الإشارة إلى خطابكم الرسولى الأول " الله محبة "، ولا يسع المجال لتناوله بالتفصيل، فقد أفردت له مقالا آنذاك بعنوان " تنازلات على نغمة المحبة "! ومن أهم ما يجب الإشارة إليه إعتباركم ان اليهود و المسيحيين وحدهم هم الذين يعبدون الله الحقيقى، ثم قيامكم بالربط بين الإسلام و الإنتقام و الكراهية و العنف باسم الله، وان الكنيسة الكاثوليكية وحدها هى التى عليها ان تسود العالم، وكمٌ من التنازلات الممجوجة التى قدمتمونها للصهاينة. وهو ما يؤكد أن استشهادكم فى المحاضرة لم يكن من قبيل المصادفة وإنما تقصدونه لأنه يمثل رأيكم الدائم.
ولا يسعنى عند نهاية خطابى المفتوح هذا إلا أن أسألكم: يصر الفاتيكان على ان رسالته هى تنصير العالم، وهو يبذل قصارى جهده وبكافة الوسائل الصريحة والملتوية لتحقيق ذلك، بل لا يكف عن حث الكنائس الأخرى و توحيدها لاستخدامها فى عملية التبشير و التنصير، و لقد تم فرض هذا الموقف على الأتباع و على الكنائس المحلية فى كل مكان بزعم انها الوسيلة الوحيدة للتصدى للمد الإسلامى، كما تم استصدار القوانين الأمريكية الترويعية لتنفيذ ذلك .. غير آخذين فى الإعتبار ان ذلك تحديدا هو ما يشعل الفتن و يولد العنف دفاعا عن الذات و عن الدين وعن الهوية، فما عساكم فاعلين بتلك الدويلة الدينية العنصرية التى ساعد الفاتيكان على تثبيتها ظلما وعدوانا وانتزاع الأرض من أصحابها لقوم لا حق لهم فيها وفقا للنصوص؟ بل ما عساه فاعلا بهذه الدويلة العنصرية التى يعد إنشاؤها خروجا سافرا على دينه وتعاليمه ـ وهناك من الأبحاث اللاهوتية ما تؤكد انه لا حق لهم شرعا فى هذه الأرض، وذلك من قبيل رسالة الأب لاندوزى؟ ولا نسخر حين نتساءل بكل مرارة و ألم:
ترى، هل سيقوم سيادة البابا بتنصير اليهود، أم إن الفاتيكان هو الذى سيتهوّد؟! أليست دعوتكم الظالمة هى تنصير العالم؟!
إن من يحمل على كاهله مثل هذا التاريخ المدرج بالدماء، ومثل هذا التراث القائم على التزوير والتحريف، ويقوم بمثل هذه السقطة الإستفزازية وسب الإسلام والمسلمين عن عمد، فلا يجب عليه الإعتذار الواضح فحسب وإنما يجب عليه التنحى عن مثل هذا المنصب. وهو أقل ما يجب عليه أن يفعله إن كانت هناك ثمة أمانة علمية أو دينية.
والسلام على من اتبع الهدى.
المصدر ( http://islamicnews.net/Document/ShowDoc08.asp?Job=&TabIndex=2&DocID=82557&TypeID=8&SubjectID=0&ParentID=0&TabbedItemID=&TabbedItemSellected=)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[01 Oct 2006, 05:54 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عبد الرحمن، وبارك الله في الدكتورة زينب
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[01 Oct 2006, 09:28 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عبد الرحمن، وبارك الله في الدكتورة زينب , واقتراح عقد لقاء معها اقتراح جيد , فليت أحد الأخوة ممن يعرف عنوان نتمكن به مراسلتها , وعرض الموضوع نكن له شاكرين.(/)
من ثمرات الإعجاز العددي: الانتصار للبدعة والضلال.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[02 Oct 2006, 02:55 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد فهذا نص لداعية شيعي دعواه فيه أن مذهبه الإثني عشري أحق أن يتبع ... ودليله عليه أن الإعجاز العددي ناطق بالعدد اثناعشر وأنك حيثما نظرت في القرآن وجدت العدد المذكرك بأشخاص الأئمة المعصومين ..... والحقيقة أن أعداده مقنعة كما كانت الاعداد البهائية مقنعة من قبل .... وهنا وقفة جدلية لا بد منها: -إما أن نسد باب هذا العبث-وهو ما نطمع فيه- -وإما أن نصحح الإعجاز الرقمي فنصحح معه -وتبعا له-المذهب الشيعي في تقديس الأئمة، فالتوافقات العددية المبنية على العدد12 لا تنكر كما سترى في نص الداعية الشيعي ... -وإما أن ندخل معهم في مبارزة رقمية لتصحيح مذهب أهل السنة استنادا على لوغاريتمات معينة ..... فتكون "حرب رقمية" تثير الضحك، شبيهة بالحروب الحرفية التي ذكر بعضها العلامة الألوسي عند كلامه على الحروف المقطعة قال: ومن الطرائف أن بعض الشيعة أستأنس بهذه الحروف لخلافة الأمير علي كرم الله تعالى وجهه فإنه إذا حذف منها المكرر يبقى ما يمكن أن يخرج منه: " صراط على حق نمسكه" ولك أيها السني أن تستأنس بها لما أنت عليه فإنه بعد الحذف يبقى ما يمكن أن يخرج منه ما يكون خطابا للشيعي وتذكيرا له بما ورد في حق الأصحاب رضي الله تعالى عنهم أجمعين وهو: " طرق سمعك النصيحة " وهذا مثل ما ذكروه حرفا بحرف وإن شئت قلت: " صح طريقك مع السنة" ....... ولعله أولى وألطف ... وذكر الكفوي في كلياته عن شرف الدين البوصيري حربا حرفية أخرى بصدد حروف البسملة. قال البوصيري: أن بعض النصارى انتصر لدينه وانتزع من البسملة الشريفة دليلا على تقوية اعتقاده في المسيح وصحة يقينه به فقلب حروفها ونكر معروفها وفرق مألوفها وقدم فيها وأخر وفكر وقدر ثم عبس وبسر ثم أدبر واستكبر فقال قد انتظم من البسملة: -" المسيح ابن الله المحرر" فقلت له فحيث رضيت البسملة بيننا وبينك حكما وجوزت منها أحكاما وحكما فلتنصرن البسملة الأخيار منا على الأشرار ولتفضلن أصحاب الجنة على أصحاب النار قالت لك البسملة بلسان حالها: -" إنما الله رب للمسيح راحم" - "النحر لأمم لها المسيح رب" - " ما برح الله راحم المسلمين" - "سل ابن مريم أحل له الحرام" - " لا المسيح ابن الله محرر" - " لا مرحم للئام أبناء السحرة" - " رحم حر مسلم أناب إلى الله" - " لله نبي مسلم حرم الراح" - " الحلم ربح رأس ماله الإيمان"
وأترككم مع نص الشيعي: (الكشوف في الإعجاز القرآني وعلم الحروف) لفظ "إمام في القرآن": ورد لفظ "إمام" ومشتقاته في القرآن 12 مرّة وهذا العدد مطابق لعدد الأئمة المعصومين الاثني عشر أوّلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وآخرهم الإمام المهدي (عج) وهي:
1. وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ {124} البقرة.
2. أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إَمَاماً وَرَحْمَةً أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ {17} هود.
3. فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ {79}.
4. الحجر يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً {71} الإسراء.
5. وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ {12} التوبة.
6. وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً {74} الفرقان.
(يُتْبَعُ)
(/)
7. وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ {73} الأنبياء.
8. وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ {5} القصص.
9. وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ {41} القصص.
10.وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ {24} السجدة.
11.وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَاناً عَرَبِيّاً لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ {12} الأحقاف.
12.إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ {12} يس.
والأئمة هم: - الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام). - الإمام الحسن بن علي (عليه السلام). - الإمام الحسين بن علي (عليه السلام). - الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام). - الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام). - الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام). - الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام). - الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام). - الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السلام). - الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السلام). - الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السلام). - الإمام محمد بن الحسن المهدي (عج). وقد أورد المؤلف الكثير من مناقبهم وأفضالهم لطلبها نرجو الرجوع إلى الكتاب
(هم المفلحون) في القرآن الكريم: وردت عبارة هم المفلحون في القرآن الكريم 12 مرّة في الآيات التالية: 1. أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {5} البقرة. 2. وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {104} آل عمران. 3. وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {8} الأعراف. 4. الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {157} الأعراف. 5. لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {88} التوبة. 6. فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {102} المؤمنون. 7. إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {51} النور. 8. فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {38} الروم. 9. أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {5} لقمان. 10.لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ
(يُتْبَعُ)
(/)
هُمُ الْمُفْلِحُونَ {22} المجادلة. 11.وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {9} الحشر. 12.فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {16} التغابن. المجتبون الاثنا عشر: قد ورد لفظ (اجتبى) ومشتقاته في القرآن الكريم 12 مرّة، هذا مطابق لعدد الأئمة الاثني عشر الذين اصطفاهم الله تعالى من آل بيت النبي (ص) من بعده. وهي: 1. وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {87} الأنعام. 2. مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ {179} آل عمران. 3. وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِم بِآيَةٍ قَالُواْ لَوْلاَ اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يِوحَى إِلَيَّ مِن رَّبِّي هَذَا بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ {203} الأعراف. 4. أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً {58} مريم. 5. شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ {13} الشورى. 6. ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى {122} طه. 7. وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ {6} يُوسُف. 8. يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ {13} سبأ. 9. وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِن لَّدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ {57} القصص. 10.فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ {50} القلم. 11.وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ {78} الحج. 12.شَاكِراً لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {121} النحل. الأوصياء الاثنا عشر: روى ابن عباس وأبو هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلّم) أنه قال: "من سرّه أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويدخل جنّة عدن منزلي منها غرسه ربّي ثم قال له كن فيه فكان، فليتولّى على بن أبي طالب وليّا ثم الأوصياء من ولده فإنهم عترتي خلقوا من طينتي" (المناقب). وقد وردت
(يُتْبَعُ)
(/)
مادة "وصية" ومشتقاتها في القرآن الكريم 12 مرّة، وهي بعدد الأوصياء المعصومين الاثني عشر من آل بيت النبي (صلى الله عليه وسلّم) وهي: (نكتفي بذكر رقم الآية والسورة لعدم التطويل - من أراد التأكد عليه بالرجوع إلى القرآن): (الشورى 13/الشورى 13/الأنعام 144/الأنعام 151/الأنعام 152/الأنعام 153/النساء 131/العنكبوت 8/لقمان 14/الأحقاف 15/مريم 31/النساء 12). ملاحظة: وردت بالآية 13 من الشورى في حالتين: (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ {13} الشورى. خلفاء الرسول (صلى الله عليه وسلّم) الاثنا عشر: ورد في القرآن لفظ "خليفة" ومشتقاته في حالة المدح 12 مرّة، وهذا مطابق لعدد الأئمة المعصومين من آل بيت النبي (صلى الله عليه وسلّم) الواجب اتباعهم وهي: (نكتفي بذكر رقم الآية والسورة لعدم التطويل - من أراد التأكد عليه بالرجوع إلى القرآن): (البقرة 30/ص 26/الأنعام 165/يونس 14/يونس 73/فاطر 39/الأعراف 69/الأعراف 74/ النمل 62/النور 55/النور 55/الأعراف 129). ملاحظة: وردت بالآية 55 من النور في حالتين: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ {55} المصطفون الاثنا عشر بعد النبي (صلى الله عليه وسلّم): قد ورد لفظ (اصطفى) ومشتقاته في القرآن الكريم 12 مرّة، هذا مطابق لعدد الأئمة الاثني عشر الذين اصطفاهم الله تعالى من آل بيت النبي (صلى الله عليه وسلّم) من بعده. وهي: (نكتفي بذكر رقم الآية والسورة لعدم التطويل - من أراد التأكد عليه بالرجوع إلى القرآن): (البقرة 132/آل عمران 33/النمل 59/الزمر 4/آل عمران 42 آل عمران 42/البقرة 247/الأعراف 144/فاطر 32/ص 47/الحج 75/ البقرة 130). ملاحظة: وردت بالآية42 من سورة آل عمران في حالتين (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ {42}. المعصومون الاثنا عشر: قد ورد لفظ (يعصم) ومشتقاته في القرآن الكريم 12 مرّة، هذا مطابق لعدد الأئمة الاثني عشر الذين اصطفاهم الله تعالى من آل بيت النبي (صلى الله عليه وسلّم) من بعده. وهي: (نكتفي بذكر رقم الآية والسورة لعدم التطويل - من أراد التأكد عليه بالرجوع إلى القرآن): (المائدة 67/الأحزاب 17/هود 43/هود 43/النساء 146/النساء 175/آل عمران 101/آل عمران 103/الحج 87/يُوسُف 32/يونس 27/غافر 33). ملاحظة: وردت بالآية 43 من سورة هود في حالتين (قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ {43}. البر والأبرار: قد ورد لفظ (البِر) "بكسر الباء" ومشتقاتها في القرآن الكريم 12 مرّة، هذا مطابق لعدد الأئمة الاثني عشر الذين اصطفاهم الله تعالى من آل بيت النبي (صلى الله عليه وسلّم) من بعده. وهي: (نكتفي بذكر رقم الآية والسورة لعدم التطويل - من أراد التأكد عليه بالرجوع إلى القرآن): (البقرة 224/آل عمران 193/آل عمران 198/الإنسان 5/الانفطار 13/المطففين 18/المطففين 22/الممتحنة 8/الطور 28/مريم 14/مريم 32/عبس 16). لفظة "عامل" في القرآن الكريم: قد وردت لفظة (عامل) مفردا وجمعا في القرآن الكريم 12 مرّة، وهذا مطابق لعدد الأئمة الاثني عشر الذين اصطفاهم الله تعالى من آل بيت النبي (صلى الله عليه وسلّم) من بعده. وهي: (نكتفي بذكر رقم الآية والسورة لعدم التطويل - من أراد التأكد عليه بالرجوع إلى القرآن): (آل عمران 195/الأنعام 135/هود 93/الزمر
(يُتْبَعُ)
(/)
39/هود 121/المؤمنون 63/الصافات 61/فصلت 5/آل عمران 136/التوبة 60/العنكبوت 58/الزمر 74). النجوم الاثنا عشر: روى ابن حجر في صواعقه عن سلمة بن الأكوع عن رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) أنه قال: "النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأمتي (الصواعق المحرقة ص 283 حديث # 12 من الفصل الثاني). وقد ورد لفظ (النجم) و (النجوم) في القرآن 12 مرّة، وهذا مطابق لعدد الأئمة الاثني عشر الذين اصطفاهم الله تعالى من آل بيت النبي (صلى الله عليه وسلّم) من بعده. وهي: (نكتفي بذكر رقم الآية والسورة لعدم التطويل - من أراد التأكد عليه بالرجوع إلى القرآن): (النحل 16/النجم 1/الطارق 3/الأنعام 97 /الأعراف 54/النحل 12/الحج 18/الصافات 18/الطور 49/الواقعة 75/المرسلات 8/التكوير 2). ملاحظة: يقول: أما لفظ النجم في قوله تعالى: (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ {6} الرحمن. فالمراد منه ما ينجم من النبات ويطلع من الأرض ولا ساق له، والشجر ما له ساق من النبات (تفسير الميزان ج 19) بقرينة الجمع بين النجم والشجر. الملوك: وقد وردت مادة "ملك" للمخلوقين بمعنى مالك في القرآن 12 مرّة، وهي بعدد الأوصياء المعصومين الاثني عشر من آل بيت النبي (صلى الله عليه وسلّم) وهي: (نكتفي بذكر رقم الآية والسورة لعدم التطويل - من أراد التأكد عليه بالرجوع إلى القرآن): (يُوسُف 43/يُوسُف 50/يُوسُف 54/يُوسُف 72/يُوسُف 76/الكهف 7/البقرة 246/البقرة 247/النمل 34/المائدة 20/الزخرف 77/يس 71). هنالك الولاية والرقم 12: قال تعالى في سورة الكهف الآية 44: (هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْبا) ذكرت كلمة الولاية في القرآن الكريم مرة واحدة، وقد دلت الروايات المنسوبة إلى أهل البيت عليهم السلام أن المقصود بالولاية الحق ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام. وقبل ذكر بعض الروايات المنسوبة إلى أئمة أهل البيت عليهم السلام والتي تصرّح بأن هذه الآية نزلت من عند الحقّ بحقّ صاحب الولاية الحق أمير الؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لا بد من الإشارة إلى عدد حروف كلمة (هنالك الولاية) وإلى عدد آيات سورة الكهف فنقول: 1. هنالك الولاية: عدد حروفها 12 حرفا. 2. علي بن أبي طالب: عدد حروفها 12 حرفا أيضا. 3. عدد آيات سورة الكهف = 110 آيات. 4. حساب حروف كلمة "علي" على الأبجد الكبير = 110. (أي - ع = 70، ل = 30، ي = 10) روى عبد الرحمن بن كثير قال: (سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تعالى: (هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً {44}) قال عليه السلام هي ولاية علي عليه السلام). (تأويل الآيات ص 287). سيدنا محمد والإمام علي: قال تعالى: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {108} (يُوسُف). أفادت بعض الروايات المنسوبة إلى أئمة أهل البيت عليهم السلام أن هذه الآية نزلت في الإمام علي عليه السلام خاصة وأنه عليه السلام أوّل من اتّبع النبي (صلى الله عليه وسلّم). أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي: عدد حروفها 12 حرفا. علي بن أبي طاب 12 حرفا. روى أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى في سورة يُوسُف في الآية 108: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) قال عليه السلام: علي بن أبي طالب عليه السلام. "تفسير العياشي". النجم إذا هوى والرقم 12: (مثل لعدد الحروف) قال تعالى: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى {1} مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى {2} وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى {3} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى {4}. ذكرت بعض الروايات أن هذه الآيات نزلت بحق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وقد روى ذلك بعض أهل السنة، وتجلى العدد 12 في هذه الآية على النحو التالي: والنجم إذا هوى: و + ا + ل + ن + ج + م + ا + ذ + ا + هـ + و + ى = 12 حرفا. علي بن أبي طالب: أيضا = 12 حرفا. روى الشيخ الصدوق في أماليه بسنده عن الإمام جعفر بن محمد عليه السلام أنه قال: "لما مرض النبي
(يُتْبَعُ)
(/)
(صلى الله عليه وسلّم) مرضه الذي قبضه الله فيه، اجتمع إليه أهل بيته وأصحابه، فقالوا: إن حدث بك حدث فمن لنا من بعدك، ومن القائم فينا بأمرك؟ فلم يجبهم جوابا وسكت عنهم، فلما كان اليوم الثاني أعادوا عليه فلم يجبهم عن شيء ممّا يسألون، فلما كان اليوم الثالث قالوا له: يا رسول الله إن حدث بك حدث فمن لنا من بعدك ومن القائم فينا بأمرك؟ فقال (صلى الله عليه وسلّم): إذا هبط نجم من السماء في دار رجل من أصحابي فانظروا من هو فهو خليفتي عليكم من بعدي والقائم فيكم بأمري، ولم يكن فيهم أحد إلا وهو يطمع أن يقول له أنت القائم من بعدي، فلما كان اليوم الرابع جلس كل رجل منهم في حجرته ينتظر هبوط النجم، إذ انقضّ نجم من السماء قد غلب ضوءه على ضوء الدنيا حتى وقع في حجرة علي عليه السلام فهاج القوم وقالوا: والله لقد ضلّ هذا الرجل وغوى وما ينطق في ابن عمّه إلا بالهوى، فأنزل الله تبارك وتعالى في ذلك: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى {1} مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى {2} وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى {3} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى {4}. وروى ابن المغازلي الشافعي في مناقبه بسنده عن ابن عباس قال: "كنت جالسا مع فتية من بني هاشم عند النبي (صلى الله عليه وسلّم) إذ انقضّ كوكب، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلّم): من انقضّ هذا الكوكب في منزله فهو الوصيّ من بعدي، فقام فتية من بني هاشم فنظروا فإذا الكوكب قد انقض في منزل علي عليه السلام قالوا: يا رسول الله قد غويت في حبّ علي عليه السلام فأنزل الله تعالى: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى {1} إلى قوله وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى {7}. أورد المؤلف عدة مقاطع من آيات قرآنية ومن الحديث والمقولات عدد حروف كل مقطع 12 حرفا مع الشرح ومردها للائمة، ونحن نورد لكم هنا جزء منها للمعلومية بدون الشرح لعدم التطويل: - علي بن أبي طالب = 12 حرفا. - علي خليفة محمد = 12 حرفا. - محمد رسول الله = 12 حرفا. - لا إله إلا الله = 12 حرفا. - أمير المؤمنين = 12 حرفا. - على بينة من ربه = 12 حرفا. - يتلوه شاهد منه = 12 حرفا. - الأذن الواعية = 12 حرفا. - صالح المؤمنين = 12 حرفا. - العروة الوثقى = 12 حرفا. - يقيمون الصلاة = 12 حرفا. - ويؤتون الزكاة = 12 حرفا. - جعلنا لهم لسان = 12 حرفا. - الذي أوحى إليك = 12 حرفا. - قومك منه يصدون = 12 حرفا. - فقدّموا بين يدي = 12 حرفا. - وأصحاب اليمين (12 حرفا)، ولكن بالرسم الإملائي والصحيح أصحب المبين بالرسم العثماني المعتد (11 حرفا). - أصحاب الميمنة (12 حرفا)، ولكن بالرسم الإملائي والصحيح أصحب المبين بالرسم العثماني المعتد (11 حرفا). - صراطي مستقيما (12 حرفا)، ولكن بالرسم الإملائي والصحيح صرطي المبين بالرسم العثماني المعتد (11 حرفا). - من يأمر بالعدل = 12 حرفا. - هم فيه مختلفون = 12 حرفا. - أفمن كان مؤمنا = 12 حرفا. - في الأرض خليفة = 12 حرفا. - واجعل لي وزيرا = 12 حرفا. - الطيب من القول = 12 حرفا. - عن الذي أوحينا = 12 حرفا. - أذن مؤذّن بينهم = 12 حرفا. - إي وربي إنه لحق = 12 حرفا. - رجلا سلما لرجل = 12 حرفا. - يا أيها الرسول = 12 حرفا. - يعصمك من الناس = 12 حرفا. - فاطمة بنت محمد = 12 حرفا. - فاطمة الزهراء = 12 حرفا. - مريم بنت عمران = 12 حرفا. أورد المؤلف عدة مقاطع من آيات قرآنية عدد كلمات كل مقطع 12 كلمة مع الشرح ومردها للائمة، ونحن نورد لكم هنا جزء منها للمعلومية بدون الشرح لعدم التطويل: قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرا (ً {54} الفرقان. أفادت بعض الروايات المنسوبة إلى النبي (صلى الله عليه وسلّم) وأهل بيته عليهم السلام أن هذه الآية نزلت في الغمام علي عليه السلام قبل تزويجه من سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليهم السلام وهذا ما رواه بعض أهل السنة، ونذكر تجلي العدد 12 في هذه الآية فعدد كلماتها 12 كلمة. وهي بنفس عدد حروف علي بن أبي طالب وبعدد حروف فاطمة بنت محمد عليهم السلام. روي عن أبي جعفر عليهم السلام عن أمير عليه السلام أنه قال: (ألا وإني مخصوص في القرآن بأسماء، إحذروا أن تقلّبوا عليها فتضلّوا في دينكم،
(يُتْبَعُ)
(/)
أنا الصهر يقول الله عزّ وجل (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. (نور الثقلين). وقال ابن سيرين: نزلت في النبي (صلى الله عليه وسلّم) وعلي بن أبي طالب زوّج فاطمة عليهم السلام عليّا عليه السلام فهو ابن عمّه وزوج ابنته فكان نسبا وصهرا. (مجمع البيان). وروى الحاكم الحسكاني الحنفي في مناقبه بسنده عن السدي في قوله: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً) قال: نزلت في النبي (صلى الله عليه وسلّم) وعلي عليه السلام زوّج فاطمة عليّا وهو ابن عمّه وزوج ابنته كان نسبا وصهرا. (شواهد التنزيل). النقباء الاثنا عشر: قال: تعالى: (وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ) {12} المائدة. أفادت بعض الروايات المنسوبة إلى النبي (صلى الله عليه وسلّم) أن الأئمة من بعده 12 بعدد نقباء بني إسرائيل، وقبل طرح بعض ما روي من طرق الشيعة وأهل السنة لا بد أن نلفت النظر إلى شيئين هامين: أولا: أن هذه الآية تحمل الرقم (12) من سورة المائدة. ثانيا: أن عدد حروف (اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً) من الآية = 12 حرفا، وهو مطابق لعدد نقباء اسرائيل وعدد الأئمة الاثني عشر من آل بيت النبي (صلى الله عليه وسلّم). عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: (دخل جندل بن جنادة الأنصاري على رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) فقال: يا محمد أخبرني عما ليس لله وعما ليس من عند الله إلى أن قال: رأيت البارحة في النوم موسى بن عمران عليه السلام فقال لي: يا جندل أسلم على يد محمد (صلى الله عليه وسلّم) واستمسك بالأوصياء من بعده، فقد أسلمت ورزقني الله ذلك، فأخبرني بالأوصياء بعدك لأستمسك بهم، فقال ((صلى الله عليه وسلّم): يا جندل أوصيائي من بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل وساق الحديث إلى أن قال (صلى الله عليه وسلّم): فإذا انقضت مدة علي عليه السلام قام بالامر بعده الحسن عليه السلام يدعى الزكي ثم يغيب عن أناس امامهم، قال: يا رسول الله يغيب الحسن منهم؟ قال (صلى الله عليه وسلّم): لا ولكن انّ الحجة يغيب عنهم غيبة طويلة، قال: يا رسول الله فما اسمه؟ قال (صلى الله عليه وسلّم): لا يسمى حتى يظهره الله تعالى). (المستدرك ج 12). السماء والبروج: قال تعالى: (وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوج (ِ {1} البروج. انّ عدد الأئمة المعصومين من بيت النبي عليهم السلام بعدد البروج الاثني عشر روى الشيخ المفيد بسنده عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت ابن عباس يقول: (قال رسول الله (صلى الله عليه وسلّم): ذكر الله عباده وذكري عبادة وذكر علي وذكر الأئمة من ولده عبادة، والذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية إنّ وصيّي لأفضل الأوصياء وإنه لحجّة الله على عباده وخليفته على خلقه، ومن ولده الأئمة الهداة بعدي بهم يحبس الله العذاب عن أهل الأرض، وبهم يمسك السماء أن تقع على الأرض باذنه، وبهم يمسك الجبال أن تميد بهم، وبهم يسقي خلقه الغيث، وبهم يخرج النبات، أولئك أولياء الله حقا وخلفائي صدقا ن عدّتهم عدة الشهور اثنا عشر شهرا، وعدّتهم عدّة نقباء موسى بن عمران، ثم تلا (صلى الله عليه وسلّم): هذه الآية (وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوج (ِ {1} البروج، ثم قال (صلى الله عليه وسلّم): أتقدر يابن عباس أن الله يقسم بالسماء ذات البروج ويعني به السماء وبروجها؟ قلت يا رسول الله فما ذاك؟ قال (صلى الله عليه وسلّم): أما السماء فأنا وأما البروج فالأئمة بعدي أولهم علي وآخرهم المهدي صلوات الله عليهم جميعا). (الاختصاص ص 244). عدد أئمة أهل البيت (عليهم السلام) رمزا في القرآن: انّ عدد أهل البيت عليهم السلام هو رمز في القرآن بل هو الرّمز الأهم ولا يخفى ذلك على المتدبر في القرآن والباحث عن بعض أسراره وتجلّيات آياته، وقد أقسم الله
(يُتْبَعُ)
(/)
في كتابه بأسماء على عددهم: قال تعالى: (والصافات / والذاريات / والنّجم / والطّور / والسماء ذات البروج / والسماء والطارق / والفجر / والشمس / والليل / والضّحى / والتين). سورة العاديات: قال تعالى: (وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً {1} فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً {2} فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً {3} العاديات). في هذه الآيات يتجلى العدد 12 وهو مطابق لعدد أئمة أهل البيت (عليهم السلام). - العاديات ضبحا = 12 حرفا. - الموريات قدحا = 12 حرفا. - المغيرات صبحا = 12 حرفا. سورة المرسلات: قال تعالى: (وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفاً {1} فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفاً {2} وَالنَّاشِرَاتِ نَشْراً {3} فَالْفَارِقَاتِ فَرْقاً {4} فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْراً) {5} المرسلات. وإليك تجلي العدد (12). - المرسلات عرفا = 12 حرفا. - العاصفات عصفا = 12 حرفا. - الناشرات نشرا = 12 حرفا. - الفارقات فرقا = 12 حرفا. - الملقيات ذكرا = 12 حرفا. الذين استضعفوا في الأرض: قال تعالى: (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِين) {5} القصص. ويتجلى العدد (12) في هذه الآية بعدد كلماتها لأن المستضعفين في الأرض هم الأئمة المعصومون الاثنا عشر من بيت النبي (صلى الله عليه وسلم) أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) وآخرهم القائم المهدي (عج). وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ. (12 كلمة). أصحاب الأعراف = 12 حرفا روي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال لعلي (ع): "أنت يا علي والأوصياء من ولدك أعراف الله بين الجنة والنار لا يدخل الجنة إلا من عرفكم وعرفتموه ولا يدخل النار إلا من أنكركم وأنكرتموه) (المناقب). وعن سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام أنها قالت: " سألت أبي عن قول الله تعالى: (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) قال (ص): هم الأئمة بعدي علي وسبطاي وتسعة من صلب الحسين، ولا يدخل الجنة إلا من قد عرفهم) (الصراط المستقيم). أما قول أهل السنة أن أصحاب الأعراف من لا يستحق الجنة ولا النار فهو باطل لأن الحكمة الإلهية جعل الآخرة إما للثواب وإما للعقاب وهذا يعني أن مصير كل إنسان إما إلى الجنة وإما إلى النار، وكيف يكون أصحاب الأعراف كذلك وقد أخبرنا الله تعالى أنهم رجال يعرفون الناس بسيماهم. انتهى.
ملاحظة: نرجو من أصحاب الإعجاز العددي أن يدركوا أهل السنة قبل أن يتشيعوا عن بكرة أبيهم.!!!
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[02 Oct 2006, 03:12 ص]ـ
اعتذر عن سوء التنسيق فالخاصيات معطلة عندي مع النسخة الجديدة من ملتقى اهل التفسير ......
ـ[ناصر الماجد]ــــــــ[04 Oct 2006, 10:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أبا المعز أبارك لك شهر رمضان
أخي: ألست ترى معي أن رد أمر ما لمجر أن صاحب بدعة استند إليه في بدعته؛ يجعل هذا الرد بعيدا عن المنهجية العلمية.
وهذه اللوازم التي ذكرتها عند قبولنا لدعوى الإعجاز الرقمي أترى أنها حقا تلزمنا
تقبل الله منا ومنك صالح العمل
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[05 Oct 2006, 12:30 ص]ـ
الأستاذ ناصر الماجد ..
أعاننا الله وإياك على الصيام والقيام.
نعم، لا يمكن فصل المنهج عن ثمار المنهج. بل إن الثمار هي المقصودة أصلا من المنهج ... فهذا من قبيل الوسائل وتلك من قبيل الغايات ..... فإن أدى المنهج إلى باطل فهذا دليل على بطلان المنهج ...... وقد تقرر عند العقلاء أنه لا يلزم عن حق إلا حق ولا يلزم عن باطل إلا مثله ...
ثم إن ما يسمى بالإعجاز الرقمي مبني على فرضية أن القرآن فيه توافقات عددية يجلونها بواسطة عمليات حسابية معقدة ..... وقد رايت بعضهم يحوم حول رقم سبعة وبعضهم حول رقم ثمانية ورأيت الرافضي في المقال السابق يدور حول رقم 12 ..... وقد كتبت مقالا عن توافقات عددية مزعومة في التوراة والإنجيل ...... وأنا زعيم بأنه يمكن اكتشاف محورية أي عدد في أي كتاب اعتمادا فقط على آلة حاسبة وفسحة من الوقت ... فأين الاعجاز؟
هذا المنهج لا قيمة له -عندي على الأقل-وعلى أنصاره أن يثبتوا العكس .... وهم لم يقدموا لنا غير ارقام ...... وجاريتهم بالنقض فجئت بارقام في غير القرآن وبارقام في القرآن من غير اهل الحق ...... وهذا يكفي.
وعلى كل حال أنا في موقع النافي ...... والدليل على المثبت ........ ونحن في الانتظار.
ـ[عبد الرحمن]ــــــــ[28 Feb 2007, 11:42 م]ـ
..... وقد كتبت مقالا عن توافقات عددية مزعومة في التوراة والإنجيل ...... وأنا زعيم بأنه يمكن اكتشاف محورية أي عدد في أي كتاب اعتمادا فقط على آلة حاسبة وفسحة من الوقت ... فأين الاعجاز؟
هذا المنهج لا قيمة له -عندي على الأقل-وعلى أنصاره أن يثبتوا العكس .... وهم لم يقدموا لنا غير ارقام ...... وجاريتهم بالنقض فجئت بارقام في غير القرآن وبارقام في القرآن من غير اهل الحق ...... وهذا يكفي.
وعلى كل حال أنا في موقع النافي ...... والدليل على المثبت ........ ونحن في الانتظار.
.
موضوع هام بالفعل وقد كثرت المؤلفات فيه ...
أين أجد دراسة نقدية حوله؟؟(/)
حوار حول الدراسات القرآنية والقراءات المعاصرة: أرجو التعليق
ـ[الكشاف]ــــــــ[02 Oct 2006, 01:30 م]ـ
قرأت في أحد المواقع على الانترنت حواراً مع الأستاذ عبدالرحمن الحاج - باحث سوري - حول القراءات المعاصرة للقرآن الكريم. وقد ظهر لي من خلال الحوار غموض كثير من المفردات التي يستعملها السائل والمجيب معاً، أضف إلى ذلك أن الضيف له معرفة بالكتابات المعاصرة التي تدعي إعادة قراءة القرآن، ولكنه ظهر لي من خلال الحوار الجهل الكبير بكتب ومناهج ومصطلحات وتعبيرات المفسرين الحقيقيين كالطبري وابن كثير وغيرهم. وظهر لي من خلال الحوار أن جهود أولئك المفسرين لم تعد صالحة لأن يتشرح القرآن الكريم للمسلم المعاصر، وأن الضيف يرى أننا ما زلنا في بداية فهمنا للقرآن الكريم ... الخ ما ذكره في ثنايا حواره من أراء لم أره قد وفق فيها. هذا هو نص الحوار، وأرجو التكرم بالتعليق من المشرفين والمتخصصين في الملتقى كالدكتور أحمد الطعان مشكوراً.
أجرى موقع "الشهاب" حواراً مع رئيس تحرير "الملتقى الفكري للإبداع" عن الدراسات القرآنية الحديثة، والقراءات المعاصرة، ناقش فيها الحاجة إلى أداوت جديدة لفهم القرآن، وأهم الأحداث الفكرية والتاريخية التي ساهمت في بلورة التوجهات الجديدة لتفسير القرآن الكريم، والعلاقة بين الواقع التاريخي والنص القرآني، وأسباب الاختلاف في القراءة المعاصرة، والإضافات التي قدمتها هذه القراءات في فهم القرآن ..
والأستاذ عبد الرحمن الحاج، كاتب وباحث سوري، متخصص في الدراسات القرآنية والفكر الإسلامي المعاصر، رئيس تحرير "الملتقى الفكري للإبداع" ( www.almultaka.net) الذي عقد مؤتمراً دولياً بالاشتراك مع المعهد العالمي للفكر الإسلامي (بيروت 11 - 12 شباط/فيراير 2006) تحت عنوان: "التطورات الحديثة في دراسة القرآن الكريم"، له عدد من الكتب، منها: "خطاب التجديد الإسلامي: الأزمنة والأسئلة" (بالاشتراك 2004) و"الإسلام في عالم متغير: سياسات الإصلاح الإسلامي بعد 11 أيلول" (بالاشتراك 2005)، و"حداثات إسلامية" (بالاشتراك 2006 تحت الطبع)، و"المفردة القرآنية: دراسة أصولية لسانية في نظام المعنى" (2006 تحت الطبع) وله عدد من البحوث والدراسات، منها: "تأسيس أصول التفسير وصلته بمنظور البحث الأصولي" (2005)، "المفردة كأداة لتحليل الخطاب القرآني" (2006)، وله كثير من المقالات في الصحافة العربية. -----------------
نص الحوار
س: أولا ما أهمية توضيح القرآن من خلال تفسيره أو تحليله أو دراسته مادام كتابا عربيا مبينا، إضافة إلى إحجام الرسول عن إيضاحه؟ ثم ما أهمية تطوّر /أو تطوير وسائل اكتشافه؟
علينا هنا أن نلاحظ أمرين:
أولاً: الحاجة بالنسبة للقرآن ليست في توضيحه وبيانه، بل في تأويله، فالكتاب الكريم (القرآن) فعلاً عربي ومبين لمن يريد قراءته، والمسألة هي أن هذا الكتاب يتضمن رؤية وأحكاماً تجمع طرفي التاريخ: البداية والنهاية، وإذا لم نكن مهتمين بالماضي كثيراً فاهتمامنا بالمستقبل لا مفر منه، القرآن يطرح نفسه رسالة تغطي المستقبل حتى نهاية التاريخ الوجودي للبشر في هذه الدنيا (يوم القيامة)، وهذا يقتضي من المسلم مساءلته دائماً وأبداً عن مستقبله، ويسترشد به في مساره ... ثانياً: قدرة النص الكريم (وهي قدرة فائقة دون شك) على المعاصرة، أي أن يكون له معنى راهناً يتطلب من العصر ذاته مساءلته وامتحانه باستمرار، لأن العصر ليس إلا المعرفة الجديدة وتجلياتها، بهذا المعنى فإن المعرفة الجديدة هي التي يمكن أن تتحقق من معاصرة القرآن وقدرته على مواجهتها أو التفاعل معها يمكن أن يقدم تصورات جديدة لم نكن قادرين على رؤيتها؛ لأن أفقنا الثقافي والمعرفي كان أقل ... وأحيلك هنا إلى نظرية "هانس روبرت ياوس" في "أفق التوقع"، وهي نظرية تستحق كثيراً من الاهتمام بالنسبة لدارسي القرآن، مع اختلاف الثقافة والمعرفة التي تكون خلفية القارئ تتفتح آفاق مختلفة، فيرى كل قارئ أشياء مختلفة، وكلما كان الاختلاف جذرياً في الخلفيات الثقافية والمعرفية سيكون هذا مؤثراً بشدة على ما نراه في النص من احتمالات تأويل. باختصار حاجة المعاصرة هي حاجة لاكتشاف تأويلات ومغازي (جمع مغزى) جديدة، تثبِّت موقع القرآن ودوره كرسالة خاتمة، من هنا تأتي أهمية تطور وسائل استكشاف
(يُتْبَعُ)
(/)
معاني القرآن وتأويلاته التي سألت عنها.
س: إذا كان نزول القرآن فرَق التاريخ إلى قسمين هما ما قبل وما بعد النزول، فما الذي يفرق بين مرحلتي التفسير التقليدي والقراءات المعاصرة للقرآن الكريم؟ أو ما هي أهم الأحداث الفكرية والتاريخية التي ساهمت في بلورة التوجهات الجديدة لتفسير القرآن الكريم؟
الحقيقة أن تاريخ التفسير تواريخ وليس تاريخاً واحداً، ورغم أنه من التجاوز وضع التفسير التقليدي كما لو أن له تاريخ واحد، أو كما لو أن مفهوم التقليدي واضح، لكن مع ذلك .. فإن المسار من "التفسير التقليدي" إلى "القراءة المعاصرة" مرَّ عبر مرحلة وسيطة هي "التفسير المعاصر"، وقد شرحت في دراسة سابقة لي بعنوان " أيديولوجيا الحداثة في القراءة المعاصرة للقرآن" مميزات المرحلة الوسيطة هذه، سأعتبر ابتداء أن "التفسير التقليدي" يعتمد على نسق ثقافي ومعرفي ينتمي إلى الحضارة الإسلامية، فهو تفسير لا تدخله أي معارف جديدة، وبالتالي فإن تصوراته للعالم (فيما دون المستوى العقدي) تنتمي إلى عالم آخر، إلى التاريخ بصراعاته وخلافاته، وهذا يفسر استمرار حضور التاريخ الفكري (المذهبي وربما السياسي) في كل ما يمكن وصفه بالتفسير التقليدي بهذا المعنى، إنه التفسير الذي لا يتصل منهجياً بالمعرفة الغربية الحديثة أو المعاصرة. "التفسير العصري" ولد بتأثير استعارة من نتائج المعرفة الغربية الحديثة، لكن دون الاستفادة من المسألة المنهجية، وهو يعود تاريخياً إلى المدرسة الإصلاحية (جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده)، لكنه ما اكتسب اسم المعاصرة حتى سك "مصفى محمود" (في مصر) تعبيره "التفسير العصري" في السبعينيات من القرن المنصرم، والمتابع للتفسير العصري لا يجد تحولاً على المستوى المنهجي، ما تزال الآلية والأدوات المستخدمة في التحليل والتفسير هي هي، ولكن الذي تغير هو تصور المفسِّر للعالم ( Weltanschauung) أو ( World View)، ومن الواضح أن الأدوات المنهجية التقليدية لم تساعده على إسقاط رؤيته الجديدة للعالم المتأثرة بقوة بالتصور الأوربي له، لهذا جاءت تأويلاته في كثير من الأحيان متعسفة، ولم يستطع تقديم تفسير متكامل للقرآن، فهو لن يستطيع بأدواته سوى تكرار ما قيل، لكن ما استطاع القيام به هو إجراء تأويلات على تلك الآيات التي تتصل بتصوره الجديد عن العالم. أما "القراءة المعاصرة" فهي شيء جديد كلياً، جديد على مستوى الأدوات والمناهج؛ إذ يحيلنا مصطلح "القراءة" إلى اللسانيات الحديثة، واللسانيات هي في المحصلة مناهج ونظريات تمثل بمجموعها أدوات بحث، يضاف إلى هذه الأدوات تصور جديد للعالم ليس هو التصور الذي وجد في "التفسير العصري"، بل هو تصور راهن متأثر بحصيلة التصور الغربي وحداثته للعالم كما انتهى إليه اليوم، تعود بدايات ظهور القراءة المعاصرة إلى الأربعينيات مع "مدرسة الأمناء" في مصر، وقد يكون الفضل للكاتب السوري "محمد شحرور" سك مصطلح "القراءة المعاصرة" نظراً لما أثارته قراءته من ضجيج، وبذلك أصبحت القراءة المعاصرة قادرة على قراء القرآن بشكل كلي، لكن المشكلة ـ كما يبدو لي ـ أن "القراءة المعاصرة" (كنظرية لا كتطبيق) أصبحت غير قادرة على قراءة تامة لكل النص، كما هو الحال في التفسير التقليدي، فمفهوم النص أصبح مختلفاً، وحديث اختلاف "مفهوم النص" حديث طويل. وأعتقد أنني أجبت ضمناً على الشق الثاني من سؤالك. س: ما هي الإضافات الحقيقة التي قدمتها القراءات المعاصرة سواء من حيث المقاربات المنهجية أو من حيث الكشوفات المعرفية؟ وما مدى العلاقة بين الواقع التاريخي والنص القرآني؟ أريد أن أميِّز هنا بين "القراءة المعاصرة" كنظرية، و"القراءة المعاصرة" كتطبيق، فما قدمته القراءة المعاصرة كتطبيق أكثره أيديولوجيا وليس معرفة علمية، وغالباً أيديولوجيا ماركسية تاريخانية متزمتة، لهذا فإن بين الكثير الذي كتب تحت عنوان القراءة المعاصرة لا نعثر على محترمة تقدم معرفة جديدة، نعم نعثر على الكثير من القراءة الاستفزازية، وخصوصاً قراءة "محمد شحرور"، مع ذلك فإن الشيء المهم الذي قدمته القراءات المعاصرة للقرآن أنها استنفرت الباحثين والدارسين للقرآن للاطلاع على المناهج اللسانية الحديثة، لتتحول مسألة القراءة المعاصرة إلى مسألة حاجة تاريخية، وليست مرتعاً للأيديولوجيات المريضة.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما سؤالك عن العلاقة بين الواقع التاريخي والنص القرآني فهو سؤال عن أخطر القضايا المتعلقة بالقرآن، ولا يتسع المجال هنا لمناقشتها، لقد أدى بي البحث في هذا الموضوع إلى الخلاصة التالية: إننا أمام افتراض إيماني بأن هذا النص إلهي ويحمل رسالة خاتمة، وهذا يقتضي أن تكون أحكامه فوق تاريخية، أي تحكم التاريخ ولا تحتكم إليه، وانطلاقاً من ذلك إذا لم يُحِلْ النص من داخله إلى تاريخية مفاهيم أو أحكام ما فإنه يبقى على الأصل، أي فوق تاريخي، وهذا عموماً متعلق بالأحكام، والصيغ التي ترد فيها الأحكام عموماً لا تشي بأي تاريخية، وفي هذه المسألة بالذات فإن أي تاريخية يمكن أن تقال هي في الواقع من خارج النص، ومادام النص لا يبوح بها، فليس ملزماً بها. أركون أما ما يرد بشكل واضح وصريح من الأحداث وبعض الأحكام، فهو كما أشار إليه النص، حقائق تاريخية محددة الأشخاص والأزمنة والأمكنة ... الغريب أن المسألة معكوسة لدى الحداثيين العرب الذين يزعمون تقديم قراءة معاصرة للقرآن، فهم يجعلون الأحكام تاريخية ويخرجون الأحداث عن سياقها التاريخي تحت مزعم "الرمزانية" و"الأسطرة"! كما لو أنهم يقدمون قراءة مضادة أيديولوجياً، هم مسكونون بدون شك بمواجهة النص الديني وإزاحته عن طريقهم انطلاقاً من رؤية وضعية حداثوية.
س: الفرق بين التفاسير القديمة مثل تفاسير الطبري /القرطبي/ابن كثير ... أو حتى التفاسير المعاصرة مثل الظلال/ صفوة التفاسير/ المنار ... وبين القراءات المحدثة مثل قراءات الحاج حمد/أركون/أبو زيد ... يكمن في كون القراءات المحدثة تم الاختلاف عليها بشكل كبير جدا إلى حد رفضها بالمجمل عكس التفاسير السابقة لها؛ إذ نجد اتفاق شبه عام حولها على الأقل من حيث المنهج، هذا إضافة إلى كون جل التفاسير المحدثة تفاسير جزئية غير متفرغة تماما لإتمام التفسير وهو ما يعاكس تماما نهج التفاسير القديمة الكاملة للقرآن الكريم، إلى ماذا يرجع الأمر؟ أم أن المعاصرين أصبح عاجزين حقا عن تتبع القرآن كلية؟
الاختلاف في المناهج في القراءة المعاصرة يرجع إلى سببين:
الأول: الاختلاف الهائل في العلوم التي تستند إليها هذه المناهج، فمن يقرأ البحث اللساني والعلوم الاجتماعية المتولدة عنه سيكتشف حجم الاختلاف، ولكن من المفترض أن يؤدي هذا الاختلاف إلى زيادة في الفهم، وليس إلى تناقض محتَّم كما هو حاصل غالباً؛ لأن التعدد المنهجي يفترض تعدد زوايا الرؤية.
هذا يقودني إلى السبب الثاني، فالأيديولوجيا المستفحلة في القراءة المعاصرة هي السبب الأساسي لتحوُّل التعدد المنهجي إلى تصارع منهجي وتصارع في القراءات ونتائجها. لكن أيضاً ـ كما أشرت سابقاً ـ إن تغير مفهوم النص وتعدد الأدوات وطرق البحث في القرآن من أصغر وحداته الدلالية إلى جملة بنيته النصية فالخطابية جعلت قراءة القرآن كله أمر غير ممكن نظرياً ألبته، الممكن الوحيد في القراءة المعاصرة هو كشف وتحليل جزء من الخطاب الكلي، وبالمناسبة الميزة الكبيرة للقراءة المعاصرة هو اتجاهها نحو الخطاب الكلي، وليس المعنى الجزئي، وعبر وسائل لم يكن مفكراً فيها من قبل ألبته. حاج حمد
س: إذا اخترنا دراسات كل من الحاج حمد في العالمية الثانية/والمنهجية المعرفية في القرآن، و أركون في تحليل الخطاب القرآني، نجد أن الأول متهم بالغنوص وادعاء النبوة والثاني متَّهم بمحاولة أنسنة النص القرآني أي معادلته بالنصوص التي يكتبها البشر، ما رأيكم في الاتهامات؟ وكيف ترون إسهامات كل من الرجلين؟ وما هو التصرف الذي ترونه الأمثل حيالها؟ أهو الإقصاء مثلاً؟ ..
هذه الاتهامات فيها بعض الصحة، لكنها تعمم أكثر من اللازم، بالنسبة لأبي القاسم ـ رحمه الله ـ فإن دراسته (العالمية الإسلامية الثانية) موغلة في بعض الأحيان في التصوف، لكن هذا الإيغال على وضوحه لا يشكل جزءاً مهماً من أطروحته، إن أطروحته فريدة دون شك، ومثيرة، لكن المنهجية التي قامت عليها فيها مشكلات عديدة، وهو لم يلتزم بها أصلاً، فنفي الترادف والاشتراك والمجاز على مستوى التحليل الغوي، ثم التأثُّر بالرؤية الماركسية لحركة التاريخ ولكن في إسقاط اجتماعي ديني (الآدمية، العائلية، القومية، العالمية) كل هذا يجعل من الموضوع يحتاج إلى كثير من التريث، على مستوى المنهج المشكلة عميقة وجوهرية، ولو أننا قمنا
(يُتْبَعُ)
(/)
بمراجعة ما يقوله لوجدنا أخطاء لا تحصى ... لكن المسألة الخطيرة التي استطاع أبو القاسم إنجازها هي ابتكار منهج جديد في فهم القرآن أسهم ـ على علاّته ـ بالدفع نحو تطوير الدراسات القرآنية، كما أنه قدم أفكاراً على غاية من الأهمية، ثم إنه كان على طول أطروحته وتطوراتها اللاحقة في الأبحاث الأخرى مدافعاً شرساً عن إطلاقية القرآن ونسبته الإلهية. لقد كان مؤمناً بشدة بالقرآن، لكنني ما كنت أتوقع أن ينتهي في دراساته نهايات مخيبة للآمال، لم أتوقع أبداً أن يتأثر (في دراساته الأخيرة) بشحرور مثلاً، شحرور أقل عدة بكثير من أن يتأثر به أبو القاسم، وشحرور يقف على خلفية فلسفية ماركسية، لقد كنت أتوقع من أبي القاسم أن يطور منهجه، لكنه بدل أن يتطور تراجع، ورسالته لي في (23/ 3/2004) كانت في جوهرها تأكيداً لنفس المنهج منذ خمس وعشرين عاماً! أما محمد أركون فليس يخفي رغبته بأنسنة النص، وإحالته إلى التاريخ، أركون مؤمن بالعلمانية بالمعنى المادي العقدي، الرجل ينظر إلى النص على أنه من إنتاج محمد (صلى الله عليه وسلم) حسب كلامه فإنه يريد "أرخنة الخطاب القرآني ذاته" و"تأصيل وتجذير للإسلام في أرض المعرفة الوضعية" من أجل "أن نعيد القرآن بشكل علمي إلى قاعدته البيؤية والعرقية ـ اللغوية والاجتماعية والسياسية ـ الخاصة بحياة القبائل في مكة والمدينة في بداية القرن السابع الميلادي" (حسب تعبيره حرفياً) هذه الأهداف يصرح بها في أكثر من موقع في مختلف كتبه، وخصوصاً كتبه الأخيرة منذ عام 1998 (أي منذ كتاب: "قضايا في نقد العقل الإسلامي: كيف نفهم الإسلام اليوم"). وحتى لو كان أركون يسعى نحو التاريخية، فإن ذلك لا يمنع أن دراسات أركون التي تقوم على تعدد منهجي تقدم إسهاماً رائعاً في فهم القرآن فيما لو حذفنا شقها الأيديولوجي، فمثلاً دراسته لمفهوم الوحي كتابه "القرآن" ... أركون عالم كبير، لكنه أيديولوجي مثله مثلَ كثيرين غيره، ومسألة أرخنة القرآن جوهر عمله في سياق رغبته الإصلاحية بـ "تحديث الإسلام"، أي إدخال العالم الإسلامي في نسق الحداثة الغربية ذاتها، تماماً كما حصل مع المسيحية. أنا لا أنصح أبداً أن يقصي الباحث أي دراسة عنه مادامت جادَّة، لكن لا يعني هذا أن تدرَّس في جامعتنا التي اعتادت على التلقي، على الأقل في المراحل الجامعية الأولى، فمن المبكر أن يحصل هذا، يجب إصلاح التعليم أولاً، وليس ثم ما يمنع بعد ذلك من تدريس أي شيء من ذلك، أنا من حيث المبدأ ضد القيود، ليس هناك تطور للمعرفة دون حرية، الحَجْرُ يضر بالبحث العلمي، ولا يملك أحد الوصاية على الآخرين.
س: اقترب مالك بن نبي من إنجاز دراسة قرآنية في كتاب "الظاهرة القرآنية" قدم فيها تحديدات أساسية للتعامل فكريا مع القرآن في ضوء علاقة المثقف المسلم وتأثره بالفكر الغربي، لكنه لم يفعل كون إشكاليته الأساسية تختص بعلاقة النبي (ص) بالوحي (القرآن)، لكن ألا ترى أن النتائج التي توصل إليها كانت ستكون المنطلق الأفضل للتقدم بمسيرة التفاعل مع القرآن في حين نجد أن أغلب المفكرين التالين له و الذين خاضوا في مكاشفة القرآن معنى ومنهجا بصورة تنطبق كثيرا على انتقادات بن نبي للمثقفين الذين بهرتهم وضعية الغرب وواقعيته إلى حد أنهم تجرؤا على أنسنة القرآن وأرخنته؟
لم أفهم سؤالك جيداً، لكن ... ما قدمه بن نبي مهم جداً على بساطته، وهو بداية مهمة لاكتشاف الشخص الثالث في الخطاب القرآني (أعني (الله) تعالى)، ما قدمه بن نبي يستحق المتابعة، وللأسف لم تتابع، واعتمد بن نبي أدوات تحليل بدائية نسبة إلى ما هو موجود اليوم، ونحن مدعون لمتابعة هذا النوع من الدراسات المقارنة مع الكتب السماوية الأخرى (الإنجيل والتوراة)، ونحن في هذا المجال ما زلنا في البداية وعلى الرغم من أن لدينا ما نقوله، لكن الدراسات القرآنية مشغولة بعد بمسائل تقليدية .... أغتنم هذه الفرصة لأدعو الباحثين للتقدم باتجاه دراسات تحليل الخطاب المقارنة بين القرآن والكتب الأخرى، واعتقادي أن دراسات عميقة من هذا النوع مفيدة في مواجهة التاريخانية التي يتعبد بها الاستشراق التقليدي. أشير في هذا السياق إلى الدراسة المهمة التي قام بها الدكتور مصطفى بوهندي (نشرتها "دار الطليعة" في بيروت 2004) وهي دراسة مميزة، يمكن أن يبنى عليها ويتابع الجهد
(يُتْبَعُ)
(/)
الكبير المبذول فيها.
س: نجد أن المنطق الذي يحكم تعامل الفكر الإسلامي في كل أحقابه يتمحور أساسا إما إلى دعوة دوغمائية للعمل بالقرآن الكريم وإما تعامل شبه معرفي يعتمد الإنشاء والتزويق في الكلام عن الخطاب القرآني؛ ما هو السبيل الأقوم لاستخراج المكنون القرآني وتحقيق حضوره الفعلي في التاريخ عبر تنزل قيمه إلى الواقع وتفعيلها فيه؟ هل من آليات إجرائية؟ أم أن التفكير البراغماتي الموصول بالقيم مازال غضًّا في الفكر الإسلامي علينا انتظار نتائجه مستقبلا ... ؟
سؤال تنزيل القرآن على الواقع سؤال كبير جداً، ولا أعرف بالضبط حتى الآن كيف يمكن تحقيق ذلك على نحو مثالي، لكن أعرف أننا ما زلنا في البداية، ليس بالإمكان أن نفعل ذلك دون أن نحقق معاصرتنا، أعني فهمنا المعاصر للقرآن، والفهم المعاصر لا يعني بالضرورة نفياً للفهم التقليدي، نحتاج أن يكون القرآن سبيل لمراجعة شاملة للتراث الفكري الديني، وبدون هذه المراجعة النقدية الشاملة، والقراءة المعاصرة للقرآن، ليس بإمكاننا أن نحقق هذا التنزيل على الواقع، وأي تفكير بالتنزيل بالمعنى الحرفي للكلمة على أرض الواقع دون إحداث هاتين العمليتين سيكون تفكير تبسيطي للقضية.
س: يعتبر غارودي أن المسلمين أخلطوا كثيرا بين "الفقه" و"الشريعة" ويرى أن أساس تحرير الإنسان المسلم هو التمييز بين المفهومين كون الفقه تقنين قرآني لا يقارن من حيث الكم بما ورد في النص القرآني من تشريع كان الأساس في كل الرسالات السماوية وسبب نهوض الجيل الأول من حملة الإسلام، لذلك علينا نحن المسلمين إذا شئنا النهضة أن نعطي الأولوية للشريعة قبل الفقه، ما مدى موافقتكم لهذا الرأي؟ وكيف يجب أن نتعاطى مع المضمون القرآني الرحب للوصول إلى القضايا الأساسية للنهضة؟
نعم هناك فرق بين الفقه والشريعة، كما هناك فرق بين الدين وفهم الدين، والنص وفهم النص، لكن غارودي يذهب بعيداً عندما يعمم التاريخانية على أكثر أحكام الشريعة وليس فقط الفقه الإسلامي، أتفق مع غارودي أن علينا أن نعطي الأولوية للشريعة، نعم أتفق معه، ولكن لست معه في المنحى التاريخاني الذي ذهب إليه، ولا في تحديده لما هي حدود الشريعة في نصوص القرآن الكريم .... لماذا لأنه لا يوجد نص دون فهم له، ليس هناك نصوص دينية عذراء، النصوص ليست معلقة في الهواء، لا توجد شريعة دون فقه لها، الدين لا يتجلى إلا من خلال فهم ما له، والتاريخانية تظل أبداً تطارد هذا الفهم، وتبقى على تخوم النص القرآني، وفي غيره تطاله دوماً. سؤال النهضة هذا شبيه بسؤالك السابق عن التنزيل، لكن باختصار أي تفكير بالنهضة يمر عبر القرآن، عبر إعادة قراءته، ونحن ما زلنا نحلم بإعادة قراءته، الآن نحن في طور تطوير الأدوات والمنهاج، في بداية توجه نحو ابتكار طريق ومناهج جديدة للتعامل مع القرآن الكريم، مازلنا في البداية، وعندما يصبح لدينا علم واضح لأصول التفسير يستثمر كل ما أبدعته المعرفة الإنسانية إلى اليوم، عندها يمكن القول إننا نتقدم، وأننا على مشارف صناعة خطاب إسلامي جديد يمكن الثقة به. وباعتقادي أن الفكر ليس وحده يصنع التغيير، لكن بدونه لا يمكن أن يحدث تغيير حقيقي، إلا إذا كان التغيير مجرد التحاق بالآخرين، وأنا أرفض القبول بذلك.
المصدر ( http://www.almultaka.net/home.php?subaction=showfull&id=1157828603&archive=&start_from=&ucat=7&)
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[03 Oct 2006, 06:27 ص]ـ
أخي الحبيب الكشاف أشكركم على ثقتكم ...
سأنزل في الملتقى أربع حلقات حوارية مع جريدة الوقت البحرينية فيها رد غير مباشر على الأفكار الموجودة في اللقاء الذي أجري مع الباحث الصديق عبد الرحمن الحاج ...
والحقيقة قوله: // الحاجة بالنسبة للقرآن ليست في توضيحه وبيانه، بل في تأويله //
هي المحك الذي تنطلق منه القراءات الجديدة للقرآن الكريم فالمهم أن يكون القرآن مبرراً للوجود الواقعي أياً كان هذا الواقع إنه كما قال طيب تيزيني // القرآن يقول كل شيءٍ ولا يقول شيئاً // وهو يعني أن القرآن يقول كل شيءٍ يريده الإنسان ولا يقول أي شيءٍ لا يريده الإنسان وبالتالي لا تبقى هناك حاجة للقرآن إلا أنه يضفي المشروعية للواقع عبر لوي عنقه كما يشاء المؤول عبر " اللعب الحر " ...
القرآن بنظر هذا النفر من الباحثين لا ينص على مطالب محددة وإنما فيه كل شيء كما قال حسن حنفي مؤخراً " سوبر ماركت " وبالتالي يصبح الإنسان هو الحاكم على القرآن الكريم عبر التأويل الذي يتحدث عنه الحاج إن صح أن نسميه تأويلاً ..
أمر آخر يتعلق بالمناهج الحديثة وجدواها في قراءة القرآن الكريم: لقد وجهت سؤالاً مرات عديدة حتى لقد بح صوتي للحاج وغيره من المهتمين بالمناهج الجديدة في لقاءات خاصة وعامة هو: ما هي الإضافات التي يمكن أن نحصل عليها من خلال الوسائل الجديدة لقراءة القرآن الكريم ... أو نريد دراسة تبين لنا: الإمكانات التي تضيفها قراءة القرآن الكريم عبر المناهج الحديثة وتكون هذه الإمكانات غير ممكنة عبر القراءة القديمة أعني عبر أصول الفقه الإسلامي وقواعده. حتى الآن لم أجد إجابة ولعل ذلك لقصور اطلاعي.
من خلال قراءاتي في كتب الخطاب العلماني وجدت أركون وعلي حرب وشحرور أكثر من تبجحوا بالقراءات المعاصرة ولم أجد لديهم جديداً إلا شيئاً واحداً هو: الطعن في كتاب الله عز وجل من حيث مصدره ومنهجه وآياته وتعاليمه وكل كتابات أركون تدور حول تورخة النص كما يفعل أبو زيد أيضاً وهذه التورخة وهذا الطعن في القرآن الكريم ليس مصدره هو المناهج الجديدة أبداً وإنما الخلفية الفلسفية المرتابة للباحث نفسه ولا علاقة للمناهج بها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الكشاف]ــــــــ[04 Oct 2006, 01:25 ص]ـ
وأنا أشكرك أيضاً على ما تبذله وتكتبه في التصدي لمثل هذه الدعوات المضللة بارك الله جهدك وسدد رأيك.(/)
حوار مع جريدة الوقت البحرينية // د. أحمد الطعان //
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[02 Oct 2006, 04:13 م]ـ
في حوار مع الباحث السوري أحمد الطعّان
القرآن مقدّس ولا مكان للقراءات التحريفية بدعوى التأويل
الحلقة الأولى
الوقت - نادر المتروك:
يُعرف عن الباحث السوري أحمد إدريس الطعان صرامته في الدفاع عن القرآن الكريم في وجه ما يُطلق عليه ‘’الخطاب العلماني’’. في هذه الحلقة من الحوار معه يفتح الطعّان أسئلة بقدر ما يُجيب على الأسئلة، فـ ‘’هل القرآن الكريم نزل للبشر ليكون عقيدة وتشريعاً يمكن تطبيقه في الحياة أم أنه نزل لمجرد الترف الفكري والتأمل العقلي والأدبي المجرد؟ ’’، وهل من حقنا ‘’تجاهل الإحالات التي يؤكدها القرآن الكريم دائماً لفهمه وتنزيله؟ ’’ مثل اللغة العربية والسنة النبوية؟ يذهب الطعان في الخلاصة إلى أن ‘’المناهج الحديثة بمقدار ما تكون مفيدة ونافعة في حفز الفكر على التأمل والتجديد، تكون وبالاً إذا نُقلت من وظيفتها الإبداعية هذه لتكون أداة تقويلية أو تحريفية في النصوص الدينية’’. وفيما يلي نصّ الحوار معه:
* كيف تقيّم وضعية الخطاب العلماني في قراءاته للنص الديني المسلّحة بالمعرفة المعاصرة؟
- لكلّ نصّ بشري خصوصياته التي يُفترض أن يراعيها قارئ النص، فهناك شروط اجتماعية وثقافية وسياقية لابد أن تكون حاضرة أثناء أية قراءة لأي نص ينطق به البشر. ومن هنا لابد لمن يقرأ شكسبير وابن الفارض ودانتي وابن خلدون أن يضع في اعتباره شروط الفهم التاريخية التي أسهمت في تشكيل نصوصهم. وأي قارئ عربي يقوم بقراءة نقدية لشكسبير من خلال موروثه الثقافي العربي ويسعى لإسقاط هذا الموروث على نصوص شكسبير فإنه سيتعرض لسخرية وتهكّم الباحثين الغربيين والشرقيين على السواء. هذا فيما يتعلق بنصوص البشر.
* ولكن العلمانيين يقولون إن النصوص الإلهية تتأنسن عندما يخاطب بها الله البشر؟
- هنا توجد مغالطة شديدة، لأن فهم النصوص الإلهية بالفعل يخضع لمواضعات البشر ولكن ليس بالضرورة أن تخضع هذه النصوص لما تخضع له نصوص البشر من قابلية الخطأ والكذب وغير ذلك، وإلا فسينقلنا هذا إلى قضية أخرى وهي قضية الإيمان والأبعاد الغيبية فيه. إذاً لابد أن تكون النصوص الإلهية ذات ميزة خاصة وهي كونها معصومة عن الخطأ، بينما نصوص البشر يمكن أن توصف بذلك، ولكن فيما يتعلق بالنصوص الإلهية حين يقول المؤمن ذلك فهذا يعني أنه قد تخلى عن إيمانه أو تخلى إيمانه عنه.
والأمر الآخر هو أننا يجب أن نفرّق بين نص جاء ليقرّر مبادئ عملية سلوكية نازلة من علٍ، وبالتالي يُطالب هذا النص بممارسةٍ ما وبسلوكٍ ما وبيقينٍ ما، وبين نص آخر هو نص تأمّلي القصد منه هو تحريك المشاعر ومداعبة الخيال وإثارة الأحلام. القرآن الكريم يرسم منهج حياةٍ للمؤمنين به، وهو نصّ قانوني بالدرجة الأولى، وإذا كان يمكن قراءة النص القانوني بالطريقة التي يريدها الخطاب العلماني فهذا يعني أنه لا توجد جريمة ولا يوجد مجرم على وجه الأرض لأنه من الممكن بسهولة قراءة كلّ نص آلاف القراءات وتأويله - أو بعبارة أصح - تحريفه آلاف التحريفات.
مقاربات أم مواربات؟
* هذه رؤية نقدية شديدة تجاه مقاربات الخطاب العلماني الموجّه نحو النص الديني. أليس كذلك؟
- إن ما تسمّيه مقاربات - وهو للتعبير عن التواضع العلمي ومحاولة الاقتراب من الحقيقة - لا أظن أنه ينطبق على الرصيد الأكبر للمُنتَج العلماني، لأنه لا يقدّم لنا مقاربات وإنما يقدّم لنا ‘’مواربات’’ هدفها التنصّل من الحقيقة، فهو في غالبيته خطاب لا يعترف أصلاً بوجود الحقيقة. إنّ الحقيقة في الإسلام نصَّ عليها القرآن الكريم والسنة المطهرة، وهي كما جاء في الحديث كمثل ‘’المحجة البيضاء ليلها كنهارها’’، ولكن الخطاب العلماني في الواقع لا يريد أن يبني علاقة مع الحقيقة لأن ذلك يكلّفه بتكاليف وواجبات وربما تصبح المغارم أكثر من المغانم، ولذلك يثير الغبش والغبار دائماً أمام الشمس محاولاً حجبها عن الأعين ليقنع الآخرين بأن الشمس لا وجود لها، ويُستغَل مفهوم التأويل لكونه مفهوماً إسلامياً قرآنياً وتراثياً كمدخل إلى الهرمينوطيقا، وذلك من أجل قراءة النص قراءة جديدة أو معاصرة أو تنويرية أو غنوصية أو غير ذلك، ومن ثَم تصبح المعاني القرآنية المستقرة، والأصول الثابتة،
(يُتْبَعُ)
(/)
والأفهام السلفية الراسخة والمعلومة من الدين بالضرورة والمجمَع عليها؛ أفهاماً تاريخية خاضعة للتجديد والتغيير والمعاصَرة، لتحِعل محلَّها معان أكثر تطوراً ورضوخاً للعصر والواقع.
الخطاب العلماني والقرآن
* هل يمكن تقديم توضيح للرؤية التي ينطلق منها العلمانيون في تأويل النص القرآني مثلا؟
- في نظر الخطاب العلماني؛ المؤلف مات، والقصدُ خرافة، ولا توجد قراءة بريئة، والأصل في الكلام التأويل، وقوة النص في حجبه ومخاتلته لا في إفصاحه وبيانه، في اشتباهه والتباسه، لا في إحكامه وأحكامه. فالنصّ ليس نصّاً على المُراد بقدر ما هو حيِّز لممارسة آلياته المختلفة في الحجب والتحوير، والكبت والاستبعاد، وهذا شأن كلمة الحقيقة ذاتها، فهي تُخفي بالضبط ما تشير إليه. إن القرآن الكريم في منظور هذا الخطاب العلماني لا يفلت من هذه القراءة النسبية المفتوحة، فهو ما إن انتقل من فضائه الإلهي إلى الفضاء الإنساني حتى أخذ يعيش حالة من التشظي الدلالي المعنمي - بتعبير طيب تيزيني - عبر البشر الفرادى والمجتمعين المتشظين وفق مواقعهم المجتمعية.
ومن هنا، فإن القرآن بنظر الخطاب العلماني ليس له ثوابت، بل هو مجموعة من المتغيرات يَقرأ كل عصر فيه نفسه، وهو قابل لكلّ ما يُراد منه ولا توجد قراءات صحيحة وأخرى خاطئة، فالقراءات كلها صحيحة، فليس للقرآن معنى محدّد نهائي، إنه يقول كلّ شيءٍ من دون أن يقول شيئاً.
بين الهرمينوطيقا وقواعد الشافعي
* ولكن ما الضير في تفسير القرآن وفقا للهرمينوطيقيا؟
- المشكلة أنه يُفسَّر القرآن بناءً على خواطر وهواجس تحدّث بها شلايرماخر، أو هايدغر، أو رولان بارت أو دريدا. بينما يُضرب بقواعد الشافعي وأبي حنيفة وأصولهما عرض الحائط. إن الهرمينوطيقا اختُرعت في الأصل لقراءة النصوص الأدبية والشعرية، نعم يوجد في الغرب منْ حاول قراءة الكتاب المقدس من خلالها، ولكن ذلك حصل بعد أن انهارت قداسة الكتاب المقدس في الغرب، وتخلى الغربيون عن الإيمان بهذه القداسة بعد عصر النهضة وتفاقم الشك والإلحاد، فأصبح الكتاب المقدس كأي كتاب أدبي آخر يُدرس من منظور إنساني من دون أي اعتبار للبعد الغيبي الإلهي. والأمر الآخر أن الغاية من الهرمينوطيقا في الأساس ليس هو فهم النص أو البحث عن معناه، وإنما الغاية الأولى هو تنمية الموهبة الإبداعية، والقدرة القولية، بتحريض من النص نفسه وتشجيع من رموزه وعلاماته، وإثراء الفكر، وإثارة الذاكرة من خلال إيحاءاته واستدعاءاته.
قداسة القرآن
* وبأي نحو ينبغي أن يكون التعامل مع القرآن الكريم إذاً، خصوصا في هذا الشهر الكريم؟
- القرآن الكريم يُقرأ لكي يُفهم وتقوم عليه عقيدة وشريعة وسلوك في المقام الأول، أما ما يتحصّل بعد ذلك من فوائد أخرى رمزية أو تخيلية أو اشارية فهي تابعة للمقاصد الأولى والأساسية والجوهرية، ويجب ألا تتناقض معها أو تُصادمها. إن قداسة القرآن هي بُعد بدهي لا يمكن لأيّ مسلم أن يتجاوزه أو يَغضَّ الطرف عنه، ولابد لكل مسلم - حتى يكون مسلماً - أن ينطوي في قلبه على تبجيل شديدٍ لكتاب الله عز وجل، وتمجيد وتعظيم لكلماته سبحانه وتعالى، ولا يوجد أي تناقض بين هذه القداسة، وبين الشرح والفهم عن الله عز وجل، فالباري عز وجل أنزل كلامه ليُفهم أولاً، وأحال في ذلك إلى أهل الذكر: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ).
قداسة القرآن وحاجز العبث
* ولماذا لا يُعجب ذلك الخطاب العلماني؟
- لأن قداسة القرآن حاجز بينه وبين العبث، وسدّ عظيم يحول بينه وبين اللعب، وليس أي لعب! بل اللعب الحر، ولذلك فهو يبحث بين المناهج الحديثة عن أكثر المناهج جدوى في تحطيم هذه القداسة وتهشيمها، فوجد ذلك بحسب تصوّره في اللسانيات. فهي أولاً - بحسب ظنه - ساهمت في تقويض أُحادية المعنى للنص الديني، وجعلته يخضع لفهم القارئ وظروفه وقدرته على توليد المعنى. وكأن المنهج الأصولي الإسلامي منهج أُحادي المعنى. لكن المراد في الخطاب العلماني ليس تعدّد المعنى أو احتمالات المعنى، وإنما فوضى المعنى أو نسبية المعنى. إن المنهج الأصولي الإسلامي يذكر للكلمة المعاني التي تحتملها ثم يُرجح المعنى المراد بناء على المرجِّحات الموجودة في النص، أو القرائن الحافة به، أو السياق والسباق، أو الأصول العامة للشريعة، وليس الاستدلال بالتشِّهي أو العبث أو الخيال أو الموهبة، وإنما بالدليل.
* وهل أن اللسانيات في الخطاب العلماني يُراد منها نزع هيبة القرآن وقداسته؟
- نعم، وهو ما لا يخجل الخطاب العلماني من المصارحة به حين يؤكد أن دراسة القرآن دراسة ألسنية لغوية محضة الغاية، منها التحرّر من هيبة النصوص اللاهوتية، لأنها تبدو فوق الزمان والمكان والمشروطيات اللغوية، وأن فائدة الألسنية أنها تُزحزح قداسة النص وهيبته المفروضة علينا. المراد إذاً هو خلخلة الإيمان بالنص، والمقصود بالإيمان طبعاً الإيمان التقليدي، لأن هناك مفهوماً جديداً للإيمان هو إيمان ما بعد التحرير. ذلك هو المنهج البنيوي البارتي (نسبة إلى رولان بارت) الذي يتبناه الخطاب العلماني، وهذه هي اللسانيات التي يُراد أن يُفسَّر القرآن الكريم على أساسها بحيث تستحيل القراءة البريئة، ويفقد النص انتماءه إلى كاتبه بعد كتابته، ويفقد مصدره الإلهي بعد تنزله وتأنسنه، ويصبح عرضةً للذبح وتقطيع الأوصال بسكاكين الجزارين، ويا ليته يُذكى بطريقة صحيحة، وإنما يصعق صعقاً، أو بشكل أكثر توحشاً، حيث يُنهش نهشاً في كل أطرافه وأجزائه، فتسيل دماؤه حتى ‘’يصبح جثة هامدة لا حراك فيها’’ كما يصرح بذلك الخطاب العلماني.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[03 Oct 2006, 01:17 م]ـ
أخي الدكتور أحمد: شكر الله لك ما كتبت يراعك , وجاد به فكرك , جعلك الله شوكة في حلوقهم , وأظن هذه الهجمة ما زالت في بدايتها , ولعلهم يريدون أبعد مما يلمحون , كما آمل من فضيلتكم جعل بقية الحلقات تحت هذا الرابط فهو أنفع من تفريقها , خاصة ونحن بصدد دمج للمواضيع المتشابهة إن شاء ربي , شكر الله لكم مسعاكم.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[07 Oct 2006, 10:59 م]ـ
أحمد الطعان في حوار مع «الوقت»:
الإسلام دين متجدّد وليس بحاجةٍ إلى الحداثة الغربية
الحلقة الثانية
الوقت - نادر المتروك:
يُعرف عن الباحث السوري أحمد إدريس الطعان صرامته في الدفاع عن القرآن الكريم في وجه ما يُطلق عليه ‘’الخطاب العلماني’’. في هذه الحلقة من الحوار معه يفتح الطعّان أسئلة بقدر ما يُجيب على الأسئلة، فـ ‘’هل القرآن الكريم نزل للبشر ليكون عقيدة وتشريعاً يمكن تطبيقه في الحياة أم أنه نزل لمجرد الترف الفكري والتأمل العقلي والأدبي المجرد؟ ’’، وهل من حقنا ‘’تجاهل الإحالات التي يؤكدها القرآن الكريم دائماً لفهمه وتنزيله؟ ’’ مثل اللغة العربية والسنة النبوية؟ يذهب الطعان في الخلاصة إلى أن ‘’المناهج الحديثة بمقدار ما تكون مفيدة ونافعة في حفز الفكر على التأمل والتجديد، تكون وبالاً إذا نُقلت من وظيفتها الإبداعية هذه لتكون أداة تقويلية أو تحريفية في النصوص الدينية’’. وفيما يلي نصّ الحوار معه:
في حلقة اليوم، يتحدّث الباحث أحمد الطعان عن التجديد في الإسلام، ويؤكد أن الإسلام بذاته متجدّد، ويردّ المفاهيم التجديدية التي يطرحها العلمانيون، ويجد أنها فقدت المعيار الحقيقي في التجديد. فيما يأتي الحلقة الثانية من الحوار:
؟ هناك حديث متواصل بشأن التجديد الديني. ما هو فهمكم لمفهوم التجديد؟
- التجديد تطهير للدين من التراكمات والإضافات البشرية التي تعلق به عبر الأجيال، والاعتصام من جديد بحبل الله عز وجل، وهما الكتاب والسنة، أو هو إزالة الحوائل التي تحول دون رؤية المحجة بيضاء كما أرادها المشرّع سبحانه وتعالى. وبعكس ما قال هاملتون؛ فالإسلام دين متجدّد دائماً، وهذا معنى كونه غضاً طرياً دائماً، وذلك لأنه كلمة الله الأخيرة للبشرية، ولذلك جاءت الشريعة مرنة تحمل في داخلها ومن داخلها بذور التجدّد المستمر، والإسلام في ذلك يعتبر استثناءً بين الأديان كما يرى غلنر، إذ هو قادر على التجدّد من دون أن يخضع للحداثة، لأنه قادر على المواءمة المستمرة مع الواقع من دون أن تهتز أصوله أو كلياته، أو بعبارة أخرى لا حاجة لأن تهتز هذه الأصول والكليات لأنها ليست عبئاً على البشر. فالقرآن الكريم بما أحال إليه وما نبّه إليه من أصول للفهم والاستنباط؛ يكون قد وضع أمام العقل الإنساني المنهجية التي تفتح أمامه دائماً آفاق المرونة والمواءمة المستمرة مع كل ما يهم البشرية في حالها ومآلها.
العقل والميتافيزيقيا
؟ وما موضع العقل في التجديد؟
- إن التجدّد والتجديد لا يعنيان الاستقلالية المطلقة للعقل، فلابد أن يظل العقل دائماً وراء الوحي مهتدياً بنوره حتى لا يأتيه في ظلمات الحيرة والأهواء. هناك مجموعة من المفكرين المغالين يعتبرون الإسلام مجرد فكرة خالية من الأبعاد الميتافيزيقية، لتخضع لعناصر الزمن والتاريخ والتطور، وبالتالي سيصبح الإسلام شيئاً بالياً لا معنى له .. سيصبح ديناً للذكرى فقط كما حصل مع المسيحية كما يصرّح أحد أقطاب المسخة العلمانية العربية، والذين يمثلون هذا التيار هم على استعداد لتقبل أي شيء يمكن أن يحل محلّ الإسلام. المهم أن يكون جديداً بغض النظر عن ضرره ونفعه.
الكتاب والسنة
؟ فما هو المعيار الذي لابد أن يُلحظ في التجديد؟
(يُتْبَعُ)
(/)
- في كثير من الأحيان نحن بحاجة فقط إلى صياغات جديدة تلبي طموحات العقل الإنساني إلى المعرفة وتخرجه من الحالة النسقية السطحية التي تسبّب ضجراً لبعض العقول المتلهفة إلى رؤى إبداعية في وسط هذا الزحام الهائل من الأفكار. التجدّد في الإسلام هو أن تظل الأمة على وعي من أن هناك محوراً ومركزا عليها أن لا تبتعد عنه، وهذا المحور والمركز هو الكتاب والسنة. هما بمثابة الراية في وسط المعركة، يشدّ الجنود أنفسهم إليها ويتطلعون إليها. هذا هو المعيار الذي تقرأ الأمة نفسها من خلاله حتى لا تشط عن طريق الهداية.
المسلمون قوّالون والغرب يفعل
؟ لكن أين هو مجال العمل الفكري في هذا التجديد؟
- ليس التجديد المراد اليوم هو في كثرة التنظير ومؤتمرات الحوار وكثرة المشروعات والاجتهادات والرؤى، وإنما في شيءٍ واحد مُهدر في الغالب هو ‘’العمل’’. المسلمون اليوم شغلهم الغرب بمئات المؤتمرات والندوات من دون أن تلاحظ أي جدوى لذلك، لأن الغرب يمسك بزمام المبادرة وهي الممارسة والتطبيق، أما المسلمون فمشغولون بالتنظير والتقرير. والغريب أن هذا المطب هو أهم أمرٌ حذّر منه القرآن الكريم في آيات كثيرة فالقرآن يقول ‘’يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون’’. لا توجد قيمة حث عليها القرآن كقيمة العمل ‘’وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون’’، لأن الغاية الأساسية التي يريدها القرآن منا هي العمل والمبادرة إلى السلوك الصحيح والتطبيق السديد ‘’إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه’’. وقد تكررت هذه الكلمة في القرآن بشكل يمكن معه القول بأن محور الدعوة القرآنية بعد الاعتقاد هي العمل. ولكن الواقع بعكس ما يريده القرآن، فالمسلمون اليوم منخرطون في مؤتمرات الحوار والأقوال التي تصرف عليها الملايين بينما ساحات الأعمال وميادين المعركة الحقيقية فارغة.
؟ وأين تكمن المشكلة؟
- المشكلة أنه حين خلت الساحة العملية امتلأت الساحة القولية، فالكل قادر على الكلام والترديد والتنميق، ولعل هذا هو الذي حذّر منه رسولنا الكريم (ص) حين قال ‘’هلك الثرثارون، هلك المتشدقون، هللك المتنطعون’’. كثرة في الكلام، وتشدّق بالمصطلحات الغريبة، وانبهار باللغة الجديدة ومحاولة محمومة لإبداع مصطلحات ولغة جديدة غير مفهومة قائمة على الترميز والخلط، مع نماذج كثيرة للعجرفة والامتلاء بالأنانية والشعور النخبوي والنظر إلى الآخرين من أبراج عاجية .. وهذا هو التنطع، أي التكبر الذي مر ذكره الآن في الحديث الشريف.
المسؤولية التاريخية للأمة
؟ ألا يفهم مما سبق أنك ضد الاجتهاد ومراجعة الأطر النظرية بشكل مستمر؟
- لا، هذا مطلوب، ولكن بشرط ألا يطغى جانب على آخر، وما ألاحظه اليوم هو الطغيان الشديد للجانب التنظيري على الجانب العملي. والحقيقة أن التجديد إذا أُريد له أن يكون حقيقياً وعصامياً لابد أن ينطلق أولاً من الإحساس بالمسؤولية التاريخية للأمة، ومن ثم بمسؤوليتها الحضارية والوعي بحاجاتها وضروراتها ومن ثم إدراك متطلبات اللحظة الواقعية مع الإنسان والكون والحياة. والحال التجديدي اليوم أن كثيراً من المنظرين ينطلقون من هموم الآخر ومسؤولياته ومتطلباته لمعالجة واقع وهموم وقضايا وإشكالات مختلفة تماماً.
؟ هل يمكن التفصيل في نماذج المجددين اليوم؟
- هناك من يعدّ المعيار الوحيد للتجديد هو الواقع، فما يتلاءم معه هو الصواب بغض النظر عن حقيقة هذا الواقع ومدى صلاحه أو فساده، يعني أن يصبح الواقع هو الحاكم المطلق، وفي الغالب فإن الواقع الذي سيفرض نفسه هو واقع الأقوى وبالتالي فهو الذي سيمتلك زمام الحكومة أما واقعية الأوساط الضعيفة والفقيرة فستظل منبوذة ومنظوراً إليها على أنها تخلف ورجعية بغض النظر عن الحسن والقبح الذاتيين، أي يصبح التحسين والتقبيح ليس للعقل ولا للشرع وإنما للواقع، والواقع هنا ليس أكثر من غطاء لبراغماتية الأقوى الذي يمتلك القنبلة النووية بيد ويبرز باليد الأخرى لائحة حقوق الإنسان والعدالة والحرية كما يفسرها هو طبعاً.
هكذا تكلم العلمانيون
؟ وماذا عن أولئك الذين يمارسون التجديد باختراق اللا مفكر فيه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
- نعم، هناك منْ يرى التجديد في تحريك العقول إلى المناطق المحرّمة، والخروج من الأصولية العقائدية الدوغمائية والإطار اللاهوتي للفكر الإسلامي، والتحرّر من ثنائيات الإيمان والضلال، والعقل والإيمان، والوحي والحقيقة. وإعادة النظر في كل المسلمات التراثية والعقائد الدينية التي يتلقاها المسلم منذ الطفولة، وتجنُّب الإجابات الجاهزة، وتحرير المعرفة من الدائرة الأرثوذكسية المغلقة التي تمارس نوعاً من الاستلاب على مريديها، والسبيل إلى هذا الأمل - بنظرهم - هو التخلص من سلطة النصوص المغلقة، والتحرّر من قال الله وقال الرسول، والتحرّر من سلطة السلف، والإجماع، والقياس، لأن هذه السلطات تلغي العقل وتجعله لا يفكر إلا انطلاقاً من أصل أو انتهاء إليه أو بتوجيه منه. هكذا تكلم العلمانيون.
؟ ومنْ من هؤلاء قال ذلك صراحةً؟
- عبّر عن هذه النتيجة أدونيس بصراحة عندما اعتبر الرؤية الإسلامية هي السبب في الاتباعية وضمور الإبداع لأنها تكرّس المحرم، فلذلك لابد من الثورة على هذا المحرم والتأسيس للشهوانية والإباحية.
لابد من الثورة على التقاليد الاجتماعية الدينية والعودة إلى البداية، حيث لا خجل ولا عار، حيث ‘’اللا خطيئة فاللذة هي القيمة. وحيث الإلحاد الذي يُمثل خروجاً عن النسق الديني للمجتمع ولذلك فهو ‘’نهاية الوعي وبداية لموت الله [سبحانه] أي بداية العدمية التي هي نفسها بداية لتجاوز العدمية’’. إن هذا المستوى المأمول هو روح التجديد بنظر أصحاب هذا التيار.
؟ وما هو التجديد الإيجابي المطروح حاليا؟
- هناك منْ يعدّ التجديد هو في حسن الفهم والتنزيل، فإذا كان نزول الوحي قد انقطع من السماء إلى الأرض فإن وظيفة المجتهد اليوم تتمثل في القدرة على التنزيل من المصحف إلى الواقع والقدرة على ترتيب الأولويات والاقتناص النافع للحظة الراهنة. ومن الحكم التي نزل لأجلها القرآن منجّماً ومفرّقاً عبر 23 عاماً هي أن يعطي للمجتهدين عبر القرون اللاحقة دافعية الفهم والتنزيل المستمر للقرآن بحيث يظل القرآن هو المعيار الذي يُقرأ الواقع دائماً من خلاله. وبهذه الطريقة يظل القرآن ناظماً منهجياً والواقع حاضراً والعقل فاعلاً. وهذا المستوى من التجديد يحتاج إلى بيئة تمكّنه من ممارسة آلياته، أما في اللحظة الراهنة فهناك عقبات شديدة تحول دون ذلك، ومنها وجود الآخر الذي يحاربنا بالوسائل كافة ليحول دون نهضة الأمة من كبوتها لأن في نهضتها سداً أمام عولمته وبضائعه وخروجاً من هيمنته. وهناك الواقع السياسي المرير الذي تعيشه البلدان الإسلامية والذي يكرّس الفرقة السياسية بالإضافة إلى الطائفية الدينية والطائفية الفكرية.
البوطي مجدّد القرن
؟ ألا تبدو متشائماً وسوداوياً في نظرتك للمستقبل؟
- لا، بل أنا متفائل جداً ولله الحمد، وأعتقد أن ما يبذله عدد من العلماء المجدّدين من أمثال العلامة محمد سعيد رمضان البوطي الذي أعدّه مجدّد المئة الخامسة عشرة للهجرة، والعلامة يوسف القرضاوي والشيخ محمد الغزالي عليه رحمة الله، وكذلك مؤسسة المعهد العالمي للفكر الإسلامي إضافة إلى عدد كبير من العلماء والإصلاحيين الذين ينتهجون تيار الوسطية الإسلامية في مختلف البلاد الإسلامية؛ إن هذه الجهود الطيبة المباركة ستؤتي أكلها وستثمر ثماراً طيبة مباركة إن شاء الله عز وجل ولو بعد حين. والله أعلم.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[21 Nov 2006, 02:55 ص]ـ
الإسلام محصّن ضد العلمانية .. وهي إلى زوال
الحلقة الثالثة
الوقت - نادر المتروك:
يُعرف عن الباحث السوري أحمد إدريس الطعان صرامته في الدفاع عن القرآن الكريم في وجه ما يُطلق عليه ‘’الخطاب العلماني’’. في هذه الحلقة من الحوار معه يفتح الطعّان أسئلة بقدر ما يُجيب على الأسئلة، فـ ‘’هل القرآن الكريم نزل للبشر ليكون عقيدة وتشريعاً يمكن تطبيقه في الحياة أم أنه نزل لمجرد الترف الفكري والتأمل العقلي والأدبي المجرد؟ ’’، وهل من حقنا ‘’تجاهل الإحالات التي يؤكدها القرآن الكريم دائماً لفهمه وتنزيله؟ ’’ مثل اللغة العربية والسنة النبوية؟ يذهب الطعان في الخلاصة إلى أن ‘’المناهج الحديثة بمقدار ما تكون مفيدة ونافعة في حفز الفكر على التأمل والتجديد، تكون وبالاً إذا نُقلت من وظيفتها الإبداعية هذه لتكون أداة تقويلية أو تحريفية في النصوص الدينية’’. وفيما
(يُتْبَعُ)
(/)
يلي نصّ الحوار معه:
في وقفة اليوم مع الباحث الإسلامي أحمد الطعان؛ يتجه الحديث نحو موضوع الإسلام والعلمانية ومناقشة رؤية طرحها المفكر الأميركي المسلم خالد أبو الفضل في حوار سابق له مع ‘’الوقت’’، حيث تحدّث عن التجديد الإسلامي الذي رأى مالك بن نبي وعبد الكريم سروش أرقى نماذجه المعاصرة، وقال إن غياب هذا النموذج التجديدي سيترتب عنه اتجاه المثقفين المسلمين إلى العلمانية. يُحلّل الطعان هذه الرؤية رافضاً في كلّ الأحوال السقوط في العلمانية، مؤكدا وجود حصانة داخلية في الإسلام ضد العلمانية. وفي يلي نص الحوار:
؟ في حوار ‘’الوقت’’ مع المفكر خالد أبو الفضل، يؤكد أن غياب التجديد الإسلامي الحقيقي سيؤدي إلى زيادة الاتجاه إلى العلمانية. كيف تعلّق على هذه النظرة؟
- لقد سبق يوم أمس وأشرنا إلى أن البعض يرى أن التجديد هو في الخروج من عباءة الإسلام نهائياً، والبعض يرى أن التجديد هو في إعمال العقل في النص كما أمر الله عز وجل بالقراءة والتدبر والتفكر، ومن ثم المواءمة بين الواقع والنص بحيث لا يتم التلاعب بالنص أو إلغاؤه باسم الاجتهاد والتجديد، وكذلك لا يتم تجاهل الواقع وإهداره لأن النص في الأصل جاء لهداية الواقع وترشيده، فدعوة أي باحث إلى التجديد في كثير من الأحيان تخفي وراءها موقعه الأيديولوجي، ويكون شعار التجديد هو الأكمة التي تخفي وراءها ما تخفي من أيديولوجيات وأهواء غريبة تريد أن تتوغل داخل السياق الإسلامي.
تحليل رؤية أبو الفضل
؟ إذن، كيف تحلّل فكرة خالد أبو الفضل تلك؟
الفكرة التي يشير إليها أبو الفضل يمكن - من وجهة نظري - تحليلها إلى شكلين أو احتمالين: الأول أنه في غياب التجديد الحقيقي سيتحول المسلمون - ولاسيما - المثقفون إلى العلمانية. والثاني أنه في هذه الحالة يمكن أن يتجه الإسلام نفسه كرسالة إلى التعلمن.
وهنا أقول إنه يمكن أن تتحوّل شريحة ما من المجتمع إلى العلمانية في ظل الترويج الشديد والخداع والتلاعب بالعقول والأفكار، أو في بيئة يغيب عنها الوعي ويجمد الاجتهاد ويقعد العلماء والمجتهدون عن ممارسة نشاطهم الدعوي والترشيدي بينما الفضائيات تقتحم بيوتهم.
وحتى في هذه الحالة - في تصوري - لن يطول المكث في الإطار العلماني لسببين: الأول أن العلمانية نفسها الآن في عقر دارها تجني ثماراً مريرة على صُعُد مختلفة. والثاني أن الغرب نفسه - على المستوى الشعبي اليوم - يحمل في داخله بذوراً قوية جداً للاتجاه نحو الإسلام، أو نحو التدين بشكل عام، ولن يجد أمامه إلا الإسلام كمظلة تنقذه من المادية التي انحط فيها.
اللقاح ضد العلمانية
؟ هناك كتابات كثيرة في الغرب تتحدّث عن ذلك.
- نعم، ولعل كتاب هوستن سميث ‘’لماذا الدين ضرورة حتمية’’ يُبرز هذه الفكرة بشكل بارع جداً. لقد أخفقت العلمانية في البلاد الإسلامية إخفاقاً ذريعاً، وهي الآن في حالة احتضار بعكس ما يروّج عدد من العلمانيين، ولعل أبرز مثال على ذلك هو الحالة التركية حيث بعد سنوات طويلة من محاولة العلمنة بالحديد والنار نجد أن الإسلام اليوم هو الأقوى وهو المرشّح لاستقطاب القاعدة الشعبية بشكل يحيّر الدارسين. وأشير إلى أن الإسلام يحمل في داخله حصانة ضد العلمانية أو ما أسميه ‘’اللقاح ضد العلمانية’’، ومن المعلوم أنه في الأمراض الفتاكة يُعطى الأطفال لقاحات من المرض نفسه لكن بقدر محدود لكي يصبح الجسم منيعاً ضد المرض، وهذا حال الإسلام مع العلمانية، فالعلمانية هي الدنيوية المحضة، والإسلام أباح لأبنائه أن يستمتعوا بطيبات الحياة الدنيا وحرّم عليهم الخبائث. قال عز وجل (ولا تنس نصيبك من الدنيا) وقال (يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث). وهنا يكمن اللقاح ضد العلمانية.
ـ[محمد الحوري]ــــــــ[03 Dec 2006, 11:35 ص]ـ
نشكر للدكتور أحمد الطعان هذه التوضيحات النافعة ونشأل الله أن يبارك بجهده وعلمه وأن نرى منه إصدارات جديدة تبين زيف الخطاب العلماني.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[14 Dec 2006, 08:54 م]ـ
أحمد الطعان في حوار مع «الوقت»:
سيتحسّن العالم عندما يشيخ الغرب وتخور قواه
الحلقة الرابعة
(يُتْبَعُ)
(/)
يُعرف عن الباحث السوري أحمد إدريس الطعان صرامته في الدفاع عن القرآن الكريم في وجه ما يُطلق عليه ‘’الخطاب العلماني’’. في هذه الحلقة من الحوار معه يفتح الطعّان أسئلة بقدر ما يُجيب على الأسئلة، فـ ‘’هل القرآن الكريم نزل للبشر ليكون عقيدة وتشريعاً يمكن تطبيقه في الحياة أم أنه نزل لمجرد الترف الفكري والتأمل العقلي والأدبي المجرد؟ ’’، وهل من حقنا ‘’تجاهل الإحالات التي يؤكدها القرآن الكريم دائماً لفهمه وتنزيله؟ ’’ مثل اللغة العربية والسنة النبوية؟ يذهب الطعان في الخلاصة إلى أن ‘’المناهج الحديثة بمقدار ما تكون مفيدة ونافعة في حفز الفكر على التأمل والتجديد، تكون وبالاً إذا نُقلت من وظيفتها الإبداعية هذه لتكون أداة تقويلية أو تحريفية في النصوص الدينية’’.
في الوقفة الحوارية الأخيرة مع الطعان، يقول بأن النبي (ص) ‘’لم يجعل من نفسه إلا لبنة في البناء، تقوم به لبنات متراصة، لتشكّل بناء متماسكاً قوياً’’، إلا أن واقع الحال اليوم ليس على هذه الشاكلة كما يتأسّف الطعان، ويرى بأنه باتت ‘’تسيطر علينا عقلية المنقذ الأوحد’’، وليس العمل الجماعي المحفوف بروح الفريق التواضع والتعاون. ويتطرّق الطعان في هذه الوقفة لقضية الغرب والشرق، ويُقدّم في ذلك وجهة نظر تقوم على تسليب الغرب والتشكيك في وجهه الحضاري اليوم. وفيما يلي نص الحوار:
؟ العلاقة الجدلية بين الإسلام والغرب لا تزال قائمة في المشهدين الإسلامي والغربي معاً، وعلى الرغم من محاولات الاحتواء ومؤتمرات الحوار والتفاهم، إلا أنّ العلاقة الجدلية هذه بقيت تفرز الكثير من الآثار المنفّرة. كيف تحللون هذه العلاقة ومواصفاتها الحضارية القائمة اليوم؟
- كما نلاحظ العلاقة المطروحة اليوم هي العلاقة بين الإسلام والغرب، وليس بين الشرق والغرب أو بين الإسلام والمسيحية، فلماذا تسود هذه العبارة ‘’ الإسلام والغرب’’؟ لقد كان يمكن أن تكون العلاقة بين الشرق والغرب على نحو آخر لولا الاستغلال النفعي للدين، فقد أرادت الكنيسة منذ مئات السنين أن تخلق عدواً في مواجهتها لكي تشغل الناس بالالتفاف حولها، وهذا ما تفعله الإدارة الأمريكية اليوم حين تضخّم من خطر الإرهاب وخطر الإسلام حتى تكسب تعاطف الشعب الأمريكي، ومن هنا ظل الغرب دائماً يتطلع إلى الشرق على أنه خصم ولم يملّ من محاولة الهيمنة والاستغلال، فلا يخفق في حملة عسكرية حتى يشرع في التجييش لحملة أخرى، ولم تكن هذه العلاقة قاصرة على الحملات العسكرية، بل كان يرافق ذلك حملات أخرى من الاستشراق والتنصير مارست دورها في مزيد من التشويه والطمس والمسخ، فكانت الهوة تزداد بشكل دائم بين الشرق والغرب.
؟ وكيف يمكن للغرب أن يقبل الشرق؟
- لن يقبل الغرب الشرق شريكاً في إعمار واستثمار الكون، ولن يقبله نداً في الإنسانية، ولكنه سيقبله بمقدار ما يحقق له مصالحه ويؤمّن له رفاهيته، ويقبل منه عنصريته، والأصوات التي تتحدث اليوم عن الإسلام كشريك جاءت متأخرة فضلاً عن كونها خافتة في وسط الصخب الإعلامي الإمبريالي.
العالم في مأساة
؟ ألا تبدو أنك تخرج كثيراً على فكرة التفاؤل؟
- إن مجرد نظرة سطحية إلى العالم اليوم ومنذ عقود طويلة تكشف لك عن مأساة العالم اليوم، والمأساة التي جرّ الغرب إليها العالم، وكم هي الهوة سحيقة بين بني البشر، الملايين يموتون جوعاً وفقراً في الشرق بينما غيرهم ينعمون بالرفاهية في الغرب، الأطفال في الشرق أقرب إلى الهياكل العظمية، بينما أطفال الغرب يتقلعون سمناً وشبعاً، في مثل هذا العالم الذي تغيب فيه العدالة والإنسانية والمساواة لا يمكن الحديث فيه عن الأمان والطمأنينة ولا يمكن الحديث فيه عن السلام والمحبة إلا إذا كان ذلك على شكل شعارات مجردة أصبحت مملة ومهترئة.
؟ فمتى إذن سيكون الغرب طيباً وشريكا؟
- لن يكون الغرب طيباً إلا إذا أفلس، وهو في الطريق إلى ذلك، ولن يكون شريكاً إلا إذا شعر أن مكاسب الاستبداد والهيمنة والقوة في خطر ولا بديل إلا بقبول الشراكة والندية مع الشرق ‘’ الإسلام ‘’. حين تتلاشى مخالب الغرب ‘’ تخور قواه ‘’ وتشيخ حضارته، عندئذ يبدأ بجدية يتحدث عن الأخلاق والإنسانية والعدالة والحرية، ويسهم مع الشرق عندئذ في تحويل الشعارات التي ظلت خلبية طوال قرون عديدة إلى واقع ممكن، أو على الأقل واقع محتمل.
(يُتْبَعُ)
(/)
الهمجي النبيل أفضل
؟ لكن .. ماذا عن الوجه الحضاري للغرب؟ التكنولوجيا ودولة الرفاهية؟
- يتحدث الكثيرون الذين بهرهم سحر الغرب اليوم عما قدّمه الغرب للبشرية في مجال التكنولوجيا والرفاهية وكل ما يخدم الإنسانية في المجال المادي، ولا يملّون من التغني بالحضارة الحديثة، لكن هؤلاء يغمضون أعينهم عن الكوارث والمآسي التي جلبتها هذه الحضارة! ولا أدري لماذا تطغى مكاسب هذه الحضارة على كوارثها في أعينهم مع أنه هناك شبه إجماع بين المراقبين والمحللين على أن هذه الحضارة إذا لم تُرشّد فإنها تسير إلى هاوية لا يمكن التنبؤ بمدى أخطارها على البشرية. لقد شاهدنا منذ فترة قريبة إطلاق مركبة فضائية أمريكية في نفس الوقت الذي كانت فيه تتداعى قضية الجندي الأمريكي الذي اغتصب فتاة عراقية صغيرة وقام بقتلها وقتل كل أفراد أسرتها، المسحورون بالغرب يرون أن إطلاق المركبة الفضائية وما يرافقها من منجزات علمية لصالح البشرية تغطي على حادثة الاغتصاب والقتل تلك!
؟ إلا أن ذلك لا يغيّب المنجزات الحضارية للغرب؟
- لكن المنطق الإنساني يقول بأنه إذا كانت منجزات الحضارة والعلم ستوظف لفرض القوة والهيمنة والقتل والاغتصاب فإنه من الأفضل للبشرية أن تعود إلى حياة ‘’الهمجي النبيل’’ الذي تحدث عنه جان جاك روسو.
الإسلام ليس عدوا
؟ وما هي نظرتكم إلى طبيعة الاندماج الذي تمثله النخبة الإسلامية في بلدان الغرب وطبيعة الفكر الإسلامي الذي تصدر عنه (مثال طارق رمضان)؟
- إن ما تمارسه النخبة الإسلامية المثقفة في الغرب في غاية الأهمية لأنه إحدى الوسائل المجدية لتغليب معادلة الشعوب على الساسة، فحتى هذه اللحظة لا تزال النسبة الغالبة من الشعوب الأوربية خاضعة لثقافة التشويه والمسخ التاريخية التي مارستها الكنيسة والاستشراق قديما والإعلام فيما يخص الإرهاب حديثاً بالنسبة للإسلام، وأبرز مثال على ذلك معارضة النسبة الأكبر من هذه الشعوب لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوربي توجساً من غالبيتها المسلمة، وإذا استطاعت هذه النخبة أن تُوصّل رسالة الإسلام الغضة الطرية التي ليلها كنهارها، وأن تخرق الحجب الكثيفة التي نسجها تحكّم العداء وتراكم الأخطاء أمام الشعوب الأوربية؛ فعندئذ ستدرك هذه الشعوب أن الإسلام ليس عدواً، وأن المسلم ليس وحشاً، ولعلها عندئذ تسهم في تعديل كفة السياسة المنحازة ضد الإسلام والمسلمين وقضاياهم.
العمل والجماعية
؟ هل لديكم ما تضيفونه في نهاية الحوار؟
- أحب أن أعيد التذكير بأهمية المبادرة العملية، وأن يعي صناع القرار في بلادنا جسامة المسؤولية الملقاة على عواتقهم، فعليهم أن يباشروا الآن قبل فوات الأوان؛ التضحية بالمصالح الشخصية لحساب المصالح الوحدوية والجماعية والمستقبلية. التعاون هو المفتاح السحري للنجاح والقوة والحضارة، والفرقة والتشرذم هما النافذة المشرعة التي يدخل منها العدو والذل والهوان والتخلف. تأمّل معي في حديث نبوي شريف ‘’مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بنياناً فأجمله وأكمله إلا موضع لبنة منه فجعل الناس يطوفون به ويعجبون به ويقولون لو وضعت هذه اللبنة فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين’’.
هذا الحديث يضع أمامنا مثالاً رائعاً للعمل الجماعي والتواضع والانخراط في روح الفريق دون تردد، فالنبي (ص) يجعل من نفسه لبنة في بناء النبوة، هذا البناء الذي أسهم في بنائه إخوانه من الأنبياء جميعاً. أين هذا من علماء هذا الزمان وحكام هذا الزمان؟! فالعالِم اليوم لا يرضى أن يكون لبنة في بناء، بل لا بد أن يكون هو البناء كله، لا يرضى إلا أن يكون أوحد دهره وفريد عصره ومن لم يَجُدِ الزمان بمثله! وكذلك كل حاكم اليوم يعدّ نفسه هو محور التاريخ والقائد الوحيد، والمنقذ الفريد! ولذلك تجد عبارات التمجيد قد نفدت من القواميس في البلدان العربية لكثرة أصحاب الجلالة والفخامة والعظمة المتفردين الذين يتفنن المتملقون في تمجيدهم وتبجيلهم! والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العالمين.(/)
تعريف بكتاب الكليني للدكتور صلاح الخالدي
ـ[محمد السيلاوي]ــــــــ[03 Oct 2006, 04:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تعريف بكتاب الكليني وتأويلاته الباطنية للآيات القرآنية في كتابه أصول الكافي للعلامة صلاح الخالدي
صدر عن دار عمار للنشر والتوزيع كتاب جديد لفضيلة الشيخ العلامة صلاح عبد الفتاح الخالدي بعنوان: الكليني وتأويلاته الباطنية للآيات القرآنية في كتابه أصول الكافي , والكتاب يكتسب أهمية كبيرة حيث: أنه دراسة جادة معمقة لأهم الكتب الحديثية عند الشيعة وهو كتاب الكافي في الأصول للكليني الذي أورد فيه كثيراً من الروايات التفسيرية المنسوبة في أغلبها للإمامين محمد الباقر وجعفر الصادق , والذي ذكر معظمها في كتاب الحجة من الكافي الذي خصصه للإحتجاج لعقيدتهم في الأمامة والوصاية والنص على إمامة علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - والأئمة من ذريته في القرآن وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والكتاب هو الكتاب الحديثي الأول عند الشيعة الإمامية , ويؤمنون بصحة كل رواياته ويعتقدون بما فيها , ونظرتهم له تفوق نظرة أهل السنة والجماعة لصحيح البخاري ومسلم , ويهتم الشيعة بالكافي إهتماماً كبيراً خاصاً يقرؤنه ويتعلمونه ويحفظون رواياته ويؤمنون بمضمونها ويعتقدون صحتها وصوابها ...
ويشير الدكتور صلاح - حفظه الله - في كتابه إلى أن لتفسير القرآن في الكافي ميزة خاصة عندهم , ولا سيما أن شيخ الكليني من المفسرين المعتمدين عند الشيعة وهو علي بن إبراهيم القمي. ويبين أن بعض روايات الكليني التفسيرية صحيحة وبعض المعاني التي قدمها صائبة وهي قليلة في (الكافي) , ولكن معظم الروايات التي ذكرها الكليني في كتابه خاطئة , والمعاني التي قدمها فيه مردودة.
وهذه الدراسة الجادة النافعة من فضيلة العلامة صلاح الخالدي - نفع الله بعلمه - تتميز بأنها دراسة موضوعية اكتفى فيها المؤلف - حفظه الله - بالعرض والنقد والتصحيح والتصويب بعيدا عن الحكم والإتهام والإدانة والتجريح والإستفزاز والشتام واللعن لأن المؤمن - كما يقول المؤلف - ليس سبابا ولا لعانا ولا فاحشا بذيئ اللسان , ولأن هذا الأسلوب يغطي على الحقيقة ويصرف عنها.
وأما منهج الشيخ العلامة في هذه الدراسة فيتلخص في الأمور التالية:
1 - لم يقف الشيخ عند بعض الروايات التفسيرية الصحيحة " وهي قليلة ونادرة " في كتاب الكافي , لأنها صحيحة لاتحتاج إلى بحث أو نظر أو تصويب.
2 - عرض الروايات التفسيرية الخاطئة وهي كثيرة وطامة كبرى في كتاب الكافي على الأصول المعتمدة من الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة لمعرفة ما فيها من أخطاء.
3 - أغفل الكلام عن الروايات التاريخية التي تتحدث عن القرآن وعن الرسول - صلى الله عليه وسلم - والصحابة الكرام , وهي مردودة وباطلة لأنها لا تتحدث عن تفسيرات خاطئة لآيات القرآن.
4 - لم يلتفت لأسانيد الروايات التفسيرية في " الكافي " لأن هذا لا يعنيه في هذه الدراسة , ويحتاج إلى دراسة حديثية مع الأخذ بعين الأعتبار أن معظم رجال الأسانيد عند الشيعة ليسوا عدولا عند أهل السنة والجماعة , ومطعون فيهم وفق قواعد الجرح والتعديل.
5 - كانت وقفته عند متون الروايات التفسيرية الخاطئة في " الكافي " لمعرفة ما فيها من أخطاء , وتقديم المعنى الصائب الصحيح للآيات التي تتحدث عنها.
6 - أعطى الآيات التي تحدث عنها أرقاما مسلسلة بلغ مجموعها مائتين وعشرين آية , ولم يرتبها على أساس ترتيب المصحف , وإنما رتبها كما هي في ترتيب " الكافي " في كتبه وأبوابه.
وبعد: فالكتاب من الكتب النافعة المهمة , خاصة وأنه يأتي في وقته المناسب , في ظل انخداع قوم من بني جلدتنا بعقيدة هؤلاء القوم و000 وانتصاراتهم , ليلقي الضوء على عقائدهم الباطلة التي يؤمنون بها ويواجهن بها أهل السنة والجماعة. ولا سيما أن مؤلف الكتاب أستاذنا وشيخنا العلامة المفسر علم من أعلام الفكر والعلم والدعوة , وبحّاثة متخصص في دراسة علوم القرآن والتفسير , يشهد له بذلك عشرات الكتب التي ألفها وأتحف بها المكتبة الإسلامية في هذا الجانب 0
ونسأل الله أن ينفع بهذا الكتاب الذي ما أراد به مؤلفه إلا الإنتصار للقرآن الكريم والصحابة الكرام - رضوان الله عليهم - وتصحيح الأخطاء , ونسأله تعالى أن يجزي مؤلفه خير الجزاء ويبارك وينفع به , وأن يجعله في ميزان أعماله يوم القيامة.
وترقبوا الكتاب القادم لشيخنا العلامة من سلسلة الإنتصار للقرآن بعنوان: القرآن ونقض مطاعن الرهبان
قريباً جداً!!!
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[04 Oct 2006, 11:17 م]ـ
الأخ محمد
جزاك الله خيرا ولكن لي استدراك بسيط على قولك ((ويؤمنون بصحة كل رواياته ويعتقدون بما فيها , ونظرتهم له تفوق نظرة أهل السنة والجماعة لصحيح البخاري ومسلم))
فالشيعة ينكرون ذلك ويقولون بعدم وجود كتاب من كتب الحديث عندهم كل ما فيه صحيح
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد السيلاوي]ــــــــ[05 Oct 2006, 03:35 م]ـ
[ B[/B]] الأخ الفاضل محمد الأبرش حفظك الله و جزاك الله خيرا على استدراكك
أخي الفاضل: أنت تعلم أن الشيعة يؤمنون بما يسمونه التقية ولا داعي للتفصيل في ذلك.
فالكتاب عندهم هو الكتاب الحديثي الأول ... وكتاب الكليني شاهد على ذلك.
من هو الكليني؟ هو أبو جعفر: محمد بن يعقوب بن اسحاق , الكليني , الرازي الشيعي الإمامي , من كبار شيوخ الشيعة الإمامية.
ولد في قرية (كلين) وهي قرية واقعة جنوب غرب مدينة (الري) في إيران , قريبة من مدينة " قُم " الشيعية المشهورة. ولذلك نسب إلى القرية التي ولد فيها.
ولما تلقى العلم على علماء الشيعة في الري " قُم " توجه إلى بغداد , وصار يعلم الشيعة فيها , حتى انتهت إليه رئاسة فقهاء الشيعة الإمامية , وبقي في بغداد يعلم ويؤلف إلى أن توفي فيها سنة " 329 هـ.
وقد طلب منه تلاميذه تأليف كتاب معتمد في الحديث , يكون أصلا من أصول الحديث عند الشيعة , ويكون كافيا لهم , يكتفون به عن غيره ... فاستجاب لهم , وألف كتاب" الكافي من الأصول " , فاستغرق تأليفه عشرين سنة , بحيث اعتنى به الكليني عناية خاصة , وسجل فيه أصح الروايات الحديثية - على أصول الحديث عند الشيعة التي تخالف أصول الحديث عند أهل السنة - ونقل رواياته الحديثية مسندة عن كبار الأئمة المعصومين عند الشيعة , مثل: علي بن أبي طالب رضي الله عنه , وعلي بن الحسين زين العابدين , ومحمد الباقر بن علي , وجعفر الصادق بن محمد , وموسى الكاظم بن جعفر ... وبلغ مجموع الروايات الحديثية في " الكافي " مع المكرر (16199) وهو لاقم كبير.
ومن كلام علماء الشيعة في الثناء على الكليني وكتابه " الكافي ":
- قال الشيخ المفيد: " الكافي " من أجل كتب الشيعة , وأكثرها فائدة.
- وقال محمد بن مكي: " الكافي " أجل الكتب الإسلامية , و أعظم المصنفات الإمامية , ولم يعمل للإمامية مثله.
- وقالمحمد أمين الإسترابادي: سمعنا عن مشايخنا وعلمائنا أنه لم يصنف في الإسلام كتاب يوازيه أيدانيه!!.
- وقال المجلسي: " الكافي " أضبط الأصول وأجمعها , وأحسن مؤلفات الفرقة الناجية وأعظمها!.
وهذا كله موجود في مقدمة الكافي المطولة لحسين محفوظ بتعليق (علي أكبر الغفاري)
وبعد هذا ينكرون 111.(/)
الفرقان الحق ... مطبوع في أمريكا .... توجد صورة
ـ[عماد الدين]ــــــــ[04 Oct 2006, 07:55 ص]ـ
وجدت هذه الصورة لقرآن جديد
وبلغني من أحد الإخوة أنه بدأ توزيعه في بعض المدارس الخاصة بدولة الكويت
http://ec3.images-amazon.com/images/P/1579211755.01._SS500_SCLZZZZZZZ_V1056523080_.jpg
وهذا الرابط في موقع أمازون ... أكبر دور نشر
إضغط هنا للذهاب لرابط الكتاب وقراءة التفاصيل عنه ( http://www.amazon.com/True-Furqan-Al-Saffee/dp/1579211755/ref=sr_11_1/104-2690485-9134365?ie=UTF8)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Oct 2006, 01:52 م]ـ
- الفرقان الحق " فضيحة العصر - قرآن أمريكى ملفق .. بقلم:د. إبراهيم عوض ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2988)
- دراسة مختصرة لكتاب الفرقان الحق (الفرقان الأمريكي) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5695).
ـ[عبد اللطيف سالم]ــــــــ[06 Oct 2006, 01:48 ص]ـ
السلام عليكم
ليتكم لا تقولون (الفرقان الحق.)
ولكن قولوا: (ما يسمى بالفرقان الحق)(/)
رب فكر أورث كفراً .. الجابري يأتي بثالثة الأثافي،ويزعم نقص القرآن وتحريفه!!
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[05 Oct 2006, 01:54 ص]ـ
نعوذ بالله من الخذلان ..
إذا أردت أن تمثل بانعدام التوفيق،فإليك هذا المثال ..
رجل .. أو قل: ذكر،ينتمي للإسلام ويزعم نقص القرآن الذي تكفل رب العالمين ـ المتكلم به ـ بحفظه، فهل بعد هذا الخذلان والضلال شيء!!
كم أوصاني بعضهم بقراءة كتب هذا المخذول،وخاصة كتابه الذي هو ـ عند القوم ـ من أهم الكتب الفكرية المعاصرة (نقد العقل العربي) ...
وإذا بهذا النقد يصل إلى كتاب رب العزة!!! ولم يكن نقده للعقل العربي!! إلا قنطرة لنقد نقلة هذا الكتاب العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه!!
اللهم يا مقلب القلوب ثبّت قلبي على دينك!!
إليكم المقال كما نشر في موقع العربية الذي يحفل بمثل هذه المواضيع التي تثير البلبلة والشكوك!! مع رد اثنين من علماء الأزهر على هذه الفرية الصماء!!
دبي - فراج اسماعيل
رد عالمان أزهريان على ما أثاره د. محمد عابد الجابري استاذ الفلسفة والفكر الاسلامي بجامعة محمد الخامس المغربية بخصوص سقوط سور وآيات في المصحف الموجود حاليا والذي يرجع نسخه لعهد خلافة عثمان بن عفان، وكذلك على ما اعتبره أوجها للتحريف متمثلا في التأويل والأحرف السبع والقراءات ومسألة البسملة، وعلى أن سورة الأحزاب "73 آية" كانت في البداية تعدل سورة البقرة في حجمها.
قال د. محمد المختار المهدي الأستاذ بجامعة الأزهر ورئيس الجمعية الشرعية في مصر إن المصحف الذي بين أيدينا منزه من أي نقص أو زيادة او تحريف، وأن ضوابط شديدة أحيطت بجمعه ونسخه، كما أنه وصل إلى هذه المرحلة مكتوبا من عهد النبي، موضحا ان كتاب الوحي كانوا يكتبونه فورا بمجرد النزول على الرسول، وان جبريل كان يراجعه في رمضان من كل عام، وراجعه مرتين في رمضان الأخير من حياته بحضور زيد بن ثابت.
من جهته أكد الداعية الاسلامي الشيخ خالد الجندي إن هناك فرقا بين التأويل والتحريف، مشيرا إلى أن القرآن نزل بسبع لهجات كانت سائدة في جزيرة العرب، وان القراءات السبع انتقلت الينا بالاسناد والتواتر عن الرسول.
وأوضح أن الرسول لم ينزل عليه من السماء القرآن فقط، بل الذكر المبين له والذي كان يشرحه ويفسر به الأيات وعرف بالسنة، ومن ذلك آية "الرجم" التي تقول {والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم} مؤكدا أنها ليست من النص القرآني حتى لو أطلق عليها بعض الذين نسبت إليهم من الرواة، لأن كلمة "آية" كان يطلقها الصحابة على الحديث النبوي باعتباره لا ينطق عن الهوى.
وعلق د. المهدي على ما جاء في مقال د. محمد عابد الجابري بقوله: هذه القضية قتلت بحثا في موضوع النسخ والأحرف السبعة التي نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم. ومن المعروف أن القرآن الكريم نفسه قال: "سنقرؤك فلا تنسى إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى". فحينما كانت تنزل بعض آيات من القرآن وفيها شدة في التكليف، ويريد الله عز وجل أن يخفف عن الأمة، فإنه ينسي النبي هذه الآيات ويحكم الله آياته، فالقرآن قال بنفسه "كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير" وقال "لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد".
وسام حجة الوداع
وأضاف: عندنا الوسام العظيم الذي نزل على الأمة في حجة الوداع "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا". ثم ان القرآن أيضا قال "ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من احد عنه حاجزين" أليس هذا من تمام القرآن وتمام تبليغ الرسول صلى الله عليه وسلم لما أنزل عليه؟.
وأوضح المهدي أنه كان عندما تنزل الآية، يستدعي النبي كتاب الوحي ويكتبون ما يمليه عليهم بعد أن يرتفع الوحي مباشرة، فقد كان يتعجل في كتابته أثناء تلقيه الوحي من سيدنا جبريل، لدرجة أن القرآن عاتبه على ذلك وقال "ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيك" وطمأنه "إن علينا جمعه وقرآنه فاذا قرآناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه"، وكذلك الآية "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون".
اعجاز حفظه في صدور الصحابة
(يُتْبَعُ)
(/)
ويستطرد د. المهدي: هذا يعني أن الله هو الذي حفظ القرآن، وكان باستمرار يحفظ في الصدور ويحفظ أيضا في السطور. لم يأت اطلاقا أي كتاب سماوي كتب ووثق كما وثق القرآن الكريم، فقد كان كل حرف ينزل، يكتب ويقرأ في الصلاة، ونقلت لنا السيرة أنه عندما كان المرء يتجول في شوارع المدينة المنورة، يسمع دويا كدوي النحل باعتبار أن كل صحابي يسمع آية، يظل يقرؤها لأبنائه ولأهل بيته طوال الليل.
وأشار إلى أن القرآن نزل مفرقا وليس مرة واحدة "وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا" حتى يتيسر للبشر أن يعوه ويحفظوه. أما مسألة النسخ فقد أثارها اليهود بحجة أن كتابهم آخر الكتب ونبيهم آخر الأنبياء، ولذلك لم يؤمنوا بعيسي ولا بمحمد ولا بالانجيل أو القرآن، وقالوا إن هذا يستلزم عملية (البداء) وهي التي يتكلم عنها الفلاسفة في شبهاتهم، والبداء معناه ان الله بعد أن أنزل كتابا بدا له أن ينزل كتابا آخر، فنسخ هذا وجاء بذاك.
ويفرق بين هذه النظرية وبين ما حصل في القرآن بقوله: كان يأتي بالحكم فيكون ثقيلا ليبين أن هذا هو المطلوب منك، يعني مثلا فرضت خمسين صلاة في البداية ثم خففت إلى خمس صلوات، وهذا معناه نعمة وفضل من الله ورحمة بك فلا تفرط في الخمس التي كانت خمسينا. مثلا كانت عدة المتوفى عنها زوجها سنة كاملة وبعد ذلك خففت إلى أربعة أشهر وعشرة أيام. أليس ذلك تخفيفا؟. كان يجب على الرجل أن يقف أمام عشرة من أعدائه "إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين" وبعد ذلك يقول الله "الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين .. "
راجعه جبريل مرتين مع الرسول
ويشرح المهدي ذلك موضحا: هذا يعني أن النسخ الذي يتكلمون عنه ويعتبرونه شبهة هو عملية لطف من الله وتخفيف حصل بوحي من الله على نبيه، مؤكدا أن جبريل كان يراجع القرآن مع الرسول في شهر رمضان سنويا وهو ما يسمى "العارضة"، وفي رمضان الأخير قبل وفاته راجعه معه مرتين وهو القرآن الذي بين أيدينا حاليا، وقد حضر هذه العارضة زيد بن ثابت – احد كتاب الوحي وكان شابا وأثنى عليه الرسول كثيرا، وعند جمع المصحف انتدبه أبو بكر الصديق ثم انتدبه عثمان بن عفان في كتابة القرآن على الورق.
12 ألف صحابي راجعوا القرآن
وردا على القول بأن مصحف عثمان سقطت منه أو رفعت آيات وسور عند كتابته يوضح د. محمد المختار المهدي رئيس الجمعية الشرعية بمصر إن عثمان رضي الله عنه كان ينتدب أربعة صحابة من حفظة القرآن، ثلاثة من قريش وواحد من المدينة وهو زيد بن ثابت، وأتى بالمكتوبات التي تمت في حياة الرسول وكانت موجودة لدى السيدة حفصة، وبدأ الأربعة يراجعون ما في هذه المكتوبات ويعرضونها على الصحابة الذين كانوا موجودين وعددهم 12 ألف صحابي، فيعرض الأربعة الآية عليهم فاذا اقروها وقالوا انهم سمعوها من الرسول كتبت .. فهل يوجد توثيق أكثر من ذلك؟
وحول الروايات التي يتم الاستدلال بها على أن سورة الأحزاب المكونة من 73 آية كانت في حجم سورة البقرة، أو كانت مائتي آية في رواية منسوبة للسيدة عايشة، يؤكد د. المهدي أن كل هذه روايات يجري الاستدلال بها لعمل بلبلة وفتنة، لكننا نقول إنه ممكن جدا أن آيات نزلت ثم نسخت، بدليل أن الرسول كان ينسى الآية التي لا يريدها الله في النص القرآني الأخير، اما بخصوص آية الرجم، فهناك كلام كثير عنها، ومع فرض ثبوتها فان ذلك يقدح في نص القرآن، فأسلوبها لا يتفق أو ينسجم مع أسلوبه كالقول "والشيخ والشيخة إذا زنيا" فماذا مثلا عن "الشاب والشابة إذا زنيا" والاقتصار على الشيخ والشيخة؟.
التأويل لا يعني التحريف
وبدوره يوضح الشيخ خالد الجندي: التأويل هو رد الأمر إلى أصله وايضاح الدلالة من النص بما يتناسب مع الاستقرار اللغوي، وعلى هذا فهناك فارق بين التأويل والتحريف. واللغة العربية تعرف هذا المنحى، لأنه لا توجد لغة أصيلة، فكل اللغات تأثرت ببعضها، فقد أخذت اللغة العربية من الفارسية ومن الرومية ومن الحبشية، وكذلك هذه اللغات أخذت من العربية. ومن ثم عندما نفسر القرآن بأصل المدلول اللغوي فاننا بذلك نضيع الرسالة التي أراد القرآن توصيلها إلى الناس.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويستطرد خالد الجندي: هناك أوجه كثيرة جدا تؤيد قضية حفظ القرآن والعناية به من التحريف وهي المعجزات العلمية المذكورة فيه واعجازه البلاغي وسمو تشريعه والشواهد التاريخية والحقائق العلمية والكونية واعجاز اعداده وتناسق آياته وسوره واعجازه الاجتماعي والأثري والتاريخي والنفسي.
الأحرف السبعة هي لهجات العرب
وقال: هناك جهل شديد عند بعض الناس بمعنى الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، فالحرف في أصل اللغة معناه الطرف والجانب، وهي سبعة أوجه فصيحة من اللغات أنزل عليها القرآن، والذي يعرفه الناس أن القرآن نزل بسبع لهجات ولم ينزل بلهجة واحدة، وهي اللهجات التي كانت في البطون والقبائل بالجزيرة العربية وذلك ثابت في السنة، ويمكن ان نقول إنها سبع لغات من لسان العرب.
ويضيف الجندي: هناك فارق بين الأحرف السبعة والقراءات السبع. الأحرف السبعة تظهر في وجه الخلاف في قراءات القرآن، وهذه الأوجه الخلافية كانت في سبعة أمور، الأول: اختلاف أوزان الأسماء مثل قوله تعالى "والذين هم لأماناتهم". فطبقا لاختلاف أوزان الأسماء والتسمية والجمع والتذكير والمبالغة تقرأ أيضا "لأمانتهم". الثاني: اختلاف تصريف الأفعال نحو الماضي والمستقبل والأمر والاسناد، والثالث: وجوه الاعراب مثل "ذو العرش المجيد" فتقرأ "ذو العرش المجيد" بضم الشين والدال في العرش والمجيد، وتقرأ أيضا بكسر الشين والدال. والرابع: الزيادة والنقص "وماخلق الذكر والأنثى" فالأنثى تقرأ هنا أيضا بتحويل الثاء إلى تاء. والخامس: التقديم والتأخير "وجاءت سكرة الموت بالحق" تقرأ "وجاءت سكرة الحق بالموت". السادس: القلب والابدال: "وانظر إلى العظام كيف ننشزها" وقد قرأت "كيف ننشئها". السابع: اختلاف اللغة ذاتها مثل الترقيق والفتح والتفخيم، وهذا كله وارد في لسان العرب، ولا يقدح أبدا في قضية حفظ القرآن من التحريف.
وأشار خالد الجندي إلى أن هناك مذهبين للعلماء بخصوص الأحرف السبعة، الأول يعتمد على استقراء أوجه الخلاف في لغات العرب نفسها، والمذهب الثاني يقول إن المراد بهذه الأحرف سبعا من لغات العرب الفصيحة، وهذا يعني أن الله انزل القرآن على سبع لغات مراعيا ما بينها من فوارق لم يألفها بعض العرب.
القراءات السبع متواترة عن الرسول
ويشير إلى أن القراءات السبع عرفت بالتواتر، أي النقل بالاسناد المتواتر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه الظاهرة التسجيلية للنصوص لم تتوفر لأمة أخرى. ويقول الجندي موضحا ذلك: القراءة المقبولة هي التي اتفق عليها كل علماء القراءات، وشروطها أن تكون متوافقة مع اللغة العربية ولو بوجه من الوجوه، ومع رسم المصحف الذي كتب في عهد أبو بكر ونسخ في عهد عثمان ولو على سبيل الاحتمال.
ورد خالد الجندي على القول بان هناك ما سقط من القرآن في مصحف عثمان متسائلا: ليأتوا بهذا الذي يدعون سقوطه ثم نزنه بموازين القرآن، فان انطبقت عليه تلك الموازين قبلناه، وبالتالي لا يجب أن يجهد أحد نفسه في نفي شبهة مدع، إنما على الأخير أن يثبت شبهته حتى نقبل ما يقول به.
وأفاض الحديث حول القول بسقوط آيات استدلالا بروايات منسوبة لبعض الصحابة، موضحا أن هؤلاء لا يفهمون اطلاقات كلمة "آية"، فهي تقال عن السنة الكونية وعن الآية القرآنية وعن الحديث النبوي أيضا. وكان الصحابة يطلقون كلمة "آية" قاصدين بها ما قاله النبي لأنهم يعتقدون اعتقادا جازما ونحن كذلك أنه لا ينطق عن الهوى.
وأضاف الجندي: البعض يحاول عن طريق الاستدلال بتلك الروايات اثبات أن هناك كلمات ساقطة، فمثلا في قوله تعالى "لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الايمان فكفارته اطعام عشرة مساكين من أوساط ما تطعمون أهليكم او كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام" وهذه هي الآية "89" من سورة المائدة. يقول البعض أنه في مصحف ابن مسعود هناك زيادة بكلمة "متتابعات" .. أي أن الآية تستكمل كالتالي " فصيام ثلاثة أيام متتابعات" وادعى هؤلاء أنه في مصحف أبي بن كعب، جاءت كلمة متتابعات هكذا "فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر متتابعات".
(يُتْبَعُ)
(/)
ويعقب: هذا مخالف لما ثبت نقله بالتواتر، فكلمة "متتابعات" جاءت في مصحف ابن مسعود، لكنها غير متواترة، وهناك فرق بين المنقول بالشهرة والمنقول بالتواتر، وبالتالي فان ما نقل عن ابي بن كعب هو عن خبر أحاد، ونحن لا نقبل في القرآن أي خبر غير متواتر.
ووجود كلمة "متتابعات" في مصحف ابن مسعود كان من قبيل الايضاح، لأن الصحابة كانوا يكتبون تفسير بعض الكلمات من فم الرسول صلى الله عليه وسلم بجانب الكلمة القرآنية نفسها.
ويشير إلى عدم صحة الروايات المنسوبة لهذين الصحابيين. فمثلا يقال إن أبي ابن كعب أسقط من المصحف دعاء كان يتلى (دعاء القنوت في ما سمي بسورتي الخلع والحفد) وهذا غير صحيح ولم يثبت أن هذا موجود في مصحف أبي بن كعب. وحتى لو افترضنا وجوده فهذا لا يعني أنه قرآن، لأن أي صحابي كان عنده مصحف كان يكتب بجانب الآيات بعض الكلمات والتفسيرات التي ليست من النص القرآني وذلك للايضاح، اضافة إلى ان كلام القنوت المروي عن أبي بن كعب يفتقد الحجة على أنه قرآن منزل، بل هو ضرب من ضروب الدعاء، لأنه لو كان قرآنا لنقل إلينا نقل القرآن.
ويواصل الجندي: يمكن القول أيضا باحتمال كون دعاء القنوت كلاما منزلا ثم نسخ تلاوة ونصا، فما المانع أن يكون من باب المنسوخ، وحكمة هذا الشئ هو التدرج في التشريع وفي الرأفة والرحمة من الله ونقل العباد من حالة إلى حالة أخرى، فمن حق الله أن يغير ويبدل ما أنزل وليس ملزما بأن يظل أول تشريع له ساريا على الخلق، وهنا تتجلى حكمة الناسخ والمنسوخ الذي تم في حياة الرسول بوحي من الله.
مصحف عثمان وآية الرجم
ويؤكد خالد الجندي أن مصحف عثمان الذين بين أيدينا الآن هو المصحف الكامل بغير تحريف أو نقص أو زيادة أو تغيير، وليس فيه كلمة ولا رمز مختلف عن الحالة الأولى التي جمع فيها القرآن ولو كان هذا ممكنا لبطل اعجاز القرآن الكريم، وبطلت المزية التي يتميز بها.
وقال: آية الرجم لم تنزل في القرآن الكريم، والرسول صلى الله عليه وسلم. مفرقا بين "ذكر مبين" بفتح الباء نزل على الرسول والمعني به القرآن الكريم، و"ذكرمبين" بكسرها والمعني به "السنة"، فلماذا لا تكون هذه الآية من الذكر المبين "بالكسر" وهذا الأخير لم ينتبه إليه أحد ونريد أن نؤلف فيه كتابا، والصحابة كانوا يعلمون هذا وبالتالي لم يتحرجوا أن يطلقوا كلمة "آية" على الحديث النبوي.
وأضاف الجندي: البسملة وردت مرتين في القرآن، الأولى في سورة الفاتحة، والثانية في سورة النمل "انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم" لكنها ليست من القرآن عندما تقرأ قبل كل سورة، فلم يقل أحد بذلك، وعدم قراءتها قبل سورة التوبة سنة عن الرسول، لأننا نقرأ القرآن بالتواتر، فالصحابة قلدوا الرسول في ذلك، ثم التابعون فالأئمة القراء.
ما اعتمد عليه جمع القرآن
وأوضح ان العبرة عند الصحابة كانت بالمحفوظ لا بالمكتوب، والقرآن الكريم حفظ صدرا قبل أن يحفظ سطرا، وقد حفظ في صدر الرسول وهو لا يقرأ ولا يكتب، وهذه اشارة إلى أن المعتمد في جمع القرآن هو ما في الصدر وليس ما في السطر. وكان الشرط ان يأتي الصحابي الحافظ الذي يريد أن يثبت آية من القرآن باثنين من الصحابة يشهدان على صحة ما قاله.
جبريل راجع القرآن المكتوب 24 مرة
وقد كتب القرآن في عهد الرسول، وظلت تلك المكتوبات موجودة بدون تحريف إلى أن تم جمعه في عهد أبي بكر ولكن تلك المكتوبات لم تكن حجة على ما في الصدر. وقال الجندي إن جبريل عندما كان ينزل على الرسول راجع القرآن مكتوبا أربعا، وكان يطلب منه أن يرسل إلى ابن مسعود – أحد كتاب الوحي - بأن يضع آية معينة في سورة معينة وهكذا، وقد أعيد جمع هذه المكتوبات في عهد أبي بكر على نفس الحالة التي كانت في عهد الرسول ثم كتبت في مصحف عثمان.
ويفرق خالد الجندي بين كتابة وجمع القرآن. فالكتابة حصلت في عهد الرسول، وجمع محفوظا ومكتوبا في سور في عهد أبي بكر، حيث كان يطلب شاهدين من حفظة القرآن على كل كلمة مكتوبة، ليشهدا أنهما سمعاها من فم الرسول.
أراء د. الجابري
وكان د. محمد عابد الجابري قد قال في مقال والذي نشرته "العربية. نت" نقلا عن صحيفة " الاتحاد" الاماراتية إن موضوع الزيادة والنقصان في القرآن موضوع قديم كثر فيه القيل والقال، متناولا التأويل والنقص والزيادة في الحروف أو الحركات كاختلاف القراءات، والزيادة والنقص في الآية والسورة، والاختلاف حول البسملة، هل هي من القرآن أم لا.
وأضاف الجابري: هذه الأنواع من التحريف واقعة في القرآن ومعترف بها بصورة أو أخرى من طرف علماء الإسلام تحت العناوين التالية: التأويل، الأحرف السبع، القراءات، مسألة البسملة ... الخ.
وأشار إلى أن جميع علماء الاسلام من مفسرين ورواة حديث وغيرهم يعترفون بأن ثمة آيات وربما سورا قد "سقطت" أو "رفعت" ولم تدرج في نص المصحف. مواصلا بأن " ما يهمنا هنا هو ما يتصل بمسألة "جمع القرآن"، أعني ما يدخل في نطاق السؤال التالي: هل "المصحف الإمام" -الذي جمع زمن عثمان والذي بين أيدينا الآن- يضم جميع ما نزل من آيات وسور، أم أنه رفعت (أو سقطت) منه أشياء أثناء جمعه؟
http://www.alarabiya.net/Articles/2006/09/28/27851.htm
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الراية]ــــــــ[05 Oct 2006, 04:08 م]ـ
كم أوصاني بعضهم بقراءة كتب هذا المخذول http://www.alarabiya.net/Articles/2006/09/28/27851.htm
الشيخ المكرم عمر المقبل
بارك الله فيك ونفع بما كتبت.
ونصيحة من القلب من اخيك الراية
احذر من الذين نصحوك بقراءة كتب الجابري كحذرك من الجابري نفسه.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[05 Oct 2006, 05:05 م]ـ
أشكرك ـ أخي الراية ـ على نصيحتك ... وأبشرك أنني لم أقرأ له حرفاً واحداً،وهذا من فضل الله عليّ.
بقي أن تعلم أن هذه النصحية جاءتني قبل ست سنوات،وأتت من أناس أراهم اليوم أصيبوا بما أصيب به كثير من الشباب ... فآل أمرهم إلى: انحراف فكري + رقة في التدين!!
نسأل الله الثبات.
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[06 Oct 2006, 04:03 ص]ـ
جزاك الله خيراً
قد كنت قرأت هذا المقال في صحيفة الإتحاد في العدد الصادر بتاريخ 26 - 9 - 2006 وتعجبت من سماح الصحيفة لهذا الزنديق بنشر مثل هذه الهرطقات والأدهى أن هذه الصحيفة يقرؤها كل من هب ودب والله المستعان
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[06 Oct 2006, 02:58 م]ـ
ليت الإخوة الأفاضل ينقلون لنا ما قاله الجابري في جريدة الاتحاد بنصه ....
ولكم الشكر ...
فلعل الرجل يشعر أنه لم يحصل على الشهرة المطلوبة التي نالها من هو أقل جهداً منه ... فأراد أن يفجر قضية تكسبه الشهرة بسهولة ويسر وذلك ببضع كلمات يطعن فيها بكتاب الله عز وجل .. سوف نعطيه نحن ما لم يحصل عليه بسنوات من العمل والكتابة
ـ[الكشاف]ــــــــ[06 Oct 2006, 06:49 م]ـ
الدكتور محمد عابد الجابري ممن أضله الله على علم والعياذ بالله، وله كتابات كثيرة جداً لكنها منزوعة البركة، والمعجبون به في بعض جوانب شخصيته يزيد إعجابهم به بقدر قصورهم العلمي في علم الكتاب والسنة وليعذروني إن كان في هذا قسوة عليهم. وإلا فما أغنانا عن القراءة لمثل هذا الرجل الذي لم يهتدِ بنور الوحي لنفسه حتى تجرأ أن يقول مثل هذا الكلام في مقالاته هذه.
وهذا رابط مقالته للدكتور أحمد الطعان
http://www.alarabiya.net/Articles/2006/09/26/27781.htm
وقد بحثت عن المقالة في جريدة الاتحاد فلم أوفق للعثور عليها وهذا موقع الجريدة لمن أراد البحث بدقة عن المقالة الأصلية
http://www.alittihad.co.ae/channels.php?a=1&channel=1&journal=2006/10/06
ـ[الراية]ــــــــ[06 Oct 2006, 11:25 م]ـ
لمن احب الاطلاع على شيء من حقيقة هذا الكاتب من خلال الدراسات التي تناولته
فلينظر هذا الرابط من موقع الكاشف
http://www.alkashf.net/shkhsyat/14.htm#_ftn1
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[07 Oct 2006, 06:44 م]ـ
المقال موجود في موقع تابع لموقع الصحيفة ولكنه خاص بصفحة وجهات نظر!!!!!!!!
وهذا هو
http://www.wajhat.com/
ومن أراد الحصول عليه فليدخل إلى الأرشيف ثم اختار تاريخ 26 - 9 - 2006
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[23 Jan 2007, 11:44 م]ـ
من الموافقات الغريبة، أن يكون هذا الجابري مقتفياً أثر رجل في عصر ابن الأنباري ـ كما نقله عنه الإمام المفسر القرطبي، فسبحان الله! (تشابهت قلوبهم)،وإليك ما ذكره القرطبي في أوائل تفسيره:
قال الإمام أبو بكر محمد بن القام بن بشار بن محمد الأنباري: ولم يزل أهل الفضل والعقل يعرفون من شرف القرآن وعلو منزلته، ما يوجبه الحق والإنصاف والديانة، وينفون عنه قول المبطلين، وتمويه الملحدين وتحريف الزائغين، حتى نبع في زماننا هذا زائغ زاغ عن الملة وهجم على الأئمة بما يحاول به إبطال الشريعة التي لا يزال الله يؤيدها، ويثبت أسها، وينمي فروعها، ويحرسها من معايب أولى الجنف والجور، ومكايد أهل العداوة والكفر.
فزعم أن المصحف الذي جمعة عثمان رضى اله عنه - باتفاق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على تصويبه فيما فعل - لا يشتمل على جمع القرآن، إذ كان قد سقط منه خمسمائة حرف، قد قرأت ببعضها وسأقرأ ببقيتها، فمنها: " والعصر ونوائب الدهر " فقد سقط من القرآن على جماعة المسلمين " ونوائب الدهر ".
ومنها: " حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس وما كان الله ليهلكها إلا بذنوب أهلها ".
(يُتْبَعُ)
(/)
فادعى هذا الإنسان أنه سقط على أهل الأسلام من القرآن: " وما كان الله ليهلكها الإبذنوب أهلها "، وذكر مما يدعى حروفا كثيرة.
وادعى أن عثمان والصحابة رضى الله عنهم زادوا في القرآن ما ليس فيه، فقرأ في صلاة الفرض والناس يسمعون: " الله الواحد الصمد " فأسقط من القرآن " قل هو " وغير لفظ " أحد " وادعى أن هذا هو الصواب عليه الناس هو الباطل والمحال، وقرأ في صلاة الفرض " قل للذين كفروا لاأعبد ما تعبدون " وطعن في قراءة المسلمين.
وادعى أن المصحف الذي ف يأيدينا اشتمل على تصحيف حروف مفسدة مغيرة، منها: " إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم (1) " فادعى أن الحكمة والعزة لايشاكلان المغفرة، وأن الصواب: " وإن تغفر لهم فإنك أنت الغفور الرحيم ".
وترامى به الغى في هذا وأشكاله حتى ادعى أن المسلمين يصحفون: " وكان عند الله وجيها " والصواب
الذي لم يغير عنده: " وكان عبدا لله وجيها "، وحتى قرأ في صلاة مفترضة على ما أخبرنا جماعة سمعوه وشهدوه: " لا تحرك به لسانك أن علينا جمعه وقراءته فإذا قرأناه فاتبع قراءته ثم إن علينا نبأ به ".
وحكى لنا آخرون عن آخرين أنهم سمعوه يقرأ: " ولقد نصركم الله ببدر بسيف علي وأنتم أذلة ".
وروى هولاء أيضا لنا عنه قال: " هذا صراط على مستقيم ".
وأخبرونا أنه أدخل في آية من القرآن مالا يضاهى فصاحة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يدخل في لسان قومه الذين قال الله عزوجل فيهم: " وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه " فقرأ: " أليس قلت للناس " في موضع: " أأنت قلت للناس " وهذا لايعرف في نحو المعربين، ولا يحمل على مذاهب النحويين، لأن العرب لم تقل: ليس قمت، فأما: لست قمت، بالتاء فشاذ قبيح خبيث ردئ، لأن ليس لا تجحد الفعل الماضي، ولم يوجد مثل هذا إلا في قولهم: أليس قد خلق الله مثلهم، وهو لغة شاذة لا يحمل كتاب الله عليها .....
ثم ساق شيئاً كثيراً من هذيانه، ثم قال:
قال أبو بكر: وفي قوله تعالى " أنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " دلالة على كفر هذا الإنسان، لأن الله عزوجل قد حفظ القرآن من التغيير والتبديل، والزيادة والنقصان، فإذا قرأ قارئ: " تبت يدا أبي لهب وقد تب ما أغنى عنه ماله وما كسب سيصلى نارا ذات لهب ومريته حمالة الحطب في جيدها حبل من ليف " فقد كذب على الله جل وعلا وقوله ما لم يقل، وبدل كتابه وحرفه، وحاول ما قد حفظه منه ومنع من اختلاطه به، وفي هذا الذي أتاه توطئة الطريق لأهل الإلحاد، ليدخلوا في القرآن مايحلون به عر الإسلام، وينسبونه إلى قوم كهولاء القوم الذين أحالوا هذا بالأباطيل عليهم.
وفيه إبطال الإجماع الذى به يحرس الإسلام، وبثباتة تقام الصوات، وتؤدي الزكوات وتتحرى المتعبدات.
وفي قول الله تعالى: " الر كتاب أحكمت آياته " دلالة على بدعة هذا الإنسان وخروجه إلى الكفر، لأن معنى " أحكمت آياته ": منع الخلق من القدرة على أن يزيدوا فيها، أو ينقصوا منها أو يعارضوها بمثلها، وقد وجدنا هذا الإنسان زاد فيها: وكفى الله المؤمنين القتال بعلى وكان الله قويا عزيزا.
فقال في القرآن هجرا، وذكر عليا في مكان لو سمعه يذكره فيه لأمضى عليه الحد، وحكم عليه بالقتل.
وأسقط من كلام الله " قل هو " وغير " أحد " فقرأ: الله الواحد الصمد. ... ـ إلى أن قال ـ:
ويقال لهذا الإنسان ومن ينتحل نصرته: أخبرونا عن القرآن الذي نقرؤه ولا نعرف نحن ولامن كان قبلنا من أسلافنا سواه، هل هو مشتمل على جميع القرآن من أوله إلى آخره، صحيح الألفاظ والمعاني عار عن الفساد والخلل؟ أم هو واقع على بعض القرآن والبعض الآخر غائب عنا كما غاب عن أسلافنا والمتقدمين من أهل ملتنا؟ فإن أجابوا بأن القرآن الذي معنا مشتمل على جميع القرآن لا يسقط منه شئ، صحيح اللفظ والمعاني، سليمها من كل زلل وخلل، فقد قضوا على أنفسهم بالكفر حين زادوا فيه " فليس له اليوم هاهنا حميم وليس له شراب إلا من غسلين من عين تجري من تحت الجحيم " فأي زيادة في القرآن أوضح من هذه، وكيف تخلط بالقرآن وقد حرسه الله منها ومنع كل مفتر ومبطل من أن يلحق به مثلها، وإذا تؤملت وبحث عن معناها وجدت فاسدة غير صحيحة، لا تشاكل كلام الباري تعالى ولا تخلط به، ولا توافق معناه، وذلك أن بعدها " لا يأكله إلاالخاطئون " فكيف يؤكل الشراب، والذي أتى به
(يُتْبَعُ)
(/)
قبلها: فليس له اليوم هاهنا حميم وليس له شراب إلا من غسلين من عين تجري من تحت الجحيم لا يأكله إلا الخاطئون يؤكل.
انتهى المقصود من ذلك ...
نعوذ بالله من الخذلان،ونسأله أن يميتنا معظمين لكتابه،وشرعه.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Jan 2007, 12:57 ص]ـ
أحسنت بارك الله فيك أبا عبدالله، والأمر في شأن الشبهات كما تفضلتم يكرر اللاحق قول السابق بنصه أو بمعناه، ولذلك فالرد على اللاحق كالرد على السابق سواء، وتحضرني مقولة جميلة للجاحظ في كتابه في الرد على النظام وقوله بالصرفة، حيث قال: (فكتبت لك كتابا أجهدت فيه نفسي وبلغت منه أقصى ما يمكن مثلي في الاحتجاج للقرآن والرد على كل طعان فلم أدع فيه مسألة لرافضي ولا لحديثي ولا لحشوي ولا لكافر مباد ولا لمنافق مقموع ولا لأصحاب النظام ولمن نجم بعد النظام ممن يزعم أن القرآن خلق وليس تأليفه بحجة وأنه تنزيل وليس ببرهان ولا دلالة" الرسائل: خلق القرآن (1/ 287). ففي معنى قوله (ولمن نجم بعد النظام) أنهم يكررون شبهات من قبلهم، والرد عليهم جميعاً برد واحد. وأجمل منه عبارة الرافعي في أول كتابه (تحت راية القرآن) فقد ذكر كلاماً قريباً من هذا لعلي أتذكر نقله في وقت لاحق، أو يتفضل أحد الأعضاء بذلك مشكوراً.
وكتاب ابن الأنباري هذا الذي نقل منه القرطبي كلامه في تفسيره عنوانه: الرد على من خالف مصحف عثمان، وهو من كتب ابن الأنباري المفقودة، وقد قام بجمع النصوص المتوافرة منه الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد في بحث نشره في مجلة الحكمة في عددها التاسع من ص 223 - ص 240، وقد بسط البحث في هذا الموضوع في أربعة مباحث:
الأول: المقصود بمصحف عثمان.
الثاني: قصة مخالفة مصحف عثمان.
الثالث: جهود ابن الأنباري في علوم القرآن، مع اعتناء خاص بكتاب (الرد على من خالف مصحف عثمان).
الرابع: نصوص من كتاب (الرد على من خالف مصحف عثمان) عرض وتحليل.
والعودة إليه نافعة إن شاء الله، وبحسبي هنا الإشارة، وقد ذكر الدكتور غانم أن تفسير القرطبي هو المصدر الذي عول عليه في تجميع متفرقات نصوص هذا الكتاب المفقود، وقد سبق في مشاركة أخرى بعنوان:
من هو مؤلف تفسير (المباني في نظم المعاني) الذي نشر آرثر جفري مقدمته؟ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4905)
أن كتاب المباني هذا من المصادر الجيدة التي اشتملت على كثير من نصوص كتاب ابن الأنباري هذا فلعله يظهر لنا بعد تحقيقه ما يسد هذا النقص في كتاب ابن الأنباري بإذن الله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Jan 2007, 08:52 ص]ـ
وأجمل منه عبارة الرافعي في أول كتابه (تحت راية القرآن) فقد ذكر كلاماً قريباً من هذا لعلي أتذكر نقله في وقت لاحق.
يقول الرافعي في تنبيه بين يدي كتابه البديع (تحت راية القرآن):
نلفت القراء إلى أننا في هذا الكتاب إنما نعمل على إسقاط فكرةٍ خطرة، وإذا هي قامت اليوم بفلان الذي نعرفه فقد تكون غداً فيمن لا نعرفه، ونحن نرُدُّ على هذا وعلى هذا بردٍّ سواء، لا جهلُنا من نجهله يُلطِّف منه، ولا معرفتنا من نعرفه تبالغ فيه.
والفكرة لا تُسمَّى بأسماء الناس، وقد تكون لألف سنةٍ خلت ثم تعود بعد ألف سنة تأتي، فما توصف من بعدُ إلا كما وصفت من قبلُ ما دام موقعها في النفس لم يتغير، ولا نظنه سيأتي يوم يذكر فيه إبليس فيقال: رضي الله عنه.
ونحن مستيقنون أَنْ ليس في جدال من نجادلهم عائدةٌ على أنفسهم، إذ هم لا يضلون إلا بعلمٍ وعلى بينة!
فمن ثم نزعنا في أسلوب الكتاب إلى منحى بياني نديره على سياسة من الكلام بعينها، فإن كان فيه من الشدة أو العنف أو القول المؤلم أو التهكم، فما ذلك أردنا، ولكنا كالذي يصف الرجل الضال ليمنع المهتدي أن يضل، فما به زجرَ الأول بل عظة الثاني، ولهذا في مناحي البيان أسلوب ولذلك أسلوب غيره)
رحمه الله وغفر له ما أبلغه، وما أوقعه على دقيق المعاني، وإنه لإمام من أئمة البيان في العربية لم ار له نظيراً في القديم ولا الحديث، وقد نفع الله بكتبه في زمانه وبعد زمانه نفعاً كبيراً، فسبحان الله المعطي.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[26 Jan 2007, 09:11 م]ـ
من أحسن ما كُتِب عن هذا الرجل بعلم وعدل هذه المقالة:
مراجعات
العقل العربي بين الواقع والأمل ..
(يُتْبَعُ)
(/)
قراءة في فكر د/ محمد عابد الجابري
عبدالعزيز بن محمد الوهيبي
هل يمكن بناء نهضة بعقل غير ناهض .. عقل لم يقم بمراجعة شاملة لآلياته، ومفاهيمه، وتصوراته، ورُآه .. ؟! ثم لماذا لم تتطور أدوات المعرفة (مفاهيم، مناهج، رُؤى .. ) في الثقافة العربية (الإسلامية) خلال نهضتها في «القرون الوسطى» إلى ما يجعلها قادرة على إنجاز نهضة فكرية وعلمية مطردة التقدم، على غرار ما حدث في أوربا ابتداءً من القرن الخامس عشر (الميلادي).!
تلك هي الإشكالية التي شغلت ذهن المفكر المغربي د/ محمد عابد الجابري، ودفعته إلى إصدار دراساته المتنوعة حول كثير من قضايا الفكر الإسلامي التي منها: «نحن والتراث» صدر عام 1980م و «الخطاب العربي المعاصر» صدر عام 1982م و «نقد العقل العربي» الذي بدأ صدور أجزائه عام 1986م. ولعل أهم هذه الدراسات وأكثرها ثراءً، الدراسة الأخيرة التي جاءت في ثلاثة أجزاء، كان الأول منها عن «تكوين العقل العربي» والجزء الثاني عن «بنية العقل العربي» والجزء الثالث عن «العقل السياسي».
والجزء الأول والثاني، أكثر أهمية في نظري من الجزء الثالث الذي درس نشأة الدولة في الإسلام، وتطورها ... وحاول المؤلف فيه إبراز ما أسماه المحددات التي بقيت تحكم هذه الدولة في مختلف مراحل مسيرتها الطويلة هذه المحددات حصرها المؤلف من وجهة نظره في ثلاثة جوانب لا تتجاوزها وهي: العقيدة، والقبيلة، والغنيمة ... وأحسب أنه لايزال في هذا الموضوع العقل السياسي زيادة لمستزيد ولم يكن تناول المؤلف لهذا الموضوع كافياً ولا شافياً.
لاحظ الجابري، عندما درس «بنية العقل العربي» أن التصنيف الشائع القديم للعلوم الإسلامية بتقسيمها إلى علوم نقلية وأخرى عقلية، أو علوم دين وعلوم لغة، أو علوم العرب وعلوم العجم، لاحظ أن هذه التصنيفات لا تقوم إلا على اعتبار المظاهر الخارجية وحدها، والتي تذكرنا بالتصنيف القديم للحيوانات حسب مظاهرها الخارجية وحدها: إلى حيوانات برية ومائية وبرمائية، لكننا بحاجة إلى تصنيف جديد للعلوم الإسلامية كما ظهر التصنيف الجديد للحيوانات إلى فقريات ولا فقريات؛ الأمر الذي فتح أمام علم البيولوجيا آفاقا جديدة خصبة وعميقةً.
لقد كان عمل الجابري في هذا البحث «نقد العقل العربي» محاولة للكشف عن هذا التصنيف الجديد، محاولة لدراسة البنية الداخلية للفكر الإسلامي، وإعادة التصنيف على أساس لا يؤخذ فيه بعين الاعتبار سوى البنية الداخلية للمعرفة: آلياتها ووسائلها ومفاهيمها الأساسية. من هذا المنطلق جاء التقسيم الجديد عند المؤلف للعلوم الإسلامية وتيارات التفكير الإسلامي إلى ثلاثة علوم أساسية هي:
علوم البيان: وتشمل الفقه وأصوله وعلم الكلام وعلوم اللغة.
علوم البرهان: وتشمل الفلسفة وخصوصاً فلسفة أرسطو!
علوم العرفان: وتشمل التشيع والتصوف والفلسفة الإشراقية.
كان الإمام الشافعي هو المؤسس للمنهج في العلوم البيانية، وكتابه «الرسالة» يعتبر «قواعد المنهج» للفكر الإسلامي، كما وضع ديكارت «قواعد المنهج» للفكر الفرنسي والأوروبي الحديث، وقد لخص رحمه الله تلك القواعد بقوله: «ليس لأحد أبداً أن يقول في شيء حل ولا حرم إلا من جهة العلم، وجهة العلم: الخبر في الكتاب أو السنة، أو الإجماع، أو القياس (الرسالة: 39) فجهة العلم بناء على هذا النص محصورة في أحد سبيلين: النص (من كتاب أو سنة أو إجماع) أو القياس (الذي هو إلحاق فرع بأصل لاتحادهما في العلة) فقياس التمثيل إذن هو الآلية المفضلة عند الفقهاء، وهو الأسلوب الذي يحكم منهجهم في التفكير .. وعن الفقهاء انتقل المنهج إلى المتكلمين وعلوم النحو والبلاغة مُشَكّلاً بذلك مدرسة البيانيين.
أما علوم العرفان وهي العلوم التي يقدم فيها العقل استقالته فتبدأ مع بداية الترجمة، عندما أمر خالد بن يزيد بن معاوية (ت 85 ه) بترجمة كتب الكيمياء، والتنجيم، وكتب الطب اليونانية والقبطية، تلك الكتب التي تقدم رؤية هرمسية غنوصية للكون والإنسان، ثم كان لجابر بن حيان دور في نشر هذه النظرة الهرمسية، وشاركه في مثل هذا الدور الطبيب الرازي،
(يُتْبَعُ)
(/)
أما في المجال العقائدي فقد كان الشيعة أول من تهرمس في الإسلام، ولم تسلم الجهمية هي الأخرى من هذا التلوث وكذا الصوفية، ثم جاء بعد ذلك دور التيارات الباطنية ممثلة في إخوان الصفا وفلسفة ابن سينا، التي تزعمت التيارات الباطنية الإشراقية، ثم غدت بعد ذلك طابعاً عاماً لكثير من التيارات المنحرفة التي كان مدار التفكير فيها والمنهج المفضل للوصول إلى المعرفة قائماً على أساس الكشف والعرفان والإشراق الذوقي الباطني، وبخلاف كثير من الباحثين يرى المؤلف أن هذا الاتجاه لم يكن رد فعل ضد تشدد الفقهاء، ولا ضد جفاف الاتجاه العقلي عند المتكلمين، كلا، لقد ظهر هذا النظام قبل أن تتطور تشريعات الفقهاء، ونظريات المتكلمين إلى ما يستوجب قيام رد فعل من هذا القبيل، لقد كان هذا التيار نتيجة لمحاولة عناصر معادية للفكر الإسلامي وللدولة الإسلامية قادته عناصر من الزنادقة وأتباع الديانات الوثنية؛ من أجل تقويض البناء الفكري والسياسي للدولة الإسلامية.
هذا عن البيان والعرفان ... أما عن البرهان فيذكر المؤلف تبعاً لما يراه المستشرق كارل بروكلمان أن المأمون (198 - 218 هـ) إنما أمر بترجمة الفلسفة اليونانية لمواجهة العرفان المانوي الغنوصي الذي اعتمده الشيعة والزنادقة لمواجهة الدولة الإسلامية، لقد كان الكندي (185 - 252 هـ) هو أول فيلسوف عربي حيث أكد على أن المعرفة إنما تكون حسية أو عقلية أو إلهية أداتها الرسل المبلغة عن الله، وهو بذلك يرفض العرفان الشيعي الصوفي، ثم جاء بعده الفارابي (260 - 339 هـ) الذي حاول «الجمع بين الحكيمين»، أرسطو وأفلاطون محاولا «التوفيق» بين تيارت الفلسفة اليونانية المختلفة، متوصلاً بذلك إلى أن العرفان إنما هو ثمرة للبرهان.
لقد بقيت مدرسة بغداد كما يرى المؤلف من المأمون وحتى الخليفة القادر (381 - 22 هـ) مركزاً علمياً مخلصاً لاستراتيجية المأمون الثقافية القائمة على الارتكاز على أرسطو، ومنطقه وعلومه في الحرب ضد الإسماعيلية العرفانية الهرمسية، ثم تسلم بعد ذلك ابن رشد الراية عنهم، وهو المفكر الذي احتفظ بصورة فلسفة أرسطو نقية كما جاءت عنه، رافضاً إضافات الفارابي وابن سينا إلى هذه الفلسفة. هكذا تشكلت الدوائر الثلاث البيانية والعرفانية والبرهانية في الفكر الإسلامي، لكنها لم تدم مستقلة بعضها عن بعض طوال الوقت، لقد حصل تدريجيا تداخل بين هذه التيارات ... فلقد حاول ابن سينا تأسيس «العرفان» على «البرهان»، وذلك بالبحث في الفلسفة عن أسانيد للرؤية الهرمسية للكون والإنسان وعلاقتهما بالإله. كما حاول الغزالي تأسيس «البيان» على «العرفان»، وذلك بالتشكيك في كل قيمة للمعرفة الحسية والتجريبية والعقلية، متوصلاً بذلك إلى تفضيل طريقة «الكشف» والإلهام باعتبارها طريق اليقين الوحيد. بينما حاول ابن حزم تأسيس «البيان» على «البرهان» وذلك برفض قياس الفقهاء التمثيلي، ومحاولة اعتماد البرهان المنطقي الأرسطي المبني على مقدمتين ينتج عنهما نتيجة ضرورية يقينية، وتابعه على ذلك الشاطبي بعض المتابعة في محاولته لتأسيس فقه المقاصد. أما ابن رشد، فقد سن محاولات الخلط بين هذه الحقول، ورأى أن الشريعة صنو الحكمة وأختها الرضيعة، وأن لا سبيل للبرهنة من أحدهما على الأخرى ... وهي نتيجة توصل إليها أبو سليمان المنطقي من قبل، لكن كان لابن رشد فضل بلورتها وتوضيحها.
المؤسف كما يرى الجابري أن محاولة ابن رشد جاءت متأخرة فلم تلق أُذناً صاغية ممن جاء بعده من المفكرين، بل كان النصر «للعقل المستقيل» في الحركة الصوفية والشيعية، كما كان النصر حليفاً لاختلاط الأنهر عند المتكلمين الذي ظهر بظهور الرازي حيث قام تلميذه (الإيجي) بعد ذلك بوضع الصورة النهائية لعلم الكلام في كتابه «المواقف» حيث يختلط فيه «البيان» بـ «البرهان» بـ «العرفان» وبذلك ظهرت أزمة الأسس في الفكر الإسلامي، وتشفي الحقيقة ثم ساد بعد ذلك الجمود والتقليد، وتحريم الاجتهاد والنظر العقلي.
... هذا عرض سريع لموضوع كتابي «بنية العقل العربي» و «تكوين العقل العربي» نأتي بعده إلى سؤال مهم:
تُرَى ما هي المدرسة التي يتبناها الجابري بين هذه المدارس المختلفة، والتي يبشر بها ويدعو إليها؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم ما هو المقياس الذي اعتمده في قبول أو رفض هذه التيارات، وما هي الخلفيات الفكرية والاعتقادية التي كانت تحكم نظرته نحو مختلف المدارس الفكرية .. ؟!
قبل الشروع في الإجابة على هذه الأسئلة، لابد من الإشارة إلى ظاهرة لا تخفى على القارئ لمختلف الإصدارات التي كتبها الجابري؛ ألا وهي رغبته الدائمة في عدم الكشف عن توجهاته الفكرية بشكل سافر ... اتضح هذا جلياً في حواره مع «حسن حنفي» في كتاب «حوار المشرق والمغرب» حيث سود صفحات في بيان رغبة القراء في كشف القناع عن الخلفيات الأيديولوجية التي تحكم من يقرؤن له، ومع ذلك فلم يحدد توجهاته بوضوح ... !! الذي يظهر لي أن حرص الكاتب على عدم إظهار توجهه الفكري يرجع إلى أحد سببين هما:
*إما أنه لا يزال في مرحلة التأمل والبحث والنظر، فلم يحدد بعد توجهاته الفكرية.
*أو أن الباحث يرغب في نشر إنتاجه الفكري بين مختلف الأوساط دون عوائق تصنيفية تلحق به الضرر عند من لا يوافق على توجهه الفكري.
على أي حال، فإنه يمكن من خلال التتبع لمختلف دراساته تَبَيّنَ خطوط رئيسة في خياراته الفكرية نشير إلى شيء منها ها هنا: بادئ ذي بدء، لا يخفي الكاتب انحيازه للعقلانية حيث يقول: « ... نحن نصدر عن موقف نقدي ينشد التغيير، من التحرك من موقع أيديولوجي واعٍ، أي لا بد من الصدور عن موقف تاريخاني (؟)، موقف يطمح ليس فقط في اكتساب معرفة صحيحة بما كان، بل أيضاً إلى المساهمة في صنع ما يتبقى أن يكون، وهو بالنسبة للمجال الذي نتحرك فيه: الدفع بالفكر العربي في اتجاه العقلنة، اتجاه تصفية الحساب مع ركام ولا نقول رواسب اللامعقول في بنيته. (تكوين العقل العربي: ص 52) ... «لأن موضوعنا هو العقل، ولأن قضيتنا التي ننحاز لها هي العقلانية» (التكوين: ص 7). تبني العقلانية، والدفاع عنها، والتنويه برموزها كان هدف الجابري الذي لا يخفيه في عامة دراساته التي أصدرها ... لكن العقلانية بأي معنى .. ؟! انه لا يوجد صراحة من يعلن الحرب على العقل والعقلانية [1] لكن الاختلاف يظهر عندما يتحدد المقصود بالعقلانية ... فما هي يا ترى العقلانية التي يدعو إليها الباحث، وينافح عنها .. ؟
من خلال الرموز الذين دافع عنهم الجابري يمكن تلمس ملامح تلك العقلانية، وسماتها الأساسية. لقد عرض الباحث فكر أرسطو في «بنية العقل العربي» (ص 384) دون أن يتحفظ على شيء مما جاء فيه، كما اعتبر الفارابي الذي يسمى «المعلم الثاني» اعتبره هو الذي أعاد تأسيس العقلانية في الإسلام؛ نظراً لكونه أول من درس المنطق الصوري كاملاً، وقد تغافل الباحث عن الجوانب الغنوصية في فكره ولم يعطها وزنها الذي تستحقه، نظراً لأنه كما يقول جعل «العرفان» ينتج عن «البرهان»، كما تبنى هجوم ابن حزم على القياس باعتباره منهجاً في البحث لا يفضي إلى اليقين، واعتبر المنهجية الظاهرية الحزمية في الأصول أمتن من منهجية البيانيين وأقوم، وكذا أعجب بمنهجية الشاطبي في الموافقات، حيث بنى الأصول على المقاصد التي تعرف باستقراء أدلة الشرع ... لكن الشخصية الإسلامية التي تحتل قيمة لا منازع لها عند الجابري هي شخصية ابن رشد ... إن الخطاب الرشدي يبنى كله على النظر إلى الدين والفلسفة كبناءين مستقلين، يجب أن يبحث عن الصدق فيهما داخل كل منهما وليس خارجه، والصدق المطلوب هو صدق الاستدلال، وليس صدق المقدمات، ذلك أن المقدمات في الدين كما في الفلسفة، أصول موضوعة يجب التسليم بها دون برهان: فإذا كانت الصنائع البرهانية، في مبادئها المصادرات والأصول الموضوعة، فكم بالحري أن يكون ذلك في الشرائع المأخوذة من الوحي والعقل. (تهافت التهافت 2/ 869)، ولذلك «فإن الحكماء من الفلاسفة لا يجوز عندهم التكلم ولا الجدال في مبادئ الشرائع، وذلك أنه لما كانت لكل صناعة مبادئ، وواجب على الناظر في تلك الصناعة أن يسلم لمبادئها، ولا يتعرض لها بنفي ولا إبطال؛ كانت الصناعة العملية الشرعية أحرى بذلك ... » (التهافت 2/ 791).
(يُتْبَعُ)
(/)
علامَ تدل هذه الكلمات؟! اعتبار الشريعة نسقاً مغلقاً لا يمكن الاستدلال عليه من خارجه؛ ألا يعني هذا أن الدين تسليم دون استدلال؟! وإذا صح هذا فكيف يمكن التمييز بين الدين الصحيح والزائف؟! ألا تحمل هذه الكلمات بذوراً علمانية خطيرة؟!
يعلق الجابري على منهج ابن رشد بقوله: «كانت الرشدية قادرة على طرق آفاق جديدة تماماً، وهذا ما حدث بالفعل، ولكن في أوروبا حيث انتقلت وليس في العالم العربي حيث اختنقت في مهدها، ولم يتردد لصيحتها الأولى صيحة الميلاد أي صدى إلى اليوم .. » بنية العقل العربي: ص 323) أي صدى تردد في أوروبا، إنه الصدى الذي تبنى العلمانية منهاجاً، وجعل من الدين مواضعات اجتماعية وأخلاقية خاصة، فمن تبنى العلمانية منهاجاً وجعل من الدين مواضعات اجتماعية وأخلاقية خاصة، فمن شاء أن يلتزم بها فله ذلك ومن لم يشأ فلا جناح عليه!! أما أن يتدخل الدين في صياغة المنهج السياسي أو الاقتصادي، أو العلاقات الخارجية، فكلا، ليس ذلك للدين وإنما هو للعقل البشري المجرد .. !! هل يريد الجابري هذه النتيجة .. ؟! من العدل أن نقول إنه لم يصرح بهذا في هذه الكتب ... لكن القارئ بسوء نية يمكنه أن يفهم ذلك.
** ملاحظات ومراجعات:
رغم الجهد الضخم الذي بذله الجابري في إعداد هذا المشروع الفكري مستفيداً في ذلك ممن سبقه من الباحثين، مسلمين كانوا أو مستشرقين أو ماركسيين .. إلخ؛ فإن المرء لا يسعه إلا أن يتبنى موقفاً مغايراً لما تبناه المؤلف في كثير من المواضع في تلك الكتابات، نقف في هذا العرض عند بعض منها:
*من الملفت للنظر في هذا المشروع النقدي، أنه في غمرة حماسته للفلسفة الأرسطية، قد غض الطرف عن النقد الجوهري المتين الموجه قديماً وحديثاً لهذه الفلسفة، سواء أكان ذلك في المنطق الذي يحكمها أو في النتائج والرؤية التي تنتج عنها، حتى أن العلم الحديث لم يتمكن من تحقيق فتوحاته العظيمة حتى تحرر من أسرها، والمؤلف خبير بالمنهج العلمي الحديث في البحث والتفكير، حيث وضع فيه كتاباً في جزأين تحت عنوان «فلسفة العلوم»، ظهر له من خلالهما البون الشاسع بين التفكير العلمي الحديث والمنهج الأرسطي القاصر فلماذا يا تُرَى جعل الباحث المنهج الأرسطي معياراً للحكم على فكر هذا العالم أو ذاك بالتقدم أو التخلف، بالعقلانية أو عدمها؟! حقيقةً .. لا يظهر لي سبب واضح وراء هذه الحماسة والاندفاع.
*رغم أن الجابري لم يبد عداءً نحو منهج البيانيين (فقهاء وأصوليين ولغويين) فهو في ذات الوقت لم يحدد موقفاً واضحاً من القضايا التي أثاروها ولم يبد انحيازاً مع تلك الطروحات أو ضدها، وهو موقف غريب غير مبرر. ومن المسائل ذات الدلالة في هذا الموضوع أن ابن تيمية رغم مساهمته الثرية والعميقة في كل القضايا التي أثارها المؤلف في كتاباته، لم يلق أي اهتمام يستحق الذكر مقارنةً بغيره من الشخصيات التي برزت في علم الأصول أو علم الكلام أو الفلسفة ... إلخ. ورغم عدم تحيزنا للأشخاص، فإنه يمكن اعتبار هذه الظاهرة ذات دلالة لا تخفى، حيث أن ابن تيمية يشكل ربما الصورة الأخرى لابن رشد ... فرغم اطلاعه الواسع على الفلسفة بمختلف تياراتها، ودخوله في جدل عميق مع مختلف طروحاتها، إلا أنه ظل على إيمان عميق لا يتزعزع بأن العقل لا يعارض النقل ولا يُضادّه، وأن أكمل مناهج التفكير العقلي، إنما هي تلك التي دعى إليها النقل وحث عليها. فهو بخلاف ابن رشد يؤمن بأن مبادئ الشرائع يمكن فحصها والاستدلال لها بالعقل، كما أن مقدمات الفلسفة هي الأخرى تخضع للفحص العقلي والنقلي؛ وذلك هو الموقف العلمي الصحيح، وإلا كيف لمسلم أن يتورط بالقول بأزلية العالم؟، وذلك مخالف لمسلمة قطعية من مسلمات الدين وهي الاعتقاد بأن هذا العالم مخلوق بعد أن لم يكن!! كيف لمفكر يحترم نفسه أن يسلم بالرؤية الفلكية الأرسطية، ويبقى في ذات الوقت محترماً للنص الشرعي مؤمناً بما فيه، بحجة أن هذه مقدمة فلسفية وتلك مقدمة كلامية شرعية؟! أليس في ذلك تغييباً مقصوداً للوعي؟! وعودة لا تخفى إلى التناقض؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
*أشار المؤلف إلى أن منهجية البيانيين المفضلة هي الاستدلال بالشاهد على الغائب، وهي دعوى غير مسلم بها، فلقد كان للأصوليين المتقدمين كلام في الاستحسان، والمصالح، والاستقراء، والاستنباط، وهي طرائق في الفهم والاستدلال مغايرة لقياس الشاهد على الغائب. كما أن للعلماء المسلمين في مجال العلوم الطبيعية، منهجاً تجريبيا متقدماً حتى إن المسلمين يعتبرون بحق وبشهادة الباحثين الغربيين أنفسهم سبّاقين إلى اكتشاف المنهج التجريبي، وعنهم أخذته أوروبا في عصر النهضة، وهي قضية لم يعطها الكاتب حقها من الاهتمام والتقدير الكافيين. هذه مسألة ... والمسألة الأخرى في هذا الصدد حول قيمة المنهج في الوصول إلى الحقيقة ... إن التقدم العلمي الهائل الذي تشهده العلوم التجريبية المعاصرة، ليس في الحقيقة ناتجاً عن تقدم المنهج إطلاقاً ... إنما هو في الواقع ناتج عن الإمكانات الهائلة التي أودعها الله في هذا الكون ... إنها عظمة الله تتبدى في عظمة خلقه، وليس ذلك ناجماً عن عظمة المناهج البشرية إن العلم يكتشف الطبيعة (الخلق) وقوانينها (السنن) ولا يخلقها من عدم ... بل إن لبعض علماء الفيزياء المرموقين المعاصرين وهو بول ديفيس البريطاني كتاباً سماه «ضد الطريقة - Against Method » يذكر فيه أن المنهج لم يكن في يوم من الأيام رائداً للبحث العلمي، بل كان دوماً متخلفاً وتابعاً للبحث العلمي!! فالدور الضخم الذي يعطيه الجابري للمنهج يحتاج إلى مراجعة وتدقيق.
*في حديث المؤلف عن مرحلة التدوين في العصر العباسي، أشار إلى ما كتبه ابن المقفع في رسالته التي سماها «رسالة الصحابة» حيث يرى فيها كما يرى محمد أركون إنها ذات نفس علماني واضح ... ! وحجتهم الوحيدة على ذلك: هو أنه لم يستشهد في هذه الرسالة بالقرآن، ولا بالحديث ولا بأي عنصر آخر من الموروث الإسلامي .. ! والحقيقة أن القارئ لهذه الرسالة لا يجد ذلك النفس العلماني المزعوم، وإنما غرض ابن المقفع الدعوة لتنظيم الدولة، وتوحيد القضاء، منعاً للاختلاط والاضطراب، وذلك باستخدام سلطة الخليفة دون أي دعوة ظاهرة أو خفية إلى تنحية الشريعة، أو تقديم بديل عنها، وهو مطلب لا يوجد أي غبار عليه، ولا يعتبر مطعناً في صاحبه!.
*يركز الجابري في دراساته المختلفة على البعد العربي لمناهج التفكير والمدارس التي يحلل إنتاجها، وهو بعد ليس له مبرر، ذلك أن هذا التراث شاركت في بنائه وتكوينه عقول مختلفة من شتى الشعوب الإسلامية، ولم ينفرد العرب في تكوينه ولا تدوينه، وإنما هو ثمرة لتضافر جهود آلاف من الباحثين المسلمين في شتى التخصصات، فلعل الكاتب خشي من سوء الفهم عند نقد العقل المسلم، إذ يفهم بعضهم ذلك بأنه نقد «للمنهج الإسلامي» وليس لمناهج «المفكرين المسلمين» والفرق بعيد بين الأمرين. ورغم وجاهة هذا الاحتمال، فإنه لا يكفي مبرراً لإضفاء صفة «قومية» على التراث الإسلامي، ويمكن تلافي مثل هذه المخاطر بالتنبيه عليها في مطلع أو خاتمة مثل هذه الدراسة.
*وأخيراً ... رغم النجاح الواضح الذي حالف المؤلف في تعرية تيارات الغنوص، والعرفان الرافضي والباطني والفلسفي والصوفي، وكذلك في الكشف عن مناطق الضعف والخلل عند بعض التيارات الأخرى، إلا أنه في ذات الوقت لم يبلور للقارئ الملامح النهائية للمشروع النهضوي المنشود الذي تتبناه هذه الدراسة وتدعو إليه ... فظاهر أن المؤلف لا يقف موقف الموتور المعادي للموروث الإسلامي، لكنه في ذات الوقت لم يبشر به، ويعتبره المخرج مما نعانيه من أزمة على شتى الصُعُد ..
إن الحلول التي قدمها المؤلف في نهاية كتابه عن العقل السياسي وهي:
«1 - تحويل القبيلة: إلى تنظيم مدني سياسي اجتماعي: لأحزاب أو نقابات ... الخ، وفتح الباب لقيام مجال سياسي حقيقي، تمارس فيه السياسة ويصل بين سلطة الحاكم وامتثال المحكوم.
2 - تحويل الغنيمة: إلى اقتصاد ضريبة في إطار اقتصادي إقليمي جهدي وفي إطار سوق عربية مشتركة تفسح المجال لقيام وحدة اقتصادية عربية تنموية.
3 - تحويل العقيدة: إلى مجال يسمح بحرية التفكير وحق الاختلاف والتحرر من سلطة الجماعة المغلقة والتحرر من سلطة عقل الطائفة والتعامل مع عقل اجتهادي نقدي» (العقل السياسي: ص 37).
هذه الحلول لا تمثل برنامجاً كافياً مبلوراً للخروج من أزمة التخلف والتبعية والتشرذم ... ولذلك فإنني أدعو الباحث وغيره من الجادين في الرغبة بنهوض هذه الأمة، ومحاولة استئناف مسيرتها القيادية لذاتها وللناس أدعوهم إلى مراجعة موقفهم من الحل الإسلامي، واتخاذ موقف أكثر علمية من الموقف الهلامي الذي يتخذه كثير منهم ... لابد لهم لكي يكونوا واقعيين مع أنفسهم أن ينحازوا للخيار الذي لا تقبل الأمة عنه بديلاً ... ألا وهو رفع شعار الحل الإسلامي، والتبشير به والدعوة إليه والسير الحثيث والفعلي لإنجازه ... {عسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين} (المائدة: 25) ... {صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون} (البقرة: 138) ... {ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيداً عليكم وتكونوا شهداء على الناس} (الحج: 78). والحمد لله رب العالمين.
________________________
(1) مما يؤسف له حقاً أن من بين المتمسكين بالنص في الإسلام من يتصور أن الإسلام ضد العقلانية، وأن مقتضى الوفاء للنص يعني الحرب والعداء للعقل، ولذلك يصفون المخالفين لهم بالعقلانيين، وهذا خطأ مركب، فعلماء السلف لم يكونوا يسمون أهل البدع إلا بأهل الأهواء لا أهل العقول، ولم يكونوا يحاربون العقل أبداً كيف والله تعالى يبين في كتابه الكريم أن هلاك الهالكين إنما كان بسبب ترك النص والعقل] وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير [، وهذه العجالة لا تكفي لتوفية هذا الموضوع حقه.
(**) وفي رأينا أن ذلك الرأي ليس لسيء النية فقط وإنما يفهمه أيضاً حسن النية.
- البيان – عدد 71, ص:74, رجب 1414هـ.(/)
مقالات الأستاذ الجابري في (تاريخ تدوين القرآن)
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[05 Oct 2006, 01:10 م]ـ
وعد الأستاذ حفظه الله تعالى وأمتعنا بعلمه أن يُصدِر كتاباً عما قليل بعنوان (دراسات في القرآن) وقد قام بنشر بعضه على موقعه الرسمي (منبر الدكتور محمد عابد الجابري)، وها هي ذي:
http://www.aljabriabed.net/textes.htm
ويلاحظ أن القضية لا تمسُّ الكفر والإيمان بل تمسُّ التاريخ، فالشك في تاريخ القرآن إذا كان شكّا علميا يقوم على نقد قدرات التاريخ على التدوين وعلى حفظ الوثائق لا يُعّدُّ كفرا بل ولا ذنباً ولكن -والحق يقال- أنه من خاص العلم فينبغي حصره في دائرة (الدراسات العليا) في تاريخ تدوين المصحف. لكن لما كنا في عصر ثورة الاتصالات لم يمكن حصر المعارف بمتلقين معينين كما تقتضي الحكمة.
ولا نتحكم في فهم القارئ وذوقه ولكن هذه المقالات لمن شاء أن ينتقدها نقدا علميا
فقديما قال فيلسوف التنوير عمانوئيل كانط (والحكمة ضالة المؤمن) قال: أنا لا أخشى أن أُفَنَّد بقدر ما أخشى أن يُساء فهمي.
ولا شكَّ أن الأستاذ الجابري قد يُساء فهمه رغم أنه يبدأ مع متلقيه من الصفر فيما يكتب إلا أن بعض منتقديه يتسلق على أكتاف اسمه ليتبجح بنقده.
ولا أقصد أحدا معينا
ولكن الأستاذ رجل علم فعلى منتقديه أولا أن لا يعرضوا آراءه من خلال فهوم الآخرين له، بل من خلال موقعه الرسمي الذي يمثله. ثمّ مراسلته شخصيا على بريده الالكتروني لمن لم يستطع فهم مقصده وبعد ذلك نقده.
والرجل معروف بتواضعه الجم الذي يلمسه معاشروه
والخير أردت وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[06 Oct 2006, 12:06 ص]ـ
ما أعرفه عن الجابري أنه لم يتعرض في كتبه الأولى تكوين العقل وبنية العقل لموضوع جمع القرآن الكريم ولم يدخل في هذا الموضوع وظل مسلماً بسلامة النص القرآني وحفظه حتى أن علي حرب انتقده لذلك وكذلك جورج طرابيشي عد الجابري أنه قد فوّت على نفسه ولادة فولتير عربي جديد لأنه لم يتعرض لواقعة المصحفة أي تشكل المصحف ...
وإلى الآن أظن أن الجابري يعلم أن التشكيك في القرآن الكريم وحفظه يخرجه من دائرة القبول في الوسط الإسلامي فهو إلى هذه اللحظة - بنظري - يعد من العلمانيين المعتدلين الذين لم يجازفوا كما فعل أركون وغيره بالعمل على هدم اليقين الإسلامي بموثوقية القرآن الكريم ..
ولم يتسن لي الاطلاع على البحوث الجديدة التي كتبها الجابري فيما يتصل بجمع القرآن الكريم ..
أما الروايات التي يمكن أن توظف في هذا السبيل التشكيكي فهي روايات وأخبار لا بد من ملاحظة التراكم التاريخي فيها يعني تكونها عبر سنوات مديدة بعد لحاق النبي صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى وهو ما يجب أن نلاحظ فيه أن الصحابة بشر ليسوا معصومين من الخطأ فما يتكلم به أحاد الصحابة ينظر إليه من زاوية // مبلغ علم الراوي // كما هو معلوم في علوم الحديث ومن هنا لا ترقى هذه الروايات إلى مصادمة المتواتر وهي فكرة بدهية // اناس كثيرين جداً لا يمكن تواطؤهم على الكذب نقلوا لنا المصحف مشافهة وكتابة إلى جانب ذلك هناك روايات آحادية تتناقض مع النقل الجمعي المتواتر فعلى أيهما نعتمد بميزان العقل والمنهج العلمي الصحيح؟
هذه الحجة التي يذكر بها دائماً علماء المسلمين ولا أدري لماذا يصر الآخرون على عدم الفهم أو إرادة عدم الفهم ويظلون يلوكون ويكررون ما قد مجته الأسماع وقرفته الطباع ....
وأشكر الأخ الفاضل الدكتور عبد الرحن الصالح لإرشادنا إلى بحوث الجابري عبر النت
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[06 Oct 2006, 04:18 ص]ـ
الأخ الأستاذ أحمد الطعان
أرجو أن تقرأ ما نشر ذلك العلماني المعتدل!!!! في صحيفة الإتحاد الإماراتية العدد الصادر بتاريخ 26 - 9 - 2006 عن نقص القرآن لتعلم أنه ليس كذلك
أما الأخ الصالح فأرجو أن يمتعك الله بعلم الصالحين من المسلمين ومن تدعو له ليس منهم بإجماع المسلمين وأظنك تعرف حكم علماء الإسلام فيمن قال بنقص القرآن أو تحريفه
ـ[ابو زيد]ــــــــ[06 Oct 2006, 11:44 م]ـ
الأخ الاستاذ عبدالرحمن الصالح:
لا أحد يستطيع أن ينكر الانحراف و الضلال الذي يقع فيه الجابري إلا أحد شخصين:
1 - شخص لم يقرأ مشروعه الفكري الضخم و الذي محصلته القطيعة المعرفية مع تراث الأمة إستنادا على آليات متعددة منبثقة من العقل الغربي خاصة الآليات الإجرائية - كما يسميها - المتخذة من البنيوية و الماركسية و مدرسة التحليل النفسي ...... لتسليطها على (النص) - صرح بذلك في مقدمة كتابه: (الخطاب العربي المعاصر) الذي يعد مقدمة مشروعه الرباعي (نقد العقل العربي).
2 - شخص ولع بحب الرجل و يريد غض الطرف عن مرامي مشروعه الهدمي لتراث الأمة وفعل هذا لايجوز لمن عنده غيرة على دين الله بل هذا أبسط ما نقدمه ديانة أن نغار أما أن ندافع عن الرجل مع علمنا بالخلل العقدي و الفكري و المنهجي في مشروعه فهذا لا يمكن تقبله بأي حال من الأحوال فإننا أحيانا يصيبنا الإنبهار بكتابة هؤلاء فالمخطئ مخطئ و إن علا شأنه و على كل فمشروعه يحتاج لقلم مسدد يميط اللثام عن ثغرات تكتنفه.
و أخيرا فالرجل لاشك في موسوعيته و عمقه فيما يطرح و إن شذ به فكره في رؤيته الفكرية و الفلسفية الملتبسة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[08 Oct 2006, 11:35 م]ـ
أرجو من الإخوة الذين يحبون أن يعرفوا الجابري جيداً أن يقرؤا ما كتبه عنه جورج طرابيشي في موسوعته النقدية له
نظرية العقل - وإشكاليات العقل العربي ...
فقد فضحه شر فضيحة ...
وكذلك لمن يحب أن يتعرف على حسن حنفي فليقرأ للطرابيشي كتابه // المثقفون العرب والتراث //
لقد قام الرجل بواجبه كباحث وناقد في كشف الزيف الذي يتستر به الرجلان ...
ـ[ابو زيد]ــــــــ[10 Oct 2006, 04:27 ص]ـ
مشروع الجابري (نقد العقل العربي) ساهم بشكل أصيل في ظهور مشروع جورج طرابيشي (نقد نقد العقل العربي) و على جودة نقده للجابري في اشكاليات جوهرية إلا أنه يعترف هو غيره ممن نقدوا الجابري بعمقه فمن ذلك قول طرابيشي في جـ1 - نظرية العقل - ص8: (فالجابري قد نجح - لنعترف له بذلك - في إغلاق أبواب التأويل و الاجتهاد ........... )
و قال في نفس الصفحة: (فلقد كنت، بعد أشهر ثلاثة من صدور تكوين العقل العربي، كتبت في العدد الأول من مجلة الوحدة تعليقا مطولا ثمنت فيه الكتاب تثمينا عاليا باعتباره"اطروحة عن العقل وفي سبيل العقل ". و على الرغم مما أبديته في حينه من انتقادات و اعتراضات جزئية، فقد ختمت التعليق بالقول: " إن الذهن بعد مطالعة تكون العقل العربي لا يبقي كما كان قبلها. فنحن أمام اطروحة تغير، وليس أطروحة تثقف")
و قال ص9: (و لست أملك سوى ان اعترف له مرة أخرى بأن قرأة " تكوين العقل العربي " قد غيرتني فعلا.
فلولاه لما كنت عاودت، خلال الثماني سنوات التي تصرمت، بناء ثقافتي الفلسفية و التراثية.)
و قال في جـ2 - اشكاليات العقل العربي - ص8: (إن قارئي هو في نهاية المطاف قارئ الجابري.)
فالجابري ساهم في بناء جورج طرابيشي و جورج طرابيشي ساهم في إ كمال و إتمام الجابري و ليس فضحا له، كما زعم الدكتور الطعان - حفظه المولى -
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[10 Oct 2006, 01:04 م]ـ
الأخ أبو زيد إن ما تنقله من استشهادات لا يمكن أن تكون ملخصاً لبحث يزيد على 1500 صفحة وخصوصاً إذا علمنا أن أي باحث حين يريد أن ينقد وخصوصاً إذا كان حصيفاً لا يمكن أن ينكر الإيجابيات الموجودة فيما ينقده ...
ونحن نعترف للجابري بعمق دراساته وبحوثه في كتابيه تكوين العقل وبنية العقل وكونها عميقة يعني أن فيها جهداً متميزاً وخبرة بأصول البحث ومنهجيته ولكن هذا لا يعني أنه مصيب في نتائجه وأننا نتفق في مضمون أفكاره ...
والطرابيش ينتقد الجابري من هذه الوجهة ... ولا شك أن الجابري استطاع ان يؤثر على قارئه بشكل واضح جداً
لكن الطرابيشي بين ما يخفيه الجابري من مصادر وما يتكتم عليه من مصادر استفاد منها وهي مصادر أوربية .. وأبرزها موسوعة لالاند الفلسفية ...
والفضح الذي أعنيه لا يعني - وخصوصاً من كاتب لا ديني - أن يكون موافقاً لما نريد وملبياً لما نعتقد وإنما من وجهة نظر منهجية على الأقل ..
وشكرا لكم
ـ[ابو زيد]ــــــــ[10 Oct 2006, 02:46 م]ـ
الشيخ الفاضل الطعان حفظه المولى:
1 - كل المشاريع الناقدة للجابري ذاتها تحتاج لنقد و هدم و إعادة بناء و أن تقيم تقيما صحيحا و عادلا ومن ذلك (نقد نقد العقل العربي) لجورج طرابيشي، ونقد محمد يحي و نقد طيب تيزيني و نقد طه عبدالرحمن ......... الخ.
فمن الوجهة النظر الإسلامية الناقدة لهذه المشاريع نجد أن الجابري أصاب في أمور فلا يوافق طربيشي في نقده له فيها و كذا أمور يوافق طرابيشي في نقده للجابري فيها و من ذلك:
... الجابري نقد رسائل إخوان الصفا و ندد (بدو رهم في تعميق الاتجاه اللاعقلاني في الثقافة العربية الإسلامية) فيأتي طرابيشي ليقول (و هأنذا أكتب مئة صفحة و نيفا لأرد إليهم اعتبارهم الفكري بوصفهم بناة أول "يوطوبيا" في الثقافة العربية الإسلامية) جـ4 /ص10 وهذا على على سبيل المثال في إحقية الجابري في نقده الإخوان الصفا و خطأ جورج طرابيشي في ذلك.
... و كذا نقد جورج طرابيشي الجابري في (الإبستمولوجيا الجغرافية) فقال طرابيشي مثلا بهذا الصدد: (لا يمثل الغرب و الشرق في مشروع الجابري مقولتين جغرافيتين، بل هما مرفوعتان عنده إلى مقولتين إبسمولوجيتين، أي مقولتين تحددان النظام المعرفي للعقل بما هو كذلك.) جـ4 العقل المستقيل في الإسلام؟ فطرابيشي محق في نقده للجابري في ذلك.
2 - أتوقع أن ما نقوله من نقد على سبيل العجلة لهذه المشاريع لا يعد إنصافا فإذا كان الجابري قضى في تأليف مشروعه ما يقارب 25 سنة و طرابيشي إلى الآن 15سنة فلا يمكن أن نعطى خلاصة دقيقة و محكمة و منصفة في مثل هذه المشاريع إلا ببذل وقت طويل لنقدها نقدا نزيها و أمينا.
2 - الجابري على إتقانه و تميزه في أصول البحث فلا شك أنه قد أصاب في بعض النتائج و أخطأ في بعض فمما إصاب في نقده مثلا نقده - للعرفان كما يسميه أحد نظم المعرفة في الثقافة العربية عنده هو - المتمثل في:
أ - العرفانية الإسماعيلية
ب- العرفانية الصوفية
جـ - العرفانية الإثني عشرية
فقد صوب لها نقدا يوافق عليه.
3 - وعلى كل إن ما أقصده من النقول التي نقلتها إلا للبرهنة على أن بعضهم يكمل بعضا و إن نقدوا بعض و كشفوا بعض و فككوا بعض فهي مشاريع تهدف إلى غايات موحدة و تنطلق من مرجعية واحدة.
4 - ما مدى مصداقية طرابيشي في نقده للجابري في إخفاء بعض المصادر الفلسفية الأوروبية فقد يكون مصيرنا مع طربيشي مثل مصيرنا مع الجابري إن صح نقد طرابيشي له في هذه الحيثية -إخفاء المصادر -
5 - إذن الآليات التي نستخدمها ناقصة من ذلك قراءة المصادر الأوروبية بلغتها الأم بدلا من المصادر المترجمة فهذه من الإشكاليات التي تواجه مفكري الصحوة.
و لكم جزيل الشكر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الكشاف]ــــــــ[31 Oct 2006, 12:35 م]ـ
هذا مقال للكاتب عبد الله بن محمد السعوي نشر في مجلة البيان العدد 229 وله صلة بهذا الموضوع، وخطر (القراءة المكثفة في كتب أهل الأهواء مع ضآلة العلم الشرعي في منحاه العقدي خاصة) والذي أعتقده أن محمد عابد الجابري من كبار أهل الأهواء في هذا الزمان فإلى المقال ..
[ line]
لو ألقينا نظرة تأمُّلية تبحث عن العوامل الفعّالة التي تقف خلف كثير من التحولات الفكرية الحادة عند بعض النماذج والتي تنتقل من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار على نحو يستعصي معه الفهم والتحليل؛ لألفينا أنها لم تنبثق من فراغ بقدر ما هي أثر حتميّ أفرزته بواعث متنوعة بينها تسلسل سببي وروابط عليّة متبادلة ومتفاعلة أسجّل باعثين هنا منها على سبيل الإجمال، مقتصداً جهد الطاقة حتى لا أثقل على ذاكرة القارئ الكريم:
أولاً: القراءة المكثفة في كتب أهل الأهواء مع ضآلة العلم الشرعي في منحاه العقدي خاصة:
إن الفضول المعرفي بطبيعته يدفع إلى مزيد من النّهم القرائي اللامنضبط ـ أحياناً ـ مما يدفع بالفرد إلى قراءة كل ما يقع في متناول يديه من أطروحات فكرية قراءةً غير موجهة بحكم عدم استنادها إلى قدرات علمية عليا، ولذا فهي تولد الاتجاه السلبي أكثر مما تعزّز التوجه السلفي كإفراز حتميّ ناشئ عن ضمور مكتسبه المعرفي في جانبه العقدي على وجه الخصوص.
إن هشاشة الوعي ومحدودية القدرات العلمية تجعل من البنية الذهنية أرضاً خصبة مهيّئة لاستقطاب الأبنية المفاهيمية والمعاني المزيفة والرُّؤى الممعنة في التضليل باعتبارها أفقاً للوعي لا يسع المرء إلا الامتياح منه والتماهي مع معطياته.
إن إثارة الشبهات والتشكيك في العقائد والإطاحة بالتصورات الإيجابية هو الهدف المحوري الذي تتغيّاه كتب ومقالات أهل الأهواء، الشأن الذي جعل رسول الله # يتمعّر وجهه عندما شاهد صحيفة من صحف أهل الكتاب مع عمر ابن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ وهو الفاروق المبشَّر بالجنة، ونهاه عن قراءتها. ولقد كان سلفنا الأفاضل يحرِّمون علم الكلام ويشدّدون في عدم السماع من أهل الأهواء أو النظر في مؤلفاتهم حتى ولو احتوت على شيء من الحق؛ لأن هذه الأطروحات تورّث شُبهاً تضلّل المتلقِّي وتستهويه وتؤثِّر على قناعاته، وهذا التأثير عائدٌ ـ في تصوّري ـ لعاملين:
أحدهما: أنها تعتمد في بنائها التعبيري والفكري آليات فلسفية ترتكز على الفذلكة الكلامية والحذاقة اللفظية لتستهوي الفكر وتأخذ بلباب العقل وتلبس عليه وتسيطر على مساربه فيتلقف بعض الشبهات دون وعي، يتلقاها بلا غربلة ولا تمحيص، تتلبّسه الفكرة ويتلبّس بها، ترتسم في عقله ويتفاعل مع أدقِّ تفاصيلها ويغنى بها عن غيرها، تكبِّله بقيودها وتحجبه عن معاينة ما باينها، وتزجُّ به في دائرة مغلقة خانقة فيسيطر عليه شعور بصوابية ما يعتنقه بل يعتبره هو الحق المطلق، ومن ثم تتعسر عليه المراجعة، وتحت هذا الضغط النفسي الشديد تستبدُّ به الفكرة فلا يرى إلا ما يتقاطع معها، فيندفع للعمل بمقتضاها دون وعي، إنه يعيش في غيبوبة أفضت به إلى عزلة لا مادية خانقة نائية به عن مدِّ جسور التواصل والتماس والتفاعل الحيوي مع الأفكار المغايرة لها، قد ملكت عليه لُبّه ووجدانه على نحوٍ بات معه مفتقداً للرؤية الموضوعية النافذة مثله كما المحاط بألسنة اللهب، فرؤيته محدودة محصورة في ذاته وما يحيط بها من دخان كثيف.
العامل الثاني: أنها تملك مهارات عالية وكفاءة بارعة في تمرير مشروعها الفكري، وذلك من خلال ضخِّ المعاني ذات الطابع المادي التي تدغدغ حوائج الناس وتستجيب لعواطفهم، ومن هنا تصرفهم عن الحق بهذه المداخل الباطلة التي تتظاهر بالعلمية وتدّعي الموضوعية، الشأن الذي يهدينا إلى تبيّن السر الكامن خلف اتِّساع القاعدة الجماهيرية المتناغمة مع أهل الأهواء، حتى صاروا بجملتهم أكثر كمية من أهل السُّنّة والجماعة، وهذا مؤشر يبرهن ـ بجلاء ـ على أن التماهي الوجداني مع المضامين الدلالية لهذا الخطاب ليس حقيقة شعورية منبعثة من رؤية منهجية وصياغة فكرية صائبة بقدر ما هي نتيجة للانسياق للمحركات الوجدانية.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن القارئ المتسطح الذي يعاني من الهزال في بنيته المعرفية يتعسّر عليه ـ إن لم يتعذّر ـ أن يقرأ بروح تمحيصية ناقدة، فهو لا يملك القدرة على سبر أغوار الروح العامة وتفكيك البنية الشاملة التي ينهض عليها هذا الخطاب، ولذا يقع فريسة سهلة للأفكار السالبة بكافة ضروبها، ويسيطر عليه ما يشبه عمى الألوان، فيتجاوب مع المادة المطروحة، ويتذوّقها، وتنطبع لديه في أعماق الضمير، والمصيبة الأعظم تكمن في عدم شعوره بما ينطوي عليه من إشكال معرفي حادّ سهّلَ من اختطاف عقله ومن ثم مصادرته في بُعْده الإنساني.
إن قصور الاستعدادات المعرفية لدى المتلقّي يفضي ـ بالضرورة ـ إلى إضعاف شخصيته الثقافية، ولذا؛ فإنه بمجرد اطِّلاعه على مجموعة مقالات أو بضعة كتب من الكتب الفارغة إلا من الغُثَاء التراكمي فإنها كفيلة بإحداث هزّة عنيفة في كيانه تعصف بما تأصّل لديه من قناعات على نحو يجعله يتنكّر لما نشأ عليه من قيم، ولا ريب أن هذا يبرهن ـ بجلاء ـ على عمق الانفصال بينه وبين الفقه العقدي من جهة، وعلى أساليب الطرح الماكرة القادرة على التسلل بسهولة إلى التركيبة الذهنية للمتلقِّي من جهة أخرى.
تُعدّ العزلة الشعورية، والنَّأْي عن النهل من العلم المؤطر بالمنهج الرباني، وعدم التفاعل المثمر مع قادة الفكر وأرباب المعرفة وذوي الحسّ الحي في الأمة، والتجافي عن المصادر المعتبرة التي تشكل الفكر الموضوعي؛ من أكبر العوامل الموهنة للتماسك العقدي والمؤسسة لتداعي المسلَّمات القطعية، والتي تحيل الفرد إلى هدف سهل المنال لمختلف الوافدات والمؤثرات الثقافية المناهضة لمكوّناته الأساسية، والمناقضة للسلّم القيمي الذي تشكّل وفق دلالاته، والمخالفة للأدوات المعيارية التي على ضوئها يقيم أحداث الحياة. هذه البواعث تعرِّض كثيراً من الأسس المفاهيمية إلى التزعزع والتآكل الداخلي.
إن هذا المتلقِّي بفعل ما يحتوي عليه من فقر علمي وجهل عميق لديه ضرب من السلوك الازدواجي الذي يتجلَّى على نحو واضح في تباين تعاطيه مع الأفكار المجسّدة والمجرّدة وتباين مواقفه إزاء كل منها، مما يشي بإمَّعية فكرية ضُربت بعمق في أعماق أغواره فأضعفت عناصر المقاومة في ذهنه فضلَّ عن الحق وتاهَ في بَيْداء الوهم والخيال كأثر حتمي لتزاوج الهوى الحاجب لصفاء الحقيقة والجهل اللامحدود الذي بفعله باتت رؤيته سطحية هامشية فاقدة للرؤية النقدية التي تعتمد التجرد والموضوعية أبرز أدواتها.
إن مما يبعث الأسى هو أن المتلقّي السالف الذِّكْر قد يكون أحياناً ممن يساهمون ـ في تصوّره ـ بإثراء الحركة العقلية ودفعها ـ لا لتأهيله لذلك، وإنما لاحتلاله مكاناً أكبر بكثير من مقاساته المعرفية والعقلية ـ وهنا تعظم المأساة، حيث إن جملة الأفكار التي تسرّبت إلى جنانه واستقرت في حسِّه وتراكمت في عقله الباطن هو الآن يتبنّى العمل على تصديرها وإنتاجها يستهدف بها متلقّياً ـ هو الآخر بالمواصفات ذاتها ـ يستلهمها فتعانق وعيه وتكتسح لُبَّه فيتقولب بمضامينها التي تتغلغل فتلامس كل جزئية من وجدانه، وهكذا تجري عملية التسويق عن طريق الاجترار بتبادل الأدوار على نحو يثير الشعور بالأسى والشّجن.
إن هذا الطرح ذا النزعة الليبرالية يعكس ـ بنقاء كامل ـ الصورة عن عقول مصادرة تتظاهر بالتحرّر والانفتاح الذي لا يتحقق ـ من وجهة نظرها ـ إلا بالخروج عن منطق التجانس الجمعي، واستفزاز الساكن، ومخالفة السائد، وتحريك الراكد، واختراق (التابو)، والتمرد على المقاييس والأعراف المعتبرة، واستدبار النصوص، وإسقاط مكانة العلماء، والتقليل من خصوصية المجتمع، والمبالغة في السقوط الأخلاقي بحجة التطوير والتجديد.
إن الحقيقة التي يجب أن تكون حاضرة في أذهاننا دائماً هي أن التجديد لا يكمن في الإقصاء لأخلاقٍ واستدعاءِ أخرى على الضدِّ منها، وإنما يتم التجديد من خلال توسيع مدى الأبعاد الدلالية لبعض الأبنية المفاهيمية الأخلاقية، وابتكار الآليات الفعّالة لعولمتها وجمهرة ممارستها وتكثيف الدعاية لها والإعلاء من قيمتها في النَّسَق الأخلاقي العام ودفعها نحو نقلة ارتقائية تحتلُّ جراءها موقعاً أعلى في درجات السلّم القيمي.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن ثمَّة ثلة من الكُتّاب لديهم تصور ذاتي وهمي، فهم يرون ذواتهم أنهم طليعة هذه الأمة والناطق بلسانها والمعبِّر عن آلامها وآمالها، وهم فقط الذين يملكون عناصر الترشيد الضرورية للنسيج الاجتماعي الذي استقرَّ في وعيهم أنه بخاصته ودَهْمَائه (1) وبسُراته وبُسطائه وبتنويعاته وتعبيراته وبمكوّناته وقياداته الدينية وبفعالياته الثقافية وبرموزه العلمية؛ عبارة عن قطيع غوغائي ومزيج نَتِنٍ من الإمَّعات والسطحيين الذين يعيشون في واقع استاتيكي سكوني يغلب عليه طابع النمطية والاطّراد العشوائي على نحو يدفع هؤلاء الكُتّاب ـ من وجهة نظرهم ـ إلى الاشتغال على تهيئة بنية هذا المجتمع لخصائص جديدة، وذلك من خلال تطوير أنماط سلوكهم وتوسيع آفاقهم بعَصْرنة مفاهيمهم ولَبْرلة توجّهاتهم.
الفلسفة التي يصدر عنها الطرح الليبرالي تكمن في اختزاله كافة أشكال الرقي في البُعْد المادي المحض، وتتجلّى في طبيعته الموضوية الرافضة للماضوي والعاملة على تجسيد القطيعة المعرفية معه تمهيداً لمحوه من الأذهان ومن ثم تهميشه في عالم الواقع الفعلي، وفي سبيل هذه الغاية فإنه يلحُّ ـ وعلى نحو مستمر ـ على جملة معانٍ محددة يتغيّا استقطابها لإذاعتها وجمهرتها على أرض الواقع العملي.
تحرير المرأة، إلغاء تعدد الزوجات، الحرية المطلقة، الثورة على التراث السلفي، تحرير العقل من سلطة النقل .. إلخ؛ كلها مفردات تكتظُّ بها هذه الأطروحات على تباين جليٍّ في مستوى شفافيتها وتغاير واضح في القوالب المستخدمة لتسويق تلك الرُّؤى على نحو يضمن لها القبول والانتشار والتمدد.
إذا تبلور ما سلف وصلنا إلى نتيجة راسخة مفادُها أن رفع منسوب العلم الشرعي ـ وفي بُعْده العقدي خاصة بوصفه هو الذي يهندس الشخصية الإسلامية ويوجِّه طاقاتها ويرشد حركة معرفتها ـ شرطٌ موضوعي يلزم توفّره في كل فرد بحسبه.
وتتأكد أهمية توفّره في كل من ينزع إلى التواصل القرائي مع مختلف الأطروحات المنتمية إلى منظومات فكرية مغايرة أخرى؛ لأن العلم الشرعي بحسبه يمثِّل بنية معرفية عميقة بالنسبة للعلوم الأخرى هو الذي يكسب حامله حسَّاً نقدياً ورؤية نافذة قادرة على إزاحة الستار وإدراك ما يحتجب خلفه من منطلقات وما يكمن من خيوط دقيقة ضامرة في أعمق أغواره.
إن الإلمام بالعلم الشرعي والتشبّع بالفقه العقدي وفق منهج سلفي مطلبٌ جوهري في غاية الأهمية والإلحاح، مطلبٌ يمنح صاحبه حصانة فكرية، ويزوِّده بمناعة نفسية، ويورِّثه عزّةً وقناعة تامة بصوابية توجّهه، ويمدّه بحيوية ذهنية وقدرة فذّة على القراءة النقدية التي تضعه أمام الحقيقة الموضوعية لهذه الأفكار الوضعية التي تغذِّي أخيلة مستهلكيها بالمفاهيم الكاسدة والمتشابكة مع أسسنا الفكرية لسلّمنا القيمي المستوحى من نصوص الوحيين.
إن العمق المعرفي الشرعي هو الذي يمنح المتلقِّي عقلاً متحرّراً من علائق التبعية لكل فكر متوتر معزول عن وحي السماء، ويمكِّنه من الصيرورة إلى تملّك أفق شمولي واسع يمنحه أعظم صور البلورة النقيّة التي توقفه على حقيقة مقروئه فيعرِّي سوأته ويجلي ثغراته ويعي مدى ما تولّده من مفاسد في البنية العقلية وحجم ما تقرّه من خلل في الكينونة الثقافية.
إن التأهيل وبقدر كافٍ للذات ـ من خلال توثيق الاتصال الفعّال بمنابع الثقافة الإسلامية ـ شرطٌ يجب استدعاؤه لاستثمار معطياته بحسبانها هي من يزوّد الفرد بالنظرة العميقة المخترقة لحدود الإدراك الظاهر والسابرة لأغوار المقروء وغربلته، ومن ثم مواراة الأفكار المولدة للتصورات المغلوطة في الزوايا المظلمة من الذاكرة ليجري استحضارها في الظرف الملائم، وذلك عند إرادة تجلية مساحات التفوق وإظهار القيم الجمالية وإبراز خطوط التميّز في الفكر السلفي، والذي تتجلّى روعته الأخّاذة عند مقارنته بضدِّه، وكما قال الأول: وبضدِّها تتميّز الأشياءُ.
ثانياً: المبالغة في إيراد الأسئلة والاستفهامات على العقل وتحميله ما لا يحتمل بجعله الإطار المرجعي الأول بعيداً عن النص:
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الحضور الفعّال للبُعْد التساؤلي في حسِّ الفرد يُعدّ من أهمِّ الشروط اللازمة لتفتيح ملكاته الفطرية ونموّ كينونته المعرفية وتكوين نظرته الشمولية. ولذا؛ فإن تطلّع الفرد إلى استكناه المجهول وإيراده للتساؤلات الهادفة ـ التي تطرح أبعاداً غائبة لم تُمنح ما تستحقه من عناية ـ وتشوّفه إلى معرفة الخيوط التي نُسج منها الواقع، وبحثه عن إجابات تمكّنه من فرز التباسات الآني المعقد وتبيّن تشابكاته وتداعياته ومن ثم تحسس المسارات الآمنة ينمّ عن عمق في الوعي، واستنارة في العقل، وتحسّن في مستوى الإدراك، وانعتاق من قيود النمطية والتقليد، وثمّة بَوْنٌ ذهني لصالحه يكشف المساحة الشاسعة بينه وبين الأذهان الببغاوية التي لا تتقن سوى التقليد والمسكونة بكافة ضروب البلادة والتسطح لما تنطوي عليه من افتقار مطلق للبعد العقلاني المرتكز على العلم الموسوعي والتفكير الإبداعي الجادّ، والذي توفّره مربوط إلى حدٍّ كبير بوجود التساؤلات بكثافتها الكمِّية من ناحية، وبطبيعتها النوعية من ناحية أخرى، وقديماً أجاب ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عندما سُئل عن السرّ الكامن خلف ما يتوفر عليه من رصيد علمي هائل بقوله: ( .. بقلب عقول ولسان سؤول).
إذاً؛ فثقافة التساؤل من حيث المبدأ هي ثقافة ينبغي تفعيلها وإشاعتها، ولكن ثمَّة ملحظ يجب استحضاره في هذا السياق، مؤدّاه أن الأسئلة تتباين باعتبار طبيعتها الماهية، فثمَّة أسئلة لها عوائد إيجابية وثمَّة استفهامات لها مردودها المكتظّ بالسلبية، كما هو الحال في الاستفسارات ذات النزعة الفلسفية المتمحورة حول ذات الخالق ـ جلَّ وعلا ـ وأسمائه وصفاته وأفعاله.
إن ثمَّة أموراً يجب أن يقف عندها العقل موقف التسليم والخضوع أُشير إلى جزء منها على نحو مجمل كما يلي:
أولاً: القدر، فهو سرّ الله في خلقه، والرب ـ تبارك وتعالى ـ يعلم الأصلح للخلق الذين لم يتعبَّدوا بالبحث عنه، وإنما تعبَّدوا بالرضى الوجداني والتسليم المطلق والامتثال اللامشروط، ولقد كان سلفنا الأوائل نموذجاً مثالياً يجدر الاحتذاء به في هذا الشأن، وكانت مواقفهم حازمة إزاء من يتمادى في إثارة الأسئلة والإشكالات في القدر، كما نرى في موقف الفاروق عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ تجاه بعض أهل الذمة؛ كـ (قسطنطين) الذي سلَّم مفاتيح بيت المقدس لعمر ـ رضي الله عنه ـ وقد أفصح عن شعور يخالجه بالاعتراض على القدر، فتوعّده عمر ـ رضي الله عنه ـ حتى فاء إلى الحق. وكذلك قصة ذلك الشاب الذي أفرط في التفاعل مع الخواطر العارضة التي ترد على ذهنه، فجاء به والده إلى ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ فزوّده بجرعات تعليمية حتى آبَ إلى النهج السوي، وكذلك أيضاً قصة (صبيغ التميمي) وهي مشهورة في هذا السياق.
ثانياً: الغيبيات عموماً سواء منها ما يتعلق بالله وأسمائه وصفاته وأفعاله بكيفياتها، أو ما يتعلق بأخبار الغيب الأخرى كأحوال الآخرة أو عالم الشهادة الذي ليس بمقدور مداركنا تناوله، فهذا كله يجب الكف عنه وتجنّب البحث في تفاصيله.
ثالثاً: بعض حِكَم التشريع؛ لأن حِكَم التشريع متباينة، فثمَّة جملة منها قد يُدرك من قِبَل عامة الناس، وجزء آخر قد لا يدركه إلا العلماء، وهناك جزء يختص الخالق ـ جلَّ وعلا ـ بمعرفته، وهو سرٌّ من أسراره الخفية المغيبة عن البشر.
إن الإفراط في طرح المزيد من التساؤلات سلوك له إفرازاته السلبية؛ لأن للسؤال قدرة هائلة على التشعب والتكاثر والسير في كل اتجاه، فالسؤال السابق يفضي إلى السؤال اللاحق الذي بدوره يستدعي إجابة تكتظ بمواطن الأسئلة اللامتناهية، وهكذا تتواصل الأسئلة على نحو توالدي يعي العقل ويرفعه إلى مشارف الهاوية، فتتنازعه مشاعر متناقضة تعصف به وتحيطه بدائرة من الكآبة المقلقة والتوترات النفسية المرشحة للتفاقم والاستفحال.
إن ضغط الأسئلة اللامشروعة على الطاقة الذهنية هو في حقيقته ليس إعمالاً للعقل بقدر ما هو إهمال له وشرعة لاغتياله. تفعيل العقل يكمن في عقلنته بالدلالات المضمونية للنصوص الشرعية، لا بالقفز على هذا البُعْد الشرعي بالاعتماد على الرُّؤى المشوَّهة والطرح المُرْبك للوعي الإنساني.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الذي أوجد العقل حدّد له دائرة عمله، ووضع له الأُطر التي يجب أن لا يتجاوزها، وجعل منه قاعدة ينطلق منها الفرد في وعيه عن الله وأحكامه ومراده ومرامي تشريعاته، وهو بتآزره مع النص يشكل تصورات الفرد لأهداف الحياة والغاية من الوجود الإنساني.
لقد ضلَّت طوائف شتَّى بفعل جهلهم بطبيعة العقل البشري وخصائصه وحدوده، وإقحامه في غير ميدانه، كما نلحظ ذلك جليّاً عند الفلاسفة، حيث أنفقوا طاقاتهم العقلية في سبيل أن يدرك المحدودُ غيرَ المحدود، فتاهوا في محيط من الجدل المتناقض الذي لا يركن إلى قرار، وقالوا: إن وجود الخالق وجود مطلق بشرط الإطلاق، فجرّدوه من الوجود الذاتي، وحصروه في الوجود الذهني الذي لا حقيقة له في الخارج، والمعتزلة قدّسوا العقل وجعلوا النص يدور في فلكه، فأدَّى بهم ذلك إلى القول بخلق القرآن، وقال بعضهم: بمنع التسلسل في صفات الخالق جلَّ شأنه، وأوجبوا عليه فعل الأصلح، والصوفية بفعل انحسار دور النص قالوا: بوحدة الوجود، واعتمد بعضهم على (حدّثني قلبي عن ربي)، والجهمية منحوا العقل مكانة لم يُؤهل لها، ونقلوا قدراته من النسبي إلى المطلق، فقالوا: بنفي النقيضين عن الله، ومنهم من قال: بالحلول، ومنهم من قال: بالاتحاد، وجملة منهم حصروا الإيمان بالمعرفة المجردة فحسب، والقدرية جعلوا للعقل الهيمنة الكاملة والمرجعية المطلقة، فقالوا: بأن العبد خالق أفعاله وأن الله لم يقدّرها، والمرجئة جعلوا السيادة للعقل وعملوا على إقصاء النقل فقالوا: بنفي الكفر عمن تلبّس به والتاث بسلوكياته.
والثنوية ألّهوا العقل وخرجوا به عن الدائرة التي يملك فيها أسباب التصور والإدراك والحكم، فقالوا: بوجود خالقين لهذا العالم، والخوارج وسّعوا دائرة صلاحيات العقل وأَعْلوا من وظائفه فرَمَوا بالكفر من هو منه بَراءٌ، وسلكوا منهج العنف ذي الطابع الراديكالي، والدهرية جعلوا العقل هو الصانع المنتج للوعي والمحدد لإطاره فأنكروا وجود الخالق جلَّ في علاه، والأشاعرة والماتريدية جعلوا العقل هو الركيزة الأساسية التي يصدرون عنها، فقالوا: بظنّية الدلالات الشرعية ويقينية القواطع العقلية، ووصفوا الخالق بالنقص عندما قالوا بعدم ظهور آثار أسماء الخالق وصفاته إلا بعد أن خلق هذا العالم المنظور، والقرآنيون أطلقوا العنان للعقل فذبلت في حسّهم مدلولات النص القرآني وأبعاده الحقيقية فأفضى بهم ذلك إلى تهميش السُّنة وحجب أبعادها الدلالية الملزمة، وهكذا تيارات متعددة تاهتْ عن الطريق الفطري الميسر بفعل تجاوزها لحدود الإدراك الإنساني ولإنفاقها للطاقة العقلية سفهاً في غير مجالها المأمون.
إن الحقيقة التي لا تقبل الجدل أنه ليس ثمَّة تعارض بين العقل الصريح الخالي من الشبهات والنقل الصحيح، بل التوافق بينهما هو الحقيقة الجلية التي لا تخطئها عينُ منصف، والشريعة لا تأتي بمحالات العقول بل بمحاراتها، وتأمَّل معي هذا الكلام القيم لابن تيمية في كتابه الموسوم بـ (درء تعارض العقل والنقل) ـ هذا السِّفر الذي يُعدّ عملاً علمياً فذّاً لا يضارعه إلا القلة النادرة ـ حيث يقول: «إن كل ما عارض الشرع من العقليات فالعقل يعلم فساده وإن لم يعارض العقل وما علم فساده بالعقل لا يجوز أن يعارض به لا عقل ولا شرع» 1/ 194، إذاً؛ فتوهّم التعارض بين العقل والنص الصحيح آية على ارتباك العقل وفساده. ويقول في موضع آخر من درء التعارض: «إن النصوص الثابتة عن الرسول # لم يعارضها قط صريح معقول، فضلاً عن أن يكون مقدماً عليها، وإنما الذي يعارضها شُبَهٌ وخيالات مبناها على معانٍ متشابهة وألفاظ مجملة، فمتى وقع الاستفسار والبيان ظهر أن ما عارضها شُبَهٌ سفسطائية لا براهين عقلية» 1/ 155، 156، ويقول أيضاً في الدّرء: «والمقصود هنا التنبيه على أن ما جاء به الرسول # هو الحق الموافق لصريح المعقول» 3/ 87.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن كل رؤية عقلية لها حظ من البُعْد الموضوعي وتصح من الناحية الاستدلالية يقول بها أهل الأهواء فإن لها ما يعضدها في المصادر التشريعية، يقول ابن تيمية: «فوجدت كل طائفة من طوائف النظار أهل العقليات لا يذكر أحد منهم في مسألة ما دليلاً صحيحاً يخالف ما أخبرت به الرسل، بل يوافقه، حتى الفلاسفة القائلين بقِدَم العالم كـ (أرسطو) وأتباعه ما يذكرونه من دليل صحيح عقلي فإنه لا يخالف ما أخبرت به الرسل، بل يوافقه» درء التعارض 1/ 133، إن الاجتراء الصارخ على قدسية النص ـ إما بإقصائه، وإما باستقطاب الترجمة المشوهة غير الأمينة التي لا تعكس حقيقته ـ ممارسة عبثية لا علمية تشتغل على تهميش العقل الذي تحتِّم مقتضياته أن يكون النص الشرعي هو الضابط لإيقاعه والمحدِّد لمساره والموجِّه لتطلُّعاته، يقول صاحب الدّرء: «إذا تعارض العقل والنقل وجب تقديم النقل؛ لأن الجمع بين المدلولين جمع بين النقيضين، ورفعهما رفع للنقيضين، وتقديم العقل ممتنع؛ لأن العقل قد دلّ على صحة السمع ووجوب قبول ما أخبر به الرسول #، فلو أبطلنا النقل لكنّا قد أبطلنا دلالة العقل، وإذا أبطلنا دلالة العقل لم يصلح أن يكون معارضاً للنقل؛ لأن ما ليس بدليل لا يصلح لمعارضة شيء من الأشياء، فكان تقديم العقل موجباً عدم تقديمه، فلا يجوز تقديمه وهذا بيّن واضح، فإن العقل هو الذي دلَّ على صدق السمع وصحته، وأن خبره مطابق لمخبره، فإن جاز أن تكون هذه الدلالة باطلة لبطلان النقل لزم أن لا يكون العقل دليلاً صحيحاً، وإذا لم يكن دليلاً صحيحاً لم يجز أن يتبع بحال فضلاً عن أن يُقدَّم، فصار تقديم العقل على النقل قدحاً في العقل بانتفاء لوازمه ومدلوله، وإذا كان تقديمه على النقل يستلزم القدح فيه، والقدح فيه يمنع دلالته، والقدح في دلالته يقدح في معارضته كان تقديمه عند المعارضة مبطلاً للمعارضة، فامتنع تقديمه على النقل، وهو المطلوب» 1/ 170، 171.
إنه ليس من العقل تحكيم العقل؛ لأن العقول مضطربة ومتباينة وليس ثمَّة ما يسمّى بالعقل البشري كمدلول مطلق يكون مرجعاً يُحتكم إلى معطياته وعنصراً حاسماً يضع الأمور في نصابها، يقول صاحب الدّرء: «والمسائل التي يقال إنه قد تعارض فيها العقل والشرع جميعها مما اضطرب فيه العقلاء ولم يتفقوا فيها على أن موجب العقل كذا، بل كل من العقلاء يقول: إن العقل أثبت أو أوجب أو سوغ ما يقول الآخر: إن العقل نفاه أو أحاله أو منع منه بل قد آلَ الأمر بينهم إلى التنازع فيما يقولون إنه من العلوم الضرورية، فيقول هذا: نحن نعلم بالضرورة العقلية ما يقول الآخر: إنه غير معلوم بالضرورة العقلية» 1/ 144، 145.
ويقول في موضع آخر من الكتاب ذاته: «فلو قيل بتقديم العقل على الشرع ـ وليست العقول شيئاً واحداً بيِّناً بنفسه ولا عليه دليل معلوم للناس بل فيها هذا الاختلاف والاضطراب ـ لوجبَ أن يحال الناس على شيء لا سبيل إلى ثبوته ومعرفته ولا اتفاق للناس عليه» 1/ 46.
إن الشارع حكم بتحديد مجال النظر العقلي وصيانة الطاقة العقلية أن تتبدّد وراء الغيبيات التي لا سبيل للعقل البشري أن يحكم فيها وإنما يخضع ويذعن، والعقل التسليمي هو الأمر الذي كان الإسلام ـ بوصفه النَّسَق الذي يشكل الإطار المفاهيمي الموضوعي ـ يحث على الصيرورة إليه بعيداً عن العقل الشكي الديكارتي التائه في أودية الخيال. يقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ في كتابه الصواعق المرسلة: «إن مبنى العبودية والإيمان بالله وكتبه ورُسُله على التسليم وعدم الأسئلة عن تفاصيل الحكمة في الأوامر والنواهي والشرائع، ولهذا لم يحكِ الله ـ سبحانه ـ عن أمّة نبي صدّقت نبيها وآمنت بما جاء به أنها سألته عن تفاصيل الحكمة فيما أمرها به ونهاها عنه وبلّغها عن ربها، ولو فعلت ذلك لما كانت مؤمنة بنبيّها، بل انقادت وسلّمت وأذعنت، وما عرفت من الحكمة عرفته، وما خفي عنها لم تتوقف في انقيادها وإيمانها واستسلامها على معرفته، ولا جعلت طلبه من شأنها، وكان رسولها أعظم في صدورها من سؤالها عن ذلك، كما في الإنجيل: «يا بني إسرائيل لا تقولوا: لِمَ أمر ربنا؟ ولكن قولوا: بِمَ أمر ربنا؟»، ولهذا كانت هذه الأمة ـ التي هي أكمل الأمم عقولاً ومعارف وعلوماً ـ لا تسأل نبيها: لِمَ أمر الله بذلك؟ ولِمَ نهى عن كذا؟ ولِمَ قدَّر كذا؟ ولِمَ فعل كذا؟ لعلمهم أن ذلك مضاد للإيمان والاستسلام» 4/ 1560، 1561.
وجماع القول أن إشكالية التحولات الفكرية إشكالية تطرح نفسها على الوسط الفكري بإلحاح يستدعي معاينتها وفق رؤية شمولية تتغيّا الاتجاه إلى العوامل الباعثة لها للعمل على تجفيف منابعها، وهذا لا يعني أن ثمَّة كثافة كمّية مقلقة في هذا السياق ـ كما أسلفت آنفاً ـ ولكن كضرب من الفعل الوقائي الذي يعصم من إفراز إرهاصات بدأت نذرها بالتشكل على نحو قد يلامس حدود التأسيس لظاهرة باعثة على القلق في هذا المقطع الزمني المتّسم بتداخل الثقافات وثورة المعلومات وكونية التفاعل الثقافي، وفي هذا الراهن الآني الذي استحال فيه العالم إلى غرفة إلكترونية محدودة المساحة الشأن الذي يجد فيه كلُّ معنيٍّ بالهمِّ الدعوي نفسه ملزماً أمام ضميره الخاص بتوظيف خبراته المتراكمة لإبداع الأُطر التي تعينه على رفع درجة الوعي لدى العقل الجمعي، وتبصيره بأن التقدم إلى الأمام مرهون بالعودة إلى الخلق المتمثل في القرن الهجري الأول، الذي تبوَّأ فيه المسلمون القمة السامقة في سلك التطور الارتقائي.
وصفوة القول أنه لا مناص من تسليط أشعة النقد على كل فكر ملوّث وكشف تناقضاته الفجّة؛ لإيقاف مفعول الشحنة السلبية التي تستهدف مجتمعاً يسعى لاستئناف مسيرته الحضارية ولإعادة هذا الفكر الظلامي ـ الذي تشكل النزعة الطوباوية أحد أبرز ملامحه ـ إلى مكانته الطبيعية التي هو قمين بها، ليظل قابعاً في أزقة الحضارة وموارياً في مزابل التاريخ.
المصدر ( http://www.albayan-magazine.com/bayan-229/bayan-22.htm)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[05 Nov 2006, 08:36 م]ـ
الأخ الكشاف جزاكم الله خيراً على هذا المقال القيم وبارك الله في صاحبه لقد كفى ووفى وأبدع ...
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[04 Jan 2007, 10:08 ص]ـ
نشر الجابري مقالاته النقدية!!!!!!!!!! في كتاب سماه "مدخل إلى القرآن الكريم وهذا مقال عنه:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=88970
ـ[ابو زيد]ــــــــ[06 Jan 2007, 12:33 ص]ـ
بل صدرت تلك المقالات في كتاب بعنوان (مدخل إلى القرآن الكريم) الجزء الأول: في التعريف بالقرآن
نشر: مركز درسات الوحدة العربية.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Feb 2007, 11:21 م]ـ
الكتاب صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت كما تفضل أخي أبو زيد وفقه الله، وقد بلغ عدد صفحاته 456 صفحة من القطع العادي.
http://www.tafsir.net/images/madkhaljabri.jpg
وقد قسم المؤلف كتابه إلى جزأين، طبع الأول منهما، وهو هذا.
وقد قسم المؤلف الجزء الأول من كتابه إلى ثلاثة أقسام:
الأول: خصصه (لاستكناه وحدة الأصل في الديانات السماوية الثلاث) كما يقول.
الثاني: تتبع فيه المؤلف (مسار الكون والتكوين للقرآن الكريم) على حد تعبيره.
الثالث: حلل فيه المؤلف القصص القرآني بحسب ترتيب نزوله.
والكتاب في حاجة إلى قراءة متأنية لم تتيسر لي بعدُ، وأرجو أن يوفق الباحثون لعرض هذا الكتاب عرضاً موضوعياً يبين ما للكتاب وما عليه، وقد ذكر المؤلف أن دافعه إلى تأليف الكتاب كان ما تلى أحداث 11 سبتمبر 2001 من أحداث، ورغبته في التعريف بالقرآن الكريم للمسلمين وغيرهم. فهل وفق المؤلف يا ترى في غايته التي قصدها أم لا؟
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[14 Feb 2007, 11:00 ص]ـ
وجدت هذه المشاركة حول الكتاب انقلها للفائدة
حيث كتبت في جريدة السفير
مدخل الى القرآن الكريم» لمحمد عابد الجابري الأشياء تتفسر بنفسها والقضية تجتمع بنقيضها
17/ 01/2007 عدد القراء: 190
تتنوع فصول كتاب الجابري الأخير فتتشعب إلى دراسة وحدة الأصل في الديانات السماوية الثلاث، والدعوة المحمدية وعلاقاتها مع ما يحيط بها من حضارات، لتصل إلى دراسة الوحي والنبوة والقرآن وقراءاته وترتيبه وتجميعه كي تختم بالقصص القرآني وعلاقة النبي بالقرآن. لكنه كتاب رافض للمنطق، ونتائجه معروفة سَلفا لدى المسلم المؤمن. فمثلا إحدى نتائج الجابري هي التالية: «ومن هنا يمكن القول إن القرآن ذو ماهية مزدوجة، عربية اللسان، إلهية المضمون» (محمد عابد الجابري: مدخل إلى القرآن الكريم. .2006 مركز دراسات الوحدة العربية. ص 197). هذا معروف و معترف به لدى المسلم المؤمن. أما مثل آخر على نتائجه التقليدية المعروفة فهو استنتاجه بعد دراسته للقصص القرآني بأن «القصص القرآني ليس مجرد حكاية أخبار، بل هو بيان و برهان: وسيلة في الإقناع تدعو للاحتكام إلى العقل بعيدا عن أساليب اللاعقل» (ص 425). فما فائدة البحث إذن ما دامت النتائج معترفاً بها أصلاً لدى المسلمين؟ لا فائدة من الكتابة إن لم تقدِّم جديداً. وكتاب الجابري بعيد كل البعد عن أي جديد.
كما يتميز كتابه برفض المنطق. فمثلاً يقول الجابري: «ونحن نقصد بـ «الظاهرة القرآنية» ليس فقط «القرآن» كما يتحدث عن نفسه ... بل ندرج فيها أيضاً مختلف الموضوعات التي تطرق إليها المسلمون وأنواع الفهم والتصورات «العالمة» التي شيدوها لأنفسهم قصد الاقتراب من مضامينه ومقاصده» (ص 23). هكذا عَرَّف «الظاهرة القرآنية» من خلال القرآن وأتباعه، وبذلك عرَّف الشيء بالشيء نفسه فوقع تحليله في الدور. لذا تعريفه كتعريف الماء بالماء. والدور مرفوض منطقيا لأنه لا يقدِّم شيئا؛ فبمجرد أن تعرِّف الماء بالماء فأنت لا تعرِّف شيئا بل تبقي المجهول مجهولاً. ثم يُحلِّل القرآن على أنه تنزيل من عند الله بلسان عربي وأنه قائم في الكتب السماوية السابقة (ص 23). لكن يعاني هذا التعريف من مشكلتين أساسيتين: أولا، إذا عرّفنا القرآن بأنه تنزيل، فما هو تعريف التنزيل؟ إذا لم نعرِّف ما هو التنزيل، لن نكون قد قدّمنا أي تعريف لمفهوم القرآن. ثانياً، إذا عرّفنا القرآن على أنه الموجود في الكتب السماوية السابقة كما يفعل الجابري، إذن نفشل في تمييز القرآن عن الكتب السماوية الأخرى. لكن وظيفة التحليل كامنة في
(يُتْبَعُ)
(/)
تقديم الشروط الضرورية والكافية لتحقق الشيء المُشار إليه بالمفهوم المُراد تحليله كي نميِّز بين هذا الشيء والأشياء الأخرى. هذا ما لم يقم به الجابري من خلال تعريفه للقرآن على أنه الموجود في الكتب السماوية السابقة. وبذلك يفشل تحليله.
تناقضات
كما أن الجابري يغرق في الغيب، حيث يؤكد على أن الظاهرة الدينية هي تجربة روحية، وأن التجرية الروحية معاناة مع المطلق تقع وراء الحس والمحسوس والعقل والمعقول (ص 26). مشكلتنا مع هذا التحليل أنه فارغ المضمون لافتقاره إلى تحديد المفاهيم والمفردات المُستخدَمة في تعريف الظاهرة الدينية. فلقد عرَّف الظاهرة الدينية من خلال مفهومي الروح و المطلق. لكنه لم يُقدِّم تعريفا للروح وتعريفا للمطلق، وبذلك أصبح تعريفه فارغا من أي محتوى.
لا يكتفي الجابري بذلك بل يمضي في تناقضات عديدة ومختلفة. فمثلا يُعبِّر عن منهجه قائلاً: « ... السبب في مثل هذا الاضطراب إن لم نقل «التخبط» في تفسير كثير من الآيات القرآنية يرجع في الغالب ... إلى عدم اعتبار مسألة منهجية أساسية، وهي النظر إلى كل آية داخل السياق الذي وردت فيه وتجنب اقتطاعها منه والتعامل معها كنص مستقل بذاته «(ص 89). وهو بذلك يلتزم بمبدأ «القرآن يُفسِّر بعضه بعضاً» (ص 90). لكنه يناقض موقفه المنهجي هذا بقوله: «وهذه الخاصية البيانية جعلت النص القرآني منفتحاً بحيث يمكن فهمه وتفسيره من دون التقيد بتسلسل معين، فكل سورة فيه يمكن أن تكون موضوعاً لتفسير خاص بها أو نقطة انطلاق لتفسير الكل، فالمفسِّر ـ ومثله المترجم ـ لا يفسر نصا مبنيا جامدا في قالب، وإنما يفسر نصوصا محدودة (مسورة في سور) أغلبها مستقل بنفسه (مجموعة آيات)» (ص 243ـ 244). لكن إذا كان القرآن يفسر بعضه بعضاً، إذن يستحيل أن تكون أغلب الآيات القرآنية مستقلة بنفسها وأن تكون كل سورة موضوعا لتفسير خاص أو انطلاقا لتفسير الكل. هكذا يقع الجابري في التناقض؛ فقوله بأن القرآن يفسِّر بعضه بعضا يناقض قوله بأن أغلب الآيات مستقلة بنفسها وأن كل سورة قابلة لتفسير خاص.
يستمر الجابري في عرض تناقضاته. يقول: «لقد أكدنا مرارا أننا لا نعتبر القرآن جزءا من التراث. وهذا شيء نؤكده هنا من جديد، وفي نفس الوقت نؤكد أيضا ما سبق أن قلناه في مناسبات سابقة من أننا نعتبر جميع أنواع الفهم التي شيدها علماء المسلمين لأنفسهم حول القرآن، سواء كظاهرة بالمعنى الذي حددناه هنا، أو كأخبار وأوامر ونواه، هي كلها تراث، لأنها تنتمي إلى ما هو بشري» (ص 26). هذا يعني أن القرآن ليس جزءا من التراث لأنه ليس بشريا. لكنه يناقض موقفه هذا بالذات حين يقول: «فالظاهرة القرآنية ... ظاهرة عربية» (ص 27). فبما أن الظاهرة القرآنية ظاهرة عربية، إذن القرآن جزء من التراث. وبذلك يقر بأن القرآن جزء من التراث وبأنه ليس كذلك في آن معاً، وهذا تناقض قاتل.
يقع الجابري في تناقض آخر. يقول: «وهذا يعني أن العرب قبل الإسلام لم يكن لديهم أي تصور للنبوة، إلا بمعنى الرفعة والشرف، أما أن يتلقى الواحد من البشر الوحي من الله فذلك ما كان غائباً عن معهودهم» (ص 112). لكن موقفه هذا يناقض قوله بأن الجزيرة العربية قبل الإسلام كانت تشهد حركة دينية واسعة تنتظر ظهور نبي جديد وبذلك تؤمن بالنبوة. يقول: «في هذا الإطار، إذاً، تقع تلك الروايات المتعددة التي تنقل إلينا أخبارا وتفاصيل عن تصريحات كثير من الرهبان «النصارى» بقرب ظهور نبي جديد! وفي هذا الإطار نفسه يجب أن نضع تلك الحركة الواسعة التي انتشرت في جميع أجزاء الجزيرة العربية ـ تقريبا ـ والتي كانت تبحث عن «الدين الحق»، دين إبراهيم، والتي عرف أصحابها باسم «الحنفاء» ... وقد التقى النبي مع بعضهم وسئل عن آخرين فامتدحهم جميعا وقال عن بعضهم إنهم أنبياء أضاعهم أقوامهم» (ص74). هكذا يؤكد الجابري على القضية ونقيضها وعلى الأمر ونقيضه فيقع في التناقض. فالقول بوجود حركة دينية واسعة تنتظر نبوة جديدة وبذلك تؤمن بالنبوة، ونفي وجودها في آن معا هو تناقض فاضح.
رفض الآخرين
يضيف الجابري تناقضاً آخر حين يقول: «القصص القرآني ليس مجرد حكاية أخبار، بل هو بيان وبرهان: وسيلة في الإقناع تدعو للاحتكام إلى العقل بعيدا عن أساليب اللاعقل!» (ص425). ويؤكد على عقلانية القرآن قائلاً: «القرآن يدعو إلى دين العقل، أعني إلى الدين الذي يقوم فيه الاعتقاد على أساس استعمال العقل، انطلاقا من الاعتقاد في وجود الله إلى ما يرتبط بذلك من عقائد وشرائع» (ص429). لكن الجابري يناقض موقفه القائل بعقلانية القرآن حين يقول عنه: «إنه نص بياني من نتاج الوحي لا من إنتاج المنطق» (243). هكذا غدونا خارج الحضارة برفضنا للمنطق و العقل.
يختم الجابري كتابه بنقد الأديان الأخرى والتأكيد على تفوق الإسلام. يقول: «أما المسيح فقد ظهر ثم غاب! كالشرارة التي ما إن يأخذ الرائي في تحديد مكانها فوق الموقد حتى تختفي!» (ص 432). هذا كلام غير علمي وغير موضوعي؛ فالمسيحية ما زالت حية والمسيح بالنسبة إلى المسيحيين حي يهدي الناس كما يفعل الله وسائر الأنبياء تماماً بالنسبة إلى المسلمين. هكذا يقع الجابري أيضاً في رفض الآخرين مما يزيدنا تخلفاً ويزيده رفضاً للموضوعية ولأصول البحث العلمي.
جريدة السفير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[31 Mar 2007, 03:28 م]ـ
بسم الله والصلاة على رسول الله وعلى آله ومن اهتدى بهداه وبعد:
الدكتور الجيوسي أورد مقالاً كتبه شخص نصراني أو كما كما يدعون أنفسهم مما نقبله تجوزاً (مسيحي) يريد صاحبه من الأستاذ الجابري أن يكتشف أن القرآن ليس كلام الله تعالى ليعدّ كلامه علمياً؟!! وينتقد تصريح الجابري بأن كون القرآن كلام الله تعالى وأنه كتاب غايته الهداية وتوجيه العقل أمرٌ مسلمٌ به معروف لكل مسلم بأنه عيب كبير في فكر الجابري لأنه يقدم النتيجة سلفاً؟!
وهذا ليس غريباً عن كاتب نصراني شرقي يريد أن يماحك القراء المسلمين أو يستثير القراء النصارى من أمثاله. لكن ما لم أجد له تفسيرا إيراد الدكتور الجيوسي لهذا المقال هنا!!!!!!!!!!!!!!!
فهل المطلوب أن نورد كل ردّ حتى وإن كان عدائياً ومهلهلاً كهذا المقال؟
أم أن الوقت لم يسمح للأخ الجيوسي أن يقرأ المقال أصلاً بل حسبه من باب الرأي الآخر لأن الأستاذ الجابري أو كتاباته قد أصبحت تتلقى النقد ممن هب ودب لأنه أوهم القارئ بطريقته التبسيطية أنه بسيط وسهل الخوض في مناقشة أفكاره.؟ أم أن الأستاذ الجيوسي أراد اختبار عقلية رواد الملتقى هنا فيورد مقالا مسفاً وسطحياً ليمتحن عدالتهم ومبادئهم، هل امتثلوا قول ابن قتيبة: ونحن نعوذ بالله أن يطلع ذو النهى منا على ظلم لخصم أو إيثار لهوى أو تعمُّدٍ لتمويه. أم أنهم اقتدوا بـ بابان بفوله (إن الذين يتفقون معي هم طيبون والذين يخالفونني هم بالضرورة محتالون ودجالون!!)
ما علينا إلا أن نضرب في أرض الخيال بحثاً عن الاحتمال
وبالله نعتصم ونسأله العصمة مما يصم
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[08 Aug 2007, 08:27 م]ـ
http://www.aljabriabed.net/interviewayyam.htm
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[09 Aug 2007, 09:40 ص]ـ
فما رأي الدكتور الصالح فيما جاء في هذا الرابط، وبالتحديد فيما جاء تحت عنوان: حول ما قيل إنه سقط من القرآن
و "التحريف" مصطلح له معنى خاص.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[12 Aug 2007, 03:09 م]ـ
محمد عابد الجابري: قارئاً للقرآن
سامر رشواني
كاتب سوري
لا يسع قارئ الجابري أن يطالع له كتابا جديدا دون أن يربطه بمشروعه الفكري في قراءة التراث العربي. ولكن الجابري في كتابه الجديد (مدخل إلى القرآن الكريم: في التعريف بالقرآن) يحب أن يجعل القارئ حرا (أو حائرا) في رسم الإطار الذي يمكن أن ينتسب إليه كتابه هذا، من جهة صلته بالسيرورة الفكرية له. ولعله أميل إلى إخراجه عن إطار مشروعه السابق من جهات عديدة، فهو مبدئيا ينفي أن يكون القرآن مما يصدق عليه مصطلح التراث فهو النص المؤسس للتراث، وعنه وحوله نشأ هذا التراث. ومن جهة أخرى، لا يرى الجابري أن مشروعه الفكري يمتلك خطا أو مسلكا محددا مسبقا بل هو آفاق تتوسع باتساع المعرفة والبحث.
يحاول الجابري أن يضع كتابه هذا في سياق التداعيات التي أعقبت أحداث الحادي عشر من أيلول وما تبعها من هجوم على الإسلام، فألف كتابه هذا "مدفوعا برغبة عميقة في التعريف به للقرّاء العرب والمسلمين وأيضا للقرّاء الأجانب، تعريفا ينأى به عن التوظيف الإيديولوجي والاستغلال الدعوي الظرفي من جهة، ويفتح أعين الكثيرين ممن قد يصدق فيهم القول المأثور «الإنسان عدو ما يجهل»، على الفضاء القرآني كنص محوري مؤسس لعالم جديد كان ملتقى لحضارات وثقافات شديدة التنوع، بصورة لم يعرفها التاريخ من قبل" (ص 14).
ولكن هذا لا يمنعنا من أن نضع هذا الكتاب ضمن سياق المشروع الجابري أو سيرته الفكرية، فبعد إنجازه مشروع قراءة التراث الفكري العربي في أنساقه المختلفة، انتقل الجابري إلى قراءة الأساس والأصل الذي قام عليه هذا التراث، محاولا تطبيق نفس المبدأ الذي اعتمده في تناول التراث ألا وهو: «جعل المقروء معاصراً لنفسه ومعاصراً لنا في الآن نفسه».
(يُتْبَعُ)
(/)
أما معاصرة النص لنفسه فتتم من خلال تطبيق المبدأ الذي نادى به كثير من علماء المسلمين، من المفسرين وغيرهم، وهو أن «القرآن يشرح بعضه بعضا»، وذلك دون إقصاء الروايات والمأثور، على أن يشهد القرآن لهذه الروايات بالصحة، ولا تقع في تصادم معه. والجابري في اعتماده هذا المبدأ لا يبتغي بعمله هذا أن يدون تفسير للقرآن، بل يقتصر هدفه على التعريف به، ولكن هذا التعريف قد يدعوه إلى قراءة القرآن نفسه، وتفسير بعض نصوصه. وأما معاصرة النص لنا، فإنما تتم ـ كما يرى الجابري ـ على صعيد الفهم والمعقولية لهذا النص، هذا فضلا عن صعيد التجربة الدينية المتحققة دوما.
وقد سمّى الجابري كتابه هذا مدخلا وتعريفا بالقرآن، إذ أراد من خلاله أن يكتب سيرة للقرآن، يرى أنها ضرورية جداً لفهمه، وضرورية لجعله معاصراً لنفسه. من أجل هذا جعل كتابه على ثلاثة أقسام: عرض في القسم الأول منها لقضايا تنتمي إلى التاريخ السابق على القرآن، بما هو رسالة إلهية موحاة، ودعوة نبوية جديدة.
من هذه القضايا مسألة التبشير بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم في الفكر الديني السابق على الإسلام، وهي قضية لم تزل مثارا للجدل بين المسلمين وأهل الكتاب من يهود ونصارى منكرين وجود مثل هذه البشارة (1) وقد أوضح الجابري أن المسألة لم تكن مجرد تبشير ب «الأمي» الذي اسمه أحمد أو محمد، على النحو الذي فهمه كثير من المفسرين، وحاولوا بناء عليه التنقيب في كتب اليهود والنصارى على دليل عليه ـ بل مسألة التبشير مرتبطة بوجود تيار ديني توحيدي قام في وجه نظرية التثليث التي رسمتها المجامع الكنسية برعاية الإمبراطورية البيزنطية. ولعل أبرز من يمثل هذا التيار هو آريوس الذي قام بثورته في القرن الرابع الميلادي متبعا عقيدة «النصارى» الموحدين ـ أو من أطلق عليهم أصحاب التثليث لقب «الأبيونيين» أي الفقراء نظريا وفكريا ـ وعمل على نشرها في أنحاء عديدة من الإمبراطورية البيزنطية. ولكن المجامع المسكونية الرسمية قابلت مذهب آريوس بالرفض وبدَّعت كل من يرفض فكرة التثليث، فما كان من هؤلاء ـ بحسب رأي الجابري ـ إلا أن طرحوا فكرة النبي «المنتظر» الذي بشرت به نصوص بعض الأناجيل تصريحا أو تلميحا، أو على سبيل التأويل. وفي هذا الإطار يمكن فهم ما جاءنا من أخبار عن كثير من الرهبان يصرحون بقرب ظهور نبي جديد، وكذلك نفهم ظاهرة «الحنفاء» الباحثين عن الدين الحق، التي انتشرت في أرجاء جزيرة العرب.
وقد حاول الجابري أن يؤكد على أن العلاقة التي تحكم الإسلام بكل من اليهودية والمسيحية هي علاقة تحكمها شجرة نسب واحدة، جذعها المشترك هو إبراهيم شيخ الأنبياء. وهذا كلام لا إشكال فيه، لولا أن السياق يقتضي التفريق بين اليهودية (2) ـ أو المسيحية ـ الأصلية الحقة وبين اليهودية التاريخية أو المسيحية البيزنطية التي انحرفت وانجرفت بعيدا عن أصل التوحيد الإبراهيمي. والكلام الذي أسلفه المؤلف يقتضي هذه التفرقة أصلا.
يطرح الجابري بعد هذا مسألة «النبي الأمي» ومفهوم «الأمية» على بساط البحث والنظر، وهي مسألة كثيرا ما طرحت في العصر الحديث، وقد وافق فيها الجابري آراء كثير من المعاصرين من المستشرقين والمسلمين. حيث ذهب إلى أن المعنى الذي ألصق بكلمة «الأمي» وأنه من يقرأ ولا يكتب، معنى لا يسنده أصل لغوي سليم، ولا استعمال عربي معهود، ولا واقع تاريخي صحيح. فهذا اللفظ «الأمي أو الأمية» لم يستعمله العرب قبل الإسلام، بل هو معرَّب، ومأخوذ عن اليهود الذين كانوا يطلقون على غيرهم ممن ليس لهم كتاب منزل لفظ «الأمم»، وعليه فإن «الأمي» مشتق من «الأمة» ـ كما يقول الفراء ـ وليس من «الأم» كما يقول الزجاج وغيره من المتأخرين. كما أن كثيرا من الدلائل تشير إلى معرفة العرب بالكتابة والقراءة، فضلا عن إلمام رسول الله صلى الله عليه وسلم بها.
وعليه فإن معجزة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس في أنه قد جاءهم بكتاب، وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب، بل المعجزة ـ أو فلنقل المنة ـ كانت في إنزال كتاب سماوي على رجل أمي من أمة أمية لم يسبق لهم علم بكتاب سماوي، فأصبح العرب بهذه المعجزة «القرآن» أمة من أهل الكتاب، بعد أن كانت أمة أمية لا كتاب لها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم تطرق الجابري لحدث الوحي، ومفهومه، وللاتهامات التي وجهتها قريش لدعوى الوحي، إذ لم يكن مفهوم الوحي، بالمعنى القرآني، معروفا في معهود العرب اللغوي والثقافي، بل إن مفهوم النبوة أيضا لم يكن من معهودهم، فهذه المفاهيم مما نشأ مع الإسلام، وقد استطرد الجابري بعد ذلك في عرض نظرية النبوة ومفهومها عند المسلمين من المعتزلة والأشاعرة والفلاسفة والمتصوفة والشيعة، كما تعرض لمفهوم الوحي في اليهودية والمسيحية، مبينا تميز مفهومه في الإسلام عنهما.
السيرة التكوينية للقرآن
أما القسم الثاني من كتابه، فقد خصصه الجابري لبحث مسارات الكون والتكوين للقرآن. واعتمد في بنائه، وفي تخطيط ما سيليه من بحثه على المفاهيم التي عبَّر بها القرآن عن نفسه، مع ملاحظة السياق التاريخي الذي جاءت فيه.
فقد لاحظ الجابري أن القرآن أولَ ما نزل، عبَّر عن نفسه بلفظ «الذكر» ولفظ «الحديث»، حينها لم يكن قد نزل من القرآن إلا سور معدودة قصيرة، ومع انتقال الدعوة إلى المرحلة العلنية، وبدء المواجهة مع المشركين، وتكاثر السور حتى بلغت نحو ثلاثين سورة، ظهر لفظ «القرآن»، ليشير إلى أنه كلام تقوم طريقة تلاوته وترتيله بتأثير ينقل موضوع الذكر والحديث إلى مشاهد صوتية منغمة، تقرر وجودا يحمل معه برهانه، فيستغني عن برهان العقل: {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} الحشر:21، وقد استقر هذا الاسم علما على الوحي المحمدي، وأصبح «الذكر» و «الحديث» أوصافا للقرآن، وعلى نحو أدق أصبح المراد بالذكر جزءا مخصوصا من القرآن، وهو آيات القصص، والوعد والوعيد.
أما لفظ الكتاب فقد بدأ مع سورة الأعراف {كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} الأعراف:2، التي تستحق أن توصف بأنها كتاب بحد ذاتها، فهي أطول سورة نزلت بمكة، وإطلاق اسم «الكتاب» على القرآن عملية ذات مغزى، فهي أول إشارة إلى انتقال العرب من وضع أمة أميَّة لا كتاب لها إلى وضع أمة لها كتاب، وفي الوقت نفسه تضع حدا لاحتكار اليهود والنصارى للقب «أهل الكتاب»، وسورة الأعراف على وجه الخصوص، تضع بين ناظري العرب تاريخهم الخاص على مسرح النبوة والرسالات السماوية، أي أنبياء العرب «البائدة» عاد وثمود ومدين وغيرهم.
هذه هي اللحظات الثلاث في سيرة القرآن، لحظة القرآن/الترتيل والإعجاز، ولحظة القرآن/الذكر: القص، ثم لحظة القرآن/الكتاب: عقيدة وشريعة وأخلاق. وقد عرض الجابري في كتابه هذا اللحظتين الأوليين وترك اللحظة الثالثة للجزء الثاني الذي وعد به القراء.
أما لحظة القرآن/الترتيل والإعجاز، فقد عرض فيها لمسألة الأحرف السبعة والقراءات، وجمع القرآن، وما أثير حوله من القول بالزيادة والنقصان، وترتيب المصحف، وترتيب النزول. وقد مسَّ الجابري هذه المسائل المشكلة مسَّا خفيفا، فلم يحلَّ إشكالاتها، ولم يأت بما يشفي الغليل، بل اكتفى بسرد بعض الآراء التي ذكرت في كتب علوم القرآن حول هذه المسائل، مع الميل إلى المشهور ـ وما عليه الجمهور ـ من هذه الآراء (3).
وكان من الواضح أنه يريد بإيراده هذه المسائل تقرير بعض الأسس التي سيستند إليها في فهمه للقرآن، لاسيما التسليم بصحة المصحف العثماني وما ثبت من القراءات المتواترة، كما انتهى إلى أن ما ينسب إلى المصادر الشيعية من القول بنقصان شيء من القرآن فهو ليس إلا انعكاسا لموقف سياسي احتجاجي.
أما فيما يتصل بترتيب النزول (4) فقد اهتم الجابري بهذه المسألة اهتماما بالغا، إذ إن هذا الترتيب لا بد منه لرسم المسار التكويني للنص القرآني. وقد لاحظ الجابري التقارب والتشابه بين لوائح ترتيب السور التي نقلتها كتب علوم القرآن عن ابن عباس وجابر بن زيد وغيرهما. كما عرض لاجتهادات المستشرقين في ترتيب السور. وخلص إلى القول بأن "القرآن كتاب مفتوح، يتألف من سور مستقلة تكونت مع تدرج الوحي، والسور نفسها مكونة من آيات مرتبطة ـ في كثير من الحالات ـ بوقائع منفصلة هي أسباب النزول. من أجل ذلك كان من غير الممكن التعامل مع القرآن كنص معماري مهيكل حسب ترتيب ما" (ص243).
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن من أجل بناء تصور منطقي عن المسار التكويني للنص القرآني، تصور يكون قريبا من الواقع التاريخي، فإن ترتيب النزول المعتمد حاليا (من قبل الأزهر وغيره من الهيئات الإسلامية) ضروري ولكنه لا يكفي. "ضروري لأنه لا يمكن بناء تاريخ من غير مواد تاريخية"، أما أنه لا يكفي فلئن المرويات لا تفي بالغرض المرجو. فلا بد إذن من توظيف المنطق في عملية استثمار المواد التي يقدمها المأثور، "وفي هذه الحالة قد تدعو الحاجة إلى التصرف في ترتيب النزول المعتمد اليوم، بوصفه نتيجة اجتهاد مبني على الظن والترجيح، وذلك من خلال المطابقة بين المسارين: مسار السيرة النبوية والمسار التكويني للقرآن" (ص 244 - 245).
على هذا الأساس قدم الجابري تحقيبا للمرحلة المكية من نزول القرآن في مخطط مساوق لمسار السيرة النبوية فجعلها على خمسة مراحل: مرحلة الدعوة السرية، ثم الدعوة جهرا والتعرض للأصنام وبداية الصراع مع قريش، وهذه المرحلة تبدأ مع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم لسورة النجم في الكعبة. أما المرحلة الثالثة فهي مرحلة اضطهاد قريش للمسلمين ومحاولتهم إغراء النبي للتخلي عن مهاجمة أصنامهم، وهجرة المسلمين إلى الحبشة جراء ذلك، تليها مرحلة حصار النبي وأهله في شعب أبي طالب ـ وقد أوضح الجابري صعوبة تعيين السور التي نزلت في هذه المرحلة-، وتأتي أخيراً مرحلة فك الحصار وعرض النبي نفسه على القبائل، ومن السور التي توفرت على إشارات إلى هذه المرحلة: الطارق، الجن، القمر، ص، الأعراف، الإسراء ... الخ.
أما فيما يخص إعجاز القرآن، فقد عرض الجابري باقتضاب لبعض نظريات الإعجاز القرآني ولم يتوقف عندها طويلا، ولكنه انتقل للبرهنة على أن القرآن هو المعجزة الكبرى والوحيدة لمحمد صلى الله عليه وسلم، ونفى أن يكون انشقاق القمر، أو الإسراء والمعراج معجزات حقيقية أصلا. ومن هنا انتقل إلى الدفاع عن صحة الوحي المحمدي وأنه لم يأخذ عن أحد من أهل الكتاب. ثم استطرد في هذا إلى الحديث عن تطور العلاقة مع أهل الكتاب في القرآن المكي، وقد كانت علاقة هامشية، ثم في القرآن المدني، إذ ابتدأ الجدل مع اليهود في المدينة قبل أن يتحول الجدل إلى صراع فجلاء لليهود عن المدينة، وحدث بعدها الجدال مع النصارى «وفد نجران».
القصص القرآني وتطور الدعوة المحمدية
أما القسم الثالث من الكتاب فمداره القصص القرآني أو القرآن/الذكر، وليس مقصود الجابري من هذا القسم ما قد يتبادر من عنوانه، أي سرد قصص الأنبياء كما جاءت في القرآن، بل مراده وغايته أن يتعرف على الدعوة المحمدية من خلال القصص القرآني، فهذا القصص"نافذة واسعة تمكننا من الإطلالة على جانب مهم من محيط الدعوة المحمدية .. نقصد علاقتها بتجارب الأنبياء السابقين مع أقوامهم، وهو من جهة أخرى خطاب جعل منه القرآن مسرحا لخطاب جدلي أبدي موجه إلى خصومه يطلب منهم استخلاص العبرة من تلك التجارب، وبالتالي فهو مكون أساسي من مكونات مساره التكويني" (ص257).
وقد اعتمد الجابري للوصول إلى غايته هذه عددا من القواعد: أولها: النظر إلى القصص القرآني باعتباره نوعا من ضرب المثل، والاقتصار على المادة التي يعطيها القرآن وحده، بغض النظر عن مسألة الحقيقة التاريخية؛ فبما أن الهدف الأوحد للقصص هو العبرة فلا معنى للبحث عن الصحة التاريخية لها. وآخر القواعد هو تتبع القصص القرآني حسب ترتيب النزول، وليس حسب ترتيب المصحف، وهذا التتبع لا يعنيه التسلسل الزمني لوقائع القصة، بل يعنى بعرض القصص كما تناولها القرآن منذ أولى السور التي تعرضت للقصص، ذلك أن القرآن "ليس كتاب قصص، بل كتاب دعوة يستعمل القص لأهداف الدعوة" (ص260).
ويمكن تصنيف القصص القرآني بحسب أغراضها وتبعا لترتيب نزولها في ثلاثة أصناف:
أ. صنف يتوخى توجيه الاهتمام إلى المصير الذي آلت إليه الأقوام التي كذبت رسلها. والمخاطب فيها هم خصوم الدعوة المحمدية من قريش، والمقصد الأساس من هذا الصنف هو تخويف هؤلاء وتحذيرهم من أن يلاقوا نفس المصير الذي لقيه أولئك الأقوام. ومعظم هذا الصنف يعرض لقصص «أهل القرى» ـ أي عاد وثمود ومدين وغيرهم ـ مع أنبيائهم.
ب. وصنف يهتم بالثناء على الأنبياء والتنويه بهم، وإبراز ما خص الله به كلاً منهم من آيات مبينة، والهدف إثبات صدق نبواتهم ورسالاتهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ت. أما الصنف الثالث فتختص به المرحلة المدنية، ويتميز بالجدل مع اليهود والنصارى حول تصورهم لله عز وجل، وإبراز عقوقهم وانحرافهم عن دين إبراهيم. هذا من حيث أغراض القصص القرآني، أما من حيث ترتيب النزول فيمكن التمييز بين ثلاث مراحل: مرحلتان مكيتان والثالثة مدنية.
المرحلة الأولى: تمتد من سورة الفجر وترتيبها 10 إلى سورة القمر وترتيبها 37، حسب الترتيب المعتمد لدى الأزهر وغيره. ويمكن التمييز في هذه المرحلة (5) بين قسمين: أحدهما يندرج تحت الصنف الأول وفيه ذكر قصص «أهل القرى» بإيجاز والتحذير من مصيرهم الذي آلوا إليه، والقسم الثاني يندرج تحت الصنف الثاني: أي التنويه بالأنبياء السابقين وما أوتوه من آيات ومعجزات.
المرحلة الثانية: وتمتد من سورة ص ورتبتها 38 إلى سورة العنكبوت وترتيبها 85 وهي آخر سورة مكية ورد فيها قصص. وعلى الرغم من أن هذه المرحلة تمتد من سورة ص فإن الجابري يتجاوزها إلى سورة الأعراف وترتيبها 39، حيث يرى أن سورة الأعراف قد شكلت نقلة نوعية على مستوى القص؛"ذلك أن القص المفصَّل، المستوفي لعناصره إنما يبدأ معها. فكثير من القصص التي سترد في السور اللاحقة هي إما تفصيل لبعض الجوانب المذكورة في هذه السورة، وإما صياغة لها جديدة حسب ما يقتضيه المقام. ففي هذه السورة نجد أنفسنا إزاء ما يشبه أن يكون مخططا لقسم كبير من القصص القرآني، يشمل قصص الأنبياء الذي لم يرد لهم ذكر في التوراة، كما يعرض لمعظم أنبياء التوراة" (ص291) وقد عرضت سورة الأعراف لأنبياء العرب البائدة ضمن سلسلة الأنبياء المذكورين في التوراة، متقيدة بالترتيب الزمني، انطلاقا من قصة آدم وإبليس وقصة نوح والطوفان، فعاد وثمود، ثم لوط وإبراهيم وشعيب، ثم قصة موسى مع فرعون، ومنها تخلص السورة إلى عرض مباشر لصراع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مع مشركي قريش.
ويُلحق بهذه المرحلة مجموعة قصص مستقلة نزلت جميعها بعد سورة الأعراف، ومعظمها لم يذكر إلا مرة واحدة في سورة بعينها من القرآن المكي، وبعضها عرض مجددا في القرآن المدني ولكن في سياق مختلف. وسياق هذه القصص جميعها يرتبط بذكر ما خص الله به أنبياءه من أمور خارقة للعادة، وأنها دلالة على قدرة الله على الإتيان بالآيات المعجزات، وأن الله خص محمدا بمعجزة تختلف عن معجزات الأنبياء السابقين هي القرآن، وذلك ردا على خصوم الدعوة المحمدية، الذين كانوا يطالبون النبي بمعجزات من جنس خرق العادة. فمن هذه القصص: قصة زكريا الطاعن في السن وامرأته العاقر إذ ينجبان، وقصة مريم إذ تحمل من دون أن يمسسها رجل (في سورة مريم)، ثم قصة يوسف، وقصة أصحاب الكهف، وقصة ذي القرنين في سورة الكهف.
أما المرحلة الثالثة فهي المرحلة المدنية جملة. وفيها اتخذ القص القرآني شكلا جديدا ساد فيه الجدل مع أهل الكتاب. وقد ابتدأ الجدل مع أهل الكتاب في القرآن المدني مع اليهود، حتى إذا هجروا المدينة، انصرف القرآن إلى محاجة النصارى، خصوصا في مسألة التثليث. ولا بد من الإشارة إلى أن قصص القرآن المدني قد أصبحت أقل سردية من القصص المكي وساد فيها الخطاب الجدلي الذي يستعمل عناصر من القصص المكي، إضافة إلى قصص أخرى أو عناصر جديدة في قصص سابقة.
كما لاحظ الجابري أن لهجة هذا الخطاب قد اختلفت باختلاف الظروف والمناسبات، فقد بدأ الخطاب لينا وفاقا مع قوله تعالى في سورة العنكبوت عندما كان النبي بمكة يتهيأ للهجرة: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} العنكبوت: 46. ولكن عندما أخذ اليهود يستفزون المسلمين ويتحرشون بهم أخذت لهجة الخطاب تتدرج نحو الشدة والتعنيف، حتى انتهى الأمر بقيام صدام بين الطرفين انتهى بإجلاء اليهود عن المدينة نهائيا.
(يُتْبَعُ)
(/)
في النهاية، يمكننا القول بأن الجابري قد قدم في القسم الثالث من هذا العمل محاولة تستحق التأمل والنظر، إذ على الرغم من أنه قد سُبق من محمد عزة دروزة في محاولة فهم القرآن وتفسيره من خلال ترتيب نزوله، إلا أنه استطاع أن يوظف هذا الترتيب في تكوين صورة يمكن الاستفادة منها والبناء عليها في فهم الرسالة القرآنية كما تطورت ونمت خلال العقدين ونيف من بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإذا كان الجابري قد نجح نسبيا في جعل النص القرآني معاصرا لنفسه، من خلال تتبعه للقصص القرآني، فإن هذا لا يعني أنه قد نجح تماما في جعله معاصرا لنا، إذ لا يكفي لتحقيق ذلك ـ برأيي ـ أن نفهم السيرة القرآنية، والمقاصد القرآنية في عصر الرسالة، بل ما يعنينا ـ ربما بالدرجة الأولى ـ الرسالة الأبدية والدعوة العالمية التي يحملها القرآن في طياته، والتي ينبغي أن نجدَّ في اكتشافها وفهمها، من أجل تحقيق الطابع العالمي والمطلق للقرآن الكريم.
ـــــــــــــــــــــــــ
مدخل إلى القرآن الكريم: الجزء الأول في التعريف بالقرآن
محمد عابد الجابري
مركز دراسات الوحدة العربية، 2006
ــــــــــــــــــــــــ
* مراجعة أعدت لموقع "ببليوإسلام"
[1] وقد تورط الجابري أيضا في هذا الجدل مع بعض الكتابات والمقالات التي تنشر على الانترنت، بل لقد استقى عددا من معلوماته في هذا القسم عن مصادر غير موثوقة ولا دقيقة نشرت في الانترنت (مثل موقع المتنصرين) ونمت عن ضحالة معرفته بتاريخ الجدل بين المسلمين والنصارى، انظر مثلا هوامش ص 33. بل إن أهم نقيصة اعتورت عمله هذا هي فقره من جهة التوثيق، فمن ذلك أنه كثيرا ما استخدم عبارة «مصادرنا» من غير سابق إشارة إلى هذه المصادر أو تعريف بها.
[2] أهمل الجابري الحديث عن الوجود اليهودي قبل الإسلام في جزيرة العرب.
[3] على الرغم مما يكتنف بعض هذه الآراء من إشكالات، كالذي ذهب إليه من تخمينات تخص السور التي قيل أنه قد نسخت منها أيات كثيرة مثل سورة التوبة والأحزاب. (229 - 232)
[4] أما ترتيب المصحف فقد ذهب إلى أنه أمر اجتهادي قام به الصحابة متبعين معيار الطول والقصر في ترتيب السور، وهو رأي بحاجة إلى نظر ومناقشة، ليس هذا محله.
[5] يبدو أن خللا مطبعيا قد وقع في المطبوع فنسب هذا التقسيم إلى المرحلة الثانية والواضح من خلال الكتاب أن هذا التقسيم خاص بالمرحلة المكية الأولى.
هذا البحث نقلاً عن الملتقى الفكري للإبداع
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[15 Aug 2007, 02:38 ص]ـ
الحمد لله
خرج علينا هذا الرجل بكتاب كله وساوس وشبهات يقذف بها و يبثها في المسلمين الذين لم يتلقوا حظا وافرا
من العلم .... كقوله ان القرآن بهذا الترتيب مقلوب وتكلم في النسخ .. وفرح بكتابه و طبل له العلمانيون الذين يكنون
العداء للاسلام .. ولااشك في ضلاله ومخالفته منهج اهل السنة و الجماعة.(/)
صدور كتاب (دعاوى الطاعنين في القرآن الكريم في القرن الرابع عشر الهجري والرد عليها
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Oct 2006, 01:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
صدرت الطبعة الأولى (1427هـ) من كتاب:
دعاوى الطاعنين في القرآن الكريم في القرن الرابع عشر الهجري والرد عليها
للدكتور عبدالمحسن بن زبن المطيري
عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بجامعة الكويت
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_101774526d51018f9b.jpg
وقد صدرت هذه الطبعة عند دار البشائر الإسلامية في بيروت، في مجلد من الحجم العادي، بلغ عدد صفحاته 479 صفحة.
وأصل هذا الكتاب رسالة دكتوراه تقدم بها الباحث لكلية دار العلوم بالقاهرة، نوقشت عام 1423هـ. وقد سبق عرض هذه الرسالة في مشاركة قديمة في الملتقى على هذا الرابط ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4851) .
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[12 Oct 2006, 09:10 م]ـ
وقد سبق التعريف بهذا الكتاب على هذا الرابط:
الطعن في القرآن الكريم والرد على الطاعنين في القرن الرابع عشر الهجري ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=28097#post28097)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[13 Oct 2006, 05:46 ص]ـ
جزاكما الله خيراً ونفع بالكتاب ..
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[18 Oct 2006, 01:50 م]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا
كتاب مهم من عنوانه
/////////////////////////////////////////////////
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[23 Oct 2006, 02:19 م]ـ
جزاك الله خيرا
نفع الله بهذا الكتاب
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Aug 2008, 04:47 م]ـ
في المرفقات شرائح PowerPoint من إعداد مؤلف الكتاب وفقه الله تلخص الكتاب ويمكن الاستفادة منها في عرضه في درس علمي أو محاضرة. وقد عرضها في حلقة من حلقات برنام (لأفانين القرآن) مع أخي العزيز الدكتور محمد بن عبدالعزيز الخضيري على قناة المجد العلمية وقد حصلت عليها من الدكتور محمد الخضيري مشكوراً. وقد أذن المؤلف بنشرها للاستفادة منها للجميع.
وقد أخبرني الدكتور عبدالمحسن أنه بصدد الإعداد للطبعة الثانية من الكتاب فمن كانت لديه أية ملحوظات فيمكن موافات المؤلف بها جزاكم الله خيراً ونفعنا وإياكم بالعلم.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[13 Aug 2008, 08:44 م]ـ
هل يوجد هذا الكتاب في الاردن
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Aug 2008, 07:40 ص]ـ
هل يوجد هذا الكتاب في الاردن
أنتم أدرى يا أبا محمد بمكتبات عمان، وأظنه لا يغيب عن مكتبات عمان فمطبوعات دار البشائر متوفرة في الأردن. ومكتبات عمان الكثيرة في العبدلي وغيره لن تخلو منه إن شاء الله.
ـ[محمد أمين]ــــــــ[15 Aug 2008, 10:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخوتى الكرام أشكركم فى البداية على إنجازاتكم القيمة. علما بأن هذه أول مشاركة لى فى هذا الموقع العلمى المبارك. و أشكركم على هذا الكتاب المفيد. و أرجو من الله أن أستمر معكم فى المشاركة و أرجو منكم أيضا أن تنشروا أبحاثا أخرى لها تعلق بالاستشراق و المحاولات الجديدة لتحريف القرآن الكريم بأيدى العلمانيين و الحداثيين الجدد. فإن كان لديكم من يحسن اللغة التركية نرجو البحث و الدراسة عن اتجاهات التفسير فى تركيا. لأن هناك محاولات لتحريف تفسير القرآن عن طريق المنهج الباطني الحداثى التأويلي الجديد. وللأسف إن إخواننا العرب لا يهتمون بالدراسات القرآنية التي تنشر فى تركيا من قبل بعض الجامعيين و كتابٍ آخرين فهناك تياراتٌ غربية وباطنية تحاول تحريف القرآن و تنكر جميع المعجزات مثل ما فعله محمد أسد النمساوي في ترجمة لمعاني القرآن الكريم له , والآن تشن حملة على إفساد الفهم الصحيح للقرآن، كذلك نذكركم بأن هذا الموضوع فى حاجة إلى من يقوم بدراسته خصوصا العلماء الذين يكتبون أبحاثا عن الأستشراق و المستشرقين.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخوكم: محمد أمين. أنقرة - تركيا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Aug 2008, 11:31 م]ـ
الأخ الكريم محمد أمين وفقه الله
نرحب بك بين إخوانك في ملتقى أهل التفسير ونرجو أن ينفع الله بك وبمشاركتك في الملتقى. وبالنسبة للدراسات التركية فنحن لا نجيد هذه اللغة وأيضاً لسنا متابعين لما ينشر ويكتب عندكم في تركيا لضعف التواصل بيننا.
وليتك تكون حلقة وصل بيننا وبين البحث العلمي في الدراسات القرآنية في تركيا بحيث توافينا بالجديد لديكم بالعربية والتركية معاً. والحاجة ماسة إلى أمثالكم من الباحثين الأتراك للمساعدة في الحصول على المخطوطات المحفوظة لديكم في تركيا وهي مفهرسة باللغة التركية أيضاً وهذه كلها عوائق بين الباحثين العرب والوصول إلى أخبار هذه المخطوطات.
أسأل الله لكم التوفيق، ويسعدنا أي صيغة ترونها مناسبة لتفعيل دور الباحثين الأتراك في الملتقى هنا.
جزاكم الله خيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[17 Aug 2010, 04:22 م]ـ
قام مركز تفسير مشكوراً بتصوير هذا الكتاب على صيغة pdf ولتحميله انظر هنا:
دعاوى الطاعنين في القرآن الكريم في القرن الرابع عشر الهجري والرد عليها (لأول مرة) Pdf (http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=21454)(/)
عاجل الى الاخوة الكرام
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[10 Oct 2006, 09:07 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
من يتكرم فيعرفنا بالمدعو وحيد السعفي صاحب كتاب العجيب والغريب في كتب التفسير الصادر عن دار الاوائل بدمشق في ايار 2006
ـ[أبو العالية]ــــــــ[10 Oct 2006, 01:20 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسو الله، وبعد ..
أستاذنا الكريم: تفضل لعل هذا يفيد في حقيقة الرجل.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5972
ودمتم على الخير أعوانا.
محبكم(/)
جاءني عبر البريد (الكاتب الاسرائيلي يوري أفنيري يرد على بابا الفاتيكان)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[16 Oct 2006, 03:59 ص]ـ
الكاتب الاسرائيلي يوري أفنيري يرد على بابا الفاتيكان
"سيف محمد"
ترجمة: خالد الجبيلي
منذ أن بدأ الأباطرة الرومان يلقون بالمسيحيين طعاماً للأسود، طرأت تغيرات كثيرة على العلاقات بين الأباطرة ورؤوس الكنيسة.
وبدأ قسطنطين الكبير، الذي أصبح إمبراطوراً في سنة 306 – أي قبل 1700 سنة تماماً – يشجع على اعتناق المسيحية في إمبراطوريته، التي كانت تشمل فلسطين كذلك. وبعد عدة قرون، انشقت الكنيسة إلى قسمين لتصبح كنيسة شرقية (أرثوذوكسية) وكنيسة غربية (كاثوليكية). وفي الغرب، طلب أسقف روما، الذي حاز على لقب البابا، أن يقبل الإمبراطور سيادته وتفوقه.
وقد لعب الصراع بين الأباطرة والباباوات دوراً محورياً في التاريخ الأوروبي، وأدى إلى تقسيم الشعوب والأمم. وقد شهد هذا الصراع تقلبات كثيرة. فقد أقدم بعض الأباطرة على عزل أو طرد أحد الباباوات، وقام بعض الباباوات بعزل أو طرد أحد الأباطرة. وكان الإمبراطور هنري الرابع "قد توجه إلى كانوسا سيراً على الأقدام، ووقف أمام القلعة التي يقيم فيها البابا مدة ثلاثة أيام حافي القدمين في الثلج، إلى أن تنازل البابا وألغى أمر حرمانه وطرده من الكنيسة".
إلا أنه مرت فترات في التاريخ عاش فيها الأباطرة والباباوات في وئام وسلام. ونحن نشهد مثل هذا الفترة في أيامنا هذه. إذ توجد بين البابا الحالي، بنيديكت السادس عشر، والإمبراطور الحالي، جورج بوش الثاني، مرحلة رائعة من الانسجام والاتفاق. إذ تتوافق الكلمة التي ألقاها البابا في الأسبوع الماضي، والتي أثارت عاصفة عالمية، مع الحملة الصليبية التي يشنها بوش ضد "الفاشيين الإسلاميين" في سياق "صراع الحضارات".
ففي المحاضرة التي ألقاها في إحدى الجامعات الألمانية، وصف البابا الـ 265 ما يراه اختلافاً شاسعاً بين المسيحية والإسلام: ففي حين تقوم المسيحية على العقل، فإن الإسلام ينكره. وفي حين يرى المسيحيون منطق أعمال الله، فإن المسلمين ينكرون وجود هذا المنطق في أعمال الله.
وبصفتي يهودياً ملحداً، فإني لا أريد أن أدخل في هذه المساجلة. إذ إن فهم منطق البابا يفوق قدراتي العقلية المتواضعة. غير أني لا أستطيع أن أغفل فقرة وردت في كلمته، وهي تخصني أنا أيضاً، كإسرائيلي يعيش بالقرب من خطّ الاحتكاك هذا بين "حرب الحضارات".
ولكي يثبت البابا انعدام العقل في الإسلام، فهو يؤكد أن النبي محمد أمر أتباعه بنشر العقيدة الإسلامية بحد السيف. وحسب ما جاء على لسان البابا، فإن هذا شيء غير منطقي، لأن الإيمان يولد من الروح، لا من الجسد. فكيف يؤثّر السيف على الروح؟
ولإثبات مقولته، لم يجد البابا أحداً أفضل من أحد الأباطرة البيزنطيين، الذي كان ينتمي بطبيعة الحال، إلى الكنيسة الشرقية المنافسة، ليستشهد بكلامه. ففي أواخر القرن الرابع عشر، دار حديث بين الإمبراطور مانويل الثاني بالايولوجس - أو كما قال (إذ يشك في أن يكون هذا قد حدث فعلاً) - مع عالم فارسي مسلم لم يذكر اسمه. وفي غمرة النقاش المحتدم، ألقى الإمبراطور (كما قال هو نفسه) الكلمات التالية في وجه خصمه:
" فقط أرني أشياء جديدة جلبها محمد، ولن تجد سوى أشياء شريرة وغير إنسانية، مثل وصيته التي يأمر فيها بنشر الدين بحد السيف".
تفضي هذه الكلمات إلى طرح ثلاثة أسئلة: (أ) لماذا قال الإمبراطور هذه الكلمات؟ (ب)، وما مدى صحتها؟ (ج) ولماذا استشهد البابا الحالي بكلامه؟
عندما كتب مانويل الثاني أطروحته، كان على رأس إمبراطورية تحتضر. فقد تبوأ السلطة في سنة 1391، التي لم يكن قد بقي منها سوى بضعة أقاليم من الإمبراطورية التي كانت ذائعة الصيت ذات يوم. والتي أضحت كذلك تحت رحمة التهديد التركي.
في ذلك الوقت، كان العثمانيون الأتراك قد وصلوا إلى ضفاف الدانوب، واحتلوا بلغاريا وشمال اليونان، وهزموا الجيوش التي كانت قد بعثت بها أوروبا مرتين لإنقاذ الإمبراطورية الشرقية. وفي سنة 1453، وبعد موت مانويل بسنوات قليلة، سقطت القسطنطينة (استنبول حالياً) بيد الأتراك، وهكذا انتهت الإمبراطورية الذي دامت لأكثر من ألف سنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وجاب مانويل خلال فترة حكمه عواصم أوروبا للحصول على دعم منها. وكان قد وعد بتوحيد الكنيسة مجدداً. ومما لا شك فيه أنه كتب أطروحته الدينية هذه لكي يحرّض الدول المسيحية ضد الأتراك، وليقنعها بشن حملة صليبية جديدة. كان الهدف ذا طابع عملي، وكان الدين يعمل لخدمة السياسة.
لذلك فإن هذا الاستشهاد يخدم مآرب الإمبراطور الحالي، جورج بوش الثاني. فهو أيضاً يريد أن يوّحد العالم المسيحي ضد "محور الشرّ" المسلم. كما أن الأتراك يقرعون أبواب أوروبا ثانية، لكن بسلام هذه المرة. ومن المعروف أن البابا يؤيد الدول التي تعارض انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوربي.
هل توجد أيّ حقيقة في الحجّة التي أوردها مانويل؟
كان البابا نفسه قد ألقى كلمة ليكون في حيطة من أمره. فكونه عالماً دينياً جدياً ومشهوراً، فإنه لا يستطيع أن ينقض النصوص المكتوبة ويكذّبها. لذلك، اعترف بأن القرآن قد حرّم بوضوح نشر العقيدة باستخدام القوة. فقد اقتبس من سورة البقرة، الآية 256 (من الغريب القول بأنه معصوم عن الخطأ بصفته البابا، وأخطأ وقال الآية 257) التي تقول: "لا إكراه في الدين".
كيف يمكن للمرء أن يتجاهل مثل هذا التصريح الواضح والجلي؟ لكن البابا يجادل بأن النبي محمد كان قد جاء بهذه الآية عندما كان لا يزال في بداية رسالته، وكان لا يزال ضعيفاً لا حول له ولا قوة، لكنه عندما اشتد عوده أمر أتباعه باستخدام السيف لنشر العقيدة. إلا أن هذا الأمر لم يرد في القرآن. صحيح، أن محمد دعا إلى استخدام السيف لمحاربة القبائل التي حاربته وعارضته - مسيحيون ويهود وآخرون - في الجزيرة العربية، عندما كان في طور إنشاء دولته. بيد أن هذا كان عملاً سياسياً، وليس دينياً. كان في جوهره صراع على الأرض، لا من أجل نشر الدين.
قال المسيح: "من ثمراتهم يعرفون". إذ يجب الحكم على الطريقة التي عامل فيها الإسلام الديانات الأخرى وذلك بإجراء اختبار بسيط: فكيف تصرف الحكّام المسلمون منذ أكثر من ألف سنة، عندما كانوا يملكون القوة ويستطيعون "نشر الدين بالسيف"؟
حسناً، فهم لم يفعلوا ذلك.
فقد دام حكم المسلمين على اليونان قروناً عديدة. لكن هل أصبح اليونانيون مسلمين؟ هل حاول أحد أن يرغمهم على اعتناق الإسلام؟ على العكس، فقد تبوأ المسيحيون اليونانيون أعلى المناصب في الإدارة العثمانية. وعاش البلغاريون والصرب والرومانيون والهنغاريون وشعوب دول أوربية أخرى لفترات متفاوتة تحت حكم الدولة العثمانية، وتمسكوا بدينهم المسيحي. إذ لم يرغمهم أحد على اعتناق الإسلام، وظلوا جميعهم مسيحيين أتقياء.
صحيح أن الألبانين اعتنقوا الإسلام، وكذلك البوشناق. لكن لا يستطيع أحد أن يدّعي بأنهم اعتنقوا الإسلام بالإكراه، بل اعتنقوه لتكون لديهم حظوة لدى الحكومة وليتمتعوا بخيراتها.
في عام 1099، غزا الصليبيون القدس وأعملوا في سكانها المسلمين واليهود قتلاً وذبحاً بدون تمييز، وذلك باسم السيد المسيح المتسامح الرقيق الجانب.
في ذلك الحين، كان قد مضى على احتلال المسلمين لفلسطين400 سنة، وكان المسيحيون لا يزالون يشكلون غالبية السكان في البلاد. وخلال هذه الفترة الطويلة، لم يبذل المسلمون أي جهد لفرض دينهم عليهم. أما بعد أن ُطرد الصليبيون من البلاد، بدأ معظم السكان يتكلمون اللغة العربية وأخذوا يعتنقون الدين الإسلامي - وهم أسلاف معظم فلسطينيي اليوم.
لا يوجد أي دليل على الإطلاق على وجود أي محاولة لفرض الإسلام على اليهود. وكما هو معروف تماماً، فقد نعم يهود أسبانيا، تحت حكم المسلمين، بازدهار لم يتمتع به اليهود في أي مكان من العالم حتى وقتنا هذا تقريباً. فقد نظم شعراء مثل يهودا هاليفي (الشاعر الأندلسي المعروف باسم أبو حسن اللاوي) باللغة العربية، كما كان يفعل الفيلسوف اليهودي موسى بن ميمون العظيم. وفي أسبانيا الإسلامية، شغل اليهود مناصب وزراء، وكانوا شعراء وعلماء معروفين. وفي طليطلة الإسلامية، كان العلماء المسلمون واليهود والمسيحيون يعملون معاً وقاموا بترجمة النصوص اليونانية الفلسفية والعلمية القديمة. كان ذلك حقاً عصراً ذهبياً. فهل من الممكن أن يكون النبي قد أمر "بنشر الدين بالسيف"؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن ما حدث بعد ذلك لهو أشد أثراً في النفس. فعندما احتل الكاثوليك إسبانيا ثانية واستردوها من المسلمين، فرضوا عهد الإرهاب الديني. إذ كان أمام اليهود والمسلمين خياران قاسيان لا ثالث لهما: فإما أن يعتنقوا المسيحية، أو أن يقتلوا أو يغادروا البلاد. وإلى أين هرب مئات الآلاف من اليهود الذين رفضوا أن يتخلوا عن دينهم؟ لقد استقبلوا جميعهم تقريباً بحفاوة في البلدان الإسلامية. إذ استقر اليهود السيفارديم ("الإسبان") في جميع أرجاء العالم الإسلامي، من المغرب غرباً وحتى العراق شرقاً، ومن بلغاريا (التي كانت جزءاً من الإمبراطورية العثمانية آنذاك) شمالاً وحتى السودان جنوباً. ولم يتعرضوا للاضطهاد في أي بقعة انتقلوا إليها، ولم يعرفوا شيئاً مثل التعذيب الذي كانت تمارسه محاكم التفتيش، وأعمال الحرق علناً في الساحات العامة، وعمليات القتل والذبح، والطرد الجماعي الفظيع الذي حدث في جميع البلدان المسيحية تقريباً حتى وقوع المحرقة.
لماذا؟ لأن الإسلام حرّم صراحة ممارسة أيّ اضطهاد على "أهل الكتاب". فقد كان اليهود والمسيحيون يتمتعون بمكانة خاصة في المجتمع الإسلامي. صحيح أنه لم تكن لهم حقوق متساوية تماماً مع السكان المسلمين، إلا أنهم كانوا يتمتعون بجميع الحقوق تقريباً. فقد كانوا يدفعون الجزية، لكنهم كانوا معفيين من الخدمة العسكرية – وهذه مقايضة لاقت ترحيباً كبيراً لدى الكثيرين من اليهود. وذُكر أن الحكّام المسلمين كانوا يرفضون أيّ محاولة لجعل اليهود يعتنقون الإسلام حتى بالحسنى - لأن ذلك كان سيؤدي إلى خسارة الضرائب التي يدفعونها.
لا يمكن لأيّ يهودي صادق يعرف تاريخ شعبه جيداً إلا أن يشعر بالامتنان العميق للإسلام والمسلمين الذين قدموا الحماية لليهود على مدى خمسين جيلاً، في الوقت الذي كان فيه العالم المسيحي يضطهد اليهود، وحاول في أحيان كثيرة "بالسيف" أن يجعلهم يتخلون عن دينهم.
إن قصة "نشر الدين بحد االسيف" أسطورة شريرة وآثمة، إنها إحدى الأساطير التي ظهرت في أوروبا في أثناء قيام حروب كبرى ضد المسلمين - استرداد إسبانيا على يد المسيحيين، الحملات الصليبية، وطرد الأتراك الذين أصبحوا على أبواب فيينا. إني أشكّ في أن البابا الألماني أيضاً، يؤمن بهذه الخرافات حقاً. وهذا يعني أن زعيم العالم الكاثوليكي، الذي يعد عالماً في الدين المسيحي عن جدارة، لم يبذل أي جهد في دراسة تاريخ الديانات الأخرى.
لماذا قال هذه الكلمات على الملأ؟ ولماذا الآن؟
لا مفر من رؤيتها من زاوية الحملة الصليبية الجديدة التي يشنّها بوش وأتباعه الإنجيليون، بشعاراته "الفاشية الإسلامية" و"الحرب العالمية على الإرهاب" - عندما أصبح "الإرهاب" مرادفاً لكلمة المسلمين. فبالنسبة لأعوان بوش، فإن هذه مجرد محاولة سافرة لتبرير هيمنتهم على منابع النفط في العالم. فليست هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي تنشر فيها عباءة دينية لتغطية عريّ المصالح الاقتصادية؛ ليست هذه هي المرة الأولى التي تتحول فيها الحملات اللصوصية إلى حملة صليبية.
إن الكلمة التي ألقاها البابا تندرج في هذا المسعى. لكن من يستطيع أن يتنبّأ بالعواقب المريعة؟
Uri Avnery
Muhammad's Sword
23-09-2006
Since the days when Roman Emperors threw Christians to the lions, the relations between the emperors and the heads of the church have undergone many changes.
Constantine the Great, who became Emperor in the year 306 - exactly 1700 years ago - encouraged the practice of Christianity in the empire, which included Palestine. Centuries later, the church split into an Eastern (Orthodox) and a Western (Catholic) part. In the West, the Bishop of Rome, who acquired the title of Pope, demanded that the Emperor accept his superiority.
(يُتْبَعُ)
(/)
The struggle between the Emperors and the Popes played a central role in European history and divided the peoples. It knew ups and downs. Some Emperors dismissed or expelled a Pope, some Popes dismissed or excommunicated an Emperor. One of the Emperors, Henry IV, "walked to Canossa", standing for three days barefoot in the snow in front of the Pope's castle, until the Pope deigned to annul his excommunication.
But there were times when Emperors and Popes lived in peace with each other. We are witnessing such a period today. Between the present Pope, Benedict XVI, and the present Emperor, George Bush II, there exists a wonderful harmony. Last week's speech by the Pope, which aroused a world-wide storm, went well with Bush's crusade against "Islamofascism", in the context of the "Clash of Civilizations".
IN HIS lecture at a German university, the 265th Pope described what he sees as a huge difference between Christianity and Islam: while Christianity is based on reason, Islam denies it. While Christians see the logic of God's actions, Muslims deny that there is any such logic in the actions of Allah.
As a Jewish atheist, I do not intend to enter the fray of this debate. It is much beyond my humble abilities to understand the logic of the Pope. But I cannot overlook one passage, which concerns me too, as an Israeli living near the fault-line of this "war of civilizations".
In order to prove the lack of reason in Islam, the Pope asserts that the prophet Muhammad ordered his followers to spread their religion by the sword. According to the Pope, that is unreasonable, because faith is born of the soul, not of the body. How can the sword influence the soul?
To support his case, the Pope quoted - of all people - a Byzantine Emperor, who belonged, of course, to the competing Eastern Church. At the end of the 14th century, the Emperor Manuel II Palaeologus told of a debate he had - or so he said (its occurrence is in doubt) - with an unnamed Persian Muslim scholar. In the heat of the argument, the Emperor (according to himself) flung the following words at his adversary:
"Show me just what Mohammed brought that was new, and there you will find things only evil and inhuman, such as his command to spread by the sword the faith he preached".
These words give rise to three questions: (a) Why did the Emperor say them? (b) Are they true? (c) Why did the present Pope quote them?
WHEN MANUEL II wrote his treatise, he was the head of a dying empire. He assumed power in 1391, when only a few provinces of the once illustrious empire remained. These, too, were already under Turkish threat.
At that point in time, the Ottoman Turks had reached the banks of the Danube. They had conquered Bulgaria and the north of Greece, and had twice defeated relieving armies sent by Europe to save the Eastern Empire. On May 29, 1453, only a few years after Manuel's death, his capital, Constantinople (the present Istanbul) fell to the Turks, putting an end to the Empire that had lasted for more than a thousand years.
During his reign, Manuel made the rounds of the capitals of Europe in an attempt to drum up support. He promised to reunite the church. There is no doubt that he wrote his religious treatise in order to incite the Christian countries against the Turks and convince them to start a new crusade. The aim was practical, theology was serving politics.
(يُتْبَعُ)
(/)
In this sense, the quote serves exactly the requirements of the present Emperor, George Bush II. He, too, wants to unite the Christian world against the mainly Muslim "Axis of Evil". Moreover, the Turks are again knocking on the doors of Europe, this time peacefully. It is well known that the Pope supports the forces that object to the entry of Turkey into the European Union.
IS THERE any truth in Manuel's argument?
The pope himself threw in a word of caution. As a serious and renowned theologian, he could not afford to falsify written texts. Therefore, he admitted that the Qur'an specifically forbade the spreading of the faith by force. He quoted the second Sura, verse 256 (strangely fallible, for a pope, he meant verse 257) which says: "There must be no coercion in matters of faith".
How can one ignore such an unequivocal statement? The Pope simply argues that this commandment was laid down by the prophet when he was at the beginning of his career, still weak and powerless, but that later on he ordered the use of the sword in the service of the faith. Such an order does not exist in the Qur'an. True, Muhammad called for the use of the sword in his war against opposing tribes - Christian, Jewish and others - in Arabia, when he was building his state. But that was a political act, not a religious one; basically a fight for territory, not for the spreading of the faith.
Jesus said: "You will recognize them by their fruits." The treatment of other religions by Islam must be judged by a simple test: How did the Muslim rulers behave for more than a thousand years, when they had the power to "spread the faith by the sword"?
Well, they just did not.
For many centuries, the Muslims ruled Greece. Did the Greeks become Muslims? Did anyone even try to Islamize them? On the contrary, Christian Greeks held the highest positions in the Ottoman administration. The Bulgarians, Serbs, Romanians, Hungarians and other European nations lived at one time or another under Ottoman rule and clung to their Christian faith. Nobody compelled them to become Muslims and all of them remained devoutly Christian.
True, the Albanians did convert to Islam, and so did the Bosniaks. But nobody argues that they did this under duress. They adopted Islam in order to become favorites of the government and enjoy the fruits.
In 1099, the Crusaders conquered Jerusalem and massacred its Muslim and Jewish inhabitants indiscriminately, in the name of the gentle Jesus. At that time, 400 years into the occupation of Palestine by the Muslims, Christians were still the majority in the country. Throughout this long period, no effort was made to impose Islam on them. Only after the expulsion of the Crusaders from the country, did the majority of the inhabitants start to adopt the Arabic language and the Muslim faith - and they were the forefathers of most of today's Palestinians.
THERE IS no evidence whatsoever of any attempt to impose Islam on the Jews. As is well known, under Muslim rule the Jews of Spain enjoyed a bloom the like of which the Jews did not enjoy anywhere else until almost our time. Poets like Yehuda Halevy wrote in Arabic, as did the great Maimonides. In Muslim Spain, Jews were ministers, poets, scientists. In Muslim Toledo, Christian, Jewish and Muslim scholars worked together and translated the ancient Greek philosophical and scientific texts. That was, indeed, the Golden Age. How would this have been possible, had the Prophet decreed the "spreading of the
(يُتْبَعُ)
(/)
faith by the sword"?
What happened afterwards is even more telling. When the Catholics re-conquered Spain from the Muslims, they instituted a reign of religious terror. The Jews and the Muslims were presented with a cruel choice: to become Christians, to be massacred or to leave. And where did the hundreds of thousand of Jews, who refused to abandon their faith, escape? Almost all of them were received with open arms in the Muslim countries. The Sephardi ("Spanish") Jews settled all over the Muslim world, from Morocco in the west to Iraq in the east, from Bulgaria (then part of the Ottoman Empire) in the north to Sudan in the south. Nowhere were they persecuted. They knew nothing like the tortures of the Inquisition, the flames of the auto-da-fe, the pogroms, the terrible mass-expulsions that took place in almost all Christian countries, up to the Holocaust.
WHY? Because Islam expressly prohibited any persecution of the "peoples of the book". In Islamic society, a special place was reserved for Jews and Christians. They did not enjoy completely equal rights, but almost. They had to pay a special poll-tax, but were exempted from military service - a trade-off that was quite welcome to many Jews. It has been said that Muslim rulers frowned upon any attempt to convert Jews to Islam even by gentle persuasion - because it entailed the loss of taxes.
Every honest Jew who knows the history of his people cannot but feel a deep sense of gratitude to Islam, which has protected the Jews for fifty generations, while the Christian world persecuted the Jews and tried many times "by the sword" to get them to abandon their faith.
THE STORY about "spreading the faith by the sword" is an evil legend, one of the myths that grew up in Europe during the great wars against the Muslims - the reconquista of Spain by the Christians, the Crusades and the repulsion of the Turks, who almost conquered Vienna. I suspect that the German Pope, too, honestly believes in these fables. That means that the leader of the Catholic world, who is a Christian theologian in his own right, did not make the effort to study the history of other religions.
Why did he utter these words in public? And why now?
There is no escape from viewing them against the background of the new Crusade of Bush and his evangelist supporters, with his slogans of "Islamofascism" and the "Global War on Terrorism" - when "terrorism" has become a synonym for Muslims. For Bush's handlers, this is a cynical attempt to justify the domination of the world's oil resources. Not for the first time in history, a religious robe is spread to cover the nakedness of economic interests; not for the first time, a robbers' expedition becomes a Crusade.
The speech of the Pope blends into this effort. Who can foretell the dire consequences?
هذا هو الرابط للمصدر باللغة الانجليزية:
http://zope.gush-shalom.org/home/en/channels/avnery/1159094813/
كما أن الموقع الأصلي لنشر المقال وفر نسخة مترجمة للعربية و هذا هو الرابط:
http://www.gush-shalom.org/arabic/archive/258.html
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[17 Oct 2006, 10:10 م]ـ
جزاك الله كل خير
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[21 Oct 2006, 12:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
أخي الفاضل: مساعد الطيار ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
جزاكم الله خيرا، وتقبل الله أعمالكم.
وتقبلوا خالص تحياتي وتقديري.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(/)
غريب القرآن - هل يطعن في الإعجاز؟
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[17 Oct 2006, 03:06 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى حمدًا كثيرًا كريمًا طيبًا مباركًا فيه، أما بعد. .
في كتابه (معجزة القرآن) تناول الأب النصراني الهالك يوسف درة حداد إعجاز القرآن الكريم بالطعن والتكذيب، وكان غريب القرآن مما طعن فيه هذا المخذول.
في أول الفصل المعنون (غريب القرآن) ينقل الأب الهالك عن محمد صبيح قوله: ((وقد نزل القرآن باللغة العربية القرشية، التى ذكرنا أن كثيراً من الفاظ اللغات الأخرى، ولغات القبائل المجاورة ذابت فيها. وقد فهم الصحابة القرآن اجمالاً؛ ولكن الفاظاً غير قليلة استغلقت عليهم، بل ان بعضها لا يزال مستغلقاً علينا الى اليوم، على الرغم من ان وسيلة العلم ببعض اللغات القديمة قد توفرت لدينا ... ووردت روايات عن الفاظ فى القرآن لم يكن بعض الصحابة يفهمونها لأنها مستعملة عند بعض القبائل، وليست مستعملة عند قريش. . . وقد شغف علماء المسلمين بتتبع الفاظ القرآن وغريبه. وذكر السيوطى أسماء كثيرين ألفوا فيه)) ا. هـ.
ثم يذكر يوسف حداد قائمة طويلة بالألفاظ الغريبة في القرآن ومعانيها نقلاً عن السيوطي رحمه الله ثم يعقب بقوله: ((كانوا يعتبرون تلك التعابير من غرائب القرآن. وباستعمال القرآن لها دخلت الفصحى، وكثيراً منها لم يعد يبدو غريباً. ولم يكن من البدء كذلك. وأساس الإعجاز البيانى فصاحة مفرداته. وليس من الفصاحة ما عده العلماء " غريب القرآن". فهل " غريب القرآن" من الاعجاز فى فصاحة لغته؟)) ا. هـ. ضلال.
هذا هو مطعن هذا المسكين الحاقد على معجزة النبوة، وإليك الجواب بعون الملك الوهاب.
..
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[17 Oct 2006, 03:10 ص]ـ
غريب القرآن!
يالها من كلمة!
هل تعني ألفاظًا غير عربية اخترعها القرآن وجاء بها، فيكون قد خاطب العرب بما لا يفهمون، وهو مما لا يستقيم به أمر، ولا هو من معاني الإعجاز في شيء كما ذهب الهالك يوسف درة حداد؟
كلا بالطبع!
بل معنى الغريب هو عكس المعتاد والمألوف والمشهور في لغة العرب، فيكون في القرآن ألفاظًا عربية تكلمت بها العرب لكنها لم تشتهر كبقية ألفاظ اللغة؛ لهذا وصفت بالغريب.
وهذا ما نقله يوسف حداد عن محمد صبيح في قوله: ((ووردت روايات عن الفاظ فى القرآن لم يكن بعض الصحابة يفهمونها لأنها مستعملة عند بعض القبائل، وليست مستعملة عند قريش))، فكان مستوى فهم الأول لكلام الثاني هو أن ((تلك التعابير من غرائب القرآن. وباستعمال القرآن لها دخلت الفصحى، وكثيراً منها لم يعد يبدو غريباً. ولم يكن من البدء كذلك))، فمعنى الغرابة عنده أنها ليست من اللغة الفصحى - أي العربية الجاهلية -! وعندما جاء بها القرآن صارت من اللغة الفصحى!
فإن كان هذا هو مدى فهمه لمسألة بسيطة من مسائل علوم القرآن، فكيف يكون لدقائق المسائل وجليلها، بل وكيف يكون لإعجاز القرآن نفسه؟!
أما جهل بعض الصحابة بمعاني بعض كلمات القرآن فهو لا يعيب القرآن، وفي هذا الصدد يقول الإمام السيوطي رحمه الله في الإتقان: ((ولكن لغة العرب متسعة جداً ولا يبعد أن تخفى على الأكابر الأجلة، وقد خفي على ابن عباس معنى فاطر وفاتح. قال الشافعي في الرسالة: لا يحيط باللغة إلا نبي)) (السيوطي، الإتقان في علوم القرآن ج2 ص105 - 106)
وأخرج من طريق مجاهد عن ابن عباس قال: كنت لا أدري ما فاطر السموات حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر فقال: أحدهما: أنا فطرتها يقول: أنا ابتدأتها. المصدر السابق ص4
وأخرج ابن أبي حاتم عتن قتادة قال: قال ابن عباس: ما كنت ادري ما قوله (ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق) حتى سمعت قول بنت ذي يزن: تعال أفاتحك تريد: أخاصمك. المصدر السابق ص5
وهذه النقول وأشباهها موجود في الإتقان للسيوطي وغيرها من كتب أهل العلم بالقرآن، فليس من العجيب عدم علم بعض أكابر العلماء مثل ابن عباس رضي الله عنهما بكل كلمة في اللغة العربية، يقول الإمام الشافعي في الرسالة: ((ولسان العرب أوسع الألسنة مذهبًا، وأكثرها ألفاظًا، ولا نعلمه يحيط بجميع علمه إنسان غير نبي، ولكن لا يذهب منه شيء على عامتها حتى لا يكون موجودًا فيها من يعرفه. والعلم به عند العرب كالعلم بالسنة عند أهل الفقه: لا نعلم رجلاً جمع السنن فلم يذهب منها عليه شيء)) (الشافعي، الرسالة ج1 ص43)
لهذا وعلى الرغم من أن العالم المتخصص في اللغة العربية قد لا يعرف كل كلمة ولفظ في اللغة إلا أنك قد تجد حتى بين عوام الناس من يعرف معنى كلمة قد تكون حيرت عالمًا بارز الشأن. فقد رووا عن أبي حاتم أنه سأل أم الهيثم الأعرابية عن نوع من الحب يسمى "اسفيوش": ما اسمه بالعربية؟ فقالت: أرني منه حبات! فأراها، فافكرت ساعة ثم قالت: هذه البحدق! ولم يسمع ذلك من غيرها.
فلا غرابة في الأمر مطلقًا، بل الواقع أن وجود بعض الكلمات العربية التي يجهلها البعض يدل على أن منزل هذا القرآن صاحب علم محيط فلا يتصور وجود عربي يعلم كل هذه الكلمات جميعًا، يقول العلامة النحوي ابن فارس في الصاحبي: ((قال بعض الفقهاء: كلام العرب لا يحيط به إلا نبي. وهذا كلام حري أن يكون صحيحًا. وما بلغنا أن أحدًا ممن مضى ادعى حفظ اللغة كلها)) (ابن فارس، الصاحبي ص26)
فظاهرة الألفاظ الغريبة في القرآن تقدم لنا دليلاً قويًا على عدم بشرية هذا الكتاب العزيز، وهذه صفعة مؤلمة نصك بها وجوه من يطعن في القرآن بهذه المسألة.
وتبقى مطاعن يوسف حداد بعد ذلك مجرد أرض جرداء يلقي الناظر فيها نظره لتكون عبرة له، كديار عاد وثمود.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، استغفرك وأتوب إليك.(/)
روايات بدء نزول الوحي وشكوك المستشرقين حولها بحث للمشاركة!!!
ـ[محب الوحي]ــــــــ[28 Oct 2006, 12:28 ص]ـ
روايات بدء نزول الوحى وبعض شكوك المستشرقين حولها
أولا روايات بدء نزول الوحى
أ - عن أم المؤمنين عائشة: في صحيحي البخاري ومسلم ومسند أحمد وتفاسير الطبري والقرطبي وابن كثير والسيوطي وسيرة ابن هشام وتاريخ الطبري واللفظ للأول بسنده عن عروة بن الزبير، عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: أول ما بدئ به رسول الله (ص) من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه - وهو التعبد في الليالي ذوات العدد - قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك.
ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال: اقرأ، قال: ما أنا بقارئ، قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ. قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة، ثم أرسلني فقال: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ)
فرجع بها رسول الله (ص) يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، فقال: زملوني زملوني، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي، فقالت خديجة: كلا والله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب
الحق، فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة، وكان امرءا تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمي، فقالت له خديجة: يابن عم اسمع من ابن أخيك، فقال له ورقة: يابن أخي ماذا ترى؟
فأخبره رسول الله (ص) خبر ما رأى، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزل الله على موسى ياليتني فيها جذعا، ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك، فقال رسول الله (ص): أو مخرجي هم؟ قال: نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك انصرك نصرا مؤزرا، ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي (1).
ب - عن ابن عباس: في طبقات ابن سعد بسنده عن ابن عباس أن النبي (ص) قال: يا خديجة إني أسمع صوتا وأرى ضوءا، وإني أخسثى أن يكون في جنن، فقالت: لم يكن الله ليفعل بك ذلك يابن عبد الله، ثم أتت ورقة بن نوفل فذكرت له ذلك، فقال: إن يك صادقا فهذا ناموس مثل ناموس موسى، فإن يبعث وأنا حي فسأعزره وأنصره
) صحيح البخاري ج 1/ 3 وج 3/ 145 باب بدء الوحي ط. مصر سنة 1327.
وصحيح مسلم ط. بيرؤت دار احياء التراث العربي، افسيت على الطبعة الأولى، سنة 1313 1376 ه - 1956 م.
ومسند أحمد ج 6/ 223 و 232 - 233 ط. مصر، سنة 1313 وتفسير الطبري ج 30/ 161 ط. بولاق، سنة 1392.
وتاريخ الطبري ج 1/ 147 - 148 ط. اوربا وتفسير القرطبي ج 20/ 118 ط. مصر سنة 1387 ه - 1967 م
وتفسير ابن كثير ج 4/ 527 ط. مصر وتفسير السيوطي ج 6/ 368 ط. مصر، سنة 1316 ه (*)
وأومن به (1).
وفي رواية ثانية بسنده عن عكرمة، عن ابن عباس قال: فبينا رسول الله (ص) على ذلك وهو بأجياد، إذ رأى ملكا واضعا إحدى رجليه على الأخرى في أفق السماء يصيح: يا محمد، أنا جبريل، يا محمد، أنا جبريل، فذعر رسول الله (ص) من ذلك، وجعل يراه كلما رفع رأسه إلى السماء، فرجع سريعا إلى خديجة فأخبرها خبره وقال: يا خديجة والله ما أبغضت بغض هذه الأصنام شيئا قط ولا الكهان، وإني لأخشى أن أكون كاهنا، قالت: كلا يابن عم لا تقل ذلك، فإن الله لا يفعل ذلك بك أبدا، إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتؤدي الأمانة وإن خلقك لكريم، ثم انطلقت إلى ورقة بن نوفل، وهي أول مرة أتته، فأخبرته ما أخبرها به رسول الله (ص) فقال ورقة: والله إن ابن عمك لصادق، وإن هذا لبدء نبوة، وإنه ليأتيه الناموس الأكبر، فمريه أن لا يجعل في نفسه إلا خيرا (2).
(يُتْبَعُ)
(/)
ج - عن عروة بن الزبير: في طبقات ابن سعد بسنده عن عروة أن رسول الله (ص) قال: يا خديجة إني أرى ضوءا وأسمع صوتا، لقد خشيت أن أكون كاهنا، فقالت: إن الله لا يفعل بك ذلك يابن عبد الله، إنك تصدق الحديث وتؤدي الأمانة وتصل الرحم (3).
(1) طبقات ابن سعد ط. اوربا ج 1/ 129 - 130 وط. بيروت 1/ 194 - 195.
(2) طبقات ابن سعد ج 1/ 129 - 130 ط. اروبا.
(3) طبقات ابن سعد، ط. اروبا 1/ 129 - 130. (*)
د - عن عبد الله بن شداد: في تفسير الطبري وتاريخه: عن عبد الله بن شداد قال: اتى جبريل محمدا (ص) فقال: يا محمد اقرأ، فقال: ما أقرأ؟ قال: فضمه، ثم قال: يا محمد، أقرأ، قال: ما أقرأ؟ قال: فضمه، ثم قال: يا محمد، اقرأ، قال: وما أقرأ؟ قال: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ)
حتى بلغ: (عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)، قال: فجاء إلى خديجة فقال: يا خديجة، ما أراني إلا قد عرض لي، قالت: كلا والله ما كان ربك يفعل ذلك بك، ما أتيت فاحشة قط، قال: فأتت خديجة ورقة بن نوفل فأخبرته الخبر، فقال: لئن كنت صادقة إن زوجك لنبي، وليلقين من أمته شدة، ولئن أدركته لأومنن به. قال: ثم أبطأ عليه جبريل، فقالت له خديجة: ما أرى ربك إلا قد قلاك، قال: فأنزل الله عزوجل: (وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى) (1).
ه - عبيد بن عمير الليثي: نجد هذه الأخبار مجموعة في رواية قاص أهل مكة عبيد بن عمير الليثي كما رواه كل من ابن هشام والطبري بسند هما عن وهب بن كيسان مولى آل الزبير قال: سمعت عبد الله بن الزبير وهو يقول لعبيد بن عمير بن قتادة الليثى: حدثنا يا عبيد كيف كان بدء ما ابتدئ به رسول الله (ص) من النبوة حين جاء
(1) تفسير الطبري، ط. بولاق 30/ 161 - 162: وتاريخ الطبري ط. مصر 2/ 300 وط. اروبا؟ 1/ 1148 - 1149، وتفسير السيوطي 6/ 368 - 369 (*).
جبريل عليه السلام؟ فقال عبيد - وأنا حاضر يحدث عبد الله بن الزبير ومن عنده من الناس -: كان رسول الله (ص) يجاور في حراء من كل سنة شهرا، وكان ذلك مما تحنث به قريش في الجاهلية - والتحنث: التبرر -
وقال أبو طالب: وراق ليرقى في حراء ونازل فكان رسول الله (ص) يجاور ذلك الشهر من كل سنة، يطعم من جاءه من المساكين، فإذا قضى رسول الله (ص) جواره من شهره ذلك، كان أول ما يبدأ به - إذا انصرف من جواره - الكعبة قبل أن يدخل بيته، فيطوف بها سبعا، أو ما شاء الله من ذلك، ثم يرجع إلى بيته، حتى إذا كان الشهر الذي أراد الله عزوجل فيه ما أراد من كرامته من السنة التي بعثه فيها، وذلك في شهر رمضان، خرج رسول الله (ص) إلى حراء - كما كان يخرج لجواره - معه أهله؟
حتى إذا كانت الليلة التي أكرمه الله فيها برسالته ورحم العباد بها، جاءه جبريل بأمر الله فقال رسول الله (ص): فجاءني وأنا نائم بنمط من ديباج، فيه كتاب، فقال: اقرأ، فقلت: ما أقرأ؟ فغتني حتى ظننت أنه الموت، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ماذا أقرأ؟ وما أقول ذلك إلا افتداء منه أن يعود إلي بمثل ما صنع بي، قال: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) إلى قوله: (عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)، قال: فقرأته، قال: ثم انتهى، ثم انصرف عني وهببت من نومي، وكأنما كتب في قلبي كتابا.
قال: ولم يكن من خلق الله أحد أبغض إلي من شاعر أو مجنون، كنت لا أطيق أن أنظر إليهما، قال: قلت: إن الأبعد - يعني نفسه - لشاعر أو مجنون، لا تحدث بها عني قريش أبدا! لأعمدن إلى حالق من الجبل فلأطرحن نفسي منه فلأقتلنها فلأستر يحن.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: فخرجت أريد ذلك، حتى إذا كنت في وسط من الجبل، سمعت صوتا من السماء يقول: يا محمد، أنت رسول الله، وأنا جبريل، قال: فرفعت رأسي إلى السماء؟ فإذا جبرئيل في صورة رجل صاف قدميه في أفق السماء، يقول: يا محمد، أنت رسول الله وانا جبرئيل. قال: فوقفت أنظر إليه، وشغلني ذلك عما أردت فما أتقدم وما أتأخر، وجعلت أصرف وجهي عنه في آفاق السماء فلا أنظر في ناحية منها إلا رأيته كذلك، فما زلت واقفا ما أتقدم أمامي ولا أرجع ورائي، حتى بعثت خديجة رسلها في طلبي، حتى بلغوا مكة ورجعوا إليها وأنا واقف في مكاني.
ثم انصرف عني وانصرفت راجعا إلى أهلي، حتى أتيت خديجة فجلست إلى فخذها مضيفا (1) فقالت: يا أبا القاسم، أين كنت؟ فوالله لقد بعثت رسلي في طلبك، حتى بلغوا مكة ورجعوا إلي. قال: قلت لها: إن الأبعد لشاعر أو مجنون، فقالت: أعيذك بالله من ذلك يا أبا القاسم! ماكان الله ليصنع ذلك بك مع ما أعلم منك من صدق حديثك، وعظم أمانتك، وحسن خلقك، وصلة رحمك! وما ذاك يابن عم! لعلك رأيت شيئا؟ قال: فقلت لها: نعم.
ثم حدثتها بالذي رأيت، فقالت: أبشر يابن عم واثبت، فوالذي نفس خديجة بيده إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة، ثم قامت فجمعت عليها ثيابها، ثم انطلقت إلى ورقة بن نوفل بن أسد - وهو ابن عمها، وكان ورقة قد تنصر وقرأ الكتب، وسمع من أهل التوراة والإنجيل - فأخبرته بما أخبرها به رسول الله (ص) أنه رأى وسمع، فقال ورقة: قدوس، قدوس! والذي نفس ورقة بيده لئن كنت صدقتني يا خديجة لقد جاءه الناموس (2) الأكبر - يعني بالناموس جبرئيل عليه السلام، الذي كان يأتي موسى - وإنه لنبي هذه الأمة، فقولي له فليثبت.
فرجعت خديجة إلى رسول الله (ص)، فأخبرته بقول ورقة، فسهل ذلك عليه بعض ما هو فيه من الهم، فلما قضى رسول الله (ص)
(1) مضيفا: أي ملتصقا بها مائلا إليها، أضفت إلى الرجل، إذا ملت نحوه ولصقت به.
(2) أصل الناموس، هو صاحب سر الرجل في خيره وشره، فعبر عن الملك الذي جاء بالوحي بذلك
جواره وانصرف صنع كما كان يصنع، وبدأ بالكعبة فطاف بها.
فلقيه ورقة بن نوفل وهو يطوف بالبيت، فقال: يابن أخي، أخبرني بما رأيت أو سمعت، فاخبره رسول الله (ص) فقال له ورقة: والذي نفسي بيده إنك لنبي هذه الأمة، ولقد جاءك اق موس الأكبر الذي جاء إلى موسى، ولتكذبنه ولتؤذينه، ولتخرجنه، ولتقاتلنه، ولئن أنا أدركت ذلك لأنصرن الله نصرا يعلمه.
ثم أدنى رأسه فقبل يافوخه، ثم انصرف رسول الله (ص) إلى منزله. وقد زاده ذلك من قول ورقة ثباتا، وخفف عنه بعض ما كان فيه من الهم.
فحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: حدثني محمد بن إسحاق، عن إسماعيل بن أبي حكيم مولى آل الزبير، أنه حدث عن خديجة انها قالت لرسول الله (ص) فيما يثبته فيما أكرمه الله به من نبوته: يابن عم أتستطيع أن تخبرني بصاحبك هذا الذي يأتيك إذا جاءك؟ قال: نعم، قالت: فإذا جاءك فأخبرني به، فجاءه جبرئيل عليه السلام كما كان يأتيه، فقال رسول الله (ص) لخديجة: يا خديجة هذا جبرئيل قد جاءني، فقالت: نعم، فقم يابن عم، فاجلس على فخذي اليسرى، فقام رسول الله (ص) فجلس عليها، قالت: هل تراه؟ قال: نعم، قالت: فتحول فاقعد على فخذي اليمنى، فتحول رسول الله (ص) فجلس عليها، فقالت: هل تراه؟ قال: نعم، قالت: فتحول فاجلس في حجري، فتحول فجلس في حجرها، قالت: هل تراه؟ قال: نعم، فتحسرت، فألقت نهارها ورسول الله (ص) جالس في حجرها، ثم قالت: هل تراه؟ قال: لا، فقالت: يابن عم اثبت وأبشر فوالله إنه لملك وما هو بشيطان (1).
فحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: حدثني محمد بن إسحاق، قال: وحدثت بهذا الحديث عبد الله بن الحسن، فقال: قد سمعت أمي فاطمة بنت
(1) سيرة ابن هشام ج 1/ 253 - 257. وتاريخ الطبري ج1/ 1149 - 1153 ط. اروبا (*)
الحسين تحدث بهذا الحديث عن خديجة، إلا أني قد سمعتها تقول: أدخلت رسول الله (ص) بينها وبين درعها، فذهب عند ذلك جبرئيل، فقالت لرسول الله (ص): إن هذا لملك، وما هو بشيطان.
ثانيا أوجه شكوك المستشرقين حولها
(يُتْبَعُ)
(/)
1 رواية أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها: يدعون أن عائشة رضي الله تعالى عنها لم تكن مولودة حينها فكيف لها أن تحفظ الرواية نصا عن رسولنا صلى الله عليه وسلم.
2 يدعون أن المصدر الوحيد للسيرة هو مرويات ابن اسحاق التي يظهر فيها أحيانا التناقض!! وابن اسحاق متكلم فيه بل زعموا أنه يأخذ من كتب الإسرائيليات .. كسرده مثلاً لقصة أن عبدالمطلب أراد أن يفدى بأحد أبنائه – ووقع الدور على عبدالله والد النبي صلى الله عليه وسلم – التي يزعمون أنها مستوحاة من قصة أسماعيل عليه السلام، المروية فى كتببهم ...
3وإذن فهم يشككون في ابن اسحاق نفسه!! الذى استماله العباسيون حتى يمجد لهم فى تأريخ العباس بن عبد المطلب، ومن خلفه ..
4وبطبيعة الحال سيشككون فيمن روى عنه بعده؟؟؟
فالمرجو ممن له إلمام أو سبق أن قرأ شيئا حول هذا الأمر أن يساعد في الذب عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم خصوصا واني الآن أنجز بحثا حوله بإشراف أحد المستشرقين في ألمانيا!! فالرجاء مرة أخرى من المشايخ وطلبة العلم تفعيل هذا الموضوع بمشاركاتهم الطيبة وألا يبخلوا علينا مما علمهم الله تعالى والله أسأل أن يجزيكم خير الجزاء
وسوف يدور النقاش حول النقاط التالية:
• مدى صدق الرواه فى هذه الروايات، خصوصاً، وأن معظم الروايات تعتمد على ما سرده ابن اسحاق فى بلاط الخليفة العباسى المنصور شفاهة، وكان هذا فى القرن الثانى الهجرى، ثم بدأ تدوين السيرة فى القرن الثالث الهجرى، حيث دونت على سبيل المثال روايات بدء الوحى فى كتب البخارى ومسلم وغيرهما كتابة بعد ذلك؟
• برجاء الحديث عن شخصية ابن اسحاق، وكذلك عن كتابه الذى لم يصلنا منه شيئ مكتوب، بل دونه بعد ذلك ابن هشام وهو من تلاميذ تلاميذ ابن اسحاق، وكيفية التوفيق بين بعض الروايات المتناقضة فيه، وهل لنا أن نعتمد على ما ورد فيه من روايات عن الرسول أو صحبه الكرام سواء قبل أو بعد البعثة، خصوصا وأن هناك كثير من المستشرقين يشككون فى ابن اسحاق وفى كتابه، كذلك رأى العلماء المحدثين فى ابن اسحاق، مثل أصحاب المدارس الفقية، مالك، أبو حنيفة، الشافعى، أحمد ابن حنبل، البخارى ومسلم.
• نرجو كذلك شرح كل رواية من الروايات التالية على حده، وتأكيد صدق أو ضعف هذه الرواية تأكيداً محججاً يتلائم مع العقلية الغربية فى الرد عليها. خصوصا وأن بعض المستشرقين يشكك مثلاً فى رواية السيدة عائشة رضى الله عنها ويقول أنها لم تكن مولدة وقت نزول الوحى، فكيف لها أن تحفظ هذه الرواية التى لم ترها أن تبدل شئ منها أو تنسى، حتى وأن قصها لها النبي عليه الصلاة والسلام.
• هل لنا كمسلمين أن نقبل بالتشكيك فى كتاب ابن اسحاق على الرغم من أن كتب الصحاح قد اعتمدت عليه.
• متى بدأ التدوين الفعلي لسيرة ابن اسحاق الشفهية، وهل كان هناك من كتب أو تحدث عن سيرة رسول الله غير ابن اسحاق سواء فى عصر النبى عليه الصلاة والسلام أو بعده.
• برجاء تمحيص الرواه، كل على حدة
• قرأت كذلك فى كتب المستشرقين فى هذا الموضوع أو غيره أن ابن اسحاق اعتمد فى كتابه هذا على بعض الاسرائليات، أو غيرها، خصوصا – كما يدعى المستشرقون – وان العباسيين أطلقوا العنان للعجم آنذاك سواء من المسلمين ذوى الأصول المسيحية واليهودية والفارسية، فاعتمد ابن اسحاق فى سرده للسيرة النبوية على المتشابه لدى الرسل السابقين المتوافر فى كتب التوارة والأنجيل وغيرهما.
جزاك الله عنا خير الجزاء فى الدفاع عن سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم(/)
متابعة ندوة (القرآن الكريم في الدراسات الاستشراقية) 16 - 18/ 10/1427هـ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Nov 2006, 12:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بفضل الله وتوفيقه افتتحت ندوة (القرآن الكريم في الدراسات الاستشراقية) الساعة العاشرة صباح يوم الثلاثاء 16 - 10 – 1427هـ بفندق مريديان المدينة المنورة، وقد افتتح الندوة صاحب السمو الملكي أمير المدينة المنورة، ومعالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وحضر حفل الافتتاح عدد من العلماء وأئمة المسجد النبوي وبعض الوزراء وعدد من العلماء والباحثين من جميع أنحاء العالم. وقد ألقي في حفل الافتتاح عدد من الكلمات الترحيبية، ثم دشن أمير المدينة عدداً من المشروعات الالكترونية التي أصدرها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف. وهي مشروعات متميزة نافعة، هذا بيانها:
1 - مصحف المدينة النبوية للنشر الحاسوبي، وهو برنامج متميز يهم الباحثين والمؤلفين في كتابتهم لبحوثهم، ورأيتهم استخدموه في طباعة بحوث الندوة، وهو إصدار متميز أرجو أن يوفق الله الباحثين للحصول على نسخة من هذا الإصدار الالكتروني.
2 - إصدار القرآن الكريم صوتياً بصيغة MP3 بأصوات أربعة من القراء هم الشيخ علي الحذيفي، والشيخ محمد أيوب، والشيخ عبدالله بصفر، والشيخ إبراهيم الأخضر. وبذلك يمكن الاستفادة منه لأجهزة الصوتيات التي تعمل بهذه الصيغة.
3 - إصدار تفسير سورة الفاتحة وجزء عم للصم، وهو إصدار الكتروني بالصوت والصورة ينتفع الصم بالصورة بلغتهم التي يفهمونها وهي لغة الإشارة. وينوي المجمع مواصلة تفسير القرآن الكريم بهذه اللغة.
4 - إصدار القرآن الكريم صوتاً وتفسيراً يشتمل على أربعة كتب للتفسير وهي الطبري وابن كثير وتفسير السعدي والتفسير الميسر الذي أصدره المجمع، كما يوجد في البرنامج عدد من كتب علوم القرآن.
5 - إصدار ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الروسية صوتاً، وكتابة في إخراج بديع، وتستطيع أن تستمع للقرآن ومعناها بالعربية وترجمة التفسير باللغة الروسية صوتاًُ وكتابة، وينوي المجمع مواصلة إصدار بقية الترجمات باللغات الشهيرة الأخرى.
وقد أجاد القائمون على الندوة التنظيم للندوة، ووزعوا على الحضور بحوث الندوة مطبوعة في أبهى حلة، مع نسخة الكترونية من بحوث الندوة وقد استأذنت سعادة الأمين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في طرحها في الملتقى فوافق مشكوراً وكان معي أثناء الحديث معه أخي الدكتور مساعد الطيار، ومواعيد الجلسات، مع بعض الهدايا من المصاحف والمطبوعات التي طبعت في المجمع، كما وفروا حافلات لنقل الضيوف من الفندق إلى المسجد النبوي لأداء الصلوات في المسجد النبوي لمن شاء فجزاهم الله خيراً.
الختام ..
وقد اختتمت جلسة الافتتاح عند الساعة الحادية عشرة والنصف، ثم افتتح أمير المنطقة المعرض المصاحب للندوة، وفيه عرض لإصدارات مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف من الكتب والبرامج.
ومن الكتب التي اطلعنا عليها كتاب (الإتقان في علوم القرآن) للسيوطي، ولم يتبق إلا تجليده، وقد صورته في هيئته هذه بكاميرا كفية، لعرضه في الملتقى، وقد كتب على غلافه (تحقيق مركز الدراسات القرآنية)، وقد حدثنا الدكتور الكريم حازم سعيد حيدر الباحث بالمركز، وهو ممن قام على تحقيق الكتاب أنه سيصدر قريباً إن شاء الله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Nov 2006, 12:10 ص]ـ
الجلسة الأولى
يوم الثلاثاء 16 – 10 – 1427هـ
4 عصراً - الخامسة والنصف
ابتدأت الجلسة الأولى من جلسات الندوة عقب صلاة العصر عند الساعة الرابعة،وقد ترأس الجلسة فضيلة الشيخ الدكتور المقرئ علي بن عبدالرحمن الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي، وكان مقرر الجلسة المدون لتوصياتها، الدكتور عبدالله بن عمر العبدالكريم.
وأما بحوث الجلسة المقدمة فهي:
1 - مصادر القرآن الكريم عند المستشرقين، للأستاذ الدكتور صدر الدين بن عمر كومش، الأستاذ بجامعة مرمرة بمدينة استطنبول التركية، ورئيس قسم التفسير بكلية الإلهيات.
2 - مصدر القرآن الكريم في رأي المستشرقين: عرض ونقد. للأستاذ الدكتور محمد السيد راضي جبريل الأستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - مصدر القرآن الكريم، للدكتور عبدالودود مقبول حنيف الأستاذ المساعد بجامعة أم القرى بمكة المكرمة.
وقد عرض كل باحث ملخصاً لبحثه في خمس عشرة دقيقة، ثم عقب بعض الحاضرين على بعض المسائل التي عرضها الباحثون المشاركون، وأجاب الباحثون عن بعض الأسئلة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Nov 2006, 12:11 ص]ـ
الجلسة الثانية
الثلاثاء 16 – 10 – 1427هـ
الثامنة مساء – التاسعة والنصف مساء
ابتدأت الجلسة الثانية من جلسات الندوة عند الساعة الثامنة مساءً، وقد ترأس الجلسة معالي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الفالح نائب رئيس شؤون الحرمين لشؤون المسجد النبوي، وكان مقرر الجلسة المدون لتوصياتها هو الدكتور علي بن عتيق الحربي ..
وأما بحوث هذه الجلسة فكانت:
1 - مناهج المستشرقين البحثية في دراسة القرآن الكريم، للأستاذ الدكتور حسن بن إدريس عزوزي، الأستاذ بجامعة ........ بمدينة فاس المغربية، وكان بحثه وعرضه لبحثه متميزاً، وقد دعوناه للمشاركة معنا في ملتقى الانتصار للقرآن الكريم فوافق مشكوراً وفقه الله ونفع به.
2 - مناهج المستشرقين الألمان في ترجمات معاني القرآن الكريم في ضوء نظريات الترجمة الحديثة، للأستاذ محمود بن محمد حجاج رشيدي، وهو باحث مصري مبتعث لجامعة ليبسك لدراسة الدكتوراه.
3 - منهج الإسقاط في الدراسات القرآنية عند المستشرقين (دراسة تحليلية منهجية) للدكتور محمد عامر بن عبدالحميد مظاهري، الباحث بهيئة الإغاثة الإسلامية بالمدينة المنورة.
4 - الخطاب الاستشراقي والقرآن الكريم: التشريعات المالية في القرآن الكريم نموذجاً، للدكتور عبدالرزاق بن عبدالمجيد ألارو، وهو باحث نيجيري متميز يعمل بمركز الترجمة بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف، وهو خريج الجامعة الإسلامية. وقد كان بحثه وإلقاؤه للبحث جيداً مشكوراً.
ثم عقب بعض الحضور، وأجاب الباحثون عن بعض الأسئلة، واختتمت الجلسة عند الساعة التاسعة والنصف مساءً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Nov 2006, 12:12 ص]ـ
الجلسة الثالثة
الأربعاء 17 – 10 – 1427هـ
الثامنة وخمسة وأربعون دقيقة – العاشرة والربع
ابتدأت الجلسة الثالثة من جلسات الندوة عند الساعة الثامنة وخمس وأربعين دقيقة صباحاً، وقد ترأس الجلسة معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله العبود مدير الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وكان مقرر الجلسة المدون لتوصياتها، الأستاذ الدكتور عبدالرحيم بن محمد المغذوي ..
بحوث الجلسة:
1 - آراء المستشرقين حول مفهوم الوحي: عرض ونقد، للدكتور إدريس بن حامد محمد رحمه الله، وكان قد قدم بحثه للندوة، ثم أدركته المنية في الصيف المنصرم في مدينة الرياض، وقد نوهنا إلى ذلك في الملتقى من قبل هنا. وقد ألقى ملخصاً لبحثه الدكتور عوض بن أحمد الشهري الأستاذ بكلية الحديث بالجامعة الإسلامية بالمدينة.
2 - الوحي القرآني في الفكر اللاهوتي: دراسة تحليلية، للدكتور عبدالراضي بن محمد عبدالمحسن، الأستاذ المشارك بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بكلية أصول الدين بالرياض.
3 - كتاب (القرآن وعالمه) للمستشرق الروسي يفيم ريزفان، للدكتور إلمير بن رفائيل كولييف، وهو باحث مسلم من أذربيجان.وهو الذي ألقى كلمة المشاركين في الندوة في حفل الافتتاح.
وقد عقب عدد من الباحثين على بعض النقاط التي أثارها الباحثون، وأجاب الباحثون على بعض الأسئلة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Nov 2006, 12:13 ص]ـ
الجلسة الرابعة
الأربعاء 17 – 10 – 1427هـ
العاشرة والنصف صباحاً – الثانية عشرة ظهراً
ترأس هذه الجلسة فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبدالرحمن المحيميد رئيس محاكم منطقة المدينة المنورة، وكان مقرر الجلسة فضيلة الشيخ الدكتور عوض بن أحمد الشهري.
بحوث الجلسة:
1 - علم المكي والمدني في عيون المستشرقين: عرض ونقد، للأستاذ الدكتور زيد بن عمر العيص، الأستاذ بكلية التربية بجامعة الملك سعود.
2 - مواقف المستشرقين من جمع القرآن ورسمه وترتيبه، للدكتور أبي بكر بن الطيب كافي، رئيس قسم الحديث بجامعة الأمير عبدالقادر بالجزائر.
3 - الرؤية الاستشراقية للأحرف السبعة والقراءات القرآنية: عرض ونقد، للدكتور رجب بن عبدالمرضي عامر، الأستاذ المساعد بقسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية بجامعة الملك سعود سابقاً.
4 - الدخيل من اللغات القديمة على القرآن الكريم من خلال كتابات بعض المستشرقين، للدكتور مساعد بن سليمان الطيار.
وقد عقب بعض الحضور على بعض المسائل التي طرحها المشاركون، ثم أجاب الباحثون عن بعض الأسئلة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Nov 2006, 12:13 ص]ـ
الجلسة الخامسة
الأربعاء 17 – 10 – 1427هـ
الرابعة عصراً– الخامسة والنصف عصراً
ترأس هذه الجلسة معالي الشيخ عبدالله الزايد مدير الجامعة الإسلامية سابقاً، وكان مقرر الجلسة الأستاذ الدكتور محمد يعقوب تركستاني.
بحوث الجلسة:
1 - موقف المستشرقين من القرآن الكريم دراسة في بعض دوائر المعارف الغربية، للأستاذ الدكتور عدنان بن محمد الوزان، وهو باحث سعودي بجامعة طيبة متخصص في اللغة الانجليزية.
2 - القرآن الكريم في دائرة المعارف الإسلامية، للدكتور حميد بن ناصر الحميد، وهو أستاذ مساعد بجامعة طيبة.
3 - الدراسات الاستشراقية للقرآن الكريم في رؤية إسلامية، للدكتور إدريس مقبول، وهو باحث مغربي.
4 - شعبة الاستشراق في قسم العلوم الاجتماعية بجامعة طيبة: جهود وتطلعات، للدكتور مصطفى عمر حلبي، وهو أستاذ مساعد بجامعة طيبة بالمدينة المنورة.
ثم عقب بعض الحاضرين على بعض المشاركات، وأجاب الباحثون عن بعض أسئلة الحضور.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Nov 2006, 12:19 ص]ـ
الجلسة السادسة
الأربعاء 17 – 10 – 1427هـ
الثامنة مساءً– التاسعة والنصف مساءً
ترأس هذه الجلسة معالي الأستاذ الدكتور منصور بن محمد النُّزهة مدير جامعة طيبة، ومقرر الجلسة هو الصديق الدكتور عماد زهير حافظ الأستاذ المشارك بكلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية.
البحوث:
1 - أساليب المستشرقين في ترجمة معاني القرآن الكريم ودراسة أسلوبية لترجمتي سيل وآربري لمعاني القرآن الكريم إلى الانجليزية، للأستاذ الدكتور حسن بن سعيد غزالة.
2 - أهداف الترجمات الاستشراقية لمعاني القرآن الكريم ودوافعها، للدكتور محمد أشرف بن علي المليباري.
3 - الإحداثيات المبتدعة في قراءة جاك بيرك الاستشراقية للقرآن الكريم، للدكتور بوشعيب راغين.
4 - دراسة نقدية لترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الانجليزية للمستشرق ج. م.رودويل، د. عبدالله بن عبدالرحمن الخطيب.
ثم ختمت الجلسة ببعض التعقيبات والأسئلة.
يتبع
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[09 Nov 2006, 12:10 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عبدالرحمن وأحسن اليك فما اجزل فوائدك وليتك تتكرم فتصل الى ما يوصلنا بالبحوث لتوضع على الشبكة او نصل اليها مطبوعة
واقبل مني خالص التحيات
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[10 Nov 2006, 08:04 م]ـ
(ندوة القرآن الكريم والدراسات الاستشراقية،بداية المسيرة .. )
في الفترة من 16 - 18/ 10/1427هـ، أقيمت جلسات هذه الندوة المباركة، وهي تُعدّ إحدى منظومات الندوات التي تقيمها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ممثلة في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، وهدفاًمن أهداف وحدة الدراسات القرآنية عند المستشرقين التابع لإدارة الشؤون العلمية بالمجمع.
وكان سبب إقامتها (بعد أن سبقتها ندوة قريبة منها، وهي ندوة ترجمة معاني القرآن الكريم .. ) كثرة الدراسات والكتب والترجمات، والمقالات حول القرآن الكريم التي ألّفها المستشرقون من شتى أجناس العالم من غير المسلمين، وكذلك من بعض المسلمين ممّن لفّ لفّهم، فكانت كلها تحتوي على مطاعن ومزاعم ماأنزل الله بها من سلطان، فحاولت الندوة التركيز بشكل كبير على هذه الدراسات الاستشراقية، بحيث يتناولها الباحثون في موضوعات حول تاريخ، ومناهج، وترجمات، وآراء، ودوائر المعارف الاستشراقية، واتجاهات الدراسات الاستشراقية الحديثة، ونتاج المستشرقين حول القرآن الكريم ترجمة وتأليفاً وتحقيقاَ، عرضا (ببلوغرافيا)،وجهود علماء المسلمين في دراسة كتابات المستشرقين، وتقويمها، فكان عددالبحوث المقدمة لهذه الندوة ثلاثة وثلاثين بحثاً.
من جانبها حاولت اللجنة التحضيرية كلّ المحاولات دعوة عدد من المستشرقين، لحضور هذه الندوة والاستماع إلى بحوثها، حتى وإن لم يكن لهم بحوثاً مشاركة فيها، لكنها على لسان (الأمين العام للمجمع) حفظه الله لم تجد استجابة منهم، عدا عالم واحد هو الأستاذ الدكتور: شتيفان فيلد، الذي قَدِم إلى الندوة، وتحدّث فيها عن بحثه الموسوم بـ (ملاحظات على مساهمات المستشرقين في الدراسات القرآنية)،وهو بحث جميل له ميزات عديدة لمن قرأه وفهم ماكتبه مؤلفه مشكوراً.
وفي تسع جلسات متواصلة في ثلاثة أيام متتالية، قرأ الباحثون ماتوصلت إليه أبحاثهم حول: محاولات الطعن في القرآن الكريم وترجمته ترجمة محرفة يشوبها عور وذم، وحول محاولة العبث بعلوم القرآن الكريم، وعمليات إفساد ماتحمله نصوصه وعلومه من معان سامية، وشيء كثير تضمنته بحوث هذه الندوة المباركة، التي اتسم باحثوها بالمقدرة العلمية، واللغوية، والإلقائية،، بالإضافة إلى جودة لغة البحث التي كتبت بها بحوثهم.
لقدكان من أبرز ماأوصى به الباحثون في ختم بحوثهم الدعوة إلى إقامة مثل هذه الندوة، وكتابة المزيد من البحوث في موضوعها، للحاجة الماسة إليه في كشف عوار هذه المطاعن والمزاعم الاستشراقية الواردة إلى المسلمين قديماً، وحتى اليوم، وغداً،إذ لايمتنع القول بإمكانية استمرارها في حال عدم مجابهتها والرّد عليها.
ودعواكذلك إلى التزام الحيادية، والموضوعية، والاعتدال في الطرح مع هؤلاء المستشرقين بحسب أصول الحوار المعروفة، ومبادئه منوهين ببشرية هؤلاء، وكون بعض جهودهم لاتخلوا من محاسن في أصول البحث، وحاجة المسلمين إليها تأتي أيضاً في حفظ تاريخ هؤلاء بغثه وسمينه لتوثيقه، ومن ثمّ الرد على سيئه.
أمّا بالنسبة للمدخلات فقد كان منها أن طرح عدد من المداخلين فكرتين مختلفتين في (الوسيلة الصحيحة التي يُردّ بها على هؤلاء)،فأحدها يرى حتمية الأخذ بالمصادر الإسلامية في الرّدود، وضرورة إيصال هذه المصادر لهؤلاء لأنها تحتوي في مضامينها على ردود قوية، والآخر يرى حتمية الأخذ في الرد عليهم بالأدلة العقلية والبراهين الجدلية التي يؤمنون بها، وفي نظري الخاص أنّ الحلّ للخروج من هذا الخلاف أن يكون هناك جمع بين الرؤيتين، وذلك باستنفاد جميع الوسائل في الردود من قبل الباحثين المسلمين المتمكنين، وعدم الاكتفاء بإحدى الوسيلتين دون الأخرى، وأحسب أنّ في مقدرة الباحثين المتصدين لهذا الأمرجمع قائمة بالردود على هذا الأساس دون أن يكون في الأمر مصاعب جمّة، ثم يوضع ذلك كله في برنامج أكتروني مرتّب على هذا الأساس، يحتوي على عدد كبير من شبههم، ومعه قائمة مجهزة بالروددعليها.
وكان من فعاليات هذه الندوة أيضاً أسئلة هامة طرحها بعض جمهور الحاضرين للندوة مثل: هل الترجمة تعد تفسيراً للقرآن الكريم؟ وهل الباحثون في الطريق الصحيح في كتاباتهم وردودهم؟ وهل في كتابات المستشرقين شيء آخر غير السباب والشتائم؟ وهل يمكن وصف بعض الترجمات والكتابات السيئة بكونها متعصبة، وأخرى بكونها معتدلة؟ وغيرها من الأسئلة الجيدة،وقد وجد أكثرها ولله الحمد ردوداً مقنعة من الباحثين جزاهم الله خيراً.
أخيراً:أسأل الله عزو جل أن يوفّق القائمين على مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف لكل خير، وأن ينفع المسلمين بأعمالهم الخيّرة، وتوصياتهم النافعة، في ظلّ قيادة هذا البلد الطيب.
والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[موراني]ــــــــ[10 Nov 2006, 11:54 م]ـ
لكم الشكر الجزيل على هذا التقرير القيم المفيد
لو تلقيت دعوة لذهبت الى هذا المؤتمر على قدمين ثابتتين
ـ[دمعة الأقصى]ــــــــ[11 Nov 2006, 02:48 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ويا ليت ياشيخ تفيدونا في كيفية الحصول على هذه البحوث.
ـ[نواف الحارثي]ــــــــ[11 Nov 2006, 07:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فشكر الله لك أخي دكتور أمين على هذا التقرير والذي أسأل الله أن ينفع به وأن ينفع بهذه الندوة الإسلام والمسلمين والمهم هو ثمرة هذا المؤتمر نسأل الله أن يكتب لها السداد والتوفيق.
ـ[وائل حجلاوي]ــــــــ[11 Nov 2006, 09:53 م]ـ
هذه أبحاث ندوة القرآن الكريم في الدراسات الإستشراقية المنعقدة في المدينة المنورة
في 16 - 18/ 10/1427هـ
الموافق 7 - 9/ 11/2006م
معنونة على حسب اسم الباحث
موجودة في الملفات المرفقة
عدد الأبحاث 33 بحثاً
وبالله التوفيق
ـ[محمد بن الحسين]ــــــــ[12 Nov 2006, 12:39 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزى الله الأخ وائل حجلاوي على هذا الجهد المبارك، وكذلك باقي الإخوة المشرفين فلهم من الله تعالى الثواب في الدنيا والآخرة
اللهم يسر
ـ[محمد بن متعب]ــــــــ[12 Nov 2006, 01:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي العزيز فضيلة الدكتور / عبدالرحمن بن معاضه الشهري
أسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد وأن يعينكم وينفع بكم على ما تقومون به وتقدمونه في هذا الموقع
أخي الكريم:
إذا كان هناك إمكانية للحصول على البحوث ومحتوايتها على هيئة ملزمة ورقية فأرجو موافاتي بالطريقة المناسبة والتكلفة وإرسالها على صندوق البريد.
وفقكم الله لما يحب ويرضى
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Nov 2006, 06:39 ص]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً، وشكر الله للدكتور أمين الشنقيطي تقريره.
بالنسبة للبحوث فقد وزعت على الحاضرين للمؤتمر على هيئة ورقية والكترونية، وقد استأذنت الأمين العام للمجمع في وضعها على هيئتها الالكترونية فوافق مشكوراً، وقد كنت أنسقها فسبقني الزميل وائل حجلاوي وفقه الله في وضعها في الملتقى. أما الهيئة الورقية فلا بد من مراسلة مجمع الملك فهد للحصول عليها مطبوعة.
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[12 Nov 2006, 07:57 ص]ـ
جزاكم الله كل خير
ـ[أبو محمد نائل]ــــــــ[12 Nov 2006, 10:10 ص]ـ
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?p=93625#post93625
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=15760
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
جزاكم الله خيراً، نسأل الله لكم العون والسداد والرشاد.
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[12 Nov 2006, 11:12 ص]ـ
هذه أبحاث ندوة القرآن الكريم في الدراسات الإستشراقية المنعقدة في المدينة المنورة
في 16 - 18/ 10/1427هـ
الموافق 7 - 9/ 11/2006م
معنونة على حسب اسم الباحث
موجودة في الملفات المرفقة
عدد الأبحاث 33 بحثاً
وبالله التوفيق
الفاضل وائل حجلاوي
بارك الله بكم على رفعكم لهذه البحوث القيمة لكن للأسف، وعند فتح هذه الملفات، فإنه لا يمكنني قراءة الآيات القرآنية التي يبدو أنها مكتوبة بخط خاص، فهلا تفضلتم ورفعتم لنا هذا الخط لأضيفه إلى قائمة الخطوط عندي
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[12 Nov 2006, 11:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الإخوة الأفاضل: عبد الرحمن الشهري، ووائل حجلاوي ـ حفظها الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد، فإني أشكر لكما هذا العمل الجاد و القيم، ونأمل أن يظل هذا الملتقى قبلة لأهل التخصص، وأن يتم التفكير في وضع قاعدة بيانات للمتخصصين، على أن تتلوها قاعدة أخرى للمشاريع العلمية، التي يقوم بإنجازها فريق علمي، وأن يكون هذا الملتقى هو الدئرة العلمية التي نجتمع فيها. فحبذا أخي الفاضل: الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الشهري ـ بصفتكم مشرفا عاما على الموقع ـ أن تفكروا في الموضوع بجدية. فإني أخشى على الموقع أن يتحول إلى منتدى عام، يتم إغراقه بمواضيع عامة. وأقترح لمواجهة المشكلة و الحد منها أن تكون هناك لجنة علمية ليصبح ما ينشر على الموقع خاضعا للتحكيم.نريده موقعا علميا محكما ومحكما، للنهوض بواجباتنا الشرعية و العلمية كباحثين.
وفقنا الله جميعا لما يحبه ويرضاه، وجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.
وتفضلوا بقبول خالص تحياتي و تقديري.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[وائل حجلاوي]ــــــــ[12 Nov 2006, 01:29 م]ـ
الإخوة الفضلاء: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابتداءً؛ أعتذر من الدكتور عبد الرحمن الشهري لتقدمي بين يديه بوضع البحوث ,
وأما الآيات المكتوبة في البحوث فهي من البرنامج الجديد (مصحف المدينة النبوية للنشر الحاسوبي- الإصدار 1,0) إصدار مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف - جميع الحقوق محفوظة للمجمع-.
وبملاحظة أن كل آية في البحث يُكتب بعدها: اسم السورة ورقم الآية, هكذا [الحجر: 9]
فيمكن مع قليل من الجهد استبدال الآيات بخط آخر يمكن قراءته من الجهاز.
اللهم انفعنا بالقرآن وارفعنا به إنك جواد كريم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Nov 2006, 01:59 م]ـ
الأخ الكريم الدكتور أحمد بزوي الضاوي وفقه الله: ما أشرتم إليه، ونبهتم عليه من ضرورة العناية بتخصص الموقع هو موضع عنايتنا جميعاً، ونحن بصدد خطة طموحة للرقي بالموقع بإذن الله حتى يكون موئلاً للباحثين المتخصصين في الدراسات القرآنية بإذن الله، ولن نستغني عن عونكم لنا وأمثالكم من المتخصصين، فأعينونا بقوة نجعل من هذا الموقع موقعاً يسر صدور الباحثين الجادين إن شاء الله.
وأما قاعدة بيانات المتخصصين فقد قمنا بعملها، وبدأنا بها، غير أن المبرمج للقاعدة لم يوفق لتنفيذها كما طلبنا منه، فما زلنا معه في أخذ ورد، ولعل الله ييسر خروجها بالشكل الذي نطمح إليه قريباً.
الأخ الفاضل وائل حجلاوي رعاه الله: بل جزاك الله خيراً على مبادرتك وحرصك علىا نفع إخوانك، وجهدك مشكور وفقك الله وسددك، وقد سعدتُ بلقائك وصاحبك أبي معاذ البلقاوي وأعتذر إليكما عن التقصير في حقكما لضيق الوقت في المؤتمر.
وأما بخصوص خط الآيات القرآنية في البحوث، فربما يكون لها حل برمجي بنقل الخطوط مثلاً للجهاز وسأجرب هذه الطريقة فإن نجحت وضعت الخطوط هنا لتحميلها إن شاء الله.
ـ[القعقاع محمد]ــــــــ[12 Nov 2006, 02:23 م]ـ
بارك الله تعالى فيكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Nov 2006, 02:34 م]ـ
جربت نسخ خطوط مصحف المدينة المنورة، ووضعها على جهاز ليس عليه البرنامج، وظهرت الآيات في البحوث بشكل صحيح، ولكن حجم الملف بعد ضغطه 53 ميقا، وهو حجم كبير لعلنا ننظر في كيفية رفعه على الموقع.
لكن في نفسي حرج من حيث جواز هذا العمل شرعاً. ما رأيكم؟
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[12 Nov 2006, 03:23 م]ـ
الحمد لله والصلاة على رسول الله وبعد:
بمناسبة الندوة حول الدراسات الاستشراقية لم لايحاول هذا الملتقى الطيب أن يثير مسائل جديدة في موضوع الاستشراق ليتولى القادرون بيانها وتوضيحها، ومن ثم عرضها على علماء الاستشراق كضيفكم في الملتقى العالم موراني، والعالم الذي تفضل مشكورا بزيارة المدينة ونزل في ضيافة المجمع طيلة أيام الندوة، لمعرفة وجهة نظرهم حولها،
ورأيهم في أهم مايمكن تناوله كدراسة علمية في البحوث العالية كالماجستر، والدكتوراه؟
هذه وجهة نظري،
وأخيراً شكري وتقديري للمشرف القدير الدكتور عبد الرحمن الشهري، وجميع إخوانه. وفق الله الجميع، لمايحبه ويرضاه.
ـ[مشهور مشاهرة]ــــــــ[12 Nov 2006, 04:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الأحبة المشاركين جزاكم الله خيرا جميعا على ما تتحفونا به على هذه الصفحات الناصعة. وأرجو التكرم بإعلامي بأسماء مجلات غير محكمة في المملكة العربية السعودية تُعنى بنشر حلقات بعنوان: من بلاغة القرآن الكريم (دراسات بلاغية موجزة للخاصة وللعامة على حد سواء إن شاء الله تعالى)
الداعي لكم بالخير: الدكتور مشهور موسى مشهور مشاهرة (أستاذ البلاغة والنقد في جامعة الملك خالد) mmashahreh@yahoo.com
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[12 Nov 2006, 11:09 م]ـ
الأخ الدكتور عبد الرحمن الشهري.
الاخوة اعضاء ملتقى أهل التفسير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم جداً على هذا الموضوع الرائع؛ لأني من المهتمين في هذا المجال، ولي بحث مطبوع في مجلة المورد العراقية يتعلق بهذا الخصوص تحت عنوان (الاختلاف في القراءات القرانية بين دعاوى المستشرقين ومفهوم علماء المسلمين) أكرر شكري، وأرجو التواصل خدمة لكتاب الله عز وجل.
إياد سالم صالح السامرائي
مدرس في كلية الشريعة - جامعة تكريت
ـ[عصمت الله]ــــــــ[13 Nov 2006, 08:27 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و بعد
شكرا على توفير ملفات الندوة و لكن هي غير قابلة للتحميل، فقد حاولت و لم أنجح
ـ[محمد الحوري]ــــــــ[13 Nov 2006, 12:31 م]ـ
جزاكم الله كل خير على هذه الإفادة. ونرجو منكم إخبارنا بكيفية تحميل الأبحاث ولكم الشكر
ـ[د. محمد أمنو]ــــــــ[13 Nov 2006, 12:32 م]ـ
لبسم الله الرحمن الرحيم
شكرا جزيلا على هذا التقرير
وما ذا عن ملتقى الانتصار للقرآن الكريم؟
متى سينعقد وأين؟ وما هي ورقة عمله؟
وأشكركم جزيل الشكر
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[13 Nov 2006, 12:35 م]ـ
الأخ إياد السامرائي أرجو التكرم بنشر هذا البحث في موقعنا هذا للاطلاع عليه للأهمية فمثل هذه المجلات أضحى الحصول عليها من الصعوبة بمكان وجزاك الله خيراً
ـ[مشهور مشاهرة]ــــــــ[13 Nov 2006, 03:55 م]ـ
لقد حملت ملفات المؤتمر بنجاح، فلعل المشكلة في التحميل أو في الشبكة، ولو كُتب البريد الاكتروني سأرسلهن على هيئة ملفات على العنوان المطلوب.
الدكتور مشهور مشاهرة
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[14 Nov 2006, 04:49 ص]ـ
جزاكم الله خيرا و بارك فيكم
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[14 Nov 2006, 09:19 ص]ـ
ما هو الخط الذي يمكن من قراءة الايات الكريمة في هذه البحوث المرفقه اعلاه وجزاكم الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[14 Nov 2006, 09:22 ص]ـ
لا بد يا شيخ عبد الرحمن من نسخ الخط والا لا يمكن الافادة من هذه البحوث
ـ[أبو المهند]ــــــــ[15 Nov 2006, 01:04 م]ـ
جهد كبير مشكور أسأل الله أن يثيبكم عليه الجزيل
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Nov 2006, 03:54 م]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً.
الحمد لله أن موقع مجمع الملك فهد يتيح تنزيل خطوط مصحف المدينة النبوية من خلال موقعه مباشرة على هذا الرابط، فقم بتنزيل هذه الخطوط أولاً، ثم حملها على جهازك لتقرأ الآيات القرآنية في البحوث بطريقة صحيحة.
http://www.qurancomplex.org/font.asp?notMenu=false
ـ[مشهور مشاهرة]ــــــــ[18 Nov 2006, 03:14 م]ـ
جزاك الله عنا كل خير يا أخ عبد الرحمن، فجهودك مشكورة. الداعي لكم بالخير: مشهور مشاهرة
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[20 Nov 2006, 03:53 م]ـ
د. محمد أمنو لبسم الله الرحمن الرحيم
شكرا جزيلا على هذا التقرير
وما ذا عن ملتقى الانتصار للقرآن الكريم؟
متى سينعقد وأين؟ وما هي ورقة عمله؟
وأشكركم جزيل الشكر
حياك الله ياد كتور محمد , وليتك توضح لنا الملتقى الذي تعنيه.(/)
أخي الكريم: ما رأيك
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[09 Nov 2006, 02:48 م]ـ
أيها الأخوة الكرام:
من أهداف الملتقى توفير المادة العلمية المؤصلة للمشتغلين بالدفاع عن القرآن في وسائل الإعلام المختلفة وقد تم طرح جملة من المواضيع المهمة في هذا الباب لكنها متفرقة , ولقد رأيت جمعها في مكان واحد تقريباً لها خاصة والملتقى لم يتشعب حتى الآن مما يسهل عملية الجمع , وللجمع طريقتان أستشيركم فيهما ويمكن اقتراح شيء آخر:
الطريقة الأولى:
عمل فهرس على شكل موضوعات , والاكتفاء بوضع روابطها ويتم تحديثه عند الحاجة
مثال ذلك:
موضوع ترجمة القرآن
- ترجمة القرآن بين الممكن والمستحيل بحث للإطلاع والمناقشة ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=610)
- أهداف ترجمات القرآن وأنماطها عبر التاريخ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4023)
- سوء ترجمة للقرآن الكريم في بعض الترجمات ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5279)
- اضحك على ترجمات المستشرقين ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4982)
- الكشف عن تحريف صهيوني متعمد لترجمات معاني القرآن ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3623)
- ترجمة مريبة للقران يا مسلمين ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5290)
الطريقة الثانية:
دمج هذه المواضيع داخل الملتقى تحت موضوع واحد فيتم دمج المواضيع السابقة تحت عنوان: ترجمة القرآن , ومن ثم لا يسمح بفتح موضوع جديد وإنما تكون المشاركات مستقبلاً تحت هذا الموضوع ,وهكذا في بقية المواضيع عند وجود مادة علمية كافية , وهذا سيترتب عليه حذف بعض المداخلات غير المهمة.
فما الذي ترون , مع العلم أن الملتقى الآن قد أشتمل علىجملة من المواضيع المناسبة للجمع.
ـ[الجندى]ــــــــ[10 Nov 2006, 12:56 م]ـ
الاقتراح الأول موفق إن شاء الله وسيكون مفيد لكثير من الزوار.
اما الاقتراح الثانى ففكرته جديدة، واقترح قبل ان يتم تنفيذه على القسم كله بان نرى مثال عليه فى موضوعين أو ثلاثة.
ـ[مرهف]ــــــــ[15 Nov 2006, 10:01 م]ـ
إن كان لا خيار ثالث على هذين الخيارين فالأول أفضل وفيه مساحة للإضافة أكثر. وفقكم الله.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[16 Nov 2006, 12:34 م]ـ
شكر الله لكما , وما دام الاقتراح الأول هو المقدم سنعمل عليه إن شاء الله ومن يجد من نفسه سعة الوقت ليتولى جمع بعض الموضوعات فليراسلني , وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[27 Feb 2007, 03:06 م]ـ
قلت: وفق الله الدكتور البريدي: وأحب أن أقول باستحالة قبول عبارة" ترجمة القرآن الكريم " بل أي بحث في هذا
المنحى يكون ترجمة معاني القرآن فحسب، أما القرآن فلا يترجم البتة فليتأمل.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[27 Feb 2007, 05:17 م]ـ
الأمر كما تفضلت د. خضر , فالترجمة الحرفية مستحيلة عند العارفين باللغات , وفقك الله تعالى.(/)
التعريف برسالة: التيار العلماني الحديث وموقفه من التفسير
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[10 Nov 2006, 09:54 م]ـ
رسالة علمية لمرحلة الماجستير للباحثة منى محمد بهي الدين , وقد نوقشت في جامعة الأزهر.
ولدور النشر الراغبة في نشر هذه الرسالة مراسلتي.
وخطة البحث على النحو التالي:
خطة البحث
تمهيد:
- التعريف بعلم التفسير.
- غاية العلماء من العناية بتفسير القرآن الكريم.
أولاً: زيادة التذكر والاعتبار.
ثانياً: تصحيح العبادة.
الباب الأول: التعريف بالتيار العلماني الحديث وبيان هدف العلمانيين من الخوض في التفسير
الفصل الأول: مفهوم العلمانية ونشأتها وتطورها:
المبحث الأول: تعريف العلمانية.
المبحث الثاني: انتقال الفكر العلماني للشرق وتطوره التاريخي.
المبحث الثالث: تقسيمات العلمانية ومعنى التيار العلماني الحديث.
المبحث الرابع: نشأة العلمانية وأسباب ظهورها في الغرب.
المبحث الخامس: موقف الإسلام من العلمانية.
الفصل الثاني: هدف العلمانيين من الخوض في التفسير.
المبحث الأول: الهدف الحقيقي وهو الترويج للعلمانية.
المطلب الأول: نزع القداسة عن النص القرآني عن طريق الدعوة إلى النقد.
المطلب الثاني: العمل على تحلل المجتمع من عرى الدين.
المطلب الثالث: هدم مبدأ المرجعية للنصوص عند المسلمين.
المطلب الرابع: نشر الإباحية ومحاولة صبغ المجتمع بالصبغة الغربية.
المطلب الخامس: إبطال مرجعية كتب التفسير التراثية وإضعاف الثقة بها.
المبحث الثاني: الهدف المزعوم وهو تجديد علم التفسير.
المطلب الأول: معنى التجديد المزعوم عند العلمانيين.
المطلب الثاني: دافع العلمانيين للتجديد المزعوم.
المطلب الثالث: حدود التجديد ومجالاته عند العلمانيين.
الفصل الثالث: إبطال دعوى التجديد في علم التفسير عند العلمانيين.
المبحث الأول: الرد علي دعوى العلمانيين في تجديد علم التفسير.
المطلب الأول: معنى التجديد لغة واصطلاحًا.
المطلب الثاني: معنى التجديد التفسيري ومشروعيته والحاجة إليه.
المبحث الثاني: الرد علي دعوى العلمانيين في تطوير علم التفسير.
أولاً: معنى التطوير لغة واصطلاحًا.
ثانيًا: حكم إطلاق لفظ التطوير على ألفاظ القرآن ومعانيه وأحكامه.
المبحث الثالث: استحالة قبول تفسير ودلالات القرآن الكريم لاي معنى من معاني التغيير
المبحث الرابع: شبهات العلمانيين حول جواز تغيير معاني ودلالات القرآن الكريم والرد عليها.
المطلب الأول: شبهة أن تغيير وتبديل دلالات القرآن كان من فهم وعمل الصحابة والرد عليها.
المطلب الثاني: شبهة جواز تغيير معاني القرآن الكريم ودلالاته تبعًا لتطور اللغة والرد عليها.
المطلب الثالث: شبهة أن قابلية معاني القرآن الكريم للتغيير هي الخاصية التي تميز القرآن عن الكتب السابقة والرد عليها.
المطلب الرابع: شبهة أن آيات القرآن الكريم تدل على قبولها للتغيير والتبديل في المعنى والرد عليها.
الباب الثاني: شبهات العلمانيين حول القرآن الكريم وتفسيره:
الفصل الأول: شبهات العلمانيين حول القرآن الكريم.
تمهيد:
- تعريف القرآن الكريم.
- الهدف من إثارة الشبهات حول كلام الله تعالى.
المبحث الأول: شبهات العلمانيين حول مصدر القرآن الكريم والرد عليها.
المطلب الأول: شبهة أن القرآن الكريم من صياغة الواقع والرد عليها.
المطلب الثاني: شبهة أن القرآن الكريم ليس كلام الله تعالى والرد عليها.
المطلب الثالث: شبهة أن آيات الأحكام ليست من كلمات الله تعالى والرد عليها.
المبحث الثاني: شبهات العلمانيين حول إعجاز القرآن الكريم والرد عليها.
المطلب الأول: شبهة أن القرآن الكريم ليس معجزًا في ذاته، وإنما إعجازه في صرف الناس عن معارضته.
المطلب الثاني: شبهة أن آيات الأحكام ليست معجزة.
الفصل الثاني: شبهات العلمانيين حول علم التفسير، ومفهومه وقواعده والرد عليها.
المبحث الأول: شبهة أن المفسر ينشئ معنى النص بدعوى أن النصوص قوالب فارغة من المعاني.
المطلب الأول: الرد النقلى.
المطلب الثاني: الرد من الناحية الأصولية
المبحث الثاني: شبهة استحالة الوصول إلى مراد الله من النصوص.
المبحث الثالث: شبهة أن التفسير يحول النص من الإلهية إلى البشرية.
المبحث الرابع: شبهات العلمانيين حول خلو علم التفسير من القواعد والضوابط والأصول.
(يُتْبَعُ)
(/)
المطلب الأول: شبهة أن علم التفسير من العلوم الذاتية التي تخضع لحس المفسر وذوقه وآرائه الشخصية والرد عليها.
المطلب الثاني: شبهة أن علم التفسير أداة لتلوين آراء المفسرين الشخصية بصبغة دينية.
الفصل الثالث: شبهات العلمانيين حول علاقة علم التفسير بغيره من العلوم والرد عليها.
المبحث الأول: علم التفسير أساس العلوم الشرعية.
المبحث الثاني: شبهات العلمانيين حول انقطاع الصلة بين علم التفسير وعلوم الشرع.
الشبهة الأولى: شبهة أن العقائد ليس لها مصدر سماوي فوقي.
الشبهة الثانية: شبهة أن العقائد الدينية لم تفهم من ظاهر القرآن.
الشبهة الثالثة: ادعاؤهم ضرورة تطوير العقائد رفض واستبعاد العناصر اللاعقلانية.
الشبهة الرابعة: شبهة أن التسليم للعقائد الموروثة وعدم الشك فيها هو استسلام للعقلية الأسطورية.
- الرد: على شبهات العلمانيين حول انقطاع الصلة بين علم التفسير وعلم التوحيد
المبحث الثالث: شبهاتهم حول دعوى الانفصال بين علم التفسير وعلم اللغة والرد عليها.
الفصل الرابع: شبهات العلمانيين حول شروط المفسر وآدابه والرد عليها.
المبحث الأول: شبهة أن قصر تفسير كتاب الله على فئة من المتخصصين يهدر حق الجميع في الفهم الديني.
المبحث الثاني: شبهة احتياج التفسير في هذا العصر لكلام العلماء الطبيعيين والفلاسفة الغربيين.
الباب الثالث: موقف العلمانيين من مناهج علم التفسير:
تمهيد:
أولاً: تعريف المنهج.
ثانيًا: معنى المنهج العلمي.
ثالثًا: شروط المنهج العلمي.
رابعًا: مناهج البحث.
خامسًا: أهمية دراسة المنهج.
سادسًا: أهمية دراسة المنهج في التفسير.
الفصل الأول: موقف العلمانيين من التفسير بالمأثور.
- تميهد:
المبحث الأول: موقفهم من أسباب النزول.
المطلب الأول: ادعاء أن لكل آية سبب نزول.
المطلب الثاني: تطبيق الحكم على ما دخل في صورة سبب النزول من الحوادث بالنظر والإجتهاد.
المطلب الثالث: ادعاء أن أسباب النزول لآيات الاحكام فقط، لأنها ليست أزليه.
المبحث الثاني: موقفهم من تفسير القرآن بالقرآن.
المبحث الثالث: موقفهم من تفسير القرآن بالسنة.
المطلب الأول: الإعراض عن الاستدلال بالسنة عند التفسير في غالب الأحيان، ورد الأحاديث الصحيحة المفسرة لكتاب الله بحجة أنها تفسيرات تاريخية غير ملزمة.
المطلب الثاني: اللامنهجية في الاستدلال على تفسير القرآن بالسنة.
المطلب الثالث: إيراد الأحاديث الضعيفة للاستدلال بها على مرحلية تفسير القرآن بالسنة وعدم صلاحيته لهذا العصر.
المطلب الرابع: الطعن في الاحاديث الصحيحة ورميها بالتناقض مع القرآن.
المبحث الرابع: موقفهم من تفسير القرآن بأقوال الصحابة والتابعين.
عدم الاحتجاج بأقوال الصحابة والتابعين في التفسير.
الفصل الثاني: موقف العلمانيين من تفسير القرآن بالرأي.
المبحث الأول: موقفهم من اللغة
المطلب الأول: الألفاظ المفردة:
أولاً: عدم التمسك بالدلالة المعجمية للألفاظ القرآنية وادعاء تطورها.
المثال الأول: تفسير آيات الحجاب
المثال الثاني: تفسير سورة القدر.
ثانيًا: التدليس والكذب بإطلاق ألفاظ على غير معانيها للوصول إلى أحكام جديدة.
ثالثًا: إنزال ألفاظ القرآن الكريم على معاني حادثة.
المطلب الثاني: موقفهم من اللغويات والإعراب والتراكيب.
أولاً: الأخطاء المتعمدة في النحو والإعراب.
ثانيًا: الأخطاء المتعمدة في فهم التراكيب والأساليب العربية.
المطلب الثالث: موقفهم من دلالة السياق:
أولاً: رمي المفسرين باختراق النصوص إهمال دلالة السياق.
ثانيًا: اختراق النصوص وإهدار السياق في كتابات العلمانيين.
المبحث الثاني: موقفهم من قضية التأويل:
تمهيد
أولاً: موقف د. شحرور.
ثانيًا: موقف د. نصر أبو زيد.
الباب الرابع: أسباب تهافت أقوال العلمانيين في التفسير.
تمهيد
الفصل الأول: الإلحاد في تفسير آيات الله.
المبحث الأول: الإلحاد في تفسير آيات القرآن.
المبحث الثاني: وسائل التحريف وطرق الإلحاد في التفسير
المبحث الثالث: حكم التأويل الفاسد والإلحاد في التفسر.
الفصل الثاني: اللامنهجية والقصور المنهجي.
المبحث الأول: المخالفة للمناهج المتبعة في علم التفسير.
المطلب الأول: خلو تفسيراتهم من العناصر المنهجية للتفسير بالمأثور.
المطلب الثاني: خلو تفسيراتهم من العناصر المنهجية بالتفسير بالرأي.
المطلب الثالث: خلو تفسيراتهم من العناصر المنهجية للتفسير الموضوعي.
المبحث الثاني: المناهج الوهمية في كلام العلمانيين.
أولا: تسطير مناهج مدعاة مع عدم الالتزام بها.
ثانيًا: التناقض في التطبيق.
ثالثًا: الأحادية المنهجية.
المبحث الثالث: المناهج القاصرة.
المبحث الرابع: التقليد والتبعية للمناهج الغربية.
الفصل الثالث: التناقض:
المبحث الأول: التناقضات العشماوية.
المبحث الثاني: التناقضات الشحرورية.
المبحث الثالث: التناقضات الزيدية.
- الخاتمة.
- المصادر والمراجع
- الفهرس.
ولعلي أتمكن إن شاء الله من وضع نسخة منها للتحميل أو على الأقل عرض جملة من موضوعاتها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مرهف]ــــــــ[15 Nov 2006, 09:38 م]ـ
سلمت يداك أخانا دأحمد على هذا التعريف ويظهر أن البحث من عناوينه ضروري للمكتبة الإسلامية نعم حبذا لو عرضت لنا مبحثاً من مباحث الرسالة هذه لنتعرف منهج الباحثة في رسالتها ونستفيد وأسأل الله أن ييسر لها من ينشرها فالموضوع جديد ويحتاج لمزيد من التأليف والدراسة وجمع الجهود لفضح حقيقة العلمانيين وإزالة الغباشة عن أعين المبهورين بهم وبأفكارهم وأسلوبهم
ـ[محمد الحوري]ــــــــ[28 Nov 2006, 03:52 م]ـ
شكر الله للباحثة جهدها ونسأل الله لها التوفيق والسداد، وأرغب في أن أستفسر منها عن أمر لأنني الآن بصدد التحضير لأطروحة دكتوراة بعنوان (تفسير آيات الأحكام عند الحداثيين العرب عرض ونقد) هل استوعبت الباحثة هذا الجانب وهل هناك دراسات تناولت هذا الموضوع_ أرجو أن يكون الرد سريعا مع خالص التقدير
محمد رضا الحوري- الأردن
mohammad_alhawari@yahoo.com
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[01 Dec 2006, 04:51 م]ـ
أخي الكريم: لا يظهر من البحث اسيعاب الباحثة لما تذكر فقد كان الجزء الذي تكلمت فيه الباحثة عن آيات الأحكام في الفصل الأول: المطلب الثالث: ادعاء أن أسباب النزول لآيات الاحكام فقط، لأنها ليست أزليه, وفيه ذكرت الباحثة ما يلي:
خرج علينا د. شحرور -كعادته - بالآراء الغير مسبوقة , فأنكر أن يكون لآيات القرآن أسباب للنزول , وادعى أن تلك الأسباب قاصرة على آيات الأحكام فقط , لأن آيات الأحكام - بزعمه - ليست أزلية وليس لها وجود مسبق في اللوح المحفوظ فقال: «أسباب النزول هي للأحكام وتفصيل الكتاب وليس للقرآن سبب نزول: بما أن القرآن علم بالحقيقة الموضوعية الموجودة خارج الوعي الإنساني وفيه قوانين الوجود وقوانين التاريخ نستنتج بالضرورة , أن له وجودًا مسبقًا عن التنزيل لذا قال تعالى: ?قُرْآنٌ مَّجِيدٌ، فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ?وهي القوانين العامة لأنظمة الوجود منذ الانفجار الكوني الأول حتى البعث والجنة والنار والحساب» ().
وقبل الشروع في الرد لابد من إدراك الهدف من إشاعة تلك الآراء:
إن الهدف من إنكار وجود أسباب للنزول بالنسبة لآيات الأحكام هو الوصول إلى القول بجواز التغيير والتبديل في أحكام القرآن، وذلك لأن وجود سبب للنزول -بزعم الدكتور- يعني أن الآيات ليست أزلية قديمة مكتوبة في اللوح المحفوظ , بل مستحدثة عند وقوع الحادثة , لكون الله - سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرًا- لا يعلم الجزئيات ()، وبما أنه يعتقد أن كتابة الشيء في اللوح المحفوظ يعني كونه ملزما, له صفة الثبات والبقاء إلى يوم القيامة -بخلاف ما ليس مكتوبًا مثل آيات الأحكام بزعمه - فنتج عن ذلك القول بأن آيات الأحكام ليس لها خاصية الثبات, وأنها قابلة للتغيير والتبديل, من هنا يستطيع أن يفتح باب العبث بأحكام القرآن لنفسه ولغيره.
الرد:
1 - قد سبق الرد على كون بعض القرآن ليس موجودًا في اللوح المحفوظ، وإثبات عكس ذلك، وبيان أن هذه هي عقيدة المسلمين التي انعقد عليها الإجماع من العلماء المعتبرين وعامة المسلمين، ولم ينكرها إلا الفرق الضالة وبعض المبتدعة ().
2 - كلام الدكتور يكذبه الواقع, فهناك آيات تحتوي علىحقائق كونية-أي من آيات القرآن على أساس تقسيم الدكتور- ولها أسباب نزول مثل الأهلة، الساعة، الروح.
- قال تعالى: ?يَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ? (). - قال تعالى: ?يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ? ().
- قال تعالى: ?فلا أقسم بمواقع النجوم? ().
يدعي د. شحرور أن الروح ليست من أمر الله وإنما هي حلقة من حلقات التطور، وكذلك يدعي أن الساعة ليست من العقائد الإسلامية، بل هي حقيقة كونية، وهي كيفية انتهاء هذا العالم. وادعى أن القرآن قد أقر هذه الحقائق.
ومع التسليم له بإدعائه, فإن هذا يصادم ما قرره في ما يخص أسباب النزول، فرغم أنههما حقيقتان كونيتان إلا أن لهما سببين صحيحين للنزول، وليس كما يدعي د. شحرور من أن القرآن (الحقائق الكونية) ليس لها أسباب نزول.
الآية الأولى: روى ابن عباس في سبب نزولها قال: قالت قريش لليهود: أعطونا شيئًا نسأل عنه هذا الرجل؟ فقالوا: سلوه عن الروح، فنزلت ?يَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ? ().
والثانية: روت عائشة -رضي الله عنها- قالت: «لم يزل النبي ? يُسئل عن الساعة حتى أنزل الله عز وجل ?فِيمَ أَنْتَ مِن ذِكْرَاهَا، إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا?» ().
والثالثة: روى ابن عباس قال: نظر الناس على عهد رسول الله ?، فقال النبي ?: «أصبح بين الناس شاكر ومنهم كافر، قالوا: هذه رحمة، وقال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا، فنزلت هذه الآية: ?فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ?حتى بلغ ?وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ?» ().
إذن النتيجة أنه لا فرق بين آيات الأحكام و غيرها, فالآيات القرآنية-حسب تقسيم الدكتور- قد يكون لها أيضاً أسباب نزول , فالكل أزلي ومكتوب.
وعلى ما سبق يتبين فساد ادعاءات العلمانيين حول أسباب النزول.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[01 Dec 2006, 05:01 م]ـ
كما قد تكلمت الباحثة عن حصرهم المحكم بآيات الأحكام , ويمكنك التواصل مع الباحثة للتأكد عبر البريد التالي:
mohamed_yousri@hotmail.com
ـ[عبد الله]ــــــــ[01 Dec 2006, 10:12 م]ـ
ليتك تفعل يا دكتور أحمد، فوجود نسخة من مثل هذه الرسالة فيه نفع عام إن شاء الله تعالى.
وهناك فكرة ربما لا تلقى الترحيب، تتلخص في: عرض ما يراد طباعته على أهل الاختصاص في هذا الملتقى، وهم أهل لأن يدلوا بملاحظاتهم ويقدموا نصحهم ونقدهم البنّاء، فقد يغفل الباحث عن أمر ويجد من ينبهه عليه، وقد يقتنع بوجهة نظر جديدة تطرح عليه، وقد يعدّل بعض الأفكار أو يزيد أو ينقص نتيجة المدارسة ... وكما قلت هي مجرد فكرة.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[01 Dec 2006, 11:37 م]ـ
الرسالة طلبها أحد المراكز المتخصصة في الدراسات القرآنية , وسلمت إليهم بحمد الله , وسيوافونني بوجهة نظرهم عن الرسالة قريباً إن شاء الله.(/)
ميلادالمسيح بين الانجيل والقران
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[11 Nov 2006, 10:53 ص]ـ
هل ولد المسيح حقا في فصل الشتاء في 25 ديسمبر كما يقول النصارى الغربيون وفي يناير كما يقول النصارى الشرقيون
ورد في انجيل لوقا حكاية عن ميلاد المسيح عليه السلام: وكان في تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم واذا ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب حولهم فخافوا خوفا عظيما فقال لهم الملاك:لاتخافوا فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب إنه ولد لكم اليوم في مدينة داوود مخلص هو المسيح (انجيل لوقا –اصحاح 2 عدد 8 - 9 - 10 - 11)
ومعنى ذلك أن يكون الميلاد في وقت يكون الرعى فيه ممكنا في الحقول القريبة من بيت لحم المدينة التي ولد فيها المسيح عليه السلام وهذا الوقت يستحيل أن يكون في الشتاء لأنه فصل تنخفض فيه درجة الحرارة وخصوصا بالليل بل وتغطي الثلوج تلال أرض فلسطين وجعل عيد الميلاد للسيد المسيح في فصل الشتاء لاأساس له اذا بل هو من مخترعات الوضاع يجعله في فصل فصل الشتاء وفي هذه التواريخ المذكورة انفا.
ولندلل على ذلك بالاتي:
1 - يقول الاسقف بارنز: غالبا لايوجد أساس للعقيدة القائلة بأن يوم 25 ديسمبر كان بالفعل ميلاد المسيح واذا ما كان في مقدورنا أن نضع موضع الايمان قصة لوقا عن الميلاد مع ترقب الرعاة بالليل في الحقول قريبا من بيت لحم فإن ميلاد المسيح لم يكن ليحدث في الشتاء حينما تنخفض درجة الحرارة ليلا وتغطي الثلوج تلال أرض اليهودية ويبدو أن عيد ميلادنا قد اتفق عليه بعد جدل كثير ومناقشات طويلة حوالي عام 300 بعد الميلاد (كتاب ظهور المسيحية للاسقف بارنز)
2 - وهذا الرأي الذي ذهب إليه الأسقف بارنز قد استمده الذين كتبوا بيانات عن عيد الميلاد في دائرة المعارف البريطانية ودائرة معارف شاميرز فقد ورد في الطبعة الخامسة عشر ة من المجلد الخامس في الصفحة 642 - 643 أ من دائرة المعارف البريطانية مايلي: لم يقنع أحد مطلقا بتعين يوم أو سنة لميلاد المسيح – ولكن صمم أباء الكنيسة في عام 340 بعد الميلاد على تحديد تاريخ للاحتفال بالعيد – اختاروا بحكمة يوم الانقلاب الشمسي في الشتاء الذي استقر في أذهان الناس وكان أعظم أعيادهم أهمية ونظرا الى التغيرات التي حدثت في التقاويم تغير وقت الانقلاب الشمسي وتاريخ عيد الميلاد بأيام قليلة
3 - ورد في دائرة معاف شاميرز الاتي: كان الناس في كثير من البلاد يعتبرون الانقلاب الشمسي في الشتاء يوم ميلاد الشمس –وفي روما كان يوم25 ديسمبر يحتفل فيه بعيد وثني قومي - ولم تستطع الكنيسة أن تلغي هذا العيد - بل باركته كعيد قومي لشمس البر.
4 - يقول بيك من علماء تفسير الكتاب المقدس: لم يكن ميقات ولادة المسيح شهر ديسمبر على الاطلاق فعيد الميلاد عندنا قد بدأ التعارف عليه أخيرا في الغرب (تفسير الكتاب المقدس للدكتور بيك ص 727)
5 - هناك دليل تاريخي ثابت موثوق به يوضح أن المسيح ولد في شهر أغسطس أو سبتمبر فقد كتب الدكتور جون د. أفيز في كتابه (قاموس الكتاب المقدس) تحت كلمة سنة أن البلح ينضج في الشهر اليهودي أيلول كما ورد في صفحة 117 من كتاب تفسير الكتاب المقدس لبيك العبارة الاتية: (إن شهر أيلول يطابق عندنا شهر أغسطس وسبتمبر)
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[11 Nov 2006, 11:30 ص]ـ
النتائج التي تستخلص مما تقدم:
1 - ونخلص من كل ذلك طبقا للبحوث السابقة التي أجريت حاليا على أصول المسيحية أن المسيح لم يولد في ديسمبر أو يناير ولكن في أغسطس أو سبتمبر ويكون حمل السيدة مريم لم يبدأ في مارس أو ابريل كما يريد مؤرخو الكنيسة أن يلزموا الناس باعتقاده بل بدأ حملها في نوفمبر أو ديسمبر
2 - إن القران الكريم يستخلص من تفسيره أن المسيح مولود في أغسطس أو سبتمبر وهذا يتفق مع الحقائق التاريخية ومع رواية إنجيل لوقا وان كان ذلك دون قصد وأنه يظهر مما حكاه القران عن السيدة مريم أنها كانت ترقد عند ولادتها في سقيفة على مكان مرتفع من التل حيث تقف نخلة على منحدر منه وكان من الميسور لها أن تصل إلى جذعها وتهزه وكثرة النخيل في بيت لحم واضحة في الكتاب المقدس في الاصحاح الاول من سفر القضاة وكذلك قاموس الكتاب المقدس الؤلف بمعرفة الدكتورجونريفنز. كما أن حقيقة إرشادالسيدة مريم إلى نبع كما ورد في القران الكريم لتشرب منه تشير إلى أن ميلاد المسيح قد حدث فعلا في شهر أغسطس أو سبتمبر وليس في ديسمبر حيث يكون الجو باردا كالثلج في كورة اليهودية وحيث لارطب فوق النخيل حتى تهز جذع النخلة فتساقط عليها رطبا جنيا قال تعالى:
(فناداها من تحتها الاتخافي ولاتحزني قدجعل ربك تحتك سريا) (وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا. فكلي واشربي وقري عينا) والمعنى أنه جعل قربها جدولا صغيرا كان قد انقطع ماؤه ثم جرى وامتلأ وسمي سريا لأن الماء يسري فيه وأنه في إمكانها أن تتناول من الرطب الصالحة للاجتناء إذا أرادت أن تأكل وأذا أرادت أن تشرب أمكنها ذلك من جدول الماء الذي كان يسري بجانبها
نقلا عن كتاب النصرانية و الإسلام المستشار محمد عزت الطهطاوي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[11 Nov 2006, 08:25 م]ـ
سبب تخبط النصارى هو تعدد المراجع التي اقتبسوا منها ليؤلفوا دينهم الجديد الذي لا ناقة للمسيح عليه السلام فيه ولا جمل
أصل الكريسماس
- هو تاريخ مولد الشمس في التقويم اليوليوي. ويرتبط وما حوله بالانقلاب الشتوي للشمس. وقد وُلد العديد من آلهة الشمس في العالم القديم في ذلك التاريخ أو قريباً منه.
- لا يوجد في الإنجيل ما يثبت أن يسوع ولد في ذلك التاريخ
- الذي حدد ميلاد المسيح راهب من سكيثيا (منطقة شمال البحر الأسود) اسمه ديونيسيون أو أكسيموس عام 530 ميلادي ولم يحدد مرجعه. تحتفل الكنائس الشرقية به يوم 7 يناير.
- يقول الباحث ريتشارد جريجوري إن الكريسماس كان عيداً وثنياً اتُخذ للاحتفال بمولد المسيح في منتصف القرن الرابع الميلادي لإبعاد المتنصرين عن الاحتفالات الوثنية التي كانت تُقام في تلك الفترة.
أما يوم الأحد فهو يوم الشمس وهو اليوم المقدس لإله الشمس أبولو الجامع للامبراطورية الرومانية خلال عهد الامبراطور قسطنطين. وقد حُدد هذا اليوم بدلاً من السبت المقدس في شريعة موسى لاستكمال أوجه التوافق بين المسيحية والوثنية.
----------------------------
الكريسماس وأعياد ميلاد أخرى
من الجدير بالذكر أن:-
- الإله إيتس في آسية الصغرى وُلد من عذراء يوم 24 مارس وكان يُعتبر الابن الوحيد والمخلص، وقد تُرك ينزف عند جذع شجرة صنوبر وكان عابدوه يعتقدون أن دمه قد جدد خصوبة الأرض ومنح البشر حياة جديدة وقد قام من الموت وكان أتباعه يحتفلون بموته وبقيامته ويعلقون صورته على شجرة صنوبر كل عام ثم يضعونها في مقبرة ........ الخ
- الإله ديونيسوس أو باكوس في اليونان: " الابن الأوحد المولود" لجوبيتر كبير الآلهة من العذراء ديمترير في 25 ديسمبر ويوصف بالفادي والمحرر والمخلص، ويقول للبشر " إنني أنا الذي يهديكم ويحميكم وينقذكم. أنا البداية والنهاية " وقد قُتل من أجل فداء البشرية ويسمى المذبوح أو حامل الخطايا أو الفادي. وكان أتباعه يحتفلون كل عام بتمثيل موته ونزوله إلى الجحيم ثم قيامته.
- في مصر: أوزيريس وُلد من عذراء في 29 ديسمبر. كان يدعو إلى الوداعة والوئام. تعرض للخيانة ومُزق جسده. وبعد دفنه مكث في الجحيم يومين أو ثلاثة وثلاث ليال ثم عاد للحياة، وقد أصبح الاعتقاد في الاله الانسان على شكل أوزيريس عنصراً أساسياً في الديانة المصرية.
- في فارس: الإله ميثرا أو ميثراس: هو إله الشمس المولود من عذراء يوم 25 ديسمبر وهو الأصل الذي أُخذت منه أسطورة تأليه المسيح عليه السلام وتأسست لعبادته كنيسة انتشرت خارج بلاده، وكان الفصح من أهم احتفالاتها المقدسة والأسرار والعماد والتثبيت والعشاء الإلهي الذي كان متناولوه يشتركون في طبيعة ميثرا الإلهية بتناول الخمر والنبيذ.
عن كتاب " حوار صريح بين عبدالله وعبدالمسيح"
تأليف: د. عبدالودود شلبي
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=7081
ـ[أبو علي]ــــــــ[12 Nov 2006, 10:14 ص]ـ
أخي أبا أحمد، السلام عليكم ورحمة الله.
أرى أن المسيح عليه السلام ولد في فصل الشتاء حسب ما فهمته من الآية: فناداها من تحتها الاتخافي ولاتحزني قدجعل ربك تحتك سريا) (وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا. فكلي واشربي وقري عينا).
من المعلوم أن الإنسان إذا جاع فإن نفسه تحدثه أن يبحث عن الأكل، وإن لم يجد فإنه قد يضطر إلى البحث عنه في القمامة، إذن فالجائع لا يحتاج إلى استئذان للأكل، قد يحتاج إلى مرشد يرشد عن مكان الطعام.
وحسب الآية فإن مريم كانت تحت النخلة، لو كان ذلك في فصل الصيف
لعلمت أن النخلة مثمرة، ولهزت بجدع النخلة ليتساقط عليها رطبا جنيا بدون أن تحتاج إلى من ينبهها إلى ذلك.
وتنبيه ابنها لها يدل على أنها لم تكن تظن أن النخلة مثمرة باعتبار أنه ليس موسم الثمار.
وكما (جعل) الله تحتها سريا بعد أن كان الجدول جافا كذلك (يجعل) الله النخلة تثمر في غير موسم الثمار، وقد كانت مريم عليها السلام في بيت زكريا تأتيها فاكهة الشتاء في فصل الصيف، وفاكهة الصيف في فصل الشتاء.
ـ[أبو علي]ــــــــ[13 Nov 2006, 01:11 ص]ـ
يجب ألا نخضع قانون السببية في ما يخص مريم وابنها عليهما السلام، فمريم حملت بدون الأسباب المعتادة عند العالمين، وكان يرزقها الله بدون حساب (بلا أسباب).
نلاحظ في الآيتين ثلاثة أشياء جديرة بالتفكر:
1) طفل يتكلم في المهد: (بدون قانون الأسباب).
2) جعل الله تحتها سريا: (بدون قانون الأسباب) حيث أن الجدول كان جافا.
3) النخلة مثمرة: لماذا نريد أن نخضع النخلةبالذات لقانون الأسباب!؟
أنا شخصيا أرجح أن كل الأشياء المذكورة في الآيتين هي فوق قانون السببية وأن النخلة أثمرت في غير أوانها وذلك في فصل الشتاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[29 Nov 2006, 10:41 م]ـ
الأخ أبو علي نعم ما قلته لكنني لدي تعقيب على قولك: [من المعلوم أن الإنسان إذا جاع فإن نفسه تحدثه أن يبحث عن الأكل، وإن لم يجد فإنه قد يضطر إلى البحث عنه في القمامة، إذن فالجائع لا يحتاج إلى استئذان للأكل، قد يحتاج إلى مرشد يرشد عن مكان الطعام. وحسب الآية فإن مريم كانت تحت النخلة، لو كان ذلك في فصل الصيف لعلمت أن النخلة مثمرة، ولهزت بجدع النخلة ليتساقط عليها رطبا جنيا بدون أن تحتاج إلى من ينبهها إلى ذلك. وتنبيه ابنها لها يدل على أنها لم تكن تظن أن النخلة مثمرة باعتبار أنه ليس موسم الثمار.]
وفيه تعويل منك واضح على قانون السببية الذي حجرت على أخينا الاستناد إليه. ثم لا يلزم من قولك [فإن مريم كانت تحت النخلة، لو كان ذلك في فصل الصيف لعلمت أن النخلة مثمرة، ولهزت بجدع النخلة ليتساقط عليها رطبا جنيا بدون أن تحتاج إلى من ينبهها إلى ذلك ... ] أنها كانت في غير فصل الصيف إذ العلة التي ذكرت أنت , لها علة تشاركها بل تفوقها في الوجاهة وهو: أن تقول إن انشغال مريم بأوجاع المخاض قد كان سببا كبيرا في صرف انتباهها عن الثمار المعلقة بالنخلة.
هذه واحدة, والثانية أننا لا يمكن لنا إسقاط ما يلي من بالنا وهو الفائدة التي تجنيها المرأة النفساء من تناول الرطب كما ثبت ذلك بالعلم التجريبي فلم يأت القرآن الكريم ليحثنا على نفي العلل الطبيعية جملة وتفصيلا وهي سنن كونية جعلها الخالق سبحانه في الكون بمشيئة منه , ولو شاء سبحانه لألغاها بالكلية.
ـ[أبو علي]ــــــــ[30 Nov 2006, 12:14 ص]ـ
أخي الفاضل سمير القدوري
لا توجد نخلة ليس لها مالك، والنخلة المذكورة لا بد لها من مالك ينتظر موسم الثمار لجني التمر، وماذا لو جاء المالك فوجد النخلة وقد نقصت غلتها!! أليس ذلك ظلم في حقه؟ وكيف يأمر المسيح عليه السلام أمه بأكل ما ليس لها بحق!!
أما إذا كانت النخلة قد آتت أكلها في الصيف وجنى المالك غلته فهو بهذا قد أخذ حقه، فإذا أثمرت بعد ذلك في الشتاء فذلك فضل من الله يؤتيه من يشاء مادام قد وفى صاحب النخلة حقه في موسم الثمار.
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[30 Nov 2006, 03:10 م]ـ
أخي أبو علي السلام عليكم ورحمة الله
أنا إن شاء الله أسوق لك ما يثبت أنك تفترض أشياء في كل مرة وتجزم بأنها هي العلة في وجود كدا وكذا.
[1] أما إقحامك لمالك النخلة وقطعك بأنه لاتوجد نخلة ليس لها مالك. فليس بمسلم إذ ما أكثر النخل الذي ليس في ملك أحد وهذا أمر مشاهد بالعيان, فلا تجنح لهذا الجواب. والقرآن يقول عن المكان الذي كانت فيه "فحملته فانتبذت به مكانا قصيا".
[2] ثم لو عارضك معارض بأن يقول لك بأن النخلة قد تكون في ملك مريم فحينها ارتفع الحجر عليها في الأكل من الرطب. وإنما ذكرت لك هذا لآبين لك بأن ما تقحمه من علل لتقول بأن الوقت ليس صيفا بل شتاء لايغني في حقيقة الأمر شيئا.
ـ[أبو علي]ــــــــ[01 Dec 2006, 08:55 ص]ـ
أخي الفاضل سمير قدوري
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لم أدخل إلى هنا معارضا وإنما دخلت لأضيف فوائد، فالبحث العقلاني يتطلب استحضار كل الافتراضات الممكنة.
ما تسميه أنت (إقحام) أسميه أنا (افتراضات ممكنة).
صحيح أن العقل يقول إن موسم البلح هو فصل الصيف لكن العقل يجب أن يأخذ بعين الاعتبار أن مريم وابنها عليهما السلام كانوا آية عجيبة، أبعد هذه الآية العجيبة (طفل رضيع يتكلم في المهد) يقال: إن الولادة يجب أن تكون قد حصلت في الصيف لأن البلح لا يكون إلا في الصيف!!
ولماذا يفترض أن كل شيء عند النصارى محرف!!؟
النصارى مخطئون في تحديد اليوم أوالشهر الذي ولد فيه المسيح عليه السلام لكنهم قد لا يكونوا مخطئين في أنه ولد في فصل الشتاء. فطفل معجزة لا شك أنه أثار اهتمام الناس وصار حديثه على كل لسان لعدة أجيال (ومن ضمن ما يتحدثون عنه زمن ميلاده)، وإذا كان النصارى يعتبرون ميلاد المسيح عيدا يتقربون به إلى الإله فمن مصلحتهم ألا يحرفوا تاريخ ميلاده فيجعلوه في فصل الشتاء بدلا من فصل الصيف.(/)
صدور ترجمة لمعاني القرآن الكريم باللغة الدانماركية
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Nov 2006, 07:38 ص]ـ
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_246184556a543d6691.jpg
رحبت الجالية الإسلامية في الدانمارك على لسان "قاسم سعيد أحمد"، الناطق بلسان الوقف الاسكندنافي في العاصمة "كوبهاجن" بصدور ترجمة للقرآن الكريم، والتي أصدرتها دار نشر دانماركية، حيث تعد الأولى منذ عام 1967، مؤكدًا أن ترجمة القرآن الكريم سيساهم في رفع مستوى الحوار بين الأديان والحضارات.
وأضاف سعيد، طبقًا لما ذكره موقع "باب" الإلكتروني، أن ترجمة معاني آيات القران الكريم صدرت في لغة دانماركية بسيطة وسهلة تعمل على أن يتمكن طلاب المدارس وأفراد الجيل الثاني من المسلمين الذين لا يتقنون العربية من فهم تعاليم دينهم.
وأعرب عن تثمين الوقف الإسكندنافي البالغ للجهود الأكاديمية التي بذلت في إعداد ونشر هذه الترجمة، وأنه يتوقع أن يتم وضع تقييم جيد من الناحية الشرعية لها من قبل لجنة متخصصة باللغة والفقه الإسلامي بمساعدة من المراقبين في السعودية والأزهر.
جدير بالذكر، أن صدور هذه الترجمة يأتي في وقت تشهد فيه الدانمارك نقاشًا وحوارًا متزايدًا حول الإسلام والعلاقة مع العالم الإسلامي.
من جانبها، أوضحت "إيلين ولف"، المشرفة على الترجمة أن الهدف من ترجمة القرآن كان تعريف الدانماركيين بالإسلام، وذلك من أجل تخطي الإشاعات وإساءة الفهم والتزوير لمبادئه والاتهامات الموجهة له، كما يحدث في صفوف القوى اليمينية في الدانمارك، مشيرة إلى أنه لا يجب النظر إلى الترجمة وكأنها نص مقدس باللغة الدانماركية، بالنظر إلى القرآن باللغة العربية .. معتبرة أن الترجمة إنما هي لمعاني كلمات القرآن.
المصدر: مفكرة الإسلام ( http://www.islammemo.cc/article1.aspx?id=18847)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[16 Nov 2006, 11:54 ص]ـ
الحمد لله على إنجاز هذا العمل , فبمثل هذه الأعمال الإيجابية مع الوقت سيتمنوا ألف مرة أنهم لم يفتحوا هذه الجبهة عليهم , فالمسلمون ولله الحمد قادرون للدفاع عن دينهم ونبيهم , وعرض القرآن بين أمة تعاني من خواء روحي سيحدث أثراً ولا شك ولو بعد حين فالصبر الصبر أمة الإسلام.(/)
شبهة تنصيرية وجوابها
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[27 Nov 2006, 07:50 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده:
إخوتي الكرام لقد كنت أطالع في أحد المواقع فإذا بي أقف على رابط لبعض الأقباط المفترين على القرآن والحديث والنبي صلى الله عليه وسلم فكان مما لفت انتباهي وعلق بذهني شبهة مفادها: أن بعص الصحابة حكى أنه رآى النبي عليه الصلاة والسلام يصلي محلول الإزار.
فتمثلت بالمثل القائل: كيف يرمي الناس بالحجارة من كان بيته من زجاج؟
فهناك جواب مفحم يحسنه كل مسلم ولو لم تكن له دراية بالحديث وعلومه والحديث وطرقه إذ بيان ذلك أمر له رجاله والحمد لله. لكنني أحببت أن أسوق هنا جوابا يلزم الخصم المجحف الحجة من نفس كلام أناجيله المقدسة عنده. ولولا قصد تنبيه المسلمين إلى مقتل الخصم لما نطق لساني بالجواب. وإنما سقت لهم هذا الجواب لأن القوم كما يعلم الجميع متعنتون ومهما حاول المسلم جوابهم بكلام علمي رصين عن الحديث وطرقه وعن معناه وسياقه فلن يكفوا عن غيهم وأنا على يقين أن ما سأذكر لكم هنا من نص إنجيلهم كاف لكف أذاهم في هذه المسألة إلى الأبد إن شاء الله تعالى.
لقد ورد في أحد الأناجيل وأحسبه إنجيل يوحنا أن المسيح- وأستغفر الله من حكاية هذا- نزع إزاره بالجملة وبقي عريانا مكشوفا أمام تلاميذه ثم شرع يغسل أرجلهم ثم يمسحها بإزاره المنزوع.
يا ألله انظروا كيف ترك هؤلاء الأقباط الطعن على هذه الفضيحة في إنجيلهم وتراموا لغمز المسلمين بما ذكرت. هكذا يكون الإنصاف وإلا فلا.
وسأتحقق لكم لاحقا من موضع النص في أناجيلهم.
وقد سلك القاضي أبو بكر الباقلاني رحمه الله ما يقرب من هذا المسلك حينما أراد قسيس الروم غمز المسلمين بقصة الإفك فأجابه الباقلاني رحمه الله بديهة وقال له: هما امرأتان برأهما الله في القرآن إحداهما لها زوج ولم تأت بولد والثانية ليس لها زوج وأتت بولد فانظر أيها النصراني أحقهما بالتهمة لو جاز ذلك في حق واحدة منهما. فسكت القسيس ولم يحر جوابا لعلمه بأن الحجة لازمة له بأشنع مما رام به التشنيع على المسلم.
وفقنا الله وإياكم للعدل والإنصاف.
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[27 Nov 2006, 11:19 م]ـ
إتماما للفائدة إخوتي أذكر لكم ما جرى في مناظرة وقعت منذ 17سنة بين مسلم وبين مرتد عن الإسلام للنصرانية.
لقد رام المتنصر إبطال نبوة محمد صلى الله عليه وسلم بالدعوى الآتية:
لا يكون الأنبياء من قوم وثنيين, والعرب كانوا قوما وثنيين ومحمد (صلى الله عليه وسلم) خرج منهم فلا يكون نبيا بهذا.
فقال له المسلم هذه دعوى لا دليل عليها, ولو سلمتها لك جدلا للزمك الكفر بكل نبي ظهر في بني إسرائيل من بعد موسى لأنهم كما يقول سفر القضاة من كتابك المقدس قد ارتدوا المدد الطوال سبع ردات عبدوا فيها الأوثان وفارقوا فيها التوحيد والإيمان, و حسب سفر صمويل وسفر الملوك خرج من أصلاب أولئك الوثنيين من اّلأنياء: داود وسليمان وقبلهما النبي شمويل الذي نصب لهم أول ملك و تسمونه شاول ونسميه نحن طالوت. وأزيدك أن بني إسرائيل افترق أمرهم بعد وفاة سليمان إلى طائفتين لكل منها ملك وأرض فواحدة تسمى مملكة الشمال وكانت ملوكها العشرون عبدة أوثان عن بكرة أبيهم هم وجل قومهم مدة 261 عاما متصلة, فيلزمك على هذا يا متنصر أن تكفر بنبوة إلياس واليسع اللذين ظهرا في تلك المملكة ومن أصلاب شعبعا خرجا. أما المملكة الثانية التي تسمى مملكة الجنوب فأنت تعلم أن نحو 5 من 20ملكا من ملوكها فقط هم من يشار لهم بالإيمان والرجوع عن عبادة الأوثان وهي مملكة دامت 400سنة فيلزمك يا متنصر أن تكفر بأنبياء كتابك المقدس في هذه المدة وتلك الدولة ومنهم أشعياء الذي تزعمون أنه تنباء بالمسيح ومجيئه, وبقية أنبيائهم هناك لا تخفى عليك أسمائهم. فما أقبح حجة انقلبت على صاحبها فهي باطلة.
فسقط في يد المتنصر وكف من حينها عن إيراد تلك الشبهة على كل من لقيه من المسلمين.
ذكرت لكم هذا فقط لأشرح لكم فائدة معرفة ما عند القوم, فو الله ما من شبهة من شبههم العتيقة ضد الإسلام إلا وفي كتبهم ما يقلبها عليهم ويرد لهم بها الصاع صاعين ويكف بها تعنتهم وقلة إنصافهم.
وقد كان الشيخ رحمة الله الهندي ممن يتقن هذا النهج أثناء مناظراته للمتعنتين من المنصرين, فعليكم بتتبع ذلك في كتابه إظهار الحق وترتيبه والنسج على منواله.
ولست أنهاكم عن المجادلة بالحسنى مع من كان قصده الاسترشاد ومعرفة الحق من أهل الكتاب فهؤلاء يجب التلطف في خطابهم وأن يذكر لهم ضعف ما عندهم على سبيل التنبيه فقط ثم يفصل لهم وجه الدليل العلمي.
وقد استغربت ما سمعته من كلام رئيس بعض الرهبان في بعض البلدان الأوربية التي تعيش على أكل أموال المغفلين من أقوامهم بالباطل- من الطعن على الإسلام بمصادمة العقل و قد نسي هذا الطاعن كيف قام أسلافه على كرسي رياسته بالحجر على العالم الإيطالي جاليليو منذ 5 قرون خلت وحبسوه في منزله حتى الموت لا لشيء إلا لأنه قال الأرض تدور على نفسها وعلى الشمس وليست الشمس ومعها الكواكب هي الدائرة حول الأرض كما ظن الفلكي بطليموس.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[29 Nov 2006, 06:15 م]ـ
أما موضع النص المشار إليه فانظروه في إنجيل يوحنا 13: 4 - 5.
نقلا عن طبعة العهد الجديد الصادرة عن جمعيات الكتاب المقدس في الشرق الأدنى 1975م.
[[قام عن العشاء وخلع ثيابه وأخذ منشفة واتزر بها ثم صب الماء في مغسل وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي كان متزرا بها]]
ورأيت عدة ترجمات لنفس النص قد نذكرها إن اقتضت الحاجة إلى ذلك.
ـ[محمدغراب]ــــــــ[23 Dec 2006, 04:55 ص]ـ
يروى يوحنا فى انجيله اصحاح 13 هذه القصه الغريبه ان يسوع كان مع تلاميذه (وقام عن العشاء وخلع ثيابه واخذ منشفه واتزر بها 00 اى لم يكن عليه الا المنشفه 000 ثم صب ماء فى مغسل وابثدا يغسل ارجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفه التى كان متزرا بها)
اى بعد العشاء خلع ثيابه بالكامل ثم اخذ منشفه ليغطى عورته وبعد ان غسل ارجل تلاميذه خلع المنشفه التى يستتر بها وغسل ارجل التلاميذ
وهو فى زعمهم الله فماذا يتعرى الههم واى حكمه فى ذلك؟ بل ان يوحنا هذا روى عن المسيح روايه استغلها ملاحدة اوربا واتهموه بما لايليق يقول يوحنا (وكان متكئا فى حضن يسوع واحدا من تلاميذه كان يسوع يحبه) فلماذا يتكىء هذا التلميذ فى حضنه خاصه اذا كان يحبه؟
والله الذى لا اله غيره لانصدق حرفا واحدا فيه شبهة تنقيص لرسول الله سيدنا عيسى ولكن عزاؤنا ان ناقل الكفر ليس بكافر ولاقامة الدليل على حمق القوم وضلالهم والحمد لله على نعمة الاسلام وكفى بها نعمه
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[04 Feb 2007, 08:35 ص]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على ذكر هذه الشبهة و الرد عليها
فلقد ذكرتني بالايام الخوالي عندما كنت أدرس في أمريكا
شبهات كثيرة و متجددة - كلها قد رددنا عليها - لله الحمد و المنة
و إن شاء الله
لعل الوقت يسعفني لكتابة حواراتي الكثيرة معهم عن قريب بإذن الله تعالى
/////////////////////////////////////////////////(/)
مقتطقات من آداب الجدل والمناظرة
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[27 Nov 2006, 08:12 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة على محمد خير خلقه
أما بعد فهذا طرف من آداب الجدل والمناظرة كما سطرها جملة من العلماء, جعلتها على شكل بنود وهي:
[1] على المناظر إخلاص النية وذلك ألا يقصد بنظره المباهاة وطلب الجاه, والتكسب والمماراة, والمحك, والرياء, ولا قصده الظفر بالخصم والسرور بالغلبة والقهر.
[2] وعليه أن يحذر رفع الصوت جهرا زائدا على مقدار الحاجة, فإن ذلك من شأنه أن يورث الحدة والضجر. والضجر يورث البلادة ويقطع مادة الفهم والخاطر.
[3] ويلزم الخشوع والتواضع, ويقصد الإنقياد للحق فيكون من جملة الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
[4] وألا يعود نفسه الإسهاب في الجدل بالباطل والمبادرة إلى كل ما سبق إليه الخاطر واللسان.
[5] و لا يسرع في مكالمة من يستشعر في نفسه منه العداوة والبغض لأنه يقوده إلى الغضب فيورثه ذلك تشوش الخاطر والعي.
[6] وعليه أن يحذر الاعتماد -أثناء كلامه- على من يظن أنه معه أو يستحسن كلامه في جملة الحاضرين فربما تبين له عدم موافقته لكلامه فيضعف ذهنه وخاطره ويذهب عنه كثير مما لا يستغني عنه.
[7] وعليه ألا يلتفت للحاضرين خالفوه أو وافقوه.
[8] وعليه تجنب الكلام في مجلس يخشى فيه على نفسه أو تغلب فيه عليه هيبة ذي سلطان, فإنه يكون منشغلا حينئذ بحراسة الروح عن نصرة المذهب.
[9] وتجنب مجلس لا يسوي بين الخصوم في الإقبال والاستماع وإنزال كل منزلته ورتبته فإن الكلام هناك يعد ذلا وصغارا يورثان الغم والغضب لكل ذي نفس أبية.
[10] وتجنب المجلس الذي غرض أصحابه من انعقاده التلهي لا تمييز الحق عن الباطل, وأقل ما فيه مجالسة من لا يحسن بأهل العلم مجالسته.
[11] وإياك واستصغار من تناظره والاستهزاء به-كائنا من كان- لأن خصمك إن كان المفترض عليك مناظرته فهو نظيرك, ولا يجمل بك إلا مناظرة النظير للنظير. لأنه إن يك من تكلمه غير أهل لأن تناظره, كان الواجب ألا تفاتحه بالكلام, فإذا فاتحته ثم استصغرته واستخففت به لم يجتمع ذهنك ولا صفاء قريحتك ولا اشتد خاطرك.
[12] وعليك المحافظة على قدرك وقدر خصمك وإنزال كل أحد -في وجه كلامك معه- درجته ومنزلته, فتميز بين النظير وبين المسترشد, وبين الأستاذ ومن يصلح لك. ولا تناظر النظير مناظرة المبتدئ والمسترشد, ولا تناظر أستاذينك مناظرة الأكفاء والنظراء بل تناظر كلا على حقه, وتحفظ كلا على رتبته.
[13] وكن مع خصمك مستبشرا متبسما غير عبوس, فتبتعدان معا عن دواعي الغضب والضجر.
[14] وعليك ألا تفاتح بالمناظرة من تعلمه متعنتا, لأن كلام المتعنت ومن لا يقصد تعرف الحق والحقيقة بما تقوله- يورث المباهاة والضجر وحزن القلب وتعدي الأحد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فإن لم تعلمه متعنتا حتى فاتحته بالكلام, وجب عليك حينها الإمساك عن مناظرته.
[15] وإن كان خصمك منتهيا عالما يقصد المناظرة واستبانة ما التبس, فلا تتعمق في العبارة, فإنك تطول عليه وعلى نفسك الأمر, بل اقصد بأسهل العبارات إلى مربط الفرس.
[16] وعلى المتناظرين جميعا أن يصبر كل واحد منهما لصاحبه في نوبته وإن كان ما يسمعه منه قد بلغ الغاية في التشويش, لأنهما متساويان في
حق المناوبة في الكلام. فمن لم يصبر منهما لصاحبه فقد قطع عليه حقه, ولأن ما يظنه السامع تشويشا ربما كان هو موضع الاتباس والشبهة عنده, فلا بد من الصبر على سماعه ليصير عنده معلوم الأول والآخر, ثم يتكلم فيه بعد ذلك على حقه. فإذا لم يصبر له خصمه بل داخله بالاعتراض أو الجواب في نوبته, احتمله ووعظه, فإن أصر عليه, قطع مكالمته. لأنه لا سبيل إلى كشف الحق مع التقطيع بل مع حسن الاستماع.
[17] وعلى كل واحد منهما أن يقبل بوجهه على خصمه الذي يناظره: المتكلم أثناء كلامه, والمستمع أثناء استماعه.
[18] وعليه ألا يناظر الأستاذَ إلا على على جهة الاسترشاد مع غاية الاحترام والتواضع وخفض الصوت وقطع اللجاج عند ظهور الرشد.
[19] وعليه مراعاة كلام الخصم, وتفهم معانيه على غاية الجد والاستقصاء.
[20] والحذر من إلزام الخصم بما لا يتحقق لزومه له.
(يُتْبَعُ)
(/)
[21] وعليه ألا يقصر في تنبيه الخصم وإعلامه بما يرى من مناقضاته في كلامه, وهكذا إذا رجع فيما سلم, نبههه عليه, لآنه إن لم يفعل ترك معظم المقصود من الجدل. وهو نصرة الحق.
[22] ولا تواخذ الخصم بما تعلم أنه لا يقصده من أنواع الزلل, بل تعلم أنه لسبق اللسان ولما لا يخلو المتكلم منه. فإن أشكل عليك قصده في ذلك نبهته, فإن قال: هو سبق اللسان ولم أقصده, تجاوزت ذلك, وإن علمته مقصودا منه واخذته به.
[23] و لا تورد في كل موضع من الكلام إلا قدر ما تحتاج إليه.
[24] ولا تقدم جواب ما لم يرد عليك سؤاله.
و ليس للمجيب مع السائل إذا ألزمه منوالا إلا أحد ثلاث:
- إما الانقياد أو الإسقاط أو الإعراض:
[أ] فأما الانقياد: فكل موضع ورد عليه ما يؤثر في كلامه ودليله فعليه الانقياد لا محالة, لأنه قد انكشف بسؤاله خطؤه فيما قال.
[ب] وأما الإسقاط: فهو أن تبين خطأه في سؤاله وتلبيسه والتباسه فالوجه فيه على كل حال إسقاط ذلك السؤال.
[ج] وأما الإعراض عن مكالمته: فهو إذا عدل السائل عما يورد في كلام المجيب أو ما يشتبه ويلتبس, فلا وجه إلا الإعراض عن مكالمته لأنه إنما يجوز للسائل أن يورد من الكلام ما يقدح في كلام المجيب أو ما يتوهم كونه قادحا, فيكون شبهة. ولا ثالث لهذين إلا المعارضة أو الاستعجال بما يعلم السائل من نفسه بطلانه, وأي ذلك كان فلا وجه لمكالمته.
[25] وأحسن شيء في الجدال المحافظة من كل واحد من المتجادلين على أدب الجدل.
ومما يعود بنفع على صنعة الجدل:
* محافظة كل من المتجادلين على مرتبته ويعلم أن مرتبة المجيب التأسيس و البناء فلا يتعدى عن هذه المرتبة إلى غيرها, ومرتبة السائل الدفع والهدم.
*1 - فحق المجيب أن يبني مذهبه الذي سئل عنه على أساس قويم وأصول صحيحة من الأدلة وغيرها.
*2 - وحق السائل أن يكشف عن عجز المسؤول عن بناء مذهبه على أصل صحيح. أو بيان عجزه عن الخروج مما ألزمه مما له من القول الفاسد, ومتى تم للسائل هذا فقد استعلى, ويكفيه عن الاشتغال بأمر زائد.
*3 - وإن تم للمجيب -بما أقام من البرهان على ما دعاه- تعجيز السائل عن القدح فيما أقام بنقض أو معارضة, أو اشتراك فيماأقام, فقد استعلى المجيب وانقطع السائل.
*4 - وعلى المجيب أن يتأمل ما يورده السائل على كلامه, حتى إن كان فيه شبهة توهم القدح فيما بناه, وجب عليه الكشف بالجواب, ليزول الإيهام. وإن كانت الشبهة مما لا يوهم ولا يبين منها هدم ما بناه لم يلزم المجيب الكلام عليه في حق الجدل, فإن فعل وكشف عنه كان متبرعا.
*5 - وعلى السائل أن يتأمل انفصال المجيب عما ألزمه إياه, فإن كان فيه ما يوهم تحقيق ما بناه أولا, كلمه السائل, وإن لم يكن فيه تحقيق ما بناه, لم يلزم السائل الكلام عليه, بل له أن يسكت عنه, فإن اختار الكشف عن تمويهه, كان متبرعا.
[26] وعليهما أن ينصفا في حكاية كل واحد منهما كلام صاحبه من غير زيادة ولا نقصان إلا فيما يرجع إلى حذف حشو الكلام وزيادة في الكلام لا يعود بتحصيل في معنى ولا فائدة.
[27] و لايستحقر أحدهما صاحبه بما يقع له من الخطأ في مذهب أو دلالة أو غير ذلك, فإنه إذا اغتر بخطئه ربما أصاب الخصم فيما لاخروج لمناظره عنه, واستحقار الخصم كاستحقار يسير من النار فإنه ينتشر من يسيرها ما يحترق به كثير من الدنيا.
[28] والمحافظة على تقوى الله أثناء المناظرة مما يغني المناظر عن كثير من النصيحة ويبلغه إلى أسهل الطرق في الهداية إلى الحق.
وللكلام بقية إن شاء الله تعالى فقد والله افتقدنا المشاركة معكم في الملتقى.
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[27 Nov 2006, 08:17 م]ـ
--------------------------------------------------------------------------------
لا يتوصل استدلالا لمعرفة حقيقة إلا بالبحث, وهو قد يكون عن فكر فرد وقد يكون عن تذاكر من اثنين, فإما من معلم إلى متعلم وإما من متناظرين مختلفين باحثين وهذا الوجه من أحسن ما يتوصل به إلى بيان الحقائق لكثرة التقصي فيه.
- لا بد في أول السؤال عن أي شيء- مما يراد إدراكه بالدلائل- من سؤالات أربعة ولكل واحد منها نوع من الجواب.
[1] فأولها السؤال بهل, فتقول مثلا: هل هذا الشيء موجود أم لا؟ , وهل أمر كذا حق أم لا؟
فلا بد للمجيب (المسؤول) حينئذ من جواب بلا أو نعم.
-- فإن قال لا أو قال لا أدري سقط السؤال عنه على كل حال.
وعلى من أراد إلزامه الإقرار بأمر ما أن يبينه له ويثبته لديه, إذ الواجب ألا يصدق أحد بشيء لم يقم عليه دليل وأن يصدق به إذا قام عليه الدليل.
ويسمى متبرعا كل من أبطل بالبراهين ما أثبته مثبت بلا برهان. إذ المثبت للشيء بلا برهان يكون مدعيا والدعوى ساقطة حتى يصحبها البرهان فيكون مبطلها بالبراهين متبرعا إذ لا يلزمه ذلك.
-- وإن أجاب المسؤول بنعم -واعتبر السؤال مما يصح سؤاله- نسأله حينئذ بالمرتبة الثانية:
[2] وهي السؤال: بما هو؟ أي حدد لنا ما ذلك الشيء وبين لنا رسمه أو ما يمكن أن تخبرنا عنه من صفات ذاته الملازمة له.
فإذا أخبرنا عنه, نسأله بالمرتبة الثالثة:
[3] وهي السؤال بـ: كيف؟ أي هذا الذي حققت وجوده كيف حاله أو هيئته.
فإذا أخبر بما نريد منه سألناه بالمرتبة الرابعة:
[4] وهي: لِمَ؟ فيقال له: لم كان ما أثبتت كما وصفت؟ وما برهانك على صحة ما ادعيت مما ذكرت؟
ولا سؤال عليه بعد جوابه عن المرتبة الرابعة إلا أن يدعى عليه التناقض أو النقض ففي هذه المرتبة يقع الاعتراض وطلب الدلائل وإبطالها.
واعلم أن المسؤول بما؟ وبكيف؟ وبلم؟ مخير في الجواب, يجيب بما أمكنه مما لا يخرج به عن مقتضى السؤال الذي ألقاه عليه السائل, ولكن الازم في السؤال بما؟ أن يخبر سائله بحد (تعريف) الشيء المسؤول عنه أو رسمه, وإذا سئل بكيف هو؟ أن يجيب بأحوال الشيء العامة له ولغيره أو الخاصة له الشائعة في نوعه أو ما يخصه به من غيره هذا إذا كان الشيء المسؤول عنه شخصا.
وإن سئل بلم؟ أن يجيب بالعلة الموجبة لكون ما أخبر بكونه, ويرسم العلة بما لايشاركها فيه غيرها, وينبغي أن تكون العلة لازمة لما استدل عليه بها.
فكيف ترتب الأسئلة في المناظرة إذا؟ هذا ما سنبينه في حلقة قادمة بحول الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[27 Nov 2006, 11:43 م]ـ
موضوع حسن جميل أخي سمير،و وسنستفيد من طرجكم هذا، فنحن بحاجة إلى التذكير به مرة بعد مرة، لحاجتنا لمراجعة الآداب في التعامل، ولعل لحديثكم هنا صلة بموضوع طرحه الأخ الفاضل أبو محمد الظاهري في هذا الرابط: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=29534#post29534
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[28 Nov 2006, 11:40 ص]ـ
عوداً حميداً أخي الفاضل سمير , ولعل مقالك هذا يبشرنا بإنجازك رسالتك , والمشاركة بفاعلية في الملتقى كما وعدت , وفقك الله في الدارين.
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[28 Nov 2006, 01:33 م]ـ
بارك الله فيكم وفي علمكم شيخنا مساعد وإنما أنا ناقل عن علماء السلف فإن كان من حسن في الكلام فالحق أن ينسب إليهم.
وشكر الله لكم شيخنا البريدي حسن ظنكم بي. لم تنجز رسالتي تماما لكنه والله الشوق لكم أحبتنا أخرجني عن صمتي.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[28 Nov 2006, 02:04 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
هنا مزيد فائدة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=1491&highlight=%C7%E1%CA%E1%D8%DD)
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[29 Nov 2006, 03:07 ص]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد.
أما بعد: تقدم معنا أن السؤال الجدلي على أربعة أضرب وهو كذلك في المناظرة ويقابل كل ضرب منه جواب مخصوص.
[1] يبدأ السائل مناظرته بعد ذكر الله تعالى والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم, بالسؤال عن المذهب فيقول لمناظره: ما تقول في المسئلة الفلانية؟ يريد بسؤاله هذا التعرف على مذهب المسؤول في المسئلة المعينة.
فيرد المجيب (المسؤول): أقول فيها كذا.
[2] ثم ينتقل السائل للسؤال عن الدليل بأن يقول لمناظره: ما دليلك على ما ذكرت؟
فحينها للمجيب أن يقول: دليلي كذا.
[3] ثم ينتقل معه السائل إلى السؤال عن وجه الدليل.
فحينها وجب على المجيب تبيين ذلك.
وأما السؤال عن وجه الدليل وكيفيته فهو أن ينظر السائل في دليل المجيب فإن كان دليلا غامضا يحتاج إلى بيان وجب السؤال عنه, وإن تجاوزه إلى غيره كان مخطئا لأنه لا يجوز تسليم ذلك إلا بعد أن ينكشف وجه الدليل.
وإن كان الدليل جليا ظاهرا لم يجز هذا السؤال وكان السائل عنه متعنتا أو جاهلا.
[4] فإذا انتهى الكلام إلى هذه المرحلة يحق للسائل الاعتراض والطعن في دليل المجيب.
فإذا فعل ذلك وجب على المجيب أن يبين بطلان اعتراض مناظره وصحة ما ذكره هو من وجه دليله.
تنبيه: لو أن السائل سأل عن حكم مطلق, تعين على المجيب النظر فيما سئل عنه, فإن كان مذهبه موافقا لما سأله عنه نظيره من غير تفصيل, جاز له أن يجعل جوابه مطلقا. وإن كان عند المجيب فيه تفصيل كان مخيرا بين أن يفصل في جوابه وبين أن يقول: هذا مختلف عندي فمنه كذا ومنه كذا فعن أيهما تسأل: فإذا ذكر السائل أحدهما, أجاب خصمه عنه, وإن أطلق الجواب كان مخطئا.
مثال ذلك من مجال الفقه:
أن يسأله سائل عن جلد الميتة هل يطهر بالدباغ؟ وعند المسؤول إن جلد الكلب والخنزير وما تولد منهما أو من أحدهما لا يطهر بالدباغ, ويطهر ما عدا ذلك, فيقول للسائل هذا التفصيل, وإن شاء قال له: منه ما يطهر بالدباغ ومنه ما لا يطهر فعن أيهما تسأل؟
فأما إذا أطلق الجواب وقال: يطهر بالدباغ. فإنه يكون مخطئا بجوابه هذا.
إذا صح الجواب من جهة المجيب, يقول له السائل: ما الدليل عليه؟
فإذا ذكر المجيب الدليل, وكان ذلك الدليل مما لا يعتقد السائل صحته, كأن يكون السائل فقيها ظاهريا ويحتج المجيب بالقياس, فيقول السائل: هذا ليس دليلا عندي.
فجاز للمجيب أن يقول: القياس دليل عندي وأنت مخير بين أن تسلمه لي هنا أو أن تنقل الجدل إلى حجية القياس فأدلل لك على صحته.
فإن قال الظاهري: لا أسلم لك ما احتججت به ولا أنقل الكلام إلى القياس, كان متعنتا مطالبا لخصمه بما لا يجب عليه.
بيانه: أن المجيب لا يلزمه أن يثبت مذهبه إلا بما هو دليل عنده, ومن نازعه في دليله, دلل المجيب على صحته وقام بنصرته, فإذا فعل ذلك فقد ارتفع عنه الملام, وإن عدل عن ذلك الدليل الذي نازعه على صحته خصمه إلى دليل غيره لم يكن المجيب بذلك منقطعا في المناظرة لأن انتقاله من الدليل الأول إلى الدليل الثاني إنما هو بسبب عجز السائل عن الاعتراض على ما احتج به, ولأن المجيب لا يلزمه معرفة مذهب السائل لأنه لا تضره مخالفته ولا تنفعه موافقته. وإنما المعول على الدليل.
ويكفي المسؤول إذا عارضه السائل بما ليس بدليل عند المسؤول أن يرد ذلك الدليل بأن يقول للسائل: هذا مما لا يصح على أصلي, ثم هو مخير بين أن يبين للسائل من أي وجه لا يصح ذلك على أصله وبين أن يرده بمجرد مذهبه.
وأما السؤال الرابع وهو السؤال على سبيل الاعتراض والقدح في الدليل فإن ذلك يختلف على حسب اختلاف الدليل.
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو العالية]ــــــــ[29 Nov 2006, 12:11 م]ـ
الحمد لله، وبعد
الرابط الصحيح ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=1491)
وجزى الله من نبهني ورفع قدره.(/)
اكتشاف 20 ألف نسخة من المصحف مغلوطة بالأسواق المصرية
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[27 Nov 2006, 10:30 م]ـ
مفكرة الإسلام: اكتشف مجمع البحوث الإسلامية أن هناك نحو 20 ألف نسخة من المصحف الشريف "مغلوطة" في الأسواق المصرية.
وطالب المجمع الجهات الرسمية بمصادرة هذه النسخ المليئة بالأخطاء، وتكثف الجهات الرسمية جهودها حالياً لجمع نسخ المصحف المغلوطة من المكتبات والبائعين، وذلك بحسب صحيفة "المصري اليوم".
وصرح مدير عام إدارة البحوث والتأليف والنشر بمجمع البحوث الإسلامية، الشيخ عبد الظاهر عبد الرازق، بوجود العديد من نسخ المصحف الشريف، التي تمت طباعتها بمطبعة "إسماعيل" فيها الكثير من الأخطاء.
وتابع عبد الرازق: الخطأ هنا حدث في ترتيب الملازم؛ نتيجة خطأ من عامل التجميع والتطبيق، وبالتالي فلا علاقة لمجمع البحوث مطلقاً بذلك؛ لأننا نحاسب فقط حينما يكون هناك خطأ في النص القرآني. وأشار إلى أنه تم رفع نحو 100 قضية ضد صاحب المطبعة، وتوجيه إنذار له بحرمانه من طباعة المصحف لاحقاً.
ونسخ المصحف المغلوط رصدت به أخطاء واضحة في ترتيب الآيات الكريمة وكلماتها وأرقام الصفحات .. ومن أمثلة الأخطاء التي تعج بها النسخة، نجد في أسفل الصفحة رقم 225 الجزء الرابع عشر الآية رقم 58 من سورة النحل: "وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه .. أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون"، فالجزء الذي أُكمل الآية والموجود في الصفحة التالية ليس من نفس السورة، وإنما من سورة النمل بالجزء العشرين.
ويأخذ رقم صفحة هو 322، في حين أن الآية الشريفة الصحيحة هي: "وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم". وفي الصفحة 323 الآية العاشرة "وأصبح فؤاد أم موسى فارغاً إن كادت لتبدي به .. أينما يوجهه لا يأت بخير ... " والتكملة هنا من سورة "النحل".
المصدر ( http://www.islammemo.cc/article1.aspx?id=21307)
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[27 Nov 2006, 11:48 م]ـ
جزاك الله خيرا على التنبيه
وليعلم أن هذا الأمر يدبر بليل
وأنه من جملة الغزو لهذه الأمة
ولكن والحمد لله حفظة القرآن الكريم كل يوم يزدادون ويزدادون
ـ[محب]ــــــــ[29 Nov 2006, 07:56 م]ـ
بالطبع لا يتوقف "الغزو" ومكر الليل والنهار .. ولكن ليست كل مصائبنا تقع على عاتق الغزو وحده، بل لنا نصيب من المسئولية بلا شك.
لم أطلع على المصحف المغلوط، ولكن حسب خبرتى فى مجال الطباعة، فإن المثال المذكور فى الخبر يدفعنا إلى التريث فى قبول تبرئة مجمع البحوث.
المثال المذكور فى الخبر يفيد أن المصحف المطبوع ليس مصحفًا "مختوم الآيات"، لأن الآية المذكورة فى المثال لا تنتهى بنهاية الصفحة.
والمصحف غير مختوم الآيات يجرى على عادة الطباعة المعتادة فى باقى الكتب، فى إعطاء الصفحة الأولى الرقم (1)، وبالتالى تصير كل الصفحات اليمنى زوجية، وتصير كل الصفحات اليسرى فردية.
والصفحة المذكورة فى المثال هى صفحة (225)، أى صفحة فردية يسرى، تلتها الصفحة الخطأ (322) زوجية يمنى.
وهذا معناه أننا سنرى الآية تبدأ فى آخر الصفحة اليسرى فإذا قلبنا الصفحة اكتشفنا الخطأ فى إكمال الآية.
وهذا معناه أن الصفحتين مطبوعتان (وجه وظهر) على ورقة واحدة.
وعلى هذا فالخطأ المذكور لا يمكن أن يكون خطأ (تجميع وتطبيق)، بل هو خطأ (مونتاج) قبل الطباعة، ثم طُبع وفقًا لهذا (المونتاج) الخاطئ.
وذلك أننا عند الطباعة لا نقوم بطباعة كل (صفحة) بمفردها، بل تطبع (الورقة) بأكملها دفعة واحدة، و (الورقة) تحتوى على أربع (صفحات): صفحتين فى الوجه وصفحتين فى الظهر.
فالورقة طُبعت على مونتاج خاطئ، وعامل (التجميع والتطبيق) برىء من ذلك الخطأ.
والمفترض - قانونًا - أن فحص مجمع البحوث - أو حتى دار الكتب - يتم بعد المونتاج وقبل الطباعة.
أى أن مجمع البحوث اطلع على المونتاج الخاطئ قبل الطباعة، لو صح المثال المذكور.
بل إن القانون يلزم الطابع بتسليم عدد معين من النسخ بعد تمام الطباعة.
فكيف فات المجمع مراجعة النسخ المطبوعة؟
لا أتهم أحدًا بشىء، لكن أقول: إن المثال المذكور لو صح، لكان معناه أن نتريث كثيرًا قبل تبرئة مجمع البحوث.
وأما قول الخبر فى بدايته "اكتشف مجمع البحوث الإسلامية ... " فغير مطمئن، إذ لو كان المجمع هو الذى اكتشف الخطأ لما رُفعت (100) قضية حسبما ورد فى الخبر.
علمًا بأن المشهور فى السنوات الأخيرة بين طابعى الكتب و (أشرطة الكاسيت) أن ترخيص مجمع البحوث مُعد سلفًا قبل المراجعة، وأنهم لا يسمعون ولا يراجعون المواد المطلوب ترخيصها. هذا هو المشهور، والظلم واضح فى تعميمه.
مرة أخرى أكرر بأنى لا أتهم أحدًا، ولكن علينا التريث قبل تبرئة أنفسنا وإلقاء المسئولية على الآخرين، خاصة وأن البوادر تدعونا للتريث.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[27 Feb 2007, 03:09 م]ـ
صدق الله العظيم:" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"
ـ[الجكني]ــــــــ[27 Feb 2007, 11:55 م]ـ
كنت قبل أسبوعين أستمع لشريط "كاست " للشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله،ذكر فيه وجود نسختين من المصحف فيهما أخطاء وتحريف،والعجب أنه ذكر أن على النسختين مكتوباً:روجع تحت إشراف الشيخ 00000 (الشيخ كشك ذكر اسم الشيخ) 00فكأن التاريخ يعيد نفسه؟؟؟؟؟
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[28 Feb 2007, 02:45 ص]ـ
السلام عليكم إخواني الكرام.
أشكر فضيلة المشرف أحمد البريدي على كتابة الموضوع وذكر المصدر.
وأتوجه بالحديث للدكتور المفضال الغوثاني قائلا الحمد لله على سلامتك ولي عتاب على قولك (وليعلم أن هذا الأمر يدبر بليل) بل هذا من الأخطاء الغير مقصودة كما يتضح الأمر خاص بتقنية الطباعة وهو أمر هام جدا في طباعة المصاحف يجب تواخي الحذر الشديد ويقظة العامل على أن الأمر ليس بالهين بل وصمة عار في جبين من يكل إليه هذا العمل ويستحق المنع من مباشرة طباعة المصحف.
وأخي المفضال محب البصير بعمل المطابع تقول:
وأما قول الخبر فى بدايته "اكتشف مجمع البحوث الإسلامية ... " فغير مطمئن، إذ لو كان المجمع هو الذى اكتشف الخطأ لما رُفعت (100) قضية حسبما ورد فى الخبر.
وأما قول الخبر في بدايته اكتشف مجمع البحوث الإسلامية فغير مطمئن.
لماذا وهو جهة التثبت الوجب نفاذ حكمها هل كل من يدعي وجود الخطأ يصدق قوله، فالمجمع جهة توثيق وفحص وقولها هو الفيصل لذا نسبة الأمر إليها هو لجام الأمر.
ثم تعرض بما لا تعرف وتشهر بقولك:
علمًا بأن المشهور فى السنوات الأخيرة بين طابعى الكتب و (أشرطة الكاسيت) أن ترخيص مجمع البحوث مُعد سلفًا قبل المراجعة، وأنهم لا يسمعون ولا يراجعون المواد المطلوب ترخيصها. هذا هو المشهور، والظلم واضح فى تعميمه.
اتق الله يا بصير بالطباعة هذا لديك دليل على صدق قولك إن الأدب يلزمني أن لا أخاطبك إلا بالآدب لكنك تطاولت على جهة لو احتككت فمن فيها لعرفت قدرهم وأنزلتهم منازلهم ..
ثم تختم بقولك:
مرة أخرى أكرر بأنى لا أتهم أحدًا، ولكن علينا التريث قبل تبرئة أنفسنا وإلقاء المسئولية على الآخرين، خاصة وأن البوادر تدعونا للتريث.
أي تناقض هذا بعد أن خضت فيما سوف تحاسب عليه يوم القيامة دون تثبت ورد في صحيح مسلم:
بَاب النَّهْيِ عَنْ الْحَدِيثِ بِكُلِّ مَا سَمِعَ
وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَا حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِ ذَلِكَ.
وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِحَسْبِ الْمَرْءِ مِنْ الْكَذِبِ أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ.
وَحَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَرْحٍ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ قَالَ لِي مَالِكٌ اعْلَمْ أَنَّهُ لَيْسَ يَسْلَمُ رَجُلٌ حَدَّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ وَلَا يَكُونُ إِمَامًا أَبَدًا وَهُوَ يُحَدِّثُ بِكُلِّ مَا سَمِعَ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَقَ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ بِحَسْبِ الْمَرْءِ مِنْ الْكَذِبِ أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ لَا يَكُونُ الرَّجُلُ إِمَامًا يُقْتَدَى بِهِ حَتَّى يُمْسِكَ عَنْ بَعْضِ مَا سَمِعَ.
لذا وجب التريس في الإدعاء والتشهير يا محب.
هذا ولست أعمل في هذه الجهة لكني احتككت بالكثير منهم بدء من أصاغرهم حتى القادة ويحضرني موقف للفاضل الشيخ عبد الظاهر حفظه الله تعالى حيث زرت صديقا لي في المجمع لشأن بعض الأعمال بعد عيد الفطر المبارك منذ عامين وكانت من عادة الشيخ عبد الظاهر حفظه الله تناول الإفطار من الموظفين بعد الأجازة في تواضع جم، وحضرت الإفطار ونظر إلي الشيخ عبد الظاهر كأنه يستغرب وجهي وسألني هل أنت معنا!! يقصد هل تعمل في الإدارة. فعرضت له وقلت: نعم أنا معكم ..
فكأنه يستوثق من الجميع وقال: يا حضرة المشائخ يجب المحافظة على ضرورة التواخي والتدقيق في كافة الأعمال الموجهة إلينا وتوعد كل من يجد ختمه على عمل لا يصلح للنشر.
هذا شأن مدير عام إدارة البحوث والتأليف والنشر بمجمع البحوث الإسلامية، الشيخ عبد الظاهر عبد الرازق الذي يختم كافة الأوراق بخاتمه .. فلماذا هذا التشهير.
وإذا تكلمت عن لجنة القرءان نهيك التشدد والتعنت في النظر والبروفات. ثم تحضرني قصة لسكرتير اللجنة الأستاذ علاء حضرته مرة يتكلم مع ممثل لأحد دور النشر على ضرورة فرز المصحف بعد الطبع واقترح على الممثل أن يجعل راتب لكل من يقوم بالفرز ومكافأة شخصية ربع جنيه مصري عن كل مصحف يجده الفارز غير صالح حتى يسعى لإظهار الخطأ وليس هذا من شأن السكرتير العام للجنة فهو موظف يكل إليه أعمل تنظيم اللجنة وحضورها والتعامل مع الجهات الرسمية الخاصة بحقوق الملكية الفكرية لكن هذا شأنه الكل في المجمع يحب القرءان ويتضرر من وقوع أي خطأ به.
اتق الله يا محب اتق الله يا محب.
وصدق فضيلة الدكتور عبد الفتاح حفظه الله باستدلاله صدق الله العظيم:" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"
ومولانا فضيلة الدكتور الجنكي حفظه الله يذكرنا بأن هذه سنة الله تعالى حفظ كتابه الكريم عبر العصور حتى رفعه من الصدور.
أرجو قبول ما سطرت والله من وراء القصد
ـ[د. إلياس أنور]ــــــــ[28 Feb 2007, 12:37 م]ـ
قال تعالى:" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"
ـ[أبو المهند]ــــــــ[28 Feb 2007, 12:56 م]ـ
] أخي الحبيب أيمن صالح والأخ الرامز لنفسه بمحب والكتاب الكرام: رزقنا الله قول الحق والتزام الصدق آمين.
أحب أن أقول شيئاً واحداً في هذه القضية وفي مثلها من القضايا التي دائماً أنظر إليها على أنها نقطة اتفاق لا
افتراق وهي:
أن الحدث طالما وضع في موضعة وبان الأمر وحفظت القضية وحسمت المسألة فلا داعي مطلقا للتشهير أوالتجريح
فالفضل الأول والأخير لله ثم لمن اكتشف وبلغ جهات الاختصاص، ومن نحن إلا على هامش الحدث فلا نحن في العير ولا
في النفير وبناء عليه يجب التزام الحيطة والحذر خاصة مع جهات قامت بطابعة المصحف والكتاب الديني وخدمت دين
الإسلام منذ ألف سنة وينيف وبها من جهابذة العلماء والمتخصصين من أثروا كل بقعة في أرض الله الواسعة ومن نحن إلا
مجرد شعرات في صدورهم ولا نزيد، حملوا لنا الأصل فلهم علينا الفضل.ـ هذا ما أتيقنه عن نفسي ـ
وأختم دائما بـ " اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه " آمين مع تقديري لأهل الطباعة واحترامي المطلق لكل متخصص في
تخصصه. والسعيد السعيد من وفقه الله فقال فغنم أو سكت فسلم. و لا أغادر مقامي هذا دون أن أحي فضيلة الدكتور
البريدي على إظاره لهذا الخبر الذي يؤكد به معجزة القرآن الخالدة في ضبط أي تزييف أو تزوير متعمد أو غير متعمد
في زمن التزوير الفائق حتى لأعقد الأوراق حيطة وحذرا في هذا الزمان.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[28 Feb 2007, 05:55 م]ـ
الظاهر ان الامر غير مقصود لان الخطأ بالترتيب للصفحات عملية فنية في ترتيب الورقات والملازم.
السؤال هنا اين الرقابة بعد الطباعة ام كون الامر تجاريا يكلف المطبعة في مراجعة جودة الطباعة.
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[20 Mar 2007, 10:23 م]ـ
الحمد لله الذي جعل هذا الملتقى وأمثاله يجمع الغيورين على كتاب الله تعالى فقد أسعدني ما رأيته من كلمات تدل
على غيرة وحرص ومتابعة لكل ما ينشر، وقد آلمني بعض التجريحات التي صدرت من الأخ أيمن صالح وفقه الله وسددة
وزادة بركة ويمنا، والذي قله الدكتور يحي الغوثاني أو الأخ محب هو من الغيرة التي ذكرت أنت والتي دفعتك كذلك
لما قلت 0
كما أشكر للدكتورنا عبد الفتاح خضر ما تفضل به وهو أهل لفضل و هذا الموقع هو لخدمة العلم والتنافس فيه والتناصح
فيما بيننا وجزاكم الله خيرا
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[22 Mar 2007, 01:13 ص]ـ
السلام عليكم أرجو من إخواني الصفح الجميل إن شطح قلمي وللكل الحب والتقدير لكني قول أخي محب عن التصاريح المعدة سالفًا أمر باطل وجب فيه القول فلا يؤاخذني الإخوان(/)
فهرس مواضيع ملتقى الانتصار للقرآن
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[28 Nov 2006, 04:16 م]ـ
من أهداف الملتقى أن يكون مرجعاً للمهتمين ,وهذا نرجو تحققه مع الوقت , وقد طرح الإخوة الكرام جملة من المواضيع المهمة وتعددت هذه المشاركات وبحسب طبيعة الملتقيات فإن المواضيع كما تعلمون تكون بحسب تواريخها وآخر مشاركة فيها, ورغبة في تحقيق أكبر قدر من الفائدة فقد رأيت وضع روابط للمواضيع التي يكثر تكراراها وتعددت المشاركات فيها وسنقوم بتحديثها باستمرار إنشاء الله تعالى ,ونرجو ممن له مشاركة في المواضيع المذكورة لم تلحق هنا تنبيهي على ذلك برسالة خاصة وشكراً لكم جميعاً.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[28 Nov 2006, 04:40 م]ـ
الموضوع الأول: الاستشراق , وما يتعلق به:
1 - الاستشراق كما في الموسوعة العربية العالمية للكاتب: مرهف ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4205)
2- لفتة لطيفة: سبب اهتمام المستشرقين بتاريخ القرآن ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1454)
الكاتب: عبد الرحمن الشهري
3 - حوار حول الواقع المعاصر للدراسات الاستشراقية مع المستشرق الألماني د. ميكلوش موراني ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3015)
الكاتب: عبد الرحمن الشهري
4 - مع المستشرق موراني حول دعوى (تحقيق القرآن) واحتمال الزيادة والنقص واختلاف الترتيب ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3566)
الكاتب: الجندي
5 - دعوة للدفاع عن القرآن ضد شبهات المغرضين من المستشرقين والمبشرين! ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=888)
الكاتب: أبو محمد أشرف
6 - شبهات المستشرقين حول جمع القرآن ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=539)
الكاتب: أبو تمام
7 - القراءات القرآنية بين الفكر الاستشراقي ودراسات العلماء ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4936)
الكاتب: القاضي الاثري
8 - - مصدر القرآن .. دراسة لشبهات المستشرقين والمنصرين حول الوحي المحمدي " د/إبراهيم عوض ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5921)
الكاتب:كرم
9 - وقفات .. مع شبهات المستشرقين في التفسير بالرأي (1) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=220)
الكاتب: فهد الوهبي
10 - روايات بدء نزول الوحي وشكوك المستشرقين حولها بحث للمشاركة!!! ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6714)
الكاتب: محب الوحي
11 - مقاصد المستشرقين من طبع كتب التفسير وعلوم القرآن؟! ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2288)
الكاتب: المحرر
12 - محاور ندوة (القرآن في الدراسات الاستشراقية) بمجمع الملك فهد-رحمه الله - لطباعة المصحف ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3211)
الكاتب: الراية
13 - متابعة ندوة) القرآن الكريم في الدراسات الاستشراقية) 16 - 18/ 10/1427هـ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6781)
الكاتب: عبدا لرحمن الشهري
14 - اضحك على ترجمات المستشرقين ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4982)
الكاتب: الجندي
15 - شارك في نقد كتاب (جمع القرآن) بقلم المستشرق جون جلكرايست - المقدمة ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1595)
الكاتب:الكاتب: هشام عزمي
16 - شارك في نقد كتاب) جمع القرآن) بقلم المنصر الكاثوليكي جون جلكرايست -الفصل الأول ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1721)
الكاتب: هشام عزمي
17 - شارك في نقد كتاب) جمع القرآن) بقلم المنصر الكاثوليكي جون جلكرايست -الفصل الثاني ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1720)
الكاتب: هشام عزمي
18 - عرض كتاب دفاعٌ عن القرآن ضد منتقديه للدكتور عبد الرحمن بدوي ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4455)
الكاتب: أبو بيان
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[28 Nov 2006, 05:01 م]ـ
الموضوع الثاني: ترجمة القرآن
- ترجمة القرآن بين الممكن والمستحيل بحث للإطلاع والمناقشة ( http://http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6101)
الكاتب: مرهف
- أهداف ترجمات القرآن وأنماطها عبر التاريخ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4023)
للكاتب: عبد الرحمن الشهري
- ترجمة معاني القرآن الكريم بين الواقع والمأمول
مقارنة كمية ونوعية بين ترجمات معاني القرآن الكريم وترجمات الإنجيل ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6837)
للكاتب: وليد العمري
- ترجمة مريبة للقران يا مسلمين اخبر المفسر ارجوك ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5290)
الكاتب: محمد محمد أحمد
- سوء ترجمة للقرآن الكريم في بعض الترجمات ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5279)
للكاتب: عبد الرحمن الشهري
- اضحك على ترجمات المستشرقين ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4982)
الكاتب: الجندي
- الكشف عن تحريف صهيوني متعمد لترجمات معاني القرآن ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3623)
للكاتب: عبد الرحمن الشهري
-
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[28 Nov 2006, 05:15 م]ـ
الموضوع الثالث: ما يتعلق بالعلمانية
- حوار مع الدكتور أحمد الطعان الباحث بشؤون القرآن الكريم في كتابات العَلمانيين: ضع سؤالك ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4379)
الكاتب: عبد الرحيم
- المقاصد والمناورة العلمانية ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4769)
الكاتب: أحمد الطعان
- مآل الإسلام في القراءات العلمانية ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4767)
الكاتب: أحمد الطعان
- التعريف برسالة: التيار العلماني الحديث وموقفه من التفسير ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6792)
الكاتب: أحمد البريدي
- في حوار مع الباحث السوري أحمد الطعّان
القرآن مقدّس ولا مكان للقراءات التحريفية بدعوى التأويل ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6541)
الكاتب: أحمد الطعان
يتبع إن شاء الله بقية المواضيع.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[28 Nov 2006, 06:19 م]ـ
الموضوع الرابع: ما يتعلق بالإعجاز:
أولاً: الإعجاز
- حقيقة الإعجاز في القرآن الكريم ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6390)
الكاتب: Alheewar
- عرض كتاب (فكرة إعجاز القرآن منذ البعثة النبوية حتى عصرنا الحاضر مع نقد وتعليق) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5918) الكاتب: عبدالرحمن الشهري
- انتهاك المقدس وتمييع الإعجاز القرآني ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5740)
الكاتب: أحمد الطعان
- غريب القرآن - هل يطعن في الإعجاز ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6656)
الكاتب: هشام عزمي
-[/ URL]
- [URL="http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=284"] كتاب جديد يتحدث عن إعجاز القرآن الكريم ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=284)
الكاتب: عبد الرحمن الشهري
- عندما يصبح "اعجاز القرآن "لا معنى له .. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3187) الكاتب: أبو عبد المعز
ثانياً: الإعجاز العلمي:
- لقاء مشرفي ملتقى أهل التفسير بالأستاذ الدكتور زغلول النجار وفقه الله ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=568)
الكاتب: عبد الرحمن الشهري
- من أجوبة الدكتور مساعد الطيار لملتقى أهل الحديث: الإعجازالعلمي ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=384)
الكاتب: عبد الرحمن الشهري
- الآية القرآنية و"الحقيقة" العلمية. هل الجمع ممكن؟ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5491)
الكاتب: أبو عبد المعز
- أدلة المؤيدين للتفسير العلمي ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5678)
الكاتب: د علي أسعد
- من ضوابط الإعجاز العلمي ... للعلامة عبدالله بن بيه ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3658)
الكاتب: المجدد الوسطي
- إعجاز قرآنى علمى أم مجرد ملاحظات ساذجة يعرفها كل أحد؟ للدكتور إبراهيم عوض ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3187)
الكاتب: عبد الرحمن الشهري
- الاعجاز العلمى بين الحقيقة والوهم ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2754)
الكاتب: أحمد محمد فتحي
- لمحاتٌ علميةٌ في القرآن الكريم للباحث محمد قرانيا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3419)
الكاتب: عبد الرحمن الشهري
- من ينصف التفسير من الإعجاز العلمي؟ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3395)
الكاتب: أبوبيان
- منقول من كتاب أكذوبة الإعجاز العلمي ( ttp://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3487)
الكاتب: محمد أسماعيل
- دور الاختراعات العلمية في تقريب الحقائق الغيبية ومنها الوحي ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3609)
الكاتب: لطفي الزغير
ثالثاً: الإعجاز العددي:
- بحث مختصر في مسألة الإعجاز العددي في القرآن الكريم ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=617)
الكاتب: ناصر الماجد
- الإعجاز العددي في التوراة والانجيل منذ قرن مضىَ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6453)
الكاتب: أبو عبد المعز
- من ثمرات الإعجاز العددي: الانتصار للبدعة والضلال. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6537)
الكاتب: أبو عبد المعز
- من يعلم شيئا عن موضوع نقد الإعجاز العددي فليفدنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=436)
الكاتب: محمد بن عبد العزيز الخضيري
- سؤال عن الإعجاز العددي في القرآن ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=271)
الكاتب: ابويارا
- تأصيل الدراسات الرياضية فى القرآن الكريم، وأهميتها ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6478)
الكاتب: أحمد حمدي أبوسعود
- سؤال حول حساب الجُمَّل وموقف العلماء منه ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3773)..
الكاتب: عبد الرحيم
ـ[أبو محمد نائل]ــــــــ[28 Nov 2006, 07:53 م]ـ
جهد رائع جداً يوزن بالذهب الخالص
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد قباوة]ــــــــ[19 Apr 2007, 12:25 ص]ـ
جزاك الله كل خير لهذا الجهد الكريم المعطاء الذي أكرمتنا به
بارك الله لك في وقتك، فلقد اختصرت علينا الكثير من الوقت والجهد، وجمعت لنا تلك الباقة العطرة من زهور الفكر والعلم
ـ[محمد بن الحسين]ــــــــ[28 Apr 2007, 09:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي الكريم لقد وفرت علينا وقتا مهما.
في بعض الأحيان نطالع بعض المشاركات ثم يمر الوقت لنجد أنفسنا في حاجة لها، فهذا العمل خطوة جبارة في تيسير التعامل مع هذا الموقع الرائع
بارك الله في الجميع، إنه خير مسؤول وأكرم مأمول
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[28 Apr 2007, 11:19 م]ـ
وأنتما جزاكما الله خيراً , ولقد وعدني الأخ الكريم أيمن شعبان تكملة الفهرس على هذ1ا النحو , ونحن ننتظر وعده.(/)
لي تعليق على هذا الكتاب
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[29 Nov 2006, 06:50 م]ـ
كتاب شتاينشنيدر درسته مدة سنوات وفيه كثير من الفوائد لكنه بحاجة إلى تذييل موسع وتجديد للمعلومات وتصويب لبعضها. قد ننشر ملاحظاتنا عنه في بحث مستقل بحول الله بعد أن نقف على الترجمة العربية التي رأت النور حديثا.(/)
خبر ترجمة كتاب شتينشنيدر في الأدب الجدلي والدفاعي بين المسلمين وأهل الكتاب
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[29 Nov 2006, 06:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله, لقد وصلني بالبريد الالكتروني موضوع مفيد بشأن ظهور كتاب للمستشرق موريتس شتاينشنيدر عن تاريخ الآدب الجدلي بين المسلمين وأهل الكتاب وهو كتاب أصله باللغة الآلمانية طبع للمرة الاولى سنة 1877 في لايبزغ بألمانيا تم أعيد طبعه بالتصوير بعد ذلك.
وإليكم نص المقال
نقلا عن مجلة دار الحياة.- 24/ 11/06// www.daralhayat.com
حوار الأديان وجدالها
بقلم: ابراهيم غرايبة
يشكل الادب الديني الجدلي في الدفاع عن الاديان الابراهيمية الثلاثة (اليهودية والمسيحية والاسلام) مكتبة ضخمة، وقد اصدر المجلس الاعلى للثقافة في مصر ترجمة لكتاب «أدب الجدال والدفاع في العربية بين المسلمين والمسيحيين واليهود» من تأليف المستشرق الألماني اليهودي موريتس شتينشيندر، وترجمة صلاح ادريس، ومراجعة وتقديم محمد خليفة حسن.
جمع موريتس شتينشنيدر قائمة بيبليوغرافية بالمؤلفات العربية (حوالى 150 كتاباً اضافة الى عدد مساوٍ تقريباً من الكتب باللغات الاوروبية) وعرف بكل عمل من هذه الاعمال من حيث تأليفه وتاريخه وعصره، والنسخ المخطوطة من عمله وأماكن وجودها في المكتبات الشرقية والغربية، والإطار العام للعمل وطبعاته المختلفة وغير ذلك من البيانات البيبليوغرافية النافعة، وعرف بأهم المؤلفين في علم الجدل وأهم اعمالهم ومنهجهم في العمل الجدلي، ويكاد الكتاب يقتصر على المؤلفات التي صدرت باللغة العربية، وإن أورد عدداً من الكتب باللغات الاخرى، وجميعها كتب صدرت في العصور الوسطى او بواكير العصر الحديث. ويعتبر شتينشنيدر الذي توفي عام 1907 من عمر يناهز ثماني وثمانين سنة من أهم المستشرقين في مجال الدراسات اليهودية وأهم خبير في المخطوكات العبرية في الجامعات الأوروبية، وصدرت له اعمال مهمة، مثل فهارس المؤلفات العبرية بعد ومجموعة من الدراسات الاستشراقية المهمة.
وتظهر المكتبة هذه قدراً كبيراً من النشاط الفكري والجدل الذي كان قائماً في الجدل بين الاديان، وقدر الحرية الدينية التي تسمح بالتأليف والجدال، وان كان ثمة نسبة غير قليلة من الكتب لم يظهر عليها اسم المؤلف، ربما خوفاً من العواقب.
وتظهر الدراسة قائمة من الكتب التي صدرت دفاعاً عن المسيحية او رداً على مسلمين انتقدوا المسيحية «أصول الدين وشفاء المؤمنين» لمؤلفه دانيال بن الحطاب السرياني في القرن الرابع عشر الميلادي، وكتاب «البرهان على صحيح الايمان» لمطران نصيبين النسطوري المتوفى سنة 1222م، و «ترياق العقول في علم الاصول» للأسقف رشيد أبو الخير بن الطيب عام 1549م، ويبحث الكتاب في العقائد المسيحية والاسلامية وتفنيد الاعتراضات الاسلامية ضد المسيحية، ورسالة المطران ايليا عام 1225، ويعرض ادلة من القرآن الكريم والمصادر الاسلامية على صحة العقيدة المسيحية، اضافة الى الادلة العقلية، وكتاب «المصباح المرشد الى الفلاح والنجاح الهادي من التيه الى سبيل النجاة» لمؤلفه أبو نصر التكريتي، وكتباً عدة تعرض حوارات واسئلة واجابات، منها محاورة الخليفة الاموي عبدالملك بن مروان مع النسطوري ابراهيم الطبراني.
ومن كتب الدفاع عن اليهودية كتاب «الحجة والدليل» لأبو الحسن يهودا اللاوي بن صموئيل سنة 1410، وكتاب مناظرات صموئيل اليهودي المغربي، وكتاب صموئيل الناجيد اليهودي الأندلسي في الرد على ابن حزم.
ويشير الكتاب الى ان ترجمة القرآن الكريم الى اللاتينية بدأت في القرن الثاني عشر الميلادي (1143)، وقد يشير هذا التاريخ الى بداية الجدل المسيحي ضد الاسلام في اوروبا، وبدأت ايضاً ترجمة اعمال عربية اخرى، مثل حياة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وتاريخ العرب، وبدأت بعد ذلك في اوروبا تصدر المؤلفات التي تنتقد الاسلام.
وتظهر الدراسات والمخطوطات المحفوظة حتى اليوم في المكتبات الاوروبية نماذج من خطابات متبادلة بين البابوات والسلاطين المسلمين، مثل رسائل إنوسنت الثالث (1198 - 1213)، ورسالة بابا الاسكندرية في سنة 1159، وكتب غريغور التاسع الى دمشق والمغرب وبغداد وتونس يقنع فيها حكام البلاد بالمسيحية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وصدر ايضاً عن المجلس الاعلى للثقافة في مصر ترجمة لكتاب «أسس الحوار في القرآن الكريم، دراسة في علاقة الاسلام باليهودية والمسيحية» للمستشرق الألماني هيربرت بوسه، ويعتمد بوسه في كتابه هذا على النتائج العلمية التي تم التوصل اليها من خلال علوم حديثة، مثل تاريخ الاديان، وعلم مقارنة الاديان، وعلم نقد العهد القديم والعهد الجديد، وعلم أنثروبولوجيا الدين، وعلم النفس الديني.
ويجد بوسه بخلاف معظم المستشرقين ان الاسلام ديانة مستقلة عن اليهودية والمسيحية على رغم العلاقات الدينية القوية الرابطة بينه وبين ديانات التوحيد السابقة، ومن الأدلة التي يعرضها ضعف الوجود المسيحي في الجزيرة العربية، وتأخر ترجمة التوراة والانجيل الى العربية حتى القرن السابع / الثامن الميلادي. ويهتم بوسه بالعلاقات التاريخية التي نشأت بين المسلمين وأهل الكتاب من اليهود والمسيحيين، ووضعهم في الدولة الاسلامية، وفي المقابل وضع المسلمين في اوروبا، ويقارن بين معاملة المسلمين للمسيحيين ومعاملة المسيحيين الاوروبيين للمسلمين في اوروبا، ولكنه يجد في التشابه بين القرآن الكريم والتوراة والانجيل دليلاً على التأثر والاقتباس الاسلامي وليس وحدة المصدر على رغم انه يؤمن بأن العهد القديم والعهد الجديد مصدرهما الوحي.
ومن القصص المتشابهة بين القرآن الكريم وبين التوراة والانجيل قصص ابراهيم ويوسف وموسى والخروج من مصر، وداود وسليمان والمسيح، والخلق والطوفان، وقابيل وهابيل.
وبعرض بوسه نماذج من التسامح والتعاون الاسلامي مع المسيحيين واليهود في العالم الاسلامي بخلاف ما كان يحدث في اوروبا، مثل التعاون الاسلامي - اليهودي في الاندلس، وتولي اهل الكتب بعض المناصب المهمة في العالم الاسلامي.
لقد بدأ اتجاه علاقة الاسلام باليهودية والمسيحية يقوى من جديد في العصر الحديث بعد أفول الموجة التي درسها شتينشنيدر، وأول كتاب في هذا الاتجاه هو كتاب المستشرق الألماني اليهودي أراهام جايجز «ماذا اخذ محمد من اليهودية» وتوالت بعد ذلك اعمال المستشرقين، مثل ريتشارد بيل، وتور أندريه، وكارل آرنس، وشارل كولتز، ويوسف هوروفيش، وكان منهج هؤلاء يعتمد على المقارنة، اضافة الى المنهج التاريخي والمنهج الوصفي، ولكن بدأت تستخدم مناهج اخرى، مثل المنهج التحليلي.
وبدأ الاهتمام الاسلامي بالدين اليهودي والدين المسيحي مبكراً، ومن اهم المراجع في هذا المجال الكتاب الشهير للشهرستاني «الملل والنحل»، ولكن بدأت منذ القرن التاسع عشر موجة كبيرة من الاهتمام الاسلامي بالغرب، مثل البعثات العلمية والهجرات الفردية، ونشأت في هذا السياق مشاريع لحوار الاديان، وبدأت وجهة الحوار تأخذ الأبعاد المشتركة وآفاق العمل الممكنة وبخاصة في الفكر والاخلاق والاصلاح الاجتماعي، والحياة المشتركة، وتشجيع التدين بعامة.
وبالطبع فإن الدين يمكن ان يكون مورداً للتنمية والاسلام، وتستطيع المؤسسات الدينية والسياسية وبخاصة حوض البحر المتوسط ان تجعل من الدين عاملاً اساسياً في التعاون ومواجهة الازمات والمشكلات بدلاً من الاستدراج الى العداوة والتطرف.(/)
الرد على كتاب لويس عوض مقدمة في فقه اللغة العربية ... مقال للدكتور إبراهيم عوض
ـ[كرم]ــــــــ[01 Dec 2006, 08:21 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام ....
هناك كتاب شهير للكاتب الصليبي المصري لويس عوض بعنوان "مقدمة في فقه اللغة العربية".هذا الكتاب طبع لأول مرة في مطلع الثمانينات وأحدث ضجة شديدة لا لما فيه من علم أو فكر ولكن لأنه يهاجم الإسلام والثوابت الإسلامية بطريقة ملتوية وعن طريق غير مباشر حيث يهاجم كثير من الثوابت عن أصل العرب وأصل لغتهم.ولكن الكتاب سرعان ما صودر بتوصية من الأزهر فيما يبدو. وقد استغل اليساريون هذه المصادرة في تسويق الطبعة الجديدة للكتاب في هذه الأيام التي هدمت فيها أسوار المناعة العربية وأصبح كل من هب ودب يهاجم الإسلام من غير أن يخشى من أي عقاب أو مسائلة.
وقد قام الدكتور إبراهيم عوض حفظه الله بالرد على الكتاب في مقال كبير هو في حجم كتاب ولعل الدكتور يطبعه بإذن الله. وهذا المقال قرر الدكتور أن ينشره على أربع مرات (نشر منها ثلاث والرابع بإذن الله في الطريق).وقد قمت بجمع الأجزاء الثلاثة في ملف وورد واحد ورفعته لمن شاء أن يطلع عليه.
وقبل وضع الرابط أقدم لكم تغطية وكالة أنباء رويترز (حسب موقع إيلاف) لصدور الطبعة الجديدة من الكتاب في مارس الماضي بعد ما يزيد عن 20 عاما من طبعته الأولى.وستلاحظون أن التغطية فيها شئ من الإطراء للكاتب واتهام معارضيه بأن متشددين.
القاهرة (رويترز) - منذ ربع قرن صدم كتاب (مقدمة في فقه اللغة العربية) للكاتب المصري الراحل لويس عوض المؤمنين بقداسة اللغة العربية وأزليتها والمعتقدين بنقاء لغة القران من أي لفظ غير عربي. وهز الكتاب كثيرا من هذه الثوابت قائلا ان العربية وهي لغة حديثة مقارنة بغيرها لم تكن لغة ادم ولم تكن مسطورة في اللوح المحفوظ.
أثار الكتاب موجة من الاعجاب بما اعتبره البعض أصالة في البحث التاريخي واللغوي المقارن في حين رأى اخرون أن الكتاب "أباطيل ومفتريات". ويرى بعض المتحمسين للكتاب أن عوض الذي منع كتابه انذاك لم يأت بجديد وانما أعاد قراءة اراء واجتهادات قديمة لم يكن أصحابها ضحية عنصرية لغوية ولم يجدوا حرجا في استفادة العربية بألفاظ من لغات أخرى وتطويعها. وطرحت دار رؤية للنشر والتوزيع بالقاهرة طبعة جديدة من الكتاب في 680 صفحة كبيرة القطع تتضمن مقدمة تقع في 22 صفحة بعنوان (الكتاب والقضية) لنسيم مجلي الذي وصف الكتاب بأنه موسوعة فكرية ولغوية مشيرا الى أنه كان ممنوعا في مصر منذ ربع قرن في حين يباع علنا في دول عربية. وصدر الكتاب عام 1981 عن دار نشر حكومية هي الهيئة المصرية العامة للكتاب حين كان يرأسها الشاعر المصري صلاح عبد الصبور الذي رحل في أغسطس اب من العام نفسه.
ويشير عوض (1915 - 1990) الى أن قدماء المصريين في الالف الثاني قبل الميلاد عرفوا حضارات وأمما لها حدود جغرافية وتعاملات مع غير المصريين مثل الحيثيين (1550 - 1269 قبل الميلاد) وفي الالف الاول قبل الميلاد عرفوا الاشوريين والفرس والبطالسة في حين لم يرد للعرب ذكر في التاريخ الفرعوني.
ويضيف أن أول ظهور للعرب على مسرح التاريخ في الشرق الاوسط ورد في نص شالمانصر الثالث ملك اشور (859 - 824 قبل الميلاد) في نص من مكتبة اشور بانيبال ملك الاشوريين (669 - 630 قبل الميلاد). والنص يشير الى ملكات العرب.
وكانت المرأة في المراحل المبكرة من تاريخ القبائل العربية هي رأس القبيلة وتحمل أشهر القبائل أسماء مؤنثة مثل أمية وربيعة وكندة ومرة
ويسجل الكاتب أن حركة التدوين بالعربية بدأت "لاول مرة" في القرن الثاني قبل الميلاد وهكذا يكون العرب أمة حديثة نسبيا. ونوه الى أن التأريخ للحضارات عادة يكون ببداية عصر التدوين واستعمال الابجدية.
ويشير عوض الى أن أقدم نص عربي معروف يرجع الى عام 328 ميلادية وهو شاهد قبر امرؤ القيس بن عمرو المتوفى في ذلك العام ويسمي صاحبه "ملك العرب كلهم" ويسجل أن امرؤ القيس هذا كان نائب قيصر الروم أو بيزنطة في بلاد العرب.
(يُتْبَعُ)
(/)
العرب وفقا لهذا الرصد موجة متأخرة جدا من موجات بشرية هبطت شبه الجزيرة العربية من القوقاز والمنطقة المحيطة ببحر قزوين والبحر الاسود قبيل بداية الالف الاولى قبل الميلاد. ولعل عدم اقامتهم بالعراق أو الشام يعود الى وجود أقوام مستقرة أكثر قوة وتحضرا فذهبوا الى الفراغ الكبير في شبه الجزيرة العربية حاملين لغتهم القوقازية.
ويرجح الكاتب أن العرب هبطوا شبه الجزيرة على سكان "أصليين" منهم الهكسوس المطرودين من مصر في القرن الخامس عشر قبل الميلاد حيث نقل الهكسوس الى شبه الجزيرة ما حملوه من مصر من معتقدات دينية ورواسب لغوية مضيفا أن المرحلة الهكسوسية ربما تمثل مرحلة الجاهلية الاولى.
ويضيف أن العبادات المصرية القديمة لم تكن مجهولة في شبه الجزيرة العربية في الجاهلية.
ويشير الى أن في مخالطة العرب بعد أن جاءوا بلغتهم ومعتقداتهم القوقازية للسكان الاصليين تفسيرا لوجود "كثير من الالفاظ المصرية القديمة في اللغة العربية القرشية التي تسلمناها عن العرب بعد الفتح العربي وبهذا وحده نستطيع أن نفسر الاثار الواضحة للديانات المصرية القديمة ومصطلحاتها في لغة الجاهلية القريبة وفي بعض معتقداتها الدينية."
ويعتبر المؤلف أن التفاعلات اللغوية في هذه المنطقة خاصة في لغة قريش كانت سببا في انضاج اللغة العربية ومنحها مرونة وخصوبة أهلتها أن "تكون وعاء لوحي عظيم في عصر الرسول وأداة صالحة للتعبير الفكري العميق حتى عصر ابن خلدون نحو 1400 ميلادية مما أهلها أن تقهر بعض ما جاورها من اللغات تماما كما قهرت اللاتينية عديدا من لغات أوروبا التي فتحها الرومان حتى نهاية العصور الوسطى."
ويرى عوض أن العربية لغة محدثة "وأنها لم تكن لغة ادم في الجنة الاولى ولا كانت مسطورة في اللوح المحفوظ قبل بدء الخليقة."
كما يرى أن سكان شمال افريقيا وبينهم المصريون ينتمون سلاليا الى عنصر غير عربي ورغم ذلك قبلوا اللغة العربية حين قبلوا ثقافة الاسلام "بل ان أقباط مصر الذين لم يقبلوا ثقافة الاسلام قبلوا اللغة العربية لانها غدت لغة مصر القومية وحين واجهوا مشكلة الاختيار بين الوحدة القومية في اللغة والانشقاق القومي باللغة اثروا الوحدة على الانشقاق."
ويضيف أن المصريين المسلمين لم يأخذوا اللغة العربية بحرفيتها وانما مزجوها بألفاظ قبطية تنتمي الى اللغة الديموطيقية وهي العامية في مصر القديمة.
ويشير عوض الى أن التكوين الاساسي للفكر الاسلامي بني على عمادين هما مدرسة الاسلام ومدرسة العروبة. وتعطي الاخيرة قداسة وشرفا للعربية وللعرب على غيرهم لحكم العالم الاسلامي وكان أول مظاهر الاحتجاج على الربط بين العروبة والاسلام هو الانشقاق على الخلافة متمثلا في حركتي الشيعة والخوارج حيث رأت الاخيرة أن الامارة ليست وراثية وانما لمن تختاره الجماعة ولو كان عبدا أسود.
أما الشيعة فاحتجوا "على حكم قريش والعرب للدولة الاسلامية فقد قبلوا الاسلام دينا ولكنهم رفضوا الحكم العربي دولة ... قامت عقيدة الشيعة السياسية على أن الامامة وراثية في أهل بيت الرسول وهو مبدأ غريب على أصول الحكم في الاسلام وعلى أصول الحكم عند العرب أنفسهم."
ويرصد الكاتب الاختلافات بين الطرفين باعتبار الشيعة دعاة حق الهي والخوارج دعاة حق طبيعي مشيرا الى أنهما "كانا يلتقيان في شيء خطير أخطر ما يكون وهو الثورة على الحق العربي وعلى السلطة العربية اللذين قدمهما بنو أمية بنو قريش كبديل للحق الديني الهيا كان أو انسانيا ليثبوا به أن العرب أولى من غيرهم من المسلمين بحكم أمة المسلمين بدعوى أن النبي عربي قرشي وبدعوى أن القران نزل بلغة العرب وبلهجة قريش ... نظرا الى حكم بني أمية على أنه فترة الاستعمار العربي باسم الدين واللغة لما فتحه المسلمون لا العرب وحدهم من أمصار غير عربية دخلت الاسلام وتكونت منها الامة الاسلامية. فهي بهذا المعنى حركات قومية تحررية أو شعوبية كما كان يقال بلغة ذلك الزمان."
ويرى الكاتب أن الصراع بين العرب والشعوب التي حكموها باسم الاسلام اتخذ أقنعة أيديولوجية متعددة فأصحاب نظرية تقديس اللغة العربية نقلوا فكرة اعجاز القران الى فكرة اعجاز اللغة نفسها وهي النظرية التي سخر منها الشاعر أبو العلاء المعري.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويضيف أنهم حرصوا على اثبات نقاء لغة القران من كل كلمة أعجمية أما الشعوبيون فأثبوا أن بالقران ألفاظا أعجمية مثل قسطاس اليونانية الرومية وتعنى ميزان واستبرق الفارسية وتعنى الديباج الغليظ وطوبى الهندية وتعنى الجنة وأرائك الحبشية وتعنى سرر وقطنا النبطية وتعني كتابنا.
ويقول ان كتاب (المعرب من الكلام الاعجمي على حروف المعجم) الذي ألفه أبو منصور الجواليقي (1073 - 1145 ميلادية) أثبت أن العربية فيها من الالفاظ الاجنبية قرابة 1500 كلمة وأن مئات من هذه الالفاظ كانت متداولة لدى العامة كما استخدمها الشعراء في صدر الاسلام وفي الجاهلية وبذلك تكون من صلب اللغة العربية أيام الوحي.
ويسجل أن جلال الدين السيوطي الذي عاش في القرن الخامس عشر الميلادي يرى أن القران احتوى على ألفاظ من لغات أخرى "وهو بذلك يرى أن وجود الالفاظ المعربة في لغة القران ليس غضا من اعجازه وانما مزية يمتاز بها على سائر الكتب المقدسة."
ويقول عوض ان تواتر الالفاظ في أكثر من لغة ناتج عن قرابة لغوية أو تأثيرات حضارية مشيرا الى أن شرعية التجنس تجعل كلمة أجنبية جزءا من اللغة الجديدة التي انتقلت اليها فكلمة مثل شيك الانجليزية مستعارة من الفرنسية لكنها لا تعامل ككلمة أجنبية "بعد أنجلزتها وقياسا على ذلك فان نفس هذه الكلمة قد غدت كلمة عربية بعد تعريبها واتباعها قواعد الصرف العربي حرفيا أو تقريبا فنحن نشتق منها ونقول شياكة على غرار ما نفعل بالكلام العربي الاصيل ... وهذه هي النظرة الراقية لنمو اللغات التي جعلت اللغات الاوروبية الحديثة كالانجليزية والفرنسية تنمو سنويا بامتصاص المئات من الالفاظ العلمية الاجنبية والحضارية المستعارة من اللغات الاخرى."
ويعتبر الكاتب أن البحث في لغة ما عن أصول بعيدة فيها للالفاظ الوافدة اليها من أشكال التزمت والعنصرية اللغوية.
ويضيف عوض أن هذا مناهض لقوانين تطور الاحياء واللغات "بل ان رفض العرب في الدولة العربية امتصاص الاعاجم أو تسويتهم بالعرب في حق المواطنة هو الذي أجج روح الشعوبية وألب أبناء الامصار على العرب ومزق دولتهم تمزيقا."
ويشير الى أن اللغات والاديان والاجناس تتعايش داخل القومية الواحدة في حالة الاستقرار أما في حالة البداوة فوحدة اللغة أو العنصرية هي علامة القومية مشيرا الى أن الصلف القومي يصور لكل أمة أنها المصطفاة فالمصريون القدماء قسموا العالم الى مصريين وأجانب كما قسم اليونانيون العالم الى اغريق وبربر وقسم العبرانيون العالم الى يهود وقبائل.
ويقول ان العرب يقسمون الناس الى عرب وعجم وهم بذلك يعترفون بالتبويب اليهودي للبشر الى يهود وأمم ولهذا وصف النبي محمد بأنه النبي الامي "ليس النبي الجاهل بالقراءة والكتابة كما في المعنى المتوارث وانما النبي الامي أي النبي الذي ليس من بني اسرائيل."
ورغم موت المؤلف يظل الكتاب كما عرض في المقدمة محاولة لفتح باب الاجتهاد اللغوي ولهذا سماه (مقدمة في فقه اللغة العربية) "عسى أن يأتي بعدي من يقيم أركان هذا العلم الخطير."
رابط الكتاب
http://www.4shared.com/file/6729961/7c798ad0/Moqaddema.html
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[01 Dec 2006, 04:32 م]ـ
أخي الكريم كرم:
السلام عليكم ورحمة الله
أولاً اشكرك على ما تفضلت به من هذا النقل , ويبدو أنك قريبُ من الدكتور إبراهيم فليتك تقدم له دعوة باسم ملتقى الانتصار للمشاركة بصورة مباشرة في الملتقى , وننتظر منك بقية الكتاب.
ـ[كرم]ــــــــ[02 Dec 2006, 03:16 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله أخي الكريم الدكتور أحمد
بإذن الله أعرض على الدكتور اقتراح حضرتك وبإذن الله بقية الكتاب في القريب العاجل
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Dec 2006, 08:24 ص]ـ
جزاكم الله خيراًُ أخي كرم.
الدكتور إبراهيم عوض يشارك معنا في الملتقى باسمه. ولكنه يجد صعوبة في التعامل مع الملتقى كما يقول، فيرسل لي المشاركة على بريدي وأنشرها باسمه فليتك تدربه على إضافة الموضوع في الملتقى.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[03 Dec 2006, 06:31 ص]ـ
كثير من الدارسين يجهلون هذا العالم الجهبذ العملاق،
وهذا هو موقع الدكتور إبراهيم عوض،
وأتمنى أن تجدوا فيه مايمتعكم ويسركم؛
والموقع يتضمن عشرات الدراسات، والكتب الضوئية والورقية
للكاتب فى ميدان الدراسات الإسلامية الملتهبة فى المحل الأول،
والنقدية فى المحل الثانى:
http://ibrawa.coconia.net/index.htm
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[03 Dec 2006, 09:08 ص]ـ
رحم الله أبا فهر رحمة واسعة فقد كان صخرة تتحطم عليها موجات المنصرين والمخربين والمتشدقين من أمثال لويس عوض.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[12 Dec 2006, 06:16 ص]ـ
ليت الأستاذ الفاضل كرم
يتفضل علينا مشكورا، ويضع لنا هنا
في منتدانا الحبيب هذا
رابط كتاب:
(الكاتب الصليبي المصري لويس عوض بعنوان "مقدمة في فقه اللغة العربية")؛
لأننا بحثنا عنه في الشبكة العنكبوتية، فلم نجده ..(/)
وليقولوا درست
ـ[محب]ــــــــ[03 Dec 2006, 05:40 م]ـ
قال تعالى: {وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [الأنعام 105].
فزعم بعض النصارى أن القرآن سكت على تهمة الدراسة، وأن سكوته يفيد الموافقة.
أفيدونا أفادكم الله.
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[03 Dec 2006, 07:21 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
أما بعد: فإن من عادة أهل الزيغ والضلال اقتطاع نص قرآني أو حديث عن سياقه والإعراض عما جاء في الكتاب والسنة في نفس الباب ثم يدسون على السامعين شبههم الواهية, ولكن كتاب الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه لأنه تنزيل من حكيم حميد.
لقد ساق القرآن الكريم افتراء المشركين بأن الرسول علمه بشر أو أن القرآن أساطير الأوليين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا, وبما أن الشبهة تتكرر مرات ومرات على لسان هذا الضال أو ذاك فإن الكتاب العزيز يكتفي بما سبق بيانه فيما مضى من شبهات مماثلة. وهذا ما يعرفه المتتبع لأجوبة القرآن المسكتة لتخرصات أعداء الرسل من أي طائفة كانوا, وسبحان الله فقد وردت آيات عجيبة بعد تلك التي رام بها النصارى الطعن على النبي وهي قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ}.
وللفائدة أسوق لكم ما قاله العلامة الشنقيطي في تفسير ه أضواء البيان في تفسير الآيات المذكورة:
{وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ وَلَوْ شَاء اللَّهُ مَا أَشْرَكُواْ وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّواْ اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ وَأَقْسَمُواْ بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ}
قوله تعالى: {وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ}.
يعني ليزعموا إن النَّبي صلى الله عليه وسلم إنما تعلم هذا القرآن بالدرس والتعليم من غيره من أهل الكتاب، كما زعم كفار مكة أنه صلى الله عليه وسلم تعلم هذا القرآن من جبر ويسار، وكانا غلامين نصرانيين بمكة، وقد أوضح الله تعالى بطلان افترائهم هذا في آيات كثيرة كقوله {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ}، وقوله: {فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ سَأُصْلِيهِ سَقَرَ}، ومعنى يؤثر: يرويه محمد صلى الله عليه وسلم عن غيره في زعمهم الباطل، وقوله: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاؤُوا ظُلْمًا وَزُورًا وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا}. إلى غير ذلك من الآيات. وفي قوله {دَرَسْتَ} ثلاث قراءات سبعيات.
(يُتْبَعُ)
(/)
قرأه ابن كثير، وأبو عمر " دارست " بألف بعد الدال مع إسكان السين وفتح التاء من المفاعلة
بمعنى: دارست أهل الكتاب ودارسوك حتى حصلت هذا العلم.
وقرأه بقية السبعة غير ابن عامر " درست " بإسقاط الألف، مع إسكان السين وفتح التاء أيضًا، بمعنى درست هذا على أهل الكتاب حتى تعلمته منهم.
وقرأه ابن عامر " دَرَسَتْ " بفتح الدال والراء والسين وإسكان التاء على أنها تاء التأنيث، والفاعل ضمير عائد إلى الآيات المذكورة في قوله {وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ}.
قال القرطبي: وأحسن ما قيل في قراءة ابن عامر أن المعنى: ولئلا يقولوا انقطعت وانمحت، وليس يأتي محمد صلى الله عليه وسلم بغيرها. اهـ.
وقال القرطبي:
{وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ} الواو للعطف على مضمر أي نصرف الآيات لتقوم الحجة وليقولوا درست وقيل: {وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ} صرفناها.
قال مقيده: عفا الله عنه ومعناهما آيل إلى شيء واحد ويشهد له القرآن في آيات كثيرة دالة على أنه يبين الحق واضحًا في هذه الكتاب ليهدي به قومًا، ويجعله حجة على آخرين كقوله {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا} وقوله {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ}، وقوله: {لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ} كما قال هنا {وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} فالأشقياء يقولون: تعلمته من البشر بالدراسة وأهل العلم، والسعادة يعلمون أنه الحق الذي لا شك فيه.
وقال العلامة الشنقيطي في تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ اَنَّهُمْ يَقُولُونَ اِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ}. اقسم جل وعلا في هذه الاية الكريمة: انه يعلم ان الكفار يقولون: ان هذا القران الذي جاء به النَّبي صلى الله عليه وسلم ليس وحيًا من الله، وانما تعلمه من بشر من الناس.
واوضح هذا المعنى في غير هذا الموضع، كقوله: {وَقَالُوا اَسَاطِيرُ الْاَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَاَصِيلاً}، وقوله: {اِنْ هَذَا اِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ} اي يرويه محمد صلى الله عليه وسلم عن غيره، وقوله: {وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ}. كما تقدم (في الانعام).
وقد اختلف العلماء في تعيين هذا البشر الذي زعموا انه يعلم النَّبي صلى الله عليه وسلم، وقد صرح القران بانه اعجمي اللسان. فقيل: هو غلام الفاكه بن المغيرة، واسمه جبر، وكان نصرانيًا فاسلم. وقيل: اسمه يعيش عبد لبني الحضرمي، وكان يقرا الكتب الاعجمية. وقيل: غلام لبني عامر بن لؤي. وقيل: هما غلامان: اسم احدهما يسار، واسم الاخر جبر، وكانا صيقليين يعملان السيوف، وكانا يقران كتابًا لهم. وقيل: كانا يقران التوراة والانجيل، الى غير ذلك من الاقوال.
وقد بين جل وعلا كذبهم وتعنتهم في قولهم: {اِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ} بقوله: {لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ اِلَيْهِ اَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ}. اي كيف يكون تعلمه من ذلك البشر، مع ان ذلك البشر اعجمي اللسان. وهذا القران عربي مبين فصيح، لا شائبة فيه من العجمة. فهذا غير معقول.
وبين شدة تعنتهم ايضًا بانه لو جعل القران اعجميًا لكذبوه ايضًا وقالوا: كيف يكون هذا القران اعجميًا مع ان الرسول الذي انزل عليه عربي. وذلك في قوله {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْاناً اَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ ايَاتُهُ اَاَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ} اي اقران اعجمي، ورسول عربي. فكيف ينكرون ان القران اعجمي والرسول عربي، ولا ينكرون ان المعلم المزعوم اعجمي، مع ان القران المزعوم تعليمه له عربي.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما بين تعنتهم ايضًا، بانه لو نزل هذا القران العربي المبين، على اعجمي فقراه عليهم عربيًّا لكذبوه ايضًا، مع ذلك الخارق للعادة. لشدة عنادهم وتعنتهم، وذلك في قوله: {وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْاَعْجَمِينَ فَقَرَاَهُ عَلَيْهِم مَّا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ}.
وقوله في هذه الاية الكريمة: {يُلْحِدُونَ} اي يميلون عن الحق. والمعنى لسان البشر الذي يلحدون، اي يميلون قولهم عن الصدق والاستقامة اليه ـ اعجمي غير بين، وهذا القران لسان عربي مبين، اي ذو بيان وفصاحة.
----
وجاء في تفسير القرطبي بشأن الايات رقم (4 - 6) من سورة الفرقان:
{وقال الذين كفروا ان هذا الا افك افتراه واعانه عليه قوم اخرون فقد جاؤوا ظلما وزورا، وقالوا اساطير الاولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة واصيلا، قل انزله الذي يعلم السر في السماوات والارض انه كان غفورا رحيما}
قوله {وقال الذين كفروا} يعني مشركي قريش. وقال ابن عباس: القائل منهم ذلك النضر بن الحرث؛ وكذا كل ما في القران فيه ذكر الاساطير. قال محمد بن اسحاق: كان مؤذيا للنبي صلى الله عليه وسلم. {ان هذا} يعني القران. {الا افك افتراه} اي كذب اختلقه. {واعانه عليه قوم اخرون} يعني اليهود؛ قاله مجاهد. وقال ابن عباس: المراد بقوله {قوم اخرون} ابو فكيهة مولى بني الحضرمي وعداس وجبر، وكان هؤلاء الثلاثة من اهل الكتاب. وقد مضى في - النحل - ذكرهم. {فقد جاؤوا ظلما وزورا} اي بظلم. وقيل: المعنى فقد اتوا ظلما. {وقالوا اساطير الاولين} قال الزجاج: واحد الاساطير اسطورة؛ مثل احدوثة واحاديث. وقال غيره: اساطير جمع اسطار؛ مثل اقوال واقاويل. {اكتتبها} يعني محمدا. {فهي تملى عليه} اي تلقى عليه وتقرا {بكرة واصيلا} حتى تحفظ. و {تملى} اصله تملل؛ فابدلت اللام الاخيرة ياء من التضعيف: كقولهم: تقضى البازي؛ وشبهه.
قوله {قل انزله الذي يعلم السر في السماوات والارض} اي قل يا محمد انزل هذا القران الذي يعلم السر، فهو عالم الغيب، فلا يحتاج الى معلم. وذكر {السر} دون الجهر؛ لانه من علم السر فهو في الجهر اعلم. ولو كان القران ماخوذا من اهل الكتاب وغيرهم لما زاد عليها، وقد جاء بفنون تخرج عنها، فليس ماخوذا منها. وايضا ولو كان ماخوذا من هؤلاء لتمكن المشركون منه ايضا كما تمكن محمد صلى الله عليه وسلم؛ فهلا عارضوه فبطل اعتراضهم من كل وجه. {انه كان غفورا رحيما} يريد غفورا لاوليائه رحيما بهم.
-----
وفقنا الله جميعا لفهم كتابه العزيز.
ـ[محب]ــــــــ[09 Dec 2006, 06:52 م]ـ
جزاك الله خيرًا د/ سمير القدورى ..
فهمتُ من الإجابة ما يلى:
1 - أن القرآن سكت فعلاً عن رد تهمة (الدراسة) فى سياق الأنعام 105.
2 - أن سكوت القرآن هنا لا يعنى إقراره، لكنه اكتفى بردوده على أصحاب الشبهة فى المواضع الأخرى.
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[10 Dec 2006, 03:52 م]ـ
أخي الفاضل
إذا قصد النصارى أنها تهمة لم ترد من قبل ولم يجب عنها القرآن من قبل فهذا باطل لما بينا وإن قالوا سكت عنها في ذلك الموضع فهو أيضا باطل لأنه يستعمل الفعل المضارع الدال على التكرر في المستقبل فالقوم قالوا ذالك من قبل ويقولونه الآن وسيقولونه في المستقبل وفي هذا إشارة إلى تعنتهم رغم الأجوبة التي ردت عليه.
واقرأ قوله تعالى في سورة العنكبوت:"وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون ?48? بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون ?49? وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين ?50? أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون ?51? قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا يعلم ما في السماوات والأرض والذين آمنوا بالباطل وكفروا بالله أولئك هم الخاسرون ?52?"
فهي تنفي أصل التهمة وهي معرفة القراءة والكتابة التي يتوصل بهما إلى الدرس.(/)
سلسلة التعريف بالكتب المهتمة بموضوع الانتصار (1)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[04 Dec 2006, 02:13 م]ـ
أيها الأخوة الكرام: هناك الكثير من الكتب والرسائل العلمية التي تناولت جوانب مهمة تتعلق بموضوع الملتقى, ولقد كان هناك حصر جيد لها في مشاركة سابقة موجودة على هذا الرابط ولعل من المناسب التعريف ببعض هذه الكتب بذكر اسمه , ومؤلفه والدار الطابعة, وعدد أجزائه وصفحاته ومن ثم إعطاء فكرة مختصرة عن الكتاب عن طريق مقدمة المؤلف وخاتمته أو فهرس المحتويات.
ونرجو من الأخوة الكرام ممن يطلع على الكتاب ذكر ما يرون إضافته سواء بذكر مميزات هذا الكتاب أو ذكر ما يلاحظ عليه وما يمكن مناقشته, كما نرجو منهم مشاركتنا بهذه السلسلة سواء بالتعريف ابتداءً أو التعليق على ما يتم التعريف به , ولمن أراد التعريف إبتداءً إرسال رسالة خاصة يذكر فيها الكتاب الذي يود التعريف به ,والمدة المتوقعة ثم يقوم بنشرها باسمه مشكوراً , ولغير المشتركين معنا في الملتقى إرسالها على البريد الالكتروني.
وسأبدأ بذكر بعض هذه الكتب فتحاً للباب.
ووفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[04 Dec 2006, 02:19 م]ـ
اسم الكتاب: آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره.
المؤلف: د. عمر بن إبراهيم رضوان
طباعة: دار طيبة.
الكتاب مكون من مجلدين , وعدد صفحاته 972 صفحة
قال مؤلفه في مقدمة كتابه:
كانت خطتي في البحث على الوجه التالي: التمهيد وتحته ستة مباحث وبابان وتحت كل باب عدة فصول فيما يلي:
تناولت في المبحث الأول منه تعريف الاستشراق , ونشأته ,وتناولت في المبحث الثاني, دوافع المستشرقين وأهدافهم.أما المبحث الثالث فتناولت فيه وسائل المستشرقين , و أما المبحث الرابع فخصصته لعلاقة اليهود بالحركة الاستشراقية ,ثم تناولت في المبحث الخامس طوائف المستشرقين, أما المبحث السادس فجعلته لمناهج المستشرقين وميزان البحث عندهم.
ومن خلال دراستي لنقاط هذا الباب التمهيدي توصلت إلى ما يلي:
1 - لاحظت أن أبحاث المستشرقين والمبشرين تكاتفت على تشويه الإسلام والتحيز ضده.
2 - لاحظت أن كثيراً من الشخصيات الاستشراقية كانت ذات مسوح كنسية تخصصت بالشرقيات عامة ,وبالإسلاميات خاصة ,بالإضافة إلى اللاهوت المسيحي, فاستحوذ عليهم التنصير الكنسي والاستشراف المعرفي.
3 - لاحظت الأثر الكبير للفكر النصراني عامة والكاثوليكي خاصة في فكر المستشرقين وكتاباتهم.
4 - لاحظت أن التحصيل الكنسي يسبق التحصيل الاستشراقي, ولم نسمع أن مستشرقا علمانيا مثلا أتم تحصيله الاستشراقي ثم عاد للكنيسة للتعلم.
5 - من الناحية التحصيلية فإنه لا يسهل أن نجد شخصيات استشراقية استطاعت بتفوق قدراتها أن تجمع المعارف الغزيرة في علوم شتى وبلغات عدة.
6 - لاحظت أن تأثير الكنيسة على المستشرقين كان أشد وأقوى من العمل الاستشراقي المعرفي حتى إن طابع البحث عندهم غلبت عليه الروح التنصيرية سواء كان في الموضوعات أو في الطريقة.
7 - أن المستشرق المنصر لايمكن أن يتحرر من بصمات المعارف والبواعث الكنهوتية في دراسته مهما حاول أن يعلن خلافهما ومهما تظاهر بالمنهجية.
8 - كما لاحظت وضوح البصمات اليهودية في أبحاث المستشرقين اليهود كمحاولة جعل اليهودية مصدر الإسلام, وصاحبة الفضل عليه.
9 - وكذلك لاحظت عدم النزاهة ,والتجرد, والدقة لكثير من المستشرقين فجاءت أبحاثهم فجة, مليئة بالأخطاء.
أما الباب الأول فقد خصصته لعرض بعض كتابات المستشرقين وهو بعنوان (المستشرقين وكتاباتهم حول القرآن الكريم) وهو يحتوي على فصلين وملحق.
الفصل الأول: مستشرقون أفردو مؤلفات حول القرآن الكريم:
تناولت مؤلفاتهم (ثلاثة عشر) مؤلفا. وقد أفردت كل مؤلف منها بمبحث عرفت فيه بالمؤلف وبكتابه وبأبرز القضايا التي تناولها كتابه.
الفصل الثاني: مستشرقون كتبو حول القرآن الكريم من خلال مؤلفاتهم تناولت (سبعة) مؤلفات.
وقد خصصت كل واحد منها بمبحث عرفت فيه بالمؤلف وبما كتبه حول القرآن في كتابه بإيجاز.
ثم ختمت هذا الباب بملحق لأسماء مجموعة من كتب المستشرقين حول القرآن الكريم سرداً وذلك إتماما للفائدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الباب الثاني: فقد خصصته لأراء المستشرقين حول القرآن الكريم ومناقشتها, حيث استخلصت أقوال المستشرقين وشبهاتهم حوله وحول علومه, فحصرتها ووزعتهاعلى الفصول السبعة التالية:
الفصل الأول:
شبهات المستشرقين حول مصادر القرآن الكريم.
وفي هذا الفصل بينت أن المستشرقين يعتبرون مصدر القرآن بشرياً لفقه محمد- ? -من عدة مصادر وهي:
1 - الوسط الوثني الذي بدأت فيه دعوة الإسلام.وذلك للتشابه بين هدايات القرآن والوسط الجاهلي في بعض القضايا كالعقائد ,والأخلاق وبعض العبادات وبعض العادات كالزواج والطلاق وغير ذلك.زاعمين أن محمداً ?تلقاه بمعلم أو قرأها بنفسه من مراجعها.
2 - الحنفاء حيث اعتبر المستشرقون الحنفية المصدر الثاني من مصادر القرآن للتوافق والتشابه بين بعض أحكام القرآن وبين ماكان يدعو إليه الحنفاء من ترك عبادة الأصنام ,والوعد بالجنة للموحدين والوعيد بالنار للمكذبين إلي غير ذلك.
3 - الصابئة والزرادشتية والهندية القديمة:
اعتبر المستشرقون هذه المذاهب كذلك مصدراً من مصادر القرآن للتوافق بينها وبين بعض الآداب التي دعا إليها القرآن كبعض العبادات والأخلاق إلى غير ذلك.
4_اليهودية والنصرانية المحرفة.
اعتبر المستشرقون هاتين الديانتين عمدة مصادر القرآن الكريم, وذلك لنقاط التشابه بين الإسلام وبين هاتين الديانتين كالدعوة للتوحيد وبعض العبادات والأخلاق إلي غير ذلك.
وقد وقفت مع هذه المصادر طويلا مبينا شبهاتهم فيه رادا عليها, مبينا الحقيقة الثابتة في أن القرآن تنزيل من رب العالمين وحده دون سواه. وما محمد- ?-في ذلك إلا مبلغ فحسب.,وأن أي تشابه بين هدايات القرآن وبين هذه المذاهب والأديان إما لوحدة المصدر من حيث كونها منزلة من الله سبحانه أو لتأثرها بهذا المصدر لا غير.
الفصل الثاني
شبهاتهم حول نص القران الكريم:
حيث حصرت الشبهات التي أثارها المستشرقون حول ظاهرة الوحي الإلهي والتي عدوها واحدة من الظواهر التالية:
فمنهم: من عدها وحيا نفسيا أو إلهاما سمعيا.
ومنهم: من عدها نتيجة انفعالات عاطفية طاغية على نفس محمد-?-نتج عنها هذا القرآن.
ومنهم: من زعم أنه تعود لأسباب طبيعية عادية كباعث التنويم الذاتي.
ومنهم: من زعم أنها كانت نتيجة تجربة ذهنية فكرية تحصل نتيجة طول تأمل وتفكر.
ومنهم: من زعم أنها حالة كالحالة التي تعتري الكهنة والمنجمين.
ومنهم: من زعم أنها حالة من حالات الصرع والهستريا.
وقد رددت على هذه الافتراءات والتخبطات عند هؤلاء المستشرقين مطولا مبينا سذاجتها وتفاهتها ومقررا الحق في هذا الأمر أن ظاهرة الوحي في تلقي محمد-? -القرآن: ربانية المنشأ, ملائكية النقل, بشرية التلقي ?إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى ?.
كما بينت موقف المستشرقين من النص القرآني من حيث التوثيق, وتشكيكهم في حفظه عن الزيادة
والنقصان مدعين أن الوسائل الأولية التي كتب عليها تدعو للريبة في بقائه سليما دون ضياع أو نقص.
وكذلك أثاروا مسألة اختلاف مصاحف الصحابة واعتبروا كل مصحف خاص منها نسخة أخرى من نسخ القرآن تؤكد اضطرابه وتناقضه , إلى غير ذلك من الشبه التي مرجعها اعتبارهم القرآن الكريم بشري المصدر, غير محفوظ من الله رب العالمين , ومعتمدين في كثير منها على روايات واهية مردودة.
وقد أسهبت في إبطال كل هذه الشبه في مواطنها من الرسالة.
الفصل الثالث:
تناولت فيه شبهات المستشرقين حول جمع القرآن الكريم:
مبينا شبهاتهم حول كل مرحلة من مراحل الجمع القرآني حيث حاول المستشرقون جهدهم في إثبات عدم جمع القرآن الكريم في حياته -?- وأن ماحصل من جمع له في حياة أبي بكر وعثمان كان لأغراض خاصة وبطرق لا تؤكد سلامته من النص والزيادة والاضطراب وقد وقفت مع هذه الادعاءات طويلا رادا على كل شبهة بما يدحضها ويثبت سلامة النص القرآني من أي تغير أو تبديل أو اضطراب وزيادة أو نقص , وأنه محفوظ بحفظ الله –سبحانه –له ?إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له حافظون ?.
يتبع إن شاء الله بقية التعريف بالكتاب.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[04 Dec 2006, 10:17 م]ـ
الفصل الرابع:
شبهاتهم حول شكل القرآن الكريم ومضمونه.
(يُتْبَعُ)
(/)
كشبهة التجزئة , ومعنى كلمة السورة, والحروف المقطعة, وترتيب السور, وغير ذلك. وقد رددت على هذه الشبهة وبينت محاولاتهم لترتيب القرآن الكريم على غير ترتيبه الحالي التي بلغت تسع محاولات فاشلة.
وقد بينت أن هذه المحاولات نوع من العبث , واعتداء على قدسية النص القرآني, حيث تمزق القرآن تمزيقا, وتفتت أجزاءه المترابطة تفتيتا وتذهب إعجازه وسحر بيانه.
الفصل الخامس:
شبهاتهم حول القراءات القرآنية.
وقد أرجع المستشرقون سبب الاختلاف في القراءات القرآنية: لخصوصية الخط العربي, وبسبب أخطاء ارتكبها النساج أثناء كتابتهم للقرآن الكريم ,وللحرية الفردية التي كان يتمتع بها القاري وقد بينت أن اعتمادهم في إثبات ذلك كله كان على الروايات الواهية الضعيفة والاستنتاجات الخاطئة , وعدم التميز بين القراءات الصحيحة من غيرها.
وقد رددت على كل هذه الشبهة وبينت أن القراءة سنة متبعة لا يجوز الاجتهاد ولا التشهي فيها ,وأن مدارها على النقل الصحيح المتواتر. وقد وجهت القراءات التي استشهدوا بها بما اتسع له المقام في مكانه. كما بينت أنه لا يجوز قراءة القرآن الكريم بالمعنى التي حاول المستشرقون إثباتها.
الفصل السادس:
شبهاتهم حول الأسلوب القرآني.
أثار المستشرقون عدة شبه حول هذه القضية كشبهاتهم حول أسلوب القرآن المكي والمدني, وأسلوب القصة القرآنية, وشبهتهم حول الكلمات القرآنية (أي التعريب) ,ثم شبهاتهم حول الفاصلة القرآنية. وكان سبب هذه الشبهات كلها اعتبارهم القرآن تأليفا لمحمد - ?-والذي تأثر أسلوبه بالوسط الذي كان يعيش فيه.
وقد رددت على هذه الشبهة وبينت ربانية المصدر للقرآن الكريم, وأنه لا اختلاف في أسلوبه ولا تمايز بل كله يمتاز بمتانة الأسلوب , وترابط المعنى, وروعة الإعجاز , وعدم قدرة الخلق على الإتيان بمثله.
الفصل السابع:
شبهاتهم حول إعجاز القرآن الكريم.
وكان أبرز شبههم في هذا الفصل:
1 - أن القرآن الكريم ليس آية في الفصاحة والبلاغة بسبب طريقة كتابته وجمعه
2 - أن القرآن الكريم متعارض ومتضارب وزعموا أن لذلك أمثلة.
وحاول المستشرقون التدليل على عدم إعجاز القرآن الكريم بعدة قضايا كان من أبرزها: النسخ , وجود قضايا تتعلق بشخص محمد -? - وآل بيته في القران الكريم, وجود كلام زائد عن الحاجة فيه , التكرار, المعاياة وفساد المعنى. عدم الترابط بين أجزائه إلي غير ذلك من القضايا. وقد أوردو عليها شواهد عدة , رددت عليها ردا مسهبا في أكثر من خمسين صفحة , وذلك لإن الإعجاز في القرآن أول دليل على إلهية مصدر القرآن الكريم وهو الآية العظمى على صدق نبوة محمد -? -.
أما الباب الثالث: فقد خصصته لقضايا تتعلق بتفسير القرآن الكريم حيث قسمت هذا الباب إلي خمسة فصول وهي كالتالي:
الفصل الأول:
شبهات المستشرقين حول التفسير بالمأثور.
تناول المستشرقون تحت هذا النوع من التفسير تمنع بعض الصحابة والتابعين والعلماء من القول في تفسير القرآن الكريم.
كما طعن المستشرقون في رجال هذا اللون من التفسير وفي كتبه , لوجود الإسرائيليات فيها , ولوجود بعض الروايات المختلفة في تفسير القول الواحد إلي غير ذلك من الشبه. وقد رددت على كل هذه الشبه بما يؤكد عظم هذا العلم وفضل هذا اللون من التفسير.
الفصل الثاني:
تناولت فيه التفسير بالرأي وشبهات المستشرقين حوله.
زعم المستشرقون أن هذا اللون من التفسير انشقاق على التفسير بالمأثور وحربا عليه. كما أثنى المستشرقون على أصحاب الرأي غير الملتزم بهدايات الوحي في التفسير , واعتبروهم أتم عقلا وأنضج فكرا من أصحاب التفسير بالمأثور.
فرددت على هذه المزاعم والشبه وبينت التفسير بالرأي الجائز من المذموم, وأن الجائز لا يعارض المأثور بل منطلق منه ومبني عليه.
أما التفسير المذموم فهو خارج عن هدايات القرآن الكريم ,نابع من أغراض شخصية لأصحابه.
الفصل الثالث:
تناولت ما أطلق عليه المستشرقون اسم التفسير في ضوء التصوف الإسلامي.
الفصل الرابع:
تناولت ما أطلقوا عليه اسم التفسير قي ضوء الفرقة الدينية.
وهذان الفصلان مبنيان على الفصل السابق عند المستشرقين لأنهم انطلقوا في فهمهم لهما من خلال فهمهم للتفسير بالرأي المبني على الهوى فأثني على أصحاب هذين اللونين من التفسير , ووصفوا أصحابهما بالنضوج العقلي والتفوق الذهني.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد بينت موقف الإسلام منهما ووجه مخالفتهما للحق الذي يدعو إليه القرآن الكريم وبينت تصادمهما مع الهدايات القرآنية.
الفصل الخامس:
تناولت فيه ما أسموه التفسير في ضوء التمدن الإسلامي.
وقد تبنى المستشرقون أيضا هذا اللون من التفسير , وفرحوا له كثيراً واعتبروه أنضج ألوان التفسير وقد أثنوا على دعاته كثيرا.
وقد وقفت مع هذا اللون من التفسير وبينت القدر الجائز منه والقدر غير الجائز, كما بينت الجوانب الايجابية والجوانب السلبية لأصحاب هذا اللون من التفسير. وذكرت بعض الكتب التي انحرف أصحابها عن الصواب نتيجة لتبنيهم الاتجاه التوفيقي بين الإسلام والحضارة الغربية المادية بما فيها من عيوب.
وقد ختمت هذه الرسالة بخاتمة ذكرت فيها أهم النتائج التي توصلت لها , وكما ضمنتها بعض المقترحات التي سبقني لبعضها أساتذة فضلاء غيورون كان منها:
1 - أن الجهد الفردي لأعجز من أن يقف أمام مد الهجوم الاستشراقي على الإسلام مما يتطلب أن تكون هناك كليات متخصصة تقوم برصد هذا النتاج الاستشراقي الضخم والرد عليه.
2 - إقامة مؤسسة علمية عالمية محايدة لا تنتمي بالولاء لأي دولة من الدول , يرصد لها الأموال ويتعاون معها كبار العلماء والمفكرين, تقوم بإصدار الكتب والمجلات والموسوعات وترجمات معاني القرآن الكريم وترجمتها للغات العالمية ليقف الغرب على الإسلام العظيم دون تحريف ولا تشويه.
3 - إرسال الأساتذة الدعاة للجامعات الغربية لإلقاء المحاضرات والندوات ولقاءات التحاور لتوضيح الفكرة الإسلامية ناصعة محفوظة من التشويه للعالم الغربي.
4 - تعديل مناهج التعليم في الدول الإسلامية لتقوم على أسس الإسلام الصحيح نقية من الفكر الغربي الدخيل عليها.
5 - توجيه المراكز الإسلامية في العالم الغربي للقيام بواجباتهم وأداء رسالتها بنجاح برصد كل نتاج غربي ضد إسلامنا العظيم , ثم تزويد الجهات المختصة بهذا النتاج للرد عليه ونشر هذه الردود بين الغربيين.
6 - إقامة دورات للمبتعثين لديار الغرب من أجل الدراسة أو المقيمين فيها من أجل العمل لتحصينهم ضد شبه الغربيين على الإسلام ولتكون عندهم القدرة في توضيح الصواب. وقد كانت جامعتنا رائدة لهذه الفكرة النبيلة.
7 - ولايفوتني وأنا أقدم هذه المقترحات أن أشير إلى أمر يشكل على كثير من الناس وهو ظنهم أن المستشرقين قامو بجهود يعجز عنها علماء المسلمين في الوقت الحاضر.
والحقيقة أننا لو بحثنا عن أسباب نجاح المستشرقين في بعض الجوانب العلمية لزال اللبس والوهم عن الأذهان فلو علمنا أن مؤسسات مالية ضخمة تخصص الملايين من الدولارات. وتفرغ أساتذة في الجامعات لإنجاز مشروع ما وتطلق أيديهم بالإنفاق على هذا المشروع بسخاء ويستغرق المشروع عشرات الأعوام فمن البديهي أن تكون النتيجة دراسة متخصصة عميقة في هذا الجانب. ولو تسنى لعلماء المسلمين اليوم مثل هذه الإمكانات المادية والأجواء العلمية لأبدعوا أكثر من هؤلاء بكثير وما نراه من آثار سلفنا الصالح في شتى مجالات المعرفة لدليل على صحة ما أقول على الرغم أن أغلب آثارهم العلمية كانت بجهود فردية.
ولما كان الاستشراق بهذه الخطورة في حرب الإسلام , وتشويه صورته في نفوس من يتعرف على الإسلام من خلال كتاباتهم رغبت في نشر هذا الكتاب الذي كان أطروحتي لدرجة الدكتوارة من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وبإشراف أساتذي الكبير الدكتور مصطفى مسلم محمد ليستفيد منه أبناء الإسلام ويعرفوا هذه الفئة على حقيقتها.
ومما يجدر الإشارة إليه أني قد تناولت كتاباتهم بمحض الموضوعية ولم أنزل لأسلوبهم الملي بالإسفاف والحقد على الإسلام العظيم ...
تم التعريف بالكتاب , ونأمل المزيد من الإضافات ممن قرأوا الكتاب.(/)
سلسلة التعريف بالكتب المهتمة بموضوع الانتصار (2)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[12 Dec 2006, 04:38 م]ـ
الكتاب: منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير
المؤلف: الأستاذ الدكتور فهد بن عبد الرحمن بن سليمان الرومي
الدار الطابعة: مؤسسة الرسالة
عدد الأجزاء:1
جاء في مقدمة المؤلف ما يلي:
رأيت أن أتناول في دراستي هذه إحدى تلك المدارس في تفسير القرآن الكريم فاخترت.
"" منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير "" أهم وأخطر المناهج المذكورة لكونها:
1 - تعطي العقل مرتبة تضاهي مرتبة الوحي إن لم يتجاوزه وفي هذا خطر عظيم آثرت أن أبدأ بكشفه.
2 - ولكون رجال هذه المدرسة ممن لا تحوم حولهم الشبهات عند بعض الناس وعند بعض العلماء أيضا ولا يقبلون فيهم نقداً أو عتاباً فأحببت أن أكشف حقيقتهم ما استطعت.
3 - أن منهجهم في التفسير جديد لم يشاركهم أحد في جميع قواعده وأسسه.
4 - أن الموضوع بكر لم أر من كتب فيه بتفصيل.
لا اريد أن أدرس هنا ((المنهج العقلي الحديث في تفسير القرآن الكريم)) ,إنما أردت أن أدرس ((منهج المدرسة العقلية الحديثة في تفسير القرآن الكريم))
وفرق بين الدراستين أن الأولى تحتاج إلى الإطلاع على جميع المدارس العقلية لتفسير القرآن الكريم في أرجاء العالم الإسلامي وبمختلف اللغات ,بمختلف مناهجها ومختلف أصولها ومختلف أهدافها وغاياتها ومختلف ظروفها التي ألجأتها إلي سلوك هذا المنهج.
أما الدراسة الثانية فأخص من الأولى ذلك إنما يقصد بها: تلكم الطائفة التي عاشت في مصر تربط بينها وحدة المنهج في التفسير بجميع قواعده وأسسه ووحدة الهدف والغاية ووحدة اللغة , ووحدة البيئة , ووحدة الظروف التي مرت بها وألجأتها إلي سلوك المنهج العقلي ومن ثم سلوك سبيل واحد في القضايا القرآنية يتوآم مع هدفها الذي تسعى إليه تحت تلك الظروف.
تبدأ تلك المدرسة بالسيد جمال الدين الأفغاني الذي بث أفكاره إلى تلميذه محمد عبده الذي استلم زمامها من بعده ووسع بحوثها ومن ثم استلمها تلاميذه فنشورها بين الناس حتى سادت في الأذهان ورسخت بين العلماء.
مهدت لتلك الدراسة عنهم بالحديث عن نشأة التفسير وتطوره ومن ثم نشأة المنهج العقلي القديم في تفسير القرآن الكريم – وحتى يتوهم متوهم أن الإسلام ينقص العقل حقه كتبت ما يجلو ذلك وينفيه وبينت مكانة العقل في الإسلام ودرجته الرفيعة التي أنزلها إياها, ثم عدت إلي بيان المنهج العقلي القديم ببيان منهج المدرسة العقلية القديمة (المعتزلة) بشيء من التفصيل حتى ندرك بعد هذا الصلة بين المدرستين العقليتين القديمة والحديثة, ووجوه الشبه بينهما ووجوه الاختلاف إن كان ثم إختلاف.
وفي الباب الأول كان لابد من الحديث عن رجال المدرسة العقلية وجلاء حقيقتهم أولئك النفر الذين أسسوها وقاموا على رعايتها ورعاية أتباعها , إذ مما لا شك فيه أن معرفة حقيقة المؤسسين ذو أثر كبير في معرفة حقيقة المدرسة نفسها فبينهما ارتباط قوي لا ينفصم ففي إثبات انحرافهم إدانة قوية لانحراف منهجهم , وليس العكس بالعكس هنا فإثبات صلاحهم وتقواهم لا يلزم منه صلاح منهجهم, فقد يصيب المصلح وقد يخطي , ولكنه يلزم سلامتهم وتبرئة ساحتهم من وصف الانحراف. وقد سعيت ما استطعت إلى تدوين ما عرفته من حياتهم حتى يتسنى للقارىء الحكم على منهجهم بعد هذا.
وفي الباب الثاني تحدثت عن منهج المدرسة العقلية الحديثة الذي سلكته في تفسير القرآن وبنيت ذلك على أحد عشر أساسا بينتها بالتفصيل واحداً بعد الآخر ولا أرى ما يوجب سردها هنا.
وفي الباب الثالث تحدثت عن بعض أراء المدرسة العقلية الحديثة في بعض علوم القرآن لما لهذه العلوم القرآنية من صلة بالتفسير قوية يلزم بيانها وقسمت الحديث هنا إلى فصول ثلاثة:
تحدثت في الفصل الأول عن ترجمة القرآن الكريم ,وفي الفصل الثاني عن القصة في القرآن الكريم وفي الفصل الثالث عن إعجاز القرآن الكريم.
أما الباب الرابع فجعلته خاصا بالحديث عن أراء المدرسة العقلية الحديثة في بعض قضايا القرآن نفسه وقسمت الحديث هنا إلى سبع فصول:
الفصل الأول: تحدثت فيه قضية الوحي , والفصل الثاني عن البعث وأمارات الساعة, والفصل الثالث: عن القضاء والقدر ,وفي الرابع عن المعجزات, وفي الخامس عن أصل الإنسان وفي السادس: عن الملائكة, وفي السابع عن الجن.
(يُتْبَعُ)
(/)
والباب الخامس جعلته للحديث عن نماذج من تأويلهم لآيات من القرآن الكريم على ضوء الأسس السابقة في منهجهم فخالفوا فيها السلف وجاؤوا فيها بأراء إن لم تكن شاذة فهي باطلة خاطئة.
وفي الباب السادس تحدثت عن أثر هذه المدرسة في الفكر الإسلامي الحديث وموقف علماء المسلمين منها المعاصرين لها ومن بعدهم وكذا موقف الاحتلال الذي يسيطر على البلاد المصرية في عصرها وموقف المستشرقين جنود الاحتلال. ولنصل بعد هذا كله إلي النتيجة التي توصلت إليها بعد هذا البحث , ومن ثم إعلان الموقف الذي يجب أن نسلكه على ضوء هذه النتيجة.
النتيجة
ونخلص من دراستنا هذه أن لمذهب المدرسة العقلية الحديثة أبعاداً ثلاثة نراها قوية شامخة في التكوين الأساسي للمدرسة العقلية نذكر هذه الأبعاد الثلاثة إجمالا ثم نستخلص بعد هذا النتيجة التي نراها والموقف الذي يجب أن نقفه نحن المسلمون على ضوء هذه النتيجة.
الأبعاد الثلاثة:-
أولا: أن هذه المدرسة أعطت العقل أكثر من حقه وكلفته ما لا يطيق ورفعت من قيمته وضخمت حجمه حتى ساوته بالوحي بل قدمته عليه وقدمت ما زعمته من أحكامه على أحكام الوحي.
ثانيا: قامت هذه المدرسة بتأويل حقائق العقائد الإسلامية بما يتمشى مع الأحكام العقلية من جهة ومكتشفات الحضارة الغربية والنظريات العلمية الغربية من جهة أخرى.
وفي سبيل ذلك أيضا قامت بتأويل المعجزات والخوارق وإنكار بعضها إذا لم يمكن قلب حقيقته بما يتمشى مع هذا البعد الفكري.
ثالثا: تبرير تناول الحضارة الغربية ومجاراتها في مدينتها الزائفة والتحوير من الداخل لإعطاء السند الفكري والدعم الديني لمعطيات الحضارة الغربية وتقريب الهوة التي تفصل بين الغرب وبين المسلمين تقريبا كان على حساب كثير من الجوانب الإسلامية التي تقوم عليها العقيدة الإسلامية.
تلكم هي الخطوط العريضة والأبعاد الراسخة التي نراها في منهج المدرسة العقلية.
ونتيجة لذلك فإنا نعتقد:-
أولا: أن المدرسة العقلية الحديثة ذات منهج منحرف وهي بسلوكها إياه تعد فرقة منحرفة جديدة أقرب ما تكون إلى فرقة المعتزلة فهم كالمعتزلة:
أ) في تحكيم العقل والرجوع إلي أحكامه ورفعه مرتبة الوحي وهم لو حكموا العقل نفسه لسلمنا لهم لأن أحكامه بنفسه لا تخالف حكما ثابتا في الشريعة الإسلامية أو قضية من قضاياه وهم إنما يحكمون العادة فيحسبون ما خالف العادة مخالفاً للعقل.
ب) وهم كالمعتزلة في إنكار المعجزات أو تأويلها.
ج) وهم كالمعتزلة في إنكار كثير من الأحاديث الصحيحة حتى مارواه البخاري ومسلم.
هـ) وهم كالمعتزلة في عدم تعديل الصحابة كلهم بل تجاوز بعضهم ذلك كبعض المعتزلة إلي سب الصحابة رضوان الله عليهم.
و) وإنهم كالمعتزلة في اعتقاد خلود أهل الكبائر في النار.
ومن هنا ندرك وضوح الصلة ووجه الشبه بينهم وبين المعتزلة.
ثانيا: إنهم يزيدون على المعتزلة بالدعوة للتقريب بين المسلمين والكفار (النصارى واليهود) وتبرير تناول الحضارة الغربية ومجارتها في مدينتها الزائفة بل أنهم أخطر من المعتزلة ذلك أنهم يسعون بكل ما وسعهم لتغير المفهوم
الإسلامي في معاملة الكفار وإلغاء الفاصل والحاجز بين الفكر والحق والفكر الضال أو المنحرف وإذا ما ألغي جانب العقيدة في ميزان التفاضل فإن الكفة سترجح حتما بنا وسيصبح الكفار آنذاك هم الأفضل والأقوى ومن ثم تكون لهم السيطرة وتكون لهم الدولة وحينئذ تكون خسارتنا للدين والدنيا وهو ما يسعى إليه الاستعمار وسهر من أجله الليالي ودفع جيوشه المادية والمعنوية وبث رجاله المستشرقين والمخدوعين –لأجله.
ثالثا: إن الكثير من مفاهيمهم ومبادئهم هي السائدة في الفكر الإسلامي المعاصر وماذاك إلا أثر من أثار فرض الاستعمار بادي ذي بدء آراءهم على الناس وترويجه لهم وتمجيد المستشرقين لهم حتى إذا ما سار ذلك بين الناس أخذوا يتبنونه بأنفسهم ويعلنونه في مؤلفاتهم ويدافعون عنه حتى أصبح أو كاد من المسلمات. وأصبح رجال المدرسة العقلية عندهم من الرجال الذين لا يقبل فيهم نقد أو يصل إليهم قدح.
رابعاً: إنهم مهدوا السبيل لسيطرة الفكر الغربي واتخذهم الأعداء مطية يعملون من خلالها على زلزلة عقيدة المسلمين وتشكيكهم بها ومحاربة الإسلام في عقر داره ليس عن طريق نشر المؤلفات فحسب بل عن طريق الصحافة وطريق
(يُتْبَعُ)
(/)
السينما والتليفزيون والإذاعة وكل وسائل الإعلام الأخرى , ثم عمل الإستعمار على إطفاء ما بقي من نار الغيرة على الشعائر الإسلامية بل على الدين كله في قلوب الشباب فأصبحوا لا يحرك ساكنا فيهم ما يحد للمسلمين في الفلبين أو في الهند أو في أفغانستان أو في فلسطين أو في غيرها من مختلف البلدان ,لا يحرك هذا ساكنا عند سماعه فضلا عن أن يهبوا زرافات ووحداناً.
خامساً: لم تكن النتيجة ذلك ذات أثر على الأفراد فحسب بل على كثير من الدول التي نبذت الفقه والفقهاء الإسلاميين واستبدلت القوانين الوضعية بالفقهالإسلامي وتركت تقليد أبي حنيفة أو مالك أو الشافعي أو أحمد أو غيرهم من
من الفقهاء واستمدت جل دستورها من القوانين الأوربية الحديثة.
وبعد.
فما الموقف منهم الذي يجب إعلانه هنا؟ لااريد أن أستطرد في الحديث هنا بل ألخص الموقف بأسطر أحسب فيها الكفاية.
لا شك أن الواجب يقتضي أن نعيد النظر في رجال هذه المدرسة العقلية أنفسهم ونعيد تقييمهم وفق الميزان الإسلامي الحق ونعلن للناس كافة حقيقتهم ونجلوا لهم علانية زيف منهجهم ونبين مواقع ضلاله ومواقع انحرافه.
• نعيد تقييمهم تقييما حقاً لا يراعي بحال من الأحوال ما هو سائد بين الناس عنهم.
- وحين نصل إلى نتيجة ذلك نعلن بها العلماء قبل العامة لينشروه بين الناس كافة.
وحينئذ نعيد ترتيب الأمور على الميزان الحق أحسب هذا الأمر يقال في لحظة ويكتب في لحظتين ولكن تنفيذه يريد عزمة إسلامية خالصة تطوي الزمن طياً فيحصل ما يحتاج إلى قرون عديدة في سنوات قليلة ويكون صلاح هذا الدين في هذا العصر كصلاحه في أوله.
تم ما كتبه الدكتور فهد في كتابه , وليته يتكرم مشكوراً بإضافة ما يراه جديداً في منهج هذه المدرسة خاصة والكتاب قد كتب منذ مدة طويلة.
سلسلة التعريف بالكتب المهتمة بموضوع الانتصار (1) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6923)(/)
وتتوالى البشائر افتتاح قناة طيبة قريباً
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[14 Dec 2006, 11:44 م]ـ
قناة إسلامية جديدة من برامجها:
من برامجنا المنتظرة
برامج شرعية:
- بيان حقيقة التوحيد والدعوة إليه.
- الرد على الشبهات التي تثار حول منهج أهل السنة.
- القرآن وتفسيره.
- الفتاوى والرد على إستفسارات المشاهدين.
- تعليم للتلاوات القرآنية الكريمة مع ترجمة مختصرة للمعاني.
- الأحاديث النبوية والسنة النبوية.
- السيرة النبوية.
برامج علمية:
- الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.
- الطبيعة والآيات الكونية.
- طب الأسرة.
برامج وثائقية:
- واقع الأقليات السنية.
- المعالم الإسلامية.
- المخطوطات والوثائق.
- ثقافات وأوضاع الشعوب الإسلامية.
برامج تعليمية:
- برامج تعليمية هادفة ومتنوعة.
- التعريف بالمواقع الإسلامية المتميزة والموثقة على شبكة الإنترنت.
برامج حوارية:
- دور الإسلام في إيجاد حلول للمشكلات العصرية القائمة.
- علاقة المسلم بالمسلم وغير المسلم.
- الأفكار الهدامة، نشأتها، تطورها، وكيفية التغلب عليها.
- حوارات صريحة مباشرة في أصول أهل السنة.
برامج إجتماعية:
- دراسة لمشكلات إجتماعية ونفسية وطرح الحلول.
- مقارنة إجتماعية بين الإسلام وغيره.
- النفس المطمئنة.
- هموم الشباب.
- إبراز مزايا النظام الإجتماعي الإسلامي
موقع القناة ( http://www.taiba.tv/index.php)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[15 Dec 2006, 01:14 ص]ـ
بارك الله فيك يادكتور أحمد على هذا الخبر المفرح، ولقد كنت قبل قليل أسمع من بعض الإخوة عن اهداف هذه القناة، فأسأل الله أن ييسر الأمر للقائمين عليها، إنه سميع مجيب.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[15 Dec 2006, 02:34 م]ـ
بارك الله فيكم
وفق الله القائمين عليها لكل خير وكلل عملهم بالنجاح ونفع بهم المسلمين.
ـ[نياف]ــــــــ[15 Dec 2006, 06:37 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
ـ[نورة]ــــــــ[16 Dec 2006, 02:38 ص]ـ
بشركم الله بما تحبون
ويسر الله أمر هذه القناة وبثها
وجزى الله القائمين عليها خيرا
ـ[الطبيب]ــــــــ[16 Dec 2006, 12:20 م]ـ
رؤية طيبة: بيان الصورة الناصعة للإسلام و التعريف به و الرد على الفرق المنحرفة
رسالة طيبة: السعي إلى إرشاد المشاهد إلى المنهج الوسط و بيان الحق، عبر تقديم مادة نافعة و مميزة.
نسأل الله التوفيق والسداد لهذه القناة ...
ودمتم،،،
ـ[أبو المنذر]ــــــــ[16 Dec 2006, 05:18 م]ـ
[نسأل الله التوفيق والسداد لهذه القناة ...
ودمتم،،،
ـ[محمدغراب]ــــــــ[21 Dec 2006, 05:31 ص]ـ
ان شاء الله خير ولقد صدمنا فى قناة المدينه فمن مقطتفاتها يبدو انها ستسير على خطى قناة الرساله وبالمناسبه لماذا اختفت قناة الحكمه
ـ[مرهف]ــــــــ[28 Dec 2006, 01:49 م]ـ
أسأل الله أن يجعل هذه القناة كاسمها، وأن يلهم القائمين عليها الرشد وجمع كلمة المسلمين والتوفيق بين ما تباين بينهم وأن يزيد من هذه القنوات ولكن ما هو تردد هذه القناة
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[01 Jan 2007, 08:47 ص]ـ
بشرك الله بالجنة شيخنا أحمد، ونسأل الله لهم العون والتيسير في هذا الدرب الذي لم يفرش بالورود بعد.
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[10 Mar 2007, 10:21 م]ـ
بشرىخير بإذن الله، ونرجو أن يكون لها من اسمها نصيب
ومن المسؤول عنها؟
ـ[الجعفري]ــــــــ[10 Mar 2007, 11:31 م]ـ
جزاك الله خيراً , وأسأل الله أن يوفق القائمين عليها ويسددهم
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[11 Mar 2007, 01:24 ص]ـ
متى سيبدأ بث القناة تحديدا بارك الله فيكم.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[11 Mar 2007, 09:31 م]ـ
هذا هو تردد القناة كما هو مبين في موقعهم:
Noorsat 2AB4 at 7°W ( NileSat Postion )
Freq: 10872 MHz / Vertical
Symbol Rate: 27500 Msps
FEC: 3/4
ـ[أبو المهند]ــــــــ[12 Mar 2007, 11:17 ص]ـ
أكثر الله من القنوات الهادفة، ومنح ذويها الخير كله.(/)
هل تنتهي مشكلتنا مع الغرب بتأمين مصالحه في منطقتنا؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Dec 2006, 08:30 م]ـ
هل تنتهي مشكلتنا مع الغرب بتأمين مصالحه في منطقتنا؟
للدكتور الفاضل عبدالله فهد عبدالعزيز النفيسي
دعوى هذه الورقة:
- أدَعي في هذه الورقة أن عدوانات الغرب على أمتنا الإسلامية عبر القرون لم يكن منطلقها يتوقف عند حدود السيطرة على المواد الخام التي تزخر بها جغرافية العالم الإسلامي (نفط، أخشاب، مطاط، ذهب، نحاس، مايكا، يورانيوم، معادن نفيسة) ولا السيطرة على الممرات والمضائق المائية الإستراتيجية (قناة السويس، باب المندب، مضيق هرمز) وأزعم بأن عدوانات الغرب على أمتنا الإسلامية سبق التكالب على النفط وسبق ظهور النفط وسبق انتعاش التجارة الدولية عاملان يساعدان على تفسير الظاهرة العدوانية التاريخية ضد أمتنا الإسلامية التي طبعت سلوك الغرب الأمريكي والأوروبي في تعاطيه للعلاقات مع العالم الإسلامي.
إذًا:
- هذا محور مهم في الموضوع إذ لو كان العدوان الغربي على أمتنا منطلقه النهائي يتوقف عند حدود المصالح المادية للغرب في منطقتنا لكان علينا لزامًا – لوقف العدوان – أن نفكر ونبتكر أساليب عملية التأمين مصالحه في منطقتنا لرفع العدوان عن أمتنا وإعطائها ومنحها فرصة تاريخية لاستعادة أنفاسها والخطى نحو المستقبل والتنمية الراشدة.
لكن الأمر – في رأينا – ليس كذلك، لا بل نزيد فنقول بأنه حتى لو ضمن الغرب مصالحه المادية في العالم الإسلامي فمشواره معنا لا يتوقف عند هذا الحد.
إذ نرى – من خلال قراءة سريعة لملف العلاقات بيننا والغرب أن الأخير يروم الهيمنة الكاملة والشاملة علينا بما فيها الهيمنة الروحية والدينية مما يتطلب – من جانبه – التوغل في إعادة صياغتها التاريخية وإلغاء نظام "القيم" لدينا ونسخ نظام "المفاهيم" المرتبطة بمقرراتنا العقائدية والشرعية. وإذ كان الأمر كذلك – وهذا ما سنثبته إن شاء الله تعالى في هذه الورقة – فهذا يستدعي من جانبنا التمعن في هذا الأمر وابتكار قراءات جديدة للوضع الإقليمي والدولي والتوصل إلى استراتيجيات مضادة تكون مهمتها ضد الهيمنة ومقاومتها والمحافظة على المبادرة الإسلامية في الفعل الدولي.
ونقولها بكل صراحة بأنه على الحركة الإسلامية – بشتى راياتها ومسمياتها – أن تعي بأن الغرب يستهدفها جميعًا: تلك التي تركب مراكب العنف والقوة المادية وتلك التي تلوح ليلاً ونهارًا بأغصان الزيتون، إذ أن المستهدف هو الإسلام: كتابه ورسوله وشريعته ولغته وحركته وتجمعه البشري ومقدراته المادية والأدبية.
إن تتبع ما يحصل في دوائر صناعة القرار الغربي الأمريكي والأوروبي – وبعد 11 سبتمبر خصوصًا – يقودنا إلى هذه القناعة مصداقًا لقوله تعالى: {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم، قل إن هدى الله هو الهدى ولأنِ اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير} البقرة 120.
الغرب السياسي:
لابد أن نلاحظ أن الغرب ذو وجهين: وجه سياسي وهو الظاهر للحضارة الغربية والوجه الآخر فكري يمثل القاعدة العلمية للحضارة الغربية وموقفها الفعلي من الإسلام والمسلمين. والغرب السياسي كان عبر التاريخ ولا يزال في تعامله مع العالم الإسلامي يروم الهيمنة والسيطرة على المقدرات المادية للمسلمين. ونظرًا لأن النظام الدولي الحالي له قلب ( Center ) يمثل الولايات المتحدة وأوروبا الغربية وله أطراف ( Periphery ) حيث تقع بلاد المسلمين بشتى ألوانهم وعناصرهم ألسنتهم ومواقعهم في جغرافيا العالم فإن القلب يتحكم بالأطراف عبر أربعة أضلاع:
1 – احتكار ثقافة السلاح وتجارته (التقليدي والنووي).
2 – احتكار النفط والخامات الأخرى (بالذات الإستراتيجية).
3 – احتكار الشرعية الدولية (عبر الأمم المتحدة ومجلس الأمن).
4 – احتكار التجارة العالمية والثقافة والإعلام (العولمة).
الغرب الفكري:
- أما الغرب الفكري والذي يتمثل في منهج الخطاب المعرفي الغربي في رؤيته وفهمه للإسلام فهو يرتكز إلى أربعة مفاصل:
1 – الموقف من الوحي.
2 – الموقف من النبوة وشخص النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
3 – الموقف من الإنجازات الحضارية للمسلمين (في ميدان الطب والفلك والرياضيات والجغرافيا وغيره).
4 – الموقف من مسألة تخلف المسلمين الحالي وسببه.
(يُتْبَعُ)
(/)
(انظر تفاصيل ذلك في كتاب مفيد للدكتور سمير سليمان موسوم بالإسلام والغرب – بيروت 1995).
سنلاحظ من خلال الاستعراض التاريخي لتأويلات الغرب وتفسيراته لهذه المواضيع الأربعة متمثلة بكتابات دوزيه ( Doze ) ولامانس ( Lamans ) وسورديل ( Sordell ) ووات ( Watt ) ورودنسون وحاليًا جيري فالويل ( Falwell ) وبات روبرتسون ( Rebertson. P ) وبيل غراهام ( Graham Bill ) الأب الروحي والديني للرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش) وبات بوكنان ( Buchanan. P ) وغيرهم كثير في عواصم ومدن الغرب سنلاحظ أن هؤلاء جميعًا أنكروا الوحي وأنكروا النبوة وتطاولوا إلى سب النبي صلى الله عليه وسلم وأنكروا دور المسلمين في الإنجازات الحضارية وأكدوا أن سبب تخلف المسلمين هو الإسلام ذاته ومعظم كتاباتهم في حقيقتها اتجهت نحو محاولة تقويض أساس العقيدة الإسلامية المتمثل بالكتاب والسنة الشريفة. وهذا الموقع التاريخي للغرب (سياسيًا وفكريًا) من الصعب شطبه من ذاكرة الأمة الإسلامية ونخبها ومفكريها ولذلك على الغرب مسؤولية أدبية كبيرة إزاء الأمة الإسلامية إذا أراد أن يحافظ على مكانته الأدبية بين المسلمين. ومثلما يطالبنا الغرب بتحسين صورتنا لديه فهو مطالب في ذات الوقت – وربما أكثر منا بتحسين صورته لدينا خاصة ونحن نرقب منذ خمسين عامًا وحتى الآن تأييده المريب إزاء العربدة الإسرائيلية في المنطقة.
الحركة الإسلامية وقادتها:
- يسوق الغرب علينا – إعلاميًا – بأن قيادات الحركة الإسلامية وكوادرها لا يفهمون الغرب. فالإنسان عدو ما يجهل وسبب جهل الحركة الإسلامية قادة كوادر للغرب هو تشبعهم بالثقافة الشرعية الإسلامية الذي يعيق بدوره أي تلاقح فكري ومعرفي مع الثقافة الغربية وأنه لا سبيل – يقول الغرب – لكي تتخلص الحركة الإسلامية من صدمة الثقافة هذه ( Cultural Shock ) إلا من خلال إعادة صياغتها منهجيًا ومعرفيًا وفق المناهج المعرفية الغربية. لذلك يطرح الغرب فكرة إعادة النظر في المناهج التعليمية الدينية المعمول بها في العالم الإسلامي والتي – حسب المقولة الغربية سالفة الذكر – هي السبب في هذا (الفصام النكد) بين الحركة الإسلامية والغرب.
- وهذه فكرة غير صحيحة وغير دقيقة ودوائر الغرب السياسية وأجهزة القرار الغربي تعرف ذلك تمامًا. لا نشك بأن معظم قيادات الحركة الإسلامية في العالم يفهمون الغرب جيدًا ذلك لأن معظمهم قد درس في الغرب وتلقى تعليمه وتدريبه العلمي في جامعات ومعاهد ومختبرات وحتى مصانع الغرب للحديد والصلب والصناعات الثقيلة. فالدكتور حسن الترابي – على سبيل المثال – يتكلم الإنجليزية والفرنسية وتلقى دراساته العليا في السوربون في فرنسا ودرس القانون هناك وأصبح فيما بعد عميدًا لكلية الحقوق في الخرطوم. ود. نجم الدين أربكان مهندس يتقن اللغة الألمانية لأنه تلقى تعليمه في ألمانيا وتخصص في مكائن الديزل وكان كذلك وزيرًا للصناعة في بلدة تركيا. وراشد الغنوشي يتقن الفرنسية لأنه درس في فرنسا الفلسفة الغربية وأكمل بعد ذلك تعليمه في جامعة دمشق أيضًا في موضوع الفلسفة. وسيد قطب رحمه الله حصل على الماجستير في الإدارة التربوية من جامعة أمريكية ويتكلم الإنجليزية ويقرأها ويكتبها. وعباسي مدني (الجزائر) من قيادات الحركة الإسلامية في الجزائر يتحدث ويكتب بالفرنسية.
وأنور إبراهيم (ماليزيا) الناشط الإسلامي في ماليزيا تلقى تعليمه في الولايات المتحدة وكان زميلنا في الاتحاد العالمي للطلبة المسلمين وكان من خلال محاضراته وتدخلاته الفكرية منذ كان طالبًا عميق الفهم للغرب ومنظوماته الفكرية وآلياته السياسية.
لذلك يخطئ من يظن بأن قيادات التنظيمات الإسلامية في العالم هم من طلبة العلوم الشرعية أو الذين يعانون من صدمة ثقافية في تعاملهم مع الغرب ولذا يعادونه ويحرضون عليه في المساجد والمنتديات فهذا غير صحيح. بل نزيد فنقول بأن معظم قيادات التنظيمات الإسلامية لم يتلقوا تعليمًا (شرعيًا) وأن معظمهم تلقوا تعليمًا (علمانيًا) وفي الغرب نفسه وهو تعليم بعيد تمامًا عن الدين وأجوائه، لا بل إن تعمق بعضهم في القراءات الفلسفية كاد يورد بعضهم في مرحلة من المراحل إلى الشك والإلحاد. نقول ذلك لكي نبرهن أن قيادات التنظيمات الإسلامية في العالم وخاصة في الأقطار المركزية (مصر، الجزائر، السودان،
(يُتْبَعُ)
(/)
تركيا، اندونيسيا، ماليزيا، باكستان) قد احتكوا احتكاكًا جيدًا بلغات وعلوم الغرب وثقافاته ومعاهده وجامعاته ولذا فمن السطحية اتهام البعض لهم بأنهم (لا يفهمون الغرب) بل هم يفهمون الغرب ويتكلمون بلسانه (الإنجليزي والفرنسي والألماني) ويدركون الأبعاد الجيوسياسية لاستراتيجياته في العالم الإسلامي وما يترتب عليها ويتفرع عنها من أوضاع، ولأن قيادات هذه التنظيمات ترى بأن المشروع الغربي (الأمريكي والأوروبي) في منطقتنا هو مشروع هيمنة شاملة علينا لذا سنلاحظ هذه المعارضة البارزة للتنظيمات الإسلامية إزاء المشروع الغربي.
تحريض غربي ضد الإسلاميين:
- تقول هيلين دانكوس Helene d’Encause الباحثة الفرنسية عندما كانت تحلل الأزمة الأفغانية بأن الاستراتيجيات الأمريكية والأوروبية ينبغي أن يعاد تصميمها من جديد لمواجهة ظاهرة الصحوة الإسلامية التي ظهرت كقوة على الأرض من الممكن أن تؤثر على ما تسميه دانكوس بالمجال النفطي الإسلامي ( I’espace Islamo-pétrolier ) ويشمل هذا المجال – حسب تعريفها إقليم الخليج والجزيرة العربية. لقد حذرت دانكوس من ظهور الإسلاميين في هذا المجال النفطي الإسلامي الذي يشكل إقليم الخليج والجزيرة العربية (قلبه) حيث مكة والبيت العتيق وقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم كمصدر روحي لاستقطاب هذا العالم الإسلامي مترامي الأطراف ما بين نواكشوط وجاكرتا. تقول دانكوس ذلك وتحذر الغرب منه وتذكر الغرب بأن وصول الإسلاميين للسلطة في إيران والسودان وأفغانستان والبوسنة وأدائهم القتالي اللافت في الشيشان ومواجهتهم مع جيش روسيا الاتحادية لفترة طالت واستطالت دليل على (موجه استراتيجية Wave Strategic ) من المحتمل أن تؤثر على موازين القوى وبالتالي قد تمتد لمناطق أخرى كثيرة تربك تدفق النفط من المجال النفطي الإسلامي نحو الأسواق الغربية الاستراتيجية.
- عبّر الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون عن قلقه من الإسلام والمسلمين من خلال كتابين نشرهما. أولهما عنوانه (نصر بلا حرب Victory without war ) وثانيهما عنوانه: (انتهزوا الفرصة Seize the moment ) يقول نيكسون في هذين الكتابين أنه بعد سقوط الاتحاد السوفيتي 1992م سيواجه الغرب والولايات المتحدة خصوصًا (ماردًا آخر) هو الإسلام فينبغي على الولايات المتحدة أن تعمل وبسرعة على الإمساك بما أسماه بِـ (الريادة الروحية Spiritual Leadership ) في العالم قبل أن "يفيق المارد الأخضر من نومه" حسب تعبيره.
- ويرى ستيفن بيلليتيير ( Stephen Pelletiere ) وهو بروفيسور يعمل خبيرًا ومستشارًا في كلية الحرب التابعة لرئاسة الأركان في الجيش الأمريكي American Army War College ) أن العقبة الكأداء أمام الإسلام (1) في الشرق الأوسط لا تتمثل بالحكومات العربية ولا بالشعوب العربية إنما تتمثل بحركة حماس الإسلامية في فلسطين وبحزب الله في لبنان وكلاهما يقول بيلليتيير (أحزاب إسلامية) انظر دراسة بيلليتيير: (حزب الله وحماس: تحديات للسلام Hezballah & Hamas-Challenges to peace: ).
- مارتن كريمر Martin Kramer مدير مركز موشى دايان في جامعة تل أبيب سابقًا وأحد أخطر المفكرين الاستراتيجيين الصهاينة الأمريكان وحاصل على جنسية مزدوجة أمريكية وإسرائيلية وكثير الحضور في الأوساط الجامعية الأمريكية. يؤكد كريمر بأن على الولايات المتحدة أن تعمل على استئصال الحركة الإسلامية بكل أطيافها من الوجود حتى لو وصلت إلى الحكم عن طريق الاقتراع السري والمنهج الديموقراطي كما حصل في الجزائر وفي تركيا أيضًا. ويقول كريمر في ورقة نشرها معهد أسبن The Institute Aspen في واشنطن 1998م بأنه يتوجب على الإدارة الأمريكية والبيت الأبيض عدم إضاعة الوقت في فتح حوار مع الحركات الإسلامية بل يحث الإدارة الأمريكية على دعم الأنظمة العربية بكل الوسائل الضرورية لقمع واستئصال تلك الحركات. ويقول كريمر إنه لا يجد صعوبة كبيرة في (تفهم) الإدارات الأمريكية الجمهورية والديموقراطية لذلك.
هذه أمثلة فقط وعينات عن التصورات الغربية للإسلام والمسلمين.
هل ثمة نفط في القدس؟
(يُتْبَعُ)
(/)
- إن أهم انتصار عسكري حققته الحملة الصليبية الأولى (وهي حملة غربية/ أوروبية/ مسيحية) هو استيلاؤها في 1099م على مدينة القدس. لقد ارتكب الصليبيون The Crusaders بحق سكان القدس المسلمين في ذلك العام أسوأ مجازر التاريخ لم يقفوا عند هذا الحد بل جمعوا أعضاء الجالية اليهودية (وقد كانت جالية صغيرة) في كنيستهم وأضرموا النار فماتوا حرقًا وأصبحت القدس منذ ذلك العام عاصمة الدولة الصليبية التي عرفت باسم مملكة القدس الصليبية. (انظر تفاصيل ذلك في كتاب د. سمير سليمان مشار إليه سابقًا).
- لقد كان واضحًا (البعد المسيحي) من احتلال القدس. فليس في القدس نفط ولا معادن ثمينة ولا حبوب الشرق الإسلامي وبهاراته وتوابله ولا هي تقع على ممر بحري للتجارة الدولية وليس فيها شيء يذكر سوى أهميتها الروحية للمسلمين فكان من المهم بالنسبة للصليبيين تجريد المسلمين من هذه الرمزية الروحية التي تعنيها لهم القدس. وفي هذا دليل تاريخي بأن الغرب ينظر للإسلام على أنه يمثل خطرًا جيو-استراتيجيًا كما أن فيه دليلاً على أن الغرب ليس علمانيًا بالمعنى الذي يحاول أن يشيعه بيننا وأن ثمة بعدًا دينيًا حادًا لسياساته وحملاته العسكرية. هذا التقاطب التاريخي بين المسلمين والغرب القادم من أوروبا على موضوع القدس دليل مادي على توجس الغرب من الإسلام ومراكزه الروحية. كما أن الموقع الغربي الحالي من استيلاء الصهاينة على القدس وتهويدها والتحالف الاستراتيجي القائم حاليًا بين الغرب والصهاينة (وهو تحالف استمر أكثر من خمسين عامًا ولا زال قائمًا) دليل آخر في هذا السياق. ألا يفصح ذلك عن بعد ديني لدى الغرب المسيحي في سياساته تجاه موضوع فلسطين والقدس خاصة؟.
لم ينقذوا المسلمين في البوسنة والهرسك:
- وفي محور مواز سنلاحظ أيضًا أن هناك نشاطًا غربيًا بارزًا لإبعاد الإسلام تمامًا من منطقة (القلب) في النظام الدولي وخاصة في أوروبا لذا فالتدخل الأطلسي الناشط في البوسنة والهرسك وكوسوفا واتفاقية دايتون Dayton ( نوفمبر 1995م) جاءت جميعها في توقيتها ومضمونها مستهدفة إبعاد المسلمين من هناك عن مركز القرار في البلقان.
لقد أعطى حلف شمال الأطلسي الصرب كل الوقت لذبح المسلمين وجَز رؤوسهم وأعناقهم وبقر بطون حوامل النساء فيهم بينما وبقرار دولي حظر السلاح على المسلمين في البوسنة والهرسك وكوسوفا، ومنع تدخل منظمة المؤتمر الإسلامي في الموضوع بأي شكل من الأشكال، وعندما أثخن الصرب بالمسلمين هناك وافتضح الأمر تمامًا لمن كان له قلب تدخل حلف شمال الأطلسي وكانت إتفاقية دايتون (ورقة التين)، تلك الاتفاقية التي قال عنها الأستاذ المجاهد علي عزت بيغوفيتش: (سلام ظالم خير من حرب عادلة).
أما تدخلهم الفاضح في تيمور الشرقية وتهديدهم العسكري لإندونسيا وتشجيعهم إقامة كيان مسيحي كاثوليكي مرتبط بالفاتيكان مباشرة وسط الأرخبيل الأندونيسي المسلم فيرد على حجتهم باستمالة (2) قيام كيان إسلامي في البوسنة والهرسك وكوسوفا. لماذا حلال في تيمور الشرقية لهم وحرام علينا في البوسنة والهرسك وكوسوفا؟.
يجب أن نعيد النظر بأولوياتنا:
حيث أن الأمر بلغ هذا المدى فعلينا نحن المسلمين أن نعيد النظر بسلم أولياتنا، لابد:
أولاً: أن ندرس المشهد العالمي واتجاهات الغرب الإستراتيجية الذي يروم الهيمنة الشاملة والكاملة على العالم الإسلامي.
ثانيًا: نحصر دائرة الصراع ونقطة التركيز وبؤرة الفعل فيما سبق، ولا نبدد الطاقة والوقت والمقدرات في معارك ثانوية لا جدوى منها.
ثالثًا: بل أن نجتهد في موضوع الحوار الإسلامي المسيحي ينبغي أن نجتهد في موضوع الحوار الإسلامي الإسلامي وكما نطير إلى روما وبروكسيل ولندن للتباحث مع المطارنة والكرادلة والقسس في كيفيات التعاون الإسلامي المسيحي حري بنا أن نطير إلى المدينة المنورة والقاهرة وطهران وجاكرتا وكوالالمبور ودمشق وغيرها من عواصم الإسلام للتوصل إلى صيغة وفاق وتفعيل لمنظماتنا العالمية الضخمة.
رابعًا: الاشتغال فورًا في بلورة إستراتيجية شاملة تستهدف المقاومة والصد لرياح الهيمنة الغربية على كل صعيد. ليس هذا طلبًا للمواجهة غير المتكافئة، فليس إلى هذا ندعو الآن، لكن لابد من المقاومة والصد. إن مقاومة الهيمنة – بالذات الأمريكية كما تتبدى في العراق وأفغانستان – فريضة شرعية وهي كذلك ضرورة إستراتيجية للأمة.
خامسًا: لأن الولايات المتحدة الأمريكية تمثل (مركز الثقل) بالنسبة للغرب. وهي الوريث لمشروع الهيمنة الأوروبي وبالذات البريطاني وهو الذي يمد المشروع الصهيوني بأسباب البقاء والتفوق العسكري فلا يمكن تحقيق النقلة النوعية للأمة الإسلامية من هذه المرحلة الغثائية (كما وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم) إلا من خلال التركيز على مقاومة (مركز ثقل) الغرب الذي تمثله الولايات المتحدة. وينبغي التوضيح دائمًا أننا لا نقاوم إلا لحماية أنفسنا من عدوان الإدارات الأمريكية. هدف إستراتيجية المقاومة – كما يرسمها العقل الإستراتيجي المسلم د. حامد عبدالماجد قويسي – هو "إحداث خلخلة في النظام الدولي الآسر للأمة الإسلامية بالتصدي والمقاومة لمركز الثقل الغربي الذي تمثله الولايات المتحدة".
لابد من ابتكار الوسائل الجديدة لمقاومة الهيمنة الأمريكية وصد رياح السيطرة الغربية وعدم الاستسلام لها في هذه المرحلة.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
ـــــــــــــــ
(1) هكذا في المقال ولعله سبق قلم، والصحيح هو (العقبة اكأداء أمام الغرب في الشرق الأوسط)
(2) لعل صوابها: باستحالة.
المصدر ( http://www.alnefisi.com/Default.aspx?Pages=item&id=57)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمدغراب]ــــــــ[23 Dec 2006, 11:25 م]ـ
(يا أيها الذين آمنوا لاتتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ماعنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وماتخفى صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات ان كنتم تعقلون)
(ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)
(ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)
(ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[17 Jan 2007, 11:14 م]ـ
النفيسي حفظه الله صاحب رؤية إسلامية تلامس واقع الأمة بأسلوب متين وممتع ... قلم النفيسي نفيس.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Feb 2007, 12:05 ص]ـ
وهذا موقع به مقالات
الدكتور عبدالله بن فهد النفيسي ( http://www.alnefisi.com/Default.aspx?Pages=article_week)
وفقه الله لمن اراد الاطلاع عليها.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[19 Feb 2007, 10:53 ص]ـ
لقد أصاب الدكتور النفيسي المحز وكلنا أمل أن نعي ما سطره حفظه الله وحفظ الله من أطلعنا عليه(/)
ندوة عن (القراءات الجديدة للقرآن الكريم) دعوة للمشاركة
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[05 Jan 2007, 03:04 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الإخوة الأفاضل رواد هذا الموقع: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد، تنظم جمعية البلاغ بالمحمدية، المغرب، ندوة علمية بعنوان " القراءات الجديدة للقرآن الكريم " وذلك أيام 25/ 27 ربيع الأول 1428 هـ الموافق ل 13/ 15 أبريل 2007 م وذلك بمدينة فكيك بالمغرب الأقصى.
وهذه ورقة تقديمية للندوة، مع رجاء المشاركة الفعلية في فعاليات هذه الندوة، أو المساهمة بالنصح و الإرشاد و التوجيه.
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
(سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)
ـ البقرة: من 32 ـ
الحلقة الثالثة لخدمة القرآن والسنة بفكيك.
القرآن الكريم والقراءات الجديدة
تعرف الساحة الثقافية جدلا كبيرا حول ما يسمى ب " القراءات الجديدة للقرآن الكريم " التي تتدثر بمناهج لسانية، وسوسيولوجية، وتاريخية، وإنتروبولوجية، أدت إلى تحريف المعاني القرآنية، وإخراج النصوص عما هو مجمع عليه، فضلا عن تناقضها مع الحقائق الشرعية، وتعارضها مع مقاصد الشريعة الإسلامية، ومرد ذلك لعدم احترامها لخصوصيات القرآن الكريم، ومعاملته كسائر النصوص البشرية.
وليس معنى ذلك أننا نريد حجب هذه المناهج عن مقاربة الخطاب القرآني، بقدر ما نريد بيان حقيقة أساسية تتعلق بالقراءة الإيجابية للقرآن الكريم، وهي القراءة المقاصدية، التي تحفظ للقرآن الكريم خصوصياته، وتحقق مقاصده، ككتاب هداية، يبين للناس ما يحقق صلاحهم في الحال والفلاح في المآل.
إن كل منهج من المناهج المذكورة آنفا يمكنه أن يسهم في بلورة هذه القراءة المقاصدية، بحيث تمكن الإنسان من الوقوف على مراد الله تعالى من الخطاب القرآني بحسب القدرة البشرية، إي إنها قراءة ذات أبعاد ثلاث:
أ. التلاوة.
ب. التدبر.
ت. التطبيق.
والله تعالى تعبدنا كمسلمين بهذه المستويات الثلاث، ومن ثم فإن القراءة في تصور المسلمين ليست قراءة حرة، بل هي قراءة مقاصدية. ومن هنا نفهم أننا أمام موقفين: موقف يؤمن بأن القرآن كلام الله، المقدس والمعجز، والمتضمن للحق والحقيقة، ومن ثم يتخذه مرجعية له في الحياة. وبين موقف آخر ينظر إلى القرآن كنص بشري ليست له أية خصوصية، وأن هالة القداسة مصطنعة، ومن ثم دعت إلى القطيعة المعرفية مع القراءات الإسلامية التراثية، وحذفت عبارات التعظيم، واستعملت مصطلحات غير المصطلحات الشرعية. فبدل نزول القرآن استعملوا الواقعة القرآنية، وبدل القرآن المدونة الكبرى، وبدل الآية العبارة. وتعمدت الاستشهاد بالقرآن والنص البشري بدون أدنى تمييز بينهما، مع الدعوة إلى عقلنة النص القرآني، ورفع عائق الغيبية. واعتبار كل ما يعارض العقل شواهد تاريخية، وربط الآيات القرآنية بالظروف والسياقات الزمنية، بما يعني أن القرآن الكريم ليس إلا نصا تاريخيا. والتذرع بالمناهج الحديثة بدعوى أنسنة القرآن الكريم، لنزع القداسة عنه، والتشكيك في تواتره. مما يخفي وراءه مواقف استعمارية من جهة، وأيديولوجية من جهة أخرى.
والواقع أن الدراسات الجديدة للقرآن الكريم ما هي إلا امتداد للدراسات الاستشراقية التي يمثلها نولدكه في دراسته عن تاريخ القرآن الكريم، حيث انتهى إلى أن نبوة محد ـ صلى الله عليه و سلم ـ ما هي إلا امتداد لنبوات العهد القديم، وأن القرآن الكريم مأخوذ عن المأثورات اليهودية والمسيحية.
وقد تطورت هذه الدراسات حول القرآن الكريم في الستينات من القرن الماضي، على أيدي التفكيكيين كجون واسنبرو، وكوك، وكرون الذين يمثلون الاتجاه التفكيكي الداخلي. ولينغ ولوكسنبورج اللذان يمثلان الاتجاه التفكيكي الخارجي.
وعن هؤلاء أخذ أصحاب القراءات الحديثة للقرآن الكريم، من العرب والمسلمين، كمحمد أركون، ونصر حامد أبو زيد، والمنصف بن عبد الجليل، وعبده الفيلالي الأنصاري، ويوسف صديق، ومحد الشريف فرجاني، وعبد المجيد الشرفي، وطيب تيزيني، وحسن حنفي، وأخيرا الجابري.
إننا نعقد هذه الندوة العلمية لدراسة المناهج الموظفة في القراءات الجديدة للتفسير، وتطبيق هذه المناهج من قبل الباحثين والدارسين المشار إليهم آنفا، وعيا منا بأن المنهج ليس بالضرورة هو التطبيق، ذلك أن الخلفيات الأيديولوجية والسياسية هي التي توجه هذه المناهج، لنصبح أمام إسقاطات تنتهي إلى نتائج مرسومة سلفا. كما أننا نروم الكشف عن إمكانية الإفادة من المناهج الحديثة واستعمالها استعمالا علميا، يراعي خصوصيات القرآن الكريم، دون خلفيات مسبقة، وبهدف الوصول إلى الحقيقة، علما أن الدين لله، وأن معارف البشر نسبية، فاجتهاداتهم محدودة في الزمان والمكان، ولا يمكن بأي حال الادعاء بأنها مراد الله النهائي.
كما أن تبني هذه المناهج وفق شروط موضوعية يمكن المسلمين من فهم تراثهم التفسيري، ومن ثم القدرة على استيعابه واستبطانه وصولا إلى الإبداع، حيث الإضافة العلمية للمجال، واكتشاف نواح جديدة من الإعجاز، وإقامة الحجة على المبطلين والمشككين بما يدعونه من مناهج علمية حديثة.
محاور الندوة:
1 - المناهج الحديثة في مقاربة الخطاب القرآني.
2 - مناهج المفسرين والبلاغيين في دراسة الخطاب القرآني.
3 - الخطاب الديني والخطاب البشري أية علاقة؟.
4 - دراسة تقويمية لأهم القراءات الجديدة للخطاب القرآني.
تنعقد الندوة ـ إن شاء الله ـ أواسط أبريل 2007 م بمدينة فكيك.
اللجنة المنظمة:
1 - عبد الرحمن عبد الوافي.
2 - عبد الهادي دحاني.
3 - أحمد بزوي الضاوي.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[06 Jan 2007, 07:45 ص]ـ
الأخ الضاوي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
سؤالي هل لنا أن نشارك نحن في الندوة من خارج المغرب ...
وهل تتحمل الجهة المنظمة تكاليف السفر والإقامة لمن يُقبل بحثه؟ وألفت النظر إلى وجود رسالة في المغرب بجامعة محمد الخامس - للباحث عبد الرزاق هوماس عنوانها القراءة الجديدة للقرآن الكريم - إشراف د. فاروق حمادة
وشكراً لكم.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[06 Jan 2007, 01:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل: أحمد الطعان ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد، فإنني أشكر لكم اهتمامكم وتواصلكم، آملا أن تكون هذه البادرة الطيبة فاتحة تعاون بيننا، تطويرا للبحث العلمي في مجال الدراسات القرآنية، كما أشكركم على إشارتكم لرسالة الأستاذ الدكتور عبد الرزاق هرماس، الأستاذ الباحث بكلية الآداب ببني ملال، وسنعمل على التواصل معه إن شاء الله ـ. أما عن المشاركة فإننا نرحب بكم، ونتكفل بمصاريف الإقامة بالمغرب.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عبد الله]ــــــــ[03 Feb 2007, 01:52 م]ـ
الأخ الفاضل / أحمد بزوي الضاوي - وفقه الله
لو ذكرت الشروط وموعد تسليم الأبحاث. بارك الله فيك
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[07 Feb 2007, 08:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الإخوة الأفاضل: السلام عليطكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإنه يشرفني أن أخبركم أن آخر أجل لتلقي طلبات المشاركة هو آخر فبراير 2007 م، أما آخر أجل لتلقي العروض كاملة مطبوعة بصيغة WORD هو 20 مارس 2007 م. وذلك حتى تتمكن اللجنة المنظمة من الإعداد الجيد للندوة.
نسأل الله تعالى التوفيق و السداد.
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[08 Feb 2007, 10:59 ص]ـ
بين يدي الندوة الكريم
1 - الأخذ في الاعتبار حين مناقشة تلك الأفكار أنها أفكار لا قيمة لها وأننا لا نذكرها ولا نناقشها بأن لها معتبر، بل لأنها دعوى قيلت فمن قبيل {وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} فنحن نناقش تلك المقولات.
2 - الأخذ في الاعتبار حين مناقشة هؤلاء الذين لا يرجون لله وقارًا أنه ليس لهم من الإسلام نصيب، وأنه لا كرامة لهم، وأننا ناقشهم لزيادة إقامة الحجة عليهم.
3 - يفضل في الدعوة أنها تكون من مخاطبة جامعة إلى جامعة فيكون المشارك جاء من طرف الجامعة وليس شخصه وتقوم الجامعة التي ترسل مبعوثها بتحمل أعباء السفر، كما تقوم الجامعة المضيفة للندوة بتكلفة الضيافة.
وفق الله الجميع لما فيه إعلاء كلمة التوحيد بمعناها الصحيح
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[08 Feb 2007, 02:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل: مصطفى علي ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.
أما بعد، فإني أشكركم على تواصلكم و اهتمامكم و غيرتكم. آخذين بعين الاعتبار ما أوصيتم به. مع متمنياتنا أن تكون هذه الندوة المباركة فاتحة تعارف و تعاون.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[08 Feb 2007, 10:42 م]ـ
لأخ الفاضل د. أحمد بزوي الضاوي السلام عليكم ورحمة الله وبعد:
ألا يوجد بريد إلكتروني للمراسلة لأن إرسال البحث غير ممكن عن طريق الملتقى بسبب الحجم الكبير
ولكم الشكر
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[11 Feb 2007, 12:43 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور أحمد الطعان ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
أما بعد فإني أشكركم على تواصلكم و تعاونكم لإنجاح هذه الندوة المباركة.
أما عن البريد الإلكتروني للندوة فهو كالتالي: ahmedbezoui@yahoo.fr
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[21 Feb 2007, 11:47 ص]ـ
ألأخ الفاضل الدكتور أحمد الضاوي
بارك الله في جهودكم الطيبة ونفع بكم
وأشيد بموضوع الندوة فإن البحث في هذا الموضوع الحيوي أمر في غاية الأهمية
ونرجو بعد انتهاء الندوة نشر نتائجها في الملتقى ليعم النفع بها
وكنا نتمنى المشاركة ولكن الوقت المتاح لإعداد الأوراق قليل
وفقكم الله تعالى لما يحب ويرضى وأعانكم على طاعته وخدمة كتابه العظيم
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[22 Feb 2007, 03:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور أحمد شكري ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
نشكركم على تواصلكم و دعمكم، آملا أن تكون هذه الندوة المباركة فاتحة تعاون بيننا خدمة للدراسات القرآنية، وتطويرا للبحث فيها. وسأنقل توصياتكم للإخوة الأفاضل أعضاء اللجنة المنظمة، للعمل بها تعميما للفائدة.
وتفضلوا بقبول خالص تحياتي و تقديري.
والسلام عليكم و رحمة الاله و بركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[03 Mar 2007, 11:43 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الإخوة الأفاضل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لأسباب تنظيمية تم تغيير تاريخ انعقاد هذه الندوة المباركة، ليصبح على الشكل التالي: 18/ 19/20 أبريل 2007 م. كما تم التعاون بشكل فعال مع مختبر الأبحاث و الدراسات في التراث الإسلامي بكلية الآداب و العلوم الإنسانية، جامعة محمد الأول، و جدة.
كما تم توسيع اللجنة المنظمة لينظم إليها السادة الأساتذة:
1 - عبد العزيز فارح.
2 - عمر آجة.
3 - حسن حالي.
وتفضلوا بقول خالص التحيات و التقدير.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[29 Mar 2007, 02:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الإخوة الأفاضل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد فهذا برنامج الندوة بين أيديكم.
جامعة محمد الأول
كلية الآداب والعلوم الإنسانية
مختبر الأبحاث والدراسات في التراث الإسلامي
وجدة
جمعية آل عبد الوافي
فكيك
جمعية البلاغ الثقافي
المحمدية
تنظم ملتقى فكيك الثالث لخدمة القرآن الكريم والسنة النبوية في موضوع:
وذلك بمدينتي وجدة وفكيك، أيام 1و2و3 ربيع الثاني 1428 18و19و20 أبريل 2007
تقديم:
ما هي أغراض "القراءات الجديدة للقرآن الكريم" التي تتسلح بمناهج لسانية، وسوسيولوجية، وتاريخية، وأنتروبولوجية، وغيرها؟ ما هي أهدافها وماذا تريد؟ هل تريد أن تخدم القرآن الكريم، وتقرب معانيه للناس؟ هل تريد أن تفهم نصوص الآي القرآني؟ هل تهدف هذه القراءات إلى الاستفادة من تعاملها مع المعاني القرآنية الربانية؟ هل تريد أن تهتدي بهدي القرآن؟ هل تريد أن تقنع ذواتها وأصحابها بحجج القرآن؟ أم إنها تريد أن تعامل النص القرآني بما تعامل به سائر النصوص البشرية؟ هل تهدف إلى مناقضة الحقائق الشرعية ومعارضة المقاصد التي جاءت بها الشريعة الإسلامية؟ هل تعترف بخصوصيات القرآن الكريم، ومن ثم هل تحترم ربانية الخطاب القرآني، وهل تقر بذلك وتعترف به؟ ...
ولسنا نريد من هذه الندوة العلمية أن تجيب عن هذه الأسئلة وغيرها بقدر ما نريد تنوير العقول والأفهام بحقائق القرآن الخالدة وتبصيرها بأسراره المعجزة. ونريد كذلك أن تتفضل هذه المناهج وتبادر إلى دراسة الخطاب القرآني، لبيان حقيقة أساسية تتعلق بالقراءة الإيجابية للقرآن الكريم، وهي القراءة المقاصدية، التي تحفظ للقرآن الكريم خصوصياته، وتحقق مقاصده، ككتاب هداية، يبين للناس ما يحقق صلاحهم في الحال والفلاح في المآل.
ومن هنا نجد أنفسنا أمام موقفين من التعامل مع كتاب الله: موقف يؤمن بأن القرآن كلام الله، المقدس والمعجز، والمتضمن للحق والحقيقة، ومن ثم يتخذه مرجعية له في الحياة. وبين موقف آخر ينظر إلى القرآن كنص بشري ليست له أية خصوصية، وأن هالة القداسة مصطنعة، ومن ثم دعت إلى القطيعة المعرفية مع القراءات الإسلامية التراثية، وحذفت عبارات التعظيم، واستعملت مصطلحات غير المصطلحات الشرعية. فبدل نزول القرآن استعملت الواقعة القرآنية، وبدلت لفظ القرآن بالمدونة الكبرى، و الآية بالعبارة. وتعمدت الاستشهاد بالقرآن والنص البشري بدون أدنى تمييز بينهما، مع الدعوة إلى عقلنة النص القرآني، ورفع عائق الغيبية. واعتبار كل ما يعارض العقل شواهد تاريخية، وربط الآيات القرآنية بالظروف والسياقات الزمنية، مما يعني أن القرآن الكريم ليس إلا نصا تاريخيا. وأكثرت مثل هذه القراءات الجديدة من التذرع بالمناهج الحديثة بدعوى أنسنة القرآن الكريم، لنزع القداسة عنه، والتشكيك في تواتره، مما يخفي وراءه مواقف استعمارية من جهة، وأيديولوجية من جهة أخرى.
والواقع أن الدراسات الجديدة للقرآن الكريم ما هي إلا امتداد للدراسات الاستشراقية التي يمثلها نولدكه في دراسته عن تاريخ القرآن الكريم، حيث انتهى إلى أن نبوة محمد ـ صلى الله عليه و سلم ـ ما هي إلا امتداد لنبوات العهد القديم، وأن القرآن الكريم مأخوذ عن المأثورات اليهودية والمسيحية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد تطورت هذه الدراسات حول القرآن الكريم في الستينات من القرن الماضي، على أيدي التفكيكيين كجون واسنبرو، وكوك، ولينغ ولوكسنبورج وغيرهم. وعن هؤلاء أخذ أصحاب القراءات الحديثة للقرآن الكريم، من العرب والمسلمين، كمحمد أركون، ونصر حامد أبو زيد، وطيب تيزيني، وغيرهم كثير.
إننا نعقد هذه الندوة العلمية لدراسة المناهج الموظفة في القراءات الجديدة للتفسير، وتطبيق هذه المناهج من قبل الباحثين والدارسين المشار إليهم آنفا، وعيا منا بأن المنهج ليس بالضرورة هو التطبيق، ذلك أن الخلفيات الأيديولوجية والسياسية هي التي توجه هذه المناهج، لنصبح أمام إسقاطات تنتهي إلى نتائج مرسومة سلفا. كما أننا نروم الكشف عن إمكانية الإفادة من المناهج الحديثة واستعمالها استعمالا علميا، يراعي خصوصيات القرآن الكريم، دون خلفيات مسبقة، وبهدف الوصول إلى الحقيقة، علما أن الدين لله، وأن معارف البشر نسبية، فاجتهاداتهم محدودة في الزمان والمكان، ولا يمكن بأي حال الادعاء بأنها مراد الله النهائي.
كما أن تبني هذه المناهج وفق شروط موضوعية يمكن المسلمين من فهم تراثهم التفسيري، ومن ثم القدرة على استيعابه واستبطانه وصولا إلى الإبداع، حيث الإضافة العلمية للمجال، واكتشاف نواح جديدة من الإعجاز، وإقامة الحجة على المبطلين والمشككين بما يدعونه من مناهج علمية حديثة.
برنامج الندوة
اليوم الأول: 18/ 04/2007 بوجدة
* الجلسة الافتتاحية:
رئيس الجلسة: ذ. عبد العزيز فارح
المقرر: ذ. عمر آجا
1 - 09.00 الافتتاح بالقرآن الكريم
2 - 09.10 كلمة جمعتي آل عبد الوافي والبلاغ الثقافي
3 - 09.20 كلمة السيد عميد كلية الآداب بوجدة
4 - 09.40 كلمة السيد مندوب الجمعية الإسلامية الليبية بالمغرب
5 - 09.50 كلمة السيد منسق مختبر الأبحاث والدراسات في التراث الإسلامي
6 - 10.00 كلمة اللجنة المنظمة للندوة
7 - 10.10 حفل توزيع الجوائز على الفائزين في المباراة الجامعية الوطنية في حفظ القرآن
* الجلسة الثانية:
رئيس الجلسة: ذ. عبد الرحمن عبد الوافي
المقرر: ذ. رشيد بلحبيب
8 - 10.40 دراسة نقدية لمناهج المستشرقين في فهم النص القرآني- ذ. إدريس نقوري.
9 - 11.00 القرآن الكريم والحاجة إلى القراءة الجديدة- ذ. سعيد شبار- كلية الآداب ببني ملال
10 - 11.20 ضوابط تفسير النصوص بين الحتمية والعبثية- ذ. عبد العزيز فارح- كلية الآداب بوجدة
11 - 11.40 أنسنة الوحي في الخطاب القرآني – محمد الطعان – جامعة دمشق
12 - 12.00 مناقشة العروض.
*الجلسة الثالثة:
رئيس الجلسة: ذ. إدريس نقوري
المقرر: ذ. حسن يشو
13 - 15.10 مقاصد القراءة الحداثية للقر آن الكريم- ذ. رشيد بلحبيب- كلية الآداب بوجدة
14 - 15.30 أسس القراءة الحداثية للنص القرآني- ذ. فؤاد بوعلي- أستاذ باحث
15 - 15.50 ضوابط تفسير النص القرآني – ذ. الوالي بنيونس – كلية الآداب بوجدة
16 - 16.10 قاعدة تقديم القرآن للقرآن- ذ. محمد خروبات- كلية الآداب بمراكش
17 - 16.30 ضوابط التفسير المقاصدي للقرآن الكريم- ذ. الجيلالي لمريني- كلية الآداب بفاس
18 - 16.50 مناقشة العروض.
اليوم الثاني: 19/ 04/2007 بفكيك
*الجلسة الرابعة:
رئيس الجلسة: ذ. عبد الهادي دحاني
المقرر: ذ. إبراهيم عقيلي
19 - 16.00 الاتجاه الهرمونتيقي وأثره في الدراسات القرآنية- ذ. عبدالرحيم بودلال-كلية الآداب بوجدة
20 - 16.40 المقاربة اللسانية للخطاب القرآني – ذ. أحمد بزوي – كلية الآداب بالجديددة
21 - 17.00 استراحة شاي
22 - 17.20 قراءة جديدة للقرآن الكريم عبر نصوص منشورة بالإسبانية- ذ. علي الريسوني- كلية
الآداب بتطوان
23 - 17.40 اللسانيات والعلمانية والقرآن- ذ. أحمد زحاف – كلية الآداب بالجديدة
24 - 17.40 مفهوم التفسير والتأويل والقراءة: أية علاقة؟ - أحمد حمزة- أستاذ باحث
25 - 18.00 مناقشة العروض
اليوم الثالث: 20/ 04/2007 بفكيك
*الجلسة الخامسة:
رئيس الجلسة: ذ. الوالي بنيونس
المقرر: ذ. الجيلالي لمريني
26 - 09.00 القرآن الكريم وعلم النفس – ذ. عبد الناصر السباعي – كلية الآداب – ظهر المهراز بفاس
27 - 09.20 نظرات في الخصوصية المحورية في الخطاب الديني- ذ. محمد قراط -أستاذ باحث بفاس
28 - 09.40 المرتكزات المقاصدية في تفسير النص الديني، مطارحة في نقد القراءات المعاصرة-
ذ. حسن يشو- كلية الآداب بوجدة
29 - 10.00 قراءة في كتاب: Aux origines du coran- Luis De PRIMARRE- ذ. طارق
مدني- كلية الآداب بوجدة
30 - 10.20 القول في القرآن بغير علم- ذ. إبراهيم أزوغ- كلية الآداب- ظهر المهراز بفاس
31 - 10.20 مناقشة العروض.
*الجلسة السادسة:
رئيس الجلسة: ذ. أحمد بزوي الضاوي.
المقرر: ذ. محمد خروبات
32 - 15.00 قراءة جمالية للخطاب القرآني_ ذ. مصطفى الحيا- كلية الآداب ببنمسيك -البيضاء
33 - 15.20 بين جدية قراءة القرآن الكريم ودعاوى القراءات الجديدة- ذ. أحمد لعمراني- كلية الآداب
بالجديدة
34 - 15.40 مقومات تحديد العلاقة بالقرآن في قراءة في رؤية بديع الزمان النورسي- ذ. محمد
جكيب- كلية الآداب بالجديدة
35 - 16.00 قراءة معاصرة للخطاب الإلهي لبعض المفكرين المعاصرين- ذ. عبد القادر حمدي- كلية
الآداب بمراكش
36 - 16.20 دراسة نقدية للإعجاز العددي في القرآن الكريم- ذ. لحسن صدقي- كلية الآداب بالجديدة
37 - 16.40 استراحة شاي
38 - 17.00 مناقشة العروض.
39 - 17.20 توصيات الندوة وختام
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد قباوة]ــــــــ[09 Apr 2007, 01:20 ص]ـ
أساتذتي الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إني أتطلع بشغف لهذا المؤتمر، ذلك أنني أعد رسالة دكتوراه في الموضوع ذاته بعنوان ((دعوى" القراءة المعاصرة للقرآن الكريم": دراسة تحليلية نقدية)) فأسأل الله تعالى أن يوفقكم لكل خير، وأن يساهم هذا المؤتمر في الرد لشبهات تعتبر الأخطر لأنها تصدر ممن ينتسب للإسلام
ولاشك بأنكم اطلعتم على ما جرى في بداية هذا الشهر في مدينة بطرسبرج بولاية فلوريدا في الولايات المتحدة الأمريكية من 3 - 5 مارس 2007، حيث عقد مؤتمر بعنوان ((قمة الإسلام العلماني)) برعاية أمريكية صرفة كما تبدى ذلك من أسماء المشاركين فيها، ومما اطلعت عليه من توصيات انتهى المؤتمر إليها.
حيث أراد هذا المؤتمر أن يطرح أسلوباً جديداً لفهم القرآن الكريم، فأرجو الاطلاع عليه، كما إني حاولت الحصول على توصياته بشكل تفصيلي بالبحث عنها في الانترنت، لكن ما كتب عنها حتى الآن باللغة العربية إنما كان مختصراً جداً، فأرجو إفادتي بما يمكن أن تحصلوا عليه مما يتعلق بها.
وتوفيراً لوقتكم أرفق لحضراتكم ملفاً جمعت فيه ما حصلت عليه من مقالات حول هذه القمة باللغة العربية حتى 27/ 3/2007
وجزاكم الله كل خير
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[12 Apr 2007, 10:32 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الفاضل: أحمد قباوة ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد فإني أشكر لكم تواصلكم و إغناء الموضوع. جزاكم الله خيرا.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[26 Apr 2007, 07:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم د. أحمد بزوي الضاوي أشكر لكم قبولكم لبحثي في المؤتمر وأرجو المعذرة لعدم إمكانية الحضور.
جزاكم الله خيراً.
ملاحظة: هناك خطأ في الاسم كما هو مذكور في جلسات المؤتمر.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[29 Apr 2007, 11:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أخي الفاضل الأستاذ الدكتور أحمد الطعان ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد فإني أشكركم على تواصلكم و اهتمامكم، مع اعتذاري لفضيلتكم عن الخطأ في اسمكم. وأخبركم أن عرضكم تمت قراءته في الندوة المباركة من قبل الأستاذ الدكتور عبد الهادي دحاني، و قد لقي استحسانا كبيرا من قبل المشاركين و الحضور الكريم.
آملين أن تكون هذه بادرة تعاون بيننا للنهوض بأعباء البحث في العلوم الشرعية عامة و الدراسات القرآنية خاصة.
جزاكم الله خيرا.
وتفضلوا أخي الكريم بقبول خالص تحياتي و تقديري لشخصكم الكريم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[02 May 2007, 03:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
الإخوة الأفاضل: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد فهذا تقرير عن أشغال الندوة العلمية: " القراءات الجديدة للقرآن الكريم " أعده الأستاذ الدكتور عبد الهادي دحاني ـ حفظه الله ـ
القراءات الجديدة للقرآن
آليات للفهم أم معاول للهدم؟
ملتقى فكيك الثالث لخدمة القرآن والسنة
د. عبد الهادي دحاني
تزايدت القراءات الجديدة للقرآن، ونشطت حركتها في أوساط المثقفين العرب والمسلمين، وهي تتناول بالدرس والتحليل صحة القرآن ومصداقيته وصلاحيته المطلقة للزمان والمكان، مع العلم أن كثيرا من أقطابها كانوا بالأمس القريب يأنفون من الاشتغال بالدين، وخاصة في مصدريه القرآن والسنة، معتبرين ذلك عائقا أمام التقدم ومشغلة عن العلم والتكنلوجيا، لكنهم عادوا أو كلفوا بالبحث في مجال الدين والتراث العربيين والإسلاميين واللغة العربية، يدفعهم في ذلك أغراض وضعوها نصب أعينهم، وأهداف لابد من لهم من تحقيقها، ومسلحين بمناهج وأدوات حديثة في مجال البحث والدراسة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا لابد من معرفة ما هي هذه القراءات الجديدة للقرآن؟ هل هي القراءات الحداثية المعروفة بأيديولوجياتها وخلفياتها في تناول كل ماهو ديني بالدراسة والبحث؟ أم هي القراءات التي تستمد مرجعيتها من التفاسير ومن المصادر العلمية التي تحاول أن تنزل القرآن بآياته في واقع الناس حتى يستفيدوا منه فهما وحفظا وتطبيقا، فيعملوا بمقتضاه، اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الذين كانوا قرآنا يمشي على الأرض سلوكا وعملا؟
من هنا يحق لنا أن نسائل هذه القراءات الجديدة في مضامينها ومناهجها، هل هي بالفعل تتميز بالجدة والتنوع المعرفي، أم إنها أبعد ما يكون عن الجدة والحداثة؟ أم إنها مجرد صياغات جديدة وإعادة لما قاله الأولون بأسلوب حديث ومغاير؟؟
إذن، ما هي أغراض هذه "القراءات الجديدة للقرآن الكريم" التي تتسلح بمناهج لسانية، وسوسيولوجية، وتاريخية، وأنتروبولوجية، وغيرها؟ ما هي أهدافها وماذا تريد؟ هل تريد أن تخدم القرآن الكريم، وتقرب معانيه للناس؟ هل تريد أن تفهم نصوص الآي القرآني؟ هل تهدف هذه القراءات إلى الاستفادة من تعاملها مع المعاني القرآنية الربانية؟ هل تريد أن تهتدي بهدي القرآن؟ هل تريد أن تقنع ذواتها وأصحابها بحجج القرآن؟ أم إنها تريد أن تعامل النص القرآني بما تعامل به سائر النصوص البشرية؟ هل تهدف إلى مناقضة الحقائق الشرعية ومعارضة المقاصد التي جاءت بها الشريعة الإسلامية؟ هل تعترف بخصوصيات القرآن الكريم، ومن ثم هل تحترم ربانية الخطاب القرآني، وهل تقر بذلك وتعترف به؟ ...
ولسنا نريد من هذه الندوة العلمية أن تجيب عن هذه الأسئلة وغيرها بقدر ما نريد تنوير العقول والأفهام بحقائق القرآن الخالدة وتبصيرها بأسراره المعجزة. ونريد كذلك أن تتفضل هذه المناهج وتبادر إلى دراسة الخطاب القرآني، لبيان حقيقة أساسية تتعلق بالقراءة الإيجابية للقرآن الكريم، وهي القراءة المقاصدية، التي تحفظ للقرآن الكريم خصوصياته، وتحقق مقاصده، ككتاب هداية، يبين للناس ما يحقق صلاحهم في الحال والفلاح في المآل.
ومن هنا نجد أنفسنا أمام موقفين من التعامل مع كتاب الله: موقف يؤمن بأن القرآن كلام الله، المقدس والمعجز، والمتضمن للحق والحقيقة، ومن ثم يتخذه مرجعية له في الحياة. وبين موقف آخر ينظر إلى القرآن كنص بشري ليست له أية خصوصية، وأن هالة القداسة مصطنعة، ومن ثم دعت إلى القطيعة المعرفية مع القراءات الإسلامية التراثية، وحذفت عبارات التعظيم، واستعملت مصطلحات غير المصطلحات الشرعية. فبدل نزول القرآن استعملت الواقعة القرآنية، وبدلت لفظ القرآن بالمدونة الكبرى، و الآية بالعبارة. وتعمدت الاستشهاد بالقرآن والنص البشري بدون أدنى تمييز بينهما، مع الدعوة إلى عقلنة النص القرآني، ورفع عائق الغيبية. واعتبار كل ما يعارض العقل شواهد تاريخية، وربط الآيات القرآنية بالظروف والسياقات الزمنية، مما يعني أن القرآن الكريم ليس إلا نصا تاريخيا. وأكثرت مثل هذه القراءات الجديدة من التذرع بالمناهج الحديثة بدعوى أنسنة القرآن الكريم، لنزع القداسة عنه، والتشكيك في تواتره، مما يخفي وراءه مواقف استعمارية من جهة، وأيديولوجية من جهة أخرى.
والواقع أن الدراسات الجديدة للقرآن الكريم ما هي إلا امتداد للدراسات الاستشراقية التي يمثلها نولدكه في دراسته عن تاريخ القرآن الكريم، حيث انتهى إلى أن نبوة محمد ـ صلى الله عليه و سلم ـ ما هي إلا امتداد لنبوات العهد القديم، وأن القرآن الكريم مأخوذ عن المأثورات اليهودية والمسيحية
وقد تطورت هذه الدراسات حول القرآن الكريم في الستينات من القرن الماضي، على أيدي التفكيكيين كجون واسنبرو، وكوك، ولينغ ولوكسنبورج وغيرهم. وعن هؤلاء أخذ أصحاب القراءات الحديثة للقرآن الكريم، من العرب والمسلمين، كمحمد أركون، ونصر حامد أبو زيد، وطيب تيزيني، وغيرهم كثير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن هذا المنطلق تم تنظيم الملتقى الثالث الفكيكي لخدمة القرآن والسنة بتنسيق بين جمعية البلاغ الجديد للثقافة والفن بالمحمدية وجمعية آل عبد الوافي بفكيك ومختبر الأبحاث والدراسات في التراث الإسلامي بكلية الآداب بوجدة خلال أيام 29 - 30 ربيع الأول و1 ربيع الثاني 1428 الموافق لـ:18 - 19 - 20 أبريل2007، وقد عرفت هذه التظاهرة العلمية مشاركة ثلة من الأساتذة والباحثين من مختلف المواقع الجامعية بالمملكة وخارجها، وعرفت مشاركة عدد من التخصصات، وتابع أشغالها جمهور من الأساتذة وطلبة العلم وعموم المواطنين.
وقد توزعت الندوة بين مدينتي وجدة وفكيك، وكانت العروض والأبحاث المقدمة غنية ومتنوعة اهتمت بالتركيز على أهمية القرآن الكريم في الحفاظ على تماسك الأمة واستمرارها في الوجود والعطاء، ونبهت كثير من العروض على خطورة المشاريع التي تعنى بالقراءات "الجديدة" في مجال الدراسات القرآنية والدراسات الإسلامية بشكل عام، والتي تتمسح بالحداثة، وتقدم نفسها بلبوس العلم، وهي تحمل معاول الهدم لمقومات الأمة وحضارتها، مستهدفة كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وانتهى المشاركون في هذه الندوة العلمية إلى إصدار مجموعة من التوصيات تهدف إلى تفعيل نتائج الندوة:
1 - التمييز بين القراءات الجديدة للقرآن الكريم والتفاسير، فإنه لا علاقة بينهما من حيث الدراسات والمناهج.
2 - عقد موائد مستديرة لمناقشة بعض دقائق موضوع القراءات الجديدة للنظر فيما هو خطير منها وكذا ما يمكن الاستفادة منه في إغناء عملية البناء والتجديد الأصيل.
3 - توسيع المشاركة بدعوة جميع المهتمين بهذا المجال بغض النظر عن لون تلك القراءات بقصد تبادل الآراء والأفكار، وربما التصحيح والاستفادة.
4 - النظر في إحداث مراكز بحوث ودراسات أو وحدات بحث بالكليات في مختلف الجامعات لمتابعة الموضوع وجمع المعطيات والكتابات حوله وعقد ندوات في الموضوع والتنسيق بين جهود المهتمين بهذا المجال.
5 - جعل هذه الندوة ندوة مستمرة تنتقل بين الجامعات والمدن المغربية من أجل التنبيه على مزالق الدراسات المنحرفة في هذا المجال.
6 - التعريف بأصحاب هذه القراءات وبأهدافهم من دراساتهم للقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
7 - جمع هذه القراءات والعمل على تتبعها منذ ظهرت، ودراستها دراسة نقدية.
8 - تشجيع الباحثين على القراءات المعاصرة للقرآن الكريم بالضوابط الشرعية واللغوية.
9 - العناية باللغة العربية في البرامج التعليمية لتمكين الطلبة من الفهم السليم للنصوص.
10 - طبع هذه الندوة كاملة ونسخها في أقراص وتوزيعها.
11 - إنشاء موقع إلكتروني خاص بالملتقى.
12 - المبادرة إلى تهيئة مشروع الملتقى الرابع في الموقع الإلكتروني وتوزيعه على الكليات والمعاهد والمهتمين لتلقي عروض المساهمين في أجل يمكن من طبع الندوة قبل انعقادها.
13 - التركيز على التغطية الإعلامية وعلى حضور مشاركين من خارج الوطن.
14 - ضرورة الحفاظ على خصوصيات البرامج التربوية لدار الحديث الحسنية وجامع القرويين، وسائر المؤسسات التعليمية الأصيلة.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أحمد قباوة]ــــــــ[02 Jun 2007, 07:25 م]ـ
أستاذنا الفاضل الدكتور أحمد بزوي الضاوي
نشكر لكم متابعتكم لآخر التطورات في الدراسات القرآنية
ونسأل فضيلتكم عن طريقة الحصول على بحوث هذا المؤتمر بشكل كامل فإنه يهمني جدا
وجزاكم الله كل خير
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[01 Jul 2007, 02:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الأخ الفاضل: الأستاذ أحمد بشير قباوة ـ حفظه الله ـ.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد فإني أشكركم على اهتمامكم و تواصلكم، و إني عامل إن شاء الله تعالى على موافاتكم بما تجمع لدي من عروض شارك بها السادة الأساتذة المحاضرون في الندوة، و إن كانت قليلة للأسف الشديد.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[20 Apr 2008, 09:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الإخوة الأفاضل: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ننشر اليوم البحث الذي شارك به الأستاذ الدكتور عبد العزيز بودلال، آملين أن نتمكن من نشر الأعمال العلمية الأخرى التي شارك بها السادة الأساتذة.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[محمد كالو]ــــــــ[21 Apr 2008, 03:55 م]ـ
أخي الدكتور أحمد بزوي الضاوي
بارك الله فيكم
هل البحث للدكتور: عبد العزيز أو عبد الرحيم؟؟
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[21 Apr 2008, 06:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل: محمد كالو ـ حفظه الله ـ.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أشكركم على تواصلكم و اهتمامكم. أما عن استفساركم عن اسم الأستاذ بودلال فهو عبد الرحيم كما هو منصوص عليه في التقديم.و ما حصل في متن المشاركة هو نتيجة سهو.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بنت الشريعة]ــــــــ[16 Apr 2009, 11:15 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
هل بالإمكان الحصول على بحوث الندوة؟
وفقكم الله
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[14 May 2009, 01:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
أما بعد، فإني أشكر لكم تواصلكم و اهتمامكم.
للأسف لم نحصل على أعمال الندوة كاملة.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.(/)
اصدار مرئي يفضح قول الشيعه بتحريف القرآن وتقيتهم في ذلك
ـ[سلسبيل]ــــــــ[07 Jan 2007, 11:43 ص]ـ
يخفي كثير من الشيعه قولهم بتحريف القرآن تقيه
ولكن عندما تختفي هذه التقيه لدقائق تتجلى الحقائق!!
هناك الكثير الكثير من الوثائق والأقوال المتواتره عن علماؤهم بالقول بتحريف القرآن الكريم والإعتقاد بذلك وهي مبثوثه في مواقع الإنترنت كموقع البرهان وكسر الصنم وفيصل نور والدفاع عن السنه وغيره
ولكن
بين أيدينا رابط من منتدى الدفاع عن السنه يحوي مناظرة بين أسود أهل السنّة وعلماء الرافضة عن التحريف, ثم في آخر التسجيل اعتراف من الشيخ علي الكوراني أحد أبرز أعلام الدعوة إلى الرَّفض في البال توك وهو يعترف أن بعض علماء الشيعة يقولون أن القرآن فيه آيات أنقصت! ويتبعه آية الله كاظم الحائري الذي يقول أن القرآن الذي بين أيدينا اليوم هو "محترم" ولكنه "ناقص"!!! وأن القرآن "الكامل" هو عند الأمير الغائب في سرداب سُرَّ من رأَى, ويتبعه مقطع للدكتور عدنان الوايل وهو يقرأ آية من كتاب الله بالتحريف وبزيادة كلمة (علّي)
رابط التحميل:
http://www.whyislamsa.com/items/v_shiatk.zip
حجم الملف 6 ميقا
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[07 Jan 2007, 09:29 م]ـ
شكر الله لك , وما يرجى من قوم تسعة أعشار دينهم الكذب وما أصدق وصف الشعبي لهم بقوله: إنهم لو كانوا دواباً لكانوا حميراً , ولو كانوا طيوراً لكانوا رخماً ,. وصنيعهم بأهل السنة في العراق , وقتلهم على الهوية دليل وبرهان على ما يريده القوم , كفى الله المسلمين شرهم.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[08 Jan 2007, 03:33 م]ـ
[ QUOTE= وما أصدق وصف الشعبي لهم بقوله: إنهم لو كانوا دواباً لكانوا حميراً , ولو كانوا طيوراً لكانوا رخماً. [/
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[08 Jan 2007, 07:40 م]ـ
العصابات الصفوية تُدنّس المصحف الشريف بدعوى أنه "مصحف النواصب":
http://www.islammemo.cc/article1.aspx?id=27404
ـ[سلسبيل]ــــــــ[09 Jan 2007, 05:45 م]ـ
جزاكم الله خيرا مشايخنا الأفاضل وأدامكم مدافعين عن السنه مناصرين للقرآن في وجه الرافضه القائلين بالتحريف وما قولهم عن قول اخوانهم النصارى ببعيد ولايزيد في مشابهتهم لليهود والمجوس إلا تأكيد
فلا حرمة القرآن حفظوا، ولا آيات الله قدسوا
أولوا المعاني والآيات،،، ومزقوا والمصحف الصفحات فنسأل الله أن يرينا فيهم عجائب قدرته وينزل فيهم بأسه
وهذه مشاركه منقوله من منتدى الدفاع عن السنه تحوي وثيقة طازجه لا زالت بجريمتهم شاهده وبإفكهم ناطقه!!!!!!!!
وثيقة مصورة طاااااااااااازجة
والكتاب الشيعي لا زال بمواقع الشيعة وبكثرة ولم نسمع من كبرائهم اي رد ..
وساضع صورة الوثيقة المصورة من موقعهم هنا انتظروا قليى لكي تكتمل الصورة
http://www3.0zz0.com/2006/10/31/11/19836669.jpg
واذا اردتم التفصيل فارجوعوا للرابط التالي
تفضلوا ..
http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=56811[/QUOTE](/)
وصلتني هذه الرسالة على بريدي الإلكتروني عن اكتشاف مزعوم ... للإطلاع والإفادة
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[07 Jan 2007, 08:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. هذا نص الرسالة وآمل التعليق والإفادة.
((بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، .. بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً على ما تقومون به من عمل يحبه الله ويرضى عنه، أسأل الله أن يرزقنا الكثير من أمثالكم.
بتوفيق من الله تبارك وتعالى اكتشفت بأن القرآن الكريم منه آيات هي لوحات عليها الاسمان
(الله) (محمد)، وقد أعددت بهذا الاكتشاف كتاباً ً وأنشأت له موقعاً هو: www.almojeza.jeeran.com
بفضل هذا الاكتشاف قد تبين وانكشف الكثير من الأمور، منها: فقد تبين بأن كل القرآن لوحات على أساس التجريد من النقط كما سترى ذلك بالكتاب، وانكشف اسم (الله) الأعظم، وانكشف تأويل الكثير من آيات القرآن الكريم، .....
(ملاحظة): الاكتشاف مؤيد بأدلة كثيرة مذكورة بكتاب الاكتشاف الذي هو كتاب صغير جداً وهو موجود على الصفحة الرئيسية من موقع الاكتشاف ويمكن تحميله الآن بكل سرعة وسهولة، وعندما تطلع عليه سوف تدرك أهمية وعظمة هذا الاكتشاف كما أدرك ذلك العلماء الكبار أمثالك الذين تشاهدهم الآن على الصفحة الرئيسية من الموقع.
لنبقى دائماً على تواصل))
ـ[خالد البكري]ــــــــ[15 Jan 2007, 04:18 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع الله بك
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[16 Jan 2007, 10:36 ص]ـ
ارجو ان ينزه القران عن مثل هذا التكلف
ان فيما كتب الكاتب وذكر من الاحاديث الباطلة والضعيفة والتاويلات غير المقبولة شيئا كثيرا ولو عرض ما كتب على متخصص لما فرح بما كان والله من وراء القصد
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[16 Jan 2007, 02:05 م]ـ
لقد أرسل لي الكاتب ما يراه اكتشافاً منذ مدة ونظراً لعدم وضوحه عندي فلم أعلق عليه , فالكتاب لم أستطع فتحه بعد تحميله , كما أن الموقع المشار إليه رابط النموذج فيه لا يعمل , وليت من اطلع عليه يفيدنا , وكم يتمنى الانسان أن ينزه القرآن عن التكلف.
ـ[مرهف]ــــــــ[16 Jan 2007, 06:47 م]ـ
قال تعالى: ((قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا 103 الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا 104)) سورة الكهف.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[16 Jan 2007, 07:17 م]ـ
في القدر الذي اطلعت عليه من الكتاب تكلف وتمحل لا تحتمله عقول الناظرين, وما أغنى كتاب الله تعالى عن هذا العبث, وكيف هان على الكاتب هداه الله أن ينثر كلمات القرآن على مربعات ويقِّطع كلماته من آخر السطر إلى أوله, وهل فيما كتب ما يستحق وصف: (أعظم معجزة في القرآن الكريم)؟!!
ما أسهل الاستخفاف بعقول الناس في هذا الزمن الذي لا رادع فيه, وما أسهل أن يقول أي ناطق أنه عمل عملاً (انكشف به تأويل الكثير من آيات القرآن الكريم) أستغفر الله من ذلك.
أما من اطلع على هذا العمل وأثنى على صاحبه فليس واحد منهم من أهل التفسير, وأخشى أنه قد صار من عادة من أظهر له عقله معجزة في القرآن في هذا الزمان ألاَّ يعرضها على عالم بالتفسير متخصص فيه مشهور به؛ لأن أكثر ذلك ممَّا لا سوق له عند أهل القرآن والعالمين بتأويله. والله المستعان.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[17 Jan 2007, 09:45 م]ـ
جزاكم الله خيرا. وآمل من المتخصصين مراسلة أهل التزكية لهذا الاكتشاف المزعوم للوقوف على حيثيات التزكية أو مناصحتهم لينصحوا الجموع المغترة بتزكيتهم.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[27 Jan 2007, 09:45 ص]ـ
[/ [ SIZE="5"]SIZE] قد اطلعت على هذه المعجزة المزعومة وقرات اسماء الذين اثنوا عليها كما ذكرهم صاحب الفكرة ووجدت من بينهم صديقي الدكتور محمد دودح الباحث في هيئة الاعجاز العلمي فارسلت له رسالة استخبره عن الخبر فاتصل بي مشكورا ونفى اي علم له بهذه المعجزة المزعومة وانه لا علاقة له بها او بصاحبها ولم يقرظ الكتاب ولا سمع به.
ايها الاخوة لعل هذا يدل على ما بعده
والسلام عليكم ورحمة الله(/)
صدر حديثاً (إعجاز القرآن الكريم عند شيخ الإسلام ابن تيمية) للـ د. محمد العواجي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Jan 2007, 07:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر عن مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع بالرياض الطبعة الأولى (1427هـ) من كتاب:
إعجاز القرآن الكريم عند شيخ الإسلام ابن تيمية مع المقارنة بكتاب إعجاز القرآن للباقلاني
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_620445a903f314f55.jpg
للدكتور الفاضل محمد بن عبدالعزيز العواجي
عضو هيئة التدريس بكلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية والعضو في ملتقى أهل التفسير
والكتاب في أصله رسالة ماجستير تقدم بها المؤلف لكلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية عام 1414هـ، ويقع الكتاب في مجلد من القطع العادي عدد صفحاته 458 صفحة.
وقد قدم للكتاب كلٌ من:
- أ. د.حكمت بشير ياسين حفظه الله، أستاذ الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية، وعضو لجنة المناقشة التي ناقشت الباحث في الرسالة.
- أ. د.محمد عمر عبدالله حوية الشنقيطي، المشرف على الرسالة، ومدير مركز الدراسات القرآنية بمجمع الملك فهد رحمه الله لطباعة المصحف الشريف بالمدينة النبوية.
وأترك تفصيل محتويات الكتاب، ومباحثه للمؤلف في تعقيبه وفقه الله ونفع به، وقد سعدتُ بكتابه هذا لما لمسته من جدية الدكتور محمد بارك الله في علمه.
الرياض 24/ 12/1427هـ.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[14 Jan 2007, 06:11 ص]ـ
نعم الرجل والله شيخنا الدكتور/ محمد العواجي, وليأذن لي حفظه الله بالقول:
إنه من أشد من رأيت تمكناً من جانب الإعجاز في القرآن الكريم, وقد شرفتُ سابقا بدراسته لديه في كلية القرآن الكريم, وكنت ممن فتح الشيخ ذهنه لآفاق جديدة مفيدة بهذا العلم الشريف, ولا زلتُ إلى الآن أحتفظ بأوراقه القيمة لتي منحناها آنذاك, فجزاه الله عنا خيرالجزاء وأتمه ..
ـ[محمد العواجي]ــــــــ[18 Jan 2007, 05:06 م]ـ
شكرا لك شيخي الفاضل
وعرفت كيف تحصرني في الركن الضيق
ولكن لابد من الإجابة
وللمعلومية فأشكر الشيخ محمود الشنقيطي وزملائه قديما وحديثا فهم ممن ساهم بمعرفتي لهذا الفن
وملخص الكتاب أمر عسير جداً لعمق شيخ الاسلام في التفسير وعلومه
ولكن هاكم خطة البحث حتى يتيسر إرفاق الكتاب أو ملخصه بإذن الله تعالى
قسمت مادة هذا البحث إلى مقدمة وتمهيد وأربعة أبواب وخاتمة:
أما المقدمة: فتشتمل على مايلي:
أولاً:-…1 - أهمية الموضوع.
…2 - أسباب اختيار البحث.
…3 - خطة البحث.
…4 - شكر واعتذار.
…5 - منهجي في البحث.
ثانياً:- ترجمة لشيخ الإسلام مع الإشارة إلى بعض الدراسات حوله ولاسيما مايخص الدراسات القرآنية عنده.
وأما التمهيد:- فقد تكلمت فيه عن إعجاز القرآن من ناحية تعريفه ونشأته ويشتمل على خمسة مباحث:
المبحث الأول: تعريف إعجاز القرآن.
المبحث الثاني: نشأة علم إعجاز القرآن.
المبحث الثالث: المراحل التي مر بها وتطوره.
المبحث الرابع: أشهر مسائله ومباحثه.
المبحث الخامس: ثمرة هذا العلم.
وأما الأبواب الأربعة فهي مشتملة على مايلي:-
الباب الأول: إعجاز القرآن الشمولي عند شيخ الإسلام وفيه فصلان:
……الفصل الأول: شمولية القرآن وهيمنته وفيه ستة مباحث:
………المبحث الأول: أن القرآن جمع علم الكتب السابقة عليه.
………المبحث الثاني: أن فيه تفصيل كل شيء.
………المبحث الثالث: شدة حاجة البشر إلى القرآن.
المبحث الرابع: أن القرآن آية صدق النبي صلى الله عليه وسلم.
المبحث الخامس: إظهار معجزات الأنبياء في القرآن.
المبحث السادس: التدرج في التحدي.
……الفصل الثاني: أوجه الإعجاز التي تكلم عليها شيخ الإسلام. وفيه سبعة مباحث:
المبحث الأول: إعجاز القرآن في أسمائه وأوصافه.
المبحث الثاني: إعجاز القرآن في السورة القصيرة والآية والآيتين.
المبحث الثالث: إعجاز القرآن في حروف المعجم.
المبحث الرابع: إعجاز القرآن في الاخبار بالمغيبات.
المبحث الخامس: إعجاز القرآن ليس في الأمثال اللغوية فقط، والرد على من زعم الصرفة.
المبحث السادس: إعجاز القرآن في تناسبه وارتباط بعضه ببعض.
المبحث السابع: الإعجاز العلمي والكوني في القرآن.
الباب الثاني: إعجاز القرآن البياني وكلام شيخ الإسلام فيه، وفيه فصلان:
(يُتْبَعُ)
(/)
…الفصل الأول: إعجاز القرآن في أساليبه وكلام شيخ الإسلام فيها، وفيه ستة مباحث:
………المبحث الأول: إعجاز القرآن في الأقسام.
المبحث الثاني: إعجاز القرآن في الإستفهام.
المبحث الثالث: إعجاز القرآن في ضرب الأمثال.
المبحث الرابع: إعجاز القرآن في القصص.
المبحث الخامس: إعجاز القرآن في المخاطبات بحسب الحاجات.
المبحث السادس بيان القرآن للحق بالأدلة العقلية والقياس البيّن.
…الفصل الثاني: خصائص الألفاظ والمعاني التي في القرآن عند شيخ الإسلام، وفيه سبعة مباحث:
…المبحث الأول: قوة لفظ القرآن وأثرها في المعنى.
…المبحث الثاني: خصائص الألفاظ والمعاني التي في القرآن عظيمة.
…المبحث الثالث: أنه لا ترادف بين كلماته أو حروفه.
…المبحث الرابع: لايخالف بين الألفاظ إلا لاختلاف المعاني وكذلك …الحروف.
…المبحث الخامس: العطف والتغاير.
…المبحث السادس: ليس في القرآن تكرار بعينه.
…المبحث السابع: ليس في القرآن كلام لا معنى له.
الباب الثالث: علاقة القرآن بغيره وكلام شيخ الإسلام في ذلك وفيه فصلان:
……الفصل الأول: الفرق بين القرآن وغيره: وفيه ثلاثة مباحث:
………المبحث الأول: الفرق بين إعجاز القرآن والكتب السابقة.
………المبحث الثاني: الفرق بين أتباع القرآن والمعرضين عنه.
………المبحث الثالث: الفرق بين الشعر والقرآن كما بينه القرآن.
……الفصل الثاني: الرد على من طعن في القرآن كما بينه القرآن وفيه سبعة …مباحث:
…المبحث الأول: تنزيه القرآن للرسولين.
…المبحث الثاني: دلالة الحال على صدق النبي ?.
…المبحث الثالث: الرد على من زعم أنه تعلمه من أهل الكتاب.
…المبحث الرابع: دلالة القصص على أنه لم يتعلمه من أحد.
…المبحث الخامس: مطاعن المشركين في القرآن والنبي ? لتبرير …مواقفهم.
…المبحث السادس: دلالة القرآن على أنه منزل من الله بلفظه ومعناه.
…المبحث السابع: الرد على من زعم أن لفظه من الرسول ومعناه من الله.
الباب الرابع: المقارنة بين إعجاز القرآن عند ابن تيمية واعجاز القرآن عند الباقلاني وفيه تمهيد وفصلان:
أما التمهيد: فجعلته ترجمة موجزة عن الإمام الباقلاني.
وأما الفصلان فجعلتهما كالتالي:
……الفصل الأول: المقارنة بينها في بعض أوجه إعجاز القرآن وفيه أربعة مباحث:
………المبحث الأول: التحدي في القرآن.
………المبحث الثاني: القدر المعجز من القرآن.
………المبحث الثالث: هل في القرآن مجاز.
………المبحث الرابع: اثر اختلاف أهل الملة في إعجاز القرآن.
……الفصل الثاني: المقارنة بينهما في الوجوه والمعاني التي يشتمل عليها نظم …القرآن وفيه خمسة مباحث:
…المبحث الأول: مايرجع إلى جملته.
…المبحث الثاني: عدم التفاوت والتباين في نظم القرآن.
…المبحث الثالث: افتتاح بعض السور بحروف المعجم.
…المبحث الرابع: موافقة الأحكام الشرعية للعقل.
…المبحث الخامس: اقتصار الإعجاز على وجوه البلاغة وموقف كل منهما من ذلك.
وأما الخاتمة فإنها تشتمل على أهم النتائج التي توصلت إليها من خلال البحث.
ثم ذيلت البحث بفهارس علمية يستطيع القارئ من خلالها التوصل إلى مايريده بيسر وسهولة
ـ[محمد العواجي]ــــــــ[18 Jan 2007, 05:08 م]ـ
أسطر بعض الأمور التي هي نتائج فمنها:
1 - بيان عناية شيخ الإسلام رحمه الله بكتاب الله عز وجل تعظيماً، وبياناً لاعجازه وعظمته وفصاحته وبلاغته كما اهتم به من ناحية تفسيره وبيان معانيه.
2 - عناية شيخ الإسلام رحمه الله بالجانب التطبيقي أكثر من الجانب النظري، فعند النظر إلى الشيخ رحمه الله نجد أنه لم يؤلف كتاباً في قواعد ومسائل الإعجاز، إلا ماكان من رسالته "الفرقان بين الحق والباطل في إعجاز القرآن" تكلم فيها عن إعجاز القرآن من ناحية كونه فرقاناً وقرآنا وكتاباً فقط.
فهو يجنح إلى التطبيق، فلا يتكلم عن موضوع أو مبحث إلا من خلال الآيات والأمثلة التي يجمعها، ويقرر من خلالها ذلك الأمر.
وهذا من وجهة نظري أبلغ وأعمق في النفوس والله أعلم.
الشمولية تبدو ظاهرة عند شيخ الإسلام فهو يتذوق الألفاظ ويعرف الفصيح منها والبليغ، ويقارن بين اللفظ العربي البشري وبين اللفظ العربي القرآني، ليعطي القارئ والسامع براهين وأدلة على علو مرتبة القرآن من ناحية ألفاظه وتراكيبه.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما يتذوق المعاني وما تضيفه من هيبة وجلال وعظمة في المدلولات والأحكام مما قد يندر وجوده مجتمعاً عند غيره.
ويتبين من هذا أهمية التفسير الموضوعي وشدة علاقته بالإعجاز القرآني.
4 - يرى الشيخ عدم حصر الإعجاز في وجه دون آخر، لأن كل فئة أو صنف من الناس، إنما يدركون ماتنبهوا له دون ماغاب عنهم، أو لم يفطنوا له.
5 - أن شيخ الإسلام يتبرأ من القول بالصرفة، وإنما يعتبره أضعف الأقوال، ولايقال به إلا على سبيل المحاجة والتنزل مع الخصم.
6 - كما أنه يرى أن الإعجاز يقع بكل مايطلق عليه أنه قرآن لأنه لابد أن يحتوي على أحد أوجه الإعجاز، فلا يمكن معارضته مهما قل.
7 - ثم إنه رحمه الله ينتقد من يرى قصر أوجه الإعجاز على البلاغة فقط، أو على وجه دون غيره.
8 - وينبه الشيخ إلى أهمية دراسة الأساليب في القرآن الكريم، وأن كل أسلوب له من الأحوال الإفرادية والتركيبية أحكام، لابد من التنبه لها، وإدراك أسرارها، فبقدر ماتدرك من أسرارها تدرك إعجاز القرآن الكريم.
9 - جهود شيخ الإسلام البلاغية والبيانية تبرز من خلال دراسة إعجاز القرآن، وكذلك اللغوية، لأنه لايرى إهمال علم للأشتغال بغيره، لأن العلوم يكمل بعضها بعضاً.
10 - ويشير إلى أهمية دراسة علم الفروق، وعلم المقارنات بين الأشياء، لأن الشيء لاتدرك قيمته إلا بمعرفة قيمة نظائره، فهو يقارن بين طرق الدعوة في القرآن، وطرق المناظرة عند المتكلمين والفلاسفة.
11 - يرى الشيخ أنه لابد من إثبات الأصل، وإلا فما فائدة دراسة العلم إذا لم يكن له هدف متين، وأساس قوي، فالاعجاز مقصودة إثبات أن هذا القرآن من عند الله، فيعظم في النفوس، وتشتاق إلى الإرتباط به، وتوثيق العرى المرتبطة به.
12 - تبين من خلال هذا البحث تمكن شيخ الإسلام من هذا الفن وأدواته الموصلة إليه، بل وإبداعه فيه مع ظهور روح الاستقلالية.
أما في المقارنة فتبين أن:
1 - ليس ثمة فرق كبير بين الإمامين في وجهة نظرهما حيال هذا الموضوع (إعجاز القرآن) وإن كان بينهما فارق في الوقت.
2 - شيخ الإسلام يرى شمولية الإعجاز لجميع الأوجه، بخلاف الباقلاني الذي اقتصر على ثلاثة، أطال النفس في احدها دون الباقي.
3 - استفادة الشيخ ممن سبقه من العلماء واضحة من خلال نقولاته -سواء المسندة أم غير المسندة- والتي لاتوجد أحياناً إلا في القليل من كتب اللغة أو التفسير.
4 - المتأمل في كلام شيخ الإسلام وكلام غيره، يجد الشيخ كأنه يحاول ابراز كل وجه من وجوه الإعجاز على أنه موضوع مستقل، يستحق البحث والتطبيق وحده، فكأنه يرى أن هذه الأوجه تستحق من البحث والتحرير أكثر مما كتب عنها هو أو غيره.
5 - لمست من خلال المقارنة شدة الحاجة الماسة لاستظهار مناهج العلماء في كتاباتهم والإفادة من كل واحد، من الجهة التي أبرزها، فبهذا تكتمل العلوم ويرتفع بنيانها.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Jan 2007, 07:03 م]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا أيوب على هذا الجهد العلمي الموفق، وقد سعدتُ بقراءة جزء من هذا الكتاب وفي طريقي لإكماله إن شاء الله، وأشكرك على تعقيبك وبيانك وفقك الله. وننتظر المزيد من طرح قضايا هذه الرسالة على صفحات الملتقى حتى ينتفع الجميع رعاك الله وزادك علماً وهدى.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[21 Jan 2007, 10:20 م]ـ
أحسنت الطرح والاختصار أبا أيوب، ولقد فرحت بإطلالتكم في هذا الموضوع، وإني أتمنى أن تستمر مشاركاتك وتفاعلك مع موضوعات الملتقى. ولقد سمعت غير واحد يثني عليكم بضبطكم لمسائل إعجاز القرآن الكريم، ولعلك لا تبخل علينا بمناقشات في هذا الموضوع ..
ـ[مرهف]ــــــــ[23 Jan 2007, 08:01 م]ـ
يبدو من خطة البحث والنتائج أن الكتاب شيق وممتع وحامي الوطيس، وحبذا لو تكون مناقشة مثل هذه المقارنات مفعلة ومتفاعلة في الملتقى ويرأسها بالنقاش والترجيح الدكتور العواجي نفع الله به.(/)
(إعجاز القرآن) للشيخ صالح آل الشيخ (محاضرة مفرغة)
ـ[أبو العالية]ــــــــ[18 Jan 2007, 10:48 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
تفضل نسخة من هذه المحاضرة.
ودمتم على الخير أعواناً.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[18 Jan 2007, 10:56 م]ـ
شكر الله أبا العالية.(/)
صدر حديثاً (الكليني وتأويلاته الباطنية للآيات القرآنية في كتابه أصول الكافي) للخالدي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Jan 2007, 12:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر عن دار عمار بالأردن (1427هـ) كتاب جديد للأستاذ الدكتور صلاح عبدالفتاح الخالدي وفقه الله بعنوان:
الكليني وتأويلاته الباطنية للآيات القرآنية في كتابه اصول الكافي
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_1082545b91a297f2ec.jpg
ويقع الكتاب في 324 صفحة من القطع العادي، وقد تناول فيه المؤلف بالعرض والنقد المنصف لأخطاء الكليني وتأويلاته المنحرفة للآيات القرآنية، وتأتي أهمية الكتاب من أهمية كتاب الكليني عند الرافضة، والكتاب جيدر بالقراءة والاطلاع جزى الله مؤلفه خير الجزاء على جهوده المتواصلة في خدمة القرآن الكريم.(/)
شبهات حول القرآن الكريم والرد عليها
ـ[ alheewar] ــــــــ[29 Jan 2007, 03:36 م]ـ
الحمد لله رب الأرض والسموات 0 والصلاة والسلام على منقذ البشرية من الضلالات،وهاديهم إلى النور من الظلمات، محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه والتابعين إلى يوم البعث بعد الممات، وبعد 0 فأهلاً بكم مجدداً مع أحاديثنا المتنوعة والممتعة حول القرآن الكريم 0
وموضوع حلقتنا اليوم هو " شبهاة مثارة حول القرآن الكريم والرد عليها "
وهذا الموضوع يتطلب سلسلة حلقات متتالية، نثير في كل حلقة منها بعض هذه الشبه الخطيرة والخبيثة في نواياها، ونرد عليها بقوة وجرأة فندحضها ونقلع جذورها،فلا يبقي لأعداء الإسلام بعد ذلك حجة،أو منفذ يتسللون من خلاله للطعن في ديننا الحنيف، ولا سيما معجزة ديننا الخالدة " القرآن الكريم "
قال تعالي: " وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمةالكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون " سورة التوبة آيه 12
والمقاتلة 0 كما تعلم أخي القارئ – كما تكون بالسيف، تكون بالكلمة واعلم أن أول من أثار هذه الشبه هم المستشرقون من الإفرنج، أمثال جولدزيهر اليهودي ونولدكة الألماني، والحق أن هناك عدة عوامل أدت إلى تجرؤ هؤلاء المستشرقين، وإقدامهم على هذا العمل الشنيع، وترجع هذه العوامل إلى ما يلي:
أولاً: كثرة الأقوال حول مسألة جمع القرآن الكريم في عهد عثمان رضي الله عنه،كيف جمع والسبب في الجمع وموقف عثمان من مصاحف الصحابة 00 .. الخ
ثانياً: عدم وجود نقط وتشكيل الكلمات في عهد عثمان رضي الله عنه، جعلهم يقولون إن القرآن كان عرضة لأن يقرأ كل من الصحابة والمسلمين حسبما يهوي.
ثالثاً: ضعف الروايات الواردة في هذه المسألة وسقوطها كان له النصيب الأكبر في رواج هذه الشبه، ومصداقيتها عند عامة الناس0
رابعاً: من أهم العوامل أيضاً التي ساعدات على انتشار هذه الشبه هو سماحة الإسلام،حيث إنها فتحت مجال القول والكتابة على مصراعيه – فدخله العالم والجاهل فكتب فيه بحسن قصد – ما ليس منه، ووجد للأسف من كلام أبناء الإسلام معاول هدم، أخطر عليه من سيوف المبشرين والمستشرقين 0 وصدق القائل لا يبلغ الأعداء من جاهل:- ما يبلغ الجاهل من نفسه
خامساً: الحقد الدفين لدى هؤلاء الأعداء للإسلام وأهله
قال تعالي " ود الذين كفروا من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم " الأية
سادساً: محاولة إثارة الشبهات – ولو لم يقتنعوا بها – لأجل التشويش على الإسلام، مناصرة للتبشير بالمسيحية واليهودية،خاصة عند الشعوب التي ثقافتها عن الإسلام محدودة.
وبعد فما أحوج الاسلام اليوم إلى حملة كحملة عثمان بن عفان رضي الله عنه، تحمل الناس على الطريق السوى، وتباعد بينهم وبين جهل الجاهلين ودس الدساسين 0
ولن يستطيع القيام بهذا العمل المقدس فرد أو أفراد، فقد اتسعت الثروة على الطاقة، وأصبح ذلك من واجب الهيئات وأولياء الأمور من المسلمين 0
ونسأل الله التوفيق للعلماء وأولياء الأمور لما فيه خير الإسلام، ونعود إلى هذه الشبه المثارة
أولاً: الشبهة الأولى: يزعم هؤلاء المفترون: أن أحاديث نزول القرآن على سبعة أحرف تثبت وقوع الاختلاف في القرآن، بينما القرآن نفسه يجعل الاختلاف أمارة على أنه ليس من عند الله، إذ يقول " ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا وهذا يستلزم أحد أمور
1 - إما أن يكون القرآن من عند غير الله.
2 - وإما أن تكون هذه الأحاديث في نزول القرآن على سبعة أحرف كذب وافتراء.
3 - وأن صحت الأحاديث فإنها تثبت وقوع الاختلاف والتناقض في القرآن 0
الجواب على الشبهة:
أولاً: حاشا وكلا أن يكون القرآن الكريم من عند غير الله، فآيات التحدي بالاتيان بمثله أو حتى بعشر سور من مثلة أو بسورة واحدة من مثله صريحة، ولم نسمع بأحد تجرأ على هذا التحدى أبدا، اللهم إلا بمسيلمة الكذاب – ويكفينا فيه وصفه بالكذب قال تعالى " قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً "
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً: أما أحاديث نزول القرآن على سبعة أحرف فكلها صحيحة بل ومتواترة، غاية ما في الأمر أنا نقول لمن اثار هذه الشبهة إنك لم تفهم أصلاً معنى الاختلاف المفهوم من الأحاديث لأنه يعنى التنوع في آداء اللفظ القرآني، ذو المعنى المقصود بالوحى، وليس تنوعاً مطلقاً حسب الهوى والمزاج 0
إن شئت فقل هو اختلاف في طرق الأداء في دائرة محدودة، لا تعارض بين معانيها ولا تضارب بين أحكامها، وفي هذا يقول ابن الجزري رحمه الله:-
قد تدبرنا اختلاف القراءات فوجدناه 0
لا يخلو من ثلاثه أحوال:
أحدها: اختلاف اللفظ لا المعنى،كالاختلاف في ألفاظ " الصراط " تقرأ بالسين بدل الصاد وبالزاى أيضا.
ثانياً: اختلافهما جميعاً مع جواز اجتماعهما في شيء واحد، نحو لفظ " مالك يوم الدين " و" ملك يوم الدين " فمالك تختلف عن ملك لفظا ومعنى، لكن يمكن اجتماع الوصفين في موصوف واحد، ومن النكات الظريفة في هاتين القراءتين أن ملك أبلغ من مالك، لأن كل ملك مالك، وليس كل مالك ملك، وملك أقل حروفا من مالك، وإذا اتحد لفظان في معنى ولو من وجه كان الأقل حروفاً منهما هو الأبلغ، حسبما قرر البلاغيون 0
ثالثاً: اختلافهما جميعاً مع امتناع جواز اجتماعهما في شيء واحد، لكن تتفقان مع وجه آخر لا يقتضي التضاد، نحو قوله تعالى " وظنوا أنهم قد كذبوا " قرئت بالتشديد " كذّبوا " وبالتخفيف " كذبوا " وقراءة التشديد تعنى أن الكلام يعود على الرسل، والمعنى وتيقن الرسل أن قومهم قد كذبوهم 0
وأما قراءة التخفيف، فالمعنى: وتوهم المرسَل إليهم أن الرسل قد كذبوهم،يعنى " كذبوا عليهم " فيما أخبروهم به، فالظن في الأولى يقين، والضمائر الثلاثة للرسل، والظن في القراءة الثانية شك، والضمائر الثلاثة للمرسَل إليهم أ ه
أذن فليس في القرآن شئ من التضاد أو التنافي كما يزعم هؤلاء،هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وإلى لقاء قادم في حلقات متجددة مع شبهات حول القرآن الكريم والرد عليها.
كتبه:-
د. حامد محمد عثمان
أستاذ التفسير المساعد بجامعة الطائف
http://www.soutulhaq.com/ar/maqalat/view.php?id=132
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[29 Jan 2007, 04:39 م]ـ
بارك الله فيكم أستاذنا الفاضل: د. حامد محمد عثمان
المرجو منكم أن تتابعوا هذه المسألة بكل ما أوتيتم من علم وقوة.
تنبيه بسيط: وقع في الآية غلط مطبعي نرجو منكم تصحيحه:"وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون " فقد ورد في مشاركتكم: "أئمة الفكر".
دمتم لنا ذخرا ومزيدا من الفوائد ننتظرها منكم.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[29 Jan 2007, 07:31 م]ـ
تم تصحيح الآية وللجميع وافر الشكر والتقدير.
ـ[ alheewar] ــــــــ[30 Jan 2007, 03:05 م]ـ
شكرا لكما وجزاكم الله كل خير(/)
كيف نواجه العلمنة؟
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[29 Jan 2007, 10:30 م]ـ
كيف نواجه العلمنة؟
تمهيد:
إن العلمانية في البلاد الإسلامية ظاهرة موجودة لا يمكن إنكارها، ولكنها لم تشكل في الإسلام إلا قشرة رقيقة جداً لا تلبث طويلاً حتى تيبس ثم تتساقط متناثرة، إنها لم تنفذ ولن تنفذ أبداً إلى جوهر الإسلام وحقيقته، لأن الإسلام بطبيعته يستعصي على العلمنة، وقد أثبت خلال القرنين الماضيين أنه ليس كالمسيحية في الرضوخ للعلمنة، ذلك لأن ثوابته ومرتكزاته لا تقبل العبث مهما جهد العابثون، والسبب هو أنها قائمة على معجزة خالدة رَسَمت حدود هذه الثوابت والمرتكزات رسماً واضحاً لا لبس فيه فجاءت ? كمثل المحجة البيضاء ليلها كنهارها ? () وستظل دائماً شاهدة على زيف المزيفين، وإرجاف المرجفين.
ولكن مع هذا فإن المشكلات التي نجمت عن مسار العلمنة وإن لم تمس جوهر الإسلام ولكنها أحدثت اضطراباً في أوساط المسلمين () وفرقة في صفوفهم، وأبرز هذه المخاطر هو استيلاء التقليد والتغرب على عقول ثلة من النخبة المفكرة، حتى أصبحت هذه العقول في تبعية فكرية وحضارية تهدد مستقبل الأمة الحضاري.
إن شهادة التاريخ تثبت أن المسيحية الأولى كانت ضد العلمنة بصورة أكيدة وصريحة، وقد استمر ذلك عبر التاريخ حتى دخلت المسيحية في صراع مع العلمنة، كانت المسيحية هي الخاسرة، لقد حاولت المسيحية عبر القرون أن تقاوم ولكنها أخفقت، ومكمن الخطورة أنها عندما أخفقت أخذ منظروها المحدَثون يدعون المسيحيين إلى الانخراط في التيار، وتطوير المسيحية (). "" وقد انفردت المسيحية وحدها من دون أديان العالم الكبرى جميعاً بأنها قد حولت مركز ظهورها من القدس إلى روما علامة على بداية تغريبها "" ()، وكان ذلك مؤشراً على بداية تعلمُنها ()، وقد ظلت المسيحية تُعدّل في معتقداتها وتتنازل عن ثوابتها، وتنقح الكتاب المقدس عبر المجامع المختلفة حتى انهارت قداستها وفقدت قيمتها كمرجعية أخلاقية دينية للإنسان الغربي.
أما الإسلام فتاريخ صراعه مع العلمنة عبر قرنين من الزمان يثبت أنها لم تؤثر فيه إلا على الشكل وقد بقي الجوهر والمضمون في غاية النقاء، وهذا الجوهر يشد الأمة دائماً إليه فتعيد صياغة نفسها شكلاً ومضموناً. ويمكن القول إن الجوهر والمضمون في الإسلام مثله مثل الراية التي تُرفع في المعركة فيظل الجنود ينجذبون إليها ويتراصُّون حولها، ويعيدون تنظيم أنفسهم لجولة جديدة من النزال.
استعصاء الإسلام على العلمنة:
إن استعصاء الإسلام على العلمنة أمرٌ أدهش باحثي علم الاجتماع فالعالم الإنجليزي " إرنست غلنر " يقول: "" إن النظرية الاجتماعية التي تقول: إن المجتمع الصناعي والعلمي الحديث يُقوِّض الإيمان الديني - مقولة العلمنة - صالحة على العموم، لكن عالم الإسلام استثناء مدهش وتام جداً من هذا!! إنه لم تتم أي علمنة في عالم الإسلام، إن سيطرة الإسلام على المؤمنين به قوية، وهي أقوى مما كانت من مائة سنة مضت، إن الإسلام مقاوم للعلمنة في ظل مختلف النظم الراديكالية والتقليدية والتي تقف بين النوعين ... والإصلاح الذاتي استجابة لدواعي الحداثة في عالم الإسلام يمكن أن يتم باسم الإيمان المحلي، وليس على حساب الإيمان "" ().
ولبيان العوامل التي أسهمت في انخراط المسيحية في تيار العلمنة، واستعصاء الإسلام على ذلك يمكن ملاحظة ما يلي ():
أولاً: صورة الله عز وجل وعنايته بالكون: إنها في الفكر الأرسطي الذي تبنته المسيحية صورة تساعد على العلمنة فالله مجرد خالق للعالم، لا علاقة له بتدبيره ورعايته. إن العالم كالساعة، ووظيفة الله أن يُشغّل هذه الساعة ثم يجلس بلا عمل [سبحانه وتعالى] وقد أكد الفلك الكوبرنيقي هذه الصورة، وأضاف إلى ذلك أن أزاح الإنسان عن المركز.
ثانياً: المقاصد الدنيوية اللاأخلاقية للقانون الروماني القائم على المنفعة المحضة دون نظر لأي اعتبارات دينية أو ماورائية. إن هذا القانون السائد في دولة ديانتها المسيحية أسهم في إخضاعها للتيار عندما أصبح جارفاً.
ثالثاً: الفصل في المسيحية بين ما لقيصر وما لله أعطى المبرر للعلمنة السياسية أولاً، ثم القانونية، ثم الأخلاقية.
(يُتْبَعُ)
(/)
رابعاً: عقيدة الصلب التي جعلت موت الإله ممكناً في الفكر المسيحي، فما دام الابن قد مات وهو إله، فلماذا لا يموت الأب أيضاً. ولمْ ينتظر الغرب طويلاً فقد أعلن نيتشه عن موته. سبحانه وتعالى.
خامساً: الثنائية الحادة والمتناقضة في تاريخ العلاقة بين لاهوتيين لا عقول لهم يمثلون الكنيسة، وعلماء طبيعيين لا أرواح ولا قلوب لهم يمثلون الدنيوية والمادية. ولا ننسى هنا الانفصام الشديد بين أخلاق الزهد والضعف والاستكانة التي تكرسها المسيحية، وبين الواقع الذي كان يعيشه الرهبان والبابوات من بذخ وفساد وترف، مما أفقد المسيحية الواقعية القابلة لإمكانية التطبيق.
إذا ما قورنت هذه العوامل بما يقابلها في الإسلام وجدنا:
أولاً: الله عز وجل – في الإسلام - ليس خالقاً عاطلاً عن العمل إنه - سبحانه وتعالى - خالق ومدبر ? أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ? () بل إنه قيوم السماوات والأرض، أي إن استمرار قيام الكون بإرادته عز وجل ? إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا? () وهو ما كرسه الأشاعرة في نظرية الخلق المستمر. إن الله عز وجل إذا قطع إمداده للكون بالوجود تلاشى بما فيه.
ثانياً: علاقة الدين بالدنيا قائمة على الوصل وليس الفصل، فالدنيا خادمة للدين، وهي مزرعة الآخرة، وهي دار العبور، ولا بد من التزود منها ?وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ? () ولكن الآخرة هي المراد والمقصد ? وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ... ? ().
ثالثاً: الأخلاق في الإسلام واقعية لا تُحلِّق في المثالية، ومن شاء أن يسمو إلى المثالية فهو وذاك. إن المراد في الإسلام هو العدل، أما الإحسان فهو لمن أراد أن يتجاوز الحدود البشرية ويقترب من الملائكية، فالإسلام لا يمنعه بل يبارك له جهاده? وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ? ()، ولن يضيع الله عز وجل عمله ? وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ? () وسيكافئه على ذلك ? فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه? () ولكن النزول عن مرتبة العدل إلى الظلم هو المرفوض.
رابعاً: ليس هناك مقابلة بين العقل والنقل في الإسلام، إن ما يقابل العقل هو الجنون، إننا نقرأ النقل بالعقل ونفهمه به، والنقل هو القائد والهادي والمرشد.
خامساً: الوضوح: فالعقائد في الإسلام واضحة لا لبس فيها ولا غموض ولا رموز ولا أسرار ولا تعقيدات، أما في المسيحية فالعقائد غير مفهومة مبنية على الغموض والرموز ولذلك يقولون لك " آمن ثم أفهم " أما في الإسلام " إفهم ثم آمن " ? وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسئُولًأ ? ()
إن الأصل في دعوة القرآن هي الآخرة ? وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ? () والدنيا بُلْغة إلى الآخرة، ووسيلة لا بد من الأخذ بها، ولا بد من الإعمار والقيام بالأمانة، ولكن الآخرة في النهاية هي الغاية وهي الجوهر. ?وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ? () ولكن الآخرة هي المراد والمقصد ? وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ? () إن الأصل في دعوة القرآن الابتعاد عن الانخراط الأعمى في الدنيوية من شهوات وملذات، والاكتفاء بـ َالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ، والحلال الذي فصله الله عز وجل في كتابه وهذا هو اللقاح ضد العلمانية فمن المعلوم أن الأطفال في صغرهم يُعطون جرعات صغيرة جداً من نفس الجراثيم
(يُتْبَعُ)
(/)
المرضية التي يُخشى عليهم منها لكي تصبح أجسادهم ذات مناعة ذاتية ضد المرض الفتاك، والإسلام حين أباح لمعتنقيه أن يستمتعوا بالطيبيات من الرزق، وأن لا ينسوا نصيبهم من الحياة الدنيا إنما يمنحهم بذلك اللقاح ضد العلمانية لأن العلمانية هي الدنيوية الجارفة أو الدنيوية المحضة.
سبل مواجهة العلمنة:
ولكن نتيجة للترويج الشديد، والتلاعب بالإفكار والمصطلحات، والاكتساج الإعلامي لكافة المستويات العقلية ومخاطبة مختلف الشرائع البشرية في عقر دارها فإن هناك أثراًُ واضحاً لدى كثيراً من الناس في قبول العديد من الأطروحات العلمانية على أساس أنها لا تتعارض مع الإسلام، وعلى أساس أن الإسلام لم يُفهم الفهم الصحيح أو أن هناك تراكمات بشرية شوهت صورة الوحي النقية.
والآن كيف يمكن إنقاذ العقلية الإسلامية من تيار العلمانية ومقولاته السرابية؟
أولاً:
لابد من الارتقاء بالخطاب الإسلامي إلى المستوى المواكب للذوق المعاصر وأنا هنا أتحدث عن صياغة الخطاب ولغة الخطاب وليس عن مضمونه، ذلك لأن الإعلام بثورته الراهنة قد طرح مفاهيم وصيغ جديدة للخطاب، وأصبحت المصطلحات والتراكيب واللغات التقليدية مملة للعقلية الحديثة، وترتاح للصياغات الجديدة، وتأنس حتى بالمصطلحات الجديدة، وإن لم تكن قد استقرت على معنى واضح.
نحن هنا في معركة خطابية، بل لست مبالغاً إن قلت إننا في ضجيج خطابي صارخ والرابح هو من يمتلك الأدوات التي تمكنه من استلاب الأسماع والقلوب واجتلاب الأنظار.
إننا بإزاء هذه الحالة لسنا في معركة مضمون وإنما في معركة صياغة ودعاية والصياغة من أربح المهن، والدعاية من أجدى وسائل الربح.
إن الخطاب العلماني اليوم يحاول بوسائل مختلفة، وبمصطلحاته وتراكيبه الجديدة أن يبهر الجماهير، وأن يوحي لها بأن لديه الكثير، وأنه يمتلك مفاتيح النهضة والسعادة بينما الخطاب الإسلامي بضائعه ثمينة جداً ولكنه لم يحسن حتى الآن عرضها بطريقة جميلة. الخطاب العلماني أحسن حتى الآن فن التعليب والتغليف بشكل لافت للأنظار بينما الخطاب الإسلامي مخفق في هذه الناحية إلى حد كبير.
ثانياً:
كما أنه من المهم جداً تعرية الأطروحات العلمانية، والكشف أولاً عن جذورها ومظاهر الاجترار والتسول المشتملة عليها، ثم بيان تناقضها في حد ذاتها، ومصادمتها لجوهر الرسالة الإسلامية، ولكن كثيراً من الإسلاميين يرفضون حتى قراءة الكتابات العلمانية فضلاً عن الرد عليها ويعدون ذلك من قبيل تضييع الوقت واستنفاد الجهد، غير أن هذا الموقف إذا كان صحيحاً في الأزمان السابقة فإنه لا يصح في هذا الزمن لأن الإعلام يروج بشدة للأطروحات العلمانية وتوصف بأنها مشاريع تجديدية أو اجتهادات تنويرية، أو قراءات معاصرة ولا يمكن أن يكون العلاج أو الوقاية بإغماض العين ..
فلا بد من مواجهة كل ما يطرح في الساحة الإعلامية بما يتلاءم معه من الرد والدحض والبيان.
ثالثاً:
لا يكفي نقض المشاريع العلمانية وبيان تهافتها بل لا بد من إبراز البدائل الإسلامية ولا بد من تمثل الحل الإسلامي وصياغته برؤى معاصرة جديدة تلبي تطلع العقل الإنساني إلى مزيد من المعرفة، وتلبي طموح العقل إلى التنوع والثراء في نموذجه الإسلامي.
ولا يمكن إبراز الفقر والخيبة في النموذج العلماني إلا إذا قورن ذلك بما ينجزه علماء الإسلام من مشاريع فكرية ونماذج إصلاحية.
رابعاً:
المشاريع الفكرية، والنماذج الإصلاحية الإسلامية هي صياغات تجديدية تستلهم الوحي قرآناً وسنة بشكل مستمر ومتجدد دون أن تغفل عن الحراك الواقعي. التجديد في الإسلام يعني أن يعمل المجتهد في النص والواقع معاً ليخرج بمعادلة المواءمة بلا إفراط ولا تفريط، بحيث يظل الوحي هو الذي يمتلك زمام الواقع ويظل الواقع مستنيراً ومسترشداً بالنص حتى لا يضل في تيه الأهواء.
ولا يفهمن أحد من ذلك أن حكومة النص للواقع هي حكومة إمبريالية أو أحادية الرؤية، فالأمر ليس كذلك لأنه // ما جعل عليكم في الدين من حرج // // إن مع العسر يسراً. إن مع العسر يسراً // فالنص يمتلك قدرات هائلة لإمداد الواقع بالمشروعية ولكنه في نفس الوقت – وهنا تكمن عظمته – يمتلك أيضاً قدرات رائعة في حفظ نفسه من تحريف المحرفين وفي حفظ الواقع من ترويج المبطلين.
خامساً:
(يُتْبَعُ)
(/)
لا يمكن أن يحظى التجديد بقبول الأمة بل ولا يمكن أن يكون ذو جدوى وصلاحية إلا إذا كان انطلاقه من الوحيين القرآن والسنة، ولا يمكن لهذه الانطلاقة أن تحقق المراد إلا إذا كانت انطلاقة حقيقية تعيد للوحي مهمة التصحيح التاريخي والدفع الحضاري، ولذلك حقاً لا بد من إعادة قراءة القرآن بل مرات ومرات // ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر //، ولا بد من تفعيل دور القرآن الكريم في صياغة الحضارة من جديد، ولا بد من قراءة العالم اليوم في القرآن، وقراءة القرآن في العالم اليوم، فليس من الصواب أن نكتفي باجتهاد القدماء لنا، وهم لا يعيشون عصرنا، فلا بد من الاجتهاد الذي يعني استفراغ الوسع في التفكير، وهذا ما نغض الطرف عنه اليوم فنسمي كل تفكير اجتهاداً أياً كان مستواه، ونسمي كل باحث أو متهوك مجتهداً حتى ولو كان يتسلى.
سادساً:
إن إعادة قراءة القرآن تعني أن ننفي عنه عبث العابثين وخرافات القصاص وتراكمات البشر وإسقاطات العصور والأزمنة، فالقرآن الكريم فوق التاريخ وفوق الزمان والمكان لأنه الحاكم عليهما، وفي كل عصر قُرئ فيه القرآن كانت هناك أوهام عقلية وأوهام تاريخية وأوهام اجتماعية وثقافية كانت تلحق به وتلتصق به وتعد تفسيراً له، ومع طول التكرار والملازمة ظن الناس أن هذه الأوهام هي هو وهو هي، فلا بد من كنس الأوهام، وتفكيك الألغام والعودة إلى صفاء القرآن. وإذا لم نقرأ نحن القرآن الكريم من جديد كما يدعونا القرآن سيقرؤه الآخرون لنا بلا ضوابط ويسقطون فيه ما يريدون هم لا ما يريده القرآن.
سابعاً:
إن الدعوة إلى إعادة قراءة القرآن والعودة إلى صفاء القرآن وجوهر الوحي ليس المراد منها ما يريده الخطاب العلماني من تفريغٍ للدين من محتواه، وتطويع لآياته، وتشويه لغاياته لأننا نؤكد هنا على دور الوحي الثاني / السنة / في البيان وإعادة الفهم والتنزيل الجديد، فالسنة هي العاصم من الشطط في الانحراف وخطر الانجراف.
إن السنة هي النموذج التطبيقي المثالي للقرآن الكريم، ولا بد من النظر إليها دائماً على أنها أحد المعايير والضوابط الأساسية في فهم القرآن الكريم، وإذا ما شعر المجتهد أنه يناقض السنة فليعلم أنه يرتقي مرتقىً صعباً وعليه أن يتحسس مواقع قدميه.
ثامناً:
التجديد وإعادة القراءة وتمرين العقل وتنقية التراث مراحل لا بد منها لأي نهوض حضاري، ولكنها لا تكفي لتحقيق هذا النهوض إذا لم يتبع ذلك حراك شديد على المستوى العملي، أما أن نبقى في إطار التنظير والممارسة العقلية والفكرية فهذا حال الفلاسفة الخائبين، والإسلام دين عملي يدعو إلى العمل والمبادرة السلوكية، وتحويل الأقوال إلى أفعال // يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون // وقال عز وجل // وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون //.
كثيرة هي المشاريع الفكرية، والرؤى الاجتهادية، ولكنها لم تُختبر بعد بالتطبيق والممارسة، ونحن في هذه المرحلة بالذات بأمس الحاجة إلى العمل، لقد أصابتنا تخمة المؤتمرات والندوات والمشاريع والتنظيرات وقد آن الأوان لأن نعمل.
تاسعاً:
ولكن العمل الفردي لا يجدي نفعاً على مستوى النهوض الشامل، لذا فنحن بحاجة إلى العمل الجماعي، والعمل الفريقي وهذا النوع من العمل من الضروري أن يشيع في حياتنا تنظيراً وسلوكاً وأن نتعلم العمل في إطار الفرق المتخصصة، وأن نربي أنفسنا على الشعور بالمسؤولية الحضارية، ونعمق فيما بيننا روح الفريق والتعاون والتكامل.
لقد علمنا الإسلام أن المرء ضعيف بنفسه قوي بأخيه، وأن يد الله مع الجماعة، وأن نركن إلى السواد الأعظم، وعمق فينا ديننا هذه الروح الجماعية عبر الصلوات في الجماعة والجمعة والأعياد، وشحن الإحساس الجماعي بشاحن عظيم جداً هو الصيام وأثاره إلى حد يعجز التعبير عن وصفه في شعائر الحج ومواقفه المختلفة.
ومع ذلك فإن الأمة الإسلامية اليوم في حالة يرثى لها إذا ما نُظر إلى فرقتها، وتمزقها، الأمة التي أُمرت بالاعتصام بحبل الله // واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا // تعيش اليوم حالة من الشتات والضياع والتيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
نحتاج اليوم إلى مؤسسات تنظم العمل الجماعي وتدفع به إلى أقصى حدود الإمكان، وتربي الأجيال على إمكانية التكامل والتعاون والتخلص من الأثرة والأنانية.
لنتأمل في هذا الحديث الشريف يقول النبي صلى الله عليه وسلم // مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بنياناً فأجمله وأكمله إلا موضع لبنة فيه فجعل الناس يطوفون به ويعجبون ويقولون لو وضعت هذه اللبنة. فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين // فالنبي صلى الله عليه وسلم يعد نفسه لبنة في بناء النبوة،ولم يعد نفسه البناء كله ولم يجعل نفسه ركيزة البناء الأساسية، إنه صلى الله عليه وسلم يعترف للآخرين بفضلهم في إقامة البناء، والبناء كل متكامل مع الآخرين، واللبنات المتراصة والمتكاملة والمتماسكة هي التي تشكل البناء، وهكذا لم يستأثر النبي صلى الله عليه وسلم بمزايا إضافية على حساب إخوانه من الأنبياء والمرسلين عليهم السلام. أين هذا من أخلاق العلماء والدعاة اليوم؟ إننا يسيطر علينا هاجس التفرد وتأسرنا عقلية المنقذ، وكل عالم وكل داعية يريد أن يكون أوحد عصره وفريد دهره، ولا يقبل أن يكون نسيجاً مشتركاً في جسد الدعوة.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد فما يوجد بين العلماء من مشاحنات ومنافسات ينعكس على التلاميذ وطلاب العم بل وحتى على عامة الناس والوسط الشعبي فتتكون تكتلات متناحرة ومتحفزة للخصام، ومهيأة للكراهية والعداوة.
وفي وسط هذه الصورة القاتمة يمكن أن ينجح الخطاب العلماني حين يظهر على أنه الخطاب البديل المتماسك الرزين المتآلف فيكسب الأنصار والجماهير اليائسة من الوسط المشايخي المتخاصم، والناقمة على تلك الحال العدائية المتردية بين رموز التيار الديني وجماهير التدين.
عاشراً:
إن المشكلة التي يعاني منها رموز التيار الديني أنهم لا يفرقون أو يخلطون عن قصد أو بغير قصد بين ما هو شخصي وما هو علمي، أو بعبارة أخرى: إنهم لا يفرقون أو يخلطون عن قصد أو بغير قصد بين ما هو لله وما هو للنفس. لقد أفسح لنا ديننا مجالاً رحباً للخلاف // ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم // ونماذج الخلاف في السنة والسيرة النبوية تؤسس لمشروعية الاختلاف ما دام الجميع من أهل القبلة، فلماذا إذن يؤدي الخلاف المذهبي أو الفقهي أو حتى الاجتهادي إلى العداوة الشخصية والكراهية، ولماذا نسمع صيحات النذير والتحذير بين العلماء فيما بينهم، ففلان لديه نفس شيعي لأنه استشهد أو يستشهد بآل البيت، وفلان لديه نفس وهابي لأنه يكثر من ذكر ابن تيمية، وفلان متهم بالتصوف لأنه يكثر من ذكر الجنيد وابن عربي وو الخ، ويولد ذلك أحقاد نفسية، وعداوات شخصية بين العلماء والدعاة ثم تنتقل العدوى إلى التلاميذ ثم إلى القاعدة الشعبية ثم تتأصل في النفوس فيرضعها الصغار وتتوارثها الأجيال.
وفي الغالب لا يشعر الإنسان في أوج حماسه، وحمأة خصامه أنه يخاصم عن أهوائه ومنافعه الشخصية، فيظن انه يدافع عن دين الله عز وجل، وأنه حريص على قمع البدعة ودرء الفتنة.
وكثيراً ما تلتبس الأهواء بالآراء، وما لله بما للنفس فلا تتمايز، ويحتاج الإنسان إلى مجهود كبير ليخلص نيته من الشوائب، يحتاج إلى وقفة تفحص لنفسه، ومحاسبة لذاته حتى يميز الخبيث من الطيب، ولكن في كثير من الأحيان يكون الإنسان في عجلة من أمره، ولا يمنح نفسه ذلك الوقت الكافي للمحاسبة والمراجعة، لأنه يخشى أن يؤتى الإسلام من قبله، هذا بحسب ما يخيل إليه، ولكن الحقيقة المؤلمة أنه لو تريث قليلاً واختبر نفسه لتبين له أنه يخشى أن تفوته منافعه وأهواؤه.
الخلاصة:
أن الحل لأزمة العلمنة التي تجتاح المجتمعات الإسلامية تبدأ أولاًً من تحصين الذات بحصون متينة، وتناول الجرعة الوقائية التي يمنحها الإسلام لمعتنقيه، لأن الدفاع أو الهجوم لا يجدي إذا كانت حصوننا مهددة من الداخل، لا يكفي أن نبين أمراض الآخرين ونحن مرضى، فلا بد أن نعالج أنفسنا وحين نتعافى نبدأ بتأسيس مراكز للوقاية واللقاح وحينئذ نكون على استعداد لمواجهة المشروع العلماني الذي نعتقد أنه تخريبي وتدميري ويخدم مصالح أعدائنا بالدرجة الأولى.
وقد بينت في الصفحات السابقة أن مكامن القوة هي في تفعيل ديننا وإعمال عقلنا، وأبرز المظاهر لذلك يبدو في:
- تفعيل دور الوحي / قرآناً وسنة / في رسم المنهجية الإسلامية للتعامل مع الكون والإنسان والحياة.
- التخلص من الأعباء التاريخية والتقاليد الاجتماعية التي لحقت بالدين وتقمصته وهي ليست منه.
- إعمال العقل في اكتناه أبعاد الوحي ومراميه الإنسانية الفسيحة، واقتناص اللحظة الراهنة بالعمل النافع والاستثمار الحضاري، وينتج عن ذلك التجديد الحقيقي المنخرط في الواقع العملي المعيش وعدم الاكتفاء بالتنظير العقلي والخيالي المجرد.
- الشعور بالمسؤولية الدينية وهذا لا يتأتى إلا بتعميق الإخلاص والعمل لوجه الله عز وجل، والتخلص من / الأنا / المتضخمة في دواخلنا، ومعالجة الأثرة المهيمنة على سلوكاتنا، وتغليب الشعور بالمسؤولية الحضارية على المسؤولية الشخصية، وتغليب الروح الجماعية والعمل الفريقي على الأنانية والفردانية. والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العالمين.
د. أحمد إدريس الطعان
كلية الشريعة – جامعة دمشق
بريد إلكتروني:
ahmad_altan@maktoob.com
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجندى]ــــــــ[30 Jan 2007, 01:38 م]ـ
جزاك الله خيراً استاذنا الفاضل،
طال غيابك عنا فى التوحيد وافتقدنا مقالاتك القيمة - كمثل هذا المقال - فى نقد العلمانية.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[01 Feb 2007, 10:37 م]ـ
شكر الله للدكتورأحمد هذه الطلة بعد طول غياب , ولا شك أن مواجهة هذا التيار فكرياً من أولى الأولويات للعارفين بأسرارهم.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[03 Feb 2007, 07:48 م]ـ
أخي الدكتور أحمد شكراً لكم ولكن مما يجعلني أحياناً كثيرة أزهد في المشاركة أنني كلما دخلت أحتاج التسجيل مرات عديدة حين الدخول، وحين الضغط على إضافة موضوع أو رد وحين محاولة الإرسال وأحياناً يضيع ما كتبته ...
إذا كان رداً سريعاً .... وأحياناً إذا كانت رسالة لا أدري هل تصل أم لا لأنني أحياناً أرسل رسائل لبعض الإخوة أو ردود فلا أعلم هل وصلت أم لا ...
ففي أي حركة يطلب مني التسجيل .. وأنت تعلم أن أحدنا بالكاد حتى يقتنص الفرصة لكي يتمكن من المشاركة
وربما هذا ما يقع فيه كثير من الإخوة إلا إذا كان هذا الأمر خاص بإعدادات الإنترنت عندي
أرجو أخذ العلم وجزاكم الله خيراً ,,,(/)
الدراسة الأولى من نوعها"القرآن والحديث مقارنة أسلوبية" للدكتور إبراهيم عوض
ـ[كرم]ــــــــ[30 Jan 2007, 03:22 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيرا ما اتهم النبي صلى الله عليه وسلم من قبل غير المسلمين من منصرين و مستشرقين وملحدين بأنه مؤلف القرآن الكريم.ولأن لكل كاتب من الكتاب أسلوبه الذي يميزه عن غيره من الكتاب،فقد حاول الدكتور إبراهيم عوض حفظه الله أن يثبت أن الأسلوب القرآني متميز تماما سواء في أساليبه أو ألفاظه عن الحديث ما يجعل أمر نسبة النصين القرآن والحديث النبوي إلى شخص واحد أمر مستحيل. فجاءت دراسته العلمية في ما يزيد عن 500 صفحة لتجلو هذا الأمر وتثبته.
مقدمة المؤلف
http://img265.imageshack.us/img265/897/image002fz3.gif
http://img267.imageshack.us/img267/3851/image004jp0.gif
http://img248.imageshack.us/img248/9018/image006za9.gif
http://img248.imageshack.us/img248/777/image008dl1.gif
فهرست المحتويات
http://img250.imageshack.us/img250/30/61033692zt9.jpg
رابط الكتاب (الجزء الأول ويليه قريبًا بإذن الله الجزء الثاني)
http://www.4shared.com/file/9702156/9caab980/quran_vs_7adith_1.html
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Jan 2007, 08:55 ص]ـ
جزاكم الله خيراً أخي العزيز كرم على جهدك المميز، وإفادتنا المستمرة بكتب الأستاذ الدكتور إبراهيم عوض، وهو الكاتب المتميز بكتاباته الرصينة التي تدل على حسن تتبعه، وصبره على ملاحظة الدقائق العلمية.
وأما هذه الدراسة فهي الأولى من نوعها التي تتبعت هذه الفروق بين كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، وكانت من قبل لا تعدو الإشارات المتفرقة عند الباحثين قديماً وحديثاً بحسب علمي.
وفقكم الله ونحن في انتظار بقية الأجزاء.
ـ[كرم]ــــــــ[31 Jan 2007, 08:51 م]ـ
حياكم الله فضيلة الدكتور الشيخ عبد الرحمن الشهري وقريبا بإذن الله الجزء الثاني من كتاب الدكتور.وبالمناسبة الكتاب جزء واحد متصل ولكني قسمته إلى جزئين من عند نفسي للتعجيل بإخراجه للفائدة العامة.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[01 Feb 2007, 09:53 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا الكتاب الذي لم أتوقع صدور مثله. وقد اطلعت بنهم شديد على الجزء المتوفر منه إلى حد الآن، إضافة إلى فهرس الكتاب .. وقد أثار فيّ مجموعة من التساؤلات ألخصها في ما يلي:
1 - مقارنة القرآن بالحديث النبوي تشكل في تقديري أحد أهم دلائل النبوة، وإنه لمن دواعي الحيرة ألا نجد في المكتبة الإسلامية والأدبية بحوثا تهتم بهذا الموضوع، خصوصا مع اتفاق العلماء على أن تحدي القرآن يعتمد على الإعجاز البياني. ولست أدري إن كان ذلك راجعا إلى صعوبة البحث في هذا الميدان أم إلى أسباب أخرى.
2 - ركز الدكتور إبراهيم عوض في كتابه على وجود مفردات وتراكيب كثر استعمالها في الأسلوب النبوي، وغابت أو ندر استعمالها في الأسلوب القرآني، وهذه مسألة هامة في المقارنة. وكنت أود لو استكمل هذا المبحث بإيراد القسم المقابل، أي المفردات التي كثر استعمالها في القرآن الكريم، وغابت أو ندر استعمالها في الحديث النبوي، وذلك حتى تكتمل المقارنة.
3 - لفت الكاتب الانتباه إلى مسألة أخرى هي ورود بعض الأسماء في القرآن مفردةً وفي الحديث مجموعةً، أو العكس. وهي لفتة ذكية. وقد أحصى منها 27 اسما، ولست أدري إن قام باستقراء تام في ها المجال أم أنها مجرد أمثلة في هذا الموضوع. والكاتب لم يشر إلى ذلك.
4 - المسألة الرابعة التي لفت الكاتب الانتباه إليها هي الثنائيات التي وردت في الحديث النبوي، ولم ترد في القرآن الكريم. وأحصى منها 16 ثنائية. ونفس الملاحظة تنطبق على هذا الموضوع: هل قام الكاتب باستقراء تام لهذه الثنائيات أم لا. وهل توجد في المقابل ثنائيات وردت في القرآن الكريم ولم ترد في الحديث النبوي؟
5 - من خلال قراءة الفهرس، يبدو أن الكاتب عقد مقارنة بين الأسلوب القرآني والأسلوب النبوي في عرض القصص، وفي استعمال القسم. ولعل هذه الدراسة تشكل بداية لمبحث جديد أرى ضرورة الاعتناء به، وهو تطبيق المقارنة الأسلوبية في الدراسات الموضوعية، ومن أمثلتها المواضيع التالية:
- الحوار مع المشركين
- الأوامر والنواهي
- بيان الأحكام
(يُتْبَعُ)
(/)
- عرض المسائل الغيبية (القيامة، العذاب والنعيم، الجنة والنار ... )
- الإيجاز والتفصيل
- صيغ الدعاء (حيث يوجد اختلاف جوهري مثير للاهتمام في هذا المجال، إذ يغلب في القرآن الكريم مخاطبة الله عز وجل بلفظ: (رب) أو (ربنا)، حتى في الصيغ التي وردت في القرآن على لسان محمد صلى الله عليه وسلم. وذلك على عكس الأدعية النبوية التي يكثر فيها استعمال لفظ (اللهم).
6 - يبدو أن الكاتب لم يتعرض إلى مسألة هامة في المقارنة الأسلوبية، تتعلق بمسألة (الاقتباس والتضمين من القرآن الكريم في الحديث النبوي). وأظن أن هذا الموضوع سيكون بالغ الفائدة لو يهتم به بعض الباحثين.
وقد ذكر الإمام السيوطي في (رفع الباس وكشف الالتباس في ضرب المثل من القرآن والاقتباس) أمثلة كثيرة من اقتباس النبي صلى الله عليه وسلم، أورد منها الأمثلة التالية:
- ففي الحديث: "إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ" (رواه الترمذي. وفي رواية ابن ماجة "إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ ... ").
وهو اقتباس من قوله تعالى: ?إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ? (سورة الأنفال: الآية 73).
وفيه حجة على جواز تغيير بعض النظم بإبدال كلمة بأخرى وبزيادة ونقص، لأنه لا يقصد به التلاوة ولا القراءة ولا إيراد النظم على أنه قرآن.
- وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم خَرَجَ إِلَى خَيْبَرَ فَجَاءَهَا لَيْلًا. وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَوْمًا بِلَيْلٍ لَا يُغِيرُ عَلَيْهِمْ حَتَّى يُصْبِحَ. فَلَمَّا أَصْبَحَ خَرَجَتْ يَهُودُ بِمَسَاحِيهِمْ وَمَكَاتِلِهِمْ، فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا: مُحَمَّدٌ وَاللَّهِ! مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ! فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهُ أَكْبَرُ! خَرِبَتْ خَيْبَرُ! إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ، فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ" (رواه البخاري).
وهو اقتباس من قوله تعالى: ?فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ? (سورة الصافات: الآية 177).
- وورد في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى كِسْرَى عَظِيمِ الفُرْسِ. سَلاَمٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى وَآمَنَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ. وَأَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ اللَّهِ، فَإِنِّي أَنَا رَسُولُ اللَّهِ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً لِأُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ القَوْلُ عَلَى الكَافِرِينَ".
وهو اقتباس من قوله تعالى: ?لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَياًّ وَيَحِقَّ القَوْلُ عَلَى الكَافِرِينَ? (سورة يس: الآية 70).
- وفي رسالته (صلى الله عليه وسلم) إلى هرقل الروم جاء: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ. سَلاَمٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى. أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الإِسْلاَمِ. أَسْلِمْ تَسْلَمْ، يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ. وَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ إِثْمُ الأَرِيسِيِّينَ. وَيَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ".
وهو اقتباس من قوله تعالى: ?قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ? (سورة آل عمران: الآية 64).
- وفي الحديث: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلال قال: "آمَنْتُ بِالَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ" (أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه).
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو اقتباس من قوله تعالى: ?يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ? (سورة الانفطار: الآية 6 - 7).
- وفي الحديث: "لاَ تُفَضِّلُوا بَيْنَ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَيُصْعَقُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ أُخْرَى فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُبْعَثُ".
وهو اقتباس من قوله تعالى: ?وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ? (سورة الزمر: الآية 68).
7 - مما لا شك فيه أن النبي أوتي جوامع الكلم. وقد ورد عن أبي هريرة أن النّبي صلّى اللّه عليه وسلم قال: "أُوتِيتُ جَوَامِعَ الكَلِمِ" (رواه البخاري ومسلم). وفي رواية عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: "أُوتِيتُ جَوَامِعَ الكَلِمِ وَخَوَاتِمَهُ وَفَوَاتِحَهُ" (رواه الدارقطني). وفي رواية ثالثة عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: "أُوتِيتُ جَوَامِعَ الكَلِمِ وَفَوَاتِحَهُ وَخَوَاتِمَهُ، وَاخْتُصِرَ لِيَ الكَلاَمُ اخْتِصَاراً" (رواه أبو يعلى الموصلي). قال النووي في المقصود بجوامع الكلم: هي أن يجمع له الله الكلماتِ الطّويلةَ في جُمَلٍ صغيرةٍ.
ويقول الجاحظ (في كتابه: البيان والتبيين) واصفا كلام النبيّ، صلّى اللّه عليه وسلم:
((هو الكلام الذي قلّ عدد حروفه، وكثر عدد معانيه، وجل عن الصنعة، ونَزُهَ عن التكليف، وكان كما قال الله تبارك وتعالى: قل يا محمد: ?وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ? (سورة ص: الآية 86)، فكيف وقد عاب التشديقَ، وجانَبَ أصحابَ التقعير .. لم يَنطق إلا عن ميرَاثِ حِكمةٍ، ولم يتكلم إلا بكلام قد حُفَّ بالعصمة، وشِيدَ بالتأييد، ويُسِّر بالتوفيق، وألقى الله عليه المحبة، وغشّاهُ بالقبول، وجمع له بين المهابة والحلاوة، وبين حُسن الإفهام وقلة عدد الكلام .. ومع استغنائه عن إعادته وقلة حاجة السامع إلى معاودته، لم تسقط له كلمةٌ، ولا زلّت به قدمٌ، ولا بارَت له حُجّةٌ، ولم يَقُم له خصمٌ، ولا أفحمه خطيبٌ .. بل يَبُذّ الخُطَبَ الطِّوال بالكلام القصير، ولا يلتمس إِسْكاتَ الخصم إلا بما يعرفه الخصم، ولا يحتج إلا بالصّدق، ولا يطلُب الفَلَجَ إلا بالحقّ، ولا يستعين بالخِلابة، ولا يستعمل الْمُوَارَبَة، ولا يَهْمِز ولا يَلْمِز، ولا يُبْطِئ ولا يَعْجَل، ولا يُسْهِب ولا يَحْصَر .. وما سُمِع كلامٌ قَطُّ أعمُّ نفعاً، ولا أصدقُ لفظاً، ولا أعدلُ وزناً، ولا أجملُ مذهباً، ولا أكرمُ مطلباً، ولا أحسنُ موقِعاً، ولا أسهلُ مخرجاً، ولا أفصحُ عن معناه، ولا أبيَنُ في فحواه من كلامه، صلّى اللّه عليه وسلم)).
وهذا يثير عندي تساؤلا لم أجد له جوابا في ما اطلعت عليه من المراجع والدراسات: إن كان الأمر كذلك في حديث النبي صلى الله عليه وسلم، فما هي الخصوصية التي شدّت انتباه المشركين في بلاغة القرآن الكريم حتى يعجزوا أمامه، ويقرّوا بأنّ أسلوبه مختلف عن أسلوب البشر، ومختلف حتى عن أسلوب النبي –صلى الله عليه وسلم- نفسه.
8 - وأختم هذه الملاحظات بتساؤل يثير شبهة تحتاج إلى البحث. فقد ذكر الكاتب في مقدمة كتابه ما يلي (انظر بداية ص 9):
((المفروض، لو أن القرآن الكريم والأحاديث النبوية مصدرهما واحد، أن تكون الألفاظ المهمة المنتشرة في أحدهما موجودة بنفس الوفرة تقريبا في الآخر ما دام العصر الذي ينتميان إليه واحدا، والبيئة هي نفس البيئة، والظروف الاجتماعية والمهاد العقلي والنفسي هما هما، وما دامت الموضوعات التي يعالجانها واحدة، وليس من فاصل زمني بينهما. أقصد أن القرآن مثلا لم يكن من نتاج فترة الشباب، والأحاديث من فترة الكهولة، بل كان النصان متلازمين زمنيا يسيران جنبا إلى جنب في الثلاث والعشرين سنة الأخيرة من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم.))
وهذا الاستدلال مفيد جدا، غير أنه قد يثير الشبهة التالية: فالكاتب قد يختلف أسلوب كتابته وخطابته، عن أسلوب حديثه وكلامهة في حياته اليومية. لذا فلا يستغرب أن تغيب بعض المفردات التي يكثر من استعمالها في شؤونه اليومية عن كتابته أو خطبه. ففي المجال الأول تجري المفردات مجرى العادة على اللسان، أما في الكتابة والخطابة فقد يُعمل الإنسان شيئا من الانتقائية في مفرداته.
فإن كان يجوز لنا تطبيق مفهوم (النص الأدبي) على القرآن الكريم، فهل يصح أيضا تطبيق هذا المفهوم على كل الأحاديث النبوية، واعتبارها (نصا أدبيا)؟ أم أن من الضروري تقسيم الحديث النبوي أيضا إلى قسمين: قسم قد ينطبق عليه مفهوم (النص الأدبي)، لعله يكون ممثلا في خطبه -صلى الله عليه وسلم-، وقسم يمثل كلامه وحديثه في الشؤون اليومية؟
وهل من الضروري، تبعا لذلك، الاعتناء أكثر بخطب النبي صلى الله عليه وسلم عند المقارنة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Feb 2007, 11:26 م]ـ
أرحب بأخي الكريم الأستاذ محمد بن جماعة حفظه الله ووفقه، وأشكره على تعقيبه النافع الذي يدل على حرصه وعنايته بالعلم وفقه الله، كما أشكره على حسن تنسيقه للمشاركة الأولى والتي تبشر بما ورائها إن شاء الله من المشاركات والتعقيبات والمداخلات العلمية. ولعله يكون لي عودة لنقاش بعض المسائل التي تعرض لها مؤلف الكتاب مما أثاره أخي محمد بن جماعة أو مما لم يتعرض له مما تعرض له الكتاب جزى الله مؤلفه وناقله لنا خير الجزاء، وبارك في هذه الجهود العلمية المخلصة.
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[04 Feb 2007, 08:14 ص]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتاب رائع و قيم - بارك الله فيه و فيك يا أخي الحبيب لنقله لنا
و نرجوا أن تعجل بوضع الجزء الثاني - لو تكرمت
جزاك الله خيرا يا شيخي الكريم " محمد بن جماعة " على هذه الملاحظات و النصائح الرائعة
/////////////////////////////////////////////////
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[05 Feb 2007, 06:15 م]ـ
وفيك بارك الله، يا شيخ عبد الرحمن. وأنا شاكر لك السماح بالمشاركة في المنتدى.
وأرجو ألا يخيب ظنكم، فبضاعتي العلمية مزجاة (أقولها اعترافا بالحق وليس تواضعا). وقد أحسن الأخ (الإسلام ديني) الظن بي، ولست أهلا لمثل هذه الألقاب.
عودا إلى الموضوع: أرجو أن يلقى هذا الموضوع الاهتمام الكافي، والتفاعل المفيد.
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[10 Mar 2007, 08:21 م]ـ
كتاب قيم جداً
أسأل الله ان يتوافر عندنا في فلسطين حتى أبتاع نسخة منه
شكراً لك
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[11 Mar 2007, 09:46 ص]ـ
هذا الرابط المشار اليه احال الى موقع بالانجليزية ولا ادري كيف يعمل فهل من معين
ـ[كرم]ــــــــ[11 Mar 2007, 10:14 ص]ـ
هذا الرابط المشار اليه احال الى موقع بالانجليزية ولا ادري كيف يعمل فهل من معين
اضغط على الرابط وستفتح لك هذه الصفحة
http://img149.imageshack.us/img149/3520/37734045he5.jpg
اضغط على جملة download file
وبإذن الله سيبدأ التحميل
مع ملاحظة أن الجزء الثاني والأخير من الكتاب هو على الرابط التالي
http://www.4shared.com/file/11937855/c551cb8c/quran_vs_7adith_2.html
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[11 Mar 2007, 03:09 م]ـ
جزاك الله خير فقد وصلت للمطلوب
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[30 Mar 2007, 05:51 م]ـ
عودة إلى هذا الموضوع، وما زلت متشوقا لمعرفة رأي الدكتور عبد الرحمن الذي وعد به تعقيبا على تساؤلاتي السابقة.
وقد كنت اليوم أواصل قراءة كتاب الدكتور عدنان زرزور (علوم القرآن وإعجازه وتاريخ توثيقه) ووصلت إلى الفصل المتعلق بالفاصلة والسجع القرآني (ص 539 - 571)، ولفت انتباهي عبارة قد تفيد كثيرا في تحديد أحد جوانب المقارنة الأسلوبية بين القرآن الكريم والحديث النبوي.
ففي معرض تعليقه على أواخر سورة مريم، ذكر الكاتب ما يلي (ص 559 - 560):
" .. والأمر البلاغي، أو النقدي، الذي تفترق فيه الفاصلة القرآنية من القافية الشعرية أن من المعيب في الشعر أن تتكرر القافية قبل سبعة أبيات، وليس ذلك بعيب في الفاصلة .. اقرأ إن شئت قوله تعالى في آخر سورة مريم: ?وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95) ? [مريم: 88 - 95] وانظر الآيات الثلاث المتبقية من السورة الكريمة.
ولكن يجب البحث عن سر هذا التكرار في سياق الآيات ذاتها التي تكررت فيها هذه الفاصلة ... وقد حاولنا ذلك في بعض المواطن القرآنية ... والذي يمكن قوله في الشاهد السابق – على سبيل المثال -: إن هذا التكرار [يقصد د. زرزور لفظ (ولدا) في الآيتين 91 - 92] جاء في معرض الرد على هذه الدعوى الكاذبة، فناسبها أن تُرَدَّ هي عينها ... وبحروفها، دون أدنى زيادة أو نقصان، إلى جانب ما تحمله من دلالة أخرى واضحة كذلك، وهي التي مُهِّد لها بقوله: ?وَمَا يَنْبَغِي? وهي أن مقام الألوهية أعلى من أن ينفعل لمثل هذه الفرية الكاذبة، وهذا التطاول الأرعن ... فلم تزد الآية الكريمة على أن رَدَّت عليهم قولهم – كما هو – بقوله تعالى: ?وَمَا يَنْبَغِي? وهذا هو طابع الكبرياء والعظمة الذي يطالعه القارئ لكتاب الله، يتراءى له أو يقف عليه في هذا السياق القرآني، جلياً دقيقاً، من خلال التكرار للفاصلة القرآنية!."
-انتهى-
في هذه الفقرة، تعرض الدكتور عدنان زرزور إلى موضوعين مفيدين في المقارنة الأسلوبية بين القرآن الكريم والحديث النبوي، أرجو إفادتي إن كان هناك من الكتاب من تعمق في بحثهما في بحث مقارن بين القرآن والحديث:
- الأول هو موضوع (الفاصلة القرآنية) .. فهل توجد مرادف للفاصلة القرآنية في البيان النبوي؟
- والثاني: هو (طابع الكبرياء والعظمة) الذي يصبغ الأسلوب القرآني .. فهل يمكن اعتماد مثل هذه الملحوظة للاستدلال على أحد جوانب الإعجاز القرآني وأيضا للاستدلال على أنه وحي، من خلال الحديث عن غياب هذا الطابع الخطابي في الحديث النبوي؟
قد يفيد هذا المبحث إذا تم تفصيل الجوانب التالية:
1 - الطابع الغالب على الأسلوب القرآني في مخاطبة الناس عامة، والمؤمنين، والكفار
2 - الطابع الغالب على الأسلوب النبوي في مخاطبة الناس عامة، والمؤمنين، والكفار.
3 - الطابع الغالب على الأسلوب القرآني في مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم، وباقي الأنبياء
4 - الطابع الغالب على الأسلوب النبوي في الحديث عن نفسه (صلى الله عليه وسلم) وباقي الأنبياء
أرجو الاستفادة منكم في بيان هذا الأمر ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[29 Jun 2007, 05:10 م]ـ
للرفع والتذكير.
وما زلت بانتظار فوائد الدكتور عبد الرحمن الشهري بخصوص هذا الموضوع، كما وعد.
مع خالص التحية
ـ[كرم]ــــــــ[01 Mar 2008, 08:58 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
نظرا لأن الرابط بالأعلى لم يعد فاعلا،فهذا رابط جديد لنسخة كاملة من الكتاب
http://www.al-maktabeh.com/a/books/A181.zip
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[16 Sep 2008, 08:35 م]ـ
الرابط لا يعمل، وهاك رابط جديد للكتاب كاملا
http://www.4shared.com/file/56265648/e1a62c36/_____.html?s=1
فور الدخول إلى الموقع يرجى الضغط على download now بمعنى حمل الآن بعدها تظهر نافذة تقوم بعد الثواني الباقية لتحميل الرابط بعدها تظهر رسالة click here to download this file بمعنى اضغط هنا لتجميل هذا الملف. يتم الضغط عليها ويتم التحميل إن شاء الله.
نفعكم الله بعلمه
والله الهادي إلى سبيل الرشاد(/)
شبهات القرآنيين و الرد عليها - للشيوخ المهتمين
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[30 Jan 2007, 12:53 م]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يخفيكم يا شيوخي الكرام بطائفة تصول و تجول هذه الايام في المنتديات الإسلامية
للقضاء على السنة النبوية
فهؤلاء يطلق عليهم القرآنيين
و يزعمون بأن كل شيء غير القرآن الكريم يعتبر من الشيطان " و العياذ بالله "
تحاورت مع العديد منهم و لاحظت بأن هناك فروقات بينهم
فمنهم من يأخذ ببعض السنة النبوية - حسب مزاجه!!!؟؟
و منهم من يأخذ بما يوافق القرآن الكريم - حسب فهمه
و منهم من يرد السنة النبوية إذا عارضت عقله أو فهمه
و منهم من يرد السنة النبوية إن لم يكن لها ذكرا في القرآن الكريم
كـ السواك - إطلاق اللحى - النوافل - ...... الخ من أفعال أو أقوال أو إقرارات النبي عليه الصلاة و السلام
التي لم يذكرها القرآن الكريم
و منهم من يرد كل السنة بحجة أنها من الشيطان - و العياذ بالله
الشاهد
أن لهؤلاء
شبهات كثيرة
رددنا على بعضها و البعض الآخر يحتاج إلي مشايخ
كمشايخنا المتواجدين في هذا المنتدى - أطال الله في أعمارهم و جزاهم عنا خير الجزاء
فقبل أن أنقل هذه الشبهات لهذا المنتدى
أريد أن آخذ رأيكم و رأي المشرفين و موافقتكم و موافقة المشرفين على هذا العمل
بإنتظار الرد منكم
/////////////////////////////////////////////////
ـ[الجندى]ــــــــ[30 Jan 2007, 01:29 م]ـ
قد خصص اخواننا فى منتدى التوحيد قسم لمناقشة هذه الفئة، بعد ان لوحظ محاولة انتشارهم وترويجهم لما يعتقدون وعدم وجود منتديات تهتم بالرد عليهم، وبفضل الله استطاع الاخوة جمع ما يكفى المسلم للرد على شبهات هذه الفئة من مختلف المواقع ومن مساهمات طلاب العلم، وتجد فى القسم كتب ومقالات ومناظرات مع منكرى السنة بمختلف درجاتهم
رابط القسم
http://www.eltwhed.com/vb/forumdisplay.php?f=30
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[31 Jan 2007, 08:43 ص]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بالأخ الحبيب " الجندي "
كيف الحال
معاك أخوك " الهاوي "
أنا يا أخي في موضوعي هذا أتكلم عن موقع " اهل القرآن " الذي يديره أحمد صبحي منصور
جزاك الله خيرا على هذا الرابط
و إن شاء الله سأطلع على ما فيه
و لقد سجلت في منتداكم الرائع " التوحيد "
بس أحتاج لمساعدتك لتفعيل إشتراكي بسرعة:)
لقد سجلت بهذا الإسم " الإسلام ديني "
/////////////////////////////////////////////////
ـ[الجندى]ــــــــ[31 Jan 2007, 04:26 م]ـ
حياك الله أخى الهاوى
أنا يا أخي في موضوعي هذا أتكلم عن موقع " اهل القرآن " الذي يديره أحمد صبحي منصور
هناك ردود عدة على صبحى منصور وصاحبه محمد شحرور وقد سبق دعوة الأول للحوار واعتذر للانشغال، ومن امثلة المواضيع التى ترد عليه:
- أحمد صبحي منصور يسب النبي صلى الله عليه و سلم من أجل الكلاب ( http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3722)
- نقض أصول منكرى السنة ... (رد كذب وتدليس وجهل أحمد صبحى منصور) ( http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=4090)
- هكذا صنع اليهود أحمد صبحي منصور!! ( http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3729)
- صبحي منصور و نظرية المؤامرة ( http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3804)
- لِكُلّ مُسَيْلِمَةٍ سَجَاحٌ: كلمة عن أحمد صبحي منصور ( http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=4164)
- قاصمة الظهر وواصمة الدهر! (مع كتاب "القرآن وكفى" لأحمد صبحى منصور) ( http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3631)
- صبحي منصور ينكر السنة القولية و الفعلية ( http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3746)
- أحمد صبحي منصور ( http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3681)
ويمكنك الرجوع للقسم للاطلاع على المزيد من المقالات حوله.
اما بخصوص موقعه أو منتداه لا أدرى ايهما هو، فيمكنك وضع روابط ردودنا عليهم بدلا من مناقشتهم.
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[01 Feb 2007, 11:02 ص]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا يا أخي الحبيب على هذه الروابط و التي سأستفيد منها بإذن الله تعالى
لقد إطلعت عليها سريعا و بعجالة
للأسف ليس فيها ردود على كل الشبهات
أخي الكريم
سأضع لهم هذه الروابط - إن تمكنت - بإذن الله تعالى
المشكلة يا أخي الحبيب
أن هناك كتاب كثر غيره يكتبون شبهاتهم " شبهات جديدة "
على العموم
هذا هو رابط لموقعهم http://www.ahl-alquran.com/arabic/main.php
/////////////////////////////////////////////////(/)
منافع العُمامة
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[16 Feb 2007, 11:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
منافع العِمامة
" أثر القدوة في المجتمع "
د. أحمد إدريس الطعان
كلية الشريعة – جامعة دمشق
بريد إلكتروني: ahmad_altan@maktoob.com
تمهيد:
إذا بحثنا في المكونات الأساسية لمعتقدات وآراء الناس فإننا سنجد للقدوة أو النموذج أثراً كبيراً في تشكيل المعتقد والرأي لدى جمهور الناس، فالناس يقلدون في الغالب النماذج التي يظنون أنها متفوقة أو سائدة، ومن هنا فقد ألح القرآن الكريم على أهمية القدوة في حياة الأمة، فأرشد نبيه ? إلى التأسي بحال الأنبياء السابقين وذلك بقوله عز وجل: ? أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ? () وذكّره بصبرهم وعزمهم ?فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُل ? () وأرشد الأمة إلى ضرورة التأسي بسيد البشر محمد رسول الله ? فقال جل شأنه: ? لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِير ? ()، كما أن جانباً كبيراً من الوحي القرآني كان في أساسه قصصاً للأنبياء السابقين الذين جاهدوا وصبروا أمام قوى الشر والفساد في العالم، والغاية من ذلك هي أن نتمثل هذه النماذج الصالحة لكي نهتدي بها ونترسم خطاها ?َقدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءاؤا مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ? () ?لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ? ()
المطلب الأول
القدوة المثالية
إن كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسل يفيضان بنماذج مشرفة يُراد للأمة أن تهتدي بها، وكذلك يعرضان نماذج منحرفة وخاسرة لكي نتجنبها ونعتبر بها? لقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ? ()، إن السمة الأساسية للوحي أنه يعلي دائماً من شأن الفضيلة والفضلاء، ويذكر النماذج المتنوعة لذلك فيمتدح الحلم والصدق والإخلاص والجهاد والعفة واليقين والصبر، ويذكر لكل خلق من هذه الأخلاق نموذجاً أو نماذج مُشخَّصة تجعله قريباً من الإنسان وداخلاً في الحيز البشري.
فيوسف عليه السلام مثال عظيم للعفة والتسامح فقد قال لامرأة العزيز التي دعته إلى الفاحشة ? قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ? () وقال لإخوته الذين ظلموه ? قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِين ? ()
وإبراهيم عليه السلام مثال عظيم للصدق والجهاد والتضحية ? وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيا ? () ? فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ ? ()
(يُتْبَعُ)
(/)
وموسى عليه السلام مثال عظيم للأمانة والعفة والقوة ? قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ? () وأيوب عليه السلام مثال عظيم للصبر ? إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ? () ولقمان للحكمة، وآدم للتوبة، ومحمد صلى الله وسلم عليه وعليهم جميعاً للرحمة ..
هذا بالإضافة إلى ما تعج به كتب السيرة والسنة من قصص ونماذج رائعة تحكي حال الرعيل الأول فتعلي دائماً من شان الفضائل وتحط من شأن الرذائل: فعمر هو مثال للعدل والقوة في دين الله عز وجل، وأبو بكر هو مثال لليقين المطلق والتصديق الراسخ وعثمان مثال للبذل والعطاء والحياء وعلي كرم الله وجهه للشجاعة والعلم والتضحية وغير ذلك رضي الله عنهم جميعاً.
إن هذه النماذج المشرّفة في ديننا هي التي تشكل وعينا وعقلنا وتوجه مسيرتنا في الحياة، إننا نستمد منها الثقة والإيمان، ونعيش فيها وتعيش فينا وتغذي عقولنا وأرواحنا.
إن الداعية الذي يتعرض للمصاعب والمشاق يتذكر ما لقيه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام في سبيل إبلاغ الدعوة فتهون أمامه كل الصعاب لأنه يدرك أن كل ما يلقاه ليس شيئاً بجانب ما لقيه الرعيل الأول خلال سنوات التبليغ، فهو يتذكر: التراب الذي يرمى على وجهه صلى الله عليه وسلم ويتذكر سلا الجزور، ويتذكر أذى الطائف، وشعب أبي طالب ويتذكر سمية وآل ياسر وبلال وعمار ..
وإن الاستشهادي حين يلغم نفسه بالمتفجرات ويتجه إلى العدو ليدك معاقله دون خوف يستعرض في ذاكرته شريطاً يرى فيه حمزة وحربة وحشي تخترق أحشاءه، ومصعب يحمل اللواء لا يتخلى عنه حتى تتناوشه السيوف، وزيد بن حارثة وجعفر الطيار، وابن رواحة وزيد بن الدثنة وخبيب وغيرهم وعمر المختار الذي قال للإيطاليين: نحن لا ننهزم ننتصر أو نموت، ثم قوافل الشهداء الفلسطينيين الذين يتساقطون كل يوم، إن كل ذلك يجعله يستهين بالموت ويستصغر الحياة، ويعد نفسه في الطريق الصحيح للقافلة. إنهم ينتظرونه هناك حيث السعادة الأبدية!!.
المطلب الثاني
إسقاط القدوة
قال أصحاب البروتوكولات "" وقد سبق لنا فيما مضى من الوقت أن بذلنا جهداً لإسقاط هيبة رجال الدين عند الغوييم، وقصدنا بذلك أن نفسد عليهم رسالتهم في الأرض، وهي الرسالة التي يُحتمل أنها لا تزال بنفوذها عقبة كؤوداً في طريقنا .. ولا نرى هذا النفوذ إلا في تناقص يوماً بعد يوم "" () ولما للقدوة من أثر عظيم في تشكيل وعي الأمة وذاكرتها وحاضرها ومستقبلها فقد جهد أعداء الإنسانية إلى فصل الأمة عن نماذجها العليا ومثلها السامية.
فكانت أغلب جهودهم تحاول التشويش على صفاء العصر الذهبي الأول والتعكير على نقاء صورته. فكتب الكثير من المستشرقين بدوافع من الحقد الأسود والعصبية العمياء عن سيد ولد آدم، والمثل الأعلى للبشرية كلاماً لا يمكن تصنيفه لشدة بعده عن الحق ومجافاته للواقع إلا أنه هذيان مجانين وتخريفات معتوهين.
حتى أنه قام من بينهم قائم وشهد شاهد من أنفسهم أنهم قد جاوزوا الحد في الظلم وبلغوا الغاية في الافتراء، وأنه عليهم أن يهوّنوا قليلاً من سعار غيظهم، وأن يلبسوا قليلاً من الحق في كثير إفكهم لكي يتسنى له أن يتسلل إلى بعض العقول. ()
والهجمة التي حصلت مؤخراً في الدانمارك تسير في هذا الإطار وهو توهين الصلة بين المؤمنين ونبيهم ?، وكسر حاجز الثقة والقداسة الذي يلف المؤمنين حول مركزهم وقدوتهم. وقد لحق بهؤلاء مجموعة من الأذناب الذين عاهدوا أعداء هذه الأمة أن يظلوا أوفياء لهم خدماً يقومون بكل ما تتطلبه الخدمة، وأبواقاً يرددون في أوطانهم وبلدانهم ما ينفخه الغرب فيهم من بعيد ().
ومن هؤلاء محمد أركون الذي يرى أن نعيد النظر في كل المسلمات التراثية والعقائد الدينية التي يتلقاها المسلم منذ الطفولة (). ولا بد من التحرر من ثنائيات الإيمان والضلال والعقل والنقل والوحي والحقيقة (). ولن يتم ذلك إلا بتطبيق منهجية النقد التاريخي على التراث العربي والإسلامي، لا بد أن نسير في نفس الطريق الذي سارت فيه أوربا ولا بد أن تهز المسلمين هزاً ولا بد أن يدفعوا الثمن ().
(يُتْبَعُ)
(/)
علينا أيضاً بنظر الجابري أن نتحرر من سلطة السلف والإجماع والقياس لأن هذه السلطات تلغي العقل وتجعله لا يفكر إلا انطلاقاً من أصلٍ أو بتوجيه منه أو انتهاءً إليه. ()
إن القرآن الكريم يخلع القداسة على نفسه وعلى عمل النبي ? بنظر الخطاب العلماني ويجعل الأحداث التاريخية التي حصلت في زمن النبي ? أحداثاً ذات دلالات كونية تتجاوز خصوصيتها المحلية وتتخذ صفة الكونية، وتصبح وكأنه لا علاقة لها بحدث محدود وقع في التاريخ المحسوس ().
"" وهكذا ينجح القرآن في محو كل التفاصيل والدقائق التاريخية للحدث ويصبح خطاباً كونياً موجهاً للبشر في كل زمان ومكان، وهكذا يفقد صفته التاريخية فيبدو وكأنه خارج التاريخ أو يعلو عليه "" () هذه المحاولات من القرآن الكريم هي بنظر الخطاب العلماني محاولات إيدولوجية، أي أن القرآن يفعل ذلك ويتعالى بالتاريخ لمقاصد وأغراض دنيوية ومن مهام أركون والمثقف العربي عموماً كما يرون "" الخروج من السياج الدوغمائي المغلق الذي تم ترسيخه وتشغيله وإعادة إنتاجه من قبل المؤسسات الدينية على مدى قرون طوال، وهذا السياج تمثل بالدائرة الأيديولوجية التي افتتحها القرآن الكريم وعمل النبي صلى الله عليه وسلم ثم وسعت وضخمت فيما بعد من قبل العلماء والفقهاء "". ()
وهكذا يريد أن يقف أركون في وجه القرآن الكريم ويتصدى له لأن القرآن يرسخ الأدلجة والأسطرة والتقديس، وهو يريد تشكيل معرفة معادية للخداع والأسطرة والأدلجة والتقديس (). فالقرآن الكريم "" يغطي على تاريخانيته ببراعة عن طريق ربط نفسه باستمرار بالتعالي الذي يتجاوز التاريخ الأرضي كلياً أو يعلوا عليه "" ().
إن ما يريد أن يقرره الخطاب العلماني هو أن القرآن الكريم من خلال آياته وقصصه يرسم للمؤمنين به نماذج سامية جداً، أو بحسب تعبيرهم متعالية عن التاريخ الأرضي، ويجعل هذه النماذج قدوة للمؤمنين على مر العصور، ينظرون إليها بتقديس وإعجاب وانبهار ويحاولون محاكاتها والاقتراب منها في كل المجالات، والمهمة التي أخذها أركون وغيره من العلمانيين على عواتقهم هي أن يقوموا بالكشف عن أرضية هذه القداسة وزيفها وإعادتها إلى حيِّز الإنسان أو حيِّز المادة.
وقد كانت جهود أركون في كل كتبه هي محاولة لهدم الثقة بين الأمة وكتابها القرآن الكريم أولاً، وهدم الثقة بيم الأمة وعصرها الأول، ذلكم العصر الذي يمثل القدوة المثالية التي تسعى الأمة دائماً لمحاكاتها في كل زمان ومكان.
ومشى في هذا الطريق عدد من هؤلاء العابثين ومن أبرزهم: خليل عبد الكريم في كتابين له، الأول: " شدو الربابه في مجتمع الصحابة "، والكتاب الثاني " مجتمع يثرب ". وقد وقف في هذين الكتابين عند الأخطاء والعثرات، أو الأخبار الكاذبة المزورة، وقام بحشد كل ذلك في كتابه على مدى ثلاثةٍ وخمسين عاماً، أي عهد البعثة النبوية والخلافة الراشدة، وقصد من ذلك أن يرسم صورة مزرية قاتمة للعهد الأول، ويستغرب كيف يغفل العلمانيون - وهم لم يغفلوا- عن دراسة الحقبة النبوية التي يتأكد من خلال دراستها بالدليل الأبلج أنها حقبة منغمسة في التاريخية، وعندها - بنظره وبنص عبارته "" سوف ينقمع المناوئ، وينخنس المعارض، ويتوارى المشاكس وينكسف المعاند "" لأنه سيرى "" الحجج البواهر والبراهين السواطع والأدلة والرواسخ على صحتها وثبوتها "" أي التاريخية " ().
ومثله كان سيد محمود القمني في عدد من كتبه ومن أبرزها "" حروب دولة الرسول ? " و " الحزب الهاشمي وتأسيس الدولة الإسلامية " و " النبي إبراهيم والتاريخ المجهول " وغيرها، ومثله فرج فودة ونبيل فياض، وشاكر النابلسي ومحاولاتهم المحمومة لطمس الشمس النبوية، وإثارة الغبار أمام نورها لكي تضل القافلة عن الطريق.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن القدوة المتمثلة في شخص رسول الله ? والعهد النبوي والراشدي والتابعي تشكل للأمة الإسلامية معيناً لا ينضب من العطاء والغذاء والدواء والنشاط، فهو المجد المشرق الذي نلوذ به أثناء لحظات الذل والهوان، وهو العدل النادر والمساواة الحقة التي نفخر بها أثناء لحظات الظلم والجور والاستبداد والقهر، وهو النصر المؤزر، والفتح المبين الذي نستعيد من خلاله آمالنا، ونشحذ به طاقاتنا أثناء لحظات الهزيمة والانكسار، وهو الحصن الحصين الذي نأوي إليه من كل عاديات الزمان، ومن أجل ذلك يحاول الأعداء هدم هذا الحصن، وكسر هذا الحاجز المتين لنصبح في العراء في مرمى ضرباتهم، وموقع رمياتهم.
المطلب الثالث
صناعة النماذج
لقد أدرك الغرب عبر جهود علمائه النفسيين والتربويين والاجتماعيين ما للقدوة من أثر في تكوين سلوكات المجتمع، وتشكيل طموحاته وغاياته فتحدث غوستاف لوبون في كتابه الآراء والمعتقدات عن النفوذ العظيم الذي يمارسه النجوم في المجتمع عن طريق إشاعة ما يسمى " العدوى النفسية " ()، وأكد على ضرورة أن يعتني المجتمع باختيار نجومه في العلم والأخلاق والتربية وأن يحسن " التنجيم " أي إصعاد النافعين المصلحين، وإجهاض الهابطين المفسدين، بعكس ما يحصل اليوم عموماً في بلادنا الإسلامية.
إن الجمهور في الغالب يتأثر بالنجم المتألق الذي يحظى بالشهرة والمديح والإطراء في المنابر الإعلامية المختلفة فيسعى جاهداً لتقليده ومحاكاته بأشكال مختلفة حتى في شكلياته وكلماته وحركاته , وقد أدرك ذلك أرباب المال، وأصحاب الشركات والبضائع والسلع المختلفة، فتجدهم اليوم يتنافسون على اصطياد النجوم وربط منتجاتهم وسلعهم بهم، ويدفعون لذلك مبالغ خيالية فيُدفع للمثل عادل إمام مليون جنيه ليظهر في إعلان مدته دقيقة فيرفض، وتظهر " يسرا " في إعلان لعلبة سمنة تقول: " الطبيعي يكسب " وأبو عنتر في " صابون الأهلية " وفي مباريات كأس العالم سنة 2002 م كنت أسمع في الأخبار كيف يدفع لأحد اللاعبين 8 مليون جنيه استرليني من أجل مباراة يلعبها من أحد الفرق الرياضية، ولاعب آخر مرتبه الشهري 200 ألف دولار أي ما يعادل مرتب موظفي دولة بأكملها من دولنا الفقيرة، وكلنا يعلم كم اكتسح اللاعب ماردونا عقول الجماهير وأصبح اسمه يُرسم على كل أنواع الألبسة من أجل هدف أدخله في المرمى.
إن النجومية أو النخبوية يبرزها اليوم الإعلام بحق وبغير حق ودون معايير إنسانية أو أخلاقية، إنما هي أخلاق السوق والمصلحة والمنفعة الدنيوية. وإذا تأملنا قليلاً في الحضارة الغربية نجد أنه من المتفق عليه بين المراقبين أنها حضارة الإفلاس الأخلاقي بكل المقاييس، والمنبهرين بمنجزاتها التكنولوجية والصناعية أصبحوا مرغمين اليوم على مراجعة حساباتهم، إن المدفع من الأفضل عدمه إذا كانت اليد التي تمسكه يد آثمة لا تتورع عن ارتكاب الجريمة، وإن اليد التي تمسك بزمام الحضارة المادية اليوم يد ملوثة بدماء الشعوب، لقد أبادت شعوباً ومدناً بأكملها وامتصت خيرات أمم وتركتها فريسة للجوع والمرض، إنها تُوجه قنابلها الذكية وأقمارها الصناعية من أجل فساد الكون، والعبث بالحياة، فلم تعد للمنجزات المادية تلك القيمة إذ ما نُظر إلى نتائجها المفجعة، لقد أصبح الكثيرون يحنون إلى حياة " الهمجي النبيل " الذي تحدث عنه دنيس ديدرو 1713 – 1784 م وجان جاك روسو 1712 – 1778 م حيث السعادة القائمة على السذاجة (). إن السؤال الذي يبرز هنا: أليس هناك صلة بين القدوة في الغرب والقاعدة الشعبية العريضة المتردية اليوم؟
المطلب الرابع
ارتكاس القدوة
إذا كان النجوم في الغرب والعباقرة الذين تُشاد لهم النصب التذكارية هم الذين يُمجدون الفساد والدعارة والانحراف أفلا يُنتج ذلك حضارة داعرة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد تحدث روسو في كتابه الاعترافات عن سخافاته التي ارتكبها وجرائمه التي اقترفها () ليجعل منها قدوة للإنسان الأوربي وهو نفسه صاحب " العقد الاجتماعي" وهو نفسه الذي يرد على فولتير مثبتاً العناية الإلهية ومدافعاً عن الإيمان، وهو نفسه الذي يصفه مؤرخو الفلسفة الغربية بأنه كان سافلاً لصاً غادراً خائناً كاذباً وكان مجرداً من جميع الفضائل () وكان يرتكب الزنا مع امرأة عجوز ظل لفترة طويلة يخاطبها على أنها أمه، وكان هو وخادمه يضاجعانها، ولما مات الخادم حزن عليه كثيراً، ولكن مما خفف عنه أنه علم أنه سيحصل على ثيابه. وهكذا يعيش الإنسان الغربي ليتعلم أنه لا صلة بين العلم والأخلاق، وقد أنجب روسو خمسة أطفال أرسلهم جميعاً إلى دور اللقطاء، أفلا ترون أن ما يحصل اليوم في العالم من ظلم ونهب وقتل وعدوان هو شيءٌ طبيعي من نخبةٍ من اللقطاء تمسك بزمام العالم؟
أما تشيلني فقد قال: رزقت بطفلة واحدة على ما أذكر، وبقدر ما تسعفني الذاكرة، وقد خصص لها مبلغاً من المال ووكل بها إلى خالتها ولم يرها بعد ذلك أبداً. لا شك أنه كان أرحم من روسو!!.
وأما فرنسيس بيكون الذي يوصف من جهة بأنه مؤسس المنهج التجريبي وأعظم وأوسع وأبلغ الفلاسفة، والابن البار لعصر النهضة، والمفكر الغزير العلم كما يقول عنه برينتون () وأعظم عقل في العصور الحديثة كما يقول عنه ول ديورانت ()، هو نفسه الذي يوصف من جهة ثانية بأنه لم يكن رجلاً فاضلاً كريم النفس، وإنما كان خائناً غادراً مختلساً انتهازياً منعدم الضمير كما وصفه الفلاسفة الذين مدحوه قبل قليل () وكان ليوناردو دافنشي وإيرازموس أولاد زنا، أما ديكارت الذي يعد أبو الفلسفة الحديثة، وكان يعد من الفلاسفة المتدينين، فلم يتزوج، لكنه أبداً لم يكن كأمثال علمائنا العزاب الذين آثروا العلم على الزواج ()، لأنه أنجب ابنة من سفاح، وكان ريتشارد كارليل صاحب كتاب الأبطال يعيش مع امرأة بدون زواج وأنجبا أربعة أطفال سفاحيين. () وأما أوجست كونت فقد اقترن بفتاة تشتغل بالبغاء، وقد وقعا في ضائقة مالية واقترحت عليه أن تسهم في معيشتهما عن طريق مهنتها القديمة ولكنه رفض ذلك، وهذا من المواقف التي تحمد له بين أصحابه!! ().
أما شوبنهاور [ت:1860 م] فقد كان مصاباً بنوع من الهوس والمرض النفسي وكان شهوانياً داعراً، ولم يرتبط بأي امرأة عن طريق زواج شريف بل في علاقات مبتذلة، وكان شديد البخل، ويستخدم مراسلين يتصيدون له الشواهد على شهرته، وكان على خلاف مع أمه بسبب علاقاتها الشاذة مع الرجال بعد وفاة أبيه ().
أما نيتشة [ت:1900 م] صاحب إعلان " موت الإله " فقد أصابه هذيان وجنون العظمة، لأنه قضى حياته داعياً إلى الإنسان الأعلى وأخلاق القوة، وكان يحلم بالقضاء على الضعفاء والمعوقين وإقصائهم من الوجود، - وقد حقق له هذه الرغبة هتلر وموسوليني وستالين- ومثله الأعلى دائماً إنسان متجرد تماماً من الرحمة متحجر القلب لا يعرف الشفقة. وكان من عدالة الله عز وجل أن قضى نيتشه السنوات العشر الأخيرة من حياته مجنوناً بحاجة إلى الرثاء والشفقة والرحمة، هذه الأخلاق التي رفضها طوال حياته ().
والآن: هؤلاء هم نجوم الغرب، وقادته العظماء، ومثله العليا، يقرأ الغربي سيرهم المدنسة بوحل الرذيلة، ويبحث في تاريخهم فلا يجده إلا ملطخاً بالعار، ثم يتابع إعلامه الصاخب فلا يجد فيه بشأن هؤلاء إلا الإعلاء والتمجيد والفخار، فتنقلب في مناظيره موازين القيم فتصبح:
الخيانة والغدر طريق المجد ..
والانحلال والتهتك طريق النجومية ..
والإلحاد والزندقة طريق العظمة …
وهكذا يعيش الإنسان الغربي اليوم يفصل بين الأخلاق والحضارة، وبين القيم والرقي، وفي النهاية يفصل بين الإنسانية والإنسان، وعندها يصبح الإنسان ذئباً، ثعلباً، ثعباناً،ويصعب أن تجد " الإنسان الإنسان " (). أو يصبح الإنسان شيئاً، سلعة، وثناً، نمطاً، آلة، ويندر أن تجد " الإنسان الإنسان " (). كل ذلك يأتي من وراء النجومية الكاذبة، والرموزية الخادعة، والنخبوية الفارغة، وفي النهاية " إذا كان رب البيت بالطبل قارعاً فشيمة أهل البيت كلهم الرقص ".
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه هي صورة القدوة في الغرب ولا يمكن مقارنة ذلك مع النماذج المشرفة في حضارتنا وتراثنا، أين هي من سيرة الحسن البصري وابن المسيِّب ومالك والشافعي وابن حنبل وصلاح الدين، ونور الدين، والغزالي والنورسي وغيرهم من النماذج المشرقة التي ترفع الرأس وتنير الجبين. إن القدوة تنعكس على واقع الأمة صلاحاً وإعماراً وحضارة أو فساداً وانحرافاً ودماراً.
المطلب الخامس
القدوة الإسلامية في لحظتنا الراهنة
والآن حان الوقت لنسأل السؤال التالي: ما هو دور القدوة اليوم في مجتمعنا الإسلامي المعاصر هل كانت نموذجاً دافعاً إلى الخير أم أنها تدفع إلى العكس؟
مما لاشك فيه أن ديننا أعطى لأهل العلم مكانة باسقة وبوأهم مركز الصدارة في المجتمع فهم بعبارة مختصرة جداً " ورثة الأنبياء، أي أنهم الذين يحملون لواء الهداية للناس بعد الأنبياء، والذي يحمل اللواء في المعركة يكون عرضة للمخاطر والسهام لأنه يشكل مركزاً يلتف حوله الجنود. فهل العلماء اليوم يحملون هذا اللواء بشجاعة ويقومون بواجبهم الدعوي كما أراد لهم الإسلام وبنفس القدر الموازي للمركزية والصدارة التي منحهم إياها.
الإجابة على هذا السؤال فيها قدر كبير من المشقة والخطورة، ولكني استخرت الله عز وجل، وقصدت بذلك وجهه جل شأنه، ووضعت نصب عيني حديثيين شريفين:
الأول: قوله ?"" الدين النصيحة. قلنا لمن يارسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله وأئمة المسلمين وعامتهم "" ().
الثاني: حديث حذيفة بن اليمان: كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي ... "" ().
لا بد من القول أولاً بأنه يوجد في حلب عموماً – بحمد الله عز وجل - عدد كبير من العلماء العاملين والمخلصين المشتغلين بالعلم والدعوة، والذين تنير جهودهم الطريق وتبعث الأمل، منهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا، ومنهم من ترك مؤلفات ومصنفات شاهدة لعلمه وفضله، ومنهم شغلته صناعة الأجيال عن صناعة الكتب، ولكلا الفريقين نرجو من الله عز وجل أن يتقبلهم بقبول حسن، وأن يتغمدهم بواسع رحمته وفضله، ومن هؤلاء الذين قضوا الشيخ عبد الله سراج الدين، والشيخ جمعة أبو زلام رحمهم الله رحمة واسعة، وأسكنهم فسيح جناته، ولكن هناك نسبة كبيرة من المنتسبين إلى العلم، يتزيون بزي العلماء ويلبسون الجبب والعمائم يُفسدون في الأرض، ويُلحقون أضراراً هائلة بمسيرة الدعوة والإصلاح، ولكثرة هؤلاء المتطفلين على العلم في كل مكان فقد بدأت منذ سنوات تنطبع في أذهان الناس صورة سلبية للمشيخة وأهلها، وبدأت بل كادت تنعدم الثقة بين الجمهور وعلمائه وممثليه والسبب هو في الغالب ملاحظات سلبية جداً تشيع بين العلماء، أو المنتسبين إليهم، وأردت في هذه الورقة أن ألفت النظر إلى بعض هذه الأخطاء لعلنا نبحث عن طريقة لمعالجتها:
أولاً:
منافسة بعض أصحاب العمائم لأهل الدنيا على دنياهم، وتسابقهم على احتواشها واقتنائها دون تورع عن الحرام. وإذا حُدِّثوا عن الورع قالوا: الدنيا بأيدينا وليست في قلوبنا. واتجهوا لبناء القصور والمزارع واحتواش المال بكافة الوسائل، وشراء الذمم والأنصار والمراكز، وكل ذلك يسهل تبريره ببضع كلمات منمقة. وهنا تحضرني حكاية لأحد الصالحين، وكان همه توجيه النصح لعلماء عصره، لأنه يرى أن في صلاحهم صلاح الأمة وفي فسادهم فساد الأمة. لقد ذهب ذات يوم إلى عالم من هذه النماذج التي نتحدث عنها: قصر منيف فيه ما لذ وطاب، وأثاث فاخر ومريدين مخلصين عرف كيف يربيهم لنفسه، دخل الرجل الصالح يطلب العلم فقال للعالم النحرير سيدي أنا أتيت لتعلمني كيف أتوضأ فعلمه، فقال أنا لا أعرف إلا أن تطبق لي ذلك عملياً فأحضر له صشت فاخر، وإبريق فاخر مملوء ماء، فقال له اغسل يديك ثلاث مرات فغسلها أربعاً، تمضمض ثلاث مرات فتمضمض أربعاً، اغسل وجهك ثلاث مرات فغسله أربعاً، فغضب الشيخ وقال له: أنا أقول لك ثلاثاً وأنت تزيد واحدة، لماذا؟ قال له: وهل في ذلك بأس؟ قال: نعم. قال: لمَ؟ قال إسراف حرام. قال الرجل: وهو يقلب بصره في أرجاء القصر أكلُّ ما أنت فيه من بذخ وترف ليس إسرافاً، وحفنة ماء زدتها إسراف؟!! فأدرك الشيخ
(يُتْبَعُ)
(/)
أن الرجل جاءه ناصحاً واعظاً.
ذات يوم سافرت في البولمان فرأيت أحد الشيوخ الذين أعرفهم قد حجز محلين وليس إلى جواره أحد، فقلت له بعد أن سلمت عليه: هل معك أحد إلى جوارك؟ قال لا، ولكني حجزت هذا المقعد للعمامة حتى لا تتسخ!!. استغربت ذلك وسكتُّ. وأتذكر الآن امرأة أرملة لديها أولاد صغار في قريتي كل طموحها – كما بلغني – أن تؤمن لأولادها الخبز والشاي! ربما تستغربون! ولكن لا غرابة لأن كثيراً من الفقراء – الذين انفصلنا عنهم - ينقعون الخبز في الشاي ثم يصنعون من ذلك ثريداً، ولعل ذلك هو القديد الذي أخبر عنه النبي ? كما مر معنا قبل قليل. وهنا أتساءل أليس التبرع بثمن المقعد لمثل هذه المرأة وأولادها أولى من العمامة؟!!
ولكن لا تستغربوا ذلك فإن العمامة تستحق أن يُحجز لها، فقد دعانا أحد المشايخ إلى لبس العمامة وقال: إن للعمامة منافع جمة فهي تجلب احترام الناس، فالشرطي يخجل أن يوقف سيارتك ويحييك بقوله: ""أهلين شيخي!! ""، والموظف في الدوائر الحكومية يخجل أن يطلب منك رشوة، ويقوم بنفسه يخدمك ويمشي بأوراقك. وأردف قائلاً: يا أخي إن للعمامة منافع كثيرة فلماذا لا تلبسونها. فقلت في نفسي متحسراً! لقد قطف الشيخ منافع العمامة فهل تراه دفع الثمن؟!
إن العمامة يا إخوتي ليست منافع فقط، وإنما مغارم وتضحيات، وإذا كانت المنافع أكثر والمكاسب أعظم فإن العمامة يوشك أن تكون مزوّرة، إن العمامة مسئولية كبيرة أمام الله جل شأنه، وأمام الناس والأمة التاريخ لأنها تجسيد لوراثة النبوة، وعنوان لجسامة المهمة، وقد كان النبي ? أكثر أصحابه تضحية كان أقربهم إلى العدو في المعركة، وكانوا يحتمون به إذا حمي الوطيس، وحين انهزم عدد من أصحابه في أحد ظل مع ثلة منهم يصدون المشركين ويدفعونهم، وفي بدر قدم أقاربه للمبارزة: حمزة وعلياً والحارث، وفي الخندق قدم علياً لمبارزة أشجع فرسان العرب عمرو بن ود العامري، وأثناء العمل في حفر الخندق جاع ? وتعب أكثر من كل أصحابه، فقد جاءه بعضهم يكشفون عن بطونهم وقد شد كل واحد منهم حجراً على بطنه من شدة الجوع، فكشف ? عن حجرين، ولم يرض أن يطعم طعام جابر دونهم، وفي حنين فوجئ المسلمون بالعدو ففروا وثبت النبي ? وهو يقول: أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب.
إن وراثة النبوة ليست كلاماً يُقال ومنصباً يُتبوّأُ وعمامة تُلبس، وليست خُطباً رنانة، وعبارات منمقة، وإنما هي تضحية وإقدام وشجاعة، ألا يكفينا أن النبي ? لحق بالرفيق الأعلى ودرعه مرهونة عند يهودي بشعير استلفه لآل بيته ?، وقد دانت له الجزيرة العربية كلها. وجاءته فاطمة رضي الله عنها تطلب خادماً من سبي جاءه، فلم تجده، فذهب إليها زائراً ونصحها وزوجها المكرم وجهه بخير من الخادم، وهو التسبيح والتهليل والتكبير، وقال: والله لا أعطيكم خادماً وأهل الصفة لا يجدون ما يأكلون ولكني أبيع السبي وأنفق عليهم ().
ثانياً:
إن الناس يرون أن مجالس العلماء وطلاب العلم " الخاصة " ليس فيها تورع عن الغيبة والنميمة، وقليل جداً أن تجد عالماً يثني على عالم آخر ويمتدحه ويشيد به. وقد أعجبتني كلمة قالها الشيخ راتب النابلسي حفظه الله في مجلس خاص مع بعض إخواني قال "" أنا منذ ثلاثين سنة أدعو إلى الله عز وجل ما قلت كلمة سوء أو ذم بحق عالم من علماء المسلمين ولله الحمد "" وحق له أن يسعد بهذا.
ثالثاً:
في الوقت الذي يتلو كثير من العلماء قول الله عز وجل ? سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أعِدَّتْ لِلّذِينَ آَمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِه ? () نجد أن التسابق والتنافس للظهور في مركز الصدارة والاهتمام عبر وسائل الإعلام والفضائيات، والحرص على الشهرة والمناصب والجاه أكثر من الحرص على العلم والناس والدعوة.
رابعاً:
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد جاء في الحديث القدسي "" يقول الله عز وجل: العظمة إزاري، والكبرياء ردائي، فمن نازعني واحدا منهما ألقيته في النار "" (). فما بال كثير من المنتسبين للعلم اليوم يتبارون في مظاهر العظمة والأبهة، ويعللون ذلك بأنه إظهار لعزة الدين وأهله، وكأن الإسلام الذي هو دين الله والمحفوظ بوعد من الله جل شأنه مرتبط بالأشخاص، إن ديننا فوق النماذج وفوق الأشخاص.
لمَ لا يتذكر هؤلاء الناس كيف دخل رسول الله ? مكة المكرمة فاتحاً منصوراً، إنه موقف يستحق أن يكتب بالأبر على مآقي البصر ليكون عبرة لمن يعتبر، فها هو الفاتح المكرم يدخل ومعه آلاف من الأطهار والقديسين - كما جاء في التوراه () - عن يمينه ويساره وبين يديه، ولقد عبّر عن هذا المظهر العظيم أبو سفيان حين رأى الكتيبة الخضراء، فقال للعباس رضي الله عنه: ما لأحد بهؤلاء قبل ولا طاقة، لقد أصبح ملك ابن أخيك اليوم عظيماً. فرد عليه العباس رداً حاسماً: إنها النبوة!.
نعم ليس مُلْكاً ولا مَلِكاً فقد دخل النبي ? خاشعاً متخشعاً يترنم بسورة الفتح، وإن عثنونه ليكاد يمس واسطة الرحل من التذلل والتواضع لوجه الله عز وجل. وقد اقترب منه رجل يريد أن يسأله فارتعدت فرائصه، فقال له: يا أخي إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة.
أجل! إنه ? يتذكر في هذا الموقف العظيم حالة فقره وحاجته، يتذكر الآن حالة ضعفه وانكساره، وما أكرمه الله عز وجل به من الفتح المبين والنصر الثمين، إنه وقت مناسب جداً لِيخِرَّ ساجداً شاكراً لله عز وجل، فيترجل النبي ? ويصلي لله عز وجل اثنتي عشرة ركعة صلاة الفتح. أفليس أهل العلم أولى الناس بالتواضع لله عز وجل والتأسّي بالنبي ? وأخلاقه الحميدة وسجاياه الرشيدة!!.
يتحدث بعض أساتذة الجامعة عن ضرورة عدم الوقوف مع الطلاب في الممشى والممرات، لأن ذلك يقلل من هيبة الأساتذة ويجرئ الطلاب عليهم، وهذا بنظري ليس صحيحاً، لأن هيبة الأستاذ في نفوس طلابه تصنعها أخلاقه السمحة وعلمه الثري، أما الشكليات فهي وإن أبقت شيئاً من الهيبة، لكنها تُبقي معها حواجز نفسية من الشعور بالغربة والدونية والطبقية الدينية، وليس هذا هو منهج النبوة فقد كانت الجارية تأتي إلى النبي ? فتأخذ بيده وتذهب به في سكك المدينة حتى يقضي لها حاجتها ().
خامساً:
إن العلاقات متوترة جداً بين كثير من العلماء فيما بينهم، وانعكس ذلك سلباً على صورتهم أمام الناس، فأنتج ذلك أزمة ثقة حقيقية بينهم وبين القاعدة الجماهيرية العريضة، وأصبح من الممكن القول: "" أن تصلح بين ضرتين أهون من أن تصلح بين شيخين "".
ولذلك أصبحت تشيع اليوم في المجتمع ظاهرة عدم احترام العلماء، بل وفي بعض الشرائح الاجتماعية هناك سخرية وتهكم بالمشايخ، وهذه نتيجة طبيعية لعدم احترام كثير من المنتسبين للعلم لموقعهم الذي تبوؤه فأساءوا لأنفسهم ولدينهم ولأمتهم.
إن هناك تراكمات تاريخية ثقيلة من الضروري أن نتخلص منها، فكلنا يعلم كم عانى الإمام ابن تيمية رحمه الله من علماء عصره حتى تمالأ عليه عدد من المنتسبين للعلم والمتزلفين للسلطان فسجنوه ومات في سجنه رحمه الله، ودفع ثمن كلمة الحق التي جهر بها. وكذلك ما تعرض له كلٌّ من الإمامين ابن رشد والآمدي من مشايخ عصرهم، فاتُّهموا بالزندقة وحُرِّض عليهم الحكام فنكلوا بهم، والإمام الغزالي أيضاً لم يسلم من ذلك فحرِّقت كتبه في المغرب لأنها لم توافق هوى بعض العلماء.
ولم تكن العلاقة محمودة بين الإمام ابن حجر والإمام بدر الدين العيني، وكان كلٌّ منهما لا يتورع عن ذم صاحبه والانتقاص منه، وانعكس ذلك على التلاميذ فترجم الإمام السيوطي لشيخه ابن حجر بعدة صفحات بينما ترجم للعيني بسطرين ولم يتورع عن التعريض به، وترجم الإمام الذهبي للإمام الأشعري ترجمة مختصرة جداً لأنه لا يوافق مذهبه، كذلك كانت العلاقة بين الإمام السيوطي والإمام السخاوي حتى ألف السيوطي " الكاوي في الرد على السخاوي "، () وكذلك ما كان بين الإمام النسائي وأحمد بن صالح رحمهم الله جميعاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن هذه النماذج المؤسفة لا نذكرها للتعريض بأصحابها وإنما لنلفت النظر إلى أن أصحابها رغم كونهم علماء أجلاء وعظماء إلا أنهم ليسوا معصومين من الأخطاء والأهواء، وما ينبغي أن تكون أهواؤهم وأخطاؤهم قدوة لنا، بل علينا أن نأخذ منها الدروس الإيجابية لنصلح أحوالنا ونتجنب السقوط في هذه العثرات، ونسأل الله عز وجل أن يغفر لهم ولنا جميعاً.
سادساً:
لقد انفصل كثير من العلماء عن الناس وأصبحوا يخاطبونهم من أبراج عاجية، ولم يعد الشيخ يكتف أن يجلس ليعلم عدداً من التلاميذ في المسجد، بل هو يشكو من إعراض الطلاب والناس عن العلم، وسرعان ما يهجر درسه متذرعاً بذلك، والسبب هو أنه يريد حشداً عظيماً يستمع إليه ويصغي لكلامه، ولم تعد وظيفة العالم وارث النبي كوظيفة النبي يدخل في بيوت الناس ويخالطهم ويباسطهم ويعلمهم، بل أصبح لا يرضى أن يلقي علومه إلا من مواقع الشهرة، إما منبر في جامع كبير، وليس كأي جامع، أو من قناة تلفزيونية رسمية أو فضائية. لقد أصبحت المشيخة طريقاً إلى الزعامة والمنصب والوجاهة، وبعض المنتسبين للعلم له علاقاته مع الأمن والمخابرات وكثير من المسئولين وأصحاب المناصب والمراكز، وينكل بخصومه إذا وقفوا في وجهه، وينتقم من تلاميذه إذا تمردوا عليه ويثبت لهم أنه " واصل " ولكن شتان ما بين الوصول والوصل الذي يعرفه أهل الله العارفون، وبين الوصل الذي يتحدث عنه بعض المشايخ المعاصرين.
. ذهب أعرابي من القرية إلى المدينة يستفتي الشيخ في مسألة طلاق، وخرج الشيخ إليه واستوضحه من الباب، ثم أجابه دون أن يطلب منه التفضل بالدخول، عاد الرجل إلى القرية يحمل الفتوى، ولكنه يحمل في ضميره نقداً للشيخ، لأنه لم يدْعه إلى دخول منزله وسألني مستنكراً "" شو هالمشايخ "" فاعتذرت أمامه للشيخ، لقد كان المستفتي رجلاً أمياً بدوياً ثيابه رثة، وتبدو عليه علامات الفقر والحاجة، ولا شك أن الشيخ سيعتذر بضيق الوقت وكثرة المستفتين، ولكن بالله عليكم لو أن المستفتي كان رجلاً مشهوراً، أو تبدو عليه آثار النعمة والثراء أو المنصب والجاه، هل سيكون تعامل الشيخ معه بهذا الشكل؟! ألن يكون عند ذلك الوقت كافياً لاستقبال الضيف، بل وإكرامه، وعندئذ سيعلِّل الشيخ في نفسه ذلك بأنه من باب إكرام الضيف، ويستشهد لنفسه عندئذ بحديث "" َمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ "" ()، لكن عليه أن يتأكد أنه لم يكرم ضيفه، وإنما أكرم منصبه أو جاهه أو ثراءه. وهو يتأمل أن يعود ذلك عليه بالنفع ولو بعد حين.
سابعاً:
إن الأواصر مُقطّعة بين العلماء، والتعاون على البر والتقوى يكاد يكون معدوماً، وهم إن عملوا عملوا منفردين دون أي تنسيق أو تكامل فيما بينهم. لنتأمل قليلاً في حديث النبي ? الذي يقول فيه: "" إِنَّ مَثَلِي وَمَثَلَ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بَيْتًا فَأَحْسَنَهُ وَأَجْمَلَهُ إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بِهِ وَيَعْجَبُونَ لَهُ وَيَقُولُونَ هَلَّا وُضِعَتْ هَذِهِ اللَّبِنَةُ قَالَ فَأَنَا اللَّبِنَةُ وَأَنَا خَاتِمُ النَّبِيِّينَ "" () تعالوا ننظر في معنى هذا الحديث وننزل به إلى أرض الواقع، واقع الدعاة والعلماء.
- فالنبي ? يعترف لإخوانه من الأنبياء السابقين بالفضل فهم الذين يشكلون البناء، وليس أي بناء، إنهم يشكلون لبنات متراصة تشكل بناءً جميلاً يعجب الناس، ويودون لو أن البناء اكتمل بوضع اللبنة الأخيرة! فهل العلماء اليوم يشكلون هذا البناء الجميل في صورتهم أمام الناس، أم أن الصورة مزرية جداً وقاتمة جداً.
- وإنه ? يَعُدُّ نفسه لبنة في بناء النبوة المتكامل، مثله مثل إخوانه الأنبياء السابقين، وإنه ? يشكل معهم جميعاً بناء الهداية والرشاد للإنسانية جميعاً. ولكن الشيخ اليوم لا يقبل أن يكون لبنة في بناء الدعوة، إنه لا يرضى إلا أن يكون البناء كله، أو على الأقل الركيزة الأساسية فيه، وكم هم المشايخ الذين لا يكفيهم ذلك، بل يقومون أيضا بهدم جهود الآخرين، وكل همهم هو أن يمسكوا بالمعاول التي يتمكنون بها من الهدم والتهشيم، إنهم يصعدون على ظهور الآخرين فإذا ما وصلوا إلى القمة ركلوهم بالأقدام إلى الوادي.
(يُتْبَعُ)
(/)
- إن الأنانية تُعميهم عن رؤية حسنات الآخرين، والكبر والعجب يصدهم عن التعاون معهم، وكل واحد منهم لا يقبل إلا أن يكون أوحد دهره وفريد عصره. أما سيد البشر ? فقد قبل أن يكون لبنة في بناء تتراص مع أخواتها وتشد البناء بقوة ومتانة.
- إن العمل الجماعي المتكامل الذي يعي فيه الفريق دوره ككل متكامل، ويعي فيه كل فرد دوره كجزء مكمل، هو الذي نحتاجه اليوم جداً، وهو الذي تحول دونه أهواء الناس وأنانياتهم. إننا مطالبون اليوم بالتعاون أكثر من أي وقت مضى، ومطالبون بالوحدة والاعتصام بحبل الله عز وجل، إننا مُطالبون أن نحيي في دواخلنا كل معاني الإيثار والمحبة والصدق والإخلاص، وأن نميت في أنفسنا كل ألوان الأنانية والأثرة والحسد والبغضاء.
ثامناً:
هناك طائفة كبيرة من العلماء يجمعون الناس حول أنفسهم، ويجعلون المركزية والصدارة لذواتهم وليس لدين الله عز وجل، ولذلك ينهون تلاميذهم عن الحضور عند مشايخ آخرين بحجة أن الغرسة إذا نُقلت من تربتها إلى تربة أخرى سيصيبها الفساد.
إن النبي ? لم يكن يجمع الناس حول شخصه، بل كان همه الأول أن يُخلِصوا لله عز وجل، وأن يتجهوا إليه جل شأنه بالعبادة، ولذلك كان يَحرم أعز الناس على قلبه من المغانم ويُحمِّلهم المغارم، ولقد ذكّرت قبل قليل ببعض الأمثلة من السيرة في بدر وأحد حين دفع بعمه وأولاد عمه إلى قلب المعركة، وكان حمزة أول قافلة الشهداء في أحد، وقد تألم النبي ? لفراقه أشد الألم. ومنع فاطمة عليها السلام من الخادم رحمة ببعض أصحابه الفقراء، وبعد حنين أعطى المؤلفة قلوبهم وأجزل لهم العطاء حتى وجد الأنصار في أنفسهم، وهم من تعلمون مكانة في قلب النبي ?، ثم بين لهم أنها لعاعة من الدنيا يتألف بها ضعفاء الإيمان. وأعطى ذات يوم رجلاً فقيل له أعطيت فلاناً وفلان خيرٌ منه، فقال: إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه أكِلُه إلى إيمانه.
لقد كان هذا منهجه عليه أفضل الصلاة والسلام يحرم أقرباءه وأصحابه المقربين يَكِلُهم إلى إيمانهم وقربهم من الله عز وجل، ويعطي ضعفاء الإيمان لكي يخلص قلوبهم من الكراهيات والأحقاد والسخائم، فيتمكنون من رؤية الحق الأبلج. إن هذا المنهج عكس ما نشاهده لدى كثير من المشايخ اليوم، فالمشيخة مغنماً له ولأولاده ولأقربائه ولأصهاره.
تاسعاً:
إننا في كثير من الأحيان لا نفرق بين ما هو لله عز وجل، وما هو للنفس، أو بين ما هو للعلم والحق، وما هو للذات، أو بين ما هو شخصي وما هو علمي، وها هنا مِحكٌّ صعب جداً، ومفصل دقيق جداً، لأن ما هو لله قد يختلط بما هو للنفس دون أن يشعر الإنسان، فيعادي ويخاصم لله بحسب ظنه، ولكن الهاجس العميق، والمحرك الخفي للخصومة هو نفسي وذاتي، كثيرة هي التهم التي تُتداول بين المسلمين: وهّابي، أشعري، شيعي، علماني، صوفي بحسب السياق الاجتماعي والزماني والمكاني وهي تصنيفات جاهزة، يتم التشهير بها بحسب الحاجة، ويتم الحشد والتجييش للجمهور في الوقت المناسب ضد شخص ما من الأشخاص، ويتم تصدير هذه التهم والتصنيفات إلى التلاميذ، فتنشأ أجيال لاحقة تتوارث الكراهية والشحناء، ويضيع الحق والعدل والإنصاف بين الإحْن والشنآن.
ينظر علماؤنا المعاصرون إلى الخوارج نظرة تاريخية فيها انتقاص وتبديع وتجهيل شديد، وهذا فيه حق كثير، ولكن المصيبة أننا نجهل أننا نمارس الخارجية في الفكر والأخلاق دون أن ندري، فالخوارج يؤخذ عليهم أنهم قتلوا صاحب رسول الله ? عبد الله بن خباب بن الأرت، وقتلوا امرأته معه وكانت حاملاً في تمام حملها، ثم أكلوا تمراً من نخل لنصراني فقالوا لبعضهم هذا حرام، فذهبوا إليه يستحلونه من ذلك،!! هل تصدقون أننا نفعل ذلك؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
إن ديننا أباح لنا أن نتعايش مع كل أصناف الناس "" لكم دينكم ولي دين ""، وأباح لنا أن ننعم بالتسامح مع كل المعتقدات والاتجاهات فـ "" لا إكراه في الدين "" هذا صحيح، ولكن لماذا يكون التسامح بين العلماء المسلمين وغير المسلمين كالمسيحيين وغيرهم أكثر مما هو بين العلماء المسلمين فيما بينهم؟ فما دمنا نقبل التعايش في ديننا مع من يدعي لله ولداً، أو مع من ينكر وجود الله عز وجل أو غير ذلك، إذ لا سلطان لنا على ضميره، فلماذا نضيق ذرعاً بآراء أناس مسلمين مثلنا، موحدين مثلنا، لكنهم يخالفوننا في أمور هي بالتأكيد أهون من أولئك المخالفين في الملة؟! بعبارة أوضح: لماذا إذا اختلف المشايخ في أمور فرعية أدى ذلك إلى المشاكسة والخصام والكراهية؟ لماذا لا نفرق بين ما هو علمي وما هو شخصي؟ لماذا يتعانق الشيخ والقسيس ولا يتعانق الصوفي والوهابي على سبيل المثال؟ أليس هذا خروجاً؟!
أخشى أن يكون السبب هو الشعور بتهديد المنافع، وتقاسم المكاسب من قبل إخواننا في الدين الذين ترشحهم مؤهلاتهم لذلك، أما الآخرون المخالفون لنا في الملة فلا يهددون منافعنا ومواقعنا الدينية – كالخطابة والتدريس والإمامة والمركز وغيرها - ولذلك تظل العلاقة الشخصية معهم في مأمن من خطر التنافس والتحاسد.
ألا يمكننا أن ننبه الآخرين إلى أخطائهم وبيان عثراتهم دون تجريح أو كراهية أو تشنج؟ لماذا لا نحسن الخصومة العلمية التي تحافظ على المودة والاحترام؟ لقد قال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَة وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ "" ().
كلنا يعلم كم كان اليهود يُكنّون البغض للنبي الكريم ?ولقد هموا بالغدر به مرات عديدة، ومع ذلك وبعد أن اضطروه إلى إجلائهم، بل وقتلهم في الخندق وخيبر، مع كل ذلك كان له صلات معهم، فيزورهم ويستدين منهم، بل وينصفهم، وتذكرون أنه أهديت إليه شاة من أمرأة يهودية بعد معارك خيبر - إنهم يعلمون أنه لا يحقد، وأنه يُحسن الظن، وأنه لا يرد الهدية برغم العداوة الشديدة بين الطرفين، والتي قُتل فيها رجالات اليهود وأبطالهم.
نحن لسنا أوصياء على الناس ولا نملك أن نرغم الناس على أن يعتقدوا بما نعتقد، ويدينوا بما ندين، لنا أن نوضح ونبين بالكلمة الطيبة، والموعظة الحسنة، ونجادل بالتي هي أحسن، ثم إن الله عز وجل يحكم بين عباده ? فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ? ().
? فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ? ().
? وَإِن جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ * اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ? ().
? ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ? ()
لقد تكرر معنى هذه الآيات في كتاب الله عز وجل مرات كثيرة جداً يزيد على عشرين مرة، أفلا يعني ذلك لنا شيئاً؟! إننا لم نستطع أن نحول المغزى في هذه الآيات إلى منهج حياتي، وسلوك أخلاقي.
عاشراً:
لا بد من القول بأن الحالة السلبية التي يتردى فيها بعض أهل العلم أو المنتسبين إليه بالإضافة إلى كونها نتيجة للدنيوية المعششة في القلوب، هي أيضاً انعكاس للحالة الأخلاقية العامة التي تسود المجتمع اليوم، وفيها انحطاط شديد لقيمة الإنسان وإنسانيته وكرامته وحريته، فالملاحظ من خلال التعامل الاجتماعي أن المعيار اليوم في التعامل بين المسلمين ليس هو جوهر الإنسانية، وإنما هو اعتبارات ثانوية أخذت محل الصدارة والأولوية، فالإنسان يُكرَّم اليوم ويُحترم لمنصبه أو جاهه أو شهادته أو ثرائه، أما هويته الحقيقية وهي الإنسانية فمُغيَّبة جداً ومُهدَرة جداً، وسأضرب مثلاً من الواقع: كان لي مريض في المشفى فذهبت لزيارته فمنعني البواب، قال لي ممنوع الدخول لأنه ليس الآن وقت الزيارة، فقلت ولكن انظر إن الناس يدخلون ويخرجون بكثرة، قال لي لا شأن لك، فقلت لا بد من الدخول أو تطبق النظام على كل الناس، وكان كثير من الداخلين قد عرف طريقة الدخول
(يُتْبَعُ)
(/)
وهي خمسة وعشرون ليرة تُدسُّ في جيب البواب بلطف، ارتفع صوتنا وحضر الشرطي وأدخلنا عنده ليحل المشكلة، وكان هناك شخص يعرفني فقال لي: " أهلين دكتور" ففوجئ البواب وقال لي: " أنت دكتور؟ مو باين عليك!! " وكان هناك اتفاق بين كل الحاضرين في جلسة الصلح - وكانوا كثرة - أن الحق عليّ، وأنني المخطئ، لأنني كان يجب أن أُعرِّفه على نفسي " كدكتور" وعندئذ سأدخل بدون خمسة وعشرين، وبدون صعوبات، يعني أن الدكتوراه تساوي خمسة وعشرين ليرة، لكن ليست هذه هي المشكلة، وإنما المشكلة في الحادثة وهي نموذج يتكرر ملايين المرات في كل الدوائر الحكومية وغير الحكومية، المشكلة أن الإنسان لا يُعرّف بهويته الحقيقية وهي " الإنسانية " " أنا إنسان " أنا ابن آدم " لا بل: أنا دكتور، أنا عضو في مجلس الشعب، أنا محامي أنا مهندس أنا فلان أو ابن فلان ... أما الفقير الذي لا يملك شيئاً من هذه الاعتبارات الإضافية فهو الوحيد الذي يقف أما البواب أو أمام أي موظف بهويته الحقيقية، وهي " إنسانيته " وما أرخصها في مجتمعنا، إنها تداس بالأقدام! وتضرب بالنعال.
وهنا يحضرني موقف النبي ? حين مَرَّتْ بِهِ جِنَازَةٌ ذات يوم فَقَامَ فَقِيلَ لَهُ إِنَّهَا جِنَازَةُ يَهُودِيٍّ فَقَالَ أَلَيْسَتْ نَفْسًا؟! () نعم وإن كانت ليهودي لكنها لإنسان يشترك معنا في جوهر الإنسانية وكرامتها، وهذا كاف لمنحه مستوى ما من مستويات التكريم والاحترام.
نعم إن مجتمعاتنا الإسلامية اليوم مريضة جداً، وكان المؤمل أن يكون للعلماء دوراً ريادياً في المعالجة والإصلاح، ولكن الذي حصل هو العكس، ففي حالات كثيرة وحقب ومراحل زمنية طويلة كان المنتسبون إلى العلم في كثير من الأحيان يُفرزون جراثيم تزيد من الوباء وأحياناً تبرر له، لأن القاعدة الشعبية العريضة تنظر لهم على أنهم هم القدوة والمثال الذي يُحتذى، فباب العدوى السلبية في هذه الحالة مفتوح على مصراعيه بين النموذج المريض والتابع المسكين.
إن المسلم المسكين يحلم باليوم الذي لا يحتاج فيه الإنسان إلى واسطة حين يذهب إلى دائرة حكومية أو مشفى، ويحلم باليوم الذي يحصل فيه الإنسان المسلم على هويته " إنسانيته " أين ما ذهب ويعامل بالإكرام والاحترام أياً كان حتى ولو كان زبالاً أو من هو في مستواه.
نعم هنالك تراكمُ هائلٌ من الفساد، وهو نتاج عقود من الزمن في الدوائر الدينية، ويحتاج إلى أشبه بالخارقة حتى يتم تجاوزه وإصلاحه، يحتاج إلى شبكة من الطيبين المخلصين تتكاتف وتتعاون لإزاحة العناصر الضارة وتنظيف المؤسسة الدينية من تراكماتها الخاطئة، ومحاسبة المخطئين والمفسدين، إن الموظف اليوم يفعل ما يشاء بالمواطن الفقير يُهينه ويبتزه ويعرقل شؤونه دون رقيب أو حسيب.
ولذا لا بد من وقفة للمراجعة مع الذات، وأن نتخلص من النظرة النرجسية التي تحجبنا عن رؤية عثراتنا وأخطائنا، ولا بد من مواجهة الحقيقة بشجاعة، والأشخاص مهما كانوا كباراً وعظماء هم في النهاية بشر يصيبون ويخطئون، فما ينبغي أن تحجبنا عظمتهم وأبهتهم وقداستهم عن محاسبتهم " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا " (). على الأقل محاسبة فكرية وعلمية.
الخاتمة:
لقد تحدثت عن أهمية القدوة كما عرضها لنا القرآن الكريم والسنة الشريفة وكما ارتسمت ملامحها في المنهج الإسلامي عموماً، وبينت أن القدوة الحسنة تصنع مجتمعاً حسناً، وأن القدوة الفاسدة تُنتج مجتمعاً فاسداً، وأن ما نراه من انهيار على المستوى القيمي في الغرب هو نتاج للنجومية الزائفة، فقلما نجد عالماً أو عبقرياً أو فيلسوفاً في التاريخ الغربي الحديث محمود السيرة، والسبب في ذلك هو انهيار المقدس بشكل عام، وانهيار النموذج المثالي المسيحي الذي كان من المفترض أن يوجه تيار القيم والأخلاق، وقد حل محله نموذجاً دنيوياً لا يقيم وزناً لأية غيبيات ولا يعترف بأية مطلقات قيمية أو ما ورائية، وكرس على مدى قرون عديدة نسبية الأخلاق، ومادية الفكر، فكانت النتيجة على مستوى الحضارة حالة من الانفلات والتفكك والإباحية والضياع الاجتماعي والأسري سلوكياً وحالة من الإفلاس واليأس والقنوط والعدمية فكرياً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن السؤال الأهم الذي حاول البحث أن يجيب عنه هو أين موقع النموذج الإسلامي في هذه الدوامة الحضارية اليوم؟ وما هو الدور الذي يمثله القدوة المسلم للإنسانية في أمسِّ حاجاتها وأحرج لحظاتها؟
لا شك أن لدينا في تراثنا وتاريخنا نماذج مشرّفة توجه مسيرة فكرنا، وتؤسس قواعد حياتنا، وقد سعى أعداء الخير دائماً إلى تشويه صورة هذه النماذج، والتعتيم عليها لأنها علامات حضارية تحفظ الوجود، وتنير الدروب. ولكن المأساة الكبرى حين يأتي التخريب من الداخل وباسم التعمير، ويرتدي شيوخ البراجماتزم العمائم والجبب، ويتلوَّن الدين بألوان هذه العمائم، وبدلاً من أن تكون العمامة مَغرماً وتضحية ومسئولية، تصبح مغنماً ومكسباً ومطية، وكل من طمع بوصل ليلى تسمى قيساً، وهيهات أن يغني الاسم عن المسمى.
إن شيوخ البراجماتزم أخطر على ديننا وحضارتنا ومستقبل أمتنا من مستشرقي أوربا ومبشريها، وأخطر من صنائعهم العلمانيون المزروعون فيما بيننا من أبناء جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، وذلك لأن المستشرقين والمبشرين قد بان إخفاقهم بعد أن انكشف الزيف، وزال ركام الباطل، والعلمانيون هم غراس أولئك يوشك أن تيبس وتجف كما يبس الأصل وجف، ولولا حال الأمة المتردي، ودعم الغرب المستبدّ، لما قامت لهم قائمة في بلادنا.
لقد هدف البحث إلى الكشف عن خطورة الاستخدام النفعي للدين، والتقنع وراء مظاهر المقدس للوصول إلى مآرب شخصية، ومكاسب دنيوية، وحاول التذكير بالقدوة المرتكسة في الحداثة الغربية، والتي أثمرت ثماراً خبيثة على مستوى الحضارة البائسة اليوم، للتحذير من لون آخر أشد فتكاً منها في بلادنا وحضارتنا لأنه يرتدي ثوب الدين ويتستر بردائه. إنها صيحة نذير، وزفرة مكلوم، تبتغي آذاناً صاغية، وقلوباً واعية، وإن أهم وصية أخرج منها في هذا البحث هي:
تشكيل هيئة لعلماء المسلمين في هذا البلد تكون مهمتها التعاون على البر والتقوى، والتشاور في القضايا الكبرى، والبت في المسائل المعضلة، وخصوصاً تلك التي تلتبس فيها السياسة بالدين، والتي تحتاج إلى موقف حازم متحرر من الإكراهات السياسية أو الشعبوية.
قد يقال إن هذه الهيئة سوف يشترك فيها من لا ثقة فيه أيضاً، ومن لا يمكن إقصاؤه عنها، ونبقى في المشكلة ذاتها، وأقول: إن الناس سيعلمون أن ما يصدر عن الهيئة موضع ثقة، وما لا يصدر عنها موضع شك، ولو نجحنا في تشكيل مرجعية جماعية موثوقة للناس تعكّر على الأقل على شيوخ البراجماتزم، وتحرجهم حين يخرجون عنها لكان ذلك إنجازاً مهماً، بدلاً من المرجعيات المتعددة المتصارعة. والله تعالى أعلى وأعلم.
للتواصل: ahmad_altan@maktoob.com
وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العالمين
داريا - 27/ 1 / 2007 ليلة السبت.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[18 Feb 2007, 12:46 م]ـ
يا ليتك يا دكتور احمد تعيد تنزيل هذا البحث حتى تظهر حواشية فتتم الفائدة اكرمكم الله وشكر لكم حرصكم
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[18 Feb 2007, 08:49 م]ـ
سيدي الفاضل أشكر اهتمامكم بارك الله فيكم هذا رابط للبحث منشور فيه بهوامشه
والسلام عليكم ورحمة الله
http://www.chihab.net/modules.php?name=News&file=article&sid=1717
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[03 Mar 2007, 06:20 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[03 Mar 2007, 08:06 م]ـ
جزاك الله خيرا أخانا الفاضل د. أحمد إدريس الطعان
على هذا البحث المفيد الرائع القيم
لكنه لفت نظري أنكم ضممتم عين العمامة، وهي بالكسر، وهي:
عِمَامَةٌ - وجمعها: عَمَائِمُ، وعِمَامٌ.
وجاء في تاج العروس:
(على أَن تكون الكسرَةُ في الجمعِ غيرَ الكسرةِ التي كانت في الواحدِ،
والأَلفِ غير الأَلفِ، لكنها كسرةُ الجَمْعِ وأَلِفُه، فتكونُ الكسرةُ في الواحِدِ ككسرةِ عينِ عِمَامةٍ ... )
وشكرا
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[03 Mar 2007, 11:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شكراً لك أخي عمار وأكرمك الله ...
أخي مروان أشكر لك ملاحظتك القيمة، والحقيقة أنه قد نبهني أحد الإخوة إلى ذلك منذ أيام في محاضرة بشكل شفهي ... وكنت أزمع تعديل ذلك ولكني كنت أتوقع أن تأتي هذه الملاحظة سريعاً من أعضاء الملتقى فهم أهل اللغة والتفسير وقد طال انتظاري حتى تفضلتم بالتصحيح، وتكرمتم بالتنويه شكر الله لكم ذلك وبارك فيكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[04 Mar 2007, 11:44 ص]ـ
وأنتم أيضا
جزاكم الله خيرا
أخانا الفاضل د. أحمد إدريس الطعان
على هذا البحث القيّم المتميّز
وعلى هذه الأخلاق العالية
والأريحيّة العلميّة المثاليّة
والتأخر ما كان مقصودا؛
لأنني لم أقرأ بحثك الرائع
هذا إلا البارحة؛ فمعذرة
وشكرا لك
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[04 Mar 2007, 07:29 م]ـ
ضم العمامة جائزٌ يا شيخنا ** أفتى بهذا الكلّ بالإجماع!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[04 Mar 2007, 11:52 م]ـ
لكنه الإجماع السكوتي أخي عمار وهو ليس بحجة عند البعض شكراً لك وبارك الله فيك.
هكذا فهمت!
يجوز الكسر والفتح والضم ... ثلاثة ليس في واحد لمُّ
أقصد فتحها لغسلها وضمها إعادة لفها وكسرها لغة. واللم من اللمم إي الإثم ... أعني ليس في أي منها إثم.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[05 Mar 2007, 07:58 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الحبيب اللبيب ... والمعنى الذي ظهر لكم أجمل من المعنى الذي أردتُ ... وأعني بالإجماع هنا اتفاقهم على أنّ " الأصل في الأشياء الإباحة "!
أما الضمّ فهو عينُ ما فهمتم بارك الله فيكم ... :
ضم العمامة جائزٌ يا شيخنا ** أفتى بهذا الكل بالإجماع
والأصل في الأشياءِ حلّ كلها ** فاضمم أوِ افْتحْ واكْسِرَنْ بيراع
وفي الحقيقة كان قد لفت نظري – منذ البداية – ما لفتَ نظر الدكتور الكريم مروان ... لكنّي أقنعتُ نفسي بـ "لعلها لغة! "
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[30 Mar 2007, 06:16 م]ـ
جزالك الله خيرا على هذه الكلمات الطيبة، لقد أفدتنا بما كتبت وأشعرتنا بما فينا من تقصير في تعاملنا مع طلابنا
ومع المجتمع، وكم بيننا وبين تطبيق السنة ومعرفة قدر أنفسنا
أما ما يتعلق بضم عين العمامة أو كسرها فلك وفقك الله بعد هذه الدرر أن تضم أو تفتح أو تكسر أو تسكن
زادك الله علما وفضلا وجمعنا جميعا بمن دعوتَ لمتابعته والسير على سنته
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[01 Apr 2007, 09:06 م]ـ
جزاكم الله خيراً إخوتي جميعاً وبارك فيكم وشكر لكم تشجيعكم ورزقنا الأخلاق الطيبة و العمل الصالح.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[18 Apr 2007, 10:43 ص]ـ
الدكتور احمد الطعان بارك الله فيك ونفع بك بحث مفيد وتوجيه طيب اعده من درر الملتقي
ـ[يسري خضر]ــــــــ[21 Jan 2009, 07:27 م]ـ
آق شمس الدين (قدوة لأصحاب العمائم البيضاء)
العمائم نوعان: طاهرة وملوثة، أما الطاهرة فمثل بياض الثلج لا تزداد مع الأيام إلا سناء فهي لأهل الإيمان نصير وللحق راية، وفي وجه الباطل سد وللحائر دليل، وأما الملوثة فلا يزال ران النفاق يكسوها حتى تصبح مثل سواد الليل تقشعر لمرآها قلوب المؤمنين، وتهش لها قلوب الشياطين، ولا يزداد الناس بها إلا ضياعاً وحيرة وأوهاماً، حتى إذا انتهى أهل الباطل منها رموها مثل ثوب عتيق ...
وبين النوعين فرق شديد فالعمائم البيضاء جبل عال من الاستقامة والفضائل وغيرة الإيمان ونصيحة الخلق، والملوثة في قعر واد سحيق من الانتهازية وحب الظهور والتصنع أمام الخلق والحمية للنفس ومداهنة الحكام وغش العوام والتلبيس عليهم ... مع الذلة لصاحب الدينار ... بل حتى صاحب الطعام والمرق والكساء ....
خلق الله للمعالي أناساً وأناساً لقصعة وثريد .....
وأحياناً تلتبس الأحوال فتدور على لسان الضعيف من أصحاب العمائم عبارات يلوكها حتى تصبح عادة ... يتوهم بها الغيرة والحرص حتى لم يعد الإنسان يطيق سماعها .....
ومن العبارات العجيبة عبارة: لا تفجعنا بنفسك يقولها الصغار للأصاغر وقد كان يقولها الكبار للأكابر ... وإذا كانت قد قيلت لأبي بكر رضي الله عنه وهو يتلقى بصدره وحده فتنة تحيط بالأمة ... فلا يليق أن تقال لرجل امتنع عن النفاق، وآخر جهر بحق لطيف، وثالث امتنع عن مجاراة الغلط، ورابع نصح بصدق ... وخامس دعاه رهط من أصحاب المسؤولية ... معززاً مكرماً فلم يوصه أصحابه بالصدق بل بالمداهنة والذلة ... وأردفوا: لا تفجعنا بنفسك!!
أرجوك أيها العالم يا من تحب أن تلحق بالعمائم البيضاء الطهور: افجعنا بنفسك وأعل الحق ولا تكتمه ... ودعنا نسير في جنازتك شهيد كلمة وصاحباً لحمزة عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في طريق السادة العظام.
أما العبارة الثانية فهي عبارة أعجب، وذلك أن البعض يكذب على الله والناس ... ويضعضع في نفوس العامة بكلامه ونفاقه عمل ألوف من أهل الحق مما بذلوه في نحت القلوب القاسية.
وبعدها إذا ذكر قائم للحق أمامه: قال: كنت عند فلان من المسؤولين ... وقد خذلت عن فلان .... يامسكين، ومن أخبرك أن أهل الحق يريدون تخذيلك عنهم، وما مرادهم سوى أن يصل الحق كما هو وبالحكمة والموعظة الحسنة ولكن دون نقص ولا تشويه ولابهتان ..
(يُتْبَعُ)
(/)
بالله عليك يا مدعي التخذيل خذل الباطل عن الحق وخذل عن نفسك صولات الشيطان، واجهر بالحق مرة ... وإلا استحالت عمامتك من اللون الأبيض حتى تصبح سوداء كالفحم الأصيل تتدرج على الطرق الرمادي.
ولكل أصحاب العمائم هذه التذكرة تثبيتاً لأصحاب البيضاء منها، وهزاً لقلوب السائرين في الطرق الملتوية لعلهم يرجعون.
كان المربي الشيخ آق شمس الدين هو الباني الأول لقلب وعقل السلطان محمد الفاتح، والذي لم يكن تجاوز العاشرة عندما كان أستاذه يمسك بيده ويمشيان معاً على شاطئ البحر المحيط بأسوار القسطنطينية الحصينة، ثم يقول له الأستاذ: أترى هذه الأسوار الشاهقة والمدينة العظيمة؟ إنها القسطنطينية، وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن رجلاً من أمته سيفتحها بجيشه ويضمها إلى أمة التوحيد: (لَتَفْتَحْنّ القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش).
كان آق شمس الدين زراعاً للخير، بصيراً بمكامن النفوس وكان يتوجه إلى الله أن لايضيع له جهداً في تربية الأمير الصغير محمد (والذي صار بعد سنوات: السلطان محمد الفاتح).
السلطان مراد الثاني كان هو والد الأمير محمد، وكان يصطحبه معه إلى بعض المعارك، ليبني في نفسه روح المجاهد ونفسية القائد، وليتعلم قيادة الجيش وفنون القتال عملياً، حتى إذا ما ولي السلطنة وخاض غمار المعارك كان له القدح المعلى فيها .... ولما جاء اليوم الموعود شرع السلطان محمد الفاتح في مفاوضة الإمبراطور قسطنطين ليسلمه القسطنطينية، فلما بلغه رفض الإمبراطور تسليم المدينة قال رحمه الله: (حسناً، عن قريب سيكون لي في القسطنطينية عرش أو يكون لي فيها قبر).
وحاصر السلطان القسطنطينية واحداً وخمسين يوماً، وبعدها سقطت المدينة الحصينة التي استعصت على الفاتحين قبله، على يد بطل شاب له من العمر ثلاث وعشرون سنة.
أثناء فتح القسطنطينية أراد السلطان أن يكون شيخه جانبه أثناء الهجوم فأرسل إليه يستدعيه، لكن الشيخ كان قد طلب ألا يدخل عليه أحد الخيمة ومنع حراس الخيمة رسول السلطان من الدخول، وغضب محمد الفاتح وذهب بنفسه إلى خيمة الشيخ ليستدعيه، فمنع الحراس السلطان نفسه! من دخول الخيمة بناءً على أمر الشيخ! فأخذ محمد الفاتح خنجره وشق جدار الخيمة في جانب من جوانبها ونظر إلى الداخل فإذا بشيخه آق شمس الدين ساجدٌ لله في سجدة طويلة وعمامته متدحرجة من على رأسه وشعر رأسه الأبيض يتدلى على الأرض، ولحيته البيضاء تنعكس مع شعره كالنور، ثم رأى السلطان شيخه يقوم من سجدته والدموع تنحدر على خديه، فقد كان يناجي ربه ويدعوه بإنزال النصر ويسأله التمكن و الفتح القريب.
عاد السلطان محمد (الفاتح) عقب ذلك إلى مقر قيادته ونظر إلى الأسوار المحاصرة فإذا بالجنود العثمانيين قد أحدثوا ثغرات بالسور تدفق منها الجنود إلى القسطنطينية، ففرح السلطان بذلك وقال: ليس فرحي لفتح المدينة إنما فرحي بوجود مثل هذا الرجل في زمني.
وذكر الإمام الشوكاني صاحب البدر الطالع مايلي مما حصل بعد يوم واحد من الفتح (جاء السلطان إلى خيمة
(آق شمس الدين) وهو مضطجع فلم يقم له، فقبل السلطان يده وقال له: جئتك لحاجة، قال: وما هي؟ قال: أن أدخل الخلوة عندك، فأبى، فأبرم عليه السلطان مراراً وهو يقول: لا. فغضب السلطان وقال: إنه يأتي إليك واحد من الأتراك فتدخله الخلوة بكلمة واحدة وأنا تأبى علي، فقال الشيخ: إنك إذا دخلت الخلوة تجد لذة تسقط عندها السلطنة من عينيك فتختل أمورها فيمقت الله علينا ذلك، والغرض من الخلوة تحصيل العدالة، فعليك أن تفعل كذا وكذا، وذكر له شيئاً من النصائح - ثم أرسل السلطان إليه ألف دينار فلم يقبل، ولما خرج السلطان محمد الفاتح من عند الشيخ قال لبعض من معه: ما قام الشيخ لي. فقال له: لعله شاهد فيك من الزهو بسبب هذا الفتح الذي لم يتيسر مثله للسلاطين العظام، فأراد بذلك أن يدفع عنك بعض الزهو.
لم يحتل أحد في قلب محمد الفاتح مكانة مثلما احتلها أستاذه آق شمس الدين، وكان ينظر إليه بأعظم مشاعر الحب، والإجلال، والتوقير، ويزوره على الدوام، حيث يستمع لأحاديثه ونصائحه، ويستفيد من علمه الغزير.
أما آق شمس الدين فكان مهيباً لا يخشي سوى الله، لذا فإنه عند قدوم السلطان (محمد الفاتح) لزيارته، لا يقوم له من مجلسه، ولا يقف له. أما عند زيارته للسلطان (محمد الفاتح) فقد كان السلطان يقوم له من مجلسه توقيراً له، واحتراماً ويجلسه بجانبه.
وقد لاحظ ذلك وزار السلطان وحاشيته، لذا لم يملك الصدر الأعظم (محمود باشا) من أن يبدي دهشته للسلطان فقال له: لا أدري يا سلطاني العظيم، لم تقوم للشيخ (آق شمس الدين) عند زيارته لك، من دون سائر العلماء والشيوخ، في الوقت الذي لا يقوم لك تعظيماً عند زيارتك له؟!. فأجابه السلطان: أنا أيضاً لا أدري السبب … ولكني عندما أراه مقبلاً علي، لا أملك نفسي من القيام له … أما سائر العلماء والشيوخ، فإني أراهم يرتجفون من حضوري، وتتلعثم ألسنتهم عندما يتحدثون معي، في الوقت الذي أجد نفسي أتلعثم عند محادثتي الشيخ آق شمس الدين.
رسالة إلى أصحاب العمائم إذا وقفوا بين أيدي السلاطين، فما بالك عندما يقفون بين يدي العبيد.
كتبه: أحمد معاذ الخطيب الحسني
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[25 Jan 2009, 01:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم د. يسري بارك الله فيك وجزاك خيراً ... على هذا النقل القيم والنافع ولعلي أوظف منه بعض المقاطع في بحثي ... السابق منافع العمامة ...
أما صاحب البحث الشيخ أحمد معاذ الخطيب الحسني ... فهو من مشايخ دمشق المشهورين، وأصحاب الجهود المباركة، حفظه الله وبارك فيه ...(/)
وقفات .. مع شبهات المستشرقين في التفسير بالرأي (2)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[19 Feb 2007, 02:13 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
وبعد ..
فهذا إتمام للموضوع السابق في الرابط التالي:
وقفات .. مع شبهات المستشرقين في التفسير بالرأي (1) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=220)
الشبهة الثانية:
أن التفسير بالرأي إنما هو انشقاق عن التفسير بالمأثور وحرب عليه والدافع لهذا التفسير إنما هو الورع والتقوى وتنزيه الله تعالى عن التصورات السائدة عن طريق النقل.
• يقول جولد زيهر: "حدث انشقاق على التفسير بالمأثور، دون أن يحس أو يقصد ممثلو هذا الانشقاق من القدماء أن يكون تفسيرهم حرباً على الرواية والنقل، وصدر ذلك لأول مرة عن مذهب أهل الرأي الإسلاميين، عن أولئك الذين يذهبون مذهباً دينياً أراد أن ينفي عن الصورة التي يحملها المؤمن في قرارة نفسه للألوهية وحقيقتها وتدبيرها كل ما يتجافى عن العقل، ويتنزل بها على نحو لا يليق إلى دائرة الماديات " (1).
وأصحاب هذا المذهب هم المعتزلة والذي يصفهم بصفات المدح في أكثر من موطن حيث يقول: " الناس الأتقياء " وَ " الأتقياء المدققين " (2).
ويصف تفسيرهم بقوله: " التفسير السوي " (3).
ويقول: " ومن النادر أن يتخلف حذق المعتزلة في التفسير ولا توجد وسيلة للتفسير تراها هذه المدرسة شديدة الجرأة، في سبيل الاحتجاج بآيات القرآن لمبدأ من مبادئهم الأساسية، جنوا به أكثر ثمرات النصر في دائرة علم الكلام الإسلامي ذلك هو مبدأ أولية العقل في معرفة الحقائق الدينية " (4).
ويقول: " وأشرف انتفاع يستفيده المعتزلة من اشتراطهم فيما يتصل بتفسير الكتاب مطابقة العقل في الحقائق الدينية، هو محاربتهم للتصورات الخرافية المناقضة للطبيعة، التي رسخت قَدَمُها في الدين " (5).
الجواب على هذه الشبهة:
1 - أن الواقع لا يصدق أن التفسير بالرأي انشقاق عن التفسير بالمأثور بل هو يدل على أنه كان مصاحباً للمأثور منذ عصر مبكر حيث نجد اجتهادات الصحابة رضي الله عنهم في التفسير وعلى رأسهم أبو بكر رضي الله عنه كما في تفسير آية الكلالة.
2 - أن أصحاب الرأي المحمود لم يحاربوا التفسير بالمأثور ـ كما سبق ـ بل هم يحثون على الاعتناء به، وإنما حصلت المحاربة لبعض الآثار من قبل المعتزلة حيث حكموا العقل ونفوا كل ما لم يتوافق معه، والمعتزلة لا يمثلون المنهج الصحيح في تفسير القرآن لذا فمن الخطأ أن يعمم ما فعلوه على جميع المفسرين بالرأي، كما أن من الخطأ أن يعتبروا هم أوائل من فسر القرآن بالرأي عموماً.
3 - أما كون الدافع لفعلهم هذا هو الورع والتقوى: فيقول الدكتور عمر رضوان: " وليس غريباً أن يكيل جولد تسيهر خاصة والمستشرقين عامة الكثير من الثناء لتفسير المعتزلة لما فيه من خدمة لأغراضهم وهي محاربة أهل السنة والجماعة وتفاسيرهم المعتبرة وعلى رأسها (التفسير بالمأثور) كما أن هناك دافعاً آخر لهؤلاء المستشرقين وهو أن هذا المذهب يلائم ما عليه الغرب اليوم من تقديس للعقل وإعطائه حرية أكثر مما يستحق " ثم يقول: "فلا أدري أين هذه التقوى وأين الورع، وقد خرجوا في تفسيرهم عن جادة الصواب ولم يلتزموا به الشرع ولا ظاهر النصوص ولا روح الشريعة السمحاء زيادة على تأويلهم كل نص يخالف مذهبهم وقسرهم الآيات على نصرته بشكل غير مقبول إطلاقاً، والمعتزلة لم ينفكوا في مهاجمة أهل السنة والتشنيع عليهم والتنفير من طريقتهم " (6).
والدافع الذي حملهم على تأويل القرآن والآثار المعارضة لهم أنهم "اعتقدوا رأياً ثم حملوا ألفاظ القرآن عليه وليس لهم سلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ولا من أئمة المسلمين لا في رأيهم ولا في تفسيرهم" (7).
وأخيراً أنقل كلاماً للشيخ بكر أبو زيد حفظه الله حيث يقول:
(الإسرائيليات الجديدة:
احذر الإسرائيليات الجديدة في نفثات المستشرقين؛ من يهود ونصارى؛ فهي أشد نكاية وأعظم خطراً من الإسرائيليات القديمة؛ فإن هذه قد وضح أمرها ببيان النبي صلى الله عليه وسلم الموقف منها، ونشر العلماء القول فيها، أما الجديدة المتسربة إلى الفكر الإسلامي في أعقاب الثورة الحضارية واتصال العالم بعضه ببعض، وكبح المد الإسلامي؛ فهي شر محض، وبلاء متدفق، وقد أخذت بعض المسلمين عنها سنة، وخفض الجناح لها آخرون، فاحذر أن تقع فيها. وقى الله المسلمين شرها) (8).
والحمد لله رب العالمين ..
ـــــــــــــــــــــــ
حواشي:
1 - مذاهب التفسير الإسلامي: 121.
2 - السابق: 121.
3 - السابق: 187.
4 - السابق: 193.
5 - السابق: 160.
6 - آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره: 2/ 526.
7 - مقدمة التفسير لشيخ الإسلام: 110.
8 - حلية طالب العلم: 43.(/)
السعودية تطالب نائبا هولنديا بالاعتذار عن دعوته لإلغاء نصف القران
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[19 Feb 2007, 11:59 ص]ـ
المختصر/
العربية.نت / بدأت السفارة السعودية في لاهاي تحركا لدى وزارة الخارجية الهولندية ضد تصريحات البرلماني اليميني غريت فيلدرز رئيس حزب الحرية، والتي طالب خلالها المسلمين بإلغاء نصف القرآن، بجانب تطاوله على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
وطالبت السفارة بضرورة سحب فيلدرز لتصريحاته المسيئة، وتقديم الاعتذار للمسلمين، بحسب تقرير لصحيفة الوطن السعودية الاحد 18 - 2 - 2007 كتبته الزميلة فكرية أحمد.
وأكد السفير السعودي في لاهاي وليد عبدالكريم الخريجي أن السفارة تفضل إبقاء تحركاتها بعيدا عن الإعلاميين، مؤكدا أن الهدف هو وقف الإساءه للإسلام ووضع حد لها.
وذكرت الصحيفة أن السفارة طالبت الجانب الهولندي بوضع حد نهائي لمثل هذه التصريحات والتصرفات.
وكان عضو البرلمان والسياسي الهولندي المعادي للمهاجرين غريت فيلدرز قد نقل عنه الثلاثاء الماضي أنه حث المسلمين على إلغاء نصف القرآن موجها إساءات مباشرة لشخصية الرسول صلى الله عليه وسلم.
وحذر فيلدرز من "موجة مد إسلامي" في هولندا التي يعيش فيها مليون مسلم. وينظر الى فيلدرز باعتباره خليفة للسياسي القومي القتيل بيم فورتوين وفاز حزبه الجديد بتسعة من مقاعد البرلمان الهولندي البالغ عددها 150 في انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وقال: "أعلم أنه لن يكون عندنا أغلبية مسلمة خلال العقدين المقبلين لكن عددهم يتزايد .. لم تعد تشعر أنك تعيش في بلدك. هناك معركة تلوح نذرها في الافق ويتعين علينا الدفاع عن أنفسنا. قريبا سيكون عدد المساجد هنا أكثر من الكنائس".
وشن فيلدرز - الذي يعيش تحت حراسة مشددة منذ 2004 عندما قتل هولندي من أصل مغربي المخرج المنتقد للاسلام ثيو فان غوخ - حملة لحظر النقاب ويرغب في تجميد الهجرة وحظر بناء مساجد ومدارس دينية جديدة.
المصدر ( http://www.almokhtsar.com/html/news/1460/30/67761.php)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[20 Feb 2007, 12:40 ص]ـ
والبرلماني الهولندي يرفض الاعتذار عن إساءاته للمسلمين!
الإسلام اليوم / وكالات
1/ 2/1428 1:22 م
19/ 02/2007
بعد مطالب السفارة السعودية في لاهاي للنائب عن حزب الحرية اليميني "جيرت فيلدرز" بضرورة الاعتذار للمسلمين عن تصريحاته التي طالب خلالها المسلمين بإلغاء نصف القرآن، رفض البرلماني الهولندي سحب تصريحاته، مؤكدًا أنه لن يتراجع عن تصريحاته، وقال "لن أفكر حتى في سحب أي منها".
من ناحيتها أكدت الخارجية الهولندية أنها غير راضية عن تصريحات فيلدرز ولكنها لم تنكر على النائب تصريحاته المسيئة للإسلام والمسلمين. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الهولندية "هذه ليست وجهة نظر الحكومة الهولندية، فيلدرز نائب في البرلمان ومن حقه التعبير عن نفسه"، وكانت المقابلة التي نشرتها صحيفة "دي بيرس" يوم 13 فبراير للنائب قد طالت بالأذى الإسلام والنبي محمد "صلى الله عليه وسلم"، مكررة صدى الرسومات المسيئة التي نشرتها صحيفة دانماركية العام الماضي.
وقال فيلدرز "إذا كان المسلمون يريدون العيش هنا فعليهم أن يمزقوا نصف القرآن ويلقوه بعيدا"، مدعياً أن فيه "أشياء فظيعة"، وزعم أن الإسلام دين عنيف، وتهجم على النبي محمدا "صلى الله عليه وسلم". وحذر فيلدرز مما سماه "موجة مد إسلامي" في هولندا التي يعيش فيها مليون مسلم، وقال "أعلم أنه لن يكون عندنا أغلبية مسلمة خلال العقدين المقبلين لكن عددهم يتزايد"، مضيفاً "قريباًً سيكون عدد المساجد هنا أكثر من الكنائس".
ويعيش النائب الهولندي تحت حراسة مشددة منذ عام 2004 بعد أن قتل هولندي من أصل مغربي المخرج السينمائي ثيو فان جوخ الذي كان يهاجم الإسلام ويسيء إليه، ويعرف فيلدرز الذي فاز حزبه بتسعة من مقاعد البرلمان الهولندي الـ150 في انتخابات نوفمبر الماضي بعدائه الشديد للإسلام ودعوته إلى تجميد الهجرة وحظر بناء المساجد والمدارس الدينية.
المصدر ( http://www.islamtoday.net/albasheer/show_news_content.cfm?id=65143)
ـ[عبدالله المعيدي]ــــــــ[20 Feb 2007, 12:46 ص]ـ
قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ..
اسال الله أن ينتقم منه ومن على شاكلته ..
وجزى الله ولاة الأمر في هذه البلاد خيراً وسددهم ..
ـ[أبو المهند]ــــــــ[20 Feb 2007, 04:18 م]ـ
الشيء لا يستغرب من معدنه أليس هذا المجرم مثل من قال لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه ... وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[21 Feb 2007, 06:02 ص]ـ
ومن البلية والبلايا جمَّةٌ .... انَّ الكلابَ غدت تقولُ وتحكمُ(/)