ـ[محمد أحمد الأهدل]ــــــــ[10 Jul 2010, 07:15 ص]ـ
مما رأيت من التساهل عند بعض المشايخ المشهورين بالإقراء باليمن عدم التركيز على الأحكام التجويدية فيأخذ الطالب الإجازة من هذا الشيخ وقراءته أشبه بقراءة العوام.
أخي الكريم إبراهيم الفقيه حفظك الله:
فيأخذ الطالب الإجازة من هذا الشيخ وقراءته أشبه بقراءة العوام
أشعر أن هذه العبارة فيها شيء من المبالغة, خاصة أنها في بعض المشايخ المشهورين, نعم قد يجاز الطالب من بعض الشيوخ ولم يصل بعد إلى الإتقان الذي ينبغي أن يصل إليه المجاز وهو مما يمكن أن يطلق عليه تساهلاً, لكن ليس إلى الحد الذي ذكرتَه.
ومعذرةً سيدي إبراهيم الفقيه ما قصدتُّ الاعتراض عليك.
ـ[أبو المنذر الجزائري]ــــــــ[13 Jul 2010, 04:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مما يجدر على حافظ القرآن الاعتناء به ـ في نظري القاصر، وقد أغفله إخواننا ـ قبل خوض غمار البحث عن الإجازة في القرآن الكريم، أن يكون سائرا في طلبه على أساس متين، وأرض مذللة بعلوم الآلة وعلى رأسها علم اللغة العربية من نحو وصرف وبلاغة وفهم لمعاني الكلام، لأن المجازين في عصرنا الحاضر ـ وما أكثرهم ـ قد برزوا إلى الناس في حلة الانتهاء من الطلب، ويراهم الرائي في عداد المتقنين، وقد رأيت الواحد منهم وقد صار يشارإليه بالبنان، وتصدى لإقراء القرآن، لا يحسن يقيم جملة، سواء في كلامه أو كتاباته، من غير أن يلحن، فضلا أن يُستمتع ببلاغته وحسن سبكه للكلام، وقد غفل المسكين أنه يقرئ أحسن الحديث، وأبلغ العبارات، وأسمقها في سماء المعاني. وإذا نظرنا إلى حسن فهمه لكتاب الله عز وجل نجده في معزل عن ذلك، لأنه لا يحفظ غريب كلماته، ولا يفقه جميل عباراته، ولا يعرف أسباب نزوله، فكيف بمثل هذا أن يحسن ترتيله، ويجود وقفه وابتداءه؟.
لقد صب علماء القراءات والتجويد في عصرنا الحديث اهتمامهم على تجويد اللفظ، وتحسين الأداء، وتطريب الصوت بالنغم، وهذه الأمور الثلاثة لا تعدو أن تكون وسائل توصلنا إلى الغاية الحميدة التي من أجلها أنزل الله سبحانه وتعالى كتابه: كتاب أنزلناه مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب، لذلك تجد أحدنا إذا أنصت لتلاوة من التلاوات، أو دخل في صلاته مأموما في أحد المساجد، يخرج بتقرير تفصيلي حول قراءة المرتل أو الإمام: من حيث حسن صوته، وحسن تلفظه للحروف، وهل فخم حروف التفخيم، وأحسن قرع حروف القلقلة، وفرّق بين الصغرى والكبرى منها، وهل أشبع الغنن، وأعطى المدود حقها من الحركات، وهل وهل وهل؟ ...
وإذا سألته عن المعاني التي أفادها من المقدار الذي قرأه الإمام من الآيات، يفغر فاه مندهشا، ولا يحير جوابا.
إنني لا أقلل من شأن هذا الفن أبدا ـ وكيف ذلك وقد امتن المولى عليّ بالتخصص فيه ـ، وإنما أردت أن أستذكر وإخواني مدى حاجتنا إلى التربية الروحية التي أودعها الله سبحانه في كتابه، وإذا كان المشتغلون بكتاب الله عز وجل قد خلت قلوبهم من هذه التربية فكيف بغيرهم، وقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: "إن لله أهلين من الناس، قالوا من هم يارسول الله؟، قال: أهل القرآن هم أهل الله وخاصته"، أخرجه أحمد وابن ماجه، قال الإمام السندي: "أهل القرآن: أي حفظته العاملون به"، ولا يعمل به إلا من علمه وفقهه.
اللهم يا كريم رقق بالقرآن العظيم قلوبنا، وجدد الإيمان في قلوبنا، وارفع الغشاوة والقسوة عن قلوبنا، آمين.(/)
حول كتابي " تيسير طرق النشر من أصوله إلى الرواة "
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[29 Jun 2010, 04:40 م]ـ
الآن فرغت من تسويد الكتاب وجعلته أربعة ابواب: الاول لنشر طرق النشر، والثاني لمناقشة استدراكات الدكتور أيمن رشدي سويد حفظه الله على النشر واستدراكاتي على السلاسل الذهبية وعلى النشر، والثالث تيسير طرق النشر من الأصول إلى الرواة، والرابع لتقسيم طرق النشر إلى ثلاثة أقسام: (1) طرق النشر بالأداء المنصوص في أمهات النشر (2) طرق النشر بالأداء غير المنصوص في أمهات النشر أي هي من طريق ابن الجزري مباشرة
(3) طرق النشر بالتحديث.
آمل إكرامي بملاحظات الإخوة المتخصصين مثل أخي الدكتور السالم الجكني وصديقي محمد الحسن بوصو للاستفادة منها قبل الفراغ من التصحيح والمراجعة وقبل البحث عن دار للطباعة.
ملاحظة يقع الكتاب في أكثر من 200 صفحة من الحجم الكبير والخط المتوسط (16)
الحسن محمد ماديك
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Jun 2010, 10:32 م]ـ
أسأل الله لك العون والتوفيق أخي العزيز، وأرجو أن ينفع الله بكتابك، وأقترح عليك قبل نشره إرساله لأبي إبراهيم الدكتور السالم الجكني ليطلع عليه، وإن أمكن استشارة غيره من المتخصصين فذلك أقوى وأجمل.
وفقك الله لكل خير.
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[30 Jun 2010, 12:16 م]ـ
سأرسل منه نسخة بالـ PDF إلى الإخوة:
ـ الدكتور أيمن رشدي سويد
ـ الدكتور السالم الجكني
ـ الدكتور أحمد السديس رئيس قسم القراءات في كلية القرآن بالجامعة الإسلامية، ولعله يوزعه على المتخصصين الذين قصرت عنهم يدي ولعهم جميعا يشرفوني بملاحظاتهم واستدراكاتهم على جهدي القاصر وليقع تثبيتها في أول الكتاب عوض الدراسة، ويعلم الله أن مخالفتهم إياي مقرونة بأدلة أقوى وأرجح لكل ذي نظر متخصص أحب إليّ من موافقتهم، إذ سأهتدي بأدلتهم الراجحة إلى الصواب والله الموفق.
طالب العلم
الحسن محمد ماديك
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Jul 2010, 06:08 ص]ـ
أحسنتَ.
وهذا ظني بك أخي العزيز وفقك الله ونفع بك.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[01 Jul 2010, 08:02 ص]ـ
أسأل الله تعالى أن يكون هذا الكتاب حجة لك يوم يؤخذ بالنواصي والأقدام فيثبتك الله بسببه من كل مهلك ومزلق في الدنيا والآخرة. وان يرزقك به العلم النافع والصدقة الجارية
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[01 Jul 2010, 05:01 م]ـ
أخي الكريم: الحسن بن ماديك، نعم ما صنعت من إرادتك عرض كتابك قبل طبعه على أهل الاختصاص
أسأل الله تعالى لنا ولكم العلم النَّافع والعمل الصَّالح(/)
خرج كتاب عدد سور القرآن لابن عبد الكافي
ـ[أبو الجود]ــــــــ[29 Jun 2010, 11:56 م]ـ
عن دار الإمام البخاري بمصر صدر كتاب عدد سور القرآن لابن عبد الكافي في مجلد بتحقيق خالد حسن أبو الجود والكتاب كان موضوع ماجستير تحقيق التراث من جامعة الدول العربية بالقاهرة
ـ[محب القراءات]ــــــــ[30 Jun 2010, 12:18 ص]ـ
جزاك الله خيرا
حبذا لو زودتنا بمعلومات أكثر عن الكتاب ومنهجكم في التحقيق .. بار ك الله فيك
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[30 Jun 2010, 12:22 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على جهودكم، وجعل ذلك في ميزان حسناتكم.
وأرجو أن يصل الكتاب إلى المملكة قريباً.
فضلاً لا أمراً: لو تكرم فضيلتكم بالتعريف بالرسالة بشكل موجز.
ـ[السراج]ــــــــ[30 Jun 2010, 09:16 ص]ـ
خبر علمي رائع، بعد أن كان هذا الكتاب النفيس غائباً في ساحة المكتبة القرآنية، وحبيساً في رفوف وخزائن عالم المخطوطات ..
وجزاكم الله خيراً على هذا الإنجاز العلمي الباهر الذي أرجو أن يكون تحقيقاً موفقاً يليق بنفاسة الكتاب المحقَّق ..
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[03 Jul 2010, 04:15 م]ـ
أهنئ الأخ الفاضل الباحث خالد أبو الجود على هذا الخبر، ولطالما انتظر الباحثون صدور هذا الكتاب الذي يعد أحد أهم المصادر في علم عد الآي، وكم كنا نقرأ في تقارير لجان مراجعة المصاحف عن اعتمادهم عليه ورجوعهم إليه في تحقيق مسائل هذا العلم الشائكة.
ـ[وليد أحمد عبد الغني]ــــــــ[30 Oct 2010, 08:09 م]ـ
هل من سبيل للوصول إلى هذا الكتاب عاجلا
ـ[محب القراءات]ــــــــ[30 Oct 2010, 09:01 م]ـ
هل من سبيل للوصول إلى هذا الكتاب عاجلا
أهداني أخي الشيخ د. خالد حسن أبو الجود وفقه الله , نسخة من الكتاب أرسلها لي مع أحد الإخوة القادمين من مصر.
والكتاب طبعته مكتبة الإمام البخاري للنشر والتوزيع بالقاهرة
وعنوانهم كما هو على غلاف الكتاب:
القاهرة: 3 درب الأتراك - خلف الجامع الأزهر - ت 25144073
جوال 0123676797 - 0106186114
فإن كنت في مصر أو تعرف أحدا هناك فيمكن أن تتواصل معهم ويرسلوا لك الكتاب أو يدلوك على أماكن وجوده.
وفقك الله
ـ[مدثر خيري]ــــــــ[01 Nov 2010, 10:05 م]ـ
هل من سبيل للوصول إلى هذا الكتاب عاجلا
السلام عليكم أخي وليد الكتاب يباع في مكتبة دار ابن الجزري خلف الجامعة الإسلامية ولا أدري هل بقي منه نسخ أم لا
والسلام عليكم(/)
أرجوزة بيان طرق طيبة النشر ومراتب المدات للقراء العشر لشيخنا العلامة الشيخ سعيد العبد الله
ـ[السراج]ــــــــ[30 Jun 2010, 09:25 ص]ـ
هذه أرجوزة ب (بيان طرق طيبة النشر ومراتب المدات للقراء العشرة رحمهم الله تعالى) من نظم فضيلة العلامة المقرئ المحقق المحرر شيخنا الشيخ سعيد بن عبدالله المحمد العبدالله الحموي ثم المكي (1341 - 1425هـ) رحمه الله تعالى، شيخ القراء والإقراء بمدينة حماة بالشام، وشيخ الإقراء بمكة المكرمة والأستاذ بقسم القراءات سابقاً بجامعة أم القرى، وتقع هذه المنظومة في (236) بيت من بحر الرجز وأصل هذه المنظومة رسالة عنوانها (تحفة الطلبة في مدات الطيبة) للشيخ مصطفى إمام جيش المسلمين رحمه الله تعالى.
وقد قال الشيخ مصطفى في أول مقدمته: " وبعد فهذه رسالة في بيان مراتب المد ... من طرق النشر البالغ عددها إلى اثنين وثمانين وتسعمائة ... ". ثم قال:" ... اعلم أن الإمام المحقق ابن الجزري رحمه الله تعالى لما ذكر كتبه الثلاثة: النشر والتقريب والطيبة عن كل من الأئمة العشرة راويين وعن كل راو طريقين وعن كل طريق طريقين أو أربعة طرق عن الراوي وكان الحاصل من الأربعة لكل من الرواة العشرين للقراء العشرة ثمانين طريقا ... جمعتُ هذه الرسالة وذكرتُ فيها الطرق الأربعة عن كل راو من العشرين فرداً فرداً، وبينتُ ما ذكر أصحاب الكتب الحاوية لكل طريق من الأربعة قصراً ومداً، ونبهتُ على المدات، المأخوذة عن الأئمة السادات، وعلى أعداد الكتب الموجودة في كل طريقٍ من الأربعةِ المذكورة، ثم ذكرتُ مراتب المتصل بعد إتمامِ مراتب المنفصل ... " أهـ.
وفهرست الأرجوزة تقع كالتالي:
1/ المقدمة، 2/ فصل في طرق قالون، 3/ فصل في طرق ورش عن نافع، 4/ فصل في طرق الأصبهاني عن ورش، 5/ فصل في طرق البزي عن ابن كثير المكي، 6/ فصل في طرق قنبل عن ابن كثير المكي، 7/ فصل في طرق الدوري من روايته عن أبي عمرو، 8/ فصل في طرق السوسي من روايته عن أبي عمرو، 9/ فصل في طرق ابن جمهور، 10/ فصل في رواية هشام وابن ذكوان وطرقهما عن ابن عامر، 11/ فصل في رواية شعبة وحفص وطرقهما عن عاصم، 12/ فصل في الطرق من رواية حفص عن عاصم، 13/ فصل في مراتب المد المتصل بعاصم، 14/ فصل في طرق خلف وخلاد عن حمزة، 15/ فصل في طرق أبي الحارث والدوري عن الكسائي،16/ فصل في طرق ابن وردان وابن جماز راويا أبي جعفر، 17/ فصل في طرق روح و رويس عن يعقوب، 18/ فصل في طرق روايتي أبي إسحاق الوراق وإدريس الحداد عن خلف العاشر، 19/ الخاتمة، 20/ مختصر أرجوزة بيان طرق الطيبة ومراتب المدات للقراء العشرة.
وقد أحببتُ أن أنشر هذه المنظومة النافعة المباركة في منتدانا المبارك لما فيها من الفائدة العظيمة خاصةً أنها جاءت في تحرير طرق طيبة النشر الكثيرة المتشعبة مع ما فيها من غرر بديع الفوائد وتحرير المسائل، والسهولة والجزالة وحسن الديباجة ورصانة الأسلوب في النظم وسرعة استحضار الأبيات لمن أراد أن يحفظها، وهي إضافة ثمينة لملكتبة القرآنية وبالأخص في فن علم القراءات مع ندرة التأليف نظماً في هذا الفن بهذا العصر، وهذا العمل العلمي الفائق يدل على سعة علم الناظم وطول باعه في هذا الفن وتنقيحه وتحقيقه وتحريره واقتداره البديع في النظم وتذليل وتسهيل الصعاب لطالب هذا الفن -رحمه الله تعالى-، ومما يجدر ذكره أن أكثر نظم الشيخ نظماً علمياً فيما يتعلق بعلوم القراءات وعلوم اللغة، وقد قمت بتصوير هذه المنظومة هنا في عجالة من أمري وهي تامة مضبوطة فلعل بعض الأخوة من منتدانا المبارك ينشط في تنسيق هذه المنظومة في ملف ( PDF) لكي تنشر بحلة قشيبة مرتبة و ينتفع بها طلبة العلم، ونسأل الله تعالى الإعانة والتوفيق والتسهيل والتيسير والتسديد، و لا عدمنا من الأخوة من يفيد بما ننقص أو نزيد، واللهَ تعالى نسألُ أن ينفعَ بهذه المنظومة المباركة كل من قرأها ورغبَ في حفظها كما نفع بأصلها وأن يجزيَ الناظم خير الجزاء وأن يجعلَ أعماله العلمية في ميزان حسناته وأن يرفعَ درجته في عليين، إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه.
ـ[السراج]ــــــــ[30 Jun 2010, 09:29 ص]ـ
أخواني الكرام حاولت مراراً رفع الملف الذي فيه المنظومة المصورة، ولم يرتفع، ما أدري ما الخلل؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السراج]ــــــــ[30 Jun 2010, 10:09 ص]ـ
حاولت مراراً رفع الملف ولكن محاولاتي باءت بالفشل، لذا كتبت مؤقتاً بعض الأبيات من المنظومة ليطلع عليها الأخوة القراء الكرام.
بسم الله الرحمن الرحيم
1/ المقدمة:
الحمد لله على ما وفَّقا ==== من نظمِ طرق الطيبة وحقَّقا
ثم الصلاةُ والسلامُ أبدا ==== على النبيِّ والصحبِ ما نجمٌ بدا
وبعد هذي طرقٌ منسقه ==== من تحفة الطلبةِ الموثَّقه
تأليفها قام به شيخٌ أمينْ ==== ذا مصطفى إمام جيشِ المسلمينْ
ضمَّنها مراتبَ المداتِ ==== وكُتْبُ مَن مَضى مِن الثقاتِ
وها أنا أَشرعُ حسْبَ ما ورَدْ ==== في عرضِ مَنْ له لدى القُرا سندْ
2/ فصل في طرق قالون (رواية قالون):
فقد رَوى عن نافعٍ قالونُ ==== وورشُ ذا قارءنا المصونُ
وقلْ لقالونَ طريقانِ هما ==== أبونشيطٍ ثم حَلوانِ اعلما
أما أبو نشيط من طريقيْ ==== بُنيِّ بويانٍ و قزازٍ أُخيْ
يُعزى طريقُ نجل بويانَ لما ==== في عشرةٍ وست كتبٍ قدَما 10
بالألفينِ وثلاثٍ وبِقَصرْ ==== مدَّ ابنُ بوياَنَ انفصالاً دون وزرْ
ووافق القزّازُ من تَقدّمه ==== من كُتُب عشرٍ وواحدٍ أبَهْ
وقل لحلوانيْ طريقانِ هما ==== ابنُ مهرانَ جعفرٌ سما
أما ابن مهرانَ طريقه أتى ==== من كتب عشرين كلٌ ثَبتا
مدُّ ابنِ مهران عن الحلواني ==== كالسابقينَ يا أخا الإحسانِ
بالألفينِ وثلاثٍ جعفرُ ==== ثلاثةُ الكتب لِذيْنٍ مصدرُ
وأَشبعَ الواجبَ قالونُ ومَدْ ==== بالألفينِ وثلاثٍ ذا الرشدْ
وكتْبُ قالونَ اعدُدَنْ عِشرينَا ==== معْ تسعةٍ قد بُينَت تبينَا
3/ فصل في طرق ورش عن نافع:
وقل طريقانِ لورشٍ لزرقُ ==== والأصبهانيُّ كما قد حققوا
وذكرَ النحّاسُ وابن سيفِ ==== طريقي الأزرق دون حَيفِ 20
ومُدَّ كلٌ من طريقيْ لزرقِ ==== بالألفاتِ الخمس ياذا الحَذَقِ
من تسعِ كتبٍ أولٌ والثاني ==== مِن عشرةٍ فاعرفْ أخا البيان
ومَنْ يمُد بغير خمسِ الألفاتْ ==== دعْ قولَهُ وإن يَكنْ من الثقاتْ
4/ فصل في طرق الأصبهاني عن ورش:
وهبةُ اللهِ كذا المطَّوعي ==== فرعانِ قل للأصبهانِ الألمعِ
للألفينِ وثلاثٍ وقصَرْ ==== هِبةُ من خمسٍ وعشرةٍ غُررْ
والقصرُ والألفان والتوسطُ ==== قرا بها المطوّعي الضابط ُ
مَصدرُ هذي مبهجٌ مِصباحُ ==== وكاملٌ تلخيصُ معشرْ واضحُ
مراتبُ اتصالِ لصبهانيْ ==== توسيطُ إشباعٍ بلا نكرانِ
وقولُه المراتبُ الثلاثةُ ==== من طيبةٍ فهذه مشكلة ُ
إذلم يعدَّ غير ثنتينِ فكُنْ ==== محرراً لقولهِ ولا تَهُنْ 30
وكتبُ ورشٍ سبعةٌ عشرونَ ==== مع ستةٍ لنافعٍ تعيينَا
5/ فصل في طرق البزي عن ابن كثير المكي:
وقلْ عنِ المكي روى البزيُّ ==== وقنبلٌ كلاهما سويُّ
والقصرُ في الجائزِ للمكيِّ ==== من طيبة النشرِ الكتابِ الحيِّ
روى أبو ربيعةٍ وابنُ الحبابْ ==== عن أحمدُ البزيِّ كلٌ مستطابْ
نقّاشهمْ وابنُ بنانٍ رَوَيا ==== علمَ أبي ربيعةٍ مستويَا
وذا اتصالٍ أشبعنْ ومُدّا ==== بالألفينِ وثَلاثٍ تُهدى
وكتْبُه ستةْ عشرْ وأشبعَا ==== لابنِ بنانٍ من كتابينِ معا
لابنِ الحبابِ أحمدَ بنِ صالحِ ==== والعبدُ للواحدِ نجلُ المصلِحِ
بالألفينِ وثلاثٍ مدّا ==== أحمدُ من كتْبٍ ثلاثٍ تُسْدا
أشبعَ عبدُ الواحِدِ ابنُ عمرَا ==== من كاملٍ والمنتهى وقُرِّرا 40
6/ فصل في طرق قنبل عن ابن كثير المكي:
ابنا مجاهدٍ وشنبُوذٍ لِقُنْـ ====ــبُلٍ طريقانِ فخذ ما قد حسُنْ
والسَّامريْ وابنُ محمدْ صالحُ ==== لابن مجاهدٍ طريقان امنَحُ
بالألفينِ مُدَّ وسِّط أشبعَا ==== للسامريْ لِعشرِ كُتْب ٍفارجعَا
أَشبعْ فقط لصالحٍ من كُتْبِ ==== ثلاثةٌ مصلياً على النبي
ومَذهبُ ابنُ مجاهدٍ في سَبعتهْ ==== توسُّطٌ للمكِّ حقّقْ وانتبهْ
والقاضِِ ذا أبوالفرَجْ والشطْوِيْ ==== عِلمَ ابنَ شُنبوذٍ فكلٌ يرويْ
وقُل أبو تغِلبَ الملحمِ ==== كذا أبو النصرِ لنحبزٍ ينتميْ
وذانِ للقاضيْ فقل قرعانيْ ==== يُشبعُ كلٌ أولٌ والثانيْ
من كتُبٍ ثلاثةٍ مختلفةْ ==== مع اتفاقٍ بعضُها فلتعرفَه
وأشبعَ الشطويُّ من أربعةِ ==== عشرونَ كتبُ المكِّ قل مع سبعةِ 50
ـ[السراج]ــــــــ[30 Jun 2010, 10:29 ص]ـ
سأواصل إن شاء الله برفع الملف ..
ـ[أبو تيماء]ــــــــ[30 Jun 2010, 01:27 م]ـ
أخي في الله: السراج
روى الله غليلك، وشفا من الجوف عليلك
على ما خطّته أناملك ..
لعلّك تخاطب أحد مشرفي قسم ملتقى القراءات
في رفع الملف المصوّر
ـ[السراج]ــــــــ[30 Jun 2010, 10:21 م]ـ
الحمد لله تم رفع نصف المنظومة وهي في المرفقات وسأتبعها إن شاء الله بنصفها الباقي ..
ـ[السراج]ــــــــ[30 Jun 2010, 10:39 م]ـ
الحمد لله تم رفع بقية المنظومة، وقد اكتملت والصفحات المصورة مرقمة، وأرجو من الأخوة التقنيون أن يقوموا بجمعها على صيغة ( PDF) ، لتنشر بحلة مرتبة ينتفع بها طلبة العلم إن شاء الله.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن عامر الشامي]ــــــــ[01 Jul 2010, 07:37 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[السراج]ــــــــ[02 Jul 2010, 01:28 م]ـ
أبشركم أنه تم والحمد لله تحويل المنظومة إلى صيغة ( PDF) ، بواسطة أخي العزيز المساهم جزاه الله خيراً ..
وهي بين أيديكم أخواني الكرام بحلة مرتبة، لتحميلها والاستفادة منها، ولا تنسوا شيخنا الناظم وأخيكم من صالح الدعاء ..
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ..
ـ[السراج]ــــــــ[02 Jul 2010, 02:16 م]ـ
قال شيخنا رحمه الله تعالى في خاتمة المنظومة:
فهذه أُرجوزةٌ نظمتُهَا === لقارئِيْ طََيِّبةٍ قَدَّمتُها
رجاءَ أن أنالَ منهمُ الدعاءْ === فيستجيبُ ربُّنا ذاكَ النداءْ
فينْمَحي ذَنبي بهِ يومَ الحسابْ === كما وأرجو خالقيْ حُسن الثوابْ
واسمي سَعيدٌ نَجلُ عبدُ اللهِ ==== محمدٌ جَدِّي أَخو انتباهِ
وَشُهرَتي مَعروفَةٌ بالجَدِّ ==== فَخُصَّني بها أُخيْ الجَسَدْ
لأنَّني باسم الرسولِ أفتخرْ ==== وَلِي ولُوعٌ باسمهِ إذا ذُكِرْ
وَبعدُ فَالْحمدُ للهِ على الإتَّمَامِ === لِرَبِّنا ذي الفضْلِ وَالإنْعَامِ
وَصَلِّ رَبَّنا وسلِّم دهْرَا === على نبيٍّ كانَ حَقَّاً بَرَّا
وآلهٍ وصَحبهْ والتابعينْ ==== حَتى لقَائنا برب العالمينْ
ـ[السراج]ــــــــ[10 Jul 2010, 12:37 ص]ـ
بارك الله فيكم
وفيك بارك أخي الكريم ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Jul 2010, 05:04 ص]ـ
أحسنت أخي السراج بإتاحة هذه المنظومة للجميع، وأسأل الله أن يتغمد ناظمها برحمته، وأن يكتب له بها الأجر والثواب، وينفع بها حافظها وقارئها.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[10 Jul 2010, 06:38 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي السراج على إتحافنا بنظم الشيخ العالم العابد المقرئ الفقيه سعيد العبد الله الحموي رحمه الله.
وليتك تتحفنا بكتاب الدكتور حاتم الطبشي الذي أفرده لترجمة الشيخ؛ لما فيه من فوائد وفرائد، ولعدم توفره فيما رأيت في المكتبات.
ـ[محمد ال باشا المغربي]ــــــــ[13 Jul 2010, 07:31 م]ـ
ماشاء الله جزاكم الله خيرا الجزاء
و رحم الله الشيخ و جعل عمله في موازين حسناته
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[03 Dec 2010, 03:11 ص]ـ
رحم الله شيخنا الشيخ سعيد العبد الله فقد لازمته سنين ورويت عنه كل منظوماته وأجازني بها ما بين قراءة عليه وسماع ومناولة وضبط وتصحيح
وللشيخ آلاف الأبيات من المنظومات
منها منظومة في تهذيب السماء واللغات ربما تصل إلى ثلاثة آلاف بيت
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[03 Dec 2010, 07:36 ص]ـ
أقترح عليكم فضيلة الدكتور يحيى الغوثاني أن تطبعوا مؤلفات الشيخ ومنظوماته ضمن مجموع واحد؛ لتكون قريبة سهلة التناول لطلاب العلم، وفي ذلك خدمة جليلة لعلم الشيخ كما لا يخفى عليكم وفقكم الله.(/)
عدد حروف سورة نوح - عليه السَّلام - بين الإعجاز وعدمه
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[30 Jun 2010, 11:57 ص]ـ
أظهر لنا بعض النَّاس أنَّ عدد حروف سورة نوح - عليه السلام - تسعمائة وخمسين حرفاً على عدد سنوات دعوته لقومه، وادَّعى أن هذا إعجاز عددي في هذه السورة.
و لمَّا كنتُ أقرأ علم الرَّسم على شيخي الفاضل: بشير الحميري - وفقه الله - في كتاب الوسيلة شرح العقيلة للسخاوي - رحمه الله - ودار بيني وبينه عدد حروف سورة نوح - عليه السَّلام - وطلب منِّي عدَّ ذلك، وقمتُ بالعد، وعدَّ معي أيضاً آخرون: فمنَّا من أوصلها (947 حرفاً)، ومنهم (928 حرفاً)، ومنهم من يزيد، ومنهم من ينقص.
وعند الإمام أبي عمرو الدَّاني (تسع مئة وتسعة وعشرون حرفا). البيان صـ255. تحقيق: الدكتور غانم قدوري الحمد.
ومثله عند المخللاتي في القول الوجيز في فواصل الكتاب العزيز صـ325. تحقيق الشيخ عبد الرَّازق موسى.
وسؤالي: كيف استطاع هؤلاء أصحاب الإعجاز أن يأتوا بهذا العدد؟
ثانياً: ما هو الضابط في حساب حروف القرآن الكريم؟
ثالثاً: هل نحسب المرسوم أم نحسب المنطوق؟
أرجو من مشايخي وأحبتي - أصحاب التخصص في علم الرسم - أن يدلوا بدلوهم بهذه المسألة
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[30 Jun 2010, 12:31 م]ـ
أخي الكريم
ليس لك إلا الدكتور نعيمان فهو الذي يساعدك في سؤالك هذا. أرجو أن يطلع عاى هذا الموضوع لنستفيد جميعاً.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[30 Jun 2010, 01:03 م]ـ
لقد استخدمت الحاسوب في عد حروفها فوجدتها بغير خط المصحف 965حرفا
ووجدتها بخط مصحف المدينة 954 حرفا إذا حذفنا ألف المد المرسومة فوق الكلمة
وبها نفس العدد 965
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[26 Nov 2010, 01:26 م]ـ
وسؤالي: كيف استطاع هؤلاء أصحاب الإعجاز أن يأتوا بهذا العدد؟
ثانياً: ما هو الضابط في حساب حروف القرآن الكريم؟
ثالثاً: هل نحسب المرسوم أم نحسب المنطوق؟
هذه أسئلة وضعتها قبل ما يقرب من ستة أشهر، ولم أجد لها جواباً شافياً، وأعيدها للمرة الأخرى لعلَّ أحد مشايخنا يفيدنا
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[26 Nov 2010, 05:52 م]ـ
اطلعت على الكتيب الذي ذكر هذا الأمر، وأظنه من تأليف الشيخ أيمن سويد، وذكر فيه معتمده في هذا العد ..
فلعلي أصل إلى الكتاب أو يصل إليه غيري حيث فيه إجابة أسئلتك يا أبا إسحاق ..
وفقك الله.
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[27 Nov 2010, 01:35 ص]ـ
جزاكم الله خيرا، على الإفادة، وشكرا جزيلا لكم.
مسألة المقياس الذي ينبغي أن يعتمد في عد حروف القرآن، قد اختلف فيها الإمامان الداني والمهدوي، ورد الداني على المهدوي فيها ردا عنيفا؛ فقد ذهب المهدوي إلى أن المعتبر هو الملفوظ، وذهب الداني إلى أن المعتبر هو المرسوم.
قال ابن الصفار في "الزهر اليانع" عن الخلاف بين هذين الإمامين: "وما زال المهدوي قبل أن يعرف قدر الحافظ [الداني] يعترض عليه، حتى أنه كلف الأمير مجاهدا – نضر الله وجهه – أن يكلف الحافظ عن أسئلة حرفها المهدوي، فأجابه [الداني] عنها في جزء سماه: "الأجوبة المحققة عن الأسئلة المحرفة"، فألقى الحافظ مسألة واحدة سماها بـ"الستينية" ضمنها ستين سؤالا في الهمزة المكسور ما قبلها نحو (يضيء) و (بريء)؛ فسقط في يد المهدوي، وتمنى أنه لم يسأله، وبقي فيها كيوم ولدته أمه، وعززها الحافظ برسالة: "التنبيه على الخطإ والجهل والتمويه" كتب بها إلى الموفق أبي الجيش في شأن المهدوي".
قال الإمام الداني في أول "رسالة التنبيه على الخطإ والجهل والتمويه":
"قال أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان المقرئ: "كتب إلي أهل مسجد يحيى بن عمار الطلي بمدينة دانية، أن رجلا مدعيا لعلم القراءة أطلق عندهم أشياء أنكروها ومناكر استبشعوها، منها: أن قارئ القرآن إنما يعطى لكل حرف عشر حسنات إذا كان الحرف ملفوظا به وإن لم يكن مرسوما في الكتابة ولا المصاحف. ومنها: أن القرآن إنما جزئ وعدت حروفه في زمن الحجاج، وأن ذلك لم يعرف قبله، وأن الاشتغال بحفظ ذلك جهل وسخف. وأشباه هذه المناكر والجهالات، ذكروها وسألوني الجواب عن ذلك والبيان عن حقيقته والكشف عن جهالة هذا الإنسان وتمويهه؛ فأجبتهم عن ما سألوا على حسب ما ذكروه".
ثم قال الداني:
(يُتْبَعُ)
(/)
"فأما ما ذكره بجهله من أن الحسنات إنما تجري على الحروف الملفوظ بها وإن لم ترسم في الكتابة، وأن قارئ (مالك يوم الدين) أكثر حسنات من قارئ (ملك) بغير ألف، لوجود ألف زائدة في اللفظ في القراءة الأولى وعدمها في القراءة الثانية، فخطأ من طريق الأثر ومن جهة النظر؛ فأما الأثر فما رواه الأئمة وأداه الثقات ورويناه من وجوه وكتبناه من طريق عبد الله بن مسعود، وقد رفعه بعضهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأن لقارئ القرآن على كل حرف عشر حسنات، أما أني لا أقول (ألم) حرف - يريد الكلمة بأسرها – بل للألف عشر، وللام عشر، وللميم عشر؛ فذلك ثلاثون حسنة. فدل ذلك دلالة قاطعة على أن الحسنات جارية للقارئين على الرسم دون اللفظ؛ إذ لو كان على اللفظ لكان لقارئ (ألم) تسعون حسنة من حيث كانت حروفه في اللفظ والتلاوة تسعة وهي في المرسوم ثلاثة".
ثم أطال الإمام الداني في الاستدلال لمذهبه، وخلاصته أن المعتبر هو المرسوم سواء أكان ملفوظا أم لا؛ فلا فرق بين قراءتيْ (ملك) و (مالك)؛ لأن كلتيهما في الرسم ثلاثة أحرف، ولا تعد الياءات الزوائد ونحوها من ما يلفظ ولا يرسم، وبالمقابل تعد الحروف المرسومة التي لا تلفظ، مثل الألف المزيد بعد الواو في مثل: (آمنوا وعملوا).
(انظر: "رسالة التنبيه على الخطإ والجهل والتمويه" بتحقيق: الشيخ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي، مع ترجمتها إلى الإسبانية).
والحديث الذي أشار إليه الداني رواه الترمذي (5/ 175، رقم 2910)، ولفظه:
"حدثنا محمد بن بشار، حدثنا أبو بكر الحنفي، حدثنا الضحاك بن عثمان، عن أيوب بن موسى، قال: سمعت محمد بن كعب القرظي: قال: سمعت عبد الله بن مسعود يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف". ويروى هذا الحديث من غير هذا الوجه عن ابن مسعود، ورواه أبو الأحوص عن ابن مسعود، رفعه بعضهم ووقفه بعضهم عن ابن مسعود. قال أبو عيسى: "هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، سمعت قتيبة يقول: "بلغني أن محمد بن كعب القرظي ولد في حياة النبي صلى الله عليه و سلم، ومحمد بن كعب يكنى أبا حمزة".
وقال الملا علي القارئ في "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح": "وظاهره أن المعتبر في الحساب الحروف المكتوبة لا الملفوظة، وفي رواية للبيهقي: "لا أقول: بسم الله، ولكن باء وسين وميم، ولا أقول: ألم، ولكن الألف واللام والميم".
وقال الإمام السيوطي في "الإتقان" في النوع التاسع عشر في عدد سوره وآياته وكلماته وحروفه: "فصل: وتقدم عن ابن عباس عد حروفه، وفيه أقوال أخر، والاشتغال باستيعاب ذلك من ما لا طائل تحته، وقد استوعبه ابن الجوزي في "فنون الأفنان"، وعد الأنصاف والأثلاث إلى الأعشار وأوسع القول في ذلك؛ فراجعه منه، فإن كتابنا موضوع للمهمات، لا لمثل هذه البطالات. وقد قال السخاوي: "لا أعلم لعدد الكلمات والحروف من فائدة؛ لأن ذلك إن أفاد فإنما يفيد في كتاب يمكن فيه الزيادة والنقصان، والقرآن لا يمكن فيه ذلك". ومن الأحاديث في اعتبار الحروف ما أخرجه الترمذي عن ابن مسعود مرفوعا: "من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول: ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف وميم حرف".
(انظر كلام السخاوي المشار إليه، في: "جمال القراء وكمال الإقراء": 319).
والله أعلم.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[27 Nov 2010, 06:49 ص]ـ
950 باعتبار الرسم (مصحف المدينة على رواية حفص)، ويمكنكم نسخه وعدّه يدويا، أو آليا بوورد Word مثلا:
إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم قال يقوم إني لكم نذير مبين أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا فلم يزدهم دعاي إلا فرارا وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصبعهم في اذانهم واستغشوا ثيابهم واصروا واستكبروا استكبارا ثم إني دعوتهم جهارا ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأمول وبنين ويجعل لكم جنت ويجعل لكم أنهرا ما لكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم أطوارا ألم تروا كيف خلق الله سبع سموت طباقا وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا والله أنبتكم من الأرض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا والله جعل لكم الأرض بساطا لتسلكوا منها سبلا فجاجا قال نوح رب إنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا ومكروا مكرا كبارا وقالوا لا تذرن الهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا وقد أضلوا كثيرا ولا تزد الظلمين إلا ضللا مما خطيتهم أغرقوا فأدخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكفرين ديارا إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا رب اغفر لي ولولدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظلمين إلا تبارا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الحسن بوصو]ــــــــ[27 Nov 2010, 11:31 ص]ـ
أنا أم أعد عده اعتمادا على وضوح مشاركتكم جزاكم الله خيرا، لكن هناك كلمات مختلف في رسمها، واعتمد المجمع على قول الجمهور، وهو أمر ميسور الحال في جوّ غير جدلي.
بعد حسم مشكلة المعدود، اللفظ أم الخط، في الحرب الباردة ثم الحارقة بين الإمامين الداني والمهدوي، تبقى المشكلة الرواية قائمة، لأنه على فرض صحة العد - وهو ما أظنه مطمئنا - وعلى ترجيح الحذف في الكلمات المختلف فيها، تبقى كلمات السورة 949 حرفا بقراءة أبي عمرو البصري.
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[27 Nov 2010, 02:00 م]ـ
ثم أطال الإمام الداني في الاستدلال لمذهبه، وخلاصته أن المعتبر هو المرسوم سواء أكان ملفوظا أم لا؛ فلا فرق بين قراءتيْ (ملك) و (مالك)؛ لأن كلتيهما في الرسم ثلاثة أحرف، ولا تعد الياءات الزوائد ونحوها من ما يلفظ ولا يرسم، وبالمقابل تعد الحروف المرسومة التي لا تلفظ، مثل الألف المزيد بعد الواو في مثل: (آمنوا وعملوا).
وقال الملا علي القارئ في "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح": "وظاهره أن المعتبر في الحساب الحروف المكتوبة لا الملفوظة، وفي رواية للبيهقي: "لا أقول: بسم الله، ولكن باء وسين وميم، ولا أقول: ألم، ولكن الألف واللام والميم".
جزاك الله خيراً شيخنا الكريم: أحمد كوري، هذه الفوائد والدرر التي انتظرناها منذ فترة
وسبق لي أن سمعتُ شيخي بشير الحميري - وفقه الله - يقرِّر هذا القول، ولم أسأله عن مصدره وسلفه في ذلك ويستدل بهذا الحديث، حتى ظننتُ أنه اجتهاداً له، وهو المتأثرين بالإمام الدَّاني - رحمه الله - بقضايا الرسم وعلم العد، وليته يشاركنا هنا ببعض فوائده
وقال الإمام السيوطي في "الإتقان" في النوع التاسع عشر في عدد سوره وآياته وكلماته وحروفه: "فصل: وتقدم عن ابن عباس عد حروفه، وفيه أقوال أخر، والاشتغال باستيعاب ذلك من ما لا طائل تحته، وقد استوعبه ابن الجوزي في "فنون الأفنان"، وعد الأنصاف والأثلاث إلى الأعشار وأوسع القول في ذلك؛ فراجعه منه، فإن كتابنا موضوع للمهمات، لا لمثل هذه البطالات. وقد قال السخاوي: "لا أعلم لعدد الكلمات والحروف من فائدة؛ لأن ذلك إن أفاد فإنما يفيد في كتاب يمكن فيه الزيادة والنقصان، والقرآن لا يمكن فيه ذلك". ومن الأحاديث في اعتبار الحروف ما أخرجه الترمذي عن ابن مسعود مرفوعا: "من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول: ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف وميم حرف".
(انظر كلام السخاوي المشار إليه، في: "جمال القراء وكمال الإقراء": 319).
فهذه نصوص بعض العلماء حول الاشتغال بمثل المسائل، فما بالك بمن يرتِّب عليها الإعجاز العددي في القرآن الكريم
950 باعتبار الرسم (مصحف المدينة على رواية حفص)، ويمكنكم نسخه وعدّه يدويا، أو آليا بوورد Word
والإعجاز لا يترتب على مصحف المدينة أو غيره، فكيف يكون إعجازاً على مصحف المدينة وهو متأخر، والعلماء الأولون قد اختلفوا في عدِّ حروفها
ـ[محمد الحسن بوصو]ــــــــ[27 Nov 2010, 02:05 م]ـ
وبناء على عدِّ الشيخ/ حسين بن محمد يكون عدد حروف سورة نوح 949 حرفا برواية حفص إن عددتم همزة {جاء} و948 حرفا بقراءة أبي عمرو
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[27 Nov 2010, 02:54 م]ـ
950 باعتبار الرسم (مصحف المدينة على رواية حفص)، ويمكنكم نسخه وعدّه يدويا، أو آليا بوورد Word مثلا:
هذا صحيح مائة بالمئة (100%) أخى حُسين، بارك الله فيك
وبذلك يكون عدد حروف سورة نوح مساويا تماما لعدد السنين التى لبثها عليه السلام فى قومه " ألف سنة إلا خمسين عاما "، أى 950 سنة تماما، مما يعنى أن موافقة عدد حروف سورة نوح لهذا العدد يُعد مرادا لله تعالى، وأنه قد جاء كذلك عن قصد وعمد وحكمة، وليس مصادفة على الإطلاق، مما يعنى كذلك أن الإعجاز الإحصائى للقرآن الكريم يُعد مرادا لله تعالى، وليس أمرا عبثيا لا طائل تحته كما يظن البعض للأسف
والحق أنى كنت أعرف صحة هذا الإحصاء لحروف سورة نوح (950) منذ زمن بعيد، يرجع إلى سنة 1417 هـ
كنت أعرف هذا جيدا، ولكنى خشيت أن أصرّح لكم بهذا حتى لا يقال: " إنه ينتصر للإعجاز الإحصائى ليس إلا "، خاصةً ً وأن إدارة الملتقى قد حظرت الكتابة فى شواهد الإعجاز الإحصائى حتى يتم وضع ضوابط له أولا ً، ولما كان إطلاعى على الموضوع الراهن تالياً لهذا الحظر، كان بالتالى امتناعى عن المشاركة هنا، ولم يكن من المقدر أن أشارك فيه لولا أن شجّعنى على ذلك ما جاء فى مداخلة الأخ حُسين والتى أكّد فيها على صحة هذا الإحصاء (950 حرفاً)
وأنا بدورى اؤكد تماما صحة إحصاء الأخ حُسين بارك الله فيه
أما عن المنهج الذى استخدمته فى عد حروف سورة نوح فيمكن أن أعرضه بالتفصيل فى مشاركة مستقلة إذا أحببتم ذلك، ولكن ما أود التأكيد عليه الآن هو أنى قد توسعت فى استخدام هذا المنهج فطبّقته على العديد من سور القرآن الكريم فإذا به يحقق نتائج إعجازية أخرى لا تقل عن هذا الشاهد المتعلق بسورة نوح، بل تفوقه بمراحل وفى سور عديدة، وأقسم بالله العظيم على ذلك
ولقد أبديت للشيخ نايف الزهرانى استعدادى التام لعرض تلك الشواهد الإعجازية المبهرة، والتى أسميتها كنوز الإعجاز الإحصائى، ولكنه – للأسف - أبى ذلك ورفض دعوتى تماما!!!
حدث هذا فى الموضوع الذى حرره الأخ نايف، وكان عنوانه: " الحاجة إلى كتابة علمية حول موضوعات الإعجاز العددى فى القرآن " (وأنظر فيه بوجه خاص المشاركات: 49، 55، 57، 58، 66)
ومن هذا المنبر فإنى أنتهز هذه المناسبة لأجدد دعوتى السابقة، عسى أن تلقى آذانا مُصغية، وعسى أن يتم فتح الباب من جديد فى وجه الإعجاز الإحصائى للقرآن فى هذا الملتقى المبارك
والله يهدينا لما اختلفنا فيه من الحق بإذنه
إنه ولى ذلك والقادر عليه
والسلام عليكم ورحمة الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الحسن بوصو]ــــــــ[27 Nov 2010, 03:15 م]ـ
السيد/ العليمي المصري! تحية من عند الله مباركة طيبة
وبعد فقد بدا في سورة نوح، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، أنه لا توجد ضوابط للإعجاز الإحصائي، إذ توجد في المشاركات أعلاه أن عدد حروف سورة نوح - حسب ما قدمه الأخ الفاضل حسين محمد - ليس (950) حرفا بحال، للأسباب التالية:
1 - لوكان العدّ بطريق الداني كما ذكره الدكتور/عبد الهادي حميتو في كتابه، وأورده الدكتور/ أحمد كوري ناقلا منه أو من الدكتور التهامي الراجي فإن همزة جاء من {إذا جاء لا يؤخر} لا يُعَدُّ، وعليه ينتقص العدد بحرف ويصبح {949} حرفا.
2 - من المستحيل أن يرتبط الإعجاز برواية واحدة أو بقراءة واحدة، والحال أنه على عدّ السورة بقراءة أبي عمرو البصري ينتقص العدد بحرف التاء من {خطيتهم} ويصبح {949} حرفا.
أما إذا كان العدّ بطريق المهدوي فإن العدد سيزيد كثيرا عن {950} حرفا.
هذا كله بناء على عدّ الأخ حسين بن محمد، جزاه الله خيرا. وكان ينبغي وضع كل هذه الملاحظات في الحسبان.
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[27 Nov 2010, 04:59 م]ـ
هذا صحيح مائة بالمئة (100%) أخى حُسين، بارك الله فيك
وبذلك يكون عدد حروف سورة نوح مساويا تماما لعدد السنين التى لبثها عليه السلام فى قومه " ألف سنة إلا خمسين عاما "، أى 950 سنة تماما، مما يعنى أن موافقة عدد حروف سورة نوح لهذا العدد يُعد مرادا لله تعالى، وأنه قد جاء كذلك عن قصد وعمد وحكمة، وليس مصادفة على الإطلاق، مما يعنى كذلك أن الإعجاز الإحصائى للقرآن الكريم يُعد مرادا لله تعالى، وليس أمرا عبثيا لا طائل تحته كما يظن البعض للأسف
فماذا تقولون في عدِّ الإمام أبي عمرو الدَّني - رحمه الله - أنها (تسع مئة وتسعة وعشرون حرفا).ينظر: البيان صـ255. تحقيق: الدكتور غانم قدوري الحمد.
ومثله عند المخللاتي في كتابه (القول الوجيز في فواصل الكتاب العزيز) صـ325. تحقيق الشيخ عبد الرَّازق موسى.
وحبذا لو يشاركنا في هذا الموضوع شيخنا بشير بن حسن الحميري - وفقه الله - فقد عدَّ القرآن الكريم كاملاً، كلمةً كلمة، وحرفاً حرفاً، وله باعٌ في ذلك طويل، فهو من فرسان هذا الميدان.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[27 Nov 2010, 07:09 م]ـ
السيد/ العليمي المصري! تحية من عند الله مباركة طيبة
وبعد فقد بدا في سورة نوح، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، أنه لا توجد ضوابط للإعجاز الإحصائي، إذ توجد في المشاركات أعلاه أن عدد حروف سورة نوح - حسب ما قدمه الأخ الفاضل حسين محمد - ليس (950) حرفا بحال، للأسباب التالية:
1 - لوكان العدّ بطريق الداني كما ذكره الدكتور/عبد الهادي حميتو في كتابه، وأورده الدكتور/ أحمد كوري ناقلا منه أو من الدكتور التهامي الراجي فإن همزة جاء من {إذا جاء لا يؤخر} لا يُعَدُّ، وعليه ينتقص العدد بحرف ويصبح {949} حرفا.
2 - من المستحيل أن يرتبط الإعجاز برواية واحدة أو بقراءة واحدة، والحال أنه على عدّ السورة بقراءة أبي عمرو البصري ينتقص العدد بحرف التاء من {خطيتهم} ويصبح {949} حرفا.
أما إذا كان العدّ بطريق المهدوي فإن العدد سيزيد كثيرا عن {950} حرفا.
هذا كله بناء على عدّ الأخ حسين بن محمد، جزاه الله خيرا. وكان ينبغي وضع كل هذه الملاحظات في الحسبان.
أحسنتم بارك الله فيكم، الخطأ مني إذ نسيت حذف همزة (جاء) حال نسخها وعدّها آليا، ولم أعدها بيدي، فصارت الآن 949 على رسم مصحف المدينة كما تفضلتم. وكنت متعجلا، لذا نسخت النص لتراجعوه. ونستغفر الله من الذلل.
وحتى لو كانت 950، فلا علاقة لهذا بإعجاز القرآن (مع التحفظ أيضا على مصطلح إعجاز لكونه مولدا).
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[27 Nov 2010, 07:52 م]ـ
الذي أذكره من قراءتي للكتاب المشار إليه أنه اعتمد في نسبة الإعجاز على أمرين:
1/ مجموع الكلمات في جميع المواضع التي وردت فيها قصة ونوح، وبلغ عددها 950 حرفا.
2/ مجموع كلمات سورة نوح وأنها 950 حرفا.
وبغض النظر عن صحة هذه الدعوى، فإن ما أود التنبيه عليه هو أن المؤلف اعتمد في عده على معرفة علم الرسم القرآني وعلم العد، والاستدلال على ما وصل إليه بمذاهب العلماء والخلاف فيهما، وهو ما يتم إغفاله فيما أعرفه من بحوث الإعجاز العددي، مع أنه هو صميم تخصصهم ..
وفي ظني أن هذا أحد شروط الكتابة العلمية التي يطالَب بها المهتمون بهذا المجال.
ـ[محمد الحسن بوصو]ــــــــ[27 Nov 2010, 10:59 م]ـ
[/ QUOTE][/mark] وبغض النظر عن صحة هذه الدعوى، فإن ما أود التنبيه عليه هو أن المؤلف اعتمد في عده على معرفة علم الرسم القرآني وعلم العد، والاستدلال على ما وصل إليه بمذاهب العلماء والخلاف فيهما، وهو ما يتم إغفاله فيما أعرفه من بحوث الإعجاز العددي، مع أنه هو صميم تخصصهم ..
وفي ظني أن هذا أحد شروط الكتابة العلمية التي يطالَب بها المهتمون بهذا المجال.
ما هو علم العد؟ إذا كان المراد به علم الفواصل فهذا لا دخل له في عدد الحروف، وإذا كان المراد به علم آخر فنرجو الإفادة. على أن علم الرسم، بعد أبي داود، لا يجيز لأحد أن يقطع بأن عدد سورة ما كذا من الحروف إذا وُجد فيها اختلاف في الحذف والإثبات، أو والزيادة والنقصان، إذ ليس "الإعجاز العددي" من مرجحات الرسم، وما ينبغي له ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[28 Nov 2010, 12:39 ص]ـ
عندما يسأل البعض عن العلاقة بين الإعجاز العددي وكون عدد حروف سورة نوح هو 950 حرفاً ندرك البون الشاسع في منهجية التفكير بين المثبتين والمنكرين للإعجاز العددي. ولا عجب بعد ذلك أن نجد البعض يلجأ إلى اختلاف القراآت ليسوغ إنكار الإعجاز العددي.
عدد القدماء لا يوثق به، لأنهم لم يدققوا ولم يحققوا، وذلك لعدم شعورهم بأهمية العدد، ولا نعجب من بعضهم عندما يطلق حكمه بأن ذلك لا طائل منه.
وجدت إحصاءً لحروف سورة نوح في كتاب (عجيبة تسعة عشر بين تخلف المسلمين وضلالات المدعين) للشيخ بسام جرار، والكتاب مطبوع 1990م الموافق 1410هـ.
الألف والهمزة = 192 ب = 27 ت = 34 ث = 6 ج = 19 ح = 3 خ = 10 د = 25 ذ = 10 ر = 60
ز = 4 س = 20 ش = 2 ص = 4 ض = 6 ط = 5 ظ = 2 ع = 25 غ = 8 ف = 18 ق = 21
ك = 32 ل = 106 م = 77 ن = 60 هـ = 34 و = 88 ي = 55
وعليه يكون المجموع = 953 حرفاً
وعندما سألت مركز نون عن الاختلاف في العدد جاء الرد الآتي:
أولاً: الذين قالوا إن العدد هو 950 يبدو أنهم لم يحصوا الهمزات في الكلمات: دعاءي، ءاذانهم، ءالهتكم.
ثانياً: الذين قالوا إن العدد هو 949 يبدو أنهم لم يحصوا الهمزات في الكلمات السابقة بالإضافة إلى الهمزة في (خطيآتهم) والتي ترسم هكذا (خ ط ي ء ت ه م) مع وصل الحروف.
ويذكر الشيخ بسام جرار في كتاب (عجيبة تسعة عشر بين تخلف المسلمين وضلالات المدّعين) أن تكرار حروف سورة نوح هو 953 أي 950 + 3 وأن الحرف الذي تكرر 3 مرات هو حرف الحاء. واللطيف هنا أن حرف الحاء لم يتكرر في السورة إلا في (نوح، نوح، نوحا). أليس عجيباً ولافتاً أن تخلو السورة من حرف الحاء إلا في كلمة نوح في سورة نوح؟!
ـ[محمد الحسن بوصو]ــــــــ[28 Nov 2010, 01:10 ص]ـ
ولا عجب بعد ذلك أن نجد البعض يلجأ إلى اختلاف القراآت ليسوغ إنكار الإعجاز العددي.
نحن لم نذكر القراءات إلا لحصر الاحتمالات لأني لم أجد حتى الآن ضابطا يضبط هذا النوع من الرياضة العقلية الطريفة. ولا أخفيكم إعجابي بعقليتكم الرياضية كما لا أخفيكم معارضتي الشديدة لهذا الهزل.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[28 Nov 2010, 03:34 ص]ـ
ما هو علم العد؟ إذا كان المراد به علم الفواصل فهذا لا دخل له في عدد الحروف، وإذا كان المراد به علم آخر فنرجو الإفادة.
لا شك أخي الفاضل أن علم العد هو علم الفواصل، وإنما ذكرته لما جاء من ذكر الإعجاز العددي الذي يعتمد القائلون به على عدد الحروف والآي على السواء -وإن كان حديثنا هنا مختصا بعدد الحروف- إلا أن ذكر علم العدد جاء تبعا تعميما للفائدة المطلوبة وتذكيرا بها ..
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[28 Nov 2010, 06:36 ص]ـ
السيد/ العليمي المصري! تحية من عند الله مباركة طيبة
وبعد فقد بدا في سورة نوح، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، أنه لا توجد ضوابط للإعجاز الإحصائي،.
السيد / محمد الحسن بوصو! حياك الله وبياك، وجعل الجنة مثوانا ومثواك، وبعد
لا أرغبُ أخى الفاضل فى فتح جبهة جديدة للجدال حول مدى مصداقية الإعجاز الإحصائى للقرآن الكريم، أو الدخول فى هذا المعترك مرة أخرى
وإنما قلتُ ما وجدته بشأن احصائى لحروف سورة نوح وفقا لمنهج محدد اتبعته والتزمتُ به، ثم ذكرتُ ما يمكن أن يترتب على هذا الإحصاء الذى انتهيت إليه من نتائج، فكان من بين تلك النتائج أن هذا التوافق الذى وجدتُه لا يمكن بحال أن ننسبه للمصادفة العمياء، حاشا لله ولكلامه العزيز، وكان منها كذلك أن هذا التوافق يدعم الإعجاز الإحصائى ويؤكد مصداقيته وكونه مراداً لله عز وجل
تلك كانت نتائج طبيعية ترتبت على نتيجة إحصائى لحروف سورة نوح ووفقا لمنهج محدد أخذت به، والتزمتُ به فى كل إحصاء أجريتُه
وكان بإمكانك أخى الفاضل أن تسألنى عن طبيعة المنهج الذى اتبعته فى العد، وحينذاك كنت سأجيبك بكل ترحاب، ولكنك لم تفعل هذا، وإنما وجدتُك تُصرّ بِشدّة على أن أى إحصاء لحروف السورة لن يصل بها - بحال من الأحوال - إلى 950 حرفا!!!
وإزاء إصرارك الشديد هذا فلا أملك إلا أن أقول: أنت وما تشاء أخى الفاضل
وأعتقد أن مِثلى - أو مِثل الباحث الجاد الأخ سنان - لن يكون لقولهما جدوى أو نفع وسط جماعة تُصر إصراراً مُسبقاً وبشدة على ألا ترى فى الإعجاز الإحصائى للقرآن إلا انه هزل محض!!!
ولهذا استأذنكم فى الإنصراف
وفقكم الله وسدد خطاكم، والسلام عليكم
سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك
ـ[محمد الحسن بوصو]ــــــــ[28 Nov 2010, 11:38 ص]ـ
السيد/ العليمي المصري! شكرا على كتمان "المنهج المحدّد الذي أخذت به، والتزمت به في كل إحصاء أجريته" وأمام تهديدك بالرحيل فإني لا أملك إلا أن أقول لك ما قاله معْن بن زائدة للأعرابي الذي جاء يختبر حلمه: " ............. وإن رحلت فمصحوب بالسلامة"
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[18 Dec 2010, 08:00 ص]ـ
تنويه هام
ربما كان كثير من الأخوة المتابعين لهذا الموضوع لا يعرفون أنه قد تم استئنافه فى موضوع آخر، وفيه قمتُ ببيان منهجى فى إحصاء الحروف، ولذا لزم التنويه
فعلى من يرغب فى التعرف على المنهج الذى اتبعتُه أن يطالع الموضوع المعنون بـ:
" تأملات فى تقسيم أنصبة المواريث بالآيتين 11، 12 من سورة النساء "
والموجود فى: الملتقى العلمى للتفسير وعلوم القرآن
وذلك بدءاً من الصفحة الثالثة من الموضوع المذكور، وفى المشاركات التالية على وجه الخصوص:
41، 53، 62
ففى تلك المشاركات تجدون إن شاء الله خلاصة وافية لمنهجى فى الإحصاء
وهذا هو رابط الموضوع كله:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=23624
وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته(/)
ما رأيكم بهذه الوقوف التي سمعتها من أئمة مشهورين جدا في العالم الإسلامي؟؟!!
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[30 Jun 2010, 02:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بينما كنت أستمع إلى بعض القراء - ربما أئمة - من المشهورين جدا، استنكر سمعي هذه الوقوف في مواضع من بعض الآيات، فرأيت أن أعرضها عليكم لتبدوا رأيكم و توجيهكم الرشيد:
في سور البقرة:
* (و بشر الذين آمنو و عملوا الصالحات أن لهم جنات تجري وقف، تجري من تحتها الأنهار ... الآية
(فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني وقف، ومن عصاني فإنك غفور رحيم)
(ذلك بأنهم قالو إنما البيع مثل الربا و أحل الله البيع وقف، وأحل الله البيع و حرم الربا)
* في سورة الأنعام:
(ولو ترى إذ المجرمون في غمرات الموت و الملائكة وقف، والملائكة باسطوا أيديهم ... الآية
في نظري أنها وقوف قبيحة يحسن بمن تأهل للإمامة ان يتجنبها و لو شئت لأرفقت لكم القراءة لكن ليس هذا محلها، فما رأيكم؟؟!!
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[30 Jun 2010, 03:20 م]ـ
شكر الله لك وما ذكرت من قبحها صحيح لما يترتب من على الوقف عليها من تغيير في المعنى
لكن العذر لأصحابها أن بعضهم يقف اضطرارا ولا ينتبه لمثل ذلك الخلل
والأمر الأهم أن هذه التسجيلات في الصلاة التي يعتري الإنسان فيها ذهول وغفلة، ولو رجعت إلى المصاحف المسجلة من قبل كبار المقرئين فلن تجد أمثال تلك الأخطاء؛ لكون القارئ منهم - رغم إتقانه لم يكن يسجل إلا بحضرة متقن أو أكثر يسمعه وينبهه عند الخطأ
ومما يدخل فيما ذكرت أيضا: وصل بعض القراء كلمة الدنيا بالباقيات الصالحات والوقف على الصالحات من قوله تعالى (المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات)
ولو تم جمع هذه المواطن وبيانها وتوزيعها على أئمة المساجد للتحذير منها لكان هذا عملا إيجابيا لتلافي هذه الأخطاء مع اعترافي بصعوبة حصر مثل تلك الأخطاء
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[30 Jun 2010, 03:52 م]ـ
أخي الكريم
لقد استوقفني قولك أن من يقف تلك الوقوف أئمة مشهورين. فهل هذه الشهرة على مستوى الحي الذي يقطنون فيه؟ أم شهرة بلغت العالم الإسلامي؟؟.
الوقف والابتداء مبحث يأخذه أصحاب المستوى الثاني. أي أن الذي يريد أن يتقدم لمستوى الإجازة لا بد له أن يتقنه غاية الإتقان. فهل يعقل أن أحداً يحمل الإجازة ولا يدري أين يجب يقف ومن أين يبدأ؟؟؟. هذا غريب والله غريب.
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[30 Jun 2010, 04:02 م]ـ
أخي الكريم، من سمعته يقف هذه الوقوف إمام مسجد من أكبر المساجد في العالم و الآخر من أشهر أئمة الرياض، ولا أدري أيحملون إجازات أم لا، لكن السقط قد حصل و لا أخفيك أن المتتبع لأحد هذين الإمامين يجد انه كثيرا يقف مثل هذه الوقوف مع انه إمام مشهور جدا جدا في العالم العربي بل والإسلامي!! و تلاواته حاضرة عندي
فما السبيل لحل مثل هذه الأخطاء من مثل هؤلاء الكبار
ـ[مدثر خيري]ــــــــ[30 Jun 2010, 06:07 م]ـ
* (و بشر الذين آمنو و عملوا الصالحات أن لهم جنات تجري وقف، تجري من تحتها الأنهار ... الآية
(فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني وقف، ومن عصاني فإنك غفور رحيم)
العجيب أني سمعت هذه الوقوف من أحد أئمة الحرم!!!!! خاصة موضع سورة إبراهيم الوقف فيه أقبح من غيره من المواضع التي ذكرت.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[30 Jun 2010, 07:24 م]ـ
أخي الكريم عبد الرحمن شاهين
بارك الله بك على هذه الغيرة. ويا أخي كلٌ يوخذ منا ويُرد. ولا أحد معصوم. حتى أئمة الحرم ربما لم ينتبهوا لهذا الوقف القبيح. فإن كنت تستطيع أن تصل الى هؤلاء فنبهم بالحكمة والكلمة الطيبة، وأنا أظن أنهم قد غفلوا ولم ينتبهوا لذلك. أما الائمة فإن كثيراً منهم لم يحصلوا على اجازات ناهيك عن المؤهلات الشرعية. والأصل تنبيههم لمثل ذلك، حتى ولو كانوا أئمة كباراً. فالحق أحق أن يتبع. بارك الله فيك. وأتمنى على الأخوة العلماء القارئين والبعض منهم ينتسب لهذا الملتقى الطيب أن أن يمروا على هذه الملاحظة وينبهوا بدورهم على من يقع ببعض ما ذكر الأخ عبد الرحمن جزاه الله خيراً ونفع به.
ـ[مدثر خيري]ــــــــ[30 Jun 2010, 08:48 م]ـ
أخي الكريم عبد الرحمن شاهين
بارك الله بك على هذه الغيرة. ويا أخي كلٌ يوخذ منا ويُرد. ولا أحد معصوم. حتى أئمة الحرم ربما لم ينتبهوا لهذا الوقف القبيح.
أحسنت بارك الله فيك وشكر الله سعيك وأظن أن مثل هذه الوقوف يكون السبب فيها ضيق النفس أو عدم الانباه من القارئ وكلٌ يخطيء
ومن الذي ماساء قط ومن الذي له الحسنى فقط
بارك الله فيكم جميعاً ونفع الله بعلمكم
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[30 Jun 2010, 10:31 م]ـ
شكر الله للكرام غيرتهم على كتاب الله، وبعيدا عن قضية الشهرة وعدمها وتسمية أصحاب هذه الأخطاء، ينبغي النظر في كيفيات معالجة هذه الأخطاء، ووسائل الحد منها
وقد طرحت فكرة قلت فيها: ولو تم جمع هذه المواطن وبيانها وتوزيعها على أئمة المساجد للتحذير منها لكان هذا عملا إيجابيا لتلافي هذه الأخطاء مع اعترافي بصعوبة حصر مثل تلك الأخطاء
لكن يبدو أنها لم تلق قبولا لدى المشاركين في الموضوع، ولذا فكلي شوق لاستماع مقترحاتهم لعلاج تلك الأخطاء
وفقكم الله لخدمة كتابه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[30 Jun 2010, 10:50 م]ـ
أخي الفاضل محمد صالح
مسألة الوقف والابتداء مسألة اجتهادية تتوقف على معرفة القاريء بالعربية وإعرابها والفعل والفاعل ومقول القول والجملة التامة وغير ذلك من دقائق. ولذلك فهي مسألة قابلة للأخد والرد. وعلى الذي لا يتقن العربية أن يلتزم بإشارات الوقف المرسومة بالمصحف اجتهاداً ولا يتعدى الى غيرها مخافة الوقوع بما يحدث من مخالفات. ولكن القاريء يضطر أن يتوقف عند وقف قبيح مثل مواضع قول الكفار ووصف حالهم وخاصة إذا كانت الآية طويلة ولا يستطيع القاريء أن يقرأها جميعها بسبب طولها. فعند ذلك فإن علماء التجويد أجازوا الوقوف عن الوقف القبيح للضرورة. وما شابه ذلك من ظروف وأحوال. ولذلك أخي فإنه يصعب جمع تلك الوقفات القبيحة جميعها. إلا إذا قصدت أن يُنبه على أهمها وأكثرها شيوعاً فلا ضير في ذلك بل هو حسن وفيه خير وفلاح.وبارك الله بك
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[01 Jul 2010, 09:29 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على فوائدكم.
ينبغي على من يتصدى لإمامة الناس أن تكون عنده أساسيات في عدد من العلوم، ومنها علم التجويد، وحسن الأداء، والوقف والابتداء.
ويمكن للإمام الاستعانة بوقوف المصاحف المعتمدة كمصحف المدينة مثلا، وأرى ذلك أنفع من اقتراح الشيخ الفاضل أبي صفوت؛ لأن الوقوف القبيحة لا حصر لها، وقد تسمع أحيانا شيئا لم يخطر لك على بال، ثم إن المصاحف متوفرة في كل مكان، ولا عذر للإنسان في التخبط في الوقف والابتداء، وهو يقرأ فيها صباح مساء.
أما من سمت همته، وعلت درجته، فإنه يراجع كتب الوقف والابتداء كتابا كتابا، ويقارن بينها، وإلى جواره كتب التفسير، يتأمل في المعاني، ويلاحظ الألفاظ والمباني، معتمدا ـ بعد الله تعالى ـ على ملكة راسخة، وقاعدة متينة في علم العربية خاصة، فإن علم الوقف والابتداء يرتكز عليه، ويؤول إليه.
وفقني الله وإياكم لما يرضيه.
ـ[أحمد النبوي]ــــــــ[01 Jul 2010, 03:08 م]ـ
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعدُ:
فالأكمل أن تكون الإجازة من مؤهلات الإمامة - كما ذكر الإخوة الفضلاء في مداخلاتهم السابقة، وحاصلها أن يستوعب القارئ علم الوقف والابتداء حتى يصير انتقاء الوقف مَلَكَةً عنده، ومن عَدِم هذه الملكة فليستأنس بوقوف مصحف المدينة.
لكن لي تعقيب بسيط على أحد الوقوف الواردة في أصل الموضوع، وهو:
"ذلك بأنهم قالو إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع و حرم الربا)
فقد أجاز بعض أهل العلم الوصل في الآية على سبيل حكاية الاستهزاء، فكأنهم يقولون: البيع مثل الربا، وقد أحل الله أحدهما وحرم الآخر!
ولعلني أن أراجع التفاسير وكتب اللغة لأقف على من قال بذلك إن شاء الله.
والله أعلى وأعلم وأحكم.(/)
استفسار عن سبب رسم كلمة ..
ـ[شذى الدريس]ــــــــ[30 Jun 2010, 04:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم
يقول الله سبحانه وتعالى: چ ? ? ? ? ?? ? ? ? ? چ [الرعد: 39].
فنجد أن كلمة " يمحو " أضيفت لها ألف بعد الواو (في الرسم)، فما سبب هذه الإضافة مع أن يمحو ليست بجمع؟
وهل له علاقة بالتعظيم؟ مع أننا نجد (ويثبت) للمفرد وليست للجمع ..
وعندما نطابق مصحف المدينة بحاشية الجلالين وغيرها من التفاسير، نجدهم أثبوا (يمحو) بدون الألف ..
فما سبب ذلك؟
وجزاكم الله كل خير
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[30 Jun 2010, 06:53 م]ـ
السلام عليكم
هذه قاعدة الزيادة في رسم المصحف:
والمراد بالزيادة حقيقة،إثبات حرف في الكلمة لا يقرأ وصلا ولا وقفا، وقد تكون الزيادة في بعض الأحرف ليست حقيقية فتقرأ في الوقف مثل (لكنا)، أو الإبتداء مثل (ابن)، والرسم مبني على الوقف أو البتداء وما ثبت في أحدهما لم تكن زيادة حقيقية.
والأحرف التي تزاد هي: الألف، والواو، والياء.
أما الألف فتزاد في حالات منها هذه الحالة التي ذكرتيها:
تزاد الألف بعد الواو الأصلية في الفعل المضارع المعتل الآخر بالواو مرفوعا أو منصوبا مثل (يدعوا) (وليربوا)
(ونبلوا) إلا في موضع واحد هو (عسى الله أن يعفو) فحذفت فيه ....
إن شاء الله أكون وصلت المعلومة؟؟
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[30 Jun 2010, 11:08 م]ـ
تزاد الألف في رسم المصحف بعد الواو المتطرفة سواءٌ أكانت واو جمع أم واوا أصلية في الكلمة، واستثني من ذلك كلمات يسيرة منها (فاءو) و (جاءو) و (باءو) و (تبوءو) و (سعو) موضع سورة سبأ، وعُلل عدم إثبات الألف في هذه الكلمات بكثرة حروف العلة فيها، كما عُلل إثبات الألف في الكلمات المنتهية بواو ليست للجمع بإرادة دفع توهم اتصالها بما بعدها فجئ بالألف فاصلة. ولا علاقة للأمر بالتعظيم لزيادة الألف في كلمات لا يظهر ذلك فيها، و (يمحو) في الآية الكريمة فعل مضارع مرفوع، وحقه في الإملاء أن لا يلحق بألف بعد الواو لأنها واو أصلية وهي لام الفعل، ولذا يكتب هذا الفعل في كتب التفسير وغيرها (يمحو) بلا ألف وفق مقتضى قواعد الإملاء، ويكتب في المصحف (يمحوا) وفق قواعد رسم المصحف.
ـ[شذى الدريس]ــــــــ[01 Jul 2010, 07:02 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Jul 2010, 07:07 ص]ـ
الأخت إشراقة جيلي وفقها الله: أشكرك على هذه الفوائد القيمة جزاكم الله خيراً.
أخي الدكتور أحمد خالد شكري: أشكرك على هذا التفصيل الذي أفدتُ منه كثيراً، وليتكم تتعاهدوننا ببيان مثل هذه الدقائق الجميلة فإِنَّنا نغفلُ عنها مع أهميتها.
ـ[باحثة علم]ــــــــ[01 Jul 2010, 07:51 ص]ـ
عنوان الكتاب:
رسم المصحف: دراسة لغوية تاريخية
المؤلف:
غانم قدوري الحمد
الناشر:
الجمهورية العراقية: اللجنة الوطنية لإحتفال بمطلع القرن الخامس عشر الهجري
سنة النشر:
1402 - 1982
عدد المجلدات:
1
رقم الطبعة:
1
عدد الصفحات:
872
الحجم (بالميجا):
14
نبذة عن الكتاب:
- أصل هذا الكتاب رسالة ماجستير
التحميل
http://www.mediafire.com/?myzjnutvwgu
ـ[باحثة علم]ــــــــ[01 Jul 2010, 08:21 ص]ـ
الرسم القرآني وأسراره
إعداد المهندس محمد شملول
مهندس مدني وكاتب إسلامي مصري
إن القرآن الكريم الذي أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نقرأه أناء الليل وأطراف النهار ونتدبر كلماته ومعانيها هو نفسه الكتاب الذي أنزل من اللوح المحفوظ في شهر رمضان دون زيادة أو نقصان, حيث أنزله الله سبحانه وتعالى من اللوح المحفوظ جملة واحدة في ليلة القدر المباركة, قال الله عزّ وجل: ?إنا أنزلناه في ليلة القدر {1} ? [سورة القدر]. وقال سبحانه وتعالى: ?حم {1} والكتاب المبين {2} إنا أنزلناه في ليلة مباركة {3} ? [الدخان].
فَوضِعَ في بيت العزة في السماء الدنيا، ثم كان جبريل عليه السلام يَنزل به منجماً بالأوامر والنواهي والأسباب، وذلك في حياة الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم. [1].
وأقسم الله سبحانه وتعالى بالكتاب المبين الذي أنزله بلسان عربي متحدياً البلغاء والشعراء أن يأتوا بسورة من مثله ولو كان بعضهم لبعض عوناً وظهيراً,
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الله تبارك وتعالى:?حم {1} والكتاب المبين {2} إنا جعلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون {3} ?. [الزخرف].
و (و (والقرآن الكريم ليس أمر ونهي وكلمات ومعاني فقط بل ورسم أيضاً
والمقصود بالرسم القرآني هو رسم الكلمات القرآنية من حيث نوعية حروف كل كلمة وردت في القرآن الكريم وعدد حروفها.
وليس المقصود منه نوعية خط الكتابة سواء نسخ أو كوفي أو غيره, فقد أجمع معظم العلماء أن رسم المصحف هو توقيفي لا يجوز مخالفته واستدلوا على ذلك من قول الله سبحانه وتعالى:
?وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى {1} مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى {2} وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى {3} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى {4} عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى {5} ? [سورة النجم].
وأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان له كتّاب يكتبون الوحيوقد كتبوا القرآن فعلا بهذا الرسم وأقرهم الرسول على كتابتهم, وكان هؤلاء الكتاب من خيرة الصحابة, فيهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاوية وأبان بن سعيد وخالد بن الوليد وأُبي بن كعب وزيد بن ثابت وثابت بن قيس.
ثم جاء الصديق أبو بكر رضي الله عنه فكتب القرآن بهذا الرسم في صحف, ثم حذا حذوه عثمان بن عفان رضي الله في خلافته فاستنسخ تلك الصحف في مصاحف وأقرَّ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عمل أبي بكر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين. وانتهى الأمر إلى التابعين وتابعي التابعين فلم يخالف أحد منهم في هذا الرسم. {3}.
وبالرسم القرآني حروف كثيرة جاء رسمها مخالفا لأداء النطق, وكلمات تأتي في آيات قرآنية برسم مختلف, وكلمات أخرى تأتي برسم يختلف عن الرسم المعتاد. وكلمات تنقص أو تزيد حروفها. وكلّ ذلك لأغراض شريفة وهي من الأسرار التي خصّ الله بها كتابه العزيز.
وذكر العلامة ابن المبارك نقلا عن العارف بالله شيخه عبد العزيز الدباغ, إذ يقول في كتابه ((وقال الإمام أحمد بن حنبل (رحمه الله): تحرم مخالفة خط مصحف عثمان في واو أو ياء أو ألف, أو غير ذلك.
وإنه لممّا يطمئن له القلب ويرتاح له الفكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم أملى كتابة الرسم القرآني على كتّاب الوحي حسب الرسم المنزل عليه والذي نزل به الروح الأمين جبريل عليه السلام, ومما يؤيد ذلك أن أول كلمة قرآنية نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم كانت (ولو كان قرءانا فقط لكانت أول كلمة هي: وقد ورد في السيرة النبوية لابن هشام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:?ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين {2} ?. [سورة البقرة].
إنها إشارة على الكتاب الذي جاء به جبريل حين قال له: اقرأ. كذلك فإن ما يؤيّد ذلك أيضاً قول الله تعالى: ?رسول من الله يتلوا صحفا مطهرة, فيها كتب قيمة {2} ? [البينة]. وقوله تعالى: ?بل هو قرآن مجيد {21} في لوح محفوظ {22} ? [سورةالبروج].
وفي هذه الدراسة نتعرض لبعض هذه الكلمات القرآنية التي جاء رسمها مخالفاً للقواعد الإملائية ونحاول أن نتلمس الحكمة في ذلك لأننا نعتقد كما قال الإمام الرازي إن كل حرف وكل كلمة وكل حركة في القرآن الكريم لها فائدة, ونحاول في هذه الدراسة أن نلتمس الحكمة وبالطبع لن نصل إليها كاملة فهناك متسع لمزيد من الاجتهادات والتدبر في معاني هذه الكلمات القرآنية وأسرارها.
ونضرب هنا أمثلة لبعض الكلمات القرآنية التي جاءت على رسم مختلف.
لماذا جاءت (لماذا جاءت (لماذا جاءت (لماذا جاءت كلمة (إن وجود كلمة قرآنية برسم مختلف في آية يلفت النظر إلى أن هناك أمراً عظيماً يجب تدبره.
في حالة زيادة أحرف الكلمة عن الكلمة المعتادة فإن هذا يعني كذلك فإن زيادة المبنى يمكن أن يؤدي إلى معنى التراخي أو التمهل أو التأمل والتفكر أو انفصال أجزاءه.
في حالة نقص حروف الكلمة فإن هذا يعني إما سرعة الحدث أو انكماش المعنى وضغطه أو تلاحم أجزائه. {5}.
هذا هو كتاب الله سبحانه وتعالى أنزله من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا, وأنزله الروح الأمين على قلب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم منجماً, وتكفل الله سبحانه وتعالى بحفظه من التحريف بالزيادة أو النقصان.
قال الله سبحانه: ?إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {9} ?. [سورة الحجر].
الإعجاز في حذف بعض الأحرف من بعض الكلمات
أ- حذف الألف
بسم – باسم
وردت كلمة (بسم) ثلاث مرات في القرآن (بخلاف فواصل السور):
(يُتْبَعُ)
(/)
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1].
{بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا} [هود: 41].
{إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [النمل: 30].
كما وردت كلمة (باسم) أربع مرات في القرآن:
قال الله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} [الواقعة: 95 - 96].
{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1].
{وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} [الحاقة: 51 - 52].
لماذا وردت كلمة (بسم) في الحالات الأولى مقصورة بدون ألف ووردت في الحالات الأخرى كلمة (باسم) كاملة بدون قصر.
إن حذف الألف من كلمة (بسم) والتي جاء بعدها لفظ الجلالة (الله) يدل ويوحي بأنه يجب علينا الوصول إلى الله سبحانه وتعالى وعمل الصلاة معه بأقصر الطرق وأسرع الوسائل وهو ما يدل عليه إن حذف حرف من الكلمة يضغط مبناها ويسرع من واقعها فتؤدي المعنى المطلوب وهو السرعة على خير وجه وهذا إعجاز القرآن الكريم والرسم القرآني ...
سموات – سموات
وردت كلمة (سموات) بهذا الرسم بدون ألف صريحة 189 مرة في القرآن الكريم كله ... ووردت مرة واحدة فقط بألف صريحة بعد حرف (و) بالرسم القرآني (سموات) وذلك في الآية الكريمة رقم 12 من سورة فصلت والتي يقول سبحانه فيها: وحين نتدبر هذه الآية الكريمة وما قبلها من آيات نجد أن القرآن الكريم يتعرض لقضية كبرى هي قضية خلق السماوات والأرض وترتيب هذا الخلق ومدته وتقدير الأقوات في الأرض لذا فإن القضية مهمة جداً وتحتاج إلى تدبر وتفكر وعليه فقد جاءت كلمة (سموات) بالرسم الغير عادي هذه المرة لتفت النظر إلى ضرورة الوقوف وتدبر المعاني الجليلة لهذه الآيات والتي صعب فهمها على بعض الناس خاصة في حساب أيام الخلق الستة حيث لم يقدّر لهم فهم جملة (أربعة أيام سواء) بأن هذه الأيام تشمل يومي خلق الأرض والتي قول فيها سبحانه: الميعاد – الميعد
وردت كلمة (الميعاد) وذلك بألف صريحة في وسط الكلمة 5 مرات في القرآن الكريم كله ... وكلها تتكلم عن الميعاد الذي وعده الله .. لذلك جاء هذا الميعاد واضحاً وصريحاً ولا ريب فيه ..
ونذكر فيما يلي الآيات الكريمة التي وردت فيها كلمة (الميعاد):
قال تعالى:
{إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} [آل عمران: 9].
{إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ} [آل عمران: 194].
{إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} [الرعد: 31].
{{قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ} [سبأ: 30].
{لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ} [الزمر: 20].
غير أن هذه الكلمة وردت مرة واحدة فقط وذلك برسم يختلف بدون ألف صريحة على شكل (الميعد) وذلك حين نسب هذا الميعاد إلى البشر حيث قال تعالى: سعوا – سعو
وردت (سعوا) بشكلها العادي مرة واحدة، ووردت (سعو) بشكلها الغير عادي بدون ألف في آخرها مرة واحدة أيضاً في القرآن الكريم كله، وتوحي كلمة (سعو) بنقص الألف في آخرها أن هذا السعي سريع جداً وكله نشاط وهو حسب الآية الكريمة سعي في إنكار آيات الله وهو ما جلب على الكافرين عذاب من رجز أليم في الدنيا ... بالإضافة إلى عذاب جهنم في الآخرة ..
{وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آَيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} [الحج: 51].
{وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آَيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ} [سبأ: 5]. أي في الدنيا بالإضافة إلى عذاب الآخرة.
صحب – صاحب
في الآية 34 من سورة الكهف يقول القرآن الكريم على لسان مالك الجنين: غير أن الرد يأتيه من صاحبه المؤمن في الآية 37 من نفس السورة: {مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ} [سبأ: 46].
{مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} [النجم: 2].
{وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ} [التكوير: 22].
{مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ} [الأعراف: 184].
غير أنه حين يتكلم القرآن الكريم عن سيدنا أبي بكر صاحب رسول الله تأتي (صحبه) بألف متروكة لتبين مدى الالتصاق بينهما وتوضح الصحبة الحقيقية في الرفقة والإيمان:
(يُتْبَعُ)
(/)
{إِذْ يَقُولُ لِصَحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40]، وهذا يبين جزءاً من الحكمة في كتابة الكلمة القرآنية باستخدام الألف الصريحة والمد بالألف المتروكة كما سبق أن أوضحنا ...
حذف حرف الواو
من بعض الأفعال
ورد في كتاب (مناهل العرفان) للزرقاني: أنه تم كتابة هذه الأفعال الأربعة بحذف الواو وهي:
(ويدعو الإنسان – ويمحو الله الباطل – يوم يدعو الداع – سندع الزبانية) ولكن من غير نقط ولا شكل في الجميع.
قالوا: والسر في حذفها من (ويدع الإنسان) هو الدلالة على أن هذا الدعاء سهل على الإنسان يسارع فيه كما يسارع إلى الخير ....
والسر في حذفها من (ويمح الله الباطل) الإشارة إلى سرعة ذهابه واضمحلاله ...
والسر في حذفها من (يوم يدع الإنسان) الإشارة إلى سرعة الدعاء وسرعة إجابة الداعين ...
والسر في حذفها من (سندع الزبانية) الإشارة إلى سرعة الفعل وإجابة الزبانية وقوة البطش .. ويجمع هذه الأسرار قول المراكشي: (والسر في حذفها سرعة وقوع الفعل وسهولته على الفاعل، وشدة قبول المنفعل المتأثر به في الوجود).
وسئل – فسئل
ورد في القرآن الكريم كله فعل الأمر من (سأل) ناقصاً حرف (ا) في البداية ... ونذكر فيما يلي نماذجاً من الآيات الكريمة التي ورد فيها هذا الفعل:
قال تعالى: وقال تعالى: وقال تعالى: وقال تعالى: ويدل حذف حرف (ا) من مبنى الكلمة الأصلية وهو (اسئل) أو (اسأل) على أن الكلمة القرآنية في رسمها تعبر عن المعنى أصدق تعبير إذ أن السؤال دائماً يأتي في عجلة وسرعة فقلما ينتظر الإنسان فهو دائماً يريد سرعة الإجابة .. لذلك جاءت كلمة (سئل) في فعل الأمر ناقصة حرفاً لتحض على سرعة السؤال انتظاراً لسرعة الإجابة.
وكما ذكرنا فإن نقص مبنى الكلمة يدل على العجلة والسرعة وعدم الصبر ....
أيد – أييد
وردت كلمة (أيد) وهي جمع (يد) مرتين في القرآن الكريم كله بهذا الرسم العادي وذلك في الآيتين التاليتين:
قال تعالى: وقال تعالى: غير أنها وردت مرة واحدة برسم مختلف يزيد حرف (ي) في منتصفها وذلك في الآية الكريمة الآتية:
قال تعالى: وكما سبق أن ذكرنا فإن زيادة المبنى يدل على زيادة المعنى فهل هناك أشد من خلق السماء ... ؟
{أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا} [النازعات: 27]، إن زيادة حرف (ي) في كلمة (أيد) يوضح قوة وشدة السماء ومتانة سمكها وبنائها ...
المراجع:
القرآن الكريم
1 - الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي ج2 في تفسير الآية 185 من سورة البقرة.
2 - الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي في تفسير الآيات الثلاث الأولى من سورة الزخرف.
3 - كتاب مناهل العرفان للزرقاني.
4 - ((كتاب تأملات في إعجاز الرسم القرآني وإعجاز التلاوة والبيان)) للمهندس: محمد شملول.
المصدر
موسوعة الإعجاز العلمي للقرآن والسنة
ـ[سامح سالم عبد الحميد]ــــــــ[03 Jul 2010, 09:30 م]ـ
الأستاذ الدكتور أحمد شكري
جزاكم الله خيرا على هذا الإيضاح الرائع
لكن الألف ـ والله أعلم ـ لا توضع في الفعل الذي واوه أصلية لتفصل الكلمة كما تفضلتم
فمثلا قوله ـ تعالى (إذا ما غضبوا هم) بخلاف (كالوهم أو وزنوهم)
هذه توضع للفصل في الأولى.لكن الواو هن للجماعة فقاعدة الفصل في الجماعة على الأصلية.
أما في نحو (يمحوا) فقد أخبر الداني ـ رحمه الله ـ أنها وضعت في مثل هذا لأن الواو لما تطرفت أشبهت واو الجماعة.
والله أعلم
ولي بحث على هذا الموقع المبارك ـ بارك الله في القائمين عليه ـ بعنوان
توجيه رسم المصحف
آمل النظر إليه
وجزاكم الله خيرا
وأما قولكم ـ حفظكم الله ـ: (واستثني من ذلك كلمات يسيرة منها (فاءو) و (جاءو) و (باءو) و (تبوءو) و (سعو) موضع سورة سبأ، وعُلل عدم إثبات الألف في هذه الكلمات بكثرة حروف العلة فيها)
فهذا كلام رائع بحثت عنه فلم أجده إلا الآن فجزاكم الله خيرا ودمتم أستاذنا بخير
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[05 Jul 2010, 01:01 م]ـ
الأخ الفاضل سامح بارك الله فيك على التعليق الطيب، وسأطلع على مقالكم أو بحثكم في توجيه الرسم
(يُتْبَعُ)
(/)
وبالنسبة لتعليقكم على التفرقة بين نحو (وإذا ما غضبوا هم) وبين (كالوهم أو وزنوهم) فإن (هم) في الآية الأولى ضمير منفصل يعامل معاملة الكلمة المستقلة ولذا أثبتت الواو قبله، وفي الآية الثانية (هم) ضمير متصل ولو كان الحرف الذي قبلها مما يوصل بما بعده لوصل بها مثل (إنهم) ونحوها. وبهذا يتأكد كلام الإمام الداني عن (يمحو) أن الواو فيها لتطرفها أشبهت واو الجماعة وعوملت معاملتها، وبه تبقى القاعدة في الرسم: ان كل واو متطرفة تلحق بألف إلا ما استثني.
ـ[سامح سالم عبد الحميد]ــــــــ[05 Jul 2010, 04:31 م]ـ
أستاذنا الدكتور / أحمد شكري
حفظكم الله
ما كنت أود قوله أن الألف في نحو (يمحوا) لم توضع للفصل كما تفضلتم بل توضع لأنها تطرفت فأشبهت واو الجمع كما قال الداني هذا أولا.
ثانيا: المثل الذي وضعته لفضيلتكم ((إذا ما غضبوا هم) بخلاف (كالوهم أو وزنوهم)
هذه توضع للفصل في الأولى.لكن الواو هنا للجماعة فقاعدة الفصل في الجماعة لا الأصلية
أي إن الألف في نحو (غضبوا هم) توضع للفصل وهي واو جماعة ولم توضع في (كالوهم) مع أنها للجمع أيضا لأنها متصلة كما تفضلتم وقد قلت في بحثي (توجيه رسم المصحف) ما نصه:
(وزادوا الألف فى مثل (ركبوا ـ قتلوا ـ شربوا) كل فعل اتصلت به واو الجماعة ليفرقوا بين واو الجماعة والواو الأصلية نحو (يبدو) و (يعدو)
أو ليفرقوا بين واو الجماعة و واو العطف مثل (نفر وخرج) هل هى واو جماعة (نفرو) أم واو عطف (نفر) وخرج فوضعوا الألف للتفرقة لهذا. أ. هـ رسم المصحف د غانم قدورى نقلا عن الزجاجى وقد زدت بيانه وشرحه وإضافات أخرى.
وقال التنسى: (وضعت الألف فى مثل (ركبوا) للدلالة على انفصال الكلمة عما بعدها (كلمة مستقلة) يمكن الوقف عليها أو للفرق بين ما بعده ضمير منفصل يجعل فيه ألف (وإذا ما غضبواْ هم يغفرون) سورة الشورى وبين ما بعده ضمير متصل نحو (كالوهم) سورة المطففين لا تجعل فيها ألف). أ. هـ الطراز فى شرح ضبط الخراز
فالذي أردت قوله أنهم لم يستخدموا قولة (للفصل) في الواو الأصلية بل في واو الجمع
ولذا علقت على قولكم ـ حفظكم الله ـ:
(عُلل إثبات الألف في الكلمات المنتهية بواو ليست للجمع بإرادة دفع توهم اتصالها بما بعدها فجئ بالألف فاصلة.)
وجزاكم الله خيرا(/)
أسانيد قراءة عاصم في كتاب السبعة لابن مجاهد (أرجوا المساعدة)
ـ[مدثر خيري]ــــــــ[30 Jun 2010, 06:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت الأسانيد في كتاب السبعة لابن مجاهد وعندما قرأت أسانيد قراءة عاصم وجدته يقول فيها (أخبرني) و (حدثني) ولم يصرّح أنه قرأ بها مثل ما ذكر في غيره من الأسانيد أنه قرا القرآن بقراءة (كذا) هل لكم أن تفيدوني في هذا جزاكم الله خيراً
وهل كانت روايته للحروف فقط؟؟؟
أفيدوني وأنا لكم شاكر
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
انفرادات القارئ ابو جعفر المدني رضي الله عنه
ـ[ابن عامر الشامي]ــــــــ[30 Jun 2010, 08:15 م]ـ
انفرادات أبي جعفر
=====
انفرد أبو جعفر عن باقي القراء بست وسبعين انفراد وها هي:
1 - يقرأ بضم تاء (لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا) في جميع المواضيع.-2 - عدم روم أو إشمام تأمنا.-3 - الإخفاء للنون والتنوين في الخاء والغين.-4 - تخفيف الياء في أماني و أمانيهم و أمانيكم وأمنيته.- 5 - أئمة بالتسهيل للهمزة الثانية مع إدخال ألف بينهما.- 6 - الهمز المفرد انفرد بإبدال فاء وعين ولام الكلمة إلا المستثنى له وهما كلمتان أنبئهم بالبقرة ونبئهم بالحجر والقمر.- 7 - السكت على الحروف المقطعة في فواتح السور -8 - تشديد ياء الميتة البقرة والنساء الأنعام. -9 - كسر الطاء في قوله (فمن اضطر). -10 - كسر تاء الملائكة في قوله: (والملائكة وقضي الأمر) البقرة.-11 - ضم الياء وفتح الكاف في قوله: (ليحكم). – 12 - سكن الراء مخففة في قوله (لا تضار، لا يضار) -13 - حذف الهمزة من جزءا وأدغمها في الزاي -14 - كسر النون وسكن العين في نعما -15 - ضم السكون في عسرة والعسر واليسر والعسرى واليسرى ويسرا -16 - زاد ألفا بعد الطاء وهمزة مكسورة مكان الياء في كلمة (الطير) فتكون الطائر آل عمران والمائدة -17 - شدد النون مفتوحة في قوله (لكن الذين اتقوا ربهم) آل عمران والزمر.
"سورة النساء "
– 18 - رفع التاء في كلمة فواحدة في قوله (فواحدة أو ما ملكت أيمانكم) -19 - نصب هاء الجلالة في قوله (بما حفظ الله) النساء -20 - فتح ابن وردان الميم الثانية في مومنا في قوله (لست مومنا تبتغون عرض الحياة الدنيا)
"سورة المائدة"
-21 - كسر همزة أجل ونقل حكتها إلى نون من في قله (منِ اجل ذلك) المائدة.
"سورة الأنعام"
-22 - يشأ أبدل همزه مطلقا وصلا ووقفا
"سورة الأعراف"
-23 - فتح كاف نكدا في الأعراف (لا يخرج إلا نكدا) -24 - (يبطشون) قرأ أبو جعفر بضم الطاء ويبطش في القصص ونبطش في الدخان مثلها.
"سورة الأنفال"
-25 - " يغشيكم النعاس " قرأ أبو جعفر بضم الياء وسكون الغين وكسر الشين مخففة وبعدها ياء ساكنة مدية ونصب النعاس.-26 - " له أسرى " قرأ أبو جعفر بضم الهمزة وفتح السين وألف بعدها.
"سورة التوبة"
-27 - " سقاية الحاج وعمارة " قرأ ابن وردان بخلف عنه سقاة بضم السين وحذف الياء وعمرة بفتح العين وحذف الألف بعد الميم. -28 - " أن يطفئوا " قرأ أبو جعفر بحذف الهمزة وضم الفاء. " ليواطئوا " حكمها حكم يطفئوا وصلا ووقفا.
"سورة يونس"
-29 - " إنه يبدؤا أبو جعفر بفتح الهمزة إنه. -30 - " بقية " قرأ ابن جماز بكسر الباء وإسكان القاف وتخفيف الياء.
"سورة يوسف"
-31 - " أحد عشر " قرأ أبو جعفر بإسكان العين وغيره بفتحها. -32 - " متكأ " قرأ أبو جعفر بحذف الهمزة فيصير النطق بكاف منصوبة منونة بعد التاء. ومعلوم إنه إذا وقف ببدل التنوين ألفا.-33 - " ترزقانه " قرأ ابن وردان بكسر الهاء من غير صلة.
" سورة الإسراء "
-34 - " ونخرج " قرأ أبو جعفر بالياء التحتية المضمومة وفتح الراء. -35 - "فيغرقكم" قرأ أبو جعفر بتاء التأنيث، وروي لابن وردان تخفيف الراء وتشديدها ويلزم من التشديد فتح الغين والوجهان صحيحان لابن وردان. -36 - " من الريح " قرأ أبو جعفر بالجمع هنا وفي الأنبياء وسبأ وص. -37 - " ما أشهدتهم " قرأ أبو جعفر أشهدناهم بالنون والألف. -38 - " وما كنت " قرأ أبو جعفر بفتح التاء. - 39 - " ولتصنع " قرأ أبو جعفر بسكون اللام وجزم العين.-40 - "لا نخلفه " قرأ أبو جعفر بإسكان الفاء ويلزم منه حذف الصلة. -41 - " لنحرقنه " قرأ ابن وردان بفتح النون وإسكان الحاء وضم الراء مخففة وابن جماز بضم النون وإسكان الحاء وكسر الراء مخففة.
" سورة الأنبياء "
-42 - " لا يحزنهم " قرأ أبو جعفر بضم الياء وكسر الزاي. -43 - " نطوي السماء " قرأ أبو جعفر بالتاء الفوقية المضمومة وفتح الواو، ورفع همزة السماء.- 44 - " رب احكم بالحق " قرأ أبو جعفر بضم باء رب.
" سورة الحج "
-45 - " وربت " قرأ أبو جعفر بهمزة مفتوحة بعد الباء الموحدة هنا وفي فصلت.
" سورة النور "
-46 - " ولا يأتل " قرأ أبو جعفر يتأل بتاء مفتوحة بعد الياء وبعدها همزة مفتوحة وبعدها لام مشددة مفتوحة. -47 - " يذهب " قرأ أبو جعفر بضم الياء وكسر الهاء.
" سورة الفرقان "
(يُتْبَعُ)
(/)
-48 - " ميتا " شدد أبو جعفر الياء مكسورة هنا وفي الزخرف والحجرات.
" سورة القصص "
-49 - " يصدر " قرأ أبو جعفر بفتح الياء وضم الدال.
" سورة فاطر "
-50 - " فلا تذهب نفسك " قرأ أبو جعفر بضم التاء وكسر الهاء ونصب السين من نفسك.
" سورة يس "
-51 - " أئن " قرأ أبو جعفر بفتح الهمزة الثانية وتسهيلها، وإدخال ألف بينها وبين الأولى على أصله. -52 - " ذكرتم " قرأ أبو جعفر بتخفيف الكاف. -53 - " يخصمون " قرأ أبو جعفر بإسكان الخاء وتشديد الضاد.-54 - " فاكهون " حذف أبو جعفر الألف بعد الفاء هنا وفي سورة الدخان والطور.
" سورة ص "
-55 - " ليدبروا " قرأ أبو جعفر بتاء فوقية بعد اللام، مع تخفيف الدال. -56 - " بنصب " قرأ أبو جعفر بضم النون والصاد. -57 - " إلا أنما " قرأ أبو جعفر بكسر همزة أنما.
" سورة الزمر "
-58 - " يا حسرتى " قرأ ابن جماز بزيادة ياء مفتوحة بعد الألف ولابن وردان وجهان أحدهما كابن جماز والآخر بزيادتها ساكنة وعلى هذا الوجه لابد من المد المشبع للساكنين.
" سورة فصلت "
-59 - " سواء " قرأ أبو جعفر برفع الهمزة مع التنوين.
" سورة الزخرف "
-60 - " جئتكم " قرأ أبو جعفر بنون مفتوحة في مكان التاء مضمومة وألف بعدها. -61 - " يلاقوا " قرأ أبو جعفر بفتح الياء التحتية وإسكان اللام وفتح القاف والطور والمعارج مثلها.
" سورة الجاثية "
-62 - " ليجزي قوما " قرأ أبو جعفر بياء مضمومة مع فتح الزاي وألف بعدها.
" سورة الحجرات "
-63 - " الحجرات " قرأ أبو جعفر بفتح الجيم.
" سورة القمر "
-64 - " مستقر " قرأ أبو جعفر بخفض الراء فيكون ترقيقها في الوقف فقط.
" سورة الواقعة "
-65 - " المنشئون " قرأ أبو جعفر بخلف عن ابن وردان بحذف الهمزة مع ضم.
" سورة المجادلة "
-66 - " ما يكون " قرأ أبو جعفر بالتاء الفوقية.
" سورة المعارج "
-67 - " ولا يسأل " قرأ أبو جعفر بضم الياء.
" سورة المزمل "
-68 - " ناشئة " أبدل أبو جعفر همزه ياء خالصة مطلقا.
" سورة المدثر "
-69 - " تسعة عشر " قرأ أبو جعفر بإسكان عين عشر.
" سورة والمرسلات "
-70 - " أقتت " قرأ أبو جعفر بواو مع تخفيف القاف.
" سورة النازعات "
-71 - " منذر " قرأ أبو جعفر بتنوين الراء.
" سورة الانفطار "
-72 - " تكذبون " قرأ أبو جعفر بياء الغيبة.
" سورة الأعلى "
-73 - " إيابهم " شدد الياء.
" سورة البلد "
-74 - " لبدا " شدد الباء.
" سورة قريش "
-75 - " لإيلاف " بحذف الهمزة المكسورة مع إثبات الياء.
-76 - " إيلافهم " قرأ أبو جعفر بحذف الياء بعد الهمزة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
كتبه الشيخ أحمد بن عبد المحسن بن محمد بن سليمان القماري(/)
استشكالات في بعض كتب القراءات – 4 (تراجم الأعلام في تحقيق اللآلئ الفريدة للفاسي)
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[01 Jul 2010, 02:35 ص]ـ
حقق الشيخ عبد الرازق بن علي بن إبراهيم موسى - جزاه الله خيرا - اللآلئ الفريدة في شرح القصيدة للفاسي، وهو عمل جليل مكن الجمهور من الاطلاع على هذا العلق النفيس الذي لم يدخل عالم المطبوعات قبل ذلك. ومن أسس التحقيق العلمي الترجمة للأعلام المذكورين في النص، وقد حاول الشيخ المحقق القيام بذلك على عادة المحققين.
وقد لفتت نظري في ترجمته للأعلام ثلاث ظواهر أشكلت علي، هي:
1 - الالتباس في التراجم:
حصل التباس في بعض التراجم، ومن أمثلة ذلك:
- جابر بن عبد الله بن حرام: ذكره الفاسي في قوله 3/ 38: "فوجهه ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لجابر: "فهلا بكرا تلاعبها وتلاعبك"، والمقصود هو جابر بن عبد الله كما في الحديث المتفق عليه. لكن المحقق ترجمه على أنه "جابر بن سمرة أبو خالد السوائي، وله صحبة مشهورة ورواية أحاديث له عن عمرو بن سعد وأبي أيوب، شهد فتح المدائن، توفي في ولاية بشر بن مروان على العراق"!!
- عكرمة مولى ابن عباس: ذكره الفاسي في قوله 3/ 135: "وروي عن عكرمة - وإليه ذهب أبو عبيدة - أن السد - بالفتح - ما كان من فعل العباد، والسد - بالضم - ما كان من فعل الله عز وجل"، لكن المحقق ترجمه على أنه "عكرمة بن أبي جهل بن هشام المخزومي"!!
- أبو غانم المظفر بن أحمد بن حمدان المقرئ: ذكره الفاسي: 1/ 155، فترجمه المحقق في الهامش على أنه "شمس العلوم علي بن محمد بن علي المقدسي الخزرجي الحنفي المعروف بأبي غانم، كانت وفاته سنة: 1004". مع أن المؤلف الفاسي توفي سنة: 656هـ. أي: أن المترجم متأخر عن المؤلف بثلاثة قرون ونصف!!
- يونس بن عبد الأعلى: قال الفاسي في حديثه عن "كتابيه إني" 1/ 294 - 295: "قال الحافظ أبو عمرو: وقرأت لورش فيه بترك النقل على جميع ما (كذا) قرأت عليه برواية أبي يعقوب، والنقل رواية عبد الصمد ويونس وأقوام". والمقصود هو يونس بن عبد الأعلى، وهو الذي له رواية عن ورش، لكن المحقق ترجم ليونس المذكور على أنه يونس بن حبيب الضبي النحوي المشهور.
- ابن السراج أبو بكر محمد بن السري: قال الفاسي عند قول الناظم: "وعسى أيضا أمالا وقل بلى" 1/ 388: "وعلة إمالته أنه فعل من ذوات الياء بدليل ظهورها مع الضمائر التي تقدم ذكرها، وحكي عن ابن السراج أنه حرف". والمقصود هو أبو بكر محمد بن السري المعروف بابن السراج النحوي المشهور. لكن المحقق ترجم له على أنه ابن بصخان وقال إنه ولد سنة: 668، أي: بعد وفاة الفاسي باثنتي عشرة سنة.
- كثير عزة: قال الفاسي 1/ 420: "قال الحافظ أبو عمرو: ومن ما يقوي الإمالة في "ران" أن سيبويه قال: "بلغنا عن أبي إسحاق (كذا) أنه سمع كثير عزة يقول: "صار"، يعني الإمالة". لكن المحقق ترجم لكثير على أنه: "كثير بن عبيد بن بشر أبو الحسن المزجي الحمصي مقرئ متصدر ثقة"!!
- عبد الله بن أبي إسحاق البصري النحوي: المذكور في النص السابق، وقد ورد خطأ في المطبوع: "عن أبي إسحاق" والصواب "عن ابن أبي إسحاق" كما ذكر سيبويه في الكتاب في باب الإمالة، لكن المحقق ترجمه على أنه "ابن إسحاق بن العجمي المعروف بالفرض شيخ مصري قرأ على طاهر بن غلبون قرأ عليه الحسن بن بليمة ولم يذكر اسمه". فكيف لتلاميذ طاهر بن غلبون (ت: 399هـ) أن يسمعوا من كثير عزة (ت: 105هـ)؟! ويلاحظ أن الهامش المتعلق بكثير وضع عند اسم ابن أبي إسحاق، وبالمقابل وضع الهامش المتعلق بابن أبي إسحاق عند اسم كثير.
- أبو زيد سعيد بن أوس البصري النحوي (ت: 215هـ): ذكره الفاسي في قوله 1/ 222: "ذكر ذلك أبو زيد في كتاب الهمز"، لكن المحقق ترجمه على أنه "عمرو بن أخطب الأنصاري صحابي جليل نزل بالبصرة مشهور بكنيته". ومن العجيب أن صحابيا يؤلف كتابا في اللغة!! ثم إن المحقق ترجم لأبي زيد على الصواب في موضع آخر من التحقيق: 2/ 33.
- أبو يعقوب يوسف بن يسار الأزرق: ذكره الفاسي في حديثه عن تسهيل "هانتم" لورش، في قوله 2/ 225: "وإليه ذهب جماعة أيضا في مصنفاتهم كأبي يعقوب وعبد الصمد وداوود"، لكن المحقق ترجمه على أنه "أبو يعقوب الأفطس، روى الحروف عن القاسم بن عبد الواحد عن ابن كثير"!!
(يُتْبَعُ)
(/)
- أبو الجراح العقيلي الذي يروي عنه الفراء كثيرا: ذكره الفاسي في قوله 2/ 374: "وعن الفراء قال: سمعت أبا الجراح في غداة يوم بارد يقول: "ما رأيت كغدوة"، لكن المحقق ترجمه على أنه: "عمر بن تميم البصري التابعي أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم عرض القرآن على ابن عباس، وتلقنه من أبي موسى وحدث عن عمر رضي الله عنه، توفي سنة: 105هـ". مع العلم أن الفراء (الذي روى عن أبي الجراح) ولد سنة: 144هـ!!
- الأخفش هارون بن موسى بن شريك أبو عبد الله التغلبي الدمشقي (200 – 292هـ) الذي روى عن ابن ذكوان وروى عنه ابن الأخرم: ذكره الفاسي في حديثه عن إمالة "زاد" لابن ذكوان في قوله 1/ 419: "قال في التيسير: روى ابن الأخرم عن الأخفش عنه إمالة الذي في أول البقرة لا غير"، لكن المحقق ترجمه على أنه الأخفش الأوسط النحوي سعيد بن مسعدة!! ثم إن المحقق ترجم لهارون الأخفش على الصواب في موضع آخر من التحقيق: 2/ 107.
2 - مشاهير لم يعرفهم المحقق:
- أبو بكر بن سيف: ذكره الفاسي: 1/ 262، وقال المحقق: "لم أعثر له على ترجمة". ثم ترجمه بعد ذلك مرتين في: 1/ 459، و1/ 483!!
- القاضي أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري صاحب أبي حنيفة: ذكره الفاسي في قوله 1/ 347: "والخبر في هذه الجملة على حد قولهم: "أبو يوسف أبو حنيفة". وقال المحقق: "لم أعثر له على ترجمة"!!
3 - التكرار في التراجم:
يتميز هذا التحقيق بكثرة تكرار التراجم للعلم الواحد؛ ومن ذلك:
- أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي: ترجم في: 1/ 149، 1/ 215، 1/ 233، 1/ 321، 1/ 323، 1/ 472، 2/ 39. وفي هذه الترجمة الأخيرة سماه: "محمد بن إبراهيم المهدوي"!!
- سيبويه: ترجم في: 1/ 205، 1/ 299، 1/ 309، 1/ 394، 1/ 470، 1/ 514، 2/ 7.
- طاهر بن عبد المنعم بن غلبون: ترجم في: 1/ 257، 1/ 285، 1/ 307، 1/ 448، 1/ 458، 1/ 461، 1/ 468.
- سعيد بن مسعدة الأخفش الأوسط: ترجم في: 1/ 125، 1/ 202، 1/ 309، 1/ 419، 2/ 38.
- أبو الفتح فارس: ترجم في: 1/ 257، 1/ 285، 1/ 440، 2/ 148.
- اليزيدي: ترجم في: 1/ 106، 1/ 415، 1/ 438، 2/ 297.
- ابن مجاهد: ترجم في: 1/ 200، 1/ 416، 1/ 447، 2/ 24.
- عبد المنعم بن غلبون: ترجم في: 1/ 155، 1/ 409، 3/ 24.
- مكي: ترجم في: 1/ 233، 2/ 13.
- الزمخشري: ترجم في: 1/ 191، 1/ 255.
- الداني: ترجم في: 1/ 285، 1/ 448.
ابن سيف: ترجم في: 1/ 459، و1/ 483.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Jul 2010, 09:47 ص]ـ
رحم الله الشيخ عبدالرزاق وغفر له، وجزاك الله خيراً على هذه التنبيهات العلمية المهمة.
وليتك تذكر لنا معلومات هذه الطبعة كاملة، وتعرفنا بالكتاب بإيجاز.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[01 Jul 2010, 11:43 ص]ـ
يُشكر للشيخ ـ رحمه الله ـ إخراجه الكتاب مطبوعاً، ولكنه ما زال بحاجة لتحقيق، وحبذا لو كان في رسائل علمية، ففي الكتاب علم غزير، وهو من عُمَد شروح الشاطبية.
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[01 Jul 2010, 01:45 م]ـ
شكرا لكما يا صاحبي الفضيلة على الاهتمام والمشاركة والإفادة، وجزاكما الله خيرا.
وهذه معلومات الطبعة التي اعتمدت عليها:
"اللآلئ الفريدة في شرح القصيدة – تأليف: الفاسي (أبي عبد الله محمد بن الحسن بن محمد، المتوفى سنة: 656هـ) - قدم له: د. عبد الله ربيع محمود حسين – حققه وعلق عليه: عبد الرازق بن علي بن إبراهيم موسى – مكتبة الرشد ناشرون – الرياض – ط1 – 1426 هـ / 2005م".
والمؤلف هو الإمام جمال الدين أبو عبد الله محمد بن حسن بن محمد بن يوسف الفاسي المغربي المقرئ، نزيل حلب، ولد سنة نيف وثمانين وخمسمائة، في فاس ثم رحل إلى مصر فقرأ على تلاميذ الشاطبي، وكان إماما متقنا ذكيا واسع العلم كثير المحفوظ بصيرا بالقراءات وعللها، مشهورها وشاذها خبيرا باللغة مليح الكتابة وافر الفضائل موطأ الأكناف ثقة حجة، وكان عارفا بمذهب أبي حنيفة، متقدما في علم الكلام، يحفظ أكثر صحيح مسلم، انتهت إليه رئاسة الإقراء ببلد حلب، وأخذ عنه خلق كثير. توفي سنة: 656هـ. ترجمته في غاية النهاية ومعرفة القراء الكبار، وغيرهما.
أما شرحه للشاطبية فقد قال عنه الذهبي في معرفة القراء الكبار: "وشرحه للشاطبية في غاية الحسن". واعتمده ابن الجزري في النشر: 1/ 64، بين شروح الشاطبية وذكر سنده إلى مؤلفه، وقال عنه الشيخ عبد الرازق مقارنا بينه وبين سائر الشروح 1/ 29: "وكتاب اللآلئ الفريدة للإمام الفاسي أكثرها فائدة وأعمها وأغناها في كثير من المسائل سواء في التجويد والصرف والنحو والشواهد، ويظهر ذلك إذا قورن شرح اللآلئ بغيره". وقال عنه د. عبد الهادي حميتو (قراءة الإمام نافع عند المغاربة من رواية أبي سعيد ورش: 2/ 186 - 187): "ويقع الشرح مع هذا الاختصار الذي التزم به في مجلدين كبيرين، وطريقته أنه يحل معنى البيت، ثم يعرب بعض ما يشكل فيه، ثم يأخذ في النقول، وأكثرها من كتب الداني وهو في الغالب لا يسميها وإنما يقول: "قال الحافظ أبو عمرو .. "، ومن الأمثلة الوافية في ذلك نقوله في باب الراءات، ويعزز الأقوال أحيانا بالنقل عن مكي والمهدوي والحصري في قصيدته، ويحتج لوجوه القراءات بالنقل عن أبي علي الفارسي في الحجة ومكي في الكشف، وربما نقل عن الزمخشري أيضا في الكشاف، وهو في الجملة من مفاخر ما كتبه المغاربة المتصدرون بالمشرق. ونسخه الخطية الكثيرة الموزعة على مكتبات العالم الإسلامي خير دليل على مقدار رواج الكتاب واهتمام أهل هذا الشأن به (هامش: ذكر من نسخه الخطية في "الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط": 1/ 214ـ221 أربعا وأربعين نسخة موزعة بين القرويين بفاس، والزيتونة بتونس، وبلدية الإسكندرية، وظاهرية دمشق، ومكتبات تركيا، وغيرها). وقد كان من الشروح المعتمدة عند المغاربة في التدريس ـ كما تقدم ـ كما دخل الأندلس أيضا وكان من أهم مصادر الإمام المنتوري في شرح الدرر".(/)
عاجل عن الرسم العثمانى
ـ[عائشة]ــــــــ[01 Jul 2010, 09:32 م]ـ
ما هى ضوابط الرسم العثمانى لرواية حفص فى باب المحذوفات لانى اجد احيانا كثيرة مفردات اى لفظ مفرد وليس جمع تحذف الفها ومفردات اخرى لا تحذف الفها فما هى الضوابط فى الحذف فى المفرد والجمع؟
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[02 Jul 2010, 12:31 ص]ـ
من قواعد رسم المصحف:قاعدة الحذف:
والأحرف التي حذفت في بعض المواضع خمسة هي:
الألف،والواو، والياء، واللام، والنون.
أما الألف:
فتحذف لثلاثة أمور:
1/ حذف إشارة:
والمراد الإشارة بحذف الألف إلى قراءة أخرى محذوفة الألف. مثل حذفها في (ملك يوم الدين) وكحذفها في قوله تعالى (وإن يأتوكم أسرى تفدوهم) فحذف الألف في (اسرى) إشارة إلى قراءة حمزة حيث قرأها (أسرى) بفتح الهمزة وإسكان السين وبدون ألف بعدها. وأما حذف الألف في (تفدوهم) فإشارة إلى قراءة بن كثير وأبي عمر وابن عامر وحمزة وخلف حيث قرؤوها (تفدوهم) بفتح التاء وسكون الفاء وبدون ألف بعدها.
2/ حذف اختصار:
ويراد به حذف الألف من جمع المذكر أو المؤنث السالمين ما تكرر وما لم يتكرر إذا لم يقع بعد الألف تشديد أو همز.مثل 0 (العلمين) (والّذّريت) (والحفظين) (والصدقين) أما إذا وقع بعدها مباشرة حرف مشدد أو مهموز فتثبت مثل (الضالّين) (0وما هم بضارّين) ومثل (للطائفين) والقائمين) (أو هم قائلون)
3/ حذف اقتصار:
وهوحذف يرد في كلمة دون نظائرها في المواضع الأخرى، ومثاله كلمة الميعاد فتحذف في (ولو تواعدتم لا ختلفتم في الميعد) 11 الأنفال ولا تحذف الألف في بقية المواضع، ومثل حذف الألف في (القهّر) في سورة الرعد دون غيرها من المواضع.
هذه أقسام حذف الألف،
أما مواضع حذف الألف فلا تكاد تنضبط وقد قال بن وثيق الأنلسي في الفصل الذي عقده لحذف الألف: ((اعلم أن هذا الباب كثير الضطراب ومتشعب، لا يرجع إلى قياس فيحصر))
إلا أنّ العلماء ذكروا ضوابط تقريبية لحذف الألف فمنها:
1/ جمع المذكر أو المؤنث السالمين وما ألحق بهما إذا لم يقع بعد الالألف همز أو تشديد.مثل (العلمين) (والصدقين) (والذريت) (مؤمنت).
2/ ما جاء على وزن فعّالين وفعّالون. مثل (كونوا قومين) (للأوبين) (طوّفون) (الخرصون) إلا ما استثني.
3/ من كل جمع منقوص إلا ما استثني. والمراد بالمنقوص كل اسم جاء في آخر مفرده ياء لازمة قبلها كسرة مثل (والصبئين) (طغين) (غوين).
4/إذاجاءت الأف متوسطة وبعد لام أو بين لامين فتحذف الألف مطلقا إلا ما استثنى. مثل (الإصلح) و (علّم الغيوب) و (أولئك) ومثال الألف المحذوفة بين لامين (إلا في ضلل) (ولا خلل) و (في الكللة)
5/ تحذف الألف من كل لفظ دال على تنبيه أو نداء بشرط أن لا تكون متطرفة. ومثال ذلك: (هتين) (هذا)
(هؤلاء)
ومثال حذفها من ياء النداء (ينساء النبي) (يأيها) و (يادم) و (يإبرهيم) (ويبنؤم).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
وهناك مواضع هي في قاعدة الزيادة مثل:
تزاد الألف بعد واو الجماعة إذا لم يتصل بالفعل ضمير مثل (ءمنوا) و (اعدلوا) و (كفروا) واستثنى منها
(فآءو) و (عتو) (جاءو).
وتزاد الألف بعد الواو الأصلية في الفعل المضارع المعتل الآخر بالواو مرفوعا لأو منصوبا مثل (يدعوا)
(ليربوا) إلا في موضع واحد (عسى الله أن يعفو) ...
مرجعي كتاب دراسات في علوم القرآن للرومي ...
ـ[عائشة]ــــــــ[07 Jul 2010, 12:13 م]ـ
شكرا على الاجابة(/)
هل صنف ابن الجزري - رحمه الله - في القراءات الشاذة ?
ـ[عمر البصري]ــــــــ[03 Jul 2010, 03:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتوجه بسؤالي إلى مشايخنا الأفاضل وإخوتنا الأحبة على هذا المنتدى الأغر لعلي أجد عندهم جواباً
وإذا صحَّ أنَّ الإمام ابن الجزري - رحمه الله - صنَّف في القراءات الشاذة فهل كتابه موجود أم مفقود؟ مخطوط أم مطبوع؟
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[03 Jul 2010, 04:08 م]ـ
حيَّاك الله أخي الكريم: عمر البصري
الإمام ابن الجزري - رحمه الله - صنَّف بعض المصنفات، ونظم بعض المنظومات في القراءات فوق العشر، ومن ذلك:
1) إتحاف المهرة في الزيادة على العشرة: ذكره السَّخاوي في الضوء اللامع 9/ 257، وكذلك الشوكاني وغيرهما.
2) إعانة المهرة في الزيادة على العشرة: ذكره السَّخاوي في الضوء اللامع 9/ 257، وكذلك الشوكاني في البدر الطالع 2/ 258.
3) القراءات الشَّاذة: ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون 2/ 1323.
4) النهاية في القراءات الثلاث الزائدة على العشرة (منظومة) طبعت ضمن مجموعة مهمة في التجويد والقراءات والرسم وعد الآي بتحقيق: جمال السيِّد رفاعي.
هذا ما وقفتُ عليه، وننتظر التقويم والتصحيح والإضافة والزيادة من مشايخنا وطلبة العلم بهذا الملتقى المبارك
ـ[عمر البصري]ــــــــ[03 Jul 2010, 04:39 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل على هذا البيان وزادكم علماً وفضلاً(/)
تقسيم القرءآن إلى أجزاء وأحزاب وأرباع!!!
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[03 Jul 2010, 04:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
موضوع تقسيم القرءآن إلى أجزاء وأحزاب وأرباع يشغلنى كثيرا
مما يجعل سؤالين أساسيين يدوران فى عقلي وأتعجب!
فهذا التقسيم من وضع العلماء.
فى أي زمن كان هذا التقسيم؟!
وما الخطة التى اتبعها العلماء لتقسيم المصحف بهذا الشكل؟!
ملاحظات:
1 - لم تتساوى الأجزاء ولا الأحزاب وكذلك الأرباع فى عدد الأيات ولا عدد الكلمات
وكذلك عدد الحروف!
2 - لم يتم مراعاة بداية القصة القرءآنية ولا انتهائها لتحديد الربع
وكذلك لم يتم مراعاة بداية السورة أو انتهائها!
3 - هناك اختلاف بين طبعة الشمرلى المصرية وطبعة المدينة فى تحديد الربع
فى سورة محمد صل1 الأية (32).
فما هى الخطة التى اتبعها العلماء لوضع هذا التقسيم؟!
أفيدونا جزاكم الله خيرا
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[03 Jul 2010, 07:14 م]ـ
... للدكتور غانم قدوري الحمد - وفقه الله - بحث في ذلك، نشره في مجلة الأحمدية بدبي عام 1424 هـ، بعنوان: (تحزيب القرآن في المصادر والمصاحف)، لم أقرأ مثله في بابه. وقد أعاد نشره في كتابه الماتع (أبحاث في علوم القرآن) [دار عمار - الأدرن - 2006 م]. يقع فيما يزيد على ثلاثين صفحة، لولا طوله لأعدت نشره هنا بالمتلقى. حاول الوقوف عليه، ربما تجد إجابة فيه شافية عن جميع أسئلتك - بإذن الله -.
... وسأكتفى الآن بنشر خاتمة البحث علك تجد فيها - مؤقتا - ما يجيب عن بعض أسئلتك:
... " تحزيب القرآن موضوع له مساس بشكل المصحف، وله أصل في السُنة، ومذاهب الصحابة في القراءة، لكن الصحابة كانوا يحزبون على أساس السور، وأخذ العلماء بعدهم بتحزيب القرآن على أساس عدد الحروف في كل حزب.
... وتعددت أشكال التحزيب؛ فمن تقسيم القرآن على نصفين، إلى تقسيمه على ثلاث مئة وستين قسما، على عدد أيام السنة، لكن أشهر تحزيب هو تجزئته ثلاثين جزءا، وقُسم كل جزء على أربعة أقسام أو ثمانية.
... وكان العلماء قد أثبتوا في مؤلفاتهم ما تمخض عن جهود علماء القرآن في عد حروفه، وأشهر المؤلفات في هذا الجانب اليوم: كتاب (المصاحف) لابن أبي داود، وكتاب (البيان في عد آي القرآن) للداني، وكتاب (الإيضاح في القراءات) للأندرابي، وكتاب (فنون الأفنان) لابن الجوزي، وكتاب (جمال القراء) لعلم الدين السخاوي.
... وحصل اختلاف بين العلماء في مواضع الأجزاء والأحزاب، وانعكس ذلك على المصاحف، على نحو ما بيّنا ذلك في صفحات هذا المبحث. وكان خطاطو المصاحف في العصر الحديث قد اعتمدوا على عدد من المصادر المتأخرة في التأليف، ومن ثم فاتهم الاطلاع على المصادر القديمة وما فيها من معلومات حول الموضوع، كما أنهم لم ينتفعوا من المصادر المتأخرة على نحو جيد، مثل كتاب (غيث النفع) للسفاقسي الذي جمع مادة يمكن أن تكون أساسا لتحزيب المصحف على نحو أقرب ما يكون إلى الدقة.
... وبعد هذه الجولة السريعة في المصادر، والنظر في عدد من المصاحف، يمكنني أن أستنتج أن تحزيب القرآن فيه مجال للمراجعة والتدقيق، وإذا كانت مواضع الأجزاء محل اتفاق في معظمها فإن مواضع الأحزاب وأرباعها كانت مجالا لتعدد الآراء في تحديد مواضعها.
... إن الخروج من ذلك الخلاف في تحديد الأجزاء والأحزاب أمر ممكن، وهو لا شك مطلوب، ويمكن أن يتحقق من خلال ثلاثة أمور:
... الأول: جمع مصادر الموضوع، القديمة والمتأخرة، ودراستها، وتحقيق مادتها، والوقوف على الأساس الذي قام عليه التحزيب فيها.
... الثاني: تتبع المصاحف القديمة المخطوطة، ودراسة موضوع التحزيب فيها، وموازنة ذلك بما جاء في مصادر الموضوع.
... الثالث: القيام بعملية عدّ جديدة لحروف القرآن الكريم، وبناء التحزيب في المصحاف على أساس نتائج هذا العد، بعد تحديد الأسس التي يقوم عليها، والأسس التي سيقوم عليها التحزيب.
... وأدعو الله تعالى أني تمكنت من لفت نظر المهتمين بأمر المصحف إلى قضية كثيرا ما كانت موضع تساؤل من كثير من قراء القرآن، ألا وهي ما يجدونه من عدم تساوي أحجام الأحزاب. " ا. هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
.. وانظر (المحرر في علوم القرآن) للدكتور مساعد الطيار - وفقه الله -، وكتاب (محاضرات في علوم القرآن) للدكتور غانم الحمد. و (المقدمات الأساسية في علوم القرآن) للشيخ عبد الله الجديع. وهنا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=12926) موضوع مرتبط. وفقنا الله وإياكم لكل ما يحب ويرضى.
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[03 Jul 2010, 07:30 م]ـ
... للدكتور غانم الحمد - وفقه الله - بحث في ذلك، نشره في مجلة الأحمدية بدبي عام 1424 هـ، بعنوان: (تحزيب القرآن في المصادر والمصاحف)، لم أقرأ مثله في بابه. وقد أعاد نشره في كتابه الماتع (أبحاث في علوم القرآن) [دار عمار - الأدرن - 2006 م]. يقع فيما يزيد على ثلاثين صفحة، لولا طوله لأعدت نشره هنا بالمتلقى. حاول الوقوف عليه، ربما تجد إجابة فيه شافية عن جميع أسئلتك - بإذن الله -.
... وسأكتفى الآن بنشر خاتمة البحث علك تجد فيها - مؤقتا - ما يجيب عن بعض أسئلتك:
... " تحزيب القرآن موضوع له مساس بشكل المصحف، وله أصل في السُنة، ومذاهب الصحابة في القراءة، لكن الصحابة كانوا يحزبون على أساس السور، وأخذ العلماء بعدهم بتحزيب القرآن على أساس عدد الحروف في كل حزب.
... وتعددت أشكال التحزيب؛ فمن تقسيم القرآن على نصفين، إلى تقسيمه على ثلاث مئة وستين قسما، على عدد أيام السنة، لكن أشهر تحزيب هو تجزئته ثلاثين جزءا، وقُسم كل جزء على أربعة أقسام أو ثمانية.
... وكان العلماء قد أثبتوا في مؤلفاتهم ما تمخض عن جهود علماء القرآن في عد حروفه، وأشهر المؤلفات في هذا الجانب اليوم: كتاب (المصاحف) لابن أبي داود، وكتاب (البيان في عد آي القرآن) للداني، وكتاب (الإيضاح في القراءات) للأندرابي، وكتاب (فنون الأفنان) لابن الجوزي، وكتاب (جمال القراء) لعلم الدين السخاوي.
... وحصل اختلاف بين العلماء في مواضع الأجزاء والأحزاب، وانعكس ذلك على المصاحف، على نحو ما بيّنا ذلك في صفحات هذا المبحث. وكان خطاطو المصاحف في العصر الحديث قد اعتمدوا على عدد من المصادر المتأخرة في التأليف، ومن ثم فاتهم الاطلاع على المصادر القديمة وما فيها من معلومات حول الموضوع، كما أنهم لم ينتفعوا من المصادر المتأخرة على نحو جيد، مثل كتاب (غيث النفع) للسفاقسي الذي جمع مادة يمكن أن تكون أساسا لتحزيب المصحف على نحو أقرب ما يكون إلى الدقة.
... وبعد هذه الجولة السريعة في المصادر، والنظر في عدد من المصاحف، يمكنني أن أستنتج أن تحزيب القرآن فيه مجال للمراجعة والتدقيق، وإذا كانت مواضع الأجزاء محل اتفاق في معظمها فإن مواضع الأحزاب وأرباعها كانت مجالا لتعدد الآراء في تحديد مواضعها.
... إن الخروج من ذلك الخلاف في تحديد الأجزاء والأحزاب أمر ممكن، وهو لا شك مطلوب، ويمكن أن يتحقق من خلال ثلاثة أمور:
... الأول: جمع مصادر الموضوع، القديمة والمتأخرة، ودراستها، وتحقيق مادتها، والوقوف على الأساس الذي قام عليه التحزيب فيها.
... الثاني: تتبع المصاحف القديمة المخطوطة، ودراسة موضوع التحزيب فيها، وموازنة ذلك بما جاء في مصادر الموضوع.
... الثالث: القيام بعملية عدّ جديدة لحروف القرآن الكريم، وبناء التحزيب في المصحاف على أساس نتائج هذا العد، بعد تحديد الأسس التي يقوم عليها، والأسس التي سيقوم عليها التحزيب.
... وأدعو الله تعالى أني تمكنت من لفت نظر المهتمين بأمر المصحف إلى قضية كثيرا ما كانت موضع تساؤل من كثير من قراء القرآن، ألا وهي ما يجدونه من عدم تساوي أحجام الأحزاب. " ا. هـ
... وانظر (المحرر في علوم القرآن) للدكتور مساعد الطيار - وفقه الله -، وكتاب (محاضرات في علوم القرآن) للدكتور غانم الحمد. و (المقدمات الأساسية في علوم القرآن) للشيخ عبد الله الجديع. وهنا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=12926) موضوع مرتبط. وفقنا الله وإياكم لكل ما يحب ويرضى.
جزاكم الله خيرا على هذه المقدمة التمهيدية للموضوع
فقد أفادتنى ولفتت نظرى إلى أنه ربما أعتمد العلماء فى هذا التقسيم
على مذاهب الصحابة فى القراءة كما أفادتنى بالمراجع التى يمكن الرجوع إليها لدراسة الموضوع
وجزاكم الله خيرا على اقتراحاتك للخروج من الخلاف.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[05 Jul 2010, 12:17 م]ـ
السلام عليكم
سؤال: ما السبب الذي بسببه يريد الإخوة تغيير هذه الإربع والأحزاب؟؟
هل لأجل المعني؟ أم ماذا؟
والسلام عليكم
والسلام عليكم
ـ[لطفي الحسيني]ــــــــ[06 Oct 2010, 05:42 م]ـ
أظن أن هذه التقسيمات فيها من الحيف والجور على كلام الله ماقد يفسد المعنى أو يبهمه، إن بالأجزاء أو الأحزاب أو الأنصاف أو الأرباع أو حتى الأثمان كما هو شائع في المغرب ولعل أهم داع إليها هو تيسير الحفظ إذ التقسيم مهم للطلبة حتى يتمكنوا من الحفظ لكن أظن أن في بعضها من الضرر ما لا يخفى، أضرب مثلا من عندنا:
- حين نشرع في الحفظ صغارا نبدأ من أسفل ثم نرتقي حزبا حزبا، إلى الحزب السابع لا مشكلة، لكن عندما نتمه نمضي إلى الثامن والحزب يبدأ بقوله (((قال فما خطبكم أيها المرسلون))) لا تفهم من الذي قال ومن المرسلون لأنها مبتورة عن بداية القصة التي لا يصل إلى حفظها إلا بعد حزبين لأن عليه أن يتم الحزب الثامن ثم يمضي إلى التاسع (((لقد رضي الله))) من منتصف الفتح (؟) فيحفظه حتى يصل إلى الثمن الأخير الذي يبدأ مع بداية الذاريات وفي الأسطر الأخيرة يجد بداية القصة (((هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين))) وفي هذا من التشويش والإخلال بالفهم ما فيه،
ومثله الحزب 15 (((فنبذناه بالعراء))) تتمة قصة يونس في الصافات،
ولازلت محتارا من بداية الحزب 45 في مصاحفنا الذي يبدأ من قوله تعالى (((فما كان دعواهم))) الواقعة بعد بداية السورة بأربعة أسطر؟
- هذا في الأحزاب أما الأثمان (وعدتها 480) فحدث ولا حرج، ففيها مثل ما ذكرنا وزيادة، أمثلة:
(((وإنه لحب الخير لشديد))) العاديات
(((فإن الجنة هي المأوى))) قبل 3 آيات من نهاية النازعات،
وأشد من ذلك أحيانا يقف الثمن في منتصف الآيات (((فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا))) الحشر (((والله أحق أن تخشاه))) الأحزاب،
والعرض عندنا يتم بمقتضاها، تتوقف هنا وتلقن التالي ثم تعود تحفظ البقية وهكذا
وهكذا الشأن في بقية القرآن، والأمثلة أكثر من أن تحصر والنتيجة إدخال لكلام الله بعضه في بعض وفصل المتصل، وتعسير المعاني حيث ترسخ في الذهن بتلك الصورة حتى يصعب رؤية السورة كوحدة مترابطة ذات موضوع إلا بمشقة إعادة الترتيب والنظر في التفاسير.
وصرت أجتنب هذه الطريقة مع الفتية الذين يحفظون عندي بالاعتماد على بدايات السور التي تكون أقرب إلى مؤشر الحزب، أحاول مراعاة المعاني في الأقساط المحفوظة ما أمكن، وأقول لبعض من يقول لي من الإخوان لم هذا؟
الله أنزل القرآن سورا لا أحزابا وأثمانا، فالأولى توقيف والأخرى اجتهاد.
والله أعلم، أرجو تصويب ما أخطأت فيه(/)
استشكالات في النشر – 1 (ألتفسير أم التعشير؟)
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[04 Jul 2010, 02:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قال الإمام ابن الجزري في النشر (1/ 32 ط الضباع): "نعم كانوا ربما يدخلون التفسير في القراءة إيضاحا وبيانا؛ لأنهم محققون لما تلقوه عن النبي صلى الله عليه وسلم قرآنا، فهم آمنون من الالتباس. وربما كان بعضهم يكتبه معه لكن ابن مسعود رضي الله عنه كان يكره ذلك ويمنع منه؛ فروى مسروق عنه أنه كان يكره التفسير في القرآن وروى غيره عنه: "جردوا القرآن ولا تلبسوا به ما ليس منه".
محل الاستشكال:
مَن خرج حديث ابن مسعود أنه كان يكره "التفسير" في القرآن؟
فالذي وقفت عليه أن ابن مسعود كان يكره "التعشير" في القرآن، كما رواه:
- عبد الرزاق في مصنفه: 4/ 322، برقم: 7942 (ط حبيب الرحمن الأعظمي).
- وابن أبي شيبة في مصنفه: 2/ 238، برقم: 8536 (ط مكتبة الرشد).
- وأبو عبيد في فضائل القرآن (باب تعشير المصاحف وفواتح السور ورؤوس الآي): 2/ 232، من طريقين، برقم: 900 901 (ط وزارة الأوقاف المغربية).
- وابن أبي داوود في المصاحف: 155 – 156 (ط دار الكتب العلمية)، من عدة طرق عن مسروق عن ابن مسعود.
- والبيهقي في شعب الإيمان: 2/ 547، برقم: 2672 (ط دار الكتب العلمية).
واتفقوا كلهم على "التعشير" بدل "التفسير" الوارد في النشر.
والتعشير: وضع علامة بعد كل عشر آيات من القرآن.
وقد ورد الحديث في "النشر" بلفظ "التفسير" في طبعة الضباع، وقد راجعت هذا النص في مخطوطتين من النشر فوجدتهما متفقتين مع المطبوعة، وهما:
1 – نسخة محفوظة بالخزانة الحسنية بالرباط، تحت رقم: (11135). (اللوحة: 11 ب).
2 – نسخة محفوظة بالخزانة الحسنية بالرباط، تحت رقم: (2484). (اللوحة: 8 ب).
علاوة على أن السياق يدل على أن الإمام ابن الجزري يقصد التفسير لا التعشير.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[04 Jul 2010, 10:29 ص]ـ
أنقل لكم ما كتبه الدكتور السالم الجكني على هامش هذا الموضع، كتَبَ:
كذا في جميع النسخ "التفسير" بالفاء والسين المهملة، وهو تصحيف صوابه: (التعشير) ...... ، فهذا هو الذي روى مسروق كُره ابن مسعود له، وروى عنه أيضا أنه: كان يحك التعشير من المصحف، والتعشير هو: ..... ..... .....
انظر: فضائل القرآن لأبي عبيد: 394، المصاحف: 170، المحكم في نقط المصاحف: 14، البيان في عد آي القرآن للداني: 129، تفسير القرطبي: 1/ 63، الإتقان: 4/ 160.
انتهى.
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[04 Jul 2010, 04:32 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا فضيلة الشيخ، وشكرا لكم، وجزى الله خيرا فضيلة الشيخ الدكتور السالم الجكني، فقد أفاد وأجاد. وليت تحقيقه للنشر ينشر ورقيا أو ألكترونيا حتى نستفيد منه. فالمهتمون بالنشر عطشون إليه كثيرا.(/)
سؤال للأخوة الكرام
ـ[سالم عامر الشهري]ــــــــ[04 Jul 2010, 10:53 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
من قرأ سورة الهمزة حتى وصل قوله تعالى (وما أدراك ما الحطمة) ثم وقف، ثم بدأ (الحطمة نار الله الموقدة) هل في هذه القراءة شيء؟
أجيبوني مأجورين.
ـ[سالم عامر الشهري]ــــــــ[04 Jul 2010, 11:48 ص]ـ
أرجو النظر في هذا المقال وبيان ما فيه من الصواب أو غيره وفقكم الله وسددكم
http://www.saad-alhusayen.com/articles/243
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[04 Jul 2010, 12:19 م]ـ
وما رأيك في النظر في هذا الموضوع أيضًا:
http://tafsir.net/vb/t15718.html
وخصوصًا المشاركة (10).
ـ[سالم عامر الشهري]ــــــــ[04 Jul 2010, 01:28 م]ـ
أسأل الله أن يجزيك أخي القارئ المليجي خير الجزاء
وأن يجعل ما دونت في موازين حسناتك وحسنات كل من شارك معك.
لكن كيف يصنع في قراءة آية البقرة: (لعلكم تتفكرون* في الدنيا والآخرة)
جزاك الله خير الجزاء.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[04 Jul 2010, 01:36 م]ـ
يا اخوة الوقوف على رؤوس الآي سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بغض النظر عن اكتمال المعنى أو أي سبب آخر. وهذا هو الأفضل عند جميع القرّاء.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[04 Jul 2010, 02:39 م]ـ
يا اخوة الوقوف على رؤوس الآي سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بغض النظر عن اكتمال المعنى أو أي سبب آخر. وهذا هو الأفضل عند جميع القرّاء.
هذه المسألة بحثها د/ عبدالله بن علي الميموني في بحث بعنوان:
(حكم الوقف على رؤوس الآي وتخريج الحديث الوارد في ذلك)
ومما جاء في مقدمته قوله: (وهذا بحث في حكم الوقف على رؤوس الآيات ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=1427&highlight=%C7%E1%E6%DE%DD+%DA%E1%EC+%D1%C4%E6%D3+% C7%E1%C2%ED) : أي الوقف على آخر الآية عند انقضائها. وهي من المسائل التي رأيت أنها تحتاج إلى بحث، وترجيح وبخاصة وقد اشتهر فيها القول الذي هو خلاف الراجح، إذ الراجح فيها التفصيل لا الإطلاق، كما سيتبين إن شاء الله تعالى) ويمكن تحميل البحث من هنا ( http://www.saaid.net/book/open.php?book=1014&cat=2)
ـ[سالم عامر الشهري]ــــــــ[04 Jul 2010, 04:43 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي تيسير
وبورك فيك أخي محب القراءات
وجاري تحميل الملف والاطلاع عليه.
أسأل الله أن ينفعني وإياك.(/)
استشكالات في النشر – 2 (الإدغام الكبير لأبي عمرو في كتاب السبعة لابن مجاهد)
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[04 Jul 2010, 06:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قال الإمام ابن الجزري في النشر (1/ 275 ط الضباع) عن الإدغام الكبير: "ثم إن لمؤلفي الكتب ومن أئمة القراءة في ذكره طرقا؛ منهم من لم يذكره البتة كما فعل أبو عبيد في كتابه وابن مجاهد في سبعته ... ".
محل الاستشكال: أن ابن مجاهد قد ذكر الإدغام الكبير لأبي عمرو في سبعته؛ فقال فيها (السبعة: 116 – 119 ط دار المعارف – تحقيق: د. شوقي ضيف): "وكان أبو عمرو إذا التقى الحرفان وهما من كلمتين على مثال واحد متحركين أسكن الأول وأدغمه الثاني ... إلخ".
وقد قطع الإزميري بأن الإدغام الكبير لا يوجد في السبعة اعتمادا على نص النشر هذا! وتبعه المتولي! وأنكرا على المنصوري أنه نسب الإدغام الكبير للسبعة! يقول المتولي (الروض النضير: 111 تحقيق: الشيخ رمضان هدية): "وأما هو مع الإدغام فلا نعرفه من أي طريق؛ فينبغي تركه وإن قرأنا به، وذكره المنصوري لابن أبي هاشم وأصحابه عن ابن مجاهد عن أصحابه عن اليزيدي، وهو - كما قال الأزميري - بعيد جدا؛ لأن ابن مجاهد لم يذكر الإدغام في كتابه السبعة كما تقدم عن النشر، ولو فرض أنه ذكره فيه لم يؤخذ به للسوسي لأن ابن مجاهد ليس من طرقه بل من طرق الدوري ... إلخ".
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[04 Jul 2010, 08:52 م]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وهذا الذي دفع صاحب فريدة الدهر إلي إعادة تحرير كتاب السبعة.
والسلام عليكم
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[04 Jul 2010, 10:45 م]ـ
جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ على الاهتمام والمشاركة والإفادة، وشكرا لكم.
ـ[محمد أحمد الأهدل]ــــــــ[05 Jul 2010, 07:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قال الإمام ابن الجزري في النشر (1/ 275 ط الضباع) عن الإدغام الكبير: "ثم إن لمؤلفي الكتب ومن أئمة القراءة في ذكره طرقا؛ منهم من لم يذكره البتة كما فعل أبو عبيد في كتابه وابن مجاهد في سبعته ... ".
محل الاستشكال: أن ابن مجاهد قد ذكر الإدغام الكبير لأبي عمرو في سبعته؛ فقال فيها (السبعة: 116 – 119 ط دار المعارف – تحقيق: د. شوقي ضيف): "وكان أبو عمرو إذا التقى الحرفان وهما من كلمتين على مثال واحد متحركين أسكن الأول وأدغمه الثاني ... إلخ".
وقد قطع الإزميري بأن الإدغام الكبير لا يوجد في السبعة اعتمادا على نص النشر هذا! وتبعه المتولي! وأنكرا على المنصوري أنه نسب الإدغام الكبير للسبعة! يقول المتولي (الروض النضير: 111 تحقيق: الشيخ رمضان هدية): "وأما هو مع الإدغام فلا نعرفه من أي طريق؛ فينبغي تركه وإن قرأنا به، وذكره المنصوري لابن أبي هاشم وأصحابه عن ابن مجاهد عن أصحابه عن اليزيدي، وهو - كما قال الأزميري - بعيد جدا؛ لأن ابن مجاهد لم يذكر الإدغام في كتابه السبعة كما تقدم عن النشر، ولو فرض أنه ذكره فيه لم يؤخذ به للسوسي لأن ابن مجاهد ليس من طرقه بل من طرق الدوري ... إلخ".
بسم الله الرحمن الرحيم
يلاحظ أن المحقق لكتاب السبعة د. شوقي ضيف قال في الهامش عند الكلام عن الإدغام:
"هذا الموضوع اختلطت أوراقه على الناسخ, فوضع قسمًا منها في أول سورة البقرة قبل تناول ابن مجاهد لأي آية منها, وقسمًا ثانيًا وضعه في أثناء الحديث عن قراءات كلمة (الصراط) في سورة الفاتحة, وأشار إلى ذلك على الهامش مراجع للنسخة إذ كتب على هوامش الورقتين الخامسة عشر والثانية والعشرين ما يلفت إلى هذا الاضطراب, وحدث هذا الاضطراب نفسه في النسخة ت كما أشرت إلى ذلك في المقدمة مما يؤكد أنها هي والأصل منقولتان عن مخطوطة واحدة" اهـ.
أقول:
هذا الكلام يفيد اضطراب النسخ الخطية في هذا الموضوع في كتاب السبعة, فلعلَّ النسخة التي اطلع عليها ابن الجزري رح1 سقط منها الكلام على الإدغام مما جعله يذكر أن ابن مجاهد لم يذكره في سبعته, والعلم عند الله.
ـ[السراج]ــــــــ[05 Jul 2010, 11:03 ص]ـ
أقول إن تحقيق ودراسة كتاب السبعة للإمام أبو بكر ابن مجاهد -رحمه الله- بواسطة الدكتور شوقي ضيف هو أفضل طبعات الكتاب الموجودة وأسبقها وأتقنها، والدكتور شوقي ضيف -رحمه الله- من أهل الأدب واللغة مع ميلانه اتجاه الأدب العربي بفنونه، وليس هو من أهل القراءات العارفين بهذا الكتاب النفيس الذي يحوي مضمونه أول تسبيع للقراءات السبع، ومع ذلك ينبغي أن يُخدَم الكتاب مرةً أخرى من قبل أهله المتميزين فيه ويعاد النظر في تحقيقه ودراسته واستقصاء نسخه الخطية ..
وهناك كتاب من أمهات كتب القراءات وهو " التذكرة في القراءات الثمان" للإمام أبو الحسن الطاهر ابن غلبون الحلبي -رحمه الله-، فقد أخرجه من عالم المخطوطات وحققه أحد المنتسبين إلى اللغة وهو ذو باعٍ طويل فيها ومن خيرة العلماء خلقاً وأدباً وهو الدكتور عبد الفتاح بحيري -رحمه الله- ومع ذلك فقد ظهرت في طبعته أخطاء علمية كثيرة شنيعة، ثم فيما بعد حقق الكتاب الشيخ الدكتور أيمن سويد تحقيقاً علمياً رصيناً يليق بهذا الكتاب النفيس وخدمَه خدمةً فائقةً لأنه من أهل هذا الفن، فكلُّ أهل علمٍ أدرى بفن علمهم، ولهذا إذا استشكل علينا نصٌّ من متن الكتاب يجب علينا أن نعيد النظر في أصل هذا الكتاب المطبوع وصحة ثبوته من عدمه، والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[05 Jul 2010, 12:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أقول:
هذا الكلام يفيد اضطراب النسخ الخطية في هذا الموضوع في كتاب السبعة, فلعلَّ النسخة التي اطلع عليها ابن الجزري رح1 سقط منها الكلام على الإدغام مما جعله يذكر أن ابن مجاهد لم يذكره في سبعته, والعلم عند الله.
السلام عليكم
العجيب أن الداني ـ رحمه الله ـ ذكر الإدغام لابن مجاهد في كتاب "الإدغام الكبير " ص13 تحت عنوان (باب ذكر تسمية من أخذنا عنه الإدغام رواية وتلاوة ومن قرأنا به عليه لفظا من الطريق المذكورة)
ثم قال الداني: فأما من رواه لنا رواية .. ثم ذكر ابن مجاهد ـ رحمه الله ـ ... ) فدل أن الثابت عن ابن مجاهد أنه ذكر الإدغام عن أبي عمرو. والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[05 Jul 2010, 12:30 م]ـ
أقول إن تحقيق ودراسة كتاب السبعة للإمام أبو بكر ابن مجاهد -رحمه الله- بواسطة الدكتور شوقي ضيف هو أفضل طبعات الكتاب الموجودة وأسبقها وأتقنها، والدكتور شوقي ضيف -رحمه الله- من أهل الأدب واللغة مع ميلانه اتجاه الأدب العربي بفنونه، وليس هو من أهل القراءات العارفين بهذا الكتاب النفيس الذي يحوي مضمونه أول تسبيع للقراءات السبع، ومع ذلك ينبغي أن يُخدَم الكتاب مرةً أخرى من قبل أهله المتميزين فيه ويعاد النظر في تحقيقه ودراسته واستقصاء نسخه الخطية ..
وهناك كتاب من أمهات كتب القراءات وهو " التذكرة في القراءات الثمان" للإمام أبو الحسن الطاهر ابن غلبون الحلبي -رحمه الله-، فقد أخرجه من عالم المخطوطات وحققه أحد المنتسبين إلى اللغة وهو ذو باعٍ طويل فيها ومن خيرة العلماء خلقاً وأدباً وهو الدكتور عبد الفتاح بحيري -رحمه الله- ومع ذلك فقد ظهرت في طبعته أخطاء علمية كثيرة شنيعة، ثم فيما بعد حقق الكتاب الشيخ الدكتور أيمن سويد تحقيقاً علمياً رصيناً يليق بهذا الكتاب النفيس وخدمَه خدمةً فائقةً لأنه من أهل هذا الفن، فكلُّ أهل علمٍ أدرى بفن علمهم، ولهذا إذا استشكل علينا نصٌّ من متن الكتاب يجب علينا أن نعيد النظر في أصل هذا الكتاب المطبوع وصحة ثبوته من عدمه، والله تعالى أعلم.
هذا الكلام خروج عن محل الاستشكال، وفتح لبابٍ آخر ليس هذا موضعه.
الدكتور شوقي ضيف - رحمه الله - يعجِز أن يفهم كتاب "السبعة" لابن مجاهد، ويخدمه الخدمة اللائقة به، ويظل الكتاب بحاجة إلى واحدٍ من الذين حصلوا على إجازة من المقرئ المسنِد فلان أو فلان في "الشاطبية" و "الدرة" و "الطيبة" و "ألفية ابن مالك" و "تحفة الأطفال" و "الجزرية" ...... !!
أقل ما يقال في هذا الكلام أنه ليس موضعه في هذه الصفحة ... بل موضعه في "الاستراحة" إن كان في الملتقى مجلس بهذا العنوان ..
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[05 Jul 2010, 02:04 م]ـ
وهذا تعليق الدكتور السالم الجكني على هذا الموضع، وأعلن أني هنا أوافقه؛ فهو أستاذي وأنا تلميذه وقلما نتفق (بسمة).
قال: لعلَّ المؤلف يقصد أنَّ ابن مجاهد لم يُفرد الإدغام الكبير بباب خاص، وإلا فقد ذكره في أماكن متعددة من السبعة. انظر مثلا: 113، 127.
انتهى كلام شيخنا الجكني.
ـ[محمد أحمد الأهدل]ــــــــ[05 Jul 2010, 02:14 م]ـ
وهذا تعليق الدكتور السالم الجكني على هذا الموضع، وأعلن أني هنا أوافقه؛ فهو أستاذي وأنا تلميذه وقلما نتفق (بسمة).
قال: لعلَّ المؤلف يقصد أنَّ ابن مجاهد لم يُفرد الإدغام الكبير بباب خاص، وإلا فقد ذكره في أماكن متعددة من السبعة. انظر مثلا: 113، 127.
انتهى كلام شيخنا الجكني.
أخي الحبيب القارئ المليجي حفظه الله:
نفس هذا الكلام كنتُ كتبتُه في مشاركتي, ثم تأملت كلام ابن الجزري رح1: "منهم من لم يذكره البتة كما فعل أبو عبيد في كتابه وابن مجاهد في سبعته ... ", فظهر لي خطأ هذا الرأي فلم أضيفه, فلا يمكن أن يقصد ما ذهب إليه الدكتور الجكني حفظه الله, والله أعلم
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[05 Jul 2010, 02:39 م]ـ
مرحبا بك هنا أيضًا، يا حبيب.
إذا ظلَّ كلام ابن الجزري في هذا الموضع هو الأصل الثابت، فالأمر سيظل في غاية الصعوبة.
ابن الجزري قال بعد ذكره ابن مجاهد وسبعته:
"ومكي في تبصرته .. ... ... وأبُو الطَّيِّبِ بْنُ غَلْبُونَ وأبُو العِزِّ القَلانِسِيُّ في إِرْشَادَيْهِمَا، وسِبْطُ الخَيَّاطِ في مُوجَزِه، ومَنْ تَبِعَهُمْ كابْنِ الكدِي، وابْنِ زُرَيْقٍ، والكَال، والدِّيوَانِيِّ، وغَيْرهم".
قال الإمام مكي:
"وإذا كانا مثلين من كلمتين والأول متحرك، فكلهم أظهروا إلا ما جاء عن أبي عمرو في الإدغام الكبير". ص 352.
فقد ذكره.
وأمَّا الديواني فقد عقد بابًا وافيًا ضافيًا لم أر أحسن منْه، أوَّله:
القول في الإدغام الكبير، وفيه فصول
إنَّما سُمِّي الإدغام الكبير كبيرًا لزيادة عملٍ فيه على الصغير في المثلين والمتقاربين؛ تقول في الصغير: اضرب بِّعصاك؛ فتُدْغِم، وتقول في الكبير: لذهب بِّسمعهم؛ فتحذف الحركة وتدغم فيزيد عليه بحذف الحركة، وتقول في المتقاربين: قد تَّبين؛ فتقلب الدال تاءً وتدغم وهما عملان، وتقول في الكبير: من بعد ذَّلك؛ فتحذف الحركة وتقلب الدال ذالاً وتدغم فذلك ثلاثة أعمال، فيزيد عليه بحذف الحركة أيضًا فافهمه،، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجكني]ــــــــ[05 Jul 2010, 03:01 م]ـ
سبحان الله: دخلت لأذكر كلام مكي في " التبصرة " فوجدت أخي الكريم " القارئ امليجي "حفظه الله سبقني إلى ذلك، وهو سباق دائماً للخير.
أما ما علّق به أخي الكريم " محمد الأهدل: أبو تميم " حفظه الله فجوابه:
كلمة " ألبتة " في كلام ابن الجزري هي عندي" لقب لا مفهوم له " لوجود الإدغام في" السبعة " و " إشارة " مكي له في " التبصرة ".
وعندي جواب آخر وهو أراه قوياً:
اختلاف نسخة " السبعة" التي عند ابن الجزري، أو اعتماده على نسخة الداني، وهي نسخة غير دقيقة من " السبعة " بدليل أن ابن الجزري ذكر في كلمة - أنسيتها الآن - أن ابن مجاهد لم يذكرها في " سبعته " مع أن الأمر غير ذلك، ثم اتضح أن ابن لجزري معتمد على الداني في " جامع البيان " حيث العبارة نفسها فيه.
وليس منقصة في ابن الجزري أن يكون الإدغام في السبعة والتبصرة ولو إشارة.
والله أعلم.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[05 Jul 2010, 04:24 م]ـ
وعندي جواب آخر وهو أراه قوياً:
اختلاف نسخة " السبعة" التي عند ابن الجزري، أو اعتماده على نسخة الداني، وهي نسخة غير دقيقة من " السبعة " بدليل أن ابن الجزري ذكر في كلمة - أنسيتها الآن - أن ابن مجاهد لم يذكرها في " سبعته " مع أن الأمر غير ذلك، ثم اتضح أن ابن لجزري معتمد على الداني في " جامع البيان " حيث العبارة نفسها فيه.
وليس منقصة في ابن الجزري أن يكون الإدغام في السبعة والتبصرة ولو إشارة.
والله أعلم.
السلام عليكم
حتي في جامع البيان نسب الداني الإدغام لابن مجاهد عند انتهائه من باب الإدغام ص181: وقد حصلنا جميع ما أدغمه أبوعمرو من الحروف المتحركة فوجدناها علي مذهب ابن مجاهد وأصحابه ألف حرف ومائتي حرف وثلاثة وسبعين حرف (1273)، وعلي ما أقرئناه وأخذ علينا ألفا وثلثمائة حرف وخمسة أحرف (1305)، وجملة ما وقع الاختلاف من أهل الأداء من شيوخنا فيه اثنان وثلاثون حرف (32) .. ) ا. هـ
ولعل هناك سهوا أو اختلاف النسخ .. الله أعلم
والسلام عليكم
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[05 Jul 2010, 05:13 م]ـ
يا شيخ عبد الرازق
رعاك الله
الاستشكال هنا بخصوص ذكر "الادغام الكبير" في كتاب السبعة، وليس في كونه رُوي من طريق ابن مجاهد.
فتدبر.
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[05 Jul 2010, 05:51 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا أصحاب الفضيلة على الاهتمام والمشاركة والإفادة، ونفع بعلمكم؛ فقد أفدتم وأجدتم، فشكرا لكم.
يبدو أن تحقيق الشيخ الدكتور السالم الجكني فيه حلول لكل ما خطر ببالي من استشكالات في النشر، ولو وقفت عليه لما بدأت هذه السلسلة؛ ولا غرو فـ"العلم جكني" كما يقول المثل. ولكن لأني لم يتيسر لي الوقوف عليه حتى الآن فسأستمر في هذه السلسلة؛ لعل من وقف عليه يفيدني بحلول لهذه الاستشكالات. وجزى الله الجميع خير الجزاء.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[05 Jul 2010, 07:08 م]ـ
يا شيخ عبد الرازق
رعاك الله
الاستشكال هنا بخصوص ذكر "الادغام الكبير" في كتاب السبعة، وليس في كونه رُوي من طريق ابن مجاهد.
فتدبر.
السلام عليكم
والكلام الآن كيف غاب عن ابن الجزري نسبة الإدغام لابن مجاهد مع ما نقله الداني في جامع البيان؟
أليست مرويات ابن مجاهد من كتاب السبعة؟ أم أنه يقرئ بغير ما في السبعة ـ بصرف النظر عن اختلاف النسخ في المسألة ـ؟
السلام عليكم
ـ[محمد أحمد الأهدل]ــــــــ[05 Jul 2010, 07:50 م]ـ
مرحبا بك هنا أيضًا، يا حبيب.
إذا ظلَّ كلام ابن الجزري في هذا الموضع هو الأصل الثابت، فالأمر سيظل في غاية الصعوبة.
ابن الجزري قال بعد ذكره ابن مجاهد وسبعته:
"ومكي في تبصرته .. ... ... وأبُو الطَّيِّبِ بْنُ غَلْبُونَ وأبُو العِزِّ القَلانِسِيُّ في إِرْشَادَيْهِمَا، وسِبْطُ الخَيَّاطِ في مُوجَزِه، ومَنْ تَبِعَهُمْ كابْنِ الكدِي، وابْنِ زُرَيْقٍ، والكَال، والدِّيوَانِيِّ، وغَيْرهم".
قال الإمام مكي:
"وإذا كانا مثلين من كلمتين والأول متحرك، فكلهم أظهروا إلا ما جاء عن أبي عمرو في الإدغام الكبير". ص 352.
فقد ذكره.
وأمَّا الديواني فقد عقد بابًا وافيًا ضافيًا لم أر أحسن منْه، أوَّله:
القول في الإدغام الكبير، وفيه فصول
إنَّما سُمِّي الإدغام الكبير كبيرًا لزيادة عملٍ فيه على الصغير في المثلين والمتقاربين؛ تقول في الصغير: اضرب بِّعصاك؛ فتُدْغِم، وتقول في الكبير: لذهب بِّسمعهم؛ فتحذف الحركة وتدغم فيزيد عليه بحذف الحركة، وتقول في المتقاربين: قد تَّبين؛ فتقلب الدال تاءً وتدغم وهما عملان، وتقول في الكبير: من بعد ذَّلك؛ فتحذف الحركة وتقلب الدال ذالاً وتدغم فذلك ثلاثة أعمال، فيزيد عليه بحذف الحركة أيضًا فافهمه،، والله أعلم.
الشيخ الفاضل القارئ المليجي بارك الله فيك:
بالنسبة لمكي في التبصرة هو في الحقيقة لم يورد شيئًا من هذا الباب, بل قال: "وسنذكره في غير هذا الكتاب", وليس مجرد تلفظه بـ (الإدغام الكبير) يقال قد ذكره, وهذا بخلاف ابن مجاهد في سبعته فقد فصل مذهب أبي عمرو في الإدغام الكبير, وكذلك الديواني أنا لم أطلع على كتابه, ولكن من خلال النص الذي أوردتَّه عنه لا يؤخذ منه أن باب الإدغام الكبير موجودٌ فيه, والله يحفظك ويرعاك شيخنا الكريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد أحمد الأهدل]ــــــــ[05 Jul 2010, 08:37 م]ـ
سبحان الله: دخلت لأذكر كلام مكي في " التبصرة " فوجدت أخي الكريم " القارئ امليجي "حفظه الله سبقني إلى ذلك، وهو سباق دائماً للخير.
أما ما علّق به أخي الكريم " محمد الأهدل: أبو تميم " حفظه الله فجوابه:
كلمة " ألبتة " في كلام ابن الجزري هي عندي" لقب لا مفهوم له " لوجود الإدغام في" السبعة " و " إشارة " مكي له في " التبصرة ".
وعندي جواب آخر وهو أراه قوياً:
اختلاف نسخة " السبعة" التي عند ابن الجزري، أو اعتماده على نسخة الداني، وهي نسخة غير دقيقة من " السبعة " بدليل أن ابن الجزري ذكر في كلمة - أنسيتها الآن - أن ابن مجاهد لم يذكرها في " سبعته " مع أن الأمر غير ذلك، ثم اتضح أن ابن لجزري معتمد على الداني في " جامع البيان " حيث العبارة نفسها فيه.
وليس منقصة في ابن الجزري أن يكون الإدغام في السبعة والتبصرة ولو إشارة.
والله أعلم.
شيخنا الفاضل الجكني حفظك الرحمن:
لوجود الإدغام في "السبعة" هو الإشكال, أما "إشارة" مكي له في "التبصرة" فلا إشكال فيه, فهو لم يذكر أحكام هذا الباب, والإشارة إليه لا تناقُض بينها وبين كلام ابن الجزري رح1؛ إذ المقصود من كلامه ذكر أحكامه, لا ذكر الاسم فقط.
وقولك:
اختلاف نسخة "السبعة" التي عند ابن الجزري.
أقول هذا هو الجواب الذي تطمئن إليه النفس, وهو المخرج من هذا الإشكال, والله أعلم,
وجزاك الله خير الجزاء.(/)
سؤال عن الرسم القرآني
ـ[رشا الدغيثر]ــــــــ[05 Jul 2010, 04:30 م]ـ
هل يصلح للمتخصص في القراءات أن تكون رسالته العلمية في الرسم القرآني ثم يُعَدُّ من المتخصصين في القراءات؟ حيث أن موافقة رسم المصحف شرط مهم لقبول القراءات القرآنية.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[05 Jul 2010, 05:34 م]ـ
لا ضير في ذلك، ويوجد من من المشايخ في ملتقى القراءات من أعد الماجستير والدكتوراه في علم الرسم.
ـ[رشا الدغيثر]ــــــــ[08 Jul 2010, 04:15 م]ـ
أريد بريدك الالكتروني لأرسل لك بعض الأسئلة جزاك الله خيرًا.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[08 Jul 2010, 05:13 م]ـ
difallh@gmail.com(/)
استشكالات في النشر – 3 (أعلام في فتوى أبي حيان)
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[05 Jul 2010, 06:53 م]ـ
نقل ابن الجزري في النشر فتوى لأبي حيان في الدفاع عن القراءات الزائدة على الشاطبية، منها قول أبي حيان (النشر: 1/ 42 ط. الضباع): "وننتقل إلى اليزيدي فنقول: اشتهر من من روى عن اليزيدي: الدوري، والسوسي، وأبو حمدان (كذا في المطبوعة، والصواب: حمدون)، ومحمد بن أحمد بن جبير".
محل الاستشكال: أني لم أقف على من يسمى: "محمد بن أحمد بن جبير"، والمعروف: "أحمد بن جبير بن محمد".
وقال أبو حيان أيضا في الفتوى نفسها (1/ 42 ط. الضباع): "وننتقل إلى ابن فرح فنقول: روى عنه من من اشتهر: زيد بن أبي بلال، وعمر بن عبد الصمد، وأبو العباس بن محيريز، وأبو محمد القطان".
محل الاستشكال: أني لم أقف على ترجمة لأبي محمد القطان، ولا لأبي العباس بن محيريز، وإن كان ابن الجزري قد ذكر في غاية النهاية في ترجمة ابن فرح بين الآخذين عنه: "عبد الله بن محرز"، فهل هو "أبو العباس بن محيريز" المذكور هنا؟
وهذه الاستشكالات الواردة في فتوى أبي حيان تذكرنا بفتوى له أخرى نقلها ابن الجزري في منجد المقرئين، قال فيها أبو حيان (منجد المقرئين: 107 - تحقيق: علي بن محمد العمران): "ثم روى أصحابنا رواية ورش عن أبي يعقوب الأزرق، ولم يتسع لهم أن يضمنوا كتبهم رواية يونس بن عبد الأعلى، وداوود بن أبي طيبة، وأبي الأزهر عبد الصمد بن عبد الرحمن، وأبي بكر الإصبهاني عن شيوخه عن ورش، وكل هؤلاء قرؤوا على ورش، وفيهم من هو أعلى وأوثق من ورش". قال محقق الكتاب في الهامش: "كذا في (أ، ب)، ثم كتب في هامش الأصل ما نصه: "صورة خط المؤلف: صوابه: "من الأزرق" لكني رأيته بخط الإمام أبي حيان: "من ورش"، ولعله سبق قلم، والله أعلم" اهـ. وهو في (ت) على الصواب, والظاهر أنه من تصرف الناسخ. أقول: ولما لم يستجز المؤلف تغيير ما رآه خطأ، فنحن أيضا نبقيه على حاله".
فهل ما في النشر كما في منجد المقرئين؟ فيكون سهوا من أبي حيان، قاده إليه أنه كتب فتوى مرتجلة ولم يراجعها؟ ثم احترم ابن الجزري نص الفتوى فلم يغير منه شيئا؟(/)
لفظ الجلالة بين علماء التجويد وأهل اللغة
ـ[سامح سالم عبد الحميد]ــــــــ[05 Jul 2010, 09:27 م]ـ
لفظ الجلالة بين علماء التجويد وأهل اللغة
جمع وترتيب
سامح سالم عبد الحميد
لفظ الجلالة بين علماء التجويد وأهل اللغة
الحمد لله على ما أنعم والشكر له على ما ألهم وصلى الله على محمد وسلم وبعد .....
فهذا بحث في أحكام لفظ الجلالة يهتم بتوجيه الأحكام بعد ذكرها والله أسأل القبول.
أولا: الكلام على اللام من لفظ الجلالة وأحكامها:
اللام من لفظ الجلالة لها حكمان: التفخيم والترقيق
والتفخيم إذا أتى قبلها فتح أو ضم والترقيق إذا أتى قبلها كسر مطلقا
حكم التفخيم:
اللام من لفظ الجلالة (الله) وإن زيد عليه الميم في آخره (اللَّهُمَّ) فتفخم لكل القراء إذا وقعت بعد فتحة خالصة سواء كانت حقيقة أو حكماً أو بعدَ ضمه.
أما وقوعها بعد الفتح الحقيقي فكثير نحو: {شَهِدَ اللَّهُ} {قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَآ} {لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ} {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ}.
وأما وقوعها بعد الفتح الحكمي: ففي لفظي {ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ} و {آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ} على كلا الوجهين أي الإبدال والتسهيل بين بين وذلك لأن اللام هنا لم تقع بعد فتح حقيقي كما نحو {قَالَ اللَّهُ} وإنما وقعت بعد الهمزة المبدلة ألفاً في وجه الإبدال وبعد الهمزة المسهلة في وجه التسهيل والألف المبدلة في حكم الفتحة لأنها مبدلة من همزة الوصل المفتوحة في الأصل، وكذلك الهمزة المسهلة فإنها في حكم المتحركة بالفتح أيضاً فلهذا فخمت اللام في اللفظين على كلا الوجهين بلا خلاف للجميع. ا. هـ هداية القاري نقلا عن الدرر اللوامع
وأما وقوعها بعد الضم فكثير نحو {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ} {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللهِ} {رُسُلُ اللَّهِ} {قَالُواْ اللَّهُمَّ}. أهـ هداية القاري لعبد الفتاح المرصفي ـــ رحمه الله تعالى.
وقد أشار إلى شرطي التفخيم في لام لفظ الجلالة الحافظ ابن الجزري في المقدمة الجزرية بقوله:
*وفَخَِّم اللاَّمَ من اسْمِ الله * عن فتْحٍ أو ضَمٍّ كَعَبْدُ الله * أهـ
كما أشار إلى ذلك الإمام ابن بري في الدرر بقوله رضي الله عنه:
*وفُخِّمَتْ في الله واللَّهُمَّهْ * للْكُلِّ بَعْدَ فتْحة أو ضمَّة * أهـ هداية القاري لعبد الفتاح المرصفي ـــ رحمه الله تعالى.
فائدة:
(اللهم) قيل: معناه: يا الله، فأبدل من الياء في أوله الميمان في آخره (وهذا قول الخليل رحمه الله، انظر: اللسان (أله)؛ ومعاني الفراء 1/ 203)، وخص بدعاء الله، وقيل: تقديره: يا الله أمنا بخير (وهذا قول الفراء، ذكره في معاني القرآن 1/ 203)، مركب تركيب حيهلا. أ. هـ الراغب في مفرداته
ملحوظة:
قال ابن الجزرى: (فإن فصل هذا الاسم مما قبله وابتدئ به (الله) فتحت همزة الوصل وغلظت اللام من أجل الفتحة) أ. هـ النشر في القراءات العشر
كيفية تفخيم اللام؟:
أما إسمانها فبأن يكون العمل فيها بوسط اللسان وأدخل قليلا من مخرجها. أ. هـ الموضح للقرطبى
وكلمة (إسمانها) تعنى تفخيم اللام.
توجيه تفخيم اللام بعد الفتح والضم.
يدور توجيه اللام المفخمة في لفظ الجلالة عند العلماء على محورين:-
المحور الأول
تعظيم هذا الاسم لأنه خاص بالمعبود الحق وللتفرقة بينه وبين غيره وإليك أقوال الأئمة:
قيل: للتنبيه على فخامة المسمى به وجلاله. الموضح لعبد الوهاب القرطبى
وقيل: قصدا لتعظيم هذا الاسم الأعظم. إتحاف فضلاء البشر
وقيل: للتفرقة بينه وبين سائر اللامات. المنح الفكرية
وقيل: تعظيما لهذا الاسم الشريف الدال على الذات وإيذانا باختصاصه بالمعبود الحق. النويرى في شرح الطيبة
المحور الثاني:
فخمت اللام لأن الفتح والضم يناسبهما التفخيم لأنهما يستعليان في الحنك وإليك أقوال الأئمة:
قيل: فخمت بعد الضم والفتح لأن موجب الترقيق معدوم والضمة والفتحة يستعليان في الحنك. "فتح الوصيد في شرح القصيد للسخاوى "
وقيل: لمناسبة الفتح والضم التفخيم المناسب للفظ الله. الطرازات المعلمة لعبد الدائم الأزهرى ونقله ابن يالوشة في شرح الجزرية
تنبيهات:
(يُتْبَعُ)
(/)
1ـ التفخيم يطلق عليه ـ أيضا ـ التغليظ قال ابن الجزرى ـ رحمه الله ـ: تغليظ اللام تسمين حركتها. والتفخيم مرادفه، إلا أن التغليظ في اللام والتفخيم في الراء. والترقيق ضدهما. وقد تطلق عليه الإمالة مجازاً.
وقولهم: الأصل في اللام الترقيق أبين من قولهم في الراء إن أصلها التفخيم وذلك أن اللام لا تغلظ إلا لسبب وهو مجاورتها حرف الاستعلاء وليس تغليظها إذ ذاك بلازم بل ترقيقها إذا لم تجاور حرف الاستعلاء اللازم.
قلت ـ سامح ـ: (هذا الكلام ـ اللام لا تغلظ إلا لسبب وهو مجاورتها حرف الاستعلاء ..... ـ خاص بقراءة ورش وأما تفخيم لفظ الجلالة ـ عند القراء جميعا ـ فهو خاص باللام فقط لا بسبب مجاورتها لحرف استعلاء فتنبه).
2 ـ اللام المفخمة من لفظ الجلالة من الحروف الفرعية لأنها تترد بين مخرجين فتنبه.
3 ـ يجب الاحتراز من تفخيم الهاء من لفظ الجلالة في نحو {إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (199)} {وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ} فإنه خطأ ينزه عنه الاسم الكريم وكثيراً ما يقع فيه بعض القراء.
ثانيا:الترقيق
ترقق اللام من لفظ الجلالة (الله) إذا وقعت بعد كسرة مطلقا (متصلة أو منفصلة لازمة أو عارضة) لجميع القراء نحو {بِاللَّهِ} {وَللَّهِ} {يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ} {مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا} {قُلِ اللَّهُمَّ} {أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ (لكسر التنوين هكذا أحدنِ الله)} وما إلى ذلك. (عدا السوسي عن أبي عمرو البصري في نحو {نَرَى اللَّهَ} {وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ} فإنه يجوز حينئذ ترقيق اللام لعدم وجود الفتحة الخالصة قبلها وتفخيمها لعدم وجود الكسرة الخالصة قبلها (لأنه يميل الراء).
قال الشاطبي:
وَكُلُّ لَدَى اسْمِ اللهِ مِنْ بَعْدِ كَسْرَةٍ ******* يُرَقِّقُهَا حَتَّى يَرُوقَ مُرَتَّلاَ
توجيه ترقيق اللام بعد الكسر:
1 ـ لفظ الجلالة إذا وقع بعد كسرة رققت اللام تحسينا للفظ به وذلك لكراهة التصعد بعد التسفل واستثقالا له. أ. هـ السخاوى فتح الوصيد و لأبى شامة إبراز المعاني
فائدة:
الحافظ أبو عمرو الدانى قد افترض سؤالا:
لم كانت الكسرة غير اللازمة توجب ترقيق اللام ولا توجب ترقيق الراء؟
أجاب المالقى قائلا: (إن اللام لما كان أصلها الترقيق وكان التغليظ عارضا لم يستعملوه فيها إلا بشرط أن لا يجاورها مناف للتغليظ وهو الكسر فإذا جاورتها الكسرة ردتها إلى أصلها.
وأما الراء المتحركة بالفتح أو بالضم فإنها لما استحقت التغليظ بعد ثبوت حركتها لم تقو الكسرة غير اللازمة على ترقيقها واستصحبوا فيها حكم التغليظ الذي استحقته بسبب حركتها. أ.هـ الدر النثير شرح التيسير.
قال السخاوي في " فتح الوصيد في شرح القصيد ":" ... وقوله "وصلا وفيصلا " أراد اتصال الحرف باسم الله وانفصاله في حالتي التفخيم والترقيق نحو " بالله " و " لله " و " قل اللهم " ونحو " تالله " و" سبحان الله ".
ولم يجز هذا الحكم في ترقيق الراء، لأن المتصل بالراء من الحروف الزوائد والحركات من العوارض نادر فحكم الأصلي فيها لكثرته، ولم يحكم للعارض لندوره، بخلاف هذه اللام إذ لا تتصل بها ويقع قبلها حرف مكسور أصلي، فلما عدم ذلك جعل الحرف الزائد والحركة العارضة والحرف المكسور قبلها من كلمة أخري كالازم الأصلي فرقق له، واعتد به إرادة التخفيف وتسهيل اللفظ.
ونظير هذا كسرهم الهمزة في أم وفي أمها وفي أمهات وفي لأمه لأجل الكسرة أو الياء قبل الهمزة تخفيفا ليكون النطق بذلك علي نحو واحد لا يقعان إلا في كلمة منفصلة أو حرف زائد كذلك فعل في لام اسم الله نعالي سواء.)) ا. هـ 543
وقال أبوشامة: الفرق أن المراد من ترقيق الراء إمالتها وذلك يستدعي سبباً قوياً للإمالة. وأما ترقيق اللام فهو الإتيان بها على ماهيتها وسجيتها من غير زيادة شيء فيها وإنما التغليظ هو الزيادة فيها ولا تكون الحركة قبل لام اسم الله إلا مفصولة لفظاً أو تقديراً. وأما الحركة قبل الراء فتكون مفصولة وموصولة فأمكن اعتبار ذلك فيها بخلاف اللام. أ. هـ إبراز المعانى
ونقل القولين ابن الجزرى في النشر والنويرى في شرح الطيبة.
توجيه حذف الألف الأخيرة قبل الهاء من لفظ الجلالة (الله):
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن قال قائل لم حذفوا الألف في الرسم فقط؟
يقول الصفاقسى: إنما حذفوا الألف قبل الهاء من قولنا: «الله» في الخط تنزيها إن يشبه في الصورة باللات اسم الصنم في الوقف. أ. هـ تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين تصنيف أبى الحسن الصفاقسي
ويقول الرازي: إنما حذفوا الألف قبل الهاء من قولنا: «الله» في الخط لكراهتهم اجتماع الحروف المتشابهة بالصورة عند الكتابة، وهو مثل كراهتهم اجتماع الحروف المتماثلة في اللفظ عند القراءة.
ويقول أبو حيان: وحذفت الألف الأخيرة من الله لئلا يشكل بخط اللاه اسم الفاعل من لها يلهو، وقيل طرحت تخفيفاً، وقيل هي لغة فاستعملت في الخط.أ.هـ
سؤال وإجابته:
فإن قال قائل: لم كتبوا لفظة الله بلامين، وكتبوا لفظة الذي بلام واحدة؟
يقول الرازي: كتبوا لفظة الله بلامين، وكتبوا لفظة الذي بلام واحدة، مع استوائهما في اللفظ وفي كثرة الدوران على الألسنة، وفي لزوم التعريف، والفرق من وجوه:
الأول: أن قولنا: «الله» اسم معرب متصرف تصرف الأسماء، فأبقوا كتابته على الأصل، أما قولنا «الذي» فهو مبني لأجل أنه ناقص؛ لأنه لا يفيد إلا مع صلته فهو كبعض الكلمة، ومعلوم أن بعض الكلمة يكون مبنياً، فأدخلوا فيه النقصان لهذا السبب، ألا ترى أنهم كتبوا قولهم: «اللذان» بلامين، لأن التثنية أخرجته عن مشابهة الحروف، فإن الحرف لا يثنى.
الثاني: أن قولنا: «الله» لو كتب بلام واحدة لالتبس بقوله إله، وهذا الالتباس غير حاصل في قولنا الذي.
الثالث: أن تفخيم ذكر الله في اللفظ واجب، فكذا في الخط، والحذف ينافي التفخيم وأما قولنا: «الذي» فلا تفخيم له في المعنى فتركوا أيضاً تفخيمه في الخط. أ. هـ تفسير الرازى
ثانيا:لفظ الجلالة عند عند علماء الرسم:
قال أبو عمر واجمع كتاب المصاحف الألف من الرسم وكذلك حذفوا الالف بعد الالم في قوله "الملئكة" و"و ملئكة" و"ملئكته" و"السلم" وسلم" و"اله" و"الهكم" و"الهنا" و"الهه" وشبهه من لفظه المقنع في رسم مصاحف الأمصار
أبو عمرو الداني
ويقول الشاطبي في عقيلة أتراب القصائد في رسم القرآن:
باب الحذف في كلمات تحمل عليها أشباهها
131 مساجدٌ وإلهٌ معْ ملائكةٍ ... واذكرْ تباركَ والرحمنَ مُغْتَفَرا
يقول الشارح ابن القاصح
: واتفقت المصاحف على حذف ألف لام إله كيف تصرف حتى العلم
وألف ميم الرحمن. أهـ بتصرف شرح ابن القاصح
قلت ــ سامح ــ: قوله (لام إله كيف تصرف حتى العلم) يندرج تحتها لفظ " الله".
ويقول الضباع في كتاب مرسوم الخطحذف الألف بعد اللام) الله. واللهم وإله
وفي كتاب إرشاد الطالبين إلى ضبط الكتاب المبين للدكتور محمد سالم محيسن يقول:
(تنبيه: اتفق العلماء على عدم إلحاق الألف المحذوفة من لفظ الجلالة (الله) وذلك فرقا بينها وبين اللات وإلى ذلك أشار (الخراز) في مورد الظمآن في رسم القرآن
لكن من اسم الله رسما حُطَّا ********** و اللات بالإلحاق فرقا خطا) أ. هـ
قلت ـ سامح ـ: كلمة (رسما) تدل على وجودها لفظا بلا شك.
لفظ الجلالة عند علماء التجويد
في كتاب (تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين لما يحدث لهم من خطأ حال تلاوتهم لكتاب رب العلمين
تصنيف أبى الحسن الصفاقسي)
يقول: في اسم الجلالة ـ الألف ـ محذوفة في الخط تنزيها إن يشبه في الصورة باللات اسم الصنم في الوقف. أ. هـ تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين تصنيف أبى الحسن الصفاقسي
قلت ـــ سامح ـــ: لاحظ جملة (محذوفة في الخط) إذن هي ثابتة في اللفظ بالطبع.
حكم لفظ الجلالة حالة الوقف عند علماء التجويد:
أقول ـــ سامح ـــ: لفظ الجلالة حالة الوقف يجوز فيه الثلاثة أوجه للمد العارض للسكون إذ إن اللفظ في النطق هكذا (اللاه) فتصير الألف قبل الهاء الساكنة في الوقف.
والذي يقول بأن اللفظ لا يجوز أن يقرأ بالثلاثة أوجه نقول له: لم؟ فإن قال: لأن الألف غير مرسومة نقول له: كيف تقرأها حالة الوصل سيقول بألف ــ بالطبع ــ نقول له: وأين الألف التي تقرأها وهى ليست مرسومة؟!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم نقول له: كيف تقف على كلمة (الرحمن) أول سورة الرحمن فهي رأس آية؟ يقول: أقف بالثلاثة أوجه العارض للسكون نقول له: ولم؟ يقول: الألف هناك مرسومة نقول له: الألف هناك ليست مرسومة في المصحف العثماني بل هي من تحسينات الرسم فهي إجماعا لم تكن مرسومة قديما فما المانع أن تقرأ لفظ (الله) مثلها؟ فإن قال:حجتي في المنع قول الزجاج. نقول له: قال أكثر أهل العلم: من أن هذا يجوز فقط ضرورة الشعر.
فإن قال: حجتي بأن علماء التجويد لم ينصوا في كتبهم بأن لفظ الله يكون فيه الثلاثة أوجه.
نقول له: وهل كل لفظة بها الأوجه الثلاثة مذكورة في كتبهم أم أنهم ذكروا القاعدة العامة؟
ثم نقول: إذا أردت أن تستثنى لفظ (الله) من العارض للسكون فأنت تخصص العام والتخصيص يحتاج إلى دليل ولا دليل فيكون الحكم على أصل القاعدة.
ثم نقول له إن علماء التجويد ذكروا هذه اللفظة وإليك أقوالهم:
قال عبدالوهاب القرطبى ــ توفي 461 هـ ـــ صاحب كتاب (الموضح في التجويد):
(وقد تسمع الآن جماعة من القراء يحذفون الألف من اسم الله تعالى في الوقف يقولون (قال الله)
ثم قال و يحذفون الواو والياء مثل (يعلمون) و (الظالمين) وذلك على العكس مما ينبغي وكله مكروه) أ. هـ
فهو يحذر ـــ وهو من علماء التجويد وليس من المحدَثِين ليعترض معترض ــ من عدم الإتيان بالألف حالة الوقف.أليس هذا من علماء التجويد؟!!
وقد يقول قائل: أنت لاتفهم كلام عبد الوهاب لأنه يتكلم في من يحذف الألف لا في من يمدها فقط مدا طبيعيا.
والجواب: أنا أفهم جيدا أنه يتحدث عمن يحذفون الألف فى الوقف لكن ألا ترى معى أنه أثبت وجود الألف فى الوقف؟!!! وأقول: إذا أثبت الألف أليس هذا دليلا على وجود المد العارض للسكون وتحتاج يا أيها المعترض إلى دليل لمنع تطبيق حكم المد العارض للسكون هنا ولا دليل.
ثم نقول: انظر إلى كلام الصفاقسى (اسم الجلالة وسلطان الأسماء و هو الله وحذفها منه.
ـ الألف قبل الهاء ـ لحن تفسد به الصلاة)
ثم نقول انظر إلى كلام فخر الدين الرازى في تفسيره مد لام الجلالة:
المسألة السابعة: لا يجوز حذف الألف من قولنا: الله في اللفظ، وجاز ذلك في ضرورة الشعر عند الوقف عليه.
ونقول له ماذا تفعل بحديث البخارى سأل أنس: كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كانت مدا، ثم قرأ: {بسم الله الرحمن الرحيم}، يمد ببسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم.
وماذا تفعل بقول الحافظ ابن حجر بمد اللام التي قبل الهاء من الجلالة (وأعلم جيدا أن الحافظ يقصد المد الطبيعي ولكن أليس حالة الوقف سيكون عارضا؟!!!)
ثم نقول له انظر إلى قول الألوسى: وحذف ألفه لغة حكاها ابن الصلاح، وفي «التيسير» إنها لغة ثابتة في الوقف دون الوصل والأفصح الإثبات حتى قال بعضهم: إن الحذف لحن تفسد به الصلاة ولا ينعقد به صريح اليمين ولا يرتكب إلا في الضرورة
ثم نقول لهؤلاء: إن اللغة تفصل بيننا
فأهل اللغة ذكروا وزن الكلمة يقول ابن عاشور في تفسيره:
وقد احتج صاحب «الكشاف» على كون أصله الإله ببيت البعيث المتقدم لما قال الشاعر معاذ الإله وهو من فصحاء اللسان علمنا أنهم يعتبرون الإله أصلاً للفظ الله، ولذلك لم يكن هذا التصرف تغييراً إلا أنه تصرف في حروف اللفظ الواحد كاختلاف وجوه الأداء مع كون اللفظ واحداً، ألا ترى أنهم احتجوا على أن لاَه مخفف الله بقول ذي الأَصبع العَدْواني:
لاَه ابنُ عمِّكَ لا أُفْضِلْتَ في حَسَبٍ ... عنّى ولا أنتَ ديَّانِي فتَخْزُوني
وبقولهم لاَه أبوكَ لأن هذا مما لزم حالة واحدة، إذ يقولون لله أبوك ولله ابن عمك ولله أنتَ أ.هـ بتصرف
ويقول أبوحيان:
وأل في الله إذا قلنا أصله الإلاه، قالوا للغلبة، إذ الإله ينطلق على المعبود بحق وباطل، والله لا ينطلق إلا على المعبود بالحق، فصار كالنجم للثريا. وأورد عليه بأنه ليس كالنجم، لأنه بعد الحذف والنقل أو الإدغام لم يطلق على كل إله، ثم غلب على المعبود بحق، ووزنه على أن أصله فعال، فحذفت همزته عال.
وإذا قلنا بالأقاويل السابقة، فأل فيه زائدة لازمة. أ هـ التحرير والتنوير
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول ـ سامح ـ: فأثبتوا الألف لأنهم يقولون على إله على وزن (فعال) فهم يثبتون ألفا قبل الهاء وذلك عند الكوفيين والبصريين.
وإليك قولهم:
يقول فخر الدين الرازى في تفسيره:: قال الكوفيون: أصل هذه اللفظة إلاه، فأدخلت الألف واللام عليها للتعظيم، فصار الإلاه، فحذفت الهمزة استثقالاً، لكثرة جريانها على الألسنة، فاجتمع لامان، فأدغمت الأولى فقالوا: «الله» وقال البصريون أصله لاه، فألحقوا بها الألف واللام فقيل: «الله»
قول الجوهري:
والله أَصله إلاهٌ على فِعالٍ
قال أَبو الهيثم فالله أَصله إلاهٌ
قال أَبو الهيثم:
وقد قالت العرب بسم الله بغير مَدَّة اللام وحذف مَدَّة لاهِ وأَنشد أَقْبَلَ سَيْلٌ جاءَ من أَمر اللهْ يَحْرِدْ حَرْدَ الجَنَّةِ المُغِلَّه
قال أَبو زيد قال لي الكسائي أَلَّفت كتاباً في معاني القرآن فقلت له أَسمعتَ الحمدُ لاهِ رَبِّ العالمين؟ فقال لا فقلت اسمَعْها قال الأَزهري ولا يجوز في القرآن إلاَّ الحمدُ للهِ بمدَّةِ اللام وإِنما يقرأُ ما حكاه أَبو زيد الأَعرابُ ومن لا يعرف سُنَّةَ القرآن أ.هـ
يقول أبى حيان:، ووزنه على أن أصله فعال، فحذفت همزته عال
ثم نقول لهم حتى لوكان أصله سريانيا ــ وهو قول مردود ــ وقيل أصله لاها بالسريانية
فإنه قبل الهاء ألفا.
ومن العجيب أن لفظ الجلالة من الألفاظ القليلة من أحكام المد التى ذكرت في أحاديث النبى صلى الله عليه وسلم وإليكم صحيح البخارى
صحيح البخاري29
- باب: مد القراءة.
4758/ 4759 - حدثنا مسلم بن إبراهيم: حدثنا جرير بن حازم الأزدي: حدثنا قتادة قال:
سألت أنس بن مالك عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كان يمد مدا
(4759) - حدثنا عمرو بن عاصم: حدثنا همام، عن قتادة قال:
سأل أنس: كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كانت مدا، ثم قرأ: {بسم الله الرحمن الرحيم}، يمد ببسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم يقول ابن حجر:
قوله باب مد القراءة المد عند القراءة على ضربين أصلي وهو إشباع الحرف الذي بعده ألف أو واو أو ياء وغير أصلي وهو ما إذا أعقب الحرف الذي هذه صفته همزة وهو متصل ومنفصل فالمتصل ما كان من نفس الكلمة والمنفصل ما كان بكلمة أخرى فالأول يؤتى فيه بالألف والواو والياء ممكنات من غير زيادة والثاني يزاد في تمكين الألف والواو والياء زيادة على المد الذي لا يمكن النطق بها الا به من غير إسراف والمذهب الاعدل أنه يمد كل حرف منها ضعفي ما كان يمده أولا وقد يزاد على ذلك قليلا وما فرط فهو غير محمود والمراد من الترجمة الضرب الأول قوله في الرواية الثانية حدثنا عمرو بن عاصم وقع في بعض النسخ عمرو بن حفص وهو غلط ظاهر قوله سئل أنس ظهر من الرواية الأولى أن قتادة الراوي هو السائل وقوله في الرواية الأولى كان يمد مدا بين في الرواية الثانية المراد بقوله بمد بسم الله الخ بمد اللام التي قبل الهاء من الجلالة والميم التي قبل النون من الرحمن والحاء من الرحيم
وقوله في الرواية الأولى كانت مدا أي كانت ذات مد أ. هـ فتح البارى
تعليق:
أفهم جيدا أن كلام الحافظ ابن حجر على مد لفظ الجلالة إنما هو من الضرب الأول الذي في الوصل يمد مدا طبيعيا. والسؤال الآن إذا كان فى الوصل يمد مدا طبيعيا أليس في الوقف يكون عارضا للسكون؟ ومن ثم يمد الثلاثة أوجه؟.
وبهذا يتبين أن لفظ الجلالة يجوز فيه الثلاثة أوجه للمد العارض للسكون حالة الوقف
أما حالة الوصل فهو مد طبيعى يمد حركتين.
والله أعلم وأحكم وصلى الله على محمد وسلم
راجى عفو ربه المجيد
سامح سالم عبدالحميد
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[06 Jul 2010, 11:00 ص]ـ
بحث جيد - إن شاء الله.
(لم أقرأه كاملا)
لكن بقيت مسألة كان يمكن بسط القول فيها، فنرجو إفادتكم:
سؤالي - بارك الله فيكم - عن كلمة اللهم إذا جاءت بغير ال، هل اللام فيها تنطق بالترقيق أم بالتغليظ؟
وكانت قد طُرحت على هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=384310#post384310
ـ[سامح سالم عبد الحميد]ــــــــ[07 Jul 2010, 04:30 م]ـ
بحث جيد - إن شاء الله.
(لم أقرأه كاملا)
لكن بقيت مسألة كان يمكن بسط القول فيها، فنرجو إفادتكم:
سؤالي - بارك الله فيكم - عن كلمة اللهم إذا جاءت بغير ال، هل اللام فيها تنطق بالترقيق أم بالتغليظ؟
وكانت قد طُرحت على هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=384310#post384310
أخي فضيلة الشيخ /القارئ المليجي
سعدت بمشاركتك وآمل قراءة بحثي كاملا
وبالنسبة للموضوع الذي طرحته أنت حفظك الله فالأمر سهل إن شاء الله
خصوصا أنه لم يرد في القرآن الكريم لفظة (اللهم) بغير تعريف
وإن كان أكثر أساتذة الأدب يقرءونه في نحو (لاهم) بالترقيق.
والله أعلم
وعلى أية حال فمناقشتكم على الرابط كانت رائعة من جميع المحاورين
وفقكم الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[08 Jul 2010, 12:25 ص]ـ
السلام عليكم
شيخنا الحبيب سامح أذكر أن هناك قراءة شاذة فيها (وهو الذي في السماء لاه وفي الأرض لاه) وتقرأ بترقيق الراء ويمكن قياس (لاهم) عليه لأن العبرة في اللام ولا يلتف لما زاد بعد الهاء.
فعليه لا تفخم الراء إذا وقع قبلها كسر. والله أعلم
وجزاكم الله خيرا علي هذا البحث الماتع.
والسلام عليكم
ـ[سامح سالم عبد الحميد]ــــــــ[08 Jul 2010, 04:15 م]ـ
السلام عليكم
شيخنا الحبيب سامح أذكر أن هناك قراءة شاذة فيها (وهو الذي في السماء لاه وفي الأرض لاه) وتقرأ بترقيق الراء ويمكن قياس (لاهم) عليه لأن العبرة في اللام ولا يلتف لما زاد بعد الهاء.
فعليه لا تفخم الراء إذا وقع قبلها كسر. والله أعلم
وجزاكم الله خيرا علي هذا البحث الماتع.
والسلام عليكم
جزاك الله خيرا شيخناالكريم فضيلة الشيخ / عبد الحكيم
على إضافتك القيمة التي أميل إليها كما ذكرت آنفا
وبالنسبة لقولكم ـ دام نفعكم ـ: لا تفخم الراء إذا وقع قبلها كسر.
فأرى أنه قد يكون محل اتفاق
لكن الخلاف كان فى المناقشة فيما يبدو لي
في المبتدأة مثل قول الشاعر:
لاه ابن عمك ..........
فهل ستكون مفخمة إذ اللام مفتوحة؟
والذي كنت أسمعه من أساتذة الأدب ـ في كلية دار العلوم ـ القراءة بالترقيق في نحو هذا. والله أعلم
ودمتم أستاذنا بخير
و
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[08 Jul 2010, 05:43 م]ـ
لكن الخلاف كان فى المناقشة فيما يبدو لي
في المبتدأة مثل قول الشاعر:
لاه ابن عمك ..........
فهل ستكون مفخمة إذ اللام مفتوحة؟
والذي كنت أسمعه من أساتذة الأدب ـ في كلية دار العلوم ـ القراءة بالترقيق في نحو هذا. والله أعلم
ودمتم أستاذنا بخير
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم
وإذا كان الأمر مرتبط بالابتداء فالذي يظهر الترقيق بالفعل، لأن (لام) اسم الجلالة دائما مرتبط بحركة ما قبله فإن قلنا مثلا: الله ..
فسبب التفخيم الفتحة التي علي همزة الوصل التي قلبت لهمزة قطع في الابتداء، إذن البدء باسم الجلالة نفخم لهذا السبب.
أما في مسألتنا هذه (لاه ابن عمك .. ) لا توجد حركة قبل لام اسم الجلالة، وعليه نرجع لأصل اللام وهو الترقيق .. وهذا الذي ظهر لي. والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[سامح سالم عبد الحميد]ــــــــ[14 Jul 2010, 03:49 م]ـ
أخي الكريم الشيخ عبد الحكيم
هذا كلام جميل وفقك الله
ـ[أحمد إبراهيم محمد]ــــــــ[14 Jul 2010, 05:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع جليل جزاكم الله عليه خيرا،وقد رأيت للشيخين ابن تيمية وابن القيم كلاما على لفظ الجلالة رأيت أن أشرككم فيه:
قال شيخ الإسلام رحمه الله:"الله" هو الإله المعبود
وقال ابن القيم رحمه الله: ولهذا كان القول الصحيح أن الله أصله الإله كما هو قول سيبويه وجمهور أصحابه إلا من شذ منهم ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(من الشاملة)
ـ[سامح سالم عبد الحميد]ــــــــ[21 Jul 2010, 04:14 م]ـ
جزاك الله خيرا
أخي الفاضل/ أحمد إبراهيم محمد
ودمتم بخير
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[21 Jul 2010, 05:22 م]ـ
سؤال بالنسبة للفظ الجلالة (الله) هل من أحد قال أن أصله ليس عربياً؟؟ هل هو لاتيني أو سرياني؟؟ أفيدونا بارك الله بكم.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[22 Jul 2010, 07:59 م]ـ
سؤال بالنسبة للفظ الجلالة (الله) هل من أحد قال أن أصله ليس عربياً؟؟ هل هو لاتيني أو سرياني؟؟ أفيدونا بارك الله بكم.
السلام عليكم
أعتقد أن الشيخ سامح ـ حفظه الله ـ أجاب عن هذا القول، فقراءة البحث بتمامه قبل السؤال مفيد جدا:
يقول أبى حيان:، ووزنه على أن أصله فعال، فحذفت همزته عال
ثم نقول لهم حتى لوكان أصله سريانيا ــ وهو قول مردود ــ وقيل أصله لاها بالسريانية
فإنه قبل الهاء ألفا.
ومن العجيب أن لفظ الجلالة من الألفاظ القليلة من أحكام المد التى ذكرت في أحاديث النبى صلى الله عليه وسلم وإليكم صحيح البخارى
صحيح البخاري29
والسلام عليكم
ـ[أم الشهيد]ــــــــ[19 Nov 2010, 03:23 ص]ـ
قال ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره:"حكى فخر الدين عن بعضهم أنه ذهب إلى أن اسم الله تعالى عبراني لا عربي، ثم ضعفه، وهو حقيق بالتضعيف".
قال الفخر الرازي- رحمه الله- في تفسيره:" في كيفية اشتقاق هذه الكلمة بحسب اللغة، قال بعضهم هذه اللفظةاليست عربية، بل عبرانية أو سريانية، فإنهم يقولون إلهاً رحماناً ومرحيانا، فلما عرب جعل " الله الرحمن الرحيم" وهذا بعيد. ولا يلزم من المشابهة الحاصلة بين اللغتين الطعن في كون هذه اللفظة عربية أصلية .... التفسير الكبير (1/ 148)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[19 Nov 2010, 05:42 ص]ـ
قال ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره:"حكى فخر الدين عن بعضهم أنه ذهب إلى أن اسم الله تعالى عبراني لا عربي، ثم ضعفه، وهو حقيق بالتضعيف".
قال الفخر الرازي- رحمه الله- في تفسيره:" في كيفية اشتقاق هذه الكلمة بحسب اللغة، قال بعضهم هذه اللفظةاليست عربية، بل عبرانية أو سريانية، فإنهم يقولون إلهاً رحماناً ومرحيانا، فلما عرب جعل " الله الرحمن الرحيم" وهذا بعيد. ولا يلزم من المشابهة الحاصلة بين اللغتين الطعن في كون هذه اللفظة عربية أصلية .... التفسير الكبير (1/ 148)
جزاك الله تعالى على حسن الرد وحسن النقل. وبارك الله من مثلك.(/)
توجيه الفضلاء لأحكام الراء
ـ[سامح سالم عبد الحميد]ــــــــ[05 Jul 2010, 09:37 م]ـ
توجيه الفضلاء لأحكام الراء
جمع وترتيب
سامح سالم عبد الحميد
الحمد لله على ما أنعم , والشكر له على ما ألهم, وصلى الله على محمد وسلم، وبعد ...
فلما رأيت في كتب التجويد الكلام على أحكام الراء يطول شرحه, بحيث يصعب حفظه، أردت أن أختصر لإخواني أحكامها ليعم النفع ثم أقوم بشرحه، ولم أجد أحسن من كتاب الإضاءة للضباع فهو من أفضل الكتب التي اختصرت أحكامها ولذلك نقلت منه هذا الاختصار مع بعض الزيادات ثم أقوم بالشرح المفصل مع العناية بالتوجيه , و الله أسال القبول.
اعلم – رحمني الله وإياك - أن الأصل في الراء التفخيم ولكنني سأذكر أحكام ترقيقها لقلتها ولابد أن تفهم – أحسن الله إليك – أن ما لم يذكر من الأحكام فحكمه التفخيم ورحم الله الشاطبي إذ يقول:
وما كان ذا ضد فإني بضده ****** غنى فزاحم بالذكاء لتفضلا
-1 يرقق حفص الراء في حالتين في الوصل:
(1) إذا كسرت نحو: رضا و رجال
(2) إذا سكنت بعد كسرة أصلية متصلة وليس بعدها حرف استعلاء في كلمتها نحو: مرية
-2 ويرقق الراء في حالتين في الوقف:
(1) إذا وقعت بعد ياء ساكنة نحو: خير و قدير
(2) إذا وقعت بعد كسرة متصلة نحو قدر بضم القاف وكسر الدال أو بعد كسرة منفصلة بساكن نحو الشعر
تنبيهات:
(1) الكلمات الآتية فيها الوجهان في حالة الوقف:
(أ) (ونذر) في ستة مواضع سورة القمر و أيضا (يسر) في سورة الفجر
وأيضا (أسر و فأسر) و أيضا (القطر) والترقيق أولى في هذه الكلمات.
(ب) كلمة (مصر) التفخيم أولى.
(ج) كلمة (فرق) بها الوجهان أيضا لكن يرجع هذا إلى الطريق الذي تقرأ به فإن كنت تقرأ مثلا من الشاطبية فلك الوجهان والترقيق أولى وإن كنت تقرأ من طريق روضة ابن المعدل فلك التفخيم فقط.
(د) الراء الموقوف عليها بالسكون وقبلها فتح أو ضم أو ساكن مسبوق بفتح أو ضم وهى في الوصل مكسورة نحو: البشر والنذر والعصر التفخيم أولى وذهب البعض إلى أن الترقيق خطأ.
(2) يجب أن ينتبه القارئ الكريم إلى أن بعض الأحكام سوف تتغير إذا قرأ بالروم.
(3) كلمة (مجريها) حكم الراء الترقيق لأن هذه الكلمة ممالة لحفص.
ص: (الأصل في الراء التفخيم)
ش: اعلم – رحمني الله وإياك – أنني سأذكر أحكام ترقيق الراء لقلتها ولابد أن تفهم – أحسن الله إليك – أن ما لم يذكر من الأحكام فحكمه التفخيم
قال الطيبى:
وما خلت من موجب الترقيق **** فحكمها التفخيم بالتحقيق
ورحم الله الشاطبي إذ يقول:
وما كان ذا ضد فإني بضده **** غنى فزاحم بالذكاء لتفضلا
اعلم أن القراء اختلفوا في أصل الراء هل هو التفخيم وإنما ترقق لسبب أو أنها عرية عن وصفي الترقيق والتفخيم فتفخم لسبب وترقق لآخر
فذهب الجمهور إلى الأول (الأصل في الراء التفخيم) وهو الذي عليه العمل الآن
واحتجوا على أن أصل الراء التفخيم بكونها متمكنة في ظهر اللسان فقربت بذلك من الحنك الأعلى الذي به تتعلق حروف الأطباق وتمكنت منزلتها لما عرض لها من التكرار حتى حكموا للفتحة فيها بأنها في تقدير فتحتين كما حكموا للكسرة فيها بأنها في قوة كسرتين.
وقال آخرون ليس للراء أصل في التفخيم ولا في الترقيق وإنما يعرض لها ذلك بحسب حركتها فترقق مع الكسرة لتسفلها وتفخم مع الفتحة والضمة لتصعدهما فإذا سكنت جرت على حكم المجاور لها.
قلت ـ ابن الجزري ـ: والقولان محتملان.
فائدة الخلاف
وقد تظهر فائدة الخلاف في الوقف على المكسور إذا لم يكن قبله ما يقتضى الترقيق فإنه بالوقف تزول كسرة الراء الموجبة لترقيقها فتفخم حينئذ على الأصل على القول الأول وترقق على القول الثاني من حيث إن السكون عارض وأنه لا أصل لها في التفخيم ترجع إليه فيتجه الترقيق. وقد أشار في التبصرة إلى ذلك حيث قال: (أكثر هذا الباب إنما هو قياس على الأصول وبعضه أخذ سماعاً، ولو قال قائل إنني أقف في جميع الباب كما أصل سواء أسكنت أو رمت لكان لقوله وجه من القياس مستثبت والأول أحسن.
(يُتْبَعُ)
(/)
والحق في ذلك أن يقال: إن من زعم أن أصل الراء التفخيم إن كان يريد إثبات هذا الوصف للراء مطلقاً من حيث إنها راء فلا دليل عليه لما مر وإن كان يريد بذلك الراء المتحركة بالفتح أو الضم وأنها لم عرض لها التحريك بإحدى الحركتين قويت بذلك على التفخيم فلا يجوز ترقيقها إذ ذاك إلا إن وجد سبب وحينئذٍ يتصور فيها رعى السبب فترفق ورفضه فتبقى على ما استحقه من التفخيم بسبب حركتها فهذا كلام جيد والله أعلم. أ. هـ كلام ابن الجزري في النشر بتصرف وزيادة وهو نقله عن المالقي في الدر النثير شرح كتاب التيسير
(ص) 1 ــ يرقق حفص الراء في حالتين في الوصل:
1 ـ إذا كسرت نحو: (رضا) و (رجال (
(ش) اعلم أن الراء المكسورة مرققة لجميع القراء من غير خلف عن أحد منهم.
وخرج بقولنا: (إذا كسرت) الراء المفتوحة والمضمومة فتفخما حينئذ.
موجبات ترقيق الراء
ترقيق الراء إنما يكون لموجب: وهو أن تكون كسرتها لازمة الكسرة أو ناقصة بسبب رَوم أو اختلاس أو إمالة. أ. هـ الطرازات المعلمة لعبد الدائم الأزهري ت 870 هـ
توجيه ترقيق الراء:
قال السخاوي: (لا خلاف في ترقيق الراء المكسورة في الوصل سواء كانت الكسرة عارضة أو أصلية لغلبة الكسر عليها ولما يقدر فيه من التكرير المقدر في الراء ولأن التفخيم ضرب من إشباع الفتح فلو فخمت المكسورة لصار فيها ضرب من الفتح فيؤدي ذلك إلي كون الحرف مفتوحا مكسورا في حال واحدة وذلك محال. أ. هـ فتح الوصيد للسخاوي
يقول أبو شامة:) والغرض من الترقيق مطلقا اعتدال اللفظ وتقريب بعضه من بعض بأسباب-مخصوصة).
وقيل: وجه ترقيق المكسورة قوة الشبه بين الإمالة والترقيق ولما كان من أسباب الإمالة الكسر فكذلك الكسر هنا سببا للترقيق. الفتوحات الإلهية د / محمد سلامة
والترقيق من الرقة وهو ضد السمن. فهو عبارة عن إنحاف ذات الحرف ونحوله. والتفخيم من الفخامة وهي العظمة والكثرة فهي عبارة عن ربو الحرف وتسمينه فهو والتغليظ واحد إلا أن المستعمل في الراء في ضد الترقيق هو التفخيم وفي اللام التغليظ.
هل الترقيق هو الإمالة
وقد عبر قوم عن الترقيق في الراء بالإمالة بين اللفظين كما فعل الداني وبعض المغاربة وهو تجوز إذ الإمالة أن تنحو بالفتحة إلى الكسرة وبالألف إلى الياء كما تقدم. والترقيق إنحاف صوت الحرف فيمكن اللفظ بالراء مرققة غير ممالة ومفخمة ممالة وذلك واضح في الحسن والعيان وإن كان لا يجوز رواية مع الإمالة إلا الترقيق ولو كان الترقيق إمالة لم يدخل على المضموم والساكن ولكانت الراء المكسورة ممالة وذلك خلاف إجماعهم. ومن الدليل أيضاً على أن الإمالة غير الترقيق أنك إذا أملت (ذكرى) التي هي فعلى بين بين كان لفظك بها غير لفظك بذكراً المذكر وقفاً إذا رققت ولو كانت الراء في المذكر بين اللفظين لكان اللفظ بهما سواء وليس كذلك ولا يقال إنما كان اللفظ في المؤنث غير اللفظ في المذكر لأن اللفظ بالمؤنث ممال الألف والراء واللفظ بالمذكر ممال الراء فقط فإن الألف حرف هوائي لا يوصف بإمالة ولا تفخيم بل هو تبع لما قبله فلو ثبت إمالة ما قبله بين اللفظين لكان ممالاً بالتبعية كما أملنا الراء قبله في المؤنث بالتبعية ولما اختلف اللفظ بهما والحالة ما ذكر ولا مزيد على هذا في الوضوح والله أعلم. وقال الداني في كتابه التجريد: الترقيق في الحرف دون الحركة إذا كان صيغته والإمالة في الحركة دون الحرف إذ كانت لعلة أوجبتها وهي تخفيف كالإدغام سواء انتهى. وهذا حسن جداً. أ. هـ ابن الجزري في النشر
(ص) 2ــ إذا سكنت بعد كسرة أصلية متصلة وليس بعدها حرف استعلاء في كلمتها (متصل) نحو: مرية
(ش) كلمة (مِرْية) الراء ساكنة وقبلها كسر أصلى (ليس حركة عارضة) متصل بها (ليس في الكلمة التي قبلها) وليس بعدها حرف استعلاء (خص ضغط قظ) في كلمتها فترقق من أجل هذا.
التوجيه
وجه أبو شامة ترقيق الراء الساكنة قائلاَ:
رققت لجميع القراء نحو (مرية-و-شرذمة وفرعون)، قالوا لأن الحركة مقدرة بين يدي الحرف وكأن الراء هنا مكسورة ولو كانت مكسورة لوجب ترقيقها ومن ثم امتنع ترقيق نحو (مرجع)، لأن الكسرة تبعد عنها إذا كانت بعدها وتقرب منها إذا كانت قبلها بهذا الاعتبار. أ. هـ إبراز المعاني لأبي شامة
(يُتْبَعُ)
(/)
فخرج من هذا التعريف الراء الساكنة التى قبلها كسر عارض مثل (اِرْتَابوا) فتفخم حينئذ.
وخرج بقولنا (متصلة بها) ما إذا كانت الكسرة منفصلة عنها مثل (إنِ ارتبتم)
وخرج بقولنا: (وقبلها كسر أصلى متصل بها) (الذي ارتضى) فالكسرة (في حرف الذال) أصلية لكنها ليست متصلة بها ــ يعنى منفصلة عنها في الكلمة الأخري.
ملحوظة
(إنِ ارتبتم) خرج قيدان:
1) الكسرة غير أصلية.
2) الكسرة غير متصلة بها.
وأما (الذي ارتضي) فخرج قيد واحد
أن الكسرة غير متصلة فقط.
تذكرة
الكسر العارض يأتي قبل الراء علي نوعين:
أحدهما: ما كسر لالتقاء الساكنين نحو (وإنِ امرأة) و (إنِ ارتبتم)
الثاني: أن يبدأ بهمزة الوصل في مثل (امرأة) فتكسر همزة الوصل فهذا يفخم لأن الكسرة غير أصلية ولأن الكسرة في همزة الوصل غير لازمة لأنها لا توجد إلا في حالة الابتداء. أ. هـ بتصرف فتح الوصيد للسخاوى
وخرج بقولنا (وليس بعدها حرف استعلاء في كلمتها)
ماإذا وقع بعدها حرف استعلاء متصل فلا خلاف في تفخيمها حينئذ والواقع منه في القرآن العظيم (قرطاس) بالأنعام الآية 7 و (فرقة وإرصادا) بالتوبة الآية 122 107 و (مرصادا) بالنبأ الآية 21 و (بالمرصاد) بالفجر الآية 14 ـــ إذن الواقع في القرآن من الراءات إذا وقع بعدها حرف استعلاء متصل ثلاثة أحرف (القاف و الطاء و الصاد) والمراد بالكسرة اللازمة التي تكون على حرف أصلي أو منزل منزلته يخل إسقاطه بالكلمة والعارضة بخلاف ذلك وهو باء الجر ولامه وهمزة الوصل وقيل العارضة ما كانت على حرف زائد.
أما (أنذِرْ قومك – ولا تصعِرْ خدك – فاصبِرْ صبرا) ... فحكم الراء الترقيق لأن حرف الإستعلاء وإن جاء بعدها لكنه ليس في كلمتها فمن أجل ذلك ترقق الراء.
سؤال: لماذا ترقق الراء في (فاصبر صبرا ـــ أنذر قومك ـــ تصعر خدك) مع أن بعدها حرف استعلاء؟ أجاب ابن الجزري بقوله: ولا اعتبار بوجود حرف الاستعلاء بعد لانفصاله وعدم تأثير حرف الاستعلاء في ذلك من أجل الانفصال.
وقال الصفاقسي: من أجل الفصل الخطي.
(ص) وترقق الراء في حالتين في الوقف:
1 ـ إذا وقعت بعد ياء ساكنة نحو: (خَيْر – قدِيْر)
(ش) ترقق الراء في الوقف إذا كانت بعد ياء ساكنة سواء كان قبل الياء فتح كما في نحو (خَيْر) أو كان قبل الياء كسر في نحو (قدِيْر).
التوجيه
لأن الياء الساكنة تقوم مقام كسر ما قبلها. أ. هـ الدراسات الصوتية د غانم قدوري نقلا عن كفاية المستفيد للنابلسي
وقولنا (إذا وقعت بعد ياء ساكنة) أخرج الراء التي وقف عليه وليس قبلها ياء ساكنة فتفخم حينئذ مثل (مكَرَ) قبلها مفتوح ومثل (يكفر) قبلها مضموم فتفخم في كل هذا لعدم وجود الشرط.
(ص) 2ـ إذا وقعت بعد كسرة متصلة نحو: (قُدِرْ) أو بعد منفصلة بساكن نحو: (الشِعْرْ)
.
(ش) إذا سكنت الراء في حالة الوقف وقبلها كسر ترقق مطلقا سواء كان الكسر متصل بها مثل (قُدِرْ) أو الكسرة منفصلة بساكن نحو (الشِعْرْ)
وقولنا: (إذا وقعت بعد كسرة متصلة أو منفصلة) أخرج الراء التي ليس قبلها كسر فتفخم حينئذ مثل (مكَرَ) قبلها مفتوح ومثل (يكفر) قبلها ضم فتفخم
وكذلك أخرج مثل (دَار) الراء التي قبلها ساكن وقبل الساكن فتح فتفخم حينئذ
وكذلك أخرج مثل (خضر) الراء التي قبلها ساكن وقبل الساكن ضم فتفخم حينئذ في كل هذا لعدم وجود الشرط.
قال الشاطبي:
وَلاَ بُدَّ مِنْ تَرْقِيِقِهاَ بَعْدَ كَسْرَةٍ ... إِذَا سَكَنَتْ ياَ صَاحِ لِلسَّبْعَةِ المَلا
أقول ـ سامح ـ: وإن كان الشاطبي لا يتحدث في هذا البيت عن هذه القاعدة لكن هذا البيت بلا شك يندرج تحتها.
التوجيه قالوا: لأن الحركة مقدرة بين يدي الحرف وكأن الراء هنا مكسورة ولو كانت مكسورة لوجب ترقيقها على ما يأتي ومن ثم امتنع ترقيق نحو (مرجع)، لأن الكسرة تبعد عنها إذا كانت بعدها وتقرب منها إذا كانت قبلها.
وقيل: وجه ترقيق الراء الساكنة بعد الكسر لما بين الكسر والترقيق من تناسب
ووجه ترقيق التي قبل حرف الاستفال التناسب. الفتوحات الإلهية د / محمد سلامة
ملحوظة:
كلمة (مِصْرْ ــ القطر) حكم خاص وسيأتي بيان شرحهما.
الخلاصة
من الممكن بطريقة سهلة معرفة أصل الباب (عدا الكلمات المخصوصة وقاعدة الرَوم التي سوف أذكرهما) فتقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
الراء مفخمة في الوصل إذا
كانت مفتوحة أو مضمومة. وإذا كانت ساكنة وقبلها مفتوح , أو مضموم , أو ساكن وقبله فتح أو ضم , أو الراء ساكنة وقبلها كسر غير أصلي , أو كسرة أصلية لكنها منفصلة , أو الراء ساكنة وقبلها كسر أصلي متصل بها ولكن بعدها حرف مفخم في كلمتها.
الراء مفخمة في الوقف إذا كان قبلها
فتح أوضم أو ساكن ـ غير الياءالساكنة بالطبع ـ وقبل الساكن فتح أو ضم. والله أعلم وأحكم
قال ابن الجزري:
وأما الراء الساكنة فتكون أيضاً أولاً ووسطاً وآخراً وتكون في ذلك كله بعد ضم وفتح وكسر. فمثالها أولاً بعد فتح (وارزقنا. وارحمنا) وبعد ضم: (اركض) وبعد كسر (يا بني اركب. وأم ارتابوا. ورب ارجعوني، والذي ارتضى، ولمن ارتضى) فهي مفخمة على كل حال لوقوعها بعد ضم ولكون الكسرة عارضة وكذلك (أم ارتابوا. ويابني اركب. ورب ارجعوني) ونحوه فتفخيمها أيضاً ظاهر. وأما قوله تعالى (وإن قيل لكم ارجعوا. ويا أيتها النفس المطمئنة ارجعي، وياأيها الذين آمنوا اركعوا. والذين ارتدوا، وتفرحون ارجع إليهم) فلا تقع الكسرة قبل الراء في ذلك ونحوه إلا في الابتداء فهي أيضاً في ذلك مفخمة لعروض الكسر قبلها وكون الراء في ذلك اصلها التفخيم. أ. هـ بتصرف
وأما الراء الساكنة المتطرفة فتكون كذلك بعد فتح وبعد ضم وبعد كسر فمثالها بعد الفتح: يغفر، ولم يتغير، ولا يسخر، ولا تذر، ولا تقهر، و لا تنهر) ومثالها بعد الضم (فانظر، وأن أشكر، فلا تكفر) فلا خلاف في تفخيم الراء في جميع ذلك لجميع القراء. ومثالها بعد الكسر (استغفر، ويغفر، وأبصر، وقدر، واصبر، واصطبر، ولا تصاعر) ولا خلاف في ترقيق الراء في ذلك كله لوقوعها ساكنة بعد الكسر ولا اعتبار بوجود حرف الاستعلاء بعدها في هذا القسم لانفصاله عنها وذلك نحو (فاصبر صبرا؛ وأن أنذر قومك، ولا تصعر خدك).
وأما الراء الساكنة المتوسطة فتكون أيضاً بعد فتح وضم وكسر. فمثالها بعد الفتح (برق. وخردل. والأرض ويرجعون. والعرش. والمرجان ووردة وصرعى). فالراء مفخمة في ذلك كله لجميع القراء لم يأت على أحد منهم خلاف في حرف من الحروف سوى ثلاث كلمات وهي
ومثالها بعد الضم (القرآن، والفرقان، والغرفة، وكرسيه، والخرطوم وترجى، وسأرهقه، وزرتم) فلا خلاف في تفخيم الراء في ذلك كله.
توجيه أحكام التفخيم
1 ـ أما عن وجه تفخيم الراء إذا كان بعدها حرف إستعلاء:
يقول أبو شامة: "التفخيم أليق بحروف الإستعلاء من الترقيق لما يلزم المرقق من الصعود بعد النزول وذلك شاق مستثقل". أ. هـ إبراز المعاني
2ــ قيل: وجه التفخيم مع حروف الاستعلاء عدم التناسب بين الترقيق في الراء والتفخيم لحروف الاستعلاء فيكون هناك تنافر. الفتوحات الإلهية د / محمد سلامة
3ـ وجه تفخيم المضمومة التنافر بين ثقل الضمة والترقيق. الفتوحات الإلهية د / محمد سلامة
4ـ تفخيم الساكنة بعد الفتح والضم لما بينهما من تناسب أي بين الفتح والضم.
5ـ ووجه تفخيم التي قبل حرف الاستعلاء التناسب. الفتوحات الإلهية د / محمد سلامة
6 ــ اتفق الجميع علي ترقيق الراء إذا سكنت وانكسر ما قبلها ولم يفعلوا ذلك إذا انكسر ما بعدها في نحو: (مرجع) و (مرفق) لأن الحركة مقدرة بعد الحرف وبين يديه فإذا كانت الكسرة قبلها كانت كأنها عليها مثل (فرعون) كسرة الفاء مقدرة بين الفاء والراء فقربت من الراء حتى كأنها عليها
وكسرت الجيم من (مرجع) علي هذا مقدرة بينها وبين العين فبعدت من الراء وصارت الجيم في حكم الحائل بين الراء والكسرة. أ. هـ بتصرف فتح الوصيد للسخاوي
تنبيهات
1 ـ الكلمات الآتية فيها الوجهان في حالة الوقف:
(ص) (أ) (ونذر) في ستة مواضع سورة القمر و أيضا (يسر) في سورة الفجر
وأيضا (أسر و فأسر) و أيضا (القطر) والترقيق أولى في هذه الكلمات.
(ش) من الراءات الساكنة للوقف المتحركة في الوصل ما يجوز فيها الوجهان الترقيق والتفخيم والأول هو الأرجح. وهي الراءات المكسورة التي بعدها ياء محذوفة للتخفيف المنحصرة في كلمة {وَنُذُرِ} المسبوقة بالواو في ستة مواضع بالقمر وكلمة {يَسْرِ} في قوله تعالى: {وَالَّيْلِ إِذَا يَسْرِ}
التوجيه
?. فمن رقق نظر إلى الأصل وهو الياء المحذوفة للتخفيف وأجرى الوقف مجرى الوصل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن فخم لم ينظر إلى الأصل ولا إلى الوصل واعتد بالعارض وهو الوقف بسكون الراء وحذف الياء ولفتح ما قبل الراء في "يسر" ولضمه في "ونُذُرِ" إذ كل هذا موجب للتفخيم.
ويلحق بهذه الراءات في إجراء الوجهين وقفاً مع ترجيح الترقيق في الراء من كلمتي {أَنْ أَسْرِ} و {فَأَسْرِ} إذ أن بعد الراء فيهما ياء محذوفة للبناء. أ. هـ هداية القاري
? ويقول الإمام ابن الجزرى – رحمه الله – الوقف بالسكون على (أن أسر) .. طه (77) على قراءة من قطع ووصل فمن لم يعتد بالعارض أيضا رقق. وأما على القول الاّخر فيحتمل التفخيم للعروض.
ويحتمل الترقيق فرقا بين كسرة الإعراب وكسرة البناء إذ كان الأصل (أسرى) بالياء. وحذفت الياء للبناء فبقى الترقيق دلالة على الأصل وفرقا بين ما أصله الترقيق وما عرض له.
وكذلك الحكم في (والليل إذا يسر) .. الفجر (4) في الوقف بالسكون على قراءة من حذف الياء فحينئذ يكون الوقف عليه بالترقيق أولى.
قلت ــ سامح ــ: (حذفت الياء في (يسر) تخفيفاً لأن من العرب من يكتفي بالكسرة ويحذف الياء كما جاء في قوله تعالى في سورة هود (يوم يأتِ) حذفت الياء تخفيفا واكتفي بكسر التاء للدلالة عليها.
وهذه الكلمات ذكرها غير واحد من الفضلاء نظما:
يقول السمنودى: وَرِقُّ رَا يَسْرِ وَأَسْرِ أَحَرَى ... كَالقِطْرِ مَعْ نُذُرِ عَكْسُ مِصرَ
? يرى السمنودى بأن ترقيق راء (يسر، أسر، القطر، نذر) في الوقف أولى من التفخيم ويرى أن مصر تفخيمها في الوقف أولى وكلام السمنودى موافق لكلام ابن الجزرى في النشر وغيره.
? وأما: (عين القطرِ) ففي الراء خلاف بين أهل الأداء في الوقف. فمنهم من فخم لكون الحاجز حرف استعلاء معتدًّا به ومنهم من رقق ولم يعتد بالحاجز الحصين وجعله كغير الحصين مثل {الشِّعْرَ} واختار الحافظ ابن الجزري الترقيق في القطر نظراً لحال الوصل وعملاً بالأصل أي أن الراء في القطر مكسورة في الوصل مرققة. وهذا هو المعول عليه والمأخوذ به.أ. هـ بتصرف من هداية القاري
وأضيف توضيحا
فمن رققها نظرا إلى ترقيقها وصلاً لأنها مكسورة إلى أن ما قبل الساكن المستعلى (الطاء) كسر يوجب ترقيق الراء بصرف النظر عن الساكن المتوسط بينهما ومن فخمها اعتد بالعارض وهو الوقف، ولم يعتد بالوصل واعتبر الساكن بينهما حاجزا حصينا مانعا من الترقيق لأن الطاء حرف استعلاء قوى.
2 ـ (ص) كلمة (مصر) التفخيم أولى ..
(ش) اعلم أن الساكن الحاجز بين الكسرة والراء إذا كان صاداً نحو (ادخلوا مصر) فقد اختلف أهل الأداء.
? توجيه مصر:
فمن فخمها نظرا إلى حالتها في الوصل حيث تكون واجبة التفخيم ــ لأن الراء مفتوحة ــ وصرف النظر عن الكسر الواقع قبل حرف الاستعلاء (الصاد) الفاصل بين الكسر وبين الراء واعتبر حرف الاستعلاء حاجزا حصينا مانعا من الترقيق.
? ومن رققها لم ينظر إلى حالتها في الوصل واعتد بالعارض وهو الوقف واعتبر الكسر الموجود قبل حرف الاستعلاء موجبا لترقيقها دون الالتفات إلى حرف الاستعلاء. لكن الإمام ابن الجزرى – رحمه الله – اختار في مصر التفخيم نظراً فيها للوصل وعملا بالأصل.
وقد ذكر صاحب السلسبيل الشافي ــ شيخ شيخي رحمهما الله ــ حكم راء القطر ومصر فقال:
والخلف في القطر وفي مصر أتي **** واختير ما في وصل كل ثبتا
(ص) كلمة (فرقٍ) بها الوجهان أيضا لكن يرجع هذا إلى الطريق الذي تقرأ به فإن كنت تقرأ مثلا من الشاطبية فلك الوجهان والترقيق أولى وإن كنت تقرأ من طريق روضة ابن المعدل فلك التفخيم فقط.
(ش) إذا كان حرف الاستعلاء الذي بعد الراء مكسوراً ففي الراء خلاف بين أهل الأداء، فقال الجمهور بالترقيق. وقال بعض بالتفخيم وهذا في كلمة فرق في قوله تعالى: {فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (سورة الشعراء 63)} فمن فخم نظر إلى وجود حرف الاستعلاء بعد الراء ومن رقق نظر إلى كسر حرف الاستعلاء لأنه لما انكسر ضعفت قوته وصارت الراء متوسطة بين كسرين. وإلى هذا الخلاف أشار الحافظ أبن الجزري بقوله في المقدمة الجزرية:
*والخلْفُ في فرقٍ لِكَسْر يُوجَدُ ............................
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله لكسر يوجد أي في القاف: "الوجهان صحيحان مقروء بهما" لكل القراء غير أن الترقيق هو المشهور والمقدم في الأداء وحكى غير واحد لإجماع عليه كما في النشر وغيث النفع وتنبيه الغافلين وغيرها. قال صاحب انشراح الصدور: قال الداني: والوجهان جيدان والمأخوذ به الترقيق نقله النويري في شرح الطيبة فهو أولى بالعمل إفراداً وبالتقديم جمعاً أهـ بحروفه قاله في هداية القاري.
ولعبد الدائم الأزهري توجيه أوضح حيث يقول: (وجه تفخيم (فرق) معارضة الكسرة المناسبة للترقيق بحرف الاستعلاء بعد الراء ووجه الترقيق إبطال عمل حرف الاستعلاء بالكسرة الواقعة فيه فكل من الكسرة وحرف الاستعلاء طالب عمله للراء الكسرة طالبة للترقيق وحرف الاستعلاء طالب للتفخيم. أ. هـ الطرازات المعلمة شرح المقدمة
ويقول الطيبي:
والخلف في فِرق لكسر القاف ***** وفِرْقَة تفخم بلا خلاف
وجه تفخيم (فرق) ضعف الكسرة لتقابل المانع القوي وهو حرف الاستعلاء
علل – رحمه الله – الخلاف الدائر في كلمة (فرق) بسورة الشعراء بأن حرف الاستعلاء وإن كان بعد الراء فكان ذلك يستوجب الترقيق لكنه لكونه مكسورا ففيه الترقيق والتفخيم ثم أوضح الناظم أن الكلمة (فِرْقَة) مفخمة بلا خلاف .. وسبب ذكره – رحمه الله – كلمة فرقة بعد كلمة فرق لئلا يتوهم القارئ أن هذه الكلمة مثل تلك فيعطى لها الوجهين. وهذا مخالف لجميع القراء إذ أن كلمة (فِرْقَة) بعدها حرف استعلاء مفتوح بخلاف (فرق) فبعدها حرف استعلاء مكسور والكسر يضعف الحرف ...
ولذلك قال صاحب السلسبيل الشافي:
وفرق الخلاف فيه مشتهر
لأن الاستعلاء بعدها انكسر
ووجه الترقيق ضعف الراء لوقوعها بين كسرتين وضعف منع حرف الاستعلاء بسبب كسره ..
ووجه التفخيم وقوع حرف الاستعلاء بعدها المانع من الترقيق والوجهان صحيحان مقروء بهما والترقيق مقدم أداءً.
فائدة:
اعلم أن كلمة (فرق) من طرق حفص ينبغي ألا تقرأ بالترقيق أو التفخيم مطلقاً هكذا بل ينبغي أن ترجع إلى الطريق الذي تقرأبه فمثلاً إن كنت تقرأ من طريق الشاطبية فلك الوجهان والترقيق أولى وإن كنت تقرأ من طريق الفيل وذرعان من روضة ابن المعدل-فلك التفخيم فقط.
ملحوظة
ذكر صاحب هداية القاري ــ رحمه الله ــ تحريرات في (فرق) حالة الوقف
حاصلها أن من فخمها في الوصل فخمها حالة الوقف سواء وقف بالسكون أم بالرَوم ومن يري الترقيق في حالة الوصل يقول بالوجهين في حالة الوقف بالسكون أما إذا وقف بالرَوم فالترقيق لا غير. أ. هـ هداية القاري
أقول ــ سامح ــ: هذا الكلام غير معمول به فتنبه.
(ص) الراء الموقوف عليها بالسكون وقبلها فتح أو ضم أو ساكن مسبوق بفتح أو ضم وهى في الوصل مكسورة نحو: البشر والنذر والعصر. التفخيم أولى وذهب البعض إلى أن الترقيق خطأ.
(ش) الراء المكسورة المتطرفة الموقوف عليها إن ضم ما قبلها نحو {بِالنُّذُرِ} {وَدُسُرٍ} أو فتح نحو {الْبَشَرِ} أو سكن نحو {الْفَجْرِ} {الْقَدْرِ} حكمها التفخيم.
وهذا ما ذهب إليه الجمهور وهو الصحيح كما في إتحاف البشر وغيره.
وقيل: بترقيقها لعروض الوقف وذهب إليه جماعة.
والمعول عليه والمقروء به هو ما ذهب إليه الجمهور.
تنبيه
هذا إذا كان الوقف بالسكون المجرد. أما إذا كان الوقف بالرَوم فلا خلاف في ترقيق هذه الراء لجميع القراء.
وفيما يلي ضابط نفيس للعلامة المتولي بين فيه هذا التنبيه مع ذكر اختيار الحافظ ابن الجزري فيما تقدم في الراءات ذوات الوجهين وفقاً قال عليه رحمة الله:
*والراجحُ التفخيم في للبَشَر * والفجْر أيضاً وكذا بالنُّذُر*
*وفي إذا يَسر اختيار الجزري * ترقيقهُ وهكذا ونُذر*
*ومِصر فيه اخْتار أن يفخِّمَا * وعكسه في القِطْر عنه فاعلما*
*وذلك كلُّه بحالِ وقْفِنا * والروم كالوصل على ما بُيِّنَا. أهـ هداية القاري
(ص) يجب أن ينتبه القارئ الكريم إلى أن بعض الأحكام سوف تتغير إذا قرأ بالرَوم
.
(ش) قال ابن الجزري: فصل في الوقف على الراء
فاعلم أنك متى وقفت على الراء بالسكون أو بالإشمام نظرت إلى ما قبلها.
وذهب بعضهم إلى الوقف عليها بالترقيق إن كانت مكسورة لعروض الوقف
ومتى وقفت عليها بالروم اعتبرت حركتها فإن كانت كسرة رققتها
(يُتْبَعُ)
(/)
(فالحاصل) من هذا أن الراء المتطرفة إذا سكنت في الوقف جرت مجرى الراء الساكنة في وسط الكلمة تفخم بعد الفتحة والضمة نحو (العرش وكرسيه) وترقق بعد الكسرة نحو (شرذمة) وأجريت الياء الساكنة والفتحة الممالة قبل الراء المتطرفة إذا سكنت مجرى الكسرة وأجرى الإشمام في المرفوعة مجرى السكون وإذا وقف عليها بالروم جرت مجراها في الوصل والله أعلم. أ. هـ بتصرف النشر
قلت ــ سامح ــ: وأزيدك بيانا يعنى إذا وقفت علي الكلمة بوجه الروم جرت مجراها في الوصل فإذا كانت مفخمة في الوصل فخمت في الوقف على وجه الروم وإذا كانت مرققة في الوصل رققت في الوقف عليها بوجه الروم لأن الروم بعض حركة.
- فكلمة (والعصرِ) إذا وقفت بالروم (بعض حركة) ترقق الراء لأنها مكسورة في الوصل
- أما كلمة (والطيرُ) إذا وقفت بالروم تفخم الراء لأنها مضمومة في الوصل وأنت تأتى في نطقك وقفا ببعض حركة الضم وعلة الوقف كالوصل في الروم أنك نطقت ببعض الحركة.
(ص) كلمة (مجريها) حكم الراء الترقيق لأن هذه الكلمة ممالة لحفص
(ش) حفص لا يميل الراء المفتوحة ولا يرققها إلا في
(مجراها) لأنه جعل فتحة الراء قريبة إلي الكسرة , وجعل الألف التي بعدها قريبة إلي الياء
و من موجبات ترقيق الراء الإمالة. فإذا أميلت الراء المفتوحة فإن الإمالة من مسوغات الترقيق.
ملحوظات
1 ـ اختلف في ثلاث كلمات وهي (قرية ومريم) حيث وقعا (والمرءِ) فذهب بعضهم إلى الترقيق لكل القراء في الثلاث من أجل الياء والكسرة كالأهوازي وغيره وذهب ابن شريح ومكي وجماعة إلى ترقيق الأولين فقط من أجل الياء وغلط الحصري من فخمها فبالغ في ذلك وذهب بعضهم إلى ترقيق الثلاث للأزرق فقط كابن بليمة وغيره والصواب كما في النشر التفخيم في الثلاث لكل القراء ولا فرق بين الأزرق وغيره فيها.أ.هـ اتحاف البشر للبنا
قال: ابن الجزرى وذهب المحققون وجمهور أهل الأداء إلى التفخيم فيهما وهو الذي لا يوجد نص على أحد من الأئمة المتقدمين بخلافه وهو الصواب وعليه العمل في سائر الأمصار وهو القياس الصحيح.
والصواب المأخوذ به هو التفخيم للجميع لسكون الراء بعد فتح ولا أثر لوجود الياء بعدها في الترقيق وأجمعوا على تفخيم (ترميهم، وفي السرد، ورب العرش والأرض) ونحوه ولا فرق بينه وبين (المرء) والله أعلم. أ. هـ النشر بتصرف
وفي ذلك يقول الشاطبى:
وَمَا بَعْدَهُ كَسْرٌ أَوِ الْيَا فَمَا لَهُمْ **** بِتَرْقِيقِهِ نَصٌّ وَثِيقٌ فَيَمْثُلاَ
وأشار ابن برى إلى أن الترقيق لسبب بعد الراء لم يقل به أحد من أهل التوجيه للقراءات إلا في قوله "بشرر" ــ عند ورش ــ في المرسلات
قال ابن بري:
وقبل كسرة وياء فخما ... في "المرء" ثم "قرية" و"مريما"
إذ لا اعتبار لتأخر السبب ... هنا وإن حكي عن بعض العرب
وإنما اعتبر في "بشرر ... لأنه وقع في مكرر
2 ـ يدور في أذهان البعض سؤال هل الراء المشددة حكمها يتغير؟
وفي مثل ذلك يقول ابن الجزري جوابه
بأن الحرفين في الإدغام كحرف واحد إذ اللسان يرتفع بهما ارتفاعة واحدة من غير مهلة ولا فرجة فكأن الكسرة قد وليت الراء في ذلك. أ. هـ النشر
أقول ــ سامح ــ: قوله: (فكأن الكسرة) يشترك أيضا لو مفتوح أو مضموم فيكون الحكم أن الراء المكسورة مرققة والمفتوحة والمضمومة مفخمة فتنبه.
3 ـ قوله تعالى (مِرفقاً) ذكر بعض أهل الأداء تفخيمها لمن كسر الميم من أهل البصرة والكوفة من أجل زيادة الميم وعروض كسرتها
والصواب فيها الترقيق وأن الكسرة فيه لازمة وإن كانت الميم زائدة ولولا ذلك لم يرقق (إخراجاً والمحراب) لورش ولا فخمت (إرصاداً، والمرصاد) من أجل حرف الاستعلاء وهو مجمع عليه والله أعلم. أ. هـ النشر لابن الجزري
قلت ـ سامح ـ ولتوضيح ذلك يقول ابن الجزرى: (الكسرة تكون لازمة وعارضة فاللازمة ما كانت على حرف أصلي أو منزل منزلة الأصلي يخل إسقاطه بالكلمة والعارضة بخلاف ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقيل العارضة ما كانت على حرف زائد. وإليه ذهب صاحب التجريد وغيره وتظهر فائدة الخلاف في (مرفقاً) في قراءة من كسر الميم وفتح الفاء وهم أبو عمرو ويعقوب وعاصم وحمزة والكسائي وخلف كما تقدم، فعلى الأول تكون لازمة فترقق الراء معها وعلى الثاني تكون عارضة فتفخم والأول هو الصواب لإجماعهم على ترقيق (المحراب وإخراجاً) لورش دون تفخيم (مرصاداً، والمرصاد) من أجل حرف الاستعلاء بعد لا من أجل عروض الكسرة قبل كما قدمنا). أ. هـ النشر
ويقول تلميذه عبد الدائم الأزهري: (ذهب ابن شريح إلي تفخيم الراء الواقعة بعد الميم المتصلة بالكلمة لفظا من قوله ــ تعالي ــ: (مرفقا) ولم يوافق عليه الجمهور
لأن الميم نزلت منزلة الجزء بدليل الميم من (المحراب). أ.هـ الطرازات المعلمة
3 ـ لماذا الراء واللام يفخمان؟
اختصت الراء بالتفخيم بكونها متمكنة في ظهر اللسان فقربت بذلك من الحنك الأعلى الذي به تتعلق حروف الأطباق وتمكنت منزلتها لما عرض لها من التكرار. هذا قول معظم علماء التجويد لكن نحا منحى آخر في التوجيه عبد الوهاب القرطبي حيث قال: (اختصت الراء واللام بالترقيق والتفخيم دون غيرهما من الحروف لشبه بينهما وبين الألف أما اللام فإنه انحرف واستطال حتي خالط أكثر الحروف ولهذا جعل علما للتعريف فأشبه الألف بذلك وأما الراء فإنه استطال أيضا بالتكرار واتسع حتى اعتد في الإمالة بمنزلة حرفين فشابه الألف بذلك أيضا.
فصار التفخيم في كونه انحصار الصوت بين اللسان والحنك نظير الاستعلاء والإطباق ولهذا أثر الاستعلاء في الإمالة والترقيق فمنعهما لأنه ضد). أ. هـ الموضح للقرطبي
4ـــ كيفية نطق الراء في التفخيم والترقيق
تخرج من ظهر اللسان ويتصور مع ذلك أن يعتمد الناطق بها على طرف اللسان فترقق إذ ذاك أو تمكنها في ظهر اللسان فتغلظ
فإذا مكنتها إلى ظهر اللسان غلظت ولم يكن ترقيقها ولا يقوى لكسر على سلب التغليظ عنها إذا تمكنت من ظهر اللسان إلا أن تغليظها في حال الكسر قبيح في المنطق لذلك لا يستعمله معتبر
وكلام العرب على تمكينها من الطرف إذا انكسرت فيحصل الترقيق المستحسن فيها إذ ذاك وعلى تمكينها إلى ظهر اللسان إذا انفتحت أو انضمت فيحصل لها التغليظ الذي يناسب الفتحة والضمة. وقد تستعمل مع الفتحة والضمة من الطرف فترقق إذا عرض لها سبب كما يتبين في هذا الباب في رواية ورش ولا يمكن إذا انكسرت إلى ظهر اللسان لئلا يحصل التغليظ المنافر للكسرة. أ.هـ النشر لابن الجزرى
ووصفهما عبد الوهاب القرطبي بقوله: (الترقيق العمل فيها برأس اللسان ومعتمدها أدخل إلي جهة الحلق في الحنك الأعلى يسير وأخذ اللسان من الحنك أقل مما يأخذ مع المفخمة فينخفض اللسان حينئذ فلا ينحصر الصوت بينه وبين الحنك فتجيء الرقة.
وأما التفخيم فيأخذ طرف اللسان منها أكثر مما يأخذه مع الترقيق وكان معتمد اللسان أخرج في الحنك الأعلى يسيرا فينبسط حينئذ اللسان وينحصر الصوت بينه وبين الحنك فيحدث التفخيم). أ. هـ بتصرف الموضح في التجويد لعبد الوهاب القرطبي
والله أسأل القبول إنه خير مأمول
راجي عفو ربه المجيد
سامح سالم عبد الحميد
ـ[نور مشرق]ــــــــ[07 Jul 2010, 03:23 ص]ـ
بحث شامل أفدت وأجدت
بارك الله جهودك أستاذنا الفاضل
موضوعاتك كلها قيمة ونافعة
جعلها ربي في موازين حسناتك
و نفع بها وبك الاسلام و المسلمين .. آمين.
ـ[سامح سالم عبد الحميد]ــــــــ[07 Jul 2010, 04:35 م]ـ
بحث شامل أفدت وأجدت
بارك الله جهودك أستاذنا الفاضل
موضوعاتك كلها قيمة ونافعة
جعلها ربي في موازين حسناتك
و نفع بها وبك الاسلام و المسلمين .. آمين.
أختي الفاضلة نور مشرق جزاك الله خيرا ونفع بك وأعلى قدرك وتقبل منا ومنك ... آمين
ـ[سامح سالم عبد الحميد]ــــــــ[07 Jul 2010, 04:37 م]ـ
بحث شامل أفدت وأجدت
بارك الله جهودك أستاذنا الفاضل
موضوعاتك كلها قيمة ونافعة
جعلها ربي في موازين حسناتك
و نفع بها وبك الاسلام و المسلمين .. آمين.
أختي الفاضلة نور مشرق جزاك الله خيرا ونفع بك وأعلى قدرك وتقبل منا ومنك ... آمين(/)
القصيدة الرائية في مدح أهل القرآن للحافظ المقرئ أبو عبد الله محمد بن يوسف الخراساني
ـ[السراج]ــــــــ[06 Jul 2010, 11:24 م]ـ
يقول الحافظ ابن الجزري -رحمه الله تعالى- في غاية النهاية:
" محمد بن يوسف بن محمد بن إسحاق أبو عبد الله الخراساني المقرئ، صاحب تلك القصيدة الرائية في مدح أهل القرآن، رواها عنه أبو علي الحسن بن علي الأهوازي وأولها:
ألا أن أولى القول في كل ما يجري ... فمبدؤه بالحمد لله والشكر
ويا حامل القرآن طوبى لك استمع ... فضائل من يتلو القرآن ومن يقري
فإنهم أهل السعادة والتقى ... وزين عباد الله في البر والبحر
هم ورثوا علم النبيين منهم ... وهم خير خلق الله في المدن والكفر
وقد أودع الله النبوة صدرهم ... وهم أمناء الله في البدو والحضر
والقصيدة نحو سبعين بيتاً أحسن فيها، كان في أواخر الأربعمائة ".
رحم الله ناظمها وراويها، وليتنا نرى ونحفل بهذه القصيدة الرائقة لننتفع بها.
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[29 Nov 2010, 02:58 م]ـ
هل من خبر أو فائدة عن هذه القصيدة الآبدة؟؟(/)
طلب من الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد
ـ[محمد محمود إبراهيم]ــــــــ[07 Jul 2010, 05:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدكتور / غانم
تحية طيبة وبعد ...
نشكر لسيادتكم مجهودكم العظيم في مجال التجويد والقراءات و علوم القرآن
وقد لمست من سيادتك ما لم ألمسه من غيرك من تحري الدقة العلمية وسهولة العبارة وجزالة الألفاظ والمعاني والجمع في مؤلفاتك بين التراث القديم و مستجدات العصر الحديثة.
وهذا هو ما شجعني أن أقترح على سيادتك التصدي لشرح
متن الشاطبية المسمى بحرز الأماني ووجه التهاني للإمام الشاطبي
وخصوصا أننا لم نجد تحت أيدينا - فيما هو متاح - شرحا قد سلك فيه الشارح الأسلوب العلمي المتبع في كتابة الأبحاث العلمية والتحقيقات التراثية.
و أنا أقترح على سيادتك إن يسر الله الأمر وتصديت لهذ العمل
أن يكون الشرح في سلسلة أجزاء متتابعة، وكلما انتهيت سيادتك من جزء يطبع و ينشر وذلك حتى تتم الفائدة
و يوفر علينا الوقت بدلا من أن ننتظر حتى يكلل الله الجهد بإتمام العمل كاملا ..
نسأل الله أن يبارك لك في عمرك و علمك
وجزاكم الله خيرا ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[محمد محمود إبراهيم]ــــــــ[12 Jul 2010, 11:39 م]ـ
للأسف لا يوجد رد
هل ممكن افادتي بكيفية التواصل مع الدكتور غانم؟
و جزاكم الله خيرا
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[13 Jul 2010, 12:03 ص]ـ
حياك الله أخي الكريم: فضيلة الدكتور غانم غير متفرغ للملتقى، وقد لا يتمكن أحيانا من الدخول لانقطاع الكهرباء، أو تعذر الاتصال لضعف الشبكة ونحوها، ولديه ما يشغله من بحوث ودراسات وأعمال.
وبإمكانك مراسلة الدكتور غانم على بريده، وسيرد عليك ـ بإذن الله ـ وسيبين لك وجهة نظره في هذا الأمر.
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[13 Jul 2010, 01:39 م]ـ
أشكر أخي الأستاذ محمد محمود إبراهيم على حسن ظنه بي، واقتراحه علي القيام بشرح الشاطبية، كما أشكر أخي الأستاذ ضيف الله على اعتذاره عن تأخري في الإجابة، وأنا أكرر اعتذاري، وأود أن يعلم الأستاذ محمد أني ليس لدي القاعدة العلمية التي تؤهلني للقيام بشرح الشاطبية، فلم أدرس الشاطبية من قبل دراسة علمية، ولم أجد الفرصة لتلقي القراءات بمضمن الشاطبية رواية، وعسى أن ينهض بتلك المهمة من هو أقدر مني عليها.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[13 Jul 2010, 02:22 م]ـ
هذا كلام عظيم جدًّا، والحمد لله أنه يخرج من رجل لا اختلاف عليه، وهو الدكتور غانم قدوري الحمد.
ولا شك أنه يتضمن صدقا وتواضعًا واعتذارا ونحو ذلك.
لكن نحن نرى أناسًا لم يبلغوا في العلم أي منزلة، وهمهم إجازة في: الجزرية والشاطبية ونحو ذلك .....
وأعجب منه أن بعض المعاهد في دول الخليج تشترط مثل هذا.
أنا متخرج في "دار العلوم" - القاهرة، ولم ندرس ألفية ابن مالك، ولم نطالَب بحفظها، مع أننا درسنا النحو مع أكثر من 15 دكتورًا بالكلية، ثم يأتيني من يسألني عند الاختبار: هل تحفظ الألفية؟!!
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[13 Jul 2010, 07:11 م]ـ
هل تقصد أخي القارئ المليجي بأن حفظ المتون والإجازة بها لا تعني بالضرورة إتقان العلوم؟
أرجو توضيح فكرتكم في ذلك.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[14 Jul 2010, 09:42 ص]ـ
نعم أخي ضيف الله أقصد ذلك.
وهذا ما حدث معنا في دراسة النحو في دار العلوم.
= = =
مع الاحتراز بأنَّ القراءات لا غنى فيها عن الحفظ لمن يقرأ ويتلو ويُسمِّع.
أما أن يكون باحثًا أو محقِّقًا أو حتى شارحًا لمتْنٍ ما، فهناك مهارات كثيرة أخرى قد تُغنيه عن الحفظ.
من قدرةٍ على البحث السَّريع.
واستحضار لمظانّ المعلومة والبيت، ونحو ذلك.
= = =
أما أن يكون محقِّقٌ لمخطوطة لم يكن يُسمَع بالكتاب قبل العثور عليها، أو كان الكتاب يُعرف قبل العثور عليها بطبعاتٍ سيِّئة، ثم ينبري ذلك المحقق لتحقيق هذه المخطوطة، فيطلع علينا في صدر تحقيقه بإسناد إلى مصنف ذلك الكتاب [الذي اكتشف مخطوطته]، فهذا يعني أن هذا الإسناد لا يفيد شيئًا من القيمة العلمية، وإنما وضعه واضعه تبرُّكًا.
فمن ذلك:
= محقق سنن سعيد بن منصور - في غير قسم التفسير - وضع في أول تحقيقه إسناده إلى سعيد بن منصور ..... هل يفيد هذا أنه سمع السنن وصحَّحها على شيخٍ أم أنَّه حققها مثلما يفعل غيره ممن ليس لديهم ذلك الإسناد؟!!
= محقق تفسير ابن كثير وضع أسانيده إلى ابن كثير، ومنها ما يمر بابن حجر العسقلاني - فابن الجزري - فابن كثير، فما مدى انطباق هذا على الواقع؟!
هذا ما يحضرني الآن في الجواب على سؤالكم.
مع أنه في حضرة الدكتور غانم ... ما ينبغي لي أن أُسأل.
وإذا سئلتُ فما ينبغي لي أن أُجيب.
وإذا أجَبتُ فما ينبغي أن يؤخذ بجوابي ....
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Jul 2010, 10:06 ص]ـ
أشكر أخي الأستاذ محمد محمود إبراهيم على حسن ظنه بي، واقتراحه علي القيام بشرح الشاطبية، كما أشكر أخي الأستاذ ضيف الله على اعتذاره عن تأخري في الإجابة، وأنا أكرر اعتذاري، وأود أن يعلم الأستاذ محمد أني ليس لدي القاعدة العلمية التي تؤهلني للقيام بشرح الشاطبية، فلم أدرس الشاطبية من قبل دراسة علمية، ولم أجد الفرصة لتلقي القراءات بمضمن الشاطبية رواية، وعسى أن ينهض بتلك المهمة من هو أقدر مني عليها.
لله درُّك يا أبا عبدالله ما أجمل جوابك، فأنت نعمَ القدوةُ لنا نحن صغار الباحثين حقاً، وطالما تعلَّمنا منكَ الأدبَ والتواضع قبل تعلُّمِ العلم ومسائله، وقد كنتُ أتوقع جوابك هذا بحروفه قبل أن تكتبه، مع ثقتي بأنَّك لو تصدَّيت لهذا الشرح لما كان إلا شرحاً مُميزاً، ولكنَّ أبيت إلا أن تعطينا درساً أن نتوقف حيث يجب علينا أن نقف.
وجود أمثالك يا أبا عبدالله يعطينا الأمل في أننا ما زلنا بخير، أبقاك الله ذخراً للباحثين في خدمة القرآن وكلل مساعيك بالنجاح في الدنيا والآخرة.
خذ هذه الدعوات من قلب محب صادق مع فجر هذا اليوم المبارك.
الرياض في 2/ 8/1431هـ(/)
برنامج القراءات العشر الصغرى
ـ[رفعت احمد]ــــــــ[07 Jul 2010, 07:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هذا برنامج للقراءات العشر الصغرى مفيد فى فهرسة فرش الحروف
وقد وضعت فيه فرش سورة الفاتحة ومن اراد ان يكمله فليكمله فالبرنامج بسيط جدا
وهو بنظام ميكروسوفت اكسس2007
وقد وضعت فيه استعلاما عن قراءة نافع و عاصم ويسهل انشاء الاستعلامات فيه
رموز القراء العشرة فيه 81.2.39/ 4/5.67.0
حيث 8 ابوجعفر و9 يعقوب و0 خلف
من رأى البرنامج مفيدا فليدعو لاخيه بظهر الغيب.(/)
صدر حديثاً (دليل المحتار إلى اختلاف علامات الوقف في مصاحف الأمصار) للدكتور: ياسر المزروعي
ـ[الردادي]ــــــــ[08 Jul 2010, 01:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
صدر عن قطاع المساجد في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت الطبعة الأولى 1431هـ - 2010م من كتاب:
دليل المحتار إلى اختلاف علامات الوقف في مصاحف الأمصار
تأليف: الدكتور ياسر بن إبراهيم المزروعي
http://www.m5zn.com/uploads/2010/7/7/photo/070710150706gvsjr32qr.jpg
وقد أشار المؤلف في مقدمة كتابه إلى أنه سمع من بعض المشايخ المتخصصين في مراجعة المصاحف ومن بعض المقرئين أيضاً بعض الملاحظات على علامات الوقف من ناحية العلامة، أو من ناحية مكان البدء والانتهاء، في بعض المصاحف، فكان ذلك دافعاً له لتأليف هذا الكتاب، من خلال الرجوع إلى أكثر المصاحف اشتهاراً في الدول الإسلامية والعربية، وهي كما يلي:
[1] مصحف الملك فؤاد، وكانت أُولى طبعاته عام 1342هـ.
[2] مصحف طبع دار المعارف بمصر.
[3] مصحف بخط الخطاط محمد سعد الحداد. (الشمرلي)
[4] مصحف بخط الخطاط محمد سعد الحداد. (طبع دولة الكويت)
[5] مصحف مجمع الملك فهد بخط عثمان طه. (مصحف المجمع الأول)
[6] مصحف مجمع الملك فهد بخط عثمان طه. (مصحف المجمع الثاني)
[7] مصحف الشيخ ابن مكتوم بخط الخطاط جمال بوستان.
[8] مصحف بلاد شبه القارة الهندية.
[9] مصحف بلاد المغرب. (برواية ورش، ووقوف الهبطي)
وأوردُ فيما يلي مثالاً من إحدى صفحات الكتاب:
http://www.m5zn.com/uploads/2010/7/7/photo/0707101507060jkiptt8ahyvab3.jpg
يقع الكتاب في 518 صفحة من الحجم العادي.
وقد بُذِل فيه جهد مبارك مشكور، أسأل الله أن ينفع بالمؤلِّف وبالمؤلَّف.
وقد قرأتُ في الملتقى المبارك عدة موضوعات لها صلة بموضوع هذا الكتاب، أشير إلى أبرزها فيما يلي:
1 / مواطن الخلاف في علامات الوقف بين نُسختَيْ مصحف المدينة، للأخت الكريمة عائشة علي
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=12061
2 / مواطن الخلاف في علامات الوقف بين طَبْعَتَي مصحف المدينة <في جدول>، أيضاً للأخت عائشة علي
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=12697
3 / ملاحظات حول رسم المصاحف المطبوعة وعلامات الوقف، لفضيلة الدكتور يحيى الغوثاني
http://www.tafsir.net/vb/t12010.html
محبكم أبو عمر ..
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[08 Jul 2010, 07:46 ص]ـ
شكر الله لك أخي أبا عمر الردادي هذا الخبر
أسأل الله تعالى ان يبارك فيك، وأن يمدَّك بعون من عنده
ـ[محب القراءات]ــــــــ[12 Jul 2010, 05:21 م]ـ
أحسنت يا أباعمر على هذا العرض المختصر الرائع في التعريف بهذا الكتاب.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Jul 2010, 06:53 م]ـ
وفقك الله يا أبا عمر على هذا العرض الرائع للكتاب، وأرجو أن يوفقني الله للحصول على نسخة منه.
ـ[الجكني]ــــــــ[17 Jul 2010, 08:26 م]ـ
اطلعت على الكتاب وقرأت مقدمته وخاتمته، وإني أرى أن صرف المال والوقت والجهد في مثل هذا التأليف ينبغي أن لا يكون، فما هي الفائدة العلمية المرجوة من معرفة أن كل لجنة طبعت مصحفاً شريفاً قد اتخذت لنفسها منهجاً في فهم الآيات ثم بنت عليه هذه العلامات!!!!
كم كنت أتمنى من إخواننا في الكويت استغلال هذه الفرصة مادياً ومعنوياً لاستخراج كتب القراءات المبثوثة في مكتبات المخطوطات، أو التأليف في أبحاث لها أهميتها الحقيقية في هذا العلم.
وهذا الرأي لا يقلل ولا " يميل " بحال من الأحوال من جهد المؤلف حفظه الله وصدق نيته لخدمة كتاب الله تعالى.
والله من وراء القصد.
ـ[سفير الغرباء]ــــــــ[18 Jul 2010, 01:51 ص]ـ
^
قلتَ - حفظك الله و نفع بك - ما جال في الخاطر.
ـ[الجكني]ــــــــ[18 Jul 2010, 02:40 ص]ـ
اطلعت على الكتاب وقرأت مقدمته وخاتمته، وإني أرى أن صرف المال والوقت والجهد في مثل هذا التأليف ينبغي أن لا يكون، فما هي الفائدة العلمية المرجوة من معرفة أن كل لجنة طبعت مصحفاً شريفاً قد اتخذت لنفسها منهجاً في فهم الآيات ثم بنت عليه هذه العلامات!!!!
كم كنت أتمنى من إخواننا في الكويت استغلال هذه الفرصة مادياً ومعنوياً لاستخراج كتب القراءات المبثوثة في مكتبات المخطوطات، أو التأليف في أبحاث لها أهميتها الحقيقية في هذا العلم.
وهذا الرأي لا يقلل ولا " يميل " بحال من الأحوال من جهد المؤلف حفظه الله وصدق نيته لخدمة كتاب الله تعالى.
والله من وراء القصد.(/)
مع علماء رسم المصحف والوقف والابتداء بخصوص كتب مقطوع القرآن وموصوله.
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[08 Jul 2010, 01:42 م]ـ
ذكر محمد بن إسحاق النديم البغدادي الوراق (ت 385 هـ) في كتابه " الفهرست " أربعة من العلماء صنفوا في هذا الفن، وهم: ابن عامر، وحمزة، والكسائي، والسري (؟).
حيث قال: ((الكتب المؤلفة في " مقطوع القرآن وموصوله ": " كتاب الكسائي". " كتاب السري ". " كتاب حمزة بن حبيب ". " كتاب عبد الله بن عامر ")).
وعلى الرغم من أن النديم قد وضع هذه الكتب الأربعة في فن مستقل، ولم يدرجها مع الكتب المصنفة في رسم المصحف، ولا في الوقف والابتداء.
وتبعه على ذلك بعض المفهرسين. يراجع: تاريخ التراث العربي، وأعلام الدراسات القرآنية، ومعجم الدراسات القرآنية، ومعجم مصنفات القرآن الكريم.
وفيما يخص كتاب " مقطوع القرآن وموصوله " للكسائي – وحده - تبعه كثيرون، ويكفي أن ننظر في هذه المراجع عند ترجمة الكسائي: نزهة الألباء، ومعجم الأدباء، وإنباه الرواة، ومعرفة القراء، والوافي بالوفيات، وغاية النهاية، وتحفة الأديب، وطبقات المفسرين للداودي ... وغيرها، ولم يذكر واحد منهم أن موضوع هذه الكتب هو رسم المصحف، ولا الوقف والابتداء.
على الرغم من ذلك فإن شيوخنا الأجلاء الذين تتبعوا الكتب المصنفة في رسم المصحف – وعلى رأسهم: أستاذنا الدكتور غانم قدوري الحمد -، وتبعه على ذلك السادة الدكاتره/ أحمد شرشال، وسعود الفنيسان، ومولاي محمد الإدريس، وعبد الحفيظ الهندي، ومهدي قارئ ... وغيرهم قد أدرجوا الكتب الثلاثة الأولى فقط (؟!) ضمن الكتب المصنفة في هذا الفن.
كما أن شيوخنا الذين تتبعوا الكتب المصنفة في الوقف والابتداء – وهم كثيرون؛ منهم: الدكاتره/ أحمد خطاب العمر، وخديجة أحمد مفتي، ومحمد العيدي، وعبد الله المطيري ... وغيرهم – قد وضعوا الكتب الثلاثة الأولى فقط (؟!) ضمن الكتب المصنفة في الوقف والابتداء، ولم يأت واحد من هؤلاء ولا من هؤلاء على ذكر " كتاب السري "، كما لم يأت واحد منهم على ذكر كتاب ابن البناء البغدادي، ولا كتاب محيي الدين بن عربي.
ولم أجد واحداً منهم ذكر حجة واحدة لإدراج هذه الكتب ضمن هذا الفن أو ذاك، إلا الأخت الباحثة المجتهدة خلود العبدلي في بحثها الموصول لفظا المفصول معنى (هامش) صـ 45 – 46، التي رجحت أن موضوع هذه الكتب الثلاثة (!) هو الرسم القرآني، وضعفت أن يكون موضوعها الوقف والابتداء، واستدلت على ذلك ببعض الشواهد، والأدلة العقلية، ثم قالت: ((وعلى كل حال؛ فإن هذه الكتب من تراثنا المفقود الذي لم يوقف له على أثر)).
وما ذكرته الأخت الباحثة من بعض الشواهد والأدلة العقلية مردود عليها، وسأفصل القول في كل ذلك، ولكنني أرجو من شيوخنا الأفاضل سالفي الذكر أو من ينوب عنهم أن يذكروا العلل التي من أجلها أدرجوا هذه الكتب في هذا الفن، أو ذاك.
وأقول للقوم جميعاً:
إن الأمر ليس بالسهل الهين؛ لأنه – إن صح ما ذهبت إليه في بحثي – فإنه سيؤرخ لعلم جليل، وصلتنا عنه نقول كثيرة لعلماء أجلاء في القرنين الخامس والسادس الهجريين، قبل ابن الجوزي وغيره.
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[10 Aug 2010, 04:49 م]ـ
لعل السرى يقصد به: أبو إسحاق بن إبراهيم بن السري الزجاج (ت 311 هـ)، وله كتاب في والوقف والابتداء ذكره صاحب هدية العارفين في ترجمته
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[18 Aug 2010, 01:41 ص]ـ
أما احتمال كون المقصود بالسري أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن السري بن سهل الزجاج فهو أحد الاحتمالات، وأما كون الزجاج صنف كتاباً في الوقف والابتداء، بعنوان: " القطع والاستئناف "، أو " الوقف والابتداء " فهو غير صحيح.
ويبقى الموضوع الأصلي مطروحاً للنقاش.(/)
الكتب التي تحمل عنوان: " الاهتداء في الوقف والابتداء "، وأوهام المحققين.
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[08 Jul 2010, 01:46 م]ـ
من خلال ما قمت به من حصر شامل لكل ماصنف في الوقف والابتداء وجدت أن ثمانية كتب تحمل هذا العنوان، وقد وقع في نصفها أوهام من كثير من المحققين، والمفهرسين، وهي:
1 - الاهتداء في الوقف والابتداء: لعيسى بن عبد العزيز اللخْمي (ت 629 هـ).
وهو كتاب مفقود، وما ذهبت إليه الدكتوره/ أنجب بنت غلام نبي، عميدة كلية الآداب بجامعة أم القرى؛ من احتمال أن يكون هو المحفوظ بمكتبة الحرم المكي بمكة المكرمة، برقم (عام 856) وهم، فصلت القول فيه في مشاركة سابقة.
2 - عَلَم الاهتداء في معرفة الوقف والابتداء: لعلم الدين السخاوي (ت 643 هـ).
طبع ضمن كتابه " جمال القراء وكمال الإقراء " ثلاث طبعات، وحقق – فيما أعلم - أربع مرات، ووصلنا منه – فيما أعلم - خمس نسخ خطية مستقلة.
3 - وصف الاهتداء في الوقف والابتداء: لبرهان الدين الجعبري (ت 732 هـ).
والكتاب – فيما أعلم – يوجد منه ثلاث نسخ خطية، وحقق في رسالتين علمتين بجامعتي الأزهر، والإمام محمد بن سعود الإسلامية.
4 - الاهتداء في الوقف والابتداء: لتقي الدين محمد بن محمد بن علي، المعروف بابن الإمام (ت 745 هـ)
كتاب مفقود، وما ذهب إليه الدكتور/ أحمد نصيف الجنابي – وتبعه البعض -؛ من أن الكتاب يوجد منه نسخة خطية محفوظة في الخزانة الملكية في الرباط بالمغرب، تحت رقم: (155) هو وهم، ما كان لمثله أن يقع فيه.
5 - الاهتداء إلى معرفة الوقف والابتداء: للحافظ ابن الجزري
كتاب مفقود، لم أقف على من نقل عنه، بعد مؤلفه في " نشره "، ثم ابنه أحمد، وأبو القاسم النويري، نقلاً عن " النشر "، وهو أمر يدعو للعجب.
وقيل: إنه يوجد منه نسختان خطيتان:
الأولى: محفوظة في دار الكتب الوطنية بتونس، تحت رقم: (3537).
والثانية: محفوظة في مكتبة جامعة هايدلبرج بألمانيا، تحت رقم: (5/ 370 A ).
وهو خطأ، سبق تفصيل القول فيه في مشاركة سابقة.
6 - تعليق على " وصف الاهتداء في الوقف والابتداء " للجعبري.
نسبه للحافظ ابن الجزري الدكتور/ يوسف المرعشلي في مقدمة المكتفي صـ 69، وفي تحقيقه لكتاب البرهان في علوم القرآن (الهامش) 1/ 497، وذكر أنه يوجد مخطوطاً في المكتبة الوطنية بتونس، تحت رقم: (3983 م). ولم يزد على ذلك.
وتبعه على ذلك البعض، وهو وهم، ما كان لمثله أن يقع فيه.
7 ـ تحفة من أراد الاهتداء في معرفة الوقف والابتداء: للشيخ حسين الجوهري المصري (ق 14 هـ).
يوجد منه – فيما أعلم - نسخة خطية وحيدة، محفوظة بالمكتبة الأزهرية.
8 - الاهتداء إلى بيان الوقف والابتداء: للشيخ محمد بن عبد الرحمن الخليجي (ت 1390 هـ).
يوجد منه – فيما أخبرني الدكتور/ خالد أبو الجود - نسختان خطيتان، وأهداني مصورة لإحداهما.(/)
استشكالات في النشر - 4
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[09 Jul 2010, 12:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
قال ابن الجزري في النشر ناقلا عن مكي: "وكيف يكون ذلك والكسائي إنما ألحق بالسبعة بالأمس في أيام المأمون وغيرِه، وكان السابع يعقوب الحضرمي".
كذا ورد النص في طبعة الضباع (1/ 37)، وفي النسخة المحفوظة بالخزانة الحسنية بالرباط، تحت رقم: (11135). (اللوحة: 13 أ)، وفي النسخة المحفوظة بالخزانة الحسنية بالرباط، تحت رقم: (2484). (اللوحة: 9 ب).
محل الاستشكال:
قوله: "في أيام المأمون وغيرِه"، فهي عبارة مشكلة؛ لأن أيام المأمون لم يشترك معه غيره فيها، وظاهر العبارة أن "غير" بالجر معطوفة على "المأمون".
والذي في الإبانة عن معاني القراءات لمكي (39 ط نهضة مصر – 1978م – تحقيق: عبد الفتاح إسماعيل شلبي): "وكيف يكون ذلك والكسائي إنما ألحق بالسبعة بالأمس في أيام المأمون. وغيرُه كان السابعَ وهو يعقوب الحضرمي". وهي عبارة مستقيمة مفهومة، و"غير" بالرفع مبتدأ خبره الجملة بعده.
ولم يصرح ابن الجزري هنا بالمصدر الذي نقل عنه من كتب مكي، لكن الظاهر أنه نقل النص من الإبانة بدليل تطابقه مع ما فيها في غير هذه العبارة المشكلة، ولأنه صرح بالنقل عن الإبانة بعد هذا (1/ 47).(/)
إشكال في رسم كلمة
ـ[رشا الدغيثر]ــــــــ[09 Jul 2010, 11:15 ص]ـ
قال الداني في المقنع ص 227: "وكذلك رسم التثنية المرفوعة بغير ألف كقوله: (امرأتن) و (رجلن) و (سحرن) ... " ولكني وجدت في المصحف: (فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان) في البقرة مرسومة بالألف، فكيف يخالف كلام الداني ما رسم في المصحف؟
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[09 Jul 2010, 11:56 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة رشا الدغيثر، إذا تفضلتم بمراجعة آخر المصحف الشريف (مصحف المدينة النبوية) - مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف تجدون النص الآتي:
وأخذ هجاؤه مما رواه علماء الرسم عن المصاحف التي بعث بها الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى البصرة والكوفة والشام ومكة ... وقد روعي في ذلك ما نقله الشيخان أبو عمرو الداني وأبو داود سليمان بن نجاح مع ترجيح الثاني عند الاختلاف.
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[09 Jul 2010, 12:39 م]ـ
السلام عليكم
أختي رشا راجعي هذا الموضوع قد تجدين فيه الإجابة:
هنا ( http://www.tafsir.net/vb/t20396.html)(/)
سؤال عن منشأ القول بإعجاز الرسم القرآني
ـ[نور]ــــــــ[11 Jul 2010, 09:10 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل كان مبدأ القول بإعجاز الرسم القرآني من أهل التصوف؟
سبب هذا السؤال أني وجدت – على قلة إطلاعي - من يزعم بأن رسم المصحف سر من أسرار الله معدود في أهل التصوف.
1.ابن البناء المراكشي رحمه الله في كتابه عنوان الدليل.
2.أحمد بن المبارك وشيخه عبد العزيز الدباغ رحم الله الجميع
ثم هل ظهر القول بإعجاز الرسم القرآني أو القول بأن رسم المصحف سر من أسرار الله تعالى قبل المراكشي؟
أسأل الله أن يبارك للجميع في علمهم وعملهم
ـ[أحمد صالح أحمد غازي]ــــــــ[11 Jul 2010, 10:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الصادق الأمين المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين وعلينا معهم في الصالحين، آمين اللهم آمين:
معلوم أن القرآن كتب ورسم بالرسم العثماني بعد وفاة رسول الله وانقطاع الوحي، فلا يحتاج بيان بطلان القول بإعجاز الرسم إلى مزيد كلام، إذ لا إعجاز بعد انقطاع الوحي لأن الذي تحدى بالإعجاز هو الله، ولا وحي يصل بين البشر وبينه لمعرفة الرسم المعجز بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فيما أعلم.
ولكن يمكن النظر إلى جانب آخر مذهل في هذه العملية، وهي كيف أن صورة الرسم هذه استوعبت القراءات وكيف عمل المكلفون بكتابته من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين على مثل هذا المستوى العالي من الإدراك والتنظيم، بحيث رسمت تلك المصاحف وربما رسمت فيها الكلمة لتعطي كل الطرق المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم قراءتها، أما ابتداع الخزعبلات فديننا في غنى عنها.
والقرآن معجز من قبل كتابته وتدوينه على أي صورة من الصور.
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[11 Jul 2010, 11:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الصادق الأمين المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين وعلينا معهم في الصالحين، آمين اللهم آمين:
معلوم أن القرآن كتب ورسم بالرسم العثماني بعد وفاة رسول الله وانقطاع الوحي، فلا يحتاج بيان بطلان القول بإعجاز الرسم إلى مزيد كلام، إذ لا إعجاز بعد انقطاع الوحي لأن الذي تحدى بالإعجاز هو الله، ولا وحي يصل بين البشر وبينه لمعرفة الرسم المعجز بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فيما أعلم.
ولكن يمكن النظر إلى جانب آخر مذهل في هذه العملية، وهي كيف أن صورة الرسم هذه استوعبت القراءات وكيف عمل المكلفون بكتابته من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين على مثل هذا المستوى العالي من الإدراك والتنظيم، بحيث رسمت تلك المصاحف وربما رسمت فيها الكلمة لتعطي كل الطرق المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم قراءتها، أما ابتداع الخزعبلات فديننا في غنى عنها.
والقرآن معجز من قبل كتابته وتدوينه على أي صورة من الصور.
هذا الكلام ليس دقيقاً، فقد عني الرسول صل1 والصحابة رض3 بكتابة المصحف ولم ينتقل الرسول إلى الرفيق الأعلى إلا والقرآن قد كتب كاملاً، ولكن لم يجمع في مصحف واحد، فقد كان للرسولصل1 كتاب كثر زادوا على الستين كاتباً، منهم الخلفاء الأربعة، ومعاوية، وأبان بن سعيد، وثابت بن قيس، وأرقم بن أبي، وحنظلة بن الربيع وغيرهم رض3، وقد روى زيد بن ثابت رض1 قال: ((كنت أكتب الوحي عند رسول الله صل1 وهويملي علي، فإذا فرغت قالصل1 اقرأ، فأقرأه، فاذا كان فيه سقط أقامه، ثم أخرج به إلى الناس)) رواه الطبراني في المعجم الكبير ورجاله موثوقون
أما بخصوص سؤال الاخت الكريمة فحسب علمي وبحثي في هذا الموضوع لم أطلع على قول قبل ابن البناء المراكشي (ت 721هـ) قال ان للرسم أسرار ومعاني باطنة تتعلق بمراتب الوجود والمقامات، مع الملاحظة أن المراكشي كان ذا ميل شديد إلى العلوم الرياضية والعقلية ويتجلى ذلك في مؤلفاته الكثيرة في الفلسفة والمنطق والفلك والرياضيات، ثم أنه ذو اتجاه صوفي وجداني دفعه إلى الانقطاع مدة عن أكل ما فيه روح، وأصيب بحالة عصبية فحجب في بيته سنة (1)، مما انعكس على تعليلاته على ظواهر الرسم، يقول أستاذنا الدكتور غانم: ((ورغم الصورة المنطقية التي يعرض فيها المراكشي مذهبه فإن هذا الاتجاه بعيد كل البعد عن طبيعة الموضوع، فلم يدر في خلد الصحابة رض3 شيء من تلك المعاني التي يحاول أبو العباس المراكشي أن يعلل بها رسم الكلمات في صورة فلسفية باطنية ... )) رسم المصحف دراسة لغوية تأريخية 229
ـــــــــــــــــ
(1) ينظر في ترجمته كتاب الاعلام للزركلي 1/ 213
ـ[أحمد صالح أحمد غازي]ــــــــ[11 Jul 2010, 12:41 م]ـ
هذا الكلام ليس دقيقاً، فقد عني الرسولصل1 بكتابة القرآن ولم ينتقل الرسول إلى الرفيق
أخي إياد الكتابة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أمر معلوم غير مغفل ولا متناسى أثناء الرد لكن الحديث كان عن الرسم العثماني لأن الحوار يدور حول صورة هذا الرسم وما فيها من إعجاز، ولنفرض جدلا أن الرسم هو ما كان كتبه معاوية وزيد وأبي وغيرهم رضوان الله عليهم أجمعين بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن ما لم يؤثر هو الأمر قرآنا أو سنة برسم كلمة على نحو معين، لأن هذا متى كان على هذا النحو جاز لنا البحث عن جوانب إعجازه، للنص على صورته، ولقصد الشارع الحكيم إليه، أما الاجتهاد من الصحابة رضوان الله عليهم فهو خارج دائرة الإعجاز، كونه عملا بشريا، ولكن يحسب لهم ما بلغوا إليه من مراحل الفهم والاستنباط التي ربما لم تصلها غيرهم من الجماعات البشرية في المماثل من المقامات، رضي الله عنهم أجمعين وجعلنا من التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[11 Jul 2010, 01:17 م]ـ
أخي أحمد أوافقك الرأي في ما تقول لأن القرآن كتب على وفق مااعتاده الصحابة رض3 من انماط كتابية في عصرهم، ويبقى التعليل اللغوي والتاريخي هو أنسب التعليلات في تفسير ظواهر الرسم القرآني، اعتراضي على قولك كان من اجل التعميم الذي ذكرته بان القرآن كتب ورسم بالرسم العثماني بعد وفات النبي صل1، وما الرسم العثماني إلا صورة من صور كتابة القرآن في عصر النبي بغض النظر عن توقيف أو اجتهاد الرسم، فعبارتك تحتاج إلى صياغة دقيقة وفقك الله لكل خير ويسر دراستك في حيدر أباد
ـ[أحمد صالح أحمد غازي]ــــــــ[11 Jul 2010, 01:38 م]ـ
جزاك الله خيرا ووفقني وإياك إلى الصواب حيث كان، وراجع رسم الفقرة التي كتبتها إملائيا، فقد وقع فيها من الإعجاز الشيء الكثير مما يعجز عن كتابة مثله الفطاحلة من المختصين، وهذه دعابة أخ مع أخيه فقط.
ـ[أحمد صالح أحمد غازي]ــــــــ[11 Jul 2010, 04:29 م]ـ
أخي جزاك الله خيرا على سعة صدرك وقيامك مباشرة بتعديل النص، وأنت أهل لأن تنال الدرجات العلى، لا ينال العلم مستح ولا متكبر، فجزاك الله خيرا أولا وأخيرا
ـ[نور]ــــــــ[11 Jul 2010, 06:18 م]ـ
الأستاذان الفاضلان
أحمد صالح أحمد غازي
و إياد السامرائي
جزاكم الله خيرا
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[11 Jul 2010, 07:03 م]ـ
أخي أحمد أشكر مداخلاتك المشاكسة، وكنت أعلم بوجود هذه الأخطاء الطباعية، وكنت أعمل على تعديلها ولكن ضعف شبكة الانتر نيت عندنا في العراق وانقطاعها المتكرر أخر هذا التصحيحات حتى سبقتني ووضعت أنت مشاركتك المداعبة، وسبق السيف العذل، ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل كما قال عمر بن الخطاب رض1 فجزاك الله عني خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Jul 2010, 07:21 ص]ـ
بارك الله في السائل والمُجيب والمُعِّقب، ولا إضافة بعد ما تفضل به أخي الدكتور إياد وإِنَّما أحببتُ السؤال لخبراء رسم المصحف:
هل هناك توجيهٌ علميٌّ مقبولٌ لوجهة نظر ابن البنا المراكشي- رحمه الله - في ذهابه للقول بتوقيف رسم المصحف مع معرفته بأميَّة النبي صلى الله عليه وسلم وعدم معرفته بالكتابة (ولا تَخُطُّهُ بِيَمينِكَ)؟
ـ[نور]ــــــــ[12 Jul 2010, 10:00 ص]ـ
سؤالكم دكتور عبد الرحمن وإن كان لخبراء الرسم لكن سأجيب بما لدي , ولعل الأفاضل يتفضلون بالتعقيب أو التصحيح إن كان في الكلام وهم.
المراكشي رحمه الله علل الرسم تعليلا إشاريا صوفيا كما يظهر , وسأنقل بعضًا من كلامه في مقدمة كتابه حيث يقول: (لأحوال هذه الحروف مناسبة لأحوال الوجود حصل بها بينهما ارتباط به يكون الاستدلال.
فالهمزة تدل على الأصالة , والمبادي فهي موصولة.
والألف تدل على الكون بالفعل في الوجود فهي مفصّلة , لأنها من حيث إنها أول الحروف في الفصل الذي بين ما يسمع وما لا يسمع متصلة بهمزة الابتداء , ولذلك جعلت علامة الاثنين .... إلى أن قال: كما انقسم باب الوجود على قسمين: ما يدرك وما لا يدرك. والذي يدرك على قسمين: ظاهر ويسمى: الملك , وباطن ويسمّى الملكوت ... والتنزيل في الخطاب بين هذه الأقسام صارت اللفظة بحسب ذلك مشتركة في الاعتبار بين البابين وأقسام الوجود فاحتاجت إلى فرقان. فيجعل الألف يدل على قسمي الوجود , والواو على قسم الملك منه لأنه أظهر للإدراك , والياء على قسم الملكوت منه لأنه أبطن في الإدراك)
وهو لم يصرح بأن الرسم توقيفي معجز وعبارته في هذا محتملة – كما أظن -
وأما القول بأن الرسم العثماني توقيفي فاستدل القائلون بذلك بأدلة كثيرة أغلبها مسوق في كتب علوم القرآن ولا أظنها لا تخفى عليكم
ومن كلامكم دكتور عبد الرحمن أقول هل القول بأن الرسم توقيفي , وكان بوحي يناقض القول بأمية الرسول صلى الله عليه وسلم؟ ألا يكون إقرار النبي صلى الله عليه وسلم – إن ثبت - دليلا كافيا؟
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[12 Jul 2010, 04:18 م]ـ
لايخفى عليك شيخي العزيز دكتور عبد الرحمن أن الخلاف بين توقيف الرسم واجتهاديته قديمة ظهرت قبل ابن البناء المراكشي، ولكن لي ملاحظة لمن يتعرض لقضية توقيف الرسم في العصر الحديث، وهي أنه يخلط بين قول العلماء بوجوب الالتزام برسم المصحف وبين القول بالتوقيف، فلا يلزم القول بوجوب الالتزام برسم المصحف أن رسم المصحف توقيفي، فليس هناك ترابط بين القضيتين
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[12 Jul 2010, 05:12 م]ـ
الخلاف بين توقيف الرسم واجتهاديته قديمة ظهرت قبل ابن البناء المراكشي
من قال بذلك قبله؟
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا.
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[12 Jul 2010, 05:58 م]ـ
أخي حسين ممن قال بعدم توفيقية الرسم القرآني القاضي الباقلاني المتوفى سنة (403هـ) في كتابه الانتصار للقرآن، والكتاب مطبوع بتحقيق الدكتور محمد عصام القضاة، وفيه آراء قيمة، وكذلك روى بعض العلماء عن العز بن عبد السلام أقوالا ـ وإن اختلف في صحتها وتصحيفها ـ استدلوا فيها على أن الرسم ليس توقيفياً، وجزاك الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[12 Jul 2010, 06:18 م]ـ
بارك الله فيكم. قصدتُ من قال بالتوقيف (كما هو ظاهر مذهب المراكشي، وتصريح الدباغ)؟ ولم أقصد خلافهم القديم في وجوب التزامه في المصاحف.(/)
فتح الحميد المَجيد في أهم مسائل وقف حمزة على الهمز من طريق القصيد نظم احمد نواف المجلاد
ـ[ابن عامر الشامي]ــــــــ[11 Jul 2010, 02:30 م]ـ
في المرفقات نظم فتح الحميد المجيد في أهم مسائل وقف حمزة على الهمز من طريق القصيد، نظمها: أحمد نواف المجلاد.
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[11 Jul 2010, 05:37 م]ـ
شكر الله لك أخي ابن عامر الشامي هذه المنظومة
أسأل الله تعالى أن يثيبك عليها(/)
هل يعتد بهذه الاجازة؟
ـ[درر]ــــــــ[11 Jul 2010, 05:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اود الاستفسار عن أمر معين سمعت به مؤخرا وارغب بإفادتكم اخوتي الكرام
هل ان قرأ طالب على شيخ قراءة عاصم كاملة واجازه به واراد الطالب ان يكمل القراءات مع نفس الشيخ
فهل يجوز للشيخ ان يقرأه الكلمات المختلف فيها فقط؟؟
يعني يقرأ الايات التي فيها الفرش فقط على افتراض انه قرأ المصحف كاملا واقر له الشيخ ان قراءته متقنة واجازه به؟؟؟
هل مثل هذه الاجازة يعتد بها؟؟؟
ـ[السراج]ــــــــ[11 Jul 2010, 05:24 م]ـ
الأولى والأكمل والأفضل وهو المقرر في التعليم أن يُقرئه الشيخ القرآن الكريم كاملاً مجوداً، وبعد ذلك يبدأ بإفراد كل رواية على حدة أصولاً وفرشاً ويقرأها في ختمة واحدة، ومن ثم يجمع عدد من القراءات في آن واحد حسب قدرة الطالب إن أتقنها، وهذه الطريقة هي الأرسخ في حفظ القراءات وتعلمها ..
أما أن يُقرئَه الكلمات الفرشية المختلف فيها فقط، فهذا فيه قصور وخلط وخلل في التعلم، لأنه لكل قارئ أصولاً وفرشاً، لا يُكتفى فقط بفرش الحروف، ولو اكتفى بالفرش لكان خلطاً بين القراءات، فالأهم أن يبدأ بأصول كل قارئ ثم يتبعها بالفرش ويتم تطبيقها في قراءة القرآن الكريم مع استحضار الشواهد والأدلة من الشاطبية للقراءات السبع أو الدرة المضية للقراءات الثلاث المتممة للعشر، ولا بد من التدرج ليكون أرسخ وأثبت في تعلم القراءات القرآنية والله أعلم ..
ـ[درر]ــــــــ[11 Jul 2010, 05:53 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ونفع بكم
اللهم آمين
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[11 Jul 2010, 06:01 م]ـ
جاء في كتاب: إجازات القرَّاء للدكتور: محمد بن فوزان العمر - وفقه الله - صـ52: المبحث الثالث عشر: الإجازة بأحرف الخلاف - فقط -:
إنَّ الإجازة بأحرف الخلاف عرضاً أو سماعاً هي من المسائل الدقيقة التي لم يعرِّج عليها إلا القليل من أهل العلم ...... ) إلخ.
وقال: وهذا هو النوع الثالث من أنواع الإجازات القرآنية لا تتأتى إلا لمن بلغ درجة كبيرةً في الإتقان، ولا يتحقق هذا إلا بكثرة العرض، إذ أنَّ حسن الأداء بكثرة العرض ... ) إلخ.
ولي عودة مع الموضوع - إن شاء الله تعالى -.
ـ[محمد سليمان]ــــــــ[26 Aug 2010, 03:55 م]ـ
أتعجب كل العجب ممن يتعجل بالختم ويريد القراءة بالخلاف فقط ومع أني لازلت طويلب علم إلا أنني وبإذن الله لن أجيز أحدا بهذه الطريقة أبدا وإني وبحمد الله وفقد قرات القراءات العشرة جمعا وافرادا على عدد من الشيوخ إلا أنني لم أفكر للحظة واحدة أن أقرأ بالخلاف لأن في الأصول الكثير من الخلاف بين القراء مالا يحتمل معه أن تقرأ بالفرش وهب أنك قرأت الخلاف في الفرش فأين أنت من الأصول من ميمات الصلة بأوجهها لقالون وكذلك ورش في البدل والصلة والنقل وغيره وكذلك ابن كثير في الصلة وهاء الكناية وكذلك أبو عمرو بالنقل للسوسي مع الادغام وكذلك إمالات الدوري المنفردة وكذلك الادغامات لابن عامر قد واذ وتاء التأنيث ولام هل وبل والتسهيل للهمزات والتحقيق لهشام مع الادخال وغير ذلك من الأصول وكذلك سكت حمزة وغمالات هاء التأنيث للكسائي وادغاماته وإمالات حمزة والكسائي وانفرادات حمزة والكسائي فيها واستثناءاتهما فكيف ستقرأ بالخلاف فقط؟؟؟؟
لقد فترت الهمم ورب الكعبة فنسأل الله العفو والعافية.(/)
ما أفضل شروح الدرة المضيئة؟
ـ[رشا الدغيثر]ــــــــ[12 Jul 2010, 12:16 ص]ـ
ما أفضل كتاب في شرح الدرة المضيئة لابن الجزري؟
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[12 Jul 2010, 12:53 ص]ـ
يختلف الجواب باختلاف السائل، ولكن يمكن القول بأن شرح النويري بتحقيق وتعليق فضيلة شيخنا الجليل عبد الرافع رضوان الشرقاوي حفظه الله = أفضل الشروح.
وقد طبع في الجامعة الإسلامية، ثم طبع في مكتبة الرشد في مجلدين.
ومن الشروح شرح الشيخ محمد بن حسن السمنودي الشهير بالمنيّر ـ رحمه الله ـ وهو شرح مختصر ملخص من شروح الزبيدي والنويري والرميلي كما ذكر في مقدمته.
ومن الشروح شرح الزبيدي فمختصر جدا، وقد حققه فضيلة الشيخ عبد الرازق موسى ـ رحمه الله ـ وأطال في حواشيه بالمفيد النافع، وشيخنا الجليل د. علي الحذيفي ـ حفظه الله ـ يحب هذا الشرح بحاشية الشيخ عبد الرازق، ويرجع إليه كثيرا فيما يتعلق بالدرة.
ومنها شرح الشيخ علي الرميلي (ت 1130هـ)، وعادته ـ رحمه الله ـ في كتبه كثرة النقول، ولا تظهر شخصيته العلمية فيها.
وقد حقق هذا الشرح في عدة رسائل بجامعة أم القرى ولم ينشر بعد، ونشر قبل عدة أشهر في طبعة تجارية مصرية.
ومنها شرح ابن عبد الجواد، وقد طبع طبعة تجارية في دار الصحابة.
ومنها الإيضاح شرح الدرة للشيخ العالم عبد الفتاح القاضي ـ رحمه الله ـ وهو من أفضل الشروح، لما عرف به الشيخ من الأسلوب الجيد في تقريب المعلومة، وأفضل طبعاته التي حققها الدكتور عبد القيوم السندي، وطبعت في دار الأسدي بمكة المكرمة.
ومنها تقريب الدرة للشيخ إيهاب فكري، وهو ترتيب وتهذيب لشرح السمنودي، مع إضافات كجداول ونحوها.
والله أعلم.
ـ[سفير الغرباء]ــــــــ[12 Jul 2010, 01:09 ص]ـ
^
^
أجاد و أفاد الشيخ: ضيف الله - أثابه الباري -.
ـ[السراج]ــــــــ[12 Jul 2010, 01:13 ص]ـ
وأضيف أيضاً لما ذكره أخي العزيز الشمراني
كتاب: " البهجة المرضية شرح الدرة المضية "
لشيخ المقارئ المصرية العلامة المقرئ الشيخ علي بن محمد الضباع رحمه الله تعالى،
وهو شرح نفيس ميسر يذلل الصعاب على غرار شرحه للشاطبية، وهو مطبوع قديماً بمكتبة ومطبعة محمد علي صبيح وأولاده بميدان الأزهر.
ـ[السراج]ــــــــ[12 Jul 2010, 01:19 ص]ـ
ومن الشروح التي ما تزال مخطوطة ونرجو أن ترى النور قريباً:
- البهجة السنية بشرح الدرة البهية للعلامة المقرئ المحقق الشيخ محمد هلالي الأبياري رحمه الله.
- حاشية نفيسة للعلامة الشيخ أبي عيد رضوان المخللاتي على الدرة.
- شرح المقرئ الشيخ عبد الفتاح المرصفي -رحمه الله- على الدرة.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[12 Jul 2010, 06:13 ص]ـ
أشكر لكما المرور والإفادة.
بالنسبة للبهجة السنية في غالب ظني أنه سجل في رسالة علمية، فأرجو ممن لديه علم الإفادة في ذلك.
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[12 Jul 2010, 07:12 ص]ـ
ومن الكتب اليمنية في شرح الدُّرة للإمام ابن الجزري - رحمه الله - إضافة إلى ما ذكره الإخوة من شرح الزبيدي، فإنني أضيف هنا أيضاً:
المناهل الرّوية شرح الدُّرة المضية في القراءات الثلاث المرضية:
تأليف: المفضل محمد بن أحمد بن الحسن الملحاني، وهو أحد علماء القرن التاسع.
توجد منه نسختان:
إحداها: ببعض المكتبات الخاصة باليمن - انظر فهرس بعض المكتبات الخاصة في اليمن صـ145 -
الثانية: بمكتبة الأوقاف تحت رقم (93) مجاميع.
ينظر: مصادر الفكر الإسلامي في اليمن صـ30.
ولعلَّ الله ييسِّر لها من يخرجها من عالم المخطوطات إلى عالم المطبوعات، ويوجد غيرها ضمنته بحثي (الرِّحلة الجزرية للبلاد اليمنية - فصل: عناية أهل اليمن بمؤلفات ابن الجزري -) يسَّر الله إتمامه.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[12 Jul 2010, 08:58 ص]ـ
شكر الله لك أخي أبا إسحاق هذه المعلومة النفيسة، وأرجو الإفادة بما تيسر حول هذا الشرح.
ـ[السراج]ــــــــ[12 Jul 2010, 08:01 م]ـ
للعلامة المقرئ المحقق الشيخ محمد هلالي الأبياري – رحمه الله - منظومة: " تنقيح الدرة في القراءات الثلاثة المتممة للقراءات العشر" وتحتوي على 245بيتاً، وهي مطبوعة.
وللمقرئ الشيخ محمود بن علي بسة – رحمه الله - كتاب: "روضة الجنات فيما انفرد به ثلاثة الدرة من القراءات"، وهو مطبوع.
وللمقرئ الدكتور محمد سالم محيسن – رحمه الله – كتاب:" الإفصاح عما زادته الدرة على الشاطبية "، وهو مطبوع.
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[20 Jul 2010, 12:00 م]ـ
وممن عُني بمنظومة (الدرة) لابن الجزري أيضاً المقرئ حسن بن محمد بن سعيد البدر الشظبي اليمني المولود (سنة 789 هـ) وأخذ بصنعاء عن محمد بن إبراهيم، وفي تعز عن النفيس العلوي وابن الخياط، واشتغل بالتدريس في إحدي مدارس تعز، وكان فقيهاً نحوياً مقرئاً محدِّثاً، (ت: 834 هـ) ومن عنايته بالدرة رسالته: (الزراري المسفرة نظم الدرة).
(الضوء اللامع للسخاوي 3/ 143، وطبقات صلحاء اليمن للبريهي صـ221، ومصادر الفكر الإسلامي في اليمن للحبشي صـ26).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الفقيه]ــــــــ[20 Jul 2010, 01:30 م]ـ
المناهل الروية للملحاني يحقق حاليا.
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[20 Jul 2010, 02:04 م]ـ
المناهل الروية للملحاني يحقق حاليا.
نسأل الله أن ييسِّر خروجه إلى عالم المطبوعات
من يقوم بتحقيقه؟
أرسالة علمية أم غيرها؟(/)
الحكمة من كثرة ختم الفواصل بحرف المد
ـ[السراج]ــــــــ[12 Jul 2010, 02:11 ص]ـ
يرى المتأمل للقرآن الكريم ختم الفواصل بحروف المد واللين، وهي الواو والياء والألف، وإلحاق النون بعدها،
وذلك نحو:المتقون، الصابرين، الميزان الخ ..
والحكمة في ذلك: التمكين من مد الصوت والترنم بالأداء، وذكر هذا عدد من أهل العلم بالقرآن، والعلم عند الله تعالى.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[12 Jul 2010, 02:29 ص]ـ
هذا الكلام ذكره الزركشي رح1 في البرهان.
فليتك أخي تكرمت بنقل كلامه كاملا على الأقل لتتم الفائدة.
وموضوع البحث الصوتي للفواصل القرآنية من الموضوعات الجميلة التي خصها بعض الباحثين بكتابات ممتعة وثرية، منها على سبيل المثال:
القيمة الصوتية للفاصلة القرآنية ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=32385)
معرفة فواصل القرآن صوتياً ( http://www.dahsha.com/viewarticle.php?id=61)
ـ[السراج]ــــــــ[12 Jul 2010, 02:40 ص]ـ
يقول الإمام الزركشي رحمه الله في البرهان:
" قد كثر في القرآن الكريم ختم كلمة المقطع من الفاصلة بحروف المد واللين وإلحاق النون وحكمته وجود التمكن من التطريب بذلك، قال سيبويه رحمه الله: أما إذا ترنموا فإنهم يلحقون الألف والواو والياء ما ينون وما لا ينون لأنهم أرادوا مد الصوت وإذا أنشدوا ولم يترنموا فأهل الحجاز يدعون القوافي على حالها في الترنم، وناسٌ من بني تميم يبدلون مكان المدَّة النون انتهى
وجاء القرآن على أعذب مقطع وأسهل موقف ".
ـ[باحثة علم]ــــــــ[12 Jul 2010, 04:37 ص]ـ
أخي الكريم فضلا ادخل على هذا الرابط ممكن تفيدك هذه الدراسات
http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=109945#post109945 (http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=109945#post109945)(/)
أوجه ورش من طريق الأصبهاني عن الحمَّامي من المصباح
ـ[السراج]ــــــــ[12 Jul 2010, 07:39 ص]ـ
نظم أستاذي وشيخي العلامة المقرئ الشيخ سعيد بن عبد الله المحمد العبد الله - تغمده الله برحمته وأسكنه بحبوحة جنته-
وقد حصر جميع الأوجه لورش من طريق الأصبهاني عن الحمَّامي من كتاب المصباح.
قال رحمه الله تعالى:
الحمدُ للهِ مُصَلياً عَلى ... محمَّدٍ خَير نَبيٍّ أُرْسلا
والآلِ والصَّحبِ الكرامِ النُّجبا ... والتَّابعينَ كلُّهم لا مَنْ أبَا
وبعدَ عدُّ طُرْقِ الاصبهاني ... أربعَةٌ مَتينةُ الأركانِ
فخُذْ عَن الحَمّام من مصباحِي ... ثوابتَ الوُجوهِ كالإصباحِ
لا غَنَّ مَعْ لامٍ ورَا فَأبِدلا ... في آلذكَرَيْ آلآن آللهُ اعْقِلا
وَذَا اتصالٍ وسِّطنْ وَما انفصَلْ ** فَاقصُر وَمِلءُ الأرضِ بالنَّقلِ اسْتهَلْ
نحو يَشا إلى أئمةْ سهِّلن ... حقِّق تأذَّنْ ثُمَّ يَلهثْ أظهِرَنْ
حقَّقْ كِتَابيَهْ تأذَّنَ الَّتي ... جَاءتْ بإبراهيمَ ذِي المروءةِ
ها أنتُمْ احذِفْ ألِفاً وَأبدِلاً ... بأيْ بأيِِّكمْ بياسينَ ادْغِمَنْ
وعينَ شُورى مَرْيَمٍ وَسِّط وَهَا ... طه ومرْيمٍ كـ (يَاهَا) افْتَحْ بِهَا
وَافْتَحْ وقلَّلْ ياءَ يَاسينَ وَذَا ... مَا جَاءَ في الْمصباحِ فَادْرِ المَأخَذَا
فَخِّمْ بِفْرقٍ محِّضنْ إدغامَا ... نَخْلُقكُّمُ وَكَبِّرَنْ خِتَامَا 12
ـ[ابن عامر الشامي]ــــــــ[12 Jul 2010, 11:11 م]ـ
بارك الله فيك سيدي الفاضل متن جميل جدا رحم الله الشيخ رحمة واسعة وجزاه الله خيرا على ما قدمه
ـ[ابن عامر الشامي]ــــــــ[21 Jul 2010, 01:21 م]ـ
بارك الله فيكم عندي استفسار في النظم
قال الناظم رحمه الله
حقِّق تأذَّنْ ثُمَّ يَلهثْ أظهِرَنْ
هو يقصد تأذن بسورة الأعراف
هل قصد أن تأذن بالأعراف فيها التحقيق؟
لأني قرأت ان فيها التسهيل قولاً واحداً أرجو الإفادة لأنه ذكر موضع إبراهيم وقال - رحمه الله -:
حقَّقْ كِتَابيَهْ تأذَّنَ الَّتي ... جَاءتْ بإبراهيمَ ذِي المروءةِ
فعطف تحقيق كتابيه على تحقيق تأذن بإبراهيم
فلما كان التحقيق في الموضوعين لماذا - رحمه الله - أعاد الكلمة مرتين
أرجو التوضيح بارك الله لكم
ـ[ابن عامر الشامي]ــــــــ[23 Jul 2010, 08:18 م]ـ
هل من مجيب جزاكم الله خيرا
ـ[محب القراءات]ــــــــ[24 Jul 2010, 02:13 ص]ـ
قال الإمام ابن الجزري في النشر: (واختص الأصبهاني عن ورش بتسهيل الهمزة الثانية إذا وقعت بعد همزة الاستفهام في (أفأصفاكم ربكم) وفي (أفأمن) وهو (أفأمن أهل القرى. أفأمنوا مكر الله. أفأمنوا أن تأتيهم. أفأمن الذين مكروا. أفأمنتم أن يخسف بكم) ولا سادس لها ولذا سهلها في (أفأنت. أفأنتم)
وكذلك سهل الثانية من (لأملأن) ووقعت في الأعراف وهود والسجدة وص, وكذلك الهمزتين من (كأن) كيف أتت مشددة أم مخففة نحو (كأنهم. كأنك. وكأنما. وكأنه. وكأنهن. وويكأنه. وكأن لم يكن. وكأن لم تغن. وكأن لم يلبثوا) , وكذلك الهمزة في (تأذَّن) في الأعراف خاصة, وكذلك الهمزة من: (اطمأنوا بها) في يونس (واطمأن به) في الحج, وكذلك الهمزة من (رأى) في ستة مواضع (رأيت أحد عشر كوكباً، ورأيتهم لي ساجدين) في يوسف (ورآه مستقراًعنده، ورأته حسبته لجة) في النمل و (رآها تهتز) في القصص خاصة و (رأيتهم تعجبك) في المنافقين.
واختلف عنه في (تأذن) في إبراهيم, فروى صاحب المستنير وصاحب التجريد وغيرهما تحقيق الهمزة فيه, وروى الهذلي والحافظ أبوالعلاء وغيرهما تسهيلها, واختلف عن أبي العز في الكفاية, ففي بعض النسخ عنه التحقيق وفي بعضها التسهيل, ونص على الوجهين جميعاً أبو محمد في المبهج) 1/ 398 - 399
والخلاصة أن موضع الأعراف ليس فيه خلاف عن الأصبهاني فهو يقرؤه بالتسهيل, وأما موضع سورة إبراهيم فقد اختلف فيه عنه.
قال الإمام ابن الجزري في باب الهمز المفرد في طيبة النشر:
رأيتهم تعجب رأيت يوسفا=تأذن الأعراف بعد اختلفا
والمعنى أنه يسهل الهمز في موضع الأعراف, وقوله: (بعد اختلفا) أي بعد الأعراف, يريد الموضع الذي في سورة إبراهيم اختلف عنه في تسهيله وتحقيقه.
ـ[ابن عامر الشامي]ــــــــ[24 Jul 2010, 03:36 ص]ـ
جزاكم الله شيخنا الكريم واثابكم وضح الامر الان زادكم الله علما ورفعةً وبارك الله لكم في اولادكم(/)
إلى المهتمين بكتاب: (النشر في القراءات العشر) لابن الجزري
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[12 Jul 2010, 10:08 ص]ـ
بسم الله الرَّحمن الرحيم
أحبُّ أن أزفَّ إلى مشايخي وإخواني طلبة العلم بهذا الملتقى المبارك الذين لهم عناية بكتب الإمام ابن الجزري - رحمه الله - لا سيما كتاب: النشر في القراءات العشر، وهو أنني أثناء بحثي في فصل: عناية أهل اليمن بكتب الإمام ابن الجزري - رحمه الله - وقفتُ على هذا الكتاب:
مختصر النشر في القراءات العشر
تأليف: حسين بن زيد بن علي بن جحاف ت: 1127 هـ
وتوجد نسخة من هذا الكتاب محفوظة بالمكتبة الغربية التابعة للأوقاف تحت رقم (1552)
ولعلَّ الله ييسِّر من يقوم بإخراجه من عالم المخطوطات إلى عالم المطبوعات.
ـ[أحمد تيسير]ــــــــ[12 Jul 2010, 03:56 م]ـ
بسم الله الرَّحمن الرحيم
أحبُّ أن أزفَّ إلى مشايخي وإخواني طلبة العلم بهذا الملتقى المبارك الذين لهم عناية بكتب الإمام ابن الجزري - رحمه الله - لا سيما كتاب: النشر في القراءات العشر، وهو أنني أثناء بحثي في فصل: عناية أهل اليمن بكتب الإمام ابن الجزري - رحمه الله - وقفتُ على هذا الكتاب:
مختصر النشر في القراءات العشر
تأليف: حسين بن زيد بن علي بن جحاف ت: 1127 هـ
وتوجد نسخة من هذا الكتاب محفوظة بالمكتبة الغربية التابعة للأوقاف تحت رقم (1552)
ولعلَّ الله ييسِّر من يقوم بإخراجه من عالم المخطوطات إلى عالم المطبوعات.
أحسنت على هذا الخبر اللائق، وكل كتاب يتصل بكتاب النشر من قريب أو من بعيد له مكانته الخاصة عند علماء القراءات وطلاب التخصص، ونتمنى عليك لو أتحفتنا بترجمة للمؤلف المذكور، سيما أن أهل اليمن فيهم علماء كثيرون، لكن بعضهم ما زال مغموراً.
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[12 Jul 2010, 04:10 م]ـ
، ونتمنى عليك لو أتحفتنا بترجمة للمؤلف المذكور، سيما أن أهل اليمن فيهم علماء كثيرون، لكن بعضهم ما زال مغموراً.
حيَّاك الله أخي الكريم: أحمد تيسير
لك ما أردتَ تراه إن شاء الله تعالى في بحثي الموسوم (الرِّحلة الجزرية إلى البلاد اليمنية) يسَّر الله إتمامه على خير
ـ[أحمد بن محمد فال]ــــــــ[12 Jul 2010, 04:15 م]ـ
بشرى طيبة .. لك أجرها إن شاء الله، وحبذا لو قدمت لنا فكرة عن المخطوط وجزيت الخير كله.
ـ[أحمد الرويثي]ــــــــ[14 Jul 2010, 05:52 م]ـ
بشرك الله بالخير
هذه ترجمة للمؤلف رح1 من البدر الطالع للإمام الشوكاني رح1
السيد الحسين بن زيد جحاف اليمنى
السيد العلامة الحسين بن زيد بن علي بن إبراهيم بن يحيى جَحَّاف الحسني مولده سنة 1054 أربع وخمسين وألف وقرأ القرآن من فاتحته إلى خاتمته بقراءة الأئمة العشرة على الشيخ عبد الله بن عبد الباقى المزجاجى الزبيدى وكان أول قراءته على شيخه المذكور ببندر المخافى سنة 1078 ثمان وسبعين وألف وتمامها في مدينة زبيد سنة 1086 ثم رحل المترجم له إلى صنعاء في سنة 1094 فقرأ عليه في علم القراآت الفقيه علي بن محمد الشاحذي وغيره وعاد المترجم له إلى زبيد وما زال مقرئا بزبيد حتى توفى في سنة 1127 سبع وعشرين ومائة وألف أو قبلها رحمه الله تعالى انظر: البدر الطالع (2/ 444)
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[14 Jul 2010, 07:08 م]ـ
بشرى طيبة .. لك أجرها إن شاء الله، وحبذا لو قدمت لنا فكرة عن المخطوط وجزيت الخير كله.
حيَّاك الله:
المخطوط لم يقع في يدي إلى الآن، وأنا أسعى في الحصول عليه - إن شاء الله تعالى -، ولكن أردتُ التعريف الموجز بوجوده مخطوطاً باليمن.
وشكر الله لأستاذنا أحمد الرويثي - وفقه الله - على التعريف بالمؤلف من كتاب الإمام الشوكاني - رحمه الله -
ـ[إبراهيم الفقيه]ــــــــ[15 Jul 2010, 11:14 م]ـ
إن شاء الله سأذهب قريبا إلى مكتبة المخطوطات وأخرجه.
ـ[نور مشرق]ــــــــ[19 Jul 2010, 01:02 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء
مشاركة قيمة
بارك الله فيك و نفع بك و نفعك(/)
هل يوجد مصحف كُتِبَ على مذهب الداني في الرسم؟
ـ[رشا الدغيثر]ــــــــ[13 Jul 2010, 09:38 م]ـ
معلوم أن مصحف المدينة النبوية روعي في رسمه مذهب أبي داود سليمان بن نجاح عند الاختلاف بينه وبين الداني.
فهل تعلمون مصحفًا رُجِّحَ فيه مذهب الداني في الرسم؟
أفيدوني أثابكم الله.
ـ[حسين الجزائري]ــــــــ[14 Jul 2010, 02:09 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مصحف الجماهيرية الليبية برواية قالون عن نافع روعي فيه مذهب الداني
وهذا رابط تحميله: http://www.megaupload.com/?d=A1JJGIE4
وللأمانة فقد رفعه أحد الإخوة (أسامة الكيش) جزاه الله خيرا
والله الموفق
ـ[رشا الدغيثر]ــــــــ[14 Jul 2010, 12:32 م]ـ
دخلت على الرابط وإذا الموقع المطلوب غير متاح، يا شيخ حسين
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[14 Jul 2010, 02:28 م]ـ
تم رفعه على موقع التيسير و يمكنكم التحميل من هذا الرابط:
مصحف الجماهيرية برواية قالون عن نافع ( http://taiser.net/book.php?id=20)
و لي عودة إن شاء الله بخصوص المصحف.
ـ[أسامة الكيش]ــــــــ[14 Jul 2010, 10:36 م]ـ
تم رفعه على موقع التيسير و يمكنكم التحميل من هذا الرابط:
مصحف الجماهيرية برواية قالون عن نافع ( http://taiser.net/book.php?id=20)
و لي عودة إن شاء الله بخصوص المصحف.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله أخي طه , وبارك الله فيكم على ما تبذلونه من جهود لخدمة كتاب الله ,وأهنأكم على إنشاء موقعك الالكتروني. نسأل الله أن يجعل عملنا وعملكم مقبولاً عند الله ..... وإني لأحبك في الله(/)
مَتْنُ السَّلْسَبِيلِ الشَّافِي مُصَدَّرًا بِصَوْتِ ش. عَبْدِ الْفَتّاح مدكور (تحفة فنية)
ـ[حادي العيس]ــــــــ[14 Jul 2010, 12:09 ص]ـ
الإخوة الكرام هذا مَتْنُ السَّلْسَبِيلِ الشَّافِي مُصَدَّرًا بِصَوْتِ ش. عَبْدِ الْفَتّاح مدكور (تحفة فنية) بصوت أخيكم المكنى بحادي العيس، أرجو التقييم ولا تنسونا الملاحظات .. لا حُرمتم الأجر!!
http://www.4shared.com/file/Tz5_cwZB/_______.html(/)
لماذا نظم ابن الجزري الطيبة؟
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[15 Jul 2010, 03:30 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.
يضع كل مصنف نصب عينيه هدفا واضحا لتصنيفه؛ فالشاطبي مثلا نظم "حرز الأماني" ليقرأ بمضمنها، وابن الجزري نظم الدرة كذلك ليقرأ بمضمنها؛ فمن السهل على من حفظ القرآن العظيم بإحدى الروايات ثم درس هذين المتنين أن يقرأ بطرقهما، لأن كل واحد منهما ليس فيه إلا طريق واحدة؛ فليس في الشاطبية مثلا من طرق قالون إلا طريق أبي نشيط، وليس فيها من طرق أبي نشيط إلا طريق التيسير، وليس فيها من طرق ورش إلا طريق الأزرق، وليس فيها من طرق الأزرق إلا طريق التيسير، فإذا نسبت الشاطبية وجها إلى قالون فمعنى ذلك أنه من طريق أبي نشيط، ومن طريق التيسير عن أبي نشيط، وإذا نسبت وجها إلى ورش فمعنى ذلك أنه من طريق الأزرق ومن طريق التيسير عن الأزرق، وهكذا لا يجد القارئ صعوبة في تحرير الطرق والقراءة بها من هذين المتنين، باستثناء زيادات وإطلاقات وأوهام قليلة نسبيا، نبه عليها شراح المتنين.
أما الطيبة فليست كذلك؛ فلم ينظمها ابن الجزري ليقرأ بمضمنها؛ والدليل على ذلك أن طرقها غير محررة، فقد تضمنت طرق الشاطبية والتيسير ثم زادت عليها ضعف ضعفها، كما يقول عن الحرز (في البيت: 57):
حوت لما فيه مع التيسير=وضعف ضعفه سوى التحرير
وقد بلغت طرقها نحو ألف طريق، كما يقول (في البيتين: 34 - 35):
وهذه الرواة عنهم طرق=أصحها في نشرنا يحقق
باثنين في اثنين وإن لا أربع=فهي زها ألف طريق تجمع
ففي الطيبة أورد ابن الجزري عن قالون مثلا طريقي أبي نشيط والحلواني، ثم أورد عدة طرق لأبي نشيط (فطريق ابن بويان عن أبي نشيط: من التيسير والشاطبية وهداية المهدوي، وكافي ابن شريح، وغاية ابن مهران، وكامل الهذلي، ومستنير ابن سوار، وتلخيص أبي معشر، ومبهج سبط الخياط، وتجريد ابن الفحام، وروضة المالكي، وكفاية أبي العز، ومصباح أبي الكرم، وغاية أبي العلاء، وكفاية السبط في الست. وطريق القزاز عن أبي نشيط: من الشاطبية وتذكرة أبي الحسن بن غلبون، وهادي ابن سفيان، وتلخيص ابن بليمة، وتبصرة مكي، وإعلان الصفراوي، وقراءة ابن الجزري على ابن اللبان)، (انظر: النشر: 1/ 99 - 102، والروض النضير: 59 - 60). وأورد عدة طرق للحلواني كذلك، وفي الطيبة أورد ابن الجزري عن ورش طريقي الأزرق والإصبهاني، ثم أورد عدة طرق للأزرق، وعدة طرق للإصبهاني، ولم يحرر ابن الجزري هذه الطرق؛ كما يتضح من هذا المثال: فالشاطبي مثلا أفادنا أن قالون وجميع القراء ليس لهم من طرق الشاطبية في "يمل هو" إلا ضم الهاء؛ كما يقول (في البيت: 450):
وثم هو رفقا بان والضم غيرهم=وكسر وعن كل يمل هو انجلى
فعرفنا من ذلك أن مقصوده من طريق أبي نشيط عن قالون، ومن بقية طرق الشاطبية، أما ابن الجزري في الطيبة فقد أفادنا أن قالونا له طريقان في المسألة؛ فله طريق تضم الهاء وطريق تسكنها، كما قال (في البيتين: 439 - 440):
واو ولام رد ثنا بل حز ورم=ثم هو والخلف يمل هو وثم
ثبت بدا ...
لكن ما هي الطريق التي تضم الهاء لقالون وما هي الطريق التي تسكن الهاء لقالون؟ لم يرد ابن الجزري أن يحرر لنا هذه الطرق في طيبته؛ ومن ثم فلا يمكننا نحن أن نحررها اعتمادا على الطيبة وحدها، بل لا بد أن نلجأ إلى النشر وإلى أصوله لكي نحرر هذه الطرق؛ وهكذا لا تمكن مطلقا القراءة بطرق الطيبة منها إلا بالاستعانة بمصادر خارجية.
صحيح أن ابن الجزري في الطيبة قد استعمل مستوى من التحرير في رواية ورش؛ فهو قد حرر بين طريقي الأزرق وورش، وميز كل واحدة منهما في الأصول، كما يقول (في البيتين: 39 - 40):
وحيث جا رمز لورش فهوا=لأزرق لدى الأصول يروى
والاصبهاني كقالون وإن=سميت ورشا فالطريقان إذن
(يُتْبَعُ)
(/)
لكنه لم يحرر بين طرق الأزرق، ولم يحرر بين طرق الاصبهاني؛ فهو مثلا قد ذكر الخلاف عن الأزرق في ترقيق الكثير من الراءات، ولكنه لم يحرر لنا طرق الأزرق في هذه المسألة؛ فأي طرق الأزرق تقرأ بترقيق هذه الراءات، وأيها تقرأ بتفخيمها؟ وابن الجزري كذلك قد ذكر الخلاف عن الإصبهاني في مد المنفصل، لكنه لم يحرر لنا طرق الإصبهاني في هذه المسألة؛ فأي طرق الإصبهاني تقرأ بقصر المنفصل؟ وأيها تقرأ بالتوسط؟ وأيها تقرأ بالإشباع؟ وقد خالف ابن الجزري قاعدته هذه – وهي التحرير بين طريقي الأزرق والإصبهاني عن ورش – في كلمة واحدة، هي: "أصطفى البنات"؛ فذكر فيها الخلاف لورش مجملا؛ كما يقول ابن الناظم (شرح الطيبة لابن الناظم: 18): " فإن اتفق الأزرق والإصبهاني في حرف سُمي ورش باسمه، وأما إذا وقع رمز ورش في الفرش فالمراد به ورش من الطريقين ولم يخرج عن ذلك إلا في حرف واحد وهو اصطفى في الصافات ذكر فيه الخلاف عن ورش وهو مفرع على الطريقين فالوصل للاصبهاني والقطع للأزرق كالجماعة".
فقد ركب الناظم إذن جميع الطرق، ولم يحررها، إذا استخدمنا مصطلحات المحررين؛ فأصبح من غير الممكن أن يُقرأ بطرق الطيبة منها، وأصبحت كلها مجملة، حسب عبارة الأصوليين، والمجمل عند الأصوليين: "هو الذي المراد منه يجهل" حسب عبارة مراقي السعود، وكذلك الطيبة لا يمكن أن نعرف منها خصوصيات كل طريق على حدة.
وهذا هو سبب حاجة الطيبة إلى التحريرات، بل هو سبب نشوء فن التحريرات؛ فقد أراد المحررون أن يقرؤوا بمضمن الطيبة، فواجهتهم هذه المشكلة، فحاولوا أن يحرروا طرقها، والغرض الوحيد من التحرير هو تخليص الأوجه من التركيب، كما يقول الإمام المتولي (الروض النضير: 39): "وغاية الغرض منه هنا تخليص الأوجه من التركيب"، ويقول د. عبد الغفور محمود مصطفى جعفر (القراءات: دراسات فيها وتحقيقات: 86): "ويمكننا أن نقول إن حالة الطيبة هذه بعد الاعتماد على حفظها والرواية عن طريقها دون طريق النشر استدعت التأليف في التحريرات". ويقول د. إبراهيم الدوسري عن التحريرات (الإمام المتولي وجهوده في علم القراءات: 337): "ولكنها لم تظهر ظهورا فاشيا وتفرد بالتأليف – والله أعلم – إلا بعد أن عكف القراء على القراءة بمضمن الطيبة التي جمعت زهاء ألف طريق". وما زالت بعض مناطق العالم الإسلامي لم تعرف وجود التحريرات مطلقا، مثل بلاد المغرب العربي، والسبب في ذلك أن المغاربة لم يحتاجوا إلى التحريرات؛ لأن الطيبة لم تكن من مقررات علم القراءات في مدارسهم العلمية.
إن الهدف الأسمى من التحريرات والحلم الذي يراود كل المحررين عبر التاريخ، هو رد الطيبة إلى أصولها، بحيث نستطيع أن نفرد كل طريق على حدتها، ونفرق ما جمعه ابن الجزري في الطيبة، ونعيد أصول النشر سيرتها الأولى قبل نظم الطيبة؛ فنفرد طريق التيسير، ونفرد طريق التذكرة، ونفرد طريق التبصرة ... وهكذا، كما حاول ذلك في عصرنا الشيخ العلامة المقرئ: محمد إبراهيم محمد سالم في موسوعته العظيمة: "فريدة الدهر في تأصيل وجمع القراءات العشر"؛ فقد حاول في هذا الكتاب الذي يمثل قمة ما يطمح إليه المحررون، أن يفرد ما جمعه ابن الجزري ويفرق ما جمعه؛ فذكر كل طريق من طرق الطيبة على حدة.
لكن المفارقة أن منهج المحررين هنا مخالف لمنهج ابن الجزري ومناقض لهدفه من نظم الطيبة أصلا؛ فإذا كان ابن الجزري يهدف إلى إفراد كل رواية وحدها فلماذا جمع هذه الروايات أصلا؟ ولماذا نظم الطيبة أصلا؟ ولماذا لم يحرر الطرق فينظم مضمن التبصرة على حدة، ومضمن التذكرة على حدة، وهكذا كل أصول النشر؟ لو كان ابن الجزري قد فعل ذلك لانتفت الحاجة إلى علم التحريرات من أساسه، ولم يبق للمحررين ما يحررونه. ولو فرضنا أن المحررين قد نجحوا في مسعاهم هذا وفرقوا ما جمع ابن الجزري من الطرق، وميزوا طريق كل كتاب على حدة، لكان عملهم هذا مجرد تحصيل حاصل، لأنهم باختصار سيعيدون الأمور إلى ما كانت عليه قبل تأليف الطيبة؛ فهذه الكتب والطرق كانت متميزة قبل أن ينظمها ابن الجزري في الطيبة، فماذا أضاف ابن الجزري بنظم الطيبة إذن؟
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الطيبة "لم تخلق لهذا"؛ كما قالت البقرة؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يقول: "وبينا رجل يسوق بقرة قد حمل عليها فالتفتت إليه فكلمته فقالت: إني لم أخلق لهذا ولكني خلقت للحرث. قال الناس: سبحان الله! قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: فإني أومن بذلك وأبو بكر وعمر بن الخطاب. رضي الله عنهما" متفق عليه. [رواه البخاري برقم: [3463] ومسلم برقم: [2388].
فإذا كانت البقرة لم تخلق للركوب وحمل المتاع عليها، فإن الطيبة أيضا لم تخلق لتحرير الطرق؛ ولذلك فإن المحررين لم ينجحوا في تحريرها حتى الآن؛ لأنهم أرادوا منها ما لم يرده ناظمها، ولا يزال الخلاف بين المقرئين قائما حول مسوغات وجود علم التحريرات، ولا يزال المحررون يحاولون تحرير طرق الطيبة، ولا يزالون مختلفين حول تحرير طرقها في المناهج والوسائل والمسائل.
ليس من المقبول كذلك أن يقال إن ابن الجزري قد نظم الطيبة لاختصار القراءات أو تيسيرها؛ لأن هذا الاختصار المفترض هو مخل جدا، ويجعل الطيبة عديمة الجدوى، فلو أن طالبا حفظ الطيبة بدون تحريراتها فإنه لا يستطيع أن يقرأ بطريق واحدة من طرق القراءات؛ بل لا بد لحافظ الطيبة لكي يستطيع أن يقرأ بطريق واحدة من طرق القراءات أن يحفظ متون التحريرات، وهي متون طويلة بعضها قريب من طول الطيبة أو أطول منها، وهنا لا يبقى محل لفرضية الاختصار. يقول د. إبراهيم الدوسري (الإمام المتولي وجهوده في علم القراءات: 366): "لذا لو حفظ الطالب الطيبة كلها عن ظهر قلب لم يمكنه أن يقرأ القراءات بمضمنها؛ نظرا لتشعب الطرق، بخلاف الشاطبية والدرة كما تقدم. فلا سبيل إذن إلى القراءة بمضمن الطيبة إلا عن طريق تخليص القراءات المختلف فيها من التركيب، وذلك بنسبة الطرق إلى أصحابها وهو ما يسمى بـ (التحريرات)، وبمعرفتها يسلم القارئ من الخلط والتلفيق الممتنعين رواية". وحفظ متن الطيبة ومتون تحريراتها وفهم كل ذلك وتطبيقه لا يتأتى إلا لقلة قليلة جدا من الناس؛ لأن معناه باختصار: أن نرجع الطيبة إلى أصولها ونقرأ بطرق ستة وثلاثين كتابا متفرقة، وذلك مناف تماما للاختصار والتيسير، يقول الشيخ محمد تميم الزعبي (في مقدمة طبعته من الطيبة: 11): "فإنه لم يبق في هذه الأيام من يقرأ القراءات بهذا الطريق مع التحقيق والإتقان والبحث والتدقيق إلا القليل، وأكاد أقول: لا يبلغ عددهم عدد أصابع اليد الواحدة، وإن كثر الأدعياء في هذا الزمان".
فإذا افترضنا أن ابن الجزري لم ينظم الطيبة لكي يقرأ بمضمنها، فلماذا نظمها إذن؟
يبدو من صنيع ابن الجزري أنه نظم الطيبة لهدفين اثنين:
الهدف الأول:
تسهيل الجمع بين القراءات؛ فإذا لم تكن الطيبة قد حررت طرق القراءات، فإنها على الأقل قد جمعت الوجوه المقروء بها، فإذا كانت مثلا لم تحرر أي طرق قالون تسكن هاء "يمل هو" وأي طرقه تضمها، فإنها على الأقل قد جمعت الوجهين اللذين قرأ بهما قالون في هذه الكلمة؛ فكأنما تقول لنا: "لم يقرأ قالون في جميع طرقه بأكثر من هذين الوجهين"، وإن كانت لم تنسب كل واحد من الوجهين إلى طريقه. وهذا ما يحتاج إليه الطلاب المتأهلون في جمعهم للقراءات؛ فهم يريدون أن يقرؤوا على الشيخ أو يعرضوا عليه كل الوجوه، حتى يحصلوا على الإجازة، ولا تهمهم في حالة الجمع نسبة الوجوه إلى طرقها، والشيوخ لا يكلفونهم أن يفردوا كل طريق على حدة، إذا كانوا قد جمعوا على شيخ معتبر، كما يقول ابن الجزري (النشر: 2/ 196): "نعم كانوا إذا رأوا شخصا قد أفرد وجمع على شيخ معتبر وأجيز وتأهل، فأراد أن يجمع القراءات في ختمة على أحدهم لا يكلفونه بعد ذلك إلى إفراد؛ لعلمهم بأنه قد وصل إلى حد المعرفة والإتقان". فالطالب الذي قرأ على الشيخ بالوجوه التي في الطيبة، يكون قد نجح في مهمته، وهكذا يكون الهدف الأول من أهداف تأليف الطيبة، هو تسهيل الجمع بين القراءات للطلاب المتأهلين. فإذا جمع بها الطلاب وقرؤوا بكل وجوهها مجملة، صار بإمكانهم بعد ذلك - لأنهم متأهلون - أن يرجعوا إلى الطرق فيحرروها؛ فإذا وقفوا على التبصرة مثلا كان بإمكانهم أن يقرؤوا بطريقها محررة، وإذا وقفوا على التذكرة، صار بإمكانهم أن يقرؤوا بطريقها محررة، كذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد كان الجمع بين القراءات منهجا متبعا في عصر ابن الجزري وقبله، وليس من باب العبث أن ابن الجزري قد ذكر في الطيبة فصلا عن جمع القراءات، وابتكر هو نفسه طريقة تسهل هذا الجمع، وفي كل ذلك إشارة إلى أن تسهيل الجمع بين القراءات كان من أهداف نظم الطيبة.
الهدف الثاني:
هو تنظيم الزيادات التي أتى بها الشاطبي؛ فالشاطبي قد نظم التيسير، لكنه زاد عليه زيادات أو "فوائد"، كما يقول (البيتين: 68 - 69):
وفي يسرها التيسير رمت اختصاره=فأجنت بعون الله منه مؤملا
وألفافها زادت بنشر فوائد=فلفت حياء وجهها أن تفضلا
لكن الشاطبي لم يتخذ منهجا موحدا لهذه الزيادات؛ فقد يزيد خلافا في موضع، ولا يزيد نظيره في موضع آخر، وهنا لاحظ ابن الجزري هذا النقص فحاول أن ينظم هذه الزيادات؛ فجعل الشاطبية أساس الطيبة، ولكنه قام بتنظيم هذه الزيادات فجعلها من طرق معينة، واستوعب جميع زيادات هذه الطرق؛ فطريق الشاطبية لدوري الكسائي مثلا هي طريق النصيبي؛ لكن الشاطبي والداني ذكرا زيادات من الطريق الأخرى للدوري وهي طريق الضرير؛ فذكرا إمالة يواري وأواري كما يقول الشاطبي (في البيت: 329):
يواري أواري في العقود بخلفه ...
وقد اعترض ابن الجزري على صنيع الشاطبي والداني، وتعجب لماذا لم يعتمدا منهجا موحدا في الزيادات ولماذا خصا هذه الكلمة بالذكر وحدها دون جميع ما تختلف فيه الطريقان، كما يقول (2/ 39): "وأما ما ذكره الشاطبي رحمه الله ليوارى وأوراى في المائدة فلا أعلم له وجها سوى أنه تبع صاحب التيسير حيث قال: "وروى أبو الفارس عن أبي طاهر عن أبي عثمان سعيد بن عبد الرحيم الضرير عن أبي عمر عن الكسائي أنه أمال يواري وفأواري في الحرفين في المائدة ولم يروه غيره" قال: "وبذلك أخذه - يعني أبا طاهر - من هذا الطريق وغيره ومن طريق ابن مجاهد بالفتح" انتهى. وهو حكاية أراد بها الفائدة على عادته؛ وإن لا فأي تعلق لطريق أبي عثمان الضرير بطريق التيسير؟! ولو أراد ذكر طريق أبي عثمان عن الدوري لذكرها في أسانيده ولم يذكر طريق النصيبي، ولو ذكرها لاحتاج أن يذكر جميع خلافه نحو إمالته الصاد من النصارى والتاء من اليتامى وغير ذلك من ما يأتي، ولذكر إدغامه النون الساكنة والتنوين في الياء حيث وقع في القرآن". وتعجب أيضا من زيادة الشاطبي على طريق التيسير في مسألة ويبصط وفي الخلق بصطة لابن ذكوان (النشر: 2/ 229): "ولم يكن وجه السين فيهما عن الأخفش إلا في ما ذكرته، ولم يقع ذلك للداني تلاوة، والعجب كيف عول عليه الشاطبي ولم يكن من طرقه ولا من طرق التيسير، وعدل عن طريق النقاش التي لم يذكر في التيسير سواها، وهذا الموضع من ما خرج فيه عن التيسير وطرقه؛ فليعلم ولينبه عليه".
وهكذا أراد ابن الجزري أن يُنَظِّم هذه الزيادات ويجعلها من طرق محددة؛ فذكر مثلا جميع الخلافات بين طريق النصيبي وطريق الضرير عن دوري الكسائي، ولم يقتصر على كلمتي: "يواري" و"فأواري" كما فعل الشاطبي، فإذا كان الطالب يحفظ متن الشاطبية ثم درس الطيبة، فإنه سيلاحظ ما زادته الطيبة على الشاطبية، وسيعرف إجمالا أن هذه الزيادات هي من الطرق المذكورة في النشر.
وقد أشار ابن الجزري إلى ذلك حين وصف الطيبة بأنها لا تغني عن الشاطبية وإنما هي تكملة لها، كما يقول (في البيت: 56):
ولا أقول إنها قد فضلت=حرز الأماني بل به قد كملت
وأشار إلى ذلك أيضا حين أسس طريقته في الرمز على رموز الشاطبية؛ لأن الطيبة لا تغني عنها وإنما هي تكملة لها، كما يقول (في البيت: 54):
وكل ذا اتبعت فيه الشاطبي=ليسهل استحضار كل طالب
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[15 Jul 2010, 05:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا فضيلة الدكتور أحمد كوري على هذه الإثارة العلمية.
ألا يمكن أن يقال إن ابن الجزري ـ رحمه الله ـ جعل الطيبة معتمدة على النشر، وذلك لكثرة الطرق والأوجه، فلا يستطيع أن يبين كل ذلك في النظم.
وثمت إشكال هنا يعرضه بعض الفضلاء، ومفاده أن المدة التي قرئ فيها بمضمن الطيبة بين ابن الجزري والإزميري بماذا كان يُقرأ؟
الجواب: أحد أمرين:
الأول: أن يقال: إنهم كانوا يأخذون التحريرات مشافهة، وهذا بعيد؛ لكثرتها وصعوبتها ودقتها، ولو كانوا يقرؤون بها لدونوها قطعا، على عادة العلماء في تدوين العلم؛ للحفاظ عليه من الضياع.
الثاني: أنهم كانوا يأخذون بظاهر النظم، مع الاستناد إلى ما نبه عليه في النشر.
وفي الحقيقة أقول بعد طول تأمل ونظر خال من التقليد والتعصب: ثمت أمور كثيرة مشكلة في هذا العلم، لابد أن يسارع المتخصصون لحلها بطريقة علمية، وهذا ظاهر لكل منصف متجرد.
أسأل الله أن يفتح على قلوبنا، وأن يبصرنا بعيوبنا.
والله ولي التوفيق.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[15 Jul 2010, 01:39 م]ـ
بارك الله فيك على هذا البحث القيم.
الثاني: أنهم كانوا يأخذون بظاهر النظم، مع الاستناد إلى ما نبه عليه في النشر.
أظن و الله أعلم أن الأمر كذلك و هذا ما اهتدى إليه الشيخ إيهاب فكري حفظه الله بعد طول تأمل ـ كما ذكره في تقريب الطيبة ـ
و أقول: لو كان من مقاصد نظم الطيبة أن يكون الطالب الذي يحفظها و يقرأ بمضمنها مُلِمّاً بالتحريرات كما هي عليه اليوم و التي تصل إلى مئات الأبيات لنبه عليه الإمام ابن الجزري رحمه الله و أفرد له بابا كما صنع في باب "إفراد القراءات و جمعها".
و لكنه ذكر بعض التحريرات التي لا يستغني حافظ الطيبة مثل تحرير الإدغام الكبير لأبي عمرو و امتناعه على وجه المد و الهمز [لكن بوجه الهمز و المد امنعا].
و هنا سؤال:
هل هذه التحريرات البسيطة التي ذكرها في أثناء الطيبة هي ما عناه بقوله [و ضعف ضعفه سوى التحرير]؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[15 Jul 2010, 05:06 م]ـ
فهو قد حرر بين طريقي الأزرق وورش
جزاكم الله خيرا يا أصحاب الفضيلة على الشكر والاهتمام والمشاركة والإفادة، وشكرا جزيلا لكم.
وأعتذر عن خطإ ورد في الفقرة السابقة، والصواب: "فهو قد حرر بين طريقي الأزرق والإصبهاني من رواية ورش".
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Jul 2010, 05:51 م]ـ
مقالة قيمة حقاً أفدت منها كثيراً حول هذه المنظومة الطويلة، فبارك الله في علمك وعقلك يا دكتور أحمد ونفع بجهودك وبحوثك القيمة التي نترقبها ترقباً، وليهنك العلمُ والأجر.
ـ[محمد ال باشا المغربي]ــــــــ[15 Jul 2010, 10:39 م]ـ
بارك الله فيكم على هذا الموضوع القيم
وموضوع التحريرات موضوع يطول الحديث فيه و انا أوافق الرأي الشيخ طه بخصوص ما اهتدى إليه الشيخ إيهاب فكري حفظه الله في كتابه المسمى (تقريب الطيبة)
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[17 Jul 2010, 01:54 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا يا أصحاب الفضيلة على الشكر والاهتمام والمشاركة والإفادة، وشكرا جزيلا لكم.
"ألا يمكن أن يقال إن ابن الجزري ـ رحمه الله ـ جعل الطيبة معتمدة على النشر، وذلك لكثرة الطرق والأوجه، فلا يستطيع أن يبين كل ذلك في النظم".
صحيح؛ ومن هنا فإن الناظم لم يحرر الطرق في الطيبة، فصار تحريرها غير ممكن إلا عن طريق مصادر خارجية، كأصول النشر. ولو أراد أن يقرأ بطرق الطيبة لنظم معها تحريراتها كما فعل المحررون المتأخرون، أو لنظم كل كتاب مستقلا.
والمنهج الصحيح للتحرير في رأيي هو أخذ الطرق من أصول النشر مباشرة؛ فإذا أراد المحرر مثلا أن يقرأ بالطرق التي اختارها ابن الجزري من غاية أبي العلاء فلا بد من وقوفه على الغاية نفسها، أما ما لم يقف عليه المحرر من أصول النشر – وتدخل فيه الكتب المفقودة – فلا يمكن مطلقا تحريره اعتمادا على النشر؛ فالنشر لا يمكن استخلاص جميع الطرق منه، كما أثبت ذلك المحررون أنفسهم، لكثرة سكوته عن مذاهب الكتب، ولكثرة ما نسبه إليه المحررون من الأوهام في العزو للكتب، ولا داعي لسرد الأمثلة لكثرتها.
"الأول: أن يقال: إنهم كانوا يأخذون التحريرات مشافهة، وهذا بعيد؛ لكثرتها وصعوبتها ودقتها، ولو كانوا يقرؤون بها لدونوها قطعا، على عادة العلماء في تدوين العلم؛ للحفاظ عليه من الضياع".
هذا الاحتمال اعتمده بعض أنصار التحريرات مثل د. عبد الغفور محمود مصطفى جعفر، كما يقول (القراءات: دراسات فيها وتحقيقات: 97): "فقد وجدت التحريرات إذن في المشافهات واشتملت عليها التلاوات وعبرت عنها الفقرات واستفادها الطلبة من قبل البيتين المذكورين عن ابن الجزري وسألوا عنها إحساسا منهم بل علما بأنها لا مفر منها وهم أهل الرواية الكاملة المفصلة".
"الثاني: أنهم كانوا يأخذون بظاهر النظم، مع الاستناد إلى ما نبه عليه في النشر".
الظاهر رجحان هذا الاحتمال؛ أما الاحتمال السابق فيعكر عليه أن المحررين كثيرا ما يصرحون بأنهم لم يأخذوا تحريراتهم عن شيوخهم، وأنهم لم يُسبَقوا إليها، ولا داعي لسرد الأمثلة لكثرتها.
"و هنا سؤال: هل هذه التحريرات البسيطة التي ذكرها في أثناء الطيبة هي ما عناه بقوله [و ضعف ضعفه سوى التحرير] ".
يبدو أن ابن الناظم فهم "التحرير" هنا بمعناه اللغوي، كما يقول: (ص: 26) في شرح هذا البيت: "قول: "سوى التحرير": أي: غير ما فيها من الإتقان والتحقيق والتقويم، ومن نظر في ذلك بعين الإنصاف علم ذلك بحقه". أما النويري فيبدو أنه فهم "التحرير" في البيت بمعناه الاصطلاحي؛ فجعل المعنى أن الطيبة زادت على التيسير والحرز بطرق وزادت عليهما بالالتزام بالطرق، ونقصت عنهما بالمواضع الضعيفة والخارجة عن الطرق، كما يقول (1/ 159) في شرح هذا البيت: "وسوى التحرير: مستثنى من مقدر دل عليه قوله: "حوت"، أي: حوت لما في الكتابين ولم تنقص عنهما سوى شيء بدل التحرير وهو الإشكال فإنها نقصت به، أي: لم تحوه، أي: حوت هذه الأرجوزة كل ما في حرز الأماني وكل ما في التيسير من القراءات والطرق والروايات، بل حوت ضعف ضعف ما فيهما، بل أكثر من ذلك؛ لأن ضعف الضعف ستة وخمسون طريقا، ولم تنقص عنهما بشيء أصلا إلا المواضع المشكلة المخالفة للمنقول أو لطرقهما".
ـ[نور]ــــــــ[17 Jul 2010, 08:29 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك في علمكم , ولدي سؤلان أرجو التكرم بالإجابة عنهما:
1 - من أراد القراءة برواية راوٍ من طريق الطيبة , كيف يفرد هذه الرواية , هل له أن يقرأ مثلا برواية قالون كاملة من غير تمييز لطرقه , أم يميز الطرق بأسماء الرجال مثلا رواية قالون من طريق ابن بويان عن أبي نشيط, أم يميز الطرق بأسماء الكتب مثلا طريق الهداية , طريق الكافي وهكذا؟ وما هو الجائز في ذلك والممتنع؟
2 - ألا يكون في تحرير الطرق والروايات , وأخذ الطرق من أصول النشر مباشرة فتح لباب القراءة بما لم يتصل سنده أو لنقل بما لم يتواتر إسنادا؟
أو بعبارة أخرى كيف يُقرئ شيخ بشيء قد لا يوافق ما أخذه عن شيخه بناء على ما اجتهد في تحريره من أصول النشر؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[17 Jul 2010, 06:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا يا أصحاب الفضيلة على الشكر والاهتمام والمشاركة والإفادة، وشكرا جزيلا لكم.
اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
جواب السؤال الأول:
الخلط بين القراءات والروايات والطرق لا يجوز شرعا في كلمة واحدة مثل قراءة: "الرحيم مالك" بالإدغام الكبير مع زيادة ألف بعد الميم؛ لأن اجتماعهما لم يقرأ به أحد، ولا يجوز أيضا في كلمتين تترتب إحداهما على الأخرى، مثل: "آدم من ربه كلمات" بنصب الكلمتين جميعا أو رفعهما جميعا؛ لأن ذلك مفسد للمعنى، إذ لا بد أن تكون إحدى الكلمتين فاعلا والأخرى مفعولا. أما في غير هاتين الحالتين فهو جائز في غير مقام الرواية؛ لأن القراءات إنما نزلت توسعة وتيسيرا على الأمة، وإن معيبا على العلماء لا على العوام (انظر: النشر: 1/ 19). وكل هذا خارج عن موضوع السؤال، وإنما ذكر من باب تتميم الصور العقلية.
أما الخلط في مقام الرواية – وهو موضوع السؤال - فهو لا يجوز من حيث أن القارئ به كذب في نسبة رواية هذه الوجوه إلى من لم يروها. فمن قرأ في غير مقام الرواية مثلا: "ألا إنها قربة لهم سيدخلهم الله في رحمته" بقصر المنفصل وضم راء قربة وصلة ميم الجمع، فهذا جائز، وما قرأ به هو قرآن متواتر نزل من عند الله. فإن قرأ بذلك في مقام الرواية أي: نسب ذلك إلى الأزرق فما قرأ به هو قرآن متواتر نزل من عند الله أيضا، ولكنه كذب في الرواية؛ لأن الأزرق لم يقرأ بقصر المنفصل ولا بصلة ميم الجمع.
وعليه فإذا التزم القارئ أنه سيقرأ بإحدى طرق النشر كطريق التيسير، فلا يجوز له أن يقرأ بما يخالفها من الطرق الأخرى المروية عن قالون، وإن لا كان كاذبا في الرواية، فمن أراد أن يفرد طريقا من طرق النشر فليرجع إلى الكتاب الذي رواها منه النشر وليلتزم بما في هذا الكتاب وإن لا كان كاذبا في الرواية.
والخلاصة أن القارئ إذا قرأ برواية قالون عموما دون تمييز طريق من طرقها، أو بطريق أبي نشيط بدون تمييز طريق من طرقها، فكل هذا من باب خلط القراءات فيفرق فيه بين مقام الرواية وغيره؛ ففي مقام الرواية إذا التزم شخص بطريق كتاب معين فلا يصح أن يخلط به غيره، وإن لا كان كاذبا في الرواية، فطرق قالون مختلفة وطرق أبي نشيط مختلفة كذلك، ولا يتم تحاشي الخلط بين الطرق الفرعية إلا بالتزام كتاب معين، لا بمجرد التزام الرواية عموما كرواية قالون، ولا بمجرد التزام الطريق عموما كطريق ابن بويان.
جواب السؤال الثاني:
إذا قابلنا النشر بأصوله كالمستنير فاتفق ما فيهما فلا إشكال، فإن اختلفا فلا يخلو الأمر من احتمالين:
1 – أن نقدم ما في المصدر الأصلي كالمستنير على ما في النشر.
2 – أن نقدم ما في النشر على ما في المصدر الأصلي.
وهذا الاحتمال الأخير في غاية الغرابة!! فابن الجزري قد صرح بأنه أخذ هذا الوجه من هذا المصدر ونحن قد وقفنا على المصدر نفسه، فكيف نصادم المحسوس ونقدم نقل ابن الجزري على ما في المصدر نفسه تقليدا؟! خصوصا إذا كان المصدر محققا تحقيقا علميا على عدة نسخ. ولا شك أن ابن الجزري هو محقق الفن وهو شيخ القراء والمحدثين، ولكنه غير معصوم. ولا يوجد مقرئ ولا محدث إلا وله أوهام نبه عليها القراء والمحدثون، وقد نبه ابن الجزري نفسه على الكثير من أوهام أئمة المقرئين المتقدمين كالداني والشاطبي.
أما كون من قدم ما في المصدر الأصلي على ما في النشر يلزمه مخالفة السند وقراءة ما لم يرو، فقد أجابنا عليه ابن الجزري نفسه، فهو يقول (النشر: 2/ 401 - 402): "فإن الراوي إذا ظن غلط المروي عنه لا يلزمه رواية ذلك عنه إلا على سبيل البيان سواء كان المروي صحيحا أم ضعيفا؛ إذ لا يلزم من غلط المروي عنه ضعف المروي في نفسه، فإن قراءة "مردفين" - بفتح الدال - صحيحة مقطوع بها، وقرأ بها ابن مجاهد على قنبل مع نصه أنه غلط في ذلك، ولا شك أن الصواب مع ابن مجاهد في ذلك".
وأكثر المحررين يعملون بهذا، فيخالفون النشر – مع أن روايتهم منحصرة فيه – إذا تبين لهم أنه وهم.
وإن تعجب فعجب أن بعض المحررين يبلغ به حسن الظن بالمحقق ابن الجزري أن يقدم تقليد النشر على ما في المصدر الأصلي؛ فالإمام الأزميري هو من المحررين القليلين في التاريخ الذين يستحقون اسم "محرر"؛ فهو قد وقف على جل أصول النشر وقارنها بما فيه مقارنة دقيقة، وبين ما بينهما من اختلافات، ولذلك فقد أصبح عمدة أكثر المحررين المتأخرين. ومع ذلك نجده قد وقف على وجه نسبه النشر إلى المستنير، ووقف على نسخ كثيرة من المستنير نفسه ووجدها كلها متفقة على خلاف ما في النشر، لكنه لم يجرؤ على مخالفة النشر فاعتمد ما في النشر رغم مخالفته لعدة نسخ من المستنير!! وقدم احتمال خطإ النسخ الكثيرة على احتمال وهم النشر!! من باب حسن الظن بالمحقق!! يقول الأزميري في البدائع: "تنبيه: قال في النشر بعد تمثيل "لا" التي للتبرئة: "نص له على ذلك ابن سوار في المستنير". قلت: رأيت نسخا كثيرة من المستنير لم يتعرض لذكر التوسط في هذا النوع إلا نسخة واحدة ذكر فيها أول البقرة قال فيها: "روى القطان عن ابن سعدان عن سليم عن حمزة التوسط في لا ريب ونحوها"، فعلى هذا لا يجيء التوسط من المستنير لخلف وخلاد، ولكن نأخذ بالتوسط منه اعتمادا على ابن الجزري، لأنه عالم بالفن، ويحتمل خطأ جميع ما رأيته من النسخ".
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجكني]ــــــــ[17 Jul 2010, 08:11 م]ـ
كثر استخدام بعض العلماء لكلمة " كذب في الرواية " وأحسب أن ابن بجدتها هو الإمام السخاوي رحمه الله.
والسؤال هنا:
ما هي نتيجة هذا " الكذب "!
أقول وبكل صراحة:
كل ماخطه العلماء في مسألة " خلط القراءات وتركيبها " هو " تجيير " للمسألة من باب القراءة إلى باب الفقه، وهو فيه ما فيه.
والله من وراء القصد.
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[18 Jul 2010, 02:31 ص]ـ
جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ على الاهتمام والمشاركة والإفادة، وشكرا جزيلا لكم.
نبهتم إلى مسألة مهمة، وهي أن الكذب في الرواية لا يضر القراءة نفسها؛ فالخلافات في التحريرات والمقدم أداء لا انعكاس لها على قرآنية الوجه، إذ قصارى الأمر أن هذا الوجه لا تصح نسبته إلى هذه الطريق، ولكن ذلك لا يعني عدم صحته في نفسه، وهذا مثل ادعاء الإجازات في القراءات؛ إذ تذكر لنا كتب تراجم القراء بعض المقرئين الذين ادعوا إجازات في القراءات، ثم تبين عدم صحة هذا الادعاء، مثل مسعود الحلي الذي ادعى أن ابن سوار أجازه، ثم تبين عدم صحة ادعائه؛ لكن عدم صحة ادعائه لا ينعكس على صحة طرق المستنير.
ورأيي المتواضع في التحريرات هو الاقتصاد وعدم الغلو فيها، والحسنة بين السيئتين، وكان بين ذلك قواما.
والله أعلم.
ـ[محمد الأمين بن محمد المختار]ــــــــ[23 Jul 2010, 10:13 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
سيدي وشيخي العلامة أحمد كوري حفظكم الله ورعاكم
لئن كنت أعلم أني بمشاركتي في الموضوع مخالف لأمركم لي بعدم التعليق (حتى لا يكون تعليقي من باب تزكية المرء لنفسه)، فإني أجد العذر لي في التأسي بأبي السبطين كرم الله وجهه في تقديمه الأدب على الامتثال.
ولم يسعني أن أبقى مراقبا لما تنثرونه من الدرر والجواهر دون مشاركة أو تعليق
أود أن أسأل:
هذه الطرق الوافرة عن كل راوٍ، هل من دليل على أنه يعد كل طريق منها اختياراً مستقلاًّ لشيخه؟ وكأن نافعاً مثلاً روَّى تلميذه قالونا عددا من الاختيارات بعدد هذه الطرق المتمايزة في أصول النشر، كل اختيار منها على حدة، وروَّى ورشا (أو أقرَّه) على مثلها؟ وكذا لبقية الرواة عنه.
أم إنه لا دليل على ذلك؟ فيكون قد أجاز كل واحد باختيار فيه الكثير من الأوجه المقبولة التي لا مانع من القراءة بها؟
وإذا كان الجواب بالاحتمال الأول فأين ذلك من التيسير المطلوب في كل الأمور، أحرى في نشر القرآن وتعليمه؟
وإن كنتم ترون يا شيخنا أن هذا يفتح موضوعاً مستقلاًّ، فلا بأس لو جعلتموه كذلك
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[25 Jul 2010, 02:11 ص]ـ
قال الإمام ابن الجزري رحمه الله في النشر: (و كذلك إضافة الحروف و القراءات إلى أئمة القراء و رواتهم المراد بها أن ذلك القارىء اختار القراءة بذلك الوجه من اللغة حسبما قرأ به فآثره على غيره و داوم عليه، و لزمه حتى اشتهر و عرف به و قصد فيه و أخذ عنه؛ فلذلك أضيف إليه دون غيره من القراء. و هذه الإضافة إضافة اختيار و دوام و لزوم، لا إضافة اختراع و رأي و اجتهاد) انتهى.
أريد أن أسأل سؤالا يتعلق بالتحريرات و سأمثل له بمثال:
المحررون الآن يمنعون بعض الأوجه في قراءة واحدة بل في بعض الأحيان في رواية واحدة و عللوا ذلك بأنه [احترازا عن التركيب، لأنه حرام فى القرآن على سبيل الرواية أو مكروه كراهة تحريم كما حققه أهل الدراية] (1).
و قد اشتهر عن الإمام نافع رحمه الله أنه قرأ القرآن على سبعين من التابعين و سمى منهم خمسة إلخ ..
و السؤال الآن: هل يعتبر الإمام نافع رحمه الله ملفقا بين الطرق و الروايات في نظر المحررين لأنه لم يعز كل قراءة إلى من أخذها عنه؟
لأن السند إذا انتهى إلى الإمام يقال بعده مباشرة:
و قرأ نافع على سبعين من التابعين و سمى منهم خمسة أبوحعفر يزيد بن القعقاع و عبدالرحمن بن هرمز و شيبة بن نصاح و مسلم بن جندب و يزيد بن رومان ..
و مالفرق بين ترك التحرير هنا و التشدد فيه هناك؟
لا يفهم من كلامي هذا أنني أوافق على خلط الروايات و القراءات ببعضها معاذ الله
و إنما أرجو من المحررين أن يوضحو لي هذه النقطة و الإجابة على سؤالي.
ـــــــــــــــــــ
(1) عمدة العرفان للإزميري
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[26 Jul 2010, 02:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
فضيلة الشيخ د. محمد الأمين، وفضيلة الشيخ طه محمد عبد الرحمن، جزاكما الله خيرا على المشاركة والاهتمام والإفادة، وشكرا جزيلا لكما.
هذه الأسئلة التي طرحتماها هي أسئلة في صميم التحريرات، وقد كثر الجدل حول هذا الموضوع، وليس من حقي أن أفتات بالجواب عنه؛ لأن في منتدانا هذا وفي غيره من العلماء والمقرئين الأجلاء من هم أولى مني بحل هذه الاستشكالات، قال يحيى بن معين: "الذي يحدث ببلد به من هو أولى بالتحديث منه أحمق، وإذا رأيتني أحدث ببلد فيها مثل أبي مسهر فينبغي للحيتي أن تحلق"!!
لذلك فإننا جميعا نوجه هذه الأسئلة إليهم ليفتونا مأجورين، جزاهم الله خيرا.
ومساعدة مني على تنظيم البحث والحوار في هذه المسألة، سأبدأ – على سبيل المذاكرة - بطرح "ورقة عمل"، كأوراق العمل التي تقدم عادة إلى المؤتمرات ليتخذ كل مؤتمِر منها موقفا، مخالفة أو موافقة أو تعديلا:
سبب كثرة الطرق:
صحيح أن الطرق كثيرة في القراءات، لكن كثرة الروايات لا تستلزم كثرة المروي، خصوصا في الفرش؛ فقد اختار ابن الجزري مثلا قراءة نافع من أربع وأربعين ومائة طريق، ولكن ليس معنى ذلك أن لنافع في كل حرف من حروف الخلاف أربعة وأربعين ومائة وجه مختلفة، بل كل هذه الطرق متفقة في أغلب مسائل الفرش؛ فكل طرق نافع مثلا متفقة عنه على يخادعون ويكذبون، وهكذا ...
أما في الأصول فقد اختلفت الطرق عن نافع كثيرا، ولكن لا غرابة في ذلك؛ لأن الطريق لا تنفي الطريق الأخرى، وأكثر ما روي عن نافع قد روي عن غيره، فقد روي عن نافع مثلا قصر المنفصل وتوسطه ومده، وكل ذلك قد روي عن غير نافع أيضا، فلا غرابة أن يكون نافع قد روى كل ذلك؛ لأنه من أئمة هذا الشأن، وقد أخذ عن سبعين من التابعين، كما سيأتي، قال مكي (الإبانة عن معاني القراءات: 61): " .. الجواب أن كل واحد من الأئمة قرأ بقراءات مختلفة فنقل ذلك على ما قرأ فكانوا في برهة من أعمارهم يقرئون الناس بما قرؤوا فمن قرأ عليهم بأي حرف كان لم يردوه عنه إذ كان ذلك من ما قرؤوه على أئمتهم".
فيصدق على أصحاب الطرق قول الإمام سفيان الثوري عن حمزة: "ما قرأ حمزة حرفا من كتاب الله إلا بأثر"، وقول أئمة القراء كنافع وأبي عمرو (النشر: 1/ 17): "لولا أنه ليس لي أن أقرأ إلا بما قرأت لقرأت حرف كذا كذا وحرف كذا كذا". وقال أبو عمرو (المفردات: 112): "ما قرأت حرفا من القرآن إلا بسماع واجتماع من الفقهاء ولا قلت برأي إلا حرفا واحدا فوجدت الناس قد سبقوا إليه: وأملي لهم".
فلم يخترع أحد من أصحاب الطرق الصحيحة شيئا من عند نفسه، وإنما روى أصحاب طرق نافع مثلا ما رروه عن شيوخهم إلى نافع، ومن الدليل على ذلك أنهم لو كانوا يقرؤون بما لم يرووا لكثر اختلافهم في الفرش أيضا، فلما وجدناهم لا يتبعون قاعدة محددة، بل كثر اختلافهم في الأصول وقل في الفرش، علمنا أنهم إنما يتبعون ما رووا بلا زيادة ولا نقص. باستثناء حروف وهم فيها بعض الرواة، وتتبعها المقرئون المحققون ونبهوا عليها وأحصوها عددا.
وقد اشتهرت التحريرات في المشرق دون المغرب؛ لأن الشائع بالمغرب هو القراءات السبع فقط من ثلاث طرق فقط، هي: طريق الداني وطريق مكي وطريق ابن شريح. وهي طرق غير متباعدة كثيرا. أما المشارقة فالمعتمد عند المتأخرين منهم في الإقراء طيبة النشر، وفيها زهاء ألف طريق، فدعت كثرة الطرق وتباعدها إلى نشوء فن التحريرات.
والمشارقة والمغاربة متفقون على تحرير القراءات فلا يخلطون مثلا قراءة نافع بغيرها، ومتفقون على تحرير الروايات فلا يخلطون مثلا رواية قالون برواية ورش، ومتفقون على تحرير الطرق الكبرى فلا يخلطون مثلا طريق أبي نشيط بطريق الحلواني. لكن المغاربة يتساهلون في خلط الطرق الفرعية كطرق أبي نشيط، ولا يلزمهم الكذب في الرواية؛ لأنهم لا يقولون إنهم يلتزمون بطريق الداني وحده مثلا، وإنما يأخذون بالطرق الثلاثة المعتمدة عندهم دفعة، بخلاف المحررين المشارقة فهم يحاولون أن يحرروا الطرق الفرعية أيضا.
(يُتْبَعُ)
(/)
خلط الطرق والربط بين الوجوه:
إذا كان الإصبهاني قد روي عنه قصر المنفصل وتوسطه وإشباعه، وروي عنه أيضا إثبات الألف وحذفها في هاءنتم؛ فهل نحن مخيرون في هذه الوجوه في المنفصل؟ وهل يجوز أن نجمع بين كل وجه من هذه الوجوه وبين حذف الألف وإثباته من هاءنتم؟
هنا يفرق بين مقام الرواية وغيره، فإذا أردنا أن نقرأ القرآن بدون التزام قراءة معينة فلا بأس بخلط القراءات بشروطه المعروفة ما دمنا لم نخرج من القراءات المتواترة، وهذا منها.
وخلط القراءات في هذه الحالة لا بأس به، وقد كان بعض الأئمة يأخذ به، فالقراءات نفسها هي اختيارات؛ قال القرطبي في مقدمة تفسيره: "وهذه القراءات المشهورة هي اختيارات أولئك الأئمة القراء؛ وذلك أن كل واحد منهم اختار في ما روى وعلم وجهه من القراءات ما هو الأحسن عنده والأولى فالتزمه طريقة ورواه وأقرأ به واشتهر عنه وعرف به ونسب إليه، فقيل: حرف نافع وحرف ابن كثير ولم يمنع واحد منهم اختيار الآخر ولا أنكره بل سوغه وجوزه، وكل واحد من هؤلاء السبعة روي عنه اختياران أو أكثر وكل صحيح".
فقد اختار نافع قراءته من مروياته عن سبعين من التابعين، ولم يلتزم قراءة واحد منهم بل كان يأخذ بما اجتمع عليه أكثرهم، حتى "ألَّفَ" هذه القراءة من مرويات شيوخه، فقد روى محمد بن إسحاق المسيبي عن أبيه عن نافع أنه قال: أدركت هؤلاء الأئمة الخمسة وغيرهم من من سمى فلم يحفظ أبي أسماءهم. قال نافع: فنظرت إلى ما اجتمع عليه اثنان منهم فأخذته، وما شذ فيه واحد فتركته حتى ألفت هذه القراءة في هذه الحروف". (انظر: السبعة: 61 – 62، والتذكرة: 47 – 48، والمبسوط: 19، وجامع البيان: اللوحة: 24 ب – 25 ب، وغاية الاختصار: 1/ 18 – 19، وجمال القراء: 525، وقراءات القراء المعروفين: 62، والكنز: 120 – 121، والإبانة: 38 و 61، وطبقات القراء السبع: 43).
وكذلك الإمام أبو عمرو، قال اليزيدي: "كان أبو عمرو قد عرف القراءة فقرأ من كل قراءة بأحسنها وبما يختاره العرب وبما بلغه من لغة النبي صلى الله عليه وسلم وجاء تصديقه في كتاب الله عز وجل". (انظر جامع البيان: اللوحة: 17 ا و 27 ب، والمفردات: 113، وقراءات القراء المعروفين: 87 و 88). وقال الأصمعي (المستنير: 82): "قلت لأبي عمرو بن العلاء: أقرأت على ابن كثير؟ قال: نعم! ختمت على ابن كثير بعدما ختمت على مجاهد، وكان ابن كثير أعلم باللغة من مجاهد. قلت له: فلم لم تفرق بين القراءتين؟ قال: لم يكن بينهما كثير، إلا أني ربما سألت ابن كثير عن الشيء فيقول لي: هو جائز والذي أختار غيره. قال الأصمعي: يعني من قراءة مجاهد".
وكذلك الإمام الكسائي فقد "ألَّفَ" قراءته أيضا من ما روى من القراءات المتواترة، كما يقول عنه أبو الحسن بن غلبون (التذكرة: 78): "وكان قد قرأ على حمزة وروى عن إسماعيل بن جعفر عن نافع وعن أبي بكر بن عياش عن عاصم وعن غيرهما. وكان بصيرا باللغة والنحو، فاختار من قراءة الأئمة المتقدمين من ما قرأ به ورواه عنهم، وما صح لديه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن عمر بن الخطاب وعن علي بن أبي طالب وعن عبد الله بن مسعود وعن ابن عباس وغيرهم حتى ألف قراءته هذه التي يقرأ بها". (وانظر أيضا: قراءات القراء المعروفين: 119، والسبعة: 78، وجامع البيان: اللوحة: 33 ب، ومعرفة القراء الكبار: رقم الترجمة: 45).
حتى أننا نجد قلة من المتأخرين يختارون أيضا قراءة ينتخبونها من القراءات المختلفة، فنجد الهذلي في كتابه الكامل يختار قراءة من القراءات المختلفة التي روى، ويقول عن اختياره (الكامل: مخطوط): "وسئلت أن أختار اختيارا يوافق العربية والأثر والمعاني والأحكام فأجبتهم إلى ذلك"، ويقول: "ونرجو أن يقع اختيارنا كما يجب فيتلى كما يتلى غيره من الاختيارات ويقتدى به إن شاء الله".
ونجد مكيا أيضا في كتابه الكشف يختار قراءة من بين القراءات السبع بدون أن يلتزم فيها بقراءة محددة منها، ويقول عن اختياره (الكشف: 1/ 5): "ثم أذكر اختياري في كل حرف، وأنبه على علة اختياري لذلك، كما فعل من تقدمنا من أئمة المقرئين".
(يُتْبَعُ)
(/)
ونجد الجعبري في شرحه للشاطبية يختار قراءة أيضا من بين القراءات السبع بدون أن يلتزم فيها بقراءة محددة منها، ويقول عن اختياره (كنز المعاني للجعبري: 2/ 25): "ومضيت على اختياري من القراءات، غير مقلد أحدا من أرباب الاختيارات، ذاكرا جهة الترجيح، وهو الأفصح من الفصيح".
وهذا من مظاهر تيسير القرآن؛ قال الإمام أبو الفضل الرازي (كما نقله عنه النشر: 1/ 43 – 44): "وإني لم أقتف أثرهم تثمينا في التصنيف أو تعشيرا أو تفريدا إلا لإزالة ما ذكرته من الشبهة، وليعلم أن ليس المراعي في الأحرف السبعة المنزلة عدد من الرجال دون آخرين، ولا الأزمنة ولا الأمكنة، وأنه لو اجتمع عدد لا يحصى من الأمة فاختار كل واحد منهم حروفا بخلاف صاحبه وجرد طريقا في القراءة على حدة في أي مكان كان وفي أوان أراد بعد الأئمة الماضين في ذلك بعد أن كان ذلك المختار بما اختاره من الحروف بشرط الاختيار، لما كان بذلك خارجا عن الأحرف السبعة المنزلة بل فيها متسع إلى يوم القيامة".
لكن بعد ابن مجاهد "مسبع السبعة" بدأ المقرئون يكتفون بحفظ اختيارات السلف ويعزفون عن إنشاء اختيارات جديدة، فابن مجاهد نفسه لم يختر، ولعل ذلك كان منهم سدا للذريعة وخوفا من أن يؤدي التوسع في الاختيار إلى القراءة بما لم ينزل، وبما لم يصح من القراءات، وقد وقع بعض ذلك؛ فالإمام الهذلي مثلا ربما يختار في كامله بعض القراءات التي لم يصح سندها، فلعل عزوف جمهور القراء المتأخرين عن الاختيار من القراءات المتواترة كان كعزوف جمهور الفقهاء والأصوليين عن الاجتهاد بعد عصر السلف سدا للذريعة وخوفا من الوقوع في البدعة ومخالفة الإجماع، كما يقول ابن خلدون في المقدمة: "ووقف التقليد في الأمصار عند هؤلاء الأربعة، ودرس المقلدون لمن سواهم، وسد الناس باب الخلاف وطرقه؛ لما كثر تشعب الاصطلاحات في العلوم، ولما عاق عن الوصول إلى رتبة الاجتهاد، ولما خشي من إسناد ذلك إلى غير أهله، ومن لا يوثق برأيه ولا بدينه، فصرحوا بالعجز والإعواز، وردوا الناس إلى تقليد هؤلاء، كل من اختص به من المقلدين، وحظروا أن يتداول تقليدهم لما فيه من التلاعب، ولم يبق إلا نقل مذاهبهم، وعمل كل مقلد بمذهب من قلده منهم بعد تصحيح الأصول واتصال سندها بالرواية، لا محصول اليوم للفقه غير هذا. ومدعي الاجتهاد لهذا العهد مردود منكوص على عقبه مهجور تقليده. وقد صار أهل الإسلام اليوم على تقليد هؤلاء الأئمة الأربعة".
فمن تقدم ذكرهم من القراء (نافع وأبو عمرو والكسائي) كانوا يختارون القراءة على أساس الشهرة والكثرة؛ فهم سلف المتأخرين الذين يعتمدون الشهرة في اختيار المقدم أداء، وبالمقابل هناك من القراء من يحرر القراءات؛ فيجرد كل قراءة على حدة ولا يختار من عدة قراءات، مثل الإمام عاصم الذي حرر قراءته على عبد الرحمن السلمي عن علي وأقرأها لصاحبه حفص، وحرر قراءته على زر عن ابن مسعود وأقرأها لصاحبه شعبة، وقال الداني (جامع البيان: اللوحة: 34 ب): "وكان الأعمش يجرد حرف ابن مسعود وكان ابن أبي ليلى يجرد حرف علي وكان أبو إسحاق السبيعي يقرأ من هذا الحرف ومن هذا الحرف وكان حمران يقرأ قراءة ابن مسعود ولا يخالف مصحف عثمان رضوان الله عليه بغير حروف معاني عبد الله فيوافق معاني حروف عبد الله ولا يخرج من موافقة مصحف عثمان وهكذا كان اختيار حمزة". (وانظر غاية النهاية: 1/ 262). فهؤلاء أيضا سلف المتأخرين الذين يعتمدون التحريرات.
فإذا كنا في مقام الرواية فالأمر مختلف؛ فنحن نعرف مثلا أن الإصبهاني قد روي عنه توسط المنفصل وإثبات الألف في هاءنتم من طريق التجريد، وروي عنه قصر المنفصل وحذف الألف في هاءنتم من طريق الكفاية، فإذا قلنا مثلا: "سنقرأ بطريق التجريد للإصبهاني"، فيجب أن نقرأ بتوسط المنفصل وإثبات الألف في هاءنتم، وإذا قرأنا له بغير ذلك كان كذبا في الرواية ومخالفة للمنهج الملتزم، قال ابن حجر في الفتح (شرح الحديث: 4706): "والذي منع ذلك من القراء إنما هو محمول على ما إذا قرأ برواية خاصة؛ فإنه متى خلطها كان كاذبا على ذلك القارئ الخاص الذي شرع في إقراء روايته".
فالصواب في رأيي – إذا أردنا أن نحرر تحريرا صحيحا - أن نرجع إلى المصدر الذي اختار منه النشر الطريق التي سنقرأ بها ثم نلتزم بما فيه.
عسر التحريرات ويسر القرآن:
"القرآن والقراءات حقيقتان متغايرتان" كما يقول الشهاب البناء في مقدمة الإتحاف؛ فلا يلزم من صعوبة القراءات صعوبة القرآن نفسه، ومن الأدلة على تغاير حقيقتي القرآن والقراءات أنه لا يلزم من إنكار بعض القراءات المتواترة إنكار القرآن نفسه، فهذا الإمام ابن جرير الطبري قد أنكر كثيرا من القراءات المتواترة، ولا شك أن إنكار قراءة متواترة هو خطأ جسيم، ولكنه ليس كفرا كإنكار القرآن نفسه، ومن ثم فلم يقل أحد بكفر الطبري، لأنه إنما أنكر قراءة معينة بشبهة قامت في ذهنه، ولكنه لم ينكر كل القراءات.
فالقرآن الكريم قد يسره الله تعالى للذكر، وتيسره حاصل بقراءته بدون التزام قراءة معينة أي: بالخلط بين القراءات المتواترة، وحاصل أيضا بقراءته بطريق واحدة، وفي هاتين الحالتين لا يتصور عدم التيسر.
أما من سمت به همته إلى أن يقرأ القرآن من زهاء ألف طريق، في ستة وثلاثين كتابا (هي طرق النشر ومصادره) فلا شك أنه اهتم بشيء صعب، قد يسهل عليه وقد يعسر "وإنه ليسير على من يسره الله عليه"؛ لأنه لا يهتم بمجرد قراءة القرآن نفسه، وإنما يهتم بحفظ أكثر القراءات، ولو كان يهتم بمجرد قراءة القرآن لكفاه أن يقرأه بطريق واحدة أو بالخلط بين القراءات المتواترة، وذلك أمر يسير؛ فلا يلزم إذن من تيسر القرآن تيسر حفظ أكثر القراءات.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الأمين بن محمد المختار]ــــــــ[30 Jul 2010, 09:28 م]ـ
جزاكم الله خيراً يا أستاذنا الدكتور
واسمح لنا فما زال بعض من الإشكال، من قصور فهمنا في المسألتين معاً:
- سؤالي الأول هو في صميم الاختيار، أي هل قصد القارئُ قصداً أن يختار ستة وثلاثين اختياراً - مثلاً -؟ ألا يتنافى ذلك مع مبدأ الاختيار نفسه، الذي يقصد به حصر نطاق الأوجه والاختلافات؟
وكما قلتم فقد أحجم الأئمة عن المزيد من الاختيار مع إمكان ذلك، أفليس تشعب الطرق كلما ابتعدنا عن الرواة يعيد مشكلة التشعب التي كانت سابقة على عصر الاختيارات؟
- في مسألة القرآن والقراءات؛ ألا ترى أن الأولى أن نقول:
إن بينهما عموماً وخصوصاً مطلقاً؛ فكل قراءة قرآن من غير عكس، فـ "ملك يوم الدين" نقول فيها إن "ملك" قراءة، لأنها شطر خلاف، وهي قرآن مع ذلك لأنها صحيحة متواترة مثل "مالك"، وأن "يوم" قرآن فقط، لأن فيها وجها واحدا
وأما الاستدلال بالإنكار فقد ورد أيضا عن بعض الصحابة في ما هو من قبيل المتواتر مما لا خلاف فيه، فما ذا يقال فيه؟
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[31 Jul 2010, 03:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
فضيلة الشيخ د. محمد الأمين، جزاكم الله خيرا على الاهتمام والمشاركة والإفادة، وشكرا جزيلا لكم.
هذه الأسئلة التي طرحتموها مثيرة للبحث والتأمل، وأنا أطرحها معكم على علمائنا ومقرئينا الأجلاء.
وأقول على سبيل المذاكرة لفضيلتكم:
تعدد اختيار القارئ الواحد:
قد تنسب القراءة إلى الإمام لأنها رويت عنه دون أن يختارها، وقد تنسب إليه لأنها رويت عنه وقد اختارها أيضا؛ ومن ثم فلا غرابة في تعدد الوجوه التي تروى عن الإمام الواحد، ولاسيما من كان واسع الرواية كنافع، فقد روى الداني في ترجمة نافع من جامع البيان: "أنه كان يجيز كل ما قرئ عليه، إلا أن يسأله إنسان أن يَقِفَه على قراءته فيَقِفَه عليها". وقال المنتوري في شرح الدرر اللوامع 1/ 50: "وكان نافع لا يرد كل من قرأ عليه عن شيء قرأه؛ لاتساع روايته وكثرتها، حتى يقول له القارئ: "أريد قراءتك التي تقرأ بها لنفسك" فيرده إليها، ومن أجل ذلك كثر الاختلاف عنه في القراءة". وقال مكي في الإبانة معللا كثرة اختلاف الرواة عن نافع وغيره من القراء: "فهذا قالون ربيبه وأخص الناس به، وورش أشهر الناس في المتحملين عنه، اختلفا في أكثر من ثلاثة آلاف حرف من قطع وهمز وتخفيف وإدغام وشبهه، ولم يوافق أحد من الرواة عن نافع رواية ورش عنه، ولا نقلها أحد عن نافع غير ورش؛ وإنما ذلك لأن ورشا قرأ عليه بما تعلم في بلده، فوافق ذلك رواية قرأها نافع على بعض أئمته فتركه على ذلك، وكذلك ما قرأ عليه قالون وغيره، وكذا الجواب عن اختلاف الرواة عن جميع القراء". وقال ابن الجزري في غاية النهاية في ترجمة معلى بن دحية: "وروى الداني عنه قال: "سافرت بكتاب الليث بن سعد إلى نافع لأقرأ عليه، فوجدته يقرئ الناس بجميع القراءات، فقلت له: "يا أبا رويم ما هذا؟! " فقال لي: "سبحان الله! أحرم ثواب القرآن! أنا أقرئ الناس بجميع القراءات حتى إذا كان من يطلب حرفي أقرأته به".
وليس من اللازم للقارئ أن لا يختار إلا وجها واحدا؛ فقد يختار أكثر من وجه، ويخص بعض الرواة عنه باختيار ويخص راويا آخر باختيار آخر من اختياراته، كما اختار عاصم الوجوه الموجودة في رواية حفص، واختار أيضا الوجوه الموجودة في رواية شعبة، وهما مختلفتان كثيرا. وكذلك نافع كان يخص بعض أصحابه ببعض اختياراته؛ فقد روى عنه الهذلي في الكامل أنه قال لورش: "خصصتك بنقل الحركات وهو اختياري، لجودة قراءتك وتعهدك لكتاب الله".
تشعب الطرق:
(يُتْبَعُ)
(/)
ليس تشعب الطرق أمرا لازما للقراءات، وإنما هو أمر عارض دعا إليه طول الأسانيد بتقدم الزمن؛ فكلما طال الزمن طالت الأسانيد وكثرت الطرق وتشعبت؛ لكن ذلك لا يستلزم تشعب المروي فهو نفسه لا يزيد، وإنما تكثر رواته فتتشعب نسبته إليهم. ومثال ذلك روايات المصريين: ورش وسقلاب ومعلى بن دحية عن نافع؛ فكل واحدة من هذه الروايات هي رواية مستقلة اصطلاحا، لكن هذه الروايات الثلاث لم تختلف في حرف واحد، وإنما سميت روايات مختلفة لاختلاف أسانيدها لا لاختلاف حروفها؛ فقد ذكر ابن الجزري في غاية النهاية في ترجمة معلى بن دحية أن الأزرق قال: "لم يذكر سقلاب ولا ابن دحية خلافا لورش في سائر الحروف". قلت [القائل ابن الجزري]: وكذا قال يونس بن عبد الأعلى: "أقرأني ابن دحية مثل ما أقرأني ورش من أوله إلى آخره". أما ما قاله مكي في كلامه المذكور أعلاه من أن ورشا انفرد بما رواه عن نافع، فهو يعني من روايات نافع المشهورة. فالفرق إذن بين الاختيار وتشعب الطرق أن الاختيار هو تأليف قراءة من عدة قراءات، وقد تركه المتأخرون سدا للذريعة. أما تشعب الطرق فهو مجرد تعدد الطرق لاختيار واحد، وهو أمر لا ضير فيه.
إنكار بعض الصحابة لبعض القراءات المتواترة:
إذا صح عن بعض الصحابة أنه أنكر قراءة متواترة، فإنكاره محمول على إنكار اختياره لها، لا إنكار صحتها؛ فقد روى الداني في المحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قرأ: (عباد الرحمن) قال سعيد: "فقلت لابن عباس: "إن في مصحفي (عند الرحمن) " قال: "امحها واكتبها (عباد الرحمن) ". وعلق الداني على هذا الخبر بقوله: "أمر سعيدَ بنَ جبير بمحو إحدى القراءتين وإثبات الثانية مع علمه بصحة القراءتين في ذلك وأنهما منزلتان من عند الله تعالى وأن الرسول صلى الله عليه وسلم قرأ بهما جميعا وأقرأ بهما أصحابه، غير أن التي أمره بإثباتها منهما كانت اختياره؛ إما لكثرة القارئين بها من الصحابة وإما لشيء صح عنده عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أمر شاهده من علية الصحابة".
أو يحمل إنكار الصحابي للقراءة على أنها لم تبلغه؛ فقد يسمع بعض الصحابة من النبي صلى الله عليه وسلم قراءة، ثم تنسخ هذه القراءة ولا يعلم الصحابي بالنسخ، مثل (والذكر والأنثى) التي رواها الشيخان وغيرهما عن أبي الدرداء وابن مسعود، ولكنها مخالفة للسواد الذي كتب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وهو الموافق للعرضة الأخيرة والذي أجمع عليه الصحابة، قال الحافظ في الفتح في شرح الحديث المذكور: " ثم هذه القراءة لم تنقل إلا عن من ذكر هنا ومن عداهم قرؤوا (وما خلق الذكر والأنثى)، وعليها استقر الأمر مع قوة إسناد ذلك إلى أبي الدرداء ومن ذكر معه، ولعل هذا من ما نسخت تلاوته ولم يبلغ النسخ أبا الدرداء ومن ذكر معه. والعجب من نقل الحفاظ من الكوفيين هذه القراءة عن علقمة وعن ابن مسعود وإليهما تنتهي القراءة بالكوفة، ثم لم يقرأ بها أحد منهم، وكذا أهل الشام حملوا القراءة عن أبي الدرداء ولم يقرأ أحد منهم بهذا؛ فهذا من ما يقوي أن التلاوة بها نسخت". وقد تنسخ الآية في آخر عمر النبي صلى الله عليه وسلم فلا يعلم بعض الصحابة بنسخها، مثل حديث الرضعات، قالت عائشة رضي الله عنها: "كان في ما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن، ثم نسخن بخمس معلومات؛ فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن في ما يقرأ من القرآن" رواه مسلم. قال السيوطي في الإتقان في النوع السابع والأربعين في الناسخ والمنسوخ، معلقا على حديث عائشة هذا: "وأجيب بأن المراد قارب الوفاة، أو أن التلاوة نسخت أيضا ولم يبلغ ذلك كل الناس إلا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوفي وبعض الناس يقرؤها".
وقد يبقى بعض الصحابة متمسكا بالمنسوخ لأنه سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يأخذ بالناسخ لأنه لم يسمعه منه، فقد روى البخاري في باب (ما ننسخ من آية أو ننسها): "قال عمر رضي الله عنه: "أقرؤنا أبي وأقضانا علي، وإنا لندع من قول أبي؛ وذاك أن أبيا يقول: "لا أدع شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وقد قال الله تعالى: (ما ننسخ من آية أو ننسها) ". قال ابن حجر في الفتح: "قوله: "وقد قال الله تعالى إلخ" هو مقول عمر محتجا به على أبي بن كعب، ومشيرا إلى أنه ربما قرأ ما نسخت تلاوته لكونه لم يبلغه النسخ، واحتج عمر
(يُتْبَعُ)
(/)
لجواز وقوع ذلك بهذه الآية".
والله أعلم.
ـ[محمد أحمد الأهدل]ــــــــ[31 Jul 2010, 06:37 م]ـ
بحق هذا الموضوع الذي تفضل بطرحه فضيلة الدكتور أحمد كوري هو مثير للغاية؛ حيث إنه له تعلق كبير بالتحريرات, والمادة التي تفضل بطرحها كانت غاية في الإتقان والإفادة فجزاه الله خيرًا, وكذلك ما علق به الشيوخ الأفاضل وأضافوه من جواهر ثمينة تستحق الوقوف عندها والاستفادة منها, وإن كان لي حق المشاركة في هذه الصفحة, فإن لي وقفات عند بعض العبارات سأعبر فيها عن وجهة نظري, والله يوفقنا إلى الحق في القول والعمل.
قال د. أحمد كوري حفظه الله:
لكن المفارقة أن منهج المحررين هنا مخالف لمنهج ابن الجزري ومناقض لهدفه من نظم الطيبة أصلا؛ فإذا كان ابن الجزري يهدف إلى إفراد كل رواية وحدها فلماذا جمع هذه الروايات أصلا؟ ولماذا نظم الطيبة أصلا؟ ولماذا لم يحرر الطرق فينظم مضمن التبصرة على حدة، ومضمن التذكرة على حدة، وهكذا كل أصول النشر؟ لو كان ابن الجزري قد فعل ذلك لانتفت الحاجة إلى علم التحريرات من أساسه، ولم يبق للمحررين ما يحررونه.
قد صرح ابن الجزري بأنه أراد بنظم الطيبة كتاب النشر حيث يقول:
ضمنتها كتاب نشر العشر ... فهي به طيبة في النشر
والمحررون ـ فيما يظهر لي ـ لا يهدفون إلى إفراد كل رواية على حدة, ولو أرادوا ذلك لأفردوا كل رواية بالتحريرات في كتاب مستقل, ولكنهم يضعون بعض القواعد التي تنطبق على كثير من الروايات في آن واحد, بل كتب التحريرات التي بين أيدينا جلها يذكر التحرير لقالون مثلاً ثم يذكر تحريرات تخص ابن كثير ثم يعودون لتحريرات لورش, مما يدل على أنهم لا يقصدون أن تفرد كل رواية بالتلقي على حدة, وإنما مقصدهم من ذلك عدم الخلط والتركيب بين الطرق وذلك في أثناء قراءتهم بالجمع خاصة في طريقة الجمع بالآية, وفي حالة القراءة برواية من الروايات كأن يكون في الصلاة أو في غيرها, لا أنهم يتلقونها بروايات مفردة, وهذا الهدف هو موافق لمنهج ابن الجزري ومحقق لمراده, فهو قد عزا كل طريق إلى صاحبها تجنباً للتركيب, حيث يقول في (نشره: 56): بعد أن فصل الطرق طريقًا طريقًا" لم أدع من هؤلاء الثقات الأثبات حرفاً إلا ذكرته، ولا خلفاً إلا أثبته، ولا إشكالاً إلا بينته وأوضحته، ولا بعيداً إلا قربته، ولا مفرقاً إلا جمعته ورتبته، منبهاً على ما صح عنهم وشذ, وما انفرد به منفرد وفذ, ملتزماً للتحرير والتصحيح, والتضعيف والترجيح, معتبراً للمتابعات والشواهد, رافعاً إبهام التركيب بالعزو المحقق إلى كل واحد".
فإن لم يقصد ابن الجزري تحرير الطرق, وعدم الخلط والتركيب, فلأي فائدة فصلت هذه الطرق, ونسبت الأوجه في مواضع الخلاف إلى أصحابها؟
ليس من المقبول كذلك أن يقال إن ابن الجزري قد نظم الطيبة لاختصار القراءات أو تيسيرها؛ لأن هذا الاختصار المفترض هو مخل جدا، ويجعل الطيبة عديمة الجدوى، فلو أن طالبا حفظالطيبة بدون تحريراتها فإنه لا يستطيع أن يقرأ بطريق واحدة من طرق القراءات؛ بل لابد لحافظ الطيبة لكي يستطيع أن يقرأ بطريق واحدة من طرق القراءات أن يحفظ متونالتحريرات، وهي متون طويلة بعضها قريب من طول الطيبة أو أطول منها، وهنا لا يبقىمحل لفرضية الاختصار.
كون الطيبة نظمًا لكتاب النشر ويصعب تفصيل الطرق فيها, وعزو الأوجه إلى أصحابها, فاستُغني بالتفصيل الموجود في أصلها, ثم إن الطالب الذي يحفظها هو لن يقرأ بها من تلقاء نفسه دون التلقي من الشيوخ الذين يوقفونه على تقييداتها, وكثيرٌ من المشايخ لا يلزمون بحفظ متون في التحريرات, بل يُملون على تلاميذهم القواعد المهمة التي تنطبق على جزئيات متعددة, ثم ينبهونهم على التحريرات الأخرى التي لا تندرج تحت تلك القواعد, مع أن حفظ متن فيها أولى, وحتى مع هذا فنظم الطيبة قد أدى دورًا كبيرًا وهو ضبط مواضع الخلاف عن القراء والرواة التي لو اعتمد الطالب فيها على النثر لكان الأمرُ أكثرَ صعوبةً, ولو فرضنا فرضًا أن ابن الجزري رحمه الله أراد أن يُقرأ بما في الطيبة دون تمييز الطرق بعضها عن بعض, وبالتركيب المترتب على خلط الأوجه فهل يجوز أن يؤخذ بهذه الإرادة على سبيل الرواية؟ فلا شك عندي أن الإجابة ستكون بـ (لا)؛ لذلك كان لا بد من التحريرات المنجية من التركيب, والعلم عند الله تعالى.
الخلط بين القراءات والروايات والطرقلا يجوز شرعًا في كلمة واحدة مثل قراءة:
"الرحيم مالك" بالإدغام الكبير مع زيادة ألف بعد الميم؛ لأن اجتماعهما لم يقرأ به أحد
ما أظنُّ هذا إلا وهمًا من فضيلة الدكتور حفظه الله:
وإلا فإنه يقرأ ليعقوب بهذا على وجه الأخذ له بالإدغام الكبير (العام) , والله أعلم.
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[01 Aug 2010, 02:41 ص]ـ
جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ على الاهتمام والمشاركة والإفادة، وشكرا جزيلا لكم.
وأشكركم خصوصا على التنبيه على الخطإ الذي وقعت أنا فيه في مسألة "الرحيم مالك"، وأعتذر لفضيلتكم ولسائر المتصفحين عن هذا الخطإ. وجزاكم الله خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد أحمد الأهدل]ــــــــ[10 Aug 2010, 01:11 م]ـ
جزاك الله خيرا فضيلة الدكتور أحمد كوري على هذه الإثارة العلمية.
ألا يمكن أن يقال إن ابن الجزري ـ رحمه الله ـ جعل الطيبة معتمدة على النشر، وذلك لكثرة الطرق والأوجه، فلا يستطيع أن يبين كل ذلك في النظم.
وثمت إشكال هنا يعرضه بعض الفضلاء، ومفاده أن المدة التي قرئ فيها بمضمن الطيبة بين ابن الجزري والإزميري بماذا كان يُقرأ؟
الجواب: أحد أمرين:
الأول: أن يقال: إنهم كانوا يأخذون التحريرات مشافهة، وهذا بعيد؛ لكثرتها وصعوبتها ودقتها، ولو كانوا يقرؤون بها لدونوها قطعا، على عادة العلماء في تدوين العلم؛ للحفاظ عليه من الضياع.
الثاني: أنهم كانوا يأخذون بظاهر النظم، مع الاستناد إلى ما نبه عليه في النشر.
وفي الحقيقة أقول بعد طول تأمل ونظر خال من التقليد والتعصب: ثمت أمور كثيرة مشكلة في هذا العلم، لابد أن يسارع المتخصصون لحلها بطريقة علمية، وهذا ظاهر لكل منصف متجرد.
أسأل الله أن يفتح على قلوبنا، وأن يبصرنا بعيوبنا.
والله ولي التوفيق.
وثمت إشكال هنا يعرضه بعض الفضلاء، ومفاده أن المدة التي قرئ فيها بمضمنالطيبة بين ابن الجزري والإزميري بماذا كان يُقرأ؟
أقول: ليس الإمام الإزميري رحمه الله هو أول من ألف في تحريرات الطيبة, بل قد سبقه عدد من المحررين, منهم: محمد العوفي, وعلي المنصوري, وغيرهما.
ولو فرضنا أنه من عهد ابن الجزري إلى زمن الإزميري رحمة الله على الجميع كانوا يخلطون بين الطرق, فهل هذا العمل صحيحًا؟ لا سيما وفيه نسبة أوجهٍ إلى غير أصحابها ـ أعني على سبيل الرواية ـ, وهل ما قام به الإزميري ـ باعتباره أول من قال بالتحريرات على ما فهمته من قول أخينا الشيخ ضيف الله الشمراني ـ من تخليص الأوجه من التلفيق والتركيب والخلط, هل ما قام به من عمل يُعدُّ عملاً صحيحًا أو خطأً؟
الأول: أن يقال: إنهم كانوا يأخذون التحريرات مشافهة، وهذا بعيد؛ لكثرتها وصعوبتها ودقتها، ولو كانوا يقرؤون بها لدونوها قطعا، على عادة العلماء في تدوين العلم؛ للحفاظ عليهمن الضياع.
الثاني: أنهم كانوا يأخذون بظاهر النظم، مع الاستناد إلى ما نبه عليهفي النشر.
الظن بعلماء القراءات أنهم يحرصون على عدم الخلط والتركيب بين الطرق, وإن كانت هذه التحريرات كثيرة وصعبة بالنسبة لنا فلا يلزم صعوبتها عليهم, ولا يلزم من إقرائهم بها تدوينها, فكم من العلوم تُلُقيت تلقيًا فترةً من الزمن ولم تدون إلا في فترة متأخرة, فليس عدم تدوينهم لها في فترة من الزمن دليلاً قطعيًا على عدم أخذهم بها, وعلى قولكم ـ بارك الله فيكم ـ بأنهم كانوا يأخذون بظاهر النظم, مع الاستناد إلى ما نبه عليه ـ ابن الجزري ـ في النشر, فهلا دونوا ذلك؟ مع العلم أنه يصعب ويشق على القارئ الآن أن يستخرج هذه التنبيهات من النشر, فلماذا لم يدونوها على عادتهم في تدوين العلم؟
وفي الحقيقة أقول بعد طول تأمل ونظر خال من التقليد والتعصب: ثمت أموركثيرة مشكلة في هذا العلم، لابد أن يسارع المتخصصون لحلها بطريقة علمية، وهذا ظاهرلكل منصف متجرد.
أقترح عليكم ـ فضلاً لا أمرًا ـ أن تتكرموا بذكر ما يحضركم على الأقل من الأمور المشكلة في هذا العلم ليسهل على المتخصصين الرجوع إليها ودراستها دراسة شاملة, والله يوفقنا إلى الحق في الأقوال والأفعال.
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[13 Aug 2010, 03:58 ص]ـ
جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ على الاهتمام والمشاركة والإفادة، وشكرا جزيلا لكم على هذه المشاركات العلمية المفيدة.
الهدف الصحيح للتحريرات – في رأيي المتواضع – هو إفراد كل طريق على حدة، حتى يستطيع القارئ أن يقرأ كل طريق على حدة بدون خلط طريق بطريق، أما مجرد الربط بين الوجوه – أي: معرفة ما يجوز اجتماعه من الوجوه وما لا يجوز – فهو أمر مهم؛ لأنه يمكن العارف به من تحاشي الخروج عن القراءات المتواترة أو عن قراءة بعينها كقراءة أبي عمرو، ولكنه لا يجعل من العارف به محررا؛ ومن أمثلة ذلك تحرير اجتماع المد المنفصل وتحقيق أو إبدال الهمز الساكن والإدغام الكبير، التي يقول فيها ابن الجزري في الطيبة خلافا لعادته في إهمال التحريرات:
إذا التقى خطا محركان=مثلان جنسان مقاربان
أدغم بخلف الدور والسوسي معا=لكن بوجه الهمز والمد امنعا
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن الناظم في شرح هذين البيتين: "فلو اجتمع مع الإدغام همز ومد فيحتمل ثمانية أوجه كقوله تعالى: (قال لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما)، يمتنع منها ثلاثة أوجه، وهي: الإدغام مع الهمز والمد، والإدغام مع الهمز والقصر، والإدغام مع البدل والمد، وتجوز الخمسة الباقية".
فإذا عرف القارئ هذا التحرير فإن ذلك لن يجعل منه محررا؛ فهو لن يستطيع أن يقرأ بطريق واحدة من طرق أبي عمرو – ومجموعها أربع وخمسون ومائة – التي ذكرها ابن الجزري في النشر؛ إذ بقي عليه أن يعزو كل واحد من هذه الوجوه الخمسة لطريقه، ويترتب على ذلك معرفة ما يوافق هذه الطريق من الوجوه الأخرى المختلف فيها عن أبي عمرو، فلو قيل له مثلا: "اقرأ لنا بطريق تذكرة ابن غلبون للدوري أو بطريق العنوان للسوسي" لما استطاع، ويقال مثل ذلك في سائر هذا النوع من التحريرات. فمن الصعب إذن أن نطلق وصف "محرر" على من لا يستطيع أن يقرأ بطريق واحدة! لذلك فإن بعض كتب التحريرات لم يقتصر على مجرد تبيان الربط بين الوجوه، بل كان يعزو الوجوه إلى طرقها؛ حتى يتمكن القارئ من القراءة بكل طريق على حدة، مثل ما فعل الإمام المتولي في الروض وفي منظومة العزو.
صحيح أن العارف بالتحرير المذكور يمكن أن يقرأ هذه الآية قراءة صحيحة ليس فيها الخلط في كلمة واحدة ولا بين كلمتين ترتبط إحداهما بالأخرى، لكنه في هذه الحالة لن يكون أحسن حالا من العامة الذين يقرؤون بخلط القراءات خلطا لا يخالف القراءات المتواترة لكن بدون أن يلتزم بواحدة منها.
وصحيح أن التحريرات (بمعنى الربط بين الوجوه) قد وضعت أصلا لتسهيل الجمع، لكن الجمع ليس مقصدا في حد ذاته، وإنما هو وسيلة لقراءة الطالب لكل الوجوه على الشيخ في أقصر وقت ممكن، لكن بعد الجمع لا بد أن يرجع الطالب إلى الطرق فيحررها، حتى يستطيع أن يقرأ بكل واحدة منها على حدة، وإن لا كان قد توقف قبل نهاية الطريق.
ويظهر المنهج التحريري الصحيح في تلك المحاولة التي قام بها الشيخ الضباع في "صريح النص"، حين حاول أن يفرد كل طريق من طرق حفص على حدة، وكذلك فعل الشيخ محمد إبراهيم محمد سالم في "فريدة الدهر"، حين حاول إفراد كل طريق من طرق الطيبة على حدة. فالشيخ الضباع قد بدأ أول كتابه "صريح النص" بالربط بين الوجوه، ولكنه كان مدركا أن الاقتصار على تلك المرحلة لا يحقق التحرير الكامل؛ إذ لا يستطيع المقتصر عليها أن يقرأ طريقا واحدة، وكان مدركا أن ثمت مرحلة تالية لا بد منها للمحرر، وهي إفراد كل طريق على حدة وبذلك فقط يستطيع المحرر أن يأمن الخلط بين الطرق، فخصص الضباع جداول في آخر كتابه لإفراد طرق حفص، وقدم لها بقوله (صريح النص: 26، ط شركة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر): "ربما تشتاق نفس القارئ إلى معرفة مذهب كل إمام من أئمة الأداء في الكلمات المذكورة على حدته؛ ليتم له الأمن من التلفيق، ولا يلتبس عليه مذهب بآخر، ولذا وضعت لكل طريق من الطرق الأربعة (الهاشمي وأبي طاهر والفيل وزرعان) جدولا بخصوصه بينت فيها ما يجوز له في كلمات الخلاف .. ".
فالمقصود أن ابن الجزري إنما ألف الطيبة في رأيي لتسهيل الجمع ولتنظيم زيادات الشاطبية، ولم ينظمها لتحرير الطرق ولم يعز فيها طريقا إلى صاحبها، أي: أن حافظها لا يستطيع أن يقرأ بطريق واحدة من طرقها إلا بالاستعانة بمصادر خارجية، لكن المحررين حاولوا أن يحرروها بمعنى أن يفردوا طرقها، وهو ما لم يرده ناظمها في رأيي، وإن كان تحرير الطرق أمرا ضروريا.
وصحيح أن ابن الجزري في النشر قد عزا أكثر وجوه الخلاف إلى طرقها، لكنه في الطيبة لم يفعل ذلك، وقد كان بإمكانه أن يفعله لو أراد، فقد كان بإمكانه أن ينظم كل طريق على حدة، أو أن ينظم الطرق مجتمعة ولكن يزيد عليها منظومة تحررها، كما فعل المتولي في منظومة العزو التي تناهز الطيبة في الطول؛ إذ تبلغ تسعة وعشرين وألف بيت، وليس المتولي بأقدر من ابن الجزري على النظم. وابن الجزري لم ينظم كل محتوى النشر في الطيبة وهذا أمر محسوس، وإنما نظم منه وجوه الخلاف بلا عزو.
(يُتْبَعُ)
(/)
وليس المقصود أن ابن الجزري قد عمد إلى خلط القراءات وتركيبها في النشر، فهذا مخالف للواقع، بل هو قد عزا أكثر الوجوه في النشر، أما الطيبة فلم ينظمها للقراءة بطرقها وإنما نظمها لتسهيل الجمع ولإكمال الشاطبية كما نص على ذلك، فكان العزو والتحرير خارجين عن موضوعها.
والله أعلم.
ـ[محمد أحمد الأهدل]ــــــــ[22 Aug 2010, 12:29 م]ـ
حفظكم الله فضيلة الشيخ الدكتور أحمد كوري فقد أفدتنا كثيرًا بهذا الطرح الرائع, واسمح لي بالوقوف مع بعض مما ذكرتموه.
الهدف الصحيح للتحريرات – في رأيي المتواضع – هو إفراد كل طريق على حدة، حتى يستطيع القارئ أن يقرأ كل طريق على حدة بدون خلط طريق بطريق، أما مجرد الربط بين الوجوه – أي: معرفة ما يجوز اجتماعه من الوجوه وما لا يجوز – فهو أمر مهم؛ لأنه يمكن العارف به من تحاشي الخروج عن القراءات المتواترة أو عن قراءة بعينها كقراءة أبي عمرو، ولكنه لا يجعل من العارف به محررا؛
أصحاب التحريرات الذين تيسر لنا الاطلاع على تحريراتهم, أمثال الإزميري, والمتولي, والخليجي ـ حسب اطلاعي القاصر ـ الذي يظهر لي أن غايتهم من التحريرات عدم التركيب ولا يلزم عندهم حفظ أصحاب الطرق لما في ذلك من المشقة الكبيرة, حيث إن الطرق الفرعية عن الراوي الواحد تتردد ما بين 9 ـ 126 طريقًا, ولا يخفى صعوبة حفظ الطرق الفرعية عن كل راوي فضلاً عن حفظ الخلافات المروية عن كل طريق, ولو أراد المحررون ذلك لجمعوا خلافات كل طريق على حِدة, ولكنهم يكتفون بذكر الأوجه الممتنعة أو الجائزة.
فإذا عرف القارئ هذا التحرير فإن ذلك لن يجعل منه محررا؛ فهو لن يستطيع أن يقرأ بطريق واحدة من طرق أبي عمرو – ومجموعها أربع وخمسون ومائة – التي ذكرها ابن الجزري في النشر؛ إذ بقي عليه أن يعزو كل واحد من هذه الوجوه الخمسة لطريقه، ويترتب على ذلك معرفة ما يوافق هذه الطريق من الوجوه الأخرى المختلف فيها عن أبي عمرو،
لا تخفى المشقة الكبيرة التي تلازم من أراد أن يحفظ جميع الطرق الفرعية عن كل راوي, فضلاً عن حفظ الأوجه المعزوة إليه؛ لذلك معرفة ما يجوز وما يمتنع ـ في رأيي القاصر ـ كافٍ للسلامة من التركيب, ولا شك أن من أعطاه الله ملكة كبيرة في الحفظ ففعل ذلك فقد أحسن, وأغلب مشايخنا الذين يهتمون بالتحريرات يكتفون بوضع قواعد يُعرَف من خلالها ما يجوز وما يمتنع من الأوجه.
لذلك فإن بعض كتب التحريرات لم يقتصر على مجرد تبيان الربط بين الوجوه، بل كان يعزو الوجوه إلىطرقها؛ حتى يتمكن القارئ من القراءة بكل طريق على حدة، مثل ما فعل الإمام المتوليفي الروض وفي منظومة العزو.
بالنسبة للروض فهو ـ كما تعلمون ـ شرح لنظمه العظيم " فتح الكريم ", ولو أراد حفظ الوجوه معزوةً إلى طرقها لفعل ذلك فيه؛ إذ أنه أسهل حفظًا من النثر, وإنما فعل ما فعل في الروض ـ والعلم عند الله ـ لزيادة الفائدة, وهو كالتعليل للجواز والمنع, لا أنه يلزم حفظ ذلك معزوًّا لطرقه, وأما منظومة عزو الطرق فهي مرحلة متقدمة في التحريرات يمكن أن يطلق عليها ـ إن صح التعبير ـ مرحلة عليا في التحريرات يصل إليها من أراد التخصص العالي في هذا العلم, والذي أريد أن أقوله بالضبط أن أهم شيء يهدف إليه المحررون هو عدم التركيب والخلط, لا أن القارئ يلزمه معرفة كل طريق والأوجه الواردة منها, والله أعلم.
فالمقصود أن ابن الجزري إنما ألف الطيبة في رأيي لتسهيل الجمع ولتنظيم زيادات الشاطبية، ولم ينظمها لتحرير الطرق ولم يعز فيها طريقا إلى صاحبها،
الذي يظهر ـ والعلم عند الله ـ أن ابن الجزري مقصوده من تأليف الطيبة نظم ما يُقرأ به من كتاب النشر؛ لما يتميز به النظم من سهولة الحفظ عن النثر, ولو أراد تنظيم زيادات الشاطبية لاقتصر على ما فيها, أما أنه لم يعز فيها طريقًا إلى صاحبها فإنه قد أشار إلى طرقها مع الإشارة إلى مكان وجودها, حيث يقول:
وَهذِهِ الرُّوَاةُ عَنْهُمْ طُرُقُ ... أصَحُّهَا في نَشْرِنَا يُحَقَّقُ
بِاثْنَيْنِ في اثْنَيْنِ وَإلاَّ أَرْبَعُ ... فَهيَ زُهَا أَلْفِ طَرِيقٍ تَجْمَعُ
ويمكن أن يقال إنه اكتفى بالإشارة إليها دون ذكرها اختصارًا, كما صنع الشاطبي في حرزه حيث قال:
لَهُمْ طُرُقٌ يُهْدَى بِهَا كُلُّ طَارِقٍ ... وَلاَ طَارِقٌ يُخْشى بِهاَ مُتَمَحِّلاً
ولم يفصل طرقه, والله أعلم.
وإنما نظمها لتسهيل الجمع ولإكمال الشاطبية كما نص على ذلك،
أين نص ابن الجزري أنه نظم الطيبة لإكمال الشاطبية؟
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[23 Aug 2010, 03:40 ص]ـ
جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ على الاهتمام والمشاركة والإفادة والتصحيح، وشكرا جزيلا لكم على هذه الفوائد العلمية الماتعة، التي أبنتم من خلالها عن علم واسع وتمسك بالمنهجية العلمية وبأدب الحوار. وفقكم الله وأكثر من أمثالكم.
بالنسبة للعبارة الأخيرة المقصود منها الإشارة إلى قوله الناظم:
ولا أقول إنها قد فضلت=حرز الأماني بل به قد كملت
حوت لما فيه مع التيسير=وضعف ضعفه سوى التحرير
وقوله:
وكل ذا اتبعت فيه الشاطبي=ليسهل استحضار كل طالب
فالناظم في البيت الأول يقول إن الحرز هو مكمل للطيبة وهي لا تغني عنه؛ لأنه أساسها الذي بنيت عليه، وفي البيت الثاني يقول إن الطيبة هي كذلك مكملة للحرز؛ فقد جعل الناظم الحرز أساس نظمه، وذكره في مقدمته ولم يشر إلى غيره من كتب القراءات الوفيرة، ثم أكمله بذكر الطرق الأخرى، واتبع طريقته في الرمز والاصطلاحات غالبا، كما قال في البيت الثالث.
والحرز أيضا هو أساس الدرة وهي مكملة له، كما أن التيسير هو أساس التحبير.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد أحمد الأهدل]ــــــــ[24 Aug 2010, 12:16 ص]ـ
جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ على الاهتمام والمشاركة والإفادة والتصحيح، وشكرا جزيلا لكم على هذه الفوائد العلمية الماتعة، التي أبنتم من خلالها عن علم واسع وتمسك بالمنهجية العلمية وبأدب الحوار. وفقكم الله وأكثر من أمثالكم.
بالنسبة للعبارة الأخيرة المقصود منها الإشارة إلى قوله الناظم:
ولا أقول إنها قد فضلت=حرز الأماني بل به قد كملت
حوت لما فيه مع التيسير=وضعف ضعفه سوى التحرير
وقوله:
وكل ذا اتبعت فيه الشاطبي=ليسهل استحضار كل طالب
فالناظم في البيت الأول يقول إن الحرز هو مكمل للطيبة وهي لا تغني عنه؛ لأنه أساسها الذي بنيت عليه، وفي البيت الثاني يقول إن الطيبة هي كذلك مكملة للحرز؛ فقد جعل الناظم الحرز أساس نظمه، وذكره في مقدمته ولم يشر إلى غيره من كتب القراءات الوفيرة، ثم أكمله بذكر الطرق الأخرى، واتبع طريقته في الرمز والاصطلاحات غالبا، كما قال في البيت الثالث.
والحرز أيضا هو أساس الدرة وهي مكملة له، كما أن التيسير هو أساس التحبير.
والله أعلم.
أشكرك فضيلة الدكتور على حسن ظنك بي, وعلى مواصلتك في إفادتنا, رزقنا الله وإياك التوفيق والقبول, وبالنسبة لقول ابن الجزري رحمه الله:
(ولا أقول أنها قد فضلت ... ) الذي يظهر لي أنه ساق هذه العبارة تتميمًا لقوله:
وكل ذا اتبعت فيه الشاطبي ... ليسهل استحضار كل طالب
أي سبب اتباعه للشاطبي في الترتيب, واستعمال الرموز, وغير ذلك مما هو مشابه للحرز؛ من أجل تسهيل استحضار قارئها, ثم ساق ما بعده من كلام, وهذا سبب ذكره للشاطبية والتيسير دون سائر كتب القراءات, مع أن الطيبة مشتملة على أوجه القراءات وطرقها المتفرقة في أصول متعددة من كتب القراءات, لا أنه ـ حسب فهمي القاصر ـ قصد بالطيبة تنظيم زيادات الشاطبية, والله أعلم.(/)
صدر حديثاً: شرح مقرب التحرير للنشر والتحبير, للخليجي, تحقيق: د/إيهاب فكري وأبوالجود
ـ[محب القراءات]ــــــــ[15 Jul 2010, 07:06 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر حديثاً عن المكتبة الإسلامية للنشر والتوزيع بالقاهرة الطبعة الأولى (1430هـ) (1) من كتاب:
شرح مقرب التحرير للنشر والتحبير
تأليف / محمد بن عبدالرحمن الخليجي
تحقيق: الشيخ د/إيهاب فكري والشيخ خالد أبوالجود
http://www.tafsir.net/images/khaleeeji.jpg
ويقع الكتاب في 256 من القطع العادي.
وهو كتاب مهم من كتب تحرير القراءات , قام بتحقيقه والعناية به فضيلة شيخنا المقرئ بالمسجد النبوي الشريف د/ إيهاب فكري , وفضيلة الشيخ / خالد أبوالجود.
و (مقرب التحرير للنشر والتحبير) هو متن نظم فيه العلامة الخليجي ماورد للقراء العشرة من الوجوه المروية من طرق رواتهم المعتمدة, بلغ عدد أبياته 361 بيتاً , وقد وُضعت في أول الكتاب كاملة قبل الدراسة والتحقيق.
وكتب الشيخ خالد أبو الجود في قسم الدراسة ترجمة للعلامة الخليجي , ثم تعريفا لمتن الطيبة.
ثم كتب شيخنا د/ إيهاب فكري مبحثاً مهما في تحريرات نظم الطيبة للإمام ابن الجزري ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=110497#post110497)
شكر الله للشيخين جهدهما في العناية بهذا الكتاب فقد سهّلا للمتخصصين في القراءات العشر الكبرى الاطلاع على هذا الكتاب المهم والإفادة منه, وقد كان يُشكِل عليّ كثيراً بعض المواضع من المخطوط فأرجع فيها لشيخي قبل طباعة هذا الكتاب , فأسأل الله أن يبارك في علمهما وينفع بهما.
_______________________
(1) تنبيه: لم يصدر الكتاب إلا في عام 1431هـ ولكن من عادة دار النشر هذه أن تكتب سنة الإذن بطباعة الكتاب.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Jul 2010, 07:42 ص]ـ
بشرك الله بالخير يا أبا أسامة، وأرجو أن أجد الكتاب في مكتبات الرياض.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[15 Jul 2010, 12:58 م]ـ
بارك الله فيك.
هل المبحث الذي كتبه الشيخ إيهاب حفظه الله هو نفسه الموجود في الرابط أم زاد عليه؟
و أين أجد الكتاب في مصر؟
ـ[محب القراءات]ــــــــ[15 Jul 2010, 01:59 م]ـ
بارك الله فيك.
هل المبحث الذي كتبه الشيخ إيهاب حفظه الله هو نفسه الموجود في الرابط أم زاد عليه؟
و أين أجد الكتاب في مصر؟
نعم هو نفسه الموجود في الرابط.
ولا أدري أين يوجد الكتاب في مصر
لكن يمكنكم التواصل مع الناشر على العنوان التالي:
المكتبة الإسلامية
- الإدارة والفرع الرئيسي:
33 ش صعب صالح - عين شمس الشرقية - القاهرة - جمهورية مصر العربية
ت وفاكس: 4991254/ 4900606/ 4900808
- فرع الأزهر: 1ش البيطار خلف جامع الأزهر - درب الأتراك - ت 5108004
البريد الالكتروني: islamya2005@hotmail.com
ـ[محمد ال باشا المغربي]ــــــــ[15 Jul 2010, 10:44 م]ـ
ماشاء الله
احسن الله اليكم و بارك في جهود مشايخنا الكرام
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[19 Jul 2010, 12:22 ص]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا.
وعندي إشكال: هذا الكتاب عندي منذ عامين أحضرتها لي إحدي الطالبات في المعهد كان إهداء من صاحبة الكتاب جزاها الله خيرا مع أنها لا تعرفني، والكتاب تحقيق: " الشيخة: مرفت بنت محمد أحمد حجازي مدرسة القراءات العشر الكبري بالمسجد النبوي الشريف " وانتهت منه عام: 1426هجرية ـ 2005م) وذكرت أنها قرأت النظم والمخطوطة علي شيخها فضيلة الشيخ: أحمد إسماعيل عبد الكريم السنديوني، وذكرت أيضا: أن أخا فاضلا تكفل بكتابة المخطوطة، وآخر قام بتصويرها عدة نسخ ووزعها علي الطلبة .. هكذا ذكرت في المقدمة.
شكر الله للشيخين جهدهما في العناية بهذا الكتاب فقد سهّلا للمتخصصين في القراءات العشر الكبرى الاطلاع على هذا الكتاب المهم والإفادة منه, وقد كان يُشكِل عليّ كثيراً بعض المواضع من المخطوط فأرجع فيها لشيخي قبل طباعة هذا الكتاب , فأسأل الله أن يبارك في علمهما وينفع بهما.
_______________________
(1) تنبيه: لم يصدر الكتاب إلا في عام 1431هـ ولكن من عادة دار النشر هذه أن تكتب سنة الإذن بطباعة الكتاب.
والعجيب أن هذه العبارة المظللة بالأحمر عبارة مشابهة لحد كبير مع ما ذكرته الأخت الفاضلة في مقدمة كتابها.
(يُتْبَعُ)
(/)
والسؤال: هل هي عبارة الأخ محب القراءات؟ أم مقتبسة من مقدمة الكتاب؟
وهل الشيخان اعتمدا علي نسخ أم أحالا لكتاب الأخت الفاضلة؟ ومن سبق الآخر؟ أم محض صدفة كما يقولون؟
وكنت أود فهم العبارة المظللة بالأزرق، وجزاكم الله خيرا.
والسلام عليكم
ـ[محب القراءات]ــــــــ[20 Jul 2010, 01:52 ص]ـ
وعندي إشكال: هذا الكتاب عندي منذ عامين أحضرتها لي إحدي الطالبات في المعهد كان إهداء من صاحبة الكتاب جزاها الله خيرا مع أنها لا تعرفني، والكتاب تحقيق: " الشيخة: مرفت بنت محمد أحمد حجازي مدرسة القراءات العشر الكبري بالمسجد النبوي الشريف " وانتهت منه عام: 1426هجرية ـ 2005م) وذكرت أنها قرأت النظم والمخطوطة علي شيخها فضيلة الشيخ: أحمد إسماعيل عبد الكريم السنديوني، وذكرت أيضا: أن أخا فاضلا تكفل بكتابة المخطوطة، وآخر قام بتصويرها عدة نسخ ووزعها علي الطلبة .. هكذا ذكرت في المقدمة.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
لم أطلع على هذه النسخة التي ذكرتها, ولكن الذي أعرفه أن الشيخة / مرفت بنت محمد أحمد حجازي , لها جهود مشكورة في الاهتمام بكتب التحريرات, فتأتي بالمخطوط وتقوم بطباعته بالكمبيوتر ليكون أسهل في القراءة, ثم بعد ذلك يتم تصويره لمن أراد من طلبة العلم, ولا أدري هل قامت بطباعة شيء من أعمالها أم لا؟
وعندي نسخة مكتوبة بالكمبيوتر لكتاب: (فتح العلي الرحمن في شرح هبة المنان للعلامة الطباخ) اعتنت به الشيخة مرفت وفقها الله (لكنه غير مطبوع) وفرق بين طباعة الكتاب وبين كتابته بالكمبيوتر وتصويره كما لا يخفى عليكم.
والعجيب أن هذه العبارة المظللة بالأحمر عبارة مشابهة لحد كبير مع ما ذكرته الأخت الفاضلة في مقدمة كتابها.
والسؤال: هل هي عبارة الأخ محب القراءات؟ أم مقتبسة من مقدمة الكتاب؟
أنا الذي كتبت هذه العبارة ولم أطلع على ما كتبته الأخت الفاضلة, ولم أقتبسها من كتاب.
وهل الشيخان اعتمدا علي نسخ أم أحالا لكتاب الأخت الفاضلة؟ ومن سبق الآخر؟ أم محض صدفة كما يقولون؟
اعتمد الشيخان على نسختين مخطوطتين بخط المؤلف:
النسخة الأولى:
عدد صفحاتها (176 صفحة)
مبدوءة بـ: "بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله اصطفى من عباده من أورثه الكتاب"
ومختومة بـ: "اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد, وكان الفراغ من شرح هذا النظم الذي قربنا به التحرير عصر يوم السبت الثاني والعشرين من ذي الحجة سنة 1357 هـ ألف وثلثمائة وسبع وخمسين من الهجرة النبوية على صاحبها ألف صلاة وسلام وأزكى تحية, بقلم مؤلفه محمد عبدالرحمن الخليجي المقرئ"
ثم وضع خاتمه المشهور بعد اسمه.
وعدد سطور كل صفحة 17 سطراً, وعدد الكلمات في كل سطر في المتوسط 9 كلمات.
وكتبت بخط رقعة جيد مقروء, وكتبت الآيات بلون أحمر في غالب المخطوط.
النسخة الثانية:
عدد صفحاتها (113) صفحة.
وخاتم الشيخ واسمه على غلاف هذه النسخة , وفي آخرها اسمه فقط.
وقد كتبت بخط الرقعة الجيد المقروء, وهو مثل الموجود في النسخة الأولى, والفروق البسيطة بين النسختين أثبتها المحققان في حواشي الكتاب.
عدد سطور هذه النسخة (26) سطراً, وعدد كلمات السطر الواحد في المتوسط 13 كلمة.
وكنت أود فهم العبارة المظللة بالأزرق، وجزاكم الله خيرا.
هذه من الملاحظات المتكررة على دار النشر التي طبعت الكتاب فهي تأخذ الإذن بالطباعة من الجهة المعنية بهذا الأمر وتضع تاريخ الإذن على طباعة الكتاب , وقد تتأخر طباعته ونزوله للمكتبات سنة كاملة, كما هو الحال مع هذه الطبعة.
وهو أمر غريب لا أعرف من يفعله غيرهم!!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 Jul 2010, 02:11 ص]ـ
هذه من الملاحظات المتكررة على دار النشر التي طبعت الكتاب فهي تأخذ الإذن بالطباعة من الجهة المعنية بهذا الأمر وتضع تاريخ الإذن على طباعة الكتاب , وقد تتأخر طباعته ونزوله للمكتبات سنة كاملة, كما هو الحال مع هذه الطبعة.
وهو أمر غريب لا أعرف من يفعله غيرهم!!
بل هذا كثير الحصول خاصة في دور النشر المصرية؛ فلا يستطيعون أصلاً وضع تاريخ غير تاريخ الإذن وإلا كانت مخالفة قانونية، أما تأخر الطباعة بعد الإذن فهذا طبيعي في ظل واقع السوق وكون الدار المذكورة من الدور المتوسطة لا الغنية ....
ـ[ابن عامر الشامي]ــــــــ[20 Jul 2010, 03:08 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا الخبر واثابكم عليه
هل الكتاب يباع في المغرب
وهل هذه المنظومة موجودة على ورد او اكروبات وان تكن موجودة نرجوا مممن عنده ان يحررها او يكتب كل مرة عدد من الابيات وله جوزيل الشكر
ـ[محب القراءات]ــــــــ[20 Jul 2010, 06:21 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا الخبر واثابكم عليه
هل الكتاب يباع في المغرب
وهل هذه المنظومة موجودة على ورد او اكروبات وان تكن موجودة نرجوا مممن عنده ان يحررها او يكتب كل مرة عدد من الابيات وله جوزيل الشكر
لا أدري عن وجود الكتاب في المغرب
وأما المنظومة فقد سبق أن كتب أبياتها هنا في الملتقى الشيخ / خالد أبو الجود , على هذا الرابط:
متن مقرب التحرير للعلامة الخليجي ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=7661&highlight=%E3%DE%D1%C8+%C7%E1%CA%CD%D1%ED%D1)
وقد طبعت في هذا الكتاب مع الشرح , وبذلا فيها المحققان جهدا كبيرا في ضبطها, وكتبا في مقدمة التحقيق تحت عنوان: (عملنا في تحقيق الكتاب) ما يلي:
"عقدنا ملحقا وضعنا فيه المنظومة المشروحة التي عانينا الكثير حتى نثبتها على الصورة التي هي عليها الآن, وقد أخرجناها على نسخة مخطوطة لكنها ناقصة, والظاهر أن الشيخ الخليجي عدل في المنظومة مرات كثيرة".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الجود]ــــــــ[20 Jul 2010, 03:42 م]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا وبارك فيكم
أما صاحب الفضيلة الدكتور الشهري صاحب الأفضال عليَّ فالكتاب وكتب أخرى ستكون بين يديك في الرياض قريبا جدا
وأخي محب القراءات له الشكر على ما قدم من تعريف بالكتاب وكم له من أيادي بيضاء في التعريف بكتب هذا العلم الشريف وفقه الله لكل خير، أما الشيخ طه فليته يرشدني على طريقة التواصل معه، والشكر لأخي المغاربي، أما سماحة الشيخ شيخي وأخي عبد الحكيم فيكفيني أن يكون اسمه في هذا الموضوع جزاه الله خيرا وبارك فيه وجمعني الله وإياه في الدنيا على طاعته وفي الآخرة في مستقر رحمته، والحقيقة أن هذا الكتاب قد أخذت نسختيه ضمن ما أهداني إياه الدكتور عباس المصري رحمه الله وقبل وفاته بقليل كان الكتاب قد تم مقارنته على النسختين وبارك العمل على هذا الكتاب رحمه الله، وجزاه عني خيرا ثم تفضل الشيخ الدكتور إيهاب فكري فشارك في العمل فكان هذا الكتاب ولم أر حتى هذه اللحظه ما خطته الأخت الفاضلة، ولكني رأيت عمل الشيخ الكريم الدروبي وفقه الله لكل خير قبل الطبع بقليل، والفرق بين التحقيقين ظاهر فعمله رسالة علمية يسر الله العمل على إخراج ما بين يديه من أعمال تفيد أهل القراءات ولأني أحبكم في الله فأنا أقدم لسماحة شيخي عبدالحكيم ولأهل الملتقى جميعا نسخة من المخطوطتين بخط يد الشيخ لخليجي وعليها خاتمه ولعلي أنشط فأرفع الثانية قريبا، وفق الله أهل الملتقى لكل خير وجزاكم الله خيرا
http://www.mediafire.com/file/kq9qtc2ipyokcqw/ شرح مقرب التحريرللنشر والتحبير. rar
http://www.mediafire.com/?kq9qtc2ipyokcqw
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[20 Jul 2010, 09:12 م]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا وبارك فيكم
، أما سماحة الشيخ شيخي وأخي عبد الحكيم فيكفيني أن يكون اسمه في هذا الموضوع جزاه الله خيرا وبارك فيه وجمعني الله وإياه في الدنيا على طاعته وفي الآخرة في مستقر رحمته، والحقيقة أن هذا الكتاب قد أخذت نسختيه ضمن ما أهداني إياه الدكتور عباس المصري رحمه الله وقبل وفاته بقليل كان الكتاب قد تم مقارنته على النسختين وبارك العمل على هذا الكتاب رحمه الله، وجزاه عني خيرا ثم تفضل الشيخ الدكتور إيهاب فكري فشارك في العمل فكان هذا الكتاب ولم أر حتى هذه اللحظه ما خطته الأخت الفاضلة، ولكني رأيت عمل الشيخ الكريم الدروبي وفقه الله لكل خير قبل الطبع بقليل، والفرق بين التحقيقين ظاهر فعمله رسالة علمية يسر الله العمل على إخراج ما بين يديه من أعمال تفيد أهل القراءات ولأني أحبكم في الله فأنا أقدم لسماحة شيخي عبدالحكيم ولأهل الملتقى جميعا نسخة من المخطوطتين بخط يد الشيخ لخليجي وعليها خاتمه ولعلي أنشط فأرفع الثانية قريبا، وفق الله أهل الملتقى لكل خير وجزاكم الله خيرا
http://www.mediafire.com/file/kq9qtc2ipyokcqw/ شرح مقرب التحريرللنشر والتحبير. rar
http://www.mediafire.com/?kq9qtc2ipyokcqw
السلام عليكم
شيخنا الكريم الحبيب فضيلة العلامة الشيخ أبو الجود.
والله إني لأحبكم في الله، والله يعلم أني ما أردت إلا الخير.
فقط أردت الاستفسار لتثبيت كتابكما بارك الله فيكما، حتي لا تخرج عليكم التبعات بعد ذلك ويتهمكم الناس بما ليس فيكما.
وكتاب الأخت مرفت ـ حفظها الله ـ كل شئ مكتوب فيه، وجاهز للطباعة ولا ينقصها سوي تجليد الكتابين للخليجي والطباخ. وبهذا يعلم براءة الشيخين كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب.
والسلام عليكم
ـ[أبو الجود]ــــــــ[20 Jul 2010, 10:32 م]ـ
حبك الله الذي أحببتني فيه وأنا كذلك يعلم الله كم أحبك فيه بارك الله لك في علمك وجعلك من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته(/)
التحريرات في القراءات, بحث لفضيلة الشيخ د/ إيهاب فكري
ـ[محب القراءات]ــــــــ[15 Jul 2010, 07:25 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كتب فضيلة الشيخ د/ إيهاب فكري (المقرئ بالمسجد النبوي الشريف) وفقه الله مبحثاً مهما حول تحريرات القراءات في مقدمة تحقيقه لكتاب: شرح مقرب التحرير للنشر والتحبير. ( http://www.tafsir.net/vb/t20737.html)
وإليكم هذا البحث, أسأل الله أن ينفع به , ويجزي شيخنا خير الجزاء.
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، والصلاة والسلام على خير نبي أرسل وأشرف من تعلم القرءان وعلمه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم القيامة، وبعد فهذا المؤلف في علم القراءات يتناول بابًا هامًا منه وهو مسألة تحريرات نظم الطيبة للإمام ابن الجزري، وهي مسألة تحتاج إلى توضيح معناها وحكمها لشدة اختلاف القراء فيها، ولذا نقدم بين يدي الكتاب بعض المسائل التي تتعلق به من باب التمهيد لتناول الكتاب والاستفادة منه وهذه المسائل هي ما يلي:
1 ـ تعريف التحريرات:
هذه الكلمة (التحريرات) يقصد بها في أي علم من العلوم ضبط المسائل العلمية ومنه ما ألفه بعض المتأخرين في علم رجال الكتب الستة (تحرير تقريب التهذيب للحافظ ابن حجر)، أما في علم القراءات فقد وضع القراء لها بعض التعريفات وقد جمع هذه التعريفات الشيخ خالد أبو الجود في تحقيقه لكتاب الروض النضير للإمام المتولي في رسالة الماجستير فيمكن للقارئ الفاضل الرجوع إليها، أما الذي نختاره تعريفاً للتحريرات فهو التقييد بالتدقيق، ولا تعجل علينا بقولك إنه غامض فسأقوم بشرح ما أقصده، ولكننا تعمدنا الاختصار والمشاكلة حتى يسهل حفظ هذه العبارة، ومعنى ذلك هو (الاحتهاد بالبحث والتحري لوضع تقيدات لما أطلقه الإمام ابن الجزري في طيبته من أوجه للقراء وذلك طبقاً للطرق التي أسند منها القراءات) وببساطة فالتحريرات هي منع أوجه للقراءة يفيد ظاهر نظم الطيبة جوازها [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn1).
وكمثال لذلك: فقد عزا الإمام ابن الجزري لرواية حفص السكت قبل الهمز بخلاف وكذلك عزا له قصر المد المنفصل بخلاف فيفيد إطلاق الطيبة جواز السكت لحفص على قصر المد المنفصل، فيأتي المحررون ليقيدوا جواز السكت على توسط المد المنفصل فقط لأن السكت عن حفص من طريق عبيد بن الصباح انظر النشر جـ1 صـ 423 ولم يرو عبيد بن الصباح عن حفص إلا توسط المد المنفصل أما قصر المنفصل فهو من طريق عمرو بن الصباح انظر النشر جـ 1 صـ 334 ولم يرو عمرو عن حفص السكت.
2 ـ نشأة علم التحريرات:
عندما ألف الإمام ابن الجزري كتابه النشر، ثم نظمه في طيبة النشر أطلق أحكاماً لبعض القراء تحتاج إلى تقييد حتى تطابق ما قرأ به الإمام ابن الجزري وشيوخه، وعليه فإن بدء علم التحريرات كان على يد الإمام ابن الجزري نفسه، وقد أشار إلى ذلك في عدة مواضع صريحاً كقوله "تقدم أنه إذا قرئ بالسكت لابن ذكوان يجوز أن يكون مع المد الطويل ومع التوسط لورود الرواية بذلك. فإن قرئ به لحفص فإنه لا يكون إلا مع المد. ولا يجوز أن يكون مع القصر" [2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn2)، وكقوله "لا يجوز مد شيء لحمزة حيث قرئ به إلا مع السكت إما على لام التعريف فقط أو عليه وعلى المد المنفصل" [3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn3)
وتوجد أمثال هذه التحريرات في الصفحات التالية من كتابه النشر:
الجزء الأول:
صـ 277، صـ 278، صـ 308، صـ 317، صـ 320، صـ 333 ـ334، صـ 336، صـ 344، صـ 347، صـ 354، صـ 356،صـ 357، صـ 359، صـ 360، صـ 360.صـ 368،صـ 377، صـ 380، صـ 381، صـ 383، صـ 385، صـ 399، صـ 403، صـ 418، صـ 422، صـ 423، صـ 427، صـ 431، صـ 436، صـ 442، صـ 446، صـ 490.
الجزء الثاني:
(يُتْبَعُ)
(/)
صـ 10، صـ 13، صـ 15، صـ 21، صـ 23، صـ 29، صـ 45، صـ 47، صـ 48، صـ 50، صـ 53، صـ 70، صـ 73، صـ 74 ـ 77، صـ 86، صـ 87، صـ 102،صـ 103، صـ 110، صـ 118، صـ 130، صـ 135، صـ 136، صـ 137، صـ 139، صـ 141، صـ 152، صـ 156، صـ 172، صـ 177، صـ 184،صـ 190، صـ 200، صـ 231، صـ 235، صـ 263، صـ 294، صـ 323، صـ 342، صـ 345، صـ 358، صـ 374، صـ 398، صـ 401.
كما قد ضمن الإمام ابن الجزري طيبة النشر كذلك بعض التحريرات كقوله:
... لكن بوجه المد والهمز امنعا.
ويتضح مما ذكرنا سابقاً أن قول الشيخ السمنودي إن أول واضع لتحريرات الطيبة هو الشيخ شحاذة اليمني كما ورد في قوله:
وقل حكمه فرض وأول واضع له اليمني المدعو شحاذة في العلا [4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn4)
قول غير دقيق لأنه يرد عليه ما يلي:
1 ـ أنه مخالف للواقع وهو ما ذكرناه سابقا من أن أول واضع لتحريرات الطيبة هو ابن الجزري كما نقلنا عنه سابقا.
2 ـ أنه يرد عليه الإشكالات التالية:
إذا كان أول واضع لتحريرات الطيبة هو الشيخ شحاذة اليمني فكيف كان يقرأ الذين كانوا من قبله، وقد وضعها الشيخ شحاذة بعد زمن ابن الجزري بثلاث طبقات من الشيوخ؟
وإذا أوجبنا هذه التحريرات كما هو ظاهر كلام الشيخ السمنودي في البيت السابق، فكيف أضاع من سبق الشيخ شحاذة هذا الواجب؟
ثم ما هي حدود هذا الواجب؟ وهل سيستمر هذا الواجب في الاتساع؟ بمعنى أنّ ما لم يكن واجبا في وقت الشيخ شحاذة أصبح واجبا بعد ذلك على يد غيره من المحررين؟
وكيف العمل فيما يقع من تطور وتغيير في هذه التحريرات، خاصة على نهج مدرسة الأمام الأزميري [5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn5)؟
فمن المعلوم أن كل المحررين قبل الشيخ السمنودي لا يرون الغنة في اللام والراء لشعبة، ولا يرون السكت قبل الهمز لرويس، وقد قال بذلك الشيخ السمنودي في تحريراته حيث يقول في جواز غنة اللام والراء لشعبة:
ولا غنة عن أزرق قط فاعلمن وعن شعبة تروي .......... [6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn6).
ويقول في جواز السكت لرويس قبل الهمز:
ومن طرق القاضي لنخاسهم على رويس سكوت في سوى المد أرسلا [7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn7).
ونحن على يقين بأن الشيخ شحاذة اليمني لم يقرأ ولم يقرئ بالغنة لشعبة ولا بالسكت لرويس، فما الجواب على هذه الأسئلة كلها؟
3 ـ مدارس التحريرات:
تلا الإمام ابن الجزري بعض طلابه فتكلموا على تحريرات للطيبة ومن ذلك ما أشار إليه الشيخ (يوسف أفندي زاده) في تحريراته من منع (النويري) بعض الأوجه من الطيبة وذلك في قوله:
ولا يجيء السكت مع الطويل، وإن قال ابن الجزري في نشره بعد ما ذكر السكت من الطرق التي ذكرها: والسكت من هذه الطرق كلها مع التوسط الا من الإرشاد فإنه مع المد الطويل اهـ.
لأنه نظر فيه الإمام النويري حيث قال: وفيه نظر لأنه في الإرشاد أطلق الطول عن الأخفش وفي الكفاية قيده بالحمامي كالجماعة فيحمل إطلاقه على تقييده؛ لأن غيره لم يقل إن الطول من جميع طرق الاخفش وهو لم يصرح فتعين الحمل المذكور، وهو أعني أن صاحب الإرشاد قد جعل السكت للأخفش من طريق العلوي عن الأخفش وليس الطول عنده إلا عن الحمامي عن النقاش عن الأخفش والله أعلم [8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn8) اهـ.
وتبع النويري كذلك من بعده فألفوا تحريرات من باب الجمع بين كلام ابن الجزري في مواضع مختلفة، فإذا ذكر ابن الجوري مثلاً:
أن حكم مد البدل للأزرق من كتاب الهداية للمهدوي والكافي لابن شريح والتجريد لابن الفحام هو الإشباع [9] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn9)، وحكم ذات الياء من هذه الكتب الفتح [10] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn10)، ثم ذكر في موضع آخر أن حكم المنون المنصوب نحو "بصيرا" من الهداية هو التفخيم وصلاً لا وقفاً وهو كذلك أحد الوجهين في الكافي والتجريد [11] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn11)، يجمع المحررون بين النصين بإيجاب إشباع البدل على وجه تفخيم المنون المنصوب وصلاً لا وقفاً وهكذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد سار على ذلك النهج أغلب المحررين فكانوا لا يخرجون في الغالب عما ذكره ابن الجزري في النشر، فتحريرات الإمام المنصوري التي تعتبر من أكثر مراجع المحررين لا يشير فيها المنصوري إلى رجوعه إلى الكتب التي أسند منها الإمام ابن الجزري طرقه إلا قليلاً جداً، ولعل ما وقع لي من ذلك أن الإمام المنصوري رجع إلى تجريد ابن الفحام وتيسير الداني والشاطبية فقط، وعلى درب المنصوري سار كثير من المحررين كالميهي والعبيدي والطباخ والخليجي.
ومن باب تقسيم مناهج المحررين نحب أن نطلق على هؤلاء المحررين وكتبهم مدرسة الإمام المنصوري التي تتميز بأن جل اعتمادها في التحريرات على نقل ابن الجزري.
ويختلف عنهم (الأستاذ يوسف أفندي زاده) في تحريراته بالأخذ بما يسميه الأخذ بالعزايم لا بالرخص [12] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn12) وترك ما فيه احتمال نحو ما ذكر ابن الجزري أنه قليل أو ليس عليه العمل ونحو ذلك مما أدى إلى أنه أي (يوسف أفندي زاده) قد ترك كثيراً من الأوجه للقراء ورواتهم وطرقهم وإن كانت ظاهرة من الطيبة وذلك مثل:
1 - هاء السكت ليعقوب وقفاً في جمع المذكر السالم نحو "العالمين".
2 - سكت المد لحمزة سواءً على المد المتصل نحو "في السماء" أو المنفصل نحو "بما أنزل".
3 - غنة اللام والراء لكل القراء نحو "هدى للمتقين".
4 - الإدغام الكبير ليعقوب نحو "فيه هدى".
وهو يعقب على ذلك بأنه يأخذ بالعزيمة، وإن كان في مجمل ما يأتي به من تحريرات على طريقة المنصوري في الاعتماد على نقل ابن الجزري، وعدم مراجعة الكتب التي أسند منها ابن الجزري حروف القراءات.
وكذلك تتميز مدرسة الإمام المنصوري بعدم الالتزام بالطرق التي أسندها ابن الجزري تفصيلياً للكتب، فقد يأخذون بوجه ذكره ابن الجزري في كتاب أسنده إسناداً عامّاً دون أن يذكر طريق أحد الرواة أو القراء منه، فلا مانع لديهم من أخذ حكم لهشام من "كتاب الوجيز للأهوازي" أو من أخذ حكم للأزرق من "كتاب الإقناع لابن باذش"، وذلك اعتماداً على أن ابن الجزري قد أسند هذه الكتب إجمالا في مقدمة كتابه وإن لم يسند طرقاً خاصة منها.
وخالف في هذه المسائل الإمام الأزميري إذ إنه قد أكثر من مراجعة الكتب التي ذكرها ابن الجزري في النشر، ولم يعتمد على نقل ابن الجزري إلا في مواضع قليلة ترك فيها ما وجد في الكتب، ومما يلاحظ أنه يجري الأوجه أحياناً اعتماداً على نقل ابن الجزري وأحياناً على ما وجده في الكتب؛ ولذلك خالفت تحريراته تحريرات السابقين فمنع أوجهاً من الطيبة لم يمنعها من سار على طريقة المنصوري [13] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn13) ، فأنشأ بذلك مدرسة أخرى في التحريرات يعتبرها أتباعه أدق من السابقة، ثم جاء من بعده من نحب أن نطلق على مدرستهم [14] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn14) مدرسة الإمام الأزميري، وكان مقدمهم في ذلك الإمام المتولي غير أنه توسع في الاعتماد على ما في الكتب المسندة وترك الاعتماد على نقل ابن الجزري في غالب تحريراته فخالف الأزميري في مسائل عديدة، وكذلك من جاء بعد المتولي ونهج نهج هذه المدرسة زاد [15] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn15) في منع أوجه من الطيبة بالرجوع إلى الكتب وترك الاعتماد على نقل ابن الجزري، ولعل الشيخ السمنودي هو أكثر من اتبع نهج هذه المدرسة فقد توسع في نظم التحريرات حتى بلغت أكثر من ألف بيت، خالف في مسائل كثيرة منها من سبقه لكثرة تحريه في الرجوع إلى الكتب المسندة في النشر وترك الاعتماد على نقل ابن الجزري واختياراته، ولعل ما يميز مدرسة أو منهج الإمام الأزميري هو:
1 - الإكثار من الرجوع إلى الكتب لأخذ الأحكام وعدم الاعتماد في ذلك على نقل ابن الجزري إلا قليلا.
2 - إهمال اختيارات ابن الجزري ـ إن خالفت هذه الاختيارات ـ ما في الكتب نحو الغنة للأزرق، وترك الغنة لشعبة، وترك فتح ذوات الراء للمطوعي من المبهج ونحو ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - عدم الاعتماد على الطرق الأدائية التي أسندها ابن الجزري في النشر إذا لم يفصل ابن الجزري ما بها من أحكام، مع أن الظاهر أن ابن الجزري لم يسندها إلا للاحتجاج بها على ما أورده في كتابه النشر وطيبته، ولتوضيح مسألة عدم الاعتماد على ما في الطرق الأدائية أضرب المثال التالي:
صرح ابن الجزري في النشر أنه قرأ بالغنة في اللام والراء للقراء من طريق أبي معشر والهذلي وغيرهم، ولم يذكر أنه قرأ بذلك من كتبهم بل أطلق العبارة، فيفيد إطلاقه أن ذلك يشمل طرقهم الأدائية كذلك، ومع أنه أسند للأزرق في طرقه التفصيلية طريقا أدائيا لأبي معشر فلم يكن ذلك كافيا عند مدرسة الأزميري لاعتماد الغنة للأزرق في اللام والراء، بل اعترضوا على ابن الجزري فمنعوا تلك الغنة؛ لأنها ليست مذكورة في الكتب التي أسندها في النشر للأزرق، فيتضح من ذلك عدم اعتبارهم للطرق الأدائية إلا إذا ذكر بعض أحكامها ابن الجزري، وذلك نحو قوله:
فروى جماعة من أهل الأداء السكت عنه من روايتي خلف وخلاد في لام التعريف حيث أتت و (شيء) كيف وقعت أي مرفوعاً أو مجروراً أو منصوباً، وهذا مذهب صاحب الكافي وأبي الحسن طاهر بن غلبون من طريق الداني [16] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn16).
4- اضطرابهم في التمسك بهذه الأصول السابقة فأحياناً يوجبونها وأحياناً يتركونها، فمما يتبين فيه تركهم اعتماد ما في الكتب فقط ما أجازه الأزميري من السكت بين السورتين لإدريس عن خلف العاشر اعتماداً على ابن الجزري، وكما أجاز المتولي مد التعظيم لحفص اعتماداً على ابن الجزري وهكذا.
5 - تمسكهم بأخذ الأحكام من الطرق التي أسندها ابن الجزري تفصيلياً في النشر وعدم الاكتفاء بإسناد الكتاب إجمالاً في مقدمة النشر، فهم لا يأخذون أحكاماً من (الإقناع لابن الباذش) أو الاختيار لسبط الخياط ونحو ذلك لأن ابن الجزري لم يسق منها طرقاً مفصلة في النشر.
4 ـ حكم هذه التحريرات:
الذي ندين الله تعالى به هو أن هذه التحريرات تنقسم إلى ما يلي:
1 ـ تحريرات لا يليق بعلماء القراءات تركها [17] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn17) ؛ لأنها التزام بما ورد عن ابن الجزري صاحب نظم الطيبة، وهي أدق التقييدات لمتن الطيبة؛ إذ إن ابن الجزري يعلم ما قد قرأ به على شيوخه وكذلك ما أقرأ به، وقد كانت تقييداته على نحوين:
أ ـ التقييد الصريح حيث يمنع أوجهاً سواء في نظم الطيبة أو في كتبه الأخرى؛ كما منع الإدغام الكبير لأبي عمرو على تحقيق الهمز أو على المد [18] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn18). وكما منع إظهار راء الجزم لدوري أبي عمرو على وجه الإدغام الكبير له [19] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn19) وهذا يلزم من قرأ بمضمن نظمه؛ لأنه لا يُقرأ من طريقه إلا بما أقرأ به.
ب ـ التقييد غير الصريح وذلك بعزو الأحرف إلى الطرق؛ كعزو فتح الألفات التي بعدها راء مجرورة متطرفة نحو (النار والأنصار والأبرار) لطريق الأخفش عن ابن ذكوان، وعزو الإمالة فيها للصوري عن ابن ذكوان، وعزو السكت لحفص قبل الهمز لطريق الأشناني، وإشباع المد لابن ذكوان لطريق الحمامي وهكذا.
وهذا النوع يتفاوت تفاوتاً كبيراً؛ فمنه ما هو صريح مثل ما قد سبق ذكره من منع السكت لحفص على قصر المنفصل، ومنه ما فيه إبهام ويأتي ذكره.
ونحب أن نطلق على هذا النوع من التحريرات "التحريرات اليقنية" أو التحريرات النشرية نسبة لصاحب كتاب النشر.
2 ـ تحريرات ظنية احتمالية، وهي أكثر ما تجده في كتب التحريرات، وأحسن ما يقال فيها إنها اختيارات ممن وضعها، لا تلزم كل من لم يقل بها، ومن أمثلة تلك التحريرات ما وقع الخلاف فيه بسبب إعمال الظن في فهم كلام ابن الجزري المحتمل أو وضع قواعد ظنية للتحريرات نحو قول الأزميري بمنع الغنة للأزرق مع خلاف المنصوري والخليجي له في ذلك، أو قول المتولي بوجوب الغنة على الإدغام الكبير ليعقوب مع خلاف الخليجي له في ذلك وهكذا، وهو باب واسع كما سبق ذكره.
وهذا النوع لا يلزم كل القراء بل يلزم من يختاره لأنه قرأ به على شيخه أو نحو ذلك؛ لأنه لا يكفي الاحتمال في منع أوجه الطيبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإنما قلنا بذلك لأنك لو اطلعت على خلافات المحررين لهالك كثرة ما يمنعه بعضهم ويجيزه الآخرون، وهذا لو كان في أبواب الفقه التي أجاز الشارع فيها العمل بغلبة الظن لكان له وجه، أما أن تمنع قراءة القرآن بوجه ليس فيه خطأ نحوي أو لغوي أو نسبة حرف لمن لم يروه فقد نص ابن الجزري على أنه تضييق على الأمة وإيقاع لها في الحرج [20] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn20)، وهذا هو الواقع الآن ممن يلزمون القراء بهذه التحريرات الظنية.
5 ـ اختيار عدم الأخذ بالظن في التحريرات:
يكفي للتدليل على خطأ المحررين الذين يقولون بوجوب التحريرات الظنية ما منعه أتباع مدرسة الأزميري من الأوجه التي قرأ بها من قبلهم؛ لأنهم لم يجدوها في الكتب التي تحت أيديهم.
ثم تبين بعد أن وُجدت هذه الكتب أن هذه الأوجه صحيحة، وكمثال لذلك فقد منعوا مد لا التي للتبرئة على سكت المد وهي تأتي من الكامل [21] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn21)، ومنعوا إمالة هاء التأنيث إمالة عامة على مد لا التي للتبرئة وهي تأتي من الكامل كذلك [22] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn22)، ومنعوا كثيراً من أوجه مد التعظيم للقراء بدعوى أن هذا المد يأتي من الكامل، ثم اتضح أن بعض هؤلاء القراء لم يذكر لهم مد التعظيم في الكامل أصلاً، ومثال ذلك منع تقليل التوراة على مد التعظيم لقالون على أنه ليس لقالون التقليل من الكامل، ثم وجدنا الكامل لم يثبت مد التعظيم لقالون أصلاً [23] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn23).
وعلى ما ذُكِر سابقا فالاختيار عدم إلزام المسلمين بهذه التحريرات الظنية، أما من أخذ بها على أنها اختيارات من مشايخنا الفضلاء فلا حرج في ذلك.
6ـ تحريرات الشيخ الخليجي:
هذه التحريرات نظمها شيخ شيخنا على نهج مدرسة الإمام المنصوري، وهذا مما يميزها لأنها لم تمنع كثيرا من أوجه الطيبة التي تمنعها مدرسة الأزميري، وهي كذلك تشتمل على كثير من التحريرات التي نحب أن نسميها التحريرات النشرية أو التحريرات الجزرية أو التحريرات اليقنية؛ إذ إن الخليجي يعتمد على نقل ابن الجزري في كثير مما أجازه أو منعه من الأوجه.
ويمكن تقسيم تحريرات الشيخ الخليجي على هذا الإعتبار إلى:
1 - تحريرات لازمة اصطلاحاً وهي التي توافق ما نص عليه ابن الجزري، ومن أمثلتها ما يلي:
ولابنِ ذكوانٍ بِمَدٍّ قَدْ حَظَلْ إِدْغامَ أُورثتمْ [24] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn24) وإظهار اذْ دَخَلْ [25] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn25)
ومَيْلَ خَاب دَعْ [26] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn26) وإبراهِيما دَعْ أَلِفًابِهَا تَكُنْ فَهِيمَا [27] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn27)
2- تحريرات اختيارية من الشيخ الخليجي فالأخذ بها من باب الجواز، وهو الأفضل لمن قرأ من طريقه لا من باب أنها صواب وغيرها خطأ.
وإذ إننا نعتبرها اختياراً من الشيخ الخليجي فلا نلتزم بالتعليق على ما منعه من الأوجه، بل قد نتعرض لذلك أحياناً لنبين ظنية هذه التحريرات، أو صحة ما منعه ـ رحمه الله ـ عند غيره من المحررين خاصة إذا منع وجها من الشاطبية قرأ به وما زال يقرأ به جمهور القراء.
7 ـ موقف قراء عصرنا من التحريرات:
وقع الاختلاف في عصرنا هذا بين القراء في الأخذ بالتحريرات التي وضعت على نظم الطيبة وانقسموا الى فريقين:
1 ـ فريق لم يقبل هذه التحريرات واعتبر أنها غير لازمة ومن هؤلاء الشيخ عبدالفتاح القاضي والشيخ محمد سالم محيسن وقد اعتمد الأزهر الشريف هذا الرأي فألغى دراسة التحريرات على نظم الطيبة في مراحل دراسة القراءات.
2 ـ فريق يرى وجوب الأخذ بهذه التحريرات، ويقول إنه لا يمكن قراءة نظم الطيبة إلا بهذه التحريرات وهم أغلب القراء وقد صرح بعضهم بأنها فرض كما سبق أن نقلنا عن الشيخ السمنودي.
(يُتْبَعُ)
(/)
والأولى أن يتفق الفريقان على اعتماد تحريرات الإمام ابن الجزري؛ لأنها تكملة لمؤلفه الطيبة ولأن القراء يقرأون هذه القراءات من طريقه وحده فينبغي التقيد بما ذكره من تحريرات لذا كان تقييده يقينيا وواضحا وصريحا، وبذلك نخرج من هذا الخلاف؛ لأن الجميع متفقون على أن نسبة القراءات لمن نقلها لازمة كما أن نسبة الأحاديث لمن رواها لازمة كذلك، فقد اتفق المحدثون على أنه إذا ذكر أحد حديثا نبويا شريفا مرويا في سنن الترمذي، ثم نسبه وعزاه الى كتاب البخاري يكون قد وقع في خطأ علمي واضح فلا يسكت عنه في ذلك علماء الحديث بل ينبهونه على خطئه، وكذلك إذا ذكر القارئ قراءة لأحد الطرق ثم نسبها إلى طريق أخر أو لأحد الكتب ثم نسبها إلى كتاب أخر يكون قد وقع في خطأ علمي ينبغي تنبيهه عليه.
8 ـ الاستفادة من التحريرات:
الفائدة الأولى:
أنه يمكن الاستعانة بها على القراءة بمضمن نظم الطيبة، فكما ذكرنا فيما سبق أن التزام تحريرات ابن الجزري هو الذي يليق بمن يقرأ من طريقه، أما ما زاده المحررون من باب الاختيار والظن فيمكن أن يقرأ به وينسب لمن اختاره، وبالتالي يمكن القراءة بمضمن أي تحريرات معتبرة فيقرأ القارئ بتحريرات الشيخ الخليجي على أنها اختيار منه أو تحريرات الشيخ الزيات على أنه اختيار منه وهكذا.
الفائدة الثانية:
يمكن من خلالها ضبط العزو إلى الطرق والكتب، وهذه فائدة كبري من التحريرات المؤلفة يمكن الاستعانة بها على معرفة العزو إلى الطرق أو إلى الكتب، فمن العزو إلى الطرق ما نظمه المحررون في ضبط طريق أبي الطيب عن رويس أو في التفرقة بين طريق ابن مجاهد وابن شنبوذ عن قنبل، كما يمكن الاستفادة منها في معرفة الأحكام الواردة في الكتب كرواية السوسي من كتاب الكافي وطريق الأزرق من كتاب ابن بليمة وهكذا.
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref1) وأدخل بعض القراء في معنى التحريرات كذلك زيادة بعض الأوجه على ما في الطيبة إلزاما لابن الجزري بما في الكتب التي أخذ منها حروف القراءات، وهذا يخالف ما اتفق عليه القراء من جواز الاقتصار على بعض ما روى القارئ اختيارا منه؛ ولذا لا نعتبر هذه تحريرات للطيبة بل إضافة عليها لا تلزم أحدا إلا اختيارا منه.
[2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref2) النشر في القراءات العشر - (ج 1 / ص 485)
[3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref3) النشر في القراءات العشر - (ج 1 / ص 486)
[4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref4) جامع الخيرات للشيخ السمنودي 486.
[5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref5) يأتي التعريف بها قريبًا.
[6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref6) جامع الخيرات للشيخ السمنودي 493.
[7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref7) جامع الخيرات للشيخ السمنودي 497.
[8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref8) تحريرات الأستاذ يوسف أفندي زاده مخطوط ص 9.
[9] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref9) النشر (1/ 339).
[10] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref10) النشر (2/ 50).
[11] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref11) النشر (2/ 96).
[12] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref12) مخطوطة تحريرات الأستاذ يوسف أفندي زاده ص 3
[13] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref13) كمنعه الإدغام الكبير ليعقوب على المد، ومنعه الغنة للأزرق وهكذا.
[14] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref14) من باب تقسيم مناهج المحررين.
(يُتْبَعُ)
(/)
[15] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref15) وبعضهم زاد في تجويز أوحه وجدها في الكتب مع ترك ابن الجزري لها وعدم تضمينها في طيبته وأوسعهم في ذلك هو الشيخ السمنودي وقد كان مما زاده ولم يسبق به السكت لرويس قبل الهمز، والغنة لشعبة، والوقف بالواو على يدع ويمحو وسندع ليعقوب، مع أنه يلزمه على هذا المنهج كثير من الزيادات لا يتضح لنا سبب تركه لها أذكر منها على سبيل المثال ترك ادغام الباء في الميم في قوله تعالى في سورة هود "اركب معنا" للأصبهاني وهي مروية من كفاية أبي العز والمبهج والمستنير والروضتين وهي وجه من غاية الاختصار، وترك تسهيل الهمزة في نحو (يشاء إلى) بين الهمزة والواو وهو في الكافي وغاية الاختصار وكفاية أبي العز وتلخيص أبي معشر، وترك تحقيق همزة (ها أنتم) للأصبهاني وهي في الكامل والمصباح، وترك فتح الراء في فواتح السور عن هشام مع تعدد طرقها ولا أطيل في هذا لأنه باب واسع.
[16] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref16) النشر في القراءات العشر - (ج 1 / ص 478).
[17] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref17) ولا نقول إنها واجبة شرعا يأثم تاركها إلا إذا تضمنت نسبة قراءة لكتاب أو طريق لم ترد منه لأن هذا كذب لا يجوز شرعا.
[18] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref18) انظر طيبة النشر (بيت رقم 123) وكتاب النشر ج 1 ص 277 ـ 378
[19] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref19) انظر كتاب النشر ج 2 ص 13.
[20] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref20) انظر النشر ج (1/ 19).
[21] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref21) مخطوطة الكامل ص 158.
[22] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref22) مخطوطة الكامل ص 95 وص 158.
[23] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref23) مخطوطة الكامل ص 137.
[24] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref24) قال في النشر (2/ 17): التاء في الثاء في أورثتم ......... فأدغمها ...... واختلف عن ابن ذكوان فرواهما عنه الصوري بالإدغام ورواهما الأخفش بالإظهار اهـ فيمتنع على الإدغام الإشباع لأن الصوري ليس له إشباع.
[25] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref25) قال في النشر (2/ 3): واختلف عنه في الدال فروى عنه الأخفش إدغامها في الدال وروى عنه الصوري إظهارها عندها أيضا اهـ فيمتنع على الإظهار الإشباع لأن الصوري ليس له إشباع.
[26] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref26) قال في النشر (2/ 60): واختلف عن ابن ذكوان أيضاً في "خاب" وهو في أربعة مواضع: في إبراهيم وموضعي (طه) وفي (والشمس)، فأماله عنه الصوري وفتحه الأخفش اهـ فيمتنع على الإمالة الإشباع لأن الصوري ليس له إشباع.
[27] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref27) قال في النشر (2/ 221): واختلف عن ابن ذكوان فروى النقاش عن الأخفش عنه بالياء كالجماعة ...... وكذلك روى المطوعي عن الصوري عنه وروى الرملي عن الصوري عن ابن ذكوان بالألف فيها كهشام. وكذلك روى أكثر العراقيين عن غير النقاش عن الأخفش. وفصل بعضهم عنه فروى الألف في البقرة خاصة والياء في غيرها وهي رواية المغاربة قاطبة وبعض المشارقة عن ابن الأخرم عن الأخفش وبذلك قرأ الداني على شيخه أبي الحسن في أحد الوجهين عن ابن الأخرم اهـ فيمتنع على الألف الإشباع لأن النقاش ليس له إشباع.(/)
متن كتاب "الائتلاف في وجوه الاختلاف" للعلامة يوسف أفندي زاده
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[17 Jul 2010, 08:08 ص]ـ
إنَّ كتاب "الائتلاف في وجوه الاختلاف" للعلامة المقرئ يوسف أفندي زاده المولود سنة 1085هـ والمتوفى سنة:1167 هـ، جليل القدر، عظيم النفع، ألَّفه مؤلِّفه المقرئ العلامة يوسف أفندي زاده - رحمه الله - في تحرير أوجه وطرق القراءات العشر، فهو كتابٌ قيمٌ يحتاج إليه المحررون في علم القراءات.
والمؤلف هو شيخ القراء في عصره ومِصره، ومن المعلوم أن بعض أسانيدنا تنتهي إليه - رحمه الله - حيث قرأ هو على كلٍ: والده محمد بن يوسف بن عبد المنان، و شيخ قراء القسطنطينية الشيخ علي بن سليمان المنصوري المصري ثم القسطنطيني.
ومن تلاميذه: المقرئ الشهير: عبد الرحمن بن حسن الأجهوري.
واسم المؤلف: عبد الله بن محمد بن يوسف المعروف بيوسف أفندي زادة الحنفي.
(هذه معلومات عن المؤلِّف أخذتها من إحدى إجازاتي في القرآن الكريم من أحد مشايخي - نرجو التصحيح إن وقع بها خلل -)
وقد قام أخونا الفاضل: أحمد تيسير - وفقه الله - العضو معنا بهذا الملتقى بتحقيق هذا الكتاب في رسالته للماجستير بجامعة العلوم الإسلامية العالمية، معتمداً على نسخ خطية وفيرة ونفسية، وقد تمَّ الانتهاء منه، وهو على وشك المناقشة.
أسأل الله تعالى أن يبارك له فيه، وأن يوفقه ويسدده في مناقشته، وأن ينفع به وبتحقيقه هذا أهل القرآن والقراءات
ـ[أحمد الرويثي]ــــــــ[17 Jul 2010, 06:24 م]ـ
كتاب الائتلاف للشيخ عبد الله بن محمد بن يوسف زاده
وتحريرات الشيخ علي بن سليمان المنصوري
من كتب التحريرات المتقدمة على بدائع البرهان للإزميري
وقد التزم الإزميري في بدائع البرهان بالتنبيه على سهو الشيخ يوسف زاده والشيخ المنصوري في كتابيهما
قال الإزميري: ((ومتى ذكرتُ (الشيخ) فمرادي الشيخ علي المنصوري، ومتى ذكرتُ (الأستاذ) فمرادي يوسف أفندي زاده)).
فمن المهم الرجوع إلى بدائع البرهان للاستفادة من تنيبهات الإزميري في التحقيق والتعليق على كتاب الائتلاف
وفق الله أخانا الشيخ أحمد تيسير ويسر له تحقيق الكتاب ليظهر في أبهى حلة
ـ[أحمد تيسير]ــــــــ[22 Jul 2010, 02:02 ص]ـ
الأستاذ الأكرم محمد سعيد ((أبو إسحاق))
جزاك الله خيرا على إنزال هذه المشاركة في الوقت المناسب، وأسأل الله تعالى أن أكون عند حسن ظن الإخوة الأكارم، كما أشكر تقديمك الوجيز عن الكتاب والمؤلف. وبعد:
إن كتاب "الائتلاف في وجوه الاختلاف" من الكتب المهمة في علم القراءات والتحريرات، وضعه مؤلفه بعد تفكير طويل وتأمل دقيق في هذا العلم العزيز، وكان يُعوِّقه بعض الأمور والحوادث عن تسطير هذا الكتاب إلى أن يسر الله تعالى له أسباب ذلك، وقد حرَّر فيه بعض الوجوه والطرق من قراءات الأئمة العشر على طريق الطيبة.
ويعد كتاب "الائتلاف" سابق لكتاب البدائع والعمدة وكلاهما للعلامة الأزميري المتوفى 1155هـ رح1 كما أشار إلى ذلك الدكتور الفاضل (أحمد الرويثي) في مشاركته الأخيرة، وسيرى القارئ لهذا الكتاب الجليل مدى الجهد الذي بذله المؤلف في كتابه، وكم أنفق من وقته وعمره في سبيل تحقيق مراده، وتحرير الطرق والمسائل ورد كل خلاف إلى أصله، كذلك يتضح أهمية هذا الكتاب في غزارة المصادر ووفرة المراجع التي اعتمدها المؤلف، مما يدل على سعة علمه واطلاعه وتمكنه من الخوض في هذا الفن المشكل، وأسأل الله الكريم أن ييسر طبع الكتاب ـ بعد المناقشة ـ ليرى النور وينتفع به الجميع بعد أن كان رهن الخزائن والمكتبات ودور المخطوطات.
ومؤلفه العلامة المحدث المفسر المقرئ الفقيه الحنفي عبد الله بن محمد الشهير "بيوسف أفندي زاده" المتوفى سنة 1167هـ رح1، كان إماماً فاضلاً أستاذاً كبيراً، ملأ العالم علماً وفهماً، من أهل الرواية والدراية؛ فما خلَّفه من تراث شاهدُ صدقٍ على ذلك، وتتلمذ على يديه خلق كثير، وقد تقلد منصب شيخ مشايخ القراء في الدولة العثمانية العلية في عصره، مما يدل على مكانته ورتبته بين علماء مِصره، كذلك تنتهي إليه بعض أسانيدنا كما هو مشهور في إجازات أهل القراءات.
وقد ألف علاوة على هذا الكتاب في التفسير والحديث والتجويد والقراءات والكلام، وكان يتكلم بالألسن الثلاثة العربية والتركية والفارسية نظماً ونثراً، الأمر الذي يعكس مدى تمكنه اللغوي.
ويعد أستاذي الدكتور إبراهيم الجرمي حفظه الله تعالى هو أول من ساهم في إشهار هذا المؤلف والتعريف فيه (وإن كانت ترجمته متواضعة) من خلال تحقيق رسالة "المدات" المنشورة عام 1420هـ ـ 2000م، تبعه بعد ذلك (عضو هذا الملتقى) الأستاذ الدكتور عمر حمدان ـ أحسن الله إليه وأكرمه في الدارين، والذي له فضل عليّ في الوصول إلى بعض نسخ الكتاب النفيسة ـ في تحقيق بعض رسائل المؤلف كرسالة "حكم القراءة بالقراءات الشواذ" عام 1425هـ ـ 2004م، و"أجوبة يوسف أفندي زاده"، عام 1430هـ ـ 2009م. لكن، والحق يقال أن الدكتور عمر هو أول من وضع للمؤلف ترجمة شبه وافية يُرجَع إليها ويُستفاد منها، وقد أعلمني أنه يقوم على تحقيق مجموعة من رسائل العلامة يوسف أفندي زاده" رح1. والله تعالى أعلم.
هذه نبذة يسيرة مما دار في خلدي ودونته لكم، ولعل في الرسالة شيءٌ كثير، راجياً من الله التوفيق وهو الميسر لكل عسير، والحمد لله رب العالمين.(/)
المعين على إتقان الوقف والابتداء
ـ[عائشة علي]ــــــــ[17 Jul 2010, 02:06 م]ـ
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
أضعُ بينَ يدي القارئِ أُمورًا تُعينُ -بإذن اللهِ تعالَى- علَى إتقانِ الوَقْفِ والابتداءِ في كتابِ الله -عزَّ وجلَّ-.
1 - أن يعرفَ القارئُ تفسيرَ الآياتِ، ويُحيطَ بمعانيها.
ففي قولِهِ تعالَى: (((قالَ إنَّه يقولُ إنَّها بَقَرَةٌ لا ذَلولٌ تُثيرُ الأرضَ ولا تَسْقِي الْحَرْثَ))) [البقرة: 71]: لا يصِحُّ لَلقارئِ أن يبتدِئَ بقولِهِ: (تُثيرُ الأرضَ)؛ لأنَّ في الكلامِ نَفْيًا، لا إثباتًا، والمعنَى يُشيرُ إلَى أنَّها لَيْسَتْ مُذلَّلةً بالحراثةِ، ولو ابتدأَ بقولِه: (تُثيرُ الأرضَ) لكانَ في الكلامِ إثباتُ أنَّها مذلَّلةٌ بالحراثةِ، وفيه قلبٌ للمعنَى، وهو ضعيفٌ. [يُنظَر: تفسير هذه الآيةِ في تفسيرِ ابن كثيرٍ].
وتجدرُ الإشارةُ إلَى أنَّه قد يختلِفُ الوَقفُ والابتداءُ باختلافِ التَّفاسيرِ؛ كما في قولِه -عزَّ وجلَّ-: (((وهُوَ اللهُ في السَّمَاواتِ وفي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وجَهْرَكُمْ ويَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ))) [الأنعام: 3]؛ فإنَّه يجوزُ للقارئِ أن يقفَ علَى (السَّماواتِ)، ويبتدئَ بما بعده، وله أن يقفَ علَى (الأرضِ)، ويبتدئَ بما بعدَهُ، وله أن يصلَ بينَ الجميع، بلا وَقْفٍ؛ وذلك باختلافِ التَّفسيرِ.
2 - أن يكونَ علَى معرفةٍ بالنَّحو، والإعرابِ؛ فيعلم المبتدأ والخبر، والفعل والفاعل، والصِّلة والموصول، والمُضاف والمُضاف إليه، والجارَّ والمجرور، والصِّفة والموصوف، والمُستثنَى والمُستثنَى منه، والشَّرط وجوابه، وما إلَى ذلك مِنَ الأمورِ الَّتي لا يصِحُّ الوقف عليها، دونَ أن تُوصَلَ بما بعدها، ممَّا هو متعلِّق بها من ناحية الإعرابِ. إلاَّ ما كانَ رأسَ آيةٍ؛ فإنَّ الوقف عليه سُنَّةٌ.
ففي قوله -عزَّ من قائلٍ-: (((والَّذينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللهِ من بعدِ ميثاقِهِ ويَقْطَعونَ ما أَمَرَ اللهُ به أن يُوصَلَ ويُفْسِدُونَ في الأرضِ أولئكَ لهُمُ اللَّعْنَةُ ولَهُمْ سُوءُ الدَّارِ))) [الرعد: 25]: قد لا يتنبَّهُ القارئُ إلَى أنَّ (أولئكَ) هو خبر (الَّذينَ)؛ لطُولِ الفصلِ بينهما.
وفي قولِهِ تعالَى: (((فانطَلَقَا حَتَّى إذَا لَقِيَا غُلامًا فَقَتَلَهُ قالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ))) [الكهف: 74]: قد يقفُ بعضُ القُرَّاءِ عند: (فقتَلَهُ)، ثُمَّ يبتدئ: (قالَ أقَتَلْتَ)، مِنْ غيرِ أن يشعُرَ بأنَّه قد فصلَ بينَ الشَّرْطِ وجوابِهِ؛ لأنَّ (فقتَلَهُ) داخِلٌ في حيِّزِ الشَّرْطِ، وليس هُوَ الجواب. وهذا موضعٌ دقيق، قد لا يُتنبَّهُ إليه.
وأيضًا: فإنَّه قد يختلفُ الوقفُ والابتداءُ باختلافِ الإعرابِ؛ ففي قوله -سُبحانه-: (((والَّذِينَ آمَنُوا وعملوا الصَّالحاتِ لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إلاَّ وُسْعَهَا أُولئكَ أصحابُ الجنَّةِ هُمْ فيها خالِدونَ))) [الأعراف: 42]: اختُلِفَ في جملة: (لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إلاَّ وُسْعَهَا)؛ فقيلَ: إنَّها خبرٌ للمبتدإِ (الَّذينَ)؛ أي: لا نكلِّفُ نفسًا منهم إلاَّ وسعَها؛ وعليه: فإنَّه يصحُّ الوَقْفُ علَى (وسعها)، والابتداء بـ: (أولئكَ أصحابُ الجنَّةِ)؛ لأنَّ المعنَى قد تَمَّ. وقيلَ: إنَّ جملة: (لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إلاَّ وُسْعَهَا) اعتراضيَّةٌ بينَ المبتدإِ: (والَّذينَ آمنوا وعملوا الصَّالحاتِ) وجملة الخبرِ: (أولئكَ أصحابُ الجنَّةِ)، وعلَى هذا الإعرابِ: لا يصحُّ أن يقفَ القارئُ على قولِه: (لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إلاَّ وُسْعَهَا)، دونَ أن يصِلَهُ بما بعدَهُ؛ لأنَّ المعنَى لا يَتِمُّ عندَه. وهذا الوجهُ الثَّاني أحسنُ؛ كما ذَكَرَ الإمامُ ابنُ القيِّم رح1 في كتابِهِ «التِّبيان في أقسامِ القرآنِ».
3 - الاطِّلاعُ علَى هذا البابِ في كتبِ التَّجويدِ، وعُلومِ القرآنِ، وفي المصنَّفاتِ الَّتي أُفْرِدَتْ فيه، وهي كثيرةٌ، منها: «إيضاح الوقف والابتداء» لابن الأنباريِّ، و «المُكتفَى في الوقف والابتدا» لأبي عمرو الدَّانيِّ، و «منار الهُدَى في الوقف والابتدا» للأشمونيِّ، و «المقصد لتلخيص ما في المرشد» لزكريَّا الأنصاريِّ.
4 - الاستعانةُ بعلامات الوقف الَّتي وضعها العُلماء في المصحف الشَّريف، ومن أحسنِها: علامات وقفِ مُصحفِ المدينة النبويَّةِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ففي قوله تعالى: (((ولا تُؤمِنوا إلاَّ لِمَن تَبِعَ دينَكُمْ قُلْ إنَّ الهُدَى هُدَى اللهِ أن يُؤْتَى أحدٌ مِّثْلَ ما أُوتِيتُمْ أَوْ يُحاجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ))) [آل عمران: 73]: نجد أنَّه لَمْ تُرْسَمْ علامةُ وقف بعد قوله: (دينَكُمْ)؛ ذلك أنَّ قوله: (أن يُؤْتَى أحدٌ مِّثْلَ ما أُوتِيتُمْ) هو تتمَّةٌ لكلامِهِم: (ولا تُؤمِنوا إلاَّ لِمَن تَبِعَ دينَكُمْ)، أمَّا جملة: (قُلْ إنَّ الهُدَى هُدَى اللهِ)؛ فاعتراضيَّة بينهما.
فالنَّظَرُ في علاماتِ الوَقْفِ يدعونا إلى التَّأمُّلِ، والتَّفكُّرِ، ويقودُ إلى صحَّةِ القراءةِ.
5 - الأخذُ عن المشايخ، والاستماعُ إلى القرَّاء المتقنينَ لهذا الجانبِ، والاسترشاد بقراءتهم، ومواضع وقفهم، وابتدائهم. فأحيانًا: يحتارُ بعضُ النَّاسِ؛ فلا يعرِفُ أين يقف، ومن أين يبتدئُ؛ كما في قولِهِ تعالَى: (((لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ))) [المجادلة: 22]، فالوقف علَى: (واليوم الآخر)، ثُمَّ الابتداء بـ (يُوادُّونَ)؛ يُوهِمُ لدَى السَّامِعِ معنًى فاسدًا. وقد استمعتُ إلَى تلاوةِ عددٍ من القُرَّاء لهذه الآيةِ؛ فبعضُهم وقفَ عند: (ولو كانوا)، وبعضُهُم عند: (آباءَهُمْ)، ثُمَّ ابتدؤوا -جميعًا- مِن: (ولَوْ كانوا آباءَهُمْ)؛ فسَلِمَ المعنَى. والوَقْفُ عند: (آباءَهُمْ) -إن قدرَ عليه القارئُ- أفضلُ؛ لأنَّه وَقْفٌ حَسَنٌ -في اصطلاحِ أهلِ التَّجويدِ-. وأحدُ هؤلاءِ القُرَّاءِ قرأ إلى قولِهِ تعالَى: (أو عشيرتَهُمْ) بنفسٍ واحدٍ -مع مراعاةِ المدودِ: اللاَّزمةِ، والواجبةِ، والجائزةِ، وسائرِ الأحكامِ-، ولا شكَّ أنَّ ذلك يستدعي طُولَ نَفَسٍ، ويُمكن أن يُكتسَبَ بالدُّربةِ، والتَّمرينِ.
هذا، والله تعالى أعلمُ.
عائشة علي
ـ[أحمد النبوي]ــــــــ[17 Jul 2010, 03:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع لطيف جدا، وقد كُتب في بعضه في مقدمات الكتب الأمهات التي أشرتِ إلى بعضها.
جزاك الله كل خير، وفي شوق إلى مزيد من كتاباتك المفيدة، نفع الله بك.
ـ[عائشة علي]ــــــــ[18 Jul 2010, 02:34 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
شُكرًا لكلِّ من شَكَرَ، وأثنَى، ودَعا بخيرٍ.
جزاكم الله خيرًا، وبارك فيكم.
ـ[نور مشرق]ــــــــ[18 Jul 2010, 03:02 م]ـ
بارك الله فيكِ وجزيتِ خيرًا
أسأل الله أن يعم نفع الموضوع وينفعكِ، ولا عدمتِ في الخير.(/)
سؤال لماذا ابن الجزري لم يقرا بكامل جامع البيان؟
ـ[ابن عامر الشامي]ــــــــ[17 Jul 2010, 06:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيوخنا الافاضل عندي سؤال بارك الله فيكم عن سبب عدم قراءة ابن الجزري بجامع البيان كاملا مع انه رحمه الله له اطلاع كبير بهذا الكتاب
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد ال باشا المغربي]ــــــــ[20 Jul 2010, 12:34 ص]ـ
للرفع(/)
حكام يشجعون القراءات – 1 - 2 (المنصور سكوت البرغواطي، وابنه الحاجب العز)
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[19 Jul 2010, 05:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
المنصور سكوت (وتسميه المصادر أيضا: سقوت وسقوط وسواجات) بن محمد البرغواطي: كان مولى للحموديين الحسنيين الذين ملكوا سبتة في عصر ملوك الطوائف في القرن الخامس بالأندلس، في أثناء الفوضى التي ضربت أطنابها بالأندلس بعد سقوط الدولة الأموية، والتي عبر عنها لسان الدين بن الخطيب بقوله:
حتى إذا سلك الخلافة انتثر=وذهب العين جميعا والأثر
قام بكل بقعة مليك=وصاح فوق كل غصن ديك
في أثناء هذه الفوضى استولى المنصور سكوت البرغواطي على مدينتي سبتة وطنجة المغربيتين المطلتين على الأندلس، سنة: 453هـ، واستبد بأمر تلك المنطقة وتلقب بـ"المنصور"، وحكمها هو وابنه العز الملقب بـ"الحاجب"، حتى لقيا مصرعهما أثناء فتح المرابطين لسبتة وطنجة، سنة: 476هـ، بعد أن بلغ المنصور سكوت نحو التسعين من العمر.
وقد اشتهر المنصور سكوت بالشجاعة والقوة والحزم والفضل والكرم، واشتهر أيضا بتشجيع العلوم والآداب، مع أنه كان أميا!! فمدحه الشعراء وعاش في كنفه العلماء، وقد كان له اهتمام خاص بالقرآن الكريم، تعبر عنه تلك الحادثة الغريبة التي تمكن من خلالها مقارنته بمعاصريه من ملوك الطوائف بالأندلس: فقد وصلت إلى أبي الوليد بن جهور حاكم قرطبة ثلاثة كتب في يوم واحد كلها من ملوك الطوائف: واحد من هذه الكتب من المعتصم بن صمادح حاكم المرية - وكان أديبا عالما - وقد كتب إلى ابن جهور يطلب جارية عوادة!! وواحد من هذه الكتب من المعتمد بن عباد - وكان أديبا عالما أيضا - وقد كتب إلى ابن جهور يطلب جارية زامرة!! وواحد من هذه الكتب من المنصور سكوت - وكان أميا - وقد كتب إلى ابن جهور يطلب قارئا يقرأ القرآن!! فوجه إليه ابن جهور رجلا من مقرئي قرطبة يعرف بعون الله بن نوح، وعلق ابن جهور على هذه الحادثة الغريبة قائلا: "جاهل يطلب قارئا!! وعلماء يطلبون الأباطيل!! "
ولما دخل الإمام أبو الحسن علي بن عبد الغني الحُصْري القيرواني (415هـ - 488هـ) الأندلس، استدعاه المنصور سكوت وابنه الحاجب العز، واستقبلاه بالحفاوة والتقدير وولياه منصب قارئ القرآن، وأفاضا عليه من كرمهما وأغنياه عن التكسب بالشعر؛ فأخرجاه - على حد تعبيره - من ظلمة الشعراء إلى نور القراء، وفرغاه لتدريس القراءات والتأليف فيها، فوجد جوا مناسبا لنشر علمه الجم، وأقبل طلبة القراءات من كل حدب وصوب على الأخذ عنه والاستفادة منه، وكان من ثمرة مقامه في كنف هذين الحاكمين نظمه لقصيدته المشهورة الرائية في قراءة نافع، وقد أشاد في مقدمتها النثرية بهذين الحاكمين، ودعا لهما وطلب من كل من قرأها أن يدعو لهما، كما يقول:
"واتبعت أصل ورش وأصل قالون في روايتيهما، وما تفرد به قالون دون ورش؛ فحافظ قصيدتي هذه يحصل على ثلاث روايات ولا يحتاج إلى درس كتاب، ولا يعجز إن شاء الله عن جواب، فليدع الله لي بالتوبة، والعصمة من الحوبة، ومن الحق الواجب، أن يدعو للمنصور والحاجب؛ فهما فجرا هذا النهر من بحري، واستخرجا هذا الدر من نحري، بصفحهما الجميل، وإحسانهما الجزيل، جزاهما الله حسن ثوابه، كما أجلساني لإقراء كتابه، وأخرجاني من ظلمة الشعراء، إلى نور القراء".
وكان الإمام أبو الحسن الحصري أستاذا مقرئا ماهرا وعالما متفننا وأديبا حاذقا، والقصيدة الحصرية من أهم مصادر قراءة نافع، وقد نالت اهتمام قراء المشرق والمغرب، ووضعت عليها عدة شروح، وقد قرأ الإمام ابن الجزري القرآن كله بمضمنها، وذكر سنده إلى ناظمها في النشر: 1/ 96، واستشهد بها في عدة مواضع من النشر. وإذا كانت هذه القصيدة متنا علميا، فإن الحصري قد أضفى عليها من لمساته الفنية ما صيرها به تحفة أدبية رائعة، ويكفي مثالا على ذلك مقدمتها التي يقول فيها:
إذا قلت أبياتا حسانا من الشعر=فلا قلتها في وصف وصل ولا هجر
ولا مدح سلطان ولا ذم مسلم=ولا وصف خل بالوفاء أو الغدر
ولكنني في ذم نفسي أقولها=كما فرطت في ما تقدم من عمري
ولا بد من نظمي قوافي تحتوي=فوائد تغني القارئين عن المقري
رأيت الورى في درس علم تزهدوا=فقلت: لعل النظم أحظى من النثر
(يُتْبَعُ)
(/)
ولم أرهم يدرون ورشا قراءة=فكيف لهم أن يقرؤوا لأبي عمرو؟!
فألزمت نفسي أن أقول قصيدة=أبث بها علمي وأجري إلى الأجر
فيا رب عذر للبخيل بماله=وما لبخيل بالمسائل من عذر
فجئت بها فهرية حصرية=على كل خاقانية قبلها تزري
على مائتي بيت تنيف تسعة=وقد نظمت نظم الجمان على النحر
وما أعطيت بين القصائد حقها=ولو كتبت بالمسك عظما عن الحبر
تنوب عن الكتب الضخام لقارئ=وتسهل حفظا للمقيمين والسفر
وفيها من الذكر المطهر جملة=فلا تقرها إلا وأنت على طهر
والإمام الحصري أيضا هو صاحب القصيدة المشهورة:
يا ليل الصب متى غده؟! =أقيام الساعة موعده؟!
فلولا هذان الحاكمان لما كانت بين أيدينا اليوم القصيدة الحصرية.
لقد رفع الله هذين الحاكمين باهتمامها بكتاب الله، وجعل لهما بذلك لسان صدق في الآخرين؛ روى مسلم أن نافع بن عبد الحارث لقي عمر بعسفان، وكان عمر يستعمله على مكة؛ فقال: من استعملت على أهل الوادي؟ فقال: ابن أبزي. قال: ومن ابن أبزي؟ قال: مولى من موالينا. قال: فاستخلفت عليهم مولى؟ قال: إنه قارئ لكتاب الله - عز وجل - وإنه عالم بالفرائض. قال عمر: أما إن نبيكم – صلى الله عليه وسلم – قد قال: إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين.
وها نحن اليوم بعد نحو ألف سنة نقدر هذين الحاكمين الأميين، ونشيد بفضلهما، وندعو لهما كما طلب منا إمامنا الحصري؛ لأن الله رفعهما بكتابه، وها نحن بالمقابل نحتقر معاصريهما من الحكام العلماء الذين كانوا يطلبون الأباطيل؛ فوضعهم الله بكتابه, وإن كنا ندعو للجميع بالرحمة والمغفرة.
فاعتبروا يا أولي الأبصار!
انظر حول الموضوع:
- قراءة الإمام نافع عند المغاربة من رواية أبي سعيد ورش: 2/ 21 – تأليف: د. عبد الهادي حميتو – ط وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية.
- منح الفريدة الحمصية في شرح القصيدة الحصرية - لابن عظيمة الإشبيلي – تحقيق: توفيق العبقري – ط وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية.
وما يحيلان إليه مع مصادر.
ـ[ابن عامر الشامي]ــــــــ[19 Jul 2010, 08:09 م]ـ
سبحان الله
بارك الله فيك شيخنا الفاضل ونفع الله بكم
في نتظار مواضيعكم المتميزة
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[20 Jul 2010, 01:25 ص]ـ
جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ على الاهتمام والمشاركة، وشكرا جزيلا لكم.(/)
منظومة نهاية الصباح وعمدة المتامل
ـ[ابن عامر الشامي]ــــــــ[20 Jul 2010, 03:18 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
مَنْظُومَةُ نِهَايَةُ الصَّبَاحِ فِي تَحْرِيرِ خُلْفِ حَفْصٍ مِنْ طَرِيقِ الْمِصْبَاحِ لِأَبِي الْكَرَمْ الشَّهْرَزُورِي رَحِمَهُ الله.
مَنْظُومَةُ عُمْدَةُ الْمُتَأَمِّلْ فِي تَحْرِيرِ خُلْفِ حَفْصٍ مِنْ طَرِيقِ رَوْضَةِ ابْنِ الْمُعَدِّلْ رَحِمَهُ الله.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[24 Jul 2010, 12:17 م]ـ
قد ذكرت لكم تعليقي عليهما في "منتدى شبكة القراءات القرآنية".
وهذا من جهة العروض، ومتطلبات النظم.
أما من جهة علم القراءات، فمن أين لك ولغيرك بـ روضة المعدل "مفصلا في طيبة فأنهلا"!!!
ـ[ابن عامر الشامي]ــــــــ[25 Jul 2010, 08:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عمدة المتامل في خلف حفص من طريق روضة ابن المعدل
رَجَوْتُ رَبِّي رَحْمَةً وَمَغْفِرَهْ= وَرِفْعَةً مِنْهُ وَفَضْلُهُ عَلَا
صَلاَةُ رَبِّي مَعْ سَلاَمِهِ عَلَى= مُحَمَّدٍ خَيْرِ الرُّسُلْ مُبَجَّلَا
وَهَاكَ مَا فِي رَوْضَةِ الْمُعَدَّلِ= مُفَصَّلًا فِي روضةٍ فَأَنْهَلَا
وَشَاطِبِيَّةَ اعْتَمَدْتُ يَا فَتَى= فَكُنْ نَبِيلًا عَاقِلًا لِتُقْبَلَا
وَمُتَّصِلْ وَسِّطْ وَخُذْ لِتَعْقِلَا= مُنْفَصِلْ قَصِّرْ هُدِيتَ لِلْعُلَا
سَلَاسِلَا فِي وَقْفِكَ احْذِفًا وِلَا= وَيَاءَ آ تَانِ احْذِفًا تَسَبَّلَا
وَنُونَ مَعْ يَاسِينَ فِيلُ أَظْهَرَا= وَعَكْسُ ذَا زَرْعَانَ قَدْ تَأَمَّلَا
وَأَدْغِمِ ارْكَبْ مَعْ وَيَلْهَثِ الْعُلَا= وَأَبْدِلًا الآنَ فَاحَ مَنْدَلَا
أَشِمَّ تَأْمَنَّا فَقَدْ تُنُخِّلاَ= وَفَخِّمًا فِرْقٍ تَفُحْ قَرَنْفُلَا
وَعَيْنَ قَصْرٌ هَلِّلًا تُبَجَّلَا= وَمَحْضَ نَخْلُقْكُمْ فَطِبْ تَنَزُّلَا
وَبَسْطَةً يَبْسُطْ بِصَادِ زَرْعَنِ= وَفِيلُنَا بِالسِّينِ صَحَّ فَاعْتَلَا
مُصَيْطِرٍ زَرْعَانَ صَادُهُ عَلَا= وَقُلْ بِسِينِ الْفِيلِ ذَاعَ غَيْطَلَا
وَسَكْتَ هَمْزٍ دَعْ وَغُنَّةً وِلَا= وَأَدْرِجًا فِي سَكْتِهِ تَفَعَّلَا
مُصَيْطِرُونَ السِّينَ عَنْهُ أُعْمِلاَ= لَكِنَّ تَكْبِيرًا بِمَنْعِهِ تَلَا
وَقَدْ تَقَضَّى نَظْمُنَا مُيَسَّرَا= تَقَبَّلًا رَبِّي وَزِدْ تَفَضُّلَا
وَصَلِّ تَعْظِيمًا عَلَى مُحَمَّدٍ= وآلِهِ مَعْ صَحْبِهِ وَمَنْ تَلاَ
نظم نهاية الصباح في خلف حفص من طريق المصباح
يَقُولُ رَاجِي عَفْوِ رَبِّهِ عَلَا= كَمَالُ مِنْ آلِ الْمَرُوشِ يُعْتَلَا
أُهْدِي صَلاَتِي لِلنَّبِيِّ الْمُصْطَفَى= صَلَّا عَلَيْهِ رَبُّنَا أَزْكَى صَلَا
وَبَعْدُ خُذْ خُلْفًا لِحَفْصِنَا دَسِمْ= بِطَيِّبَهْ يَأْتِيكَ مَنْدَلًا سَلِمْ
مَضْمُونَ مِصْبَاحٍ سَأَحْكِي فَاعْلَمًا= حِرْزَ الْأَمَانِيِّ اعْتِمَادِي فَافْهَمًا
فَوَسِّطًا فِي مُتَّصِلْ وَكُنْ عَقِلْ= وَقَصِّرًا في مُنْفَصِلْ وَلَا تَخِلْ
وَعِنْدَ فِرْقٍ رَقِّقًا كَمَا عُلِمْ= وَضُعْفَ عِنْدَ الرُّومِ فَافْتَحًا حُسِمْ
هَمْزًا بِوَصْلٍ مِثْلَ آللهُ الْعُلَا= بَابَهْ فَأَبْدِلْهُ وَكُنْ مِمَّنْ عَلَا
وَسَكِّنَنْ آتَانِ مَعْ سَلاَسِلَا= لَدَى وُقُوفِكْ قولُ مَنْ تَسَبَّلَا
شُورَى وَمَرْيَمْ عَيْنَهُمْ وَسِّطْ فَقَطْ= أَشْمِمْ بِتَأْمَنَّا وَدَعْ رَوْمًا سَقَطْ
أَظْهِرْ لَدَى يَاسِينَ مَعْ نُونٍ لَهُ= يَلْهَثْ كَذَا إِرْكَبْ بِإِدْغَامٍ لَهُ
وَرَا وَلاَمًا غُنَّةً فَدَعْ لَهُ= مُسَيْطِرُونَ السِّينَ فَاقْرَأً لَهُ
وَصَادَ يَبْسُطْ بَسْطَةً مُسَيْطِرِ= وَسَكْتَ قَبْلَ الْهَمْزِ فَامْنَعًا حَرِ
وَعِنْدَ مَنْ رَاقٍ وبَابَهُ فَكُنْ= بِسَاكِتٍ فِيهِ كَحِرْزِنَا فَطِنْ
وَإِنْ تَشَأْ فَكَبِّرْ آخِرَ السُّوَرْ= وَأَكْتَفِي بِالْقَوْلِ مُبْتَغًى أَغَرْ
فَقَدْ خَتَمْتُ النَّظْمَ فَادْعُ لِي دُعَا= ُعَاءَ عَفْوٍ مِنْ إِلَهِنَا عَلاَ
بارك الله فيكم اخواني الافاضل تم تصحيح بعض الاخطاء ووضعت الابيات الصحيحة
وارجوا من كل لبيب عاقل ناصح وجد خطا ان يخبرني ولا يكن ممن قال فيهم الشاعر
إن يسمعوا زلة طاروا بها فرحاً ... منى وما علموا من صالح دفنوا
وإن كان خرق فادركه بفضلة من الحلم و ليصلحه من جاد مقولا(/)
شيخ قُرَّاء اليمن الذي رغب ابن الجزري في الرِّحلة إليه: أبو بكر بن شدَّاد
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[20 Jul 2010, 02:00 م]ـ
اسمه: علي بن أبي بكر بن محمد بن علي بن محمد بن شدَّاد البُرَعي الأبياري أبو الحسن الزبيدي اليمني الشافعي
قال عنه الإمام ابن الجزري: شيخ القراء ببلاد اليمن في وقتنا، كانت إقامته بمدينة زبيد، أقرأ بها زمناً، وأسمع الحديث بها دهراً، ورد إلينا جماعة ممن ذكر أنه رآه واجتمع به وكنت أودُّ الرحلة إليه فما اتفق (ينظر غاية النهاية 1/ 528).
شيوخه:
1) أحمد بن يوسف الريمي وسالم بن حاتم الجبلي.
2) أحمد بن علي الحرازي.
3) الصفي أحمد بن علي الحرازي.
4) عبدا لله بن عبد الحق الدلاصي روى عنه إجازة.
محمد بن شريف العدلي الجبري شيخ اليمن بعده.
2) الرضى أبو بكر بن علي بن نافع الحضرمي.
3) منصور بن عثمان بن أحمد الوصابي اليمني.
وآخرون كثيرون.
مؤلفاته:
1) كتاب الأسانيد:
وهو مخطوط يقع في 23 ورقة، وهو محفوظ بالمكتبة التابعة للأوقاف تحت رقم (7574) بصنعاء.
2) المبهج للطالب المدلج في القراءات السبع:
يوجد جزء منه محفوظ بالمكتبة التابعة للأوقاف بصنعاء.
قال عنه الأمام ابن الجزري: ثم رأيتُ له بالقاهرة مؤلفاً سماه (المبهج للطالب المدلج) بحث فيه بحوثاً ونقل نقولاً وهو بعيد عن التحقيق).
3) منظومة كنز المريد لأحكام التجويد:
منظومة تقع في (141) بيتاً في أحكام التجويد، وهي مخطوطة وقد طبعت مؤخراً في مجموع متون بتحقيق: جمال السيد رفاعي، وهي بحاجة إلى إعادة إخراج مرةً ثانية.
وفاته:
توفي في شوال سنة إحدى وسبعين وسبعمائة بزبيد.
وكنتُ قد جمعتُ ترجمةً حافلة لهذا الإمام المقرئ في التعريف به وبمؤلفاته، ولعلَّ الله ييسِّر إتمامها أو مَن يقوم بخير منه وأوفى.(/)
إشكال في قراءة حرف
ـ[رشا الدغيثر]ــــــــ[20 Jul 2010, 10:09 م]ـ
في قوله تعالى في سورة الحج: (ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق) 29، قرأ حفص ومن وافقه: ثم لْيقضوا ... ولْيوفوا ... ولْيطوفوا، بإسكان اللام في الأفعال الثلاثة.
ولكن إذا ابتدأ بالفعل نفسه فلا يمكن الابتداء بساكن، وإن قلنا يبتدئ بكسر اللام فهذا مخالف للضبط الذي في المصحف، ومخالف للشاطبية حيث يقول الشاطبي:
ليوفوا ابن ذكوان ليطوفوا له ليقضوا سوى بزيهم نفر جلا
فكيف يبتدئ بها حفص وغيره؟
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[20 Jul 2010, 10:29 م]ـ
عند الابتداء ب ليقضوا تقرأ عند حفص بكسر اللام لأن السكون عارض بسبب متحركين أما البقية فتقرأ بالتسكين كما هي في الوصل. وهذا كله لحفص عن عاصم طريق الشاطبية. والله أعلم
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[21 Jul 2010, 01:11 ص]ـ
السلام عليكم
الأصل في لام الأمر الكسر، والسكون من باب التخفيف كما قاله العلامة الفاسي.
ولام الأمر إذا سبقت بـ (واو ـ فاء ـ ثم) جاز فيها الكسر والإسكان.
أما عند الابتداء نعود للأصل وهو الكسر وإن لم يوجد الكسر في المصحف لأنه لا معدل عن الأصل في مثل هذه الأحوال.والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[19 Aug 2010, 07:04 ص]ـ
الأصل في لام الأمر الكسر، والسكون من باب التخفيف كما قاله العلامة الفاسي.
هذا الكلام ينظر فيه؛ لأن لام الأمر حرف، والمعروف عند النحاة: أن الحروف مبنية، وأن الأصل في المبني التسكين.
قال ابن مالك: (وكل حرف مستحق للبنا .... والأصل في المبني أن يسكَّنا).
على ذلك نقول: إن لام الأمر كُسرت لضرورة الابتداء، وتسكينها رجوع إلى الأصل، فالأصل في المبني أن يسكَّن.
فحفص مثلاً قرأ بسكون اللام في (ثم ليقضوا) في حال الوصل أي على الأصل، وأما في حالة الابتداء بها فيرجع إلى الضرورة، وهي ضرورة الابتداء؛ إذ لا يجوز الابتداء بالسكون.
أما عند الابتداء نعود للأصل وهو الكسر وإن لم يوجد الكسر في المصحف لأنه لا معدل عن الأصل في مثل هذه الأحوال.والله أعلم
كما تقدم: أن الأصل هو السكون، وعليه فإن الحل هنا ليس في الرجوع إلى الأصل، وإنما في الأخذ بضرورة الابتداء، فلا يبدأ بساكن فيعدل عنه إلى الكسرة.
وأما مسألة أن الكسرة لا توجد في المصحف فيقال: إن ضبط المصحف مبني على مراعاة حال الوصل، فلو أنك وصلت (ثم) بـ (ليقضوا) فإنك تقرأ بالسكون، وهذا هو محل اهتمام الضبط، وأما أنك تقف على (ثم) ثم تبتدئ (ليقضوا) فالضبط لا يعنيه ذلك، وإنما يعتبر حالة الوصل، والله أعلم.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[19 Aug 2010, 11:02 ص]ـ
هذا الكلام ينظر فيه؛ لأن لام الأمر حرف، والمعروف عند النحاة: أن الحروف مبنية، وأن الأصل في المبني التسكين.
قال ابن مالك: (وكل حرف مستحق للبنا .... والأصل في المبني أن يسكَّنا).
على ذلك نقول: إن لام الأمر كُسرت لضرورة الابتداء، وتسكينها رجوع إلى الأصل، فالأصل في المبني أن يسكَّن.
فحفص مثلاً قرأ بسكون اللام في (ثم ليقضوا) في حال الوصل أي على الأصل، وأما في حالة الابتداء بها فيرجع إلى الضرورة، وهي ضرورة الابتداء؛ إذ لا يجوز الابتداء بالسكون.
كما تقدم: أن الأصل هو السكون، وعليه فإن الحل هنا ليس في الرجوع إلى الأصل، وإنما في الأخذ بضرورة الابتداء، فلا يبدأ بساكن فيعدل عنه إلى الكسرة.
وأما مسألة أن الكسرة لا توجد في المصحف فيقال: إن ضبط المصحف مبني على مراعاة حال الوصل، فلو أنك وصلت (ثم) بـ (ليقضوا) فإنك تقرأ بالسكون، وهذا هو محل اهتمام الضبط، وأما أنك تقف على (ثم) ثم تبتدئ (ليقضوا) فالضبط لا يعنيه ذلك، وإنما يعتبر حالة الوصل، والله أعلم.
حسناً وكيف يبدأ حفص أيضاً بقرآءة كلمة (لئيكة). على قاعدتك لن يُكتفى بإضافة كسرة فقط بل سيضاف حرف الألف كاملاً. فما قولك؟؟؟
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[19 Aug 2010, 04:03 م]ـ
حسناً وكيف يبدأ حفص أيضاً بقرآءة كلمة (لئيكة). على قاعدتك لن يُكتفى بإضافة كسرة فقط بل سيضاف حرف الألف كاملاً. فما قولك؟؟؟
لا أدري من أين أتت الكسرة في هذه الكلمة، لأن اللام فيها للتعريف ويكون قبلها همزة وصل، ولكنها حذفت حال الوصل.
فحفص يقرأ بهمزة الوصل وبعدها لام ساكنة، فإذا وصل حذف الهمزة، وإذا ابتدأ بدأ بهمزة وصل مفتوحة، وأما أن همزة الوصل غير موجودة في الرسم، فلمراعاة القراءة الأخرى في سورتي الشعراء وص، والله أعلم.
ـ[أبو لقمان]ــــــــ[31 Aug 2010, 02:17 ص]ـ
ينبغي التفريق بين الرسم والضبط، ومن قال إن مخالفة الضبط ممنوعة؟! ثم إن الضبط وضع للدلالة على الوصل بخلاف الرسم الذي يدل على الابتداء والوقف.(/)
هل هذه قراءة؟
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[21 Jul 2010, 04:22 ص]ـ
السلام عليكم
في قوله تعالى {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً وَرِئْياً} مريم74
قال النحاس "قال أبوإسحاق: ويجوز: بياء بعدها همزة" (1) فتكون حينئذ (ريئا)
وجاء في معجم القراءات القرآنية (2) أنها قراءة: عاصم - شعبة - الأعمش - حميد .. فهل هذه قراءة؟
علما بأنه لا يوجد - فيما أعلم - مصدر لها، قبل النحاس المتوفى 338
______________________________
(1) إعراب القرآن 3/ 26
(2) 4/ 57
ـ[محب القراءات]ــــــــ[23 Jul 2010, 01:34 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذه القراءة شاذة.
وقد رجعت لمعجم القراءات للدكتور / عبداللطيف الخطيب فوجدت فيه ما يلي:
(وقرأ أبو بكر في رواية الأعمش عن عاصم وحميد (ريئاً) بياء واحدة ساكنة بعدها همزة, وهو على القلب ووزنه فِلعا وكأنه من راء, وعند الزجاج أن هذا الوجه لم يُقرأ به) 5/ 389
وانظر: القراءات الشواذ للعكبري , والجامع لأحكام القرآن للقرطبي.
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[23 Jul 2010, 05:49 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[19 Aug 2010, 04:51 ص]ـ
قال في البحر المحيط: (وقرأ أبو بكر في رواية الأعمش عن عاصم وحميد (ورئياً) بياء ساكنة بعدها همزة، وهو على القلب ووزنه (فِلْعَا)، وكأنه من راء، قال الشاعر: وكل خليل راءني فهو قائل ....... من أجل هذا هامة اليوم أو غد).
وقال في الدر المصون: (وقرأ حميد وأبو بكر بن عاصم في روايةِ الأعشى (وَرِيْئاً) بياءٍ ساكنةٍ بعدَها همزةٌ وهو مقلوبٌ مِنْ (رِئْياً) في قراءةِ العامَّةِ، ووزنه (فِلْعٌ)، وهو مِنْ راءه يَرْآه كقولِ الشاعر: وكلُّ خليلٍ راءَني فهو قائلٌ ... مِنَ أجلِكَ: هذا هامةُ اليومِ أوغدِ
وفي القلب من القلبِ ما فيه).
ـ[أحمد الرويثي]ــــــــ[19 Aug 2010, 06:53 ص]ـ
السلام عليكم
نعم هذه رواية أبي بكر شعبة عن عاصم من طريق الأعشى [وليس الأعمش فهو تصحيف عن الأعشى]
وطريق الأعشى عن شعبة من الطرق التي لم يسندها ابن الجزري في النشر، فانقطع إسناد القراءة بها، فتعتبر اليوم شاذة لانقطاع الإسناد، والله أعلم.
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[31 Aug 2010, 08:31 ص]ـ
السلام عليكم
نعم هذه رواية أبي بكر شعبة عن عاصم من طريق الأعشى [وليس الأعمش فهو تصحيف عن الأعشى]
وطريق الأعشى عن شعبة من الطرق التي لم يسندها ابن الجزري في النشر، فانقطع إسناد القراءة بها، فتعتبر اليوم شاذة لانقطاع الإسناد، والله أعلم.
ملاحظة دقيقة يا دكتور أحمد، بارك الله فيك، واسمح لي أن أثبتها في بحثي منسوبة إليكم
وكنت قد علقت بما يلي:
فأما قراءة (ريئا) فأقدم من أوردها هو النحاس المتوفى 338 قال " قال أبوإسحاق: ويجوز " هم أحسن أثاثا وريئا " بياء قبل الهمزة " ([1] ( http://tafsir.net/vb/editpost.php?do=editpost&p=117471#_ftn1)) والمقصود بأبي إسحاق، هو الزجاج المتوفى 311. ولها – في نقدي – تفسيران:
1 - أنها نتجت عن القلب المكاني.
2 - أنها شاذة، وسبب شذوذها: أنها قطعا لاتوافق رسم المصحف، وإنما خان النظر كاتبها؛ فنقل النقط من النبرة الثانية إلى الأولى، وهما وتصحيفا.
([1]) في كتاب إعراب القرآن 3/ 26(/)
بعض السور بصوت الشيخ محمد صديق المنشاوي
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[21 Jul 2010, 07:16 ص]ـ
سورة يس
http://i3.ytimg.com/vi/zwS0_mkZ30M/default.jpg (http://youtube.toot9.com/youtube4886.html)
سورة القمر
http://i3.ytimg.com/vi/Fkar8qC3UrI/default.jpg (http://youtube.toot9.com/youtube4885.html)
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[21 Jul 2010, 03:20 م]ـ
بارك الله فيك.(/)
البداية في شرح الشاطبية .. رؤية مقارنة
ـ[سامح سالم عبد الحميد]ــــــــ[21 Jul 2010, 04:42 م]ـ
البداية في شرح الشاطبية .. رؤية مقارنة
سامح سالم عبد الحميد
الحمد لله وحده , وصلاة وسلاما على من لا نبي بعده ..
وبعد فأثناء شرحي لمتن الشاطبية ـ لطلاب عالية القراءات ـ كان يستوقفني أثناء التحضير أن كثيرا من الفوائد مفرقة في شروح المتن كأبي شامة , والفاسي , وشعلة , وابن القاصح , والضباع ,رحم الله الجميع.
وكثيرا ما راودني أن أقف مع هذه الشروح لأجمع هذه الفوائد وأضعها في مكان واحد.
خصوصا وكثير من الطلاب المبتدئين لهذا المتن ليس لديهم معرفة بهذه الشروح ولا لديهم القدرة على التعامل مع كتب القدامى رحمهم الله.
أقول: دعاني هذا وغيره إلي هذه البداية
فسأقوم ـ بعون الله ـ بكتابة البيت ثم أحاول أن أشرحه لكن ليس بعباراتي بل بأقوال الشراح الذين ذكرت
مع ذكر الفوائد والتنبيه على المشكل وإيضاح المبهم وذكر التحريرات والتنبيه على أخطاء بعض الشراح لكي يحذر القارئ الكريم
وإن كان ثمت معان جميلة للبيت ذكرتها.
والله حسبي وعليه اعتمادي وما لي إلا ستره متجللا
وسأبدأ بالفرش وذلك لأني أود أن أنبه على قراءة الضد من أين أخذت من المتن وأكثر هذا يكون في الفرش لا الأصول.
وقبل البداية أود أن أقول هذا الشرح لن يجمع كل شيئ فهو فقط بداية على الطريق
وأما الشرح الكامل من الإعراب والتوجيه فهذا يحتاج إلي فريق عمل أسأل الله أن تلتفت إليه المؤسسات المعنية ككليات القراءات ومعاهدها ـ ولعلنا نسير على طريقة الأستاذ الدكتور مصطفى مسلم في (التفسير الموضوعي لسور القرآن) فقد قام به فريق عمل من المتخصصين أجزل الله لهم العطاء ـ
وإلى البداية
راجي عفو ربه المجيد
سامح بن سالم بن عبد الحميد
ـ[سامح سالم عبد الحميد]ــــــــ[21 Jul 2010, 06:39 م]ـ
قال الناظم ـ رحمه الله: (باب فرش الحروف سورة البقرة)
وشرح الإمام السخاوي ـ رحمه الله ـ قائلا: (القراء يسمون ما قل دوره من الحروف فرشا لانتشاره فكأنه انفرش إذ كانت الأصول ينسحب حكم الواحد منها على الجميع) أ. هـ فتح الوصيد شرح القصيد للسخاوي رحمه الله
وقد زاد عليه أبوشامة ـ رحمه الله ـ قائلا: (وسماه بعضهم ـ أي هذا الباب ـ الفروع في مقابلة الأصول ويأتي في الفرش مواضع مطردة حيث وقعت: وهي بالأصول أشبه منها بالفرش مثل إمالة التوراة (ذكرها في سورة آل عمران) وفواتح السور (يونس) والكلام في هأنتم (آل عمران) والاستفهامين (الرعد) وتاءات البزي والتشديد والتخفيف في ينزل وبابه (سورة البقرة).
وأقول ـ سامح ـ: لعل الدافع وراء صنيع الإمام الشاطبي ـ رحمه الله ـ هذا (من وضع كلمات أشبه بالأصول منها بالفرش في الفرش) إنما هو غالبا ـ خصوصا كل الأمثلة التي استدركها أبو شامة هنا ـ لاتباعه كتاب التيسيرللداني إذ يقول (وفي يسرها التيسير رمت اختصاره)
وقد بين أبو شامة ـ رحمه الله ـ اختلاف كتاب التيسير هنا عن الشاطبية إذ إن الداني ـ رحمه الله ـ لم يقل: (باب فرش الحروف سورة البقرة) بل قال فقط (باب فرش الحروف) لأنه قد ذكر كلمة (سورة البقرة) في باب هاء الكناية وقد أيد أبو شامة وجهة الداني.
وأما شعلة وابن القاصح فتأثرا في تعريف (الفرش) بما قاله أبو شامة.
وقد زاد الشيخ الضباع ـ رحمه الله ـ تعريفا قيما وجيزا فقال: (الفرش: الحروف المنتشرة في السور على الترتيب القرآني)
والله أعلم وصلى الله على محمد وسلم
ـ[سامح سالم عبد الحميد]ــــــــ[21 Jul 2010, 07:13 م]ـ
عذرا إكمال العبارة
وأما شعلة وابن القاصح فتأثرا في تعريف (الفرش) بما قاله أبو شامة.
لكن شعلة أضاف: (الفرش البسط) وأضاف ـ أيضا: (ويجئ في الأصول غير مطرد نحو ياءات الإضافة والزوائد). أ. هـ كنز المعاني لشعلة
وقد زاد ابن القاصح: (قوله: سورة البقرة) أي السورة التي يذكر فيها البقرة.أ. هـ سراج القارئ المبتدي لابن القاصح
وأقول ـ سامح ـ: لعل ابن القاصح يرجح قول بعض علماء التفسير في مسألة هل يقال سورة البقرة أم السورة التي ذكرت فيها البقرة؟ والذي عليه الجمهور جواز القول سورة البقرة والله أعلم
وقد زاد الشيخ الضباع ـ رحمه الله ـ تعريفا قيما وجيزا فقال: (الفرش: الحروف المنشورة في السور على الترتيب القرآني)
والله أعلم وصلى الله على محمد وسلم
والسلام عليكم
ـ[سفير الغرباء]ــــــــ[22 Jul 2010, 01:10 ص]ـ
رفع الله قدرك، و شكر لك على هذه الدرر التي أتحفتنا بها.
واصل وصلك الله بعفوه.
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[22 Jul 2010, 11:56 ص]ـ
أسأل الله تعالى أن يبارك فيك يا شيخ سامح
كما أسأله أن ينفع بما تكتبون أهل القرآن والقراءات
ـ[سامح سالم عبد الحميد]ــــــــ[22 Jul 2010, 06:12 م]ـ
السلام عليكم
الأخوان الكريمان الشيخان / سفير الغرباء , أبو إسحاق الحضرمي
جزاكم الله خيرا , ورفع قدركم , وغفر ذنبكم , وتقبل سعيكم , وأجزل عطاءكم .. آمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سامح سالم عبد الحميد]ــــــــ[22 Jul 2010, 06:38 م]ـ
السلام عليكم
قال الناظم ـ رحمه الله ـ:
445ـ وما يخدعون الفتح من قبل ساكن .. وبعد (ذ) كا والغير كالحرف أولا
هذا البيت يشرح الخلاف بين القراء في قوله ـ تعالى ـ: (وما يخدعون إلا أنفسهم)
يقول السخاوي ـ رحمه الله ـ: قول الناظم: (الفتح من قبل ساكن) يعنى فتح الياء والساكن الخاء (وبعد) يعني فتح الدال) أ. هـ فتح الوصيد
وزاد أبوشامة قائلا: (قوله: (وما) تقييد للحرف المختلف فيه احترازا من الأول وهو قوله (يخادعون الله)، فإنه ليس قبله وما
واعترض أبو شامة ـ رحمه الله ـ على قول الشاطبي ـ رحمه الله ـ: (الفتح من قبل ساكن وبعد)
فقال: وهذا تقييد لم يكن محتاجا إليه لأنه قد لفظ بالقراءة ونبه على القراءة الأخرى بما في آخر البيت لأنه لا يمكن أخذها من أضداد ما ذكر فهو زيادة بيان لم يكن لازما له.
ثم قال: وقراءة الغير كالحرف الواقع أولا.
وأطلق الناظم الحرف على الكلمة وذلك سائغ.
وأضاف الفاسي: (الذال في قوله: (ذكا) وهم الكوفيون وابن عامر
قلت ـ سامح ـ أخذ من قول الشاطبي (وكوف وشام ذالهم ليس مغفلا) وقوله: (وبالكوفة الغراء منهم ثلاثة،،، ثم عددهم بدءا بعاصم وإنهاء بدوري الكسائي) وقوله (وأما دمشق الشام دارابن عامر)
ثم قال الفاسي: (ولم يف هذا التقييد بالقراءة الأخري فأحال فيها على الحرف الأول الذي لا خلاف فيه للسبعة (لم يأت خلاف إلا في الشواذ) وهو قوله: (يخادعون الله)
وأضاف الفاسي لمحة ذكية حيث قال: (ورسم المصحف يحتمل الجميع لأنهما مرسومان فيه بغير ألف غير أن من قرأ بالألف يعتقد حذفها تخفيفا)
واختصر شعلة فقال: (قرأ (وما يخدعون) بإسكان الخاء بين فتحتين ابن عامر والكوفيون.
وأضاف ابن القاصح على قولهم: (والساكن الخاء والفتح قبله في الياء وبعده في الدال) فقال: (ويلزم من ذلك حذف الألف)
وعلق على زيادة الشاطبي (وما) قبل يخدعون فقال: (وقوله (وما) أي المصاحبة ليخدعون أتى بها للوزن والخلاف في الثاني علم من قوله (كالحرف أولا)
ثم أضاف لمحة ذكية فقال: (وإن شئت قلت: التقييد ليخدعون بمصاحبة ما قبله كما نطق به احترازا من الحرف الأول من البقرة والثاني من النساء (يخادعون الله وهو خادعهم) آية 142 فإنهما ليس فيهما خلاف للسبعة (الخلاف في الشاذ فقط)
وحلل ابن القاصح إحالة الشاطبي على الحرف الأول فقال: (لما كانت قراءة الباقين لا يمكن أخذها من الضد لأن ضد الفتح في الياء وفي الدال الكسر (يؤخذ من كلام الشاطبي رحمه الله: وآخيت بين النون واليا وفتحهم ... وكسر وبين النصب والخفض منزلا)
وضد السكون في الخاء الحركة بالفتح (يؤخذ من قول الشاطبي رحمه الله: وحيث جرى التحريك غير مقيد هو الفتح والإسكان آخاه منزلا)
ولم يقرأ بذلك أحد فاحتاج إلى بيان قراءة الباقين فأحالهما على الحرف الأول.
وأقول ـ سامح ـ: وقد برر علماء التوجيه عدم الخلاف في الموضع الأول فقالوا: (واتفقوا على قراءة الحرف الأول هنا (يخادعون الله) وفي النساء كذلك كراهية التصريح بهذا الفعل القبيح أن يتوجه إلى الله تعالى فأخرج المفاعلة لذلك.
وختاما فتكون القراءتان في البيت كالآتي:
قرأ الحرميان (نافع وابن كثير) وأبو عمرو {وما يخادعون} بالألف مع ضم الياء وفتح الخاء وكسر الدال والباقون بغير ألف مع فتح الياء والدال.
والله أعلم وصل الله على محمد وسلم.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[23 Jul 2010, 02:00 ص]ـ
أحسنتم يا شيخ سامح على هذا الجهد الرائع الذي استفدنا منه.
ومن خلال تدريسي القراءات لطلاب كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية, أؤكد على ما تفضلتم به من ضرورة ربط المبتدئين من طلاب هذا العلم المبارك بكتب العلماء السابقين وتشجيعهم على الاستفادة من الشروحات القديمة لهذا المتن المبارك.
فبعض الطلاب يدرس في الكلية أربع سنوات ويتخرج منها وهو لا يعرف إلا شرحين أو ثلاثة من الشروح المعاصرة السهلة, ولا يعرف حتى أسماء الشروحات السابقة فضلا عن اطلاعه عليها
وأقول إن من المهم أن يجتهد المتخصصون في دراسة جميع شروح الشاطبية والمقارنة بينها, والخروج بقائمة متدرجة من هذه الشروحة بحيث تسهل على طالب هذا العلم الاطلاع أولا على الشروح السهلة البسيطة ثم المتوسطة ثم المطولة ليكون ملما بدقائق ولطائف هذا المتن.
شكر الله سعيك وكتب أجرك ووفقك وأعانك
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Jul 2010, 04:52 ص]ـ
أنا سعيدٌ جداً بهذا العمل لأخي الشيخ المقرئ سامح سالم عبدالحميد، وقد قرأته بتمعنٍ، وأرجو أن يوفقه الله لإكماله على هذا المنوال، وألا يصرفه عنه صارفٌ إن شاء الله، فهو عملٌ مفيدٌ حقاً.
ـ[سامح سالم عبد الحميد]ــــــــ[23 Jul 2010, 04:30 م]ـ
السلام عليكم
فضيلة الأستاذ الدكتور / عبد الرحمن الشهري
جزاكم الله خيرا
وأحسن الله إليكم , وتقبل منكم , ورفع قدركم , ونفعنا بعلمكم ... آمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سامح سالم عبد الحميد]ــــــــ[23 Jul 2010, 04:33 م]ـ
السلام عليكم
أخي فضيلة الشيخ / محب القراءات
جزاكم الله خيرا
ونفعنا الله بعلمكم وزادكم رفعة وتوفيقا .... آمين
ـ[سامح سالم عبد الحميد]ــــــــ[25 Jul 2010, 07:25 م]ـ
السلام عليكم
بالنسبة للبيت السابق 445ـ وما يخدعون الفتح من قبل ساكن .. وبعد (ذ) كا والغير كالحرف أولا
قوله (كالحرف)
علق عليه الشيخ عبد الفتاح القاضي ـ رحمه الله ـ قائلا: (مجاز مرسل عن الكلمة حيث أطلق الجزء وأراد الكل وعلاقته الجزئية) أ.هـ الوافي في شرح الشاطبية
وإن شاء الله غدا أشرح البيت الذي بعده
والسلام عليكم
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[26 Jul 2010, 03:15 ص]ـ
السلام عليكم
بالنسبة للبيت السابق 445ـ وما يخدعون الفتح من قبل ساكن .. وبعد (ذ) كا والغير كالحرف أولا
قوله (كالحرف)
علق عليه الشيخ عبد الفتاح القاضي ـ رحمه الله ـ قائلا: (مجاز مرسل عن الكلمة حيث أطلق الجزء وأراد الكل وعلاقته الجزئية) أ.هـ الوافي في شرح الشاطبية
وإن شاء الله غدا أشرح البيت الذي بعده
والسلام عليكم
السلام عليكم
بارك الله فيك شيخنا الحبيب
علي ما أذكر أن سيبويه يطلق علي الكلمة " حرف " وتبعه علي ذلك الشاطبي، لأن الحرف طرف الجملة، كما أن الحرف طرف في الكلمة. فلا يؤخذ هنا علي المجاز إذا كان هذا مذهب الشاطبي. والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[26 Jul 2010, 05:49 م]ـ
ثم قال: وقراءة الغير كالحرف الواقع أولا.
وأطلق الناظم الحرف على الكلمة وذلك سائغ. .
السلام عليكم
معذرة يا شيخ سامح علي تعليقي السابق نسيت ـ والله ـ أنك قد علقت علي إطلاق الحرف علي الكلمة.
جزاكم الله خيرا.
والسلام عليكم
ـ[سامح سالم عبد الحميد]ــــــــ[27 Jul 2010, 12:54 ص]ـ
شيخنا الكريم / فضيلة الشيخ عبد الحكيم
لا اعتذار يا سيدي، فكلامك قيم، لا عدمنا نصحك يا شيخنا
وقولكم ـ حفظكم الله ـ: (لأن الحرف (الكلمة) طرف الجملة، كما أن الحرف طرف في الكلمة) ما سمعت بها إلا الساعة وهي جميلة حقا زادكم الله توفيقا
ـ[سامح سالم عبد الحميد]ــــــــ[27 Jul 2010, 01:00 ص]ـ
السلام عليكم
قال الناظم ـ رحمه الله ـ:
446 ـ وخفف كوف يكذبون وياؤه ... بفتح وللباقين ضم وثقلا
هذا البيت يتحدث عن الخلاف الدائر في قوله ـ تعالى ـ: (بما كانوا يكذبون) آية 10 سورة البقرة
قال الفاسي: (كوف) وهم (عاصم وحمزة والكسائي)
وبرر الفاسي تقديم الشاطبي للخلاف في حرف الذال في الكلمة القرآنية مع أن التعرض لحرف الياء كان أولى إذ هو الأول فقال: (وقدم ذكر (الذال) على حسب ما تأتى له (يعني على حسب ما أسعفه النظم)
وعقب الفاسي فقال: (ويلزم من فتح الياء فيه وتخفيف الذال سكون الكاف
وكانت عبارة الفاسي مبهمة إذ قال: (ويفهم من التقييد المذكور قراءة الباقين وأنها بضم الياء وتثقيل الذال ويلزم من ذلك فتح الكاف.
وقد تمم البيت بذكر ذلك وإن كان غير محتاج إلى ذكره غير أنه لا بأس به.) أ.هـ
التعليق
قلت ـ سامح ـ: هذه عبارة مشكلة فهل يحمل قول الفاسي السابق على (ثقلا) أم يحمل على القيد كله (ضم وثقلا) لأن (ضُم) لا يمكن الاستغناء عنها لأن ضد الفتح: الكسر قال الشاطبي: (وآخيت بين النون واليا وفتح ... وكسر وبين النصب والخفض منزلا) إذن يحتاج الناظم لتقييده بالضم لأن قراءة الباقين على ضد البيت ستكون بالكسر،
فالتقييد في محله لا فضلة)
ولو كان يعني الفاسي بقوله السابق قولة الشاطبي (وثقلا) ـ وهذا الذي ذهب إليه الشيخ عبد الفتاح القاضي بقوله: (وأما النص على التثقيل وهو التشديد فليس في حاجة إلى النص عليه لأنه ضد التخفيف. فلعله نص عليه زيادة في البيان ـ فحينئذ يكون كلام الفاسي صحيحا والله أعلم.
وأضاف الفاسي: ((قوله: (وخفف كوف يكذبون) في الكلام حذف مضافه والتقدير: ذال يكذبون
وقوله: (وياؤه بفتح) فيها حذف ـ أيضا ـ والتقدير لهم)).
أ. هـ الفاسي في شرح الشاطبية
وقال أبو شامة: (عني بالتخفيف إسكان الكاف وإذهاب ثقل الذال والباقون ثقلوا موضع تخفيف هؤلاء
فلزم تحريك الكاف وإن لم يتعرض له إذ لا يمكن تثقيل الذال إلا بفتح الكاف وضم الياء. أ. هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وأقول: ما ذكره أبوشامة (إسكان الكاف) هو من أبي شامة زيادة بيان إذ هي لازمة من تخفيف الذال لأن الفعل من كذب يكْذب.
سؤال:
وهل يرد على الشاطبي قوله ـ تعالى ـ (بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون) وقوله ـ تعالى ـ (بل الذين كفروا يكذبون) ونحوه؟
أقول: (نفى أبوشامة الرد على الناظم رحمه الله ـ فقال: ولا خلاف في تخفيف (بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون)، كما أنه لا خلاف في تثقيل قوله تعالى (بل الذين كفروا يكذبون)، ونحوه
ولا يرد على الناظم ذلك لأنه لم يقل: جميعا ولا بحيث أتى ولا نحو ذلك وتلك عادته فيما يتعدى الحكم فيه سورته إلا مواضع خرجت عن هذه القاعدة مثل (والتوراة-و-كائن).
وأقول:لفظة: (ونحوه) هذه لمحة ذكية من أبي شامة لم يلتفت إليها ابن القاصح ـ رحمه الله ـ حيث قال: (فإن قلت: (يكذبون) في القرآن في ثلاثة مواضع هنا (البقرة) آية 10 وموضع آخر التوبة (77) والإنشقاق (22).
فيرد عليه أن هناك مواضع أخر في القرآن الكريم وهي:
(قال رب إني أخاف أن يكذبون) سورة الشعراء 12 (بالتثقيل)
(وأخي هارون .. إني أخاف أن يكذبون) سورة القصص 34 (بالتثقيل)
(الذين يكذبون بيوم الدين) سورة المطففين 11 (بالتثقيل.
لذا كان كلام أبي شامة أدق من كلام ابن القاصح عندما قال (ونحوه)
لأن اللفظة في القرآن غير هذه المواضع.
وأشار أبو شامة إلى أن قول الناظم: (ضم) فعل ماض لا أمر لأنه من جنس ما عطف عليه من قوله (وثقلا) والله أعلم. أ. هـ إبراز المعاني شرح الشاطبية
وأضاف ابن القاصح إضافة قيمة لم يلتفت إليها الفاسي فقال: (ولما لم يمكن أخذ قراءة الباقين من الضد نص عليها لأن ضد الفتح الكسر فلو كسرت لكانت تختل ولكن نص عليها بقوله: (وللباقين ضم).
.
وأما ما قاله أبو شامة في عدم الرد على الناظم في مسألة: هل يرد (يكذبون) السابق ذكرها فقاله ابن القاصح ولكن بقوله: (الكلام في الفرش لا يعم إلا بقرينة ولا قرينة فتعين هذا دون غيره)
والخلاصة
القراءتان حينئذ:
قرأ عاصم وحمزة والكسائي (يكذبون) بفتح الياء مع سكون الكاف وتخفيف الذال المكسورة
والباقون بضم الياء مع فتح الكاف وتشديد الذال المكسورة.
والله أعلم، وصل الله على محمد وسلم
والسلام عليكم
ـ[سامح سالم عبد الحميد]ــــــــ[03 Aug 2010, 03:39 م]ـ
السلام عليكم
قال الناظم ـ رحمه الله ـ:
447ـ وقيل وغيض ثم جيئ يشمها لدى كسرها ضما (ر) جال (لـ) تكملا
448ـوحيل بإشمام وسيق (كـ) ـما (ر) سا وسيئ وسيئت (كـ) ـان (ر) اويه (أ) نبلا
بدأ السخاوي ـ رحمه الله ـ شرحه بتوجيه القراءة فقال إن: (الأصل في (قيل) قُوِل، اسثقلت الكسرة في الواو فنقلت إلى القاف فلما سكنت الواو وانكسر ما قبلها قلبت ياء.
وكذلك (سيء) و (سيق) و (حيل) أصلها سُوِي، سُوِق، حُوِل.
وأما (غيض) و (جيء) فهما من الياء والأصل: (غُيِض) و (جُيِئ) استثقلت الحركة فيهما على الياء فنقلت إلى ماقبلها وأزالو الضمة التي في أوائلها. أ. هـ شرح السخاوي
قلت: لاحظ أن (غيض) (وجيء) ننقل ولا نبدل والأفعال الأخري (قيل) (سيء)
و (سيق) و (حيل) ننقل ونبدل.
ويظهرمماسبق أن السخاوي ركز ـ في ذكرالإعلال والإبدال ـ على عين الكلمة بينما هناك من ركز على فاءالكلمة كابن زنجلة إذ يقول: (استثقلت الضمة على فاء الفعل وبعدها واو مكسورة (سيء ـ سيق ـ حيل) وياء مكسورة (غيض ـ جيء) فنقلت الكسرة منهما إلى فاء الفعل و قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها فقيل في ذلك قيل وحيل وأخواتها).أ.هـ حجة القراءات ابن زنجلة
وأقول: ومن تأمل علم أن الخلاف في النظرة الأولى فقط فهذا نظر إلى استثقال الضمة وبعدها كسر وذاك نظر إلى كسرة الثاني مع أن قبلها ضما وفي النهاية التقوا على وجهة واحدة.
ثم بدأ السخاوي شرحه بعد التوجيه السابق
فقال: (والعلماء يعبرون عن هذا بالإشمام، والروم، والضم، والإمالة)
ثم برر السخاوي اختيارالشاطبي لقوله: (يشمها) فقال: (لأنها عبارة عامة النحويين وجماعة من القراء المتأخرين وفي العبارة تننبيه على أن أول الفعل لا يكسركسرة خالصة)
قلت: فهم الشيخ الضباع من هذا أن الظاهر من كلام الشاطبي أن جزء الكسرة مقدّم. انظر الإضاءة في أصول القراءة للضباع
(يُتْبَعُ)
(/)
ونقل السخاوي علة الذين أسموه روما بقولهم: (هو روم في الحقيقة وتسميته بالإشمام تجوز في العبارة.
وأضاف أن: (الذين أسموه ضما – وهم عامة أئمة القراء- فإنما عبروا عنه كما عبروا عن الإمالة بالكسر تقريبا ومجازا، لأن الممال فيه كسر، وهذا فيه شيء من الضم).
وذكر أن الذين عبروا عنه بالإمالة فلأن الحركة ليست بضمة محضة ولا كسرة خالصة كما أن الإمالة ليست بكسرمحض ولا فتح خالص.
وبين السخاوي أن "حقيقة هذا الإشمام أن تنحو بكسرة فاء الفعل نحو الضمة فتمال كسرة فاء الفعل، وتميل الياء الساكنة بعدها نحو الواو قليلا، إذ هي تابعة لحركة ما قبلها، وإنما قيل لذلك إمالة لأنه قد دخله من الخلط والشوب ما دخل الإمالة.
التنبيه على الأخطاء والرد عليها
وقد نقل السخاوي عن الداني ـ رحمه الله ـ خطأ من زعم أن الإشمام هنا إيماء بالشفتين إلى ضمة مقدرة مع كسرة فاء الفعل كسراخالصا.
وأيضا أوضح خطأهم عندما قالوا: (إن شئت أومأت بشفتيك قبل اللفظ بالحرف المشم الذي تومئ إلى حركته وإن شئت بعده وإن شئت معه).
ثم ذكر السخاوي رد الداني عليهم حينما قال: (وهذا كله خطأ باطل لا شك فيه من قبل أن الإيماء قبل اللفظ بالحرف المشم الذي تومئ إلى حركته غير ممكن.إذ لم يحصل قبل ملفوظا به فكيف تؤمئ إلى حركته وهو معدوم في النطق أيضا.
هذا مع تمكن الوقوف على ما قبله والابتداء به فيلزم أن يكون ابتداء المبتدئ بذلك إعمال العضو وتهيئته قبل النطق، ولم يسمع بهذا قط ولا ورد في لغة ولا جاء في قراءة ولا يصح في قياس ولا يتحقق في نظر.
ويبن الداني ـ رحمه الله ـ: أن الإيماء بعد اللفظ به مكسورا محضا غيرمستقيم.وكذلك الإيماء معه في تلك الحال لا يمكن.إذ لو كان ذلك ,لوجب أن يستعمل في النطق بذلك عضو اللسان للكسرة والشفتان للإشارة ومحال أن يجتمعا معا على حرف واحد في حال تحريكه بحركة خالصة إذ ليس في الفطرة إطاقة ذلك.
وبين الداني الدافع وراء هذا التصور فقال: (الحامل لصاحب هذا القول هو القياس منه على كيفية الإشمام عند الوقف على أواخر الكلم. إذ يؤتى به هناك بعد سكون الحرف والفراغ منه، وبين المكانين فرقان غير مشكوك فيه على ما بينا.
ونقل السخاوي عن الداني أنه قد: (زعم آخرون أن حقيقة الإشمام أن يضم أوله ضما مشبعا ثم يؤتى بالياء الساكنة بعد تلك الضمة الخالصة).
ورد عليهم قائلا: (وهو باطل لأن الضمة إذا أخلصت ومطط اللفظ بها، انقلبت الياء بعدها واوا إذ لا يصح ياء بعد ضمة كما لا يصح واو بعد كسرة).
وأضاف أن هناك زعما آخر زعمه قوم من أهل الأداءوهو: (أن حقيقة الإشمام في ذلك أن تشم أوله ضما مختلسا).
فرد عليهم: وهذا أيضا باطل لأن ما يختلس من الحركات ولا يتم الصوت به كهمزة بين بين وغيرها لا يقع أبدا أولا. وذلك لقربه بالتضعيف والتوهين من الساكن المحض.
الغرض من الإشمام
بين السخاوي الغرض من الإشمام ـ الذي هو حركة مركبة من حركتين ضمة وكسرة ـ بأنه الدلالة على هاتين الحركتين في الأصل (قال الضباع: أما الضمة ففي الفاء، وأما الكسرة ففي العين لأن الأصل فُعِل).
وأوضح السخاوي لم استخدم الشاطبي قوله: (لتكملا) بقوله: (لما كان الإشمام دالا على الأصل (فُعل) صارت الكلمة كأنها منطوق بها على أصلها من غير تغيير فلذلك قال الشاطبي (لتكملا).
معنى جميل
وأضاف السخاوي أن معنى قول الناظم: (كما رسا) أي كما استقر في النقل وثبت.
وهناك معنى جميل ذكره السخاوي وهوعند قول الناظم ـ رحمه الله ـ:
(كان راويه أنبلا) يعنى: كان راويه نبيلا لأنه قد اتفق عليه إمام المدينة (نافع) وإمام الشام (ابن عامر) وإمام النحو والقراءة الكسائي.
ولم يبين السخاوي أن قراءة الضد هي الكسر الخالص إلا عندما وجه القراءة فقال: (ومن أخلص الكسر فللياء التي بعده). أ. هـ شرح السخاوي على الشاطبية
التأثر
تأثر السخاوي بالداني كثيرا ونقل عنه الكثير في هذين البيتين.
وأما أبو شامة فقد زاد عن شيخه السخاوي بأن أوضح الأفعال التي بها إشمام ومواضعها والآيات
.وخصص أبو شامة لفظ (قيل) التي ذكرت فقال: (وما جاء من لفظ (قيل) وهو فعل ماض)
هل يؤخذ على الشاطبي الاطلاق؟
(يُتْبَعُ)
(/)
بين أبو شامة أن الشاطبي أطلق هذه الأفعال (قيل وأخواتها) ولم يبين مواضع القراءة مع أن فيها ما قد تكرر (قلت:وهذا قد يسبب لبسا فمثلا: هل يعني الشاطبي بالفعل (قيل) سورة البقرة أم كل المواضع القرآنية؟)
وقد أزال اللبس أبو شامة حيث قال: (والعادة المستمرة منه (الشاطبي) فيما يطلق (من الأحكام) أن يختص بالسورة التي هو فيها كما في-يكذبون-السابقة ولكن لما أدرك مع (قيل) هذه الأفعال الخارجة عن هذه السورة كان ذلك قرينة واضحة في طرد الحكم حيث وقعت (قيل) وغيرها من هذه الأفعال. أ. هـ إبراز المعاني لأبي شامة
قلت: أوافق أبا شامة على هذا التبرير فقد وفق فيه ـ رحمه الله ـ أيما توفيق.
واختصر أبو شامة قول السخاوي عند قول الناظم ـ رحمه الله: (لتكملا) فقال: معناه أي ليكمل الدلالة على الأمرين.
وأضاف أبو شامة أن قول الناظم: (رجال) فاعل يشمها وأن قوله: (ضما) مفعول ثان.
تنبيه
نبه أبو شامة تنبيها مهما حيث قال: (وأما قيل الذي هو مصدر فلا يدخل في هذا الباب (يعني لا إشمام في قاف قيلًا وقيله) إذ لا أصل له في الضم (لأن المعني ما كان أصله ضما في أول الفعل فالإشمام للدلالة على هذا الأصل وأما قيلا المصدر فليست كذلك) وهو في نحو (ومن أصدق من الله قيلا-وقيله يا رب-إلا قيلا سلاما سلاما-وأقوم قيلا))
قلت: هذه إشارة يحتاج إليها المبتدئ.ويضاف إليها قول ابن القاصح: (بل يقرأ بكسر أوائله للجميع)
بيان
ومن ثم أقول: هل يؤخذ على الشاطبي ـ رحمه الله ـ عدم إخراجه (قيلا) المصدر؟
فالجواب أنه لا يؤخذ عليه لأنه وببساطة قد ذكر أفعالا (قيل وأخواتها كلها أفعال ماضية مبنية لما لم يسم فاعله) لا أسماء فمن ثم لا يخطأ الشاطبي هنا وأيضا إجابة إبي شامة السابقة تؤيد هذا.
وأما تنبيه المحررين في متونهم بإخراج (قيلا وقيله) فلكي يزيلو اللبس الذي قد يقع للمبتدئ لا أنه يلزم الشاطبي ذكره والله أعلم.
وقد أضاف أبو شامة أن الرموز في هذين البيتين (ر) جال (ل) تكملا ــ (ك) ما (ر) سا ـ (ك) ان (ر) اويه (أ) نبلا. أ. هـ إبراز المعاني لأبي شامة
التأثر
لا شك أن أبا شامة تأثر بشيخه في هذا البيت تأثرا شديدا.
وأما الفاسي فقد تميز عندما شرح كل بيت على حده، وأيضا عندما نسب كل قراءة لصاحبها حيث قال: (المشار إليهما (رجال لتكملا) وهما: الكسائي وهشام أشما كسر (قيل) و (غيض) هود 44 و (وجآىء) الزمر 69 والفجر 23) ضما
وأن من أشار إليهما بالكاف والراء (كما رسا) وهما ابن عامر والكسائي فعلا ذلك في (وحيل) سبأ 54 و (وسيق) الزمر 71 73
وأن من أشار إليهم بالكاف والراء والهمزة (كان راويه أنبلا)
وهم: ابن عامر والكسائي ونافع فعلوا ذلك في: (سىء) هود 77 والعنكبوت 33 و (سيئت) الملك 27. أ.هـ شرح الفاسي
قلت: الدليل على أن هذه الرموز المفردة لمن ذكرمن الأئمة قول الشاطبي: (جعلت أبا جاد على كل قارئ دليلا على المنظوم أول أولا)
مواطن الاتفاق والاختلاف بين القراء
تميز الفاسي ببيان مواطن الاتفاق والاختلاف بين القراء
فقال: (فحصل من جميع ما ذكر أن الكسائي وهشاما يشمان في الجميع.
وأن ابن ذكوان يوافق في (وحيل ـ وسيق ـ سيء ـ سيئت)
وأن نافعا يوافق في (سيء ـ سيئت) فتعين للباقين الكسر الخالص في الجميع.
وقد زاد الفاسي أن قول الناظم: (وسيق) مبتدأ محذوف الخبر والتقدير: بإشمام أو صله.
وأن قوله: (وسيء) فيها حذف مضاف إذ التقدير: وإشمام سيء. وأن قوله: (أنبل) على وزن أفعل بمعنى فعيل إلا أنه أبلغ منه .. أ. هـ اللآلي الفريدة شرح القصيدة للفاسي
التأثر
تأثر الفاسي بالسخاوي لا يخفى بأدنى تأمل.
وأضاف شعلة أن الإشمام لغة بني أسد. وأوضح أنه لا خلاف في كسر قاف قوله ـ تعالى ـ: (قيلا) و (وقيله) ـ وإضافته هنا أنه ميز عن غيره أنهما كلمتان ـ إذ ليسا بفعل. أ. هـ كنز المعاني شرح الشاطبية
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما ابن القاصح فتميز حيث قال: (ولم يقتصر الناظم على ذكر الإشمام بل قال: (يشمها لدى كسرها ضما) لأنه لو سكت على الإشمام لحمل على ضم الشفتين المذكور في باب الوقف. وهذا الإشمام يخالف الإشمام المذكور في باب الوقف لأنه في الأول ويعم الوصل والوقف ويسمع وحرفه متحرك وذاك في الأخير والوقف ولا يسمع وحرفه ساكن ويخالف المذكور في الصاد ـ نحو الصراط عند من أشم الصاد زايا. أ. هـ شرح ابن القاصح
قلت: لذا يفضل في نحو (قيل) أن يسمى روما لا إشماما.
وأضاف ابن القاصح أن الواو في قول الناظم: (وحيل) فاصلة فقط وبرر هذا بقوله: (لأنه استأنف الحكم فلو لم يستأنفه لجعلناها عاطفة فاصلة.
ومن ثم أخبر ابن القاصح أن الواو في قول الناظم: (وسيئ) عاطفة فاصلة. أ. هـ سراج القارئ شرح الشاطبية
فائدتان
1 ـ خالف الشاطبي ـ هنا ـ صنيع الداني حيث ذكر الداني في سورة البقرة حكم (قيل ـ غيض ـ جيء)
وفي سورة سبأ (حيل ـ سيق)
وفي سورة هود (سيئ ـ سيئت).
وقد جمع الشاطبي ـ هنا كما رأيت ـ الكلمات كلها.
والذي ظهر لي أن الداني ـ رحمه الله ـ راعى اتفاق الرواة في الكلمة المذكورة فألحق بها نظائرها بينما الشاطبي ـ رحمه الله ـ ركز على الكلمات فذكرها هنا ولكل وجهة والله أعلم.
وهل يؤخذ على الشاطبي هذا؟
الجواب: لا. فقد قال ـ رحمه الله ـ: (وفي يسرها التيسير رمت اختصاره) فما ذكره الداني مفرقا يحق للشاطبي ذكره مجمعا متى اقتضى الموقف هذا.
2 ـ يستحسن عند شرح هذين البيتين أن نقول: (واختلف في الفعل الثلاثي الذي قلبت عينه ألفا في الماضي كقال إذا بني للمفعول وهذه الأفعال سبعة وهي (قيل) حيث جاء ـ غيض ـ (جيء) حيث جاء (وهما موضعان) ـ وحيل ـ (سيء) حيث جاء (وهما موضعان) ـ (وسيق) حيث جاء (وهما موضعان) ـ (سيئت) ثم نشرع في شرح البيتين.
تنبيهات
1 ـ نقل الشيخ الضباع كيفية الأشمام ـ ونسبه الضباع إلى الجعبري وغيره (قلت: ذكره البناء الدمياطي في إتحاف فضلاء البشر) ـ فقال: (وكيفية اللفظ به أن تلفظ بأول الفعل بحركة تامة مركبة من حركتين إفرازا لا شيوعا فجزء الضمة مقدم وهو الأقل ويليه جزء الكسرة وهو الأكثر ولذا تمحضت الياء). أ هـ الإضاءة في أصول القراءة للضباع
قلت: سيظهر معنى الإفراز والشيوع في آخر تنبيه.
3 ـ نسب النويري التسميات للإشمام
فقال: (ابن الجزري والشاطبي والداني يسمونه إشماما إما مجازا أو على رأي الكوفيين (الكوفيون يسمون الروم إشماما والإشمام روما)
و قال أبو العز (روم) وأبو العلاء (ضم) وهو مجاز والأهوازي (رفع).
4 ـ ذكر ابن السداد (المالقي) ـ في شرح كتاب التيسير للداني ـ فوائد حيث قال: (اعلم أن حقيقة هذا الإشمام أن تضم شفتيك حال النطق بكسرة القاف .. بل لابد أن يكون الغالب في النطق لفظ الكسرة ولفظ الياء ..
وإذا تقرر هذا لزم أن هذا النوع من الإشمام يدرك بحاسة السمع، لأنك تفرق بسمعك بين الكسرة الخالصة في (قيل) والكسرة المشمة ...
ولو سمي هذا الإشمام في: (قيل) ونحوها (روما) لكان أنسب على رأي البصريين لأنه مسموع.وتسميته إشماما على رأي الكوفيين أنسب لكون هذا الإشمام مصاحبا للنطق. أ. هـ الدر النثير شرح التيسير
5 ـ قال الداني: (والعبارة عن الإشمام بالرفع والضم كالعبارة عن الإمالة بالكسرة والإمالة والإضجاع وهي مجاز واتساع) أ. هـ جامع البيان
6 ـ نظم الداني ـ رحمه الله ـ في الأرجوزة المنبهة ـ كلمات الإشمام والتوجيه و كيقيته فقال:
وقد يشم ضمها الكسائي **** وغيرُه من جلة القراء
في {قيل} ثم {حيل} ثم {سيء} ****و {سيق} ثم {غيض} ثم {جيء}
دلالة على بناء الفعل ****وكيف كانت فاؤه في الأصل
وحكم الاشمام لهذا القسم **** بأن يمال الكسر نحو الضم
كما يمال الفتح نحو الكسر **** في (النار) و (النهار) فاعلم وادري
7 ـ اختلفت عبارات القدامى ـ رحمهم الله ـ في كيفية أداء هذا النوع من الإشمام ــ فظهر في كلام البعض إفرازا لا شيوعا
وأقول: معنى الفرز لغة: فصل الشيئ وعزله
وفي هذا يقول ابن منظور: (وأُفْرِزَ له نَصِيبُهُ: عُزِلَ و فَرَزْتُ الشيء أَفْرِزُه إِذا عزلته عن غيره فَرَزْتُ الشيء من الشيء أَي فصلته.والشيوع في اللغة معناه: الانتشار.
(يُتْبَعُ)
(/)
أ. هـ لسان العرب بتصرف كبير
وهناك نقاش بعنوان: (الخلاف في الإشمام بين قراء مصر وقراء الشام) لأخينا الفاضل الشيخ
الد كتور/ أنمار ـ جزاه الله خيرا ـ وهذا النقاش كان في ملتقى أهل القرآن منذ ما يقرب من خمس سنوات ـ
سأذكر ملخصه ولن أعلق كثيرا فهو يتميز بجمع أكثر كلام القدامى كما أنه واضح العبارة وإليك الملخص:
ذكر أخونا الفاضل د / أنمار ـ حفظه الله ـ تعريف الشيوع بأنه
(اختلاط الحرفان فيتولد منهما صوت واحد بين الواو والياء)
وأما الإفراز: فهو
(التركيب فقط في أول الفعل ثم تتمخض الياء)
ورأى فضيلة الشيخ وليد بن إدريس المنيسي ـ حفظه الله ـ: أن الإشمام في نحو: قيل وغيض وسيئ .. عبارة عن جعل القاف مشكولة بجزء ضم وجزء كسر، وجزء الضم مقدم أولاً، ثم يأتي جزء الكسر قبل الياء، وبالتالي فلا يتأثر صوت الياء، بل تخرج الياء خالصة كأي ياء مدّية خالية من الإشمام.
قلت سامح:
نص الأئمة يشير إلى تأثر الياء وانظر على سبيل المثال: شرح ابن الناظم على الطيبة إذ يقول: (المراد بالإشمام هنا خلط الحركة بالحركة والحرف بالحرف ينحى بالكسر نحو الضمة والياء بعدها نحو الواو. أ. هـ شرح الطيبة
وغيره كثير وسيذكر بعضهم أخونا د / أنمار حفظه الله.
وأضاف الشيخ وليد المنيسي:
وفي الحقيقة أنا كنت استغربت جدا عندما كنت أقرأ العشر الكبرى على شيخنا وأستاذنا العلامة الدكتور محمد سامر النصّ الدمشقي حفظه الله عندما أخبرني أن أهل الشام يجعلون جزء الضم مخلوطا بجزء الكسر في الإشمام مما يجعل الياء في قيل وغيض وسيء تخرج بصوت كأنه بين الياء والواو وقرأت عليه موضعا أو موضعين بالطريقتين المصرية والشامية ثم واصلت القراءة بعد ذلك مقتصرا على طريقة المصريين التي شرحتها من قبل.
وأكد الشيخ وليد بقوله: وقد راجعت وقتها عددا من كتب القراءات التي كانت موجودة بين يدي ووجدت عباراتهم تفيد أن الإشمام في القاف ولم أجد فيها أن الياء يتأثر صوتها بالإشمام وهذا يعضد طريقة المصريين. أ. هـ كلام الشيخ وليد
قلت ـ سامح ـ ظهر في كتب كثير من الأئمة تأثر الياء.
وأضاف د أنمارنقلا عن الداني قوله: فأما الإشمام في قوله عز وجل قيل وسيء ونظائرهما على مذهب من أشم أوله الضم دلالة على الأصل فحقه أن ينحى بكسرة فاء الفعل المنقولة من عينه نحو الضمة كما يُنحى بالفتحة في قوله عز وجل: من النار، من نهار، وشبههما إذا أريدت الإمالة المحضة نحو الكسرة فكذلك ينحى بالكسرة إذا إريد الإشمام نحو الضمة، لأن ذلك كالممال سواء. وهذا الذي لا يجوز غيره عند العلماء من القراء والنحويين.
اهـ
وأضاف د / أنمار لمحة ذكية ـ بحق ـ حيث قال: تفصيل الكلام بتشبيهه بالإمالة يجعله شيوعا لا إفرازا، ولم أقف في الشروحات لأحد يقول أن الإمالة فقط تأخذ أول الفتح وتترك الباقي ألفا خالصة.
ولتأكيد فكرته استدل بكلام أبي شامة د / أنمار ـ حفظه الله ـ حيث قال أبو شامة ـ رحمه الله ـ:
(والمراد بالإشمام في هذه الأفعال أن ينحى بكسر أوائلها نحو الضمة وبالياء بعدها نحو الواو فهي حركة مركبة من حركتين كسر وضم أ. هـ
ثم قال د أنمار: (وأنت ترى أنه يؤكد على أن منحى الضم يكون في الحرف وكذا في الياء)
وكذا بقول السخاوي تلميذ الشاطبي رحمهما الله تعالى عندما تحدث عن حقيقة الإشمام:
: "وحقيقة هذا الإشمام أن تنحو بكسرة فاء الفعل نحو الضمة فتمال كسرة فاء الفعل، وتميل الياء الساكنة بعدها نحو الواو قليلا، إذ هي تابعة لحركة ما قبلها، وهذا وجه من عبر عن الإشمام بالإمالة، لأن الحركة ليست بضمة محضة، ولا كسرة خالصة، كما أن الإمالة ليست بكسرة محض ولا فتح خالص". اهـ
اهـ
وعلق د/ أنمار ـ وتعليقه صحيح واضح صريح جزاه الله خيرا ـ هو صريح في الشيوع أيضا.
قلت ـ سامح ـ: وقد أضاف البناء الدمياطي قولا يثبت صحة هذا القول ـ أيضا ـ حيث قال: (بإشمام الكسرة الضم وبياء بعدها نحو واو) أ. إتحاف فضلاء البشر
وأما الشيخ وليد ـ حفظه الله ـ فلتأييد وجهته استدل بكلام
الإمام أبو زرعة زَنْجَلة
أشار في أوائلهن إلى الضم لتبقى بذلك دلالة على معنى ما لم يسم فاعله وأن القاف كانت مضمومة. اهـ " حجة القراءات
واستدل كذلك بقول الإمام مكي بن أبي طالب القيسي:
(يُتْبَعُ)
(/)
" فمن أشم أوائلها الضم أراد أن يبين أن أصل أوائلها الضم ... فلما كانت ضمة أوائل الأفعال الستة محذوفة أتي بالإشارة لتدل على الحركة المحذوفة من الكلام .... فإن قيل هل تسمع هذه الإشارة أو لا تسمع وهل ترى أو لا ترى وهل تحكم على الحرف الأول الذي معه الإشارة بالضم أو بالكسر؟ فالجواب: أن الإشارة إلى الضم في هذه الأفعال تسمع وترى في نفس الحرف الأول، والحرف الأول مكسور، ومع ذلك الكسر إشارةٌ إلى الضم تخالطه، كما أن الحرف المتحرك الممال الإمالة فيه تسمع وترى في نفس الحرف الممال والممال مفتوح ومع ذلك الفتح إشارة إلى الكسر تخالطه ...... ألا ترى أن أوائل هذه الأفعال لو كانت مضمومة أو الضم أغلب عليها لانقلبت الياءات واوات إذ ليس في كلام العرب ياء ساكنة قبلها ضمة ... اهـ الكشف عن وجوه القراءات السبع
وعلق الشيخ وليد ـ حفظه الله:0 (والذي يظهر لي أن كلامهما يعضد طريقة المصريين في الإشمام)
قلت سامح: يحتمل هذا وإن كان الثاني سيتأثر بالتبعية وبالطبع تلقي الشيخ وليد على مشايخه هذا يعد دليلا على صحة هذا الرأي خصوصا وهناك نصوص تؤيد هذا.
وقد علق أخونا الفاضل الشيخ د/ أنمار بسؤال ذكي ـ حقا ـ
حيث وجه سؤالا لفضيلة الشيخ الأستاذ وليد المنيسي سلمه الله.
قائلا:
هل جميع من ذكرت ينطقون الجزء الأول بحركة مركبة أم أنها فقط ضمة خالصة قصيرة ثم يتلوها الياء الخالصة؟
لأنه هذا ظاهر كلام العلامة الصفاقسي رحمه الله في غيث النفع:
قيل:
معا (يقصد الآيتين أول البقرة)
قرأ هشام وعلي (أي الكسائي)
بإشمام كسرة القاف الضم
وكيفية ذلك أن تحرك القاف بحركة مركبة من حركتين ضمة وكسرة وجزء الضمة مقدم ويليه جزء الكسرة ومن يقول غير هذا فإما أن يكون ارتكب المجاز أو قال بما لا تحل القراءة به.
اهـ بلفظه من غيث النفع ص 83 على هامش سراج القارئ طبعة البابي الحلبي
فتفسيره للتركيب هو تقسيم الحركة إلى جزئين وكأنه ليس ككلام الإمام الضباع رحمه الله تعالى في الإضاءة.
فقد قال:
وكيفية التلفظ به:
أن تلفظ بأول الفعل (أي فائه) بحركة تامة مركبة من حركتين ضمة وكسرة، إفرازا لا شيوعا، جزء الضمة مقدم، وهو الأقل، ويليه جزء الكسرة، وهو الأكثر، ومن ثم تمحضت الياء.
كذا ذكره الجعبري وغيره.
اهـ
فهل ترى خلافا بين العبارتين؟، ثم ما هو الذي عليه العمل عند مشايخنا من قراء مصر؟
ولا يزال الكلام للدكتور أنمار ووجدت عبارة ابن القاصح صريحة فيما عليه قراء الشام
قال:
وكيفية الإشمام في هذه الأفعال أن تنحو بكسر أوائلها نحو الضمة والياء بعدها نحو الواو فهي حركة مركبة من حركتين كسر وضم، لأن هذه الأوائل وإن كانت مكسورة فأصلها أن تكون مضمومة لأنها أفعال ما لم يسم فاعله فأشمت الضم دلالة على أنه أصل ما تستحقه وهي لغة فاشية للعرب وأبقوا شيئا من الكسر تنبيها على ما تستحقه من الإعلال ولهذا قال الناظم لتكملا أي لتكمل الدلالة على الأمرين. أ. هـ ص 149 من سراج القارئ طبعة البابي الحلبي
فأجاب فضيلة الشيخ وليد المنيسي ـ حفظه الله ـ:
الذي تلقيته وسمعته ممن سمعته منهم موافق لما نقلتموه عن الصفاقسي في غيث النفع
البداءة بجزء ضمة ثم بعد ذلك جزء كسرة بعده ياء مدية لا يظهر فيها أثر للواو.
وأقول سامح: كلام الصفاقسي السابق يشير إلى تأثر الياء نحو الواو. لا كما يقول فضيلة الشيخ وليد منيسي حفظه الله
ختاما
هكذا انتهت ـــ حسب ما عندي في جهاز الحاسوب وإن كان هناك نقص فليراجع وليضف ــ هذه المناقشة الهادفة الهادئة وقد تميز كلا المحاورين بأدب جم زادهم الله رفعة وأدبا ـ ـ آمين
وبهذا يتبين أن هناك طريقتين في الأداء
فليقرأ كل بما أخذ ولكل وجهة وإن كنا نؤيد أن هناك تأثرا في حرف الياء.
وهناك بحث في الروم والإشمام لأخينا وشيخنا الشيخ عبد الحكيم عبدالرازق ـ حفظه الله ـ ولكن للأسف لم أجده عندي الآن نأمل من الشيخ الكريم وضع ما هو متعلق بالمسألة التي هي محل بحثنا هنا لتتم الفائدة.
والله أعلم وأحكم وصلى الله على محمد وسلم.
ـ[نور مشرق]ــــــــ[04 Aug 2010, 01:48 ص]ـ
رفع الله قدركم
ونفع بكم وبمواضيعكم القيمة
جزاكم الله خيرًا على ما تقدموا لنا من درر
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[06 Aug 2010, 12:53 ص]ـ
وهناك بحث في الروم والإشمام لأخينا وشيخنا الشيخ عبد الحكيم عبدالرازق ـ حفظه الله ـ ولكن للأسف لم أجده عندي الآن نأمل من الشيخ الكريم وضع ما هو متعلق بالمسألة التي هي محل بحثنا هنا لتتم الفائدة. والله أعلم وأحكم وصلى الله على محمد وسلم.
السلام عليكم
بارك الله فيكم شيخنا الحبيب علي حسن ظنكم بأخيكم.
وهذه المسألة من المسائل العجيبة وأغلب ظني الآن فيها أن الخلاف لفظي.
سألني أحد الإخوة يوما عن هذه المسألة، فأجبته ونطقت له بتأثر الياء. المهم أنه ذهب وسأل فضيلة الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف ـ حفظه الله ـ فأجابه بأن تأثر الياء لا يصح، وهي ياء محضة خالصة، فأخبرني الأخ بذلك.
فقلت له: الشيخ عبد الحكيم ينطقها كما نطقتها لك، ولعل الخلاف عنده في التعبير اللفظي للمسألة وفقط.
ثم يسر الله وهاتفت الشيخ عبد الحكيم ـ وهو نادرا ما يجيب علي الهاتف ـ.
قلتُ: يا شيخنا .. ألا تتأثر الياء في " قيل " وأخواتها وتكون حرفا بين الياء والواو.
قال: هي ياء محضة.
قلتُ: أريد سماع نطقها.
قال: انطقها أنت أولا.
ففعلت ما طلب وأقره، ثم قام فضيلته بنطقها.
فقلتُ: يا شيخ: الياء ليست محضة.
قال: فيها رائحة الضم.
قلتُ: هذه الرائحة يا شيخ كنتُ أتحدث عنها. ثم قمتُ بشكره وانتهي الحوار.
فكثير من القراء علي هذه الحالة النطق سليم ولكن تحليل المسألة له قول آخر.
ولعلي شيخنا الكريم أنزل لك ما كتبته غدا أو بعد غد ـ إن شاء الله ـ
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[07 Aug 2010, 12:36 ص]ـ
إليك يا شيخنا ما كتبته من قبل في هذه المسألة:
و النوع الرابع: إشمام الحركة و هذا الإشمام عبارة عن خلط الحركة بأخرى كما في قيل و غيض و أشباههما.
قال السخاوى:
أولا: أصل " قيل" قول ـ بضم القاف و كسر الواو و فتح اللام ـ استثقلت الكسرة في الواو فنقلت إلى القاف، فلما سكنت الواو وانكسر ما قبلها قلبت ياء، والعلماء يعبرون عن هذا (بالإشمام، والروم، والضم، والإمالة)، وإنما أختار من هذه الألفاظ (الإشمام) لأنها عبارة عامة النحويين وجماعة من القراء المتأخرين. وفي العبارة بها تنبيه على أن أول الفعل لا يكسر كسرة خالصة.
والذين سموه (روما) قالوا: هو روم في ا لحقيقة وتسميته (بالإشمام) تجورٌ في العبارة.
و الذين: سموه (ضما) وهم عامة أئمة ا لقراء، فإنما عبروا عنه بذلك كما عبروا عن (الإمالة) (بالكسر) تقريبا ومجازاً لأن الممال فيه كسر وهذا فيه شيء من ا لضم.
وأما الذين عبروا عنه (بالإمالة) فلأن الحركة ليست بضمة ولا كسرة خالصة، كما أن (الإمالة) ليست بكسر محض ولا فتح خالص.
وحقيقة هذا (الإشمام): أ ن تنحو بكسرة فاء الفعل نحو الضمة، فتمال كسرة فاء الفعل، وتميل الياء ا لساكنة بعدها نحو الواو قليلا إذ هي تابعة لحركة ما قبلها.
قال الحافظ أبو عمرو- رحمه الله -: وقد زعم بعض من يشار إليه بالمعرفة - وهو بمعزل عنها ــ-: أن حقيقة الإشمام في هذا أن يكون إيحاء بالشفتين إلى ضمة مقدرة مع كسرة فاء الفعل كسرا خالصا. قال: وإن شئت أومأت بشفتيك قبل اللفظ بالحرف المشم الذي تومئ إلى حركته، وإن شئت بعده، وإن شئت معه. قال أبو عمرو: وهذا كله خطأ باطل لاشك فيه من قبل أن الإيماء قبل اللفظ بالحرف المشم الذي تومئ إلى حركته غير ممكن، إذ لم يحصل قبل ملفوظا به، فكيف تومئ إلى حركته و هو معدوم في النطق أيضا. هذا مع تمكن الوقوف على ما قبله و الابتداء به، فيلزم أن يكون ابتداء المبتدئ بذلك إعمال العضو وتهيئته قبل النطق، ولم يسمع بهذا قط، ولا ورد في لغة،ولا جاء في قراءة، ولا يصح في قياس، ولا يتحقق في نظر.
وأما الإيماء بعد اللفظ به مكسوراً محضاً فغير مستقيم، وكذلك الإيماء معه في تلك الحال لا يمكن، إذ لو كان ذلك لوجب أن يستعمل في النطق بذلك عضو اللسان للكسرة والشفتان للإشارة، ومحال أن يجتمعا معا على حرف واحد في حال تحريكه بحركة خالصة، إذ ليس في الفطرة إطاقة ذلك وإنما حمل القائل على هذا القول: القياس منه على كيفية الإ شمام عند الوقف على أواخر الكلم. إذ يؤتى به هناك بعد سكون الحرف والفراغ منه، وبين المكانين فرقانٌ غير مشكوك فيه على ما بينا.
وزعم آخرون أن حقيقته: أن يضم أوله ضما مشبعا، ثم يؤتى بالياء الساكنة بعد تلك الضمة الخالصة، وهو باطل، لأن الضمة إذا أخلصت ومطط اللفظ بها انقلبت الياء بعدها واوا، إذ لا تصح ياء بعد ضمة، كما لا تصح ياء بعد كسرة.
وزعم قوم من أهل الأداء أن حقيقته الإشمام في ذلك: أن يشم أوله ضما مختلسا، و هذا أيضا باطل، لأن ما يختلس من الحركات و لا يتم الصوت به كهمزة بين بين وغيرها و لا يقع أبدا أولا، وذلك لقربه بالتضعيف و التوهين من الساكن المحض، إنما دخل الوهم على هؤلاء وعلى قوم من جهلة النحاة من أجل العبارة عنه بالإشمام، وقد ذكرت مراد القراء بهذه التسمية وغيرها والغرض بهذاالإشمام الذي هو حركة مركبة من حركتين
ضمة و كسرة للدلالة على ها تين الحركتين في الأصل. أ. هـ فتح الوصيد في شرح القصيد 2/ 8
قال أبو شامة:" و المراد بالإشمام في هذه الأفعال: أن ينحى بكسر أوائلها نحو الضمة، و بالياء بعدها نحو الواو، فهي حركة مركبة من حركتين كسر و ضم " أ.هـ إبراز المعانى صـ32
(يُتْبَعُ)
(/)
قال المالقى "اعلم أن حقيقة هذا الإشمام أن تضم شفتيك حال النطق بكسرة القاف من " قيل" والغين من "غيض" والجيم من "جائ" فيخرج صوت الكسرة مشوبا بشيء من لفظ الضمة من غير أن ينتهي إلى الضم الخالص، ويصحب الياء التي بعد هذه الكسرة شيء من صوت الواو من غير أن ينته إلى الواو الخالصة بل لا بد ظن أن يكون الغالب في النطق لفظ الكسرة ولفظ الياء،ونظير ذلك الإمالة فإنك إذا أملت الفتحة والألف سرى مع الفتحة شوب من لفظ الكسرة،ومع الألف شوب من صوت الياء من غير انتهاء إلي الكسرالخالص والياءالخالصة) ا0هـ
قال أحمد إبن محمد بن الجزرى في شرحه لمتن والده " طيبة النشر": " والمراد بالإشمام هنا خلط الحركة بالحركة والحرف بالحرف فينحنى بالكسر نحو الضمة و بالياء بعدها نحو الوا و " أ. هـ صـ 168
و قال الضباع في إرشاد المريد " أي يشم ضما فيحركان أول الفعل بحركة تامة مركبة من حركتين إفرازا لا شيوعا ــ جزء من الضم وهو الأقل ويليه جزء من الكسر و هو الأكثر ــ و لذا تمحضت الياء بعده. " أ. هـ صـ 148
و قد ذكر كثير من القراء " الياء " من " قيل" و أخواتها من الحروف التي تترد بين مخرجين، ارجع إلى متن الطيبى و السلسبيل الشافي وغيرهم من المتون و كتب التجويد في جعلهم الياء من قيل و أخواتها من الحروف الفرعية.
و السؤال هنا هل تتأثر الياء من إشمام حركة ما قبلها؟
بعض القراء في زماننا يقرؤون بجزء الضم أولا ثم بالكسر بعد ذلك و لا يتعرضون للياء، وفي كلام القدامي دلالة واضحة على أن الياء تتأثر. انظر إلى هذه العبارات: قال السخاوى:" و تميل الياء الساكنة بعدها نحو الواو قليلا إذا هي تابعة بحركة ماقبلها ". أي كما أن ما قبلها ممزوجة بين الضم والكسر ـ وكذلك الياء تكون ممزوجة بين الياء و الواو ـ أي لا هي ياء خالصة ولا هي واو خالصة و كذلك قال أبو شامة:" و بالياء بعدها نحو الواو" وكذلك قال ابن ا بن الجزرى
والحقيقة أن أكثر القراء ينطقون الإشمام في الأول والياء بين بين وأخذته عن العلامة الشيخ عبد الله الجوهرى رح1 كان ينطقها أي الياء بين الياء والواو كما هو وصف القدامى للياء والشيخ حسنين جبريل ـ حفظه الله ـ ينطقها كذلك
ولماذا جعلوا الياء من الحروف التي تتردد بين حرفين إذاً؟
وقد رأيت كثيرا من إخوانى عند الحديث عن هذا النوع من الإشمام ينكر أن للياء دخلا في هذا الإشمام. و ما عليه الأقدمون هو الأصوب، و الله أعلم.
و مما سبق يتبين لك أن هناك خلافا في المسألة، و ما أرجحه – و الله أعلم – أن من ذهبوا إلى القول بعدم تأثر الياء جانبهم الصواب في ذلك.
والذي أحدث الإشكال كلمة " تمحضت " التي ذكرها الشيخ الضباع، وفي الحقيقة أن الشيخ الضباع أخذ التعريف من كلام العلامة النويري بنصه، والمقصود أنه نقل ممن قبله.
ولعله حدث تصحيف بين الخاء والحاء كما حدث مع كتاب ابن جني " في مقدمة كتابه المحتسب في حديثه عن شيخه أبي على الفارسى عندما أراد أن يكتب كتابا في القراءات الشاذة قال: (فاعترضت خوالج هذا الدهر دونه ... ) ثم عقب المحقق قائلا: والخوالج الشواغل، من خلج بمعنى شغل وانتزع وجذب. وفي الأصل حوالج بالحاء، ولم نجد لها معنا مناسبا.
قلت: وقد وجدت الكلمة فى مقدمة الخصائص "خوالج " بالخاء
ومعاني كلمة" تمحضت" بالحاء المهملةـ تدورحول الخلوص " أي خلوص الشيء " قال في المعجم الوجيز:
(محض) فلانا الود أو النصح محضا أخلصه أياه، والمحض كل شيء خلص حتى لا يشوبه شيء يخالطه وليس محض خالص لم يخالطه أ. هـ
و على هذا يعنون أن الياء تكون خالصه ــ أي ياء محضة ــ
و أظن أن الكلمة "تمحضت" بالخاء المعجمة ــ لأن معاني المحض ترجع إلى الحركة قال في المعجم الوجيز مخض الشيء مخضا حركه شديدا، مخض اللبن – أخرج زبده فهو مخيض (ومخض الرأي: قلبه وتدبر عواقبه (تمخض) اللبن: تحرك في الممخضة (تمخض الجبل فولد فأرا) أ. هـ
و على هذا يكون المعنى – أن الياء تمخضت (تحركت) إلى الواو فأصبحت بين الياء والواو.
و ما نسب إلى الصفاقسى بأنه قال " لا دخل للياء فليس بصحيح فكل ما في الأمر أنه شرح كيفية أتمام حركة القاف، و لم يتعرض الى الياء.
فلربما سكت لشهرته كما في كلام القدامى و إليك كلامه بالنص:
وقيل معا: " قرأ هشام وعلى بإشمام كسره القاف الضم و كيفية ذلك أن تحرك، القاف بحركة مركبة من حركتين ضمة و كسرة، و جزء الضم مقدم و يليه جزء الكسرة، و من يقول غير هذا فإما أن يكون ارتكب المجاز أو قال بما لا تحل به القراءة به، و الباقون بكسرة خالصة أ. هـ
قال أبوزرعة: الإشمام هو:" أن تنحو بالكسرة نحو الضمة فتميل الياء الساكنة بمدها نحو الواو قليلا إذ هي تابعة لحركة ما قبلها فيستعمله القراء و النحاة في نحو (قيل وبيع) " انظر حجةالقراءات لأبى زرعة:89
فتعارض القولين في الياء واضح جداً. ثم إن كلام القدامي في غاية الوضوح بتأثر الياء. راجع كلامهم المتقدم.
أقول: إن هذا الكلام إنما هو اجتهاد منى لتقريب الأقوال والجمع بينها. فأنا لم أجد في كلام القدامى من يقول بعدم تأثر الياء - فإذا كان القدامي أطبقوا علي تأثر الياء فالقول قولهم. والله أعلم
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد سيف]ــــــــ[07 Aug 2010, 03:45 م]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ سامح على هذه الفكرة الرائدة، ربط جميل ومتناسق يفيد طالب علم القراءات كثيراً ويربطه بالشروح الأصيلة ..
أتمنى أن يتم هذا العمل ويُجعل في كتاب يستفيد منه طلاب العلم
ـ[نواف الحارثي]ــــــــ[10 Aug 2010, 01:36 ص]ـ
شكر الله للأخ سامح وجميع الإخوة المشاركين في الموضوع ...
في مرحلة الماجستير طرح موضوع: (دراسة شروح الشاطبية دراسة مقارنة) لكن لم ييسر الله الشروع فيه، وفي الحقيقة أن الأخ سامح أثار هذا الموضوع الآن إثارة جيدة ... ولا يخفى أن شروح الشاطبية كثيرة ... مما يدل على مكانة الشاطبية عند العلماء ... طبعا الأمر يبدو صعبا لكن يحدد بفترة زمنية معينة أو بالشروح المطبوعة مثلا ... وأترك الموضوع للإخوة الأفاضل ...
ـ[سامح سالم عبد الحميد]ــــــــ[10 Aug 2010, 06:42 م]ـ
الأخت الفاضلة / نور مشرق
جزاك الله خيرا وأحسن إليك وبارك فيك
ـ[سامح سالم عبد الحميد]ــــــــ[10 Aug 2010, 06:44 م]ـ
شيخنا الكريم / الشيخ عبدالحكيم
جزاك الله خيرا وأحسن إليك وبارك فيك
ـ[سامح سالم عبد الحميد]ــــــــ[10 Aug 2010, 06:46 م]ـ
أخونا الفاضل / الشيخ محمد سيف
جزاكم الله خيرا ونفع بعلمك
إن شاء الله أنا عازم على إخراجه في كتاب كامل
وبهذه الطريقة إن شاء الله سأسير والله المعين
أسألكم الدعاء على إتمامه
ـ[سامح سالم عبد الحميد]ــــــــ[10 Aug 2010, 06:54 م]ـ
شكر الله للأخ سامح وجميع الإخوة المشاركين في الموضوع ...
في مرحلة الماجستير طرح موضوع: (دراسة شروح الشاطبية دراسة مقارنة) لكن لم ييسر الله الشروع فيه، وفي الحقيقة أن الأخ سامح أثار هذا الموضوع الآن إثارة جيدة ... ولا يخفى أن شروح الشاطبية كثيرة ... مما يدل على مكانة الشاطبية عند العلماء ... طبعا الأمر يبدو صعبا لكن يحدد بفترة زمنية معينة أو بالشروح المطبوعة مثلا ... وأترك الموضوع للإخوة الأفاضل ...
أخونا الفاضل الشيخ/ نواف الحارثي
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
هذه الفكرة تراودني منذ زمن وإنشاء الله سأستمر على هذا النمط
السخاوي , الفاسي , أبو شامة , شعلة , ابن القاصح , الضباع , القاضي.مع تنبيهات ابن الجزري والمقارنة بين نظرة الداني وتصرف الشاطبي.
والباقي استئناسا , مع ذكر الفوائد , والتنبيهات
والله أسأل التوفيق والسداد
ـ[سامح سالم عبد الحميد]ــــــــ[10 Aug 2010, 07:21 م]ـ
السلام عليكم
قال الناظم ـ رحمه الله ـ
(449) وها هو بعد الواو والفا ولامها ... وها هي أسكن (ر) اضيا (بـ) ـاردا (حـ) لا
وعلق السخاوي قائلا: (قوله: (أسكن راضيا باردا حلا) أشار به إلى أن هذه الأحرف التي هي الواو والفاء واللام نحو: (وهو) و (فهو) و (لهو) وكذلك: (هي) خففت بالإسكان.
ثم شرع السخاوي في توجيه القراءة ... ثم قال مبينا معنى قول الناظم: ((ر) اضيا (بـ) ـاردا (حـ) لا
: (فارض بهذا الاحتجاج، ودع قول من فرق بين هو وهي فأسكن في (هو) لثقل الضم، ورآه أحسن من الإسكان في (هي) لكون الكسر أخف. أ. هـ فتح الوصيد للسخاوي
وفي البيت معنى جميل وإليك بيانه
تأثر الفاسي بالسخاوي فقال
عند قول الناظم: (أسكن راضيا باردا حلا) أي أسكنها راضيا بالإسكان فيهما لصحته وحسنه وكثرة استعماله. فجعله بمنزلة ماء بارد حلو يروي من قرأ به كما يروي الماء البارد الحلو من شرابه). أ.هـ شرح الفاسي
وزاد أبو شامة تقييدا مهما عند اللام فقال: لام زائدة
ثم بين المقصود فقال: (وقولنا: زائدة) احتراز من نحو (لهو الحديث- إلا لهو ولعب)، فالهاء ساكنة باتفاق لأنها ليست هاء (هو) الذي هو ضمير مرفوع منفصل وذلك معروف ولكنه قد يخفى على المبتدئ فبيانه أولى.أ. هـ إبراز المعاني
قلت: وهل يلزم الشاطبي ذكرها؟
الجواب: لا يلزمه لأنه قد تبع الداني في هذا (وفي يسرها التيسير رمت اختصاره)، ثم إنه يتحدث عن الهاء في كلمة (هو) و (هي) فمن ثم فالكلام واضح ولا يدخل اللبس إلا على المبتدئ في الغالب فزيادة البيان فضل لا عدل والله أعلم.
ثم بين أبو شامة من يقرأ بهذه القراءة فقال:
(فأسكن الهاء في هذه المواضع الكسائي وقالون وأبو عمرو)
ثم تبع أبو شامة السخاوي في التوجيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وزاد أبو شامة أن قصر لفظ (ها) في الموضعين (وها هو بعد الواو والفا ولامها ... وها هي أسكن) ضرورة (من أجل ألايختل الوزن).
وبين أبو شامة أن الضمير في قوله: (لامها) للحروف أو للفظ (هو) لكثرة دخولها عليها.
ثم ذكر أبو شامة إعراب البيت.
اطراد الحكم
زاد أبو شامة كلاما قيما فقال:
(وهذا الحكم المذكور في هذا البيت أيضا مطرد حيث جاءت هذه الألفاظ لا يختص بهذه السورة ولم يصرح بذلك (يعني الناظم ـ رحمه الله ـ لم يبين بأن حكم هاء هو وهاء هي بعد الثلاثة أحرف في كل القرآن) وكأنه (الناظم) اكتفى بضابط قوله: (بعد الواو والفا ولامها) لأن المجموع ليس في سورة البقرة والله أعلم. أ. هـ إبراز المعاني لأبي شامة
وأما الفاسي فقد ذكر الرموز (ر) الكسائي , و (ب) قالون و (ح) أبو عمرو. أ. هـ شرح الفاسي.
وزاد الضباع فقال: (أسكن الهاء من هو وهي الضميرين المنفصلين المرفوعين بعد الواو والفاء واللام .... )
وأقول: وقد خرج الضباع بقوله السابق من مشكلة تقييد اللام بكونها زائدة كما فعل أبو شامة.
ثم أكد فقال: (ولا خلاف بين الجميع في إسكان (لهو الحديث) إذ ليس بضمير. أ. هـ إرشاد المريد
فائدة
اختلفت عبارات الشراح في التعرض لهذه المسألة فقد قال ابن الجزري عن هذه المسألة ــ حكم هو وهي بعد هذه الأحرف ـ: (واختلفوا في هاء (هو ـ هي) إذا توسطت بما قبلها. أ. هـ النشر
وقال البناء الدمياطي: (واختلفوا في هاء ضمير المذكر الغائب المنفصل المرفوع وكذا المؤنث إذا وقع بعد ... ). أ. هـ إتحاف فضلاء البشر
وأقول: هذه العبارات بها فوائد لا شك ولكنها في النهاية تشير لشيئ واحد. وهذا مثل قول الشاعر:
عباراتنا شتى وحسنك واحد ... وكل إلى ذاك الجمال يشير.
ولكن أردت أن أعرض لك أقوال العلماء في معالجة الباب لتنظر إلى اختلاف الرؤى ــ رحمهم الله ــ ثم لتختر لنفسك أدق العبارات وأوضحها والله الموفق.
وقبل أن أنهي هذا البيت أقول: سيظهر في البيت التالي أن قراءة الباقين الضم في هاء هو والكسر في هاء هي.
ثم قال الناظم ـ رحمه الله ـ
(450) وثم هو (ر) فقا (ب) ـان والضم غيرهم ... وكسر وعن كل يمل هو انجلا
قال السخاوي: قوله: (رفقا بان) أشار به إلى من رد الإسكان فيه فقال: أسكنه رافقا غير مسارع إلى رده.
وأقول: وهذا معنى جميل ـ كما ترى ـ فرحمه الله إمامنا الشاطبي ولله درابن الجزري القائل: (ومن وقف على قصيدتيه علم مقدار ما آتاه الله في ذلك خصوصاً اللامية التي عجز البلغاء من بعده عن معارضتها فإنه لا يعرف مقدارها إلا من نظم على منوالها أو قابل بينها وبين ما نظم على طريقها) أ. هـ غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري. .
وأضاف السخاوي أن الناظم قال: (والضم غيرهم وكسر) لأن الضم هو الأصل وكذلك الكسر في (هي).
وبررالسخاوي قول الناظم: (وعن كل يمل هو) فقال: (إنما ذكر هذا لأنه قال: بعد الواو والفا ولامها فيدخل هذا فيه فذكر أنه محرك لا غير).
تنبيه
لم يصب السخاوي ـ رحمه الله ـ حينما قال: (ونبه ـ أيضا ـ على أن الرواية التي جاءت عن قالون من طريق الحلواني في إسكانه لا معول عليها فإنها مخالفة لما رواه جميع أصحاب قالون). أ. هـ فتح الوصيد.
قلت: طريق قالون من الشاطبية لأبي نشيط فهو إذن ينفي هذا الوجه عن قالون من طريق أبي نشيط وهذا صحيح وفي هذا يقول ابن الجزري: (الخلف فيهما عزيز عن أبي نشيط).انظر: النشر، لابن الجزري
وأما عن صحة وجه الإسكان في: (يمل هو) فمن طرق النشر لا الشاطبية يقول ابن الجزري ـ رحمه الله ـ:
: (واختلف أيضاً عن قالون فروى الفرضي عن ابن بويان من طريق أبي نشيط عنه إسكان (يمل هو) وكذلك روى الأستاذ أبو اسحاق الطبري عن ابن مهران من طريق الحلواني ونص عليه الحافظ أبو عمرو الداني في جامعه عن ابن مروان عن قالون وعن أبي عون عن الحلواني عنه. وروى سائر الرواة عن قالون الضم كالجماعة وروى ابن شنبوذ عن أبي نشيط الضم في (ثم هو) وكذلك روى الحلواني من أكثر طرق العراقيين.
وروى الطبري عنه السكون والوجهان فيهما صحيحان عن قالون وبهما قرأت له من الطرق المذكورة غير أن الخلف فيهما عزيز عن أبي نشيط. أ. هـ النشر في القراءات العشر لابن الجزري
(يُتْبَعُ)
(/)
وزاد أبو شامة بيان الموضع المختلف فيه فقال: أراد (ثم هو يوم القيامة من المحضرين) (آية: 61 سورة القصص)، لم يسكنه أبو عمرو وأسكنه الكسائي وقالون.
وبين أبو شامة أن قول الناظم: (والضم غيرهم وكسر): أن الضم لغيرهم في لفظ (هو) بعد هذه الحروف وأن الكسر في لفظ (هي) بعدها.
وبرر أبو شامة ذكر الناظم قراءة الباقين فقال:
(وإنما بين قراءة الباقين لأنها لا تفهم من ضد الإسكان المطلق فإن ضده هو الفتح (وفي هذا يقول الناظم ـ رحمه الله ـ: وحيث جرى التحريك غير مقيد ... هو الفتح والإسكان آخاه منزلا).
استدراك
وقد أخذ أبو شامة على الناظم هذافقال:
(كان يمكنه أن لا يتكلف ببيان قراءة الباقين فإنها قد علمت من تلفظه بها في قوله: (وها هو ... وها هي) فكأنه قال: أسكن ضم هذه وكسر هذه. ولوقال ذلك تصريحا لم يحتج إلى بيان قراءة الباقين فهذا المذكور في معناه). أ. هـ إبراز المعاني لأبي شامة
وزاد أبو شامة البيان فقال: (أما قوله تعالى في آية الدين: (أن يمل هو) (سورة البقرة آية: 282)، فلم يسكن الهاء أحد وإنما ذكره (الناظم) لأن (هو) قد جاء فيها بعد لام (آخرحرف في كلمة يمل) فخشي أن تدخل في عموم قوله: (ولامها) فقال ضمها عن كل القراء ولم يصرح بذلك ولكن لفظه أنبأ عنه ولهذا قال انجلا أي انكشف الأمر في ذلك.
وقد كان أبو شامة موفقا عن شيخه هنا إذ قال: وبعض المصنفين ذكر عن قالون إسكانها. انظر إبراز المعاني
وقد تأثر الفاسي ـ وكذا ابن القاصح قال: (متروكة) ـ بالسخاوي في رده قراءة: (يمل هو) لقالون من طريق الحلواني فقال: (الرواية الواردة في ذلك لا معول عليها فإنها مخالفة لما روى جميع أصحاب قالون فهى كلا رواية. أ. هـ شرح الفاسي وابن القاصح
قلت: بينت عدم صحة هذه الوجهة في كلام السخاوي السابق ذكره
وقد تميز الضباع بقوله: (ولا خلاف بينهم في ضم هاء يمل هو من طرق هذا النظم) انظر: إرشاد المريد للضباع
وزاد الفاسي أن قول الناظم ـ رحمه الله ـ: (ثم هو) فيه حذف مضاف والتقدير (وها ثم هو أسكن).
وأن قول الناظم: (والضم غيرهم) أيضا فيه حذف مضاف إذ التقدير: والضم قراءة غيرهم). أ.هـ شرح الفاسي
تنبيه
ما ذكره الشاطبي هنا في قوله: (وعن كل يمل هو انجلا)
من فوائد هذا النظم المبارك (وفي يسرها التيسير رمت اختصاره ... فأجنت بعون الله منه مؤملا
وألفافها زادت بنشر فوائد) إذ ليس لهذا ذكر في التيسر
وهل يلزم التيسير ذكره؟ الجواب: لا.
ثم قال الناظم ـ رحمه الله ـ:
(451) وفي فأزل اللام خفف لحمزة ... وزد ألفا من قبله فتكملا
قال السخاوي: قوله: (فتكملا) أي فتكمل الألف الكلمة فترجع من زل إلى زال. أ. هـ فتح الوصيد للسخاوي
وزاد عليه أبوشامة فقال: أو تكمل أنت الكلمة بزيادتك للألف.انظر: إبراز المعاني
وبين أبو شامة موضع الخلاف بين القراء فقال: قوله تعالى (فأزلهما الشيطان).
وأوضح أبو شامة أن الهاء في قول الناظم: (قبله) تعود إلى حرف اللام في كلمة (أزل) فيصير فأزال.
ونبه أبو شامة على أن الفاء في قول الناظم: (فتكملا) ليست برمز لأنه قد صرح بقوله: (لحمزة) وإنما أتى بالفاء دون اللام لئلا يوهم رمزا فإن قلت لا يكون رمز مع مصرح باسمه قلت يظن أنها قراءة ثانية بالألف وقراءة حمزة بالتخفيف فقط فاختار الفاء لئلا يحصل هذا الإيهام. أ.هـ إبراز المعاني لأبي شامة
فائدة
إن قلت: من أين يؤخذ من الشاطبية أنه لارمز يرد بعد الاسم الصريح؟
فأقول: الذي يظهر لي اختلاف الشراح في هذا:
فأما السخاوي ـ رحمه الله ـ فيرى أن الناظم أشار بقوله: (موضحا) البيت رقم 65
إلي أنه لا يأتي برمز مع مسمى باسمه إذ به يتم الإيضاح. انظر: السخاوي، فتح الوصيد
فها أنت ترى ـ أراك الله الخير ــ أن السخاوي يرى أن هذا مأخوذ من المتن صريحا وأن الشاطبي قد صرح بهذا.
وأما أبو شامة فيرى أنه أخذ من الاستقراء (يعني تتبعوا المتن فلم يجدوا الشاطبي يفعل هذا وإن لم ينص الشاطبي على هذا) وإليك نص أبي شامة: (ومن عادته (الشاطبي) أن لا يأتي في ترجمة واحدة برمز مع اسم صريح استمر له هذا ولم ينبه عليه وإنما علم بالاستقراء) أ. هـ إبراز المعاني
(يُتْبَعُ)
(/)
وأقول: في المسألة عند إبي شامة فوائد كثيرة انظرها في شرح قول الناظم: (وسوف أسمي حيث يسمح) وهناك محترزات واستثناءات فارجع إليها.
وقد قال الفاسي ـ أيضا ـ: (ومن عادته أنه لا يأتي في ترجمة برمز مع اسم صريح لأن الإيضاح بذلك يتم.) أ. هـ شرح الفاسي
تعليق
وأقول: من تأمل كلام أبي شامة يجد به زيادة على كلام الفاسي وإن كان الكلام هوهو فلعل أبا شامة اطلع على كلام الفاسي فزاد عليه والله أعلم ولعله بهذا يتبين صحة قول من قال بأن شرح الفاسي كان قبل أبي شامة والعلم عند الله.
والمسألة مازالت تبحث
وبين الفاسي بكلام واضح لا غموض فيه قراءة حمزة فقال: (أمر بتخفيف اللام (فأزلهما) آية: 36 البقرة لحمزة وبزيادة ألف قبل اللام لأنه لا يكمل مع تخفيف اللام إلا بزيادة ألف قبله.
وأضاف الفاسي: وأتى باسم القارئ لتأتيه (وفي هذا يقول الشاطبي: وسوف أسمي حيث يسمح نظمه) وتعين للباقين تثقيل اللام من غير ألف.
رسم المصحف
وأضاف الفاسي لمحة زكية فقال: (الألف في قراءة حمزة محذوفة من الرسم تخفيفا.وقراءة الجماعة موافقة للرسم. أ. هـ اللالئ الفريدة شرح القصيدة
نتيجة
: حتى الآن يعتبرالفاسي متميزا في الاهتمام بموافقة القراءة للرسم أو توجيه رسم المصحف وهذا ما لم نجده عن غيره فيما يبدو لي والله أعلم ..
التأثر
تأثر ابن القاصح بالفاسي تأثرا شديدا.
وتميز الضباع حيث كتب نطق القراءتين فقال: (فأزالهما) ـ (فأزلهما).
من أين تؤخذ قراءة الضد من المتن
أولا: قراءة الجمهور تؤخذ من لفظ الشاطبي إذ نطق بكلمة: (أزلّ) مثقلة (وباللفظ أستغني عن القيد) ثم ـ أيضا ـ يؤخذ من إخراج قراءة حمزة إذ قال: (اللام خفف لحمزة) فتكون قراءة الجمهور بالتثقيل: (وما كان ذا ضد فإني بضده غني ..... وخفة) وقوله: (زد ألفا من قبله) يؤخذ منه أن قراءة الجمهور لا ألف فيها قبل اللام ((وما كان ذا ضد فإني بضده غني ... وإثبات .... ).
ثم قال الناظم ـ رحمه الله ـ:
452 ـ وآدم فارفع ناصبا كلماته **** بكسر وللمكي عكس تحولا
لم يفعل السخاوي إلا أن وجه قراءة ابن كثير وقد فهم من توجيههه أن ابن كثير يقرأ بنصب
(آدم) ورفع (كلماته). انظر: فتح الوصيد للسخاوي
وأضاف الفاسي: أمر برفع (آدم) (آية 37: البقرة) ونصب (كلماته) بالكسر على قاعدة جمع المؤنث السالم لأن علامة النصب فيه الكسرة.
وزاد الفاسي: المكي: هو عبد الله بن كثير (قال الناظم:ومكة عبد الله فيها مقامه ... هو ابن كثير ... ) له عكس ذلك وعكسه: نصب (آدم) ورفع (كلماته) ونصب آدم بالفتحة على ما عرف في المفرد الصحيح ولم يذكر ذلك للعلم به وذكر الكسر في نصب كلمات وإن كان معلوما على سبيل التأكيد.
وذكر الفاسي أن الشاطبي أضاف الكلمات إلى ضمير آدم لأنه المتكلم بها والمنسوب إليها قولها.
وأضاف الفاسي أن التحول: أي الانتقال كأن العكس منتقل من التقييد المذكور إلى ما هو عليه. أ. هـ شرح الفاسي
وشرح عبد الفتاح القاضي عبارة الفاسي السابقة ـــ وإن لم يشر لها ـــ فقال:
(في قول الناظم: (تحولا) إشارة إلى انتقال النصب من كلمات إلى آدم وانتقال الرفع من آدم إلى كلمات في قراءة ابن كثير).
وأضاف أبو شامة:
أي القراءة (فتلقى آدم من ربه كلمات)، فيكون آدم فاعلا وكلمات مفعولا وعلامة نصبه الكسرة وعكس ابن كثير فجعل آدم مفعولا فنصبه وكلمات فاعلا فرفعها. أ.هـ
وقال أبو شامة: (وقوله: (وللمكي عكس) أي عكس ما ذكر.
استدراك:
ثم استدرك أبو شامة فقال: (وحقيقة العكس لا تتحقق هنا من جهة أن نصب آدم ليس بكسر بل بفتح فهو عكس مع قطع النظرعن لفظ الكسر).
وأضاف أبو شامة: (ولم يمكنه أن يقول وللمكي رفع لأنه لا يعرف الخلاف في آدم حينئذ لمن هو لأن رفع المكي مخصوص بكلمات). أ.هـ إبراز المعاني
وأضاف شعلة أن معنى تحول: انعكس وهو تأكيد لقوله عكس. أ. هـ كنز المعاني لشعلة
وأضاف القاضي: ولا يخفى أن العكس هنا عكس في الإعراب لا في الكلمات. أ.هـ الوافي في شرح الشاطبية
فائدة في توجيه قراءة ابن كثير
في قراءة ابن كثير الكلمات هي التي تلقت آدم ـ عليه السلام ـ فلماذا لم يقرأ فتلقت بالتأنيث؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب: لم يؤنث الفعل لكونه مؤنثا غير حقيقي ولأنه فصل بين الفعل وفاعله.
وأقول: أضفتها ـ وإن لم أكن معنيا في هذا الشرح بتوجيه القراءات لأن لها كتبا مستقلة ـ لأن السخاوي والفاسي وأبا شامة لم يتعرضوا لها أثناء التوجيه.
والله أعلم وأحكم , وصلى الله على محمد وسلم.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[10 Aug 2010, 09:07 م]ـ
وأكد الشيخ وليد بقوله: وقد راجعت وقتها عددا من كتب القراءات التي كانت موجودة بين يدي ووجدت عباراتهم تفيد أن الإشمام في القاف ولم أجد فيها أن الياء يتأثر صوتها بالإشمام وهذا يعضد طريقة المصريين. أ. هـ كلام الشيخ وليد
*************
فأجاب فضيلة الشيخ وليد المنيسي ـ حفظه الله ـ:
الذي تلقيته وسمعته ممن سمعته منهم موافق لما نقلتموه عن الصفاقسي في غيث النفع
البداءة بجزء ضمة ثم بعد ذلك جزء كسرة بعده ياء مدية لا يظهر فيها أثر للواو.
.
السلام عليكم
شيخنا الحبيب الشيخ سامح
لقد راجعتُ كلام الصفاقسي ولم يشر إلي قضية " الياء " لا من قريب أو من بعيد، وما قاله الشيخ وليد المنيسي أُوتي من قبل فهمه.
وتعال لنتأمل عبارة الصفاقسي:
(((قيل:
معا (يقصد الآيتين أول البقرة)
قرأ هشام وعلي (أي الكسائي)
بإشمام كسرة القاف الضم
وكيفية ذلك أن تحرك القاف بحركة مركبة من حركتين ضمة وكسرة وجزء الضمة مقدم ويليه جزء الكسرة ومن يقول غير هذا فإما أن يكون ارتكب المجاز أو قال بما لا تحل القراءة به. والباقون بكسر خالصة.
اهـ بلفظه من غيث النفع ص 83 على هامش سراج القارئ طبعة البابي الحلبي.
فالصفاقسي تحدث فقط عن القاف وطريقة نطقها .. ثم ذكر قراءة الباقين للقاف "والباقون بكسر خالصة." يقصد القاف ولم يذكر الياء.
والذي يظهر أن الشيخ المنيسي لما وجد قوله " وجزء الضمة مقدم ويليه جزء الكسرة " ظن أن جزء الكسرة لا بد أن يليها ياء خالصة للمناسبة ـ أي مناسبة الكسر ـ ولو تأمل ما قاله الأوائل لعلم أن المسألة بخلاف ما وصل إليه.
ثانيا: أن أكثر الشيوخ المصريين ـ كما أشرت من قبل ـ ينطقون نطقا صحيحا ويخالفون في تحليل المسألة فقط. والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[سامح سالم عبد الحميد]ــــــــ[18 Sep 2010, 03:04 م]ـ
453 ـ ويقبل الأولى أنثوا (د) ون (حا) جز ... وعدنا جميعا دون ما ألف (حـ) لا
أولا: شرح قول الناظم ـ رحمه الله ـ: (ويقبل الأولى أنثوا (د) ون (حا) جز)
قال السخاوي: (دون حاجز) أي دون مانع من التأنيث , أ. هـ فتح الوصيد للسخاوي
وزاد الفاسي: من أشار إليهما بالدال والحاء من (دون حاجز) هما ابن كثير وأبو عمرو قرآ: (ولا تقبل منها شفاعة) بالتأنيث , وقيد كلمة الاختلاف بالأولى احترازا من الثاني: (ولا يقبل منها عدل) (آية: 123) لأن الفعل هناك مسند إلى مذكر فلا يجوز فيه إلا التذكير. أ. هـ اللآلئ الفريدة للفاسي
وقد تعرض أبو شامة لكلمة (تنفعها) لماذا لم يختلف فيها (فتذكر وتأنث ككلمة تقبل) وقد أتى ورآها كلمة شفاعة فقال: (
(ولا يقبل منها عدل ـ آية: 123) وبعده (ولا تنفعها شفاعة)، لم يختلف في تأنيثها (يعنى كلمة تنفعها) لأنه لم يفصل بينهما كلمة مستقلة بخلاف الأولى) أ. هـ إبراز المعاني
وقد أضاف ابن القاصح:
وتعين للباقين القراءة بالياء المثناة من تحت للتذكير. أ.هـ سراج القارئ
قلت: ويؤخذ هذا من المتن من قوله: (وما كان ذا ضد فإني بضده غني ..... وتذكير) وضد التذكير التأنيث.
ثانيا: شرح قول الناظم ـ رحمه الله ـ: (وعدنا جميعا دون ما ألف (حـ) لا)
قال السخاوي قوله: (وعدنا جميعا) يعني هنا (آية: 51) وفي الأعراف (آية: 142) وطه (آية: 80).وإنما قال: (حلا) لأن جماعة من الحذاق اختاروا هذه القراءة لموافقة اللفظ المعنى , لأن المعنى أن الله ـ تعالى ـ وعد موسى فهو منفرد بالوعد.
ثم شرع السخاوي يوجه القراءتين. أ. هـ فتح الوصيد للسخاوي
وزاد الفاسي: (أخبر أن من أشار إليه بالحاء في قوله: (حلا) وهو أبو عمرو قرأ (وعدنا) جميعا دون ألف فتعين للباقين قراءة ذلك بالألف، والتقييد المذكور دخل في الحذف والإثبات من جهة المعنى. أ. هـ اللآلئ الفريدة للفاسي
إشكال
(يُتْبَعُ)
(/)
ورأى الفاسي أن في قوله: (وعدنا جميعا) إشكالا، لأن إطلاق ذلك يقتضي الخلاف في جميع ما جاء فيه ولم يرد الخلاف إلا في هذه السورة والأعراف وطه فأما قوله: (أفمن وعدناه وعدا حسنا) سورة القصص و (أو نرينك الذي وعدناهم) (الزخرف: 42) فلا خلاف فيه. أ. هـ شرح الفاسي
معالجة الإشكال
وحاول الفاسي أن يعالج ما وقع فيه الإمام ـ رحمه الله ـ فقال:
(ولو قال: وعدنا وعدناكم بقصر حلا) لانصرف (وعدنا) إلى الموضعين (ووعدناكم) إلى الثالث (طه). أ. هـ اللآلئ الفريدة
وأقول: يؤخذ على معالجة الفاسي أنها لم تنص على كلمة (جميعا) لأنه من الممكن أن ينصرف الذهن إلى (وعدنا) هنا فتخرج سورة الأعراف وقد قيد الداني نفسه فقال: (حيث وقع) لكى يتلاشى هذا.
ثم أضاف الفاسي معالجة أخرى فقال: (أو قال: (وعدنا مع الأعراف وطه حلا) على مرادة ومع الأعراف طه أو مع الأعراف وطه , لحصل البيان واندفع الإشكال. أ. هـ اللآلئ الفريدة للفاسي
أما عن تأثر الفاسي فقد تأثر بالسخاوي في التوجيه وفي تعليقه على (حلا).
لمحة في موافقة القراءة للرسم
يقول الفاسي: (والألف في قراءة من مد محذوفة من الرسم تخفيفا).
تعليق الفاسي على بعض الكلمات
وأضاف الفاسي تعليقات فرأى: أن قوله: (وعدنا: مفعول بفعل مضمر والتقدير: وقصروا واعدنا وقوله: (ما ألف) ما زائدة (وتبعه أبو شامة) وقوله: (حلا) فعل ماض، وفاعله مضمر يعود على وعدنا. أ.هـ اللآلئ الفريدة للفاسي
سؤال
وأما أبو شامة فقد افترض سؤالا وأجاب عليه:
يقول السؤال: فإن قلت من أين يعلم من النظم أن قراءة الباقين بألف بعد الواو دون أن يكون بألف قبلها فيكون أوعدنا لأنه قال دون ما ألف ولم ينطق بقراءة الجماعة ولو كان لفظ بها لسهل الأمر؟
وأجاب قائلا: يعلم ذلك من حيث أنه لو أراد (أوعدنا) للزمه أن يبين إسكان الواو وتحريكها فلما لم يتعرض لذلك علم أنه غير مراد، وأيضا فإن حقيقة الألف ثابتة في لفظ (واعدنا)، وأما أوعدنا فهي همزة قبل الواو فإطلاق الألف عليها مجاز والأصل الحمل على الحقيقة فيزول الإشكال على هذا مع ظهور القراءتين واشتهارهما وعدم صحة معنى الوعيد في هذه المواضع.
معالجة
وحاول أبو شامة معالجة هذا فقال: (ولو قال: (وفي الكل واعدنا أو وجملة واعدنا بلا ألف حلا) بطل هذا الإشكال.
وأخذ أبو شامة على الإمام فقال: (لكن في-وعدنا-و-واعدنا-ألف بعد النون كان ينبغي الاحتراز عنها أيضا.
ثم رد أبو شامة على من يحاول الدفاع بأن الألف لا تحذف بداهة فقال: (فإن قلت: تلك لا يمكن حذفها، قلت: وليس كل ما لا يمكن حذفه لا يحترز منه فإنه سيأتي في قوله وقالوا الواو الأولى سقوطها ولا يمكن إسقاط الثانية مع بقاء ضمة اللام ثم إنه أيضا يرد عليه ما في سورة القصص (أفمن وعدناه) وعدا حسنا، فهو بغير ألف بلا خلاف وكذا الذي في الزخرف (أو نرينك الذي وعدناهم).
فإن اعتذر له بأنه قال: وعدنا بغير هاء والذي في القصص بزيادة هاء والذي في الزخرف بزيادة هاء وميم فلا ينفع هذا الاعتذار فإن الذي في طه بزيادة كاف وميم وهو قوله تعالى (وواعدناكم جانب الطور الأيمن)، وصاحب التيسير نص على أن الخلاف في-وعدنا-و-وعدناكم-فخرج الذي في القصص فإنه لفظ ثالث والذي في الزخرف فإنه لفظ رابع فلو قال الناظم: (وعدنا وعدناكم بلا ألف حلا) لخلص من هذا الإشكال ولكن خلفه إشكال آخر وهو أنه لم يقل: جميعا ولكن يكون له أسوة بما ذكر في بيتي الإشمام ويبقى عليه الإشكالان المتقدمان في موضع الألف والله أعلم
أ. هـ إبراز المعاني لأبي شامة
وأقول: ظاهر كلام أبي شامة أن الشاطبي لا مخرج له وهذا ما سنجد خلافه عند ابن القاصح , وفي تعليقي في آخر الكلام.
لكن عجيب صنيع أبي شامة ـ رحمه الله ـ لم يستطع حل المشكلة للإمام عندما ذكر البيت إذ ليس في كلام أبي شامة حل لكلمة: (جميعا) ومع ذلك أخذ هذا على الإمام!!
وقد تميز ابن القاصح عند شرحه لكلمة: (جميعا) فقال: أي في جميع القرآن في قصة موسى فقط وهو ثلاثة مواضع.
وقد رد ابن القاصح الإشكال ودافع عن الإمام بقوله:
(يُتْبَعُ)
(/)
(فإن قيل: ظاهر كلامه العموم فيها وفي غيرها؟ قيل: لا نسلم ذلك لأنه لما ذكرها في قصة موسى قضى بالتقييد واقعا في القصة فلا يؤخذ في غيرها ولا يرد عليه: أفمن وعدناه وعدا ونحوه (يعنى ما ورد في سورة الزخرف). أ.هـ سراج القارئ
و نبه ابن القاصح أن قول الناظم ـ رحمه الله ـ: (دون ما ألف) تقييد ليس فيه رمز وتعين للباقين القراءة بإثبات الألف) سراج القارئ
قلت: تؤخذ قراءة الضد من المتن من قوله: وما كان ذا ضد فإني بضده غني ..... كمد وإثبات ـ إذ ضد المد القصر وضد الإثبات الحذف.
ــــ وأيضا ــ من قوله: (وباللفظ أستغني عن القيد إذ جلا) إذ لفظ بها مقصورة الألف فتكون قراءة الباقين إثبات الألف وهذا مثل قوله: (ومالك يوم الدين راويه ناصر) وعلى هذا يصير قوله: (دون ما ألف) زيادة في البيان هذا إذا خرجنا من إشكالية قول القائل: من الممكن أن تكون أوعدنا أما (مالك) فلا إشكالية فيها وعلى هذا فالرأى الأول أولى والله أعلم.
وأما الضباع فقد دافع عن الإمام بالتلميح لا التصريح إذ يقول: (واتفقوا على (وعدنا) في القصص والزخرف أنه بغير ألف لعدم صحة المفاعلة فيها). أ. هـ إرشاد المريد
ولا شك أن رأى الضباع في مسألة أنها لا تصح المفاعلة في سورة القصص والزخرف حجة قوية لمن دافع عن الإمام ـ رحمه الله.
وكلام الضباع في الأصل هو كلام البناء الدمياطي وأخذه البناء عن ابن الجزري
وإليك قول ابن الجزري: (قصر الألف من الوعد وقرأ بمد من المواعدة (واتفقوا) على قراءة (أفمن وعدناه) في القصص بغير ألف أنه غير صالح لهما وكذا حرف الزخرف). أ. هـ النشر في القراءات العشر
وهاك كلام البناء الدمياطي إذ يقول: (و اتفقوا على قراءة (أفمن وعدناه) بالقصص الآية 61 بغير ألف وكذا حرف الزخرف الآية 42 (أو نرينك الذي وعدناهم) لعدم صحة المفاعلة). أ. هـ إتحاف فضلاء البشر
وقد علق أ. د / سامي هلال ـــ عميد كلية القرآن الكريم للقرآءات وعلومها جامعة الأزهر الشريف ـــ على هذا البيت فقال:
(كلام الناظم يؤدي بالذين لا يعرفون مواضع الألفاظ المرادة عن طريق التلقي إلي حمل صيغة العموم على جميع ما في القرآن وهذا غير مراد.
بل إن صاحب التيسير الذي نظم الشاطبي ما فيه نص على المواضع المرادة في سورة البقرة والأعراف وطه أي في وعد الطور حتى يخرج غيرها. (ليست هذه الجملة الآخيرة في كتاب التيسير فهي إضافة بيان من د / سامي)
وعقب د / سامي هلال على كلام ابن القاصح فقال: (هذا الاعتذار لا يسلم لابن القاصح لأنه خصص العام من غير مخصص يدل عليه، ولأنه من عاداته في النظم إذا أتى بلفظ كل أو جميع فإنه يحمل على العموم فمن أين يؤخذ التخصيص بقصة موسى. أ.هـ استدراكات أبي شامة على الشاطبية في الفرش ج1 , دراسة وتعليق أ. د / سامي هلال (حفظه الله)
وأرى أنه يعتذر للإمام بعدة اعتذرات:
أولا: أخرج الداني بذكاء شديد موضع القصص والزخرف لأنه قال: (أبو عمرو البصري {وإذ وعدنا} {ووعدناكم} بغير ألف حيث وقع والباقون بالألف. أ.هـ التيسير للداني
وأقول: واضح خروج موضع سورة القصص لأنها (وعدناه) وخرجت الزخرف لأنها: (وعدناه) , فالداني بين الخلاف في كتابه التيسير وماذا يقصد به وهذا دليل قوي على عدم مؤاخذة الشاطبي إذ قال: (وفي يسرها التيسير رمت اختصاره) فأغلب ما يشتبه علينا ننظر أولا في أصل الشاطبية (التيسير) فقد نجد الجواب وهذا ما حدث بالفعل هنا.
ثانيا: ما قاله أبوشامة نفسه حينما كان يوضح أن الخلاف في وضع الألف في كلمة: (وعدنا) سيكون بلا خلاف بعد الواو لا قبلها فعلق قائلا:
(مع ظهور القراءتين واشتهارهما وعدم صحة معنى الوعيد في هذه المواضع) ولا شك أن هذا القول يصح ـ أيضا ـ في قول الناظم: (جميعا) إذ المشهور أن الخلاف في المواضع التى وردت في قصة موسى فقط حتى د/ سامي نفسه قال: (أي في وعد الطور حتى يخرج غيرها).
ثالثا: عدم صحة المفاعلة في موضعي القصص والزخرف مما يجعل كلام الشاطبي بعيدا كل البعد عن هذه المؤاخذات لأن الشاطبي كان يتحدث فيما تصح فيه المفاعلة والله أعلم.
ملحوظات
1 ـ أما شعلة , وعبد الفتاح القاضي فلم يضيفا شيئا بل لم يتعرضا أصلا للمآخذ التي أخذت على الإمام.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 ـ أخرج الجمزوري الإشكال السابق بأن خصص كلمة (جميعا) ــ وهو متأثر بصنيع ابن الجزري في الطيبة ــ فقال:
وعدنا جميعا دون ما ألف حلا ... بها وبأعراف وطه تنزلا
وقد تبع الجمزوري ابن القاصح في شرح هذا البيت في تقييده بقصة موسى.
ختاما
مما ينبغي معرفته أن من أخذ على الشاطبي فلأنه اشترط شروطا في نظمه فأحيانا يطلق وأخرى يقيد فهم إذن يأخذون على المنهج وإن كانوا يدركون أن الشاطبي لم يخطئ لكنه كان الأجدر به فعل كذا.
وأما مسألة الخوف على المبتدئين فلا أظنها حجة قوية ليعيبوا على الإمام عدم الإيضاح لأن المبتدئ يوجه ابتداء من شيخه أو يرجع إلى شرح الأبيات.
والله أعلم، وصلى الله على محمد وسلم
ثم قال الناظم
(453) ............................ ... ............................ حلا
(454) وإسكان بارئكم ويأمركم له ... ويأمرهم أيضا وتأمرهم تلا
(455) وينصركم أيضا ويشعركم وكم ... جليل عن الدوري مختلسا جلا
بدأ السخاوي شرحه بذكر من أنكر قراءة الإسكان فقال: (اعلم أن من النحويين من أنكر الإسكان في هذه القراءة , واحتج بأنها حركة إعراب فلا يجوز إسكانها،
وقال سيبويه: كان أبو عمرو يختلس الحركة من (بارئكم , يأمركم)، وما أشبه ذلك مما تتوالى فيه الحركات فيرى من يسمعه أنه قد أسكن).
ثم أوضح السخاوي أن: (سيبويه ــ رحمه الله ـ لم ينكر الإسكان بالكلية بل أجازه في الإعراب كما في البناء، ولكنه قال: القياس غير ذلك). أ. هـ فتح الوصيد
ثم رد السخاوي فقال: (فإن كان الاستبعاد من أجل ذهاب حركة الإعراب، فقد اجمعوا على ذلك في الإدغام للمتماثلين والمتقاربين). أ. هـ فتح الوصيد
ثم أكد السخاوي قوله بأن: (الإسكان والاختلاس ثبتا عن أبي عمرو). أ. هـ فتح الوصيد
وجه القراءة بالإسكان
عقب السخاوي ببيان وجهة من قرأ الإسكان فقال: (ووجه الإسكان أن من العرب من يجتزئ بإحدى الحركتين عن الأخرى , وقد عزا الفراء ذلك إلى بني تميم وبني أسد وبعض النجديين وذكر أنهم يخففون مثل- يأمركم- فيسكنون الراء لتوالي الحركات. أ. هـ فتح الوصيد
وعلق السخاوي على قول الناظم: (وكم ... جليل عن الدوري مختلسا) بأن من أخذ للدوري بالاختلاس العراقيون وكم فيهم من جليل كابن مجاهد وغيره). أ. هـ فتح الوصيد
ترجيح الاختلاس بين السخاوي وأبي شامة
برر السخاوي مدح الشاطبي لوجه الاختلاس فقال: (وإنما أشار إلي وجه هذه القراءة بالمدح , لأنه تخفيف لا ينقص من الوزن، ولا يغير الإعراب). أ. هـ فتح الوصيد
وأما أبوشامة فقال: (وكان الناظم ــ رحمه الله ـــ مائلا إلى رواية الاختلاس وهو الذي لا يليق بمحقق سواه فقال: (وكم جليل) أي كثير من الشيوخ الجلة جلوا الاختلاس عن الدوري وكشفوه وقرروه وعملوا به) أ.هـ إبراز المعاني
وأقول: رأى السخاوي أن الاختلاس تخفيف ولا ينقص الإعراب فاختاره الشاطبي لهذا لا لأنه الأولى وأكثر الرواة عليه كما يشير أبو شامة وسيظهر في كلام الداني أن الأكثرين على الإسكان وهذا يؤكد صحة ما ذهب إليه السخاوي.
ولأن أبا شامة خالف شيخه وله رأي يحتاج إلى وقفة فسأذكر ما يتعلق بهذه المسألة الآن لأيسر على القارئ الكريم.
أبو شامة ومذهب النحاة
تأثر أبو شامة ببعض النحاة فقال عن الاختلاس: (وهي الرواية الجيدة المختارة فإن الإسكان في حركات الإعراب لغير إدغام ولا وقف ولا اعتلال منكر فإنه على مضادة حكمة مجيء الإعراب) أ.هـ إبراز المعاني
قلت: سامحه الله إذا كانت الرواية متواترة فأنى تكون منكرة؟!!
وقام أبو شامة بذكر كلام سيبويه الذي ظاهره رد قراءة الإسكان. انظر: إبراز المعاني
وأقول: العجيب أنهم يتهمون القراء والرواة بأنهم حمقى لم يعرفوا أن أبا عمرو قرأ بالاختلاس فظنوه إسكانا، وبرروا بأن القراء لم يخطئوا في ذلك من ضعف أمانة ـ ما شاء الله! ــ لكن أتوا من ضعف دراية!!
الرد على من منع الإسكان
قال الداني ـ رحمه الله ـ عند حكاية إنكار سيبويه لإسكان أبي عمرو لـ (بارئكم ويأمركم) بحجة أن الراوي لم يضبط عن أبي عمرو لأنه اختلس الحركة فظن أنه سكن: (والإسكان أصح في النقل وأكثر في الأداء وهو الذي أختاره وآخذ به) أ. هـ جامع البيان للداني
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم عقب الداني على من يتهمون الرواة ـ لأن هذا الكلام معناه أن أبا عمرو خالف ما أخذه عن شيوخه واستحسن الإسكان من عند نفسه وابتدع!! ـ فقال: (وأئمة القراء لا تعمل في شيء من حروف القرآن على الأفشى في اللغة والأقيس في العربية بل على الأثبت في الأثر والأصح في النقل والرواية إذا ثبت عنهم لم يردها قياس عربية ولا فشو لغة لأن القراءة سنة متبعة يلزم قبولها والمصير إليها) أ. هـ جامع البيان للداني
وأيده ابن الجزري فقال: (وذلك (منع وجه الإسكان) مردود على قائله ووجهها في العربية ظاهر غير منكر وهو التخفيف وإجراء المنفصل من كلمتين مجرى المتصل من كلمة نحو إبل وعضد وعنق ..... وإجماع الأئمة على جواز تسكين حركة الإعراب في الإدغام دليل على جوازه هنا (هذه الجزئية الآخيرة مأخوذة من السخاوي) أ. هـ النشر
قلت: وإذا جاز إسكان حرف الإعراب وإذهابه في الإدغام للتخفيف فإسكانه وإبقاؤه أولى.
وانظر: إتحاف فضلاء البشر للبناء
حجة أخرى
وذكر الداني حجة أخرى فقال ـ رحمه الله: (قالت الجماعة عن اليزيدي: إن أبا عمرو كان يشم الهاء من (يهدي) والخاء من (يخصمون) شيئاً من الفتح.
قال الداني: وهذا يبطل قول من زعم أن اليزيدي أساء السمع إذ كان أبو عمرو يختلس الحركة في (بارئكم ويأمرهم) فتوهمه الإسكان الصحيح فحكاه عنه لأن ما أساء السمع فيه وخفي عنه لم يضبطه بزعم القائل وقول المتأول قد حكاه بعينه وضبطه بنفسه فيما لا يتبعض من الحركات لخفته وهو الفتح فمحال أن يذهب عنه ويخفي عليه فيما يتبعض منهن لقوته وهو الرفع والخفض قال ويبين ذلك ويوضح صحته أن جمعا من العلماء رووا عنه عن أبي عمرو إشمام الراء من (أرنا) شيئاً من الكسر فلو كان ما حكاه سيبويه صحيحاً لكانت روايته في (أرنا) ونظائره كروايته في: بارئكم وبابه سواء ولم يكن يسيء السمع في موضع ولا يسيئه في آخر مثله هذا مما لا يشك فيه ذو لب ولا يرتاب فيه ذو فهم). أ. هـ جامع البيان
وعلق ابن الجزري على كلام الداني السابق فقال: (وهو في غاية من التحقيق. فإن من يزعم أن أئمة القراءة ينقلون حروف القرآن من غير تحقيق ولا بصيرة ولا توقيف فقد ظن بهم ما هم منه مبرؤن وعنه منزهون) أ. هـ النشر
الإسكان هو المقدم في الأداء
وأقول: يجدر بنا الآن أن نذكر أن المقدم في الأداء هو وجه الإسكان وفي هذا يقول الداني: (أبو عمرو (بارئكم) (في الحرفين) و يأمركم (و (يأمرهم) و (ينصركم) و) يشعركم) باختلاس الحركة في ذلك كله من طريق البغداديين وهو اختيار سيبويه، ومن طريق الرقيين وغيرهم بالاسكان وهو المروى عن أبي عمرو دون غيره وبذلك قرأت والباقون يشبعون الحركة. ا. هـ التيسير بتصرف
قلت: ما عناه الداني بأن أبا عمرو نفسه روي عنه الإسكان ما قاله اليزيدي عنه: (كان أبو عمرو يجزم الهمزة من (بارئكم) وقال: من شأن العرب إذا كثرت الحركات أن تجزم) انظر: جامع البيان
وعلق الداني قائلا: (وهذا تصريح من أبي عمرو بالسكون الخالص، لأن الاجتزاء بإحدى الحركتين لا يكون إلا بذهاب الأخرى رأسا وإخلاص سكون الحرف المتحرك بها) أ. هـ جامع البيان
وأكد كلام الداني ابن الجزري فقال: (قرأ أبو عمرو بإسكان الهمزة والراء في ذلك تخفيفاً، وهكذا ورد النص عنه وعن أصحابه من أكثر الطرق وبه قرأ الداني في رواية الدوري على شيخه الفارسي عن قراءته بذلك على أبي طاهر بن أبي هاشم وعلى شيخه أبي الفتح فارس بن أحمد عن قراءته بذلك على عبد الباقي بن الحسن وبه قرأ أيضاً في رواية السوسي على شيخيه أبي الفتح وأبي الحسن وغيرهما وهو الذي نص عليه لأبي عمرو المؤلفون ..... ثم ذكر ابن الجزري رواة الوجه الثاني: الاختلاس) أ. هـ النشر
وأقول: بهذا يظهرعدم صحة قول من منع الإسكان بل من أعجب ما قرأت قول لابن الباذش ـ رحمه الله ــ أن وجه الاختلاس من مخالفة اليزيدي لشيخه أبي عمرو (انظر: الإقناع في القراءات) فكأن ابن الباذش لا يرى لأبي عمرو إلا الإسكان وهو ما كان يببنه الداني ـ رحم الله الجميع ــ والله أعلم.
إضافات الفاسي
ذكر الفاسي أن: (إسكان الكلمات الست المذكورة في البيتين لأبي عمرو).أ. هـ اللآلئ الفريدة
(يُتْبَعُ)
(/)
وأضاف الفاسي: (فالدوري له وجهان الإسكان والاختلاس، و السوسي له الإسكان لا غير، وتعين للباقين إتمام الحركة).أ. هـ اللآلئ الفريدة
الفاسي وضبط النظم
قال الفاسي: (الرواية الصحيحة في هذين البيتين الإسكان في: (بارئكم) والإعراب في باقي الكلم) , وكان بعض أصحاب الشيخ ـ رحمه الله ـ يسكن الجميع ـ يعني همزة (بارئكم) وراء (يأمركم ـ يأمرهم ـ تأمرهم ـ ينصركم ـ يشعركم) ـ مع تسكين ميم (بارئكم) وضم باقي الميمات، ويلزم من ذلك أن تكون قراءة الباقين بالفتح في الجميع ولا يلزم ذلك على الرواية الأولى فيما عدا (بارئكم) لتلفظه بقراءة الباقين , ويلزم ذلك (بارئكم) غير أنه يتعذر عن الناظم بدعوى الضرورة إلى التلفظ بـ (بارئكم) ساكنا إذ لا يتأتى تحريكه في الوزن، لأن مفاعيلن لا ينقل إلى مفاعلتن مع الاعتماد على العلم بأن (إلى , وعند) يخفضان ما بعدهما , ولم يكتف بالعلم بحال باقي الكلم لتأتي اللفظ بقراءة الباقين. أ. هـ اللآلئ الفريدة
تعليق الفاسي على بعض الكلمات
أضاف الفاسي أن قول الناظم ـ رحمه الله ـ: (ويأمرهم) فيه حذف والتقدير: وإسكان يأمرهم له. وقوله: (وتأمرهم تلا) فيه حذف ـ أيضا ـ والتقدير: وإسكان تأمرهم تلا ما قبله من الإسكان أى تبعه.
وينصركم أيضا فيه ما قدر في (وينصركم) ـ كذا في طبعة دار الصحابة ويبدو أنها تأمرهم ـ خاليا عن أيضا.
والرواية الجيدة في هذا البيت تقديم (وينصركم) على (يشعركم) لأنهما في ترتيب القرآن كذلك وبعضهم يعكس وهو جائز في الجملة. وقد جاء في قوله: (وبيتي وعهدي) آخر السورة غير أن الأول أسد لمكان الترتيب.
وكم: خبرية وقوله: (جلا): كشف أى كشف الاختلاس بروايته في حال كونه مختلسا تلاوته والله أعلم. أ. هـ اللآلئ الفريدة
إضافات أبي شامة
تعريف الاختلاس
ذكر أبو شامة تعريف الاختلاس عند أبي علي الفارسي فقال: (وهذا الاختلاس وإن كان الصوت فيه أضعف من التمطيط وأخفى فإن الحرف المختلس حركته بزنة المتحرك). أ.هـ إبراز المعاني
وأضاف أبو شامة قول أبي علي الأهوازي فقال: (ومعنى الاختلاس أن تأتي بالهمز وبثلثي حركتها فيكون الذي تحذفه من الحركة أقل مما تأتي به قال ولا يؤخذ ذلك إلا من أفواه الرجال) أ. هـ إبراز المعاني
وزاد عليه شعلة: الاختلاس بمعنى السلب. أ. هـ كنز المعاني
نظرة الداني وتصرف الشاطبي ودقة فهم أبي شامة
تميز أبو شامة تميزا عظيما ــ حينما كان يقارن بين عبارة الشاطبي ونظرة الداني ـــ
فمن تأمل كلام الداني في التيسيرفي هذه المسألة التي نحن بصددها يجده يقول: (أبو عمرو (بارئكم) (في الحرفين) و يأمركم (و (يأمرهم) و (ينصركم) و) يشعركم) باختلاس الحركة في ذلك كله من طريق البغداديين وهو اختيار سيبويه، ومن طريق الرقيين (نسبة إلى بلدة تسمى الرقة) وغيرهم بالاسكان وهو المروى عن أبي عمرو دون غيره والباقون يشبعون الحركة. ا. هـ التيسير بتصرف
وأقول: من ينظر للكلام يظن ــ للوهلة الأولى ــ أن الداني يقول بأن السوسي ـ أيضا ـ له الاختلاس لأنه افتتح الكلام بقوله: (أبوعمرو) وهذا الفهم ليس صحيحا.
وقد التفت أبو شامة ــ دون غيره ـــ فقال: (نسب الناظم ذلك (الاختلاس) إلى الدوري وهو محكي عن أبي عمرو نفسه (يعني في كتاب التيسير) كما نسب (الشاطبي) إبدال الهمز الساكن إلى السوسي وهو محكي عن أبي عمرو (في التيسير) كما سبق وسبب ذلك أن رواية الرقيين (نسبة إلى بلدة تسمى الرقة) هي رواية السوسي ومن وافقه ورواية العراقيين هي رواية الدوري وأضرابه. أ. هـ إبراز المعاني
وأقول: الذي يريد أن يوضحه أبوشامة أن قراءة السوسي من طريق الرقيين فلا يكون له إلا الإسكان فقط فتنبه.
فائدة
وجه الاختلاس للسوسي ثابت لكنه ليس من طريق النظم ولا أصله بل من طريق النشر.
من أين تؤخذ قراءة الضد
قال أبو شامة: (وقراءة الباقين بإشباع الكسر في (بارئكم)، وإشباع الضم في البواقي) أ.هـ إبراز المعاني
ثم أضاف أبو شامة قائلا: فإن قلت من أين يؤخذ ذلك، قلت ما بعد (بارئكم)، قد لفظ به مضموما فهو داخل في قوله: (وباللفظ أستغنى عن القيد إن جلا) وقد سبق في شرح الخطبة أن قوله:
(يُتْبَعُ)
(/)
(وإسكان بارئكم) لا يفهم منه القراءة الأخرى فإنه ليس ضد السكون الكسر ولو حصل التلفظ بالكسر لصار كالذي بعده ولو قال: وبارئكم سكن لاستقام.أ.هـ إبراز المعاني
وأقول: لابن القاصح رأي يخالف أبا شامة إذ يقول: (فإن قيل: يقتضي أن تكون قراءة الباقين بالفتح لأن ضد السكون إذا أطلق الحركة بالفتح؟ قيل: أما بارئكم فإنه في الآية في الموضعين مجرور ولا يتصور فيه الفتح وإذا كان كذلك لم يبق فيه إلا الإسكان أو الإشباع أو الاختلاس.
وأما الألفاظ الأخرى التي بعد بارئكم فرويت في النظم بالإسكان كلها مع صلة الميم ورويت برفعها مع عدم الصلة والوزن في الروايتين مستقيم لكن الأولى أن يقرأ بإشباع الحركة في الجميع ليكون قد نطق بقراءة غير أبي عمرو , وقيد قراءة أبي عمرو بالإسكان) أ. هـ سراج القارئ
وعلق أ. د / سامي هلال على كلام أبي شامة ـ ناقلا كلام الجعبري في شرحه ـ فقال: (ما أورده أبو شامة لا يرد إذ علم ضم المسكوت عنهم ـ وهم باقي القراء ـ في يأمركم وما بعده من اللفظ وعلم كسرهم في بارئكم من لفظه به في باب الإمالة:
...... ............... والبارئ وبارئكم تلا.
لأنه يقرأ بالإمالة ومن أسباب الإمالة الكسر.
أما أمر هذه في الأفعال فهو دائر بين الضم والفتح , ولا يجوز أن يكون فتحا (إذ الفتح أخف الحركات) وإلا لما خفف فتعين الضم،
وفي الاسم دائر بين الثلاث , سقطت الفتحة لذلك ولفظه بهما في البيت متغايرين بين سكون وضم مع إسكان الموافقة تنبيه على تغايرهما فتعينت الكسرة لا كما قيل اعتمد على العامل كما ذهب إلى ذلك أبو شامة، أو لم ينبه عليه.
ولذا قال الجعبري: (قوله: (وإسكان) أن الحكم المنوط بالمتحرك إذ هو الصالح للإسكان) نقلا عن شرح الجعبري , كنز المعاني. انظر: استدراكات أبي شامة د / سامي هلال
إزالة إشكال
وأزال أبو شامة اللبس الذي يحصل من قول الناظم ـ رحمه الله ـ: (له) فبين أن الضمير لأبي عمرو، ثم قال: (فإن قلت لم لم يكن رمزا لهشام كما قال في موضع آخر (بخلف له) وكقوله: (ولا يكون له ثوى)؟ فرد أبو شامة قائلا: (قوله: (له) لفظ صريح حيث يكون له ما يرجع إليه كهذا المكان وإن لم يكن له ما يرجع إليه فهو رمز وعلامة ذلك اقترانه في الغالب برمز آخر معه ومتى تجرد وكان له ما يرجع فحكمه حكم الصريح) أ. هـ إبراز المعاني
إستدراك
بين أبو شامة أن قول الناظم: (تلا) ليس برمز وهو مشكل إذ لا مانع من جعله رمزا ويكون إسكان يأمرهم وما بعده للدوري عن الكسائي.
واقترح لمعالجة هذا فقال: (كان ينبغي أن يحترز عنه بقوله: (وتأمرهم حلا) أو غير ذلك مما لم يوهم رمزا لغير أبي عمرو) أ. هـ إبراز المعاني
وخالفه ابن القاصح فقال: (وليست همزة قوله: (أيضا) برمز لأنها ترجمة
وكذا تاء (تلا). أ. هـ سراج القارئ
وقد علق أ. د / سامي هلال على أبي شامة قائلا: (بالنسبة للإيهام الوارد في قول الناظم: (له) , وتاء (تلا) الوهم مرفوع لأن الواو العاطفة أفادت عطف حكم هذه الألفاظ لأبي عمرو). أ. هـ استدراكات أبي شامة تعليق د / سامي هلال
وتأثر الملا على بأبي شامة فقال: فإنه يوهم كون التاء رمزا فقلت بدله: ولا , إشارة إلى أن الحكم منحصر فيما ذكر ولا يقاس عليه غيره من مضارع مرفوع , ولو كان آخره راء نحو: (يغفر لكم). أ. هـ الضابطية للشاطبية
قلت: قول الملا على: (ولا يقاس عليه) لأن البعض قاس على هذه الأفعال. انظر في النشر تفصيل ذلك
وقد علق محقق الكتاب الشيخ / بريك بن سعيد القرني قائلا: (لا يلزم من هذا إيهام كون التاء رمزا لأن الكلام كله معطوف بعضه على بعض وفي مقام تعداد الكلمات التي يقرأها أبو عمرو بالإسكان. وهي نفس الوجهة التي ذكرها د/ سامي، ولعلها وجهة الجعبري.
وأضاف أبو شامة أن قول الناظم: (جلا) ليس برمز لتصريحه بالدوري (إذ لا يجمع بين رمز واسم صريح كما سبق بيانه) أ. هـ إبراز المعاني لأبي شامة
إضافات شعلة
زاد شعلة في إعراب البيتين ما لم أجده عند الفاسي وأبي شامة فارجع إليه إن شئت فليس التعرض للإعرابات من منهجنا في هذا البحث ــ إلا ما ندر ــ ولا تحوجني للتكرار نجاني الله وإياك من النار.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبين شعلة المقصود بقوله بارئكم أنه قوله ـ تعالى ـ: (فتوبوا إلى بارئكم ذلكم خير لكم عند بارئكم) (البقرة: 54) وأن باقي الكلمات فحيث وقعت. أ. هـ كنز المعاني
إضافات ابن القاصح
ذكر ابن القاصح أن الهاء في قول الناظم: (له) عائد على أبي عمرو المتقدم الذكر في قوله (حلا) في البيت السابق.
وزاد ابن القاصح أن المواضع جملتها اثنا عشر موضعا (بخلاف بارئكم إذ هو يتحدث عن يأمركم ...... إلى يشعركم) وعددها. أ. هـ سراج القارئ
وأقول: لا حاجة لهذا. لأن قولنا: (حيث وقع) يغني عن عد المواضع.
تنبيهات
1 ـ ذكر البناء الدمياطي تقييدا لحكم هذه الكلمات (بارئكم .. إلى .. يشعركم) فقال:
حيث وقعت هذه الكلمات مرفوعة والحكم منوط بالمتحرك في نوعيه فخرج نحو (إن ينصركم) المجزوم , وبالحركات الثقال نحو (تأمرنا) لخفة الفتحة والصواب كما في النشر اختصاص الكلم المذكور أولا إذ النص فيها) أ. هـ إتحاف فضلاء البشر
2 ـ لا ينافي ما ذكره الناظم لأبي عمرو هنا من إسكان (يأمركم) ما سيذكره له في سورة آل عمران من رفع (ولا يأمركم) فيها إذ الإسكان والاختلاس لا ينافيان الرفع لأنهما للتخفيف بحذف الحركة أو الاسراع بها. ا. هـ إرشاد المريد للضباع
وأقول: ذكره هناك ــ أيضا ــ لبيان أن الحركة المختلسة ستكون ضمة فلو سكت لقال قائل: وهل يختلس الفتحة أم الضمة فاحتاج لذكرالحركة.
3 ـ ذكر عبد الفتاح القاضي أن الاختلاس يرادفه الإخفاء فاللفظان معناهما واحد ويقابلهما الروم: فهو الإتيان ببعض الحركة بحيث يكون الثابت منها أقل من المحذوف. أ. هـ الوافي في شرح الشاطبية
وأقول: ما ذكره هو المشهور والموافق لما قاله ابن الجزري في النشر خلافا للداني من جعل الإخفاء والروم سواء ويقابلهما الاختلاس ــــ ولعل الخلاف بينهم في المسميات فقط ولا مشاحة في الاصطلاح إذا علمت الحقائق ـــ يقول ابن الجزري: ووقع في كلام الداني في كتابه التجريد أن الإخفاء والروم واحد وفيه نظر. أ. هـ النشر
قلت: وكلام الداني في الأرجوزة يوافق ما نقله عنه ابن الجزري
يقول الداني:
والاختلاس حكمه الإسراع .............. بالحركات كل ذا إجماع
والروم من ذاك قريب حكمه .............. وعن كثير قد يغيب علمه
وحقه التضعيف والتوهين .............. لحركات الحرف لا التسكين
ومثله الإخفاء في التقدير .............. واللفظ والقياس والتنظير
قد قال أهل العلم باللسان .............. إنهما معا محركان
تَجِدُ ذا في الوزن والقياس .............. إذا اعتبرته بلا التباس. أ. هـ الأرجوزة المنبهة
4ـ لا تنس أن همزة (بارئكم) للسوسي إذا خففت بالسكون فالصواب عدم إبدالها حرف مد من جنس حركة ما قبلها , ويؤخذ هذا من قول الناظم: (ويبدل للسوسي كل مسكن من الهمز مدا غير ..... وبارئكم بالهمز حال سكونه). وعليه لا إبدال للسوسي حال سكونها لأنه عارض خلافا لابن غلبون.
5ـ تذكر أن دوري الكسائي يميل ألف (بارئكم) ويؤخذ هذا من قول الناظم: (وإضجاع أنصاري تميم .... وبارئكم تلا).
والله أعلم، وصلى الله على محمد وسلم.
ثم قال الناظم:
(456) وفيها وفي الأعراف نغفر بنونه ... ولا ضم واكسر فاءه (حـ) ـين (ظـ) ـللا
(457) وذكر هنا (أ) صلا وللشام أنثوا ... وعن نافعمعه في الأعراف وصلا
أما السخاوي فلم يقدم شيئا غير توجيه القراءة في البيت الأول ـ ولا شيئ في ذلك فهو ابن عصره يخاطب العلماء.
ولم يضف في البيت الثاني إلا قوله: (وعن نافع مع ابن عامر في الأعراف وصل التأنيث يعني: نقل فوصل إلينا. أ. هـ فتح الوصيد
وأما الفاسي فقال: (أشار بالحاء والظاء في قوله: (حين ظللا) إلى أبي عمرو والكوفيين وابن كثير ـ قلت: عرفنا أن الظاء رمز للكوفيين وابن كثير من قول الناظم ـ رحمه الله ـ: وكوف مع المكي بالظاء معجما ـ قرءوا: (نَغفِر) البقرة (58) وفي الأعراف (161) بالتقييد الذي ذكره بالنون مفتوحة وكسر الفاء.أ. هـ شرح الفاسي
بيان كيف فهمت القراءة
قال الفاسي: (فإن قيل: من أين يفهم من قوله: (ولا ضم) أنهم قرءوا بالفتح؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قيل: يفهم من أن المضارع الثلاثي إذا بني للفاعل كان حرف المضارعة منه مفتوحا وإذا بني للمفعول كان حرف المضارعة منه مضموما , فأمره دائر بين الفتح والضم فإذا انتفى عنه أحدهما ثبت الآخر , وكسر حرف المضارعة في بعض اللغات لم يقرأ به أحد من السبعة، وليس ذلك في كل مضارع بل في أبنية مخصوصة ليس هذا منها) أ. هـ شرح الفاسي
تعليق
وأقول: بل يؤخذ ـ ابتداء ـ من قول الناظم نفسه: (وحيث أقول الضم والرفع ساكتا ... فغيرهم بالفتح والنصب أقبلا) فيفهم أن ضد الرفع النصب وأن ضد الضم الفتح.
ولذا قال أبو شامة: (قوله: ولا ضم يعني الفتح في النون فتأخذ للغير بالضم وفتح الفاء وضد النون الياء) أ. هـ إبراز المعاني
قلت: يؤخذ أن ضد النون الياء من قول الناظم ـ رحمه الله ـ: (وآخيت بين النون واليا .... )
ثم أضاف الفاسي: (ولما ذكر في البيت الأول من هذين البيتين ما للجماعة المذكورين ذكر في البيت الثاني ما للباقين , فأخبر أن من أشار إليه بالهمزة في قوله: (أصلا) وهو نافع قرأ بالتذكير في هذه السورة , وأن الشامي وهو ابن عامر قرأ بالتأنيث فيها، وأن نافعا وابن عامر قرأ معا بالتأنيث في الأعراف) أ. هـ شرح الفاسي
وزاد أبو شامة أن قوله: (وذكر) أي اجعل موضع النون ياء مثناة من تحت. أ. هـ إبراز المعاني
لماذا لم يذكر الناظم حركتي التذكير والتأنيث وحركة الفاء؟
أجاب الفاسي قائلا: (ولم يتعرض لحركتي حرفي التذكير والتأنيث ولا لحركة الفاء اعتمادا على فهم ذلك مما تقدم وإنما تعرض للتذكير والتأنيث لا غير) أ. هـ شرح الفاسي.
وقد وضع هذا نصب عينه عبد الفتاح القاضي ـ رحمه الله ـ وحاول أن يوضحه ـ دون الإشارة إلى كلام الفاسي ـ فقال: (ويؤخذ ضمها ـ ياء التذكير أو تاء التأنيث ـ من الضد لأنه نفى الضم عن النون في قراءة الجماعة فيكون ثابتا في الحرف الذي في مكان النون وهو الياء في قراءة نافع والتاء في قراءة ابن عامر) أ. هـ الوافي في شرح الشاطبية
سؤال وإجابة
طرح الفاسي سؤالا فقال: (فإن قيل: ألم يكن ما تقدم من ذكر النون في القيد الأول مغنيا عن ذكر التذكير لنافع في هذه السورة؟
وأجاب قائلا: (بلى ولكنه أعاد ذكره تأكيدا وليبني عليه ما ذكره من التأنيث ولو لم يذكره وقال: وأنث لشام ها هنا ولنافع مع الشامي في الأعراف يا صاح وصلا. أو نحو ذلك لحصل المقصود. أ. هـ شرح الفاسي
مواطن الاتفاق والاختلاف بين القراء
تميز الفاسي ببيان مواطن الاتفاق والاختلاف بين القراء
ـ وتأثر به ابن القاصح وتبعه لكن ابن القاصح فضل عليه
في عدم التعرض لكلمة (خطايا) التي في الأعراف ـ فقال الفاسي: (وحصل مما ذكر أن نافعا يقرأ في هذه السورة ـ البقرة ـ يغفر لكم (بالياء مضمومة وفتح الفاء)
وأن ابن عامر (تغفر) بالتاء وأن الباقين يقرءون (نغفر) (بالنون مفتوحة وكسر الفاء)
وأن نافعا وابن عامر يقرءان في الأعراف {تغفر لكم} (بالتاء مضمومة وفتح الفاء) والباقون بالنون مفتوحة وكسر الفاء (الأعراف)
ولم يختلفوا في هذه السورة في (خطاياكم) واختلفوا في الأعراف فقرأ نافع (خطيئتكم) بالجمع والرفع وقرأ ابن عامر (خطيئتكم) بالتوحيد والرفع وقرأ أبو عمرو (خطاياكم) كالذي هاهنا وقرأ الباقون (خطيئتكم) بالجمع والنصب على ما سيأتي. أ. هـ الفاسي
تعليق
وأقول: لعلك ـ أيها القارئ الكريم ـ لاحظت أن الفاسي ـ رحمه الله ـ تعرض لكلمة (خطاياكم) مع أنها هنا موضع اتفاق وكان عليه أن يؤخر الحديث إلى سورة الأعراف من المتن إذ موضعها هناك ومحل الخلاف بين القراء.
وقد زاد أبو شامة أن معنى قوله (أنثوا) التاء المثناة من فوق) أ. هـ إبراز المعاني
تعليقات على بعض الكلمات
قال الفاسي: (قول الناظم: (فيها) متعلق بمحذوف والتقدير: واقرأ فيها. وقوله: (ولا ضم) التقدير ولا ضم فيه أو فيها أي في السور. ومعنى قوله: (حين ظللا) أى حين ستر بالحجة وزاد أبو شامة: (وأشار بقوله: (حين ظللا) إلى أنهم في ظل غفرانه سبحانه وتعالى) أ. هـ إبراز المعاني
وبين الفاسي أن قوله: (وللشام) أصلها وللشاميّ فخفف بحذف الياء الأولى ثم بإسكان الثانية ثم بحذفها أو بحذف الثانية أولا ثم بحذف الأولى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله: (وصلا) أى وصل بالنقل عنهما إلى من بعدها والضمير في وصل ـ لأنها فعل ـ عائد على التأنيث. والله أعلم.أ. هـ اللآلئ الفريدة شرح القصيدة
وزاد أبو شامة أن الضمير في (وصلا) راجع إلى التأنيث المفهوم من قوله: (أنثوا) أي وصل التأنيث إلينا بالنقل عن نافع مع ابن عامر في الأعراف. أ. هـ إبراز المعاني لأبي شامة
وأضاف شعلة أن مفعول قوله: (ذكر , و أنثوا) محذوف وتقديره: نغفر. أ. هـ شرح شعلة
وزاد شعلة: (نافع بالياء المضمومة والفاء المفتوحة) يعلم من قوله: (لا ضم واكسر) لأن الفتح ضد الكسر. أ. هـ شرح شعلة
وزاد شعلة: (التظليل بمعنى أن يلقي عليك الظل). أ. هـ شرح شعلة
الخلاصة
من أراد أن يشرح باختصار ـ وفقا لمدلول ألفاظ البيتين ـ فليقل: (في سورة البقرة والأعراف قرأ أبو عمرو وابن كثير والكوفيون (عاصم وحمزة والكسائي) قوله تعالى ـ: (نَغفِر لكم) بنون مفتوحة وفاء مكسورة , وقرأ نافع موضع سورة البقرة بياء مضمومة وفاء مفتوحة (يُغفَر) وقرأ في البقرة ابن عامر بتاء مضمومة وفاء مفتوحة (تُغفَر) , وقرأ نافع وابن عامر في سورة الأعراف بتاء مضمومة وفاء مفتوحة (تُغفَر).
فائدة
لما تعرض الفاسي هنا لكلمة خطايكم يجدر بي أن أبين سبب اتفاقهم هنا واختلافهم في سورة الأعراف ولعل السبب في هذا ما قاله البقاعي ـ رحمه الله ـ: (ولما كان السياق هنا ـ سورة البقرة ــ لتعداد النعم حسن أن يعبر عن ذنوبهم بجمع الكثرة فقال (خطاياكم) إشارة إلى أنهم أصروا عليها بحيث كادوا أن يجعلوا بإزاء كل نعمة ذنباً، لأن ذلك أولى بسياق الامتنان والعقوبة بالعصيان.
وهذا بخلاف الأعراف فإن السياق هناك لبيان إسراعهم في الكفر. أ.هـ نظم الدرر بتصرف كبير
تذكرة
1 ـ لا قراءة في سورة الأعراف بالياء فالخلف دائر بين القراءة بالنون (نغفر) أو التاء (تغفر) فقط. ذكره عبد الفتاح القاضي.
2 ـ لا تنس أنهم اتفقوا هنا على قراءة كلمة (خطاياكم) الآية 58 بينما الخلاف في سورة الأعراف.
3ـ تذكر أن الكسائي أمال كلمة (خطاياكم) وحده , وقد قرأها الأزرق بالفتح والتقليل , واعلم أن الإمالة في الألف الأخيرة.
هذا والله أعلى وأعلم وصلى الله على محمد وسلم
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[19 Sep 2010, 04:21 ص]ـ
بحث رائع وجميل وفيه فوائد جمة ومنافع عديدة
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم
المقرئ سامح سالم عبد الحميد
متابعون معكم
ولاتنسني من دعاكم
ـ[سامح سالم عبد الحميد]ــــــــ[24 Oct 2010, 09:11 م]ـ
بحث رائع وجميل وفيه فوائد جمة ومنافع عديدة
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم
المقرئ سامح سالم عبد الحميد
متابعون معكم
ولاتنسني من دعاكم
أخي الفاضل الكريم الشيخ /إبراهيم الجوريشي
سررت لرؤية اسمك وسعدت أيما سعادة نفع الله بك وتقبل منا ومنكم ..
ـ[سامح سالم عبد الحميد]ــــــــ[24 Oct 2010, 09:14 م]ـ
السلام عليكم
قال الناظم ـ رحمه الله ـ:
(458) وجمعا وفردا في النبيء وفي النبو ... ءة الهمز كل غير نافع ابدلا
ذكر السخاوي أن قوله: (جمعا وفردا) حالان.
وأضاف أبو شامة ـ رحمه الله ـ أن في تقدم حال المجرورعليه خلافا عند النحويين فإن كان جائزا فإعراب (جمعا وفردا) على ما ذكرناه (يعني حالين) وإن لم يكن جائزا كان ذلك منصوبا بفعل مضمر أي وخذ جمعا وفردا في لفظ (النبيء) أو دونك ذلك. أ. هـ إبراز المعاني
وتأثر شعلة بأبي شامة ـ أولعله سبق أبا شامة فهناك من يقول بأن شرح شعلة قبل شرح أبي شامة ــ فقال: (حالان على الوجه المرجوح) انظر: كنز المعاني
وبين السخاوي أن الشاطبي ـ رحمه الله ـ مال للقول بأن أصل هذه اللفظة (أعني النبي وأخواتها) الهمز ثم أبدلت الهمزة حرفا من جنس ما قبلها وعلل ذلك الاختيار بأن فيه جمعا بين القراءتين في معنى واحد. أ. هـ فتح الوصيد
وأضاف الفاسي توضيحا لكلام السخاوي فقال: (وهناك من يرى: أن المهموز ليس أصلا لغير المهموز وأن كل واحد منهما أصل قائم بنفسه فالمهموز من النبأ أي الخبر وغير المهموز من النباوة أى الرفعة. أ. هـ شرح الفاسي
وقد رجح الفاسي وأبو شامة أن: (القول الأول أصح).
(يُتْبَعُ)
(/)
وأضاف أبو شامة أن الأصل الهمز وعلى هذا فالقراءتان بمعنى واحد لأن الهمز وإبداله لغتان لكن لغة الإبدال هي الفصيحة الفاشية حتى إن بعض النحاة ـ رحمهم الله ـ يقول: التزمت العرب الإبدال في (النبي) أ. هـ إبراز المعاني
وقد عقب السخاوي على من ينكرون قراءة الهمز مستدلين بحديث (لست بنبيء الله ولكني نبي الله) الذي رواه الحاكم بأن الحديث غير صحيح الإسناد.
ثم ذكرالسخاوي توجيها له ـ على فرض صحة الحديث ـ بأنه لعل الكلمة تحمل معنى موهما (يعني: يا طريد الله لأن نبأت من أرض إلى أخرى أي خرجت منها إليها) , واستدل بنهي الله للمسلمين عن قولهم: (راعنا) لاحتمال أنها وردت من الرعونة وقد استخدمها اليهود لهذا المعنى. أ. هـ فتح الوصيد
وقد أيده الفاسي وزاد: (بأنه لا وجه للإنكار لأن الذي روي القراءة (يعني نافعا) هو من قرأ على سبعين من التابعين وقد اشترط على نفسه (الإمام نافع) ألاينقل إلا ما اجتمع عليه اثنان فأكثر وما انفرد به واحد تركه). أ. هـ شرح الفاسي
وخالف أبو شامة شيخه السخاوي في تأوليل الحديث فقال
: (ولا يظهر لي في تأويله إلا ما قاله أبو عبيد: إنه أنكر عليه الهمز لأن تخفيفه هو اللغة الفصيحة) أ. هـ إبراز المعاني
ثم قال أبو شامة: (وما أول الشيخ ـ يعني السخاوي ـ به الهمز
لا ينفيه تخفيفه فإن- النبي- سواء كان من الإخبار أو غيره فتخفيف همزه جائز أو لازم والله أعلم)
أ. هـ إبراز المعاني
وقد أيد كلام أبي شامة البناء الدمياطي وانظر: (باب الهمزالمفرد) من كتابه إتحاف فضلاء البشر.
والذي يظهر لي أن قول السخاوي صحيح؛ لأنه قد استند لما يعضدد قوله ـ وصدق ـ بأقوال اليهود التي نهينا أن نتبعهم ـ حتى ولو كان معنى الكلمة صحيحا لكن لاحتمالها أغلق الباب.
وإليك مزيد بيان للمسألة
نقل ابن عطية أن أبا علي قال: «مما يقوي ضعف سند هذا الحديث أنه صلى الله عليه وسلم، قد أنشده المادح (العباس بن مرداس الصحابي الجليل ـ رضي الله عنه) يا خاتم النبآء ........ ولم يؤثر في ذلك إنكار، والجمع كالواحد».
أ. هـ المحرر الوجيزلابن عطية بتصرف وزيادة
وأضاف ابن عادل ـ معقبا وجامعا بين الوجهتين: وجهة أنها ليست الأفصح أو وجهة من قال: لأنها توهم معنى آخر فقال:
(لا ينبغي أن ترد قراءة هذا الإمام الكبير، أما الحديث فقد ضعفوه.
ـ وعلى فرض صحته ـ فليلتمس للحديث تخريجٌ يكون جواباً عن قراءة نافع، على أنّ الَقطْعِي لا يُعَارَضُ بالظني، وإنما يذكر زيادة فائدة.
والجواب عن الحديث ـ قلت: وهي نفس وجهة السخاوي ـ: أنّ أبا زيد حكى: نَبَأْتُ من أرض كذا إلى أرض كذا، أي: خرجت منها إليها فقوله: «يا نبيء الله» بالهمز يوهم يا طَرِيدَ الله الذي أخرجه من بلده إلى غيره، فَنَهَاه عن ذلك لإيهامه ما ذكرنا، لا لسبب يتعلّق بالقراءة. ونظير ذلك نهيه المؤمنين عن قولهم: {رَاعِنَا} [البقرة: 104] لما وجدت اليهود بذلك طريقاً إلى السَّب به في لغتهم، أو يكون حضَّا منه عليه الصلاة والسلام على تَحَرِّي أفصح اللغات في القرآن وغيره) أ. هـ اللباب لابن عادل
وزاد الآلوسي فقال
: (وأجيب عن الأول بأن أبا زيد حكى نبأت من الأرض إذا خرجت منها فمنع لوهم أن معناه يا طريد الله تعالى فنهاه عن ذلك لإيهامه، ولا يلزم من صحة استعمال الله تعالى له في حق نبيه صلى الله عليه وسلم الذي برأه من كل نقص جوازه من البشر، وقيل: إن النهي كان خاصاً في صدر الإسلام حيث دسائس اليهود كانت فاشيةوهذا كما نهى عن قول: {راعنا} إلى قول: {انظرنا} [البقرة: 104].أ. هـ
روح المعاني الآلوسي بتصرف
وويؤكد ابن منظور أن القضية لا تتعلق بالأفصح بل بالمعنى فقال: (وذلك أَنه عليه السلام أَنكر الهمز في اسمه فرَدَّه على قائله لأَنه لم يدر بما سماه فأَشْفَقَ أَن يُمْسِكَ على ذلك وفيه شيءٌ يتعلق بالشَّرْع فيكون بالإِمْساك عنه مُبِيحَ مَحْظُورٍ أَو حاظِرَ مُباحٍ ....
وقال الزجاج: والأَجود ترك الهمز لأن نابِئٌ جاء من بلد آخَر ورجل نابِئي ومن هنا قال الأَعرابي له ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ: يا نَبِيءَ اللّه فهَمز أَي يا مَن خَرَج من مكةَ إِلى المدينة فأَنكر عليه الهمز لأَنه ليس من لغة قريش
أ. هـ لسان العرب بتصرف
نتيجة
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما سبق يتبين أن وجهة السخاوي أولى بالقبول لأن لها شواهد والله أعلم
وقد أضاف الفاسي: (أخبر أن القراء أبدلوا الهمزة في (النبيء) المجموع جمع السلامة وجمع التكسير والمفرد نحو (النبيين , النبيون، الأنبياء،أنبياء، النبي، نبيا، نبي، النبوة) إلا نافعا فإنه قرأ بالهمز في جميع ذلك ولم يبدل
. أ. هـ شرح الفاسي
وأضاف الفاسي: أن ترتيب البيت هو (وكلهم أبدل الهمز في النبي جامعا ومفردا وفي النبوة غير نافع). أ. هـ شرح الفاسي
وصاغها أبو شامة ـ رحمه الله ـ أفضل فقال: (تقدير البيت: كل القراء غير نافع أبدل الهمزة في لفظ النبيء مجموعا ومفردا فالمجموع نحو (الأنبياء-والنبيين-و-النبيون)، والمفرد نحو النبىء-ونبيء-ونبيئا-وفي لفظ-النبوءة-أيضا يريد قوله تعالى (ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة)، فلهذا كانت ـ يعني كلمة النبوة ـ في البيت منصوبة على الحكاية ـ أي نظرا لسياقها في القرآن بعيدا عن مكانها الإعرابي في البيت) أ. هـ إبراز المعاني
وأقول: لفظ النبوة ورد في خمسة مواضع في القرآن الكريم
1 ـ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ ..... (آية: 27) سورة العنكبوت
2 ـــ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ ..... (آية: 26) سورة الحديد
3 ــ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ ... (آية: 79) سورة آل عمران
4 ــ أُولَئِكَ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ... (آية: 89) سورة الأنعام
5 ـ وَلَقَدْ آَتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ .... (آية: 16) سورة الجاثية
ومن ثم يتبين عدم دقة قول أبي شامة السابق: (يريد قوله تعالى: (ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة) إذ كلام أبي شامة يوهم أنه موضع واحد لا خمسة وكان لزاما عليه أن يقول: حيث وقع.
كما فعل الداني وتبعه ابن الجزري حينما قال: (فأما (النبى) وما جاء منه (النبيون والنبيين والأنبياء والنبوة) حيث وقع). انظر: جامع البيان , والنشر
وذكر أبو شامة أن صنيع غيرنافع هنا يشبه صنيع حمزة في (خطيئة، و قروء، و لئلا)، أ. هـ إبراز المعاني
من أين تؤخذ قراءة الضد
تميز ابن القاصح ببيان من أين أخذت قراءة الضد وقد حاول القاضي ـ في كتابه الوافي شرح الشاطبية ـ متابعته واختصاركتابه لكنه لم يكن له نمط واحد يسيرعليه في بيان من أين أخذت القراءة فترك هنا بيان هذا وأما ابن القاصح
فرأى أن قراءة نافع أخذت من الأضداد فقال: (وعلمت قراءة نافع من الضد لأن ضد التخفيف التحقيق والإظهار ضد الإدغام). أ. هـ سراج القارئ المبتدئ وتذكار القارئ المنتهي
كذا قال ـ رحمه الله ـ ولعله يقصد بقوله: (لأن ضد التخفيف التحقيق) التغيير فهنا تغييرالهمز بالإبدال وهو نوع من أنواع التغيير وغرضه التخفيف وضده تحقيق الهمز.
وأزيدك بيانا فأقول: أخذت قراءة نافع من قول الشاطبي ـ رحمه الله ـ: (وما كان ذا ضد فإني بضده غنى ..... وهمز) فضد الإتيان بالهمز تركه.
فقول الشاطبي: (أبدلا) أي أبدل الهمز أي خففه بإبداله حرف علة ومن ثم يستلزم الإدغام لاجتماع مثلين فتكون قراءة نافع بترك إبدال الهمزة والإظهار.
والدليل: (وما كان ذا ضد فإني بضده غنى ..... ومدغم) فضد الإدغام الإظهار والله أعلم.
ثم قال الناظم رحمه الله:
(459) وقالون في الأحزاب في للنبي مع ..... بيوت النبي الياء شدد مبدلا
برر السخاوي عدم إبدال قالون في سورة الأحزاب بأنه فر من اجتماع ما يشبه الساكنين حيث تسهل الهمزة الأولى في (النبيء إن) والمسهلة كالياء الساكنة فكأنه اجتمع ياءان ساكنان. أ. هـ فتح الوصيد
وأضاف الفاسي: (أخبر أن قالون خالف أصله في موضعين فأبدل فيهما ولم يهمزه وهما قوله ـ تعالى ـ: (إن وهبت نفسها للنبي) وقوله ـ تعالى ـ: (لا تدخلوا بيوت النبي) وبين كيفية إبداله فيهما ولم يتعرض لكيفية الإبدال في الباقي اعتمادا على معرفة ذلك من جهة العربية ولأن الإبدال في ذلك كثير في الاستعمال والقراءة). أ. هـ شرح الفاسي
بيان كيفية الإبدال
(يُتْبَعُ)
(/)
وذكر الفاسي كيفية الإبدال فقال: (تبدل ما وقع منه بعد الياء الساكنة ياء وتدغم الياء الساكنة في الياء المبدلة فيصير اللفظ بياء مشددة وذلك في (النبي ّ، النبيّين، النبيّون)
وتبدل ما وقع بعد الواو الساكنة واوا وتدغم الواو الساكنة في الواو المبدلة فيصير اللفظ بواو مشددة وذلك في (النبوّة)
وتبدل ما وقع منه بعد الكسر ياء ولا يزاد على ذلك في: (الأنبياء، أنبياء)
. أ. هـ شرح الفاسي
وأضاف الفاسي: أن ترتيب البيت هو: (وقالون شدد الياء مبدلا في الأحزاب في للنبي مع بيوت النبي). أ. هـ شرح الفاسي
العلة في استثناء قالون لموضعي سورة الأحزاب
قال أبو شامة ـ رحمه الله ـ: (فقرأهما كالجماعة اعتبارا لأن له أصلا آخر وتقدم في باب الهمزتين من كلمتين لأجل أن كل واحد من هذين الموضعين بعده همزة مكسورة ومذهبه في اجتماع الهمزتين المكسورتين أن يسهل الأولى إلا أن يقع قبلها حرف مد فتبدل فيلزمه أن يفعل ههنا ما فعل في (بالسوء إلا)، أبدل ثم أدغم غير أن هذا الوجه متعين هنا لم يرو غيره) أ. هـ إبراز المعاني
وزاد ابن عادل البيان فقال: (كأنه التزم البدل لكثرة الاستعمال في هذه اللَّفظة وبابها، ففي التحقيق لم يترك همزة «النَّبيّ» بل همزه ولما همزه أدّاه قياس تخفيفه إلى ذلك، ويدلّ على هذا الاعتبار أنه إنما يَفْعَل ذلك حيث يَصِل،أمّا إذا وقف فإنه يهمزه في الموضعين، لزوال السَّبب المذكور، فهو تارك للهمز لفظا آتٍ به تقديرا أ. هـ اللباب في التفسير، لابن عادل
وتبع ابن القاصح أبا شامة لكن زاد عليه فقال: (فائدة قوله: (مبدلا) لينص على أن قالون فعل ذلك لما عرض من اجتماع الهمزتين. أ. هـ سراج القارئ المبتدئ وتذكار القارئ المنتهي
التيسير ونظرة أبي شامة
تميز أبو شامة حين ذكر أن قالون يفعل هذا وصلا لا وقفا وبين أن الداني في التيسير ذكر ذلك فقال: (
وهذا يفعله قالون في الوصل دون الوقف لأن الوقف لا يجتمع فيه الهمزتان فإذا وقف وقف على همزة لا على ياء وقد أشار صاحب التيسير إلى ذلك حين قال وترك قالون الهمز في قوله في الأحزاب (للنبي إن أراد)، و- (بيوت النبي) إلا في الموضعين في الوصل خاصة على أصله في الهمزتين المكسورتين) أ. هـ إبراز المعاني
شرح البيتين باختصار
لخص ابن القاصح شرح البيتين فقال: (قرأ القراء كلهم إلا نافعا في النبي الواحد (النبي , نبي، نبيا) حيث وقع وكذا جمع السلامة (النبيون، النبيين) بياء مشددة تابعة وجمع التكسير (الأنبياء، أنبياء) بياء خفيفة بعد الباء والمصدر (النبوة) بواو مشددة مفتوحة وهمز نافع جميع ذلك فظهر المدغم إلا قالون فإنه قرأ (إن وهبت نفسها للنبي إن) , (لا تدخلوا بيوت النبي إلا) بياء مشددة في الوصل وبالهمز في الوقف. . أ. هـ سراج القارئ المبتدئ وتذكار القارئ المنتهي
تنبيهات
1ـ نبه ابن القاصح على اتفاقهم: (في إثبات الهمزة المتطرفة التي بعد الألف من لفظ (أنبياء , الأنبياء) في الوصل والوقف إلا حمزة وهشاما فإنهما يقفان بتركها. أ. هـ سراج القارئ المبتدئ وتذكار القارئ المنتهي
ولعل سائلا يسأل لم ذكر هذا وهو معلوم؟ فأقول: إنما ذكرها ليبين أن موضع الخلاف فيما قبل الألف لا التي بعده.
2 ـ قال عبد الفتاح القاضي ـ رحمه الله ــ: جمع التكسير (الأنبياء والنبوة). أ. هـ الوافي شرح الشاطبية
وأقول: لعله سبق قلم أو خطأ مطبعي إذ كلمة (النبوة) مصدر وهى مفردة وجمعها نبوات.
3 ـ قال عبد الفتاح القاضي ـ أيضا: {النبوة في آل عمران (موضعان) والشريعة (أي سورة الجاثية) موضع}. انظر: الوافي
وأقول: بينت في كلام أبي شامة أنها خمسة مواضع في القرآن
ولعل ما يشفع للقاضي قوله بعد ذلك: (وبواو واحدة مشددة في لفظ النبوة حيث وقع) انظر: الوافي
4 ـ وأخذ عبد الفتاح القاضي على الشاطبي فقال: (وإطلاق كلام الناظم يفيد أن قالون يقرأ بترك الهمز في الحالين الوصل والوقف ولكن المحققين على أنه يقرأ بترك الهمز وبالياء المشددة وصلا فقط) أ. هـ الوافي شرح الشاطبية
وأقول: قوله ـ رحمه الله ـ: (المحققون يأخذون لقالون فقط في الوصل) يوهم أن الشاطبي مخالف لهم , وهذا ليس بصحيح.
وإنما تركها الشاطبي ـ والله أعلم ـ اعتمادا على شهرة ذلك لأن المشكلة في اجتماع الهمزتين وصلا وأما حالة الوقف فليس ثمة اجتماع لأن الوقف لا يجتمع فيه الهمزتان ومن ثم يعود كل شيئ لأصله هذا أولا.
ثانيا: لعل الشاطبي تركها اعتمادا على أصله (كتاب التيسير) إذ قيدها الداني فقال: (وترك قالون الهمز في قوله في الاحزاب (للنبي إن أراد) و (بيوت النبي إلا أن) في الموضعين في الوصل خاصة) أ. هـ التيسير
وقد قال الشاطبي: (وفي يسرها التيسير رمت اختصاره)
فكأنه يقول: ما أبهم عليك فهمه فارجع لأصل هذا الكتاب.
سؤال
قد يقول قائل: إذا كان ذلك كذلك فلم ذكرها المحررون في كتبهم؟
والجواب: أنهم فعلوا هذا لإزالة اللبس والغموض ولكى لا يظن المبتدئ أن الحكم على إطلاقه لا أن الشاطبي أخطأ في عدم ذكره لهذا والله أعلم.
5ـ نظم الجمزوري هذا التقييد وذكر علته فقال:
وقالون في الأحزاب في للنبي مع ..... بيوت النبي الياء شدد مبدلا
لدى الوصل إذ تسهيل همز كيائه ...... به يلتقي المثلان لا الوقف فاعقلا
وقوله: (لا الوقف) يعنى أنه لا يشدد عند الوقف بل يقف بالهمز. انظر: كنز المعاني وشرحه للجمزوري بتحرير حرز الأماني
وذكرها صاحب إتحاف البرية في تحريرات الشاطبية مختصرة فقال:
وقالون حال الوصل في للنبي مع ... بيوت النبي الياء شدد مبدلا.
والله أعلم وصلى الله على محمد وسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سامح سالم عبد الحميد]ــــــــ[28 Nov 2010, 09:23 م]ـ
ثم قال الناظم ـ رحمه الله ـ:
(460) وفي الصابئين الهمز والصابئون خذ وهزؤا وكفؤا في السواكن (فـ) صلا
(461) وضم لباقيهم وحمزة وقفه بواو وحفص واقفا ثم موصلا
أولا: قول الناظم ـ رحمه الله ـ:
وفي الصابئين الهمز والصابئون خذ
يقول السخاوي: (الهمز بالرفع على الابتداء) أ. هـ فتح الوصيد
والمعنى ما قاله أبو شامة: (أي وفي-الصابئين- في البقرة والحج، وفي-الصابؤن- في المائدة الهمز).أ. هـ إبراز المعاني
وقال السخاوي: (وبالنصب على أنه مفعول) أ. هـ فتح الوصيد
والمعنى ما قال أبو شامة: (أي خذ الهمز فيهما).أ. هـ إبراز المعاني
وأضاف السخاوي: (وأشار بقوله: خذ، إلى أن الهمز تختار القراءة به، لأنه الأصل يقال: صبأ يصبأ إذا خرج من دين لآخر). أ. هـ فتح الوصيد
وذكر السخاوي: أن من قرأ (الصابون) فقد أبدل من الهمزة ياء مضمومة في الرفع أو واوا مضمومة، ثم نقل الحركة لثقلها إلى ما قبلها ولتصح الواو ثم حذفت لالتقاء الساكنين.
وفي حالة النصب أبدل من الهمزة ياء مكسورة فاجتمع ياءان مكسورة وساكنة فثقل ذلك.
فإما أن نقول: إنه نقل حركة الياء إلى الباء بعد أن أزال حركتها كما أزيلت لما نقلت إليها الضمة، أو نقول: حذفت الكسرة ولم ينقل، لأنه نقل الضمة لتصح واو الجمع، فاجتمع ياءان ساكنتان فحذف لالتقاء الساكنين. أ. هـ فتح الوصيد
وأضاف السخاوى أن هذه لغة فاشية وإن أنكرها بعض النحويين أو أجازوها في الشعر خاصة. أ. هـ فتح الوصيد
وزاد أبو شامة: (وأبدل نافع الهمز فكأنه من صبا بلا همز فقرأ (الصابون والصابين) ومثل هذا البدل لا يكون إلا سماعا لأنه همز متحرك بعد متحرك فاجتمع في قراءة نافع همز (النبي) وترك همز
(الصابئين). أ. هـ إبراز المعاني
وقرر أبو شامة أن: (قراءة الجماعة أفصح وأولى، وأن أبا عبيد أسند عن ابن عباس أنه قال ما-الخاطون-إنما هي-الخاطئون-ما-الصابون-إنما هي-الصابئون-قال أبو عبيد وإنما كرهنا ترك الهمزة ههنا لأن من أسقطها لم يترك لها خلفا بخلاف-النبيين-. أ. هـ إبراز المعاني
وأقول: هما لغتان صحيحتان عن العرب فلا كراهة ولا اعتراض خصوصا وقد صحت قراءة نافع وهومن هو.
من أين تؤخذ قراءة الضد
يقول الفاسي: قوله: (خذ) أشار بالخاء للسبعة ما عدا نافعا فتعين لنافع بغير الهمز وهومن باب الإثبات والحذف.
ولم يتعرض لضم باء المرفوع في قراءة نافع لأن من ضرورة وجود الواو مع ترك الهمز ضم الباء. أ. هـ اللآلئ الفريدة
وقال ابن القاصح: (القراء كلهم إلا نافعا قرءوا: (والصابئين) بالبقرة والحج بزيادة همزة مكسورة. (والصابئون) بالمائدة بزيادة همزة مضمومة بعد كسر. وقرأ نافع جميع ذلك بلا همز. وضم ما قبل الواو. وهو مفهوم من قوله: (ومستهزءون الحذف فيه ونحوه وضم وكسر قبل قيل وأخمل الكسر) ـ في باب وقف حمزة وهشام على الهمز ـ
وأما قراءة نافع (الصابين، والصابون) فجيدة. أ. هـ شرح ابن القاصح
وأقول: لاحظ كلمة ابن القاصح (فجيدة) ففيها رد على من كره هذا.
ثانيا شرح قول الناظم ـ رحمه الله ـ:
وهزؤا وكفؤا في السواكن (فـ) صلا
رأى السخاوي أن قوله: (وهزؤا وكفؤا في السواكن (فـ) صلا) أي: ذكرا في السواكن مفصلين لأن الأصل الضم، وإنما أسكن تخفيفا، وكذلك ما أشبهه. أ. هـ فتح الوصيد
وأوضح أبوشامة ما قاله السخاوي: (ذكرا في السواكن مفصلين) بقوله: (أي عدا من جملة الأسماء التي سكن وسطها نحو شكر وكفر).أ. هـ إبراز المعاني وهو كلام شعلة أيضا
وأضاف السخاوي: (حكى الأخفش عن عيسى بن عمر قال كل اسم على ثلاثة أحرف أوله مضموم ففيه لغتان التخفيف والتثقيل. وهذا غير الأول وعلى هذا لا تكون إحداهما أصلا للأخرى. أ. هـ فتح الوصيد
لمحة في الرسم
أضاف السخاوي أن: (هزؤا، كفؤا) مكتوبان بواو على لغة من حرك أو على الأصل فمن خفف فإما أن يكون أسكن للتخفيف، أو على لغة التخفيف. . أ. هـ فتح الوصيد
وأوضح أبو شامة أن المعني هنا هو حمزة وحده إذ قرأ (هزؤا-و-كفؤا)، بإسكان الزاي والفاء. أ. هـ إبراز المعاني
وقال الفاسي: (أشار بالفاء من: (فصلا) إلى حمزة.ومعنى (فصلا): أى بينا في السواكن وذكر في جملتها).
(يُتْبَعُ)
(/)
وبرر الفاسي ذكر الشاطبي: (وضم لباقيهم) فقال: (أمر بالضم فيهما لمن بقي؛ لما يلزم عند عدم ذكره من الفتح فيهما على ما قرره. أ. هـ اللآلئ الفريدة
وذكر الفاسي أن حكم (هزؤا، كفؤا) حيث وقعا. أ. هـ اللآلئ الفريدة
وأقول: لم تقع كفؤا إلا في سورة الإخلاص فقط.
الخلاصة
قال الفاسي: (حصل مما ذكر أن حمزة يسكن مع الهمز في الوصل، ومع الواو في الوقف (وأقول: لاحظ أنه لم يذكر النقل)، وأن حفصا يضم مع الواوفيهما، وأن الباقين يضمون مع الهمز فيهما). أ. هـ اللآلئ الفريدة
وقوله: (وحفص واقفا) قال الفاسي: (والتقدير: وقرأ حفص بواو وقوله: (واقفا ثم موصلا) حالان. أ. هـ اللآلئ الفريدة
وقال ابن القاصح: (قرأ (هزوا) كيف حصل بأسكان الزاي، و (كفوا أحد) بسكون الفاء. . أ. هـ شرح ابن القاصح
وأقول: هذا ذكاء منه ـ رحمه الله ـ لأن كفوا لم ترد إلا مرة واحدة.
وقال ابن القاصح: (ومعنى قوله: (في السواكن فصلا) أي انتقلا في قراءته من نوع الهمزة المتحركة المتحرك ما قبلها إلى المتحركة الساكن قبلها. أ. هـ شرح ابن القاصح
وزاد القاضي: (فإذا وقف حمزة أبدل الهمزة واوا وله نقل حركة الهمزة إلى ما قبلها) أ. هـ الوافي في شرح الشاطبية
وقال أبو شامة: (ثم ذكر قراءة الجماعة فقال:
(461) وضم لباقيهم وحمزة وقفه بواو وحفص واقفا ثم موصلا
قال السخاوي: (ومن ضم؛ فلأنه الأصل، أو إحدى اللغتين). أ. هـ فتح الوصيد
وأضاف أبو شامة: (يجوز في: (ضم) هنا أن يكون أمرا وأن يكون ماضيا لم يسم فاعله). أ. هـ إبراز المعاني
وبرر السخاوي وقوف حمزة بالواو فقال: (ووقف حمزة بواو اتباعا للرسم وقد اجتمع في قراءته اللغتان). أ. هـ فتح الوصيد
الفرق بين هزؤا وجزءا
زاد أبوشامة ـ متعرضا لكلمة جزءا ومبينا الفرق بينها وبين (هزؤا، وكفؤا) فقال: (ورسمت الهمزة في هاتين الكلمتين (هزؤا، وكفؤا) بواو فوقف حمزة عليهما بالواو إتباعا للرسم مع كونه يسكن الوسط فهو يقول (هزوا، كفوا)، على وزن (جزءا) ولم يفعل مثل ذلك في (جزءا) وإن كان يسكن زايه أيضا لأن الهمزة في (جزءا) لم ترسم واوا فيقف على ما تمهد في باب وقفه على الهمز بنقل حركة الهمزة إلى الزاي الساكنة فيقول (جزَا)، على وزن (هدى) ومثل ذلك جارٍ في (هزؤا، كفؤا) قياسا وقل من ذكره هنا). أ. هـ إبراز المعاني
وقال شعلة: (ولم يلق حركة الهمزة على الساكن قبلها كما في جزءا لئلا يخالف الخط) أ. هـ كنز المعاني
وقفة
من تأمل كلام أبي شامة يلحظ أنه يؤكد أن كلا من (هزؤا، كفؤا) لها عند حمزة وجهان حالة الوقف:
1 ـ الوقف بالواو (هزْوَا)، (كفْوَا) وهذا جاء من دليلين قوله هنا: (وحمزة وقفه بواو) ويجوز أن يأتي ـ أيضا ـ من باب وقف حمزة على الهمز من قوله: (244)
............. وَقَدْ رَوَوْا أَنَّهُ بِالخَطِّ كانَ مُسَهَّلاَ
2 ـ الوقف بالنقل (هزَا)، (كفَا) وجاء هذا الحكم من باب وقف حمزة على الهمز من قوله: (237)
وحرك به ما قبله متسكنا ... وأسقطه حتى يرجع اللفظ أسهلا)
والذي أراد أنه يشير إليه أبو شامة بقوله: (وقل من ذكره هنا) أن أغلب من سبق لم ينبهوا على الوجه الثاني لحمزة في هاتين الكلمتين. ولذا أراد أن يؤكد كلامه فذكر قولين:
1 ـ ما قاله أصل الشاطبية ـ كتاب التيسير ـ: (قال صاحب التيسير عن قراءة حمزة: إذا وقف أبدل الهمز واوا إتباعا للخط وتقديرا لضمة الحرف المسكن قبلها يعني فلهذا لم ينقل حركة الهمز إلى الساكن) انظر: التيسير
وأقول: لعل الشاطبي لم يذكر الوجه الثاني ـ مرة أخرى (لأنه أخذ من باب الوقف أولا) ـ اتباعا لأصله كما ترى ولأن الداني رجح الوقف بالواو كما واضح من قوله السابق (فلهذا لم ينقل حركة الهمز إلى الساكن (وقد ذكر الداني في كتابه جامع البيان الوجهين فتنبه.
2ـ ما ذكره مكي: (وقف حمزة ببدل واو من الهمزة على غير قياس تباعا لخط المصحف). أ. هـ إبراز المعاني
(يُتْبَعُ)
(/)
وأضاف مكي: (وكلهم همز في -هزوا-وكفوا-إلا حفصا فإنه أبدل من الهمزة واوا مفتوحة على أصل التخفيف لأنها همزة مفتوحة قبلها ضمة فهي تجري على البدل ... وكذلك يفعل حمزة إذا وقف كأنه يعمل الضمة التي كانت على الزاي والفاء في الأصل). أ. هـ إبراز المعاني
ثم قال مكي: (وكان يجب عليه ـ حمزة ـ على أصل التخفيف لو تابع لفظه أن يلقى حركة الهمزة على الساكن الذي قبلها كما فعل في (جزءا) في الوقف فكان يجب أن يقول (كفا، هزا) لكنه رفض ذلك لئلا يخالف الخط فأعمل الضمة الأصلية التي كانت على الزاي والفاء في الهمزة فأبدل منها واوا مفتوحة ليوافق الخط ثم تأتي بالألف التي هي عوض من التنوين بعد ذلك). أ. هـ إبراز المعاني
وفي قول الشاطبي: ( ..... وحفص واقفا ثم موصلا)
يقول السخاوي: وفي قراءة حفص قلب الهمزة واوا لانضمام ما قبلها وفيها موافقة الرسم. أ. هـ فتح الوصيد
وقال أبو شامة:
(فقوله: وحفص: مبتدأ وخبره محذوف أي وحفص يقرأ بالواو في حال وقفه وإيصال الكلمة إلى ما بعدها. يقال وصلت الشيء بالشيء وأوصلته إليه أي بلغته إليه وألصقته به)
لم استخدم الشاطبي كلمة: ((موصلا) بدلا من (واصلا)؟
يقول أبو شامة:
(والمستعمل في مقابلة الوقف هو الوصل لا الإيصال ولكنه عدل عن واصلا إلى موصلا كراهة السناد في الشعر فإنه عيب لأن هذا البيت كان يبقى مؤسسا بخلاف سائر أبيات القصيدة)
وأقول
قوله: (كراهة السناد): السناد: هو اختلاف ما يراعى قبل الروي (الحرف الصحيح الذي تبنى عليه القصيدة ويتكرر في كل بيت وهو هنا اللام إذ تسمى لامية الشاطبي) من حروف أو حركات.
وقوله: (مؤسسا): سناد التأسيس هو: أن يجمع الشاعر بين بيت مؤسس وآخر بلا تأسيس.
لأنك ستلحظ أن ما قبل اللام في القصيدة مفتوح وهنا سيكون لو قلنا: واصلا كسر وليس فتح.
لماذا أبدل حفص الهمزة هنا
قال ابن زنجلة
و قرأ حفص هزوا بغير همز لأنه كره الهمز بعد ضمتين في كلمة واحدة فلينها أ. هـ حجة القراءات
علل أبو شامة إبدال حفص لهذه الهمزة فقال:
(وإنما أبدل حفص هذه الهمزة واوا لأنها همزة مفتوحة قبلها ضم أراد تخفيفها وهذا قياس تخفيفها على باب ما سبق في باب وقف حمزة. أ. هـ إبراز المعاني
وأضاف أبو شامة: (وانفرد حفص بهذه القراءة لأن كل من ضم الفاء لا يبدل هذه الهمزة أما السوسي فلأنها متحركة، وأما ورش فلأنها ليست لام الفعل، وأما هشام في الوقف فلأنها متوسطة، وأما حمزة فإنه وإن أبدل فإنه لم يضم الزاي والفاء). أ. هـ إبراز المعاني
وأضاف أبو شامة: (ومن شأن حفص تحقيق الهمزة أبدا وإنما وقع له الإبدال في هاتين الكلمتين وسهل (أأعجمي) جمعا بين اللغات ومن عادته مخالفة أصله في بعض الكلم كصلته (فيه مهانا)، وإمالته (مجراها). أ. هـ إبراز المعاني
استدراك أبي شامة على الناظم
قال أبو شامة:
(ولم يصرح الناظم بقراءة حفص هنا وحذف ما هو المهم ذكره)
ثم قال أبو شامة: (ولو أنه قال في البيت الأول:
وهزؤا وكفؤا ساكنًا الضم فصلا.
لاستغنى عن قوله: (وضم لباقيهم).
ثم يقول بدل البيت الثاني:
وأبدل واوا حمزة عند وقفه ... وحفص كذا في الوصل والوقف أبدلا.أ. هـ إبراز المعاني
وقال أبو شامة: (ورأيت في بعض النسخ وهو بخط بعض الشيوخ ومنقول من نسخة الشيخ أبي عبد الله القرطبي ـ رحمه الله (وأقول: هو ممن قرأ على الشاطبي مباشرة كالسخاوي) ـ ومقروءة عليه ومسموعة من لفظه عوض هذا البيت، (وفي الوقف عنه الواو أولى وضم غيره ولحفص الواو وقفا وموصلا)، وكتب عليهما معا.
ورأيت في حاشية نسخة أخرى مقروءة على المصنف (هذا البيت يتفق مع وضم لباقيهم في المعنى ومخالفة في اللفظ وخير المصنف بينهما لأن كل واحد منهما يؤدي معنى الآخر).أ. هـ إبراز المعاني
وعلق أبو شامة قائلا: (وهذا البيت أكثر فائدة: لبيان قراءة حفص فيه والتنبيه على أن أصل حمزة في الوقف يقتضى وجها آخر وهو نقل الهمز وإنما إبداله واوا أولى من جهة النقل وإتباع الرسم. أ. هـ إبراز المعاني
التعليق على الاستدراك
وقد أيد د / سامي هلال ما استدركه أبو شامة فقال: (كان على الناظم أن يبين قراءة حفص بما لا يجعلها في محل اللبس خاصة وأن مأخذ القراءة مختلف عند حفص وعند حمزة. أ. هـ
ونقل د / سامي هلال أن الجعبري حاول أن يقدم عذرا للناظم يدفع عنه ما ذكره أبو شامة فيما سبق حول قراءةحفص بقوله: (وترجمة حفص بواو مفهومة مما قبلها)
وأضاف الجعبري: (ولو قال الناظم:
............................ ... ...... ساكنا الضم فصلا
وفي الوقف عنه الواو أولى لأصله ... ورسم وحفص فيهما الهمز أبدلا
لأشار إلى وجه الترجيح المذكور في التيسير في قوله اتباعا للخط. أ. هـ كنز المعاني للجعبري نقلا عن استدراكات أبي شامة , د. سامي هلال
ثم قال د/ سامي: (وعلى كل الأولى في مثل هذه المقامات التخصيص والتوضيح حتى لا يلتبس الأمر على من لا يعرف القراءةرواية. أ. هـ
وأنا أؤيد كلام د/ سامي هلال خصوصا أن الناظم نفسه أراد استبدال البيت ببيت غيره وذكر هذا تلامذته.
هل الأولى النقل لحمزة أم الإبدال؟
ذكر أبوشامة:أن أبا العباس المهدوي قال في شرح الهداية: (الأحسن في (هزوا، وكفوا) أن يلقي حركة الهمزة على الزاي والفاء كما ألقيت في (جزءا). ولكن أبا شامة رجح أن: (إبداله واوا أولى من جهة النقل وإتباع الرسم. أ. هـ إبراز المعاني
وللصفاقسي رأي يجدر ذكره إذ يقول: (فيه لحمزة وجهان وقف: أحدهما ـ وهو المقدم في الأداء: النقل على القياس المطرد من نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها وإسقاطها. الثاني: إبدال الهمزة واوا مع إسكان الزاي على اتباع الرسم) أ. هـ غيث النفع في القراءات السبع
وأقول الظاهر أن المقدم كلام أبي شامة إذ هو أقرب لاتباع الرسم وقد رجحه الداني قبله
.
والله أعلم(/)
جهود الإمام المِنْتُورِي الأندلسي في القراءات القرآنية
ـ[مصطفى محمد صالح]ــــــــ[22 Jul 2010, 03:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم وبه أستعين في إبراز جانب من جوانب تألق علم من أعلام الأندلس ألا وهو الإمام الجليل أبي عبد الله محمد بن عبد الملك المِنْتُورِي (ت 834 هـ) – بكسر الميم وسكون النون وضم التاء - صاحب أخصب فهرسة وأوسعها لأعلام العلم والمعرفة في الأندلس وتآليفهم وهي "فهرسة المِنْتُورِي" - مخطوط بالخزانة الحسنية بالرباط، برقم: 1578 - وصاحب كتاب شرح الدرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع، تقديم وتحقيق: الأستاذ الصديقي سيدي فوزي، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، المغرب، ط1، 1421هـ، 2001م.
فقد برز هذا العالم الفذ في علوم ومعارف كثيرة، أخص منها اليوم ذكر مصادره في القراءات القرآنية من خلال كتاب شرح الدرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع.
وقبل عرض هذه المصادر أريد في البداية أن ألفت نظر المهتمين بالقراءات القرآنية لأمرين: الأول؛ أن الإمام المنتوري (ت 834 هـ) عاصر ابن الجزري (ت833 هـ)، فالأول أندلسي وشيخ الإقراء بالأندلس، والثاني مشرقي وشيخ الإقراء بالمشرق، وبين وفاتهما سنة واحدة، والثانية أن جل المصادر التي سأذكرها تلقاها الإمام المنتوري رواية مسندة إلى شيخه أبي عبد الله القَيْجاطي – بفتح القاف وتسكين الياء -، جمعها في فهرسته المذكورة سابقا، والآن أذكر بعض هذه المصادر:
"كتاب الموجز في القراءات السبع"لأبي محمد، مكي بن أبي طالب حموش بن محمد بن مختار القيسي، أصله من القيروان، وبها ولد (355 - 437 هـ) ذكره في شرح الدرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع للمنتوري، 1/ 108 - 109.
1 - "كتاب الهداية في القراءات السبع"لأبي العباس، أحمد بن عمار المهدوي (ت 440 هـ) ورد ذكره في شرح الدرر اللوامع للمنتوري، 1/ 136، و1/ 180، و1/ 219 .. و2/ 493، و2/ 594 ..
2 - "كتاب الاقتصاد في القراءات السبع" لأبي عمرو، عثمان بن سعيد بن عثمان الداني (371 - 444 هـ) نقل منه كثيرا في شرح الدرر اللوامع للمنتوري، من ذلك: 1/ 139، 196، و2/ 478، 515، 579 ..
3 - "كتاب تذكير الحافظ لتراجم القراء والنظائر منها" لأبي عمرو، عثمان بن سعيد بن عثمان الداني (371 - 444 هـ) وأحال عليه الإمام المنتوري باسم "التذكر لتراجم القراء" في شرحه على الدرر اللوامع. شرح الدرر اللوامع للمِنْتُورِي، 1/ 296.
4 - "الاكتفاء في القراءات السبع" أبو طاهر، إسماعيل بن خلف بن سعيد بن عمران المالكي الأندلسي (ت 455 هـ) نقل عنه في شرح على الدرر اللوامع للمنتوري، 1/ 136.
5 - "كتاب الطرر على التيسير" لأبي داود، سليمان بن نجاح الداني (413 - 496 هـ) ورد ذكره في شرح الدرر اللوامع في أصل مقرأ نافع 1/ 158.
6 - "كتاب الطرر على جامع البيان في القراءات السبع" لأبي داود، سليمان بن نجاح الداني (413 - 496 هـ) أورد نقلا منه في شرح الدرر اللوامع في أصل مقرأ نافع 1/ 124
7 - "التنبيه والإرشاد إلى معرفة اختلاف القراء" لأبي الحسن، عبد العزيز بن عبد الملك بن شفيع، من أهل المرية (قبل 430 - 514 هـ) ذكره في شرح الدرر اللوامع للمنتوري، 1/ 136 - 137.
8 - "مجموعة الفردوس." و"حاسمة الدعاوي." وهما أرجوزتان في القراءات السبع لأبي العباس، أحمد بن عبد العزيز بن هشام بن أحمد بن خلف بن غَزْوَان الفهري، من أهل شنت مرية الغرب، يَابُرِي الأصل (كان حيا سنة 553 هـ)
نقل عنهما الإمام المنتوري في مواضع من شرحه على الدرر اللوامع ولم يعين المقصودة منهما 1:/126، و1/ 137، و1/ 318، و1/ 379، و1/ 445، و2/ 779.
وللموضوع بقية، آتي فيه ببقية المصادر، وأذيلها ببعض ملاحظات إخواني المتخصصين في علم القراءات القرآنية، وقبل أن أختم لابد من بيان قيمة فهرسة الإمام المنتوري التي ضمنها سنده إلى شيوخه في مختلف العلوم ومنها القراءات القرآنية، وكنت قد عزمت الأمر على تحقيق هذه الفهرسة بعدما حز في قلبي رؤيتها حبيسة رفوف المكتبة، فطلبت نسخها، لكن أحد العاملين بالخزانة المذكورة تلكأ في تلبية الطلب بدعوى أنها كثيرة الخروم، وأنها نسخة فريدة، ولقيني بعد ذلك فأخبرني أنه وجد نسخة لهذه المخطوطة بإحدى خزائن مدينة مراكش، وقد بدأ في تحقيقها، وأرجو أن تكون همته عالية وعدته كافية في إخراج هذا الكتاب الجليل إلى الساحة العلمية، فالسباحة في بحر علوم خليج الأندلس ليس بالأمر الهين.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مصطفى محمد صالح(/)
كتاب التَّقريب والحَرْش المُتضَمِّن لقراءة قالون وورش
ـ[مصطفى محمد صالح]ــــــــ[22 Jul 2010, 03:54 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله الأطهار وصحابته الأخيار، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد، فقد سررت بخبر نشر كتاب التَّقريب والحَرْش المُتضَمِّن لقراءة قالون وورش مما عني بجمعه وتأليفه الشيخ الفقيه المقرئ الحسيب أبو الأصبغ عيسى بن محمد بن فَتُّوح الهاشمي البلنسي المعروف بـ"ابن المرابط (ت 552 هـ)، رواية الشيخ الفقيه المقرئ المتقن أبي العباس أحمد بن يحيى بن عون الله المشتهر بـ"الحصَّار" عفا الله عنهما بمنه، بتقديم وتحقيق د/ حسن حميتو، وقام بتحقيق هذا الكتاب أيضا من قبل ودراسته عضو الملتقى هنا أبو المنذر الجزائري - الشيخ عبد الهادي لعقاب- في رسالة للماجيستير العام الماضي في كلية أصول الدين بالخروبة الجزائر العاصمة.
وذكرت هذا الكتاب ضمن آثار الأندلسيين في القراءات القرآنية، وعرفت بصاحبه في أطروحتي للدكتوراه "مدرسة القراءات القرآنية بالأندلس، وآثارها العلمية من القرن الخامس الهجري إلى منتصف القرن السابع" التي أشرف على فحصها ومناقشتها الأستاذ الدكتور عبد الهادي حميتو – حفظه الله، ومتعه بالصحة والعافية- أب د. حسن حميتو محقق الكتاب الذي نحن بصدد الحديث عنه.
وقلت: في ترجمته: هو عيسى بن محمد بن فتوح بن فرج بن خلف بن عياش بن وهبون بن فتحون بن حرب الهاشمي، بلنسي النشأة والسكنى منتشوني الأصل، أبو الأصبغ ابن المرابط (479 - 552 هـ، وقيل غير ذلك.)
(ترجمته في: التكملة، 4/ 11 - 12، ترجمة: 32، ومعجم الصدفي، ص/290 - 291، ترجمة: 273، وصلة الصلة، القسم الرابع، ص/53، ترجمة:89، والذيل والتكملة، السفر الخامس، القسم الثاني، ترجمة: 946، ص/ 510، وغاية النهاية، 1/ 614، ترجمة: 2502.)
له كتاب "التقريب والحرش في رواية ورش":
وبهذا العنوان ذكره له ابن الأبار وابن عبد الملك (التكملة 4/ 11، والذيل والتكملة، السفر الخامس، القسم الثاني، ص/ 510.). وبهذا الاسم أخذه أبو جعفر أحمد بن الحسن بن ميمون المخزومي الشقري عن مؤلفه سنة سبع وعشرين وخمسمائة. (التكملة 1/ 58.) وبهذا الاسم نقل عنه الإمام المنتوري. (شرح الدرر اللوامع في أصل مقرأ نافع، 1/ 109، و1/ 379 .. )
وللكتاب نسخة خطية محفوظة باسم "التقريب والحواشي المتضمن لقراءة قالون وورش" بمكتبة الأسكوريال برقم 4930، ومنه صورة في جامعة الإمام محمد بن سعود تحت رقم 5959/ف (فهرست المخطوطات والمصورات (المصاحف، والتجويد، والقراءات)، جامعة الإمام محمد بن سعود، ص/55.).
وهناك نسخة أخرى باسم "التقريب في القراءات" بالمكتبة الوطنية بمدريد برقم 591. (الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط (علوم القرآن: مخطوطات القراءات)، ص/45.)
وإلى فرصة أخرى للتعريف بكتاب آخر من كتب علماء الأندلس المغمورين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
د. مصطفى محمد صالح
ـ[أحمد بن محمد فال]ــــــــ[22 Jul 2010, 12:39 م]ـ
السلام عليكم: شكرا لك على هذا الخبر الطيب، وأود أن أعرف أين طبع الكتاب؟ وما هي الدار التي أشرفت على طباعته؟
وجزيتم خيرا
ـ[مصطفى محمد صالح]ــــــــ[22 Jul 2010, 05:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، الكتاب ستتولى نشره الرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب، التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
ـ[أبو المنذر الجزائري]ــــــــ[22 Jul 2010, 08:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك أخي الدكتور مصطفى على حسن تعريفك للكتاب، وأحيطك علما أن دار ابن حزم ستتولى طباعة الكتاب وإخراجه في السوق عن قريب إن شاء الله تعالى، ولم أكن أدري أن الشيخ حسن حميتو كان بصدد إخراج الكتاب، لأن والده الشيخ الدكتور عبد الهادي حميتو حفظه الله هو الذي أهدى إلي النسختين وشجعني على تحقيق المتن، وأرسلت إليه بالمذكرة كاملة بعد إكمالها، فأعجب بها كثيرا، وبحسن إخراجها.
على كل، الكل في خدمة العلم، وفي خدمة القرآن، اللهم استعملنا في طاعتك، وهب لنا من لدنك رحمة إنك أن الوهاب.
ـ[أحمد بن محمد فال]ــــــــ[22 Jul 2010, 08:54 م]ـ
شكرًا لكما على هذه المعلومات ....(/)
ابن جزي الغرناطي وكتابه المختصر البارع في قراءة نافع
ـ[أحمد بن محمد فال]ــــــــ[23 Jul 2010, 10:53 ص]ـ
وقع في يدي كتاب "المختصر البارع في قراءة نافع"، لابن جرى الغرناطي، فرأيت أن أتحف إخواني بتعريف مختصر عنه وعن مؤلفه ....
أما المؤلف:فهو الإمام القدوة الفقيه المفسر أحمد بن محمد بن جزي الكلبي الغرناطي، أخذ عن ابن الزبير وابن الكماد وابن رشيد وابن الشاط وغيرهم،وعنه ابن عطية ولسان الدين بن الخطيب، ومما قاله عنه في الإحاطة في أخبار غرناطة ( ... مشاركا في فنون من العربية والفقه والأصول والقراءات والحديث والأدب، حافظا للتفسير، مستوعبا للأقوال،جماعةً للكتب) وقال عنه ابن الجزري في الغاية ( ... شاعرا مفلقا وفقيها حاذقا ومحدثا ثبتا،وإماما مقرئا عارفا)،ومن أشهر مؤلفاته "التسهيل لعلوم التنزيل" و"القوانين الفقهية في تلخيص مذهب المالكية"، توفي ابن جزي شهيدا في معركة طريف سنة 741 هـ، وكان عمره يومها لايتجاوز الثامنة والأربعين.
وأما المختصر البارع،فهو كاسمه، مختصر بارع في قراءة نافع من روايتي ورش وقالون من طريق الداني، مشتمل على اثنين وعشرين بابا،إضافة الى مقدمة وخاتمة، أما المقدمة فقد بين فيها ابن جزي الغرض من وضع الكتاب، ثم أشار إلى الطريق التي أعتمد عليها في الكتاب، وأما الخاتمة،فقد ضمنها نصائح نافعة لحملة القرآن، حثهم فيها على عمارة الأوقات بتلاوة القرءان والحرص على إتقان ألفاظه وتدبر معانيه وامتثال أوامره واجتناب نواهيه وعدم الميل إلى الدنيا وزخرفها، و قد نبه في غضون الكتاب على بعض المسائل المهمة، فمن ذلك قوله في باب الوقف والابتداء ( ..... وأكثر ما يكون الكافي في التوابع والفضلات، كالحال ولاستثناء،ووصل الحال والتوابع إذا كانت مفردة آكد من وصلها إذا كانت جملة،ووصل الاستثناء المتصل آكد من المنقطع،وقد يتأكد فيه الفصل نحو (إني لايخاف لدي المرسلون) فلا ينبغي أن يوصل بقوله (إلا من ظلم)،ومن ذلك أيضاقوله ( .. وقد اختلف الناس في مواقف لاختلافهم في إعرابها أو معناها،وبعض أقوالهم فيها أقبح من بعض، ومنها ما لاينبغي أن يلتفت إليه، وتفصيل ذلك يطول،ولا يحسمه أحد الا عارفا بالعربية مسدد النظر في المعاني)، والملاحظة التي يخرج بها القارئ للكتاب هي أنه عمل صالح،يشي بصدق صاحبه وكمال نصحه، فرحم الله الإمام ابن جزي رحمة واسعة ...
والكتاب مطبوع بتحقيق الشيخ محمد الطبراني وتقديم الدكتور توفيق العبقري،والطبعه التي بين يدي صادرة عن مكتبة أولاد الشيخ للتراث سنة: 2003م.
ـ[مصطفى محمد صالح]ــــــــ[02 Aug 2010, 08:50 ص]ـ
ورد على غلاف الكتاب أن أبا القاسم محمد بن أحمد بن جزي الكلبي الغرناطي توفي سنة 488 هـ، والصحيح أنه توفي سنة 741 هـ
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[02 Aug 2010, 11:30 ص]ـ
ذكر المحقق أن النسخة الخطية التي اعتمد عليها أصلها من المكتبة الوطنية بالجزائر، وهي غير موجودة فيها بعد البحث والسؤال، فكأنها ضاعت، وفي مكتبة الملك عبد العزيز في مجموعة رباط سيدنا عثمان رضي الله عنه رقم 665 ضمن مجموع وهو الكتاب السادس فيه: رسالة في قراءة نافع المدني لابن جزي نسخة كتبت سنة 1047 في 8 ورقات [فهرس مخطوطات التفسير والتجويد والقراءات وعلوم القرآن في مكتبة الملك عبد العزيز ص442 رقم1081]
ـ[مثنى الزيدي]ــــــــ[02 Aug 2010, 12:12 م]ـ
جزاكم الله خيرا
على ذكر ابن جزي قال المؤلف علي محمد الزبيري في كتابه ابن جزي ومنهجه في التفسير:
((قد لاحظت أن بعض علماء الأندلس قد لحقهم شيء من الحيف أولم يجدوا ممن جاء بعدهم العناية الكافية بتراثهم، فهذا بقي بن مخلد الذي يفوق مسنده مسند الإمام أحمد كماً ونوعاً ويفضل مصنفه على مصنف أبي شيبة وعبد الرزاق، وتفسيره على تفسير الطبري لا نكاد نعرف عنه شيئاً)).
فجزاكم الله خير الجزاء
ـ[أحمد بن محمد فال]ــــــــ[02 Aug 2010, 05:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا ...
وعلى ذكر ابن جزي، ألا ينشط أحد الإخوة فيتحفنا بمعالم منهج ابن جزي في تفسيره، فإنك حين تقرأ في تفسيره، تحس بأنك تقرأ تفسير القرآن فعلا، وهذه الميزة من خصوصيات العلماء الربانيين، ونحسب ابن جزي منهم، ولا نزكي على الله أحداً، فهل ينشط لذلك أحد إخواننا فيجرب؟ ويأتي بالفائدة؟
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[02 Aug 2010, 11:56 م]ـ
جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ العلامة المقرئ أحمد بن محمد فال، وشكرا لكم على التعريف بهذا العلق النفيس، وعلى هذه الفوائد العلمية الماتعة.
لدي طبعة من هذا الكتاب بتحقيق د. فتحي العبيدي، الأستاذ المساعد بجامعة الزيتونة بتونس – دار الرفاعي / دار القلم العربي – حلب / سورية – ط 1 – 1425هـ/2004م.
بلغ عدد صفحات هذه الطبعة: 176، وقد اعتمد المحقق على ثلاث نسخ، وصدَّرَ التحقيقَ بترجمة للمؤلف وتعريف لعلم القراءات ودراسة مختصرة للكتاب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مثنى الزيدي]ــــــــ[03 Aug 2010, 12:42 ص]ـ
هل هذا الكتاب منشور على الانترنت بصيغة البي دي اف؟ نرجو الرد جزيتم خيرا(/)
بحث عن مخطوطة
ـ[رشا الدغيثر]ــــــــ[23 Jul 2010, 06:02 م]ـ
كيف أبحث عن مخطوطة في الرسم بحاجة إلى تحقيق؟(/)
محمد بن أحمد بن خليفة صاحب " بحر الجوامع في شرح القصيدة الطاهرية "؟
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[24 Jul 2010, 08:38 ص]ـ
هل وقف أحد على ترجمة هذا العلم، صاحب هذا الشرح الكبير، وهل هو قاهري؟
إلى الآن لم أقف على كتابه، ولكن أخبرني أحد الإخوان أنه صرح فيه بأنه تتلمذ على صاحب النظم حافظ طاهر الأصفهاني، وحافظ طاهر - كما هو معلوم - كان حياً سنة (857 هـ)، وهذا يعني أن محمد بن أحمد بن خليفة من علماء القرن التاسع الهجري، ولعله أدرك القرن العاشر.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[24 Jul 2010, 09:33 م]ـ
الكتاب عندي مخطوط و قد صورتُه ـ عن طريق أحد الإخوة ـ من الدكتور السالم الجكني جزاه الله خيرا ..
و قد قام الأخ يوسف البردي حفظه الله بتحقيق القصيدة الطاهرة في رسالته للماجستير بإشراف أ. د غانم قدوري الحمد حفظه الله تعالى.
و الأخ يوسف أحد أعضاء الملتقى فيمكنك مراسلته لعله يفيدك فيما تبحث عنه.
ـ[هاشم بالخير]ــــــــ[11 Oct 2010, 12:37 ص]ـ
الإخوة الفضلاء
بحمد الله تم تسجيل بحر الجوامع شرح القصيدة الطاهرة لمحمد بن أحمد بن خليفة القاهري كرسالة دكتوراة في قسم القراءات في جامعة أم القرى وتم تقسيمه على سبعة أو ثمانية من الطلاب.
ومازال البحث عن ترجمته مستمرا
نسأل الله العون
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[12 Oct 2010, 04:24 م]ـ
انتظرت كثيراً حتى تيسر لي نسخة من شرحه فلم تتيسر حتى الآن، فلم أجد بداً من إيراد ما وقفت عليه.
ذهب البعض إلى أنه:
شمس الدين محمد بن أحمد بن يوسف القاهري الشافعي المقرئ (833 – 894 هـ).
وذهب مؤلفا معجم التاريخ للتراث الإسلامي 4/ 2548 إلى أنه:
شمس الدين محمد بن أحمد بن ناصر بن خليفة بن فرح بن عبد الله بن عبد الرحمن الباعوني الدمشقي الشافعي المؤرخ الناظم (ت 871 هـ).
والذي يبدو لي أن القاهري محرفة عن القاري، وأنه:
محمد بن أحمد بن خليفة الفارسي القاري، من علماء القرن العاشر الهجري، ويبدو أنه من تلاميذ تلاميذ حافظ طاهر الأصفهاني، المتوفى بعد سنة (857 هـ).
كان معاصراً للأمير شمس الدين محمد بن أمير علي بن أمير برندق برلاس، أحد أمراء هرات، أو سمرقند، أو كرمان، أو أذربيجان.
أما بّرَنْدَق: فهي قرية كبيرة من واد بين قزوين وخلخال، من أعمال أذربيجان. معجم البلدان 1/ 403.
أما برلاس، أو بيرلاس فهي إحدى القبائل التترية، الباكستانية الأصل، أو التركية المغولية.
له: مناهج التلاوة، في القراءات، ويقال: في التجويد، وهو في الحقيقة في قراءة عاصم من روايتي أبي بكر وحفص.
ألفه بالفارسية، باسم شمس الدين محمد بن أمير علي بن أمير برندق برلاس.
جعله في مقدمة، وثمانية عشر باباً، وخاتمة.
الفصل الأول: في مخارج الحروف، الثاني: في صفات الحروف، الثالث: في اجتماع الصفات في كل حرف، الرابع: في تبيين الحروف، الخامس: في الإدغام، السادس: في حكم الميم الساكنة، السابع: في حكم النون الساكنة، الثامن: في تفخيم وترقيق اللام والراء، التاسع: في المدات، العاشر: في بيان عيوب القراءة، الحادي عشر: في المحافظة على الحروف، الثاني عشر: في بيان الوقف بالإسكان والروم والإشمام، الثالث عشر: في الضروري من رسم الخط، الرابع عشر: في ياءات الإضافة، الخامس عشر: في ياءات الزوائد، السادس عشر: في الاستعاذة، السابع عشر: في التسمية، الثامن عشر: في فرش روايتي عاصم، والخاتمة: في بيان المعانقات (وقف المعانقة).
أولها: ((الحمدلله رب العالمين ... بر ضماير اصحاب تحقيق و سراير ارباب تدقيق روشن و مبرهن است)).
آخرها: ((سورةالكافرون: ولي دين. سورة الفلق: حسد مفتوح الآخر. والله أعلم بالصواب)).
والكتاب – فيما أعلم - يوجد منه أربع نسخ خطية:
1 - مكتبة ملي ملك، التابعة لآستان قدس رضوى - طهران، رقم: 325، في 66 ورقة، ضمن مجموع، من ورقة 1 – 66، كتبت في القرن العاشر الهجري، بخط النسخ.
2 - مكتبة النجفي المرعشي - قم، رقم: 3570، ضمن مجموع، من ورقة 145 ب - 191 أ، الناسخ: محمد بن علي بن أحمد الحسيني، في يوم السبت 20 جمادي الأولى سنة 1061 هـ.
3 - معهد البيروني للدراسات الشرقية بطشقند في أوزباكستان، رقم 8061، في 95 ورقة.
4 - مكتبة آية الله گلپايگاني بقم (مجموعة آيت الله محمد حجت)، رقم: (256 مجموعة)، من ورقة (1 ب – 75 ب)، يرجع تاريخ نسخها إلى القرن 14 هـ.
فهارس المكتبات السابقة، والذريعة إلى تصانيف الشيعة 22/ 343.
وفق الله إخواننا في جامعة أم القرى، وإن كان هناك جديد فلن أبخل به عليهم.
ـ[هاشم بالخير]ــــــــ[13 Oct 2010, 04:03 ص]ـ
أخي طه عبدالرحمن: لك مني كل الشكر والتقدير
أخي الكفراوي: قد ذكر القاهري في شرحه زمان بداية الشرح وانتهائه وبه ستتحدد الترجمة المناسبة، وقد حدده بمعاصرته لأحد الحكام لكن لم يتضح اسمه ولابد من مراجعة النسخة الأم في تونس لمعرفته
وللتوضيح: هل النسخ الأربع التي ذكرتها هي لكتاب مناهج التلاوة؟
أحسن الله إليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[14 Oct 2010, 04:35 م]ـ
فما هو زمان البداية والانتهاء، ومن هو هذا الحاكم؟
حتى نستطيع المساعدة؛ لأن النسخة حتى الآن لم تتوفر لي.
ـ[هاشم بالخير]ــــــــ[16 Oct 2010, 08:06 ص]ـ
أخي الكريم
مخطوط بحر الجوامع موجود في المكتبة الوطنية بتونس
ومع التصوير لم يظهر اسم هذا الحاكم لأنه كما يبدو كتب اسمه باللون الأحمر فلم يظهر بعد التصوير
ولهذا نحتاج لمراجعة النسخة المحفوظة بتونس فيتبين لنا ماسبق
أرجو أن تجيب على سؤالي السابق: هل النسخ الأربع التي ذكرتها هي لكتاب مناهج التلاوة؟
أحسن الله إليك
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[16 Oct 2010, 03:34 م]ـ
إن شاء الله يأتيك قريباً الجواب كاملاً بعد أن تصلني نسخة بحر الجواهر، وكذا نسخة من مناهج التلاوة.
ـ[هاشم بالخير]ــــــــ[17 Oct 2010, 12:44 ص]ـ
بحر الجواهر أم الجوامع؟
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[17 Oct 2010, 09:28 ص]ـ
سبق قلم أخي، إنما هو بحر الجوامع.
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[13 Nov 2010, 07:21 م]ـ
اليوم وصلتني نسخة الكتاب الخطية، عن طريق أخي الكريم عبد الله الفقيه، فجزاه الله خيراً، وسأبدأ من الغد - إن شاء الله - في العكوف على الكتاب، محاولاً الكشف عن مؤلفه، ولعل ذلك يكون هدية لإخواني في يوم عيد الأضحى المبارك، كل عام ونحن إلى الله أقرب.
ـ[هاشم بالخير]ــــــــ[13 Nov 2010, 11:46 م]ـ
أحسن الله إليك وكل عام وأنت بخير(/)
ما هي المناطق الإفريقية التي يقرأ أهلها برواية إبراهيم بن زربي عن حمزة؟
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[28 Jul 2010, 12:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
قال كاتب التعريف بكتاب المفردات السبع للإمام الداني (الناشر: مكتبة القرآن لصاحبها عبد الرحمن السيد حبيب – المطبعة الفاروقية الحديثة - مصر. هامش الصفحة: 3):
"وكذلك أهل بعض بلاد وسط غرب إفريقيا – إن عدوا مغاربة – فإنهم يقرؤون بمصحفهم الموافق لرواية إبراهيم بن زربي عن حمزة".
ويقول (ص: هـ):
"إن القرآن لا زال يتلى بإفريقيا بخمس مصاحف مختلفة النقط والضبط لتخالف أحرفها في المعاني واللهجات، بعض هذه المصاحف موافق لأحرف رواية لم يقرأ بها قارئو العشر الكبرى بمصر".
فهل يوجد مصدر آخر لهذه المعلومات؟
وما هي المناطق الإفريقية التي يقرأ أهلها برواية إبراهيم بن زربي عن حمزة؟
وهل توجد مصاحف إفريقية (مخطوطة أو مطبوعة) مضبوطة بما يوافق هذه الرواية؟
وهل توجد أسانيد معاصرة لهذه الرواية الخارجة عن طرق الطيبة؟
وهل يوجد حفاظ يقرؤون بها اليوم؟
أفيدوا مأجورين.(/)
هوامش على كتاب اثبات تواتر القرءان دو الحاجة الى القياس ... ((12))
ـ[أحمد بن محمد فال]ــــــــ[28 Jul 2010, 12:55 ص]ـ
الوقفة الثانية عشرة:
وأماقوله ((ولعل المسلم العادي لا يعلم أن جميع المصاحف المطبوعة باستثناء مصحف حفص عن عاصم،قد اشتملت على كثير من التركيب والتلفيق، وحوت كثيرا من القياس الذي هو قراءة بعض القرآن بما لم ينزل به جبريل من عند الله.)) ه، فيجاب عنه بأن ماذكر مبني على ماتقدم من كلام المؤلف، وقد تقدم الكلام عليه، وأما قوله (( ... ولإثبات ذلك على أرض الواقع فإن أوثق المصاحف هو مصحف المدينة المنورة الذي تمت طباعته بمجمع خادم الحرمين الشريفين تحت إشراف اللجنة العلمية التي تعد بحق من أفضل علماء القراءات في هذا العصر، فهذه بعض الملاحظات القديمة منذ سنة 1998 على هذا المصحف: (1) -أن اللجنة لم تبين طريق المصحف بالتحديد، وإنما قالت من طريق الأزرق دون بيان أي طرقه الخمسة والثلاثين، أو أي طر ق النحاس عن الزرق الثمانية، أو أي طرق ابن سيف عن الزرق الثلاثة، مما يعني انه من طريق الشاطبية على الراجح وفي أحسن الاحتمالات، إذ التزمت طريق الشاطبية والتيسير في أكثر ضبط كلمات المصحف، كتقليل ذوات الياء مطلقا، كرءوس الآي من السور الإحدى عشرة، وذوات الراء، و مثل ضبطها [الم الله] و [الم أحسب] بالإشباع، ومثل تقليل [جبارين] وكتقليل [ومحياي] وإسكان ياء الإضافة فيها حالة الوصل، وهو صريح طرق الخاقاني للأزرق التي عليها مدار التيسير الشاطبية، وهو مخالف لطرق ابن نفيس الذي ليس له الا الفتح في ذوات الياء غير رءوس الآي من السور الإحدى عشرة كما في النشر (1/ 50) ... )) ه، فيجاب عنه بأن الطريق المعتمدة في المصحف المذكور، هي طريق الدرر اللوامع، وهي من قراءة ابن بري ([1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn1)) على أبي الربيع بن حمدون الشر يشي الأندلسي ([2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn2))، و إليه بقوله في مقدمة الدرر:
سلكت في ذاك طريق الداني= إذ كان ذا حفظ وذا إتقان
حسبما قرأت بالجميع=على ابن حمدون أبي الربيع
المقرئ المحقق الفصيح=ذي السند المقدم الصحيح
و قرأ ابن حمدون المذكور على أبي بكر محمد بن موسى السكسكي ([3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn3)) وقرأ السكسكي على أبي الحسن علي بن هشام اللخمي ([4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn4)) وقرا ابن هشام على أبي المنصور مظفر بن سوار اللخمي ([5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn5)) وقرا بن سوار على أبي العباس احمد بن علي السر قسطي ([6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn6)) وقرا السر قسطي على أبي عبد الله محمد بن الحسن بن سعيد الداني الشهير بابن غلام الفرس ([7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn7)) وقرأ بن غلام الفرس على عن أبي داود سليمان بن نجاح البلنسي ([8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn8)) وقرا أبو داود على الداني بأسانيده المذكورة في التيسير وغيره ([9] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn9)) ، وسيأتي أن الأوجه التي ضبط عليها مصحف المدينة مطابقة كل المطابقة للأوجه المقروء بها لورش من الطريق الدرر اللوامع، ومما ينبغي أن يشار إليه هنا أن هذه الطريق كانت محل عناية كبيرة من لدن علماء المغرب في مختلف العصور، فألفوا فيها مؤلفات عديدة ([10] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn10))، خصصوا جانبا منها لبيان الوجه المأخوذ به من أوجه الخلاف المذكورة فيها، ومن أشهر تلك المؤلفات: الدرة السنية في بيان خلف البرية، لأبي القاسم التازي، من علماء القرن العاشر الهجري، و احمرار ([11] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn11)) الادوعيشي، المعروف بالأخذ ([12] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn12)): لمؤلفه أحمد بن الطالب عمر للإدوعيشي الشنقيطي المتوفى سنة 1254هـ،وأما قوله ((لكن لايخفى من المصحف اعتماد ها على الأداء الموريتاني، إذ حوت اللجنة
(يُتْبَعُ)
(/)
العلمية رجلين من الشناقطة، أحدهما من علماء القراءات، .. ولا يخفى اعتماد الأداء الموريتاني قديما على طرق ابن نفيس، وهو مخالف لطرق الشاطبية والتيسير في كثير من الأحرف)) ه، فيجاب عنه بأن اعتماد الأداء الموريتاني على طرق ابن نفيس لايتجاوز حدود الإسناد،وذلك لأنهم يعتمدون في الإقراء على طريق الدرر اللوامع اعتمادا كليا، وهم في ذلك،على مذهب شيوخهم المغاربة، الذين أخذوا في الإقراء بطريق الدرر وفي لإسناد بطريق ابن نفيس، قال ابن غازي ([13] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn13)) فى معرض حديثه عن أسانيده في القراءات [[ .. ،وأعتمد من ذلك ما انتفاه سيدي أحمد بن موسى الفلالي المذكور, من طريق أبي العباس أحمد بن نفيس المقرأ, محتجا بأنه أقرب الطرق إليه تلاوة غير متخللة بالإجازة الساذجة]] ([14] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn14))، وقد أسند ابن غازي القراءات السبع عن شيخه أبي عبد الله الصغير النيجي من طريقي الشاطبي وابن بري ([15] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn15))، إلا انه آثر اختيار الفلالي، وقد علق الدكتور محمد المختار ولد اباه على هذا الاختيار فقال [[ .... والملاحظ أن هذا السند الذي صارت تحرر به الإجازات المغربية يطرح أسئلة، وهي: أولا: أنه آثر طريق أبي الحسن علي بن سليمان القرطبي المعاصر له على طريق ابن بري، ثانيا أنه اختار بعد ابن بقي الانتقال الى ابن العرجاء، وقدكان من الممكن أن يسلك سبيل أبي عمرو الداني بواسطة ابن بقي عن يحي البياسي. ولقد كان بإمكان ابن غازي أن يسند قراءته مرورا بابي عمرو الداني عن طريق أستاذه أبي عبد الله الصغير عن أبي الحسن الوهري عن ميمون عن أبي عبد الله ابن عمر عن أبي العباس الزواوي عن أبي العباس الغافقي عن ابن ميشلون عن القاضي أبي بكر أحمد بن محمد ابن أبي جمرة عن والده عن الداني،وهو السند العالي الذي نوه به ابن الجزري في غاية النهاية]] ([16] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn16))، وأما قوله ((ومن أمثلته جعل الهمزة الثانية من المتفقتين في كلمتين حرف مد، وهو الذي جرى عليه عمل اللجنة العلمية المذكورة في مصحف ورش، وهو مخالف لطرق التيسير الشاطبية أيضا رغم ([17] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn17)) الوجه الثاني في الحرز بالإبدال حكاية لاأداء، وذلك قوله (وقد قيل محض المد عنها تبدلا) ه، فيجاب عنه بأن إبدال الهمزة الثانية من المتفقتين في كلمتين حرف مد وجه ثابث من طريق الشاطبية والدرر جميعا، وهو المأخوذ به، من طريق الدرر، ولا يكاد قراء الدرر يذكرون وجه التسهيل إلا على وجه المذاكرة،وهاك الدليل من الدرر اللوامع ممزوجا باحمرار الادوعيشي:
فصل وأسقط من المفتوحتين = أولاهما قالون في كلمتين
كجاء أمرنا،وورش سهلا = أخراهما، وقيل لا، بل أبدلا
والأخذ عندنا على الإبدال = في غير جاء آل لوط خذ مقال
وسَهِّل الأخرى بذات الكسر = نحو (من في السماء) إن للمصري
وأبدلن ياء خفيف الكسر من = (على البغاء إن) و (هؤلاء إن)
وليس أخذنا بما قد ذكرا = وسوف يأتيك بما قد شُهِّرا
وسَهَّل الأخرى اذا ما انضمتا= ورشٌ، وعن قالون عكس ذا أتى
وقيل بل أبدل الأخرى ورشنا = مدا لدا المكسورتين وهنا
وذا الذي به هنا جرى العمل = من غير شكٍّ بأخي ولا خلل
وأما قوله ((رغم ([18] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn18)) الوجه الثاني في الحرز بالابدال حكاية لاأداء، وذلك قوله (وقد قيل محض المد عنها تبدلا)) هـ،ففيه نظر، لمخالفته لكلام المحققين من علماء الأداء، قال السخاوي في فتح الوصيد [[ ... اختلف عنهما في كيفية تخفيف الثانية، فقال قوم بالبدل، وهو مذهب القراء، وقال آخرون بل تجعل بين بين، وهو مذهب النحاة، ثم قال: والبدل قول عامة المصريين عن ورش، ويستغرب عن قنبل، وممن ذكره عنهما ابن شريح في الكافي .. ]] ([19] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn19))، وقال الجعبري في كنز المعاني [[ ... والثاني:البدل المعبر عنه بمحض المد، فتصير المفتوحة ألفا والمكسورة ياء ساكنة قبلها كسرة والمضمومة واوا ساكنة قبلها ضمة، وهذا زائد عليه- يعني التيسير، وقد
(يُتْبَعُ)
(/)
نقله مع الأول - عنهما- يعني ورشا وقنبلا- ابن شريح في كافيه، وعامة المصريين على البدل لورش على قاعدتهم في المتصلة، وعمموه هنا للإمكان .. ]] ([20] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn20))، وقال أبو شامة في إبراز المعاني [[ .. وري عنهما-يعني ورشا وقنبلا- في تسهيلها وجهان: أحدهما جعلها بين بين، لأنها همزة متحرك ماقبلها، كذلك قياس تسهيلها، وهو المراد بقوله (كمد)،والوجه الثاني: لم يذكر في التيسير، وهو:أن تبدل حرفا ساكنا من جنس حركتها، وهو مذهب عامة المصريين، كما فعلوا ذلك في المفتوحتين في كلمة واحدة، إلا أن البدل هنا عام في المفتوحة والمكسورة والمضمومة .. ]] ([21] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn21)) ، فعلم بما ذكر من أقوال هؤلاء الأئمة أن قول المؤلف (إن وجه الإبدال حكاية لاأداء) مصادم للنقل،والحاصل أن الإبدال وجه صحيح مقروء به من طريق الشاطبية، وقد تقدم أنه هو المأخوذ به من طريق الدرر, وأما قوله ((ومن أمثلته إبدال الثانية حرف مد في [هؤلاء إن-على البغاء أن] كما في النشر (1/ 385) إذ أن طريق الداني في التيسير والشاطبي هي قراءة الداني على الخاقاني، وتلك بإبدالها ياء خالصة مكسورة، أما وجها الشاطبي الآخران فيهما، فمن زياداته غير (المقرءوة) ([22] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn22)) . ولعل هذا هو السبب الذي جعل اللجنة العلمية لاتحدد طريق الأزرق في مصحف ورش المذكور، لكن لابد من تحديده، لما فيه من التحرير والأمانة العلمية، ولما في تركه من تركيب الطرق الذي لايليق بأئمة القراءات ...... )) ه، فيجاب عنه بأن إبدال الهمزة الثانية من المكسورتين حرف مد في (هؤلاء إن) و (على البغاء إن)، هو أحد الأوجه الثلاثة في الدرر الشاطبية،وهو المأخوذ به من طريق الدرر، وقد تقدم قول الادوعيشي في الاحمرار عند قول ابن بري:
وأبدلن ياء خفيف الكسر من =على البغاء إن وهؤلاء إن
وليس أخذنا بما قد ذكرا = وسوف يأتيك بما قد شهرا
ومراده بقوله (وسوف يأتيك بما قد شهرا) قوله:
وقيل لابل أبدل الأخرى ورشنا = مدا لدى المكسورتين وهنا
ولذلك قال بعده:
وذا الذي به هنا جرى العمل =من غير شك بأخي ولا خلل
وأما قوله ((وأما وجها الشاطبي الآخران فيهما فمن زياداته غير المقروء [بها] ([23] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn23))...)) فهو إطلاق غير صواب، فقد أطبق القراء في كل الأعصار والأمصار على القراءة بهما من طريق الشاطبية، وقد حصل لكاتب هذه السطور شرف تلقيهما ضمن القراءات السبع من طريق الشاطبية، على جماعة من الشيوخ الثقاة المتصل سندهم برسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد علمت أن الوجه الثاني منهما الذي هو الإبدال، هو المقروء به من طريق الدرر، وهاهنا مسألتان: المسالة الأولى: قال الجعبري عند قول الشاطبي (هؤلاء إن وعلى البغاء .. ): [[ .. هذا وجه ثالث من القصيد،ثان في التيسير، أي: أن بعض الآخذين لورش،كابن هلال وابن سيف وأبي غانم رووا عن ورش في ثاني (هؤلاء إن) بالبقرة و (على البغاء إن) بالنور ياء مختلسة الكسرة، ثم قال: وورش وقنبل بتسهيل الأخرى وإبدالها مدا في الأنواع الثلاثة، وزاد ورش وجه إبدالها ياء مختلسة في (هؤلاء إن) و (على البغاء إن) ... ]] ([24] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn24))، المسالة الثانية: زيادات الحرز كلها صحيحة مقروء بها،إلا مواضع يسيرة تعد على رؤوس الأصابع جمعها العلامة المحقق محمد بن محمد الأفراني المغربي ([25] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn25)) في بيتين،فقال:
وخذ بما فيه جميعا غيرما = لضعفه أشار نحو: يفتلا
وأهمل، أعضل،موهلا، وما = ج،لم يصح، شذ، هلهلا
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما قوله (( ... (2):ضبطت [ماليه هلك] في الحاقة بالإدغام، وهو غريب حقا من اللجنة إذ ضبطت قبله [كتابيه إني] بالسكت وعدم النقل، وهو الرواية والنص مثل السكت وعدم الإدغام في [ماليه هلك] بل إن إدغام [ماليه هلك] من القياس على نقل [كتابه اني] الذي هو من القياس أيضا كما تقدم)) ه, فيجاب عنه بان الإدغام في [ماليه هلك] هو المقروء به من طريق الدرر، نص علي ذلك ابن القاضي في الفجر الساطع الادوعيشي في إرشاد القاري والسامع، وغيرهما من شراح الدرر. ([26] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn26) )، وهو الذي يأخذ به عامة شيوخ الإقراء في محاظر شنقيط ([27] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn27) )، وأما ضبط [كتابيه إني] بالسكت وعدم النقل، فهو المأخوذ به أيضا من طريق الدرر لقوله، لقوله في الاحمرار:
والعمل اليوم على التحقيق= للهمز، وانسبه لذي التحقيق
وأما قوله ((بل إن بل إن إدغام [ماليه هلك] من القياس على نقل [كتابه إني] الذي هو من القياس أيضا .. )) ه، فيجاب عنه بأن ذلك مبني على كلام المؤلف السابق في شأن القياس، وقد تقدم الكلام عليه، والصواب الذي لامرية فيه أن الإدغام وجه صحيح، لا مطعن فيه، فقد نقله الأئمة الموثوق بنقلهم و تلقوه عن شيوخهم، كالإمام الداني في جامع البيان ([28] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn28))، وابن سوار في المستنير ([29] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn29))، وابن شريح في الكافي ([30] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn30)) ، وحسبك من القلادة ما أحاط بالعنق، ومن المعلوم أن مدار هذا العلم إنما هو على التلقي، فليس كل ما ادعي فيه القياس قياس، فقد ينقل الوجه نصا وأداءا،وقد ينقل أداءا فقط،ولا يكون ذلك قادحا في صحته، قال المنتوري [[ .. نقل الداني في المفصح عن الإمام أبي الحسين ابن المنادي أنه قال ".ن الطاء تدغم في التاء ويبقي منها صوت، لئلا يخل بحرف الإطباق، قال وهذا مما أخذناه عن أهل الأداء تلقيا، ولم نجد له في الكتب تفسيرا ... ]] ([31] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn31))، وقد تقدم هذا المعنى في كلام طائفة من أهل الأداء.
(1) هو علي بن محمد بن علي بن محمد بن الحسن بن بري، أبو الحسن التسولي الرباطي، الشهير ابن بري، أخذ قراءة نافع عن ابن حمدون الشر يشي، وتتلمذ في القراءات السبع على أبي الحسن على بن سليمان الأنصاري القرطبي وابن الزبير الغرناطي، أخذ عنه ابن ميمون الفشتالي وابن العشاب،توفي ابن بري سنة730هـ،انظر قراءة نافع عند المغاربة لعبد الهادي احميتو: 4/ 1906
([2] هو سليمان بن محمد بن حمدون، أبو الربيع الشر يشي الأندلسي، أقرا على ابن فحلون وابن السراج الاشبيلي،تصدر للإقراء بفاس مدة،وتوفي سنة709هـ،انظر قراءة نافع عند المغاربة لعبد الهادي احميتو: 4/ 1906
[3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref3) هو محمد بن موسى أحمد بن خلف بن عبيد الله بن فحلون،أبوبكرالسكسكي الشر يشي، قرأ بالقراءات السبع على أبي الحسن بن شريح وأبي العباس المسيلي وعلي ابن سليمان اللخمي، و عنه أسند القراءات،توفي سنة 591 هـ ت، ترجمته في فهرس الفهارس للكتاني2/ 994
[4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref4) هو علي بن هشام بن الحجاج بن عمر بن الصعب، أبو الحسن اللخمي الشرييشي، وصف بأنه كان من أهل التجويد البارعين في القراءات، قرأ على أبي المنصور مظفر ابن سوار بمفردات الداني، وقرا عليه ابن فحلون السكسكي، ترجمته في برنامج الرعيني والذيل والتكملة، انظر: شرح المنتوري على الدرر 1/ 84
[5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref5) هو مظفر بن سوار بن هبة الله بن علي، أبو المنصور اللخمي، قرأ على احمد بن علي السر قسطي، وقرأ عليه بالسبع علي بن هشام اللخمي،كانت وفاته حوالي سنة600هـ، انظرشرح المنتوري على الدرر 1/ 85
(يُتْبَعُ)
(/)
[6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref6) هو أحمد بن علي بن محمد، أبو العباس السر قسطي، قرأ على ابن غلام الفرس، و شاركه في الأخذ عنه ابن أبي العاص النفزي ولعل ذلك- والله أعلم- هو السر في اتفاق طريقي الدرر الشاطبية في أكثر المسائل التي خالفا فيها طريق التيسير، وقد وصفته مصادر ترجمته بأنه كان حاذقا في قراءة نافع، توفي السر قسطي بعد سنة ستمائة، انظر شرح المنتوري على الدرر 1/ 85.
[7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref7) هو محمد بن الحسن بن سعيد، أبو عبد الله الداني، المعروف بابن غلام الفرس، إمام مقرئ محدث، ولد سنة472ه، قرأ على أبي داود سليمان بن نجاج وابن البياز وابن الدوش،وقرا عليه السر قسطي وابن أبي العاصي النفزي،ولي خطابة دانية، وبها مات سنة547 هـ، انظر: غاية النهاية 2/ 121 - 122،وانظر النشر 1/ 45، وأسانيد الشاطبي في مقدمة فتح الوصيد للسخاوي1/ 8.
[8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref8) هو سليمان بن نجاح، أبوداد البلنسي، الإمام العلم،أحد نجباء تلاميذ الداني، توفي 496هـ،ترجمته في غاية النهاية:1/ 316.
[9] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref9) انظر: شرح المنتوري على الدرر 1/ 84 - 85،فمنه نقلنا هذا الإسناد، ومن محققه اقتبسنا تراجم بعض رجال هذا السند، وانظر: قراءة نافع عند المغاربة:3/ 626،وانظر تاريخ القراءات في المشرق والمغرب ص: 458
[10] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref10) انظر تفاصيل ذلك فيما كتبه عبد الهادي احميتو في موسوعته، فقد ذكر نحوا من اثنين وسبعين مؤلفا حول الدرر اللوامع مابين شرح و استدراك،انظر قراءة نافع عند المغاربة ك4/ 1445 وما بعدها، وانظر تاريخ القراءات في المشرق والمغرب ص:472.
[11] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref11) يطرق هذا اللفظ في عرف أهل شنقيط على الزيادات التي يزيدها الشيوخ في بعض المقرارات المحظرية بقصد الإيضاح أوالتكميل، وقد جرت العادة أن تكتب باللون الأحمر تميزا لها عن الأصل الذي يكتب عادة باللون الأسود، ومن أشهر هذه الزيادات: احمرار بن بون الجكني على ألفية ابن مالك، واحمرار ابن زين القناني على لامية الأفعال في التصريف، واحمرار بن عبد الجليل العلوي على السلم في المنطق للأخضري الجزائري.
[12] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref12) حققه كاتب هذه السطور في إطار رسالة جامعية لنيل شهادة اللسانس من كلية القرءان بالجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة.
[13] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref13) هو محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن غازي، العثماني، نسبة لقبيلة من كتامة، احدى قبائل صنهاجة، المكناسي ثم الفاسي، أخذ عن محمد بن الحسين النيجي الشهير بالصغير، والإمام القوري، وأبي عبد الله السراج، وابن مرزوق الكفيف، والشيخ عثمان الدِّيَّمي، من أبرز مؤلفاته في القراءات: (إنشاد الشريد في ضوال القصيد) و (تفصيل عقد الدرر بنشر طرق المدني العشر)، توفي سنة (919هـ)، انظر ترجمته في: توشيح الديباج (176—178)، ونيل الابتهاج (581 - 583)، وكفاية المحتاج (459 - 461)، ودرة الحجال (2/ 148 - 149)، وفهرس الفهارس (1/ 288 - 291) وشجرة النور الزكية (276).
[14] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref14)- انظر فهرسة ابن غازي الموسومة (بالتعلل برسوم الإسناد بعد انتقال أهل المنزل والناد)، ص:36 - 37، وانظر قراءة الإمام نافع عند المغاربة: 4/ 1099
[15] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref15) انظر فهرسة ابن غازي ص: 40 - 41
[16] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref16) انظر: تاريخ القراءات والقراء في المشرق والمغرب:52 8
[17] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref17) كذا في الأصل، ولعله سقطت منه كلمة (أن) أو نحوها
(يُتْبَعُ)
(/)
[18] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref18) كذا في الأصل، ولعله سقطت منه كلمة (أن) أو نحوها
[19] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref19) انظر: فتح الوصيد في شرح القصيد2/ 307
[20] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref20) انظر: كنز المعاني في شرح حرز الأماني (مخطوط) ورقة2/ 42
[21] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref21) انظر: إبراز المعاني من حرز الأماني ص:143
[22] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref22) كذا في الأصل، ولعله (المقرءوء بها)
[23] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref23) كذا في الأصل، ولعله (المقرءوء بها)
[24] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref24) انظر: كنز المعاني في شرح حرز الأماني (مخطوط) ورقة2/ 45
[25] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref25) هو محمد بن محمد الأفراني المغربي السوسي،أخذ عن ابن القاضي الفاسي، هاجر الى المشرق، واستقر بمصر،فصحب سلطان المزاحي، وتلقى عنه القراءات، وعنه أخذ صاحب غيث النفع، ونقل عنه في مواضع من غيث النفع،وأشاد بعلمه وتحقيقه،وذكر له أرجوزة في أوجه (الآن)، ومما قال عنه ( .. وإذا قلت شيخنا فالمراد به العلامة المحقق والمدقق الصالح الناصح: سيد محمد بن محمد الأفراني المغربي السوسي، نزيل مصر والمتوفى بها رحمه الله شهيد بالطاعون، أواخر ذي القعدة الحرام سنة: إحدى وثمانين وألف سنة، 1081هـ
[26] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref26) انظر: الفجر الساطع والضياء اللامع لشرح الدرر اللوامع ابن القاضي، (مخطوط) ورقة 124،و إرشاد القاري والسامع لكتاب الدرر اللوامع: ص:88
[27] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref27) انظر وخلاصة الأداء: لمحمد الحسن العلوي: ص12، وشرح ابن الحاج حماه الله الغلاوي على الدرر اللوامع (مخطوط) ورقة،.28، والغيوث الهوا مع في شرح الدرر اللوامع،لابن دهمد الإديدبي ص: 54، و المقبول النافع على الدرر اللوامع لابن الطالب أعل العلوي، ص 235
[28] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref28) انظر: جامع البيان1/
[29] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref29) انظر: المستنير1/ 392
[30] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref30) انظر: الكافي ص:54
[31] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref31) انظر: شرح المنتوري علي لدرر اللوامع 1/ 408
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[28 Jul 2010, 07:04 م]ـ
الأخ أحمد بن محمد فال الشمشوي
السلام عليكم
كنت من قبل أحسب الذي تجرأ على هذه الهوامش متترسا باسم مستعار، والآن وقد عرفت أنك الشمشوي الذي اجازه مكتي في القراءات السبع وأجزت أنت بها بعض من لا يفقه من القراءات نقيرا ولا فتيلا، ولقد ترددت كثيرا قبل كتابة هذه الأسطر احتراما لك وتقديرا لولا أنك اتخذت من هوامشك على بحثي [إثبات تواتر القرآن دون الحاجة إلى اللهجات والقياس في القراءات] وسيلة لإثبات قدرات أو عرض عضلات أو اكتساب موقع علمي، ولكم ابتليت الأمة منذ ظهور الرسائل الجامعية بأسلوب النسخ واللصق لملء عشرات بل مئات من الصفحات ذلك الأسلوب الذي يعني أصفارا متعددة على جهة اليسار ,
أخي الغالي العزيز إن جميع هوامشك لم تأت بجديد من عندك وإنما ملأتها بقولك:
"فيجاب عنه بأن ذلك مبني على كلام المؤلف " اهـ
وأن مراد المؤلف أي ابن الجزري هو كذا وأن كلامي يصب في خانة الاستشراق.
ويلزم من قولك أن لا يقر المسلم بنبوة موسى حتى لا يوافق اليهود في عقيدة اليهود وأن لا يقر بنبوة عيسى حتى لا يوافق عقيدة النصارى، ويلزم من قولك ومذهبك في التقليد أن لا نقول بأن أيام الأسبوع سبعة حتى لا نوافق أولئك الذين لم يقرأوا كتابا منزلا من قبل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد خيّل إليّ أنك إنما تضيق ذرعا بالبحث العلمي المجرد إذ لم يدّّع ابن ماديك أن بحثه إثبات تواتر القرآن حق محض لا يتطرق إليه الخطأ وهيهات أن أدعي مثل ذلك في شيء من إنتاجي الخاص وإنما أثبت عمليا أن كل كلمة قرئت بإدغام فقد قرئت بإظهار وأن كل كلمة مختلف فيها قرئت بإمالة فقد تواترت بالفتح وهكذا فكل كلمة قرئت بلهجة عربية قديمة تواترت بلسان عربي مبين وهكذا لن أتراجع عن هذا الرأي الخاص بي الذي لم أدع إليه غيري ولم أدّع صوابه وإنما رجح عندي تحقيقه.
أيها الشيخ الفاضل أحمد بن محمد فال الشمشوي:
أدعوك إلى أن لا تكتب إلا جديدا مفيدا لئلا تشغل الناس عن قراءة القرآن وتدبره بما أشغلتها عنه من تكثير المتون القديمة بوسيلة ما تيسّر وسهل من عملية النسخ واللصق، فإن كنت قد بالغت في ما ادعيت فافتح بيننا حوارا علميا حول مسائل علمية عويصة من كتاب النشر أو التيسير أو الحرز أو التحبير أو غيرها من أمهات النشر فإن أجبتني عن ثلاثة أسئلة لا غير ولو بعد أشهر من التتبع والتقصي أعلنت القصور وافتخرت بقدراتك وإلا فدعني وشأني أبحث وأبتعد عن أسلوب استنساخ الكتب القديمة ولصقها والتسبيح بحمد كل قديم ولو كان خطأ أو قصر عن التحقيق وهنيئا لك به.
نسيت أن أذكر لك أنني أحمل إجازة في القراءات السبع أنت فيها شيخ شيخي أجزت فيها من أجازني ولم أقرأ عليه متنا ولا قرآنا ولم يسألني عن حرف واحد من أحرف الخلاف ولم يطلب مني ذلك أي أتته الإجازة منك بالسريع وأعطاعا بالسريع ولأني لا أحتاج تلك الإجازة ولا ذلك الإسناد إذ هو خامس إسناد أحمله وليست له قيمة علمية تماما كإسناد آخر أحمله أما باقي أسانيدي وهي ثلاثة فإني أعتبرها أسانيد شرعية أحدها من شيخي الذي درّسني وقرأت عليه القرآن كله بأكثر من رواية ولازمته هو صداف بن محمدالبشير رحمه الله والثاني شيخي في القراءات العشر المرحوم محمد عبد الله ابن الإمام الجكني والثالث هو شيخي بداه بن البوصيري مفتي البلاد رحمه الله بالقراءات العشر كذلك.
ولك مني تحية وتقدير
الحسن بن ماديك
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[30 Jul 2010, 01:21 ص]ـ
عفوا أخي العزيز / أحمد بن محمد فال الشمشوي
لقد نسيت أن أخبرك بأن لديّ صورة من نسخة الإجازة بالقراءات السبع بخط يدك،أجازك بها المصري مكتي الأزهري وأجزت أنت بها من أجازني ـ وأنت تعلم أنه لا يفقه من القراءات نقيرا ولا فتيلا ـ ولكنه من أسر الزوايا التي يجب أن تحتكر العلم وترتفع به على الناس ولو شئت ـ أنت ـ لنشرت ـ أنا ـ صورتها في هذا الموقع ولنبدأ نقاشا علميا هادئا حسب معطيات تحرير طرق القراءات بعيدا عن قول المقلدين ووصفهم هذا الوجه أو ذاك بأن عليه العمل وهو المشهور.
حفظك الله ورعاك
أخوك
طالب العلم
الحسن بن ماديك
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[30 Jul 2010, 12:34 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك فضيلة الشيخ الكريم أحمد بن محمد ( http://tafsir.net/vb/member.php?u=9785) فال ونفع الناس بعلمكم.
وهي أجوبة علمية رصينة وقوية في بابها، وأمتعتني كثيرا وأنا أقرأها، وفيها تأصيل علمي واضح المعالم.
أما الأخ الحسن بن ماديك .. تركت الجواب وأخذت في النيل من الشيخ الفاضل الذي تعامل مع كلامكم بغاية الاحترام والتوقير، وللأسف أراك في هذه الآونة الأخيرة تتجه هذا الإتجاه، تترك الأساس، وتتمسك بالفروع، وهذا بخلاف التشهير والنكير علي مخالفك.
فما دمت أفيشيت سرك بالكتابة فعليك تحمل المعارضين لك، وإن كنت تريد ألا يعقبُك أحد فاكتب لنفسك ولا تخرج سرك.
وتأمل معي ماقاله العلامة ابن الجوزي في كتاب صيد الخاطر: (
وكتمان الأمور في كل حال فعل الحازم، فإنه إن كشف مقدار سنه استهرموه إن كان كبيراً، واحتقروه إن كان صغيراً.
وإن كشف ما يعتقده ناصبه الأضداد بالعداوة، وإن كشف قدر ماله استحقروه إن كان قليلاً، وحسدوه إن كان كثيراً، وفي هذه الثلاثة يقول الشاعر:
احفظ لسانك لا تبح بثلاثة ... سن ومال ما استطعت ومذهب
فعلى الثلاثة تبتلى بثلاثة ... بمموّه وممخرق ومكذب
وقس على ما ذكرت ما لم أذكره، ولا تكن من المذاييع الغر الذين لا يحملون أسرارهم حتى يفشوها إلى من لا يصلح.
ورب كلمة جرى بها اللسان هلك بها الإنسان.)) ا. هـ
والشاهد قوله ((وإن كشف ما يعتقده ناصبه الأضداد بالعداوة،)).
أخي الكريم أنت في منتدي يغلب فيه الطابع العلمي، فلن تجد أحدا ـ فيما أعتقد ـ سيغتر بكلام التشهير الذي تتبناه، إنما سيتأكد الجميع من عجزك عن الجواب.
ومهما كنت لا تحتاج للسند الذي من طريقه فلا يمكن بحال أن تُقال بهذه الطريقة التي نطقت بها (لا يعرف فضل ذوي الفضل إلا ذووه)
والسلام عليكم
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[30 Jul 2010, 03:13 م]ـ
الأخ عبد الحكيم عبد الرازق
وكذلك لم تأت أنت بدليل واحد ينقض جزئية واحدة من بحثي [إثبات تواتر القرآن دون الحاجة إلى اللهجات والقياس في القراءات] فتردها بدليل واحد، أما أن لا يوافق المخالفون استنباطي واستدلالي فيقلبون إلى الاستدلال بما خالفت عن وعي ودراية من كلام المتقدمين فهذا مما لا ينقص البحث العلمي المجرد كما لا تزيده موافقة المقلدين قوة.
ولو وقفت وحيدا في طرف ووقف معكم موافقين أهل الأرض جميعا لما استوحشت، ولما كان ذلك دليل بطلان موقفي ورأيي، وهيهات أن اقنع قبل عودة الأمة إلى الأداء بالمصاحف العثمانية أي بست روايات أو خمس بعددها ولنرمي في عرض البحر هذه الروايات العشرين أو غيرها، فاعلم، ولا أعتذر.
الحسن بن ماديك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[30 Jul 2010, 04:40 م]ـ
السلام عليكم
أخي الكريم يبدو أنكم قد غضبتم، فلذا لم تميز بين الأقوال.
فأنا لست في صدد الجواب عليك ـ مع أني لو تناولت ما تكتبه في هذا الصدد لأقمت عليك ألف حجة وحجة ـ فيكفي جواب الأخ الفاضل محمد، أنا كنت أقوّم الأمر عندك.
سيدي الفاضل هناك فرق بين أن تصوب الخطأ وبين أن تشنع بالخصم عند الجواب.
فضيلتكم تأتون للمسلمات وتريدون هدمها ثم تزعم بأن هذا اجتهاد.!!!
تفضل أخي الكريم هذا الرابط لتعلم ماذا تفعل أنت في الثوابت وانظر إلي ما تسميه اجتهادا:
http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=20256
والسلام عليكم
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[30 Jul 2010, 09:58 م]ـ
طلب مني أخي الكريم أحمد محمد فريد المقرئ الإسكندراني، نزيل المدينة المنورة أن أنقل له هذه المشاركه من منتدى شبكة القراءات القرآنية على هذا الرابط:
http://qiraatt.com/vb/showthread.php?t=1788
إلى هذا الموضع؛ حيث لا يمتلك عضوية في ملتقى أهل التفسير، وهي بعنوان:
إلى أين يا ابن ماديك؟
الأخ: الحسن بن ماديك
السلام عليكم
فإنه قد بان لكل ذي عينين أن نتائج بحثك (إثبات تواتر القرآن .. الخ) إنما أتيت فيها من قبل فهمك وعجلتك.
وقد أتيحت لك فرص للرد على من انتقده سواء انتقادًا مجملا أو مفصلا لكنك وللأسف أحجمت ـ لعله لعدم الحجة ـ في أكثر الأحيان، وتكلمت في بعضها الآخر بكلام لا يمت للرد بله الموضوع كله بأي صلة، إنما هي مجرد كليمات تنم ـ للأسف ـ عن عدم محبة الرجوع إلى الحق، وترك ما شذذت فيه عن الناس.
وقد كانت نفسي تحدثني أن أكتب ردًا عن هذا البحث؛ لأنه نشر ـ للأسف ـ على منتديات يرتادها كثير من الباحثين، فخشيت أن يعلق شيء من تلك الأفكار ـ التي لا ألوم من نسبها إلى المستشرقين والمشككين ـ بأذهان إخواننا.
لكن قام أحد الأفاضل ـ وهو الشيخ أحمد فال ـ بالرد عليه وأنفق لذلك جزءًا من وقته، فجزاه الله خيرًا.
وقد قرأت هوامش الرجل ـ وما أشد أدبه ـ على بحثك، ويعلم الله أني لا أعرفه شخصيًّا، ولكني رأيته التزم طريقة أهل العلم والتحقيق، ووثق نقولاته، وأجاد بارك الله فيه.
لكني لم أستطع أن أفسر إحجامك، ولا أن أجد ما أحمله عليه إلا أنك لم تجد ما تقوله، وأكد لي ذلك ردك في بعض الأحيان بما ينم عن استخفاف بخصمِك، ولكن كان يمكن حمل هذا الاستخفاف ـ وإن كان خطئًا ـ على إفلاس مخالفك وعلُوِّ كعبك، لكنه لا يمكن هنالك، فمصادره وأسلوبه ومصادرك وأسلوبك لا تشهد بذلك.
وأذكرك وأذكر كل طالب للحق بأن الرجل مضى قدُمًا ولم يلتفت إلى كلامك ـ وهو جدير بأن لا يلتفت إليه؛ إذ ليس فيه إلا التهكم والاستخفاف ـ وراح يكمل هوامشه على قدر عال من الهدوء والرزانة العلمية.
وهو إلى الآن يرد وأنت إلى الآن لا يصدر منك إلا احجام يتبعه لغو كلام.
يا أخي الكريم، أعلم أني كنت قاسيًا في ردي عليك سابقًا، وأن ذلك ربما كان صارفًا لك عن تعقٌّل كلامي أو الرجوع إليه.
لكن ما ضرك أن تنظر في كلام رجل لم بصدر منه في حقك أي انتقاص أو تجريح.
إني أحثك على الرد على الشيخ أحمد بن فال؛ فقد رأيته وجه ما أتيت به من تراثنا تطعن به في أئمتنا ككلام ابن مجاهد وأبي العلاء والداني، ولم يخرج عن نهج أئمتنا رحمهم الله، فلترد عليه إن كان ما قاله خطئًا، أو فلتعلن أنك أخطأت الفهم، وأن العجلة هي التي جرتك إلى هذا الكلام الذي سطرته في هذا البحيث.
أما ما تفعله الآن فليس في مصلحتك أبدًا.
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[محمد أحمد الأهدل]ــــــــ[01 Aug 2010, 11:11 ص]ـ
اطلعت على هذه الهوامش فوجدت كاتبها الشيخ أحمد بن محمد فال حفظه الله قد أفاد وأجاد, ومما لفت انتباهي تجرده من التجريح وشخصنة الموضوع؛ ومن باب قول النبي صل1: (الدين النصيحة) فإني أتقدم بالنصيحة لفضيلة الشيخ الحسن بن ماديك بارك الله فيه, فإن أسطره التي سطرها في هذه الصفحة لا تعلق لها بالموضوع بقدر ما هي مهاجمة لشخص الشيخ أحمد, وأنا والله الذي لا إله غيره لا أعرف لا الشيخ أحمد ولا الشيخ الحسن, وإنما هي محض نصيحة أقدمها من محب مشفق, فالتفرغ لإشغال الوقت بالردود العلمية المنضبطة أولى من إشغاله بالتجريح والتنقيص, والله يحفظ علينا ألسنتنا فلا
(يُتْبَعُ)
(/)
نتكلم إلا فيما يرضيه, وأعتذر إن كان في كلامي إزعاج لأخينا الشيخ الحسن فما أردت إلا الخير, فله مني التحية والتقدير.
ـ[أحمد بن محمد فال]ــــــــ[01 Aug 2010, 05:28 م]ـ
الوقفة الثالتة عشرة:
وأما قوله ((.—3:ضبطت [يس والقرآن] بالإظهار وهو عجيب من اللجنة، بل لايصح تصور الا أن يكون المصحف من غير طريق الشاطبية والتيسير، إذ ليس لهما غير الإدغام بغنة فيها، كما في التيسير ص33 وصريح الشاطبية، وكما في النشر (2/ 17) .... )) ه،،فيجاب عنه بأن الصواب ضبط هذا الحرف بالإدغام، كما حققه المؤلف، وهو الذي لم يذكر في الدرر غيره، وهو المقروء به من طريقه، ولا يبعد أن يكون ضبطه بالإظهار من أخطاء الطباعة لوضوح الأمر، وشهرته من طرق التيسر والشاطبية والدرر.
وأما قوله (( .. (4):-ضبطت [نون والقلم] بالإدغام، وهو مخالف لطريق التيسير والشاطبية، اذهي فقط بالاظهار، قال في النشر (2/ 18) "وقطع له بالاظهار صاحب التذكرة والعنوان، وقال في الهداية إنه الصحيح عن ورش، وقال في التيسير انه الذي عليه عامة أهل الأداء، وأطلق الوجهين جميعا عنه أبو عبد الله بن شريح وأبو القاسم الشاطبي" انتهى، وقد خرج الشاطبي عن طريقه حين أدغم، لأن أداءه خارج التيسير عن الأزرق، وهو طريق الخياط عنه، وهو من قراءة الداني عن الخاقاني، وهذه فقط بالإظهار، كما في التيسير ص:138 ... )) ه، فيجاب عنه بأن الخلاف في هذه المسالة من باب الخلاف العالي، وقد صدر الداني في التيسير بوجه الإدغام، ثم قال [[ ... غير أن عامة أهل الأداء من المصريين يأخذون في مذهب ورش بالبيان فيه ... ]] ([1] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=112825#_ftn1))، و نص في الدرر على هذا الخلاف فقال:
وعنه نون نونٍ مع يسينا = ظهر، وخلفُ ورشهم بنونا
والمأخوذ به الإظهار لقوله في الاحمرار:
والأخذ عندنا على الإظهار = لسيدي ورش النبيه القاري
ولقول التازي في الدرة السنية:
والخلف عن ورش أتى بنون = فاتل على المشهور بالتبيين
واما قوله (( .. -5:ضبطت [هانتم هؤلاء] بالإبدال والإشباع للألف بين الهاء والنون من غير همز، وهو أحد وجهي الشاطبية، غير أن طريقها هو وجه حذف الألف بعد الهاء واللفظ بغير همزة بين بين فقط، وهي قراءة الداني على الخاقاني كما اقتصر عليه في التيسير ص:88، وفي فرش آل عمران، وكما اقتصر عليه المالقي شارح التيسير (4/ 222) فما بعدها، وكما في النشر (1/ 400) عته وكما قدمه القاضي في البدور ص63، وصاحب غيث النفع ص:176، وقول الشاطبي (وكم مبدل جلا) إنما هو للحكاية والعلم لاالأداء من طريقه، إذ ذكر قبله الأداء والطرق بقوله (ولاألف في هانتم زكا جنا_وسهل أخا حمد) أي: حذف الألف بعد الهاء لقنبل والأزرق وتسهيل الهمزة بين بين لنافع وأبي عمرو، مما يعني يعني أن ليس لللأزرق من طريق الحرز غير ما ذكرنا، والعجيب أن اللجنة العلمية خالفت طريق الشاطبية والتيسير، وخالفت طريق ابن نفيس أيضا في هذا الحرف، اذهي بإثبات الألف واثبات همزة بين بين بعده، مثل قالون وأبي جعفر وأبي عمرو، كما في النشر (1/ 400) ... )) ه، فيجاب عنه بأن الإبدال في (هانتم) هو أحد الوجهين في الشاطبية والدرر، والوجه الثاني فيهما: هو التسهيل، إلاأن الإبدال هو المأخوذ به من طريق الدرر، لقوله في الاحمرار:
والأخذ عندنا على الإبدال = والحمد لله على الكمال
ولقوله في إرشاد السامع: [[ .. و بالبدل العمل لورشٍ فيهما – يعني هانتم أرأيت- ... ثم قال: واعلم أيها الواقف عليه أني كلما قلت في هذا التعليق: والمأخوذ به عندنا كذا،أو الذي جرى به العمل كذا، وشبه ذلك، فإنما أقوله تقليدا لابن القاضي،أو لصاحب كتاب الإرداف ([2] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=112825#_ftn2)) ، أولهما معا، وليعلم الواقف عليه أني لم أجد في الكتابين المذكورين عملا بخالف ما كنا نسمعه من مشايخنا، إلا في قوله تعلى (فكان كل فرق)،كما بينته في محله ... ]] ([3] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=112825#_ftn3))
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما قوله ((إن قول الشاطبي (وكم مبدل جلا) إنما هو للحكاية والعلم،لا الأداء من طريقه ... )) ه، ففيه نظر، لأنه إن لم يفهم منه ترجيح وجه الإبدال، فلا أقل من أن يكون في قوة وجه التسهيل، وهو فوق ذلك طريق الشاطبي عن شيخه ابن أبي العاصي النفزي عن ابن غلام الفرس، وقد تابعه عليه السر قسطي، فهو أداء متصل من طريقي الشاطبية والدرر، وسيأتي أن القائلين بالإبدال أكثر، من القائلين بالتسهيل، وهو ما يفهم من أداة التكثير، التي عبر بها الشاطبي رحمه اللهتعلى، وأما قوله (( ... مما يعني أن ليس للأزرق من طريق الحرز غير ما ذكرنا)) ه، ففيه نظر، لأن طريق الحرز أعم من أن يكون محصورا في طرقالتيسر، وهاهنا مسألتان: المسألة الأولى: قال السخاوي في فتح الوصيد [[ ... ترجمة [هاأنتم] يصعب على المصنفين ضبطها، فتنتشر عليهم العبارة فيها، وقد أتقنها في القصيد مع الإيجاز، وفيما كتب لي على القصيد عند فراغي منها، وبعد عرضها عليه، إشارة إلى حسن عبارته في هذا الموضع، لأنه ذكر قصيدته وأثنى عليها في هذا الكلام الذي أملاه، فقال:"تارة تسهل عبارة طالما شغل الأفكار عبورها، كالكلام في [ءامنتم] و [هأنتم] ونحوهما، مما انقاد بعد الشِّمَاسِ غميصاءها وعبورها، وليس بعد هاء [هاأنتم] ألف في قراءة قنبل ولا في قراءة ورش، وعن ورش في الهمزة بعدها مذهبان، من أهل الأداء من سهلها له بين بين،وهو أقوى في العربية، وإليه ذهب الأئمة في مصنفاتهم، كأبي يعقوب وعبد الصمد وداوود، وقالوا: يسهلها على مذاق الهمزة، وكذلك يسهلها قالون وأبو عمرو، إلا أنهما يأتيان بألف قبل الهمزة، فلذلك أفرد ورشا عنهما في حذف الألف، وأدخله معهما في التسهيل، فقال (وسهل أخا حمد) ثم قال (وكم مبدل جلا).وذهب إلى أن ورشا يبدل الهمزة ألفا جماعة من أهل الأداء، ودونه الأئمة في كتبهم أيضا، وقالوا أبدلها ألفا خالصة،وأشبع مدها لوقوع النون الساكنة بعدها ... ]] ([4] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=112825#_ftn4))
المسألة الثانية:قال الجعبري [[ .. فان قلت كيف جعلت له وجهين من النظم وسياقه سياق التيسير؟ قلت بل مختلف، لأن قول الناظم (وكم مبدل) دل على انه البعض، فبقي الآخر على الآخر،وهو الأكثر،لا الكثير ولا القليل ... ]] ([5] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=112825#_ftn5))، وقال في النشر [[ ... واختلف عن ورش من طرق الأزرق،فروي عنه ثلاثة أوجه: الأول: حذف الألف،فيأتي بهمزة مسهلة بعد الهاء مثل (هعنتم) وهو الذي لم يذكر في التيسير غيره، وهو أحد الوجهين في الشاطبية والإعلان ([6] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=112825#_ftn6))، والثاني: إبدال الهمزة ألفا محضة،فتجتمع مع النون،وهي ساكنة،فيمد للاتقاء الساكنين، وهذا الوجه هو الذي في الهادي ([7] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=112825#_ftn7)) والهداية ([8] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=112825#_ftn8)) ، وهو الوجه الثاني في الشاطبية والإعلان.
والثالث: إثبات الألف، كقراءة أبي عمرو وأبي جعفر وقالون، إلا أنه يمد مشبعا على أصله،وهو الذي في التبصرة والكافي والعنوان والتجريد والتلخيص والتذكرة، وعليه جمهور المصريين والمغاربة .. ]] ([9] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=112825#_ftn9))، وهذا الوجه الأخير ليس من طر يق الشاطبية وأصلها، ولا هو أيضامن طريق الدرر.وأما قوله ((والعجب أن اللجنة العلمية خالفت طريق التيسر. وخالفت طريق ابن نفيس أيضا في هذا الحرف .. ،اذهي بإثبات الألف وإثبات همزة بين بين بعده، مثل قالون وأبي جعفر وأبي عمرو، كما في النشر (1/ 400) ..... ))) ه، فيجاب عنه بأنه لاعجب في ذلك، لأن الطريق المعتمدة في ضبط المصحف هي طريق الدرر، و هي بالإبدال فحسب، وقد تقدم أن علاقة الأداء المغربي بطريق ابن نفيس لاتتعدى حدود. الإسناد، وهاهنا مسالتان: المسألة الأولى: تجتمع أغلب أسانيد الشناقطة في رواية ورش عند الشيخ سيد عبد الله التنواجِيوِيِّ الشنقيطي المتوفى سنة 1145هـ عن محمد الحبيب الفلالي السجلماسي عن سيد إبراهيم بن علي الدرعي الأسكوري عن عبد الرحمن بن القاضي الفاسي عن عبد الرحمن بن عبد الواحد
(يُتْبَعُ)
(/)
السجلماسي عن أبي عبد الله محمد بن علي الشريف المري عن أبي القاسم محمد بن إبراهيم الدكالي عن أبي عبد الله محمد بن أحمد ابن غازي المكناسي عن أبي عبد الله النيجي الشهير بالصغير عن أحمد بن أبي موسى الفلالي عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله السماتي الشهير الفخار عن أبي العباس احمد بن علي الزواوي عن أبي الحسن علي بن سليمان الأنصاري القرطبي عن أبي جعفر أحمد بن الزبير الثقفي الغرناطي عن أبي الوليد إسماعيل بن يحي الإزدي الغرناطي الشهير بالعطار عن أبي بكر بن حسنون الحميري البياسي عن عبد الله بن خلف بن بقي القرطبي عن عبد الله بن عمر بن العرجاء القيرواني عن أبي معشر الطبري عن أبي العباس احمد بن نفيس المصري عن أبي عدي عبد العزيز بن علي المصري عن ابن سيف عن الأزرق عن ورش، المسالة الثانية تقدمت الإشارة الى أن طريق الدرر اللوامع تنتهي الى الأزرق من طريق النحاس، وبيان ذلك أن ابن غلام الفرس قرأ على أبي داوود وابن البياز وابن الدوش، وقرأ هؤلاء الثلاثة على الداني وقرأ الداني على الخاقاني وقرأ الخاقاني على أحمد بن أسامة التجيبي وقرأ التجيبي على النحاس وقرأ النحاس على الأزرق، وتفاصيل طرق ابن غلام الفرس مذكورة في النشر فلا نطيل بذكرها ([10] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=112825#_ftn10))
وأما قوله (( ... - 6: ضبطت [قلءالذكرين] معاو [قل ءالله] معاو [ءالان] في يونس بالإبدال والإشباع في غير [ءالان] وبالابدال فقط فيها، وهو خلاف طريق التيسير والشاطبية، إذهي فقط بين بين في همزة الوصل والقصر، لأنها قراءة الداني على الخاقاني كما في النشر (1/ 378) وذكر في (1/ 77) أن الإبدال قراءة الداني على طاهر ابن غلبون،مما يعني أن ذكره في التيسير والحرز خروج منهما عن طريقهما، واختيار الداني هو بين بين كما ف طريقه، وكما في المالقي (4/ 241) وكما في النشر (1/ 377) نعم إن الإبدال في الكافي والتبصرة والتجريد، كما في النشر (1/ 377) أي لابن نفيس ... )) ه فيجاب عنه بأن الإبدال في (آلذكرين) وبابه، هو أحد الوجهين في الشاطبية والتيسير، وهو الذي رجحه الشاطبي لكل القراء، وعليه اقتصر في الدرر اللوامع، وهو المأخوذ به من طريقه، وعليه يكون ضبط هذه الكلمات جميعها بالإبدال والإشباع، بحيث توضع عليها جمعا علامة المد، وأما تخصيص (الآن) معا بعدم وضع علامة المد على وجه الإبدال،فهو وجه منقول عن بعض علماء الضبط،مراعاة لحركة النقل ([11] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=112825#_ftn11))، وبعضهم خصه بوجه الإبدال والقصر،الذي هو أحد الوجهين المرويين فيها عن نافع اعتدادا بحركة النقل، والوجه الثاني له فيها الإبدال مع الإشباع مراعاة للأصل، والوجهان صحيحان مقروء بهما، إلا أن الإشباع هو المقدم أداءا ([12] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=112825#_ftn12))، ويتعين عليه ضبطها بالإبدال والإشباع، فتجعل عليها علامة المد،كأخواتها، كما نص عليه الخراز في المورد حين قال:
وهمز الآن إذا ما أبدلا = وبابه، مطًّا عليه جُعِلا
ولك في أأنت أن تعتبره = وبابه، ولا تقس شاأنشره
وهو الذي عليه العمل، وإليه الإشارة بقوله الشيخ محمد العاقب الجكني في كشف العمى:
والمطُّ فوق المشبعات قد أُخِذْ = مستعملاً، إلا كشاأن يتخِذْ
وعلق عليه في رشف اللمى فقال [[ ... والمط فوق حروف المد المشبعات قد أخذ عن العلماء مستعملا، نحو:محياي،و حاد،الدواب، و جاء وجيء، ونحو: شيء على رواية المد، والسوآى، وتبوءا، ومثل: (ءالن) و (الله) و (آلذكرين) ... فكل ذلك تجعل عليه علامة المد .. ]] ([13] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=112825#_ftn13))
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما قوله (( ... - 7:ضبطت [اللائي] بالإسكان على حالة الوقف، أي بياء ساكنة لينة، والأولى أن يضبطها حالة الوصل كسائر كلمات القرآن، وذلك بين بين مع القصر كما في التيسر77_178،وكما في تحبيره ص163،وكما في التعريف للداني وكما في الحرز (وكالياء مكسورا لورشهم) يعني في حالة الوصل ببين بين وهي هنا كالياء مكسورة، اذهي بين الهمزة المكسورة والياء المدية، وكما في النشر (1/ 404) وغيره، فالأولى ضبطها بالكسرة تحت النقطة الدالة على التسهيل بين بين والتنبيه على عدم مدها بياء وعلى قراءتها في آخر المصحف في الوقف بالإسكان دون الروم (/408) من النشر أنه بياء ساكنة لينة بعد الألف المشبع من غير همزة تماما كما ضبطت حالة الوصل في المصحف)) فيجاب عنه بان المسألة فيها تفصيل، حاصله، أن البحث فيها من جهتين: إحداهما جهة القراءة، و ثانيتهما جهة الضبط، أما جهة القراءة، فقد اختلف فيها عن ورش من طريق الأزرق، فروي عنه إبدال همزتها ياءا خالصة مكسورة، وروي عنه تسهيلها بين بين، والوجهان في الدرر، إلا أنه خرج عن طريقه بذكر وجه الإبدال فيها، كما نبه عليه شراحه، والذي في الشاطبية والتيسير إنما هو التسهيل فقط، وهو الوجه الثاني في الدرر، وهو المأخوذ به من طريقه، قال في الاحمرار:
ومذهب الداني بالتسهيل = عن ورشهم في اللائي عن دليل
وأخذنا موافق للداني = إذ كان ذا حفظ وذا إتقاني
وقال ابن القاضي في الفجر الساطع [[ ... وقول الناظم إن ورشا يقرأ اللائي بالياء مكسورة خالصة، هو مذهب ابن سفيان وابن شريح وغيرهما، فلم يسلك الناظم في هذا الموضع طريق الداني،حسبما اشترط في الخطبة ... ]] ([14] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=112825#_ftn14)). وهذا كله في حالة الوصل، أما في حالة الوقف، فالوقف عليها بياء ساكنة على كلا القولين، كما قال التازي:
واللائي عن ورش بتسهيل ذكر = وقيل بالياء وأول شهر
وان وقـ ــــفت فقفن بالياء = له بلا شك ولا مراء
وذيله الادوعيشي بقوله:
حجة من وقفها بالياء = لمن يسهل من القراء:
لأجل أن الهمزة المسهلة = تسكينها قد منعته النقله
فغلبت ائمة لأداء = لأجل ذا جانب حرف الياء
فيصروا الهمزة ياءا خلاصه = في الوقف، فادعون لمن قد لخصه ([15] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=112825#_ftn15))
وأما جهة الضبط، ففيها خلاف أيضا، فقيل تجعل النقطة التي هي علامة التسهيل تحت الياء،ثم تجعل دارة فوق الياء، وقيل تجعل دارة فوق الياء، ويكتفي بها عن النقطة، واختلف في الدارة،هل هي علامة على زيادة الياء،أو علامة لسكون الهمزة المسهلة، وإلى ذلك أشار بعضهم بقوله:
واللأي في الضبط له وجهان = مسهلا فيما حكاه الداني
بالنقط تحت الياء بالحمراء = ودارة من فوق تلك الياء
وان تشأ تركت تلك النقطه = فدارة تكفي، فحصل ضبطه ([16] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=112825#_ftn16))
وعليه، فالدارة علامة الزيادة، وليست علامة السكون، لأن النقط عوض عن الشكل، ولا يجمع بين العوض والمعوض عنه.
وهذا آخر ما أردت جمعه في هذه الهوامش التي لم أرد بها سوى الانتصار لكتاب الله والدفاع عن قراءته المتواترة، وفي نهايتها أود أن أسجل جملة من الملاحظات:
أولا: لم أتكلم في هذه الهوامش إلا على مالا بد منه، لأنني أكره تصيد الأخطاء، ولأنه ليس لي بحمد الله هدف إلا النصح لأهل القرءان، والمؤلف بحمد الله واحد منهم، ولولا أن الله أوجب على من علم شيئا من العلم أن يبينه، لما تجشمت عناء الكتابة والبحث، ولما نَبَستُ ببنت شفةٍ ...
ثانيا: تركت التعليق على بعض المسائل التي أحسست أن المؤلف غيرمن أسلوبه في تناولها،وذلك من خلال مقارنة النسخة القديمة بالنسخة التى أبرق بها المؤلف إلى ((ملتقى أهل التفسير)) بعد ظهور الحلقات الأولى من هذه الهوامش، وإنما فعلت ذلك تشوفا إلى العدل والإنصاف، لقوله تعلى (وإذا قلتم فاعدلوا)،ومن هذا المنطلق نوهت بتحقيقات المؤلف في في مسالة ضبط نون (يس)،وإشارته إلى وجوب وضع علامة المد على (الآن) على وجه الإبدال، فنعوذ بالله من بطر الحق وغمط الناس.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثالثا: تجنبت أسلوب الهمز واللمز، وآثرت من الألفاظ ما يؤدي المقصود ولا يجرح خاطر، فكنت الجأ دائما إلى عبارة (فيه نظر .. ) أو (يجاب عنه .. )،ولهذا السبب نفسه أسميت هذه التعليقات "هوامشا"،ولم أسمها رودودا، واستغفر الله العظيم مما زل به اللسان أوطغى به القلم.
رابعا: لن أجعل من هذه الهوامش موضوعا لنقاش لا يثمر علما ولا يصون خلقا، لأني كنت وما زلت أهدف من واراء كتابتها إلى النصح لكتاب الله ولقراء المسلمين وعامتهم، فان صادفت محلا،فذلك ماكنا نبغي، وإلا فحسبي أني بذلت جهدي ............
هذا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ....
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=112825#_ftnref1) انظر التيسر بتحقيق الدكتور حاتم الضامن ص 493
([2] ذكره في مقدمة الاحمرار، وسماه ابن عيسى، ولم نتمكن من الوقوف على ترجمته، وأشار الدكتور عبد الهادي احميتو إلى احتمال أن يكون من أهل شنقيط، واستدل على ذلك بوجود شيخ بهذا الاسم في طبقة شيوخ الناظم. إلا أن صاحب درة الحجال ترجم لشيخ يسمى على بن يوسف بن عيسى الراشدي التلمساني، وقال إنه من تلاميذ المنجور الفاسي، وذكر أنه توفي بفاس سنة:982 هـ،فمن المحتمل أن يكون هو المعني هنا، والله أعلم،انظر: درة الحجال في أسماء الرجال: لأحمد بن محمد المكناسي:10/ 256
[3] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=112825#_ftnref3) انظر إرشاد القاري والسامع:لكتاب الدرر اللوامع ص:89
[4] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=112825#_ftnref4) انظر فتح الوصيد 3/ 783
[5] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=112825#_ftnref5) انظر: كنز المعاني (مخطوط) ورقة 383
[6] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=112825#_ftnref6) انظر النشر بتحقيق الدكتور السالم الجكني ص:551 وما بعدها
[7] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=112825#_ftnref7) لم يذكر في النشر طريق الهادي في طرق الأزرق، وذكرها الازميري، وقال:إنها على ليست من طريق الطيبة، انظر: إتحاف البرره ص:74
[8] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=112825#_ftnref8) ذكر في النشر طريق الهداية ضمن طرق ابن هلال عن النحاس،انظر النشر:1/ 103،وانظر النسخة المحققة من النشر ص: 553
[9] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=112825#_ftnref9) انظر النشر بتحقيق الدكتور السالم الجكني ص:1118 - 1119
[10] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=112825#_ftnref10) انظر النشر بتحقيق الدكتور السالم الجكني ص:551 - 552. و انظر: إجازة النفزي المذكور للإمام الشاطبي في مقدمة فتح الوصيد للسخاوي1/ 8،ففيها تفاصيل مفيدة.
[11] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=112825#_ftnref11) انظر الغيوث الهوامع على الدرر اللوامع: لابن دهمد الشنقيطي ص:87
[12] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=112825#_ftnref12) واليه الإشارة بقوله في الدرر
والخلف في المد لما تغبرا = ولسكون الوقف، والمد أرى
وقول الشاطبي:
وإن حرف مدٍّ قبل همز مغيرٍ = يجز قصره، والمد ُّما زال أعدلا
[13] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=112825#_ftnref13) انظر: رشف اللمى على كشف العمى، ص:267
[14] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=112825#_ftnref14) انظر: الفجر الساطع والضياء اللامع على الدرر اللوامع (مخطوط) ورقة213
[15] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=112825#_ftnref15) انظر:إرشاد القاري والسامع لكتاب الدرر اللوامع ص:78
[16] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=112825#_ftnref16) انظر: رشف اللمى على كشف العمى: للشيخ محمد العاقب الجكني،ص:270.(/)
حكام يشجعون القراءات – 3 – 4: (الموفق مجاهد العامري، وابنه إقبال الدولة)
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[29 Jul 2010, 03:04 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الموفق أبو الجيش مجاهد بن عبد الله العامري (ت: 436هـ): كان مولى للناصر عبد الرحمن بن المنصور محمد بن أبي عامر الأندلسي. والمنصور هو الحاجب الذي استولى على السلطة الحقيقية في آخر عهد الدولة الأموية بالأندلس، ولم يترك لخلفائها إلا سلطة اسمية رمزية، وقد تولى مكان المنصور ابنه الناصر عبد الرحمن، ثم سقطت الدولة الأموية نهائيا وشبت الفتنة في جميع أرجاء الأندلس، وتقاسمها ملوك الطوائف؛ فكان منهم مجاهد العامري الذي استولى على دانية وجزائر شرق الأندلس. وكان مشهورا بالفضل والكرم والشجاعة والعلم، ومحبة العلماء وتعظيمهم وتقريبهم وإجراء الرواتب عليهم حتى يتفرغوا للتعليم والبحث والتأليف، وكان حريصا على استجلابهم من الآفاق إلى عاصمته دانية، فمدحه الشعراء وأثنى عليه العلماء، وكان هو نفسه عالما أديبا، ألف كتابا جليلا في العروض. ومن مناقب مجاهد أنه وقف على كتاب "تنقيح العين" في اللغة لأبي غالب تمام بن غالب اللغوي الأندلسي المعروف بابن التياني، فأعجب الأمير بالكتاب وبعث إلى مؤلفه أبي غالب ألف دينار أندلسية على أن يزيد في ترجمة هذا الكتاب: "من ما ألفه تمام بن غالب لأبي الجيش مجاهد"، فرد له أبو غالب الدنانير ولم يفعل، وقال: "والله لو بذل لي ملك الدنيا ما فعلت، ولا استجزت الكذب، فإني لم أجمعه له خاصة، لكن لكل طالب علم عامة". قال الحميدي: "فاعجب لهمة هذا الرئيس وعلوها، واعجب لنفس هذا العالم ونزاهتها"!! ومن مناقب مجاهد أيضا أنه فتح جزيرة سردانية في البحر الأبيض المتوسط، سنة: 406هـ.
ومن العلماء الذين عاشوا في ظلاله: إمام اللغويين علي بن أحمد بن إسماعيل المعروف بابن سيده صاحب "المحكم" وهو المعجم الذي لم يؤلف مثله في اللغة، وقد ألفه للأمير مجاهد، ومنهم الإمام صاعد بن الحسن البغدادي صاحب كتاب "الفصوص" في اللغة، ووزر له الفقيه الأديب القاضي أبو العباس أحمد بن رشيق الأندلسي.
إذا كان الموفق مجاهد العامري مشهورا بتشجيع العلم والعلماء، فإنه كان يهتم اهتماما خاصا بنشر علم القراءات وتشجيع المقرئين؛ فاستجلبهم من الآفاق، وأفاض عليهم الرواتب والأرزاق، وفرغ الأساتذة والطلاب لرواية ودراية هذا العلم الشريف، حتى صارت دانية "معدن القراءات بالغرب"، وصار أهلها أقرأ أهل الأندلس، حسب تعبير ياقوت، وأصبحت مثابة لطلاب هذا العلم من جميع الآفاق. والسبب في ذلك أن الموفق مجاهدا نفسه كان إماما من أئمة القراءات؛ فقد عني مولاه منذ صغره بتحفيظه القرآن وتعليمه القراءات على يد كبار مقرئي عصره، كما يقول ابن خلدون في المقدمة: "ولم يزل القراء يتداولون هذه القراءات وروايتها إلى أن كتبت العلوم ودونت فكتبت في ما كتب من العلوم، وصارت صناعة مخصوصة وعلما منفردا، وتناقله الناس بالمشرق والأندلس في جيل بعد جيل، إلى أن ملك بشرق الأندلس مجاهد من موالي العامريين، وكان معتنيا بهذا الفن من بين فنون القرآن، لما أخذه به مولاه المنصور بن أبي عامر، واجتهد في تعليمه وعرضه على من كان من أئمة القراء بحضرته، فكان سهمه في ذلك وافرا. واختص مجاهد بعد ذلك بإمارة دانية والجزائر الشرقية، فنفقت بها سوق القراءة، لما كان هو من أئمتها، وبما كان له من العناية بسائر العلوم عموما وبالقراءات خصوصا؛ فظهر لعهده أبو عمرو الداني وبلغ الغاية فيها، ووقفت عليه معرفتها، وانتهت إلى روايته أسانيدها، واعتمدت تآليفه فيها، وعول الناس عليها وعدلوا عن غيرها، واعتمدوا من بينها كتاب التيسير له". ويقول ابن سعيد في المغرب في حلى المغرب: "وكان محبا في العلماء محسنا لهم، كثير التولع بالمقرئين للكتاب العزيز، حتى عرف بذلك بلده، وقصد من كل مكان، وشكر في الأقطار بكل لسان"، ويقول ياقوت في ترجمة مجاهد في معجم الأدباء: "وكان من الكرماء، على العلماء، يبذل لهم الرغائب خصوصا على القراء، حتى صارت دانية معدن القراء بالغرب"، ويقول عن دانية في معجم البلدان: "وكانت قاعدة ملك أبي الجيش مجاهد العامري، وأهلها أقرأ أهل الأندلس؛ لأن مجاهدا كان يستجلب القراء ويفضل عليهم وينفق عليهم الأموال؛ فكانوا يقصدونه ويقيمون عنده فكثروا في بلاده. ومنها شيخ القراء أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني صاحب التصانيف في القراءات والقرآن".
تولى السلطة بعد مجاهد ابنه إقبال الدولة علي فسار سيرة أبيه في الفضل ومحبة العلماء وتقريبهم واستجلابهم من الآفاق، كما يقول عنه المراكشي في المعجب: "لا أعلم في المتغلبين على جهات الأندلس أصون منه نفسا، ولا أطهر عرضا، ولا أنقى ساحة، كان لا يشرب الخمر ولا يقرب من يشربها، وكان مؤثرا للعلوم الشرعية مكرما لأهلها".
استوطن الإمام الداني دانية سنة: 417هـ، وعاش في كنف الموفق مجاهد في غاية الإجلال والإكبار، ثم في كنف ابنه إقبال الدولة علي، وكان من ثمرة استقرار الداني في دانية في ظل هذين الأميرين الجليلين تأليفه لكتبه الكثيرة الشهيرة التي أصبحت عمدة المقرئين في القراءات والتجويد والرسم والضبط وعد الآي، ولما توفي سنة: 444هـ، حضر الأمير إقبال الدولة جنازته ومشى أمام نعشه.
ثم تولى السلطة بعد إقبال الدولة ابنه أبو عامر، ويقول عنه ابن الأثير في الكامل: "ولم يكن مثل أبيه وجده".
من المؤسف حقا أن لا يكون الحفيد في مستوى الأب والجد. فرحم الله الجد والأب، ورحم الحفيد أيضا.
المراجع:
بغية الملتمس في تاريخ رجال الأندلس: لابن عميرة.
جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس: للحميدي.
غاية النهاية في طبقات القراء: لابن الجزري.
الكامل في التاريخ: لابن الأثير.
المعجب في تلخيص أخبار المغرب: للمراكشي.
معجم الأدباء: لياقوت الحموي.
معجم البلدان: لياقوت الحموي.
المغرب في حلى المغرب: لابن سعيد المغربي.
المقدمة: لابن خلدون.(/)
الشروط الواجبة والمكمِّلة فيمن يتصدى لإقراء القرآن الكريم
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[30 Jul 2010, 11:01 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: فقد كان لي شرف المشاركة بمداخلة في برنامج مداد، بقناة دليل، ليلة الاثنين، الموافق 29/ 7/1431هـ، وكان ضيف الحلقة أستاذي الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري ـ حفظه الله ورعاه ـ واشتملت مداخلتي القصيرة على بيان أهمية التلقي في علم التجويد، وعرجت فيها على بيان الشروط الواجبة والمكملة فيمن يقرئ القرآن الكريم، واستحسن بعض الفضلاء أن أفردها بموضوع مستقل بقصد مناقشتها، وبسط القول فيها.
وقد رأيت أن أوردها ابتداء كما هي مختصرة، ثم أعقب عليها شرحا وبيانا وإيضاحا.
وقد قسمت هذه الشروط إلى قسمين:
الأول: الشروط الواجبة، وهي كما يلي:
1. الديانة والورع ومخافة الله تعالى.
2. أن يكون ضابطا متقنا للرواية التي يقرئ بها.
3. أن يكون مجازا من شيخ متقن صحيح السند.
4. أن يكون متيقظا أثناء القراءة بحيث يرد على الطالب خطأه من غير تساهل أو تفريط.
5. أن يكون ذا حظ من الدراية بحيث يبين للطالب ما يشكل عليه من أحكام.
6. أن يكون عارفا بالوقف والابتداء.
7. أن يكون عارفا بعلم رسم المصحف.
8. أن يكون عارفا بعلم عد الآي.
9. أن يكون عنده أساسيات في عدد من العلوم كالاعتقاد والفقه والأصول والعربية.
الثاني: الشروط المكملة:
1. علو السند.
2. أن يكون عالما بالقراءات.
3. الممارسة الطويلة للتعليم والإقراء.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[31 Jul 2010, 02:03 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: فقد كان لي شرف المشاركة بمداخلة في برنامج مداد، بقناة دليل، ليلة الاثنين، الموافق 29/ 7/1431هـ، وكان ضيف الحلقة أستاذي الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري ـ حفظه الله ورعاه ـ واشتملت مداخلتي القصيرة على بيان أهمية التلقي في علم التجويد، وعرجت فيها على بيان الشروط الواجبة والمكملة فيمن يقرئ القرآن الكريم، واستحسن بعض الفضلاء أن أفردها بموضوع مستقل بقصد مناقشتها، وبسط القول فيها.
وقد رأيت أن أوردها ابتداء كما هي مختصرة، ثم أعقب عليها شرحا وبيانا وإيضاحا.
وقد قسمت هذه الشروط إلى قسمين:
الأول: الشروط الواجبة، وهي كما يلي:
1. الديانة والورع ومخافة الله تعالى.
2. أن يكون ضابطا متقنا للرواية التي يقرئ بها.
3. أن يكون مجازا من شيخ متقن صحيح السند.
4. أن يكون متيقظا أثناء القراءة بحيث يرد على الطالب خطأه من غير تساهل أو تفريط.
5. أن يكون ذا حظ من الدراية بحيث يبين للطالب ما يشكل عليه من أحكام.
6. أن يكون عارفا بالوقف والابتداء.
7. أن يكون عارفا بعلم رسم المصحف.
8. أن يكون عارفا بعلم عد الآي.
9. أن يكون عنده أساسيات في عدد من العلوم كالاعتقاد والفقه والأصول والعربية.
الثاني: الشروط المكملة:
1. علو السند.
2. أن يكون عالما بالقراءات.
3. الممارسة الطويلة للتعليم والإقراء.
السلام عليكم
ما شاء الله عليك يا شيخ ضيف، كان لي شرف الاستماع لصوتكم في هذه الحلقة، وهذه الشروط قلتموها بطريقة سريعة في الحديث، والعجيب أنك أردت أن تضيف شيئا فقال لكم المذيع: بسرعة يا شيخ ضيف.
فقلتُ في نفسي: هوّه في أسرع من كده " بسمة ".
أما بالنسبة لهذه الشروط ـ خاصة الواجبة ـ هناك محل نظر في بعضها.
رقم " 1 " ليست من الشروط الواجبة وتحدثنا عنها كثيرا وفي الإتقان للسيوطي ((
وفي فتاوى الصدر موهوب الجزري من أصحابنا أنه سئل عن شيخ طلب من الطالب شيئاً على إجازته فهل للطالب رفعه إلى الحاكم وإجباره على الإجازة. فأجاب: لا تجب الإجازة إلى الشيخ، ولا يجوز أخذ الأجرة عليها. وسئل أيضاً عن رجل أجازه الشيخ بالإقراء ثم بان أنه لا دين له وخاف الشيخ ممن تفريطه، فهل له النزول عن الإجازة، فأجاب: لا تبطل الإجازة بكونه غير دين.)) ا. هـ123
وكذا الرقم "9" لا دخل له بالشروط الواجبة لأنه من الكماليات.
فرقم "3" الأفضل أن يتقدم علي رقم "2" لأنه إن أجيز من شيخ متقن الأصل فيه أن يكون متقنا.
رقم "4" يصعب علي أي شيخ هذا الشرط، ويمكن أن تضاف كلمة " في أغلب حاله " لأنه بشر قد يعتريه همٌّ فينشغل به، والطالب يظن أن شيخه منتبه له، وهو غير ذلك. فكيف تعده في الواجبات وهو فوق طاقة البشر؟
رقم "8" ينطبق علي من يقرئ القراءات، وليس من يقرئ حفصا مثلا، لقولكم ((بيان الشروط الواجبة والمكملة فيمن يقرئ القرآن الكريم،)). ولقد كنا نعلم نهاية الآيات قبل أن نجاز فهذا هو الأشهر عند من لقيناهم. والله أعلم
بارك الله فيكم شيخنا الكريم ونفع بكم، وهذا رأيي صواب يحتمل الخطأ. والله أعلم.
والسلام عليكم
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[31 Jul 2010, 02:57 م]ـ
حياك الله يا شيخ عبد الحكيم، وكم كنت أتمنى مقابلتك في القاهرة؛ لأستفيد من علمكم وأدبكم، ولكن هاتفكم كان مغلقا فيما يبدو.
وأحب الإشارة إلى أن كلامي مجرد اجتهاد شخصي، مبني على الواقع المعاصر، ولكل أحد من الإخوة والأخوات حق التعقب بما يراه صوابا.
أولا: الشروط الواجبة: أقصد بها ما لا يحتمل الإخلال به.
وهذا على الغالب، وعند وفرة المقرئين، وإلا فقد يُتنازل عن الإتيان بها على وجه الكمال في أحوال، مثل: ندرة المقرئين في بعض البلدان، وما إلى ذلك.
ثانيا: المقصود بهذه الشروط من لم يقرأ قط على شيخ متقن ويجاز منه، أما من أراد الاستكثار من الشيوخ بعد الإتقان فله شأن آخر.
ثانيا: اشترطتُ وجوباً الديانة والورع ومخافة الله تعالى، وذلك احترازاً مما يحصل في الوقت الحالي من مصائب ناتجة عن التفريط في هذا الأمر، كبيع الإجازات بمقابل مالي، دون قراءة من الطالب، أو قراءة آيات معدودات، ثم يجاز بالقراءات، ومما ينتجه التفريط في هذا الأمر كذلك تأثر الطالب بشيخه في صفاته السيئة، وقد يوقعه في الإثم في مجلس الدرس، وكما لا يخفى فإن الطالب يأخذ من الشيخ أخلاقه، ويتأثر بطبعه وسلوكه، وأظن الأمر واضحاً لا يحتاج لمعركة (الفرجة) يا شيخنا الفاضل.
وللحديث بقية ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[31 Jul 2010, 07:50 م]ـ
الأول: الشروط الواجبة، وهي كما يلي:
7. أن يكون عارفاً بعلم رسم المصحف.
8. أن يكون عارفاً بعلم عد الآي.
9. أن يكون عنده أساسيات في عدد من العلوم كالاعتقاد والفقه والأصول والعربية.
الثاني: الشروط المكملة:
1. علو السند.
2. أن يكون عالما بالقراءات.
3. الممارسة الطويلة للتعليم والإقراء.
شكر الله لك ما كتبت وجعل الله ذلك في ميزان حسناتك، وأسأل الله أن لا يحرمك ذلك
ولي وقفة يسيرة وجهة نظر في الآتي:
علم الرَّسم: لو أنَّ المقرئ لم يدرس هذا العلم فهل نقول: لا يجوز له أن يقرئ حتى يدرسه؟! ثم ما المقدار الواجب في نظرك في دراسة هذا العلم، مع أنَّ المقرئ يقوم بضبط القراءة وأدائها وكيفية نطقها كما تلقاها - أقول هذا مع اهتمامي بعلم الرَّسم وتعليمه ما أمكن للطلبة قدر الإمكان -. هذا فيمن يقرئ حفصاً وأما القراءات فشأنها آخر.
علم عد الآي: ماذا يستفيد فيمن يقرئ حفصاً من هذا العلم؟! نعم قد يستفيد بعض الأمور والمسائل لكن ليست بواجبة عليه، لكن من يقرئ القراءات لابد له منه لمعرفة رؤوس الآي في مسألة الإمالة وغير ذلك.
علم أصول الفقه: هب أن مقرئاً أتقن العربية وسليم المعتقد ولم يحسن أصول الفقه، هل نمنعه من الإقراء بحجة أنه فقد شرطاً واجباً للإقراء؟!
علو السند: صحيح أنَّ علو السند شرطٌ مكمِّل كما ذكرت - حفظكم الله - وقد يكون شرطاً لبعض النَّاس وذلك أنك تجد الشخص يتصدَّر للإقراء وشيخ شيخ شيخه موجود على قيد الحياة.
فهذه بعض الأمور التي ظهرت لي - والله أعلم - وشكر الله لكم ما كتبتم، وشكر الله للشيخ عبد الحيكم ما تفضل به قبلي: فهو بسبق حائز تفضيلا ** مسوجباً ثنائي الجميلا
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[31 Jul 2010, 09:42 م]ـ
وأحب الإشارة إلى أن كلامي مجرد اجتهاد شخصي، مبني على الواقع المعاصر، ولكل أحد من الإخوة والأخوات حق التعقب بما يراه صوابا.
هذا قيد مهم للشروط التي ذكرتها حفظك الله تعالى فشرط المقرىء في زماننا وواقعنا المعاصر يختلف عن شرط المقرىء في زمان الإمام الداني و الشاطبي و ابن الجزري مثلا. ففي ذلك الزمان كان المقرىء إلى جانب إتقانه لعلوم القراءة متفننا في علوم أخرى مثل الحديث و الفقه و التفسير و السيرة .. إلخ و له فيها مصنفات مثل الإمام ابن الجزري و تلميذه النويري و غيرهم ..
و الشروط التي ذكرتها حفظك الله تعالى مقاربة إلى حد كبير من الشروط التي ذكرها الإمام الداني في شروط المقرىء و من يؤخذ عنه العلم.
قال رحمه الله في الأرجوزة المنبهة:
القول فيمن يؤخذ عنه وحق العالم على المتعلم
واطلب هديت العلم بالوقار ............... واعقد بأن تطلبه للباري
فإن رغبت العرض للحروف ............... والضبط للصحيح والمعروف
فاقصد شيوخ العلم والروايه ............... ومن سما بالفهم والدرايه
ممن روى وقيد الأخبارا ............... وانتقد الطرق والآثارا
وفهم اللغات والإعرابا ............... وعلم الخطأ والصوابا
وحفظ الخلاف والحروفا ............... وميز الواهي والمعروفا
وأدرك الجلي والخفيا ............... وما أتى عن ناقل مرويا
وشاهد الأكابِر الشيوخا ............... ودون الناسخ والمنسوخا
وجمع التفسير والأحكاما ............... ولازم الحذاق والأعلاما
وصحب النساك والأخيارا ............... وجانب الأرذال والأشرارا
واتبع السنة والجماعه ............... وقام لله بحسن الطاعه
فذلك العالم والإمام ............... شكرا بِه لله لا يقام
فالتزم الإجلال والتوقيرا ............... لمن يريك العلم مستنيرا
وكن له مبجلا معظما ............... مرفعا لقدره مكرما
واخفض له الصوت ولا تضجره ............... وما جنى عليك فاغتفره
فحقه من أوكد الحقوق ............... وهجره من أعظم العقوق
و لكن عند تطبيق هذه الشروط في زماننا هذا فلن تجد إلا أقل القليل ممن يتصف بذلك و أوافق الشيخ حسين بن محمد فيما ذكر و الله أعلم.
ـ[مدثر خيري]ــــــــ[31 Jul 2010, 11:43 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما بعد: فقد كان لي شرف المشاركة بمداخلة في برنامج مداد، بقناة دليل، ليلة الاثنين، الموافق 29/ 7/1431هـ، وكان ضيف الحلقة أستاذي الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري ـ حفظه الله ورعاه ـ واشتملت مداخلتي القصيرة على بيان أهمية التلقي في علم التجويد، وعرجت فيها على بيان الشروط الواجبة والمكملة فيمن يقرئ القرآن الكريم، واستحسن بعض الفضلاء أن أفردها بموضوع مستقل بقصد مناقشتها، وبسط القول فيها.
وقد رأيت أن أوردها ابتداء كما هي مختصرة، ثم أعقب عليها شرحا وبيانا وإيضاحا.
وقد قسمت هذه الشروط إلى قسمين:
الأول: الشروط الواجبة، وهي كما يلي:
1. الديانة والورع ومخافة الله تعالى.
2. أن يكون ضابطا متقنا للرواية التي يقرئ بها.
3. أن يكون مجازا من شيخ متقن صحيح السند.
4. أن يكون متيقظا أثناء القراءة بحيث يرد على الطالب خطأه من غير تساهل أو تفريط.
5. أن يكون ذا حظ من الدراية بحيث يبين للطالب ما يشكل عليه من أحكام.
6. أن يكون عارفا بالوقف والابتداء.
7. أن يكون عارفا بعلم رسم المصحف.
8. أن يكون عارفا بعلم عد الآي.
9. أن يكون عنده أساسيات في عدد من العلوم كالاعتقاد كيف بمن كان أشعري العقيدة؟؟
والفقه والأصول والعربية.
قلت: كان عاصم ثبتا في القراءة، صدوقا في الحديث، وقد وثقه أبو زرعة وجماعة، وقال أبو حاتم: محله الصدق، وقال الدارقطني: في حفظه شئ يعني: للحديث لا للحروف، وما زال في كل وقت يكون العالم إماما في فن مقصرا في فنون.
وكذلك كان صاحبه حفص بن سليمان ثبتا في القراءة، واهيا في الحديث، وكان الاعمش بخلافه كان ثبتا في الحديث، لينا في الحروف، فإن للاعمش قراءة منقولة في كتاب " المنهج " وغيره لا ترتقي إلى رتبة القراءات السبع، ولا إلى قراءة يعقوب وأبي جعفر. (السير للذهبي)
الثاني: الشروط المكملة:
1. علو السند.
2. أن يكون عالما بالقراءات.
3. الممارسة الطويلة للتعليم والإقراء.
إذا كان يقرئ بمضمن كتاب هل يجب عليه حفظه؟؟ كالشاطبية مثلاً
بارك الله فيك أخي ضيف الله طرح مفيد وموضوع قيم بُوركتم
ـ[أم جويرية]ــــــــ[01 Aug 2010, 01:02 ص]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل ضيف الله الشمراني نسأل الله تعالى ان لا تحرمونا من علمكم
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[01 Aug 2010, 07:00 ص]ـ
أشكر الجميع على متابعتهم وفوائدهم.
ثالثا: اشترطتُ وجوباً أن يكون ضابطاً متقناً للرواية التي يقرئ بها.
ويشمل ذلك حفظ القرآن في صدره حفظاً صحيحاً، مع الإلمام بعلم التجويد نظريا وعملياً.
وهذا الشرط احتراز ممن حفظ ثم نسي.
رابعا: اشترطتُ وجوباً أن يكون مجازاً من شيخ متقن صحيح السند.
فلا يجوز أن يقرئ ويجيز بشهادة معهد القراءات مثلاً، بل لابد من أخذه القراءة عن شيخ متقن، ويكون هذا الشيخ المتقن ذا سند صحيح سالم من الكذب والتدليس أو الشبهة المبنية على دليل واضح.
وقد قال بعض الفضلاء: ((ما كذب القراء إلا في الأسانيد)).
خامساً: اشترطتُ وجوباً أن يكون متيقظاً أثناء القراءة، بحيث يرد على الطالب خطأه من غير تساهل أو تفريط.
وهذا على الغالب كما تفضل الشيخ عبد الحكيم وفقه الله.
وهو احتراز من نوم الشيخ أثناء قراءة الطالب، أو انشغاله بأي أمر آخر والطالب يقرأ، لا سيما إذا كان ذلك في بعض الأحكام المهمة التي لا تتكرر مثل الروم والإشمام والتسهيل وإتمام الحركات في بعض الكلمات الصعبة مثل (أسلحتهم، أسلحتكم) في سورة النساء، ونحو ذلك.
وأرى بادي الأمر لطالب الإتقان أن يقرأ على شيخ في سن الشباب أو الكهولة، فإن الشيخ الهرم في الغالب لا يستطيع المتابعة التامة، وقد يضعف عن رد كثير من الملاحظات اكتفاء بالتنبيه أول مرة، وقد يضر ذلك بالطالب المبتدي.
سادساً: اشترطتُ وجوباً أن يكون ذا حظ من الدراية بحيث يبين للطالب ما يشكل عليه من أحكام.
والمقصود بذلك الإلمام بعلم التجويد النظري من خلال كتبه ومصادره، ولا يكفي الاطلاع على مختصر معاصر يختزل علم التجويد في قوالب جامدة.
سابعاً: اشترطتُ وجوباً أن يكون عارفا بعلم الوقف والابتداء.
وهذان علمان فالوقف علم، والابتداء علم، فيعرف كيف يقف، وكيف يبتدئ.
ويمكن الاستفادة من المصاحف المحكَّمة التي قامت على طبعها لجان متخصصة، كمصحف الملك فهد مثلاً.
ثامنا: اشترطتُ وجوباً أن يكون عارفا بعلم رسم المصحف.
ويكفي في ذلك أن يعرف رسم الكلمات من خلال النظر في المصحف، وهذا متيسر لحافظ القرآن غالباً، ولا أقصد حفظ متن ونحوه.
وهذا شرط مهم يا أبا إسحاق، ولذلك تجد في الجزرية باباً للمقطوع والموصول، وباباً للتاءات.
تاسعاً: اشترطتُ وجوباً أن يكون عارفا بعلم عد الآي.
ومعناه: أن يعرف رأس الآية من غيره؛ لأن الوقف عليها سنة على قول كثير من العلماء.
وهذا كذلك أمر متيسر لحافظ القرآن غالباً، فيعرف رأس الآية من خلال المصحف، ولا يشترط حفظ متن.
عاشراً: اشترطتُ وجوباً الإلمام بأساسيات العلوم الشرعية والعربية.
وهذا أمر متيسر، وتوجد عدد من الكتب المعاصرة السهلة التي تفيد في هذا الأمر، ويمكن للإنسان قراءتها بنفسه دون مشقة في ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[01 Aug 2010, 07:10 ص]ـ
ذكرَتني هذه الشروط بشروط المفسر؛ فهي مثلها في الحسن والكثرة حتى إن بعضها لا يكاد ينطبق على ابن عباس رض2.
وقد اعتاد أصحاب الفنون الاستكثار في باب الشروط صيانة لعلومهم من الابتذال , وحفظاً لها في مراتب الكمال. لكن المتأمل لتلك الشروط يجد أكثرها من باب المكملات لا الواجبات , وربما سموها بالواجبات أو الشروط من جهة أنها شروط كمال لا شروط صحة , والتفريق بينهما مهمة المحققين في كل علم من تلك العلوم.
والشروط التي ذكرها الشيخ ضيف الله للمقرئ دقيقة وافية , لكن تمييز الواجب منها من غيره محل مشاركة , والذي أراه أن الشرط الواجب في من يتصدى للإقراء هو:
أن يكون أهلاً للإقراء؛ بأن يكون مجازاً من شيخ متقن صحيح السند.
وما عداه من الشروط فأحد ثلاثة:
إما راجع إليه , أو مكمل له , أو ليس بشرط.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[01 Aug 2010, 01:29 م]ـ
لأول مرة أنال شرف مروركم يا شيخ نايف على موضوع لي، وأسعدني ذلك كثيرا، وأشكركم على تعليقكم القيم، وتعقيبكم المفيد، والأمر كما تفضلتم صيانة للعلم الشريف من أن يتقحم في المشاركة فيه كل من هبَّ ودبَّ.
أشكرك مرة أخرى دكتور نايف، وأرجو أن لا تحرمنا من فوائدك وفرائدك.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[01 Aug 2010, 09:35 م]ـ
بارك الله فيكم وأجزل لكم الثواب ونفع بكم، كنت قد استفدت من المادخلة النافعة على قناة دليل لما كان البرنامج مباشراً، وشاهدت الإعادة، واتصلت بعدد من إخواني طلبة العلم؛ لينتفعوا بهذا الحصر النافع.
شكر الله سعيكم وسددكم ونفع بكم وزادكم من فضله.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[01 Aug 2010, 10:47 م]ـ
حياك الله يا شيخ عبد الحكيم، وكم كنت أتمنى مقابلتك في القاهرة؛ لأستفيد من علمكم وأدبكم، ولكن هاتفكم كان مغلقا فيما يبدو.
..
السلام عليكم
يا شيخ ضيف .. تأتي إلي بلادنا ولا تفكر في زيارتنا!!!
نعم الهاتف كان مغلقا فترة من باب الهروب من الناس .. ولو أرسلت إليّ علي الخاص مثلا إنك ستأتي يوم كذا لحدث أمر آخر.
وإن شاء الله في المرات القادمة سيكون لنا لقاء.
جزاكم الله خيرا
والسلام عليكم
ـ[محمد بن مزهر]ــــــــ[02 Aug 2010, 02:34 م]ـ
شكر الله لكم ياشيخ ضيف الله هذه الاستجابة وعوداً حميداً.
وكما أن بعض العلماء يتشدد في وجوب بعض الشروط فهناك من يشدد في الرد وعدم الإيجاب كالدكتور عبدالعزيز الحربي فقد سئل (أن هناك أحد علماء التجويد عندنا يقول بأنه لا يجوز لمن ليس لديه سند متصل بالقرآن إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يعرض القرآن على شيخ قارئ فيجيزه فيه، لا يجوز له قراءة القرآن ولا تدريسه، ولدينا في بلادنا حلقات لتحفيظ القرآن الكريم يدرس فيها بعض الشباب الصالح غير أنهم ليسوا على ما ذكر ذلك الشيخ. فهل ما قاله صحيح؟ أفتونا جزاكم الله خيراً.
الجواب
من قال: لا يجوز إقراء القرآن ولا قراءته إلا بإجازة وإسناد فهو مخطئ، جاهل بمذهب السلف، ويذكر عن بعض المتأخرين اشتراط ذلك لمن أراد الإقراء، لا القراءة، فإن اشتراط الإجازة للقراءة لا يقوله عاقل، ولا يمكن تصور إجازة إلا بعد قراءة، وأظن مسألة القراءة زيادة من السائل، فهمها خطأ، لم يقل بها معلم التجويد المذكور، والمقصود: أن اشتراط ذلك والتعسير على الناس بمثل هذا ليس من الحق في شيء، فإن الله يسر للناس الذكر، تلاوة، وحفظاً فقال: "وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ" [القمر: من الآية17]، وكان في الصحابة –رضي الله عنهم- العربي والعجمي، وفيهم الأعرابي، وكل يقرأ بما تيسر له، ويقول لهم: "اقرءوا فكل حسن" أبو داود (830) وأحمد (14849) والحديث صحيح، بل أنزل القرآن على سبعة أحرف (لغات)، تيسيراً عليهم ودفعاً للمشقة، ولم يكن منهم ولا بعدهم من أهل القرون الأولى من يجيز، ولا يجاز بإسناد، وقد رد السيوطي في كتاب (الإتقان) على من يشترط ذلك، وتفصيل ذلك يطول، وقد جرت بيني وبين بعض الناس مباحثة في هذا، وكان مما قلته له هذه الأبيات التي منها:
قالوا: الإجازة من شيوخ ... الذكر شرط في القراءة
قلت: السلام عليكم ... رفقاً بنا ما ذي الجراءة
هل كان لأسلاف الأوائل ... قبل عام التسعماءة
لا يقرؤون بغيرها ... أين التثبت والبراءة؟
من يعشق التقليد يوماًً ... يرجع التقليد داءه
والله الموفق).ا. هـ.
وجواب الشيخ ينصرف إلى الإجازة لا إلى العرض , فالعرض لا بد منه.
وهنا اقتراح لكم ياأهل الإقراء وهو أن يكون هذا عنوان بحث خاصة في البدايات التأليفية عند علماء التجويد بحيث يعرف ما اتُّفق عليه من الشروط مما اختلف فيه ,وتحرر نسبة كل قول إلى من قال به ابتداء , وحال أهل الأداء مع هذه الشروط بين الإعمال وعدمه ونحو ذلك (هذا إن لم تكونوا قد فعلتم هذا من قبل وإخالكم قد فعلتم ولكني لم أطلع لقلة علمي على شيءٍ من هذا).
ملحوظة: نقلي لكلام الدكتور الحربي ليس اعتراضاً وإنما بيان لحال بعض علماء أهل الفن ولكل سلف.
وفقكم الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[02 Aug 2010, 02:46 م]ـ
شكر لكم فضيلة الشيخ على هذا النقل المفيد عن الشيخ العلامة عبد العزيز الحربي حفظه الله.
والمقصود من كلامي من يتصدى لإقراء حفظة القرآن الذي يطلبون الإجازة، لا من يدرس الطلاب في حلقات التحفيظ ونحو ذلك، فهو لا يتعارض مع كلام الشيخ عبد العزيز وفقه الله.
ـ[نور]ــــــــ[02 Aug 2010, 06:54 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك في علمكم فقد استفدتُ مما كتب هنا ومن مناقشات المشايخ الفضلاء , ولدي بعض الأسئلة
الأول: لو أردتُ أن أقرأ برواية غير رواية حفص ولنقل مثلا رواية ورش هل يجب علي ألا أقرأ إلا على من لديه إلمام بالعد المدني؟
الثاني: لو أراد شيخ أُجيز بطريق الجمع إجازة طالب بالإفراد هل له ذلك؟ وكذا لو أُجيز بالإفراد هل له الإجازة بالجمع؟
الثالث: كيف أعرف - وأنا تلميذ - أن هذا الشيخ الذي سأقرأ عليه مستوفى الشروط الواجبة؟
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[02 Aug 2010, 07:10 م]ـ
1. من يقرئ برواية ورش لابد أن يكون ملما بالعد المدني.
2. الذي أعلمه أن من قرأ بالجمع فإنه يجاز بالجمع والإفراد، أما من قرأ بإفراد القراءات العشر مثلاً قراءة قراءة، أو رواية رواية، وأراد أن يقرئ بالجمع فيحتمل أن له ذلك؛ لأن طرق الجمع اجتهادية، والمقصود بها استيفاء الأوجه، وإن كان الأولى والأكمل أن يقرئ بالإفراد كما قرأ.
3. يُعرف ذلك بالشهرة والاستفاضة غالبا. ً
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[02 Aug 2010, 08:06 م]ـ
شكر الله تعالى للأخ الحبيب: ضيف الله إتحافهُ بهذه الفوائد , وشكر الله للأحبَّةِ الكرامِ ما جادوا به في هذه الصفحة , ولكنَّ عندي إشكالاً في كونِ من يقرأ لنافعٍ لا بدَّ من إلمامهِ بالعدَّ المدنيِّ.
لأنَّ الغايةَ القُصوى من إدراكِ خلافِ علماءِ العدِّ تتجسَّدُ في معرف رؤوس الآيِ بغيَةَ اتخاذها مواقفَ عند اضطرار القارئِ للوقفِ أو قطعهِ القراءةَ , أو اختيارهِ الوقفَ مع إمكان المواصلةِ إن اعتقد الوقفَ عليها سُنَّةً.
وينبني على ذلك أنَّ من لا يرى الأمرَ سُنَّةً فلهُ بُدٌّ وعندهُ سعةٌ في عدمِ الإلمامِ والإلزامِ بمعرفة العدد المدني عند القراءةِ لنافعٍ أو غيرهِ , والله تعالى أعلمُ.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[02 Aug 2010, 09:23 م]ـ
وينبني على ذلك أنَّ من لا يرى الأمرَ سُنَّةً فلهُ بُدٌّ وعندهُ سعةٌ في عدمِ الإلمامِ والإلزامِ بمعرفة العدد المدني عند القراءةِ لنافعٍ أو غيرهِ , والله تعالى أعلمُ.
السلام عليكم
يمكن أن نسلم لك بهذا ـ جدلا ـ في قراءة قالون.
أما في قراءة ورش الأمر يختلف، ولا بد من معرفة رؤوس الآي؛ لأن ما كانت رأس آية في سور معينة تكون الإمالة فيها قولا واحدا، بخلاف ما لم تكن رأس آية ففيها الفتح والإمالة.فرؤوس الآي متفق فيها علي الإمالة سواء فتح غير رأس آية أو أمالها.
ولذا تعين عليه معرفة رأس الآية من غيرها. والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[03 Aug 2010, 05:40 ص]ـ
الشيخ محمود الشنقيطي: شكر الله لكم ما تفضلتم به، والأمر كما ذكر الشيخ عبد الحكيم وفقه الله.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[03 Aug 2010, 05:51 م]ـ
السلام عليكم
يمكن أن نسلم لك بهذا ـ جدلا ـ في قراءة قالون.
أما في قراءة ورش الأمر يختلف، ولا بد من معرفة رؤوس الآي؛ لأن ما كانت رأس آية في سور معينة تكون الإمالة فيها قولا واحدا، بخلاف ما لم تكن رأس آية ففيها الفتح والإمالة.فرؤوس الآي متفق فيها علي الإمالة سواء فتح غير رأس آية أو أمالها.
ولذا تعين عليه معرفة رأس الآية من غيرها. والله أعلم
والسلام عليكم
شيخنا الكريم: عبد الحكيم
قد لا يكُونُ التسليمُ جدلياً إذا أخذنا في الاعتبار أنَّ رؤوسَ الآي التي يحتاجُ القارئُ لمعرفةِ العددِ فيها والمُتَّفقَ لورشٍ على إضجاعِها في السُّور المعروفةِ لا تتجاوزُ سبعَ آياتٍ أو ستاً عند المدنيِّ الثاني في كل السُّور الإحدى عشرة.
فسُور (الضحى) و (الشمس) و (الليل) و (الأعلى) و (عبَسَ) و (القِيامة) و (المعارجِ) ليسَ في خِلافِ العادِّينَ ما يتعلَّقُ فيها بإضجاع ذوات الياءِ في رؤوس آيِها.
وإنَّما يتعلَّقُ الأمرُ بعدة آياتٍ على النَّحو الآتي:
في طه ثلاثة مواضعَ (وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى) رأسُ آيةٍ عند الشاميِّ وحدهُ , وقوله (فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى) فهو معدودٌ للمدنيِّ الأول , وقوله (زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) فهو رأسُ آية لمن يقرأ لورشٍ , وفي النَّجمِ موضعانِ هُما (فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) فالأولُ ليس بآيةٍ عند القارئِ لورشٍ خلافاً للثاني , وفي النَّازعاتِ آيةٌ واحدةٌ هي (فَأَمَّا مَن طَغَى) عدَّها الجميعُ آيةً إلا المدنيانِ وفي العلق آيةٌ واحدةٌ هي قوله تعالى (أَرَأَيْتَ الَّذي يَنْهَى) حيثُ عدَّها الشَّاميُّ وحدهُ.
ولا شكَّ أنَّ معرفةَ مواضعِ سبعِ آياتٍ من كُلِّ القرآنِ لا يُمكِنُ أن تُسَمَّى إلماماً بالعدِّ المدنيِّ
وليأذَن الأحبَّةُ الكِرامُ بنظمِ هذه المواضعِ لأقولَ:
يا قارئاً لورشٍ اِنَّ العدَدا = يكُونُ الِالْمامُ بهِ مُؤكَّدا
في بضعِ آياتٍ إذِ الخِلافُ = في عدِّها الوهمُ بهِ يُخَافُ
ومُترتِّبٌ على العلمِ بها = أن لا يكُونَ حُكمُها مُشتبِها
فامنعْ لورشٍ فتحَ ياءَ الكُلِّ = وقلِّلنْها عاملاً بالأصلِ
وهاكَها سبعاً على اسمِ الله = يجري بها الشَّهدُ على الشِّفاهِ
لَاوَّلُ (أوحينا إلى موسى أنِ) = وليسَ رأسَ آيةٍ للمدني
وهو على الأصلِ القديمِ باقي = فجئْ بوجهَيهِ على الميثاقِ
والثانِ في طه (إلهُ مُوسَى) = لا تُلفِهِ بفتحهِ ممسُوساَ
كذاكَ (زَهرةَ الحياةِ الدُّنيا) = تفوحُ إن قلَّلتَ ياها رَيَّا
وأعرِضَنْ عن ياءِ (من تولَّى) = وأتبعنَّ الياءَ فيها الأصلاَ
وبعدها ياءُ (الحياةِ الدُّنيا) = في النجمِ تقليلُكَها ما أعْيا
في النَّازعاتِ عندَ شَرطِ (مَن طَغَى) = لا تحسِبنْها آيةً لمن تَلى
في علقٍ أيضاً (أرَيتَ) الأولى = فنَلْ بحصرِ سبعِها مأمُولاَ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[04 Aug 2010, 06:13 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي المفضال على البيان الوافي، والإيضاح الشافي.
وأحمد الله أن استمر النقاش بيننا لتتحفنا بما عندك من الدرر الكامنة اللطيفة، والأبيات العلمية المفيدة، ولكلٍ وجهةٌ هو مولاها، وكما ذكرتُ سابقاً هذه الشروط المذكورة ميسَّرة، والحافظ للقرآن يعرف رؤوس الآي، ويميزها عن غيرها.
وفقك الله، وسدد خطاك، ونفعنا بعلومك وفوائدك.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[04 Aug 2010, 11:07 م]ـ
شيخنا الكريم: عبد الحكيم
قد لا يكُونُ التسليمُ جدلياً إذا أخذنا في الاعتبار أنَّ رؤوسَ الآي التي يحتاجُ القارئُ لمعرفةِ العددِ فيها والمُتَّفقَ لورشٍ على إضجاعِها في السُّور المعروفةِ لا تتجاوزُ سبعَ آياتٍ أو ستاً عند المدنيِّ الثاني في كل السُّور الإحدى عشرة.
فسُور (الضحى) و (الشمس) و (الليل) و (الأعلى) و (عبَسَ) و (القِيامة) و (المعارجِ) ليسَ في خِلافِ العادِّينَ ما يتعلَّقُ فيها بإضجاع ذوات الياءِ في رؤوس آيِها.
وإنَّما يتعلَّقُ الأمرُ بعدة آياتٍ على النَّحو الآتي:
في طه ثلاثة مواضعَ (وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى) رأسُ آيةٍ عند الشاميِّ وحدهُ , وقوله (فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى) فهو معدودٌ للمدنيِّ الأول , وقوله (زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) فهو رأسُ آية لمن يقرأ لورشٍ , وفي النَّجمِ موضعانِ هُما (فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) فالأولُ ليس بآيةٍ عند القارئِ لورشٍ خلافاً للثاني , وفي النَّازعاتِ آيةٌ واحدةٌ هي (فَأَمَّا مَن طَغَى) عدَّها الجميعُ آيةً إلا المدنيانِ وفي العلق آيةٌ واحدةٌ هي قوله تعالى (أَرَأَيْتَ الَّذي يَنْهَى) حيثُ عدَّها الشَّاميُّ وحدهُ.
ولا شكَّ أنَّ معرفةَ مواضعِ سبعِ آياتٍ من كُلِّ القرآنِ لا يُمكِنُ أن تُسَمَّى إلماماً بالعدِّ المدنيِّ
وليأذَن الأحبَّةُ الكِرامُ بنظمِ هذه المواضعِ لأقولَ:
يا قارئاً لورشٍ اِنَّ العدَدا = يكُونُ الِالْمامُ بهِ مُؤكَّدا
في بضعِ آياتٍ إذِ الخِلافُ = في عدِّها الوهمُ بهِ يُخَافُ
ومُترتِّبٌ على العلمِ بها = أن لا يكُونَ حُكمُها مُشتبِها
فامنعْ لورشٍ فتحَ ياءَ الكُلِّ = وقلِّلنْها عاملاً بالأصلِ
وهاكَها سبعاً على اسمِ الله = يجري بها الشَّهدُ على الشِّفاهِ
لَاوَّلُ (أوحينا إلى موسى أنِ) = وليسَ رأسَ آيةٍ للمدني
وهو على الأصلِ القديمِ باقي = فجئْ بوجهَيهِ على الميثاقِ
والثانِ في طه (إلهُ مُوسَى) = لا تُلفِهِ بفتحهِ ممسُوساَ
كذاكَ (زَهرةَ الحياةِ الدُّنيا) = تفوحُ إن قلَّلتَ ياها رَيَّا
وأعرِضَنْ عن ياءِ (من تولَّى) = وأتبعنَّ الياءَ فيها الأصلاَ
وبعدها ياءُ (الحياةِ الدُّنيا) = في النجمِ تقليلُكَها ما أعْيا
في النَّازعاتِ عندَ شَرطِ (مَن طَغَى) = لا تحسِبنْها آيةً لمن تَلى
في علقٍ أيضاً (أرَيتَ) الأولى = فنَلْ بحصرِ سبعِها مأمُولاَ
لا تظهر عندي الأبيات حفظك الله إلا بعد عمل رد باقتباس!!!!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Aug 2010, 11:28 م]ـ
أشكر أخي العزيز ضيف الله الشمراني وفقه الله على هذه الفوائد التي أتحفنا بها في البرنامج وفي هذه المقالة. وفي تصوري أنَّ الإذن بالإقراء لو كان في يد أخي ضيف الله لما أخذها إلا قلة قليلة من أهل الإتقان والضبط، وهذا مطلبٌ نتمنَّاه جَميعاً، غير أنَّ الأمر أيسر من ذلك كما تفضل الزملاء قبلي. ويبقى التفاوت في أهل الإقراء واقعاً لا يُمكنُ إنكاره، فبعضهم أكثر إتقاناً وضبطاً وتيقظاً وعنايةً بالتفاصيل التي ترتقي بمستوى الطالب المتلقي، ولكن الحد الأدنى الذي لا يُمكنُ التساهل فيه هو الشرط الثاني (أن يكون ضابطاً متقناً للرواية التي يُقرئُ بِها).
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[05 Aug 2010, 09:12 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
لعلنا نستأنس بقول الإمام مكي في " الرعاية " ص 89:
" يجب على طالب القرآن أن يَتَخَيَّر لقراءته ونقله وضَبْطِه أهل الديانة والصيانة والفهم في علوم القرآن والنَّفاذ في علم العربية (والتجويد بحكاية ألفاظ القرآن) وصحة النقل عن الأئمة المشهورين بالعلم.
فإذا اجتمع للمقرئ صحة الدِّين، والسلامة في النقل والفهم في علوم القرآن، والنفاذ في علوم العربية والتجويد بحكاية ألفاظ القرآن كملت حاله ووجبت إمامته. " اهـ
ـ[نور]ــــــــ[06 Aug 2010, 07:19 م]ـ
- هل من ضبط الرواية وإتقانها حفظ متن يتضمن الطريق التي سيقرأ بها القارئ كحفظ الشاطبية لمن سيقرأ بالسبع أو الطيبة لمن سيقرأ بالعشر الكبرى؟
- من أراد أن يقرأ بالعشر الكبرى هل يلزمه القراءة أولا بالعشر الصغرى , أم أن الأمر فيه سعة؟
شكر الله لكم وبارك في علمكم
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[06 Aug 2010, 08:06 م]ـ
بارك الله فيكم.
1. نعم.
2. لا يلزمه.(/)
أخطاء الناس فى سورة الفاتحة
ـ[سامح عبد الحميد حمودة]ــــــــ[31 Jul 2010, 03:09 م]ـ
أخطاء الناس فى سورة الفاتحة
1 – عدم تشديد الياء في (إيّاك) من (إيّاك نعبد وإيّاك نستعين) وهذا تحريف لأن الإيَاك بتخفيف الياء هو الشمس.
2– عدم كسر همزة الوصل في (اهدنا) عند الابتداء بها، والصحيح إعطاء الكسرة حقها ولكن دون مبالغة.
3 - ترقيق الصاد في (الصراط، صراط) فتصير (السراط، سراط) وهذا ليس في حفص وإنّما قرأ بهذا قنبل ورويس.
4 - تفخيم السين والتاء من (المستقيم) فتصير (المصطقيم).
5 - ترقيق القاف من (المستقيم) فتصير (المستكيم).
6 - ترقيق الطاء من (الصراط وصراط) فتصير (الصرات وصرات).
7 - تغليط لام (الذين) في (صراط الذين) لأن اللام مجاورة للطاء المغلّظة، وهذا خطأ، والصواب ترقيق اللام.
8 - قلقلة الغين فى (المغضوب) وهو لحن.
9– ترقيق الضاد من (المغضوب) فتصير (المغدوب)
10 - تفخيم لام (لا) فى (ولا الضالّين) لأنّها مجاورة للضاد وهو خطأ.
11 - وهناك من يُريد ترقيق لام (لا) فيرقق الضاد فى (الضالّين) فتصير (ولا الدالّين)، ومنهم من ينطقها دالا فضادًا (ولا الدْضَالّين).
12 - ومنهم من يقلب الضاد إلى ظاء هكذا (ولا الظالّين) مثل بعض القُرّاء في الكويت والسعوديّة، وقد نبّه العلماء على هذا الخطأ، مثل الإمام ابن الجزريّ والشيخ رزق خليل حبّة شيخ المقارئ المِصريّة.
13– المبالغة في تشديد اللام الثانية من (الضالّين) والوقوف عليها أكثر من حقها.
14– عدم خروج اللام الثانية من مخرجها الصحيح، فالبعض ينطقها نونا هكذا (الضانين)
15 - مدّ الألف من (آمين) ستّ حركات، كما يفعله الكثير من المأمومين، وهذا يسمى مدّ البدل وهو في حفص يُمَدُّ بمقدار حركتين فقط.
(والسماع من المتقنين، والقراءة عليهم يضبط هذه الأخطاء)
وكتبه / أبو مالك سامح عبد الحميد حمودة
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[31 Jul 2010, 07:33 م]ـ
لعلك تجد في هذا الرَّابط ما يفيد هنا ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=288&highlight=%C7%E1%C3%CE%D8%C7%C1+%C7%E1%DD%C7%CF%CD %C9)
ـ[نور مشرق]ــــــــ[04 Aug 2010, 01:51 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا ونفعنا بعلمكم ونفع بكم(/)
أسرار حذف الياء في القرآن - أبو مُسْلِم/ عبْد المَجِيد العَرَابْلِي
ـ[نور مشرق]ــــــــ[01 Aug 2010, 02:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حذف الياء المفردة الزائدة المتصلة بالأسماء
(حذف الياء دائمًا للاستمرار)
وهي التي تدل على المتكلم المضمر المتصل سواء أكان منصوبًا أو مجرورًا
استعمل حرف الياء (الدال على التحول) ليدل عن المتكلم الذي تحول إليه شيء، أو أضيف إليه؛
فالأشياء والأمور مطلقة حتى تقيد بالتملك، أو بالإضافة، وجد ذات الشيء أو مثله عند غيره أو لم يوجد، وخصت الياء بالمتكلم دون المخاطب؛ لأن الياء عندما تكون الحرف الأخير؛ يزاد إلى دلالة التحول فيها؛ الاستقرار والامتداد، وأبلغ الاستقرار أن يكون الشيء ملكًا لك وبين يديك، وغير ذلك لا تصرف لك عليه، ويغيب عنك لوجوده بعيدًا عنك، أو خروجه من يدك.
وفي الأصل أن الإنسان يوجد في الحياة ولا يملك شيئًا، وما يملكه الإنسان أو يضاف إليه؛ هو مما تحول إليه واستقر عنده بأي سبب كان؛ بالشراء، أو الهبة، أو الإرث، أو الهدية، أو العطاء، أو الأجر وجزاء العمل، أو أي سبب آخر؛ فياء التحول شاملة لكل ذلك وأمثالها.
وصورة الياء الساكنة في الرسم، والمتولدة من مد كسرة الحرف الأخير في الكلمة؛ تثبت معنى التحول واستقراره وانقطاعه، ويقيده بالمتكلم، وحذفها يطلق قيدها للاستمرار، ولتشمل غير المتكلم أيضًا في حال الوقف؛ لأن الوقوف على الكلمة يكون دون الياء. وتكتب الكلمة على تسكين آخرها؛ لأن حذف الحركة يعطي لها الاستقرار بالتسكين، وإذا كان الحرف في الأصل ساكنًا فالوقوف عليه لا يغير في دلالته، لكن بالحذف تحرك الكلمة في الوصل فيتغير حالها، والوقف يكون على غيرها، والرسم يوثق ذلك.
الياء الزائدة المتصلة بالاسم: حذفت في أحد عشر موضعاً؛
1 - مآب:
قال تعالى: (وَالَّذِينَ ءاتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمِنْ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ (ي) (36) الرعد.
وإليه مآبي: إليه رجوعي الدائم دون غيره، وكذلك رجوعكم، ولو كان القصد إخبارهم بمآبه إلى الله دونهم فقط، وأن عليه عبادة الله تعالى وحده وعدم الإشراك به؛ لما كان هناك فائدة من دعوتهم إلى عبادة الله، أوكانت الدعوة لأمر مؤقت قابل لأن يبدل بغيره.
2 - متاب:
قال تعالى: (كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَاْ عَلَيْهِمْ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ (ي) (30) الرعد
كالسابقة فإلى الله متابي الدائم، وكذلك متابكم، ولو كان القصد إخبارهم بمتابه إلى الله دونهم، وأن ربه الله الرحمن لا إله له غيره، وأن توكله عليه دون سواه فقط؛ لما كان هناك فائدة من تكليفه بالرسالة إليهم.
3 - دعاء:
قال تعالى: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَواةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (ي) (40) إبراهيم.
حذفت ياء دعائي في (إبراهيم) لأن المراد تقبل الدعاء بصفة دائمة متى دعا الله في هذا الموقف وفي غيره، وكذلك دعاء ذريته، ومن الدعاء لا يتحقق إلا في الآخرة كالنجاة من النار ودخول الجنة؛ أي تقبل دعائي واستمر في تقبل الدعاء مني ومن ذريتي.
أما إمثبتها في قوله تعالى: (فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَاءي إِلَّا فِرَارًا (6) نوح.
فلأن هذا الدعاء هو خاص من نوح عليه السلام يدعوهم إلى الإيمان والتحول إليه، وعند الاستجابة ينقطع هذا الدعاء، وقد انقطع فعلاً من غير أن يؤمنوا؛ عندما يأس من إيمانهم ورأى خطر بقائهم فدعا عليهم بقوله تعالى: (رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديّارًا (26) نوح، فاستجاب الله له واستأصلهم بالطوفان.
أما أمثلة (دعاء) الأخرى (المحذوفة الياء) فهي؛ إما معرفة بأل، وإما معرفة بالإضافة إلى (غير ياء المتكلم)، وإما منونة.
4 - دين:
قال تعالى: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (ي) (6) الكافرون.
حذفت ياء ديني في (الكافرون)؛ لأن الله تعالى طلب في الآية من رسوله أن يقول لهم بأنه مثبت ومستمر على دينه لا يتحول عنه ولا يرضى بغيره، كما هم مستمرون على كفرهم ومصرون عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما إثباتها في؛
قوله تعالى: (قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ (104) يونس.
فلأنه رد على الكافرين الشاكّين في دين الله، وقد انتهى هذا الشك بتحول الجزيرة كلها قلعة للإسلام، فالمسألة كانت في الشك واليقين لا في الاستمرار والانقطاع.
وأما إثباتها في قوله تعالى: (قُلْ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (14) الزمر.
فلأن المسألة في الإخلاص في الدين، ولا تراجع عن هذا الدين، وليست المسألة في الاستمرار في الدين وعدمه. وهي واحدة من مجموعة أقوال أمر بتبليغها للمشركين في فترة الصراع مع المشركين في مكة، وسورة الزمر مكية، وانتهي الأمر بدخول مكة بعد ذلك في الإسلام.
5 - عباد: في أربع مواضع [في]:
قال تعالى: (قُلْ يَاعِبَادِ (ي) الَّذِينَ ءامَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10) الزمر
حذفت الياء في هذا الموضع لأنهم مستمرون على العبادة، وهو تعالى يحضهم على التقوى، والصبر، والهجرة إن لم يحتملوا البقاء للمحافظة على دينهم، وأجر صبرهم عند الله بغير حساب.
وحذفت الياء في قوله تعالى: (لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنْ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَاعِبَادِ (ي) فَاتَّقُونِ (16) الزمر.
فلا يتقي الله بهذه الصورة من صور العذاب للذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة إلا من يستمر على عبادته سبحانه وتعالى، وعرض هذه الصور لتثبيتهم على عبادتهم لله واتقائه.
وحذفت الياء في قوله تعالى: (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمْ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ (ي) (17) الزمر.
لأنه لا ينتفع بالبشرى إلا مؤمن استمر على اجتناب الطاغوت والإنابة إلى الله حتى لاقى ربه.
وحذفت الياء في قوله تعالى: (يَاعِبَادِ (ي) لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (68) الزخرف.
لأنه لا يطمئن يوم القيامة إلا من كان من أصحاب الجنة، وهم عباد الله الذين استمروا على عبادة الله سبحانه وتعالى حتى لاقوه.
وأثبتت الياء في سبعة عشر موضعاً في:
1 - قال تعالى: (يَاعِبَادِي الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (56) العنكبوت.
أثبتت ياء عبادي لأنه استوجب على المخاطبين الهجرة؛ لعدم تمكنهم من المحافظة على دينهم، وقد جاء بعدها: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57)؛ فمن لا يفارق أرضه وأهلها طلبًا لرضا الله وعبادته وطاعته؛ فسيفارقها بالموت، والمفارقة على الطاعة خير من الإقامة على المعصية الله، وعدم القدرة على العبادة.
والطلب في هذه الآية غير طلب الصبر من عباده في الزمر؛ لأنه دل على ما يلاقونه من المشقات بقيامهم بعبادة الله، واستمرارهم عليها، وعدم التخلي عنها، فطلب منهم الصبر، وبين لهم الله أجر الصابرين على عبادته بغير حساب.
2 - وأثبتت ياء عبادي في قوله تعالى: (قُلْ لِعِبَادِي الَّذِينَ ءامَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَواةَ وَيُنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَ بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ (31) إبراهيم
لأن فيها طلب إقامة الصلاة والإنفاق من رزق الله، قبل مجيء يوم لا يستطيعون فعل ما يؤمرون، وهذا يدل إما على تقصير منهم بالعبادة والأعمال الصالحة، أو توجيه لهم بعد إيمانهم لتصح عبوديتهم لله.
3 - وأثبتت ياء عبادي في قوله تعالى: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا (53) الإسراء
4 - وأثبتت ياء عبادي في قوله تعالى: (قُلْ يَاعِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) الزمر
(يُتْبَعُ)
(/)
أثبتت ياء عبادي في هذين الموضعين أيضاً لإتيانهم بما يخل بعبوديتهم لله؛ ففي الموضع الأول كان بسبب نزغ الشيطان بينهم، وفي الموضع الثاني بسبب إسرافهم في المعاصي، فلم تستمر عبادتهم لله في الحالين.
5 - وأثبتت ياء عبادي في قوله تعالى: (أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا (102) الكهف
لأن الذين كفروا قطعوا عبادتهم لله، وتولوا من قطع عبادته الله من شياطين الإنس والجن، ودعا إلى قطعها.
6 - وأثبتت ياء عبادي في قوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) البقرة.
لأن الآية ختمت بـ"لعلهم يرشدون" بعد الطلب من عباده الاستجابة لله والإيمان به.
7 - وأثبتت ياء عبادي في قوله تعالى:
(نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) الحجر.
لأن في الإنباء بأن الله غفور رحيم؛ دعوة عباده بالتوبة والرجوع إلى الله.
8 - وأثبتت ياء عبادي في قوله تعالى: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْغَاوِينَ (42) الحجر.
9 - وفي قوله تعالى: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً (65) الإسراء.
لأن عباد الله في هاتين الآيتين هم "المخلصين" فقط، وحبال الشيطان مقطوعة عنهم؛ (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83) ص، والغاوين هم من استجاب لدعوة الشيطان؛ (وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلاَّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ (22) إبراهيم.
10 - وأثبتت ياء عبادي في قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لاَ تَخَافُ دَرَكًا وَلاَ تَخْشَى (77) طه
11 - وفي قوله تعالى: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (52) الشعراء
12 - وفي قوله تعالى: (فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلاً إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (23) الدخان
والمقصود بعباد الله في هذه المواضع الثلاثة: هم بنو إسرائيل الذين خرجوا مع موسى عليه السلام من مصر هربًا من فرعون، وقد أحدث هؤلاء بعد النجاة من عدو الله؛ من الأفعال كعبادة العجل، والعصيان وعدم الجهاد، وغير ذلك؛ فاستحقوا عليها الغضب من الله، واللعن والتيه والمسخ وغير ذلك، مما هو معلوم ومشهور.
13 - وأثبتت ياء عبادي في قوله تعالى: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) الأنبياء
أثبتت ياء عبادي في هذا الموضع لأن العباد الذين ورثهم الله سبحانه وتعالى الأرض لما كانوا مستمرين على عبادته لكن ماذا بعد التوريث؟ وخاصة بعد مضي زمن نبيهم 00
فقد ورث الله عادًا بعد قوم نوح، فماذا فعلوا؟
وورث الله تعالى ثمود بعد عاد فماذا فعلوا؟
وورث بني إسرائيل بعد فرعون فماذا فعل كل هؤلاء؟
لقد غيروا وبدلوا وأضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات ولاقوا غياً واستبدلهم بقوم آخرين جزاء بما فعلوا.
14 - وأثبتت ياء عبادي في قوله تعالى: (إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا ءامَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (109) المؤمنون
لأن القائلين هم فريق من عباد الله، وشهادة الله بأن أكثر أهل الأرض من عباده هم ضالون.
15 - وأثبتت ياء عبادي في قوله تعالى: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ ءَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (17) الفرقان
لأن عباد الله في هذه الآية هم المضلَلوين من أهل النار وقد قطعوا عبادتهم لله.
16 - وأثبتت ياء عبادي في قوله تعالى: (يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا ءالَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13) سبأ.
(يُتْبَعُ)
(/)
لأن من يشكر هم القلة من العباد، ومن لم يستثن في هذه الآية وغيرها هم من انقطعت عبادتهم لله، ومن التبعيضية مبينة لذلك.
17 - وأثبتت ياء عبادي في قوله تعالى: (فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30) الفجر.
ويبدو إثبات الياء في هذا الموضع كأنه مخالف لقاعدة الانقطاع والاستمرار في إثباتها وحذفها، وإذا علمنا أن عبادة الله من أمور الخاصة بالدنيا، ولا عمل في الآخرة؛ لا لأهل الجنة المتنعمين بجنتهم، ولا لأهل النار ليخفف عنهم، فناسب إثباتها انقطاع أعمال العبادة، والآخرة دار جزاء لا دار تكليف وعمل.
وقد أتينا على جميع أمثلة ياء عبادي التي أثبتت في الرسم؛ لئلا يحدث التباس عند من لا يدرك بنفسه سبب إثباتها. وعلى الله التوفيق والتيسير.
6 - عذاب: حذفت ياء عذابي في موضع واحد:
في قوله تعالى: (أَءُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ (ي) (8) ص
حذفت ياء عذابي في (ص) لأن المراد بالعذاب عذاب الآخرة، وهو عذاب دائم مستمر، وهذه الآية تتكلم عن كفار قريش، وهم لم يذوقوا العذاب، وما حصل فيهم هو قتل أعداد يسيرة منهم في بدر وأحد والخندق ويوم فتح مكة؛ زادوا عن المائة ولم يبلغوا المائتين؛ قال تعالى: (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ (46) القمر. وفيهم حق ما تأخر لهم من العذاب؛ (لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ (ي).
وغير ذلك أثبتت الياء لما لم يذكر تأخير العذاب،
كما في قوله تعالى: (وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ (156) الأعراف، جاءت هذه الآية بعد الرجفة التي أصابت السبعين من قوم موسى عليه السلام؛
(فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا ... (155) الأعراف.
فالمراد بالعذاب هنا عذاب الهلاك في الدنيا؛ لقوله تعالى: (أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ) فدل على أن المراد به الهلاك في الدنيا، فمن شاء عجل له العذاب، ومن شاء عفا عنه، أو أخر عنه العذاب ليوم القيامة.
وكما في قوله تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7) إبراهيم.
لما كانت الزيادة على الشكر تكون في الحياة الدنيا فكذلك العذاب على الكفر، وفي الآخرة يكون أشد.
وكما في قوله تعالى: (نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (50) الحجر فإثباتها في (الحجر) لعطفها على الآية السابقة: (نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وهو أمر بالتبليغ؛ أي أغفر لمن تاب وآمن وهذا في الحياة الدنيا، والتهديد والوعيد لمن أعرض وكفر، وأرهب الوعيد من كان على الأبواب معجل غير مؤجل؛ ليرتدعوا ويتوبوا، وإن كان عذاب الآخرة يوصف له رهبته.
وكما في قوله تعالى: (فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (ي) (16)، (18)، (21)، (30) القمر
وقوله تعالى: (وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (ي) (37)، و (فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (ي) (39) القمر
فإثباتها في (القمر) لما جاءت في كل مرة تعقيباً وتنبيها بما حل بتلك الأقوام من الهلاك في الدنيا؛ قوم نوح، وعاد، وثمود، وقوم لوط.
7 - عقاب: حذفت ياء عقابي في المواضع الثلاثة التي جاءت في القرآن الكريم؛
في قوله تعالى: (وَلَقَدْ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (ي) (32) الرعد
وفي قوله تعالى: (إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ (ي) (14) ص.
وفي قوله تعالى: (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (ي) (5) غافر.
(يُتْبَعُ)
(/)
العقاب في هذه المواضع هو الخاتمة السيئة لهم بالهلاك أو العذاب في الدنيا، ويمتد ذلك السوء لهم إلى الآخرة.
و العقاب في هذه المواضع غير العذاب في المواضع السابقة؛ فالعذاب في الدنيا قد لا يعذب به في الآخرة،
فمثلاً العذاب بالغرق، أو الزلزلة، أو الصيحة، أو الصواعق، أو الخسف، أو بالأمراض، وبالقحط، وغير ذلك؛ قد يقع بقدر الله على المؤمنين، وليس ذلك عاقبتهم، بل يعد الميت شهيدًا في بعضها. فلذلك يتميز العذاب في الدنيا عن العذاب في الآخرة وإن سمى كل منهما بالعذاب.
أما العقاب؛ فهو ما انتهى إليه الكفار من سوء العاقبة، ونهاية أمرهم في الدنيا على هذا الحال الذي لن يتغير في الآخرة، بل إن نهاية أمرهم بالعقاب دالٌ على ما يؤول إليه أمرهم في الآخرة، وعاقبتهم السيئة فيها، فلم يأت إلا بحذف الياء وجاء العذاب بحذف الياء وإثباتها.
8 - ونذر: حذفت ياء نذري في ستة مواضع، وكلها في القمر؛
قال تعالى: (فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (ي) (16،18،21،30) فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (ي) (39،37) القمر.
نذر جمع نذير فإذا تحققت نذر الله للكافرين في الدنيا فتمامها في الآخرة، ولا قاطع لها.
9 - نذير: ذكرت نذيري مرة واحدة وقد حذفت ياؤها؛
قال تعالى: (أَمْ أَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (ي) (17) الملك.
تأجيل العلم بالنذر لما تقع؛ هو مما يحدث في الآخرة، فحالها كحال حذف ياء عذابي في ص؛ (بل لما يذوقوا عذاب (ي). فحذفت الياء علامة لاستمرار ما حل عليهم في الدنيا ليكون أشد عليهم في الآخرة.
10 - نكير: ذكرت نكيري في أربعة مواضع، وقد حذفت ياؤها؛
قال تعالى: (وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (ي) (44) الحج.
قال تعالى: (وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (ي) (45) سبأ
قال تعالى: (ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (ي) (26) فاطر
قال تعالى: (وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (ي) (18) الملك
هذا ما حدث لفرعون، والذين كانوا من قبله، وهو مقدمة لعذاب الآخرة الذي لا ينقطع؛ فحذفت الياء علامة للاستمرار النكير عليهم.
11 - وعيد: ذكرت وعيدي في ثلاثة مواضع؛ وقد حذفت الياء فيها
قال تعالى: (وَلَنُسْكِنَنَّكُمْ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ (ي) (14) إبراهيم
قال تعالى: (وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ (ي) (14) ق
قال تعالى: (نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (ي) (45) ق
نذري ونذيري ونكيري ووعيدي كلها من باب واحد من باب عقابي الذي مر ذكره؛ فإنذار الله لهم بالعذاب في الدنيا والآخرة، وإنكاره ما هم عليه بتغير ما كانوا عليه من النعم بالعذاب في الدنيا والآخرة، ووعيده لهم بإنزال العذاب بهم في الدنيا والآخرة، فمتى تحقق الإنذار والإنكار والوعيد في الدنيا، وانتهت به حياتهم، ولا عمل لهم بعد ذلك يصلح عملهم، ويعتبهم عند ربهم؛ استمر ذلك الأمر عليهم في آخرتهم؛ فلهذا الامتداد والاستمرار حذفت الياء في هذه الكلمات.
المصدر: ملتقى البيان لتفسير القرآن
ـ[نور مشرق]ــــــــ[01 Aug 2010, 02:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وفاتحة الكتاب تظل نورًا ........... لأرواح الأحبة في القطاع
حذف ياء المتكلم الزائدة المتصلة بفعل الأمر
حذفت في اثني عشر موضعاً في الأمر
(حذف ياء التحول يفيد دائمًا الاستمرار)
1 - خافون: ذكرت مرة واحدة وحذفت فيها الياء؛
في قوله تعالى: (إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ (ي) إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175) آل عمران.
من لم يخف الله عز وجل، خاف من كل شيء؛ وذلك من تخويف الشيطان لأوليائه في كل باب. فكان حذف الياء لهذا الطلب الدائم من الله تعالى بالخوف منه وحده، فهو سبحانه الذي بيده مقادير كل شيء.
2 - فارهبون: ذكرت مرتين وحذفت الياء فيهما؛
(يُتْبَعُ)
(/)
في قوله تعالى: (يَابَنِي إِسْرَاءِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (ي) (40) البقرة.
وفي قوله تعالى: (وَقَالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (ي) (51) النحل.
الرهبة من الخروج عن طاعة الله عز وجل، ومن عدم الوفاء بعهده، ومن صرف شيء من عبادته لغيره؛ هو طلب دائم من الله سبحانه وتعالى؛ فكان حذف الياء علامة للديمومة والاستمرار في هذا الطلب.
3 - واتقون: ذكرت خمس مرات وحذفت الياء فيها جميعًا؛
في قوله تعالى: (وَءامِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (ي) (41) البقرة.
وفي قوله تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُون (ي) يَاأُوْلِي الْأَلْبَابِ (197) البقرة.
وفي قوله تعالى: (يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ (ي) (2) النحل.
وفي قوله تعالى: (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (ي) (52) المؤمنون.
وفي قوله تعالى: (لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنْ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَاعِبَادِ فَاتَّقُونِ (ي) (16) الزمر.
طلب العمل بما يقي من عذاب الله هو طلب دائم؛ وذلك لأنه لا إله إلا هو، وأنه رب الجميع، وناره عظيمة يعذب بها من عصاه، فعليكم الإيمان بالله وعدم الكفر به، والتزود من الأعمال الصالحة لتقيكم نار الآخرة، وعدم التجارة بآيات الله.
والعمل بهذه الثلاث هو الأمان؛ فالخوف من معصية الله، والرهبة من الخروج عن طاعة الله، والعمل بما يقي من عذاب الله؛ هو الذي يحفظ المؤمن على استقامته على أمر الله وعدم الخروج عنه.
4 - واخشون: ذكرت ثلاث مرات وحذفت الياء في اثنتين منها؛
في قوله تعالى: (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ (ي) الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِينًا .. (3) المائدة.
وفي قوله تعالى: (فَلا تَخْشَوْا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ (ي) وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ (44) المائدة
حذفت ياء "اخشوني" في موضعي المائدة؛ لأن الخشية المطلوبة فيهما هي خشية دائمة لله، بعد النهي عن خشية الكفار الذين يأسوا من منع قيام دين الله وانتشاره في الأرض، وعدم خشية الناس والحذر من المتاجرة بآيات الله كما فعل أهل الكتاب من قبل.
أما إثبات الياء في قوله تعالى: (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (150) البقرة
فلأن طلب الخشية فيها كان طلبًا في مسألة واحدة؛ هي التوجه إلى القبلة الجديدة؛ أي إلى المسجد الحرام بدلاً من المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى، والخشية تكون في بداية الأمر، ولما يستقر المسلمون على قبلتهم الجديدة؛ ينتهي الحديث في تغيير القبلة، ويصبح التوجه إلى غيرها هو الأمر المستغرب، وكان أثر هذا الحدث أثرًا محدودًا انتهى سريعًا؛ فلمحدودية الحدث أثبتت الياء.
وكان هذا التوجه الجديد حديث المنافقين، وأهل الكتاب خاصة، فجاء الطلب بخشية الله وعدم الالتفات إلى كلام أهل الكتاب والمنافقين، ومر الحدث، وأصبحت القبلة الجديدة هي قبلة المسلمين منذ ذلك اليوم.
5 - فاعبدون: ذكرت أربع مرات وحذفت الياء في ثلاث منها؛
(يُتْبَعُ)
(/)
في قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ (ي) (25) الأنبياء
وفي قوله تعالى: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (ي) (92) الأنبياء
وفي قوله تعالى: (يَاعِبَادِي الَّذِينَ ءامَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (ي) (56) العنكبوت
لما كان طلب الدخول في عبادة الله في هذه الآيات يفيد الاستمرار عليها، وقصر العبادة على الله دون سواه؛ لقوله تعالى: (لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ (ي)) – (وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (ي)) – (فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (ي))؛ حذفت ياء "اعبدوني" في المواضع الثلاثة؛
أما إثباتها في قوله تعالى: (وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) يس
فلأن الحديث في هذه الآية والسابقة لها عن عهد الله لبني آدم بترك عبادة الشيطان، وعبادة الله وحده؛ (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيكم يابَنِي ءادَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) يس،
كان في الآخرة، بعد الحديث عن حال أصحاب الجنة في الجنة، ثم انتقال الحديث عن أصحاب النار، لأنه قال لهم بعد ذلك: (هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (63) يس، فذكرهم بما كان من عهده لهم في الحياة الدنيا؛ بترك عبادة الشيطان أولاً، والدخول في عبادة الله ثانيًا، والطلب بالاستمرار لا يكون إلا بعد الدخول، لأن المخاطبين لم يدخلوا بعد في العبادة الخالصة لله، لأن ترك عبادة الشيطان شرط في صحة العبادة لله قبل الاستمرار في العبادة، وهذا غير الطلب في مواضع الحذف؛ لأنه لم يكن هنالك طلب بترك شيء قبل الدخول في العبادة؛ فأثبتت الياء لما كان الطلب بالتحول إلى عبادة الله بعد قطع عبادة الشيطان. وهم لم يفعلوا ذلك فكان مصيرهم النار.
وقد جاءت (أن – لا) في الرسم مقطوعة ومجال الحديث عنها في المقطوع والموصول إن شاء الله تعالى.
6 - فاسمعون: ذكرت مرة واحدة وحذفت فيها الياء؛
في قوله تعالى: (إِنِّي ءامَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (ي) (25) يس.
هذا قول الرجل المؤمن الذي جاء من أقصى المدينة يتحدى قومه في إعلان إيمانه برب الرسل، فقتلوه، فجاء حذف الياء علامة لهذا الثبات والاستمرار الذي دل عليه تحديه لقومه في إعلان إيمانه.
7 - أطيعون: ذكرت إحدى عشرة مرة، وحذفت الياء فيها جميعًا؛
في قوله تعالى: (وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنْ التَّوْرَاةِ وَلأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (ي) (50) آل عمران (108)، (110)، (126)، (131)، (144)، (150)، (163)، (179) الشعراء، (63) الزخرف.
وفي قوله تعالى: (أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (ي) (3) نوح.
طلب الأنبياء في هذه المواضع الأحد عشر من أقوامهم بالطاعة؛ هو طلب بالطاعة الدائمة لهم بصفتهم أنبياء من عند الله، مبلغين لما أرسلوا به من الأوامر والنواهي، ومنهج لحياة شامل لعلاقاتهم بالله، وبأنفسهم، وبالناس؛ فكان حذف الياء علامة هذا الاستمرار والديمومة في طلب الطاعة.
8 - فاعتزلون: ذكرت مرة واحدة وقد حذفت الياء فيها؛
في قوله تعالى: (وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ (ي) (21) الدخان
هذا قول موسى عليه السلام لفرعون وقومه، وقد طلب منهم أن يرسل معه بني إسرائيل، فهو يطلب منهم اعتزالاً دائمًا بخروجه ببني إسرائيل من مصر، فكان حذف الياء علامة لديمومة هذا الاعتزال المطلوب.
9 - ارجعون: ذكرت مرة واحدة، وحذفت فيها الياء؛
في قوله تعالى: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (ي) (99) المؤمنون.
هذا طلب ممن حضره الموت أن يرجعه ربه إلى الحياة رجعة طويلة؛ لقوله بعدها: (لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ)، فهو لم يعزم على العمل الصالح، وعلل العمل به، ولا يكون ذلك له إلا إذا استمرت رجعته زمنًا طويلاً، فعلى ذلك كان حذف الياء.
10 - واتبعون: ذكرت ثلاث مرات، وحذفت الياء في واحدة منها؛
(يُتْبَعُ)
(/)
في قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ (ي) هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) الزخرف.
لا تعرف استقامة الطريق بمجرد الدخول فيه، دون استمرار فيه، فلا بد من الاستمرار فيه لإدراك وصفه بأنه صراط مستقيم؛ لذلك كان حذف ياء اتبعوني لمعنى الاستمرار في طلب الإتباع.
أما إثباتها في قوله تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) آل عمران.
فلأن محبة الله وغفرانه للذنوب تحصل للمتبع للرسول http://www.bayan-alquran.net/forums/ramdan-green/smiles/1.gif من ساعة دخوله في الإسلام، فإن غير بعد ذلك غير الله عليه، ولو حذفت الياء لأفاد حذفها بأن المتبع لا ينال محبة الله وغفران ذنوبه إلا بعد الاستمرار في الاتباع زمنًا لا يعلمه إلا الله تعالى، وإن هلك قبل ذلك لم يعرف مآله، وهذا خلاف ما هو ما معلوم.
وأما إثباتها في قوله تعالى: (وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَاقَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمْ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (90) طه.
فلأن طلب الاتباع لم يرد به الاتباع الدائم المستمر، بل كان لمسألة واحدة؛ ألا وهي ترك عبادة العجل الذي اتخذوه إلهًا، واتباعه في عبادة الله وحده، وقد خلف هارون موسى عليهما السلام في غيابه إلى ميقات ربه، فما كان رد هم على هارون إلا قولهم: (قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى (91) طه.
11 - فأرسلون: ذكرت مرة واحدة وقد حذفت فيها الياء؛
في قوله تعالى: (وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَاِدَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (ي) (45) يوسف.
هذا طلب فيه جرأة كبيرة من صاحب يوسف عليه السلام في السجن الذي أصبح ساقي الملك، وتجاوز لمكانته؛ لإرساله في إحضار تأويل رؤيا الملك، فيما عجز عنه ملأ الملك، ولكن الذي جرأه على هذا الإقدام هو ثقته بقدرة يوسف عليه السلام على تأويل الرؤيا، وقد صدق تأويله من قبل فيه وفي صاحبه في السجن؛ ولذلك حذفت الياء لأن هذا الإرسال هو إرسال دائم، فلا رجعة له ولا عودة دون إحضار تأويل رؤيا الملك؛ لذلك قال ليوسف عليه السلام: (لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46) يوسف.
12 - كيدون: ذكرت ثلاث مرات وحذفت الياء في اثنتين منها؛
في قوله تعالى: (قُلْ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ (ي) فَلا تُنظِرُونِ (ي) (195) الأعراف.
وهذا قول نوح عليه السلام لقومه، فيه تحدٍ مستمر مفتوح لهم، لم يحدد بزمن ينقطع فيه التحدي وينتهي؛ لذلك كان حذف الياء بيان لهذا الاستمرار في التحدي.
وحذفت في قوله تعالى: (فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ (ي) (39) المرسلات.
هذا قول الله تعالى للمجرمين يوم القيامة، بعد بعثهم ليوم الفصل بينهم؛ أن يكيدوا كيدًا يخرجهم من عذاب الله، فهو طلب فيه تحد مستمر يظهر مدى عجزهم وضعفهم، وللاستمرارية في التحدي كان حذفت الياء.
أما إثباتها في قوله تعالى: (مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ (ي) (55) هود.
فلأن طلب هود عليه السلام من عادٍ الكيد جاء ردًا على قولهم: (إِنْ نَقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ ءالِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54) مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ (ي) (55) هود، حتى يبين لهم كذب ادعائهم، فطلب منهم كيدًا سريعًا إن كانت لآلهتهم مقدرة على الكيد أو الإعانة على الكيد معهم، والفاء في "فيكيدوني" هي للتعقيب السريع بلا تراخٍ دال على طلبه السريع لتكذيب قولهم، بينما كان الطلب في سورة الأعراف من أمر الله عز وجل لنبيه ليتحداهم تحدٍ دائم لهم ومستمر.
ـ[نور مشرق]ــــــــ[01 Aug 2010, 02:48 م]ـ
حذف ياء المتكلم الزائدة المتصلة بأفعال النهي
حذفت في ثمانية مواضع
(حذف ياء التحول يفيد دائمًا الاستمرار)
1 - تكلمون: ذكرت مرة واحدة وحذفت فيها الياء؛
في قوله تعالى: (قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ (ي) (108) المؤمنون.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا نهي دائم من الله عز وجل لأصحاب النار ردًا على طلبهم: (قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ (106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) المؤمنون، فكان حذف الياء علامة نهي أبدي خالد عن طلب الخروج من النار.
2 - تكفرون: ذكرت مرة واحدة وحذفت فيها الياء؛
في قوله تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ (ي) (152) البقرة.
هذا نهي من الله تعالى بعدم الكفر بالذي لم يخلق الإنس والجن إلا لعبادته، فكان حذف الياء علامة لهذا النهي الدائم عن الكفر.
3 - تستعجلون: ذكرت مرة واحدة وحذفت فيها الياء؛
في قوله تعالى: (خُلِقَ الإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُوْرِيكُمْ ءايَاتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ (ي) (37) الأنبياء.
هذا نهي دائم من الله عز وجل للكافرين بعدم استعجالهم الله تعالى في إنزال العقاب بهم، فالأمر كله إليه، ولا يفعل سبحانه وتعالى إلا ما يريده هو وقت ما يشاء، قال تعالى: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ (34) الأعراف. وفي ذلك تهديد لهم بتعجيل العذاب؛ فقد جاءت هذه الآية بين آيتين؛ فالتي قبلها بينت سخرية الكفار بالرسول http://www.bayan-alquran.net/forums/ramdan-green/smiles/1.gif من تعظيمهم لآلهتهم، وكفرهم بالله وكتابه، وهذا مما يغضب الله تعالى، ويوجب عضبه عليهم وعقابهم لهم؛ (وَإِذَا رَءاَكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ ءاَلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمَانِ هُمْ كَافِرُونَ (36) الأنباء.
والتي جاءت بعدها يسألون فيها: متى هذا الوعد؟ استخفافًا بعذاب الله؛ قال تعالى: (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (38) الأنبياء.
والله تعالى سيريهم آياته بنصرة نبيه، وعقاب من يظل على كفره في الدنيا والآخرة، وعلى هذا كان حذف الياء لهذا النهي الدائم؛ لأن عدم الأخذ به، يعجل عقابهم ونهايتهم، ولا يعود عليهم ذلك بأي خير.
4 - تنظرون: ذكرت ثلاث مرات، وقد حذفت الياء فيها جميعًا؛
في قوله تعالى: (أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلْ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلا تُنظِرُونِ (ي) (195) الأعراف.
طلب الله عز وجل من رسوله أن يتحدى قومه في آلهتهم القابعة في مكانها؛ بلا قدرة على المشي، ولا البطش، ولا الإبصار، ولا السمع؛ بأن يكيدوا له، وألا يمهلوه ولا ينظروه حتى لا يأخذ حذره؛ فكان حذف الياء علامة لشدة هذا التحدي الذي لا تراجع عنه، وثقته بالذي يعتمد عليه في تحديه، لذا جاء ما بعدها مبينًا سر هذه الثقة في التحدي؛ (إِنَّ وَلِيِّي اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ (196) الأعراف.
ومثل ذلك كان حذف الياء في تحدي نوح عليه السلام لقومه؛ في قوله تعالى: (فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ (ي) (71) يونس.
ولنفس السبب كان حذف الياء في تحدي هود عليه السلام لعاد قومه؛ في قوله تعالى: (قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54) مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ (ي) (55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56) هود.
وقد نصر الله عز وجل أنبياءه وعصمهم من الكفار.
5 - تقربون: ذكرت مرة واحدة وحذفت فيها الياء؛
في قوله تعالى: (فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلا كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلا تَقْرَبُونِ (ي) (60) يوسف.
(يُتْبَعُ)
(/)
حذفت ياء تقربوني في نهي يوسف عليه السلام إخوته -الذين لم يعرفوه- أن يأتوا مصر إن لم يحضروا أخوهم معهم وجعل الإتيان به شرطًا لعودتهم؛ لشراء متاعًا لهم في سنين القحط التي مرت على مصر والشام في زمن يوسف عليه السلام، ولما كان النهي مشروطًا لا ينتهي إلا بالوفاء بالشرط؛ يعد النهي مستمرًا حتى يتم الوفاء بالشرط، وإحضار أخاهم معهم في حال قدومهم
6 - تفضحون: ذكرت مرة واحدة وحذفت فيها الياء؛
في قوله تعالى: (قَالَ إِنَّ هَؤُلاءِ ضَيْفِي فَلا تَفْضَحُونِ (ي) (68) الحجر.
لو قدر لقوم نوح عليه السلام الذين تعودوا فعل الفاحشة، أن يعتدوا على ضيفه لو كانوا من البشر، وهو على ما عليه من العجز في صدهم؛ لكانت فضيحة دائمة لا شيء يغسل عارها. لذلك حذفت الياء لمعنى الاستمرار فيما ينهاهم عنه من الفضيحة التي يريدون ارتكابها، وهو لا يدري أن ضيفه هم ملائكة العذاب المرسلون إليهم.
7 - تخزون: ذكرت مرتان وحذفت الياء فيهما؛
في قوله تعالى: (وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَاقَوْمِ هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِ (ي) فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78) هود.
وهذه مثل السابقة في الخشية من خزي دائم لا يزول، كالخشية من فضيحة دائمة؛ إن فعلوا ما يريدون من الفاحشة، لذلك تم حذف الياء لمعنى الاستمرار في النهي عن فعل الفاحشة في ضيفه فيما يخزيه خزيًا دائمًا لا يمحى زولا يزول. .
وفي نفس الحادثة، ونفس الخشية من خزي دائم يلتصق به ولا يفارقه فيما ينهاهم عنه؛ كان حذف الياء في قوله تعالى: (قَالَ إِنَّ هَؤُلاءِ ضَيْفِي فَلا تَفْضَحُونِ (ي) (68) وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِ (ي) (69) الحجر.
8 - تسألن: ذكرت مرتان؛ وحذفت الياء في أولاهما؛
في قوله تعالى: (قَالَ يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْءَلْنِ (ي) مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنْ الْجَاهِلِينَ (46) هود.
هذا نهي دائم من الله تعالى لنوح عليه السلام أن يسأله فيما ليس له به علم، ولا يحل لنوح عليه السلام فعله لما وصف الله تعالى فاعله بأنه من الجاهلين، فلم يرضاها الله تعالى لنبيه، ولا يرضاها لغيره. فلأجل ذلك كان حذف ياء تسألني في النهى عنه.
أما إثباتها ياء تسألني في قوله تعالى: (قَالَ فَإِنْ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْءَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) الكهف.
فلأن نهي الرجل الصالح لموسى عليه السلام عن السؤال كان نهيًا مؤقتًا؛ لقوله (حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا) وبعد ذلك يحل لموسى عليه السلام أن يسأل ما بدا له من الأسئلة.
بهذا ينتهي بحمد الله تعالى؛ البحث في حذف الياءات الزائدة الملحقة في أفعال الماضي، والمضارع، والأمر والنهي، لنتحدث بعدها عن ياءات أخرى في مباحث جديدة إن شاء الله تعالى.
والله ولي التوفيق والحمد لله رب العالمين
ـ[نور مشرق]ــــــــ[01 Aug 2010, 02:49 م]ـ
حذف ياء المتكلم الزائدة المتصلة بالفعل الماضي
حذفت في تسع مواضع
1 - ءاتن الله: حذفت ياء آتاني في موضع واحد؛
في قوله تعالى: (فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا ءاتَانِ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا ءاتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36) النمل.
ما قدمته ملكة سبأ هو شيء يسير منقطع، تريد بهديتها صرف سليمان عليه السلام عن ملكها، وما آتاه الله سبحانه وتعالى لسليمان هو عطاء دائم في حياته؛ من تسخير الرياح، والبنائين والغواصين من الجن الذين يعملون له ما يشاء، وجعل جيشه يتكون من الإنس والجن والطير ....
فماذا يكون عطاؤها هذا مع عطاء الله لسليمان عليه السلام حتى يسكت عنها، فحذفت ياء آتاني لبيان ديمومة عطاء الله له واستمراره؛ الذي يغنيه عن الحاجة لأي عطاء آخر.
وأثبت الياء في أربع مواضع أخرى؛
في قوله تعالى: (قَالَ يَاقَوْمِ أَرَءَيْتُمْ إِنْ كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَءاتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ (28) هود.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي قوله تعالى: (قَالَ يَاقَوْمِ أَرَءَيْتُمْ إِنْ كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَءاتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنصُرُنِي مِنْ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ (63) هود.
وفي قوله تعالى: (رَبِّ قَدْ ءاتَيْتَنِي مِنْ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) يوسف.
وفي قوله تعالى: (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ ءاتَانِي الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) مريم.
وكان إثباتها في هذه المواضع الأربعة؛ لأن أقوالهم كانت لبيان أن الله تعالى آتاهم ما لم يكن عندهم، فقد حول إليهم ما ذكروا وصُرف عن غيرهم؛ فآتى نوح عليه السلام رحمة من عنده وهي النبوة، ومثلها لصالح عليه السلام في الموضع الثاني من سورة هود، وآتى يوسف عليه السلام الملك بعد أن كان عبدًا مملوكًا وسجينًا، وكذلك آتى الكتاب لعيسى عليه السلام.
أما قول سليمان عليه السلام من قبل؛ فهو لبيان أن ما آتاه الله تعالى أغناه عن غيره، وليس لبيان أن ما آتاه الله لم يكن عنده من قبل؛ فلما اختلف بيان القائلين اختلف الرسم في إثبات وحذف الياء.
2 - أخرتن: حذفت في موضع واحد؛
في قوله تعالى: (قَالَ أَرَءَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاّ قَلِيلاً (62) الإسراء.
حذفت ياء (أخرتني) لأن طلب الشيطان هو؛ أن يؤخر ويستمر تأخيره إلى يوم القيامة؛ حتى يتمكن من إغواء بني آدم بقدر ما يستطيع، فطلبه فلم يكن طلبه ليطول عمره فقط؛ بل لتطول فتنته للبشر.
وأثبتت في قوله تعالى: (وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنْ الصَّالِحِينَ (10) المنافقون.
وكان إثباتها لأن الطلب فيها؛ أن يؤخر من حضره الموت تأخيرًا يسيراً، يتمكن فيه من التصدق والإنفاق مما رزقه الله، ويعمل صالحًا ينجيه من العذاب ويكون من الصالحين. فطلبه لأجل قصير ينقطع، وليس لأجل طويل يستمر، فالفاء في (فَأَصَّدَّقَ) التي تفيد التعقيب دون تراخ؛ تبين مراد القائل في طلبه.
3 - اتبعن: حذفت ياء اتبعني في الموضعين الوحيدين؛
في قوله تعالى: (فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِي لِلَّهِ وَمَنْ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ ءَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدْ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20) آل عمران.
وفي قوله تعالى: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ (108) يوسف.
حذفت ياء (اتبعني) في هذين الموضعين؛ لأنه من يكون مع الرسول، ويحمل صفته في إسلام وجه لله، أو يعمل عمله في الدعوة إلى الله، ويضمه الله إلى جانب رسوله في مخاطبة المشركين؛ لا يكون إلا دائم الإتباع للرسول http://www.bayan-alquran.net/forums/ramdan-green/smiles/1.gif، ومستمر على دين الله، سواءً أكان المتبع له في حياته، أو في أي عصر كان بعد مماته. وظل التابعون من هذه الأمة على اتباعهم لدعوة نبيهم عليه الصلاة والسلام، بينما انقطعت دعوة الأنبياء من قبله، أو أبدلت بما هو غريب عنها.
4 - دعان: حذفت ياء دعاني في موضع وحيد:
في قوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) البقرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
كان حذف ياء (دعائي) علامة على أن الدعاء المستجاب من الله تعالى هو لمن دام توجهه إلى الله تعالى، واستمر في لجوئه إليه، ولذلك يحب الله تعالى من عبده الإلحاح في الدعاء؛ لأن ذلك من علامات صدق استمرار اللجوء إلى الله عز وجل. والاستجابة من الله عندئذ محققة؛ إما بتعجيل طلبه، أو صرف السوء عنه، أو تأخير أجره ليوم القيامة؛ ما لم يعجل الإجابة، أو كان في دعائه إثم أو قطيعة رحم.
5 - أشركتمون: حذفت ياء أشركتموني في موضع وحيد؛
في قوله تعالى: (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ ..... إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22) إبراهيم.
حذفت ياء (أشركتموني) في هذا الموضع لأن الذي استمر على إشراكه بالشيطان؛ هو الذي حشر معه في نار جهنم، وأما الذي لم يشرك به، أو انقطع إشراكه به؛ فقد نجا وفاز بالجنة.
فالشيطان يخاطب الذين داموا على إشراكهم به، ولا يخاطب المنقطعين عن إشراكهم به، أو الذين لم يشركوا به من قبل. .
6 - كذبون: حذفت ياء كذبوني في ثلاثة مواضع؛
في قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ (26)، (39) المؤمنون.
وفي قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (117) الشعراء.
وقد حذفت ياء (كذبوني) في المواضع الثلاثة؛ لأن دعوة نوح وهود عليهما السلام على قوميهما في هذه المواضع كان بعد طول تكذيب لهما، واستمرارهم على تكذيبهما.
7 - أكرمن: حذفت ياء أكرمني في موضع وحيد؛
في قوله تعالى: (فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) الفجر
حذفت ياء (أكرمني) لأن القائل يقصد إكراماً دائمًا مستمرًا له من الله؛ بسبب طول التنعم بعطاه الله له، ولا يتوقع زوال النعمة عنه.
8 - أهانن: حذفت ياء أهانني في موضع وحيد؛
في قوله تعالى: (وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) الفجر.
حذفت ياء (أهانني) لأن القائل يقصد إهانة دائمة مستمرة له؛ بسبب طول التقطير عليه، وضيق العيش، ويائس من سعة في الرزق تفرج عنه.
9 - هدان: حذفت ياء هداني في موضع واحد؛
في قوله تعالى: (وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ (80) الأنعام.
حذفت ياء (هداني) في الموضع الأول من الأنعام لأن محاججة قوم إبراهيم عليه السلام له كانت في طريق الهداية الذي يستمر في السير عليه، وقد جاء قبلها: (إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ (79) الأنعام.
وأثبتت ياء هداني في موضعين:
في قوله تعالى: (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (161) الأنعام.
وكان إثباتها في هذا الموضع؛ لأن الحديث فيها عن هداية جديدة، وليس الاستمرار على هداية قائمة قبل النبوة، وإن كانت هي ما كان عليه إبراهيم عليه السلام، لكن الذين أرسل إليهم كانوا مشركين بالله، وعبادًا للأصنام.
وثبتت في قوله تعالى: (أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنْ الْمُتَّقِينَ (57) الزمر.
وكان إثباتها في هذا الموضع؛ لأن الحديث فيها عن هداية لم يتخذها سبيلا، أو انقطع عنها ولم يستمر عليها، وقد انقطعت بانقطاع الدنيا؛ فتحسر على ما فرط فيها كما جاء في الآية السابقة لها: (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنْ السَّاخِرِينَ (56)، وتمنى لو أن الله هداه لكان من المتقين، أي تمنى لو أن أمره في الدنيا انتهى على هدى، وكان من المهتدين المتقين، أما في الآخرة فكل واحد قد رأى صدق ما وعد به من قبل، وبصره يومئذ حديد.
هذه الأفعال التسعة التي حذفت فيها ياء المتكلم الزائدة المتصلة بالفعل الماضي.
ـ[نور مشرق]ــــــــ[01 Aug 2010, 02:50 م]ـ
حذف ياء المتكلم الزائدة المتصلة بالفعل المضارع
حذفت في أربعة وعشرين موضعاً
(يُتْبَعُ)
(/)
حذف ياء التحول يفيد دائمًا الاستمرار1 - تؤتون:
في قوله تعالى: (قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ (ي) مَوْثِقًا مِنْ اللَّهِ لَتَأْتُونَنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا ءاتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (66) يوسف.
قطع الموثق من الله هو عدم الوفاء به، ولا خروج من الموثق حتى ينتهي غياب أخيهم بالعودة، فلا بد من الاستمرار على الموثق للوفاء به؛ لذلك حذفت الياء لدلالة الاستمرار على الشرط الذي طلبه يعقوب عليه السلام من أبنائه لحفظ أخيهم سالمًا من مكرهم حتى يعود إليه.
2 - يؤتين:
في قوله تعالى: (فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ (ي) خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنْ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا (40) الكهف.
بعد تحذيره لصاحب الجنتين من كفره، واغتراره وتطاوله على صاحبه بكثرة المال والولد؛ توقع له زوال النعمة عنه بحسبان من السماء، وكان رجاؤه بالله أن يؤتيه خيرًا من جنتيه؛ عطاء ونعمة لا تزول، خلافًا لما توقعه لصاحب الجنتين؛ لذلك حذفت ياء التحول علامة لما كان يرجوه من عطاء دائم من الله تعالى.
3 - تتبعن:
في قوله تعالى: (قَالَ يَاهَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلاَّ تَتَّبِعَنِ (ي) أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93) طه.
عد موسى عليه السلام عدم فعل هارون عليه السلام شيئًا بتركهم أو ضرب عبادة قومهما للعجل بمن معه ولم يفتن بالعجل، هو قطع لما وصاه به من قبل؛ (وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142) الأعراف، وقد اعتذر هارون عليه السلام عن موقفه بقوله: (إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي (150) الأعراف، وقوله: (إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَاءِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94) طه، فكان حذف ياء التحول لأن الملامة لأخيه على ما ظنه الخروج على الاستمرار في التبعية له ولوصيته.
4 - تبشرون:
في قوله تعالى: (قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِي الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (نِي) (54) الحجر.
كان تعجب إبراهيم عليه السلام من البشرى؛ من بقاء واستمرار القدرة على الإنجاب بعد بلوغه الكبر، ومن زوجه التي وصفت نفسها بأنها عجوز عقيم؛ فكان حذف ياء التحول لدلالة البشرى بعدم انقطاع رجائهما بوجود ولد لهما، مع بلوغهما الحالة التي هما عليها.
5 - يحضرون:
في قوله تعالى: (وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (ي) (98) المؤمنون.
التعوذ بالله من الشياطين هو تعوذ دائم لحضروهم، لأنهم أذىً في كل أحوالهم، فكان حذف ياء التحول لمراد المتعوذ استمرار عدم حضور الشياطين في كل وقت وحال.
6 - يحيين:
في قوله تعالى: (وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (ي) (81) الشعراء.
الإحياء الثاني في الآخرة؛ هو إحياء دائم مستمر لا انقطاع له، بينما أثبتت ياء يميتني لأن هذه الإماتة إلى أجل ينتهي بالبعث يوم القيامة.
هذا من جانب، ومن جانب آخر، فإن إثبات الياء يفيد التخصيص، والتخصيص يدل على وجود آخرين، فإن الإماتة تكون من فعل الله عز وجل ومن فعل غيره من عباده، كقتل اليهود للأنبياء، أما الإحياء فلا يكون إلا من الله عز وجل وحده، وما انفرد به فهو مستمر له؛ فكان إثبات الياء مع الإماتة، وحذفها مع الإحياء.
7 - ترن:
في قوله تعالى: (وَلَوْلاَ إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ إِنْ تُرَنِ (ي) أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالاً وَوَلَدًا (39) الكهف
صاحب الجنتين يرى صاحبه على حالة دائمة مستمرة؛ من الفقر وقلة المال والولد لن تتغير، لذلك حذفت ياء التحول لدلالة هذا الاستعلاء والتطاول؛ على نظرة صاحب الجنتين لصاحبه.
8 - ترجمون:
في قوله تعالى: (وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ (ي) (20) الدخان.
حذف ياء ترجموني هو كحذف ياء يحضروني؛ لأن تعوذ موسى عليه السلام بالله هو تعوذ دائم من فرعون وقومه؛ بألا تصله أيديهم بأي أذى. ويحذر دائمًا من الشر والظلم والبطش من أي أحد كان.
9 - لتردين:
في قوله تعالى: (قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ (ي) (56) الصافات.
(يُتْبَعُ)
(/)
من تردى في نار جهنم كان ترديه دائمًا ومستمرًا، وكان فيها خالدًا مخلدًا؛ وهذا ما كان يخشاه الناجي من النار، والحامد لله على نعمة النجاة. ولم يكن كقرينه الذي رآه في وسط الجحيم.
10 - يردن:
في قوله تعالى: (ءَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ ءالِهَةً إِنْ يُرِدْنِ (ي) الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ (ي) عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنقِذُونِ (ي) (23) يس
إرادة الله نافذة مستمرة؛ لا قاطع، ولا مانع، ولا راد، ولا محول لها. لذلك حذفت ياء التحول من يردني علامة لنفاذ إرادة الله عز وجل.
11 - يسقين:
في قوله تعالى: (وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (ي) (79) الشعراء.
السقاية هي جلب الشراب لطالبه والمحتاج له، والله عز وجل هو الذي ينزل الماء ليشرب الناس ويحيي الأرض بعد موتها، والناس لا صنعة لهم ولا عمل في إعداد الماء، فالسقاية من الله تعالى وحده على الدوام، لذلك حذفت ياء التحول منها.
بينما أثبتت ياء يطعمني؛ لأن من الطعام ما يكون جاهزًا للأكل مباشرة، ومنه ما لا يمكنه تناوله إلا بعد إعداد الناس له ليكون صالحًا للأكل، وقد يتعدد إعداد الطعام الواحد ويتنوع؛ لذلك ثبتت ياء التحول فيه.
وملاحظة أخرى أن الطعام لم يذكر في القرآن من غذاء أهل الجنة، ولم يأت من مادته إلا بمعنى مذاقه في سورة محمد في قوله تعالى: (وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ (15) محمد؛ لأن الطعام في معظمه يتغير مذاقه عن الأصل المصنع منه تغييرًا قليلا، أو كبيرًا يجعله شيئًا آخر.
وذكر الطعام من أكل الناس في الدنيا كقوله تعالى: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ (8) الإنسان، ومن أكل أهل النار كقوله تعالى: (وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا (13) المزمل، لأنه مكان هذا الطعام في النار، والنار هي التي تغير الطعام.
فيفهم من كل ذلك أن الله يطعمه في الدنيا، ويسقيه في الدنيا والآخرة؛ فيكون الطعام لأجل وينقطع والسقاية مستمرة ودائمة في الدنيا والآخرة، وفي هذا إشارة إلى أنه لا يوجد في الجنة إلا ما هو طيب صالح للأكل من غير تدخل للإنسان في إصلاحه وإعداده، ولا مكان للنار في نضجه.
أما قوله تعالى:
في قوله تعالى: (وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (21) الواقعة، فالآية لم تشر إلى طريقة جعله شهيًا، فقد يكون لحمه لا يحتاج إلى طهي وشواء، ولا تقاس أمور الآخرة على الدنيا في كل شيء.
12 - يشفين:
في قوله تعالى: (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (ي) (80) الشعراء
شفاء المريض هو إخراجه من مرضه، وإن لم يخرج هلك، والهلاك هو نهاية الأجل، وتقدير ذلك لا يكون إلا لله تعالى، فخفت ياء التحول علامة لذلك.
وما يعالج به المرضى هو مما خلقه الله تعالى في النبات خاصة، وفي خصائص المواد، وهذه كلها من الله تعالى، ويكون فيها البحث عن العلاج، وقد يستفيد منها بعض الناس، ولا تنفع لغيرهم، وجميعها لا تحول بين الناس والموت الذي لا بد منه.
ناهيك عن الشفاء بالدعاء الذي لا يحتاج إلى دواء، والله هو الشافي في كل الأحوال على الدوام.
13 - تشاقون:
في قوله تعالى: (ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِي الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ (ني) فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ (27) النحل.
هذا قول يخاطب به الله عز وجل يوم القيامة الذين استمروا على مشاققته في الدنيا، إلى أن لاقوه على إشراكهم، فكان حذف ياء التحول علامة استمرار المشاققة التي كانت سبب خزيهم والسوء الذي عليهم.
وسقطت مع حذف الياء نون الوقاية؛ لذهاب سببها.
14 - تشهدون:
في قوله تعالى: (قَالَتْ يَاأَيُّهَا المَلأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ (ي) (32) النمل
تنفي ملكة سبأ من قطع أي أمر دون شهود الملأ، فهم يشهدون باستمرار تصرفها في أمور دولتها؛ لذلك كان حذف ياء التحول دلالة على إشهادها المستمر لهم في كل أمورها قبل أن تقطع رأيًا فيه.
15 - يطعمون:
في قوله تعالى: (مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (ي) (57) الذاريات.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الله عز وجل ليس بحاجة لرزق ولا طعام يعد، فالله تعالى هو الذي يهب الرزق للعباد، وما يهبه، هو مستغن عن حاجته إليه، فكان حذف الياء علامة غنى الله الدائم عما يحتاجه إليه الناس.
16 - ليعبدون:
في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ (ي) (56) الذاريات.
العبادة هي السبب الذي خلق من أجله الجن والإنس، واستمرارهم عليها هو المطلوب حتى يلاقوه، لذلك حذفت الياء علامة استمرار السبب الذي من أجله كان خلقهم.
أما إثبات ياء التحول في قوله تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءامَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (55) النور.
فلأن هناك وعدًا وشرطًا؛ ولا يتحقق التمكين في الدين، والاستخلاف الأرض، والأمن بعد الخوف للذين آمنوا وعملوا الصالحات إلا بعد الوفاء بالشرط؛ وهو أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئًا، ولو حذف ياء التحول لكان الشرط بلا حد يقف عنده ليكون هناك تحقق للوعد، ولن يكون لهم عند ذلك تمكين في الأرض، لأن المخاطبين بها أمة لا تنتهي إلا بهلاك آخرها.
فإثبات الياء دل على أن الوعد يتحقق بعد عبادتهم لله تعالى بالقدر الذي يبين إخلاصهم لله في عبادته، وقد تحقق ذلك بعد غزوة الأحزاب التي نزلت هذه الآيات في سورتها.
فإن تحولوا بعد ذلك عن إخلاص العبادة الله تعالى؛ حول الله تعالى وعده لهم إلى خلافه.
17 - تعلمن:
في قوله تعالى: (قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ (ي) مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) الكهف.
هذا طلب من موسى عليه السلام من العبد الصالح أن يعلمه ما لا يعرف عنه شيئًا، ولا يعرف حدود ما سيتعلمه منه، فكان حذف الياء علامة على أن باب التعلم مفتوح؛ غير محدد بزمن، أو بعدد المسائل المتعلمة، لكن موسى عليه السلام قطع ذلك بعدم صبره على ما يراه مخالفًا في ظاهره لما يعلمه من الحق.
18 - تفندون:
في قوله تعالى: (وَلَمَّا فَصَلَتْ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَنْ تُفَنِّدُونِ (ي) (94) يوسف.
لقد عهد يعقوب عليه السلام من بنيه التفنيد الدائم له بإخفاء ما فعلوه بيوسف عليه السلام، وادعاء أكل الذئب له، واستمروا على تفنيدهم لأبيهم؛ فلما قال أبوهم: (إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ)؛ قالوا: (قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ (95) يوسف، فقد استمروا على تفنيدهم، كما توقع منهم، وعلى ذلك كان حذف الياء علامة لذلك الاستمرار في التفنيد.
19 - يقتلون:
في قوله تعالى: (وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (ي) (14) الشعراء
وفي قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (ي) (33) القصص
القتل إذا وقع استمر، ولا رجعة للحياة بعد وقوعه، لذلك حذفت ياء يقتلوني في الموضعين، فوق دأب فرعون وجنوده القتل لبني إسرائيل قوم موسى عليه السلام، وائتمارهم لقتله بعد أن قام بقتل واحد منهم؛ فنجاه الله منهم إلى مدين، بعيدًا عنهم فترة غيابه عنهم.
20 - يكذبون:
في قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (ي) (12) الشعراء
وفي قوله تعالى: (وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (ي) (34) القصص
موسى عليه السلام من بني إسرائيل؛ القوم المستضعفين المستعبدين؛ الذين لا كلمة لهم عند فرعون وقومه، فكيف إذا جاء لهم بأمر يهدم فيه ألوهية فرعون؟!
ويجعله عبدًا لله، ويطلب منه الاستجابة لأمر الله وطاعته؟!
ويكون هذا الطلب من فرد من بني إسرائيل؟!
فإن التكذيب هو الذي يتوقعه موسى عليه السلام من فرعون وقومه وملئه، واستمرارهم على التكذيب، وقد كان ذلك إلى أن أهلكهم الله تعالى بالغرق باليم، وعلى هذه الاستمرارية في التكذيب كان حذف الياء.
21 - أتمدونن:
(يُتْبَعُ)
(/)
في قوله تعالى: (فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ (ي) بِمَالٍ فَمَا ءاتَانِ (ي) اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا ءاتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36) النمل.
استنكر سليمان عليه السلام على رسل ملكة سبأ أن يمدوه بمال لم يطلبه، وما لا حاجة له به، وكأنه ملك همه زيادة ملكه وماله، بدلا من مجيئهم إليه مسلمون، فعلى ما قصد في استنكاره كان حذف الياء.
22 - ينقذون:
في قوله تعالى: (ءَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ ءالِهَةً إِنْ يُرِدْنِ (ي) الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ (ي) عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنقِذُونِ (ي) (23) يس.
تكلمنا من قبل عن حذف ياء "يردن"، و"تغن"، وفي الآية حذف ثالث لياء "ينقذون"؛
ونفي المنقذ من عذاب وبطش الله بالمشركين به؛ هو نفي دائم، ولا كاشف لعقاب الله إذا وقع؛ فكان في حذف الياء بيان لنفي دائم لوجود منقذ ينقذ المشرك بالله من عقابه الله وعذابه.
23 - يهدِيْن: حذفت ياء يهديْني (بتسكين الياء) في أربعة مواضع، وأثبتت في موضع واحد فقط؛
في قوله تعالى: (قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ (ي) (62) الشعراء.
قال موسى عليه السلام ذلك؛ لأن الله تعالى هو الذي أمره بهذا الخروج، وهو الذي معه ويتولاه، وسيهديه سبيل النجاة الدائمة من فرعون، فكانت نجاة دائمة من فرعون بهلاكه هو وجنوده.
وحذفت في قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (ي) (78) الشعراء.
قال إبراهيم عليه السلام ذلك؛ في بيان من هو ربه الذي يعبده؛ فنسب خلقه إليه، وأثبتت ياء خلقني لأن خلقه قد حدث، وانتهى الأمر بالوجود، أما الهداية فأمر يتجدد، والحاجة إلى الهداية الدائمة مستمرة، فكان حذف الياء علامة للاستمرار، كما كان إثباتها علامة للانقطاع والانتهاء.
وحذفت في قوله تعالى: (وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (ي) (99) الصافات.
وسبب حذفها مثل سبب حذفها في السابقتين، فإبراهيم عليه السلام معتمد على رب يهديه هداية دائمة، في كل مسعى وطريق، وكانت هجرته إلى ربه، فهداه إلى الأرض المباركة.
وحذفت في قوله تعالى: (إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (ي) (27) الزخرف.
وهذا موضع آخر يبين إبراهيم عليه السلام علاقته بربه في معرض البراءة من شرك قومه؛ فربه الذي يؤمن به ويعتمد عليه سيديم هدايته كما هداه من قبل، لذلك حذفت الياء، لأن الحاجة للهداية باستمرار.
أما إثبات ياء فطرني في هذا الموضع وبقية المواضع؛ هو كإثبات ياء خلقني، لأنه فعل قد تحقق مرة واحدة بالوجود، لتبدأ بالمخلوق الحياة، وليس هو فعل متجددًا ويتكرر في ذات الفرد في حياته.
أما إثبات ياء "يهدني" في قوله تعالى: (فَلَمَّا رَءَا الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنْ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) الأنعام
فلأن إبراهيم عليه السلام قال قوله هذا؛ بعد تنقله من اتخاذ النجم رباً، إلى اتخاذ القمر ربًا، ولم يكن ذلك عن هدى من الله سابق، عندها طلب الهداية من الله ليقطع على نفسه طريق الضلال ويخرج منه؛ فالمسألة ليست في الاستمرار؛ ولكن في الخروج من الضلال والثبات على هدىً من الله؛ لذلك ثبتت الياء.
فإبراهيم عليه السلام لا يريد إلهًا يحضر ويغيب، كما كان يفعل أبوه آزر معه في السرداب .. فجعل مما مر به طريقًا لمعرفة الله عز وجل، واستدراج قومه ليؤمنوا بالله الذي آمن به.
24 - يهدِيَن: (بفتح الياء) حذف الياء في موضع واحد؛
في قوله تعالى: (إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ (ي) رَبِّي لأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (24) الكهف
الهداية موجودة، فلما أحدث النسيان قطعًا لها، جاء الأمر بطلب الاستمرار للهداية من الله، وعلى ذلك كان حذف الياء.
أما إثباتها في قوله تعالى: (وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ (22) القصص.
لأن سؤال موسى عليه السلام لربه كان في أمر واحد محدد هو طريق النجاة من كيد فرعون وملئه لقتله فنجاه الله وأوصله سالماً إلى مدين.
ـ[نور مشرق]ــــــــ[01 Aug 2010, 02:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إثبات الياء وحذفها في اسم إبراهيم عليه السلام
(يُتْبَعُ)
(/)
ورد اسم إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم؛ (69) مرة، وقد أثبتت ياء إبراهيم في سائر القرآن ماعدا سورة البقرة؛ حيث ورد اسم إبراهيم عليه السلام فيها (15) مرة، قد حذفت الياء فيها جميعًا. وكان سبب الحذف عائدًا إلى نفس السبب في استعمال الياء.
وقد بينا في الأبحاث السبعة السابقة أن استعمال الياء للدلالة على التحول، وأن التحول يفيد الانقطاع، وحذفها يفيد الاستمرار.
واستعمال الياء دال على مرحلة سابقة تحول عنها، ومرحلة لاحقة تحول إليها.
وقد تميز ذكر إبراهيم عليه السلام في سورة البقرة عن بقية سور القرآن، بأن له السبق والأوَّلية في أمور عديدة لا سابق له قبلها، في أول سور القرآن بعد فاتحة الكتاب.
والسبق والأوَّلية يتنافى مع معنى التحول الذي يفيده استعمال الياء؛ لذلك كان حذف ياء إبراهيم عليه السلام في أول ذكر له، في أول سورة يذكر فيها، في أول صفات يحملها ابتداء دون سابق له.
1 – فإبراهيم عليه السلام هو أول من ابتلى بفتن عظيمة، فلم يجعل بينه وبين الله شيئًا؛ أب تبرأ منه، وأرض كُفْر ولد فيها في قوم كافرين فهجرها وهجرهم، وزوجه وولده الذي أتى بعد طول انتظار له أبعدهما إلى واد غير ذي زرع، لأمر يريده الله تعالى، وبلاء عظيم في أمر فيه ذبح ابنه الوحيد يومها، فلم يتردد في تنفيذ أمر الله.
بعد ثبات إبراهيم عليه السلام في هذه الابتلاءات، وإتمام أمر الله له فيها، بغير تردد ولا نقصان؛ جعله الله تعالى أول إمام للناس. وأهل الكتاب ينافسون المسلمين في جعل إبراهيم عليه السلام إمامًا لهم إلى يوم الدين؛ بادعائهم أنه كان يهوديًا أو نصرانيًا.
فلما لم يكن لإبراهيم عليه السلام تحول عن أمر الله مع عظم ما يبتلى به، وثبات إمامةٍ دائمة له غير مسبوقة؛ حذفت الياء من اسمه الدالة على التحول؛
قال تعالى: (وَإِذْ ابْتَلَى إِبْرَاهِـ (ي) ـمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124) البقرة.
2 – ومقام إبراهيم عليه السلام هو المقام الوحيد الذي استمر بقاؤه لنبي، وبقاؤه من بقاء بيت الله الحرام إلى يوم القيامة؛ فهو أول من عبد الله تعالى في هذا البيت، لذلك حذفت ياء التحول لأجل ذلك.
قال تعالى: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِـ (ي) ـمَ مُصَلًّى (125) البقرة.
3 – وإبراهيم عليه السلام هو أول من عُهِد إليه بتطهير بيتًا لله من الشرك والأصنام؛ لأن هذا البيت هو أول بيت وضع للناس، فكان هو أول من طهر بيتًا لله في الأرض، وإسماعيل عليه السلام كان تبعًا له؛ وعلى ذلك كان حذف الياء من اسمه عليه السلام؛
قال تعالى: (وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِـ (ي) ـمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125) البقرة.
4 - وهو أول من غرب زوجه وولده إلى مكان خلاءٍ؛ واد غير ذي زرع، رغبة بوجود أمة بعيدة عن أرض الشرك والأصنام، وعن الانشغال بالزرع والضرع، لتفرغ نفسها لله برسالة الإسلام التي ستكلف بها، وكانت مكة أول قرية تنشأ على حياة التجارة، ولا تعتمد على الزراعة والرعي، ودعا الله أن يجعل ذلك المكان بلدًا آمنًا، فاستجاب الله له، واستمرت مكة بلدًا آمنًا وامتازت بالأمن على سائر البلدان، وكان دعاؤه أول دعاء لله في هذا الوادي، ليكون أكثر وأعظم مكان يدعى الله تعالى فيه؛ وعلى ذلك كان حذف الياء من اسمه عليه السلام.
قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِـ (ي) ـمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا ءامِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنْ الثَّمَرَاتِ مَنْ ءامَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126) البقرة.
وهذا غير دعائه عليه السلام في سورة إبراهيم بعد استجابة الله له، وأصبح ذلك المكان بلدًا آمنًا بعد أن كان واديًا قفرًا؛
قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ ءامِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ (35) إبراهيم، فثبتت فيه الياء، لأن هذا الدعاء لاحق وليس ابتداءً.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 – وإبراهيم عليه السلام هو أول من رفع قواعد أول بيت لله في الأرض، وإسماعيل عليه السلام كان تبعًا له في ذلك ومساعدًا له، واستمرت القواعد مرفوعة بهذا البناء، وستستمر بإذن الله إلى آخر أيام الدنيا؛
قال تعالى: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِـ (ي) ـمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) البقرة.
وهذا غير الوارد في قوله تعالى: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26) الحج.
فلأن رفع القواعد بالبناء من عمل إبراهيم عليه السلام، والقواعد ليست من عمله،
وثانيًا: أن القواعد سابقة للبناء الذي رفع على هذه القواعد.
وثالثًا: أن ما رفع هو الذي ظل ظاهرًا للناس، والقاعد عادة مستورة تحت البناء.
وقد قيل أن البيت بني في زمن آدم وطمرت قواعده بعد تهدمه بالطوفان، وهذا أمر لا يعرف إلا بالوحي، وليس ذلك مذكورًا في كتاب الله تعالى، ولا ذكر في رواية مرفوعة للنبي http://www.bayan-alquran.net/forums/ramdan-green/smiles/1.gif.
ولو أردنا من باب التوفيق بين الأمرين نقول؛ إن القواعد هي التي طاف حولها آدم عليه السلام، وإبراهيم عليه السلام هو الذي رفع القواعد، فقد رُفع البيت على ثلاث مراحل؛ ثلث من إبراهيم عليه السلام، وثلث بعد ذلك من قريش، والثلث الأعلى من عبد الله بن الزبير بن العوام رضي الله عنهما، وحكمه كحكم المسجد الأقصى الذي كان ساحة مكشوفة، ثم بني فيه المسجد المراوني الذي بني عليه المسجد الأقصى، وبني فيها كذلك قبة الصخرة.
ولكن هذا يتنافي مع كون دعاء إبراهيم عليه السلام هو أول دعاء في هذا الوادي، بالإضافة إلى عدم وجود وحي صحيح يثبت ذلك لآدم عليه السلام.
6 – وملة إبراهيم عليه السلام هي أول ملة كانت، واستمرت، والخروج عنها أو العدول إلى غيرها يعد عند الله سفهًا؛
قال تعالى: (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِـ (ي) ـمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدْ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ (130) البقرة.
7 – وملة إبراهيم عليه السلام هي الملة التي أوجب الله تعالى اتباعها، وجعل الهدى في اتباعها، فهي أول ملة مهدية؛
قال تعالى: (وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِـ (ي) ـمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (135) البقرة.
8 – وإبراهيم عليه السلام هو أول من وصى أبناءه بألا يموتوا إلا مسلمين، وهو الذي سماهم مسلمين من قبل، واستمر حمل هذا الاسم، وهم الأكثر عددًا في الأرض من اليهود والنصارى؛
قال تعالى: (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِـ (ي) ـمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمْ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132) البقرة.
9 – وإبراهيم عليه السلام هو أول من عُمَل بوصيته لبنيه بالإسلام؛ وكان ذلك في قول أبناء يعقوب عليه السلام، واستمر الاتباع على نفس الحنيفية المسلمة من قبل هذه الأمة.
قال تعالى: (كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَاهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِـ (ي) ـمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133) البقرة.
10 - وإبراهيم عليه السلام هو أول وأسبق نبي أُمرنا أن نؤمن بما أنزل عليه من بين الأنبياء، وأول المذكورين في الآية، وأمرنا أن لا نفرق بينهم, وأن نسلم لله حيث جميع الأنبياء مسلمون؛
قال تعالى: (قُولُوا ءامَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِـ (ي) ـمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) البقرة.
أمَّا ما ورد في سورة آل عمران التي ثبتت فيها ياء إبراهيم عليه السلام؛
(يُتْبَعُ)
(/)
في قوله تعالى: (قُلْ ءامَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) آل عمران،
فقد قدم ذكر النبي على ذكر إبراهيم عليهما السلام لأن الخطاب موجه إلى النبي عليه الصلاة والسلام؛ (قُلْ ءامَنَّا بِاللَّهِ)، وهو متأخر عنه، ومن ذريته،
أما في آية البقرة فقد كان الخطاب موجهًا للمسلمين؛ (قُولُوا ءامَنَّا بِاللَّهِ)، وإبراهيم عليه السلام يقارن بأنبياء مثله عليهم الصلاة والسلام.
ومثل هذا التقديم جاء في آيات كثيرة في غير سورة البقرة؛ مما لم يجعل لإبراهيم السبق والأوَّلية الذي ذكرناها سببًا؛ ميز ذكر إبراهيم في سورة البقرة عن بقية السور، حيث لم يقدم فيها ذكر أحد من الأنبياء عليه.
11 - وإبراهيم عليه السلام هو أول من برأه الله من الأنبياء الذين برأهم الله من أن يكون يهوديًا أو نصرانيًا؛ لأن التوراة والإنجيل لم تنزل إلا من بعده، وأهل الكتاب هم الذين يسمون بهذين الاسمين، واستمر وصف إبراهيم عليه السلام حنيفًا مسلماً باتباع هذه الأمة لملته؛
قال تعالى: (أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِـ (ي) ـمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ ءَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمْ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنْ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (140) البقرة.
12+13+14 - وإبراهيم عليه السلام هو أول من أقام الحجة على مدعٍ للألوهية، وأخرسه، وحجته صالحة للرد على أي مدعٍ للألوهية في أي زمن كان؛
قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِـ (ي) ـمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِـ (ي) ـمُ رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِـ (ي) ـمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258) البقرة.
15 - وإبراهيم عليه السلام هو أول من رأى كيف يحيي الله الموتى؛ ولم يتحقق ذلك لأحد من قبله، وقد رأى بنوا إسرائيل إحياء موتى بعده؛ في زمن موسى وعيسى عليهما السلام، وإحياء حمار الذي مر على القرية؛
في قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِـ (ي) ـمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنْ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260) البقرة.
وكذلك رأى الرجل الذي مر على القرية إحياء حماره بعد أن أصبح عظامًا بالية.
وخلاصة الحديث أن في إثبات لفظ الياء من اسم إبراهيم عليه السلام لإثبات الأوَّلية والسبق في الأمور التي أشارت إليها الآيات، وحذف صورتها لاستمراره إماما في هذه الأمور كلها.
خاتمة للكاتب
التأليف في هذا العلم من أندر ما ألف فيه
كتاب قديم لأبي العباس المراكشي المشهور بابن البناء؛ "عنوان الدليل في معرفة مرسوم التنزيل"
وكتاب جديث هو رسالة ماجستير للدكتور غانم قوري الحمد بعنوان " رسم المصحف راسة تاريخية ولغوية"
وكتاب ثالث لمحمد شملوم لم أطلع عليه بعد نشر عام 2006م
وهناك كتاب يحدد مواضع اختلاف الرسم القرآني عن الرسم الإملائي ةهة شرح لمورد الظمآن بعنوان؛ " جامع البيان في معرفة رسم القرآن" لعلي إسماعيل السيد الهنداوي
أبو مُسْلِم / عبد المَجِيد العَرَابْلِي
ـ[أبو الرباب فؤاد الشاوي]ــــــــ[03 Aug 2010, 01:06 م]ـ
بارك الله فيك(/)
الى المختصين بالقراءات ... ماهي افضل الكتب التي جمعت اقوال نافع في الوقف والابتداء؟
ـ[مثنى الزيدي]ــــــــ[02 Aug 2010, 01:51 م]ـ
الى المختصين بالقراءات ... ماهي افضل واشمل الكتب التي جمعت اقوال نافع في الوقف والابتداء؟
عسى ان يجيبني المختصون وجزاكم الله عن طلبة العلم خير الجزاء.
وللفائدة والعلم .... فقد نقل الطبري اقوال نافع في الوقف والابتداء وغيره من المفسرين.
لكن هل من مؤلف جامع لاقوال نافع في الوقف والابتداء؟
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[02 Aug 2010, 01:59 م]ـ
يُكثرُ أبو جعفر النَّحاس في كتابه (القطع والائتناف) من نقلهِ الوقفَ وتوجيههِ عن الإمام نافعٍ رحمه الله.
ـ[مثنى الزيدي]ــــــــ[03 Aug 2010, 12:31 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء اخي الحبيب الشنقيطي ووفقك لما تحب وترضى.
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[03 Aug 2010, 04:16 ص]ـ
أخي الكريم لقد أجبت أخاك عمر خليل البصري على هذا الرابط، فراجعه:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=19836
وإن احتجت أي شيء يتعلق بالوقف والابتداء فأنا حاضر في الخدمة.
ـ[مثنى الزيدي]ــــــــ[03 Aug 2010, 03:22 م]ـ
ابو يوسف الكفراوي حفظه الله
جزاك الله خيرا على التوجيه ولنا وقفات معكم لننهل من علمكم.(/)
(مقرأة الانترنت) طموح وإصرار .. وإنجاز
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[02 Aug 2010, 02:20 م]ـ
http://tafsir.net/vb/mwaextraedit4/extra/01.png
كيف نستطيع تعليم القرآن الكريم للفئات التالية:
- القاطنين في بلاد نائية أو غير إسلامية أو لا يوجد فيها معلمون للقرآن؟
- كبار السن؟
- المرتبطون بوظائف وأعمال تأخذ جلّ أوقاتهم؟
- النساء اللاتي لا يستطعن مغادرة المنازل؟
- كل من لا يجد من نفسه القدرة على الالتزام بحلقة أو مدرسة لتحفيظ القرآن لأي سبب كان.
كان هذا هو الهم الذي تكفلت به هذه الفكرة المتميزة والمشروع الرائد مشروع: (مقرأة الانترنت).
http://img444.imageshack.us/img444/7673/37311982.png
هو اسم أطلقه القائمون عليه، متخذين (مركز الإمام حفص للدورات القرآنية بالدمام) مقرا لهم، بهدف خدمة كتاب الله تعالى ونشر تعلمه بين جميع المسلمين في شتى أقطار العالم وخاصة الأماكن والدول التي يصعب توفر محفَّظين ومعلمين فيها كالدول الأوروبية والأمريكية والاسترالية وشرقي آسيا، مستغلين ما وفرته التقنيات ووسائل الاتصال الحديثة، عن طريق الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) وبرنامج (البالتوك).
من أهداف هذا المشروع:
1 - تعهد القرآن الكريم تعلما وتعليما والإفادة من التقنيات الحديثة في ذلك.
2 - ربط المسلم بكتاب الله تعالى وإشغال وقت فراغه بتلاوته وتعلمه.
3 - تصويب وتصحيح قراءة القرآن الكريم عند من لا يتقن ذلك.
4 - تعليم التلاوة الصحيحة نظريا وتطبيقيا.
5 - تدريس القراءات العشر وإتقانها.
6 - التدرب على مهارات القراءة والإقراء.
7 - تدريس علم التجويد وتطبيقه.
8 - المساهمة في نشر حفظ كتاب الله تعالى وتقديم البرامج المعينة على ذلك.
وقد تم تخصيص غرفة لهذا الغرض على برنامج (البالتوك) باسم غرفة: (رياض الجنة لتعليم القرآن) يقوم عليها مدير ومشرف ومعلمون هدفهم خدمة كتاب الله تعالى تعلما وتعليما دون الدخول في أي جانب آخر.
برامج المشروع:
لهذا المشروع برنامج أساسي وبرامج أخرى مساعدة، فالبرنامج الأساسي هو:
برنامج تصويب القراءة وتصحيحها: ويهدف إلى تعليم التلاوة الصحيحة بطريق تصويب الخطأ لغير المتقنين.
وللبرنامج آليتان في ذلك:
الأولى: التعليق على قراءة القارئ وتوجيهه وإرشاده بعد إتمام قراءته، وهذا لمن لا يحتاج إلى مقاطعته أثناء القراءة.
الثانية: مداخلة القارئ أثناء القراءة لتصويب قراءته.
والمنتسبون لهذا البرنامج فئتان:
1) فئة يختم فيها كل قارئ لنفسه، بحيث يبدأ من الفاتحة إلى الناس أو العكس وهذه الفئة الأساسية (وقد ختم المصحف عدد لا بأس به برواية حفص وهناك آخرون يقرؤون بروايات أخرى مثل قالون وشعبة وورش وخلف وغيرها).
2) فئة من يرغب بالقراءة من أي مكان يريده من المصحف، سواء كان هدفه حفظ القرآن أو تصحيح التلاوة.
ويقوم المعلم في هذا البرنامج بمتابعة الحاضرين عن طريق سجل خاص بكل واحد منهم، كما يتم التنبيه على الأحكام التجويدية، والإجابة على الأسئلة المختصة بأي جانب فيها.
التلاوات المسجلة: وهي تلاوات مسجلة يتم عرضها كبرامج تحفيزية للتواصل مع الغرفة والتدريب التطبيقي على التلاوة الصحيحة وتكون إما تلاوات مرتلة، أو مجودة، أو المصحف المعلم، أو تلاوات من القراءات العشر.
دروس التجويد: وهي دروس تطرح لتعلم علم التجويد والتدرب عليه، وتكون دروسا علمية مباشرة، أو صوتية مسجلة، أو دورات تدريبية أو دورات في حفظ المتون.
دروس القراءات: وهي دروس تطرح لتعلم علم القراءات إتقانها، وتكون دروسا علمية مباشرة، أو صوتية مسجلة، أو دورات تدريبية، أو دورات في حفظ المتون.
البرامج العامة: وهي برامج علمية وثقافية تطرح فيما يتعلق بكتاب الله تعالى وصلة العبد المؤمن به، كما أنها تساهم في توثيق الصلة بين العضو والغرفة حيث يجد فيها النافع والمفيد وتشمل ما يلي:
G برامج ثقافية تعريفية بدور القرآن الكريم وما يتم حوله من بحوث ودروس.
G التعريف بالرسم العثماني وعلامات المصحف.
G تلاوات مباشرة مشتركة.
G وقفات وخواطر.
G أحكام فقهية تتعلق بالقرآن وتلاوته.
إنجازات:
مضى على المقرأة منذ تأسيسها قرابة سبع سنوات، تم فيها تحقيق عدد من الإنجازات، هذه أبرزها:
(يُتْبَعُ)
(/)
- بلغ عدد المشاركين في الغرفة بالتلاوة والتواجد المستمر خلال شهر: سبعمائة رجل وامرأة من مختلف دول العالم وما يقرب من أربعة وعشرون طفلا وطفلة تحت سن السادسة، وقد زاد نشاط الغرفة وأصبحت من الغرف المعروفة بقوتها ونشاطها بين غرف القرآن المشابهة.
- المترددون يومياً: من 600إلى 800 شخص في الفترتين الصباحية والمسائية.
- بلغ عدد الدول المستفيدة من الغرفة (89) دولة على مستوى العالم.
- إسلام بعض الأشخاص بمجرد حضورهم وطرح بعض الأسئلة البسيطة.
- أحد الإخوة وهو هشام الملالي مغربي مقيم في بلجيكا، اشترك في مسابقة للتجويد على النت وحصل على المركز الرابع من أصل مئة وحصل على جائزة عمرة وصبغ اسمه في برنامج البالتوك، وقد تقدم إلى الغرفة بالشكر الجزيل لأنه كما يقول استفاد كثيراً من دخوله والقراءة فيها.
- بلغ عدد المسجلين لختمة كاملة 145 قارئاً من دول مختلفة.
http://img168.imageshack.us/img168/5977/86958019.png
طموحات مستقبلية:
- زيادة فترة عمل الغرفة حتى تعمل على مدار الساعة (علما أن الغرفة تعمل بمعدل ست عشرة ساعة تقريبا، تزيد وتنقص بحسب توفر المعلمين وعدد الموجودين في الغرفة).
- فتح غرفة للنساء، خاصة وأنهن أشد حاجة إليها من الرجال، بحيث تستطيع أن تقرأ وهي جالسة في بيتها وتستمع أثناء قيامها بأعمالها المنزلية، والمقرأة الآن لا تستقبل العضوات إلا أن فتح غرفة خاصة بهن سيكون قريبا بإذن الله.
كيف أستطيع الدخول إلى الغرفة؟
· قم بتنزيل برنامج البالتوك على جهازك من الموقع:
www.paltalk.com (http://www.paltalk.com/)
· سجل اسمك كمستخدم جديد ثم اختر كلمة المرور الخاصة بك.
· افتح تبويب ( ALL ROOMS )
· اختر اللغة العربية من قسم اللغات.
· اختر مجلد الشرق الأوسط ( Middle East ) ، ثم قسم إسلام ( Islam )
· ابحث عن غرفة رياض الجنة:
Riyadh Aljannah For Learning Quraan
علما بأن دوام الغرفة حاليا من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الساعة العاشرة مساءً
أسأل الله تعالى أن يكتب التوفيق والسداد لكل من ساهم وشارك ودعم هذه الغرفة، وأن يكلل جهودهم بالنجاح.
كما أشكر الأخ الفاضل: علي الشهري، المشرف على الغرفة، على رحابة صدره، وحسن استقباله حين تكرم بتعريفي بالغرفة، وإجابته على أسئلتي، وتزويدي بالمعلومات.
ـ[جليسة العلم]ــــــــ[03 Aug 2010, 01:19 ص]ـ
شكر الله لكم على هذا العمل الرائع الجبار
وفضلا وتكرما متى سنحت الفرصة للأخوات أن تعلنوا عنها
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالله الشتوي]ــــــــ[03 Aug 2010, 02:08 ص]ـ
بارك الله فيك أبا إبراهيم ..
كنت البارحة أفكر في هذا المشروع، وقد عزمت على طرحه على الشيخ محمد الجنايني (محب القراءات) .. بصفته مدير إشراف ملتقى القراءات.
فلدينا في هذا الملتقى المبارك عدد لا بأس به من المقرئين المتميزين ..
وشهر رمضان على الأبواب؛ فلم لا يكون بداية لمشروع "مقرأة ملتقى أهل التفسير الإلكترونية" ..
هذه دعوة لتأمل هذا المشروع ..
وفقكم الله وسددكم ..
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[03 Aug 2010, 02:27 ص]ـ
فلم لا يكون بداية لمشروع "مقرأة ملتقى أهل التفسير الإلكترونية" ..
فكرة رائعة ..
ـ[محب القراءات]ــــــــ[03 Aug 2010, 02:45 ص]ـ
بارك الله فيك أبا إبراهيم ..
كنت البارحة أفكر في هذا المشروع، وقد عزمت على طرحه على الشيخ محمد الجنايني (محب القراءات) .. بصفته مدير إشراف ملتقى القراءات.
فلدينا في هذا الملتقى المبارك عدد لا بأس به من المقرئين المتميزين ..
وشهر رمضان على الأبواب؛ فلم لا يكون بداية لمشروع "مقرأة ملتقى أهل التفسير الإلكترونية" ..
هذه دعوة لتأمل هذا المشروع ..
وفقكم الله وسددكم ..
شكر الله لكم جميعاً.
وألفت نظركم إلى أن مشروع (مقرأة ملتقى أهل التفسير الالكترونية) من المشاريع المقررة التي تناقشنا فيها في لجنة تطوير البوابة الالكترونية لمركز تفسير.
وهي وغيرها من المشاريع مازلنا في طور الإعداد لها بحيث تخرج متكاملة ضمن تدشين بوابة مركز تفسير الالكترونية.
وقد سبق أن قام الأستاذ أيمن صالح شعبان بالبدء في هذا المشروع منذ سنتين تقريباً, ولعلنا نواصل ما بدأه إن شاء الله.
وإليكم بعض الروابط حول هذا المشروع:
بدء البث التجريبي لمقرأة ملتقى أهل التفسير ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=12018&highlight=%E1%E3%DE%D1%C3%C9+%C3%E5%E1+%C7%E1%CA%D D%D3%ED%D1)
بدء التشغيل التنفيذي لمقرأة أهل التفسير بادر بالتسجيل ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=12124&highlight=%E1%E3%DE%D1%C3%C9+%C3%E5%E1+%C7%E1%CA%D D%D3%ED%D1)
ـ[علي الشهري]ــــــــ[07 Aug 2010, 11:21 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني ويشرفني وأنا في غاية السرور بأن أكون أحد أعضاء هذا المنتدى الرائع
وخصوصاً أنه يضم نخبه من طلبة العلم والمشايخ الفضلاء
وهذا بحد ذاته فخر واعتزاز
أحببت بأن أكون معكم وبينكم لكي أكون أحد أفراد هذا المنتدى
ولكن طبيعة عملي تلزمني بأن يكون دخولي للمنتدى قليل
ولكن أحاول بأقصى جهدي بأن أتواجد كلما سمح لي الوقت
وأنا مستعد للإجابة على أي سؤال يخص موضوع مقرأة الإنترنت والذي طرح الموضوع المشرف المتميز والأخ الرائع محمد العبادي.
أخوكم علي الشهري
المشرف على مقرأة الإنترنت بالجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمنطقة الشرقية
يمكنكم التواصل معنا على ايميل المقرأة وأرجو المعذرة إن لم يتم الرد سريعاً لطبيعة العمل هذا للتنبيه
riyadhaljanaah@hotmail.com
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[07 Aug 2010, 05:56 م]ـ
مرحبا بك بين إخوانك أخي علي ..
والملتقى يشرف بك وأمثالك من الفضلاء.
وقد وصلتني رسائل عدة على الخاص تسألني عن المقرأة وأوقات فتح الغرفة ... وغيرها من الأسئلة، وخصوصا من الأخوات، وهنّ يسألن ويترقبن موعد افتتاح المقرأة النسائية، فليتكم تضيفون ما لديكم بهذا الخصوص ..
وفقك الله وسددك.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Aug 2010, 11:55 م]ـ
أشكر أخي محمد العبادي على تعريفنا بهذا الجهد المشكور للزملاء في الجمعية الخيرية بالمنطقة الشرقية، وأسأل الله أن يتقبل منهم هذا العمل الرائع، وأن يثقل به موازين حسنات كل من شارك فيه أو دعمه بجهده أو ماله أو علمه.
وأرحب بأخي الكريم علي الشهري المشرف على المقرأة، وأدعو له بالتوفيق والسداد في عمله، وأرجو أن يزيدنا من الحديث عن تجربته في الإشراف على هذه المقرأة، فالحاجة ماسة، والراغبون في تعلم التلاوة كثيرون حول العالم.
ولعل أخي الكريم محب القراءات يبدأ في وضع النظام للمقرأة بِمُلتقى أهل التفسير، ويستفيد من تَجارب الزملاء في المقرأة الإلكترونية في المنطقة الشرقية وهذا الأخ علي الشهري معنا يمكن الاستفادة منه في ذلك، ومن الزملاء في معهد الإمام الشاطبي بجدة وفي الطائف أيضاً والتواصل معهم سهلٌ، حتى نبدأ بدايةً قويةً في خدمة الراغبين في تصحيح تلاوتهم على الانترنت، وأهل القرآن والقراءات في الملتقى كثيرون ولن نعدم من يتصدَّى للأمر منهم إن شاء الله.
وفي ذهني بعض الأفكار حول هذا المشروع لعلي أكتبها وأرسلها لك لاحقاً، ولعل الزملاء يكتبون ما لديهم حول الفكرة للخروج بِمَشروعٍ مُميَّزٍ.
شكراً مرة أخرى للجميع، وصدق من قال: (خَيْرُكمْ مَنْ تعلَّم القرآنَ وعلَّمَهُ) صل1.
ـ[علي الشهري]ــــــــ[08 Aug 2010, 08:31 ص]ـ
شكر الله لكم جميعاً على الأسلوب الراقي
بالنسبة للأخوات فنحن في خطوات لفتح مقرأة خاصة بالنساء تديرها أخوات فاضلات بإذن الله تابعة للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمنطقة الشرقية - فرع الجبيل - وقد جاءني أحد أفراد الجمعية وأخذ الصورة الواضحة وكيفية تشغيل المقرأة كاملة، وهم بصدد فتحها عما قريب - نسأل الله أن يعجل بفتحها - خصوصاً بأن الأخوات يطلبنها كثيراً وهن بحاجة ماسة لها بلا شك.
إذا حدث أي شيء يخص هذا الموضوع فسأخبركم جميعاً ...
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، وأن يجعل عملنا كله خالصاً لوجهه الكريم ...
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Aug 2010, 05:50 م]ـ
كما يمكن الاستفادة من تجربة الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم في المقرأة الإلكترونية على هذا الرابط
http://www.quranschool.net/examcont?action=main&lang=ar(/)
لام التعريف: ميزاتها .. فوائد وتنبيهات حولها
ـ[نور مشرق]ــــــــ[03 Aug 2010, 12:42 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لام التعريف: ميزاتها .. فوائد وتنبيهات حولها
لا يكاد يخلو كتاب تجويد من فصل يوضح فيه حروف الإدغام الشمسي
وهي حروف التي تدغم فيها لام التعريف وحروف الاظهار القمري
وهي الحروف التي تظهر عدها لام التعريف
وحروف الادغام الشمسي هي أوائل كلمات البيت التالي:
طب ثم صل رحما تفز صف ذا نعم دع سوء ظن زر شريفًا للكرم
وأما حروف الإظهار القمري فهي التي يجمعها قولك
(ابغ حجك وخف عقيمه)
ولكثرة ورود هذا الباب في كتب التجويد فلن نسترسل
في مزيد من شرحه ولكنا نجتهد ما أمكن لنضع فوائد مهمة:
تمتاز لام التعريف بما يلي:
1 - لام التعريف موصوبة رسما ولكنها مفصولة حكمًا
والمفصول حكما لا يجوز الوقف عليه بأي حال كما
هو معروف ومثل لام التعريف ياء النداء نحو يمريم والهاء من (هؤلاء) ...
2 - لام التعريف زائدة عن بنية الكلمة وتدخل على النكرات من الأسماء
فتصبح هذه الاسماء معارف (أي معرف بأل التعريف
كقولك في كتاب , عزيز - الكتاب , العزيز
3 - لام التعريف ساكنة دائما وكثيرة الاستعمال ويلزم البدء بها ادخال همزة الوصل عليها
4 - لام التعريف تدغم في الحروف الشمسية وتظهر عند الحروف القمرية
المذكورة آنفا وعلة الإدغام التخفيف كما هو مقرر في قواعد الإدغام
حيث ينبو اللسان نبوة واحدة عند إدغام حرفين تتوافر لهما شروط الإدغام
5 - إن سبب إدغام لام التعريف في الحروف الشمسية هو التقارب في المخارج
ذلك في ثلاثة عشر حرفا والتماثل في حرف اللام ولكونها ساكنة دائما
وبعدها متحرك فادغامها من باب الإدغام الصغير أما عند الباقي الحروف
المسماة بحروف الإظهار القمري فالإظهار للتباعد في المخارج أو للإختلاف في الصفات أو في القوة
6 - ثم ليعلم أن جميع الحروف التي تدغم فيها اللام أقوى منها باستثناء
التاء فقط ومعنى القوة في الحرف أن معظم صفاته أو كلها قوية ..
لهذا فالادغام يكسبها قوة والحرف المدغم هو الأضعف بينما الحرف المدغم
فيه هو الأقوى دائما باستثناء إدغام حرف الضاد - وهي القوية في الشين) هي ضعيفة - بموضع في سورة النور (النور 62) - لبعض شأنهم - والذي أدغمه السوسي في روايته عن أبي عمرو البصري ولعل الكسر في الضاد والتفشي في الشين سوغا التقارب فسهل الادغام وثمة توضيحات أخرى يجدر معرفتها منها:
أولا - انه لما امكن ادغام لام التعريف في الحروف الشمسية فيلاحظ انه يمكن ادغام هذه الحروف بعضها او اي منها في البعض الآخر
فالتاء - مثلا تدغم في الطاء وبالعكس والدال تدغم في التاء وبالعكس واللام تدغم في الراء والذال تدغم في الظاء والثاء تدغم الذال والأمثلة
(آمنت طّائفة , بسطت , أثقلت دّعوا , قل رّبّ , إذ ظّلمتم , يلهث ذّلك)
لو تناولنا ما أدغمه القراء جميعهم لطال المقال
ثانيا - كما أسلفنا أنه لا يجوز الوقف على لام التعريف لأنها موصولة رسمًا ومفصولة حكمًا
أي إن الفصل غير حقيقي لكن بعض القراء من مذاهبهم أنهم يسكتون سكته يسيرة على لام التعريف التي بعدها همز نحو (الأرض)
(الأمر) وذلك يفي بإشعار السامع أن الهمزة هي المبتدأة وليست متوسطة
وأن ما قبلها زائد داخل عليها ويفيد ذلك حصول استجماع القوة للدخول على الهمزة وهي المعروفة بأنها حرف قوي شديد مجهور وبعيد المخرج
ثالثا - إذا وقعت لام ساكنة غير لام التعريف قبل أحد الحروف الشمسية فلا تدغم فيه وذلك لان لام التعريف سكونها لازم وهي كثيرة الاستعمال
بينما اللامات الأخرى ليست زوائد بل أصلية وقليلة الاستعمال نحو: ألسنة جمع لسان - ألزمهم من الإلزام - والأصلية لو أدغمت لاختلف اللفظ والمعنى ولو أدغمت ستقول في (السنة) السّنّة بمعنى الطريق أو (السّنة) مفرد السنين أو السنوات , أو السّنة بمعنى النعاس أو النوم , وتقول في الزمهم لو أدغمت (الزّمهم) أو (أزّمهم) من التأزم بمعنى أدخلهم في أزمة .. وهكذا ,
وحيث إن الإصل الإظهار والفرع والإدغام ,’ وأن لام التعريف فرع وغيرها
لذا جرت الأصلية على الأصل والفرعية على الفرع , وفي ذلك بيان للفرق بين الاثنتين , فحسن الإظهار للأصلية , وحسن الإدغام للفرعية
الشيخ - عبد الرحمن جبريل(/)
هل هناك بحث عن انفرادات القراء العشر؟
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[03 Aug 2010, 02:19 م]ـ
هل هناك كتاب يجمع ما انفرد به كل قارىء من العشرة عن غيره من القراء؟
و جزاكم الله خيرا.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[03 Aug 2010, 05:08 م]ـ
يوجد كتاب للشيخ وليد رجب، طبع في دار الصحابة بطنطا.
وكذلك كتاب للشيخ محمد عوض الحرباوي طبع في مكتبة التوبة بالرياض.
وكلاهما اقتصر على طريق الشاطبية والدرة.
ـ[أحمد بن محمد فال]ــــــــ[03 Aug 2010, 10:09 م]ـ
من الكتب المؤلفة في هذا الباب:" التهذيب لما انفرد به كل واحد من القراء السبعة"،للإمام الداني، وهو مطبوع بتحقيق الدكتور حاتم الضامن, وقد صدر سنة:1426هـ عن دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع سورية - دمشق، ويوجد نظم لأحد الشناقطة في انفرادات نافع عن السبعة، منه قوله:
همز النبوءة وما تصرفا=منها به عن البدور انحرفا
وقرأ الستة دون مين = يرونهم من قبل رأي العين
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[03 Aug 2010, 10:20 م]ـ
ويوجدُ كتابٌ قريبٌ من مطلوبكَ عُنوانُه (الشَّمْعَةُ في انفِرادِ الثلاثَةِ عن السَّبعَة) لعثمانَ بنِ عُمرَ النَّاشِريِّ المُتوفَّى عام (848هـ) وحقَّقهُ الأستاذان: إِياد ويعقوب (السَّامُرَّائي).
وقد نُشر بمجلة الإمام الشاطبي في شهر ذي الحجةَ من عام 1428هـ.
وللأستاذ الدكتور/ عبد القادر الهيتي كتابٌ هو ألصقُ بالنَّحو منهُ بالقراءاتِ اسمُهُ (مَا انفَردَ بهِ كُلٌّ من القُرَّاءِ السَّبعَةِ وتوجِيهُهُ في النَّحوِ العربيِّ) , وقد نشرتهُ جامعةُ (قاريونس) ببنغازي ضمنَ مطبوعاتها لعام 1996م.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[03 Aug 2010, 10:21 م]ـ
يوجد كتاب للشيخ وليد رجب، طبع في دار الصحابة بطنطا.
وكذلك كتاب للشيخ محمد هوض الحرباوي طبع في مكتبة التوبة بالرياض.
وكلاهما اقتصر على طريق الشاطبية والدرة.
بارك الله فيك أخي الكريم.
كما هو معلوم أن خلفا العاشر لم ينفرد عن القراء التسع بشىء ..
فهل ذُكر له شىء في الكتب التي ذكرتها ..
و إن كان لا يشق عليك ـ بارك الله فيك ـ أرجو أن تكتب لي عبارة أحد المؤلِّفَيْنِ فيما يخص خلفا عن نفسه مع ذكر الصفحة.
و جزاك الله خيرا
من الكتب المؤلفة في هذا الباب:" التهذيب لما انفرد به كل واحد من القراء السبعة"،للإمام الداني، وهو مطبوع بتحقيق الدكتور حاتم الضامن, وقد صدر سنة:1426هـ عن دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع سورية - دمشق، ويوجد نظم لأحد الشناقطة في انفرادات نافع عن السبعة، منه قوله:
همز النبوءة وما تصرفا=منها به عن البدور انحرفا
وقرأ الستة دون مين = يرونهم من قبل رأي العين
جزاك الله خيرا أخي الكريم و نفع بك.
هل النظم مطبوع؟
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[03 Aug 2010, 11:35 م]ـ
لم أذكر أن خلفاً انفرد بشيء، ومن ذكر ذلك فقد غلط، وأما ذكري للشاطبية والدرة فلئلا يظن أن ذلك يشمل الطيبة.
وجزاك الله خيراً.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[04 Aug 2010, 12:52 ص]ـ
ويوجدُ كتابٌ قريبٌ من مطلوبكَ عُنوانُه (الشَّمْعَةُ في انفِرادِ الثلاثَةِ عن السَّبعَة) لعثمانَ بنِ عُمرَ النَّاشِريِّ المُتوفَّى عام (848هـ) وحقَّقهُ الأستاذان: إِياد ويعقوب (السَّامُرَّائي).
وقد نُشر بمجلة الإمام الشاطبي في شهر ذي الحجةَ من عام 1428هـ.
وللأستاذ الدكتور/ عبد القادر الهيتي كتابٌ هو ألصقُ بالنَّحو منهُ بالقراءاتِ اسمُهُ (مَا انفَردَ بهِ كُلٌّ من القُرَّاءِ السَّبعَةِ وتوجِيهُهُ في النَّحوِ العربيِّ) , وقد نشرتهُ جامعةُ (قاريونس) ببنغازي ضمنَ مطبوعاتها لعام 1996م.
جزاك الله خيرا و بارك الله فيك أخي الكريم.
وجدتُ كتاب الشمعة على هذا الرابط:
الشَّمْعَةُ في انفِرادِ الثلاثَةِ عن السَّبعَة ( http://www.shatiby.edu.sa/index.php?op=mag&f=pdf&id=44)
لم أذكر أن خلفاً انفرد بشيء، ومن ذكر ذلك فقد غلط، وأما ذكري للشاطبية والدرة فلئلا يظن أن ذلك يشمل الطيبة.
وجزاك الله خيراً.
جزاك الله خيرا مثله.
أنا لم أقل أنك ذكرت ذلك و إنما سقتُ هذه العبارة و هى:
كما هو معلوم أن خلفا العاشر لم ينفرد عن القراء التسع بشىء ..
كتمهيد للسؤال الذي طرحتُه و هو:
فهل ذُكر له شىء في الكتب التي ذكرتها؟
بارك الله فيك و نفع بك.
ـ[أحمد بن محمد فال]ــــــــ[05 Aug 2010, 12:44 م]ـ
السلام عليكم: نظم ما افرد به نافع عن السبعة مطبوع بشرح الدكتور سيد محمد ساداتي استاذ الاعلام بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية، وقد صدرت طبعته الأولى عن دار الحضارة للنشر والتوزيع بالرياض:سنة 1428 هـ، ويقع النظم المذكور في واحد وتسعين بيتا من بحر الرجز.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[07 Aug 2010, 11:31 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم.
كما هو معلوم أن خلفا العاشر لم ينفرد عن القراء التسع بشىء ..
فهل ذُكر له شىء في الكتب التي ذكرتها ..
و إن كان لا يشق عليك ـ بارك الله فيك ـ أرجو أن تكتب لي عبارة أحد المؤلِّفَيْنِ فيما يخص خلفا عن نفسه مع ذكر الصفحة.
و جزاك الله خيرا
بالنسبة لاختيار خلف فلم ينفرد عن التسعة بشيء، وهذا نص عليه ابن الجزري - رحمه الله -:
... ..... ... ولا رمز يرد * * * عن خلف فإنه لم ينفرد
ويرجى مطالعة هذا الرابط:
فائدة عظيمة للمهتمين بالقراءات وخصوصا بكتاب النشر ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16242)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سفير الغرباء]ــــــــ[08 Aug 2010, 08:09 م]ـ
كما ذكر الشيخ ضيف الله، كتاب الحرباوي أكثرها انتشاراً و توفراً في الأسواق.
ـ[بدر عرابي]ــــــــ[15 Aug 2010, 05:33 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تتمة المعلومة
يوجد كتابان للشيخ وليد رجب - طباعة دار الصحابة بطنطا
الأول: المرشد الأمين إلى انفرادات الرواة العشرين: يتضمن انفرادات كل راوٍ من الرواة العشرين في الأصول والفرش
الثاني: الرياض الغناء في خلافات الرواة عن القراء من طريقي الشاطبية والدرة: ويخص الخلاف بين راويي كل قارئ في الأصول والفرش.
وفي مقدمة الكتاب عند الكلام عن منهجه ذكر الشيخ:
6) التحقيق أن خلفا العاشر من الدرة لم ينفرد بشيء وذلك من راوييه، وأن الصواب عدم القراءة بسكت إدريس من طريق الدرة كما هو مذهب المحققين وبه قرأت على مشايخي. انتهى
بالتوفيق(/)
هل شرح الفاسي على الشاطبية قبل شرح أبي شامة
ـ[سامح سالم عبد الحميد]ــــــــ[03 Aug 2010, 03:49 م]ـ
السلام عليكم
قدم ابن الجزري في النشر شرح أبي شامة على شرح الفاسي
وقد قدم البعض الآخر أن أبا شامة رأى شرح الفاسي واستحسنه
واعتمد الشيخ الدكتور أيمن سويد ـ حفظه الله ـ على أن شرح الفاسي أولا
فهل السبب تاريخ الوفاة؟
أم أن هناك أسبابا قوية تؤيد أن شرح الفاسي قبل شرح أبي شامة
آمل من إخواني من لديه أدلة علمية فليتفضل
وجزاكم الله خيرا
والسلام عليكم(/)
لماذا يخطئ الأئمة في القراءة في الصلاة؟!
ـ[أبوعامر]ــــــــ[04 Aug 2010, 11:57 ص]ـ
لماذا يخطئ الأئمة في القراءة في الصلاة
مع دخول شهر رمضان وطول القراءة في القيام نسمع من بعض الأئمة أخطاء في الصلاة وبعضها أخطاء غير مقبولة ولا مستساغة.
وقد نتفهم عدم وجود مؤهلين للصلاة في بعض المناطق النائية أما في حواضر المدن حيث المشايخ والمقرئين فلا، وقد قيل:
ولم أر في عيوب الناس عيب** كنقص القادرين على التمام.
- ضعف التأسيس لدى بعضهم بسبب عدم أخذ القرآن عن المتقنين أو الحفظ عن طريق السماع دون القراءة وقد كان أحد الفضلاء يؤم الناس ويلحن حتى في الفاتحة فقيل له: لو ذهبت إلى الشيخ فلان وقرأت عليه .. فتحمس وعقد مجلس إقراء للشيخ في مسجده وكان أول المنتظمين فيه ثم ما لبث أن نكص بحجة أن الشيخ يشدد في التصحيح!! والمقصود أن تعلم المسلم بطريقة صحيحة وقراءته على المجيدين مهم للغاية لأن القراءة سنة متبعة.
- عدم العناية بالوقف الصحيح بسبب العجلة في القراءة وعدم التركيز وعدم التدبر وأحيانا لعدم فهم المعنى أصلا فيقع في الوقف القبيح الذي يحيل المعنى مثل: الوقف على الشرط دون جوابه والفعل دون فاعله مما يوهم تقدمه وقد سمعت أحدهم يقرأ: قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر له ما قد سلف وإن يعودوا .. ووقف عليها فتعجبت لصنيعه، والحقيقة أن هذا الاشكال منتشر بشكل مزعج.
- السرحان والغفلة عن القراءة مشكلة توقع القارئ في مآزق ولا أنسى موقفا رأيت فيه أحدهم يقرأ عند شيخه إنا أرسلنا نوحا إلى فرعون!! فضربه الشيخ وقال يابني انت ما تحفظ وكمان مابتفهم؟! وقراءة أحدهم "والوالدات يرضعن أزواجهن حولين .... خير دليل على أن عدم التركيز يوقع في المآزق.
وفي الموضوع جوانب أخرى أذكرها لاحقا وقد نسمع من الزملاء حول الموضوع شيء
ـ[مثنى الزيدي]ــــــــ[04 Aug 2010, 01:54 م]ـ
جزاك ربي خيرا على هذه النقاط المختصرة لاسباب اخطاء القراء في الصلاة واحب ان اضيف ما يلي:
- لا ننسى ان القاريء الامام يركز اثناء قرائته على محورين وهما القراءة والحفظ، فمما يسبب الاخطاء في القراءة تركيز الامام على الحفظ وماهي الاية التي تليها ومتى يقف ومتى يوصل ومتى يركع ومتى ينتهي المعنى مع طريقة العرض وتنوعه ومن الطرق المتعب ومنها المريح.
- الضغط العام، وفيه اشكال كثيرة وانواع عديدة، كالطقس: فالجو الحار يتعب القاريء ... ، والمنظر: فالامام بالحرم المكي يختلف عن المدني وغيره .... الوقت:فلربما يجبره الوقت على الاسراع المورث قلة التركيز وتفلت الآي ... وهكذا.
- ومن الاسباب المهمة ايضا هي الاشارات الربانية والعلامات الالهية انك ايها القاريء انما تقرأ بفضلنا وانعامنا عليك وجل من لا يخطيء ...... وقد صليت مثلا خلف الشيخ عبد الله الجهني قبل شهرين في المسجد الحرام صلاة الفجر لثلاثة ايام متتابعة فرأيت ما لم اتوقع حصوله وهو ان الشيخ اخطا في الفجر على مدار ثلاثة ايام .... فقلت: والله ماهي الا اشارات الهية الينا ان كل ابن ادم خطاء، وصدق من قال: من الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط، فهي اضافة لكل هذه الاسباب تتوج لنا سببا اخرا وهو
- سنة الهية في بني البشر.
ـ[مدثر خيري]ــــــــ[04 Aug 2010, 06:53 م]ـ
لماذا يخطئ الأئمة في القراءة في الصلاة
مع دخول شهر رمضان وطول القراءة في القيام نسمع من بعض الأئمة أخطاء في الصلاة وبعضها أخطاء غير مقبولة ولا مستساغة.
وقد نتفهم عدم وجود مؤهلين للصلاة في بعض المناطق النائية أما في حواضر المدن حيث المشايخ والمقرئين فلا،
خاصة إذا صليت خلف من لم يحفظ القرآن الكريم ويقرأ من المصحف فهؤلاء يسمع الإنسان منهم عجباً في القراءة، وأذكر مرة في رمضان صليت خلف إمام يقرأ من المصحف فكثر عنده اللحن دون الخطأ في القرآن فقلت في نفسي ماشاء الله هذا الرجل حفظه ممتاز لكن لا عناية له حتى بحركات الحروف فيخفظ المرفوع ويرفع المفخوض وهكذا .. فانتظرت حتى قرأ الفاتحة ولم أدخل معه في الصلاة حتى أرى سر هذا اللحن الكثير فبعد أن قرأ الفاتحة أخرج مصحف صغير من جيبه (مجزأ) وبدأ بسورة الرعد ويا لكثرة الأخطاء فلم استطع تحمله وخرجت من المسجد قبل إكمال التراويح وصليت لوحدي في البيت!! يجب أن يؤم الناس في رمضان من هو أهل للإمامة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وماذا يفعل هذا الذي يقرأ من المصحف إذا أخذ مثلاً صفحتين مع بعض أو نقصت بعض الصفحات من المصحف أو قطع منه ورقة ولم يشعر بذلك؟؟ أو انقطع التيار أو أو ...
الشكر أجزله لأخينا أبو عامر
بُوركتم
ـ[محمد ابو القاسم المقرحى]ــــــــ[04 Aug 2010, 07:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد له والصلاة على نبينا الكريم واله وصحبه
السلام عليكم
اريد ان ابين لكم نقطه ان الائمه وفقهم الله خطأهم ليس مستساغ كما تقول بل خطأهم مقبول جدا جدا
الانسان يملك عقلا باطنا وهو مركز تخزين الحفظ والمعلومات بحيث ادا ضغط الشخص عليه لا يستجيب فينسى
1_وسوسة الشيطان (وماانسانيه الا الشيطان) لان الشيطان اخد عهد وقال (لاغوينهم اجمعين) الا عبادك منهم المخلصين ولكن قلا من يصل الى الاخلاص والشيطان يلقى بالشبه حتى انه يأتى للشخص فى صلاته ويشوش عليه ويذكره بأمور حتى روى ان ابا حنيفة جاءه رجل نسى اين وضع ماله فقال صل اليل فصلى فجاءه الشيطان ليشوش عليه فذكره بالمال اين موضعه انظر
2_ التركيز المستمر طوال 30 يوما كل يوم تركيز متواصل لمدة 3 ساعات ذهنا و جسما ومحاولة عدم الخطأ ولا يمكن قرأة بلا استحضار القلب لقول الله (ان فى ذلك ذكر لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد) انظر جاء ب (او) وهيا للجمع فى هذا المقام اى سمها وقلبا وجاء بلفظ ذكرى الذى يدل على التذكر والخشوع
3_التعب الجسدى او الارهاق وقوى الناس تختلف ليسوا اقوياء جميعا وليسوا ضعفاء جميعا الارهاق يضعف الفكر فعندما يرهق او يحس بالعياء يرسل الجسم اشارات الى العقل او الدماغ فيسبب تشويش وهدا يؤثر على الحفظ
وامور كثيرة واولها ارادة الله عز وجل وتانيها النسيان والخطأ
خالد بن الوليد قتل اناس حتى قال النبى اللهم انى ابرأ مما فعل خالد لشدة الاتم ولكن خطأ
قاعدة (ربنا لا تأخذنا ان نسينا او اخطأنا) وهم الصحابة اصحاب هذا الدعاء
والنسيان سنة الله (ولن تجد لسنة الله تبديلا)
وكثيرا لا يلامون والارتباك عند الخطأ مما يزيد الامور تعكيرا الحقيقة لا يلامون ابدا(/)
ما نوع اللام في لفظ الجلالة (الله) والأسماء الموصولة؟
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[05 Aug 2010, 01:43 م]ـ
بسم الله الرَّحمن الرحيم
إنَّ لفظ الجلالة (الله) الألف واللام فيه لازمة لاتنفك عنه بحال، ومثله في الأسماء الموصولة كالذي والتي والذين، وقد أشكل عليَّ الأمور التالية:
1) ما نوع اللام هنا، هل هي شمسية أم قمرية؟ مع التعليل.
2) لماذا اللام لزمت هذه الأسماء ولم تنفك عنها؟
لعلي أجد من مشايخي بهذا الملتقى المبارك من يفيدنا في هذه المسألة.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[05 Aug 2010, 02:57 م]ـ
اللام في هذه الكلمات أصلية، بمعنى أنها من بنية الكلمة، وليست زائدة، فلذلك لا يصح وصفها بكونها شمسية أو قمرية.
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[05 Aug 2010, 04:01 م]ـ
اللام في هذه الكلمات أصلية، بمعنى أنها من بنية الكلمة، وليست زائدة، فلذلك لا يصح وصفها بكونها شمسية أو قمرية.
شكر الله لك أخي الكريم ضيف الله وبارك الله فيك
هل يمكن أن تحيل إلى بعض المراجع بهذه المسألة بالذات وحبذا لو يكون المرجع لأحد المتقدمين، فسأكون لكم من الشاكرين
ـ[محمد ابو القاسم المقرحى]ــــــــ[05 Aug 2010, 04:55 م]ـ
بسم الله والحمدلله والصلاة على خير الأنام وآله الأطهار
أولاً:
أليس (الله) اسم علم على البارى وأن الله أعرف المعارف إذا قيل: الله ذهبت الأفهام إلى المعبود وهو الحق لذلك قال تعالى: (((أفي الله شك))) على لسان رسله.
أولاً: الله اسم و دخول الألف واللام يجعل لفظ الله اسم.
وقد تكون اللام للابتداء وتأتي للتوكيد (((ولله المتل الأعلى))) كما فى قوله (((لحب الخير لشديد))).
والله أعلم أن الألف واللام تأتي للتعريف لماذا؟ لأن الألف واللام هما علامة التعريف ولا يمكن أن يكون الله نكره.
وأنه فعلاً أنها من أبنية الكلمة الله لله له _ بعد خذف اللام، وأما إله لا تدل على الله خاصه ولكن تعم جميع مايعبد إله الحق والباطل (((لو كان فيهما آلهة إلا الله))) ويؤيده قوله تعالى (((ما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق))) وصح عن رسول الله صل1 أنه قال: (من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله).
والدليل قوله تعالى (((لا إله الا الله))) والله اعلم.
أرجو زيادة الإيضاح من المشايخ الفضلاء.
ـ[محمد ابو القاسم المقرحى]ــــــــ[05 Aug 2010, 05:01 م]ـ
قال العكبري صاحب كتاب اللباب في علل البناء والإعراب: " لفظ الجلالة في أصله قولان:
أحدهما " لاه، ثم أدخلت عليه الألف واللام وفخمت الام إلا أن ينكسر ما قبلها ولاحذف فيه على هذا.
والقول الثاني: أصله إلاه يأله إذا عُبد، فإلاه "فعال " بمعنى مفعول أي معبود ثم ألقيت حركة الهمزة على لام التعريف فالتقت اللامان فسُكِّنت الأولى، وأدغمت في الثانية.
وقال سيبويه:"والألف واللام عوض من الهمزة التي في (إله) "
فهو يرى أن أصل "الله" هو "إله".
ولكن ليس ذلك من قبيل تعريف النكرة: فلم تدخل "أل" على" إله " بغية تعريفه, ولكن حذفت الهمزة وعوضت بـ "أل".ومن الادلة على كون"أل" في " الله " لغير التعريف جواز النداء" بقولنا:"ياالله".والنحاة يمنعون دخول "يا"النداء على المعرف بـ"ال".
قال ابو البقاء العكبري فى اللباب لتعليل هذا المنع:
ولا تدخل (ياء) على الألف واللام لأمرين:
- أنَّ (الألف واللام) للتعريف و (يا) مع القصد إلى المنادى تخصّصه وتعنيّه ولا يجتمع أداتا تعريف.
- والوجه الثاني أنَّ (اللام) لتعريف المعهود والمنادى مخاطب فهما مختلفان في المعنى.
وأمَّا اسم الله تعالى فتدخل عليه لثلاثة أوجه:
- أحدُها أنَّ الألف واللام فيه لغير التعريف لأنّه سبحانه واحدٌ لا يتعدَّد فيحتاج إلى التعيين ودخول (يا) عليه للخطاب
- والثاني أن الألف واللام عوض من همزة (إله) وذلك أنَّ الأصل فيه (الإله) فحذفت الهمزة حذفاً عند قوم وعند آخرين ألقيت حركتها على (اللام) ثَّم أدغمت إحداهما في الأخرى فنابت اللام عن الهمزة فأجتمعت مع (يا) من هذا الوجه.
- والثالث أنَّه كثر أستعمالهم هذه الكلمة فخفَّ عليهم إدخال (يا) عليها
أمّا "أل في " الذي، والتي " فهي " الزائدة: وهي التي ليست موصولة وليست للتعريف بل حرف يدخل على المعرفة والنكرة فلا يغير التعريف أو التنكير وهي نوعان:
أ- زائدة لازمة وهي التي تقترن باسم معرفة ولاتفارقه بعد اقترانها، نحو: " الذي، التي " ومثلها " السموأل، اللات، العزى ".
هذا ما استطعت الوصول إليه، وأرجو أن يكون مفيدا لك بارك الله فيك.
منقول للعلم
ـ[محمد ابو القاسم المقرحى]ــــــــ[05 Aug 2010, 05:04 م]ـ
سؤال اوجهه الى العلماء خاصة والى اخوانى بشكل عام
علماء اللغة يمنعون دخول النداء على المعرف بالالف واللام ومع ذلك نقول يا ألله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد ابو القاسم المقرحى]ــــــــ[05 Aug 2010, 05:06 م]ـ
ولا تدخل (ياء) على الألف واللام لأمرين:
- أنَّ (الألف واللام) للتعريف و (يا) مع القصد إلى المنادى تخصّصه وتعنيّه ولا يجتمع أداتا تعريف.
- والوجه الثاني أنَّ (اللام) لتعريف المعهود والمنادى مخاطب فهما مختلفان في المعنى.
لم ارتوى ولم تشفنى ابدا اريد بيانا اكثر
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[05 Aug 2010, 08:39 م]ـ
الرجاء النظر في الموضوعين التاليين:
http://www.tafsir.net/vb/t20484.html
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17541
جزاكم الله خيرا.
ـ[ماجد إبراهيم المطرود]ــــــــ[05 Aug 2010, 10:51 م]ـ
ما نوع (أل) الداخلة على أسماء الله الحسنى؟ </ B> رقم الفتوى
37774 </ B> تاريخ الفتوى
19/ 8/1431 هـ -- 2010 - 07 - 31 </ B> السؤال
تنقسم (أل) التعريفية إلى عهدية وجنسية، وتحت كل منهما أقسام مشهورة عند أهل العلم، ففي أي قسم تندرج (أل) الداخلة على أسماء الله الحسنى، كالرحيم والغفور؟
الإجابة
الحمد لله؛ أما بعد: فالأظهر عندي أن (أل) في أكثر أسماء الله هي للعهد الذهني، ولا بد في الأسماء الحسنى من اعتبار المقام وسياق الكلام لتعيين أن المراد بهذا الاسم هو ربُّ العالمين، لأن أكثر الأسماء الحسنى يطلق لفظُها على بعض العباد؛ كالملِك والعزيز والعليم والسميع والبصير، فلا يتميز هذا من هذا إلا في الكلام المركب، ومن الأسماء الحسنى ما لا يكاد يطلق لفظه في الاستعمال على المخلوق؛ كالقدوس والرحمن، وأما الاسم الجامع لجميع معاني الأسماء الحسنى (الله) فلا يطلق إلا على الله ربِّ العالمين، وقد اختلف الناس في نوع (أل) في هذا الاسم العظيم على أقوال؛ فقيل إنها للتعظيم، وقيل: إنها بدل من الهمزة، وقيل: إنها للعهد ([1]). والأقرب عندي أنها للعهد الذهني، كسائر الأسماء الحسنى، وهذا يجري على القول الصحيح بأن هذا الاسم العظيم لفظُه مشتق، وأصله الإله، فحذفت الهمزة وأدغمت اللام في اللام مع التفخيم، في حال ذكر الاسم مفردا، أو كان مسبوقا بفتحة أو ضمة، (قل هو الله أحد) [الإخلاص: 1] (وإذ قالوا اللهم) [المائدة:]، وبدون تفخيم بعد الكسرة، كقوله تعالى: (قالوا آمنا بالله وحده) [غافر]، وقوله سبحانه: (لله ملك السماوات والأرض) [المائدة]، ومما يدل على أن هذا الاسم مشتق ـ ورجحه ابن القيم ـ ما صح عن ابن عباس عند ابن جرير وغيره، قال رضي الله عنه: " (الله) ذو الألوهية والمَعْبودية على خلقه أجمعين" ([2])، فصار هذا الاسم علما على رب العالمين، وحينئذ فيشبه أن يكون من قبيل ما يسمى عند النحاة علما بالغلبة، وفائدة القول بأنه مشتق أنه يدل على صفة الإلهية، فيكون علما وصفة، كغيره من الأسماء الحسنى، فإن كل اسم من أسماء الله تعالى دالٌّ على ذات الرب وعلى صفة من صفاته، فأسماء الله أعلام وصفات، فلهذا وُصِفت بالحسنى لدلالتها على أحسن الصفات، وعلى أعظمِ موصوف وأكمله، ولله المثل الأعلى، سبحانه وتعالى.
----------------------
([1]) تنظر هذا الأقوال منسوبة إلى أهلها في رسالة لفظ الجلالة الله (ص: 61) لمحمد إبراهيم محمد عبد الله.
([2]) تفسير الطبري جامع البيان (1/ 123
أملاه فضيلة الشيخ العلامة: عبد الرحمن البراك .. حفظه الله تعالى
ـ[أم الشهيد]ــــــــ[19 Nov 2010, 04:02 ص]ـ
الذين قالوا بأنه جامد قالوا أنه علم على الرب تبارك وتعالى والذين قالوا باشتقاقه اختلفوا في ذلك، فما المقصود بالعبارة السابقة علما بالغلبة؟ هل يكون مشتق وعلم أو أنني أخطأت في فهم المقصد أرجوا توضيح ذلك؟(/)
سؤال عن كشف العمى والرين, وتحفة الفتيان ,في علم رسم القرآن
ـ[عبد الودود محمد شافعي]ــــــــ[06 Aug 2010, 01:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل المنظومتان,
كشف العمى والرين للشيخ محمد العاقب بن بايأبى,
وتحفة الفتيان للشيخ محمد المامي اليعقوبي, خاصتان بقراءة نافع دون سواها؟
فإن كانتا كذلك,
فهل هناك منظومة في علم رسم القرآن على قراءة حفص؟
والمنظومتان مرفقتان على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=215066
في المشاركة الثالثة
وجزاكم الله خيرا
ـ[مدثر خيري]ــــــــ[06 Aug 2010, 02:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
بالنسبة لمنظومة رشف اللمى منظومة على قراء نافع كما قال مؤلفه
هذا وقد ألقي في رباطي ==صوغ نظام محكم الرباط
يبين فحواه لأهل الخط==رسم الصحابة وشكل الضبط
مما اقتضاه مقرأ الامام == أبي رؤيم نافع الهمام
ولا يمنع الرجوع الى هذه المنظومات لمن اراد ان يضبط مصحفا برواية حفص ومن ذلك منظومة مورد الظمآن للخراز منظومة على قراءة نافع ويرجع إليها في ضبط غيرها من القراءات والروايات كما فعل مجمع الملك فهد (رجعوا إلى هذه المنظومة في ضبط جميع المصاحف التي صدرت في المجمع سواء قراءة نافع أو غيره) والله أعلم
ـ[عبد الودود محمد شافعي]ــــــــ[06 Aug 2010, 02:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
بالنسبة لمنظومة رشف اللمى منظومة على قراء نافع كما قال مؤلفه
هذا وقد ألقي في رباطي ==صوغ نظام محكم الرباط
يبين فحواه لأهل الخط==رسم الصحابة وشكل الضبط
مما اقتضاه مقرأ الامام == أبي رؤيم نافع الهمام
جزاكم الله خيرا
ولا يمنع الرجوع الى هذه المنظومات لمن اراد ان يضبط مصحفا برواية حفص ومن ذلك منظومة مورد الظمآن للخراز منظومة على قراءة نافع ويرجع إليها في ضبط غيرها من القراءات والروايات كما فعل مجمع الملك فهد (رجعوا إلى هذه المنظومة في ضبط جميع المصاحف التي صدرت في المجمع سواء قراءة نافع أو غيره) والله أعلم
عفوا, لدي سؤال,
هل هذا يعني أنني إن حفظت رشف اللمى-وهي على قراءة نافع-أستطيع أن أضبط مصحفا على رواية حفص وغيرها أيضا؟
وكيف ذلك؟ أليست المنظومة على قراءة نافع؟
وعذرا على الإثقال, فأنا لم أدرس علم الرسم, لكني أريد أن أبدأ فيه بحفظ منظومة في هذا العلم
ـ[عبد الودود محمد شافعي]ــــــــ[06 Aug 2010, 02:32 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[مدثر خيري]ــــــــ[07 Aug 2010, 06:44 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
عفوا, لدي سؤال,
هل هذا يعني أنني إن حفظت رشف اللمى-وهي على قراءة نافع-أستطيع أن أضبط مصحفا على رواية حفص وغيرها أيضا؟
انصحك بحفظ مورد الظمآن في رسم القرآن للامام الخراز فهي افضل وأشمل من رشف اللمى وهي منظومة على قراءة نافع
وكيف ذلك؟ أليست المنظومة على قراءة نافع؟
أولاً: أخي الكريم بعد حفظك للمنظومة لابد أن تعرف الفرق بين ضبط المشارقة والمغاربة وبذلك يمكن ان تضبط أي مصحف تريده بحفظ هذه المنظومة أو غيرها، لأن قواعد الرسم ثابتة، ولم يختلف المشارقة عن المغاربة إلا في بعض الكلمات اليسيرة مثل إثبات الألف في كلمة (إسرائيل) وحذفها أما الضبط فيختلف ضبط المشارقة عن ضبط المغاربة في بعض الأمور مثل صلة الوصل ولام الألف وغيرها وبمعرفة الفروق يمكنك بكل يسر أن تتقن ضبط أي مصحف.
ثانياً: يمكنك الرجوع إلى منظومة ابن عاشر في الرسم (الإعلان بتكميل مورد الظمآن) وهي منظومة ملحقة بآخر شرح مورد الظمآن للمارغني ونظم فيه ابن عاشر رسم باقي القراء العشرة (غير نافع)
وعذرا على الإثقال, فأنا لم أدرس علم الرسم, لكني أريد أن أبدأ فيه بحفظ منظومة في هذا العلم
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[07 Aug 2010, 08:00 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ مدثر على الإجابة العلمية الوافية، وكتب لك أجرها.
ـ[أحمد بن محمد فال]ــــــــ[07 Aug 2010, 08:24 ص]ـ
الأخ عبد الودود: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بخصوص الشق الثاني من سؤالكم والمتعلق بالسؤال عن منظومة في الرسم على قراءة حفص، ... فقد نظم بعض علماء الرسم من أهل شنقيط ما خالف فيه حفص ورشا في الرسم، و عندي نسخة من هذه المنظومة، وسوف أرفعها قريبا في هذا الملتقى، فلعلك تجد فيها ضالتك.
وفقك الله
ـ[عبد الودود محمد شافعي]ــــــــ[07 Aug 2010, 09:59 ص]ـ
انصحك بحفظ مورد الظمآن في رسم القرآن للامام الخراز فهي افضل وأشمل من رشف اللمى وهي منظومة على قراءة نافع
يمكنك الرجوع إلى منظومة ابن عاشر في الرسم (الإعلان بتكميل مورد الظمآن) وهي منظومة ملحقة بآخر شرح مورد الظمآن للمارغني ونظم فيه ابن عاشر رسم باقي القراء العشرة (غير نافع)
جزاكم الله خيرا.
هل توجد على الشبكة نسخة من مورد الظمآن, وشرح مورد الظمآن للمارغني الذي فيه منظومة ابن عاشر في الرسم (الإعلان بتكميل مورد الظمآن)؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الودود محمد شافعي]ــــــــ[07 Aug 2010, 10:03 ص]ـ
الأخ عبد الودود: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بخصوص الشق الثاني من سؤالكم والمتعلق بالسؤال عن منظومة في الرسم على قراءة حفص، ... فقد نظم بعض علماء الرسم من أهل شنقيط ما خالف فيه حفص ورشا في الرسم، و عندي نسخة من هذه المنظومة، وسوف أرفعها قريبا في هذا الملتقى، فلعلك تجد فيها ضالتك.
وفقك الله
في شوق إلى هذه التحفة
وجزاكم الله خيرا.
ـ[عبد الودود محمد شافعي]ــــــــ[10 Aug 2010, 08:27 ص]ـ
للرفع ..(/)
إتحاف الناس بمنظومات الشيخ النحاس
ـ[شريف بن أحمد مجدي]ــــــــ[06 Aug 2010, 02:37 م]ـ
إتحاف الناس بمنظومات الشيخ النحاس
بسم الله الرحمن الرحيم
أقدم لكم برنامج إتحاف الناس بمنظومات الشيخ النحاس،جمعت فيه جميع منظومات شيخنا وأستاذنا المحقق المدقق: علي بن محمد توفيق النحاس – حفظه الله وبلغه في الدارين رضاه – مع الضبط والتحقيق والتدقيق وفق آخر استدراكاته، مدعما جميع المنظومات بالقراءة الصوتية بصوت الناظم – حفظه الله تعالى، وقد رتبتها كالتالي:
1.القصيدة الحسناء في الأوجه الراجحة في الأداء عن العشرة القراء.
2. فيض الآلاء في الأوجه المقدمة لورش في الأداء.
3. البيان المحقق فيما خالف فيه الأصبهاني الأزرق من الكفاية والتجريد.
4. منظومة الوقف على " كلاَّ وبلى " وبعض الكلمات في القرآن.
5. منظومة توضيح الإدغام الصغير والاستفهام المكرر من الشاطبية والدرة والطيبة.
6. منظومة روائع البيان في رثاء الشيخ عامر السيد عثمان – رحمه الله تعالى.
7. أبيات الإمام محمد المتولي - رحمه الله - لورش من كتاب تلخيص العبارات لابن بليمة، وهذه الأبيات ذكرها أمامنا المتولي في متن فتح الكريم، وقد وضعتها مع منظومات شيخنا النحاس – حفظه الله-؛ لزيادته عليها بعض الأبيات في الفروق بين هذا الطريق وطريق التيسير والتي تركها الإمام المتولي لوضوحها وقد نظمها شيخنا النحاس تتميما للفائدة.
أسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، وأن يجزي أبي وشيخي وأستاذي فضيلة الشيخ: علي النحاس خير الجزاء على ما بذله معي من وقت وجهد في إخراج هذا العمل على الوجه الذي ينبغي أن يكون عليه، وأتمنى أن نكون قد وفقنا في هذا، وقبل أن أضع لكم الرابط أتمنى من كل أخ كريم أن ينظر إلى ما في الكتاب من خطأ أو خلل أو سهو أو نسيان بعين النصح والإرشاد، وألا ينسانا من صالح الدعاء.
http://www.4shared.com/get/HfhLvbhq/ethaf.html
ـ[شريف بن أحمد مجدي]ــــــــ[15 Sep 2010, 05:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنبه إلى وجود بعض الأخطاء بالبرنامج يتم تصحيحها ورفع نسخة جديدة من البرنامج في القريب العاجل إن شاء الله وكنت قد طلبت من مشايخنا الكرام الإطلاع على البرنامج والتنبيه على ما فيها من أخطاء ولكن لم تصلني أي رسالة أو حتى تعليق على المشاركة وأنا أقدر طبعا مدى الإنشغال أسأل الله تعالى أن يبارك فيكم وأن ينفع بكم
ـ[ابن عامر الشامي]ــــــــ[15 Sep 2010, 07:50 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل أحمد شريف مجدي ونعتذر منكم عن التقصير حفظكم الله
وننتظر إن شاء الله النسخة المعدلة
جزاكم الله خيرا
ـ[شريف بن أحمد مجدي]ــــــــ[04 Oct 2010, 10:54 م]ـ
وإياكم أخي الكريم
إن شاء الله قريبا(/)
" إتحاف الأنام بما في الغنة من أحكام "
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[07 Aug 2010, 12:51 ص]ـ
السلام عليكم
إخواني في الله .. هذا بحث في أحكام الغنة ولكني أذكر فيه ما اختلف فيه من الأحكام في الغنة ولا شك أنني استفدت مما كتبت سابقا في بعض قضايا التجويد المختلف فيها، وفي بعض المسائل أحيانا أحيل إلي أحد الأبحاث من باب التوسعة في الحكم، ونظرا لطول البحث سأضع البحث علي نظام الفقرات حتي يستطيع الإخوة قراءة البحث علي مهل.
وهذا البحث لا أشرح فيه أحكام النون الساكنة والتنوين، فقد كتب الإخوة في هذا الموضوع بكثرة ومن أفضل الأبحاث التي قرأتها ـ في النون الساكنة والتنوين ـ بحثين لأخي وصديقي الشيخ سامح سالم عبد الحميد باسم ((القول المبين في أحكام النون الساكنة والتنوين مع التوجيه " وهو علي هذا الرابط،
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=19545
والبحث الآخر:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=11546
ويستحسن للقارئ أن يقرأ البحثين قبل قراءة هذا البحث وعنونته باسم " إتحاف الأنام بما في الغنة من أحكام "
وسأضع البحث لاحقا ـ إن شاء الله ـ
وأسأل الله أن يجعل هذا العمل خالصا لوجه
والسلام عليكم
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[07 Aug 2010, 06:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبدذه ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا. أما بعد ...
فقد قمت بجمع هذا البحث وذكرت فيه جميع المسائل الخلافية التي ترتبط بحكم الغنة والأحكام التي فيها الغنة هي ((النون والميم المشدتان،والإظهار
والإدغام والإقلاب، والإخفاء للنون الساكنة والتنوين، والإدغام والإخفاء والإظهار للميم الساكنة))
وليس معني ذلك أنني أقوم بشرح أحكام النون الساكنة والتنوين أو أحكام الميم الساكنة، ولكني ذكرت الخلافات التي أثبتها علماء هذا الفن ولو كان الخلاف لفظيا أو حقيقيا أوشاذا، وحاولت الترجيح بحسب ما بدا لي، وأيضا أذكر نوع الخلاف هل هو لفظي أو حقيقي أو ... ...
ومن هذا البحث يعلم القارئ أن طريقة الأداء تختلف بين الأقطار، ومن ثَم هناك بعض الخلاف الجائز والغير جائز، أقصد أن الأمر في كثير من الأحكام فيه سعة، ونصوص الأئمة ثابتة كما سنري ـ إن شاء الله ـ.
وبعد هذه المقدمة إليك مضمون الموضوع، ونبدأ بتعريف الغنة
: تعريف الغنة لغة: قال صاحب لسان العرب
الغُنَّة صوت في الخَيْشُوم وقيل صوت في هترخيمٌ نحوَالخياشيم تكون مننفس الأَنف وقيلا لغُنَّة أَن يجري الكلامُ في اللَّهاةِ وهيأَ قل من الخُنَّة المبرد الغُنَّة أَن يُشْرَبَ الحرفُ صوتَ الخيشوم والخُنَّة أَشد منهاوالترخيم حذف الكلام غَنَّ يَغَنُّو هو أغنُّ وقيل ا الأَغَنُّ الذي يخرج كلامه من خياشيمه وظبيأَ غَنُّ يخرج صوته من خَيْشومه ... "13/ 315
واصطلاحا: صوت أغن مركب في جسم النون ولو تنويناًوالميم مطلقاً - أي إن صوت الغنة صفة لازمة للنون والميم سواء كانتا متحركتين أوساكنتين مظهرتين أومدغمتين أومخفاتين" هدايةالقاري
أحرف الغنة: النونالساكنةولوتنويناأوالمتحركةكماسنبينهـ إن شاء ـوالميمكذلك.
قال الخليل: النون أشد الحروف غُنَّةً." العين 1/ 342
مخرج الغنة: قال في التمهيد: واعلم أن الغنة تخرج من الخيشوم، كما تقدم، والخيشوم خرق الأنف المنجذب إلى داخل الفم"
قال المرصفي: المسألة الثالثة: في مخرج الغنة
أما مخرجها فمن الخيشوم كما تقدم في المخارج وهو خرق الأنف المنجذب إلى داخل الفم. وقيل هو أقصى الأنف - أي إن صوت الغنة بجميع أحواله يخرج من الخيشوم ودليل ذلك أنه أمسك الأنف لا نحبس خروجه مطلقاً حتى في حال ضعفه عند تحريك النون والميم مخففتين أو سكونهما مظهرتين كما يشهد بذلك النطق."ا. هـ
قالوا عن النون:
قال البقاعي في نظم الدرر عند حديثه عن النون في تفسيره لقوله تعالي في أول سورة القلم "ن والقلم وما يسطرون ":"
(يُتْبَعُ)
(/)
ولما كان هذا الحرف آية الكشف للأشياء كان مخرجه أمكن المخارج وأيسرها وأخفها وأوسعها وهو رأس المقول، فإنه يخرج مما بين طرف اللسان وفويق الثنايا من اللثة، وهو أخرج من مخرج اللام ومن مخرج الراء أيضاً، وتسمى هذه الحروف الثلاثة الزلقية مع بقية حروف «فر من لب» لأن طرف كل شيء زلقة، والنون أمكنها في هذا المخرج وأشدها انطباقاً فيما بين اللسان واللثة، وهو مما كرر مسماه في اسمه فانتهى إلى حيث ابتدأ، واختص بكون عماده وقوامه الحرف الأقوى الأظهر ذا الرفعة والعلو وهو الواو والزلقية التي هو أحدها ضد المصمتة وهي أخف الحروف على اللسان وأكثرها امتزاجاً بغيرها، وأما المصمتة فمنعت أن تنفرد بنفسها في لغة العرب في كلمة هي أكثر من ثلاثة أحرف، بل لا بد أن يكون معها بعض الزلقية، والألف خارجة عن الصنفين لأنها مجرد إهواء لا مستقر لها، فقد ناسبت بمخرجها لسعته وخفته ووصفها بالزلاقة التي تقع لما اتصف بها من الحروف الكمال غنية عن سواها ولا يقع لما لم يخالطها كمال فيما ذكر ما ذكر من أن معناها البيان والإظهار ومن صفاتها الجهر وبين الشدة والرخاوة والانفتاح والاستفال، والغنة الخارجة من الخيشوم إذا سكن، وكل هذا واضح في العلم الذي له الاتساع والانتشار والتغلغل في الأشياء الباطنة، ويشاركه الميم في الغنة كما أنه يشاركه في أن له حظاً من الظهور والنون وهو الأصل في الغنة كما أنه الأصل في الظهور لما له من العلو بالعماد، وهو أيضاً من حروف الذبذبة والزيادة التي لا تستقر على حال فتقع مرة زوائد وأخرى أصولاً كما أن العلم أيضاً كذلك لا استقرار له بل مهما وسعته اتسع، ومهما تركته اضمحل وانجمع، وهو من حروف الأبدال التي تبدل من غيرها ولا يكون غيرها بدلاً منها فلازب ولازم الميم بدل من الباء بخلاف العكس كما أن العلم أصل يتبعه غيره ولا يكون هو تابعاً لغيره، وهو من الحروف الصحيحة وليست معتلة، والعلم جدير بهذا الوصف وهو إذا كان مخفي من الحروف المشربة ويقال لها المخالطة - بكسر اللام وفتحها، وهي التي اتسعت فيها العرب فزادتها على التسعة والعشرين المستعملة وهي من الحروف الصم وهي ما عدا الحلقية، سميت بذلك لتمكنها في خروجها من الفم واستحكامها فيه، يقال للمحكم المصمت والعلم أشد ما يكون مناسبة لهذا الوصف، فقد انطبقت بمخرجها وجميع صفاتها على العلم الذي هو مقصود السورة فتبين حقاً أنه مقصودها، وأما رتبة القلم في بيان العلم وإظهاره وكشف خفاياه وأسراره وبثه وإشهاره فهي بحيث لا يجهلها أحد اتصف بالعقل، ومما يختص به هذا الحرف أنه يصحب كل حرف لأن حده هو ما يعبر عنه التنوين الذي انتظامه بالحركات هو ما آيته العلم المكمل به الحياة التي هي آية ما يعبر عنه هذه الحركات، فلما كانت هذه الحركات آية على ما هو الحياة كان التنوين عقبها آية على ما به كمال الحياة من العلم، وهو سبب لما به القيام من الظهور، ومن معناه اسمه تعالى النور، ثم هو اسم لكل ما يظهر ما خفي باطناً كالعلم في الإدراك الذي تظهر حقائق الأشياء به، وظاهراً كالنيرين للعيون، وسائر الأنوار الظاهرة والباطنة، وما هو وسيلة الظهور كالعيون مما به تشاهد الأشياء ويظهر به صورها، والدواة التي منها مداد ما كتب بالقلم في العوالم أعلاها وأدناها وكل آلة يتوصل بها إلى إظهار صورة تكون تماماً كماء المزن الذي هو مداد كل شيء كوّن الله به الكائنات والبادئات «وجعلنا من الماء كل شيء حي» ومنه معنى النجم النباتي الذي هو للشجر بمنزلة الفول للبشر متلبساً بالنور - بالفتح - الذي فيه حظ من النور - بالضم - والذرء الذي هو ظاهر في نفسه مظهر لطرق الاهتداء، وكذلك الأمر في النار المخلصة من رتبة ظلمتها التي هي غايتها بالرماد، وابتداؤها بما يخرج منه من شج)) ا. هـ 9/ 115
الفرق بين الغنة والمد:
ـ[أحمد تيسير]ــــــــ[08 Aug 2010, 12:26 م]ـ
جزاك الله خيراً على هذا الجهد المتميز، وأسأل الله تعالى أن يبلغك ما تسعى إليه وتريد، إنه فعال لما يريد.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[08 Aug 2010, 10:25 م]ـ
الفرق بين الغنة والمد:
قال العلامة المسعدي تحت باب تنبيهات:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول: الغنة صوت يشبه صوت الغزال حين ضاع ولدها وهي صفة ذاتية للميم والنون ولو تنوينا قوية فيهما ومن ثم جذبتها حالة الإخفاء أو ما في حكمها من الإدغام بالغنة من مخرجهما الأصلي وحولتهما إلي الخيشوم علي الصحيح كما أن صفة المد جذبت الواو والياء من مخرجهما الأصلي وحولتهما إلي الجوف علي الصحيح قاله الناظم ـ رحمه الله ـ أما حالة الإظهار فلم تقو الغنة فيهما فلم تحولا حينئذ عن مخرجهما الأصلي، وكذلك الواو والياء إذا لم يكونا حرفي مد لم يتحولا إلي الجوف لعدم المقتضي لذلك.
الثاني: الغنة تجري في الخيشوم كجريان المد في الجوف فمن ثم كانت الغنة شبيهة.
1. إن حروف المد تمنع الإدغام بخلاف حروف الغنة.
2. إن الغنة صفة ذاتية في حرفيها، وأما المد فصفة ذاتية في بعض حروفه وهو الألف وعرضية الواو والياء إذا تحركتا مثلا.
3. حروف المد بمنزلة الحركة في الفصل بين الساكنين، وحروف الغنة ليست كذلك فلا يقال في نحو: (أنت) وقفا مثلا: الغنة فصلت بين الساكنين، إذ النون ساكنة والتاء ساكنة، واجتماع الساكنين علي غير حده مرفوض في غير الوقف، أما في الوقف فمغتفر (الحمد) وقفا.
4. لا يجوز مط الغنة في حرفيها كالمد في حروفه لعدم الرواية بذلك)) انتهي بتصرف نقلا عن كتاب الفوائد التجويدية " للشيخ عبد الرزاق علي موسي صـ 40
أقول: وقد زاد بعضهم بأن الغنة تتبع ما بعدها والمد تابع لما قبله ـ أي الألف ـ
وأما قوله " واجتماع الساكنين علي غير حده مرفوض في غير الوقف" هذا الكلام كلام النحاة، ويقصدون بقولهم: علي غير حده " أن يكون الساكن الأول حرف مد مثل "الضالين " وأشباهها وصلا وهذا حده عندهم،و (غير حده) يقصدون به أن يكون الساكنان حرفين صحيحين ـ أي ليس الأول حرف مد ـ، وقد تواترت القراءات الصحيحة عن القراء بجواز اجتماع الساكنين علي غير حده مثل" نعما ـ بإسكان العين والميم الأولي المدغمة ـ ومثل تاءات البزي، ويهدي وغيرها من الكلمات وقد وفينا هذه المسألة في بحث " رسالة فاصلة في التقاء الأحرف الساكنة " فراجعه
الإظهار:
معنى الإظهار في اللغة: البيان،
وفي اصطلاح القراء:
إخراج كل حرف من مخرجه من غير غنة في الحرف المظهر ـ وأحرفه ستة وهي: الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء، فإذا وقع حرف من هذه الأحرف الستة بعد النون الساكنة سواء أكانا في كلمة أم في كلمتين ـ أو بعد التنوين، ولا يكونان إلا في كلمتين وجب إظهار هذه النون، ووجب إظهار هذا التنوين ـو يسمى ذلك الإظهار: إظهارا حلقيا لخروج أحرفه من الحلق ـ وهذه الأحرف رتبت حسب مخارجها، فالهمز والهاء يخرجان من أقصى الحلق، والعين والحاء يخرجان من وسط الحلق، والغين والخاء يخرجان من أدنى الحلق.)) انظر التحفة العنبرية
اختلفوا في عدد أحرف الإظهار:
فذكربعضهم: أنها ستة وهذا ما عليه الجمهور
وعند أبي جعفرالقارئ أربعة وجعل الخاءوالغين من حروف الإخفاء.
واختلف عن أبي جعفر في ثلاث كلمات "إن يكن غنيا أو فقيرا "النساء 135 و"فسينغضون " الإسراء 51 و"المنخنقة " المائدة 3 بلا خلاف من طريق الدرة في الثلاث كلمات "وبغين خا الاخفا سوي ينغض يكن منخنق ألا" وبالخلاف من طريق الطيبة فيهن. " لا منخنق ينغض يكن بعض أبي "
قال الداني في جامع البيان:" واختلف عن نافع عند ثلاثة أحرف منها وهي الهمزة والخاء والغين فروي ورش عنه أنه ألقي الهمزة علي النون الساكنة والتنوين وأسقطها من اللفظ لثقلها. وروي المسيبي عنه أنه أخفي النون والتنوين عند الخاء والغين في المتصل والمنفصل جميعا لقربهما من أقصي اللسان القاف والكاف،وكذلك روي ابن شنبوذ عن أبي حسان عن أبي نشيط عن قالون،ومحمد ابن سعدان عن أبي عمرو أنه أخفاها عند الخاء وحدها،وبإظهارها عندهما قرأت إلا في رواية المسيبي وحده .. ـ ثم ذكر يكن وينغض دون ذكر المنخنقة .. "صـ292،293
وقال في النشر: " وانفرد ابن مهران عن ابن بويان عن أبي نشيط عن قالون بالإخفاء أيضاً عند الغين والخاء في جميع القرآن ولم يستثن شيئاً واتبعه على ذلك أبو القاسم الهذلي في كامله." 2/ 79
أقول: والمعمول عن نافع الإظهار في الستة أحرف إلا ورشا نقل حركة الهمزة للنون كما سبق.
إذن في الإظهار الخلاف كالآتي:
1 ـ الجمهور علي الإظهار عند الستة أحرف
(يُتْبَعُ)
(/)
2 ـ ورش نقل الحركة عند الهمزة ولا يسكن النون والتنوين
3 ـ أبو جعفر أظهر في دون الخاء والغين
4 ـ ومحمد ابن سعدان عن أبي عمرو أنه أخفاها عند الخاء وحدها.
5. وانفرد ابن مهران عن ابن بويان عن أبي نشيط عن قالون بالإخفاء أيضاً عند الغين والخاء في جميع القرآن ولم يستثن شيئاً واتبعه على ذلك أبو القاسم الهذلي في كامله.
أقول: وليس عليه العمل بالنسبة لقالون وأبي عمرو
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[09 Aug 2010, 11:32 ص]ـ
الغنة في حالة الإظهار:
اختلفوا هل الغنة موجودة في النون الساكنة والتنوين في حال إظهارها أم لا؟
قال د/ حميتو:" وقد اختلف في بقاء الغنة في النون والتنوين عند الإظهار، والذي ذهب إليه أبو عمرو الداني وغيره بقاء الغنة قال في "الاقتصاد": وإذا أظهرا كان مخرجهما من طرف اللسان مع صوت من الأنف" ([1] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=114459#_ftn1)).
وقال ابن أبي السداد في "شرح التيسير": "وحقيقة الإظهار إنما تحصل بأن يلصق طرف اللسان في مقدم الفم، ولا بد معها من جريان صوت الغنة في الأنف" ([2] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=114459#_ftn2)).
وعموم قول أبي عمرو في "المنبهة" يدل على ما قاله في "الاقتصاد" و"ذهب إليه ابن أبي السداد، قال في ذلك: "واعلم هداك الله أن الغنة صوت من الأنف فكن ذا فطنة
إلى أن قال: والنون في النطق له صوتان ... صوت من الأنف وصوت ثان
مخرجه من داخل الخيشوم ... وهو الذي يفضي إلى الحلقوم
ومراد أبي عمرو بقوله: "إن الغنة من صفة النون "أنها داخلة في بنيتها التركيبية إذ لا تفارقها مظهرة ولا مدغمة.
وقال مكي في "الرعاية" في حديثه عن النون: "وهي متوسطة القوة، وفيها إذا سكنت غنة تخرج من الخياشيم، فذلك مما يزيد في قوتها، والخفيفة منها مخرجها من الخياشيم من غير مخرج المتحركة" ([3] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=114459#_ftn3)).
وقال أبو الفضل بن المجراد: "وكان الشيخ أبو القاسم ـ يعني الشاطبي ـ يقتضي أن لاغنة مع الإظهار لأنه قال في باب مخارج الحروف:
وغنة تنوين ونون وميم إن ... سكن ولا إظهار في الأنف يجتلي"
فاشترط أن تكون تلك الأحرف سواكن، وأن تكون غير مظهرات، هذا مقتضى كلام الفاسي وأبي شامة ومن تبعهما من شراحها في ذلك، وهو أيضا ظاهر كلام مكي في "التنبيه" "حيث قال:
" فأما النون في نفسها والتنوين إذا أدغمتهما فيما بعدهما فإنهما يصيران من مخرج الحرف الذي أدغما فيه لأنهما ينقلبان حرفا مثله، فأما إذا أظهرتهما فإن مخرجهما في حال الإظهار خاصة من مخرج النون المتحركة، وذلك من طرف اللسان بينه وبين فوق الثنايا العليا ومخرج النون الساكنة والتنوين في حال الإخفاء من الخياشيم لا غير ".
قال ابن المجراد:
"فجعل مخرج النون والتنوين في حال الإظهار من طرف اللسان خاصة، فيظهر منه أن لا مخرج لهما في الخيشوم، وهو خلاف ما ذكر في "الكشف"كما نقلنا ([4] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=114459#_ftn4)).
" والصحيح ما قاله الشاطبي ومن وافقه، وقد نقل ذلك أبو شامة نصا عن الداني رحمه الله عند كلامه على بيت الشاطبي المذكور" ([5] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=114459#_ftn5)).
قلت: "إشارة ابن المجراد إلى ما نقله أبو شامة عند البيت المذكور للشاطبي حيث قال:
"وقوله" إن سكن ولا إظهار": بيان للحالة التي تصحب الغنة لهذه الأحرف، لأن هذه الحروف ليست لازمة للغنة لا تنفك عنها ([6] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=114459#_ftn6))، فقال: شرطها أن يكن سواكن، وأن يكن مخفيات أو مدغمات، إلا في موضع نصوا على الإدغام فيه يعبر عنه أو اختلف في ذلك على ما مضى شرحه في باب أحكام النون الساكنة والتنوين.
"فإن كن مظهرات أو متحركات فلا غنة .. ثم قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
"قال الشيخ أبو عمرو في شرح هذه الغنة المسماة بالنون الخفيفه: هذه النون التي مر ذكرها، فإن ذلك من الفم، وهذه من الخيشوم- قال: وشرط هذه أن يكون بعدها حرف الفم ليصح إخفاؤها، فإن كان بعدها حرف من حروف الحلق أو كانت آخر الكلام وجب أن تكون الأولى ([7] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=114459#_ftn7))، فإذا قلت "عنك" و"منك" فمخرج هذه النون من الخيشوم، وليست تلك النون في التخفيف ([8] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=114459#_ftn8))، فإذا قلت "من خلق" و"من أبوك" فهذه هي النون التي مخرجها من الفم، وكذلك إذا قلت "أعلن" وشبهه مما يكون آخر الكلام وجب أن تكون هي الأولى أيضا" ([9] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=114459#_ftn9)).)) ا. هـ
قال ابن الجزري في التمهيد:" وقد ذكر بعض القراء في كتبهم أن الغنة باقية فيهما، وذكر شيخ الداني، فارس بن أحمد، في مصنف له أن الغنة ساقطة منهما إذا أظهرا، وهو مذهب النحاة، وبه صرحوا في كتبهم، وبه قرأت على كل شيوخي ما عدا قراءة يزيد والمسيبي.))
وعلق محمد مكي نصر علي هذا الخلاف قائلا:
قال المرعشي: ويمكن أن يكون النزاع لفظيا، لأن من قال ببقائها أراد عدم انفكاك أصل الغنة عن النون ولو تنوينا، ومن قال بسقوطها أراد عدم ظهورها)) ا. هـ نهاية القول المفيد صـ158
اختلفوا في سبب الإظهار.
قال بعضهم: الإظهار هو الأصل، لأن الأصل لا سبب له، وذكر في تنبيه الغافلين عند حديثه عن الإظهار قال: و الإظهار هو الأصل.
وقال بعضهم سبب الإظهار التباعد في المخرج، قال المالقي:" وأما الإظهار فلبعد المخرج. "
أقول: والذين ذكروا بُعد المخرج فلربما من باب تميم الفائدة، حيث إنهم وجدوا لكل حكم سببا وعلة، فمن هنا ذكروا سببا للإظهار. وإلا فالأحرف علي أصلها والإظهار أصل، ويشكل أيضا غنة الخاء والغين عند أبي جعفر عند من قال بالبعد رغم ما تأولوه من قربهما من أقصي اللسان، وأطلق بعضهم التقارب النسبي.قال الضباع في الإضاءة:" والإظهار هو الأصل لعدم احتياجه إلى سبب والإدغام فرعه لاحتياجه إليه كما سيأتي.
والله أعلم
[1] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=114459#_ftnref1)- نقله المنتوري في شرح ابن بري لوحة 205.
[2] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=114459#_ftnref2)- الدر النثير 3/ 137.
[3] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=114459#_ftnref3)- الرعاية 193.
[4] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=114459#_ftnref4)- يريد قوله في "الكشف" 1/ 163 "لأنك إذا أدغمت في حرفين فيهما غنة، وذلك الميم والنون، فبالإدغام تلزم الغنة، لأنهما باقية غير مدغمة، وبالإظهار أيضا تلزم الغنة، لأن الأول حرف تلزمه الغنة، ومثله الثاني، فالغنة لا بد منها ظاهزة أدغمت أو لم تدغم". يعني بذلك الإدغام في "من نور" "ومن ماء" ونحوهما.
[5] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=114459#_ftnref5)- إيضاح الأسرار والبدائع لابن المجراد لوحة 94.
[6] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=114459#_ftnref6)- هذا خلاف ما تقدم من قول مكي وأبي عمرو، وهو أيضا قول الأخفش كما قال أبو عمرو في المنبهة: "وزعم الأخفش أن الغنة ... رغم بلفظ النون فاعلمنه" ..
[7] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=114459#_ftnref7)- يعني النون المظمرة المعبر عنها بالخفيفة في اصطلاحهم.
[8] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=114459#_ftnref8)- في إبراز المعاني المطبوع "التحقيق" بقافين، وهو تصحيف كما يظهر، إذ المراد "التخفيف أي الإظهار.
[9] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=114459#_ftnref9)- إبراز المعاني 750.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[09 Aug 2010, 10:07 م]ـ
الإدغام:
تعريف الإدغام: لغة الإدخال
(يُتْبَعُ)
(/)
اصطلاحا: قال د/ الجنابى " صاحب الدراسات اللغوية ": ". ولعل أول من عرّف الإدغام تعريفا يجمع بين وضوح الفكرة ودقة الصياغة " أبو بكر بن مجاهد " حيث قال: " الإدغام تقريب الحرف من الحرف إذا قرب مخرجه في مخارج اللسان كراهية أن يعمل اللسان في حرف واحد مرتين فيثقل عليه " ا. هـ صـ 46
حروف الإدغام: ستة أحرف (النون والميم والياء والواو والراء واللام)
اختلفوا في عدد الأحرف: -
ذهبت طائفة: إلي أنّ أحرف الإدغام خمسة أحرف وأخرجوا (النون) ...... قال الداني ـ في جامع البيان ـ: (والحال الثانية ـ أي بعد حال الإظهار ـ: أن يكونا مدغمين بإجماع، وذلك عند خمسة أحرف يجمعها قولك " لم يرو " اللام والراء والميم والياء والواو إذا كانت النون معهن من كلمتين لا غير .. ثم قال أبو عمرو: تدغم النون الساكنة والتنوين في ستة أحرف فيزيدون النون ... وزعم بعضهم أن مجاهد جمع الستة الأحرف في كلمة " يرملون " وذلك غير صحيح ... ثم قال أبو عمرو: إذ لا معني لذكرها معهن، لأنها إذا أتت ساكنة ولقيت مثلها لم يكن بدًّ من إدغامها فيها صورة وكذلك التنوين كسائر المثلين إذا التقيا وسكن الأول منهما ... هذا مما لا خلاف فيه بين علمائنا من القراء والنحويين، ولو صح أن ابن مجاهد جمع كلمة " يرملون " الستة أحرف لكان إنما جمع منها النون وما يدغم فيه، سمعت أبا الحسن بن سليمان المقرئ يقول ذلك.) صـ293/ 294
قال المالقي في الدر النثير:" القسم الأول: المتفق علي الإدغام فيه ستة أحرف ... يجمعها علي هذا الترتيب قولك: نمل روي. صـ444
وقال آخرون مجموعة في كلمة " يرملون " كما قال ابن مجاهد وأنكرها الداني.
وهذا خلاف لفظي لأن الكل يقول بغنة النون مع النون سواء كان من باب الإدغام أم من باب المثلين الصغير
1. النون مع النون:
(من نّعمة ــ من نّبي)
اختلفوا هل الغنة في حالة الإدغام غنة الحرف الأول أم الثاني وهو المعبر عنهما بالكامل و الناقص ــ أم الغنة بينهما؟؟
ذهب جماعة من القراء إلي أن الغنة المسموعة غنة النون الأولي ـ فيكون إدغاما ناقصا ــ، وذهب آخرون إلي أن الغنة المسموعة غنة النون الثانية ـ فيكون إدغاما كاملا.
قال مكي في الرعاية:" إنهما يدغمان في النون والميم مع إظهار الغنة في نفس الحرف الأول فيكون ذلك إدغاما غير مستكمل التشديد لبقاء بعض الحرف غير مدغم وهو الغنة "صـ128 وقال ابن كيسان وغيره بكلام مكي
وقال أبو شامة: وأما عند النون والميم فهو إدغام محض لأن في كل واحد من المدغم والمدغم فيه غنة وإذا ذهبت إحداهما بالإدغام بقيت الأخرى .. "صـ201
قال المرصفي:" ... اتفق أهل الأداء على أن الغنة الظاهرة في حالة إدغام النون الساكنة والتنوين في الواو والياء غنة المدغم وهو النون الساكنة والتنوين. وفي حالة إدغامها في النون غنة المدغم فيه وهو النون من ينمو. " ا. هـ
أقول: وقول المرصفي: وفي حالة إدغامها في النون غنة المدغم فيه وهو النون من ينمو. " فيه نظر لأنهم لم يتفقوا في هذه الحالة حيث ذهب فريق إلي أنه غنة النون الأولي وذهب الجمهور بأنها غنة الثانية. ومع كل فالخلاف لفظي لا يترتب عليه شئ من الجهة العملية.
والجمهور علي القول الثاني ـ إدغام كامل ـ وكذا في رسم المصحف وضعوا الشدة علي الحرف الثاني .. أفادني به الشيخ الجوهري ـ رحمه الله ـ وهذا إجماع من وضعوا التشكيل في المصحف.
وهناك قول ثالث في أن الغنة تكون بين الحرفين ولم يلق هذا القول اهتماما، قال ا. د غانم قدوري:" وذكر مكي في كتابه الكشف فقال:" لكن الغنة ظاهرة مع اللفظ بالمشدد لا في نفس الحرف الأول كأنها بين الحرفين المدغمين " ا. هـ1/ 164
وأشار ابن الباذش في " الإقناع " فقال:" إن الغنة بين الحرفين وليست في نفس الحرف الأول " 1/ 253
(يُتْبَعُ)
(/)
ويمكن أن يكون هذا الكلام السابق قولا ثالثا في المسألة وقد علل د/ غانم قدوري لهذه الفكرة قائلا: " ولم تنل هذه الفكرة عند علماء التجويد إلا قليلا من الاهتمام، على الرغم من أن بعضهم نص على أن الغنة الظاهر عند إدغام النون فى الواو والياء هى غنة النون، لكن ذلك لم يكن في معرض الحديث عن الفكرة التي ذكر سيبويه. قال عبد الوهاب القرطبى " فالغنة تقدر باقية من النون، وإن كانت قد انقلبت واوا أو ياء. ومثله (أحطت) و (فرطت) 9 فإن الطاء تدغم بإبقاء شائبة منها مع أنها تنقلب تاء، والإطباق لها للتاء.
وقال السمرقندى " وهذه الغنة التى بقيت مع الواو والياء غنة النون التنوين، إذ لا غنة للواو والياء أصلا " وكان الدانى قد قال قولا عاما فى الغنة، وهو " إذ غير ممكن أن تكون منفردة في غير حرف أو مخالطة لحرف لا غنة فيه، لأنها مما تختص به النون والميم لا غير " الدراسات الصوتية صـ372
هذا القول وإن صلح في الواو والياء ولكنها غير صالحة في النون والميم بسبب الإدغام المحض والغنة الخارجة غنة أحدهما وارجع لقول أبي شامة السابق.
النون الساكنة والتنوين مع الميم:
اختلفوا إذا أدغمنا النون في الميم هل ندغمها بغنة أم بغيرها؟؟
ذهب جمهور أهل الأداء إلي أن الغنة باقية في هذه الحالة ـ أي إدغام بغنة عند ملاقاتهما للميم.
قال الداني: " ... فأما ما رواه محمد بن يونس عن ابن غالب عن الأعشى، وما رواه الحسن بن داود عن محمد بن لاحق عن سليم من إدغام الغنة وإذهابها عند الميم، فلا يصغي إليه إذ لا يطوع لسان به في الفطرة لطاقته مع خروجه مما انعقد عليه إجماع القراء والنحويين." انظر جامع البيان للداني صـ 299/ 300
واختلفوا أيضا في الغنة نفسها هل هي غنة النون أم الميم؟؟
قال الداني في جامع البيان: ومذهب أبي الحسن بن كيسان أن الغنة الظاهرة مع الإدغام هي غنة النون والتنوين لا غنة الميم، لأنه إنما أجاز إدغامهما فيها من أجلها، فلم يكن ليذهب ما أوجب الإدغام، وتابعه ابن مجاهد علي ذلك .. ثم ذكر علة ابن مجاهد:لأن الميم غنة من الأنف ومن أجل الغنة أدغمت النون في الميم، لأنها أختها فلا يقدر أحد أن يأتي ب"عمّن" بغير غنة لقلة غنة الميم يعني المنقلبة .. (ثم رجح الداني مذهب الجمهور بأنها غنة الميم) " صـ 298
قال ابن الجزري في التمهيد:" واختلف أهل الأداء في الغنة التي تظهر مع إدغام التنوين والنون في الميم، هل هي غنتهما أو غنته؟ فذهب ابن كيسان وموافقوه إلى أنها غنة النون. وذهب الداني وغيره إلى أنها غنة الميم. وبه أقول، لأن النون قد زال لفظها بالقلب، وصار مخرجهما من مخرج الميم، فالغنة له. " صـ 105
وقال صاحب هداية القاري:" واختلفوا في حالة إدغامهما في الميم فذهب بعضهم إلى أنها غنة المدغم وذهب آخرون إلى أنها غنة المدغم فيه وهو الميم لا غنة النون وهذا هو الصحيح المعول عليه وبه قال الجمهور وذلك لأن النون الساكنة والتنوين حالة إدغامهما في الميم انقلبا إلى لفظها وهذا واضح بأدنى تأمل عند النطق بنحو {مِّن مَّالِ ?للَّهِ} {مَثَلاً مَّا} والله أعلم."ا. هـ
والخلاف في ذلك لفظي ويترتب عليه خلاف في التسمية فقط، فمن قال هي غنة الأولي عنده الإدغام ناقص، والقائل بأنها الثانية عنده الإدغام كامل.
قال السمنودي: (ذَا نَاقِصٌ إِنْ يَبْقَ وَصْفُ المُدْغَمِ ** وَكَامِلٌ إِنْ يُمْحَ ذَا فَلْيُعْلَمِ)
النون الساكنة والتنوين مع النون من باب المثلين الصغير، والنون الساكنة والتنوين مع الميم من باب المتجانسين الصغير، والتجانس من جهة الصفة وليست من جهة المخرج لأنه صفاتهما واحدة قال الضباع:" المتجانسان هما الحرفان اللذان اتفقا مخرجا واختلفا صفة أو العكس " الإضاءة في أصول القراءة. والله أعلم
اتفقوا في إظهار النون الساكنة مع الميم في كلمة مثل:" شاة زنْما " ولا مثال لها في القرآن. وكذا لا مثال للتنوين قبل النون والميم في كلمة، لأن التنوين لا يكون إلا آخرا.
فائدة:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال المرصفي:" الأول: يستثنى من الإدغام بالغنة إدغام النون الساكنة في الواو في قوله تعالى: {يس (1) وَالْقُرْآنِ ?لْحَكِيمِ}. {ن? وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} عند من أظهر النون فيهما ومنهم حفص عاصم خلافاً للقاعدة السابقة ووفاقاً للرواية كما أنه استثنى من قاعدة اجتماع المدغم فيه في كلمة واحدة النون مع الميم من هجاء "طَسَمَ" فاتحة الشعراء والقصص فأدغمها كل القراء إلا حمزة وأبا جعفر فأظهراها خلافاً للقاعدة ووفاقاً للرواية كذلك." ا. هـ
والسلام عليكم
.
ـ[سامح سالم عبد الحميد]ــــــــ[10 Aug 2010, 07:34 م]ـ
السلام عليكم
زادك الله توفيقا شيخنا الكريم
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[10 Aug 2010, 09:24 م]ـ
النون مع الياء والواو:
اتفقوا في إدغامهما من كلمتين، واتفقوا أيضا في إظهارها من كلمة مثل:" صنوان ـ قنوان ـ بنيان ـ دنيا " ولا خامس لهما في القرآن مع مراعاة تصريفات بنيان
وهذا بخلاف الحكم في الحروف المقطعة مثل (يس والقرآن، ن والقلم) وهذه تعد أحرفا وليست كلمات، وألحق البعض هذه الأحرف المقطعة في أحكام النون الساكنة والتنوين كما سنري ـ إن شاء الله ـ
.قال المالقي في الدر النثير والعذب النمير .. " "واعلم أنه لا خلاف في إظهار النون المتصلة بالياء والواو في كلمة، وكان ينبغي للحافظ أن يذكره في "التيسير" كما ذكره في غيره، ولا خلاف في إدغام ما عداها من سائر الأمثلة المذكورة وما أشبهها بعد النون المنفصلة والتنوين"أ. هـ.
وقال أبو وكيل في التحفة:
فإن تكن مع نونها متصلة ** كقوله" الدنيا" و"صنوان" اعرف
فحكمها الإظهار عند النقلة **مخافة الإلباس بالمضعف"
واختلفوا هل الإدغام فيهما بغنة أو بغير غنة؟؟.
ذهب الجمهور إلي إدغامها في الياء والواو بغنة إلا ما كان من خلف عن حمزة أدغمها فيهما بغير غنة قولا واحدا، وذهب الضرير من طريق دوري الكسائي إلي إدغامها بغير غنة في الياء فقط. ـ من طريق الطيبة ـ.
ونقل الداني في جامع البيان عن خلاد أنه أدغم مثل الضرير. "
قلت: وما نقل عن خلاد غير معمول به.
وقال أيضا:" وزاد ابن كيسة عليهم فقال:" يفعل ذلك في النصب والخفض، فأما الرفع فإنه يزيده إدغاما حتى يخيل إليك أنه ليس في الحرف تنوين رأسا مثل (نذير وبشير، وحميم وغساق)." ا. هـ صـ296
واختلفوا في تسمية الإدغام بغنة فيهما ـ أي الواو والياء ـ:
قال بعضهم: إنه إدغام بغنة، وقال آخرون: إنه إخفاء. والعمل علي الأول.
أدلة القائلين بأنه إخفاء:
قال أبو عمرو الداني في جامع البيان: فمن أبقي غنة النون التنوين مع الإدغام لم يكن ذلك إدغاما صحيحا في مذهبه، لأن الإدغام الصحيح ألا يبقي فيه من الحرف المدغم أثرا، إذا كان لفظه ينقلب إلي لفظ المدغم فيه،ويصير مخرجه من مخرجه، بل هو في الحقيقة كالإخفاء الذي يمتنع فيه الحرف من القلب لظهور صوت المدغم،وهو الغنة، ألا تري أن من أدغم النون والتنوين ولم يبق غنتهما قلبهما حرفا خالصا من غير جنس ما يدغمان فيه، فعدمت الغنة بذلك رأسا في مذهبه إذ غير متمكن أن تكون منفردة في غير حرف أو مخالطة لحرف لا غنة فه، لأنهما مما يختص به النون والميم لا غير.
وإذا كان كذلك صح أنه متي ظهرت الغنة مع اإدغام، فالنون والتنوين لم ينقلبا حرفا خالصا، وإذا امتنعنا من القلب الخالص امتنعنا من الإدغام التام إلا أنه لابد مع ذلك من تشديد يسير وهذا مذهب الحذاق من أئمتنا وأهل التحصل من النحويين ... ثم ذكر أبو عمرو "ألا تري الحسن بن داود كيف جمع بين ما يدغم فيه النون والتنوين ويبقي غنتهما وبين ما يخفيان عنده ولا يدغمان رأسا وأشار في العبارة وسوي بين حكمهما في النوعين وأطلق الإخفاء عليها في الضربين وذلك لما اشتركا فيهما في بيان الصوت وامتناع القلب وقد كشف ذلك ورفع الإشكال في حقيقته أحمد بن يعقوب التائب، فقال عن نافع ومن تابعه علي بيان الغنة عند الياء والواو ويجعلون النون غنة مخفاة غير مدغمة لأنهم لو أدغموها لذهبت الغنة، فصارت الياء والواو مشدّدتين لانقلاب النون ياء أو واوا واندغامها فهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أوضح صحة ذلك وأبانا على حقيقته عبارة المصنفين عن المدغم بغنة ابالأخفاء لا وعن المدغم بغنة الأخفاء وعن المدغم بغير غنة ا [الإدغام قال لى الحسن أبن على قال ثنا أحمد أبن نصر الأخفاء ما يبقا معه غنة قال ابن مجاهد فى كتاب قراءات نافع: كان نافع يدغم النون عند الميم والراء ويخفيها عند اللام والواو والياء وثنا أبو الفتخ فارس أبن أحمد قال ثنا عبد الباقي أبن الحسن المقرئ قال: والغنة أذا ثبتت فى الوصل يعنى غنة النون الساكنة والتنون لم يشدد الحرف ولفظه به بتشديد يسير وإذا حذفت الغنة شدد الحرف،فإن قال قائل: إن محمد بن أحمد قال قد حدثكم عن ابن مجاهد أن الواو مع النون والتنوين مشددة لدخولها فيهما، فلا بد من تشديهما، فهذا يرد ما حكيته وقررت بصحته؟ قلت: ليس يراد كذك إذا كان ما حكاه من التشديد للواو، وإدخال النون والتنوين، فيها إنما علي مذهب من ترك الغنة وأذهبها رأسا لا غير، وذلك مما لا خلاف فيه. " ا. هـ صـ 299
قال السخاوي: .. اعلم أن حقيقة ذلك في الواو والياء إخفاء لا إدغام وإنما يقولون له إدغام مجازا وهو في الحقيقة إخفاء على مذهب من يبين الغنة لأن ظهور الغنة يمنع تمحض الإدغام لأنه لا بد من تشديد يسير فيهما وهو قول الأكابر قالوا الإخفاء ما بقيت معه الغنة وأما عند النون والميم فهو إدغام محض لأن في كل واحد من المدغم والمدغم فيه غنة وإذا ذهبت إحداهما بالإدغام بقيت الأخرى وخلف أدغمهما عند الواو والياء بلا غنة كما يفعل عند اللام والراء فهو إدغام محض على قراءته وقوله دونها أي دون الغنة وفي اللغة حذف الغنة وإبقاؤها جائز عند الحروف الستة ويستثنى مما نسبه في هذا البيت إلى الكل وإلى خلف ما سبق ذكره من نوني يس ون والقلم." 1/ 453
أدلة القائلين بأنه إدغام:
يقول ابن الجزري – رحمه الله:– فى تعليقه على هذا الكلام: (هذا إدغام ناقص فهو بمنزلة حرف الإطباق (أحطت) والدليل وجود التشديد إذ التشديد يمنع الإخفاء والإدغام عند من أذهب الغنة كامل أ. هـ النشر في القراءات العشر
وإلي هذا القول جنح كثير من العلماء وعليه العمل بالنسبة للتسمية
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[11 Aug 2010, 06:01 ص]ـ
النون مع اللام والراء:
اتفقوا علي إدغام النون الساكنة والتنوين عند اللام والراء .. قال أبو الحسن النوري: "ويقع الخطأ في هذا الباب من أوجه:
منها إظهار النون الساكنة والتنوين عند الراء واللام نحو "من ربك" و"أمة رسولها" و"محمد رسول الله" "يكن له " "أندادا ليضلوا"، وهذا لا يقوله قارئ ولا نحوي." انظر النجوم الطوالع
اختلفوا في إدغام النون مع اللام والراء، ذهب بعضهم إلي الإدغام فيهما بغنة، وذهب آخرون إلي الإدغام بغير غنة، وخص بعضهم اللام دون الراء وعكس بعضهم.
قال أبو شامة في إبراز المعاني:" وَكُلُّهُمُ التَّنْوينَ وَالنُّونَ ادْغَمُوا بِلاَ غُنَّةٍ فِي الّلاَمِ وَالرَّا لِيَجْمُلاَ
أي كل القراء أدغموهما في اللام والراء للقلب وأسقطوا غنة التنوين والنون منهما لتنزلهما من اللام والراء منزلة المثل لشدة القرب والضمير في ليجملا للام والراء أو التنوين والنون ولم يقيد النون في نظمه بالسكون اجتزاء بذكر ذلك في ترجمة الباب ولو قال وقد أدغموا التنوين والنون ساكنا لحصل التقييد ولم يضر إسقاط لفظ كل لأن الضمير في أدغموا يغني عنه)) ا. هـ 1/ 280
وقال في النشر في ثبوت الغنة للقراء:" ... (قلت) وقد وردت الغنة مع اللام والراء عن كل من القراء وصحت من طريق كتابنا نصاً وأداء عن أهل الحجاز والشام والبصرة وحفص. وقرأت بها من رواية قالون وابن كثير وهشام وعيسى بن وردان وروح وغيرهم ... )) ا. هـ 2/ 82
قال أبوعمرو الداني في " جامع البيان ": ( ... وروي ابن شنبوذ عن أصحابه عن القواس والبزي إدغامها عند الراء وحدها ... ثم نقل عن ابن مجاهد قوله: لم أر من قرأت عليه عن ابن كثير يحصل هذا " صـ 294
وقال أيضا:" ... وروي محمد بن عمر الرومي الرومي عن اليزيدي عن أبي عمرو (البصري) " هدي للمتقين " يدغم التنوين عند اللام ويبقي غنة. قال ابن مجاهد ولم أر أحدا حكي عن أبي عمرو هذا " ا. هـ 296
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أيضا:" وروي الثعلبي عن ابن ذكوان عن ابن عامر أنه يظهر التنوين ـ أعني الغنة ـ عند الياء والواو ويدغمها عند اللام، وكذلك روي الداجوني عن أصحابه أنه أدغم الغنة عند اللام وحدها وأظهرها عند ما عداها "ا. هـ297
وقال أيضا: " ... عن ابن عامر أنه كان يدغم النون عند الراء ويبينها عند الواو واللام والياء يريدان غنتهما .. "صـ298
والخلاصة في هذه المسألة والذي عليه عمل القراء كالتالي:
ذهب جمهور القراء إلي عدم الغنة مع الراء واللام، فشعبة وحمزة والكسائي وخلف في اختياره لعدم الغنة قولا واحدا.وإن كانت محكية عن شعبة في النشر.
وذهب جمهور القراء من المتأخرين إلي عدم الغنة أيضا عن الأزرق وهو معمول به عندهم.
والباقون بالخلاف ـ والوجهان صحيحان مقروء بهما ـ والأشهر عنهم عدم الغنة.
فائدة:
وقال في النشر:
" (الرابع) إذا قرئ بإظهار الغنة من النون الساكنة والتنوين في اللام والراء السوسي وغيره عن أبي عمرو فينبغي قياساً إظهارها من النون المتحركة فيهما نحو (نؤمن لك، زين للذين، تبين له) ونحو (تأذن ربك، خزائن رحمة ربي) إذ النون من ذلك تسكن أيضاً للإدغام، وبعدم الغنة قرأت عن أبي عمرو في الساكن والمتحرك وبه آخذ. ويحتمل أن القارئ بإظهار الغنة إنما يقرأ بذلك في وجه الإظهار أي حيث لم يدغم الإدغام الكبير والله أعلم."2/ 88
اختلفوا هل غنة النون الساكنة مع اللام في الموصولة والمقطوعة رسما أم في المقطوعة رسما فقط؟
قال ابن الجزري في النشر:
" (الثالث) أطلق من ذهب إلى الغنة في اللام وعمم كل موضع وينبغي تقييده بما إذا كان منفصلاً رسماً نحو (فإن لم تفعلوا، أن لا يقولوا) وما كان مثله مما ثبتت النون فيه، أما إذا كان منفصلاً رسماً نحو (فإلم يستجيبوا لكم). في هود (ألن نجعل لكم) في الكهف. ونحوه مما حذفت منه النون فإنه لا غنة فيه لمخالفة الرسم في ذلك وهذا اختيار الحافظ أبي عمرو الداني وغيره من المحققين، قال في جامع البيان واختار في مذهب من يبقى الغنة مع الإدغام عند اللام ألا يبقيها إذا عدم رسم النون في الخط لأن ذلك يؤدي إلى مخالفته للفظه بنون ليست في الكتاب. قال وذلك في قوله (فإلم يستجيبوا لكم) في هود وفي قوله (ألن نجعل لكم موعداً) في الكهف (وألن نجمع عظامه) في القيامة قال وكذلك (ألا تعولوا؛ ألا يسجدوا لله، لا تطغوا) وما أشبهه مما لم ترسم فيه النون وذلك على لغة من ترك الغنة ولم يبق للنون أثراً قال وجملة المرسوم ذلك بالنون فيما حدثنا به محمد بن علي الكاتب عن أبي بكر بن الأنباري عن أئمته عشرة مواضع: أولها في الأعراف (أن لا أقول على الله إلا الحق، وأن لا تقولوا على الله إلا الحق) وفي التوبة (أن لا ملجأ من الله) وفي هود (وأن لا إله غلا هو، وأن لا تعبدوا إلا الله) في قصة نوح عليه السلام. وفي الحج (أن لا تشرك بي شيئاً) وفي يس (أن لا تعبدوا الشيطان) وفي الدخان (وأن لا تعلموا على الله) وفي الممتحنة (على أن لا يشركن بالله شيئاً) وفي ن والقلم على (أن لا يدخلنها اليوم) قال واختلفت المصاحف في قوله في الأنبياء (أن لا إله إلا أنت) قال وقرأت الباب كله المرسوم منه بالنون والمرسوم بغير نون ببيان الغنة، وإلى الأول اذهب (قلت) وكذا قرأت أنا على بعض شيوخي بالغنة ولا آخذ به غالباً ويمكن أن يجاب عن إطلاقهم بأنهم إنما أطلقوا إدغام النون بغنة. ولا نون في المتصل منه والله أعلم." 2/ 82
وتعقبه المتولي في الروض النضير بقوله: " وفي هذا الاختيار نظر لما أصله في النشر في مبحث ركنية اتباع الرسم قال: وقد يوافق بعض القراءات الرسم تحقيقا ويوافقه بعضه تقديرا نحو:" ملك يوم الدين " فانه كتب بغير ألف فى جميع المصاحف فقراءة الحذف تحتمله تحقيقا كما كتب" ملك الناس" وقراءة الألف تحتمله تقديرا كما كتب" ملك الملك" فتكون الألف حذف اختصارا، ولا شك أن القراءة بالغنة في المتصل من قبيل الثاني فتحتمل الرسم تقديرا كما كتب نحو فإن لم تفعلوا ــ أن لا ملجأ ــ وأن لن يحور ـــ فتكون النون حذفت اختصارا ولولا اعتبار النون وأن لم ترسم لما شددت اللام وحذفت نون الرفع من نحو" أن لا تطغوا في الميزان" ولما نصب الفعل بالفتحة الظاهرة في نحو" لئلا يكون للناس" مع أن ذلك بإجماع وقال أيضا علي أن مخالف صريح الرسم في حرف مدغم أو مبدل أو ثابت أو محذوف أو نحو ذلك لا يعد مخالفا إذا ثبتت القراءة به ووردت مشهورة مستفاضة ألا تري أنه لم يعدوا إثبات ياءات الزوائد وحذف ياء" تسئلنى" في الكهف وقراءة " وأكون من الصالحين" والظاء من" بضنين" ونحو ذلك من مخالف الرسم المردود فإن الخلاف في ذلك يغتفر إذ هو قريب يرجع إلي معني واحد وتمشية صحة القراءة وشهرتها وتلقيها بالقبول
وذلك بخلاف زيادة كلمة أو نقصانها وتقديمها وتأخيرها حتي لو كانت حرفا واحدا من حروف المعاني فإن حكمه في حكم الكلمة لا يسوغ مخالفة الرسم فيه وهذا هو الحد الفاصل في حقيقة اتباع الرسم ومخالفته " ا. هـ
قال الضباع في الفوائد المهذبة:" ... وأطلق الحكم فى المقطوع والموصول أكثر المتقدمين وإليه جنح إمامنا المتولى ونصر القول به وعليه عملنا" ا. هـ
وأخذ بذلك أيضا صاحب كتاب فريدة الدهر.
والخلاف في هذه المسألة مازال موجودا وهناك من يقرئ بالمقطوع مثل اختيار ابن الجزري وقال الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف وهذا ما أختاره، ثم قال: وقرأنا بالوجهين.
وهناك من يأخذ بالغنة في المقطوع والموصول، والاختياران صحيحيان وجواز الاقراء بهما. والله أعلم.
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[12 Aug 2010, 01:23 ص]ـ
القلب:
تعريفه:
لغة: التحويل
واصطلاحا: جعل أو تحويل النون الساكنة والتنوين ميما مخفاة بغنة.
اتفقوا في حرفه وهو الباء فقط.
اختلفو هل نطلق علي الحكم " الإقلاب " أم القلب؟؟
قال صاحب النجوم والطوالع:" [1]- يذكره بعض القراء كابن الجزري في التمهيد 157 يلفظ الإقلاب، وانتقد ابن المجراد ذلك وصحح ابن القاضي في الفجر اللغتين قال ابن المجراد: " والقلب مصدر قلب يقلب ولا يقال الإقلاب كما يقوله بعض عوام الطلبة، لأن الإقلاب وزنه إفعال بكسر الهمزة، وإفعال لا يكون مصدرا إلا لأفعل رباعيا مثل أظهر وأنذر ولم يسمع عن العرب "أقلب" رباعيا، وإنما سمع ثلاثيا" إيضاح الأسرار والبدائع لوحة 93).
قال في الفجر الساطع: "وهذا مخالف لما يأتي إن شاء الله أنه يقال رباعيا نقله في "فتح الباري". ا. هـ
أقول: قال الحافظ في الفتح:" قَوْله (عَنْ الْإِقْرَان)
كَذَا لِأَكْثَر الرُّوَاة وَقَدْ أَوْضَحْت فِي كِتَاب الْحَجّ أَنَّ اللُّغَة الْفُصْحَى بِغَيْرِ أَلِف، وَقَدْ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ بِلَفْظِ " الْقُرْآن " وَكَذَلِكَ قَالَ أَحْمَد عَنْ حَجَّاج بْن مُحَمَّد عَنْ شُعْبَة، وَقَالَ عَنْ مُحَمَّد بْن جَعْفَر عَنْ شُعْبَة " الْإِقْرَان " قَالَ الْقُرْطُبِيّ: وَوَقَعَ عِنْد جَمِيع رُوَاة مُسْلِم " الْإِقْرَان " وَفِي تَرْجَمَة أَبِي دَاوُدَ " بَاب الْإِقْرَان فِي التَّمْر وَلَيْسَتْ هَذِهِ اللَّفْظَة مَعْرُوفَة، وَأَقْرَن مِنْ الرُّبَاعِيّ وَقَرَنَ مِنْ الثُّلَاثِيّ وَهُوَ الصَّوَاب، قَالَ الْفَرَّاء: قَرَنَ بَيْن الْحَجّ وَالْعُمْرَة وَلَا يُقَال أَقْرَنَ، وَإِنَّمَا يُقَال أَقْرَنَ لِمَا قُوِيَ عَلَيْهِ وَأَطَاقَهُ، وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى (وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ) قَالَ: لَكِنْ جَاءَ فِي اللُّغَة أَقْرَنَ الدَّم فِي الْعِرْق أَيْ كَثُرَ فَيُحْمَل حَمْل الْإِقْرَان فِي الْخَبَر عَلَى ذَلِكَ، فَيَكُون مَعْنَاهُ أَنَّهُ نَهَى عَنْ الْإِكْثَار مِنْ أَكْل التَّمْر إِذَا كَانَ مَعَ غَيْره، وَيَرْجِع مَعْنَاهُ إِلَى الْقِرَان الْمَذْكُور. قُلْت: لَكِنْ يَصِير أَعَمّ مِنْهُ. وَالْحَقّ أَنَّ هَذِهِ اللَّفْظَة مِنْ اِخْتِلَاف الرُّوَاة، وَقَدْ مَيَّزَ أَحْمَد بَيْن مَنْ رَوَاهُ بِلَفْظِ أَقْرَنَ وَبِلَفْظِ قَرَنَ مِنْ أَصْحَاب شُعْبَة، وَكَذَا قَالَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ شُعْبَة الْقِرَان، وَوَقَعَ فِي رِوَايَة الشَّيْبَانِيِّ الْإِقْرَان، وَفِي رِوَايَة مِسْعَر الْقِرَان.)) 15/ 355
وعلي ذلك جواز إطلاق قول الإقلاب عند ملاقاة النون الساكنة والتنوين للباء
اختلفوا: هل مع القلب غنة؟ أم لا؟؟
ذهب جمهور العلماء، بل كل من يعتد بقوله إلي أن النون الساكنة والتنوين في حالة القلب تجب فيه الغنة، وهذا ما عليه جمهور القراء.
وخالف قوم فقالوا بالإظهار ـ أي بغير غنة ـ قال في النشر:" قلت: وقد زل بسبب ذلك قوم وأطلقوا قياس ما لا يروى على ما روي وما له وجه ضعيف على الوجه القوي كأخذ بعض الأغبياء بإظهار الميم المقلوبة من النون والتنوين .. " 1/ 18
وهذا قول لا يعتد به وهو باطل لا محالة. لأنه قياس ما لا يروى على ما روي.
وهناك فرق بين قضية قلب النون وبين إخفائها، فإذا التقت نون ساكنة أو تنوين مع باء نقلب النون باء ثم نخفي الميم المقلوبة وهذا محل النزاع ـ أي إخفاء النون بعد القلب لأن بعض القائلين بالإطباق ـ من غير فرجة ـ يستدلون بأقوال القراء بقلب النون الساكنة والتنوين ميما عند ملاقاتها للباء، وتركوا قضية الإخفاء الذي بعد القلب ـ كما سنري بإذن الله ـ
قال في "الفجر الساطع" عند ذكر القلب: " تنبيه: قد بان من هذه النصوص أنه لا بد من القلب والإخفاء مع الغنة، فمن لم يأت بهما فقد أخل بالتلاوة وهو آثم فلا تجوز روايته، فقل من يتفطن لهذا فلا حول ولا قوة إلا بالله فقد عم الجهل وانتشر، وصار الحق منكرا" (180
قال المرصفي:" هذا: ولا يتحقق القلب إلا بثلاثة أعمال مأخوذة من التعريف ومن الدليل الآتي بعد وهي كالآتي:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول: قلب النون الساكنة أو التنوين أو نون التوكيد الخفيفة ميماً خالصة لفظاً لا خطًّا تعويضاً صحيحاً بحيث لا يبقى أثر بعد ذلك للنون الساكنة والمؤكدة والتنوين.
الثاني: إخفاء هذه الميم عند الباء.
الثالث: إظهار الغنة مع الأخفاء: والغنة هنا صفة الميم المقلوبة لا صفة النون والتنوين." ا. هـ
والسلام عليكم
ـ[نور مشرق]ــــــــ[13 Aug 2010, 01:31 ص]ـ
كما عهدناها أبحاثك أطال الله في عمرك
بحث مميز وشامل بوركت
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[14 Aug 2010, 01:35 ص]ـ
اختلفوا هل تقلب النون ميما أم تخفي دون قلب؟
قال ابن مجاهد: والميم لا تدغم في الباء لكنها تخفى لأن لها صوتا من الخياشم تؤاخي به النون الخفية ... [1] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn1)
قال د/ غانم قدوري في كتابه " الدراسات الصوتية عند علماء التجويد ":
ذكر ابن الباذش في الإقناع:" قال لي أبي ـ رضي الله عنه ـ زعم الفراء أن النون عند الباء مخفاة كما تخفي عند غيرها من حروف الفم وتأويل قوله أنه سمي البدل إخفاء وقد أخذ بظاهر عبارته قوم من القراء المنتحلين في الإعراب مذهب الكوفيين وتبعهم قوم من المتأخرين خلطوا بين مذهب سيبويه وعبارة الفراء من القلب والإخفاء فغلطوا "1/ 258
وذكر السيرافي أن الفراء قال:" العنبر وكل نون ساكنة قبل الباء مخفية، أخفيت النون قبل الباء"
ثم قال د/ غانم قدوري::" ويفهم من قول السعيدي الآتي أنه يأخذ بمذهب الفراء قال:" فلما لقيت النون باء أمنوا الإدغام أو التشديد فأخفوها كإخفائها عند سائر الحروف وبقيت الباء مخففة علي جهتها " وقال في مكان آخر:" هي مثل إخفاء الميم عند الباء في قراءة أبي عمرو "
وكان السيرافي قد اعترض علي مذهب الفراء السابق حيث قال:" والذي قاله سيبويه والبصريون: إنها ميم وهو الصحيح ... فإن ادعي مدع أنها نون مخفاة غير بينة وهي ساكنة بعدها باء قيل له: اجعلها ميما، فإذا جعلها ميما فانظر هل بينها وبين النون المخفاة فرق؟ لا يوجد فرق بينهما إذا تأملته. وإذا كانت مخفاة مع الباء فهي بمنزلتها مع القاف والكاف ونحوهما والذي يسمع غير ذلك " صـ376
قلت: وكون اعتراض السيرافي علي قول الفراء فيه دلالة علي أن هناك من أخذ بظاهر قول الفراء وجعلوها إخفاء لا قلبا، وهذا يفهم أيضا من قول والد ابن الباذش حين قال:" وقد أخذ بظاهر عبارته قوم من القراء المنتحلين في الإعراب مذهب الكوفيين وتبعهم قوم من المتأخرين خلطوا بين مذهب سيبويه وعبارة الفراء من القلب والإخفاء فغلطوا" وكونه ينسب فعلهم للخطأ ـ من وجهة نظره ـ دلالة واضحة علي أنهم كانوا ينطقونها بخلاف غنة النون بعد القلب ميما ـ أي كغنة النون الساكنة مع الحروف الخمسة عشر المعروفة بحروف الإخفاء ـ فإن قالوا: إن والد ابن الباذش خطأهم؟ قلنا إن والد ابن الباذش نفسه فرق بين غنة النون الساكنة في حالة القلب، وبين الميم التي بعدها باء، انظر إلي ما ذكره ابن الباذش في الإقناع:" قال لي أبي ـ رضي الله عنه ـ:" ... وإنما ذكر سيبويه الإخفاء في النون دون الميم ولا ينبغي أن تحمل الميم علي النون في هذا .. " إذن المقصود أن هناك من ينطقونها إخفاء مثل الأحرف الخمسة عشر، وهناك من يفرق بين حكم القلب والميم الساكنة بعدها باء، وهناك من يجعلهما شيئا واحدا.
إذن هناك خلاف قديم في طريقة أداء حكم القلب، ولا يمكن أن نقول: إن الخلاف لفظي لقول ابن الباذش نقلا عن والده:" وإنما ذكر سيبويه الإخفاء في النون دون الميم ولا ينبغي أن تحمل الميم علي النون في هذا .. " فإذا كنتم تقولون بأن غنة الميم مع الباء بغير كز، فكيف تكون غنة القلب؟؟ مع العلم بأن والد ابن الباذش غاير بينهما.
وهذا ما قاله أ. د/ جبل في كتابه " تحقيات في التلقي والأداء " حيث قال:" والذي أراه أن المجافاة بين الشفتين تصلح في الميم المنقلبة عن نون، لأنها محافظة علي أصل الحرف ونحمل عليه تخصيصا ما كان يتمسك به الشيخ عامر عثمان من ضرورة المجافاة بين الشفتين عند نطق الميم الساكنة قبل الباء وذلك في حين أن المجافاة بين الشفتين في نطق الميم الأصيلة تفقد شطر ميميّتها وتجعلها نونا مخفاة ولم يقل أحد بذلك فلنوجه إله قول ابن الباذش " ولا ينبغي أن تحمل الميم علي النون " صـ76
وقال ا. د عبد الصبور شاهين في كتابه "علم الأصوات " عند حديثة عن القلب:" الرابع: الإقلاب وهو مع حرف واحد الباء، وحينئذ تخفي مع النطق بما يقرب الميم، أو مع النطق بها ميما ومع غنة مصاحبة " صـ124
وقوله: "تخفي مع النطق بما يقرب الميم " فيه دلالة علي الفرجة ومع إقراره أيضا للوجه الآخر ـ قلبها ميما ـ كما ذكر في النص" أو مع النطق بها ميما ومع غنة مصاحبة " وفيها أيضا الرد علي قول د/ جبل: في حين أن المجافاة بين الشفتين في نطق الميم الأصيلة تفقد شطر ميميّتها وتجعلها نونا مخفاة .. " بل هي قريبة من الميم ولم تفقد الميم نطقها، ولا هي كالنون المخفاة.
فيدل ذلك أن المجافاة بين الشفتين قول قديم في الإقلاب كما سبق في قول ابن الباذش تبعا لوالده وكذا الفراء والسعيدي كما يفهم من قولهم، ولتعقيب والد ابن الباذش عليهما، ووافقهم في القلب دون الإخفاء الشفوي أي أنها تقلب ميما ولكن غنتها لا تكون مثل غنة الميم عند الباء وهو ظاهر جلي، وهذه نصوص قديمة لا يمكن ردها إلا بكلفة وتعسف وقد نهينا عنهما في شرعنا.
وذهب آخرون إلي حمل الميم علي النون وقالوا بعدم الفرق بينهما في الغنة وهي تؤدي بانطباق الشفتين ... وعند الحديث عن إخفاء الميم عند الباء سنتحدث عن أدلة الفريقين في إخفاء الميم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[19 Aug 2010, 04:49 م]ـ
الإخفاء
لغة: الستر
اصطلاحا: النطق بالحرف بصفة بين الإظهار والإدغام عاريا عن التشديد مع بقاء الغنة
حروفه مجموعة في أوائل هذه الكلمات:
صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما
دم طيبا زد في تقي ضع ظالما
اختلفوا في أحرف الإخفاء:
ذهب جمهور القراء إلي أنها خمسة عشر حرفا وذهب الإمام أبو جعفر إلي أنها سبعة عشر حرفا بإضافة الغين والخاء إلي أحرف الإخفاء ـ وقد سبق الكلام في حكم الإظهار ـ
اختلفوا في كيفية أداء غنة الإخفاء في النون الساكنة والتنوين مع حروف الإخفاء.
قال بعضهم: إنها تخرج من الأنف فقط ولا عمل للسان ـ أخذا بظاهر أقوال القدامي ـ ... وقال بعضهم: إن معتمد اللسان في الفم عند النطق بالنون المخفاة ينتقل إلي مخرج الحرف الذي بعده. ولننظر في أدلة الفريقين:
قال د/ غانم قدوري بعد أن ذكر أقوال القراء في الإخفاء: إنه لا عمل للسان .. قال:" وقول علماء التجويد: إن النون المخفاة لا عمل للسان فيها لا يوضح بدرجة كافية وضع اللسان أثناء النطق بها. إلا أن عبد الوهاب القرطبي أماط اللثام عن ذلك الجانب الخفي من كلام علماء التجويد ... ثم نقل قوله قائلا:" ... ومعني خفائها ما قدمنا من اتصال النون بمخارج هذه الحروف واستتارها بها وزوالها ةعن طرف اللسان وخروج الصوت من الأنف من غير معالجة بالفم، ولذلك إذا لفظ بها اللافظ وسد أنفه بان الاختلال فيها، ولو تكلف متكلف إظهارها وأخرجها من الفم لأمكن ولكن بعلاج وهذا يبين بالمحنة .....
وإنما أخفيت النون مع هذه الحروف لأنها حروف الفم، والنون أيضا لها مخرج من الفم.
واستدل ا. د/غانم أيضا قائلا: إن القول بأن (النون المخفاة تميل إلي مخرج الصوت الذي بعدها) لا يتضح منه المقصود بهذا الميل ولا مقداره. بينما يقرر علماء التجويد أن معتمد اللسان في الفم عند النطق بالنون المخفاة ينتقل إلي مخرج صوت الذي بعدها، فهو ليس مجرد ميل، إنما انتقال إلي مخرج الصوت التالي كما يحدث عند الإدغام، إلا ان الغنة باقية في الإخفاء بينما هي تزول في الإدغام. يؤكد ذلك ما نسمعه من نطق مجيدي قراءة القرآن الكريم اليوم.
وأقوال علماء التجويد التي نقلنا بعضها قبل قليل، ونضيف إلي ذلك قول مكي:" الغنة التي في الحرف المخفي هي النون الخفية، وذلك أن النون الساكنة مخرجها من طرف اللسان وأطراف الثنايا ومعها غنة تخرج من الخياشيم فإذا خفيت لأجل ما بعدها زال مع الخفاء ما كان يخرج من طرف اللسان منها وبقي ما كان يخرج من الخياشيم ظاهرا " الكشف 1/ 166
إن الدارس حين يتأمل نطق مثل " من قال " و"ومن كان " يجد معتمد النون قد انتقل من طرف اللسان إلي أقصاه حيث يعتمد للصوت التالي للنون. وكذلك الحال في مثل (إن جاء ـ وإن شاء) فإن معتمد اللسان لصوت النون ينتقل غلي مخرج الجيم والشين ومثل ذلك يحدث في مثل (من تاب ـ ومن سأل ـ ومن فعل) واللسان يعتمد للنون وللصوت الذي بعدها في كل ذلك اعتماده واحدة، إلا أن الجزء الأول منها مصحوب بغنة هي بقية النون بينما الجزء الأخير من الاعتماد هو للصوت الذي يلي النون خاليا من الغنة." ا. هـ بتصرف (الدراسات الصوتية عند علماء التجويد) صـ378:380
وتعقبه د/ محمد حسن جبل في كتابه (تحقيات في التلقي والأداء) قائلا:
" أولا: القول بأن النون المخفاة إنما تكون غنة في الخياشيم فحسب ـ ونقل قول اللغويين ـ (ثم ذكر د/ جبل أقوال سيبويه والمبرد وابن السراج وأبي حيان وغيرهم من اللغويين ـ والأقوال متشابهة وقريبة ونكتفي بقول سيبويه ـ:" وتكون النون مع سائر حروف الفم حرفا خفيا مخرجه من الخياشيم وذلك أنها من حروف الفم وأصل الإدغام لحروف الفم لأنها أكثر الحروف فلما وصلوا إلى أن يكون لها مخرج من غير الفم كان أخف عليهم ألا يستعملوا ألسنتهم إلا مرة واحدة وكان العلم بها أنها نون من ذلك الموضوع كالعلم بها وهى من الفم لأنه ليس حرف يخرج من ذلك الموضوع غيرها فاختاروا الخفة لذلك إذ لم يكن لبس وكان أصل الإدغام وكثرة الحروف للفم وذلك قولك: من كان .... ا. هـ 4/ 454
(يُتْبَعُ)
(/)
. ثم عقب قائلا:" والمهم هنا أنه لم يذكر أحد من هؤلاء أو أولئك أن النون ينتقل مخرجها ـ عند الإخفاء ـ إلي مخرج الحرف الذي يليها كما أن أحدا منهم لم يذكر أن اللسان (أو الفم كما يعبرون أحيانا) عملا في إخراج النون المخفاة " صـ58
ثم ذكر د/ جبل أقوال علماء التجويد والقراءات ـ ونأخذ قول مكي من القراء ـ:" قال مكي في الرعاية: " ......... فدل ذلك أن مخرج الغنة من الخيشوم ألا ترى أنك لو قلت: عنك ومنك فأمسكت أنفك عند اللفظ بذلك لتغير لفظ النون والتنوين لأنك قد حلت ـ بإمساك أنفك ـ بين الحرف ومخرجه فعلمت من ذلك أن مخرج النون الخفيفة التي هي غنة في النون والتنوين من الخياشيم. ا. هـ 114
وقال في قول عبد الوهاب القرطبي معلقا:
1. أنه لم يصرح أبدا بانتقال مخرج النون إلي مخرج الحرف التالي لها، وإنما عبر " باتصال النون بمخارج هذه الحروف "
2. في كلام عبد الوهاب القرطبي أيضا تصريح بأنه لا عمل للسان في إخراج النون المخفاة وعبارته " ومعني خفائها هو ... وزوالها عن طرف طرف اللسان وخروج الصوت من الأنف من غير معالجة بالفم " فيه إخراج النون من غير عمل للسان.
3. ... مقصوده باتصال النون بمخارج هذه الحروف هو تزامن نطقها مع نطق غنة النون أو التنوين من الأنف ... لأن الصوت إذا جري أمكن اتصال الحرفين " أي أمكن نطق الحرف التالي قبل أن تنتهي غنة النون فيتزامنان جزئيا والتزامن اتصال بلا شك
4. الإمام عبد الوهاب القرطبي إمام مسبوق بأئمة كبار. وقد قالوا بغير قوله فلا علينا أن نرد قوله، وأن نرد فهم د/ غانم ـ رغم رصانة مباحثه عادة ـ لكن كل يؤخذ منه ويرد عليه.
5. احتجاجه ب" ما نسمعه من مجيدي القرآن الكريم اليوم "
والرد عليه أننا نسمع ما يقولونه ولا نري كيفية إخراجهم للنون المخفاة
ثم ذكر أدلة كثيرة أخذنا أهمها بتصرف من كتاب (تحقيات في التلقي والأداء) صـ 47:70
أقول: والذي أميل إليه قول د/ غانم في هذه المسألة لعدة أمور منها:
ـ أن كلام القرطبي ليس مخالفا لمن سبقوه، ولكنه مبين له وموضح فقد زاد علي كلامهم قضية الانتقال أو الميل فلايرد قوله بمن سبقوه لعدم الخلف بل زيادة في التوضيح.
ـ ومنها: أن ما نسمعه من القراء يوافق قول د/ غانم حيث يجعلون مع غنة الإخفاء فيها رائحة الحرف الذي بعد النون أو التنوين في مثل (من ذا، من فوقهم، من شاء، من جاء من ظلم ... ) وقول د/ جبل: إننا نسمع ما يقولونه ولا نري كيفية إخراجهم للنون المخفاة " كلام غير مقبول لأن هذا النطق لا يتحقق لو جعلنا الغنة كلها من الخياشيم، ولو جربنا في مثل " من ذا " تجد اللسان يقارب الاتصال بمخرج الذال ولو خرجت من الخياشيم فقط لم يتحقق هذا النطق فدل علي الميل. والله أعلم
ـ أما قولهم " لا عمل للسان " فقد أجاد في شرحها صاحب كتاب " نهاية القول المفيد " حيث قال:" لا يقال لابد من عمل اللسان في النون والشفتين فى الميم مطلقا حتى في حالة الإخفاء والإدغام بغنة وكذا للخيشوم عمل حتى في حالة التحريك والإظهار فلم هذا التخصيص؟ لأنهم نظروا للأغلب فحكموا له بأنه المخرج فلما كان الأغلب فى حالة إخفائهما أو إدغامهما بغنة جعلوه مخرجهما حينئذ وإن عمل اللسان والشفتان أيضا.
ولما كان الأغلب في حالة التحرك والإظهار عمل اللسان والشفتين جعلوهما المخرج وإن عمل الخيشوم حينئذ، أيضا أفاد بعضهم عن العلامة الشبراملسي مع بعض زيادة." ا. هـ
ومع هذا فالخلاف في المسألة خلاف معتبر وهناك بعض الشيوخ يخرجون الغنة من الأنف فقط، والبعض يخرج مع الانتقال كما قدمنا وهو الأصوب والأَوْلي.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[28 Nov 2010, 02:07 ص]ـ
اختلفوا في تبعية الغنة لما بعدها من حيث التفخيم والترقيق:
(يُتْبَعُ)
(/)
ذهب فريق إلي أن الغنة ليست تابعة لما بعدها، وأنها مرققة في كل حال، وممن ذهبوا إلي هذا القول الشيخ الرحيمي الباكستاني حيث قال:":" لا يوجد لتفخيم النون المخفي قبل الحروف المستعلية أثر ما في كتب المحققين كلا فكلا مثل نهاية القول المفيد ورعاية مكي والمنح الفكرية ونشر ابن الجزري والمقدمة الجزرية وإتحاف فضلاء البشر وجهد المقل وغير ذلك، فالصواب أن النون حرف مستفل لا يجوز تفخيمه في كل حال ما. فقال الجزري:" فاعلم أن الحروف المستفلة كلها مرققة لا يجوز تفخيم شئ منها " النشر 1/ص 215
وما ذكره صاحب السلسبيل الشافي:
وفخم الغنة إن تلاها ... حروف الاستعلاء لا سواها
وصاحب لآلي البيان:
.... .... " وتتبع الألف ... ما قبلها والعكس في الغن ألف
فشذوذ وتفرد وحدوث، وكل محدثة بدعة، واتبعوا السواد الأعظم فإن الذئب يأخذ الشاذة والقاصية والناحية. ا. هـ
190
وذهب آخرون إلي تاثر الغنة بما بعدها لأن الغنة صفة للنون، والنون تتأثر بما بعدها فتظهر أحيانا وتقلب وتخفي وتدغم بحسب ما بعدها، وقد استفضت في هذه القضية في بحث " رسالة فاصلة في الرد علي منكري الغنة المفخمة " وأكتفي بقول ابن جني في تأثر النون بما بعدها قبل أن تصل النون لما بعدها:" قال ابن جنى: "وذلك لا ينكر أن يؤثر الشئ فيما قبله من قبل وجوده لأنه قد علم أن سيرد فيما بعد وذلك كثير، فمنه أن النون الساكنة إذا وقعت بعدها " الباء " قلبت النون " ميما " في اللفظ وذلك نحو: " عمبر" في " عنبر " فكما لايشك في أن الباء في ذلك بعد النون وقد قلبت النون قبلها .... " الخصائص
2/ 326
فكيف تتأثر النون ولا تتأثر غنتها؟؟
ولا يضر كونه لم يذكر في كتب القداميـ أي التفخيم ـ لأنهم تحدثوا عن قرب الحرف وبعده وما اخذه القراء عن شيوخهم ونقل إلينا كاف في إثبات التبعية للغنة قال الشيخ عبد الفتاح المرصفي: ... وبالاستقراء والتتبع وجدنا أن تفخيم الغنة يكون في المرتبة الثالثة وهي مرتبة المخفي وفي نوع الإخفاء الحقيقي منه وعند خمسة أحرف وهي الصاد والضاد والطاء والظاء والقاف عند كل القراء: فالصاد نحو {وَلَمَن صَبَرَ}. {رِيحاً صَرْصَراً} والضاد نحو {لَمَنْ ضَرُّهُ} {وَكُلاًّ ضَرَبْنَا}. والطاء نحو {وَإِن طَآئِفَتَانِ} {صَعِيداً طَيِّباً}. والظاء نحو {إِن ظَنَّآ} {ظِلاًّ ظَلِيلاً}. والقاف نحو {مِن قَبْلِهِمْ} {عَلِيمٌ قَدِيرٌ} ويزاد على هذه الأحرف الخمسة حرفان هما الغين والخاء المعجمتان في قراءة الإمام أبي جعفر المدني في نحو {أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ} {?عْبُدُواْ ?للَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـ?هٍ غَيْرُهُ} {مِّنْ خَيْرٍ} {إِنَّ ?للَّهَ عَلَيمٌ خَبِيرٌ}.
ويلاحظ أن التفخيم في الغنة كما ذكرنا خاضع لمراتب التفخيم السابقة بحسب حركة الحرف الواقع بعد الغنة كما يلاحظ مرتبة الكسر في ذلك وخاصة حرف الاستعلاء في نحو {وَإِن قِيلَ} عند الجميع ونحو {مِّنْ غِلٍّ} {مِن قَوْمٍ خِيَانَةً} عند أبي جعفر فإن الغنة هنا تفخم تفخيماً نسبياً خلافاً لصاحب السلسبيل الشافي حيث قال بترقيقها وقد تقدم أن حرف الاستعلاء المكسور لا يرقق بحال بل يفخم تفخيماً نسبيًّا وهو الذي ارتضاه العلامة المتولي وقال به إلى آخر ما ذكرنا هناك.
وقد أشار صاحب لآلىء البيان إلى كيفية أداء الغنة مع حكم ألف المد بقوله:
* ... ... وتتبع ما قبلها الألِفْ * والعكس في الغنِّ أُلِفْ*
كما أشار صاحب السلسبيل الشافي إلى أداء الغنة بقوله:
*وفخِّم الغُنَّة إن تلاها * حروفُ الاستعلاءِ لا سواها* "ا. هـ هداية القاري
إن تغير درجة الإخفاء بحسب البعد والقرب يؤدى إلي تغير بسيط فى الغنة تارة قريبة من الإظهار وتارة إلى الإدغام وتارة بين بين .. فما المانع أن تتأثر الغنة بما بعدها من الحروف؟ فالغنة لها مخرج خاص بها تغاير سائر الصفات، والغنة تارة تنتقل إلى الفم، وتارة إلى الخيشوم ..
أما بقية الصفات فهي تتلبس بالحرف وليس للصفات الأخري مخرج مستقل مثل الغنة، فدلت علي المغايرة.
. والله أعلم
ـ[سامح سالم عبد الحميد]ــــــــ[28 Nov 2010, 09:06 م]ـ
السلام عليكم
أحسنتم شيخنا الكريم
هذا البحث من أفضل ما قرأت في أحكام الغنة
نفعنا الله بعلمكم وخلقكم(/)
نظم للقارئ المليجي .. القراءات الست في (أرجه) وأصل قالون
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[07 Aug 2010, 03:01 م]ـ
من نظم الفقير إلى مولاه
وأصل الموضوع هنا ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=395542#post395542) :
الكلام على القراءات الستّ في ((أرجِه وأخاه)) مع التتميم بأصل قالون في هاء الكناية في الألفاظ العشرة
سأذْكرُ أحكامًا لـ (أرجِهْ) وهائِها * * * من "الحِرزِ" أستغني عن الرَّمزِ فاعقِلا
فلِلهاءِ أحكامٌ تدومُ ثلاثةٌ * * * فقَصْرٌ وتسكينٌ ووصْلٌ أخَا المَلا
وأرْجِئْهِ فاهمِزْ واكسِرِ الهاءَ واقْصُرَنْ * * * وذا لابنِ ذكوانٍ وضَمَّ فتَى العَلا
على أَصلِهِ واضمُم وصِلْها لمَكِّهِمْ * * * على أصْلِهِ معْهُ هشامٌ أخو وِلا
وتُرجئُ في الأحْزابِ معْ مُرْجؤونَ فِي * * * براءةَ فاهْمزْ هُم وشعبةُ قد تلا
وأرْجِهْ بِلا همزٍ وسكِّنْ لعاصمٍ * * * وحمزةَ واكْسرْ صِلْ لوَرشٍ تأصَّلا
ومعْهُ الكسائِي والختامُ فقَصْرُها * * * لقالونَ واكسِر ثُمَّ خذْهُ مفصَّلا
فذا أصْلُهُ في نُؤتِهِ ونُولِّهِ * * * ونُصْلِهْ يُؤدِّهْ يتَّقِهْ أَلْقِهِ انجلى
ويأتهِ في طه بِخُلفٍ وسبعُها * * * هشامٌ بِخُلفٍ أيْ فقَصِّرَنَ اوْ صِلا
وأسْكَنَ يرْضَهْ صالحٌ مع سبعِها * * * ويرضَهُ فاقصُرْ ضُمَّ قالونُ قدْ خلا
هشامٌ وورْشٌ عاصمٌ حَمزةٌ كذا * * * هشامٌ يرَهْ سكِّنْ بزلزلةٍ تلا
ولِلكُلِّ مع قالونَ صِلْ لَستَ قاصِرًا * * * وأُنْهي فإنِّي لَم أُرِدْ أن أُطوِّلا
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[08 Aug 2010, 12:00 م]ـ
وعلى طريق نشدان الأفضل والأفضل، زدت بين الأبيات الأخيرة قليلاً؛ لأكمل الكلام على (يرضه) مفصلاً.
فيُرجى أن تحتملوا مني هذا التغيير، وإن شاء الله يكون هو الأخير:
ويأتهِ في طه بِخُلفٍ وسبعُها * * * هشامٌ بِخُلفٍ صِلْ أوِ اقْصُرْ تَجمَّلا
وأسْكَنَ يرْضَهْ صالحٌ مع سبعِها * * * وأَسْكِنْ لدُوري البصْرِ يرضَهُ أو صِلا
هشامٌ له الإسكانُ فيها وقصْرُها * * * بضمٍّ وقُلْ في القصْرِ نافعٌ اعْتلا
وعاصمٌ الكوفي وحمزةُ مثلُه * * * هشامٌ يرَهْ سكِّنْ بزلزلةٍ تلا
ولِلباقِ مع قالونَ صِلْ لَستَ قاصِرًا * * * وأُنْهي فإنِّي لَم أُرِدْ أن أُطوِّلا
ـ[محمد أحمد الأهدل]ــــــــ[08 Aug 2010, 01:13 م]ـ
جزاك الله خيرًا أخي الكريم على هذا الإبداع, وهو بحق يستحق الشكر والثناء, فزادك الله علمًا وحكمةً.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[14 Aug 2010, 11:47 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ محمد، وكل عام أنت بخير.
وجعلني الله وإياك من أهل الفضل، الذين يعرفون الفضل ولا يجحدونه ....
ـ[محمد أحمد الأهدل]ــــــــ[14 Aug 2010, 02:04 م]ـ
آآمين, تقبل الله منا ومنكم ومن جميع المسلمين الصيام والقيام وسائر الطاعات.(/)
منظومة فيما يلزم اتباعه من الفروق بين رسم حفص ونافع
ـ[أحمد بن محمد فال]ــــــــ[10 Aug 2010, 02:11 م]ـ
منظومة فيما خالف فيه حفص نافعا في الرسم
للشيخ المحقق:محمد الحسن بن سيد محمد العلوي الشنقيطي
لربنا خير المحامدِ وخيرْ = صلاته مع السلام للبشيرْ
وبعد: هاك خلفَ رسم حفصِ =لنافعٍ من أو من نقصِ
ضع ما قرأته لحفصٍ أولا = الاَلْفَاظِ إلا لَيْكَةَ الفتح فَلاَ
وما بقل لنافعٍ من قال قدْ = حذف لا الأولى بالانبيا فقدْ
وحذفُ قال كم، وإن لدى الفلاح = قل إنما الجن الذي بقال لاح
وياءُ إبراهيم في البكر معا = تَتَّبِعَنْهَا موضعا،فموضعا
وهمز أوصى دال يرتد وتا = أنجيتنا الذي بأنجانا أتى
وميم منهما التي بمنها = ويا عباد الزخرف احذفنها
وزيد في الشرق لقاءي الروم = جاءي على شطر خلاف القوم
واقتف بعدُ رسم نافعٍ كما = في المحتوى بُيِّنَ أو كشف العمى
فاحذف وأبدل مثله وافصل وصل = ثم الى بيان ذا بالضبط صل
ولن تحيد عن وفاق ما نتقي = وافقت أو خالف أهل المشرق
ولا يهولنك خلف المسطور ([1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn1)) = ببصطة يبصط أو لدى الطور
ولا الذي جعل في تلقا ورا = ايتاءي ءاناءي المزيد صُوِّرَا
فذاك صنوُ مبدلٍ،وذا مِرَا ([2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn2)) = ضبطٍ، فشأنك وما منه ترى
وَ ضِّحْ به الهمز والشكل النقط = والبدل المد وأسقط ما سقط
والحمد لله كثيرًا في الختامْ = ثم الصلاة للنبيِّ والسلامْ
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref1) كذا بالأصل
[2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref2) أي خلاف ضبطي،
ـ[أحمد بن محمد فال]ــــــــ[10 Aug 2010, 02:21 م]ـ
تنبيه: سقطت كلمة (زيد)،من البيت الثاني، والصواب أن يكون البيت هكذا:
وبعدُ هاك خلفَ رسم ِحفصِ=لنافعٍ من زيدٍ أو من نقصِ
ـ[عبد الودود محمد شافعي]ــــــــ[10 Aug 2010, 06:11 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
أريد أن أحفظه, فهل ضبطي صحيح؟ وكيف أضبط الكلمات الموسومة بالحمرة؟
(والموسومة بالزرقة, هي ما بدتْ لي أنها من سهو القلم)
منظومة فيما خالف فيه حفص نافعا في الرسم
للشيخ المحقق:محمد الحسن بن سيد محمد العلوي الشنقيطي
لِرَبِّنَا خَيْرُ الْمَحَامِدِ وَخَيْرْ = صَلاَتِهِ مَعَ السَّلاَمِ لِلْبَشِيرْ
وَبَعْدُ: هَاكَ خُلْفَ رَسْمِ حَفْصِ =لِنَافِعٍ مِنْ زَيْدٍ اَوْ مِنْ نَقْصِ
ضَعْ مَا قَرَأْتَهُ لِحَفْصٍ أَوَّلاَ = الاَلْفَاظِ إِلاَّ لَيْكَةَ الْفَتْح فَلاَ
وَمَا بِقُلْ لِنَافِعٍ مِنْ قَالَ قَدْ = حُذِفَ لاَ الْأُولَى بِالاَنْبِيَا فَقَدْ
وَحَذْفُ قَالَ كَمْ، وَإِنْ لَدَى الْفَلاَحْ = قُلْ إِنَّمَا الْجِنُّ الَّذِي بِقَالَ لاَحْ
وَيَاءُ إِبْرَاهِيمَ فِي الْبكْرِ مَعَا = تَتَّبِعَنْهَا مَوْضِعًا،فَمَوْضِعَا
وَهَمْزُ أَوْصَى دَالُ يَرْتَدّ وَتَا = أَنْجَيْتَنَا الَّذِي بِأَنْجَانَا أَتَى
وَمِيمُ مِنْهُمَا الَّتِي بِمِنْهَا = وَيَا عِبَادِ الزُّخْرُفِ احْذِفَنْهَا
وَزِيدَ فِي الشَّرْقِ لقَاءي الرُّومِ = جَاءِي عَلَى شَطْر خِلاَف الْقَوْمِ
وَاقْتَفِ بَعْدُ رَسْمَ نَافِعٍ كَمَا = فِي الْمُحْتَوَى بُيِّنَ أَوْ كَشْفِ الْعَمَى
فَاحْذِفْ وَأَبْدِلْ مِثْلَهُ وَافْصِلْ وَصِلْ = ثُمَّ إِلَى بَيَانِ ذَا بِالضَّبْطِ صِلْ
وَلَنْ تَحِيدَ عَنْ وِفَاقِ مَا انْتُقِي = وَافَقْتَ أَوْ خَالَفَ أَهْلُ الْمَشْرِقِ
وَلاَ يَهُولَنَّكَ خُلْفَ الْمَسْطُورْ ([1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn1)) = بِبَصْطَةٍ يَبْصُطُ أَوْ لَدَى الطُّورْ
وَلاَ الَّذِي جعلَ فِي تِلْقَا وَرَا = إِيتَاءِي ءَانَاءي الْمَزِيدِ صُوِّرَا
فَذَاكَ صِنْوُ مُبْدَلٍ،وَذَا مِرَا ([2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn2)) = ضَبْطٍ، فَشَأْنُكَ وَمَا مِنْهُ تَرَى
وَضِّحْ بِهِ الْهَمزَ وَالشَّكْلَ النُّقَطْ = وَالْبَدَلَ الْمَدَّ وَأَسْقِطْ مَا سَقَطْ
وَالْحَمْدُ للهِ كَثِيرًا فِي الْخِتَامْ = ثُمَّ الصَّلاَةُ لِلنَّبِيِّ وَالسَّلاَمْ
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref1) كذا بالأصل
[2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref2) أي خلاف ضبطي،
ـ[أحمد بن محمد فال]ــــــــ[17 Sep 2010, 07:38 م]ـ
هذه النسخةمصححة على الناظم
لربنا خيرُ المحامدِ وخيرْ = صلاته مع السلام للبشيرْ
وبعدُ: هاك خلفَ رسمِ حفصِ =لنافعٍ من زيدٍاَو منْ نقصِ
ضع ما قرأتَهُ لحفصٍ أولاَ = الاَلْفَاظِ إلا لَيْكَةَ الفتح فَلاَ
وما ب (قل) لنافعٍ من (قال) قدْ = حُذِفَ لا الأولى ب (الانبيا) فقدْ
وحذفُ (قال كم)، و (إن) لدى الفلاحْ = (قلْ إنما) الجِنِّ الذي ب (قال) لاحْ
وياءُ إبراهيم في البكر معا = تَتَبَّعَنْهَا موضعًا،فموضعا
وهمزُ (أوصى) دالِ (يرتدَّ) وتا = (أنْجَيْتَنَا) الذي ب (أنْجَانَا) أتى
وميمِ (منهما) الذي ب (منها) = ويا (عباد) الزخرفِ احْذِفَنْهَا
وزيدَ في الشرق (لقاءي) الرومِ = (جِايْءَ) على شطرِ خلافِ القومِ
واقتف بعدُ رسم نافعٍ كما = في المُحْتَوِى بُيِّنَ أو كَشْفِ العَمَى
فَاحْذِفْ وأبْدِلْ مِثْلَهُ وافْصِلْ وَصِلْ = ثُمَّ إلَى بيانِ ذَا بالضَّبْطِ صِلْ
ولنْ تَحِيدَ عنْ وِفَاقِ مَا نْتُقِي = وَافَقْتَ أو خَالَفْتَ أهْلَ المَشْرِقِ
وَلَا يَهُولَنَّكَ خُلْفَ الْمَسْطُورْ = بِبَصْطَةٍ، يَبْصُطُ أوْ لَدَى الطُّورْ
وَلاَ الَّذِي جَعَلَ في (تِلْقَا)، (وَرَا) = (ايتاءي)، (ءاناءي) المزيدَ صُوَّرَا
فَذَاكَ صنوٌ مبدلٌ،وذَا مِرَا ([2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn2)) = ضبطٍ، فَشَأْنُكَ وَمَا مِنْهُ تَرَى
وَ ضِّحْ بِهِ الْهُمَزَ وَالشَّكْلَ النُّقَطْ = وَالبَدَلَ الْمَدَّ وَأَسْقِطْ مَا سَقَطْ
والحمدُ لله كثيرًا في الختامْ = ثُمَّ الصَّلَاةُ للنبيِّ والسَّلَامْ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الودود محمد شافعي]ــــــــ[01 Oct 2010, 07:36 م]ـ
هذه النسخةمصححة على الناظم
لربنا خيرُ المحامدِ وخيرْ = صلاته مع السلام للبشيرْ
وبعدُ: هاك خلفَ رسمِ حفصِ =لنافعٍ من زيدٍاَو منْ نقصِ
ضع ما قرأتَهُ لحفصٍ أولاَ = الاَلْفَاظِ إلا لَيْكَةَ الفتح فَلاَ
وما ب (قل) لنافعٍ من (قال) قدْ = حُذِفَ لا الأولى ب (الانبيا) فقدْ
وحذفُ (قال كم)، و (إن) لدى الفلاحْ = (قلْ إنما) الجِنِّ الذي ب (قال) لاحْ
وياءُ إبراهيم في البكر معا = تَتَبَّعَنْهَا موضعًا،فموضعا
وهمزُ (أوصى) دالِ (يرتدَّ) وتا = (أنْجَيْتَنَا) الذي ب (أنْجَانَا) أتى
وميمِ (منهما) الذي ب (منها) = ويا (عباد) الزخرفِ احْذِفَنْهَا
وزيدَ في الشرق (لقاءي) الرومِ = (جِايْءَ) على شطرِ خلافِ القومِ
واقتف بعدُ رسم نافعٍ كما = في المُحْتَوِى بُيِّنَ أو كَشْفِ العَمَى
فَاحْذِفْ وأبْدِلْ مِثْلَهُ وافْصِلْ وَصِلْ = ثُمَّ إلَى بيانِ ذَا بالضَّبْطِ صِلْ
ولنْ تَحِيدَ عنْ وِفَاقِ مَا نْتُقِي = وَافَقْتَ أو خَالَفْتَ أهْلَ المَشْرِقِ
وَلَا يَهُولَنَّكَ خُلْفَ الْمَسْطُورْ = بِبَصْطَةٍ، يَبْصُطُ أوْ لَدَى الطُّورْ
وَلاَ الَّذِي جَعَلَ في (تِلْقَا)، (وَرَا) = (ايتاءي)، (ءاناءي) المزيدَ صُوَّرَا
فَذَاكَ صنوٌ مبدلٌ،وذَا مِرَا ([2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn2)) = ضبطٍ، فَشَأْنُكَ وَمَا مِنْهُ تَرَى
وَ ضِّحْ بِهِ الْهُمَزَ وَالشَّكْلَ النُّقَطْ = وَالبَدَلَ الْمَدَّ وَأَسْقِطْ مَا سَقَطْ
والحمدُ لله كثيرًا في الختامْ = ثُمَّ الصَّلَاةُ للنبيِّ والسَّلَامْ
جزاكم الله خيرا.(/)
ياءات الإضافة وياءات الزوائد عند النحاة
ـ[رشا الدغيثر]ــــــــ[10 Aug 2010, 06:17 م]ـ
ياءات الإضافة وياءات الزوائد ماذا يسميها أهل النحو؟ وفي أي أبواب النحو نجد التفصيل فيها؟
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[13 Aug 2010, 03:39 ص]ـ
لا علاقة لهما بعلم النحو.(/)
حكم الراء تفخيماً وترقيقاً في الوقف على {فرق}
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[12 Aug 2010, 05:39 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد
قيّد أحد أعلام هذا العصر وهو شيخنا أيمن رشدي سويد حفظه الله تعالى قولَ ابنَ الجزريّ رحمه الله تعالى: " والخلف في فرق لكسر يوجد " بالوصل دون الوقف أيّ أنّ إجراء الوجهين في راء {فرق} يكون عند الوصل فقط. أمّا في الوقف فيتعيّن التفخيم لزوال الكسر الذي من أجله رقّقت الراء، وهو ظاهر كلام ابن الجزري في قوله "والخلف في فرق لكسر يوجد" أي كسرة القاف التي قلّلت من قوّت التفخيم مما أدى إلى جواز ترقيق الراء وصلاً.
وقد اعترضت في البداية على هذا القول في بحث وضعته في المنتدى ضمن مسائل: "الخلاف عند علماء التجويد والقراءات" فقلتُ:
أوّلاً: حتّى ولو زال الكسر الذي من أجله رُقّقت الراء وحلّ محلّها الساكن الموجب للتفخيم وقفاً إلاّ أنّ ذلك الساكن عارض للوقف. والاعتداد بالأصل هو الأصل كما هو صنيع أئمّتنا عليهم رحمة الله تعالى في توجيه المسائل كتوجيههم تغليظ اللام لورش في الوقف على {فَصَلَ} كما قال الشاطبيّ "وعندما يُسكّنُ وقفاً والمفّخم فُضّلا " فوجه التفخيم كان باعتبار أصل حركة اللام وهي الفتحة الموجبة للتغليظ، والأمثلة كثيرة أكتفي بما ذكرت، ويُستثنى من ذلك ما إذا كان الاعتداد بالعارض أكثر شهرة واستفاضة على غيره ففي هذه الحالة يقدّم الاعتداد بالعارض على الاعتداد بالأصل كما في المدّ العارض للسكون حيث قُدّم المدّ على القصر مع عروض السكون.
ثانياً: لم يقيّد ابن الجزريّ الخلاف في ترقيق راء {فرق} بوصل أو بوقف ولم يُقيّده إمامنا الشاطبيّ عليه رحمة الله عند قوله " وخلفهم بفرق جرى بين المشايخ سلسلا ". فهذه نصوص مطلقة لا يمكن تقييدها بالقياس والرأي لأنّ ذلك يُفضي إلى تعطيل مضمون النصّ بالرأي والاجتهاد وهذا ممنوع. لذا فأنّ تقييد المطلق لا يتأتّى إلاّ بوجود نصّ مقيّد لذلك المطلق، وما استُثنيّ لفظ {إسرائيل} و {يواخذ} وغيرها من تمكين مدّ البدل لورش إلاّ بنصوص ثابتة.
ثالثاً: نحن نعلم أنّ ورشاً رقق الراء الأولى في {بشرَر}. وقد علّل أئمّتنا هذا الترقيق بالمتابعة أي أنّ الراء الأولى رُقّقت تبعاً للثانية المرققة لأجل كسرتها في الوصل. السؤال: إن وقفتا على الكلمة فإنّ السبب الذي من أجله رُقّقت الراء الثانية والراء الأولى قد زال وبالتالي فإنّهما يفخّمان على رأي من أوجب التفخيم في راء {فرق} وقفاً لزوال السبب. مع أنّ الراء الأولى والثانية ترققان في الوقف والوصل عند ورش اعتداداً بالأصل. فكما رققنا الرائين في {بشرر} لورش في الوقف اعتداداً بالأصل، فإننا نُجري الوجهين في {فرق} وصلاً ووقفاً كذلك اعتداداً بالأصل.
نستفيد من هذه الجزئية ومن صنيع أئمّتنا عليهم رحمة الله تعالى قاعدة مهمّة وهي: إذا أطلق الأئمّة الوجهين في مسألة ما، فيجب إعمالهما في الوصل والوقف معاً إلاّ إذا قُيّد الإطلاق بحالة من الحالتين أي بوصل أو بوقف فيجوز حينئذ تقييد المطلق قي تلك الحالة حتّى لا نُعطّل إعمال النصّ بالاجتهاد والقياس.
انتهى الاعتراض.
وقبل أيّام اطّلعت على كتاب: "معجم مؤلّفات الحافظ أبي عمرو الداني إمام القراء بالأندلس والمغرب وبيان الموجود منها والمفقود." تأليف الشيخ الدكتور عبد الهادي حميتو حفظه الله تعالى ص9. فتعرّض حفظه الله تعالى إلى كتاب الإبانة في الراءات واللامات لورش للإمام الداني، ونقل عن أبي زيد عبد الرحمن بن القاضي ت1082 في كتابه: أيضاح ما ينبهم على الورى في قراءة عالم أمّ القرى مذهب الداني في كتابه الإبانة في الوقف على {فرق} فقال: - أي أبو زيد-:
والوصلُ في فرق بترقيق شهر ............. والوقف بالتفخيم للكلّ ذكر
نصّ عليه الداني في الإبانة .............. حجّته السكون خذ بؤهانه.
أقول: وحتّى إن كان السكون عارضاً فلا يليق بي إعمال الرأي على حساب قول إمام مثل الداني عليه رحمة الله تعالى. فقد عللّ التفخيم بالسكون الموجب له وعلّل ابن الجزري الترقيق بكسر القاق الموجب له وكلا القولين يكمّل ويؤيّد بعضه بعضاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى ضوء ما سبق فإنّ كلام الشيخ أيمن حفظه الله تعالى هو الأصوب عندي وهو إجراء الوجهين وصلاً والتفخيم وقفاً والعلم عند الله تعالى.
ـ[نور مشرق]ــــــــ[13 Aug 2010, 01:19 ص]ـ
جزاك الله خيرًا على هذا التوضيح ونفع به
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[14 Aug 2010, 01:40 ص]ـ
تصحيح خطأ في النقل.
نصّ عليه الداني في الإبانة .............. حجّته السكون خذ بؤهانه
الصواب: حجّته السكون خذ برهانه
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[14 Aug 2010, 06:43 م]ـ
جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ المقرئ العلامة محمد يحيى شريف، على هذه الفوائد العلمية المهمة، وعلى هذا الموقف الذي ينبئ عن روح علمية وورع ووقوف مع الحق.
من المثير للانتباه صعوبة تحديد موقف الإمام الداني من المقدم أداء في (فرق) إذا قورن بين أقواله في كتبه المختلفة، وقد جمع الإمام المنتوري في شرحه على الدرر اللوامع أقوال الإمام الداني في هذه المسألة، فقال عند قول ابن بري: "والخلف في فرق لفرق سهل" (شرح المنتوري على الدرر اللوامع: 2/ 590 – 591):
"قال الداني في جامع البيان: "وقد اختلف أهل الأداء في قوله تعالى: (كل فرق) في الشعراء؛ فمنهم من يفخم الراء فيه لأجل حرف الاستعلاء، ومنهم من يرققها لوقوعها بين حرفين مكسورين" قال: "والأول أقيس على مذهب ورش في (الصراط) و (الاشراق) ". وقال في إيجاز البيان: "فإن كان الحرف المستعلي مكسورا نحو قوله تعالى: (كل فرق) فالراء رقيقة لوقوعها بين كسرتين، وقد فخمها بعض أهل الأداء لأجل حرف الاستعلاء" قال: "والوجهان فيها جيدان". وذكر في التلخيص الترقيق خاصة، وقال في الإبانة: "فإن أهل الأداء من أصحاب ابن خيرون وغيرهم، مختلفون في ترقيقها وتفخيمها فيه" قال: "والاختيار في ذلك عندي التفخيم، كما أجمع عليه في قوله تعالى: (الاشراق) و (إلى صراط العزيز) و (إلى صراط مستقيم صراط الله) وشبهه لذلك، ولا أمنع من الترقيق لوقوع الراء في ذلك بين كسرتين، لا حائل بينها ويبنهما". قال: "والنص في كلا الوجهين معدوم، ومثله يضبط أداء عن من يوثق بنقله وفهمه، وقليل ما هم، على أن الوجهين من التفخيم والترقيق في ذلك إنما يكونان في حال الوصل لا غير، فأما إذا وقف على ذلك ولم يشر إلى جرة القاف ولا قدرت، وسكنت وعومل سكونها [كذا بالأصل، ولعل الصواب: "وكُمِّل سكونها"] – وهو الاختيار في مذهب نافع – فخمت الراء ولم ترقق رأسا كما فخمت ولم ترقق في قوله تعالى: (فرقة) و (فطرت الله) لانفتاح حرف الاستعلاء، كذلك حكمه إذا سكن سواء، يوجب التفخيم ويمنع من الترقيق". وظاهر الاقتصاد والتيسير والتمهيد وإرشاد المتمسكين والموجز والموضح التفخيم في (فرق) ".
فالإمام الداني – حسب ما نقله المنتوري عنه – في جامع البيان رجح التفخيم، ولم يصرح بتفريق بين وصل ولا وقف. وذلك ظاهر الاقتصاد والتيسير والتمهيد وإرشاد المتمسكين والموجز والموضح.
وفي إيجاز البيان نص على أن الوجهين جيدان، ولم يصرح بتفريق بين وصل ولا وقف ولم يصرح بترجيح، لكن يفهم من كلامه أن الجمهور على الترقيق.
وفي الإبانة رجح التفخيم وصلا، وجعله في الوقف وجها واحدا إذا وقف القارئ بالسكون الخالص ولم يقدر الكسر.
وفي التلخيص اقتصر على الترقيق ولم يفرق بين وصل ولا وقف.
ومن الملاحظ أن الداني في الإبانة جعل التفخيم وجها واحدا في الوقف، لكنه قيده بقوله: "فأما إذا وقف على ذلك ولم يشر إلى جرة القاف ولا قدرت"؛ فإذا وقف القارئ بالروم كان الوجهان في الكلمة كالوصل، وكذلك يكون الوجهان في الكلمة أيضا إذا وقف بالسكون الخالص وقدر وجود الكسر الموجود وصلا؛ فرجع إذن حكم المسألة إلى حكم الاعتداد بالعارض وعدمه، كما في (فَصَلَ) لورش؛ فمن قدر وقفا وجود الكسر الموجود وصلا (أي: لم يعتد بالعارض) كان له الوجهان، ومن لم يقدره (أي: اعتد بالعارض) كان له التفخيم فقط.
ولعل صعوبة تحديد موقف الإمام الداني من المقدم أداء في هذه الكلمة، هو الذي سبب الخلاف فيها بين مقرئي الغرب الإسلامي؛ فمن المعروف أن المقدم أداء عندهم هو ما جرى به العمل، وقد أخذ المتأخرون منهم بطريقة الإمام ابن القاضي، لكن ابن القاضي لما بحث عن ما جرى به العمل عند الفاسيين في هذه المسألة لم يجد جوابا شافيا، لكنه استظهر أنه الترقيق وصلا ووقفا، كما قال في كتابه بيان الخلاف والتشهير (مخطوط): " (فرق): الأخذ بترقيق الراء للجميع" ثم قال: "تنبيه: والوقف بالتفخيم لأجل سكون القاف، قاله الداني في الإبانة، وجرى الأخذ بالترقيق، وإلى حكمه أشرنا:
والوصل في (فرق) بترقيق شهر=والوقف بالتفخيم للكل ذكر
ذكره الداني في الإبانه=حجته السكون خذ برهانه
ولم أجد نصا لأهل فاس=كيف رووا لنا بلا التباس
والظاهر الترقيق عندهم جرى=كذا حكاه بعض من تأخرا"
وقد أخذ أتباع ابن القاضي بالترقيق في الحالين.
وإذا كان متأخرو مقرئي الغرب الإسلامي مجمعين على الأخذ بطريقة ابن القاضي، فإن الشناقطة لم يخالفوه إلا في الوقف على هذه الكلمة، فقد أخذوا بتفخيمها وقفا، وفاقا لمذهب الداني في الإبانة، كما يقول الشيخ الإيدوعيشي في نظم ما به الأخذ:
والأخذ بالترقيق في الوصل فقط=والوقف بالتفخيم دونما شطط
ويقول الشيخ الإيدوعيشي أيضا (إرشاد القارئ والسامع لكتاب الدرر اللوامع: 72 - 73): "قلت: ما رأيت في كتاب الخلاف والتشهير لابن القاضي ولا في كتاب الإرداف أخذا بخلاف ما كنت أسمعه من مشايخنا إلا في هذا الموضع، مع أن ابن القاضي إمام، وأيضا طرق القرآن بأرضنا تجتمع عند الشيخ سيدي، وهو أخذ عن الشيخ سيدي أحمد الحبيب الفلالي، عن سيدي إبراهيم الأسكوري، عن ابن القاضي، فلا أدري من أين لنا مخالفته". ويقول (إرشاد القارئ والسامع لكتاب الدرر اللوامع: 189): "وليعلم الواقف عليه أني كلما قلت في هذا التعليق: "والمأخوذ به عندنا كذا" أو "الذي جرى به العمل كذا" وشبه ذلك، فإنما أقوله تقليدا لابن القاضي أو لصاحب كتاب الإرداف أو لهما معا، وليعلم الواقف عليه أيضا أني لم أجد في الكتابين المذكورين عملا بخلاف ما كنا نسمعه من أشياخنا إلا في قوله تعالى: (فكان كل فرق)، كما بينته في محله فانظره",
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[16 Aug 2010, 10:04 ص]ـ
جزاك الله خيرًا على هذه الفوائد الثمينة.
وقد نقلت كلامكم إلى هذا الرابط:
عضو جديد وفائدة ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=398230#post398230)
ونسبتُه إلى ""ملتقى أهل التفسير" ولن يصعب على مَن أراد التوثيق البحث في "الملتقى".
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[16 Aug 2010, 03:14 م]ـ
جزاك الله خيراً فضيلة الشيخ أحمد كوري على هذا التفصيل.
وقد أشكل عليّ منذ زمن تقديم وجه الترقيق في الوصل وما يزال، وكلّما عزمت على البحث في المسألة وجدتّ تفسي منصدماً بجدارين متينين متضآدّين الأوّل توافر أقوال الأئمّة المتأخرين في تقديم وجه الترقيق من جهة، و ورود وجه التفخيم في أكثر مصادر النشر بمنظور المخالفة مقارنة مع المثبتين لوجه الترقيق. ومن أراد صورة واضحة لما اقول فعليه بكتاب صريح النصّ في الكلمات المختلف فيها عن حفص لشيخ شيوخنا العلامة الضباع عليه رحمة الله عند تغرّضه لكلمة {فرق}.
ولعلّ ما أثاره فضيلة الشيخ يجعلني أخرج عن هذا الصمت المزمن.
السؤال المطروح: هل سكوت أكثر الأئمّة في كتبهم عن هذه المسألة يدلّ على أنّ مذهبهم هو التفخيم؟ الذي يظهر أنّ سكوتهم يدلّ على التفخيم لاتّفاق كلمة {فرق} مع {فرقة}، و {قرطاس} , {لبالمرصاد} و {إرصاداً} بوجود الحرف المستعلي بعد الراء ولعدم استثنائها من المجموعة , وعلى ذلك يكون وجه التفخيم أكثر شهرة أداءً لوروده في أكثر المصادر. فقولي أكثر شهرة أداءً لافتقار النصّ في ذلك عند متقدّمي الداني عليه رحمة الله.
سؤال: فإن كان كذلك فعلى أيّ أساس صرّح بعض الأئمّة المتأخرين على تقديم الترقيق؟ الذي يظهر هو القياس لأنّه لو اشتهر الترقيق نصاً وأداءً عند أئمّة ما قبل الداني لاتّضح ذلك في كتب الداني ومن على طبقته، ولفُكّ الإشكال بداية. وقد يكون السبب هو اتّباعهم للداني الذي أعمل القياس في المسألة.
سؤال: فإن كان القياس هو مصدر التقديم فعلى أيّ أساس أُعمل هذا القياس؟ فإنّ التفخيم في {الإشراق} هو الثابت في أكثر المصادر، وكذا {إلى صراط العزيز} و {إلى صراط مستقيم صراط الله} وشبهه المتفق على تفخيمه.
أقول: من خلال مايلي:
- إن كان القياس في تقديم الترقيق لم يُبن على أصل وثيق متين من جهة والذي في نظري هو مصدر القائلين بتقديم وجه الترقيق.
- شهرة وجه التفخيم أداءً لثبوته في أكثر المصادر.
- عدم وجود نصّ للمتقدّمين على طبقة الداني في تقديم أحد الوجهين.
يظهر أنّ وجه التفخيم هو الذي ينبغي أن يقدّم في الأداء. وهذا مجرّد رأي للعبد الضعيف، والمسألة تحتاج إلى استقراء أكثر.
والعلم عند الله تعالى.
جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ المقرئ العلامة محمد يحيى شريف،
عبارة لا يمكنني التغافل وغض الطرف عنها، أسأل الله تعالى أن أكون على حسن ظنّك بي بعد خمسين سنة من البحث والتنقيب بلا انقطاع من اليوم.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[16 Aug 2010, 08:21 م]ـ
وقد أشكل عليّ منذ زمن تقديم وجه الترقيق في الوصل وما يزال، وكلّما عزمت على البحث في المسألة وجدتّ تفسي منصدماً بجدارين متينين متضآدّين:
الأوّل: توافر أقوال الأئمّة المتأخرين في تقديم وجه الترقيق من جهة، و ورود وجه التفخيم في أكثر مصادر النشر بمنظور المخالفة مقارنة مع المثبتين لوجه الترقيق. ومن أراد صورة واضحة لما اقول فعليه بكتاب صريح النصّ في الكلمات المختلف فيها عن حفص لشيخ شيوخنا العلامة الضباع عليه رحمة الله عند تغرّضه لكلمة {فرق}.
ولعلّ ما أثاره فضيلة الشيخ يجعلني أخرج عن هذا الصمت المزمن ..
السلام عليكم
معذرة يا شيخ محمد (((قلتُ: أدخل بعد الفطار عشان متفطرنيش علي الصبح.)))
وجه الترقيق في الوقف يحتاج بحث واستقراء ولعل القول بالتفخيم مذهب الداني ومن أخذوا عنه.لأن باب الراءات قلما يتفق القراء فيه.
أما تقديم وجه الترقيق في الوصل فهذا ظاهر وواضح .. قال في النشر:
(واختلفوا في (فرق) من سورة الشعراء من أجل كسر حرف الاستعلاء وهو القاف فذهب جمهور المغاربة والمصريين إلى ترقيقه وهو الذي قطع به في التبصرة والهداية والهادي والكافي والتجريد وغيرها وذهب سائر أهل الأداء إلى التفخيم وهو الذي يظهر من نص التيسير وظاهر العنوان والتلخيصين وغيرها وهو القياس ونص على الوجهين صاحب جامع البيان والشاطبية والإعلان وغيرها. والوجهان صحيحان إلا أن النصوص متواترة على الترقيق.
وحكى غير واحد عليه الإجماع وذكر الداني في غير التيسير والجامع أن من الناس من يفخم راء (فرق) من أجل حرف الاستعلاء قال والمأخوذ به الترقيق لأن حرف الاستعلاء قد انكسرت صولته لتحركه بالكسر انتهى. والقياس إجراء الوجهين في (فرقة) حالة الوقف لمن أمال هاء التأنيث ولا أعلم فيها نصاً والله أعلم.)
ولاحظ كلمة النصوص متواترة علي الترقيق .. (يعني هنستريح من قضية النصوص واتباع النصوص)
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[17 Aug 2010, 02:09 ص]ـ
قرأت كلام ابن الجزري في النشر وتقريب النشر عشرات المرات. فأردتّ أن أتأكّد من كلامه بالرجوع إلى مصادر النشر والتأكّد هل الترقيق هو مذهب جمهور المغاربة حقيقة أم لا. وهل النصوص المتواترة على الترقيق مع أنّ الداني نفى وجود نصوص للمتقدمين في المسألة إلاّ أن يكون المراد من النصوص في كلام ابن الجزري أقوال المتأخرين أي من طبقة الداني وما بعدها وهي لا شك ناتجة إمّا عن الأداء أم القياس. فإن كان عن قياس فالمسألة تحتاج إلى نظر وتحقيق، وإن كان عن أداء فمصادر النشر هي الفاصلة في ذلك. ولا ننس قول ابن الجزري: وذهب سائر أهل الأداء إلى التفخيم. أقول: ألا تدلّ هذه العبارة أنّ وجه التفخيم هو المشهور.
أفهمت يا شيخ عبد الحكيم المراد من كلامي.
ولكنّك أردت أن تُرجعني إلى الصفر بنقلك لكلام ابن الجزري، وأنا أردتّ التأكّد من كلامه بالرجوع إلى المصادر كما هو صنيع المحررين.
فإن أردتّ أن نقف على كلام ابن الجزري وبس، فلنفعل، ولا نتعدّى ذلك ن ولنتوقّف عن البحث والنقاش.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[17 Aug 2010, 04:33 ص]ـ
قرأت كلام ابن الجزري في النشر وتقريب النشر عشرات المرات. فأردتّ أن أتأكّد من كلامه بالرجوع إلى مصادر النشر والتأكّد هل الترقيق هو مذهب جمهور المغاربة حقيقة أم لا. وهل النصوص المتواترة على الترقيق مع أنّ الداني نفى وجود نصوص للمتقدمين في المسألة إلاّ أن يكون المراد من النصوص في كلام ابن الجزري أقوال المتأخرين أي من طبقة الداني وما بعدها وهي لا شك ناتجة إمّا عن الأداء أم القياس. فإن كان عن قياس فالمسألة تحتاج إلى نظر وتحقيق، وإن كان عن أداء فمصادر النشر هي الفاصلة في ذلك. ولا ننس قول ابن الجزري: وذهب سائر أهل الأداء إلى التفخيم. أقول: ألا تدلّ هذه العبارة أنّ وجه التفخيم هو المشهور.
أفهمت يا شيخ عبد الحكيم المراد من كلامي.
ولكنّك أردت أن تُرجعني إلى الصفر بنقلك لكلام ابن الجزري، وأنا أردتّ التأكّد من كلامه بالرجوع إلى المصادر كما هو صنيع المحررين.
فإن أردتّ أن نقف على كلام ابن الجزري وبس، فلنفعل، ولا نتعدّى ذلك ن ولنتوقّف عن البحث والنقاش.
السلام عليكم
يا شيخ محمد ((صفر إيه وواحد إيه بس .. الله يهديك))
قال ابن الجزري: (وذهب سائر أهل الأداء إلى التفخيم. أقول: ألا تدلّ هذه العبارة أنّ وجه التفخيم هو المشهور.)
وقال أيضا: (والوجهان صحيحان إلا أن النصوص متواترة على الترقيق وحكى غير واحد عليه الإجماع)
وقال أيضا: ((وذكر الداني في غير التيسير والجامع أن من الناس من يفخم راء (فرق) من أجل حرف الاستعلاء قال والمأخوذ به الترقيق لأن حرف الاستعلاء قد انكسرت صولته لتحركه بالكسر انتهى.)
يا شيخنا العلامة ابن الجزري قال بتواتر النصوص بالنسبة للترقيق، ونقل عن الداني في غير الجامع والتيسير القول بالترقيق فأقوال الداني ـ رحمه الله ـ لا استقرار فيها وراجع ما كتبه د/ أحمد كوري ـ حفظه الله ـ في صعوبة تحديد مذهب الداني.
والسلام عليكم
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[17 Aug 2010, 02:14 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول اللهوعلى آله وصحبه وسلّم وبعد
أخي الشيخ عبد الحكيم: الصفر عندي هو الرجوع إلى نقطة البداية، ونقطتها كلام ابن الجزري الذي بأقواله تنطلق الأبحاث في الجملة. فلا تغضب عليّ، يبدوا أنك مانمتش اليومين دول عشان شبيبة القبائل.) ابتسامة (.
قال ابن الجزري في تقريب النشر:» وقد اختُلف في {فرق} في الشعراء، فذهب جمهور المغاربة والمصريين إلى ترقيقه من أجل كسر القاف، وذهب الأكثرون إلى تفخيمه، وقرأنا بالوجهين. «وقال في النشر:وذهب سائر أهل الأداء إلى التفخيم.
أقول: يظهر جلياً من كلامه أنّ وجه التفخيم هو المشهور عند أهل الأداء. بالإضافة إلى تصريح الداني بأنّه لا نصّ في المسألة عند متقدّميه من أهل الأداء، لذا فإنّ قول ابن الجزري:"إلا أن النصوص متواترة على الترقيق وحكى غير واحد عليه الإجماع "ينبغي أن يحمل على المتأخرين لا المتقدّمين إمّا على أساس الأداء الذي تلقّوه وهو لا يمثّل الأغلبيّة كما سبق أعلاه. وإمّا أن يكون على أساس القياس وهذا لا يضاهي الشهرة في الأداء لقول الداني في جامع البيان:مع الإعلام بأنّ القراءة ليست بالقياس دون الأثر.
وأستغرب كيف حكم غير واحد من الأئمّة بالإجماع وهو مخالف لمذهب الجمهور؟
هذه الملاحظات تجعلنا نتوقّف عند كلام ابن الجزري من غير تسليم لمقتضاه، فإن كان وجه التفخيم هو المشهور عند أهل الأداء فلماذا إهماله في التقديم؟
هذا الإشكال ورد عليّ منذ أكثر من عشر سنوات، ولعلّها الفرصة لإفراز ما في الجعبة.
والعلم عند الله تعالى.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[17 Aug 2010, 02:56 م]ـ
مشايخنا الكرام، بارك الله في علمكم.
كونوا على ذكر من أنَّ معنى سائر أهل الأداء: باقي أهل الأداء.
لأن هناك خطأ شائعًا في استعمال هذه اللفظة (سائر).
والباقي قد يكون قليلا أو كثيرًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[17 Aug 2010, 05:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً أخي المليجي على التنبيه.
ولكن لا أظنّ أنّ واحداً يعتقد ما تتصوّره فكن مرتاحاً، وإنّما سياق الكلام هو الفاصل في القضيّة. فأهل الأداء ليسوا محصورين في مصر والمغرب بل هما جزء يسير من أقطار المسلمين فبقي بلاد الحرمين، والشام والعراق وبلدان جنوب أسيا، ولا شكّ أنّ هذا يمثّل الجزء الكبير. بالإضافة إلى ذلك لو كان نسبة المغاربة من أهل الأداء القائلين بتقديم الترقيق تقدّر ب 51 بالمائة لجاز أن يطلق على هذه النسبة بأنها تمثّل الأغلبيّة أي مذهب الجمهور.
ومن تعامل مع كتاب النشر كثيراً يدرك مراد ابن الجزري من هذه العبارات.
وكان باستطاعتي الاكتفاء بعبارة تقريب النشر لأنّها الأدقّ في التعبير.
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[17 Aug 2010, 06:36 م]ـ
مشايخنا الكرام، بارك الله في علمكم.
كونوا على ذكر من أنَّ معنى سائر أهل الأداء: باقي أهل الأداء.
لأن هناك خطأ شائعًا في استعمال هذه اللفظة (سائر).
والباقي قد يكون قليلا أو كثيرًا.
المسألة فيها قولان لأئمة اللغة، يقول الزبيدي في تاج العروس: ( ... أَن في السّائِر قَوْلَيْنِ: الأوّل وهو قول الجمهور من أئمّة اللُّغَة وأرباب الاشتقاق أنه بمعنَى الباقِي ولا نِزاعَ فيه بينهم واشتقاقُه من السُّؤْر وهو البَقِيّة. والثاني أَنه بمعنَى الجَمِيع وقد أثبتهَ جماعةٌ وصَوَّبوه وإليه ذَهَب الجوهريّ والجواليقيّ وحقَّقه ابن بَرِّيّ في حواشي الدُّرَّة وأَنشد عليه شَواهِدَ كثيرةً وأَدِلَّة ظاهِرَةً وانتَصر لهم الشيخُ النَّوَوِيّ في مواضِعَ من مُصنَّفاته. وسَبَقَهم إِمامُ العربيّة أبو عَلِيٍّ الفارِسِيّ ونقلَه بعضٌ عن تلميذِه ابنِ جِنِّي).
على كل، مع وجود هذا الخلاف القوي بين العلماء لا يمكن الجزم بأن استعمال (سائر) بمعنى الجميع خطأ.
يقول الرازي في مختار الصحاح (وسائِرُ الناس جميعهم).
فالمقصود: أن الفاصل في تعيين أحد المعنين لعبارة ابن الجزري هو السياق كما ذكر الشيخ محمد، والله أعلم.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[18 Aug 2010, 03:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً أخي المليجي على التنبيه.
وإياك يا شيخنا/ محمد.
ولكن لا أظنّ أنّ واحداً يعتقد ما تتصوّره فكن مرتاحاً، وإنّما سياق الكلام هو الفاصل في القضيّة. فأهل الأداء ليسوا محصورين في مصر والمغرب بل هما جزء يسير من أقطار المسلمين فبقي بلاد الحرمين، والشام والعراق وبلدان جنوب أسيا، ولا شكّ أنّ هذا يمثّل الجزء الكبير. بالإضافة إلى ذلك لو كان نسبة المغاربة من أهل الأداء القائلين بتقديم الترقيق تقدّر ب 51 بالمائة لجاز أن يطلق على هذه النسبة بأنها تمثّل الأغلبيّة أي مذهب الجمهور.
ومن تعامل مع كتاب النشر كثيراً يدرك مراد ابن الجزري من هذه العبارات.
وكان باستطاعتي الاكتفاء بعبارة تقريب النشر لأنّها الأدقّ في التعبير.
اسمح لي بمراجعتك يا شيخ محمد، مراجعة التلميذ لشيخه.
الذي أفهمه حين يذكر ابن الجزري جمهور المغاربة والمصريين ثم يذكر سائر أهل الأداء أنه لا يقصد بقي بلاد الحرمين، والشام والعراق وبلدان جنوب أسيا، بل هو على شرطه في ذِكرِ الطرق حيثُ قال:
واقْتَصَرْتُ عَنْ كُلِّ إمَامٍ بِرَاوِيَيْنِ، وعَنْ كُلِّ راوٍ بِطَرِيقَيْنِ، وعَنْ كُلِّ طَرِيقٍ بِطَرِيقَيْنِ: مَغْرِبِيَّةٍ وَمَشْرِقِيَّةٍ، مِصْرِيَّةٍ وعِرَاقِيَّةٍ.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[18 Aug 2010, 03:16 م]ـ
المسألة فيها قولان لأئمة اللغة، يقول الزبيدي في تاج العروس: ( ... أَن في السّائِر قَوْلَيْنِ: الأوّل وهو قول الجمهور من أئمّة اللُّغَة وأرباب الاشتقاق أنه بمعنَى الباقِي ولا نِزاعَ فيه بينهم واشتقاقُه من السُّؤْر وهو البَقِيّة. والثاني أَنه بمعنَى الجَمِيع وقد أثبتهَ جماعةٌ وصَوَّبوه وإليه ذَهَب الجوهريّ والجواليقيّ وحقَّقه ابن بَرِّيّ في حواشي الدُّرَّة وأَنشد عليه شَواهِدَ كثيرةً وأَدِلَّة ظاهِرَةً وانتَصر لهم الشيخُ النَّوَوِيّ في مواضِعَ من مُصنَّفاته. وسَبَقَهم إِمامُ العربيّة أبو عَلِيٍّ الفارِسِيّ ونقلَه بعضٌ عن تلميذِه ابنِ جِنِّي).
على كل، مع وجود هذا الخلاف القوي بين العلماء لا يمكن الجزم بأن استعمال (سائر) بمعنى الجميع خطأ.
يقول الرازي في مختار الصحاح (وسائِرُ الناس جميعهم).
فالمقصود: أن الفاصل في تعيين أحد المعنين لعبارة ابن الجزري هو السياق كما ذكر الشيخ محمد، والله أعلم.
جزاكم الله خيرًا على الفائدة.
لكن لو أراد المتكلم استخدام (سائر) بمعنى (جميع) فهل يأتي بجزء من هذا "الجميع" ثم يقول: وسائره كذا ...
بل تستخدم كلمة (سائر) بمعنى جميع - عند مَن صحَّحها - بدون ذكر جزءٍ من المجموع، والإشارة لما عداه.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[18 Aug 2010, 03:31 م]ـ
واقْتَصَرْتُ عَنْ كُلِّ إمَامٍ بِرَاوِيَيْنِ، وعَنْ كُلِّ راوٍ بِطَرِيقَيْنِ، وعَنْ كُلِّ طَرِيقٍ بِطْرِيقَيْنِ: مَغْرِبِيَّةٍ وَمَشْرِقِيَّةٍ، مِصْرِيَّةٍ وعِرَاقِيَّةٍ
دعنا في مسألة {فرق} بارك الله فيك،
التقسيم الذي ذكرت كان بحسب مؤلفّي القراءات الذين أسند إليهم ابن الجزريّ عليه رحمة الله تعالى. نأخذ على سبيل المثال:
- أبو العلاء الهمذاني الذي روى عنه كتاب الغاية أليس من همذان.
- أبو الكرم الشهرزوري الذي روى عنه كتاب المصباح من شهرزور.
وكلتا البلدتين ليستا من العراق أصلاً بل من جنوب آسياالغربية.
فهو خلاف في المسمى فقط. لا يستحقّ هذا التحذير منك لا سيما فيمن تعتبره من مشايخك ولو مجازاً.
عف الله عنا جميعاً.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[18 Aug 2010, 03:51 م]ـ
قولهم: طرق مشرقية ومغربية.
أو عراقية وشامية.
أو العراقيين والمصريين.
المعنى واحد.
كأنهما مذهبان.
وهو اصطلاح درج عليه مَن أخذ بطرق العراقيين أو الواسطيين مثل "الإرشاد" لأبي العز، ثم أضاف إلى ذلك الشاطبية والتيسير وكتب الأندلسيين والمغاربة.
وليس المقصود ذكر البلد بعينها، وإلا لاحتاج إلى ذكر الأندلس مع المغرب.
راجع طرق كتاب "الكنز" لابن عبد المؤمن.
وقال نظيره الديواني في نظمه:
رأيت عند العراقيين في طرق * * * خلاف ما نقل الشامي واعتقدا
يقصد بالشامي: التيسير والشاطبية.
وابن الجزري مقلد لهؤلاء في اصطلاحهم.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[18 Aug 2010, 04:15 م]ـ
فهو خلاف في المسمى فقط. لا يستحقّ هذا التحذير منك لا سيما فيمن تعتبره من مشايخك ولو مجازاً.
بل على الحقيقة يا شيخ وليس المجاز.
لكن أحيانًا يحبُّ المُهر الصغير أن يثب وثباتٍ بجوار الفرس الكبير.
إنه يشعر بالأريحية ....
فلا عليك ... المقامات محفوظة.
مع أني في أيام المدرسة كنت طالبًا ذكيًّا، ولم أكن طالبا هادئًا أو وديعًا ...
فهل تقبلني على ما فيَّ؟
ـ[الجكني]ــــــــ[18 Aug 2010, 05:58 م]ـ
أهدي أخي محمد شريف هذا النص من كتاب شبخنا عبد الرازق موسى رحمه الله، حيث قال:
" تنبيه:
قال العلّامة المسعدي في شرحه المخطوط على الجزرية: " ما تقرر في راء " فرق " إنما هو في الوصل، والوقف بالروم كالوصل، وأما الوقف:
فهل يكون فيه الوجهان كالوصل؟ أو يقال: من فخم وصلاً مع حرف الاستعلاء (يعني وهو مكسور) فخم وقفاً مع سكونه بالأولى؟ ومن رقق وصلا أجرى (الوجهين) حال الوقف بالسكون فالتفخيم لعدم كسر حرف الاستعلاء، والترقيق نظراً إلى كسره في الأصل لعدم كسر حرف الاستعلاء؟
فالجواب:
كل محتمل، ولم أر فيذلك نقلاً، وحيث لم يكن نقل فالذي يميل إليه القلب إجراء الوجهين في الوقف كالوصل لأنه ظاهر إطلاق عباراتهم، فإنهم لم يقيدوا الوجهين لا بوصل ولا بوقف، والعلم عند الله تعالى." اهـ (الفوائد التجويدية في شرح المقدمة الجزرية: 70)
وتقبلوا كامل التحية والتقدير.
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[18 Aug 2010, 06:44 م]ـ
فالذي يميل إليه القلب إجراء الوجهين في الوقف كالوصل لأنه ظاهر إطلاق عباراتهم
وهذا هو الذي نص عليه الإمام ملا علي القاري في شرح الشاطبية (2/ 819) حيث ذكر أن الخلاف في كلمة (فرقٍ) ثابت وقفاً ووصلاً.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[18 Aug 2010, 07:00 م]ـ
نعم الكلّ محتمل فلا ينبغي التعصّب لأحد الأقوال. ولكنّي لمّا رأيت ما نقل عن الداني في تعيين التفخيم وقفاً اطمأنّت إليه النفس لا سيما وأنّ الأئمّة عللوا إجراء الوجهين بكسر الحرف المستعلي وفقدانه بذلك قوّته وصولته، وكلّ ذلك متعذرٌ عند الوقف.
والعلم عند الله تعالى.
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[22 Aug 2010, 03:33 ص]ـ
جزاكم الله خيرا يا أصحاب الفضيلة على هذه الفوائد العلمية الماتعة؛ فقد أفدتم وأجدتم، فشكرا جزيلا لكم.
المنهج المعتمد في تحديد المقدم أداء، غير متفق عليه بين المشارقة والمغاربة.
فالمقدم عند المغاربة هو الوجه المشهور الذي رواه الجمهور وجرى به العمل، كما يقول ابن يالوشة الشريف التونسي (الرسالة المتضمنة للمقدم أداء في أوجه الخلاف، بهامش النجوم الطوالع للمارغني: 32 – 33. ط. التونسية): "ومن جملة الخلاف الواجب خلاف الرواة في ما رووه عن الأئمة، كالتسهيل والتحقيق والفتح والإمالة والغيب والخطاب ونحو ذلك. والغالب أن يكون أحد الوجهين أو الوجوه أشهر عند الراوي؛ فينبغي الاعتناء بتقديمه في الأداء عند الجمع، والاقتصار عليه عند التلاوة". والمقدم أداء عند المغاربة هو مطلق، أي: أن الوجه إذا جرى به العمل يكون مقدما من جميع الطرق.
أما سبب تقديم الترقيق في (فرق) عند المغاربة فهو أن المتأخرين منهم تبعوا ابن القاضي في تشهيره، وإن كان ابن القاضي - كما صرح بذلك - لم يجد نصا واضحا يدل على ما جرى به العمل في فاس في هذه المسألة، فاستظهر ترجيح بعض المتأخرين لهذا الوجه، كما تقدم في أبياته المذكورة أعلاه.
أما المشارقة فالمقدم أداء عند المتأخرين منهم هو الوجه الموافق للطريق طبقا لمنهج التحريرات، سواء أَجَرَى به العمل أم لا، وسواء أَرُوِيَ عن الشيوخ أم لا. فالأزميري والمتولي لا يقيمان وزنا لما جرى به العمل إذا خالف التحريرات، وقد حرر المتولي وجوها لم يأخذها عن شيوخه ولم يسبقه إليها أحد، كما ذكر في الروض النضير. والمقدم أداء عند المحررين هو نسبي؛ فقد نجد وجها مقدما من طريق التيسير مثلا، وعكسه مقدم من طريق أخرى.
فإذا اعتمدنا منهج التحريرات في هذه المسألة، وأخذنا بما ذكره الشيخ علي الضباع في جداوله في "صريح النص في الكلمات المختلف فيها عن حفص"، نجد أن المقدم لحفص من طريق التجريد هو الترقيق، وله وجهان من طريق الشاطبية ومن طريق الداني لزرعان، والمقدم له من باقي طرق النشر هو التفخيم.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[22 Aug 2010, 11:38 ص]ـ
إنّ مسألة تقديم الأوجه تحتاج إلى تأصيل وذلك على ضوء ما انتهجه المتقدّمون من المغاربة والمشارقة دون متأخريهم بمختلف اجتهاداتهم، إلا أنّ الشهرة تبقى العنصر الأساسي في تقديم الوجه مع وقوع الخلاف في كيفيّة إعمال هذه الشهرة.
لو أخذنا مثالاً بسيطاً وهو أوجه البدل لورش. نلاحظ أنّ تمكينه لم يرد إلاّ عن الأزرق وهو المشهور من طريقه عن ورش بينما نجد سائر الرواة عن ورش وغيره من القراء لا يمكنونه. فهل يقدّم تمكين البدل لشهرته عن الأزرق أم يقدّم قصره لاتفاق باقي الرواة عليه؟
المغاربة يقدّمون تمكينه لاشتهاره عندهم وعن الداني حثث روى تمكينه عن ابن الخاقان وفارس ابن أحمد بينما لم يرو القصر إلاّ من قراءته على أبي الحسن فقط. بينما نجد الإمام الشاطبيّ يُقدّم القصر لثبوته عن غير الأزرق ويظهر ذلك في قوله: فقصرٌ وقد يُروى لورش مطوّلاًووسّطه قوم. فظهر خلاف بين الداني والشاطبي في تقديم وجه من أوجه البدل مع أنّهما من المغاربة.
وقد ذكر الإمام المارغني قاعدة أخرى وهو تقديم ما اشتهر عند أهل الحجاز ثمّ أهل البصرة ثم أهل الشام ثمّ أهل الكوفة على حسب ترتيب القراء والرواة فقدّمت رواية قالون عن نافع لأنّها من رواية المدني عن المدني، وجُعلت رواية ورش هي الثانية في الترتيب لأنّها من رواية غير المدني عن المدني وهكذا. وهو السبب الذي حمله على تقديم التسهيل على التحقيق في نحو {ءأنذرتهم} لهشام لأنّ التسهيل هو مذهب أهل سما أي نافع والمكي والبصري والتي تقدّم قراءتهم في الترتيب على غيرهم. وقد وقع الخلاف حتّى في الترتيب إذ جعل مكّي القيسي قراءة عاصم مكان قراءة البصري أي بعد قراءة المدني والمكي.
وإن كان ما ذكره العلامة المارغني عليه رحمة الله وجيهاً إلاّ أنّ هذه المنهجيّة تجتاج إلى دعم من نصوص المتقدّمين ومنهجهم في تقديم الأوجه. فالإمام المارغني لا يمثّل مذهب المغاربة لأنّه من المتأخرين من جهة وتأصيله يحتاج إلى دعم من أقوال متقدّميه من المغاربة وهذا يقال في الأزميري بالنسبة للمشارقة.
فالحلّ هو دراسة منهجيّة المتقدّمين كالداني ومكي القيسي ومن المتأخرين ابن الجزري عليه رحمة الله ثمّ نستخرج على ضوء ذلك الفوائد والقواعد مع محاولة تأصيلها وتقعيدها تقعيداً علميّاً بحيث لا تخرج عن طريقة المتقدّمين. والعلم عند الله تعالى.(/)
تقاليد قراءة القرآن – 1 (التقاليد المصرية في القرن 7هـ)
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[13 Aug 2010, 04:04 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
أقبل المسلمون منذ نزول القرآن على قراءته وتدبره، وما يزالون كذلك والحمد لله. وقد اتخذت بعض الشعوب الإسلامية تقاليد لقراءة القرآن، تختلف باختلاف الزمان والمكان.
ومنها تلك التقاليد التي كان يأخذ بها المصريون في القرن 7هـ والتي يحدثنا عنها الإمام السخاوي، في كتابه جمال القراء: 243:
"ذكر أرباع أجزاء الستين:
وكان شيخنا أبو القاسم [يعني: الشاطبي] – رحمه الله – يأخذ بذلك على من يجمع القراءات؛ فيقرأ عليه الجزء من الستين في أربعة أيام. والناس إلى اليوم يجتمعون بجامع مصر بعد تسليم الإمام من صلاة الصبح حول المصحف الكبير، ولذلك المصحف قارئ مجيد يجلس على دكة، والمصحف بين يديه، وعنده شمعتان عن يمينه وشماله، ورجلان قائمان بين يديه، يفتح أحدهما المصحف ويصفح للقارئ أوراقه، ويقرأ هذا الجزء على الناس، بصوت رفيع ويدعو عقيب ذلك، ويتفرق الناس. يفعل هذا في كل يوم على الدوام، ولهذا القارئ على هذه القراءة في كل شهر خمسة دنانير مصرية".
المصدر:
جمال القراء وكمال الإقراء – تأليف: السخاوي (أبي الحسن علم الدين علي بن محمد) – تحقيق: مروان العطية، و/ محسن خرابة – دار المأمون للتراث – دمشق – ط 1– 1418هـ / 1997م.(/)
التجويد العلمي والعملي بين النظرية والتطبيق
ـ[بودفلة فتحي]ــــــــ[13 Aug 2010, 01:52 م]ـ
التجويد العلمي والعملي بين النظرية والتطبيق
جمهور أهل العلم فرّقوا في مبحث حكم التجويد بين قسميه العلمي والعملي فقالوا بوجوب الأوّل وجوبا كفائيا وبوجوب الثاني وجوبا عينيّاً وفي المسألة أقوال ومذاهب أخرى سيأتي بيانها
وسنحاول من خلال هذا المطلب الوقوف على حقيقة هذا التفريق على مكانته في علم التجويد و على مدى مطابقته للواقع ...
التجويد العلمي هو قواعد العلم وجانبه النظري المسطّر في المؤلفات والكتب ...
أما التجويد العملي فهو قراءة القرآن الكريم وفق هذه القواعد دون الإخلال بشيء منها ...
إنّ السبب الأوّل والأهمّ ولا يبعد أن يكون الوحيد ... الذي دفعهم للتفريق بين القسمين هو حكمهما الشرعي المختلف ولا سببّ وجيه لاختلاف هذا الحكم إلاّ كون التجويد العملي حسب زعمهم يمكن تحصيله دون الوقوف على التجويد العلمي ... لهذا لم يأخذ حكمه وإلاّ فإنّ الأصل في الوسائل أن تأخذ حكم مقاصدها وغاياتها ... ولنا على هذه القسمة ملاحظات نسجلها في شكل نقاط لا بدّ من مراعاتها واستحضارها عند الوقوف على مباحثها ...
? سبق وأن قلنا في مباحث تعريف التجويد: " ... هي قسمة وإن كانت وجيهة في أوّل الأمر لما كان لا يزال اللسان العربي مستقيم الطبع أو قريبا من ذلك لا يحتاج إلى كثيرِ دراسة ورياضة وعناية ليصل إلى تجويد الحروف وتصحيحها , أمّا اليوم وقد غلب على كلامنا لسان الأعاجم وامتزجت العربية الأصيلة برطانة اللهجات الدارجة فإنّه يصعب ويشقّ إن لم أقل يستحيل على الواحد منّا أن يتمكن من القراءة المجوّدة الصحيحة دون الوقوف على الجانب النظري من التجويد ودراسته وبحثه وفهمه واستيعابه ... " فيعود الأمر بذلك إلى الأصل وهو كون أحكام المقاصد والغايات تنسحب على وسائلها ولا داعي ولا مجال للتفريق حينها بين القسمين من جهة حكمهما الشرعي
? وقلنا أيضاً: " ... إنّه ما من علم إلاّ وله جانب علمي وآخر عملي , لأنّ أصل العلم إنّما يقصد به العمل فالتفسير له قواعده وأحكامه والمقصود منه الفهم والتدبّر والفقه كذلك يقصد به العمل بأحكامه والأصول التمكن من الاستنباط ونحو ذلك ... فهل ذكروا هذه التفصيلات والتقسيمات في تعريفاتهم [وأحكامهم] ... بل وهل اشترطوا العمل من أجل العلم هل اشترطوا لمن يريد أن يتعلم أحكام الحجّ أن يحجّ ولمن يتعلم أحكام الاستنباط أن يستنبط أبدا لم يشترط ذلك أحد1 بل الشرط كلّ الشرط أن لا يحجّ إلاّ من فقه الحجّ ولا يستنبط إلاّ من فقه الاستنباط ولا يجوّد إلاّ من فقه التجويد فأين الفرق بين علم التجويد وغيره من العلوم ـ من هذه الحيثية ـ حتى نشترط فيه ما لم نشترطه في غيره [ونضع له ـ وحده ـ تفصيلات وتقسيمات وأحكاما خاصّة لم نضعها لغيره] ... "
? إنّ العمل بالتجويد متوقف على العلم بقواعده , وقد يدّعي البعض أنّه يستطيع الاستغناء عن شيء منها وربّما كثير منها ويعوّض ذلك بما يسمعه من القراءة الصحيحة وهذا مردود من جهتين اثنين:
• الأولى: إنّه ادّعاء لا يصدّقه الواقع فمن يأتنا بهذا الذي يحسن التجويد ولا علمَ له بقواعده
• الثانية: إنّ الإحاطة بجميع مباحث التجويد ومسائله بمجرد السماع غير ممكن إذ كثير من الأحكام لا تأخذ بالسماع كالإشمام الذي لا علاقة له بالسمع أو كتلك المتعلقة بالرسم ثمّ إنّ القواعد الكلية والأصول لا يمكن العلم بها من خلال سماع جزئياتها وأفرادها ... إذ الجمع بين هذه الجزئيات يحتاج إلى نظرة كلّية لا تتحصّل إلاّ لمن له إلمام بقواعد التجويد
? حتّى لو سلّمنا أنّ التجويد العلمي يفرق عن العملي لا من حيث وجوبه ولكن من حيث تعيّن العملي دون العلمي كما هو مذهب الجمهور على ما سيأتي بيانه ... ما حكم الواجب الكفائي إذا لم تتأد هذه الكفاية؟ أليس الإثم حينها يعمّ الأمّة كلّها؟ والمقصود بالكفاية ليس حفظ العلم ـ والله أعلم ـ وإنّما وجود كفاية من العالمين به قادرين على تصحيح قراءة الناس ... ولا أحد يقول بتعميم الإثم ولكن المطلوب والمقصود من أهل العلم والشباب منهم على وجه الخصوص أن لا يزهدوا في تحصيل هذا العلم بحجة أنّه مستحبّ أو واجب كفائي وأنّ القراءة الصحيحة ممكنة دون تعلّمه والوقوف على مسائله ...
(يُتْبَعُ)
(/)
? حتى ولو سلّمنا جدلاً أنّ العمل بالتجويد ممكن دون العلم بقواعده وأحكامه فإنّ هذا الذي يقرأ القرآن ويجوّده بمجرد التلقي سرعان ما يلحن فيه ويقرأه بما لم ينزل به إذ لا يمكنه حفظ وضبط ما لا علم له به سوى نقل كنقل الببغاء لن يبرح أن تلحقه آفة الخلط والنسيان يقول الإمام مكي بن أبي طالب القيسي رحمه الله: "القراء يتفاضلون في العلم بالتجويد فمنهم من يعلمه روايةً وقياساً وتمييزا فذلك الحاذق الفطن. ومنهم من يعرفه سماعاً وتقليداً فذلك الوهن الضعيف. لا يلبث أن يشكّ ويدخله التحريف والتصحيف , إذا لم يبن على أصل ولا نقل على فهم"2 ِ ويقول أبو بكر بن مجاهد في وصف حملة القرآن: "مِن حملةِ القرآن: المعرِبُ العالمُ بوجوه الإعرابِ والقراءاتِ العارف باللغات ومعاني الكلام , العالم البصير بعيب لفظ القراءةِ المنتقد للآثار.3 فذلك الإمام الذي يفزعُ إليه حفاظُ القرآن من كلّ مصرٍ من أمصار الإسلام. ومنهم: من يُعرِبُ ولا يلحن ولا علمَ عنده غير ذلك. فذلك كالأعرابي الذي يقرأُ بلغته ولا يقدرُ على تحويل لسانه فهو مطبوع على كلامه.4 ومنهم: من يُؤدّي ما سمعه ممّن أخذ عنه وليس عنده إلاّ الأداء لما تعلّم لأنّه لا يعرفُ الإعراب ولا غيره. فذلك الحافظُ فلا يلبثُ مثله أن ينسى إذا طال عهده , فيضيع الإعراب لشدّة تشابهه عليه , وكثرة ضمّه وفتحه وكسره في الآية الواحدة , لأنّه لا يعتمد على علم العربية. ولا به بصر بالمعاني يرجع إليه , وإنّما اعتماده على حفظه وسماعه. وقد ينسى الحافظ فيضيع السّماعَ , ويشتبه عليه الحروف , فيقرأ بلحنٍ لا يعرفه , وتدعوه الشبهة إلى أن يرويه عن غيره , ويبرّئ نفسه , وعسى أن يكون عند الناس مصدَّقاً , فيحمل ذلك عنه, وقد نسيه وأوهم فيه وحبسَ نفسه على لزومه والإصرار عليه. أو يكون قد قرأ على من نسيَ وضيّعَ الإعرابَ , ودخلته الشبهة فتوهّم. فذلك لا يَقلَّدُ القراءةَ ولا يحتجُّ بنقلِه ... "5 والخلاصة أنّ هذا الذي تمكّن من التجويد العملي دون الوقوف والنظر في التجويد العلمي لن يسلم من الخطأ والنسيان أو على الأقلّ لا ينبغي أنْ نأتمن ونطمئن لحفظه الخالي والمجرد من الضبط والدراية والوعي ... بل قد يتعدى خطره ويعظم إذا لحن أو نسي دون أن يتفطّن هو أو من يقلده وينقل عنه هذا الخطأ والنسيان ـ وكيف يتفطّن للخطأ وهو لا يملك آليات المعرفة والتمييز ـ فينقلب الباطلُ حقّاً والخطأ صواباً ... فيُحرّف كتاب الله ويعدلُ عنه والعياذ بالله ...
? ثمّ إنّ من كمال المقرئِ وتمام الإقراءِ الجمع بين التنظير والتطبيق بين العلم والعمل يقول مكي رحمه الله: "فنقلُ القرآن فطنةً ودرايةً أحسن منه سماعاً وروايةً , فالرواية لها نقلها والدراية لها ضبطها وعلمها , فإذا اجتمع للمقرئ النقلُ والفطنة والدرايةُ وجبت له الإمامة وصحّت عليه القراءة , إن كان له مع ذلك ديانة"6 ويقول الحافظ أبو عمرو الداني رحمه الله:" وقراء القرآن متفاضلون في العلم بالتجويد والمعرفة بالتحقيق فمنهم من يعلم ذلك قياساً وتميزاً وهو الحاذق النبيه، ومنهم من يعلمه سماعاً وتقليداً وهو الغبي الفهيه، والعلم فطنة ودراية آكد منه سماعاً ورواية، وللدراية ضبطها ونظمها وللرواية نقلها وتعلمها، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم."7
? إنّ هذا الذي فرضناه تمكّن من التجويد العملي دون النظر في التجويد العلمي لا يمكنه أنْ يعلّمَ غيره وهو واجب إثمه لا يرتفع ولا يندفع عن الأمّة حتى يحصل فيه الكفاية ... كما أنّه لا يؤتمن على القرآن من نقله ـ كما تقدّم ـ فما فائدة موهبته تلك التي لا تتعداه لغيره.
? بعضهم علّق وجوب التجويد بما اتفق القراء عليه دون ما اختلفوا فيه يقول ابن حجر الهيثمي رحمه الله:"يجب وجوبا شرعيا على القارئ أن يراعي في قراءته الفاتحةِ وغيرِها ما أجمع القراءُ على وجوبه دون ما اهتلفوا فيه ... "8 , ولا يمكن التحقق ممّا اتفق عليه القراء وممّا اختلفوا فيه إلاّ بالوقف على كتبهم ومنقولاتهم لا بمجرد السماع ـ والله أعلم ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
? ولهذه الأسباب جميعها نصّ غير واحد من أهل العلم على وجوب التجويد العلمي كالعملي , سواء كلّه بالنسبة لطلبة العلم وأهله أو الجزء الذي لا يمكن تصحيح القراءة إلاّ به بالنسبة لعموم المسلمين ... يقول الشيخ محمود علي بسّة:" وأمّا حكم تعليمه فهو فرض كفاية بالنسبة إلى عامة المسلمين, وفرض عين بالنسبة إلى رجال الدين من العلماء والقراء, ومهما يكن من شيء , فإنه يأثم تاركه منهم ويتعرض لعقاب الله ... "9 ونفس الكلام قاله الشيخ محمد مكي نصر الجرسي يقول الشيخ الحصري رحمه الله:" ... وأما بالنسبة لأهل العلم فمعرفته واجبة على الكفاية , ليكون في الأمة طائفةٌ من أهل العلم تقوم بتعلّم وتعليم هذه الأحكام لمن يريد أن يتعلّمها , فإذا قامت طائفةٌ منهم بهذه المهمة سقط الإثم والحرج عن باقيهم , وإذا لم تقم طائفة منهم بما ذُكر أثموا جميعاً."10 ويقول أحمد الطويل:"معرفة قواعد التجويد وأحكامه فرض كفاية على الأمة , إذا قام به بعض المسلمين سقط الإثم عن الباقين , إلاّ إذا لم يتأتّ التجويد العملي إلاّ بمعرفة التجويد العلمي , فإنّه يأخذ حكمه , فما لا يتمّ الواجب إلاّ به فهو واجب."11 ونحو ذلك في الشرح العصري لمحمد بن محمود حوّا12 بل و في جلّ كتب التجويد الحديثة منها على وجه الخصوص فالقدماء قلّ من فرّق بين القسمين
الهوامش:
1 هذا الكلام إنّما ذكر في فصل التعريف ردّاً على من أدرج في تعريف التجويد العمل به فلا يتأتى العلم بالتجويد إلاّ بتطبيقه
2مكي بن أبي طالب القيسي (437هـ): الرعاية لتجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة؛ دار الصحابة للتراث 1422هـ 2002م ص22
3 يلاحظ ها هنا أنّ اصطلاح التجويد لم يكن قد ظهر بعد بل والعلم ذاته لم يكن قد استقل عن علوم اللغة والقراءات فهو مندرج في قوله (وجوه الإعراب) وفي قوله (القراءات) وظاهر أتمّ الظهور في قوله (عيب لفظ القراءة ... ) والله أعلم.
4 ولم يعد لم يقرأ القراءة الصحيحة بطبعه وسجيّته على السليقة وجود في زماننا هذا ولا في الأزمنة المتقدمة بعد أن دخل اللحن اللسان العربي عندما اختلط المسلمون بغيرهم من الأعاجم
5 المرجع نفسه ص23
6 المرجع السابق ص22
7 نقلا من: محمد بن سيدي محمد محمد الأمين؛ الوجيز في حكم تجويد الكتاب العزيز , نسخة إلكترونية , مبحث تاريخ التجويد
8 الشرح العصري ص49
9 العميد ص8 والوصف الأخير قاله دون التفريق فيه بين قسمي التجويد وانظر: محمد مكي نصر الجرسي. نهاية القول المفيد في علم التجويد , مكتبة الصفا الطبعة الأولى 1999م ص6
10محمود خليل الحصري (1401هـ):أحكام قراءة القرآن؛المكتبة المكية بالاشتراك مع دار البشائر الإسلامية بتحقيق محمد طلحة بلال ,ط2 ص27
11تيسير علم التجويد ص9
12الصفحة 49
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[13 Aug 2010, 05:14 م]ـ
أخي الكريم: فرق واضح بين التجويد العلمي الذي هو المعرفة بالقواعد النظرية في علم التجويد وحفظها واستظهارها، والتجويد العملي الذي هو: تطبيق أحكام التجويد على قراءة القرآن.
وكثير من الناس متقن للجانب النظري، ولكنه غير متقن للجانب التطبيقي العملي، والعكس صحيح، ولذلك تجد كثيرا من الأطفال يطبق الأحكام من المدود وأحكام النون الساكنة والتنوين، وأحكام الميم الساكنة، وغيرها، ولو سألته عن تعريف المد أو الغنة أو الإظهار أو الإقلاب ... الخ = لما عرف لذلك جواباً، وهذا معلوم لكل أحد، وقد عرفته من نفسي وأنا طفل صغير، حيث تعلمت التجويد العملي قبل أن أعرف حرفا واحدا في النظري، وأمثالي كثر جدا، بل أقول: إن ذلك هو الأصل في تعليم التجويد للصغار خاصة، والله أعلم.
ـ[بودفلة فتحي]ــــــــ[15 Aug 2010, 09:18 ص]ـ
شكر الله للأستاذ الفاضل اهتمامه وملحوظاته
المثال الذي قدّمه الأستاذ عن الصبية الذين يحفظون القرآن مجوّدا صحيحا دون أدنى معرفة بأحكام التجويد النظرية؛ صحيح معروف ومشهور لكن هل هذه المعرفة تستغرق القرآن كلّه؟ وهل يؤمن معها الوهم والخلط واللبس؟ وهل تكفي هذه المعرفة العملية لأحكام التجويد حتى يعدّ هذا الطفل عالما بالتجويد؟ وهل يستغني هذا الطفل بمعرفته التطبيقية العملية عن تعلم الأحكام النظرية بعد بلوغه أم لا بدّ من تعلّم الأحكام النظرية لتثبيت أحكامه العملية؟
اعتقد ـ والله أعلم ـ أنّ الأجوبة على هذه الأسئلة من الناحية النظرية قد تختلف عند الكثيرين منّا لكن ما أطلبه من المتصفحين الكرام أن يجيبوا انطلاقا من تجاربهم الخاصة ... فجلّنا تعلم التجويد عمليا قبل أن يتعلمه نظريا وعلميا ... ولكن هل ما تعلمناه في صبانا (عمليا) أغنانا عن وجوب وفرضية تعلم الجانب النظري؟ حتى نتأكّد من إمكانية الإحاطة بأحكام التجويد إحاطة تامة تبرئ الذمة فقط من خلال قسمه العملي دون العلمي أي دون تعلمه نظريا بقواعده ومسائله ومباحثه.
ما أطرحه هنا مجرد رأي وتساؤل أرجو من الأساتذة الكرام أن يفيدونا بما حباهم الله به من علم في هذه المسألة ...
والله يهدي إلى سواء السبيل ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو هاني]ــــــــ[19 Aug 2010, 05:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العلوم البشرية تبدأ بالجانب العملي حتى إذا تنبه المهتمون شرعوا في وضع ملاحظاتهم التي توصلوا إليها من تتبعهم لهذا الجانب العملي ووضع قواعد اللغة وتدوين الملاحظات الفلكية من الأمثلة الواضحة على ذلك. والتجويد ـ أعني الأداء الموافق لمعايير الصحة في نطق الأصوات العربية متمثلة في تلاوة القرآن ـ أمر سابق على تدوين المعلومات الصوتية؛ فهذه المعلومات مستقاة من تتبع الناطقين العرب الفصحاء ممن عاصرهم المهتمون بأمر التلاوة القرآنية، وأسبقهم فيما وصل إلينا من تاريخ نشأة العلوم اللغوية هو الخليل بن أحمد رحمه الله، وما نقله عنه تلميذه سيبويه رحمه الله هو المادة العلمية لعدد من علوم اللغة العربية: الأصوات، الصرف، النحو.
والوضع الصحيح لعلاقة الدرس النظري للعلم ممثلا في الأحكام والاستنتاجات بالأداء العملي لا بد من بقائها على هذه الصورة؛ فالأداء هو المصدر والتدوين هو نتيجة لما لاحظه المهتمون بالأمر، وليس من المتصوَّر أن تكون الملاحظات المدوَّنة حاكمة على الأداء بعامة بل يقتصر ذلك على تصويب الأخطاء؛ كالشأن في النحو والصرف، بل إذا نظرنا في الفلك وجدنا أن الملاحظات لا تتحكَّم فيما يجري في فضاء السموات، ومهما يبلغ الفلكيّ من المعرفة بما كتبه السابقون فليس في مقدرته تعديل مسار كوكب ولا نجم ولا التحكم في مواقيت شيء من ذلك ولا مساراته.
هكذا تكون العلاقة بين الأداء العملي والتدوين النظري، والأداء أوضح في نقل المعرفة؛ لأن الوصف اللفظي للظواهر قد يقصُر عن نقل الكيفية الصحيحة للأداء، وهذا من أسباب الخلاف اللفظي في تحديد مفهوم ظاهرتَي القلب والإخفاء، وقد كفتنا التسجيلات الصوتية لعدد من القراء الضابطين مشقة التمثيل اللفظي للظاهرتين: فالرجوع المدقّق لهذه التسجيلات يساعد في تجلية الأمر إذا غابت العصبية.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[19 Aug 2010, 08:21 م]ـ
هكذا تكون العلاقة بين الأداء العملي والتدوين النظري، والأداء أوضح في نقل المعرفة؛ لأن الوصف اللفظي للظواهر قد يقصُر عن نقل الكيفية الصحيحة للأداء، وهذا من أسباب الخلاف اللفظي في تحديد مفهوم ظاهرتَي القلب والإخفاء، وقد كفتنا التسجيلات الصوتية لعدد من القراء الضابطين مشقة التمثيل اللفظي للظاهرتين: فالرجوع المدقّق لهذه التسجيلات يساعد في تجلية الأمر إذا غابت العصبية.
السلام عليكم
شيخنا الكريم إذا كان هناك علاقة بين الأداء العملي والتدوين النظري في حيز معين، لا يلزم منه أن يكون التدوين النظري شاملا الأداء العملي بالدقة المطلوبة، فلا يخفي علي فضيلتكم أن الأصوات لا توصف بالضبط ولكن تقرّب.
أما قضية التسجيلات فهل تقصد المرتلة أم المجودة؟
فإن كانت الأولي ففيها الأداء الصحيح لطريقة الإخفاء.
وإن كانت الثانية ـ أي المصاحف المجودة للشيخ محمد رفعت والشعشاعي وشعيشع وغيرهم فقد بين الشيخ أيمن سويد ـ حفظه الله ـ خطأ قراءتهم للقلب وإخفاء الميم وأن أداءهم مائل إلي أو قريب من الكز ولو كان مكان القراء قديما لقال عن الإخفاء ميم مظهرة مع الغنة ... ففي كلامه في هذا الموضع خاصة انصاف وإظهار للحقيقة.
ولكم أرق التحيات والأمنيات، وكل عام وأنتم بخير
والسلام عليكم
ـ[بودفلة فتحي]ــــــــ[20 Aug 2010, 06:22 ص]ـ
شكرا للأساتذة الكرام ... شكرا لكم على هذه الفوائد القيّمة:
الأستاذ أبو هاني:
العلوم البشرية تبدأ بالجانب العملي حتى إذا تنبه المهتمون شرعوا في وضع ملاحظاتهم التي توصلوا إليها من تتبعهم لهذا الجانب العملي ووضع قواعد اللغة وتدوين الملاحظات الفلكية من الأمثلة الواضحة على ذلك. والتجويد ـ أعني الأداء الموافق لمعايير الصحة في نطق الأصوات العربية متمثلة في تلاوة القرآن ـ أمر سابق على تدوين المعلومات الصوتية؛ فهذه المعلومات مستقاة من تتبع الناطقين العرب الفصحاء ممن عاصرهم المهتمون بأمر التلاوة القرآنية، وأسبقهم فيما وصل إلينا من تاريخ نشأة العلوم اللغوية هو الخليل بن أحمد رحمه الله، وما نقله عنه تلميذه سيبويه رحمه الله هو المادة العلمية لعدد من علوم اللغة العربية: الأصوات، الصرف، النحو.
الأستاذ عبد الحكيم عبد الرزاق:
إذا كان هناك علاقة بين الأداء العملي والتدوين النظري في حيز معين، لا يلزم منه أن يكون التدوين النظري شاملا الأداء العملي بالدقة المطلوبة، فلا يخفي علي فضيلتكم أن الأصوات لا توصف بالضبط ولكن تقرّب.
لكن السؤال الذي أريد طرحه على الأساتذة الكرام ليفيدونا هو:
هل يمكن (اليوم) (واقعا وعمليا) تحصيل (علم) التجويد (كلّ علم التجويد) من خلال جانبه العملي الأدائي فقط؟ أفيدونا جزاكم الله خير الجزاء ...
اليوم: حتى لا يندرج في السؤال العهد الذي سبق التدوين
واقعا وعمليا: حتى لا يندرج الجانب النظري التصوري فقط
علم , كلّ علم التجويد: المقصود ما تبرأ به ذمة الفرد المسلم في قراءة القرآن وذمة الأمة بنقل وحفظ علم من علومها الشرعية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو هاني]ــــــــ[20 Aug 2010, 12:13 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما عن تحصيل فن التجويد ـ كما سمَّاه أهله قديما ـ والمراد الأداء العملي فهذا ممكن بل هو المنشود أصلا؛ فالتلقي والعرض هما أساس الأمر في المهارات التطبيقية، وصغار المتلقِّين مثال واضح اليوم وفي كل وقت.
وأما الجانب النظري فما نشأ إلا لتثبيت الصورة العملية في شكل كتابي وهذا في الغالب لا ينقل الصورة تامة، وقد قيل قديما إن من الأمور ما تدركه المعرفة ولا تحيط به الصفة أي الوصف اللفظي، وهذا ملموس في محاولة التعبير عن درجات الألوان والأصوات والطعوم، والتعبير عن القيَم الجمالية في الشعر مثلا.
وأما عن التلاوات التي سُمِّيت مرتلة ففي كثير منها وقع تدخلٌ فرَضَ وجهة نظر واحدة أنكرها كثير من الضابطين؛ ذلك أن الأمر وُكِل إلى مَن أعاد قولا قديما وألزم القارئين اتباعه، هذا في تسجيلات المصريين ومن أخذ عنهم، ولكن سلِم من ذلك ما سجَّله الشيوخ عبد الله خياط، وعبد الله الخليفي، وعبد الله السبيِّل، وأغلب تلاوات علي عبد الله جابر من أئمة المسجد الحرام رحمهم الله فإنهم فيما يبدو لم يتأثروا بذلك القول.
وأما ما سُمِّي بالمجوَّد ـ والواقع أن جميع التلاوات يصدق عليها أنه مجوَّدة ومرتَّلة ـ فالرجوع إلى تسجيلات القراء الذين توفاهم الله ولم يؤدوا التلاوة المرتلة هو خير معيار، ومثلها التسجيلات المبكرة لمن أدوا المرتلة؛ فمن الأولين: منصور الشامي الدمنهوري، وعبد العظيم زاهر، ومحمد الصيفي، وعبد الرحمن الدَّرَوِي، ومحمد فريد السنديوني، وكامل يوسف البهتيمي، وعلي محمود، ومحمد رفعت، وعلي حزَيِّن، ومن الآخرين: محمود خليل الحصري، ومحمود عبد الحكم، ومحمد صديق المنشاوي.
وأما كلمة الكزّ فهي مصدر الخلاف القديم الحديث؛ ذلك أن صوت الميم يتكون بتلامس الشفتين بحيث يمتنع مرور النفَس من بينهما واتجاهه إلى الخيشوم لتصدر منه الغنّة، ودرجة التلامس لا دخل لها في الأمر؛ فسواء أكان التلامس رقيقا أم كان قويا نتج صوت الميم من الخيشوم أي تجويف الأنف، وبداية التصور الذي أحدث البلبلة كانت بالتحذير من كز الشفتين وهذا لا يؤث في نطق الميم، ولكن تضخمت كرة الثلج حتى انتهى الأمر بالتحذير من إغلاق الشفتين ألبتة بل الإلزام بتركهما منفرجتين مع خلاف في مقدار الفُرجة، وإلى القائل بأنه لا يلزم من عدم التصريح بذلك قديما عدم وجوده أقول: لنكن في جانب السلامة؛ فعدم التصريح بذلك يكون الأَوْلى معه الأخذ بالإغلاق وليس الأخذ بما لم يرد به تصريح!
وأما أن الدكتور أيمن سويد حكم بخطإ قارئين من القدامى فلا علمَ لي بذلك، وعلاقتي به شخصية وقد لقيته بمكة منذ بضع سنوات والذي أعرفه من تباحثي معه أنه لا يُقِرّ الفرجة بين الشفتين.
وأما الإخفاء فلي حديث آخر بشأنه فإنه أضعف ما في كتب التجويد.
ـ[أبو هاني]ــــــــ[31 Aug 2010, 02:29 ص]ـ
أشرتُ في المشاركة السابقة إلى أن الإخفاء في كتب التجويد هو أضعف المصطلحات حظا من البيان، وللتوضيح أقول:
التعريفات المشهورة التي تسوقها كتب التجويد للإخفاء تتمثل في أنه:
” حال بين الإظهار والإدغام “، أو هو ” النطق بالنون والتنوين بصفة بين الإظهار والإدغام، بلا تشديد، مع بقاء الغُنَّة “، أو هو ” إخفاء الحرف الأول في الحرف الثاني مع بقاء صفة الغنة “ أو هو إخفاء الحرف الأول عند الحرف الثاني مع بقاء صفة الغنة أو أننا ” خلطنا بعض النون في الحرف الذي بعدها، وأبقينا بعضها ظاهرًا في النطق، وحرصنا على إظهار صفتها التي هي الغنة، ولذلك فإنك إذا نطقت يالنون المخفاة فإنك تنطق بها من الخيشوم، فلا يرتفع اللسان بمخرجها، ولا يلتصق بأصول الثنايا “ ووجه الضعف في هذه التعريفات أن الصفة أو الحال التي بين الإظهار والإدغام، وخلْط بعض النون بما بعدها ونطق بعضها الآخر، هذه البعضية وتلك البينية مما يوصف بأنه غير دقيق، وليس له معيار ولا ضابط.
ولعل الكلمات الأخيرة في التعريف الأخير تكون جزءًا من المفتاح المناسب لوصف كيفية أداء الإخفاء.
وأكمل الحديث في مشاركة آتية إن شاء الله.
ـ[أبو هاني]ــــــــ[02 Sep 2010, 05:20 م]ـ
أُكملُ ما يتعلق بالإخفاء، وإن لم أجد من الأعضاء تجاوبًا!!!
لو أن القارئ الدقيق الملاحظة أدرك كيفية نطق النون الساكنة قبل الفاء في كلمة الأنفال مثلا لوجد أن الشفة السفلى تتجه نحو الثنيتين العُليَين استعدادًا مبكِّرًا لنطق الفاء في أثناء انسياب صوت الغنة من الأنف وبغير أن يكون طرف اللسان في الموضع الخاص بنطق النون، وفي نطق النون الساكنة قبل الذال والثاء والظاء يتحرك طرف اللسان ليقترب من أسفل الثنيتين العليين استعدادًا مبكرًا لنطق كل واحد من هذه الأصوات الثلاثة، وفي نطق النون الساكنة قبل الكاف يتراجع مؤخر اللسان استعدادًا مبكرًا لنطق الكاف فيغلق ممر الهاء في الفم ويجعله ينساب إلى الخيشوم ممثلا إخفاء النون الساكنة بغير اتصال طرف اللسان بموضع نطق النون المتحركة. وهذا يوضح ما عناه المؤلفون بكلمة عند التي وردت في أحد تعريفات الإخفاء: (هو إخفاء الحرف الأول عند الحرف الثاني مع بقاء صفة الغنة) وهو أيضا يوضح معنى العبارة التي تقول: إن الغنة تتبع ما بعدها أي من حيث موضع عمل أعضاء النطق ومن بينها اللسان، وقد بلغ عدد مواضع نطق النون بالنظر إلى هذا نحو ثمانية عشر موضعا: منها 15 تتعلق بالإخفاء، وواحد خاص بالقلب والإدغام في الميم، واثنان يتعلقان بالإدغام في الراء وفي اللام، وربما كان العدد فوق ذلك.
من هذا التفصيل يتضح أن القول بتعليق اللسان في فراغ الفم وجعله معطلا عن المشاركة في إنتاج الأصوات ليس على صحة مطلقة بل إن له مشاركة متغيرة بحسب ما بعد النون الساكنة.
قد يحتاج القول إلى زيادة بيان، وربما يكتفي الإخوة المتابعون بما قدمت.
وسلام الله عليكم جميعًا ورحمته وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Sep 2010, 07:04 م]ـ
أُكملُ ما يتعلق بالإخفاء، وإن لم أجد من الأعضاء تجاوبًا!!!
وفقك الله يا أبا هاني على ما تفضلت به، ولعلمك فإنني أقدر ما تكتبه كثيراً وأنتفع به وأهتم به، لعلمي بتضلعك من هذا العلم، وليتك تتكرم فتكتب في التوقيع ما يعرف الإخوة بك، فأنت تكتب بكنيتك فقط، والقراء لا يعلمون أنك أستاذ جليل متخصص في الصوتيات والدراسات المتعلقة بالتجويد منذ سنوات طويلة.
ـ[أبو هاني]ــــــــ[04 Sep 2010, 12:39 م]ـ
شكر الله لك أيها الأخ الفاضل، وتلبية لمطلبك أعرِّف نفسي إلى أهل المنتدى الكرام:
اسمي: محمد عبد الله جبر سلومة، تقاعدت وأنا أستاذ مشارك متخصص في العلوم اللغوية (العربية ثم ما جدَّ) بقسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية بمصر، وفي السنوات الثماني الأخيرة عملت بمعهد تعليم اللغة العربية بجامة الإمام بالرياض حيث أشرفت على عدد من رسائل الماجستير في تعليم العربية للناطقين بغيرها وشاركت في مناقشة غيرها وقدَّمت ما أعانني الله به من جهد في تعليم العربية للوافدين من أبناء المسلمين للالتحاق بالجامعة.
كانت دراستي لعلم الأصوات phonetics وعلم وظائف الأصوات phonology هي التي أوضحت لي معالم التجويد؛ وتبينتُ الدرجة العظيمة من اليسر والسهولة في تفسير ما حوته كتب التجويد وعبارات معلّميه إذا أدرك المتعلِّم مبادئ ذينك العِلمين؛ فمعرفة كيفية صدور الأصوات اللغوية، وتأثر بعضها ببعض عند تجاورها، وميل الناطق إلى بذل أقل جهد تفسِّر ظاهرتي الإدغام والقلب ومعظم حالات الإخفاء، وبذلك تكاد مسائل التجويد تنحصر في حالات النون الساكنة وشيء من مقادير المدود.
تحياتي إلى شخصك الكريم وإلى الإخوة افضلاء في ملتقى التجويد. أعاد الله على أمة الإسلام أعيادهم وهم في عزة ومنعة.(/)
اصطلاح الواجب عند القراء وعلماء التجويد بين الشرعي الصناعي والاصطلاحي
ـ[بودفلة فتحي]ــــــــ[13 Aug 2010, 02:08 م]ـ
التمييز بين الواجب الشرعي , الصناعي والاصطلاحي
كثيرا ما يتردد اصطلاح الواجب في كتب القراءات والتجويد ولكنّه لا يراد به نفس المعنى كما أنّه لا يراد به دائما المعنى المشهور المتبادر إلى ذهن عموم المسلمين عند سماع هذه اللفظة ألا وهو ما يلزم المكلفين فعله ... لهذا وجب تسجيل وقفة ها هنا نبيّن فيها حقيقة هذا الاصطلاح عند أهل القراءة والتجويد ...
1. الواجب الشرعي1 هو عند جماهير الأصوليين "ما طلب الشارع فعله لزوما" أو هو كما عرّفه الشوكاني رحمه الله "ما يمدح فاعله ويذم تاركه على بعض الوجوه" وعرّفه أبو الوليد الباجي بقوله "ما كان في تركه عقاب من حيث هو تركٌ له على وجه ما " وهو اصطلاح مشترك بين علماء الشريعة قاطبة وهو المرادف عند الجمهور للفرض ويسمى كذلك بالمكتوب والحقّ والحتم ... وإذا أطلق هذا الاصطلاح في شتّى الفنون والعلوم الشرعية من غير قرينة صارفة سواء كانت حالا أو مقاما أو سياقا أو لفظا أو نغما ... انصرف إلى هذا المعنى المذكور ها هنا.
ويرى صاحب السلسبيل 2 أنّ الواجب الشرعي إنّما يطلق عند علماء التجويد والقراءات ويقصد به أحد معنيين اثنين الأوّل:ما يحفظ الحرف من تغيير مبناه ومعناه وهو ما يلزم لتجنب ما يسمى باللحن الجليّ حيث يقول:
صيانة اللفظ عن الجليّ يدعونه بالواجب الشرعيّ 3
الثاني: ما أجمع عليه القراء من المسائل والأحكام ويقول في حقّه:
وقيل إنّ الواجبَ الشرعيّا ما فيه إجماعهم سويّا
أمّا القسم الأوّل فهو مندرج في تعريف الواجب الشرعي الذي ذكرناه في أوّل المطلب لأنّه تغيير لمعنى ومبنى الكلمة بغير وجه حقّ وهذا النوع من التغيير تحريف لكلام الله عزّ وجلّ القائل في كتابه {قرآنا عربيا غير ذي عوج} وأمّا القسم الثاني فغالب ما أجمع عليه القراء وعلماء التجويد من الأوجه والأحكام مندرج فيه (الواجب الشرعي) لأنّ جلّ المباحث المجمع عليها لا يجوز العدول عنها والقراءة بغيرها وما يخالفها لا يعدّ قرآناً أصلا ولكن هذا في الغالب الأعمّ إذ يوجد من المجمع عليه بين القراء ما ليس بواجب شرعيّ عندهم ولا يأثم من تركه على وجه العبادة لا الرواية عن القراء ومشايخ الأداء ... ومثال ذلك الاستعاذة في أوّل القراءة فهي ممّا لا خلاف في لزومها عندهم ولكن تركها على مذهب جمهور الفقهاء لا يوجب إثما شرعيا ... ولكن ممّا يدلّ على أنّهم إنّما أرادوا به ما قدّمنا في أوّل هذا المطلب قول ابن غازي في شرحه: "الواجب في علم التجويد ينقسم إلى قسمين: أحدهما: شرعي وهو ما أجمع عليه القراء كالإخفاء والإدغام والإظهار والإقلاب وترك المدّ فيما أجمع على قصره وترك القصر فيما أجمع على مدّه , وغير ذلك ممّا ليس فيه خلاف , فهذا الواجب يفسق تاركه ويكون مرتكبا لكبيرة كما دلّ عليه الحديث السابق (اقرءوا القرآن بلحون العرب) الحديث"اهـ4
2. الواجب الصناعي: هو ما أجمع عليه علماء التجويد وأهل الاختصاص من المسائل والأحكام بحث لا يجيزون في عرفهم تركها ... ويلزمون الآخذين عنهم بها ... ولكن هذا الحتم والإلزام مردّه ومرجعه عرفُهم الخاص لا الشريعة العامة فلا يأثم تاركه عند الله عزّ وجلّ ولا يعدّ عاصيا ولا يستوجب العقوبة والذم عند غير القراء ... ومن أمثلة الواجب الصناعي مسألة الاستعاذة المتقدمة وكذلك البسملة في أوّل السور إذا ابتدأ بها القارئ فإنّها واجبة عندهم يلزمون من ابتدأ القراءة من أوّل السورة أن يأتي بها رغم أنّها في الشرع عامة ليست ملزمة للخلاف الوارد فيها ... ومن أمثلة الواجب الصناعي عند بعض علماء التجويد لا كلّهم ـ خاصة المتأخرين منهم ـ أحكام الإدغام والإخفاء والترقيق والتفخيم ونحوها ممّا هو لازم عندهم من تركه عزّر بما يقتضيه علمهم وعرفهم كطلب الإعادة وعدم الاعتداد بالقراءة أو عدم الإقرار والإجازة ونحو ذلك ... 5
ولصاحب السلسبيل في تعريف الواجب الصناعي أربعة أقوال الأوّل منها نصّ عليه بقوله:
(156) وصونُهُ عنِ الخفيِّ المشاعِ يدعونه بالواجب الصناعي
(يُتْبَعُ)
(/)
قال صاحب معجم مصطلحات علم القراءات يشرح هذا القول:"هو صون اللفظ عن اللحن الخفيّ , كالإدغام والإخفاء والقلب والترقيق والتفخيم , ممّا لا يتغير معه المعنى , لكن يذهب برونق وجمالية اللفظ , ومرتكبه غير آثم على أحد الأقوال."6
أما الأقوال الثلاثة الأخرى فنصّ عليها بقوله:
(158) والواجب الثاني أيّ الصناعي على ثلاثةٍ من الأنواعِ
(159) تعليمُ من بطبعه يجيدُ قراءةً أوْ شأنُهُ التقليدُ
(160) أو كان من حُكْمِ الوقوف يدري أو من مسائل اختلافِ القرّا
قال ابن غازي يشرح هذه الأوجه الثلاثة للواجب الصناعي:"الأوّل: ما كان من مسائل الخلاف نحو قوله {تجري من تحتها الأنهار} آخر التوبة ونحو قوله {فإنّ الله هو الغني الحميد} فإنّ الأوّل قرأه ابن كثير بزيادة {من} قبل {تحتها الأنهار} , وقرأه الباقون بترك تلك الزيادة. والثاني قرأه نافع وابن عامر و وكذا أبو جعفر بترك {هو} فيصير اللفظ {فإنّ الله الغنيّ الحميد} وقرأه الباقون {فإنّ الله هو الغني الحميد} بزيادة {هو} قبل {الغنيّ} وهذا الواجب أعني ما كان من وجوه الاختلاف لا يأثم تاركه ولا يتّصف بالفسق.
والثاني: ما كان من جهة الوقف فإنّه لا يجب على القارئ الوقف على محل معيّن بحيث لو تركه يأثم , ولا يحرم الوقف على كلمة بعينها إلاّ إذا كانت موهمة وقصدها و فإن اعتقد معناها كفر والعياذ بالله كأن وقف على قوله {إنّ الله لا يستحيي} {ومن إله إلاّ الله} {وإنّي كفرتُ} وشبه ذلك , ومعنى قولهم لا يوقف على كذا معناه أنّه لا يحسن الوقف صناعة على كذا وليس معناه أنّ الوقف يكون حراماً , قالوا: ونحو قوله {لقد سمع الله قول الذين قالوا} وابتدأ بما بعد ذلك7 فيحرم عليه فإن اعتقد معناه كفر كما هو ظاهر" 8
"والثالث: وجوبه على من أخذ القراءة علي شيخ متقن ولم يتطرّق إليه اللحن سبيلا من غير معرفة أحكام وعلى العربي الفصيح الذي لا يتطرق غليه اللحن سبيلا بأن كان طبعه القراءة بالتجويد من غير أن يخلّ بشيء في قراءته من الأحكام المجمع عليها فإن تعلم هذين للأحكام أمر صناعي أما من أخلّ بشيء من الأحكام المجمع عليها أو لا يكون عربيا فلا بدّ في حقّه من تعلّم الأحكام والأخذ بمقتضاها من أفواه المشايخ فإن لم يفعل أثم بالإجماع." اهـ9
يبدو أنّ هذه الأقسام والأنواع المذكورة ها هنا إمّا أنّها لا تخرج في حقيقة الأمر عن كونها مطلوبة عند القراء لكن ليس على سبيل اللزوم الشرعي الذي يوجب تركه المعصية والإثم كطلبهم نهاية التحسين والإتقان في التجويد ما يتطلّب اجتناب اللحون الخفية فهو واجب في علمهم مطلوب في فنّهم من تركه عزّر بما يقتضيه عرفهم ... والواجب في الوقف؛ نصّ غير واحد من الأئمة على وجوب بعض القفات في القرآن الكريم ولزومها ووضعوا لها علامات خاصة في القرآن الكريم عرّفه الشيخ الحصري رحمه الله بقوله: " هو الوقف على كلمة لو وصلت بما بعدها لأوهم وصلها معنى غير المعنى المراد ... "10 ولكن هذا الوجوب واللزوم لا يقصد به اللزوم الشرعي الذي يأثم تاركه وإنّما لزوما ووجوبا صناعي خاص كما قال الحصري:" ... وسمي الوقف على هذه المواضع وما شاكلها لازماً للزومه وتحتّمه , وليس معنى ذلك أنّه لازم شرعاً بحيث يستحقّ القارئ الثواب على فعله , والعقاب على تركه , بل المعنى أنّه لازم لجودة التلاوة , وإحكام الأداء , فالقراءة لا تكون جيّدة الصنع , محكمة النسج , بديعة النسق إلاّ إذا روعيت فيها هذه الوقوف."11 وهذا القسم من الوجوب هو الذي أشار إليه الإمام الحافظ ابن الجزري بقوله في المقدمة
وليس في القرآن من وقف وجب ولا حرام غير ما له سبب
يقول الملا علي القاري في شرح هذا البيت ما نصّه: " ... فيجوز وصل الكلمات من أوّلها على آخرها في القرآن العظيم , ولا يكون فاعله تاركاً لواجب عليه بمعنى أنّه يأثم بترك الوقف لديه, وإنّما ينبغي له بالوجوب الاصطلاحي12 ويستحب له باللزوم العرفي في مراعاة الوقوف القرآنية ... "13
(يُتْبَعُ)
(/)
ونفس الكلام تقريبا يقال عن القسمين الأخيرين؛ فخلاف القراء في بعض الأحرف لازم لا يجوز العدول عنه إلى غيره لكن الأخذ بوجه دون وجه لا يوجب الإثم الشرعي ... والتجويد واجب وتعلّه لازم متعلق بذمة جميع المكلفين بقراءة شيئا من كتاب الله عزّ وجلّ لكنّ من أتقن القراءة بالتلقين أو بالطبع دون تعلّم لقواعده ومسائله لا يوقعه في الإثم الشرعي ولا يسمى عاصيا ... والله أعلم بالحقّ والصواب.
3. الواجب الاصطلاحي: هو الذي يطلق في مقابلة اللازم والجائز والممتنع
• فاللازم ما أجمع القراء على حكمه من جميع الوجوه أو هو ما أجمع القراء على حكمه وصفة حكمه مثاله: المدّ اللازم في نحو: {ألم} , {يس} في فواتح السور وفي {ولا الضالّين} و {ءالْآنَ} و {محيايْ} ونحو ذلك ... فقد أجمعوا على المدّ وعلى أنّه لا يقلّ عن ستّ حركات ... ومثله إبدال الهمز في نحو {ءادم} و {إيمان} و {أوتي} فقد أجمعوا على تغييره وعلى أنّه لا يغيّر إلاّ بالإبدال ... وقد يطلق بعضهم على هذا النوع اصطلاح الواجب الصناعي كما تقدّم قريبا ...
• الواجب هو ما أجمع القراء على حكمه و لكن ليس من جميع الوجوه أو هو ما أجمع القراء على حكمه دون صفات هذا الحكم ومثاله في مقابل الأمثلة المتقدمة في اللازم؛ المدّ الواجب وهو المدّ المتّصل الذي أجمع القراء على مدّه ولكنّهم اختلفوا في مقدار هذا المدّ وحكم الهمزة الثانية في {ءالذكرين} , {ءالله} , {ءالان} أجمعوا على تغييرها و اختلفوا في طريقة هذا التغيير فذهب أكثرهم إلى التغيير بالإبدال واختار آخرون التغيير بالتسهيل ...
• الجائز ما اختلف القراء في حكمه ومثاله في مقابل الأمثلة المتقدمة؛ المدّ الجائز في المنفصل نحو {بما أنزل} والعارض نحو الوقف على {العالمين} والبدل نحو {ءادم} اختلف القراء في حكم مدّه بين من زاد على ما في أصله وبين من قصره على ما فيه من المدّ الطبيعي , وتغيير الهمز في نحو أَءَرباب , أَءِله , أَءُلقي ... اختلفوا بين من أجاز التغيير بمختلف أوجه التغيير وبين من منعه وقرأ بالتحقيق
الممتنع: ما أجمع القراء على إسقاط الحكم فيه كامتناع المدّ في بعض الأحرف وامتناع الإدغام في أخرى وهكذا ...
الهوامش:
1 الحدود في أصول الفقه للباجي ص80 , علم أصول الفقه لعبد الوهاب خلاف ص105 وما بعدها ,الواضح في أصول الفقه للدكتور محمد عبد الله سليمان الأشقر , إرشاد الفحول للشوكاني ص17 مذكرة الشنقيطي على روضة الناظر ص31 ـ 32
2 الشيخ عثمان بن سليمان مراد رحمه الله: نظم السلسبيل الشافي في التجويد , هو نظم جامع في أحكام التجويد يتكون من 265 بيت
3 البيت رقم 155
4 نهاية القول المفيد ص43
5 محمد مكي نصر الجريسي: نهاية القول المفيد في علم التجويد؛مكتبة الصفا 1999م 1420هـ ص42
6 معجم مصطلحات علم القراءات للدكتور عبد العلي المسئول ص336
7 تمام الآية {لقد سمع الله قول الذين قالوا إنّ الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حقّ ونقول ذوقوا عذاب السعير}
8 نهاية القول المفيد ص44
9 نفسه ص44 ـ 45
10 محمود خليل الحصري: معالم الاهتداء إلى معرفة الوقوف والابتداء؛ مكتبة السنة القاهرة 1423هـ 2002م ص14
11 نفسه ص15
12 يقصد الوجوب الصناعي بدليل قوله (اللزوم العرفي)
13 المنح الفكرية ص136
ـ[علاوةمحمدزيان]ــــــــ[09 Dec 2010, 02:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الرسلين محمدبن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما
وبعد:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أخي الكريم /:بودفلة
أخي في الله لقد أفدتنا وأنرت السبيل أمامنا بشرحك الماتع لموضوع (اصطلاح الواجب عندالقراء وعلماءالتجويدبين
الشرعي الصناعي والاصطلاحي) موضحاذلك بالأمثلة التي ضربتها من القرآن فجزاك الله كل خير.
وماأراه سيدي أنك لماأتيت بمثال زيادة (من) في جملة: (تجري-من-تحتها الانهار) حددت ذلك بآخر سورة التوبة. عندبعض القراء
الاأنك لماأتيت بمثال زيادة كلمة (هو) في جملة (فان الله-هو-الغني الحميد) لم تحدد موقعها ممايوهم القارئ أنها حيثماأتت في القرآن
وعليه سيدي حسب علمي المحدود والمحدودجدا هي في سورة الحديد وفي الآية رقم (24) وهي قوله تعالى: (الذين يبخلون ويامرون الناس بالبخل ومن يتول فان الله -هو- الغني الحميد) أرجوالتحديد بالضبط ودمتم في خدمة القرآن وحسبكم أخي قوله عليه
الصلاة والسلام (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).
ـ[بودفلة فتحي]ــــــــ[09 Dec 2010, 09:01 م]ـ
شكرا للأخ الكريم علاوة محمد زيان
المفروض أنّ أمام كلّ نص مقتبس لا بدّ من بيان مصدره
والقرآن أولى النصوص بمثل هذا البيان زيادة في التوثيق
والآية , نعم رقمها 24 من سورة الحديد
لم أذكر موضعها من القرآن الكريم لأنّها ضمن نصٍّ
للإمام ابن غازي استفدته من نهاية القول المفيد ص44
وليس لي أن أزيد في النصّ ما ليس منه والله أعلم
جزاكم الله خير الجزاء وبارك الله فيكم(/)
محاولة ضبط تعريف التجويد وحدّه
ـ[بودفلة فتحي]ــــــــ[13 Aug 2010, 02:56 م]ـ
تعريف التجويد
أهمية التعريفات وضوابطها:
الأصل في تعريف الشيء أن يقتصر فيه على ما يحقق المقصود وهو أن تتبلور في ذهن السامع وتتحدّد مهية الشيء المُعَرّف , وقد يحصل ذلك باللفظ الواحد المفرد وهو المسمى عندهم1 بالتعريف اللفظي؛ يكون اللفظ المعرِّف فيه أظهر من اللفظ المعرَّف كقولك: (جوّد بمعنى حسّن) وهو في حقيقة الأمر من باب شرح المفردات في علم متن اللغة لا أكثر ولا أقلّ, وقد لا يحصل المقصود إلاّ بجملة وعبارة تطول وتقصر بحسب سعة مهيّة المعرَّف وعمق معناه والتباسه أو تداخله بغيره ...
فإذا تحقق المقصود ووقع المطلوب سمي هذا التعريف حدّاً لأنّه يصير بمثابة الحدّ والحاجز الذي يمنع المعرَّف من مشاركة غيره في حقيقته ومهيّته وهو في ذات الوقت الحدّ والحاجز الذي يمنع غير المعرَّف من أن يتداخل معه ويشاركه في حقيقته ومهيته ... 2
وإنّ لمثل هذه الحدود المنضبطة في مختلف العلوم وشتى الفنون نكت عدّة وفوائد جمّة ... فهي تعطيك من أوّل وهلةٍ نظرةً عامة وشاملة للعلم المعرَّف من حيث مباحثه ومسائله , كما تعطيك نظرة دقيقة ومحدّدة له من حيث نسبته لباقي العلوم وغيرها من الفوائد والنكت ... ولهذا اهتمّ العلماء بضبط التعريفات وتدقيق الحدود فصنفوا فيها كتبا كثيرة لعل من أشهرها:
? رسالة الحدود لأبي الحسن علي بن عيسى الرماني (388هـ)
? حدود ابن عرفة الورغيمي التونسي المالكي (802هـ) وعليه شروح عدّة منها شرح أبي عبد الله محمد بن القاسم الأنصاري المعروف بالرصاع (894هـ)
? الحدود في أصول الفقه للقاضي أبي الوليد الباجي (474هـ)
? التعريفات لعلي بن محمد الجرجاني (812هـ)
? معجم مقاليد العلوم في الحدود والرسوم لجلال الدين السيوطي (911هـ)
? الحدود الأنيقة والتعريفات الدقيقة لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري (926هـ)
? التوقيف على مهمة التعاريف لمحمد زين الدين عبد الرؤوف المناوي (1031هـ)
? ومن الكتب الحديثة: التعاريف المهمة لطلاب الهمّة لأبي عثمان المزيني
كما توسعوا في وضع شروط التعريفات وأركانها وبيان ضوابطها وأحكامها حتّى يؤدّي التعريف دوره المنوط به ...
حقيقة حدود المناطقة:
... ولكن قبل الحديث عن هذه الأركان والشروط لنتحدث قليلاً عن هذا العلم الذي يزعم أصحابه أنّه المخوّل ـ وحده ـ بوضع التعريفات والحدود ... ألا وهو علم المنطق , وعن الفرق بين اعتقاد أصحابه ومنهجهم وبين ما نروم إليه في هذه البحوث ...
لعلم المنطق ركنان أو بعبارة أصحّ وأدقّ مجالات بحثه اثنان: الحدّ والبرهان فأما البرهان فلنا في أدلتنا الشرعية الكلّية ما يغنينا عنه وأمّا الحدّ "وهو الوصف المحيط الكاشف" فقد انتُقِد المناطقة فيه لا من حيث الحدّ نفسه ولكن من حيث اعتقادهم فيه فهم يزعمون أنّ الحدود هي أصل كلّ علم3 وأنّ الأشياء لا تدرك على حقيقتها ولا تتصور إلاّ بالحدود4
والردّ على هاتين المقالتين من وجوه عدّة ومناحي شتّى فأما زعمهم أنّ الحدّ هو أصل كلّ علم فإنْ قصدوا بالأصل أوّله في الدراسة والبحث فنعم بدليل الاستقراء والواقع فما من علم من علوم العجم والعرب وعلوم الدنيا والدين إلاّ وكان أوّل مباحثه حدّه وتعريفه ولا ينكر هذا أحد وأمّا إن كان قصدهم أهمّ ما فيه أو أنّ العلم كلّه متفرع عنه فغير مسلّم. وكيف يكون كذلك والعلم موجود قبل التعريف والحدّ , وهل يعقل أن يتفرع القديم عن الحديث والأوّل عن الآخر .. ثمّ إنّ أعظم ما في العلم موضوعه أو مباحثه ومسائله وأجلّ ما فيه ثمرته وغايته ...
وأما أنّ تصور الأشياء متوقف على التعريفات والحدود أو أنّ المنطق هو المخوّل الوحيد لوضع هذه التعريفات فغير مسلّم كذلك وقد ردَّ هذا الزعم غيرُ واحد من أهل العلم لعل أشهرهم شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام السيوطي عليهما رحمة الله ومن جملة ما ردّوه به ما يلي:
? أنّ النّاس يدركون حقائق الأشياء ويعرفونها من غير تعريف في الغالب الأعمّ , ويعجبني ها هنا تعريف بعض مشايخ الإقراء للقرآن بأنّه كتاب الله تعالى يعرفه العجمي قبل العربي والكافر قبل المسلم لا يجهل أصله أحد وكلّ من وضع له تعريفا وشروطا ما زاده إلاّ إبهاما وتعقيدا ...
(يُتْبَعُ)
(/)
? علماء الإسلام قبل ترجمة المنطق وضعوا تعريفات وحدودا لشتى العلوم والماهيات والحقائق دون أن يلجؤوا إلى قواعده بل دون أن يعلموا به أصلاً ... وقد تنوعت تعريفاتهم بين التعريف بالتمثيل كما فعل النحاة مع الاسم والفعل والحرف والتعريف بالصفات السلبية كما فعل الإمام مالك رحمه الله لما سئل عن الاستواء قال: (الاستواء غير مجهول والكيف غير معلوم) 5 وعرّفوا أشياء بترك تعريفها إمّا لأنّ المعرَّف بفتح الراء أعرف من المعرِّف بكسرها كالمثال الذي تقدّم عن القرآن أو كتعريف الماء والنار والهواء ... وإمّا لأنّ المعرَّف لا يمكن إدراك حقيقته وكيفيته كما صنعوا في صفات الله تعالى قال الإمام مالك رحمه الله (أمِرُّوها كما جاءت بلا كيف) 5 وقد يتوسعون في ضبط بعض التعريفات إذا دعت الحاجة لذلك بسبب اللبس والشبهة كما فعلوا في تعريف الإيمان وقد بدَؤوا بتعريفه بالنية أو بالإسلام أو بترك تعريفه أصلاً فلما زعم المبتدعة أنّه مجرد ما وقر في القلب قالوا (هو قول ونية) ثمّ لمّا زعم آخرون أنّ العمل ليس من مهية الإيمان قالوا (هو قول ونية وعمل) ولما ظهر من يقول أنّ الإيمان ثابت زادوا ((و قول ونية وعمل يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي) وهكذا كانوا يتوسعون في التعريف بقدر الحاجة وبحسب ما يعرض من اللبس والشّبهِ6 ...
? إنّ أكثر حدود المناطقة لا تزيد المحدود المعرَّف إلاّ غموضا كما صنعوا في تعريف الماء والنار والهواء والغضب والفرح والألم ...
? كثير من حدودهم لا فائدة فيها ولا تزيد شيئا على ما في المحدود كتعريفهم للزكاة بقولهم (إخراج مال مخصوص في وقت مخصوص لطائفة مخصوصة)
? أكثر حدود المناطقة غير مستقرّة ولا تسلم من النقد وفق مناهجهم وقواعدهم ولعل أشهر هذه الحدود حدّهم للإنسان بأنه حيوان ناطق فقد انتقد في جزئيه؛ في الأوّل بكون الإنسان يختلف عن الحيوان في سيمات وميزات كثيرة غير النطق ... وفي الثاني بكون النطق غير منتفٍ عن الحيوانات مطلقا بل بالنسبة إلى إدراكنا ومعرفتنا لا غير ...
? إنّ علم المنطق أوّل ما وضع وضع للردّ على السفسطائيين المنكرين لحقائق الأشياء ... ثمّ توسعوا فيه إلى أن زعموا أنّه علمٌ لا يستغنى عنه وأنّ حقائق الأشياء لا تتصور ولا تدرك إلاّ به ... ويبدو أنّ المناطقة تفننوا في وضع حدودََ كلّ شيءٍ إلاّ أصل علمهم (المنطق) لم يوفقوا ولم يتفقوا على حدٍّ جامعٍ مانعٍ ـ رغم مرور أكثر من مائتين وخمسين سنة على وضعه ـ حدّ يمنعه من أن يتجاوز ما وضع له وأن يزعم ما ليس عنده ...
? إنّ حدّ الأشياء وتعريفها ليس متوقفا على المناطقة دون غيرهم بل لأصحاب كلّ فنّ وعلم إن يعرّفوا علمهم ويحدّوا مصطلحاتهم بما يوضّحها ويميّزها عن غيرها خاصّة وأنّهم أعلم بها وأحوج إليها من غيرهم
وخلاصة الانتقادات المتقدمة أن يقال:
1) إدراك الشيء غير متوقف على معرفة حدّه بالضرورة
2) حدّ الشيء ليس هو أهمّ ما فيه
3) حدّ الشيء ليس هو أصله بمعنى أنّه متفرع عنه
4) تعريف الأشياء وحدّها ليس من اختصاص المناطقة دون غيرهم
ولا ضير من الاستعانة ببعض قواعدهم وبعض ضوابطهم في حدِّ حدود يقع فيه اللبس والتداخل من شأنها أن تزيلها وتقرّب فهمها وإدراكها إذا اجتنبت السلبيات المتقدمة ... ولهذا السبب لم ينكر ابن تيمية مطلق حدود المناطقة وإنّما أنكر اعتقاداتهم المتقدمة و تكلّفهم الشديد وتمحّلهم المقيت حيث يقول: (فأمّا الحدود المتكلّفة فليس فيها فائدة لا في العقل ولا في الحسّ ولا في السمع إلاّ ما هو كالأسماء مع التطويل أو ما هو كالتمييز كسائرالصفات ... ) 7 ويقول الشيخ ابن عثيمين: (إنّ الحدّ لا شكّ أنّه يبيّن في بعض الأحيان , ويوضّح , ولكن ليس لنا أن ندّعي أنّه أصل كلّ علم ... ) 7
وقد جرى العمل عند أهل العلم قديما وحديثا على وضع مثل هذه التعريفات والحدود المنضبطة الموجزة والجامعة المانعة ...
ضوابط الحدود وشروطها:
سنذكر في هذا المطلب أهمّ الضوابط والشروط التي وضعوها للتعريفات والحدود حتى تكون موضحة واصفة للمحدود ومميّزة له عن غيره ...
(يُتْبَعُ)
(/)
1) الإيجاز: وهذا هو المطلوب والمرغوب فيه في الكلام كلّه والمقصود به أن لا يوجد في التعريف ما يمكن الاستغناء عنه ولا يصرّح فيه بما يمكن إضماره , ولا مانع من الإطناب إذا دعت إليه الضرورة والإطناب هو الزيادة في اللفظ للفائدة لا مجرد الزيادة
2) أن يكون التعريف أوضح من المعرَّف وأظهر منه
3) أن لا يقع في الدور بأن يتوقف فهم التعريف على فهم المعرَّف كتعريف العقيدة بقولك هي أن تعتقد كذا وكذا ففهم العقيدة متوقف على فهم لفظ تعتقد وهذا الأخير متوقف على فهم العقيدة لأنّه من مادته وأصله ويحمل معناه الاصطلاحي المراد بحثه
4) أن لا يجمع بين النقيضين (وهو شرط للكلام كلّه لا للتعريفات فقط)
5) أن يكون جامعاً أي يجمع جميع أفراد المعرَّف وهو ما يسميه المناطقة بالطرد
6) أن يكون مانعا يمنع التباسه بأفراد غيره وهو الذي يسميه المناطقة بالمنعكس
7) أن يكون قابلاً للانعكاس بحيث تصلح المساواة بين المعرَّف والمعرِّف
8) أن يتناول الماهية لا الأعراض لأنّ الماهية ثابتة والأعراض متغيّرة عرضية زائلة
9) لا يكون سلبياً بأن يعرّف بما ليس هو إلاّ إذا كان الشيء لا يتصور إلاّ بصورة عدمية كتعريف الأعمى بأنّه الذي لا يبصر , ومثل ذلك صنيع السلف مع صفات الله تعالى
10) أن لا تذكر الأحكام في التعريف قالوا لأنك لو ذكرت الحكم في التعريف فيترتب على ذلك ألا يعرف الحكم إلا بمعرفة الشيء ولا يعرف الشيء إلا بمعرفة حكمه فحكم الشيء جزء من تعريفه فيقع فيما يسمى بـ"الدور"
11) الخلوّ من الأخطاء اللفظية
12) الخلوّ من مجاز دون قرينة تدل على مراده
13) الخلوّ من مشترك دون قرينة تدلّ على مراده
14) الخلوّ من الألفاظ الغريبة
هل نحن في حاجة فعلا إلى تعريف التجويد؟
تعريف التجويد ضرورة لا بدّ منها لأمرين اثنين على الأقلّ:
الأوّلّ: أنّ الدراسة العلمية المنهجية للتجويد كعلم مستقلّ قائم بذاته تقتضي تعريفه تعريفاً يضبطه ويحدّده في ذهن الدارس وفهمه
الثاني: تداخله مع غيره من العلوم يقتضي هذا التعريف وهذا الحدّ الحاجز والمانع من الالتباس والوهم ... فالعامة مثلا ينصرف فهمهم إذا أطلق لفظ التجويد إلى التغني وهو عند بعض الطلبة بمعنى التحقيق قسيم الحدر والتدوير ولا يفرّق أكثرهم بينه وبين القراءة ومثل ذلك يقال عن التلاوة والترتيل والأداء ...
لهذا كان لا بدّ من تعريفٍ لهذا العلم يميّزه عن غيره من العلوم ويكون بمثابة العنوان والمدخل لدارسه وطالبه يعرِّفُه بأهمّ مباحثه ومسائله بأدقّ عبارة ممكنة وأوجزها ...
التجويد في اللغة:8
من جاد يجود جُودا فهو جَوادٌ , وجَوَّد بقلب الألف واوا وتعديته بالتضعيف, يُجَوِّدُ تجْويداً فهو مُجَوِّدٌ. أصل الباب أنّه بمعنى إدراك النهاية في الحسن وبلوغ الغاية فيه تقول جاد في شعره إذا أحسن قرضه فهو مجوادٌ فيه وجوّد الخطّ إذا زيّنه وضبطه وهكذا في كلّ شيء بلغ من الحسن الغاية والنهاية ...
ثمّ استعمل في كلّ ما اتّصف بالشدّة والكثرة والمبالغة فيطلق على شدّة المشقّة والنعاس والجوع والعطش وعلى كثرة الدمع والمبالغة في الشوق والهوى والسيادة والسرعة والجمال وغيرها ...
ولأجل هذا المعنى أنكروا مقولة سيبويه (180هـ) " أخذتنا بالجود وفوقه" قالوا إنّما هي مبالغة وتشنيع و إلاّ فليس فوق الجود شيء ...
التجويد في القرآن الكريم 9:
لم يرد لفظ التجويد بهذه الصياغة في القرآن الكريم ولكن وردت مادة (ج و د) في موضعين اثنين أوّلهما قوله تعالى ?واستوت على الجوديّ? [هود 44] اختلفوا في تفسير لفظ الجودي وأشهر ما قيل فيه:
? هو علمٌ لجبل بالجزيرة أو بالموصل أو بينهما أو في غيرهما على أقوال عدّة ... وهو قول الجمهور وتفسير ابن عباس رضي الله عنه
? هو صفة للجبل الذي أرست عليه سفينة نوح وليس اسما له وهو ظاهر مذهب من قال أنّه جبل الطور
? هو اسم يطلق على كلّ جبلٍ ومنه وقول زيد بن عمرو بن نفيل:
سبحانه ثمّ سبحاناً يعود له وقبلنا سبّح الجوديّ والجَمدُ
وسواء أكان علما10 أو صفة فإنّ ذلك لا يمنع من أن يراد به شيئا من معنى مادته اللغوية (ج و د) القائمة على كمال الإحسان والمبالغة فيه فلا بدّ وأنّه تسمى بهذا الاسم أو وُصِفَ به لهذا المعنى أو لمعنىً قريباً منه أو منقولاً عنه وممّا ذكره المفسرون في هذا الشأن ما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
? قال الراغب الأصبهاني: "وهو في الأصل منسوب إلى الجود والجود بدل المقتنيات مالاً أو علماً ... اهـ " فالميزة مطلق الجود وهو البدل والعطاء ولعل خدمته لنبيّ الله نوح عليه السلام وتمكين السفينة من الاستقرار عليه ـ واستقرار سفينة على جبل ليس بالشيء الهيّن ... ـ لعل في ذلك كلّه من الكرم والسخاء والاستجابة لدعوة الله تعالى ما أوجب تسميته بالجوديّ
? قال مجاهد: "هو جبل بالجزيرة تشامخت الجبال يومئذ من الغرق وتطاولت وتواضع هو لله عزّ وجلّ فلم يغرق " فميزة التواضع لله هي التي رفعته وأوجبت ذكره في كتاب الله وتسميته أو وصفه بالجوديّ
? قيل هو من جبال الجنّة 11
? قال البقاعي 885هـ: "إشارة باسمه إلى أنّ الانتقام العام قد مضى وما بقي إلاّ الجود بالماء والخير والخصب والرحمة العامة ... " اهـ
ففي جميع ما ذكر إشارة إلى أنّ هذه التسمية أو الصفة لميزة في الجبل مستقاة من إحسانه وكرمه وهذا هو معنى الجود والتجويد
ثانيهما قوله تعالى: ?الصافنات الجياد ? تعددت أقوال المفسرين في تحديد معنى الجياد ولكنهم اتفقوا على أنّها صفة إحسان وكمالٍ امتازت بها عن باقي الخيل والأفراس12 ومن هذه الأقوال:
? الجياد السراع قاله مجاهد
? ذات أجنحة قاله إبراهيم التميمي
? وقيل الفرس الجواد هو الذي يجود بمدّخر عدوه13 أي يبالغ في العدو والجدّ فيه ولا يبخل بكلّ ما عنده من جهد وقوة لأجل تحصيل النهاية والغاية فيه
التجويد في السنّة:
سنخصص هذا المطلب لبحث استعمالات هذا اللفظ بمعناه اللغوي على أن نعود لنفس البحث بالاعتبار الاصطلاحي عند حديثنا عن تاريخ علم التجويد والمراحل التي مرّ بها ـ إن شاء الله تبارك وتعالى ـ
لم ترد في السنّة لفظة (تجويد) ولكن مادة (ج و د) بمعانيها اللغوية المتقدمة كثيرة فيها لعل أبرزها وأكثرها استعمالا ما ورد بمعنى الفرس السريعة التي لا تبخل بمدّخر عدوها وجهدها كما تقدم فمن ذلك [إنّ في الجنّة لشجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع مائة عام ما يقطعها] 14 قال ابن حجر في الفتح جاد الفرس إذا صار فائقاً , [باعَده اللّه من النار سبعين خريفاً للمُضَمِّر المُجِيد] 15 المُجِيد: صاحب الجَوادِ وهو الفَرس السَّابق الجيِّد ومنه حديث الصراط , [ومنهم من يَمُرّ كأجاويد الخيْل] 16 هي جَمْع أجْوَادٍ وأجْوَادٌ جمع جَواد
و حديث أبي الدرداء رضي اللّه عنه [التسْبيح أفْضَل من الحَمْل على عشرين جوَاداً] وحديث سليمان بن صُرَد [فسِرْت إليه جَواداً] أي سريعا كالفَرس الجَواد. ويَجُوز أن يُريد سَيْرا جَواداً كما يقال سِرْنا عُقْبةً جَواداً: أي بعيدة
كما وردت كثيرا بمعنى السخاء والكرم ومنه حديث ابن عباس المشهور [كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود النّاس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبيرل] 17 ولأنس رضي الله عنه [كان النبيّ صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وأجود الناس وأشجع الناس] 18
و وردت بمعنى المطر الغزير في حديث الاستسقاء المشهور [ولم يأت أحَدٌ من ناحية إلا حَدّث بالجَوْد] 19 يقال: جادَهم المطر يجودهم جَوْداً ومنه الحديث [تركْتُ أهلَ مكة وقد جِيدُوا] أي مُطِرُوا مَطَراً جَوْداً
ووردت في وصف من كان في النَّزْع وسِيَاق الموْت [فإذا ابنهُ إبراهيم عليه الصلاة والسلام يَجُود بنفسه] 20 أي يُخْرِجُها ويَدْفَعُها كما يَدْفَع الإنسان ماله يَجُودُ به. 21
التجويد في الاصطلاح:
غاية هذا المبحث وهدفه هو الوصول إلى تعريف موجز دقيق يحدّ هذا العلم بجمع مباحثه ومسائله وبفصله وتمييزه عن غيره من الفنون والعلوم ... وذلك من خلال الوقوف على عشرات التعريفات المتعلقة بعلم التجويد والتنقيب عنها في أمهات الكتب المعتمدة ,القديمة منها والحديثة ودراستها دراسة تحليلية ومقارنة للوقوف على سلبياتها للتّجنب والتخلّي وإيجابياتها للاعتماد والتبنّي ...
لكن قبل ذلك ينبغي أن نسجّل ملاحظات مهمة تتعلق بهذه التعريفات:
1) قد تجد للكاتب الواحد عدّة تعريفات للتجويد ولعل ذلك يرجع لأسباب شتّى أهمّها:
? نقله لتعريفات غيره , فينقل ها هنا تعريفا من مصدر معيّن وهنالك تعريفا آخر من مصدر مغايرٍ
? تختلف التعريفات باختلاف المواضع أو باختلاف أسباب التعريف فالتعريفُ في موضع بيان فضل التجويد غيرُه حين يراد بيان حدّه أو تمييزه ...
(يُتْبَعُ)
(/)
? قد ينقل الكاتب التعريف ثمّ ينقل في مواطن أخرى أوصافا للتجويد قريبة من التعريف فلا يتميّز التعريف من التوصيف خاصة إذا كان في تعريفه شيء من التوسّع
2) العديد من الكتاب لم يلزموا أنفسهم بحدود وضوابط المناطقة لذا تجدهم يتوسعون في تعريفاتهم ويطنبون في عباراتهم فتراهم مثلا يعددون أوصاف التجويد وأحكامه في تعريفاتهم حتى يلتبس الأمر بين التعريفات والأوصاف
3) ولهذه الأسباب كلّها سننقل كلّ ما يظهر للوهلة الأولى أنّه تعريف للتجويد كأن يقول المؤلف: (التجويد هو كذا وكذا .. ) أو (تعريف التجويد ... ) أو (التجويد عند العلماء ... ) أو (وحقيقة التجويد ... ) وغيرها من الألفاظ المشابهة , سننقلها جميعا حتّى وإن كثرت وتعددت ...
أوّلا: نقد التعريفات وبيان السلبيات التي يجب تجنبها
1. نقل المعنى اللغوي إلى التعريف الاصطلاحي: بعض الكُتّاب يكتفون بنقل التعريف اللغوي ولا يضيفون له شيئا كما فعل القسطلاني في اللآلئ السنية22:"انتهاء الغاية في التصحيح وبلوغ الغاية في التحسين" وفي شرح ابن الناظم23 التجويد هو "انتهاء الغاية في إتقانه وبلوغ النهاية في تحسينه" وبنفس الألفاظ عرّفه عبد الدايم الأزهري24 في الطرازات وتلميذه زين الدين خالد الأزهري25 في الحواشي من شروح الجزرية ويبدو أنّهم أخذوه عن شيخهم الأوّل المحقّق ابن الجزري فقد ذكره في التمهيد26 وفي النشر27 ومن المعاصرين الذين ذكروا هذا التعريف أحمد بن محمد الطويل في تيسير علم التجويد28
ولعل من أبرز المؤاخذات على مثل هذه التعريفات أنّها غير قاصرة على التجويد المعروف والمخصوص بل تعمّ كلّ شيء بُلِغ في تصحيحه النهاية وفي تحسينه الغاية سواء أكان قراءة أو كتابة أو خطابة أو قرضا للشعر أو سياقة أو رياضة ... إلخ ...
ثمّ إنّ العرف في المناهج العلمية أن لا ينطبق التعريف اللغوي بالتعريف الاصطلاحي كلّ الانطباق بل يتباينان كلّيا أو جزئيا , ولعل أبرز وأكثر وأشهر ما يجمع بينهما في حالة التطابق الجزئي أن يكون التعريف الاصطلاحي أخصّ من اللغوي بأن يمثل أحد أفراده أو بعض جوانبه وأجزائه ...
2. تداخل التجويد مع غيره من العلوم؛ وبخاصة علم القراءات و فنّ التغني: سواء كان ذلك بسبب ألفاظ عامة تجمع بين علمي القراءة والتجويد كقولهم "علم يُعرف به كيفية النطق بالكلمات القرآنية"29 فالنطق بالكلمات القرآنية لفظ عام يشمل نقل كلّ ما ورد فيها من الخلاف في كيفية النطق ونسبته إلى أصحابه وهذا من علم القراءة كقولك قرأ عاصم بالفتح ونافع بالضمّ أو قرأ ابن كثير بالخطاب والكسائي بالغيب وهكذا ... كما يشمل الكيفية باعتبار صفات الحروف اللازمة والعارضة وهذا من علم التجويد وقد يكون سبب اللبس في تصريح بعضهم في تعريف التجويد بقراءة الأئمة أو ببعض المسائل المشتركة بين العلمين أو الخاصة بالقراءة دون التجويد ومن أبرز الأمثلة على ذلك تعريف الهذلي عليه رحمة الله حيث يقول: "فأما تجويد الحروف فمعرفة ألفاظها وقراءتها وأصولها وفروعها وحدودها وحقوقها وقطعها ووصلها ومدّها وحدرها وتحقيقها وترسّلها وترتيلها ومذاهب القراء فيها وهو حلية التلاوة وزينة القراءة"30 ومثله تعريف الأستاذ فرغلي من المعاصرين "التجويد إنّما هو وصف للقراءة النبوية التي ورد ضبطها وحفظها من طريق أئمة القراءة كنافع وعاصم والكسائي وغيرهم ... "31 وكثيرا ما تجد في عناوين الكتب الحديثة قولهم (أحكام التجويد على رواية حفص أو على رواية ورش ... ) 32 وبعضهم يجمع في الكتاب الواحد بين التجويد والقراءة لا يفرّق بينهما33 كلّ ذلك سهّل وساعد على وقوع اللبس بين العلمين وانتشاره بين خاصة طلبة العلم فضلا عن عامة الناس ...
? ولعل عذر هؤلاء الأئمة أنّ علم التجويد كان في أوّل عهده جزءا وفرعا من علم القراءة كما نصّ على ذلك في أبجد العلوم حيث ذكر علم القراءة أوّل العلوم الشرعية ثم قال:"ومن فروعه علم مخارج الحروف"34 وفي معجم علوم القرآن "والتجويد فرع من فروع القراءات القرآنية , ولذا لم يخل مصنف من مصنفات القراءات من ذكر بعض متعلقات التجويد وبيان أحكامه ... "35
(يُتْبَعُ)
(/)
? ثمّ إنّ التداخل الكبير بين العلمين من حيث المادة المدروسة (نطق الكلمات القرآنية) وكثرة المسائل المشتركة (الصفات العارضة على وجه الخصوص كالمدّ والقصر والتفخيم والترقيق والإمالة والفتح ... ) كلّ ذلك سهّل اللبس والخلط بين العلمين
? كون المشتغلين بالقراءات والمصنفين فيها هم في الغالب الأعمّ ذاتهم المشتغلين بالتجويد والمصنفين فيه زاد من اللبس والخلط بين العلمين
لكن لا ينبغي أن نغفل أنّ بعض العلماء قد يتعمد الجمع بين العلمين لا لجهله بتمايزهما ولكن لنكتة يقصدها أو فائدة يريدها كما فعل الأستاذ المحقق فرغلي سيد عرباوي لما جمع بينهما في التعريف المتقدم فإنّه إنّما أراد الاستدلال على وجوب الأخذ بالتجويد بوجوب القراءات لأنّهما متلازمان لا يمكن الفصل بينهما لذا قال: " ... وهؤلاء الكرام قد نقلوا حروف القرآن [القراءات] وكيفية نطق هذه الحروف أي: التجويد , وهما أمران متلازمان لا يمكن أن ينفكّ احدهما عن الآخر, فمن قَبِلَ عنهم نقل الحروف [القراءات] , لزمه أن يقبل عنهم نقل الأداء أي التجويد"36
وممّا يؤكد التداخل واللبس بين العلمين [من جهة التعريفات] تعريف علم القراءات الذي لا يكاد يختلف عن تعريف التجويد فهو عندهم (علم بكيفية أداء كلمات القرآن واختلافها معزوا لناقله) 37 فكلا العلمين يهتم بكيفية أداء كلمات القرآن ويختلفان في كون التجويد إنّما يهتم بها من حيث إعطاء الحروف حقّها ومستحقّها ـ كما سيأتي ـ بينما يهتم علم القراءات بها من حيث بيان الخلاف فيها معزوا لأصحابه ...
أما التعريفات التي فيها تداخلا بين التجويد والتغني فمنها ما هو صريح في ذلك كتعريف محمد عبد المنعم صاحب الروضة الندية حيث يقول38:"هو إعطاء الحروف حقّها في النطق بها على أتمّ وجه ... [إلى أن يقول] ... وأيضا تحسين الصوت بالتلاوة إن أمكن" وأكثر هذا التداخل إنّما يقع في التعريفات بسبب تلك العبارة الجميلة والمشهورة التي نقلها جلّ من كتب في علم التجويد ألا وهي (حلية الأداء وزينة القراءة) واستعملها الكثيرون في تعريف التجويد
قبل مواصلة تحليل التعريفات والانتقال إلى سلبيات أخرى نقف على نقاط موجزة نفرّق بها بين علم التجويد وفنّ التغني بالقرآن الكريم ...
? التغني متعلق بطبع الإنسان ولا يمكن تحصيله إلاّ إذا حباه الله تعالى بشيء من حسن الصوت ولطافته ... بينما التجويد أحكام تُتعلم وأداء يُتلقى يبلغ فيه القارئ الذروة بالرياضة والتطبيق المستمر حتى ولو لم يكن ذا صوت عذب شجيّ
? التغني مُفتقر للتجويد فلا يعدّ تغنيا حسنا صالحا إذا خلا من التجويد , ولا يفتقر التجويد للتغني
? التغني مستحب والتجويد واجب كما سيأتي إن شاء الله
? التغني إنّما يتمّ ببعض القرآن كحروف المدّ والغنن ونبر الصوت وهيئته من رفع وخفض وقوة وضعف ... بينما التجويد يطال جميع حروف القرآن دون أن يكون له علاقة بصفة الصوت وهيئته باعتبار القوة والضعف ونحو ذلك ... والله أعلم ...
3. التوسع في أوصافه وذكر أحكامه: فقد استغرق تعريف الشيخ محمد مصطفى بلال في هداية الطالبين39 للتجويد بقسميه العلمي والعملي40 حوالي ستّة عشرة سطراً؛ أكثر من مائة كلمة فهو أقرب إلى البيان والوصف منه إلى التعريف والضبط ولولا صنيعه وطريقة تقديمه التي لا يُفْهم منها إلاّ أنّه أراد تعريفه لما ذكرناه ها هنا؛ فقد عرّفه في اللغة ثمّ قال:"أما في اصطلاح القراء فهو قسمان: الأوّل: معرفة القواعد التي وضعها علماء التجويد وأئمة القراء من مخارج الحروف وصفاتها وبيان المثلين والمتقاربين والمتجانسين وأحكام النون الساكنة والتنوين وأحكام الميم الساكنة والمدّ وأقسامه وأحكامه .... " كلّ ذلك تحت عنوان جانبي (تعريفه) ومثله ما جاء في مذكرة الشيخ شراطي عليه رحمة الله: "هو قراءة القرآن بتمهّلٍ وإعطاء كلّ حرفٍ حقّه من إشباعِ المدّ وتوفيّة الغنّات وتحقيق الهمزة وتبيين الحروف واعتماد الإظهار والتشديدات"41 ومثله تعريف شيخ الإسلام زكريا الأنصاري42 "هو إعطاء الحروف حقّها من صفة لازمة لها من همس وشدّة ورخاوة ونحوها ممّا مرّ وإعطاؤها مستحقها ممّا ينشأ عن الصفات المذكورة كترقيق المستفل وتفخيم المستعلي ونحوها ... " وأشدّ من ذلك تعريف الهذلي رحمه الله "فأمّا تجويد الحروف فمعرفة ألفاظها وقراءتها وأصولها وفروعها وحدودها
(يُتْبَعُ)
(/)
وحقوقها وقطعها ووصلها ومدّها وحدرها وتحقيقها وترسيلها وترتيلها ومذاهب القراء فيها وهو حلية التلاوة وزينة القراءة"43 وفي كشف الظنون "وهو علم باحث عن تحسين تلاوة القرآن العظيم من جهة مخارج الحروف وصفاتها وترتيل النظم المبين بإعطاء حقها من الوصل والقف والمد والقصر والادغام والاظهار والاخفاء والامالة والتحقيق والنفخيم والترقيق والتشديد والتخفيف والقلب والتسهيل الى غير ذلك"44
فقد جمعت هذه التعريفات بين عيوب عدّة وسلبيات شتّى أهمّها:
? ليست التعريفات ـ في عرف المصنفين ـ محلاًّ لذكر أحكامِ ومسائل العلوم فقد جعلوا لها بابا خاصا بها هو أهم الأبواب وأعظمها من حيث الأهمية والاهتمام الحجم ...
? كان يمكن الاستغناء عن هذا التوسع والاسترسال في ذكر أحكام ومسائل التجويد بالإشارة إلى أصولها فقط ولنمثِّلْ لكيفية اجتنابه بما يلي:
• أحكام مثل: تبيين الحروف , المثلين , المتقاربين , المتجانسين ... يمكن الاستغناء عنها بذكر اصطلاح (مخرج الحرف)
• أحكام مثل: الرخاوة , الهمس , الشدّة , الاستفال , الاستعلاء , الغنّات ... يمكن الاستغناء عنها بذكر اصطلاح (حقّ الحرف) وهو ما يلزمه من الصفات
• أحكام مثل: القصر والمدّ , الفتح والإمالة , التخفيف والتشديد , الترقيق والتفخيم , الإطهار والإدغام , أحكام النون الساكنة , أحكام الميم الساكنة , التحقيق والتسهيل ... يمكن الاستغناء عنها بذكر اصطلاح (مستحقّ الحرف) وهو ما يعرض له من الصفات
? ومن أوجه إنكار المناطقة ذكر الأحكام في التعريفات أنّه يوقِعُ صاحبه في الدور وهو باطل لأنّه تعليل الشيء بما هو علة له أصلا بمعنى أنّ هذا ينبني على هذا وهذا ينبني على هذا ... ووجهه ها هنا أنّ ذكر الأحكام في التعريف يترتب عليه أن لا تُعرف هذه الأحكام إلاّ بمعرفة المعرَّف أي التجويد لأنّ حكم الشيء فرع عن تصوره كما يترتب عليه أن لا يُعرف التجويد (المعرَّف) إلاّ بمعرفة أحكامه (المعرِّف) لأنّها جزء من تعريفه ...
4. التطويل والاسترسال: إذا كانت السلبية المتقدمة التوسع في ذكر أوصاف التجويد وأحكامه ومباحثه للفائدة أو للتمثيل فإنّ العيب ها هنا أنّ هذا التوسع لا فائدة فيه بل هو تكرارُ مفردات مملٌ وسردٌ لمرادفات مخلٌ أو ذكرٌ لمباحث بعدية ومسائلة غريبة عن المقام فمن ذلك:
? ذكر الأصل والمخرج والحيّز في ذات التعريف: يقصد بهذه الألفاظ موضع خروج الحرف فهي بمعنىً واحدٍ يُستغنى بذكر لفظٍ منها عن ذكر غيره في نفس التعريف45 بل وصل الأمر في بعض التعريفات أن يتكرر المصطلح الواحد مرتين كما فعل عبد الدائم الأزهري حين كرّر لفظة مخرج46
? ردّ الحرف إلى نظيره وشكله ومثيله: المقصود توحيد التلفظ بالحرف الواحد فلا يتغير من موضع لآخر لأنّ اللفظ هو هو ... فيقال يردّ إلى نظيره أو شكله أو مثله ولا يجمع بين هذه الألفظ في التعريف الواحد لأنّها بمعنى واحد47 والعيب كلّ العيب أن تجد في كتاب متخصص في القراءة والتجويد أوّلا وفي التعريفات ثانيا مثل هذه العيوب كمثل قوله: ( ... وردّ الحرف من حروف المعجم إلى مخرجه وأصله وإلحاقه بنظيره وشكله ... ) 48 فإنّ قوله (من حروف المعجم) و (أصله) و (شكله) كلّ ذلك ألفاظ زائدة لا فائدة فيها إذ يمكن الاستغناء عنها بقوله (ردّ الحرف إلى مخرجه وإلحاقه بنظيره) وتتخلّص العبارة من نصف ألفاظها الزائدة والله أعلم
? الغاية والنهاية والإتقان والإحسان؛ حتى وإن كانت هذه الألفاظ من جهة دلالتها اللغوية مختلفة فإنّ دلالة الغاية والانتهاء في الاصطلاح واحد وكذلك الإتقان والإحسان فلا ينبغي تكرارها تكرارا لا فائدة فيه سوى سجعها وجرسها ... فانظر إلى قولهم:"انتهاء الغاية في إتقانه وبلوغ النهاية في تحسينه"49 ألم يكن يكفي قوله "بلوغ النهاية في تحسينه" فيتخلص من تكرار مادة (النهاية) مرتين ومن لفظة (إتقانه) المرادفة لـ (تحسينه) ويتقلّص التعريف إلى أقلّ من النصف
? قولهم بعد شطر من تعريفه: على كمال هيئته50 أو على حال صفتها وهيئتها ... 51 ونحوها من العبارات والأوصاف التي هي بمثابة مؤكدات لما قبلها فإعطاء الحرف حقّه ومستحقّه هو كمال هيئته وحقّ الحرف وترتيبه ومخرجه وإلحاقه بنظيره وإشباعه والتلطّف به كلّ ذلك من صفتها وهيئتها فلم الإعادة والتكرار والتأكيد حيث لا مقام للتأكيد ولا مناسبة له ...
(يُتْبَعُ)
(/)
? وبعضهم يذكر في التعريف ما لا يناسبه ولا ينبغي ذكره لبعده عن تعريف التجويد وحدّه كذكرهم الإسراف والتعسّف والإفراط والتكلّف ... ولّها ألفاظ يقصد بها عدّم التكلّف الذي يؤخذ من مفهوم إقامة الحروف وتصحيحها52
? ومثل ذلك كلامهم على طريقة أخذ التجويد وتعلمه في صلب التعريف كقول أحدهم: " ... بحيث يصير ذلك سجيّة يأخذ ذلك من مشايخ الفنّ المعتبرين بعد الإحاطة بما يتوقف عليه ذلك."53
5. هو قراءة النبيّ صلى الله عليه وسلّم: في نسبة التجويد للنبي صلى الله عليه وسلم شيء من اللبس , ذلك أنّه يوهم أنّ هذا العلم من إحداثه واختلااعه صلى الله عليه وسلم أو أنّه ممّا أوحي به إليه عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم أو قد يتوهم سامع مثل هذه العبارات أنّه صلى الله عليه وسلم هو المجوّد دون سواه ممّن كان قبله أو معه والحقيقة أنّ التجويد هو قراءته صلى الله عليه وسلم وقراءة أبي بكر وعمر وغيرهما من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين وهو طبيعة كلام العربي قبل الإسلام فحاتم وامرؤ القيس والنابغة وغيرهم كانوا لا يتكلمون العربية إلاّ مجوّدة الألفاظ مصححة الحروف متقنة الأداء ...
6. ذكر محظوراته: الأصل أن يُعرّف الشيء بما فيه إلاّ إذا استحالت وامتنعت معرفته بذلك عرِّف بذكر عكسه ونقيضه , أمّا أن يلجأ ابتداء إلى التعريف بعكسه وممتنعاته وكلّ ما لا ينبغي أن يدخل فيه فهو عيب في التعريف خاصة وأن تعريف التجويد بما فيه ممكن ومتأتٍ ومن أمثلة هذه التعريفات: "الإتيان بالقراءة بريئة من الزيادة والنقصان"54 ... "من غير [دون] إسراف ولا تعسّف ولا إفراط ولا تكلّف"55 "دون تفاوت ولا تكلّف"56 ... "عارية [بريئة] عن الرداءة في النطق"57
7. قصور في التعريف بحيث لا يرقى بألفاظه وعبارته إلى تعين التجويد وتحديده: كقول الشيخ عبد الدائم الأزهري:" غاية التحرير والإحكام للقراءة"58 وعرّف التحرير بقوله: "التحقيق للشيء والإتقان له من غير زيادة ولا نقصان"59 أو قول خالد الأزهري "إتقانها [أي القراءة] والإتيان بها بريئة من الزيادة والنقص"60 وقريب من ذلك تعريف الحسن بن قاسم المرادي المراكشي "هو إحكام القراءة وإتقانها"61 ... فهذه التعريفات وغيرها ناقصة قاصرة عن حدّ التجويد وعنونة مسائله ... فهي عامّة تشمل التجويد وغيره من العلوم المتعلقة بالقراءة إذْ لم تبيّن متعلق هذه القراءة حتى يكون فرقانا بين التجويد وغيره من العلوم القرآنية ولكي تتبيّن من خلاله (متعلق التجويد والإحسان والإتقان) أصول مسائله ومباحثه فهل هو نقل القراءة أم ضبطها أو هو حفظها أو تصحيح حروفها؟ ...
8. الوقوع في الدور: تقدم تعريف الدور , وهو أن يتوقف معرفة المعرَّف على معرفة المعرِّف كما تتوقف في نفس الوقت معرفة المعرٍّف على معرفة المعرَّف وهو حاصل في بعض التعريفات من جهتين اثنين
? الأولى: أن توجد في تعريف التجويد ألفاظ من مشتقاته ومادته اللغوية كنحو قولهم: "هو عبارة عن الإتيان بالقراءة مجودة الألفاظ بريئة من الرداءة"62 أو كقولهم:"تلاوة القرآن الكريم تلاوة مجوّدة كما أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم"63 ووجه الدور ها هنا ظاهر إذ كيف يتوقف معرفة التجويد على تعريفٍ فيه التجويد فيصير معرفة المعرَّف متوقفة على معرفة المعرِّف ومعرفة المعرِّف متوقفة على معرفة المعرَّف ...
? الثانية: ذكر أحكام التجويد وتعداد مسائله ومباحثه يوقعنا في الدور كما تقدم بيانه قريباً
9. إدخال فيه ما ليس منه: وهو كثير سواء ما ليس من التجويد أصلاً أو بعض جزئياته ومباحثه التي لها أبوابها الخاصة التي تذكر فيها ولا ينبغي أن تَرِدَ في التعريف ولعل هذه الزيادات والإقحامات ـ إذا صحّ التعبير ـ ما يلي:
? كلّ ما له علاقة بالتغني وقد تقدم قول محمد محمود عبد المنعم في الروضة الندية لما ذكر في آخر تعريفه "تحسين الصوت بالتلاوة إن أمكن"64
(يُتْبَعُ)
(/)
? كلّ ما له علاقة بالقراءات وقد تقدّم الحديث عن بعض التعريفات التي فيها شيء من الخلط بين القراءة والتجويد ونظيف ها هنا تعريف أحمد الطويل حيث يقول: "التجويد أحكام عامة وقواعد كلّية وأصول مطردة وقدر مشترك متّفق عليه بين القراء"65 ما يهمّنا ها هنا هو قوله: "قدر مشترك متفق عليه بين القراء" فنقول: نعم إنّ التجويد قدرٌ مشترك بين القراء وهذا هو سبب إنكارنا ـ المتقدم ـ لمن زعم ألّف في التجويد على رواية من الروايات أو قراءة من القراءات ولكن هذا التعريف أو هذه العبارة لا تحدّ التجويد لا من حيث الجمع (الطرد) ولا من حيث المنع (العكس) فهي تُشركه مع غيره وتدخل فيه ما ليس منه فيشترك معه غيره وذلك لأمور
• الأوّل: لأنّ التجويد ليس هو القدر الوحيد المشترك بين القراء فإنّ ما يشترك فيه القراء ويتفقوا عليه أكبر بكثير من مجرد التجويد وعلى رأس ما يشتركون فيه نقل أحرف القرآن؛ فالخلاف فيه بالنسبة إلى المتفق عليه بينهم قليل جدّاً ...
• الثاني: ليس التجويد هو القدر المشترك بين القراء فقط بل العرب كلّها مجتمعة عليه فهو طبيعة لغاتهم وسجية أصواتهم ...
• الثالث: قولنا أنّ التجويد هو قدر مشترك بين القراء خاصة وبين العرب عامة من جهة مراعاته في جميع قراءتهم وكلامهم وإلاّ فإنّ الخلاف بينهم في مباحثه ومسائله واقع وذلك بسبب تعدد أحرف القرآن وتنوع لهجات العرب ...
? ذكرهم لطريقة تعلّمه وأخذه؛ فمن ذلك قول عبد الدائم الأزهري: " ... بأخذ ذلك عن مشايخ الفنّ المعتبرين ... "66 وليس التعريف بالمكان اللائق لذكر مثل هذه المسائل والله أعلم
? ذكر أساليب التجويد كالحدر والتحقيق والترسل والترتيل والتدوير ونحو ذلك ممّا سيأتي بيانه إن شاء الله ... انظر فيه على سبيل المثال تعريف الهذلي67 رحمه الله
? ذكر أوصافه وفضائله كما فعل الهذلي نفسه حين ختم تعريفه بقوله:"وهو حلية التلاوة وزينة القراءة"68 وتبعه على ابن الجزري في النشر وفي الجزرية
? ذكر محظوراته وما ينبغي تجنبه كالرداءة والتفاوت والتعسّف والتكلّف والإفراط والإسراف ... وغيرها ممّا سبق بيانه في محلّه
? اشتراط التواتر في نقله كما صنع أحمد الطويل في تيسير علم التجويد69 حيث قال: "علم يعرف به كيفية النطق بالكلمات القرآنية وفق ما نقل إلينا بالتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ... "
? ذكر أقسامه وأنواعه منن تجويد علمي وعملي إذ المقصود ها هنا هو الأوّل لأنّ الثاني ملكة وسجية يتوصل إليها القارئ من خلال الوقوف على هذا العلم أوّلا والتلقي عن شيوخه ثانيا , وانظر مثالا لذلك تعريف محمد مصطفى بلال70
? ذكر بعضهم أن يصير التجويد سجيّة كما فعل عبد الدائم الأزهري71
? اشتراطهم النقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , انظر تعريف أحمد الطويل72 والأستاذ فرغلي73
وكما هو ظاهر من خلال هذه النماذج التي ذكرناها وقصدنا بها تعداد بعض ما لا ينبغي ذكره في تعريف التجويد فإن جزءا منها ليس من التجويد أصلاً كالقراءات والتغني والجزء الآخر من مباحثه مسائله لكنّه ممّا لا ينبغي ذكره في التعريف لأنّ له بابه وموضعه الخاص به والله أعلم بالحقّ والصواب ...
10. وقد تحتوي بعض التعريفات على معلومات خاطئة ـ والله أعلم ـ فمن ذلك
? إطلاق اصطلاح الحقّ على صفة الحرف وما يترتّب عليها74 والصواب أنّ الحقّ ما يلزم الحرف من الصفات وما يعرض له أو يترتب عن الصفات اللازمة مستحق كما سيأتي بيانه في محلّه إن شاء الله ...
? نسبة التجويد إلى قارئ أو راوٍ معيّنٍ75 وقد تقدّم الحديث عن هذه المسألة
? ما ذكره بعضهم من أنّ التجويد أحكام عامة وقواعد مطردة76 والمتتبع لمسائل التجويد ليست دائما أحكاما عامة بل بعضها مفردة كثل {تامننا} في سورة يوسف وليست كلّها مطردة بل الاستثناء فيه كثير ...
... وغير ذلك ممّا لا يسلم منه أحد إلاّ المعصوم صلى الله عليه وسلّم ...
ثانيا: بيان الأوصاف التي ينبغي ذكرها في التعريف
(يُتْبَعُ)
(/)
سنحاول في هذا المبحث تتبع جميع تعريفات العلماء التي وقفنا عليها لندرس كلّ ما جاء فيها من الأوصاف ما يصلح أن يكون مُمَيّزا للتجويد عن غيره من العلوم وما لا يصلح لذلك يصلح لأن يكون بيانا لمجمل مباحثه ومسائله وما لا يصلح لذلك ... لننتهي في آخر المطاف إلى اختيار تعريف يكون الأصلح والأفضل فيما وذلك بواسطة أسلوب منهجي يستعمله علماء الأصول في البحث عن علل الأحكام هو أسلوب السبر والتقسيم77 فتتبع جميع الأوصاف المذكورة في التعريفات هوالتقسيم ويشترط فيه شرطان:
? الأوّل: أن تتردد هذه الأوصاف باعتبار صلاحيتها للتعريف بين التسليم والمنع وبين القبول والردّ
? الثاني: أن تشمل العملية وتحصر جميع الأوصاف والأقسام ...
و إبطال ما لا يصلح للتعريف هو السبر ويكون بطريقتين اثنين:
? الأولى: بوجود الوصف في غير التجويد
? الثانية: أن لا يكون الوصف من أركان التجويد الذي لا يقوم إلاّ به (حتى ولو كان من مباحثه ومسائله ولكن ليس من أركانه التي لا يتصور التجويد بدونه فلن نذكره فيه) 78
? ونظيف طريقة أخرى ليست في حقيقة الأمر إلغاء لبعض الأوصاف وإنّما هي إدراجها في أوصاف أخرى تغنينا عن ذكرها ...
وبهذه الطريقة المحكمة يمكننا أن نتوصل إلى تعريف يجمع كلّ ما ذكره علماء التجويد ـ ممّا يصلح أن يذكر فيه ـ ويغنينا عن التكرار وعن التوسع والترسل وعن الإخلال بشيء من أركانه التي لا ينبغي ترك ذكرها والإشارة إليها ...
فهذه أهمّ الأوصاف والمصطلحات التي وردت في تعريفات أهل العلم والاختصاص ... ولن أثقل على القارئ بإعادة ذكر المراجع والمصادر في كلّ مرة خاصة عند التعرض للأوصاف التي تكثر في تعريفاتهم ولن أذكر منها إلاّ ما يقل اعتباره أو وروده:
1) الحرف: للحرف تعريفات عدّة لعلّ أدقّها قولهم (هو صوت معتمد على مقطع محقّق) 79 والقصد بالمقطع المحقق جزءا وموضعا من آليات التصويت كالحلق واللسان والشفتين ... وقد يطلق الحرف في اصطلاحهم ويقصد به الكلمة القرآنية المختلف فيها كقول الشاطبي رحمه الله:
"ومن بعد ذكري الحرف أسمي رجاله" قال ابن القاصح أحد شراح الشاطبية:"المراد بالحرف هنا ما وقع الاختلاف فيه بين القراء من كلم القرآن, سواء كان حرفاً في اصطلاح النحويين أو اسماً أو فعلاً"80 كما يطلق ويقصد به القراءة كقول مكي رحمه الله:"فأما قول الناس قرأ فلان بالأحرف السبعة , فمعناه أنّ قراءة كلّ إمام تسمى حرفاً , كما يقال: قرأ بحرف نافع وبحرف أبيّ وبحرف ابن مسعود , وكذلك قراءة كلّ إمام تسمى حرفاً"81
ولا تكاد تجد تعريفا واحدا من تعريفاتهم يخلو من إشارة وذكر للحرف بمعناه الأوّل المتبادر للذهن عند الإطلاق ولعلّ سبب ذلك أنّ التجويد علم يهتمّ بالظاهرة الصوتية في الكلام دون الصرفية أو الدلالية أو الصورية أو غيرها من الظواهر ... فاهتمّ واعتنى بأصغر وحدة صوتية ألا وهي الحرف , وفي اعتنائه بالأصغر اعتناء بالأكبر كذلك من باب أولى ومن باب كون ما فوق الحرف كلمةً كان أو جملة ما هو إلاّ تركيب من عدد من الحروف لا غير ...
يقول الدكتور أيمن رشدي سويد حفظه الله:" ... إنّ القرآن العظيم بناء شامخٌ يتألّفُ من سور, والسورة تتكون من آيات , والآية تتشكلّ على الأغلب من جمل , والجملة من كلمات و والكلمة من حروف. فأصغرُ وِحدة بنائية في القرآن العظيم هي الحرفُ , مِن هنا توجّهت عناية علمائنا إلى دراسة الحروف التي تتألّف منها لغة العرب من حيثُ أماكنُ خروجها وصفاتُ كلّ حرف منها, سواء كانت تلك الصفات للحرف مفردا أو مجتمعا مع غيره. بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك , فضبطوا لنا أزمنة الحروف على الصفة المتلقاة من الحضرة النبوية الأفصحية سواء في ذلك المدود في حروفها و الغنن في ميماتها ونوناتها. "82
لهذا كلّه لا ينبغي لتعريف التجويد أن يخلو من هذا العنصر المهمّ والذي لا يمكننا تصور التجويد دونه
2) المخرج: "اسم لمكان خروج الحرف , فهو الحيّز المولّد للحرف"83 أو المكان الذي ينقطع فيه الصوت عند النطق بالحرف.
جلّ التعريفات ذكرته إلى جانب الصفات لأنّ ذات الحرف ـ مادة التجويد ـ لا تقوم إلاّ بهما
(يُتْبَعُ)
(/)
3) الصفات: هي كيفيات تعرض للحرف عند حصوله في المخرج84 أو هي "عوارض تعرض للأصوات الواقعة في الحرف من الجهر والرخاوة والهمس والشدّة وأمثال ذلك85 بعض هده الصفات لازمة في الحرف لا يصحّ التلفظ به إلاّ متحلٍّ بها وبعضها الآخر يتصف بها في أحوالٍ دون أخرى بحسب موقعه وتركيبه وشكله ...
4) الحقّ: حقّ الحرف هو ما يلزمه في كلّ أحواله ولا يُتلفظ به صحيحا مجودا إلاّ به , جمهور علماء التجويد قصروا الحقّ على صفات الحرف اللازمة وأدرج بعضهم86 مخرجه فيه لأنّه من حقوق الحرف التي لا تبرحه ولا تقوم ذاته إلاّ به
فذكر الحقّ في التعريف يغنينا عن ذكر المخرج وجزءا من الصفات ...
5) المستحق: هي الصفات العارضة المترتبة عن الصفات اللازمة كالترقيق المترتب عن الاستفال والتفخيم والتغليظ المترتبين عن الاستعلاء أو المترتبة عن التركيب كالمدّ والقصر والهمز والتسهيل أو أحوال تعرض للحرف بسبب شكله كالإمالة والفتح أو موقعه كالوقف والابتداء ونحو ذلك ... وذكر المستحقّ في التعريف يغنينا عن ذكر باقي الصفات التي لم يشملها ذكر الحقّ كما تغنينا عن التوسع في التمثيل بأحكام التجويد ومسائله كالمدّ والقصر والتحقيق والتسهيل والوقف والابتداء وغيرها ممّا ورد في كثيرٍ من تعريفاتهم والتي سبق التمثيل ببعضها ... 87
6) الأصل: أصل الشيء ما ينبني عليه أو مبدأه ومنطلقه والمقصود به ها هنا مخرج الحرف ذكره ابن الجزري عليه رحمة الله في مقدمته بابِ التجويد: (وردّ كلّ واحدٍ لأصله) وأجمع الشراح على أنّ المقصود بالأصل ها هنا هو المخرج88
وذكر الحقّ في التعريف يشمله ويغنينا عن ذكره كما أغنانا عن ذكر المخرج
7) الحيّز: المقصود به المخرج كذلك وهو الحيّز الذي يتولّد فيه الحرف كما تقدّم ... واصطلاح الحقّ يشمله فلا داعي لذكره
8) ما تستحقه الصفات: المقصود به ما يترتب عليها من الصفات العارضة كالتفخيم والترقيق والمدّ والقصر ونحو ذلك ممّا يصطلح عليه أهل الاختصاص بمستحقّ الحرف وقد تقدم
9) التمهّل: استوحاه من ذكره في تعريفه من الترتيل الذي ورد الأمر به في القرآن الكريم والمقصود به التتابع والتمهلّ وتصحيح الحروف والتدبّر والعمل ... إلى غير ذلك من المعاني التي سيأتي بيانها في بابها ومقامها ...
والتمهّل والتجويد أمران منفصلان غير متلازمان حتى نعرّف أحدهما بالآخر فالتجويد هيئة تشترط في القراءة كلّها سواء كانت بالتّمهل (التحقيق) أو بالتّرسل (الحدر) وقد يوجد التمهلّ بلا تجويد كما لا يخفى على ذي لبّ وكما هو شائع في قراءة عموم النّاس
10) عدم التكلّف: هي صفة سلبية لا يلجأ إليها في التعريفات إلاّ إذا تعذر تعريف التجويد بما فيه , وبما أنّ ذلك متأتٍ فلا موجب لاستعماله , هذا من جهة ومن جهة أخرى فإنّ تصحيح الحرف وتجويده لا يكون في ابتداء الطلب إلاّ بشيء من التكلّف سرعان ما يزول بالرياضة والدربة فذكره في التعريف منافٍ للواقع ولما هو حاصل عند المبتدئين والمتوسطين ...
11) اللفظ في نظيره كمثله: أي أنّ الحرف هو هو لا يتغير لفظه من موضع لآخر إلاّ إذا تغيّرت مستحقاته فهو كنظيره في صفة نطقه وتجويده ...
والحقّ أنّ تغيّر التلفظ بالحرف لا يخرج عن حالتين اثنتين لا ثالثة لهما الأولى: أن يعود سبب ذلك لتغير مستحقّ الحرف بين موضع وآخر كالراء ترقق ها هنا لموجب وتفخم هناك لفقد ذلك الموجب وكحروف المدّ يزاد في مدّها ها هنا لسبب وتقصر هناك لعدم السبب ... الثانية: أن لا يتغير مستحقّه ورغم ذلك يتغيّر النطق بالحرف من موضع لآخر فهذا خطأ ولحن ينبغي تجنبه والحذر منه ...
وفي ذكر حقّ الحرف ومستحقّه ما يغنينا عن ذكر هذا العنصر لأنّ العدول عن لفظ الحرف من صفةٍ لأخرى لا يكون إلاّ بالعدول عن حقّ الحرف ومستحقّه
12) تلطيف النطق بالحرف: وقد تابع من ذكره الإمامَ ابنَ الجزري في مقدمته حيث يقول: (باللّطف في النطق بلا تعسّفِ) وهو وصف زائد لا ينبغي ذكره في تعريف التجويد لأمور أهمها:
(يُتْبَعُ)
(/)
? كثير من الشراح ذهب إلى أنّ المقصود بالتلطّف ها هنا (بلا تعب ولا مشقة) 89 وجمهورهم شرحه بالتوسّط90 يقول ملاّ علي القاري في المنح الفكرية:"وأن يتلفظ91 في نطقه بالقراءة بلا خروج عن استقامة جادة الأداء إلى الإفراط و التفريط"92 وجمع ابن الناظم93 وغيره بين المعنيين ... وسواء كان المراد هذا المعنى أو ذاك أو هما معاً فإنّ حقّ الحرف ومستحقه يغنينا عن إيراد هذا الوصف في التعريف , لأنّ في العدول عن القراءة الصحيحة للحرف العربي عدول عن حقّه ومستحقّه وكلّ إفراط أو تفريط فيه هو إمّا خروج عن حقّه أو عن مستحقّه أو عنهما معاً ...
? وإذا كان المعنى المقصود بالتلطّف هو الليونة والسهولة التي تقابل العنف والشدّة والخشونة ممّا له علاقة بالجهر والإسرار والتغني والأنغام فهو وصف زائد لا يلزم التجويد ...
? ذكر زكريا الأنصاري94 ومحمود محمد عبد المنعم العبد95 أنّ في هذا البيت من المقدمة خلاف في لفظة (باللطف) فقد وردت بصيغة (باللفظ) والأولى أرجح وأصحّ ولكن الثانية وإن كانت مرجوحة فهي على الأقلّ تؤكد أنّ المعنى المراد هو التوسطّ وعدم التكلف لا غير وهو وصف مندرج في تحقيق حقّ الحرف ومستحقّه ...
13) قراءة النبيّ صلى الله عليه وسلم: وهذا العنصر ورد في تعريفاتهم على شاكلتين اثنين:
? الأولى: بقصر وصف التجويد تعريفه على قراءة النبيّ صلى الله عليه وسلم كقول الأستاذ فرغلي: "إنّ التجويد إنّما هو وصف للقراءة النبوية التي ورد ضبطها وحفظها من طريق أئمة القراءة ... "96 أو قوله: "هو عبارة عن وصف اصطلاحي لما ثبت الرواية به من صفة قراءة النبيّ صلى الله عليه وسلم"97 وهذا تعريف غير منضبط ولا وجيه من جهة كون قراءة النبيّ صلى الله عليه وسلم أعمّ وأوسع من التجويد من حيث أنّها تشمل الجانب الصوتي المتعلق بذوات الحروف (القراءات) وصفتها (التجويد) وكذا نغم هذه القراءة (التغني) وما يتعلق به من جهر وإسرار وحدر واسترسال , وتشمل فيما تشمل أيضاً التفاعل النفسي والإيماني مع القراءة وما ينتج عنها ويصاحبها من مشاعر (, فرح , رجاء ,أمل ,خوف, حزن ... ) ومن أقوال (أدعية , أذكار , استغفار ... ) ومن تصرفات وأفعال (بكاء , توقف , ركوع ,استمرار , ترتيب , تنكيس ... ) , وتشمل أيضا ما يتعلق بتدبّر معاني المقروء ... والتجويد أخصّ وأقلّ من ذلك كلّه كما لا يخفى على أحد ...
? الثانية: بذكر وصف قراءة النبيّ صلى الله عليه وسلم في تعريف التجويد دون ما يفيد بالقطع قصره عليه , وهذا الصنيع لا يخلّ بدوره من عللٍ أقلّها أنّه يوقعنا في شبه أهمّها:
• أنّ التجويد من إحداثه صلى الله عليه وسلم وممّا أوحيَ به إليه ...
• أنّه صلى الله عليه وسلم هو المجوّد دون سواه وأنّ غيره إنّما أخذوه عنه ...
• أنّ قواعد التجويد لم تعرفها العرب قبل الإسلام ...
• أنّ التجويد (بمعناه الواسع) قاصر على قراءة القرآن ولا تجويد في الحديث والأدعية والأذكار والأذان وفي اللغة عموما ...
وهذه كلّها شبه ينبغي تجنبها فالتجويد لغة العرب والنبيّ صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم أجمعين كانوا يجودون القرآن بطبعهم وسليقتهم العربية وأنّ التجويد (بمعناه الواسع) يتعدى القرآن الكريم (لمن شاء) إلى كلّ كلام عربي فصيح ... حديثا كان أو ذكرا أو شعرا أو خطبة أو مقالا ...
14) قراءة القرآن: نعم علم التجويد كعلم خاص بمباحثه ومسائله إنّما يتناول بالدراسة الكلمات القرآنية دون سواها , وهذا الوصف لا بدّ من ذكره وإيراده في التعريف ... ولكن لا ينبغي أن ننكر أنّ التجويد إنّما هو مأخوذ من أصل كلام العرب من خلال طريقة تلفظهم ونطقهم بلغتهم ... وهو يختلف عن التجويد الخاص من جهات عدّة ونواحي شتّى أهمّها:
? الأولى: تجويد القرآن واجب على الصحيح الراجح ـ كما سيأتي ـ بينما تجويد باقي الكلام العربي فمستحب عند الجمهور وقال بعضهم بوجوب تجويد الحديث فقد ذكر شيخ مدينة تطوان المغربية العلامة محمد بن الأمين المغربي – إجازة بالمكاتبة -عن شيخه عبد الحي الكتاني عن عبد الله السكري عن الوجيه الكزبري عن الشمس الحفني عن العلامة برهان الدين ابن الميِّت الشامي أنه ذكر في شرحه على (البيقونية) أنه:
(يُتْبَعُ)
(/)
"سأل شيخه النور عليّ الشبراملسي98 عن حكم قراءة الحديث مجوداً كتجويد القرآن: من إمكان النون الساكنة، والتنوين، والمد والقصر، وغير ذلك، هل هي مندوبة؟ فأجابه بالوجوب! ونقله له عن كتاب (الأقوال الشارحة في تفسير الفاتحة) قال: وعلَّل الشيخ ذلك: بأن التجويد من محاسن الكلام، ومن لغة العرب ومن فصاحة المتكلم، وهذه المعاني مجموعة فيه -صلى الله عليه وسلم- فمن تكلم بحديثه -عليه السلام- فعليه مراعاة ما نطق به عليه السلام."99 اهـ وقد يستدلّ على وجوب ذلك بكون اللحن في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبٌ عليه وتقوّل لما لم يقله ... ولا يبعد أن يقول بعضهم في اللغة العربية عموما بالوجوب الكفائي للحفاظ على نقل أصل الكلام العربي كما كان في الزمن الأوّل ... ولكن المعروف عند جماهير أهل العلم أنّ التجويد واجب في القرآن الكريم مستحبّ فيما سواه من الكلام العربي الفصيح ...
? الثانية: التجويد في كلام العرب أعمّ منه في القرآن الكريم؛ فكلّ حكم تجويدي في القرآن لا بدّ وأنّ العرب تكلمت به فهو من التجويد العام وذلك لأنّ القرآن إنّما بلسانهم نزل قال سبحانه وتعالى ?إنّا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون?وقال أيضا ?قرآنا عربيا غير ذي عوج ? وقد اشترط أهل العلم في القراءة لكي يصحّ التعبّد بها وتسمى قرآنا أن توافق وجها لغويا ولو لم يكن هو الأفصحّ , ولا يقال في مسائل ومباحث التجويد العام تجويد الكلام العربي عموما أنّها جميعا ثابتة في القرآن الكريم , لا يصحّ هذا باعتبار أنّ اللغة تشمل لفظ القرآن وزيادة ومن هذه الزيادة بعض مسائل التجويد التي لم ترد في القرآن الكريم ومنها كثير من أحكام الهمز كتسهيل الهمز المضموم بعد آخر مكسور وإبدال الهمز المفتوح في الوصل بعد كلّ ضمٍّ ومن ذلك الزيادة في المدّ لكثير من الأسباب المعنوية كالمبالغة في الإسماع والنداء والتحذير ... ومن ذلك إمالة الراء مع الحفاظ على تفخيمها ... وغيرها كثير
? الثالثة: يزعم بعض علماء التجويد أنّ القرآن الكريم اختصّ ببعض الأحكام التجويدية دون عموم اللغة العربية ويمثِّلون لذلك بغنن النون والميم في حالة الإدغام والإخفاء بل ويزعم آخرون أنّ الزيادة في المدّ من هذا القبيل ... فأما المدّ فلا! ... بل هو ثابت بما ذكرناه في العنصر السابق وبما ورد في كثير من الأشعار والأقوال المأثورة عن العرب , وبكونه ظاهرة صوتية لا تخلو منها أيّ لغة من لغات البشر ولهجاتهم ... وسوف نخصصّ مطلبا مستقلاً للغنّة نبحث فيه عن أصلها ومبدأها أهو القرآن خاصة أو لغة العرب عامة ونكتفي ها هنا بالإشارة إلى وجهٍ ومن وجوه الاختلاف بين تجويد القرآن الكريم خاصة وتجويد كلام العرب عامّة ـ حتى وإن كام وجها مختلفا فيه ـ
? تجويد القرآن دون غيره من الكلام العربي الفصيح يجوز مصاحبته بالتغني
فلعل هذا القدر من البسط كاف للتفريق بين تجويد عموم كلام العرب وبين تجويد القرآن الكريم المقصود بهذا العلم بالدراسة والبحث ...
15) حلية التلاوة وزينة القراءة: ذكره الهذلي في تعريفه وابن الجزري في المقدمة والتمهيد ثمّ تابعهم النّاس على ذلك , وهو أقرب إلى بيان فضل التجويد وميزته منه إلى تعريفه , والقصد أنّ التجويد تحسينٌ وتزيّينٌ للقراءة تماما كما هو الحليّ بالنسبة للنساء ...
16) التغني وتحسين الصوت: ليس التغني من التجويد بل هو وصف زائد وبعضهم يعتبره فنّاً وعلماً آخر منفصل ومستقل عن باقي العلوم هو فنّ المقامات أو فنّ الطبوع له أحكامه وضوابطه التي تخصّه وتميّزه ... وهو يختلف عن التجويد من وجوه شتّى ومناحي عدّة تقدم بحثها وبيانها فلا داعي للإعادة والتكرار ...
17) التمثيل بأحكامه وجزئياته: التمثيل أسلوب علمي وعملي في تعريف الأشياء وتمييزها وبيان كنهها وحقيقتها , لكن بشروط أهمّها:
? أن لا يلجأ إليه إذا وُجِد غيره من العبارات الموجزة الجامعة المانعة ..
? أن لا يوقعنا في الدور بحيث يتوقف معرفة المعرَّف على معرفة هذه الأمثلة والتي بدورها يتوقف معرفتها على معرفة المعرَّف ... (وقد تقدم بحث هذه المسألة)
? أن لا تكون الأمثلة المذكورة أكثر تعقيدا وإبهاما من المعرَّفِ نفسه ...
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا كلّه في حقّ من له دراية ولو بسيطة بعلم التجويد ـ والله أعلم ـ أمّا من لا دراية ولا صلة له بعلم التجويد أصلاً لا من قريب ولا من بعيد فيستحيل التعريف في حقّه بمجر الأمثلة لأنّ جهله للكلّ يقتضي بالضرورة جهله بالبعض والجزء ...
18) بريء من الرداءة: وهو وصف سلبي تغني عنه الأوصاف الإيجابية
19) كمال هيئته: نعم هذا هو المطلوب تحصيله ... فلا يسمى التجويد تجويدا إلاّ إذا بلغ في إتقانه الغاية وفي تحسينه النهاية وسبيل ذلك هو تصحيح التلفظ بالحروف وفقط من حيث تحقيق مخارجها ومراعاة صفاتها ... فإن زيد على ذلك فهو لحن بسبب الإفراط فيه وإن انقص منه فهو لحن كذلك بسبب التفريط فيه.
والقصد أن تصحيح التلفظ بالحروف بإقامة حقّها ومستحقّها هو كمال هيئته وهو الإتقان والإحسان وهو التجويد من غير زيادة ولا نقصان ... فذكر مثل هذه الأوصاف في التعريف فيه كثير من الإعادة والتكرار وشيء من التطويل والاسترسال ...
20) الغاية في الإتقان والإحسان: ينطبق على هذا الوصف والذي بعده نفس الكلام المذكور في العنصر المتقدم
21) من غير زيادة ولا نقصان: تقدّم ......
22) ترتيب الحروف في مراتبها: المقصود بالمراتب ها هنا مخارج الحروف فقد رتّب أهل الاختصاص الحروف العربية باعتبار مخارجها ترتيبا معلوما معروفا لا يكادون يختلفون فيه إلاّ الشيء اليسير ... وقد يقصد بها مراتبها باعتبار ما تعتريها من الصفات اللازمة والعارضة فالحروف باعتبار الاستعلاء مثلاً ليست على مستوىً واحدٍ بل هي مراتب عدّة وكذلك القلقلة والغنّة وهكذا ... وفي تحقيق حقّ الحرف ومستحقّه ترتيب له بالضرورة في مرتبته التي تليق به فلا موجب لذكر مثل هذه الأوصاف ...
23) حدود اللفظ العربي: نعم لأنّ الحروف المقصودة بالتجويد عربية ويجزئ عن هذا الوصف الإشارة في التعريف لمادة علم التجويد وموضوعه وهو الألفاظ القرآنية , وهي أخصّ من الألفاظ العربية وأدقّ في التعريف لأنّ حدود تجويد اللفظ العربي أوسع من حدود تجويد اللفظ القرآني فليس كلّ ما صح من مباحث التجويد عند العرب يصحّ في القرآن كذلك , بل يقتصر في تجويد القرآن الكريم على ما نزل به دون سواه ...
24) المحفوظ من طريق الأئمة القراء: أمّا من الجهة النظرية التقعيدية فهو محفوظ في كتب النحو والقراءة والتجويد وأما من الجهة العملية فهو محفوظ عند علماء القراءة دون سواهم ... ولا أعتقد والله أعلم أنّ مسألة حفظ العلم والحديث عن مصادره ومظانّه ممّا يذكر في التعريف ...
25) يصير ذلك سجية وملكة: التجويد بخلاف كثير من العلوم لا يقتصر فيه على الجانب النظري بل يتعداه للتطبيق فلا يسمى الرجل مجوّداً إذا أحاط بقواعد هذا العلم دون أن يتمكن من تصحيح حروف القرآن الكريم وقراءته قراءة مجوّدة بريئة من اللحن خالية من الخطأ ... ولكي يندرج هذا الوصف المهمّ في التعريف ينبغي ذكر كلمات ومصطلحات متعلقة بالجانب العملي مثل (قراءة الحروف) (إعطاء الحروف) (تحقيق الحروف) بدل الكلمات التي لا تفيد إلاّ العلم النظري كقولنا (معرفة) ...
26) يؤخذ من مشايخ الصناعة والفنّ: هذا الوصف له متعلق بالذي قبله أي بالجانب العملي في فنّ التجويد ولكنه يتناول طريقة تلقيه وأسلوب أخذه وتعلمه ولا أحسب والله أعلم أنّ هذا الوصف ممّا ينبغي ذكره في التعريفات بل إنّ له بابه الخاص به ...
27) تحسين الألفاظ وتجويدها: في تجويد الحروف وتحسينها بتحقيق مخارجها ومراعاة صفاتها تجويد للألفاظ وتحسين لها ...
28) قواعد عامة مطردة: ليس التجويد بالضرورة قواعد عامة بل إنّ بعضها مفردة متعلقة بكلمة دون غيرها ? تامنا? بسورة يوسف على سبيل المثال , وليس التجويد بالضرورة قواعد مطردة بل أكثرها لها مستثنيات وأحرف خرجت عن الأصل ... هذا من جهة ومن جهة أخرى هذا وصف عام لا يتعلق بذات التجويد لا يتعلق بأركانه التي لا يتصور إلاّ بها والمفروض الاقتصار في التعريف على الأوصاف المتعلقة بذات التجويد ولو رُحْنا نتتبع جميع أوصاف العلوم لنضعها في التعريفات لما أمكننا ذلك لأنّ أوصاف الشيء مهما كان لا يمكن الإحاطة بها
(يُتْبَعُ)
(/)
29) كيفية النطق بالكلمات: ينبغي الإشارة في التعريف إلى أنّ التجويد يتعلق بنطق الكلمات القرآنية لا تفسيرها أو رسمها أو غيرها من العلوم المتعلقة بنفس المادة , ولعل في ذكر الحرف من جهة وذكر مناط النطق والتلفظ به وهو المخرج والصفة أو الحقّ والمستحقّ ما يشير إلى هذه الحيثية والله أعلم ...
30) التواتر: التجويد ورد إلينا بالتواتر لأنّ صفة وكيفية التلفظ بالكلمات القرآنية نقلت إلينا مع ذوات هذه الكلمات وهي متواترة يقول الأستاذ فرغلي سيد عرباوي: "إنّ التجويد إنّما هو وصف للقراءة النبوية التي ورد ضبطها وحفظها من طريق أئمة القراءة كنافع وعاصم والكسائي وغيرهم , وهؤلاء الكرام قد نقلوا حروف القرآن وكيفية نطق هذه الحروف أي: التجويد , وهما أمران متلازمان لا يمكن أن ينفكّ أحدهما عن الآخر , فمن قَبِلَ عنهم نقلُ الحروف لزمه أن يقبل عنهم نقل الأداء أي التجويد."100
31) معرفة الوقوف: هو أحد أهمّ مباحث التجويد وبخاصة الوقف الصناعي المتعلق بكيفية الوقف على أواخر الكلم (الروم , الإشمام , السكون , الإبدال , الحذف , الإلحاق ... ) وحتّى الوقف العام المتعلق بمواضعه فإنّ له علاقة وطيدة بالتجويد لأنّه يؤثّر في كيفية التلفظ بالحروف فهي تتغيّر غالبا إن لم نقل دائما بين الوصل والوقف والابتداء , وقد سُئل أمير المؤمنين علي رضي الله عنه عن الترتيل فقال:"هو معرفة الوقوف وتجويد الحروف" لهذا السبب اعتنى به علماء التجويد عناية كبيرة ودرج كثير منهم على ذكره في تعريفهم له ... لكن إذا أمعنا النظر في حقيقة الوقف بالنسبة لتجويد الحروف وتصحيح التلفظ بها إنّما هو أحد العوارض الكثيرة التي تعرض للحرف فتغيّر من ذاته (هاء التأنيث , التنوين , الهمز , هاء السكت ... ) ومن شكله (الإسكان , الروم , الإشمام ... ) ومن صفاته (القلقلة , الإدغام ,المدّ ... ) فهو يخرجه من دائرة حقّه إلى دائرة مستحقّه وبمراعاة مستحقات الحروف يراعى الوقف وأحكامه لأنّه مندرج فيه ولا داعي لتخصيصه بالذكر في التعريف وإن كان لا بدّ من أن يخصّص له بابا كبيرا ًمنفصلاً يبحث فيه مسائله وأحكامه101
32) ذكر أقسامه: المقصود ها هنا قسمي التجويد العلمي المتعلق بالجانب النظري والعملي المتعلق بالجانب التطبيقي؛ فإنّ بعضهم ذكر القسمين في التعريف وكثير منهم عرّف كلّ قسم على حدة والمفروض اجتناب ذكر أقسام التجويد في التعريف لأمور عدّة أهمّها ما يلي:
? هي قسمة وإن كانت وجيهة في أوّل الأمر لما كان لا يزال اللسان العربي مستقيم الطبع أو قريبا من ذلك لا يحتاج إلى كثيرِ دراسة ورياضة وعناية ليصل إلى تجويد الحروف وتصحيحها , أمّا اليوم وقد غلب على كلامنا لسان الأعاجم وامتزجت العربية الأصيلة برطانة اللهجات الدارجة فإنّه يصعب ويشقّ إن لم أقل يستحيل على الواحد منّا أن يتمكن من القراءة المجوّدة الصحيحة دون الوقوف على الجانب النظري من التجويد ودراسته وبحثه وفهمه واستيعابه ...
? ذكر أقسام أيّ علم في التعريف مخالف لمناهج البحث وعرف أهل العلم فلقد درجوا على ذكرها في باب خاص بها مغاير لباب ومبحث التعريف
? ثمّ إنّه ما من علم إلاّ وله جانب علمي وآخر عملي , لأنّ أصل العلم إنّما يقصد به العمل فالتفسير له قواعده وأحكامه والمقصود منه الفهم والتدبّر والفقه كذلك يقصد به العمل بأحكامه والأصول التمكن من الاستنباط ونحو ذلك ... فهل ذكروا هذه التفصيلات والتقسيمات في تعريفاتهم ... بل وهل اشترطوا العمل من أجل العلم هل اشترطوا لمن يريد أن يتعلم أحكام الحجّ أن يحجّ ولمن يتعلم أحكام الاستنباط أن يستنبط أبدا لم يشترط ذلك أحد بل الشرط كلّ الشرط أن لا يحجّ إلاّ من فقه الحجّ ولا يستنبط إلاّ من فقه الاستنباط ولا يجوّد إلاّ من فقه التجويد فأين الفرق بين علم التجويد وغيره من العلوم ـ من هذه الحيثية ـ حتى نشترط فيه ما لم نشترطه في غيره
? وكلّ هذا لا يمنع من الإشارة في التعريف لقسمي التجويد دون التصريح بهما كاستعمال اصطلاح (علم) للإشارة للجانب النظري و اصطلاحات مثل (إعطاء) (قراءة) (تحقيق) ونحوها ممّا فيه إشارة للجانب العملي
(يُتْبَعُ)
(/)
33) ذكر مراتبه: المقصود بمراتبه التّمهل والتؤدة فيه وتسمى بالتحقيق والإسراع يسمى بالحدر والتوسّط هو التدوير , وهي مباحث لا ينبغي ذكرها في التعريف لأمرين اثنين هما:
? الأول: إنّ للمراتب كما للأقسام والأحكام أبوابها الخاصة بها ولو تتبعنا جميع مباحث العلم وذكرناه في التعريف لصار تعريف العلم هو العلم نفسه وهذا أمر بعيد , غريب ومستهجن ...
? الثاني: إنّ جميع هذه المراتب على اختلافها لا بدّ أن يشملها التجويد ولا بدّ أن تتّصف به فسواء قرأنا بالتحقيق أو بالحدر أو بالتوسّط بينهما لا بدّ أن تكون القراءة صحيحة مجوّدة , فما ينبغي ذكره في التجويد ليس هذه المراتب الثلاث بل شيئا يجمعها ويعمها كالقراءة ونحوها ...
ثالثا: التعريف المختار
المقصود بالتعريف المختار التعريف الذي جمع فيه صاحبه الأوصاف التي ينبغي ذكرها واجتنب السلبيات وما لا ينبغي ذكره فيه ممّا تقدم تحريره وتحقيقه في المباحث المتقدمة وسنكتفي بذكر التعريف كما جاء بشيء من الشرح والتعليق القليل
عرّفه الشيخ محمود علي بسّة المدرس بقسم القراءات بكلية اللغة العربية 102 في كتابه (العميد في علم التجويد) 103 بقوله: (علم يبحث في الكلمات القرآنية من حيث إعطاء الحروف حقّها ومستحقّها)
تعليقات على التعريف:
أولا:من أهمّ ميزات هذا التعريف أنّه خصّ علم التجويد بالكلمات القرآنية فخرج بذلك التجويد العام المتعلق بالكلام العربي وبخاصة الحديث الذي وقع الخلاف فيه وكذلك الأذان وبعض الأذكار كآمين , فقد زعم بعض أهل العلم تطبيق أحكام التجويد على الآذان والإقامة والتكبير والتلبية فراح يطبق ويُعمِل فيها ما نص عليه علماء تجويد القرآن الكريم دون عموم أحكام تجويد اللغة العربية حيث يقول:"كما ينبغي على المؤذن أن يجوّد الأذان والإقامة فيطبق في تجويد الأذان ما يطبق في تجويد القرآن سواء بسواء."104 فوقع في بعض الأخطاء أهمّها:
? "ينبغي الوقف على كلّ مقاطع الأذان بالسكون"105 والحق أنّه يجوز الوقف على بعضها بغير السكون كالإشمام لأنّه لا يتعارض والاسترسال في الأذان بخلاف الروم الذي يقتضي الحدر وهو مخالف للسنّة أما في الإقامة وغيرها من الأذكار ففيها الروم والإشمام والإسكان بما تقتضيه قواعد اللغة العربية ...
? "زيادة المدّ الأصلي عن حركتين في ألف لفظ الجلالة (الله) حين وصلها بما بعدها , كما لو زاده في قوله (الله أكبر) "105 والحقّ أنّ الزيادة ها هنا جائزة لوجود سبب الزيادة وهو سبب معنوي؛ المبالغة في النداء والإسماع وهو سبب وجيه لا تخلو منه لغة ولا لهجة من اللهجات ومن أنكر المدّ ها هنا إنّما نظر للأسباب اللفظية وهي الهمز والسكون دون المعنوية اعتماداً على عموم أحكام التجويد الخاصة بالقرآن الكريم ...
? "إدماج الحروف والكلمات بعضها ببعض"106 ومثّل ببعض اللحون الشائعة ولكنّ هذا العنوان يقتضي منع بعض الظواهر الصوتية الخاصة بالأذان والتكبير والتي فيها شيء من الإدماج والتغيير مثل قراءة (الله وَكْبر) بإبدال همزة (أَكبر) واوا مفتوحة على سبيل المثال فهو صحيح لجوازه في العربية
وبعضهم منع المدّ في آمين مستدلاّ بأحكام تجويد القرآن ووفق رواية معيّنة وهذا خطأ مضاعف خطأ من جهة إلزام الناس برواية قرآنية واحدة دون سواها ومن جهة إلزام الناس بأحكام القرآن في غير القرآن والله اعلم بالحقّ والصواب ...
ثانيا: استعمال لفظة (علم) إشارة إلى قسم التجويد العلمي وفي لفظة (إعطاء) إشارة إلى قسمه العملي
ثالثا: (الحقّ) اصطلاح يشمل كلّ ما يلزم الحرف من مخرج وصفاتٍ فأمّا الصفات فهو أمر متفق عليه وأما إدخال المخرج في مسمى الحقّ فقد قال به ونصّ عليه غير واحد من أهل العلم منهم: صاحب التعريف المختار في شرحه له وكذلك الأستاذ عبد الرزاق موسى صاحب الفوائد التجويدية في شرح المقدمة الجزرية وغيرهما , وهو ظاهر ومتوجه إذا نظرنا إلى تعريفهم للحقّ بأنّه ما يلزم الحرف والمخرج يلزمه فهو لا يبرحه ولا يحيد عنه ...
ثالثا: (المستحقّ) ممّا يشمله ويندرج تحته الوقف لأنّه من العوارض التي تطرأ على تجويد الحروف.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولأنّ الكمال خاص به سبحانه وتعالى وقد أبى عزّ وجلّ أن يتمَّ كتابا إلاّ كتابه الكريم فلا يبعد أن يحتوي هذا التعريف بدوره على بعض النقائص أو أن نجد ما هو أوجز وأدقّ منه فعلى كلّ واحد منّا أن يمعن النظر فيه وأن يدقّق ويحقّق لعل الله سبحانه وتعالى يرشدنا ويهدينا إلى ما هو أحكم أنفع ... والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل وصلّ اللهمّ على محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلّم.
الهوامش:
1 علماء مناهج البحث , أصول الفقه والمنطق وغيرهم
2 انظر تعريف الحدّ في (الحدود في أصول الفقه) للقاضي أبي الوليد الباجي [474هـ] دار ابن القيم الرياض ودار ابن عفان القاهرة 1429هـ 2008م الصفحة:33
3 انظر على سبيل المثال البيت 186 من العقيدة السفارينية بشرح الشيخ ابن عثيمين (من موقعه على الشبكة)
4 شرح الأسماء والصفات للشيخ سفر الحوالي (من موقعه على الشبكة) وشرح الشيخ العثيمين علة العقيدة السفارينية وانظر الردّ على المنطقيين ونقض المنطق كلاهما لشيخ الإسلام ابن تيمية
5 سعود بن عبد العزيز الدعجان , منهج الإمام مالك في إثبات العقيدة:دار الآثار القاهرة , مجالس الهدى الجزائر 1427هـ 2006م الصفحة 263
6 يراجع كتاب (ظاهرة الإرجاء) للشيخ سفر بن عبد الرحمان الحوالي فإنّ فيه تفصيل عجيب ومهمّ لتطور تعريف الإيمان
7 شرح الشيخ ابن عثيمين المتقدم الذكر
8 ابن منظور711هـ: لسان العرب؛ دار صادر بيروت.
الفيروز آبادي 817هـ: القاموس المحيط؛ مؤسسة الرسالة بيروت 1\ 350
أبو السعدات , المبارك بن محمد الجزري: النهاية في غريب الأثر المكتبة العلمية بيروت 1399هـ تحقيق: طاهر أحمد الزاوي ومحمود محمد الطناحي
الزمخشري 538هـ: الفائق؛ دار المعرفة بيروت تحقيق: علي محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم 1\ 350
: أساس البلاغة؛ دار الفكر بيروت 1427هـ 2006م ص103 ـ 104
زين الدين محمد بن أبي بكر الرازي 666هـ: مختار الصحاح تحقيق: حمزة فتح الله مؤسسة الرسالة 1414هـ 1994م ص116
أحمد بن محمد بن علي الفيومي المقرئ 770هـ: المصباح المنير؛ مكتبة لبنان بيروت ص44
ابن فارس , أبو الحسن أحمد بن فارس بن زكريا 395هـ: المقاييس في اللغة؛ تحقيق شهاب الدين أبو عمر دار الفكر بيروت ص229
: مجمل اللغة؛ دار الفكر بيروت 1414هـ 1994م
الراغب الأصفهاني: معجم مفردات القرآن؛ دار الفكر بيروت تحقيق: يوسف الشيخ محمد البقاعي ص79 ـ 80
المعجم الوسيط: إبراهيم مصطفى , أحمد الزيات , حامد عبد القادر , محمد النجار؛ مجمع اللغة العربية بالقاهرة دار الدعوة 1\ 145 باب الجيم مادة (ج ا د)
ابن سيده المرسي 458هـ: المحكم والمحيط الأعظم؛ تحقيق عبد الحميد هنداوي دار الكتب العلمية بيروت 2000م. 7\ 530 في مقلوب مادة (ج و د)
9 ابن جرير الطبري: جامع البيان في تأويل القرآن , تحقيق أحمد محمد شاكر , مؤسسة الرسالة ط1 ـ 1420هـ 2000م 15\ 334 ـ 337
ابن كثير: تفسير القرآن العظيم؛ دار الفكر بيروت 1422هـ 1002م في مجلد واحد ص928 ـ 1600
الراغب الأصفهاني , معجم مفردات القرآن ص79
أبو الحسن علي بن محمد الماوردي 450هـ , النكت والعيون , نسخة إلكترونية منزّلة من موقع التفسير www.altafsir.com
العزّ بن عبد السلام سلطان العلماء 660هـ , تفسير ابن عبد السلام , نسخة إلكترونية منزّلة من موقع التفسير www.altafsir.com
أبو حيّان الأندلسي 745هـ , البحر المحيط , نسخة إلكترونية منزّلة من موقع التفسير www.altafsir.com
محمد بن علي الشوكاني 1250هـ , فتح القدير الجامع بين فنيّ الرواية والدراية من علم التفسير , نسخة إلكترونية منزّلة من موقع التفسير www.altafsir.com
إبراهيم بن عمر البقاعي 885هـ , نظم الدرر في تناسب الآيات والسور , نسخة إلكترونية منزّلة من موقع التفسير www.altafsir.com
(يُتْبَعُ)
(/)
10 العلم بهذا الاعتبار قسمان المرتجل والمنقول أما الأوّل فهو ما وُضِعَ من أوّل الأمر علما ولم يستعمل في شيء آخر قبل علمِيّته كعمر وسعاد والثاني ما نُقِل من شيء سَبَقَ استعماله فيه قبل العلمية كفضل ومحمد وسعيد. فلا يمنع ها هنا من أن يكون اسم الجوديّ علما منقولا أصله المبالغة في الإحسان والكرم ... انظر: القواعد الأساسية للغة العربية , السيّد أحمد الهاشمي 1326هـ دار الكتب العلمية بيروت , الطبعة الثالثة 1427هـ 2007م ص68 ـ 69
11 انظر فتح القدير للشوكاني
12 جمع فَرَس انظر مختار الصحاح 496 ـ 497
13 مفردات القرآن للراغب الأصفهاني ص79
14 البخاري 5\ 2398 مسلم 4\ 2176 وغيرهما عن سهل بن سعد وهو مروي عن أبي هريرة وأنس وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين
15 الطبراني في الكبير 8\ 198 ـ 230 وعبد الرزاق في المصنف 5\ 301 من حديث أبي أمامة رضي الله عنه ...
16 الإمام أحمد في مسنده 3\ 16 من حديث أبي سعيد
17 أخرجه البخاري 1\ 6 وغيره عن ابن عباس وأخرجه مسلم 4\ 1803 عن ابن مسعود رضي الله عنهم
18 البخاري في الأدب المفرد 1\ 113 عن أنس رضي الله عنه
19 مسلم 2\ 614 عن أنس بن مالك رضي الله عنه
20 البخاري 1\ 439 وغيره عن أنس بن مالك رضي الله عنه
21 راجع النهاية في غريب الأثر لأبي السعدات المبارك بن محمد الجزري 1\ 835
22 الحافظ احمد بن محمد بن أبي بكر الشافعي القسطلاني (923هـ): اللآلئ السنية شرح المقدمة الجزرية؛ مؤسسة الكتب الثقافية بيروت 1428هـ 2007م ص53
23 ابن الناظم أحمد بن محمد بن الجزري أبو بكر شهاب الدين القريشي الشافعي (827هـ أو 835هـ):الحواشي المفهمة , تحقيق: أ فرغلي سيد عرباوي؛ مكتبة أولاد الشيخ للتراث القاهرة 2006م الصفحة:166
24 عبد الدئم الأزهري (870هـ): الطرازات المُعلِمة في شرح المقدمة بتحقيق: أ\فرغلي سيد عرباوي؛ مكتبة أولاد الشيخ للتراث القاهرة 2007م الصفحة 183
25 خالد بن عبد الله الأزهري (905هـ): الحواشي الأزهرية في حلّ ألفاظ المقدمة الجزرية؛ دار الغوثاني للدراسات القرآنية دمشق 1428هـ 2008م الصفحة 49
26 ابن الجزري: التمهيد في التجويد؛ دار الصحابة طنطا 1422هـ 2002م الصفحة 08
27 ابن الجزري: النشر في القراءات العشر؛ دار الفكر بيروت 1\ 210
28 احمد بن أحمد بن محمد عبد الله الطويل: تيسير علم التجويد؛ دار ابن خزيمة الرياض ط2 , 1423هـ 2002م الصفحة 07
29 حسني شيخ عثمان: حقّ التلاوة؛ مكتبة المنار , الزرقاء الأردن ط7 , 1407هـ 1987م الصفحة 28
تيسير علم التجويد ص7
30 نقلا من مقدمة الأستاذ فرغلي سيد عرباوي على شرح طاش كبري زادة (968هـ) للجزرية , مكتبة أولاد الشيخ للتراث 2009م الصفحة 13
31 فرغلي سيد عرباوي من مقدمة الطرازات المعلمة في شرح المقدمة لعبد الدائم الأزهري تلميذ الناظم الصفحة 10
32 انظر على سبيل المثال: حقّ التلاوة للشيخ حسني شيخ عثمان
33 انظر مثلا: مذكرة في أحكام الترتيل برواية ورش عن نافع من طريق الأزرق للشيخ يخلف شراطي رحمه الله؛ مخطوط
34 صديق بن حسن القنوجي: أبجد العلوم؛ دار الكتب العلمية 1978م تحقيق: عبد الجبار زكار 1\ 64
35 إبراهيم محمد الجرمي: معجم علوم القرآن؛ دار القلم دمشق 1422هـ 2001م الصفحة 79
36 مقدمة الطرازات ص10
37 شهاب الدين أحمد بن محمد عبد الغني الديمياطي: إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر؛ دار الكتب العلمية بيروت 1422هأ 2001م الصفحة:06
38 محمود محمد عبد المنعم العبد: الروضة الندية شرح متن الجزرية؛ المكتبة الأزهرية للتراث مصر 1422هـ 2001م الصفحة45
39 محمد مصطفى بلال: هداية الطالبين في أحكام تلاوة الكتاب المبين شرح متن الجزرية؛ دار الفضيلة القاهرة؛ 2005م الصفحة: 30 ـ 31
40 التجويد كما سيأتي ينقسم إلى قسمين علمي ويقصد به قواعده ومبادئه وعملي ويقصد به تطبيقه والقراءة به
41 الشيخ شراطي رحمه الله ص2 في تعريفه للترتيل ثمّ قال: "والترتيل والتجويد بمعنى واحد"
42 شيخ الإسلام زكريا الأنصاري: الدقائق المحكمة في شرح المقدمة؛ مكتبة الغزالي دمشق ط4 , 1412هـ 1992م ص62
43 مقدمة شرح طاش كبري زادة للأستاذ فرغلي ص13
44 كشف الظنون 1\ 353
(يُتْبَعُ)
(/)
45 انظر: معجم علم مصطلحات علم القراءات القرآنية وما يتعلق بها ص118 ومعجم علوم القرآن ص79 وابن الناظم ص174
46 الطرازات ص183 ـ 184
47 معجم مصطلحات القراءات ومعجم علوم القرآن
48 معجم مصطلحات علم القراءات القرآنية وما يتعلق به ص118
49 انظر: الحواشي الأزهرية لخالد الأزهري ص49 والطرازات لعبد الدائم الأزهري ص183
50 عاشور أبو عبد الرحمن خضراوي الحسني الجزائري: أحكام التجويد برواية ورش عن نافع من طريق الأزرق؛ مكتبة الرضوان ص9
51 خالد الأزهري ص52 ـ 53
52 وانظر معجم علوم القرآن , معجم علم القراءات , أحكام التجويد برواية ورش لعاشور خضراوي , الحواشي لخالد الأزهري
53 الطرازات لعبد الدائم الأزهري ص184
54 المرجع نفسه 183 خالد الأزهري 49
55 عاشور خضراوي 8 , خالد الأزهري 53 , د. عبد العلي المسئول 118 , إبراهيم محمد الجرمي79 , التمهيد8
56 محمد بم محمود حوّا: الشرح العصري على مقدمة ابن الجزري؛ دار ابن حزم 1429هـ 200م ص54
57 ابن يالوشه: الفوائد المفهمة في شرح الجزرية المقدمة؛ دار الفرقان المغرب 1989م ص6 , النشر1\ 210 , حسين الشيخ عثمان 26
58 الطرازات ص112
59 المرجع نفسه ص111
60 المرجع نفسه ص183 خالد الأزهري 49
61 الحسن بن قاسم المرادي المراكشي (749هـ) في شرحه على القصيدة الواضحة في تجويد الفاتحة للجعبري (732هـ) بتحقيق الأستاذ فرغلي؛ مكتبة أولاد الشيخ للتراث , القاهرة 2007م ص93
62 النشر1\ 210 , حسيني شيخ عثمان 26 القسطلاني في شرحه ص53
63 عطية قابل نصر: غاية المريد في علم التجويد , دار التقوى القاهرة ط السابعة ص34
64 الروضة الندية ص45
65 احمد بن احمد بن عبد الله الطويل: تيسير علم التجويد؛ دار ابن خزيمة ط2 ,1423هـ 2002م ص7
66 الطرازات ص184
67 نقلا من مقدمة المحقق فرغلي على شرح طاش كبري زادة ص13
68 المرجع نفسه
69 تيسير علم التجويد ص7
70 هداية الطالبين في أحكام تلاوة الكتاب المبين ص30 ـ 31
71 الطرازات ص184
72 تيسير علم التجويد ص7
73 مقدمة الطرازات للأزهري ص18
74 ابن يالوشه ص6
75 عاشور خضراوي , حسني شيخ عثمان الأوّل نسب مؤلفه لورش والثاني لحفص رمحها الله
76 احمد الطويل ص7
77 يكتفي بعضهم بتسميته سبرا وآخرون تقسيما وآخرون تقسيما وسبرا بتقديم التقسيم على السبر والجمهور على ما أثبتناه فوق واختار محمد سليمان الأشقر الأخير لأنّه أكثر تطابقا مع طريقتهم في البحث (لأنّهم يبدأون بالتقسيم: تتبع الأوصاف ثم ينتقلون إلى السبر وهو اختبار هذه الأوصاف)
78 محمد بن علي الشوكاني , إرشاد الفحول إلى تحقيق الحقّ من علم الأصول؛ دار ابن حزم 1425هـ 2004م الصفحة:481 =
= عبد الوهاب خلاف: علم أصول الفقه؛ الزهراء الجزائر؛ ط2 1993م ص77
محمد سليمان الأشقر: الواضح في أصول الفقه؛ دار النفائس الأردن ط4 , 1412هـ 1992م ص237
محمد الأمين الشنقيطي: مذكرة في أصول الفقه على روضة الناظر لابن قدامة؛ دار اليقين مصر , 1419هـ 1999م ص450 ـ 496
د. عبد الكريم زيدان:الوجيز في أصول الفقه؛ مؤسسة الرسالة بيروت 1423هـ 2002م ص214
79 معجم مصطلحات علم القراءات ص170
80 أبو القاسم علي بن عثمان بن محمد بن أحمد المعروف بابن القاصح العذري (800هـ): سراج القارئ المبتدئ وتذكار المقرئ المنتهي , بتحقيق جمال الدين محمد شرف؛ دار الصحابة للتراث طنطا 1425هـ 2004م ص33 وانظر النجوم الطوالع على الدرر اللوامع للأستاذ إبراهيم المارغني ص209؛طبعة مركز التراث الثقافي المغربي الدار البيضاء بالاشتراك مع دار الحديث بالقاهرة 1429هـ 2008م بتحقيق الدكتور عبد السلام البكاري
81 أبو محمد مكي القيسي القيرواني القرطبي (437هـ): الإبانة ص41 دار نهضة مصر؛ نقلاً من معجم مصطلحات علم القراءات ص172
82 د. أيمن رشدي سويد: تلقي القرآن الكريم عبر العصور مفهومه وضوابطه؛ دار الوعي الجزائر 2009م ص7
83 معجم علوم القرآن ص246
84 معجم علوم القرآن ص175
85 المنح الفكرية ص32
(يُتْبَعُ)
(/)
86 انظر على سبيل المثال: الشيخ محمود علي بسّة: العميد في علم التجويد , بتعليق وتحقيق الشيخ محمد الصادق قمحاوي؛ دار العقيدة مصر 1425هـ 2004 م ص7. عبد الرزاق بن علي بن إبراهيم موسى: الفوائد التجويدية في شرح الجزرية؛ دار ابن القيم الرياض بالاشتراك مع دار ابن عفان القاهرة 1426هـ 2005م ص59
87 ما أوردناه في هذا المطلب والذي قبله هو خلاصة أقوال أهل العلم في تعريف الحقّ والمستحقّ ومن أراد العودة لأصول هذه المسألة ويراجع أقوال أهل العلم فيها فلينظر: خالد الأزهري 52 , زكريا الأنصاري62 , المنح الفكرية44 , حقّ التلاوة26 ـ 27 , الفوائد التجويدية67 ـ 68 , الشرح العصري53 , طاش بكري زادة152 , البرهان لمحمد الصادق قمحاوي5 , العميد7 ...
88 انظر ابن الناظم 175 , خالد الأزهري 52 , زكريا الأنصاري63 , طاش كبري زادة 152 , الملاّ علي القاريي45 , محمود محمد عبد المنعم في الروضة الندية 47 , محمد بم محمود حوّا 53 , الفوائد التجويدية68 ...
89 انظر مثلا: طاش كبري زادة ص153 ...
90 الروضة 47 , خالد الأزهري 52 ...
91 [هكذا في الأصل وقد يكون خطأ مطبعي والصواب والله أعلم (أن يتلطّف)]
92 المنح الفكرية 54
93 الحواشي المفهمة 175
94 الدقائق المحكمة ص64
95 الروضة الندية ص47
96 مقدمة الطرازات ص10
97 المرجع نفسه ص18
98 والشَّبْرامَلِّسي هذا: هو قمر الشافعية في القرن الحادي عشر الهجري، وهو صاحب الحاشية المشهورة على نهاية الشمس الرملي في فقه الشافعية.
99 نقلا عن ملتقى أهل الحديث على العنوان التالي: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=183186
100 مقدمة كتاب الطراوات ص10
101 ولأهميته وكثرة مسائله ومباحثه أصبح علما مستقلاً بذاته كتب فيه كبار العلماء مؤلفات مستقلة كأبي عمرو الداني في (المكتفى في الوقف والابتدا) وأبي جعفر النحاس في (القطع والائتناف أو الوقف والابتداء) ومن المعاصرين الشيخ الحصري في (معالم الاهتداء إلى معرفة الوقوف والابتداء) ...
102 الشيخ محمود علي بِسَّة، كان محاميًا شرعيًّا، واعتزل المحاماة واشتغل بالتدريس، وكان يحمل الابتدائية الأزهرية، والثانوية الأزهرية، والعالمية، وتخصص القضاء الشرعي، وتخصص التدريس، وتلقى القراءات العشر، ودرس الرسم والفواصل. من أشهر كتبه (القواعد النحوية في شرح الأجرومية) و (الفجر الجديد في علم التجويد) و (شرح الجزرية) و (شرح تحفة الأطفال) وقد كان على خلاف علماء مصر والأزهر حنبلي المذهب ... نقلا من موقع الشيخ محمد خليل الزروق http://www.zarrog.com/ar/Index.asp?Page=49
103 الصفحة 7
104 حقّ التلاوة ص189
105 المرجع نفسه ص190
106 المرجع نفسه 191
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[13 Aug 2010, 05:01 م]ـ
أخي الكريم: أرجو منك في مشاركاتك القادمة إذا كانت طويلة كهذا البحث أن تقسمها على عدة مشاركات شيئا فشيئا، حتى يستفاد منها بشكل جيد، وتتم مناقشتها وإبداء الآراء المختلفة حولها بشكل ميسر.
وتقبل تحياتي.
ـ[بودفلة فتحي]ــــــــ[15 Aug 2010, 09:20 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء يا أستاذ سأعمل بوصيتك ونصيحتك
أرجو أن لا تبخل على أبناءك بتصفح وقراءة ما يكتبون(/)
تقاليد قراءة القرآن – 2 (التقاليد المغربية)
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[13 Aug 2010, 06:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
أقبل المسلمون منذ نزول القرآن على قراءته وتدبره، وما يزالون كذلك والحمد لله. وقد اتخذت بعض الشعوب الإسلامية تقاليد لقراءة القرآن، تختلف باختلاف الزمان والمكان.
ومنها تلك التقاليد التي كان يأخذ بها المغاربة وما يزالون إلى اليوم، وهي "قراءة الحزب الراتب"، أي: قراءة حزب بعد الصبح وآخر بعد المغرب، يوميا جماعيا في المساجد؛ فيتم ختم القرآن الكريم كل شهر بهذه الطريقة، يقرأ الإمام أو بعض نوابه جهرا ويتبعه الحضور في القراءة. وقد كان لهذا البرنامج دور كبير في الحفاظ على كتاب الله ونشر حفظه وتلاوته وسماعه بين العامة سواء كانوا متعلمين أو أميين، خصوصا في ظل تفشي الأمية في البوادي وندرة المصاحف قبل شيوع الطباعة.
أول من قرر هذا التقليد هو السلطان أبو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن الموحدي (533 – 580هـ)، كما يقول الأستاذ عبد العزيز بن عبد الله الرباطي (معجم المحدثين والمفسرين والقراء بالمغرب: 5): "وقد أمر يوسف بن عبد المؤمن الموحدي، رغم كراهة مالك لقراءة القرآن جماعة، بتأسيس قراءة الحزب في المساجد، ومنعت قراءته بدون تجويد، وتيسيرا لذلك قام العلامة محمد بن أبي جمعة الهبطي بوضع طريقة لوقف القرآن لم تكن معروفة في المشرق".
وينسب أبو إسحاق الشاطبي إحداث قراءة الحزب الراتب بالمغرب والأندلس إلى محمد بن تومرت (485 – 524هـ) المتلقب بـ"المهدي" مؤسس الدولة الموحدية، ويرى الشاطبي أن ابن تومرت نقل هذا التقليد عن أهل الإسكندرية، كما يقول الشاطبي (الاعتصام: 2/ 70): "وقد أحدث بالمغرب المتسمي بالمهدي تثويبا عند طلوع الفجر، وهو قولهم: "أصبح ولله الحمد" إشعارا بأن الفجر قد طلع؛ لإلزام الطاعة ولحضور الجماعة وللغدو لكل ما يؤمرون به، فيخصه هؤلاء المتأخرون تثويبا بالصلاة كالأذان. ونقل أيضا إلى أهل المغرب الحزب المحدث بالإسكندرية، وهو المعتاد في جوامع الأندلس وغيرها، فصار ذلك كله سنة في المساجد إلى الآن، فإنا لله وإنا إليه راجعون".
يقول الأستاذ أحمد الراضي في بحثه: التلاوة المغربية للقرآن الكريم (مجلة دار الحديث الحسنية ص: 160 – 163):
" ... وحتى يستمر المغاربة على حفظ القرآن وتلاوته ويرتبطوا به ارتباطا وثيقا في سلوكهم وأخلاقهم، أوجبوا قراءة حزبين على الأقل في كل يوم، بحيث يجب على المتهاونين والذين تستغرق أشغالهم جميع أوقاتهم، ولا يتمكنون معها من قراءة القرآن أن يقرؤوا حزبين كل يوم. وهذا حد أدنى لا يجوز إطلاقا التنازل عنه؛ ولذلك أحدثوا قراءة الحزب الراتب في المساجد، وهو عبارة عن قراءة حزب (قراءة جماعية) بعد صلاة المغرب مباشرة، وقراءة حزب آخر بعد صلاة الصبح مباشرة. ويذكر المؤرخون أن أول من أحدث هذا الحزب في المغرب هو يوسف بن عبد المؤمن بن علي الموحدي؛ فقد أمر بالمحافظة عليه في البلاد المغربية التي تحت طاعته (هامش: انظر العلوم والآداب والفنون على عهد الموحدين، للمنوني ص: 46). وقد أصبحت قراءة الحزبين في المسجد أمرا معمولا به في جميع أنحاء المغرب في قراه ومدنه، حتى أصبحت من مهام إمام المسجد التلقائية التي لا تحتاج إلى ذكر عند إسناد الإمامة إليه، فإذا فرط في قراءة الحزبين في وقتيهما أصبح في نظر الناس مخلا بواجباته الوظيفية، وقد يكون ذلك سببا في استبدال إمام آخر به يقوم بقراءة الحزب. وعلى ذكر قراءة الحزبين في المسجد يجدر بنا أن نشير إلى أن في المغرب الآن نوعين من الحزب: أحدهما يسمى بالحزب الشهري، والمقصود به أن افتتاح الختمة القرآنية يجب أن يكون في بداية كل شهر عربي، والانتهاء منها يجب أن يكون في نهاية الشهر، وهكذا كلما ابتدأ الشهر ابتدأت معه الختمة القرآنية وكلما انتهى انتهت معه. وثانيهما: الحزب الذي يسميه بعض الناس بالحزب الراتب، وهو لا يخضع لبداية شهر ولا لنهايته ويتميز عن الأول بقراءة سورة الكهف مساء كل يوم خميس، وسورة يس صبيحة كل يوم جمعة (هامش: ومن المغاربة من يقرأ صبيحة يوم الجمعة يس وسورة الدخان وسورة الملك وسورة الواقعة، ومنهم من يقتصر على سورة يس وسورة الدخان) بدل الحزبين اللذين جاء
(يُتْبَعُ)
(/)
دورهما. ومن مزايا هذا الحزب أن اختتام القرآن لا يكون إلا في مساء يوم الأحد. وافتتاح الختمة لا يكون إلا في صبيحة يوم الاثنين، ومن مزاياه أيضا أن الأحزاب التي تقرأ في كل يوم من أيام الأسبوع معروفة بحيث أن الأحزاب التي تقرأ في يوم الاثنين تقرأ فيه دائما والتي تقرأ في يوم الثلاثاء تقرأ فيه دائما، وهكذا في بقية أيام الأسبوع، فيوم الاثنين في الأسبوع الأول يقرأ فيه الحزب الأول والثاني، وفي الأسبوع الثاني يقرأ فيه الحزب الثالث عشر والرابع عشر وفي الأسبوع الثالث يقرأ فيه الحزبان الخامس والعشرون والسادس والعشرون، وفي الأسبوع الرابع الحزبان السابع والثلاثون والثامن والثلاثون وفي الأسبوع الخامس الحزبان التاسع والأربعون والخمسون. ويوم الثلاثاء: في الأسبوع الأول يقرأ فيه الحزبان الثالث والرابع وفي الأسبوع الثاني الحزبان الخامس عشر والسادس عشر، وفي الأسبوع الثالث الحزبان السابع والعشرون والثامن والعشرون. وفي الأسبوع الرابع الجزبان التاسع والثلاثون والأربعون وفي الأسبوع الخامس الحزبان الواحد والخمسون والثاني والخمسون. ويوم الأربعاء: في الأسبوع الأول يقرأ في الحزبان الخامس والسادس وفي الأسبوع الثاني الحزبان السابع عشر والثامن عشر وفي الأسبوع الثالث الحزبان التاسع والعشرون والثلاثون. وفي الأسبوع الرابع الحزبان الواحد والأربعون والثاني والأربعون. وفي الأسبوع الخامس الحزبان الثالث والخمسون والرابع والخمسون. وصبيحة يوم الخميس في الأسبوع الأول الحزب السابع وفي الأسبوع الثاني الحزب التاسع عشر وفي الأسبوع الثالث الحزب الواحد والثلاثون، وفي الأسبوع الرابع الحزب الثالث والأربعون وفي الأسبوع الخامس الحزب الخامس والخمسون. وفي مساء يوم الجمعة الأسبوع الأول يقرأ الحزب الثامن وفي الأسبوع الثاني الحزب العشرون، وفي الأسبوع الثالث الحزب الثاني والثلاثون، وفي الأسبوع الرابع الحزب الرابع والأربعون، وفي الأسبوع الخامس الحزب السادس والخمسون. وفي يوم السبت في الأسبوع الأول يقرأ الحزبان التاسع والعاشر، وفي الأسبوع الثاني الحزبان الواحد والعشرون والثاني والعشرون، وفي الأسبوع الثالث الحزبان الثالث والثلاثون والرابع والثلاثون، وفي الأسبوع الرابع الحزبان: الخامس والأربعون والسادس والأربعون، وفي الأسبوع الخامس: الحزبان السابع والخمسون والثامن والخمسون. وفي يوم الأحد في الأسبوع الأول يقرأ الحزبان: الحادي عشر والثاني عشر، وفي الأسبوع الثاني الحزبان الثالث والعشرون والرابع والعشرون، وفي الأسبوع الثالث الحزبان الخامس والثلاثون والسادس والثلاثون، وفي الأسبوع الرابع الحزبان السابع والأربعون، والثامن والأربعون، وفي الأسبوع الخامس الحزبان التاسع والخمسون والستون. ويمكن تلخيص ما ذكرنا في الجدول الآتي:
الأسبوع الأول الأسبوع الثاني الأسبوع الثالث الأسبوع الرابع الأسبوع الخامس
أحزاب الاثنين 1 – 2 13 - 14 25 – 26 37 – 38 49 – 50
أحزاب الثلاثاء 3 – 4 15 – 16 27 – 28 39 – 40 51 – 52
أحزاب الأربعاء 5 – 6 17 – 18 29 – 30 41 – 42 53 – 54
أحزاب صباح الخميس 7 19 31 43 55
ما يقرأ مساء الخميس الكهف الكهف الكهف الكهف الكهف
ما يقرأ مساء الجمعة يس يس يس يس يس
أحزاب مساء الجمعة 8 20 32 44 56
أحزاب السبت 9 – 10 21 – 22 33 – 34 45 – 46 57 – 58
أحزاب الأحد 11 – 12 23 – 24 35 – 36 47 – 48 59 - 60
وتلك قاعدة لا تتغير ولا تتخلف، بحيث لا تجد إطلاقا ما يقرأ في يوم معين يقرأ في يوم آخر، والسبب في هذا الضبط قراءة سورة الكهف مساء يوم الخميس وسورة يس صبيحة يوم الجمعة، وينسب هذا الحزب على هذا الترتيب إلى الشيخ التمكروتي ابن ناصر، فيقال: الحزب الناصري (هامش: انظر: المعسول 1/ 56) لأنه هو الذي أمر حملة القرآن بالقراءة على هذا الترتيب كما يقال. ومن مزايا هذا الحزب أيضا أن من يحافظ على قراءة الحزبين في المسجد يستطيع أن يحافظ على قراءة الحزبين أنى ذهب على نفس الترتيب؛ لأن جميع المساجد التي تقرأ بهذا الحزب الناصري تتفق في الأحزاب التي تقرؤها، فلو طفنا على المغرب كله لوجدنا جميع المساجد التي تقرأ بهذا الحزب تقرأ في يوم 22 مثلا في الشهر حزبا واحدا. والناس في المغرب منهم من يقرأ بحزب الشهر، ومنهم من يقرأ بالحزب الناصري. وأياما كان الحزب الذي يقرأون به فإن المواظبة عليه تجعل حفظهم راسخا متينا لا تنال منه الأيام، ويسود الاعتقاد لدى المغاربة أن كل حافظ لكتاب الله يجب عليه أن يحافظ على قراءة الحزب (حزبين كل يوم)، وأي إخلال به يعتبر تهاونا في حق القرآن عليه، ولهذا يحافظ عليه حملة القرآن محافظة تامة".
المراجع:
- الاعتصام – تأليف: الشاطبي (أبي إسحاق إبراهيم بن موسى اللخمي الغرناطي) – بتصحيح: السيد محمد رشيد رضا – المكتبة التجارية الكبرى - مصر.
- مجلة دار الحديث الحسنية – العدد التاسع – 1412هـ/1991م.
- معجم المحدثين والمفسرين والقراء بالمغرب – تأليف: عبد العزيز بن عبد الله الرباطي – ط 1. (نقلا عن: تقييد وقف القرآن الكريم للشيخ محمد بن أبي جمعة الهبطي – دراسة وتحقيق: د. الحسن بن أحمد وكاك – مطبعة النجاح الجديدة – الدار البيضاء – ط 1 - 1411هـ/1991م).(/)
(الختمة الزاهرة الجامعة للقراءات العشر المتواترة) أول جمع صوتي كامل للقراءات العشر
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[15 Aug 2010, 05:37 ص]ـ
الختمة الزاهرة
الجامعة للقراءات العشر المتواترة
الجمع الرابع للقرءان الكريم
و هو
أول جمع صوتي للقراءات العشر المتواترة
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيِّئات أعمالنا، من يهده الله؛ فلا مُضِلَّ له، ومن يضلل؛ فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إلَّا وَأَنتُم مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَازَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكَمْ رَقِيبًا} [النساء: 11].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا. يُصْلحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيماً} [الأحزاب: 70 - 71].
أما بعد، فان أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الامور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
اللهم صلِّ على محمدٍ، وعلى آل محمدٍ؛ كما صليتَ على إبراهيمَ، وعلى آلِ إبراهيمَ، إنك حميدٌ مجيدٌ.
اللهم بارك على محمدٍ، وعلى آلِ محمدٍ؛ كما باركتَ على إبراهيمَ، وعلى آلِ إبراهيمَ، إنك حميدٌ مجيدٌ ".
أما بعد:
فإن جهود الأمة الإسلامية للعناية بكتاب ربها لازالت متواصلة منذُ نزوله على قلب رسول الله صلى الله عليه و سلم و حتى وقتنا الحالي فكان أهل كل عصر يجتهدون في المحافظة عليه بشتى الوسائل التي تتاح لهم بداية من جمع القرآن الكريم في عهد الخليفة الراشد أبي بكر الصديق رضي الله عنه ثم كتابة المصحف الإمام في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه ثم طباعة المصحف الشريف في بداية ظهور عهد المطابع و أول مصحف طُبع كان في سنة 1106 هـ -1694 م تقريبا و توالت طباعة المصاحف منذ ذلك التاريخ، و دخلت البلاد الإسلامية،فظهرت المصاحف المطبوعة في دار الخلافة العثمانية و مصر و الهند و غيرها من البلاد الإسلامية.
ثم مع التقدم التكنولوجي و ظهور آلات التسجيل الحديثة كان أول جمع صوتي للقرءان الكريم بصوت الشيخ محمود خليل الحصري رحمه الله برواية حفص عن عاصم و سُمي باسم (المصحف المرتل) توالى بعده تسجيل مصاحف مرتلة بروايات أخرى هي الدوري عن أبي عمرو البصري و ورش عن نافع من طريق الأزرق و قالون عن نافع كلها بصوت الشيخ الحصري رحمه الله
و يسرني أن أقدم اليوم لجميع المسلمين في العالم الإسلامي المصحف المرتل الأول بالقراءات العشر المتواترة من طريق الشاطبية و الدرة و هو عبارة عن تسجيل كامل لجميع مجالس قرائتي بالعشر الصغرى على فضيلة شيخنا الدكتور أبي خالد وليد بن إدريس بن عبدالعزيز المنيسي حفظه الله تعالى و رعاه و قد بلغ عدد المجالس مائة و أربعين 140 مجلسا افتتحتُ المجلس الأول يوم الإثنين 28 /صفر الخير / 1430 هـ الموافق 23 / فبراير /2009 م و ختمتها في يوم الإربعاء الأول من شهر رمضان المبارك لعام 1431 هـ 1 / رمضان / 1431 هـ الموافق 11 / أغسطس /2010 م
و عندما أنهيتُها طلبتُ من شيخنا حفظه الله تعالى أن يختار لها اسما فأطلق عليها اسم:
الختمة الزاهرة
الجامعة للقراءات العشر المتواترة
و قدد بلغ عدد الساعات المسجلة للختمة الزاهرة 100 ساعة و 43 دقيقة.
(يذكر العلماء أن جمع القرآن الكريم مر بثلاث مراحل:
1 - الجمع الأول في عهد النبي صلى الله عليه وسلم: وهو بمعنى حفظه في الصدور، وهو المذكور في قوله تعالى: (إن علينا جمعه وقرآنه).
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - الجمع الثاني في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه: وهو بمعنى جمعه من متفرق في مصحف واحد، وكان سبب هذا الجمع كثرة القتلى من حفاظ القرآن الكريم، وصاحب الفكرة هو الخليفة الراشد الملهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
3 - الجمع الثالث في عهد عثمان رضي الله عنه: وهو بمعنى توحيد المصاحف المختلفة ونشره وتوزيعه على الأمصار) (1)
يقول الشيخ الدكتور عبد العزيز القارىء حفظه الله تعالى في لقاء أجرته معه شبكة التفسير على الإنترنت: [أن "الجمع الصوتي للقراءات المتواترة" هو "الجمع الرابع للقرءان الكريم "] و قد بدأ حفظه الله هذا المشروع قديما عندما كان عميدا لكلية القرءان الكريم بالمدينة النبوية غير أن هذا المشروع كان بالقراءات السبع من طريق الشاطبية فقط و أشرف على هذا المشروع ثلةٌ من خيرة علماء القراءات في عصرنا الحالي أمثال الشيخ عبدالفتاح المرصفي رحمه الله و الشيخ محمود سيبويه البدوي رحمه الله و الشيخ عبد الرافع رضوان حفظه الله و غيرهم و لكن توقف هذا المشروع منذ زمن و آخر ما سُجل منه هو سورة الكهف تقريبا و سيأتي الحديث عنه لاحقا إن شاء الله.
و إنني إذ أقدم اليوم هذه الختمة الصوتية الكاملة للقراءات العشر المتواترة فإنني أرجو أن تكون فعلا هي "الجمع الرابع للقرآن الكريم " الذي تكلم عنه الدكتور عبدالعزيز قارىء حفظه الله يتلوها إن شاء الله تعالى جمع للقراءات العشر الكبرى على نفس النسق.
********
كانت فكرةُ تسجيل هذه الختمة تراودني منذُ أن سجلتُ المجلس الأخير ( http://taiser.net/tlawat.php?id=13) من قرائتي على شيخنا أبي خالد حفظه الله تعالى بروايتَيْ قالون و حفص فاستحسنتُ الفكرة، و ندمتُ أني لم أسجل الختمة كاملةً و قلتُ في نفسي: إن مد الله في عمري و افتتحتُ ختمة أخرى على شيخنا أبي خالد لأسجلنّها كاملة إن شاء الله تعالى. و مرّت ثلاثُ سنوات بعد انتهائي من الختمة الأولى و يسر الله لي أمر القراءة على شيخنا حفظه الله تعالى مرة أخرى بعد أن توفر لي جهاز [ماجيك جاك] الذي من خلاله تمكنتُ من الاتصال بالشيخ. و بدأتُ الختمة و سجلتُ المجلس الأول و كانت مدة القراءة ساعة تقريبا و لكني لم أقرأ إلا سورة الفاتحة و تسع آيات من سورة البقرة؛ ذلك أن شيخنا حفظه الله و رعاه علمني كيفية الجمع خطوة خطوة و صبر علىَّ حتى أتقنتُه مبدئيا فكان يقف معي في كل آية و يقول لي هذا قالون و اندرج معه كذا و كذا من القراء و الآن من أكثر القراء أقرب لأن يندرج و هكذا حتى تعلمتُ منه كيفية الجمع بالوقف المتعارف عليه اليوم بين مشايخ و طلبة القراءات فأسأل الله أن يجزيه عني خير الجزاء
.
ثم سجلتُ المجلس الثاني و كان أطول من سابقه ـ من حيث عدد الآيات ـ و لكن عندما جئتُ لتحرير التسجيل و حذف السكتات و مالا يُحتاج إليه وجدتُ الأمر أصعب مما كنتُ أتصور فهو يحتاج إلى وقت طويل جدا في التنقيح و المراجعة، و كذلك تركيز كبير جدا في ترتيب أوجه القراء و تقديم من حقه التقديم و تأخير من حقه التأخير فقررتُ التوقف عن تسجيل الختمة لهذه الأسباب و هذا ما حصل فعلا فلم أسجل المجلس الثالث (2)
قمتُ بتنقيح المجلسين اللذين سجلتُهما و استمعتُ إليهما بعد التنقيح فأعجبتني الفكرة و وجدتُ نفسي أول المستفيدين من تسجيل هذه الختمة و مراجعتها فقررتُ مواصلة المشوار في تسجيلها و احتساب الجهد المبذول في تحريرها و تنقيحها عند الله تعالى. و الحمد لله أن وفقني لإكمالها ثم نشرها على الإنترنت ليستمع إليها أكبر عدد من المسلمين.
و لازلتُ أحتفظ برد شيخنا حفظه الله تعالى حين راسلتُه بخصوص قراءة هذه الختمة على فضيلته فرد عليّ قائلا: [ما زال عدد من الأفاضل يقرؤون والوقت ضاق بعض الشيء لكن نحاول إن شاء الله البدء بساعة أسبوعيا في الصباح بتوقيتنا ونسأل الله البركة فيها] انتهى
قلتُ: و قد استجاب الله دعاء شيخنا بأن بارك في هذه الختمة و يسر سبُل نشرها بأن يستمع إليها من شاء الله من المسلمين عن طريق نشرها عبر شبكة الإنترنت بعد أن كان من المفترض ـ كما جرت العادة من قراءة الطالب على شيخه ـ ألا يستمع إليها إلا أنا و هو فقط أو من كان حاضراً أثناء القراءة فالحمد لله على توفيقه.
(يُتْبَعُ)
(/)
و إني لأرجو من الله تعالى ـ بتسجيل و نشر هذه الختمة ـ أن تشملني الخيرية الواردة في الحديث الشريف (خيركم من تعلم القرآن و علمه) من جهة كوني متعلِّما بقرائتي على شيخنا أبي خالد حفظه الله ثم معلِّما بنقل ما تعلمتُه منه غضا طريا لمن أراد أن يتعلمه و يُفيد منه من المسلمين.
فأسأل الله أن يتقبل مني عملي هذا و يجعله خالصا لوجهه الكريم.
********
المنهج المتبع في تسجيل و تحرير هذه الختمة
هذه الختمة هي أول ختمة صوتية كاملة لجمع القراءات العشر حسب ما وقفتُ عليه بعد البحث و السؤال.
و قد كانت إذاعة القرآن الكريم بالمملكة العربية السعودية تذيعُ تسجيلات صوتية لقراءة طلاب الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بالقراءات السبع من طريق الشاطبية على خيرة علماء القراءات في عصرنا الحاضر رحم الله من مات منهم و حفظ الله من بقى. و لكن حسب ما أخبرني به فضيلة الشيخ الدكتور / أمين الشنقيطي حفظه الله أن هذه الختمة لم تكتمل و وقد وصلت القراءة فيها إلى سورة الكهف.
و هناك تسجيلات أخرى مبثوثة عبر شبكة الإنترنت غير مكتملة أيضا و هي عبارة عن قراءة مباشرة للمشايخ الذين سجلوها بأنفسهم و ليست قراءة عرض على شيوخهم.
و قد لاحظتُ من خلال استماعي لبعض هذه التسجيلات أن المنهج المتبع في تسجيلها هو: أن يقرأ القارئ الآية ثم يعلِّقُ عليها بنفسه إن كان يقرأ بمفرده أو يعلقُ شيخُه إن كان يقرأُ على الشيخ و يتضمنُ التعليق ذكر القراءات الواردة في الآية مثل: هذا قالون و اندرج مع فلان و فلان من القراء .. الخ.
و لا شك أن هذه الطريقة مفيدة إلا أن هذه التعليقات لن يستفيد منها إلا المتخصصون في علم القراءات. و لما كان هدفي من تسجيل هذه الختمة هو إحياء علم القراءات بين عامة الناس ـ المتخصصين منهم في القراءات و غير المتخصصين ـ رأيتُ أن أُخليَها من التعليقات و أن أجعلها على طريقة المصحف المرتل قراءة مسترسلة لا يقطعُها شيء و بهذا يستفيد منها الجميع بأن تكون مراجعة للقراء و المقرئين و طلبة علم القراءات من جهة، و من جهة أخرى يتعرف عامة الناس ـ و أعني بهم غير المتخصصين في علم القراءات ـ على القراءات العشر المتواترة بطريقة ميسرة كأنهم يستمعون لأي مصحف مرتل بل ربما تساعدهم أيضا في حفظ القرآن الكريم من خلال تكرار الآية الواحدة عدة مرات.
و لقد حاولتُ تسجيل المجالس كاملة و إضافتها كما هي و يظهر فيها صوتُ شيخنا حفظه الله عندما يصوِّبُ لي بعض الأخطاء أو يلفت انتباهي لبعض الملاحظات. حاولتُ تسجيلها عن طريق جهاز تسجيل يسجل المكالمة الهاتفية كاملة و لكن للأسف الجهاز وصل متأخرا بعض الشىء و أنا في سورة النساء أو المائدة تقريبا، و كذلك انخفاض جودة التسجيل بهذا الجهاز فالصوت غير واضح و مشوش بعض الشىء لذا توقفتُ عن التسجيل به و اعتمدتُّ التسجيل بالكمبيوتر بواسطة لاقط الصوت و أثبتُّ كل ما نبهني عليه شيخنا حفظه الله تعالى على الوجه الذي ارتضاه بعد قرائته عليه.
********
و قد رتبتُ الختمة على السور من الفاتحة إلى الناس و ذلك عن طريق دمج مجالس كل سورة في تسجيل صوتي واحد. و أحب أن أنبه إلى أن جمع ما بين السورتين أُلحقه بالسورة الأولى منهما بمعنى أن جمع ما بين الفاتحة و البقرة موجود في آخر سورة الفاتحة و جمع ما بين البقرة و آل عمران موجود في آخر سورة البقرة و هكذا.
و قد كتبتُ في عنوان التسجيل لكل سورة هذه الجملة
قراءة طه الفهد على الشيخ وليد المنيسي بالعشر الصغرى سورة ... .
و قد نبهتُ على هذا لأن بعض برامج تشغيل الصوت لا تظهر فيها هذه الجملة كاملة.
********
الطريقة المتبعة في الجمع
الطريقة المتبعة هي طريقة الجمع بالوقف و كيفيتُها أنني [أفتتحُ القراءة بقالون ثم أعطف عليه القارئ الذي قراءته أقرب إلى آخر الآية ما لم تكن قراءته اندرجت مع قالون. و هكذا حتى أقرأ بجميع القراءات لجميع القراء أصولا و فرشا] الهادي شرح طيبة النشر 1/ 430.
و هذا مثال تطبيقي على طريقة الجمع بالوقف:
قوله تعالى (الذين يؤمنون بالغيب و يقيمون الصلاة و مما رزقناهم ينفقون)
1 - قالون بسكون ميم الجمع و اندرج معه جميع القراء إلا وجه الصلة له وورش و ابن كثير و السوسي و أبوجعفر.
2 - قالون بصلة الميم و اندرج معه ابن كثير.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - ورش بإبدال همزة يؤمنون و تغليظ لام الصلاة و لم يوافقه أحد.
4 - السوسيُّ بترقيق اللام
5 - أبوجعفر بصلة الميم
انتهى.
و قد كان شيخنا حفظه الله تعالى ينبهني متى خرجتُ عن هذا الترتيب و لكن قد أكتشف أثناء مراجعة التسجيل و تحريره بأن هناك بعض المواضع هفوتُ عنها و لم ينبهني عليها شيخنا فأقوم بتعديلها أو أنني قد أنسى في بعض الأحيان وجها لأحد القراء مثل صلة الميم أو سكت المفصول أو الإدغام أو مد البدل أو غيرها فأسجله و ألحقه بمكانه من التلاوة و أحيانا ـ و هذا نادر جدا ـ أغفلُ عن قراءة إمام من الأئمة بسبب سرعة التلاوة و هذا لم يقع لي إلا مرة واحدة أو مرتين تقريبا.
حرص شيخنا أبي خالد على سماع الختمة كاملة
و قد حصل لي موقف طريف مع شيخنا حفظه الله وهو أني عندما كنتُ أقرأ في بداية سورة فاطر أراد الشيخ أن ينهي الجلسة معي لأن دور أحد الإخوة ممن يقرأ على الشيخ قد حضر و لكن لخلل ما في جهاز الحاسوب لم أستمع للشيخ و واصلتُ القراءة على نفسي إلى قرب نهاية السورة لمدة أربعين دقيقة تقريبا ثم انتبهتُ إلى أن الاتصال قد انقطع فعاودتُ الاتصال بشيخنا و أخبرتُه بالذي حصل فقال لي لا بأس تُعيد قراءة الجزء الذي لم أستمع إليه في المجلس القادم فقلتُ له المجلس مسجل بالكامل أرسله لكم تستمعون إليه فقال الأحسن أن نعيد و أجرك على قدر نصبك و بالفعل أعدتُ القراءة في المجلس الذي بعده كما أمر شيخنا حفظه الله كل ذلك حرصا منه على سماع الختمة كاملة و أن لا يفوته منها شىء.
********
تنبيهات مهمة
لقد حرصتُ على مراجعة و تنقيح هذه الختمة مرات و مرات و حاولتُ الالتزام بقواعد الجمع المعروفة لدى علماء القراءات و ألا أخرج عنها ما استطعتُ إلى ذلك سبيلا و لكن يبقى هذا العمل جهد بشري و الإنسان محل الخطأ و النسيان لذا رأيتُ لزاماً عليّ أن أُنبه إلى أمرين مهمين:
الأمر الأول: قد يختل ترتيب الجمع المعروف عن غير قصد، لسهو أو نسيان قد يعتريني فأُقدِّم من حقه التأخير و أؤخر من حقه التقديم و أرجو أن لا حرج في ذلك إن شاء الله لأن المقصود قراءة جميع الأوجه كما قال الإمام ابن الجزري رحمه الله في منجد المقرئين ص 74 [و لا حرج على القارئ، أن يبتدئ في حالة الجمع بما شاء من القراءات في تقديم و تأخير، إذ لمقصود قراءة جميع الأوجه] انتهى.
و أرجو ممن وقف على شيء من ذلك أن يراسلني عن طريق نموذج المراسلة في الموقع ليتم تعديله مستقبلا إن شاء الله.
والأمر الثاني:قد أذهل أحيانا عن وجه من الوجوه لأحد القراء كأن أكون قد ابتدأتُ وجه الصلة لقالون مثلا فأصلُ جميع الميمات إلا واحدة أو الإدغام للسوسي فأدغم مثلا و أنسى إبدال الهمز أو العكس أو أوجه البدل لورش مع ذوات الياء أو سكت خلف أو غيره من هذه الأوجه فأرجو التماس العذر لي في هذه الحالة و تنبيهي على هذا الخطأ الغير مقصود عن طريق المراسلة ليتم تعديله مستقبلا إن شاء الله و أرجو أن أكون قد تلافيتُ ذلك كله في مرحلة المراجعة.لكن إن وُجد ذلك أرجو التنبيه.
شكر
قال صلى الله عليه و سلم: (لا يشكر الله من لا يشكر الناس)
لذا فإني أتقدم بالشكر الجزيل لشيخنا المفضال الدكتور وليد بن إدريس المنيسي حفظه الله تعالى الذي سمح لي بالجلوس بين يديه، و القراءة عليه، و صبره على تعليمي وتلقيني القراءات العشر، و حرصه على أن تخرج هذه الختمة المسجلة في أكمل صورة.
فأسأل الله سبحانه و تعالى أن يجزيه عني خير الجزاء و أن يجعل القرآن العظيم شفيعا له يوم القيامة و أن يرزقه الفردوس الأعلى من الجنة اللهم آمين.
ثم أشكر أسرتي جميعا، والدتي و إخوتي و أخواتي الذين لولا أن منّ الله عليّ بمساعدتهم لي بتوفير ما أحتاجه من أجهزة و معدات ما استطعتُ أن أبدأ هذه الختمة أصلاً فقد تنافسوا في ذلك جزاهم الله خيرا فأسأل الله أن يبارك فيهم و ينفع بهم و يضاعف لهم الحسنات و يكفر عنهم السيئات إنه ولي ذلك و القادر عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
و قد كان لتشجيعهم و دعائهم لي بالتوفيق أكبر الأثر في مواصلة العمل على هذه الختمة حتى إنّ والدتي حفظها الله و رعاها و ألبسها لباس الصحة و العافية منذُ افتتحتُ القراءة على شيخنا حفظه الله تسألني متى تنتهي إن شاء الله؟ فأقول لها: ليس قبل ثلاث سنوات. فتقول لي: إن شاء الله في عام أو أقل من عام تحصل على الإجازة و بأعلى سند.
و مضت عشرة أشهر تقريبا و كنتُ قد وصلتُ في القراءة على الشيخ إلى سورة التوبة و لم تتوقف والدتي عن هذا الدعاء بهذه الجملة تحديدا: [إن شاء الله في عام أو دون من عام تحصل على الإجازة و بأعلى سند] فقلتُ لها لا أظن ذلك فأنا لم أقرأ إلا ثلث القرآن.
ثم لم تمض إلا أيام قليلة حتى أخبرني شيخنا حفظه الله تعالى و رعاه أنه قرأ ختمة كاملة على الشيخ مصباح إبراهيم ودن الدسوقي حفظه الله صاحب أعلى إسناد بالعشر الصغرى في وقتنا الحالي و رغَّبني في القراءة على الشيخ لعلوِّ إسناده ــ و هذا من تواضع شيخنا حفظه الله و تخَلُّقِه بأخلاق أهل القرآن أسأل الله أن يجعلنا منهم بمنه و كرمه ــ فقلتُ له أفعلُ إن شاء الله و يسَّر الله الأمور و قرأتُ على الشيخ مصباح حفظه الله في أيام قلائل و أجازني بالعشر الصغرى و حصلتُ على الإجازة و بأعلى سند و استجاب الله دعاء الوالدة حفظها الله تعالى و رعاها.
و أشكر كذلك كل من جعله الله سببا في قراءة و تسجيل و إنجاز هذه الختمة.
و أختم بهذا الدعاء
اللهم انفعنا بالقرآن العظيم، و بالآيات و الذكر الحكيم، اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا و جلاء أحزاننا، و ذهاب همومنا و غمومنا، و سائقنا و قائدنا إلى جناتك جنات النعيم.
اللهم اجعله لنا حصنا حصينا من عذابك و حرزا مانعا من سخطك، و دليلا على طاعتك، و نورا يوم القيامة نستضيء به في خلقك، و نجوز به على صراطك، و نهتدي به إلى جنتك
اللهم ارزقنا حلاوة في تلاوته، و نشاطا على قراءته، و وجلا في ترديده.
اللهم اجعله لنا شافعا يوم اللقاء، و حجيجا يوم القضاء، و نورا يوم الظلماء، يوم تجزى كل نفس و كل ساع بما سعى.
اللهم ارحمنا برحمتك الواسعة و ارحم من قرأنا عليه و قرأ علينا، و من تعلمنا منه و من تعلم منا، و اجعل بعضنا على بعض بركة و رحمة يا أرحم الراحمين.
اللهم و من سألنا الدعاء و سألناه الدعاء فأجب دعائنا فيه و دعائه فينا واقض حوائجنا و حوائجهم و حوائج السائلين.
رب اغفر لي و لوالديّ و للمؤمنين يوم يقوم الحساب.
اللهم ارحم والديّ كما ربياني صغيرا و تغمد والدي برحمتك و أسكنه فسيح جناتك. .
اللهم اجعل عملي هذا من العلم الذي يُنتفع به الذي يُؤتي ثماره لصاحبه و هو يتوسد التراب في قبره و لا تجعله مما ابتُغيَ به عرض من الدنيا عاريا عن متطلبات الدين فيكون وبالا علينا يوم نلقاك.
و صلي اللهم و سلم و بارك على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
أخوكم / أبو فهد
طه بن محمد الفهد
يمكنكم تحميل السور من هذا الرابط:
الختمة الزاهرة الجامعة للقراءات العشر المتواترة ( http://www.taiser.net/quran.php)
إجازتي بالعشر الصغرى من الشيخ الدكتور وليد المنيسي حفظه الله ( http://taiser.net/igazat.php?id=4)
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) قصة الجمع الصوتي الأول للقرآن الكريم رحلة من القاهرة الى المدينة النبوية للدكتور فهد الوهبي
(2) ثم سجلتُ هذا المجلس كاملا بعد ذلك و ألحقتُه بالختمة
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[15 Aug 2010, 05:59 ص]ـ
ما شاء الله، تبارك الله ..
أهنئك يا شيخ طه على هذا العمل الجليل الذي وفقك الله إليه، ومنَّ عليك به، ووالله إنه لشرف عظيم يغبطك عليه أهل القرآن، وإنجاز كبير تستحق عليه الشكر والامتنان، وأنا في شوق كبير للاستماع إلى هذا العمل والإفادة منه.
فتح الله عليك، ووفقك لما يحب ويرضى.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[15 Aug 2010, 06:25 ص]ـ
ما شاء الله تبارك الله ..
عمل جليل، وجهد كبير، وأداء متقن، تقبل الله منك، وضاعف لك المثوبة أضعافاً كثيرة.
وأسأل الله تعالى أن يكتب لهذا العمل القبول ويبارك فيه.
سرني هذا الخبر جداً، وسجلت الدخول لأهنيك وأمرّيك عليه.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[15 Aug 2010, 11:49 ص]ـ
فتح الله لك يا شيخ طه.
وجزاك الله خير الجزاء، وأثابك، على علو همتك ودأبك في خدمة كتابه العزيز.
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[15 Aug 2010, 03:17 م]ـ
أسأل الله تعالى أن يبارك فيك
جهد مميز أثابك الله
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[15 Aug 2010, 04:01 م]ـ
جهد مبارك، وعمل أكثر من رائع، وتوقيت مناسب أن نرى هذا العمل في شهر القرآن (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرءان) نسأل الله القبول والتوفيق
ـ[جليسة العلم]ــــــــ[15 Aug 2010, 04:40 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله
فتح الله عليكم وزاكم من فضله
شكر الله لكم فقد كنت أحتاج لهذه الختمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بن محمد فال]ــــــــ[15 Aug 2010, 10:51 م]ـ
بارك الله فيك وزادك من فضله وتوفيقه، وهنيئا لأهل القرءان بهذا العمل الجليل ......
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[16 Aug 2010, 12:06 ص]ـ
ما شاء الله، تبارك الله ..
أهنئك يا شيخ طه على هذا العمل الجليل الذي وفقك الله إليه، ومنَّ عليك به، ووالله إنه لشرف عظيم يغبطك عليه أهل القرآن، وإنجاز كبير تستحق عليه الشكر والامتنان، وأنا في شوق كبير للاستماع إلى هذا العمل والإفادة منه.
فتح الله عليك، ووفقك لما يحب ويرضى.
جزاك الله خيرا شيخنا الكريم ضيف الله و أسأل الله لي و لك أن يستعملنا في خدمة كتابه الكريم.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[16 Aug 2010, 12:12 ص]ـ
ما شاء الله تبارك الله ..
عمل جليل، وجهد كبير، وأداء متقن، تقبل الله منك، وضاعف لك المثوبة أضعافاً كثيرة.
وأسأل الله تعالى أن يكتب لهذا العمل القبول ويبارك فيه.
سرني هذا الخبر جداً، وسجلت الدخول لأهنيك وأمرّيك عليه.
بارك الله فيك شيخنا الكريم عبد العزيز ووفقني و إياك لما يحب و يرضى.
فتح الله لك يا شيخ طه.
وجزاك الله خير الجزاء، وأثابك، على علو همتك ودأبك في خدمة كتابه العزيز.
اللهم آمين. و لك بمثل شيخنا الكريم المليجي و جزاك الله خيرا على هذه الدعوات الطيبة.
أسأل الله تعالى أن يبارك فيك
جهد مميز أثابك الله
اللهم آمين .. بارك الله فيك شيخنا الكريم أبا إسحاق ..
جهد مبارك، وعمل أكثر من رائع، وتوقيت مناسب أن نرى هذا العمل في شهر القرآن (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرءان) نسأل الله القبول والتوفيق
بورك فيك شيخي الكريم إياد و أسأل الله أن يتقبل منا و منكم.
ما شاء الله تبارك الله
فتح الله عليكم وزاكم من فضله
شكر الله لكم فقد كنت أحتاج لهذه الختمة.
بارك الله فيك أختي الفاضلة " جليسة العلم" و أسأل الله أن ينفعك بهذه الختمة.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[16 Aug 2010, 12:13 ص]ـ
بارك الله فيك وزادك من فضله وتوفيقه، وهنيئا لأهل القرءان بهذا العمل الجليل ......
و فيك بارك شيخنا الكريم أحمد أسأل الله أن يجعلني و إياكم من أهل القرءان.
ـ[مثنى الزيدي]ــــــــ[16 Aug 2010, 12:38 ص]ـ
اخي الحبيب ... أسأل الله ان يكون عملك هذا جمعا رابعا للقرآن فيحشرك الله تعالى مع حبيبيك ابي بكر وعمر .... ونحن معكم بمنه وكرمه ...
وهذا الجهد مما يسعد النفس ويثلج الصدر.
وارجو الرد على رسالتي الخاصة.
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[16 Aug 2010, 01:58 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمل جبار عظيم، وفقك الله له، أسأل الله تعالى أن يزيدك من فضله ويرشدك ويسددك
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[16 Aug 2010, 02:04 ص]ـ
اخي الحبيب ... أسأل الله ان يكون عملك هذا جمعا رابعا للقرآن فيحشرك الله تعالى مع حبيبيك ابي بكر وعمر .... ونحن معكم بمنه وكرمه ...
وهذا الجهد مما يسعد النفس ويثلج الصدر.
وارجو الرد على رسالتي الخاصة.
بارك الله فيك أخي الكريم مثنى على هذه الدعوة الطيبة و لك بمثل إن شاء الله
حاولتُ الرد على رسالتك و لكنك اخترتَ خاصية عدم تلقي الرسائل الخاصة فأرجو تفعيل خاصية التلقي بارك الله بك.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمل جبار عظيم، وفقك الله له، أسأل الله تعالى أن يزيدك من فضله ويرشدك ويسددك
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
جزاك الله خيرا أخي حكيم و أسأل الله أن يتقبل منا و منكم.
ـ[قرة العين]ــــــــ[16 Aug 2010, 02:47 ص]ـ
ما شاء الله تبارك الله، عمل موفق وجهد كلله الله بالنجاح.
ختمة مباركة شيخنا الفاضل، نغبطك عليها.
وفقك الله لكل خير، وجعل صنيعك هذا في ميزان حسناتك يوم تلقاه.
ـ[مصطفى محمد صالح]ــــــــ[16 Aug 2010, 03:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، أهنئ أخي الحبيب طه محمد عبد الرحمن ( http://tafsir.net/vb/member.php?u=2862) بهاتين الإجازتين، بالقراءات العشر الصغرى من طريق الشاطبية والدرة، وقد تتبعت تلاوة بعض السور، فألفيت القارئ خبير بمخارج الحروف وصفاتها، وبأصول القراءات العشر، ويسوي بين النظائر، ويقدم ما حق التقديم، ويؤخر ما حقه التأخير، فيما لي به علم، وتسجيل صاف عذب خال من كل الشوائب، وهذا دليل على أن القارئ يجمع بين صفات عديدة؛ حسن الأداء، ويحسن اختيار وسائل الأداء ..
أسأل الله - عز وجل - أن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتك وحسنات شيخك، وهو عمل لم يسبق نشر مثله على الشبكة العنكبوتية، وقد تمثلت به أنت وشيخك قول الرسول -صل1 - (((خيركم من تعلم القرآن وعلمه.)))
هاأنت صرت شيخا وصار في رقبتك تعليم هذا العلم لغيرك، لتحصل على خير التعلم والتعليم.
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه، وجعل سائر أعمالنا خالصة له دون سواه، وصلى الله وسلم على خير الأولين والآخرين محمد بن عبد الله القاسم الأمين، وسلم يا رب تسليما كثيرا.
أخوك د. مصطفى بورواض خريج مؤسسة دار الحديث الحسنية بالرباط.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[16 Aug 2010, 07:15 ص]ـ
أهنئ الشيخ طه على هذه الختمة المباركة بإذن الله
ولا أكتم فرحتي الغامرة وأنا أقرأ هذا الخبر حتى كأني أنا من ختم هذه الختمة
فأسأل الله ان يبارك بها وان تكون سنة حسنة لختمات أخرى على هذا المنوال
وفقك الله ونفع بك
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Aug 2010, 11:05 ص]ـ
أبارك لأخي الحبيب الشيخ طه الفهد هذا الإنجاز العلميِّ، وأسأل الله له القبول.
وقد قمتُ بتثبيت الموضوع إكراماً لهذا الجهد المبذول في التوثيق والقراءة، وأرجو أن ينفع الله بهذا المشروع كثيراً من طلاب القراءات حول العالم.
ـ[محمد أحمد الأهدل]ــــــــ[16 Aug 2010, 02:35 م]ـ
بارك الله فيك يا شيخ طه, نهنيك بختمك للقراءات العشر بهذا الإتقان, وبحصولك على الأجر إن شاء الله تعالى بهذه المساهمة العظيمة لخدمة القراءات, ونسأل الله أن يعجل لك بختم العشر الكبرى بنفس الطريقة, وأن يبارك في وقتك وعمرك لخدمة القرآن, آآمين, اللهم آآآمين.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[16 Aug 2010, 03:02 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله، عمل موفق وجهد كلله الله بالنجاح.
ختمة مباركة شيخنا الفاضل، نغبطك عليها.
وفقك الله لكل خير، وجعل صنيعك هذا في ميزان حسناتك يوم تلقاه.
جزاكم الله خيرا ووفقني و إياكم لما يحب و يرضى
بسم الله الرحمن الرحيم، أهنئ أخي الحبيب طه محمد عبد الرحمن ( http://tafsir.net/vb/member.php?u=2862) بهاتين الإجازتين، بالقراءات العشر الصغرى من طريق الشاطبية والدرة، وقد تتبعت تلاوة بعض السور، فألفيت القارئ خبير بمخارج الحروف وصفاتها، وبأصول القراءات العشر، ويسوي بين النظائر، ويقدم ما حق التقديم، ويؤخر ما حقه التأخير، فيما لي به علم، وتسجيل صاف عذب خال من كل الشوائب، وهذا دليل على أن القارئ يجمع بين صفات عديدة؛ حسن الأداء، ويحسن اختيار وسائل الأداء ..
أسأل الله - عز وجل - أن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتك وحسنات شيخك، وهو عمل لم يسبق نشر مثله على الشبكة العنكبوتية، وقد تمثلت به أنت وشيخك قول الرسول -صل1 - (((خيركم من تعلم القرآن وعلمه.)))
هاأنت صرت شيخا وصار في رقبتك تعليم هذا العلم لغيرك، لتحصل على خير التعلم والتعليم.
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه، وجعل سائر أعمالنا خالصة له دون سواه، وصلى الله وسلم على خير الأولين والآخرين محمد بن عبد الله القاسم الأمين، وسلم يا رب تسليما كثيرا.
أخوك د. مصطفى بورواض خريج مؤسسة دار الحديث الحسنية بالرباط.
حياك الله شيخي الكريم د. مصطفى و سرني استماعكم للختمة و تقييمكم شهادة أعتز و أتشرف بها ..
بارك الله فيكم و نفع بكم.
أهنئ الشيخ طه على هذه الختمة المباركة بإذن الله
ولا أكتم فرحتي الغامرة وأنا أقرأ هذا الخبر حتى كأني أنا من ختم هذه الختمة
فأسأل الله ان يبارك بها وان تكون سنة حسنة لختمات أخرى على هذا المنوال
وفقك الله ونفع بك
حياك الله أخي أبا عبدالرحمن و جزاك خيرا على مرورك و أسأل الله أن يتقبل منا و منكم.
أبارك لأخي الحبيب الشيخ طه الفهد هذا الإنجاز العلميِّ، وأسأل الله له القبول.
وقد قمتُ بتثبيت الموضوع إكراماً لهذا الجهد المبذول في التوثيق والقراءة، وأرجو أن ينفع الله بهذا المشروع كثيراً من طلاب القراءات حول العالم.
حياكم الله شيخنا الجليل د. عبدالرحمن. سعدتُ بمروركم الكريم و جزاكم الله خيرا على تثبيت الموضوع و أسأل الله أن يكرمكم و يرفع قدركم في الدنيا و الآخرة
بارك الله فيك يا شيخ طه, نهنيك بختمك للقراءات العشر بهذا الإتقان, وبحصولك على الأجر إن شاء الله تعالى بهذه المساهمة العظيمة لخدمة القراءات, ونسأل الله أن يعجل لك بختم العشر الكبرى بنفس الطريقة, وأن يبارك في وقتك وعمرك لخدمة القرآن, آآمين, اللهم آآآمين.
اللهم آمين.
حياك الله شيخنا الكريم محمد و أسأل الله أن يتقبل منا و منكم.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[16 Aug 2010, 03:09 م]ـ
السلام عليكم
ما شاء الله تبارك الله يا شيخ طه علي هذا الإنجاز، أسال الله أن يجعله عملا خالصا لوجه الكريم، وأن يجزل لكم المثوبة علي هذا العمل الرائع.آمين
والسلام عليكم
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[16 Aug 2010, 06:22 م]ـ
السلام عليكم
ما شاء الله تبارك الله يا شيخ طه علي هذا الإنجاز، أسال الله أن يجعله عملا خالصا لوجه الكريم، وأن يجزل لكم المثوبة علي هذا العمل الرائع.آمين
والسلام عليكم
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل عبدالحكيم و أسأل الله أن يتقبل منا و منكم اللهم آمين.
ـ[عز الدين مراد عبد العزيز]ــــــــ[17 Aug 2010, 07:27 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو الجود]ــــــــ[17 Aug 2010, 11:47 م]ـ
جعلك الله مباركا أينما حللت ويسر لك سبل الإخلاص والعمل بما تعلم وننتظر العشر الكبرى وأنت بها جدير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مثنى الزيدي]ــــــــ[18 Aug 2010, 01:09 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم مثنى على هذه الدعوة الطيبة و لك بمثل إن شاء الله
حاولتُ الرد على رسالتك و لكنك اخترتَ خاصية عدم تلقي الرسائل الخاصة فأرجو تفعيل خاصية التلقي بارك الله بك.
.
اخي تستطيع الان الارسال واشكرك على التنبيه
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[18 Aug 2010, 03:55 ص]ـ
كَذا فلتُنل أسمَى الأماني , فيُزهِرُ = فؤادُ المُعَنَّى من سُرورٍ بهِ ثَوى
أخي طه: لم يخطُر ببالي وأنا أكتبُ هذه الأحرفَ إلا الثلَّةُ الميمونةُ من قُراء الأمةِ الذين مضت عليهم عقودٌ بين أطباقِ الثَّرى , ولأصواتهم غدُوٌّ ورواحٌ في آذان المستمعينَ من المؤمنينَ.
فأسأل من رفعهم بالقرآنِ ونفعهم بهِ أن يجعل هذا العمل صدقةً جاريةً عليكَ وعلى أبويكَ من قبلُ إنَّ ربي حكيمٌ عليمٌ.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[18 Aug 2010, 03:38 م]ـ
جزاكم الله خيرا
جزاكم الله خيرا مثله.
جعلك الله مباركا أينما حللت ويسر لك سبل الإخلاص والعمل بما تعلم وننتظر العشر الكبرى وأنت بها جدير
اللهم آمين.
جزاك الله خيرا شيخنا الكريم أبالجود و أسأل الله يُيسر لنا الكبرى كما يسر لنا الصغرى إنه على كل شىء قدير.
كَذا فلتُنل أسمَى الأماني , فيُزهِرُ = فؤادُ المُعَنَّى من سُرورٍ بهِ ثَوى
أخي طه: لم يخطُر ببالي وأنا أكتبُ هذه الأحرفَ إلا الثلَّةُ الميمونةُ من قُراء الأمةِ الذين مضت عليهم عقودٌ بين أطباقِ الثَّرى , ولأصواتهم غدُوٌّ ورواحٌ في آذان المستمعينَ من المؤمنينَ.
فأسأل من رفعهم بالقرآنِ ونفعهم بهِ أن يجعل هذا العمل صدقةً جاريةً عليكَ وعلى أبويكَ من قبلُ إنَّ ربي حكيمٌ عليمٌ.
اللهم آمين ..
بارك الله فيك أخي الحبيب محمود و أسأل الله أن يجعلني و إياك من خدمة كتابه الكريم. آمين
ـ[هانى الدمياطى]ــــــــ[18 Aug 2010, 03:56 م]ـ
أسأل المولى عز وجل باسمه الأعظم أن يجعل هذا العمل الجليل فى ميزان حسناتك وميزان حسنات والديك وميزان حسنات شيخك حفظه الله وبارك فيه
برجاء النظر فى رابط سورة الأنعام فهى غير مكتملة
وجزاكم الله خير الجزاء على هذا الجهد الكبير
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[18 Aug 2010, 07:45 م]ـ
أسأل المولى عز وجل باسمه الأعظم أن يجعل هذا العمل الجليل فى ميزان حسناتك وميزان حسنات والديك وميزان حسنات شيخك حفظه الله وبارك فيه
برجاء النظر فى رابط سورة الأنعام فهى غير مكتملة
وجزاكم الله خير الجزاء على هذا الجهد الكبير
بارك الله فيك أخي الكريم هاني.
تم تعديل الرابط و جزاك الله خيرا على التنبيه.
ـ[هانى الدمياطى]ــــــــ[18 Aug 2010, 08:26 م]ـ
بشرك الله الجنة وجزاك الله خيرا
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[20 Aug 2010, 01:16 ص]ـ
أبارك لأخي الكريم الشيخ طه الفهد هذا الإنجاز العلمي المبارَك، وأسأل الله تعالى له القبول والإخلاص في القول والعمل.
لعلك يا شيخ طه تدعو الله لي أنْ يوفقني الله لأقرأ على فضيلة شيخنا الحبيب أبي خالد (وليد المنيسي) ختمةً كاملةً كختمتكم بعد أن ختمتُ عليه ببعض الروايات. (اِحْنَا خْوَان يعني!)
هل قرأتَ على الشيخ الدسوقي بالفرجة أم بالإطباق في القلب والإخفاء؟! (ابتسامة).
حفظكم الله ورعاكم.
عمار
ـ[اليوسف]ــــــــ[20 Aug 2010, 04:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[خالد عبدالغني شريف]ــــــــ[20 Aug 2010, 09:34 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. جزاك الله خيرا -ياشيخ طه-وبارك الله فيك وفي مشايخك وفي أهل القرآن عامة
ولقد أرغمتني طوعا -بارك الله فيك- أن أدخل لهذا الملتقي- بعد طول ترك -داعيا الله أن يجعلني وإياك من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته, ولعله مما يكتمل به هذا العمل أن يتكرم بعض أهل الفضل بالشرح والتعليق عليه فيكون عونا لطلاب علم القراءات وياحبذا لو تشكلت لجنة من أهل العلم بالقراءات لهذا العمل حتى يخرج في أحسن الصور وأنفعها -وفقنا الله جميعا لما يحبه الله ويرضاه-وجزاك الله خيرا , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[21 Aug 2010, 01:46 ص]ـ
أبارك لأخي الكريم الشيخ طه الفهد هذا الإنجاز العلمي المبارَك، وأسأل الله تعالى له القبول والإخلاص في القول والعمل.
لعلك يا شيخ طه تدعو الله لي أنْ يوفقني الله لأقرأ على فضيلة شيخنا الحبيب أبي خالد (وليد المنيسي) ختمةً كاملةً كختمتكم بعد أن ختمتُ عليه ببعض الروايات. (اِحْنَا خْوَان يعني!)
هل قرأتَ على الشيخ الدسوقي بالفرجة أم بالإطباق في القلب والإخفاء؟! (ابتسامة).
حفظكم الله ورعاكم.
عمار
جزاك الله خيرا أخي الحبيب الشيخ عمار الخطيب و أسأل الله أن يوفقك لقراءة الصغرى و الكبرى على شيخنا الحبيب أبي خالد ..
و لكنك قريبٌ أكثر مني من الشيخ فلم لم تغتنم هذه الفرصة أم أنه ..... ؟؟:)
جزاك الله خيرا
جزاك الله خيرا مثله أخي الكريم اليوسف.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. جزاك الله خيرا -ياشيخ طه-وبارك الله فيك وفي مشايخك وفي أهل القرآن عامة
ولقد أرغمتني طوعا -بارك الله فيك- أن أدخل لهذا الملتقي- بعد طول ترك -داعيا الله أن يجعلني وإياك من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته, ولعله مما يكتمل به هذا العمل أن يتكرم بعض أهل الفضل بالشرح والتعليق عليه فيكون عونا لطلاب علم القراءات وياحبذا لو تشكلت لجنة من أهل العلم بالقراءات لهذا العمل حتى يخرج في أحسن الصور وأنفعها -وفقنا الله جميعا لما يحبه الله ويرضاه-وجزاك الله خيرا , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
جزاك الله خيرا على مرورك الطيب أخي خالد و على اقتراحاتك السديدة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[25 Aug 2010, 07:14 ص]ـ
[ QUOTE= طه محمد عبدالرحمن;116153] جزاك الله خيرا أخي الحبيب الشيخ عمار الخطيب و أسأل الله أن يوفقك لقراءة الصغرى و الكبرى على شيخنا الحبيب أبي خالد ..
و لكنك قريبٌ أكثر مني من الشيخ فلم لم تغتنم هذه الفرصة أم أنه ..... ؟؟:)
QUOTE]
اللهم آمين. جزاكَ الله خيرا، وبارك الله فيك.
أما قولك إنني قريبٌ من الشيخ، فنعم! لكنها الأرزاء صَرَفَتْنَا عَمَّا كنتُ أصبو إليه ... والحمد لله على كل حال.
ولعل الله ييسر لي ختمة جديدة إن شاء الله.
سؤال: هل سجلتَ مجالس القراءة على فضيلة الشيخ مصباح؟ لعلك تكرمنا بتلك المجالس إن كنتَ قد سجلتها، بارك الله فيك.
حفظكم الله ورعاكم.
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[25 Aug 2010, 05:45 م]ـ
الشيخ المقرئ طه الفهد أسأل الله أن يبارك لكم في جهودكم وعلمكم وينفع بكم
سررت جدا بتسجيل هذه الختمة المباركة وسررت أكثر بختمكم إياها على شيخنا المقرئ الدكتور وليد المنيسي حفظه الله ونفع به
ونسأل الله أن ييسر لنا ما يسر لكم وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.
ـ[رشا الدغيثر]ــــــــ[25 Aug 2010, 08:48 م]ـ
الآية 32 من سورة البقرة لم تقرأها لماذا؟
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[26 Aug 2010, 04:45 ص]ـ
[ QUOTE= طه محمد عبدالرحمن;116153] جزاك الله خيرا أخي الحبيب الشيخ عمار الخطيب و أسأل الله أن يوفقك لقراءة الصغرى و الكبرى على شيخنا الحبيب أبي خالد ..
و لكنك قريبٌ أكثر مني من الشيخ فلم لم تغتنم هذه الفرصة أم أنه ..... ؟؟:)
QUOTE]
اللهم آمين. جزاكَ الله خيرا، وبارك الله فيك.
أما قولك إنني قريبٌ من الشيخ، فنعم! لكنها الأرزاء صَرَفَتْنَا عَمَّا كنتُ أصبو إليه ... والحمد لله على كل حال.
ولعل الله ييسر لي ختمة جديدة إن شاء الله.
سؤال: هل سجلتَ مجالس القراءة على فضيلة الشيخ مصباح؟ لعلك تكرمنا بتلك المجالس إن كنتَ قد سجلتها، بارك الله فيك.
حفظكم الله ورعاكم.
للأسف لم أسجل تلك المجالس إلا ثلاثة منها و لعلى أنشط لتنقيحها و عرضها هنا في الملتقى إن شاء الله
الشيخ المقرئ طه الفهد أسأل الله أن يبارك لكم في جهودكم وعلمكم وينفع بكم
سررت جدا بتسجيل هذه الختمة المباركة وسررت أكثر بختمكم إياها على شيخنا المقرئ الدكتور وليد المنيسي حفظه الله ونفع به
ونسأل الله أن ييسر لنا ما يسر لكم وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.
بارك الله فيكم شيخي الكريم الدكتور إبراهيم الجوريشي و أسأل الله أن يتقبل مني و منكم صالح الأعمال.
الآية 32 من سورة البقرة لم تقرأها لماذا؟
بارك الله فيك أختي الكريمة رشا على هذا التنبيه ..
راجعتُ التسجيل ووجدتُ الأمر كما ذكرتِ و السبب هو أنني قرأتُ المجلس الثالث مرتين، و في المرة الأولى لم أسجله كما ذكرتُ في مقدمة الزاهرة و ابتدأتُه من قوله تعالى [قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا] (الآية 32 من سورة البقرة) ثم لما أعدتُ التسجيل حسبتُ أني قرأتُ هذه الآية في آخر المجلس الثاني فافتتحتُ التسجيل من قوله تعالى الآية 33 من سورة البقرة [قال يا ءادم أنبئهم بأسمائهم].
و قد قمتُ بتسجيل الآية و رفع السورة من جديد على نفس الرابط و كذلك تم تعديلها في الرابط المباشر للختمة كاملة و أعتذر مجددا عن هذا الخطأ و جزاكِ الله خيرا على تنبيهك.
ـ[رشا الدغيثر]ــــــــ[28 Aug 2010, 08:56 ص]ـ
1 - رجعت إلى موقع التيسير فلم أجد الآية 32.
2 - لماذا لا تأتي بجميع أوجه حمزة عند الوقف على الهمز؟ وهل نبه على هذا الشيخ في الإجازة؟
3 - سمعت تسجيلا لكم مرة في موقع خيمة القراءات قراءة الفاتحة وما تيسر من سورة الشعراء ليعقوب فقلتَ: (الحمد لله رب العالمينه) فلم أسمع ذلك في الختمة الزاهرة ولم أجد ذلك ليعقوب في متن الدرة، فهل هذا من العشر الكبرى؟
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[28 Aug 2010, 01:24 م]ـ
1 - رجعت إلى موقع التيسير فلم أجد الآية 32.
بارك الله فيك يبدو أن هناك خللا في رابط الأرشيف استبدلتُه الآن برابط موقع التيسير و هو يعمل جيدا و به الآية 32 أرجو مراجعته و إخباري بالنتيجة بارك الله فيك و نفع بك.
2 - لماذا لا تأتي بجميع أوجه حمزة عند الوقف على الهمز؟ وهل نبه على هذا الشيخ في الإجازة؟
هذا مما ورد فيه التخيير فبأي وجه أتى الطالب أجزئه و ليس ملزما بأن يأتي بوجوه حمزة عند الوقف كلها و لا يلزم التنبيه على ذلك في الإجازة
3 - سمعت تسجيلا لكم مرة في موقع خيمة القراءات قراءة الفاتحة وما تيسر من سورة الشعراء ليعقوب فقلتَ: (الحمد لله رب العالمينه) فلم أسمع ذلك في الختمة الزاهرة ولم أجد ذلك ليعقوب في متن الدرة، فهل هذا من العشر الكبرى؟
نعم هذا ليعقوب من طريق طيبة النشر [الكبرى] فقط.
و أشكركِ مرة أخرى على متابعتكِ و حرصك.
ـ[رشا الدغيثر]ــــــــ[29 Aug 2010, 01:58 م]ـ
سمعت الآية 32 في موقع التيسير ولله الحمد.
وعندي سؤال: عند قراءة قوله تعالى: (ونحن له عابدون) ونحوه تكررها ثلاث مرات، مرة بالإظهار، ثم المرة الثانية بالإدغام، ثم المرة الثالثة تعيد الإظهار مرة أخرى.
لم يتبين لي وجه ذلك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[29 Aug 2010, 06:24 م]ـ
وعندي سؤال: عند قراءة قوله تعالى: (ونحن له عابدون) ونحوه تكررها ثلاث مرات، مرة بالإظهار، ثم المرة الثانية بالإدغام، ثم المرة الثالثة تعيد الإظهار مرة أخرى.
لم يتبين لي وجه ذلك؟
حياكِ الله تعالى ..
الأولى: بالإظهار لجميع القراء إلا السوسي عن أبي عمرو البصري.
و الثانية: بالإدغام للسوسي.
و الثالثة: بالاختلاس للسوسي أيضا و يسمى بالروم أو الإخفاء عند بعض المصنفين و لعل هذا هو ما أشكل عليكِ فظننتيه إظهارا و ليس كذلك بل هو اختلاس و كيفيته الإتيان بالحركة سريعا. و الوجهان صحيحان أعني الادغام و الاختلاس إذا وقع ساكن صحيح قبل الحرف المدغم. قال ابن الجزري في الطيبة:
قبل امددن و اقصره و الصحيح قل ... إدغامه للعسر و الإخفا أجل
و الله أعلم.
ـ[رشا الدغيثر]ــــــــ[29 Aug 2010, 07:09 م]ـ
وهذا معنى قول الشاطبي:
وإدغام حرف قبله صح ساكن عسير وبالإخفاء طبق مفصلا
خذ العفو وأمر ثم من بعد ظلمه وفي المهد ثم الخلد والعلم فاشملا
ـ[رياض الداودى]ــــــــ[04 Sep 2010, 05:00 م]ـ
وهذا معنى قول الشاطبي:
وإدغام حرف قبله صح ساكن عسير وبالإخفاء طبق مفصلا
خذ العفو وأمر ثم من بعد ظلمه وفي المهد ثم الخلد والعلم فاشملا
بارك الله فى الاخ الفاضل الشيخ طه الفهد
وجزاه الله خيرا على جهده فى هذه الختمة
فهى سبق له يحسب له فى ميزان حسناته ان شاء الله
وليعلم الاخوة والاخوات ان الاصل فى تلقى القراءات والقران هو القراءة على يد الشيخ والتعلم منه
اما التسجيلات وغيره ما هى الا وسائل مساعدة ومرشدة لبداية الطريق وعلى الطالب ان يبحث ويحضر ويحفظ المتون ويقرا بما يراه شيخه موافقا بالطريقة التى يعلمها اياه شيخه
وجزى الله الاخت الفاضلة على هذا الحرص والغيرة على كتاب الله
واشكر الشيخ طه على تعبه وجهدة مرة اخرى وجزاه الله خير الجزاء
زادكم الله نورا على نور
ـ[مشعل العازمي]ــــــــ[05 Sep 2010, 12:07 ص]ـ
تبارك الله ما شاء الله الله يحفظك يا شيخ طه.
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[06 Sep 2010, 05:57 م]ـ
الشيخ طه حفظكم الله تعالى
أسأل الله تعالى في أواخر رمضان أن يُجْزِل لك العطاء ولشيخك المجيز
ولمن استفاد أو يستفيد من هذا العمل الجدير بالإكبار.
وأن يمنحك عمرا مديدا سعيدا تظهر بركته على كل محبيك.
وأن يجعلك ممن رفعه بالقرآن العظيم
إنه سميع مجيب
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[10 Sep 2010, 11:59 م]ـ
وهذا معنى قول الشاطبي:
وإدغام حرف قبله صح ساكن عسير وبالإخفاء طبق مفصلا
خذ العفو وأمر ثم من بعد ظلمه وفي المهد ثم الخلد والعلم فاشملا
أحسنتِ بارك الله فيك.
بارك الله فى الاخ الفاضل الشيخ طه الفهد
وجزاه الله خيرا على جهده فى هذه الختمة
فهى سبق له يحسب له فى ميزان حسناته ان شاء الله
وليعلم الاخوة والاخوات ان الاصل فى تلقى القراءات والقران هو القراءة على يد الشيخ والتعلم منه
اما التسجيلات وغيره ما هى الا وسائل مساعدة ومرشدة لبداية الطريق وعلى الطالب ان يبحث ويحضر ويحفظ المتون ويقرا بما يراه شيخه موافقا بالطريقة التى يعلمها اياه شيخه
وجزى الله الاخت الفاضلة على هذا الحرص والغيرة على كتاب الله
واشكر الشيخ طه على تعبه وجهدة مرة اخرى وجزاه الله خير الجزاء
زادكم الله نورا على نور
جزاك الله خيرا و بارك فيك أخي الكريم رياض.
تبارك الله ما شاء الله الله يحفظك يا شيخ طه.
بوركت أخي الكريم مشعل.
الشيخ طه حفظكم الله تعالى
أسأل الله تعالى في أواخر رمضان أن يُجْزِل لك العطاء ولشيخك المجيز
ولمن استفاد أو يستفيد من هذا العمل الجدير بالإكبار.
وأن يمنحك عمرا مديدا سعيدا تظهر بركته على كل محبيك.
وأن يجعلك ممن رفعه بالقرآن العظيم
إنه سميع مجيب
اللهم آمين.
جزاك الله خيرا على هذه الدعوات الطيبات شيخي الكريم د. عبد الرحمن الصالح و أسأل الله أن يرفع قدرك و ينور قلبك.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[18 Sep 2010, 02:45 ص]ـ
ما شاء الله تبارك الله, عمل رائع ومشروع مبارك وجهد موفق.
أغبطك والله أخي الحبيب على جهودك الرائعة والمميزة في خدمة علم القراءات من تسجيل لمتونه بصوت عذب استمتعنا واستفدنا بسماع المتون ومراجعتها بواسطة هذا التسجيل, وقد أخبرني أحد الإخوة من طلبة علم القراءات أنه يسمع تسجيلك للمتون في طريقه للسفر بسيارته بين مدن المملكة ويراجع معك, فهنيئا لك وأسأل الله أن يجزيك خير الجزاء.
وها أنت تتحفنا بهذا العمل الجليل الذي لم تسبق إليه, وأسأل الله أن يبارك فيه وينفع به وسأرشد إليه طلابي في كلية القرآن الكريم لسماعه والتحضير منه قبل محاضرات القراءات.
وفكرة التسجيل أثناء القراءة على المشايخ فكرة رائعة وأنا أقوم بتسجيل قراءتي بالقراءات العشر الكبرى على شيخي د/ إيهاب فكري منذ عام 1426هـ إلى الآن, وقد استفدت منها فوائد جليلة في مراجعة وإتقان ما يذكره الشيخ من تعليقات وتوجيهات, ولكنها تحتاج إلى جهد في تنقيحها وترتيبها.
وأعرف عددا من الإخوة يقومون بذلك ومنهم زميلنا الطبيب د/ عبدالله الجار الله فقد سجل ختمات له كاملة بالقراءات مع عدد من كبار القراء المعاصرين, ومنهم أخي الشيخ أنس الكندري من الكويت, ولكنك انفردت بمراجعة تسجيلك ونشره وهو توفيق من الله وآمل أن يُراجع أكثر من المتخصصين في القراءات حتى يكون خالياً من الأخطاء قدر المستطاع.
أسأل الله أن يرزقنا وإياك الإخلاص والقبول ويجعل هذا العمل الجليل مما تنتفع به بعد مماتك بعد عمر طويل وعمل صالح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رشا الدغيثر]ــــــــ[18 Sep 2010, 10:01 م]ـ
بأي آلة يكون التسجيل؟
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[20 Sep 2010, 11:04 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله, عمل رائع ومشروع مبارك وجهد موفق.
أغبطك والله أخي الحبيب على جهودك الرائعة والمميزة في خدمة علم القراءات من تسجيل لمتونه بصوت عذب استمتعنا واستفدنا بسماع المتون ومراجعتها بواسطة هذا التسجيل, وقد أخبرني أحد الإخوة من طلبة علم القراءات أنه يسمع تسجيلك للمتون في طريقه للسفر بسيارته بين مدن المملكة ويراجع معك, فهنيئا لك وأسأل الله أن يجزيك خير الجزاء.
وها أنت تتحفنا بهذا العمل الجليل الذي لم تسبق إليه, وأسأل الله أن يبارك فيه وينفع به وسأرشد إليه طلابي في كلية القرآن الكريم لسماعه والتحضير منه قبل محاضرات القراءات.
وفكرة التسجيل أثناء القراءة على المشايخ فكرة رائعة وأنا أقوم بتسجيل قراءتي بالقراءات العشر الكبرى على شيخي د/ إيهاب فكري منذ عام 1426هـ إلى الآن, وقد استفدت منها فوائد جليلة في مراجعة وإتقان ما يذكره الشيخ من تعليقات وتوجيهات, ولكنها تحتاج إلى جهد في تنقيحها وترتيبها.
وأعرف عددا من الإخوة يقومون بذلك ومنهم زميلنا الطبيب د/ عبدالله الجار الله فقد سجل ختمات له كاملة بالقراءات مع عدد من كبار القراء المعاصرين, ومنهم أخي الشيخ أنس الكندري من الكويت, ولكنك انفردت بمراجعة تسجيلك ونشره وهو توفيق من الله وآمل أن يُراجع أكثر من المتخصصين في القراءات حتى يكون خالياً من الأخطاء قدر المستطاع.
أسأل الله أن يرزقنا وإياك الإخلاص والقبول ويجعل هذا العمل الجليل مما تنتفع به بعد مماتك بعد عمر طويل وعمل صالح.
بارك الله فيك أخي الحبيب أبا أسامة و ليتك حفظك الله تنشط لنشر ما سجلته من قرائتك على شيخك الموقر فضيلة الشيخ الدكتور إيهاب فكري حفظه الله خصوصا أن هذه الختمة بالعشر الكبرى و لا يوجد إلى حد الآن ــ حسب علمي القاصرـ ختمة كاملة صوتية بالعشر الكبرى.
و كما تفضلت فأمر القراءة هين جدا إذا ما قورن بأمر تنقيح التسجيلات و مراجعتها، فمثلا كنتُ إذا قرأتُ ساعة كاملة على شيخنا أبي خالد السلمي حفظه الله تأخذ مني ساعتين إلى ساعتين و نصف تقريبا لأحرر التسجيل و أنقحه و أراجعه!
و رافقتني خلال عملية القراءة و المراجعة مجموعة كتب أهمها:
مصحف القراءات العشر من طريقي الشاطبية و الدرة بعناية الشيخ محمد كريم راجح و هو في نظري القاصر ــ بعد أن اطلعتُ على عدة مصاحف مشابهة ــ أفضل من جمع القراءات العشر على هامش المصحف، إذ هو عبارة عن نثر لمادة كتاب البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة للشيخ عبد الفتاح القاضي رحمه الله على هامش المصحف.
هذا الكتاب ــ أعني البدور الزاهرة ــ الذي استفاد منه كل من جمع القراءات العشر على هامش المصحف و لكن للأسف لم أجد من ذكر ذلك في مقدمة كتابه أو حتى أشار إليه ..
فريدة الدهر في جمع و تأصيل القراءات العشر للشيخ محمد إبراهيم سالم: الجزء الثاني و الثالث و الرابع و الكتاب في جمع العشر الكبرى إلا أنني استفدتُ منه كثيرا في ترتيب أوجه القراءة فقد كنتُ أدون على هامشه أوجه بعض الآيات التي يَعسُرُ عليّ جمعها و أجعلها على هيئة نقاط.
وفقني الله و إياك لما يحبه و يرضاه.
بأي آلة يكون التسجيل؟
لا أدري هل هذا السؤال موجه لي أم لأخي الفاضل أبي أسامة؟
أنا أسجل بالكمبيوتر بواسطة برنامج ساوند فورج 7.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[29 Sep 2010, 05:52 م]ـ
عمل مبارك وناجح إن شاء الله، أسأل الله تعالى أن يجزيكم عليه خير الجزاء، وأن يوفّقكم في المستقبل إن تقوموا بمثله للعشر من طريق الطيّبة، ولا أستبعد ذلك منكم إذ همّتكم عالية ولله الحمد وبإمكانكم فعله بإذن الله تعالى.
ـ[سعاد عبداللطيف]ــــــــ[06 Oct 2010, 01:14 ص]ـ
الحمدلله علي فضله علي تلك الختمة المباركة، فهذه القراءات تخشع القلوب لها ..
وأحسنتم بوضعها أخينا في موقعكم، وفي هذا الملتقي المبارك، ليُنتفع بها.
ومااقترحه الأخ/ خالد عبدالغني شريف، نسأل الله -تعالي -تيسره قريباً، ولعلك ياشيخ /محمد تسعي لذلك.
وفقنا واياكم للعلم وفهم كتابه والعمل بما فيه والمسلمين أجمعين.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[10 Oct 2010, 12:38 ص]ـ
عمل مبارك وناجح إن شاء الله، أسأل الله تعالى أن يجزيكم عليه خير الجزاء، وأن يوفّقكم في المستقبل إن تقوموا بمثله للعشر من طريق الطيّبة، ولا أستبعد ذلك منكم إذ همّتكم عالية ولله الحمد وبإمكانكم فعله بإذن الله تعالى.
بارك الله فيكم يا شيخُ محمد على تعليقكم الطيب و أسأل الله أن ييسر تسجيل ختمة الطيبة قريبا بإذنه تعالى و توفيقه.
الحمدلله علي فضله علي تلك الختمة المباركة، فهذه القراءات تخشع القلوب لها ..
وأحسنتم بوضعها أخينا في موقعكم، وفي هذا الملتقي المبارك، ليُنتفع بها.
ومااقترحه الأخ/ خالد عبدالغني شريف، نسأل الله -تعالي -تيسره قريباً، ولعلك ياشيخ /محمد تسعي لذلك.
وفقنا واياكم للعلم وفهم كتابه والعمل بما فيه والمسلمين أجمعين.
جزاك الله خيرا أختي الكريمة على مرورك و أضم صوتي لصوتك بأن يتبرع مشايخ القراءات بالملتقى بالتعليق على طريقة الجمع المتبعة في هذه الختمة إما صوتيا أو كتابة حسبما يتيسر لهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله الحميد]ــــــــ[15 Oct 2010, 01:53 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله
جزاك الله خيرا
ـ[بومدين بلختير]ــــــــ[18 Oct 2010, 09:09 ص]ـ
حقا إنه لعمل جبار وسوف ينتفع به المسلمون بلا شك جزاك الله كل الخير
ـ[حازم حماده علي]ــــــــ[27 Oct 2010, 08:27 ص]ـ
ما شاء الله، تبارك الله ..
أهنئك يا شيخ طه على هذا العمل الجليل الذي وفقك الله إليه، ومنَّ عليك به، ووالله إنه لشرف عظيم يغبطك عليه أهل القرآن، وإنجاز كبير تستحق عليه الشكر والامتنان، وأنا في شوق كبير للاستماع إلى هذا العمل والإفادة منه.
فتح الله عليك، ووفقك لما يحب ويرضى.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[12 Nov 2010, 12:41 ص]ـ
حقا إنه لعمل جبار وسوف ينتفع به المسلمون بلا شك جزاك الله كل الخير
جزاك الله خيرا مثله أخي بومدين.
ما شاء الله، تبارك الله ..
أهنئك يا شيخ طه على هذا العمل الجليل الذي وفقك الله إليه، ومنَّ عليك به، ووالله إنه لشرف عظيم يغبطك عليه أهل القرآن، وإنجاز كبير تستحق عليه الشكر والامتنان، وأنا في شوق كبير للاستماع إلى هذا العمل والإفادة منه.
فتح الله عليك، ووفقك لما يحب ويرضى.
جزاك الله خيرا أخي حازم.
ـ[مصطفي صلاح الدين]ــــــــ[12 Nov 2010, 01:28 ص]ـ
ما شاء الله تبارك الله ..
عمل جليل، وجهد كبير، وأداء متقن، تقبل الله منك، وضاعف لك المثوبة أضعافاً كثيرة.
وأسأل الله تعالى أن يكتب لهذا العمل القبول ويبارك فيه.
ـ[جمال الدين الجزائري]ــــــــ[12 Nov 2010, 01:43 ص]ـ
ما شاء الله تبارك الله، عمل مميز و فريد ..
أسأل الله أن يتقبل منك هذا العمل، و أن يجعله خالصا لوجهه الكريم ..
حفظك الله أخي طه الفهد و رفع قدرك .. اللهم آمين.
ـ[أم إسلام]ــــــــ[19 Nov 2010, 07:56 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل وجعله في ميزان حسناتك
وتقبل الله منك ختمتك قي صالح الاعمال
وجزاك الله عنا خيرا وعن كل من يحتاج هذه الختمة
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[22 Nov 2010, 12:53 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله ..
عمل جليل، وجهد كبير، وأداء متقن، تقبل الله منك، وضاعف لك المثوبة أضعافاً كثيرة.
وأسأل الله تعالى أن يكتب لهذا العمل القبول ويبارك فيه.
اللهم آمين.
بارك الله فيك أخي الكريم مصطفى.
ما شاء الله تبارك الله، عمل مميز و فريد ..
أسأل الله أن يتقبل منك هذا العمل، و أن يجعله خالصا لوجهه الكريم ..
حفظك الله أخي طه الفهد و رفع قدرك .. اللهم آمين.
اللهم آمين.
بارك الله فيك أخي جمال.
بارك الله فيك شيخنا الفاضل وجعله في ميزان حسناتك
وتقبل الله منك ختمتك قي صالح الاعمال
وجزاك الله عنا خيرا وعن كل من يحتاج هذه الختمة
اللهم آمين.
و جزاك خيرا مثله أختي الفاضلة أم إسلام.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[24 Dec 2010, 06:17 م]ـ
تم إضافة الختمة بجودة عالية في الموقع:
الختمة الزاهرة بجودة عالية ( http://www.taiser.net/quran.php)
وقد تم إضافتها في موقع طريق الإسلام أيضا جزى الله القائمين عليه خيرا.
جودة عالية ( http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=741)
جودة متوسطة ( http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=740)
ـ[عبد الله حسن الشتوي]ــــــــ[24 Dec 2010, 07:09 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا طه
عمل مميز وجهد مبارك وفقكم الله لخدمة كتابه العزيز.(/)
قصر اللين بين الحبس وترك المطّ أو الزيادة حركتين في المدّ (1)
ـ[بودفلة فتحي]ــــــــ[15 Aug 2010, 08:20 ص]ـ
قصر اللين بين الحبس وترك المطّ أو الزيادة حركتين في المدّ (1)
جمع وإعداد: فتحي بودفلة
ملحوظة: سأعرض البحث على المتصفحين الكرام مقسّما ومجزّءا عملا بنصيحة الأستاذ الكريم ضيف الله الشمراني
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله
أما بعد ... فهذا بحث مختصر وجيز حاولت من خلاله بيان حقيقة القصر في مدّ اللين وأنّ المقصود من وراءه الحبس وعدم المدّ البتّة وليس حركتين كما هو شائع وذائع .... ولعل الذي نشّطني وقوّى همتي لتسويد هذه السطور هو جهل خاصة المنتسبين لهذا العلم فضلا عن عامة الناس بهذا الحكم الظاهر البيّن ... لا , بل تراهم ربّما يرمون من قال به بالخروج عن الرواية والسند ومخالفة الإجماع حينا وبالجهل وإثارة القلاقل والفتن حينا آخر ... فلربما استطاعت هذه المحاولة إزاحة الغبار عن هذا الحكم المتعلق بكتاب ربنا العزيز الحكيم ولربما استطاعت هذه اللفتة أن تكشف العيّ عن الجاهل وتقطع العذر والحجة عن الطاعن
ولقد ابتدأتها بنقل نصوص عن أئمة أعلام يثبتون هذا الحكم ويقررونه حتى لا يقال هذا حكم مبتدع لم يقل به أحد أو أنّه اجتهاد خاص, ثم أردفت ذلك ببيان شبه القائلين إنّ المقصود بالقصر حركتين كمدّ العارض سواء , وأوّل ما عرضت له في هذا المبحث حقيقة جليلة يراها كثير من الدارسين والمهتمين السبب الرئيس والأول من وراء أكثر ما ولج هذا العلم من اللحن والخطأ ألا وهو قلّة الاعتناء بالجانب النظري وعدم العودة لأصول هذا العلم وأمهات كتبه حتى تتطابق المسائل العلمية التي قعّدها وقرّرها القدماء وما جاء في أسانيد المتأخرين التي كثرة وسائطها وتعددت اجتهادات رجالها ... وليس في هذا شيء من الطعن في السند والرواية أبدا بل العمدة في نقل كتاب الله المشافهة والرواية ولا سبيل لأخذ القراءة والتجويد إلاّ بالسند الموصول إلى نبي الأمة صلى الله عليه وسلم ... إنّما هي دعوة إلى تصحيح ما نقله المتأخرون وفق ما سطره المتقدمون يقول الإمام المرعشي عليه رحمة الله:" ولمّا طالت سلسلة الأسانيد تخلل أشياء من التحريفات في أداء كثير من شيوخ الأداء ...... فوجب علينا أن لا نعتمد على أداء شيوخنا كلّ الاعتماد , بل نتأمّل فيما أودعه العلماء في كتبهم من بيان مسائل هذا الفنّ ونقيس ما سمعنا من الشيوخ على ما أودِع في الكتب ... " وسيأتي كلامه كاملا إن شاء الله ... ولتأكيد هذه الحقيقة يكفي أن يتساءل الواحد منّا كيف يعقل أن يخالف الرجل المتأخر في السند المتقدم في ذات السند لو لم يكن في السلسلة والنقل خلل ..... وبعد ذكر هذه اللّطيفة سردت شبه القائلين بحركتين محاولا تفنيدها وبيان بطلانها وختمت المدونة بأدلة القائلين بالحبس وعدم المدّ البتّة .... والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
ملحوظة 1: قد يستثقل ويستهجن القارئ بعض النصوص المكررة في مختلف مباحث هذا المختصر وسبب ذلك اختلاف المأخذ فيها ووجه الدلالة منها فقد أورد القول الواحد في التنصيص على معنى القصر ثم أورد نفس النص إذا تعلق الأمر بعلة الحبس ودليله ولربما عاودت إيراده لإبطال شبه من يرى بالمدّ , فالنصّ واحد ولكن النظرة إليه تختلف باختلاف المجال الذي سيق فيه
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[15 Aug 2010, 11:36 ص]ـ
مرحباً بك أخي الكريم في ملتقى أهل التفسير مفيداً ومستفيداً، وأشكرك على هذه البحوث التي أتحفتنا بها، وأتمنى لك مزيداً من التحقيق والتوفيق.
لاحظتُ أنك ذكرت في هذا البحث منهج المتقدمين كثيراً، ولكنك حررته بناءً على كلام المعاصرين كالشيخ الحصري وغيره.
ما رأيك؟
ـ[بودفلة فتحي]ــــــــ[16 Aug 2010, 06:35 ص]ـ
أستاذي الكريم هذا البحث كتبته لبعض الإخوة والخلان أنكروا أصل مذهب من يرى أنّ المقصود بالقصر في اللين هو الحبس وترك المطّ كتبته في وقت وجيز جدّا لا يتجاوز من الساعات عدد أصابع اليد الواحدة ... ما يجعله ناقصا ... وقد يحوي من الأخطاء والأوهام ما أرجو أن يتفطّن لها المتصفحون الكرام لنعمل سويّا على استدراكها وتصحيحها ... ولعل أوّل وأهمّ هذه الأخطاء نقص الاعتماد على نصوص المتقدمين من علماء التجويد ... وهذا ما أنا بصدد الاشتغال به الآن في ما يخصّ هذه المسألة وغيرها من المسائل الخلافية. جزاكم الله خير الجزاء ..(/)
قصر اللين بين الحبس وترك المطّ أو الزيادة حركتين في المدّ (2)
ـ[بودفلة فتحي]ــــــــ[15 Aug 2010, 08:30 ص]ـ
قصر اللين بين الحبس وتلاك المطّ أو الزيادة حركتين في المدّ (2)
باب ذكر نصوصٍ وأقوال صريحة وظاهرة في كون المراد بالقصر هو الحبس وعدم المدّ البتّة:
قال الإمام الحصري في أحكام القرآن: "وينبغي أن يُعلم أنّ المراد بالقصر في حرفيّ اللين حذف المدّ منهما مطلقا , بحيث يكون النطق بهما عند الوقف كالنطق بهما عند الوصل , إجراءً لهما مَجرى الحروف الصحيحة , كما يؤخذ من النشر"1
ويقو الإمام المرعشي عليه رحمة الله: "اعلم أنه ليس في بحرفي اللين مدٌّ طبيعي كما سبق، فمعني القصر فيهما في الاستعمال الأكثر: سلب المد بالكلية"2
وقد أورد الأستاذ محمود محمد عبد المنعم محمد في "الروضة الندية" هذا القول مقرّاً وغير منكر معنونا له بفائدة3
ونسبه الدكتور احميتوا في موسوعته العدد 28 عند تعرضه للمسألة لكل من الخراز في القصد النافع (لوحة 118) وتبعه ابن المجراد في الإيضاح (لوحة58)
قال الإمام الشاطبي:
وَإنْ تَسْكُنِ الْيَا بينَ فَتحِ وهمزةٍ بكِلْمةٍ أو واوٍ فوجهان جُمِّلا
بطولٍ وقصرِ وَصْلُ وَرْشٍ ووَقْفُهُ وعند سكون الوقف للكلّ أعْمِلا
وعنهم سقوطُ المَدِّ فيه وورشُهُم يوافقهم في حيثُ لا همزَ مُدْخَلا
ورغم اختلاف القراء في معنى قوله "سقوط المدّ" إلاّ أنّه ظاهر في ذهابه وتركه من جهة اللغة أوّلا إذ السقوط ها هنا مرادفٌ ومساوٍ للحذف والذهاب والترك.
هذا من جهة ومن جهة أخرى فإنّ أعرف الشراح بالناظم تلميذُه الذي أخذ عنه مباشرة الإمام السخاوي عليه رحمة الله يقول في شرحه: "فقد صار للقراء في الياء والواو المفتوح ما قبلها عند سكون الوقف ثلاثة مذاهب: ـ إسقاط المدّ وهو مذهب النحويين لذهاب معظم المدّ واللين بتغير الحركة4 , ولكون سكون الوقف عارضا , وكلّ واحد من هذين يوجب ترك الزيادة. واعتل الذين مدوا زائدين في التمكين5 , بالفصل بين الساكنين , ولم يفرقوا بينه وبين الضرب الأوّل؛ الواو المضموم ما قبلها والياء المكسور ما قبلها."6
ثم ثاني أشهر شراح الشاطبية تلميذ السخاوي الإمام الجعبري عليه رحمة الله يقول في شرح البيت الأخير: "ولم أقف على نصٍ في اللين والمفهوم من القصيد القصر قُصور"7
وقد أورد الشيخ محمد عبد الدايم خميس في شرحه للشاطبية عند تعرضه لذات البيت القولان ـ المدّ والحبس ـ مقدما القول الثاني بتقديمه أولا وبوسمه بأنّه "الأَوْلَى" وهذا نصّ كلامه " تهميشة: يؤخذ من تعبير الناظم بكلمة سقوط المدّ فيه إشارة إلى قاعدتين في حقيقة معرفة اللين: الأوْلى: أنه لا مدّ في اللين أصلا , فلسقوطه وحذفه في الوصل وهو الأصل , فالأولى سقوطه وحذفه في الفرع وهو الوقف , لأنّ الفرع يتبع الأصل غالبا فإذا وَصَلَ وجد به حركة واحدة فرقا بينه وبين حرف المدّ فأنّ قصره حركتان وهذا فيه حركة , وعلى هذا يكون قصره بحركة ومدّه بخمس حركات والتوسط ثلاث. الثاني: أي أنّ المراد من سقوط المدّ في اللين , أي ترك الزيادة التي تشمل التوسط والطول , فلا يبقى إلاّ القصر الذي يقدر بحركتين على تقدير بأنّ السكون الأول قائم مقام حركة ثم أتى بحركة فاصلة بين الساكنين , أو بحمله على ما فيه حرف المدّ , لاتفاقهما في صفة اللين فتساويا في القصر حركتين والتوسط أربع والمدّ ستّ " 8
وممّن ذكر الخلاف وأنّ الوجهين معمول بهما الشيخ السادات السيد منصور أحمد أحد كبار علماء الأزهر الشريف في تعليقه على الروضة الندية بقوله " والقولان معمول بهما " 9
وممّن ذهبوا إلى ترك المدّ في اللين ولكن باصطلاحات أخرى غير الحبس ابن يالوشة باستعمال لفظ الاستغناء عن المدّ يقول عليه رحمة الله: " .... ووجه القصر أنّ الوقف يجوز فيه التقاء الساكنين مطلقا فاستغني عن المدّ .... "
(يُتْبَعُ)
(/)
وباصطلاح إسقاط المدّ تقدم قول السخاوي 11 والجعبري 12 والبيت مائة وواحد وثمانون (181) من حرز الأماني للشاطبي ولعل من أبرز ما يدلّ على أنّه رحمه الله إنّما أراد بالقصر الحبس وعدم المدّ البتّة ـ إضافة إلى شرح تلميذه السخاوي الصريح في ذلك ـ أنّه عليه رحمة الله ذكر حكم اللين الهمزي لورش في نحو شيء وسَوء وقال أنّ له فيه المدّ أي الطول وقصر المدّ يقصد به التوسط ـ بلا خلاف بين الشراح ـ وصلا ووقفا بقوله: "بطول وقصر وصل ورشٍ ووقفُه " ثم انتقل للحديث عن الجماعة أي جميع القراء سوى ورش فذكر أنّ هاذين الحكمين والوجهين جائزان للجماعة في الوقف بالسكون وترك ذكر الهمز لأنّ سبب المدّ عندهم هو السكون لا الهمز حيث قال:"وعند سكون الوقف للكلّ أعمِلا " إلى هنا لم يتكلم الناطم إلاّ على حكمي التوسط والطول أما القصر وهو سقوط المدّ فهو جائز للجماعة سوى ورش في حالتي الوصل والوقف نصّ على ذلك بقوله:"وعنهم سقوط المدّ فيه"13 ولو زعم أحدهم أنه عليه رحمة الله ما قصد بهذا الحكم إلاّ الوقف للزم من ذلك أنّ الإمام الشاطبي ترك بيان حكم اللين في الوصل عند الجماعة وهذا بعيد في حقّ هذا العالم الرباني الجهبيذ النحرير
وبهذا الاصطلاح "سقوط المدّ" عرّف ابن القاصِح القصر في اللين وسيأتي كلامه كاملا إن شاء الله 14
وفي الباب نصوص كثيرة سيأتي ذكر بعضها في طيّات هذا المختصر
الهوامش:
1 محمود خليل الحصري , أحكام التلاوة ص 226
2 جهد المقل ص 99 نقلا عن القول المتين في تجويد قصر اللين ص 9 نسخة خاصة منزلة من الشبكة
3 محمود محمد عبد المنعم محمد , الروضة الندية شرح متن الجزرية , المكتبة الأزهرية للتراث الطبعة الأولى 1422 هـ 2001ش ص87
33 أي لأنّ الحركة قبل الحروف متغيرة بمعنى ليست من جنسها ضمة قبل الواو وكسرة قبل الياء
5 أي أصحاب التوسط والطول
6 الإمام علم الدين أبو الحسن علي بن محمد السخاوي , فتح الوصيد في شرح القصيد , تحقيق جمال الدين محمد شرف خرّج أحاديثه مجدي فتحي السيد , دار الصحابة للتراث بطنطا 1425هـ 2004ش الجزء الأول صفحة 185
7 غيث النفع في القراءات السبع لعلي النوري السفاقسي , دار الكتب العلمية بيروت 1425 هـ 2001 ش
8 محمد عبد الدايم خميس. النفحات الإلهية في شرح متن الشاطبية , دار المنار مصر 1416 هـ 1996 ش الصفحة 115 - 116
9 الروضة الندية ص 78
10 محمد بن علي بن يالوشة , الفوائد المفهمة في شرح الجزرية المقدمة , دار الفرقان , الدار البيضاء المغرب 1998 ش ص:46
11 فتح الوصيد 1/ 185
12 غيث النفع ص 73
13 ولا يقال أنّ معنى هذا جواز القصر لورش كذلك لأنه سبق وأن أخرج ورش بذكر أحكام الوصل وما اختصّ به دونهم
14 أبو القاسم علي بن عثمان المعروف بابن القاصح (801 هـ) , سراج القارئ المبتدي وتذكار المقرئ المنتهي (شرح للشاطبية) , دار الكتب العلمية بيروت 1425 هـ 2004 ش , ص 87 - 88(/)
قصر اللين بين الحبس وترك المطّ أو الزيادة حركتين في المدّ (3)
ـ[بودفلة فتحي]ــــــــ[15 Aug 2010, 08:47 ص]ـ
موطن الخلل وأصل اللحن عند القائلين بأنّ القصر في اللين يقصد به حركتان:
وقبل ذلك لا بدّ من تمهيد ببيان عوامل وأسباب منشأ هذا الخلاف وغيره عند المتأخرين والمعاصرين منهم على وجه الخصوص
? أوّلا: جهد القراء قديما وحديثا انصبّ على الجانب العملي التطبيقي وهو الأخذ والسماع والقراءة والإقراء وذلك لأهميته ولأنه هو الأصل في نقل أحكام التلاوة ومبادئ القراءة ... ولم يهتموا كثيرا بجانب التقعيد والتنظير لهذه الأحكام وتفصيل حدودها وتعريفاتها ... وليس أدلّ على ذلك ممّا يلي:
? قلّة ما ألفوه من الكتب مقارنة مع باقي العلوم: العقيدة , الفقه , التفسير , الحديث ...
? صياغة كتب المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين جلّها وأغلبها تكاد تكون كلّها قائمة على طريقتهم العملية في القراءة والإقراء أي البداية من أوّل الفاتحة إلى آخر الناس متتبعين أحرف الخلاف واحدا واحدا وليس على طريقة المصنفين (كما هو الحال عند المحدثين في المصطلح) ولا على طريقة المنهج الترتيبي (أبواب وفصول ومباحث ومطالب كما هو الشأن عند الفقهاء والنحاة) ولا على طريقة المناطقة (القائمة على التعريفات والحدود)
? كثرة الخلاف بين مدارس القراء في الاصطلاحات (مصر الشام الحجاز العراق الأندلس والمغرب ... ) فلا تكاد تجد مصطلحا إلاّ والخلاف فيه مشهور ثم إنّ هذا الخلاف في الأسماء والمصطلحات سرعان ما أصبح عند المتأخرين والمعاصرين خلافا في الأحكام ذاتها
? يقابل هذا العامل زهدهم في الجانب النظري
? ما يصيب المشافهة من آفات الزيادة والنقصان والنسيان وغيرها من العلل بسبب بعد السند وطول المدّة بين أوّله وآخره وكثرة رجاله ....
? ما أحدثه المعاصرون من اصطلاحات حادثة واجتهادات خاطئة وقياسات غير صائبة
? عدم العودة والاستعانة بالأمهات والأصول من الكتب التي ألفت قديما في هذه الصناعة
يقول الداني عليه رحمة الله: " وقراء القرآن متفاضلون في العلم بالتجويد والمعرفة بالتحقيق فمنهم من يعلم ذلك قياسا وتميّزا وهو الحاذق النبيه ومنهم من يعلمه سماعا وتقليدا وهو الغبي الفهيه15 , والعلم فطنة ودراية آكد منه سماعا ورواية , وللدراية ضبطها ونظمها وللرواية نقلها وتعلمها , والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ... "16
ويقول الأستاذ فرغلي سيد عرباوي17 متحدثا عن الزهد في أمهات كتب القراءات والتجويد وخطر المختصرات والموجزات المعاصرة وما قد يطرأ على الرواية والمشافهة من التغيير والتبديل وأنّه لا بدّ من عرضها على الأصول .... "إنّ كتب علم التجويد القديمة تكاد تكون مجهولة لدى معظم المشتغلين بالدراسات التجويدية في الوقت المعاصر , وهي تكاد تكون مجهولة أيضا لدى بعض المشتغلين بعلوم القرآن , ولا يزال معظمها مخطوطا بعيدا عن متناول أيدي الباحثين ولعل ذلك هو أحد الأسباب التي حالت بين الباحثين المعاصرين والاستفادة من المادة التجويدية الدقيقة التي تضمنتها تلك الكتب , ولعل البعض يشاركني الرأي أنّ الرسائل الموجزة المختصرة جدّا التي كتبها المتأخرون وبعض المعاصرين المحدثين, كانت من بين الأسباب التي صرفت الدارسين عن تتبع كتب علم التجويد القديمة ودراستها والاعتماد عليها , وذلك لما غلب على تلك الكُتَيِّبات من الإيجاز الذي يؤدي بدوره إلى غموض بعض العبارات في كثير من الأحيان18 .... وقد دخلت بعض الاجتهادات الشخصية في صلب هذه الكتب , ممّا وقعت به المخافة للأصول المقررة عند الأئمة المعتبرين الأوائل و وأصبحت هذه الكتب في عرف الناس صالحة للاحتجاج لإثبات إيّ قضية من قضايا التجويد , والحقّ الذي لا ريب فيه أنّ ثبوت قضايا التجويد الاحتجاجية تؤخذ ممّا سطّره علماء السلف الأوائل. وتنوعت في وقتنا المعاصر , وسائل تعليم التلاوة , ومنها كتب علم التجويد ومنها حلقات التعليم على يد المشايخ والمعلمين , ومنها الأشرطة الصوتية ومنها الأشرطة المرئية والمسموعة ومنها الحاسوب بتقنياته العالية ... والمتأمل في كتب تعليم قواعد التلاوة المؤلفة في السنين الأخيرة خاصة , المتناثرة في السوق المحلية للتجويد والمستمع لأداء المرتلين من جيل الشباب على وجه الخصوص , تستوقفه ملاحظات وظواهر
(يُتْبَعُ)
(/)
أدائية تتعلق بتلاوة القرآن , وبأحكام التلاوة المدوّنة في تلك الكُتيبات والأسباب هي أنّ الأداء المنطوق أصابه تلوث العاميات المعاصرة , والمكتوب أصابه الخلل بسبب التقعيد لهذه اللهجة العامية , ونلحظ كذلك تباينا ظاهرا بين أداء بعض الأحكام وطريقة وصفها في كتب التلاوة و كما أنّ هناك اختلافا بين نطق عدد من الأحرف الفصيحة التي نزل بها القرآن وبين طريقة أدائها ووصفها في الكتب المعاصرة. وكان ذلك قد لفت نظري منذ سنوات وكتبت عدة أبحاث في فترات متتابعة تعالج بعضا من تلك الظواهر الأدائية في التلاوة وصارت عندي قناعة بضرورة اعتناء القائمين على أمر تعليم تلاوة القرآن بتلك القضايا حتى تلتقي كلمتهم على رأيٍ موحّد فيها وحتى تتوحد صور الأداء فالمصريّ يقرأ وحدات القرآن الصوتية بلهجته العامية والشاميّ يغلب على أدائه الإمالة في بعض الحروف وكذلك أهل الخليج غلب عليهم بعض الظواهر البدوية النّبطية , وأهل المغرب العربيّ لهم ظواهر خاصة في الأداء ويستطيع المستمع المدقق أن يحكم على القارئ من أيّ الديار هو بسبب لهجته العامية فمثلا استمع لقارئ من افريقيا أو السودان أو من العراق ستجد تباينا بين لهجة هؤلاء وهؤلاء والكلّ يدّعي أنه بلغ ذروة سنام الإتقان ويرمي غيره بالجهل بالأداء وحنكته. وأنادي إلى صياغة كتب التجويد الحديثة بالاعتماد الكليّ على ما سطّره الأوائل في مصنّفاتهم , فهم أقرب لعصر السلف والأحرى بنا التمسك بما نقلوه لأنهم قوّة علمية لا قبل لنا بها ... ولا شكّ في أنّ قراءة القرآن سنة يأخذها الآخر عن الأوّل وتعتمد على المشافهة والتلقي لكن قد يصيب التلقي تلوث اللهجات العامية بسبب طول سلسلة الأسانيد أو بسبب تغير المشافهة كما يقول محمد المرعشي (1150 هـ): "لمّا طالت سلسلة الأداء تخلل أشياء من التحريفات في أداء كثير من شيوخ الأداء , والشيخ الماهر الجامع بين الرواية والدراية , المتفطّن لدقائق الخلل في المخارج والصفات , أعزّ من الكبريت الأحمر ... فوجب علينا أن لا نعتمد على أداء شيوخنا كلّ الاعتماد بل نتأمل فيما أودعه العلماء في كتبهم من بيان مسائل هذا الفنّ ونقيس ما سمعنا من الشيوخ على ما أودِعَ في الكتب فما وافقه فهو الحقّ وما خالفه فالحقّ ما في الكتب ... " 19
الهوامش:
15 الفهيه هو الجاهل العييّ
16 شرح المقدمة الجزرية لعصام الدين أحمد بن مصطفى بن خليل المعروف بطاش كبرى زادة (968 هـ) بتحقيق الأستاذ فرغلي سيد عرباوي ص16 من مقدمة المحقق
17 باحث في علم الصوتيات التجويد والقراءات والمدرس سابقا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية له عدة بحوث في غاية الأهمية وتحقيقات تراثية في غاية الصحة والتدقيق
18 كلام الأستاذ غانم قدوري الحمد في "الدراسات الصوتية" ص11 بتصرف من الناقل
19 الحواشي المفهمة لابن الناظم , من مقدمة الدراسة , الصفحة: 11 - 12 - 13(/)
قصر اللين بين الحبس وترك المطّ أو الزيادة حركتين في المدّ (4)
ـ[بودفلة فتحي]ــــــــ[15 Aug 2010, 08:51 ص]ـ
شبه المجيزين لحركتي المدّ في اللين:
1) التقاء الساكنين: يقولون لأنّه يمتنع التقاء الساكنين فلا بدّ من الزيادة في مدّ ومطّ حرف اللين للتخلّص من التقاء الساكنين أو للتوصّل إلى النطق بهما معا .... وهذا باطل لأنّ اجتماع الساكنين جائز في الوقف ولا محضور فيه وانظر مثلا الوقف على: خبْءْ , ملْءْ وفي اللغة نحو بكْرْ وعمْرْ ... يقول ابن يالوشة عليه رحمة الله:" ووجه القصر (يقصد في اللين) أنّ الوقف يجوز فيه التقاء الساكنين"20 ويقول الإمام النويري:" الثالث: القصر لأنّ الوقف يجوز فيه التقاء الساكنين مطلقا فاستغني عنه (أي عن المدّ) " 22 ويقول الشيخ زكريا الأنصاري رحمه الله:" والقصر لجواز التقاء الساكنين في الوقف فاستغني بالسكون عن المدّ " ولا داعي للإكثار من النقول ها هنا لأنه ما من كتاب في التجويد أو القراءات أو اللغة إلاّ وتجد هذه المسألة مذكورة ومضبوطة
2) إلحاقهما وقياسهما بحرفي المدّ: يقول سيبويه: "لا يدغمان وإن انفتح ما قبلهما مع شيء من مقاربها لأنّ فيهما لينا ومدّا " وقال أيضا: "وذكر أنّ العرب الذين ينقلون الحركة في الوقف في نحو بكر لا تنقل الحركة إلى الساكن قبل في الوقف على مثل زيد و عون لوجود المدّ واللين في هاذين الحرفين " فانظر كيف جعل فيهما المدّ واللين تماما كما في حروف المدّ الثلاث وقد جاءت الياء المفتوح ما قبلها مع حرفي المدّ واللين ردفاً في الشعر كما قال عمرو بن كلثوم: كأنّ غصونهنّ متون غدرٍ تصَفِّقُها الرياحُ إذا جريْنا والقصيدة مبنية على الياء المكسور ما قبلها ويقول الأستاذ المارغني: فوجه جواز الأوجه الثلاثة في حرفي اللين الواقع بعدهما سكون عارض للوقف أنهما أشبها حروف المدّ في السكون وفي شيء من المدّ واللين كما تقدم , فحملا على حروف المدّ فجاز فيهما ما جاز في حروف المدّ الواقع بعدها ذلك " 23 وللردّ على هذه الشبهة نقول إنّ الإلحاق والقياس المطلق لا نسلم به ابتداء بل الفرق بين حرفيّ اللين وبين حروف المدّ واللين ظاهر , إنْ في الصفة أو القوة , وحتى الذين يعتمدون هذا القياس لاحظوا هذه الفروق وذكروا أنهما ليسا في نفس المرتبة من حيث القوة ومن حيث المدّ والمطّ يقول ابن الجزري عليه رحمة الله: "وقد اختلف في إلحاق حرفي اللين بها (أي بحروف المدّ) وهما الياء والواو المفتوح ما قبلهما فوردت زيادة المدّ فيهما بسببي الهمزة والسكون إذا كانا قويين24. وإنما اعتبر شرط المدّ فيهما مع ضعفه بتغير حركة ما قبله لأنّ فيهما شيئا من الخفاء وشيئا من المدّ وإن كان أنقص في الرتبة ممّا في حروف المدّ."25 ولهذا ذكر في "فصل في قواعد مهمة في المدود" 26:" مسائل: الأولى لا يجوز مدّ نحو خلَوْا إلى و ابنَيْ ءادم كما تقدم وذلك لضعف الشرط باختلاف حركة ما قبله والسبب بالانفصال .... "27 ولو كان حرف اللين كحرف المدّ واللين لجاز في خلوا إلى المدّ كما جاز في بما أنزل ولجاز في شَيْء ما يجوز في سِيء ولجاز في العين من كهيعص ما يجوز في صادها وكافها ... فلماذا تختلف حروف اللين عن حروف المدّ واللين في جميع أحكام المدّ ثمّ ندعي اتفاقهما في اللين العارض أليس من القياس الصحيح والمنطق الصريح أن يقال باختلافهما هنا كذلك
3) ثقل النطق باللين دون مدّ: قال الشيخ محمود علي بسّة28: " وأما القصر إلى حركتين مع أنه لا يمدّ عند الوصل أبداً بخلاف المطلق الذي يمدّ عند الوصل حركتين , فعلّته هي إجراء اللين العارض للسكون مجرى المدّ العارض للسكون المطلق واعتبار حرف اللين كحرف المدّ عند الوقف على ما بعده تسهيلا للنطق , وإلاّ فلو أعطي اللين عند الوقف على ما بعده حكمه في الوصل فلم يمد أبداً لكان ثقيل النطق لشبهه إذ ذاك وبعده السكون العارض بالساكنين الأصليين الصحيحين المتلاقين اللذين يتعذّر النطق بهما , غير أنّ هذا أحد سكونيه المتلاقين لين والآخر عارض. ولهذا يكون تقبّل النطق فقط لا متعذراً , ولا يزول هذا الثقل إلاّ بفضل سكون اللين عن السكون العارض بعده بالمدّ حركتين .... "29 والردّ على هذه الشبهة من وجهين: ـ الأوّل شبهة تعذر النطق بالساكنين حالة اجتماعهما تقدم الحديث عنها باستفاضة
(يُتْبَعُ)
(/)
وإسهاب والجميع يقرأ القدْسْ وجنْسْ وبكْرْ وعمْرْ ـ الثاني؛ إذا كانت الزيادة في مطّ حروف اللين من أجل السكون العارض فلم تُرِكتْ من أجل ما هو أقوى من السكون العارض , السكون الأصلي في العين من كهيعص والهمز المتصل في نحو شيء ......
4) شبهة الرواية والمشافهة: يقولون: إنّ الرواية والمشافهة والسند الصحيح المتصل برسول الله صلى الله عليه وسلم على مدّ حروف اللين في الوقف مقدار حركتين .... والجواب: إنّ رواية أخرى ومشافهة أخرى وسند متصل برسول الله صلى الله عليه وسلم على عدم مدّ حروف اللين حالة الوقف مقدار حركتين ..... فليس هذا السند بأولى من ذاك .... ولأنّ الرواية ـ كما تقدم ـ قد يطرأ عليها ما يغيّرها ويشينها فلا بدّ حينها من العودة إلى أصول هذه الرواية والوقوف على بعض ما ألّفه رجالها كابن الجزري والشاطبي والداني إذْ كيف تدعي هذا الحكم وتنسبه إلى سندك وأحد رجال هذا السند ينكره ـ خاصة وأنّ هذا المنكر أعلى رتبة من المثبت سندا وعلما ـ فلا بدّ أنّه قد وقع خلل وأنّ أحد رجالات السند بعد هذا الشيخ (المنكر) قد أدخل فيه ما ليس منه. ولهذا قال الإمام المرعشي: "لما طالت سلسلة الأداء تخلل أشياء من التحريفات في أداء كثير من شيوخ الأداء ..... فوجب علينا أن لا نعتمد على أداء شيوخنا كلّ الاعتماد , بل نتأمّل فيما أودعه العلماء في كتبهم من بيان مسائل هذا الفنّ , ونقيس ما سمعنا من الشيوخ على ما أودع في الكتب فما وافقه فهو الحقّ وما خالفه فالحقّ ما في الكتب " 30
5) نصوص كثيرة دلّت على جواز مدّ اللين مقدار حركتين: والردّ عليها من وجهين كذلك أولا: ليس في نصوص المتقدمين ما يدلّ على ذلك دلالة صريحة. ثانيا: قولهم "إجراؤها مجرى حروف المدّ " لا يقتضي ذلك لأنّ الإلحاق والإجراء هنا باعتبار جواز ثلاثة أوجه المدّ؛ القصر التوسط والطول ولا أحد ينكر ذلك , فالخلاف إنما هو واقع في طبيعة وحقيقة القصر المنصوص عليه هل هو كحروف المدّ حركتين وهذا الذي يقول به كثير من المعاصرين ويعوزهم النقل الصحيح الصريح على ذلك , أم هو عدم المدّ البتّة والذي يقول به إمام المعاصرين بلا منازع الشيخ خليل الحصري رحمه الله وإمام المحققين ابن الجزري عليه رحمة الله وبعض الأئمة المتقدمين كالسخاوي والجعبري وغيرهم ....
الهوامش:
20 الصفحة 46 من شرحه
21 الجزء 2 الصفحة 140
22 شرحه على الجزرية ص 111 ونفس الكلام قاله ابن الناظم انظر الصفحة 256 من شرحه
23 النجوم الطوالع للأستاذ إبراهيم المارغني , مركز التراث الثقافي المغربي الدار البيضاء بالاشتراك مع دار الحديث بالقاهرة , تحقيق عبد السلام البكاري 1429 هـ 2008 ش , الصفحة 91
24 أي إذا كان السبب (الهمز والسكون) قويا ويكون كذلك إذا كان متصلا في الهمز أصليا في السكون … .. وهذا وصف لم يشترطه أحد في السبب إذا كان مع حروف المدّ واللين
25 النشر في القراءات العشر , دار الفكر 1/ 346
26 المرجع السابق 1/ 350
27 المرجع نفسه 1/ 351
28 مدرس بقسم القراءات بكلية اللغة العربية بمصر
29 العميد في علم التجويد , دار العقيدة مصر 1425 هـ 2004 ش الصفحة 103
30 الحواشي المفهمة لابن الناظم , من مقدمة المحقق فرغلي ص: 13(/)
قصر اللين بين الحبس وترك المطّ أو الزيادة حركتين في المدّ (5)
ـ[بودفلة فتحي]ــــــــ[15 Aug 2010, 08:55 ص]ـ
أدلة القائلين بعدم جواز مدّ اللين بمقدار حركتين وأنّ المراد بالقصر فيه عدم المدّ البتّة
1) الأدلة المتعلقة بتعريف القصر في الاصطلاح: تعريف القصر في اصطلاح وعرف القدماء ـ وهو الذي ينبغي أن يكون عند جميع القراء ـ ليس المدّ بمقدار حركتين بل هو قراءة الحرف بما في أصله من الصفات والأحكام دون زيادة عليها. وهو بهذا المعنى قريب جدّا من معناه اللغوي المنقول عنه ألا وهو الحبس ومنه قوله تعالى "حور مقصورات في الخيام" أي محبوسات فيها لا يخرجن منها ... ولنتأمل دلالات هذا الاصطلاح في غير اللين ...
أ) بناءً على التعريف المتقدم فإنّ القصر في حروف المدّ واللين أن تمدّ مدا طبيعيا بمقدار حركتين هو مدّ الذات سمي كذلك لأنّ ذات الحرف لا تقوم إلاّ به فهو داخل في بنية الكلمة أصليٌّ فيه , وهو حقّ الحرف لأنه صفة لازمة فيه تلابسه في جميع أحواله ...
ب) وبناء على ذلك فإنّ اصطلاح القصر في الهمز المسهل هو قراءتها دون زيادة على ما في أصلها أي دون زيادة لألف الإدخال أو ما يسمى بمدّ الحجز وهو مدّ زائد يستعمل للتّوصل إلى التلفّظ بالهمز دون كلفة في نحو: أإنا , أأنزل, أأنتم ... يقول الإمام الشاطبي عليه رحمة الله:
وَإنْ همزُ وصلٍ بين لامٍ مُسَكّنٍ وهمزةِ الاستفهامِ فامدده مُبدلا
فللكلِّ ذا أولى ويَقْصُرُه الذي يُسهِّلُ عن كلٍّ كآلان مُثِّلا31
أشار في البيت الأول إلى وجه الإبدال بالطول في آلذكرين ءآلله ءآلان وفي البيت الثاني إلى وجه التسهيل فيها ومعنى يقْصُرُه هل هو مدّه بمقدار حركتين كما هو مدلول لفظة القصر عند البعض؟ .... لا!! ... هذا لا يصحّ بحال من الأحوال ولم يقل به أحد , بل المقصود بقصر الهمز ها هنا هو قراءتها دون زيادة عليها بشيء ممّا في أصلها .... ومثل ذلك قول رضوان المخللاتي في رسالة ءآلان عند حديثه على وجه تسهيل الهمز "تسهيلها بين بين مع القصر" بمعنى تسهيلها بين بين دون زيادة على ما في أصلها من الصفات والأحكام ولم يقل أحدٌ بخلاف هذا. ومثله قول ابن الجزري في الطيبة:
وهمزُ وصلٍ من كآلله أذِنْ أبدلْ لكلٍّ أو فسهّلْ واقصُرَنْ
قال الشيخ محمد سالم محيسن مستشهدا بهذا البيت ومبيّنا الأوجه الجائزة في ءآلله:"الأول إبدال همزة الوصل ألفا مع المدّ المشبع للساكنين , الثاني تسهيلها بين بين مع القصر " فهل المقصود بالقصر هنا حركتين؟ أبدا ... بل المقصود كما قدمنا قراءة الهمزة مسهّلة دون الزيادة عليها بشيء من خارج ما فيها من الصفات والأحكام
ج) وبناء على ذلك ـ أيضا ـ فإنّ القصر في هاء الضمير أو الكناية هو تحريكها دون إضافة مطّ أو حكم زائد على أصلها ... بخلاف اصطلاح المدّ أو الصلة أو الإشباع فهو زيادة مدّ الهاء وبخلاف الإسكان أو الاختلاس فهو حذف التحريك وتركه يقول الأستاذ الدكتور عبد العلي المسئول في كتابه القيّم "معجم مصطلحات علم القراءات القرآنية وما يتعلق بها": "القصر ... حذف الصلة من هاء الكناية وهو المرادف للاختلاس في باب هاء الكناية "
واصطلاح القصر بالمناسبة أضبط وأدقّ من الاختلاس لأنّ الثاني فيه إشعار بالحذف والترك بخلاف الأوّل فإنّه إنما يفيد ترك الشيء على ما هو عليه في الأصل وفي هذا المعنى يقول ابن بري عليه رحمة الله:
القول في هاء ضمير الواحدِ والخلفُ في قصرٍ ومدٍّ زائدٍ
قال الشارح: " ومراده بالقصر في هذا الباب حذف الصلة وبالمدّ إثباتها وهو اصطلاح المتقدمين من القراء والنحويين كما ذكره الداني ... "32 ولو رجعت إلى أمهات كتب القراءات والتجويد لوجدتها مفعمة باصطلاح القصر في باب هاء الكناية , فانظر مثلا النشر 1\ 304 ... إلى 313 وقول الإمام الشاطبي:
وقلِ بسكون القافِ والقصرُ حفصُهم ويأته لدى طه بالإسكان يُجتلى (162)
وفي الكلّ قصرُ الهاء بانَ لسانُه بخلفٍ وفي طه بوجهين بجّلا (163)
وإسكان يرضهُ يُمْنُهُ لُبسُ طيّبٍ بخلفهما والقصرَ فاذكره نوفلا (164)
فلا أحد يزعم أنّ القصر ها هنا هو المدّ بمقدار حركتين كما قيل في اللين خاصة ......
(يُتْبَعُ)
(/)
د) وبناء على ما ذكر فإنّ القصر في اللين هو ذاته القصر في المدّ والقصر في هاء الكناية والقصر في الهمز المسهل عند المتقدمين وهو ترك الحرف على ما فيه من الصفات والأحكام دون زيادة , ولا ينبغي العدول عن هذا الأصل حتى يثبت خلافه بالنّص الواضح المحقق المضبوط الذي لم يعتره التصحيف والتحريف وبالمشافهة والرواية المتواترة الصحيحة والتي لم يعتريها التغيير والتبديل كما قال الإمام المرعشي ونختم هذا المبحث بنقل تعريف القصر في حرفي اللين والمدّ عند الأستاذ الدكتور عبد العلي المسئول: " إثبات حروف المدّ أو حرفيّ اللين فقط من غير زيادة عليها " 33
2. الأدلة والقرائن المتعلقة بتوجيه القصر في اللين:
? إلغاء إلحاقهما بحروف المدّ: قال الشيخ محمد عبد الدايم خميس: " وأما من مدّ اللين فقد حمله على حروف المدّ واللين ومن قصرها راعى الأصل "34 وقال الأستاذ المارغني: "ووجه القصر إلغاء الشبه المذكور لمفارقتهما للواو والياء المديتين في عدم مجانسة الحركة لهما و في كثير من الأحكام "35 قال الإمام السخاوي: "واعتلّ الذين مدوا زائدين في التمكين بالفصل بين الساكنين ولم يفرقوا بينه وبين الضرب الأول , الواو المضموم ما قبلها والياء المكسور ما قبلها "36 ويقول الشيخ محمد محيسن سالم: "القصر لجميع القراء عدا الأزرق وذلك لعدم إلحاقهما بحروف المدّ والمراد بالقصر هنا عدم المدّ بالكلية "37 والمقصود ها هنا بكلّ إيجاز واختصار أنّه إذا كان سبب المدّ في حروف اللين هو إجراؤها مجرى حروف المدّ فإنّ إلغاء هذا القياس والإلحاق حالة القصر يقتضي عدم المدّ البتّة لأنّها لا تُجرى مجراها ولا تقاس عليها
? إجراؤها مجرى الحروف الصحيحة: قال الإمام النويري: " ... الثالث: إجراؤها مجرى الصحيح فلا يزاد في تمكينها على ما فيها وهذا مذهب ابن سوار وسبط الخياط والهمذاني وهو اختيار متأخري العراقيين قاطبة .... "38 ويقول الحافظ الإمام المحقق ابن الجزري: " ... ومنهم من أجراها مجرى الحروف الصحيحة فلم يزد في تمكينها على ما فيها ... "39 وقال أيضا: " والقصر وهو مذهب الحذاق كأبي بكر الشذائي والحسن بن داوود ....... وغيرهم وأكثرهم حكى الإجماع على ذلك وأنّها جارية مجرى الصحيح ..... "40 وإذا أجريت مجرى الحروف الصحيحة فهي كالباء والفاء والقاف والدال سواء , فكما لا يجوز المدّ في حلْقْ , برْقْ , ظلْمْ , حمْلْ فكذلك لا يجوز في صيْفْ , خوْفْ وبيْتْ
? عدم الاعتداد بالعارض: والمقصود بالعارض ها هنا سكون الوقف. قال الإمام النويري: "الثالث: القصر لأنّ الوقف يجوز فيه التقاء الساكنين مطلقا , فاستغني عنه أو لعدم الاعتداد بالعارض وهو مذهب الحصري واختاره الجعبري وغيره"41 وقال الاستاذ المارغني: "وأما غير ورش كقالون فسبب المدّ عنده هو سكون الوقف , فإذا اعتبره مدّ أو وسّط وإذا ألغاه قصر" 42 يقول الإمام السخاوي: "فقد صار للقراء في الياء و الواو المفتوح ما قبلها عند سكون الوقف ثلاثة مذاهب إسقاط المدّ وهو مذهب النحويين لذهاب معظم المدّ واللين بتغير الحركة ولكون سكون الوقف عارض"43 ووجه الدلالة بهذه النصوص أنّه إذا كانت الزيادة في المطّ من أجل الاعتداد بالعارض وهو السكون ها هنا فإنّ القصر بسبب عدم الاعتداد بالعارض وإنما بالأصل وهو الحركة فحكم قريْشْ في الوقف كحكم قريْشٍ في الوصل سواء وهو القصر بمعنى عدم المدّ البتة
? إجراؤها مجرى الوصل ومراعاة الأصل: أي مراعاة ما كانت عليه قبل الوقف عليها قال في النفحات الإلهية: "ومن قصرها راعى الأصل" 44 وقد تقدمت أقوال كثيرة نصّت على أنّ القصر فيها اعتدادا بالوصل ولا يخفى على اللبيب الفطن أنه إذا حملت على الوصل فلا مدّ فيها وكذلك إذا حملت على الأصل
3. إذا كان المقصود بالقصر في اللين اللازم عدم المدّ البتّة فكيف يعقل أن يكون في العارض بمقدار حركتين:
(يُتْبَعُ)
(/)
• بيان قوّة المدّ اللازم: تتفاوت المدود باعتبار القوة والضعف تبعا لقوة وضعف الشرط (حروف المدّ) والسبب (الهمز والسكون) وقد وضع القراء قواعد ومعالم تعرف بها درجات القوة والضعف في المدود انظرها بتفصيل دقيق محكم في " فصل في قواعد في هذا الباب مهمة " في باب المدود من كتاب النشر 45 ولتعلم أنّ مراتب مدود اللين في هذا الباب ثلاث هي اللين اللازم في اسم العين من فاتحة الشورى ومريم كهيعص وحم عسق وهي أقواهنّ على الإطلاق لقوة سببها؛ السكون الأصلي ولهذا السبب مدّت عند الجميع بأوجه المدّ الثلاث وأكثرهم يرجحون فيها الإشباع والطول يليها في المرتبة اللين الهمزي في نحو شَيء وسَوء واختصّ الأزرق عن ورش بمدّه في جميع القرآن وحمزة في بعض طرقه وفي أحرف مخصوصة ثمّ اللين العارض وهو أضعفهنّ لعروض سببه؛ سكون الوقف
• يقول الإمام مكي مرجحا قوة اللين اللازم في حرف العين من فاتحة مريم والشورى إلى درجة أنه لا يفرق بينه وبين المدّ اللازم: "فأما عين من عسق و كهيعص فمن القراء من يمدها أقلّ من غيرها لأنّ الأوسط حرف لين , ومنهم من يمده كغيره ومنهم من يمده لورش وحده , ومده عندي لجميعهم أشبه وأقيس لأنّ المدّ واجب لالتقاء الساكنين , فحرف اللين في أخرى المدّ فيه كحرف المدّ واللين , وإنما يتمكن المدّ في حروف المدّ واللين أكثر من حروف اللين مع الهمزات , فأمّا في التقاء الساكنين فالحكم فيه سواء , وقد قرأتُ بالوجه الأوّل أعني بترك إشباع المدّ فيه وبه آخذ من أجل الرواية وأختار الثاني لقوته في القياس ... "46 وخلاصة كلام الإمام مكي أنّ اللين اللازم قوي إلى درجة أنّ بعضهم لم يفرق بينه وبين المدّ اللازم ولولا الرواية لأخذ بهذا القول الإمام مكي لأنّه أقيس كما قال وقد استدل كبار المحققين والحذاق من القراء على منع القصر في اللين اللازم لورش من طريق الأزرق على خلاف سائر القراء لأنّ ذلك يقتضي أن يفوق اللين الهمزي في نحو شيء اللين اللازم في عسق فيمدّ الضعيف أكثر من القوي وهو ممنوع. قال في النجوم الطوالع: " ... لأنّ القصر ممتنع من طريق الأزرق لمنافاته لأصله لأنه يرى بعد حرف اللين قبل الهمز في نحو سَوْء , شَيْء فهذا أحرى , لأنّ سبب السكون أقوى من سبب الهمز .. "47 وقال في النشر: "قلتُ القصر في عين عن ورش من طريق الأزرق ممّا انفرد به ابن شريح وهو ممّا ينافي أصوله إلاّ عند من لا يرى مدّ حرف اللين قبل الهمز لأنّ سبب السكون أقوى من سبب الهمز والله أعلم "48 والمقصود بالقصر في باب العين من فاتحتي مريم والشورى الحبس وترك المدّ بلا خلاف بين القراء يقول العلامة السمنودي في بهجة اللحاظ: "وعنه سقوط المدّ في عين واردٌ " قال في الشرح: "أي: ويتعين على القارئ عن حفص من طريق ابن المعدِّل وجوب قصر الـ "عين" في موضعيها ... [ثم قال] فتنطق العين في كلّ منهما مثل النطق بالعين في قوله تعالى:"قرّت عينٍ لي ولك" [القصص 9] ونظائرها ......... "49
قال د /حميتو وهو يتحدث عن اللين في "عين " مريم والشوري قال الخراز وتبعه ابن المجراد: "المراد بالقصر هنا ترك المد رأسا، وليس هو مثل القصر في حروف المد قال:
"والمختار من هذه الأوجه التوسط، وهو الذي أخذ به الحافظ" القصد النافع لأبي عبد الله الخراز لوحة 118. وكذا الإيضاح لابن المجراد لوحة 57 واللفظ له.) ا. هـ 50
• ووجه الدلالة ممّا تقدم أنّه إذا كان المقصود بالقصر في اللين اللازم هو عدم المدّ البتّة كيف يُمَدّ بمقدار حركتين ما هو أضعف منه ودونه في القوة, اللين العارض
4. لا خلاف بين القراء أنّ المقصود بالقصر في الأحرف المستثنات هوالحبس: المقصود بالمستثنيات ما استثناه ورش من أصله وهي ثلاث كلمات موئلا موءودة مطلقا وسوءات في بعض أحوالها وأصل مطرد هو ما جاء منفصلا نحو خلوا إلى , ابنيْ ءادم.6 قال ابن الجزري: " واحترز بقوله: بكلمة عمّا إذا كان من كلمتين نحو خلوا إلى وابني ءادم فإنّه لا خلاف في قصره" وقال أيضا: "واستثني له موئلا في الكهف والموءودة بالتكوير فلا خلاف في قصر الواو منهما " 51 وقال في النشر: "وأجمعوا على استثناء كلمتين من ذلك وهما موئلا , الموءودة فلم يزد أحد فيهما تمكينا على ما فيهما من الصيغة"52 وقال في المهذب: " ... سوى كلمتين وهما موئلا بالكهف والموءودة بالتكوير فليس
(يُتْبَعُ)
(/)
له فيهما سوى القصر كباقي القراء"53 قال الإمام الشاطبي: وفي سوءات خلاف لورشهم وعن كلّ الموءودة اقصر وموئلا ويقول الإمام النوري: "موئلا لا مدّ فيه لأحد" وقال في سوءات: "ومنهم من قرأ بالقصر كموئلا والموءودة"54 وقال في النفحات الإلهية: "واعلم بأنّ المراد من قصر الواو في سوءات وواو الموءودة وواو موئلا إذهاب المدّ بالكلية والنطق بواو ساكنة مجردة عن المدّ كالنطق بواو فوقكم ... "55 ووجه الدلالة ممّا تقدم أن يقال إذا كان المقصود من اصطلاح القصر في اللين ها هنا هو عدم المدّ البتّة فلم الخروج عن هذا الأصل وادّعاء وزعم أن المقصود به في باب خوْفْ وبيْتْ حركتين بلا دليل صريح ونقل صحيح
5. قولهم القصر في اللين في الوصل لا يقصد به المدّ بلا خلاف فلم يغيّر هذا المصطلح في الوقف ويخرج به عن معناه: قال ابن القاصِح في شرحه بعد أن ساق كلاما عن اللين الهمزي ومذهب الأزرق فيه: "ولم يذكر للباقين سوى القصر .. "56 وقال الشيخ محمد سالم محيسن في بيان حكم موئلا والموءودة: "فليس له فيها سوى القصر كباقي القراء " 57 وفي غيث النفع: "شيء قرأ ورش بالمدّ والتوسط والباقون بالقصر "58 ووجه الاستدلال بهذه النقول والنصوص أنّ اصطلاح القصر في اللين ها هنا يقصد به بلاخلاف الحبس و ترك المدّ أصلا فلم الخروج عن الاصطلاح وتغييره إذا تعلق الأمر باللين العارض
6. الوقف بالروم يكون بالقصر: ولا خلاف أنّ المقصود بالقصر ها هنا الحبس فلم العدول عنه في الإسكان إلى المدّ. قال في سراج القارئ عند تعرضه لأوجه الوقف على شيء وموت "فلورش فيه وجهان الطول والتوسط سواء وقف بالسكون أو بالروم لأنّ مده فيه لأجل الهمز ولغير ورش الأوجه الثلاثة مع السكون والقصر مع الروم وإن كان غير همز نحو الميت والموت فلورش وغيره الأوجه الثلاثة مع السكون والقصر مع الروم" 59 ويقول الشيخ محمد الصادق قمحاوي بعد أن عرّف المدّ العارض للسكون " وهو ما جاء فيه بعد حرف المدّ أو اللين سكون عارض في حالة الوقف فقط" ومثّل له بنحو: العالمين نستعين , بيْتْ , خوْفْ , مئاب ... ثم قال: "إن كان منصوبا ففيه ثلاثة أوجه القصر والتوسط والطول وإن كان مجرورا ... ففيه أربعة أوجه الثلاثة المتقدمة بالسكون المحض والروم على القصر وإن كان مرفوعا ... ففيه سبعة أوجه الثلاثة المتقدمة بالسكون المحض والإشمام مع الثلاثة والروم مع القصر ... "60 ويقول الشيخ الحصري عليه رحمة الله (ص: 208) ما نصه: ... كما ينبغي أن تعلم أن حرف اللين عند الوقف بالروم لا يمد مطلقا لأن الروم كالوصل كما تقدم وهو لا يمد مطلقا حال الوصل فكذلك لا يمد حال الروم بخلاف حرف المد عند الوقف بالروم فإنه يمد بمقدار حركتين لأنه عند الوصل يمد هذا المقدار فكذلك عند الروم .... اهـ 3 وقول الشيخ محمد سالم محيسن في كتابه الرائد في التجويد (ص34) ما نصه: "واعلم أن المد العارض للسكون إذا كان حرف لين مثل "بيت وخوف" فإن الروم يكون على عدم المد مطلقاً لأن الروم مثل حالة الوصل وقد علمت أنه في حالة الوصل لا يمد أصلاً" 61 والوقف بالروم له حكم الوصل يقول ابن بري في منظومته: والوقف بالروم كمثل الوصل فرد ودع ما لم يرد للأصل ولا خلاف بين القراء ـ وقد تقدمت بعض نصوصهم ـ أنّ المقصود به هو الحبس وانظر كيف لم يفرقوا بين قصر الروم وقصر الإسكان ... فلمَ نفرق نحن ونزيد في مدّه ومطّه؟؟. . .
7. قول بعضهم إذا سقط في الوصل فسقوطه في الوقف أولى:
وقد تقدم كلام محمد عبد الدايم خميس: " .... فلسقوطه وحذفه في الوصل وهو الأصل , فالأولى سقوطه وحذفه في الفرع وهو الوقف ... "62
بقي أن نشير في ختام هذه الخلاصة إلى مذهب ثالث في المسألة وهو مذهب القائلين أنّ المقصود بالقصر في اللين ليس الحبس وترك أصل المدّ ولا حركتين كحركتي حروف المدّ واللين بل هو " مدّا ما " بمعنى أنّه مدّ بقدرٍ أكبر من حركة الحروف الصحيحة وأقلّ من حركتي المدّ الطبيعي
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعل أكبر المنتصرين لهذا المذهب هو الأستاذ أو عمر عبد الحكيم عبد الرزاق في بحثه " القيّم القول المتين في تجويد قصر اللين " تجده على الشبكة في موقع مزامير داوود وموقع قراء المغرب وغيرها من المواقع المتخصصة وليعلم القارئ أنّني أخرتُ الحديث عن هذا الرأي لأنّ نصوص أهل العلم التي نقلها الكاتب ليست بذلك البيان والوضوح الذي يسمح بإصدار مثل هذا الحكم والتقعيد لهذا المذهب والذبّ عنه خاصة وأنّ طريقتي ومنهجي في البحث في أيّ علم من العلوم وفي أيّ صنف من الفنون أن أنطلق من نصوص وأقوال وأراء صريحة صحيحة لأهل العلم والاختصاص من المجتهدين الأكفاء القادرين والقابلين لإصدار مثل هذه الفتاوى والاجتهادات والأحكام , لا يهمّ إن كانوا قلّة أو كثرة لا يهمّ إن كانت مذاهبهم متداولة معروفة مشتهرة أو كانت مجهولة مغمورة مندثرة ما دامت صادرة عمّن يحلّ له في شرعنا الحنيف أن يجتهد , ويكون لاجتهاده عند أهل العلم وزنه المرموق وقدره المحفوظ ... ثم بعد ذلك لطالب العلم الحقّ في تحرير المسألة والتوسع فيها ببسط أدلة بعض المجتهدين وتوطيدها ودعمها بما يمكنه من حجج وأدلة من المنقول والمعقول كما له أن يفعل عكس ذلك مع أدلة المخالفين فيجتهد في بيان بطلانها وضحدها ويسترسل في مناقشتها والرد عليها ما شاء ... لكن كلّ ذلك ينبغي أن يتقيد بعدم الخروج عن مذهب المجتهدين إلى مذهب ورأي محدث جديد هو وليد فكره القاصر واجتهاده الباطل وإن أصاب ...
والذي يبدو لي والله أعلم أن هذا القول الثالث مبني على نصوص محتملة فيها كثير من الغموض لا ترتقي إلى نصوص القائلين بالمذهبين المتقدمين63 من حيث بيانها ووضوحها
وللحديث عن هذا الرأي الثالث نبدأ بأقوال صاحب الرسالة المذكورة وهي صريحة واضحة ولنحاول بعد ذلك مقارنتها بما ساقه من نصوص وأدلة لنقف والله أعلم على البون والفرق بين الأمرين فممّا ذكره في الخاتمة
" ... ويترجح من ذلك كله أن الوقف بشئ من المد في اللين الراجح في الأمر وإلا يصل المد إلي مقدار المد الطبيعي. والله أعلم"
هذا هو استنتاجه أما الأدلة والنصوص فنورد أهمها وجلّها إن لم أقل كلّها
• الأقوال والنصوص التي ساقها:
1. وقال الشيخ عطية قابل نصر ـ رحمه الله ـ في كتابه غاية المريد (وإن كان السكون العارض قبله حرف لِين مثل: {خَوْفٍ}، {بيْت}، {شَيء}، {سُوْء}، فإنه يأخذ الأوجه السابقة حيثما أتى إلا أنهم اختلفوا في وجه القَصْرِ فبعض العلماء يقول: بأن المراد بالقصر المد حركتين إجراء له مجرى المد العارض للسكون واعتبار حرف اللِّين كحرف المد عند الوقف على ما بعده تسهيلا للنطق، وهكذا قال صاحب العميد.
وأكثر شرَّاح الشاطبية يقولون في معنى قول الإمام الشاطبي "وعنهم سقوط المد فيه": أن المراد به القصر حركتين كالمد العارض للسكون.
والبعض الآخر من العلماء يقول: بأن المراد بالقصر حذف المد مطلقًا بحيث يكون النطق بحرفي اللِّين عند الوقف كالنطق بهما حالة الوصل إجراء لهما مجرى الحروف الصحيحة.
كما اختلفوا في وجه الرَّوم فأكثرهم يقول: بأن الروم يأتي مع القَصْر الذي هو عدم المد أصالة لأن حرف اللِّين في حالة الوصل لم يكن فيه مدٌّ مطلقًا عكس المد العارض للسكون الذي يكون في الوصل مدًّا طبيعيًّا كما سبق بيانه.
وبعضهم يقول: بأن الروم يأتي مع القصر الذي هو بمعنى "مدٍّ ما" وقدَّروه بأنه دون المد الطبيعي وقد أورد ذلك العلامة الضبَّاع في كتابه "الإضاءة في أصول القراءة"، وذكر بأن ممن قال بهذا الرأي الدَّاني ومكي إذ قالا: "في حرفي اللين من المد بعض ما في حروف المد"، وكذلك الجعبري قال: "واللِّين لا يخلو من أيسر مد فيمد بقدر الطبع" وعلى هذا فالرَّوم فيه يكون على مثل ذلك ولا يضبط هذا إلا بالمشافهة.)) ا. هـ الصفحة 05 من البحث
(يُتْبَعُ)
(/)
2. ويقول أيضا في الصفحة 06 , 07 " وقد ناقش فضيلة الشيخ عبد الفتاح المرصفي ـ رحمه الله ـ المسألة بأوضح من ذلك في كتابه "هداية القاري" فقال المرصفي ـ رحمه الله ـ: ..... وقد تكلم في هذه المسألة غير واحد من علمائنا ونورد هنا ما قاله العلامة الضباع في كتاب الإضاءة قال: "إن في حروف المد واللين مدًّا أصليًّا وفي حروف اللين فقط مدًّا ما يضبط كل منهما المشافهة والإخلال بشيء منهما لحن وهذا معنى قول مكي: "في حروف اللين من المد بعض ما في حروف المد" وقد نص عليه سيبويه ... إلى أن قال: والدليل على أن في حرفي اللين مدًّا ما من العقل والنقل -.
أما العقل: فإن علة المد موجودة فيهما والإجماع على دوران المعلول من علته. وأيضاً فقد قوي شبههما بحروف المد لأن فيهما شيئاً من الخفاء ويجوز إدغام الحرف بعدهما بإجماع في نحو: {كَيْفَ فَعَلَ} {قَوْمِ مُوسَى} بلا عسر" ويجوز مع إدغامهما الثلاثة الجائزة في حروف المد بلا خلاف وأيضاً جوز أكثر القراء التوسط والطول فيهما وقفاً. وجوز ورش مدهما مع السبب.
وأما النقل: فنص سيبويه وناهيك به على ذلك وكذلك الداني ومكي إذ قالا: في حرفي اللين من المد بعض ما في حروف المد. وكذلك الجعبري قال: واللين لا يخلو من أيسر مد فيمد بقدر الطبع.
فإن قلت: أجمع القائلون به على أنه دون ألف. والمد لا يكون دون ألف.
(قلت): الألف إنما هي نهاية الطبيعي وهذا لا ينافي أن ما دونها يسمى مدًّا لا سيما وقد تضافرت النصوص الدالة على ثبوت مدهما.
فإن (قلت): قال أبو شامة: فمن مد {عَلَيْهِم} و {إِلَيْهِمْ} و {لَدَيْهِمْ} ونحو ذلك وفقاً أو وصلاً أو مد نحو {وَالصَّيْفِ} و {البَيْتِ} و {الْخَوْفُ} و {الْمَوْتِ} في الوصل فهو مخطىء، وهذا صريح في أن اللين لا مد فيه (قلتُ): ما أعظمه مساعداً لو كان في محل النزاع. لأن النزاع في الطبيعي وكلامه هنا في الفرعي بدليل قوله قبل: فقد بان لك أن حرف اللين لا مد فيه إلا إذا كان بعده همزة أو ساكن عند من رأى ذلك. وأيضاً فهو يتكلم على قول الشاطبي "وإن تسكن اليا بين فتح وهمزة" وليس كلام الشاطبي إلا في الفرعي بل أقول في كلام أبي شامة تصريح بأن اللين ممدود وأن مده قدر حرف المد وذلك أنه قال في الانتصار لمذهب الجماعة على ورش في قصر اللين: وهنا لما لم يكن فيهما مد كان القصر عبارة عن مد يسير يصيران به على لفظهما إذا كانت حركة ما قبلهما من جنسهما.
فقوله "على لفظهما" دليل المساواة. وعلى هذا فهو برىء مما فهم السائل من كلامه وهذا مما لا ينكره عاقل والله أعلم أهـ بحروفه.
هذا: وما ذكرناه من كلام العلامة الضباع هنا قد نص عليه الإمام النويري في شرحه على الطيبة بكلام أوسع مما هنا كما نص عليه شيخه الحافظ ابن الجزري في النشر.
وبعد: فقد ظهر لك مما قدمنا من نصوص أئمتنا:أن الوقف بالروم على المد العارض للسكون الذي سكونه العارض بعد حرفي اللين لا يكون على القصر الذي هو حركتان كما قد يتبادر، بل على القصر الذي هو بمعنى مدٍّ ما لأنه في حالة الوصل يكون كذلك كما قدمنا.
ومن ثم تعلم أن ما قاله الدكتور محمد سالم محيسن في كتابه الرائد في تجويد القرآن ص (34) "واعلم أن المد العارض للسكون إذا كان حرف لين مثل "بيت وخوف" فإن الروم يكون على عدم المد مطلقاً لأن الروم مثل حالة الوصل وقد علمت أنه في حالة الوصل لا يمد أصلاً" أهـ. هو كلام لا يلتفت إليه ولا يعول عليه وكاتبه يعوزه الإطلاع وصحة الفهم وضبط المسائل العلمية.)) ا. هـ 1/ 194
وقال فضيلته في موضع آخر: ((أما إذا سكنت الواو الأولى وانفتح ما قبلها وجب إدغامها في المتحركة بعدها نحو قوله تعالى: {ثُمَّ اتَّقَواْ وَآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ} {آوَواْ وَّنَصَرُواْ} وذلك لأن حرف اللين بمنزلة الصحيح.) 1/ 145
3. نقل كلام لصاحب فريدة الدهر نصه: "القصر في عين معناه عدم المد مطلقا وليس المراد حركتين كما في (قال، يقول، قيل) لأن ذات حرف المد غير اللين لا تقوم إلا بالحركتين، وليس اللين كذلك، فذات اللين قائمة بدون مد، وإن ذكر بعضهم: أنه أيسر مد فانتبه لهذا الحكم وحققته مع المقرئ ـ الشيخ الزيات ـ ... ) "3/ 1169 الصفحة 09
(يُتْبَعُ)
(/)
• فهذه النصوص ليست ظاهرة كلّ الظهور في الدلالة على ما أراده صاحب البحث ولكننا سنحاول التسليم بها جدلا ونبحث في أوجه دلالتها مركزين على بيان ولوج الاحتمال إليها
• فهو يستدل بهذه النصوص على أنّ في حروف اللين مدّا وإن كان أقل من مدّ حروف المدّ الأصلية ,والجواب والردّ على هذه الشبهة أن يقال لا يسمى المدّ مدّا إلاّ إذا كان حركتين فما فوق أما مادون ذلك فبيس بمدّ. يقول الإمام المرعشي في جهد المقل الصفحة 101: " المدّ في عرفهم لا يطلق علي ما دون مقدار ألف وامتداد أصوات حروف الرخو ما عدا المد لا يبلغ قدر ألف.فاعرف"
• كلّ ما في هذه النصوص أنّ في حروف اللين مدّا أقلّ من حروف المدّ , فهل هذا التفاوت في المدّ بين حروف اللين وحروف المدّ في قوته؟ فنقول حينها نعم في حروف اللين مدّا هو أقلّ من حروف المدّ قوة وتمكينا ولذا قال العلماء لا ينبغي أن يمد نحو رَيْب بأكثر ممّا يمد نحو العالمِين. أم هو من حيث القابلية للمد؟ فنقول نعم هو كذلك, فحروف المدّ أكثر قابلية للمدّ من حروف اللين ألا ترى أنها تمدّ لأدنى سبب بخلاف حروف اللين. أم أنّ المقصود شيء آخر غير الذي ذكرنا؟ قد يزعم أنّ المقصود أنّ المدّ موجود في أصل حروف اللين كما أنه موجود في أصل حروف المدّ فهو في القسمين من قبيل حقوق الحرف اللازمة لا مستحقاته العارضة. والجواب أنّ الموجود في أصل حروف اللين مطّا لا مدّا زائدا وهذا هو الذي عناه العلماء في هذه الأقوال , وقد أطلقوا عليه تسمية المدّ من باب الاشتراك اللغوي لا غير أما في الاصطلاح ففرق شاسع وبون واسع بين الأمرين , ولتتضح هذه المسألة جليا نقول أن جميع حروف الرخاوة فيها شيء من المطّ كما ذكر الإمام المرعشي في النص المتقدم وهو دون حروف المدّ أي دون ألف. فلا ينبغي أن نخلط بينه وبين المدّ. بل في الغنّة مطّة بمقدار حركتين فهي أكبر من مطّ حروف اللين ولم نسمع عن أحد من أهل العلم أنّه سماها مدّا أو أنه ألحقها بحروف المدّ وقاسها عليها. وفي الاستطالة من المطّ ما يقارب حروف اللين أو يزيد عليها ولم يقل أحد بأنّها مدّ ...
• ثم إنّ هذه النصوص تعارضها نصوص أخرى أوضح دلالة وبيانا في تمايز حروف المدّ واللين في كونهما يجتمعان في صفة اللين فكلّ ألف أو واو أو ياء ساكنة لا بدّ وأن تتصف باللين ويفترقان في المدّ فلا تتصف به هذه الحروف إلاّ بشرطين اثنين سكونها وأن تسبق بحركات من جنسها وعلى ذلك فليس في الواو والياء الساكنتين المسبوقتين بفتح مدّا بل كلّ ما فيهما هو اللين يقول العلامة أحمد البنا في الإتحاف: "وأما حرفا اللين فهما الواو والياء الساكنتان المفتوح ما قبلهما ويصدق اللين على حرف المد فيقال حرف مد ولين بخلاف العكس فلا يوصف اللين بالمد على ما اصطلحوا عليه فبينهما مباينة حينئذ وإن تساويا من حيث قبول حرف اللين للمد" والنصوص في هذا الباب كثيرة لا يخلو منها كتاب في التجويد في باب صفات الحروف أو في مقدمات باب المدّ ....
• فإن كان ولا بدّ من الأخذ بهذا القول الأخير فلا ينبغي أن نسمي ما في حروف اللين حالة القصر (مدّ ما) كما سماه صاحب البحث بل هو مطّ تسببت فيه صفتي اللين والرخاوة والله أعلم بالحق والصواب
وفي الختام نسأل الله تعالى أن تكون هذه النقول وهذه الاستدلالات نافعة ومقنعة في تجلية الفهم ورفع اللبس عن هذا الحكم ... فإن لم تدرك ذلك فليس أقلّ من أن تُفيد هذه الوريقات كون المسألة خلافية فلا ينبغي الإنكار على من قال بعدم جواز مدّ اللين حركتين ورميه بفرية الجهل حينا أو بتهمة الافتراء والابتداع حينا آخر لا لشيء إلاّ لأنّ المنكر جاهل بالخلاف غير مطّلع على أبحاثه وحيثياته .... وصل اللهم على محمد وآله وصحبه وسلّم ....
الهوامش:
31 البيتين: 192 - 193
32 المارغني في النجوم الطوالع ص: 67
33 معجم مصطلحات علم القراءات ص: 276 مصطلح رقم: 563
34 النفحات 118
35 النجوم الطوالع 86
36 فتح الوصيد 1\ 185
37 المهذب 1\ 38
38 شرح الطيبة 2\ 138
39 النشر 1\ 348
40 المرجع نفسه 1\ 349 ـ 350
41 شرح الطيبة 2/ 140
42 النجوم الطوالع 91
43 فتح الوصيد 1/ 185
44 محمد عبد الدايم خميس 118
45 النشر 1/ 350 إلى 362
46 التبصرة 75
47 النجوم الطوالع 90
48 النشر 1/ 349
49 سعيد يوسف السمنودي , الإيقاظ شرح بهجة اللحاظ بما لحفص من روضة الحفاظ , ص50
50 نقلا من القول المتين في تجويد قصر اللين للأستاذ أبو عمر عبد الحكيم عبد الرزاق نسخة خاصة منزلة من الشبكة ص 08 ونص الدكتور حميتو تجده في العدد 28 الصفحة 114
51 شرح الطيبة للناظم 75
52 النشر 1/ 347
53 المهذب 1/ 38
54 غيث النفع 373
55 محمد عبد الدايم خميس 117
56 سراج القارئ المبتدي , ص 68. وله كلام نفيس في تشبيه من مدّ صيْفْ كم مدّ عليْهم وإليْهم
57 المهذب 1/ 38
58 غيث النفع 59
59 نفس الصفحة المتقدمة
60 البرهان في تجويد القرآن ص 53
61 نقلا من القول المتين في تجويد قصر اللين نسخة خاصة منزلة من الشبكة الصفحة 4 ثم الصفحة 7 من تأليف الأستاذ أبو عمر عبد الحكيم عبد الرزاق
62 النفحات الإلهية 115 ...
63 مذهب القالين بأنّ المقصود بالقصر في اللين هو الحبس وترك المدّ ومذهب القائلين بأنّ المقصود به حركتين
تمّ بحمد الله وعونه(/)
طلب ترجمة الامام أبو الحسن علي بن احمد الحمامي
ـ[ابن عامر الشامي]ــــــــ[16 Aug 2010, 05:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا اريد ترجمة الامام أبو الحسن علي بن احمد الحمامي
بارك الله فيكم
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[17 Aug 2010, 12:30 ص]ـ
قال شيخنا الإمام أبو سلمى محمد ابن الجزري ـ رحمه الله ـ في غاية النهاية:
علي بن أحمد بن عمر بن حفص بن عبد الله، أبو الحسن الحمامي.
شيخ العراق، ومسند الآفاق، ثقة بارع متصدر.
ولد سنة ثمان وعشرين وثلاث مائة 328هـ، وأخذ القراءات عرضاً عن أبي بكر النقاش وعيسى بن بكار، وزيد بن علي، وهبة الله بن جعفر، وعبد الواحد بن عمر، وعلي بن محمد بن جعفر القلانسي، ومحمد بن علي بن الهيثم، وعبد العزيز بن محمد الواثق بالله، وأحمد بن محمد بن هارون الوراق، وعبد الله بن الحسن بن سليمان النخاس، وأحمد بن عبد الرحمن الولي، وأبي بكر بن مقسم، وإسماعيل بن شعيب النهاوندي.
قرأ عليه أحمد بن الحسن اللحياني، وأحمد بن مسرور، وأحمد بن علي الصوفي، وأحمد بن علي الهاشمي، والحسن بن البناء، والحسن بن أبي الفضل الشرمقاني، والحسن بن علي العطار، والحسن بن محمد المالكي، والحسين بن أحمد الصفار، والحسين بن أحمد بن غريب، ورزق الله التميمي، وعبد الواحد بن شيطا، وعبد الملك بن شابور، وعبد السيد بن عتاب، وعلي بن محمد بن فارس، ومحمد بن موسى الخياط، ونصر بن عبد العزيز الفارسي، وعبد الله بن شبيب، ويحيى بن أحمد القصرى، ويوسف بن أحمد بن صالح الغوري، وأبو علي غلام الهراس.
وروى عنه أبو بكر الخطيب، وأبو بكر البيهقي، وأبو الحسن علي بن العلاف.
قال الخطيب: كان صدوقا ديناً فاضلاً تفرد بأسانيد القرآن وعلوها، توفي في شعبان سنة سبع عشرة وأربع مئة 417هـ، وهو في تسعين سنة.
قلتُ: توفي يوم الأحد الرابع من شعبان بين الظهر والعصر، ودفن بمقبرة الإمام أحمد، في اليوم الثاني.
ـ[ابن عامر الشامي]ــــــــ[17 Aug 2010, 02:55 ص]ـ
جزاكم الله خيرا يافضيلة الشيخ ضيف الله الشمراني
افدتني بهذه الترجمة المباركة اسال الله ان يقضى حوائجك ويرفع قدرك
شكرا جزيلا
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[17 Aug 2010, 06:56 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم.
وترجم له الحافظ الخطيب البغدادي (ت 463هـ) _ رحمه الله _ في كتابه العظيم "تاريخ مدينة السلام، وأخبار محدثيها، وذكر قُطَّانها العلماء من غير أهلها ووارديها" 13/ 232 فقال:
علي بن أحمد بن عمر بن حفص، أبو الحسن المقرئ، المعروف بابن الحَمَّامي.
سمع أبا عمرو بن السماك، وأحمد بن سلمان النجاد، وجعفرا الخلدي، ومحمد بن الحسن بن زياد النقاش، وأحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي، وأبا سهل بن زياد، ومحمد بن جعفر الأدمي القارئ، وعلي بن محمد بن الزبير الكوفي، وعبد الباقي بن قانع، وأحمد بن كامل القاضيين، ومحمد بن محمد بن مالك الإسكافي، وأبا بكر الشافعي، ومحمد بن علي بن دحيم الكوفي، وإبراهيم بن محمد القرميسيني، ومحمد بن العباس بن الفضل الموصلي، وخلقاً غيرهم من هذه الطبقة.
كتبنا عنه، وكان صادقاً ديِّناً فاضلاً حسن الاعتقاد، وتفرد بأسانيد القراءات وعلوها في وقته.
وكان يسكن في الجانب الشرقي ناحية سوق السلاح في درب الغابات.
حدثني نصر بن إبراهيم الفقيه ببيت المقدس، قال: سمعت سليم بن أيوب الرازي يقول: سمعت أبا الفتح بن أبي الفوارس يقول: لو رحل رجل من خراسان ليسمع كلمة من أبي الحسن الحمامي، أو من أبي محمد الفرضي = لم تكن رحلته ضائعة عندنا.
وسمعت محمد بن أبي الفوارس يقول: مولد أبي الحسن ابن الحمامي في سنة ثمان وعشرين وثلاث مئة 328هـ، ومات عشية يوم الأحد الرابع والعشرين من شعبان سنة سبع عشرة وأربع مئة 417هـ، ودفن من الغد في مقبرة باب حرب.
ـ[ابن عامر الشامي]ــــــــ[18 Aug 2010, 04:15 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل على الافادة
كتب الله لكم الاجر ونفع بكم
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[18 Aug 2010, 12:44 م]ـ
فائدة في ضبط نسب الإمام أبي الحسن الحمامي.
قال الإمام عز الدين ابن الأثير في "اللباب في تهذيب الأنساب" (1/ 385) طبعة مكتبة المثنى: (الْحَمَّامِي: بفتح الحاء المهملة وتشديد الميم الأولى، هذه النسبة إلى الحمَّام الذي يغتسل فيه الناس، وفيهم كثرة منهم: أبو الحسن علي بن أحمد ابن عمر الْحَمَّامِي المقرىء، حدث عن أبي عمرو بن السماك وأبي بكر النجاد وغيرهما، روى عنه أبو بكر الخطيب وأبو بكر البيهقي، توفي حدود سنة عشرين وأربعمائة).
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[18 Aug 2010, 05:06 م]ـ
فائدة مهمة، جزاك الله خيراً، وبارك فيك.
ـ[ابن عامر الشامي]ــــــــ[19 Aug 2010, 12:21 ص]ـ
فائدة في ضبط نسب الإمام أبي الحسن الحمامي.
قال الإمام عز الدين ابن الأثير في "اللباب في تهذيب الأنساب" (1/ 385) طبعة مكتبة المثنى: (الْحَمَّامِي: بفتح الحاء المهملة وتشديد الميم الأولى، هذه النسبة إلى الحمَّام الذي يغتسل فيه الناس، وفيهم كثرة منهم: أبو الحسن علي بن أحمد ابن عمر الْحَمَّامِي المقرىء، حدث عن أبي عمرو بن السماك وأبي بكر النجاد وغيرهما، روى عنه أبو بكر الخطيب وأبو بكر البيهقي، توفي حدود سنة عشرين وأربعمائة).
بارك الله فيكم على الفائدة نفع الله بكم واثابكم(/)
الجوهر الفاخر من قراءة ابن عامر للإمام السنهوري ت 894هـ
ـ[أحمد الرويثي]ــــــــ[17 Aug 2010, 08:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا مخطوط كتاب
الجوهر الفاخر من قراءة ابن عامر [من الجامع الأزهر المفيد لمفردات الأربعة عشر مع صناعة الرسم والتجويد]
وهو إحدى مخطوطات جامعة ميشيغن الأمريكية
http://babel.hathitrust.org/cgi/pt?view=image;size=100;id=mdp.39015079127778;page= root;seq=7;num=7
ويقع في 450 صفحة [عدد اللوحات على النصف منها]
ويمكن تصفح المخطوطة كاملة من هذا الرابط.
ويبدو أن هذا الكتاب هو مفردة لابن عامر من كتاب الجامع الأزهر المفيد لمفرادات الأربعة عشر من صناعة الرسم والتجويد الذي ذكره للمؤلف السخاوي وإسماعيل باشا والزركلي.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[17 Aug 2010, 11:47 م]ـ
جزاك الله خيراً، وبارك فيك، وأحسن إليك.
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[18 Aug 2010, 01:24 ص]ـ
بارك الله فيك دكتور أحمد، عرفته بهذا الملتقى مفيداً لإخوانك
أسأل الله أن يبارك فيما تكتب، وينفع بما تفيد
ـ[ابن عامر الشامي]ــــــــ[18 Aug 2010, 04:16 ص]ـ
بارك الله فيك ياشيخ احمد واثابكم على ما قدمتم وافدتم(/)
مذاهب العلماء في كيفية الإقلاب ((ورأي الشيخ / أيمن سويد))؟
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[18 Aug 2010, 12:27 م]ـ
مذاهب العلماء في كيفية الإقلاب
الحمد لله رب العالمين وبعد ........................ ،
لا يخفي عليكم الخلاف بين القراء في كيفية الإقلاب {بين الكز، والفرجة اليسيرة أو اللمس اللطيف بلا كز} ومن أشهر المعاصرين الذين يتبنون مذهب الكز ((د/ أيمن رشدي سويد)) وهنا أسئلة؛
ــ ما مستند الشيخ ــ حفظه الله ــ في مذهبه هذا مع أنه خالف بهذا ثلاثة من مشايخه ومن أجل العلماء في هذا العصر وهم؛
1 / العلامة الشيخ: إبراهيم شحاتة السمنودي ــ رحمه الله ــ وقد وصل إلي هذا القول بالسند المتصل إليه عن أحد تلاميذ الشيخ ــ من مشايخي ــ بل وتخطئة الشيخ أيمن ــ حفظه الله ــ.
2 / العلامة الشيخ / أحمد عبد العزيز الزيات ــ رحمه الله ــ.
3 / العلامة الشيخ / عامر عثمان ــ رحمه الله ــ.
ــ هل يرشدني أحد إلي تحرير القول في المسألة عن أحد من متقدمي علماء الفن؟.
ــ هل من بحث للمعاصرين في هذه المسألة؟.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[18 Aug 2010, 01:51 م]ـ
مذاهب العلماء في كيفية الإقلاب
الحمد لله رب العالمين وبعد ........................ ،
لا يخفي عليكم الخلاف بين القراء في كيفية الإقلاب {بين الكز، والفرجة اليسيرة أو اللمس اللطيف بلا كز} ومن أشهر المعاصرين الذين يتبنون مذهب الكز ((د/ أيمن رشدي سويد)) وهنا أسئلة؛
ــ ما مستند الشيخ ــ حفظه الله ــ في مذهبه هذا مع أنه خالف بهذا ثلاثة من مشايخه ومن أجل العلماء في هذا العصر
ــ هل يرشدني أحد إلي تحرير القول في المسألة عن أحد من متقدمي علماء الفن؟.
ــ هل من بحث للمعاصرين في هذه المسألة؟.
السلام عليكم
أخي الكريم مستند الشيخ أيمن سويد ـ حفظه الله ـ أنه بحث قرابة ربع قرن فلم يجد نصا يقول بالفرجة.
ولا يلزم من العدم عدم، قد تخفي مسألة في قطر من الأقطار ولكن لا يلزم أن تخفي في بقية الأقطار.
وأحيلك إلي رابط فيه ما خفي علي الشيخ أيمن سويد، وهو بحث فصل في الأمر إلا من تكلف وتعسف، ووجود نص لم يستطع الشيخ أيمن نفسه أن ينفيها. واتركك مع الرابط والنقاش المثمر .. ورمضان كريم:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=11961
والسلام عليكم
ـ[أبو المنذر الجزائري]ــــــــ[19 Aug 2010, 03:26 م]ـ
المصطلح الصحيح لهذا الحكم أن يقال: "القلب"، وليس " الإقلاب"، لأن "الإقلاب" مصدر أقلب يُقلب بضم الياء، و"القلب" مصدر قلَب يَقلب، ومصطلح "القلب" هو الذي استعمله علماؤنا قديما في كتبهم، ولا حاجة للإحالة لأن الأمر مستفيض في جميع كتب التجويد القديمة، وممن صوب هذا الخطأ في كتابه: الإمام المارغني في شرحه على الدرر عند الكلام على هذا الحكم، وبالله التوفيق.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[19 Aug 2010, 04:38 م]ـ
المصطلح الصحيح لهذا الحكم أن يقال: "القلب"، وليس " الإقلاب"، لأن "الإقلاب" مصدر أقلب يُقلب بضم الياء، و"القلب" مصدر قلَب يَقلب، ومصطلح "القلب" هو الذي استعمله علماؤنا قديما في كتبهم، ولا حاجة للإحالة لأن الأمر مستفيض في جميع كتب التجويد القديمة، وممن صوب هذا الخطأ في كتابه: الإمام المارغني في شرحه على الدرر عند الكلام على هذا الحكم، وبالله التوفيق.
السلام عليكم
علي رسلك يا أبا المنذر .. من تقصد بالقدامي؟ هل تعلم أن ابن الجزري استعمل الإقلاب في كتاب التمهيد؟ بل المغاربة عندكم لم يتفقوا. الجزم في المسائل خطأ محض، والأفضل أن تعرض مداخلتك علي هيئة استفسار فهذا أفضل بكثير، وأَدْعي لرجوع المرء إلي الصواب ولا يكابر؛ لأنه عرضه علي هيئة استفسار، بخلاف إذا عرضه بصيغة الجزم لعله تأخذه العزة بالإثم.
ولا أقصدك شيخنا الحبيب ولكني أتحدث عن أمر عام وهي فرصة للتناصح.
واعذرني مضطر لأحيلك إلي بحث لي تحدثت فيه عن هذه النقطة، أو أقل لك: سأنقله لك والأجر علي الله:
(((اختلفو هل نطلق علي الحكم " الإقلاب " أم القلب؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قال صاحب النجوم والطوالع:" [1]- يذكره بعض القراء كابن الجزري في التمهيد 157 يلفظ الإقلاب، وانتقد ابن المجراد ذلك وصحح ابن القاضي في الفجر اللغتين قال ابن المجراد: " والقلب مصدر قلب يقلب ولا يقال الإقلاب كما يقوله بعض عوام الطلبة، لأن الإقلاب وزنه إفعال بكسر الهمزة، وإفعال لا يكون مصدرا إلا لأفعل رباعيا مثل أظهر وأنذر ولم يسمع عن العرب "أقلب" رباعيا، وإنما سمع ثلاثيا" إيضاح الأسرار والبدائع لوحة 93).
قال في الفجر الساطع: "وهذا مخالف لما يأتي إن شاء الله أنه يقال رباعيا نقله في "فتح الباري". ا. هـ
أقول: قال الحافظ في الفتح:" قَوْله (عَنْ الْإِقْرَان)
كَذَا لِأَكْثَر الرُّوَاة وَقَدْ أَوْضَحْت فِي كِتَاب الْحَجّ أَنَّ اللُّغَة الْفُصْحَى بِغَيْرِ أَلِف، وَقَدْ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ بِلَفْظِ " الْقُرْآن " وَكَذَلِكَ قَالَ أَحْمَد عَنْ حَجَّاج بْن مُحَمَّد عَنْ شُعْبَة، وَقَالَ عَنْ مُحَمَّد بْن جَعْفَر عَنْ شُعْبَة " الْإِقْرَان " قَالَ الْقُرْطُبِيّ: وَوَقَعَ عِنْد جَمِيع رُوَاة مُسْلِم " الْإِقْرَان " وَفِي تَرْجَمَة أَبِي دَاوُدَ " بَاب الْإِقْرَان فِي التَّمْر وَلَيْسَتْ هَذِهِ اللَّفْظَة مَعْرُوفَة، وَأَقْرَن مِنْ الرُّبَاعِيّ وَقَرَنَ مِنْ الثُّلَاثِيّ وَهُوَ الصَّوَاب، قَالَ الْفَرَّاء: قَرَنَ بَيْن الْحَجّ وَالْعُمْرَة وَلَا يُقَال أَقْرَنَ، وَإِنَّمَا يُقَال أَقْرَنَ لِمَا قُوِيَ عَلَيْهِ وَأَطَاقَهُ، وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى (وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ) قَالَ: لَكِنْ جَاءَ فِي اللُّغَة أَقْرَنَ الدَّم فِي الْعِرْق أَيْ كَثُرَ فَيُحْمَل حَمْل الْإِقْرَان فِي الْخَبَر عَلَى ذَلِكَ، فَيَكُون مَعْنَاهُ أَنَّهُ نَهَى عَنْ الْإِكْثَار مِنْ أَكْل التَّمْر إِذَا كَانَ مَعَ غَيْره، وَيَرْجِع مَعْنَاهُ إِلَى الْقِرَان الْمَذْكُور. قُلْت: لَكِنْ يَصِير أَعَمّ مِنْهُ. وَالْحَقّ أَنَّ هَذِهِ اللَّفْظَة مِنْ اِخْتِلَاف الرُّوَاة، وَقَدْ مَيَّزَ أَحْمَد بَيْن مَنْ رَوَاهُ بِلَفْظِ أَقْرَنَ وَبِلَفْظِ قَرَنَ مِنْ أَصْحَاب شُعْبَة، وَكَذَا قَالَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ شُعْبَة الْقِرَان، وَوَقَعَ فِي رِوَايَة الشَّيْبَانِيِّ الْإِقْرَان، وَفِي رِوَايَة مِسْعَر الْقِرَان.)) 15/ 355
وعلي ذلك جواز إطلاق قول الإقلاب عند ملاقاة النون الساكنة والتنوين للباء)))
والسلام عليكم
ـ[أبو المنذر الجزائري]ــــــــ[21 Aug 2010, 04:23 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
جزاك الله خيرا فضيلة الشيخ على هذا البيان، وكان الأولى بكم أن توفروا على أناملكم رقن تلك العبارات القاسية.
أما قولي "علماؤنا القدماء" فأقصد عصر ما قبل ابن الجزري، فإني لم أجد في حد اطلاعي في كتب الداني المطبوعة، ولا مكي، ولا القرطبي في الموضح، ولا ابن المرابط في التقريب، ولا ابن بري في نظمه .... من استعمل هذا اللفظ.
ولم أكن أجهل أن الموجود في النسخة المطبوعة للتمهيد لابن الجزري (تحقيق الدكتور غانم قدوري ص: 168) لفظ "الإقلاب"، غير أنه أشكل بعد ذلك بقوله: "فإذا أتى بعد النون الساكنة والتنوين باء قلبت ميما"، ولم يقل: "أقلبت"، ثم وجدت المحقق أحال في الحاشية بقوله: ع (اقلبت)، بمعنى: الموجود في النسخة ع (اقلبت)، والنسخة ع هي النسخة المطبوعة للتمهيد والتي استعان بها الدكتور غانم في تحقيقه للكتاب، وقد طبعت بمصر سنة 1326هـ كما أفاد به في الدكتور في مقدمة التحقيق، فاختيار الدكتور مصطلح: (قلبت) دون (اقلبت) كان من النسخ الخطية الأخرى، وهذا في منتهى التحقيق.
فإن كان ابن الجزري استعمل حقيقة في كتاب التمهيد لفظ الإقلاب، فلماذا عدل في العبارة عن لفظ: اقلبت، واستعمل لفظ: قلبت، وهو مشتق "القلب"، أضف إلى ما ذكر أن الكتاب ألف في أول حياته، والذي استعمله في النشر هو لفظ "القلب" لا غير.
واستدلالكم في تصحيح لفظ "الإقلاب" بتحرير ابن حجر في الفتح حول لفظ القران والإقران بعدٌ عن النجعة، وحيدة عما نحن بصدده، فالحافظ يحرر في لفظين نقل عن العرب استعمالهما، وكان الأولى بكم أن تحاججوا بكلام عن العرب منقول أنهم استعملوا لفظ الإقلاب والقلب بمعنى واحد لا أن تقيسوا ذلك القياس.
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكر ابن منظور في اللسان في مادة ق ل ب: "وأقلبه عن اللحياني وهي ضعيفة".
وذكر صاحب التاج في مادة ق ل ب: "وحكى اللحياني: أقلبه، قال: هي مرغوب عنها، والمختار عنده: قلبت".
وكما هو معلوم لدى فضيلتكم أن الاصطلاح في العلوم مبني على ما هو مشهور في اللغة والله تعالى أعلم.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[21 Aug 2010, 09:09 م]ـ
السلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله
جزاك الله خيرا فضيلة الشيخ على هذا البيان، وكان الأولى بكم أن توفروا على أناملكم رقن تلك العبارات القاسية.
كانت توجيهات فلم أكن أدري أنك في غني عنها.
وعليكم السلام ورحمة الله
أما قولي "علماؤنا القدماء" فأقصد عصر ما قبل ابن الجزري، فإني لم أجد في حد اطلاعي في كتب الداني المطبوعة، ولا مكي، ولا القرطبي في الموضح، ولا ابن المرابط في التقريب، ولا ابن بري في نظمه .... من استعمل هذا اللفظ.
عجيب مثل هذا الكلام الذي نسمعه في الآونة الأخيرة من أهل الجزائر خاصة، أصبحوا لا يعتدون بما يقوله ابن الجزري أو يختاره سواء من أوجه اللغة أو اختياراته كما في مسألة الراء وغيرها.
وسامح الله الشيخ محمد يحيي شريف الذي تبني هذا الإتجاه حتي صار الأمر فيما يستحق وما لا يستحق. فلماذا لا تعتمدون علي كتب المغاربة وتريحوا المشارقة من هذا العناء.
فلو قال ابن الجزري الإقلاب فهو الإقلاب ويجوز لغة.
ولم أكن أجهل أن الموجود في النسخة المطبوعة للتمهيد لابن الجزري (تحقيق الدكتور غانم قدوري ص: 168) لفظ "الإقلاب"، غير أنه أشكل بعد ذلك بقوله: "فإذا أتى بعد النون الساكنة والتنوين باء قلبت ميما"، ولم يقل: "أقلبت"، ثم وجدت المحقق أحال في الحاشية بقوله: ع (اقلبت)، بمعنى: الموجود في النسخة ع (اقلبت)، والنسخة ع هي النسخة المطبوعة للتمهيد والتي استعان بها الدكتور غانم في تحقيقه للكتاب، وقد طبعت بمصر سنة 1326هـ كما أفاد به في الدكتور في مقدمة التحقيق، فاختيار الدكتور مصطلح: (قلبت) دون (اقلبت) كان من النسخ الخطية الأخرى، وهذا في منتهى التحقيق.
فإن كان ابن الجزري استعمل حقيقة في كتاب التمهيد لفظ الإقلاب، فلماذا عدل في العبارة عن لفظ: اقلبت، واستعمل لفظ: قلبت، وهو مشتق "القلب"، أضف إلى ما ذكر أن الكتاب ألف في أول حياته، والذي استعمله في النشر هو لفظ "القلب" لا غير.
عدّل في العبارة من باب التنوع وجواز الكل، وليس معني أن عبارة أولي مَنْع العبارة الأخري، فالشاذ عند القراء مالم يتواتر والشذ عند النحاة وأهل اللغة ماخرج عن قياسه أو ندر.
فكون ابن الجزري صدّر الباب بقوله (القسم الرابع: الإقلاب) ثم قال أي عبارة داخل الباب فلا يصح أن يكون تعقبا عليه .. ثم إن طبعة د/ سعيد صالح زعيمة أثبتت " أقلب"، ولو فرضنا أنها " قلبت " قل من باب الأولي مثلا.
وهل يعقل يا أخي أن يغير ابن الجزري كلمة كتبها في عنوان الباب بعبارة أخري في ثنايا الباب سهوا مثلا؟؟
أما أقلب فقد جاءت بمعني القلب أيضا: أساس البلاغة:
ق ل ب
قلب الشيء قلباً: حوّله عن وجهه. وحجر مقلوب، وكلام مقلوب. وقلب رداءه. وقلبه لوجهه: كبّه، وقلبه ظهراً لبطن. وقلب البيطار قوائم الدابّة: رفعها ينظر إليها. وتقلّب على فراشه. والحية تتقلّب على الرمضاء. وأقلبت الخبزة: حان لها أن تقلب. ورجلٌ أقلب: متقلب الشّفة. وشفة قلباء: بيّنة القلب، وقلبت شفته.
************
القاموس المحيط:
وأقْلَبَ العِنَبُ: يَبِسَ ظاهرُهُ، (وأقْلَبَ) الخُبْزُ: حانَ له أنْ يُقْلَبَ. وتَقَلَّبَ في الْأُمورِ: تَصَرَّفَ كيفَ شاءَ. وحُوَّلٌ قُلَّبٌ، وحُوَّلِيُّ قُلَّبِيُّ، وحُوَّلِيُّ قُلَّبٌ: مُحْتالٌ بَصيرٌ بِتَقَلُّبِ الْأُمورِ. وكمِنْبَرٍ: حَديدَةٌ تُقْلَبُ بها أرضُ الزِّراعة. والمَقْلوبَةُ: الْأُذُنُ. والقَلَبُ، محركةً: انقِلابُ الشَّفَةِ. رَجُلٌ أقْلَبُ، وشَفَةٌ قَلْباءُ. والقَلُوبُ: المُتَقَلِّبُ، الكثيرُ التَّقَلُّبِ.
***********
أما أقلب بمعني إقلاب سيأتي بيانه في كلام صاحب الفجر الساطع إن شاء الله ـ
واستدلالكم في تصحيح لفظ "الإقلاب" بتحرير ابن حجر في الفتح حول لفظ القران والإقران بعدٌ عن النجعة، وحيدة عما نحن بصدده، فالحافظ يحرر في لفظين نقل عن العرب استعمالهما، وكان الأولى بكم أن تحاججوا بكلام عن العرب منقول أنهم استعملوا لفظ الإقلاب والقلب بمعنى واحد لا أن تقيسوا ذلك القياس.
فيه دلالة علي أنكم لم تنظروا في الكلام جيدا، هذا الاحتجاج بكلام ابن حجر ليس مني اقرأ هذه العبارة جيدا:
(((اختلفو هل نطلق علي الحكم " الإقلاب " أم القلب؟؟
قال صاحب النجوم والطوالع:" [1]- يذكره بعض القراء كابن الجزري في التمهيد 157 يلفظ الإقلاب، وانتقد ابن المجراد ذلك وصحح ابن القاضي في الفجر اللغتين قال ابن المجراد: " والقلب مصدر قلب يقلب ولا يقال الإقلاب كما يقوله بعض عوام الطلبة، لأن الإقلاب وزنه إفعال بكسر الهمزة، وإفعال لا يكون مصدرا إلا لأفعل رباعيا مثل أظهر وأنذر ولم يسمع عن العرب "أقلب" رباعيا، وإنما سمع ثلاثيا" إيضاح الأسرار والبدائع لوحة 93).
قال في الفجر الساطع: "وهذا مخالف لما يأتي إن شاء الله أنه يقال رباعيا نقله في "فتح الباري". ا. هـ
هل علمت من الذي يحتج بكلام ابن حجر؟؟
وأسهل كلمة نسمعها " بعدٌ عن النجعة، وحيدة عما نحن بصدده، نحن في واد وأنت في واد، وهذا ليس محل النزاع وووو " دون فهم للكلام أو القراءة بتمعن وصبر.
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[22 Aug 2010, 04:10 ص]ـ
السلام عليكم
عجيب مثل هذا الكلام الذي نسمعه في الآونة الأخيرة من أهل الجزائر خاصة، أصبحوا لا يعتدون بما يقوله ابن الجزري أو يختاره سواء من أوجه اللغة أو اختياراته كما في مسألة الراء وغيرها.
.... فلماذا لا تعتمدون علي كتب المغاربة وتريحوا المشارقة من هذا العناء.
في هذا الكلام شيخ عبد الحكيم ظلم لأهل قطر بأكمله وأهل وطن برمته، فإن أهل الجزائر -ومنهم أبو المنذر ومحمد يحيى شريف- يعتدون بكلام ابن الجزري عليه رحمة الله، ويأخذون بأقواله، وفي نفس الوقت يعتدون أيضا بكلام غيره -سواء كان مغربيا أو مشرقيا، فليس كلام أحد العلماء حجة على غيره من العلماء إلا بالبرهان والبيان، وأنتم بارك الله فيكم قد أدليتم بحجتكم، كما أدلى الشيخ أبو المنذر. فأين ما ذكرتم من تعميم لأهل قطر بأكمله وردهم لكلام ابن الجزري هكذا بإطلاق، واختصاص اعتمادهم على تراثهم المغربي فقط!
وقد فتحتَ بابا من التعميم ما كان ينبغي لك أن تفتحه لأنه لا فائدة ترجى منه، ولعل أن يكون فيه ضرر. والرسول الكريم صل1 يقول "لا ضرر ولا ضرار". فإن كان لك إشكال علمي مع شخص معين فهو بينك وبينه لا يتعدى غيره من قبيلة أو وطن أو أرض، بل قد تجد من بني جلدتك من المشارقة من يقول بالذي اختاره أبو المنذر هنا في مسألتنا هذه، فقد نقل هذا التنبيه عن صاحب النجوم الطوالع محقق كتاب أحكام القرآن للعلامة محمود خليل الحصري رحمه الله والمحقق مشرقي، فليست المسألة مشارقة ومغاربة، وإنما هي مسألة علمية لغوية صرفية تحتاج إلى ذكر شواهد، وقد نقل أبو المنذر عن بعض أهل اللغة من أنكر ذلك، ونقلتم أنتم عن بعض أهل اللغة من أجاز ذلك، وهذا هو العلم، أما العبارة الصادرة منكم المذكورة أعلاه فليست من العلم في شيء، بل هي تثبيط للمباحثة والمناقشة والمنافسة النزيهة للوصول إلى الحق. والآراء قد تحتلف، فكان ماذا؟
فلو قال ابن الجزري الإقلاب فهو الإقلاب ويجوز لغة.
أما عن رأي الإمام ابن الجزري في هذه القضية، فقد نقلتم أنه ذكر في كتاب التمهيد (الإقلاب)، وكلنا يعرف أن كتاب التمهيد ألفه وهو في بداية طلبه-أظن كان عمره 17 سنة-، ولو رجعنا إلى بعض كتبه الأخرى وقد ألفها وهو شيخ الإقراء، فنرى أنه استعمل مصطلح (القلب) كما في المقدمة الجزرية والطيبة وكتاب النشر، وما أدري ماذا استعمل في كتبه الأخرى، وهي جديرة بمراجعتها لننظر رأيه في هذا المصطلح عنده: هل يجوز عنده الوجهان؟ أم أنه استعمل في أول أمره (الإقلاب) ثم تركه واستعمل (القلب)؟
ونظير هذا قضية ترقيق الألف المدية مطلقا كما ذهب إليه الإمام ابن الجزري في التمهيد، ثم رجع عنه في النشر واستُشكل الأمر في المقدمة عند قوله (وحاذرن تفخيم لفظ الألف) وقد درس هذه القضية بعض أعضاء الملتقى على هذا الرابط http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=3073
وقد فهمت من كلامك أن الإقلاب يجوز في اللغة لأن ابن الجزري استعمله، ولعلي مخطئ في الفهم، ولكن هذا الذي فهمته فإن كان كذلك فيعني هذا أن كلام ابن الجزري حجة في اللغة، فهذا أرجو أن لا يكون تعصبا لابن الجزري رحمه الله، وإنما ينبغي أن يحتج لاختياره -في باب اللغة والصرف- بكلام أهل التخصص من أهل اللغة وأهل الصرف، وهذا نناقشه فيما بعد في مشاركة أخرى. وخاصة أن ابن الجزري رحمه الله نفسه ترك هذا المصطلح في بعض كتبه الأخرى.
والمسألة تحتاج إلى النظر في عامة كتب ابن الجزري لمعرفة مذهبه الذي استقر عليه. ثم في كتب أهل التجويد والقراءات -من مشارقة ومغاربة-
والرجوع أيضا، وهو مهم، إلى كتب أهل اللغة والتصريف لمعرفة الصحيح عندهم والضعيف. والله أعلم
وسنرجع إلى هذه القضية فيما بعد إن شاء الله، وإن كنا خرجنا عن الموضوع الأصل، وكان الأولى مناقشة هذه المسألة في موضوع جديد خاص.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[22 Aug 2010, 04:33 ص]ـ
أيها الأساتذة الفضلاء: أهل الجزائر على الرأس والعين، والأستاذ عبد الحكيم لا يقصد الإساءة لأهل الجزائر ولا لغيرهم، وإنما تأخذه فورة الحماس في موضوع الإقلاب والقلب أحياناً، وبينه وبين الأستاذ محمد يحيى شريف مودة معروفة لأهل ملتقى التفسير، فأرجو منكم معشر الفضلاء غض الطرف عما يصدر من الهفوات والزلات، لا سيما وهي غير مقصودة، ولكم جزيل الشكر.
أما بالنسبة لموضوع القلب والإقلاب فالأمر ليس مُهوَّلا، وكلاهما مستعمل، على حد قول الحق جل وعلا: ((والله أنبتكم من الأرض نباتا)) ويصح في غير القرآن إنباتا، وأهم شيء فيه معرفة كيفية تطبيقه، فليتنبه لذلك.
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[23 Aug 2010, 02:16 ص]ـ
أستسمحكم
قد أفردت موضوع هل يقال الإقلاب أو القلب في صفحة جديدة على هذا الرابط
http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=21574
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[23 Aug 2010, 07:46 ص]ـ
كنت كتبت في هذا الموضوع على الرابط المذكور، ولكن فوجئت بعدما تم اعتماد المشاركة بأن الموضوع مغلق!.
فهل يستطيع المشرفون أن يسترجعوا مشاركتي ويضعوها هنا، وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[23 Aug 2010, 03:44 م]ـ
أود أن أضع فيما يلي خلاصة ما كتبت هناك في مسألة "القلب": هل هو قلب أو إقلاب؟.
وكان جواباً عن سؤال الشيخ عبد الحكيم عن معنى الشاذ والضعيف في اللغة.
فقلت: الضعيف عرفه السيوطي في المزهر بقوله: (الضعيف: ما انحط عن درجة الفصيح، والمنكر أضعف منه وأقل استعمالاً بحيث أنكره بعض أئمة اللغة ولم يعرفه).
وحكم الضعيف أنه لا يحتج به ولا يجوز استعماله إلا في ضرورة الشعر، وقد عقد سيبويه في كتابه باباً بعنوان "باب ما يجوز في الشعر من إيا ولا يجوز في الكلام"، أي أنه يجوّز في الشعر ما لا يجوّز في اختيار الكلام.
وأما الشاذ فهو: خلاف المطرد، وإذا كان المطرد يقاس عليه ويطرد استعماله فإن الشاذ هو الذي لا يقاس عليه أو لا يطرد استعماله.
وحكم الشاذ أنه لا يعتدّ به ولا يعرج عليه كما قال أئمة اللغة في مصنفاتهم، وإنما يقتصر فيه على حكاية ما سمع عن العرب، قال أبو البركات الأنباري في الإنصاف: ( ... الشذوذ الذي يقتصر فيه على السماع لقلته ولا يقاس عليه؛ لأنه ليس كل ما حكي عنهم يقاس عليه، ألا ترى أن اللحياني حكى أن من العرب من يجزم بـ "لن" وينصب بـ "لم" إلى غير ذلك من الشواذ التي لا يلتفت إليها ولا يقاس ... ).
وبناءً على ذلك: فإن استعمال "الإقلاب" ضعيف من حيث اللغة، أي أنه انحط عن درجة الفصيح، فكيف يسوغ استعماله كمصطلح في مسألة متعلقة بأفصح الكلام.
ومما يجدر التنبيه عليه: أن قول العلماء "لا مشاحة في الاصطلاح" أو "لا حجْر في الاصطلاح" كل ذلك مبني على ما إذا كان المصطلح أصلاً ثابتاً من حيث اللغة.
وللشيخ العلامة الدكتور بكر أبو زيد رسالة في هذا الباب بعنوان "المواضعة في الاصطلاح على خلاف الشريعة وأفصح اللغى" وقرر فيها أن الاصطلاحات ينبغي تنزيلها على مقاييس اللغة العربية ومقاييس الشريعة وقواعدها، فيحسن الرجوع إلى تلك الرسالة للاستزادة، والله أعلم.
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[23 Aug 2010, 03:55 م]ـ
ثم نبهت على الحديث الصحيح الذي يمكن أن يحتج به على ثبوت هذا المصطلح بالصيغة الرباعية.
فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث سهل بن سعد قال: (أتي بالمنذر بن أبي أسيد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ولد فوضعه النبي صلى الله عليه وسلم على فخذه وأبو أسيد جالس، فلهي النبي صلى الله عليه وسلم بشيء بين يديه فأمر أبو أسيد بابنه فاحتمل من على فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقلبوه فاستفاق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أين الصبي؟ فقال أبو أسيد: أقلبناه يا رسول الله، فقال ما اسمه؟ قال فلان يا رسول الله، قال لا، ولكن اسمه المنذر، فسماه يومئذ المنذر).
ولكن هذه الصيغة لم يقبلها علماء الحديث حيث قرروا أن الصواب في اللفظة أن يكون ثلاثياً:
قال القاضي عياض في مشارق الأنوار: (وفي حديث المنذر بن أبي أسيد حين ولد فأقلبوه وفيه "أقلبناه يا رسول الله" كذا جاءت فيه الروايات في كتاب مسلم، صوابه في كل هذا "قلبناه" أي رددناه وصرفناه، ولا يقال فيه "أقلب").
وقال ابن الأثير في النهاية: (فقالوا: "أقلبناه يا رسول الله" هكذا جاء في رواية مسلم وصوابه "قلبناه" أي رددناه).
وإذا كان العلماء لم يرتضوا هذه اللغة الضعيفة مع أنها وقعت في حديث صحيح فصوبوها على اللغة الفصيحة، فكيف إذاً يمكن أن تقبل إذا وقعت في كلام آحاد الناس، والله أعلم.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[23 Aug 2010, 10:03 م]ـ
ثم نبهت على الحديث الصحيح الذي يمكن أن يحتج به على ثبوت هذا المصطلح بالصيغة الرباعية.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث سهل بن سعد قال: (أتي بالمنذر بن أبي أسيد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ولد فوضعه النبي صلى الله عليه وسلم على فخذه وأبو أسيد جالس، فلهي النبي صلى الله عليه وسلم بشيء بين يديه فأمر أبو أسيد بابنه فاحتمل من على فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقلبوه فاستفاق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أين الصبي؟ فقال أبو أسيد: أقلبناه يا رسول الله، فقال ما اسمه؟ قال فلان يا رسول الله، قال لا، ولكن اسمه المنذر، فسماه يومئذ المنذر).
ولكن هذه الصيغة لم يقبلها علماء الحديث حيث قرروا أن الصواب في اللفظة أن يكون ثلاثياً:
قال القاضي عياض في مشارق الأنوار: (وفي حديث المنذر بن أبي أسيد حين ولد فأقلبوه وفيه "أقلبناه يا رسول الله" كذا جاءت فيه الروايات في كتاب مسلم، صوابه في كل هذا "قلبناه" أي رددناه وصرفناه، ولا يقال فيه "أقلب").
وقال ابن الأثير في النهاية: (فقالوا: "أقلبناه يا رسول الله" هكذا جاء في رواية مسلم وصوابه "قلبناه" أي رددناه).
وإذا كان العلماء لم يرتضوا هذه اللغة الضعيفة مع أنها وقعت في حديث صحيح فصوبوها على اللغة الفصيحة، فكيف إذاً يمكن أن تقبل إذا وقعت في كلام آحاد الناس، والله أعلم.
السلام عليكم
لقد كنتُ قررت أن أحجم عن الموضوع لأنه أصبح مجالا للصبيان، كلٌ يعبث دون دراية أو علم.
أما وجود أمثال الشيخ أبي عمار المليباري شجعني أن أخطابه بلسان العلم لأنه أهل له ودائما يصب الكلام في صلب الموضوع.
ولكن قبل الجواب أود أن أضع مشاركة أ. أبي مالك العوضي تمهيدا لما يأتي:
((((لا يقال عما حكاه بعض أئمة اللغة إنه من الأخطاء الشائعة، وإنما يقال: لغيّة (بالتصغير) أو لغة قليلة، أو لغة ضعيفة أو نحو ذلك.
وبالنظر فيما تفرد اللحياني بحكايته يظهر أنه لغة ضعيفة أو شاذة في أغلب الأحيان.
وأيا ما كان الأمر فمثل هذا المصطلح مشهور عند أهل التخصص، فحتى لو كان غلطا من جهة اللغة، فهو صحيح من جهة الاصطلاح؛ وقد يكون هذا من باب التوليد لإظهار المعنى؛ كما قال الحافظ العراقي:
ثم الوجادة وتلك مصدر ........... وجدته مولدا ليظهر
تغاير المعنى .......... والله أعلم.))))))))
وهذا ما قلناه في تعريف الشاذ:أن الشاذ في اللغة ما قل وندر.
ولنعد لهذا الحديث الشريف:
قال الشيخ أبوعمار: " ولكن هذه الصيغة لم يقبلها علماء الحديث "
وقال أيضا: " إذا كان العلماء لم يرتضوا هذه اللغة الضعيفة مع أنها وقعت في حديث صحيح فصوبوها على اللغة الفصيحة، فكيف إذاً يمكن أن تقبل إذا وقعت في كلام آحاد الناس، والله أعلم"
قال ابن حجر رح1 في شرح هذا الحديث: قال ابن حجر في الفتح: .... وَذَكَرَ اِبْن التِّين أَنَّهُ وَقَعَ فِي رِوَايَته أَقْلَبْنَاهُ بِزِيَادَةِ هَمْزَة أَوَّله، قَالَ وَالصَّوَاب حَذْفهَا وَأَثْبَتَهَا غَيْره لُغَة.) ا. هـ
إذن ليس كل علماء الحديث متفقين علي ما قاله ابن التين.
بل وقال صاحب عمدة القارئ في شرح البخاري: .. قوله فوضعه أي فوضعه النبي على فخذاه إكراما قوله فلهي النبي بكسر الهاء وفتحها أي اشتغل بشيء كان بين يديه فاحتمل أي رفع قوله فاستفاق أي فرغ من اشتغاله كما يقال أفاق من مرضه ولم ير الصبي فقال أين الصبي فقال أبو أسيد قلبناه أي صرفناه إلى البيت وذكر ابن التين أنه وقع في رواية أقلبناه بزيادة همزة في أوله قال والصواب حذفها وأثبته غيره لغة وقال الكرماني أقلبناه لغة في قلبناه فلا سهو في زيادة الألف.
قوله ولكن قد علم أنه للاستدراك فأين المستدرك منه وأجيب بأن تقديره ليس ذلك الذي عبر عنه بفلان اسمه بل هو المنذر .. ) ا. هـ
ومعلوم أن اللغة لا يحيط بها إلا نبي، وفي الأمثلة السابقة نجري قاعدة: المثبت أولي من المنفي لأنه عنده زيادة بيان.
قال الحافظ في الفتح:" قَوْله (عَنْ الْإِقْرَان)
كَذَا لِأَكْثَر الرُّوَاة وَقَدْ أَوْضَحْت فِي كِتَاب الْحَجّ أَنَّ اللُّغَة الْفُصْحَى بِغَيْرِ أَلِف، وَقَدْ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ بِلَفْظِ " الْقُرْآن " وَكَذَلِكَ قَالَ أَحْمَد عَنْ حَجَّاج بْن مُحَمَّد عَنْ شُعْبَة، وَقَالَ عَنْ مُحَمَّد بْن جَعْفَر عَنْ شُعْبَة " الْإِقْرَان " قَالَ الْقُرْطُبِيّ: وَوَقَعَ عِنْد جَمِيع رُوَاة مُسْلِم " الْإِقْرَان " وَفِي تَرْجَمَة أَبِي دَاوُدَ " بَاب الْإِقْرَان فِي التَّمْر وَلَيْسَتْ هَذِهِ اللَّفْظَة مَعْرُوفَة، وَأَقْرَن مِنْ الرُّبَاعِيّ وَقَرَنَ مِنْ الثُّلَاثِيّ وَهُوَ الصَّوَاب، قَالَ الْفَرَّاء: قَرَنَ بَيْن الْحَجّ وَالْعُمْرَة وَلَا يُقَال أَقْرَنَ، وَإِنَّمَا يُقَال أَقْرَنَ لِمَا قُوِيَ عَلَيْهِ وَأَطَاقَهُ، وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى (وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ) قَالَ: لَكِنْ جَاءَ فِي اللُّغَة أَقْرَنَ الدَّم فِي الْعِرْق أَيْ كَثُرَ فَيُحْمَل حَمْل الْإِقْرَان فِي الْخَبَر عَلَى ذَلِكَ، فَيَكُون مَعْنَاهُ أَنَّهُ نَهَى عَنْ الْإِكْثَار مِنْ أَكْل التَّمْر إِذَا كَانَ مَعَ غَيْره، وَيَرْجِع مَعْنَاهُ إِلَى الْقِرَان الْمَذْكُور. قُلْت: لَكِنْ يَصِير أَعَمّ مِنْهُ. وَالْحَقّ أَنَّ هَذِهِ اللَّفْظَة مِنْ اِخْتِلَاف الرُّوَاة، وَقَدْ مَيَّزَ أَحْمَد بَيْن مَنْ رَوَاهُ بِلَفْظِ أَقْرَنَ وَبِلَفْظِ قَرَنَ مِنْ أَصْحَاب شُعْبَة، وَكَذَا قَالَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ شُعْبَة الْقِرَان، وَوَقَعَ فِي رِوَايَة الشَّيْبَانِيِّ الْإِقْرَان، وَفِي رِوَايَة مِسْعَر الْقِرَان.)) 15/ 355
حتي ولو كان قليلا لكنه مسموع من العرب ولا يقال خطأ، وقد بينا أن المثبت أولي من النافي.
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[24 Aug 2010, 01:38 ص]ـ
السلام عليكم
لقد كنتُ قررت أن أحجم عن الموضوع لأنه أصبح مجالا للصبيان، كلٌ يعبث دون دراية أو علم.
أما وجود أمثال الشيخ أبي عمار المليباري شجعني أن أخطابه بلسان العلم لأنه أهل له ودائما يصب الكلام في صلب الموضوع.
الله يهديك!
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[24 Aug 2010, 01:53 ص]ـ
الله يهديك!
آمين. آمين. آمين.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 Aug 2010, 02:37 م]ـ
يرجى من الأعضاء الكرام والمشايخ الفضلاء تجنب المشاركات الخارجة عن النقاش الهادئ
حتى لا يضطر المشرفون آسفين لحذفها.(/)
قراءة ابن مسعود: (لا مستقر لها)؟
ـ[أبو العالية]ــــــــ[19 Aug 2010, 09:55 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
أخرج الإمام البخاري في "الصحيح" (7424)
عن أبي ذَرٍّ، قال: دَخَلْتُ المسجدَ ورسولُ الله صل1 جالسٌ، فلم?ا غَرَبَتِ الشمسُ قال: «يا أبا ذَرٍّ، هل تدري أينَ تَذْهَبُ هذه؟» قال: قلتُ: اللهُ ورسولُه أعلَمُ، قال: «فإنَّها تَذْهَبُ تَستأْذِنُ في السُّجُودِ، فيُؤذَنُ لها، وكأنَّها قد قيلَ لها: ارجِعي من حيثُ جئتِ، فتَطْلُعُ من مَغْرِبِها». ثمَّ قرأ (ذلكَ مُستَقَرٌّ لها) في قراءةِ عبدِالله.
قال مقيده غفر الله له: قوله: (ثم قرأ: (ذلك مستقرٌّ لها) في قراءة عبد الله) هكذا الرواية أنها قراءة قرآنية، والصواب أنها قراءة تفسيرية، توضيحية للنص إذ المشهور عن ابن مسعود t أنه قرأ: (لا مستقر لها) بالنفي كما ذكره أهل التفسير والقراءات عنه، ولم أجد بعد طول بحث من أثبت هذا الحرف له من أهل القراءات والاختصاص. غير ما جاء في الصحيح، فلا تصحُّ عنه، والله أعلم.
وهذا أحسن من القول بقراءتين لابن مسعود متضادتين؟
تنبيه: جاء في معجم القراءات (8/ 486) (ذلك مستقرٌّ لها) هكذا بإثباتها لابن مسعود، وعزاه للقرطبي، و"الفتح" للحافظ، و"فتح القدير" للشوكاني.
وإذا رجعت إلى القرطبي وجدتَ (17/ 445) ط: الرسالة: وقر أ ابن مسعود وابن عباس: (والشمس تجري لا مستقر لها)
وهذه القراءة ذكرها ابن عطية (7/ 249) وابن كثير (6/ 577)، وأبو حيان (7/ 321)، وابن الجوزي (7/ 19)
وذكرها ابن جني في "المحتسب" (2/ 212)
والقراءتان من الشواذ.
فما رأي أهل التخصص الفضلاء؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[19 Aug 2010, 01:38 م]ـ
لماذا لا تكون القراءة التي رواها البخاري رحمه الله هي الصحيحة عن بن مسعود لأنها موافقة للقراءة المتواترة في المعنى؟
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[19 Aug 2010, 03:17 م]ـ
شيخنا أبا العالية: قراءة "لا مستقر لها" ليس لها سند ثابت عن ابن مسعود رضي الله عنه، وليست مشهورة عند أهل القراءات في تصانيفهم، ثم هي مخالفة لقراءة الجماعة، فالظاهر أن الصحيح ما في الصحيح.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[20 Aug 2010, 07:44 ص]ـ
هل يوجد قراءة تفسيرية؟ ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=6912)
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[20 Aug 2010, 10:39 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وأنتم بخير
أحبتي الكرام لي عدّة ملاحظات على من يكتب عن القراءات القرآنية منها؛ نسبة بعض القراءات إلى بعض الصحابة رضوان الله عليهم ومحاولة مقارنتها بالأوجه المتواترة، وهذا أمر لا وجه له، ولا يجوز بحال أن نقول قراءة ابن مسعود كذا وهي تخالف المتواتر فليس لابن مسعود ولا لابن عباس رحمهم الله أي يد في القراءة ولا تشهي فيها، فالقراءة تؤخذ عن النبي صلى الله عليه وسلم وحده دون غيره، وكل ما أنزله الله على نبيه نقل إلينا بالتواتر، وهو ما نجزم بقرآنيته.
أما ما يسمى بالقراءات التفسيرية فحقيقتها أنها بعيدة كل البعد عن القراءات القرآنية، ومن وجهة نظري لا يجوز أن نصفها بأنها قراءات لا تفسيرية ولا غيرها.
لذلك ينبغي الجزم في أمرها دون أن نستخدم ألفاظا غير واضحة قد تدخل الظن والوسواس في قلوب القرّاء غير المتخصصين.
إذ من الشروط التي وضعها العلماء في وصف القرآن الكريم قولهم؛ (المنقول إلينا بالتواتر)، فما خالف التواتر نجزم بعدم قرآنيته، وأنه لم ينزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
ثم إخوتي الكرام ألستم تحملون إجازات في قراءة القرآن يتصل سندها بالنبي صلى الله عليه وسلم؟؟؟ أليس فيها؛ ورجال عاصم: أبو عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي وزر بن حبيش. وأخذ أبو عبد الرحمن عن عثمان بن عفان وعن علي بن أبي طالب وعن أبي بن كعب وعن زيد بن ثابت وعن عبد الله بن مسعود أجمعين عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأخذ زر عن عثمان بن عفان وعن ابن مسعود رضي الله عنهما؟؟؟؟
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[20 Aug 2010, 01:44 م]ـ
فما خالف التواتر نجزم بعدم قرآنيته، وأنه لم ينزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
لا تلازم بين الأمرين , فالقراءات الشاذة لم يقرأها الصحابة من عند أنفسهم؛ بل بالسماع المحقق من النبي صل1 , والأدلة على هذا أشهر من أن تُذكَر.
أما ما يسمى بالقراءات التفسيرية فحقيقتها أنها بعيدة كل البعد عن القراءات القرآنية، ومن وجهة نظري لا يجوز أن نصفها بأنها قراءات لا تفسيرية ولا غيرها
وصفها الصحابة والتابعون وأئمة المفسرين بأنها قراءات؛ فلا مانع من وصفها كذلك.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[20 Aug 2010, 04:32 م]ـ
أخي نايف الزهراني أرجو أن تتحقق من الإجابة وتعيد النظر فيما كتبته. وإذا كان الصحابة سمعوا القراءات الشاذة من النبي صلى الله عليه وسلم تحقيقا كيف جاز لهم أن يتركوها؟؟؟ ولم نسميها شاذة والصحابة أخذوها من النبي صلى الله عليه وسلم تحقيقا؟؟؟
وأرجو أن تورد الأدلة التي تقول أنها أكثر من أن تذكر.
كما وصف ما يسمى بالقراءات التفسيرية بأنها قراءات شاذة ولم توصف بأنها قراءات قرآنية شاذة. وهناك فرق كبير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 Aug 2010, 05:38 م]ـ
قال الشوكاني رحمه الله في كتابه إرشاد الفحول:
الفصل الثاني اختلف في المنقول آحادا هل هو قرآن أم لا؟
فقيل ليس بقرآن لأن القرآن ما تتوفر الدواعي على نقله لكونه كلام الرب سبحانه وكونه مشتملا على الأحكام الشرعية وكونه معجزا وما كان كذلك فلا بد أن يتواتر فما لم يتواتر فليس بقرآن.
هكذا قرر أهل الأصول التواتر.
وقد ادعى تواتر كل واحدة من القراآت السبع وهي قراءة أبي عمرو ونافع وعاصم وحمزة والكسائي وابن كثير وابن عامر دون غيرها وادعى أيضا تواتر القراآت العشر وهي مع قراءة يعقوب وأبي جعفر وخلف وليس على ذلك أثارة من علم فإن هذه القراآت كل وحدة منها منقولة نقلا أحاديا كما يعرف أسانيد هؤلاء القراء لقراآتهم.
وقد نقل جماعة من القراء الإجماع على أن في هذه القراآت ما هو متواتر وفيها ما هو آحاد ولم يقل أحد منهم بتواتر كل واحدة من السبع فضلا عن العشر وإنما هو قول قاله بعض أهل الأصول وأهل الفن أخبر بفنهم. والحاصل أن ما اشتمل عليه المصحف الشريف واتفق عليه القراء المشهورون فهو قرآن وما اختلفوا فيه فإن احتمل رسم المصحف قراءة كل واحد من المختلفين مع مطابقتها للوجه الإعرابي والمعنى العربي فهي قرآن كلها وإن احتمل بعضها دون بعض فإن صح إسناد ما لم يحتمله وكانت موافقة للوجه الإعرابي والمعنى العربي فهي الشاذة ولها حكم أخبار الآحاد في الدلالة على مدلولها وسواء كانت من القراآت السبع أو من غيرها وأما ما لم يصح إسناده مما لم يحتمله الرسم فليس بقرآن ولا منزل منزلة أخبار الآحاد أما انتفاء كونه قرآنا فظاهر وأما انتفاء تنزيله منزلة أخبار الآحاد فلعدم صحة إسناده وإن وافق المعنى العربي والوجه الإعرابي فلا اعتبار بمجرد الموافقة مع عدم صحة الإسناد وقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأن القرآن أنزل على سبعة أحرف وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أقرأني جبريل على حرف فلم أزل أستزيده حتى أقرأني على سبعة أحرف " والمراد بالأحرف السبعة لغات العرب فإنها بلغت إلى سبع لغات اختلفت في قليل من الألفاظ واتفقت في غالبها فما وافق لغة من تلك اللغات فقد وافق المعنى العربي والإعرابي.
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[20 Aug 2010, 06:14 م]ـ
وإذا كان الصحابة سمعوا القراءات الشاذة من النبي صلى الله عليه وسلم تحقيقا كيف جاز لهم أن يتركوها؟؟؟
بالنسبة لمسألة سماع الصحابة من النبي صلى الله عليه وسلم القراءات فإثباتها لا يكفي لقبول القراءة، لأن المسلمين تركوا تلك القراءات الثابتة سنداً لمخالفتها الرسم العثماني، إذ يحتمل أن كانت ثابتة من حيث السند ولكنها نسخت في العرضة الأخيرة.
قال الإمام ابن الجزري في منجد المقرئين ص (82) تحقيق العمران: (والقسم الثاني من القراءة الصحيحة: ما وافق العربية، وصح سنده، وخالف الرسم كما ورد في الصحيح من زيادة لا نقص، وإبدال كلمة بأخرى ونحو ذلك كما جاء عن أبي الدرداء وعمر وابن مسعود وغيرهم، فهذه القراءات تسمى اليوم: شاذة لكونها شذت عن رسم المصحف المجمع عليه وإن كان إسنادها صحيحاً، فلا تجوز القراءة بها لا في الصلاة ولا في غيرها).
فظهر لنا من هذه العبارة: أن القراءات التي تعرف بأنها شاذة قد تكون صحيحة السند، أي صح أن الصحابة الذين رووها سمعوها من النبي صلى الله عليه وسلم، ومع ثبوت السماع لم يقرأ بها الصحابة لمخالفتها الرسم العثماني.
وعلة اكتفاء الصحابة بقراءة ما وافق الرسم العثماني هي التي تفهم من كلام ابن الجزري في نفس المصدر ص (95): (أجمع الصحابة كتابة القرآن العظيم على العرضة الأخيرة التي قرأها النبي صلى الله عليه وسلم عام قُبض، وعلى ما أنزله الله تعالى دون ما أذن فيه، وعلى ما صح مستفاضاً عن النبي صلى الله عليه دون غيره).
ولم نسميها شاذة والصحابة أخذوها من النبي صلى الله عليه وسلم تحقيقا؟؟؟
كما تقدم: أنه لا تلازم بين سماع الصحابة القراءة من النبي وبين الحكم عليها بالشذوذ؛ لأنه يمكن أن يحكم عليها بالشذوذ لسبب آخر وهو عدم تواتر القراءة أو استفاضتها أو عدم موافقتها الرسم العثماني.
فما خالف التواتر نجزم بعدم قرآنيته، وأنه لم ينزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وهذا ليس مقبولاً.
لأن المنسوخ من القرآن قد يكون غير متواتر، ومع ذلك لا يمكننا أن نجزم أنه لم يكن قرآنا يتلى، أو أن نجزم بأنه لم ينزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
أما ما يسمى بالقراءات التفسيرية فحقيقتها أنها بعيدة كل البعد عن القراءات القرآنية، ومن وجهة نظري لا يجوز أن نصفها بأنها قراءات لا تفسيرية ولا غيرها.
نعم هي بعيدة عن القراءات القرآنية المتواترة، ولكن مع ذلك تسميتها بقراءة تفسيرية لا إشكال فيها، كما أننا نقول عن القول المكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم بأنه حديث موضوع، ثم إن العلماء نجد في ثنايا كلامهم ما يؤيد هذا الإطلاق، فيقول الإمام أبو حيان في تفسير البحر المحيط: (وقرأ ابن الزبير "من الشيطان تأملوا" وفي مصحف أبي: "إذا طاف من الشيطان طائف تأملوا فإذا هم مبصرون" وينبغي أن يحمل هذا وقراءة ابن الزبير على أن ذلك من باب التفسير لا على أنه قرآن لمخالفته سواد ما أجمع المسلمون عليه من ألفاظ القرآن).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 Aug 2010, 07:34 م]ـ
ألا ترون أنا نختلف في بعض الأمور التي ربما الاختلاف فيها شكلي وفي أمر قد فرغ منه وليس في المهم أو الأهم الذي يجب أن يعرفه طالب العلم وهو حكم العمل بالقراءة الشاذة الثابته بالسند الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[20 Aug 2010, 08:10 م]ـ
السلام عليكم
بالنسبة لمسألة القراءة التفسيرية إليكم هذا الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=8484
والسلام عليكم
ـ[أبو العالية]ــــــــ[20 Aug 2010, 09:57 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
أشكر الإخوة الفضلاء الذين أثاروا الموضوع بمناقشة طيبة، وأقول:
_ أخي الفاضل أبو سعد قولك: (لأنها موافقة للقراءة المتواترة في المعنى)
أظن أنه لا يخفى عليك بارك الله فيك أن موافقة المعنى ليس من شروط التواتر، وتصوّر هذا كاف في الجواب.
ومشاركتك الثانية غفر الله لك لا أقبلها (اسحبها) http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif
_ أخي الفاضل ضيف الله قولك: (وليست مشهورة عند أهل القراءات في تصانيفهم، ثم هي مخالفة لقراءة الجماعة، فالظاهر أن الصحيح ما في الصحيح.)
أما الشهرة فقد نقلت لك عمن ذكرها ونسبها له،وهي مشهور في الشواذ وهذا كافٍ
وأما أن الصحيح ما في الصحيح فهذا فيه بُعدٌ ونظر، لاسيما وهي مخالفة للرسم وإن كانت صحيحة الإسناد.
_ أخي الفاضل نايف: الرابط الذي ذكرته مفيد، ومحالة رائعة للتحريرمن الشيخ المفيد، إلَّا أن القول: (فيه نظر) بحاجة لإعادة نظر، ويكفي في الجواب عنه ما ذكره الدكتور أحمد السلوم حفظه الله، والشواهد على استعمال المصطلح مستفيض، ولو لم يكن كذلك، فثمة أدلة في السنة تستخدم لفظ فقرأ واقرأ وغيرها للدلالة على التفسير والتوضيح.
_ أخي الفاضل حسن: أولاً: حنانيك، فنحن في مدارسة علمية لا مصيرية.
وثانياً: كفاني الأخوان نايف وأبو عمار الجواب.
وثالثاً: ما أثرته بحاجة لمناقشة في الأصول عندك قبل الجزئيات.
_ أخي الفاضل أبو عمار: سعدت بمشاركتك نفع الله بك.
_ أخي الفاضل عبد الحكيم: الرابط في واد ونحن في واد. (حاول مرة اخرى)
وللجميع أقول جزاكم الله خيراً على هذه المناقشة المفيدة
وأتمنى من الإخوة المشايخ الفضلاء من ذوي الاختصاص أن يثيروا موضوع ذلك بما فتح الله عليهم، كأمثال الشيخ الجكني الشنقيطي، ود. أنمار، وأخي الحبيب محب القراءات أين لمساتكم المباركة على أحاديث القراءات في كتب السنة.
نسأل الله أن يبصرنا بكتابه ويرزقنا حسن الفهم فيه.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 Aug 2010, 11:36 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
أشكر الإخوة الفضلاء الذين أثاروا الموضوع بمناقشة طيبة، وأقول:
_ أخي الفاضل أبو سعد قولك: (لأنها موافقة للقراءة المتواترة في المعنى)
أظن أنه لا يخفى عليك بارك الله فيك أن موافقة المعنى ليس من شروط التواتر، وتصوّر هذا كاف في الجواب.
ومشاركتك الثانية غفر الله لك لا أقبلها (اسحبها) http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif
.
وأنا لم أقل إن موافقة المعنى من شروط التواتر، ولكن أقول رواية البخاري ثابتة بسند صحيح ولا تخالف قراءة " لمستقر لها" بخلاف قراءة " لا مستقر" لها فهي ليست ثابتة عن بن مسعود بسند صحيح ومناقضة لقراءة " لمستقر لها".
وأما مشاركتي الثانية فلا أدري أيهما: " حقتي أم حقة الشوكاني"؟
علي أي حال غض عنها الطرف أو مشيها
بلغنا الله وإياك الدرجات العالية
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[20 Aug 2010, 11:52 م]ـ
_ أخي الفاضل عبد الحكيم: الرابط في واد ونحن في واد. (حاول مرة اخرى)
وللجميع أقول جزاكم الله خيراً على هذه المناقشة المفيدة
.
السلام عليكم
سيدي الفاضل: هذه مداخلة قيل فيها:
وصفها الصحابة والتابعون وأئمة المفسرين بأنها قراءات؛ فلا مانع من وصفها كذلك.
وهذه التسمية تختلف فيها الآراء ولذلك أحلتك إلي الرابط وفيه:
(((النوع الثالث: القراءات المدرجة:
المقصود بالإدراج، الإدخال والتضمني، مشتق من مادة (د ر ج) تقول أدرجت الشيء في الشيء بمعنى أدخلته فيه [1، ج2، ص275] و [3، ج1، ص962].
أما معناه في اصطلاح القراء: أن يزاد في الكلمات القرآنية على وجه التفسير [9، ج1 ص243]، فيزاد في الآية كلمة أو أكثر، ويسمى تساهلاً بأنه قراءات، ومن أمثلته:
· قراءة ابن مسعود ((فصيام ثلاثة أيام متتابعات)) [المائدة: 89] بزيادة ((لفظ متتابعات)) [29، ج1 ص47].
· قراءة سعد ابن أبي وقاص ((وإن كان رجل يورث كلالة وله أخ أو أخت – من أمه)) [النساء: 12 بزيادة (من أمه [9، ج1 ص364].
· وكقراءة ابن الزبير (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر – ويستعينون بالله على ما أصابهم – وأولئك هم المفلحون) [آل عمران: 104] بزيادة ((ويستعينون بالله على ما أصابهم)) [27، ص31].
ولعل هذا النوع لا يوصف بأنه قراءة بل هو ضرب من التفسير والبيان للآيات.)) ا. هـ
فكان كلامي فيه جواب علي وجود الخلاف في التسمية " ألسنا في الواد الذي فيه الموضوع؟ بسمة
وأود أن أقول: ما لم تصلنا القراءة متواترة وليس عليها عمل الناس هي القراءة الشاذة مهما صح سندها كأحاديث في البخاري ومسلم.
وقراءة الأعمش مثلا في زمنه كان من القراءات المعتمدة وهناك من قدمها علي قراءة حمزة إلا أنه لم يكن له طلبة ينقلون لنا قراءته فتُركت تلك القراءة، ومن هنا جاء لفظ الشاذ، وقد تكون القراءة صحيحة في زمن شاذ في زمن آخر كقراءة عاصم الجحدري مثلا.
ومن أراد المزيد فعليه بكتاب الإبانة لمكي رح1 ومنجد المقرئين لابن الجزري رح1.
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[21 Aug 2010, 02:03 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على ما أفدتم.
وإذا كان الصحابة سمعوا القراءات الشاذة من النبي صلى الله عليه وسلم تحقيقا كيف جاز لهم أن يتركوها؟؟؟
ولم نسميها شاذة والصحابة أخذوها من النبي صلى الله عليه وسلم تحقيقا؟؟؟
الأستاذ الفاضل الدكتور حسن , والأخ العزيز الدكتور عبد الحكيم , والدكتور الغالي أبا العالية:
ليس في التسميات من بأس؛ ألسنا نرى: حرف ابن مسعود وحرف أبيّ وحرف عليّ .. وغيرهم من الصحابة , وكذلك نرى: قراءة ابن مسعود وقراءة أبيّ وقراءة عليّ .. وغيرهم.
والآثار في هذه التسميات لا تُحصى كثرة , فلا مانع من تسميتها كذلك مادامت هي قراءة ذاك الصحابي عن رسول الله صل1 قطعاً لا شك في ذلك.
وكونها أُخرجت من مسمى القرآن بعد الجمع العثماني فلا يخرجها ذلك من مسمى القراءة إلى يوم الدين , وإلا فما كان تسمى قبل جمع عثمان رض1؟ ونحن نعلم تردد بعض الصحابة في ترك ما سمعوه من النبي صل1 كابن مسعود , فهل بقي يقرأ بغير كلام الله -عنده- الذي سمعه من رسول الله صل1 طيلة حياته؟
وما ذهب إليه الباحث في القراءات الشاذة ضعيف الدلالة بجنب الجمهرة الوافرة التي تدل على تساوي الإطلاق في لسان السلف.
يُضافُ إلى ذلك أن هؤلاء الذين رويَت عنهم قراءة متواترة من الصحابة هم من رويَت عنهم قراءة شاذّة , فكيف يًصَدّق فيما أسنده إلى رسول الله صل1 مما صار متواتراً , ولا يُصَدّق فيما أسنده إليه ممّا صار شاذّاً؟
والخلاصة أن تسمية الشاذّ بالقراءة لا إشكال فيه , بل هو حقيقة الأمر , وهو الأصل الذي سار عليه الأوّلون , ولم يورث ذلك قرآنيتها أو صحة الصلاة بها أو غيرها من المسائل التي تتعلق بالقرآن لا القراءة.
وأرى أن بيان معاني تلك المصطلحات في استعمال السلف لها أولى من إلغائها أو استبدالها مادامت هي المعروفة بين عامّة العلماء , ولا لبس في استعمالها مع بيان معناها وصلتها بالقرآن الكريم عند الحاجة.(/)
سؤال عن أوجه قراءة: أراكهم , الجار , جبارين في رواية ورش من طريق الأزرق
ـ[بودفلة فتحي]ــــــــ[20 Aug 2010, 06:41 ص]ـ
http://www.tafsir.net/vb/images/icons/question.gif
هل لتقليل وفتح كلّ من:
أراكهم (الأنفال43) , الجار (موضعي النساء 36) , جبارين (المائدة 22) (الشعراء130) , ذوات الهاء في رؤوس الآي بالإحدى عشرة سورة (مرساها , يخشاها , منتهاها ... )
علاقة بأوجه البدل (قصر توسط طول) كعلاقتها بذوات الوجهين في نحو (هدى ,قضى , دنيا , أحيا) في غير رؤوس الأي بالإحدى عشرة سورة؟
أم أنّ المقدم في: أراكهم , جبارين , الجار هو التقليل دون مراعاة أوجه البدل. والمقدم في ذوات الهاء الفتح دون مراعاة أوجه البدل كذلك؟
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[21 Aug 2010, 05:49 ص]ـ
أولاً: في قوله تعالى في النساء: (( ... والجار ذي القربى والجار الجنب ... )).
اجتمع في هذه الآية لين مهموز ((شيئاً))، ويائي ((القربى))، و ((الجار))، وفيها لورش من طريق الأزرق ثلاثة مذاهب:
المذهب الأول: أربعة أوجه كالتالي:
1. توسط اللين مع فتح اليائي وتقليل الجار.
2. توسط اللين مع تقليل اليائي وتقليل الجار.
3. إشباع اللين مع فتح اليائي وتقليل الجار.
4. إشباع اللين مع تقليل اليائي وتقليل الجار.
المذهب الثاني: ثمانية أوجه، وهي كالتالي:
1. توسط اللين مع فتح اليائي وفتح الجار.
2. توسط اللين مع فتح اليائي وتقليل الجار.
3. توسط اللين مع تقليل اليائي وفتح الجار.
4. توسط اللين مع تقليل اليائي وتقليل الجار.
5. إشباع اللين مع فتح اليائي وفتح الجار.
6. إشباع اللين مع فتح اليائي وتقليل الجار.
7. إشباع اللين مع مع تقليل اليائي وفتح الجار.
8. إشباع اللين مع تقليل اليائي وتقليل الجار.
المذهب الثالث: ستة أوجه، وهي كالتالي:
1. توسط اللين مع فتح اليائي وفتح الجار.
2. توسط اللين مع فتح اليائي وتقليل الجار.
3. توسط اللين مع تقليل اليائي وتقليل الجار.
4. إشباع اللين مع فتح اليائي وفتح الجار.
5. إشباع اللين مع فتح اليائي وتقليل الجار.
6. إشباع اللين مع تقلي اليائي وفتح الجار.
وأشهر المذاهب الثاني، وعليه العمل عند أكثر القراء، وليس في الآية بدل، فلا داعي للتحرير عليه.
ـ[بودفلة فتحي]ــــــــ[21 Aug 2010, 06:36 ص]ـ
أولا: ما فهمته من كلام الأستاذ أنّه لا يجوز على المذهب الأوّل في (الجار) إلاّ التقليل وعلى المذهب الثاني التقليل والفتح مع تقديم الفتح (لأنّ الأستاذ بدأ به تحرير الأوجه الجائزة) و جميع الأوجه الممكنة في حالة الجمع بين اللين المهموز واليائي والجار ممكنة وهي ستة على المذهب الأوّل وثمانية على المذهب الثاني , أمّا على المذهب الثالث فيجوز في الجار الوجهان ولكن يتعيّن تقليلها مع تقليل ذوات الياء ويمتنع فتحها ولهذا لا يجوز في حالة تحرير أوجهها مع اللين المهموز واليائي إلاّ ستّة أوجه بحيث امتنع وجهان: توسط اللين وتقليل اليائي مع فتح الجار وطول اللين وتقليل اليائي مع فتح الجار.
ثانيا: مع التوسط في البدل لا يجوز في اليائي إلاّ التقليل سواء كانا في آية واحدة أو مختلفة إذا اتّحدت القراءة ولم تقطع بأجنبي يوجب إعادة الاستعاذة ... هذا ما تعلمناه ... فهل هو صحيح؟ وهل ينطبق ذلك على (الجار)؟ جزاكم الله خيرا
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[21 Aug 2010, 08:43 م]ـ
الراجح عدم امتناع أي من الوجوه في الجار مع البدل.(/)
قراءة (تتلظى) في الصلاة؟
ـ[أبو العالية]ــــــــ[20 Aug 2010, 10:33 م]ـ
الحمد لله، وبعد.
أورد البخاري رح1 في كتاب التفسير في سورة الليل بين يديها قال:
وَقرأ عُبَيدُ بنُ عُمَيرٍ: (تَتَلَظَّى).
قال مقيده غفر الله له:قوله: «تتلظى» هي قراءة شاذة. ولا تُحمل على التفسير؛ لأنَّ عُبَيداً كان يقرأها في صلاته، كما ذكره الفرَّاء عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار قال: فاتت عبيد بن عمير ركعةٌ من المغرب، فقام يقضيها فسمعته يقرأ: «فأنذرتكم ناراً تتلظى». «معاني القرآن» 3/ 271.
وهذا يعود فهمه ومعرفته في مسألة التاءات عند القراء، فما يقول أهل الفضل من أهل القراءات؟
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[20 Aug 2010, 11:52 م]ـ
أورد البخاري رح1 في كتاب التفسير في سورة الليل بين يديها قال:
وَقرأ عُبَيدُ بنُ عُمَيرٍ: (تَتَلَظَّى).
قال مقيده غفر الله له:قوله: «تتلظى» هي قراءة شاذة. ولا تُحمل على التفسير؛ لأنَّ عُبَيداً كان يقرأها في صلاته ...
في الحقيقة لا يوجد وصف دقيق لقراءة عبيد بن عمير في المصادر، فالرسم يحتمل الإظهار والإدغام، ومن منطلق حمل كلام العلماء وأفعالهم على أحسن المحامل، يمكن أن يقال: إن عبيد بن عمير لم يخالف القراءة المتواترة، فيحتمل أنه قرأ بتاءين ولكن بالإدغام حال الوصل كرواية البزي، وقد أورد الحافظ ابن حجر في الفتح هذا الاحتمال فقال: (وقد قيل إن عبيد بن عمير قرأها بالإدغام في الوصل لا في الابتداء وهي قراءة البزي من طريق ابن كثير).
فائدة: الأثر المذكور صححه الحافظ ابن حجر في الفتح، وعبيد بن عمير من كبار التابعين ومن مشاهير القراء، وقد ولد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وله ترجمة في غاية النهاية.
ولكن (على تقدير أنه قرأ بتاءين مظهرتين) يبعد أن يقال إنه قرأها قبل الجمع العثماني؛ لأن الراوي عنه وهو عمرو بن دينار ولد سنة (45هـ)، أي أنه حكى عن عبيد بن عمير بعد الجمع العثماني، بتعبير آخر: بعدما تميزت القراءات المتواترة من القراءات الشاذة.
فلا يبقى إلا أن نرجع إلى الاحتمال الأول وهو أن قراءته وافقت رواية البزي، أي أن قراءته لا تعتبر شاذة، والله أعلم.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[21 Aug 2010, 08:45 م]ـ
كلام جميل، وتحليل جيد من الأستاذ الفاضل أبي عمار وفقه الله.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[21 Aug 2010, 11:51 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
جزاكم الله خيراً
ولكن يا أبا عمار لا يخفى على شريف علمكم أن البزي لا يقرأها بتاءين وإنما مشددة وصلاً، وإن كان أصل التشديد تاءين
وقارن في النشر 2/ 232 وما بعدها فصل الخلاف في تشديد التاء، جزاك الله خيراً
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[22 Aug 2010, 04:17 ص]ـ
ما رأيكم أن نفرد موضوعاً نناقش فيه مسألة القراءات الشاذة، ونتدارس أمثلتها، وكل يدلي بدلوه في تخريجها والحكم عليها.
أرى في ذلك نفعاً كبيراً، مع مراعاة كون ذلك بعد رمضان حتى يخلو الجو للمناقشة العلمية المركزة، والله الموفق.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[24 Aug 2010, 01:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
هذا أمر جليل القدر عظيم الخطر، أرى أنه يحتاج إلى مؤتمر علمي يجمع أكبر قدر ممكن من المتخصصين في تاريخ القرآن الكريم والقراءات القرآنية دون أن يستثنى أحد يريد المشاركة.
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[24 Aug 2010, 03:27 ص]ـ
ولكن يا أبا عمار لا يخفى على شريف علمكم أن البزي لا يقرأها بتاءين وإنما مشددة وصلاً، وإن كان أصل التشديد تاءين
بارك الله فيكم أبا العالية.
صحيح أن البزي لا يقرأ بتاءين بمعنى تاءين مظهرتين، ولكنه يقرأ بتاءين أدغم إحداهما في الأخرى.
وليس التشديد هو الذي دلنا على أنهما تاءان، بل الأفعال التي قرأها البزي بالتشديد أصلها تاءان حتى على قراءة الباقين إلا أنهم حذفوا التاء الثانية، ولذلك نجد من علماء القراءات من يقول: إن الباقين قرؤوا بالتخفيف مع حذف التاء الثانية، للإشارة إلى أن أصلها تاءان.
إذاً هذه الكلمات ليست كأية كلمات أخرى مشددة، إذ ليس كل حرف مشدد أصله حرفان منفصلان كما نبّه على ذلك الإمام ابن الجزري في كتاب التمهيد، ويحسن الرجوع إليه، بينما ذكر العلماء أن هذه الكلمات أصلها تاءان، فالبزي قرأ بالإدغام، والباقون قرؤوا بحذف التاء الثانية.
قال الإمام مكي في التبصرة: (واختلفوا في تشديد التاء التي في أوائل الأفعال المستقبلة وتخفيفها، وذلك إذا كان الأصل تاءين ... ).
فرواية البزي إنما هي محاولة للوصول إلى الأصل، أي محاولة للقراءة بتاءين، إلا أنه لم يقرأ بإظهارهما حتى لا يخالف الرسم؛ لأن الكلمات مرسومة بتاء واحدة، فلجأ إلى الإدغام فأدغم التاء الأولى في الأخرى، وعلى ذلك يمكننا أن نقول عن رواية البزي: إنه قرأ بتاءين أدغم إحداهما في الأخرى.
قال الإمام مكي معللاً رواية البزي كما في الكشف (1/ 314) تحقيق د. محي الدين رمضان: (وعلته في ذلك: أنه حاول الأصل؛ لأن الأصل في جميعها تاءان، فلم يحسن له أن يظهرهما فيخالف الخط؛ إذ ليس في الخط إلا تاء واحدة، فلما حاول الأصل وامتنع عليه الإظهار، أدغم إحدى التاءين في الأخرى، وحسُن له ذلك ... ).
ولكن يرد على هذا تساؤل وهو: إذا كان البزي يحاول الأصل مع كون الإظهار ممتنعاً لمراعاة الرسم، فلم لم يحاول ذلك في حالة الابتداء؟.
فالجواب هو ما قاله الإمام مكي في بقية كلامه في الكشف: (ولم يمكنه إدغام في الابتداء؛ لأنه لا يبتدأ بمدغم، لأن أوله ساكن، والساكن لا يبتدأ به، فكان يلزمه إدخال ألف وصل للابتداء فيتغير الكلام ويزيد في الخط ما ليس فيه، فرجع إلى التخفيف في الابتداء ضرورةً ... ).
والخلاصة: أن عبيد بن عمير يحتمل أن يكون قرأ (تتلظى) كما ذكر ابن حجر والعيني بإدغام إحدى التاءين في الأخرى حال الوصل كما قرأ البزي، وجزم بذلك أيضاً الإمام ابن عطية في تفسيره.
وهذا كله احتمال واجتهاد، أسأل الله أن يلهمنا جميعاً الصواب، والله تعالى أعلم.(/)
صحة نسبة (شرح الدرة المضية) المطبوع إلى الإمام النويري
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[21 Aug 2010, 04:50 ص]ـ
كنت قرأت قبل فترة ما كتبه فضيلة الشيخ الدكتور حاتم الشريف عن صحة نسبة (شرح الدرة المضية) إلى الإمام النويري، فقال في رسالته اللطيفة "العنوان الصحيح للكتاب" ص (91) طبعة دار عالم الفوائد: (شرح الدرة المضية في القراءات، لمحمد بن محمد النويري: طبع هذا الكتاب بهذا الاسم، ومنسوباً للنويري (1)، والصواب أنه (عقد الدرر المضية في شرح القراءات الثلاث المروية) وأن مؤلفه هو شمس الدين محمد السمرقندي الشهير بحافظ جَرَاغ، ومعناها السراج بالفارسية، بذلك سماه مؤلفه، كما في نسخة من الكتاب، بمكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة على ساكنها الصلاة والسلام، برقم (31/ 223)، وهي نسخة كتبت في زمن المؤلف).
وهذه المعلومة مما أفاده بها الشيخ المحقق علي العمران، وأوردها الشيخ حاتم في كتابه مقراً لها، فهل تعرض أحد من الباحثين لهذه القضية؟. الرجاء من أهل الاختصاص إبداء آرائهم في هذا الموضوع، وجزاكم الله خيراً.
ــــــــــــــــــــ
(1) جاء في الهامش: شرح الدرة المضية للنويري، بتحقيق عبد الرافع بن رضوان الشرقاوي.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[21 Aug 2010, 05:51 ص]ـ
ربما يكون الخطأ بالنسبة لإحدى النسخ الخطية، أما أن يكون الكتاب أصلاً لغير النويري فغريب!(/)
أعيان القراء من كتاب سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر لمحمد خليل المرادي رحمه الله
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[21 Aug 2010, 05:49 م]ـ
أعيان القراء من كتاب سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر لمحمد خليل المرادي رحمه الله وبعض ما يتعلق بعلوم القرآن
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده. وأصلي وأسلم على من لا نبي بعده. وعلى آله وصحابته ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وأشهد أن لا إله إلا الله. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
كتاب "سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر" لمحمد خليل المرادي رحمه الله، وسماه أيضا كما (1/ 8) "أخبار الأعصار في أخيار الأمصار"، هو في تراجم أعلام القرن الثاني عشر، أي الذين توفوا ما بين سنتي 1101هـ و1200هـ (الموافق لـ 1689م-1785م) أصدرته دار صادر بيروت سنة 1422 - 2001 بتحقيق أكرم حسن العلبي، رتبه مؤلفه على حروف المعجم ابتداء من الهمزة إلى الياء، وفيه فوائد كثيرة، وقد اخترت من تلك الفوائد ما يتعلق بعلم القراءات والقراء وبعض علوم القرآن، وكنت أود أن أستخرج كذلك كل ما يتعلق بعلم التفسير ولكن الفكرة تأخرت مني حتى مشيت شوطا في الكتاب ولم أنشط لإعادة النظر في الكتاب من أوله والله يهديني ويوفقني ويسددني وجميع أهل هذا الملتقى.
وقسمته قسمين: فأبدأ أولا بذكر القراء وترجمتهم من الكتاب، وأرتبهم على الوفيات، وأرتب الترجمة بذكر سنة الوفاة، ورقم المجلد والصفحة من الكتاب، ثم ألخص الترجمة منه.
ثم أذكر -ثانيا- بعد ذلك بعض ما يتعلق بعلوم القرآن مما استفدته عند مطالعة الكتاب.
وأنبه أن الكتاب موجود في برنامج الشاملة، وفيه أغلاط كثيرة، فلا بد من المقابلة مع المطبوع لتفادي الأخطاء.
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[21 Aug 2010, 05:50 م]ـ
أولا: أعلام القراء
1 - [1107] (4/ 44 و143): (محمد البَقَريّ الشافعي): محمد بن إسمعيل الملقب بشمس الدين الضرير الأزهري البَقَري المصري الشافعي، شيخ القراء بالجامع الأزهر، الإمام العلامة الفقيه المقرئ، قرأ عليه القرآن بالروايات من لا يحصى عددهم، منهم المرحوم شيخ الإسلام أبو المواهب الدمشقي مفتي الحنابلة بها وغيره، وعمّر كثيراً واشتهر أنه جاوز مائة عام، وكان ملازماً للإقراء والتدريس بالجامع الأزهر، وألف مؤلفات جمة كان يمليها على الطلبة ومات بمصر سنة سبع ومائة وألف، وصلى عليه بدمشق صلاة الغائب رحمه الله تعالى.
2 - [1114] (1/ 194 - 195): (أحمد السبحان): أحمد بن علي الشهير بابن السبحان الحنبلي البعلي مفتي الحنابلة ببعلبك الشيخ العالم الفقيه الفرضي النحوي الكامل الصالح العالم العلامة الواصل الإمام المقرئ الناسك الناجح الدّيِّن الإمام. قدم دمشق وقطن بها مجاوراً في المدرسة العمرية بصالحية دمشق وقرأ العربية والفرائض والحساب وتفوق بالفقه وكانت وفاته في يوم الخميس آخر جمادي الثاني سنة أربع عشرة ومائة وألف ودفن ببعلبك.
3 - [1114]: (4/ 64 - 65): (محمد التاجي): محمد بن عبد الرحمن بن تاج الدين المعروف بالتاجي، الحنفي البعلي، صاحب الفتاوي المعروفة بالتاجية، خاتمة العلماء الأعلام وعمدة المحققين العظام، كان عالماً محققاً فقيهاً نحريراً فاضلاً، فريد وقته في العلوم معقولها ومنقولها. ولد في سنة اثنتين وسبعين وألف، وأخذ في ابتداء شبابه على والده وعلى الشيخ إبراهيم الفتال لازمه كثيراً، وقرأ عليه وحضره في التفسير، وكان يرجحه على أقرانه، شديد الاعتناء والحرص على إفادته وقرأ واستجاز، وأخذ عن جماعة، وقرأ على الشيخ أبي المواهب الحنبلي الدمشقي شرح الشاطبية وجمع عليه من طريق السبعة، وشرح كشف الغوامض وحضر دروسه في الفقه والتفسير والحديث والأصول وأجازه، توفي مقتولا سنة أربع عشرة ومائة وألف، رحمه الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - [1116] (2/ 264): (عامر المصري): عامر الشافعي المصري الضرير، نزيل حلب، الشيخ المقرئ الفاضل الماهر المتقن الأستاذ. ولد في حدود الثلاثين وألف، وأخذ بمصر وجوه القراءات عن شيوخ الحافظ البقري المشهور وعنه، وقدم حلب قبل المائة وألف من السنين ونزل بالمدرسة الحلاوية، وأخذ عنه قراء وقته كالشيخ يوسف الشراباتي والشيخ إبراهيم السبعي المحبي، وخلائق، وانتفع به الناس وكان دمث الأخلاق. أخبر تلميذه الفاضل المتقن الشيخ عمر إمام جامع الرضائية، أنه قرأ عليه القرآن قبل وفاته بشهور قلائل، قال: كان لي أخوان يقرآن عليه فأخذني أحدهما يوماً معه وكنت في سن الثمان سنين فرأيت شيخاً كبير السن فلما قبلت يده قال لأخي هذا صغير، كَم سِنُّهُ؟ فقال له: ثماني سنين، فضجر، وقال لأخي: خذه إلى المكتب، فقال له أخي: إنه ختم القرآن ونريد أن تشرفه تبركاً بالقراءات، فقرأت حصة من سورة البقرة، فأعجبته قراءتي، وقال لأخي: دعه عندي يخدمني: إن شاء الله تعالى ينتفع بالقرآن: فأقمت عنده غالب الأوقات إلى أن مرض وكنت وصلت إلى سورة إبراهيم عليه السلام، وكانت وفاته في سنة ست عشرة ومائة وألف ودفن بمقبرة العبارة خارج باب الفرج رحمه الله تعالى.
5 - [1117] (4/ 131): (محمد الدمياطي): محمد بن سلامة بن عبد الجواد بن العارف بالله الشيخ نور ساكن الصخرية من أعمال فارسكور الصخري الدمياطي المقرئ الشافعي الصوفي، المعروف بأبي السعود ابن أبي النور، كان ممن جمع بين حالي أهل الباطن والظاهر، ولد بدمياط ونشأ بها وأخذ عن فضلائها، فتفقه، ثم رحل إلى القاهرة فلازم الضياء سلطان المزاحي، وأخذ عنه القراءات للسبع وللعشر، وتفقه عليه، وأخذ عنه جملة من الفنون، وأخذ العربية عن الشيخ ياسين الحمصي نزيل القاهرة، وعن غيرهم، وغزر فضله واشتهر نبله، وألف في القراءات وغيرها، وكانت وفاته سنة سبع عشرة ومائة وألف رحمه الله.
6 - [1120] (3/ 183): (عثمان بن حمودة): عثمان بن حمودة الرحبي ثم الدمشقي الشافعي، إمام السادة الشافعية بمحراب المقصورة، الشيخ الفقيه الصالح العالم الكامل، طلب العلم على كبر واشتغل على جماعة منهم الشيخ حسن المنير وبالحديث والقراءات على شيخنا الشيخ محمد أبي المواهب، وبرع في الفقه ودرس بالجامع الأموي، ودرس بين العشائين في الجامع الصغير، وكان صالحاً متعبداً قانعاً عفيفاً. ولم يزل صاحب الترجمة مكباً على الاشتغال بالعلم معتكفاً على التدريس والإفادة إلى أن توفي في شهر ربيع الثاني سنة عشرين ومائة وألف رحمه الله تعالى.
7 - [1126] (1/ 79 - 81): (أبو المواهب الحنبلي): أبو المواهب بن عبد الباقي بن عبد الباقي بن عبد القادر بن عبد الباقي بن إبراهيم بن عمر بن محمد الحنبلي البعلي الدمشقي، الشهير جده بابن البدر ثم بابن فقيه فصة، مفتي الحنابلة بدمشق، الوالي الخاشع التقي النوراني، شيخ القراء والمحدثين، فريد العصر وواحد الدهر، كان إماماً عاملاً حجة حبراً خاشعاً محدثاً ناسكاً تقياً فاضلاً علامة فقيهاً محرراً ورعاً زاهداً، آية من آيات الله سبحانه وتعالى، صالحاً عابداً، غواصا في العلوم، بحراً لا يدرك غوره. ولد بدمشق في رجب سنة أربع وأربعين وألف ونشأ بها في صيانة ورفاهية وطواعية في كنف والده، وقرأ القرآن العظيم وحفظه وجود على والده ختمة للسبع من طريق الشاطبية وختمه للعشر من طريق الطيبه والدرة وقرأ عليه الشاطبية مع مطالعة شروحها. وأخذ العلم عن جماعة كثيرين من دمشق ومصر والحرمين وأفرد لهم ثبتاً ذكر تراجمهم فيه .. ، وأجازه الشيخ محمد بن سليمان المغربي والشيخ يحيى الشاوي الجزائري المالكي المغربي، ومات أبوه في غيبته بمصر ثم عاد إلى دمشق وجلس للتدريس مكان والده في محراب الشافعية بين العشائين وبكرة النهار لإقراء الدروس الخاصة فقرأ بين العشائين الصحيحين والجامعين الكبير والصغير للسيوطي والشفا ورياض الصالحين للنووي وتهذيب الأخلاق لابن مسكويه وإتحاف البرره بمناقب العشرة للمحب الطبري وغيرها من كتب الحديث والوعظ. وأخذ عنه الحديث والقرآت والفرائض والفقه ومصطلح الحديث والنحو والمعاني والبيان أمم لا يحصون عدداً، وانتفع الناس به طبقة بعد طبقة، وألحق الأحفاد بالأجداد، ولم ير مثله جلداً على الطاعة مثابراً عليها، وله من التآليف رسالة تتعلق بقوله تعالى مالك لا تأمنا على
(يُتْبَعُ)
(/)