يقول ابن الجزري – رحمه الله:– فى تعليقه على هذا الكلام: (هذا إدغام ناقص فهو بمنزلة حرف الإطباق (أحطت) والدليل وجود التشديد إذ التشديد يمنع الإخفاء والإدغام عند من أذهب الغنة كامل أ. هـ النشر في القراءات العشر
2 ــ إذا وقع حرف الإدغام بعد النون الساكنة في كلمة واحدة وجب الإظهار ويسمي إظهارا مطلقا: لعدم تقيده بحلقي أو شفوي أو قمري وذلك في أربعة ألفاظ في القران الكريم (دنيا – بنيان – قنوان – صنوان)
تذكرة: معني قنوان: عذوق النخل والعذق عنقود النخل , صنوان: نخلتان أو نخلات يكون أصلها واحد ويقال عم الرجل صنو أبيه.
وعلة الإظهار هنا
لئلا تلتبس بالمضاعف إذا أدغمت والمحافظة علي المعني ـــ أيضا ـــ ووضوحه توجيه مقبول.
المضاعف: ما تكرر أحد أصوله فمثلا (صوان) غير (صنوان) فإذا أدغمتا النون في (صنوان) صارت (صوان) فتختلط هذه بالكلمة التي فيها حرف مكرر مثل (صوان) فالواو هنا مكررة فمن أجل هذا اللبس منع الإدغام
يقول الشاطبى:
وعندهما للكل أظهر بكلمة ... مخافة أشباه المضعف أثقلا
وقد يسال سائل: هلا أدغمت فيها بغنة ليحصل الفرق؟
والجواب: بأنها لما كانت فارقة فرقا خفيا لم يدركه العامة فمنع الإدغام حذرا من اللبس.
توجيه بعض الكلمات القرآنية
كلمة (يس والقران) وكذلك (ن والقلم) من طريق الشاطبية الإظهار فقط وعلة ذلك يقول أبو شامة:
(وجه إظهار يس و ن أن حروف الهجاء في فواتح السور وغيرها حقها أن يوقف عليها مبينا لفظها لأنها ألفاظ مقطعة وغير منظمة ولا مركبة ولذلك بنيت ولم تعرب)) أ. هـ
مع العلم بان كلمة (يس والقران) و (ن والقلم) من طريق ذرعان عن روضة ابن المعدل
(قصر المنفصل) إدغام وليس إظهارا.
وعلة الإدغام: إتباع أصل الحكم دون النظر إلي كونها مقطعة أم مركبة.
يقول النويري:
(" يس " و" نون " الإظهار الأصل و حق حرف التهجي إن يوقف عليه لعدم التركيب فان وصل فبنيه الوقف). شرح الطيبة
أما (طسم) فحفص يقرأها بإدغام (سين في ميم) مع أنها في كلمة واحدة
والعلة في ذلك:قرب المخرج وكثرة الحروف
ويقول ابن خالويه:
(وقرأ (طسم) بإخفاء النون عند الميم وحجتهم في ذلك أن همزة الوصل قد وصلت ولم تقطع في قوله: (آلم الله) آل عمران فلما سقطت همزة الوصل وهي لا تسقط إلا في الدرج مع هذه الحروف فكذلك لا تتبين النون عند الميم) قلت: (وكلمة إخفاء تعنى عنده إدغام)
وقيل: للتخفيف والتقارب.
وقيل: مراعاة للاتصال اللفظي ليتأتى معه التخفيف بالإدغام والعبرة بالرواية.
الإدغام من غير غنة حرفان: اللام والراء
فإذا وقع حرف منهما بعد النون الساكنة أو التنوين وجب الإدغام بغير غنة.
وجه حذف الغنة
يقول ابن الجزري في ذهاب الغنة في الإدغام: (لأن حق الإدغام أن يذهب لفظ الحرف الأول) أ. هـ
و يقول الملا على: (وجه الإدغام في اللام والراء تلاصق المخرج عند الجمهور واتحادهما عند جمع ونفى الغنة مبالغة في التخفيف). أ. هـ المنح الفكرية
أمثلة: (من لدنه – من رسول)
وجه إدغام النون فى اللام والراء
يقول السخاوي: (والموجب للإدغام في اللام والراء طلب الخفة وساغ ذلك لقرب المخرج والموجب لإذهاب الغنة أن الغنة هاهنا فيها كلفة علي اللسان.
وينقلب التنوين أو النون من جنس اللام والراء قلبا محضا , وذلك حقيقة الإدغام وإظهار الغنة في العربية جائز).
وعلل السخاوي حذف الغنة في اللام والراء وقيل: إنما أذهبت الغنة هاهنا للقرب فكان الراء واللام لقربهما من التنوين والنون قد صارا كالأمثال التي ينوب بعضها عن بعض وحين بعدا من الواو والياء والميم احتيج إلي بقاء الغنة لتدل علي الحرف المدغم.أ. هـ فتح الوصيد شرح القصيد
تذييل
بعض أهل العلم – جزاهم الله خيرا – يقولون بان (من راق) مستثني من هذا الحكم لوجود السكت المانع من الإدغام.
ويخالف هذا القول السابق الشيخ محمد مكي نصر صاحب نهاية القول المفيد إذ يقول http://montada.gawthany.com/vb/images/smilies/frown.gif فإن قلت: أليس يستثنى من الإجماع المذكور قوله (من راق) فإن حفصا لا يدغم النون في الراء هنا بل يسكت على (من) ثم يقول (راق).
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: لا يستثنى لأن إدغامهما فيهما إنما يكون عند ملاقاتهما إياهما والسكتة تمنع الملاقاة وتفصل بين الحرفين فلو لم يسكت حفص لأدغم ألبته). أ. هـ نهاية القول المفيد
ويرى فريق من أهل العلم بأن السكت لم يفصل بدليل أنه ليس بنفس ويستدلون
بقول مكي كان حفص يقف على عوجا وقفة خفيفة في وصله. أي دون قطع نفس لأنه في وقفه واصل. أ. هـ أبو شامة في شرحه على الشاطيبية
سؤال
قد يسال سائل لماذا سكت حفص علي من راق وبل ران من طريق الشاطبية؟ والجواب أنك أذا قلت مراق – بران فيتوهم السامع أن الأول مبالغة (مارق) والثاني ثنية (البر). أبو شامة بتصرف
وعلة الإدغام لأنه متصل في الخط والإدغام فرع ولا كراهة فيه ولو لزم الوقف على اللام والنون ليظهر للزم في كل مدغم ويرى المهدوى ليس لقراءة حفص وجه من الاحتجاج يعتمد عليه إلا الرواية. أ. هـ أبو شامة
أنواع الإدغام من حيث الكمال والنقصان
ا – كامل 2 – ناقص
ذهب فريق من أهل العلم إلى أن الكامل: ذهاب ذات الحروف وصفته معا وعلامته وضع شدة علي المدغم فيه
والناقص: ذهاب ذات الحرف وإبقاء الصفة وهي الغنة وهي تمنع كمال التشديد (ينمو) فإذا كان هناك غنة سواء للمدغم أم للمدغم فيه فالإدغام ناقص.
يقول محمد مكي نصر: (يقول مكي في الرعاية: إنهما يدغمان في النون والميم مع إظهار الغنة في نفس الحرف الأول فيكون ذلك إدغاما غير مستكمل التشديد لبقاء الحرف غير مدغم وهو الغنة أقول: هذا رأى مكي. وقال أبو شامة وأما إدغامهما في النون والميم فهو إدغام محض لأن في كل من المدغم والمدغم فيه غنة فإذا ذهبت إحداهما يعنى غنة المدغم بالإدغام بقيت الأخرى وهذا مذهب الجمهور فالتشديد مستكمل على مذهبهم
يقول محمد مكي نصر: (مقتضى كلام الحلبى أنه متى وجدت الغنة كان الإدغام غير محض ناقص التشديد سواء قلنا إنها للمدغم أو للمدغم فيه.
ثم يقول محمد مكي نصر ومقتضى كلام الجعبرى أنه محض كامل التشديد مع الغنة حيث كانت للمدغم فيه لا للمدغم.) أ. هـ نهاية القول المفيد
وذهب فريق من أهل العلم إلي أن الكامل حروف (نرمل) والناقص (ي – و) وقالوا الغنة في (من نعمة) و (من مال) غنة المدغم فيه
وعلي هذا جري العمل في ضبط المصحف بوضع شدة فوق (نرمل) وتعريته (الواو والياء) والغنة في النون والميم غنة المدغم فيه علي هذا القول. وهو المعمول به والمشهور
يقول محمد مكي نصر: (واتفق العلماء على أن الغنة مع الواو والياء غنة المدغم ومع النون غنة المدغم فيه واختلفوا مع الميم والمحققون على أن الغنة هنا هي غنة الميم لأن النون ذهبت بالقلب. أ. هـ نهاية القول المفيد
المدغم: يعنى الحرف الأول المدغم فيه: يعنى الحرف الثاني
يقول صاحب هداية القارئ الشيخ عبد الفتاح المرصفى: (وإما إدغام النون الساكنة ولو تنوينا في النون والميم في نحو (إن تقول , يومئذ ناعمة , من ماء , مثلا ما) فمن قبيل الإدغام الكامل علي الصحيح لاستكمال التشديد فيه وذلك لسقوط المدغم ذاتا وصفة بانقلابه من جنس المدغم فيه كما هو واضح من النطق وهذا هو المعتد والمأخوذ به وعليه الجمهور.
وذهب بعضهم إلي أنه من قبيل الإدغام الناقص بحجة أن الغنة منعت كمال التشديد فيه وألحقوه بإدغام النون الساكنة والتنوين في الواو والياء مع الغنة في نقصانه. وجاء هذا في بعض شرح المقدمة الجزرية وغيرها
وجاء في كتاب المحكم في نقاط المصاحف للحافظ أبي عمرو الداني رحمه الله في باب ذكر النون الساكنة وما بعدها – أي من الحروف – في حال البيان والإدغام والإخفاء عند ذكره لنقط الإدغام ما حاصله أن النون الساكنة تدغم إدغاما صحيحا وتدخل إدخالا شديدا إذا أتي بعدها اللام والراء والنون والميم وكذلك إذا أتي بعدها الواو والياء علي مذهب من أذهب الغنة عندهما ولم يبق لها أثر مع الإدغام. وعلي مذهب من بين غنة النون عند اللام والراء والواو والياء لم تدغم النون إدغاما تاما لأنها لم تنقلب إلي لفظ هذه الحروف قلبا صحيحا ولم تدغم فيها إدغاما تاما لبقاء صوتها الذي لها من الخيشوم وهو الغنة وقال ــ رضي الله عنه ــ بنحو ذلك في باب التنوين قبل باب النون في الكتاب نفسه أهـ بمعناه كلام الداني
(يُتْبَعُ)
(/)
وجاء في شرح ضبط الخزار للعلامة المارغني ما حاصله أيضا " أن من الإدغام الكامل إدغام النون الساكنة والتنوين في أربعة أحرف وهي: " اللام والميم والنون والراء وجمعها لفظ المنظم في جملة " لم نر " وكذلك الواو والياء عند من قرأ بإدغامهما فيها بغير غنة وإن من الإدغام الناقص إدغامهما في الواو والياء بالغنة وكذلك اللام والراء عند من أدغم وأبقي الغنة. أ هـ بمعناه أيضا.
بعد هذا أصبح من الواضح تماما أن إدغام النون الساكنة والتنوين في النون والميم من الإدغام الكامل وهو الصحيح المأخوذ به عند الجمهور فتأمله والله الموفق. أ. هـ هداية القاري في تجويد كلام الباري للشيخ عبد الفتاح المرصفى رحمه الله
ملحوظة وتلحظ أنه في رسم المصحف الياء والواو لا شدة عليها لأن الإدغام هنا ناقص وفي بعض رسوم أهل المغرب يوضع شدة فوق الياء والواو
رسم علامة الإدغام في المصحف
نضع شدة على (نرمل) للإشارة إلى كمال التشديد وحروف (و ى) نجردها من التشديد إذ غنه ليس كاملا على الاختيار.
موضع الغنة فى الياء والواويقول مكي في الرعاية: (أين تكون الغنة؟ هل في الواو والياء أم ماذا؟
يقول مكي: الغنة تظهر فيما بين الحرفين ولم تدغم النون في الباء لبعد المخرج) أ. هـ
يقول صاحب التحفة:
وَالثَّانِ إِدْغَامٌ بِسِتَّةٍ أَتَتْ في يَرْمَلونَ عِنْدَهُمْ قَدْ ثَبَتَتْ
لكِنَها قِسْمانِ قِسْمٌ يُدْغَمَا فِيهِ بِغُنَّةٍ بِيَنْمو عُلِمَا
إِلا إِذا كَانَا بِكلمةٍ فَلا تُدْغَمْ كَدُنيا ثُمَّ صِنْوانٍ تَلا
والثَّانِ إِدْغَامٌ بِغَيْرِ غُنَّهْ في الَّلامِ والرَّا ثُمَّ كَرِّرَنَّهْ
الحكم الثالث (القلب)
تعريفه: لغة: التحويل
واصطلاحا: جعل أو تحويل النون الساكنة والتنوين ميما مخفاة بغنة
حرفه: الباء
والثالث الإقلاب عند الباء **** ميما بغنة مع الإخفاء
يقول سيبويه: (العرب يقلبون النون ميما في كلامهم نحو العنبر: العمبر) أ. هـ
فائدة:هل الصواب التعريف (بالإقلاب) أم (بالقلب)؟ الصواب في المسالة أن يقال حكم القلب وليس الإقلاب لأن هذا الفعل لم يرد به المصدر إقلاب بل ورد المصدر القلب وإذا قلنا حكم الانقلاب لكان ـ أيضا ـ جائزا. أ. هـ
ولكي يتحقق القلب لابد من ثلاثة أمور
1 ــ تحويل النون الساكنة أو التنوين ميما لفظا لا خطا.
2 – إخفاء هذه الميم عند الباء.
3 – إظهار الغنة مع الإخفاء.
هذا ولا فرق بين أن بورك – ومن يعتصم بالله – إلا أنه لم يختلف في إخفاء الميم المقلوبة ولا في إظهار الغنة من ذلك بخلاف الميم الساكنة.
علامة الاقلاب في المصحف
وضع " م " بعد علامة الحركة إشارة إلى قلب التنوين ميما عند الباء
م
مثاله: (من بخل)
وجه القلب
لم يحسن الإظهار لما فيه من كلفة ولم يحسن الإدغام للتباعد والغنة هنا غنة الميم لا النون لأن النون ذهبت.
وقيل: عسر الإتيان بالغنة في النون مع الإظهار ثم إطباق الشفتين لأجل الباء ولم يدغم لاختلاف المخرج وقلة التناسب
لماذا تم اختيار الميم؟ لأن الميم تتفق مع الباء في المخرج وتتفق مع النون في جميع الصفات فتم اختيار الميم لهذا.
وعلل الإمام السخاوى القلب
بأن الميم تخرج من مخرج الباء , ومع ذلك لا تدغم الميم في الباء لذهاب غنتها بالإدغام فالأولي ألا تدغم فيها النون التي ليست من مخرجها والسبب الذي امتنع له إدغام الميم موجود في النون.
والإخفاء أيضا لا يحسن كما يحسن الإظهار لأن اللفظ بالباء يمنع من إتمام الغنة فلما يحسن وجه من هذه الأوجه الثلاثة لم يبق إلا القلب.
وقد يقول قائل: لماذا لم تقلب عند الواو ميما كما قلب عند الميم وان كانت الواو من مخرج الباء لان الواو تخالف الميم في اللين والمد وتتجافي عنها الشفتان بخلاف الباء فإنها توافق الميم في لزوم الشفتين. أ.هـ فتح الوصيد
الرابع: (الإخفاء) لغة: الستر
اصطلاحا: النطق بالحرف بصفة بين الإظهار والإدغام عاريا عن التشديد مع بقاء الغنة
حروفه مجموعة في أوائل هذه الكلمات:
صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما
دم طيبا زد في تقي ضع ظالما
أمثلة الإخفاء الحقيقي:
(ينصرون ــ ولمن صبر ــــ بريح صرصر) هذا مثال حرف الصاد وقس على ذلك باقى الحروف
علامة الإدغام والإخفاء في المصحف
(يُتْبَعُ)
(/)
حكم التنوين الإتباع: علامة التنوين والحركة متتابعتين للإشارة إلى تقاربهما خطا كما تقاربا مخرجا.
ويسمي إخفاء حقيقيا: لتحقق الإخفاء فيه أكثر من غيره
سؤالقد يسال سائل لم فرقوا بين الإخفاء في الميم الساكنة والنون الساكنة فقالوا إخفاء حقيقي وهناك إخفاء شفوي؟
الجواب: أن الإخفاء في النون الساكنة يكاد يكون تاما فلا تكاد تبقي الغنة والإخفاء متحقق هنا أكثر من غيره أما الميم الساكنة يوجد تبعيض للحرف وستر لذاته فلذلك فرقوا في التسمية والله اعلم أ. هـ هداية القاري إلى تجويد كلام الباري
وجه الإخفاء
يقول مكي والعلة في إخفاء النون الساكنة والتنوين لان النون صار لها مخرجان مخرج لها ومخرج لغنتها فاتسعت في المخرج فأحاطت عند اتساعها بحروف الفم فشاركتها بالإحاطة فخفيت عندها والإخفاء إنما هو إن يخفي الحرف في نفسه لا في غيره.
والنون الساكنة والتنوين لم يقرب مخرجهما من مخرج الحروف المذكورة فيدغما ولم يبعد مخرجهما من الحروف المذكورة فيظهرا فأعطيا حكما متوسطا لأن الإخفاء حالة بين بين.
الفرق بين الإخفاء وغيره
يوضح النويري الفرق بين الإخفاء وغيره فيقول: (الإخفاء يشبه الإظهار من جهة عدم الممازجة والدخول ولهذا يقال أظهر عند كذا وأخفي عند كذا لكن يقولون أدغم في كذا. ويفارقه من جهة بقاء الغنة
والإخفاء يشبه الإدغام من جهة الغنة ويفارقه من جهتين: التشديد والقلب الخاصتين في الإدغام دون الإخفاء.
ويرى كثير من أهل العلم الفرق بين الإخفاء والإدغام أن
1 – الإخفاء لا تشديد معه بخلاف الإدغام
2 – إخفاء الحرف يكون عند غيره والإدغام في غيره
3 – الإخفاء يأتي في كلمة وكلمتين والإدغام في كلمتين
اللسان وموضعه في غنة الإخفاء
مخرج التنوين والنون الساكنة مع حروف الإخفاء من الخيشوم فقط ولا حظ لهما معهن في الفم لأنه لا عمل للسان فيها كعمله فيهما مع ما يظهران عنده أو يدغمان فيه بغنة. أ. هـ كلام ابن الجزرى وغيره
ويقول محمد مكي نصر: (ومن قال هناك عمل للسان في حالة الإخفاء فلم التخصيص بالخيشوم فقال: لأنهم نظروا للأغلب فحكموا له وإن عمل اللسان.أفاد هذا بعضهم عن العلامة الشبراملسى مع بعض زيادة أ. هـ بتصرف كبير من كتاب نهاية القول المفيد من باب مخارج الحروف (الخيشوم)
و يقول صاحب هداية القاري: (في حالة الإخفاء لا ينتقلان إلى الخيشوم ولا يستقران فى طرف اللسان بل ينطق بهما قريبين من مخرج الحرف الذي يخفيان عنده أ. هـ هداية القاري
وهذا القول تلقيناه عن مشايخنا وعليه عملنا والله أعلم وأحكم. وسيأتي زيادة بيان في بحث
(التتمة في أحكام الغنة)
ويقول ابن يالوشة: (وطريق الخلاص من ذلك تجافى اللسان قليلا عن مخرج النون وليحترز القارئ الكريم من المد عند إخفاء النون في نحو " كنتم " لكي لا يتولد حرف مد هكذا " كونتم " وكذلك النون المشددة يحترز أيضا من المد. أ. هـ شرح ابن يالوشة على الجزرية.
وقد نبه على الاحتراز من المد عند إخفاء النون في نحو " كنتم " لكي لا يتولد حرف مد هكذا " كونتم
صاحب السلسبيل الشافي فقال:
إن شددت نون وميم غنا ... وصلا ووقفا كأتمهنا
وسم حرف غنة مشددا ... واحذر لما قبلها أن تمددا
وحكم الغنة في الإخفاء الإتباع فإن جاء بعدها مفخم فخمت وإن جاء بعدها مرقق رققت.
يقول الشيخ عثمان سليمان مراد:
وفخم الغنة إن تلاها **** حروف الاستعلاء لا سواها
وليعلم القارئ الكريم أن الحروف التي تفخم الغنة عندها (ص ض ط ق ظ) وحذفنا من حروف الاستعلاء (خص ضغط قظ) لأن الخاء والغين حكم النون الإظهار عند جميع القراء إلا أبا جعفر.
مراتب الإخفاء عند كثير من أهل العلم
كلما قرب من حروف الإخفاء كان الإخفاء أزيد مما بعد عنه يعني
1 – اعلي عند الطاء والدال والتاء يعني قريبا من الإدغام
2 – ادني عند القاف والكاف يعني قريبا من الإظهار
3 ــ وسط عند باقي الحروف
مراتب الإخفاء عند الإمام السخاوى
يري الإمام السخاوي ـــ رحمه الله ـــ أن الإخفاء يكون تارة إلي الإظهار اقرب وتارة إلي الإدغام اقرب علي حسب بعد الحرف من النون والتنوين وقربه منه.
المرتبة الأولي 1 – الإدغام اقرب (الطاء – الزاي – الصاد – السين – التاء –
الدال)
المرتبة الثانية 2 – أظهر من ذلك قليلا (الظاء – الثاء)
(يُتْبَعُ)
(/)
المرتبة الثالثة 3 – أظهر من ذلك قليلا (الضاد – الذال)
المرتبة الرابعة 4 – أظهر من ذلك قليلا (الجيم – الشين)
المرتبة الخامسة 5 – أظهر من جميع ذلك (القاف – الكاف – الفاء)
ولفظ ذلك قريب بعضه من بعض.أ. هـ فتح الوصيد للسخاوى
ملحوظات على رأى السخاوى
وضع مع المرتبة الأولى حروف الصفير (ص ــ ز ـ س) لقربها
من الحروف النطعية (ط ـ ت ـ د)
لماذا لم يجعل حرف الذال في المرتبة الثانية مع إخوته (ظ ــ ث)؟ ولماذا فصل حرف الضاد الشجري عن الجيم والشين؟
ولماذا وضع الفاء في أدنى المراتب؟
على أية حال رأيه له بعض الوجاهة
فالضاد مثلا أقرب للنون من الجيم والشين فقدمت في المرتبة عليها
والفاء بعيدة ـــ أيضا ــ عن النون كبعد القاف والكاف فناسب أن تعطى نفس مرتبتهم. والله أعلى وأعلم
ولكن رأى الجمهور أوجه وهو المشهور والمعمول به.
والرابع الإخفاء عند الفاضل من الحروف واجب للفاضل
في خمسة من بعد عشر رمزها في كلم هذا البيت قد ضمنتها
صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما دم طيبا زد في تقي ضع ظالما
ويقول السمنودى ــ حفظه الله – عن أحكام النون الساكنة والتنوين
عند حروف الحلق أظهرنهما وعند يرملون أدغمنهما
من كلمتين مع غنة دون رل ون مع يس بالإظهار حل
وعند باء ميما اقلبنهما وعند باقيهن أخفينهما
وقارب الإظهار عند أولي كم قر والإدغام دوما تلو طي
ووسط صدق سما زاه ثنا ظل جليلا ضف شريفا ذا فنا
هذا وما كان من صواب فمن الله وما كان من خطأ أو نسيان فمنى ومن الشيطان والله ورسوله – صلى الله عليه وسلم – منه براء واسأل إخواني – أحسن الله إليهم – ألا ينسوني من صالح دعائهم وأن يصلحوا ما كان فيه من خطأ
وما أجمل قول الشاطبى – رحمه الله ـــ:
وليس لها إلا ذنوب وليها ... فيا طيب الأنفاس أحسن تأولا
وقل رحم الرحمن حيا وميتا **** فتى كان للإنصاف والحلم معقلا
فيا خير غفار ويا خير راحم ... ويا خير مأمول جدا وتفضلا
أقل عثرتي وانفع بها وبقصدها ... حنانيك يا الله يا رافع العلاوأسأل الله أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وأن ينفع به الإسلام والمسلمين وجزي الله خير الجزاء كل من أعان على نشر وإتمام هذا البحث آمين وصلى الله على محمد وسلم
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
راجي عفو ربه المجيد
سامح بن سالم بن عبدالحميد
ـ[نور مشرق]ــــــــ[12 May 2010, 06:32 ص]ـ
ماشاء الله بحث مفصل وواضح
جزاك الله خير الجزاء أستاذنا الفاضل
و جعله ربي في موازين حسناتك
اسال الله ان يرزقك به الفردوس الاعلى و ان يبشرك بكل خير.
ـ[سامح سالم عبد الحميد]ــــــــ[15 May 2010, 08:53 م]ـ
السلام عليكم
وجزاكم الله خيرا وأعطاكم أكثر مما سألتم لي آمين(/)
منظومة الجعبة في رواية شعبة من نظم الشيخ::: يحيى حسن::: حفظه الله
ـ[أم جويرية]ــــــــ[11 May 2010, 01:37 ص]ـ
منظومة الجعبة في رواية شعبة
من نظم الشيخ
::: يحيى حسن:::
حفظه الله
كتابة وشرحا بصوت شيخنا الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
(المقدمة)
بدأت حامدا مصليا على ... محمد واله ومن تلا
وبعد ان هذه لشعبة ... أُرْجُوزة سميتها بالجعبة
فهو أبو بكر بها يكنى ... ثم ابن عياش أباً تثنى
في خلف حفص من طريق الشاطبي ... نظمه يَحيى حَسَنْ بالأدب
أَردفته بما تزيد الطيبة ... ثم انفراده بغيرها هبة
ياربِ فارحمْ كلَ من للعلم سن ... وأخلص القصد مع الذكر الحسن
رمت اختصارا راشداً بالسورة ... او بالحروف كونها مشهورة
وأُسْكنُ القطعَ أوِ الحَرْفَ العَلِي ... أو أكتفي بضَبْطه بِقولي
فكن ذكيا وافهم الاشارة ... عبارة تنل بها المهارة
فأولاً أصوله ومااطرد ... أو ما جرى إلحاقه مما ورد
للذكر جاء اليسر في القرآن ... فابدأ باسم الواهب المنان
(باب الأصول وما اطرد من الحروف)
فهاك با بيوت فاكسر واطَّرِد ... مع العِيون والغِيوب قد ورد
ألحقْ شيوخَ غافرٍ له وصح ... ويابني اكسر عدا هود انفتح
واهمز لباب كفوءا وهزوءا ... تذّكرون اشْدُد وحرك جزءا
قل رَؤُفٌ فيه مُهانا لاتصل ... سكن يؤده نصله نؤته نول
ويتقه بكسر قافه يدي ... أمي معي أجري وبيتي وجهي
لي مع عليكم نعجة فيها ومن ... علمٍ ودينِ افتحْ عِبادِ لا وَزِن
بَعْدي اسْمُه يَنالُ عهْدِيَ وتَم ... ولا تُنَوِنْ أُفِ والقُسْطاسِ ضَم
آمنتم له وبه إئنكم ... قبل أتأتون معه فاستفهم
أن كان ذا أأعجمي أإنا ... لمغرمون حققا إن لنا
ترْجئْ ومرْجأْ عرْب لوْلؤْ موْصدةْ ... ونون معْ ياسين أدْغمْ واعْدده
أمل رمى أدرى وهار ران ... همز ورا رأى نأى قد بان
لا همز قبل ساكن وصلا طهر ... حي هجا سدى سوى ميل وقر
أعمى بالاسرا وحدها وافتح وضم ... مجرى ويا أتان فاحذفه ودم
خفف قدرنا قدره وما بها ... وجبرئل خطوات سكن واحصها
وضم را رضوان إلا واحدة ... رضوانه حرف أتى بالمائدة
وافتح وشدد كل يا مبينة ... نعما بوجهين اختلس وسكنة
أضفْ لَهُ مِنْ كُلِّ والسِلْمِ اكْسِرَنْ ... والسُّدُّ والصُّدْف اضممن والبرُّ أَنْ
ثبت قواريرا مع الرسولا ... سلاسلا ظنونا مع سبيلا
رسالة اجمع مع مكانات فهم ... مفازة الزمرِ مع مسكنهم
واخصص عشيرات بحرف التوبة ... بَيِّنَةٍ مِنْه جِمالةٌ فتي
نون ثموداً إن نصبت إلا ... ثمود بالنجم له تجلى
لا سكت واتخت مدغما وخف ... يا الميت مع سقناه يخرج وصف
مهلك بفتح الميم واللام استزد ... وسكن السين بكسفا واعتدد
إلا بحرف الروم والإسرا فتح ... وبابُ صيطرَ بصاده اتضح
وبصطة الأعراف قل غساقا ... نكرا ونذرا ضمه طباقا
يُصْلَون بالنساءِ ضم ياها ... ويُدْخلون مثلها أداها
بمريمٍ وغافرٍ مَعَ النِّسا ... قُلْ زكرياءَ بهمزٍ مُؤنسا
والله الموفق
وصلى اللهم وسلم على النبي محمد وآله وصحبه وسلم(/)
المستدرك على (السلاسل الذهبية بالأسانيد العشرية للشيخ د/ أيمن رشدي سويد) (1)
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[12 May 2010, 02:20 م]ـ
المستدرك على السلاسل الذهبية
بالأسانيد النشرية
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعد:
فإن كتاب النشر في القراءات العشر لمختصر جمع فيه المحقق ابن الجزري اختياراته للقراءات العشر من بين سيل دافق عريض تلقاه من شيوخه عن المصنفين من طرق الرواة عن الرواة عن القراء ... إلخ.
وإنما يستخف بكتاب النشر من قصر به علمه عن دراية تحرير طرق القراءات وأبطأ به تحصيله فلم يتهيّأ لتحرير القراءات نفسها، ذلكم التحرير بل السعي الكبير جهد بل جهاد تحتاجه أمة القرآن كحاجتها إلى الماء الغدق يوم يقع نفاذ وعد الله عز وجل:
ـ ? قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين ? أخر سورة الملك
ـ ? وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين ? الحجر 22
ـ ? وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون ? المؤمنون 18
ولا يخفى على ذي لب ولا على أولي الألباب أن الله لا يخلف وعده وإنما يتأخر وقوعه ونفاذه ليوافق الأجل الذي جعل الله له وهو الميعاد.
ولا يخفى على المتخصصين في علم القراءات أن كتاب النشر لابن الجزري قد تضمن ثلاث حلقات من الأسانيد هي كالتالي:
1. أسانيد ابن الجزري إلى كل كتاب من أمهات كتابه النشر، وهي أسانيد معلومة لا مرية فيها وفصّلها في كتابه النشر في باب ذكر أسانيد هذه العشر القراءات من هذه الطرق والروايات وها أنا أقدم أولا كيف روايتي للكتب التي رويت منها هذه القراءات نصا ثم أتبع ذلك بالأداء المتصل بشرطه، وبدأ بكتاب التيسير للداني وانتهى بكتاب مفردة يعقوب لأبي محمد الصعيدي، وذلك في المجلد الأول ص (58 - 98).
2. أسانيد كل كتاب من أمهات النشر إلى طرق الرواة فالرواة فالقراء، وذلك في المجلد الأول ص (99 ـ 190)، وتلك ألف طريق لثمانين طريقا عن الرواة العشرين عن القراء العشرة أي أنه اعتمد لكل قارئ روايتين ولكل راو منهما أربعة طرق أي ثمانية طرق لكل قارئ من العشرة.
3. أسانيد القراء العشر إلى الصحابة الذين رافقوا المصاحف العثمانية ولقد أجملت هذه الحلقة الذهبية إجمالا في جميع أمهات النشر كما في النشر أيضا ولو أنهم تمسكوا به لما جاوزت الروايات عدد المصاحف العثمانية.
وإنما اعتمد ابن الجزري على أصول كتابه النشر أي أمهاته التالية:
1. إرادة الطالب لسبط الخياط البغدادي ت 541 هـ
2. الإرشاد للقلانسي الواسطي ت 521هـ
3. الإرشاد لعبد المنعم بن غلبون نزيل مصر ت 389هـ
4. الإشارة لأبي نصر العراقي شيخ الهذلي
5. الإعلان لأبي القاسم الصفراوي الإسكندري ت 636هـ
6. الإقناع في القراءات السبع لابن الباذش الغرناطي ت 540هـ
7. الإيجاز لسبط الخياط
8. البستان لشيخ ابن الجزري ابن الجندي المصري ت 769هـ
9. التبصرة لمكي بن أبي طالب الأندلسي ت 437هـ
10. تبصرة المبتدي لسبط الخياط
11. التجريد لابن الفحام الإسكندري ت 510هـ
12. التذكار لابن شيطا البغدادي ت 455هـ
13. التذكرة لطاهر بن غلبون الحلبي نزيل مصر ت 399هـ
14. التكملة المفيدة لحافظ القصيدة لأبي الحسن الكتاني القيجاطي ت 723هـ
15. التلخيص لأبي معشر الطبري شيخ أهل مكة ت 478هـ
16. تلخيص العبارات لابن بليمة القيرواني ت 514هـ
17. التيسير للداني الأندلسي ت 444هـ
18. جامع البيان للداني
19. الجامع لأبي الحسين نصر الفارسي ت 461هـ
20. الجامع لأبي الحسن بن فارس الخياط البغدادي ت 450هـ
21. جمال القراء وكمال الإقراء للسخاوي المصري الدمشقي ت 643هـ
22. جمع الأصول لأبي الحسن الديواني الواسطي ت 743هـ
23. الروضة لأبي إسماعيل المعدل تلميذ ابن نفيس
24. الروضة لأبي عمر الطلمنكي الأندلسي ت 429هـ
25. الروضة لأبي علي البغدادي نزيل مصر ت 438هـ
26. روضة القرير في الخلف بين الإرشاد والتيسير للديواني الواسطي
27. السبعة لابن مجاهد البغدادي ت 324هـ
28. حرز الأماني ووجه التهاني للشاطبي الأندلسي نزيل مصر ت 590هـ
29. شروح الشاطبية: للسخاوي وأبي شامة والفاسي والجعبري وابن جبارة
والمنتجب الهمذاني
(يُتْبَعُ)
(/)
30. الشرعة لابن البارزي قاضي حماة ت 738هـ
31. الشفعة لشعلة الموصلي ت 656هـ
32. عقد اللآلي لأبي حيان الأندلسي ت 745هـ
33. العنوان لأبي الطاهر إسماعيل الأندلسي المصري ت 455هـ
34. الغاية لابن مهران الأصبهاني ت 381هـ
35. غاية الاختصار لأبي العلاء الهمداني ت 569هـ
36. القصيدة الحصرية لأبي الحسن الحصري المغربي ت 468هـ
37. الكافي لابن شريح الأندلسي ت 476هـ
38. الكامل للهذلي المغربي نزيل نيسابور ت 465هـ
39. الكفاية لسبط الخياط
40. الكفاية لأبي محمد الواسطي ت 740هـ
41. الكفاية الكبرى للقلانسي الواسطي
42. الكنز لأبي محمد الواسطي
43. المبهج لسبط الخياط
44. المستنير لابن سوار البغدادي ت 496هـ
45. المصباح لأبي الكرم البغدادي ت 550هـ
46. مفردة يعقوب للداني
47. مفردة يعقوب لابن الفحام
48. مفردة يعقوب عبد الباري الصعيدي ت بعد 650هـ
49. المفيد لأبي نصر البغدادي ت 442هـ
50. المفيد لأبي عبد الله اليمني الحضرمي ت 560هـ
51. المقاصد لأبي القاسم الخزرجي القرطبي ت 446هـ
52. المنتهى لأبي الفضل الخزاعي ت 408هـ
53. المهذب لأبي منصور الخياط جد سبط الخياط ت 499هـ
54. الموضح والمفتاح لابن خيرون العطار البغدادي ت 539هـ
55. الهادي لابن سفيان القيرواني ت 415هـ
56. الهداية للمهدوي المغربي ت بعد 430هـ
57. الوجيز لابن هرمز الأهوازي ت 446هـ
فهذه أمهات النشر رتبتها ترتيبا أبجديا وليسهل على الطلبة دراية الطرق المشرقية والمغربية وليسهل على الباحثين حفظها وضبطها والتعامل معها خلال عمليات تحرير طرق القراءات أو خلال تتبع مسائل الخلاف في كتاب النشر أو غيره أو خلال تتبع أي سلسلة من السلاسل الذهبية بالأسانيد النشرية:
قال ابن الجزري بعد ذكر أمهات كتابه النشر (1/ 98) ما نصه "فهذا ما حضرني من الكتب التي رويت منها هذه القراءات من الروايات والطرق بالنص والأداء وها أنا أذكر الأسانيد التي أدت القراءة لأصحاب هذه الكتب من الطرق المذكورة وأذكر ما وقع من الأسانيد بالطرق المذكورة بطريق الأداء فقط حسبما صح عندي من أخبار الأئمة قراءة قراءة ورواية رواية وطريقا طريقا " اهـ بلفظه.
ويعني أن ابن الجزري لم يقم بتوظيف الأركان الثلاثة وإنما نقل من النصوص من الأمهات المذكورة ما قرأ به على شيوخه بأسانيدهم إلى أصول النشر المبينة أعلاه.
ويعني أن ابن الجزري لم يأخذ من الأداء على شيوخه بأسانيدهم ما تفردوا به مما لم يجد له نصا في أمهات كتب القراءات.
ولقد أحسن ابن الجزري في تحرير النشر وطيبته من أمهات كتب القراءات التي اعتمدها أصولا أي طرقا إذ أسقط منها ما لم يجتمع فيه النص والأداء.
ويتضح منهج ابن الجزري في التحقيق وإحياء علم القراءات رغم ملاحظة اعتماده على الأداء والنص في كتب القراءات ابتداء بالسبعة لابن مجاهد ت 324 هـ وانتهاء بكتاب البستان في القراءات الثلاثة عشر لشيخه ابن الجندي ت 769 هـ.
وللباحثين المعاصرين أن يتساءلوا عن سبب اعتماده على الكتب المتأخرة ومنها المعاصرة له:
ـ البستان لشيخ ابن الجزري ابن الجندي المصري ت 769هـ
ـ عقد اللآلي لأبي حيان الأندلسي ت 745هـ
ـ جمع الأصول لأبي الحسن الديواني الواسطي ت 743هـ
ـ الكفاية لأبي محمد الواسطي ت 740هـ
ـ الشرعة لابن البارزي قاضي حماة ت 738هـ
ـ التكملة المفيدة لحافظ القصيدة لأبي الحسن الكتاني القيجاطي ت 723هـ
ـ الشفعة لشعلة الموصلي ت 656هـ
ـ مفردة يعقوب عبد الباري الصعيدي ت بعد 650هـ
ـ جمال القراء وكمال الإقراء للسخاوي المصري الدمشقي ت 643هـ
ـ الإعلان لأبي القاسم الصفراوي الإسكندري ت 636هـ
ـ شرح الشاطبية للجعبري ت 732هـ
ـ شرح الشاطبية لابن جبارة ت 728هـ
ـ شرح الشاطبية للسخاوي ت 643هـ
ـ شرح الشاطبية لأبي شامة ت 665هـ
ـ شرح الشاطبية للمنتجب الهمذاني ت 643هـ
ـ شرح الشاطبية للفاسي ت 656هـ
وكان حريا بابن الجزري تأليف النشر من الأداء الذي تلقاه من شيوخه عن شيوخهم إلى الطبقات والمصنفين من أئمة القراءات قبل ابن مجاهد، لأن جميع من جاءوا بعد ابن مجاهد ومنهم ابن الجزري نفسه ساروا على نهجه ولم يتجاوزوا مدرسته ومنهجه في جمع قراءات القراء السبعة.
ولو تتبع ابن الجزري إسناد كل حرف من أحرف الخلاف عن القراء السبعة والثلاثة والأربعة الزائدة وغيرهم وعن رواتهم إلى التابعين والصحابة لأصلح آخر الأمة بما صلح به أولها ولكان الجرح قد التأم يومئذ بما أصابه من الدواء الشافي الذي لا يبقي ولا يذر من القياس واللهجات التي تنوء بها الأمة وتحجز الأعاجم بلهجات عربية انقرض أهلها الذين عاصروا تنزل القرآن بجيل التابعين عن التفرغ للاستفادة من القرآن بتدبره لاستنباط ما فيه من الهداية بدراية مدلول الكتاب والإيمان.
يتواصل
طالب العلم
الحسن بن ماديك(/)
وافر الشكر لمنظمي الملتقى الدولي الثاني للقراءات والإعجاز
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[12 May 2010, 09:44 م]ـ
بعد أن تمّ - بحمد الله تعالى - عقد الملتقى الدولي الثاني للقراءات والإعجاز، والذي قام بتنظيمه مجموعة البحث في الدراسات القرآنية، شعبة الدراسات الإسلامية، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة شعيب الدكالي، الجديدة، المغرب، يطيب لي أن أتوجه إلى الإخوة الأفاضل منظمي الملتقى بوافر الشكر على جهودهم الكريمة بدءاً من الفكرة إلى التنفيذ والمتابعة، وقد شهدنا بأعيننا مقدار الجهد الكبير المبذول في محاولة التنظيم والإشراف مع محدودية الإمكانيات، إلا أن الهمم العالية لا تقف مثل هذه العوائق في طريقها.
وكان عقد الملتقى فرصة طيبة لالتقاء الباحثين المشاركين وتعارفهم والتباحث في المسائل الدقيقة، وتبادل الفوائد القيمة، وهذا من أعظم ثمرات الملتقيات.
وكان لي من خلال المشاركة في الملتقى عدة وقفات وفوائد رأيت أن أذكرها لما أشعر من الفائدة في ذلك:
* كان عدد من منظمي الملتقى لا يكادون يجلسون أو يهدؤون - يهدأون (يجوز الوجهان) - وبذلوا جهدا كبيرا في المتابعة والتنسيق وكان الإرهاق باديا عليهم بسبب مواصلة العمل، فجزاهم الله تعالى كل الخير وبارك في جهودهم الكريمة.
* ترافقت في السفر مع الأخوين الفاضلين د. الجيلي بلال - من جامعة الإمارات- ود. أحمد القضاة -من كلية الدراسات الإسلامية والعربية - ورأيت من نبل أخلاقهما وطيب صفاتهما وحرصهما على الوقت وقضائه بالذكر ما يغبطان عليه، وهذا من فوائد السفر.
* كان الملتقى فرصة طيبة للتعرف على عدد كبير من الأفاضل الكرام من المشاركين أو من الضيوف، وأجدني في غنى عن سرد الأسماء لورودها في برنامج الملتقى، ولئلا أنسى أحدها فأسيء من حيث لا أقصد.
* كان الإرهاق المرافق الدائم للمشاركين، فلا وقت للراحة ولالتقاط الأنفاس، ونحن الثلاثة وصلنا موقع الملتقى بعد طيران نحو 10 ساعات انتقلنا منها مباشرة إلى الملتقى وبقينا إلى الساعة الثانية صباحا، ونمنا نوما قليلاً متقطعاًا، لنبدأ في صباح اليوم التالي الجلسات من التاسعة وهكذا، وكان هذا الإرهاق يؤدي بالبعض إلى النوم أثناء الجلسات.
* كانت معظم الجلسات تتأخر عن موعد البدء المقرر لها، مما يؤدي إلى تأخر موعد انتهائها والتأثير على ما بعدها، مما أدى إلى إلغاء الحوار والنقاش في عدد من الجلسات، مع أهميته ودوره الكبير في إثراء البحوث.
* حرص منظمو الملتقى على الانتفاع من المشاركين بإلقاء دروس في مساجد مدينة الجديدة وكان لهذا الفعل أثر طيب في أهل المدينة وكان الحديث عن الملتقى موضوعا رئيسا في خطبة الجمعة في المساجد، وكان لي نصيب بإلقاء أحد الدروس في مسجد القدس وسرني الحضور الكثيف والحرص على المتابعة والاستماع بإنصات واهتمام.
* يلحظ من يركب القطار أو السيارة من وإلى المطار - يبعد عن الجديدة نحو 100 كلم - كثرة الأراضي الزراعية حيث تمتد سهول واسعة زرعت بأصناف عديدة من الخضروات والأشجار وغيرها.
* كنا نتمنى من الجهة المنظمة للملتقى أن نجد البحوث المشاركة مطبوعة أو مهيأة على (سي دي= قرص صلب) أو (فلاش ميموري= أنبوب تخزين المعلومات) وأن يتم تكليف شخص أو لجنة بمهمة متابعة وصول الضيوف ومغادرتهم لتلافي بعض ما حصل من تداخلات أو إشكالات يسيرة في هذا الجانب.
* حصل في الجلسات وبينها كثير من المواقف المؤثرة واللطيفة، منها:
_ حين التقيت الأخ الفاضل الذي كان من المقرر أن يأتي إلى المطار لاستقبالنا بدا لي أن أسأله عن سبب التأخر، فسارع إلى الاعتذار بألفاظ رقيقة جدا، تجعل العازم على العتاب عاجزا عنه.
- في إحدى الجلسات كان أحد كبار العلماء من أهل المغرب يتحدث في موضوع الرسم والقراءات، وحاوره أحد الفضلاء المشاركين من الضيوف في مسألة ما، وبعد مداخلتين من الضيف أسكته المتحدث بعبارة قاسية فوجئنا بها، وكنت أجلس بجوار الضيف فهمس في أذني: أترى الإرهاب الفكري، لولا أننا ضيوف، ولولا سنه ومنزلته لكان لي معه شأن، وبقينا أنا وجاري واجمين إلى نهاية الجلسة وتدور في نفسي أفكار عديدة عن هذا الموقف، وفوجئنا في نهاية الجلسة بالمتحدث يدنو من الضيف يطلب منه السماح على ما بدر ويقبل رأسه ويده في موقف مؤثر جدا للضيف ولمن يشاهد، وكانت لفتة لطيفة جدا من المتحدث أزال بها آثار مقولته تلك.
- حصل خلال الجلسات وبينها عدة جلسات علمية مفيدة جدا تم فيها التدارس والتباحث في كثير من المسائل ذات الاهتمام المشترك.
أكرر الشكر للقائمين على الملتقى وأدعو الله تعالى أن يثيبهم خير الجزاء على جهودهم الطيبة، وهم فعلاً كما قال لهم الحسن بن ماديك لما طلب الكلمة في الحفل الختامي ليتحدث - وظننت أنه سيطيل الخطاب - (أنتم أكثر من طيبين) وإنهم لكذلك، ويكفيهم فضل الإعداد والمتابعة لهذا الملتقى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد القضاة]ــــــــ[01 Jun 2010, 09:44 م]ـ
بوركت يا (أبا منير)
فقد سعدنا بصحبتكم ورفقتكم الطيبة التي خففت كثيراً من متاعب السفر
وكان التلاقي والتعارف مع ثلةٍ طيبة من أهل العلم والفضل الذين وفدوا إلى الملتقى من مختلف النواحي، ثمرةً
من أطيب ثمرات الملتقى، على أن جميع ثمراته طيبة.
ومن ذاق عرف
بوركت وجزيت خير الجزاء.(/)
كشف الأسرار في رسم مصاحف الأمصار المطبوع بتحقيق الدكتور الضامن ليس لشمس الدين السمرقندي،
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[13 May 2010, 01:58 م]ـ
أولاً: لم أقف على الكتاب كاملاً بتحقيق أستاذنا الدكتور/ الضامن، وإنما وقفت على البحث المنشور في مجلد المورد العراقية المجلد الخامس عشر، العدد الرابع سنة 1407 هـ/1986 م، بعنوان: كشف الأسرار في رسم مصاحف الأمصار للسمرقندي – الدكتور/ حاتم صالح الضامن، ص 413 وما بعدها، وفيه ذكر فضيلته بعض المصنفين في هذا العلم، ثم ترجم لشمس الدين السمرقندي، ثم ذكر الأبواب التي قسم المؤلف كتابه عليها، ثم ذكر أنه حقق بابين من هذه الأبواب الخمسة والعشرين، وهما الباب الأول والثاني والعشرين على ثلاث نسخ خطية، وهي:
1 - نسخة محفوظة في مكتبة أوقاف الموصل (مدرسة الحجيات)، رقم: (3/ 22/ 1)، في (22) ورقة، ضمن مجموع، من ورقة (192 أ – 204 أ)، نسخت في سنة (788 هـ)، عن نسخة بخط المؤلف.
2 - نسخة محفوظة في مكتبة الأوقاف العامة بـ (بغداد)، رقم: (1/ 2405)، في (28) ورقة.
3 - نسخة محفوظة في مكتبة جامعة الملك سعود (جامعة الرياض سابقاً)، رقم: (2484/ 3 م)، في (14) ورقة، ضمن مجموع، من ورقة (100 – 113). وهي لدي، ومن العجيب أنها نسبت للشيرازي، كما جاء على صفحة عنوان المجموع هكذا: " كتاب الرسم للشيرازي "
وقد وقفت على ثلاث نسخ أخرى، وهي:
1 - محفوظة في المكتبة المركزية للعتبة الرضوية في مدينة (مشهد)، تحت رقم: (3061) تجويد وقراءات، ضمن مجموع، من ورقة (17 ب – 34 ب)، مسطرتها: (15) سطراً، مقاس: (21 × 15.5 سم)، كتبها بخط نسخ عربي/ صالح بن فالح الحميداني في (المدرسة الدينية) بـ (الحلة) سنة (914 هـ).
فهرس مخطوطات المكتبة المركزية للعتبة الرضوية (التجويد والقراءات) 23/ 136 – 138.
وقد نسب الكتاب فيه نسبة صحيحة إلى صدر الدين الشيرازي.
2 - محفوظة في المكتبة القومية البريطانية بـ (لندن)، تحت رقم:
( REF : ACS 95/ 3 . Mss No : OR 4253/ 3. Fich No : 2068 ) ، في (14) لوحة، ضمن مجموع، من ورقة (97 ب – 111 ب)، مسطرتها: (21) سطراً، مقاس: (21.5 × 18 سم)، نسخت في القرن العاشر الهجري/ السابع عشر الميلادي، وقد وقفت عليها.
3 - ذكر الشيخ آقا بزرك الطهراني أنه رأى قطعة من " كشف الأسرار في رسم مصاحف الأمصار "، المرتب على خمسة وعشرين باباً. أوله: ((الحمد لله الذي كرم بني آدم بأشرف عطائه)). وهي إلى قرب الباب السادس، في مجموعة، كتابة بعض أجزائها في سنة (931 هـ)، كتب عليها أنه لأبي يحيى محمد بن محمود بن محمد الشيرازي القارئ الشافعي.
الذريعة 18/ 18، وذيل كشف الظنون صـ 80.
وقد صرح المصنف في مقدمة كتابه بكنيته واسمه واسم أبيه، ونسبته، ومكان مولده، والرباط الذي كان يقرئ فيه في مدينة شيراز؛ حيث قال: ((الحمد لله الذي شرف بني آدم بأشرف عطائه، وهو كلام الله المنزل من السماء ......... فيقول الهارب من ذنبه إلى عفو ربه، الراجي رحمة ربه الباري أبو الخطاب محمد بن محمود بن محمود الشيرازي مولداً، الشافعي مذهباً، المقرئ برباط قطب الأولياء والأقطاب، الهادي إلى طريق الحق والصواب أبي عبد الله محمد بن الخفيف – قدِّس اللهم روحه - .... وسميته بـ " كشف الأسرار في رسم مصاحف الأمصار " .... )).
وقد قسم المؤلف كتابه هذا على خمسة وعشرين باباً، واقتصر فيه على وصف رسم الكلمات في الغالب، ونهج فيه نهج أبي عمرو الداني في كتابه " المقنع "، وحذف الأسانيد، وقسماً من الروايات.
وهو ما ذكره في مقدمة كتابه، ونقل ذلك عنه إسماعيل البغدادي في إيضاح المكنون 2/ 387.
ويراجع: تاريخ الأدب العربي 4/ 193، والذريعة 18/ 18، 23/ 95، وذيل كشف الظنون صـ 80، والأعلام 7/ 87 – 88، ومعجم المؤلفين 12/ 5.
وقد نسب الكتاب في هذه المراجع وغيرها إلى شمس الدين السمرقندي.
أما مؤلفه فهو:
(يُتْبَعُ)
(/)
صدر الدين أبو الخطاب وأبو يحيى محمد بن محمود بن محمد الشيرازي مولداً، الشافعي مذهباً، مقرئ (شيراز)، وشيخ القراءات في (بلاد فارس) في زمانه، المقرئ برباط قطب الأولياء والأقطاب أبي عبد الله محمد بن الخفيف الضبي الشيرازي الشافعي الصوفي الزاهد (ت 371 هـ) في (شيراز).
سافر إلى (الحجاز، والعراق، والشام)، وصحب العلماء الأعلام؛ منهم: برهان الدين الجعبري، ولازمه حيناً طويلاً، وقرأ عليه القراءات السبع، وأخذ عنه قصيدتي الإمام الشاطبي في القراءات والرسم
... وغيرهما، وكان استحضاره في القرآن عجيباً؛ بحيث يعد من كل سورة جميع وقوفها، وماءاتها، ومداتها، وخلافاتها. توفي بـ (شيراز) في شهر رمضان سنة (776 هـ)، ودفن في بقعته التي كان بناها، وأقام فيها.
شد الإزار في حط الأوزار عن زوار المزار في مراقد أعلام شيراز صـ 241 – 243، وغاية النهاية 1/ 28، 243 2/ 216، (260 – 261)، وتاريخ الأدب العربي 7/ 217، ونيل السائرين صـ 254.
من مصنفاته: " كشف الأسرار في رسم مصاحف الأمصار – خ ".
تاريخ الأدب العربي 7/ 217، ونيل السائرين صـ 254، وفهرس مخطوطات المكتبة المركزية للعتبة الرضوية 23/ 136.
وينسب له: " تلخيص المعاني وتبيين المباني في شرح حرز الأماني ووجه التهاني "، مخطوط في دار الكتب المصرية بـ (القاهرة)، تحت رقم: (154) قراءات، في (150) ورقة.
فهرس دار الكتب المصرية 1/ 17 [والمؤلف فيه هو: الشيخ عبد الله أبو بكر محمد بن محمد الشيرازى]، والفهرس الشامل (القراءات) صـ 49، 85.
و" مقدمة في بيان الميمات – خ ". الفهرس الشامل (التجويد) صـ 160.
والذي أدى إلى هذا الخلط
عند أستاذنا الدكتور/ الضامن، وعند غيره من السابقين له واللاحقين عليه أن كلاً من صدر الدين الشيرازي، وشمس الدين الدين السمرقندي قد صنفا كتاباً في رسم المصحف، أسمياه: " كشف الأسرار في رسم مصاحف الأمصار "، وقد اتفقا في الاسم واسم الأب والجد، وإقراء القرآن، كما أنهما متعاصران، لكنهما افترقا في اللقب، والنسبة، والمذهب الفقهي؛ فالأول صدر الدين الشيرازي الشافعي (ت 776 هـ)، من تلاميذ برهان الدين الجعبري.
أما الثاني فهو: شمس الدين السمرقندي الأصل، الهمذاني المولد، البغدادي الإقامة، الحنفي المذهب، من تلاميذ تلاميذ برهان الدين الجعبري، ووفاته كانت في النصف الثاني من القرن الثامن الهجري.
وأما الخلط الواقع في تحديد تاريخ وفاته فإن المقام لايتسع للرد عليه.
وقد ذكره – عرضاً في ترجمة بعض تلاميذه -:
الحافظ ابن حجر العسقلاني (ت 852 هـ) في إنباء الغمر 2/ 157، وشمس الدين السخاوي في الضوء اللامع 2/ 195، والتحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة 1/ 148.
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[13 May 2010, 02:10 م]ـ
وكتاب " كشف الأسرار في رسم مصاحف الأمصار " لشمس الدين السمرقندي
قد ذكره في مقدمة كتابه " المبسوط في بيان القراءات السبع والمضبوط من إضاءات الطبع " – وقد وقفت له على نسختين خطيتين -، وهو أحد كتبه الثلاثة في رسم المصحف، وهي: كشف الأسرار في رسم مصاحف الأمصار، و" إيضاح الخوالف في رسم مصاحف السوالف (مجدول) – خ "، كما كتب على الرسم مصاحف بالصنائع اللطيفة الغريبة؛ ترغيباً للطالبين، وهو المعروف بـ " الصنائع – خ "، أو " صنائع العزيز - خ".
كما أحال إليه في كتابه " عين الترتيل شرح منظومة الترتيل " - وهما بالفارسية -، في بيان أن (الهمزة) ليست لها صورة واحدة، بل تكتب واواً وياء وألفاً. الذريعة 18/ 18، 23/ 95، وذيل كشف الظنون صـ 80.
وقد صنف في القراءات؛ جمعاً، وإفراداً، والتجويد، والوقوف وماءات القرآن، والعدد، والعبادات، والتصوف، ذكرها جميعها في مقدمة كتابه " المبسوط "، وهو عبارة عن ثلاثة كتب في شرح الأصول المشكلة من القصيدة الشاطبية، باللغتين العربية والفارسية، كما ذكر سنده في القراءات.
أما الكتاب الثاني الذي أردت أن أنبه عليه فهو:
" جميع نجوم البيان في الوقوف وماءات القرآن " للشمس السمرقندي
كذا سماه مؤلفه في مقدمة كتابه " المبسوط ". ويراجع: الذريعة 5/ 148.
وسماه محمد باقر في كشاف الفهارس صـ 399، 581: " جمع نجوم البيان في وقوف القرآن ".
وسماه الدكتور/ غانم قدوري الحمد: " كتاب نجوم البيان في الوقوف وماءات القرآن ". التمهيد في معرفة التجويد (مصادر الدراسة والبحث، رقم 65) صـ 311.
وقد حققه محمد بن مصطفى بكري بن محمد السيد في رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في القرآن وعلومه بكلية أصول الدين في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، تحت إشراف أ. د/ محمد بن عبد الرحمن الشايع، في العام الجامعي 1426 هـ، في جزئين، بعنوان: (" نجوم البيان في الوقف وماءات القرآن ": لمحمد بن محمود السمرقندي، المتوفى سنة 780 هـ - دراسة وتحقيقاً).
وفي بعض الفهارس جاء اسمه هكذا: " وقوف القرآن وماءاته وأجزائه وتقسيماته وعدد آياته ". وفي بعضها: " وقوف القرآن "، وفي بعضها: " الوقف والابتداء ".
والكتاب – فيما أعلم – يوجد منه سبع نسخ خطية.
والمرجو من كل من اطلع على هذا الموضوع:
1 - أن يدعو لأمي بتمام الشفاء.
2 - أن يبلغ أستاذنا الدكتور/ حاتم صالح الضامن بأمر تصحيح هذه النسبة، وأن يسأله تيسير نسخة من كتاب: " كشف الأسرار في رسم مصاحف الأمصار ".
3 - وكذا أخي الدكتور محمد بن مصطفى بكري، وهل من سبيل للتواصل معه؟
وأخيراً: هل وقف أحد على كتاب لشمس الدين السمرقندي بعنوان: " الهداية في الوقوف "؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[14 May 2010, 02:55 م]ـ
شفا الله تعالى السيدة والدة الأخ الكفراوي وأمتعه بحنانها
جاء في عرض المقال:
[والذي أدى إلى هذا الخلط
عند أستاذنا الدكتور/ الضامن، وعند غيره من السابقين له واللاحقين عليه أن كلاً من صدر الدين الشيرازي، وشمس الدين الدين السمرقندي قد صنفا كتاباً في رسم المصحف، أسمياه: " كشف الأسرار في رسم مصاحف الأمصار "، وقد اتفقا في الاسم واسم الأب والجد، وإقراء القرآن، كما أنهما متعاصران، لكنهما افترقا في اللقب، والنسبة، والمذهب الفقهي]
هذا مما يُعذر فيه التوهم، وأحسبه قد وقع لكثيرين ممن مرّ عليهم الموضوع. ولا سيما إذا كان الأمر قد اختلط على أحد النساخ أصلاً. والتفاتة السيد الكفراوي خير دليل على دقة علم التحقيق وصعوبته وعرضته للوهم والخلط. وأن يكون الإنسان [المشتغل بالتحقيق] منه على حذر، وأن لا يتردد في استشارة أصحابه وتلاميذه في كل صغيرة وكبيرة وأن يطلب منهم قراءة المسودات قبل دفعها إلى المطبعة فربّ كلمة اهتدى إلى قراءتها من ليس للقراءة لديه شأن، ووهم في قراءتها قَرأَة كبار. وحسبه أن ينجو من اللوم. وفصل الخطاب في مثل هذه المسألة لا يتاح إلا لمن اطلع على مخطوطين من الكتابين المشتركين في العنوان ويقارن بين المضمونين.
أقول وهذا المثال بعد ثبوته وتحققه جدير أن يحتفظ به الإخوة الأساتذة مدرسو فن تحقيق النصوص مثالا على مظنة الزلل والوهم من حيث لا يحتسب المحقق
والله الموفق(/)
المستدرك على (السلاسل الذهبية بالأسانيد النشرية للدكتور أيمن سويد) (2)
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[13 May 2010, 04:10 م]ـ
المستدرك على (السلاسل الذهبية بالأسانيد النشرية للدكتور أيمن سويد) (2)
قلت: ولا يخفى اتصال أسانيد الأئمة المعاصرين كالشيخ الدكتور أيمن رشدي سويد والمرصفي والزعبي وغيرهم من الأعلام إلى ابن الجزري صاحب النشر كما لا مرية في اتصال أسانيد ابن الجزري إلى كل كتاب من أمهات كتابه النشر.
وأما الحلقة الثانية أي أسانيد مصنفي طرق الرواة ـ ومنها أمهات كتاب النشر ـ إلى الرواة والقراء العشرة فلا خلاف في اتصالها كذلك بل نجزم به ولكن عوادي الدهر وتحريف النساخ وتصحيفهم جعل ضبطها وتحريرها وتصحيحها من مواضع الإشكال ـ ولم تستغرقه ـ وحولها يدور جزء عريض من تحرير طرق القراءات، ولقد تتبعتها أكثر من عشرين حولا جزئية جزئية ولاستغراقي في تتبعها اضطررت إلى الرجوع إلى كل حرف من أحرف الخلاف وقع للراوي فيه الوجهان، فاكتسبت دراية جعلتني أطمئن إلى أن ابن الجزري يستحق أكثر من لقب المحقق وإلى أن نقله من عشرات الكتب التي اعتمدها طرقا لكتابه النشر أصح وأن اعتماده أولى للباحثين المعاصرين من تحقيق السادة الدكاترة ـ إلا قليلا منهم ـ مخطوطات أمهات النشر وغيرها من كتب التخصص ولا نظلمهم فضيلة سبق إخراجها من عالم المخطوطات.
ولقد وقع في يدي كتاب السلاسل الذهبية بالأسانيد النشرية لخادم القرآن الدكتور أيمن رشدي سويد حفظه الله ورعاه، فكنت ـ ولا أزال ـ به حفيا، لما سيوفره لي من الجهد والوقت، وعلمت أني سأفرغ لمراجعته وتتبعه قبل الاستعانة به، فتصفحته تصفحا ابتدائيا عشوائيا فوقعت عيناي على الصفحات (351 – 353) بعنوان (طرق رواية شعبة عن عاصم معزوة إلى مصادرها الأصول) وكذا الصفحات (356 - 367).
وكانت البداية ...
بداية تتبع عمل الدكتور أيمن سويد حفظه الله.
وقبل الاسترسال في الملاحظات بدءا بأول الكتاب، سأحكي للإخوة الباحثين المتخصصين كيف كانت البداية ليتمكنوا من فهم واستيعاب أسلوبي الذي انفردت به حين أفرغ لتتبع الطرق أو لتحريرها، وأتراجع عن هذا الإطلاق في هذا الموضع، إذ هو من كلام العوام وإنما يقع مدلول "تحرير طرق القراءات" على أكثر من هذا الاستدراك أو التصحيح بل على أعمق منه وأدق وأرق وأخفى.
لقد اعتمد الشيخ الدكتور أيمن حفظه الله ورعاه لرواية أبي بكر شعبة على كتب من مصنفات طرق الرواة قرأت أسماءها فكدت أسقط من هول المفاجأة إذ نسي عدة كتب هي من طرق النشر لرواية أبي بكر شعبة عن عاصم، نسيها الدكتور أيمن تقليدا منه ـ في أحسن الاحتمالات وأحسن المخارج ـ النسخة المتوفرة من كتاب النشر ولعلها النسخة المطبوعة القديمة التي حققها الشيخ علي محمد الضباع شيخ عموم المقارئ بالديار المصرية الذي قرأ كتاب النشر من أوله إلى آخره على شيخه عن مثله إلى منتهاه ابن الجزري، قراءة ابتدائية لم تنتبه إلى ما فيه تفتقر إليه من صفحات وفقرات بكاملها حذفت بعوادي الدهر أو سقطت من النساخ ويستدل من خبر هذالا الفن ودراه عليها بالسياق وبتحرير المحقق ابن الجزري في كل حرف وقع فيه الوجهان فأكثر عن الراوي، ولم تنتبه تلك القراءات الابتدائية إلى سقوط طرق بكاملها من أسانيد ابن الجزري في المجلد الأول.
لقد سقط من كتاب النشر أثناء إيراده طرق شعبة على سبيل المثال لا الحصر والاستقصاء كل من الأمهات التالية:
1. التذكرة لأبي الحسن طاهر بن غلبون الحلبي نزيل مصر ت 399 هـ
2. الإرشاد لأبي الطيب عبد المنعم بن غلبون نزيل مصر ت 389 هـ
3. الهادي لابن سفيان القيرواني ت 415 هـ
4. الهداية للمهدوي المغربي ت بعد 430 هـ
5. التبصرة لمكي بن أبي طالب الأندلسي ت 437 هـ
وعلمت ذلك بتتبعي الأحرف التي وقع فيها لشعبة أبي بكر الوجهان ومنها النماذج التالية:
ـ قال في النشر (2/ 261) في فرش الأنعام:
(يُتْبَعُ)
(/)
(واختلفوا) في ? أنها إذا جاءت ? فقرأ ابن كثير والبصريان وخلف بكسر الهمزة من (أنها) واختلف عن أبي بكر فروى العليمي عنه كسر الهمزة وروى العراقيون قاطبة عن يحيى عنه الفتح وجهاً واحداً وهو الذي في العنوان ونص المهدوي وابن سفيان وابن شريح ومكى وأبو الطيب بن غلبون وغيرهم على الوجهين جميعاً عن يحيى قال أبو الحسن بن غلبون وقرأت عل أبي ليحيى بالوجهين جميعاً وأخبرني أنه قرأ على أبي سهل بالكسر وأن ابن مجاهد أخذ عليه بذلك وأخبرني أنه قرأ على نصر بن يوسف بالفتح وأن ابن شنبوذ أخذ عليه بذلك قال وأنا آخذ بالوجهين في رواية يحيى وقال الداني وقرأت أنا في رواية يحيى على أبي بكر من طريق الصريفيني بالوجهين وبلغني عن ابن مجاهد أنه كان يختار في رواية يحيى الكسر وبلغني عن ابن شنبوذ أنه كان يختار في روايته الفتح " انتهى محل الغرض من النشر.
قلت: وهكذا اعتمد ابن الجزري في النشر أثناء تفصيله طرق الخلاف لشعبة طريق المهدوي في الهداية وطريق مكي في التبصرة وطريق أبي الطيب عبد المنعم بن غلبون في الإرشاد، وسقط ذلك كله من أسانيد ابن الجزري لشعبة ورقعته بفضل الله من النشر نفسه، وكان الاستدراك على السلاسل الذهبية عدم اعتماد الكتب المذكورة ضمن الطرق لشعبة والله الموفق
ـ قال في النشر (2/ 313 - 314) في فرش الكهف:
"واختلفوا" في ? من لدني ? فقرأ المدنيان بضم الدال وتخفيف النون وروى أبو بكر بتخفيف النون واختلف عنه في ضمة الدال فأكثر أهل الأداء على إشمامها الضم بعد إسكانها وبه ورد النص عن العليمي وعن موسى بن حزام عن يحيى وبه قرأ الداني من طريق الصريفيني ولم يذكر غيره في التيسير وتبعه على ذلك الشاطبي وهو الذي في الكافي والتذكرة والهداية وأكثر كتب المغاربة وكذا هو في كتب ابن مهران وكتب أبي العز وسبط الخياط وروى كثير منهم اختلاس ضمة الدال وهو الذي نص عليه الحافظ أبو العلاء الهمذاني والأستاذ أبو طاهر بن سوار وأبو القاسم الهذلي وغيرهم ونص عليهما جميعاً الحافظ أبو عمرو الداني في مفرداته وجامعه وقال فيه والإشمام في هذه الكلمة يكون إيماءاً بالشفتين إلى الضمة بعد سكون الدال وقبل كسر النون كما لخصه موسى بن حزام عن يحيى بن آدم ويكون أيضاً إشارة بالضم إلى الدال فلا يخلص لها سكون بل هي على ذلك في زنة المتحرك وإذا كان إيماءاً كانت النون المكسورة نون (لدن) الأصلية كسرت لسكونها وسكون الدال قبلها وأعمل العضو بينهما ولم تكن النون التي تصحب ياء المتكلم بل هي المحذوفة تخفيفاً لزيادتها وإذا كان إشارة بالحركة كانت النون المكسورة التي تصحب ياء المتكلم لملازمتها إياها كسرت كسر بناء وحذفت الأصلية قبلها للتخفيف (قلت) وهذا قول لا مزيد على حسنه وتحقيقه وهذان الوجهان مما اختص بهما هذا الحرف " اهـ محل الغرض منه
قلت: وهكذا اعتمد ابن الجزري في النشر أثناء تفصيله طرق الخلاف لشعبة طريق أبي الحسن طاهر بن غلبون في التذكرة وطريق المهدوي في الهداية، وسقط ذلك كله من أسانيد ابن الجزري لشعبة ورقعته بفضل الله من النشر نفسه، وكان الاستدراك على السلاسل الذهبية عدم اعتماد الكتب المذكورة ضمن الطرق لشعبة والله الموفق
ـ وقال في النشر (2/ 315 - 316) في فرش الكهف:
(واختلفوا) في ? ردما آتوني زبر ? ? وقال آتوني أفرغ ? فروى ابن حمدون عن يحيى وروى العليمي كلاهما عن أبي بكر بكسر التنوين في الأول وهمزة ساكنة بعده وبعد اللام في الثاني من المجيء والابتداء على هذه الرواية بكسر همزة الوصل وإبدال الهمزة الساكنة بعدها ياءاً وافقهما حمزة في الثاني وبذلك قرأ الداني أعنى في رواية أبي بكر على فارس بن أحمد وهو الذي اختاره في المفردات ولم يذكر صاحب العنوان غيره وروى شعيب الصريفيني عن يحيى عن أبي بكر بقطع الهمزة ومدها فيهما في الحالين من (الإعطاء) هذا الذي قطع به العراقيون قاطبة وبذلك قرأ الباقون فيهما وكذا روى خلف عن يحيى وهي رواية الأعشى والبرجمي وهارون بن حاتم وغيرهم عن أبي بكر وروى عنه بعضهم الأول بوجهين والثاني بالقطع وجهاً واحداً وهو الذي في التذكرة وبه قرأ الداني على شيخه أبي الحسن وبعضهم قطع له بالوصل في الأول وجهاً واحداً وفي الثاني بالوجهين وهو الذي ذكره في التيسير وتبعه على ذلك الشاطبي وبعضهم أطلق له الوجهين في الحرفين جميعاً وهو
(يُتْبَعُ)
(/)
في الكافي وغيره (قلت) والصواب هو الأول والله تعالى أعلم " اهـ من النشر
قلت: وهكذا اعتمد ابن الجزري في النشر أثناء تفصيله طرق الخلاف لشعبة طريق أبي الحسن طاهر بن غلبون في التذكرة ومن قراءة الداني عليه، وسقطت من أسانيد ابن الجزري لشعبة ورقعته بفضل الله من النشر نفسه، وكان الاستدراك على السلاسل الذهبية عدم اعتماد الكتاب المذكور ضمن الطرق لشعبة والله الموفق
ـ قال في النشر (2/ 354) في فرش يس:
[واختلفوا في ? يخصمون ? ... " وأما أبو بكر فروى عنه العليمي فتح الياء مع كسر الخاء كحفص واختلف عن يحيى بن آدم عنه فروى المغاربة قاطبة عن يحيى كذلك وروى العراقيون عنه كسر الياء والخاء جميعاً وخص بعضهم ذلك بطريق أبي حمدون عن يحيى وكلاهما صحيح عنه وروى سبط الخياط في مبهجه الوجهين جميعاً عن العليمي " اهـ من النشر
قلت: وهكذا اعتمد ابن الجزري في النشر أثناء تفصيله طرق الخلاف لشعبة طريق المهدوي في الهداية وطريق مكي في التبصرة وطريق أبي الطيب عبد المنعم بن غلبون في الإرشاد وطريق الهادي لابن سفيان القيرواني ت 415 هـ ويشملهم جميعا قول ابن الجزري [فروى المغاربة قاطبة] اهـ، وسقط ذلك كله من أسانيد ابن الجزري لشعبة ورقعته بفضل الله من النشر نفسه، وكان الاستدراك على السلاسل الذهبية عدم اعتماد الكتب المذكورة ضمن الطرق لشعبة والله الموفق
ـ قال في النشر (2/ 385) في فرش المجادلة:
"واختلفوا" في ? انشزوا فانشزوا ? فقرأ المدنيان وابن عامر وحفص بضم الشين في الحرفين، واختلف عن أبي بكر فروى الجمهور عنه الضم وهو الذي في التذكرة والتبصرة والهادي والهداية والكافي والتلخيص والعنوان وغيرها وبه قرأ الداني على أبي الحسن، وهو الذي رواه جمهور العراقيين عنه من طريق يحيى بن آدم، وروى كثير منهم عنه الكسر وهو في كفاية السبط وفي الإرشاد و في التجريد إلا من قراءته على عبد الباقي يعني من طريق الصريفيني وهو الذي رواه الجمهور عن العليمي وبه قرأ الداني من طريق الصريفيني على أبي الفتح والوجهان صحيحان عن أبي بكر ذكرهما عنه ابن مهران وفي التيسير والشاطبيبة و غيرهما وبالكسر وقرأ الباقون " اهـ من النشر
قلت: وهكذا اعتمد ابن الجزري في النشر أثناء تفصيله طرق الخلاف لشعبة طريق أبي الحسن طاهر في التذكرة وطريق مكي في التبصرة وطريق ابن سفيان القيرواني في الهادي وطريق المهدوي في الهداية، وسقط ذلك كله من أسانيد ابن الجزري لشعبة ورقعته بفضل الله من النشر نفسه، وكان الاستدراك على السلاسل الذهبية عدم اعتماد الكتب المذكورة ضمن الطرق لشعبة والله الموفق.
قلت: وسأبدأ ابتداء من الحلقة الثالثة بتتبع الكتاب من أوله حتى آتي على آخره والله الموفق.
قلت: ولقد زعمت آنفا أن في النشر فقرات أو صفحات سقطت بحذافيرها وأستدل بالجزء التالي من كتابي " غاية البشر في تحرير طرق الطيبة والتحبير والحرز والتيسير ":
من الطيبة: "وخلف حيران ... "
قال في النشر (2/ 97) "خامسها ? وعشيرتكم ? في التوبة فخمها أبو العباس المهدوي وأبوعبد الله ابن سفيان وصاحب التجريد وأبو القاسم خلف ابن خاقان ونص عليه كذلك إسماعيل النحاس قال الداني وبذلك قرأت على ابن خاقان وكذلك رواه عامة أصحاب أبي جعفر ابن هلال عنه قال وأقرأنيه غيره بالاٍمالة قياسا على نظائره انتهى ورققها صاحب العنوان وصاحب التذكرة وأبو معشر وقطع به في التيسير فخرج عن طريقه فيه والوجهان جميعا في جامع البيان والكافي والهداية والتبصرة وتلخيص العبارات والشاطبية سابعها ? وزرك ? و? ذكرك ? في ألم نشرح اهـ بلفظه.
قلت: وأعجب كيف لم ينتبه مصححه الضباع والذين ألفوا بعده إٍلى ما فيه من الخلط والغلط، فالقراءة المتأملة للنص الذي أوردت آنفا تعطي النتائج التالية:
1 - سقوط الكلمة السادسة وهي? حيران ? من الألفاظ المخصوصة الثلاثة عشر التي بدأ ذكرها في الصفحة الماضية (2/ 96).
2 - أننا لو اعتبرنا قوله " خامسها وعشيرتكم في التوبة " كلاما متصلا اٍلى قوله " سابعها " لظهر الاختلاف والتناقض إذ قال عن ? وعشيرتكم ? في التوبة " فخمها أبو العباس المهدوي" ثم قال بعد " والوجهان جميعا في جامع البيان والكافي والهداية " ولا يخفى أن الهداية للمهدوي.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - أننا عند الرجوع إلى تقريب النشر لابن الجزري (ص 72) نجده يقول " ? وعشيرتكم ? في التوبة فخمها المهدوي وابن سفيان والصقلي ورققها الآخرون وذكر الوجهين مكي وابن شريح و? حيران ? فخمها صاحب التجريد وخلف ابن خاقان وبه قرأ الداني عليه وقرأ على غيره بالترقيق وهو الذي في التيسير والعنوان والتذكرة والوجهان في الكافي والهداية والتبصرة وتلخيص ابن بليمة والشاطبي وجامع البيان " اهـ محل الغرض منه والذي بعده هو حرفا ألم نشرح المرقمين في النشر بسابعها.
4 - أننا عند الرجوع إلى إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر للبنا الذي يعتمد النشر في الطرق نجده يقول (ص94) " وأما ? وعشيرتكم ? بالتوبة ففخمها المهدوي وابن سفيان وصاحب التجريد ورققها الآخرون وأما ? حيران ? بالأنعام ففخمها ابن خاقان وبه قرأ الداني عليه ورققها صاحب العنوان و التذكرة وأبو معشر وقطع به في التيسير وتعقبه في النشر بأنه خرج بذلك عن طريقه فيه وهما في الشاطبية كجامع البيان " اهـ.
5 - وعند الرجوع إلي تذكرة طاهر ابن غلبون (ص220) نجده يرقق ? حيران ? و? وعشيرتكم ? التوبة وهو الذي يتفق مع ما في التقريب والإتحاف " ورققها الآخرون ".
6 - وعند الرجوع إلي شرح ابن الناظم لطيبة أبيه (ص135) نجده يقول " منها ? حيران ? فخمه ابن الفحام وخلف ابن خاقان وكذا رواه عامة أصحاب ابن هلال ونص عليه إسماعيل النحاس " اهـ محل الغرض منه ولا يخفى أن ابن الناظم يأخذ الطرق من النشر بخط والده.
7 - أننا بعد هذا كله نستطيع أن نصوب ما في النشر (2/ 97) من أخطاء الناسخ وليعود كلامه إلى ما سطره من قبل كالتالي: " خامسها ? وعشيرتكم ? في التوبة فخمها أبو العباس المهدوي وأبو عبد الله ابن سفيان وصاحب التجريد (ابن الفحام الصقلي) ورققها الآخرون وذكر الوجهين مكي وابن شريح، سادسها ? حيران ? في الأنعام فخمها صاحب التجريد وأبو القاسم خلف ابن خاقان ونص عليه كذلك إسماعيل النحاس (بالحاء المهملة لا المعجمة) قال الداني وبذلك قرأت على ابن خاقان وكذلك رواه عامة أصحاب أبي جعفر ابن هلال عنه قال (الداني) وأقرأنيه غيره (يعني فارس وطاهر) بالاٍمالة (الترقيق) قياسا على نظائره انتهى (كلام الداني) ورققها صاحب العنوان وصاحب التذكرة وأبو معشر وقطع به في التيسير فخرج عن طريقه فيه والوجهان جميعا في جامع البيان والكافي والهداية والتبصرة وتلخيص العبارات (لابن بليمة) والشاطبية " اهـ وقد جعلت ما بين المعكوفتين وهو من كلامي للتوضيح والبيان والشرح وما تحته خط هو السقط من النشر والله الموفق وله الحمد والمنة.
طالب العلم
الحسن بن محمد بن ماديك
002224945444
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[13 May 2010, 09:25 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
لقد سقط من كتاب النشر أثناء إيراده طرق شعبة على سبيل المثال لا الحصر والاستقصاء كل من الأمهات التالية:
1. التذكرة لأبي الحسن طاهر بن غلبون الحلبي نزيل مصر ت 399 هـ
2. الإرشاد لأبي الطيب عبد المنعم بن غلبون نزيل مصر ت 389 هـ
3. الهادي لابن سفيان القيرواني ت 415 هـ
4. الهداية للمهدوي المغربي ت بعد 430 هـ
5. التبصرة لمكي بن أبي طالب الأندلسي ت 437 هـ
لعل الأمر متوقف على مطالعة النسخ المخطوطة لكتاب النشر ليتبين هل هو سقط حقيقي من كتاب النشر ولعل شيخنا الجكني يفيدنا في المسألة أم أن ابن الجزري دكرها حكاية لا رواية وبالتالي يكون الشيخ أيمن مصيباً والعلم عند الله تعالى
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[14 May 2010, 02:32 ص]ـ
كما قيل الشهيّة تأتي مع الأكل، والأفكار تأتي مع الكتابة، لذا فإنّه قد راودتني بعض الأفكار في المسألة أردتّ أن أبثّها قصد الاستفادة من شيخنا محمد ماديك جزاه الله خيراً.
أقول وبالله التوفيق:
الموضوع الذي أثاره شيخنا محمد ماديك في غاية الأهميّة يجعلنا نتسائل: هل كلّ ما عزاه ابن الجزري من الأوجه في النشر ثابت بالرواية عنده فيه؟ فقد يُثبت الوجه بالنصّ والأداء إلى مصدر لم يجعله من ضمن طرقه وأسانيده في كتابه النشر. ففي هذه الحالة احتمالان: الأوّل أنّ يكون أسقط بعض الأسانيد ولم يذكرها في كتابه النشر كما ذكر شيخنا، وهذا يحتاج إلى دليل، بل مقتضى كلام ابن الجزري يدلّ على حصره للأسانيد والطرق. الثاني: أن يكون عزْوُه لتلك الأوجه حكاية تهدف إلى تقوية الوجه المسند بالرواية في النشر. لأنّ الرواية تقتضي النقل بالإسناد، وكلّ منقول مجرّد عن الإسناد لا يُعدّ من الرواية. وهذا ما نجده في شروح الشاطبيّة حيث نجد بعض المصنّفين يذكرون مصادر قصر البدل لورش ككتاب التذكرة والإرشاد والتلخيص مع أنّها ليست من طرق الشاطبيّة ولا شكّ أنّ ذكرهم لهذه المصادر هو من باب إثبات شهرة وجه القصر وقوّته في الرواية عند أهل الأداء، وقد أشترط ابن الجزريّ في كتابه النشر الشهرة وهذه الشهرة ليست مقتصرة على مصادر النشر التي نقل منها الروايات بالإسناد بل قد تتعدّى إلى بعض المصادر الأخرى قصد بيان شهرة الوجه واستفاضته عند أهل الأداء. فقد ذكر الأزميري إن لم تخنّي ذاكرتي أنّ كتاب الإعلان للصفراوي ليس من طرق النشر لورش مع أنّ ابن الجزري أثبت له الأوجه الثلاثة في البدل، فهلّ يقال أنّ كتاب الإعلان سقط من أسانيد النشر أم أنّ ذكره للأوجه الثلاثة حكاية؟ وهذا يقال في القصيدة الحصرية ومنظومة الدرر اللوامع لابن بري وغير ذلك.
فينبغي تأصيل المسألة في نظري بإدراك ما ثبت بالرواية المسندة وما ثبت من غير رواية في كتاب النشر.
كما أنّني متخوّف ممن اعتقد بأنّ ابن الجزري قد أسقط بعض الأسانيد إمّا سهواً أو متعمّداً، لأنّ ذلك يُفضي إلى إدخال رواية في النشر بالاحتمال والظنّ وبالتالي توسيع دائرة الخلاف عند المحررين.
أكتفي بهذا القدر والحمد لله ربّ العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجكني]ــــــــ[14 May 2010, 01:26 م]ـ
أقول لأخي العزيز محمد يحي شريف:
المطبوع من النشر فيه سقط في غير ما موضع كما أشار الشيخ الحسن بن ماديك، وهذا السقط موجود في النسخ الخطية.
لكن:
مما يثير التساؤل ويحتاج إلى توثيق من مؤلف الكتاب أو غيره هو ماذكره في الأسانيد من أن الشيخ عبدالعزيز عيون السود رحمه الله تعالى وأسبغ عليه نعمه ورحمته قرأ على الشيخ عبدالفادر ختمة كاملة، وهذا يخالف ما هو مشهور بل ماهو مسطور بخط الشيخ عبدالقادر نفسه.
والله أعلم.
ـ[أبو تراب الجزائري]ــــــــ[14 May 2010, 08:18 م]ـ
تحية طيبة للإخوة المشاركين في هذا الموضوع: أود من مشاركتي هذه توثيق ماقاله الأخ محمد يحي شريف، وهوما نقله عن الأزميري فيما يخص اختيار ابن الجزري الكتب التى استقى منها طرق رواية ورش من طريق الأزرق، فكتاب الإعلان للصفراوي استقى منه الإمام ابن الجزري في النشر رواية ورش من طريق الأصبهاني فقط، وليس فيه طريق الازرق كما ذكره الإمام الأزميري، وكما هو موجود في كتاب النشر في مبحث الطرق.
وأطرح إشكالا بالمناسبة، قد أجد الجواب عنه، عند الأستاذ السالم الجكني سدده الله، وهو:
لماذا لم يختر الإمام ابن الجزري طريق الأزرق عن ورش من كتاب الإعلان للصفراوي، رغم أنه روى الكتاب نصاً وأداءً؟
ـ[الجكني]ــــــــ[15 May 2010, 12:49 ص]ـ
لماذا لم يختر الإمام ابن الجزري طريق الأزرق عن ورش من كتاب الإعلان للصفراوي، رغم أنه روى الكتاب نصاً وأداءً؟
أخي الكريم " أبو تراب الجزائري " حفظك الله ورعاك:
حقيقة لا أعرف لماذا لم يختر ابن الجزري طريق الأزرق من كتاب الإعلان للصفراوي رغم أنه رواه نصاً وأداءً.
وكذلك لا أعرف السبب الذي من أجله اقتصر ابن الجزري على الطرق التي انتقاها من أصوله ولم يختر غيرها مما هو على شرطه فيها، وهو ما بينه الأزميري رحمه الله.
ملاحظة مهمة جداً:
يعتقد كثير من أهل ما يسمّى بالتحريرات أن ما ذكره الشيخ الإزميري رحمه الله هو استدراك على ابن الجزري فيقرؤون به، وهذا خطأ محض، وتوجيه لكلام الإزميري على غير مراده.
فعمل الإزميري هو فقط بيان ما كان على شروط ابن الجزري في بعض الكتب ولم يذكره في النشر، وهذا ليس معناه أننا نقرأ به ألبتة.
والله أعلم.
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[15 May 2010, 01:02 ص]ـ
السلام عليكم
سأجيب على تساؤلاتكم قريبا إن شاء الله في الحلقات القادمة التي سأتكلم في كل حلقة منها على كتاب من أمهات النشر وكيف تعامل معه ابن الجزري ولتقييم تعامل صاحب السلاسل الذهبية معه ومع كتاب النشر وسأبدأ بما بدأ به المحقق ابن الجزري أي بكتاب التيسير فالمفردة فجامع البيان له ...
ولعلي لا أتفق مع الإخوة فيما ذكروه من أن طرق النشر للأزرق لم تتضمن كتاب الإعلان للصفراوي.
أخوكم
طالب العلم
الحسن
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[16 May 2010, 11:39 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد
إخواني المشايخ: ليست المشكلة في الأزميري ولا في كتاب الإعلان للصفراوي وإنّما ذكرت ذلك على سبيل التمثيل لتتضح الفكرة، وقد يكون الأزميري مخطئاً، ولا ينبغي لأحد أن يُصوّب أو يُخطّئ الأزميري إلاّ إذا أصّلت المسألة تأصيلاً علمياً للحكم على طريق ما بأنّه من طرق النشر، لذا فإنّي أقول لشيخنا محمد ماديك أصل لنا المسألة تأصيلاً علمياً بالأدلّة أوّلاً ثمّ أثبت لنا على ضوء ذلك أنّ طريق الإعلان ليس من طرق النشر لورش؟
وسأترك الحديث على الازميري والإعلان وأقتصر على المثال الذي ذكره شيخنا محمد ماديك وهو كتاب التذكرة بالنسبة لرواية شعبة. فشيخنا محمد قال بوجود سقط في الأسانيد. أقول له إنّ بحوزة شيخنا الجكني عشر نسخ خطيّة لكتاب النشر ألا سألته هل اتفقت النسخ في هذه الجزئيّة بالذات؟ فإن ثبت السقط قلنا للشيخ جزاك الله خيراً وإلاّ فيكون ابن الجزري ناسياً لبعض الأسانيد في نشره، وقبل أن نصل إلى هذه النتيجة لا بدّ أن ندرك هل ذكره لكتاب التذكرة في رواية شعبة كان من باب الرواية أو من باب مجرّد الاستدلال والاستشهاد؟؟؟؟ فليس كل ما نقل في النشر نُقل بالرواية.
إنّ القدامى كانوا يؤصّلون القواعد ثمّ ينتقدون على ضوءها، فنطلب من شيخنا التأصيل في المسألة أولاً قبل النقد.
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[20 May 2010, 10:21 ص]ـ
أرجو من الأخ أبي تراب الجزائري المعذرة بمحاولتي القاصرة الجواب على استشكال لم يوجه إليّ وهو قوله:
(فكتاب الإعلان للصفراوي استقى منه الإمام ابن الجزري في النشر رواية ورش من طريق الأصبهاني فقط، وليس فيه طريق الازرق كما ذكره الإمام الأزميري، وكما هو موجود في كتاب النشر في مبحث الطرق.
وأطرح إشكالا بالمناسبة، قد أجد الجواب عنه، عند الأستاذ السالم الجكني سدده الله، وهو:
لماذا لم يختر الإمام ابن الجزري طريق الأزرق عن ورش من كتاب الإعلان للصفراوي، رغم أنه روى الكتاب نصاً وأداءً؟) اهـ بلفظه
وأقول كما قلت في مداخلتي السابقة: ولعلي لا أتفق مع الإخوة فيما ذكروه من أن طرق النشر للأزرق لم تتضمن كتاب الإعلان للصفراوي " اهـ بل إن ابن الجزري في النشر (1/ 340) قد انتقى طريق كتاب الإعلان للصفراوي ضمن طرق الأزرق في مسألة إثبات ثلاثة مد البدل له وللشاطبية وذلك قوله " وأثبت الثلاثة جميعا أبو القاسم الصفراوي في إعلانه والشاطبي في قصيدته " اهـ محل الغرض منه وفي النفس شيء آخر أي أن ابن الجزري قد انتقى في النشر من كتاب الإعلان للصفراوي ضمن طرقه للأزرق وسقط ذكره في أسانيده وطرقه للأزرق من النشر، والله الموفق وهو أعلم بالصواب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[20 May 2010, 01:22 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم
يمكن إن نعدّ في المسألة احتمالين:
الأوّل: أنّ كتاب الإعلان من طرق النشر، ونسي ابن الجزري أن يدرجة ضمن مرويّاته، وهذا من الصعب إثباته على سبيل اليقين والقطع، ولا يتأتّى ذلك إلاّ بتتبع أوجه الخلاف للأزرق المذكورة في النشر فيُنظر هل ذُكر كتاب الإعلان فيها، وقد تتبّعت بعضها فلم أجد له ذكر.
ثانيها: أنّ الكتاب ليس من طرق النشر وإنّما ذكره في عزو أوجه البدل لورش حكاية، ولعلّ السبب فيما بدا لي أنّه ينفرد مع الشاطبيّ في رواية الأوجه الثلاثة في البدل دون غيرهما.
ولا يمكن أنّ نعتبر كتاب الإعلان من طرق الأزرق إلاّ إذا تيقنّا من ذلك لما قد يترتّب عن ذلك من تحريرات مع أني لا أخشى من ذلك لكون كتاب الإعلان مفقوداً. ومشكلة المحررين أنّهم يبنون المسائل على الاحتمال والظنّ وقد يلزمون غيرهم بذلك فتصير عن المتأخرين من المسلّمات. مثاله امتناع ترقيق راء {ذكرا} وأخواتها على توسط البدل لعدم ثبوت وجه الترقيق في التيسير للداني وكأنّ كتاب التيسير هو المصدر الوحيد لتوسط البدل لورش، وقد نبّه على ذلك المتولّي رحمه الله تعالى في الروض. وأكثر القراء اليوم يلزمون التفخيم على توسّط البدل كما ألزمني كلّ من قرأت عليه لورش بذلك. لذا فلا ينبغي في نظري منع وجه الترقيق على التوسط إلاّ إذا ثبت أنّ كتاب التيسير هو المصدر الوحيد للشاطبيّة في توسط البدل. والرواية لا تكون إلاّ عن قطع ويقين وكذلك التحريرات التي قد يترتّب عنها منع أو إثبات بعض الأوجه فينبغي أن تكون عن قطع ويقين.
قد يقول البعض: الأولى أن نتّبع الأداء المنقول عن المشايخ في ذلك.
الجواب: لو عُلم كيف أقرأ ابن الجزري كتابه النشر لانتهى الإشكال ولالتزمنا بذلك. إلاّ أنّ المشكلة الآن تكمل في تغيّر الأداء بحسب مذاهب المحررين، فوقعنا في حيرة. فليس لنا للاقتراب من الصواب إلاّ بالالتزام بما هو معلوم باليقين وترك كلّ ما يدخله الاحتمال والظنّ، تقليلاً للخلاف. فلو عُلم مثلاً أنّ الغنّة في اللام والراء لم تُنقل بالرواية عن الأزرق فيُنبغي تقرير ذلك وإعماله في الأداء عند الجميع.
والعلم عند الله تعالى.
ـ[أبو تراب الجزائري]ــــــــ[20 May 2010, 08:24 م]ـ
يسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أخي الحسن محمد ماديك بارك الله فيك على هذه المحاولة في الإجابة على الإشكال الذي طرحته على الأستاذ السالم الجكني وهو مشكور مأجور بإذن الله، وجوابه نصف العلم، وبعد:
فإني لا أوافقك الرأي في الطرح الذي ذكرته، ألا وهو سقوط ذكر كتاب الإعلان من أسانيد ابن الجزري في كتابه النشر، فيما يخص رواية ورش من طريق الأزرق، فهذا الاحتمال يحتاج إلى إثبات وبيان قطعي، والفاصل في هذه المسألة هي النسخ الخطية للكتاب وهي كثيرة، واعتماداً على ما حققه الأستاذ السالم الجكني في كتابه القيم " منهج ابن الجزري في النشر "، فإنه لا يوجد سقط في مبحث " الأسانيد والطرق " فيما يختص برواية ورش من طريق الأزرق.
وربما يوافقني في ذلك الأستاذ السالم الجكني، والشيخ محمد يحي شريف.
ـ أما ما استشهدت به في هذه المسألة في إثبات الإمام ابن الجزري الأوجه الثلاثة في البدل لورش من طريق الأزرق من كتاب الإعلان، فقد حكى ابن الجزري قول الصفراوي في الإعلان من باب التقوية لمذهب القائلين بمرتبة الإشباع لورش من طريق الأزرق فقط.
ـ و مثل هذا واقع من الإمام ابن الجزري كثيراً في كتابه النشر، فتجده في حكم معين، لقارئٍ ما، يذكر مذاهب أصحاب الكتب الذي اعتمدها رواية، ثم يذكر معها كتاباً أو كتابين، يرويان ذلك الحكم للقارئ من طريق آخر. فيذكره من باب التقوية، وتوثيق ذلك الحكم للقارئ أو الراوي،
وهذا هو الظنُّ بمثل هذا إمام الجبل الفذ، جزاه الله عن الإسلام خير الجزاء.
ـ وأضرب لك مثالاً من كتاب النشر، حتى تتضح الصورة أكثر:
قال الإمام ابن الجزري رحمه الله في كتابه النشر في " فصل وقوع حرف المد بعد الهمز " ص: 339 / دار الكتب العلمية ـ مراجعة محمد علي الضباع ـ ما نصه:
" فإن ورشاً من طريق الأزرق مد ذلك كله على اختلاف بين أهل الأداء في ذلك فروى المد في الجميع الباب. . . . . . . . . . . وأبو علي الأهوازي. . . . ".
ـ الذي اعتمده ابن الجزري من مؤلفات أبي علي الأهوازي، كتابه " الوجيز " فهو من أصول كتاب النشر، فقد أخبر ابن الجزري أنه رواه نصاً وأداءً على شيوخه.
ـ وبالرجوع إلى كتاب " الوجيز " للأهوازي، تجده يسند رواية ورش عن نافع من طريق يونس بن عبد الأعلى، فليس فيه طريق الأزرق عن ورش، ويعضد هذا القول ما قاله الإمام الأزميري في " إتحاف البرره " حيث قال: " وفي الوجيز قراءة نافع ولكن ليست من الطيبة ".
ـ فَذِكْرُ الإمام ابن الجزري لأبي علي الأهوازي مع القائلين بالمد في البدل من باب تقوية مذهبهم وكثرة الآخذين به، مع أنَّ رواية الأهوازي لورش من غير طريق الأزرق.
ـ والله تعالى أعلم ـ(/)
ما هو أجود شروح الشاطبية
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[13 May 2010, 05:18 م]ـ
إخوتي المتخصصين في القراءات.
لقد استشارني ابن أختي بعد أن أخذ الإجازة في قراءة نافع عن أجود شروح الشاطبية ليعتمد عليه في قراءته لها ومراجعته.
وبما أن المشايخ عندنا لا يدرسون من كتاب بل يعتمدون على ذاكرتهم فإنه لجأ إلي في اختيار شرح يكون جيدا للمراجعة فيه بعد شرح الشيخ.
وتحيرت لعدم تخصصي في المجال فمعلوماتي فيه عامة .. لذا أرجو ممن عنده خبرة أن يتحفني باسم أجود شرح لها.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[13 May 2010, 07:48 م]ـ
الوافي في شرح الشاطبية للشيخ عبدالفتاح القاضي رحمه الله شرح مبسط و سهل يمكن الاعتماد عليه في المراجعة و يكون نقطة انطلاق للقراءة في باقي شروح الشاطبية و الله أعلم.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[13 May 2010, 10:20 م]ـ
السؤال عن أجود الشروح للشاطبية يحتاج إلى مقارنة بينها وهي كثيرة طبع بعضها ومازال بعضها مخطوطاً.
والشروح متفاوتة في الطول والتوسط والاختصار
والأخ إبراهيم يسأل عن أيسر شرح للمبتدئ في هذا العلم (كما فهمت) , وبالإضافة لما ذكره الشيخ طه , يمكن للمبتدئ أن يستفيد من بعض الشروح المعاصرة للشاطبية ومنها:
1. كتاب/ تقريب المعاني في شرح حرز الأماني في القراءات السبع
للشيخين الفاضلين:
سيد لاشين ابو الفرح و د / خالد محمد الحافظ العلمي
2. كتاب / تقريب الشاطبية
للشيخ د/ إيهاب فكري
ـ[محمد بن أبوزيد]ــــــــ[20 May 2010, 12:33 ص]ـ
الوافي في شرح الشاطبية للشيخ عبدالفتاح القاضي رحمه الله. ولعل من أسهل الكتب وأيسرها وأعمه نفعا كتاب (سراج القارئ المبتدى وتذكار المقرئ المنتهى) للعلامةأبى القاسم على بن عثمان بن محمدبن أحمد بن الحسن القاصح العذرى البغدادى من علماء القرن الثامن الهجرى. فى شرح منظومة الشاطبية (حرز الأمانى و وجه التهانى)
وبذيل صحائف الكتاب (مختصر بلوغ الأمنية) شرح فضيلة الشيخ/على محمد الضباع شيخ المقارئ المصرية على نظم تحرير مسائل الشاطبية للشيخ /حسن خلف الحسينى المقرئ
وبالهامش:غيث النفع فى القراءات السبع للعلامة الصفاقسى
الكتاب مطبوع بمطبعة مصطفى البابى الحلبى واولاده بمصر ومراجعاعلى لجنة التصحيح برياسة الشيخ/أحمد سعد على من علماء الأزهر ومراجعة فضيلة الشيخ/على محمد الضباع شيخ عموم المقارئ المصرية
ـ[أحمد تيسير]ــــــــ[20 May 2010, 02:02 ص]ـ
لقد حظيت منظومة الشاطبية بعناية العلماء والقراء منذ عصر ناظمها وحتى هذه اللحظة، وألقى الله لها القبول في قلوب الناس؛ لما تمتعت به من جودة السبك وسمو اللغة وإخلاص الناظم، فتسابق العلماء وأئمة أهل الأداء إلى شرحها وفك رموزها وشرح معانيها وإيضاح مضمونها، وهم في ذلك متفاوتون فبين مطوِل ومختصِر، وناقل وناقد.
وقد رصد الدكتور أيمن رشدي سويد في تحقيقه لكتاب العقد النضيد أكثر من ستين شرحاً لمنظومة الشاطبية بدءاً من القرن السابع وحتى القرن الخامس عشر الهجري. منها ما حُقق وطُبع، وكثيرٌ منها ما زال حبيس المتاحف ودور المخطوطات، فضلاً عما فُقِدَ وضاع ولم يقف عليه العلماء.
والحقيقة أن لكل شرح من هذه الشروحات مزية خاصة، ولها قراؤها الراغبون فيها، فهناك من يحب التطويل والتوسع، وآخر من يحب الاختصار والإيجاز، وكما يقال:لكل مقام مقال، فحال الشخص هو من يحدد:
1. الطالب المبتدئ لا بد له من كتاب مختصر مثل:كتاب "إرشاد المريد إلى مقصود القصيد" للشيخ الضباع، و"الوافي في شرح الشاطبية" لعبد الفتاح القاضي، و"المزهر في شرح الشاطبية" لأستاذنا الفاضل الدكتور أحمد شكري وآخرون.
2. أما الطالب المتوسط فينفعه كتاب "اللآلئ الفريدة في شرح القصيدة" للفاسي ت656هـ، وشرح شعلة ت656هـ، وشرح أبي شامة ت665هـ وشرح ابن القاصح ت801هـ.
3. أما الطالب المُنتهي فيجد بُغيتَه في الشروحات المطوَّلة أو الشروحات الموسوعية، مثل: كتاب شرح ابن الخطيب ت725هـ في مجلدين ضخمين، و"كنز المعاني" للإمام العظيم برهان الدين الجعبري ت732هـ، وهو متوفر.
والله تعالى أعلم.(/)
كيف نقرأ لئيكة حال الابتداء بها عند حفص؟؟؟؟
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[13 May 2010, 06:12 م]ـ
سؤال للفائدة والمذاكرة:
إذا أردنا أن نبدأ القراءة بكلمة لئيكة. فكيف نقرأها؟ وهل يوجد وجوه لقرائتها عند حفص؟ وبارك الله بكم
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[13 May 2010, 08:53 م]ـ
سؤال للفائدة والمذاكرة:
إذا أردنا أن نبدأ القراءة بكلمة لئيكة. فكيف نقرأها؟ وهل يوجد وجوه لقرائتها عند حفص؟ وبارك الله بكم
قال الشيخ القاضي (الوافي في شرح الشاطبية ص272):
" وعند الابتداء بهذه الكلمة يُؤتى بهمزة وصل مفتوحة للتوصل بها إلى النطق باللام الساكنة ". اهـ
ـ[نور مشرق]ــــــــ[14 May 2010, 12:21 ص]ـ
ال المتولي رحمه الله:
وفي بئس الاسم أبدأ بأل أو بلامه فقد صحّح الوجهان في النشر للملا (13).
كيف يُبدأ بكلمة (الأيكة)؟
وردت كلمة الأيكة في القرآن الكريم أربع مرّات، وهذا بيانها:
قال تعالى: {وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ} [الحجر:78].
{كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ} [الشعراء:176].
{وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ} [ص:13].
{وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ} [ق:14].
وقد كُتبت في سورتي (الحجر) و (ق): (الأيكة) بالألف واللام في جميع المصاحف، وأجمع القراء على قراءتها بوجهٍ واحدٍ (الأيكة) إلا ما كان من النقل والسكت لمن قرأ بهما (14).
وكُتبت في سورتي (الشعراء) و (ص): (ليكة) في جميع المصاحف، وقد اختلف القراء في هذين الموضعين؛ فقرأ ابن كثير ونافع وأبو جعفر وابن عامر (ليكة) بزِنَة (فَعْلَة) وقرأ الباقون (الأيكة) كما في موضعي (الحجر) و (ق) (15).
فعلى قراءة (ليكة) يُبدأ بها بلام مفتوحةٍ في هذين الموضعين، وعلى القراءة الأخرى يُبدأ بهمزة قطعٍ مفتوحة (ألأيكة) قياساً على موضعي (الحجر) و (ق)، ولأن الكلمة عندئذٍ (أيكة) ودخلت عليها (أل) التعريف (16).
الدكتور أحمد محمد مفلح القضاة
ـ[سامح سالم عبد الحميد]ــــــــ[15 May 2010, 08:48 م]ـ
لي بحث في هذا الملتقى المبارك بعنوان
(القول الفصل في أحكام همزتي القطع والوصل) قلت فيه عن هذه المسألة
ــ اعلم – رحمني الله وإياك- أن لفظة (الأيكة) رسمت فى المصحف برسمين مختلفين ففي سورة الشعراء و ص رسمت (أصحابُلْئَيْكَةِ) الشعراء176 (وأصحابُلْئَيْكَةِ) ص آية13 بحذف همزة الوصل وفى سورة الحجر وق قد رسمت هكذا (أصحابُالأيْكَةِ) سورة الحجر 78 وسورة ق (وأصحاب ُ الأيْكَةِ) آية 14 رسمت بهمزةالوصل
ولتعلم أيها القارئ – أحسن الله إليك – أنهما لا يختلفان لا فى حالةالبدء ولا فى حالةالوصل
فإذا طلب منك اختبارا أن تبدأ بهذه اللفظة فى كل من سورة الشعراء وص ليس عليك إلا أن تضع همزة وصل قبل لام التعريف وتفتح الهمزة هكذا (اَلأَيكَة) ولتعلم- أيضا- أنك فى حالة الوصل تقوم بحذف همزة الوصل التى يتوصل بها لنطق الساكن إذ إن الساكن لم يصبح هو الأول بل قبله حركة فلا تحتاج لهمزةالوصل وتقرأ الباءمضمومة ثم تقرأ لاما ساكنة وهمزة مفتوحة وياء ساكنةوكاف مفتوحة
هكذا (أصحاب ُ لْئَيْكَةِ) مثل (أصحاب ُ الأيْكَةِ) وإذا نظرت إلىحركات كل حرف ستجد لافرق بينهما ألبتة
.
سؤال: وقد يسأل سائل إذا كان ذلك كذلك فلم رسمت في موضعي سورة الشعراء وص هكذا (لئيكة) وفى سورة الحجر وق (الأيكة)؟.
فالجواب بحول الملك الوهاب:
أنهم فرقوابين الرسمين لأن موضعى سورة الشعراء وص بهما قراءتان مختلفتان بينم اموضعا سورة الحجر وق موضعا اتفاق من القراء فلذلك فرقوا لأن القراءة لكى تكون صحيحةلابد أن يجتمع فيهاثلاثة شروط
يقول ابن الجزرى فى متن الطيبة:
فكلما وافق وجه نحوى وكان للرسم احتمالا يحوى
وصح إسنادا هو القرآن فهذه الثلاثة الأركان
موافقة وجه من وجوه النحو ولو كان ضعيفا 1ـ
موافقةالرسم العثماني ولواحتمالا 2 ـ
. صحة السند واتصاله برسول الله ــ صلى الله عليه وسلم 3 ــ
وفى سورة الشعراء من متن الشاطبية يقول – رحمهالله
........ والأيكة اللام ساكن مع الهمز واخفضه وفى صادغيطلا
الشرح: قوله تعالى (أصحاب ُ لئيكة) فىسورة الشعراء وص الرموز من (غيطلا) أبو عمرو البصرى والكوفيون ومعهم يعقوب وخلف العاشر.
هكذا (لئَيكةِ) وقرأ الباقون وهم نافع وابن كثير وابن عامر ومعهم أبوجعفرهكذا (لَْيكَة َ) ولم يذكر موضعى الحجر وق لأنهما موضعا اتفاق من القراء.
فائدة: معنى الأيكة: الشجر الملتف4 ــ
وفىسورة الشعراء لم يقل الله – تعالى – (إذقال لهم أخوهم شعيب) بل قال – تعالى " إذ قال لهم شعيب" لأنه أرسل إلى هؤلاء الناس بمدينة بجوار مدين ولم يكن هو منهم أما قومه الذي خرج فيهم فقال الله – تعالى – " وإلى مدين أخاهم شعيبا" هذا ما عليه كثير من المفسرين لكن الحافظ ابن كثير – رحمهالله- قال فىتفسيره بخلاف هذا القول:" فلم يقل هاهنا أخوهم شعيب لأنهم نسبواإلىعبادة الأيكة وهىشجرة وقيل شجر ملتف" أ. هـ بتصرف من تفسير ابن كثير وغيرهوالله أعلم بمراده.(/)
هل من خبر عن هذين الكتابين، وهل هما مطبوعان؟
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[13 May 2010, 09:23 م]ـ
الكتابان هما:
1 - " إتحاف الفضلاء بأحكام الوقف والابتداء عند أهل الأداء ": للشيخ سعد بن عبد الحكيم بن سعد بن عبد الحكيم المنياوي المصري الأزهري المقرئ المجود.
2 - إعْلام الخَوَاصّْ بتوجيه وُقوف المصحف الخاصّْ ": لأبي أحمد أيمن بن أحمد بن أحمد بن سعيد المصري ثم المدني المقرئ المجود المحدث السلفي الأثري.(/)
إلى علماء القراءات والتجويد والتراجم في دول المغرب العربي:
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[14 May 2010, 12:12 ص]ـ
هل وقفتم على ترجمة هذا العلم، الذي أظن أنه من علماء الجزائر، وقد بحثت عن ترجمته في جميع المظان المتاحة لي - وليس منها معجم أعلام الجزائر، ولا الكتب التي خصت علماء الجزائر بالترجمة - فلم أهتد إلى شيء:
محمد بن أبي القاسم بن عبد الله الزعولي (لعلها كذلك) العجيسي الشهير بابن الغربي المقرئ المجود (ت بعد 1017 هـ)، أخذ القراءات السبع عن شيخ الجماعة بفاس أبي عبد الله محمد بن أحمد بن مجبر المساري الفاسي المقرئ الحافظ النحوي الغروضي الفرضي (نحو 898 - 985 هـ) بسنده المتصل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم -، وأجاز بها تلميذه محمد بن مسعود بن يوسف سُوسَان الأندلسي النجار، الملياني الدار، الذي قرأ عليه من سورة المؤمنون إلى الختم بقراءات السبعة، وذلك بما تضمنه كتابي التيسير وحرز الأماني، في أوائل شعبان سنة 1017 هـ، وشهد على ذلك في جامع بني زعال [كذا] نواحي ديار بني فراو [كذا]: يحيى بن علي الوزنراني (الورتراني)، وعمر بن هارون الوزنراني (الورتراني).
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[14 May 2010, 10:37 ص]ـ
وهذا هو نص الإجازة على هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/uploader/50194_ الإجازة. jpg (http://http://majles.alukah.net)
وهذا رابط مباشر:
http://majles.alukah.net/uploader/50194_ الإجازة. jpg (http://majles.alukah.net/uploader/50194_ الإجازة. jpg)
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[15 May 2010, 10:00 ص]ـ
هذا هو الرابط الصحيح للإجازة:
http://www.4shared.com/photo/lDjPlyM-/___online.html(/)
كيف يبدأ بالكلمة القرآنية؟
ـ[نور مشرق]ــــــــ[14 May 2010, 07:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكاتب: أحمد القضاه
كيف يبدأ بالكلمة القرآنية؟
مقدمة:
يعد علم الوقف والابتداء من العلوم المكملة لعلم التجويد، بحيث يأتي بعد إتقان التجويد ومعرفة
أصوله وقواعده. هذا من حيث الترتيب المعرفي، أما من حيث الأهمية فإن لعلم الوقف والابتداء
أهمية بالغة في فهم القرآن الكريم وإدراك معانيه والوقوف على تفسيره وبيانه "فربما يقف
القارئ قبل تمام المعنى ولا يصل ما وقف عليه بما بعده حتى ينتهي إلى ما يصح أن يقف عنده،
وعندئذ لا يفهم هو ما يقول، ولا يفهمه السامع، بل ربما يفهم من هذا الوقف معنى
آخر غير المعنى المراد".
وقد أشار العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى أهمية تعلم الوقف والابتداء،
ومن ذلك ما ثبت عن عليّ رضي الله عنه أنه سئل عن قول الله تعالى: "ورتل القرآن ترتيلاً"
المزمل/4، فقال: "الترتيل معناه تجويد الحروف ومعرفة الوقوف".
ومن ذلك أيضاً قول ابن عمر رضي الله عنهما: "لقد عشنا برهةً من دهرنا وإن
أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم،
فنتعلم حلالها وحرامها وما ينبغي أن يوقف عنده منها، كما تتعلمون أنتم اليوم القرآن،
ولقد رأيت اليوم رجالاً يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته،
ما يدري ما آمره ولا زاجره، ولا ما ينبغي أن يوقف عنده منه، وينثره نثر الدقل"
فقول ابن عمر: "فنتعلم حلالها وحرامها وما ينبغي أن يوقف عنده منها" يؤكد أنهم كانوا
يتعلمون الوقف حتى يتقنوه ويفهموه ويحفظوه، ويؤكد ذلك عبارة "لقد عشنا برهة من دهرنا".
وقد فهم النحاس من هذا القول إجماع الصحابة على تعلم الوقف والابتداء.
ويؤكد ابن الجزري أن معرفة الوقف والابتداء لها فوائد عديدة منها تبيين معاني القرآن العظيم
وتعريف مقاصده وإظهار فوائده، وبه يتهيأ الغوص على درر القرآن وفوائده.
ونظراً لهذه الأهمية فقد "اشترط كثير من أئمة الخلف على المجيز أن لا يجيز أحداً
إلا بعد معرفته الوقف والابتداء".
وقد بحث العلماء موضوع الوقف والابتداء من جوانبه المختلفة فتحدثوا عن تعريف
الوقف والابتداء والقطع والسكت وسائر المصطلحات، وبحثوا من أين يبتدئ القارئ
وأين يقف، وكيف يبتدئ وكيف يقف؟ وعلاقة الوقف والبدء بالتفسير والمعاني،
جاء ذلك في مؤلفات كثيرة خصصت لهذه الموضوعات، أو في كتب تناولتها ضمن
موضوعات أخرى من علوم القرآن.
ومنذ عهد مبكر ظهرت تواليف عديدة في الوقف والابتداء، فكان أول من ألف
فيه ضرار بن صرد المقرئ الكوفي (ت 129هـ) ثم شيبة بن نصاح المدني (ت130هـ).
ثم تتابع العلماء على التأليف في هذا العلم، فألف ابن الأنباري (ت 328هـ)
كتاب إيضاح الوقف والابتداء في كتاب الله عز وجل، وألف أبو جعفر النحاس (ت338هـ)
كتاب القطع والائتناف، وألف ابن مهران النيسابوري (ت 381هـ) (الوقف والابتداء)،
و (وقوف القرآن)، وألف الداني (ت 444هـ) المكتفى في الوقف والابتداء، وألف العمَّاني
(ت بعد 500هـ) المرشد في الوقف والابتداء، وابن طيفور السجاوندي ت 560هـ
(الوقف والابتداء).
وكان الدكتور يوسف المرعشلي قد حقق كتاب المكتفى في الوقف والابتداء للداني،
وقدم له بدراسة تضمنت قائمة بالكتب التي ألفت في هذا العلم، مستوعباً ومستقصياً،
ومشيراً إلى ما كان منها مخطوطاً أو مطبوعاً، وما كان موجوداً أو مفقوداً،
وأماكن وجود الكتب المخطوطة، حيث أحصى في قائمته ثمانية وسبعين كتاباً
وجاء الدكتور محسن هاشم درويش في تحقيقه لكتاب ابن طيفور السجاوندي
، فأضاف ثلاثة كتب أخرى ولعل الأيام القادمة والجهود المتتابعة تكشف عن
مزيد من هذه المؤلفات.
ويلاحظ من يطالع كتب علم الوقف والابتداء أن العلماء الذين ألفوا في هذا العلم يعنونون
لمؤلفاتهم بعناوين تشمل موضوعي الوقف والابتداء، ولكنهم حين يتحدثون يكاد حديثهم
يقتصر على موضوع الوقف وحده دون موضوع الابتداء، وهذا يعني أن هناك اتساعاً
في العناوين، وإعوازاً في المضامين، من حيث وفاؤها بجانب دون آخر.
وعلى سبيل المثال فإن كتاب الداني اسمه (المكتفى في الوقف والابتداء)، لكنه تحدث فيه
(يُتْبَعُ)
(/)
عن الوقف فحسب، فقال: "هذا كتاب الوقف التام والوقف الكافي والوقف الحسن في كتاب الله
عز وجل، اقتضبته من أقاويل المفسرين، ومن كتب القرّاء والنحويين، واجتهدت في جمع
مفترقه وتمييز صحيحه وإيضاح مشكله وحذف حشوه، واختصار ألفاظه وتقريب معانيه،
وبينت ذلك كله وأوضحته ودللت عليه، ورتبت جميعه على السور نسقاً واحداً إلى آخر
القرآن .. "
وكتاب السجاوندي اسمه (الوقف والابتداء)، ولكنه قصره على الحديث عن مراتب الوقوف،
وهي عنده خمس مراتب: اللازم والمطلق والجائز والمجوز لوجه والمرخص ضرورة
. ثم مضى يطبق هذه المراتب على سور القرآن من مطلعه إلى ختامه، دون
أن يتطرق لموضوع الابتداء.
وقد تناولت في هذا البحث جانباً واحداً من جوانب علم الوقف والابتداء، هو
"الكيفيات التي يصح البدء بها" أو طرائق الأداء للكلمة القرآنية إذا أراد القارئ أن يبدأ
بها اختياراً أو اختباراً. وكان الباعث على الكتابة في هذا الموضوع الرغبة في معالجة
النقص والإعواز في كتب الوقف والابتداء مما يخص هذا الجانب، والحرص على جمع ما
تفرق من مسائله في كتب التجويد والقراءات القرآنية، ولأن هذا الموضوع ذو أهمية خاصة
عند دارسي علم التجويد والراغبين في إتقان التلاوة والوصول إلى كمال الأداء. فإذا جمعت
هذه المسائل في بحث واحد أمكن للدارس أن يلم بها
ويعرفها ويطبقها في تلاوته لآيات القرآن الكريم.
وبعبارة أخرى يمكن القول:
إن البحث في علم الوقف والابتداء يشتمل على أربعة أركان هي:
- أين يوقف؟ ويقابله: من أين يبدأ؟
- كيف يوقف على الكلمة؟ ويقابله: كيف يبدأ بها؟
أولاً: تقسيم الكلمات القرآنية إلى ساكنة الأول أو متحركته.
- كيفية البدء بالكلمات التي أولها متحرك.
ثانياً: تقسيم الكلمات التي أولها ساكن إلى قسمين:
- ما تدخل عليه همزة الوصل.
- ما لا تدخل عليه همزة الوصل.
ثالثاً: تقسيم الكلمات التي تدخل عليها همزة الوصل إلى ثلاثة أقسام:
1 - الأسماء، وكيفية البدء بها.
2 - الحروف، وكيفية البدء بها.
3 - الأفعال، وكيفية البدء بها.
ويدخل في هذا القسم الأفعال التي في أولها همزة وصل ثم همزة قطع،
والأفعال التي في أولها همزة قطع ثم همزة وصل، وكيف يبدأ بكل منها.
رابعاً: الحديث عن الكلمات التي أولها ساكن ولا تدخل عليها همزة الوصل
وكيف يبدأ بها.
خامساً: الحديث عن كلمات متفرقة تحتاج إلى التنبيه
على كيفية البدء بها.
سادساً: الخاتمة وتتضمن خلاصة نتائج البحث.
* الكلمات القرآنية ساكنة الأول أو متحركته
الكلمات – سواء أكانت قرآنية أم غير قرآنية، إما أن يكون الحرف الأول منها ساكناً،
وإما أن يكون متحركاً، وميدان هذا البحث هو الكلمات القرآنية.
فالكلمة إذا كان أولها متحركاً، وأراد القارئ أن يبدأ بها، لزمه
أن يبدأ بالحركة كما هي، فتحةً أو ضمةً أو كسرة، فيقول مثلاً:
"مالك يوم الدين" الفاتحة/ 4، بفتح الميم، ويقول: "بسم الله" بكسر الباء،
ويقول "ضرب مثل" بضم الضاد. وهذا البدء يطرد في
جميع الكلمات القرآنية التي تحرك أولها.
ولابد هنا من التنبيه على أمور تتعلق بالكلمات التي تحرك أولها:
أولاً: تؤخذ الكلمة القرآنية بكمالها دون تجريدها من الحروف الداخلة
عليها كالواو والفاء وسائر الحروف التي لا تستقل بنفسها، ويبدأ
النطق من أول حرف في الكلمة، رعاية للرسم القرآني، نحو: "وسلام
على عباده الذين اصطفى" النمل/ 59 "فعليكم النصر" الأنفال/ 72،
حيث يبدأ القارئ اختباراً بالواو من كلمة "وسلام" وبالفاء من كلمة "فعليكم".
ويدخل في هذا أيضاً كل ما اتصل رسماً نحو: "يا أيها، هؤلاء، ها أنتم.
إذ لا يجوز البدء بـ "أيها، أولاء، أنتم" ما دامت هذه الكلمات متصلة
بياء النداء أو هاء التنبيه قبلها"
ثانياً: تضبط الكلمات القرآنية مراعاةً للوصل، وبناءً على ذلك سيأتي التشديد
الناتج عن الإدغام التام في بداية كثير من الكلمات نحو:
أولئك على هدىّ مّن رّبهم" سورة البقرة/ 5.
وهذا التشديد ينطق به حال الوصل فحسب، أما إذا بدأ القارئ بكلمة
(من) أو بكلمة (ربهم) من الآية المذكورة، فيجب أن يترك التشديد في أولها،
وينطق بالحرف الأول متحركاً خفيفاً.
ولهذا التشديد صور عديدة، وكلها ناتجة عن الإدغام التام سواء أكان صغيراً أم كبيراً
(يُتْبَعُ)
(/)
فالصغير نحو: "هدىّ من رّبهم"، "قد تّبين"، "اركب مّعنا"،
"فما ربحت تّجارتهم". والكبير نحو: "ولا مبدل لكلمات الله"، "وآت ذا القربى"،
"بيت طائفة". ومنه أيضاً تاءات البزي نحو: "ولا تيمموا الخبيث"،
"ولا تفرقوا"، "وإن الذين توفاهم". وكل ما كان كذلك من الكلمات التي شدّد
أولها وصلاً بسبب الإدغام، فإن البدء به يكون بترك التشديد.
* الكلمات التي أولها ساكن.
إن أكثر الكلمات القرآنية أولها متحرك، والبدء بها سهل ميسور كما تقدم،
أما الكلمات التي أولها ساكن، فتحتاج إلى معالجة ليسهل البدء بها، لأن
"من الأصول المقررة ألا يبتدأ بساكن، ولا يوقف على متحرك"
والكلمات التي أولها ساكن قسمان:
أولها – ما تدخل عليه همزة الوصل.
وثانيهما- ما لا تدخل عليه همزة الوصل.
وقبل الحديث عن هذين القسمين، هذه وقفة مع تعريف همزة الوصل،
وكيفية ضبطها.
* تعريف همزة الوصل:
"هي الهمزة الزائدة في أول الكلمة، المثبتة في الابتداء، الساقطة في الوصل"
وسميت بهمزة الوصل لأنه يتوصل بها إلى النطق بالساكن
. ولأنها عند وصل الكلام، يتصل ما قبلها بما بعدها، وتسقط من اللفظ.
أما ضبط همزة الوصل في المصاحف فيكون بوضع رأس صاد صغيرة
فوق الألف للدلالة عليها، وقد أخذت هذه العلامة من كلمة (وصل) كما أخذت
همزة القطع من كلمة (قطع).
الكلمات التي تدخل عليها همزة الوصل
تدخل همزة الوصل على ثلاثة أقسام من الكلمات، فتدخل على بعض الأسماء
وبعض الأفعال وبعض الحروف. وفيما يلي بيان هذه الأقسام حصرا،
ثم بيان كيف يتم البدء بكل منها.
أولا- الأسماء التي همزتها همزة وصل،
وهي قسمان: قياسية وسماعية، فالأسماء القياسية هي مصادر الأفعال الخماسية،
ومصادر الأفعال السداسية.
فالأفعال الخماسية نحو: ابتغى، اشترى، انطلق، انبجس، .. تصاغ منها المصادر
على وزن افتعال فيقال: ابتغاء، اشتراء، أو على وزن انفعال، فيقال: انطلاق، انبجاس.
والأفعال السداسية نحو: استغفر، استكبر، استعان، استجاب، تصاغ منها المصادر على وزن استفعال، فيقال: استغفار، استكبار، أو على وزن استفالة، فيقال: استعانة، استجابة…
* ومن أمثلة هذه المصادر في القرآن الكريم قوله تعالى:
"وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله" سورة الأنعام/140
"إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى" سورة الليل/20
"وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه" سورة التوبة/114
"ما زادهم إلا نفوراً استكباراً في الأرض ومكر السيء .. " سورة فاطر/42و43
فهذه المصادر همزتها همزة وصل.
* كيف تعرف همزة الوصل؟
تعرف همزة الوصل بإدخال حرف زائد على الكلمة أو وصلها بما قبلها،
فإذا سمع صوت الهمزة في الحلق فهي همزة قطع، وإلا فهي همزة وصل.
يقال في كلمة (استغفار) مثلا: (واستغفار) فيكون النطق بالواو وبعدها السين الساكنة،
وهذا يعني سقوط الهمزة ويدل على أنها همزة وصل.
ويقال في كلمة (إكرام) مثلا: (وإكرام)، فيكون النطق بالواو وبعدها همزة مكسورة،
مما يدل على أنها همزة قطع، وبذلك تعرف همزة الوصل من همزة القطع.
* الأسماء السماعية:
وهي أسماء لا تطّرد ولا يقاس عليها، بل سمعت من العرب، وهي عشرة أسماء،
ورد منها في القرآن سبعة هي:
ابن، ابنة، اثنان، اثنتان، امرؤ، امرأة، اسم. ومن مواضعها في
القرآن الكريم قوله تعالى: "فقال ربّ إن ابني من أهلي" سورة هود/45
"ونادى نوحٌ ابنه وكان في معزل" سورة هود/42.
"ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها" سورة التحريم/12،
"قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتيّ هاتين" سورة القصص/27
"إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين…" سورة التوبة/40
"إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا…" سورة التوبة/36
"وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطاً أمماً .. " سورة الأعراف/160
"وقال نسوةٌ في المدينة امرأتُ العزيز تراود فتاها عن نفسه…" سورة يوسف/30
"ووجد من دونهم امرأتين تذودان…" سورة القصص/23
"إن امرؤ هلك ليس له ولد .. " سورة النساء/176
"لكل امرئ منهم يومئذٍ شأن يغنيه" سورة عبس/37
"اسمه المسيح عيسى بن مريم" سورة آل عمران/45، "سبح اسم ربك الأعلى" الأعلى/1
كيف يبدأ بهمزة الوصل في الأسماء؟
القاعدة في الأسماء التي همزتها همزة وصلٍ أن يبدأ بها بالكسر،
سواء أكانت الأسماء قياسيةً أم سماعية، فيقال:
(يُتْبَعُ)
(/)
اِبتغاءَ، استغفار، ابن، ابنة، اثنان، اثنتان، امرؤ، امرأة، اسم
وهذه القاعدة مطردة تماما لم تنخرم.
ثانيا- الحروف التي همزتها همزة وصل:
هناك حرفٌ واحدٌ فقط، فيه همزة وصل، هو لام التعريف، أو (أل) التعريف،
على الخلاف المشهور بين النحاة. وهو حرفٌ يدخل على الأسماء
فيفيدها التعريف. وعلى قول سيبويه فإن هذه الهمزة همزة وصلٍ.
أما كيفية البدء بها، فتكون بالفتح مطلقاً،
يقال: الهدى، السماء، الجّنة، اليوم…
* إذا دخلت همزة الاستفهام على اسمٍ معرفٍ بأل، نحو: الله، الذكرين،
الآن…ففي هذه الحالة يبدأ بالكلمة بأحد وجهين:
الأول: أن تبدل همزة الوصل ألفاً وتمد مداً مشبعاً لمجيء الساكن بعدها.
الثاني: أن تسهل همزة الوصل بين بين، أي بين الهمزة والألف، مع القصر،
والمراد به هنا عدم المدّ مطلقاً. وهذان الوجهان صحيحان مقروءٌ
بهما لجميع القراء، والإبدال هو المقدم في الأداء
وقد ورد في القرآن الكريم ثلاث كلمات في ستة مواضع باتفاق جميع القراء،
وموضع فيه اختلاف، فالمواضع المتفق عليها هي قوله تعالى:
"الله أذن لكم أم على الله تفترون" سورة يونس/59
"الله خيرٌ أمّا يشركون" سورة النمل/59
"آلئن وقد كنتم به تستعجلون" سورة يونس/51
"آلئن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين" سورة يونس/91
"قل الذكرين حرّم أم الانثيين" سورة الأنعام/143و144
والموضع المختلف فيه، قوله تعالى: "قال موسى ما جئتم به السحر إن الله
سيبطله .. " سورة يونس/81
فقد قرأ أبو عمرو البصري وأبو جعفر المدني: (آلسحر) بالاستفهام
ولكل منهما الوجهان؛ الإبدال ألفاً مع المدّ المشبع، والتسهيل مع القصر.
أما الباقون فقد قرأوا: "ما جئتم به السحر إن الله سيبطله .. " بهمزة وصل على الخبر.
* تحذف همزة الوصل لفظاً وخطاً من (أل) إذا دخلت عليها اللام نحو:
"إن للمتقين مفازا" سورة عمّ/37
"وقيل بعداً للقوم الظالمين" سورة هود/44. "إن أول بيتٍ
وضع للناس للذي ببكة مباركاً .. " سورة آل عمران/96
أما إذا دخلت عليها بقية الحروف فإنها تثبت خطاً وتحذف لفظاً
كيف يبدأ بكلمة (الاسم)؟
وردت هذه الكلمة في قوله تعالى: "بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان"
سورة الحجرات/11، وقد اجتمعت فيها همزتا وصلٍ، إحداهما
في (ال) والثانية في (اسم). ولأن هاتين الكلمتين متصلتان رسماً،
فلا يجوز البدء بكلمة (اسم)، بل يبدأ بكلمة (ال) وتنطق الكلمتان معاً.
وعلى القاعدة التي سبق ذكرها فإن (ال) التعريف يبدأ بها بهمزةٍ
مفتوحةٍ، وعندئذٍ يلتقى ساكنان هما اللام والسين (أَلْسْم)،
فيكسر الأول تخلصاً من التقاء الساكنين فتصير (أَلِسْم). وهذا وجه
صحيح جائز عند البدء بهذه الكلمة.
ويجوز وجه آخر هو (لِسْم) لأن اللام من (ال) حيث كسرت-
وهي الحرف الأول من الكلمة- استغني عن همزة الوصل التي قبلها،
فساغ البدء باللام المكسورة (لِسْم)
والوجهان صحيحان مقروءٌ بهما ابتداءً للقراء العشرة،
والوجه الأول (أَلِسم) هو المقدم في الأداء اتباعاً للرسم.
قال المتولي رحمه الله:
وفي بئس الاسم أبدأ بأل أو بلامه فقد صحّح الوجهان في النشر للملا
كيف يبدأ بكلمة (الأيكة)؟
وردت كلمة الأيكة في القرآن الكريم أربع مرّات، وهذا بيانها:
قال تعالى: "وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين" سورة الحجر/78
"كذَّب أصحاب لئيكة المرسلين" سورة الشعراء/176
"وثمود وقوم لوطٍ وأصحاب لئيكة أولئك الأحزاب" ص~ /13
"وأصحاب الأيكة وقوم تبع…" ق~/14.
وقد كتبت في سورتي الحجر وق (الأيكة) بالألف واللام في جميع
المصاحف، وأجمع القراء على قراءتها بوجهٍ واحدٍ (الأيكة)
إلا ما كان من النقل والسكت لمن قرأ بهما
وكتبت في سورتي الشعراء وص (ليكة) في جميع المصاحف،
وقد اختلف القراء في هذين الموضعين، فقرأ ابن كثير ونافع وأبو
جعفر وابن عامر (ليكة) بزنة (فَعْلَة) وقرأ الباقون (الأيكة) كما
في موضعي الحجر وق
فعلى قراءة (ليكة) يبدأ بها بلام مفتوحةٍ في هذين الموضعين،
وعلى القراءة الأخرى يبدأ بهمزةٍ قطعٍ مفتوحة (ألأيكة) قياساً
على موضعي الحجر وق، ولأن الكلمة عندئذٍ (أيكة) ودخلت
عليها (أل) التعريف
كمال حكم (أل) التعريف إذا وقعت بعدها الهمزة
إذا وقع بعد (أل) التعريف همزة قطعٍ فإن ورشاً عن نافعٍ ينقل
حركة الهمزة إلى اللام ويسقط الهمزة فيقول في (الأرض) (لرض)،
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا عند الوصل نحو: "قل انظروا ماذا في السموات والرض"
سورة يونس/101
أما عند البدء بمثل هذه الكلمة فله وجهان:
أحدهما (ألرض)، وهذا على مذهب من جعل حرف التعريف هو (أل).
والثاني (لرض) وهذا على مذهب من جعل حرف التعريف هو
اللام فقط واعتبر حركة النقل العارضة معتدا بها. فإن لم يعتدّ بها
واعتبر الأصل
بدأ بها (ألرض). وهذان الوجهان جائزان في كل ما ينقل إليه
من لامات التعريف، لكل من ينقل
قال ابن الجزري:
"ولذلك جازا- أي الوجهان- لنافع وأبي عمرو وأبي جعفر ويعقوب
في الأولى من (عادا الأولى) … وجازا في (الآن) لابن وردان- أي
عن أبي جعفر- في وجه النقل… وبهما قرأنا لورشٍ وغيره على
وجه التخيير وبهما نأخذ له، وللهاشمي عن ابن جماز عن أبي
جعفر من طريق الهذلي".
وبناء على ما تقدم فإن كلمة "الأولى" من قوله تعالى:
"وأنه أهلك عاداً
الأولى" النجم/50 يجوز في الابتداء بها على مذهب أبي عمروٍ
وأبي جعفرٍ ويعقوب ثلاثة أوجهٍ هي:
- (ألولى) بإثبات همزة الوصل وضم اللام بعدها.
- (لولى) بضم اللام وحذف همزة الوصل قبلها استغناءً عنها بتلك
الحركة، وهذان الوجهان جائزان في ذلك وشبهه في مذهب ورشٍ
وحمزة.
- (ألأولى) بإثبات همزة الوصل وإسكان اللام وتحقيق الهمزة الثانية
وعلى مذهب قالون يجوز ثلاثة أوجه هي: (ألُؤْلى) بإثبات همزة
الوصل وجعلها همزة قطع مفتوحة وضم اللام وهمزة ساكنة على الواو.
- (لولى) بضم اللام وحذف همزة الوصل وهمزة الواو
- (ألأولى) كباقي القراء. وهو أحسن الوجوه وأقيسها".
* ثالثاً- الأفعال التي همزتها همزة وصل
تقسم الأفعال من حيث زمانها إلى ثلاثة أقسام:
ماض ومضارع وأمر، وتقسم من حيث عدد حروفها
إلى أربعة أقسام: ثلاثية ورباعية وخماسية وسداسية.
الزمان - ثلاثي - رباعي - خماسي - سداسي
ماض - علم - أكرم - ابتغى - استغفر
مضارع - يعلم - يكرم - يبتغي - يستغفر
أمر - اعلم - أكرم - ابتغ - استغفر
كيف يبدأ بالأفعال التي أولها همزة وصل؟
بعد أن تم تحديد الأفعال التي أولها همزة وصل، لا بد من الحديث
عن كيفية البدء بها. فالقاعدة في الأفعال أن ينظر إلى حركة
الحرف الثالث من كل فعل، فإن كان مضموماً ضمة لازمة،
كان البدء بالضم، وإن كان غير ذلك، فالبدء بالكسر
فمن الأفعال التي يضم ثالثها ضماً لازماً، الأفعال المبنية
لما لم يُسَّم فاعله نحو:
اجتثت، ابتلى، استحفظوا، من قوله تعالى:
"ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها
من قرار" سورة إبراهيم/26.
"هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً" سورة الأحزاب/ 11.
"بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء .. " سورة المائدة/ 44.
ومن الأفعال التي يضم ثالثها ضماً لازماً كذلك: اتل، ادع، انظر،
اغدوا، ونظائرها من أفعال الأمر، كما في قوله تعالى
"اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة …" سورة العنكبوت/ 45.
"ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة…"
سورة النحل/ 125.
"انظر كيف نبين لهم الآيات…" سورة المائدة/ 75.
"أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين" سورة القلم/ 22.
فهذه الأفعال جميعاً، عند البدء بها تضم فيقال: أجتثت، أبتلي،
أستحفظوا، أتل، أدع، أنظر، أغدوا.
أما الأفعال التي تكون ضمة ثالثها عارضة نحو: اقضوا، ابنوا،
امشوا، ائتوا، من قوله تعالى:
"ثم اقضوا إلي ولا تنظرون" سورة يونس/ 71
"وانطلق الملأ منهم إن امشوا واصبروا على آلهتكم…" سورة ص/6
"قالوا ابنوا له بنياناً …" سورة طه/64.
فهذه الأفعال ونظائرها لو انفصلت عن واو الجماعة لعاد الحرف
الثالث منها مكسوراً، يقال: اقض، امش، ابن، ائت…
وهذا يدلُّ على أن ضمة الحرف الثالث عارضة، جيء بها
لتناسب واو الجماعة.
وهذه الأفعال جميعاً يبدأ بها بالكسر، فيقال: إقضوا، إمشوا،
إبنوا… كما يبدأ بالكسر بالأفعال التي ثالثها مفتوح
أو مكسور نحو:
إستطاعوا، إستجيبوا، إنطلقوا، إقرأ، إبن، من قوله تعالى:
"وما استطاعوا له نقباً" سورة الكهف/ 97.
"استجيبوا لربكم .. " سورة الشورى/ 47.
"انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب" سورة المرسلات/ 30.
"اقرأ باسم ربك الذي خلق" سورة العلق/1.
"إذ قالت رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة …" سورة التحريم/11.
(يُتْبَعُ)
(/)
* كيف يبدأ بالأفعال إذا اجتمع في أولها همزة وصل وهمزة قطع؟
لهذه الحالة صورتان،
فالصورة الأولى:
أن تتقدم همزة الوصل على همزة القطع،
والثانية:
أن تتقدم همزة القطع على همزة الوصل.
ومن أمثلة الصورة الأولى: "ائتوا، ائت، اؤتمن" من قوله تعالى:
"فأجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفاً .. " سورة طه/ 64.
"قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله .. "
سورة يونس/15.
"فليؤد الذين اؤتمن أمانته .. " سورة البقرة/ 283.
وهذه الكلمات أفعال تطبق عليها قاعدة اعتبار الحرف الثالث،
فكلمة (ائتوا) ثالثها ضم عارض، فلا بد من البدء بكسر أولها،
فتصبح (إئتوا)، وعندئذٍ تجتمع همزتا قطع أولاهما مكسورة
والثانية ساكنة، فتبدل الثانية ياءً حسب قاعدة البدل ()، فتصير:
(إيتوا)، ويقال مثل ذلك في (إيت) لأن ثالثها مكسور. أما كلمة
(اؤتمن) فهي فعل خماسي ثالثة مضموم ضمة لازمة،
فيبدأ بضم أوله (أؤتمن)، ثم تبدل الهمزة الثانية واواً حسب
قاعدة البدل، فتصير الكلمة (أوتمن).
ومن أمثلة الصورة الثانية أن تدخل همزة الاستفهام على كلمة
أولها همزة وصل، نحو: "افترى، اطلع، اتخذتم" فهذه أفعال تبدأ
بهمزة الوصل، فإذا دخلت عليها همزة الاستفهام،
فلا بد من حذف همزة الوصل استغناءً عنها بهمزة الاستفهام المتحركة.
وقد ورد في القرآن الكريم سبعة أفعال،
منها خمسة باتفاق القراء، واثنان فيهما خلاف، فالخمسة المتفق
عليها: "أتّخذتم، أطّلع، أفترى، أستكبرت، أستغفرت" في قوله تعالى:
"قل أتخذتم عند الله عهداً .. " سورة البقرة/ 80.
"أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهداً" سورة مريم/ 78.
"أفترى على الله كذباً ام به جنة" سورة سبأ/8.
"أستكبرت أم كنت من العالين" سورة ص/75.
"سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم" سورة المنافقون/ 6.
والموضعان المختلف فيهما: "أصطفى، أتخذناهم" من قوله تعالى:
"ألا إنهم من إفكهم ليقولون ولد الله وإنهم لكاذبون،
أصطفى البنات على البنين" سورة الصافات/ 151 - 153.
فقد قرأ أبو جعفر، والأصبهاني عن ورش، وإسماعيل بن جعفر عن
نافع: "اصطفى" بهمزة وصل، ويبدأون بها بهمزة قطع مكسورة،
جرياً على قاعدة الأفعال كما تقدم. وقرأ الباقون: "أصطفى"
بهمزة قطع مفتوحة في الحالين
وقوله تعالى: "وقالوا ما لنا لا نرى رجالاً كنا نعدهم من الأشرار،
أتخذناهم سخرياً أم زاغت عنهم الأبصار" سورة ص/ 62 - 63.
فقد قرأ أبو عمرو ويعقوب وحمزة والكسائي وخلف "اتخذناهم"
بهمزة وصل، ويبتدءون بهمزة قطع مكسورة. وقرا الباقون
بهمزة قطع مفتوحة في الحالين
ـ[نور مشرق]ــــــــ[14 May 2010, 07:26 م]ـ
الكلمات التي سكن أولها، ولا تدخل عليها همزة الوصل
ورد في القرآن الكريم عدد قليل من الكلمات التي سكن الحرف
الأول منها، اتباعاً للرواية واعتماداً على شدة اتصالها بما قبلها،
ويمكن تقسيم هذه الكلمات إلى قسمين:
الأول: الكلمات التي أولها لام الأمر نحو:
"ليقطع، ليقضوا" من قوله تعالى:
"فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبنَّ كيده ما يغيظ"
سورة الحج/15.
"ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق"
سورة الحج/29.
فكلمة (ليقطع) قرأها بكسر اللام ابن عامر وأبو عمرو وورش ورويس،
وقرأها الباقون بسكون اللام.
وكلمة (ليقضوا) قرأها بكسر اللام ابن عامر وأبو عمرو وورش
ورويس وقنبل، وقرأها الباقون بكسر اللام
فمن قرأهما بكسر اللام وصلاً، قرأهما بكسر اللام ابتداءً، إذ لا
إشكال عنده لأنهما متحركتا الحرف الأول.
ومن قرأهما بسكون اللام وصلاً، فإنه يكسر اللام ابتداءً،
لأن الأصل في لام الأمر أن تكون مكسورة
وقد أجاب ابن زنجلة على الفرق بين لام الأمر الواقعة بعد الواو
والفاء، وبين لام الأمر الواقعة بعد ثم بأن ثم تنفصل من اللام،
وأصل لام الأمر الكسر إذا ابتدئ بها، وتسكن إذا كان ما قبلها
لا ينفصل منها وهو الواو والفاء. قال: أما (ثمَّ) فإنك تقف عليها
إذا شئت وتستأنف بعدها"
ويؤكد هذا أن الكلمات المبدوء بلام الأمر دون أن يدخل عليها
حرفٌ زائد، تكون مكسورة وصلاً وابتداءً، نحو (لينفق)
من قوله تعالى: "لينفق ذو سعةٍ من سعته" سورة الطلاق/7،
فقد اتفق القراء جميعاً على كسرها وصلاً وابتداءً.
(يُتْبَعُ)
(/)
القسم الثاني: كلمة (هو) إذا وقعت بعد ثم، وذلك في قوله تعالى:
"ثم هو يوم القيامة من المحضرين" سورة القصص/61.
فقد قرأها الكسائي وأبو جعفر وقالون "ثم هو" بتسكين الهاء وصلاً،
والباقون بضمها. وكلمة (هو) الواقعة بعد (يمل) في قوله تعالى:
"أو لا يستطيع أن يمل هو" سورة البقرة/ 282. فقد قرأها
أبو جعفر (يمل هو) بتسكين الهاء وصلاً، والباقون بضمها
.
فمن قرأ بالسكون وصلاً جعل الكلمتين بمنزلة الكلمة الواحدة،
ومن قرأ بالضم فعلى الأصل، ولكن البدء بها للجميع
يكون بضم الهاء.
* كلمات متفرقة
أولاً- كلمة (مال هذا، مال هؤلاء، فمال الذين)
وردت هذه الكلمة في أربعة مواضع من القرآن الكريم هي:
"قل كل من عند الله فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً"
سورة النساء/ 78.
"ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة
إلا أحصاها .. " سورة الكهف/ 49.
"وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ..
" سورة الفرقان/7.
"فمال الذين كفروا قبلك مهطعين" سورة المعارج/ 36.
ورد الخلاف عن بعض القراء في جواز الوقف على (ما)، مع
اتفاقهم جميعاً على جواز الوقف على الكلمة بتمامها (مال).
والخلاف المذكور لأبي عمرو البصري والكسائي، ويعقوب
البصري، ومقتضاه جواز الوقف لهؤلاء القراء الثلاثة على كل
من (ما) واللام.
والصحيح جواز الوقف على (ما) لجميع القراء لأن (ما) كلمة مستقلة،
ولأن كثيراً من الأئمة والمؤلفين لم يذكر فيها عن أحد شيئاً كسائر
الكلمات المفصولات، وأما الوقف على اللام فلأنها منفصلة خطاً
ويترتب على معرفة الوقف على هذه الكلمة معرفة كيف يجوز البدء بها.
أما البدء بـ (مال) من أولها فجائز لجميع القراء باعتبارها كلمة
مستقلة. وأما البدء باللام (لهؤلاء، لهذا، للذين) فلم أجد فيه نصاً
عند أحدٍ من علماء القراءات فيما اطلعت عليه، لكن القاعدة تنص
على أن كل كلمة جاز الوقف عليها، جاز البدء بما بعدها.
ثانياً- كلمة (أياًما) من قوله تعالى: "قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن
أياما تدعو فله الأسماء الحسنى" سورة الإسراء/110.
ذكر ابن الجزري جواز الوقف على (أياً) وعلى (ما) لكونهما
كلمتين انفصلتا رسماً، ورجّح ذلك بعد بحث فقال " وهذا هو الأمر
الأقرب إلى الصواب، وهو الأولى بالأصول، وهو الذي لا يوجد عن
أحد منهم نص بخلافه، وقد تتبعت نصوصهم فلم أجد ما يخالف
هذه القاعدة، ولا سيما في هذا الموضع".
ثم قال في آخر ذلك: " فظهر أن الوقف جائز لجميعهم على كل من
كلمتي (أياً، وما) كسائر الكلمات المفصولات في الرسم، وهذا الذي
نراه ونختاره ونأخذ به تبعا لسائر ائمة القراءة، والله أعلم
.
وإذا ثبت جواز الوقف على كل من (أيا، وما)، ثبت جواز البدء
بكل منهما، مع رعاية أن الوقف والبدء في هذه المواضع ليس
اختياراً، بل هو اختبار أو تعليم.
ثالثا- كلمة (ألا يسجدوا) من قوله تعالى: " ألا يسجدوا لله الذي
يخرج الخبء في السموات والارض" سورة النمل/ 25.
على قراءة الكسائي، وأبي جعفر ورويس حيث قرأوا (ألا)
بالتخفيف ويقفون (ألا يا).
ويبدءون (اسجدوا) (). فتكون هذه الكلمة فعل أمر ثلاثي، ويكون
البدء بضم الهمزة في أوله: (أُسجدوا).
رابعا- كلمة (ويكأن- ويكأنه) من قوله تعالى: " يقولون ويكأن
الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله
علينا لخسف بنا، ويكأنه لا يفلح الكافرون" سورة القصص/82.
روي عن الكسائي أنه يقف على الياء مقطوعة من الكاف، واذا
ابتدأ ابتدأ بالكاف (كأن، كأنه)، وعن أبي عمرو البصري أنه يقف
على الكاف (ويك) مقطوعة من الهمزة، واذا ابتدأ ابتدأ بالهمزة
(أن، أنه) (). اما باقي القراء العشرة فيقفون على الكلمة بكاملها،
وهو الوجه الأولى والمختار لجميع القراء.
خامسا- كلمة (عيون ادخلوها) من قوله تعالى: " إن المتقين في
جنات وعيون ادخلوها بسلام آمنين" سورة الحجر/ 45،46.
في هذه الكلمة قراءتان: الاولى قراءة الجمهور (أُدخُلوها) على أنه
فعل أمر، فيكون البدء بضم همزة الوصل:"أُدخُلوها".
والثانية مروية عن رويس عن يعقوب (وعيونٍ اُدخِلُوها) على أنه
فعل ماض مبني للمفعول () وأسقطت همزة القطع بعد أن نُقلت
حركتها إلى الساكن الذي قبلها وهو التنوين، وذلك على قاعدة النقل
(يُتْبَعُ)
(/)
واذا ابتُدئ بهذه الكلمة على رواية رويس، فالهمزة همزة قطعِ
مضمومة، لان الفعل رباعي مبني لما لم يُسمَّ فاعله.
سادسا - كلمة _ردماً ائتوني) وكلمة (قال ائتوني) من قوله تعالى:
" فأعينوني بقوةٍ أجعل بينكم وبينهم ردماً ءاتوني زبر الحديد حتى
إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله ناراً قال آتوني
أُفرغ عليه قطراً" سورة الكهف/ 95،96.
فيها قراءتان: الاولى قراءة الجمهور: (ردماً ءَاتوني، قال ءَاتوني)
من الايتاء وهو الإعطاء. فيكون البدء بكلمة ءَاتوني بهمزة قطعٍ
مفتوحة، لأن الفعل رُباعي.
الثانية: رواية ابي بكر (شعبة) عن عاصم: " ردماً ائتوني، قال ائتوني"
من الإتيان وهو المجيء
، والفعل على هذه القراءَة امرٌ ثلاثي، فهمزته همزة وصل، وإذا ابتُدئ
بكلمة (ائتوني) على هذه القراءَة قيل: " إيتوني". كما تقدم في
الكلام على قاعدة الأفعال.
سابعاً: كلمة: "أن أَسر" من قوله تعالى: " ولقد أوحينا إلى
موسى أن أسرِ بعبادي .. "سورة طه/ 77.
"وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي .. " سورة الشعراء/52.
في هذه الكلمة قراءَتان، الاولى (أن أَسرِ) بهمزة قطعٍ مفتوحة،
وهي قراءَة الجمهور، وإذا ابتدءوا بكلمة (أَسر) ابتدءوا بهمزة
القطع المفتوحة كما هي.
والثانية قراءة نافع وابن كثير وأبي جعفر (أَنِ اسر) بهمزة وصلٍ
على أن الفعلَ ثلاثيٌ من سرى، ومن أجل ذلك يلتقي ساكنان
(النون والسين) فتكسر النون.
وإذا بُدئ بكلمة (اسر) بدئ بكسر همزة الوصل على قاعدة الأفعال.
ثامناً- كلمة (أنا صببنا) من قوله تعالى: " فلينظر الإنسان إلى طعامه
أنا صببنا الماءَ صباً". سورة عبس/24, 25.
في هذه الكلمة قراءتان الاولى: (أَنّا) بفتح همزة القطع وهي لعاصم
وحمزة والكسائي وخلف، ومعهم رويس اذا وصل الكلمة بما قبلها.
والثانية: (إِنّا) بكسر همزة القطع، وهي لبقية القراء، ومعهم
رويس إذا ابتدأ بها
ـ[بنت الحارث]ــــــــ[14 May 2010, 09:00 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أم إبراهيم]ــــــــ[06 Jul 2010, 08:25 ص]ـ
بارك الله فيك وفي علمك وزادك الله من فضله
استفدت من هذا البحث
ـ[نور مشرق]ــــــــ[07 Jul 2010, 03:15 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا اخواني ونفعكم ونفع بكم
وجزى الكاتب خير الجزاء ونفعنا الله بعلمه(/)
المستدرك على السلاسل الذهبية بالأسانيد النشرية (3)
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[15 May 2010, 03:25 م]ـ
المستدرك على السلاسل الذهبية بالأسانيد النشرية (3)
أولا:ملاحظات عامة على منهجية السلاسل الذهبية بالأسانيد النشرية:
1. تخصيص الكتاب بابتعاده عن تقريب تحرير الطرق والتعريف به ليسهل تمرير ما تضمنت السلاسل الذهبية من التدليس على العوام بإيهامهم أن كل رواية وحدة متكاملة منزلة هكذا تفصيلا في كل حرف منها وهو ما نأى عنه أئمة القراءات قديما أولئك المصنفون من طرق الرواة الذين ـ بأمانتهم العلمية ـ أعلنوا الرواية نصا وأداء وأعلنوا الرواية أداء دون النص وأعلنوا التحديث وأعلنوا القياس فجزاهم الله جنة وحريرا.
2. الاقتصار على الأسانيد العامة والتي لا تتطلب جهدا وهي تسمية أسانيده إلى ابن الجزري وهذا من عمل أي إملاء أو خط شيوخ كل مجاز، ثم اقتصاره على تسمية أسانيد ابن الجزري إلى أمهات كتابه النشر وهذا من عمل ابن الجزري نفسه في كتابه النشر، ثم اقتصاره على جدولة وترقيم اختيارات ابن الجزري من طرق أمهات كتابه النشر، ثم تقاصره وإهماله تجاوز تلك الأسانيد المجملة إلى الميدان موضع تحرير الطرق أي الرجوع إلى كل حرف من أحرف الخلاف وقع فيه الخلاف بين طرق الرواة ليحررها كما هي الملاحظة التالية:
3. أنه لم يقم بتمييز الطرق التي حواها النشر ـ كلما نشر حرفا من أحرف الخلاف ـ وليست من طرقه بل هي للحكاية والعلم وهذا هو الجديد المفيد المستدرك الذي أضيفه لخدمة هذا العلم الشريف.
4. عدم وصله ما أمر به البحث العلمي أن يوصل مما سقط من كتاب النشر بعوادي الدهر ونسيان او تصحيف أو تحريف النساخ.
5. أنه لم يفصّل ولو مرة واحدة ما أجمله ابن الجزري من طرق المصنفين في نشره أحرف الخلاف كقوله " وغيرهم " اهـ عقب تسمية بعض منها.
ثانيا: ملاحظات خاصة فأي علمية في السلاسل الذهبية.
وهذا أوان الشروع في الاستدراك:
أولا: الملاحظات العامة:
ـ التعريف بتحرير الطرق:
إن تحرير الطرق ليعني التقيد بالأداء الذي تلقاه المتأخر عن شيخه قراءة عليه لا تحديثا بأحرف الخلاف.
ولقد حسب البعض أن تحرير طرق القراءات يعني إلزام الناس ومنهم العوام أن يقرأوا برواية حفص أو قالون مثلا لا يحيدون عن طريق الشاطبي قيد أنملة ولو إلى طريق من طرق ذلك الراوي المقروءة الثابتة الموافقة لقراءة متواترة أخرى.
وحسب البعض أن تحرير الطرق هو تلكم الأوجه المتعددة التي تحصل من الضرب والافتراضات وامتلأت بها شروح الشاطبية كغيث النفع وحرصوا عليها إذ تزيد من الهوة بين القراء وغيرهم من الأعلام كالمفسرين والمحدثين.
وإنما تحرير الطرق هو تتبع الأداء مقرونا بالنص أو مفصولا عنه ـ كلاهما كاف شاف ـ من طريق التيسير أو الحرز أو الطيبة أو النشر أو غيرها إلى نهاية السلسلة أي إلى الراوي أو القارئ في هذه المرحلة قبل الحاجة إلى تجاوزها.
وحينئذ سيجد الباحث المتخصص نفسه أمام ملتقى للطرق فإذا به حيران لا يدري أيّا من الطرق المتشعبة هي امتداد الطريق الواحد لهذا الحرف بعينه من أحرف الخلاف؟ أم كل منها رغم تعددها هي امتداد طريقه؟
هنالك يتساقط الأدعياء وتظهر العمائم المزيفة والألقاب الوهمية تماما كالنياشين والأوسمة يعلقها أصحاب الرتب العسكرية الذين لم يخوضوا حربا ولم يقهروا عدوا ولو جبانا يخفق بين أضلعه قلب نعامة.
هنالك بعيدا عن التكلف وأوجه الضرب والحساب والافتراضات يتمسك الباحث المتخصص في تحرير أوجه القراءات أولا بالأداء ويطرح التحديث والقياس جانيا، ثم يثني إن شاء بوجه الاختيار من بين المرويات أداء.
إن النشر في القراءات العشر قد حوى طرق ابن الجزري إلى القراء العشرة وهي أمهات النشر أي المصنفات التي قرأ بها وتضمن النشر تعدادها (1/ 58ـ98) واختار من بينها لكل واحد من العشرة ما اختاره فأذن في إقرائه وهو ما تضمنته طيبة النشر إلا أحرفا يسيرة خرج فيها ابن الجزري عن طرق طيبته وذكرها في الطيبة للفائدة والعلم لا غير إذ بيّن في النشر حالها وطرقها فأضحت واضحة كالشمس لا تخفى على غير الأعشى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان ولا يزال منذ ظهور كتاب النشر على الباحثين المتخصصين في تحرير طرق القراءات النظر في كل حرف من أحرف الخلاف فإن كان خلافا بسيطا أي عن القارئ أو الراوي فقد كفي المشقة كما هو الخلاف عن الراوي ورش خلافا مفرعا كان للأزرق عنه وجه وكان للأصبهاني عن أصحابه عنه وجه آخر مثل قوله في الطيبة " وصل اصطفى جد " اهـ يعني الوجهين عن ورش في قوله تعالى ? أصطفى البنات على البنين ? الصافات 153 بهمزة القطع من طريق الأزرق عنه، وبهمزة الوصل من طريق الأصبهاني عن أصحابه عنه.
وكما في قوله في طيبة النشر: "وإن يجر زن خلفه " اهـ
يعني الوجهين عن قنبل في التنوين المجرور قبل همزة الوصل فضم النون الساكنة فيه من طريق ابن مجاهد عنه وكذلك عنه في جميع التنوين.
وكسر النون الساكنة فيه ابن شنبوذ عنه.
ولا إشكال في هذا الخلاف البسيط.
أما الخلاف المعقد الذي تلتبس فيه الطرق وتتشعب فلا مناص معه من الرجوع إلى الأداء الذي تلقاه ابن الجزري عن العشرة وقرأ به وهو الذي فصله في أسانيده في النشر (1/ 99 - 190)
وثمت فرق كبير بين تحرير طرق النشر وتحرير طرق طيبة النشر.
أما تحرير طرق طيبة النشر فيعني تتبع أوجه الخلاف فقط عن الرواة وطرقهم وحصرها وعزوها ليعلم الذين رووا هذا الوجه دون سائر الآخذين معهم أي من شاركوهم في الرواية عمن سبقهم.
ولن يصح تتبع طرق طيبة النشر إلا من خلال النشر تتبعا بحصر طرق هذا الوجه في حرف من حروف الخلاف وحصر طرق الوجه الثاني والثالث إن وجد أي تسميتهم.
وسأضرب مثلا، قال في الطيبة: "واقصر ـ أن رأه زكا بخلف"اهـ
يعني أن لقنبل الوجهين في ? أن رآه استغنى ?:
وجه من طريق ابن مجاهد وابن شنبوذ كلاهما عنه بقصر الهمزة أي هو طريق النشر والطيبة والحرز والتيسير كلهم عن قنبل.
ووجه آخر عنه وافق فيه الجماعة أي بمد الهمزة بألف وهذا الوجه عن قنبل.
والوجهان من طريق ابن مجاهد في الكافي لابن شريح وتلخيص ابن بليمة.
والوجهان من غير طريق ابن مجاهد في التذكرة (ص 633) لطاهر بن غلبون وفي التجريد لابن الفحام.
والوجهان كذلك عن عبد المنعم بن غلبون كما في المالقي شارح التيسير.
والوجهان كذلك عن أبي أحمد السامري إذ روى عنه فارس بن أحمد القصر، وروى عنه ابن نفيس المد.
والوجهان كذلك عن زيد بن أبي بلال إذ روى عنه كل من أبي الفرج النهرواني وأبي محمد ابن الفحام القصر، وروى عنه عبد الباقي بن الحسن المد.
وقطع له الداني في التيسير بالقصر يعني أن الداني في التيسير قد أخذ برواية ابن مجاهد عن قنبل وخالف اختيار ابن مجاهد ولا يخفى أن طريق الداني إلى قنبل هي قراءته على فارس بن أحمد على أبي أحمد عبد الله بن الحسين السامري على ابن مجاهد على قنبل.
وقال الشاطبي تعليقا على رواية ابن مجاهد القصر وتغليطه شيخه قنبلا:
وعن قنبل قصرا روى ابن مجاهد رآه ولم يأخذ به متعملا
قلت: وليعلم الباحثون والقراء المعاصرون أن من رواة القصر عن ابن مجاهد من ليسوا من طرق النشر وإنما ذكرهم في النشر لبسط الطرق ولكن ليسوا من طرق النشر المقروءة أي ليسوا من طرق الطيبة، وإنما من طرق النشر المقروءة وطرق الطيبة من أمهات النشر وطرقها من اعتمدهم في أسانيده أي طرقه المبسوطة لكل راو من الرواة عن العشرة وذلك في المجلد الأول من النشر (1/ 99) إلى (1/ 190) فتلك الأسانيد بذاتها لا غيرها هي طرق النشر وطرق الطيبة للقراء العشرة.
وهكذا كان من رواة القصر عن ابن مجاهد:
1. بكار بن أحمد المرقم في غاية النهاية برقم 823 من طريق غاية أبي العلاء والكفاية الكبرى للقلانسي والكامل للهذلي.
2. المطوعي المرقم في غاية النهاية برقم 978 من طريق المبهج لسبط الخياط والكامل للهذلي والكفاية الكبرى للقلانسي.
3. الشنبوذي المرقم في غاية النهاية برقم 2701 من طريق المستنير لابن سوار والمبهج لسبط الخياط والكفاية الكبرى للقلانسي.
4. عبد الله بن اليسع الأنطاكي المرقم في غاية النهاية برقم 1903 من طريق المستنير.
5. زيد بن أبي بلال المرقم في غاية النهاية برقم 1308 من طريق المستنير والكفاية الكبرى للقلانسي.
وخلت طرق النشر لقنبل أي اختياراته من أمهات كتابه من هؤلاء الخمسة كما هو مبسوط في النشر (1/ 118ـ119ـ120)
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان من رواة المد عن قنبل أبو بكر الزينبي المرقم في غاية النهاية برقم 3489 وليس من طرق النشر البتة لأن طريقا النشر لقنبل هما ابن مجاهد وابن شنبوذ ولكل منهما طريقاه المباشرة عنه وليس منها الزينبي هذا، وكذلك نص عليه ابن الجزري في النشر (2/ 335) تعليقا على إلحاق حرفي آل عمران والواقعة بتاءات البزي قال " لأن طريق الزينبي لم يكن في كتابنا وذكر الداني لهما في تيسيره اختيار والشاطبي تبع إذ لم يكونا من طرق كتابيهما وهذا موضع يتعين التنبيه عليه ولا يهتدي إليه إلا حذاق الأئمة الجامعين بين الرواية والدراية والكشف والإتقان والله تعالى الموفق" اهـ بلفظه
قلت وهو صريح في أن الزينبي ليس من طرق النشر البتة وأن النشر وكذا التيسير والشاطبية قد حوت ما ليس من طرقها وما ليس من الأداء المتصل الذي شرطه مؤلفوها.
قلت: والقصر من طرق النشر والطيبة لأن فارس بن أحمد قرأ به على السامري كما تقدم وتلك طريق التيسير والحرز لا غيرها، ولأنه أحد الوجهين عن ابن مجاهد في الكافي لابن شريح وفي تلخيص ابن بليمة، ولأنه أحد الوجهين من غير طريق ابن مجاهد في التجريد والتذكرة.
والمد كذلك من طرق النشر والطيبة كما تقدم ولكن ليس من طرق الحرز ولا التيسر وإن أخذ به لهما المتأخرون مثل عبد الفتاح القاضي وغيره لاقتصارها على قراءة الداني على أبي الفتح على السامري على ابن مجاهد عن قنبل وهذه بالقصر كما تقدم وكما اقتصر عليه الداني في التيسير.
ومن يكتف بتقصّي طرق أحرف الخلاف في مواضعها من النشر فهو العاجز الكسول الذي أخلد إلى الراحة وقصر سعيه عن التحرير وآثر التقليد والاكتفاء بجهد من سبقه من الباحثين إلا أن يقارن بينها وبين أسانيد ابن الجزري لذلك الراوي أو لتلك الطريق بعينها، وإلا أن يتجاوزها لحصر سائر الطرق الذين سكت عنهم ابن الجزري وأجملهم في قوله "وغيرهم” اهـ وكثيرا ما يقولها كما في بيانه في النشر (2/ 11) طرق ابن كثير التي أدغمت قوله تعالى ? اركب معنا ? قال ابن الجزري:"فأما ابن كثير فقطع له بالإدغام وجها واحدا مكي وابن سفيان والمهدوي وابن شريح وابن بليمة وصاحب العنوان وجمهور المغاربة وبعض المشارقة" اهـ بلفظه محل الغرض منه
ويعني تحرير طرق النشر هذه الرجوع إلى أمهات النشر لإعراب ما أعجمه ابن الجزري أي لتفصيل ما أجمله في قوله " وجمهور المغاربة وبعض المشارقة" اهـ، لنقف مثلا على أن لأبي العز القلانسي الوجهين لكل من البزي وقنبل في الكفاية الكبرى (ص 191 - 192)، وأن لأبي معشر الطبري الإدغام قولا واحدا للبزي، وبالوجهين لقنبل في التلخيص (ص 145)، وأن لابن مهران في غايته الإدغام وجها واحدا لابن كثير المكي (ص 84) ... إلخ أمهات النشر من الطرق المشرقية.
وأما تحرير طرق النشر فمنه تحرير طرق المقروء منه وهي طرق الطيبة كما تقدم، ومنه زيادة تحرير طرق النشر غير المقروءة وتتبع جميع ذلك من أمهات النشر المعلومة.
وإنما ألغى ابن الجزري من أمهات النشر المعروفة ما لم تتضمنه أسانيده أداء إلى القراء العشرة التي فصّلها تفصيلا من الصفحة (99) إلى الصفحة (190) من المجلد الأول، وتحتاج أسانيده تلك إلى مراجعة لأن النسخ الموجودة من النشر قد حوت سقطا ظاهرا لا يخفى على غير الأعشى
ـ ولماذا التدليس في الأسانيد؟
إن عنوان الكتاب:
السلاسل الذهبية بالأسانيد النشرية من شيوخي إلى الحضرة النبوية.
ليعني رفع كل وجه من أوجه الخلاف في كل حرف من الحروف المختلف فيها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولا يسلم ذلك لمن ادعاه بلا إن القرآن متواتر دون الحاجة إلى ذلك الادعاء، ورحم الله السادة أئمة القراءات من مصنفي طرق القراءات مأ أشد ورعهم وأحسن أمانتهم العلمية وأهدي الباحثين هذه النماذج من أمانتهم وورعهم:
قال مكي ابن أبي طالب رحمه الله في آخر كتابه التبصرة:" فجميع ما ذكرناه في هذا الكتاب ينقسم إلى ثلاثة أقسام قسم قرأت به ونقلته وهو منصوص في الكتب موجود، وقسم قرأت به وأخذته لفظا أو سماعا وهو غير موجود في الكتب وقسم لم أقرأ به ولا وجدته في الكتب ولكن قسته على ما قرأت به إذ لا يمكن فيه إلا ذلك عند عدم الرواية في النقل والنص وهو الأقل اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال مكي كذلك في كتابه التبصرة في باب الراءات ما نصه:" أكثر هذا الباب إنما هو قياس على الأصول وبعضه اخذ سماعا " اهـ
وقال عمرو ابن الحاجب "والسبعة متواترة فيما ليس من قبيل الأداء كالمد والإمالة وتخفيف الهمز ونحوه" اهـ من النشر (1/ 13).
قلت: وليت الدكتور أيمن قصر كل خلاف في القراءات من قبيل الأداء كالمد وترقيق الراءات والوقف على الهمز تفصيلا، وأثبت أسانيده به إلى الرواة والقراء بدل إسناده في آخر كتابه مروياته ـ وللكسائي وخلف العاشر بقسميها الأداء والتحديث بالحروف ـ في كل قراءة عن رسول الله ? عن جبريل عن رب العزة تبارك وتعالى.
قلت: وليته انشغل بدل هذا الادعاء بتحرير طرق كل رواية على حدة فلا ننسب ـ مثلا ـ طريق الأزرق كلها في التيسير لقراءة الداني على شيخه خلف بن خاقان الخاقاني لأن الداني في التيسير قد اختار أداء مركبا من مذهبي شيوخه وهو التقليل في ذوات الياء مطلقا في الفواصل وغيرها إلا فاصلة فيها ضمير تأنيث أي فواصل والشمس ووالنازعات التي اختار فيها قراءته على طاهر بن غلبون أي بالفتح، وأعلنه المحقق ابن الجزري بقوله في النشر (2/ 48) "مع أن اعتماده في التيسير على قراءته على أبي القاسم الخاقاني في رواية ورش وأسندها في التيسير من طريقه ولكنه اعتمد في هذا الفصل على قراءته على أبي الحسن فلذلك قطع عنه بالفتح في المفردات وجها واحدا مع إسناده فيها الرواية من طريق ابن خاقان "اهـ بلفظه
وليته انشغل بتقصي الزيادات المقروءة وإظهارها وتمييزها فلا تختلط بالزيادات غير المقروءة المنقطع سندها أداء قبل أن يوصله بالنبي ? عن جبريل عن رب العزة.
ومن أمثلتها زيادات الشاطبية على التيسير إذ ليست كلها تعني الأداء والرواية بل أكثرها هو للعلم والفائدة إذ ليس من قبيل الرواية والأداء إلا أربع من تلك الزيادات هي:
1. أداء لأبي نشيط من طريق القزاز عن الأشعث
2. وأداء للأزرق من طريق الخياط عن النحاس
وأداءان لدوري البصري.
ولقد نظمته أثناء دراستي الطيبة في سنة 1989 هـ بقولي:
أيا قارئ التيسير راع طريقه وما زاد فيه الحرز عنه تحولا
فدوري أبي عمرو وبز معهما ابن ذكوان عن عبد العزيز تحملا
وعن نجل خاقان للازرق وحده وعن طاهر حفص وبزار فاعقلا
وعن فارس الباقي وزاد لشعبة طريقا فذي خمس وعشر فحصّلا
وما فيه (ها) في النزع والشمس غير (را) لأزرقهم عن طاهر قد تقبّلا
وللحرز للقزاز ثم ابن أشعث فزد لأبي نشيط حبلا موصلا
وزاد إلى خياط نحاس أزرق وزاد لدوري البصر حبلين فاعقلا
وإنما يعني خروج الشاطبي عن طريقه إذا خالف طريق التيسير المعروفة وخالف الأداءات الأربعة المذكورة كأن يتضمن حرز الأماني للأزرق أداء ليس من طريق التيسير ولم يروه الشاطبي عن شيخه النفزي عن ابن غلام الفرس عن أبي داوود عن الداني عن خلف بن إبراهيم بن خاقان عن الأنماطي عن الخياط عن النحاس عن الأزرق.
والفرق بين هذه الزيادة للشاطبي على التيسير وبين طريق الداني في التيسير أن طريق التيسير للأزرق هو قراءة الداني على شيخه خلف بن إبراهيم بن خاقان عن ابن أسامة التجيبي عن النحاس عن الأزرق، أما زيادة الشاطبي فمن قراءة خلف بن خاقان على الأنماطي، ويعني أنها تضمنت طريق ابن خاقان عن الأنماطي عن الخياط وهي الزيادة على التيسير التي هي طريق ابن خاقان عن ابن أسامة
يتواصل
طالب العلم
الحسن بن محمد بن ماديك
002224945444
alhacenma@yahoo.fr
alhacenma@gmail.com
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[16 May 2010, 12:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى
والفرق بين هذه الزيادة للشاطبي على التيسير وبين طريق الداني في التيسير أن طريق التيسير للأزرق هو قراءة الداني على شيخه خلف بن إبراهيم بن خاقان عن ابن أسامة التجيبي عن النحاس عن الأزرق، أما زيادة الشاطبي فمن قراءة خلف بن خاقان على الأنماطي، ويعني أنها تضمنت طريق ابن خاقان عن الأنماطي عن الخياط وهي الزيادة على التيسير التي هي طريق ابن خاقان عن ابن أسامة
شيخنا محمد جزاك الله خيراً على هذه المعلومة فمنذ مدّة وأنا أبحث عن مصادر زيادات الشاطبية لورش فأرجو أن توضح لنا ذلك بشيء من التفصيل وأن تثبت بنا أنّ زيادات الشاطبية لورش هي من قراءة ابن خاقان على شيخه الأنماطي وذلك بعد أن تكملوا استدراكاتكم على السلاسل الذهبيّة.
وجزاكم الله خيراً
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[16 May 2010, 02:37 م]ـ
الأخ محمد يحيى شريف
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بسبب اقطاع الكهرباء عن حيّنا في انواكشوط منذ أمس اضطررت إلى النزول إلى وسط المدينة لتصفح البريد وتصفحت هذا الملتقى
الطيب، وسأتشرف بجوابكم لاحقا في أول فرصة إن شاء الله ربي.
وأستغل الفرصة وأنا خارج المنزل لأشكر أخي وصديقي فضيلة العلامة المقرئ الماهر النحرير الفاضل / محمد الحسن بوصو من السنغال إذ أكرمني صباح اليوم عبر الهاتف بملاحظات وتوجيهات قيمة وفنية.
وأقول له ولشيخنا الفاضل الدكتور /أيمن رشدي سويد حفظه الله أني أسارع إلى البراءة من النيل من شخصه الكريم ومن الطعن في موقعه ومكانته العلمية وأتمنى أن تتاح لي الفرصة للاستفادة من علمه الغزير، ولم أعتقد لحظة واحدة أن مراجعة المسائل العلمية تعني الطعن، وإن شاء الله حين ترجع الكهرباء إلى المنزل سأقرأ من جديد الحلقة الثالثة، وستترى هذه الاستدراكات على السلاسل الذهبية في نقاش علمي للمسائل العلمية بعيدا عن الربط بين ذلك وبين الطعن في شيخنا الدكتور أيمن حفظه الله ورعاه.
وأتمنى على الباحثين محاسبتي على بحثي هذا وجميع بحوثي ولتصويب خطإي أحب إليّ ـ علم الله ـ من مجاملتي ومن موافقتي على الباطل، بل لا معنى لحياة المسلم في نظري إن لم يكن أبدا وفي كل أحواله على استعداد لاتباع الحق أنى ظهر له وإن لم يكن طالبا من طلاب الحق بالعلم الشرعي بعيدا عن التقليد.
أخوكم
طالب العلم
الحسن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[16 May 2010, 06:12 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد
والله كنت بصدد الدفاع عن شيخنا العلامة أيمن سويد لولا تدخّل الشيخ محمد الأخير، ومع هذا فإنّي لا أرى بأساً على التنبيه من باب النصح فأقول وبالله التوفيق:
فشيخنا أيمن من أعلام العصر أحببنا أم كرهنا يستحقّ كلّ الاحترام والتقدير. المشاريع كثيرة ولا يستطيع الواحد أن يوفّي بحقّها جميعاُ فمن الناس من وفّق في التحريرات ومنهم من وفّق في التجويد ومنهم من وفّق في التحقيق، ومنهم من وفّق في التدريس ومنهم من وفّق في التأليف ومنهم من وفّق في تتبّع الأسانيد، لا يمكن أن نطالب العالم بجميع ذلك أو نطالبه أن يكون مثلما نريد.
فللشيخ جهود كبيرة في علم التجويد والقراءات لا يمكن لأيّ واحد إنكارها أو تجاهلها وقد استفادت الأمّة منه الكثير الكثير وما تزال، وقد جالسته في جدّة فما رأيت في حياتي أعلم منه على الإطلاق وليس مثلي من يزكّي أمثاله كما قيل:
على أنّه من كان شمساً مقامُهُ ........ فلا المدح يُعليه ولا الذمّ ضائرُ
وما قام به شيخ هو نقل أسانيد النشر كما هي فإن كان فيها سقط ظاهر من خلال النسخ الخطيّة الأخرى فيُنبّه وإلاّ فالأحرى أن يُنسب السقط إلى ابن الجزريّ ولا إلى الشيخ أيمن. وإن طولب الشيخ أيمن بالاستدراك على جميع ما أسنده ابن الجزري فينبغي أن يكون المطالب قادراً على فعل ذلك.
فإن رُزق الشيخ محمد ماديك الهمّة في تحرير طرق النشر فذلك توفيق وفضل الله يؤتيه من يشاء فلا ينبغي أن يطالب به الغير، وليُبادر هو إلى فعله.
ـ[الجكني]ــــــــ[16 May 2010, 08:33 م]ـ
وقد جالسته في جدّة فما رأيت في حياتي أعلم منه على الإطلاق
مع كل الاحترام والتقدير لجميع المشايخ: الحسن بن ماديك، وأيمن سويد، ومحمد يحي شريف، والشيخ الغائب الحاضر العلّامة القرآني حقيقة لا مجازاً: الحسن بوصو، حفظ الله الجميع:
1 - كنت أتمنى من أخي الشيخ الفاضل محمد يحي شريف عدم ذكر كلمة " على الإطلاق " لأن فيها هضماً لعلماء أفذاذ شهد لهم شيوخهم بالاتقان والعلم والحفظ تجويداً وأداء، ولو جالستهم أخي محمد لعرفت أن الله تعالى اصطفى أئمة اصطفاء لم يعطه لكثير ممن نشر علمه بين الفضائيات والمسابقات، ولا نزكي على الله أحداً، ولا نخاف إلا الله، ولا نعتقد العصمة في غير رسوله صلى الله عليه وسلم، فمكانة أهل التحقيق لا يجوز أن تمحى بمجرد كلمة عاطفية بهذه الصورة!
ومع هذا والله العظيم أني أحبك يا أخي محمد حباً لله وفي الله، لكن الدفاع عن أهل القرآن ممن أعرفهم أوجب علي هذا الكلام.
2 - ليس في ما كتبه الشيخ ابن ماديك ما يستحق أن يسمّى دفاعاً عن الشيخ أيمن أو غيره، فانتقاد الشيخ أيمن ومن هو أعلم منه ومن هو دونه لا يعني المساس بشخصه، فنرجو من الإخوة عدم تشتيت ذهن الباحث الناقد بمسائل لم تخطر له على بال، فينصرف البحث إلى الدفاع عن الأشخاص الذي لا يعنيينا من قريب أو بعيد بقدر ما يعنينا البحث العلمي هل هو خطأ فيقوّم، أم صواب فيسلّم له.
3 - أرى أن على أهل القراءات - كما قلت سابقاً - أن يدرسوا هذا الكتاب دراسة علمية جادة، فيناقشوا المؤلف فيما قاله باجتهاده، فإن فعلوا ذلك فسيجدوا ما يمكن لهم مناقشته، وأذكر على سبيل المثال لا الحصر:
بنى مؤلف الكتاب كتابه على اعتبار أن أي سند يمر على أي كتاب من الكتب التي ذكرها ابن الجزري في كتابه أنه من أصول ابن الجزري، وبعبارة أوضح: الطرق التي أسندها ابن الجزري عن طريق الهذلي وتمر على الخزاعي: جعل المؤلف كتاب الخزاعي في تلك الطرق أصلاً من أصول النشر!! إضافة لغير ذلك مما أعتبره إخراجاً للنشر عن غير مراد مؤلفه، أو لنقل استدراكاً غير علمي ولا منطقي على صنيع ابن الجزري في كتابه، وكأن ابن الجزري لما كتب النشر لم يكن له دراية بالمنهج وطريقة التأليف، وكأنه تكاسل عن نسبة الطرق إلى أصحابها، حتى يأتي من يلزمه بما لا يلزمه.
والله من وراء القصد.
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[17 May 2010, 08:59 ص]ـ
أخي الشيخ حسن السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باختصار أنت لم تنل من شخص صاحب الأسانيد النشرية!!!!!
بل ألصقت به تهمة التدليس على العوام وخرم الأمانة العلمية ... تم عقبت:فأي قيمة علمية في السلاسل الذهبية
ظننت أنك ستأتينا بمستدرك كما في المستدركات على الصحيحين فتعزز الأسانيد وتزيد فيها ما يقطع طرق الأوهام وترتق ما يتوهم فيه الانخرام!! وتقوم بتمييز الطرق التي حواها النشر من أحرف الخلاف!!!!!!!!!
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[17 May 2010, 11:47 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد
شيخنا الجكني لقد قلتُ: وقد جالسته في جدّة فما رأيت في حياتي أعلم منه على الإطلاق. بالنسبة لي فالكلام واضح ومراده فما رأيت في حياتي أعلم منه على الإطلاق فيمن جالسته وتحدّثت معه فالإطلاق داخل في التقييد وإلاّ فكيف أقارنه بمن لم أجالسه؟؟؟؟؟؟
أمّا فيما يخصّ الشيخ محمد ماديك، انظر إلى هذه العبارة على سبيل المثال:
هنالك يتساقط الأدعياء وتظهر العمائم المزيفة والألقاب الوهمية تماما كالنياشين والأوسمة يعلقها أصحاب الرتب العسكرية الذين لم يخوضوا حربا ولم يقهروا عدوا ولو جبانا يخفق بين أضلعه قلب نعامة
من يقصد بالذات بطريقة مباشرة أم غير مباشرة ولا أستبعد ذلك منه، وجرأته على القدامى كالداني ومكي القيسي ليست ببعيد كما تعلم. أجميع المشايخ الكبار الذي ما حرروا النشر كما يريد الشيخ محمد هم من هذا القبيل؟؟؟؟؟؟
قال الشاطبيّ: وإن كان خرق فادّركه بفضلة ....... من الحلم وليصلحه من جاد مقولا
وأعتذر لكم شيخنا الجكني عن سوء التعبير ولكم منّي كلّ الاحترام والتقدير، وقد ازداد حبّي لكم والله الذي لآ إله إلاّ هو بعد تشرّفي بلقائكم في الجزائر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[17 May 2010, 01:11 م]ـ
السلام عليكم
كنت أتمنى أن تكون الحلقة الرابعة قد نشرت وإنما أخرها انقطاع الكهرباء عن الحيّ الذي أسكنه بـ "قرب كارفور "جوار جامع الشيخ محمد محمود ولد الرباني ولد أحمد يوره، ولا تزال منذ يومين وليلتين مقطوهة بسبب حريق في الأعمدة الكهربائية.
ولأني تصفحت البريد خارج المنزل وتصفت هذا الملتقى فلا بد من تصحيح بعض المفاهيم:
ليعلم الجميع أن قولي [هنالك يتساقط الأدعياء وتظهر العمائم المزيفة والألقاب الوهمية تماما كالنياشين والأوسمة يعلقها أصحاب الرتب العسكرية الذين لم يخوضوا حربا ولم يقهروا عدوا ولو جبانا يخفق بين أضلعه قلب نعامة] اهـ لا يعني إسقاطا على أحد بعينه لأنه فقرة من بحث قديم منشور منذ عدة أشهر لخطاب من يريد تعلم طرق القراءات ليعلم أنه إن لم يتقنه ويفقهه فهو كالمتلبس بما لم يعط ...
وبالتالي فأنا أبرأ من التأويل بإسقاطه على معيّن فضلا عن الشيخ الدكتور أيمن حفظه الله.
وللشيخ محمد يحيى شريف مطلق الحرية فيما يملك هو ولا أملك أنا أي في أن يتصور ما يشاء ويطلع على قلوب الغير قبل أن يشقها ولا ألوم أحدا تصور كيف شاء، والله يغفر لي وله، وأتمنى أن يفرق كما فرقت بين الدعوة إلى المراجعة وبين الطعن في الأئمة الأعلام قديما وحديثا ولعلي أكثر احتراما تقديرا لأولئك الأئمة كالداني ومكي وابن الجزري وغيرهم بما أثبتّ ـ ميدانيا ـ لهم من الأمانة العلمية إذ دوّنوا وحفظوا العلم وأعلنوا الأداء المقرون بالنص وميّزوه عن الأداء دون النص رغم تواترهما كليهما وميزوهما عن التحديث وعن القياس فرحمهم الله ورحم من سار على نهجهم باحثا متجردا ليكمل ما بدأوه وليجتمع بهم في يوم القيامة إذ المرء مع من أحب، أما أن نقرن بين كل مراجعة وبين الطعن في الأئمة الأعلام قديما ومعاصرين فذلك في موازيني من الحيف وقد يكون صوابا عند غيري والله أعلم.
أما ما ذكره الدكتور السالم الجكني عن النشر فلهو بعينه عين اليقين وعلم اليقين كما سأثبته في الحلقات التالية وكما سيثبته غيري من الباحثين على رأسهم أخي السالم الجكني، ولا شك عندي أن السالم الجكني يحترم ويقدر أخانا وشيخنا الدكتور أيمن سويد أكثر مما يقدره ويحترمه من اطلع على ثغرات في كتابه فسكت كأنما هو شيطان أخرس سكت فشارك في تجهيل الأمة لئلا يوصف بمخالة المألف إلى غير ذلك ...
وأقول للشيخ عبد الله من الشارقة: شكرا أنت أدرى بما قلته في وصفي وأدرى مني بتحرير طرق القراءات فلا أستطيع مناقشتكم فيما تقولون فقل ما شئت واسكت عما شئت.
أخوكم
طالب العلم
الحسن
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[17 May 2010, 04:30 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد
شيخنا محمد نحن نستفيد منك ومن غيرك ونحبّ النقد العلميّ ولكن عليك بتعيير الأسلوب، والرفق في الكتابة، وعليك أيضاً بتأصيل المسائل قبل الخوض في دقيقها، ومنذ سنوات نسأل المشايخ على أيّ أساس نحكم على طريق ما بأنّه من طرق الشاطبيّة أو من الطيّبة؟ لا تجد جواباً يشف العليل ويروي الغليل، إذن فالفراغ موجود وبوجوده يكثر الخلاف وتكثر العثرات فالأولى أن يعذر بعضنا بعضاً وأن نجد الدواء بالبحث والتنقيب والتأصيل بدل التسرّع في نقد شيء غير معلوم بالضرورة عند المتخصّصين، على إيش تنتقد والأمور ما زالت في غموض حتّى عند الكبار؟ إن كان إمام المحررين العلامة الأزميري يعتبر أنّ كتاب التذكرة ليس من طرق الطيّبة لشعبة كما قال في إتحاف البررة: وفي التذكرة رواية أبي بكر وطريق أبي حمدون عن يحيى وفيها رواة حفص وليست من طريق الطيّبة انتهى كلامة. أقول بغض النظر عن إصابته في المسألة أم لا، فالأزميري اعتمد على الأسانيد التي ساقها ابن الجزريّ في نشره والتي تمثّل رواية صاحب النشر لما تضمّنه الكتاب، وكلّ ما خرج عن ذلك عبارة عن استدلال واستشهاد.
أقول للشيخ محمد إن كان الأصل الذي اعتمد عليه الأزميري غير معتبر عندك، فما عليك إلاّ أن تنتقد هذا الأصل بطريقة علميّة ونحن معك والله. وما ذنب الشيخ أيمن في المسألة لا سيما إن كان ناقلاً لأسانيد ابن الجزري لشعبة وموافقاً لمذهب إمام المحررين من جهة أخرى.
وإن كنت تعتبر أنّ كتاب التذكرة من طرق شعبة بمجرّد أن ذكره ابن الجزريّ في موضع أو موضعين في العزو فهذا لا يكفي، ولو على الأقلّ تتبعت كلّ ما اختلف فيه عن شعبة لتنظر هل كتاب التذكرة ذكر في جميع تلك الحالات فيمكن أن تقول أنّ الكتاب من طرقه على سبيل الظنّ لا اليقين. وإن كانت لك أدلّة أخرى تقوّي تأصيلك للمسألة فتفضّل فنحن نتسفيد.
هكذا ينبغي في نظري أن يكون النقد العلمي، ولكن للأسف فقد طغى في هذا المنتدى لا سيما في الآونة الأخيرة النقد الشنيع وتتبّع عثرات الغير والكشف عن السرقات العلميّة ووووووعلى حساب الفائدة والعلم، وينبغي في نظري على المشرف العام أن يتفطّن لهذا الأمر قبل أن يصير هذا المنتدى قبلة للطعن، فأخشى أن يستفحل الجرح والتعديل في القراء بعد ما انتشر داؤه في فترة من الفترات بين الدعاة، ونحن ندرك ما ترتّب عن ذلك في الجزائر وفي غيرها من البلدان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[17 May 2010, 10:26 م]ـ
أشكر الأخ محمد يحيى شريف على ملاحظاته
وأحمد الله، وقد عادت الكهرباء إلى المنزل
ولعلي أنشر الحلقة الرابعة غدا إن شاء الله وأرجو أن لا تخالف مزاج البعض الذين يقيسون التحقيق أو تحرير المسائل العلمية بموافقة المألوف أو مخالفته
أخوكم
الحسن
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[18 May 2010, 01:04 ص]ـ
السلام عليكم
بداية أحب أن أقول شيئا يسيرا: إلا ينقلب الحوار إلي الحديث عن الأشخاص وفي النهاية تضيع المادة العلمية.
فلا أعتقد ـ شخصيا ـ أن الأستاذ الحسن بن ماديك ممن يريدون إساءة لأحد، لأنني من قبل رأيت خلقه الرفيع في أكثر من موضع. سواء اتفقنا أم اختلفنا.
كما أطلب من الشيخ الحسن بن ماديك ـ حفظه الله ـ أن يضع جميع الاستدراكات في مكان واحد ـ دون فتح عدة مواضيع ـ حتي يسهل علينا متابعة الأقوال.
وبارك الله فيكم ونفع بكم
ونحن معكم متابعون ـ إن شاء الله ـ
والسلام عليكم
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[18 May 2010, 02:06 ص]ـ
الأخ عبد الحكيم عبد الرازق
شكر الله لك
علم الله وهو أكبر شهادة أني لم أقصد الإساءة إلى أحد ولي في نفسي شغل عن ذلك.
ولكن تحرير المسائل العلمية أو بذل الجهد في ذلك هدف للباحثين أكبر مني ومن المعاصرين والسابقين واللاحقين ومن العالم أجمع، هكذا أتصور ولعلي أشغل الطاعنين في قصدي ونواياي بالنقاش العلمي الميداني في الموضوع كما اقترحت
أخوكم
الحسن(/)
وضع علامات الترقيم بين كلمات القران الكريم؟
ـ[قطرة ندى]ــــــــ[16 May 2010, 07:30 ص]ـ
هل يصح وضع علامات الترقيم بين كلمات القران الكريم أثناء كتابتها؛لتوضيح المعاني؟ (لا أقصد حكم كتابتها في المصحف)
مثلا في قوله تعالى: (وأورثنا القوم - الذين كانوا يستضعفون - مشارق الأرض ومغاربها ... ).
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[16 May 2010, 02:41 م]ـ
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=16484
ـ[قطرة ندى]ــــــــ[16 May 2010, 05:39 م]ـ
أثابكم الله وجزاكم خيرا(/)
رأيكم في محاضرة صوت الضاد ... د محمد حسانين
ـ[أبو زيد الشيباني]ــــــــ[16 May 2010, 03:36 م]ـ
دعوة عامة لحضور محاضرة علمية بعنوان " صوت الضاد بين اللغويين والقراء ".
12/ 05/2010
تنظم عمادة شؤون الطلاب بالتعاون مع الكلية الجامعية في مكة المكرمة محاضرة علمية بعنوان " صوت الضاد بين اللغويين والقراء " يلقيها سعادة الدكتور / محمد حسانين مساء يوم السبت الموافق 1/ 6/1431هـ بعد صلاة العشاء مباشرة، وذلك بقاعة الأمير فيصل بن فهد يرحمه الله (بالعزيزية).
------
ما رأيكم في المحاضرة؟
وهل من تسجيل لها (صوتي أو مرئي)؟
وما هي المداخلات وأسماء المداخلين ... ؟
على ماذا انتهت؟
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[16 May 2010, 06:40 م]ـ
وهل تم تسجيلها ورفعها على أحد المواقع حتى نحكم لها أو عليها؟(/)
تحقيق علمي حول مخطوط في القراءات
ـ[كامل]ــــــــ[16 May 2010, 06:12 م]ـ
أيها السادة القراء الأماجد:
لايخفى عن شريف علمكم , وزكي فهمكم ,أن للإمام أبي شامة المقدسي ت665هـ – رحمه الله –كتابا اسمه (مفردات القراء) هوفي حكم المفقود
وهذا الكتاب أشارت إليه كتب التراجم , منها أيها الأكارم:
ماجاء في معرفة القراء للذهبي رحمه الله:
[عبد الرحمن بن اسماعيل بن ابراهيم بن عثمان العلامة ذو الفنون شهاب الدين أبو القاسم المقدسي ثم الدمشقي الشافعي المقرئ النحوي الأصولي صاحب التصانيف ولد في أحد الربيعين سنة تسع وتسعين وخمس مئة وقرأ القرآن صغيرا وأكمل القراءات على شيخه السخاوي سنة ست عشرة وست مئة ..... وألف كتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية وكتاب الذيل عليها وكتاب شرح الحديث المقتفى في مبعث المصطفى وكتاب ضوء الساري الى معرفة رؤية الباري عز و جل وكتاب المحقق من الأصول فيما يتعلق بأفعال الرسول صلى الله عليه و سلم وكتاب البسملة في مجلد ثم اختصره وكتاب الباعث على انكار البدع والحوادث وكتاب السواك وكتاب كشف حال بني عبيد وكتاب الأصول من الأصول وكتاب مفردات القراء ..... ].
مما يجدر التنبيه إليه , والتنويه عليه أن ابن الجزري –رحمه الله – لم يذكره في ترجمة أبي شامة في الغاية.
وقد أعطانيي أحد المشايخ الفضلاء مخطوطاً كتب عليه (مفردات القراء لأبي شامة) ولما تصفحت المخطوط وإذ بالخط ليس يقرأ لسوء التصوير, فمن حرصي على هذا الكتاب بحث في الفهارس الورقيه والرقميه ,وإذ بي أجد نسختين في مركز السيد جمعة الماجد للتراث والثقافة بدبي
1. تحت رقم ((رقم:256264/ 300452)) وبعد الحصول عليهما تبين لي أن إحدى النسختين ناقصة والأخرى هي التي أهديت إليّ
لكن عندما تصفحت المخطوط وجدت المؤلف يذكر سنده في القراءات السبع ونصه:
(قرأت القرآن كله من أوله إلى آخره على شيخي وأستاذي الإمام الشيخ المقرئ ختم المصدرين مولانا سراج الملة والدين محمد الحافظ الهمداني, وقال قرأت على الشيخ الفقيه المقرئ مولانا نور الحق والدين إبراهيم السوسي , وقال قرأت على الشيخ المحقق المدقق فريد عصره ووحيد دهره صاين الدين البصري , وقال قرأت على الشيخ الإمام علم الدين السخاوي, وقال قرأت على الشيخ المقرئ صاحب الكرامات العليه والمقامات السنية أبي القسم خلف بن أحمد الرعيني ثم الشاطبي المغربي رحمه الله ... )
*فيتبين للقارئ الكريم من أول نظرة أن الكتاب ليس لأبي شامة _ الذي هو تلميذ السخاوي مباشرة قال ابن الجزري في ترجمته:
[ولا أعلم أحداً من القراء في الدنيا أكثر أصحابا منه، قلت قرأ عليه بالقراءات السبع أبو الفتح محمد ابن علي الأنصاري شيخ الإقراء بعده بالتربة الصالحية والحافظ العلامة أبو شامة .... ].
لكن من صاحب الكتاب إذاً؟ فلم يكتب اسم للمؤلف ولا الناسخ ولا أي قرائن , و بعد مطالعة تراجم رجال الإسناد:
أما الأول: فلم أجد له ترجمة مباشرة. ولافي ترجمة شيخه الآتي.
أما الثاني: فهو كما الغاية (محمد بن محمد بن أبي عيسى موسى الشيخ صائن الدين الهذلي البصري أبو عبد الله ويقال أبو حامد وأبو المعالي ويعرف بالصائن الضرير شيخ بلاد الروم، قدم الشام وهو شاب فقرأ بدمشق للسبعة على المنتجب الهمذاني وتفقه للشافعي، ثم دخل الروم وأضرّ، قرأ عليه النور إبراهيم ابن علي بن إبراهيم السيواسي والوحيد يحيى بن أحمد إمام الكلاسة شيخ شيخنا ابن السلار، وكان الوحيد يثني على معرفته ودينه غير أنه سأله أن يكتب له خطه فأبى إلا بخلعة فتشفع إليه فحلف لا يأخذ إلا خلعة وبغلة، مات سنة أربع وثمانين وستمائة.) وجاء ذكره في النشر كذلك.
وأما الثالث: فهو إبراهيم السيواسي وليس (السوسي كما في المخطوط) وقد ورد اسمه ضمناَ في ترجمة شيخه الصاين البصري , وجاء في تحفة المحبين والأصحاب في معرفة ما للمدنيين من الأنساب لللأنصاري:
[بيت السيواسي ". نسبة إلى مدينة سيواس المشهورة بالديار الرومية. وإليها ينتسب كثير، وأشهرهم أهل هذا البيت. وأول من قدم منهم المدينة المنورة إبراهيم آغا السيواسي].
وأما الرابع: فهو علم الدين السخاوي, وهو أشهر من علم
ولم يذكر أحد في ترجمة السخاوي تتلمذ النور إبراهيم السيواسي.
وخلاصة البحث:
(أن مؤلف هذا الكتاب مجهول , وليس في الكتاب بعد أن طالعته شبه كله مزيد جديد يذكر.)
ودمتم سالمين
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[17 May 2010, 05:17 م]ـ
أشكرُ لأخي الكريم كامل هذه الإضاءة , وبالنسبة لشيخ المؤلف (محمد الحافظ الهمداني) فاسمُهُ يطابقُ اسمَ الفقيه الشافعي الذي تفانَى في نشر مذهب الشفعي بهمذان أعني: (أبا بكر محمد بن يحيى الهمداني الشافعي) ولهُ كتابٌ اسمُهُ (السنن) وقد أثنى عليه الحافظُ ابنُ رجب رحمة الله على الجميع.
لكنَّ هذا الفقيه تُوفي عام 374هـ , ويصعُبُ أن يكونَ شيخُ شيخه الذي سقتَ ترجمتهُ توفي 684هـ , إلا إذا كانَ أو كانا من المُعَمَّرين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ايت عمران]ــــــــ[17 May 2010, 08:13 م]ـ
أهلا بالشيخ الكريم
لكن من صاحب الكتاب إذاً؟ فلم يكتب اسم للمؤلف ولا الناسخ ولا أي قرائن
قد يكون مؤلفه هذا المترجم في غاية النهاية:
"نصر الله بن أبي بكر محمد بن نصر الله بن محمد ناصر الدين بن البابي الجوخي الدمشقي المعروف بنصر صاحبنا مقرئ مصدر عارف، قرأ السبع على الشهاب أحمد بن بلبان البعلبكي والقاضي أبي العباس أحمد بن الحسين الكفري وأبي محمد عبد الوهاب بن يوسف بن السلار وأدرك محمد بن نمير بن السرّاج الكاتب بمصر فقرأ عليه بعض شيء وكذلك قرأ على إبراهيم ابن عبد الله الحكري والعماد إسماعيل بن إبراهيم الكردي وقرأ السبع أيضاً على محمد بن عبد الرحمن بن مظفر الهمذاني وقرأ بالعشر على محمد بن أحمد بن علي ابن اللبان والاثنتي عشرة على أبي بكر بن يوسف ابن الحسين العازب واعتنى بالفن أتم عناية وجمع فيه كتباً كثيرة، وأقرأ الناس بالجامع الأموي وبالتربة الزنجيلية سنتين ثم أولى مشيخة الإقراء الكبرى بالعادلية وقرأ عليه جماعة فلم ينجب أحد منهم قرأ عليه أبو بكر بن محمد بن إبراهيم الزهري ولا أعلم أحداً روى القراآت عنه سواه، توفي يوم الأحد ثامن عشرين جمادى الأولى سنة ست وسبعين وسبعمائة وصلي عليه العصر بالجامع الأموي ودفي من يومه رحمه الله"
لكن هذا يحتاج إلى مزيد بحث، أعانكم الله عليه.
ـ[ايت عمران]ــــــــ[17 May 2010, 08:17 م]ـ
أما الأول: فلم أجد له ترجمة مباشرة. ولافي ترجمة شيخه الآتي.
قد يكون هذا المترجم أيضا في الغاية:
"محمد بن عبد الرحمن بن مظفر أبو الفضل بن أبي الفضل بن أبي القاسم الهمذاني الشافعي محدث مقرئ، قرأ القراآت السبع على الشيخ أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الخالق الصائغ وسمع وروى، قرأ عليه القراآت نصر الله بن أبي بكر بن البابي، توفي سنة خمسين وسبعمائة بدمشق"
فاربط بين الترجمتين، وحاول إيجاد الخيوط الخفية.
أما (الهمداني) بالإهمال فقد يكون متصحفا من (الهمذاني) بالإعجام، وذلك كثير في المخطوطات.(/)
تساؤلات هامة فى علم القراءات و حول درجة الإختلاف بينها
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[17 May 2010, 12:12 ص]ـ
هناك ما يعرف بالقراءات الشاذة وهى كما يظهر من اسمها مخالفة للصواب من القراءات
و هناك القراءات المتواترة و أظن والله أعلم أنها تمثل الأحرف السبعة التى نزل بها القرآن , و تلك الأحرف تمثل اللغات
او اللهجات التى نزل بها القرآن الكريم , والله أعلم.
1) فما هى درجة الإختلاف بين القراءات المعترف بها (غير الشاذة)؟
هل تتعدى الإختلاف فى طريقة نطق اللفظة الواحدة؟ هل تتجاوز ذلك الى الإختلاف فى المعنى؟
أرجو الجواب بالأدلة العلمية على هذه النقطة بالذات كالعزو إلى " مرجع بَحَثَ بالأدلة من القرآن نفسه " أوبضرب الأمثلة.
2) هل يوجد قراءات معترف بها غير تلك المتواترة؟
3) و على ما أذكر أن عدد القراءات المتواترة إختُلِفَ فيه , فهل هى عشر؟
و ما أرجح عدد لها
ـ[ Amara] ــــــــ[17 May 2010, 05:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
أخي الباحث عن الحق السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أنت تسأل عن أمر عظيم غاب عن كثير من الأمة فهمه، وربما غاب حتى السؤال عنه، فاسمع إلي وادن بإصغائك مني. فإن الله قد تعهد بحفظ القرآن سواء حفظناه نحن أم لم نحفظه. فلنسارع إلى حفظ ما فيه مسارعة إلى مرضاته سبحانه وتعالى، وإن من حفظ القرآن سؤاله وتثويره. والسؤال عن القراءات سؤال عن القرآن الذي أنزله الله فحفظ لفظه ورسمه وترتيبه، وحفظ آياته وسوره على النحو الذي رضيه.
وقد جرى في الكلام عن اختلاف القراءات شبه كثيرة للتشكيك في القرآن، وهي في الواقع من الأشياء التي تبين حكمة منزله سبحانه وتعالى وحكمة ما فيه وإعجاز ما يحتويه. ولعلك في سؤالك تريد معرفة الإختلافات بين القراءات أنواعها والحكمة منها، وسأحاول أن أقدم لك جوابا موجزا عما سألت.
فاختلاف القراءات كان في اللفظ والرسم، أما في المعنى فلا نقول عنه اختلافا، حتى لا يذهب إلى فهم البعض أنه تضاد، وانما هو تكامل في المعنى و زيادة وتنوع.
أما اختلاف اللفظ فمنه اختلاف اللفظ والمعنى واحد: كلمة الصراط في سورة الفاتحة، قرئت بالسين (السراط)، وبإشمام الصاد صوت الزاي (الزراط). ومنه اختلاف اللفظ والمعنى مع جواز اجتماع القراءتين في شيء واحد من أجل عدم تضاد اجتماعها فيه، ومثاله ملك يوم الدين، قرئت مالك يوم الدين بالألف، والمراد بهاتين القراءتين الله سبحانه وتعالى. ومنه اختلاف اللفظ وتنوع المعنى لامتناع جواز اجتماع القرائتين في شيء واحد لاستحالة اجتماعهما فيه، ومثاله قوله تعالى في سورة يوسف 110: وظنوا أنهم قد كذبوا، قرئت كذبوا بتشديد الذال وقرئت كذبوا بتخفيف الذال، فالقراءة بالتشديد تعطي لفعل الظن معنى اليقين، وبتخفيفها تعطيه معنى الشك، والشك واليقين لا يجتمعان، فافهم ترشد.
والاختلاف في الرسم، مثاله الآية 116 من سورة البقرة: قالوا اتخدوا الله ولدا سبحانه ... ، كتبت قالوا بدون واو، وكتبت وقالوا بالواو.
أما ما يخص ما اعترف به، فإن الأمة أجمعت على التواتر صفة للقراءات التي يجوز أن يقرأ بها. وقد استقر الأمر للأمة على قراءة هذه القراءات العشرة المتواترة، والله تعالى أعلم
يغفر الله لي ولكم
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[17 May 2010, 08:40 م]ـ
أخي الباحث عن الحق، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.... ومنه اختلاف اللفظ وتنوع المعنى لامتناع جواز اجتماع القرائتين في شيء واحد لاستحالة اجتماعهما فيه،
ومثاله قوله تعالى في سورة يوسف 110: وظنوا أنهم قد كذبوا،
قرئت كذبوا بتشديد الذال
وقرئت كذبوا بتخفيف الذال،
فالقراءة بالتشديد تعطي لفعل الظن معنى اليقين، وبتخفيفها تعطيه معنى الشك،
والشك واليقين لا يجتمعان، فافهم ترشد.
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخى الكريم
و لكن هذا التنوع فى المعنى لا يمكن فى ظنى - و الله أعلم - أن يكون القرآن قد نزل به ,
أظن أن كل آية نزلت بمعنى واحد , و على هذا أسأل:
1) هل يعد هذا التنوع من باب الأحرف السبعة التى نزل بها القرآن؟
فهل تلك الأحرف تختلف أو تتنوع فيما بينها فى المعنى؟ , فكأن القرآن قد نزل بتلك التنوعات فى المعنى جميعا
2) هل يعد هذا التنوع بسبب اختلاف القراءات المعتمدة , أى أن كل من تلك الآيات التى حدث تنوع
بينها فى المعنى تعد قراءة (من تلك المتواترة) مختلفة عن الأخرى؟!
الأمر محير بشدة لى و أرجو دراسته بتوسع
فما يهمنى فى علم القراءات هو مدى هذا التنوع فى المعنى و أسبابه
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[17 May 2010, 11:03 م]ـ
أخي الكريم: هنا ملاحظات ينبغي التنبه لها عند الكلام في هذا الموضوع ومن أهمها:
1 - أن تواتر القراءات المتواترة إنما هو من حيث الجملة.
2 - أن الاختلاف في اللفظ بين القراءات قد يصل إلى زيادة كلمة "ضمير مثلا" أو حرف، ونحو ذلك.
3 - أن الاختلاف في اللفظ والمعنى إنما هو زيادة في الإعجاز، وتوسيع للمدارك، ونعمة للتفكر والتدبر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[17 May 2010, 11:41 م]ـ
أخي الكريم: هنا ملاحظات ينبغي التنبه لها عند الكلام في هذا الموضوع ومن أهمها:
1 - أن تواتر القراءات المتواترة إنما هو من حيث الجملة.
2.
أخى الكريم بارك الله فيك
هلا وضحت المقصود بذلك ببعض البيان
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[17 May 2010, 11:46 م]ـ
3 - أن الاختلاف في اللفظ والمعنى إنما هو زيادة في الإعجاز، وتوسيع للمدارك، ونعمة للتفكر والتدبر.
فأين ذلك التوسيع للمدارك والزيادة في الإعجاز فى المثال الذى ضربه الأخ عمارة هنا ... ؟:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Amara http://www.tafsir.net/vb/styletafsir/buttons/viewpost.gif (http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=102920#post102920)
أخي الباحث عن الحق، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.... ومنه اختلاف اللفظ وتنوع المعنى لامتناع جواز اجتماع القرائتين في شيء واحد لاستحالة اجتماعهما فيه،
ومثاله قوله تعالى في سورة يوسف 110: وظنوا أنهم قد كذبوا،
قرئت كذبوا بتشديد الذال
وقرئت كذبوا بتخفيف الذال،
فالقراءة بالتشديد تعطي لفعل الظن معنى اليقين، وبتخفيفها تعطيه معنى الشك،
والشك واليقين لا يجتمعان، فافهم ترشد.
مجرد تساؤل و محاولة للفهم ليس أكثر!
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[17 May 2010, 11:51 م]ـ
أخى الكريم بارك الله فيك
هلا وضحت المقصود بذلك ببعض البيان
المقصود أنه لا يعني تواتر القراءات أن كل كلمة منها متواترة، وإنما تواترها من حيث الجملة، ولك أن تراجع كلام أهل العلم في ذلك.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[17 May 2010, 11:55 م]ـ
فأين ذلك التوسيع للمدارك والزيادة في الإعجاز فى المثال الذى ضربه الأخ عمارة هنا ... ؟:
مجرد تساؤل و محاولة للفهم ليس أكثر!
أنا لم أقصد المثال الذي ذكر الأخ من غيره وإنما قصدت أن تنوع اللفظ والمعنى وتشابههما في القرآن الكريم "بمجموع قراءاته" هي توسيع للمدارك، وزيادة في الإعجاز كما قال تعالى: "ولو كان من عند غير الله لوجدوا ... " فالمنصف الذي له علم بالقرآن الكريم يتضح له بجلاء أن هذه الآيات التي تتردد بألفاظ متقاربة ومختلفة في نفس الوقت "في القراءة الواحدة، وفي القراءات المتعددة" دون أن يحصل بينها تضاد أو يصادم بعضها بعضا أن هذا معجز لا يستطيع البشر الإتيان بمثله ...
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[18 May 2010, 12:56 ص]ـ
السلام عليكم
أخي يمكنك القراءة في هذا البحث ليتضح لك معني التواتر
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=7479
والسلام عليكم
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[18 May 2010, 02:04 ص]ـ
بارك الله فيك أخى الكريم
ولكن ما يهمنى أكثر هو حل هذا الإشكال أو دراسة هذا الأمر التالى و جوابه:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Amara http://www.tafsir.net/vb/styletafsir/buttons/viewpost.gif (http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=102920#post102920)
.... ومنه اختلاف اللفظ وتنوع المعنى لامتناع جواز اجتماع القرائتين في شيء واحد لاستحالة اجتماعهما فيه،
ومثاله قوله تعالى في سورة يوسف 110: وظنوا أنهم قد كذبوا،
قرئت كذبوا بتشديد الذال
وقرئت كذبوا بتخفيف الذال،
فالقراءة بالتشديد تعطي لفعل الظن معنى اليقين، وبتخفيفها تعطيه معنى الشك،
والشك واليقين لا يجتمعان، فافهم ترشد.
================================================== ===
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باحث عن الحق:
___________________________
و لكن هذا التنوع فى المعنى لا يمكن فى ظنى - و الله أعلم - أن يكون القرآن قد نزل به ,
أظن أن كل آية نزلت بمعنى واحد , و على هذا أسأل:
1) هل يعد هذا التنوع من باب الأحرف السبعة التى نزل بها القرآن؟
فهل تلك الأحرف تختلف أو تتنوع فيما بينها فى المعنى؟ , فكأن القرآن قد نزل بتلك التنوعات فى المعنى جميعا
2) هل يعد هذا التنوع بسبب اختلاف القراءات المعتمدة , أى أن كل من تلك الآيات التى حدث تنوع
بينها فى المعنى تعد قراءة (من تلك المتواترة) مختلفة عن الأخرى؟!
الأمر محير بشدة لى و أرجو دراسته بتوسع
فما يهمنى فى علم القراءات هو مدى هذا التنوع فى المعنى و أسبابه
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[18 May 2010, 06:03 ص]ـ
السلام عليكم
أخي الكريم المعاني تتغير بتغير القراءة مثل (ولا يكادون يَفْقَهُون قولا) (ولا يكادون يُفْقِهُون قولا)
قرأ حمزة، و الكسائي: (يفقهون) بضم الياء وكسر القاف على معنى لا يفقهون غيرهم قولاً.
وقرأ الآخرون: بفتح الياء والقاف، أي لا يفقهون كلام غيرهم، قال ابن عباس: لا يفقهون كلام أحد، ولا يفهم الناس كلامهم.
بل الأحكام الشرعية تتغير بتغير القراءة مثل (يطْهرن) و (يطّهّرن)
وأما الذين قرءوه بتخفيف " الهاء " وضمها، فإنهم وجهوا معناه إلى: ولا تقربوا النساء في حال حيضهن حتي ينقطع عنهن دم الحيض ويطهرن.
وأما الذين قرءوا ذلك بتشديد " الهاء " وفتحها، فإنهم عنوا به: حتى يغتسلن بالماء. وشددوا " الطاء " لأنهم قالوا: معنى الكلمة: حتى يتطهرن، أدغمت " التاء " في " الطاء " لتقارب مخرجيهما.
فهذا يدلك علي أن هذه المعاني كلها مقصودة. والله أعلم
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ Amara] ــــــــ[18 May 2010, 04:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم
اخي الحبيب باحث عن الحق، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جوابا على كلامك
و لكن هذا التنوع فى المعنى لا يمكن فى ظنى - و الله أعلم - أن يكون القرآن قد نزل به ,
أظن أن كل آية نزلت بمعنى واحد , و على هذا أسأل:
أما الحكم على هذا التنوع فلا يمكن أن يكون مرجعه الظن من ناحية إمكان وجوده أو امتناع ذلك. أما قولك كل آية نزلت بمعنى واحدة فكلام تنقصه الدراية بالعربية، والقرآن نزل بلسان عربي مبين. ومن صفة اللغة العربية أن تجمع الكلمة والجملة معان عدة، فكيف نزعت هذه الصفة عن القرآن وهو أجل ما تكلم به.
فأما سؤالك
1) هل يعد هذا التنوع من باب الأحرف السبعة التى نزل بها القرآن؟
فهل تلك الأحرف تختلف أو تتنوع فيما بينها فى المعنى؟ , فكأن القرآن قد نزل بتلك التنوعات فى المعنى جميعا
فإن هذا التنوع لا يمكن الجزم أن مرجعه إلى الأحرف السبعة طالما أن معنى الأحرف السبعة اختلف فيه، ولكننا نجزم أنه من تدبر القرآن، ولعلك ترجع إلى آية التدبر لتفهم ما نذهب إليه. أما هل تختلف الأحرف السبعة فيما بينها فقد بينا ذلك وقلنا أن الاختلاف في هذا الباب غير جائز قوله حتى لا يفهم منه معنى التضاد. فأما ما لم أفهمه من كلامك هو ما الضير أن يكون القرآن نزل بكل هذه المعاني وهل يتناقض ذلك مع المنطق. فإن لم يكن يتعارض مع المنطق فعليك، أرشدك الله، أن تحل القيد عن قلبك وتدبره لتفهم نور ما فيه.
أما قولك
2) هل يعد هذا التنوع بسبب اختلاف القراءات المعتمدة , أى أن كل من تلك الآيات التى حدث تنوع
بينها فى المعنى تعد قراءة (من تلك المتواترة) مختلفة عن الأخرى؟!
الأمر محير بشدة لى و أرجو دراسته بتوسع
فما يهمنى فى علم القراءات هو مدى هذا التنوع فى المعنى و أسبابه
فلعلي أفهم منه أنك تريد أن تقسم القراءات على حسب المعاني، فهذا ما لا يقبله المنطق، لأن القراءات مرجعها الوحي والتوقيف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي تذهب به في هذا النهج يجعل القراءات مرجعها الإجتهاد وهو ما لا يصح لعاقل.
والذي أريدك أن تعرفه أن القراءات هي توصيل الوحي كما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم ووصل إلينا متواترا. أما توسيع المعاني وفهم ذلك فمرجعه آية التدبر ومن ثم تثوير القرآن وسؤاله، فعلم أن اختلاف القراءات تولد عنه كل تلك المعاني والله تعالى أعلم.
يغفر الله لي ولكم
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[19 May 2010, 04:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم
اخي الحبيب باحث عن الحق، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
فكيف نزعت هذه الصفة عن القرآن وهو أجل ما تكلم به.
فأما ما لم أفهمه من كلامك هو ما الضير أن يكون القرآن نزل بكل هذه المعاني
وهل يتناقض ذلك مع المنطق. فإن لم يكن يتعارض مع المنطق .....
فلعلي أفهم منه أنك تريد أن تقسم القراءات على حسب المعاني، .....
أخى الحبيب أنا لا أزعم شيئاً ولا أضع نظريات ولا حتى أبدى أى فكرة ولا رأى أؤمن به بالأمر كله
فأنا لازلت فى مرحلة التعلم فى هذا العلم الواسع
و إنما هى تساؤلات و أمور حيرتنى فقط و إشكالات فى الفهم أردت أن أجاب عليها فقط
و سأراجع جيداً ما ذكرته فى ردك السابق
واسمح لأخيك أن يسألك عن توضيح أى عارض يعرض لى فى ردكم السابق
و أن تجيبنى بما يتيسر لك مما تثق به من العلم على وجه الدقة .. وفقكم الله و إيانا لخدمة هذا الدين العظيم و القرآن الكريم
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[19 May 2010, 05:13 م]ـ
بل الأحكام الشرعية تتغير بتغير القراءة مثل (يطْهرن) و (يطّهّرن)
وأما الذين قرءوه بتخفيف " الهاء " وضمها، فإنهم وجهوا معناه إلى: ولا تقربوا النساء في حال حيضهن حتي ينقطع عنهن دم الحيض ويطهرن
وأما الذين قرءوا ذلك بتشديد " الهاء " وفتحها، فإنهم عنوا به: حتى يغتسلن بالماء. وشددوا " الطاء " لأنهم قالوا: معنى الكلمة: حتى يتطهرن، أدغمت " التاء " في " الطاء " لتقارب مخرجيهما.
فهذا يدلك علي أن هذه المعاني كلها مقصودة. والله أعلم
والسلام عليكم
و عليكم السلام
أرجو من الجميع الصبر على أخيكم , فأنا لازلت بعيداً عن استيعاب الأمر كما يجب
و أرجو ألا يساء فهمى فأنا فى هذا الشأن أحلل فقط و أقارن الآراء رغبة فى الفهم الصحيح ,
لا أضع أفكارا ولا إجتهادات
كيف يكون هذا يا أخى الكريم!!!!؟؟؟
ان كلام الله دقيق
و هذا المذهب الذى ذكرتموه أعلاه يقول أن الآية - فى المثال الثانى , مثال الحيض - يشتمل على حكمين
شرعيين مختلفين!!! فكيف يمكن الجمع بينهما هاهنا
كيف يكون أمرالله بألا يقربوا النساء حتى يغتسلن مساويا لأمره ألا يقربوهن حتى تنتهى مدة الحيضة؟!
حُكمان شرعيان مختلفان , فكيف يكون ذلك من اختلاف التنوع وهو إختلاف فى الحكم الشرعي؟!
ملحوظة هامة:
إلا إذا كان المقصود ان يجعلنا الله نقرأ تلك الآية بالقراءتين معاً و أن نقبلهما معاً
فيظهر حينئذ تفسير يجمع بين المعنيين ألا وهو: " حتى يطهرن فتنتهى مدة حيضهن ثم يتطهرن بالغسل "
ولكن أظن أن ما ذهبتُ أنا إليه هنا يعوزه الدليل من أقوال العلماء أو النقول الموثقة عن الصحابة الكرام
لو كان هذا حديثا عن النبي (ص) لقال العلماء أن ذلك من قبيل إختلاف الحديث
و يجب الموازنة بين الروايتين لمعرفة أيهما أعلى درجة فى الصحة , أو الجمع بين الحديثين و التوفيق فى المعنى ,
و هذا لا يمكن تطبيقه على القرآن الكريم لأن قواعد ما نعرفه عن القرآن (على حسب فهمى المتواضع)
تقول انه لا تختلف الروايات فيه - او فى قراءاته بمعنى أصح - من ناحية المعنى إختلاف تضاد ,
بل الإختلاف يكون فى القراءات فقط وهو إختلاف تنوع
أليس كذلك أم أنى مخطئ؟
هلا شرح لى بعض الفضلاء كيف يكون هذا المثال (فى آية الحيض المذكورة)
- الذى احتوى على معنيين بهذه الدرجة من الإختلاف -
من قبيل اختلاف التنوع؟! و هذا اذا لم يكن الجمع الذى ذكرتُهُ فى وسط هذه المشاركة او الرد صحيحاً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[19 May 2010, 05:21 م]ـ
أما الحكم على هذا التنوع فلا يمكن أن يكون مرجعه الظن من ناحية إمكان وجوده أو امتناع ذلك.
نعم , فنحن الآن نتفق على أن القراءات لا إختلاف تضاد فيها من حيث المعنى
ولكنه إختلاف تنوع - إذا صح التعبير- , أليس كذلك؟
وهل هذا يدخل فى المقصود من آية التدبر التى نصحتنى بالرجوع إليها؟
أما قولك كل آية نزلت بمعنى واحد فكلام تنقصه الدراية بالعربية،
والقرآن نزل بلسان عربي مبين ,ومن صفة اللغة العربية أن تجمع الكلمة والجملة معان عدة،
فكيف نزعت هذه الصفة عن القرآن وهو أجل ما تكلم به
صدقت أخى الكريم
فهل حكمة هذا التنوع اللغوى فى القراءة الواحدة أن الله يريدنا أن نفهمها على عدة أوجه
لحكمة متعلقة بالآية نفسها كأن يكون قاصداً أن نعرف معنيين لنفس العبارة زيادة فى المعرفة
أو من أجل الترغيب فى أن نعمل بحكمين شرعيين متشابهين زيادة فى الخير , وما شابه ذلك؟
.
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[19 May 2010, 06:44 م]ـ
أن هذا التنوع لا يمكن الجزم أن مرجعه إلى الأحرف السبعة طالما أن معنى الأحرف السبعة اختلف فيه،
ولكننا نجزم أنه من تدبر القرآن، ولعلك ترجع إلى آية التدبر لتفهم ما نذهب إليه.
أما هل تختلف الأحرف السبعة فيما بينها فقد بينا ذلك وقلنا أن الاختلاف في هذا الباب غير جائز قوله
حتى لا يفهم منه معنى التضاد.
فهل يوجد أبحاث أو رسائل علمية أو نقاشات علمية مثمرة على الشبكة درست تلك النقطتين الهامتين
عن الأحرف السبعة:
1) المعنى الصحيح لها ,
2) و كيفية تنوع تلك الأحرف , و مدى تنوع معانى القرآن بتنوع تلك احرف
فأما ما لم أفهمه من كلامك هو ما الضير أن يكون القرآن نزل بكل هذه المعاني وهل يتناقض ذلك مع المنطق.
فإن لم يكن يتعارض مع المنطق .....
تصورت أنه من دقة الله فى كلامه ألا يداخله مسألة التنوع هذه التى وضحتموها لى بعد ذلك
أى أن الله قد أنزل كلاما كل كلمة و عبارة فيه لا تحتمل إلا معنى واحد
و تصورت أن هذا من دقة البيان فى القرآن
..... ولكننا نجزم أنه من تدبر القرآن، ولعلك ترجع إلى آية التدبر لتفهم ما نذهب إليه.
عفواً , هل تعنى ب: علاقة مسألة التدبر بإختلاف القراءات (الذى أسأل عن سببه):
أن الآية الواحدة قد يريد الله ان يجعلنا نقرأها بالقراءات كلها معاً و أن نقبلها معاً
وذلك مثل تفسيرى (بمشاركة سابقة) للحكمة من ذلك فى آية الحيض؟
فلعلي أفهم منه أنك تريد أن تقسم القراءات على حسب المعاني، فهذا ما لا يقبله المنطق،
لأن القراءات مرجعها الوحي والتوقيف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
والذي تذهب به في هذا النهج يجعل القراءات مرجعها الإجتهاد وهو ما لا يصح لعاقل.
يغفر الله لي ولكم
آمين
إذن , الخلاصة: أن كل تلك القراءات - على تنوعها - تمثل الوحى , ونحن نقصد هنا القراءات المتواترة,
أليس كذلك؟ أم أن هذا يشمل قراءات أخرى؟
أنا أراجع هذه الأيام مقالات بالملتقى عن تواتر القراءات
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[19 May 2010, 10:51 م]ـ
و إذا قبلنا هذا المنهج الذى اتفقنا عليه فى الأمثلة السابقة (وهو أن كلا المعنيين فى كلا القراءتين مقبول
و أن الآية حمالة أوجه فى تفسير معناها و لذلك حكمة , ولذلك إختلفت القراءة أو تنوعت)
... , فكيف بالله عليكم نرضاه مع هذه الآية:
__________________________________________________ _____
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Amara http://www.tafsir.net/vb/styletafsir/buttons/viewpost.gif (http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=102920#post102920)
أخي الباحث عن الحق، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.... ومنه اختلاف اللفظ وتنوع المعنى لامتناع جواز اجتماع القرائتين في شيء واحد لاستحالة اجتماعهما فيه،
ومثاله قوله تعالى في سورة يوسف 110: وظنوا أنهم قد كذبوا،
قرئت كذبوا بتشديد الذال
وقرئت كذبوا بتخفيف الذال،
__________________________________________________ ____
وهذه الآية هى:
{{حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ
وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110)}}
1
قال ابن كثير فى تفسيره:
وفي قوله: {كُذِبُوا} قراءتان،
(يُتْبَعُ)
(/)
إحداهما بالتشديد: "قد كُذِّبُوا"، وكذلك كانت عائشة، رضي الله عنها، تقرؤها،
قال البخاري: [وذكر سنده إلى] أخبرني عروة بن الزبيرعن عائشة
قالت له وهو يسألها عن قول الله: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ}
قال: قلت: أكُذِبوا أم كُذِّبوا؟
فقالت عائشة: كُذِّبوا.
[الى قوله .. ]
فقلت لها: وظنوا أنهم قد كُذِبوا؟
قالت معاذ الله، لم تكن الرسل تظن ذلك بربها. [لاحظوا يا كرام أنها فسرت معنى كُذِبوا على أن الرسل
ظنوا أن الله قد خدعهم. وهذا مطابق لمعنى الكلمة تماماً]
قلت: فما هذه الآية؟
قالت: هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربهم وصدقوهم، فطال عليهم البلاء، واستأخر عنهم النصر،
{حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ} ممّن كذبهم من قومهم، وظنت الرسل أن أتباعهم قد كذَّبوهم،
جاءهم نصر الله عند ذلك
2
وقال ابن جُرَيْج أخبرني ابن أبى مُلَيْكة: أن ابن عباس قرأها: {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} خفيفة -
قال عبد الله هو ابن مُلَيْكة: ثم قال لي ابن عباس: كانوا بشرًا [أى فهم معذورون إذا شكوا او كذبوا وعد الله]
وتلا ابن عباس: {حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة: 214]،
[لاحظوا أن أن الرسول هنا و الذين معه إستبطأوا النصر ولكن لم يشكوا فى صدق الله او وعده بالنصر
مما يرد هذا التأويل أو الإستدلال]
قال ابن جريج: وقال لي ابن أبي مليكة: وأخبرني عروة عن عائشة: أنها خالفت ذلك وأبته،
وقالت: ما وعد الله محمدًا صلى الله عليه وسلم من شيء إلا قد علم أنه سيكون حتى مات،
ولكنه لم يزل البلاء بالرسل حتى ظنوا أنَّ من معهم من المؤمنين قد كذَّبوهم.
وروي عن القاسم بن محمد عن عائشة مثله.
3
ورد أيضاً فى ابن كثير:
[[عن ابن عباس في قوله: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} قال:
لما أيست الرسل أن يستجيب لهم قومهم، وظن قومهم أن الرسل قد كَذَّبوهم،
وهكذا روي من غير وجه عن سعيد بن جبير أنه فسرها كذلك، وكذا فسرها مجاهد بن جَبْر،
وغير واحد من السلف]] .... اه
و العجب منهم - اذا صح هذا عنهم - و ممن ذهب لهذا الرأى!
إذ أنه مخالف تماماً لسياق تلك الآية و التى قبلها , أما التى قبلها فليس فيها ذكر لأمم هؤلاء الأنبياء.
أما هذه الآية:
{{حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ .. }} لا ذكر لقومهم ولا إشارة , {{وَظَنُّوا ... }} أى الرسل
{{أَنَّهُمْ ... }} كيف يكون الضمير عائد على غير الرسل ولا ذكر لغيرهم إلى الآن بالسياق كله
{{قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا}} فمن ينصر الله إلا أنبيائه و من معهم
{{فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ}} بداية ذكر غيرهم معهم , {{وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ}} (110)
و هذا واضح من صورة الضمائر و تركيبها بالآية من أولها الى آخرها
إذن فما ذهب إليه أصحاب هذا التفسير قد خالفوا سياق الآيات دون دليل
و مخالفة ظاهر السياق دون أدلة قوية او نص صحيح (من قرآن او سنة) قطعي الثبوت و الدلالة
مذهب مرجوح باطل
وأما ابن مسعود روى عنه ابن جرير هذا التفسير:
وظن قومهم حين أبطأ الأمر أنهم قد كَذَبوا، بالتخفيف ,,, و ذلك التفسير مردود لنفس ما ذكر عن سابقه
يقول ابن كثير: فهاتان الروايتان عن كل من ابن مسعود وابن عباس،
وقد أنكرت ذلك عائشة على من فسرها بذلك، وانتصر لها ابن جرير،
ووجه المشهور عن الجمهور، وزيف القول الآخر بالكلية، وردَّهُ وأبَاه، ولم يقبله ولا ارتضاه، والله أعلم
إذن فتلك القراءة (كُذِبُوا) لا يمكن قبول التفسيرات الضعيفة لها فى رقم 3
*****************************
كيف يمكن الجمع بين القراءتين وفق المنهج الذى ذكرناه وهو أن كلا المعنيين فى كلا القراءتين مقبول
و أن الآية حمالة أوجه فى تفسير معناها , ولذلك إختلفت القراءة أو تنوعت.؟!!!! ..
أ) كيف نطبق هذا هنا و المعنى الذى روي عن ابن عباس و غيره مع تلك القراءة (كُذِبُوا) معنى عجيب
لدرجة أنه إستفذ أم المؤمنين فأنكرت تلك القراءة برمتها؟؟
ب) هل يوجد لهذه القراءة تفسير آخر أو مخرج لغوي يجبرنا على قبولها غير كل ما سبق؟!
ج) قراءة (كُذِبُوا) (و أنا أعلم أنها قراءة المصحف العثمانى)
هل هى قراءة معتمدة لدى باقى الصحابة و العلماء؟
هل هى من القراءات المتواترة؟
هل يمكن الجزم بأن الروايات التى تحكى تلك القراءة روايات صحيحة؟
هل جمعها و درس أسانيدها و طرقها أحد الباحثين الحاذقين أو العلماء قديما او حديثا و تأكد خلوها من العلل؟
أسئلة هامة لا مفر من إجابتها
حقاً فى كل يوم تتجلى لنا أهمية علوم الحديث و احتياجنا اليها حتى فى علوم القرآن ,او اى علم يعتمد على الرواية
و ما أدراك ما الرواية قدتصل بك الى الدراية او تصل بك الى الغواية
فأين ابن تيمية او الذهبي او المعلمي الآن؟!!!!!!!!!!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[20 May 2010, 12:34 ص]ـ
يقول ابن كثير: فهاتان الروايتان عن كل من ابن مسعود وابن عباس،
وقد أنكرت ذلك عائشة على من فسرها بذلك،
وانتصر لها ابن جرير،
ووجه المشهور عن الجمهور، وزيف القول الآخر بالكلية، وردَّهُ وأبَاه، ولم يقبله ولا ارتضاه، والله أعلم
أى انتصر للرواية عن ابن مسعود وابن عباس بأن التفسير الصحيح - فى رأيه -
هو أن القوم ظنوا ان الرسل قد كذبوا عليهم
وقد أكون مخطئاً وقد يكون الطبري صائباً فيما ذهب إليه إذا كان الأمر على النحو التالى:
يقول الطبري أن تأويله هذا سليم لأنه يتفق مع الآية السابقة عليها وهى:
{{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى
{{أَفَلَمْ يَسِيرُوا ... }} أى المشركين فى عهد النبي (ص) كما فى تفسير الطبري نفسه
{{فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ .. }} من مشركى الأمم السابقة عليهم
{{وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ}} (109) أى ألا تعقلون يا من أرسل الله لكم محمداً؟!
يقول الطبري ما يدل على أن كلمة (ظنوا) و الضمير (هم) فى الآية التى بعدها
تعود على قوم كل من هؤلاء الرسل ,
وهى الآية: {{حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ ... }} أى الذين أرسلوا إلى تلك الأمم السابقة على هؤلاء المشركين
المعاصرين للنبي (ص)
{{وَظَنُّوا ... }} أى تلك الأمم السابقة الكافرة ..
والرابط هنا هو أن الله كان يخاطب هؤلاء المشركين فى الآية السابقة و يذكر لهم الأمم السابقة الكافرة
فاستهل هذه الآية بالحديث عن الرسل الذين أرسلهم إلى تلك الأمم , و بهذا إستقام المعنى
{{أَنَّهُمْ .. }} أى تلك الأمم , {{قَدْ كُذِبُوا .. }} ظنوا أن الأنبياء خدعوهم
جَاءَهُمْ نَصْرُنَا}} جاء لهؤلاء الرسل
ولكن يتبقى إشكالا:
هل فى اللغة العربية و فى القرآن نفسه تلك الطريقة فى وضع الضمائر التى تعود على أمور مختلفة
(فى نفس العبارة او السياق) بهذا القرب أو البعد بينها و بين تلك الأمور التى تشير إليها؟!
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[20 May 2010, 02:05 ص]ـ
ولكن يتبقى إشكالا:
هل فى اللغة العربية و فى القرآن نفسه تلك الطريقة فى وضع الضمائر التى تعود على أمور مختلفة
(فى نفس العبارة او السياق) بهذا القرب أو البعد بينها و بين تلك الأمور التى تشير إليها؟!
يعنى مثلا فى تلك الآية 110:
{{حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ}} ما أقصده هنا:
أليس الأقرب للعربية أن يكون (الظن) من الرسل و الضمير (هم) عائد على الرسل لأن كل هذا أتى
بعدكلمة (الرسل) مباشرة ولا تباعد - فى مواضعها بالنص - بين تلك الكلمات و بين كلمة (الرسل)
بعكس الحال مع كلمة (الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ)
التى ذكرت فى الآية السابقة عليها , (او مع الأمم السابقة التى ورد ذكرهم فيها)
وهى (أى مسألة الأمم السابقة) النقطة التى بنى الطبري تفسيره هذا عليها؟!!
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[20 May 2010, 02:43 ص]ـ
... ,
1
قال ابن كثير فى تفسيره:
وفي قوله: {كُذِبُوا} قراءتان،
إحداهما بالتشديد: "قد كُذِّبُوا"، وكذلك كانت عائشة، رضي الله عنها، تقرؤها .......
2
وقال ابن جُرَيْج أخبرني ابن أبى مُلَيْكة: أن ابن عباس قرأها: {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} خفيفة -
قال عبد الله هو ابن مُلَيْكة: ثم قال لي ابن عباس:
كانوا بشرًا [أى فهم معذورون إذا شكّوا او كذبوا وعد الله]
وتلا ابن عباس: {حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة: 214]،
[لاحظوا أن أن الرسول هنا و الذين معه إستبطأوا النصر ولكن لم يشكوا فى صدق الله او وعده بالنصر
مما يرد هذا التأويل أو الإستدلال]
3
ورد أيضاً فى ابن كثير:
[[عن ابن عباس في قوله: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} قال:
لما أيست الرسل أن يستجيب لهم قومهم، وظن قومهم أن الرسل قد كَذَّبوهم، ...............
........................
الخلاصة و تصويب بعض ما سبق بالمقال:
(يُتْبَعُ)
(/)
أن التفسيران رقم 1 (تفسير عائشة و قراءتها (كذَّبوا)) ,
و التفسير رقم 3: قراءة (كُذِبُوا) وتفسيرها كما سبق .... قد يكونا صحيحين معاً او أحدهما
أما التفسير رقم 2 لقراءة (كُذِبُوا) فهو خطأ , و قد نص على خطئه الطبري أيضاً
و تتبقى إشكالات يجب جوابها:
قراءة (كُذِبُوا) (و أنا أعلم أنها قراءة المصحف العثمانى):
- هل هى قراءة معتمدة لدى باقى الصحابة و العلماء؟
لا ننسى أن أم المؤمنين قد رفضتها بشدة ,
فهل يجوز أن يقال أنها لم تكن تعلم قراءة متواترة او معتمدة و مجمع عليها؟ كيف ذلك وهى من هى؟
أم أن الروايات عنها لا تصح فى ذلك؟ كأن تكون معلولة مثلاً!!
- هل هى من القراءات المتواترة؟
- هل يمكن الجزم بأن الروايات التى تحكى تلك القراءة روايات صحيحة؟
هل جمعها و درس أسانيدها و طرقها أحد الباحثين الحاذقين أو العلماء قديما او حديثا و تأكد خلوها من العلل؟
كما أرجو جواب التالى:
__________________________________________________ ____
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باحث عن الحق http://tafsir.net/vb/styletafsir/buttons/viewpost.gif (http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=103161#post103161)
ولكن يتبقى إشكالا:
هل فى اللغة العربية و فى القرآن نفسه تلك الطريقة فى وضع الضمائر التى تعود على أمور مختلفة
(فى نفس العبارة او السياق) بهذا القرب أو البعد بينها و بين تلك الأمور التى تشير إليها؟!
______________________________
يعنى مثلا فى تلك الآية 110:
{{حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ}} ما أقصده هنا:
أليس الأقرب للعربية أن يكون (الظن) من الرسل و الضمير (هم) عائد على الرسل لأن كل هذا أتى
بعدكلمة (الرسل) مباشرة ولا تباعد - فى مواضعها بالنص - بين تلك الكلمات و بين كلمة (الرسل)
بعكس الحال مع كلمة (الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ)
التى ذكرت فى الآية السابقة عليها , (او مع الأمم السابقة التى ورد ذكرهم فيها)
وهى (أى مسألة الأمم السابقة) النقطة التى بنى الطبري تفسيره هذا عليها؟!!
__________________________________________________ __________
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[21 May 2010, 12:06 ص]ـ
أخي الكريم: لا تستشكل أمورا معلومة بالضرورة في علم القراءات ..
فعدم معرفة عائشة رضي الله تعالى عنها بقراءة سبعية لا يطعن فيها ..
وقد فاتت عمر بن الخطاب القراءة الصحيحة، وفاتت أنس بن مالك، ثم صوبهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
فعدم علم واحد من الصحابة بقراءة سبعية لا يقدح في تلك القراءة، كما فاتت بعضهم أحاديث صحيحة؛ ولا يمكن أن تطعن في حديث بأنه لم يعرف فلان أو علان من الصحابة رضي الله تعالى عنهم ..
وقراءة "كذبوا" بالتخفيف قراءة سبعية صحيحة ..
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[21 May 2010, 02:41 ص]ـ
بارك الله فيك
ولكن بالنسبة للإشكال اللغوى الذى طرحته سابقاً , ما جوابه؟!
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[21 May 2010, 03:04 م]ـ
بارك الله فيك
ولكن بالنسبة للإشكال اللغوى الذى طرحته سابقاً , ما جوابه؟!
أخي الكريم: الجواب اللغوي عن المسألة التي ذكرت من أوجه:
أ - أن القرآن الكريم هو أهم أصل من أصول اللغة العربية، وهذا يكفي في أن ما وجد فيه فالخطأ يكمن في عدم اطلاعنا على الأصل اللغوي لتلك العبارة أو ذلك التركيب عند العرب القدامى، أو عدم توافر النقل لها عنهم.
ب - أنه حسب علمي فإن العرب في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كانوا أحرص على أن يجدوا في القرآن الكريم ثغرة تخالف لغتهم وتنقص من قيمة إعجاز القرآن الكريم لهم، فلم يستطيعوا، وهذا دليل واضح على أنه لا يوجد في القرآن الكريم ما يخالف اللغة العربية لفظا ولا تركيبا ولا اشتقاقا.
ج - أن العلماء بعد تنزل القرآن الكريم، وبعد نشأة علوم اللغة كالنحو والصرف والبلاغة إلخ تتبعوا القرآن الكريم فلم يجدوا ما يخالف لغة العرب وهم أعلم بها منا، اللهم إلا بعض الأمور غير المسلمة كقولهم في الفصل بين المضاف والمضاف إليه في قراءة ابن عامر لقوله تعالى "وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركائهم .. " ونحو ذلك.
وقد وجد الفصل بين المضاف والمضاف إليه في شعر العرب، وتخصيصه بالضرورة الشعرية غير مسلم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
د - أن استدراكنا الآن على القرآن الكريم انطلاقا من معارفنا اللغوية غير وجيه؛ لأن التطور اللغوي يمنع حصولنا على السليقة العربية التي تميز بها الذين أنزل عليهم القرآن الكريم، وبدونها نحكم على القرآن بلغة غير لغته التي بها نزل.
وقد كتبت هذه الأوجه على عجلة وبدون تثبت ومراجعة ولم أجد من أهل العلم من ذكرها، فما كان فيها من أخطاء فمن عندي.
والله تعالى أعلم.
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[21 May 2010, 04:20 م]ـ
أخى الكريم كلامك سليم
ولكنه لا يمنع أن نعود لأصول العربية شعرها و نثرها لنبحث عن أسلوب مشابه لهذا الذى ورد فى
معنى قراءة "كُذِبوا"
أنظر الآيتين: {{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ
عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ (109) حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا
جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110)}}
فالملون بالأزرق يعود على الرسل ,اما الأحمر فعلى أممهم أو أقوامهم (وذلك حسب ما إختاره الطبري وما يتماشى
مع التفسير الوحيد المقبول لهذه القراءة)
ألا ترى يا أخى الفاضل فى تركيب الآية و سياقها و عبارتهما تباعد ما بين مواضع الضمائر و الدلالات و بين
مواضع ما تعود عليه و ما تدل عليه
فكلمة "ظنوا" - حسب هذا التفسير الذى رجحوه - تعود على " الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ " فى الآية السابقة عليها , و كذلك
" أنهم " التى بعد "ظنوا"
بينما هى قريبة من كلمة الرسل (من حيث مكانها بعبارة الآية):
{{حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا}}
أليس الأولى من حيث هذا الترتيب فى العبارة أن يكون " وَظَنُّوا أَنَّهُمْ " مترابط مع "الرسل" و أن تعود هاتان
الكلمتان على كلمة "الرسل"؟!!
ولاسيما أن جاءت بعدها {{جَاءَهُمْ نَصْرُنَا}} تعود على الرسل أيضاً, او الرسل و المؤمنين بهم ,
لاحظ وقوع الملون بالأحمر بين طرفين للملون بالأزرق , و كأنه اقتحم السياق او كان يشبه اسلوب القطع
لهذا أطلب الإتيان بأسلوب من العربية مفسَّر و مبيَّن به هذه الدرجة من التباعد فى المواضع الذى ذكرته
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[21 May 2010, 04:36 م]ـ
أخى الكريم كلامك سليم
ولكنه لا يمنع أن نعود لأصول العربية شعرها و نثرها لنبحث عن أسلوب مشابه لهذا الذى ورد فى
معنى قراءة "كُذِبوا"
أنظر الآيتين: {{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ
عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ (109) حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا
جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110)}} فالملون بالأزرق يعود على الرسل
,اما الأحمر فعلى أممهم أو أقوامهم (وذلك حسب ما إختاره الطبري وما يتماشى مع التفسير الوحيد المقبول
لهذه القراءة لهذه القراءة)
ألا ترى يا أخى الفاضل فى تركيب الآية و سياقها و عبارتهما تباعد ما بين مواضع الضمائر و الدلالات و بين
مواضع ما تعود عليه و ما تدل عليه
فكلمة "ظنوا" - حسب هذا التفسير الذى رجحوه - تعود على " الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ " فى الآية السابقة عليها , و كذلك
" أنهم " التى بعد "ظنوا"
بينما هى قريبة من كلمة الرسل (من حيث مكانها بعبارة الآية): {{حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا}}
أليس الأولى من حيث هذا الترتيب فى العبارة أن يكون " وَظَنُّوا أَنَّهُمْ " مترابط مع "الرسل" و أن تعود هاتان
الكلمتان على كلمة "الرسل"؟!!
لهذا أطلب الإتيان بأسلوب من العربية مفسر و مبين به هذه الدرجة من التباعد فى المواضع الذى ذكرته
أخي الكريم: كلامك بنيته على أساس أن الضمير يعود على أقرب مذكور، وهو في اللغة العربية مسألة أغلبية لا مطلقة، بمعنى أن القاعدة: أن الضمير يعود على أقرب مذكور غالبا، إلا إن كان قبله متضايفان ففي هذه الحالة الأغلب رجوعه على المضاف دون المضاف إليه.
والمسألة لا تحضرني تفاصيلها وأرى أن تراجعها في كتب النحو والصرف قبل أن تحكم على المسألة ..
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[21 May 2010, 04:45 م]ـ
أخى الكريم سبق ونبهت أنى لا أحكم على شئ , ولكن هى مجرد خواطر و تساؤلات للوصول للحق
و للتفسيرالسليم الذى يؤيد هذه القراءة , أى أنه مجرد تباحث لا أكثر!
و كل ما أرجوه هو ضرب الأمثلة التوضيحية من اللغة للإستدلال على ذلك التفسير ,
وفق الله الجميع لرؤية الحق و أشكرك على اهتمامك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[21 May 2010, 05:25 م]ـ
أخى الكريم سبق ونبهت أنى لا أحكم على شئ , ولكن هى مجرد خواطر و تساؤلات للوصول للحق
و للتفسيرالسليم الذى يؤيد هذه القراءة , أى أنه مجرد تباحث لا أكثر!
و كل ما أرجوه هو ضرب الأمثلة التوضيحية من اللغة للإستدلال على ذلك التفسير ,
وفق الله الجميع لرؤية الحق و أشكرك على اهتمامك
أخي الكريم: إذا رجعت إلى كتب النحو ستجد الأمثلة الكثيرة على عود الضمير على أقرب مذكور وأبعد مذكور في الجملة ..
وربما تجد من نص على المسألة المستشكلة عندك.
وفقني الله وإياك للبحث عن الحق والعض عليه بالنواجذ حين الحصول عليه.
ـ[محمد سيف]ــــــــ[21 May 2010, 05:53 م]ـ
أخي الكريم الباحث عن الحق ...
أسئلتك هذا تدل على عقل وقاد ولسان سؤول وقلب عقول ..
إن تعدد المعاني بحسب كل قراءة من أجمل الفوائد للقراءات القرآنية، يقول ابن عاشور في مقدمة تفسيره: "اختلاف القراءات في ألفاظ القرآن يكثر المعنى في الآية الواحدة" التحرير والتنوير 1/ 55.
والبحث في هذا المجال رحب، وكلما غُصت فيه اكتشفت درراً وكنوزاً.
وهذا من روعة القرآن وجماله، أن يكون للآية معنيان أو أكثر بحسب تعدد القراءات، وكل قراءة تعطيك معنىً جديداً لا يتعارض مع معنى القراءة الأخرى.
وقد يسر الله لي أن أدرس هذا الجانب من القراءات على يد شيخي الفاضل الدكتور أحمد السديس حفظه الله في مادة اسمها "إعجاز القرآن في ضوء القراءات القرآنية"، وتجد في مرفقات هذه المشاركة ملفاً يحتوي على شيء من محاضرات الشيخ التي ألقاها علينا لعلك تستفيد منها.
ولثبوت هذه القراءات وتواترها فإن دورنا أخي الكريم أن ننظر فيها ونعرف ما فيها من معاني ودلالات تعيننا أكثر على فهم القرآن، كما أنها أوثق مصدر نتعرف من خلاله على لغات العرب.
هذه بعض الإشارات، والموضوع شيق وطويل وذو شجون.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[21 May 2010, 09:23 م]ـ
أخي الفاضل الباحث عن الحق:
التساؤلات الجيدة لا تأتي إلا بعد البحث الجاد والتمحيص وبذل الجهد ودخول البيوت من أبوابها، أما من غير ذلك فإنها تكون أسئلة غامضة مشتتة، ولذا أنصحك -بكل ود- أن تبدأ بقراءة متأملة في كتب القراءات المعتنية بجانب الدراية، تجد فيها بمشيئة الله ما يشفي غليلك ويجيب على تساؤلاتك، وينير لك كثيرا مما كنت تراه مشكلا وهو في الحقيقة في غاية الوضوح ..
وفقك الله وبارك فيك.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[21 May 2010, 09:29 م]ـ
ومن أحسن ما أنصحك بالبدء كتاب: (حديث الأحرف السبعة) للدكتور عبد العزيز بن عبد الفتح القارئ
اقرأه كاملا حتى ختامه وستجد الفرق بمشيئة الله.
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[22 May 2010, 02:49 م]ـ
......................
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[22 May 2010, 02:50 م]ـ
أخي الكريم: إذا رجعت إلى كتب النحو ستجد الأمثلة الكثيرة على عود الضمير على أقرب مذكور وأبعد مذكور في الجملة ..
وربما تجد من نص على المسألة المستشكلة عندك.
وفقني الله وإياك للبحث عن الحق والعض عليه بالنواجذ حين الحصول عليه.
آمين .. و بارك الله فيكم على نصحك و اهتمامك
أخي الكريم الباحث عن الحق ...
أسئلتك هذا تدل على عقل وقاد ولسان سؤول وقلب عقول ......
بوركت يا أخى الكريم ... و أتمنى أن يكون كل مسلم هكذا
وقد يسر الله لي أن أدرس هذا الجانب من القراءات على يد شيخي الفاضل الدكتور أحمد السديس حفظه الله
في مادة اسمها "إعجاز القرآن في ضوء القراءات القرآنية"، وتجد في مرفقات هذه المشاركة ملفاً يحتوي
على شيء من محاضرات الشيخ التي ألقاها علينا لعلك تستفيد منها ......
بارك الله فيكم و أشكرك على هديتك القيمة هذه
أخي الفاضل الباحث عن الحق:
التساؤلات الجيدة لا تأتي إلا بعد البحث الجاد والتمحيص وبذل الجهد ودخول البيوت من أبوابها، أما من غير ذلك فإنها تكون أسئلة غامضة مشتتة،
ولذا أنصحك -بكل ود- أن تبدأ بقراءة متأملة في كتب القراءات المعتنية بجانب الدراية، تجد فيها بمشيئة الله ما يشفي غليلك
ويجيب على تساؤلاتك، وينير لك كثيرا مما كنت تراه مشكلا وهو في الحقيقة في غاية الوضوح ..
وفقك الله وبارك فيك.
ووفقك و بارك فيك .. ولكن ياأخى إنما أصيغ أنا و غيرى مثل تلك التساؤلات حتى يدلنا من لديه العلم على طريق
البحث الجاد - كما تفضلت- , و أول خيط له ... ففى السؤال فوائد كثيرة حتى ولو كان فى
طرحه تسرعا من قلة بحث ,, يكفى الفوائد الهامة التى طرحت على الملأ فى هذا المقال ....
جعلها الله فى ميزان حسناتكم جميعاً و ميزان كل من أدلى بدلوه , و باطبع ميزانى أولاً لأنى من أثار
الأمر هنا (إبتسامة)
ومن أحسن ما أنصحك بالبدء كتاب: (حديث الأحرف السبعة)
للدكتور عبد العزيز بن عبد الفتح القارئ
اقرأه كاملا حتى ختامه وستجد الفرق بمشيئة الله.
بوركتم أخى الكريم ... فهلا وضعت له رابطا هنا لتعم الفائدة
بارك الله فيكم جميعاً و أعز بكم الإسلام الحنيف و علمه الشريف
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[02 Jun 2010, 03:52 ص]ـ
ومن أحسن ما أنصحك بالبدء كتاب: (حديث الأحرف السبعة)
للدكتور عبد العزيز بن عبد الفتح القارئ
هل يتفضل أحد علينا بأن يدلنا أين نجد هذا الكتاب؟ هل هو متاح للتحميل؟
هلا رفعه أحدكم أو وضع له رابطاً؟(/)
المستدرك على السلاسل الذهبية بالأسانيد النشرية (4)
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[18 May 2010, 06:31 م]ـ
لقد قررت أن أبدأ بطريق التيسير كما بدأها ابن الجزري في نشره وثنّى بطريق الشاطبية جميع طرق كتابه النشر للرواة العشرين، ولكن عدلت عن ذلك، فاخترت الابتداء بطريق الشاطبي للرواة وطرقهم وأن أثني بطريق التيسير لارتباط التيسير بطريق جامع البيان ثم أتجاوز إلى سائر طرق النشر المعلومة والله من وراء القصد وهو المستعان وعليه التكلان:
قال الشيخ الدكتور أيمن رشدي سويد حفظه الله وأكرمه في الصفحة (63) من السلاسل الذهبية ما نصه: "انتقى الإمام ابن الجزري ـ رحمه الله تعالى ـ من هذا الكتاب (يعني الشاطبية) تسعة عشر طريقا تفصيلها:
قالون: 1، 27
ورش من طريق الأزرق: 89، 91
البزيّ: 154
قنبل: 199
الدوري عن أبي عمرو: 232، 242، 273
السوسي: 367
هشام: 397
ابن ذكوان: 450
شعبة: 530، 543
حفص: 608
خلف عن حمزة: 662
خلاد: 717
أبو الحارث: 788
الدوري عن الكسائي: 828
اهـ بلفظه محل الغرض منه
وقبل الانتقال إلى كتاب التيسير فجامع البيان إلى آخر أمهات النشر التي انتقى منها ابن الجزري طرق النشر والطيبة سأناقش طرق الشاطبية المذكورة مبتدئا بطريق قالون التي اقتصرت السلاسل الذهبية منها على طريقين هما الأولى (1)، والسابعة والعشرون (27)، وذلك ظاهر عبارة النشر إذ اعتبر طريق التيسير لقالون وطريقين سواها للشاطبية كلها طريقا واحدة لإبراهيم بن عمر عن ابن بويان عن ابن الأشعث عن أبي نشيط عن قالون.
ولا يسلم ذلك للنشر بل أجزم أنه سقط لحق بالكتاب من النساخ أو من عوادي الدهر، وكان الاستدراك على السلاسل الذهبية هو تقليد النشر وعدم التنبيه والتصويب كما فعل في أكثر من موضع وكان الترك في بعضها هو الصواب والله أعلم.
قال في النشر (1/ 99) ما نصه: رواية قالون طريق أبي نشيط عن قالون من طريق ابن بويان من سبع طرق (الأولى) إبراهيم بن عمر عنه من طريقي الشاطبية والتيسير. فمن التيسير قال الداني قرأت القرآن كله على شيخي أبي الفتح فارس بن أحمد بن موسى المقري الضرير وقال لي قرأت بها على أبي الحسن عبد الباقي بن الحسن المقري وقال قرأت على إبراهيم بن عمر المقري.
ومن الشاطبية قرأ بها الشاطبي على أبي عبد الله محمد بن علي بن أبي العاص النفزي وقرأ بها على أبي عبد الله محمد بن الحسن بن محمد بن غلام الفرس وقرأ بها على أبي داود سليمان بن نجاح وأبي الحسن علي بن عبد الرحمن ابن الدوش وأبي الحسين يحيى بن إبراهيم بن البياز وقرؤا بها على الداني.
وقرأ بها الشاطبي أيضاً على أبي الحسن علي بن محمد بن هذيل وقرأ بها على أبي داود على الداني بسنده " اهـ محل الغرض منه.
وقال في النشر أيضا (1/ 101): " ومن طريق القزاز طريقان الأولى طريق صالح بن إدريس عنه ثمان طرق. الأولى: طريق ابن غصن قرأ بها الشاطبي على النفزي على ابن غلام الفرس على أبي الحسن عبد العزيز بن عبد الملك ين شفيع على عبد الله بن سهل على أبي سعيد خلف بن غصن الطائي " اهـ محل الغرض منه، وأثبت لاحقا في الصفحة التالية قراءة ابن غصن الطائي على أبي الطيب عبد المنعم بن غلبون وقراءة عبد المنعم بن غلبون على أبي سهل صالح بن إدريس وقراءة صالح بن إدريس على القزاز عن ابن الأشعث عن أبي نشيط عن قالون
ويعني ذلك أن ابن الجزري قد انتقى في النشر من الشاطبية أربع طرق بالتمام والكمال:
الأولى: هي التي أدغمها ابن الجزري في طريق التيسير من قراءة الداني على فارس على عبد الباقي بن الحسن على إبراهيم بن عمر على ابن بويان على ابن الأشعث على أبي نشيط على قالون.
إن لصاحب النشر منهجا وأسلوبا رائعا ذا مستوى عال من التحقيق والتدقيق إذ أدغم طريق الشاطبية في التيسير وعدّهما طريقا واحدا كلما تقيّد الشاطبي بما في التيسير أي نظمه من غير زيادة كما هو جلي من طرق النشر المنتقاة لرواية البزي وقنبل والسوسي وهشام وابن ذكوان وحفص وخلف وخلاد وطريقي شعبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن من منهجية ابن الجزري الرائعة أن إعلانه بعد ذكر طريقي التيسير والشاطبية طريقا أخرى للشاطبي أي غير مقرونة بالتيسير فإنما لبيان أن للشاطبي لذلك الراوي أداء فيه زيادة على ما في التيسير قرأ بها على شيخ أو أكثر إلى الداني في غير كتابه التيسير كجامع البيان مثلا، وجملة ما وقع من ذلك من طرق النشر للشاطبي أربع هي:
ـ قراءة الشاطبي على النفزي على ابن غلام الفرس عن ثلاثة هم (أبي داوود سليمان بن نجاح) (وابن الدوش) (ويحيى بن إبراهيم البياز) ثلاثتهم عن الداني، وهذه الطريق هي المرقمة في السلاسل الذهبية بالأسانيد النشرية برقم (1) وتتمتها في السلاسل الذهبية هي طريق التيسير أي قراءة الداني على فارس على عبد الباقي بن الحسن على إبراهيم بن عمر على ابن بويان على ابن الأشعث على أبي نشيط على قالون، ولا أنفي هذه التتمة ولكن في النفس منها شيئا لعلي أفرغ لمتابعته إن شاء الله.
ـ قراءة الشاطبي على ابن هذيل على أبي داوود على الداني، قال ابن الجزري في وصف هذا السند ما نصه (بسنده) اهـ يعني الداني والظاهر والله أعلم أنه يعني بسند الداني المتقدم في التيسير.
ـ قراءة الشاطبي على النفزي على ابن غلام الفرس على أبي داوود على الداني على الخاقاني على الأنماطي على الخياط على النحاس على الأزرق على ورش.
ـ قراءة الشاطبي على النفزي على ابن غلام الفرس على (ابن الدوش وأبي داوود) على الداني على طاهر بن غلبون على عبد المنعم بن غلبون على نصر المجاهدي على ابن مجاهد على أبي الزعراء على دوري أبي عمرو.
ومن طرق النشر للشاطبي أداءان من غير طرق الداني هما:
قراءة الشاطبي على النفزي على ابن غلام الفرس على ابن شفيع على عبد الله بن سهل على ابن غصن الطائي على عبد المنعم بن غلبون على صالح بن إدريس الوراق على القزاز على ابن الأشعث على أبي نشيط على قالون.
ـ قراءة الشاطبي على النفزي على ابن غلام الفرس على ابن شفيع على ابن سهل على الطرسوسي على أبي أحمد السامري على ابن مجاهد على أبي الزعراء على دوري الكسائي
وهكذا نتبين من منهجية وأسلوب ابن الجزري أن:
ـ قراءة الشاطبي على النفزي على ابن غلام الفرس عن ثلاثة هم (أبي داوود سليمان بن نجاح) (وابن الدوش) (ويحيى بن غبراهيم البياز) ثلاثتهم عن الداني، وكذا:
ـ قراءة الشاطبي على ابن هذيل على أبي داوود على الداني، قال ابن الجزري في وصف هذا السند ما نصه (بسنده) اهـ يعني الداني:
كلاهما لقالون من طريق إبراهيم بن عمر عن ابن بويان عن ابن الأشعث عن أبي نشيط عن قالون، وكذا:
قراءة الشاطبي على النفزي على ابن غلام الفرس على ابن شفيع على عبد الله بن سهل على ابن غصن الطائي على عبد المنعم بن غلبون على صالح بن إدريس الوراق على القزاز على ابن الأشعث على أبي نشيط على قالون.
كل منها ـ أعني الثلاثة ـ طريق للشاطبي خارج التيسيبر أي من زيادات القصيد على الأصل، وكما عدّ هذه الأخيرة طريقا مستقلة عن التيسير للشاطبي (رقم 27 في السلاسل الذهبية) عن صالح بن إدريس للقزاز فإن كلا من الثانية والثالثة طريقان مستقلتان عن التيسير للشاطبي لإبراهيم بن عمر،
الأولى: قراءة الشاطبي على النفزي.
والثانية قراءة الشاطبي على ابن هذيل.
ويعني هذا التحقيق ـ والله أعلم بالصواب ـ أن للشاطبي لقالون أربع طرق:
أولاها هي التي أدغمها المحقق مع التيسير ولم يعدّها صاحب السلاسل الذهبية.
وثانيها هي من قراءة الداني على النفزي وهي المعدودة في السلاسل الذهبية برقم (1).
وثالثها من قراءة الشاطبي على ابن هذيل إلى الداني ولم يعدّها صاحب السلاسل الذهبية.
ورابعها من قراءة الشاطبي على النفزي من غير طرق الداني وهي المعدودة في السلاسل الذهبية برقم (27).
ولم أتجاوز كتاب الشاطبي إلى كتاب التيسير بل لا يزال من طرق الشاطبي في طريق الأزرق عن ورش وفي رواية دوري أبي عمرو ما يحتاج على استدراكات عريضة والله أعلم بالصواب.
يتواصل
طالب العلم
الحسن بن محمد بن ماديك
002224945444
alhacenma@yahoo.fr
alhacenma@gmail.com
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[18 May 2010, 11:05 م]ـ
الشيخ الفاضل الحسن ماديك حفظه الله
لي تساؤل _و إن كان خارج موضوع بحثك الحالي فاعذرني_ مضى عليه أكثر من حول في ملتقى القراءات و لم أتلق منك أي إجابة عليه حتى الآن فأعيد طرحه عليك مرة أخرى في هذا الموضوع و أستغل متابعتك المتواصلة له لعلك تتفضل بالإجابة عليه بارك الله فيك.
قلتم حفظكم الله تعالى:
وأما الجزء الثاني من السؤال: هل في الشاطبية والدرة بعض القياس؟
فأقول نعم فيهما وفي طيبة النشر وفي سائر كتب القراءات كثير من القياس وكما وضحته في أكثر من بحث وسأوضحه لاحقا إن شاء الله، ويجب على الأمة العدول عنه، وهنيئا للأمة رواية حفص التي خلت من القياس وخلت من اللهجات إلا في حرفين ولكنهما ليسا من القياس.
طالب العلم
الحسن
فما هو القياس الموجود في القراءات و الروايات الأخرى و خلت منه رواية حفص و تطالب الأمة بالعدول عنه؟
و هل القياس الذي تفضلتم به موجود فيما نقرأ به اليوم؟ إن كانت الإجابة بنعم فأرجو توضيح ذلك بأمثلة.
بارك الله فيكم و نفع بكم
أخوكم / طه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[19 May 2010, 12:35 ص]ـ
الأخ الكريم طه محمد عبد الرحمان سلّمك الله والسلام عليك ورحمة الله وبركاته
أعتذر لك إذ لم أطلع على تساؤلاتك في ملتقى أهل القراءات أو اطلعت فنسيت أو انشغلت عنه ولم أذكره، وأتمنى عليك أن تغفر لي زلة عدم عدم الجواب والله يغفر لي ولك ذنوبنا وللمؤمنين والمؤمنات.
وأما القياس الذي ذكرت لك فإنما هو في أصول القراءات كالإمالة وترقيق الراءات وتفخيم اللامات للأزرق وتسهيل الهمز وكوقف حمزة وهشام على الهمز، ولقد وقع في القرآن رواية متواترة إلى النبي صلى الله عليه وسلم كثير من تلك اللهجات أعني الإمالة والتسهيل والترقيق ... في بعض الأحرف، لكن قاس المصنفون من طرق الرواة ابتداء من القرن الرابع للهجرة وتحديدا ابتداءمن ابن مجاهد فما بعده على الرواية في أحرف مخصوصة كثيرا أو سائر نظائرها ومنه على سبيل المثال نقل حركة الهمز غلى الساكن قبلها لورش، وهو رواية متصلة في بعض الأحرف ولكن قاس بعض المصنفين من طرق الرواة عليه قوله (كتابيه إني ظننت) وأدغموا له (ماليه هلك) قياسا كذلك ولا رواية عن ورش ولا عمن فوقه بذلك.
وأقول اختصارا إن القياس لم يرد عن القراء السبعة ولا العشرة ولا عن رواتهم حسب تتبعي منذ عقدين أو اكثر وغنما أدرجه والزم به الرواة المصنفون من طرقهم اجتهادا منهم وجزاهم الله خيرا لأمانتهم العلممية إذ أعلنوا الرواية وأعلنوا القياس فصلوا بينهما فلم يدلسوا ولم يخلطوا وإلا فما كان لي ولا لغيري أن يميّز القياس ولا أن يعلم به.
وأعتذر عن الاختصار ولعلي في غير هذا المقام أطنب وأفصل أكثر:
أخوك
طالب العلم
الحسن
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[19 May 2010, 11:25 ص]ـ
جزائ الله خيراً شيخنا الفاضل، على ما تفضّلتم من كلام علميّ محض
قولكم في الأخير:
وثانيها هي من قراءة الداني على النفزي وهي المعدودة في السلاسل الذهبية برقم (1).
تقصد قراءة الشاطبيّ على النفزي من طريق الداني؟
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[19 May 2010, 03:01 م]ـ
الأخ محمد يحيى شريف
أحسنت بتنبيهي على سبق القلم
نعم إنما قصدت قراءة الشاطبي على شيخه النفزي وإنما النفزي من شيوخ الشاطبي وكما يتضح من تعدادي الأداءات الأربع للشاطبي:
"ويعني هذا التحقيق ـ والله أعلم بالصواب ـ أن للشاطبي لقالون أربع طرق:
أولاها هي التي أدغمها المحقق مع التيسير ولم يعدّها صاحب السلاسل الذهبية.
وثانيها هي من قراءة الشاطبي على النفزي وهي المعدودة في السلاسل الذهبية برقم (1).
وثالثها من قراءة الشاطبي على ابن هذيل إلى الداني ولم يعدّها صاحب السلاسل الذهبية.
ورابعها من قراءة الشاطبي على النفزي من غير طرق الداني وهي المعدودة في السلاسل الذهبية برقم (27) " اهـ.
والله يغفر لي ولك
وأتمنى عليك أن تقرأ الحلقة التالية (الخامسة) فما بعدها بعين النقد والبحث بعيدا عن المجاملة إذ لن تكرمني بأكثر من النقد العلمي
أخوك طالب العلم
الحسن
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[20 May 2010, 12:24 ص]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم و نفع بكم شيخنا الكريم الحسن ..
ا
وأقول اختصارا إن القياس لم يرد عن القراء السبعة ولا العشرة ولا عن رواتهم حسب تتبعي منذ عقدين أو اكثر وغنما أدرجه والزم به الرواة المصنفون من طرقهم اجتهادا منهم وجزاهم الله خيرا لأمانتهم العلممية إذ أعلنوا الرواية وأعلنوا القياس فصلوا بينهما فلم يدلسوا ولم يخلطوا وإلا فما كان لي ولا لغيري أن يميّز القياس ولا أن يعلم به.
وأعتذر عن الاختصار ولعلي في غير هذا المقام أطنب وأفصل أكثر:
نتمنى التفصيل أكثر و دعم ذلك بأمثلة حتى تتضح الصورة و لو أفردتم له موضوعا خاصا لكان حسنا لأهمية الموضوع ..(/)
العلامات في المصاحف
ـ[ناصر المطيري]ــــــــ[19 May 2010, 07:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سؤالي هل العلامات التي يتم إدخالها في المصاحف لها ضابط معين
أم أنها قابلة للإجتهاد
أي هل يحق للعالم أن يأتى بعلامات لم يسبق إليها
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[19 May 2010, 08:41 م]ـ
إذا كان قصدك: علامات الوقف والابتداء فهي اجتهادية.
ـ[ناصر المطيري]ــــــــ[19 May 2010, 09:43 م]ـ
الوقف وغيره
بإن يأتي بشيء من ابتكاره لم يسبق إليه
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[20 May 2010, 12:30 ص]ـ
الوقف وغيره
بإن يأتي بشيء من ابتكاره لم يسبق إليه
نعم.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[20 May 2010, 01:02 ص]ـ
الوقف وغيره
بإن يأتي بشيء من ابتكاره لم يسبق إليه
لا. لا
ـ[أحمد تيسير]ــــــــ[20 May 2010, 02:16 ص]ـ
الوقف وغيره
بإن يأتي بشيء من ابتكاره لم يسبق إليه
هات مثالاً على ما تقصد، أو أن تُخرج ما يجول في خاطرك، فالقضية ليست بهذه البساطة.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[20 May 2010, 02:29 ص]ـ
هات مثالاً على ما تقصد، أو أن تُخرج ما يجول في خاطرك، فالقضية ليست بهذه البساطة.
السلام عليكم
الأخ الفاضل تيسير .. الشيخ يريد أن يغير علامات (قلي وصلي ومـ) وغيرها من العلامات الموجودة في المصحف بعلامات من اجتهادات أي شخص.
فهل هذا تجيزه أم لا؟؟
وهذا هو الموضوع ببساطة. والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[ناصر المطيري]ــــــــ[20 May 2010, 05:13 ص]ـ
نشكر الاخوة على مرورهم وإفادتهم
وننتظر المزيد
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[20 May 2010, 11:52 م]ـ
السلام عليكم
الأخ الفاضل تيسير .. الشيخ يريد أن يغير علامات (قلي وصلي ومـ) وغيرها من العلامات الموجودة في المصحف بعلامات من اجتهادات أي شخص.
فهل هذا تجيزه أم لا؟؟
وهذا هو الموضوع ببساطة. والله أعلم
والسلام عليكم
إذا كان هذا هو مقصوده؛ فهل تظن أن "قلي، صلي، ج .. " توقيفية ..
إذا كنت تظن ذلك فاعلم أنها اجتهادية، وأنه حتى في مصحف المدينة المنورة الذي راجعته لجان كبيرة، فيه أخطاء في هذه العلامات فأحيانا تجد مكانا ينبغي أن تكون فيه "لا" فلا يضعونها، ومكانا من الأجدر أن تكون فيه "قلي" فيكتبون "صلي" وآخر من الأولى وضع "م" للوقف اللازم فلا يضعونها، وهذا كثير في المصحف المدني بله غيره ..
وهذه طبيعة أي عمل بشري؛ فيجتهد العلماء، وتبقى ثغرات، ويأتي مصححون، ثم تبقى مستدركات وهكذا ..
ـ[أحمد النبوي]ــــــــ[21 May 2010, 09:05 ص]ـ
إذا كان هذا هو مقصوده؛ فهل تظن أن "قلي، صلي، ج .. " توقيفية ..
إذا كنت تظن ذلك فاعلم أنها اجتهادية، وأنه حتى في مصحف المدينة المنورة الذي راجعته لجان كبيرة، فيه أخطاء في هذه العلامات فأحيانا تجد مكانا ينبغي أن تكون فيه "لا" فلا يضعونها، ومكانا من الأجدر أن تكون فيه "قلي" فيكتبون "صلي" وآخر من الأولى وضع "م" للوقف اللازم فلا يضعونها، وهذا كثير في المصحف المدني بله غيره ..
وهذه طبيعة أي عمل بشري؛ فيجتهد العلماء، وتبقى ثغرات، ويأتي مصححون، ثم تبقى مستدركات وهكذا ..
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فأؤيد كلام الأخ الكريم الحسني بأن علامات الوقف ومواضعه اجتهادية تماما، خلا رؤوس الآي فإنها توقيفية.
وبناء على ما قرره: فإن الاجتهاد أمر واسع، وما يراه من الأخطاء في مصحف المدينة المنورة أو غيره إنما هو عين الصواب عند اللجنة التي أقرته، ولعل أخي لم يقصد أن يُخطئ لجنة المصحف، ودلني على ذلك قوله: من الأجدر ... ، من الأولى ... ، فهي ألفاظ تدل على سعة الأمور واحتمالها للرأيين، فجزاه الله خيرا.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[21 May 2010, 02:47 م]ـ
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فأؤيد كلام الأخ الكريم الحسني بأن علامات الوقف ومواضعه اجتهادية تماما، خلا رؤوس الآي فإنها توقيفية.
وبناء على ما قرره: فإن الاجتهاد أمر واسع، وما يراه من الأخطاء في مصحف المدينة المنورة أو غيره إنما هو عين الصواب عند اللجنة التي أقرته، ولعل أخي لم يقصد أن يُخطئ لجنة المصحف، ودلني على ذلك قوله: من الأجدر ... ، من الأولى ... ، فهي ألفاظ تدل على سعة الأمور واحتمالها للرأيين، فجزاه الله خيرا.
جزاك الله خيرا ..
وهذا ما قصدت بالضبط؛ فمعاذا الله أن أخطئ عمل لجنة من أجل علماء القرآن والقراءات، ولكن الذي أردت هو ما بينت جزاك الله خيرا من أن العمل البشري الاجتهادي محل تعداد الآراء بالضوابط الشرعية المعروفة ..
والله من وراء القصد.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[21 May 2010, 05:13 م]ـ
السلام عليكم
يا إخوان: أعلمُ أن العلامات ليست توقيفية، بل هي محل اجتهاد، وهذا لا يخفي علي مبتدئ.
وأيضا ليس الكلام .. هل أخطأت اللجنة وضع العلامة في هذا الموضوع أم لا ... وهذا لا يخفي علي أحدٍ أن الطبعات توجد فيها تغير العلامات وإبدال (صلي) بـ (قلي) مثلا أو العكس، أو تغير الموضع .. في طبعات تكون في الكلمة الرابعة مثلا، وتغيرت وأصبحت في الكلمة السابعة في طبعة جديدة.
لكن سؤال الأخ: هل نغير علامة (صلي) مثلا ونضع علامة أخري تدل علي أن الوصل أولي؟
وقس علي ذلك .. وقولي (لا .. لا) حتي لا يكون هناك شتات عند القارئ الذي اصطلح وتطبّع علي هذه العلامات .. فلم التغيير في هذا النوع؟؟
هذا هو محل النزاع وليس كما يظن البعض. والله أعلم
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد تيسير]ــــــــ[21 May 2010, 10:15 م]ـ
السلام عليكم
يا إخوان: أعلمُ أن العلامات ليست توقيفية، بل هي محل اجتهاد، وهذا لا يخفي علي مبتدئ.
وأيضا ليس الكلام .. هل أخطأت اللجنة وضع العلامة في هذا الموضوع أم لا ... وهذا لا يخفي علي أحدٍ أن الطبعات توجد فيها تغير العلامات وإبدال (صلي) بـ (قلي) مثلا أو العكس، أو تغير الموضع .. في طبعات تكون في الكلمة الرابعة مثلا، وتغيرت وأصبحت في الكلمة السابعة في طبعة جديدة.
لكن سؤال الأخ: هل نغير علامة (صلي) مثلا ونضع علامة أخري تدل علي أن الوصل أولي؟
وقس علي ذلك .. وقولي (لا .. لا) حتي لا يكون هناك شتات عند القارئ الذي اصطلح وتطبّع علي هذه العلامات .. فلم التغيير في هذا النوع؟؟
هذا هو محل النزاع وليس كما يظن البعض. والله أعلم
والسلام عليكم
أحسن الله إليك؛؛ قد أفدت وأوضحت.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[21 May 2010, 11:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سؤالي هل العلامات التي يتم إدخالها في المصاحف لها ضابط معين
أم أنها قابلة للإجتهاد
أي هل يحق للعالم أن يأتى بعلامات لم يسبق إليها
إخواني الكرام.هذا هو سؤال الأخ.
وقد أجبته بنعم.
فأتى بعض الإخوان وأجابه ب: لا ثم أكدها ب"لا" أخرى.
والذي فهمته من سؤال الأخ أنه يسأل هل هذه العلامات اجتهادية أم أنها توقيفية؟
والجواب ينبغي أن يكون طبق السؤال؛ فالعلامات اجتهادية سواء كان المجاب عاميا أو عالما.
وتغيير "صلي" أو "قلي" لا محظور فيه شرعا وإن شئت أن تقف على محل "لا" فلك ذلك " وإن شئت أن لا تقف على "م" فلا مانع وإن رأيت أن تصل في محل "قلي" فافعل أو تقف في محل "صلي" فلا حرج ..
ولكن من باب آداب التلاوة ينبغي مراعاة المعاني في القرآن الكريم؛ وهذا ما راعاه أهل العلم في وضع تلك العلامات .. فينبغي مراعاتها والالتزام بها من باب الاستحباب لا الوجوب.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[21 May 2010, 11:17 م]ـ
إخواني الكرام.هذا هو سؤال الأخ.
وقد أجبته بنعم.
فأتى بعض الإخوان وأجابه ب: لا ثم أكدها ب"لا" أخرى.
والذي فهمته من سؤال الأخ أنه يسأل هل هذه العلامات اجتهادية أم أنها توقيفية؟
.
السلام عليكم
تعددت الأفهام في هذا السؤال، وكل فَهِم السؤال من جانبه. وقد يكون السؤال يحتمل هذا وذاك.
فالأمر متروك لصاحب السؤال الذي تركنا حائرين دون إيضاحٍ لقصده مع أنه قرأ المداخلتين بـ (نعم) وبـ (لا. لا).
لله الأمر من قبل ومن بعد
والسلام عليكم
ـ[ناصر المطيري]ــــــــ[22 May 2010, 11:18 م]ـ
نأسف على التأخر بالرد مع أن السؤال واضح
وهو أن يأتي عالم من العلماء فيدخل بالمصحف علامات غير الموجودة الآن بل شيء جديد من إبتكاره
واظن أن السؤال واضح ويكفي الانسان بالرد مرة واحدة ولا يجعل جوابه مناقشة وانتصار لرأيه(/)
المستدرك على السلاسل الذهبية بالأسانيد النشرية (5)
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[20 May 2010, 02:43 ص]ـ
وقبل البدء بمناقشة طريقي الحرز للأزرق في النشر، فلا بد من ملاحظة أن السلاسل الذهبية قد عدّت لكل من التيسير والحرز طريقا مستقلة في الروايات الأربعة عشر ولا ضير في ذلك ولا بأس من الناحية العلمية ولكنها قد خالفت منهج ابن الجزري في النشر الذي عدّهما طريقا واحدة وأدغمها واكتفى بذكر تلك الطريق الواحدة للشاطبي فلم يعددها في سائر أسانيده لتلك الرواية كلما اقتصرت الشاطبية على نظم ما في التيسير ولم تزد عليه، فإن زادت عليه عدّ للحرز طريقا مستقلة وفصّلها تفصيلا بعد ذكر اقترانها مع طريق التيسير وكذلك دلالة قول صاحب النشر (1/ 190 - 191) "مع أنا لم نعدّ للشاطبي رحمه الله وأمثاله إلى صاحب التيسير وغيره إلا طريقا واحدة " اهـ محل الغرض منه وإن شاء الله سأنشر نشرا من هم المعنيون بأمثال الشاطبي الذين أدغم طريقهم مع أمثال صاحب التيسير والله الموفق.
لقد اكتفى كتاب السلاسل الذهبية للأزرق في الشاطبية بطريقين هما المرقمتان فيه برقم (89) وبرقم (91).
أما الأولى للأزرق فهي التي في أسانيد النشر من قراءة الداني في التيسير على الخاقاني على ابن أسامة على النحاس على الأزرق وهي المرقمة في السلاسل الذهبية برقم (90)، أما ما بين الشاطبي والداني وهو المرقم في السلاسل الذهبية برقم (89) فلي عودة إليه عن شاء الله.
وأما الثانية فهي في أسانيد النشر (1/ 106) من قراءة الشاطبي على النفزي على ابن غلام الفرس على أبي داوود على الداني من قراءته في جامع البيان على الخاقاني على الأنماطي على الخياط على النحاس على الأزرق.
ولتوضيح هذه الطريق من جامع البيان ط. دار الحديث (1/ 198)، قال الداني: " قال لي أبو القاسم ـ أي الخاقاني ـ وقرأت أيضا على أبي عبد الله محمد بن عبد الله الأنماطي على أبي سلمة الحمراوي القارئ، قالا: قرأنا على أبي جعفر أحمد بن إسحاق ابن إبراهيم الخياط " اهـ بلفظه محل الغرض منه ثم أثبت قراءة الخياط على النحاس على الأزرق.
قلت ولا يخفى سقوط الواو من نسخة جامع البيان هذه بين كلمة [الأنماطي] وكلمة [على أبي سلمة] إذ الصواب هو قوله " وقرأت أيضا على أبي عبد الله محمد بن عبد الله الأنماطي وعلى أبي سلمة الحمراوي القارئ " اهـ ولتثبت قراءة الخاقاني على كل من شيخيه الأنماطي والحمراوي اللذين قالا له بصيغة التثنية.
وأبو سلمة الحمراوي هو المرقم في غاية النهاية في طبقات القراء برقم (1409) قال عنه ابن الجزري: القارئ لورش روى القراءة عرضا عن أحمد بن إسحاق الخياط، روى القراءة عنه عرضا خلف بن إبراهيم اهـ بلفظه يعني أبا القاسم خلف بن إبراهيم بن خاقان الخاقاني.
ولقد سقط اسم أبي سلمة الحمراوي من نسخة النشر ومن السلاسل الذهبية التي لم تعدّها مع الأنماطي في الطريق المرقمة برقم (92)، أي امتداد طريق الشاطبي الرقمة برقم (91).
قلت: وقد اقتصرت جميع طرق الشاطبية للأزرق في السلاسل الذهبية على قراءة الداني على الخاقاني تقليدا لأسانيد النشر وطرقه للأزرق (1/ 106 - 107).
وكان حريا بالدكتور أيمن رشدي سويد إضافة طريق أخرى هي قراءة الداني على طاهر بن غلبون، إذ قد اختار الداني في كتابه التيسير في باب الإمالة والفتح للأزرق رواية مركبة من طريقين اثنتين: أولاهما من قراءته على الخاقاني على ابن أسامة على النحاس على الأزرق، وثانيهما من قراءته على شيخه أبي الحسن طاهر بن غلبون كما سيأتي تحقيقها إن شاء الله حين أتناول طريق تذكرة طاهر بن غلبون في النشر.
وقد زاد الشاطبي في الحرز لطريق الأزرق على التيسير لكنه اقتصر على قراءة الداني على الخاقاني ولم يتجاوزها إلى ما تلقاه الداني عن أبي الحسن طاهر أو عن أبي الفتح فارس.
إن اختيار الداني المذكور في التيسير في باب الإمالة والفتح للأزرق الذي جمع بين طريقي شيخيه الخاقاني وطاهر لا يخفى على المتوسطين أمثالي ولهو معلوم واضح للمتخصصين من أمثال الدكتور أيمن رشدي سويد حفظه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الاقتصار في الشاطبية للأزرق على قراءة الداني على الخاقاني على ابن أسامة أو على الأنماطي لتعني شهادة ممن اقتصر عليها أن جميع ما في التيسير والشاطبية في باب الإمالة والفتح للأزرق هو من قراءة الداني على الخاقاني وليس كذلك بل إن منه ما هو من قراءة الداني على أبي الحسن طاهر بن غلبون من التذكرة.
ومن المعلوم من النشر والطيبة أن في غير ذوات الراء للأزرق في باب الإمالة والفتح قبل إنشاء التيسير للداني مذهبان:
أحدهما: التقليل مطلقا في رؤوس الآي وغيرها سواء كان فيها ضمير تأنيث أو لم يكن من قراءة الداني على الخاقاني وكذا على أبي الفتح.
وثانيهما: التقليل في رؤوس الآي فقط إلا ما كان منها فيه هاء تأنيث فالفتح فيه وكذلك الفتح في ما لم يكن رأس آية من قراءة الداني على أبي الحسن طاهر بن غلبون وهو مذهب جميع المغاربة وبتأليف الداني كتابه التيسير فقد اختار مذهبا مركبا من الطريقين المذكورتين وهو التقليل مطلقا أي في ما لم يكن رأس آية كرؤوس الآي إلا ما كان من رؤوس الآي فيه ضمير (ها) في والنازعات ووالشمس فالفتح فيه أي هو مذهب مركب من قراءة الداني على الخاقاني من جهة وعلى طاهر بن غلبون من جهة أخرى.
قال في النشر (2/ 48 - 49): " مع أن اعتماده في التيسير على قراءته على أبي القاسم الخاقاني في رواية ورش وأسندها في التيسير من طريقه ولكنه اعتمد في هذا الفصل على قراءته على أبي الحسن فلذلك قطع عنه بالفتح في المفردات وجهاً واحداً مع إسناده فيها الرواية من طريق ابن خاقان وقال في كتاب الإمالة اختلفت الرواة وأهل الأداء عن ورش في الفواصل إذا كن على كناية مؤنث نحو آي (والشمس وضحاها) وبعض آي (والنازعات) فأقرأني ذلك أبو الحسن عن قراءته بإخلاص الفتح وكذلك رواه عن ورش أحمد بن صالح وأقرأنيه أبو القاسم وأبو الفتح عن قراءتهما بإمالة بين بين اهـ بلفظه.
قلت: إن إطلاق الوجهين في الشاطبية للأزرق في ما لم يكن رأس آية من ذوات الياء لن يصح تصحيحه قبل اعتماد تركيب الداني مذهبه في التيسير من قراءته على كل من شيخيه الخاقاني وأبي الحسن كما تقدم بيانه من النشر والله أعلم بالصواب.
يتواصل
طالب العلم
الحسن بن محمد بن ماديك
002224945444
alhacenma@yahoo.fr
alhacenma@gmail.com
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[20 May 2010, 05:40 ص]ـ
السلام عليكم
أخي الكريم الحسن بن ماديك .. معذرة علي هذه المداخلة، ولكننا مادمنا نتحدث عن طرق الأزرق أقول:
هل طريق النهرواني من المستنير للأزرق من طرق النشر المسندة أم الأدائية أم ليست من طرقها ألبتة؟
وعذرا علي المقاطعة لأنه سؤال مهم؟
والسلام عليكم
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[20 May 2010, 05:49 ص]ـ
إن الاقتصار في الشاطبية للأزرق على قراءة الداني على الخاقاني على ابن أسامة أو على الأنماطي لتعني شهادة ممن اقتصر عليها أن جميع ما في التيسير والشاطبية في باب الإمالة والفتح للأزرق هو من قراءة الداني على الخاقاني وليس كذلك بل إن منه ما هو من قراءة الداني على أبي الحسن طاهر بن غلبون من التذكرة.
ومن المعلوم من النشر والطيبة أن في غير ذوات الراء للأزرق في باب الإمالة والفتح قبل إنشاء التيسير للداني مذهبان:
أحدهما: التقليل مطلقا في رؤوس الآي وغيرها سواء كان فيها ضمير تأنيث أو لم يكن من قراءة الداني على الخاقاني وكذا على أبي الفتح.
وثانيهما: التقليل في رؤوس الآي فقط إلا ما كان منها فيه هاء تأنيث فالفتح فيه وكذلك الفتح في ما لم يكن رأس آية من قراءة الداني على أبي الحسن طاهر بن غلبون وهو مذهب جميع المغاربة وبتأليف الداني كتابه التيسير فقد اختار مذهبا مركبا من الطريقين المذكورتين وهو التقليل مطلقا أي في ما لم يكن رأس آية كرؤوس الآي إلا ما كان من رؤوس الآي فيه ضمير (ها) في والنازعات ووالشمس فالفتح فيه أي هو مذهب مركب من قراءة الداني على الخاقاني من جهة وعلى طاهر بن غلبون من جهة أخرى.
يتواصل
طالب العلم
الحسن بن محمد بن ماديك
002224945444
alhacenma@yahoo.fr
alhacenma@gmail.com
السلام عليكم
شيخنا الحبيب معذرة استشكال:
هذا المذهب المركب للداني إنما يأتي علي إشباع البدل كما ذكر الضباع وغيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومعلوم أن الداني ـ رحمه الله ـ قد أنكر علي من قرأ بالإشباع في البدل أشد النكير .. فكيف يُنسب له هذه التركيبة وهو لم يأخذ بمد البدل أصلا بل وأنكره أشد النكير؟
جزاكم الله خيرا شيخنا الحبيب علي هذه الدرر.
وبارك الله فيكم
والسلام عليكم
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[20 May 2010, 10:03 ص]ـ
الأخوان عبد الحكيم عبد الرازق ومحمد يحيى شريف سلّمكما الله
والسلام عليكما ورحمة الله وبركاته
أما عن مداخلتك أخي عبد الحكيم عبد الرازق فإني لم أعلم بأن طريق النهرواني من المستنير هي من طرق النشر للأزرق بل لم أعلم بأن كتاب المستنير لابن سوار البغدادي من طرق النشر للأزرق فما بالنا بطريق منه بل لم أعلم بأن النهرواني من طرق النشر للأزرق والله أعلم.
وأما عن استشكالك أخي محمد يحيى شريف في تحريرالطرق كما أسندت للضباع بأن مذهب الداني المركب إنما يأتي على إشباع البدل فإنه مما لا أعلمه أيضا ولا يعني عدم علمي هذه المسائل وغيرها شيئا إذ قد يعلمه بعض المتخصصين المحررين، ولكن لي استدراكات أخرى عريضة أكثر من استدراكاتي على تحريرات الضباع، ولا خلاف عندي في صحة ما نسبت للداني من أن مذهبه هو التوسط إن لم يكن أقل من التوسط في مد البدل كما هو ظاهر من جامع البيان ولقد حررت من هذه المسائل أي منذ حوالي خمسة عشر سنة فلم أجد للأزرق فتحا في ذوات الياء غير رؤوس الآي مع إشباع البدل لأن الداني أخذ التقليل فيها عن الخاقاني وليس للخاقاني في مد البدل غير التوسط، وأخذ الداني الفتح في ذوات الياء غير رؤوس الآي على أبي الحسن طاهر ةليس لأبي الحسن طاهر في مد البدل غير القصر، وهكذا يركب العوام بين الطرق كقراءتهم بالقصر في مد البدل (وهو لطاهر) مع التقليل في ذوات الياء غير رؤوس الآي (وهو للخاقاني) ولن يصح ـ روايةً ـ هذا الجمع من طرق الطيبة والنشر، كما لن يصح والله أعلم الجمع بين الفتح فيها والتوسيط في مد البدل من طريق الشاطبية لكن يصح من طريق الطيبة والنشر إذ هما للداني من قراءته على أبي الفتح فارس بن أحمد وهي طريق الجامع البيان وفي النشر وهما لاابن بليمة صاحب اختيار التوسط في مد البدل وصاحب الفتح في ذوات الياء غير رؤوس الآي وهو مثل طاهر ومكي وجمهور المغاربة والله الموفق وهو أعلم بالصواب
طالب العلم
الحسن
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[20 May 2010, 02:12 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم
أخي الشيخ محمد لا يمكن في نظري أن نعتبر كتاب التذكرة لابن غلبون من طرق الشاطبيّة لورش على أساس باب واحد من باب الأصول وهو باب الفتح والإمالة مهملا الأبواب الأخرى. فإنّ في كتاب التذكرة من الأصول ما يخالف أصول الإمام الشاطبيّ، وسأذكر مثالين إن لم تخنّي ذاكرتي فيهما. فصاحب التذكرة لم يذكر تمكين المدّ في اللين المهموز إلاّ في كلمة {شيء} دون غيرها نحو {كهيئة} و {وسوء}. فلو كان كتاب التذكرة من مصادر الشاطبيّة لنقل الخلاف في الشاطبيّة في نحو {كهيئة} و {وسوء} لكونها مقصورة عند ابن غلبون وممدودة عند غيره. وكذا ترقيق {إرم} كما هو في التذكرة إن لم تخنّي ذاكرتي، فلو كان من طرق الشاطبيّة لنقل الشاطبيّ الخلاف. أكتفي بما حضرني.
أخي الشيخ، لو اطلعت على الأصول التي خالف فيها صاحب التذكرة الإمام الشاطبيّ رحمه الله تعالى لأدركت أنّه لا يمكن أن يكون كتاب التذكرة من أصول الشاطبيّة إذ اندراج الأصل في الفرعي ينبغي أن يكون كلياً لا جزئياً تبعاً للرواية.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[20 May 2010, 02:43 م]ـ
أما عن مداخلتك أخي عبد الحكيم عبد الرازق فإني لم أعلم بأن طريق النهرواني من المستنير هي من طرق النشر للأزرق بل لم أعلم بأن كتاب المستنير لابن سوار البغدادي من طرق النشر للأزرق فما بالنا بطريق منه بل لم أعلم بأن النهرواني من طرق النشر للأزرق والله أعلم.
طالب العلم
الحسن
السلام عليكم
شيخنا الكريم كان سؤالي عن كتاب المستنير بأن الأزميري والمتولي ومن تبعهما منعا وجه الغنة في اللام والراء للأزرق لأنه من هذا الطريق ـ أي طريق النهرواني عن صاحب المستنير ـ وعللوا أن طريق النهرواني من المستنير لقالون والأصبهاني وليس للأزرق.
وفي الطرف المقابل الشيخ المنصوري والطباخ والخليجي وعبد الحميد السكندري وإيهاب فكري أجازوا الغنة للأزرق.
وبالطبع ابن الجزري وابنه والنويري والبنا ممن سبقوا المتولي قد أجازوا الغنة للأزرق. وفي وجهة نظري شهرة الوجه كافية للأخذ بالغنة وخاصة أنه يوجد في عصرنا من يقرؤون بالغنة
والغريب أني وجدت في طبعة (2004) من شرح ابن الناظم للطيبة المقرر علي معاهد القراءات، قاموا بتغيير البيت إلي (وهي لغير صحبة جودا تري) فوضعوا رمز الأزرق وهو " الجيم " من " جودا" .. بينما البيت الحقيقي في المتن ((وهي لغير صحبة أيضا تري) مع أن أيضا ليس رمزا لنافع وهي من تكملة البيت ومن باب التأكيد، ثم العجيب أنهم تركوا الشرح كما هو وابن الناظم يقول: يعني أن الغنة لنافع وووو.
ثم جاءو في طبعة (2006) أو (2008) وقاموا بتغيير الشرح إلي أن الغنة ثابتة عن قالون ولم يذكرو الأزرق ... ولا شك أن هذه الزيادات كذب علي ابن الجزري وابن الناظم وتحريف لكلامهما وهذا من قلة الأمانة عند من فعل ذلك.
بارك الله فيكم
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجكني]ــــــــ[20 May 2010, 03:15 م]ـ
أتمنى من جميع الإخوة فتح صفحة جديدة بعنوان مقترح وهو " تعليقات على المستدرك على السلاسل " أو ما شابه ذلك، حتى لا نقطع نفس الباحث صاحب الموضوع بهذه المداخلات التي أرى أنها لا علاقة لها قوية بنفس الاستدراك.
مع التحية والتقدير للباحث الشيخ الحسن محمد ماديك على هذا الطرح القوي.
وأخيراً:
آمل من تلاميذ صاحب كتاب السلاسل الذهبية إيصال هذا الاستدراك له ليطلع عليه حتى يكون البحث تاماً وكاملاً!!
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[20 May 2010, 03:50 م]ـ
نعم ما قلت أخي الدكتور السالم الجكني سلّمك الله
وكذلك سأتقيّد باقتراحك وأتابع إن شاء الله هذه الاستدراكات في عشرات من الأجزاء تنتهي ثم أثنيها باستدراكات على تحريرات الضباع والإزميري وغيرهما من الأعلام الكرام، وأعتذر للإخوة عن هذا القرار رغم حرصي على مواصلة نقاشاتهم العلمية الجديرة بالاعتمام، ولعل الوقت يتسع لها إن شاء الله
أخوكم
طالب العلم
الحسن
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[20 May 2010, 04:47 م]ـ
نعم .. ولكم ذلك
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[20 May 2010, 04:56 م]ـ
شكرا أخي عبد الحكيم عبد الرازق، ولعل الله يجمعني بك فأستفيد من ملاحظاتكم ومدارسة العلم معكم
الحسن
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[07 Jun 2010, 05:06 م]ـ
وكان حريا بالدكتور أيمن رشدي سويد إضافة طريق أخرى هي قراءة الداني على طاهر بن غلبون
كيف يمكن إدراج كتاب التذكرة ضمن طرق الشاطبيّة وقد خالف ابن غلبون في كتابه التذكرة الإمام الشاطبيّ في الكلمات التالية:
- التفخيم في: {افتراء على الله} و {افتراء عليه}، و {مراء}
- التفخيم في {وزر} و {وزرك} و {ذكرك}
- التفخيم في: {ساحران}، و {تنتصران}، و {طهرا}
- الوجهان في {الإشراق}:
- التفخيم في {إرم}
- التفخيم في الراءات المضمومة
- التفخيم (سراعاً، وذراعاً، وذراعيه)
- تعيّن التوسّط في {شيء} و {شيئا} لا غير.
- تغليظ اللام الواقعة بعد الصاد والظاء دون الطاء.
- إثبات الألف كقالون في {هأنتم}.
وغير ذلك.
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[07 Jun 2010, 08:07 م]ـ
الأخ محمد يحيى شريف حفظك الله
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته
لعل في السؤال سبق قلم لأن أبا الحسن طاهر قد توفي 399 هـ وهو شيخ الداني والداني شيخ شيوخ الشاطبي المتوفى 590 هـ فلا يتأتى الحديث عن مخالفة السابق اللاحق، وإنما قلت إن الداني قد اعتمد في كتابه التيسير للأزرق عن ورش في باب المرقق من ذوات الياء غير رؤوس الآي وغير ذوات هاء التأنيث في السورتين المعلومتين إلا ذات الراء منها على قراءته على أبي الحسن طاهر بن غلبون صاحب التذكرة وهو الفتح فيها، اعتمد الداني فيها ذلك عدولا منه عن قراءته على الخاقاني بالإمالة مطلقا رغم إسناد الداني طريق الأزرق في التيسير من قراءته على الخاقاني.
وهكذا ركّب الداني في التيسير في باب الإمالة طريق الأزرق من قراءتيه على شيخيه الخاقاني وطاهر بن غلبون.
ويعني إسناد طريق الأزرق في التيسير ـ والشاطبي تبع له ـ من قراءة الداني على الخاقاني وحده، كثيرا من التدليس لأن الخاقاني لم يقرئ تلميذه الداني الفتح في ذوات الياء غير رؤوس الآي ...
فكيف ننسب طريق الأزرق من كتاب التيسير إلى الخاقاني وحده ثم نرفعها بعد ذلك إلى النبي ? إلى جبريل إلى رب العزة؟
ونحن في غنى ذلك لصحة وقوة قراءة الداني على طاهر بن غلبون متصلة إلى الأزرق كاتصال وقوة قراءة الداني على الخاقاني.
طالب العلم
الحسن
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[07 Jun 2010, 09:29 م]ـ
وكان حريا بالدكتور أيمن رشدي سويد إضافة طريق أخرى هي قراءة الداني على طاهر بن غلبون
إضافة قراءة الداني على أبي الحسن إلى ماذا؟ هناك احتمالان: إضافة قراءة الداني على أبي الحسن إلى طرق الشاطبية فيكون من ضمن طرق الشاطبية قراءة الداني على أبي الحسن وابن خاقان جميعاً وهذا غير وجيه لوجود الكثير من الأوجه التي قرأها الداني على أبي الحسن لم ترد من الشاطبيّة أصلاً. وأمّا أن يضاف إلى ما زادته الطيّبة على الشاطبيّة وهذا لا نحتاج إليه لأنّ كتاب التذكرة هو من طرق الطيّبة بداية.
وإضافة قراءة الداني على أبي الحسن إلى طرق الشاطبية هو تدليس كبير لكثرة الخلاف في المضمون مقارنة إلى التدليس الذي أشرت إليه
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[08 Jun 2010, 12:04 ص]ـ
أقصد ـ كما هو واضح من السياق ـ إضافة قراءة الداني على أبي الحسن في هذه الجزئية بالذات في ذوات الياء غير رؤوس الآي، إضافتها إلى طرق التيسير، أما الشاطبية فلم أتكلم عنها وإنما ألحقتها أنت.
فإن رأيت أن في كلامي تدليسا كثيرا فذلك لك ولا اعتراض لي عما رأيت وتحصّل عندك.(/)
كيفية البدء بالكلمات القرآنية
ـ[أحمد القضاة]ــــــــ[21 May 2010, 01:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كيفيات البدء بالكلمات القرآنية
يقوم هذا البحث على استقراء الكلمات القرآنية من أول المصحف إلى آخره، ثم تقسيمها إلى مجموعات، تخضع كل مجموعة منها لقاعدة من القواعد التي توضح كيفية الابتداء بها.
ويهدف هذا البحث إلى أن يكون القارئ على معرفة تامة بالكيفيات التي يصحّ الابتداء بها إذا أراد أن يتلو القرآن الكريم.
ومن المعروف لدى علماء القراءات، أن القارئ إذا ابتدأ باختياره فعليه أن يختار موضعاً يحسن أو يقبل البدء منه، أما إذا ابتدأ اختباراً بأن سئل: كيف تبدأ بهذه الكلمة؟ فهذا يعني أن كل كلمة قرآنية ستكون عرضة للسؤال عن كيفية البدء بها، وعلى القارئ أن يجيب وفق ما تقتضيه القواعد التي قعدها علماء التجويد أخذاً من الرواية والدراية، واستنباطاً من الأصول اللغوية التي تحكم ذلك.
البحث موجود في الملف المرفق
وشكراً جزيلاً.
ـ[أحمد القضاة]ــــــــ[21 May 2010, 02:15 م]ـ
ملحوظة
نُشر هذا البحث في مجلة الزرقاء للبحوث
وهي مجلة علمية محكمة تصدر عن عمادة البحث العلمي بجامعة الزرقاء الأهلية _ في الأردن
ـ[نور مشرق]ــــــــ[21 May 2010, 03:54 م]ـ
جزاكم الله خيرًا بحث مميز
حصلت عليه من مجلة الفرقان الاردنية التابعة لجمعية المحافظة على القرآن الكريم
ـ[أحمد القضاة]ــــــــ[21 May 2010, 04:04 م]ـ
بوركت وجزيت خير الجزاء.
ـ[أحمد النبوي]ــــــــ[21 May 2010, 04:43 م]ـ
بحث جميل وجديد، جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[21 May 2010, 04:45 م]ـ
جزاكم الله خيراً الدكتور أحمد القضاة على هذا البحث خيراً
وكنتُ قد قرأتُ لكم تحقيقكم لكتاب (الإنباء في تجويد القرآن) لابن الطحان - رحمه الله - فأحببتُ التعرف على محققه، ولله الحمد رأيناك معنا على هذا الملتقى المبارك - فلا تبخل علينا ببحوثك، أسأل الله تعالى أن يبارك في جهودك -
ـ[مخلد اسماعيل]ــــــــ[22 May 2010, 01:48 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا وجزاك الله خيرا يا دكتور أحمد
قال الله –تعالى-: "فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن وأتمروا بينكم بمعروف" سورة الطلاق
"أتمروا ": هو فعل أمر صيغ من الفعل الخماسي فحذفت همزة الوصل وثبتت همزة القطع رسما ساكنة
فجاء خلافا لما ذكرتموه أن الأفعال الخماسية همزتها وصل، فهمزة " أتمروا" تثبت وصلا
فكيف يبدأ به؟
ـ[أحمد القضاة]ــــــــ[23 May 2010, 07:08 م]ـ
"أتمروا ": هو فعل أمر صيغ من الفعل الخماسي فحذفت همزة الوصل وثبتت همزة القطع رسما ساكنة
فجاء خلافا لما ذكرتموه أن الأفعال الخماسية همزتها وصل، فهمزة " أتمروا" تثبت وصلا
فكيف يبدأ به؟
الأخ الفاضل (مخلد إسماعيل)
أشكرك على المرور هنا
وأشكرك أيضاً على السؤال اللطيف
في الحقيقة هذا الفعل سبقته واو العطف (وَأْتَمِرُوا)
لذلك لا تكون همزته مبتدأً بها بحال. وهذا باتفاق جميع القراء. ولم يرد هذا الفعل بهذه الصيغة في موضع آخر.
ولو افترضنا وروده مجرداً من الواو، لكان يُكتب في القرآن هكذا: (ائتمروا)، ولكان البدء به بكسر أوله
وإبدال الهمزة الثانية ياءً على قاعدة البدل: (إِيتمِروا).
والله تعالى أعلم.
ـ[أحمد القضاة]ــــــــ[23 May 2010, 07:12 م]ـ
جزاكم الله خيراً الدكتور أحمد القضاة على هذا البحث خيراً
وكنتُ قد قرأتُ لكم تحقيقكم لكتاب (الإنباء في تجويد القرآن) لابن الطحان - رحمه الله - فأحببتُ التعرف على محققه، ولله الحمد رأيناك معنا على هذا الملتقى المبارك - فلا تبخل علينا ببحوثك، أسأل الله تعالى أن يبارك في جهودك -
أخي الفاضل أبا إسحاق
إنها لنعمة عظيمة أن نتعارف ونتآلف، ونتبادل التحيات والدعوات، ومسائل العلم
رغم البعد والمسافات الشاسعة
يسعدني أن ألتقي بكم وبأمثالكم، وأن نتواصل دائماً.
حفظكم الله ووفقكم.
ـ[أحمد القضاة]ــــــــ[23 May 2010, 07:14 م]ـ
بحث جميل وجديد، جزاكم الله خيرا.
بارك الله فيكم، ووفقكم لكل خير.
ـ[نور مشرق]ــــــــ[23 May 2010, 10:49 م]ـ
"أتمروا ": هو فعل أمر صيغ من الفعل الخماسي فحذفت همزة الوصل وثبتت همزة القطع رسما ساكنة
فجاء خلافا لما ذكرتموه أن الأفعال الخماسية همزتها وصل، فهمزة " أتمروا" تثبت وصلا
فكيف يبدأ به؟
الأخ الفاضل (مخلد إسماعيل)
أشكرك على المرور هنا
وأشكرك أيضاً على السؤال اللطيف
في الحقيقة هذا الفعل سبقته واو العطف (وَأْتَمِرُوا)
لذلك لا تكون همزته مبتدأً بها بحال. وهذا باتفاق جميع القراء. ولم يرد هذا الفعل بهذه الصيغة في موضع آخر.
ولو افترضنا وروده مجرداً من الواو، لكان يُكتب في القرآن هكذا: (ائتمروا)، ولكان البدء به بكسر أوله
وإبدال الهمزة الثانية ياءً على قاعدة البدل: (إِيتمِروا).
والله تعالى أعلم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزيتم خيرا استاذنا الفاضل على الشرح ومن خلال الشرح الآن فهمت ما يلي:
وأتمروا - اجتماع همزتين وصل وقطع في فعل
وسبقت همزة الوصل همزة القطع مثل (اؤتمن , ائت , ائذن , ...
ولكن لا تندرج تحت بدل الابتداء لانها سبقت بالواو
وارجو التصحيح لو اخطأت
بارك الله فيكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد القضاة]ــــــــ[26 May 2010, 02:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزيتم خيرا استاذنا الفاضل على الشرح ومن خلال الشرح الآن فهمت ما يلي:
وأتمروا - اجتماع همزتين وصل وقطع في فعل
وسبقت همزة الوصل همزة القطع مثل (اؤتمن , ائت , ائذن , ...
ولكن لا تندرج تحت بدل الابتداء لانها سبقت بالواو
وارجو التصحيح لو اخطأت
بارك الله فيكم
كلام صحيح تماماً
بوركت وجزيت خيرا.(/)
مثلثات القراءات، أو ما قرئ بثلاثة أوجه
ـ[أحمد القضاة]ــــــــ[21 May 2010, 02:12 م]ـ
مثلثات القراءات
أو
ما قُرئ بثلاثة أوجه في القرآن الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:
فهذا بحثٌ جمعت فيه الكلمات القرآنية التي قرئ كل منها بثلاثة أوجه، ورتبت هذه القراءات حسب ورودها في المصحف الشريف، وعزوت كل قراءة منها لمن قرأ بها من القراء العشرة ورواتهم، ثم بينت وجه كل من هذه القراءات بإيجاز، من حيث اللغة والإعراب بحيث يتضح المعنى. وحين يأتي للكلمة التي فيها ثلاث قراءات نظير، أو نظائر أذكر هذه النظائر في أول موضع، حتى يكون توجيه القراءات المتشابهة مرة واحدة، تجنباً للتكرار والإطالة. وقدمت لذلك بمقدمة تحدثت فيها عن التأليف في المثلثات في اللغة وفي القراءات.
ولا بد من الإشارة إلى أن ميدان البحث هنا مخصص لكل كلمة قُرئت بثلاثة أوجه، ([1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=10#_ftn1)) فإذا زادت الأوجه عن ثلاثة أو نقصت لم أذكرها، كما أنه إذا حصلت ثلاثة أوجه من تركيب كلمة مع أخرى لم أذكرها، فمثلاً: قوله تعالى: (فمن اضطر) البقرة 173، قرأ أبو جعفر: (فمنُ اضْطِرَّ) بضم النون وكسر الطاء، وأبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب: (فمنِ اضْطُرَّ) بكسر النون وضم الطاء، والباقون: (فمنُ اضْطُرَّ) بضم النون والطاء. ([2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=10#_ftn2)) فهذه ثلاث قراءات، لكنها ليست في كلمة واحدة، وليس من غرض البحث إدراج ما كان كذلك.
[/ URL]([1]) شريطة أن تكون كلمة فرشية، أما الأصول فلا يعرض لها البحث.
[ URL="http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=10#_ftnref2"] (http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=10#_ftnref1)([2]) ر: تحبير التيسير في القراءات العشر ص 299 - 300.
ملحوظة: قُبل هذا البحث للنشر في مجلة كلية الآداب - جامعة ذمار باليمن.
وعرضت ملخص هذا البحث في ملتقى القراءات القرآنية والإعجاز في جامعة شعيب الدكالي بالمغرب قبل نحو أسبوعين.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 May 2010, 02:18 م]ـ
بارك الله فيكم يا دكتور أحمد، وقد استمعتُ إلى عرضك للبحث في أثناء ملتقى القراءات في المغرب وأعجبني ما فيه من الأمثلة والتفاصيل، وأرجو أن يجد فيه القراء فائدة ومتعةً. تقبل الله منك ونفع بك.
ـ[أحمد النبوي]ــــــــ[21 May 2010, 04:44 م]ـ
ماتع وجديد، وفكرته مبتكرة جدا، نفع الله بعلمكم وإفاضاتكم.
ـ[مخلد اسماعيل]ــــــــ[26 May 2010, 09:35 ص]ـ
بارك الله فيكم يا دكتور أحمد و جزاكم الله خيرا
) [قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ليجزي قوماً بما كانوا يكسبون] الجاثية 14.
قرأ ابن عامر وحمزة: (لنجزِيَ) بالنون ونصب الياء، وأبو جعفر: (لِيُجزَى قوماً)، والباقون: (لِيَجْزِيَ قوماً). ([1] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=103418#_ftn1))
([1]) ( ليجزيَ) بالياء على أن الفاعل ضمير مستتر يعود على الله سبحانه، و (قوماً) مفعول به، و (لنجزيَ) بالنون على أن الفاعل ضمير مستتر تقديره نحن، وفي هذه القراءة التفات من الغيبة إلى التكلم، و (ليُجزى) بالبناء للمفعول، ونائب الفاعل محذوف، والتقدير: ليُجزى الخيرَ والشرَّ. ويجوز على مذهب الكوفيين أن يكون الجار والمجرور (بما) نائب فاعل، لأنهم يجيزون نيابة الظرف أو الجار والمجرور مع وجود المفعول. ر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن 15/ 145، والنشر في القراءات العشر 2/ 372، وإتحاف فضلاء البشر ص 390.
0000000000000000000000000000000000000000000000000
قلتم: "و (ليُجزى) بالبناء للمفعول، ونائب الفاعل محذوف، والتقدير: ليُجزى الخيرَ والشرَّ."
أليس على تقديركم " الخير والشر " نائب فاعل فلمَ نصبتموها في التقدير؟
ـ[أحمد القضاة]ــــــــ[26 May 2010, 02:08 م]ـ
الأخ الفاضل (مخلد إسماعيل)
أحسنت وبوركت
استدراكٌ في محله
والخطأ سهوٌ ومردود على كاتب البحث
والصواب: ليجزى الخيرُ والشرُّ قوماً.
بارك الله فيكم.(/)
ما اختص به حفص عن عاصم دون سائر القراء
ـ[أحمد القضاة]ــــــــ[21 May 2010, 02:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ما اختص به حفص عن عاصم
دون سائر القراء العشرة ورواتهم
جمعاً وتوجيهاً
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كان للقراء العشرة المختارين، ولكل واحد من رواتهم طريقة في القراءة، يلتقون في أكثر الكلمات القرآنية،
ويختلفون في بعضها، وكلٌّ يقرأ كما عُلّم وتلقَّى عن شيوخه بأسانيدهم الثابتة المتصلة بالرسول صلى الله عليه
وسلم. وقد تكفَّلَتْ كتبُ القراءات القرآنية التي ألَّفها عشراتُ العلماء ابتداء من القرن الثاني الهجري، ببيان وجوه
الخلاف بين هؤلاء القراء. وهذا البحث يهدف إلى جمع الكلمات التي اختصَّ حفص بن سليمان عن عاصم بن أبي
النَّجود الكوفيّ بقراءتها، رواية عن شيخه بسنده المتصل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم بيان اختلاف القرّاء
في هذه الكلمات، ثم توجيه كل كلمة منها، لبيان معناها ووجهها في اللغة.
ـ[أحمد القضاة]ــــــــ[21 May 2010, 03:00 م]ـ
نُشر هذا البحث في مجلة الشريعة والقانون بجامعة الشارقة
وهي مجلة علمية محكمة
ـ[نور مشرق]ــــــــ[21 May 2010, 03:47 م]ـ
جزاكم الله خيرًا استاذنا الكريم ونفعنا الله بعلمكم ونفع بكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 May 2010, 11:19 ص]ـ
بارك الله فيكم يا دكتور أحمد على إتحافنا بمثل هذا البحث القيم، فقد قرأتهُ وأفدتُ منه جزاك الله عنا خيراً.
وليتك تعلق على هذا الموضوع المتصل بالبحث مشكوراً، والذي طرحه الدكتور مساعد الطيار منذ سنوات على الملتقى.
قراءة حفص عن عاصم ليست من مرويات الطبري في القراءات ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=1071)
والله يحفظكم.
ـ[عبير ال جعال]ــــــــ[22 May 2010, 11:25 ص]ـ
نفع الله بعلمك الأسلام والمسلمين
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[23 May 2010, 10:27 م]ـ
أسأل الله تعالى أن يبارك فيكم يا دكتور أحمد القضاة
فقد أمتعتنا ببحوثك القيمة المفيدة
أسأل الله تعالى أن يكتب لك أجرها، ويرفع بها قدرك
ـ[أحمد القضاة]ــــــــ[26 May 2010, 01:52 م]ـ
أخي الفاضل د. عبد الرحمن
قرأت ما سطره الأخ الدكتور مساعد الطيار حفظه الله حول موقف الطبري من رواية حفص عن عاصم
وسرني ما وصل إليه من نتيجة علمية صحيحة غابت عن كثيرين ممن كتبوا عن موقف الطبري من القراءات
فالظاهر من هذا البحث أن الطبري لم يتلق رواية حفص عن عاصم، ولم تبلغه، ولذلك أغفلها في كتابه، وهو بذلك لم يردّ رواية حفص، وإنما غفل عنها لأنها لم تكن من الروايات التي تلقاها.
ولا بد أن أشير إلى قضيتين وقعتا في البحث هما:
أولاً: أن الأخ الباحث لم يفرق بين القراءة والرواية، والمتفق عليه عند أهل العلم بالقراءات أن يقال: رواية حفص، لا قراءة حفص.
وثانياً: أن قراءة (العالِمين) بكسر اللام وبفتحها لا تتعلق بـ (الرسم)، وإنما بـ (الضبط).
مع اعتذاري للأخ الدكتور مساعد عن هذا الاستدراك، حرصاً على تصويب المعلومة ودقتها. وهو الأخ العالم المفضال الذي انتفعتُ كثيراً بما كتب، جزاه الله خير الجزاء.
ـ[أم عدنان]ــــــــ[30 May 2010, 11:49 م]ـ
رائع << نفع الله بعلمكم
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[31 May 2010, 02:02 م]ـ
هذا موضوع طريف بذل فيه أخونا الفاضل الدكتور أحمد القضاة جهدا مميزا في الجمع والتعليق وفيه استيعاب للألفاظ المقصودة بالبحث وقد رأيت لبعض الباحثين جهودا في ما اختص به سائر القراء والرواة بشكل مجمل في كتاب.
ـ[أحمد القضاة]ــــــــ[01 Jun 2010, 09:01 م]ـ
رائع << نفع الله بعلمكم
الأخت الفاضلة أم عدنان
جزاك الله خير الجزاء
ومرحباً بكِ.
ـ[أحمد القضاة]ــــــــ[01 Jun 2010, 09:05 م]ـ
هذا موضوع طريف بذل فيه أخونا الفاضل الدكتور أحمد القضاة جهدا مميزا في الجمع والتعليق وفيه استيعاب للألفاظ المقصودة بالبحث وقد رأيت لبعض الباحثين جهودا في ما اختص به سائر القراء والرواة بشكل مجمل في كتاب.
الأخ العزيز د. أحمد شكري
شهادة أعتز بها، من أستاذ متخصص وعالم محقق.
حفظكم الله ونفع بكم.
ـ[الوافي الحر]ــــــــ[28 Jun 2010, 11:31 م]ـ
كل الشكر لك أستاذنا الكريم على هذا الموضوع القيم ... جزاك الله خيراً.
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[03 Jul 2010, 03:02 ص]ـ
بارك الله فيك.
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[03 Jul 2010, 03:45 ص]ـ
ولا بد أن أشير إلى قضيتين وقعتا في البحث هما:
أولاً: أن الأخ الباحث لم يفرق بين القراءة والرواية، والمتفق عليه عند أهل العلم بالقراءات أن يقال: رواية حفص، لا قراءة حفص.
باركَ اللهُ فيك شيخنا الكريم.
غايةُ أمرِ الشَّيخِ مساعد أنَّه توسَّعَ في العبارةِ تجوُّزاً، وليسَ بخافٍ عليه ما ذكرتَ.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[03 Jul 2010, 07:24 ص]ـ
كل الشكر لاستاذنا على هذا البحث القيم. حيث أن بعضاً من طلبة الدراسات العليا على ما أعرف كتبوا عن انفرادات حفص عن عاصم ولكن لم يتسنَ لي أن أطلع على ما كتبوا لغاية الآن. أرجو أن يستفيدوا مما كتبت يا دكتور فيكون بحثك مرجعاً لهم كما هو كتابكم المنير مرجع لكل مستنير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[03 Jul 2010, 07:50 ص]ـ
باركَ اللهُ فيك شيخنا الكريم.
غايةُ أمرِ الشَّيخِ مساعد أنَّه توسَّعَ في العبارةِ تجوُّزاً، وليسَ بخافٍ عليه ما ذكرتَ.
ما أدراك أنه ليس بخافٍ عليه ذلك؟؟ هل شققت قلبه وعرفت ما عنده من علم؟؟؟ أم أنه منزه عن الخطأ والوقوع فيه. دعكم يا اخوتي من التقديس فكلنا يؤخذ منه ويرد. لقد أفحمت امرأة عمر بن الخطاب في آية في كتاب الله حينما دعا الى تحديد المهور فقالت: وما قولك في قول الله تعالى (وإن آتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً) فقال: صدقت امرأة وأخطأ عمر. ثم إني الاحظ مسألة والشيء بالشيء يذكر وهي أن بعض أهل العلم المعروفين حينما يدخلون في موضوع فيخفقون في بعضه أو كله فإنهم لا يعودون الى التصويب ولا الى الإعتذار عما كتبوا وهذا بنظري من الشيطان الرجيم. فلا أحد منزه عن الخطأ والوقوع فيه. فالأصل أن يصحح الشيخ مساعد حفظه الله ما كتب وأظنه سيفعل لا أن يدافع عنه أحد المتطوعين كما فعل أخونا بارك الله به على حسن نيّة منه طبعاً ومحبة لشيخه وشيخنا مساعد والذي نكن له كل المحبة والاحترام والذي منعه من الرد هو الإنشغال والله أعلم. ولكن لا بد من قول هذه الكلمات وليعذرني أخي الفاضل خليل ولا يحمل عليّ فأنا ناصح إن شاء الله ومحب ومقدر لكل الاخوة في هذا الملتقى الطيب.
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[03 Jul 2010, 12:11 م]ـ
ما أدراك أنه ليس بخافٍ عليه ذلك؟؟ هل شققت قلبه وعرفت ما عنده من علم؟؟؟ أم أنه منزه عن الخطأ والوقوع فيه. دعكم يا اخوتي من التقديس فكلنا يؤخذ منه ويرد. لقد أفحمت امرأة عمر بن الخطاب في آية في كتاب الله حينما دعا الى تحديد المهور فقالت: وما قولك في قول الله تعالى (وإن آتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً) فقال: صدقت امرأة وأخطأ عمر. ثم إني الاحظ مسألة والشيء بالشيء يذكر وهي أن بعض أهل العلم المعروفين حينما يدخلون في موضوع فيخفقون في بعضه أو كله فإنهم لا يعودون الى التصويب ولا الى الإعتذار عما كتبوا وهذا بنظري من الشيطان الرجيم. فلا أحد منزه عن الخطأ والوقوع فيه. فالأصل أن يصحح الشيخ مساعد حفظه الله ما كتب وأظنه سيفعل لا أن يدافع عنه أحد المتطوعين كما فعل أخونا بارك الله به على حسن نيّة منه طبعاً ومحبة لشيخه وشيخنا مساعد والذي نكن له كل المحبة والاحترام والذي منعه من الرد هو الإنشغال والله أعلم. ولكن لا بد من قول هذه الكلمات وليعذرني أخي الفاضل خليل ولا يحمل عليّ فأنا ناصح إن شاء الله ومحب ومقدر لكل الاخوة في هذا الملتقى الطيب.
بارك الله فيكَ أخي تيسير، والأمر يسير.
1 - حسن ظنٍّ بالشيخ.
2 - أن هذه من الأبجديات التي يدركها طلابُ طلاَّبِ الشيخ.
وأيُّ ناشدٍ لعلم القرآن عموماً (علوم قرآن - قراءات - تفسير) لا يدرك الفرقَ بين الرواية والقراءة؟!
فكيِّف بمتخصِّصٍ يشقُّ الشعرةَ والشعيرة؟!
والتوسع سائغٌ أن تقولَ قراءةَ حفص.
والأمر عندي أوضح من أن أعتبره إعجاباً بالشيخ الحبيب، فالشيخ مساعد - على علمه ِ- بشرٌ: يسهو، ويخطئ، وينسى، وتخفى عليهِِ أشياءُ وأشياءُ وأشياءُ ...
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[03 Jul 2010, 02:22 م]ـ
بارك الله فيكَ أخي تيسير، والأمر يسير.
1 - حسن ظنٍّ بالشيخ.
2 - أن هذه من الأبجديات التي يدركها طلابُ طلاَّبِ الشيخ.
وأيُّ ناشدٍ لعلم القرآن عموماً (علوم قرآن - قراءات - تفسير) لا يدرك الفرقَ بين الرواية والقراءة؟!
فكيِّف بمتخصِّصٍ يشقُّ الشعرةَ والشعيرة؟!
والتوسع سائغٌ أن تقولَ قراءةَ حفص.
والأمر عندي أوضح من أن أعتبره إعجاباً بالشيخ الحبيب، فالشيخ مساعد - على علمه ِ- بشرٌ: يسهو، ويخطئ، وينسى، وتخفى عليهِِ أشياءُ وأشياءُ وأشياءُ ...
مداعبة ليس فيها مؤاخذة
جزاك الله خيراً أخي على حسن ظنك بشيخنا د مساعد وأنت مأجور على ذلك غير موزور. ولكن أيحسن بك أن تحسن الظن بالشيخ مساعد حفظه الله وتسيء الظن بالدكتور القضاة؟ لقد أسأت الظن به يا أخي حينما افترضت أنه لم يحسن الظن بالشيخ مساعد كما فعلت أنت. وبتفسيرك وفهمك للمسألة أكثر منه ثانياً وهذا بظني لا يستقيم. إذا أن حسن الظن ينبغي أن لا يفرّق بين المرء وأخيه وأمه وأبيه. أليس كذلك؟؟؟؟(/)
ابن مجاهد التميمي والمنهج التعليمي للقراءات
ـ[أحمد القضاة]ــــــــ[21 May 2010, 03:43 م]ـ
ابن مجاهد التميمي (ت324هـ)، والمنهج التعليمي للقراءات القرآنية
قام ابن مجاهد التميمي بوضع منهج تعليمي يهدف إلى ضبط تلقي علم القراءات القرآنية، وتسهيل ذلك على الطلبة، من خلال تأليف كتابه المسمى: (السبعة في القراءات) حيث اختار في هذا الكتاب قراءات سبعة من أئمة القراء في الأمصار الكبرى آنذاك، واختار راويين عن كل قارئ من السبعة، وفصّل القول في أصول هذه القراءات وفرشها، وقد صار كتابه هذا مرجعاً لطلبة علم القراءات، وصار منهجه التعليمي هو المنهج الذي اعتمده العلماء على مدار العصور إلى يومنا هذا، بعد أن أجروا عليه بعض التعديلات.
وقد تكفل هذا البحث بالحديث عن ابن مجاهد، وبيان معالم منهجه هذا.
ـ[أحمد القضاة]ــــــــ[21 May 2010, 03:44 م]ـ
نُشر هذا البحث في مجلة دراسات
وهي مجلة علمية محكمة تصدر عن عمادة البحث العلمي بالجامعة الأردنية - عمّان.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[21 May 2010, 11:22 م]ـ
تم تحميل البحث
شكر الله لكم وبارك فيكم
وقد سعدت بلقائكم في الشارقة خلال مؤتمر التفسير الموضوعي
وفرحت بانضمامكم لهذا الملتقى المبارك, أسأل الله أن ينفع بكم.
ـ[الجكني]ــــــــ[22 May 2010, 12:33 ص]ـ
وفصّل القول في أصول هذه القراءات وفرشها،
ليس بهذا الإطلاق!
ـ[أحمد القضاة]ــــــــ[23 May 2010, 07:18 م]ـ
الفاضل (محب القراءات/ محمد بن عمر)
سعدنا بلقائكم
ومرحباً بكم
الفاضل (د. السالم الجكني)
سعدنا بلقائكم في المغرب
ويسرني إبداء ملحوظاتكم
بارك الله فيكم(/)
سؤال في رواية حفص
ـ[نور مشرق]ــــــــ[21 May 2010, 03:50 م]ـ
لماذا خالف حفص عاصم في حرف الضاد في كلمة (ضغف) في سورة الروم؟
اقرأ عاصم حفص كلمة ضعف بفتح الضاد ولكن حفص قرأها بوجهين الفتح والضم للضاد
وجزاكم الله خيرًا
ـ[رفعت احمد]ــــــــ[21 May 2010, 04:28 م]ـ
سبب مخالفة حفص لشيخه عاصم ارفقته من كتاب التذكرة لابن غلبون ت. د/ايمن رشدى سويد
ـ[أحمد النبوي]ــــــــ[21 May 2010, 04:33 م]ـ
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فالرواية والنقل والتوقيف هي التوجيه لهذا الأمر أولا وابتداءا، وأما اختيار حفص لخلاف شيخه؛ فليس خلافا كما ذكرتِ، فقد أقرأ عاصم حفصا بما رواه عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، متضمِّنا - بلا شك - وجهي "ضعف" بالروم، وأقرأ عاصم شعبةَ بما رواه عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، متضمِّنا أيضا الفتح فقط في "ضعف" بالروم.
والله أعلى وأعلم وأحكم.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[21 May 2010, 09:57 م]ـ
سبب مخالفة حفص لشيخه عاصم ارفقته من كتاب التذكرة لابن غلبون ت. د/ايمن رشدى سويد
هذا الأثر المذكور هو في سنن الترمذي وحسنه الألباني رحمه الله تعالى ..
ولا أفهم وجه تحسينه له؛ فإن فيه محمد بن حميد، وفضيل بن مرزوق.(/)
مصطلح الإخفاء ودلالاته عند القراء
ـ[أحمد القضاة]ــــــــ[21 May 2010, 03:54 م]ـ
مصطلح الإخفاء
ودلالاته عند القراء
إعداد
الدكتور محمد عصام مفلح القضاة والدكتور أحمد محمد مفلح القضاة
يعد مصطلح الإخفاء من المصطلحات التي لها أهميتها الكبيرة عند القراء والمجودين, وهو مصطلح يطلق على عدة قضايا تتعلق بكيفية الأداء, لكنها ترجع في الحقيقة إلى معنى واحد مشترك, هو تأدية الصوت الْمُخفى - سواء أكان حرفاً أم حركة- على وجه خفيّ, بحيث لا يتمكنُ الصوت في المخرج كما في الأصوات الْمُظهرة.
ولأن دلالات مصطلح الإخفاء متعددة, ويمكن أن يستشكل بعض القراء- لا سيما المبتدئين- فهمها, فقد قام الباحثان باستقصاء هذه الدلالات, وتفصيل القول فيها, مع بيان كيفية أداء الإخفاء في كل منها, بحيث يسهل على القراء فهمُ الفروق الدقيقة بين دلالة وأخرى, وملاحظةُ الاختلاف بين القراء في اعتبار حروف الإخفاء, وكيفية ضبط الإخفاء في المصاحف بما يتفق والمنهجَ الْمُتَّبعَ لدى علماء الضبط.
إن هذا البحث يمكن أن يُصنف ضمن البحوث الأدائية التطبيقية التي يَحتاجُ إليها كثير من القراء, لصيانةِ أدائهم عن اللحن, والرقي به إلى المستوى الرفيع من الدقة والإتقان.
ـ[أحمد القضاة]ــــــــ[21 May 2010, 03:56 م]ـ
نشر هذا البحث في مجلة (دراسات)
وهي مجلة علمية محكمة تصدر عن عمادة البحث العلمي
في الجامعة الأردنية - عمّان.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[21 May 2010, 04:53 م]ـ
السلام عليكم
أستاذنا الكبير حياكم الله وبياكم، وجزاكم الله خيرا علي هذا البحث الماتع وجعله الله في ميزان حسناتكم.
إلا أني رأيت أن أنبه إلي أمر ضروري في هذه الفقرة كقضية أولي في هذا البحث:
((أما الطريقة الأخرى التي تدعو إلى جعل فرجة بين الشفتين عند النطق بالإخفاء الشفوي ([1] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=19706#_ftn1)), فهي طريقةٌ تعليمية أُريدَ منها تعليم المبتدئين دقةَ الأداء, وتحذيرهم من ضغط الشفة العليا على السفلى, ثم توسَّع فيها من نقلوها شيئاً فشيئاً, حتى أصبحنا نرى مبالغة في انفراج الشفتين, قادت إلى تحريف في طريقة أداء هذا الصوت, وبُعدٍ عن حقيقة تلاوته.
المبحث السادس: إخفاء الميم المنقلبة عن النون الساكنة أو التنوين
[/ URL]([1]) وقد سألنا فضيلة الشيخ محمد كرَيِّم راجح شيخ قراء الشام عن موضوع مجافاة اللسان عن اللثة عند الإخفاء الحقيقي, (أي إخفاء النون الساكنة والتنوين) , وترك فرجة بين الشفتين عند إخفاء الميم الساكنة فأنكر ذلك وردَّهُ, مشيراً إلى أن هذه القضية أتى بِها بعض قراء مصر, ثم انتشرت وقرأ بِها بعضُ الناس, غير أنّها لا تُعرف عند أهل الأداء الذين تلقّى عنهم.))
هذا الكلام يحتاج إلي بحث جديد وإلي فضيلتكم رابط بحث يوضح فيه كاتبه بالنص الصريح علي ضرورة وجود فرجة وهو نص عن القدامي. وآمل أن تقرأه بتمهل لأهمية الموضوع .. ولكم جزيل الشكر
[ URL]http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=11961 (http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=19706#_ftnref1)
والسلام عليكم
ـ[أحمد القضاة]ــــــــ[23 May 2010, 07:32 م]ـ
الأخ الفاضل عبد الحكيم
أشكرك على هذه المداخلة
وعلى البحث القيم الذي أوردت رابطه
وسأقوم قريباً - إن شاء الله - بقراءته.
شكراً جزيلاً.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[23 May 2010, 08:33 م]ـ
جزى الله الشيخين الكريمين على بحثيهما , ودائما أخي الشيخ عبد الحكيم يسبقني للخير وأنا على أثره أقول لأخينا الفاضل أحمد القضاة حفظه الله لقد كان لأخي الكريم عبد الحكيم حفظه الله صولات وجولات في نقاش هذه المسألة مع إخواننا المانعين للفرجة ومع شيوخهم وتلاميذهم , وقد شرفت بالمشاركة في بعض هذه النقاشات ولعل فضيلة الدكتور أحمد القضاة حفظه الله يطلع على هذه الروابط أيضا:
http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=17594
http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=2029&highlight=%C7%E1%D1%CF+%DA%E1%EC+%C7%E1%D4%ED%CE+% D3%ED%CF(/)
استفسار عن قرآءة ابن عباس رضي الله عنه لقول الله تعالى (كل آمن بالله وملآئكته وكتبه)
ـ[فدوى]ــــــــ[21 May 2010, 05:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طيِّب الله مجلسكم بإذن الله تعالى
لديَّ استفسار ألا وهو
قد ذكر الزمخشري في تفسيره لقول الله تعالى: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) سورة البقرة
قال: ( ... وقرأ ابن عباس رضي الله عنه: «وكتابه»، يريد القرآن أو الجنس وعنه الكتاب أكثر من الكتب ... )
انظر: الكشاف, للزمخشري (1/ 519)
وبحثت في في تفسير القرطبي إلا إني لم أجد كونه نسب هذه القرآءة لابن عباس
إذ قال: ( .. وقرأ نافع وابن كثير وعاصم في رواية أبي بكر وابن عامر {وَكُتُبِهِ} على الجمع. وقرؤوا في "التحريم" كتابه، على التوحيد. وقرأ أبو عمرو هنا وفي "التحريم" و"كتبه" على الجمع. وقرأ حمزة والكسائي "وكتابه" على التوحيد فيهما. فمن جمع أراد جمع كتاب، ومن أفرد أراد المصدر الذي يجمع كل مكتوب كان نزوله من عند الله ... )
انظر: الجامع لأحكام القرآن , للقرطبي (3/ 428)
السؤال / هل ما ذكره الزمخشري صحيح في نسبة القرآءة لابن عباس؟؟
وإن كان كذلك فهل من إحالة إلى مراجع معينة تؤكد ذلك
وجزاكم الله عنا خير الجزاء
وشكراً
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,
ـ[محب القراءات]ــــــــ[21 May 2010, 06:25 م]ـ
أولا: ينبغي التنبيه على أن قراءة (وكتابه) متواترة وثابتة عن حمزة والكسائي وخلف العاشر, حتى لا يتوهم أنها شاذة بنسبتها لابن عباس رضي الله عنه.
ثانياً: تجدي في معجم القراءات للدكتور عبداللطيف الخطيب الإحالة إلى مراجع أخرى غير المرجع الذي وجدتي فيه هذه النسبة لابن عباس, وهذا نص ما ذكره د/ الخطيب:
(قرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش وابن عباس وابن مسعود (وكتابه) على التوحيد, يريد القرآن أو الجنس)
وفي الهامش أشار لمصادر متعددة منها البحر المحيط لأبي حيان, وغيره
ـ[فدوى]ــــــــ[21 May 2010, 08:46 م]ـ
شكراً ووفقكم الله تعالى ....
ـ[فدوى]ــــــــ[21 May 2010, 09:04 م]ـ
قد ظفرت بها النص من
الكتاب: جامع البيان في تأويل القرآن
للمؤلف: محمد الطبري (المتوفى: 310هـ)
إذ قال ( .. وقد روي عن ابن عباس أنه كان يقرأ ذلك:"وكتابه"، ويقول: الكتاب أكثر من الكتب. وكأن ابن عباس يوجه تأويل ذلك إلى نحو قوله: (وَالْعَصْرِ إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ) [سورة العصر: 1 - 2]، بمعنى جنس"الناس" وجنس"الكتاب"، كما يقال:"ما أكثر درهم فلان وديناره"، ويراد به جنس الدراهم والدنانير)
(6/ 125)
قلت / والأخذ منه أولى لتقدمه على الزمخشري إذ الأخير متوفي سنة (538)
وشكرا ً(/)
المستدرك على السلاسل الذهبية بالأسانيد النشرية (6)
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[22 May 2010, 07:53 م]ـ
وكذلك أسند الداني في كتابه الفتح والإمالة (93 - 94) الفتح في ذوات الياء غير رؤوس الآي والفتح في ما كان فيه ضمير تأنيث من قراءته على أبي الحسن طاهر بن غلبون.
ويشمل ذلك أحرفا كثيرة من القرآن مثّل لها ابن الجزري في النشر (2/ 49) بقوله." واختلف أيضاً عن الأزرق فيما كان من ذوات الياء ولم يكن رأس آية على أي وزن كان نحو: هدى، ونأى، وأتى ورمى. وابتلى، ويخشى، ويرضى، والهدى، وهداي، ومحياي. والزنا، وأعمى، ويا أسفي، وخطايا، وتقاته، ومتى، وإناه، ومثوى، ومثواي، والمأوى، والدنيا، ومرضى، وطوبى، ورؤيا، وموسى، وعيسى، ويحيى، واليتامى، وكسالى، وبلى. وشبه ذلك " اهـ بلفظه
ويشمل كذلك رؤوس الآي في سورتي والنازعات ووالشمس على لفظ (ها) نحو: (بناها، وضحاها، وسوّاها، ودحاها وتلاها وأرساها وجلّاها، وسقياها، عقباها إلخ ...
قلت: إن إطلاق الوجهين في الشاطبية للأزرق في ما لم يكن رأس آية من ذوات الياء وفي ذوات هاء التأنيث من رؤوس آي السورتين غير ما فيه راء لن يصح تصحيحه قبل اعتماد تركيب الداني مذهبه في التيسير من قراءته على كل من شيخيه الخاقاني وأبي الحسن كما تقدم بيانه من النشر والله أعلم بالصواب.
ولن نسلم من التدليس ومن الافتراء على الخاقاني حين ننسب له كل ما في التيسير عن الأزرق وإذن فقد أعرضنا عن الأمانة العلمية التي كان عليها أئمة القراءات من مصنفي طرق الرواة كالداني وابن مجاهد ومكي وغيرهم من الأخيار الأطهار والأعلام الأبرار الذين أعلنوا الأداء المقرون بالنص والأداء غير المنصوص وأعلنوا التحديث فلم يقرأوا به أمانة منهم وأعلنوا القياس اجتهادا منهم والله يشكر لهم على نحو ما قال بعضهم:
جزى الله بالخيرات عنّا أئمة ـ لنا نقلوا القرآن عذبا وسلسلا اهـ
ذلك الحرج لو اقتصرت الأسانيد في هذه الجزئية على الخاقاني شيخ الداني، أما الشهادة كما في السلاسل الذهبية أن الخاقاني تلقاها من شيوخه مسلسلة إلى النبي ? إلى جبريل إلى رب العزة فهذا ما يقصر عنه طلبة العلم المتوسطين أمثالي.
ولأن التيسير قد احتواه كل من الحرز وجامع البيان فسأكتفي بالاستدراك على جامع البيان:
قال الشيخ الدكتور أيمن رشدي سويد حفظه الله وأكرمه في الصفحة (52 - 53) من السلاسل الذهبية ما نصه: "انتقى الإمام ابن الجزري ـ رحمه الله تعالى ـ من هذا الكتاب (23) طريقا تفصيلها كالتالي:
قالون: 38، 78
ورش من طريق الأزرق: 92، 93، 100، 111
البزي: 194
الدوري عن أبي عمرو: 239، 272، 305، 312، 313، 315
ابن ذكوان: 516
حفص: 652
خلف عن حمزة: 672، 710
خلاد: 744، 746، 770، 785
الدوري عن الكسائي: 831، 833
قلت: ولي نقاش مع بعض هذه الطرق:
مع طريقين للأزرق هما الأولى والثانية كالتالي:
ـ الطريق رقم (92) من السلسلة الذهبية هي قراءة الداني ـ الخاقاني ـ الأنماطي ـ الخياط ـ النحاس ـ الأزرق اهـ، وتقدم الحديث عنها بسقوط اسم أبي سلمة الحمراوي شيخ الخاقاني مع الأنماطي، وكذلك سقط من طريق الداني في التيسير اسم أبي الرجاء المصري شيخ الخاقاني مع ابن أسامة وكلاهما قرأ على النحاس على الأزرق.
ـ الطريق رقم (93) من السلسلة الذهبية وهي قراءة الداني ـ الخاقاني ـ أبي بكر ابن أبي الرجاء المصري ـ النحاس ـ الأزرق اهـ، وقال الدكتور أيمن سويد في حاشية (ص 244) تعليقا على هذه الطريق ما نصه: " لم يحدد ابن الجزري في النشر (الفقرة 410) من أي كتب الداني هذا الإسناد وهو في جامع البيان اهـ بلفظه قلت وهو مطابق لطريق الداني في التيسير وإنما سقط من النشر ومن السلاسل الذهبية اسم ابن أسامة شيخ الخاقاني مع أبي بكر ابن أبي الرجاء المصري المرقم في غاية النهاية برقم (528).
ومع الطريق (194) للبزي:
وهي كالتالي في النشر وفي السلاسل الذهبية:
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ من قراءة الداني ـ فارس ـ عبد الباقي بن الحسن ـ أبي بكر البغدادي أحمد بن صالح ـ ابن الحباب ـ البزي اهـ وقال الدكتور أيمن سويد حفظه الله تعليقا على هذه الطريق ما نصه: " لم يحدد ابن الجزري في النشر (الفقرة 481) من أي كتب الداني هذا الإسناد وهو في جامع البيان إلا أن اسم شيخ عبد الباقي فيه هو أبو عليّ أحمد بن عبيد الله بن حمدان بن صالح البغدادي، ولعل اللبس جاء للجزري من كون كل من الشيخين يدعى ابن صالح، وهذا أمر لا يقدح في اختيار هذه الطريق من جامع البيان والله أعلم. اهـ بلفظه
قلت: بل لو صح تحقيقك لقدح ولكن ـ في جامع البيان ـ لشيخ فارس بن أحمد أي لأبي الحسن عبد الباقي بن الحسن شيخان كلاهما قرأ على ابن الحباب: أولهما أغفله الدكتور أيمن سويد وهو: أبو بكر عبد الرحمان بن عمر بن عليّ وثانيهما هو الذي ذكره الدكتور أيمن سود أي هو أبو عليّ أحمد بن عبيد الله، ولعل الدكتور غفل عن ذلك لسقوط الواو العاطف بينهما بقرينة قول الداني في جامع البيان (1/ 204) " وأخبراني أنهما قرآ على أبي عليّ الحسن بن الحباب " اهـ محل الغرض منه وهو إسناد الفعلين فعل الإخبار وفعل القراءة إلى التثنية.
وليس كما تأول الدكتور أيمن بل هما إسنادان مختلفان هذا الذي في جامع البيان كالتالي:
من قراءة الداني ـ فارس بن أحمد ـ عبد الباقي بن الحسن ـ كل من:
1. أبي بكر عبد الرحمان بن عمر بن عليّ البغدادي
2. أبي عليّ أحمد بن عبيد الله
كلاهما من قراءته على ابن الحباب ـ البزي اهـ محل الغرض منه.
أما الأول منهما فهو كما في غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري المرقم برقم (1596): أخذ القراءة عرضا عن (ج) الحسن بن الحباب عن أبي بزة، قرأ عليه عرضا (ج) عبد الباقي بن الحسن.
وأما الثاني منهما وهو المرقم في غاية النهاية برقم (356) وهو أحمد بن عبيد الله بن حمدان بن صالح أبو عليّ البغدادي ... وقرأ على (ج) الحسن بن الحباب عن البزي، قرأ عليه عبد الباقي بن الحسن مات في حدود 340 هـ
أما الذي في النشر وتبعه صاحب السلاسل الذهبية فهو المرقم في غاية النهاية برقم (266) وهو أحمد بن صالح بن عمر بن إسحاق أبو بكر البغدادي قرأ على (ج) الحسن بن الحباب، قرأ عليه (ج) عبد الباقي بن الحسن ... توفي بعد 350 هـ
فلا يخفى على الباحثين المتوسطين أمثالي أنهم ثلاثة كل منهم من رجال جامع البيان (ج) ولا يصح نسبة الوهم إلى ابن الجزري وهو الذي ضبطهما مختلفي الكنية والاسم ومختلفي تاريخ الوفاة.
وهلا قال الدكتور أيمن بأن طريق البزي المرقم في السلاسل الذهبية برقم (194) المطابق لما في النشر ولم يسنده ابن الجزري إلى جامع البيان أنه لم يجده في جامع البيان تماما كما هي الأمانة العلمية التي تقيّد بها في الطريق المرقم برقم (193) في السلاسل الذهبية للبزي وهي كالتالي:
ـ من قراءة الداني ـ أبي الفرج النجاد ـ أبي الحسن ابن بشر الأنطاكي ـ أبي بكر البغدادي أحمد بن صالح ـ ابن الحباب ـ البزي اهـ محل الغرض منه وقال الدكتور أيمن سويد حفظه الله في السلاسل الذهبية (ص 271) تعليقا على هذا الطريق ما نصه: " لم يحدد ابن الجزري في النشر (الفقرة 480) من أي كتب الداني هذا الإسناد، ولم أجده في التيسير ولا جامع البيان ولا المفردات السبع، وعليه فيقال عنه: طريق الداني. اهـ بلفظه.
قلت: وأما التيسير فليس بمحتمل لأن الداني اقتصر فيه لرواية البزي على قراءته على عبد العزيز بن جعفر الفارسي المعروف المعلوم المسندة إليه روايات البزي ودوري أبي عمرو وابن ذكوان في التيسير لا فلا يشتبه مع أبي الفرج النجاد الأموي الأندلسي القرطبي خال الداني ولم يسند إليه أي رواية قراءة في التيسير وهو المرقم في غاية النهاية برقم (3560).
يتواصل
طالب العلم
الحسن بن محمد بن ماديك
002224945444
alhacenma@yahoo.fr
alhacenma@gmail.com
ـ[ايت عمران]ــــــــ[23 May 2010, 12:04 ص]ـ
ممتع .............
واصل بارك الله فيك وزادك علما وتوفيقا، وليت وقتا يتاح فنقرأ ما كتبتم بتمعن وإعمال فكر، فما تكتبون دقيق، وبالعناية حقيق، والسلام على فضيلتكم.(/)
سؤال إلى أهلينا في الجزائر عن كتاب في الوقف ومؤلفه
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[23 May 2010, 01:06 ص]ـ
سؤالي إليكم عن كتاب لرجل من أهل العلم في بلدكم، كان ممن ولي القضاء بـ (زواوة)، وهو محمد بن عبد الرحمن بن يحيى بن أحمد بن سليمان بن مهيب الصَّدَقاوي الزَّواوي المالكي القاضي. مات تقريباً سنة (853 هـ)، أو التي قبلها، عن ثلاث وستين سنة، وخلف ابنه إبراهيم الزواوي ثم البجائي، نزيل (مكة)، المعروف بالمصعصع، وقطن (المدينة) أيضاً سنين، ثم انقطع بـ (مكة) نحو خمس عشرة سنة، حتى مات بها سنة (882 هـ)، وهو ابن ست وستين.
ولم أقف على ترجمتهما إلا عند الشمس السخاوي في " الضوء اللامع "، وقد استفادها من حفيد الأول وابن الثاني أبي عبد الله محمد الزواوي ثم البجائي المالكي، نزيل (مكة)، الملقب سراجاً (846 – 895 هـ)، الذي ترجم له في " الذيل التام على دول الإسلام، والضوء اللامع، ووجيز الكلام في الذيل على دول الإسلام ".
أما الرجل الأول محمد بن عبد الرحمن فهو أحد العلماء الذين تتبعوا كتاب " المكتفى " لأبي عمرو الداني، وزاد عليه بعض المواقف في مختصر لطيف.
فهل وقف أحدكم على هذا المختصر، أو وقف على ترجمة أخرى لصاحبه، أو لابنه، أو لحفيده في غير ما سلف من كتب السخاوي؟
وهل هناك مصنفات في تراجم علماء زواوة؟
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[25 Jun 2010, 07:33 ص]ـ
شهر مضى .. وسؤالي لا يجد من يجيب عنه؟
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[26 Nov 2010, 02:37 م]ـ
شهر مضى .. وسؤالي لا يجد من يجيب عنه؟
بل مضى عليه الآن ما يقرب من سبعة أشهر، ولا مجيب(/)
الواو في قراءات القراء ورسم المصاحف
ـ[أحمد القضاة]ــــــــ[23 May 2010, 06:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الواو في قراءات القراء ورسم المصاحف
إن في علم القراءات القرآنية قضايا كثيرة جديرة باهتمام الباحثين والدارسين، ومن هذه القضايا: الواو في قراءات القراء، وموقعها في رسم المصاحف بين الإثبات والحذف، أو التناوب بينها وبين حرف آخر، كالفاء، وأو .. وهذا البحث يهدف إلى جمع المواضع التي اختلف فيها القراء بين إثبات الواو وحذفها، والمواضع التي قرأها بعضهم بالواو، وبعضهم بالفاء، والمواضع التي قرأها بعضهم بالواو، وبعضهم بأو، ... والتي ظهر الاختلاف فيها بين المصاحف، ثم توجيه كلِّ قراءة من هذه القراءات، وبيان معناها ودلالتها.
إن الواوات التي وقع فيها الخلاف بين القراء كثيرة جداً، ولكنّ كثيراً منها رُسم في جميع المصاحف بصورة واحدة، وإن اختلف القراء في قراءته بوجهين أو أكثر، وترتّب على اختلافهم في القراءة اختلاف في المعنى أو الإعراب أو التصريف، لكن هذا كله خارج نطاق البحث، وعسى أن يكون ميداناً لبحث آخر.
وعلى الرغم من تناول القراء والمفسرين واللغويين لهذه المواضع في ثنايا كتبهم فإنني لم أجد من أفردها بكتاب أو بحث مستقل، ومن هنا تأتي أهمية هذا البحث، وسَبْقُه إلى جمع هذه المواضع وترتيبها وتوجيهها، وتقديمها في عملٍ واحدٍ ينتفع به الدارسون.
ـ[أحمد القضاة]ــــــــ[23 May 2010, 06:58 م]ـ
هذا البحث نُشر منذ مدة وجيزة
في مجلة الجامعة الإسلامية/ غزة
ـ[أحمد القضاة]ــــــــ[01 Jun 2010, 09:33 م]ـ
توضيح لا بد منه
من ضمن النظم المتبعة في كلية الدراسات الإسلامية والعربية في دبي أن يتقدم طلبة السنة الرابعة ببحوث علمية للتخرج
بإشراف أساتذتهم.
وقبل أكثر من عامين أشرفت على مجموعة من طلاب السنة الرابعة بالكلية، واقترحت على أحدهم، وهو الأخ عبد الله الأنصاري، (وهو أحد الطلبة النجباء المتفوقين) كتابة بحثه في موضوع (الواو في القراءات القرآنية).
وقد قام الطالب بالبحث، واستطاع أن يقدم بحثاً متميزاً، وأن ينال به درجة امتياز.
وكنت قبل ذلك بمدةٍ قد جمعت معظم مادة البحث لنفسي، راغباً أن أكتب فيها، وحين قدم الأخ عبد الله بحثه كان قد نحى
منحى مختلفاً عن الفكرة التي كنت أريدها. ورغم ذلك وجدت بحثه جديراً بالامتياز، لما فيه من جهد علمي وتميز بحثي، وظهور
واضح لشخصية الباحث.
وبعد ذلك أكملت بحثي المدرج فوق، ونشرته
وقد خشيت أن يقال: أخذ بحث أحد طلابه ونسبه لنفسه
فأحببت أن أقدم هذا التوضيح مؤكداً على قضية مهمة هي:
أن بحث الأخ الفاضل عبد الله الأنصاري في اتجاه، وبحثي في اتجاه آخر.
يلتقيان في أنهما يبحثان في حرف الواو
لكن من يقرأ البحثين سيدرك من أول وهلة أن الاختلاف بينهما جذري، وأن الالتقاء بينهما لم يكن إلا في نقاط محددة
وحيث إنه ليس عندي نسخة إلكترونية من بحث الأخ عبدالله، والذي يبلغ نحو سبعين صفحة فيما أحسب، فإنني
أرجو من الأخ عبد الله إذا اطلع على هذا الموضوع أن يرسل إلى القراء الكرام في هذا الملتقى نسخةً من بحثه، ليتمكن القراء الكرام من الموازنة، وإدراك أن كلاً من البحثين في بابٍ مختلف.
والله ولي التوفيق.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Jun 2010, 10:08 م]ـ
حياك الله يا دكتور أحمد وفتح عليك، وشكر لك كرمك بإتاحة البحث للجميع هنا، ثم تلطفك بذكر هذه المعلومة الطريفة التي تدل على حُسنِ تعليمك وتربيتك لطلابك، وإنصافك لهم، وذبك عن عرضك أيضاً، فقد يأتي من يعرف بحث تلميذك الأنصاري فيسيءُ الظنَّ عندما يرى بحثك بالعنوان نفسه.
تقبل الله منك وسددك.
ـ[نعيمان]ــــــــ[01 Jun 2010, 10:47 م]ـ
حياك الله يا دكتور أحمد وفتح عليك، وشكر لك كرمك بإتاحة البحث للجميع هنا، ثم تلطفك بذكر هذه المعلومة الطريفة التي تدل على حُسنِ تعليمك وتربيتك لطلابك، وإنصافك لهم، وذبك عن عرضك أيضاً، فقد يأتي من يعرف بحث تلميذك الأنصاري فيسيءُ الظنَّ عندما يرى بحثك بالعنوان نفسه.
تقبل الله منك وسددك.
جزاك الله خيراً دكتور أحمد وبارك في علمك وصدقك، وجزى الله مشرفنا الحبيب الدّكتور عبد الرّحمن -الّذي اشتقنا لمشاركاته النّافعة المفيدة- على التقاط هذه الثّمرة المباركة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد عشنا مرحلة جميلة في بداية التّعليم الجامعيّ الأولى، مع أساتذة كرامٍ؛ وبعضهم بين بين، وآخرين دون الدّون؛ كما حال الأمّة كلّها.
وسامحوني إذ أذكر شيخي الحبيب نوفل دوماً.
فقد درست معه مادّة الثّقافة الإسلاميّة، وحضرتها معه كلّما وجدت فرصة سانحة لا تتعارض مع محاضراتي، وكانت امتحاناته سؤالين اثنين أو ثلاثة. اختر واحداً منهما أو اثنين، وهذا الواحد تؤلّف فيه كتاباً. أنت واجتهادك.
وكان المقرّر في المادّة: ثلاثة كتب، في كلّ كتاب امتحان، وكان الامتحان النّهائيّ كتاب واقعنا المعاصر للأستاذ الكبير محمّد قطب حفظه الله وبارك فيه. الّذي لا بدّ لكلّ طالب علم أن يقرأه فهو سفر في بابه.
ولم يكن -فضيلته- يشرح أيّاً من هذه الكتب المقرّرة في محاضراته؛ بل يطوّف بنا في كتب مالك بن نبي -رحمه الله تعالى- الّذي حرصنا على شراء كلّ كتبه المترجمة، وقراءتها بمتعة.
فكنت أكتب في الامتحان من كلّ قطر أغنية، ومن ضمنها مثلاً مقولة الشّيخ عبد الحميد كشك -رحمه الله تعالى-في عادل إمام.
ما دام عندنا عادل إمام فلا نحتاج إلى إمام عادل. وأمثال هذا لي ولغيري من زملائي الأحبّة.
فكنت أفرح فرحاً غامراً عندما يذكر في القاعة هذا المثل ويعزوه إلى من ذكره، وأتعجّب كيف يجد الوقت لقراءة أعداد مهولة يمتلئ بها مدرج كلّيّة الشّريعة آنذاك، والواقفون أكثر من الجالسين. ويعلّق على ورقتي كاملة -حين تصحيحها- وما زلت أحتفظ بها حتّى اليوم على تباعد كبير في الزّمن. ويَعْلَقُ بذاكرته ما يقرأ ثمّ لا يجد غضاضة في نسبة القول إلى قائله. ولو فعله من يلومه؟!
(فأكيد الدّكتور بيعرف كلّ حاجة)!!!
ودكتور "محترم آخر محترم جدّاً" كان يختار أربعة من الطّلاب المبدعين ولم أكن منهم، فيكلّف كلّ واحد منهم بكتابة بحث لا علاقة له بالمادّة المقرّرة.
فإذا ما كتبوا أبحاثهم ناداهم ووضع المصحف بين أيديهم ليقسموا أنّ ما نقلوه كان من جهدهم من غير سرقة. فيقسمون له وهم صادقون فيما نحسب. ويضع لهم درجة كاملة على البحث. فيفاجأ هؤلاء الطّلبة بأبحاثهم مجمّعة في كتاب لفضيلة الأستاذ الدّكتور فلان بن فلان بن فلان قد صدر في دار كذا للنّشر والتّوزيع.
أيّة ثقة سيثق بها هؤلاء في أساتذة يحملون مشعل الهداية للأمّة أو هكذا يظنّون.
وفي الجعبة قصص وحكايا عن سرقات على مستوى ((القمّة)) لا يسمح أستاذ مشرف على رسالة طالب أن يوجّهه لكتابة بحثه في الدّراسات العليا حتّى يكتب له بحثاً أوّلاً ثمّ بعد ذلك يشرف على بحثه!
وقد فاز هذا الأستاذ الجامعيّ العالم الكبير النّحرير بإحدى جوائز خدمة القرآن الكريم في دولة عربيّة ما!
جزاكما الله خيراً مرّة أخرى، وجعلكما قدوة للأساتذة الكرام الّذين ولا شكّ تمتلئ بهم الأمّة.
فهذه نماذج ستندثر مع صحوة الأمّة، واستيقاظ الإيمان في نفوسها، وصناعة البيئة الإيمانيّة الجاذبة؛ لنصل إلى سؤال امرأة للإمام أحمد -رحمه الله- قائلة له:
يا إمام! إنّي امرأة تحيك الملابس على ضوء القمر، وإنّ العسس ليمرّون بنا باللّيل؛ أفيجوز لي أن أحيك الملابس على تلك السّرج؟
فسألها الإمام أحمد -رحمه الله-: ابنة من أنت؟
قالت: ابنة فلان -وهو مشهور بالزّهد والورع-، فقال لها: أمّا أنتم أهل البيت فلا أجيز لكم فمن بيتكم خرج الورع!
الله الله الله.
سؤال وإجابة تكتبان بماء العيون الخاشعة.
آتانا الله ما آتاهم من نعم العلم والورع والزّهد والصّدق وصفات الكمال البشريّ.(/)
مخارج الحروف بين الدرس القديم والحديث: عرض ومناقشة للدكتور غانم قدوري الحمد (بحث علمي)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 May 2010, 05:06 م]ـ
وقع بين يدي اليوم العدد الثامن والثلاثين لشهر محرم 1430هـ من مجلة الحكمة. فوجدت فيها بحثاً قيماً استفدتُ منه للأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد بعنوان:
مَخارجُ حُروف العربية: عددها وترتيبها
بين الدرسِ القديم والدرس الحديث: عرض ومناقشة
والبحث يقع في 43 صفحة من صفحة 315 حتى 358،وهو يهدف إلى تسليط الضوء على ما ذهب إليه عدد من العلماء المتقدمين من عد مخارج الحروف أربعة عشر مخرجاً، وترتيبها بدءاً من الشفتين لتأكيد ريادتهم في هذا المجال، ولربط الدرس الصوتي العربي الحديث بالتراث الصوتي العربي القديم، حتى لا ننسب ما سبق إليه علماؤنا من حقائق تتعلق بعلم الأصوات قبل قرون كثيرة إلى غيرهم من المعاصرين.
وأنصح بقراءة هذا البحث والاستفادة من النتائج التي وصل إليها الدكتور غانم الحمد وفقه الله. وليته إن لم يكن ثمة ما يمنع يتيح للزملاء الاطلاع على هذا البحث القيم.
الرياض 10/ 6/1431هـ
ـ[رفعت احمد]ــــــــ[24 May 2010, 07:10 م]ـ
د. عبد الرحمن الشهرى
اشكرك على نعريفنا بوجود بحث للدكتور غانم قدورى عن المخارج بين القدامى والمحدثين
ومخارج الحروف وكيفية النطق ونوع الصوت حسب الالفبائية الصوتية الدولية 2005 هى
مخرج رئيس/مخرج فرعى/كيفية النطق (صفة الحرف) /نوع الصوت كالاتى:
الحروف الشفوية
*شفوى/شفتانى/انفى/اهتزازى=م
*شفوى/شفتانى/انحباسى/اهتزازى=ب
*شفوى لسانى/شفتانى قبل لهوى/ليّن/اهتزازى=و
*شفوى/شفوى اسنانى/احتكاكى/لا اهتزازى=ف
الحروف اللسانية
ِِ*اكليلى (شمسى) /اسنانى/احتكاكى/لا اهتزازى=ث
*اكليلى (شمسى) /اسنانى/احتكاكى/اهتزازى=ذ ظ
*اكليلى (شمسى) /لثوى/انفى/اهتزازى=ن
*اكليلى (شمسى) /لثوى/انحباسى/لا اهتزازى=ت ط
*اكليلى (شمسى) /لثوى/انحباسى/اهتزازى=د والضاد الانحباسية
*اكليلى (شمسى) /لثوى/احتكاكى/لا اهتزازى=س ص
*اكليلى (شمسى) /لثوى/احتكاكى/اهتزازى=ز
*اكليلى (شمسى) /لثوى/انقباضى/اهتزازى=ر
*اكليلى (شمسى) /لثوى/جانبى احتكاكى/اهتزازى=الضاد الاحتكاكية
*اكليلى (شمسى) /لثوى/جانبى ليّن/اهتزازى=ل
*اكليلى (شمسى) /حنكى لثوى/احتكاكى/لا اهتزازى=ش
*خلفى/حنكى/انحباسى/اهتزازى=ج
*خلفى/حنكى/ليّن/اهتزازى=ي
*خلفى/قبل لهوى/انحباسى/لا اهتزازى=ك
*خلفى/قبل لهوى/احتكاكى/لا اهتزازى=خاء مرققة (مكسورة؟)
*خلفى/قبل لهوى/احتكاكى/ اهتزازى=غين مرققة (مكسورة؟)
*خلفى/ لهوى/انحباسى/لا اهتزازى=ق
*خلفى/لهوى/احتكاكى/لا اهتزازى=خاء
*خلفى/لهوى/احتكاكى ليّن/ اهتزازى=غين
*جذرى (جذر اللسان) /بلعومى (حلقى) /احتكاكى/لا اهتزازى=ح
*جذرى (جذر اللسان) /بلعومى (حلقى) /احتكاكى ليّن/ اهتزازى=ع
الحرفان الحنجريان
*حنجرى/مزمارى/انحباسى/لا اهتزازى=ء
*حنجرى/مزمارى/احتكاكى ليّن/لا اهتزازى=ه
حيث الانحباس يعنى الشدة والاحتكاك يعنى الرخاوة والاهتزاز يعنى الجهر واللا اهتزاز يعنى الهمس.
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[24 May 2010, 07:18 م]ـ
يأتي هذا البحث ضمن اهتمام أستاذنا الدكتور غانم قدوري بعلم الأصوات اللغوية وبيان جهود علماء السلف في هذا العلم، وسبق هذا البحث أو تزامن معه بحث نشره أستاذنا في مجلة مجمع اللغة العربية الاردني تحت عنوان (وجهة نظر جديدة في مخارج الاصوات الستة) وهي ما تعارف عليها باصوات الحلق وقد ذكرني عرض شيخنا الدكتور عبد الرحمن بهذا البحث الذي أهدى لي نسخة منه شيخنا الدكتور غانم وهو موجود على رابط المجمع هذا:
http://www.majma.org.jo/majma/index.php/2009-02-10-09-36-00/359-77-1.html
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[26 May 2010, 07:59 م]ـ
أشكر الأخ الدكتور عبد الرحمن على تنويهيه بالبحث الخاص بمخارج الحروف بين القدماء والمحدثين، ويسرني أن يكون بين أيدي المهتمين بموضوعه، لكن كيف السبيل إلى ذلك؟
وأشكر أخي الأستاذ إياد السامرائي على إشارته إلى بحثي الآخر عن مخارج الأصوات الستة.
كما أشكر الأخ الأستاذ رفعت أحمد الذي أتاح لنا الاطلاع على آخر صورة للكتابة الصوتية الدولية (نسخة 2005)، وكنت أود لو أنه استخدم المصطلحات المتداولة في علم أصوات العربية، وليته ترجم مضمون اللوحة، للإفادة لا للاستعمال لأني أعتقد أن الباحث في الصوتيات العربية لديه ما يكفيه من رموز الكتابة العربية كما ذهب إلى ذلك عدد من المشتغلين بعلم أصوات العربية المعاصرين.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 May 2010, 08:18 م]ـ
ابعث به على بريدي إن كان متوفراً لديكم على برنامج الطباعة وورد، أو سنقوم بتصويره من مجلة الحكمة ونرفعه على هيئة PDF . أيهما أحب إليك؟
ومثله بحث (وجهة نظر جديدة في مخارج الاصوات الستة) الذي أشار إليه أخي الأستاذ إياد وفقه الله، فأظنه ينقصه الصور المرفقة مع البحث، حيث لا تظهر في موقع المَجلة.
وفقك الله ونفع بعلمك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 May 2010, 11:22 م]ـ
بعث لي الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد - حفظه الله- بالبحث كاملاً على ملف Word، وتجدونه في المرفقات.
أسأل الله أن ينفع بهذا البحث كما نفع بسائر بحوث أستاذنا الجليل غانم الحمد.
ـ[ايت عمران]ــــــــ[29 May 2010, 11:39 م]ـ
جزاكم الله كاتبه والدال عليه خير الجزاء وأوفاه.
ـ[رفعت احمد]ــــــــ[30 May 2010, 11:13 م]ـ
كما أشكر الأخ الأستاذ رفعت أحمد الذي أتاح لنا الاطلاع على آخر صورة للكتابة الصوتية الدولية (نسخة 2005)، وكنت أود لو أنه استخدم المصطلحات المتداولة في علم أصوات العربية، وليته ترجم مضمون اللوحة، للإفادة لا للاستعمال لأني أعتقد أن الباحث في الصوتيات العربية لديه ما يكفيه من رموز الكتابة العربية كما ذهب إلى ذلك عدد من المشتغلين بعلم أصوات العربية المعاصرين.
بل اشكرك استاذنا د. غانم ان جعلتنا نهتم بعلم الصوتيات لنعرف الحروف بدقة وقد ارفقت ترجمة على ما استطيع للوحة واعذرنى فالمجال ليس مجالى وقد بسطت الترجمة قدر المستطاع لصعوبة المصطلحات المترجمة من علماء الاصوات العرب مثل غارى و طبقى وما شابه.(/)
المستدرك على السلاسل الذهبية بالأسانيد النشرية (7)
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[24 May 2010, 11:29 م]ـ
ولي نقاش مع بعض طرق دوري أبي عمرو:
مع الطريق المرقمة برقم (272) وتفصيلها في السلاسل الذهبية كالتالي:
من قراءة الداني ـ فارس ـ أبو الحسن الجلاء ـ ابن مجاهد ـ أبي الزعراء ـ الدوري.
وكذلك هي في النشر غير أنه قد سقط من هذه الطريق في السلاسل الذهبية اسم عبد الله بن الحسين السامري شيخ فارس بن أحمد وتلميذ ابن مجاهد.
وقد أخذت هذا الاستدراك من النشر (1/ 125) قال " (طريق أبي الحسن الجلا) وهي العاشرة عن ابن مجاهد قرأ بها الداني على أبي الفتح فارس وقرأ بها على أبي أحمد السامري وقرأ بها على أبي الحسن عليّ بن عبد الله الجلا " اهـ محل الغرض منه
ولا يخفى أن السامري المرقم في غاية النهاية برقم (1761) هو شيخ أبي الفتح فارس وأنه تلميذ بن مجاهد كما هو معلوم من أبجديات دراية طرق القراءات تماما مثل أبي الحسن عليّ بن عبد الله الجلا المرقم في غاية النهاية برقم (2269) وهو أيضا شيخ أبي الفتح فارس ابن أحمد وتلميذ ابن مجاهد، قال عنه ابن الجزري في غاية النهاية " كذا وقع في جامع البيان ولعله تصحيف والمعروف عليّ بن عبد العزيز والله أعلم " اهـ يعني تسميته ابن عبد الله في جامع البيان وفي النشر تبعا له، لبيان الطريق في جامع البيان وتبعه صاحب السلاسل الذهبية وتصويب الطريق المذكورة في السلاسل الذهبية هو كالتالي:
قراءة الداني ـ فارس ـ وقراءة فارس على كل من شيخيه من أبي الحسن عليّ بن عبد العزيز الجلا والسامري كلاهما ـ ابن مجاهد ـ أبي الزعراء ـ الدوري.
وهكذا جاءت الطريق صريحة في جامع البيان (1/ 209) كالتالي:
قال الداني: " وقرأت أنا القرآن كله أيضا على شيخنا أبي الفتح فارس بن أحمد ـ رحمه الله تعالى ـ وقال لي: قرأت على أبي الحسن علي بن عبد الله الجلاء، على عبد الله بن الحسين، قالا لي: قرأنا على أبي بكر بن مجاهد وقرأ أبو بكر على ابن عبدوس عن ابن عمر عن اليزيدي عن أبي عمرو " اهـ
يعني كلا من أبي الحسن الجلا والسامري قرأ على ابن مجاهد عن أبي الزعراء عن الدوري.
ويعني سقوط الواو العاطفة بين ابن الجلاء وعبد الله بن الحسين أي السامري.
والله الموفق للصواب ولا حول لي ولا قوة إلا بالله ربي عليه توكلت وإليه مآب.
ومع الطريق المرقمة برقم (287) وتفصيلها في السلاسل الذهبية كالتالي:
من قراءة الداني ـ فارس ـ أبي محمد الحسن بن عبد الله بن محمد الكاتب ـ ابن مجاهد أبي الزعراء ـ الدوري.
قال الدكتور أيمن في حاشية الصفحة (298) تعليقا على هذه الطريق ما نصه " لم يحدد الجزري في النشر (الفقرة 531) من أي كتب الداني هذا الإسناد ولم أجده في شيء منها وليس فيما رجعت إليه من كتب التراجم ما يفيد قراءة أبي الفتح على الكاتب المذكور والله أعلم اهـ.
وصدق الشيخ الدكتور أيمن، إذ لا وجود لهذه الطريق في جامع البيان فما دونه من المختصرات للداني، ولكن محل الاستدراك أنه في الصفحة (99) من السلاسل الذهبية عدّها من طرق الداني وكذلك فعل في رسمه البياني لطرق دوري أبي عمرو وتحديدا في الصفحة (298) فنسبها للداني وليست كذلك بل هي لأبي محمد الحسن بن عبد الله بن محمد الكاتب عن ابن مجاهد عن أبي الزعراء عن الدوري من طريق المبهج لسبط الخياط والكامل للهذلي كما قال ابن الجزري في النشر (1/ 126) " طريق (الكاتب) وهي السابعة عشر عن ابن مجاهد من طريقين: قرأ بها الداني على أبي الفتح ومن كتاب المبهج قرأ بها سبط الخياط على الشريف وقرأ بها على أبي عبد الله الفارسي وقرأ الفارسي وأبو الفتح على أبي محمد الحسن بن عبد الله بن محمد الكاتب " اهـ بلفظه.
قلت: بل كما قال سبط الخياط نفسه في المبهج، قال:: " طريق أبي الزعراء عنه [يعني عن الدوري عن أبي عمرو]: قرأت على الإمام أبي الفضل وأخبرني أنه قرأ على الإمام أبي عبد الله وأخبره أنه قرأ على جماعة منهم:
1. الشيخ أبو العباس المطوعي
2. والشيخ أبو بكر الشذائي
3. والشيخ أبو الحسن بن بشران الرصاص
4. والشيخ أبو محمد الحسن بن محمد الكاتب
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الكارزيني: وأخبروني كلهم أنهم قرأوا به على الإمام أبي بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد وقرأ مجاهد على أبي الزعراء عبد الرحمان بن عبدوس وقرأ أبو الزعراء على الدوري .. اهـ محل الغرض منه من النسخة المرقونة تحقيق عبد العزيز بن ناصر السبر من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
وهذا رابطها:
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1676
قلت: وهو ما يعني دقة وصحة نقل ابن الجزري اختياره من طرق المبهج لبط الخياط من قراءته على شيخه الشريف أبي الفضل وقراءة الشريف أبي الفضل على أبي عبد الله محمد بن الحسين الكارزيني الفارسي المرقم في غاية النهاية برقم (2969) وقراءة الكارزيني الفارسي على أبي محمد الحسن بن عبد الله بن محمد الكاتب هو المرقم في غاية النهاية برقم (993) تماما كما ذكر ابن الجزري.
وقال في غاية النهاية عنه: " (مب، ك) الحسن بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد الكاتب البغدادي ويعرف أيضا بالطرازي وبابن القريع مقرئ مشهور خير صالح محقق من كبار أصحاب ابن مجاهد، قرأ على (مب، ك) ابن مجاهد، و (ك) محمد بن أحمد المروزي و (ك) أحمد بن عثمان بن بويان و (ك) النقاش، قرأ عليه عبد الباقي بن الحسن و (مب) محمد بن الحسين الكارزيني و (ك) علي بن محمد الحذاء و (ك) منصور بن أحمد العراقي وقال كان شيخا صالحا قال الحذاء ولم أر أضبط منه بقراءة أبي عمرو. اهـ بلفظه.
وهو صريح في أن أبا محمد الحسن الكاتب إنما هو من طرق كتابين اثنين لا غيرهما هما المبهج لسبط الخياط المشار له باختصار (مب) والكامل للهذلي المشار له باختصار (ك).
فالباحث المتجرد يسجل قراءة أبي محمد الكاتب على ابن مجاهد من طريق الكتابين المبهج والكامل كما هي دلالة قول ابن الجزري " قرأ على (مب، ك) ابن مجاهد " اهـ ويبحث الباحث عمن قرأ عليه أبو محمد الكاتب من رجال الكامل للهذلي وهما: أبو الحسن علي بن محمد الحذاء المرقم في غاية النهاية برقم (2320) ومنصور بن أحمد العراقي المرقم في غاية النهاية برقم (3650)
ولا يخفى أن في النشر سقطا وتحريفا عريضا بنسبته طريق أبي محمد الكاتب للكامل للهذلي من قراءة الداني على أبي الفتح فارس، سأرقعه إن شاء الله في الحلقة التالية.
ولكن الذي لا يحتاج إلى تأخير بل يلزم تقديمه هو تحديد مفهوم الطريق في هذا الفن: علم القراءات.
إن الطريق في علم القراءات قد أضحت ذات دلالتين:
إحداهما: تقع على الطرق المباشرة للرواة الذين لم يصنفوا مثل الأزرق عن ورش ومثل طريق محمد بن شاذان الجوهري عن خلاد ومثلهم الطرق عنهم ممن لم يصنفوا منهم ومنذ قيام المصنفين من طرق الرواة أضحت أحرف الخلاف عن الطرق غير المصنفين منصوصة في كتب المصنفين كالسبعة والتذكرة .... فلا يصح أن نقرأ لورش من طريق الأزرق ما ليس بمنصوص أي ما لم تتضمنه كتب المصنفين من كتب الرواة أي رووه عنهم أداء.
وثانيهما: تقع على المصنفين من طرق الرواة كابن مجاهد والداني وطاهر وعبد المنعم وسبط الخياط وغيرهم إلى ابن الجزري ولا يتأتى لأئمة القراءات بعد ابن الجزري آخر المصنفين من طرق الرواة أن يسندوا إلى المصنفين من طرق الرواة ما ليس في مصنفاتهم وهكذا مما يستدرك على السلاسل الذهبية عزوها إلى الداني الطريق " قراءة الداني ـ فارس ـ أبي محمد الحسن بن عبد الله بن محمد الكاتب ـ ابن مجاهد أبي الزعراء ـ الدوري " المرقمة فيه برقم (287) وكما في الصفحة (99) والصفحة (298) رغم أن ابن الجزري في النشر قد حصرها في كتاب المبهج لسبط الخياط وكتاب الكامل للهذلي، ولو تضمنها كتاب من كتب الداني لصح نسبتها إليه.
يتواصل
طالب العلم
الحسن بن محمد بن ماديك
002224945444
alhacenma@yahoo.fr
alhacenma@gmail.com
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[26 May 2010, 11:27 م]ـ
في آخر الكلام جملة (وكتاب الكامل للهذلي) سبق قلم، قد أسقطتها من البحث لديّ فأرجو من المشرفين إسقاطها والصواب هو كالتالي:
" رغم أن ابن الجزري في النشر قد حصرها في كتاب المبهج لسبط الخياط وفي طريق أخرى لم تتضح من النشر، وهي قراءة الداني على فارس على أبي محمد الكاتب، وسأوضحها في الحلقة الموالية ـ غدا إن شاء الله ـ لمناقشتها.
الحسن(/)
حكم التغليظ مع الفتح في نحو {تصلى ناراً حامية} على توسط البدل لورش
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[25 May 2010, 10:47 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم
كنت جالساً اتتبّع حلقة برواية ورش عن نافع على أحد القنوات لشيخنا أيمن سويد، فلفت انتباهي إلى قراءته بتغليظ اللام في {تصلى ناراً حامية} مع أنّه كان يقرأ بتوسّط البدل. ومعلوم أنّ توسط البدل يلزم منه التقليل في ذوات الياء وبالتالي الترقيق في {تصلى} لأنّها مقللة، والتقليل يلزم الترقيق كما هو معلوم، ثمّ بعد ذلك جاءتني الأخبار بأنّ الشيخ يقول بالتغليظ ولو على توسّط البدل مستدلاً بأقوال المتقدّمين.
فعزمت أن أبحث في المسألة وأفيد غيري في ذلك محاولا الاختصار ما استطعت فأقول وبالله التوفيق.
قال الشاطبيّ رحمه الله تعالى:
وفي طال خلفٌ مع فصالاً وعندما .......... يسكن وقفا ً والمفخّم فُضّلا
وحكم ذوات الياء منها كهذه
شرح البيت باختصار:
أشار الشاطبيّ عليه رحمة الله تعالى إلى أنّ التفخيم مفضّل في الأداء إذا فُصل بين الحروف الثلاثة وبين اللام بالألف وذلك في {طال}، و {فصالا}، {ويصّالحا}، وعندما تسكن اللام في الوقف في نحو {بطل} و {فصل} وكذا إذا وقعت قبل ذوات الياء في غير رؤوس الآي وذلك خمسة مواضع: في سبحان {يصلاها مذموماُ}، وفي الانشقاق {ويصلى سعيرا}، وفي الغاشية {تصلى ناراً حامية}، وفي الليل {لا يصلاها إلاّ الأشقى}، وفي المسد {سيصلى ناراً} وكذا قوله عند الوقف خاصّة لأنّه منوّن و {الذي يصلى النار} لأنّ الألف تذهب في الوصل.
فنخلص مما سبق جواز الوجهين في اللام الواقعة قبل ذوات الياء في غير رؤوس الآي أي التغليظ مع الفتح، والترقيق مع التقليل مع تقديم الأوّل في الأداء. وهذا مذهب الداني في جامع البيان وفي التمهيد، وإيجاز البيان، والتلخيص، والموضح كما ذكر المنتوري في شرحه على الدرر اللوامع: 2/ 620. واقتصر الداني في كتابه التيسير على وجه التغليظ مع الفتح. وهذا يدلّ على قوّة هذا الوجه في الأداء ولو كنت تقرأ بوجه التقليل في ذوات الياء. قال ابن الباذش في الإقناع: فأمّا {يصلاها مذموما}، و {يُصلّى سعيرا}، و {تصلى ناراً حامية}، و {لا يصلاها إلاّ الأشقى}، و {سيصلى ناراً}، فالذي أخذ به الناس له في هذه الخمسة بالتفخيم، وأجاز أبو عمرو الترقيق على طرد أصله في إمالة ما كان من ذوات الياء بين بين " انتهى كلامه.
قال ابن برّي في الدرر اللوامع:
والخلف في طال وفي فصالا ........ وفي ذوات الياء إن أمالا
قال المنتوري (ت834): وقوله: إن أمالا: يعني ورشاً والألف للإطلاق، وفيه تنبيه على أنّ الخلاف لا يعرض في تغليظ اللام من أجل الألف المنقلبة عن الياء، إلاّ على القول بإمالة ذوات الياء بين بين وأمّا على القول بالفتح فلا يعرض في ذلك خلاف، إذ لا مانع من التفخيم (شرح الدرر 2/ 618). انظر القصد النافع على الدرر اللوامع للخراز (ت718) ص 295. قال الجعبري: "ويجوز أن يُقال إنّ الخلاف على قول من يميل ذوات الياء لأنّ اللام جاورها ما يقتضي تغليظها وما يقتضي ترقيقها، لكن التغليظ يكون ههنا أولى من الإمالة، لأنّه شبّه الخلاف الذي هنا بالخلاف الذي سكن للوقف ... " (إبراز المعاني ص 264 دار الكتب العلمية).
أقول: إن قرأت بالفتح في ذوات الياء فليس لك في اللام الواقعة قبل ذوات الياء من غير رؤوس الآي إلاّ الفتح مع التغليظ، وإن قرأت بالتقليل في ذوات ا لياء جاز لك في اللام الوجهان: الفتح مع التغليظ والترقيق مع التقليل مع تقديم الأوّل في الأداء. وبالتالي فيكون:
- مع قصر البدل الفتح في ذوات الياء مع الفتح والتغليظ في نحو {تصلى ناراً حامية}
- ومع توسّط البدل التقليل في ذوات الياء مع الوجهين في نحو {تصلى ناراً حامية} مع تقديم الفتح مع التغليظ،
- ومع طول البدل الفتح في ذوات الياء مع الفتح والتغليظ في نحو {تصلى ناراً حامية}، ومع التقليل في ذوات الياء يجري الوجهان في {تصلى ناراً حامية} مع تقديم الفتح مع التغليظ
فيصير المجموع ستة أوجه: واحد على قصر البدل، ثنتان على توسطه، وثلاثة على طوله. خلافاً لمذهب المعاصرين الذي يعدّها أربعة أوجه وهي:
- قصر البدل وعليه الفتح في ذوات الياء مع الفتح والتغليظ في نحو {يصلاها}
- توسط البدل وعليه التقليل في ذوات الياء مع التقليل والترقيق في اللام
- طول البدل مع الوجهين في ذوات الياء: فتح ذوات الياء مع الفتح والتغليظ في اللام، وتقليل ذوات الياء مع التقليل والترقيق في اللام.
والعلم عند الله تعالى.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[26 May 2010, 02:17 ص]ـ
-
فيصير المجموع ستة أوجه: واحد على قصر البدل، ثنتان على توسطه، وثلاثة على طوله. خلافاً لمذهب المعاصرين الذي يعدّها أربعة أوجه
والعلم عند الله تعالى.
السلام عليكم
شيخنا الحبيب.هل أنت تتكلم في هذه النقطة من طريق الشاطبية؟؟
هل هذا الكلام منقول عن الخاقاني ـ وهو طريق التوسط ـ من التيسير؟
وجزاكم الله خيرا
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[26 May 2010, 11:14 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب ما ذكرته يخصّ طريق الشاطبية.
وفيما يتعلّق بالأوجه فهو من اجتهاد العبد الفقير ولا أدّعي الإصابة فيه.
فالأوجه الستة لا تخرج عن مقتضى كلام الإمام الشاطبي عليه رحمة الله تعالى وإنما أضفت وجهين فقط وهما التغليظ مع الفتح في اللام على وجه التقليل في ذوات الياء لاقتصار صاحب التيسير عليه والذي مذهبه التقليل في ذوات الياء وعموم إطلاق تقديم الفتح والتغليظ في الأداء من طرف الداني ومن تبعه كالشاطبي وغيره وتخصيص إجراء الخلاف في اللام على وجه التقليل في ذوات الياء كما صرّح الجعبري وابن بري وغيرهما.
أمّا تخصيص التقليل مع الترقيق في اللام على وجه التقليل في ذوات الياء هذا هو المخالف لكلام الأئمّة عليهم رحمة الله تعالى.
والعلم عند الله تعالى.
ـ[أبو تراب الجزائري]ــــــــ[26 May 2010, 02:51 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الخبيب ما ذكرته يخصّ طريق الشاطبية.
وفيما يتعلّق بالأوجه فهو من اجتهاد العبد الفقير ولا أدّعي الإصابة فيه.
فالأوجه الستة لا تخرج عن مقتضى كلام الإمام الشاطبي عليه رحمة الله تعالى وإنما أضفت وجهين فقط وهما التغليظ مع الفتح في اللام على وجه التقليل في ذوات الياء لاقتصار صاحب التيسير عليه والذي مذهبه التقليل في ذوات الياء وعموم إطلاق تقديم الفتح والتغليظ في الأداء من طرف الداني ومن تبعه كالشاطبي وغيره وتخصيص إجراء الخلاف في اللام على وجه التقليل في ذوات الياء كما صرّح الجعبري وابن بري وغيرهما.
أمّا تخصيص التقليل مع الترقيق في اللام على وجه التقليل في ذوات الياء هذا هو المخالف لكلام الأئمّة عليهم رحمة الله تعالى.
والعلم عند الله تعالى.
السلام عليكم ورجمة الله وبركاته:
إجتهادٌ سديد، ورأي وجيه، وهو المفهوم من كلام الأئمة في هذه المسألة، بوركت أخي، ووفق الله الجميع.
ـ[ايت عمران]ــــــــ[26 May 2010, 06:26 م]ـ
كنت جالساً اتتبّع حلقة برواية ورش عن نافع على أحد القنوات لشيخنا أيمن سويد، فلفت انتباهي إلى قراءته بتغليظ اللام في {تصلى ناراً حامية} مع أنّه كان يقرأ بتوسّط البدل.
ينبغي أن يعلم أن هذا هو الوجه الذي يقرأ به المغاربة والجزائريون والموريتانيون، وعليه ضبطت مصاحفهم، وكذلك المصحف الذي طبع في مجمع الملك فهد، إذ ضبطت اللام بالفتحة وعريت عن علامة التقليل، وهي سبع كلمات:
ـ {يَصْلاَهَا} في الإسراء والليل.
ـ {وَيُصَلَّى سعيرا} في الانشقاق.
ـ {تَصْلَى نارا} في الغاشية.
ـ {سَيَصْلَى نارا} في المسد.
ـ {مُصَلّىً وعهدنا} في البقرة.
ـ {يَصْلَى النار} في الأعلى.
مع ملا حظة أن الكلمتين الأخيرتين ينطبق عليهما الحكم حالة الوقف، أما في حالة الوصل فليس فيهما تقليل أصلا لكون ما بعدهما ساكنا.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[27 May 2010, 12:30 ص]ـ
السلام عليكم
عندنا في مصر يا شيخ محمد العمل علي الترقيق مع التقليل، والتغليظ مع الفتح
كم قاله صاحب الفريدة، وعليه الخلاف المقصود مفرع. راجعها في مقدمة الكتاب في رواية ورش كتاب التيسير والشاطبية.
ووجه بعضهم بأن الشاطبي قدم التفخيم لأنه قدم القصر في البدل لأن القصر اختياره وتقديم الشئ دليل علي الاهتمام به وجزم به أيضا.
والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[27 May 2010, 01:07 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ آيت عمران على هذا التذكير وأنا على دراية به، ولكن أين اسانيد المغاربة يأ أخي بعد الاستدمار الفرنسي؟ فكلّ أسانيدنا ومصادرنا مشرقية، ولست أقلّل منها أبداً ولكن أن أضيفت إليها ما ورد في تراثنا القديم فتكون الفائدة أكبر وأعظم. والآن ولله الحمد بدأ الاعتناء بتراث المغاربة شيئاً فشيئاً، ولكن للأسف قد لا نجد من ينبّه على مثل هذه المسائل من علماء المغاربة المعاصرين إلاّ القليل القليل من أمثال الدكتور عبد الهادي حميتو المغربي وغيره. فعلينا بتراثنا فإنّ فيه من الفوائد مالا يتصوّره الرجل. ناهيك بكتاب شرح درر اللوامع للمنتوري وغيره فإنّك سترى نصوصاً غزيرة الفوائد منقولة عن أئمّة المغاربة القدامى.
ـ[ايت عمران]ــــــــ[27 May 2010, 02:33 ص]ـ
وعليكم السلام يا شيخ عبد الحكيم، وشكرا على مداخلتك، ولو عينت ذاك البعض كنت لك من الشاكرين.
وجزاك الله خير يا شيخ محمد يحيى، ولعلكم تحملون على عاتقكم بعث ما ضربت عليه العنكبوت بنسجها من ذاك التراث، خصوصا التراث الجزائري، والله يعينكم.
وتتميما لكلامكم أقول:
لعل الذي جوز الوجهين في هذه الكلمات السبع المذكورة أعلاه على وجه التقليل في ذوات الياء غيرها هو أنها تجاذبها سببان:
الأول: سبب تغليظ اللام، ويلزم منه الفتح، وهذا السبب هو وجود صاد مفتوحة أو ساكنة.
الثاني: سبب التقليل، ويلزم نه الترقيق، وهذا السبب هو وجود ألف منقلبة عن ياء.
فقوى الداني في جامعه والشاطبي في حرزه السبب الأول، وتبعهما على ذلك المغاربة والجزائريون والموريتانيون وسائر من يقرأ على رواية ورش في دول غرب إفريقيا، وعلى وفق ذلك طبعت مصاحفهم كما تقدم.
والمسألة تحتاج إلى تحرير ورجوع إلى الأصول، والذين يتكلمون عنها يصبون اهتمامهم إلى ما رجحه المحقق ابن الجزري في نشره من أن التغليظ لا يأتي إلا على الفتح، والترقيق لا يأتي إلا على التقليل، وهذا لا نختلف معهم فيه، إنما الذي نختلف معهم فيه هو جواز الفتح والتقليل في الكلمات السبع على وجه تقليل ذوات الياء المختلف فيها غير هذه السبعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[27 May 2010, 03:05 ص]ـ
بالإضافة إلى ما قال الشيخ آيت عمران أقول لأخي الحبيب عبد الحكيم:
قولكم:
عندنا في مصر يا شيخ محمد العمل علي الترقيق مع التقليل، والتغليظ مع الفتح
إن كنت تعتبر ذلك حجّة عندك، فالأمر ليس كذلك عندي ولا عند الأئمّة المعتبرين الذين كانوا يعتمدون على النصوص بالدرجة الأولى كما بيّنت ذلك غير ما مرّة.
قولكم:
ووجه بعضهم بأن الشاطبي قدم التفخيم لأنه قدم القصر في البدل لأن القصر اختياره وتقديم الشئ دليل علي الاهتمام به وجزم به أيضا.
هذا التوجيه يحتمل الظنّ فقط ولم يُبن على أصل بدليل أنّ الداني قد سبق الإمام الشاطبيّ في تقديم الوجه، بل اقتصر عليه في التيسير الذي يتعيّن منه التقليل في ذوات الياء. وقدّمه في جامع البيان وفي مصادره الأخرى. ويكفي في ذلك ثبوت الفتح مع التغليظ في هذه اللامات مع التقليل في ذوات الياء من طريق التيسير ليُبطل قول المخالفين. وقد نقلت لك أقوالا لبعض الأئمّة الذين صرّحوا بأنّ محلّ الخلاف يكون عند التقليل في ذوات الياء. أمّا عند الفتح فلا خلاف في الفتح والتغليظ في هذه اللامات.
فالكلام واضح كالشمس.
والعلم عند الله تعالى.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[27 May 2010, 06:14 م]ـ
يا شيخ عبد الحكيم، وشكرا على مداخلتك، ولو عينت ذاك البعض كنت لك من الشاكرين ..
السلام عليكم
راجع الفتح الرحماني ص 152 ذكر الشيخ عبد الرازق علي موسي في هامش الكتاب المذكور عند الحديث علي طال وفصالا، ونقل عن الاسقاطي هذا القول (((ووجه بعضهم بأن الشاطبي قدم التفخيم لأنه قدم القصر في البدل لأن القصر اختياره وتقديم الشئ دليل علي الاهتمام به وجزم به أيضا.))) قلته بالمعني
وهو وإن كان في " طال وفصالا " فهو يحمل هنا علي هذه المسألة وخاصة أن صاحب الفريدة ذكر أن الخلاف مفرع، أي متي أمال لم يغلظ ومتي فتح غلظ ونسب ذلك إلي ما حققه في النشر.
ورجح الشيخ الزعبي ـ وهو ليس بمصري ـ أيضا الترقيق في هامش " فتح الوصيد " للسخاوي تعليقا علي كلام السخاوي في هذا الصدد.
إن كنت تعتبر ذلك حجّة عندك، فالأمر ليس كذلك عندي ولا عند الأئمّة المعتبرين الذين كانوا يعتمدون على النصوص بالدرجة الأولى كما بيّنت ذلك غير ما مرّة ..
لو بعدت عن المصريين يا شيخ محمد " هتتعب أوي " وهما في ذاتهم حجة، وعليهم قام علم القراءات، والكل يعتمد علي كتب المصريين .. ولك تحياتي.
هذا التوجيه يحتمل الظنّ فقط ولم يُبن على أصل بدليل أنّ الداني قد سبق الإمام الشاطبيّ في تقديم الوجه، بل اقتصر عليه في التيسير الذي يتعيّن منه التقليل في ذوات الياء. وقدّمه في جامع البيان وفي مصادره الأخرى. ويكفي في ذلك ثبوت الفتح مع التغليظ في هذه اللامات مع التقليل في ذوات الياء من طريق التيسير ليُبطل قول المخالفين. وقد نقلت لك أقوالا لبعض الأئمّة الذين صرّحوا بأنّ محلّ الخلاف يكون عند التقليل في ذوات الياء. أمّا عند الفتح فلا خلاف في الفتح والتغليظ في هذه اللامات.
فالكلام واضح كالشمس.
والعلم عند الله تعالى.
طيب ما رأيك إن قلت لك: أن رؤوس الآي لنا التغليظ في نحو " ولا صلي" ولهم حجة قوية واحتجوا: " بأن الرواية وردت مجملة من غير تمييز "
هل لأحد أن يأخذ بالتغليظ في رؤوس الآي بمجرد ورود نص؟؟
وكما تركت قول الداني مع صريح النص الذي تتبناه في " الناس " المجرورة اتركها هنا، أوْ خُذْ بها في إمالة " الناس " ألم ينسب في التيسير الإمالة لأبي عمرو بكماله وذكر في الشاطبية أيضا لأبي عمرو بكماله .. فلم خالفت النص الصريح وأخذت بغيره؟؟
ألم ينسب الإدغام الكبير لأبي عمرو بكماله في التيسير والشاطبية فلم تركت صريح النص؟ ومع العلم أن بعض الشراح ذكروه للدروي أيضا.أليس كذلك؟؟
لو أجبت ستخالف ما تتبناه .. وعليه تستحق خمسة كروت حمراء " بسمة"
والسلام عليكم
والسلام عليكم
ـ[ايت عمران]ــــــــ[27 May 2010, 07:47 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بالهدوء والموضوعية، نستطيع الوصول إلى نتائج مرضية، فتحملونا بارك الله فيكم.
لقد وقفت على نص جيد في الموضوع، وأحب أن أنقله إلى فضيلتكم، قال الشيخ الأزميري في بدائع البرهان (ص 408) عند كلامه على سورة الغاشية ما نصه:
"قوله سبحانه وتعالى: {تصلى نارا حامية. تسقى من عين ءانية} فيه للأزرق سبعة أوجه:
الأول إلى الرابع:
ـ تغليظ اللام مع الفتح في {تصلى} مع فتح {تسقى} وقصر البدل من الشاطبية والتذكرة وتلخيص ابن بليمة، وبه قرأ الداني على ابن غلبون، ويجوز من الكامل والهداية، وطريق أبي معشر على اعتبار العارض.
ـ ومع توسط البدل من تلخيص ابن بليمة.
ـ ومع الطول من الشاطبية والكافي والكامل والتبصرة والتجريد والهداية.
ـ ومع تقليل {تسقى} وتوسط البدل من التيسير، وهو الأقيس فيه.
والخامس والسادس والسابع:
ـ ترقيق اللام مع التقليل في {تصلى} مع تقليل {تسقى} وتوسط البدل من التيسير والشاطبية.
ـ ومع الطول من العنوان والمجتبى والكامل والشاطبية.
ـ ومع قصر البدل من العنوان والمجتبى والكامل.
هذه من طريق الطيبة، وأما من طريق الشاطبية فله أربعة أوجه: فتحهما مع تغليظ اللام والقصر والطول في البدل، وتقليلهما مع ترقيق اللام والتوسط والطول في البدل"اهـ
فتبين من هذا أن ما يقرأ به أهل غرب إفريقيا صحيح من التيسير والطيبة، ولله الحمد والمنة، ولكم واسع النظر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[27 May 2010, 07:49 م]ـ
بل اقتصر عليه في التيسير الذي يتعيّن منه التقليل في ذوات الياء. فالكلام واضح كالشمس.
والعلم عند الله تعالى.
السلام عليكم
أخي الشيخ محمد يحيي شريف رجعت إلي كتاب التيسير فلم أجد ما تدعيه من أن صاحب التيسير اقتصر علي التغليظ في ذوات الياء.
هلا تفضلت وأتيت لنا بالدليل من التيسير علي ما تقول؟
علما بأنه في التيسير لم يذكر سوي ما يتعلق برؤوس الآي.
والسلام عليكم
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[27 May 2010, 08:03 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بالهدوء والموضوعية، نستطيع الوصول إلى نتائج مرضية، فتحملونا بارك الله فيكم.
لقد وقفت على نص جيد في الموضوع، وأحب أن أنقله إلى فضيلتكم، قال الشيخ الأزميري في بدائع البرهان (ص 408) عند كلامه على سورة الغاشية ما نصه:
"قوله سبحانه وتعالى: {تصلى نارا حامية. تسقى من عين ءانية} فيه للأزرق سبعة أوجه:
الأول إلى الرابع:
ـ تغليظ اللام ـ ومع تقليل {تسقى} وتوسط البدل من التيسير، وهو الأقيس فيه.
والخامس والسادس والسابع:
ـ ترقيق اللام مع التقليل في {تصلى} مع تقليل {تسقى} وتوسط البدل من التيسير والشاطبية.
فتبين من هذا أن ما يقرأ به أهل غرب إفريقيا صحيح من التيسير والطيبة، ولله الحمد والمنة، ولكم واسع النظر.
السلام عليكم
معذرة شيخنا لم أر نصكم إلا بعد ما كتبت ما طلبته من الشيخ محمد يحيي شريف.
أخي من أين أخذ الأزميري وجه (ـ تغليظ اللام ـ ومع تقليل {تسقى} وتوسط البدل من التيسير، وهو الأقيس فيه.) من التيسير؟
هلا وضعت لي النص وشرحته لي لو تفضلتم؟؟
لأن أحد الشراح القدامي الكبار قال (ولم يتعرض في التيسير إلا لرؤوس الآي) وهذا عند قول الشاطبي (وحكم ذوات الياء منها كهذه) فمن أين للأزميري هذا الكلام.؟
وجزاكم الله خيرا
والسلام عليكم
ـ[ايت عمران]ــــــــ[27 May 2010, 08:17 م]ـ
أخي من أين أخذ الأزميري وجه (ـ تغليظ اللام ـ ومع تقليل {تسقى} وتوسط البدل من التيسير، وهو الأقيس فيه.) من التيسير؟
هلا وضعت لي النص وشرحته لي لو تفضلتم؟؟
لأن أحد الشراح القدامي الكبار قال (ولم يتعرض في التيسير إلا لرؤوس الآي) وهذا عند قول الشاطبي (وحكم ذوات الياء منها كهذه) فمن أين للأزميري هذا الكلام.؟
وجزاكم الله خيرا
والسلام عليكم
وعليكم السلام، وأنتم من أهل الجزاء والإحسان.
لعله أخذ ذلك من أن الإمام الداني ذكر الوجهين في ذوات الياء التي ليس فيها لام مغلظة، ولم يذكر في التي فيها لام مغلظة إلا التغليظ، ولا يأتي التغليظ إلا مع الفتح، فعلم من ذلك أن هذا التغليظ يأتي على الفتح والتقليل في ذوات الياء التي ليس فيها لام.
فهل هذا واضح؟
بارك الله في علمكم.
ـ[الجكني]ــــــــ[27 May 2010, 08:20 م]ـ
وكاتب الحروف يشهد على هذا ويدين الله تعالى به.
وهذا ردّ على ما نلاحظه في هذه الأيام من محاولة طمس جهود وبركات مشايخنا المصريين من بعض الأقطار الذين قصارى جهد أعلمهم في القراءة دراية ودراية أن يكون تلميذاً للمصريين.
أما ما يتعلق بالمسألة فيكفي أن أخي الحبيب محمد يحي شريف ذكر أنه " اجتهد " فيها!
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[27 May 2010, 10:57 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
دكر الداني في باب اللامات القاعدة العامة للتغليظ وهو وقوع الحروف الثلاثة سواء سكنت أو فتحت قبل لام مفتوحة. ثم عرج على الخلاف في طال وأخواتها والتي تسكن عند الوقف ودكر الواقعة قبل الألف المنقلبة عن الياء في رؤوس الآي ولم يتعرض إلى الواقعة قبل الألف المنقلبة عن الياء في غير رؤوس الآي. دل على أنها مغلظة وفق القاعدة التي سطرها ابتداءً لأنه لم يجعلها ضمن ما اختلف فيه وما استثني. ولولا وجودي في السفر لنقلت كلام الداني.
وهذا ردّ على ما نلاحظه في هذه الأيام من محاولة طمس جهود وبركات مشايخنا المصريين من بعض الأقطار الذين قصارى جهد أعلمهم في القراءة دراية ودراية أن يكون تلميذاً للمصريين.
إن كان شيخنا الجكني يقصدني فأقول له كلامي لم يكن موجها لقطر من الأقطار وإنما أردت أن أقول العبرة بما ثبت عند التقدمين، وكلام المتأخرين على العين والرأس ولكن ليس على حساب أقول الأئمة القدامى. فعدم اعتباري بأقوالهم مستنداً إلى أقوال من تقدمهم ليس طمساً في جهودهم. فهل يقال أن الشيخ الجكني قد طمس جهود المحررين إن خالفهم؟
وأتحدى الجميع أن يأتوا بعبارة واحدة عرضت فيها من مقام واحد من العلماء لا سيما مشايخ مصر الأفاضل.
وأخيراً أقول إن كان العبرة بما هو عليه القراء اليوم فالأحرى على الأكادميين أن يتوقفوا من الدراسات والتحقيقات والبحث في الكتب والمصادر ويكتفوا بتقليد المشايخ في الأداء فحسب. إن كانت هده الدراسات لا تعتني بتقويم الأداء على ضوء التراث فلا أرى فائدة من دلك إلا الكلام النظري الدي لا يثمر من الناحية العملية. والأصل في علم القراءة الأداء، فالعلم ينبغي أن يخدم الأداء، فإن كان لا يخدمه فلا خير فيه.
وهدا آخر تدخلي في الموضوع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[27 May 2010, 11:46 م]ـ
وعليكم السلام، وأنتم من أهل الجزاء والإحسان.
لعله أخذ ذلك من أن الإمام الداني ذكر الوجهين في ذوات الياء التي ليس فيها لام مغلظة، ولم يذكر في التي فيها لام مغلظة إلا التغليظ، ولا يأتي التغليظ إلا مع الفتح، فعلم من ذلك أن هذا التغليظ يأتي على الفتح والتقليل في ذوات الياء التي ليس فيها لام.
فهل هذا واضح؟
بارك الله في علمكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
دكر الداني في باب اللامات القاعدة العامة للتغليظ وهو وقوع الحروف الثلاثة سواء سكنت أو فتحت قبل لام مفتوحة. ثم عرج على الخلاف في طال وأخواتها والتي تسكن عند الوقف ودكر الواقعة قبل الألف المنقلبة عن الياء في رؤوس الآي ولم يتعرض إلى الواقعة قبل الألف المنقلبة عن الياء في غير رؤوس الآي. دل على أنها مغلظة وفق القاعدة التي سطرها ابتداءً لأنه لم يجعلها ضمن ما اختلف فيه وما استثني. ولولا وجودي في السفر لنقلت كلام الداني.
السلام عليكم
بارك الله فيكم .. ما تحدثت به بقولك (لعله .. ) يدل علي أنه المفهوم من قول الداني وليس الصريح من قوله.
أما قول الداني في كتاب اللامات وفي جامع البيان ذكر الوجهين في نحو: (سيصلي نارا) وأشباهها، قال الداني بعد ذكره للأمثلة الخمسة التي فيها " صاد": ... ففي هذه اللام وجهان: التغليظ والترقيق .. ثم رجح التغليظ)) ا. هـ جامع البيان ص 361.
وذكر أن الترقيق من أجل الإمالة، إذن الداني ذكر الوجهين، ونوه الجعبري في شرحه علي الوجهين من كتاب اللامات ثم قال الجعبري: .. ووجها ذوات الياء مرتبان التغليظ مع الفتح، والترقيق مع الإمالة، ووجها الفاصلة مفرعان علي الإمالة) ا. هـ
ومن أمعن النظر في كلام الجعبري دل علي أن الخلاف مفرع في غير رؤوس الآي علي ما قدمنا.
إن كان شيخنا الجكني يقصدني فأقول له كلامي لم يكن موجها لقطر من الأقطار وإنما أردت أن أقول العبرة بما ثبت عند التقدمين، وكلام المتأخرين على العين والرأس ولكن ليس على حساب أقول الأئمة القدامى. فعدم اعتباري بأقوالهم مستنداً إلى أقوال من تقدمهم ليس طمساً في جهودهم.
وأتحدى الجميع أن يأتوا بعبارة واحدة عرضت فيها من مقام واحد من العلماء لا سيما مشايخ مصر الأفاضل.
وأخيراً أقول إن كان العبرة بما هو عليه القراء اليوم فالأحرى على الأكادميين أن يتوقفوا من الدراسات والتحقيقات والبحث في الكتب والمصادر ويكتفوا بتقليد المشايخ في الأداء فحسب. إن كانت هده الدراسات لا تعتني بتقويم الأداء على ضوء التراث فلا أرى فائدة من دلك إلا الكلام النظري الدي لا يثمر من الناحية العملية. والأصل في علم القراءة الأداء، فالعلم ينبغي أن يخدم الأداء، فإن كان لا يخدمه فلا خير فيه.
وهذا آخر تدخلي في الموضوع.
يا شيخ محمد الشيخ الجكني فيما يبدوا لي ليس يقصدك أنت، فهو يتكلم كلاما عاما، وكل يوم يخرج لنا شخص من قطر من الأقطار ويتحدث عن القراء المصرين وكأنهم ليسوا أهل دراية ولا رواية.
بينما هو جعل ديدنه الكتب وأنت تقلده في ذلك، ولقد جعلت لك سؤالا وللأسف لم تلتفت إليه لأنه لا جواب له.
يا شيخ محمد ليس كل شئ تحتاج فيه لنص، وأنت شخصيا تخالف ما تنادي به .. وأعيد لك السؤال مرة أخري:
وكما تركت قول الداني مع صريح النص الذي تتبناه في " الناس " المجرورة اتركها هنا، أوْ خُذْ بها في إمالة " الناس " ألم ينسب في التيسير الإمالة لأبي عمرو بكماله وذكر في الشاطبية أيضا لأبي عمرو بكماله .. فلم خالفت النص الصريح وأخذت بغيره؟؟
ألم ينسب الإدغام الكبير لأبي عمرو بكماله في التيسير والشاطبية فلم تركت صريح النص؟ ومع العلم أن بعض الشراح ذكروه للدروي أيضا.أليس كذلك؟؟
لو أجبت ستخالف ما تتبناه .. وعليه تستحق خمسة كروت حمراء " بسمة"
إلا أنك تحاول الفرار يا شيخنا بطريقة ظريفة حيث قلت ((وهذا آخر تدخلي في الموضوع.)) .. (مش عايزينك تخرج من الموضوع)
والسلام عليكم
ـ[ايت عمران]ــــــــ[28 May 2010, 01:31 ص]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم .. ما تحدثت به بقولك (لعله .. ) يدل علي أنه المفهوم من قول الداني وليس الصريح من قوله.
أما قول الداني في كتاب اللامات وفي جامع البيان ذكر الوجهين في نحو: (سيصلي نارا) وأشباهها، قال الداني بعد ذكره للأمثلة الخمسة التي فيها " صاد": ... ففي هذه اللام وجهان: التغليظ والترقيق .. ثم رجح التغليظ)) ا. هـ جامع البيان ص 361.
الكلام عن التيسير، وليس عن جامع البيان، فما مذهب الداني في التيسير في نظركم الكريم؟ إذا كنتم غير موافقين لما فهمتُه؟
وأرجو أن لا تبتعدوا عن الموضوع بمناوشات جانبية، حتى نخرج من هذه المسألة بنتيجة.
وإذا كان فهمك لكلام الشيخ الحبيب: السالم الجكني صحيحا؛ فيعني ذلك أنه لا علاقة له بما نحن نتكلم فيه، فهل كتبه خطأ في موضوعنا هذا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجكني]ــــــــ[28 May 2010, 01:34 ص]ـ
أضحك الله سنك يا أخي محمد، وحفظك ورعاك.
يعلم الله يا أخي أني لم أقصدك لا من قريب ولا من بعيد، بل ولا أقصد أي قطر من الأقطار الإفريقية ألبتة، فمعرفتي بك، وعلو مكانتك عندي يجعلني أوجه كلامي لك لو أردته صراحة وليس تلميحاً.
ـ[الجكني]ــــــــ[28 May 2010, 01:57 ص]ـ
أخي الكريم الشيخ محمد يحي شريف حفظه الله:
هاتان مداخلتان لبعض الإخوة في " منتدى شبكة القراءات القرآنية:
المداخلة الأولى كانت بقلم الأخت الكريمة " سميرة العاني " أسعدها الله، وهذا نصها:
أقول: إن قرأت بالفتح في ذوات الياء فليس لك في اللام الواقعة قبل ذوات الياء من غير رؤوس الآي إلاّ الفتح مع التغليظ، وإن قرأت بالتقليل في ذوات ا لياء جاز لك في اللام الوجهان: الفتح مع التغليظ والترقيق مع التقليل مع تقديم الأوّل في الأداء. وبالتالي فيكون:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
قلت ان قرأت بالفتح في ذوات الياء (وحددت هنا الفتح) فكان يجب ان تقول فليس لك في اللام الا التغليظ (رغم ان ماقرأناه على شيوخنا ان ذوات الياء تتبع اللام في تغليظها وترقيقها وليس العكس) .. وجاء في الوافي للقاضي رحمه الله في شرح البيتين اللذان ذكرتهما (فحينئذ يتعين مع التغليظ الفتح , ومع الترقيق التقليل)
الا اذا كانت ذات الياء من رؤوس الآي فانه يتعين معها ترقيق اللام لأنها تقلل قولا واحدا ........ ثم قلت وان قرأت (بالتقليل) ** وحددت ايضا التقليل** في ذوات الياء جاز لك في اللام الوجهان (الفتح مع التغليظ) فكيف يكون لي الفنح مع التغليظ ان كنت اقرأ بالتقليل
ذكرت هذا للتذاكر والتناقش وان كنت على خطأ فرحم الله من بيّن لنا الصواب.اهـ
المداخلة الثانية بقلم الأخ " أبو تميم حفظه الله، وهذا نصها:
نفس هذه المسألة أثارها أحد الأخوة الأفاضل في ملتقى أهل القراءات وادعى أن ابن الجزري رحمه الله نص على جواز التغليظ الذي يلزم عليه فتح ذات الياء مع التقليل في ذوات الياء غير رؤوس الآي, وعندما طولب بنص ابن الجزري قال بأنه أخبره به أحد زملائه ولم يطلع عليه بنفسه, وأنه سيبحث عنه, وإلى الآن لا توجد نتيجة, وعلى أية حال فهذه المسألة تحتاج إلى تأمل أكثر, والله أعلم. اهـ
والمداخلتنا على هذا الرابط:
http://qiraatt.com/vb/showthread.php?t=1483
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[28 May 2010, 02:44 م]ـ
الكلام عن التيسير، وليس عن جامع البيان، فما مذهب الداني في التيسير في نظركم الكريم؟ إذا كنتم غير موافقين لما فهمتُه؟
وأرجو أن لا تبتعدوا عن الموضوع بمناوشات جانبية، حتى نخرج من هذه المسألة بنتيجة.
وإذا كان فهمك لكلام الشيخ الحبيب: السالم الجكني صحيحا؛ فيعني ذلك أنه لا علاقة له بما نحن نتكلم فيه، فهل كتبه خطأ في موضوعنا هذا؟
السلام عليكم
أخي الكريم .. بداية أنا لم أخرج ولم أبتعد عن الموضوع بمناوشات، بل هذه " مداعبات " بيني وبين الشيخ محمد يحيي شريف دائما نحاول أن نطلف الجو (لأن الجزائريين نفسهم ضيق أوي. بسمة)
أما كلامي عما قاله د/ الجكني ـ حفظه الله ـ الحمد لله أن الدكتور كفاني تعب التبرير وها هو يعبر بنفسه. وأنا قد فهمتُ ما يرمي إليه من أول وهلة، لأنه لا يمكن أن يقصد مدرسة الجزائريين لأنه لا توجد مدرسة الآن للإخوة الجزائريين، وهذا بكلام الشيخ محمد يحيي شريف نفسه وهذا مع وجود مجيدي قراءة القرآن ولكنهم إما من شيخ مصري أو سوري ....
أما بخصوص موضوعنا أخي الكريم هذا الاستنباط الذي قلته قيل قبل ذلك ..
وفهمي أنا للموضوع (واقصد سيصلي ويصلي وأمثلته) إذا كان قد سكت عنه في التيسير فيحتمل أمرين:
الأول: أنه لا يجيز إلا التغليظ في هذه الكلمات ـ التي ليست برأس آية ـ لأنك قلت: إنه لم يستثن شيئا في اللامات في هذا الباب.
الثاني: أنه بالترقيق في هذه الكلمات ـ التي ليست برأس آية ـ لأنه لم يستثن هذه الكلمات في باب الإمالة وعلم هو أنها لا تحتاج لتنبيه لأن التغليظ والإمالة ضدان لا يمكن أن يجتمعا.
إذن إذا كان الأمر كذلك والاحتمالان قويان، فليس أمامنا إلا الرجوع إلي قول الإمام في مكان آخر ((وهذا ما حدث مع الشاطبي في (يؤاخذ) حيث ظن أن سكوت الداني عنه في التيسير ولم يذكره في مستثنيات البدل أن فيه الوجهين، واستثناء الداني لـ (يؤاخذ) موجود في جامع البيان)) وهذا ما نقول به هنا أن جواز الوجهين من مكان آخر،، كما سبق ونقلت لك من جامع البيان وكتاب اللامات للداني ـ كما قاله الجعبري ـ
هل اتضح ـ سيدي الفاضل ـ لماذا أتينا بالدليل من جامع البيان؟
والأمر الثاني: أن نتجه لقول شراح الشاطبية فقد ذكر بعضهم الوجهين ورجح التفخيم، وحمل بعضهم علي أن الوجهين مرتبان وانظر لقول الجعبري ـ رحمه الله ـ
ولقد نقلت لك قول صاحب فريدة الدهر وهو ينسب تفرع الوجهين للعلامة ابن الجزري.
وأقول: بالرجوع لما ذكره ابن الجزري في نهاية باب اللامات في النشر وبالتحديد في التنبيهات آخر الباب:
(الأول) إذا غلظت اللام في ذوات الياء نحو (صلى ويصلى) إنما تغلظ مع فتح الألف المنقلبة وإذا أميلت الألف المنقلبة في ذلك إنما تمال مع ترقيق اللام سواء كانت رأس آية أم غيرها إذ الإمالة والتغليظ ضدان لا يجتمعان وهذا مما لا خلاف فيه.)) 2/ 116
فما رأيك يا أخي الكريم في هذا الكلام؟؟؟
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ايت عمران]ــــــــ[28 May 2010, 05:32 م]ـ
وعليكم السلام
أشكركم يا فضيلة الشيخ على سعة صدركم، وأأكد لكم أني ما أريد إلا الوصول إلى الحق، والمسألة ليس هينة عندي؛ لأن هذا الوجه الذي تريدون إبعاده يقرأ به عشرات الملايين من المسلمين، وعلى مر مآت السنين.
وأبدأ من حيث انتهيتم، فأقول:
أولا: كلام المحقق ابن الجزري ليس في محل النزاع، لأنه يريد أن التغليظ والتقليل لا يمكن اجتماعهما في محل واحد ككلمة {يصلى}.
ثانيا: صاحب الفريدة فهم كلام المحقق ابن الجزري خطأ، وفهم الأزميري أولى منه، كما أنه أعلم منه.
ثالثا: ما أحلتم عليه من كلام الإمام الداني في الجامع، واعتبرتموه بيانا لما في التيسير، هو عليكم وليس لكم، ورأيت أن أنقل نصه في الجامع وفي الموضح كاملا ـ رغم طوله ـ لأهميته.
قال في جامع البيان: "فإن أتت اللام وقبلها صاد أيضا وبعدها ألف منقلبة من ياء في غير فاصلة، وجملة ذلك خمسة مواضع: في سبحان {يصلاها مذموما} وفي الانشقاق {ويُصَلَّى سعيرا} وفي الغاشية {تصلى نارا حامية} وفي الليل {لا يصلاها إلا الأشقى} وفي المسد {سيصلى نارا} وكذلك قوله: {من مقام إبراهيم مصلى} عند الوقف خاصة لأنه منون و {الذي يصلى النار} لأن الألف تذهب في الوصل، على مذهبهما (يعني: يعقوب وأبا الأزهر) في هذه اللام وجهان: التغليظ والترقيق، فالتغليظ على ما أصلاه في اللام مع الصاد، والترقيق على قولهما في إمالة الألف المنقلبة من الياء وما قبلها، والأقيس ههنا التغليظ بخلاف ما هو فيما قبله (يعني: ما كان رأي آية) لعدم الإتباع والتشاكل اللذين حسنا الترقيق وقرباه ههنا"
وقال في الموضح في الفتح والإمالة: "فصل: فإن أتت اللام وقبلها صاد وبعدها ألف منقلبة من ياء في غير فاصلة، وجملة ذلك خمسة مواضع: أولها في سبحان {يصلاها مذموما} وفي الانشقاق {ويُصَلَّى سعيرا} وفي الغاشية {تصلى نارا حامية} وفي والليل {لا يصلاها إلا الأشقى} وفي تبت {سيصلى نارا} وكذلك {من مقام إبراهيم مصلى} في البقرة عند الوقف خاصة لأنه منون، ففي هذه اللام أيضا وجهين (كذا في المطبوع): التفخيم والترقيق، فالتفخيم على ما أصله في اللام مع الصاد، والترقيق على مذهبه في إمالة الألف المنقلبة عن الياء وما قبلها، والأوجه ههنا التفخيم، بخلاف ما هو فيه (كذا في المطبوع) قبله؛ وذلك أن الترقيق إنما حسن فيه من أجل المشاكلة به بين الفواصل؛ ليأتي جميعها على لفظ واحد، فلما عدم ذلك هاهنا، ولم يكن قبله ولا بعده ما يتبعه؛ فيسوى لذلك بين لفظه؛ فيحسن ويخف، كان التفخيم أوجه"
فما معنى أن يرجح الإمام الداني التغليظ؟
لا يعني ذلك إلا أنه يرجحه على الوجهين في ذوات الياء الأخرى.
رابعا: لا أظن أن للإمام الداني كتابا اسمه: كتاب اللامات، ولعلكم تقصدون كتاب الإمالات، وهو الموضح الذي نقلت منه آنفا.
والله أعلم.
ـ[رفعت احمد]ــــــــ[28 May 2010, 05:47 م]ـ
قال الشيخ ايهاب فكرى فى تقريب الشاطبية ص422:
لاحظ ان المشهور عند المغاربة فى زماننا فى رواية ورش فى نحو (يصلى) فى الانشقاق و (صلى) فى القيامة و (يصلاها) فى سورة اليل ونحوها القراءة بالفتح قولا واحدا فلا تقليل فى ذلك عندهم وترتب على هذا تغليظ اللام قولا واحدا وستلاحظ ذلك فى المصاحف المرسومة لديهم حيث لا يضعون علامة امالة-يقصد تقليل التغديرة السوداء- تحت هذه الكلمات وينسبون ذلك الى طرقهم التى قرءوا بها اما من طريق الشاطبية فياتى التقليل فى هذه الكلمات.
ـ[ايت عمران]ــــــــ[28 May 2010, 06:05 م]ـ
هو كذلك، لكن في ص412
وسألته ـ حفظه الله ـ قائلا: هل تقرئون بهذا الوجه؟
فأجاب: أما من طريق الشاطبية فلا، لأن الشيوخ المصريين لا يرونه.
وأما من طريق الطيبة فنعم.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[28 May 2010, 06:29 م]ـ
وأبدأ من حيث انتهيتم، فأقول:
أولا: كلام المحقق ابن الجزري ليس في محل النزاع، لأنه يريد أن التغليظ والتقليل لا يمكن اجتماعهما في محل واحد ككلمة {يصلى}.
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب: بل هو في أصله أخي الكريم، وأنا معك في أن الإمالة والتغليظ ضدين ليس هما محل النزاع، بل لا حظ معي هذه العبارة للعلامة ابن الجزري ((إذا غلظت اللام في ذوات الياء نحو (صلى ويصلى) إنما تغلظ مع فتح الألف المنقلبة) فماذا يعني أخي الكريم بقوله ((إذا غلظت اللام في ذوات الياء؟؟))
فلماذا وضع هذا الشرط عند تغليظ اللام؟؟
ولماذا ربط تغليظ اللام وترقيقه بالإمالة والفتح؟
ولماذا لم يقيد كما فعل غيره؟
كل هذه التساؤلات توضح الغرض من كلام ابن الجزري، وأري أخي الفاضل أن هذا الكلام لا يحتاج لكثير بيان ولا إلي طول تعليق.
وهذا القول لا بن الجزري يوافق قول الجعبري وها هو قول الجعبري ((قال الجعبري: .. ووجها ذوات الياء مرتبان التغليظ مع الفتح، والترقيق مع الإمالة، ووجها الفاصلة مفرعان علي الإمالة) ا. هـ
قل لي ـ سيدي الفاضل ـ: ماذا يقصد الجعبري بهذا الكلام؟؟
ثانيا: صاحب الفريدة فهم كلام المحقق ابن الجزري خطأ، وفهم الأزميري أولى منه، كما أنه أعلم منه.
.
الجواب: يا أخي الكريم أقول لك قولا ـ علي رأي محمد يحيي شريف ـ: (أحيانا يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر) وأعتقد أن هذا فهم القراء المصريين جميعا عندنا.
والذي يظهر لي إلي الآن أن فهم صاحب الفريدة أصوب. والله أعلم
ثالثا: ما أحلتم عليه من كلام الإمام الداني في الجامع، واعتبرتموه بيانا لما في التيسير، هو عليكم وليس لكم، ورأيت أن أنقل نصه في الجامع وفي الموضح كاملا ـ رغم طوله ـ لأهميته.
قال في جامع البيان: "فإن أتت اللام وقبلها صاد أيضا وبعدها ألف منقلبة من ياء في غير فاصلة، وجملة ذلك خمسة مواضع: في سبحان {يصلاها مذموما} وفي الانشقاق {ويُصَلَّى سعيرا} وفي الغاشية {تصلى نارا حامية} وفي الليل {لا يصلاها إلا الأشقى} وفي المسد {سيصلى نارا} وكذلك قوله: {من مقام إبراهيم مصلى} عند الوقف خاصة لأنه منون و {الذي يصلى النار} لأن الألف تذهب في الوصل، على مذهبهما (يعني: يعقوب وأبا الأزهر) في هذه اللام وجهان: التغليظ والترقيق، فالتغليظ على ما أصلاه في اللام مع الصاد، والترقيق على قولهما في إمالة الألف المنقلبة من الياء وما قبلها، والأقيس ههنا التغليظ بخلاف ما هو فيما قبله (يعني: ما كان رأي آية) لعدم الإتباع والتشاكل اللذين حسنا الترقيق وقرباه ههنا"
وقال في الموضح في الفتح والإمالة: "فصل: فإن أتت اللام وقبلها صاد وبعدها ألف منقلبة من ياء في غير فاصلة، وجملة ذلك خمسة مواضع: أولها في سبحان {يصلاها مذموما} وفي الانشقاق {ويُصَلَّى سعيرا} وفي الغاشية {تصلى نارا حامية} وفي والليل {لا يصلاها إلا الأشقى} وفي تبت {سيصلى نارا} وكذلك {من مقام إبراهيم مصلى} في البقرة عند الوقف خاصة لأنه منون، ففي هذه اللام أيضا وجهين (كذا في المطبوع): التفخيم والترقيق، فالتفخيم على ما أصله في اللام مع الصاد، والترقيق على مذهبه في إمالة الألف المنقلبة عن الياء وما قبلها، والأوجه ههنا التفخيم، بخلاف ما هو فيه (كذا في المطبوع) قبله؛ وذلك أن الترقيق إنما حسن فيه من أجل المشاكلة به بين الفواصل؛ ليأتي جميعها على لفظ واحد، فلما عدم ذلك هاهنا، ولم يكن قبله ولا بعده ما يتبعه؛ فيسوى لذلك بين لفظه؛ فيحسن ويخف، كان التفخيم أوجه"
فما معنى أن يرجح الإمام الداني التغليظ؟
لا يعني ذلك إلا أنه يرجحه على الوجهين في ذوات الياء الأخرى.
.
الجواب: أخي الكريم أنا ذكرت لك في مداخلات سابقة أن الداني يقول بالوجهين ورجح التفخيم، وأنتم والشيخ محمد يحيي تقولان بأن هناك قولا واحدا في التيسير، وأنا اعترضت عليكما في كونكما جعلتما الداني يقول بقول واحد في المسألة. فليس الخلاف في ترجيح الداني من عدمه، بل ماذا قال العلامة ابن الجزري في المسألة؟
السلام عليكم
بارك الله فيكم .. ما تحدثت به بقولك (لعله .. ) يدل علي أنه المفهوم من قول الداني وليس الصريح من قوله.
أما قول الداني في كتاب اللامات وفي جامع البيان ذكر الوجهين في نحو: (سيصلي نارا) وأشباهها، قال الداني بعد ذكره للأمثلة الخمسة التي فيها " صاد": ... ففي هذه اللام وجهان: التغليظ والترقيق .. ثم رجح التغليظ)) ا. هـ جامع البيان ص 361.
وذكر أن الترقيق من أجل الإمالة، إذن الداني ذكر الوجهين، ونوه الجعبري في شرحه علي الوجهين من كتاب اللامات ثم قال الجعبري: .. ووجها ذوات الياء مرتبان التغليظ مع الفتح، والترقيق مع الإمالة، ووجها الفاصلة مفرعان علي الإمالة) ا. هـ
ومن أمعن النظر في كلام الجعبري دل علي أن الخلاف مفرع في غير رؤوس الآي علي ما قدمنا.
رابعا: لا أظن أن للإمام الداني كتابا اسمه: كتاب اللامات، ولعلكم تقصدون كتاب الإمالات، وهو الموضح الذي نقلت منه آنفا.
والله أعلم.
الجواب: والله يا شيخنا في مخطوطة الجعبري عندي واضح وضوح الشمس في علاه قال (اللامات) وأنا أتذكر هذا الاسم منذ القدم لعل أحد الإخوة يرشدنا إليه
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[28 May 2010, 09:48 م]ـ
هل يسمح لي السادة الكرام أئمة الفن وطلاب العلم:
بالتطفل على مائدتهم هذه؟
أم يبقون النقاش مغلقا، لأني أرغب عن كتابة غير المفيد الجديد.
بعد قسط من الراحة بما أصابتي من نصب تتبع طرق القراءات
وإن هذا الموضع لمن مواضعه لا سيما في المسألة الأولى حيث اجتمع مد البدل وذوات الوجهين بين الترقيق والفتح من ذوات الياء
أما في اللامات فالطرق عزيزة أي نادرة لا تكاد تتضح قراءة أي لم يبين الداني مثلا قراءته بتفخيم اللام فيما صح فتحه منها والعكس على أي شيوخه، وهو من العجيب.
أخوكم طالب العلم
الحسن محمد ماديك
ـ[ايت عمران]ــــــــ[28 May 2010, 10:47 م]ـ
الجواب: بل هو في أصله أخي الكريم، وأنا معك في أن الإمالة والتغليظ ضدين ليس هما محل النزاع، بل لا حظ معي هذه العبارة للعلامة ابن الجزري ((إذا غلظت اللام في ذوات الياء نحو (صلى ويصلى) إنما تغلظ مع فتح الألف المنقلبة) فماذا يعني أخي الكريم بقوله ((إذا غلظت اللام في ذوات الياء؟؟))
فلماذا وضع هذا الشرط عند تغليظ اللام؟؟
ولماذا ربط تغليظ اللام وترقيقه بالإمالة والفتح؟
ولماذا لم يقيد كما فعل غيره؟
وعليكم السلام
شيخي الكريم: كلام الحافظ ابن الجزري لا يجوز أن يجتزأ، بل لا بد أن يذكر بقيده، فالحكم يتناول المقيد مع قيده، فقوله: "إذا غلظت اللام في ذوات الياء" مقيد بقوله: "نحو: {صلى} و {يصلى} " فكلامه في ذواة الياء في هذه الكلمات وما شابهها كما هو مفهوم من قوله: "نحو" لا في مطلق ذوات الياء، وهذا جواب عن أسئلتك الثلاثة.
هذا، وقد وقفت على نص في النشر أرجو منكم ومن مشايخنا في الملتقى أن يتمعنوا فيه معي، فلعله يحل الإشكال.
قال المحقق ابن الجزري في النشر (2/ 81) في التنبيه السادس على باب الإمالة: "فليعلم أن قوله في طه: {لتجزى كل نفس}، و {فألقاها}، {وعصى آدم}، و {ثم اجتباه ربه}، و {حشرتني أعمى}، وقوله في النجم: {إذ يغشى}، و {عمن تولى}، و {أعطى قليلا}، و {ثم يجزاه}، و {أغنى}، و {فغشاها} وقوله تعالى في القيامة: {أولى لك}، و {ثم أولى لك}، وقوله في الليل: {من أعطى}، و {لايصلاها} فإن أبا عمرو يفتح جميع ذلك من طريق المميلين له رؤوس الآي؛ لأنه ليس برأس آية، ما عدا {موسى} عند من أماله عنه؛ فإنه يقرؤه على أصله بين بين.
والأزرق عن ورش يفتح جميعه أيضاً من طريق أبي الحسن بن غلبون، وأبيه عبد المنعم، ومكي، وصاحب الكافي، وصاحب الهادي، وصاحب الهداية، وابن بليمة، وغيرهم؛ لأنه ليس برأس آية.
ويقرأ جميعه بين بين من طريق التيسير، والعنوان، وعبد الجبار، وفارس بن أحمد، وأبي القاسم بن خاقان؛ لكونه من ذوات الياء، وكذلك {فأما من طغى} في النازعات، فإنه مكتوب بالياء.
ويترجح له ـ عند من أمال ـ الفتح في قوله تعالى: (لا يصلاها) في (والليل) كما سيأتي في باب اللامات والله أعلم".
فهل هذا في موضوعنا، أم أنا واهم؟
أما الشيخ الحسن ماديك قأقول له: البيت بيتك، فلا تحتاج إلى استئذان، لكن هذا من طيب معدنك، جزاك الله خيرا.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[28 May 2010, 11:53 م]ـ
[/ RIGHT]
ويترجح له ـ عند من أمال ـ الفتح في قوله تعالى: (لا يصلاها) في (والليل) كما سيأتي في باب اللامات والله أعلم".
فهل هذا في موضوعنا، أم أنا واهم؟
السلام عليكم
رغم عدم موافقتي لجوابكم السابق ولعل أحد الأفاضل يوضحها أكثر، إلا أنني سأتناول هذه الجزئية المهمة من سؤالك:
ولو وضعنا بجوار نصكم هذا النص من النشر في باب اللامات يبقي الإشكال:
((واختلفوا فيما إذا وقع بعد اللام ألف ممالة نحو: (صلى، وسيصلى، ومصلى، ويصلاها).
فروى بعضهم تغليظها من أجل الحرف قبلها. وروى بعضهم ترقيقها من أجل الإمالة.
ففخمها في التبصرة والكافي والتذكرة والتجريد وغيرها.
ورققها في المجتبي وهو مقتضى العنوان والتيسير وهو في تلخيص أبي معشر أقيس. والوجهان في الكافي وتلخيص ابن بليمة والشاطبية والإعلان وغيرها.
وفصل آخرون في ذلك بين رؤوس الآى وغيرها فرققوها في رؤوس الآى للتناسب وغلظوها في غيرها لوجود الموجب قبلها وهو الذي في التبصرة وهو الاختيار في التجريد والأرجح في الشاطبية والأقيس في التيسير وقطع أيضاً به في الكافي إلا أنه أجرى الوجهين في غير رؤوس الآى))
(يُتْبَعُ)
(/)
ما معني قوله (مقتضي ـ والأقيس)؟
وهل هذا الوجه (التغليظ مع الإمالة في غير يصلي ونحوها) وجه قياس؟
أما الذي يقتضيه التيسير وجه الترقيق في اللام في حالة الإمالة.
كيف يكون التفسير؟
والسلام عليكم
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[30 May 2010, 02:10 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
سأتعرّض في هذه المداخلة إلى أربعة محاور:
المحور الأول: اقتصار الداني على الفتح والتغليظ في نحو {يصلاها} في كتابه التيسير.
قال الداني في كتابه التيسير: واعلم أنّ ورشاً كان يُغلّظ اللام إذا تحرّكت بالفتح، ووليها من قبلها صادٌ أو ظاءٌ أو طاءٌ، وتحرّكت هذه الحروف الثلاثة بالفتح أو سكنت لا غير.
فالصاد نحو قوله عزّ وجلّ: {الصلاة} و {مصلّى} و {فيصلب} و {فصلّى} وشبهه.
والظاء نحو قوله عزّ وجلّ {وإذا أظلم} و {يظلمون}، و {بظلام} وشبهه.
والطاء نحو قوله تعالى {الطلاق} و {معطّلة}، و {بطل} و {مطلع الفجر} وشبهه.
فإن وقعت اللام مع الصاد في كلمة رأس آية وسورة أواخر آيها على ياء نحو {ولا صلّى} و {فصلّى} احتملت التغليظ والترقيق، والترقيق أقيس، لتأتي الآي بلفظ واحد.
وكذلك إن وقعت اللام طرفاً، ووليها الثلاثة الأحرف، فالوقف عليها يحتمل التغليظ والترقيق، والتغليظ أقيس بناءً على الوصل. " ص197 طبعة مكتبة الصحابة الإمارات الشارقة)
أقول: من خلال كلام الداني المنقول أعلاه يتبيّن أنّه اقتصر على وجه التغليظ والفتح في اللامات الواقعة قبل ذوات الياء في غير رؤوس الآي وبيان ذلك كالتالي:
أوّلاً: ذكره للقاعدة العامة وهو قوله: "واعلم أنّ ورشاً كان يُغلّظ اللام إذا تحرّكت بالفتح، ووليها من قبلها صادٌ أو ظاءٌ أو طاءٌ، وتحرّكت هذه الحروف الثلاثة بالفتح أو سكنت لا غير." ففي كلمة {صلى} نلاحظ أنّها توافق الشروط التي وضعها الداني في هذه التعريف وهو كون اللام مفتوحة وقعت قبلها صاد مفتوحة" ولأدهي من ذلك أنّه مثّل ب {مصلّى} في البقرة من غير قيد لا بوصل ولا بوقف دلّ أنّها مغلّظة في الوصل والوقف.
ثانياً: استثنى اللواتي يعقن قبل ذوات الياء في رؤوس الآي فذكر الخلاف مع تقديم التقليل وما أشار إلى اللواتي يقعن في غير رؤوس الآي لا من قريب ولا من بعيد.
ثالثاً: إن كانت هذه اللامات توافق القاعدة الأولى التي سطرها الداني بداية وما أشار إلى استثنائها والخلاف فيها دلّ ذلك أنّها مغلظة بالضرورة وليس بالاحتمال. فالذين لم يستثنوا {آلان} و {عادا الاولى} من البدل كان على أساس عدم ذكر الكلمتين في المستثنيات ولا يحتاج أن يصرّح المؤلّف بأنّها غير مستثناة، فعدم ذكرها في المستثنيات دلّ أنّها ليست مستثناة بالضرورة وليس بالاحتمال والظنّ.
رابعاً: من المعلوم أنّ الداني قرأ على ثلاثة مشايخ: أبي الحسن، وابن الخاقان، وفارس ابن أحمد. فأمّا أبو الحسن فلا شكّ أنّه قرأ عليه بالفتح والتغليظ في نحو {يصلاها} لأنّه مذهبه الفتح في ذوات الياء. السؤال الآن: هل قرأ على ابن الخاقان وفارس ابن أحمد بالتقليل مع الترقيق أم بالوجهين عليهما أم على أحدهما بوجه والآخر بوجه؟ ففي المسألة غموض واحتمال، ولو صرّح أنّه قرأ بالوجهين على ابن خاقان لزال الإشكال ولقلنا أنّ الوجهين من التيسير لأنّ الداني أسند قراءته في التيسير إلى ابن خاقان. بينما نجد عبارة الداني في كتابه النيسير مهملة للترقيق والتقليل في نحو {يصلاها} وهذا ما يجعلنا نقوّي الاحتمال بأنّ الداني قرأ على ابن خاقان بالفتح والتغليظ وعلى فارس ابن أحمد بالترقيق مع التقليل أم بالوجهين. وعبارة الداني صريحة في التيسير، والذين نسبوا وجه التقليل مع الترقيق إلى التيسير كان على أسلس ما ذكر في جامع البيان وهذا فيه نظر إذ كتاب التيسير مستقلّ عن كتاب جامع البيان إلاّ ما صرّح الداني في الجامع أنّه قرأ على ابن خاقان فيُلحق بكتاب التسير، والأمر ليس كذلك في هذه المسألة.
خامساً: ذكر المنتوري بأنّ الوجهين مذهب الداني في جامع البيان وفي التمهيد، وإيجاز البيان، والتلخيص، والموضح، وأهمل ذكر التيسير ممّا يدلّ على أنّ الداني لم يذكر في تيسيره إلاّ الفتح والتغليظ (انظر شرح الدرر اللوامع للمنتوري ص: 2/ 620).
(يُتْبَعُ)
(/)
سادساً: إنّ المغاربة قديماً ما وضعوا علامة التقليل في هذه اللامات مع التذكير أنّهم كانوا يقرءون لنافع من طريق التيسير والذي هو أصل منظومة الدرر اللوامع لابن بري وهو الطريق الأكثر شهرة عند المغاربة لنافع. فتجريدهم لهذه العلامة في مصاحفهم مع قراءتهم بتوسط البدل والتقليل في ذوات الياء من التيسير دلّ على صحّة هذا الوجه وقوّته في الأداء من طريق التيسير وكذا من طريق الشاطبيّة بالضرورة خلافاً لمن قال بأنّ هذا الوجه لا يُقرأ به من الشاطبيّة والتيسير.
سابعاً: حتّى وإن سلّمنا أنّ وجه الترقيق مع التقليل ثابت من طريق التيسير على أساس ما ذُكر في جامع البيان ألاّ أنّ وجه الفتح مع التغليظ يبقى المقدّم في الأداءً من طريق التيسير أي من طريق التقليل في ذوات الياء. فلا أدري لماذا مشايخنا المشارقة الذين قرأنا وتتلمذنا عليهم يمنعون ذلك.
المحور الثاني: إنّ الخلاف المنقول في نحو {يصلاها} لا يكون إلاّ على وجه التقليل في ذوات الياء لقول ابن بري في الدرر اللوامع:
والخلف في طال وفي فصالا ..... وفي ذوات الياء إن أمالا
قال المنتوري (ت834): " وفيه تنبيه على أنّ الخلاف لا يعرض في تغليظ اللام من أجل الألف المنقلبة عن الياء، إلاّ على القول بإمالة ذوات الياء بين بين وأمّا على القول بالفتح فلا يعرض في ذلك خلاف، إذ لا مانع من التفخيم (شرح الدرر 2/ 618).
وقال الخرّاز (ت718) في القصد النافع على الدرر اللوامع ص 295: "وقوله – أي ابن بري – (إن أمالا)، يعني أنّه لا يعرض الخلاف في تفخيم اللام من أجل الألف المنقلبة عن الياء إلاّ على القول بالإمالة في ذوات الياء على الجملة، إذ لا تجتمع الإمالة مع التفخيم في حرف واحد"
وقال الجعبري: "ويجوز أن يُقال إنّ الخلاف على قول من يميل ذوات الياء لأنّ اللام جاورها ما يقتضي تغليظها وما يقتضي ترقيقها، لكن التغليظ يكون ههنا أولى من الإمالة، لأنّه شبّه الخلاف الذي هنا بالخلاف الذي سكن للوقف ... " (إبراز المعاني ص 264 دار الكتب العلمية).
وقال الفاسي (ت656) في شرحه على الشاطبيّة (1/ 387): "فلا يخلو القارئ من أن يقرأ لورش ذوات الياء بالفتح أو بالتقليل، فإن كان يقرأ له بالفتح فلا خلاف في تفخيم اللام إذ لا موجب للعدول عنه، وإن كان يقرأ له بالتقليل فلا يتأتّى له الجمع بينه وبين التفخيم لتنافرهما. وإذا لم يأت له ذلك أتى بأحدهما وترك الآخر. فإن فتح فخّم، وإن قلّل رقّق."
المحور الثالث: إمتناع أئمّتنا عن الجمع بين التفخيم والتقليل إن كانا في حرف واحد فقط وليس على الإطلاق. فإن انفصلت الصفتان كلّ في حرف مستقلّ فلا مانع من ذلك بدليل: قول الخرّاز: "إذ لا تجتمع الإمالة مع التفخيم في حرف واحد"، وقول الفاسي: "وإن كان يقرأ له بالتقليل فلا يتأتّى له الجمع بينه وبين التفخيم لتنافرهما. وإذا لم يأت له ذلك أتى بأحدهما وترك الآخر. فإن فتح فخّم، وإن قلّل رقّق." فقوله: "فإن فتح فخّم، وإن قلّل رقّق" أي إن فتح الألف غلّظ اللام في نحو {يصلاها} وإن قلّل الألف رقّق اللام فيها. وليس المراد من ذلك منع التغليظ والفتح في {يصلاها} مع التقليل في {قضى} بسبب عدم اجتماعهما في حرف واحد، وإنّما منعوا الجمع بين التغليظ والتقليل في آن واحد. بدليل قول ابن الجزري: "إذا غلظت اللام في ذوات الياء نحو (صلى ويصلى) إنما تغلظ مع فتح الألف المنقلبة وإذا أميلت الألف المنقلبة في ذلك إنما تمال مع ترقيق اللام سواء كانت رأس آية أم غيرها إذ الإمالة والتغليظ ضدان لا يجتمعان وهذا مما لا خلاف فيه." النشر 2/ 116. أقول: أشار إلى عدم إمكان عن الفتح والترقيق، والتقليل والتفخيم في (صلى ويصلى) أي نفس الحرف دون غيره لذا فليس هناك ما يمنع تغليظ {يصلاها} مع التقليل في نحو {قضى} وإنّما المنع يكون عند اجتماع الضدّين في حرف واحد.
المحور الرابع: بيان الأوجه مع توجيهها:
الوجه الأوّل: قصر البدل مع الفتح في ذوات الياء والفتح مع التغليظ في نحو {يصلاها} وهذا لا خلاف فيه.
الوجه الثاني: توسط البدل مع التقليل في ذوات الياء والفتح مع التغليظ في نحو {يصلاها} وهذا ظاهر عبارة التيسير وهو المقدّم في الأداء.
الوجه الثالث: توسط البدل مع التقليل في ذوات الياء والتقليل مع الترقيق في نحو {يصلاها} وهو الوجه الثاني من التيسير إن سلمنا به على ما في جامع البيان.
الوجه الرابع: طول البدل مع الفتح في ذوات الياء و والفتح مع التغليظ في نحو {يصلاها} وهذا لا خلاف فيه كما في الوجه الأول.
الوجه الخامس: طول البدل مع التقليل في ذوات الياء والفتح مع التغليظ في نحو {يصلاها} لكون الخلاف يرد على وجه تقليل الذوات
الوجه السادس: طول البدل مع التقليل في ذوات الياء والتقليل مع الترقيق في نحو {يصلاها} لكون الخلاف يرد على وجه تقليل الذوات.
وليس هناك من النصوص فيما يبدو يمنع الوجهين الأخيرين إلاّ إذا اتضحت مصادر الشاطبيّة في طول البدل ففي هذه الحالة ينبغي النظر فيها.
والعلم عند الله تعالى.
أخي عبد الحكيم سأعود إليك في مسألة إمالة {الناس} وستُطرد من الملعب نهائياً. (ابتسامة)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[31 May 2010, 01:24 ص]ـ
ورققها في المجتبي وهو مقتضى العنوان والتيسير وهو في تلخيص أبي معشر أقيس. والوجهان في الكافي وتلخيص ابن بليمة والشاطبية والإعلان وغيرها.
وفصل آخرون في ذلك بين رؤوس الآى وغيرها فرققوها في رؤوس الآى للتناسب وغلظوها في غيرها لوجود الموجب قبلها وهو الذي في التبصرة وهو الاختيار في التجريد والأرجح في الشاطبية والأقيس في التيسير وقطع أيضاً به في الكافي إلا أنه أجرى الوجهين في غير رؤوس الآى))
ما معني قوله (مقتضي ـ والأقيس)؟
وهل هذا الوجه (التغليظ مع الإمالة في غير يصلي ونحوها) وجه قياس؟
أما الذي يقتضيه التيسير وجه الترقيق في اللام في حالة الإمالة.
كيف يكون التفسير؟
والسلام عليكم
السلام عليكم
شيخنا الكريم قبل أن أطرد من الملعب نهائيا أود تفسيرا لهذا التساؤل الذي أمامك.
هل هذا الوجه وجه قياس؟ ولو كان الأمر كذلك .. فكيف يقدم وجه قياس علي وجه رواية؟ لأن مقتضي التيسير وجه الترقيق في اللام في حالة الإمالة .. أليس كذلك؟؟
أم أن في كلام ابن الجزري اضطرابا؟
هذه عدة تساؤلات علي عجلة لا نشغالي .. وبارك الله فيكم
والسلام عليكم
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[31 May 2010, 10:57 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
عبارة التيسير واضحة كالشمس، وأنا بدوري أطالبك أن تُثبت لنا وجه الترقيق من العبارة الموجودة في التيسير.
إن كان ابن الجزري ينقل من مصدر أليس الأولى بل الواجب الرجوع إلى المصدر للتأكّد من المعلومة، فإن خالف ابن الجزري ما في المصدر مالعمل؟ أترك لك الإجابة.
أذكرك أنّ كناب التيسير هو المصدر وابن الجزري مجرّد ناقل.
قد تقول لعلّه اختلاف في النسخ، أقول لك هات الدليل.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[31 May 2010, 08:50 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
عبارة التيسير واضحة كالشمس، وأنا بدوري أطالبك أن تُثبت لنا وجه الترقيق من العبارة الموجودة في التيسير.
إن كان ابن الجزري ينقل من مصدر أليس الأولى بل الواجب الرجوع إلى المصدر للتأكّد من المعلومة، فإن خالف ابن الجزري ما في المصدر مالعمل؟ أترك لك الإجابة.
أذكرك أنّ كناب التيسير هو المصدر وابن الجزري مجرّد ناقل.
قد تقول لعلّه اختلاف في النسخ، أقول لك هات الدليل.
السلام عليكم
أخي الحبيب الشيخ محمد .. يبدوا أنك ستأخذ كروتا حمراء من هنا للجزائر.
يا شيخ محمد يحيي شريف: الإمام ابن الجزري مجرد ناقل؟؟؟!!! (ده كلام يا شيخ محمد؟) ـ هنا كرت أحمر ـ
يا شيخ محمد يحيي شريف قلت: " فإن خالف ابن الجزري ما في المصدر مالعمل؟ أترك لك الإجابة." (ده كلام يا شيخ محمد؟) ـ هنا كرت أحمر آخر ـ
يا شيخ محمد يحيي شريف قلت: " قد تقول لعلّه اختلاف في النسخ، أقول لك هات الدليل " (ده كلام يا شيخ محمد؟) ـ هنا كرت أحمر آخر ـ
أخي الحبيب الشيخ محمد يحيي شريف .. ماذا فعلت بالعلامة ابن الجزري؟ مجرد ناقل ـ خالف المصدر ـ (ده كلام يا شيخ محمد؟) ـ هنا كرت أحمر آخر ـ
نتحدث الآن بجدية لأن الكروت نفذت.
يا شيخ محمد يحيي شريف قلت: " عبارة التيسير واضحة كالشمس "
هل يا شيخنا تستطيع أن تستخرج لنا نصا صريحا من التيسير يقول بالوجه الواحد كما هي واضحة عندك؟؟
مع العلم أن الجعبري أيضا ذكر بأن التيسير لم يتعرض في اللامات لغير رؤوس الآي .. هل الجعبري أيضا مجرد ناقل، لم يفهم عبارة التيسير؟؟ حظك الكروت نفذت.
السلام عليكم
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[31 May 2010, 11:23 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الجدال المستمرّ الذي لا يُفضي إلى أيّ نتيجة دَه كان زمان
لن أتعب نفسي أكثر مما ذكرتُ، ولم يُكتب عليّ أقناعك يا أخي.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[01 Jun 2010, 12:04 ص]ـ
السلام عليكم
يا شيخ محمد
أنت تدعي أن عبارة التيسير واضحة وضوح الشمس في علاه، والله لو كنت تملك قولا صريحا من التيسير لما سكت ولملئت لي الصفحة.
يا حبيبنا الصراحة تريحنا جميعا هل أنت أعلم من ابن الجزري؟ أظن هذا الموضع لا ينفع قولك (يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر).
لو كان معك دليل من التيسير هات، ولك أن تستعين بمن تشاء
والسلام عليكم
ـ[محمد أحمد الأهدل]ــــــــ[13 Oct 2010, 11:11 ص]ـ
وقفت على كلام لابن الجزري رحمه الله في النشر في باب الفتح والإمالة، ولعله هو الذي يقصده إخواننا الأفاضل من أن ذوات الياء الواقعة بعد لام من اللامات التي يفخمها ورش من غير رؤوس الآي، فعلى تقليل ذوات الياء الغير واقعة بعد لام مما يفخمه ورش يجوز في ذوات الياء الواقعة بعد لام وجهان:
الفتح مع تفخيم اللام، والتقليل مع ترقيقها.
قال رحمه الله:
" والأزرق عن ورش يفتح جميعه ـ أي جميع ذوات الياء التي ليست من رؤوس الآي ـ أيضاً من طريق أبي الحسن ابن غلبون، وأبيه عبد المنعم، ومكى، وصاحب الكافي، وصاحب الهادي، وصاحب الهداية، وابن بليمة وغيرهم؛ لأنه ليس برأس آية، ويقرأ جميعه بين بين من طريق التيسير والعنوان وعبد الجبار وفارس بن أحمد وأبي القاسم بن خاقان لكونه من ذوات الياء وكذلك (فأما من طغى) في النازعات، فإنه مكتوب بالياء، ويترجح له عند من أمال الفتح في قوله تعالى (لا يصلاها) في والليل كما سيأتي في باب اللامات والله أعلم" اهـ.
ومعلوم بأن ذوات الياء في غير رؤوس الآي لا تقلل ـ من الشاطبية ـ إلا على توسط أو إشباع البدل، فعلى هذا يجوز توسط البدل مع فتح نحو: (يصلاها) كما تقدم في كلام الشيخ محمد يحيى شريف حفظه الله، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ايت عمران]ــــــــ[13 Oct 2010, 02:59 م]ـ
تم نقل هذا النص سابقا، وفهمت منه ما فهمتموه أنتم.
بارك الله فيكم.
ـ[عبد الله حسن الشتوي]ــــــــ[13 Oct 2010, 03:20 م]ـ
بارك الله فيكم اعلى هذه المداخلات القيمة والمفيدة
وارى ان وجه تغليظ اللام مع توسط البدل وتقليل ذوات الياء صحيح مقروء به من طريق الداني وعليه العمل عندنا في المغرب قراءة واقراء وضبطا للمصاحف ولا يوجد من يقول بخلافه الا ما كان من اسانيد ائمة الاقراء في المشرق والله اعلم.
ـ[محمد أحمد الأهدل]ــــــــ[13 Oct 2010, 07:30 م]ـ
تم نقل هذا النص سابقا، وفهمت منه ما فهمتموه أنتم.
بارك الله فيكم.
عفواً فضيلة الشيخ ايت عمران بارك الله فيك:
أنا لم أطلع على نقلك لهذا النص إلا بعد أن كتبتُه، ثم الذي حملني على إضافته أنني كنت أنكر على من يقول بأن ابن الجزري نص على هذه المسألة، وقد نقل شيخنا الجكني حفظه الله مشاركتي من منتدى شبكة القراءات التي باسم (أبو تميم) التي فيها عدم التسليم بأن ابن الجزري تكلم عن هذه المسألة، فلما اطلعت على هذا النص رأيت أن أضيفه، والله المستعان.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[14 Oct 2010, 10:38 م]ـ
رابعا: لا أظن أن للإمام الداني كتابا اسمه: كتاب اللامات، ولعلكم تقصدون كتاب الإمالات، وهو الموضح الذي نقلت منه آنفا.
والله أعلم.
السلام عليكم
قال الجعبري "شرح باب اللامات في الشاطبية ": عبر عن الفرع بالتغليظ لأول الباب تبعا للتيسير، وبالتفخيم في آخره تبعا لكتاب اللامات وتنبيها علي الترادف) ا. هـ
والسلام عليكم
ـ[ايت عمران]ــــــــ[15 Oct 2010, 02:29 ص]ـ
السلام عليكم
قال الجعبري "شرح باب اللامات في الشاطبية ": عبر عن الفرع بالتغليظ لأول الباب تبعا للتيسير، وبالتفخيم في آخره تبعا لكتاب اللامات وتنبيها علي الترادف) ا. هـ
والسلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وشكر الله لكم حرصكم شيخنا الكريم، وأخشى أن يكون في المخطوطة تحريف، لأن الإمام الدني في كتابه "المُوضِّح لمذاهب القرّاء واختلافهم في الفتح والإمالة وبين اللفظين" الذي يُطلَق عليه اختصارا (كتاب الإمالات) ذكر ـ أيضا ـ التفخيم بدل التغليظ، وهذا نص كلامه: "اعلم أن ورشا من طريق أبي يعقوب الأزرق عنه، روى عن نافع أنه كان يفخم اللام إذا تحركت بالفتح لا غير ووليها من قبلها صاد أو طاء أو ظاء؛ تحركت هذه الثلاثة الأحرف بالفتح أو سكنت لا غير".
وسأحاول التأكد من نسخ أخرى من مخطوطات كنز المعاني، ولعل المشايخ يتحفوننا بما لديهم، وجزى الله الجميع خيرا.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[15 Oct 2010, 06:18 م]ـ
السلام عليكم
بارك فيك أخي الكريم
وأود أن أوضح أمرا في هذه المسألة:
أن الخلاف الدائر بين الإخوة علي وجه إمالة ذوات الياء نحو (أتي) مع فتح ذوات الياء المصاحبة للام المغلظة في غير رؤوس الآي نحو (يصلاها).
فقد رجح الداني التغليظ في غير كتاب التيسير، والشاطبي ذكر الخلف من غير ترجيح.
وهناك قاعدة:
أن من ذكر وجها في كتاب (التيسير مثلا) ثم ذكر وجها آخر في كتاب آخر (جامع البيان مثلا) لا يلزم هذا الوجه الأخير أن نلزم به الكتاب الأول " التيسير ".
بالضبط مثل ما حدث مع مكي القيسي فقد ترك ذكر الإدغام الكبير في التبصرة وذكره في غيره .. هل يلزم من ذلك أن ننسب إليه ما ذكره في غير التبصرة في التبصرة؟
ونصه في التبصرة: وأجمعوا علي إدغام " تحاجون" وعلي إظهار " مناسككم " فليس في شئ منه اختلاف إلا ما جاء عن أبي عمرو وسنذكره في غير هذا الكتاب.) ص 115
وكذا ما في الدرة لا يؤخذ له بما في النشر وخاصة الكلمات الأربع (لا يخرج ـ عمرة ـ سقاة ـ نغرقكم) فلا يقرأ بهذه الكلمات من الطيبة وتجوز القراءة بها في الدرة.
ولذا كان سؤالي: هل ذكره في التيسير؟
والسلام عليكم
ـ[ايت عمران]ــــــــ[15 Oct 2010, 06:52 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله.
فقد رجح الداني التغليظ في غير كتاب التيسير، والشاطبي ذكر الخلف من غير ترجيح.
عفوا شيخنا الكريم، الشاطبي رحمه الله ذكر الخلف ورجح التغليظ، ألم يقل:
وفي طال خلف مع فصالا وعندما ــــ ــ ــــ يسكن وقفا والمفخم فضلا
وحكم ذوات الياء منها كهذه
يعني: فيها الخلف، والمفخم فضلا.
بارك الله فيكم.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[15 Oct 2010, 07:41 م]ـ
السلام عليكم
معذرة شيخنا الكريم كلامك صواب.وهذا سهو مني
فاعتبرها كتاب التيسير فقط كما في التساؤل أعلاه.
وجزاكم الله خيرا
والسلام عليكم(/)
تأملوا ذلك المصحف الباهر الذي ورثناه عن الوالد رحمه الله
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[26 May 2010, 01:24 ص]ـ
http://www.tafsir.net/vb/%3Ca%20href=http://www.m5zzn.com/upload%20target=_blank%3E[img]http://www.m5zzn.com/upload/uploads/m5zzn-f9a4ba852f.jpg بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وبعد ..
فتلك الصور المرفقة هي من مصحف ورثته عن والدي رحمه الله تعالى ورضي عنه وأجزل له المثوبة. وقد أهدى أحد العلاملين بالسلك الدبلوماسي هذا المصحف لوالدي، حيث كان عاملا بالسفارة وطبيعة عمله الالتقاء بالجنسيات المختلفة.
ومن الجدير الذي أذكر به والدي رحمه الله أنه في آخر 10 سنوات من عمره توجه إلى القرآن وإلى قيام الليل بصورة عجيبة، حتى كان يقضي الليل في الصلاة وقراءة القرآن، وكان يناديني أحيانا لأصحح له قراءة معينة، وكان إذا عرف فضل شيء يقوم به من الأجر عند الله يأخذ في الضحك ويلهث بحمد الله تعالى. وكان يناديني أحيانا وهو يستعد لصلاة الليل فيطلب أن انظر له الرمز الذي كتبه على التقويم التاريخي على الحائط فربما كان [م] أو كان [ل] أو كان [أ] فكان للرمز فائدة عنده في ورد من السور يتلوه في الصلاة بحيث يأتي على سور معينة تسهل عليه أن يقرأ بها. فرحمه الله تعالى رحمة واسعة، وغفر له، وأسكنه فسيح الجنان.
بيانات حول المصحف:
كتب المصحف بالخط المغربي
وقد كتبه الخطاط الشيخ الحاج زهير باش مملوك، المتوفي سنة 1885م
المصحف آية في الجمال الزخرفي، وقد نقش بما يغلب أنه ماء الذهب (مع الأخذ في الاعتبار أن من الفقهاء من حرم استعمال الذهب في المصحف، ومنهم من أجازه للنساء دون الرجال)
وإليكم صفحات من المصحف الجليل:
الصفحة الثانية من بطانة المصحف
http://www.m5zzn.com/upload/uploads/m5zzn-648d0abaca.jpg (http://www.m5zzn.com/upload)
صفحة تعريف بالخطاط والقارئ الذي راجع المصحف
http://www.m5zzn.com/upload/uploads/m5zzn-a94780beee.jpg (http://www.m5zzn.com/upload)
الفاتحة والبقرة
http://www.m5zzn.com/upload/uploads/m5zzn-3de332a04f.jpg (http://www.m5zzn.com/upload)
صفحات متعددة من المصحف
http://www.m5zzn.com/upload/uploads/m5zzn-379c1e7157.jpg (http://www.m5zzn.com/upload)
http://www.m5zzn.com/upload/uploads/m5zzn-f8d46e9525.jpg (http://www.m5zzn.com/upload)
http://www.m5zzn.com/upload/uploads/m5zzn-d1b97ed50b.jpg (http://www.m5zzn.com/upload)
http://www.m5zzn.com/upload/uploads/m5zzn-362d64bfcd.jpg (http://www.m5zzn.com/upload)
صفحة التعريف بالمصحف وفيها ملاحظة مهمة للمقرئ الدلاعي الذي راجع المصحف
http://www.m5zzn.com/upload/uploads/m5zzn-31d93294b2.jpg (http://www.m5zzn.com/upload)
http://www.m5zzn.com/upload/uploads/m5zzn-f9a4ba852f.jpg (http://www.m5zzn.com/upload)
ـ[محب القراءات]ــــــــ[26 May 2010, 11:04 ص]ـ
جزاك الله خيرا , ورحم الله والدكم وغفر له.
وواضح فعلا الجهد الذي بذله الخطاط في هذا المصحف الشريف, إلا أنني لا أدري على أي أساس يغير لون الكتابة بالأحمر؟! لم يتضح لي.
وعلى أي حال فهذه النسخة ستفيد الباحثين في علم رسم المصحف خاصة المتابعين لتطور الكتابة في المصحف عبر التاريخ.
وأريد أن أتعرف أكثر على عالم القراءات الذي راجع هذا المصحف , المقرئ: محمد علي الدلاعي , فحبذا لو كتب من يعرفه نبذة عنه خاصة من أهل تونس الكرام.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[26 May 2010, 07:10 م]ـ
بالبحث المبدئي الساذج عرفت أنه من أشهر مقرئي تونس قريبي العهد؟
وفيما يتعلق بالتلوين لبعض الكلمات فلم أقف - مثلكم - على وجه ذلك، إلا أن الذي يظهر لي أنه وفق معيار محدد وليس لمجرد التزيين، ولكن يبدو لي كذلك أنه معيار اتفاقي وليس مطردا في كل المصحف.
والله تعالى أعلم
ـ[ .. سرى .. ]ــــــــ[29 May 2010, 11:57 م]ـ
غفر الله لوالدكم وجعله الله من أهله وخاصته، ونحن وإياكم~
ـ[الوافي الحر]ــــــــ[28 Jun 2010, 11:34 م]ـ
كل الشكر لك أخي الكريم ... وغفر الله لوالدكم وأسكنه فسيح جناته وجمعكم به في مستقر رحمته ...(/)
ما رأيكم في إنكار الترجيح بين القراءات المتواترة؟
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[26 May 2010, 06:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
ما رأيكم في إنكار الترجيح بين القراءات المتواترة؟
قال أبو جعفر النحّاس:
" السلامة عند أهل الدين -إذا صحّت القراءتان - ألاّ يقال إحداهما أجود من الأخرى لأنهما جميعًا عن النبي صلى الله عليه وسلم فيأثم من قال ذلك وكان رؤساء الصحابة ينكرون مثل هذا ".
مع أني قرأت مفاضلة لأحد كبار أهل العلم المتقدمين وقد اشتهر باقتفاء السنة؟
جزاكم الله خيرا.
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[26 May 2010, 12:03 م]ـ
الترجيح بين القراءات المتواترة له جانبان
الأول من حيث الثبوت: وهذا لا ينبغي الترجيح فيه فإنها من حيث الثبوت سواء وفي مقام واحد من التواتر والقبول.
الثاني: من حيث قوة الفصاحة أو وضوح المعنى أو البلاغة: فإنه يمكن المفاضلة بينها في هذا الجانب ولا حرج فيه، وقد أشار إلى جواز ذلك وفعله كثير من علماء القراءات المتقدمين والمتأخرين، ويفهم من قول ابن الجزري وغيره في بيان شروط القراءة المقبولة أن تكون بوجه فصيح أو أفصح، فمن المتواتر ما كان على وجه فصيح ومنها ما كان على وجه أفصح، وكذلك المعنى قد يظهر في إحدى القراءتين بشكل أظهر من الأخرى، كما يحصل بين الآيات، والله أعلم.
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[26 May 2010, 02:41 م]ـ
شكرا للأخت أم الأشبال على إشراكنا معها فيما يستوقفها من قضايا
وللأخ الأستاذ أحمد شكري فيما سطره وبيّنه. هذا موضوع قيّم يستوقف كثيرا من الدارسين ويقلِّدُ فيه الناس بعضهم، ويتورَّع آخرون عن الخوض فيه خشية أن يقعوا في قَفْوِ ما ليس لهم به علم أو تورعا عن الخوض في موضوع مهيب وفي هذا جاء قول أبي جعفر النحاس السابق. ولديّ رأيٌ كنتُ كوّنته عن هذه المسألة منذ سنين لم يطرُق فاكرتي ما يجعلني أحيد عنه، ودون خوض في التيارات الثلاثة الرئيسة وهي موقف ابن جرير والزمخشري وأهل القراءات ودون مناقشة آرائهم لضيق الوقت ولأنها قد نوقشت في الملتقى من قبل، أذكر رأيي - بتواضع- عن هذه المسألة:
المتواتر هو المصحف وما اتفقت عليه القراءات أما ما سوى ذلك فيعجبني قول من قال إن القراءات العشر متواترة عن القراء لا في نفسها، عن النبي صلى الله عليه وعلى آله، مثلما أن كتب الحديث الرئيسة كالصحيحين والسنن متواترة عن مصنفيها وهي في مجملها آحاد فيما بين المصنفين وبين النبيّ صلى الله عليه وآله وقد سارع بعض الناس إلى ادعاء تواتر القراءات لأسباب إما أنه مزج بين الصحة والقبول والشهرة وبين التواتر، ولكن الصواب هو ما قررته. أو أنه تعصب لعلمه وتخصصه أو أنه فهم قول الله تعالى "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" على وجه من وجوه المعاني.
وعليه فلا بأس من الترجيح بين القراءات وإعمال الفكر أيها أكثر موافقة للسياق والمعنى فهي روايات صحيحة
لقراءة رسم يحتملها. وذلك لأن القراء الكبار الذين رويت عنهم القراءات وحملت أسماءهم إنما اختاوا من الوجوه ما رأوه أصحّ فقد رجّحوا هُمْ ضمنيا بين القراءات. ونحن نعتقد أن القراء العشرة كانوا يعرفون جميع القراءات وأن التاريخ قد نقل لنا ما استمروا على الإقراء به برهة ترجيحاً منهم واختياراً لقراءة على قراءة.
والله أعلمُ
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[27 May 2010, 05:54 ص]ـ
أقدم شكري للأستاذين الفاضلين، لتكرمهم بإفادة أختهم طالبة العلم.
وهذه نقولات أردت أن أضيفها، لعلي أخطأت في اختيارها ولعلها مفيدة للموضوع الدائر عليه الحديث أترك الحكم للأساتذة الكرام.
بالنسبة للصحابة قال صاحب تسهيل علم القراءات:
وسبب الخيارات إما التسهيل على لغة من كان يقرؤه الصحابي من قبيلة .... لكنه يضاف أنه ربما تخير حكما لسبب جمالي أو تأثيري في القراءة على لغة أحد القبائل.
ورد في طبقات الحنابلة:
وقال أبو داود سمعت أحمد سئل عن القراءة في فاتحة الكتاب ملك أو مالك يعني أيهما أحب إليك قال: مالك أكثر ما جاء في الحديث.
أما نافع وكما ورد في تسهيل علم القراءات، فقد قال:
أدركت عدة من التابعين، فنظرت إلى ما اجتمع عليه اثنان منهم فأخذته، وما شذ فيه واحد تركته حتى ألفت هذه القراءة.
أما حمزة فقد كان يقول " ما قرأت حرفا إلا بأثر "
أما الكسائي فقد كان يتخير كما يظهر دون أثر معتمدا على معرفته باللغة العربية كما يظهر والله أعلم.
فقد ورد في كتاب المبسوط في القراءات العشر لابن مهران:
ذكر أن الكسائي كان يقرأ " مالك " بالألف زمانا، ثم قال: لاأبالي كيف قرأتها " ملك" " أو مالك ".
وكان أبو عمرو يقرأ:
بما يختار من لغة العرب، وبما بلغه من لغة النبي صلى الله عليه وسلم وجاء تصديقه في كتاب الله تعالى.
والله أعلم.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[07 Jul 2010, 12:44 م]ـ
قال ابن عطية - رحمه الله - (: هذه القراءات لا يظن إلا أنها مروية عن النبي عليه السلام: وبجميعها عارض جبريل عليه السلام مع طول السنين توسعة على هذه الأمة، وتكملة للسبعة الأحرف حسب ما بيناه في صدر هذا التعليق، وعلى هذا لا يقال: هذه أولى من جهة نزول القرآن بها، وإن رجحت قراءة فبوجه غير وجه النزول) المحرر الوجيز،تفسير الآية: 140 من سورة آل عمران
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السراج]ــــــــ[07 Jul 2010, 02:15 م]ـ
الحل المناسب الذي أراه حتى نوفق لترجيحات أهل العلم هو الاختيار.
لأن هذا الذي يرجح هل يعد منكراً لتلك القراءات المروية المرجوحة عنده؟، ولأن أيضاً هذا الموضوع قد كثر فيه الخصام والجدال وهو ما زال بين شدٍّ وجذب.
والاختيار هو: أن يعمُدَ من كان أهلاً له إلى القراءات المروية فيختار منها ما هو الراجح عنده، ويجرد من ذلك طريقاً في القراءة على حدة، وقد وقع ذلك من كبار أهل العلم مثل الإمام علي بن حمزة الكسائي، وممن اختار أيضاً كما اختار الكسائي: أبو عبيد القاسم بن سلام، وأبو حاتم السجستاني -إمام أهل البصرة في زمانه وأعلم الناس في وقته وأوانه-، والمفضل، وأبو جعفر الطبري، ومكي بن أبي طالب وغيرهم.
والله أعلم.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[23 Jul 2010, 07:17 ص]ـ
أشكر أخي أبا صفوت والسراج على إضافتهما.
الحل المناسب الذي أراه حتى نوفق لترجيحات أهل العلم هو الاختيار.
لأن هذا الذي يرجح هل يعد منكراً لتلك القراءات المروية المرجوحة عنده؟، ولأن أيضاً هذا الموضوع قد كثر فيه الخصام والجدال وهو ما زال بين شدٍّ وجذب.
والاختيار هو: أن يعمُدَ من كان أهلاً له إلى القراءات المروية فيختار منها ما هو الراجح عنده، ويجرد من ذلك طريقاً في القراءة على حدة، وقد وقع ذلك من كبار أهل العلم مثل الإمام علي بن حمزة الكسائي، وممن اختار أيضاً كما اختار الكسائي: أبو عبيد القاسم بن سلام، وأبو حاتم السجستاني -إمام أهل البصرة في زمانه وأعلم الناس في وقته وأوانه-، والمفضل، وأبو جعفر الطبري، ومكي بن أبي طالب وغيرهم.
والله أعلم.
المشكلة أن هناك من يرجح.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[23 Jul 2010, 01:47 م]ـ
المشكلة أن هناك من يرجح.
الترجيح بين القراءات من جهة المعنى والشهرة لا إشكال فيه؛ بل لا يكون الاختيار إلا بعد ترجيح.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[23 Jul 2010, 06:19 م]ـ
المقصود من كلام ابن عطية المنقول عاليا جواز الترجيح بين القراءات الثابتة من غير جهة النزول وامتناعها من جهة النزول
وليس في هذا إشكال والله أعلم
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[25 Jul 2010, 05:01 ص]ـ
الترجيح بين القراءات من جهة المعنى والشهرة لا إشكال فيه؛ بل لا يكون الاختيار إلا بعد ترجيح.
فسر أكثر أخي الكريم، اشرح لي ما كتبت.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[25 Jul 2010, 05:03 ص]ـ
المقصود من كلام ابن عطية المنقول عاليا جواز الترجيح بين القراءات الثابتة من غير جهة النزول وامتناعها من جهة النزول
وليس في هذا إشكال والله أعلم
أنت أيضا أخي الكريم أشرح لي ماكتبت حتى أفهم أكثر.(/)
علم التجويد وأثره في تقويم اللسان وتصحيح النطق
ـ[أحمد القضاة]ــــــــ[26 May 2010, 02:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يهدف هذا البحث إلى بيان أثر علم التجويد في تقويم اللسان وتصحيح النطق وتحسين اللفظ من خلال ارتباطه بعلوم القرآن من جهة وبعلوم اللغة العربية وبخاصة علم أصوات العربية من جهة أخرى, ويركز البحث على قضيتين أساسيتين هما:
1) مراتب القراءة.
2) أسس علم التجويد.
مبيناً أثرهما في تقويم النطق وتحسين اللفظ ومؤكداً عناية علماء التجويد بجميع مباحث هذا العلم نظرياً وتطبيقياً، واهتمامهم بالدقائق والجزئيات مما يدل على بلوغ الغاية في حسن الأداء وصحة النطق وسلامة اللفظ.
ـ[أحمد القضاة]ــــــــ[26 May 2010, 02:23 م]ـ
نُشر هذا البحث في مجلة الزرقاء للبحوث والدراسات
وهي مجلة علمية محكمة تصدر عن عمادة البحث العلمي في جامعة الزرقاء بالأردن.(/)
قراءة مالك عن نافع المدني
ـ[الحداوي]ــــــــ[27 May 2010, 01:20 ص]ـ
هل هناك دراسة تأصيلية حول قراءة مالك عن نافع المدني القرءان الكريم علما أننا نجد الامام مالك حافظ لكتاب الله تعالي رواية وسندا ومتنا.
نحن نعلم أن نافع الدني شيخ مالك وبالتالي قرأ مالك عليه القرءان الكريم فمن يفيدونا في هدا المجال؟
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[27 May 2010, 10:04 ص]ـ
قال الإمام ابن الجزري - رحمه الله - في غاية النهاية 2/ 35:
مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر أبو عبد الله الأصبحي المدني إمام دار الهجرة وصاحب المذهب، أخذ القراءة عرضاً عن نافع بن أبي نعيم، روى القراءة عنه أبو عمرو الأوزاعي ويحيى بن سعيد والحلواني في قول الهذلي ولا يصح، ولد سنة ثلاث وسبعين ومات سنة تسع وسبعين ومائة. ا. هـ(/)
قراءة الإمام نافع المدني، رواته الأربعة، وطرقهم العشرة " الحلقة الأولى "
ـ[أبو تراب الجزائري]ــــــــ[27 May 2010, 08:47 م]ـ
قراءة الإمام نافع المدني، رواته الأربعة، وطرقهم العشرة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، سيد خلق الله أجمعين، وعلى آل بيته الطاهرين، وصحبه الأكرمين، ومَنْ تبعه من المؤمنين، صلاةً دائمة إلى يوم الدين. وبعد:
ـ من القراء الأعلام، وأحد البدور السبعة، الذين ذاع صيتهم واشتهرت قراءتهم في الأمصار، وتلقت الأمة تلاوتهم بالصحة والقبول، وكثرت الرواية عنهم، إمام أهل المدينة، " أبو رؤيم نافع بن عبد الرحمن المدني ".
* قال في قراءته الإمام مالك بن أنس، وأحمد بن حنبل، ما نصه:
قال سعيد بن منصور: سمعت مالك بن أنس يقول قراءة أهل المدينة سنة، قيل له قراءة نافع قال:نعم. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي أََيُ القراءة أحب إليك، قال قراءة أهل المدينة، قلت فإن لم يكن، قال قراءة عاصم.
* تَلقَّى الإمام نافع رحمه الله، القرآن الكريم عرضاً وسماعاً عن جماعة من تابعي أهل المدينة منهم:
يزيد بن رومان، ومسلم بن جندب، وصالح بن خوات، والأصبغ بن عبد العزيز النحوي، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وأبوجعفر يزيد بن القعقاع القارئ، و شيبة بن نصاح، وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، و الزهري، وغيرهم من التابعين.
* وروى القراءة عنه، عرضاً وسماعاً، خلق كثير، منهم:
إسماعيل بن جعفر، وعيسى بن وردان، و سليمان بن مسلم بن جماز، و الإمام مالك بن أنس، وهؤلاء من أقرانه. و إسحاق بن محمد، و أبو بكر و إسماعيل ابنا أبي أويس، وعيسى بن مينا قالون، و هؤلاء من أهل المدينة. و أبوعمرو بن العلاء، و عثمان بن سعيد ورش، و عبد الله بن وهب، و الليث بن سعد، و أشهب بن عبد العزيز، و هؤلاء من أهل مصر، و غيرهم من أهل الشام و المغرب.
* ومن جملة هؤلاء الآخذين عن هذا الإمام الجليل، اشتهر عنه أربع رواة، أخذوا القراءة عنه تلاوة، وأدوها إلينا حكاية ورواية وهم:
1 ـ إسماعيل بن جعفر أبي كثير الأنصاري، توفي ببغداد سنة 180 هـ
2 ـ إسحاق بن محمد المسيبي، توفي سنة 206 هـ.
3 ـ عيسى بن مينا قالون، توفي سنة 220 هـ. وهؤلاء الثلاثة مدنيون.
4 ـ عثمان بن سعيد ورش المصري، توفي سنة 197 هـ.
* أشار إليهم الحاقظ أبي عمرو الداني في الأرجوزة المنبهة، فقال:
ممَّن روى عن نافعٍ إسحاقُ ومثلهُ ثلاثةٌ حذَّاقُ
ورشٌ وقالونُ وإسماعيلُ وكلُّهم مؤْتمنٌ جليلُ
فهؤلاء الرَّاويُّون عنهُ أربعةٌ فاحفظهُ وعلمنْهُ
* فقول الحافظ في هؤلاء الرواة الأربعة " حذَّاقٌ، وكلهم مؤتمنٌ جليلُ " شهادةٌ على عدالتهم، وضبطهم، فيما نقلوه، فشهادةُ الحافظ أبي عمرو الداني إمام أهل المشرق والمغرب، تُغْنِينَا عن البحث في كتب تراجم وسير القراء، فلا أحد أعلم منه، بأحوال القراء وأخبار الرواة، وكلُّ من ألَّف بعده في علم التراجم، أخذ من أقواله.
يقول في ذلك الإمام ابن الجزري رحمه الله، في معرض كلامه على معرفة أحوال رجال القراءات: " وإذا كان صحة السند من أركان القراءة كما تقدم، تعين أن يعرف حال رجال القراءات، كما يعرف أحوال رجال الحديث، لا جرم اعتنى الناس بذلك قديماً، وحرص الأئمة على ضبطه عظيماً، وأفضل من علمناه تعاطى ذلك وحققه، وقيد شوارده ومطلقه، إماما الغرب والشرق، الحافظ الكبير الثقة، أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني ـ مؤلف التيسير، وجامع البيان، وتاريخ القراء، وغير ذلك ممن انتهى إليه تحقيق هذا العلم وضبطه وإتقانه ببلاد الأندلس والقطر الغربي.
. . .. "
والله الموفق
يتبع. . .
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[17 Nov 2010, 10:55 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للتذكير بمواصلة البحث والإفادة
بارك الله فيكم
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[17 Nov 2010, 12:47 م]ـ
جزاكم الله خيرا، وننتظر إكمال البحث.
ـ[محمد الحسن بوصو]ــــــــ[17 Nov 2010, 01:51 م]ـ
شكرا للشيخ/أبي تراب الجزائري، وأضم صوتي إلى صوتي الأستاذين حكيم بن منصور وزكرياء توناتي حاثين على وفاء الوعد بمواصلة البحث.
ونضيف إثراءً عند قول الشيخ أبي تراب الجزائري "روى عنه خلق كثير" أن الشيخ أبا سرحان مسعود بن جموع، أحد أبرز تلاميذ عبد الرحمن بن القاضي الفاسي قد حدّهم في كفاية التحصيل ص 158 سطر أول بقوله "والذين رووا عن نافع مائتان وستون رجلا، والمشهور منهم أربعة، كما في المنبهة" وإن ذكر المحقق في الهامش أن في نسخة (ج) مائتان وخمسون.
ولا يخفى أن عدّ أبي عمر بن العلاء من المصريين سهو قلم
ـ[معاذ الطالب]ــــــــ[17 Nov 2010, 05:01 م]ـ
تسجيل متابعة ...
وللإشارة والتذكير فهناك منظومات في العشر الصغرى لنافع، أهمها وأشهرها: الدرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع، لابن بري أبي الحسن الرباطي التازي، الذي جمع فيه قراءة نافع من رواية ورش طريق أبي يعقوب الأزرق، ورواية قالون طريق أبي نشيط المروزي، ثم تفصيل عقد الدرر، لابن غازي المكناسي، حيث ذكر فيه ما لم يذكره ابن بري في الدرر من طرق نافع العشرة.
واصل أخي الفاضل ...(/)
روائع البيان في رثاء الشيخ عامر السيد عثمان
ـ[شريف بن أحمد مجدي]ــــــــ[28 May 2010, 03:55 ص]ـ
روائع البيان في رثاء الشيخ عامر السيد عثمان
نظم الشيخ
علي بن محمد توفيق النحاس
حفظه الله تعالى
وانتظروا قريبا إن شاء الله تعالى جميع منظومات شيخنا وأستاذنا
علي بن محمد توفيق بن علي النحاس
حفظه الله تعالى
في كتاب بعنوان
(إِتْحَافُ النَّاسِ بِمَنْظُومَاتِ الشَّيْخِ النَّحَّاسِ)
ـ[أحمد النبوي]ــــــــ[29 May 2010, 12:07 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله خيراً، وودِدْتُ أن لو ترحمتم على الشيخ وقلتم ولو في ملف الـ PDF:
روائع البيان في رثاء العلامة الشيخ عامر بن السيد عثمان
رحمه الله
شيخ عموم المقارئ الأسبق بالديار المصرية
وبارك الله فيكم.(/)
المستدرك على السلاسل الذهبية بالأسانيد النشرية (7 مكرر)
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[28 May 2010, 07:52 م]ـ
لقد وعدت في الحلقة الماضية بمراجعة الطريق المرقمة في السلاسل الذهبية برقم (287)
ولكني إلى مراجعة ما كتبت في المرة السابقة تحت رقم (7) أحوج، إذ قد أخطأت فيها كثيرا ووقعت في خلط ووهم قد محوته من كتابي ـ قيد الإنشاء ـ وليصبح هو والحلقة السابقة كالتالي:
المستدرك على السلاسل الذهبية بالأسانيد النشرية (7 مكرر)
ومع الطريق المرقمة برقم (287) وتفصيلها في السلاسل الذهبية كالتالي:
من قراءة الداني ـ فارس ـ أبي محمد الحسن بن عبد الله بن محمد الكاتب ـ ابن مجاهد أبي الزعراء ـ الدوري.
قال الدكتور أيمن في حاشية الصفحة (298) تعليقا على هذه الطريق ما نصه " لم يحدد الجزري في النشر (الفقرة 531) من أي كتب الداني هذا الإسناد ولم أجده في شيء منها وليس فيما رجعت إليه من كتب التراجم ما يفيد قراءة أبي الفتح على الكاتب المذكور والله أعلم اهـ.
وصدق الشيخ الدكتور أيمن، إذ لا وجود لهذه الطريق في جامع البيان فما دونه من المختصرات للداني، ولكن محل الاستدراك أنه في الصفحة (99) من السلاسل الذهبية عدّها من طرق الداني وكذلك فعل في رسمه البياني لطرق دوري أبي عمرو وتحديدا في الصفحة (298) فنسبها للداني.
إن الطريق في علم القراءات قد أضحت ذات دلالتين:
إحداهما: تقع على الطرق المباشرة للرواة الذين لم يصنفوا مثل الأزرق عن ورش ومثل طريق محمد بن شاذان الجوهري عن خلاد ومثلهم الطرق عنهم ممن لم يصنفوا، ومنذ قيام المصنفين من طرق الرواة أضحت أحرف الخلاف عن الطرق غير المصنفين منصوصة في كتب المصنفين كالسبعة والتذكرة .... فلا يصح أن نقرأ لورش من طريق الأزرق ما ليس بمنصوص أي ما لم تتضمنه كتب المصنفين من كتب الرواة أي رووه عنهم أداء.
وثانيهما: تقع على المصنفين من طرق الرواة كابن مجاهد والداني وطاهر وعبد المنعم وسبط الخياط وغيرهم إلى ابن الجزري ولا يتأتى لأئمة القراءات بعد ابن الجزري آخر المصنفين من طرق الرواة أن يسندوا إلى المصنفين من طرق الرواة ما ليس في مصنفاتهم وهكذا مما يستدرك على السلاسل الذهبية عزوها إلى الداني الطريق " قراءة الداني ـ فارس ـ أبي محمد الحسن بن عبد الله بن محمد الكاتب ـ ابن مجاهد أبي الزعراء ـ الدوري " المرقمة فيه برقم (287) وكما في الصفحة (99) والصفحة (298) رغم أن ابن الجزري في النشر قد حصرها في كتاب المبهج لسبط الخياط وفي طريق أخرى لم تتضح من النشر، وهي قراءة الداني على فارس على أبي محمد الكاتب، ولو تضمنها كتاب من كتب الداني لصح نسبتها إليه.
وإنما هي لأبي محمد الحسن بن عبد الله بن محمد الكاتب عن ابن مجاهد عن أبي الزعراء عن الدوري من طريقين: إحداهما واضحة كالشمس من طريق المبهج لسبط الخياط وثانيهما من طريق أخرى مغلقة رغم قول ابن الجزري في النشر (1/ 126) " طريق (الكاتب) وهي السابعة عشر عن ابن مجاهد من طريقين: قرأ بها الداني على أبي الفتح ومن كتاب المبهج قرأ بها سبط الخياط على الشريف وقرأ بها على أبي عبد الله الفارسي وقرأ الفارسي وأبو الفتح على أبي محمد الحسن بن عبد الله بن محمد الكاتب " اهـ بلفظه.
قلت: وكذلك قال سبط الخياط نفسه في المبهج ما نصه: " طريق أبي الزعراء عنه [يعني عن الدوري عن أبي عمرو]: قرأت على الإمام أبي الفضل وأخبرني أنه قرأ على الإمام أبي عبد الله وأخبره أنه قرأ على جماعة منهم:
1. الشيخ أبو العباس المطوعي
2. والشيخ أبو بكر الشذائي
3. والشيخ أبو الحسن بن بشران الرصاص
4. والشيخ أبو محمد الحسن بن محمد الكاتب
قال الكارزيني: وأخبروني كلهم أنهم قرأوا به على الإمام أبي بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد وقرأ مجاهد على أبي الزعراء عبد الرحمان بن عبدوس وقرأ أبو الزعراء على الدوري .. اهـ محل الغرض منه من النسخة المرقونة تحقيق عبد العزيز بن ناصر السبر من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
وهذا رابطها:
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1676
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: وهو ما يعني دقة وصحة نقل ابن الجزري اختياره من طرق المبهج لسبط الخياط من قراءته على شيخه الشريف أبي الفضل العباسي المكي عبد القاهر وقراءة الشريف أبي الفضل على أبي عبد الله محمد بن الحسين الكارزيني الفارسي المرقم في غاية النهاية برقم (2969) وقراءة الكارزيني الفارسي على أبي محمد الحسن بن عبد الله بن محمد الكاتب هو المرقم في غاية النهاية برقم (993) تماما كما ذكر ابن الجزري.
وقال في غاية النهاية عنه: " (مب، ك) الحسن بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد الكاتب البغدادي ويعرف أيضا بالطرازي وبابن القريع مقرئ مشهور خير صالح محقق من كبار أصحاب ابن مجاهد، قرأ على (مب، ك) ابن مجاهد، و (ك) محمد بن أحمد المروزي و (ك) أحمد بن عثمان بن بويان و (ك) النقاش، قرأ عليه عبد الباقي بن الحسن و (مب) محمد بن الحسين الكارزيني و (ك) علي بن محمد الحذاء و (ك) منصور بن أحمد العراقي وقال كان شيخا صالحا قال الحذاء ولم أر أضبط منه بقراءة أبي عمرو. اهـ بلفظه.
فالباحث من المتخصصين يسجل قراءة أبي محمد الحسن الكاتب على ابن مجاهد ويبحث بحثا يستغرق الآخذين عن أبي محمد الحسن الكاتب عن ابن مجاهد عن أبي الزعراء عن الدوري عن أبي عمرو، وكما وصف الشيخ الدكتور فليس منهم شيخ الداني أبا الفتح فارس بن أحمد.
ولعل المفاجأة أن ليس من تلامذتهم الحافظ أبو عمرو الداني مما يعني أن في النشر سقطا وتحريفا عريضا حيث جعل قراءة الداني على أبي الفتح واحدة من طرق أبي محمد الكاتب عن ابن مجاهد عن أبي الزعراء عن الدوري.
وبتتبع الطرق تتبعا أرهقني وأصابني بالصداع ألفيت طرقا متعددة تكاد تلتبس مع الطريق التي أبحث عنها ومنها على سبيل المثال:
ـ من المصباح لأبي الكرم المبارك الشهرزوري (1/ 345) من قراءته على الشريف أبي الفضل العباسي (المرقم في غاية النهاية برقم 1698) عن أبي عبد الله الفارسي الكارزيني ابن آذربهرام عن خمسة من شيوخه هم:
1. الحسن بن سعيد المطوعي
2. أبي بكر الشذائي
3. أبي الحسن بن بشران
4. أبي محمد الحسن بن محمد الكاتب
5. أبي الفرج الشنبوذي
خمستهم عن ابن مجاهد عن أبي الزعراء عن الدوري عن أبي عمرو.
ولا فرق بين هذه الطريق وتلك المنتقاة في النشر لسبط الخياط في المبهج لسبط الخياط لأن كلا من أبي الكرم المبارك الشهرزوري وسبط الخياط قد تلقاها بنفس الإسناد من الشريف أبي الفضل.
ولم ألف من تلامذة أبي محمد الحسن الكاتب من تكنى بكنية أبي الفتح فقسمت وقتي نصفين نصفا لتتبع الطرق ونصفا ثانيا للنوم والراحة لأبدأ بعده بمراجعة ما تقدم تحريره ثقة مني وإيمانا بقوله تعالى ? إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا ? وليكون حضوري بسمعي وقلبي وبصري أوفر ما يكون بعد نوم قبله نصب وتعب.
وكان تتبع الآخذين عمن دون أبي محمد الحسن الكاتب هو الحل، فإذا من بين تلامذة أبي عبد الله الفارسي الكارزيني ابن آذربهرام (المرقم في غاية النهاية برقم (2969) من عرف بكنية أبي الفتح وكانت الصدمة أن ليس هو شيخ الداني أبا الفتح فارس بن أحمد الحمصي الضرير، ولكنه واحد من كثير من طرق الرواة الذين عرفوا بأبي الفتح وتحديدا هو المرقم في غاية النهاية برقم (468) ـ أحمد بن محمد بن احمد بن سعيد أبو الفتح الحداد الأصبهاني التاجر، قال ابن الجزري: ثم جاور بمكة وقرأ على أبي عبد الله الكارزيني .. توفي سنة 500 هـ.
وهكذا بدأ الخيط الأبيض يتبين من الخيط الأسود من الطريق المغلقة في النشر وفي السلاسل الذهبية برقم (287) إن قبلنا باحتمال أن أبا الفتح المذكور ضمن طريق ابن مجاهد عن أبي الزعراء عن الدوري ليس هو فارس ابن أحمد شيخ الداني وإنما هو أبو الفتح الحداد.
ويزداد الأمر غرابة إن تبين لنا أن تلميذ أبي الفتح الحداد ليس هو الحافظ أبو عمرو الداني ولكنه الحافظ أبو طاهر السلفي المرقم في غاية النهاية برقم (472).
ولتصبح الطريق الأولى المنتقاة في النشر عن أبي الحسن الكاتب لابن مجاهد عن أبي الزعراء عن الدوري كالتالي:
من قراءة الحافظ أبي طاهر السلفي عن أبي الفتح الحداد عن أبي عبد الله الفارسي عن أبي محمد الحسن الكاتب عن ابن مجاهد عن أبي الزعراء عن الدوري.
ويعني أن التصحيف قد أصاب كتاب النشر بتحقيق الضباع ولحق كذلك قبله نسخة جيدة لديّ مخطوطة من النشر أرسلها إليّ قبل سنوات أخي العزيز رئيس مركز ودود للمخطوطات في المغرب، وقارنت بينها وبين النسخة المطبوع فاتفقتا ولم تختلفا في شيء من هذه الجزئية، وأنا اليوم أقارن بين نسختي المطبوعة للضباع وبين نسخ متعددة مخطوطة من النشر أثبت الفوارق في حاشية المطبوع.
وسبب التصحيف من الناسخين المتأخرين عن ابن الجزري أن لفظ (الداني) إنما جاء به بعض النساخ بدل لفظ (الحافظ) وشجع الناسخ قول ابن الجزري" قرأ بها على أبي الفتح " اهـ فحسبه شيخ الداني وإنما هو أبو الفتح الحداد كما أن تلميذه هو الحافظ أبو طاهر السلفي (رقم 472) قال عنه ابن الجزري: حافظ الإسلام وأعلى أهل الأرض إسنادا في الحديث والقراءات مع الدين والثقة والعلم قرأ القراءات على أبي الفتح أحمد بن محمد الحداد ... " اهـ
ويعني هذا التصحيح إن سلم من تصحيح إخوتي المتخصصين أن عبارة النشر: وقرأ الفارسي [وأبو الفتح] على أبي محمد الحسن بن عبد الله ابن محمد الكاتب " اهـ ليست فيها زيادة كلمة [وأبو الفتح] كما قدمت تحريره، والله الموفق وهو أعلم بالصواب.
طالب العلم
الحسن بن ماديك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجكني]ــــــــ[31 May 2010, 02:19 م]ـ
ولتصبح الطريق الأولى المنتقاة في النشر عن أبي الحسن الكاتب لابن مجاهد عن أبي الزعراء عن الدوري كالتالي:
من قراءة الحافظ أبي طاهر السلفي عن أبي الفتح الحداد عن أبي عبد الله الفارسي عن أبي محمد الحسن الكاتب عن ابن مجاهد عن أبي الزعراء عن الدوري.
لا أوافقك أخي الشيخ الحسن ماديك على هذه النتيجة!!
ما علاقة السلفي رحمه الله بالنشر وطرقه؟؟
حل هذه المشكلة سهل جداً ومنطقي وعلمي وهو:
أن يكون سقط شيخ أبي الفتح فارس وتلميذ الكاتب، وهو لا شك عندي: عبد الباقي بن الحسن.
ومن يطالع جامع البيان للداني في نسخه الخطية سيجد ان هذا السقط بالذات كثير في المطبوع.
أقول هذا محاولاً تبرئة النشر مما تريد أنت وصاحب السلاسل الذهبية إلزامه به، والنشر وصاحبه أكبر بكثير من أن يلزمه غير ابن الجزري.
ولكم كل تحية وتقدير.
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[01 Jun 2010, 01:15 ص]ـ
أخي العزيز سلّمك الله من الآفات
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أحسب ـ والله أعلم ـ أنك قد بالغت كثيرا في تزكية كل ما سطّره ابن الجزري في النشر بل وفي تزكية ما سطّره النساخ في المخطوطات المتعددة، ولا أظن ذلك يسلم لك إذ قد خرج ابن الجزري في طيبته ونشره عن طرق كتابه في بعض الأحرف كما خرج من قبله من مصنفي طرق الرواة، ولئن قلنا بأن تصنيف المخلوق كامل لا يتطرق إليه النقص فلم وعلام نمضي الوقت في تعلم مصطلح الحديث والأصول وتحرير طرق الرواة؟ ولم استدرك ابن الجزري ومن بعده وقبله من المحررين على مواضع خرج فيها الشاطبي رحمه الله عن طرق كتابه حرز الأماني؟ ولم استدركوا على مواضع خرج فيها الداني في التيسير على طريق كتابه التيسير؟ ولا يقول قائل بربط تلك الاستدراكات بالنيل أو الحط من قدر أولئك الأعلام، ولكن الكمال عزيز أي نادر بعد الوحي.
ولعل البحث العلمي المجرد هو الذي جعلني ألتقي مع الشيخ الدكتور أيمن رشدي سويد حفظه الله فأقرر مثل ما قرر في مواضع قليلة إذا ما قيست بمواضع الاختلاف بيننا في هذه المسائل، وأتشرف بموافقة الشيخ أيمن رشدي سويد حيث اتفقنا كما أتشرف بموافقتك أنت ـ أخي وصديقي الدكتور السالم الجكني ـ حيث اتفقنا وأعذر كلا منكما حيث اختلفنا رغم ترجيحي احتمال أن أكون أنا المخطئ ويكون هو المصيب، ولولا خشية كتمان العلم وهروبي مما أعدّ الله لمن يكتمونه من العذاب لما أعلنت رأيا ولا تحقيقا قلّ أو كثر.
أما عن قولك أخي الدكتور السالم " ما علاقة السلفي رحمه الله بالنشر وطرقه؟؟
حل هذه المشكلة سهل جداً ومنطقي وعلمي وهو:
أن يكون سقط شيخ أبي الفتح فارس وتلميذ الكاتب، وهو لا شك عندي: عبد الباقي بن الحسن.
ومن يطالع جامع البيان للداني في نسخه الخطية سيجد ان هذا السقط بالذات كثير في المطبوع. اهـ
فلم ألف فيه بعد تحقيقا آنس به وليتك قلت بدل ما سطّرت [هذا الإشكال قد وجدت حلّه في نسخة كذا من جامع البيان أو من النشر ... وفيها أن الداني قرأ على شيخه أبي الفتح فارس بن أحمد على شيخه عبد الباقي بن الحسن على أبي محمد الحسن الكاتب على ابن مجاهد على أبي الزعراء ... ] ليكون الخرق قد سدّ وليكون الجرح قد التأم بما ضمّدته به من الدواء الشافي.
أما أن تفترض في طريق أبي محمد الكاتب عن ابن مجاهد المذكورة أن الداني قد قرأ على أبي الفتح وأن نسخ النشر قد سقط منها الشيخ أبو الحسن عبد الباقي بن الحسن شيخ فارس وتلميذ الداني، فهذا تكلف يحتاج إلى دليل من إحدى النسخ المخطوطة للنشر وهو ـ والله أعلم ـ معدوم رغم تعددها، ولا يكفي حرصك على تزكية النشر ومؤلفه ـ رحمه الله ـ لإثباته علميا ولسنا بحاجة إلى المنطق بعد ثبوته علميا أي بالبحث في ثنايا طرق الرواة.
وأقول: لأخي الكريم الفاضل السالم الجكني حفظه الله:
وكذلك لا أتفق معك في الحل السهل جدا والمنطقي والعلمي الذي اقترحته محاولا به تبرئة النشر وصاحبه.
والدليل هو ما تقرؤه غدا إن شاء الله تعالى في التعليق الموالي
والله الموفق:
طالب العلم
الحسن محمد ماديك
ـ[الجكني]ــــــــ[01 Jun 2010, 01:40 م]ـ
أخي الكريم الشيخ الحسن حفظك الله ورعاك:
مع احترامي لك في كل ما رددت به في المداخلة السابقة وأني أحاول " تبرئة " النشر وصاحبه فهو غير مقصدي ألبتة، لأنني لا أعتقد العصمة إلا للنبي صلى الله عليه وسلم، ولا أعتقد الكمال إلا في كتاب الله تعالى.
واعتراضي كان من جهتين:
الأولى: مسألة إلزام ابن الجزري بشيء لا يلزمه، وأكرر ابن الجزري وكتابه أكبر من أن يلزمه شخص ما غير ابن الجزري.
الثانية: وهي في صميم بحثك:
أني استخدمت نفس منهجك، وهو البحث في كتب التراجم ومحاولة معرفة التلميذ والشيخ، ولو رجعت إلى كتب التراجم لوجدت أن:
الداني قرأ على أبي الفتح فارس.
أبو الفتح قرأ على عبد الباقي بن الحسن.
عبد الباقي قرأ على أبي محمد الكاتب.
الكاتب قرأ على ابن مجاهد.
ابن مجاهد قرأ على ابن عبدوس.
هذا واضح وسهل ومنطقي.
ثم يا أخي الكريم:
أنت اتبعت صاحب السلاسل الذهبية في قوله لم يجده في جامع البيان!
وإني أرى أن هذا التعليق هنا بارد، وتفلسف، فطالما أن ابن الجزري لم يصرح باسم الكتاب فذكر أي كتاب هو تعدٍ على ابن الجزري واستدراك في غير محله، أكان هناك شيئ أو سبب يمنع ابن الجزري بالتصريح باسم الكتاب طالما أن الطريق منه؟!! وهذا منهج غير صواب أدى بمتبعيه إلى اعتبار كتب لم يأخذ منها ابن الجزري أي طريق كتباً من أصول النشر، وطاروا فرحاً بأنهم استدركوا على ابن الجزري، وهذا لا يصدقه إلا ضعاف الطلاب وصغار الطلبة وحاشاكم أن تكونوا منهم.
الخلاصة:
هذه طريق " أدائية " للمؤلف ابن الجزري عن الداني رحمه الله، لا يحق لأحد أن يعتبرها عن جامع البيان أو غيره، ولا يحق لأحد آخر أن يعتبرها عن " السلفي " أو غيره.
فالمسألة ليست مسألة " استدراك " أو " إلزام " ابن الجزري بما هو في خلد كل منا، بل السألة مسألة علمية يبنى الكلام فيها على كلام ابن الجزري نفسه قبل كل شيء.
ودمتم في حفظ الله وتوفيقه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[01 Jun 2010, 02:35 م]ـ
يا شيخنا العزيز السالم الجكني حفظك الله
أهنئك على هذا الأسلوب المتميز في النقاش، وأهنئك على المنهجية التي شرحتها ولم تكن واضحة منك، وأقول لك: لا مانع لديّ من الرجوع إلى اعتماد الطريق المذكورة لأبي محمد الحسن الكاتب عن ابن مجاهد عن أبي الزعراء عن الدوري من قراءة الداني على فارس على عبد الباقي حين يثبت ذلك بالاستقصاء والتتبع كما قد ثبتت طريق أبي محمد الكاتب عن ابن مجاهد عن أبي الزعراء عن الدوري من قراءة الحافظ أبي طاهر السلفي على أبي الفتح الحداد على الكارزيني على الكاتب المذكور.
ويبقى الحل البسيط والعلمي في إثبات أن السلفي المذكور ليس من طرق النشر المقروءة ـ وهذا ما أتتبعه الآن ولعلي أفرغ منه في يوم أو أقل إن شاء الله، فإن ثبت أنه من طرقه تعادل الاحتمالان وإن انتفى رجعت إلى تحريرك وكنت لك من الشاكرين، ولقد لاحظت أن منهج ابن الجزري في النشر أكثر دقة وتحريرا مما يظنه البعض وهكذا لو قال قرأ بها الداني على أبي الفتح فإنه يسميه باسمه فارس مباشرة أو أثناء السياق حين يصل قراءة أبي الفتح بشيخه وهكذا عادة ابن الجزري في نشره جميع طرقه، وهو من الضبط والتحرير بمكان.
وأتمنى أن أتأكد بنفسي أن ابن الجزري لم يسند أيا من طرقه الألف المقروءة في النشر والطيبة إلى الحافظ أبي طاهر السلفي لتصفو المسألة ويثبت خطأ طالب العلم الحسن بن ماديك ويعلن بكل شرف وأمانة أنك المصيب في اعتراضك وفي تحريرك.
حفظك الله
طالب العلم
الحسن(/)
هل حكى سيبويه ترقيق الراء لغة في كلمة (بشرر)
ـ[مدثر خيري]ــــــــ[29 May 2010, 04:44 م]ـ
الإخوة الفضلاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
عندي سؤال وهو عنوان البوست:هل حكى سيبويه ترقيق الراء لغة في كلمة (بشرر) في سورة المرسلات؟؟
وفي أي كتاب يمكن أن أقف عليه؟؟
من كان عنده علم في هذا فليفدنا به مع خالص شكري له ودعائي له بالتوفيق
جزاكم الله عني كل خير وبارك في علمكم
ـ[ايت عمران]ــــــــ[29 May 2010, 06:09 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الذي أعرفه أن سيبويه في الكتاب حكى إمالة الراء (أو فتحة الراء حسب بعض الشراح) في نظير {بشرر} وهي كلمة (الضرر)، وهذا نص كلامه:
"هذا باب ما يمال من الحروف التي ليس بعدها ألف إذا كانت الراء بعدها مكسورة: وذلك قولك من الضرر ومن البعر ومن الكبر ومن الصغر ومن الفقر
لما كانت الراء كأنها حرفان مكسوران، وكانت تشبه الياء، أمالوا المفتوح كما أمالوا الألف؛ لأن الفتحة من الألف، وشبه الفتحة بالكسرة كشبه الألف بالياء، فصارت الحروف هاهنا بمنزلتها إذا كانت قبل الألف وبعد الألف الراء"اهـ
قال المحقق في النشر: "وبقي من الراآت المفتوحة مما اختص الأزرق بترقيقه حرف واحد وهو (بشرر) في سورة المرسلات وهو خارج عن أصله المتقدم فإنه رقق من أجل الكسرة المتأخرة. وقد ذهب الجمهور إلى ترقيقه في الحالين وهو الذي قطع به في التيسير والشاطبية وحكيا على ذلك اتفاق الرواة وكذلك روى ترقيقه أيضاً أبو معشر وصاحب التجريد والتذكرة والكافي. ولا خلاف في تفخيمه من طريق صاحب العنوان والمهدوي وابن سفيان وابن بليمة.
وقياس ترقيقه ترقيق (الضرر) ولا نعلم أحداً من أهل الأداء روى ترقيقه وإن كان سيبويه أجازه وحكاه سماعاً من العرب وعلل أهل الأداء تفخيمه من أجل حرف الاستعلاء قبله. نص على ذلك في التيسير ولم يرتضه في غيره. فقال ليس بمانع من الإمالة هنا لقوة جرة الراء كما لم يمنع منها كذلك في نحو (الغار، وقنطار) انتهى. ولا شك أن ضعف السبب يؤثر فيه قوة الإطباق والاستعلاء بخلاف ما مثل به فإن السبب فيه قوي" اهـ.
ـ[مدثر خيري]ــــــــ[30 May 2010, 12:04 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ محمد وبارك في علمك وجهدك
مع خالص الشكر والتقدير(/)
هل وجد خلاف في هذه المسألة
ـ[إبراهيم الفقيه]ــــــــ[29 May 2010, 06:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشايخنا الكرام قد جاءت النصوص الصريحة المتواترة في أن القرآن أنزل على سبعة أحرف فهل خالف أحد في هذا؟ أي: نزل على أقل من سبعة أو أكثر
ننتظر الجواب مع ذكر المصدر
وجزاكم الله خيرا.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[29 May 2010, 07:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشايخنا الكرام قد جاءت النصوص الصريحة المتواترة في أن القرآن أنزل على سبعة أحرف فهل خالف أحد في هذا؟ أي: نزل على أقل من سبعة أو أكثر
ننتظر الجواب مع ذكر المصدر
وجزاكم الله خيرا.
السلام عليكم
أخي الكريم لا أعتقد أن أحدا خالف في ذلك لأن أحاديث نزول القرآن علي سبعة أحرف من الأحاديث المتواترة، وأعتقد أنها في الكتب الستة. لأنني أذكر أني قد أنزلت هذه الأحاديث في موضوع سابق.
ولذا لا يخالف في ذلك إلا من لا يعتد بخلافه. والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[لطفي الحسيني]ــــــــ[06 Oct 2010, 10:52 ص]ـ
جاءت روايات صالحة للاحتجاج تدل دلالة نصية على أن القرآن أنزل على ثلاثة أحرف:
أولا: عن سمرة بن جندب عن النبي صل1 قال " أنزل القرآن على ثلاثة أحرف " في المستدرك والمسند، رواية صحيحة لذاتها،
ثانيا: وعنه أيضا أن النبي صل1 كان يأمرنا أن نقرأ القرآن كما أقرَأَناه، وقال " إنه أُنزل على ثلاثة أحرف فلا تختلفوا فيه، فإنه مبارك كله فاقرؤوه كالذي أُقرئتموه " في مجمع الزوائد، في إسناده كلام غير أنه يتقوى بالأول،
والحديث مخرجه واحد، ويصلح للاحتجاج،
وقد فصل في الجواب عن التعارض الظاهر الأستاذ عبد الحليم قابة في كتابه " القرآت القرآنية " في المبحث الثاني من الفصل الثاني تحت عنوان " حديث نزول القرآن على ثلاثة أحرف ودفع التعارض بينه وبين حديث السبعة " ص 91 وما بعدها.
والله أعلم
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[06 Oct 2010, 01:54 م]ـ
وللفائدة:
... قال أبو عبيد القاسم بن سلاّم (ت 224 ه) رح1 في (فضائل القرآن) بعدما ذكر بعض روايات الحديث:
... " وقد تواترت هذه الأحاديث كلها على (الأحرف السبعة) إلا حديثا واحدا يُروى عن سمُرة؛ حدثني عفّان عن حمّاد بن سلَمة عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب عن النبي صل1 أنه قال: (نزل القرآن على ثلاثة أحرف). قال أبو عبيد: ولا نرى المحفوظ إلا السبعة المشهورة " [1].
... وقال في (غريب الحديث): " إلا أنه في بعض الحديث: (نزل القرآن على خمسة)، وليس فيه ذكر أحرف؛ فهذا قول قد يحتمل المعنى الذي في حديث الليث " [2].
... ويقصد بحديث الليث ما روي من طريقه عن أبي سلمة مرفوعا: (نزل القرآن على سبعة أحرف: حلال، وحرام، وأمر، ونهي، وخبر ما كان قبلكم، وخبر ما هو كائن بعدكم، وضرب الأمثال). قال أبو عبيد: " ولسنا ندري ما وجه هذا الحديث؛ لأنه شاذ غير مسند، والأحاديث المسندة المثبتة ترده " [3].
___________________
... [1] (فضائل القرآن) لأبي عبيد، ط دار ابن كثير، ص 339.
... [2] (غريب الحديث) لأبي عبيد، ط بولاق، 2/ 648 - 649.
... [3] انظر (غريب الحديث)، 2/ 644 - 645.
ـ[ضيدان بن عبدالرحمن]ــــــــ[06 Oct 2010, 08:09 م]ـ
تخريج حديث «نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ»
أخرجه الإمام أحمد في المسند (33/ 393) حديث رقم (20262)، وابن أبي شيبة (10/ 517)، والبزار (2314 - كشف الأستار)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3119)، والطبراني في "الكبير" (6853)، والحاكم (2/ 223) من طريق عفان بن مسلم، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: «نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ»، قَالَ عَفَّانُ مَرَّةً: «أُنْزِلَ الْقُرْآنُ»
وأخرجه الطبراني أيضاً (6853) من طريق حجاج بن منهال، وابن عدي في "الكامل" (2/ 679) من طريق عبيد الله العيشي، كلاهما عن حماد بن سلمة، به.
وأخرجه البزار (2316) من طريق سليمان بن سمرة عن أبيه سمرة.
وإسناده ضعيف.
فيه عنعنة الحسن البصري، وهو مدلَّس، وقد اختُلف على حماد بن سلمة في لفظه، فقد رواه كما في المسند (20179) عن بهز بن أسد، عنه، ولفظه: «نزل القرآن على سبعة أحرف»، وهو الصواب الذي تشهد له الأحاديث.
وأخرجه أبو بكر أحمد بن مروان الدينوري المالكي (المتوفى: 333هـ) في المجالسة وجواهر العلم (4/ 304، 305) من طريق عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا حَمَّادٌ، نَا حُمَيْدٌ، نَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ عُبَادَةَ؛ أَنَّ أُبَيًّا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى ثَلاثَةِ أَحْرُفٍ»
وإسناده صحيح لكنه شاذ، والصواب: سبعة.
والحديث ضعفه الشيخ الألباني – رحمه الله – في سلسلة الأحاديث الضعيفة رقم (2958) وقال: " أورده ابن عدي في جملة أحاديث أنكرت على حماد بن سلمة، وقال عقبة:
" لا أعلم يرويه بهذا الإسناد غير حماد بن سلمة، وقال: " على ثلاثة أحرف "، ولم يقله غيره ".
والحديث أورده الهيثمي في " المجمع " (7/ 152) بلفظ:
" كان يأمرنا أن نقرأ القرآن كما أقرأناه، وقال: إنه نزل على ثلاثة أحرف فلا تختلفوا فيه فإنه مبارك كله، فاقرؤوه كالذي أقرئتموه "؛ وقال:
وإسنادهما ضعيف ". أهـ
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بودفلة فتحي]ــــــــ[07 Oct 2010, 07:20 ص]ـ
إنّ العديد من أهل العلم يذهبون إلى أنّ المقصود بالتسبيع في لغة العرب المبالغة في التكثير فيعبرون عنها في الآحاد بالسبعة وفي العشرة بالسبعين وفي المئات بالسبعمائة وفي الآلاف بالسبعة آلاف والسبعمائة ألف وهكذا ... ولا يقصدون بهذا العدد عينه ... فقد يكون القصد بالسبعة ثمانية أو تسعة أو ستة ... إذا كانت هذه المعدودات بها كثيرة جدّا بالنسبة لأمثالها وأقرانها ...
وإلى هذا الرأي أشار ابن الجزري في النشر بقوله: (وقيل ليس المراد بالسبعة حقيقة العدد بحيث لا يزيد ولا ينقص بل المراد السعة والتيسير وانه لا حرج عليهم في قراءته بما هو من لغات العرب من حيث إن الله تعالى أذن لهم في ذلك والعرب يطلقون لفظ السبع والسبعين والسبعمائة ولا يريدون حقيقة العدد بحيث لا يزيد ولا ينقص بل يريدون الكثرة والمبالغة من غير حصر قال تعالى (كمثل حبة أنبتت سبع سنابل. و: إن تستغفر لهم سبعين مرة) وقال صلى الله عليه وسلم في الحسنة "إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة" وكذا حمل بعضهم قوله صلى الله عليه وسلم "الإيمان بضع وسبعون شعبة")
ولكنه رحمه الله ضعّف هذا الفهم واستدل على استزادة النبي صلى الله عليه وسلم للحروف وتعداد الواحد والاثنين والثلاثة والأربعة إلى السبعة قرينة ودليلا على إرادة حقيقة السبعة قال رحمه الله: (وهذا جيد لولا أن الحديث يأباه فإنه ثبت في الحديث من غير وجه أنه لما أتاه جبريل بحرف واحد قال له ميكائيل استزده وانه سأل الله تعالى التهوين على أمته فأتاه على حرفين فأمره ميكائيل بالاستزادة، وسأل الله التخفيف فأتاه بثلاثة ولم يزل كذلك حتى بلغ سبعة أحرف. وفي حديث أبي بكره "فنظرت إلى ميكائيل فسكت فعلمت أنه قد انتهت العدة" فدل على أن إرادة حقيقة العدد .... )
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[07 Oct 2010, 02:44 م]ـ
وقال الدكتور أحمد السلّوم وفقه الله:
" وقد ذهب بعض أهل العلم في الجمع بين الحديثين إلى أنه نزل أولا على ثلاثة أحرف ثم نزل بعد ذلك على سبعة أحرف، وقد يُستدل له من وجه بحديث ابن عباس عن النبي قال: (أقرأني جبريل على حرف فلم أزل أستزيده حتى انتهى إلى سبعة أحرف) متفق عليه، فهو من وجه يفيد التدرج في الأحرف، ومن وجه آخر فإن هذا التدرج كان في مجلس واحد، ابتدأ بحرف واحد وانتهى بسبعة أحرف، ثم خرج إليهم النبي بأحرف سبعة، ولم يخرج إليهم أثناء المجلس بثلاثة أحرف ليتسنى لأحد روايتها عن النبي، ولذلك حكم أبو عبيد على هذه الرواية بأنها غير محفوظة "
[أحمد بن فارس السلوم: جهود الإمام أبي عبيد القاسم بن سلام في علوم القراءات، ط1 دار ابن حزم، ص 151].
قلتُ: قوله صل1 (فراجعته، فلم أزل أستزيده فيزيدني)، وردُّ جبريل - عليه السلام - رسولَ الله صل1 ثلاث ردات، واختلاف ذكر المكان في بعض روايات الحديث (أحجار المراء، أضاة بني غفار) = كل ذلك قد يُفهم منه أن الرخصة لم تكن في مجلس واحد! وهذا موضع للبحث والنقاش.
ـ[لطفي الحسيني]ــــــــ[08 Oct 2010, 11:49 ص]ـ
وقال في (غريب الحديث): " إلا أنه في بعض الحديث: (نزل القرآن على خمسة)، وليس فيه ذكر أحرف؛ فهذا قول قد يحتمل المعنى الذي في حديث الليث ".
.ويقصد بحديث الليث ما روي من طريقه عن أبي سلمة مرفوعا: (نزل القرآن على سبعة أحرف: حلال، وحرام، وأمر، ونهي، وخبر ما كان قبلكم، وخبر ما هو كائن بعدكم، وضرب الأمثال). قال أبو عبيد: " ولسنا ندري ما وجه هذا الحديث؛ لأنه شاذ غير مسند، والأحاديث المسندة المثبتة ترده ".
لم أفهم المقصود،
ليتكم تتكرمون بإيضاح المعنى شكر الله لكم.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[08 Oct 2010, 02:53 م]ـ
انظر: غريب الحديث، 2/ 644 - 649. وفقكم الله وبارك فيكم.(/)
وقوف الامامين نافع المدني ويعقوب الحضرمي (رحمهما الله)
ـ[عمر البصري]ــــــــ[29 May 2010, 11:32 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه، وبعد
فانه يشرفني ويسعدني أن انضم إلى منتداكم الأغر، وفقكم الله لما يحبه ويرضاه.
لدي سؤال أوجهه إلى فضيلة الشيخ الجليل الدكتور مساعد الطيار (حفظه الله) خاصة والى أهل العلم على هذا المنتدى عامة وهو:
اني كنت قد قرأت في ملخص رسالة الدكتور الطيار عن الوقف والابتداء اقتراحه باستخراج وقوف الإمام نافع والإمام يعقوب ودراستهما، وقد قمت باستخراج وقوف هذين الإمامين الجليلين من كتاب القطع والائتناف للنحاس فبلغت وقوف نافع زهاء 444 وقفاً، ووقوف يعقوب 172 وقفاً لكني وجدت في هذه الوقوف أمراً جعلني أفكر بالانصراف عن تسجيلها كموضوع رسالتي للماجستير وهذا الأمر هو: ان طائفة من هذه الوقوف يصعب إيجاد وجه لها ولذلك ردها النحاس وحكم عليها بالغلط مثل الوقف على قوله تعالى: ((قالوا نعبد إلهك واله آبائك)) [البقرة 133] وعلى قوله ((شهد الله انه لا اله إلا هو)) [آل عمران 18] وعلى قوله ((ام حسبتم ان تدخلوا الجنة)) [آل عمران 142] و ((سخرها عليهم سبع ليال)) [الحاقة 7] وغيرها مما يعد بالعشرات. كما انهما (رحمهما الله) يقفان أحياناً على المبدل منه دون البدل وعلى المعطوف عليه دون المعطوف وعلى الشرط دون جوابه والابتداء بـ (ان) المفتوحة الهمزة وغيرها مما ذكر علماء الوقف والابتداء انه لا يجوز الوقف على هذه المواضع، وهذه ظاهرة غريبة أثارت دهشتي فكيف يقف هذان الإمامان الجليلان وهما المعروفان بالعلم والضبط مثل هذه الوقوف، فإما أن تكون ضوابط الوقف لديهما غير ضوابطه عند غيرهما من اللاحقين أو انهما اجتهدا لكن لم يصيبا في اجتهادهما. أرجو من أهل العلم الإجابة على تساؤلي وتقديم النصح والمشورة لي فانا على أبواب تسجيل موضوع كرسالة ماجستير في اللغة العربية وحبذا لو اقترحتم علي مواضيع في الوقف والابتداء او في القراءات.
واعتذر على الإطالة، وبارك الله فيكم
عمر البصري العراقي
omaralgayem@yahoo.com
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[31 May 2010, 07:06 ص]ـ
أرجو من الأخ الكريم أن يراسلني على بريدي الإلكتروني، فله عندي ما يسره.
ـ[ايت عمران]ــــــــ[31 May 2010, 05:11 م]ـ
بين يدي الآن كتاب بعنوان:
كثف اللثام عن وقف التمام
للإمام نافع بن عبد الرحمن
جمع وتأليف د. محمد عبد الحميد محمد جار الله، عظو هيئة التدريس بالجامعة الأسمرية، وأمين قسم أصول الدين بكلية الدراسات الإسلامية ـ البيضاء.
جمع فيه مؤلفه 643 للوقف المنسوب لنافع رحمه الله، وكان اعتماده فيما يبدو على الوقف والابتدا لابن سعدان، والقطع والائتناف للنحاس، والهادي لأبي العلاء الهمداني، وشرح كلا وبلى لمكي، والمكتفى للداني، وكان من مراجعه إيضاح الوقف والابتداء في كتاب الله عز وجل لابن الأنباري.
وكان يسردها سردا، ويحيل في الهامش على المصدر، ويقارنها بالوقف الهبطي، وقدم لذلك كله بدراسة مختصرة جاء في مقدمتها قوله:
"وكنت جعلت بعض الوقوف المأثورة عنه (مع الوقوف الهبطية) محورا للتطبيق في أطروحتي للدكتوراه، فبدا لي أن أجمع ما أثر عنه من كتب شتى حتى تكون في سفر جامع سهل المنال لكل مشتغل بالعلم، أو قارئ لقراءة الإمام، وٍسأتبعه ـ إن طالت بي الحياة ـ بكتاب يكشف عن وجوهها، ويشرح غرائبها" اهـ ص5، 6
والكتاب مطبوع بدار الصحابة للتراث، وطبعته جيدة.
ـ[عمر البصري]ــــــــ[31 May 2010, 11:04 م]ـ
أشكر الاستاذين الفاضلين على العناية بموضوعي وسرعة ردهما على المشاركة فجزاهم الله خيراً، وسؤالي للاخ الكريم محمد ايت عمران: هل هذا الكتاب مرفوع على الانترنت لان طبعات تلك الدار لا تصل الى العراق، وضيق ذات اليد يحول بيني وبين السفر لاقتنائها وحبذا لو تكرم احد الاخوة فرفعها لتع الفائدة، وسؤال آخر: هل درس الدكتور جار الله هذه الوقوف دراسة مفصلة في اطروحته لانه لو كان الامر كذلك فذلك يحتم عليّ الانصراف عن الموضوع الى (وقوف الامام يعقوب)، فاشيروا علينا بارك الله فيكم.
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[01 Jun 2010, 08:03 م]ـ
أخي الكريم عمر البصري، وفقه الله
(يُتْبَعُ)
(/)
كنت قد طلبت منكم أن تراسلوني على بريدي الإلكتروني، ولكنني آثرت أن يكون حديثي إليكم عبر صفحات هذا الملتقى المبارك؛ لتعم الفائدة، خاصة بعد رد أخي الكريم محمد آيت عمران - وفقه الله -، ومرحباً بك في أي وقت – هنا، أو على بريدي الخاص -.
أما الوقوف المأثورة عن الصحابة والتابعين فإن إحدى الأخوات الفضليات في المملكة العربية السعودية قد عقدت العزم على جمعها وتحقيقها ودراستها في أطروحة علمية، وهي صاحبة فضل مشهود في مجال الوقف والابتداء- جزاه الله خير الجزاء، وأعانها على إتمام هذا الموضوع الهام -، فهي أهل لذلك، ولا أزكي على الله أحداً، ولكن ما شهدناه من عملها يرشحها لهذا العمل أكثر من غيرها، ولا أدري هل ستضم إلى الوقوف المأثورة عن الصحابة والتابعين وقوف تابعي التابعين كيعقوب وغيره، أم لا.
وقد وقفت على كتيبين للدكتور/ محمد عبد الحميد محمد جار الله الليبي، نشرتهما دار الصحابة للتراث بطنطا – الغربية – مصر، وصدرت الطبعة الأولى في سنة (1429 هـ/ 2008 م).
الأول منهما بعنوان: ((" كشف اللثام عن وقف التمام للإمام نافع بن عبد الرحمن "، يقع في (96) صفحة، عدا الفهارس.
ذكر في مقدمته: أنه كان قد جعل بعض الوقوف المأثورة عن نافع، مع " الوقوف الهبطية " محوراً للتطبيق في أطروحته للدكتوراه، فبدا له أن يجمع ما أثر عنه من كتب شتى، حتى تكون في سفر جامع، سهل المنال لكل مشتغل بالعلم، أو قارئ لقراءة الإمام، وسيتبعه – إن طالت به الحياة - بكتاب يكشف عن وجوهها، ويشرح غرائبها.
ويقول أيضاً: ((ولم يذكر عن الإمام نافع علمٌ بالنحو يُذكر، غير أن وضعه لكتاب في الوقف يستوجب معرفته بالعربية، ولو لم يكن كذلك لاكتفى بالنقل عن شيوخه، ولَمَا كان له اختيارٌ في القراءة، والدارسُ لوقوفه – وإن اصطدم بعضها ببعض قواعد النحاة – يلمح عنده حساً لغوياً ظاهراً، وفكراً ثاقباً، لو أنه اشتغل بالنحو لأتى فيه بالعجائب)).
وقال – عند الحديث عن مذهبه في الوقف واصطلاحه -: ((لم تكن التقسيمات التي تبين أنواع الوقف ومراتبه معروفة في عصر الإمام نافع؛ فمذهبه ومذهب من قبله: الوقف على تمام المعنى؛ جزئياً كان ذلك التمام، أم كلياً، دون تحديد لأنواعه: تماماً، وكفاية، وحُسناً، فلا تجد غير لفظ: ((والتمام عند نافع))، و ((قال نافع: تم))، ولم أقف على وصف غير هذا في كتاب " القطع والائتناف " للنحاس، وهو من رواة كتاب الإمام، وأقرب الناقلين عنه عصراً، ولا يشكل وصف من بعده لبعض الوقوف المأثورة عنه بقولهم: ((حسن عند نافع))، و ((جائز عند نافع))، ونحوه؛ لأنه تفسير منهم لتلك الوقوف.
وقد وجهت انتقاداتٌ لبعض ما اختاره الإمام من وقوف، وبعضها لم يراع مذهب الإمام واصطلاحه)).
ثم قال - بعد أن ذكر بعض الانتقادات التي وجهت لبعض ما اختاره الإمام نافع، ودفاعه عنه -: ((وفيما ذُكِرَ ما يؤكد علم الإمام نافع بالعربية والتأويل، حتى وإن رأى بعض علماء الوقف من النحاة أنه تعسف في بعض اختياره)).
أما باقي صفحات الكتاب؛ من (صـ 27 – 100) فقد جمع فيها ما أثر عن الإمام نافع من وقوف؛ من أول سورة (البقرة)، وحتى آخر سورة (الهمزة)، تشتمل على (83) سورة من سور القرآن الكريم، جامعاً (643) وقف، معتمداً على الكتب التالية: " القطع والائتناف "، و" الوقف على كلا وبلى " لمكي، و" المكتفى "، و" الوقف والابتداء " للغزال، وللسجاوندي، و" الهادي "، و" التنبيهات "، و" ووصف الاهتداء "، و" المقصد "، و" منار الهدى "، وذلك مع النص على الوقوف التي وافقه فيها ابن أبي جمعة الهبطي، وهي جلها.
وقد فاته الاعتماد على ثلاثة كتب، وصلت إلينا، وهي: " الإبانة " للخزاعي، و" منازل القرآن " لتلميذ أبي الفضل الرازي، المشتمل على: " فرش الوقوف "، و" الإبانة "، و" جامع الوقوف "، وهما أكثر الكتب التي احتفظت لنا بالوقوف المروية عن الإمام نافع، و" المرشد " للعماني، مما يعني: أنه قد فاتته وقوف كثيرة، رويت عن الإمام نافع.
وأما الكتاب الثاني منهما فهو بعنوان: " السفر الجامع في بيان غريب وقوف الإمام نافع "، ويقع في (80) صفحة، عدا صفحتي العنوان، وصفحتي الإهداء، وفهرس المصادر والمراجع، والموضوعات.
قال في مقدمته: ((وقد لاحظتُ غرابة وقوفه، مقارنة بالمشهور عند علماء الوقف ممن جاءوا بعده، فقعَّدوا قواعده، وحددوا معالمه وحدوده، فرأيتُ أن أبَيِّنَ عللها، وأشرحَ غوامضها، مسلطاً الضوء على البعد البلاغي في توجيه الوقف القرآني؛ لِمَا أُقصيَ عند بعض المتأخرين وأُبعِدَ؛ إذ غلب عليهم منهجُ متأخري النحويين، فوقع الوقف أسيراً بين العامل والمعمول.
والتزمتُ ذكرَ خلاف الشيخ الهبطي للإمام؛ فإنَّ غالبَ المصاحف المطبوعة بقراءة نافع قد طُبعتْ على اختيار الشيخ في الوقوف، أمَّا ما وافقه فيه فقد ذكرته في " كشف اللثام "، فليرجعْ إليه من شاء)).
ثم قال: ((وقد نظرتُ في الأسباب التي أدت إلى انتقاد وقوف الإمام، فلم أجدها تخرج عن:
1 - عدم مراعاة اصطلاحه، وذلك برد وصفه للتمام على ما هو معروف عند المتأخرين، بينما يطلق الإمام وصف (التمام) على: الوقف التام، والكافي، والحسن، ووقف البيان.
2 - عدم مراعاة مذهبه في الوقف؛ إذ يقدِّمُ الوقفَ الكافي، أو وقف البيان على الوصل.
3 - قد يقع الانتقاد على ما يوافق طرق قراءته المعروفة لدينا، بينما يبقى احتمال أنه قال ببعض الوقوف على وجوه من غير هذه الطرق والروايات، أو مما كان يقرئُ به الناسَ، وليس من اختياره.
4 - عدم مراعاة التوجيه البلاغي للوقف القرآني، والاقتصار على التوجيه وفق نظرية العامل.
5 - عدم مراعاة الوقف الذي لا يتعلق بالمعنى؛ نحو وقف التفصيل والتنويع.
6 - اتهامه بعدم معرفة العربية)).
ثم بين غريب وقوف الإمام نافع في (68) مسألة، وذلك في (34) سورة من سور القرآن الكريم.
فأنصحك بأن تولي وجهك شطر موضوع آخر من موضوعات الوقف والابتداء الكثيرة – بفضل الله – ولكنها تحتاج إلى جهابذة نقاد.
فهل من مشمر؟(/)
حَمِّل بحث (وجهة نظر جديدة في مخارجِ الأصواتِ السِّتَّةِ) للأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 May 2010, 12:14 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
برفقه بحث بعنوان
وجهةُ نظرٍ جديدة في مَخارج الأصوات الستة
للأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد الأستاذ بجامعة تكريت وفقه الله ورعاه، بعث به لبريدي لنشره في ملتقى أهل التفسير. وأرجو أن يجد فيه الباحثون مجالاً للمدارسة والبحث في هذا الموضوع المتعلق بتجويد أحرف الإظهار الستة.
مقدمة البحث:
مقدمة
الحمدُ للهِ رَبِّ العالمين , والعاقبةُ للمتقين , ولا عدوانَ إلا على الظالمين , والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين , والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين , أما بعد:
فإن دراسة مخارج الأصوات اللغوية من أهم موضوعات علم الأصوات النطقي , وكان لعلماء اللغة العربية المتقدمين وعلماء القراءة والتجويد عناية كبيرة بهذا الموضوع , لأنهم يعدونه من أهم الموضوعات التي ينبني عليها ضبط النطق وتصحيح القراءة , وحَظِيَ هذا الموضوع أيضاً بعناية كبيرة من دارسي الأصوات اللغوية المحدثين , وكانت لهم وجهات نظر جديدة في بعض جوانبه , تستند في كثير منها إلى ما أتاحته لهم الوسائل الحديثة لدراسة الصوت اللغوي.
وكنت أحسب أن الموضوع قد استوفى كل مقوماته الأساسية , وأن ما بَقِيَ للدارسين فيه هو النظر في بعض جوانبه الجزئية والتفصيلية , وكنت أجد وَصْفَ المتقدمين للأصوات الستة (ء هـ ع ح غ خ) بأنَّ مخرجها من الحلق من الْمُسَلَّمَاتِ , وأنَّ الهمزة و الهاء تخرج من أقصى الحلق , والعين والحاء من وسط الحلق , والغين والخاء من أدنى الحلق إلى الفم , ولم يُغَيِّرِ المحدثون من هذا الوصف سوى أشياء طفيفة , كالقول إن أقصى الحلق يُقْصَدُ به الحنجرة , ومن ثم وصفوا الهمزة والهاء بأنهما حنجريان , وأبقوا وصف العين والحاء على ما هو عليه , واقترح بعضهم عدَّ الغين والخاء طبقية , وهي أشياء تعبر عن وجهات نظر لا تغير من جوهر الموضوع.
وكانت تلفت نظري أشياء تتعلق بعلم الأصوات اللغوية من خلال رحلتي الطويلة مع هذا العلم , سواء من القراءة في كتب علماء العربية والتجويد , أم من القراءة في ما كُتِبَ بالعربية في هذا العلم في العصر الحديث , أو من خلال البحث في بعض موضوعات هذا العلم , والتأليف فيه , وكان البحث في تفاصيل أعضاء آلة النطق وكيفية إنتاج الأصوات اللغوية مما يستوقفني كثيراً، وازداد اهتمامي بتشريح الحنجرة ومكوناتها وعملها , مع أن البحث في مثل هذه الموضوعات مما يصعب على الدارسين للغة الخوض فيه، وقديماً قال الفخر الرازي:"إن مباحث الحرف والصوت وتشريح العضلات الفاعلات للحروف ... أمور صعبة دقيقة" (1) ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn1)، لكني حاولت الاستعانة ببعض كتب التشريح المترجمة إلى اللغة العربية وما فيها من صور توضيحية لأعضاء آلة النطق لاسيما مكونات الحنجرة.
وحاولت أن أُحدِّد بالضبط مواضع نطق الأصوات الستة: (الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء) , بعد أن وجدت أن التحديد السابق لمخارج هذه الأصوات غير كاف في تعيين مواضعها من الحنجرة أو تجويف الحلق بالضبط.
ولم أجد في كتب علم الأصوات اللغوية الحديثة ما يساعد على التدقيق في مخارج هذه الأصوات , لأن كثيراً من مادة هذه الكتب هو ترجمة من المصادر الغربية , ولم يُبْدِ علماء الصوت الغربيون اهتماماً بهذه الأصوات لأن أكثرها غير موجودة في لغاتهم , وقد قال الدكتور إبراهيم أنيس , وهو شيخ الباحثين العرب المحدثين في الأصوات - رحمه الله تعالى:" والمحدثون من علماء الأصوات اللغوية لم يحاولوا حتى الآن تحديد وظيفة الحلق بين أعضاء النطق , ولعل البحوث المستقبلة تكشف لنا عن أسرار جديدة لأصوات الحلق " (2) ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn2) .
وقد تكشفت لي حقائق جديدة عن مخارج الأصوات الستة , فما كان يقال في كتب علم الأصوات الحديثة من أن لسان المزمار لا علاقة له بعملية النطق , وأن الوترين الصوتيين الكاذبين ليس لهما دور في عملية التصويت قول قد يكون غير دقيق , كما أن تحديد مخارج هذه الأصوات به حاجة إلى إعادة النظر، وذلك لأن القول:
(يُتْبَعُ)
(/)
) 1) إن مخرج الهمزة والهاء من أقصى الحلق أو من بين الوتريين الصوتيين غير دقيق ويمكن إعادة النظر فيه.
(2) وإن مخرج العين والحاء من وسط الحلق يخلو من الدقة المطلوبة في تحديد مخارج الأصوات.
(3) وإن تحديد مخرج الغين والخاء بأدنى الحلق من الفم عند علماء العربية، أو بأقصى اللسان والحنك أو القول إنه من الطبق عند المحدثين لا يحدد مخرج هذين الصوتين على نحو دقيق.
ويحاول هذا البحث تقديم تصور جديد لمخارج الأصوات الستة , ويُبَيِّنُ بالتحديد مخرج كل منها، ودور الوترين الصوتيين الكاذبين والغلصمة (لسان المزمار) في إنتاجها. وسوف أعرض وجهة النظر هذه من خلال المباحث الآتية:
المبحث الأول: تجويف الحلق ومكوناته.
المبحث الثاني: مخارج الأصوات الستة عند علماء العربية والتجويد.
المبحث الثالث: مخارج الأصوات الستة عند المحدثين.
المبحث الرابع: التصور الجديد لمخارج الأصوات الستة.
وإني إذ أعرض وجهة نظري هذه فإني أود أن أُذَكِّرَ القارئ أنها لا تتضمن أية دعوة إلى تغيير النطق , أو مراجعة القراءة , فالبحث يقوم على تحليل النطق العربي المعاصر , المتمثل في أعلى صور الفصاحة فيه بقراءة القرآن , ويهدف إلى فهم أدق لهذا النطق , واكتشاف حقيقة ما يجري عند نطق الأصوات الستة , وهي حقيقة واحدة لا تتعدد , لكن قد تتعدد صور إدراكها , فتقترب منها أو تبتعد, وأحسب أني بهذا البحث قد اقتربت منها أو توصلت إليها.
وسيلاحظ القارئ إدراج المصطلحات الإنكليزية الدالة على أجزاء الحنجرة ومكوناتها إلى جانب المصطلحات العربية، على الرغم من عدم إجادتي للغة الإنكليزية، وذلك لغلبة استعمال هذه المصطلحات في كتب التشريح المترجمة إلى العربية، ولتعدد المصطلحات العربية المقابلة لها في بعض الأحيان، مما قد يسبب الغموض لدى القارئ، فتكون هذه المصطلحات دليلاً له إلى المقصود بالمصطلح العربي.
هذا ما تَرَجَّحَ عندي بعد البحث والنظر , أردت أن أعرضه على أهل الاختصاص , ليقولوا كلمتهم فيه , فإن كان صحيحاً فإني أرجو أن يُسْهِمَ في زيادة معرفتنا بمخارج الأصوات الستة، ويُيَسْرِ َعلى الدارسين والمتعلمين التعامل معها , وإن وجدوه غير ذلك فإني أرجو أن ينظروا إليه على أنه اجتهاد بشري يحتمل الخطأ والصواب، وسوف أكون شاكراً لكل من يصحح بعض ما ورد في البحث من جوانب الضعف والتقصير , أو الخطأ والشطط , حتى لا يغترَّ بما ورد فيه بعض من يقرؤه , وحتى أرجع عنه إلى ما هو أصح منه، إن شاء الله.
ويلزمني توجيه الشكر إلى الأساتذة الأفاضل الذين قرؤوا البحث وأبدوا وجهات نظرهم فيه تأييداً أو تسديداً، فإني أفدت من ملاحظاتهم، وأخص بالذكر الأستاذ عمار محمد الخطيب، الباحث في القراءات والصوتيات، والمقيم في كندا، والدكتور عبد الرحمن بن معاضة الشهري الأستاذ المساعد بكلية التربية في جامعة الملك سعود، والدكتور الطبيب سالم حسين إبراهيم، اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة بكلية الطب في جامعة تكريت، وأخي الدكتور سالم قدوري الحمد الأستاذ بكلية التربية للبنات في جامعة تكريت أيضاً، جزاهم الله تعالى جميعاً كل خير.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين , والحمد لله رب العالمين.
تكريت
4/ 3/2007م
15/ 2/1428هـ
(1) ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref1) التفسير الكبير 1/ 37.
(2) ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref2) الأصوات اللغوية ص88.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 May 2010, 12:17 ص]ـ
سبق أن أشار أخي الأستاذ إياد السامرائي وفقه الله إلى نشر هذا البحث في مجلة مجمع اللغة الأردني، وهو على هذا الرابط ( http://www.majma.org.jo/majma/index.php/2009-02-10-09-36-00/359-77-1.html) غير أنه لا توجد فيه الصور التوضيحية لمخارج الحروف المدروسة في البحث، وهي متوفرة في النسخة المرفقة المرسلة من الدكتور غانم الحمد وفقه الله.
ـ[مدثر خيري]ــــــــ[30 May 2010, 09:54 ص]ـ
الشيخ عبد الرحمن الشهري جزاك الله خيراً وبارك لك في علمك ونفع بك الأمة
مع خالص الشكر والتقدير(/)
الإمالة الصغرى في قراءة أبي عمرو البصري
ـ[مدثر خيري]ــــــــ[30 May 2010, 10:19 ص]ـ
الإخوة الأعزاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا بحث بعنوان: (الإمالة الصغرى في قراءة أبي عمرو البصري) للباحث: إدريس على الأمين
البحث من مجلة كلية القرآن الكريم بـ (جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية- أم درمان) العدد الأول 1427هـ
مع خالص الود(/)
قراءة الإمام نافع عند المغاربة (ملف وورد)
ـ[مدثر خيري]ــــــــ[30 May 2010, 10:43 ص]ـ
الإخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرفق كتاب الدكتور عبد الهادي حمتو (قراءة الإمام نافع عند المغاربة من رواية أبي سعيد ورش - مقوماتها البنائية ومدارسها الأدائية إلى نهاية القرن العاشر الهجري)
الكتاب: سبعة أجزاء
المرفق: خمس أجزاء فقط (الأجزاء من 1 - 5)
وشكراً
هنا الجزء الأول والخامس وسأوافيكم بالباقي إن شاء الله
ـ[عبد الله حسن الشتوي]ــــــــ[30 May 2010, 05:27 م]ـ
بارك الله فيك على مجهودك
ـ[مصطفى محمد صالح]ــــــــ[30 May 2010, 05:38 م]ـ
لوتكرم أحد الإخوة وحمل الجزء السادس والسابع بصيغة وورد، ففيهما علم كثير خاصة ما يتعلق بأعلام القراءة في الأندلس. أما الأجزاء من الأول إلى الخامس فقد عم نشرها بمواقع كثيرة، ونتطلع للجديد.(/)
المستدرك على السلاسل الذهبية بالأسانيد النشرية (8)
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[31 May 2010, 02:04 ص]ـ
لقد كنت ـ ولا أزال ـ مستغرقا أتتبع طرق النشر من السلاسل الذهبية للشيخ الدكتور أيمن رشدي سويد حفظه الله ومن النشر لابن الجزري رحمه الله، أقارن بينهما في كل طريق من الطرق التي قاربت الألف أو تزيد عليها في المرحلة الأولى قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية وهي المقارنة بين الكتابين وبين الأصل من أصول النشر المعزوّ إليه تلك الطرق، وكان أكثر ما استدركت على الشيخ الدكتور أيمن تقليده نشر الطرق في النشر حذو القذة بالقذة، وأسجّل له تحقيقاته الكثيرة الجيدة إذ طرقت مواضع ظلت بكرا لم توطأ من قبل بل لم تجد من يبحث في ثناياها أهي بالتحديث أم بالقراءة أم بالتحديث في بعض سلسلتها وبالقراءة في سائر السلسلة، وأسجّل له جرأته باستدراكاته على ابن الجزري إذ ألزمه في بعض الأحيان طرقا أعرض عنها ابن الجزري فلم ينشرها في نشره ولا أتفق معه في ذلك.
والأشد وطأة والأثقل وقعا في كتابي هذا " المستدرك على السلاسل الذهبية بالأسانيد النشرية " بل " تيسير طرق النشر من أصوله إلى الرواة " هو القسم الفنيّ منه أعني حين أتناول أحرف الخلاف أي غير المتفق على أدائه بين القراء ورواتهم، حين أتناول أحرف الخلاف فإذا ببعضها تفصيلا لا يصح رفع أدائه ـ الذي تفرد به بعض الطرق فخالفوا الجماعة ـ إلى النبيّ عن جبريل عن رب العزة، وما كان الشيخ الدكتور أيمن رشدي سويد حفظه الله بحاجة إلى ذلك، إذ كان القرآن متواترا قبل نشأة القراءات وقبل أن يولد القراء ورواتهم وطرقهم ولا يزال ولن يزال متواترا إلى النبي الأمي ? عن جبريل عن رب العزة.
وقبل ذلك القسم الفنيّ من المستدرك سأبقى في مناقشة كل طريق من السلاسل الذهبية في حلقة واحدة منها هي حلقة طرق أمهات النشر إلى الرواة عن القراء كطرق كل من ابن مجاهد والداني وأبي معشر ... عن رواة القراء.
ورغم تقييمي بحثي هذا بأنه بحث ابتدائي من طالب علم تتبع القراءات وطرقها منذ نيف وعشرين سنة فإني أعلن اليوم على استحياء أن استدراكاتي أضحت مجلدا كبيرا ليصبح كتابا منشورا قسمته إلى بابين:
أولهما ضمنته استدراكاتي على السلاسل الذهبية ولم أبخسه حقه من التحقيق والتحرير بل عزوت إليه ما سبق إليه اعترافا بجهده وفضله.
وثاني البابين ضمنته تفسيرا جديدا لطرق ابن الجزري في نشره وتتبعا لعملية نشره الطرق وليعلم طلاب العلم أمثالي أنه قد نشر طرقه من أمهات كتابه نشرا دقيقا خفيا لم ينتبه إليه السادة أئمة القراءات بعده إلى يومنا هذا فحسبوها ألفا أو نقصت أو زادت قليلا.
وها أنا ذا أقدمها إلى من يهمه الأمر ولتكون المفاجأة أو المفارقة أن كتاب النشر في القراءات العشر لابن الجزري لم يحو إلا مائة طريق عن الرواة العشرين أو انقص منها قليلا أو زد عليها قليلا، سواء عندي بعد تيسيرها وتقديمها للباحثين فيعرفونها ولا ينكرونها ـ إذ الحق أبلج والباطل لجلج ـ ولتكون خطوة في اتجاه تيسير العلم بدل تعسيره تعسيرا تقاصر عنه بسببه ـ عبر التاريخ ـ كثير ممن يحبونه ويسعون إليه.
طالب العلم
الحسن محمد ماديك
انواكشوط ـ موريتانيا
ص.ب: 507
alhacenma@yahoo.fr
0022245-945444
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[31 May 2010, 07:01 ص]ـ
أخبرني بعض الأحباب من المدينة المنورة أن أحد طلاب الشيخ أيمن سيرد خلال أيام على المستدرك على السلاسل الذهبية رداً علمياً.
وبالنسبة لي فقد أرسلت إلى فضيلة الأخ الجليل الحسن ماديك رسالة على بريده الإلكتروني، أرجو منه أن يقرأها.
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[31 May 2010, 08:52 ص]ـ
وسيجدني طالب الشيخ أيمن في المدينة المنورة أو غيره من الباحثين أول الشاكرين والمقرين بتصويباته وتحقيقاته، بل ما أشد ظمإي إلى تصويب بحوثي لأتشرف بالرجوع إلى الحق
ولأنا أحوج إلى الردود والاعتراض العلمي مني إلى الإشادة والشكر الفارغين
الحسن
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[31 May 2010, 11:54 ص]ـ
قال أبو سيوسف الكفراوي: "وبالنسبة لي فقد أرسلت إلى فضيلة الأخ الجليل الحسن ماديك رسالة على بريده الإلكتروني، أرجو منه أن يقرأها ". اهـ محل الغرض منه.
ولكنك أخي تعلم أن رسالتك التي أرسلت إليّ لا علاقة لها بالمستدرك على السلاسل الذهبية وإنما تذكرني بمخطوطتين في انواكشوط حول الوقف والابتداء لأرسلهما لك وسأفعل إن شاء الله ولا حاجة لي بالمبادلة التي عرضت عليّ كما صرحت في رسالتك المذكورة وفي رسالة قبلها، ويتوهم من نظر فيه ـ من خلال السياق ـ أنك رددت عليّ بعض المسائل العلمية ولكن في رسالة عبر بريدي الإلكتروني.
حفظك الله شيخنا الكفراوي الأزهري
طالب العلم
الحسن
ـ[الجكني]ــــــــ[31 May 2010, 02:23 م]ـ
وأسجّل له جرأته باستدراكاته على ابن الجزري إذ ألزمه في بعض الأحيان طرقا أعرض عنها ابن الجزري فلم ينشرها في نشره ولا أتفق معه في ذلك.
أقول: جزيت خيراً على عدم موافقتك لهذا الالزام، فالنشروصاحبه أكبر بكثير من أن يلزمه غير ابن الجزري.
ولكم كل تحية وتقدير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[31 May 2010, 03:29 م]ـ
ولأخي الدكتور السالم كل التقدير والمودة
وأعدكم بإنهاء الكتاب عاجلا إن شاء الله، وأتمنى عليكم ـ متخصصين وباحثين وطلبة علم ـ تمحيصه، ولتهدوا إليّ مواطن الخطإ والتقصير مقرونة بالدليل فأتشرف بإعلان الرجوع عنها على الملإ إذ لا قيمة لحياة المسلم إلا بذلك الاستعداد في كل أحواله لاتباع الحق أنى ظهر له
طالب العلم
الحسن(/)
استفسار لاهل الاختصاص
ـ[عبد الله حسن الشتوي]ــــــــ[01 Jun 2010, 01:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله جميعا
هذه اول مشاركة لي فأرجو قبولي بينكم ولدي استفسار ارجو ان اجد جوابه عندكم
ذكر الشيخ سعيد الافغاني في تحقيقه لكتاب حجة القراءات لابن زنجلة ان الامام عاصم خالف قراء الكوفة في عد فواتح السور مثل (الم المص المر ........ ) ولم يذكر المصدر
فالمرجو ممن عنده علم بالموضوع التكرم ببيانه وجزاكم الله كل خير
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[01 Jun 2010, 05:36 ص]ـ
حياكم الله ..
أرجو نقل كلام الشيخ سعيد الأفغاني ـ رحمه الله ـ بنصه، لأن ما ذكرته عنه مخالف لما ذكره علماء العدد.
ـ[عبد الله حسن الشتوي]ــــــــ[01 Jun 2010, 12:06 م]ـ
ذكر الشيخ سعيد الافغاني في ترجمة الامام عاصم مايلي: (لم يكن عاصم يعد فواتح السور (الم حم كهيعص طه) آيات على خلاف مذهب الكوفيين .. ) صفحة 58. انتهى كلامه في المسألة
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[02 Jun 2010, 01:51 م]ـ
القراء الكوفيون وهم عاصم وحمزة والكسائي وخلف العاشر يعتمدون العد الكوفي للآيات.
وفي العد الكوفي اعتبار الحروف المقطعة آيات باستثناء ما يلي:
1ـ ما كان على حرف واحد، وهي ص، وق، ون.
2ـ ما كان مقترنا بالراء، وهي: الر، المر.
3ـ طس، أول سورة النمل.
ـ[عبد الله حسن الشتوي]ــــــــ[02 Jun 2010, 02:11 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا
ولكن الشيخ ربما ذكره على انه مذهب مستقل لعاصم خلافا للكوفيين وقد طرحت السؤال لمعرفة صحة المعلومة ثم مصدرها
وجزاكم الله كل خير
ـ[ايت عمران]ــــــــ[02 Jun 2010, 05:46 م]ـ
قد يكون أخذ ذلك من كتاب البيان في عد آي القرآن للإمام الداني:
قال الإمام الداني:
"قال الفضل: وحدثنا يزداد بن أبي حماد، قال: أنا يحيى بن آدم، قال أبو بكر: لم يكن عاصم يعد (الم) آية ولا (حم) آية ولا (كهيعص) آية و (طه) آية، ولا نحوها، لم يكن يعد شيئا من هذا آية".
ثم بعد فقرة:
"قال الحافظ: وأهل الكوفة يعدون فواتح السور رؤوس آي ما خلا (الر) و (المر) و (طس) و (ص) و (ق) فإنهم لم يعدوا ذلك آية"
البيان في عد آي القرآن ص 60
ـ[عبد الله حسن الشتوي]ــــــــ[02 Jun 2010, 06:56 م]ـ
بارك الله فيك اخي الفاضل على تعاونك
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[02 Jun 2010, 11:28 م]ـ
شكرا للشيخ محمد ايت عمران على الإفادة.(/)
كلام هام عن القراءات السبع أو أى من القراءات التى توصف بالمتواترة من كتاب البيان للخوئي
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[02 Jun 2010, 04:50 ص]ـ
منقول
السلام عليكم
أظن أن هذا خير ما يقال فى شأن القراءات السبع و غيرها .. وهو كلام مدعم بأدلة أظنها قوية
و ليس مجرد تخرصات , أرجو إبداء رأى المتخصصين فى ما ورد بالرابط الذى سأضعه
- و الموقع يبدو أنه موقع شيعى والله أعلم
إإلا أنى وجدت أن الكلام الذى ذكر مدعم بأدلة من أقوال العلماء فى القراءات و خلافه لذا قمت بنقله لعله يفيد -
... و من أهم ما قيل:
أن تواتر القرآن ككل لا يعنى بالضرورة تواتر القراءات السبع أو غيرها
و فكرة عدم تواتر تلك القراءات لا تتعارض مع تواتر القرآن ككل
و إليكم التفصيل:
سأل أحد الاخوة فى أحد المواقع:
1 - كيف بدأت هذه القراءات المختلفة؟
2 - لم أعتبرت كلها صحيحة و يجوز القراءة بها؟
3 - بأي منها كان يقرأ المسلمون في عهد الرسول (ص)؟
فرد أحد المشاركين بالموضوع:
" ستجد إجابتك بين ثنايا هذا البحث للإمام الخوئي رحمه الله تعالى, وهي جزء من كتاب البيان "
و يمكنكم متابعة هذا البحث على هذا الرابط على صفحتين:
http://wahajr.org/hajrvb/showthread.php?t=402920789
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[02 Jun 2010, 01:10 م]ـ
الخوئي من أئمة الشيعة، وقد أغنانا الله بما عند علمائنا من أهل السنة والجماعة.
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[02 Jun 2010, 05:53 م]ـ
الشيعة الإمامية مسلمون وقد استقلوا نهائيا عن الأمة منذ القرن الرابع الهجري [يرى فؤاد سزكين متابعا لبروكلمان أنهم قد استقلوا عن الأمة منذ القرن الثالث والصواب منذ الرابع]. لكن الذي جعلهم إسماعيلية وباطنية وقرامطة هو من جاءهم بولاية الفقيه. وعلى دولنا أن تميز بين الشيعي الذي لا يؤمن بولاية الفقيه وهي التمهيد لسيادة الفرس باسم الإمام المهدي، أو من يرفضها رفضا قاطعا كالخوئي والسستاني ومحمد حسين فضل الله وبين من يؤمن بها كالفرس وعبيد الفرس في العراق وغيره.
إن الشيعي إذا آمن بولاية الفقيه الفارسية فقد فقد ولاءه لوطنه وأمته وأصبح بوقًا للفرس وعبيدهم. والمستقبل سوف يكشف
عن خلاف حقيقي بين الموقفين.
وعلى دولنا أن تُشرّع سحب الجنسية ممن يؤمن بولاية الفقيه الفارسية أو يدعو لها أو يروج بين الناس لها، لأنه لا يبقى من المواطنة معنى.
وعليه فلا بأس بالاطلاع على كتابات الخوئي كعالم شيعي مثقف وقف بصلابة ضد ولاية الفقيه الفارسية رغم نجاحها في السيطرة على إيران. واليوم يقول مراجع العراق الشيعة ان العراقيين غير طائفيين ولكن الأحزاب الدينية طائفية وهي التي قادت البلد الى الخراب.
وربما كان هذا هو السبب الذي جعل السستاني يعلن وقوفه على مسافة واحدة من جميع السياسيين.
لقد كان للتراث الفارسي حضوره الملحوظ في الفكر الإمامي وكان لتوظيف تراجيديا الحسين رضي الله عنه دور ملحوظ في تمرير
اللامعقول الفارسي والهرمسي على الناس. فالشيعي هو ضحية تراجيديا، وبهذا المعنى يجب بذل الوسع في إصلاحه وإعادته إلى مذهب آل البيت كما هو في الواقع لا كما تخيله الفرس:
- وهذا مقال جيد يكشف عن حقيقة كون الشيعة ضحايا توظيف الفرس لتراجيديا الحسين
هنا ( http://www.s-oman.net/avb/showthread.php?t=635049)
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[03 Jun 2010, 12:21 ص]ـ
الخوئي من أئمة الشيعة، وقد أغنانا الله بما عند علمائنا من أهل السنة والجماعة.
أستاذى الكريم
هذا لا يمنع أن ننظر فى المقال و أن نتباحث ما ورد به , فإن كان يوجد خطأ أو مغالطة نبه عليه العلماء هنا بالموقع
و إن وجد الصواب فالعلم أولى بالتحيز له من التحيز لمذهب و من التحزبية
و فقنا الله جميعاً للحق أينما كان ومهما كان قائله
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[02 Aug 2010, 07:25 م]ـ
التميز بين الشيعي الذي لا يؤمن بولاية الفقيه وهي التمهيد لسيادة الفرس باسم الإمام المهدي، أو من يرفضها رفضا قاطعا
إن الشيعي إذا آمن بولاية الفقيه الفارسية فقد فقد ولاءه لوطنه وأمته وأصبح بوقًا للفرس وعبيدهم. والمستقبل سوف يكشف
عن خلاف حقيقي بين الموقفين ......
عفوا يا دكتور ولكن مالنا و تلك القضية
إنتماؤه للمواطنة أوللقومية: عربية أو فارسية ,
كل هذا لا يهم فالإسلام لا ينظر إلا للإسلام و المسلمين و الشرع و الحق
" لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى "
فالدين هو الإنتماء الحق , و الإنتماء الحق يكون للدين وحده , و ما يتبعه و يتحالف معه
أما الوطن: فالوطن الوحيد الذى يجب أن يجمعنا هو الوطن الحق: الإسلام(/)
إعلان عن دورات في التجويد والرسم وشرح الشاطبية
ـ[محمد نبيل درويش]ــــــــ[03 Jun 2010, 12:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه
أما بعد، فقد يسر الله نقل دروس الشيخ أبي رفعت حفظه الله تعالى على الغرفة التالية:
http://wwwalmaqramicom.s.roomsserver.com/
ويتم الدخول بيوزر نيم فقط من دون باسوورد
يعني: قم بإدخال اسم المستخدم دون كلمة المرور.
سيقوم الكمبيوتر تلقائيا بتنزيل الجافا، اسمح له بذلك، بعد تنزيل الجافا ستكون في الغرفة وتتمكن من سماع الدرس.
مواعيد الدروس:
السبت:
9:30 بتوقيت عمان صباحا درس في الرسم.
بعد صلاة المغرب بتوقيت عمان-الأردن: درس تجويد.
الثلاثاء:
بعد صلاة المغرب بتوقيت عمان الأردن: درس تجويد.
الأربعاء:
بعد صلاة المغرب بتوقيت عمان الأردن درس في متن الشاطبية.
ومن أراد أن يطلع على ترجمة الشيخ فللشيخ ترجمة في موقع معهد الكتاب والسنة.
http://www.islamsound.org/forum/showthread.php?p=2047
هذا
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
ـ[محمد نبيل درويش]ــــــــ[03 Jun 2010, 12:16 ص]ـ
كما أننا سنعلن قريبا في نفس الغرفة دروس تأصيلية في النحو تبدأ بمتن الآجرومية وتنتهي بالألفية للشيخ أحمد بن علي المقرمي:
تجدون ترجمة الشيخ هنا:
http://almaqrami.com/about.html
ـ[محمد نبيل درويش]ــــــــ[04 Jun 2010, 07:32 ص]ـ
جدول الدروس الأسبوعي للغرفة http://api.ning.com:80/files/zduaLPRVO9358py5odB1jcH7BMJTnj-4aux3MT9jI6TOd-v2Uyxusd3mTcYgTu0eeUIzfNyuxwl6D4eG4vcrBOSsr6KCdia8/untitled.bmp
ـ[محمد نبيل درويش]ــــــــ[05 Jun 2010, 02:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه
أما بعد، فقد يسر الله نقل دروس الشيخ أبي رفعت حفظه الله تعالى على الغرفة التالية:
http://wwwalmaqramicom.s.roomsserver.com/
ويتم الدخول بيوزر نيم فقط من دون باسوورد
يعني: قم بإدخال اسم المستخدم دون كلمة المرور.
سيقوم الكمبيوتر تلقائيا بتنزيل الجافا، اسمح له بذلك، بعد تنزيل الجافا ستكون في الغرفة وتتمكن من سماع الدرس.
مواعيد الدروس:
السبت:
9:30 بتوقيت عمان صباحا درس في الرسم.
بعد صلاة المغرب بتوقيت عمان-الأردن: درس تجويد.
الثلاثاء:
بعد صلاة المغرب بتوقيت عمان الأردن: درس تجويد.
الأربعاء:
بعد صلاة المغرب بتوقيت عمان الأردن درس في متن الشاطبية.
ومن أراد أن يطلع على ترجمة الشيخ فللشيخ ترجمة في موقع معهد الكتاب والسنة.
http://www.islamsound.org/forum/showthread.php?p=2047
هذا
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
والآن الشيخ أبو رفعت يدرس مادة التجويد والصوتيات في معهد الكتاب والسنة:
http://www.sonnah.org/
المحاضرات المسجلة:
http://www.islamsound.org/sound.php?catid=145
ـ[محمد نبيل درويش]ــــــــ[05 Jun 2010, 03:06 م]ـ
هذا آخر جدول لدروس غرفة بصائر:
الرابط ( http://api.ning.com:80/files/8SvVjrKl6wA7t1-MQ2QCXBmB1QWR3*gWJHOUhfVpYGPKxWSAVUmLc*IHXf1f6WNAu lj6amz-VhS7Aq4bhijOZXniExpNYVXg/untitled.bmp)(/)
رواية حفص عند الإمام الطبري
ـ[مخلد اسماعيل]ــــــــ[03 Jun 2010, 08:26 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تتبعت ما اختص به حفص دون سائر القراء في تفسير الامام الطبري واعتمدت بحث الاستاذ الدكتور أحمد القضاة "ما اختص به حفص دون سائر القراء العشرة ورواتهم " في تحديد هذه الكلمات التي انفرد حفص بها
وهي سبع وخمسون كلمة وخلصت أن الأمام الطبري لم يذكر ما رواه حفص عند ذكره لهذه الكلمات المختلف في قراءتها في تفسيره إلا في أربع كلمات ولم ينسب القراءة في هذه المواضع التي ذكرها الى الإمام عاصم وذكرها بصيغة "روي، ذكر " المبني للمفعول إلا واحدة وهذا يشير أن رواة حفص غير مشتهرة عند الامام الطبري ولم تصل إليه ولم يسمعها ..
1) قال أبو جعفر: واختلفت القرأة في قراءة قوله:"من الذين استحق عليهم الأوليان".
فقرأ ذلك قرأة الحجاز والعراق والشأم: مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الأَوْلَيَانِ، بضم"التاء".
وروي عن علي، وأبيّ بن كعب، والحسن البصري أنهم قرءوا ذلك: مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ، بفتح"التاء".
2) وأما قوله: (سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ) فإن قرّاء الأمصار على رفع "سواءٌ بالعاكف، والعاكف به، وإعمال جعلناه في الهاء المتصلة به، واللام التي في قوله للناس، ثم استأنف الكلام بسواء،
وقد ذُكر عن بعض القرّاء أنه قرأه نصبا على إعمال جعلناه فيه، وذلك وإن كان له وجه في العربية، فقراءة لا أستجيز القراءة بها لإجماع الحجة من القرّاء على خلافه
3) " إِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا" الاحزاب 13
وقوله: (لا مُقامَ لَكُمْ فارْجِعُوا) بفتح الميم من مقام. يقول: لا مكان لكم، تقومون فيه، ........................ والقراءة على فتح الميم من قوله: (لا مَقَامَ لَكُمْ) بمعنى: لا موضع قيام لكم، وهي القراءة التي لا أستجيز القراءة بخلافها، لإجماع الحجة من القرّاء عليها.
وذُكر عن أبي عبد الرحمن السلمي أنه قرأ ذلك (لا مُقامَ لَكُمْ) بضم الميم؛ يعني: لا إقامة لكم.
4) "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (23) يونس
) وبرفع "المتاع" قرأت القراء سوى عبد الله بن أبي إسحاق، فإنه نصبه، بمعنى: إنما بغيكم على أنفسكم متاعًا في الحياة الدنيا، فجعل "البغي" مرفوعًا بقوله: (على أنفسكم)، و"المتاع" منصوبًا على الحال.
وقد قسمت تتبعي لرواة حفص في تفسير الإمام الطبري ثلاثة أقسام على النحو التالي:
أولا: إذا انفرد حفص برواية وجه واتفق القراء على وجه آخر فإ ن الامام الطبري –رحمه الله-لا يذكر خلافا بين القراء إنما يأتي بتفسير الآية وهذا يشير أن الامام الطبري لم تصل إليه رواية حفص وأذكربعض الامثلة لذلك
قال الإمام الطبري عند قوله-تعالى-
"يَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (8) وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ (9) النور
وقوله: (وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا) ... الآية، يقول: والشهادة الخامسة: أن غضب الله عليها إن كان زوجها فيما رماها به من الزنا من الصادقين. ورفع قوله: (وَالْخَامِسَةُ) في كلتا الآيتين، بأن التي تليها."
فالامام الطبري لم يذكر رواية حفص وهي بنصب " الخامسة"
قال الإمام الطبري عند قوله-تعالى-
قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (112)
القول في تأويل قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ "
يقول تعالى ذكره: قل يا محمد: يا رب افصل بيني وبين من كذّبني من مشركي قومي وكفر بك، وعبد غيرك، بإحلال عذابك ونقمتك بهم، وذلك هو الحقّ الذي أمر الله تعالى نبيه أن يسأل ربه الحكم به، وهو نظير قوله جلّ ثناؤه (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ) "
(يُتْبَعُ)
(/)
و في هذه الآية لم يذكر الإمام الطبري ما قرأ به حفص ورواية حفص " قَالَ رَبِّ"على أنه فعل ماض وأما القراء اللآخرون فقرأوا "قل " على أنه فعل أمر
ثانيا: إذا انفرد حفص برواية وجه واختلف القراء في أكثر من وجه فإن الامام الطبري لا يذكر الوجه الذي رواه حفص بينما يذكر الوجوه التي اختلف فيها القراء
قال الإمام الطبري عند قوله-تعالى-
وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (32) القصص
واختلف القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء أهل الحجاز والبصرة: (مِنَ الرَّهَب) بفتح الراء والهاء. وقرأته عامة قرّاء الكوفة: (مِنَ الرُّهْبِ) بضم الراء وتسكين الهاء، والقول في ذلك أنهما قراءتان متفقتا المعنى مشهورتان في قراء الأمصار، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب."
لم يذكر الامام الطبري ما قرأ به حفص وهو " الرهب " بفتح الراء وسكون الهاء
قال الإمام الطبري عند قوله-تعالى-
"وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25)
واختلف القراء في قراءة قوله (تَسَّاقَطُ) فقرأ ذلك عامة قرّاء المدينة والبصرة والكوفة (تَسَّاقَط) بالتاء من تساقط وتشديد السين، بمعنى: تتساقط عليك النخلة رطبًا جنيا، ثم تُدغم إحدى التاءين في الأخرى فتشدّد (1) وكأن الذين قرءوا ذلك كذلك وجهوا معنى الكلام إلى: وهزِّي إليك بجذع النخلة تساقط النخلة عليك رطبًا: وقرأ ذلك بعض قراء الكوفة (تَساقَطُ) بالتاء وتخفيف السين، ووجه معنى الكلام، إلى مثل ما وجه إليه مشدّدوها، غير أنهم خالفوهم في القراءة. ورُوي عن البراء بن عازب أنه قرأ ذلك (يُساقِط) بالياء."
لم يذكر الامام الطبري ما قرأ به حفص " تُسَاقِطْ" بضم التاء وكسر القاف
ثالثا: إذا انفرد حفص بوجه وانفرد شعبة بوجه واختلف القراء فإن الامام الطبري لايذكر رواة حفص ويذكر رواية شعبة وينسبها إلى قارئها عاصم ومثال ذلك:
قال الإمام الطبري عند قوله-تعالى-
وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا (59)
واختلفت القرّاء في قراءة قوله (لِمَهْلِكِهِمْ) فقرأ ذلك عامَّة قرّاء الحجاز والعراق: "لِمُهْلَكِهِمْ" بضمّ الميم وفتح اللام على توجيه ذلك إلى أنه مصدر من أهلكوا إهلاكا، وقرأه عاصم: "لِمَهْلَكِهِمْ" بفتح الميم واللام على توجيهه إلى المصدر من هلكوا هلاكا ومهلكا.
وأولى القراءتين بالصواب عندي في ذلك قراءة من قرأه: "لِمُهْلَكِهِمْ" بضمّ الميم وفتح اللام لإجماع الحجة من القرّاء عليه، واستدلالا بقوله: (وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ) فأن يكون المصدر من أهلكنا، إذ كان قد تقدّم قبله أولى. وقيل: أهلكناهم، وقد قال قبل: (وَتِلْكَ الْقُرَى)، لأن الهلاك إنما حلّ بأهل القرى، فعاد إلى المعنى، وأجرى الكلام عليه دون اللفظ."
لم يذكر الامام الامام الطبري ما قرأ به حفص وهو" لِمَهْلِكِهِمْ" بفتح الميم وكسر اللام وأما ماذكره عن عاصم " وقرأه عاصم: "لِمَهْلَكِهِمْ" بفتح الميم واللام" فهي رواية شعبة
إن عدم ذكر الإمام الطبري ما رواه حفص يشير أن رواة حفص لم تصل للإمام الطبري ولم يعرفها وهذه المواضع التي ذكر الإمام الطبري رواة حفص ولم ينسبها للإمام عاصم وذكرها بصيغة "روي، ذكر " المبني للمفعول الذي يشير أنها غير مشتهرة عنده
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[03 Jun 2010, 02:34 م]ـ
أخي الكريم بارك الله فيك على الفوائد
وراجع نفس الفائدة على هذا الرابط
http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=1071(/)
أسباب اقتصار المؤلفين على القراء السبعة
ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[03 Jun 2010, 04:34 م]ـ
مقال منقول من مجلة الجندي المسلم:
http://jmuslim.naseej.com/Detail.asp?InNewsItemID=335375
القراء السبعة وأسباب اقتصار المؤلفين عليهم
د/أحمد فارس السلوم
اشتهرت القراءات السبع والقراء السبعة بين الناس منذ أمدٍ بعيد، حتى إن كثيراً من العوام توهَّم أنهم هم المرادون بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ» (1) وهذا جهل عظيم بمعنى الحديث وبسبب شهرة هؤلاء السبعة.
وقد كان قبل السبعة وبعدهم قراء كُثر، من شيوخ السبعة وتلاميذهم أو الرواة عنهم، إلا أنهم لم يشتهروا كاشتهار هؤلاء السبعة، ولم تتلق الأمة قراءاتهم بالقبول كما تلقت القراءات السبع.
ومن العجب أن تنظر إلى قراءة إمام مشهور كحمزة بن حبيب الزيات، فتجدهم قد عدُّوا قراءته من السبعة، بينما تنظر إلى قراءة شيخه الأعمش سليمان بن مهران الكاهلي فتراهم قد ذكروها ضمن القراءات الشاذة.
وكذلك الحال في ابن محيصن المكي، فإنه قرأ على شيوخ ابن كثير المكي فإسنادهما واحد، وقرأ عليه أبو عمرو بن العلاء البصري، ثم عدوا قراءة ابن كثير وأبي عمرو في السبعة، وأخرجوا قراءة ابن محيصن منها، فربما عدها بعضهم قراءة شاذة.
وقد كان المجتمع الإسلامي في حاجة إلى تهذيب هذه القراءات الكثيرة، والاقتصار على ما يسهل حفظه منها مما يحتاجه أهل الأمصار، فعمد كثير من المصنفين إلى الاقتصار على بعض القراءات دون بعض.
وقد صور هذه الحاجة مكي بن أبي طالب في قوله: إنَّ الرواة عن الأئمة من القراء كانوا في العصر الثاني والثالث كثيراً في العدد، كثيراً في الاختلاف، فأراد الناس في العصر الرابع أن يقتصروا من القراءات التي توافق المصحف على ما يسهل حفظه، وتنضبط القراءة به، فنظروا إلى إمام مشهور بالثقة والأمانة في النقل وحسن الدين، وكمال العلم، قد طال عمره واشتهر أمره بالثقة، وأجمع أهل مصره على عدالته فيما نقل، وثقته فيما قرأ وروى، وعلمه بما يقرأ، فلم تخرج قراءته عن خط مصحفهم المنسوب إليهم، فأفردوا من كل مصر وجه إليه عثمان مصحفاً إماماً هذه صفته، وقراءته على مصحف ذلك المصر (2).
وفي هذا الإطار ألف أبو بكر بن مجاهد رحمه الله كتابه في القراءات، وقد اتفق القراء أنه أول من خص هؤلاء السبعة وأفردهم من دون سائر القراء، وسمَّى كتابه الذي جمعه في قراءاتهم (كتاب السبعة).
أسباب اقتصار ابن مجاهد على القراء السبعة
يمكن أن نحصر الأسباب التي جعلت ابن مجاهد يعمد إلى التسبيع، ويخص هؤلاء السبعة في ثلاثة أسباب (3):
أولاً: أن عثمان رضي الله عنه كتب سبعة مصاحف وبعث بها إلى الأمصار، فجعل ابن مجاهد عدد القراء على عدد المصاحف، واختار من كل بلد وجَّه إليه عثمان بمصحف قارئاً، ولما أعياه أن يجد قارئاً من البحرين أو اليمن وهما من البلدان التي وجه إليها عثمان مصحفاً؛ استعاض عن ذلك بتعديد قراء الكوفة، حيث كانت فيهم كثرة في القراء، ووفرة في العلوم عامة.
قال أبو شامة: وكان غرض ابن مجاهد أن يأتي بسبعة من القراء من الأمصار التي نفذت إليها المصاحف ولم يمكنه ذلك في البحرين واليمن لإعواز أئمة القراءة منها، فأخذ بدلهما من الكوفة لكثرة القراء بها (4).
ولكن قد اختلف في عدد المصاحف التي بعث بها عثمان رضي الله عنه إلى الأمصار، فاختيار ابن مجاهد أنها سبعة فلذلك جعل القراء سبعة، واختار غيره القول بأنها خمسة مصاحف فألف كتاب الخمسة، وهو الإمام المقرئ أبو جعفر أحمد بن جبير المتوفى سنة 258 هـ (5).
ثانياً: أنه جعل عددهم على عدد الحروف التي نزل بها القرآن وهي سبعة، لا أنه يعتقد أنها هي المرادة بالأحرف السبعة كما ظنه بعض معاصريه، بل على سبيل التبرك فيه (6).وقد وُجد من نسب إلى ابن مجاهد أنه كان يعتقد في قراءة هؤلاء السبعة تأويل حديث الأحرف السبع.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو طاهر بن أبي هاشم تلميذ أبي بكر بن مجاهد: رام هذا الغافل مطعناً في شيخنا أبي بكر فلم يجده، فحمله ذلك على أن قوّله قولاً لم يقله هو ولا غيره ليجد مساغاً إلى ثلبه، فحكي عنه أنه اعتقد أن تفسير معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «أنزل القرآن على سبعة أحرف» هو قراءات القراء السبعة الذين ائتم أهل الأمصار بهم فقال على الرجل إفكاً، واحتقب عاراً، ولم يحظ من أكذوبته بطائل، وذلك أن أبا بكر كان أيقظ من أن يقلد مذهباً لم يقل به أحد قبله أهـ (7).
ثالثاً: شهرة هؤلاء السبعة بين القراء، واتفاق أهل الأمصار عليهم، وكثرة الرواة عنهم. حتى إن أبا عبيد القاسم بن سلام قال فيهم: إنهم تجردوا في القراءة واشتدت بها عنايتهم وكثر لها طلبهم، حتى صاروا بذلك أئمة يأخذها الناس عنهم، ويقتدون بهم فيها.
وقال ابن مجاهد: فهؤلاء السبعة من أهل الحجاز والعراق والشام خلفوا في القراءة التابعين، وأجمع على قراءتهم العوام من أهل كل مصر من هذه الأمصار وغيرها من البلدان التي تقرب من هذه الأمصار، إلا أن يستحسن رجل لنفسه حرفاً شاذاً فيقرأ به من الحروف التي رويت عن بعض الأوائل منفردة، فذلك غير داخل في قراءة العوام، ولا ينبغي لذي لب أن يتجاوز ما مضت عليه الأئمة والسلف بوجه يراه جائزاً في العربية أو مما قرأ به قارئ غير مجمع عليه أهـ (8).
موقف القراء من تسبيع ابن مجاهد
لم يعرف القراء قبل ابن مجاهد التسبيع، ولا كان مؤلفوهم يخصونهم بالذكر، ولما سبع ابن مجاهد أخذوا عليه في هذا التسبيع أموراً:
أولاً: إنَّ الاقتصار على سبعة يوهم أن ذلك هو المراد من حديث الأحرف، وإن لم يكن هو مراد ابن مجاهد، وقد وجد من قال بذلك، ونبه العلماء على خطئه.
ثانيا: اتهم ابن مجاهد بقلة الإطلاع وعدم المعرفة الواسعة بالرواة عن الأئمة القراء، وأنه قدم ما حقه التأخير، واكتفى براويين عن كل إمام مع أن بعضهم قد يوجد له من الرواة الثقات أضعاف ذلك.
ثالثاً: فكما انتقد ابن مجاهد في مسألة تخير الرواة عن الأئمة فقد انتقد في اختيار بعض السبعة.
قال المقرئ ابن عمار المهدوي رحمه الله: أما اقتصار أهل الأمصار في أغلب أمورهم على القراء السبعة الذين هم نافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي وابن عامر فإن ذلك على سبيل الاختصار، عندما رواه من أكثر القراءة، بسبب اتساع الاختيارات، فذهب إليه بعض المتأخرين على وجه الاختيار والاختصار، فجعله عامة الناس كالفرض المحتوم، والشرع المعين المعلوم، حتى صار بعضهم إذا سمع قراءة تخالف شيئاً مما بلغه من الحروف السبعة خطَّأ قارئها، وربما كفَّره، مع كون تلك القراءة التي أنكرها أشهر في القراءات، وأظهر في الروايات، وأقوى في اللغات.
انضاف إلى ذلك أن من قلَّت عنايته من المتأخرين اقتصر من طريق هذه القراءات السبع التي اختارها لاقتصار عليها مَن سبقه من المتأخرين على أربع عشرة رواية، فرأى حين اشتهروا عنده وعند أكثر الإقليم الذي هو فيه أن كل رواية جاءت عن هؤلاء السبعة سواها باطل، مع كون ذلك الذي عنده شاذ أشهر وأجل من الذي اعتمد عليه.
فإنّ أحداً من العلماء بالرجال لا يشك أن إسماعيل بن جعفر أجل قدراً من ورش عثمان بن سعيد، ومن قالون عيسى بن مينا، وأن أبان بن يزيد العطار أوثق وأشهر من حفص بن سليمان البزاز، وكذلك كثير منهم.
ولقد فعل مسبع هؤلاء السبعة ما لم يكن ينبغي أن يفعله، وأشكل على العامة حتى جهلوا مالم يسعهم جهله.
وذلك أنه قد اشتهر عند الكافة قول النبي صلى الله عليه وسلم: «أنزل القرآن على سبعة أحرف». ثم عمد هذا المسبع إلى قوم قد اختار كل رجل منهم لنفسه قراءة من جملة القرءات التي رووها – وكانوا لعمري أهلاً للاختيار لثقتهم وأمانتهم وعلمهم وفصاحتهم – فأطلق عليهم التسمية بالقراءات، فأوهم بذلك كل من قلَّ نظره، وضعفت عنايته أن هذه القراءات السبع هي التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: «أنزل القرآن على سبعة أحرف» وأكد وهمه ما يراه من اجتماع أهل الأمصار عليها، واطراحهم ما سواها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وذلك لعمري موضع إشكال على الجهال، وليته إذ ذهب إلى الاقتصار على بعض قراء الأمصار، واجتهد في الاختيار جعلهم أقل من سبعة أو أكثر، فكان يزيل بذلك بعض الشبهة الداخلة على الأغمار، نرغب إلى الله عز وجل التجاوز عن فعله الذي اعتمده وحسن المجازاة على ما قصده، فإنه لم يرد إلا الخير والفضل، لكن خفي عليه ما يدخل بذلك على أهل الضعف والجهل، والله المستعان أهـ (9). وفي ذلك يقول الجعبري في قصيدته المسماة " نهج الدماثة ":
وأغفل ذوا التسبيع مُبْهَم قصده فزلَّ به الجمُّ الغفير فجُهِّلا
وناقضه فيه، ولو صح لاقتدى وكم حاذق قال المسبع أخْطَلا (10)
قال ابن الجزري: لقد صدق الجعبري رحمه الله فإنّ هذه الشبهة قد استحكمت عند كثير من العوام حتى لو سمع أحد قراءة لغير هؤلاء السبعة أو من غير هذين الراويين لسماها شاذة، ولعلها تكون مثلها أو أقوى أهـ
إلا أنه عاد فاعتذر عن ابن مجاهد بقوله: والحق أنه لا ينبغي هذا القول، وابن مجاهد اجتهد في جمعه فذكر ما وصله على قدر روايته، فإنه رحمه الله لم تكن له رحلة واسعة كغيره ممن كان في عصره (11).
وقد كان أول من انتقد ابن مجاهد في هذا التسبيع تلميذه ابن أبي هاشم فقال في كتابه الكبير البيان (12) (في سياق تضعيف قراءة ابن عامر): لولا أن أبا بكر شيخنا جعله سابعاً لأئمة القراءة فاقتدينا بفعله لأنه لم يزل موفقاً، فاتبعنا أثره واهتدينا بهديه؛ لما كان إسناد قراءته مرضياً، ولكان أبو محمد سليمان بن مهران الأعمش بذلك أولى منه ... أهـ (13).
والحق أنه كان لهؤلاء السبعة مزية على غيرهم، ولم يكن ابن مجاهد أول من أعلن ذلك وأذاعه، فإننا نجد في كتب السابقين لأبي بكر بن مجاهد من المصنفين في القراءات كأبي عبيد وابن جرير رحمهما الله، وهما من أوائل من صنف في جمع القراءات وذكرا في كتابيهما أكثر من عشرين قراءة، نجد أن هؤلاء السبعة من صميم اختيارهم، مع آخرين سواهم. فالسبعة محل اتفاق عند أغلب المصنفين في جمع القراءات، وإن وجد من أهملهم، لكنه قليل.
قال مكي بن أبي طالب: قد ذكر الناس من الأئمة في كتبهم أكثر من سبعين ممن هو أعلى رتبة وأجل قدراً من هؤلاء السبعة، على أنه قد ترك جماعة من العلماء في كتبهم في القراءات ذكر بعض هؤلاء السبعة، واطرحهم، قد ترك أبو حاتم وغيره ذكر حمزة والكسائي وابن عامر، وزاد نحو عشرين من الأئمة فمن فوق هؤلاء السبعة، وكذلك زاد الطبري في كتاب القراءات له على هؤلاء السبعة نحو خمسة عشر رجلاً، وكذلك فعل أبو عبيد وإسماعيل القاضي (14).
وبين يديَّ نص من كتاب القراءات للإمام الكبير أبي عبيد القاسم بن سلام رحمه الله تعالى المتوفى سنة 224 هـ أي قبل وجود ابن مجاهد بزمن، يُبيِّن فيه كيف كان الأمر قبل القراء السبعة وإلى زمانهم، ويبين فيه أيضاً مدى انتشار قراءات هؤلاء السبعة دون غيرهم، بحيث يجزم الباحث أن ابن مجاهد لو لم يُسبِّع هؤلاء السبعة لكانت الأمة سبعتهم، وانتهت إليهم، فإنهم قراؤها وإن انضاف إليهم من سواهم.
قال في فصل (تسمية من نقل عنهم شيء من وجوه القراءات من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أكابر أئمة المسلمين): هذه تسمية أهل القرآن من السلف على منازلهم وتسميتهم وآرائهم:
فمما نبدأ بذكره في كتابنا هذا سيد المرسلين وإمام المتقين محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أُنزل عليه القرآن، ثم المهاجرون والأنصار وغيرهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، من حُفظ عنه منهم في القراءة شيء، وإن كان ذلك حرفاً واحداً فما فوقه.
قال: فمن المهاجرين أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب (15) وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، وحذيفة بن اليمان، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، وعمرو بن العاص، وأبو هريرة، ومعاوية بن أبي سفيان، وعبد الله بن الزبير، وعبدالله بن السائب قارئ مكة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن الأنصار: أُبيّ بن كعب، ومعاذ بن جبل، وأبو الدرداء، وزيد بن ثابت، وأبو زيد، ومُجَمِّع بن جارية، وأنس بن مالك. قال: ومن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وحفصة وأم سلمة. قال: وقد علمنا أن بعض من ذكرنا أكثر في القراءة وأعلى من بعض، غير أنا سميناهم على منازلهم في الفضل والإسلام، وإنما خصصنا بالتسمية كل من وُصِف بالقراءة وحُكي عنه منها شيء وإن كان يسيراً، وأمسكنا عن ذكر من لم يبلغنا عنه منها شيء وإن كانوا أئمة هداة في الدين.
فأما سالم الذي ذكرناه فإنه كان مولى لامرأة من الأنصار وإنما نسبناه لأبي حذيفة لأنه به يعرف، وأما حذيفة بن اليمان فإنه عداده في الأنصار، وإنما ذكرناه في المهاجرين لأنه خرج مع أبيه مهاجراً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يكن من ساكني المدينة، فهو مهاجري الدار أنصاري العداد، ونسبه في عبس بن قيس عيلان.
قال: ثم التابعون، فمنهم من أهل المدينة: سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وسالم بن عبد الله وعمر بن عبد العزيز قد كان بالمدينة والشام، وسليمان بن يسار، وعبد الرحمن بن هرمز الذي يُعرف بالأعرج، وابن شهاب وعطاء بن يسار ومعاذ بن الحارث الذي يُعرف بمعاذ القارئ ومسلم بن جندب (16) وزيد بن أسلم. قال: ومن أهل مكة: عبيدالله بن عمير الليثي وعطاء بن أبي رباح وطاوس (ومجاهد) وعكرمة مولى ابن عباس وعبد الله بن أبي مليكة.
ومن أهل الكوفة: علقمة بن قيس والأسود بن يزيد ومسروق بن الأجدع وعَبيدة السلماني، وعمرو بن شرحبيل والحارث بن قيس والربيع بن خُثيم وعمرو بن ميمون وأبو عبد الرحمن السلمي وزر بن حُبيش (وعُبيد بن نضلة)، وأبو زرعة بن عمرو بن جرير، وسعيد بن جبير، وإبراهيم بن يزيد النخعي، وعامر الشعبي وهو عامر بن شراحيل.
ومن أهل البصرة: عامر بن عبد الله وهو الذي يعرف بابن عبد قيس كان يُقرئ الناس، وأبو العالية الرياحي، وأبو رجاء العطاردي، ونصر بن عاصم الليثي، ويحي بن يعمر، ثم انتقل إلى خراسان، وجابر بن زيد والحسن بن أبي الحسن ومحمد بن سيرين وقتادة بن دعامة.
ومن أهل الشام: المغيرة بن شهاب المخزومي (17) صاحب عثمان بن عفان رضي الله عنه في القراءة.
قال: كذلك حدثني هشام بن عمار الدمشقي قال حدثني عراك بن خالد المري قال: سمعت يحي بن الحارث الذمار يقول: ختمت القرآن على عبد الله بن عامر اليحصبي، وقرأ عبد الله بن عامر على المغيرة بن شهاب المخزومي وقرأ المغيرة على عثمان ليس بينه وبينه أحد.
قال: فهؤلا الذين سميناهم من الصحابة والتابعين هم الذين يُحكى عنهم عظم القراءة، وإن كان الغالب عليهم الفقه والحديث. قال: ثم قام من بعدهم بالقرآن قوم ليست لهم أسنان من ذكرنا ولا قِدَمهم، غير أنهم تجردوا في القراءة واشتدت بها عنايتهم وكثر لها طلبهم، حتى صاروا بذلك أئمة يأخذها الناس عنهم، ويقتدون بهم فيها، وهم خمسة عشر رجلاً من هذه الأمصار المسماة، في كل مصر منهم ثلاثة رجال: فكان من قراء المدينة: أبو جعفر القارئ واسمه يزيد بن القعقاع مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي، وشيبة بن نِصاح مولى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ونافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم.
وكان أقدم هؤلاء أبو جعفر، قد كان يقرئ الناس بالمدينة قبل وقعة الحرة، حدثنا ذلك إسماعيل بن جعفر عنه، ثم كان بعده شيبة على مثل منهاجه ومذهبه، ثم ثلثهما نافع بن أبي نعيم وإليه صارت قراءة أهل المدينة، وبها تمسكوا إلى اليوم، فهؤلا قراء أهل الحجاز في دهرهم.
وكان من قراء مكة: عبد الله بن كثير وحميد بن قيس الذي يُقال له الأعرج، ومحمد بن محيصن، فكان أقدم هؤلاء الثلاثة ابن كثير وإليه صارت قراءة أهل مكة و أكثرهم به اقتدوا فيها، وكان حميد بن قيس قرأ على مجاهد قراءته فكان يتبعها لا يكاد يعدوها إلى غيرها، فهؤلاء قراء أهل مكة في زمانهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان من قراء الكوفة: يحي بن وثاب وعاصم بن أبي النجود والأعمش، وكان أقدم الثلاثة وأعلاهم يحي، يقال إنه قرأ على عبيد بن نضيلة صاحب عبد الله، ثم تبعه عاصم وكان أخذ القراءة عن أبي عبد الرحمن السلمي وزر بن حُبيش، ثم كان الأعمش فكان إمام الكوفة المقدم في زمانه عليهم حتى بلغ إلى أن قرأ عليه طلحة بن مُصرِّف وكان أقدم من الأعمش، فهؤلاء الثلاثة هم رؤساء الكوفة في القراءة، ثم تلاهم حمزة بن حبيب الزيات رابعاً، وهو الذي صار عظم أهل الكوفة إلى قراءته من غير أن يُطبِق عليه جماعتهم، وكان ممن اتبع حمزة في قراءته سليم بن عيسى وممن وافقه، وكان ممن فارقه أبو بكر بن عياش فإنه اتبع عاصماً وممن وافقه، وأما الكسائي فإنه كان يتخير القراءات، فأخذ من قراءة حمزة ببعض وترك بعضاً، فهؤلاء قراء أهل الكوفة.
وكان من قراء أهل البصرة: عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي وأبو عمرو بن العلاء وعيسى بن عمر. وكان أقدم الثلاثة ابن أبي إسحاق، وكانت قراءته مأخوذة عن يحي بن يعمر ونصر بن عاصم.
وكان عيسى بن عمر عالماً بالنحو غير أنه كان له اختيار في القراءة على مذاهب العربية يفارق قراءة العامة ويستنكرها الناس، وكان الغالب عليه حب النصب ما وجد إليه سبيلاً، منه قوله: [وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الحَطَبِ] http://jmuslim.naseej.com/Images/BRAKET_R.GIF المسد:4 http://jmuslim.naseej.com/Images/BRAKET_L.GIF و [الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي] http://jmuslim.naseej.com/Images/BRAKET_R.GIF النور:2 http://jmuslim.naseej.com/Images/BRAKET_L.GIF و [وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ] http://jmuslim.naseej.com/Images/BRAKET_R.GIF المائدة:38 http://jmuslim.naseej.com/Images/BRAKET_L.GIF وكذلك قوله: [هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ] http://jmuslim.naseej.com/Images/BRAKET_R.GIF هود:78 http://jmuslim.naseej.com/Images/BRAKET_L.GIF.
والذي صار إليه أهل البصرة فاتخذوه إماماً أبو عمرو بن العلاء، فهؤلاء قراء أهل البصرة، وقد كان لهم رابع وهو عاصم الجحدري، لم يُروَ عنه في الكثرة ما رُويَ عن هؤلاء الثلاثة.
وكان من قراء أهل الشام: عبد الله بن عامر اليحصبي ويحي بن الحارث الذماري وثالث قد سُمي لي بالشام ونسيتُ اسمه (18). فكان أقدم هؤلاء الثلاثة عبد الله بن عامر، وهو إمام أهل دمشق في دهره وإليه صارت قراءتهم، ثم اتبعه يحي بن الحارث الذماري وخلفه في القراءة وقام مقامه.
قال: وقد ذكروا لي الثالث بصفة لا أحفظها، فهؤلاء قراء الأمصار الذين كانوا بعد التابعين (19). ثم إن القراء بعد هؤلاء كثروا وتفرقوا في البلاد وانتشروا، وخلفهم أمم بعد أمم، عرفت طبقاتهم واختلفت صفاتهم، فمنهم المحكم للتلاوة والمعروف بالرواية والدراية ومنهم المقتصر على وصف من هذه الأوصاف وكثر بسبب ذلك بينهم الاختلاف وقلَّ الضبط واتسع الخرق والتبس الباطل بالحق، فميز جهابذة العلماء ذلك بتصانيفهم، وحرروه وضبطوه في تواليفهم.
ثم قال: والقراءة التي عليها الناس بالمدينة وبمكة والكوفة والبصرة والشام هي القراءة التي تلقوها عن أوليهم تلقياً، وقام بها في كل مصر من هذه الأمصار رجل ممن أخذ عن التابعين اجتمعت الخاصة والعامة على قراءته، وسلكوا فيها طريقه، وتمسكوا بمذاهبه، على ما رُوي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وزيد بن ثابت ثم محمد بن المنكدر وعروة بن الزبير وعامر الشعبي رضي الله عنهم أجمعين أهـ.
قال أبو شامة: يعني أنهم قالوا إن القراءة سنة يأخذها الآخر عن الأول فاقرؤوا كما علمتموه أهـ (20). قال علم الدين السخاوي: هذا الذي ذكره أبو عبيد رحمه الله يعرفك كيف كان هذا الشأن من أول الإسلام إلى آخر ما ذكره.
فلما كان العصر الرابع سنة ثلاثمائة وما قاربها كان أبو بكر بن مجاهد قد انتهت إليه الرئاسة في علم القراءة، وتقدم في ذلك على أهل ذلك العصر، اختار من القراءات ما وافق خط المصحف، ومن القراء بها ما اشتهرت عدالته وفاقت معرفته وتقدم أهل زمانه في الدين والأمانة والمعرفة والصيانة، واختاره أهل عصره في هذا الشأن وأطبقوا على قراءته، وقُصد من سائر الأقطار وطالت ممارسته للقراءة والإقراء، وخص في ذلك بطول البقاء، ورأى أن يكونوا سبعة تأنساً بهذه المصاحف الأئمة، وبقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف من سبعة أبواب) فاختار هؤلاء القراء السبعة أئمة المصار، فكان أبو بكر رحمه الله أول من اقتصر على هؤلاء السبعة وصنف كتابه في قراءتهم، واتبعه الناس على ذلك، ولم يسبقه أحد إلى تصنيف قراءة هؤلاء السبعة(/)
الاختلاف بين القراء في القراءة انواعه وأسبابه
ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[03 Jun 2010, 04:37 م]ـ
منقول من مجلة الجندي المسلم:
http://jmuslim.naseej.com/Detail.asp?InNewsItemID=323952
الاختلاف بين القراء في القراءة، أنواعه وأسبابه
د/ أحمد بن فارس السلوم
قد وقع بين القراء اختلاف كثير في الأصول والحروف، وكان هذا الاختلاف قديماً جداً، حيث كان النبي ? يُقرىء الناس بقراءات مختلفة توسعة على الأمة، ورفعاً للحرج عنها.
وقد جاء عن النبي ? من غير وجه التحذير من الاختلاف والفرقة في القراءة خاصة، وفي الدين عامة.
فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:" سمعت رجلاً قرأ آية سمعت النبي ? يقرأ بخلافها فأخذت بيده إلى النبي ? فذكرت ذلك له، فعرفت في وجهه الكراهية، وقال:" كلاكما محسن، ولا تختلفوا فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا " (1).
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: نهي النبي ? عن الاختلاف الذي فيه جحد كل واحد من المختلفين ما مع الآخر من الحق، لأنَّ كلا القارئَيْن كان محسناً فيما قرأه، وعلَّل ذلك بأن من كان قبلنا اختلفوا فهلكوا.
ولهذا قال حذيفة لعثمان: أدرك هذه الأمة لا تختلف في الكتاب كما اختلف فيه الأمم قبلهم، لما رأى أهل الشام والعراق يختلفون في حروف القرآن الاختلاف الذي نهى عنه النبي ?.
فأفاد ذلك شيئين:
أحدهما: تحريم الاختلاف في مثل هذا.
والثاني: الاعتبار بمن كان قبلنا، والحذر من مشابهتهم.
واعلم أن أكثر الاختلاف بين الأمة الذي يُورِّث الأهواء تجده من هذا الضرب، وهو أن يكون كل واحد من المختلفين مصيباً فيما أثبته أو في بعضه، مخطئاً في نفي ما عليه الآخر، كما أن القارئين كل منهما كان مصيباً في القراءة بالحرف الذي علمه، مخطئاً في نفي حرف غيره، فإنَّ أكثر الجهل إنما يقع في النفي الذي هو الجحود والتكذيب، لا في الاثبات، لأن إحاطة الإنسان بما يثبته أيسر من إحاطته بما ينفيه (2).
وقد كان التابعون يلحظون هذه المعاني، فكانوا يتوقون أن ينكروا قراءة لم يعرفوها، خوفاً من أن تكون ثابتة عن النبي ? فيضلوا بإنكارها.
فعن شعيب بن الحبحاب قال: كان أبو العالية إذا قرأ عنده رجل لم يقل: ليس كما يقرأ، وإنما يقول: أما أنا فأقرأ كذا وكذا. قال: فذكرت ذلك لإبراهيم النخعي فقال: أرى صاحبك قد سمع: أن من كفر بحرف منه فقد كفر به كله (3).
وقد بين الإمام عاصم رحمه الله كيفية التعامل في مثل هذه الأحوال، والمنهج الذي ينبغي للمتعلم أن يسلكه في اختلاف الحروف، ولم يكن منهجه بعيداً عن منهج التابعين.
قال المصنف: سأله شخص – يعني عاصماً – عن حرف من كتاب الله فيه وجهان، فأخبره بهما، فقال له الرجل: يا أبا عبد الرحمن أيهما أحب إليك؟ فغضب، فقال الرجل: ما الذي أغضبك؟ قال: قولك أحب إليك، أنا أحب هذا وهذا، قال: فكيف أقول؟، قال: قل بأيهما تأخذ أهـ.
وما يقال عن الاختلاف في القراءة يقال عن الاختلاف في التفسير، فقد نُهيت الأمة عن الاختلاف في الكتاب، بمعنى الاختلاف في تأويله، والخروج عن سبيل المؤمنين في ذلك، وكان الاختلاف في التأويل سبباً لاقتتال المسلمين، ولظهور الفرق الضالة كفرقة الخوارج والروافض.
قال ابن تيمية: ولهذا نُهيت الأمة أن تضرب آيات الله بعضها ببعض، لأن مضمون الضرب: الإيمان بإحدى الآيتين والكفر بالأخرى، إذا اعتقد أن بينهما تضادا إذ الضدان لا يجتمعان.
ومثل ذلك: ما رواه مسلم عن عبد الله بن رباح الأنصاري أن عبد الله بن عمرو قال: هجَّرت إلى رسول الله يوماً فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية، فخرج علينا رسول الله ? يعرف في وجهه الغضب فقال:" إنما أهلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب " (4).
فعلَّل غضبه بأن الاختلاف في الكتاب سبب هلاك من كان قبلنا، وذلك يوجب مجانبة طريقهم في هذا عيناً (5).
ولكن الاختلاف حقيقة واقعة في القراءة والتفسير، وليس كل هذا الاختلاف داخل في الاختلاف المذموم الذي مقته النبي ? وحذر أمته منه، ذلك لأن بعض صور الاختلاف في القراءة والتفسير ليست اختلافاً على الحقيقة، وإنما يعرف ذلك بمعرفة أنواع الاختلاف.
فقد ذكر أهل العلم أنَّ الاختلاف على نوعين: اختلاف تنوع في العبارة، واختلاف تضاد.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالاختلاف الحقيقي هو اختلاف التضاد، فهو المذموم في الشريعة، وأما اختلاف التنوع ففيه بعض الفوائد، من حيث إن تنوع الأساليب والأمثلة يقرب الحقائق، ويسهل العلوم.
واختلاف القراء في القراءة في الأصول أو في الحروف من هذا القبيل، فهو حق محض، ومنكره منكر للحق، وإن لم يصله أو يثبت لديه، فالواجب أن يقول كما قال ابو العالية رحمه الله تعالى.
ولذلك ما نجده في بعض تراجم القراء من أن بعض العلماء والنحويين أنكروا شيئاً من القراءات فهو من الإنكار الذي ذمه النبي ?، وغضب لما شاهده بين بعض أصحابه. والواجب أن لا يلتفت إليه، ولا يعول عليه، وتجب مجانبته والبعد عنه.
وسوف يلحظ القارئ في تضاعيف هذا الكتاب نقولات عن بعض القراء يخطئ بعضهم بعضاً، وينكر بعضهم على بعض، فضلاً عن النحويين وعلماء اللغة، فالواجب تجاه هذا كله أن نفعل كما علمّنا النبي ? فلا ننكر قراءة لأجل أخرى، ونؤمن بما ثبت عن النبي ?، وصحت القراءة به، فإن هذا الخلاف والإنكار هو بعينه ما وقع زمن النبي ? بين القارئين اللذين صوب قراءتهما، ونهاهما عن الاختلاف.
قال أبو عبيد: في حديث النبي عليه السلام أنه قال:" لا تُماروا في القرآن فإنّ مِراء فيه كفرٌ " (6)، وجه الحديث عندنا ليس على الاختلاف في التأويل، ولكنه عندنا على الاختلاف في اللفظ، على أن يقرأ الرجل القراءة على حرف، فيقول له الآخر: ليس هكذا، ولكنه كذا على خلافه, وقد أنزلهما الله جميعا, يُعلم ذلك في حديث النبي عليه السلام أنه قال:" إن القرآن نزل على سبعة أحرف، كل حرف منها كاف شاف ".
ومنه حديث عبد الله بن مسعود:" إياكم والاختلاف والتنطع، فإنما هو كقول أحدكم هَلُمَّ وتعال " (7).
فإذا جَحَدَ هذان الرجلان كل واحد منهما ما قرأ صاحبه لم يُؤمَن أن يكون ذلك قد أخْرَجَه إلى الكفر لهذا المعنى (8).
الثاني: أسباب الاختلاف بين القراء:
وقد بيَّن الإمام مكي بن أبي طالب العلة التي من أجلها كثر الاختلاف بين القراء في الأصول والفروع، فقال: إنَّ كل واحد من الأئمة قرأ على جماعة بقراءات مختلفة، فنقل ذلك على ما قرأ، فكانوا في بُرهة من أعمارهم يُقرئون الناس بما قرءوا، فمن قرأ عليهم بأي حرف كان لم يردوه عنه، إذا كان ذلك مما قرءوا به على أئمتهم. ألا ترى نافعاً قال:" قرأت على سبعين من التابعين، فما اتفق عليه اثنان أخذته وما شذ فيه واحد تركته ".
يريد - والله أعلم - مما خالف المصحف، فكان من قرأ عليه بما اتفق فيه اثنان من أئمته لم ينكر عليه ذلك.
وقد روي عنه أنه كان يقرأ الناس بكل ما قرأ به حتى يقال له: نريد أن نقرأ عليك باختيارك مما رويت، وهذا قالون ربيبه وأخص الناس به وورش أشهر الناس في المتحملين إليه اختلفا في أكثر من ثلاثة آلاف حرف من قطع وهمز وتخفيف وإدغام وشبهه، ولم يوافق أحد من الرواة عن نافع رواية ورش عنه ولا نقلها أحد عن نافع غير ورش، وإنما ذلك لأنَّ ورشاً قرأ عليه بما تعلم في بلده فوافق ذلك رواية قرأها نافع عن بعض أئمته فتركه على ذلك، وكذلك ما قرأ عليه قالون غيره.
وكذلك الجواب عن اختلاف الرواة عن جميع القراء، وقد روي عن غير نافع أنه كان لا يرد على أحد مما يقرأ عليه إذا وافق ما قرأ به على بعض أئمته فإن قيل له أقرئنا بما اخترته من روايتك أقرأ بذلك (9).
وقال في موضع آخر: إن الصحابة كان قد تعارف بينهم من عهد النبي ? ترك الإنكار على من خالفت قراءته قراءة الآخر، لقول النبي ?:" انزل القرآن على سبعة أحرف فاقرؤوا بما شئتم "، ولقوله:" نزل القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف " ولإنكاره ? على من تمارى في القرآن، والأحاديث كثيرة (10)، فكان كل واحد يقرأ كما عُلِّم، وإن خالف قراءة صاحبه ..
ولما مات النبي ? خرج جماعة من الصحابة في أيام أبي بكر وعمر إلى ما افتتح من الأمصار ليعلموا الناس القرآن والدين، فعلم كل واحد منهم أهل مصره على ما كان يقرأ على عهد النبي ?، فاختلفت قراءة الأمصار على نحو ما اختلفت قراءة الصحابة الذين علموهم.
فلما كتب عثمان المصاحف ووجهها إلى الأمصار وحملهم على ما فيها، وأمرهم بترك ما خالفها، قرأ أهل كل مصر مصحفهم الذي وجه إليهم على ما كانوا يقرءون قبل وصول المصحف إليهم، مما يوافق خط المصحف الذي وجه إليهم، وتركوا من قراءتهم التي كانوا عليها مما يخالف خط المصحف، فاختلفت قراءة أهل الأمصار لذلك بما لا يخالف الخط، وسقط من قراءتهم كلهم ما يخالف الخط. حتى وصل النقل إلى هؤلاء السبعة على ذلك فاختلفوا فيما نقلوا على حسب اختلاف أهل الأمصار ..
وقد قرأ الكسائي على حمزة وعنه أخذ القراءة وهو يخالفه في نحو ثلاثمائة حرف، لأنه قرأ على غيره فاختار من قراءة حمزة ومن قراءة غيره قراءة، وترك منها كثيراً.
وكذلك أبو عمرو قرأ على ابن كثير، وهو يخالفه في أكثر من ثلاثة آلاف حرف لأنه قرأ على غيره، فاختار من قراءته ومن قراءة غيره، فهذا سبب الاختلاف (11).
وقد كان للمصنف ابن وهبان رحمه الله مشاركة في هذا الباب، فتكلم على سبب الخلاف بين القراء في قضيتين عامة وخاصة.
الأولى: الخلاف العام بين قراء الصحابة والتابعين، وذلك في شرح حديث الأحرف السبعة.
الثانية: الخلاف الخاص الواقع بين حفص وأبي بكر بن عياش – راويي عاصم -، وذلك في آخر فصل من ترجمة عاصم رحمه الله.
الهوامش:
(1) رواه أحمد 1/ 412، والبخاري ح2410.
(2) اقتضاء الصراط المستقيم 1/ 123 - 125.
(3) رواه ابن جرير 1/ 46 في تفسيره، وابن عساكر في تاريخ دمشق 18/ 179.
(4) صحيح مسلم ح2666.
(5) اقتضاء الصراط المستقيم 1/ 125.
(6) رواه ابن جرير في التفسير 1/ 43 بإسناد صحيح.
(7) رواه أبو عبيد بإسناد صحيح في فضائل القرآن ص361، وكذلك الداني في الأحرف السبعة ص22
(8) غريب الحديث 2/ 11 - 12.
(9) الإبانة ص61 - 62.
(10) مثل حديث أبي جهيم الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن القرآن أنزل على سبعة أحرف فلا تماروا في القرآن فإن المراء فيه كفر "، رواه ابن جرير في التفسير 1/ 43 بإسناد صحيح.
(11) الإبانة ص36 - 38.(/)
طرق تلقي القرآن عند القراء
ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[03 Jun 2010, 04:40 م]ـ
منقول من مجلة الجندي المسلم:
http://islamic.naseej.com/Detail.asp?InNewsItemID=315522
طرق تلقي القرآن عند القراء
د/ أحمد بن فارس السلوم
1ـ القراءة سنة متبعة:
اتفق القراء على أنَّ القراءة سنة متبعة (1)، يأخذها الخلف عن السلف (2)، تعتمد على المشافهة بين العالم والمتعلم، ولا ينفع فيها قياس ولا عربية، ولا أخذ من مصحف أو كتاب.
وقد عد العلماء أخذ العلم من الصحف من أنواع الجرح والثلم في الرواة، وقالوا:" لا تأخذ العلم من صحفي، ولا القرآن من مصحفي " (3).
وهذا حماد الراوية، علامة الشعر وحافظه، حفظ القرآن من مصحف، فصحف في نيّف وثلاثين حرفاً (4)!.
فإذا كان الأديب الجامع للأدب واللغة قد صحف في القرآن الكريم فغيره ممن لا علم له بالعربية أشد تصحيفاً، وأكثر تخليطاً. ولذلك أكد القراء على ضرورة الأخذ عن المشايخ، واتباع السلف في القراءة.
ومما ذكره المصنف عن أبي عمرو بن العلاء أنه قال:" لولا أن ليس لي أن أقرأ إلا بما قرأت لقرأت حرف كذا وحرف كذا " رواه الأصمعي.
وقال أبو زَيد:" قلت لأبي عمرو: أكلَّمَا أخذته وقرأت به سمعته؟ قال: لو لم أسمعه لم أقرأ به، لأنَّ القراءة سنة ". وروي عنه أنه قال:" لم أزل أطلب أن أقرأ كما قرأ النبي صلى الله عليه وسلم " أهـ.
وقال أبو عبيد رحمه الله: والقراءة التي عليها الناس بالمدينة وبمكة والكوفة والبصرة والشام هي القراءة التي تلقوها عن أوليهم تلقياً، وقام بها في كل مصر من هذه الأمصار رجل ممن أخذ عن التابعين اجتمعت الخاصة والعامة على قراءته، وسلكوا فيها طريقه، وتمسكوا بمذاهبه، على ما رُوي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وزيد بن ثابت، ثم محمد ابن المنكدر، وعروة بن الزبير، وعامر الشعبي رضي الله عنهم أجمعين أهـ.
قال أبو شامة:" يعني أنهم قالوا:" إن القراءة سنة يأخذها الآخر عن الأول فاقرؤوا كما علمتموه" أهـ (5).
ولذلك قال الخاقاني:
وإِنَّ لَنَا أَخْذُ القِرَاءَةِ سُنَّة عَنِ الأَوَّلِينَ المُقْرِئِينَ ذَوِي السِّتْرِ
وقال الداني في وصف القراء السبعة:
ونبذوا القياس والآراء ... وسلكوا المحجة البيضاء
في الاقتدا بالسادة الأخيار ... والبحث والتفتيش للآثار
إذ كان قد جاء عن الرسول ... في المسند المتصل المنقول
بأنه قد قال: إذا قرأتم ... فبالذي عني قد علمتم
فاستمسكوا لذا بما لديهم ... عن الذين عرضوا عليهم
واتصلت قراتهم بالمصطفى ... إذ كابر أخذها عن مرتضى
فنقلهم به تقوم الحجة ... يا بؤس من مال عن المحجة (6)
2 - أنواع تلقي القرآن:
وكان التلقي عند القراء على أربعة أنواع:
الأول: التلقين.
وهو التفهيم، يقال: تلقنته إذا أخذه لقانية أهـ (7). وطريقته: أن يُقرئ الشيخُ المتعلمَ الآيةَ من كتاب الله ويحفظه إياها، على نحو ما يتعلم الصبيان في الكُتَّاب.
وهذه الطريقة من أعلى أنواع التلقي، وقد كان من السلف طائفة قعدوا لتلقين القرآن ولتعليمه، وكان منهم طائفة تلقوا القرآن بالتلقين.
ومن الرواة عن القراء السبعة: قالون، ربيب الإمام نافع، رحمهما الله، فقد ذكر المصنف أنه أخذ قراءة نافع تلقينا ً. وكذلك: أبو بكر بن عياش أخذ القراءة من عاصم بن أبي النجود تلقينا ً.
قال المصنف رحمه الله: تعلم الْقُرْآن من عاصم خمساً خمساً كما يتعلم الصبي من المعلم، وذلك في نحو ثلاث سنين أهـ.
وقال أبو بكر: إنَّما تعلَّمتُ من عاصم كما يتعلم الصبي مِن المعلم، فلقيَ مني شدة، فما أحسن غير قراءة عاصم، وهذا الَّذِي أخبرك به من الْقُرْآن إنما تعلمته من عاصم تعلُّمَاً (8).
وقال أبو بكر: قال لي عاصم حين سمع قراءتي: احمد الله، فإنك قد جئت وما تحسن شيئاً، فقلت: إنما خرجت من الكُتَّاب ثم جئت إليك.
قال أبو بكر: لقد فارقتُ عاصماً وما أُسقِطُ من الْقُرْآن حرفاً ...
ويراعى في التلقين التيسير على المتعلم، وألا يكلف من الآيات مالا يطيق، وقد كان طائفة من السلف يلقنون القرآن خمس آيات في اليوم.
قال إسماعيل بن أبي خالد:" كان أبو عبد الرحمن السلمي يعلمنا القرآن خمساً خمساً " أهـ (9).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أبو رجاء العطاردي:" كان أبو موسى يعلمنا القرآن خمس آيات خمس آيات " أهـ (10). وأقل التلقين كل يوم آية. كما كان المقرئ المحدث يحيى بن وثاب الأسدي يتلقن من شيخه.
قال عاصم بن أبي النجود:" تعلم يحيى بن وثاب من عبيد بن نضيلة آية أية، وكان والله قارئاً " (11).
الثاني: العرض
وهو القراءة على الشيخ، وهذا هو الغالب على القراء، ولا يتهيء إلا لمن أتم حفظ ما يعرضه على الشيخ.
قال ابن الصلاح: من أقسام الأخذ والتحمل القراءة على الشيخ، وأكثر المحدثين يسمونها عرضاً من حيث إن القارئ يعرض على الشيخ ما يقرؤه كما يعرض القرآن على المقرئ أهـ (12).
قال السيوطي:" القراءة على الشيخ هي المستعملة سلفاً وخلفاً " أهـ (13).
الثالث: السماع.
وطريقته أنْ يقرأ الشيخ ويستمع الطالب، فهذا النوع من التلقي حصل فيه تردد من بعض العلماء، وأخذ به البعض الآخر.
قال العلامة السيوطي رحمه الله: وأمَّا السماع من لفظ الشيخ فيحتمل أنْ يقال به هنا لأن الصحابة رضي الله عنهم إنما أخذوا القرآن من النبي ?، لكن لم يأخذ به أحد من القراء، والمنع فيه ظاهر، لأنَّ المقصود هنا كيفية الأداء، وليس كل من سمع من لفظ الشيخ يقدر على الأداء كهيئته بخلاف الحديث .. وأما الصحابة فكانت فصاحتهم وطباعهم السليمة تقتضي قدرتهم على الأداء أهـ (14).
لكن وجد من أئمة الإقراء من أخذ بهذا النوع من أنواع التلقي، فقد ذكر المصنف رحمه الله أن الكسائي رحمه الله كان يقرأ الْقُرْآن على المنبر، والناس ينقطون مصاحفهم على قراءته.
وقال خلف بن هشام بن غالب:" كنتُ أحضر بين يدي الكسائي وهو يقرأ على الناس، وينقطون مصاحفهم بقراءته عليهم " (15).
وقال ابن مجاهد رحمه الله:" كان الكسائِيُّ إمام الناس في عصره في القراءة، وكان الناس يأخذون عنه ألفاظه بقراءته عليهم " (16).
وقال الأزرق إسحق بن يوسف:" سمعتُ الكسائي وهو يقرأ على الناس الْقُرْآن مرتين " (17).
وقد يجوز أن يكون وقع الترخص في هذا النوع من أنواع التلقي لأجل الضرورة، وازدحام الناس على المقرئين، فقد ذكر الحافظ السيوطي أن شمس الدين ابن الجزري لما قدم القاهرة وازدحمت عليه الخلق لم يتسع وقته لقراءة الجميع عليه فكان يقرأ عليهم الآية ثم يعيدونها عليه دفعة واحدة أهـ (18).
الرابع: رواية الحروف
رواية الحروف عن المقرئ دون القراءة عليه قليل جداً بين المقرئين، وقد يفعله بعضهم عند قراءة كتاب أو مصنف في الحروف، وغالب من ألف في علوم القرآن وذكر كيفية تحمله لم يذكر هذا الوجه من أوجه التلقي عند القراء، مع أن بعض المقرئين كان يأخذ به.
فقد ذكر المصنف وغيره ممن ترجم لأبي بكر بن عياش أنه قطع الإقراء قبل وفاته بزمن، وأنَّ روايته لا ترد سماعاً من أجل ذلك، وإنما رواية للحروف من طريق يحيى بن آدم.
وقد جاء عن يحيى بن آدم أنه قال:" سألته عن الحروف فحدثني بها، وقرأتها عليه حرفاً حرفاً، وقيدتها على ما حدثني بها " أهـ (19).
وقد تلقى القراء رواية يحيى بن آدم عن أبي بكر بالقبول، مما يصحح هذا النوع من التلقي، لكن يمكن قصره على الحفاظ المتقنين، والله أعلم
ـ[نور مشرق]ــــــــ[03 Jun 2010, 04:54 م]ـ
جزاكم الله خيرًا ونفع الله بكم وبعلمكم(/)
دورة في الوقف والابتداء - للشيخ أبي رفعت محمد بن علي بن عثمان
ـ[محمد نبيل درويش]ــــــــ[04 Jun 2010, 09:48 ص]ـ
يسرنا أن نعلن عن دورة في الوقف والابتداء للشيخ أبي رفعت، الدورة ستبث مباشرة في غرفة بصائر، أرجو من الإخوة الراغبين الاشتراك في الدورة تفعيل عضويتهم، انظر الرابط التالي (كيفية التفعيل للعضوية):
http://bsa2er.ning.com/group/room/forum/topics/5011762:Topic:1119
المنشور التالي يبين الدورة وما فيها بإذن الله وقريبا سأرسل بعض التفاصيل الإضافية:
http://bsa2er.ning.com/group/room/forum/topics/5011762:Topic:1122
ـ[محمد نبيل درويش]ــــــــ[05 Jun 2010, 08:17 ص]ـ
http://api.ning.com:80/files/tEW2TMa4BRYWsKZj9He5vm0jkJzNvIDfcn797OxlARYclFik1B VGmP93qkrwm94W97mmUNBwqu-xfuJVngjWCS7o-PiaXVmE/Picture6.png
ـ[محمد نبيل درويش]ــــــــ[05 Jun 2010, 11:32 ص]ـ
الحمد لله
تعين يوم دورة الوقف والابتداء
وسيكون ذلك في يوم الثلاثاء
وسيبدأ الدرس الساعة
8:30
بتوقيت مكة
وينتهي الساعة
9:30 بتوقيت مكة مساء
ملاحظة: توقيت مكة الآن نفس توقيت الأردن
لمن أراد الانضمام أرجو أن يسجل عضويته في غرفة بصائر، لكيفية التسجيل انظر:
http://bsa2er.ning.com/group/room/forum/topics/5011762:Topic:1119 (http://bsa2er.ning.com/group/room/forum/topics/5011762:Topic:1119)
وأرجو من الغخوة تبكير الحضور يوم الثلاثاء حتى نحل مشاكلهم إذا لم يستطيعوا الدخول
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[05 Jun 2010, 12:07 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا الإعلان
والشيخ أبو رفعت من أهل الهمة العالية في الإقراء والتعليم نفع الله به وبكم وبالجميع
ـ[محمد نبيل درويش]ــــــــ[05 Jun 2010, 02:33 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا الإعلان
والشيخ أبو رفعت من أهل الهمة العالية في الإقراء والتعليم نفع الله به وبكم وبالجميع
الشيخ يجلس في المسجد من الصباح حوالي التاسعة إلى صلاة الظهر، ثم يرجع على صلاة العصر ويبقى في المسجد إلى صلاة العشاء وربما بعد العشاء بقليل، وله همة أن يدرس في كل وقت وحين
وهذا بشكل يومي مذ عرفت عن الشيخ ...
ودروسه ثابتة من مدة طويلة، يقسم دورة التجويد إلى أقسام وبعد الانتهاء من كل قسم يستقبل طلاب جدد، فيمكن الانضمام إلى دوراته في أي وقت.
ويشترط على طلابه الحضور، ويأخذ غياب وحضور، وبعد انتهاء الدورات يمتحنهم ...
فإذا ذهب إلى مجلسه فهو طوال الوقت إما يقرئ أو يكتب، او يتكلم في علم من علوم القرآن ...
أسأل الله أن يطيل في عمره بالخيرات، وأن يجزل له المثوبة على صبره وتعليمه ...
ـ[محمد نبيل درويش]ــــــــ[05 Jun 2010, 03:02 م]ـ
هذا كل ما يتعلق بدورة الوقف والابتداء:
المراجع:
يوصي الشيخ بالرجوع إلى المكتفى في الوقف والابتدا لأبي عمرو الداني.
- مراجع أخرى
منار الهدى في بيان الوقف والابتدا للأشموني.
إيضاح الوقف والابتداء للأنباري.
كتاب الوقف والابتداء للسجاوندي.
المقصد لتلخيص ما في المرشد لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري.
شرح كلا وبلى ونعم لمكي بن أبي طالب.
ستبدأ الدورة الثلاثاء الثامن من هذا الشهر الإفرنجي.
ـ[محمد نبيل درويش]ــــــــ[09 Jun 2010, 01:52 م]ـ
الإخوة الكرام، لقد فاتنا بعض الدروس في دورة الوقف والابتداء كان قد درسها الشيخ من قبل، لكن لا تقلقوا بشأنها، فسيكون هناك بإذن الله قريبا دورة مشابهة، أو نطلب من الشيخ جزاه الله خيرا أن يقوم بإعادة تلك الدروس.
هذا رابط الدرس الأول الذي بث يوم الثلاثاء البارحة
درس الوقف والابتداء 8 - 6 - 2010
رابط الدرس ( http://bsa2er.ning.com/group/room/forum/attachment/download?id=5011762%3AUploadedFile%3A1187)
مذكرة باسم بيان الاختلاف في عد آيات القرآن الكريم
غلاف المذكرة ( http://bsa2er.ning.com/group/room/forum/attachment/download?id=5011762%3AUploadedFile%3A1189)
المذكرة ( http://bsa2er.ning.com/group/room/forum/attachment/download?id=5011762%3AUploadedFile%3A1190)
وهذا ملخص للدروس التي فاتتنا من الدورة، علما أن الدروس سيقوم الشيخ بتزويد الغخوة بملخصات مستمرة لها
الملخص1 ( http://bsa2er.ning.com/group/room/forum/attachment/download?id=5011762%3AUploadedFile%3A1207)
كل ما يتعلق بالدورة يوضع هنا - إن شاء الله تعالى-:
الرابط ( http://bsa2er.ning.com/group/room/forum/topics/5011762:Topic:1122)
ـ[محمد نبيل درويش]ــــــــ[09 Jun 2010, 08:09 م]ـ
هذه الخطوط اللازمة لقراءة تلخيص ملف الوقف والابتداء
الرابط ( http://bsa2er.ning.com/group/room/forum/attachment/download?id=5011762%3AUploadedFile%3A1213)
ـ[محمد نبيل درويش]ــــــــ[28 Jun 2010, 02:46 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يبدأ بإذن الله التسجيل في دورة مبادئ الرسم والضبط في منتدى بصائر
الشيخ المدرس هو الشيخ أبو رفعت -حفظه الله تعالى-
وسيكون الدرس الأول يوم 3 - 7 - 2010 السبت.
للتسجيل في دورات مدرسة بصائر ادخل الرابط التالي:
http://bsa2er.com/vb/showthread.php?t=10(/)
هل رواية حفص هي نفسها قراءة السلمي؟
ـ[مسافر وحدي]ــــــــ[04 Jun 2010, 01:06 م]ـ
السلام عليكم مشايخنا الكرام
روى عن حفص
قلت لعاصم إن أبا بكر شعبة يخالفني في القراءة، فقال أقرأتك بما أقرأني به أبو عبد الرحمن السُلمي عن على رضي الله عنه، وأقرأت أبا بكر بما أقرأني به زربن حبيش عن عبد الله بن مسعود
و حفص نفسه لم يخالفا عاصما الا في حرف واحد
و لكن
يقول ابن مجاهد انه بين حفص و شعبة من الخلاف في الحروف خمسمائة وعشرون حرفاً
فهل يمكن القول ان رواية حفص هي نفسها قراءة السلمي بخلاف (من ضعف) و هي نفسها قراءة سيدنا على رضى الله عنه
و ان رواية شعبة هي نفسها قراءة زر بن حبيش و هي نفسها قراءة ابن مسعود
فيكون الاختلاف بين حرف ابن مسعود و حرف علي 520 حرفا بخلاف (من ضعف)؟
ـ[عابر سبيل]ــــــــ[04 Jun 2010, 01:48 م]ـ
و ان كان حفص لم يخالف عاصما , و نقل عاصم لحفص قراءة السلمي
فلم قرا حفص إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (الاحزاب 2) بينما قرأها السلمي بالياء؟
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[05 Jun 2010, 12:43 م]ـ
قرأ حفص على عاصم ببعض ما عنده، فرواية حفص ليست صورة عن قراءة عاصم ولكنها جزء منها، بدليل أن عاصما أقرأ شعبة بأمور تخالف ما أقرأ به حفصا.
أما ما قرأ به عاصم على أبي عبد الرحمن السلمي فيحتمل أن يكون بما عنده أو ببعضه، والفيصل في ذلك الوقوف على ما كان يقرأ به السلمي - إن أمكن - ومقارنته بقراءة عاصم فإن تطابقا حكمنا بالأول، وإلا بالثاني.
ـ[مسافر وحدي]ــــــــ[05 Jun 2010, 09:24 م]ـ
و ان كان حفص لم يخالف عاصما , و نقل عاصم لحفص قراءة السلمي
فلم قرا حفص إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (الاحزاب 2) بينما قرأها السلمي بالياء؟
اين جاءت قراءة السلمي اخي الكريم؟
ـ[مسافر وحدي]ــــــــ[05 Jun 2010, 09:51 م]ـ
قرأ حفص على عاصم ببعض ما عنده، فرواية حفص ليست صورة عن قراءة عاصم ولكنها جزء منها، بدليل أن عاصما أقرأ شعبة بأمور تخالف ما أقرأ به حفصا.
و لكن شعبة يروي عن عاصم قراءة عاصم عن زر بن حبيش , بينما يروي حفص عن عاصم قراءة السلمي
اذن فرواية حفص يجب ان تطابق قراءة السلمي كما تسلمها منه عاصم , ولا يشكل على هذا اختلاف شعبة عن حفص خاصة فقد ذكر عاصم أنه " لم يخالف أبا عبد الرحمن في شيء من قراءته وأن أبا عبد الرحمن لم يخالف عليا رضي الله عنه في شيء من قراءته "كما جاء في سير اعلام النبلاء
و حول ما جاء في هذا القول الاخير
فان كان عاصم لم يخالف السلمي في شئ , فكيف تخرج عنه قراءتان مختلفتان؟
فالقراءة الثانية برواية شعبة - و هي قراءة عاصم ايضا - تخالف قراءة السلمي
ام ان عاصما يقصد بقراءته (رواية حفص عنه) بينما (رواية شعبة) يعتبرها زائدة عنه خاصة انه يقول " ما أقرأني أحد حرفا إلا أبو عبد الرحمن وكان أبو عبد الرحمن قد قرأ على علي رضي الله عنه فكنت أرجع من عنده فأعرض على زرّ "
فهل هنا يقدم (قراءته حرف السلمي) على (عرضه على زر)؟
و اعتبر ان قراءته هي الحرف الذي اقرأه به شيخه السلمي , بينما لا يعتبر ان ما عرضه على زر قراءة تخصه؟
لان العبارة تقول ان عاصما " لم يخالف أبا عبد الرحمن في شيء من قراءته "
ـ[رفعت احمد]ــــــــ[06 Jun 2010, 07:16 ص]ـ
جاء فى المستنير لابن سوار بالعنوان اعلاه _ بتصرف_:
اخبرنا ابو على الحسن بن على المقرئ _ باسناده الى_ ابى عمرو الدورى قال سألت أبا عمارةحمزة بن القاسم الكوفى الاحول وكان من اصحاب حمزة المعدودين فى القراءة عن سبب الاختلاف بين حفص بن سليمان وابى بكر بن عياش فقال على الخبير سقطت.
سألت حفص بن سليمان عن ذلك وقلت له ان ابا بكر بن عياش يخالفك عن عاصم فى حروف كثيرة؟ قال ابوعمارة وكانت ام حفص تحت عاصم وعاصم رباه منذ كان طفلا.
فقال: قرأت هذه القراءة على عاصم حرفا حرفا ولم اخالف عاصما فى حرف من كتاب الله تعالى. واخبرنى عاصم أنه قرأ علَى أبِي عبد الرحمن السلمى وهى قراءة ابى عبد الرحمن التى اخذها عن اصحاب رسول الله (ص): عثمان وعلى وزيد بن ثابت وعامتها عن على بن ابى طالب رضوان الله عليهم.
قال حفص فصححت القراءة على عاصم حتى لم اشك فى حرف منها.
وكان يقرأ بِهذه القراءة دهرا. وكان قد قرأ على زر بن حبيش صاحب عبد الله [ابن مسعود] فاختار بعد ان قطعت القراءة عليه من حروف عبد الله وحروف زر هذه القراءة التى علمها ابا بكر بن عياش.
قال حفص: فلم احب الرجوع عن قراءة ابى عبد الرحمن فثبت عليها: وهى قراءة عاصم التى لم يزل يقرؤها.
قال ابو عمارة: فهذا سبب الاختلاف بين حفص وابى بكر بن عياش عن عاصم. ا.هـ.
من المستنير لابن سوار طـ دار الصحابة صـ 93/ 94
ومعذرة على النقل من هذه النسخة فليس عندى نسخة د. عمار امين الددو ولعله يهادينى بِها فهو اكرم من ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مسافر وحدي]ــــــــ[11 Jun 2010, 10:15 ص]ـ
قال حفص: فلم احب الرجوع عن قراءة ابى عبد الرحمن فثبت عليها: وهى قراءة عاصم التى لم يزل يقرؤها.
هذا يؤيد تماما ما ظهر لي
جزيل الشكر اخي الكريم
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[15 Jun 2010, 05:41 م]ـ
قرأ حفص على عاصم ببعض ما عنده، فرواية حفص ليست صورة عن قراءة عاصم ولكنها جزء منها، بدليل أن عاصما أقرأ شعبة بأمور تخالف ما أقرأ به حفصا.
أما ما قرأ به عاصم على أبي عبد الرحمن السلمي فيحتمل أن يكون بما عنده أو ببعضه، والفيصل في ذلك الوقوف على ما كان يقرأ به السلمي - إن أمكن - ومقارنته بقراءة عاصم فإن تطابقا حكمنا بالأول، وإلا بالثاني.
أنا أوافق على هذا الكلام.
وقوله: أما ما قرأ به عاصم على أبي عبد الرحمن السلمي فيحتمل أن يكون بما عنده أو ببعضه.
أزِيدُ عليه: بل المؤكَّد أنه قرأ ببعض ما عنده.
فالغالب الراجح عند المتقدِّمين أن يُنقل عنهم أوجه كثيرة، وليس وجهًا واحدًا.
مثلما ينقل عن الإمام الحسن البصري.
أو عن ابن عباس.
وحتى القراء العشرة نُقلت عنهم أوجه أخرى غير تلك المشهورة في النشر.
ألا ترى أنَّ هناك رواةً عن العشَرة غير روايات العشرين المعروفين!
وأن هناك طرقًا عن الرواة المعروفين غير تلك الطرق المقروء بها!
فمثلا:
رواية حفص التي نقلتَ أنها لم تخالف عاصمًا إلاَّ في حرفٍ، أليس لها طرق أخرى غير طريقي عبيدة بن الصباح، وعمرو بن الصباح - أعني مثلاً: طريق هبيرة التمار؟!
أليس هناك اختلاف بين ما رواه هبيرة عن حفص وما رواه عمرو؟!
وذلك في قول حسنون الراوي عن هبيرة: ولَم يُخالف هُبيرةُ عمرَو بن الصبَّاح إلاَّ في خمسةِ أحْرُف: يوم الزينة، في طه بالنَّصب، وقرْنَ في بيوتكنَّ، في الأحزاب بكسْر القاف، وبنصبٍ وعذاب، في ص بفتح النون وسكون الصَّاد، وفيها: الحقّ والحق أقول، بالنَّصب فيهما، وكسر السين في يحسب، وما جاء منه مستقبلاً.
وقد نظمها ابن الجزري:
وهاك حروفًا عن هُبيْرة خالفتْ * * * لعمْرو بن صبَّاحٍ رواية حسنون
فيحْسب قرْن اكسِر وفالحقّ يوم زيـ * * * ـنة انصب بنصب اسكن مع الفتح للنون
فأين قراءة عاصم وأين قراءة السلمي في هذه الفروق؟؟!
أما جواب الرواية التي نقلتها؛ أعني: أقرأتُك بما أقرأني به أبو عبد الرحمن السُلمي عن على - رضي الله عنه - وأقرأت أبا بكر بما أقرأني به زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود.
فإن ذلك على سبيل التقريب، وليس بالحصر والاستقصاء؛ إذ الحصر والاستقصاء قد خالف هذا النقل،، والله أعلم.
ـ[مسافر وحدي]ــــــــ[16 Jun 2010, 08:46 م]ـ
فالغالب الراجح عند المتقدِّمين أن يُنقل عنهم أوجه كثيرة، وليس وجهًا واحدًا.
لكن شيخنا الا يمكن ان يعود هذا التعدد الي (اختيار الرواة) من بعد (المتقدم)
فالغالب ايضا ان كل قارئ يختار من رواية (المتقدم) و من رواية غيره فينتج لنا رواية جديدة؟
انما كان اختاري لحفص و لعاصم لتصريحهما بانهما لم يخالفا شيوخيهما
فاذ بك تلفت نظري الي الاختلاف بين روايات حفص نفسها بسبب الرواة الذين نقلوا عنه
فما الضمان انهم لم يخلطوا قراءته بغيره , و ان حفصا لم يخالف عاصما بالفعل الا في حرف (ضعف)؟
اقصد انني اجعل من قول الائمة (عاصم \ حفص) قطعي , و افسر اختلاف من يليهم بالاختيار و المزج
و انت تجعل من اقوال الائمة تقريبية و تعتمد في ذلك على واقع الاختلافات
هل هذا صحيح؟
و هل من شئ حاسم بين الرؤيتين؟
و لك كل الشكر
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[19 Jun 2010, 11:08 ص]ـ
لكن شيخنا الا يمكن ان يعود هذا التعدد الي (اختيار الرواة) من بعد (المتقدم)
فالغالب ايضا ان كل قارئ يختار من رواية (المتقدم) و من رواية غيره فينتج لنا رواية جديدة؟
انما كان اختاري لحفص و لعاصم لتصريحهما بانهما لم يخالفا شيوخيهما
فاذ بك تلفت نظري الي الاختلاف بين روايات حفص نفسها بسبب الرواة الذين نقلوا عنه
فما الضمان انهم لم يخلطوا قراءته بغيره , و ان حفصا لم يخالف عاصما بالفعل الا في حرف (ضعف)؟
اقصد انني اجعل من قول الائمة (عاصم \ حفص) قطعي , و افسر اختلاف من يليهم بالاختيار و المزج
وأنت تجعل من اقوال الائمة تقريبية و تعتمد في ذلك على واقع الاختلافات
هل هذا صحيح؟
وهل من شئ حاسم بين الرؤيتين؟
ولك كل الشكر
قولكم: ألا يمكن أن يعود هذا التعدد إلى (اختيار الرواة) من بعد (المتقدم)
فالغالب أيضًا أن كل قارئ يختار من رواية (المتقدم) ومن رواية غيره فينتج لنا رواية جديدة؟
أقول: هذا الكلام منكم يذكِّر بمسألة في الفقه؛ وهي مسألة "الهلال"، فهل الهلال بحسب ما يراه المستطلعون أم بحسب ما هو عند الله - إذا غم -؟
فالناقلون عن المتقدم بمثابة الذين تراءَوا الهلال ... أرجو أن يكون المعنى قد وصل.
قولكم:
أقصد أنني أجعل من قول الأئمة (عاصم \ حفص) قطعي, وأفسر اختلاف من يليهم بالاختيار والمزج
وأنت تجعل من أقوال الأئمة تقريبية وتعتمد في ذلك على واقع الاختلافات.
أقول: قول الأئمة على الرأس ولم أنازعهم فيه، ولكن كل ناقلٍ يمكن أن يقول قريبًا من هذا ويكون صادقًا؛ لأنه يقول بحكم ما لديه من العلم عن المتقدم.
فمثلا لو سألت الإمام "ورش" عن روايته فسيسندها إلى نافع، ويقول إنه لم يخالفه - بحسب علمه.
ومع هذا يخالفه قالون في مواضع.
وهكذا.
الروايات تُنقل حرفًا حرفًا، ولا يُكتفى بهذه الأقوال العامَّة للتعرُّف على قراءة واحدٍ من المتقدمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مسافر وحدي]ــــــــ[07 Jul 2010, 07:29 م]ـ
أقول: هذا الكلام منكم يذكِّر بمسألة في الفقه؛ وهي مسألة "الهلال"، فهل الهلال بحسب ما يراه المستطلعون أم بحسب ما هو عند الله - إذا غم -؟
فالناقلون عن المتقدم بمثابة الذين تراءَوا الهلال ... أرجو أن يكون المعنى قد وصل.
عفوا شيخنا لم افهم المقصود هنا
و سؤالي السابق يدور في فلك (الاختيار) الذي دان به القرّاء , و لا اظن لهذا الاختيار (شبيها) في طرق نقل الاخبار الاخرى.
فلو كان في الحديث لاعتبروه (ادراجا) او تداخلا بين حديث و حديث و فصلوه في الحكم
فارجو مزيدا من التوضيح بارك الله فيك(/)
الرد على المستدرك على السلاسل: أحمد محمد فريد
ـ[الجكني]ــــــــ[05 Jun 2010, 09:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد ..
فقد كتب أحد أعضاء ملتقى أهل التفسير ـ واسمه الحسن بن ماديك ـ موضوعًا بعنوان: المستدرك على السلاسل الذهبية، وكتاب السلاسل الذهبية هو لفضيلة العلامة المقرئ الشيخ / أيمن رشدي سويد حفظه الله تعالى.
ولما اطلعتُ على كلام صاحب المستدرك ـ الذي مطَّه مطًّا كعادتِه ـ رأيت أمرًا عجبًا، فإني رأيت رجلًا يتَّهم غيرَه أنه اعتمد على نسخةِ كتابٍ بها أسقاطٌ وأغلاطٌ، ثم هو ينقُل من النسخة نفسِها، ثم إني رأيته يردِّدُ ويعيد أن في النشر سقطًا عريضًا، فها هو يقول: (ولعلها النسخة المطبوعة القديمة التي حققها الشيخ علي محمد الضباع .. الذي قرأ كتاب النشر ... قراءة ابتدائية لم تنتبه إلى ما فيه، تفتقر إليه؟؟ من صفحات وفقرات بكاملها حذفت بعوادي الدهر أو سقطت من النساخ) لما قرأتُ هذا الكلامَ ظننتُ في أول وهلةٍ أن قائلَه لديه أدلة قطعيةٌ على ما يقول، كأن يكونَ رجع إلى نسخةٍ خطية موثَّقة، بأن تكونَ مقابلةً أو مقروءةً على المصنف أو أحد العلماء مثلًا، لكن خابَ أملي لما رأيتُه يقول: (ويستدل من خبر هذا الفن ودراه عليها بالسياق) فأيَّ فن يقصِد؟ إنَّ فنَّ تحقيقِ النصوص يقول بالرجوع إلى نسخٍ موثَّقةٍ لذلك الكتابِ كما قدمتُ، فإن كانت كذلك فلتقابلْ للحصول على الصورةِ التي ترك المؤلفُ كتابَه عليها أو أقربِ صورةٍ منها كما هو معلوم، أما تلك النسخُ التي بين يديه فما أبأسَها به إن كانت جيدةً كما يقول! فهو يخَطِّئ ما أطبَقتْ عليه كلُّها ولا يُبالي، فبعد ثبوت كلمة (الداني) فيها، كما يظهر من كلامه، قال ـ في (7مكرر) عند استدراكه على طريق دوري أبي عمرو رقم (287) ـ (وسبب التصحيف من الناسخين المتأخرين عن ابن الجزري أن لفظ (الداني) إنما جاء به بعض النساخ بدل لفظ (الحافظ) وشجع الناسخ قول ابن الجزري قرأ بها على أبي الفتح) فيا عجبا! أهكذا تورَدُ يا سعدُ الإبل؟ أكلُّ النُّساخِ شجَّعهم أن (الحافظ) قرأ على أبي الفتح فأبدلوه (بالداني)؟ ما أعلمَ النساخَ إذًا! إنَّ ذلك لو كان احتمالًا لرُدَّ على قائله، فها هو قد جزم به، ليته اكتفى بما علق الشيخ به على هذه الطريق؛ فإنه الأمانةُ العلميةُ بعينها.
إنَّ التساهُلَ في نسبةِ التحريفِ والسَّقطِ بلا بينةٍ إلى كتابٍ أُطلِقَ عليه بخاريُّ القراء، يوجد منه فوق تسعين نسخةٍ معروفةٍ في العالم، ثم التجرُّؤُ على نصه، وترقيعُه من وحْيِ الفكرِ لتعدٍّ خطيرٌ، ولا يوصفُ بأكثرَ من ذلك، وهذا إذا أراده أحد بكتاب من كتب العربية الشهيرة ككتاب سيبويهِ أو مفصَّل الزمخشريِّ مثلًا، لقام عليه الناس، إذ هو طعنٌ في ميراثِ الأمَّةِ يأباه كل حُرٍّ، فكتابُ الله وما يتعلقُ به أولى بذلك.
ولستُ بحاجة لأن أذكرَ لك أني رأيتُ عدةَ نسخٍ خطيةٍ نفيسةٍ كاملةٍ ولم أجد أثرًا لما ادَّعيتَ من السقط، فأنت المدَّعي، والبينةُ على من ادَّعى، ودَعْ أن تقول: (ويستدل من خبر هذا الفن ودراه عليها بالسياق) فلا بينةَ في ذلك)، أما نسخُك الخطية فلم تعترف أنت بها، فغيرك بذلك أولى.
ولك عليَّ أنت والناظرُ في كلامي أني إن نقلتُ من كتابٍ أو أحلتُ عيه، فإنه كما ذكرتُ في مخطوطِه قبل المحقَّق منه، والله الهادي.
قال في المستدرَك (1): (نسيها الدكتور أيمن تقليدا منه ـ في أحسن الاحتمالات وأحسن المخارج ـ النسخة المتوفرة من كتاب النشر ولعلها النسخة المطبوعة القديمة التي حققها الشيخ علي محمد الضباع شيخ عموم المقارئ).
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول: لعل المستدرِك لا يعرف أن الشيخ يحقِّقُ النشرَ على أربع نسخٍ خطيةٍ إحداها مقروءةٌ على المصنف مرتَين، وثانيةٌ مقابلةٌ على نسخة بخطِّه، فالشيخ ـ سلمه الله ـ لا يعتمدُ النسخة المطبوعة؛ لأن ذلك لا يناسب مستواه العلميَّ وتاريخَه في تحقيق النصوص، ثم ألم ير المستدرِكُ في كتاب السلاسل ص 33ـ93 ما رجع الشيخ إليه من مخطوطاتِ أصول النشر؟ أيقلدُ مثلُ هذا الرجل مثلَ تلك النسخة؟ ما دام المستدرك نفسُه يخطِّئُ نسخَه التي ذكرها في (7 مكرر)، فهلا أحسن الظن بالشيخ وقال: لعله رجع إلى نسخة كنسختي، بدلًا من أن يتقعَّرَ ويقولَ أنَّ الشيخَ ـ في أحسن الاحتمالات وأحسن المخارج ـ قلَّد المطبوعة!.
وقد قسم ملاحظاتِه أو استدراكاتِه إلى نوعَين: عام وخاص.
أما العامة فقال فيها: (1 ـ تخصيص الكتاب بابتعاده عن تقريب تحرير الطرق والتعريف به ليسهل تمرير ما تضمنت السلاسل الذهبية من التدليس على العوام بإيهامهم أن كل رواية وحدة متكاملة منزلة هكذا تفصيلا في كل حرف منها وهو ما نأى عنه أئمة القراءات قديما) اهـ.
قلت: إن ما في كتاب السلاسل الذهبية من أسانيدَ ومشجراتٍ موافق لما في كتب أصول النشر، المخطوطِ منها قبل المحقَّق، فإن كان ما في هذا تدليسًا فما في تلك كذلك، فالمشجرات لا تتضمن إلا تبيينَ الطرق النشرية وعزوَها لكتبها وترقيمَها، لتسهُلَ مراجعةُ الأسانيد عند تحرير أوجه الخلاف، فهي خدمة جليلة لكتاب النشر، لا يفهم منها من قريب ولا من بعيد أن كل رواية منزلة هكذا تفصيلًا كما زعم المستدرِك.
ثم ما هي العلاقة بين تعريف التحرير وتقريبه وبين تشجير الأسانيد؟ وما العلاقة بين التشجير وفصل الرواية من القياس؟ ألم يقرأ كل واحد على شيخه وهكذا إلى منتهى الإسناد كما في مشجرات السلاسل؟ أتجدُ في تلك الأسانيدِ زيادةَ حرفٍ أو حركةٍ في كتابِ الله؟.
وماذا في نصَّي مكيٍّ اللذَينِ نقلتَهما من هدية؟ إنه كلامٌ يعرفه طويلبُ علم القراءات، فلتفرق أنت ـ يا شيخُ ـ بين تلك الأقسام التي ذكرها مكيٌّ إن استطعت.
يا لله، ما أشنعَ التكلُّف!! كأنك تعني أن أسانيدَنا غيرُ متصلة بالنبيِّ ج حتى يفرَّق بين الرواية والقياس، فلتخبرْني من سبقكَ إلى هذا الكلام؟ ومن تختاره ـ يا تُرى ـ ليكونَ منتهى سندِنا؟ ألم يقل الجزريُّ رحمه الله: (وأعلى ما وقع لنا باتصال تلاوة القرآن، على شرط الصحيح عند أئمة هذا الشان، أن بيني وبين النبيِّ ج أربعةَ عشرَ رجلًا)؟ فلم المِراءُ في القرآن؟.
أما قوله: (وليته انشغل (يعني الشيخ) بدل هذا الادعاء بتحرير طرق كل رواية على حدة) فتطاوُلٌ لا داعيَ له، وهو كقوله: (وليته انشغل بتقصي الزيادات المقروءة وإظهارها .. قبل أن يوصله بالنبي عن جبريل عن رب العزة) لأنك تراه يخرج فيه من نقد الكتاب إلى نقد صاحبه، مع أن كتاب السلاسل ليس موضوعُه تحريرَ الطرق، وهذا واضح من اسمه لمن يعرف العربية.
إن تلك الفكرةَ التي سيطرتْ على المستدرِك ـ أعني كونَ السلاسلِ كتابَ تحرير ـ أطالت عليه البحث، وقوله ـ عند الكلام على ذوات الياء الواقعة في رءوس الآي للأزرق ـ: (أما الشهادة كما في السلاسل الذهبية أن الخاقانيَّ تلقاها من شيوخه مسلسلة إلى النبي .. الخ) خير دليل، وأنا أسأله: هل تجدُ في كتاب السلاسل أن الخاقانيَّ قرأ بالفتح على شيوخه؟ أو أن فلانًا قرأ كذا؟ فلم تتعبُ نفسَك وتطيلُ الكلام وتقول: (أنه لم يفصِّل ولو مرة واحدة ما أجمله ابن الجزري من طرق المصنفين في نشره أحرف الخلاف كقوله: وغيرهم) وشبهَ هذه العبارات؟.
قال الشيخُ المستدرِك: (2 - الاقتصار على الأسانيد العامة والتي لا تتطلب جهدا وهي تسمية أسانيده إلى ابن الجزري وهذا من عمل أي إملاء أو خط شيوخ كل مجاز) اهـ. قلت: إن تلك الأسانيد العامةَ التي يزعم أنها لا تحتاج إلى جهد قد وقع في بعضها من التحريفِ والتركيبِ ما الله به عليم، وذلك معروفٌ يقِرُّ به من عنده أدنى قدرٍ من الإنصاف، وقد قرأ شيخُنا ـ كما هو معلومٌ ـ على مشايخ الدنيا في الإقراء، وتوفر عنده من الإجازات الخطية وكتبِ التراجمِ مع الفَهْمِ الثاقبِ والدِّرايةِ التامةِ والأمانةِ العلميةِ ما كان سببًا في تصحيح هذه الأغلاط، ثم إن السلاسل أضاف وفَياتِ
(يُتْبَعُ)
(/)
شيوخِ الإسنادِ المتوفرةَ وزياداتٍ في أسمائهم وأنسابهم، أكلُّ هذا من عمل أي إملاء أو خط شيوخ المجاز؟ إنني لا أستحيي أن أذكِّرَك أن ابن الجزريِّ نص على أن أكثرَ القراءِ لا علمَ لهم بالأسانيد.
قال: (اقتصاره على تسمية أسانيد ابن الجزري إلى أمهات كتابه النشر وهذا من عمل ابن الجزري نفسه في كتابه النشر) اهـ قلت: نعم هذا من عمل ابن الجزريِّ ـ وكذا الكتابُ كلُّه خلا ترقيعاتِك ـ لكنَّ ابن الجزريِّ رحمه الله دعى الكتبَ الجفَلى غيرَ مرتبةٍ، فكانت بحاجة إلى ترتيبها أبجديًّا ليسهُلَ الرجوع إليها، والاطلاعُ على ما كان منها بتلاوة القرآن أو بقراءة الكتاب أو سماعه أو الإجازة فيه، ليُعلَمَ ما على شرْطِه وما ليس عليه منها، وانظر ص 194 من السلاسل حتى تعلمَ ما فائدة تسميةِ أسانيد الجزري إلى أمهات النشر، فإنك ستجد أنَّ لابن الجزري طريقًا واحدةً إلي (الحافظ السِّلفيِّ) ليست على شرطِه في انتقاء طرقه؛ لأنها بإجازة السِّلفيِّ للكمالِ الضرير، كما أنها بكتاب المستنير، ولا يعلَمُ للكمال الضَّريرِ عن السِّلَفِيِّ حرفٌ فوق ذلك، فما ذكرتَ في (7) مكرر محضُ غلطٍ، ولتراجع النشرَ وغايةَ النهاية إن شئت.
قال: (3 - أنه لم يقم بتمييز الطرق التي حواها النشر ـ كلما نشر حرفا من أحرف الخلاف ـ وليست من طرقه بل هي للحكاية والعلم وهذا هو الجديد المفيد المستدرك الذي أضيفه لخدمة هذا العلم الشريف) قلت: تقدمَ أن الكتابَ لم يوضع لهذا، ثم إن من يضيفُ الجديدَ المفيدَ المستدرَك إلى هذا العلم عيبٌ في حقِّه أن يعزوَ إلى طبعاتٍ تِجارية، وجودُها كعدمِه، أعوزتْه أن يرجعَ عن كلامٍ طويل كتبه في الجزء (7) بخصوص طريق دوري أبي عمرو رقم (272) فيا ضيعة الأعمار! لا أدري لم رجعتَ عن هذا الكلام؟ ألأن أبا الحسنِ (الجلاء) كان في نسختِك (الجلَّاد) بالدال ولم تُبيِّن ذلك؟ أم لأن الواو الساقطة في جامع البيان بينه وبين عبد الله بن الحسين سقطت من طبعتِك وحدَك؟ أم لأنك رأيتَ أن تصويبَك طريقَ السلاسل، وإضافةَ السامَرِّيِّ إليه، بعد قول الجزريِّ: (طريقُ أبي الحسن الجلاء) مخالفةٌ صريحةٌ لنصِّ النشر؟.
لكن فاتكَ أن ادِّعاءَ سقوطِ (أبي سلمةَ الحمراوِيِّ) كادِّعاء سقوط (السامَرِّيِّ) تمامًا، وأنه لا فائدة في إضافة (أبي سلمة) إلى (الأنماطيِّ) إذ شيخُهما واحد، وعادةُ الجزريِّ الاكتفاءُ بواحد فقط في مثل تلك الحالة، إذ لا فائدة من ذكر الآخَر، فكأني بك تحب ترديد هذه الكلمة أعني كلمةَ: (هناك سقط)، هلَّا فعلتَ ذلك في كتابٍ غيرِ النشرِ والسلاسل، أما عن سبب سقوط الواو بين (الأنماطيِّ) و (أبي سلمة) فإنك تجدُه في قولك: (ط دار الحديث) فهي في نُسَخِي ثابتة.
إن تحرير مسائلِ النشر ليس كما تظن، فالأمر أكبرُ من ذلك، فإن كانت أصولُك صحيحةً وكنتَ من أهل الرَّوِيِّةِ فائتِنا، وإلاَّ فما تأتينا فتحدثَنا.
وعلى مذهب الشيخِ المستدرِك فلا يوجدُ طرقٌ للحكاية والعلم، فإنه كلما ذكر الجزريُّ كتابًا ـ لم يذكرْه عند عَدِّ طرقِه المنتقاة ـ عند أحرف الخلاف قال: سقط هذا الطريقُ من طرقِ فلان، فماذا هو فاعل في قولِ ابنِ الجزريِّ ـ بعد ذكر طرق الراوي ـ (فهذه كذا طريقًا عن فلان) أكلُّ ما جاء من ذلك محرف أيضًا؟!.
إن معنى الحكاية هو حكاية ما ليس على شرط المصنف، وإن كان المصنف يرويه بسنده، لكن لما كان بعض ما رواه ليس على شرطه عُدَّ ذكره له من باب الحكاية والتقوية، ولنأخذ مثلًا قول الجزري في النشر عند كلمة (شركائي) للبزيِّ، فقد فقال في الفقرة 3417: (وانفرد الداني عن النقاش عن أصحابه عن البزيِّ بحكاية ترك الهمز فيه وهو وجه ذكره حكاية لا رواية ... نعم قرأ بترك الهمز فيه على أبي الحسن ولكن من طريق مضرَ والجنديِّ عن البزيِّ) اهـ فأنت ترى ابنَ الجزري يذكرُ أن الدانيَّ ذكر عدمَ الهمزِ حكايةً، مع أن الدانيَّ قد قرأ به وله به إسناد، كما في جامع البيان (ط الشارقة 3/ 1272).
ـ[الجكني]ــــــــ[05 Jun 2010, 10:00 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: (4 - عدم وصله ما أمر به البحث العلمي أن يوصل مما سقط من كتاب النشر بعوادي الدهر ونسيان أو تصحيف أو تحريف النساخ) قلت: هذا السقط الذي تدعيه نتيجةُ خيالِك، أتحاسبُ غيرَك على وهْمٍ من صُنعِك أنت؟ وهل يأمر البحثُ العلميُّ بالترقيعِ بناءً على الاحتمالات البعيدةِ أو الخاطئةِ؟ أم هل يأمرُ بادِّعاء توافُقِ خواطرِ النُّساخِ واتِّهامهم جميعِهم بالتبديل؟ وأظنك توافقني أنه لا يأمرُ بالرجوعِ إلى الطبعات التِّجارية في نقل النصوص.
فمن منكما قَطع ما أُمرَ بوصله؟ أُرى أنَّ الشيخَ أَولى بالوصل، وتاريخه في تحقيق النصوص يشهد بذلك.
أما الاستدراك الأول فهو الذي بخصوص طرق شعبة ـ وهو في القسم (2) من المستدرَك ـ فقد قال أن هناك سقطًا أصاب نسخ النشر عند هذا الموضع، وأنه كاد أن يسقط من هول المفاجأة، وأنه سقط من طرق شعبة من النشر والسلاسل طريقُ التذكرة لطاهر بن غلبون، والإرشاد لأبيه، والهادي لابن سفيان، والهداية للمهدوي، والتبصرة لمكي، وذكر أن هذا على سبيل المثال لا الحصر.
وقال المستدرك: (وعلمت ذلك بتتبعي الأحرف التي وقع فيها لشعبة أبي بكر الوجهان) ثم ذكر نصوصًا من النشر فيها أوجه لشعبة يذكر الجزريُّ فيها أن في التذكرة كذا وفي الإرشاد كذا إلى أن قال: (وسقط ذلك كله من أسانيد ابن الجزري لشعبة ورقعته بفضل الله من النشر نفسه!!).
قلت: قال ابنُ الجزريِّ في الطيبة:
وهذه الرواة عنهم طرق أصحها في نشرنا يحقق
باثنين في اثنين وإلا أربع فهي زها ألف طريق تجمع
قال ابن الناظم عند شرح البيتَين ص 13: (فاختار منها (أي طرق الرواة العشرين (عن كل راوٍ طريقَين، وعن كل طريق طريقَين، فيكونُ عن كلِّ راوٍ من العشرين أربعُ طرقٍ غالبًا، وحيث لم يتأتَّ له ذلك من رواية خلفٍ وخلَّادٍ عن حمزة جعلَ عن خلفٍ أربعةً عن إدريس، وعن خَلَّادٍ نفسِه أربعةً، وفي رواية رُوَيسٍ عن التَّمَّارِ عنه أربعةً، وفي رواية إسحاقَ عن خلفٍ أربعةً: اثنين عن نفسِه، واثنين عن ابن أبي عمر عن) اهـ قلت: فيكون اختار عن باقي الرواةِ ـ سوى الأربعةِ المذكورِين ـ عن كل واحد منهم طريقَين، يتفرعُ من كل منهما طريقان، فتلك هي الأبجدياتُ حقًّا لا أنَّ (السامَرِّيَّ) شيخ (أبي الفتح).
وقد انتقى الجزري روايةَ شعبةَ من طريقَين هما: طريقُ يحيى بنِ آدم من طريقي الصَّريفينيِّ وأبي حَمْدونٍ عنه، وطريقُ العُلَيميِّ من طريقي ابنِ خُلَيعٍ والرزَّازِ ـ كلاهما ـ عن أبي بكرٍ الواسطيِّ عنه كما في النشر، أما الكتب التي ذكرها الشيخُ المستدرِك فروايتها عن شعبة ليست من أيِّ طريقٍ من الأربعة المذكورة ـ أعني طريقَي ابنِ آدمَ والعُلَيميِّ ـ خلا طريقَ أبي الطيب عن ابن شَنَبُوذٍ فإنها منقطعةٌ أصلًا.
أما الإرشاد لأبي الطيب فقد قال فيه (نسخة أمبروزيانا اللوحة 6/ب، 7/أ): (1 - وقرأتُ بقراءةِ أبي بكرِ بنِ عياشٍ على أبي سهلٍ وغيرِه، وقال لي أبو سهل: قرأتُ بها على ابن مجاهدٍ وعنه أخذتُها.
2 - وقرأتُ بها على أبي القاسم نصرِ بنِ يوسفَ المقرئِ البغداديِّ، قال قرأت ُبها على أبي الحسنِ ابن شَنَبُوذٍ ـ ولم أسألْه عن إسنادها ـ وقد قرأتُ بها على غيرهما فاكتفيتُ بذكرهما عن غيرهما) اهـ
قلت: فلأبي الطيب طريقانِ عن شعبةَ، أما الأولى فهي عن ابن مجاهد وهو يروي عن شعبة من طريق يحيى بن آدمَ وغيرِه ممن ليسوا من طرقِ النشر، أما روايته عن يحيى كما في السبعة له ص 94 فبواسطة عبد الله بن شاكر، وإبراهيم بن أحمد الوكيعي عن أبيه، وليسا من طرق النشر عن شعبة، أما الطريق الأخرى: فمنتهاها ابنُ شَنَبُوذٍ ولا تتمةَ للإسناد.
نعم ذكر الدانيُّ في الجامع (ط الشارقة 1/ 347) أنه قرأ بهذه الرواية على ابن شَنَبُوذٍ عن رواته ـ وسمَّاهم ـ عن يحيى العُلَيميِّ عن شعبة، ولكن هذه طريقُ الدانيِّ من جامعه، وهي مذكورة في كتاب السلاسل برقم 596 وفي جدول أسانيد شعبة ص 365.
أما التذكرة لطاهر بن غلبون فنصه (تحقيق الشيخ 1/ 35،36): (وأما رواية أبي بكر بن عياش من طريق يحيى بن آدم:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - فحدثني أبو الحسن المعدَّل قال: أخبرنا ابن مجاهد، قال: أخبرنا عبد الله بنُ محمدِ بنِ شاكر، قال: أخبرني يحيى بنُ آدمَ عن أبي بكرِ بنِ عياشٍ عن عاصمٍ من أول القرآن إلى آخِره.
2 - وأخبرني (المتكلِّمُ هو ابنُ مجاهد) إبراهيمُ بنُ أحمدَ بنِ عمرَ الوكيعيُّ عن أبيه عن يحيى بنِ آدمَ عن أبي بكرٍ بذلك من أول القرآن إلى آخره.
3 - وقرأت أنا بهذه الرواية القرآن كله على أبي س وقال لي: قرأتُ بها على أبي سهل، وأخبره أنه قرأ بها على أبي بكرِ بنِ مجاهدٍ وغيرِه، 4 - وقال لي أبي إنه قرأ بها أيضًا على أبي القاسم نصرِ بنِ يوسفَ التُّرابيِّ وقال قرأتُ بها على أبي الحسن بنِ شَنَبُوذ) اهـ.
قلت: أما الطريقان الأُولَيان فهما طريقا ابنِ مجاهد في السبعة، وأما الأُخرَيان فهما طريقا أبي الطيب في الإرشاد، وتقدمَ الكلامُ على الجميع.
أما الهادي لابن سفيان فنصُّه (رسالة دكتوراة بجامعة القرآن بالسودان 1/ 33): (وأما قراءة عاصم في رواية أبي بكر من طريق يحيى ابنِ آدم:
1 ـ فأخبرني بها أبو الطيب قال: حدثنا أبو سهل قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن الواسطيُّ الديباجيُّ قال: حدثنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ البرَاءِ قال: حدثنا أبو محمدٍ خلفُ بنُ هشامٍ قال: حدثنا يحي بنُ آدم ... وقال أبو عبد الله (يعني ابن سفيان):
2 ـ قرأتُ بها على أبي الطيب، وقال: قرأتُ على أبي سهلٍ وقرأ أبو سهلٍ على أبي بكر بنِ مجاهد
3 ـ وقرأ بها أبو الطيب أيضًا على نصرِ بنِ يوسف، وقرأ نصرٌ على أبي الحسنِ بنِ شَنَبُوذ) اهـ.
قلت: إذًا فلابن سفيانَ عن يحيى بنِ آدمَ ثلاثُ طرقٍ كلُّها عن أبي الطيب، أما الأولى فعن خلفٍ عن يحيى بنِ آدمَ، وليس خلف من طريقَي يحيى ابنِ آدمَ المنتقاتَين، أما الثانية والثالثة فهما طريقا أبي الطيب في الإرشاد، وتقدم الكلام عنهما.
أما التبصرةُ لمكيٍّ فقال فيه (ط الدار السلفية بالهند 1/ 201): (وأما قراءةُ عاصم في رواية أبي بكرٍ، فنقلتُها عن أبي الطيبِ عن أبي سهلٍ عن أحمدَ بنِ محمدٍ الدِّيباجيِّ عن إدريسَ بنِ عبد الكريمِ عن خلفِ بنِ هشامٍ البزَّار عن يحيى بنِ آدمَ عن أبي بكر عن عاصم) اهـ
قلتُ: كذا هي الطريق في التبصرةِ: عن خلفٍ عن يحيى بنِ آدم، فلا هي عن الصريفينيِّ ولا عن أبي حمدون عنه، فكيف يقال أنها سقطت من النشر من طرق شعبة؟.
فها هي الإرشاد والتذكرة والهادي والتبصرة ليست من طرق النشر فيما يتعلق بشعبة، وعليه فادِّعاءُ سقوطِها من طرق شعبةَ في النشر وترقيعُها مجازفةٌ كبيرة، ويتبعُ ذلك فسادُ الاستدراكِ على السلاسل الذهبية، ويدخل في هذا النوع قسمٌ كبيرٌ من استدراكاتِك التي تزعم أنها بالعشرات.
وإن كان الأمر كذلك عرفنا لِمَ ذكرها ابنُ الجزريِّ ـ وغيرَها مما ليس من طرقه ـ في مثلِ ما نقَل الشيخُ المستدرِك من النشر، وأنَّ ذِكرَه لها إنما هو من باب الحكاية، لا من باب أنه يعتمدها ويختارها.
أما الاستدراك الذي بخصوص دوري أبي عمرو من طريق الكاتب الذي في (7) مكرر، فإن جَبينَ التُّراثِ ينْدَى لما جرى هنالك، وتقدَّم طرفٌ من ذلك أوَّلَ الكلامِ، فلا داعيَ لإعادتِه، قال: (ولكن محل الاستدراك أنه في الصفحة (99) من السلاسل الذهبية عدّها من طرق الداني وكذلك فعل في رسمه البياني لطرق دوري أبي عمرو وتحديدا في الصفحة (298) فنسبها للداني) قلت: فلمن تريد أن ننسُبَها؟ فلتنسُبْها إلى أيِّ أحدٍ، شريطةَ أن يكون في إسناد الطريق التي في النشر، لا تلك الطريقِ التي لا تأمَنُ أن تسلمَ من تصحيحِ إخوانك المتخصصين، ثم طالما أنك لا تَضمَنُ سلامةَ كلامِك من تصحيحِ المتخصصين، فلم تجترئ ُ وتقولُ: (المستدرك على السلاسل)؟ هلَّا خبَأتَ ذلك لنفسك.
إنه ساء المستدرك أن الشيخ سمى الطريق رقم (287) (طريق الداني)، وقال: بل هي طريق الكاتب، وهل ثمَّ فرقٌ بين تسميتِها (الدانيَّ) أو (الكاتب)؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
إنَّ القضيةَ ليست تلك، إنه لم يكن ليتوصلَ إلى أنَّ (الدانيَّ) ليس (الدانيَّ)، وأنه (الحافظ) ـ على النحو الذي تقدَّم ـ إلَّا بهذا الذي دعاه (استدراكًا)، أين الأمانةُ العلمية يا شيخ؟ أيصعبُ عليك أن تخلُصَ إلى مُرادِك دون الإكثارِ من كلمةِ (استدراك) بحقٍ وبغير حق.
ثم منذ متى صارَ البحثُ العلميُّ احتمالاتٍ بعضُها فوقَ بعض؟ إنه يكفيك في بعض الأحيان أن تصف ما أمامك، لا تزيدُ على ذلك أما إذا أردت سلوكَ طريق الاحتمال فلا آخرَ له، فتهيَّأ للانبِتاتِ، فإنك لن تقطعَ أرضًا ولن تبقيَ ظهرًا.
ثم قال: (إن قبلنا باحتمال أن أبا الفتح المذكور ... ليس هو فارس ابن أحمد شيخ الداني وإنما هو أبو الفتح الحداد.ويزداد الأمر غرابة إن تبين لنا أن تلميذ أبي الفتح الحداد ليس هو الحافظ أبو عمرو الداني ولكنه الحافظ أبو طاهر السلفي) قلت: عجبتُ لكلامٍ يقال فيه: (إن قبلنا) و (ويزداد الأمر غرابة) و (إن سلم من تصحيح المتخصصين) يسمى استدراكًا، إن الاستدراكَ تعقيبٌ وتخطِئةٌ، ومن شأن ذلك أن يكون أدنى درجاته الرُّجْحان، أما استدراكٌ يقول عنه صاحبُه: (إن سلم) فليس بشيء.
وفي هذا الكلام كفايةٌ لمن أراد الحق مجردًا إن شاء الله، مع أني أعلم أن حُبَّ الجدل ـ الذي صار للأسف سمةً ظاهرةً في كثير من روَّادِ الشبكة العنكبوتية ـ ربما صرفَ الشيخَ المستدرِك عن ما في قولي من الحق، وجعله يورِد عليه الإيرادات، لكن ها هو كلامي بين يديه فليقلبْه كيف يشاء، فإنه بإذن الله سائغٌ سهلُ الفَهم، ولا يكنْ كمن قال فيه القائل:
رأى الأمرَ يُفضِي إلى أوَّلٍ فصيَّرَ آخِرَه أوَّلًا
ونصيحةٌ أنصحُه بها لوجه الله تعالى: إذا كنت من أهل التخصص كما تقول فسرْ على درب أسلافك، فإني لما قرأتُ بحث التواتر لك ما كدتُ أرى لك كلمةً صائبة إلَّا تلتها أخرى خاطئة، فبدوتَ وكأنك لا تعترفُ بشيء اسمه: (القواعد)، وإذا كنت تمارِسُ الكتبَ والأسانيدَ ثم بدا لك شيءٌ تظنُّ أنه من باب التحقيق ـ شريطةَ أن لا يكون كبحثِ التَّواتُر ـ فاكتبْ ذلك ولتُعَنْونْ له بما شئتَ، فلا أحدَ يمنعُك من ذلك، أمَّا أن تُلصِقَه بعالمٍ، وخاصةً إذا كان من المحققين، أو بكتابٍ ـ كالنشر أو السلاسل ـ من غير تثَبُّتٍ ولا مراجعة، وتقولَ: (استدركتُ على فلان) ثم ترجع وتقول: (إن سلم كلامي من تصحيح المتخصصين) فذلك ليس من البحث العلميِّ أو التحقيقِ في شيء، كما أنَّ فيه جَلبًا لإساءةِ الظنِّ بك.
وختامًا فإني أ وصي نفسي والأخَ المستدرِك بأن لا نقنعَ في كتابِ ربِّنا بأحد أمرين: الرواية والدراية، بل لا بد منهما معًا، وإلَّا لاستَخرجْنا من كتبِ أئمتنا أمورًا لم تخطر لهم على بال في يوم من الأيام، وإن كنتُ قد بدوتُ شديدَ اللهجة فذلك من غَيرتي على كتاب الله وعلى أئمتنا رحمهم، وقد كتبتُ ذلك دفاعًا عنهم جميعًا، وكذا عن كتابَي النشرِ لابن الجزريِّ، والسلاسلِ لشيخنا الذي لا أعلمُ أحدًا خدمَ كتابَ النشرِ مثلَه، ونصيحةً للمُسلِمين من قرَّاءٍ وغيرِهم، كما كتبتُه أطمئنُ به قلوبَ من يعتَزُّون بتراثِ هذه الأمة، ويغارُون عليه، والله تعالى أعلى وأعلم، وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.
كتبه: أحمد محمد فريد
المدينة المنورة: 20/ 6 /1431 هـ
http://qiraatt.com/vb/showthread.php?p=10473&posted=1#post10473
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[06 Jun 2010, 01:08 ص]ـ
الأخ أحمد فريد محمد
شكر الله لك، مقالتك أو دفاعك عن الشيخ الدكتور أيمن رشدي حفظه الله، ودفاعك عن النشر وصاحبه، وإنما كانت استدراكاتي على منهجية نهجها المصنفون من طرق الرواة وتمسّك بها صاحب السلاسل الذهبية، فقصدت الاستدراك على المتأخر منهم لما في كتابه من التحقيق.
ولا أجد ما أشكرك به ـ إذ الشكر عمل ـ أكثر من ترك المجاملة وإظهار ما ترددت أكثر من مرة من إظهاره، وأسفي عليك لو أعلن الدكتور أيمن رشدي سويد موافقتي في بعض المسائل التالي بيانها:
الحسن بن ماديك(/)
تردين وما يطرأ عليها حال الوقف
ـ[نور مشرق]ــــــــ[06 Jun 2010, 05:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلمة (لَتُرْدِينِ) الصافات [56]،
الياء من الزوائد حذفت رسما للتخفيف
ياءات الزوائد - الاختلاف بين القراء في اثباتها وحذفها
كلمة (تردين) حال الوقف في قرآءة حفص عن عاصم لا يطرأ عليها اي تغيير ونقف كما رسمت بالمصحف
نقف عليها بالسكون المحض (2,4,6) ووجه بالروم
تردين - لغير حفص
الياء التي قبل النون هي من أصل الكلمة، أما التي بعد النون فهي ياء زائدة تثبت لورش وصلا من السبعة وليعقوب وصلا ووقفا من العشرة.
الرجاء التصحيح من الاستاذة الأفاضل
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[06 Jun 2010, 07:21 م]ـ
الذي فهمته من الأستاذة نور بارك الله بها
أن لهذه الكلمة وجه واحد عند الوقف بقراءة حفص عن عاصم وهو المد مع ثبوت الياء التي قبل النون 2 - 4 - 6
وأماحال الوصل فتكون مد طبيعي ثابت وصلاً دون الوقف. ووجه آخر في الروم يظهر ثلث حركة الكسرة في النون
وهي تأخذ نفس حكم سيهدين إن لم يخب ظني. وارجو أن تصحح لي الاخت نور إن أخطأت.
أما بقيّة القراءات فلا علم لي بها. فإذا كان لدى الأخوة والأخوات شيء فليسعفونا به.
وبارك الله بالأخت الاستاذة نور. ونوّر الله قلبها وبصيرتها وفتح عليها من علمه.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[06 Jun 2010, 10:01 م]ـ
أتمنى على الاخت نور وبصفتها مدرسة لمادة التجويد أن ترسل لي عبر بريدي أذا كان لديها بعض الإختصارات لمادة المستوى الثاني والثالث أو أية وسائل تعليمية لتلك المرحلتين أو اختصار لكتاب المنير. أو ارشادات توضيحية لصفات الحروف. لأني في الحقيقة أحتاجها لطلابي كثيراً وخاصة أنني لست متفرغاً تماماً لتدريسهم. عندي فقط جلسة يومية بعد صلاة الفجر. وبارك الله بك أختاه
ـ[نور مشرق]ــــــــ[07 Jun 2010, 04:52 ص]ـ
الذي فهمته من الأستاذة نور بارك الله بها
أن لهذه الكلمة وجه واحد عند الوقف بقراءة حفص عن عاصم وهو المد مع ثبوت الياء التي قبل النون 2 - 4 - 6
وأماحال الوصل فتكون مد طبيعي ثابت وصلاً دون الوقف. ووجه آخر في الروم يظهر ثلث حركة الكسرة في النون
وهي تأخذ نفس حكم سيهدين إن لم يخب ظني. وارجو أن تصحح لي الاخت نور إن أخطأت.
أما بقيّة القراءات فلا علم لي بها. فإذا كان لدى الأخوة والأخوات شيء فليسعفونا به.
وبارك الله بالأخت الاستاذة نور. ونوّر الله قلبها وبصيرتها وفتح عليها من علمه.
جزاكم الله خيرًا استاذ وبارك فيك
ونتظر ملاحظات الاستاذة حفظهم الله
ـ[نور مشرق]ــــــــ[07 Jun 2010, 04:54 ص]ـ
أتمنى على الاخت نور وبصفتها مدرسة لمادة التجويد أن ترسل لي عبر بريدي أذا كان لديها بعض الإختصارات لمادة المستوى الثاني والثالث أو أية وسائل تعليمية لتلك المرحلتين أو اختصار لكتاب المنير. أو ارشادات توضيحية لصفات الحروف. لأني في الحقيقة أحتاجها لطلابي كثيراً وخاصة أنني لست متفرغاً تماماً لتدريسهم. عندي فقط جلسة يومية بعد صلاة الفجر. وبارك الله بك أختاه
بورك فيكم وزادكم الله حرصا وتوفيقا
ان شاء الله افعل(/)
نقض نقدأحمد فريد على مستدرك ابن ماديك على السلاسل الذهبية (1)
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[06 Jun 2010, 07:07 م]ـ
نقض نقد أحمد فريد محمد مستدرك ابن ماديك على السلاسل الذهبية (1)
الأخ أحمد فريد محمد سلّمك الله
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته:
أشكر لك مرة أخرى دفاعك عن شيخك ـ ولا تدري لعلّي أحترمه أكثر منك ـ لأني أبحث لي وله ولك وللجميع عن الحق، ولأنا أسرع لتقبل الحقائق العلمية منك ومن غيرك أكثر مما يخيل إليك وأنت تحمل عليّ ـ غفر الله لك، وآية غفراني لك أني لن أحاسبك على شيء مما قلته طعنا أو تجريحا لكني أشفق عليك أن تكون همزة لمزة ومن المتغامزين، إشفاقا أن يجعل ذلك السلوك المذموم من القائلين وهم في النار ? ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار إن ذلك لحق تخاصم أهل النار ? ولا أحذرك من الهمز واللمز في شخصي لأني أتخيلك خيرا مني، ولكن حذار أن تتجرأ بمثل ذلك مع غيري إذ قد يكون خيرا منك فتخسر آخرتك بهمزة ولمزة أعاذك الله من ذلك، أما أنا فقد جعلت نفسي حيث يجب أن تكون جعلتها في آخر الطابور أقنعتها أن كل من ينطق الشهادتين أنه خير منها وإذن فلتنكسر ولتتواضع.
وأبدأ الآن بمناقشة مسائل علمية استدللت بها على قصوري وإني لكذلك كما وصفت نفسي من قبل بطالب العلم، فهوّن عليك ـ حفظك الله ـ وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون لك صديقا يوما، وأحبب صديقك هونا ما عسى أن يكون عدوك يوما ما.
المسألة الأولى:
وهي قولك: "أما الكتب التي ذكرها الشيخُ المستدرِك فروايتها عن شعبة ليست من أيِّ طريقٍ من الأربعة المذكورة ـ أعني طريقَي ابنِ آدمَ والعُلَيميِّ ـ خلا طريقَ أبي الطيب عن ابن شَنَبُوذٍ فإنها منقطعةٌ أصلًا " اهـ بلفظك
وجوابي عليه كالتالي:
بل أغفلت طريقين في النشر مقروء بهما كلاهما لنفطويه عن شعيب الصريفيني عن يحيى ابن آدم عن شعبة.
وتفصيلهما كالتالي:
الأولى: من المصباح لأبي الكرم الشهرزوري كما في النشر (1/ 148) عن ـ أبي محمد الخطيب عن ـ أبي حفص الكتاني عن ـ ابن مجاهد عن ـ أبي عبد الله إبراهيم بن محمد نفطويه النحوي عن ـ شعيب الصريفيني عن ـ يحى ابن آدم عن ـ شعبة.
وهذه الطريق بالتحديث والإخبار فقط لكن اعتمدها ابن الجزري في النشر في طرقه لشعبة (1/ 148) كما اعتمد وانتقى فيه كثيرا من أمثتالها بالتحديث والإخبار دون القراءة، وهي كذلك في.
والثانية: من النشر مباشرة من قراءة ابن الجزري على شيخيه البغدادي قراءة وابن الجندي قراءة إلى أثناء النحل كلاهما عن ابن الصائغ عن التميمي عن الكندي عن ابن توبة عن ـ أبي محمد الخطيب عن ـ الكتاني عن ـ ابن مجاهد عن ـ نفطويه عن ـ شعيب الصريفيني عن ـ ابن آدم عن ـ شعبة.
أما الجزء الأول من الإسناد من ابن ابن الجزري إلى أبي محمد الخطيب ففي إسناد ابن الجزري إلى كتاب السبعة لابن مجاهد (1/ 81) وأما تتمة الطريق من الخطيب المذكور ففي طرق شعبة (1/ 148) كما في قوله:
" طريق نفطويه وهي الخامسة عن شعيب من المبهج والمصباح قرأ بها السبط وأبو الكرم على الشريف أبي الفضل وقرأها على الكارزيني ومن كامل الهذلي قرأها على أبي نصر منصور بن أحمد وقرأها على أبي الحسين علي بن محمد الخبازي وقرأ الخبازي والكارزيني على أي بكر الشذائي ومن المبهج أيضاً ومن المصباح لأبي الكرم قرأ بها هو وسبط الخياط على الشريف عبد القاهر وقرأ بها على الكارزيني وقرأ بها الكارزيني أيضاً على أبي الفرج الشنبوذي وقرأ بها الشذائي والشنبوذي على أبي عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة المعروف بنفطويه النحوى ومن كتاب المصباح لأبي الكرم الشهرزوري قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد الخطيب وبإسنادي المتقدم في كتاب السبعة لابن مجاهد إلى الخطيب المذكور قال أخبرنا به أبو حفص عمر بن إبراهيم الكتاني قال أخبرنا أبو بكر بن مجاهد قال أخبرنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد نفطويه وهذه سبع طرق لنفطويه وقرأ نفطويه وأبو عون والمثلثى والقافلائي والأصم خمستهم على أبي بكر شعيب بن أيوب بن رزيق بتقديم الراء الصريفيني إلا أن نفطويه قرأ الحروف فهذه ثمان وثلاثون طريقاً لشعيب اهـ بلفظه
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا تخفى دقة عزو المحقق ابن الجزري ومنه هذا الجزء من المصباح لأبي الكرم (1/ 267) قال الشهرزوري: " وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد الخطيب الصريفيني عن أبي حفص عمر بن إبراهيم الكتاني، وقال الكتاني حدثنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة نفطويه النحوي حدثنا شعيب بن أيوب الصريفيني قال قرأت على يحيى بن آدم قال قرأت على أبي بكر بن عياش. " اهـ بلفظه
قلت: والشاهد من الطريق الثانية لابن الجزري في النشر أنه انتقاها عن ابن مجاهد في غير كتابه السبعة ولا يختلف المتخصصون على ذلك إذ قد عدّ منه الدكتور أيمن سويد حفظه الله في السلاسل الذهبية من ذلك الكثير تحقيقا منه ومنه الطريق المرقمة فيه برقم (569) وقال حين بسطها في الصفحة (361) تعليقا عليها: " لم أجد هذا الإسناد في السبعة لابن مجاهد، والله أعلم. " اهـ بلفظه
وكان الاستدراك على السلاسل أن سبعة ابن مجاهد ليست مظنة هذه الطريق فلا معنى للبحث في السبعة عنها بعد قول ابن الجزري في النشر " وبإسنادي المتقدم في كتاب السبعة لابن مجاهد إلى الخطيب المذكور قال أخبرنا به أبو حفص عمر بن إبراهيم الكتاني قال أخبرنا أبو بكر بن مجاهد قال أخبرنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد نفطويه " اهـ يعني أن هذه الطريق لم يتضمنها كتاب السبعة لكنه تلقاها عن شيوخه المذكورين إلى ابن مجاهد عن الصريفيني عن ابن آدم عن شعبة.
قلت: وخيّل إلى كثير من المتخصصين ومنهم الدكتور أيمن ومقلده أحمد فريد محمد أن كتابي التذكرة والإرشاد لابني غلبون ليسا من الطرق المنتقاة في النشر إذ نسوا أو تجاهلوا أن التذكرة لطاهر قد انتقت لشعبة من قراءة طاهر على أبيه عبد المنعم في الإرشاد على أبي سهل على ابن مجاهد، وحسبوه فقط في السبعة ولاقتصار طرق السبعة لابن مجاهد على قول ابن مجاهد نفسه في مقدمة سبعته:
ـ وما كان من قراءة عاصم بن أبي النجود عن أبي بكر بن عياش فإن عبد الله بن محمد بن شاكر أخبرني بها عن يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عياش عن عاصم من أول القرآن إلى خاتمة الكهف
ـ وأخبرني إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي عن أبيه عن يحيى بن آدم عن أبي بكر عن عاصم بذلك من أول القرآن إلى آخره " اهـ من السبعة
وحسب الشيخ أحمد فريد محمد من الفتح المبين عليه قوله: "فلأبي الطيب طريقانِ عن شعبةَ، أما الأولى فهي عن ابن مجاهد وهو يروي عن شعبة من طريق يحيى بن آدمَ وغيرِه ممن ليسوا من طرقِ النشر، أما روايته عن يحيى كما في السبعة له ص 94 فبواسطة عبد الله بن شاكر، وإبراهيم بن أحمد الوكيعي عن أبيه، وليسا من طرق النشر عن شعبة، أما الطريق الأخرى: فمنتهاها ابنُ شَنَبُوذٍ ولا تتمةَ للإسناد. اهـ بلفظه
وأقول: ولماذا ألزمت صاحب التذكرة والإرشاد بطرق ابن مجاهد في السبعة من طريقي عبد الله بن شاكر والوكيعي عن أبيه ومن طريق ابن شنبوذ؟ ولم ترفع رأسك إلى أداء ابن مجاهد الذي أقرأ به تلميذه الكتاني وأقرأ به الكتاني تلميذه أبا محمد الخطيب (المرقم في غاية النهاية برقم (1884) وكما اعتمده ابن الجزري في طرقه لشعبة من كتاب المصباح لأبي الكرم ومن اختياراته هو في نشره كما تقدم.
ولا معنى لقول أحمد فريد محمد كذلك: " أما الطريقان الأُولَيان فهما طريقا ابنِ مجاهد في السبعة، وأما الأُخرَيان فهما طريقا أبي الطيب في الإرشاد، وتقدمَ الكلامُ على الجميع."اهـ بلفظه
كما لا معنى لقول أحمد فريد محمد كذلك: " نعم ذكر الدانيُّ في الجامع (ط الشارقة 1/ 347) أنه قرأ بهذه الرواية على ابن شَنَبُوذٍ عن رواته ـ وسمَّاهم ـ عن يحيى العُلَيميِّ عن شعبة، ولكن هذه طريقُ الدانيِّ من جامعه، وهي مذكورة في كتاب السلاسل برقم 596 وفي جدول أسانيد شعبة ص 365اهـ بلفظه.
ولا معنى لقول أحمد فريد محمد: " وقد انتقى الجزري روايةَ شعبةَ من طريقَين هما: طريقُ يحيى بنِ آدم من طريقي الصَّريفينيِّ وأبي حَمْدونٍ عنه، وطريقُ العُلَيميِّ من طريقي ابنِ خُلَيعٍ والرزَّازِ ـ كلاهما ـ عن أبي بكرٍ الواسطيِّ عنه كما في النشر " اهـ بلفظه ولا يفيد شيئا إذ يعلمه ويحفظه طلبة العلم أمثالي وليس موضوع البحث.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا معنى لقول أحمد فريد محمد: " أما الكتب التي ذكرها الشيخُ المستدرِك فروايتها عن شعبة ليست من أيِّ طريقٍ من الأربعة المذكورة ـ أعني طريقَي ابنِ آدمَ والعُلَيميِّ ـ خلا طريقَ أبي الطيب عن ابن شَنَبُوذٍ فإنها منقطعةٌ أصلًا" " اهـ بلفظه وقد ثبت نقضه ليراجع نقده.
يتواصل
وكتبه طالب العلم
الحسن بن ماديك
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[06 Jun 2010, 10:10 م]ـ
أخي الغالي أحمد فريد محمد سلّمك الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقبل الاسترسال في حلقات ثلاث ـ بعد هذه الثانية ـ خصصتها لنقض نقدك على استدراكاتي على السلاسل الذهبية، أجدني مضطرا للوقوف معك لعلك تنصف مخالفا فلا تمتلئ عليه غيظا أن خالفك.
أخي الغالي: وليتك لم تنشر نقدك السالف إذ كنت قد اتفقت مع صديقي شيخ القراء بالسنغال أخي محمد الحسن بوصو ـ تلميذ الدكتور أيمن رشدي سويد حفظهما الله ـ على أن تتابع حلقات كتابي " المستدرك " التي ستبلغ بضع عشرات على أنها " تيسير طرق النشر "بدل المستدرك على السلاسل الذهبية وكذلك نشرت في الحلقة الأخيرة من استدراكاتي ولعلها الثامنة وفاجأني طرحك ونقدك إياي، وأجيب الآن منه فقرتين هما:
ـ قولك: " لكن خابَ أملي لما رأيتُه يقول: (ويستدل من خبر هذا الفن ودراه عليها بالسياق) فأيَّ فن يقصِد؟ إنَّ فنَّ تحقيقِ النصوص يقول بالرجوع إلى نسخٍ موثَّقةٍ لذلك الكتابِ كما قدمتُ، فإن كانت كذلك فلتقابلْ للحصول على الصورةِ التي ترك المؤلفُ كتابَه عليها أو أقربِ صورةٍ منها كما هو معلوم، أما تلك النسخُ التي بين يديه فما أبأسَها به إن كانت جيدةً كما يقول! فهو يخَطِّئ ما أطبَقتْ عليه كلُّها ولا يُبالي " اهـ بلفظك
وقولك: " ونصيحةٌ أنصحُه بها لوجه الله تعالى: إذا كنت من أهل التخصص كما تقول فسرْ على درب أسلافك، فإني لما قرأتُ بحث التواتر لك ما كدتُ أرى لك كلمةً صائبة إلَّا تلتها أخرى خاطئة، فبدوتَ وكأنك لا تعترفُ بشيء اسمه: (القواعد)، وإذا كنت تمارِسُ الكتبَ والأسانيدَ ثم بدا لك شيءٌ تظنُّ أنه من باب التحقيق ـ شريطةَ أن لا يكون كبحثِ التَّواتُر ـ فاكتبْ ذلك ولتُعَنْونْ له بما شئتَ، فلا أحدَ يمنعُك من ذلك اهـ بلفظك
إنني أخاطب سائر الناس متخصصين ومثقفين وأحيلهم ما استطتعت إلى النسخ المتوفرة وهي المطبوعة وسأحيلهم في استدراكاتي اللاحقة حين أتناول أمهات النشر المخطوطة غير المطبوعة إليها مباشرة.
تلك منهجية اتخذتها لنفسي لتقريب علم القراءات من الجميع لأن لهم علينا حق إعادتهم إلى الأداء بالقراءة الأولى وهو الأداء بالمصاحف العثمانية أي إلى رواية المصحف العثماني الشامي ورواية المصحف العثماني الكوفي والبصري والمكي والمدني خمس روايات فإن زادت فبالسادسة بالمصحف الإمام رغم أنه مستنسخ منها، هذه الروايات وإعادة الأمة إليها هي دلالة بحثي إثبات تواتر القرآن دون الحاجة إلى اللهجات والقياس في القراءات وبحثي القراءات القرآنية النشأة والتطور، ذلك البحث الذي ضقت به ذرعا وما كان لك ذلك لأنه رأي واجتهاد رأيته لم أدّع يوما أني مصيب وإنما عرضته عرضا على المتخصصين وعلى العوام على السواء وعلى سواء ـ وليصلح أخر الأمة بما صلح به أولها، وليكن في علمك أن المصاحف العثمانية كلها لن تستغرق من القراءات العشر الكبرى معشارها إذ سيفيض فائض من اللهجات واللهجات قد تواتر القرآن قبله أي قبل نشأة القراءات وقبل أن يولد القراء والرواة من طرق النشر رحمهم الله إذ لم أعلم ـ رغم التتبع ـ أن في قراءاتهم قياسا بل روايات ولكن المصنفين من طرق الرواة أدرجوا في الروايات كثيرا من القياس في الأصول قياسا كان لتجذير تعدد الروايات ولا يحتاجه تواتر القرآن إذ تواتر قبله ولن يزال متواترا وسينزل عيسى ابن مريم وسيقرأ القرآن كما كان قبل نشأة القراءات إذ لن يتعلم رواية البزي أو شعبة مثلا من أحد المشائخ الدكاترة ليقرأ بها بل قد علّمه الله من قبل الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل.
وأتمنى عليك أن يتسع صدرك لرأي المخالف رأيك لا سيما إن كان المخالف هو ابن ماديك، إذ قد فصلت فصلا بين الحقيقة العلمية الثابتة وبين المألوف المعروف عند الناس.
وهكذا أيقنت أن شهادتي: أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله بالقرآن الكريم المحفوظ إلى الناس كافة، حقيقة علمية ثابتة لا تزيد لو أعلنها وآمن بها أهل الأرض ولا تنقص لو جحدها أهل الأرض كلهم.
وهكذا لم تنقص الحقيقة التي أعلنها كل من نوح وإبراهيم حين كان وحده قبل أن يكون معه موافق من الذين آمنوا معه.
وإنما ينقص إيمان الناس وتنطمس عقولهم حين يخالف تلك الحقائق الكبرى ويزيد إيمانهم وتصفو عقولهم بالتزام الحقائق الثابتة.
هكذا أدعوك إلى أن تعذرني حين أخالف نصيحتك وأمرك إياي بالسير على درب أسلافي، ولكل منا وجهة وكل منا يعمل على شاكلته فربنا أعلم بمن هو أهدى سبيلا.
ويتواصل نقاش المسائل العلمية التي اعترضت عليها.
وكتبه طالب العلم
الحسن بن ماديك(/)
معارك التحريرات – 1
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[08 Jun 2010, 12:29 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
معركة إدغام "و الحمير لتركبوها" [النحل: 8] (سنة: 714هـ):
وقعت هذه المعركة سنة: 714هـ، وسببها أن بدر الدين محمد بن أحمد بن بصخان الدمشقي (686 - 743هـ)، جوز الإدغام الكبير لأبي عمرو من طريق الشاطبية، في قوله تعالى: "والحمير لتركبوها" وصار يقرأ ويقرئ بذلك، مع أن الشاطبي قد نص على أن الراء إذا كانت مفتوحة وقبلها ساكن لا تدغم في اللام، يقول الشاطبي (البيت: 150 و 151):
وفي اللام راء وهي في الرا وأظهرا إذا انفتحا بعد المسكن منزلا
سوى قال ثم النون تدغم فيهما على إثر تحريك سوى نحن مسجلا
وأقر ابن بصخان بأنه لم يقرأ على أحد من شيوخه بالإدغام هنا، لكنه رأى أن التحريرات تقتضي جواز هذا الإدغام، واحتج بأنه مجاز بطريق الشاطبية؛ فيجوز له أن يقرأ بكل ما يوافق طريقها في رأيه، ولو لم يقرأ به على شيوخه. فعارضه مشايخ الإقراء في عصره، ومنهم المجد التونسي وابن الزملكاني وشكوه إلى قاضي القضاة ابن صصري، وناظروه فلم يرجع عن تحريره هذا، فمنعه القاضي من الإقراء بهذا التحرير، وأمره بموافقة الجمهور، فأضرب ابن بصخان عن الإقراء مطلقا، ثم رجع إليه بعد حين. وأفادنا ابن الجزري أن ابن بصخان قد رجع عن تحريره هذا بعد الضغوط التي مورست عليه، وإن كان الذهبي وابن حجر لم يذكرا هذا الرجوع. ولم يذكر لنا الذهبي ولا ابن الجزري ولا ابن حجر أن أحدا قد انتصر لابن بصخان لا في عصره ولا بعده، ويبدو أن ابن بصخان قد اتهم الذهبي بالانحياز عند حديثه عن هذه المعركة، كما تدل على ذلك حدة ردة الفعل من ابن بصخان تجاه الذهبي، ومن العجيب أن ابن بصخان قد ولي مشيخة تربة أم الصالح بعد وفاة غريمه المجد التونسي مباشرة سنة: 718هـ! (انظر: غاية النهاية: 1/ 183).
يقول الذهبي عن هذه المعركة: "ثم إنه [يعني: ابن بصخان] أقرأ لأبي عمرو بإدغام "والحمير لتركبوها" [النحل: 8] وبابه ورآه سائغا في العربية والتزم إخراجه من القصيد وصمم على ذلك، مع اعترافه بأنه لم يقرأ به وقال: "أنا قد أذن لي أن أقرأ بما في القصيد، وهذا يخرج منها" فقام عليه شيخنا مجد الدين والشيخ كمال الدين ابن الزملكاني وغيرهما فطلبه قاضي القضاة بحضورهم وراجعوه وباحثوه فلم ينته، فمنعه الحاكم من الإقراء به وأمره بموافقة الجمهور فتألم وامتنع من الإقراء جملة، ثم إنه استخار الله تعالى واستأذن الحاكم في الإقراء بالجامع وجلس للإفادة وازدحم عليه المقرؤون وأخذوا عنه القراءات والعربية". (المعرفة: 2/ 744).
ويقول ابن الجزري: "واتفق أنه [ابن بصخان] أقرأ "والحمير لتركبوها" [النحل: 8] بالإدغام لأبي عمرو والتزم إخراجه من القصيد، فلو عزاه إلى كتاب غير الشاطبية ورأى روايته منه لكان قريباً؛ فقام عليه الشيخ مجد الدين التونسي وهو إذ ذاك شيخ الإقراء بدمشق والشيخ كمال الدين بن الزملكاني وغيرهما واجتمعوا بالقاضي، فأخبرني شيخنا شرف الدين أحمد بن الكفري قال: "أنا كنت مع الشيخ التونسي حين دخل إلى قاضي القضاة ابن صصري قال: فطلب ابن بضحان بحضوري وتكلم معه في ذلك فلم يرجع؛ فمنعه من الإقراء حتى يوافق الجمهور، فتألم لذلك وامتنع من الإقراء مطلقاً ولبث مدة، ثم أنه أم بمسجد أبي الدرداء بقلعة دمشق فكان الناس يقصدونه لسماع تلاوته وحسن أدائه وتجويده، ثم أنه تصدر للإقراء بالجامع عند رأس يحيى بن زكريا عليهما السلام ورجع عما أخذ عليه فازدحم الخلق عليه وقصده القراء من الآفاق وتنافسوا في الأخذ عنه". (الغاية: 2/ 57 – 59).
ويقول ابن الجزري أيضا: "ورأيت ترجمته في طبقات الحافظ الذهبي وقد كتب ابن بضحان فوقها بقلم ثخين ما لا ينبغي كتابته، وبالغ في ذلك ونسب الذهبي إلى الكذب فرأيت على هامشي الكتاب بخط الذهبي: "أنا أعلم من أين أتيت؛ فإنني زدته والله ما لا يستحقه وأغضيت عن أمور مكشوفة، فلنا وله وقفة بين يدي رب العالمين" قلت: فأخبرني الشيخ إبراهيم بن أحمد الحريري بالقاهرة قال: "كانت معي نسخة الطبقات بخط أبي عبد الله الذهبي المؤلف وقد استعرتها منه من بيته بتربة أم الصالح وكان شيخ الحديث بها، فخرجت فإذا شيخنا ابن بصخان في مجلس الإقراء بها،
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال: "ما هذا الذي معك؟ " فقلت: "طبقات القراء للذهبي" فقال: "أرني حتى أبصر ترجمتي" قال: فأخذه مني فنظر فيه ثم قال: "اجعله عندي إلى غد" فاستحييت منه وقلت: "بسم الله" فأخذه مني فلما كان في اليوم الثاني أخرجه وقد كتب على خط الذهبي ما كتب قال: فكيف بقي حالي مع الذهبي قال: فجئت إلى الذهبي وأنا في حالة من الحياء الله يعلم بها، قال: فسألني فأجتبه وأنا في غاية الانكسار بصورة الحال، فقال: "يا ابني ليس لك ذنب أنت معذور" ثم نظر في خط الشيخ ابن بصخان فلم يغيره وكتب عليه ما تقدم". (الغاية: 2/ 57 - 59).
ويقول ابن حجر: "ثم تبسط في الإقراء إلى أن اقرأ بإدغام الراء في اللام من قوله: "والحمير لتركبوها" [النحل: 8] وزعم أن ذلك يخرج من الشاطبية مع اعترافه بأنه لم يقله أحد، فقام عليه ابن الزملكاني وساعده المجد التونسي وغيره فطلبه ابن صصرى وعقد له مجلس فباحثوه وحاققوه فلم يرجع فمنعه القاضي من الإقراء بذلك وكان ذلك في سنة 714 فتألم وامتنع من الإقراء جملة ثم عاد واقرأ بالجامع ( .. ) ووقع بينه وبين الذهبي لكونه ذكره في طبقات القراء ببعض ما ذكر فكتب بخط غليظ على الصفحة التي بخط الذهبي كلاما أقذع فيه في حق الذهبي بحيث صار خط الذهبي لا يقرأ غالبه فانتقم الذهبي منه بأن ترجمه في معجم شيوخه ووصف ما وقع إلى أن قال: "فمحي اسمه من ديوان القراء". (الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة: 3/ 398 - 399).
المراجع:
- الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة – تأليف ابن حجر العسقلاني (شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي) – تحقيق: محمد سيد جاد الحق – دار الكتب الحديثة / مطبعة المدني – مصر – 1966م.
- غاية النهاية في طبقات القراء – تأليف: ابن الجزري (شمس الدين محمد بن محمد بن محمد) - تحقيق: ج. برجستراسر – دار الكتب العلمية – بيروت – ط 2 – 1400هـ / 1980م.
- معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار – تأليف: الذهبي (شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان) – تحقيق: بشار عواد معروف، و/شعيب الأرناؤوط – و/صالح مهدي عباس – مؤسسة الرسالة – بيروت.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[08 Jun 2010, 01:14 ص]ـ
لكنه رأى أن التحريرات تقتضي جواز هذا الإدغام،
ولم يذكر لنا الذهبي ولا ابن الجزري ولا ابن حجر أن أحدا قد انتصر لابن بصخان لا في عصره ولا بعده،
أخي الشيخ جزاك الله خيراً على هذه الفائدة، ولكن لا أرى في هذه المسألة علاقة بالتحريرات، لأنّ المحررين يعتمدون على المصادر لإثبات صحّة ما جنحوا إليه خلافاً لظاهر الشاطبيّة أو النشر، بينما نجد أنّ بن بصخان ليس له سلف فيما يبدو، وبالتالي فقد أعمل مجرّد رأيه في المسألة لا أكثر ولا أقلّ.
والعلم عند الله تعالى.
نستفيد من هذا النقل المبارك، أنّ الأئمّة ما كانوا يتساهلون في جزئيّة أدائيّة ولو كان ظاهرها هيّن عند البعض ما دام لم ينقل بالأداء والنصّ. أمّا الآن فحدّث ولا حرج، إذ الأداء يتغيّر بمجرّد اجتهاد يطرأ على الذهن، وبعدها يُتجاوز عن ذلك بمجرّد التلقّي من الشيخ. فقارن بين الجيلين بارك الله فيك.
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[12 Jun 2010, 06:27 م]ـ
شكرا لكم فضيلة الشيخ على الاهتمام والمشاركة والتعليق القيم المفيد، وفقكم الله.
التحريرات تشمل تحرير المسائل وتحرير الطرق؛ ولذلك نرى كثيرا من المحررين كالجمزوري والمتولي يذكرون في كتب التحريرات بعض المسائل المتفق عليها والتي لا تتعلق بتحرير الطرق. ومسألة "الحمير لتركبوها" هي من تحرير الطرق؛ فتحرير الطرق باختصار هو عرض متن كالشاطبية على أصوله؛ لنعرف هل هو مخالف لها أم لا؛ ومن ثم نعرف ما هو من طريقها وما هو خارج عن طريقها من مضمنه، وهذا هو ما قام به ابن بصخان، فقد رأى أن إدغام "والحمير لتركبوها" هو من طريق الشاطبية وألزم به الشاطبي "والتزم إخراجه من القصيد" حسب عبارة الذهبي وابن الجزري، "وزعم أن ذلك يخرج من الشاطبية"، حسب عبارة ابن حجر، فكل هذه العبارات تدل على أن ابن بصخان كان يرى أن هذا الوجه جائز من طريق الشاطبية، ولو أنه لم يلزم الشاطبي بهذا الوجه لما قامت المعركة أصلا، كما يقول ابن الجزري: "فلو عزاه إلى كتاب غير الشاطبية ورأى روايته منه لكان قريباً"، وقد رأى ابن بصخان أيضا أنه مجاز بطريق الشاطبية ويجوز له أن يقرأ بكل ما
(يُتْبَعُ)
(/)
كان من طريقها.
وليس المقصود هنا بحث مسألة إصابة ابن بصخان أو خطئه في هذه المسألة (فمن الواضح أن الصواب مع الجمهور)، لكن المهم هو المنهج الذي سلكه بغض النظر عن صواب أو خطإ النتيجة التي توصل إليها، وهذا المنهج هو منهج تحريري صرف؛ لأن ابن بصخان، رأى أن هذا الوجه الذي لم يذكره الشاطبي هو لازم له لأنه موافق لطريقه في رأي ابن بصخان، وهذا ما يفعله كل المحررين.
فإذا قارنا مثلا بين هذا التحرير الذي قام به ابن بصخان هنا، وبين تحرير الإمام المتولي لسكت إدريس، نجد أن كل واحد من الرجلين ألزم صاحب المتن بوجه نفاه صاحب المتن؛ فالشاطبي نص على إظهار الراء المفتوحة التي قبلها ساكن في قوله (البيت: 150):
وفي اللام راء وهي في الرا وأظهرا إذا انفتحا بعد المسكن منزلا
وابن الجزري في الدرة نص على عدم السكت لخلف من روايتيه في قوله (البيت: 37):
من استبرق طيب وسل مع فسل فشا وحقق همز الوقف والسكت أهملا
وكلا الرجلين خالف جميع معاصريه ومن قبلهم في المسألة، كما يقول الشيخ عبد الرازق بن علي بن إبراهيم موسى (تأملات حول تحريرات العلماء للقراءات المتواترة: 47): "وجميع شراح الدرة القدامى فسروا النظم على ظاهره بدون تحقيق الرواية الصحيحة ( .. ) حتى جاء ابن الجزري الصغير وخاتمة المحققين محمد المتولي وأثبت في الروض النضير (مخطوط) ما معناه: أن ابن الجزري لا وجه له في منعه السكت".
الفرق الوحيد بين هذين المحررين هو أننا نعرف الحجج التي اعتمد عليها المتولي في تحريره؛ لأنه كتبها هو بنفسه، وأخذها عنه أتباعه، أما ابن بصخان فلم يكتب هو نفسه رسالة خاصة في الموضوع، وإن كان من الجائز أن يكون قد عالجه في شرحه على الشاطبية، وقد ذكر هذا الشرح ابن الجزري في ترجمة ابن بصخان في الغاية، ولكني لم أقف على ذكر لهذا الشرح في عصرنا لا في عالم المطبوعات ولا في عالم المخطوطات. ولم يذكر المؤرخون الذين كتبوا في الموضوع (الذهبي وابن الجزري وابن حجر) ما يمكن أن يستشف منه الدليل الذي اعتمده ابن بصخان، ولم يذكروا وقائع هذه المناظرة، مع الأسف الشديد، ولم يهتم أحد من المتأخرين بخلاف ابن بصخان في هذه المسألة، وكأنهم رأوا أنه خلاف ليس له حظ من النظر:
وليس كل خلاف جاء معتبرا إلا خلاف له حظ من النظر
وفي ظل هذه الظروف لا يمكن أن نعرف الدليل الذي اعتمده ابن بصخان في تحريره هذا، ولكن لا أظن أن إماما من أئمة القراءات كابن بصخان يمكن أن يقدم على القول في كتاب الله بغير علم، أو يعتمد على مجرد رأيه في إثبات القراءات، بل لا بد أن يكون قد اعتمد على شبهة قوية عنده, وابن بصخان إمام من كبار أئمة هذا الشأن، وقد أثنى عليه ابن الجزري في ترجمته في غاية النهاية، ومن ما قال في ترجمته: "ولما خلت المشيخة الكبرى بتربة أم الصالح عن الشيخ التونسي، وليها من غير طلب منه، بل لكونه أعلم أهل البلد بالقراءات عملاً بشرط الواقف"، وأثنى عليه في النشر وامتدح تجويده وحسن صوته (انظر: النشر: 1/ 213)، واعتمد تحقيقه في مسألة تفخيم الألف بعد حروف التفخيم، وذكر ثناء أبي حيان عليه (انظر: النشر: 1/ 215 - 216).
ولكن ما هي هذه الشبهة التي اعتمد عليها ابن بصخان في هذه المسألة؟ هنا تتعدد الاحتمالات ولا يملك الباحث إلا الظن والتخمين؛ فقد يكون لابن بصخان مذهب خاص به في التحريرات، والمحررون ليس لهم منهج موحد كما هو معروف، ولذلك يختلفون فيمنع هذا ما يجيزه ذلك، وقد يكون ابن بصخان رأى أن الداني والشاطبي قد نسبا الإدغام الكبير إلى أبي عمرو بكماله لا إلى رواية بعينها ولا إلى طريق بعينها من رواياته وطرقه، فربما رأى ابن بصخان أنه يجوز في هذا الباب خاصة لأبي عمرو أن يقرأ بكل ما ورد عنه سواء أكان عن الدوري أم السوسي أم غيرهما من رواة أبي عمرو، وسواء أكان من طرق الداني أم من غيرها. وإدغام هذا الحرف قد ورد عن أبي عمرو، قال ابن الجزري (النشر: 1/ 292): "وأجمعوا على إظهارها إذا فتحت وسكن ما قبلها نحو: "الحمير لتركبوها"، و"البحر لتأكلوا" و"الخير لعلكم" "إن الأبرار لفي نعيم" إلا ما روي عن شجاع ومدين من إدغام الثلاثة الأول". ولا ننس أن بعض المحررين أباح لنفسه الخروج عن الطريق في بعض الحالات، كمسألة التكبير مثلا، يقول النوري (غيث النفع: 386): "جرى عمل شيوخنا وشيوخهم في هذا التكبير
(يُتْبَعُ)
(/)
بقراءة ما صح فيه، وإن لم يكن من طرق الكتاب الذي قرؤوا فيه، وتبعناهم على ذلك؛ لأن المحل محل إطناب للتلذذ بذكر الله تعالى عند ختم كتابه، فلا يرد علينا ما خرجنا فيه عن طرق كتابنا". ويقول الضباع (القول المعتبر: 207): "ويجوز أيضا الأخذ بالتحميد للبزي وكذا لقنبل بل أجازه بعضهم لجميع القراء؛ لأن حالة ختم القرآن استثنائية تقتضي التعظيم والتبجيل فيجوز فيها الخروج عن طريق الكتاب إلى غيرها من ما هو وارد ويؤدي إلى تعظيم الله وكتابه".
ثم إن مفهوم الطريق غير واضح عند بعض المحررين، وبعضهم يوسعه كثيرا، وقد يكون ابن بصخان من هؤلاء فربما كان يرى أن كل ما في كتب الداني أو في كتب غيره من من قرأ عليهم الداني أو اتصلت بهم أسانيده، وكل ما رواه الشاطبي من غير طرق الداني هو من طريق الشاطبية، ونحن نجد موقفا مشابها لهذا عند سلطان المزاحي فهو يرى أن كل ما ورد في أي كتاب من كتب الداني هو من طريق الشاطبية، كما يقول في أجوبته (نسخة محفوظة بمجموع رقم: (1532 د) – الخزانة العامة بالرباط, اللوحة: 175أ): "فإن قلت: من أين تعلم أن مكيا وابن بليمة ليسا من طريق الشاطبية؟ قلت: لأن الشاطبي ينتهي سنده للداني؛ لأنه أخذ القراءة عن أبي الحسن علي بن هذيل عن أبي داوود الأموي عن الداني، وعن محمد بن أبي العاصي النفزي عن محمد بن الحسن عن علي بن عبد الرحمن الأنصاري عن أبي داوود الأموي عن الداني، وكل ما كان من طريق الداني سواء كان في التيسير أم جامع البيان أم المفردات فهو طريق له وما خرج عن ذلك ليس من طريقه". أما المنصوري فقد زاد في توسيع دائرة طريق الشاطبية فأضاف إلى كتب الداني كتب مكي وابن بليمة فكل ما في جميع هذه الكتب لا يصح أن يقال إنه خارج عن طريق الحرز في رأيه، وكل الزيادات التي زادها الشاطبي على التيسير أو على طرق الداني هي من صميم طريق الحرز في رأيه، وذلك ما دفع المتولي إلى القول: إن التحريرات إذا كانت كما يراها المنصوري فهي من باب العبث! كما يقول المتولي (الروض النضير: 111): " .. وإن لا لكان تحرير الطرق عبثا"، يقول المنصوري (إرشاد الطلبة: 11 - 15): "لقالون من طريق التيسير والشاطبية والتقريب أربعة أوجه قرأنا بها على مشايخنا كل من وجهي القصر والمد عليه الإسكان والصلة، وقد رأيت قراء بعض المدن يقرؤون له من طريق الشاطبية بوجهين فقط القصر مع الصلة والمد مع الإسكان، ويمنعون غيرهما من طريقها ويعللون بأن الداني قرأ بالقصر والصلة على أبي الفتح فارس وبالمد والإسكان على طاهر بن غلبون، نقل عنه ذلك ابن الجزري. وهذ خطأ من جهة المعقول والمنقول، أما المعقول فلأن العلامة ابن الجزري لم يقل لم يقرأ الداني بالقصر إلا على فارس وبالإسكان إلا على طاهر بن غلبون بصيغة الحصر، وشيوخ الداني كثيرون، وقال في التيسير: "وأما رواية قالون فحدثنا بها أحمد بن عمرو بن محمد الجيزي" إلى أن قال: "وقرأت بها القرآن كله على شيخي أبي الفتح" ولم يذكر طاهر بن غلبون، فكان عليهم التزام طريق فارس دون ابن غلبون، فنقول: طريق الشاطبية والتيسير عن أبي نشيط عن قالون وأبو الفتح له الوجوه الأربعة: القصر مع الإسكان من الكافي ولجمهور العراقيين القصر مع الصلة لأبي الفتح فارس وجمهور العراقيين، والمد مع الإسكان من التذكرة والهداية وغيرهما، والمد مع الصلة من تلخيص ابن بليمة والتبصرة وغاية أبي العلاء والتذكار والكل عن أبي نشيط فتجوز الأربعة من الشاطبية والتيسير بلا نكير. وعلى تسليم أن الداني لم يقرأ إلا بوجهين لا يمتنع الوجهان الآخران إذا صحا من طريقه ألا ترى أن نحو آتى قرئ فيه لورش بأربعة أوجه مع أن الداني قرأ فيه بالقصر والفتح على ابن غلبون وبالتوسط والتقليل على فارس وأمثاله كثير. ولو سلم امتناع الوجهين من التيسير لا يسلم امتناعهما من الشاطبية لقوله:
وألفافها زادت بنشر فوائد .........................
(يُتْبَعُ)
(/)
ولأن الشاطبي كما أخذ رواية قالون من طريق ابن بويان عن شيخه محمد بن علي بن أبي العاص النفزي وعلي بن محمد بن هذيل بسندهما إلى الداني، أخذها أيضا من طريق القزاز عن أبي نشيط قرأ بها على النفزي على ابن غلام الفرس على عبد العزيز بن عبد الملك بن شفيع على عبد الله بن سهل على ابن غصن على عبد المنعم بن غلبون على صالح بن إدريس على القزاز، وشارك الشاطبي في هذه الطريق ابن بليمة ومكي وغيرهما، وابن بليمة ومكي لهما المد والصلة".
وسلطان وتلميذه المنصوري علمان كبيران من أعلام المحررين، ولا يمكن إخراجهما من دائرة المحررين بسهولة، فسلطان أخذ بطريقته أغلب المتأخرين، والمنصوري تمر به كل الأسانيد الموجودة حاليا في المشرق، ومنها سند المتولي.
أما كون ابن بصخان لا سلف له في هذه المسألة وقد خالف كل شيوخه ومعاصريه فيها؛ فهذا أيضا لا يخرجه من دائرة المحررين، بل على العكس يدل على أنه من الملتزمين بمنهج التحريرات؛ فأكثر المحررين إذا رأوا أنهم قد توصلوا إلى تحرير صحيح لا يبالون بمخالفة كافة الناس؛ فالشبراملسي والنوري مثلا قد خالفا جميع شيوخهما، فقد أسقط الشبراملي وجها من ما قرأ به على شيوخه، ثم أسقط تلميذه النوري وجها آخر من ما قرأ به على الشبراملسي وغيره من شيوخه، كما يقول النوري (غيث النفع: 107): "ويأتي فيها [فتلقى آدم] على ما يقتضيه الضرب على رواية ورش ستة أوجه: فتح وتقليل فتلقى مضروبان في ثلاثة آدم، وذكره غير واحد من شراح الحرز كالجعبري وابن القاصح ذكره عند قوله:
وراء تراءى فاز .......... ...................... إلخ
وكان شيخنا العلامة علي الشبراملسي يخبر أن مشايخه يقرؤون بها وقرؤوا بها على مشايخهم، وأمعن هو رحمه الله النظر فأسقط منها واحدا وهو القصر على التقليل، فكان يقرأ بخمسة. والصحيح أنه لا يصح منها من طريق الشاطبية إلا أربعة، وهي القصر والطويل على الفتح والتوسط والطويل على التقليل". وكذلك المتولي إمام المحررين المتأخرين، فهو يلزم ابن الجزري ببعض الوجوه التي منعها (مع أن سند المتولي يمر بابن الجزري)؛ لأن ابن الجزري لو تيقظ – في رأي المتولي – لما منعها، كما يقول المتولي (الروض النضير: 164): "قال [الأزميري]: ولكن لا نأخذ بهذا الوجه [السكت في المد المنفصل مع السكت في الأرض والتحقيق في سائر الباب] لما منعه ابن الجزري اهـ ولكن لقائل أن يقول: كيف لا يؤخذ بوجه مسند مع أن مانعه لو تيقظ لحكاه ولم يجد له عذرا في عدم تجويزه". وكان المتولي يرى أن الوجه إذا كان ثابتا فلا يقدح فيه تضعيف ابن الجزري له، كما يقول (الروض النضير: 177 - 178): "فمن ثم ضعف هذا الوجه [مد الألف الأول وقصر الألف الثاني من هؤلاء إن لقالون] عند ابن الجزري ولا يقدح هذا في جواز الأخذ به بعد ثبوته كما قد يتوهم". ولا يحفل المتولي بمخالفة الناس جميعا له إذا رأى أنه أصاب التحرير الصحيح، لأنه يقدم الدراية على الرواية، كما يقول (الروض النضير: 81):
"وذا ما عليه الناس والحق تركه فلا تسكتن واستوف نشرا تأملا
( .. ) وهذا ما عليه الناس من شيوخ الأزميري كما نقله عنهم من طريق المبهج من قراءته على الشريف الكازريني عن الشذائي ولم يسند في النشر المبهج من طريق الشذائي إلى رواية خلف بل لم يسند في المبهج طريق الشذائي إلى خلف؛ فحينئذ لا يكون السكت وجها لخلف كخلاد، وإن قرأ به الأزميري؛ لأنه خلاف الدراية"، ويطعن أحيانا في ما أجمع عليه الناس ويرى أنه "فيه نظر"، كما يقول (الروض النضير: 88): "تنبيه: ما ذكرناه من اختصاص الغنة له [حفص] بالمد هو ما عليه عمل أهل الأداء اليوم ولم يبلغنا عن أحد خلافه اعتمادا على ما في النشر من أن الهذلي لم يذكر القصر المحض، وفيه نظر؛ لأن الهذلي ذكر المد للتعظيم وهو مخصوص بالقصر المحض"، ويقول (الروض النضير: 94 - 95): "ثم اعلم أن ما ذكرناه من منع إظهار الغنة على وجه الإدغام الكبير لأبي عمرو ويعقوب هو ما عليه شيوخنا وسائر من علمناهم والآن قد ظهر لنا من كلام النشر أن الأمر بخلافه ولذلك قلت:
وما قلته من منع إظهار غنة
على وجه إدغام لدى ولد العلا
توهمه قومي وإني أجيزه
له وهو عن روح من الكامل اعتلى".
وليس هذا مجال مناقشة صواب هذه الاجتهادات أو خطئها، وإنما المقصود أن ابن بصخان لم يكن بدعا من المحررين في المنهج الذي اعتمد.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[13 Jun 2010, 11:17 ص]ـ
وفي ظل هذه الظروف لا يمكن أن نعرف الدليل الذي اعتمده ابن بصخان في تحريره هذا، ولكن لا أظن أن إماما من أئمة القراءات كابن بصخان يمكن أن يقدم على القول في كتاب الله بغير علم، أو يعتمد على مجرد رأيه في إثبات القراءات، بل لا بد أن يكون قد اعتمد على شبهة قوية عنده, وابن بصخان إمام من كبار أئمة هذا الشأن، وقد أثنى عليه ابن الجزري في ترجمته في غاية النهاية، ومن ما قال في ترجمته: "ولما خلت المشيخة الكبرى بتربة أم الصالح عن الشيخ التونسي، وليها من غير طلب منه، بل لكونه أعلم أهل البلد بالقراءات عملاً بشرط الواقف"، وأثنى عليه في النشر وامتدح تجويده وحسن صوته (انظر: النشر: 1/ 213)، واعتمد تحقيقه في مسألة تفخيم الألف بعد حروف التفخيم، وذكر ثناء أبي حيان عليه (انظر: النشر: 1/ 215 - 216).
ولكن ما هي هذه الشبهة التي اعتمد عليها ابن بصخان في هذه المسألة؟ هنا تتعدد الاحتمالات ولا يملك الباحث إلا الظن والتخمين؛ فقد يكون لابن بصخان مذهب خاص به في التحريرات،
إنّ العبرة في تحرير المسألة هو ثبوت الوجه بالنصّ والأداء عند المتقدّمين، فإن انتفى ذلك فالوجه فهو مردود مهما كانت حجّته من جهة القياس، ولا أرى حجّة له في ذلك إلاّ القياس والرأي، بدليل أنّ ما ذهب إليه لم يسبقه في ذلك أحد. ولايمكنه في هذه الحالة الاعتماد على النصّ والأداء لعدم ثبوبهما قطعاً، فلم يبق له إلاّ إعمال الرأي والقياس، وهذا ليس طعناً فيه حاش لله، فهو مجتهد ومأجور بإذن الله تعالى وقد وقع مثل هذا للكثير من الجهابذة. خلافاً للمحرّرين فإنّ لهم في الجملة مصدراً ملموساً يرجعون إليه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[20 Sep 2010, 03:54 ص]ـ
جزى الله الشيخ أحمد الكوري خيرًا على هذه الفوائد الرائعة التي تبين لنا عظمة القرآن وقيمة القراءات ومكانة القراء وغيرتهم على كتاب الله
ومما يتعلق بهذه المعركة (على تحفظ مني على كلمة المعركة) من الطرائف ما رواه لي شيخنا العلامة المقرئ الشيخ الأمين محمد إبراهيم المصري قال: كنا في مجلس مع الشيخ عبد الفتاح القاضي وجمع من القراء وكل واحد يقرا ربعاً فوصل الدور في القراءة على الشيخ القاضي فقرأ للسوسي (وهو الذي سخر البحر لتأكلوا .. ) فأدغم راء البحر في لام لتأكلوا ... فسكت القوم لعلمهم بمكانة الشيخ، ولكنني لم أسكت فقلت يا مولانا:
وفي اللام راء وهي في الرا وأظهرا إذا انفتحا بعد المسكن منزلا
سوى قال ثم النون تدغم فيهما على إثر تحريك سوى نحن مسجلا
فتبسم الشيخ القاضي وقال يابني أنا مثل الحمير لتركبوها
فضحك الشيخ الأمين وقال لا يا مولانا أنت مثل الخير لعلكم تفلحون
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[20 Sep 2010, 01:06 م]ـ
شكرا جزيلا لكم فضيلة الشيخ الدكتور على الاهتمام والمشاركة والتعليق القيم المفيد، وفقكم الله وجزاكم خيرا.(/)
بحاجة لمدرسي قراءات ورسم ونحو
ـ[عبد العزيز بن فاضل العنزي]ــــــــ[08 Jun 2010, 11:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بفضل الله تعالى تم إنشاء معهد للقراءات في دولة الكويت لتدريس القراءات (العشر الصغرى) والرسم والضبط وعد الآي والنحو، وهذا المعهد تابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
والمعهد بحاجة لكوكبة من المدرسين المتخصصين في العلوم السابق ذكرها، وسوف تقوم لجنة من وزارة الأوقاف بزيارة لجمهورية مصر العربية لانتقاء بعض المدرسين، وستعقد اللجنة الاختبارات يوم الإثنين الموافق 14/ 6 /2010م في بيت الزكاة الكويتي في المهندسين في القاهرة إن شاء الله تعالى.
والشروط الواجب توفرها في مدرسي القراءات:
1 - أن يكون حافظاً لمتن الشاطبية والدرة.
2 - أن يكون لديه إجازة بالقراءات العشر.
3 - أن يكون قادراً على شرح منظومتي الشاطبية والدرة شرحاً وافياً.
بالنسبة لمدرس الرسم يشترط فيه أن يكون حافظاً لمتن مورد الظمآن وذيله، ومستوعباً لشرح دليل الحيران.
بالنسبة لمدرس النحو يشترط فيه أن يكون حافظاً لألفية ابن مالك، ومستوعباً لشرح ابن عقيل.
فمن أراد أن يتقدم للتدريس في هذا المعهد فعليه إحضار الأوراق الرسمية المطلوبة والإجازات القرآنية إن وجدت، ويحضر في المكان والزمان المذكورين سابقاً لإجراء المقابلة الشخصية.
وجزاكم الله خيراً
ـ[محمد نبيل درويش]ــــــــ[10 Jun 2010, 03:01 ص]ـ
أخي الحبيب سأرسل لك رسالة على الخاص
ـ[أبو لقمان]ــــــــ[12 Jun 2010, 12:11 م]ـ
السلام عليكم ... رسالتي للماجستير بعنوان (اصطلاحات الضبط في المصاحف المعاصرة وعلاقتها بالظواهر الصوتية) أجيزت من شعبة اللغويات بكلية اللغة العربية بالجامعة الأسمرية (زليتن - ليبيا) أستطيع - بعون الله - تدريس: النحو والصرف والرسم والضبط والتجويد النظري والعملي والقراءات أصولاً وفرشاً. والسؤال: لِمَ يشترط حفظ المتون إذا كان المدرس قادراً على شرحها شرحاً وافياً؟!
ـ[محب القراءات]ــــــــ[13 Jun 2010, 01:05 ص]ـ
رسالتي للماجستير بعنوان (اصطلاحات الضبط في المصاحف المعاصرة وعلاقتها بالظواهر الصوتية) أجيزت من شعبة اللغويات بكلية اللغة العربية بالجامعة الأسمرية (زليتن - ليبيا)
أخي الكريم
مرحباً بك في ملتقى أهل التفسير
هل لك أن توافينا بمعلومات أكثر عن رسالتك للماجستير , وهل طبعت؟
حبذا لو كتبت لنا نبذة عنها وجزاك الله خيرا(/)
أريد بحثا في شروط ثبوت القراءات القرآنية
ـ[خالد محمد المرسي]ــــــــ[09 Jun 2010, 04:39 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريده بحثا لعالم محقق لامجرد نقل أقوال
وأريد الفرق بين القراءات العشر والسبعة أحرف على القول القائل بأن السبعة أحرف هذه هي التي يحويها الحرف الواحد الذي جمعه عثمان http://majles.alukah.net/images/smilies/radia.gif وحذر القراءة بغيره من الأحرف
جزاكم الله خيرا
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[09 Jun 2010, 01:42 م]ـ
يمكن الاستئناس ببعض الكتب:
ـ المرشد الوجيز للإمام أبي شامة المقدمة.
ـ مقدمة النشر للإمام ابن الجزري.
ـ حديث الأحرف السبعة للدكتور عبد العزيز قاري.
ـ المنهاج في الحكم على القراءات.
واعلم أن موضوع الأحرف السبعة من المشكلات التي لم يُتوصل بعدُ إلى حل لها يستقيم من جميع الجوانب.
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[26 Sep 2010, 08:45 ص]ـ
ألا يكفي تواتر التلقي للقراءات القرآنية من طريق الطيبة
والشاطبية والدرة دليلا على ثبوت القراءات القرآنية
فكل مقرئ يحمل الإجازة بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى جبريل عليه السلام إلى رب العزة جل جلاله ولقد أحصيت في شجرة المقرئين
بالعشر الكبرى من طريق اسلامبول على طريق العراقيين والمغاربة وطريق المناسبة
من المقرئين في من مطلع القرن الماضي وحتى عام 1429هـ من هذ1 القرن
في بلاد الشام الكبرى فكان عددهم ما يقارب مائة مقرئ
وكلهم قد تلقى القراءات العشر بالسند المتصل
ولو رجعت إلى كتابي: فضائل القرآن وحملته وتعريف بالأحرف السبعة والقراءة بها
لوقفت على شئ ليس باليسير مما تسأل عنه بارك الله فيك
وكتابي المذكور لطبعته الثانية يمكنك تحميله من هذا المنتدى فقد أنزلته مع شجرة المقرئين
بملف pdf أسأل الله أن ينفع به كما نفع بأصله (وهي الطبعة الأولى) وفيما أشار إليه
أخي الفاضل ضيف الله خير كثير.
ـ[رشا الدغيثر]ــــــــ[26 Sep 2010, 11:46 ص]ـ
رسالة علمية بعنوان قواعد نقد القراءات القرآنية د. عبد الباقي سيسي بإشراف د إبراهيم الدوسري من ج الإمام ممتازة
ـ[خالد محمد المرسي]ــــــــ[29 Sep 2010, 10:55 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
إعادة رفع: ابن خلدون ورسم المصحف - منسقا ومفهرسا
ـ[الشويحى]ــــــــ[10 Jun 2010, 02:47 ص]ـ
http://www.cool4arab.net/users/2014/86/18/67/album/6fch7a10.jpg
رفع هذا البحث المهم فى موقع ودود حديثا مصورا على صفحتين متقابلتين
فنسقته وفهرسته ولونت غلافه لتعم فائدته
الكتاب من تأليف الدكتور / محمد حسين أبو الفتوح
نشرة مكتبة لبنان
ط الأولى 1992 م
التحميل
archive (http://www.archive.org/details/rasm-mus7af)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Jun 2010, 08:56 ص]ـ
أحسنت بارك الله فيك وجزاك خيراً، فموضوعه مهم.
ـ[عبد الله حسن الشتوي]ــــــــ[13 Jun 2010, 09:49 م]ـ
بارك الله فيك على هذا الكتاب القيم
نسأل الله ان يجعله في ميزان حسناتكم
عندي ملاحظة بسيطة. ورد في الكتاب في الصفحة 32: ( .... ويكاد يكون الخط المدني والخط الكوفي واحدا الا ان الخط المدني اكثر اتقانا من الخط المكي لكثرة الكتابة وكثرة الكتاب)
اظن انه وقع سهوا كتابة الكوفي بدل المكي.
والله اعلم(/)
معارك التحريرات – 2
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[10 Jun 2010, 03:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
معركة ترقيق لام "الله" بعد الراء المرققة لورش (أواخر القرن: 8هـ وأوائل القرن: 9هـ):
أبو عبد الله محمد بن محمد بن علي بن عمر بن إبراهيم بن عبد الله القيجاطي الكناني البلوي الأندلسي (730 - 811هـ)، من المتأثرين كثيرا بالتحريرات، ومن تحريراته وجوب ترقيق لام "الله" بعد الراء المرققة من طريق الأزرق عن ورش مثل: "أفغير الله" "ولذكر الله" ويتجلي منهج المحررين عند القيجاطي في عدم اعتباره ما جرى به العمل وما أجمع عليه الناس، وفي ادعائه أن مذهبه هذا هو ما تنص عليه أصول الشاطبية والدرر اللوامع.
وجَّهَ القيجاطي تحريره هذا، بأن الراء إذا رققت فإن فتحتها وضمتها لا بد أن ترقق تبعا لها، والترقيق إمالة؛ وعليه فقد وقعت لام "الله" هنا بعد إمالة فوجب ترقيقها، فـ"إن الحركة الممالة بين بين في جلب الترقيق إلى الراء مثل الكسرة المحضة سواء، كما أن الألف الممالة بين بين في جلب الترقيق أيضا مثل الياء المحضة"، واحتج لترقيق الحركة بأن العرب ترقق أو تميل حركة غير الراء مثل إمالتهم الضمة في قولهم: "عجبت من السمر" و"شربت من المنقر" و"هذا ابن مذعور"، واستدل بترقيق الراء الثانية من "بشرر" لورش وقفا بسبب ترقيق الأولى، فكذلك اللام في رأيه يجب ترقيقها إذا كان قبلها راء مرقق. واستدل بترقيق اللام في: "نرى الله" للسوسي، ولما اعترض عليه بعض المقرئين في هذه المسألة بأن هذا قياس محض، أجابهم بأنه لم يخالف نصا؛ لأنه لا يوجد نص يدل على تفخيم اللام، وبأن المقرئين يرجعون إلى القياس في بعض المسائل واستشهد على ذلك بكلام لأبي شامة، واستدل بأن تغليظ اللام هنا تحريف للقرآن ولحن واللحن لا يجوز أن يقع في القراءة؛ لأن من شروط صحة القراءة موافقة اللغة، ورد على أبي شامة في نصه على تغليظ اللام في هذا الموضع، وأوَّلَ نص ابن شريح على تغليظها في "ولذكر الله" بأنه يعني غير ورش من القراء؛ لأن الراء عند ورش – في رأي القيجاطي – غير مضمومة بل هي ممالة إلى الكسر، واستدل بأن ابن مقسم وابن أشتة والأهوازي والطبري وابن يعلى وابن الباذش قد رووا عن بعض القراء ترقيق لام "الله" مطلقا حتى بعد فتحة أو ضمة (انظر: شرح المنتوري للدرر اللوامع: 628 - 670).
وقد استمر العمل بتحرير القيجاطي هذا وبغيره من اختياراته في الأندلس حتى سقوطها في أواخر القرن 9هـ وأوائل القرن 10هـ (انظر: قراءة الإمام نافع عند المغاربة: 2/ 302 – 309).
ووافق ابنُ المجراد القيجاطيَّ على تحريره هذا، (انظر: قراءة الإمام نافع عند المغاربة: 2/ 302 – 309)، ووافقه أيضا تلميذه المنتوري وتحمس للدفاع عنه وأطال في ذلك (انظر: شرح المنتوري للدرر اللوامع: 628 - 670)، ومن ما قاله في عرض مذهب شيخه (شرح المنتوري للدرر اللوامع: 628): "وأخذ علي شيخنا الأستاذ أبو عبد الله القيجاطي – رضي الله عنه – بترقيق اللام من اسم الله تعالى لورش إذا كانت قبله فتحة ممالة أو ضمة ممالة، نحو "أفغير الله" "ولذكر الله" وشبههما؛ لأن الفتحة والضمة الممالتين حكمهما حكم الكسرة الخالصة كما تقدم في باب الراءات، فإذا كانتا تخرجان الراء عن أصلها – وهو التفخيم – إلى الترقيق، فأحرى وأولى أن تبقى اللام التي أصلها الترقيق معهما على أصلها، لأن سبب التفخيم قد عارضه ما هو أقوى منه وهو الخروج من تسفل إلى تفخيم".
وقد رفض أكثر المغاربة - كما هو متوقع - هذا التحرير لأنه مخالف لما جرى به العمل، فردوا على القيجاطي، ومنهم أبو وكيل ميمون الفخار وابن القاضي (انظر: قراءة الإمام نافع عند المغاربة: 2/ 302 – 309)، بل يفهم من كلام القيجاطي أن بعضهم قد كاد يكفره لقوله هذا؛ لأنه يلزم منه أنه لم يفخم اسم الله تعالى ولم يعظمه (انظر: شرح المنتوري للدرر اللوامع: 669)، وقد رد عليه ميمون الفخار بأن ضمة الراء وفتحها لم يتغيرا، وإنما تغير الراء فرقق، والتفخيم يتعلق بالضمة والفتحة لا بالراء، فتفخيم اللام باق على حاله، واحتج بنص أبي شامة والجعبري (انظر: قراءة الإمام نافع عند المغاربة: 2/ 305 – 306).
(يُتْبَعُ)
(/)
واستمرت المعركة إلى ما بعد وفاة القيجاطي، ثم انتقلت إلى المشرق؛ فرد عليه ابن الجزري، بمثل ما رد به ميمون، واحتج بنص ابن شريح وأبي شامة والجعبري وابن عبد المؤمن الواسطي، واستدل بإجماع الناس على تفخيم اللام في هذه المسألة وبأن القيجاطي لم يقرأ بذلك على أحد من شيوخه.
قال ابن الجزري في النشر: (2/ 117 – 118): "إذا رققت الراء لورش من طريق الأزرق في نحو قوله تعالى: "أفغير الله أبتغي" "أغير الله تدعون" "ولذكر الله" و"يبشر الله"، وجب تفخيم اللام من اسم الله تعالى بعدها بلا نظر؛ لوقوعها بعد فتحة وضمة خالصة، ولا اعتبار بترقيق الراء قبل اللام في ذلك ( .. ) وهو من ما لا يحتاج إلى زيادة التنبيه عليه وتأكيد الإشارة إليه لظهوره ووضوحه، ولولا أن بعض أهل الأداء من أهل عصرنا بلغنا عنه أنه رأى ترقيق اسم الله تعالى بعد الراء المرققة فأجرى الراء المرققة في ذلك مجرى الراء الممالة، وبنى أصله على أن الضمة تمال كما تمال الفتحة لأن سيبويه - رحمه الله - حكى ذلك في "مذعور"، و"السمر"، و"المنقر" واستدل بإطلاقهم على الترقيق إمالة، واستنتج من ذلك ترقيق اللام بعد المرققة، وقطع بأن ذلك هو القياس الذي لا ينبغي أن يخالف، مع اعترافه بأنه لم يقرأ بذلك على أحد من شيوخه ولكنه شيء ظهر له من جهة النظر فاتبعه لعدم وجود النص بخلافه على ما ادعاه، وذلك كله غير مسلم له ولا موافق عليه، فأما ادعاؤه أن الضمة تمال في "مذعور" فإنه غير ما نحن فيه؛ فإن حركة الضمة التي هي على العين قربت إلى الكسر ولفظ بها كذلك وذلك مشاهد حساً، والضمة التي هي على الراء في "يبشر" لم تقرب إلى الكسرة ولا غيرت عن حالتها، ولو غيرت ولفظ بها كما لفظ بـ"مذعور" على لغة من أمال لكان لحنا وغير جائز في القراءة، وإنما التغيير وقع على الراء فقط لا على حركتها، وهذا هو الذي حكاه ابن سفيان وغيره من أن الراء المضمومة تكون عند ورش بين اللفظين؛ فعبروا عن الراء ولم يقولوا إن الضمة تكون بين اللفظين، ومن زعم أن الضمة في ذلك تكون تابعة للراء فهو مكابر في المحسوس. وأما كون الترقيق إمالة أو غير إمالة فقد تقدم الفرق بين الترقيق والإمالة في أول باب الراءات؛ وإذا ثبت ذلك بطل القياس على "نرى الله". وأما ادعاؤه عدم النص فقد ذكرنا نصوصهم على التفخيم وقول ابن شريح: إنه لم يختلف في تفخيم اللام في ذلك. والناس كلهم في سائر الأعصار وأقطار الأمصار من من أدركناهم وأخذنا عنهم وبلغتنا روايتهم ووصلت إلينا طرقهم لم يختلفوا في ذلك ولا حكوا فيه وجهاً ولا احتمالا ضعيفاً ولا قوياً؛ فالواجب الرجوع إلى ما عليه إجماع الأئمة وسلف الأمة والله يوفقنا جميعاً لفهم الحق واتباعه وسلوك سبيله بمنه وكرمه".
وقال في غاية النهاية (2/ 244، في ترجمة: أبي عبد الله القيجاطي رقم: (3423): " وحدثنا [أبو الحسن علي بن عيسى بن محمد الفهري الأندلسي البسطي] عنه [أي: عن القيجاطي] برسالة كتبها في تجويز ترقيق اسم الله تعالى بعد ترقيق الراء لورش في نحو "ولذكر الله" و"أفغير الله"، وهي رسالة وهم فيها وقاس الترقيق على الكسر والتزم أنه هو الإمالة حقيقة، مع اعترافه بأنه لم يسبقه إلى هذا القول أحد، ولكنه احتج فيه بمجرد القياس وصمم على أن هذا القياس هو الصواب الذي لا يجوز غيره، وهو من القياس الممنوع لما بيناه في النشر".
لكن احتجاج الإمام ابن الجزري هنا بإجماع الناس ومخالفة المقرئ لسنده وشيوخه، يصلح للرد على جميع المحررين.
المراجع:
- شرح الدرر اللوامع في أصل مقرإ الإمام نافع: تأليف: المنتوري (أبي عبد الله محمد بن عبد الملك القيسي) – تحقيق: الصديقي سيدي فوزي – مطبعة النجاح الجديدة – الدار البيضاء - ط 1 – 1421 هـ / 2001 م.
- غاية النهاية في طبقات القراء – تأليف: ابن الجزري (شمس الدين محمد بن محمد بن محمد) - تحقيق: ج. برجستراسر – دار الكتب العلمية – بيروت – ط 2 – 1400هـ / 1980م.
- قراءة الإمام نافع عند المغاربة من رواية أبي سعيد ورش – د. عبد الهادي حميتو – منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية – المملكة المغربية – 1424هـ / 2003 م.
- النشر في القراءات العشر – تأليف: ابن الجزري (شمس الدين محمد بن محمد بن محمد) - تصحيح: علي محمد الضباع – دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع – بيروت.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[10 Jun 2010, 11:18 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم
يبدو أنّ مرادكم بالتحرير هنا هو تحرير المسائل لا تحرير الطرق والأوجه كما هو صنيع المحررين كالأزميري والمتولي وغيرهما.
وهذا النقل المبارك يدلّ على أنّ القياس المحض لم يكن يوماً ما مصدراً معتبراً عند الأئمّة بل كان ممقوتاً عندهم في الجملة إلاّ ما وقع فيه البعض منهم سهواً عليهم رحمة الله، فتداركه الجهابذة من بعدهم كما فعل ابن الجزريّ وغيره في هذه المسألة. فالعبرة بما ثبت بالنصّ والأداء المشهور وتناقله الأئمّة عبر الأجيال.
جزاك الله خيراً شيخنا على هذه النقول، وأرجو المواصلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[10 Jun 2010, 06:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا يا فضيلة الشيخ على المشاركة والإفادة، وها أنا أنشر الحلقة الثالثة من هذه السلسلة، طاعة لأمركم الكريم.
وفقكم الله.(/)
قائمة بالكتب المصنفة في الوقف على كلا وبلى ونعم في القرون التسعة الأولى.
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[10 Jun 2010, 06:40 ص]ـ
هذه قائمة باثنين وعشرين عملاً في الوقف على كلا وبلى ونعم في القرون التسعة الأولى.
1 - " رسالة كلا في الكلام والقرآن ": لأبي جعفر أحمد بن رستم الطبري (ت بعد 304 هـ)، مطبوع.
2 - " كتاب كلا ": لأبي الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي (ت 336 هـ)، مفقود.
3 - " مقالة كلا ": لأحمد بن فارس الرازي (ت 395 هـ)، مطبوع.
4 - كتاب اختصار القول في] كَلَّا [و] بَلَى [و] نَعَمْ [، والوقف عليها في كتاب الله "، مطبوع.
5 - " كتاب " الوقف على] كَلَّا [و] بَلَى [في القرآن "، مطبوع.
6 - " كتاب الهداية في الوقف على] كَلَّا ["، مفقود، والثلاثة لأبي محمد مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ).
7 - " كتاب الاكتفا في الوقف على] كَلَّا [و] بَلَى [، واختلاف العلماء فيها": لأبي عمرو الداني (ت 444 هـ)، مفقود.
8 - " رسالة في الوقف على] كَلَّا [و] بَلَى [": لعلاء الدين أبي الفتح محمد بن عبد الحميد الأُسْمَنْدي (ت 552 هـ)، مخطوط.
9 - " كتاب المُجَلَّى – أو المُحَلَّى - في اسْتِيْعَاب وُجُوه (كَلَّا) ": للصاحب جمال الدين القِفطي (ت 646 هـ)، مفقود.
10 - " ذخيرة التلَّا في أحكام] كَلَّا [، أو تحفة المَلَّا في مواضع] كَلَّا [": لأمين الدين بن المحلي سنة (ت 673 هـ)، مطبوع.
11 - " رسالة في كلا وبلى ونعم ": لعلي بن محمد الكُتامي، المعروف بابن الضائع (ت 680 هـ)، مخطوط.
12 - " منظومة لامية في الوقف على] كَلَّا [": لعلي بن قاسم الطبري (ت نحو 683 هـ) - مخطوط.
13 - " منظومة رائية في حكم الوقف على] كَلَّا [": لتقي الدين الإربلي (ت 688 هـ)، مخطوط.
14 - " أرجوزة في وجوه] كَلَّا [في القرآن ": للشيخ عبد العزيز بن أحمد الدِّيريني (ت 694 هـ)، مخطوط.
15 - " منظومة في الوقف على] كَلَّا [": ليعقوب بن بدران الجرائدي (ت 688 هـ)، مخطوط.
16 - " فوائد عن] كَلَّا [الواقعة في القرآن الكريم ": لأبي بكر بن أبي محمد عبد الغني، الشهير باللبيب التونسي (ق 8 هـ)، مخطوط.
17 - " منظومة في الوقف على] كَلَّا [: لبرهان الدين الجعبري (ت 732 هـ)، مخطوط.
18 - " منظومة في حرف] كَلَّا [، فيما يجوز عليه الوقف، وفيما لا يجوز ": لابن الدَّقُوقيِّ (ت 735 هـ)، مخطوط.
19 - " رسالة في الوقف على] كَلَّا [و] بَلَى [": لابن أم قاسم المُرادي (ت 749 هـ)، مفقود.
20 - " منظومة في كلا ": لأبي جعفر الرعيني (ت 779 هـ) – مخطوط -.
21 - " منظومة لامية في حكم الوقف على] كَلَّا [": منسوبة للحافظ ابن الجزري (ت 833 هـ)، مخطوط -.
22 - " منظومة في حكم الوقف على] كَلَّا [": لأبي حفص عمر بن يعقوب الطِّيْبي (ت بعد 870 هـ)، مخطوط.
وأرجو من إخواني وشيوخي الكرام ممن وقفوا على مصنفات أخرى في الوقف على هذه الحروف الثلاثة في القرون التسعة الأولى أن يتحفونا بها، ومن أراد أن يكمل المسيرة فليتفضل مشكوراً.
ـ[ايت عمران]ــــــــ[13 Jun 2010, 10:10 م]ـ
كنت ـ أيام دراسة مادة الوقف والابتداء ـ كتبت بحثا بعنوان: "دراسة استقرائية للمصادر التي أفردت كلا وبلى ونعم"
وهو عنوان كبير، لكن لم أتوصل فيه ـ في القرون التسعة الأولى ـ إلا إلى تسعة أعمال، وكلها ذكرها الأستاذ الكفراوي، وهذا يعني أنه بذل جهدا كبيرا يستحق عليه الشكر.
وأرجو أن يكمل ما تبقى من قرون، وأظن أن الأعمال فيها قليلة بالمقارنة مع ما ذكره الأستاذ للقرون التسعة الأولى.
كما كنت أود أن يكون الأستاذ قد أتحفنا بمعلومات عن تلك الأعمال، كأماكن تواجدها، وطبعاتها إن كانت مطبوعة ...
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[25 Jun 2010, 07:06 ص]ـ
أخي الكريم أما ما تبقى من المصنفات في الوقف على كلا وبلى فأمهلني قليلاً حتى يمن الله علي بالوقوف على مؤلفيها المجهولين، وأما الرسائل والمنظومات التي عرف مؤلفوها - الأحياء منهم والأموات - فيتجاوز الخمسة عشر رسالة ومنظومة.
وأما أماكن وجود هذه المخطوطات، فبعضها توفر لأخيك بفضل الله، ومعونة الإخوان في شتى البقاع، والبعض الآخر أسعى في الحصول عليه سعياً حثيثاً.
وإني لأستنهض الهمم الفتية بدراسة هذه المنظومات والرسائل دراسة لغوية في رسالة علمية، وسيجدون مني كل العون والنصح والتوجيه - إن شاء الله -.
ـ[ايت عمران]ــــــــ[11 Oct 2010, 11:37 م]ـ
وأرجو من إخواني وشيوخي الكرام ممن وقفوا على مصنفات أخرى في الوقف على هذه الحروف الثلاثة في القرون التسعة الأولى أن يتحفونا بها، ومن أراد أن يكمل المسيرة فليتفضل مشكوراً.
لعل مشايخنا سلموا لك الأمر، فهل سنرى تكملتك للموضوع قريبا.
وفقك الله يا أبا يوسف، ولم أرد إلا تذكيرك بهذا الموضوع الجيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[12 Oct 2010, 04:42 م]ـ
عما قريب إن شاء الله.
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[01 Nov 2010, 05:46 م]ـ
شرح كلا وبلى ونعم والوقف على كل واحدة منهم في كتاب الله عزوجل
صنعة الإمام العلامة أبي محمد مكي بن أبي طالب القيسي 355 - 437 هـ
تحقيق
الدكتور: أحمد حسن فرحات
دار المأمون للتراث 1401 هـ - 1983 م
اعتمد فيها المحقق على النسخة الموجود بدار الكتب المصرية , وبالنسخة المطبوعة بتحقيق د \ حسين نصار والتي حققها على نسخة المتحف العراقي ونشرها بمجلة كلية الشريعة في بغداد
ـ[ايت عمران]ــــــــ[01 Nov 2010, 10:12 م]ـ
شرح كلا وبلى ونعم والوقف على كل واحدة منهم في كتاب الله عزوجل
صنعة الإمام العلامة أبي محمد مكي بن أبي طالب القيسي 355 - 437 هـ
تحقيق
الدكتور: أحمد حسن فرحات
دار المأمون للتراث 1401 هـ - 1983 م
اعتمد فيها المحقق على النسخة الموجود بدار الكتب المصرية , وبالنسخة المطبوعة بتحقيق د \ حسين نصار والتي حققها على نسخة المتحف العراقي ونشرها بمجلة كلية الشريعة في بغداد
هو الذي قصده الشيخ أبو يوسف الكفراوي بقوله:
5 - " كتاب " الوقف على] كَلَّا [و] بَلَى [في القرآن "، مطبوع.
لأنه كذلك جاء عنوانه في طبعة الدكتور حسين نصار (وللعلم فإن تحقيق الدكتور نصار طبع مستقلا بعد نشره في المجلة المذكورة) فهو إذا ليس كتابا آخر.
أقول هذا حتى لا يلتبس على البعض، وشكرا لكم.(/)
كتاب الاهتداء في الوقف والابتداء لموفق الدين الإسكندراني (ت 629 هـ)، هل له وجود؟
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[10 Jun 2010, 07:19 ص]ـ
هذا الكتاب ذكره الحافظ جلال الدين السيوطي في " بغية الوعاة "، وذكر أنه أحد كتبه الكثيرة التي أجاز بها في سنة (604 هـ) تلميذه محدث مصر بركات بن ظافر المصري، المعروف بالصبان (ت 634 هـ).
ومن المعلوم أن الكتاب مفقود، كسائر مصنفات موفق الدين عيسى بن عبد العزيز الإسكندراني.
يقول المستشرق الألماني كارل بروكلمان: ((ولم يصل إلينا شيء من مؤلفاته الكثيرة في القراءات، وعلم الأصوات)).
ولكن الدكتوره/ أنجب غلام نبي بن غلام محمد ذهبت إلى احتمال أن يكون الكتاب موجوداً في مكتبة الحرم المكي؛ حيث قالت في رسالتها المقدمة إلى قسم اللغة العربية في كلية التربية للبنات بمكة المكرمة، للحصول على درجة دكتوراه الفلسفة في اللغة العربية، تخصص النحو والصرف، في سنة (1410 هـ/ 1989 م)، بعنوان: الإعلال والإبدال والإدغام في ضوء القراءات القرآنية واللهجات العربية (فهرس المصادر والمراجع – الكتب المخطوطة) 2/ 1072: ((327 – كتاب في الوقف والابتداء في القراءات، مجهول المؤلف، (ولعله: الاهتداء في الوقف والابتداء للأسكندراني) (صورة مصورة) من المخطوط بمكتبة الحرم المكي بمكة المكرمة (تجويد وقراءات)، برقم (عام 856)، خاص (بدون))).
وقد رجع البحث إلى " الفهرس المختصر لمخطوطات مكتبة الحرم المكي الشريف " فلم أقف على أي مخطوط من مخطوطات المكتبة بهذا العنوان، كما لم أقف على أي كتاب من كتب التجويد والقراءات، ولا علوم القرآن، ولا التفسير تحت الرقم العام المذكور: (856).
ولا أدري على أساس اعتمدت الباحثة الفاضلة في نسبة هذا الكتاب إلى موفق الدين الإسكندراني، وقد تتبعت رسالة الباحثة من أولها إلى آخرها لأقف على نقل لها عن الكتاب المذكور، أو إحالة واحدة عليه فلم أظفر بشيء، فهي لم ترجع إليه، لكنها ذكرته ضمن (فهرس المصادر والمراجع – الكتب المخطوطة)!
فهل حقاً وقفت الباحثة على هذه النسخة، وأين، وإذا كانت قد وقفت عليه في مكتبة الحرم المكي فأين ذهب؟
أرجو ممن له معرفة بالباحثة الفاضلة أن يسألها عن الكتاب المذكور.
ـ[أحمد النبوي]ــــــــ[13 Jun 2010, 03:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
قد يكون في الحرم المكي عدة مكتبات، وهذا ما أظنه، لكنه يحتاج إلى توثق من بعض المجاورين في مكة أو من أهلها.
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[25 Jun 2010, 08:23 ص]ـ
ولكن الباحثة ياإخوان ما زالت على قيد الحياة، وفيما أعلم فهي عميدة كلية الآداب بجامعة أم القرى، ومن بيت علم، فلو كانت حقا وقفت على المخطوط فلتخبرنا بمكانه، وإن كانت قد أخطأت فلتعلن رجوعها عن هذا الخطأ.
فأرجو ممن لديه صلة بها أن يخبرها بما جاء في هذه المشاركة.
ـ[أحمد النبوي]ــــــــ[25 Jun 2010, 06:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
فضيلة الشيخ الدكتور
لقد اطلعت على الفهرس الذي أشرتم إليه مشكورين في أصل الموضوع رغبة في بذل بعض الجهد، وراق لي نظر قد يحل الإشكال مؤقتا، وهو أن رقم 856 قد يكون خاصا بالفهرس الموجود في قسم المخطوطات في المكتبة، فله ترقيمه الخاص، وليس للفهرس المطبوع بعنوان "الفهرس المختصر لمخطوطات مكتبة الحرم المكي الشريف" علاقة بترقيم الفهرس الواقعي في المكتبة، خصوصا وأنه مختصر، وإن كنت أظن أن اختصاره هو اختصار في الوصف الوراقي "الببليوجرافي" وليس في العناوين.
كما أن بعض المخطوطات قد تكون ضمن مجموع يضم أكثر من عنوان، بل كتبا مختلفة الفنون، وتكون فهرستها ناقصة، فيفهرَس المجموعُ كلُّه تحت العنوان الأول، وتندثر العناوين الباقية.
كل هذه احتمالات أضعها أمام فضيلتكم، ولعل الله أن يسوق لنا من أهل مكة من يجيب على أسئلتنا الحائرة.
أعانكم الله.
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[25 Jun 2010, 07:05 م]ـ
أخي الكريم ... والله لقد بذلت كل جهد ممكن للوقوف على الحقيقة، حتى طلبت من أحد كرام مكة المكرمة، وهو أخي أحمد بن عبد الله الفقيه، وهو باحث فاضل في مرحلة الدكتوراه، طلبت منه أن يصور مخطوطاً في الوقف والابتداء، ظننت أن الأخت الباحثة تعنيه فلما وصلني وجدته بعيداً كل البعد عن هذا الكتاب.
فإلى أهل مكة الكرام ... أتوجه إليكم مباشرة برجاء حار ساعدونا في حل هذا الإشكال، فالأخت الباحثة لم تجزم أن الكتاب للإسكندراني، وإنما قالت: لعله.
وإن كنت أعيب عليها أنها ذكرت الكتاب ضمن مصادرها ومراجعها المخطوطة، على الرغم من أنها لم تحل عليه مرة واحدة، وهذا مخالف لأسس البحث العلمي، فقد يغفل الباحث ذكر كتاب اعتمد عليه في فهرس المصادر والمراجع، ولكنه أبداً لا يذكر كتاباً ضمن مصادره ومراجعه، وهو لم يعتمد عليه.
وحال هذا الكتاب كحال كتاب شرح غاية ابن مهران للأندرابي الذي سبق لي أن سألت عنه، ولا مجيب.(/)
معارك التحريرات - 3
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[10 Jun 2010, 06:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
معركة الغنة في الراء واللام للأزرق (سنة: 1283هـ):
ذكر ابن الجزري الغنة في إدغام النون الساكنة والتنوين في اللام والراء لجميع القراء غير شعبة والأخوين، وأطلق ذلك في جميع مؤلفاته ولم يستثن الأزرق، قال في النشر (2/ 24): "قلت: وقد وردت الغنة مع اللام والراء عن كل من القراء وصحت من طريق كتابنا نصاً وأداء عن أهل الحجاز والشام والبصرة وحفص. وقرأت بها من رواية قالون وابن كثير وهشام وعيسى بن وردان وروح وغيرهم".
وقال في التقريب (131): "وذهب كثير من أهل الأداء إلى الإدغام فيهما مع تبقية الغنة ورووه عن أكثر القراء كنافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وعاصم وأبي جعفر ويعقوب وغيرهم وهو رواية النهرواني عن نافع وأبي جعفر ويعقوب وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر، وقد صحت عندنا من طرق كتابنا عن أهل الحجاز والشام والبصرة وحفص، وقرأت بها من رواية قالون وابن كثير وهشام وابن وردان وروح وغيرهم".
وقال في الطيبة (البيت: 275):
وادغم بلا غنة في لام ورا وهي لغير صحبة أيضا ترى
وأطبق على ذلك شراح الطيبة؛ قال ابن الناظم (شرح الطيبة لابن الناظم: 114): "قوله: "وهي لغير صحبة" أي: والغنة عند اللام والراء تجوز لغير صحبة، يعني: أنها وردت عن نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وأبي جعفر ويعقوب وحفص". ومثله في شرح الطيبة للنويري: (3/ 28).
واتفق على ذلك المحررون المتأخرون كالمنصوري، ت. 1134هـ، (انظر: شرح مختصر قواعد التحرير: 5، والمطلوب: 8) وحتى من بعد الأزميري فقد كانوا يأخذون بها كإبراهيم العبيدي (كان حيا سنة: 1237هـ)، الذي لم يمنعها مطلقا، كما يقول (التحريرات المنتخبة على متن الطيبة: اللوحة: 5أ): "ثم اعلم أن الغنة تمتنع مع الإدغام الكبير لأبي عمرو ويعقوب وعلى وجه المد المنفصل للإصبهاني وعلى قصره لحفص وعلى توسط البدل للأزرق وعلى تفخيم الراء المضمومة له".
وحتى المتولي (ت. 1313هـ) فقد صرح بأنه قرأ بها على جميع شيوخه كما يأتي، أما أول من منعها مطلقا فهو الأزميري (ت. 1155هـ)، كما يقول مثلا (عمدة العرفان: 16 – 17): "قوله تعالى: وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم إلى آخر الآية: فيه للأزرق بحسب التركيب ثمانية أوجه يصح منها خمسة، ويختص ترقيق اللام في ظلمتم بوجه الفتح في موسى والترقيق في خير، وقد عرفتك أنه ليس له الغنة في خير لكم".
ثم تأثر به المتولي فمنعها، وصار يتهم المنصوري بالضعف في معرفة الأسانيد، كما يقول في رسالته "الشهاب الثاقب للغاسق الواقب" (نقلا عن: الإمام المتولي وجهوده في علم القراءات: 91): "فالحاصل أن الغنة من طريق الأزرق ممتنعة، لا نعلم لها أثرا، ولا ندري لها خبرا، إلا ما وقع فيه المنصوري ومن تابعه من الضعفاء من من قصرت همته عن معرفة الطرق، وإن كنا قرأنا بها متبعين لهم فقد رجعنا عنها تأسيا بالنصوص النشرية وما وافقها من التفحيصات الإزميرية ". ويقول (نقلا عن: الإمام المتولي وجهوده في علم القراءات: 343 - 344): " اعلم أخي – وفقني الله وإياك لمرضاته – أني قرأت القرآن العظيم كله بالغنة في النون الساكنة والتنوين عند ملاقاتها اللام والراء لورش من طريق الأزرق عند قصر البدل ومده دون توسطه، وعند توسط شيء دون مده، وعند ترقيق الراء المضمومة دون تفخيمها اعتمادا على ما وقع في كلام بعضهم واشتهر ... وقد تتبعت كلام النشر في أحكام النون الساكنة والتنوين فلم أجدها وردت عن الأزرق في طريق من الطرق التي قدمها في بحث الطرق" "وقد كان ذلك في سنة: 1283هـ".
مع أن المتولي ليس له سند إلى الأزميري، بل يتصل سنده بالعبيدي والمنصوري (انظر سند المتولي في: الإمام المتولي وجهوده في علم القراءات: 107 - 111).
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن يبدو أن منع الأزميري لهذا الوجه لم يشتهر كثيرا في عصره وبعده؛ إذ لم يأخذ به المقرئون ولم يثر أي نقاش، وبعد قرن وثلث أحياه المتولي ودافع عنه، فأثار بذلك هذه المعركة التي كان طرفها الثاني قراء القاهرة وطنطا الذين كانوا يدافعون عن هذا الوجه الذي تلقوه عن شيوخهم ونص عليه ابن الجزري وجميع شراح كتبه ولم يمنعه أحد قبل الأزميري، ثم حسمت المعركة في ما يبدو لصالح منع هذا الوجه بعد سيطرة مذهب المتولي على جميع نواحي الشرق الإسلامي، حتى صار تحرير هذه المسألة منسوبا إلى المتولي لا إلى الأزميري، كما يقول الشيخ محمد تميم الزعبي (طيبة النشر ط. الزعبي: 50هـ): "لأن الأزرق ليس له الغنة في اللام والراء، كما حققه العلامة المتولي"، مع أن الأزميري هو أول من حرر هذا الوجه.
يقول الدكتور إبراهيم الدوسري عن هذه المعركة (الإمام المتولي وجهوده في علم القراءات: 199):"وهذا الكتاب [الشهاب الثاقب للغاسق الواقب للمتولي] عبارة عن مجموعة رسائل تولدت بعد تأليف "البرهان الأصدق والصراط المحقق في منع الغنة للأزرق" الآنف الذكر؛ وذلك أن المتولي لما ألف البرهان الأصدق وافقه أعيان القراء بالقاهرة وارتضوا ما اشتمل عليه وانتهى إليه مؤلفه من التحقيق، إلا أن بعضهم خالفه ذاهبا إلى القول بجواز الغنة، فألف المتولي الرسالة الأولى للرد عليه وعلى من عول عليهم، وعلى رأسهم المنصوري والميهي، ثم قرئت هذه الرسالة على أكابر القراء بالقاهرة ومنهم المخالف بمحضر من شيخ الأزهر مصطفى العروسي، فأجمع قراء القاهرة على ما حرره المتولي ولم يشذ منهم أحد بذلك. ولما سمع قراء طنطا بما قرره المتولي أعظموا القيل والقال؛ لأنه خلاف ما درجوا عليه، وبعثوا رسالة ضمنوها محاولة تصحيح ما درجوا عليه، فرفع المتولي القضية إلى شيخ الأزهر، فأمر بأن يرسل إليهم المتولي نسخة من الرسالة التي رد فيها على المخالف من أهل القاهرة بادئ الأمر؛ ليجمع القراء الأحمديين فيكتبوا عليها بالإجازة أو يردوا بوجه صحيح، وكان ذلك في السنة الثانية (1284 هـ - 1867م). وبعد سنتين جاء الجواب منهم، فأثبته المتولي في هذا المجموع، ثم أردفه بالرد عليه وبيان الحق بمنع خلط الطرق وتلفيقها ومنع قراءة القرآن بالاحتمالات والاجتهادات من غير نص وثيق يجب المصير إليه والتعويل عليه".
المراجع:
- الإمام المتولي وجهوده في علم القراءات - تأليف: د. إبراهيم بن سعيد بن حمد الدوسري – مكتبة الرشد – الرياض – ط 1 – 1420 هـ 1999م.
- التحارير المنتخبة على متن الطيبة – تأليف: إبراهيم العبيدي – محفوظ بمكتبة الأزهر – برقم: (1111 خصوصي 32836 عمومي، قراءات).
- تقريب النشر في القراءات العشر: ابن الجزري (شمس الدين محمد بن محمد بن محمد) - تحقيق: إبراهيم عطوة عوض – دار الحديث – القاهرة – 1425 هـ / 2004 م.
- شرح طيبة النشر في القراءات العشر – تأليف: ابن الناظم (شهاب الدين أبي بكر أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن الجزري) - تحقيق: أنس مهرة – منشورات محمد علي بيضون / دار الكتب العلمية – بيروت – ط 1 – 1418هـ / 1997م.
- شرح طيبة النشر في القراءات العشر – تأليف: النويري (أبي القاسم محب الدين محمد بن محمد بن محمد المالكي) - تحقيق: جمال الدين محمد شرف – دار الصحابة للتراث بطنطا – طنطا – ط1 – 1425 هـ 2004م.
- شرح مختصر قواعد التحرير لطيبة النشر – تأليف: محمد بن جابر المصري – تصحيح: عبد الفتاح القاضي – المكتبة الأزهرية للتراث – القاهرة.
- طيبة النشر في القراءات العشر – تأليف: ابن الجزري (شمس الدين محمد بن محمد بن محمد) - تحقيق: محمد تميم الزعبي – مكتبة دار الهدى – جدة – ط 1 – 1414هـ / 1994م.
- عمدة العرفان في تحرير أوجه القرآن - تأليف: الأزميري (مصطفى بن عبد الرحمن) – تحقيق: محمد محمد جابر، و/ عبد العزيز الزيات – مكتبة الجندي – القاهرة.
- المطلوب في الكلمات المختلف فيها عن أبي يعقوب – تأليف: الضباع (علي محمد) – مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر.
- النشر في القراءات العشر – تأليف: ابن الجزري (شمس الدين محمد بن محمد بن محمد) - تحقيق: علي محمد الضباع – دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع – بيروت.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[12 Jun 2010, 01:43 ص]ـ
ما شاء الله شيخنا على هذه النفحات المباركات والتي نستخرج منها الفوائد والعبر كما في الجملة الأخيرة وهي:
ثم أردفه بالرد عليه وبيان الحق بمنع خلط الطرق وتلفيقها ومنع قراءة القرآن بالاحتمالات والاجتهادات من غير نص وثيق يجب المصير إليه والتعويل عليه".
ها هو العلامة المتولّي الملقّب بابن الجزريّ الصغير إمام الفنّ في وقته بلا منازع، يؤصّل قاعدة عند النزاع وهو الاعتماد على النصّ الوثيق المعتبر عند الخلاف وعدم الالتفات إلى الاحتمالات والاجتهادات التي أساسها الرأي المحض المؤدّي إلى الشكّ والظنّ وبالتالي مجانبة الصواب.
فاعتبروا يا أولي الأبصار ويا تلاميذ المتولّي في الإسناد.
وهذا نموذخ لأحد أعلام مصر بلا منازع في اعتمادهم على النصوص بالدرجة الأولى، فقد سبقوا غيرهم في ذلك، ولكن للأسف يُلام من اتّبع هذا السبيل القويم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[12 Jun 2010, 11:32 ص]ـ
السلام عليكم
يا شيخ محمد الكل يعتمد علي النصوص، ولكن لا يعتمدون عليها اعتمادا كليا، ولا تجد قارئا إلا وخرج في موضع من أجل الشهرة أو الاستفاضة. ولقد أوردت لك قديما نصوصا عن المتولي والأزميري وهم يقولون في بعض المسائل بـ (الاحتمال).
أما في مسألتنا هذه: في حقيقة الأمر أنا أُقرئ بالغنة للأزرق التي قرأ بها الأجيال منذ عهد ابن الجزري إلي يومنا هذا وهو ما أخذ به المنصوري والطباخ والإبياري، واذكر مقالة للخليجي قال عند هذه المسألة: ولا عبرة بمن منعه. والشيخ عبد الحميد السكندري وغيرهم.
وأنا عندي المخطوطة التي رد فيها العلامة المتولي علي المشايخ، ولا أراها كافية في منع وجه مشهور كهذا، فقد جزم به ابن الجزري في نشره وطيبته إلا أن هناك إشكالا فقط في تقريب النشر في عبارة ساقها العلامة ابن الجزري، يسهل الرد عليها.
فليس كل أمر يحتاج فيه لنص.والله أعلم
والسلام عليكم(/)
عن المصاحف المخطوطة
ـ[رشا الدغيثر]ــــــــ[11 Jun 2010, 02:43 م]ـ
كيف أحصل على المصاحف المخطوطة لتكون مرجعا لي في أبحاثي المتعلقة بالرسم والقراءات؟
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[11 Jun 2010, 06:49 م]ـ
أختي الكريمة في هذا الملتقى المبارك توجد بعض المصاحف الخطية القديمة منها:
- مصحف المشهد الحسيني في القاهرة وضعه الأخ الكريم أيمن صالح شعبان، واعمل أنا في اطروحة الدكتوراه على هذا المصحف الشريف منذ قرابة السنتين.
- وصورت أنا مصحف طوب قابي سرايي في تركيا ووضعته على هذا الملتقى أيضا قبل سنة تقريبا.
- وتوجد مصورة من مصحف بنقط أبي الاسود الدؤلي ايضا على هذا الملتقى المبارك صورها الأخ أيمن.
وسيصدر قريبا عن دار الغوثاني للدراسات القرآنية في دمشق كتاب لي بالاشتراك مع استاذنا الدكتور غانم قدوري الحمد عنوانه (ظواهر كتابية في مصاحف مخطوطة دراسة ومعجم) يحتوي على قوائم لأربعة مصاحف خطية وهي: (مصحف طشقند، ومصحف جامع عمرو، ولوحات من مصاحف صنعاء، ومصورة أبي الأسود) يمكن الاستفادة منه في هذا الجانب.(/)
نظم في الوقف على (كلا) و (بلى) - علي بن محمد النحاس
ـ[عائشة علي]ــــــــ[11 Jun 2010, 09:32 م]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ للهِ، وبعدُ:
فهذا نَظْمٌ في الوَقْفِ عَلى (كَلاَّ)، و (بَلَى)، وبعض من أسماء الإشارةِ، وحُروفِ الشَّرطِ، و (نَعَمْ) في القرآنِ العظيمِ، للشَّيخ عليِّ بن محمَّد توفيق النَّحَّاس، وجدتُّهُ -قديمًا- في صَفْحَتَيْنِ مُصوَّرَتَيْنِ -تصويرًا غيرَ واضحٍ-، في أحدِ المواقعِ، ولَمْ أجِدْهُ مكتوبًا؛ فرأيتُ أنْ أنقلَهُ مِنَ المُصَوَّرةِ المذكورةِ. وأرجو مِمَّن وَجَدَ خطأً أن يُنبِّهَني إليه.
يقولُ النَّاظِمُ [من الطَّويل]:
بَدَأْتُ بِحَمْدِ اللهِ ذِي الْخَلْقِ والأَمْرِ ... وأَسْأَلُهُ الإِخْلاصَ في السِّرِّ والْجَهْرِ
وأَزْكَى صَلاةٍ للنَّبِيِّ وآلِهِ ... وعِدَّتُها دَوْمًا تَجِلُّ عَنِ الْحَصْرِ
وبَعْدُ فَذَا نَظْمِي لِ (كَلاَّ) ووَقْفِهَا ... وأَتْرَابِهَا تَجْلُو الْمَسَائِلَ في يُسْرِ
فَقِفْ عِندَ (كَلاَّ) في أَوَاخِرِ مَرْيَمٍ ... وفي الْمُؤْمِنُونَ الوَقْفَ والشُّعَرَا (1) فَادْرِ
وفي سَبَإٍ ثُمَّ الْمَعَارِجِ وَقْفُها ... وفي الثَّانِ (2) بالتَّطْفِيفِ (3) والْهَمْزِ (4) والفَجْرِ
ومُدَّثِرٍ قَبْلَ الأخِيرِ كأَوَّلٍ ... وفي عَبَسَ الأُولَى وصِلْ سَائِرَ الذِّكْرِ
ووَقْفُ (بَلَى) كَافٍ سِوَى مُقْسَمٍ بِهِ ... ومِن قَبْلِ (قَدْ جَاءَتْكَ) في سُورَةِ الزُّمْرِ (5)
ومِن قَبْلِ (لَكِنْ) بِالْخِلافِ ثَلاثَةٌ ... و (قَالُوا بَلَى) في الْمُلْكِ والوَصْلُ ذُو قَدْرِ
وإِنْ تَمَّ مَعْنًى في (كَذَلِكَ) قِفْ بِهِ ... و (ذَلِكَ) أوْ (هَذَا) بِمَعْنًى بِهَا يَسْرِي
ومِن قَبْلِ (لَوْ) أَوْ (إِنْ) إذَا تَمَّ قِفْ بِهِ ... فَحَذْفُ جَوَابِ الشَّرْطِ بَعْدَهُما يَجْرِي
و (قَالُوا نَعَمْ) وَقْفٌ بِأَوَّلِ مَوْضِعٍ ... بالاَعْرَافِ (6) والبَاقِي فَوَصْلٌ لِذِي حِجْرِ
فإِن طَابَ قَوْلِي كَانَ فَضْلاً ومِنَّةً ... مِنَ اللَّهِ ذِي الفَضْلِ العَظِيمِ مَدَى الدَّهْرِ
وإنْ كَانَتِ الأُخْرَى فأَجْرٌ يَحُفُّنِي ... فَسَلِّمْ لإِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ مِنَ الأَجْرِ (7)
ـــــــــ
(1) علَى القَصْرِ؛ لضرورةِ الشِّعْرِ.
(2) الياءُ مُثبَتةٌ في المصوَّرةِ، ولا يستقيمُ الوَزْنُ إلاَّ بحَذْفِها.
(3) يعني: سورة المطفِّفين.
(4) يعني: سورة الهُمَزة.
(5) بتسكينِ الميمِ؛ لأجلِ الوَزْنِ.
(6) بنقلِ حَركةِ الهمزةِ إلى السَّاكنِ قبلها، مع حذفِ الهمزةِ، وبه يقرأُ ورشٌ عن نافعٍ -رحمهما الله-.
(7) وهذا كقولِ الشَّاطبيِّ -رحمه الله- في «حرزِ الأماني»:
وسَلِّمْ لإحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ إصَابَةٌ ... والاُخْرَى اجْتِهَادٌ رامَ صَوْبًا فأَمْحَلا
والله تعالَى أعلمُ.
وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ، وعلى آلِه، وسلَّم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Jun 2010, 06:01 ص]ـ
بارك الله فيك وأحسن إليك، والدكتور علي توفيق النحاس من مشايخ الإقراء المتميزين، وهو طبيب عمل في نَجران سنوات طويلة وفقه الله قبل أن يرجع لمصر، وله منظومات عديدة في القراءات ومسائلها.
ـ[عائشة علي]ــــــــ[12 Jun 2010, 02:47 م]ـ
شَكَرَ اللهُ لكم، وبارك فيكم.
ـ[أحمد النبوي]ــــــــ[13 Jun 2010, 03:12 م]ـ
بارك الله فيك وأحسن إليك، والدكتور علي توفيق النحاس من مشايخ الإقراء المتميزين، وهو طبيب عمل في نَجران سنوات طويلة وفقه الله قبل أن يرجع لمصر، وله منظومات عديدة في القراءات ومسائلها.
السلام عليكم ورحمة الله
أحسن الله إليكم، والشيخ طبيب صيدلاني بارع، لازال يمارس الصيدلة.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[13 Jun 2010, 05:26 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
وللدكتور - أيضًا - كتاب "الرسالة الغراء في الأوجه المقدمة في الأداء"، وفيه منظومتان.
الثانية منهما (منظومة البيان المحقق فيما خالف فيه الأصبهاني الأورق) هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=55742
وأسألكم الدعاء
ـ[الوافي الحر]ــــــــ[28 Jun 2010, 11:06 م]ـ
جزاك الله خيراً ...
ـ[سالم عامر الشهري]ــــــــ[04 Jul 2010, 11:54 ص]ـ
شكر الله لكم ونفع بكم
وما رأيكم في هذه الملاحظة للشيخ: سعد الحصين
(((ومن المحدثات: التزام الوقوف على حرف الاستثناء (إلا) ولو كان الاستثناء منقطعًا، والتزام الوقوف على حرف النفي (كلا) ولو كان في بداية آية أخرى فيصل الآيتين لهذا الغرض في مثل قول الله تعالى: {وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ * كَلَّا} [المعارج: 14].)))
وهي وغيرها على هذا الرابط:
http://www.saad-alhusayen.com/articles/243(/)
مشروع كتابة مصحف الإمام .. تطبيقًا أوّليًّا على جزء عمّ ..
ـ[يحيى أيوب محمد]ــــــــ[12 Jun 2010, 02:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ...
فهذا بحثٌ في محاسن كتابة مصحف الإمام ومبرّراته لشيخنا المحقق الدكتور أحمد بن أحمد شرشال،
ونتمنى من أهل التخصص في هذا الشأن إبداء آرائهم وملاحظاتهم حول البحث ليستفيد منها الشيخ في مشروعه العظيم ...
تحميل المشروع نظريًّا من هذا الرابط
http://www. (http://www.4shared.com/file/189599781/1fa7fa66/___.htm)4shared.com/file/189599781/1fa7fa66/___.htm (http://www.4shared.com/file/189599781/1fa7fa66/___.htm)
وتحميل المشروع تطبيقًا أوَّليًّا -جزء عمّ- (وفيه بعض الأخطاء) من هذا الرابط
http://www.4shared.com/document/PBHaetOS/_____.html (http://www.4shared.com/document/PBHaetOS/_____.html)
وجزاكم الله خيرا ...
أخوكم(/)
المستدرك على السلاسل الذهبية (الأخيرة)
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[12 Jun 2010, 11:37 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه، وبعد:
فلقد درست للدكتور أيمن رشدي سويد حفظه الله كتاب " السلاسل الذهبية بالأسانيد النشرية " طريقا طريقا، كلمة كلمة، وقارنت بينه وبين الأصل كتاب النشر مطبوعا ومخطوطا، قارنت بينه وبين الطرق المنشورة في أسانيد ابن الجزري إجمالا، وتلك المفصلة في أحرف اختلف فيها الطرق عن الرواة فأضحى لديّ كتاب عدلت عن تسميته بالمستدرك على السلاسل الذهبية إلى: [تيسير طرق النشر من الأصول على الرواة] ويسّر لي هذا العمل الكبير احتفاظي بملاحظاتي منذ 1409 هـ على طرق النشر وأمهاته.
وأعلن اليوم ـ وأنا بصدد البحث عن دار للطباعة ـ أن كتاب السلاسل الذهبية قد وفّر لي كثيرا من الوقت والجهد، ولولاه لتأخر كتابي هذا بضع سنوات، ولهو أول دراسة جادة تستحق الشكر والتقدير من المتخصصين ومن طلبة العلم على السواء وقد بدأت بنفسي فشكرته بعزوي إليه جهده وتحريره وتحقيقه فلم أسرق منه نقيرا ولا قطميرا ولا فتيلا ولم أنسب لنفسي ما سبقني إليه حفظه الله كما لم أنسب إلى الدكتور أيمن ماسبقه إليه المحقق ابن الجزري رحمه الله من التحرير والتحقيق كما لم أنسب إلى المحقق ابن الجزري ما سبقه إليه من قبله من مصنفي طرق الرواة كابن مجاهد وابني غلبون والشاطبي وابن سوار وغيرهم ممن أضافوا إلى السماع النص في كتبهم ومثال ذلك أني نسبت إلى ابن مجاهد (ت 324 هـ) في سبعته طريقه لأبي الحارث عن الكسائي، واعتبرت ست طرق أخذت عنه رواة عنه تلقوا طريقه فقرأوا بها ودونوها في مصنفاهم، والإنصاف يقتضي نسبتها إلى ابن مجاهد صاحب التدوين الأول ولو عثرنا عمن دوّنها من قبل وأخذ عنه ابن مجاهد لاعتبرناه صاحب الطريق، وهكذا لم أعتبر طرقا مستقلة كلا من:
1. أبي الطيب (ت 389 هـ) في الإرشاد إذ أخذها عن ثلاثة من تلامذة ابن مجاهد.
2. طاهر (ت 399) هـ في التذكرة إذ أخذها عن أبيه
3. ابن سفيان (ت 415 هـ) في الهادي إذ أخذها عن عبد المنعم
4. المهدوي (ت بعد 430 هـ) في الهداية إذ أخذها عن ابن سفيان عن عبد المنعم
5. مكي (ت 437 هـ) في التبصرة إذ أخذها عن عبد المنعم
6. ـ الهذلي (ت 465 هـ) في الكامل إذ هو من الطبقة الرابعة ـ كالمهدوي ـ من تلامذة ابن مجاهد.
بل اعتبرتهم امتدادا لطريق ابن مجاهد المذكورة المرقمة في السلاسل الذهبية برقم (823) وألغيت من العدّ ست طرق عنه.
هكذا كانت منهجية ابن الجزري في نشره طرقه التي بلغت الألف وتبعه الدكتور أيمن فاستدركت على المنهجية أي على الكتابين لا استدراكا على ابن الجزري ولا على الدكتور أيمن سويد، بل أنا أذل في نفسي وأقل شأنا وعلما وأدبا من التفكير في ذلك.
ولأنا كذلك أجرأ الناس بمتابعة البحث العلمي ما حييت بل ما استطعت إذ هو المقدس الوحيد مما أستطيعه، أعوذ بالله أن أكون ممن بلغه علم فلم يوظفه أو تلقى رواية فنسبها إلى المتأخر قصورا منه عن تتبع مصدرها الأول، ذلكم السلوك أو استنساخ التراث هو الذي هوى بأمة عظيمة في هوة سحيقة من الانحطاط منذ ألف سنة بل تزيد قرنين أو أكثر ولا حول ولا قوة إلا بالله المستعان ولا يزال استنساخ التراث بدل تدبره والاستفادة منه وتوظيفه يزيد الأمة خبالا بما يشغلها عن تدبر الكتاب المنزل.
وكان أكثر ما استدركت على الشيخ الدكتور أيمن تقليده نشر الطرق في النشر حذو القذة بالقذة، وأسجّل له تحقيقاته الكثيرة الجيدة إذ طرقت مواضع ظلت بكرا لم توطأ من قبل بل لم تجد من يبحث في ثناياها أهي بالتحديث أم بالقراءة أم بالتحديث في بعض سلسلتها وبالقراءة في سائرها، وأسجّل له جرأته باستدراكاته على ابن الجزري إذ ألزمه في بعض الأحيان طرقا أعرض عنها ابن الجزري فلم ينشرها في نشره، وليته نسبها إلى المصنف الأول من طرق الرواة، وإنما طرق ابن الجزري في النشر قليلة جدا لا تكاد تبلغ عشر طرق.
ولقد تحدث إليّ الدكتور أيمن رشدي سويد حفظه الله في يومي هذا قبيل منتصف النهار بالتوقيت العالمي وكان معه صديقي العزيز شيخ القراء بالسنغال محمد الحسن بوصو وقال لي الدكتور أيمن ما مقتضاه أنه لا يمانع في اعتماد ما ثبت من استدراكاتي على السلاسل الذهبية وشكرت له في نفسي تواضعه ولا يتأتى من مثله من الأعلام غير ذلك وإنما رفع الله قدر شيخنا الدكتور أيمن بالقرآن وخدمته وهيهات هيهات لما يمليه الشيطان من الكبر أن يجتمع مع خدمة القرآن والتفرغ لتصحيح أدائه وفرز طرقه ليأمن الذين يتلونه العثار.
وها أنا ذا أشكر له تواضعه علنا أن لم يضق ذرعا بالباحثين المتوسطين أمثالي ولم يتأول النقد والاستدراك من المتأخر طعنا ونيلا من شخصه، أعوذ بالله أن أكون الجاهلين فأنال من الأئمة الأعلام أو أستهزئ بالمؤمنين.
ولعلي قد شرحت آنفا كيف اختصرت ألف طريق في النشر وفي السلاسل الذهبية إلى أقل من مائتي طريق تحقيقا في النشر هي الطرق المقروء بها أي هي التي تضمنتها طيبة النشر.
وأتمنى على من يهمه الأمر من المتخصصين إكرامي بنقد وتمحيص كتابي هذا الذي سأخرجه إن شاء الله في الأسابيع القلية الآتية ولتستفيد منه بعد ذلك الجامعات والمعاهد العلمية المتخصصة والباحثون في علم القراءات.
وليكون كتابي هذا " تيسير طرق النشر من أمهاته إلى الرواة " تمهيدا وتوطئة لبحث عريض انشغلت به منذ عشر سنوات لإعادة الأمة على الأداء بالمصاحف العثمانية أي إلى خمس أو ست روايات بدل الروايات العشرين أو أكثر ولعل الله يصلح آخر الأمة بما صلح به أولها.
وأدعو خيار الأمة إلى المشاركة في هذا المشروع الكبير، والله المستعان.
طالب العلم
الحسن محمد ماديك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجكني]ــــــــ[13 Jun 2010, 12:28 ص]ـ
أخي الكريم الحسن بن ماديك حفظك الله ورعاك:
أرى - وآمل أن أكون مخطئاً - انحرافاً في منهجية البحث عندك، فتوافقك مع صاحب السلاسل في المنهجية أرجو أن لا يكون على حساب النقد العلمي الذي ابتدأت به!
أخي الكريم:
لقد تابعت كل الحلقات المضيئات التي قمت بكتابتها بكل تأن وتروٍّ، فاتفقت معك في بعضها، واختلفت في بعضها، شأني مع الكتاب الأصل الذي أنت بصدد نقده.
وإني إذ " أشمّ " رائحة نهاية نقدك لكتاب السلاسل، فاسمح لي بتسجيل هذا الرأي خروجاً من ذمة ومذمة المجاملة في العلم والنقد:
1 - توافقت أنت وكتاب " السلاسل " على محاولة بناء شخصية علمية لكليكما يكون أساسها هو " الإمام ابن الجزري رحمه الله، فمؤلف " السلاسل " يُلزمه " وأنت " تنتقده " والمحصلة من عمليكما هي: تغيير " منهج ابن الجزري الذي ارتضاه لكتابه، سواء في تسميته للطرق، أو في اعتباره لتعداد تلك الطرق.
2 - كتاب " السلاسل " وإن كان من أحدث الكتب التي تعرضت للنشر فهو في حقيقة الأمر - بعد دراسته بتمعن وحياد - كتاب ذو شقين:
الأول: المتن، وهو كله لابن الجزري، وهذا لا تعليق عليه.
الثاني: الحواشي: وهي تعبر عن رأي كاتبها وفهمه للنشر، وهذا هو محل اختلاف الرأي معك ومع مؤلفه، ومع أن كثيراً منها هو وصف لما في النشر إلا أن في النتائج التي بنيت عليه محلا للكلام والنقاش.
ولا يدخل في هذا ما كتبه مؤلفه عن " أسانيده الخاصة "، بل الكلام عن طرق النشر وصنيع ابن الجزري لا غير.
3 - لم ألاحظ أنك سلطت " نقدك " على كلام مؤلف " السلاسل " الذي هو مذكور في الحواشي، بل أراك بنيت نقدك على كلام ابن الجزري، وهذا عندي فيه ما فيه.
ولك كل تحية وتقدير.
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[13 Jun 2010, 02:14 ص]ـ
الأخ العزيز السالم الجكني
السلام عليكم
سررت كثيرا بنقدك إياي وأني قد انحرفت عما بدأته من البحث العلمي لكتاب السلاسل الذهبية.
ولا اعتراض لي على هذا الاتهام وأرجو أن يكون صائبا وأن أكون مخطئا وكذلك رجائي في كل مرة أختلف مع غيري من الباحثين ولأنا افرح بأن يكون مخالفي على الصواب من فرحي بصوابي لو أصبت.
وأما ما بين السطور من كلامي في الحلقة الأخيرة فهو إحالتي البحث أو إخراجه من وسوسة الشيطان والنفس الأمارة بالسوء إلى حيث يجب أن يكون البحث مجردا لا يراد به ولا منه إلا العلم.
ولو أنك صبرت حتى يخرج كتابي المعد اليوم للطبع " تيسير طرق النشر من الأصول إلى الرواة " لكان لك رأي آخر والله أعلم.
ولن أنكر استفادتي من كتاب السلاسل الذهبية كما لن أكتم استدراكاتي عليه ولا على النشر ولا عليك حين يظهر تحقيقك لكتاب النشر.
أتمنى على الله أن لا يجعلني ممن يظلم الناس قدرهم فيستنقصهم ليبني لنفسه مجدا على أنقاض صرح هدمه بحق أو بغير حق.
ولقد طلبت منك في رسالة خاصة ـ حين ابتدأت نشر المستدرك ـ أن تهدي إليّ مواطن الخطإ والخطل فأستفيد منها وأعتبر هذا الرد أو الاتهام لي جزءا من تلك الهدية الثمينة.
فجزاك الله خيرا بأحسن الجزاء.
أما اتهامك للدكتور أيمن فذلك شأنكما معشر الدكاترة ولعل من الإنصاف من غيرالدكتور أن لا يتدخل بين الدكاترة.
أخوك
طالب العلم
الحسن آل ماديك
ـ[السراج]ــــــــ[13 Jun 2010, 07:24 ص]ـ
شكر الله لك أخونا العزيز الأستاذ الحسن ماديك على استدراكاتك الجميلة ..
وفاجأتنا كثيراً بالتوافق مع الشيخ أيمن سويد، فسبحان مقلب القلوب ..
والذي أراه أن نتمسك بمنهجية الإمام الكبير الحافظ ابن الجزري رحمه الله تعالى، فهي منهجية ما أتت من عبث وفراغ، بل هي محكمة أتم إحكام، ومدروسة بعمق في جميع الزوايا، ومحررة أشد تحرير بعد جهد وعناء، ولا يمنع أن نعيد التفكر والنظر، ونبدع أسهل الطرق وأبينها للوصول إلى المقصود ..
ولله در الإمام الحافظ ابن الجزري فكم أتعب من خلفه!!
وفق الله أخواننا الأحبة والمهتمين بعلم القراءات والجميع لما يحبه جلَّ وعلا ويرضاه ..
ـ[الجكني]ــــــــ[13 Jun 2010, 10:21 ص]ـ
أخي الكريم الحسن بن ماديك حفظك الله ورعاك:
القضية ليست قضية " دكاترة " وغير " دكاترة " ألبتة!
وليست قضية السالم والشيخين الحسن وأيمن!
القضية قضية " ابن الجزري وكتابه النشر "!!
(يُتْبَعُ)
(/)
عشنا معك حلقات صرحت فيها بنفسك أنها قد ستكون في بضع عشرة حلقة؛ وذكرت فيها فوائد علمية لا ينقص قدرها إلا من ابتلي بإحدى خصلتين أو بهما معاً والعياذ بالله تعالى وهما: الجهل والحسد!!
ثم وفجأة تأتي وتقول لنا: الحلقة الأخيرة!!
ثم ماذا:
اتصال بينك وبين صاحب " السلاسل "!!
ثم ماذا:
تغيير عنوان موضوعك وإرجاعه إلى مؤلف لك!!
أخي الكريم:
القراء ليسوا " مغفلين " أو " ساذجين " لهذه الدرجة!! يلعب بهم ظاهراً وباطناً، فوق الكواليس وخلفها؟؟؟
مهما تكن العلاقة بينكما فهي من خصوصيتكما ولا دخل لأحد أي كان بها، لكن ليست على حساب بحث علمي تقطعه في نفس الطريق وبحجج لا تقال إلا للأطفال!!
أما موضوع رسالتك على الخاص فلم أجبك عليها لأنك لم ترسل لي شيئاً أنتقده، بل ما كتبته أنت هنا قد تولى كثير من الفضلاء بيان النقد عليه وتناقشت أنت معهم فيه وتوصلت معهم فيه إلى نتيجة هي أن لكل باحث رأيه!! وهذا مبثوث في ثنايا ردودك وردودهم.
أما خلاصة رأيي المتواضع في هذا الموضوع كله فهو:
1 - ابن الجزري بنى كتابه على " منهجية " معينة " وعاش (35) سنة بعد تأليفه للنشر: يقرأ ويقرئ ويجيز به ولم يغير فيه حرفاً، ولم يستدرك على نفسه فيه كلمة، ولم يزد فيه طريقاً واحدة، ولم يعد النظر في تسمية طريق واحدة ولم ولم ولم .... الخ
2 - لم يجرؤ أي أحد من كبار الأئمة؛ لا الأزميري ولا المتولي على التصريح بأنه " يلزم ابن الجزري بشيئ " متعلق بكتابه، ثم رأينا هذا الباب يفتح الآن، وتريدنا " التصفيق " له!!!!
2 - صح عن ابن الجزري أنه قال بعد ربع قرن من كتابته للنشر: إنه لم يعتمد " كل الصحيح " ولو مدّ الله له في العمر فسيؤلف كتاباً في ذلك، وعاش بعد هذا الكلام عشر سنين ولم يفعل، وسبحان من بيده كل الأمور.
3 - أخذ علماء القراءات كتاب النشر بما فيه، ولم يبنوا منهجاً مخالفاً لمنهجه، بل قصارى ما فعله المتأخرون - ويعلم الله لا أقصدك ولا صاحب السلاسل- منهم هو محاولة " التحذلق " و " التفيهق " فآلت نتيجتهم إلى أنهم خرجوا عن النشر، بمعنى: خرجوا من " اختيار ابن الجزري ومنهجه " إلى اختيارهم الخاص بهم وبمنهجهم ".
وأخيراً أخي الكريم:
إذا كان ماستقدمه لأهل القراءات في كتابك القادم هو بنفس المنهجية والطريقة التي قرأناها هنا فقد كفاك الشيخ المتولي رحمه الله مؤونة ذلك، وراجع كتبه المتعلقة بالنشر فستجد أنك هو هو.
في خاتمة تسطيري الحروف في هذا الموضوع أقول:
لقد ذكر أخي " السراج " كلاماً قيّماً " يستحق عليه الثناء والتنويه، وأن على الباحثين أن يتبعوا ابن الجزري في منهجيته؛ على الأقل في ما يخص بالنشر، أما في تآليفهم الخاصة فلكل محب أن يغني على ليلاه.
والحب لله وفي الله لأخي الكريم الحسن بن ماديك.
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[13 Jun 2010, 12:07 م]ـ
شيخي وأستاذي الدكتور السَّالم الجكني - وفقه الله - لفت نظري في كلامك هذه العبارة، ولعلها سبق قلم:
أما خلاصة رأيي المتواضع في هذا الموضوع كله فهو:
1 - ابن الجزري بنى كتابه على " منهجية " معينة " وعاش (35) سنة بعد تأليفه للنشر: يقرأ ويقرئ ويجيز به ولم يغير فيه حرفاً، ولم يستدرك على نفسه فيه كلمة، ولم يزد فيه طريقاً واحدة، ولم يعد النظر في تسمية طريق واحدة ولم ولم ولم .... الخ
فقد وقفتُ أثناء بحثي الذي أخبرتك عنه سابقاً (الرِّحلة الجزرية إلى البلاد اليمنية) على استدراك أحد مقرئ اليمن من تلامذة الإمام ابن الجزري -رحمه الله - على شيخه في كتابه النشر، فأمر به الإمام ابن الجزري - رحمه الله - واستحسنه.
وهذا المقرئ هو: عبد العليم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن أبي بكر الخزرجي الأنصاري اليماني.
جاء في ترجمته عند السخاوي في الضوء اللامع لأهل القرن التاسع (4/ 241) ما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
وتلا للسبع إفراداً وجمعاً على الموفق علي بن محمد والشهاب أحمد بن محمد الشرعيين، وللعشر على ابن الجزري، ونبَّهَهَ على إغفال لفظة (دُرِّي) في سورة النور، حيث قال في النشر: إنَّ خلفاً لم يخرج عن قراءة حمزة والكسائي وأبي بكر إلا في موضعين وهما: (وحرام على قرية أهلكناها)، والثاني: السكت بين السورتين على ما ذكر أبو العز القلانسي، فاستدرك صاحب الترجمة لفظة (دُرِّي) فإنَّ خلفاً خالف في الثلاثة المذكورين ووقف عليه المؤلِّف فأمر به واستحسنه. ا. هـ.
فهذه فائدة أحببتُ ذكرها هنا لمناسبة قولك - وفقك الله -.
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[13 Jun 2010, 12:55 م]ـ
أخي الغالي الدكتور السالم بن محمد محمود الجكني
سلمك الله من الآفات وجزاك خيرا وجنة وحريرا ووقاك السموم والماء الحميم.
أتمنى أن تتفهم أني ـ والله أعلم ـ قد رميت من مكان سحيق بنصيب الشيطان وهو حب الظهور والعظمة والتعالي على من سبقني بهجرة وبعلم قبل أن نحتاج إلى النظر إلى العمر وما له من حرمة يعلمها عوام الأمة.
هكذا تبينت أن متابعة تلك الحلقات تعني كثيرا من استعراض العضلات ولقد نصحني أبي الدكتور محمد بن محمد أحيد رحمه الله أكثر من مرة مخاطبا إياي: إن الظهور نقمة والخمول نعمة، ومن أكثر الحركة أرغم على التوقف.
وهكذا عدلت إلى تسمية الأشياء بمسمياتها إذ لم يأت الدكتور أيمن إلا بطرق قليلة جدا ألزم بها ابن الجزري ناقشتها نقاشا علميا والصواب عند الله.
وكذلك فعلت مع الطرق التي جاء بها ابن الجزري تلقى القراءة بها أداء غير منصوص في شيء من أمهات النشر ولعلها لا تبلغ أربعة عشر طريقا ناقشتها كذلك
وبقي سائر طرق النشر التي قاربت الألف وهي التي أسندها ابن الجزري إلى أمهات كتابه وأقرأ بها من بين سيل من الروايات تلقاها أي هو من انتقاها وأثبتها في النشر، وما كان من الدكتور أيمن رشدي سويد غير تقليده فيها واستنساخها بأسلوب عصري يعين القراء على استيعابها وكان منه بعض الملاحظات على بعضها ملاحظات علمية في مجملها ناقشتها في مواضعها واحدة تلو الأخرى فمن ذلك الفقرة التالية من كتابي تيسير طرق النشر من أصوله إلى الرواة:
"/ ابن مهران في الغاية ـ عن شيخيه زيد بن عليّ وابن الدورقي كلاهما ـ ابن فرح ـ دوري أبي عمرو (س 360) (ميتة) قال في السلاسل (ص 306) تعليقا: "سمّى ابن الجزري في النشر (الفقرة 547) هذه الطريق طريق ابن الدورقي وحقها أن تسمى طريق ابن مهران لثبوت قراءة ابن مهران على زيد بن أبي بلال مباشرة وعلى ابن الدورقي كلاهما عن ابن فرح انظر تفصيل ذلك في جدول أسانيد الغاية لابن مهران والله أعلم " اهـ بلفظه
قلت: وعبارة ابن مهران في أسانيد الغاية كالتالي " قرأت على أبي الصقر محمد بن جعفر بن محمد المقرئ المعروف بابن الدورقي القرآن من أوله إلى آخره ببغداد وعلى أبي القاسم زيد بن عليّ بالكوفة قال قرأنا على أبي جعفر أحمد بن فرح المقرئ المفسّر قال وقرأت على أبي عمر حفص بن عمر الدوري ... " اهـ ولا مزيد على هذا التحرير لأن زيد بن عليّ بن أبي بلال أبا القاسم العجلي الكوفي هو المرقم في غاية النهاية برقم (1308) قد قرأ على ابن فرح وقرأ عليه ابن مهران.وأما ابن الدورقي فهو المرقم في غاية النهاية برقم (2899) قرأ على ابن فرح وروى القراءة عنه عرضا ابن مهران وأثنى عليه.
والصواب ـ والله أعلم ـ ما اقترحه شيخنا الفاضل الدكتور أيمن رشدي سويد حفظه الله لتسمية الطريق بطريق ابن مهران إذ جعل من أدائه نصا منصوصا، ومن حق الدكتور أيمن رشدي سويد إضافة ابن الدورقي مع زيد بن عليّ لتلقى ابن مهران عن كل منهما ولتلقيهما عن ابن فرح، ومن حق ابن الجزري إضافة زيد ابن أبي بلال مع أبي الصقر ابن الدورقي لتلقي ابن مهران عن كل منهما وتلقيهما عن ابن فرح " اهـ محل الاستشهاد.
أخي العزيز السالم الجكني
مرة أخرى أتمنى عليك أن تصبر بضعة أسابيع لن تبلغ الشهر إن شاء الله ليظهر كتابي " تيسير طرق النشرمن أصوله لى الرواة " ولتحكم بعد الإحاطة، وما يدريك لعله يرضيك ويرضي غيرك فإن لم يرضكم فقد رضيت به إذ اجتهدت ولم آل ولم أدّع موافقة الصواب ومرحبا وأهلا وسهلا بالنقد والاستدراك وتبيان مواطن التقصير والخطإ ذلك النقد سيقربني من صاحبه أكثر مما تصور.
أما بخصوص علاقتي بالشيخ أيمن رشدي سويد فإنما هي نظرة طالب علم متوسط بنجم من نجوم أئمة القراءات كمحمد تميم الزعبي والمرصفي والدكتور السالم الجكني وغيرهم من الأعلام قد أخالف كلا منهم لكن أظل على حبه ووده والاستغفار له كما هو سلوكي مع الأئمة المتقدمين كابن الجزري والشاطبي والداني وابن مجاهد رحمهم الله تعالى.
ولم أعلم بشيء مما تشيرإليه من اتفاق ضمني أو غيره والله على ما أقول شهيد وهو أكبر شهادة.
وأشكر له استعداده لمراجعة كتابه السلاسل الذهبية كلما ثبت ـ بالدليل ـ استدراك عليه من استدراكاتي ولا شك أنه كذلك مع استدراكات غيري، هذا الاستعداد منه جعلني أنظر إليه بوقار أكثر إذ هو ما ينقص الأمة المبتلاة بشيء من العظمة والعجب يمنع الباحثين من تقبل المراجعات.
ولم أتخل عن موطن واحد من استدراكاتي التي ستفاجئك وتفاجئ الدكتور أيمن مثلك وتفاجئ كثيرا من المتخصصين.
قررت أن أترك نشر ذلك في الحلقات عبرالشبكة لما يثقلني تتبع الردود قبل إكمال البحث كما اقترحت أنت ـ حفظك الله ـ في موقعك.
فأعنّي بدعواتك الصادقة أن يحفظ جهودي المتواضعة من الشيطان ومن العجب وحب الظهور والحسد ...
طالب العلم
الحسن بن ماديك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[13 Jun 2010, 01:03 م]ـ
أخي الكريم أبا إسحاق الحضرمي حفظمك الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا شلت يمينك ولا فض فوك ويسّر الله لك من المال والعافية ما يمتّعك به للتفرغ لطلب العلم.
علم الله أني كنت أجهل هذه المعلومة المغمورة التي نشرتها مشكورا ولك عليّ منّة ونعمة بما علّمتني ما جهلت فتلك يد لك عندي، ولقد نسختها وحين أتمكن من المصدر سأثبتها في بحوث تحتاجها.
فجزاك الله خيرا
ـ[الجكني]ــــــــ[13 Jun 2010, 01:27 م]ـ
أخي العزيز " أبو إسحاق الحضرمي " حفظك الله ورعاك:
جزاك الله كل خير على هذه المعلومة عن ابن الجزري وكتابه النشر.
وأقول:
هذه المعلومة وقفت عليها قبل أكثر من (13سنة) وقد دونتها في الدراسة المتواضعة المسمّاة ب " منهج ابن الجزري في كتابه النشر "، وهذا لا يقدح في جهدكم والاعتراف بفضلكم.
أما أخي الحبيب والعزيز: الحسن بن ماديك حفظه الله، فأقول له:
سر على بركة الله، والله يوفقك ويعينك، ويسهل لك الصعاب.
ولا تعليق لي على مداخلتك الأخيرة غير أن اعتقادي هو أن " شيخنا المرصفي رحمه الله ورضي عنه " ليس من حقه أن يكتب معه تلاميذه، ولو كتبوا فلا يقدّمون عليه، ولو كتبوا لما كان لكاتب هذه الحروف أن يذكر معهم، فالشيخ ومكانته عندي أعلى من أن يكتب بين تلميذين من تلاميذه!
والله من وراء القصد.
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[16 Jun 2010, 07:34 م]ـ
أخي الكريم أبا إسحاق الحضرمي حفظمك الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا شلت يمينك ولا فض فوك ويسّر الله لك من المال والعافية ما يمتّعك به للتفرغ لطلب العلم.
علم الله أني كنت أجهل هذه المعلومة المغمورة التي نشرتها مشكورا ولك عليّ منّة ونعمة بما علّمتني ما جهلت فتلك يد لك عندي، ولقد نسختها وحين أتمكن من المصدر سأثبتها في بحوث تحتاجها.
فجزاك الله خيرا
وعليكم السَّلام ورحمة الله وبركاته
فشكر الله لك دعواتك الطيبة لأخيكم المسلم، وما كنتُ لأتدخل بينك وبين شيخي الدكتور السَّالم الجكني - وفقه الله - ولكن أحببتُ أن أضيف هذه المعلومة، من باب: ومن عَلِم حجة على مَنْ لم يعلم.
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[16 Jun 2010, 07:37 م]ـ
أخي العزيز " أبو إسحاق الحضرمي " حفظك الله ورعاك:
جزاك الله كل خير على هذه المعلومة عن ابن الجزري وكتابه النشر.
وأقول:
هذه المعلومة وقفت عليها قبل أكثر من (13سنة) وقد دونتها في الدراسة المتواضعة المسمّاة ب " منهج ابن الجزري في كتابه النشر "، وهذا لا يقدح في جهدكم والاعتراف بفضلكم.
شيخي الكريم: ما أنا إلا ثمرة من ثمراتكم، وأحد تلاميذكم الذين استفادوا منكم الذين استفادوا على مقاعد الدراسة، وما زلنا منكم نستفيد، فأسأل الله تعالى أن يجزيك عنِّي خير ما جزى شيخاً عن تلميذه، وبارك ربي في جهودكم
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[17 Jun 2010, 12:41 ص]ـ
الأخ أبو إسحاق الحضرمي
قلت مخاطبا أستاذك الجكني:
فقد وقفتُ أثناء بحثي الذي أخبرتك عنه سابقاً (الرِّحلة الجزرية إلى البلاد اليمنية) على استدراك أحد مقرئ اليمن من تلامذة الإمام ابن الجزري -رحمه الله - على شيخه في كتابه النشر، فأمر به الإمام ابن الجزري - رحمه الله - واستحسنه.
وهذا المقرئ هو: عبد العليم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن أبي بكر الخزرجي الأنصاري اليماني.
جاء في ترجمته عند السخاوي في الضوء اللامع لأهل القرن التاسع (4/ 241) ما يلي:
وتلا للسبع إفراداً وجمعاً على الموفق علي بن محمد والشهاب أحمد بن محمد الشرعيين، وللعشر على ابن الجزري، ونبَّهَهَ على إغفال لفظة (دُرِّي) في سورة النور، حيث قال في النشر: إنَّ خلفاً لم يخرج عن قراءة حمزة والكسائي وأبي بكر إلا في موضعين وهما: (وحرام على قرية أهلكناها)، والثاني: السكت بين السورتين على ما ذكر أبو العز القلانسي، فاستدرك صاحب الترجمة لفظة (دُرِّي) فإنَّ خلفاً خالف في الثلاثة المذكورين ووقف عليه المؤلِّف فأمر به واستحسنه. ا. هـ.
فهذه فائدة أحببتُ ذكرها هنا لمناسبة قولك - وفقك الله - " اهـ.
وشكرتك على المعلومة التي أجهلها وهي استدراك عبد العليم الخزرجي النصاري اليماني على ابن الجزري مخالفة خلف في اختياره الكوفيين في قراءته (درّيّ) في النور وأن ابن الجزري وقف عليه وأمر به واستحسنه.
وكان ما جهلت هو ما ذكره القصة التي ذكرها السخاوي في الضوء اللامع لأهل القرن التاسع (4/ 241)، لا الحرفان في الأنبياء والنور الظاهران في الطيبة في الفرش إذ حفظتها سنة 1409هـ.
وكنت حجة عليّ إذ لم أعلم بتلك القصة، أما الآن فقد فاجأني وجود ما ستدركه عبد العليم اليماني على ابن الجزري من إغفال حرف النور في مخطوط النشر رقم التصنيف 211.3 /ن. ج الرقم العام 788 المنشورة من طرف جامعة الملك سعود. رقم الصفحة (آخر الوجه الثاني من الصفحة 52) قال ابن الجزري في متن النشر في ذكر وفاة خلف البزار ما نصه: " قلت تتبعت اختياره فلم أره يخرج عن قراءة الكوفيين في حرف واحد بل ولا عن حمزة والكسائي وأبي بكر إلا في حرف واحد وهو قوله تعالى في الأنبياء وحرام على قرية قرأها كحفص والجماعة بغير (سقط من الضباع: غير) ألف ودري في النور (سقط من الضباع: ودرّيّ في النور) وروى عنه أبو العز القلانسي في إرشاده السكت بين السورتين فخالف الكوفيين " اهـ من المخطوطة وما بين القوسين هو من زيادتي لأني قارنت بينها وبين نسخة الضباع المطبوعة، تمهيدا لنشر مجموع مخطوطات النشر في كتاب واحد.
أخوك
طالب العلم
الحسن بن ماديك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجكني]ــــــــ[17 Jun 2010, 12:56 ص]ـ
أخي الكريم " الحسن بن ماديك حفظه الله:
السقط الموجود في نسخة الشيخ الضباع رحمه الله، موجود أيضاً في سبع نسخ خطية أخرى.
لكنه ولله الحمد موجود في صلب المتن من نسخة خطية قوية من النشر، وهي النسخة التي اعتمدتها " أصلاً " في تحقيق النشر، وهي النسخ التي قرئت على ابن الجزري في خمسين (50) مجلساً تجاه الكعبة المشرفة، ومسجل عليها كل تلك المجالس.
مع التحية والتقدير.
ـ[ايت عمران]ــــــــ[17 Jun 2010, 01:30 م]ـ
[ QUOTE= الجكني;105986] لكنه ولله الحمد موجود في صلب المتن من نسخة خطية قوية من النشر، وهي النسخة التي اعتمدتها " أصلاً " في تحقيق النشر، وهي النسخ التي قرئت على ابن الجزري في خمسين (50) مجلساً تجاه الكعبة المشرفة، ومسجل عليها كل تلك المجالس. QUOTE]
شكر الله لكم هذه المعلومات القيمة، وأرجو من الشيخ السالم ـ سلمه الله ـ أن يذكر السنة التي قرئت فيها هذه النسخة على ابن الجزري ـ رحمه الله ـ إن أمكن.
لأنها إذا كانت سنة 828هـ تكون هي السنة التي حج فيها قادما من رحلته إلى اليمن، وهي آخر سنة رآى فيها الكعبة شرفها الله، وعليه يحتمل أن يكون قام بتصحيح ما نبهه عليه تلميذه عبد العليم اليمني، ويقوي هذا الاحتمال سقوط تلك الزيادة من نسخ كثيرة وفق ما تفضلتم به أعلاه.
وإذا كانت قبل ذلك كان لا بد من إعادة النظر فيما قاله العلامة السخاوي رحمه الله، ومعلوم أن ابن الجزري ـ رحمه الله ـ حج أول حجة سنة 768هـ ثم حج سنة 823هـ ثم حج سنة 828هـ وهي الأخيرة له.
دمتم موفقين.(/)
في النفس شيء
ـ[الجكني]ــــــــ[13 Jun 2010, 10:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بدأت في الآونة الأخيرة الاهتمامات بكتاب " النشر " للإمام ابن الجزري رحمه الله، وهو أهل لهذا الاهتمام.
لكن:
انصب اهتمام كثير من الباحثين قديماً وحديثاً على ما سموه " تحرير طرقه "، وكأن " طرقه " تحتاج إلى تحرير!!
لكن مرة أخرى:
لم أر من اهتم " بتحقيق " بعض المسائل العلمية؛ وهي كثيرة فيه، كتصحيح اسم، أو تحقيق تاريخ وفاة أو ميلاد، أو تدليس من تدليس الشيوخ في الأسماء، إلى غير ذلك.
ومن المسائل التي استوقفتني في هذا الباب مسألة:
طريق الزبيري عن روح عن يعقوب:
حيث ذكرها الإمام هكذا:
" طريق الزبيري عن روح من طريق غلام ابن شنبوذ من طريقين؛ من غاية أبي العلاء: قرأ بها على أبي (علي) الحسن ..... على ابن شنبوذ.
ومن طريق ابن حبشان من الكامل قرأ بها الهذلي على أبي نصر ..... على ابن حبشان.
ثم قال الإمام:
وقرأ ابن حبشان وغلام ابن شنبوذ على الفقيه أبي عبد الله الزبير بن أحمد الزبيري:
وقرأ الزبيري على روح بن عبد المؤمن على يعقوب. اهـ
قال العبد الضعيف:
1 - سقطت كلمة (علي) شيخ أبي العلاء من المطبوع، ولذا كتبتها باللون الأحمر.
2 - الطريق الأولى من غاية أبي العلاء هي كما ذكرها الإمام هنا (غاية الإختصار: 1/ 118).
3 - الطريق الثانية من الكامل تخالف ماذكره الإمام هنا، حيث فيه: الزبيري على ابن وهب على روح. (الكامل:262)
ووجدت نفس الطريق، أعني طريق " الكامل ": الخبازي عن ابن خشنام على الزبيري على ابن وهب على روح " في كتاب " جامع القراءات الكبير " للإمام أبي بكر الروذباري رحمه الله (ق 62/أ)، بينما اكتفى صاحب " كتاب " السلاسل الذهبية " بتوثيق كلام ابن الجزري في النشر من غايته وغاية أبي العلاء والكامل، وكان حقه أن يذكر ما في جامع الروذباري ليؤكد على صحة ما عند الهذلي!
النقاش في هذه المسألة:
ابن الجزري رحمه الله صرح في عدة مواضع من " غاية النهاية " بقراءة الزبيري على روح مباشرة، مع ذكره الخلاف في روح: هل هو ابن عبدالمؤمن أم ابن قرة أم هما واحد!؟؟
وهذه المسألة شائكة عندي؛ أعني قراءة الزبيري على روح مباشرة مع أن الإمام أبا الكرم رحمه الله قال:
" قال الزبيري: وقرأت على روح بن عبد المؤمن وأخبرني أنه قرأ على يعقوب ".اهـ (المصباح: 1/ 388) طبعة عثمان غزال مع الأسف.
ومع هذا لم يذكر له طريقاً عنه، بل ذكر له طريقاً عن رويس فقط.
رجعنا إلى ترجمة كل من: روح، والزبيري، فوجدت التالي:
1 - روح توفي سنة (234).
2 - الزبيري توفي سنة (317هـ) كما قال الذهبي في معرفة القراء الكبار (2/ 523)، وقال في السير: مات سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وذكرته في موضع آخر أنه مات بالبصرة في صفر سنة عشرين وثلاثمائة وصلى عليه ولده أبو عاصم اهـ (15/ 58) والسبكي في الطبقات (3/ 296) قال: توفي سنة 317هـ.اهـ
ومحل الاشكال هو:
ما بين سنة وفاة روح ووفاة الزبيري (83سنة):
1 - هل عاش الزبيري هذا العمر كله فضلاً عن أكثر منه؟
لا أدري، لم أجد من ذكر سنة ولاته، لكن الشك عندي لايزال قائماً في ذلك بدليل أنهم لم يشيروا إلى ذلك، بل اكتفوا ببيان مكانته الفقهية عند الشافعية.
2 - ماذكره بعض محققي كتب القراءات من أن وفاة الزبيري هي سنة (بضع وثلاثمائة) قول قاصر نتج عن عدم التحقيق في المسألة، فواضح من كلام الذهبي أنه سقطت عندهم كلمة (عشر)، والله أعلم.
ختاماً:
هذه مسألة أحببت المفاكهة والمذاكرة فيها مع المختصين والمهتمين بكتاب النشر، ليبحثوا مثل هذه الأمور والمسائل، ويدعوا عنهم محاولة بيان " الخلل " في " منهجية ابن الجزري " في كتابه، وهو أمر دونه خرط القتاد.
والله من وراء القصد.
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[14 Jun 2010, 01:43 ص]ـ
الأخ الجكني
بعد التحية والتقدير
اطلعت الآن على هذه المفاكهة والمناظرة اللطيفة جدا وكنت أستعد للنوم كما هي عادتي في العاشرة ليلا ولأتمكن من الاستيقاظ مبكرا.
وكانت هذه الطريق قد استوقفتني من قبل وناقشتها وفي النشر وفي السلاسل.
ولكن ألا يدل كلامك هذا جملة وتفصيلا على حاجة النشر هذه الموسوعة الكبيرة إلى تحرير طرق كما حاولت أنت مع هذه الطريق الواحدة، ولا يخفى أن ما جاز على المثل جاز على مماثله فإن جوزت حاجة هذه الطريق إلى تحقيق كما فعلت مطمئنا إلى حسن عملك فلا تعضل غيرك عن الإتيان بمثل ما جئت به ولا عن محاولة ذلك إن كانوا قاصرين، ولن يسلم لك ولا لغيرك اعتبار النشر بحذافيره كتابا منزلا لا يأتيه الخطأ والنسيان والسهو والقصور من بين يديه ولا من خلفه كما هو شأن جهد البشر، ورحم الله العبد الصالح الشاطبي إذ قال:
وسلّم لإحدى الحسنيين إصابة ـ والاخرى اجتهاد رام صوبا فأمحلا
وإن كان خرق فادركه بفضلة ـ من الحلم وليصلحه من جاد مقولا اهـ
ولم يقل فليتركه فهو مقدس لا يأتيه السهو والخطأ والنسيان والقصور أبدا ولتبتعدوا يا أهل القرآن أهل القراءات عن محاولة ذلك.
أقول: ستأتيك ـ حين أفرغ غدا إن شاء الله ـ بضاعتي المزجاة في هذه المسألة وأعيذك بالله أن تحاول الحجر علينا فلا تدعنا نرى إلا ما تراه لنا ولا نعلم إلا ما علمته لنا
أخوك
طالب العلم
الحسن آل ماديك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجكني]ــــــــ[14 Jun 2010, 05:29 ص]ـ
صباحك صباح الخير والمسرات أخي الحسن بن ماديك.
أستاذي:
كاتب هذه الحروف لم يحجر عليك ولا على غيرك، ومعاذ الله من ذلك، ولو أنصفتني لأتيت لي بكلمة واحدة حجرت فيها عليك وعلى غيرك.
المسألة أنك ترى أن " طرق النشر تحتاج إلى تحرير، وغيرك يخالفك ويرى غير رأيك، فغنَّ على ليلاك ودعني أغني على " هندي " و" ليلاي".
أما المفاكهة المطروحة فهي من باب: التنبيه على جانب من جوانب مهمة في النشر لم أر التطرق لها كما ينبغي، فالطريق ثابتة عند ابن الجزري سواء أبيت أنا أم رضيت، كيف وهو نفسه يقول في ترجمة الزبيري:" وإلا فقراءته على روح بن عبد المؤمن ثابتة " اهـ (غاية النهاية:1/ 293)، وهذا يخالف ما يقوم به بعض الباحثين حيث إنهم " يغالطون " ابن الجزري في " مسلّماته "!
أما مسألة " تقديس" النشر وأنه منزّل، وقولك:
ولن يسلم لك ولا لغيرك اعتبار النشر بحذافيره كتابا منزلا لا يأتيه الخطأ والنسيان والسهو والقصور من بين يديه ولا من خلفه
فهذه أغلوطة من أغلوطات البحث والمناظرة، ولازمها الكفر والعياذ بالله، فلايضيع في الرد عليها الوقت والجهد.
ولك كل تحية وتقدير.
ـ[الجكني]ــــــــ[14 Jun 2010, 05:47 ص]ـ
كنت سألت شيخي الأستاذ الدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري حفظه الله ورعاه عن هذه القضية، وهو حفظه الله خبير ب" المصباح وطرقه " فأجابني حفظه الله وأطال عمره بالصحة والعافية بقوله:
اطلعت على نسخة المصباح التي حققتها فوجدت فعلا أن الزبيري نص نصا صريحا أنه قرأ على روح، ونصه: (قال الزبيري وقرأت أيضا على أبي أيوب سليمان بن عبد الله الذهبي ختمات كثيرة وعلى روح بن عبد المؤمن، وأخبراني أنهما قرآ على يعقوب).
وأما السن ففضيلتكم يعلم أن شيخنا الزيات توفي في المائة وكان يقرئ قبيل وفاته، والذي يظهر لي أن روحا أخذ عن ابن وهب وروح معا.
اهـ
فجزاه الله عني وعن طلاب العلم كل خير، وأدامه للعلم وطلابه.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[14 Jun 2010, 12:50 م]ـ
بارك الله فيكم يا شيخنا الدكتور الجكني.
ويبدو أن طريق روح عن يعقوب قد نال حظًّا من الاهتمام أيضًا عندما تناولنا مسألة الخلاف في رفع وجر لفظ الجلالة في سورة إبراهيم، وذلك من كتاب الغاية لابن مهران، على هذا الرابط:
http://qiraatt.com/vb/showthread.php?t=260(/)
مصحف القراءات العشر على الأوجه الراجحة، لمشرف الحمراني
ـ[معاذ صفوت محمود]ــــــــ[14 Jun 2010, 12:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فقد ظهر في سوق الكتب القرآنية مؤخراً مصحف القراءات العشر على الأوجه الراجحة المعتبرة، اعتنى به مشرف الحمراني، وقد اقتنيته وأنا فرحٌ مسرور بجودة طباعته وفخامة تصميمه، وخدمته الطباعية الفاخرة؛ ولكني بعد نظر وتأمل في بعض المواضع منه وجدت للرجل فِكراً خاصًّا تلقاه من الشيخ النحَّاس، وهو شيخه، ومداره على اعتماد الأوجه الواردة في التيسير والتحبير، وإهمال ما زادته الشاطبية على التيسير، وقد وجدت فيه على عجالة سريعة في المراجعة أوجهًا ملغاةً كثيرة، تجدونها مفصلة في الملحق الذي ألحق بآخر المصحف على شكل أصول للقراء العشرة ورواتهم.
وقد تزامن ذلك مع بحث محكم نشرته مجلة معهد الإمام الشاطبي العلمية، في العدد الثامن، بعنوان/ "مازاده الإمام الشاطبي في حرز الأماني على التيسير للإمام الداني بين القراءة والمنع" للدكتور سامي عبد الشكور، فإذا البحث يدعم ما يُعرف من أن الشاطبي رض1 يؤخذ بما زاده على التيسير، مما نص عليه السادة الشراح المحررون، كالسخاوي وأبي شامة وغيرهما رحم الله الجميع.
فأود من السادة العلماء ذوي الاهتمام بالتحرير والتنقيح إبداء الرأي في هذا الكتاب (أعني كتاب مشرف الحمراني)، ليتسنى لطلبة العلم أخذ الموقف الصحيح منه، والله الموفق لكل خير.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[24 Jun 2010, 12:07 ص]ـ
ألف الدكتور علي محمد توفيق النحاس ـ حفظه الله ـ كتاباً أسماه:
"الرسالة الغراء في الأوجه المقدمة في الأداء للعشرة القراء"، قال في مقدمته ص5: ((وأعني بالوجه المقدم في الأداء ذلك الوجه الذي قرأ به الداني، أو ابن الجزري على شيخه، في كل رواية مسندة من طريق الكتابين، ورُويتْ بوجه أو أكثر. فكان مدار الترجيح هو السند المتصل من صاحب الكتاب إلى الراوي عن الإمام القارئ)) ا. هـ.
وهو بهذا الاصطلاح يخالف اصطلاح القراء في (المقدم أداءً)، فإن معناه عندهم: أن يكون للقارئ أو الراوي أو الطريق أكثر من وجه صحيح في الكلمة، فيقدم أحدهما لمرجح ما.
وهذا التقديم لا يعني بحال إبطال الوجه الآخر كما فهمتُه من اصطلاح الشيخ النحاس.
قال المقرئ المحقق الشيخ إيهاب فكري ـ حفظه الله ـ في تقريب الشاطبية ص3: ((وقد سبق أن ألفتُ رسالة في إيضاح القواعد اللازمة لضبط التحريرات المذكورة على منظومة الشاطبية في كتيب أسميته: "التيسير فيما على الشاطبية من تحرير"، وذلك تنبيهاً على عدم الخوض في التحرير بدون أصول ثابتة، فإن عدم المنهجية في نقد المنظومة المباركة الشاطبية أدى لاضطراب كثير في التحريرات، وزادت أهمية الأمر عندي عندما اطلعتُ على بعض الكتب المؤلفة حديثاً في الأوجه المقدمة في الأداء، فخشيتُ أن يصل الأمر بصاحبها إلى إبطال وإلغاء منظومة الشاطبية، ولذلك أرسلتُ له نصيحةً عن طريق أحد الفضلاء، فردَّ النصيحة بقوله: (إننا لا نفهم ما يقول). فازدادتْ خشيتي أن الغرور قد يصل بصاحب هذا المنهج إلى إلغاء الشاطبية، وهذا هو ما حدث فعلاً، وسمعتُ من بعض الفضلاء نقلاً عن بعض تلامذة صاحب الأوجه المقدمة في الأداء ممن يتصدر للإقراء في القاهرة هذا العام 1425هـ، فقد بلغني أن بعض من يتصدر للإقراء يقصر الإقراء بالشاطبية على ما في التيسير ـ من باب ادعاء تحرير الطرق ـ فكانت النتيجة هي إلغاء الإقراء بهذه المنظومة المباركة التي قبلها المسلمون لقرون عديدة، وقرؤوها بها وأقرؤوا، ولكن هذا الإلغاء لن يصادف نجاحاً ـ إن شاء الله تعالى ـ لأنَّ الله ـ سبحانه ـ قد رزق هذه المنظومة المباركة القبول من الجميع، ووصف كثير من العلماء مؤلفها بأنه ولي من أولياء الله تعالى، فلن يكون لهذه النابتة التي نبتت في القاهرة القدرة على إلغاء هذه المنظومة المباركة، والله المستعان)) ا. هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ـ حفظه الله ـ في كتابه: "أجوبة القراء الفضلاء" ص97: وسألني قارئ فاضل من القاهرة عن الاصطلاح الشائع عند القراء، وهو قولهم: الوجه المقدم في الأداء، ما الضابط في ذلك؟ فأجاب بجواب مطول موضحا معنى هذا المصطلح، ثم قال: ((وهذه المسألة من التحسينات والتكميلات في هذا العلم الشريف، وهي من زيادة الضبط، ولا نمنع البحث فيها، والأخذ فيها برأي محدد ثابث، ولكن الذي نمنعه هو أن توضع قواعد غير دقيقة للمقدم في الأداء تؤدي إلى رد بعض اختيارات القراء، كما فعل بعض المتأخرين)) ا. هـ. ثم نقل بعض النصوص من كتاب الدكتور النحاس، ورد عليها.
وقد طبع كتاب الدكتور علي النحاس الطبعة الأولى 1412هـ/1991م، وقرظ الكتاب شيخه الشيخ عبد الرازق البكري ـ رحمه الله ـ ويظهر من كلامه موافقته للنحاس جملة وتفصيلا، يؤكد ذلك قوله: ((وقمتُ بوضع هذه المقدمة بعد أن محَّصنا هذا الكتاب تمحيصاً دقيقاً بعناية فائقة)).
ورأيتُ الطبعة الثالثة للكتاب 2007م، وفيها إضافة تقريظ للشيخ عبد الباسط هاشم، والشيخ محمد كريم راجح، وتلميذه الشيخ محمد فهد خاروف، والدكتور علي عطيف تلميذ الدكتور النحاس.
وظهر لي من التقاريظ أن المشايخ عدا الدكتور علي عطيف لم يقرؤوا الكتاب كاملاً، وإنما هو مجرد اطلاع عام، وتصفح سريع، كما ذكروا ذلك في تقاريظهم، أما الدكتور علي عطيف فذكر أن صحبته للكتاب امتدت لأكثر من عقد، وأثنى عليه ثناءً بالغا.
وقد طبع مصحف للقراءة العشر من طريقي الشاطبية والدرة، أعدَّه: مشرف الحمراني، وأشرف عليه الدكتور علي النحاس، وهو تطبيق لترجيحات الدكتور النحاس في كتابه الأوجه الراجحة على مصحف القراءات.
وقد عُرف الكلام على الأصل، وأنه مخالف لعمل جمهور القراء، فكل ما بُني عليه لا يُعتد به.
وأنصح من أراد مصحفاً للقراءات باقتناء مصاحف دار الصحابة التي أعدها فضيلة الشيخ المقرئ جمال الدين شرف ـ حفظه الله ـ وهي مصحف القراءات السبع من طريق الشاطبية، ومصحف القراءات العشر من طريقي الشاطبية والدرة، ومصحف القراءات العشر من طريق الطيبة، فهي ـ في نظري ـ أتقن مصاحف القراءات الموجودة حاليا، والشيخ جمال الدين شرف من علماء القراءات الفحول، ومن أعلم قراء العصر بالتحريرات ومذاهب العلماء فيها، بغض النظر عن مذهبه الخاص في تحقيق الكتب.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[28 Jun 2010, 01:14 م]ـ
ننتظر كلامًا آخر في الموضوع لأن الرَّدَّ السابق فيه تحامل شديد على كتاب "الرسالة الغراء" ومؤلفها، وهو - حفظه الله - لم يستقل بهذا العمل من أوله، ولم يستبد برأيه فيه إلى الآن.
وقول الأخ الشمراني:
ورأيتُ الطبعة الثالثة للكتاب 2007م، وفيها إضافة تقريظ للشيخ عبد الباسط هاشم، والشيخ محمد كريم راجح، وتلميذه الشيخ محمد فهد خاروف، والدكتور علي عطيف تلميذ الدكتور النحاس.
وظهر لي من التقاريظ أن المشايخ عدا الدكتور علي عطيف لم يقرؤوا الكتاب كاملاً، وإنما هو مجرد اطلاع عام، وتصفح سريع، كما ذكروا ذلك في تقاريظهم، أما الدكتور علي عطيف فذكر أن صحبته للكتاب امتدت لأكثر من عقد، وأثنى عليه ثناءً بالغا.
فيه ما فيه؛ فهب أنهم لم يقرؤوا الكتاب كاملا قراءة تصحيح ومراجعة، فهم على الأقل ارتضوا منهج الكتاب، والفكرة التي بُنِي عليها، إلى جانب مشاركة الشيخ عبد الرازق البكري - رحمه الله.
والكتاب ألحق به قصيدة تلخيصًا للرسالة، فليس الكتاب عفو الخاطر.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[28 Jun 2010, 06:38 م]ـ
أخي الكريم: الملتقى يتيح المشاركة للجميع، وليس حكراً على رأي دون آخر، فمن كان عنده فائدة في الموضوع، أو رد على ما ذكرتُه، فليتفضل مشكوراً.
وليعلم الجميع أن المقصود هو الفائدة العلمية، والمدارسة الفكرية، بطريقة مهذبة هادفة.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Jun 2010, 07:00 م]ـ
بارك الله فيكم جميعاً.
منذ صدرت رسالة الدكتور علي توفيق النحاس (الرسالة الغراء) عام 1412هـ حصلتُ على نسخة منها، وكنتُ أقرأ على أخي الدكتور حسين الحازمي تلميذ الدكتور علي النحاس برواية ابن كثير ونافع قبل أن أعرف الدكتور علي النحاس وكان حينها يعمل في نجران، وكان أخي حسين الحازمي يحضر معه نسخته من مصحف القراءات العشر وعليه تعليقات أخذها من الدكتور علي النحاس في حينها بعد أن طبع مصحف القراءات العشر مباشرة، وكنا قبلها نكتب كل رواية على هامش رواية حفص.
فلما قرأت الرسالة والقصيدة التي معها، وراجعتُ الكتابَ استغربت هذا المنهج، فعرضته على الشيخ حضرت نور حفظه الله وكنتُ أقرأ عليه برواية نافع، فاستغرب من ذلك أيضاً، وقال لي: وماذا نصنع بالشاطبية إذن؟ خذ الآن الشاطبية بما فيها يا بني فهي التي عرفناها وقرأنا بها، وهذه ستثبت الأيام قيمتها العلميَّة. ثم تتابعت السنون، ولم ألتفت لهذا الأمر من بعدُ، حتى قرأتُ هذا الكلام الآن.
فأرجو تَمحيص الموضوع حتى نستفيد منكم وفقكم الله وكتب أجركم، وأشكر أخي الشيخ ضيف الله الشمراني وأدعوه لبذل المزيد من التحقيق حول هذا الموضوع حتى نستفيد جميعاً، وأدعو الزملاء المتخصصين في القراءات للإدلاء بدلوهم في هذا الحوار.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[28 Jun 2010, 07:41 م]ـ
السلام عليكم
كتاب "الرسالة الغراء " غير معترف به عند الأكابر من شيوخ مصر، حتي الشيخ عبد الرزاق البكري مقرظ الكتاب لم يكن يقرئ به وكنتُ أحضر له مقرأة يوم الجمعة في مسجد " السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ "، والشيخ عبد الباسط هاشم أيضا كذلك مع أنهما قرظا لصاحب الكتاب. بل وللشيخ عبد الباسط تحريرات أخري من نظمه ـ حفظه الله ـ
ولقد جلست مع الشيخ النحاس في هذه المسألة منذ سنوات، وقال لي: أنا لم آت بشئ من عندي، وذكر لي ما قاله ابن الجزري في بعض المسائل معقبا الشاطبي ـ رحمه الله ـ.
قلت له: نعم هذه المسائل تعقب فيها ابن الجزري الشاطبي لخروجه عن الطريق .. فلم لم تذكر لي ما أيد ابن الجزري فيه الشاطبي مع أنه خرج عن طريقه ـ وذكرت له أمثلة ـ؟
فأجابني بقوله: لا أعرف
فأخذت أذكر له بأن أصحاب التحريرات أحيانا يخرجون عن الطريق لقوة الوجه وشهرته وكلمة " ضعف " شاهد علي ذلك.
وقال ابن الباذش في كتاب " الإقناع في القراءات السبع" تحت عنوان " باب ما خالف به الرواة أئمتهم " ويقصد بالرواة من قالون إلي دوري الكسائي، وبالأئمة من نافع إلي الكسائي.
ومع كل هذا إلا أن الشيخ تمسك بما هو عليه. نسأل الله الهداية للجميع
ولي بحث قمت بالرد علي كلامه لعلي أنقله عندما أجده ـ إن شاء الله ـ
والسلام عليكم
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[28 Jun 2010, 07:46 م]ـ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله_ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا. أما بعد ...
أخوتي في الله .. هذا البحث في الرد علي تحريرات د/النحاس بحسب ما كتبه الشيخ الشيمي في هذا الموقع وسوف أذكر كلام د/النحاس ثم أجيب عليه ـ إن شاء الله ـ مدعما قولي بأقوال الأئمة ـ رحمهم الله ـ وأسال الله أن يجعل عملي هذا خالصا لوجه الكريم بعيدا عن الرياء والسمعة وألا تكون علينا نقمة يوم القيامة. كما أسأله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه. وان يجبنا الباطل والزيغ عن طريق السلف الصالح .. آمين
إخواني في الله هذا بحث في الرد علي الأوجه المقدمة في الأداء للدكتور النحاس وإن كنت لم أقابله من قبل ولكني سمعت عنه خيرا ولكن أحيانا تخيم علي الشخص حالة من طغيان الفكرة علي رأسه قد توصله إلي مخالفة الناس، وكيف سيطرت فكرة الإقراء من كتاب التيسير علي د/ النحاس دون الشاطبية كما سنري، والغرض من البحث إعلام الناس بما عليه الناس ـ أي القراء ـ في القراءة والإقراء،والدليل علي مخالفة النحاس للقراء كما أخبره بذلك القراء.
قال الشيخ عبد القادر الشيمي فيما نقله عن د/النحاس: "ثم إنه اعترض عليه المعترضون فقال في محاضرة له: حينما ألفت كتابي (الرسالة الغراء في الأوجه الراجحة في الأداء). ونشر هذا الكتاب بين القراء، اعترض علي وعارضني بعض أهل العلم.
قالوا: لقد أخذت بوجه واحد من أوجه الخلاف التي ذكرت في الشاطبية والدرة، وقلت إنه هو الوجه الراجح، مع أن تحريرات العلماء تضمنت كل أوجه الخلاف، وقال بعضهم لقد خرجت على إجماع العلماء فراجع نفسك حتى لا تكون منفردا فيما حققته أو شاذا فيما كتبته، والشاذ لا حكم له حتى يتفق مع العامة من أهل الأداء.
ونبدأ في الرد على ذلك بذكر عدة نقاط:
(الأولى: قد قيل (لا تعرف الحق بالرجال، ولكن اعرف الحق تعرف أهله) وهو منسوب للأمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وهو يعني أن نجعل الحق نصب أعيننا ــــ فإذا عرفناه عرفنا أهله، وكل واحد من أهل العلم يؤخذ من علمه وقوله ويترك، ويرد عليه، إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم فهو الذي لا يرد له قول لأنه {لا ينطق عن الهوى. إن هو إلا وحي يوحى}. أما سائر البشر فمعرضون للسهو والخطأ، والصواب وعدمه. هذا هو المبدأ الأول الذي يجب أن نتفق عليه".)
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب:نقول له صدقت فكل يؤخذ منه ويرد إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم فهو الذي لا يرد له قول لأنه {لا ينطق عن الهوى. إن هو إلا وحي يوحى}. ولكن أن تخالف القراء وما عليه العمل في مصر فلا أظن أن تستقيم هذه القاعدة هذا مع ما سنوضحه بالأدلة، فالعبرة في القرآن بالتواتر والشهرة والاستفاضة، وليس التفرد والشذوذ عن الجماعة وكم من قارئ انفرد بوجه ـ فضلا عن قراءة ـ فلم يكتب لوجه القبول، ثم ماذا يضره لو أقرأ بالشاطبية وهو كتاب معتمد لسائر القراء كما سنوضحه بإذن الله.
قال د/ النحاس:"والنقطة الثانية أو المبدأ الثاني: أن الإمام الشاطبي رحمه الله قال في قصيدته:
وفي يسرها التيسير رمت اختصاره فأجنت بعون الله منه مؤملا
أي أن ما جاء في التيسير أراد الشاطبي أن يلخصه في قصيدته. ثم قال:
وألفا فها زادت بنشر فوائد فلفت حياء وجهها أن تفضلا
أي أن الشاطبية تتضمن أوجه التيسير التي حققها الإمام الداني في كتابه. كما أنها تتضمن أوجها زائدة عن التيسير."
الجواب: قال أبو شامة:" فتلك الألفاف نشرت فوائد زيادة على ما في كتاب التيسير من زيادة وجوه أو إشارة إلى تعليل وزيادة أحكام وغير ذلك مما يذكره في مواضعه ومن جملة ذلك جميع، باب مخارج الحروف،" والشاهد من كلام أبي شامة قوله" من زيادة وجوه" وهذه الأوجه الزائدة تلقاها الناس ـ المقصود بالناس أي القراء ـ بالقبول إلا القليل منها كما حررها أهل الفن، وهذا الكلام قاله النحاس ظنا منه أن الشاطبية اقتصرت علي التيسير فقط لقول الشاطبي:
وفي يسرها التيسير رمت اختصاره ** فأجنت بعون الله منه مؤملا"
وهذا ليس بصحيح حيث جعل القراء كتاب الشاطبي من الأصول التي يرجع إليها مثل التيسير والتذكرة وغيرها، والشاطبي قال بعد البيت السابق " وألفا فها زادت بنشر فوائد** فلفت حياء وجهها أن تفضلا" فأفاد أنه اختار زيادات علي ما في التيسير فعد بزياداته اختيارا للشاطبي.
والسؤال ما الدليل علي الأخذ باختيار الشاطبي؟؟
أقول: لو رجعنا إلي النشر نجده عند ذكر الكتب التي اعتمدها وقد قدم الشاطبية وجعل الشاطبية طريقا منفردا عن التيسير ثم ذكر بعده كتاب التيسير حيث قال ابن الجزري:"باب ذكر إسناد هذه العشر القراءات من هذه الطرق والروايات، وها أنا أقدم أولا كيف روايتي للكتب التي رويت منها هذه القراءات لنا ثم أتبع ذلك بالأداء المتصل بشرطه (ثم ذكر سنده في الشاطبية قائلا) أخبرني بها الشيخ الإمام العالم شيخ الإقراء أبو محمد عبد الرحمن ... ثم ذكر عدة شيوخ ثم ذكر كتاب التيسير قائلا:حدثني به شيخنا ا. شيخ الإقراء أبو المعالي محمد بن أحمد ... ثم ذكر عدة شيوخ.ثم ذكر بقية الكتب، وتبعه علي ذلك سار العلماء وانظر النويري والمنصوري والروض النضير وتحريات عامر عثمان والزيات وغيرهم كلهم علي العمل باختيار الشاطبي
فإن قال قائل:إن ما ذكرته لا يدل علي التفرقة بينهما وقصاري الأمر أنه زاد أوجها؟
الجواب: ذكرهم الشاطبية والتيسير ثم ذكرهم انفراد الشاطبية دون التيسير دليل علي المغايرة بين الكتابين لا المطابقة. والدليل علي ذلك:قال المتولي عند ذكره لإسناد قالون: فأما ابن بويان عن أبي نشيط عن قالون فمن التيسير والشاطبية وهداية المهدوي ......
ثم قال: وأما القزاز عن أبي نشيط فمن الشاطبية وتذكرة ..... ولم يذكر التيسير عند ذكره القزاز .. وهذا الطريق الزائد عما في التيسير عمل به العلماء وأقروه.
ثم ذكر سند ورش فقال: وأما النحاس عن الأزرق عن ورش فمن التيسير والشاطبية .... وهو في كل أسانيد القراء ذكر التيسير والشاطبية فدل ذلك أنهم كانوا يقرون اختيار الشاطبي، إن كان الأمر كذلك فمن أين أخذ الشاطبي اختياره؟؟ قال الإمام سلطان مزاحي (ت 1075هـ) في كتاب أجوبة المسائل العشرين:"فإن قلت:من أين يعلم أن مكيا وابن بليمة ليسا من طريق الشاطبية؟ قلت:لأن الشاطبي ينتهي سنده للداني لأنه أخذ القراءة عن أبي الحسن عن ابن هذيل عن أبي داود الأموتي عن الداني،وكل ما كان من طريق الداني سواء كان في (التيسير) أو (جامع البيان) أم (المفردات) فهو طريق له، وما خرج عن ذلك ليس من طريقه ... "صـ23
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم يقول الشيخ سلطان بعد إثباته أن طريقي مكي وابن بليمة ليسا من طريق الشاطبية:" ..... ومقتضي ما ذكرناه أن يسقط مما تقدم وما سنذكره بعض الوجوه من طريق الشاطبي،لكن الذي ذكرناه قرأنا به علي شيخنا ـ رحمه الله ـ"صـ 24
قال الجعبري في باب المد والقصر مثل (أمره إلي) ليعلم أن حروف صلة معتبرة في هذا الباب وكذا صلة الميم نحو "عليهم أأنذرتهم ـ ومنهم أميون "فيمد لكل علي مذهبه استصحابا بالأصل الإثبات،وقال في حروف قربت مخارجها:التفريع قالون بإدغام (يعذب) وقصر ومد مع ترك الصلة وبهما معها،أربعة عن طرق القصيد،وقال في باب الراءات (ربنا إننا سمعنا مناديا) فالقصر وعدمه وصلة الميم وإسكانها أربعة أوجه من طريق القصيد. "
وقوله " طريق القصيد. " واضح أنهم كانوا يعدُّون الشاطبية طريقا دون التيسير وسيأتي مزيد بيان.
ومما ذكر دل علي أن الشاطبي له اختيار في القراء،والأوجه التي تعقبها البعض كالوجه المتعقبة علي سائر الكتب من انفرادة راو أو مخالفته لطريقه مع عدم شهرة الطريق وهكذا.
قال د/النحاس:" سند الشاطبية هو سند التيسير فشراح الشاطبية مجموعون على أن سند الشاطبية هو سند التيسير. راجعوا في ذلك غيث النفع، وشرح الضباع والقاضي وغيرهم، قالوا إن الشاطبي قد أهمل ذكر سنده وطرق كتابه اعتمادا على أصله وهو التيسير، ثم ذكروا الطرق التي ذكرها صاحب التيسير في كتابه واعتمدها في روايته ـــ وهو السند الذي يصل من قراءة الداني على شيوخه إلى كل من الأئمة السبعة القراء."
الجواب: قد تبين مما سبق أن الشاطبي له اختيار وارجع إلي قول سلطان وما قاله عن طريق الشاطبي ـ أي اختياره ـ " وكل ما كان من طريق الداني سواء كان في (التيسير) أو (جامع البيان) أم (المفردات) فهو طريق له، وما خرج عن ذلك ليس من طريقه "
قال د/ النحاس:" ثم قالوا وما خرج عن طرق كتابه فهو على سبيل الحكاية وتتميم الفائدة."
الجواب:، وأقول: لا ينطبق هذا الكلام إلا علي الانفرادات وليس كل زيادات الشاطبي عُد من باب الحكاية لمذهب الغير حيث ثبت أنهم كانوا ياخذون بما في الشاطبية ويقرءون به رواية لا علي سبيل الدراية والدليل في قضية مرتب المد فقد خالف الشاطبي التيسير في مقدار المدود وكان يقرئ بذلك كما قال السخاوي وأبو شامة وقولهم:" فالذين قصروا هم ابن كثير والسوسي وكذا قالون والدوري عن أبي عمرو بخلاف عنهما، والباقون على المد ولم يذكر صاحب التيسير القصر عن الدوري فهو من زيادات القصيدة وقد ذكره غيره على ما نقلناه في الشرح الكبير،" إبراز المعاني باب المد).وسنتكلم عن هذا عند الرد علي أمثلة د/النحاس
قال الخليجي:" (ويشترط) على مريد القراءات ثلاثة شروط:
أن يحفظ كتابا يعرف به اختلاف القراء،
وأن يفرد القراء رواية رواية
ويجمعها قراءة قراءة
حتى يتمكن من كل قراءة على حدة وحتى يكون أهلا لأن يجمع أكثر من قراءة في ختمة"صـ11
أقول للنحاس:هل يستطيع طلبتك أن يحفظوا كتاب التيسير؟ فهذا في زماننا بعيد المنال، فإلم يفعلوا .. كيف يتصدرون للعلم؟؟ أما الشاطبية يحفظها جل من دخل في هذا العلم، وفي ظني لا يوجد من يحفظ كتاب التيسير، فالأفضل أن تعود للإقراء بالشاطبية وإلا لن تجد طلبة مهرة يحملون لك ما تقول به حيث لن تجد أحدا منهم يحفظ كتابا في هذا العلم يسترجع به الأصول والفرش،وهذا ما قاله لك أهل العلم كما ذكرت" لقد خرجت على إجماع العلماء فراجع نفسك حتى لا تكون منفردا فيما حققته أو شاذا فيما كتبته، والشاذ لا حكم له حتى يتفق مع العامة من أهل الأداء."
أمثلة د/ النحاس:
قال د/النحاس:" أضرب لكم مثالا: قال الشاطبي رحمه الله في باب الهمزتين المفتوحتين من كلمة:
وقل ألفا عن أهل مصر تبدلت لورش، وفي بغداد يروي مسهلا
فذكر وجهين لورش: الأول: عن أهل مصر، وهو إبدال الهمزة الثانية ألفا من نحو (ءآنذرتهم) أي بالمد.
الوجه الثاني: هو عن أهل بغداد وهو تسهيل الهمزة الثانية.
والسؤال الآن؟ من أي الطريقتين يكون سند التيسير؟
ثم قال:" أما طريق أهل بغداد فهو طريق الأصبهاني وطريق غير المصريين عن الأزرق"
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب:سبحان الله فقد ذكر صاحب إتحاف فضلاء البشر التسهيل لورش من طريق الأزرق حيث قال:" وقرأ ورش من طريق الأصبهاني وابن كثير وكذا رويس بالتسهيل من غير إدخال ألف وهو للأزرق عن ورش عند صاحب العنوان والطرسوسي والأهوازي وغيرهم "ا. هـ1/ 178وهذا نص صاحب كتاب العنوان في القراءات السبع:" باب اختلافهم في الهمزتين من كلمة واحدة أما المفتوحتان نحو: (أأنذرتهم) و (أأنت قلت للناس) و (أأشفقتم) فقرأ الحرميان وأبو عمرو وهشام بتحقيق الأولى، وتليين الثانية، فتصير كالمدة في اللفظ."صـ2إذن قد ثبت التسهيل من طريق الأزرق وهو الذي أخذ به الشاطبي وغيره، وليس من طريق الأصبهاني فقط كما يظن وهذه النصوص واضحة عن الأزرق، وأذكر أن الشيخ خالد محمود عند ذكره لهذا البيت: وقل ألفا عن أهل مصر تبدلت** لورش، وفي بغداد يروي مسهلا " قال لا تظن أن المصريين جميعا عن الأزرق قالوا بالتسهيل أو العكس لأهل العراق ولكن المراد اشتهار الوجه عند كل بلد ولا يلزم عدم القراءة بالوجه الآخر، فكيف للنحاس أن يأخذ بظاهر البيت دون بحث عن المعني الصحيح حيث ثبت التسهيل عن الأزرق وهذا ما قرأنا به علي جميع من قرأنا عليهم من الشيوخ،وهذا إن لم يكن في التيسير فقد قرأ الداني به علي أبي الحسن وأيضا كت أصحاب التحريرات عن هذا الوجه مثل الخليجي والجمزوري وصاحب فريدة الدهر حكي الوجهين للشاطبي والإبدال للتيسير،وقبلها الناس كما أشرنا من قبل.
المثال الثاني:
قال د/النحاس:" واضرب لكم مثلا آخر: ـــ
تقليل التوراة عن قالون:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ إذا رجعنا لعبارة التيسير، يقول الداني رحمه الله: (قرأ أبو عمرو وابن ذكوان والكسائي (التوراة) بالإمالة في جميع القرآن، ونافع وحمزة بين اللفظين والباقون بالفتح، وقد قرأت لقالون كذلك).
وأخذ الشاطبي من ذلك بوجهين لقالون: الفتح والتقليل وقال (وبالخلف بللا). فالإمام الداني لم يبين في التيسير من أي طريق قرأ على أبي الفتح في رواية قالون بالتقليل، ولكنه وضح ذلك في كتبه الأخرى كجامع البيان والمفردات ـثم أخذ يقارن بين التوراة و (هاـ يا) في فاتحة مريم.
الجواب: قضية التوراة لقالون لم أر من منع أوجه التوراة وميم الجمع والمد أي الثمانية أوجه ..
قال المنصوري في " إرشاد الطلبة إلي شواهد الطيبة: " لقالون من طريق التيسير والشاطبية وتقريب النشر أربعة أوجه قرأنا بها علي مشايخنا كل من وجهي القصر والمد عليه الإسكان والصلة، وقد رأيت قراء بعض المدن يقرءون له من طريق الشاطبية بوجهين فقط القصر مع الصلة والمد مع الإسكان ويمنعون غيرهما من طريقها ويعللون بأن الداني قرأ بالقصر والصلة علي أبي الفتح فارس وبالمد والإسكان علي طاهر ابن غلبون نقل عنه ذلك ابن الجزري وهذا خطأ من جهة المعقول والمنقول،
أما المعقول: فلأن العلامة ابن الجزري لم يقل لم يقرأ الداني بالقصر إلا علي فارس وبالإسكان إلا علي طاهر ابن غلبون بصيغة الحصر وشيوخ الداني كثيرون وقال في التيسير: وأما رواية قالون فحدثنا بها أحمد بن عمرو بن محمد الجيزي الي ان قال:وقرأت بها القرآن كله علي شيخي أبي الفتح ولم يذكر طاهر بن غبون فكان عليهم التزام طريق فارس بن أحمد دون ابن غلبون فنقول طريق الشاطبية والتيسير عن أبي نشيط عن قالون .. وأبو الفتح له الوجوه الأربعة: القصر مع الإسكان من الكافي ولجمهور العراقيين القصر مع الصلة لأبي الفتح فارس وجمهور العراقيين، والمد مع الإسكان من التذكرة والهداية وغيرهما،والمد مع الصلة من تلخيص ابن بليمة والتبصرة وغاية أبي العلاء والتذكار والكل عن أبي نشيط فتجوز الأربعة من الشاطبية والتيسير بلا نكير، وعلي تسليم أن الداني لم يقرأ إلا بوجهين لا يمتنع الوجهان الآخران إذا صح من طريقه ألا تري أن نحو "آتي " قرئ فيه لورش بأربعة أوجه مع أن الداني قرأ فيه بالقصر والفتح علي ابن غلبون وبالتوسط والتقليل علي فارس وأمثاله كثير، ولو سلم امتناع البوجهين من التيسير لا يسلم امتناعهما من الشاطبية ولقوله (وألفا فها زادت بنشر فوائد) ولأن الشاطبي كما أخذ رواية قالون من طريق ابن بويان عن شيخه محمد بن علي بن ابي العاص النفزي وعليّ بن محمد بن هذيل بسندهما عن الداني أخذها أيضا من طريق القزاز عن أبي نشيط قرأ بها علي النفزي علي
(يُتْبَعُ)
(/)
ابن غلام الفرس علي عبد العزيز بن عبد الملك بن شفيع علي عبد الله بن سهل علي ابن عن علي عبد المنعم بن غلبون علي صالح بن إدريس علي القزاز،وشارك الشاطبي في هذا الطريق ابن بليمة ومكي وغيرهما وابن بليمة ومكي لهما المد والصلة.
وأما المنقول:قال الجعبري في باب المد والقصر مثل (أمره إلي) ليعلم أن حروف صلة معتبرة في هذا الباب وكذا صلة الميم نحو "عليهم أأنذرتهم ـ ومنهم أميون "فيمد لكل علي مذهبه استصحابا بالأصل الإثبات،وقال في حروف قربت مخارجها:التفريع قالون بإدغام (يعذب) وقصر ومد مع ترك الصلة وبهما معها،أربعة عن طرق القصيد،وقال في باب الراءات (ربنا إننا سمعنا مناديا) فالقصر وعدمه وصلة الميم وإسكانها أربعة أوجه من طريق القصيد.
وقال في باب اللامات (وإذا أظلم عليهم قاموا) قالون بالمد وعدمه مع إسكان الميم وصلتها أربعة أوجه من طريق القصيد.
وقال أبو شامة: ومثل الشاطبي (أمره إلي) إعلاما بأن واو الصلة التي لا رسم لها في المصحف كغيرها ومثلها علي قراءة ورش وغيرهم (إنهم أناس ـ عليهم ءايتنا) ومثلها وفي المكرر ذكر لقالون في (هأنتم هؤلاء) ستة أوجه:ثلاثة مع الإسكان قصرهما وقصر الأول ومد الثاني ومدهما ومثلها علي الصلة.
وقال الشيخ سلطان: وقد وقفت علي أجوبة العلامة الشيخ ابن الجزري إذا اجتمع في الآية لفظ التوراة وميم الجمع والمد والمنفصل فكم وجها لقالون كآية (ويعلمه الكتاب)؟؟
الجواب: لقالون من طريق الطيبة ثمانية أوجه .. (وذكرها بالعزو إلي طرقها) ... ثم قال
الثامن: الإسكان مع بين بين والقصر وهو للحلواني من تلخيص ابن بليمة، وبه قرأ الداني علي أبي الفتح من قراءاته علي السامري عن الحلواني وهو أيضا لأبي نشيط من كتاب الكافي فيجوز من الشاطبية) أ. هـ مختصرا.
ويعزا لابن الجزري أيضا قوله تعالي (وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه) لقالون المد مع الصلة والإدغام لأبي نشيط في الشاطبية والمد مع السكون والإدغام طرق صاحب الهداية لأبي نشيط ومن التيسير والشاطبية،والقصر مع الصلة والإدغام في التيسير والشاطبية.
وقال في قوله تعالي (ولكنه أخلد إلي الأرض) الآية .. المد والإدغام والصلة من الشاطبية،والمد مع الإدغام والإسكان من قراءة الداني علي أبي الحسن،والمد مع الإظهار والصلة محتمل للشاطبية والقصر مع الإدغام والسكون من التيسير والشاطبية.
وقال في قوله تعالي (إنهم كانوا هم أظلم وأطغي والمؤتفكة)) الصلة والمد والهمز (إي في المؤتفكة) من الهادي والتبرة والتيسير والشاطبية وكل ذلك من طريق ابي نشيط، والصلة مع القصر والهمز قرأه الداني علي أبي الفتح من الطريقين.أ. هـ باختصار
فهذا كله دل علي أن الوجوه الأربعة لقالون مأخوذة من الشاطبية والتيسير بلا نكير.
ومن حفظ حجة علي من لم يحفظ والعلامة ابن الجزري أوعي للطرق وأيقظ والحق أحق أن يتبع وكذلك المأخوذ من المشايخ الوجوه الأربعة بالسند الصحيح) أ. هـ من صـ 11: 15
فإن زعم أن هناك من تعقب تحريرات المنصوري قلنا فقد وافقوه في هذه المسألة .. قال الشيخ جمال شرف معلقا علي شرح الضباع لمختصر بلوغ الأمنية في (آل عمران) "أطلق الأوجه ـ أي الثمانية ـ صاحب غيث النفع ولم يذكر الجمزوري ولا الإبياري ولا الضباع في شرحه تحريرا فدل علي الإطلاق .. ثم ذكر الأوجه الثمانية .. ثم قال الخليجي في حل المشكلات: وقد نظمت أوجه الحرز وحدها فقلت:
إن جاءت التورية مع مدِ فصل مع ميم جمع فافتحا واقصر وصل
وإن فتحتها مسكنا فمُد وإن تقلل سكنا وقصر تسد
وإن تمد سكنها وصل خمس من الحرز قبل"صـ84
وأخذ بهذه الأوجه ابن الجزري من طريق الشاطبية كما قال الشيخ سلطان.
وأكتفي بهذا القدر .. وسوف أتناول الأمثلة الباقية في وقت لاحق ـ إن شاء الله ـ وأسأل الله أن ييسير لنا الوقت .. آمين
والسلام عليكم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=548019(/)
معارك التحريرات – 4
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[15 Jun 2010, 02:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
معركة الوقف ليعقوب بهاء السكت على "ما" الاستفهامية (سنة: 1316هـ):
سبب هذه المعركة هو اختلاف شراح الدرة في معنى قول الناظم (في البيتين: 46 - 47):
كقالون راءات ولامات اتلها
وقف يا أبه بالها ألا حم ولم حلا
وسائرها كالبز مع هو وهي وعنـ
ـه نحو عليهنه إليه روى الملا
فقد شبه الناظم هنا مذهب يعقوب في الوقف على "ما" الاستفهامية بمذهب البزي المذكور في الشاطبية، لكن البزي له وجهان هما إثبات هاء السكت وعدمه وقفا، كما قال الشاطبي (في البيت: 386):
وفيمه وممه قف وعمه لمه بمه
بخلف عن البزي وادفع مجهلا
فالبزي إذن له وجهان في المسألة، وابن الجزري شبه يعقوب به، فهل مقتضى ذلك أن ليعقوب أيضا وجهين في المسألة، أم أن التشبيه هو في أصل الوقف بالهاء فقط، وعليه فيعقوب له وجه واحد هو الوقف بالهاء؟
هنا اختلف شراح الدرة؛ فذهب بعضهم إلى أن وجه الشبه هو أصل الوقف بالهاء فقط، أي: أن يعقوب ليس له إلا وجه واحد هو إثبات الهاء وليس له الخلاف كالبزي، وهؤلاء هم جمهور شراح الدرة ومنهم الزبيدي الذي يقول (الإيضاح لمتن الدرة: 154 – 155): "وأثبت يعقوب هاء السكت في فيمه وعمه ولمه وبمه وممه، وهو وهي كيف وقعا، ونحو عليهن فامتحنوهن وحملهن ولهن".
ومنهم السمنودي الذي يقول (شرح السمنودي على الدرة: 21): "يعني: وقف المشار إليه بحاء حلا – وهو يعقوب – بزيادة هاء السكت على "ما" الاستفهامية المحذوف ألفها عند دخول الجار للفرق، وذلك في خمس كلمات إحداها لم – وهو ما ذكره الناظم بصريحه – والأربعة الباقية: عم وفيم وبم ومم، وهذا معنى قوله:
وسائرها كالبز ......... ............................ "
ومنهم المتولي الذي يقول (الوجوه المسفرة: 125): "ووقف يعقوب بهاء السكت على لم وفيم وبم وعم ومم، وكذا على هو وهي كيف وقعا، وكذا على كل اسم مشدد نحو علي وإلي ولدي وعليهن ومنهم ومن كيدكن".
ومنهم عبد الفتاح القاضي وعبد الرافع الشرقاوي الذي ينقل هذا القول عن عبد الفتاح القاضي موافقا له عليه (حاشية الشيخ عبد الرافع الشرقاوي على شرح الدرة المضية للنويري: 1/ 292هـ): "المراد تشبيه وقف يعقوب على هذه الكلمات بالهاء بوقف البزي عليها بالهاء، بغض النظر عن الخلاف الوارد للبزي في الوقف على هذه الكلمات؛ فيعقوب له الوقف عليها بالهاء قولا واحدا، ولا يلزم مساواة المشبه للمشبه به من كل وجه، انظر الإيضاح لمتن الدرة لأستاذنا الشيخ عبد الفتاح القاضي، بتصرف".
ومنهم عبد الرازق بن علي بن إبراهيم موسى الذي يقول (حاشية الشيخ عبد الرازق بن علي بن إبراهيم موسى على الإيضاح لمتن الدرة: 155هـ): "فوقف يعقوب بهاء السكت في هذه الكلمات محافظة على الحركة البنائية كرواية البزي عن ابن كثير المكي، وذلك من قول الناظم:
وسائرها كالبز ............ ...........................
من غير خلاف؛ فالتشبيه بالبزي في الوقف بالهاء وليس في الوقف بعدمها مثل الوجه الآخر للبزي الذي هو من زيادات الشاطبية على التيسير، علما بأن الناظم لم يذكر في التحبير ص 78 للبزي إلا الوقف بالهاء قولا واحدا في لم الاستفهامية وأخواتها؛ وعليه فيبطل قول بعض الشراح جواز الوجهين وقفا ليعقوب أخذا من التشبيه في النظم بالبزي حيث له الوجهان من الشاطبية".
وهذا القول هو المفهوم من كلام النويري أيضا، وإن لم يصرح به، في قوله: (شرح الدرة المضية للنويري: 1/ 292): "يعني: وقف مرموز حاء حلا يعقوب كالبزي بزيادة هاء السكت على "ما" الاستفهامية المحذوفة ألفها عند دخول الجارة للفرق، لأنه لما حذف الألف ألحق هاء السكت محافظة للحركة البنائية، ووقعت في خمس كلمات إحداها لم – وهي ما ذكره الناظم بصريحه – والأربعة الباقية: عم وفيم وبم ومم، وهي التي أراد الناظم بقوله:
وسائرها ................ ............................ "
(يُتْبَعُ)
(/)
وذهب آخرون من الشراح إلى أن وجه الشبه هو الخلاف لهما؛ وعليه فليعقوب وجهان هما إثبات الهاء وعدمه، كما أن للبزي وجهين هما إثبات الهاء وعدمه، ومن هؤلاء الرميلي، وتبعه الخليجي الذي يقول (حل المشكلات: 39): "لو وقف يعقوب على فسواهن وعلى هو وهي وقف بهاء السكت فقط من طريق الدرة، وكذلك لو وقف على ياء المتكلم المشددة نحو: إلي وعلي ومصرخي، وله في الوقف على "ما" الاستفهامية المجرورة نحو لم وبم وفيم هاء السكت وعدمها، هذا ما قرأت به من طريق الدرة ونص عليه شارحها الرميلي وأفتيت به وأخذت عليه خطوط مشيخة مقارئ الاسكندرية سنة: 1316 هجرية".
يبدو من كلام الخليجي أنه يتحدث عن معركة اختلفت فيها الفتاوي وأخذت عليها الخطوط، حول هذه المسألة، وكان من أبطالها الخليجي، وإن لم نعرف معارضيه فيها، وبقيت ذيول منها لدى المعاصرين كما رأينا في النصوص السابقة. ويبدو أن هذه المعركة كمعركة الغنة للأزرق، كانت مظهرا من مظاهر الصراع بين اتجاه المتولي والاتجاه التقليدي الذي كان يسيطر على التحريرات قبله والذي يمثله الخليجي؛ ومن الأدلة على ذلك أننا نرى أتباع المتولي متحمسين في الرد على القول الذي ذهب إليه الخليجي.
المراجع:
- الإيضاح لمتن الدرة – تأليف: الزبيدي الناشري (عفيف الدين أبي التوفيق عثمان بن عمر اليمني) – تحقيق: عبد الرازق بن علي بن إبراهيم موسى – دار الضياء – طنطا – ط 3 – 1423هـ / 2003م.
- حل المشكلات وتوضيح التحريرات – تحقيق: الخليجي (محمد بن عبد الرحمن) - تحقيق: جمال الدين محمد شرف و/ عبد الله علوان – دار الصحابة للتراث بطنطا – طنطا –1422هـ 2002م.
- شرح الدرة المضية في القراءات الثلاث المروية - تأليف: النويري (أبي القاسم محمد بن محمد بن محمد) - تحقيق: عبد الرافع بن رضوان بن علي الشرقاوي – مكتبة الرشد للنشر والتوزيع – الرياض – ط 1 – 1424 هـ / 2003م.
- شرح السمنودي على متن الدرة - تأليف: السمنودي (محمد بن حسن) – مكتبة القاهرة – القاهرة – 1424هـ / 2003م (ط. مصورة عن ط. 1342هـ).
- الوجوه المسفرة في القراءات الثلاث المتممة للعشرة – تأليف: المتولي (محمد بن أحمد) – ضمن: إتحاف البررة بالمتون العشرة – مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر – 1354هـ / 1935م.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[15 Jun 2010, 04:02 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم
الخلاف في المسألة نشأ عند المتأخّرين على ابن الجزريّ في شرحهم لكلامه في الدرّة مع أنّ عبارته في التحبير واضحة، والنثر أدلى من النظم كما هو معلوم. وإذا توقّفنا إلى هذا الحدّ لم ندخل بعد في إطار التحريرات لأنّ الخلاف يكمل في شرح كلام الناظم لا أكثر ولا أقلّ. خلافاً ما إذا رجعنا إلى مصادر قراءة يعقوب من التحبير وتتبعنا المسألة سيتّضح هل ثبت الخلاف عن يعقوب في المسألة أم لا، وفي هذه الحالة يمكن أن نقول بأننا حرّرنا المسألة وفق منهج المحررين في الجملة.
والعلم عند الله تعالى.
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[16 Jun 2010, 08:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ على الاهتمام والمشاركة والإفادة.
وفقكم الله.
ـ[محمد أحمد الأهدل]ــــــــ[05 Jul 2010, 12:13 ص]ـ
جزاك الله خيرًا يا دكتور على هذه الفوائد القيمة, مزيدًا من هذه المعارك.
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[05 Jul 2010, 05:56 م]ـ
جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ على الاهتمام والمشاركة والإفادة، وأبشركم بأن هذه السلسلة ستتواصل، بعد تغيير اسمها. إن شاء الله.(/)
ومن الاستدراك على ابن الجزري (1)
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[15 Jun 2010, 04:20 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فهذه جزئية من كتابي ـ قيد الإنشاء ـ سيتهيأ للنشر في بضعة أسابيع ـ إن شاء الله ـ تيسير طرق النشر من أصوله إلى الرواة.
ولعل كتابي هذا نافلة أتنفّل بها قبل الفريضة وهي كتابي " تحرير القراءات من الرواة إلى المصاحف العثمانية " والله المستعان.
قلت في المستدرك:
إن الطريقين المنتقاتين في النشر ـ كما في النسخ المتاحة ـ لروح عن يعقوب من طريق الزبيري هما:
1. من قراءة أبي العلاء في غايته ـ أبي عليّ الحسن الحداد ـ أبي القاسم العطار ـ شيخيه المغازلي وابن أبولة كلاهما ـ غلام ابن شنبوذ ـ الزبيري ـ روح بن عبد المؤمن ـ يعقوب.
2. عن الهذلي في الكامل بالإخبار ـ أبي نصر القهندزي الهروي ـ الخبازي ـ ابن حبشان الجوهري ـ الزبيري ـ روح ابن عبد المؤمن ـ يعقوب.
ولا أعتبر أمهات النشر أو أصوله المتأخرة عن الرواة العشرين ذات قيمة علمية كبرى إذا ما قيست بأمهات النشر القريبة جدا من الرواة العشرين كسبعة ابن مجاهد وكتب الداني وابني غلبون والكامل للهذلي.
وهكذا تسقط القيمة العلمية للإسناد المنتقى في النشر من غاية الاختصار لأبي العلاء الهمذاني المتوفى (569 هـ) إذا ما قيس بأمهات النشر قبله.
وهكذا لا يستقيم ـ والله أعلم ـ اعتبار الزبيري طريقا ثانية لروح مع ابن وهب كما في النشر تبعا لأبي العلاء الهمذاني في غاية الاختصار كما في الفقرة (80) إجمالا وفي الفقرة (135) تفصيلا أي في الصفحتين (1/ 75) (1/ 118) وكما في السلاسل الذهبية للدكتور أيمن سويد برقم (985، 986) في الصفحة 472 تبعا لهما.
لا يستقيم لأن ابن الجزري في النشر قد انتقى الطريق الثانية لروح من طريق الزبيري من كتاب الكامل للهذلي المتوفى (465 هـ)، وهو أصل من أصول النشر سبق غاية أبي العلاء بأكثر مائة عام مع ما للهذلي من كثرة الشيوخ والآخذين عنه، ولكتاب الكامل للهذلي أكثر دقة وتحريرا من استدراكات المحقق ابن الجزري.
ولقد ابن الجزري إلى الاعتراف بذلك إذ انتقى منه حوالي مائة وأربعين طريقا.
إن الطريق الثانية المنتقاة في النشر من الكامل للهذلي هي كالتالي:
قال الهذلي في الكامل ص: 262 - 263 (طبعة مؤسسة سما للنشر والتوزيع بتحقيق جمال بن السيد رفاعي الشايب) ما نصه:
"طريق الزبيري أخبرنا أبو نصر عن أبي الحسين علي بن حبشان على أبي عبد الله الزبير بن أحمد الزبيري على ابن وهب على روح ": اهـ المراد منه.
يعني الهذلي في الكامل إخبارا ـ أبي نصر القهندزي الهروي ـ أبي الحسين الخبازي ـ ابن حبشان الجوهري ـ الزبيري (ت 317 هـ) ـ ابن وهب الثقفي (ت بعيد 270 هـ) ـ روح (ت 235 هـ) ـ يعقوب.
واستشكل أخي وصديقي الشيخ الدكتور السالم الجكني حفظه الله تلقي الزبيري من روح بن عبد المؤمن مباشرة فقال:
"ومحل الاشكال هو:
ما بين سنة وفاة روح ووفاة الزبيري (83سنة):
- هل عاش الزبيري هذا العمر كله فضلاً عن أكثر منه؟
لا أدري، لم أجد من ذكر سنة ولاته، لكن الشك عندي لايزال قائماً في ذلك بدليل أنهم لم يشيروا إلى ذلك، بل اكتفوا ببيان مكانته الفقهية عند الشافعية " اهـ محل الغرض من كلام الدكتور السالم الجكني.
وكان استشكاله سبب إعادتي البحث في هذه الجزئية.
وابن وهب هو المرقم في غاية النهاية برقم (3521) من رجال المستنير لابن سوار وغاية الاختصار لأبي العلاء ومبهج سبط الخياط والكفاية الكبرى للقلانسي وكامل الهذلي أثبتوا كلهم قراءته على روح راوي يعقوب قال ابن الجزري عنه: ولازمه وصار أجل أصحابه وأخصّهم به وأعرفهم بقراءته وأحذقهم اهـ ولكن ابن الجزري لم يعدد الزبيري من تلامذته اهـ.
والزبيري المتوفى (317 هـ) هو المرقم في غاية النهاية برقم (1286) الزبير بن أحمد بن سليمان، وأثبت قراءته على روح بن عبد المؤمن راوي يعقوب ولم يعدده من تلامذة ابن وهب.
قال ابن الجزري في أسانيده " وقرأ الزبيري وابن وهب على أبي الحسن روح بن عبد المؤمن بن عبدة ابن مسلم الهذلي مولاهم البصري النحوي اهـ "
ولكأن ابن الجزري رحمه الله أثبت به إسقاطه أخذ الزبيري عن محمد بن وهب الثقفي على روح ليثبت بدله تلقي الزبيري مباشرة من روح بن عبد المؤمن لئلا تنخرم القاعدة التي أصّلها " باثنين في اثنين " أي أنه انتقى في النشر لروح طريقين هما ابن وهب والزبيري كلاهما عنه وانتقى لكل منهما طريقين هما المعدل وحمزة بن عليّ عن ابن وهب، وهما غلام ابن شنبوذ وابن حبشان الجوهري عن الزبيري.
ويثبت تحقيقي علميا بأن المصدر الوحيد الذي أثبت قراءة الزبيري على روح من أمهات النشر هو غاية الاختصار لأبي العلاء الهمذاني وتبعه ابن الجزري تقليدا لا يزيد انفراد أبي العلاء الهمذاني في غاية الاختصار بإثبات قراءة الزبيري على روح، ولعل ابن وهب سقط من ناسخي غاية الاختصار القدماء والله أعلم.
طالب العلم
الحسن بن ماديك
alhacenma@yahoo.fr
002224945444(/)
هل اعتمد الشاطبي ـ رحمه الله ـ علي الشهرة في منظومته؟؟
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[17 Jun 2010, 08:47 ص]ـ
السلام عليكم
قال ابن الجزري ـ رحمه الله ـ في الدرة: وإن كلمة أطلقت فالشهرة اعتمد.
هل اعتمد الشاطبي ـ رحمه الله ـ علي الشهرة في منظومته؟؟
قد توصلت أنا لجواب إلا أني أريد الاستزادة من إخواني المشايخ ـ حفظهم الله تعالي ـ.
والسلام عليكم
ـ[ايت عمران]ــــــــ[17 Jun 2010, 03:18 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
هل اعتمد الشاطبي ـ رحمه الله ـ علي الشهرة في منظومته؟؟
قبل أن يجيب المشايخ أتطفل فأبدي رأيي في المسألة وأقول:
نعم، اعتمد الإمام الشاطبي ـ رحمه الله ـ على الشهرة في منظومته، ومرت بي أيام دراسي الحرز أمثلة لذلك، والذي حضرني الآن هذا المثال من فرش سورة يونس:
نفصل يا حق علا ساحر ظبى وحيث ضياء وافق الهمز قنبلا
تلاحظون أنه لم يبين قراءة الباقين في {ساحر} وقد وجه بعض الشرح ذلك بالحمل على موضع المائدة المشابه لهذا الموضع، وقد يرد عليهم موضع الأعراف الذي يدور الخلاف فيه بين {ساحر} وسحَّار، لكن القول بالاعتماد على الشهرة وجيه في نظري، وقد قال به من القدامى أبو عبد الله الفاسي في لآلئه الفريدة، وهذا نصه: "ولم يذكر القراءة الأخرى لضيق المكان والاعتماد على شهرتها" 2/ 509 ط الرشد.
دمتم موفقين.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[17 Jun 2010, 09:16 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم كلام وجيه ودقيق نفعنا الله بكم.
وفي انتظار بقية مشايخنا الكرام ـ حفظهم الله ـ
والسلام عليكم
ـ[عبد العزيز بن فاضل العنزي]ــــــــ[20 Jun 2010, 11:08 م]ـ
في قوله:
وفيها وفي نص النساء ثلاثة **** أواخر إبراهام لاح وجملا
اعتمد على الشهرة في معرفة قراءة الباقين، أي غير قراءة هشام
ـ[مدثر خيري]ــــــــ[20 Jun 2010, 11:35 م]ـ
ومنها أيضاً قول الشاطبي رحمه الله:
إذا ألف أو ياؤها بعد كسرة أو الواو عن ضم لقي الهمز طولا
فإن ينفصل فاقصر بادره طالبا بخلفهما يرويك درا ومخضلا
ولم يذكر في الأبيات المد الطويل لورش وحمزة من الشهرة والله أعلم وأرجوا من الإخوة تصويبي إن كنت مخطأ
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[22 Jun 2010, 08:19 م]ـ
ومنها أيضاً قول الشاطبي رحمه الله:
إذا ألف أو ياؤها بعد كسرة أو الواو عن ضم لقي الهمز طولا
فإن ينفصل فاقصر بادره طالبا بخلفهما يرويك درا ومخضلا
ولم يذكر في الأبيات المد الطويل لورش وحمزة من الشهرة والله أعلم وأرجوا من الإخوة تصويبي إن كنت مخطأ
السلام عليكم
أخي الكريم أعتقد أن قضية الطول ليست من الشهرة، بل هو مما نقله الإمام السخاوي بأن أبا القاسم كان يقرئ بالطول لورش وحمزة ووسطي للباقين ... إلي آخر ماقاله، وإلا فالطول ثابت لجميع القراء ومشهور عنهم جميعا كما صرح به ابن الجزري في النشر وفي طيبته (وأشبع ما اتصل للكل عن بعض). والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[23 Jun 2010, 06:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فتحية طيبة للشيخ عبد الحكيم، وللإخوة المدخلين،
وبالنسبة للموضوع وكون الشهرة هي المعتمدة عند الشاطبي أو التواتر؟ أو غيرهما- وهو الآحاد كمنهج مكي وابن الجزري-؟
فأنبه الشيخ الكريم: إلى أن منهج الشاطبي في قصيدته لايخرج عن منهج أصله وهو كتاب التيسيرللداني، كما قال (وفي يسرها التيسير رمت اختصاره ... ).
وإن كانت كذلك قصيدة الشاطبي لاتعد كتابا قائما وفق منهج محدد، بل هو في إطار منهج شيخه، والذي يدخل تحت الشهرة، فيما أعلم. والله الموفق.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[24 Jun 2010, 01:33 ص]ـ
في قوله:
وفيها وفي نص النساء ثلاثة **** أواخر إبراهام لاح وجملا
اعتمد على الشهرة في معرفة قراءة الباقين، أي غير قراءة هشام
السلام عليكم
بارك الله فيكم شيخنا الكريم، وفي انتظار المزيد إن شاء الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فتحية طيبة للشيخ عبد الحكيم، وللإخوة المدخلين،
وبالنسبة للموضوع وكون الشهرة هي المعتمدة عند الشاطبي أو التواتر؟ أو غيرهما- وهو الآحاد كمنهج مكي وابن الجزري-؟
فأنبه الشيخ الكريم: إلى أن منهج الشاطبي في قصيدته لايخرج عن منهج أصله وهو كتاب التيسيرللداني، كما قال (وفي يسرها التيسير رمت اختصاره ... ).
وإن كانت كذلك قصيدة الشاطبي لاتعد كتابا قائما وفق منهج محدد، بل هو في إطار منهج شيخه، والذي يدخل تحت الشهرة، فيما أعلم. والله الموفق.
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم
فقضية الآحاد لاتوجد في القراءات بالمفهوم المتداول المعروف لدي أهل العلم، والذين لم يشترطوا التواتر اشترطوا استفاضة الوجه وشهرته، وهذا ما قاله الشيخ القاضي ـ رحمه الله ـ في تقريب الخلاف في هذه المسألة.
أما مسألة المنهجية بين الشاطبية والتيسير، أعتقد أن بينهما فروق؛ فالشاطبي ـ وإن اختصر التيسيرـ لم يلتزم بكل ما في التيسير.
بداية وضع بعض القواعد في مقدمته وأصوله التي سار عليها مثل: الأضداد وطريقته في النظم ووضع القواعد التي يستعان بها لفهم النظم.
أما في التيسير لم ينبه علي هذه القواعد بالصورة التي وضعها الشاطبي ـ رحمه الله ـ، بل خالف الشاطبي التيسير في بعض الأبواب مثل (عباد لا خوف) وضعها الشاطبي في باب ياءات الإضافة، بينما وضعها صاحب التيسير في الزوائد.
وكما في باب " هاء الكناية " تبرع الشاطبي بشرح مختصر لأحكام الهاء، وليس هذا الشرح في التيسير.
كما جمع أيضا في باب هاء الكناية الكلمات المختلف فيها بين القراء، بينما وضعها صاحب التيسير في سورها.
كما وضع الشاطبي مذهب ورش والسوسي في باب واحد وهو باب الهمز المفرد، بينما في التيسير فصل بينهما بباب " نقل حركة الهمزة إلي لساكن قبلها ".
وأحيانا يطلق الشاطبي حكما علي الوجه ويحكم بضعفه مثل (وفي وجبت خلف ابن ذكوان يفتلا) وكذا فعل في (اقتده) لابن ذكوان وفي " تتبعان " له أيضا. ولا أثر لهذه الأحكام في التيسير
أري ـ والله أعلم ـ أنهما اختلفا في طريقة العرض، وهذا بخلاف زيادات الشاطبي. والله أعلم
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[24 Jun 2010, 03:05 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ..
هذا موضوع طريف، ويمكن أن يُكتب فيه بحث تُحصر فيه المواضع في الشاطبية، مع نقل نصوص كبار الشراح في ذلك.
ننتظر ذلك من فضيلتكم يا شيخ عبد الحكيم، مع دعائي لكم بالتوفيق.
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[25 Jun 2010, 06:04 م]ـ
أشكر الشيخ عبد الحكيم سلمه الله على كتابة سؤاله أعلاه وطلبه الإجابة، ومضمونه يتحدد في اشتراط الداني له في مقدمة تيسيره، ولماسار عليه ناظم تيسيره دون تصريح بعكسه، وفي ماذكرتم من أمثلة هي من تنبيهات شراح النظم. والله الموفق.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[26 Jun 2010, 12:17 ص]ـ
السلام عليكم
شيخنا الحبيب يبدوا أن مصطلح " المنهجية " يحتاج لتعريف حتي ينضبط الأمر، لأن الشاطبي خالف التيسير في عدة أشياء. والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[سامح سالم عبد الحميد]ــــــــ[27 Jun 2010, 09:33 م]ـ
أخي الشيخ عبد الحكيم حفظك الله
الموضوع رائع ما شاء الله
وفيما يبدو لي أن أبا شامة لم يتعرض أثناء شرحه لهذا الموضوع
لكن الفاسي تحد عنده مثل هذا
على سبيل المثال
قول الإمام ـ رحمه الله ـ (وفي الكهف حسناه) يعني كلمة (رشدا) في قصة موسى عليه السلام رلم ينص الإمام على أنها في قصة موسى مما دعا الفاسي ـ رحمه الله ـ إلي القول بأنهلم يقيدها للشهرة
وهذا ليس نص كلامه بالحرف فأنا أكتب من خاج البيت فلينظر والله أعلم
وبالنسبة لما قاله أخونا الفاضل الشيخ عبد العزيز العنزي ـ حفظه الله ـ فلا يؤخذ عليه ما قاله ابن القاصح ـ رحمه الله ـ من أن كسر الهاء من ضد الفتح وأنه يستلزم منه قلب الألف ياء فتؤخذ قراءة الضد من هنا.
ولا أرجح قول ابن القاصح لأن الكسر لا يستلزم منه القلب ألفا إذ إن في كلمة إبراهيم لغات كثر. والله أعلم
وأري أن وجهة د أمين ـ حفظه الله ـ ممكن لنا أن نعول منها على حمل الشهرة عند الشاطبي على ما ذكر فى كتاب التيسير
يعني ترك الشاطبي ذكر بعض التقييدات اعتمادا على شهرتها عند من قرأ أصله (التيسير) والله أعلم
والسلام عليكم دمتم جميعا بخير
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[14 Jul 2010, 12:24 ص]ـ
أخي الشيخ عبد الحكيم حفظك الله
الموضوع رائع ما شاء الله
وفيما يبدو لي أن أبا شامة لم يتعرض أثناء شرحه لهذا الموضوع
لكن الفاسي تجد عنده مثل هذا
السلام عليكم
أخي الحبيب الشيخ سامح عند نظري في شرح الشاطبية لأبي شامة وجدته قال عند هذا البيت:
وَفي بَلَدٍ مَيْتٍ مَعَ المَيْتِ خَفَّفُوا (صَـ) ـفَا (نَفَرًا) وَالمَيْتَةُ الْخِفُّ خُوِّلا
..... وأشار بقوله خولا أي حفظ إلى أن لفظ الميتة الذي وقع فيه الخلاف معروف مشهور بين القراء وهو الذي في سورة يس (وآية لهم الأرض الميتة) ولا شك أن إطلاق الناظم الميتة يلبس على المبتدئ بقوله (الميتة والدم)، في سورتي المائدة والنحل أما الذي في البقرة فلا يلبس لأنه تعداه ولم يذكره فدل على أنه غير مختلف فيه وقول من قال لما لم يذكر الذي في البقرة علم أنه لا خلاف فيه ولا ما كان من نوعه غير مستقيم فكم من ألفاظ متفقة وقع الخلاف في بعضها على ما نظم نحو-بسطة-في البقرة بالسين اتفاقا وفي الأعراف تقرأ بالصاد والسين ولو كان أخر ما في يس إلى سورته لكان أولى وليته ذكره في الأنعام كما فعل صاحب التيسير والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[سامح سالم عبد الحميد]ــــــــ[14 Jul 2010, 03:47 م]ـ
أخي الكريم الشيخ عبد الحكيم
شكر الله لك(/)
بيان بالأخطاء المطبعية في مصحف القراءات على الأوجه الراجحة
ـ[شريف بن أحمد مجدي]ــــــــ[18 Jun 2010, 01:14 ص]ـ
بيان بالأخطاء المطبعية في
مصحف القراءات العشر المتواترة على الأوجه الراجحة المعتبرة
الناشر دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع
أعده للنشر
أبو عبد الرحمن مشرف بن علي الحمراني
راجعه وحققه العلامة الشيخ الدكتور
علي بن محمد توفيق النحاس(/)
أجوبة أهل العلم على أسئلة الطلاب
ـ[محمد نبيل درويش]ــــــــ[18 Jun 2010, 06:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هنا تضاف تباعا بإذن الله أجوبة أهل العلم على أسئلة الطلاب في منتدى بصائر.
السؤال:
أود السؤال عن مد اللين هل يجوز مده حركة واحدة عند الوقف عليه؟ مثل (قريش، خوف، شئ)، وإن كان كذلك فمن يقرأ به؟ تلميذكم فراس شبير
الجواب:
· زمن النطق بحرف اللين مثل الياء في " قريش" و الواو في"خوف"أقل من حركة.
· وقد تضافرت أقوال العلماء قديما وحديثا على تقرير ذلك مثل: سيبويه وأبوعمرو الداني ومكي بن أبي طالب وأبو شامة والجعبري وابن الجزري والنويري والمرعشي والسمنودي والضباع و المرصفي وسنستشهد بأقوال بعضهم لأن إيراد أقوالهم جميعا يطول ويمكن الرجوع إليها في مظانها.
· ولهؤلاء العلماء عبارتان في التعبير عن مقدار المد في اللين:
- الأولى: أنه أقل من ألف، وهم بذلك يقصدون زمن النطق بحرف اللين مع الفتحة التي قبله أي (رَيْ) من "قريش" أو (خَوْ) من "خوف".
- الأخرى: أنه أقل من حركة وهم بذلك يقصدون زمن النطق بحرف اللين الساكن فقط دون حركة الحرف الذي قبله أي (ي) من" قريش" أو (و) من " خوف".
والعبارتان مؤداهما واحد هو أن مقدار جريان الصوت في حرف اللين أقل من حركة. وقد يعبرون عن ذلك بقولهم: إن في حرف اللين " مد ما " أو " بعض مد ".
وفي ما يلي بعض أقوال العلماء:
1. قال مكي ابن أبي طالب (ت 437 هجرية) في الرعاية:" حرفا اللين وهما الواو الساكنة التي قبلها فتحة، والياء الساكنة التي قبلها فتحة، وإنما سميتا بذلك لأنهما يخرجان في لين وقلة كلفة على اللسان، لكنهما نقصتا عن مشابهة الألف لتغير حركة ما قبلهما عن جنسهما فنقصتا المد الذي في الالف وبقي فيهما اللين لسكونهما فسميتا بحرفي اللين.
2. وقال الجعبري (ت 732 هجرية): " اللين لا يخلو من مد فيمد بقدر الطبع" وقدر ذلك بأقل من حركة.
3. وقال المرعشي (ت 1150 هجرية):" وأما إذا كان قبل الياء والواو الساكنتين مفتوحا فهما تسميان حرفي اللين لا حرفي المد؛ إذ لا يتوقف وجودهما على المد، فليس لهما مد طبيعي، كما صرح أبو شامة". قلت: سمى أبو شامة في "إبراز المعاني" انتفاء المد في حرفي اللين بالقصر.
· وبناء على ما سبق:
1. في كلمات مثل: عليهم، لديهم، أولادكم، روضات، فإن حرف اللين فيها يمد بمقدار واحد وصلا ووقفا يقدر بأقل من حركة حسب الطبع.
2. في كلمات مثل: قريش، خوف، شيء فإن حرف اللين فيها يمد وصلا بأقل من حركة كما في سابقاتها، أما إذا وقف عليها ففي اللين ثلاثة أوجه نظرا لعروض السكون بعدها، وهذه الأوجه هي:
الأول: القصر وهو أقل من حركة إذا حسب زمن حرف اللين فقط، وأقل من حركتين إذا حسب زمن حرف اللين مع حركة الحرف الذي قبله.
الثاني: التوسط وهو: ما جاء في الأول مضافا إليه حركتان.
الثالث: ما جاء في الأول مضافا إليه أربع حركات.
تنبيه:
ما يكتب في بعض الكتب المعاصرة من أن عارض اللين كعارض المد واللين يمد: حركتان أو أربع أو ست (2 - 4 - 6) ليس دقيقا لما سبق بيانه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وكتبه
خادم القران الكريم
و خادم الصالحين
الشيخ أبو رفعت
5 - رجب الخير – 1431هـ
وفق 17 – 6 – 2010م
ـ[محمد نبيل درويش]ــــــــ[20 Jun 2010, 08:56 م]ـ
السؤال: اشتهر فى كتب التجويد أن المخارج عند الخليل سبعة عشر مخرجا ولكن الذى فى كتابه العين غير ذلك،فهل للخليل نص فى هذه المسألة غير الذى فى العين؟
الاجابة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، فليس للخليل بن أحمد (ت: حوالي 174 هجرية) نص عن المخارج إلا في كتاب العين. وليس للخليل كتاب غير العين على وجه التحقيق، وما ورد في العين هو رواية عنه.
ومن باب زيادة الإيضاح سأورد ما يلي:
- الحروف عند الخليل كما أوردها في "العين " تسعة وعشرون حرفا، وقد رتبها كالتالي: ع،ح، هـ، خ، غ، ق،ك،ج،ش،ض،ص،س،ز،ط،د،ت،ظ،ث،ذ،ر،ل،ن،ف،ب،م،و،ا،ي،همزة.
- وهذا الترتيب معجمي بنى عليه تسلسل محتوى كتاب العين.
- وقسم الخليل هذه الحروف الى أحياز (أي مخارج) كالتالي:
1. ع، ح،هـ، خ،غ
2. ق،ك
3. ج، ش، ض
4. ص، س، ز
5. ط، د،ت
6. ظ، ث،ذ
7. ر، ل،ن
8. ف، ب،م
9. و، ا،ي، همزة
- وهذا الترتيب تصريفي، إذ أن الأحياز الثمانية الأولى هي لحروف صحيحة والحيز التاسع لحروف علة ومعها الهمزة. وسمى هذه الحروف الأربعه (جوفا) لانها تخرج من الجوف، وبذلك يكون الخليل أول من عد الجوف مخرجا.
- فمن الذي نسب إلى الخليل أن عدد المخارج تسعة عشر؟ سأطرح في الإجابة على هذا السؤال تصورا قابلا للأخذ والرد:
- قال سيبويه في " كتابه": إن لحروف العربيه ستة عشر مخرجا، وعدّها، ولم يعد الجوف مخرجا بل وزع حروف الجوف التي عدها الخليل وهي الهمزه والواو والياء كالتالي:
1. جعل مخرج (الألف والهمزة) مع الهاء من أقصى اللسان.
2. وجعل مخرج (الياء) من وسط اللسان مع الجيم والشين.
3. وجعل مخرج (الواو) من الشفتين مع الباء والميم.
- وقد أورد سيبويه آراء أستاذه بدقه وأمانه في آخر" الكتاب" الذي هو أكثر تداولا من العين، حتى وقع في خلد الكثيرين أن ما يقوله سيبويه هو نفس ما يقوله الخليل.
- وحيث أن سيبويه يذكر في كتابه أن عدد المخارج ستة عشر (وليس الجوف منها) فلربما أضاف البعض هذا المخرج الذي يقول به الأستاذ الى رقم (16) الذي يقول به التلميذ فأصبح العدد (17) ونسبوه الى الخليل دون الرجوع إلى " العين"الذي ذكر فيه أن عدد الأحياز (المخارج) تسعة.
والله تعالى أعلم
وكتبه
خادم القران الكريم وخادم الصالحين
الشيخ أبو رفعت
8 - رجب الخير – 1431هـ
الموافق 20 - 6 - 2010 م
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد نبيل درويش]ــــــــ[28 Jun 2010, 02:50 ص]ـ
قام الشيخ ببعض التعديلات على الإجابة هل يمكن أن يقوم المشرف بحذف السؤال الثاني؟(/)
معارك التحريرات – 5
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[19 Jun 2010, 02:01 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
معركة الجمع بين القراءات (المعركة التونسية):
اختلف العلماء في حكم جمع القراءات، وأثار هذا الخلاف معركتين، إحداهما في تونس والأخرى في مصر، واستتبع الجدل في حكم الجمع بحث مسألة التلفيق والخلط بين القراءات، وهي مسألة من صميم اهتمامات المحررين؛ إذ أن التحريرات ما نشأت إلا لمنع الخلط والتلفيق.
وقد وقعت المعركة التونسية؛ سنة: 1187هـ، وقد أجملها الشيخ إبراهيم المارغني التونسي، بقوله في رسالته: "تحفة المقرئين والقارئين في بيان حكم جمع القراءات في كلام رب العالمين": 225 – 227: "الخاتمة: في ذكر قضية تتعلق بجمع القراءات وقعت بحاضرة تونس عام سبعة وثمانين ومائة وألف، وحاصلها باختصار أن عالما من علماء حاضرة تونس ادعى أن جمع القراءات ممنوع لأنه لم يكن عليه السلف؛ فهو بدعة وكل بدعة ضلالة وأقل ذلك أن يكون مكروها والإدمان على المكروه فسق، فعارضه شيخ القراء في ذلك التاريخ بأن جمع القراءات جائز وذكر له أدلة الجواز فلم يلتفت إليها وحلف ليكتبن في ذلك رسالة إلى أمير تونس أبي الحسن علي باشا باي بن الأمير حسين باشا باي ليأمر بإبطال جمع القراءات فكتب الرسالة في نحو أربع ورقات وأغلظ فيها القول على القراء، ومن ما ذكره فيها أن في جمع القراءات الفساد والتحريف والتبديل للقرآن، ثم أرسلها إلى الأمير المذكور فلما اطلع عليها أمر بإحضار كتب القراءات بين يديه كالنشر في القراءات العشر والإتقان في علوم القرآن وغيث النفع في القراءات السبع وغيرها من المواد وأحضر كثيرا من علماء المالكية والحنفية وأمرهم بتصفح تلك الرسالة وبمراجعة أصولها، فلما راجعوا أصولها وجدوا المنع في تركيب القراءات، وأما جمعها بشروطه المتقدمة فوجدوا في جميع المواد أنه جرى به العمل من أثناء المائة الخامسة إلى أزمنة مؤلفي تلك الكتب، ولما تبين للأمير الحق في المسألة اشتد غضبه على كاتب الرسالة وحكم فيه قاضي باردو فحكم عليه بالنفي من حاضرة تونس فنفي منها ووزعت وظائفه على جماعة من العلماء".
المصدر:
تحفة المقرئين والقارئين في بيان حكم جمع القراءات في كلام رب العالمين – للشيخ إبراهيم بن أحمد المارغني التونسي - مطبوعة بهامش النجوم الطوالع في أصل مقرإ الإمام نافع - دار الفرقان للنشر الحديث – الدار البيضاء – 1994م (ط. مصورة عن ط. التونسية 1322 هـ).
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Jun 2010, 10:17 ص]ـ
أشكر أخي العزيز الدكتور أحمد كوري على هذه المعلومات الطريفة التي يتحفنا بها في ملتقى القراءات، وأسأل الله له التوفيق دوماً.
وهذه الحادثة لها نظائر عن بعض العلماء الذين كانوا يضيقون ذرعاً ببعض الآراء العلمية التي فيها سعة من الأمر، ويتخذون في سبيل معارضتها كافة السبل المشروعة وغير المشروعة أحياناً، ثم تكون العاقبة كعاقبة هذا الشيخ رحمه الله.
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[19 Jun 2010, 03:27 م]ـ
جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ الدكتور المشرف العام، على الاهتمام والمشاركة والإفادة، وشكرا جزيلا لكم.
والشكر والدعاء أيضا لفضيلة الشيخ أبي تيماء.
وفقكم الله وأيدكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(/)
مختصر هجاء التنزيل لأبي داود - شرشال
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[19 Jun 2010, 09:18 م]ـ
في المرفقات الأجزاء الثاني والثالث والرابع والخامس
من مختصر هجاء التنزيل لأبي داود - ملفات وورد المصدر: طبعة مجمع الملك فهد
ودعواتكم الصالحة
محبكم
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[19 Jun 2010, 10:02 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا.
وهذا الجزء الأول، وفيه علامة @ مخفية تفصل الصفحات ليكون موافقا المطبوع.
ـ[ايت عمران]ــــــــ[19 Jun 2010, 11:59 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[20 Jun 2010, 03:21 م]ـ
أشكركم جزيل الشكر سعادة الأستاذ حسين بن محمد على تكرمكم بوضع المجلد الأول.
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
محبكم
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[21 Jun 2010, 02:36 م]ـ
الأخ الحبيب أيمن صالح شعبان، أسأل الله تعالى أن يجزيك عن طلبة العلم خير الجزاء، ويبارك جهودك في الدنيا والآخرة.
ـ[مدثر خيري]ــــــــ[23 Jun 2010, 08:16 م]ـ
جزاك الله خيراً على ما تفضلتم به من رفع الكتاب بصيغة وورد
ـ[محمد أحمد الأهدل]ــــــــ[10 Jul 2010, 08:13 م]ـ
أشكر الأخوين الكريمين:
أيمن صالح شعبان, وحسين بن محمد على هذه الفائدة العظيمة, فجزا هما الله عنا خير الجزاء.(/)
هوامش على كتاب: إثبات تواتر القراءن دون الحاجة إلى اللهجات والقياس في القراءات
ـ[أحمد بن محمد فال]ــــــــ[20 Jun 2010, 12:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين،وبعد:فهذه هوامش على كتاب [إثبات تواتر القرءان دون الحاجة إلى اللهجات والقياس في القراءات] جعلتها على شكل وقفات والتزمت فيها بالمنهجية التالية:
1 - تجنبت فيها أسلوب الردود الذي يتسم عادة بالتجريج والنقد من أجل النقد
2 - التزمت فيها بنقل كلام المؤلف في المسائل التي أردت التعليق عليها
3 - علقت على المسائل حسب ورودها في كلام المؤلف، وربما كررت التعليق عليها بسب تكرر ورودها في كلامه، وربما أحلت عليها تفاديا للتكرار
4 - حصرت كلامي فيها في مسائل القراءات والقياس واللهجات وما يتصل بذلك، وأعرضت عما سوى ذلك،
هذا وقد وقفت في هذا الملتقى على بعض الردود التي نقدت الكتاب من زوايا مختلفة، ولعل هذه الهوامش وتلك الردود تزيل غبار الشبهات التي أثارها المؤلف حول بعض المسائل، والله تعلى نسأل أن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه، إنه سميع مجيب
الوقفة الأولى:
قال المؤلف ((الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه، وبعد فإن القرءان المتواتر جملة وتفصيلا دون الحاجة إلى خلاف اللهجات كالإدغام والتسهيل بأنواعه ونوعي الإمالة والإشمام والروم، وكذلك دون الحاجة إلى الخلاف اللغوي والذي لا علاقة له بالمعنى كوجهي يحسب، وهو وهي المسبوقة بواو أو فاء أو لام ونحوها، ومثل الفتح والإسكان في ياءات الإضافة المختلف فيها، والحذف والإثبات في الزوائد المختلف فيها، ومثل وجهي (الملائكة اسجدوا) والتأنيث والتذكير والخطاب والغيب وغالب الجمع والإفراد، ومثل وجهي (القدس) و (أكل) و (خطوات) ومثل تعدد اللغات في جبريل وميكال، وكذلك تواتر القرءان في كل خلاف معنوي، وفي كل زيادات في المبنى وتركها، كل على حدة مثل وجهي و (صى) و (فتنوا) النحل (وأرجلكم) و (يطهرن) و (ترجعون) بمعنى البعث، ومثل زيادة (هو) قبل الغني في الحديد وكقراءات (وأن يظهر في الأرض الفساد) وشبهه.
أقول لو تركنا جميع لهجات القسم الأول واكتفينا بالأصل الذي أثبتنا تواتره كما سيأتي قريبا، وكذلك لو اكتفينا بأحد وجهي الخلاف اللغوي الذي لا علاقة له بالمعنى في القسم الثاني لتم انقراض كثير من الروايات والقراءات ولما تأثر تواتر القرءان الذي يجب أن يتمسك بخلافه المعنوي كما هو القسم الثالث، وأن تتعدد بحسبه المصاحف والتلاوة، إن القضاء على الخلاف في القسم الأول ضروري لأنه خطوة ومشاركة في إنقاذ آية (ولقد يسرنا القرءان للذكر) المكررة في القمر بدل هذه اللهجات التي قلبت المعادلة وجعلت التمسك بها عائقا أمام إتقانالقرءان والتفرغ لخلافه المعنوي، وإن القضاء على الخلاف في القسم الثاني غير ضروري لكنه مشاركة في التيسير ولعلهما المقصودان بقول ابن الجزري النشر ("1/ 32" فلما تذللت ألسنتهم بالقراءة ... إلخ)).هـ
أقول: هذه هي المقدمة التي بدأ بها المؤلف كتابه، وقد رأيت أن انقلها برمتها ليقف القارئ على منهجه في العرض والاستدلال، أما ماورد في هذه المقدمة، فيجاب عنه من أوجه:
الوجه الأول: أن اللهجات العربية،جزء من اللغة التي نزل بها القرآن، فلا يمكن أن تنفصل عنها، لأن العلاقة بينهما علاقة تلازم، وقد نص علماء القراءات على هذا المعنى، حين اشترطوا في صحة القراءة أن يصح سندها وتوافق الرسم ولو احتمالا، وتوافق اللغة ولو بوجه، سواء أكان أفصح أم فصيحا،مجمعا عليه أم مختلفا فيه اختلافا لايضر مثله،إذا كانت القراءة مما شاع وذاع وتلقاه الأمة بالإسناد الصحيح، إذ هو الأصل الأعظم والركن الأقوام ([1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn1) )، ولعل هذا هو السر في أن المؤلف ألغى هذه الأركان، لاشتمالها على هذا الركن، لأن القضاء على اللهجات لايمكن الوصول إليه إلا بهذه الطريقة التي سيذكر المؤلف أنها إحدى نتائج تحقيقاته، ثم إن هذه اللهجات أقرب إلى اللغة التي نزل بها القرآن من كثير من الكلمات التي يسميها العلماء بالْمًعَرَّبِ، ك (مشكاة) و (قسطاس) و (إستبرق) فالأولى كلمة هندية،والثانية كلمة رومية، والثالثة كلمة فارسية ([2]
(يُتْبَعُ)
(/)
( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn2))، ولم ينقل عن أحد من المتقدمين أنه هم بتصفية القرآن من هذه الكلمات التي ترجع في أصولها إلى لغات العجم،أفلا يسع المؤلف ما وسع غيره من المتقدمين والمتأخرين؟
الوجه الثاني: أن تصفية القرءان من اللهجات أمر غيرممكن، لوجود كلمات كثيرة من القرآن لم تقرأ إلا بهذه الأوجه، التي يحلو للمؤلف ان يسميها ب"اللهجات،"ومن أمثلة ذلك:
1 - ((آلذكرين)) في الانعام و ((آلله)) في يونس والنمل و ((الآن)) في موضعي يونس،فقد اتفق القراء العشرة على قراءة الهمزة الثانية من هذه الكلمات الثلاث في مواضعها الستة بوجهين، أحدهما تسهيلها بين بين، وثانيهما إبدالها ألفا مع المد الطويل، ولم يقرأ أحد منهم بتحقيقها كما سيأتي
2 - :إجماع القراء على الادغام في مواطن كثيرة، منها ما أشار إليه الشاطبي بقوله:
ولا خلف في الادغام إذ ذل ظالم وقد تيمت دعد وسيما تبتلا
وقامت تريه دمية طيب وصفها وقل بل وهل: راها لبيب ويعقلا
ومنها (يدرككم) و (واضرب بعصاك) وماكان مثله مما سكن فيه أول المثلين في كلمة واحدة أو في كلمتين وهو كثير في القرآن، ومنها إدغام النون الساكنة والتنوين في اللام والراء بغير غنة، وإدغامهما في حروف (ينمو) بغنة، ومنها: الإدغام في (الضالين) و (صواف) ونحوه، ويشملكثيرا من كلمات القرآن،فهذا كله يدلك على أن تواتر القرآن لاينفك عن هذه اللهجات، وإلا فقل لي فيكف يتأتى أداء هذه الألفاظ التي لم تنطق بها العرب إلابهذه الكيفية، ولم ينقل فيها عن أحد من القراء غير ما ذكر
الوجه الثالث: أن هذه النظرية غير قابلة للتطبيق، وقد ظهر ذلك بشكل واضح في خاتمة الكتاب ا حين اقترح المؤلف أن تعتمد رواية حفص في الإقراء، لقلة اللهجات فيها، فلم يلبث أن اصطدم بالتسهيل في ((أأعجمي))، والروم والاشمام في ((تأمنا)) ([3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn3)) فاختار التحقيق في ((أأعجمي)) موافقة لبعض القراء، واختار الادغام في ((تأمنا)) موافقة لأبي جعفر، فوقع فيما فر منه، لأن لإدغام صنو الروم والاشمام، ولأنه يلزم على الادغام في (تأمتا) تحقيق الهمزة لحفص، ولا يخفي ما في ذلك، لأن الجمع بين التحقيق والإدغام المحض لم يقرأ به أحد من العشرة من الطرق المشهورة المقروء بها، فلم يبق من سبيل إلا أن يقول بجواز القراءة بالإ ظهار، وتلك ثالثة الأثافي، لأن الإظهار لم يقرأ به في المتواتر.
الوجه الرابع: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُقِرُّ قراءات أصحابه للقرءان على اختلاف لهجاتهم، وما أقره لا يمكن إلا أن يكون وحيا منزلا من عند الله، فقدتواترر فيما تواتر من حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه صلى الله عليه وسلم أقرأ هشام ابن حكيم سورة الفرقان على وجه لم يقرئ عليه عمر ابن الخطاب، فسمع عمر قراءة هشام فأنكرها، فرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقرأ يا هشام) فقرأ، فقال (هكذا أنزلت)، ثم قال (اقرأ ياعمر) فقرأ (فقال هكذا أنزلت) ([4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn4))
واماقوله: ((وكذلك دون الحاجة إلى الخلاف اللغوي والذي لا علاقة له بالمعنى كوجهي يحسب، وهو وهي المسبوقة بواو أو فاء أو لام ونحوها)) فسيأتي الجواب عنه.
وأما قوله ((إن القضاء على الخلاف في القسم الأول ضروري لأنه خطوة ومشاركة في إنقاذ آية (ولقد يسرنا القرءان للذكر) المكررة في القمر بدل هذه اللهجات التي قلبت المعادلة وجعلت التمسك بها عائقا أمام إتقان القرءان والتفرغ لخلافه المعنوي، وإن القضاء على الخلاف في القسم الثاني غير ضروري لكنه مشاركة في التيسير)).
فيجاب عنه بأن اختلاف الأوجه ليس بالأمر الذي يعكر على علي قاعدة التيسير التي أشارت إليها الآية، وذلك أن الله تعلي جعل في طبائع البشر نوعا من التباين في العقل والإدراك والفهم، وهذا الاختلاف لا يناسبه إلا كثرة الأوجه وتعدد الروايات الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك في حد ذاته مظهر من مظاهر التيسير، وسياتي مزيد بيان لهذه المسالة
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref1) انظر: النشر 1/ 13 وإتحاف فضلاء البشر، ص.18.
[2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref2) انظر المعرب فيما وقع في القرآن من المعرب: للإمام السيوطي ص:27
[3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref3) من المعاني اللطيفة أن لقاريء حين يلفظ بهذه الكلمة،تضظرب شفتاه، نوع اضطراب، فكأنه يحكي حال إخوة يوسف حين قالوا لأبيهم ماقالوا.
[4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref4) الحديث رواه البخاري في كتاب التفسير باب (لقد جاء كم رسول من أنفسكم) 8/ 194، وفي كتاب الجهاد: باب قول الله عز وجل (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) 6/ 26، وفي كتاب المغازي، باب: غزوة أحد وقول الله (وإذ غدوت من أهلك .. ) 9/ 400،وفي كتاب التفسير، باب (فمنهم من قضي نحبه .. ) 8/ 377، وفي باب جمع القرآن 9/ 626،وفي باب كتاب النبي صلى الله عليه وسلم،8/ 637، وفي كتاب الأحكام باب: يستحب للكاتب أن يكون أمينا عاقلا،13/ 195، وفي كتاب التوحيد: باب: وكان عرشه على الماء 13/ 414، ورواه مسلم في الصحيح 6/ 98، ومالك في الموطا1/ 406.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بن محمد فال]ــــــــ[20 Jun 2010, 05:02 ص]ـ
الوقفة الثانية
وأما قوله ((إن الجمود والانحطاط في علم القراءات بدأ مبكرا جدا بمنعطفين اثنين: أولهما: تمسك القراء بعد جيل التابعين بلغات العرب ولهجاتها، التي وسعتها الأحرف السبعة المنزلة تخفيفا على العرب الأميين، ولا يخفى انقراض الذين احتج بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لربه أنهم لا يطيقون القراءة بلغة قريش وحدها، إذ لم يمض جيل الصحابة فضلا عن التابعين حتى لم يعد في الجزيرة قبيلة متقوقعة لا تعرف غير لغتها إذ وقع الاختلاط ونفر الرجال إلى الجهاد خارج الجزيرة، وتأثر جميع العرب بالعجم مما يعني تأثر العرب بعضهم ببعض قبل ذلك، وبعد انقراض جيل الصحابة لم يعد من قبائل العرب من لا يستطيع غير تخفيف الهمزة أو غير الإدغام الكبير أو غير قراءة نحو (حيل، سيق، قيل) بإشمام أوائلها الضم، أو غير قراءة ذوات الياء بالإمالة الخ، وكم رأينا من القراء والمتعلمين العرب من لا يطيق التفرقة بين قسمي الإمالة ولا النطق ببين بين ولا الروم والإشمام منذ انقراض جيل التابعين إلى يومنا هذا، قال القاضي أبو العلاء في غايته ومن لم يمل عنه يعني عن أبي عمرو فعلى على اختلاف حركة فائها وأواخر الآي في السور اليائيات وما جاورها من الواويات فإنه يقرأ جميع ذلك بين الفتح والكسر، وإلى الفتح أقرب، قال ومن صعب عليه اللفظ بذلك عدل إلى التفخيم لأنه الأصل انتهى من النشر2/ 54. قلت يعني التفخيم الفتح الخالص وهو صريح فيما ذهبنا إليه من ضرورة قراءة القرءان باللغة الفصحى الخالية من اللهجات)).ه، فنجمل الكلام عليه فيما يلي:
أما قوله ((إن الجمود والانحطاط في علم القراءات بدأ مبكرا جدا بمنعطفين اثنين الخ .. ))
فيجاب عنه بأن تمسك القراء بعد جيل الصحابة والتابعين بلغات العرب ولهجاتها ليس دليلا على الجمود والانحطاط في علم القراءات، لأن القراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول، فلا مجال فيها لرأي ولا اجتهاد، فعلي المؤلف أن يبحث عن دليل يستدل به على إثبات هذه الصفة التي لايستساغ إطلاقها على علم من أقرب العلوم صلة بكتاب الله تعلى.
وأماتقيد رخصة تعدد الأوجه بالعرب الأميين، فهو أمرليس بلازم، وإن كان الذين عاصروا نزول القرءان من العرب مقصودون بالتيسير بدرجة أولى، إلا أن التيسير يشمل غيرهم ممن لم يلحقوا بهم من الأمم، فأيهما أقرب إلى التيسير؟ أن يحمل الناس عربا وعجما على وجه واحد من أوجه القراءة؟ أو تترك لهم حرية الاختيار في القراءة بما صح من القراءات التي تمسك بها جيل التابعين الذين تلقوها تلقيا عن الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وشاهد ذلك أن شعوبا كثيرة تشارك عرب الجاهلية في صفة الأمية، وتلك الشعوب مشمولة بشريعة القرءان ومتعبدة بتلاوة حروفه، وقد يكون منها من لا يستطيع غير تسهيل الهمز بالمعنى العام للتسهيل، أولا يستطيع غير الإدغام أو نحو ذلك الأوجه التي تواترت بها القراءة، زد على ذلك أن اللهجات العربية فيها تداخل مع لغات الشعوب المجاورة لبلاد العرب، وبذلك تكون قاعدة التيسير أعم من أن تكون خاصة بالعرب الأميين.
وأما التسهيل البيني، والروم والإشمام والتفريق بين نوعي الإمالة، فليس من أمهات المستحيل، ولا يمكن أن يكون كذلك، لأنه من الأوجه التي تواترت بها القراءة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأنه، داخل في حيز قوله تعلى (ولقد يسرنا القرآن للذكر).
وإما القراء والمتعلمون العرب الذين رءاهم المؤلف واستدل بعدم قدرتهم على تحقيق تلك الصيغ،فليسوا حجة على قراءات التنزيل، والشيء الذي نؤكده هنا أنه ليس بين معرفة ذلك وعدمها إلا رياضة اللسان والتلقي عن أهل الشأن،،ولا يزال يوجد في هذه الدنيا أناس كُثرٌ يحكمون النطق بتلك الصيغ كما أنزلت من عند الله، وسيبقى وجود مثل هؤلاء في مختلف الأعصار والأمصار إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها، لأن ذلك من لوازم حفظ القرءان الذي تكفل الله به، وقد تشرفنا بلقاء بعض هؤلاء في هذه الصحراء القصوى وفي المدينة المنورة، وبلغنا خبرهم في المغرب و مصر والشام والعراق واليمن.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما استدل المؤلف بكلام أبي العلاء، ففيه نظر، لأن، كلامه مستل من سياق خاص، كما يعلم من الوقوف عليه، وتوضيح ذلك أن أبا العلاء كان يتحدث عن اختلاف الرواة عن أبي عمرو البصري في الفتح والإمالة، حيث قال قبل الكلام الذي نقله المؤلف (أمال أبو عمرو غير السوسي والقطيعي) [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn1)، ثم أورد الكلام المذكور، ثم قال بعده (ووافقه أبو بكر والقطان) [2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn2)، ثم قال عقب ذلك (فمن صعب عليه اللفظ بذلك مال إلى التفخيم،لأنه الأصل) [3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn3)، فهذا هو كلام أبي العلاء في سياقه العام، وهو كما ترى بيان للأوجه التي نقلها الرواة عن أبي عمرو، ومعناه أنهم رووا عنه الفتح والإمالة جميعا، فإذا صعب على أحدهم هذا الوجه،عدل عنه إلى غيره، لأنه تلقى الفتح والإمالة جمعا، وأما المعنى الذي لأجله ساق ابن الجزري كلام أبي العلاء،فهو مغاير كل المغايرة لما أراده المؤلف، فإنه قال بعد نقله للكلام المذكور (وأشار الحافظ أبو العلاء إلى الجمع بين الروايتين في غايته ... إلخ) [4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn4)، ثم قال بعد ذلك (وكل من الفتح وبين بين صحيح ثابت عن أبي عمرو من الروايتين المذكورتين، قرأت به وبه آخذ) [5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn5)، وعلى هذا فاستدلال المؤلف بكلام أبي العلاء استدلال في غير محله، لأنه مبني على نقل غير صحيح، فاذا تقرر ذلك، فاعلم أن الإمالة لغة عربية فصحيحة تواتر بها القرءان الكريم، ونقها الأئمة الثقاة، قال أبو القاسم الهذلي ( .. وما من أحد من القراء إلا ورويت عنه إمالة قلت أو كثرت) [6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn6)، وقال ابن الجزري: ( .. والإمالة لغة فاشية في قبائل العرب، كهوازن وبكر بن وائل، وسعد ابن بكر وغيرها، وهي من الأحرف السبعة التي نزل بها القرءان، وكتب الصحابة المصحف على وفقها، نحو موسى وعيسى وشبهه مما كتبوه بالياء على لغة الإمالة ([7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftn7))
[1] (http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref1) انظر: غاية الاختصار في قراءات العشرة أئمة الأمصار لأبي العلاء الهمذاني 1/ 291.
[2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref2) المصدر السابق 1/ 291
[3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref3) المصدر السابق 1/ 291
[4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref4) انظر: النشر 2/ 54
[5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref5) المصدر السابق 2/ 54
[6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref6) انظر الكامل (مخطوط) ورقة 160
[7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=20#_ftnref7) انظر: منجد المقرئين ص:60
ـ[أحمد بن محمد فال]ــــــــ[20 Jun 2010, 05:57 م]ـ
الوقفةالثالثة:
وأما قوله ((وأما ثاني المنعطفين فقد بدأ مع نهاية القرن الثاني عقب قراء الأمصار، إذ خلفتهم أجيال قال عنها بن الجزري في النشر1/ 9: فكان منهم المتقن للتلاوة المشهور بالرواية والدراية، ومنهم المقصر على وصف من هذه الأوصاف، وكثر بينهم لذلك الاختلاف وقل الضبط واتسع الخرق وكاد الباطل يلتبس بالحق ([1] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftn1)). انتهى بلفظه)).هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
فيجاب عنه بأن كلام ابن الجزري وارد في سياق خاص، وهو أنه كان يتحدث عن قراء الأمصار من الصحابة والتابعين وغيرهم، ثم قال ( .. ثم إن هؤلاء المذكورين كثروا و تفرقوا في البلاد وانتشروا، وخلفهم أمم بعد أمم،عرفت طبقاتهم واختلفت صفاتهم، فكان منهم المتقن للتلاوة المشهور بالرواية والدراية .. ) ثم عقب على ذلك بقوله (فقام جهابذة علماء الأمة وصناديد الائمة، فبالغوا في الاجتهاد، وبينوا الحق المراد، وجمعوا الحروف والقراءات،وعزوا الوجوه والروايات، وميزوا بين المشهور والشاذ، والصحيح والفاذ، بأصول أصلوها، وأركان فصلوها، ونحن نشير إليها ونعول كما عولوا عليها) ثم ذكر الأركان الثلاثة وأفاض في الحديث عنها بما ينبغي الوقوف عليه.
وأما قوله ((وخلص بعد ذلك ابن الجزري الى أن هذا كان السبب في تأصيل أصول وأركان القراءات التي هي صحة السند وموافقة وجه من النحو والرسم، واعتبار خلو القراءة من أحد هذه الأركان الثلاثة عند أئمة التدوين منذ القرن الثالث دليلا قويا لوصفها بالشذوذ، أي: عن أداء المصاحف العثمانية)) هـ.
فيجاب عنه بأنه كلام وارد في سياق الحديث عن نشأة علم القراءات، ومراحل تطوره، أما الأركان الثلاثة، فسيأتي الحديث عنها.
وأما قوله: ((قلت وإنما كانت هذه الأركان ميزانا وضعه المصنفون الأوائل الذين كانوا يجمعون ما وصل إليهم من القراءات، ولقد كانت هذه الأركان لحفظ القراءات والروايات وضابطا لقبول انشطارها وتعدده)) هـ.
فيجاب عنه بأن تنويه القراء بهذه الاركان واشتهارها في كتبهم، لا يعني أنهم وضعوها من عند أنفسهم، بل هي محل إجماع ممن سبقهم، كما سيأتي بيانه، وأول من ذكرها –فيما رأيت- أبو عبيد:القاسم بن سلام المتوفى سنة 224هـ، فيما نقل عنه ابن الأنباري في إيضاح الوقف والابتداء ([2] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftn2))، ثم اشتهرت بعد ذلك في كتب القراء والمصنفين، فقد ذكرها ابن جرير الطبري ([3] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftn3)) المتوفى سنة:310 هـ،ومكي بن أبي طالب الموفى سنة 437هـ،والمهدوي المتوفى سنة 330 هـ،والداني المتوفى سنة 444هـ، وأبو شامة 665هـ، والكواشي 680هـ، وإليها أشارابن الجزري في الطيبة بقوله:
وكل ما وافق وجها نحوي = وكان للرسم احتمالا يحوي
وصح إسنادا هو القرآن = فهذه الثلاثة الأركان
وحيثما يختل ركن أثبتي = شذوذ، لو أنه في السبعة
وقال في النشر في معرض حديثه عنها ( .. هذا هو الصحيح عن الأئمة المحققين من السلف والخلف) ([4] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftn4)) ، وهو كما قال –رحمه الله تعالى- فإن هذه الأركان تستند إلى أساس متين، فأما موافقة القراءة للرسم فمحل إجماع من الصحابة، وأما موافقة القراءة لوجه من أوجه اللغة، فأمر أوضح من أن يستدل عليه، وأما صحة السند فأمرها مشهور معروف يكفي من الاستدلال عليه الإشارة إلى قصة خزيمة ابن ثابت الذي شهد على آية لم توجد عند غيره فقبل الصحابة شهادته،لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل شهادته بشهادة رجلين في قصة معروفة، فأثبت الصحابة الآية بذلك ([5] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftn5).)
وأما قوله (( .. إذ كانوا يكتفون بصحة السند إلى أحد أئمة المصنفين وأئمة القراءات،)) هـ.
فيجاب عنه، بأنهم إنما فعلوا ذلك، لأن صحة أسانيد الأئمة والمصنفين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، محل إجماع، لاتفاق أهل الأمصار على قراءة أولئك الأئمة، واشتهارهم بالعدالة وانتصابهم للإقراء.
وأما قوله ((ولا يستطيع أحد رفع كل خلاف من قبيل اللهجات في القراءات الى النبي (ص) ([6] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftn6)) إلا أن يكون جاهلا يهرف بما لايعرف، أما القرآن فهو متواتر حرفا حرفا وفي كل كلمة منه وحتى في تفردات القراء والرواة مثل تفرد حفص في تحريك همزة دأبا وفي تنوين من كل في هود والفلاح وتفرد ابن عامر الشامي في قراءته آية الأنعام وكذلك زين ونحوه اذ جميع تفردات القراء في الفرش وفي ماليس من قبيل اللهجات هي تفردات لهم من طرقنا فقط إذ وافقهم كثير من معاصريهم ومن قبلهم في قراءتها كذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
)) هـ
فنجمل الكلام عليه فيما يلي:
فأما قوله (ولا يستطيع احد رفع كل خلاف من قبيل اللهجات) فهو إلزام غير لازم،لأنه لايستطيع أحد أيضا رفع كل خلاف ليس من قبيل اللهجات، لاتساع دائر الخلاف، وإنما يُستطاع ذلك فيما كان من قبيل الخلاف الواقع في القراءات السبع والعشر من الطرق المشهورة المقروء بها اليوم، سواء أكان من قبيل اللهجات أو غيرها، فرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم أمر لاشك فيه.
وأما قوله ( .. إذ جميع تفردات القراء في الفرش وفي ما ليس من قبيل اللهجات .. ) فهو قيد غير مسلم، لأنه تخصيص بغير مخصص، ولأن تفردات القراء فيما كان من قبيل اللهجات، هي تفردات لهم من الطرق المقروء بها اليوم، وإلا فقد وافقهم عليها كثير من القراء من طبقهم، بل ومن طبقة شيوخهم وشيوخ شيوخهم، لأن كثيرا من القراءات التي تنسب إلى هؤلاء القراء،هي قراءات لبعض الصحابة والتابعين، وإنما اشتهرت نسبتها الى هؤلاء القراء بسبب اشتهارهم بالإقراء وإجماع الأمة على قرائتهم، قال ابن الجزري ( .. إن قراءة كل أهل بلد متواترة بالنسبة إليهم، ونسبتها إلى إمام من أئمة القراءة اصطلاحية، وإلا فكل أهل بلد كانوا يقرءونها، أخذوها أمما عن أمم، ولو انفرد واحد بقراءة دون أهل بلده، لم يوافقه علي ذلك احد، لأن كل قراءة نسبت إلى قارئ من هؤلاء، كان قرائها زمان قارئها وقبله أكثر من قرائها في هذا الزمان وإضعافهم، ولو لم يكن انفراد القراء متواترا، لكان بعض القرآن غير متواتر) ([7] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftn7)) .
وأما قوله ((ولقد كان نسخ هذه الأركان الثلاثة إحدى نتائج تحقيقاتي)) فهو كلام فيه نظر، لأن (نسخ) [8] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftn8) هذه الأركان أمر مقطوع باستحالته، لأنها في حكم اليقينيات التي لايتطرق إليها الشك،لإجماع المسلمين عليها من عهد الصحابة إلى يوم الناس هذا، ولكي ندرك حقيقة هذه الأركان، لابد أن نعرف المراد بها عند العلماء:
صحة السند:
أما صحة السند فالمراد بها: أن تكون القراءة عن عدل ضابط عن مثله من أول السند إلى أن ينتهي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، من غير شذوذ ولا علة قادحة،ويكون ذلك مشهورا عند أئمة القراءة ([9] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftn9))
موافقة العربية:
وأما موافقة القراءة للغة، فالمرد بها أن توفق القراءة وجها من أوجه اللغة سواء أكان أفصح أم فصيحا،مجمعا عليه أم مختلفا فيه اختلافا لايضر مثله،اذا كانت القراءة مما شاع وذاع،وتلقاه الأمة بالإسناد الصحيح، إذ هو الأصل الأعظم والركن الأقوام ([10] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftn10))، والسر في ذلك أن القرءان نزل بلغة العرب، وهي من أوسع اللغات وأكثرها مفردات، ومن هنا لم يلتفت أهل العلم إلى إنكار بعض النحويين لبعض القراءات المتواترة، كقراءة حمزة (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام) بخفض الأرحام، وقراءة قنبل (إنه من يتقي ويصبر) بإثبات الياء مع الجازم، فلم يكن لإنكار هؤلاء النحاة أثر، فكأنما ذهبت به الريح أو طارت به عنقاء مغرب، وما يقال عن اعتراض بعض النحاة على بعض القراءات بحجة مخالفتها للقياس النحوي، يقال عن اعتراض المؤلف على بعض حيثيات هذا الركن بحجة تصفية القرءان من اللهجات، إلا أن الحقيقة التي لا مراء فيها هي أن القرءان حجة على اللغة،وليست اللغة حجة على القرءان، وقد عجب الإمام الفخر الرازي من صنيع بعض النحاة الذي يثبتون اللغة بشعر مجهول القائل ثم ينسون أن إثباتها بالقرءان أولى ([11] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftn11))، ولو أدرك الفخر الرازي زمانا، لعجب ممن يريد أن يعلم العرب صناعة القول ويلقنهم أساليب الفصاحة وضروب البيان، وحق للعرب أن ينشدوا قول شاعرهم الحكيم:
فهل يستطيع الضب أن يرشد القطا = وهل يستوي الخِرِّيتُ والمتحير ([12] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftn12))
موافقة الرسم:
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما موافقة الرسم، فالمراد بها موافقة القراءة لأحد المصاحف العثمانية،ولو احتمالا، والسر في ذلك أن الرسم العثماني استوعب كل ما تواتر نقله من القراءات،لأنه كتب بدون تشكيل ولا تنقيط، وكان مما عزز مكانته في النفوس أنه محل إجماع من الصحابة،ومن الأمثلة التي توضح مدى استيعاب الرسم العثماني للقراءات المتواترة، قوله تعالى (فتبينوا) في النساء و الحجرات، فقد قرأ حمزة والكسائي بثاء مثلثة بعدها باء موحدة، فتاء مثناة فوقية، من التثبت، وقراها الباقون بباء موحدة بعدها ياء مثناة تحتية، فنون موحدة من فوق، من التبين، وقوله تعلى (ليحصنكم من بأسكم) قرأها شعبة بالنون، وقرأها ابن عامر وحفص بالتاء، وقرأها الباقون بالياء، وقوله تعلى (والله يقص الحق) قرأها أبو عمرو وابن عامر وحمرة والكسائي بإسكان القاف، وبعدها ضاد معجمة مكسورة مخففة من القضاء، وقرأها الباقون بضم القاف وإهمال الضاد وضمها وتشديدها، من القصص، هذا ولم تقتصر مرونة الرسم على القراءات المتواترة بل تجاوزتها لتشمل كثيرا من القراءات والشاذة، فمن ذلك قوله تعلي (لكل امرئ منهم يومئذ شأن يُغنيه) فقد قرأها الأعمش بفتح الراء وإهمال العين ساكنة، وقوله تعلى (وادَّكَّرَ بعد أُمَّةٍ) فقد قرأها الحسن بهمزة مفتوحة بعدها ميم مخففة فهاء منونة، من الأَمَهِ، وهو النسيان ([13] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftn13)) ، ولم تقصر هذه المرونة على فرش الحروف، وإنما تجاوزه ليستوعب كثيرا من جزئيات أصول القراءة كالإمالة وهيئة الأداء والوقف ونحوذلك.
والخلاصة أن نفي هذه الأركان يلزم منه نفي تواتر القرآن، لأنها بمثابة المقياس الذي يقاس به التواتر، وتعرف به صحة القراءة، فأقل مايقال عن هذه الآراء والاجتهادات أنها خدمة مجانية للمستشرقين ([14] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftn14)) الذين يسعون إلى التشكيك في القرءان والطعن في نقله، ليتسنى لهم التشكيك في دين الله جملة وتفصيلا.
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftnref1) أشار الدكتور السالم الجكني في تحقيقه للنشر إلى أن هذا النص من كلام أبي شامة، وأحال عليه في المرشد الوجيز وفي وإبراز المعاني، انظر: تحقيق النشر ص:360،وهو كما قال حفظه الله.
[2] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftnref2) انظر الإيضاح الوقف والابتداء 1/ 311.
[3] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftnref3) انظر الإبانة عن معاني القراءات ص.40.
[4] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftnref4) انظر النشر 1/ 9.
[5] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftnref5) انظر صحيح البخاري بشرح ابن حجر 9/ 19. كتاب الجهاد الباب رقم 12 الحديث رقم 808 وكتاب التفسير الحديث رقم 4883
[6] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftnref6) كذا في الأصل.
[7] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftnref7) انظر: منجد المقرئين ص:207 - 210
[8] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftnref8) النسخ في اللغة: الإزالة والنقل والتحويل، يقال نسخت الشمس الظل والريح الأثر، و نسختُ الكتاب،ونسخت النحل أي:نقلت خليتها إلى خلية أخرى، وفي اصطلاح الأصوليين: هو رفع حكم شرعي بدليل شرعي متراخ عنه، فانظر أي هذه المعاني أراد المؤلف.
[9] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftnref9) انظر النشر 1/ 58.
[10] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftnref10) انظر النشر 1/ 13 وإتحاف فضلاء البشر، ص.18.
[11] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftnref11) انظر تفسير الرازي 3/ 193.
[12] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftnref12) يقال: أحير من ضب وأهدى من القطا، والخريت: الماهر بالطرق والمسالك.
[13] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftnref13) ووجه قراءة الجماعة أن الأمة بمعنى الزمن،أي تذكر بعد زمن، أوبعد نسيان.
[14] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftnref14) زعم المستشرق (جولدسهير) في كتابه (مذاهب التفسير الإسلامي) أن القراءات ليست عن رواية ونقل، وإنما هي اجتهاد من القراء ليرضوا مقاصدهم واذواقهم، وزعم المستشرق الألماني آثر جفري أن قراءات القرءان تطورت على الأيام وزاد فيها المسلمون شيئا كثيرا، وزعم المستشرق (كازا نوفا) أن الجمع العثماني للقرءان مجرد أسطورة نسجت على عهد الأمويين للإشادة بعثمان الذي تربطهم به علاقة القرابة والرحم، انظر: (الاختيار في القراءات والرسم والضبط) محمد بلوالي ص:.34
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[20 Jun 2010, 09:05 م]ـ
الأخ احمد بن محمد فال
السلام عليكم
اطلعت على كلامك وأشكره لك وسأناقشه إكراما لك وإلا لتركته لأنك تنقض قولي بما اعترضت عليه وكان الأولى نقضه بجديد ومثال ذلك ما يلي:
وأما قوله ((ولقد كان نسخ هذه الأركان الثلاثة إحدى نتائج تحقيقاتي)) فهو كلام فيه نظر، لأن (نسخ) [8] هذه الأركان أمر مقطوع باستحالته، لأنها في حكم اليقينيات التي لايتطرق إليها الشك،لإجماع المسلمين عليها من عهد الصحابة إلى يوم الناس هذا، اهـ ثم استشهدت بشرح ابن الجزري للأركان الثلاثة.
وأقول جوابا لكنك تعلم يقينا أن الداني رحمه الله فمن بعده من مصنفي طرق الرواة لم يوظفوها بل لم يوظفوا منها ركنا واحدا في حرف واحد من أحرف الخلاف بل تضمنت كتب المصنفين من طرق الرواة لا سيما أمهات النشر أحرف الخلاف نصا وأداء مجتمعين وإلا فنصا منصوصا في أحرف الخلاف وهو قليل معلوم حصرته حصرا وسأنثره نثرا أعني القسم الثالث الذي قرأ به مكي في تبصرته والقسم الأخير الذي قرأ به الداني في جامعه وهو الذي قاسوه على نظائره مما لم يقرأوا به ولم يجدوه منصوصا فيما سبقهم من كتب أئمة القراءات.
كما هو صريح كلامهما التالي:
ما أشار مكي ابن أبي طالب رحمه الله في آخر كتابه التبصرة حين قال: "فجميع ما ذكرناه في هذا الكتاب ينقسم إلى ثلاثة أقسام قسم قرأت به ونقلته وهو منصوص في الكتب موجود، وقسم قرأت به وأخذته لفظا أو سماعا وهو غير موجود في الكتب وقسم لم أقرأ به ولا وجدته في الكتب ولكن قسته على ما قرأت به إذ لا يمكن فيه إلا ذلك عند عدم الرواية في النقل والنص وهو الأقل اهـ بلفظه وهو كذلك في التبصرة.
وما أشار إليه الداني رحمه الله تعالى في مقدمة كتابه جامع البيان (1/ 101) إذ قال ما نصه "ولا أعدو في شيء مما أرسمه في كتابي هذا مما قرأته لفظا، أو أخذته أداء، أو سمعته قراءة، أو رويته عرضا أو سألت عنه إماما، أو ذاكرت به متصدرا، أو أجيز لي أو كتب به إليّ أو أذن لي في روايته أو بلغني عن شيخ متقدم ومقرئ متصدر بإسناد عرفته، وطريق ميزته أو بحثت عنه عند عدم النص والرواية فيه، فأبحث بنظيره وأجريت له حكم شبيهه" اهـ بلفظه محل الغرض منه.
أخي أحمد بن محمد فال
مرة أخرى أشكرك على نقاشك بحثي ولأن الشكر عمل فإليك النقاش التالي:
الحسن بن ماديك
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[21 Jun 2010, 02:26 ص]ـ
الرد على أحمد بن محمد فال
الأخ أحمد بن محمد فال
يابن بلدي كنت أتمنى لو تعرفت عليك لأستفيد منك أكثر.
إن النسخة التي ناقشت من بحثي " إثبات تواتر القرآن دون الحاجة إلى اللهجات والقياس في القراءات " نسخة قديمة جدا مضى عليها أكثر من عقد، وقد أصبحت بحثا أكثر عمقا في (26) صفحة غير أني لم أنقض جزئية واحدة من البحث الأول.
وأقول: في كلامك تدليس كبير بدليل:
1. أني أقرّ في بحثي وفي نفسي بأن القرآن نزل بلهجات العرب كالإمالة بنوعيها والإدغام بنوعيه وتسهيل الهمز كالنقل وبين بين وإسقاط الهمز ولهجات التخفيف وعلى غير قياس من المسموع في كلام العرب ... وإنما أثبتّ تواتر القرآن بلسان عربي مبين خال من تلك اللهجات.
2. أن الربط بين الأركان الثلاثة وبين تلك اللهجات فلسفة إذ لم يقل بها غيرك قبلك بل لم يوظف تلك الأركان الثلاثة أحد من مصنفي طرق الرواة ابتداء بابن مجاهد (ت 324 هـ) وانتهاء بابن الجزري (ت 833 هـ) وإلا فهات حرفا واحدا من أحرف الخلاف من الأصول (مظنة اللهجات) أو من الفرش توقف عنه أحد المصنفين من طرق الرواة حتى عرضه على الأركان الثلاثة ولئن جئت به لتجدنّي أول الشاكرين لك
3. أن قولك " إذا كانت القراءة مما شاع وذاع وتلقاه الأمة بالإسناد الصحيح، إذ هو الأصل الأعظم والركن الأقوام ولعل هذا هو السر في أن المؤلف ألغى هذه الأركان، لاشتمالها على هذا الركن " اهـ إنما هو تقوّل عليّ وافتراء منك بأني أنكر الإسناد الصحيح وأطعن في الأصل الأعظم والركن والأقوم هكذا توهم الناس، بتقوّل منك يرده أمران أولاهما أني قررت بدل الأركان الثلاثة ركنان هما (1) الأداء المتصل بشرطه (2) تحرير الأداء من القياس.فلا يجتمع القول بالأداء المتصل بشرطه مع القول بإنكار صحة السند فاعلم، وثانيهما أن جميع بحوثي في القراءات تعني هدفا
(يُتْبَعُ)
(/)
واحدا معلن غير مخفي هو إعادة الأمة إلى الأداء بالمصاحف العثمانية أي إلى خمس أو ست روايات بها وأبشرك بأن هذا الأداء موجود منصوص في هذه القراءات المتوفرة ويتبقى منها كثير من القياس لا نحتاجه لإثبات تواتر القرآن وإنما تحتاجه الروايات عن القراء تماما كما قال المحقق ابن الجزري في نشره (1/ 13) وإذا اشترطنا التواتر في كل حرف من حروف الخلاف انتفى كثير من أحرف الخلاف الثابت عن هؤلاء الأئمة السبعة وغيرهم " اهـ ولكن لن يستطيع هذا المعترض عليّ إثبات أن اشتراط التواتر ينتفي معه كثير من القرآن المنزل على النبي الأمي صلى الله عليه وسلم ذلك لأن القرآن متواتر قبل نشأة القراءات وقبل أن يولد القراء السبعة وغيرهم وسيظل متواترا لو انقرضت القراءات جميعها.
4. أن قولك: "ثم إن هذه اللهجات أقرب إلى اللغة التي نزل بها القرآن من كثير من الكلمات التي يسميها العلماء بالْمًعَرَّبِ، ك (مشكاة) و (قسطاس) و (إستبرق) فالأولى كلمة هندية،والثانية كلمة رومية، والثالثة كلمة فارسية ولم ينقل عن أحد من المتقدمين أنه هم بتصفية القرآن من هذه الكلمات التي ترجع في أصولها إلى لغات العجم " اهـ بلفظك ليعني تقوّلا أكبر مما سبق ولعنة الله على من قال أو دعا إلى بتصفية القرآن من بعض كلماته مثل ? إستبرق ? و ? كمشكاة ? و ? قسطاس ? ومتى يفهم هذا التقول مما أعلنته من تواتر الفتح في ذوات الياء وأن ذلك التواتر لا يعني الطعن في الإمالة فيها، وإنما جهرت بالسوء من القول لما ظلمت بالقذف بأني أدعو إلى حذف كلمات من القرآن كـ إستبرق وكمشكاة وكقسطاس ومرة أخررى أقول: ? ألا لعنة الله على الكاذبين ?
5. قولك: " أن هذه النظرية غير قابلة للتطبيق، وقد ظهر ذلك بشكل واضح في خاتمة الكتاب حين اقترح المؤلف أن تعتمد رواية حفص في الإقراء، لقلة اللهجات فيها، فلم يلبث أن اصطدم بالتسهيل في ((أأعجمي))، والروم والاشمام في ((تأمنا)) فاختار التحقيق في ((أأعجمي)) موافقة لبعض القراء، واختار الادغام في ((تأمنا)) موافقة لأبي جعفر، فوقع فيما فر منه، لأن لإدغام صنو الروم والاشمام، ولأنه يلزم على الادغام في (تأمتا) تحقيق الهمزة لحفص، ولا يخفي ما في ذلك، لأن الجمع بين التحقيق والإدغام المحض لم يقرأ به أحد من العشرة من الطرق المشهورة المقروء بها، فلم يبق من سبيل إلا أن يقول بجواز القراءة بالإ ظهار، وتلك ثالثة الأثافي، لأن الإظهار لم يقرأ به في المتواتر" اهـ وأقول بل هي الأصلح لأن الأعجمي الذي يحفظ القرآن برواية ? يا صالح ائتنا ? بإسقاط الهمزة الساكنة ومد الحاء قبلها بواو في اللفظ فتاء مكسورة لن يتمكن من المعنى حتى يتعلم أنه النداء لصالح الرسول سألته ثمود أن يأتيهم بالعذاب الذي توعدهم به إن هم كذّبوه وأنهم استعجلوا ذلك العذاب لفرط تكذيبهم وهكذا قلبت تلك اللهجات ـ التي تواتر القرآن بلسان عربي مبين ـ الأمر من تيسير القرآن للذكر إلى ما تمناه الشيطان إبليس حين قال ? لأقعدنّ لهم صراطك المستقيم ? ولقد كانت قريش وهم من القبائل العربية الناطقة بلهجة تسهيل الهمز ترسل الأطفال حين يولدون على البادية ليتعلموا اللسان العربي المبين تماما كما تربى محمد بن عبد الله الهاشمي صلى الله عليه وسلم في بني سعد منذ ولادته إلى أن تعلم من اللسان العربي المبين.
6. أن قولك: " ولأنه يلزم على الادغام في (تأمتا) تحقيق الهمزة لحفص، ولا يخفي ما في ذلك، لأن الجمع بين التحقيق والإدغام المحض لم يقرأ به أحد من العشرة من الطرق المشهورة المقروء بها، فلم يبق من سبيل إلا أن يقول بجواز القراءة بالإظهار، وتلك ثالثة الأثافي، لأن الإظهار لم يقرأ به في المتوتر " اهـ وهو كلام لا علاقة له بتحرير طرق القراءات ولا بدراية الروايات ولعله أقرب إلى كلام المثقفين وليت المعترض أحمد بن محمد فال يكشف عمن هو وما هو باسمه ونسبه المعروف المعلوم وعلمه ودرايته لإزالة الشك باليقين، هكذا أفهم من محاولته أكثر من مرة إلزامي بتصورات تصورها في نفسه وتأويلات شطط أوّل بها كلامي ولا يسعها.
7. أن قولك: "والخلاصة أن نفي هذه الأركان يلزم منه نفي تواتر القرآن، لأنها بمثابة المقياس الذي يقاس به التواتر، وتعرف به صحة القراءة، فأقل مايقال عن هذه الآراء والاجتهادات أنها خدمة مجانية للمستشرقين الذين يسعون إلى التشكيك في القرءان والطعن في نقله، ليتسنى لهم التشكيك في دين الله جملة وتفصيلا " اهـ وهو بيت القصيد لأن القرآن متواتر جملة وتفصيلا منذ نزل إلى آخر الأمة أما القراءات فليست كذلك إذ منها القياس ومنها الموضوع والوهم والضعف وانفرادات الرواة، وليس شيء من ذلك متواتر، وأحيل إليك الراءات التي رققها مكي في التبصرة للأزرق ولم تقرأ قبله إلا بالتفخيم، كيف تقول بتواتر ترقيقها للأزرق في القرون الأربعة قبل مكي بن أبي طالب رحمه الله.
إن دعواك في الخلاصة: إن آرائي واجتهاداتي خدمة للمستشرقين لتضليل وتدليس لا أجد له مثلا إلا كالذي ينكر نبوة موسى ورسالته حتى لا يوافق اليهود القائلين بذلك، وهكذا ـ حسب مذهبك ـ لتتوقف البحوث والتحريرات حتى لا تخالف المألوف إذ كل ما خالف المألوف عند الجامدين هو في خدمة المستشرقين، ولقد ابتليت الأمة قبل اجتياح المغول وبعده بهذا المألوف فلم تزدد إلا انحطاطا وتمزقا وقهقرى، فهلا جربتم إصلاح الأمة بمثل ما صلح به أولها وإنما صلح أولها بتلاوة القرآن كما أنزل وكذلك سيتلوه النبي عيسى ابن مريم حين ينزل إلى الأرض ولن يتعلم رواية ورش ولا خلاد ولا غيرها من الروايات ليتأتى له قراءة القرآن.
أخي ابن بلدي وإكراما لك وإنصافا لآرائك وأنت تعلم أنك المصيب وأني المخطئ القريب من المستشرقين فهذه دعوتي ـ أخذا بالمباهلة في القرآن والسنة ـ فأمّن عليها:
اللهم ربنا جرّد واسلب أقربنا نحن الاثنين إلى المستشرقين ـ وأبعدنا عن الهدى الذي جاء به النبي الأمي ? ـ من الإيمان والقرآن وأمته على الكفر مزّقه قبل ذلك في الدنيا شرّ ممزق بالجذام.
طالب العلم
الحسن ولد ماديك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بن محمد فال]ــــــــ[21 Jun 2010, 07:01 ص]ـ
الوقفة الرابعة:
... ولا يخفى أن نظرية اللهجات جزء من مؤامرة تستهدف القرآن ولغته، ومن المؤسف حقا أن ينجح هؤلاء في الترويج لهذه النظرية عن طريق بعض الكتاب الكبار من أمثال الدكتور طه حسين، الذي خصص كتابا كاملا لهذا الغرض، استهله بالتشكيك في أصول اللغة العربية،وثنى باتهام الرواة بوضع الشعر الجاهلي، وثلث بالطعن في قراءات القرآن،فاسمع إلى ما قاله بهذا الخصوص (( .. وهنا وقفة لابد منها، ذلك أن قوما من رجال الدين فهموا أن هذه القراءات السبع متواترة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ([1] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftn1)) نزل بها جبريل على قلبه، فمنكرها كافر بغير شك ولا ريبة، ولم يوفقوا لدليل يستدلون به على ما يقون سوى ما روي في الصحيح من قوله عليه الصلاة والسلام"أنزل القرآن على سبعة أحرف"، والحق أن ليست هذه القراءات السبع من الوحي في قليل ولا كثير، وليس منكرها كافرا ولا فاسقا ولا مغتمزا في دينه، وإنما هي قراءات مصدرها اللهجات واختلافها، ثم قال بعد كلام طويل: وإنما هم قوم آخرون أضافوا إلى الوحي ماليس منه، واستنزلوا من السماء شيئا لم ينزل منها.) [2] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftn2) ، فما كان أجدر المؤلف،وهو الحافظ لكتاب الله، العالم باختلاف ألفاظ الوحي ألا يكون طرفا في حرب تشن على القرآن ولغته بإيعاز من دوائر الاستشراف العالمية.
قوله ((ونخلص إلى إعلان حقائق مرة تتلخص في إثبات الجمود والانحطاط في علم القراءات وفي إثبات الشذوذ والضعف والوهم فيها وفي تضمنها للقياس الذي هو قراءة القرءان بما لم ينزل به جبريل على خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم قال في النشر 1/ 17 - 18 أما إذا كان القياس على إجماع انعقد أو على أصله يعتمد (فيصار) إليه عند عدم النص وغموض وجه الأداء، فإنه مما يسوغ قبوله ولا ينبغي رده لاسيما فيما تدعوا إليه الضرورة وتمس الحاجة مما يقوي وجه الترجيح ويعين على قوة التصحيح بل قد لا يسمى ما كان كذلك قياسا على الوجه الاصطلاحي إذ هو في الحقيقة نسبة جزئي إلى كلي كمثل اختير في تخفيف بعض الهمزات لأهل الأداء وفي إثبات البسملة وعدمها ببعض القراء ونقل (كتابيه إني) وإدغام (ماليه هلك) قياسا عليه وكذلك قياس (قال رجلان –وقال رجل) على (قال رب) في الإدغام كما ذكره الثاني وغيره ونحوه مما لا يخالف نصا ولا يرد إجماعا ولا أصلا مع أنه قليل جدا كما ستراه مبينا بعد إن شاء الله تعالى، وإلى ذلك أشار مكي ابن أبي طالب رحمه الله تعالى في آخر كتابه التبصرة حيث قال: فجميع ما ذكرناه في هذا الكتاب ينقسم إلى ثلاثة أقسام قسم قرأت به ونقلته وهو منصوص في الكتب موجود وقسم قرأت به وأخذته لفظا (أو) سماعا وهو غير موجود في الكتب، وقسم لم أقر به ولا وجدته في الكتب ولكن قسته على ما قرأت به إذ لا يمكن فيه إلا ذلك عند عدم الرواية في النقل والنص وهو الأقل) انتهى بلفظه وهو كذلك في التبصرة ... )) هـ
فيجاب عنه بمايلي:
أماالحقائق المرة التي خلص إليها المؤلف فسيأتي الجواب عنها بالتفصيل.
وأماما ستدل به المؤلف من كلام ابن الجزري، فهو استدلال في غير محله، لأن كلام ابن الجزري وارد في سياق الحديث عما نقله غير ثقة، أو نقله ثقة ولا وجه له في العربية، ولهذا قال في آخره: ( .. قلت وقد زل بسبب ذلك قوم أطلقوا قياس ما لا يروى على ما روي، وما له وجه ضعيف على ما له وجه قوي، كأخذ بعض الأغنياء بإظهار الميم المقلوبة من النون والتنوين، وقطع بعض القراء برقيق الراء الساكنة قبل الكسرة والياء، وإجازة بعض من بلغنا عنهم ترقيق لام الجلالة تبعا لترقيق الراء من "لذكروا الله ... ") ([3] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftn3))
فهذا من تمام كلام ابن الجزري الذي لم ينقله المؤلف، ولو أنه فعل لكان الكلام واردا في سياقه واضحا في دلالته.
أما القياس الذي قال فيه المؤلف ما قال،فنجمل الحديث عنه فيما يلي فنقول: يؤخذ من كلام ابن الجزري وغيره من علماء القراءات، أن القياس ينقسم الي قسمين:
(يُتْبَعُ)
(/)
القسم الأول: القياس المطلق: وهو قياس ما لايروي علي مايروي، وما له وجه ضعيف علي ما له وجه قوي، وهو مردود، غير مقبول عند أئمة القراءة ([4] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftn4)).
القسم الثاني: القياس المقيد، وهوما كان عن إجماع انعقد، أوعن أصل يعتمد عليه، فيصار إليه عند عدم النص، أوغموض وجه الأداء، وهو مما يسوغ قبوله ولا ينبغي رده ([5] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftn5))، قال الداني في الاحتجاج لهذا القسم ( .. وكثير مما ذكرنا في كتابنا هذا، من إحكام الراءات واللامات، النص فيه معدوم عن الأئمة، وإنما بينا ذالك وشرحناه، ولخصنا جليه وخفيه، قياسا علي الأصول التي ورد النص فيها، وحملا عليها، لحاجتنا إليه، واضطرارنا إلي معرفة حقيقته، والقياس على الأصول، وحمل الفروع عليها، سائغ في سائر الأحكام وغيرها عند الجميع، وقد أذن الله عز وجل بذلك في قوله (لعلمه الذين يستنبطونه منهم)، ولا يلتفت إلى من غلظ، وبعد إدراك تمييز ذلك عن فهمه، من منتحلي القراءات، فأنكر ما حددناه وبيناه، وحكمنا عليه بالقياس،والاستنباط الواضح،لعدم وجود أكثر ذالك مصنفا في كتب من تقدم من علماءنا، ومن تأخر من مشايخنا، إذ ذالك غير لازم في ذالك، ولا قادح فيه) ([6] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftn6)).
وقال أيضا: (أغفل يحي بن آدم ذكر مذهب أبي بكر عن عاصم في الهمز، ثم ذكر في والطور: (ولا تأثيم) فقال عنه بالهمز، قال الداني فحكم علمائنا علي أن مذهبه تحقيق الهمز في سائر القرآن، قياسا علي ذالك الحرف وحده) هـ من التمهيد بنقل المنتوري ([7] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftn7)).
وقال مكي في الكشف ( ... وهذا إنما أخذ سماعا وقياسا على ما سمع، ونصه قليل غير موجود في الكتب بل كل القراء أغفل الكلام على كثير مما ذكرنا، فلم يبين كيف هو؟ لا بالتفخيم ولا بالترقيق، لكن القياس علي ما نصوا عليه يوجب ما ذكرنا من الأحكام في الراءات) ([8] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftn8)).
وقال الإمام القيجاطي ([9] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftn9)) ( واعلم أن القياس في أوجه القراءات ليس متروكا بإطلاق، بل لابد منه عند الاضطرار والحاجة إليه، فيما لم يرد فيه نص صريح عن بعض القراء، او عن جملتهم، فان كان له اصل ثابت عند القراء يرجع إليه، فان الشيوخ من أهل الأداء متفقون علي رده إليه، وذالك كثير في باب الراءات واللامات، وقد نص الحافظ أبو عمرو، والشيخ أبو محمد مكي وغيرهما من شيوخ أهل الأداء، علي جواز استعماله، وان كان له أصلان عند القراء فيختلف الشيوخ من أهل الأداء علي أي الأصلين يحمل) ثم مثل لذالك بأمثلة ينبغي الوقوف عليها (1).
وقال ابن عبد الوهاب القرطبي ([10] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftn10)) في المفتاح: (قرا نافع وابو عمرو وحفص"فما آتاني الله"،بفتح الياء في الوصل والباقون بإسكانها، وسألت الأهواز ([11] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftn11)) رحمه الله في جامع دمشق عن الوقف عليها فقال لي: سالت شيوخي في بغداد والبصرة وخراسان عما سألتني عنه، فلم يتحصل لي منهم في ذالك شي ء، إلا أنهم قالوا يلزم من فتح الياء أن يقف بياء، دون رواية في ذالك، وهو القياس ([12] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftn12)) فهذه النقول قاضية بأن القياس الجزئي مبني علي أسس متينة لاتزعزها عواصف الشبه، فالأولى بطالب العلم أن يحمل كلام الأئمة علي أحسن محامله، فهم أتقي لله من أن يقولوا علي الله بغير علم، ولله در القائل:
وإذا لم تر الهلال فسلم = لأناسٍ رأوه بالأبصار
وأما ما نقله المؤلف من كلام مكي، فلا يخرج عما ذُكِر من معنى القياس عند القراء، وتمام كلامه المذكور: (وقد نبهت على كثير منه في مواضع مضت) ([13] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftn13))
(يُتْبَعُ)
(/)
وأماالقسم الثالث من الأقسام التي ذكرها مكي لايخرج عن ما تقدم توجيه وجه القياس فيه، وقد وجهه الجعبري بكلام حسن قال فيه ( ... َبَّيَنا عند قوله- يعني الشاطبي- واقتس لتنضلا- الجمع بين الامر بالقياس والنهي عنه، وقول الداني في آخر كتاب الراءات:"النص في ذلك معدوم، وإنما بيناه على الأصول المتقدمة، وقول مكي:"أكثر هذا الباب قياس، وبعضه اخذ سماعا"، من قبيل المأمور به لا المنهي، ومعناه عدم النص على عينه، فحمل على نظيره الممثل به بعد ثبوت الرواية في المراد الأصل، لاأنها عملا بمجرد القياس وفتحا لباب الرأي، ولقد كانا على غاية من الدين والتمسك بالأثر، وحقق ذلك ماقاله الداني في أرجوزته ([14] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftn14))، فإياك أن تحمل كلامهما على هذا، فتنتظم في واو) ويقولون هو من عند الله)، ([15] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftn15)) هـ كلامه، وسيأتي مزيد تفصيل لهذه المسألة.
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftnref1) ما بين القوسين زيادة ليست في الأصل، وهي زيادة لازمة.
[2] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftnref2) انظر كتاب: (في الأدب الجاهلي)، ص:95 - 97،الطبعة الثامنة عشرة، دار المعرف، ويشار هنا إلى أن هذا النص لايوجد في كل طبعات الكتاب، ولعل ذلك عائد إلى الانتقادات الواسعة التي قوبل بها الكتاب إبان صدوره،
[3] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftnref3) انظر: النشر 1/ 18، يشير ابن الجزري بهذا الكلام إلى الإمام القيجاطي الذي كان يرى ترقيق لام الجلالة الواقعة بعد الراء المرققة لورش في نحو (ولذكر الله) بناء على أن حكم الحركة الممالة كحكم الكسرة،وهذا القياس مبني على ما روي عن أبي عمرو والكسائي من ترقيق لام الجلالة الواقعة بعد الفتح والضم، قال القيجاطي وبه قرأت من طريقه -يعني ألأهوازي- قال: وإنما ذكرت ذلك،وإن كان مما لا يؤخذ من طريق الداني،ليأنس بذلك من لم تغبر قدماه في هذا العلم،وليس عنده منه إلا الدعاوى، فيزول عنه ما يستبعده من ترقيق اللام بعد الحركة الممالة، وأما المقرئ العالم بوجوه المقاييس،إذا تقرر عنده أن حكم الحركة الممالة حكم الكسرة سواء فلا يخالف في وجوب ترقيق اللام من اسم الجلالة بعدها لورش، انظر شرح المنتوري على الدرر، ص.668
[4] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftnref4) انظر: النشر 1/ 17 - 18
[5] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftnref5) انظر: النشر 1/ 17 - 18
[6] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftnref6) انظر: شرح المنتوري على الدرر اللوامع 2/ 637.
[7] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftnref7) انظر: شرح المنتوري على الدرر اللوامع 2/ 637
[8] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftnref8) انظر: الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها 1/ 218
[9] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftnref9) هو محمد بن محمد بن علي الكناني القيجاطي الأندلسي، قرأ على ابن الفخار وابن مرزوق، وقرأ عليه المنتوري وهو عمدته، وهو صاحب التكملة المفيده لحافظ القصيدة، توفي سنة811هـ
[10] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftnref10) هو عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب، الأنصاري القرطبي، أخذ عن ألأهوازي وابن نفيس، من تصانيفه المفتاح في القراءات السبع،،توفي سنة461، انظر:الغاية 1/ 482
[11] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftnref11) هو الحسن بن علي بن يزداد، ابو علي الأهوازي، من تصانيفه الوجيز والموجز والإيضاح توفي بدمشق سنة446،انظر: الغاية 1/ 220_221
[12] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftnref12) انظر: شرح المنتوري على الدر 2/ 641،وانظر المفتاح ص165 وفيه ( .. وسالت عنها أبا علي المالكي، في جامع مصر، فقال لي روي حفص عن عاصم الوقف عليها بالياء)
[13] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftnref13) انظر التبصرة ص:42
[14] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftnref14)) لعله يقصد قول الداني في المنبهة:
فلا طريق لقياس ونظر= فيما أتى به أداءٌ أو أثر
[15] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106274#_ftnref15) انظر: كنز المعاني في شرح حرز المعاني، (مخطوط) ورقة:238
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بن محمد فال]ــــــــ[21 Jun 2010, 12:59 م]ـ
الوقفة الرابعة:
...... ولا يخفى أن نظرية اللهجات جزء من مؤامرة تستهدف القرآن ولغته، ومن المؤسف حقا أن ينجح هؤلاء في الترويج لهذه النظرية عن طريق بعض الكتاب الكبار من أمثال الدكتور طه حسين، الذي خصص كتابا كاملا لهذا الغرض، استهله بالتشكيك في أصول اللغة العربية،وثنى باتهام الرواة بوضع الشعر الجاهلي، وثلث بالطعن في قراءات القرآن،فاسمع إلى ما قاله بهذا الخصوص (( .. وهنا وقفة لابد منها، ذلك أن قوما من رجال الدين فهموا أن هذه القراءات السبع متواترة عن النبي، نزل بها جبريل على قلبه، فمنكرها كافر بغير شك ولا ريبة، ولم يوفقوا لدليل يستدلون به على ما يقون سوى ما روي في الصحيح من قوله عليه الصلاة والسلام"أنزل القرآن على سبعة أحرف"، والحق أن ليست هذه القراءات السبع من الوحي في قليل ولا كثير، وليس منكرها كافرا ولا فاسقا ولا مغتمزا في دينه، وإنما هي قراءات مصدرها اللهجات واختلافها، ثم قال بعد كلام طويل: وإنما هم قوم آخرون أضافوا إلى الوحي ماليس منه، واستنزلوا من السماء شيئا لم ينزل منها.) ([1] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftn1)) .
قوله ((ونخلص إلى إعلان حقائق مرة تتلخص في إثبات الجمود والانحطاط في علم القراءات وفي إثبات الشذوذ والضعف والوهم فيها وفي تضمنها للقياس الذي هو قراءة القرءان بما لم ينزل به جبريل على خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم قال في النشر 1/ 17 - 18، أما إذا كان القياس على إجماع انعقد أو على أصله يعتمد (فيصار) إليه عند عدم النص وغموض وجه الأداء، فإنه مما يسوغ قبوله ولا ينبغي رده لاسيما فيما تدعوا إليه الضرورة وتمس الحاجة مما يقوي وجه الترجيح ويعين على قوة التصحيح بل قد لا يسمى ما كان كذلك قياسا على الوجه الاصطلاحي إذ هو في الحقيقة نسبة جزئي إلى كلي كمثل اختير في تخفيف بعض الهمزات لأهل الأداء وفي إثبات البسملة وعدمها ببعض القراء ونقل (كتابيه إني) وإدغام (ماليه هلك) قياسا عليه وكذلك قياس (قال رجلان –وقال رجل) على (قال رب) في الإدغام كما ذكره الثاني وغيره ونحوه مما لا يخالف نصا ولا يرد إجماعا ولا أصلا مع أنه قليل جدا كما ستراه مبينا بعد إن شاء الله تعالى، وإلى ذلك أشار مكي ابن أبي طالب رحمه الله تعالى في آخر كتابه التبصرة حيث قال: فجميع ما ذكرناه في هذا الكتاب ينقسم إلى ثلاثة أقسام قسم قرأت به ونقلته وهو منصوص في الكتب موجود وقسم قرأت به وأخذته لفظا (أو) سماعا وهو غير موجود في الكتب، وقسم لم أقر به ولا وجدته في الكتب ولكن قسته على ما قرأت به إذ لا يمكن فيه إلا ذلك عند عدم الرواية في النقل والنص وهو الأقل) انتهى بلفظه وهو كذلك في التبصرة ... )) هـ
فيجاب عنه بمايلي:
أماالحقائق المرة التي خلص إليها المؤلف فسيأتي الجواب عنها بالتفصيل.
وأماما ستدل به المؤلف من كلام ابن الجزري، فهو استدلال في غير محله، لأن كلام ابن الجزري وارد في سياق الحديث عما نقله غير ثقة، أو نقله ثقة ولا وجه له في العربية، ولهذا قال في آخره: ( .. قلت وقد زل بسبب ذلك قوم أطلقوا قياس ما لا يروى على ما روي، وما له وجه ضعيف على ما له وجه قوي، كأخذ بعض الأغنياء بإظهار الميم المقلوبة من النون والتنوين، وقطع بعض القراء برقيق الراء الساكنة قبل الكسرة والياء، وإجازة بعض من بلغنا عنهم ترقيق لام الجلالة تبعا لترقيق الراء من "لذكروا الله ... ") ([2] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftn2))
فهذا من تمام كلام ابن الجزري الذي لم ينقله المؤلف، ولو أنه فعل لكان الكلام واردا في سياقه واضحا في دلالته.
أما القياس الذي قال فيه المؤلف ما قال،فنجمل الحديث عنه فيما يلي فنقول: يؤخذ من كلام ابن الجزري وغيره من علماء القراءات، أن القياس ينقسم الي قسمين:
القسم الأول: القياس المطلق: وهو قياس ما لايروي علي مايروي، وما له وجه ضعيف علي ما له وجه قوي، وهو مردود، غير مقبول عند أئمة القراءة ([3] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftn3)).
(يُتْبَعُ)
(/)
القسم الثاني: القياس المقيد، وهوما كان عن إجماع انعقد، أوعن أصل يعتمد عليه، فيصار إليه عند عدم النص، أوغموض وجه الأداء، وهو مما يسوغ قبوله ولا ينبغي رده ([4] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftn4))، قال الداني في الاحتجاج لهذا القسم ( .. وكثير مما ذكرنا في كتابنا هذا، من إحكام الراءات واللامات، النص فيه معدوم عن الأئمة، وإنما بينا ذالك وشرحناه، ولخصنا جليه وخفيه، قياسا علي الأصول التي ورد النص فيها، وحملا عليها، لحاجتنا إليه، واضطرارنا إلي معرفة حقيقته، والقياس على الأصول، وحمل الفروع عليها، سائغ في سائر الأحكام وغيرها عند الجميع، وقد أذن الله عز وجل بذلك في قوله (لعلمه الذين يستنبطونه منهم)، ولا يلتفت إلى من غلظ، وبعد إدراك تمييز ذلك عن فهمه، من منتحلي القراءات، فأنكر ما حددناه وبيناه، وحكمنا عليه بالقياس،والاستنباط الواضح،لعدم وجود أكثر ذالك مصنفا في كتب من تقدم من علماءنا، ومن تأخر من مشايخنا، إذ ذالك غير لازم في ذالك، ولا قادح فيه) ([5] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftn5)).
وقال أيضا: ( ... أغفل يحي بن آدم ذكر مذهب أبي بكر عن عاصم في الهمز، ثم ذكر في والطور: (ولا تأثيم) فقال عنه بالهمز، قال الداني فحكم علمائنا علي أن مذهبه تحقيق الهمز في سائر القرآن، قياسا علي ذالك الحرف وحده) هـ من التمهيد بنقل المنتوري ([6] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftn6)).
وقال مكي في الكشف ( ... وهذا إنما أخذ سماعا وقياسا على ما سمع، ونصه قليل غير موجود في الكتب بل كل القراء أغفل الكلام على كثير مما ذكرنا، فلم يبين كيف هو؟ لا بالتفخيم ولا بالترقيق، لكن القياس علي ما نصوا عليه يوجب ما ذكرنا من الأحكام في الراءات) ([7] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftn7)).
وقال الإمام القيجاطي ([8] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftn8)) ( واعلم أن القياس في أوجه القراءات ليس متروكا بإطلاق، بل لابد منه عند الاضطرار والحاجة إليه، فيما لم يرد فيه نص صريح عن بعض القراء، او عن جملتهم، فان كان له اصل ثابت عند القراء يرجع إليه، فان الشيوخ من أهل الأداء متفقون علي رده إليه، وذالك كثير في باب الراءات واللامات، وقد نص الحافظ أبو عمرو، والشيخ أبو محمد مكي وغيرهما من شيوخ أهل الأداء، علي جواز استعماله، وان كان له أصلان عند القراء فيختلف الشيوخ من أهل الأداء علي أي الأصلين يحمل) ثم مثل لذالك بأمثلة ينبغي الوقوف عليها (1).
وقال ابن عبد الوهاب القرطبي ([9] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftn9)) في المفتاح: (قرا نافع وابو عمرو وحفص"فما آتاني الله"،بفتح الياء في الوصل والباقون بإسكانها، وسألت الأهواز ([10] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftn10)) رحمه الله في جامع دمشق عن الوقف عليها فقال لي: سالت شيوخي في بغداد والبصرة وخراسان عما سألتني عنه، فلم يتحصل لي منهم في ذالك شي ء، إلا أنهم قالوا يلزم من فتح الياء أن يقف بياء، دون رواية في ذالك، وهو القياس ([11] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftn11)).
فهذه النقول قاضية بأن القياس الجزئي مبني علي أسس متينة لاتزعزها عواصف الشبه، فالأولى بطالب العلم أن يحمل كلام الأئمة علي أحسن محامله، فهم أتقي لله من أن يقولوا علي الله بغير علم، ولله در القائل:
وإذا لم تر الهلال فسلم = لأناسٍ رأوه بالأبصار
وأما ما نقله المؤلف من كلام مكي، فلا يخرج عما ذُكِر من معنى القياس عند القراء، وتمام كلامه المذكور: (وقد نبهت على كثير منه في مواضع مضت) ([12] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftn12))
(يُتْبَعُ)
(/)
والقسم الثالث من الأقسام التي ذكرها مكي لايخرج عن ما تقدم توجيه وجه القياس فيه، وقد وجهه الجعبري بكلام حسن قال فيه ( ... َبَّيَنا عند قوله- يعني الشاطبي- واقتس لتنضلا- الجمع بين الأ مر بالقياس والنهي عنه، وقول الداني في آخر كتاب الراءات: (النص في ذلك معدوم، وإنما بنيناه على الأصول المتقدمة)،وقول مكي: (أكثر هذا الباب قياس، وبعضه اخذ سماعا)، من قبيل المأمور به لا المنهي، ومعناه عدم النص على عينه، فحمل على نظيره الممثل به بعد ثبوت الرواية في المراد الأصل، لاأنها عملا بمجرد القياس وفتحا لباب الرأي، ولقد كانا على غاية من الدين والتمسك بالأثر، وحقق ذلك ماقاله الداني في أرجوزته ([13] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftn13))، فإياك أن تحمل كلامهما على هذا، فتنتظم في واو) ويقولون هو من عند الله) ([14] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftn14)) هـ كلامه، وسيأتي مزيد تفصيل لهذه المسألة. ه
قوله ((قلت: وأعجب العجب أن هذا القياس قد تم اعتماده منذ القرن الثالث للهجرة بسبب التمسك باللهجات العربية والمحافظة على أداء متميز لهذه الرواية أو تلك، كالذي قاله ابن الجزري حينما أعلن أن مبرر القياس المقيد هو غموض وجه الأداء، ويعني به يقينا أداء تفرد به راو أو قارئ عن سائر القراء، وإلا فإن روايات الجماعة وأداءهم أقرب إلي الاعتبار والتمسك به لذلك الراوي الذي تفرد عنهم بقاعدة من القواعد حافظت على لهجة عربية، ألا ترى ابن الجزري مثل بإدغام (قال رجلان- وقال رجل) قياسا علي إدغام (قال رب) المنصوص المروي، فلما ذا لم يعتمد لأبي عمرو موافقة لسائر القراء العشرة وغيرهم وهو الرواية والنص عن الجميع ومنهم أبو عمرو نفسه من طرق أخرى، ومتى كانت المحافظة على هذه اللهجة أو القاعدة مما تدعو إليه الضرورة وتمس إليه الحاجة، وأي ضرورة تؤدي إلي قراءة أحرف من القرءان بصيغة هي من إنشاء البشر رغم توفر الأداء المضبوط الذي نزل به جبريل علي قلب رسول الله، هل من ضرورة في نقل (كتابيه إني) لورش محافظة على قاعدة عليها مدار روايته، وهي نقل حركة الهمز المحقق إلي الساكن قبلها، إن الأمانة العلمية لتلزم بقراءة هذا الحرف لورش بالسكت والقطع موافقة لجميع القراء والرواة الذين رووها كذلك أداء) هـ
فيجاب عنه بما يلي
أما إطلاقه القياس من غير تقيد، فهو غير سديد، لما تقدم من أن القراء يقسمون القياس الى قياس مقبول وقياس مردود.
أما قوله (( .. بسبب التمسك باللهجات العربية والمحافظة على أداء متميز لهذه الرواية أو تلك .. )) فيجاب عنه بأن ذلك لم يكن هو السبب في تمسك القراء باللهجات العربية، والمحافظة على أداء متميز لهذه الرواية أو تلك، وإنما نشأ ذلك عن عوامل أخرى، يمكن إرجاعها إلى تعدد طبقات الرواة الذين نقلوا هذه القراءات، بالإضافة إلى طبيعة اللغة العربية التي هي وعاء القرءان، ومن قال إن ذلك كان مقصدا من مقاصد المصنفين من أجل أن يثبتوا تواتر القرءان، فقد أبعد النجعة، لأن قضية تواتر القرآن لم تكن مطروحة عند المسلمين في يوم من الأيام، و الدليل على ذلك أن هنالك حروفا كثيرة خالف فيها الرواة والقراء أصولهم المطردة التي ميزت قراءة كل واحد منهم، لا لشيء إلا لأن القراءة سنة متبعة، فقد خالف الأزرق قاعدته في النقل في (أو ءاباءنا) في الصافات والواقعة، فقرأ بتحقيق الهمزة فيهما، وخالف هشام قاعدته في أبدال ألف إبراهيم ياءا في (فقد آتينا آل إبراهيم) في أول النساء، وفي مواضع في سورة الأنعام وبراءة والعنكبوت، كما هو مذكور في محله، وخالف البزي قاعدته في تشديد التاء في الوصل في (ولا تفرقوا فيه كبر) في الشورى، وخالف نافع قاعدته في باب (يحزن) في موضع الأنبياء.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما ما ذكره من قياس (قال رجلان، وقال رجل) علي (قال رب) في الإدغام، ففيه نظر من حيث النقل والاستدلال، أما النقل، ففيه قصور، وهاك كلام الداني كما جاء في جامع البيان قال الداني [[فإن تحركت اللام بالفتح وسكن ما قبلها لم يدغمها،وذلك نحو قوله تعلي (فعصوا رسول ربهم) وما أشبهه، إلا اللام من قوله (قال) حيث وقعت، فإنه يدغمها في الراء نحو (قال رب) وما أشبهه، وروى ذلك عن اليزيدي ابنه وابن شعيب وقياس ذلك (قال رجلان) في المائدة (وقال رجل) في المؤمن، ولا أعلم خلافا بين أهل الأداء في إدغامهما]] ([15] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftn15))، وهذه الفقرة الاخيرة من تمام كلام الداني الذي يذكره المؤلف، وهي من الأهمية بمكان لدلالتها على أن إطلاق لفظ القياس هنا فيه تجوز، وأن معناه عدم النص على عينه، فحمل على نظيره المُمَثَّل به بعد ثبوت الرواية في المراد الأصل، كما تقدم في كلام الجعبري.
وأما الاستدلال، فان قوله [ولا أعلم خلافا بين أهل الأداء في إدغامهما] فإنه دليل علي أن المراد بالقياس، قياس مذهبه في الرواية،لأن اتفاق أهل الأداء على إدغامهما يستحيل أن يكون عن غير رواية، وحسبك دليلا على ذلك ما تعلمه من سعة رواية الإمام الداني وعلو كعبه في علم القراءات، فقد أسند في جامع البيان رواية السوسي من ستة عشر طريقا، ثم قال عقب ذلك: [وقد عرضت أنا حروف الإدغام حرفا حرفا من أول القرءان إلى آخره على أبي الحسن –يعني طاهر ابن غلبون- وأخذت عنه أصولها وفروعها وعللها ووجوهها، وعرضتها أيضا على أبي الفتح حرفا حرفا من أول القرءان إلى آخره مرتين بعد أن قرأت القرءان كله بها عليه في رواية الذين ذكرتهم من الرواة عن اليزيدي وشجاع وعبد الوارث والحمد لله وحده] ([16] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftn16)).
ومما يدل على ثبوت الإدغام في الحرفين أداءا أنه لم يخل كتاب من كتب القراءات المعتبرة من النص عليه، فقد نص عليه أبو القاسم الهذلي الكامل ([17] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftn17)) ، وأبو علي المالكي الروضة ([18] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftn18) ) و هو ظاهر كلام ابن سوار في المستنير، فإنه لم يستثن من هذا اللفظ شيئا ([19] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftn19)) و كذلك فعل القلانسي في الكفاية ([20] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftn20)) ، وقد نص ابن الجزري علي أن جميع ما في الكفاية والإرشاد ([21] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftn21)) هو من تلاوة القلانسي علي الإمام أبي علي المعروف بغلام الهراس ([22] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftn22)).
أما (كتابيه إني) فأمرها أوضح من أن يكون قياسا، فنقل حركتها ثابت عن ورش نصا وأداء، قال الداني (( .. روى عبد الصمد عنه-يعني عن ورش- أنه ألقى حركة الهمزة على الهاء وحركها بها على مراد الوصل، طردا لمذهبه في سائر السواكن، ذكر ذلك عبد الصمد في كتابه المصنف في الاختلاف بين نافع وحمزة، وبذلك قرأت في روايته من طريق محمد ابن سعيد ألأنماطي، وعبد الجبار بن محمد، وفي رواية الباقين من أصحاب ورش: يونس وداوود وأحمد ابن صالح، وأبي بكر الأصفهاني) ([23] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftn23)) ومثله في التعريف ([24] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftn24)) والمفردات ([25] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftn25)) .
(يُتْبَعُ)
(/)
ونص الجعبري على أن النقل في (كتابيه إني) وقال إنه من طريق ابن هلال عن الأزرق، ولفظه:. ( .. بل الوجهان انشعبا من طريق الأزرق، فالنقل عن ابن هلال عنه، وتركه عن ابن سيف عنه) ([26] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftn26))، وهذا يدل علي أن الأخذ للأزرق بالنقل في هذا الحرف أمر قائم على الرواية الثابتة عن الأزرق وغيره من رواة ورش.
وأما قوله ((إن الأمانة لتلزم بقراءة هذا الحرف لورش بالسكت والقطع موافقة لجمعيع القراء والرواة .. )) فيجاب عنه، بأنه تعميم في غير محله، لما تقدم من اتفاق جمهور رواة ورش علي النقل في هذه الكلمة، ولصحة الرواية بذلك عن ابن جماز من رواية العمري عن أصحابه عن أبي جعفر، كما في النشر ([27] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftn27))
فهذا يدلك علي أن منهج أئمة القراءات في التعامل مع هذه النصوص، لايخرج عن نطاق الرواية، وسيأتي مزيد بيان لهذه المسالة في مناقشة الأمثلة التي ادعي فيها القياس.
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftnref1) ) انظر كتاب: (في الأدب الجاهلي)، ص:95 - 97،الطبعة الثامنة عشرة، دار المعرف، ويشار هنا إلى أن هذا النص لايوجد في أغلب طبعات الكتاب، ولعل ذلك عائد إلى الانتقادات الواسعة التي قوبل بها الكتاب إبان صدوره،
[2] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftnref2)) انظر: النشر 1/ 18، يشير ابن الجزري بالفقرة الأخير إلى الإمام القيجاطي الذي كان يرى ترقيق لام الجلالة الواقعة بعد الراء المرققة لورش في نحو (ولذكر الله) بناء على أن حكم الحركة الممالة كحكم الكسرة،وهذا القياس مبني على ما روي عن أبي عمرو والكسائي من ترقيق لام الجلالة الواقعة بعد الفتح والضم، قال القيجاطي وبه قرأت من طريقه -يعني ألأهوازي- قال: وإنما ذكرت ذلك،وإن كان مما لا يؤخذ به من طريق الداني،ليأنس بذلك من لم تغبر قدماه في هذا العلم،وليس عنده منه إلا الدعاوى، فيزول عنه ما يستبعده من ترقيق اللام بعد الحركة الممالة، وأما المقرئ العالم بوجوه المقاييس،إذا تقرر عنده أن حكم الحركة الممالة حكم الكسرة سواء فلا يخالف في وجوب ترقيق اللام من اسم الجلالة بعدها لورش، انظر شرح المنتوري على الدرر، ص.668
[3] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftnref3) انظر: النشر 1/ 17 - 18
[4] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftnref4) انظر: النشر 1/ 17 - 18
[5] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftnref5) انظر: شرح المنتوري على الدرر اللوامع 2/ 637.
[6] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftnref6) انظر: شرح المنتوري على الدرر اللوامع 2/ 637
[7] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftnref7) انظر: الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها 1/ 218
[8] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftnref8) هو محمد بن محمد بن علي الكناني القيجاطي الأندلسي، قرأ على ابن الفخار وابن مرزوق، وقرأ عليه المنتوري وهو عمدته، وهو صاحب التكملة المفيده لحافظ القصيدة، توفي سنة811هـ
[9] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftnref9) هو عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب، الأنصاري القرطبي، أخذ عن ألأهوازي وابن نفيس، من تصانيفه المفتاح في القراءات السبع،،توفي سنة461، انظر:الغاية 1/ 482
[10] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftnref10) هو الحسن بن علي بن يزداد، ابو علي الأهوازي، من تصانيفه الوجيز والموجز والإيضاح توفي بدمشق سنة446،انظر: الغاية 1/ 220_221
[11] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftnref11) انظر: شرح المنتوري على الدر 2/ 641،وانظر المفتاح ص165 وفيه ( .. وسالت عنها أبا علي المالكي، في جامع مصر، فقال لي روي حفص عن عاصم الوقف عليها بالياء)
(يُتْبَعُ)
(/)
[12] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftnref12) انظر التبصرة ص:42
[13] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftnref13)) لعله يقصد قول الداني في المنبهة:
فلا طريق لقياس ونظر= فيما أتى به أداءٌ أو أثر
[14] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftnref14) انظر: كنز المعاني في شرح حرز المعاني، (مخطوط) ورقة:238
[15] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftnref15) انظر جامع البيان، ورقة 72
[16] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftnref16) انظر المصدر السابق ورقة 42 - 46
[17] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftnref17) انظرالكامل القراءات العشر والأربعين الزائدة عايها (مخطوط) ورقة206_214
[18] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftnref18) انظر الروضة في القراءات الإحدي عشرة1/ 285
[19] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftnref19) انظر المستنير1/ 437
[20] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftnref20) الكفاية الكبري في القراءات العشر 145
[21] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftnref21) لم يذكر القلانسي لإدغام الكبير في الإرشاد، لعدم وجود رواية السوسي في الإرشاد
[22] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftnref22) هو أبو علي الحسن بن القاسم، الواسطي، الشهير بغلام الهراس، شيخ العراق، والجول بالآفاق، ولد: سة أربع وأربعين ثلاثمائة،،وتوفي: سنة:468هـ، انظر: غاية النهاية:1/ 229
[23] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftnref23) انظر جامع البيان (مخطوط) ورقة114
[24] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftnref24) انظر التعريف في اختلاف الرواة عن نافع ص:59
[25] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftnref25) انظر المفردات السبع ص: 13
[26] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftnref26)[26] انظر كنز المعاني (مخطوط) ورقة 2/ 489
[27] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106487#_ftnref27) انظرالنشر1/ 49
ـ[أحمد بن محمد فال]ــــــــ[24 Jun 2010, 01:56 ص]ـ
الوقفة الخامسة
وأما قوله (( ... ذلك أن القراءات ورواياتها منذ عصور التدوين في القرن الثالث إلى يومنا هذا، ليست كل واحدة منها هكذا نزلت من عند الله وليست كل رواية منها قرأ بها النبي صلى الله عليه وسلم، أو قرأ بها أحد من الصحابة، بل لا يقول هذا القول إلا من لا يعرف حقيقة ما يقول، إن القراءات التي بين أيدينا هي اختيارات لمن نسبت إليهم من بين سيل من الروايات تلقوها عن شيوخهم من تابعي التابعين أو التابعين، ولتقريب ذلك إلى العوام فإن قراءة نافع هي اختياراته من بين ما تلقى من الروايات عن سبعين من التابعين منهم: أبو جعفر القارئ وعبد الرحمن بن هرمز ... )) هـ
فيجاب عنه بمايلي:
أما قوله (إن القراءات التي بين أيدينا اختيارات لمن نسبت إليهم)، فهو كلام لاغبار عليه، لكن ينبغي أن يضاف إليه أن هذه الإختيارات مبنية علي أسس قوية منها:
1 - ثبوت الرواية واشتهار رواتها بالديانة والإتقان، ولهذا قال نافع) ... فنظرت إلي ما اجتمع عليه اثنان فأخذته، وما شذ فيه واحد تركته) ([1] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftn1)) ، ومن أوضح الأمثلة على ذلك وأشدها تأثيرا في النفوس ماوراه أبو القاسم الهذلي بسنده عن سليم، قال: رآني حمزة أبكي، فقال:وما يبكيك ياسليم؟ فقلت إن النحويين يعيبون عليك قراءتك (به والأرحام) و (بمصرخي)،فقال: ياسليم، قرأت علي الأعمش وقرأ الأعمش علي يحي بن وثاب وقرأ يحي علي زر بن حبيش وقرأ زر علي ابن مسعود وقرأ ابن مسعود علي رسول الله صلي الله عليه وسلم عن جبريل عن
(يُتْبَعُ)
(/)
الله تعلي، فهل للنحويين سندا مثل هذا ([2] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftn2)).
2 - موافقة الرسم، ولذالك خالف نافع قاعدته المطرة في الإستفهام المكرر في موضعي النمل والروم، فقرأ فيهما بالإخبار، قال الداني في إيجاز البيان فيما نقله المنتوري ( .. والعلة في مناقضته لأصله فيهما إن الثاني من الاستفهامين لما رسم في هتين السورتين في جميع المصاحف بياء بعد الهمزة ورسم الأول فيهما بغير ياء دل ذلك على كون الثاني استفهاما والأول خبرا فاتبع الرسم فيهما وترك مذهبه المطرد في نظائرهما من أجل ذلك) ([3] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftn3)) ، والى هذا المعنى يشير في ابن بري في الدرر اللوامع بقوله:
فصل والاستفهام إن تكررا = فصير الثاني منه خبرا
واعكسه في النمل وفوق الروم = لكتبه بالياء في المرسوم
وقال مكي في الإبانة ( .. قرأ أهل كل مصر من قرائتهم التي كانوا عليها بما يوافق خط المصحف، وتركوا من قراءتهم ما خالف خط المصحف) ([4] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftn4)) وقال نافع ( .. قراءتنا قراءة أكابر أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم سهل جزل، لانمضغ ولا نلوك، ننبر ولا ننتهر، نسهل ولا نشدد، نقرأ علي أفصح اللغات وأمضاها) ([5] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftn5))، ومعلوم إن نافعا فرأ علي سبعين من تابعي أهل المدينة،سمي منهم ابن هرمز وشيبة بن نصاح ويزيد بن رومان ويزيد بن القعقاع و مسلم ابن جندب، وأخذ هؤلاء عن ابن عباس وأبي هريرة وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي وأخذ هؤلاء عن أبي بن كعب وأخذ أبي عن رسول الله صلي الله عليه وسلم، فهذه النقول تدل على أن أسس الاختيار عند القراء مبنية على الأركان الثلاثة التي تقدم الكلام عليها.
[[[وأما قوله ((ومن أمثلة اختيارات المصنفين المضحكة ما اختاره الداني في القرن الخامس للهجرة في كتابه التيسير للأزرق عن ورش عن نافع، إذ ضمنه هذه الطريقة من قراءته على شيخه خلف ابن خاقان على أحمد ابن أسامة على النحاس على الأزرق، لكنه في كتابه التيسير اختار للأزرق في بعض حروف الخلاف غير هذا الأداء، كاختياره له الفتح فيما لا راء فيه من سورتي والنازعات والشمس فيما كان من الفواصل على لفظ (ها) من ذوات الياء، وتلك قراءة الداني على شيخه أبي الحسن طاهر ابن غلبون، واختيار الداني المذكور، ومذهبه المؤلف مضحك لأنه وافق الرواية وهي الفتح الخالص كما هي طريق الأصبهاني عن ورش ورواية قالون وقراءة المكي والشامي وعاصم وأبي جعفر ويعقوب، وهو مضحك كذلك لأنه يبين لنا كيفية انشطار الروايات، وتعددها وهو ما يسمى بتركيب الطرق، وهو رغم ما فيه من العيوب قد لا يعترض عليه ما دام دورانه في فلك الرواية، وإنما يعترض عليه من حيث إمكانية تعدده حتى تصبح الروايات بالآلاف مما يقلب الأمر بالأحرف السبعة من السهولة إلى التكلف، ومن اليسر إلى العسر، ومما يخالف الكلية العامة المكررة في سورة القمر "ولقد يسرنا القرءان للذكر)) هـ
فيجاب عنه بأن صف اختيار الداني بأنه مضحك، وصف لاينطبق على موصوفه، لأنه لايعرف في اختيارات الداني شيء يثير الضحك، أويكدر صفو الرواية، فالاختيار المذكور مذهب مشهور عند أهل النقل، أخذ به للأزرق جماعة من أئمة القراءات، منهم ابن سفيان القيرواني والمهدوي ومكي وابن شريح وابن بليمة وعبد المنعم ابن غلبون وابنه طاهر ([6] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftn6)) ويلاحظ أن من بين هؤلاء من هو من طبقة شيوخ الداني، كعبد المنعم ابن غلبون وابن سفيان، وبذالك تكون نسبة هذا الاختيار إلي الداني نسبة غير دققيقة.
وأما ما اعتراضه بان ذالك يؤدي إلى تكثير الطرق وقلب كلية التيسير، فهو اعتراض في غير محله، لأن كثرة الأوجه وتنوعها نوع من أنواع التيسير، كما تقدم بيانه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما قوله ((وأما اختيارات المصنفين المبكية، فمنها اختيار ابن مجاهد في بداية القرن الرابع (إمالة الباري) في سورة الحشر لدوري الكسائي قياسا على إمالة حرفي البقرة (بارئكم) فهذا اختيار مبك حقا، لأنه قراءة حرف من كتاب الله بما لم ينزل به جبريل من عند الله على محمد (صلى الله عليه وسلم) إذ قرأها جميع القراء بالفتح الخالص، وإنما ألحقها ابن مجاهد بأحرف اختص الدوري عن الكسائي وتفرد بإمالتها قال في النشر 2/ 39 وقال الداني في جامعه لم يذكر أحد عن (الباري) نصا وإنما ألحقه بالحرفين اللذين في البقرة ابن مجاهد قياسا عليهما، سمعت أبا الفتح يقول ذلك انتهى .. ) هـ.
فنجمل الكلام عليه فيما يلي:
أولا: إذا وضعنا كلا م الداني في سياقه وتأملنا فحواه فسوف نجد أنه لا يدل على النتيجة التي توصل إليها المؤلف، وهذا هو كلام الداني كما جاء في جامع البيان، قال الداني [[فصل: اختلفوا في إمالة الألف الواقعة قبل راء مكسورة وهي عين الفعل وكسرتها كسرة بناء في إخلاص فتحها وذلك يرد في خمسة أصول وحرف واحد لا غير، فالأصل الأول قوله تعالى في سورة البقرة (إلى بارئكم) و (وعند بارئكم) وفي الحشر (البارئ المصور) في الثلاثة،أمال ذلك الكسائي في غير رواية أبي الحارث ونصير، فيما قرأت به، ولم يأت عنه بالإمالة نصا في (بارئكم) غير رواية أبي عمر ([7] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftn7) ) من رواية الحلواني عنه، وغير قتيبة، ولم يذكر أحد عنه (الباري) نصا، إنما ألحقه بالحرفين اللذين بالبقرة ابن مجاهد قياسا عليهما، سمعت أبا الفتح يقول ذلك، واخبرنا ابن جعفر قال أخبرنا أبو طاهر قال قرأت على أبى عثمان ([8] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftn8)) ( بارئكم) بالإمالة وعلى أبي بكر ([9] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftn9)) بالفتح، قال وكان أبو بكر يقرئ الناس بعدي (بارئكم) بالإمالة، وروايته التي ألحقها في كتابه" [10] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftn10)" ( البارئ المصور) بالإمالة ([11] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftn11)).]] اهـ
ثانيا: يظهر للمتأمل أن النفي منصب على نفي إمالته (الباري) نصا،أما إمالتها أداءا، فهو أمر واضح من كلام الداني، فانه قول [أمال ذلك الكسائي في غير رواية أبي الحارث ونصير، فيما قرأت به] ويشهد لذلك ما نقله عن الفارسي عن أبي طاهر عن أبي عثمان، من قوله [وكان يقرئ بارئكم بالفتح والباري بالإمالة] وقوله [وروايته التي ألحقها في كتابه (الباري) بالإمالة] فهذا كله يدل على أن ابن مجاهد إنما ألحق (لباري) بالحرفين المذكورين من أجل رواية رواها وأداء نقله، وهو الأقرب إلى مراد الداني وشيخه أبي الفتح، وهو الذي ينبغي أن يحمل عليه كلام الأئمة،المشهود لهم بالعلم والورع وكثرة الرواية ([12] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftn12))، ولو فرضنا أن ابن مجاهد قاسها على الحرفين المذكورين، فالمراد بالقياس فيها، إنما هو إجراء حكمهما فيها بجامع اطراد النقل في الجميع، كما تقدم النص عليه في كلام الجعبري وغيره،
ثالثا: هذه التوجيهات التي ذكرناها هي التي يجب أن يحمل عليها عمل ابن مجاهد، لو لم لم تثبت إمالة (البارئ) أداء عن الدروي، فكيف وقد ثبت ذلك عنه وعن وغيره، قال ابن غلبون في التذكرة ( ... وأمال رجال الكسائي سوى أبى الحارث (بارئكم والبارئ المصور) [13] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftn13)، ومعلوم ابن غلبون روى قراءة الكسائي في تذكرته، من رواية الدوري ونصير وقتيبة،وقد نص على إمالة (البارئ) جمع من الأئمة منهم:
1 - أبو معشر الطبري في التلخيص ([14] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftn14))، وفيه قراءة الكسائي من روايتي الدوري ونصير، ونص أيضا علي إمالتها لابن ذكوان ([15] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftn15))
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - ابن سوار في المستنير، ولفظه (روي ابن فرح والولي عن صاحبيه والمنقي فيما ذكره عنه أبو الحسن الخياط عن الدوري عن الكسائي (الباري) بالإمالة، ([16] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftn16))
3 - أبو علي المالكي في الروضة، ولفظه" وتفرد الدوري عن الكسائي في رواية زيد بن أبي بلال والوراق و بكار الضرير بإمالتها في قوله تعلى (الباري المصور) ([17] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftn17))
4 - سبط الخياط في المبهج، ولفظه ( .. وروى ابن فرح عن الدوري عن الكسائي ومحمد بن موسى عن ابن ذكوان من طريق المطوعي (الباري) بإمالة فتحة الياء ([18] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftn18))
5 - أبو العز القلانسي في إرشاده وكفايته، ولفظه في الإرشاد ( .. وروى بكار عن الدوري عن الكسائي إمالة (الباري) ([19] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftn19)) ولفظه في الكفاية ( .. وروى ابن فرح عن الكسائي (الباري) بالإمالة). ([20] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftn20))
6 - أبو الفضل الخزاعي في المنتهى، ولفظه ( .. وأمال علي غير الليث والغساني عن أبي عمر والشذائي عن نصير وابو سليمن والشموني طريق ابن الصلت والجعفي (بارئكم) فيهما، وزاد أبو عمر طريق البلخي وابن بدر وأبي الزعراء (الباري المصور) ([21] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftn21))
7- أبو العلاء الهمذاني في الغاية، ولفظه (ووافقه- يعني المُطرِّز ([22] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftn22)) - ابن فرح عن الدوري في قوله (الباري المصور) ([23] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftn23))
تنبيه:
طريق أبي عثمان الضرير المذكورة في النص السابق، أسندها الداني في جامع البيان عن عبد العزيز بن جعفر الفارسي عن أبي طاهر ابن أبي هاشم عن أبي عثمان عن الدوري عن الكسائي، ([24] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftn24))، وأسندها ابن الجزري في النشر من ست طرق عنه عن الدوري ([25] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftn25)) .
[1] (http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftnref1) انظر الابابة ص:38
[2] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftnref2) انظر الكامل (مخطوط) ورقة:61
[3] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftnref3) انظر شرح المنتوري على الدرر اللوامع 1/ 231
[4] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftnref4) انظر شرح المنتوري على الدرر اللوامع 1/ 231
[5] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftnref5) انظر التذكرة في القراءات الثمان لابن غلبون1/ 107
[/ URL] 3 انظر: النشر2/ 48
[ URL="http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftnref7"][7] (http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftnref6) الدوري.
[8] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftnref8) هو: سعيد بن عبد الرحيم البغدادي الضرير مقرئ معروف ضابط حاذق عرض على الدوري، وهو من كبار أصحابه، عرض عليه أبو طاهر وغيره، توفي بعد 310 هـ، انظر الغاية 1/ 360، وعبد العزيز المذكور في الإسناد هو الفارسي،أحد شيوخ الداني، وأبو طاهر هو عبد الواحد ابن أبي هاشم. تلميذ ابن مجاهد.
[9] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftnref9) أبو بكر: هو بن مجاهد، واسمه أحمد ابن موسى،
[10] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftnref10) يعني كتاب السبعة لابن مجاهد
(يُتْبَعُ)
(/)
[11] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftnref11) انظر/جامع البيان (مخطوط) ورقة 141،وفي النسخة المطبوعة من جامع البيان: ما لفظه ( .. قال ورأيته قد الحق في كتابه (الباري المصور) بالإمالة)، 2/ 731
[12] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftnref12) للتوسع في ذلك ينظر كتاب السبعة، فقد ذكر فيه روايات وطرقا كثيرة عن كل واحد من القراء السبعة،فذكر لنافع خمسا وعشرين رواية من خمسة عشر طريقا، وذكر لابن كثير عشرة طرق مدارها على ثلاث روايات وهكذا.
[13] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftnref13) انظر: التذكرة في القراءات الثمان لأبي الحسن طاهر ابن غلبون 1/ 242 –243.
[14] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftnref14) انظر التخليص في القراءات الثمان لأبي معشر، ص.179.
[15] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftnref15) انظر التلخيص ص:179
[16] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftnref16) انظر المستنير 2/ 482
[17] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftnref17) انظر: الروضة في القراءات الإحدى عشرة 1/ 370
[18] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftnref18) انظر: المبهج في القراءات السبع المتمة بقراءة ابن محيصن والاعمش و ويعقوب وخلف 3/ 68
[19] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftnref19) انظر: إرشاد المبتدي وتذكرة المنتهي في القراءات العشر ص 209
[20] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftnref20) انظر: الكفاية الكبرى في القراءات العشر ص 393
[21] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftnref21) انظر: المنتهى في أداء القراءات الخمسة عشر وطرقها (مخطوط) ورقة:102
[22] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftnref22) هو عبد الله بن أحمد،ابوبكر المطرز اسند القراءة عن قتيبة وجماعة من أصحاب الكسائي،انطر ترجمته في غاية النهاية 1/ 407
[23] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftnref23) انظر: غاية الاختصار في قراءات العشرة ائمة المصار 1/ 319
[24] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftnref24) انظر: جامع البيان 1/ 383
[25] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106514#_ftnref25) انظر: النشر 1/ 170.
ـ[أحمد بن محمد فال]ــــــــ[27 Jun 2010, 01:57 م]ـ
الوقفة السادسة
· وأما قوله ((ومن ذلك البحث في أصل ألف (تترا) وألف (كلتا) لمعرفة صحة إمالتها لغة، لإقحامها في القراءات)) هـ.
فيجاب عنه بأن البحث في أصل ألفي (تترا) و (كلتا) بحث لغوي أدائي، وثيق الصلة بالقراءات، لايحتاج إلى أن يقحم فيها، إلا تكون اللغة التي نزل بها القرآن لغة غير لغة العرب، أو تكون (تترا) و (كلتا) غير واردتين في نص الذكر الحكيم، أما تترا،فالكلام فيها إنما هو على علي قراءة من نونها- وهو ابن كثير وأبو عمرو – فيجوز أن تكون ألفها بدلا من التنوين، ويجوز أن تكون للإ لحاق، فعلي الأول لاتجوز إمالتها في الوقف لأبي عمرو، وعلي الثاني تجوز إمالتها له، لأنها كالأصلية المنقلبة عن ياء، قال الداني [[ ... والقراء وأهل الأداء علي الأول، وبه قرأت وبه آخذ، وهو مذهب ابن مجاهد وأبي طاهر ابن أبي هاشم وسائر المتصدرين]] ([1] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106818#_ftn1)) ، نص الازميري على الوجهين من لإرشاد وغاية أبي العلاء ([2] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106818#_ftn2))، وهو قال رحمه الله، وحسبك بنقل أبي العز القلانسي، فكيف وقد انضم إليه نقل أبي العلاء الهمذاني ([3] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106818#_ftn3)).
(يُتْبَعُ)
(/)
واماكلتا فقد اختلف في ألفها أيضا، فقيل إنها للتأنيث، وقيل إنها للتثنية، فعلي الأول تمال لحمزة والكسائي وتقلل لأبي عمرو وورش بخلفه، وعلي الثاني لايكون فيها تقليل ولا إمالة، والفتح مذهب أكثر أهل الأداء، والإمالة مذهب طائفة منهم، قال في النشر [[ ... نص علي إمالتها للأصحاب العراقيون قاطبة، كأبي العز، وأ بن سوار، وبن فارس، وسبط الخياط وغيرهم، ونص علي الفتح غير واحد، وحكي الإجماع عليه أبو عبد الله ابن شريح وغيره، ثم قال والوجهان جيدان،لكني إلي الفتح أجنح،فقد جاء به منصوصا عن الكسائي سورة بن المبارك]] ([4] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106818#_ftn4)).
واماقوله ((ان عملية إفراد الروايات هي التي جعلت المصنفين يتتبعون كل قاعدة لغوية او لهجة عربية من الأحرف السبعة وردت في في بعض كلمات القرآن رواية، فيقرؤن بها سائر نظائرها، كما ستأتي، ولا يعتبر العدول الى صحيح الروايات بدل رواية عسر أو شق أو خفي أدائها من القياس بل هو الرواية والنص والداء الواجب اتباعه، إن القياس ثمرة لتجذير المغايرة بين الروايات والقراءات حتى أصبحت بتعددها كأنها كلها منزلة من عند الله وهو قول في منتهى السقوط والافتراء، لأن القرءان غير القراءات ولأن القرءان متواتر جملة وتفصيلا، والقراءات ليست كذلك، إذ تضمنت الضعيف والشاذ والوهم والوضع الذي منه القياس، ولإثبات ذلك فإن أئمة القراءات أنفسهم يعترفون بهذه الحقيقة كاملة قال أبو شامة في كتابه المرشد الوجيز: فإن القراءات المنسوبة إلى كل قارئ من السبعة وغيرهم منقسمة إلى المجمع عليه والشاذ انتهى من النشر 10/ 1)) هـ
فيجاب عنه بما بما يلي:
أما قوله ( .. لأن القرآن غير القراءات) فسيأتي الحديث عنه ضمن الكلام على الخلاف في تغاير القرآن والقراءات.
وإما الاستدلال بكلام أبي شامة فيه نظر، لأن المؤلف تصرف في نقله، وإليك نص كلام أبي شامة كما جاء في النشر [[ ... فلا ينبغي أن يغتر بكل قراءة تعزى إلى واحد من هؤلاء الأئمة السبعة ويطلق عليها لفظ الصحة، وأن هكذا أنزلت إلا إذا دخلت في ذلك الضابط وحينئذ لا ينفرد بنقلها مصنف عن غيره ولا يختص ذلك بنقلها عنهم، بل إن نقلت عن غيره من القراء، فذلك لا يخرجها عن الصحة فإن الاعتماد على استجماع تلك الأوصاف لا عمن نسبت إليه، فإن القراءات السبع المنسوبة إلى كل قارئ من السبعة أو غيرهم منقسمة إلي المجمع عليه والشاذ،غير أن هؤلاء السبعة لشهرتهم وكثرة الصحيح المجمع عليه في قراءاتهم تركن النفس إلى ما نقل عنهم فوق ما ينقل عن غيرهم]] ([5] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106818#_ftn5)).
فهذا هو كلام أبي شامة كما نقله ابن الجزري في النشر،والناظر فيه يدرك أ ن المؤلف حذف بعضه، فافسد المعنى الذي أراده أبو شامة، وأحال المعنى الذي لأجله سيق الكلام في النشر، فهو وارد في سياق الحديث عن الأركان الثلاثة، وبيان أنها مقياس لصحة القراءة سواء كانت هذه القراءة منقولة عن الأئمة السبعة أم كانت منقولة عن غيرهم، ولم يصب المؤلف حين وجه كلام أبي شامة إلى الروايات المشهوة عن الأئمة السبعة التي استجمعت الأركان الثلاثة، والتي حواها الحرز وأصله، وللتأكيد على ذلك أسوق لك هنا كلام أبي شامة كما سطره في المرشد الوجيز،قال رحمه الله: [[فصل أن هذه القراءات الصحيحة المعتبرة المجمع عليها قد انتهت إلي السبعة القراء المتقدم ذكرهم، واشتهر نقلها عنهم، لتقديمهم لذالك، وإجماع الناس عليهم، فاشتهروا بها كما اشتهر في كل علم من الحديث والفقه والعربية أئمة أقتدي بهم، وعول فيها عليهم، ونحن وان قلنا إن القراءات الصحيحة إليهم نسبت، وعنهم نقلت، فلسنا ممن يقول إن جميع ما روي عنهم يكون بهذه الصفة، بل قد روي عنهم ما يطلق عليه أنه ضعيف وشاذ بخروجه عن الضابط المذكور باختلال بعض الأركان الثلاثة، ولهذا يري كتب المصنفين في القراءات السبع مختلفة في ذالك، ففي بعضها ذكر ما سقط في غيرها، والصحيح باللإعتبار الذي ذكرناه موجود في جميعها أن شاء الله]] ([6] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106818#_ftn6)) ثم قال: [[فلا: ينبغي أن يغتر بكل قراءة تعزي إلي واحد من هؤلاء الأئمة السبع]] إلي آخر كلامه الذي نقلناه عن ابن الجزري آنفا.
(يُتْبَعُ)
(/)
واماقوله (( .. وقال عمرو بن الحاجب والسبعة المتواترة فيما ليس من قبيل الأداء كالمد والإمالة وتخفيف الهمز ونحوه انتهى من النشر 1/ 13)) هـ
فيجاب عنه بأنه مشتمل على زيادة لاتصح نسبتها لابن الحاجب، كما نص عليه المحققون، والكلام في ذلك مشهور في كتب الأصول، وهذه الزيادة هي قوله [[فيما ليس من قبيل الأداء كالمد الإمالة وتخفيف الهمز]]،ومن المباحث المتعلق بهذه المسالة أن هذه الفقرة لاتوجد في أصل مختصر ابن الحاجب، المعروف ب ((منتهي الوصول والأمل في علمي الأصول والجدل)) ولفظه في الأصل [[مسألة والقراءات السبع متواترة لنا، ولو لم تكن متواترة لكان بعض القرءان غير متواتر كماك ومالك ونحوهما، وتخصيص أحدهما تحكم لاستوائهما]] ([7] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106818#_ftn7)) وإنما وردت هذه الزيادة في المختصر، وهذا يدل على اضطرابها، لأن الأصل مظنة الزيادة والتفصيل، وليس العكس، وهاهنا مسائل يجب ذكرها في هذا المقام.
المسألة الأولى: اتفق المحققون علي تواتر القراءات السبع، ولم يستثنوا منها شيئا، لا مدا ولا غيره، وهذا القول هو الذي صدر به ابن السبكي كلامه، ثم حكي قول ابن الحاجب بصيغة التضعيف، فقال: [[وقيل]] ([8] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106818#_ftn8))، وهذا المعنى هو الذي يدل عليه كلام ابن الجزري الذي لم يذكره المؤلف، واكتفى بنقل ما قبله وما بعده ونصه [[ .. وهو- يعني ابن الحاجب- وإن أصاب في تفرقته بين الخلافين، في ذ لك كما ذكرناه، فهو واهم في تفرقته بين الحالتين نقله وقطعه بتواتر الاختلاف اللفظي دون الأدائي،بل هما في نقلهما واحد، وإذا ثبت تواتر ذالك، كان تواتر هذا من باب أولي، اذ اللفظ لايقوم إلا به، ولا يصح إلا بوجوده، وقد نص علي تواتر ذالك كله أئمة الأصول كالقاضي أبي بكر ابن الطيب الباقلاني، في كتابه الانتصار وغيره، ولا نعلم أحدا تقدم ابن الحاجب إلي ذالك]] ([9] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106818#_ftn9))، فهذا من تمام كلام ابن الجزري الذي لم يذكره المؤلف.
وقد نص البناني في حاشيته على شرح المَحَلِّى على جمع الجوامع على أن هذا القول ضعيف، وأن ابن الحاجب وأبا شامة ليس لهما فيه سلف ([10] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106818#_ftn10))
المسألة الثانية: من جملة الردود على التي رد بها العلماء كلام ابن الحاجب أن إطلاق عدم تواتر المد والإمالة لا يصح، للإ تفاق علي تواتر أصلهما، ولأن القراءة تتواتر عند قوم،ولا تتواتر عند آخرين، قال البناني [[ .. ولا يضر كون أسانيد القراء آحاد إذ لا يمنع تخصيصها في جماعة مجيئها عن غيرهم،بل هو الواقع فقد تلقاها عن أهل كل بلد بقراءة إمامهم الجم الغفير عن مثلهم وهلم جرا، وإنما نسبت إلى الأئمة المذكورين ورواتهم المذكورين في أسانيدهم لتصديهم لضبط حروفها وحفظ شيوخهم الكمل ليها، وإنما لم يمثل الشارح –يعني المحلي- على كون القراءات متواترة للعلم بذلك وظهوره للكل]] ([11] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106818#_ftn11))، وقال في موضع آخر [[ .. إن أريد بالتواتر ما كان من قبيل الأداء تواتره باعتبار أصله، كأن يراد تواتر المد من غير نظر لمقداره، وتواتر الإمالة كذلك، فالوجه خلاف ما قال ابن الحاجب، للعلم بتواتر ذلك، وإن أريد تواتر الخصوصيات الزائدة على الأصل، فالوجه ما قاله ابن الحاجب، ثم قال: ينبغي أن يكون الكلام في مقدارها –يعني الإمالة- وكذلك الأمر بالنسبة للمد]] ([12] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106818#_ftn12))، وقال الزركشي بعد أن نقل كلام ابن الحاجب [[ .. والحق أن المد والإمالة لا شك في تواتر القدر المشترك بينهما، وهو المد من حيث هو مد والإمالة من حيث هي إمالة، ثم ذكر اختلاف القراء في تقدير المد ثم قال: فعلم بهذا أن المد متواتر والاختلاف والنظر إنما هو في كيفيته والتلفظ به]] ([13] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106818#_ftn13)).
(يُتْبَعُ)
(/)
المسألة الثالثة: تقدم نقل اتفاق العلماء علي تواتر القراءات السبع، وهذه نبذة من كلامهم في ذالك، يستدل بها على غيرها، قال القاضي أبو بكر ابن الطيب الباقلاني [[ .. جميع ما قرأ به قراء الأمصار مما اشتهر عنهم واستفاض نقله، ولم يدخل في حكم الشذوذ رأوه سائغا- يعني العلماء- جائزا من همز ومد وإدغام وتشديد وحذف وإمالة، أو ترك ذلك كله، أو شيء منه، أو تقديم، أو تأخير، فإنه كله منزل من عند الله تعالى وهو مما وقفه الرسول صلى الله عليه وسلم على صحته وخير بينه وبين غيره وصوب جميع القراء به]] ([14] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106818#_ftn14))، وسئل ابن السبكي عن زيادته على ابن الحاجب (قيل) المقتضية لاختياره أن ما كان من قبيل الأداء كالمد والإمالة متواتر، فأجاب في كتابه منع الموانع على جمع الجوامع [[اعلم أن السبعة متواترة والمد متواتر، والإمالة متواترة، كل ذلك بَيِّنٌ لا شك فيه، وقول ابن الحاجب فيما كان من قبيل الأداء صحيح لو تجرد من قوله، كالمد والإمالة، لكن تمثيله له بهما أو جب فساده،كما سنوضحه بعد، ولذلك قلنا (قيل) ليتبين أن القول بأن المد والإمالة والتخفيف غير متواتر ضعيف عندنا، بل هي متواترة ... فإذا عرفت ذلك،فكلامنا قاض بتواتر السبع ومن السبع مطلق المد والإمالة وتخفيف الهمز بلا شك]] ([15] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106818#_ftn15)).
المسألة الرابعة: للعلماء في الفرق بين القرءان والقراءات مذهبان: أحدهما: أن القرءان والقراءات شيء واحد، والثاني أن بينهما فرقا، وهو مذهب مكي الزركشي على اختلاف بينهما في وجه التفرقة ([16] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106818#_ftn16))، فذهب مكي إلى أن التفرقة بين الاثنين إنما تكون على أساس النقل عن الثقاة وموافقة الرسم والشيوع في العربية، فما توفرت فيه الشروط الثلاثة فهو قرءان وقراءة، وما اختل فيه شرط،فهو قراءة، وليس قرءانا، وذهب الزركشي إلى التفرقة بينهما من وجه آخر فقال [[ .. اعلم أن القرءان والقراءات حقيقتان متغايرتان، فالقرءان هو الوحي المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم للبيان والإعجاز، والقراءات هي اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في كيفية الحروف أو هيئتها من تحقيق وتسهيل وغيرهما]] ([17] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106818#_ftn17))، وقد مال الإمام السخاوي إلى قول مكي فقال [[ .. وهو المختار عندهم]] ([18] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106818#_ftn18))، قال ابن لب ([19] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106818#_ftn19)) الغرناطي [[ .. وذلك أن من قرأ القرءان من فاتحة الكتاب إلى خاتمه، فقد قرأ حرفا واحدا من الأحرف المشهورة، أي أنه جمع القرءان كله، وقد بقي عيه قرءان كثير من الأحرف الباقية]] ([20] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106818#_ftn20))، وذهب بعض أهل العلم إلى أن القرءان والقراءات حقيقتان متداخلان متوافقتان بالنظر إلى القراءات المتواترة، وحقيقتان متغايرتان بالنظر إلى القراءات الشاذة، وعليه فالقراءات المتواترة، قراءات وقرآن، والقراءات الشاذة قراءات وليست قرآنا.
وأما قوله: ((قال أبو الحسن علي ابن عبد الكافي السبكي وهكذا التفصيل في شواذ السبعة فإن عنهم شيئا كثيرا شاذا، انتهى من النشر 1/ 44)) هـ
فيجاب عنه بان المؤلف، تصرف في نقل كلام السبكي، ووضعه في سياق مغاير، وهذا نص كلام السبكي كما نقله ابن الجزري في النشر [[.وقال الإمام العلامة شيخ الشافعية والمحقق للعلوم الشرعية، أبو الحسن على بن عبد الكافي السبكي في شرح المنهاج في صفة الصلاة فرع: قالوا –يعني أصحابنا الفقهاء- تجوز القراءة في الصلاة وغيرها بالقراءات السبع، ولا تجوز بالشاذ، وظاهر هذا الكلام يوهم أن غير السبع المشهورة من الشواذ، وقد نقل البغوي في أول تفسيره الاتفاق على القراءة بقراءة يعقوب وأبي جعفر مع السبع المشهورة، قال: وهذا هو القول الصواب، واعلم أن الخارج عن السبع المشهورة على قسمين منه ما خالف رسم المصحف فهذا لا شك فيه أنه لا تجوز قراءته لا في الصلاة ولا في
(يُتْبَعُ)
(/)
غيرها، ومنه ما لم يخالف رسم المصحف ولم تشتهر القراءة به وإنما ورد من طريق غريبة لا يعول عليها، وهذا يظهر المنع من القراءة به أيضا، ومنه ما اشتهرت عند أئمة هذا الشأن القراءة به قديما وحديثا، فهذا لا وجه لمنعه، ومن ذلك قراءة يعقوب وغيره، قال: والبغوي أولى من يعتمد عليه في ذلك فإنه مقرئ فقيه، جامع للعلوم، قال وهكذا التفصيل في شواذ السبعة فإن عنه شيئا كثيرا شاذا]] ([21] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106818#_ftn21)).
وأما مناسبة إيراد ابن الجزري لكلام السبكي، فهي أنه كان يتحدث عن اعتراض بعض علماء القراءات على الاقتصار على هؤلاء السبعة، وترك من عداهم ممن هو في رتبتهم أو فوقهم، وعلاقة ذلك بالأركان الثلاثة، فنقل كلام الكواشي، حيث قال [[ .. ومتى فقد واحد من هذه الثلاثة المذكورة في القراءة، فاحكم بأنها شاذة، ثم قال: وقال الإمام العلامة المحقق شيخ الشافعي الخ .. ]]،فهذا هو السياق الذي أورد فيه ابن الجز ي كلام السبكي،وبه يتضح أن قوله [[وهكذا ... ]] يرجع إلى الأقسام الثلاثة المذكورة في كلامه، فمصب التفصيل المذكور،إنما هو على الروايات التي لم تشتهر عن الأئمة السبعة،شهرة الروايات التي بأيدي الناس اليوم، وسياق الكلام لا يدل على أن في القراءات السبع التي يقرأ بها الآن شيء شاذ، فكل ما هنالك أن ثمة كلمات يسيرة ادعي فيها أنها مخالفة لقاعدة نحوية،وليس ذلك بشيء ترد من أجله القراءات المتواترة التي نقلتها أمم لاتحصى،وقرأت بها أجيال لاتستقصى.
وأما قوله ((واتسع الخلق بإكثار المدونين من الروايات والقراءات ... ثم قال: قال: ابن الجزري (1/ 35) ولا زال الناس يؤلفون في كثير القراءات وقليلها ويرون شاذها وصحيحها بحسب ما وصل إليه أو صح لديه ولا ينكر أحد عليهم بل هم في ذلك متبعون سبيل السلف ... )) هـ
فيجاب عنه بأنه وارد في سياق خاص، وهو الحديث عن الأحرف السبعة وعلاقتها بالقراءات التي يقرأ بها في الأمصار، هل هي جميع الأحرف السبعة،أم بعضها، حيث قال [[ .. فإن هذه المسألة تنبني على الفصل المتقدم، فإن من عنده أنه لا يجوز للأمة ترك شيء من الأحرف السبعة، يدعي أنها مستمرة النقل في التواتر إلى اليوم، وإلا لكانت الأمة جميعها عصاة مخطئين في ترك ما تواتر منها ... ثم قال وأنت ترى ما في هذا القول،فإن القراءات المشهورة اليوم عن السبعة والعشرة والثلاثة عشر بالنسبة إلى ما كان مشهورا في الأعصار الأولي قل من كثر ونزر من بحر، وذلك أن القراء الذين أخذوا عن أولئك المتقدمين من السبعة وغيرهم كانوا أمما لا تحصى وطوائف لا تستقصى، والذين أخذوا عنهم أكثر وهلم جرا .. ]] ([22] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106818#_ftn22)) ثم ذكر أوائل المؤلفين في القراءات، وأشار إلى مناهجهم في التأليف وذكر أسماء مؤلفاتهم، فهذا هو سياق كلام ابن الجزري، وهو كما رأيت يوضح المعنى الذي قصده ابن الجزري من الفقرة التي نقلها المؤلف.
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106818#_ftnref1) انظر: جامع البيان1/ 762
[2] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106818#_ftnref2) انظر:إتحاف البررة بما سكت عنه نشر العشرة ص:148
[3] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106818#_ftnref3) انظر: الإرشاد ص:150،وغاية الاختصار:1/ 330،و2/ 584
[4] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106818#_ftnref4) انظر النشر2/ 60 وينظر الإرشاد لأبي العز القلانسي:78
[5] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106818#_ftnref5) انظر النشر 1/ 10.
[6] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106818#_ftnref6) انظر: المرشد الوجيز إلي علوم تتعلق بالكتاب العزيز 174_175
[7] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106818#_ftnref7) انظر منتهي الوصول والأمل في علمي الأصول والجدل ص:32، وانظر مختصره، المعروف بمختصر المنتهي 1/ 21ثم قارن بينهما يظهر لك الاختلاف بين المختصر وأصله.
(يُتْبَعُ)
(/)
[8] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106818#_ftnref8) انظر: جمع الجوامع بشرح المحلى 1/ 131.
[9] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106818#_ftnref9) انظر: النشر1/ 14
[10] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106818#_ftnref10) انظر: حاشية البناني على شرح المحلي 1/ 131.
[11] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106818#_ftnref11) انظر: حاشية البناني على شرح المحلي 1/ 131
[12] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106818#_ftnref12) انظر: حاشية البناني على شرح المحلي 1/ 132
[13] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106818#_ftnref13) انظر: البرهان في علوم القرءان، 1/ 225
[14] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106818#_ftnref14) انظر: مختصر الانتصار لنقل القرءان، ص.85 وانظر منجد المقرئين، ص.62.
[15] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106818#_ftnref15) انظر: منجد المقرئين، ص.62.
[16] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106818#_ftnref16) انظر: الإبانة عن معاني القراءات لمكي، ص.57 - 58، والنشر 1/ 9.
[17] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106818#_ftnref17) انظر: البرهان في علوم القرءان 1/ 318.
[18] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106818#_ftnref18) انظر: جمال القراء وكمال الاقراء 2/ 440.
[19] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106818#_ftnref19) هو فرج بن قاسم بن لب، أبو سعيد التغلبي الغرناطي، الشهير بابن لب، اخذ عن القيجاطي وأبي حيان، وعنه أبو إسحاق الشاطبي وابن جزي وابن الخطيب،من مؤلفاته رسالة في تواتر القراءات سمها: فتح الباب ورفع الحجاب بتعقب ما وقع في تواتر القرآت من سؤال وجواب، أوردها الونشريسي في المعيار، توفي ابن لب سنة 782 هـ
[20] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106818#_ftnref20) انظر: المعيار المغرب الونشرييسي 12/ 105.
[21] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106818#_ftnref21) انظر النشر: 1/ 44،ومنجد المقرئين، ص.49، وقد بحث عن كلام السبكي في شرحه على منهاج البيضاوي في أصول الفقه المسمى بالإبهاج، والذي أكمله ولده عبد الوهاب، فلم أجده فيه، وذكر لي بعض فقهاء الشافعية أن للسبكي شرحا على منهاج النووي في الفقه يسمى الابتهاج، ثم وقفت بعد ذلك على كلام للقسطلاني في "لطائف الإشارات" قال [ .. كذا قال الإمام السبكي في منهاج النووي في صفة الصلاة]،انظر: اللطائف: ص75.
[22] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=106818#_ftnref22) انظر: النشر 1/ 33
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[27 Jun 2010, 02:32 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء على هذه الدرر النفيسة، وتلك الردود العلمية القيمة التي استفدنا منها كثيراً.
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[27 Jun 2010, 08:41 م]ـ
وما اشد عجبي منك لزمت الصمت حين كنت راغبا ترجوني بعض المخطوطات في موريتانيا ولما اخبرتك بانشغالي في هذه الفترة بدات تحاول التربص بي والتعاطف مع من خالفني ولتعلموا اني لا ابالي لو خالفني المعاصرون جميعا فما بالك بمن لا يفقه ما يقول وانما يستنسخ وينقل نقلا وبمن يرقص على ايقاع جهد غيره
ـ[أحمد بن محمد فال]ــــــــ[28 Jun 2010, 12:15 ص]ـ
لعل الأستاذ الحسن يقصد شخصا آخر، لأني لم يسبق لي أن طلبت منه مثل هذا الطلب،و قبل أن أترك هذا "المربع "،أود أن أشير إلى أن قصدي بهذه الهومش إنما هو النصح لكتاب الله تعلى ولقراء المسلمين عامتهم، ولن أقبل أن أجر الى الردود، والردود المضادة، ولا أقول إن الصواب محنصر في هذه الملاحظات والخطأ منحصر في غيرها، ولكن أقول ما قال الشاطبي:
وسلم لإحدى الحسنيين إصابة= والأخرى اجتهاد رام صوبا، فأمحلا
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[28 Jun 2010, 02:13 ص]ـ
الأخ أحمد بن محمد فال
السلام عليكم
يبدو أن لك خلقا حسنا، وأسلوبا رزينا، ولكني لم أتعرف عليك، وأحسب اسمك مستعارا أو لم تنتسب إلى أسرتك كالمعلوم في مجتمعاتنا.
ولكن لا شك عندي أنك تستنسخ من الأمهات وتفسرها تفسيرا يسع كلا توظيفه لنفسه، وكنت أردت أن أسألك أسئلة في تحرير طرق القراءات وأسئلة فنية في النشر فإن أجبت عنها فلا رجل أعز منك ولأنت بغيتي وشيخي ولأنا أول من يعتر فلك بذلك وأكون لك من الشاكرين وإن لم تفعل فلن أضيع الوقت في الدوران حول المربع إذ قد خالفت عن وعي ودراية ما تستشهد به من كلام الأولين ولم تأت بجديد من عندك فأقف معه متأملا لعله يفيدني أو يهديني، وإنما منعني من ذلك أني لم أتعرف عليك ولم أدر ما تحصيلك، فإن كنت من المتخصصين في القراءات فلتخبرني مشكورا لأسألك أسئلة أنتقيها من عوائص النشر والتيسير والحرز وجامع البيان وغيرها فإن أجبت على نصفها أعلنت على الملإ عدولي عن بحث إثبات تواتر القرآن وتراجعت عن نشر كتابي ـ قيد الإنشاء ـ تيسير طرق النشر من أصوله إلى الرواة، وكان من قبل تحت عنوان المستدرك على السلاسل الذهبية، ولا يخفى عليك أن الدكتور أيمن رشدي سويد قد اتصل بي هاتفيا وأخبرني باحترامه استدراكاتي أي أنها ليست كالذي تصور به أنت بحوثي.
أخي أحمد بن محمد فال:
لست على استعداد لتضييع بعض الوقت على حساب كتابي تيسير طرق النشر من أصوله إلى الرواة إلا إن كنت على استعداد للتعامل مع أسئلة ثلاثة لا أكثر من النشر الذي تدافع عنه.
وأما أنت أيها الدكتور الكفراوي فقد وجب عنك الإمساك
الحسن بن ماديك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بن محمد فال]ــــــــ[02 Jul 2010, 01:11 م]ـ
الوقفة السابعة:
وأماقوله ((ولعلنا على مضض تجرعنا اعتراف أئمة القراءات والمصنفين منهم بتسرب الشذوذ والوهم والضعف إلى القراءات عموما دونما استثناء للسبع والعشر وغيرهما)) هـ
فيجاب عنه بأن يقال لعلنا استسغنا كلام أئمة القراءات والمصنفين حين وضع في سياقه، وعرفنا أنهم لايقولون بتسرب الشذوذ والوهم والضعف إلى القراءات عموما دونما استثناء للسبع والعشر وغيرهما.
واماقوله ((ولا يعني تضمن القراءات للشذوذ أنها متواترة فيما لا شذوذ فيه، فهيهات أن يكون الأمر كذلك، إذ اعترف أئمة القراءات بعدم تواترها ودافعوا عن هذه الحقيقة بدافع الدفاع عن تعدد الروايات والقراءات لا غير)) هـ.
فيجاب عنه بأنه فهو مبني على ما تقدم، وقد تقدم الكلام على ذلك، وأما إنكاره لتواتر مالاشوذ فيه من قراءات، فهو من جنس كلامه السابق، وسيعود المؤلف الى تكرار هذا الكلام كلما تعرض لذكر القراءات.
وأما قوله ((قال المحقق ابن الجزري في النشر 1/ 13 وقد شرط بعض المتأخرين في هذا الركن التواتر ولم يكتف فيه بصحة السند، وزعم أن القرآن لا يثبت إلا بالتواتر وأن ما جاء مجيء الآحاد لا يثبت به القرآن وهذا مما لا يخفى ما في، ه فإن التواتر إذا ثبت لا يحتاج فيه إلى الركنين الأخيرين من الرسم وغيره، إذ ما ثبت من أحرف الخلاف متواترا عن النبي وجب قبوله وقطع بكونه قرآن سواء وافق الرسم أو خالفه، وإذا اشترطنا التواتر في كل حرف من حروف الخلاف انتفى كثير من أحرف الخلاف الثابت عن هؤلاء السبعة وغيرهم انتهى)) هـ، فهو كلام يفهم في سياقه، وسياقه أ ن ابن الجزري كان يتحدث عن الأركان الثلاثة التي يشترط توفرها في القراءة الصحيحة، فقال [[ .. وقولنا وصح سندها، إنما نعني به أن يروي تلك القراءة العدل الضابط عن مثله، كذا حتي تنتهي، وتكون مع ذالك مشهورة عند أئمة هذا الشأن، الضابطين له، غير معدودة عندهم من الغلط، أو مما شذ بها بعضهم .. ]]، وكلامه هذا وارد في الاحتجاج لمذهبه الجديد في الاكتفاء بصحة السند دون الحاجة الى التواتر، ولذالك قال عقبه [[ .. وفد كنت قبل أجنح إلي هذا القول ثم ظهر لي فساده]] وبذلك يتبين لك أن المؤلف تصرف في كلام ابن الجزري، فحذف بعضه ووضعه في سياق مغاير.
واماقوله ((ثم قال-يعني ابن الجزري- نقلا عن أبي شامة في مرشده وقد شاع على ألسنة جماعة من المتأخرين وغيرهم من المقلدين، أن القراءات السبع كلها متواترة في كل فرد مما روي عن هؤلاء الأئمة السبعة قالوا والقطع بأنها كلها منزلة من عند الله واجب، ونحن بهذا نقول لكن فيما اجتمعت على نقله عنهم الطرق واتفقت عليه فرق من غير نكير له مع أنه شاع وذاع واشتهر واستفاض فلا أقل من اشتراط ذلك إذا لم يتفق التواتر في بعضها انتهى. ثم نقل عن الجعبري قوله الشرط واحد وهو صحة النقل ويلزم الآخران، فهذا ضابط يعرف به ما هو من الأحرف السبعة وغيرها)) هـ
فيجاب عنه بأنه كلام متصل بما سبق، فاستدلال المؤلف به هنا استدلال في غير محله، لأنه سيق مساق الاحتجاج للمذهب السابق، وقد أورده في منجد المقرئين، في معرض رده على أبي شامة فقال [[ .. وهذا الكلام يمكن أن يكون مدسوسا عليه، أو أنه قاله لأن كتابه هذا من أول ما ألف من الكتب، ثم قال: وهذا يحدث لكثير من المؤلفين، ثم عقب علي ذلك بقوله: قلت ونحن يشهد الله أنا لانفصد إسقاط الإمام أبي شامة، اذ الجواد قد يعثر، ولا نجهل قدره، بل الحق أحق أن يتبع، ولكن نقصد التنبيه علي هذه الزلة المزلة، ليحذر منها من لامعرفة له بأقوال الناس، ولا اطلاع له علي أحوال الأئمة، ثم قال: هذا كلام من لم يدر ما يقول، حاشا الإمام أبا شامة منه، وأنا من فرط اعتقادي فيه، أكاد أجزم بأنه ليس من كلامه في شيء، ربما يكون بعض الجهلة المتعصبين ألحقه بكتابه، أو إنه إنما ألف هذا الكتاب أول مرة، كما يقع لكثير من المؤلفين، وإلا فهو في غيره من مصنفاته، كشرحه للشاطبة بالغ في الإنتصاروالتوجيه لقراءة حمزة والأرحام بالخفض، والفصل بين المتضايفين، .. وهذا الكلام مباين لما تقدم،وليس منه في شيء، وهو الألق بمثله رحمه الله، ثم قال: ثم لم يكتف الإمام أبو شامة حتي قال: فذلك محمول علي قلة ضبط الرواة، لا والله، بل كله محمول علي كثرة الجهل ممن لايعرف لها أوجها وشواهد صحيحة تخرج عليها،كما سنبينه إن شاء الله في
(يُتْبَعُ)
(/)
الكتاب الذي وعدنا به آنفا، اذ هي ثابتة مستفاضة، ورواتها أئمة ثقات، وإن كان ذالك محمولا علي قلة ضبطهم، فليت شعري أكان الدين قد هان علي أهله حتي يجيء شخص في ذلك الصدر يدخل في القراءة بقلة ضبطه ما ليس منها فيسمع منه ويؤخذ عنه ويقرأ به في الصلوات وغيرها ويذكره الأئمة في كتبهم ويقرؤن به ويستفاض ولم ينزل كذالك، إلي زمانا، هذا ويمنع أحد من أئمة الدين القراءة به، مع أن اٌلإجماع منعقد علي أن من زاد حركة أو حرفا في القرآن، او نقص من تلقاء نفسه مصرا يكفر، والله جل وعلا تولي حفظه]] ([1] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=107416#_ftn1)) .
وهاهنا مسألتان لابد من ذكرهما في هذا المقام::
المسألة الأولى: تقدم أن التواتر لايقدح فيه اختلاف الرواة، فقد تتواتر القراءة عند قوم، ولا تتواتر عند قوم آخرين، قال ابن عرفة [[ .. أما وجه القراءة فلا يشترط فيه التواتر بحال، فقد قال أئمة العربية إن قراءة حمزة (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام) ضعيفة، وكذا قراءة قالون (محياي) بسكون الياء ضعيفة جدا]] ([2] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=107416#_ftn2))، وقد تقدم هذا المعنى منصوصا في كلام جماعة من الأئمة.
المسألة الثانية ما ذكره أبو شامة من اشتراط اتفاق طرق النقل، لم يسبقه إليه احد، ولذلك اختلفوا في العدد الذي يتحقق به التواتر اختلافا كثيرا، خلصوا منه إلى نتيجة مؤداها أنه ما يحصل به العلم، والعلم حاصل لا محالة بهذه الروايات التي اختلف فيها الرواة عن أئمة القراءات، قال الإمام ابن لب الغرناطي [[ ... وهاهنا وجه خفي ينبغي التَّنَبه له، وهو أن تواتر القراءات السبع إنما هو خصوص في القراء والأقطار،وليس تواتر عموم، كالعلم في البلاد النائية،والقرون الخالية، وإنما ذلك كتواتر أشياء من الصنائع عند (أهل) كل صناعة فلا يعرف تواتر ذلك غيرهم، كذلك قراءة نافع تواترت بالمدينة وأحوازها عن قرائها وعن من ينقل إليه ذلك في البلاد النائية، إن نقلت إليها، وقراءة ابن كثير بمكة،وأما أبو عمرو بالبصرة وابن عامر بالشام والكوفيون بالكوفة وفي كل مصر من هذه الأمصار الخمسة وما يرجع إليه من البلاد عالم كثير من القراء،قد علموا تواتر تلك القراءة هنالك وحملوها كذلك]] ([3] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=107416#_ftn3))
[1] (http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=107416#_ftnref1) انظر: منجد المقرئين، ص.65 - 67.
[2] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=107416#_ftnref2) انظر: المعيار المغرب للونشريسي 12/ 73.
[3] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=107416#_ftnref3) انظر: المصدر السابق:12/ 103.
ـ[أحمد بن محمد فال]ــــــــ[06 Jul 2010, 02:32 م]ـ
الوقفة الثامنة:
وأماقوله (( .. كيف فات على أئمة القراءات والمصنفين أن القرءان متواتر جملة وتفصيلا حرفا حرفا وكلمة كلمة دون الحاجة إلى تعدد الروايات والقراءات ودون ضرورة التمسك بالروايات ظنا منهم أن القرءان لا يصح حفظه ولا تواتره دونها، ولإثبات تواتر القرءان دون الحاجة إلى اللهجات فإليكم الدليل: البسملة بين السورتين عند الابتداء من أول كل سورة سوى براءة لجميع القراء وهي بين السورتين إلا أن تكون الثانية براءة لقالون والمكي وعاصم والكسائي وأبي جعفر،هكذا وقع التواتر دون الحاجة إلى السكت والصلة بين السورتين، ولا يخفى انتفاء الرواية في تخصيص الأربع الزهر، الصراط كيف وقع بالصاد للمدنين والبري وأبي عمرو والشامي وعاصم والكسائي وخلف وروح، وبالسين بقنبل ورويس، هكذا وقع التواتر دون الحاجة إلى إشمام حمزة بل دون الحاجة الى السين أيضا، صلة ميم الجمع قبل متحرك تركها للبصريين والشامي والكوفيين، وترك صلتها قبل همزة القطع خاصة للعشرة إلا ورشا .... أصدق،تصدية، يصدفون، فاصدع،قصد، يصدر، بالصاد الخالصة لأهل الحرمين وأبي عمرو والشامي و وعاصم وروح، ولا حاجة الى إشمام غيرهم .... الصيطرون، مصيطر بترك الإشمام للعشرة الاحمزة، ولا فرق بين قرائتي السين والصاد المتواترتين، الإدغام الكبير في أكثر من ألف وثلاثمائة كلمة إظهاره للعشرة، إلا وجها عن
(يُتْبَعُ)
(/)
أبيعمرو، ..... تأمنا تواترت بالإدغام الكبير (المحض) عند أبي جعفر، ولا حاجة إلى الروم والإشمام عند غيره ..... الهمزتان من كلمة: تحقيق الثانية لابن عامر والكوفيون وروح، وترك ألف الإدخال قبل الفتح والكسر لورش والمكي و ابن ذكوان والكوفيين ويعقوب، ولهشام في وجه وترك ألف الإدخال قبل الضم لورش والمكي وابن ذكوان والكوفيين ويعقوب، ووافقهم قالون وهشام وأبو عمرو في وجه عنهم ..... الهمز المفرد الساكن حققه: المكي وهشام وحفص وحمزة ويعقوب ووافقهم غيرهم في بعض الكلمات ..... لام بل وهل إظهاره لأهل الحرمين وابن ذكوان وعاصم وخلف ويعقوب ... )) هـ
فيجاب عنه بما يلي:
أما قوله (( ... كيف فات على أئمة القراءات والمصنفين أن القرءان متواتر جملة وتفصيلا حرفا حرفا وكلمة كلمة دون الحاجة إلى تعدد الروايات والقراءات ودون ضرورة التمسك بالروايات ظنا منهم أن القرءان لا يصح حفظه ولا تواتره دونها) هـ
فيجاب عنه بأن الأئمة والمصنفين لم يجعلوا تعدد الروايات شرطا لتواتر القرءان، وإنما تمسكوا بما تواتر من القراءات، لأنها كيفيات تؤدي بها ألفاظ القرءان، فاذا تواترت تلك الكيفيات فهي قرءان، ثم إن الأئمة حين نصوا على تواتر القراءات لم يكونوا يقصدون كل القراءات، لعلمهم أن من القراءات ماهو شاذ،ولكنهم كانوا يقصدون القراءات السبع والعشر برواياتها المشهورة التي انحصرت في هذه الأزمنة في طرق الشاطبية والتيسير والدرة والتحبير وطيبة النشر.
واماقوله ((تأمنا تواترت بالإدغام الكبير (المحض) عند أبي جعفر، ولا حاجة الى الروم والاشمام عند غيره)) فيجاب عنه بأنه لافرق بين الإدغام المحض والروم والإشمام، لأن الكل لهجات، ولأن أبا جعفر يبدل الهمزة ألفا، والابدال صنو الروم والإشمام والإدغام المحض، وقد تقدم أن الجمع بين التحقيق والإدغام المحض لم يقرأ به أحد من العشرة من الطرق القرءوء بها، ولذلك لم يعول في الطيبة على ما انفرد به ابن مهران عن قالون من الإدغام المحض في هذا الحرف، ومعلوم أن مذهبه تحقيق الهمز،،وقد تقدم أيضا اتفاق القراء على ادغام النون الساكنة والتنوين في اللام والراء إدغاما محضا، واتفاقأكثرهم على إدغامهما بغنة في حروف (ينمو).
واما قوله (( .. الهمزتان من كلمة:تحقيق الثانية لابن عامر والكوفيون وروح، وترك ألف الإدخال قبل الفتح والكسر الخ .. )) فيجاب عنه، بان الأمر ليس على الاطلاقه، لاتفاق العشرة على ترك التحقيق في الهمزة الثانية في (آلذكرين) معا و (وآلله) معا و (والآن) معا، حيث قرأ الجميع في هذه المواضع الستة بوجهين، أحدهما: التسهيل وثانيهما الإبدال، ولاتفاق الكل أيضا على إبدال الهمزة الساكنة بعد همزة حرف مد من جنس حركة ما قبلها نحو (أوتوا) و (وءادم) و (إيلافهم) وهو كثير في القرءان، وإليه الإشارة بقول الشاطبي
وإبدال أخرى الهمزتين لكلهم=إذا سكنت عزمٌ كآدم أوهلا
وما يقال في (آلذكرين) وبابه يقال في (ماليه هلك) في سورة الحاقة، فقد اتفق القراء على قراءتها بوجهين: أحدهما: السكت، ويعبر عنه بالإظهار، وثانيها:الإدغام، ولم يقرأ فيها بغير ذلك.
واما قوله (لام بل وهل اظهاره لأهل الحرمين و ابن ذكوان وعاصم وخلف ويعقوب) فيجاب عنه بأن ذلك ليس على إطلاقه، لاتفاق الكل على الإدغام في (هل لكم مما ملكت) و (بل ربكم) و (بل لاتكرمون) ولاتفاقهم على الإدغام في (إذ ظلموا) و (قداجيبت دعوتكما) و (فآمنت طائفة) و (قل ربي) واتفاقهم على ادغام أول المثلين الساكن، سواء كان في كلمة أو في كلمتين نحو (كانت تأتيهم) و (أينما يوجهه) وهو كثير في القرآن، أضف إلي ذلك أن هذا المسلك يترتب عليه إبعاد كثير من القراءات المتواترة التي عرض لها المؤلف أثناء سرده لحروف الخلاف، والتي كان يقول فيها (ولا حاجة إلى .. ) ولا يخفى أيضا ما فيه من التلفيق والتركيب بين الأوجه، وهو أمر عابه المؤلف على القراء، واعتبره من تناقضاتهم، وهذا كله يدلك على أن تواتر القرءان دون الحاجة الى اللهجات أمر غير ممكن.
والخلاصة: أن هذه اللهجات جزء من كيان اللغة التي نزل بها القرءان، فالذي يريد أن يفصلها عن أصلها، كالذي يريد أن يفني المحيط الأطلسي غرفا، أو يفني رمل عالجعدا، ومن أوضح الأمثلة على ذلك أن لغة أكثر العرب تحديد الفعل مع التثنية والجمع،إلا ما ورد في لهجة حكاها البصريون عن طيء، ونسبها بعضهم الى أزد شنوءة، من إثبات ضميري الجمع والتثنية مع الفعل، وهي لهجة غيرها أولى منها عند النحاة ([1] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=108040#_ftn1))، ومع ذلك تواترت بها القراءة عند الائمة العشرة في قوله تعلى (فعموا وصموا كثير منهم) في سورة المائدة،،وقوله (وأسروا النجوي الذين ظلموا) في سورة الأنبياء،أما تجريد الفعل، الذي هو لغة جمهور العرب، فلم يقرأ به في هاتين الآيتين الكريمتين.
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=108040#_ftnref1) اشتهرت هذه اللهجة في كتب النحو بلغة (أكلوني البراغيث)، وفيها كلام مشهور في كتب التفسير، وإليها الإشارة بقول ابن مالك
وجرد الفعل إذا ما اسندا = لاثنين أو جمع،كفاز الشهدا
وقد يقال سعدا وسعدوا = والفعل للظاهر بعد سند
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بن محمد فال]ــــــــ[07 Jul 2010, 12:47 م]ـ
الوقفة الثامنة ((مكرر))
وقع في الوقفة الثامنة بعض الخطاء المتعلقة بكتابة بعض الكلمات، منها (تحديد) والصواب (تجريد) وسياق الكلام (والخلاصة: أن هذه اللهجات جزء من كيان اللغة التي نزل بها القرءان، فالذي يريد أن يفصلها عن أصلها، كالذي يريد أن يفني المحيط الأطلسي غرفا، أو يفني رمل عالج ٍعدًّا،ومن أوضح الأمثلة على ذلك أن لغة أكثر العرب تجريد الفعل مع التثنية والجمع،إلا ما ورد في لهجة حكاها البصريون عن طيء، ونسبها بعضهم الى أزد شنوءة، من إثبات ضميري الجمع والتثنية مع الفعل، وهي لهجة غيرها أولى منها عند النحاة ([1] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=108715#_ftn1))، ومع ذلك تواترت بها القراءة عند الائمة العشرة في قوله تعلى (فعموا وصموا كثير منهم) في سورة المائدة،،وقوله (وأسروا النجوي الذين ظلموا) في سورة الأنبياء،أما تجريد الفعل، الذي هو لغة جمهور العرب، فلم يقرأ به في هاتين الآيتين الكريمتين.
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=108715#_ftnref1) اشتهرت هذه اللهجة في كتب النحو بلغة (أكلوني البراغيث)، وفيها كلام مشهور في كتب التفسير، وإليها الإشارة بقول ابن مالك
وجرد الفعل إذا ما اسندا = لاثنين أو جمع،كفاز الشهدا
وقد يقال سعدا وسعدوا = والفعل للظاهر بعد سند
ـ[أحمد بن محمد فال]ــــــــ[10 Jul 2010, 04:08 م]ـ
الوقفة التاسعة
وأما قوله ((ولقد بلغ الجمود والانحطاط أن وقع القراء ومصنفوهم في ثلاث تناقضات أولها أنهم منعوا أو عابوا خلط الروايات الصحيحة الثابتة في القراءة وهو ما نسميه بتركيب الطرق وعدم التحرير وفي نفس الوقت يجيزون القراءة بالقياس الذي هو قراءة القرءان بما لم ينزل به جبريل من عند الله)) هـ،فيجاب عنه بما يلي:
أما القياس الذي وصفه بأنه قراءة القرءان بما لم ينزل به جبريل من عند الله، ففيه تفصيل، وهو أن إطلاق القياس من غير تقيد، ليس بسيد، لما تقدم من تقسيم القياس الى قياس مقبول وقياس مردود، وأما قراءة القرآن بما لم ينزل به جبريل من عند الله، فهو أمر لا يتصور وقوعه من عوام المسلمين، فضلا عن غيرهم،وذلك لما أودع الله تعالى في القلوب من إجلال القرءان وتعظيمه.
وأما قوله ((واما ثاني المتناقضات فهو قضية ابن مقسم المقرئ النحوي في القرن الرابع الذي اجمع القراء والفقهاء على منعه من القراءة بما يوافق اللغة والرسم دون التقيد بالأداء والنقل وحوكم فتاب ورجع عن رأيه، قال ابن الجزري تعليقا على قضيته في النشر 1/ 18 ومن ثم امتنعت القراءة بالقياس المطلق وهو الذي ليس له أصل في القراءة يرجع إليه ولا ركن وثيق في الأداء يعتمد عليه انتهى. لكن الذي حاوله ابن مقسم هو نفسه ما يسمونه بالقياس المقيد سواء بسواء، إذ هو موافق للغة والرسم فاقد لشرط الأداء والنقل لا ينقصه من وجه التشبيه اعتماد القراء على قاعدة أو لهجة عربية اعتمدها أحد الرواة في بعض الأحرف دون سائر نظائره، فقاس القراء والمصنفون سائر النظائر على بعض الأحرف المروية)) ه، فيجاب عنه بما يلي:
أما استدلال المؤلف بقضية بابن مقسم، فهو استدلال في غير محله، لأن ابن مقسم كان يرى جواز القراءة بما لم ينقل لبتة، فلا وجه لتشبيه عمله بالقياس الجزئي، الذي لا يخرج عن القراءات المتواترة التي استكملت الشروط الثلاثة، وأما وجه اعتراض القراء والفقهاء على عمل ابن مقسم فهو أنه فاقد لركن من أهم الأركان التي يجب توفرها في القراءة الصحيحة، وهو النقل، ومما ينبغي أن يشار إليه هنا أن الفرق بين مذهب ابن مقسم، ومذهب ابن شنبوذ الآتي ذكره،أن ابن مقسم يرى جواز القراءة بكل ما وافق الرسم والعربية، وإن لم يصح سنده، وابن شنبوذ يرى جواز القراءة بما وافق النقل و العربية وان خالف الرسم، قال ابن الجزري في ترجمة ابن مقسم [[ .. وهذا غير ما كان ينحوه ابن شنبوذ، فانه كان يعتمد علي السند،وان خالف المصحف، وهذا يعتمد علي المصحف، وان خالف النقل، واتفقا علي موافقة العربية]] ([1] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=108040#_ftn1))
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله ((وأعجب العجب أن المحقق ابن الجزري نفسه قال في كتابه منجد المقرئين، ص.17 أما ما وافق المعنى والرسم أو أحدهما من غير نقل فلا تسمى شاذة بل مكذوبة يكفر متعمدها انتهى، وقال في النشر 1/ 293 عن القراءات ليست بالقياس دون الأثر، وقال أيضا في 2/ 263 وهل يحل لمسلم القراءة بما يجد في الكتابة من غير نقل انتهى وقال الشاطبي "وما للقياس في القراءة مدخل" انتهى، ولقد كرر مكي وابن الجزري وغيرهما من المصنفين أنما صح نقله عن الآحاد وصح وجهه في العربية وخالف لفظه خط المصحف أنه لا يقبل ولا يقرأ به، ولا يخفى أن هذا القسم أقوى من القياس الذي يجب رده وعدم قبوله وحرمة القراءة به لأنه أضعف مما صح نقله عن الآحاد)) ه.
فيجاب عنه بما يلي:
أما ما نقله المؤلف من كلام ابن الجزري،فيجاب عنه بأن المؤلف صرف الكلام عن ظاهره بوضعه في سياق مغاير، وبيان لك أن السياق العام الذي يدور فيه النص هو الحديث عن القراءة الشاذة من حيث جواز القراءة بها في الصلاة وعدمه، حيث قال ابن الجزري [[ ... وقد حكي الإمام أبو عمر بن عبد البر إجماع المسلمين علي أنه لاتجوز القراءة بالشاذ، وأنه لايجوز أن يصلي خلف من يقرأ بها، ثم قال: [[وأما ما وافق المعني والرسم الخ]] ثم عقب على بعد ذالك بقوله [[وأجاب الإمامان الحافظ أبو عمرو بن الصلاح، وأبو عمرو بن الحاجب عن السؤال الذي ورد دمشق من العجم في حدود الأربعين وستمائة، وهو هل تجوز القراءة بالشاذ،ثم ذكر إجابة ابن الصلاح وابن الحاجب]] ([2] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=108040#_ftn2))
وأما ما ذكره من كلام أئمة القراءات كابن الجزري، والشاطبي، ومكي، فهو كلام يراد به الاستدلال على أن هذا القسم أقوي من القياس الجزئي، وهو استدلال في عير محله، لأن مصب كلام هؤلاء الأئمة علي القياس الاصطلاحي، ولأن القياس الجزئي لايخرج عن حدود القراءات المتواترة التي استجمعت الأركان الثلاثة، وقد تقدم كلام ابن الجزري في التفريق بين القياس الاصطلاحي، والقياس الجزئي، ونضيف هاهنا كلمة نفيسة للإمام القيجاطي لها تعلق بهذه المسألة، قال رحمه الله تعلي. [[ .. فإن قال القائل: ما لخصته في هذه المسألة من وجوب ترقيق اللام مع الفتحة والضمة الممالتين إنما هو قياس، وليس بمنصوص عليه في كتب الأئمة، وقد قال الشاطبي في قصيدته وهو إمام من أئمة هذه الصنعة:
وما لقياس في القراءة مدخل = فدونك ما فيه الرضا متكفلا
فيقال له في الجواب: لله در الشاطبي لقد أحسن كل الإحسان في إتقان تلك المسألة التي تكلم عليها في نظمه، إلا أن تلك المقالة منه مزلة للجهال يضعونها في غير موضعها،ويستشهدون بها في غير محلها، قال: والمعنى الذي أراد الشاطبي رحمه الله متفق عليه بين أئمة هذا الشأن، وهو أن اللفظ القرءاني إذا وردت فيه قراءة صحيحة ثابتة عن الأئمة الذين يلزمونا قبول قولهم والأخذ بروايتهم، فلا يجوز لنا أن نترك ما رووه إلي غيره مما لا يثبت عنهم، وإن كان في أعلى درجات الفصاحة، وعلى أتم وجوه المقاييس، وكذلك إذا كان بقاؤه على أصله جائزا ولم يرد ما يقتضي خروجه عنه، فالبقاء على الأصل لا زم، ولا يعدل عنه إلى الفروع إلا بدليل، فإن لم يرد فيه نص عن الأئمة، فأهل الأداء من (المتحققين) ([3] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=108040#_ftn3)) متفقون على رده إلى أصول القراء وما تقتضيه مقاييس اللغة ... ]] ([4] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=108040#_ftn4)).
واماقوله ((ونتساءل هل تعني الرواية عن أبي عمرو بإدغام (ولتات طائفة) ضرورة ومبررا لإدغام (وآت ذا القربى)،قياسا عليها كما في النشر 1/ 279 مع انعدام الرواية بإدغامها، وتوفر الرواية لدى أبي عمرو نفسه كجميع القراء بإظهارها)) ه، فيجاب عنه بأن هذا النقل فيه نظر، لأن لفظ القياس لم يرد في كلام ابن الجزري،وإنما عبر بلفظ (ألحق)، والتعبير الذي استخدمه المؤلف يوحي بان هذه العبارة من كلام ابن الجزري، وما هي من كلامه، ثم إن كلامه هذا وارد في سياق الحديث عن موانع الإدغام المختلف فيها، حيث قال [[ ... وفي المتجانسين (ولتات طائفة) ألحق به (وآت ذا القربى) لقوة الكسرة .. ]] ([5]
(يُتْبَعُ)
(/)
( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=108040#_ftn5)) ثم عقب على ذلك بقوله [[ .. فأكثرهم على الاعتداد به مانعاً مطلقاً، وهو مذهب أبي بكر بن مجاهد وأصحابه،وبعضهم لم يعتد به مطلقاً،وهو مذهب ابن شنبوذ وأبي بكر الداجوني، والمشهور الاعتداد به في المتقاربين وإجراء الوجهين في غيره،ما لم يكن مفتوحاً بعد ساكن، ولهذا كان الخلاف في (يؤت سعة) ضعيفاً،وفي غيره قوياً ... ]] ثم قال بخصوص الحرف المذكور [[ ... واختلف في (وآت ذي القربى) في الموضعين، لكونهما من المجزوم،أو مما حكمه حكم المجزوم، فكان ابن مجاهد وأصحابه وابن المنادي وكثير من البغداديين يأخذونه بالإظهار من أجل النقص وقلة الحروف، وكان ابن شنبوذ وأصحابه وأبو بكر الداجوني ومن تبعهم يأخذونه بالإدغام للتقارب وقوة الكسر، وبالوجهين قرأ الداني وبهما أخذ والشاطبي وأكثر المقرئين]] ([6] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=108040#_ftn6))، فهذا هو كلام ابن الجزري في سياقه العام، وهو صريح في أن الإدغام في هذا الحرف إنما كان عن رواية ونقل، وهذا هو الذي ينسجم مع كلام الداني الذي سيأتي قريبا.
واما قوله ((مع انعدام الرواية بإدغامها، وتوفر الرواية لدى أبي عمرو نفسه كجميع القراء بإظهارها)) ه،ففيه نظر، لثبوت إدغامها من رواية شجاع عن أبي عمرو،كما سيأتي،وقد نص الازميري على إدغامها للسوسي من التذكرة والمبهج ([7] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=108040#_ftn7)) ، وقال الداني في جامع البيان [[ .. وأما قوله في سبحان، والروم (وآت ذا القربى حقه) فابن مجاهد وابن المنادي لا يريان الإدغام فيه، لقلة حروف الكلمة،واعتلال آخره، وأبو الحسن ابن شنبوذ وأبو بكر الداجوني وغيرهما من أهل الأداء يرون الإدغام لقوة كسرة التاء، وبالوجهين قرأته]] ([8] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=108040#_ftn8))، وقد نص على إدغام هذا الحرف جماعة من الائمة منهم:
1 - الخزاعي في المنتهى، ولفظه [[ .. ويدغم الصواف ([9] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=108040#_ftn9)) ( وآت ذالقربي) و) خلقت طينا) .. ]] ([10] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=108040#_ftn10))
2 - الهذلي في الكامل، ولفظه [[ ... ويدغم الصواف (فآت ذالقربي حقه) و (خلقت طيينا) ... ]] ([11] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=108040#_ftn11)).
وقد أسند كل من الخزاعي والهذلي إدغام هذا لحرف من رواية شجاج عن أبي عمرو من طريق الصواف.
وأماقوله ((وأما ثالث التناقضات فهي قضية ابن شنبوذ المتوفى سنة 228 هـ الذي كان يرى جواز القراءة بما صح سنده وإن خالف الرسم، فعد معاصروه ومنهم ابن مجاهد المتوفى 324هـ الذي اشترك مع الوزير في محاكمته ذلك من الشذوذ، وأعجب من ذلك أن ابن مجاهد في سبعته قد اعتمد القياس)) ه،فيجاب عنه بأن ابن شنبوذ رحمه الله قد رجع الى مذهب الجماعة،وأشهد على ذلك الفقهاء والقراء، قال أبو شامة [[ ... فكتب عليه – يعني ابن شنبوذ- الوزير أبو علي محضرا بما سمع من لفظه صورته: [[ ... يقول محمد بن أحمد بن أيوب،المعروف بابن شنبوذ، قد كنت أقرأ حروفا تخالف ما في مصحف عثمان المجمع عليه، الذي اتفق أصحاب رسول الله صلي الله علي وسلم علي تلاوته، ثم بان لي أن ذالك خطأ، فأنا منه تائب، وعنه مقلع، وإلي الله عز وجل منه بريء،إذ كان مصحف عثمان هو الحق الذي لا يجوز خلافه، ولا يقرأ بغير ما فيه ..... ]] قال وفيه [[ .. يقول محمد بن أحمد بن أيوب المعروف بابن شنبوذ: إن ما في هذه الرقعة صحيح، وهو قولي واعتقادي، وأشهد الله عز وجل، وسائر من حضر علي نفسي بذالك، فمتى خالفت ذلك، أو بان مني غيره، فأمير المؤمنين أطال الله بقائه في حل من دمي، وذلك في يوم الأحد لسبع خلون من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة]]. ([12] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=108040#_ftn12)) وقد ذكر ابن الجزري الحروف التي خالف فيها ابن شنبوذ الإجماع،فذكر فمنها: (فامضوا إلي ذكر الله)،و (وتجعلون شكر كم أنكم تكذبون) و (كل سفينة صالحة غصبا) و (كالصوف المنفوش) ([13]
(يُتْبَعُ)
(/)
( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=108040#_ftn13))
وأما قوله ((إن ابن مجاهد قد أعتمد القياس في سبعته)) فهو قول لادليل عليه،ويكفي في رده، قول ابن مجاهد نفسه حين تكلم عن إمالة لفظ (الغار) و (بخارجين) فقال [[ .. ولو كانت القراءة قياسا إذن لزم من أمال (في الغار) و (بخارجين) أن يميل (بطارد المؤمنين) و (الغارمين) ..... ]] ([14] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=108040#_ftn14))،
[1] (http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=108040#_ftnref1) انظر غاية النهاية 2/ 124
[2] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=108040#_ftnref2) انظر منجد المقرئين ص:17_18
[3] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=108040#_ftnref3) كذا في النسخة المطبوعة ولعله، من المتقدمين
[4] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=108040#_ftnref4) انظر شرح المنتوري على الدرر اللوامع 2/ 634.
[5] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=108040#_ftnref5) انظر: النشر 1/ 279
[6] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=108040#_ftnref6) انظر: النشر 1/ 279
[7] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=108040#_ftnref7) انظر إتحاف البررة ص 136
[8] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=108040#_ftnref8) انظر: جامع البيان 1/ 450
[9] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=108040#_ftnref9) هو الحسن بن الحسين، ابو علي الصواف البغدادي، شيخ ماهر عارف بالفن، قرأ علي أبي حمدون، ومحمد بن غالب،،والدوري و غيرهم، أسند عنه الخزاعي والهذلي، روايةشجاع عن أبي عمرو، توفي310
[10] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=108040#_ftnref10) انظر: المنتهي في القراءات في القراءات الخمسة عشر (مخطوط) ورقة84
[11] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=108040#_ftnref11) انظر: الكامل (مخطوط) ورقة:201
[12] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=108040#_ftnref12) انظر: المرشد الوجيز 189_191، و غاية النهاية: 2/ 55_56
[13] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=108040#_ftnref13) انظر: غاية النهاية: 2/ 55
[14] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=108040#_ftnref14) انظر: السبعة: ص 149
ـ[أحمد بن محمد فال]ــــــــ[12 Jul 2010, 11:29 م]ـ
الوقفة العاشرة
وأما قوله (( ... وإليك يا أخي المسلم نماذج من القياس، فمنه قول ابن الجزري في النشر 2/ 122 وشذ مكي فأجاز الروم والإشمام في ميم الجمع لمن وصلها قياسا على هاء الضمير وانتصر لذلك وقواه، وهو قياس غير صحيح أهـ وهو في التبصرة لمكي، ص.171 ... )) ه،فيجاب عنه بأن القول بجواز الوقف بالروم والإشمام على ميم الجمع قول انفرد به مكي ولم يوافقه عليه أحد من أهل العلم بالقراءات، قال الداني [[ .. وخالف في ذلك – يعني مكيا- الإجماع وأتي بخطإ من القول لايغيب عن الأصاغر من منتحلي مذاهب القراء، فضلا عن الأكابر]] ([1] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftn1)) ، وقال المنتوري في شرح الدرر [[ .. وكان حق الناظم ألا يذكر الإشارة إلي ميم الجميع،لأن ذلك شيء قاله مكي وقاسه علي غيره، ولم يتابعه عليه أحد من العلماء، لظهور فساد قياسه، قال:وقال ابن شريح اتفق القراء علي أن ميم الجميع ساكنة في الوقف من غير روم ولا إشمام، ثم حكي عن الداني في كتاب الاقتصاد الإجماع علي الوقوف علي ميم الجميع بالسكون لا غير]] ([2] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftn2)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو كما قال: رحمه الله، فإن القراء مطبقون على عدم جواز الروم والإشمام في ميم الجمع، وعلي ذلك جري عملهم في كل الأعصار والأمصار، وهو الذي به الأخذ ([3] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftn3))، وعليه فإنه من غير الإنصاف أن يحتج على قوم بقول لايقولون به، ومذهب لايأخذون به، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
وأما قوله ((ومنه أكثر ما حواه باب المد من الإشباع لجميع القراء، ومن الإشباع والتوسط للأزرق خاصة في مد البدل.)) ه،فيجاب عنه بما يلي:
أماقوله ((ومنه أكثر ما حواه باب المد من الإشباع لجميع القراء)) هـ ففيه نظر، لأن التعميم في مقام البحث لايصلح دليلا، ولأن المشهور من مذاهب أهل الأداء أن القراء متفاوتون في المد.
وأما إشباع ورش وتوسطه في مد البدل،فنجمل الكلام عليه فيما يلي:
أما الإشباع في مد البدل فقد ثبت عن ورش من طريق الأزرق ومتواتر نقله عن مشيخة المصريين من أصحابه، ولا يقدح في تواتره إنكار من أنكره ممن لم تتصل له روايته،لأن من حفظ حجة علي من لم يحفظ، والقول بأنه من باب القياس دعوى لادليل عليها، فقد وردت به الرواية عن ورش نصا وأداءا، وألف مكي ([4] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftn4)) وابن سفيان في الرد علي من تأول النصوص الواردة عنه في إشباعه، قال المنتوري بعد أن نقل كلام الداني في تأويل الزيادة فيه بأنها يسيرة، ٌوأن ذالك محل إجماع، قال [[ .. قلت: لايوجد إجماع علي ما ذكر. بل أكثر المصنفين للحروف حملوا الرواية علي ظاهرها، ونصوا في كتبهم علي المد في (ءامن) وبابه لورش، والي هذا ذهب الإمام أبو الحسن محمد بن أحمد بن أيوب بن شنبوذ، والشيخ أبو الفضل محمد بن جعفر بن عبد الكريم الخزاعي، والإمام محمد بن علي الأذفوي، والإمام أبو الطيب عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون الحلبي، والشيخ أبو محمد مكي بن أبي طالب القيسي القيرواني، والمقرئ أبوعيد الله محمد ابن سفيان الفقيه، والشيخ أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي، ولأهوازي، وعبد الوهاب القرطبي، وابن شريح، وابن البياز اللواتي، وأبو علي المالقي، وابن الفحام، وأبو الطاهر إسماعيل ابن خلف العمراني، وأبو محمد اليابري الإشبيلي، وأبو بكر محمد بن معاذ اللخمي، وأبو محمد بن المهلب الثقفي، وابن الباذش، وابن عتيق القرطبي، وأبو إسحاق لخولاني، وأبو حيان، والحصري في قصيدته:
وإن تتقدم همزة نحو ءامنوا = وأوحي فأمدد ليس مدك بالنكر
... ثم قال بعد كلام طويل، وكان شيخنا الأستاذ أبو عبد الله القيجاطي، يأخذ لورش من طريق للداني بالمد المشبع، كالمد مع الهمزات اذا تأخرت، وبذالك قرأت عليه، وبه آخذ، وقلت له تأخذ لورش من طريق الداني بالمد المشبع وهو قد أنكره ورد علي من اخذ به؟ فقال لي:روي لنا الداني المد عن ورش وظاهره الإشباع وتأوله بزيادة، قال في بعض كتبه يسيرة، وقال في آخر متوسطة، علي مذهبه في التحقيق، فنحن ناجذ بروايته لا بتأويله، لأن التأويل إخراج للرواية عن ظاهرها، ومخالف لما حملها عليه غيره من المصنفين [[([5] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftn5))، والرواية التي أشار إليها المنتوري هي ما ذكره الداني في جامع البيان في معرض حديثه عن زيادة المد في هذا النوع حين فقال [[ .. فأما النص فان جميع أصحاب ورش من أبي يعقوب وأبي الأزهر وداود وغيرهم أطلقوا المد، وعبروا عنه عن نافع في كتبهم التي سمعوها، وأصولهم التي دونوها، في نحو قوله ("وأوذوا) " و ("فادرءوا") و ("ردما ءاتونى") و ("قال ءاتونى") و ("وكل ءاتوه") و (غير ءاسن") و" (فئاتاهم الله ثواب الدنيا)،و ("لإيلاف قريش إيلافهم ... ]] ([6] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftn6)) ، وممن اشتهر عنه إنكار ذالك طاهر بن غلبون، حتي قال الشاطبي
......... وابن غلبون طاهر= بقصر جميع الباب قال وقولا
(يُتْبَعُ)
(/)
وعبارته في التذكرة ليست صريحة في ذلك، فغاية ما فيها أ نه تأول هذه النصوص، فحملها علي القصر، حيث قال، بعد أن نقل عن نافع أنه قال (( .... [[قراءتنا قراءة أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم سهل جزل لانمضغ ولا نلوك ننبر ولا ننتهر نسهل ولا نشدد نقرا علي أفصح اللغات وأمضاها .. ]]))،ثم قال: (( ... فهذا يؤيد لك ما عرفناك من ترك الإفراط في المد والإسراف فيه، وأن نافعا لم يكن يري إشباع المد في حروف المد وللين بعد الهمزة كقوله (ءامن) و (ءاخر) و (وءامن الرسول) وما أشبه هذا، كما يذهب اليه بعض منتحلي قراءة ورش، لإن إشباع المد في هذا كله مضغ ولوك وانتهار وتشديد وليس بأفصح اللغات ولا امضها، وقد نفي نافع أن تكون قراءته كذالك، فدل هذا منه علي أن قراءته في هذه الحروف الواقعة بعد الهمز ة إنما كانت بمدهن قليلا بمقدار ما يتبين ما في هن من المد واللين لاغير كسائر القراء، ثم قال: هذا مع ما يؤدي إليه إشباع المد ههنا في كثير منه الي إحالة المعني، فيخرج اللفظ بذلك من الخبر إلي الاستخبار ... )) ([7] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftn7)) ، وقد سبقه إلي إنكار ذلك الإنطاكي، ([8] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftn8))، فتأول قصره بما يفهم من كلام مكي في كتاب (تمكين المد في "آتي" و"آمن"و"آدم) حين قال [[ ... وقد بلغني أن بعض المعترضين نسب هذا الاعتراض إلي الإنطاكي، وقد كان الإنطاكي أجل قدرا من هذا الاعتراض، فان كان قد وقع به ذلك، أوسمع منه، فإنما أراد التقريب علي المبتدئين]] ([9] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftn9)) ثم عقب على ذ لك بكلام في غاية الحسن قال فيه [[ ... فان قلت إن ترك المد نقل إلينا قراءة، قيل لك: لسنا نطعن علي ما نقل الثقاة،ولا نتكلم فيما رووا إلا بالجميل، لكنا نقول إن المد قد نقل قراءة ونصا في الكتب، وترك المد نقل قراءة لاغير، وليس عليه نص في كتاب أحد، والرواية إذا أتت بالنص في الكتب والقراءة كانت أقوي وأولي من رواية لم تنقل في كتاب ولا صحبها نص ... ]] ([10] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftn10))، وقال أيضا، [[ ... فهذا كتاب أبي يعقوب الأزرق وداوود بن أبي طيبة وأبي غانم وابن مجاهد وابن أشتة وأبي طاهر وابن غلبون – يعني عبد المنعم-،رحمة الله عليهم وغيرهم من القراء ليس في كتاب أحد منهم نص أن ورشا لا يمد آدم وآمن وأتى، وأكثرها النص عليها أنه كان يمد هذه الأشياء، حتى قيل في بعض هذه الكتب إنه كان يمده مدا بالغا .... ]] ([11] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftn11)) ثم قال [[ ... فأجتهد أيها المعترض في تصحيح روايتك واطلبها من مظانها، فذالك أولي من الاعتراض علي ما لم تبلغ إلي علمه، فقد نصحتك أن تطلب نص روايتك، وأن تدع الاعتراض، وأن تقرأ كما علمت، وتقول في روايتك:كذا قرأت، ولا تعترض بغير علم علي ما ثبت عن الثقاة، واستقام وجهه في كلام العرب، واشتهرت روا يته بالأمصار، فقد كان هذا المد في سائر الأمصار مجمعا عليه نحو مائة سنة، في بلدلك وغيره، حتي رجعت أنت وأشباهك إلي ترك المد، وبقي سائر الأمصار علي ما كانوا عليه ... ]] ([12] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftn12))، وقال في الكشف [[ ... وإنما رواه المصريون عن ورش، لكنه كثير الاستعمال في المغرب به يتأدبون، وبه يقرؤون في محاريبهم، وبه يدرسون ... ]] ([13] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftn13)) ، وقال الهذلي في الكامل [[ ... نحو ءادم وءامن وءاثر وءاتى، فروى أبو عمرو إسماعيل بن عمرو بن راشد الحداد شيخنا رحمه الله عن غزوان بن محمد المازني وعراك ويحيى بن مطير ويعقوب الهوري، وعن أبي عدي القروي عن ورش مد ذلك مدا مشبعا مفرطا فيه، وهو قول أبي الحسين عن أبي محمد المصري ومحمد بن سفيان القروي ... ]] ([14] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftn14)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما التوسط فأمره أشهر من أن يكون قياسا، فقد نص عليه كثير من الأئمة،وهوا لذي في التيسير وجامع البيان وغيرهما من كتب الداني، وبه أخذ ابن بري في الدرر اللوامع، وهو الذي عليه عمل عامة أهل المغرب مع صحة نقله واتصال الأداء به،فقد تواترت على نقله أجيال لاتحصى وأمم لاتستقصى من أهل افريقية والمغرب،وعليه العمل في تلك الأمصار من أمد بعيد.
ومما يلحق بهذا الباب، مد اللين وتوسيطه، فهو أيضا مما صحت به الرواية عن ورش نصا وأداء،قال مكي [[ ... ويقال لهذا المعترض إن كنت نفيت مد (سيىء) و (سوء) نظرا، فقد أريناك وجه النظر ونص سيبويه، وإن كنت نفيته رواية،فعليك بكتب المتقدمين من أصحاب ورش فانك تجد مدهما منصوصا، في كل كتاب لأصحاب ورش،علي أننا لسنا ننكر علي من ترك مده، برواية نقلها، إذ قد وقع في بعض الكتب ترك مده عن ورش، ولا كننا نفضل مده،لأن عليه الجماعة من الأمصار، وعليه نص أكثر الكتب من كتب المتقدمين، وإنما ننكر علي من روي رواية ما، ثم أخذ يعيب ويعترض علي كل من خالف روايته، فليس هذا حق العلم ولا وجه الإنصاف، فعليك بما رويت ونقلت، فلزمه وذب عنه، واحبس لسانك عن الطعن علي ما لم ترو، فليس كل العلم وصل إليك، ولا كل الروايات ضبطها حفظك، ولا أتاك عن نبي ولا صاحب أن القرآن نزل بروايتك، ونص علي قراءتك.]] ([15] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftn15)).
واماقوله ((ومنه كثير من الإدغام الكثير لأبي عمرو)) فيجاب عنه بأنه تعميم لايصلح في مقام البحث والاستدلال، والحق الذي لامرية فيه أن ذلك ليس عن قياس، وإنما هو عن رواية ونقل، فقد عقدا لإمام الداني في كتابه:الإدغام الكبير بابا ذكر أسماء من روي عنه الإدغام الكبير من الصحابة التابعين، ثم أسند بعض وجوه الإدغام الكبير عن الأئمة السبعة من طرق كثيرة، ([16] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftn16))، وأسنده في جامع البيان عن جماعة من رواة أبي عمرو، ونص علي كثير من مسائله، وقال ابن الجزري [[…والإدغام الكبير اشتهر به أبو عمرو وليس بمنفرد به بل قد ورد عن الحسن البصري، وابن محيصن، والأعمش، وطلحة ابن مصرف، وعيسى ابن عمر ... ويعقوب وغيرهم .. ]] ([17] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftn17)) وقال النويري في شرحه على طيبة النشر [[ ... وكل من القراء قرأ به اتفاقا في مثل (ولا الضالين) و (صواف)،أو اختلافا في مثل (مكني) و (تأمننا) ... ]] ([18] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftn18))، فهذا وغيره يدلك على أن هذا الباب جار على أصول الرواية وقواعد النقل، وقد تقدمت أمثلة منه ادعي فيها القياس، وقد بينا هنالك أن الأمر ليس كذلك.
وأماقوله ((ومنه إمالة الدوري عن الكسائي (البارئ)، في الحشر قياسا على حرفي البقرة قاسه ابن مجاهد)) هـ، فقد تقدم الكلام عليه قبل.
وأما قوله ((ومنه ما حواه بابا الوقف على الهمز وعلى هاء التأنيث)) هـ، فيجاب عنه بما يلي:
أما الوقف على الهمز، فهو مما ثبتت به القراءة، وصحت به الرواية، ونقله الأئمة الثقات ودونوه في كتبهم، فإطلاق القياس فيه ليس بسديد، وقد اشتهر ذلك عن حمزة، مع أنه غير منفرد به، فقد وافقه هشام في الوقف علي الهمز المتطرف، ووافقه سلام الطويل وغيره في الباب كله، كما نقل الإمام أبو القاسم الهذلي في الكامل ([19] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftn19))، وقد ذكر الداني في جامع البيان أسماء الرواة الذين نقلوا هذا الباب، وأطال القول في ذالك بما ينبغي الوقوف عليه، ([20] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftn20))، ثم إن كثيرا من أوجه الوقف علي الهمز مقروء بها في الوصل لورش والسوسي وأبي جعفر وغيرهم، وهو من أوضح الأدلة على أن ذلك إنما كان عن رواية ونقل، قال ابن الجزري بعد أن ذكر أشياء لها تعلق بالوقف علي الهمز [[ ... والقصد أن تخفيف الهمز ليس بمنكر ولا غريب، فما أحد من القراء إلا وقد ورد عنه تخفيف الهمز إما عموما وإما خصوصا ... وقد أفرد له علماء العربية أنواعا تخصه، فقسموا تخفيفه إلى واجب وجائز، وكل ذلك أو غالبه وردت به القراءة، وصحت به الرواية، إذ من
(يُتْبَعُ)
(/)
المحال أن يصح في القراءة ما لا يسوغ في العربية بل قد يسوغ في العربية ما لا يصح في القراءة، لأن القراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول، ومما صح في القراءة وشاع في العربية الوقف بتخفيف الهمز، وإن كان مما يحقق في الوصل ... ]] ([21] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftn21))
وأما الوقف على هاء التأنيث، ففيه تفصيل، فإما أن يقصد به الوقف على هاء التأنيث التي رسمت تاء نحو (رحمت ربك) و (جنت نعيم) بالواقعة، وإما أن يقصد به الوقف على هاء التأنيث التي تكون في الوصل تاء آخر الاسم نحو: (نعمة) و (حاجة)، فإن قصد القسم الأول، فالقراء فيه علي مذهبين: فمنهم من وقف عليه بالهاء، و منهم من وقف عليه بالتاء، قال ابن الجزري [[ ... فوقف علي هذه المواضع بالهاء خلافا للرسم ابن كثير وابو عمرو والكسائي ويعقوب، هذا هو الذي قرأنا به،ونأخذ به، وهو مقتضي نصوصهم ونصوص أئمتنا المحققين عنهم، وقياس ما ثبت نصا عنهم، وإن كان أكثر المؤلفين لم يتعرضوا لذلك، فيقتضي عدم ذكرهم له ولكثير من هذا الباب أن تكون الجماعة كلهم فيه علي الرسم فلا يكون فيه خلاف (في) الوقف عليه بالتاء،فان من حفظ حجة علي من لم يحفظ، وغاية من لم يذكر ذلك السكوت ولا حجة فيه]] ([22] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftn22))،
والغاية التي يرمي إليها ابن الجزري هي أن الوقف علي ذلك بالهاء هو مقتضي النصوص الواردة عن هؤلاء الأئمة، لإن ابن كثير لم يرد عنه شيء في الوقف علي مرسوم الخط أصلا, وأبو عمرو والكسائي، إنما ورد النص عنهما في بعض جزئيات هذا الأصل، كما في جامع البيان، ولهذا قال الداني [[ ... وقياسها سائر نظائرها من المرسوم بالتاء، ثم قال:وذلك قياس مذهب بن كثير، وذكر النص عنه أنه وقف علي (من ثمرات من أكمامها) بالهاء، وهي مما رسم بالتاء ... ]] ([23] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftn23))، فدل ذالك علي أن المراد هنا إنما هو القياس الجزئي الذي تقدم الكلام عليه.
وأما إن قصد القسم الثاني: فإن الكسائي يقف عليه بالإمالة على تفصيل مذكور في محله، والوقف على هاء التأنيث بالإمالة روايةالأعشي عن شعبة قال الداني [[ ... ولم يأت عنهما - يعني الكسائي والأعشى- نص بتخصيص شيء من ذلك، وبإطلاق القياس في ذلك في جميع القرءان قرأت لهما على أبي الفتح عن قراءته وهو مذهب أبي مزاحم الخاقاني) ([24] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftn24))، وذهب بعض أهل الأداء الي استثناء بعض جزئيات هذا الأصل بناءا على رواية رووها، وأداء نقلوه، وقد ألمح إلي ذاك الداني حين فقال [[ .... والمذهبان جيدان صحيحان، ولا شك أن ابن مجاهد وابن المنادى وأحمد بن نصر وأبا طاهر مع وفور معرفتهم، وتمكنهم من علم صناعتهم، بنوا ذلك على أصل وثيق من رواية وأداء، فيجب المصير إليه، ويلزم الوقوف عنده، وكذلك اختاروه وعملوا به وحكموا بموجبه .. ]] ([25] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftn25)) وقد نص جماعة من أهل الأداء على أن الكسائي غير منفرد بهذا الباب، فقد وافقه جماعة من القراء، بعضهم من طبقته،وبعضهم من طرقة شيوخه، قال الهذلي في معرض حديثه عن بعض جزئيات هذا الباب [[ ... فهذه كلها يميلها حمزة والكسائي وخلف ومحمد العبسي وطلحة والأعمش وابن برزة وابن الصبح وابن نوح وابن أحمد الزاهد وابو زيد واللؤلؤي عن عباس وأقية والخريبي وابن هارون وابن عقيل كلهم عن أبي عمرو، والأعشى طريق الرفاعي وحماد والخياط وابن غالب عن الأعشى والقواس والقزاز عن حفص، الداجوني وابن عنبة عن ابن عامر وابو سليمان عن قالون، والنحاس والطائي عن ورش، وابن بشار عن إسماعيل، والمسيبي عن أبيه، وحماد بن بحر و ابنا اويس والقورسي عن أبي جعفر، وابو بقرة وكردم عن نافع .. ثم قال واختيار اليزيدي وعباس وأبي عبيد بين اللفظين ... ]] ([26] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftn26))، فهذا كله يدل على أن الرواية شاملة لكل ما أخذ فيه بالقياس الجزئي، وقد نبه على ذلك مكي وغيره، وإلا فكيف اتفق نقل هؤلاء جمعا على إخلاف طبقاتهم وبلدانهم على هذا الأصل، ثم إن إمالة هاء
(يُتْبَعُ)
(/)
التأنيث عند الوقف لغة فاشية في قبائل العرب، وقد روي أن الكسائي سئل لم تميل ما قبل هاء التأنيث، قال:هذه طباع العربية، قال الداني:يعني بذلك أنها لغة أهل الكوفة، قال: وهي باقية فيهم إلى الآن، وهم أبناء العرب، يقولون:أخذته أخذه وضربته ضربه، قال ابن الجزري وهي لغة الناس اليوم –يعني في وقته- والجارية على ألسنتهم في أكثر البلاد شرقا وغربا شاما ومصرا، لا يحسنون غيرها ولا ينطقون سواها. ([27] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftn27)) وما تزال ءاثار هذه اللغة باقية في عامية أهل الشام الى اليوم.
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftnref1) انظر: فتح الوصيد في شرح القصيد للسخاوي 2/ 521
[2] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftnref2) انظر: المصدر السابق 1/ 144،،وأشار إلى قول ابن بري:
وكلهم يقف بالإسكان= وفي الإشارة لهم قولان
وتركها أظهر في القياس=وهو الذي ارتضاه جل الناس
([2]) وإليه الإشارة بقال الادوعيشيالشنقيطي في احمراره على الدرر اللوامع:
(فقوله أظهر في القياس = نعم صحيح دونمـ التباس)
(لأجل ذاك هو ما به العمل = في غربنا، وحوضنا نلت الأمل)
وقوله في (حوضنا) مراده ب (الحوض): منطقة من بلاد شنقيط مشهورة بإقراء القرآن.
[4] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftnref4) من أشهر مؤلفات مكي في هذا الباب، وجوه اللبس التي لبَّس بها أصحاب الإنطاكي في المد لورش، و رسالة:" (مكين المد في ءاتى وءامن وءادم وشبهه) وهي مطبوعة متداولة، وسوف ننقل منها ما يناسب المقام.
[5] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftnref5) انظر: شرح المنتوري علي الدرر اللوامع1/ 197_198
[6] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftnref6) انظر: جامع البيان: 2/ 485
[7] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftnref7) انظر: التذكرة:1/ 150
[8] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftnref8) هو علي بن محمد بن إسماعيل الإنطاكي، أبو الحسن التميمي، نزيل الأندلس، توفي بقرطبة سنة377، الغاية:1/ 564_565
[9] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftnref9) انظر: رسالة تمكين المد في آمن ص:32
[10] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftnref10) انظر: رسالة:تمكين المد في أتى و آ من وآدم وشبهه، ص: 78
[11] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftnref11) انظر: المصدر السابق ص.49، وهو في منجد المقرئين ص.57.
[12] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftnref12) انظر: المصدر السابق ص.49
[13] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftnref13) انظر: الكشف 1/ 142.
[14] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftnref14) انظر: الكامل (مخطوط) ورقة:268
[15] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftnref15) انظر: المصدر السابق ص: 268
[16] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftnref16) انظر: الإدغام الكبير، ص:36 وما بعدها
[17] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftnref17) انظر: النشر: 1/ 274 - 275
[18] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftnref18) شرح الطيبة:1/ 123
[19] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftnref19) انظر: الكامل ورقة:272
[20] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftnref20) انظر: جامع البيان 2/ 601
[21] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftnref21) انظر: النشر 1/ 429
[22] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftnref22) النشر 1/ 97
[23] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftnref23) انظر: جامع البيان2/ 799
[24] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftnref24) انظر: جامع البيان: 2/ 763
[25] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftnref25) انظر: جامع البيان: 2/ 768
[26] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftnref26) انظر: الكامل ورقة 186
[27] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=109583#_ftnref27) انظر: النشر 2/ 82
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بن محمد فال]ــــــــ[19 Jul 2010, 09:04 م]ـ
الوقفة الحادية عشرة
وأماقوله (( .. ومنه الوقف بالروم والإشمام بدل السكون)) هـ، ففيه نظر، لورود النص الأداء بالوقف بالروم والإشمام،فقد جاء النص بذلك عن أبي عمرو والكوفيين وقالون وهشام وعن بقية القراء، فقال الداني في جامع البيان [[ .. وقد جاءت الرواية بعد بالإشارة إلى حركات آخر الكلم عند الوقف عن أبي عمرو والكوفيين عاصم وحمزة والكسائي]] ([1] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftn1))، ثم ساق الرواية بذلك،وذكر أن النص ورد بترك ذلك عن نافع وابن كثير وابن عامر، وورد استعماله_يعني عنهم_، ثم ساق الرواية بذلك عن الحلواني عن هشام أنه كان يشم الإعراب في مثل (قال الله) وأن أبا نشيط روى عن قالون عن نافع أنه كان يقف على (شطره، حوله، عظامه)، وشبه ذلك بإشمام الضم ([2] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftn2))، وذكر في إيجاز البيان أن إسحاق المسيبي روي ذالك منصوصا عن نافع، فقال [[ ... واعلم أن الرواية عنه –يعني نافعا- معدومة من طريق ورش وغيره من الناقلين عنهم غير إسحاق ابن محمد المسيبي،فإنه روى ذلك عنه منصوصا،فوجب استعمال ما رواه إذ المصير إلى خلاف ذلك بغير دليل من رواية لا يسع أحدا ... ]] هـ ([3] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftn3))، ومع ذلك كله فإن الوقف بالروم والإشمام ليس شيئا لازما في القراءة،إذ الأصل في الوقف السكون، كما قال في الدرر اللوامع:
قف بالسكون فهو أصل الوقف=دون إشارة لشكل الحرف
وإن تشأ وقفت للإمام= مبينا بالروم والإشمام
وإنما أخذ أهل الأداء بالروم والإشمام صيانة لألفاظ الذكر الحكيم من التغير بسبب اختلاف حركات الإعراب، لأن الناظر يري في حالة الإشمام شكل الحركة التي تثبت للحرف في الوصل،والسامع يسمع في حالة الروم صوتها فيعرف شكلها في الوصل، وقد كان بعض مشايخنا ينبهوننا علي هذا المعني، ويأمروننا بالوقف بالروم والإشمام على بعض الألفاظ التي لايدرك لأول وهلة هل هي بالرفع، أم بالخفض، وكان بعضهم يؤكد علي ذالك في نحو قوله تعلى (في لوح محفوظ) ليتبين القارئ شكل حركته في الوصل، لاختلاف القراء فيه وصلا.
وأما قوله ((ومنه ترقيق الراء في وزر أخرى – وزرك – ذكرك –حذركم – الإشراق للأزرق)) هـ، فيجاب عنه بأنهجار على قاعدة القياس الجزئي الذي تقدم الكلام عليه.
وأما قوله ((ومنه أكثر ما جاء في هذا الباب كما قال مكي في التبصرة: أكثر هذا الباب إنما هو قياسا وبعضه أخذ سماعا)) هـ،فيجاب عنه بما تقدم من كلام الجعبري وغيره من أئمة القراءات، والتحقيق أن الرواية شاملة لذلك كله، لأن المتقدمين لم يعنوا بتفاصيل المسائل، فربما تركوا النص على بعض الجزئيات لكونها داخلة في الأصول المطردة، كما قال ابن سفيان في الهادي في باب الراءات [[ .. إن مصنفي الكتب إنما ذكروا من هذه الأبواب الحروف اليسيرة، ولم يتقصوا جميع أصولها، وما علمت أحدا سبقني لجمعها ..... ]] ([4] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftn4))، و السبب الذي جعل المصنفين يقتصرون على ذكر بعض جزئيات هذه الأبواب، هو أن علم القراءات علم نقلي أساسه الرواية، وقد ألح إلى هذا المعنى الخاقاني في رائيته فقال:
وقد بقيت أشياء بعد لطيفة = يلقنها باغي التلاوة بالأجر
ومما يشهد لهذا المعنى ما ذكره الداني في مفردة يعقوب حين قال [[ ... وروى لي فارس عن قراءته (إن يردن الرحمن) بالياء في الوقف، وهو قياس ما أصَّلَه لي أبو الحسن عن قراءته، غير أنه أغفل ذكر هذا الحرف في التمثيل في هذه السورة.]] ([5] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftn5))
(يُتْبَعُ)
(/)
وأماقوله ((ومنه الوقف بهاء السكت على العالمين موفون والذين وشبهه ليعقوب فهو في آلاف الكلمات)) هـ،:فيجاب عنه بأنإطلاق القياس في ذلك دعوى لادليل عليها، والصواب أن الوقف بهاء السكت على العالمين وبابه، مما ثبتت به الرواية عن يعقوب، وقرأ به الأئمة جيلا بعد جيل، ولولا ذاك لما ذكره الأئمة الموثوق بعلمهم، وسطروه في كتبهم، نعم هنالك حروف يسيرة ادعي فيها القياس،وهي عند التحقيق لاتخرج عن حدود الرواية، وقد وافق يعقوب في بعض جزئيات هذا الباب البزي، فوقف بهاء السكت علي ما الاستفهامية المجرورة بحرف جر في (عم، فيم، بم، لم، مم) على خلاف مذكور في محله، قال ابن الجزري [[ ... وبالوجهين آخذ ليعقوب في الأحرف الخمسة لثبوتها عندي عنه من روايتيه، وأما البزي فقطع له بالهاء في الأحرف الخمسة صاحب التيسير والتبصرة والتذكرة والكافي ... ]] ([6] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftn6)) ، ومن جزئيات هذا الأصل سبع كلمات اتفق القراء على الوقف عليها بهاء السكت، واختلفوا في إثباتها وصلا على خلاف بينهم، وهي (يتسنه) في البقرة و (اقتده) في الأنعام، و (كتابيه) معا بالحاقة، و (حسابيه) فيها، و (ماليه) و (سلطانيه) بالحاقة أيضا، و (ماهيه) بالقارعة ([7] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftn7))، وقد أورد الداني في مفردة يعقوب مسائل هذا الباب، ولم يحك فيها خلافا، إلا في حرفين، قال فيهما: [[ ... ولم يرو لي أبو الحسن، من ذلك الا حرفين (عم) و (مم) من أجل الإدغام، لاغير .... ]] ([8] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftn8)) ثم [[ ... وقرأت بها –يعني قراء يعقوب -- القرآن كله من أوله الى آخره في جامع الفسطاط على شيخنا أبي الحسن طاهر بن عبد المنعم بن غلبون]] ثم قال: [[ .. وكان قد انفرد بالإمامة في هذه القراءة، أضبطَ لها وحَسُنَ بيَانُه بأصولها وفروعها ومعرفته بجليها وخفيها، مع علو إسناده فيها واشتهار إمامة من عنه أخذها وأداها ... ]] ([9] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftn9)) ، ثم أسندها أيضا عن أبي الفتح، فقال [[ ... وكان من أضبط أهل زمانه بهذه القراءة وغيرها من القراءات .. ]] ([10] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftn10)) .
وأماقوله ((ومنه الا خفاء والاختلاس في نعما هي في البقرة والنساء لقالون وأبي عمرو وشعبة)) ه، ففيه نظر، لأن عبارة ابن الجزري غير صريحة في ذلك، فإنه قال [[ ... فروي عنهم المغاربة قاطبة إخفاء كسرة العين ليس إلا ... ]] ([11] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftn11)) ومع ذلك فإن المراد بالقياس،إنما هو القياس الجزئي، الذي لايخرج عن حدود الرواية، ثم إن الإخفاء في هذا الحرف، هو أحد الوجهين في (تأمنا) بيوسف، وبه قرأ أبو عمرو وقالون وابن جماز في (يهدي) في يونس في أحد الوجهين عنهم، قال ابن الجزري [[ .. وبذالك ورد النص عنه_يعني أبا عمرو_ من طرق كثيرة من رواية اليزيدي وغيره، قال ابن رومي ([12] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftn12)): قال العباس ([13] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftn13)) : قرأته علي أبي عمرو خمسين مرة، فيقول قاربت و لم تصنع شيئا، قال ابن رومي فقلت للعباس: خذه علي أنت علي لفظ أبي عمرو، فقلته مرة واحدة، فقال أصبت، هكذا كان أبو عمرو يقوله، وكذا روي ابن فرح عن الدوري وابن حبش عن السوسي أداءا، وهي رواية شجاع عن أبي عمرو .. ]] ([14] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftn14))، وهو أحد الوجهين عن قالون و أبي عمرو في (يخصمون) في يسن، قال ابن الجزري [[ .. وقطع له الشاطبي بالاختلاس في فتحة الخاء، وعليه اكثر المغاربة وهو الذي في التذكرة لابن غلبون نصا.]] ([15] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftn15)) وذكره ابن سوار عن جماعة من رواة أبي عمرو في حرف يسن، ([16] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftn16))، وبه قرأ الدوري في (بارئكم) وبابه، قال
(يُتْبَعُ)
(/)
الداني في التهذيب [[ .. وكذا قرأت في (بارئكم) من طريق أهل العراق_يعني بالاختلاس_،وهي رواية سيبويه عن أبي عمرو، وهو اختيار بن مجاهد]] ([17] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftn17))، وأماقوله ((وليت الأمر اقتصر على هذا التقول وقراءة كلمات من القرءان بما لم ينزل به جبريل على خاتم الأنبياء، بل تجاوزه إلى القياس على القياس مثل قولهم بتحرير الأوجه كحالات (آلان) المستفهم بها الخمس، للأزرق وأن له في الحالة الأولى سبعة أوجه وفي الثانية تسعة أوجه وفي الثالثة والخامسة ثلاثة عشر وجها وفي الرابعة سبعة وعشرون وجها، وهذه الفلسفة أو القياس يتوفر في مآت كلمات من القرءان في كل رواية وقراءة، والعجيب أن هذه الأوجه وتحصيلها من الضرب يكثر في باب المد والإمالة ... )) ه، فهو من جنس الكلام الذي دأب المؤلف علي تكراره، والجديد فيه هذه المرة هو انخفاض درجة حرارة الكلمات،وعلى كل حال، فالمسالة فيها تفصيل نجمله فيما يلي:
أما تعدد الأوجه في (الآن) فليس من عمل القراء، وإنما هو شيء نشأ عن كثرة الطرق وتشعبها، وهو مقتضي طرق الأزرق الخمسة وثلاثين المذكورة في النشر ([18] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftn18))، وحسبك أن ابن الجزري ذكر في النشر جميع أوجه (الآن) وطرقها وتقديراتها، وما يجوز منها وما يمتنع، وذكر أن له فيها إملاء قديما لم يبلغ فيه التحقيق الذي بلغه فيها في النشر ([19] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftn19))،
ومما ينبغي أن يشار إليه هنا أن من أسباب تعددا لأوجه في بعض الكلمات القرآنية كثرة الطرق، وطبيعة لغة العرب التي هي وعاء القرءان، إضافة الى الرسم العثماني، قال المهدوي [[ ... فإن قال قائل ما سبب هذا الاختلاف الذي كثر بين المقرأة في ألفاظ القران؟ قيل له سببه تفضيل الله عز وجل القرءان على سائر الكتب المنزلة فيما سلف من الأزمان كما فضل الرسول به بالخوض في الشفاعة والإرسال الى الجماعة مما كان على عهده من العرب والعجم ومن بعدهم من الأمم .. ثم قال فإن احتمل رسم كلمة أن تقرأ علي وجوه، والخط محتمل لها، كالوجوه المروية في (أرجئه) و (عذاب بيس) و (وعبد الطاغوت) وما أشبه ذالك، قرءوا بجميعها إذ هي غير خارجة عن الرسم ... ]] ([20] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftn20)) ، ونقل ابن لب الغرناطي عن الداني أنه قال: [[ .... إن في قوله تعالى (عذاب بيس) من القراءات أربعة عشر وجها، قال: وأربعة منها في قراءة أئمة العامة، وعشرة شواذ، والخط يحتملها كلها، قال وكذلك في قوله تعالى (وعبد الطاغوت) ثمانية عشر وجها، ثلاثة منها جائزة في العربية، ولم يقرأ بها والخط يحتملها، والخمسة عشر قراءات منها اثنتان قرأ بهما أئمة العامة، والسائر في الشواذ، والخط في مثل ذلك يحتمل أوجها متعددة منها قراءة،ومنها غير ذلك .... ]] ([21] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftn21))، فإذا كان ذلك كذلك، فإن عمل أئمة القراءة كان مقتصرا علي بيان الأوجه الصحيحة،والتنبيه الأوجه الضعيفة التي لاتجوز القراءة بها، قال الفراء في معنى قوله تعالى [[ .... (يدعوا لمن ضره أقرب من نفعه) قال:وفيه وجه آخر لم يقرأ به أحد،وذلك أن كسر اللام من (لمن) فتكون اللام بمنزلة إلى،كما قال (وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا)،وأنت قائل في الكلام دعوت إلى فلان ودعوت لفلان بمعنى واحد ولولا كراهة خلاف الآثار والإجماع لكان وجها من القراءة ..... ]] ([22] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftn22)). وقال أبو علي النوري وهو يحدث عن منهجه في غيث النفع [[ ... ماشيا في جميع ذلك على طريق المحققين…كالشيخ العلامة أبي الخير محمد بن محمد بن محمد ابن الجزري الحافظ رحمه الله من تحرير الطرق وعدم القراءة بما شذ، وبمالا يوجد لا كما يفعله كثير من المتساهلين القارئين بما يقتضيه الضرب الحسابي، فإن ذلك غير مخلص عند الله عز وجل، وكان شيخنا يحذرنا من ذلك كثيرا وأظن أنه اخذ علي عهدا بذلك حرصا منه رحمه الله علي إتقان كتاب الله .. ]] ([23]
(يُتْبَعُ)
(/)
( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftn23)).
[1] (http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftnref1) انظر: جامع البيان 2/ 826
[2] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftnref2) انظر: المصدر السابق:2/ 828
[3] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftnref3) انظر: شرح المنتوري على الدرر اللوامع 2/ 695.
[4] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftnref4) انظر: شرح المنتوري علي الدرر اللوامع 2/ 640
[5] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftnref5) انظر مفردة يعقوب، للإمام الداني، تحقيق حاتم الضامن،ص: 81
[6] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftnref6) انظر: النشر 2/ 134
[7] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftnref7) انظر: إتحاف فضلاء البشر، ص.105.
[8] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftnref8) انظر: مفردة يعقوب ص: 38
[9] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftnref9) المصدر السابق ص: 20
[10] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftnref10) انظر: المصدر السابق ص:21
[11] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftnref11) انظر: لنشر1/ 177
[12] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftnref12) هومحمد بن عمر بن رومي البصري، أخذ عن العباس بن الفضل واليزيدي،وهومن أجل أصحابهما، انظر الغاية 2/ 218
[13] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftnref13) هو ابن الفضل استاذ حاذق،من اكابر اصحاب ابي عمرو الغاية 1/ 353
[14] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftnref14) انظر: النشر1/ 213وهو قي جامع البيان3/ 1180
[15] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftnref15) انظر: النشر1/ 1265
[16] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftnref16) انظر: المستنير 2/ 392
[17] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftnref17) انظر التهذيب لما انفرد به كل واحد من القراء السبعة، ص: 90
[18] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftnref18) النظر: لنشر 1/ 279
[19] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftnref19) ا انظر: لنشر 1/ 88_90
[20] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftnref20) انظر: (بيان السبب الموجب لاختلاف القراءات وكثرة الطرق)،ص:29
[21] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftnref21) انظر: المعيار المعرب في فتاوى أهل افريقية والأندلس والمغرب:للونشريسي 12/ 81،والكلام المذكور من رسالة (فتح الباب ورفع الحجاب بتعقب ما وقع في تواتر القراءات من سؤال وجواب) لابن لب المذكور. وهي رسالة جليلة أودعها علما كثيرا.
[22] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftnref22) انظر: معاني القرءان للفراء 2/ 290
[23] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=110124#_ftnref23) انظر: غيث النفع في القراءات السبع، ص:9(/)
أحجية للمتخصصين في القراءات
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[20 Jun 2010, 04:10 م]ـ
الإخوة المتخصصون في علم القراءات وتحرير طرقها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بينما كنت أمس أضع اللمسات الأخيرة على كتابي " تيسير طرق النشر من أمهاته إلى الرواة " فاجأني:
كتاب من أمهات النشر يحفظه اليوم مئات طلبة العلم وكذلك هو محفوظ في الصدور منذ نظمه صاحبه الرجل الصالح أبو القاسم الشاطبي رحمه الله
هذا الكتاب جميع أحرفه وطرقه تلقاها الشاطبي رحمه الله أداء قرأ به على شيوخه ونصا منصوصا في مصنفات طرق الرواة مصنفات آخرها التيسير للداني (ت 444 هـ) وهو أصل كتابه حرز الأماني.
غير أن الشاطبي رحمه الله قد ضمّن نظمه الحرز أداءات خارج التيسير، وكانت المفاجأة يوم أمس أنها كلها منصوصة في كتب أقدم من التيسير للداني وهي كالتالي:
(1) رواية ابي نشيط عن قالون
قرا بها / عبد المنعم في الإرشاد ـ صالح بن إدريس ـالقزاز ـ ابن الأشعث ـ أبي نشيط ـ قالون
= وقرأ بها الشاطبي زيادة على التيسير بل من غير طريق الداني كله ـ النفزي ـ ابن غلام الفرس ـ ابن شفيع ـ ابن سهل ـ ابن غصن الطائي ـ على أبي الطيب عبد المنعم (ت 389 هـ) في الإرشاد
(2) طريق الأزرق:
/ قرأ بها الداني من جامع البيان ـ الخاقاني ـ الأنماطي ـ الخياط ـ النحاس ـ الأزرق
= قرأ بها الشاطبي في الحرز ـ النفزي ـ ابن غلام الفرس ـ أبي داوود ـ الداني
(3) رواية دوري أبي عمرو
قرأ بها /عبد المنعم ـ المجاهدي ـ ابن مجاهد خارج التيسير؟ ـ أبو الزعراء ـ دوري أبي عمرو
= وقرأ بها الشاطبي في الحرز ـ النفزي ـ ابن غلام الفرس ـ كل من شيخيه ابن الدوش وأبي داوود كلاهما ـ الداني في المفردات السبع؟ ـ طاهر في التذكرة ـ عبد المنعم بن غلبون.
(4) رواية دوري أبي عمرو
/ الطرسوسي (ت 420 هـ) في المجتبى ـ السامري ـ ابن مجاهد خارج السبعة ـ أبو الزعراء ـ دوري أبي عمرو
= قرأ بها الشاطبي ـ النفزي ـ ابن غلام الفرس ـ ابن شفيع ـ ابن سهل ـ الطرسوسي
وهكذا سلمت الشاطبية من كل أداء غير منصوص رغم عدم طعني في الأداء غير المنصوص لكن اقترانهما أكبروأقرب إلى وصف القرآن الموصوف بأنه كتاب أي مكتوب وقرآن أي مقروء واقرب إلى سلوك الصحابة حين قصدوا إلى جمع المصحف فتتبعوا المحفوظ منه في الصدور ـ وهو الأداء ـ يجمعونه ولا يثبتون منه إلا ما وافقه المكتوب منه في الرقاع ـ وهو المنصوص.
طالب العلم
الحسن بن ماديك
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[21 Jun 2010, 02:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الحبيب أرى أن العبارة التي أوردتها فيما يأتي:
واقرب إلى سلوك الصحابة حين قصدوا إلى جمع المصحف فتتبعوا المحفوظ منه في الصدور ـ وهو الأداء ـ يجمعونه ولا يثبتون منه إلا ما وافقه المكتوب منه في الرقاع ـ وهو المنصوص.
بحاجة إلى تدقيق؛ ذلك أن جمع القرآن الكريم كتابة غير معتمد على موافقة الأداء، فالقرآن المكتوب هو عينه الذي كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم. ولم تكن كتابته وفقا لما يقرأ به، بل وفقا لما أقرّه النبي صلى الله عليه وسلم.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[21 Jun 2010, 05:58 م]ـ
(2) طريق الأزرق:
/ قرأ بها الداني من جامع البيان ـ الخاقاني ـ الأنماطي ـ الخياط ـ النحاس ـ الأزرق
= قرأ بها الشاطبي في الحرز ـ النفزي ـ ابن غلام الفرس ـ أبي داوود ـ الداني
إن كان مذهب الداني هو التوسط في البدل مع التقليل في الذوات من طريق ابن خاقان من جهة
وقراءته على أبي الحسن أي بقصر البدل مع الفتح في الذوات ليست من طرق الحرز
فأرجو أن تبيّن لنا مصدر الإمام الشاطبيّ للأزرق في قصر البدل مع الفتح، وطوله مع الوجهين في الذوات.
لأنّكم حصرتم زيادات القصيد في قراءة الداني عن ابن خاقان وهذا غير معقول لكون الداني لم يقرأ عليه بطول البدل كما هو ظاهر النشر، ولم يقرأ عليه بقصر البدل ولا بالفتح في الذوات.
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[21 Jun 2010, 07:19 م]ـ
الأخ محمد يحيى شريف
جزاك الله خيرا ووقاك شرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد كان الذي استشكلت أهلا للاستشكال إذ لم يسند ابن الجزري في النشر طريق الأزرق في الحرز إلا من خلال طريقين فقط كلاهما من قراءة الداني على الخاقاني كما في قوله في مخطوط النشر: " (رواية ورش) طريق الأزرق عنه. من طريق النحاس من ثمان طرق عنه. طريق أحمد بن أسامة وهي الأولى عنه من طريقي الشاطبية والتيسير. قال الداني قرأت بها القرآن كله على أبي القاسم خلف بن إبراهيم بن محمد بن خاقان المقري بمصر وقرأ على أبي جعفر أحمد بن أسامة بن أحمد التجيبي. طريق الخياط وهي الثانية عن النحاس قرأ بها الشاطبي على النفزي على ابن غلام الفرس على أبي داود (سقط من الضباع: على أبي داوود على خلف بن إبراهيم على أبي عبد الله محمد بن عبد الله الأنماطي) على أبي جعفر أحمد بن إسحاق بن إبراهيم الخياط." اهـ ثم أثبت قراءة ابن أسامة (في التيسير والحرز) وقراءة الخياط (زيادة الحرز على التيسير) كلاهما على النحاس على الأزرق.
ولا مزيد على اعتراضك بل هو من مواضع الأحجية ومقتضى أحجيتي أن الشاطبي قد اقتصر في قصيدته على الأداء المنصوص فإما أن يكون قد قرأ للأزرق من طريق أبي الحسن طاهر بن غلبون صاحب القصر في مد البدل والفتح في ما فيه الوجهان من ذوات الياء وسقط هذا الأداء من النسخ وضاع وهو بعيد جدا وإما أن تكون الزيادات المذكورة لنشر فوائد أي للعلم والحكاية وليست من قبيل الرواية والأداء أعني قوله في الحرز:
وألفافها زادت بنشر فوائد ـ فلفّت حياء وجهها أن تفضلا اهـ
ولكن الأقرب عندي أن الإشباع في البدل كما رويت من شيخي محمد المصطفى بن محمد البشير الملقب صداف رحمه الله قد ضعفه الشاطبي بصيغة التضعيف والتمريض، والضعيف لا يقرأ به القرآن وذلك في قوله " وما بعد همز ثابت أو مغير ـ فقصر وقد يروى لورش مطولا ـ ووسّطه قوم " اهـ ويعني أنه بدأ بالاختيار ـ وإنما الاختيار من بين الروايات ـ وهو القصر من قراءة الداني على طاهر بن غلبون، وأكّد هذا الاختيار بقوله " وابن غلبون طاهر ـ بقصر جميع الباب قال وقوّلا " اهـ ثم أعلن الشاطبي تضعيف الإشباع بصيغة التجهيل والتمريض بقوله " وقد يروى لورش مطوّلا " اهـ ولكن لا وجه لتضعيفه إذ هو قراءة الداني على الخاقاني وكذلك على أبي الفتح فارس أي اتفق عليه شيخان من شيوخ الداني وحسبك بهما وبالداني ثقة ودراية، ثم أعلن ثالثا رواية التوسط في مد البدل وهو اختيار الداني وكان الأولى تقديم وجه الإشباع إذ هو طريق التيسير أي قراءة الداني على الخاقاني والتثنية بالتوسط إذ هو اختيار الداني من بين مروياته ثم التثليث بالقصر على أنه اختيار للشاطبي قرأ به من طريق لم تصلنا ولم يثبتها ابن الجزري في النشر أو هو من زيادات القصيد للحكاية والعلم ولا تقع على طريق الكتاب والله أعلم.
وننتظر منكم ـ أيها الإخوة الباحثون ـ العلم ومزيد البيان.
طالب العلم
الحسن بن ماديك
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[22 Jun 2010, 11:40 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم
إنّ القول بأنّ طول البدل هو من قراءة الداني على ابن خاقان وفارس ابن أحمد فيه نظر لعدّة أسباب:
الأوّل: عبارة التيسير صريحة على التوسّط في البدل وهو من قراءته على ابن خاقان كما هو معلوم
الثاني: عبارة جامع البيان ليست صريحة، قد تحتمل التوسط والطول، وهذا الذي حمل الشيخ سلطان مزاحي وغيره على إثبات طول البدل من جامع البيان مع أنّ ابن الجزري لم ينقل في نشره من طريق الداني إلاّ التوسط من طريق ابن خاقان وفارس ابن أحمد، والقصر من طريق أبي الحسن. وهو الصحيح لأنّ ابن الجزري أسند قراءته إلى جامع البيان أداءً ولم يقرأ بطول البدل منه كما هو ظاهر عبارته في النشر. وعبارة جامع البيان لا تخصّ فارس ابن أحمد دون ابن خاقان، فلو أثبتنا الطول من طريق فارس فينبغي إثباته من طريق ابن خاقان.
الثالث: إنّ المغاربة ما رووا طول البدل عن الداني وهم الأدرى بمرويّاته وكتبه من غيرهم ولو كان ثابتاً عن الداني لنقلوه حتماً.
الرابع: إنّ الكثير من الأوجه التي ُقرئ بها من طريق التيسير لم تثبت في التيسير ذاته، وسبب ذلك ثبوتها في جامع البيان من قراءة الداني على ابن خاقان، فتُلحقّ بالتيسير لاتّفاق المصدر. أقول: ولو كان طول البدل من قراءة الداني على ابن خاقان لأُدرج ضمن أوجه التيسير كما فُعل في الكثير من الأوجه.
بالإضافة إلى ما تقدّم، أكاد أقطع أنّ كتاب التذكرة ليس من طرق الشاطبيّة لورش لوجود الكثير من الأوجه الثابتة في التذكرة لم تُنقل في الشاطبيّة وقد بيّنت ذلك بالأمثلة فيما مضى.
فنخلص مما سبق: أنّ قراءة الداني على أبي الحسن ليست من طرق الحرز، وأنّ وجه الطول في البدل ليس من طرق الداني فيبقى الأمر في غموض. فلا ندري لحدّ الآن مصادر الشاطبيّة في قصر البدل وطوله وسبب ذلك أنّ ابن الجزري اختصر أسانيد الحرز في قراءة الداني على ابن خاقان وترك الباقي لشهرة الشاطبيّة عند أهل الأداء فلم يحتج إلى بسطها لكثرتها. قال ابن الجزري: مع أنا لم نعد للشاطبي وأمثاله إلى صاحب التيسير سوى طريق واحدة وإلاّ فلو عددنا طرقنا وطرقهم لتجاوزت الألف. انتهى كلامه. أقول كلامه صريح على أنّه اختصر طرق الشاطبيّة وأنّ الزيادات التي حوتها على التيسير ثابتة بالرواية وليس حكاية. والقول بأنّها تثبت حكاية يحتاج إلى دليل والعلم عند الله تعالى.
أخيراً: أريد لفت انتباه إخواني المشايخ المهتمّين بتحرير أوجه ورش من الشاطبيّة أنّ جميع ما قيل في التحريرات ينبغي أن يؤخذ بتحفّظ كبير فلا أدري كيف تيمكن تحرير أوجه الشاطبيّة لورش ولا ندري مصادرها, ويُستثنى من ذلك ما حرّره الإمام ابن الجزريّ في مسائله التبريزية وفي نشره ك {سوءات} وغير ذلك.
والعلم عند الله تعالى.(/)
استفسار عن كتاب القراءات لأبي عبيد القاسم بن سلام
ـ[عبد الله نظيفي]ــــــــ[20 Jun 2010, 08:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله،
هل من الإخوة من له معلومات عن "كتاب القراءات" لأبي عبيد القاسم بن سلام (154ه-224ه)، إن كان هذا الكتاب مطبوعا أو على الأقل موجودا على شكل مخطوط؟ أم تراه مما فقد مما ألفه علماؤنا في علم القراءات؟ علما أن العديد من أصحاب القراءات والعلماء ذكروه كالسيوطي والذهبي وابن جزري.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[20 Jun 2010, 08:38 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياكم الله وبارك فيكم، وأهلا بكم وسهلا.
تجد ما يسرك - إن شاء الله - في هذا البحث:
أبو عبيد القاسم بن سلاّم البغدادي (ت 224 ه) - حياته وجهوده في دراسة القراءات ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=19518)
ـ[منصور مهران]ــــــــ[20 Jun 2010, 11:40 م]ـ
(كتاب القراءات لأبي عبيد القاسم بن سلام) جمع ودراسة الدكتور جاسم الحاج جاسم محمد الدليمي - في 420 صفحة
الطبعة الأولى 1428 = 2007
جمهورية العراق - ديوان الوقف السني - مركز البحوث والدراسات الإسلامية
ـ[عبد الله نظيفي]ــــــــ[21 Jun 2010, 08:36 م]ـ
جزاكما الله خيرا لما أفدتماني به في الموضوع. هذا مما سينفع إن شاء الله.
غير أن الكتابين اعتمدا على جمع ما قال به أبو عبيد القاسم بن سلام من بطون كتب القراءات والتفسير وعلوم القرآن. ولم يعتمد أي منهما على نسخة مخطوطة أو محققة ل"كتاب القراءات". هل هذا صحيح أم تراني مجانبا للصواب؟
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[21 Jun 2010, 09:41 م]ـ
بارك الله فيكم، الكتاب في حكم المفقود.
ولو قرأتم البحث أو اطلعتم الموضوع الذي أشرتُ إليه في مشاركتي السابقة لعلمتم ذلك. نفع الله بكم.(/)
إثبات تواتر القرآن دون الحاجة إلى اللهجات والقياس في القراءات
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[21 Jun 2010, 07:46 ص]ـ
إثبات تواتر القرآن
دون الحاجة إلى اللهجات والقياس في القراءات
مقدمة
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعد:
فإن مسألة تواتر القرآن لجديرة بالبحث الجادّ المعمّق إذ لم تفرغ الأمة منذ نشأة علم القراءات إلى تحرير هذه الجزئية رغم أهميتها وأهليتها للبحث والدراسة.
وإنما انشغل المتخصصون والباحثون وغيرهم بمناقشة ثلاثة آراء هي:
1. القول بترادف لفظي القرآن والقراءات
2. القول بتواتر القراءات السبع والعشر.
3. القول بثبوت القرآن بصحة السند واستفاضته دون اشتراط التواتر.
ولم يستطع أي منهم ـ عبر التاريخ ـ إثبات تواتر القرآن على أرض الواقع، أو تجاوز هذه الدعوى إلى الاستدلال لأنهم بكل بساطة وبكل صراحة لم يفرقوا بين القرآن كما قرأه الصحابة الذين رافقوا المصاحف العثمانية ليقرئوا بها الناس وبين القراءات وما تضمنته من إدراج لهجات انقرض أهلها ومن قياس عريض لا يفتقر القرآن إليه، وإنما تعددت الروايات وتكاثرت بسبب التمسك به.
أهداف البحث
وأحاول من خلال هذا البحث:
إثبات تواتر القرآن دون الحاجة على اللهجات والقياس في القراءات.
بعد أن تبينت منذ عشرين سنة أن المصنفين من طرق الرواة ابتداء من القرن الرابع الهجري قد أدرجوا في القراءات كثيرا من اللهجات لتجذيير تعدد الروايات والقراءات وأدرجوا فيها كثيرا من القياس، وكان القرآن ولا يزال غنيا عن ذلك كله، تماما كما هو غني. أي لا يفتقر إلى تعدد الروايات والقراءات ليقع عليه الوصف بالتواتر.
وتبينت أكثر من هذا وهو أن عودة الأمة إلى الأداء بالمصاحف العثمانية أي إلى ست روايات أو خمس هي عدد المصاحف العثمانية لأيسر من حفظ الشاطبية أو الطيبة ومن تعلم القراءات العشر الصغرى أو الكبرى أو أقل من ذلك أو أكثر.
وأدعو الأمة إلى العودة إلى الأداء بالمصاحف العثمانية ليصلح آخرها بما صلح به أولها.
أدعو الأمة إلى استعادة الأداء الذي قرأ به الصحابة والتابعون الذين رافقوا المصاحف العثمانية وكلّفهم الخليفة عثمان بن عفان والصحابة معه رضي الله عنهم بإقراء الناس.
ولتصبح لدينا الروايات الخمس التالية:
1. رواية بالمصحف المدني.
2. رواية بالمصحف المكي.
3. رواية بالمصحف الشامي.
4. رواية بالمصحف الكوفي.
5. رواية بالمصحف البصري.
وتعني صحة القول بفقدان مصحفي البحرين واليمن أن قد ضاعت روايتان.
المبحث الأول:
الخطأ المنهجي بتهميش الصحابة الذين رافقوا المصاحف العثمانية وأقرأوا بها
ومن العجب العجاب أن تضمنت كتب المصنفين من طرق الرواة خطأ منهجيا لم يصححه متأخر منهم إذ أعرضوا عن تتبع أسماء الصحابة الذين بعث بهم عثمان بن عفان بالمصاحف إلى الأمصار ليقرئوا الناس بذلك الأداء، ولم تتضمن كتب المصنفين قبل ابن مجاهد وانتهاء بابن الجزري تتبع الخلاف بين روايات الصحابة الذين رافقوا المصاحف العثمانية وأقرأوا بما فيها من الأداء المأذون به، أما كتب المصنفين أو المحررين بعد ابن الجزري فإنما هم عالة عليه لم يأتوا بجديد إلا جديدا يبعد الأمة عن تحرير القراءات وتحرير طرقها.
ولنأخذ النماذج التالية من أمهات النشر أي من المصنفين من طرق الرواة:
ـ بدأ ابن مجاهد (ت 324 هـ) سبعته بذكر القراء السبعة وأنسابهم وأساتذتهم وتلامذتهم بدءا بنافع، غير أنه قال في مقدمته " ... والقراءة التي عليها الناس بالمدينة ومكة والكوفة والبصرة والشام هي القراءة التي تلقوها عن أوليهم تلقيا وقام بها في كل مصر من هذه الأمصار رجل ممن أخذ عن التابعين أجمعت الخاصة والعامة على قراءته وسلكوا فيها طريقه وتمسكوا بمذهبه " اهـ بلفظه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ وبدأ ابن مهران (ت 381 هـ) غايته بذكر أسانيده إلى القراء العشر، وكذلك فعل شيخ الداني أبو الحسن طاهر بن غلبون (ت 399 هـ) تذكرته في القراءات الثمان، وابن الفحام (ت 516 هـ) تجريده في القراءات السبع، وابن الباذش (ت 540 هـ) إقناعه في القراءات العشر، وأبو العز القلانسي (ت 541 هـ) كفايته الكبرى في القراءات العشر، وأبو العلاء الهمذاني (ت 569 هـ) كتابه غاية الاختصار في القراءات العشر، وأبو معشر الطبري (ت 478 هـ) تلخيصه في القراءات الثمان
ولئن عذرنا أصحاب المختصرات المذكورة وغيرها فما خطب الداني في جامع البيان؟ بدأه بتفسير الأحرف السبعة ثم بالتعريف بالقراء السبعة وأعرض عن ذكر الصحابة والتابعين الذين رافقوا المصاحف العثمانية فأسقط تلك الحلقة الثمينة.
وتابع ابن الجزري (ت 833 هـ) في كتابه النشر نفس المنهج غير أنه جاء بفقرة فاقرة قاصمة ظهر التحقيق العلمي لا تحتمل غير محاولة تبرير منهجه هو ومن سبقه من مصنفي طرق الرواة باعتماد القراء العشرة بدل القراء الذين انتدبهم عثمان مع المصاحف العثمانية.
قال ابن الجزري في نشره (1/ 7): وجردت هذه المصاحف جميعا من النقط والشكل ليحتملها ما صح نقله وثبت تلاوته عن النبي ? " اهـ محل المراد منه.
ويعني لتحتملها القراءات السبع والثلاثة معها كما رواها الرواة العشرون عن القراء العشرة.
ولا يحتمل كلام ابن الجزري رحمه الله إلا الإقرار بوجود النقط والشكل يومئذ، ولعله يحتاج إلى إثبات تاريخي علمي.
ولخّص ابن الجزري تلك المرحلة الذهبية والحلقة المفقودة التي عزمت متوكلا على الله على إظهارها لافتقار الأمة إليها أعني القراء الأولين الذين أقرأوا الناس بتفويض من عثمان ومساعديه من كتبة المصاحف العثمانية، تلك الحلقة الذهبية لخصها ابن الجزري في النشر (1/ 8) بما نصه: " وقرأ أهل كل مصر بما في مصحفهم وتلقوا ما فيه عن الصحابة الذين تلقوه من في رسول الله ? " اهـ بلفظه طاويا تلك الصفحة ومعجما أسماء أبطالها.
ووا عجبي بل وا حيرتي أن يعجم ويبهم قراء الطبقة الأولى وأداءهم ومذاهبهم في أحرف الخلاف بعد نشأة المصاحف العثمانية ويعرب قليلا قراء الطبقة الثانية، ويعرب إعرابا قراء الطبقة الثالثة ومنهم القراء السبعة والعشرة والأربعة سواهم وغيرهم.
ويعرب أكثر من ذلك مذاهب الرواة عنهم وطرقهم في كل جزئية أي أصحاب الطبقة الرابعة فما بينها وبين المصنفين من طرق الرواة إلى آخرهم ابن الجزري.
قال ابن الجزري في وصف قراء الطبقة الثانية " ثم قاموا بذلك مقام الصحابة الذين تلقوه عن النبي ? (فممن كان في المدينة) ابن المسيب وعروة وسالم وعمر بن عبد العزيز وسليمان وعطاء ابنا يسار ومعاذ بن الحارث المعروف بمعاذ القارئ وعبد الرحمان بن هرمز الأعرج وابن شهاب الزهري ومسلم بن جندب وزيد بن أسلم، (وبمكة) عبيد بن عمير وعطاء وطاووس ومجاهد وعكرمة وابن أبي مليكة، (وبالكوفة) علقمة والأسود ومسروق وعبيدة وعمرو بن شرحبيل والحارث بن قيس والربيع بن خثيم وعمرو بن ميمون وأبو عبد الرحمان السلمي وزر بن حبيش وعبيد بن نضلة وأبو زرعة بن عمرو بن جرير وسعيد بن جبير وإبراهيم النخعي والشعبي، (وبالبصرة) عامر بن عبد قيس وأبو العالية وأبو رجاء ونصر بن عاصم ويحيى بن يعمر ومعاذ وجابر بن زيد والحسن وابن سيرين وقتادة، (وبالشام) المغيرة بن أبي شهاب المخزومي صاحب عثمان بن عفان في القراءة وخليد بن سعد صاحب أبي الدرداء " اهـ بلفظه من النشر (1/ 8).
ولقد شاع وذاع أن عثمان بن عفان قد بعث المغيرة بن شهاب المتوفى سنة 91 هـ مع المصحف الشامي، وبعث عبد الله بن السائب المتوفى سنة 70 هـ مع المصحف المكي، وبعث أبا عبد الرحمن السلمي المتوفى سنة 72 هـ مع المصحف الكوفي، وبعث عامر بن قيس مع المصحف البصري، وكلّف زيد بن ثابت أن يقرئ بالمصحف المدني كما في المدخل لدراسة القرآن (ص 280 - 281) وفي مناهل العرفان (ج 1/ 403 - 404) ولعله يحتاج إلى مراجعة في غير زيد بن ثابت ليثبت علميا وتاريخيا لأن المحقق ابن الجزري قد عدّ أبا عبد الرحمن السلمي والمغيرة بن أبي شهاب وعامر بن قيس من أصحاب الطبقة الثانية الذين تلقوا عن الذين أقرأوا بالمصاحف العثمانية ولأن المذكورين قد تأخرت وفاتهم كثيرا عن حادثة
(يُتْبَعُ)
(/)
جمع المصاحف العثمانية.
قلت: وإن معرفة أصحاب كل طبقة من الطبقات الثلاث لخطوة في رحلة الألف ميل تقرب الباحثين من إيقاف ظاهرة تعدد الروايات والطرق ليقل عددها كلما ضبطنا الأداء الذي تلقاه أصحاب الطبقة الثالثة عن الطبقة الثانتة، ولنقترب أكثر كلما ضبطنا الأداء الذي تلقاه أصحاب الطبقة الثانية عن الطبقة الأولى ولنقرأ القرآن طريا كما أنزل على النبي الأمي ? حين نضبط الأداء الذي قرأ به الصحابة الذين رافقوا المصاحف العثمانية إلى الأمصار، ذلك الأداء المنزل الخالي من القياس ومن اللهجات التي تعددت بسببها الروايات وأدرج فيها من القياس ما لا كاد يحصى رغم تواتر القرآن بلسان عربي مبين غير ذي عوج وغير ذي حاجة إلى اللهجات والقياس في القراءات.
المبحث الثاني: مناقشة القول بترادف لفظي القرآن والقراءات:
إن القرآن في كلامنا لفظ مرادف للكتاب المنزل على النبي الأمي ?، لدلالة كل منهما على ما بين دفتي المصاحف العثمانية أي على ما تضمنته العرضتان الأخيرتان، وهو الكتاب أي المكتوب، وهو القرآن أي المقروء، ولا أتجاوز هذا الإطلاق في بحث يدور حول القراءات، إذ لكل من لفظي القرآن والكتاب مدلول خاص به لا يقع على الآخر كما بينته في مقدمة تفسيري " من تفصيل الكتاب وبيان القرآن ".
أما القراءات ـ كما تصورتها ـ فهي أداء تقرأ به أحرف الخلاف (أقل من واحد على الألف) حالتي الوصل والوقف، إذ لا علاقة بين القراءات وبين المتفق عليه من ألفاظ القرآن ومن أمثلته:
ـ ? والتين والزيتون وطور سينين ?
ـ ? قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغني ? يونس 68 لم يختلف في رسمها وأدائها بغير واو في أولها على غير نسق قوله ? وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه ? البقرة 116 المختلف فيه بين المصاحف العثمانية إذ هو بغير واو في المصحف الشامي وبالواو في غيره.
ـ ? كن فيكون الحق من ربك ? آل عمران 59 - 60 لم يختلف في قراءته برفع النون في المضارع الواقع في جواب الأمر.
ـ ? ولا أصغر من ذلك ولا أكبر ? سبأ 3 لم يختلف في قراءته بالرفع فيهما.
ـ ? على صلاتهم يحافظون ? الأنعام 92، ? على صلاتهم يحافظون ? المعارج 34 بالإفراد فيهما.
وإنما نشأت القراءات أول ما نشأت في القرن الثاني الهجري أي نشأت باجتهاد من القراء والرواة والطرق عنهم لتفسير مسألتين اثنتين:
1. الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن.
2. الاختلاف في رسم المصاحف العثمانية.
إن القراءات لتعنى فقط بأحرف أي ألفاظ قليلة جدا ـ إذا ما قورنت بالمتفق عليه ـ وقع في رسمها وفي النطق بها أي في أدائها خلاف قليل بين المصاحف العثمانية ثم خلاف آخر يدور حول تسهيل الهمز وتحقيقها وحول الإمالة بنوعيها والفتح وحول الإدغام والإظهار وحول الترقيق والتغليظ زاده الرواة وطرقهم إلى القرن الرابع الهجري.
المبحث الثالث: أقسام القراءات
وتنقسم القراءات أي أداء الكلمات المختلف فيها أو ما يعرف بأحرف الخلاف ـ حسب تتبعي ـ إلى خمسة أقسام هي:
القسم الأول: أداء بأحرف الخلاف منصوص أي أثبته المصنفون الأولون في كتبهم من أمثال يحيى اليزيدي (ت 202 هـ) والدوري أول من جمع القراءات (ت 246 هـ).
ويعتبر هذا القسم أعلى درجة من حيث الصحة باجتماع النص والأداء به.
القسم الثاني: أداء بأحرف الخلاف غير منصوص في كتب الرواة وطرقهم القريبة منهم كالموصوفين في القسم الأول، ولكنه أداء قرأ به طرق الرواة على شيوخهم وسماع سمعوه منهم وهو الأكثر من أحرف الخلاف قبل ثورة الداني (ت 444 هـ) الذي جمع في كتابه جامع البيان أكثر من خمسمائة طريق عن السبعة، والهذلي (ت 465 هـ) الذي جمع في كتابه الكامل خمسين قراءة وألفا وأربعمائة وتسعة وخمسين رواية وطريقا، وأبي معشر الطبري (ت 478 هـ) الذي جمع في كتابه سوق العروس وألفا وخمسمائة وخمسين رواية وطريقا، وابن الجزري (ت 833 هـ) الذي جمع في كتابه النشر في القراءات العشر أكثر من ألف طريق، فهؤلاء وأمثالهم قد دوّنوا السماع غير المنصوص عن الرواة وطرقهم وحفظوه في كتبهم فأضحى السماع الذي تلقوه عن شيوخهم لمن جاء بعدهم من المقلدين كالمنصوص من الأداء بأحرف الخلاف ولكنه لمن خبر علم تحرير القراءات وطرقها يحتاج إلى تصفية وتنقية تميّز الأداء المنصوص وتميّز الأداء الصحيح غير
(يُتْبَعُ)
(/)
المنصوص فلا يختلط هذا الأخير بلهجات وردت في أحرف يسيرة قاس عليها بعض المصنفين من طرق الرواة نظائرها لتأصيل كل رواية على حدة.
القسم الثالث: التحديث.
لقد تلقى الآخذون الأولون القرآن من شيوخهم في القرون الأولى عرضا وسماعا أما العرض فهو أن يقرأ الطالب على شيخه القرآن من أوله إلى آخره، وأما السماع فهو سماع الطالب قراءة الشيخ، ثم طرأ ـ بعد نشأة القراءات ـ التحديث بأحرف الخلاف لكل رواية على حدة وكان الشيخ يحدّث تلميذه بالكلمات التي وقع فيها اختلاف القراء والرواة أي بأحرف الخلاف دون المتفق على أدائه من القرآن.
إن العرض هو مثلا قراءة الداني القرآن كله برواية هشام من طريق التيسير على أبي الفتح على السامري على ابن عبدان على الحلواني على هشام، أما ما سوى هذا الأداء عن هشام فإذا تضمنه التيسير فإنما هو من التحديث الذي منه على سبيل المثال ما تلقاه الداني من أحرف الخلاف لهشام في التيسير عن شيخه محمد بن أحمد عن ابن مجاهد عن ابن أبي مهران الجمال عن الحلواني عن هشام.
وقد تبنى ابن الجزري منهج طرح قسم التحديث فوأد روايات وقراءات ثابتة وصحيحة بدرجة ما تضمنه التيسير وحرز الأماني أو أصح منهما وزعم ابن الجزري أن التحديث لا يفيد في القراءة شيئا أي لا تجوز قراءة القرآن به، وهو الذي بدأ اليوم يطغى من المعاصرين إذ أصبحوا يقرأون القرآن ـ إلا قليلا منهم ـ بأحرف الخلاف من طرق الحرز والدرة والطيبة.
ومما يدعو إلى العجب والحيرة أن المصنفين من طرق الرواة قد حذفوا كثيرا من صحيح ومتواتر القراءات ممن هم أجل وأعظم قدرا وعلما من القراء السبعة والعشرة ورواتهم، وأدرجوا في ما احتفظوا به من القراءات السبع والعشر كثيرا من لهجات العرب كالإدغام والإمالة وتسهيل الهمز والروم والإشمام في أداء القرآن، وتتبعوا كل قاعدة نحوية أو لهجة عربية وردت في بعض كلمات القرآن فقاسوا عليها نظائرها في سائر القرآن.
قال ابن الجزري في النشر (1/ 37) " وقال الإمام أبو محمد مكي: وقد ذكر الناس من الأئمة في كتبهم أكثر من سبعين ممن هو أعلى رتبة وأجل قدرا من هؤلاء السبعة: اهـ بلفظه
ولقد أورد ابن الجزري في نشره (1/ 41 - 43) نصا نفيسا عن ابن حيان الأندلسي هذا بعضه " " ... وهل هذه المختصرات التي بأيدي الناس اليوم كالتيسير والتبصرة والعنوان والشاطبية بالنسبة لما اشتهر من قراءات الأئمة السبعة إلا نزر من كثر وقطرة من قطر، وينشأ الفروعي فلا يرى إلا مثل الشاطبية والعنوان فيعتقد أن السبعة [يعني الأحرف السبعة] محصورة في هذا فقط، ومن كان له اطلاع على هذا الفن رأى أن هذين الكتابين ونحوهما من السبعة كثغبة من دأماء وتربة في بهماء، وهذا أبو عمرو ابن العلاء الإمام الذي يقرأ أهل الشام ومصر بقراءته اشتهر عنه في هذه الكتب المختصرة اليزيدي وعنه رجلان الدوري والسوسي، وعند أهل النقل اشتهر عنه سبعة عشر راويا: اليزيدي وشجاع وعبد الوارث والعباس بن الفضل وسعيد بن أوس وهارون الأعور والخفاف وعبيد بن عقيل وحسين الجعفي ويونس بن حبيب واللؤلؤي ومحبوب وخارجة والجهضمي وعصمة والأصمعي وأبو جعفر الرؤاسي فكيف تقصر قراءة أبي عمرو على اليزيدي ويلغى من سواه من الرواة على كثرتهم وضبطهم وثقتهم وربما يكون فيهم من هو أوثق وأعلم من اليزيدي؟
وننتقل إلى اليزيدي فنقول: اشتهر ممن روى عن اليزيدي الدوري والسوسي وأبو حمدان ومحمد بن أحمد بن جبير وأوقية أبو الفتح وأبو خلاد وجعفر بن حمدان سجادة وابن سعدان وأحمد بن محمد بن اليزيدي، وأبو الحارث الليث بن خالد، فهؤلاء عشرة فكيف يقتصر على أبي شعيب والدوري ويلغى بقية هؤلاء الرواة الذين شاركوهما في اليزيدي وربما فيهم من هو أضبط منهما وأوثق؟
وننتقل إلى الدوري فنقول: اشتهر ممن روى عنه ابن فرح وابن بشار وأبو الزعراء وابن مسعود السراج والكاغدي وابن برزة وأحمد بن حرب المعدل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وننتقل إلى ابن فرح فنقول: روى عنه ممن اشتهر: زيد بن أبي بلال وعمر بن عبد الصمد وأبو العباس بن محيريز وأبو محمد القطان والمطوعي وهكذا نزل هؤلاء القراء طبقة طبقة إلى زماننا هذا فكيف وهذا نافع الإمام الذي يقرأ أهل المغرب بقراءته اشتهر عنه في هذه الكتب المختصرة ورش وقالون وعند أهل النقل اشستهر عنه تسعة رجال: ورش وقالون وإسماعيل بن جعفر وأبو خليد وابن جماز وخارجة والأصمعي وكردم والمسيبي؟
وهكذا كل إمام من باقي السبعة قد اشتهر عنه رواة غير ما في هذه المختصرات فكيف يلغى نقلهم ويقتصر على اثنين؟ وأي مزية وشرف لذينك الإثنين على رفقائهما وكلهم أخذوا عن شيخ واحد وكلهم ضابطون ثقات؟ وأيضا فقد كان في زمان هؤلاء السبعة من أئمة الإسلام الناقلين القراءات عالم لا يحصون وإنما جاء مقرئ اختار هؤلاء وسماهم ولكسل بعض الناس وقصر الهمم وإرادة الله أن ينقص العلم اقتصروا على السبعة ثم اقتصروا من السبعة على نزر يسير منها انتهى " اهـ من النشر.
قلت: تلك قراءات انقرضت أو تكاد ولم يبق منها إلا التحديث بها ولا يتأتى وصفها ـ إجمالا ـ بالشذوذ ولا الضعف ولا الوهم بل كانت القراءة بها قرآنا يتلى في القرون الثلاثة الأولى بل فيما دونها أي ليست مما شذّ عن المصاحف العثمانية.
وأما القسم الرابع فهو ما أقحمه المصنفون في كتب القراءات كالذي اعترف به مكي وابن مجاهد وغيرهما أنهم لم يتلقوه أداء ولا وجدوه منصوصا ولا حدّثهم به شيوخهم تحديثا وإنما قاسوه على نظائره ليحافظوا على تعدد الروايات والقراءات رغم تواتر القرآن دونه كما أثبت في بحثي "القراءات القرآنية النشأة والتطور" ومنه هذه الخلاصة:
إن إيماني بضرورة تحرير البحث العلمي المجرد وحاجة الأمة إليه هو ما دفعني إلى إعلان المآخذ على كتب طرق المصنفين ابتداء بابن مجاهد وانتهاء بابن الجزري، مدرسة واحدة تمسكت بمنهج فرض القراءات السبع والعشر وغيرها بدل الأداء الذي قرأ به الصحابة الذين رافقوا المصاحف العثمانية.
منهج أدرج في القراءات والروايات من اللهجات والقياس ما لا يحتاج إليه القرآن ولا تحتاجه الأمة ولا البشرية أجمع بما حوت من باحثين مسلمين وغير مسلمين، وعليهم جميعا يقع الخطاب بتدبر القرآن والاهتداء به إلى الرشد وإلى التي هي أقوم.
منهج فرض على أصحابه القبول بجمع القراءات بدل إفرادها للمتأهلين للإجازات الشرعية، ذلك الجمع الذي فتح على الأمة بابا عريضا من الافتراض وضرب الحساب فلسفة أو قياسا على القياس مثل قولهم بتحرير الأوجه كحالات ? ءالآن ? المستفهم بها الخمس للأزرق وأن له في الحالة الأولى سبعة أوجه وفي الثانية تسعة أوجه وفي الثالثة والخامسة ثلاثة عشر وجها وفي الرابعة سبعة وعشرون وجها وهذا القياس يتوفر في مئات الكلمات من القرآن في كل رواية والعجيب أن هذه الأوجه وتحصيلها من الضرب يكثر في باب المد والإمالة وكل ما فيه الوجهان لأحد الرواة في كلمات القرآن حتى بلغ به بعضهم أربعة آلاف وجه.
منهج فرض على الأمة القبول باللهجات والقياس لتجذير المغايرة بين الروايات والقراءات حتى أصبحت بتعددها كأنها كلها منزلة من عند الله وهو قول في منتهى السقوط والافتراء كما تقدم ويترا الاستدلال عليه.
وأشكر للمصنفين من طرق الرواة ابتداء بابن مجاهد إلى ابن الجزري أمانتهم العلمية إذ لم يرفعوا إلى النبي ? ولا إلى أحد من الصحابة والتابعين ـ على سبيل المثال ـ مذهب حمزة وهشام في الوقف على الهمز المتطرف أو المتوسط إذ هو قياس على لهجات عربية انقرض أهلها منذ جيل التابعين إذ لم يعد في جزيرة العرب قبيلة متقوقعة لا تعرف غير لهجتها بل نفر الرجال إلى الجهاد واختلط العرب بالعجم مما يعني اختلاط العرب بعضهم ببعض.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال في النشر (1/ 17ـ18) "أما إذا كان القياس على إجماع انعقد أو عن أصل يعتمد فيصير إليه عند عدم النص وغموض وجه الأداء فإنه مما يسوغ قبوله ولا ينبغي رده لا سيما فيما تدعو إليه الضرورة وتمس الحاجة مما يقوّي وجه الترجيح ويعين على قوة التصحيح بل قد لا يسمى ما كان كذلك قياسا على الوجه الاصطلاحي إذ هو في الحقيقة نسبة جزئي إلى كلي كمثل ما اختير في تخفيف بعض الهمزات لأهل الأداء وفي إثبات البسملة وعدمها لبعض القراء ونقل ? كتابيه إني ? وإدغام ? ماليه هلك ? قياسا عليه وكذلك قياس ? قال رجلان ? و ? وقال رجل ? على ? قال رب ? في الإدغام كما ذكره الداني وغيره ونحو ذلك مما لا يخالف نصا ولا يرد إجماعا ولا أصلا مع أنه قليل جدا كما ستراه مبينا بعد إن شاء الله تعالى وإلى ذلك أشار مكي ابن أبي طالب رحمه الله في آخر كتابه التبصرة حيث قال "فجميع ما ذكرناه في هذا الكتاب ينقسم إلى ثلاثة أقسام قسم قرأت به ونقلته وهو منصوص في الكتب موجود، وقسم قرأت به وأخذته لفظا أو سماعا وهو غير موجود في الكتب وقسم لم أقرأ به ولا وجدته في الكتب ولكن قسته على ما قرأت به إذ لا يمكن فيه إلا ذلك عند عدم الرواية في النقل والنص وهو الأقل اهـ بلفظه وهو كذلك في التبصرة.
وما أشبهه بمنهج الداني رحمه الله تعالى في مقدمة كتابه جامع البيان (1/ 101) إذ قال ما نصه "ولا أعدو في شيء مما أرسمه في كتابي هذا مما قرأته لفظا، أو أخذته أداء، أو سمعته قراءة، أو رويته عرضا أو سألت عنه إماما، أو ذاكرت به متصدرا، أو أجيز لي أو كتب به إليّ أو أذن لي في روايته أو بلغني عن شيخ متقدم ومقرئ متصدر بإسناد عرفته، وطريق ميزته أو بحثت عنه عند عدم النص والرواية فيه، فأبحث بنظيره وأجريت له حكم شبيهه" اهـ بلفظه محل الغرض منه.
قلت: يا ليت شعري ما الذي دفع مكيا والداني إلى ترك الرواية والنص عن الجماعة في حرف من أحرف الخلاف لأجل قراءته لراو من الرواة بأداء غير منزل قياسا على نظائره لأجل المحافظة على أداء متميز لذلك الراوي عن الأداء المتواتر عن الجماعة إذ لم يقع القياس إلا في تفردات الرواة عن الجماعة.
وأعجب العجب أن هذا القياس قد تم اعتماده منذ القرن الثالث للهجرة بسبب التمسك باللهجات العربية والمحافظة على أداء متميز لهذه الرواية أو تلك كالذي قاله ابن الجزري حينما أعلن أن مبرر القياس المقيد هو غموض وجه الأداء ويعني به يقينا أداء تفرد به راو أو قارئ عن سائر القراء وإلا فإن رواية الجماعة وأداءها أقرب إلى الاعتبار والتمسك به من راو تفرد عنهم بقاعدة من القواعد حافظت على لهجة عربية عتيقة، ألا ترى أن ابن الجزري رحمه الله مثّل بتخفيف الهمزات وبإدغام ? قال رجلان ? و ? قال رجل ? قياسا على إدغام ? قال رب ? المنصوص أي في كتب القراءات المروي أي عن أبي عمرو فلماذا لم يعتمد المصنفون لأبي عمرو الإظهار فيهما؟ موافقة لسائر القراء العشرة وغيرهم وهو الرواية والنص عن الجميع ومنهم أبو عمرو نفسه، ومتى كانت المحافظة على هذه اللهجة أو القاعدة مما تدعو إليه الضرورة وتمسّ إليه الحاجة وأي ضرورة تؤدي إلى قراءة أحرف من القرآن بصيغة هي من إنشاء البشر رغم توفر الأداء المضبوط الذي نزل به جبريل على قلب رسول الله خاتم النبيين ?، هل من ضرورة في نقل ? كتابيه إني ? لورش محافظة على قاعدة عليها مدار روايته وهي نقل حركة الهمز المحقق إلى الساكن قبلها؟
إن الأمانة العلمية لتلزم بقراءة هذا الحرف لورش بالسكت والقطع موافقة لجميع القراء والرواة الذين رووها أداء كذلك.
ومن القياس الذي تضمنته كتب أئمة القراءات قول ابن الجزري في النشر (2/ 122) وشذ مكي فأجاز الروم والإشمام في ميم الجمع لمن وصلها قياسا على هاء الضمير وانتصر لذلك وقواه وهو قياس غير صحيح اهـ وهو في التبصرة لمكي ص 171.
ومنه: أكثر ما حواه باب المد من الإشباع لجميع القراء ومن الإشباع والتوسط للأزرق خاصة في مدّ البدل، ومنه كثير من الإدغام الكبير لأبي عمرو.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنه اختيار ابن مجاهد في بداية القرن الرابع إمالة ? البارئ ? الحشر24 لدوري الكسائي قياسا على إمالته حرفي البقرة ? بارئكم ? فهذا الاختيار مبك حقا لأنه قراءة حرف من كتاب الله بأداء غير منزل، إذ قرأ جميع القراء والرواة حرف الحشر بالفتح الخالص وإنما ألحقه ابن مجاهد رحمه الله بأحرف اختص الدوري عن الكسائي وتفرد بإمالتها قال في النشر (2/ 39):"وقال الداني في جامعه لم يذكر أحد عن ? البارئ ? نصا وإنما ألحقه بالحرفين اللذين في البقرة ابن مجاهد قياسا عليهما سمعت أبا الفتح يقول ذلك" اهـ
وعبارة الداني في جامع البيان (1/ 469) كالتالي "ولم يذكر أحد عنه ? البارئ ? نصا وإنما ألحقه بالحرفين اللذين في البقرة ابن مجاهد قياسا عليهما، سمعت أبا الفتح يقول ذلك" اهـ بلفظه.
ومنه البحث في أصل ألف ? تترا ? الفلاح 44 وألف ? كلتا ? الكهف 33 لمعرفة صحة إمالتهما لغة لإقحامها في القراءات رغم تواتر الأداء بفتح الألف فيهما لجميع القراء.
ومنه الوقف على هاء التأنيث، ومنه الوقف بالروم والإشمام بدل السكون، ومنه ترقيق الراء في ? وزر أخرى ? ? وزرك ? ? ذكرك ? ? حذركم ? ? الإشراق ? للأزرق، ومنه أكثر ما جاء في هذا الباب كما قال مكي في التبصرة "أكثر هذا الباب إنما هو قياس على الأصول وبعضه أخذ سماعا" اهـ، ومنه الوقف بهاء السكت على ? العالمين ? ? والموفون ? ? والذين ? وشبهه ليعقوب وهو في مئات الكلمات، ومنه الإخفاء أو الاختلاس في ? فنعما هي ? في البقرة وكذا حرف النساء لقالون وأبي عمرو وشعبة.
إنني مع تتبع مواضع هذا القياس لم أجده إلا فيما توفر الأداء بغيره لدى جماعة القراء والرواة.
إن القياس الذي وصفه مكي وابن الجزري بالقلة ليتوفر في مئات الكلمات من القرآن بسبب تعميم القواعد على النظائر.
إن القياس هو نتيجة حتمية لما أحدثه ابن مجاهد فمن جاء بعده من المصنفين طرق الرواة من استبدال أداء التابعين والصحابة بالقراءات السبع والعشر وغيرها ومن تتبع كل قاعدة في لسان العرب أو لهجة عربية وردت في بعض كلمات القرءان رواية فيقرأون بها سائر نظائرها لضمان فصل كل رواية وقراءة عن الأخرى وتتبع ما لها في أداء كل كلمة وكل حرف من القرآن حتى أصبحت المحافظة على رواية البزي أو هشام مثلا غاية لا يصح تواتر القرآن ولا حفظه دونها.
وكانت نشوة ازدهار قواعد النحو والصرف هي التي أملت تعدد الروايات، ذلك التعدد الذي وجد في القياس تربة خصبة نشأ عليها.
وما كان للقراءات ورواياتها أن تتعدد وللطرق عن الروايات أن تبلغ المئات لولا ما أدرج في القراءات من اللهجات والقياس لضمان تعدد الروايات والفصل بينها بقاعدة لغوية وردت أداء في بعض حروف القرآن فقاسها المصنفون من الطرق ابتداء بابن مجاهد فمن بعده على سائر نظائرها.
ولا يعتبر العدول إلى صحيح الروايات بدل رواية عسر أو شق أو خفي أداؤها من القياس بل هو الرواية والنص والأداء الواجب اتباعه.
ووقع المصنفون من طرق الرواة في ثلاث متناقضات:
أولاها أنهم منعوا أو عابوا خلط الروايات الصحيحة الثابتة في القراءة وهو تركيب الطرق وعدم التحرير ويجيزون في نفس الوقت القراءة بالقياس الذي هو قراءة القرآن بأداء غير منزل.
وأما ثاني المتناقضات فقد وقعت في القرن الرابع الهجري وهي قضية ابن مقسم المقرئ النحوي الذي أجمع القراء والفقهاء على منعه من القراءة بما يوافق اللغة والرسم دون التقيد بالأداء والنقل وحوكم فتاب ورجع عن رأيه وقال ابن الجزري تعليقا على قضيته في النشر (1/ 18) "ومن ثم امتنعت القراءة بالقياس المطلق وهو الذي ليس له أصل في القراءة يرجع إليه ولا ركن وثيق في الأداء يعتمد عليه اهـ.
قلت: لكن الذي حاوله ابن مقسم هو نفسه ما يسمونه بالقياس المقيد سواء بسواء إذ هو موافق اللغة والرسم فاقد شرط الأداء والنقل لا ينقصه من وجه التشبيه اعتماد القراء على قاعدة أو لهجة عربية اعتمدها أحد الرواة في بعض الأحرف دون سائر نظائره فقاس القراء والمصنفون سائر النظائر على بعض الأحرف المروية.
وأعجب العجب أن ابن الجزري نفسه قد قال في كتابه منجد المقرئين (ص 17) "وأما ما وافق المعنى والرسم أو أحدهما من غير نقل فلا تسمى شاذة بل مكذوبة يكفر متعمدها" اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال في النشر (1/ 293) "إن القراءة ليست بالقياس دون الأثر"، وقال أيضا (2/ 263) "وهل يحل لمسلم القراءة بما يجد في الكتابة من غير نقل" اهـ، وقال الشاطبي "وما لقياس في القراءة مدخل" اهـ.
ولقد قرر مكي وابن الجزري وغيرهما من المصنفين أن ما صحّ نقله عن الآحاد وصحّ وجهه في العربية وخالف لفظه خط المصحف أنه يقبل ولا يقرأ به، ولا يخفى أن هذا القسم أقوى من القياس الذي يجب رده وعدم قبوله وحرمة القراءة به لأنه أضعف مما صحّ نقله عن الآحاد.
وأما ثالث المتناقضات فهي قضية ابن شنبوذ المتوفى سنة 328 هـ الذي كان يرى جواز القراءة بما صحّ سنده وإن خالف الرسم فعدّ معاصروه ـ ومنهم ابن مجاهد المتوفى 324 هـ الذي اشترك مع الوزير في محاكمته ـ ذلك من الشذوذ وأعجب من ذلك أن ابن مجاهد في سبعته قد اعتمد القياس.
القسم الخامس: الشذوذ
إن ثبوت الشذوذ والضعف والوهم في القراءات وتضمنها القياس الذي هو قراءة القرآن بأداء غير منزل حقائق مرة باعتراف المصنفين من طرق الرواة ابتداء بابن مجاهد وانتهاء بابن الجزري:
قال ابن الجزري في النشر (1/ 9) "ثم إن القراء بعد هؤلاء المذكورين كثروا وتفرقوا في البلاد وانتشروا وخلفهم أمم بعد أمم وعرفت طبقاتهم واختلفت صفاتهم فكان منهم المتقن للتلاوة المشهور بالرواية والدراية ومنهم المقصّر على وصف من هذه الأوصاف وكثر بينهم لذلك الاختلاف وقلّ الضبط واتسع الخرق وكاد الباطل يلتبس بالحق"اهـ بلفظه محل الغرض منه
وقال (1/ 35) "وكان بدمشق الأستاذ أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي مؤلف الوجيز والإيجاز والإيضاح والاتضاح وجامع المشهور والشاذ"اهـ بلفظه محل الغرض منه.
قال أبو شامة في كتابه المرشد الوجيز " فإن القراءات المنسوبة إلى كل قارئ من السبعة وغيرهم منقسمة إلى المجمع عليه والشاذ "انتهى من النشر (1/ 10)
وقال عمرو ابن الحاجب "والسبعة متواترة فيما ليس من قبيل الأداء كالمد والإمالة وتخفيف الهمز ونحوه" اهـ من النشر (1/ 13).
وقال أبو الحسن علي بن عبد الكافي السبكي " ... وهكذا التفصيل في شواذ السبعة فإن عنهم شيئا كثيرا شاذا " اهـ من النشر (1/ 44).
وفي غاية النهاية لابن الجزري "أن مصطلح القراءة الشاذة وقع في القرن الثاني وأن أبا حاتم السجستاني روى أن هارون الأعور العتكي البصري ت170 هـ هو أول من تتبع الشاذ من القراءات وبحث عن أسانيدها.
قلت: إن مدلول الشذوذ في القراءات يشمل:
1. الشذوذ عن المصاحف العثمانية
2. والشذوذ عن القياس في لسان العرب.
3. والشذوذ عن الأداء والطريق الواحدة.
وإنما قصدت في هذا البحث الشذوذ عن أداء المصاحف العثمانية.
ولم تنجب الأمة بعد صاحب النشر غير المقلدين المتوقفين المقيدين بقيدين اثنين من الأوهام:
1. أن قرنوا بين المراجعة وبين الطعن في الأعلام المتقدمين.
2. خوفهم من الخروج على المألوف الذي عرفه العوام منذ عشرات القرون.
ويكفي لإسقاط مذهب القائلين بترادف لفظي القرآن والقراءات أن من القراءات اجتهادات في الأداء مقطوعة الصلة بالرواية مثل مذهب وقف حمزة وهشام على الهمز وبعض الترقيق والتغليظ والإمالة والتسهيل المدرج قياسا في القراءات.
وهكذا يهدي البحث الابتدائي ـ غير المعمّق ـ إلى أن مدلول لفظ القرآن مغاير لمدلول لفظ القراءات مغايرة كاملة.
المبحث الرابع: مناقشة القول بتواتر القراءات السبع والعشر:
وإني لمن المذعنين إلى القول بتواتر القراءات إلى القراء والرواة فيما سلم منها من القياس، وللقائلون بإطلاق تواتر القراءات السبع أو العشر عاجزون عن إثبات تواترها متصلة الإسناد إلى النبي ? في كل وجه من أوجه الأداء في القراءات.
وأجدني مضطرا إلى تساؤل جاد أبتغي الجواب عنه من الباحثين المتخصصين المعاصرين واللاحقين: هل يتأتى القول بتواتر القسم الذي قاسه مكي بن أبي طالب وأترابه رحمهم الله ليقرأوا كلمات من القرآن بأداء غير منزل بشهادتهم هم أنفسهم إذ لم يقرأوا بذلك الأداء من قبل ولم يجدوه منصوصا في الكتب التي سبقتهم وإنما قاسوه من عند أنفسهم، وأقول: بدافع المحافظة على أداء متميز لكل راو من الرواة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعل المنصفين من الباحثين يعترفون بنفي التواتر عن أداء كلمات ألحقه الداني رحمه الله بنظيره وأجرى له حكم شبيهه أي قاسه قياسا محافظة على أداء راو من الرواة وأعرض عن الأداء المنزل الذي قرأ به القراء قبل عملية الإلحاق بنظائره.
وكذلك قال ابن الجزري في النشر 1/ 13) " وإذا اشترطنا التواتر في كل حرف من حروف الخلاف انتفى كثير من أحرف الخلاف الثابت عن هؤلاء السبعة وغيرهم" اهـ
وقال الداني في جامع البيان (1/ 139) بإسناده إلى اليزيدي أنه قال "كان أبو عمرو، وقد عرف القراءة فقرأ من كل قراءة بأحسنها ومما يختار العرب وبما بلغه من لغة النبي ? وجاء تصديقه في كتاب الله عز وجل " اهـ بلفظه.
وقال في جامع البيان (1/ 167) ما نصه " وأخذ أبو عمرو من كل قراءة أحسنها " اهـ بلفظه
قلت: ولن ينكر أئمة القراءات المعاصرون أن أبا عمرو البصري قد ألف قراءته من بين سيل من الروايات التي تلقاها وأسأل بالله العظيم أئمة القراءات المعاصرين أن لا يكتموا شهادة عندهم من الله عن مدلول قول الداني " ومما يختار العرب وبما بلغه من لغة النبي ? وجاء تصديقه في كتاب الله عز وجل " اهـ بلفظه أليس يعني أنه أدخل في الرواية من الأداء مما يختار العرب ومما بلغه من لغة النبي ?، وأنه أدخل في قراءة القرآن أداء غير منزل من عند الله بل هو مما يختار العرب من اللهجات وقواعد النحو والصرف والتي نطق النبي ? في أحاديثه بمثلها خارج القرآن والتي قرئ بمثلها القرآن في أحرف معلومة أي قاس أبو عمرو البصري على ذلك ما شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله والله يغفر له اجتهاده.
وقال الداني في جامع البيان (1/ 156) ما نصه "حدثنا محمد بن أحمد قال حدثنا ابن مجاهد قال وكان علي بن حمزة (أي الكسائي) قرأ على حمزة ونظر في وجوه القراءات وكانت العربية علمه وصناعته فاختار من قراءة حمزة وقراءة غيره قراءة متوسطة غير خارجة عن أثر من تقدم من الأئمة" اهـ بلفظه.
وقال في جامع البيان (1/ 156) بسنده عن أبي عبيد القاسم بن سلام ما نصه:"قال فأما الكسائي فإنه كان يتخير من القراءات فأخذ من قراءة حمزة ببعض وترك بعضا" اهـ بلفظه
ولابن قتيبة المتوفى سنة 276 هـ في كتابه تأويل مشكل القرآن ص (58) فما بعدها نكير شديد على قراءة حمزة واعتبر قراءته أكثر تخليطا وأشد اضطرابا قال:" لأنه يستعمل في الحرف ما يدّعه في نظيره ثم يؤصل أصلا ويخالف إلى غيره لغير ما علة ويختار في كثير من الحروف ما لا مخرج له إلا على طلب الحيلة الضعيفة هذا إلى نبذه في قراءته مذاهب العرب وأهل الحجاز بإفراطه في المدّ والهمز والإشباع وإفحاشه في الإضجاع والإدغام وحمله المتعلمين على المركب الصعب وتعسيره على الأمة ما يسره الله وتضييقه ما فسّحه " اهـ بلفظه
قلت: ولعله صريح يدعونا إلى إعلان الحقيقة المرة ألا وهي أن القراءات متواترة إلى القراء والرواة ولتتوقف الأسانيد إليهم ليقع عليها الوصف بالصدق والأمانة العلمية وأنها ليست بلهجاتها وقياسها متصلة الإسناد إلى النبي ?، فإن أردنا اتصال الأسانيد إلى النبي الأمي ? فلنسقط منها الكثير من حروف الخلاف يعني مذاهبهم في الإدغام الكبير والصغير وفي تسهيل الهمز بأنواعه وفي الإمالة بأنواعها وفي ترقيق الراءات واللامات للأزرق ونحو ذلك مما يسمى بالأصول، ولن يتأثر القرآن بل سيظل متواترا بألفاظه العربية الفصحى الخالية من اللهجات.
المبحث الخامس
مناقشة القول بثبوت القرآن بصحة السند واستفاضته دون اشتراط التواتر:
إن القول بثبوت القرآن بصحة السند واستفاضته دون اشتراط التواتر ليعني تشريع إنشاء القراءات وقبول انشطارها وتعددها كالذي عرفته الأمة في القرن الثالث بعد النبي ? ولا يزال المتخصصون في القراءات والباحثون المتأخرون متمسكين به تقليدا منهم.
ولقد كان المصنفون الأولون يتقيدون بأركان استنبطوها وأصول أصّلوها جعلوها ميزانا يغربلون به سيل الروايات عن شيوخهم، وفائض الأداء الذي قرأوا به عليهم وبعض القياس الذي أدرجوه في القراءات.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن الجزري في النشر (1/ 9) " ثم إن القراء بعد هؤلاء المذكورين كثروا وتفرقوا في البلاد وانتشروا وخلفهم أمم بعد أمم وعرفت طبقاتهم واختلفت صفاتهم فكان منهم المتقن للتلاوة المشهور بالرواية والدراية ومنهم المقصّر على وصف من هذه الأوصاف وكثر بينهم لذلك الاختلاف وقلّ الضبط واتسع الخرق وكاد الباطل يلتبس بالحق فقام جهابذة علماء الأمة وصناديد الأئمة فبالغوا في الاجتهاد وبينوا الحق المراد وجمعوا الحروف والقراءات وعزوا الوجوه والروايات وميزوا بين المشهور والشاذ والصحيح والفاذ بأصول أصّلوها وأركان فصّلوها وها نحن نشير إليها ونعوّل كما عوّلوا عليها فنقول: كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالا وصح سندها فهي القراءة الصحيحة التي لا يجوز ردها ولا يحل إنكارها "اهـ بلفظه.
قلت: وخلص بعد ذلك ابن الجزري إلى اعتبار خلو القراءة من أحد هذه الأركان الثلاثة عند أئمة التدوين منذ القرن الثالث دليلا قويا لوصفها بالشذوذ يعني عن أداء المصاحف العثمانية.
وكانت هذه الأركان ميزانا وضعه المصنفون الأوائل الذين كانوا يجمعون ما وصل إليهم من الأداء لحفظ القراءات والروايات وضابطا لقبول انشطارها وتعدّدها إذ كانوا يكتفون بصحة السند إلى أحد المصنفين أو أئمة القراءات ولا يستطيع أحد رفع كل خلاف من قبيل اللهجات في القراءات إلى النبي ?.
ويعني الركن الأول أن ابن الجزري قد أصبح مرجعا لجميع الدارسين والباحثين والمتخصصين في علم القراءات لانقطاع أداء ما لم تتضمنه طيبة النشر والله أعلم.
ولعل مما يستبينه الباحثون أن ابن الجزري نفسه لم يوظف الأركان الثلاثة بل لم يوظفها الشاطبي ولا الداني قبله وإنما كانت هذه الأركان الثلاثة بمثابة الفلسفة الجدلية التي يبررون بها إدراج اللهجات والقياس في القراءات.
ولا يعني تضمن القراءات الشذوذ أنها متواترة فيما لا شذوذ فيه فهيهات أن يكون الأمر كذلك إذ اعترف أئمة القراءات بعدم تواترها ودافعوا عن هذه الحقيقة بدافع الدفاع عن تعدد الروايات والقراءات لا غير.
قال ابن الجزري في النشر (1/ 13) "وقد شرط بعض المتأخرين التواتر في هذا الركن ولم يكتف فيه بصحة السند وزعم أن القرآن لا يثبت إلا بالتواتر وأن ما جاء مجيء الآحاد لا يثبت به قرآن وهذا مما لا يخفى ما فيه ... وإذا اشترطنا التواتر في كل حرف من حروف الخلاف انتفى كثير من أحرف الخلاف الثابت عن هؤلاء السبعة وغيرهم" اهـ
قلت: وهكذا تخلى ابن الجزري ومن سبقه عن ركن التواتر حفاظا على كثير من الأداء في القراءات السبع والعشر أي بدافع الحرص على تعدد الروايات والقراءات وليس لأجل حفظ القرآن المحفوظ المتواتر قبل نشأة القراءات وبعد انقراضها لو انقرضت.
المبحث السادس
إثبات تواتر القرآن دون الحاجة على اللهجات والقياس في القراءات
إن الباحثين منذ نشأة علم القراءات ليرددون كلمة خفيفة على اللسان ثقيلة في الميدان، ألا وهي قولهم " إن القرآن لمتواتر جملة وتفصيلا منذ نزوله إلى يومنا هذا ولا يزال كذلك إلى أن يرفع "، غير أن المصنفين من طرق الرواة والباحثين المتخصصين منذ عصر ابن الجزري إلى يومنا هذا لم يتجاوزوا هذا القول إلى إثباته على أرض الواقع في كل أداء تضمنته القراءات.
وجاء بحثي هذا محاولة متواضعة من باحث قاصر لإثبات تواتر القرآن جملة وتفصيلا كلمة كلمة وحرفا حرفا دون الحاجة إلى خلاف اللهجات كالإدغام بنوعيه والتسهيل بأنواعه ونوعي الإمالة والإشمام والروم ...
ودون الحاجة إلى الخلاف الأدائي الذي لا علاقة له بالمعنى مثل وجهي يحسب وهو وهي المسبوقة بواو أو فاء أو لام ونحوها ومثل الفتح والإسكان في ياءات الإضافة المختلف فيهن والحذف والإثبات في الزوائد المختلف فيهن، ومثل وجهي ? القدس ? و ? أكل ? و ? خطوات ? و ? الملائكة اسجدوا ? ومثل تعدد الأداء في قوله ? وجبريل وميكال ? و ? أرجه ? في الأعراف 112 والشعراء 36.
محاولة تتمسك بكل خلاف معنوي مثل ? فتنوا ? النحل 110 و ? وأرجلكم ? المائدة 6 و ? يطهرن ? البقرة 222 و ? ترجعون ? بمعنى البعث، وكقراءات ? وأن يظهر في الأرض الفساد ? غافر 26 وشبهه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتتمسك بكل زيادات في المبنى وتركها كل على حدة مثل وجهي ? ووصى ? البقرة 132 ومثل زيادة ? هو ? قبل ? الغني ? في الحديد 24
وتتمسك بخلاف التأنيث والتذكير والخطاب والغيب وغالب الجمع والإفراد.
قلت: لو تركنا جميع اللهجات في القسم الأول واكتفينا بالأصل كما سيأتي قريبا إثبات تواتره وكذلك لو اكتفينا بأحد وجهي الخلاف الأدائي الذي لا علاقة له بالمعنى في القسم الثاني لتم انقراض كثير من الروايات والقراءات ولما تأثر تواتر القرآن الذي يجب أن يتمسك بخلافه المعنوي كما هو القسم الثالث وأن تتعدد بحسبه المصاحف والتلاوة.
إن القضاء على اللهجات في القسم الأول إنما يصير الأصل المتواتر من نوع حروف القرآن المتفق عليها من طرق الطيبة مثل قوله ? الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ?.
وإن القضاء على أحد وجهي القسم الثاني لاسيما وجه التخفيف وعلى غير قياس إنما يصير القسم الثاني كذلك متفقا عليه وحينئذ لا يبقى من أحرف الخلاف إلا أكثر كلمات الفرش وهو كل خلاف يدل على معنى وكل زيادة في المبنى وتركها سواء كانت تلك الزيادة بالتضعيف أو بزيادة حرف فأكثر كما هو مقرر ومفصل في فرش الحروف إلا ما سيأتي استثناؤه منه.
ولقد سبقني القاضي أبو العلاء في غايته إلى نفس الفكرة والمنهج فقال:"ومن لم يمل عنه يعني عن أبي عمرو (فعلى) على اختلاف حركة فائها وأواخر الآي في السور اليائيات وما يجاورها من الواويات فإنه يقرأ جميع ذلك بين الفتح والكسر وإلى الفتح أقرب قال ومن صعب عليه اللفظ بذلك عدل إلى التفخيم لأنه الأصل" اهـ من النشر (2/ 54).
قلت: يعني بالتفخيم الفتح الخالص وهو صريح في ما يأتي تقريره من ضرورة قراءة القرآن باللسان العربي الفصيح الخالي من اللهجات.
ولأثبت على أرض الواقع تواتر القرآن دون الحاجة إلى اللهجات والقياس في القراءات فلنتتبع أحرف الخلاف التي تضمنت من اللهجات والقياس حرفا حرفا وكلمة كلمة في المصحف.
ولنبدأ بتتبع الأحرف التي وقع فيها التسهيل بأنواعه كالنقل وبين بين والإمالة بأنواعها ومنها ترقيق الراءات في مذهب الأزرق والإدغام بنوعيه لأن القياس إنما ورد في هذه الفصول وأن القرآن متواتر دون الحاجة إلى فصول الأصول ولهجاتها:
ـ البسملة بين السورتين عند الابتداء بأول كل سورة سوى براءة لجميع القراء وهي بين السورتين إلا أن تكون الثانية براءة لقالون والمكي وعاصم والكسائي وأبي جعفر
هكذا وقع التواتر دون الحاجة إلى السكت والصلة بين السورتين ولا يخفى انتفاء الرواية في تخصيص الأربع الزهر.
ـ ? الصراط ? كيف وقع بالصاد للمدنيين والبزي وأبي عمرو والشامي وعاصم والكسائي وخلف وروح وبالسين لقنبل ورويس هكذا وقع التواتر دون الحاجة إلى إشمام حمزة بل دون الحاجة إلى السين أيضا.
ـ صلة ميم الجمع قبل متحرك تركها للبصريين والشامي والكوفيين وترك صلتها قبل همزة القطع خاصة للعشرة إلا ورشا.
ـ وتواتر كسر الهاء قبل ميم الجمع أكثر من ضمه عند حمزة ويعقوب في ? عليهم ? و ? إليهم ? و ? لديهم ? وأكثر من ضمه في مذهب يعقوب في ضمير الجمع والمثنى الغائب وفي مذهب رويس وغيره، وتواتر ضم الميم في ضمير الجمع الغائب قبل السكون عند أهل الحرمين والشامي وعاصم كما في قوله ? في قلوبهم العجل ? وقوله ? وتقطعت بهم الأسباب ? أي بعد كسر الهاء كما تقدم عنهم.
ـ ? أصدق ? ? تصديق ? ? يصدفون ? ? فاصدع ? ? قصد ? ? يصدر ? بالصاد الخالصة لأهل الحرمين وأبي عمرو والشامي وعاصم وروح.
ـ ? المصيطرون ? ? مصيطر ? بترك الإشمام للعشرة إلا حمزة ولا فرق بين قراءتي السين والصاد المتواترتين.
ـ الإدغام الكبير في أكثر من ألف وثلاثمائة كلمة إظهاره للعشرة إلا وجها عن أبي عمرو.
ـ ? تأمنا ? تواترت بالإدغام الكبير " المحض " عند أبي جعفر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ تواتر توسط المد للساكن اللازم وللمتصل أو إشباعهما من غير إفراط وتواتر قصر الساكن العارض ولا حاجة إلى غيره وتواتر قصر المنفصل عند المكي وأبي جعفر وفي وجه لكل من قالون وحفص وهشام والبصريين ولا حاجة إلى إشباعه أو توسيطه وتواتر قصر مد البدل عند العشرة ولم يحتج التواتر إلى وجه عن الأزرق بالتوسط والإشباع كما جزم طاهر بن غلبون على أن غير القصر متقوّل عليه به أي على القياس على مذهبه وذلك قول الشاطبي "وابن غلبون طاهر بقصر جميع الباب قال وقولا" اهـ وكذلك قرر أبو شامة وغيره.
ـ وتواتر قصر حرف اللين قبل الهمزة عند العشرة إلا الأزرق لم يحتج التواتر إلى مذهب الأزرق وتواتر قصر شيء عند الجماعة ولا حاجة إلى مدها لحمزة والأزرق
ـ هاء الضمير بعد ساكن وقبل متحرك قصره للعشرة إلا المكي.
ـ الهمزتان من كلمة تحقيق الثانية لابن عامر والكوفيين وروح وترك ألف الإدخال قبل الفتح والكسر لورش والمكي وابن ذكوان والكوفيين ويعقوب ولهشام في وجه وترك ألف الإدخال قبل الضم لورش والمكي وابن ذكوان والكوفيين ويعقوب وافقهم قالون وهشام وأبو عمرو في وجه عنهم.
ـ ? أن يؤتى أحد ? تواتر فيها الخبر عند العشرة إلا المكي ولم يحتج التواتر إلى استفهام المكي وتسهيله.
ـ ? أن كان ? في القلم تواتر فيها الخبر لنافع والمكي وأبي عمرو وحفص والكسائي وخلف وتواتر فيها الاستفهام والتحقيق عند شعبة وحمزة وروح ولم يحتج التواتر إلى الاستفهام والتسهيل عند الشامي وأبي جعفر ورويس ولا إلى فصل ابن ذكوان.
ـ ? أأعجمي ? بالاستفهام والتحقيق لشعبة وحمزة والكسائي وخلف وروح وبالخبر لقنبل وهشام ورويس في وجه عنهم ولم يحتج التواتر إلى الاستفهام والتسهيل والفصل.
ـ ? أذهبتم ? بالخبر لنافع وأبي عمرو والكوفيين وبالاستفهام والتحقيق للشامي وروح ولم يحتج التواتر إلى الاستفهام والتسهيل عند المكي وأبي جعفر ورويس.
ـ ? إنك لأنت ? بالخبر للمكي وأبي جعفر وبالاستفهام والتحقيق للشامي والكوفيين وروح ولم يحتج التواتر إلى الاستفهام والتسهيل لنافع وأبي عمرو ورويس.
ـ ? أئذا ما مت ? بالخبر لابن ذكوان في وجه وبالاستفهام والتحقيق وترك الفصل للكوفيين وروح وابن ذكوان في وجه ولم يحتج التواتر إلى الاستفهام والتسهيل أو التحقيق مع الفصل.
ـ ? إنا لمغرمون ? بالخبر للعشرة إلا شعبة ولا مانع من استفهامه وتحقيقه.
ـ ? أئنكم لتأتون الرجال ? في الأعراف بالخبر لحفص والمدنيين وبالاستفهام والتحقيق للشامي وشعبة وحمزة والكسائي وخلف وروح ولم يحتج التواتر إلى تسهيل المكي وأبي عمرو ورويس.
ـ ? أئن لنا لأجرا ? في الأعراف بالخبر لأهل الحرمين وحفص وبالاستفهام والتحقيق للشامي وشعبة وحمزة والكسائي وخلف وروح ولم يحتج التواتر إلى الاستفهام عند أبي عمرو ورويس.
ـ ? أشهدوا خلقهم ? تواترت عند غير المدنيين بالإخبار ولم يحتج التواتر إلى الاستفهام والتسهيل عند المدنيين ولا إلى الفصل.
ـ ? أئمة ? حيث وقعت بالتحقيق فقط تواتر عند ابن ذكوان والكوفيين وروح ولم يحتج التواتر إلى تسهيلها ولا إلى ألف الفصل ولا إلى البدل.
ـ ? آمنتم ? في الأعراف وطه والشعراء بالإخبار عن حفص ورويس والأصبهاني عن ورش وبالاستفهام والتحقيق لشعبة وحمزة والكسائي وخلف وروح ولم يحتج التواتر إلى الاستفهام والتسهيل عند غيرهم ولا إلى مذهب قنبل في موضع الأعراف والملك.
ـ ? ءأالهتنا خير ? بالاستفهام والتحقيق للكوفيين وروح ولم يحتج التواتر إلى الاستفهام والتسهيل عند غيرهم.
ـ وأما الاستفهام المكرر وهو في اثنين وعشرين حرفا فقد تواتر الاستفهام والتحقيق في الأول والثاني في مواقعهما الأحد عشر في سوره التسع عند شعبة وحمزة وخلف ووافقهم حفص إلا في الأول من العنكبوت إذ قرأه بالخبر ووافقهم غيره في أكثر من موضع ولم يحتج التواتر إلى تسهيل المستفهمين وفصلهم.
ـ الهمزتان من كلمتين: المتفقتان والمختلفتان حققهما الشامي والكوفيون وروح ولم يحتج التواتر إلى إسقاط الأولى أو الثانية أو تسهيل الأولى أو إبدال أو تسهيل الثانية ولا إلى مذاهب الأزرق في هذا الباب.
ـ الهمز المفرد الساكن حققه المكي وهشام وحفص وحمزة ويعقوب وافقهم غيرهم في بعض الكلمات.
ـ المفتوحة بعد ضم حققها مطلقا غير أهل الحرمين ووافقهم من أهل الحرمين قالون وقنبل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ ? أرأيت ? حيث وكيف وقعت تواترت عند المكي والبصريين والشامي وعاصم وحمزة وخلف بتحقيق الهمزة الثانية المفتوحة وعند الكسائي بحذفها ولم يحتج التواتر إلى تسهيل المدنيين ولا إلى إبدال الأزرق منهم بل ولا إلى مذهب الكسائي.
ـ ? هاأنتم ? بإثبات الألف وتحقيق الهمزة بعده للبزي والشامي والكوفيين ويعقوب ولم يحتج التواتر إلى مذاهب غيرهم.
ـ ? اللائي ? بهمزة مكسورة محققة ممدودة بياء للشامي والكوفيين ولم يحتج التواتر إلى مذاهب غيرهم ولا مانع من القراءة بمذهب قالون وقنبل ويعقوب بتحقيق الهمزة المكسورة وحذف الياء بعدها.
ـ باب ? ييأس ? في يوسف والرعد تواتر عند العشرة بياء لينة قبل الهمزة المفتوحة ولم يحتج التواتر إلى وجه البزي بالقلب والإبدال.
ـ ? بريء ? ? بريئون ? ? هنيئا ? ? مريئا ? ? كهيئة ? تواتر المد قبل الهمزة المحققة أي الإظهار للعشرة إلا أبا جعفر.
ـ ? النسيء ? بالتحقيق للعشرة إلا أبا جعفر والأزرق.
ـ ? جزءا ? في البقرة والحجر والزخرف بالتحقيق وترك الإدغام للعشرة إلا أبا جعفر ولم يحتج التواتر إلى حذفه الهمزة وتشديده الزاي.
ـ ? رؤيا ? بالتحقيق للعشرة إلا أبا جعفر.
ـ ? رئيا ? بالتحقيق للعشرة إلا أبا جعفر وقالون وابن ذكوان ولا حاجة إلى الإدغام في الجميع
ـ نقل حركة الهمز للساكن قبلها تركه للشامي وعاصم وحمزة وافقهم غيرهم إلا في أحرف يسيرة.
ـ السكت على الساكن قبل الهمزة وغيره تركه لأهل الحرمين والبصريين وهشام وشعبة والكسائي.
ـ وقف حمزة وهشام على الهمز تركه لغيرهما أي تحقيق الهمز فيه.
ـ الإدغام الصغير:
ـ ذال "إذ" إظهاره لأهل الحرمين وعاصم ويعقوب.
ـ دال "قد" إظهاره لقالون والمكي وعاصم ويعقوب وأبي جعفر.
ـ تاء التأنيث إظهاره لقالون والأصبهاني عن ورش والمكي وعاصم وخلف وأبي جعفر ويعقوب.
ـ لام "بل" و"هل" إظهاره للأهل الحرمين وابن ذكوان وعاصم وخلف ويعقوب.
ـ الباء الساكنة قبل الفاء نحو ? أو يغلب فسوف ? إظهارها لأهل الحرمين وابن ذكوان وعاصم وخلف في روايته واختياره ويعقوب.
ـ ? فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ? في آخر البقرة برفع الراء والباء في الفعلين للشامي وعاصم وأبي جعفر ويعقوب وبإظهار الراء قبل اللام للجازمين إلا أبا عمرو وبإظهار الباء قبل الميم لورش ووافقه قالون والمكي وحمزة في وجه عنهم.
ـ الراء الساكنة قبل اللام نحو ? أن اشكر لي ? إظهاره للعشرة إلا أبا عمرو.
ـ ? يفعل ذلك ? إظهارها للعشرة إلا أبا الحارث عن الكسائي.
ـ ? نخسف بهم ? في سبأ إظهارها للعشرة إلا الكسائي.
ـ ? اركب معنا ? إظهارها لورش والشامي وخلف في روايته واختياره وأبي جعفر ووافقهم قالون والمكي وعاصم وخلاد في وجه عنهم.
ـ ? عذت بربي ? في غافر والدخان إظهار الذال قبل التاء لنافع والمكي وعاصم ويعقوب والشامي إلا وجها عن هشام.
ـ ? كهيعص ذكر ? ? يرد ثواب ? إظهار الدال الساكنة قبل الذال وقبل الثاء لأهل الحرمين وعاصم ويعقوب.
ـ ? فنبذتها ? في طه بإظهار الذال قبل التاء لأهل الحرمين وعاصم ويعقوب والشامي إلا وجها لهشام.
ـ ? أورثتموها ? في الأعراف والزخرف بإظهار الثاء قبل التاء لأهل الحرمين وعاصم وخلف والشامي إلا وجها لهشام.
ـ ? لبثتم ? ? لبثت ? كيف جاء بإظهار الثاء قبل التاء لنافع والمكي وعاصم وخلف ويعقوب.
ـ ? يس والقرآن ? بإظهار النون الساكنة قبل الواو وصلا قريبا من سكت أبي جعفر لقنبل وأبي عمرو وحمزة وافقهم نافع والبزي وعاصم وابن ذكوان في وجه عنهم.
ـ ? ن والقلم ? بإظهار النون الساكنة قبل الواو وصلا قريبا من سكت أبي جعفر لقالون وقنبل وأبي عمرو وحمزة وافقهم ورش والبزي وعاصم وابن ذكوان في وجه عنهم.
ـ ? يلهث ذلك ? بإظهار الثاء قبل الذال لأهل الحرمين وهشام وعاصم في وجه عنهم.
ـ ? أخذت ? و? اتخذت ? كيف جاء بإظهار الذال قبل التاء لحفص والمكي وافقهما رويس في وجه عنه.
ـ ? طسم ? أول الشعراء والقصص بإظهار النون الساكنة قبل الميم لحمزة وأبي جعفر.
ولم يحتج التواتر إلى إدغام المسكوت عنهم في هذا الباب.
ـ باب الإمالة:
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ تواتر كل حرف في القرآن تجوز إمالته لغة بالفتح فقط عند المكي وأبي جعفر وافقهما الأصبهاني عن ورش إلا في التوراة ووافقهما حفص إلا في مجراها في هود ووافقهما رويس إلا في الكافرين مطلقا ووافقهما روح إلا في كافرين النمل وياء يس ووافقهما قالون إلا في أربعة أحرف.
ـ وتواتر القرآن بالفتح في هاء التأنيث وما قبلها عند العشرة إلا الكسائي وحمزة.
ـ وتواتر القرآن عند العشرة إلا الأزرق عن ورش بفتح جميع الراءات التي اختص الأزرق بترقيقها وكذلك بترقيق اللامات التي اختص الأزرق بتغليظها.
ـ الوقف بالسكون وترك الروم والإشمام للعشرة ولا رواية في غير السكون عند أهل الحرمين والشامي ويعقوب.
ـ الوقف حسب مرسوم الخط لنافع وعاصم وافقهما حمزة والكسائي وخلف وأبو جعفر إلا في أحرف معلومة.
ـ ياءات الزوائد تركها في الحالين لشعبة وخلف وافقهما ابن ذكوان إلا في حرف الكهف ? تسألن ?.
ـ الفرش:
ـ ? قيل ? ? غيض ? ? جيء ? بالكسر الخاص وترك الإشمام للأهل الحرمين وأبي عمرو وابن ذكوان وعاصم وحمزة وخلف وروح.
ـ ? حيل ? ? سيق ? بالكسر الخالص للأهل الحرمين وأبي عمرو وعاصم وحمزة وخلف وروح.
ـ ? سيء ? ? سيئت ? بالكسر الخالص للمكي وأبي عمرو وعاصم وحمزة وخلف وروح.
ـ لا إشمام في الكلمات السبع للمكي وأبي عمرو وعاصم وحمزة وخلف وروح.
ـ ? وهو ? ? وهي ? المسبوقة بواو أو فاء أو لام وكذلك ? ثم هو ? ? يمل هو ? بالضم لورش والمكي والشامي وعاصم وحمزة وخلف ويعقوب.
ـ ? الملائكة اسجدوا ? بالكسر الخالص للعشرة إلا أبا جعفر.
ـ ? بارئكم ? ? يأمركم ? ? ينصركم ? ? يأمرهم ? ? تأمرهم ? ? يشعركم ? بترك الإسكان وترك الاختلاس للعشرة إلا أبا عمرو.
ـ ? أرنا ? ? أرني ? بالكسر الخالص للمدنيين وحفص وحمزة والكسائي وخلف.
ـ ? بيوت ? كيف وقعت ? عيون ? كيف وقعت ? الغيوب ? ? شيوخا ? ? جيوبهن ?بالضم لورش وأبي عمرو وحفص وأبي جعفر ويعقوب.
ـ تاءات البزي إظهارها لغيره و? نارا تلظى ? إظهارها لغير البزي ورويس و? لا تناصرون ? إظهارها لغير البزي وأبي جعفر.
ـ ? بما حفظ الله ? في النساء تواترت عند العشرة إلا أبا جعفر برفع الهاء في لفظ الجلالة ولا يحتاج تواترها إلى قراءة أبي جعفر بنصب الهاء ولا إلى تأويل معناها.
ـ ? فنعما هي ? ? نعما ? بكسر النون والعين لورش والمكي وحفص ويعقوب وبفتح النون وكسر العين للشامي وحمزة والكسائي وخلف ولا حاجة إلى إسكان العين أو اختلاسها لغيرهم.
ـ ? لأمه ? ? في أم الكتاب ? ? في أمها ? بالضم للعشرة إلا حمزة والكسائي ولا حاجة إلى كسر الهمزة لهما ولا إلى إتباع حمزة في الزمر والنحل والنور والنجم.
ـ ? واللذان ? ? هاذان ? ? اللذين أضلانا ? ? هاتين ? بالتخفيف لغير المكي.
ـ ? فذانك ? بالتخفيف لغير المكي وأبي عمرو ورويس.
ـ ? لا تعدوا ? بالتخفيف أي إسكان العين وتخفيف ضمة الدال لغير المدنيين.
ـ ? لا يهدي إلا ? يونس تواترت عند حمزة والكسائي وخلف بالتخفيف أي فتح الياء وإسكان الهاء وتخفيف كسر الدال وتواترت عند حفص ويعقوب بفتح الياء وكسر الهاء وتشديد كسر الدال ولا حاجة إلى الاختلاس والجمع بين الساكنين فيهما.
ـ ? من لدنه ? الكهف تواترت عند العشرة إلا شعبة بضم الدال وإسكان النون وضم الهاء ولا حاجة إلى إشمام شعبة فيها ولا إلى صلته هو والمكي.
ـ ? من لدني ? الكهف تواترت عند غير المدنيين وشعبة بضم الدال وثقل كسر النون وتواترت عند المدنيين بضم الدال وتخفيف كسر النون ولا حاجة إلى إشمام أو روم شعبة للدال.
ـ ? يخصمون ? تواترت عند حمزة بإسكان الخاء وتخفيف كسر الصاد وتواترت عند عاصم والكسائي وخلف ويعقوب والشامي إلا وجها لهشام بكسر الخاء وتشديد كسر الصاد وتواترت عند ورش والمكي وهشام في وجه عنه بفتح الخاء وتشديد كسر الصاد ولا حاجة إلى كسر ياء شعبة ولا إلى اختلاس فتح الخاء أو إسكانه مع ثقل الصاد لغيرهم.
ـ ? عن ساقيها ? ? بالسوق ? ? على سوقه ? بحرف المد خالصا من غير همز بدله أو قبله في غير النمل للعشرة إلا قنبلا ولا حاجة إلى مذهب قنبل.
ـ ? ءاسن ? بالألف بعد الهمزة للعشرة إلا المكي.
ـ ? ءانفا ? بالألف بعد الهمزة للعشرة إلا البزي.
ـ ? أن رءاه ? بالألف بعد الهمزة للعشرة إلا وجها عن قنبل ولا حاجة إلى القصر فيهن.
قلت: هكذا فرغت من تقرير تواتر القرآن جملة وتفصيلا حرفا حرفا كلمة كلمة من القسم الأول دون الحاجة إلى اللهجات ولا يخفى أن ما لم يأت ذكره من حروف الخلاف هو من نوع القسم الثالث المتقدم بيانه الذي يجب التمسك بخلافه المعنوي وأن تتعدد المصاحف بحسبه أو من نوع القسم الثاني الذي تقدم الكلام عليه.
خلاصة أخيرة
إن بحثي "إثبات تواتر القرآن دون الحاجة إلى اللهجات والقياس في القراءات" ليعني أن رواية حفص هي أكثر الروايات سلامة من اللهجات والقياس إذ لم تتضمن والله أعلم شيئا من القياس البتة ولم تتضمن سوى حرفين من اللهجات هما روايته حرف فصلت ? أأعجمي ? بتسهيل الهمزة الثانية بين بين وحرف هود ? مجريها ? بالإضجاع ولا يخفى أن قد تواتر حرف فصلت بتحقيق الهمزة الثانية كما هي قراءة حمزة والكسائي وخلف ورواية شعبة وروح وكذلك تواترت بالخبر أي بهمزة واحدة محققة لقنبل وهشام ورويس في وجه عنهم ولم يحتج تواترها إلى قراءة أهل الاستفهام مع التسهيل والإدخال.
ولا يخفى أن قد تواتر حرف هود ? مجريها ? بضم الميم وترك الإمالة بقسميها كما هي قراءة ابن كثير وأبو جعفر ويعقوب ورواية قالون وهشام وشعبة وطريق الأصبهاني عن ورش.
ولا يعني هذا البحث طعنا في هذه القراءة أو تلك وإنما هو إثبات تواتر القرآن دون الحاجة إلى اللهجات والقياس في القراءات.
انواكشوط في 13/ 3/ 1431 هـ الموافق 27/ 02/2010م
الحسن محمد ماديك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[21 Jun 2010, 08:09 ص]ـ
إنما أعتبر ردودا وهوامش تستحق المناقشة، تلك التي تضمنت جديدا مفيدا، أما استنساخ كلام الغير مما اطلعت عليه قبل عشرات السنين فلا يعني عندي شيئا.وأحرى الاستنصار بإيراد شبه التشابه مع الاستشراق وغيره.
وإنما أقبل من الردود تلك التي نقضت جزئية من بحوثي نقضا علميا بأدلة أقوى كقولي بإثبات القياس في كتب المصنفين من طرق الرواة قياس أعلنوه هم لأمانتهم العلمية ـ اجتهادا منهم ـ ولم يخلطوه ولم يدلسوه بالرواية أداء ونصا أو بأحدهما.(/)
معارك التحريرات – 6
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[21 Jun 2010, 05:04 م]ـ
معركة الجمع بين القراءات (المعركة المصرية):
اختلف العلماء في حكم جمع القراءات، وأثار هذا الخلاف معركتين، إحداهما في تونس (تحدثنا عنها في الحلقة الماضية) والأخرى في مصر، واستتبع الجدل في حكم الجمع بحث مسألة التلفيق والخلط بين القراءات، وهي مسألة من صميم اهتمامات المحررين؛ إذ أن التحريرات ما نشأت إلا لمنع الخلط والتلفيق. وأثارت المعركة المصرية أيضا البحث في حكم قراءة القرآن بالألحان في المحافل؛ فتحولت المسألة إلى خلاف قرائي فقهي.
نشبت هذه المعركة في مصر سنة: 1344هـ، وسببها أن الشيخ خليل محمد غنيم الجنايني (ت: 1346هـ) قرأ بالجمع في بعض المحافل وسمع بذلك شيخ المقارئ المصرية محمد بن علي بن خلف الحسيني المشهور بالحداد (ت: 1357هـ) فأصدر فتوى ذهب فيها إلى أن الجمع بين القراءات "بدعة وضلالة أخذ به الجهال وهم لا يعول عليهم ولا يلفت إليهم" (الآيات البينات في حكم جمع القراءات: 2) وقال (الآيات البينات في حكم جمع القراءات: 4): إن " جمع قراءة أو رواية مع أخرى في غير حالة التلقي ممنوع " فاجتمع به الشيخ خليل وبحثا المسألة وبقي كل واحد منهما متمسكا برأيه ولم يتوصلا إلى حل، فألف الشيخ خليل كتابه: "هدية القراء والمقرئين واستدل فيه على جواز الجمع واستحسانه"، فرد عليه أبو بكر بن محمد بن علي بن خلف الحسيني (ابن شيخ القراء المذكور) بكتابه: "الآيات البينات في حكم جمع القراءات وذهب فيه (ص: 42) إلى أن " جمع القراءات مطلقا من الكبائر"، وانتصر فيه لوالده وأثنى عليه كثيرا، وهجا الشيخ خليلا هجاء مقذعا وتعصب عليه، وغلا في منع الجمع مطلقا، فرد عليه الشيخ خليل بكتابه: "البرهان الوقاد في الرد على ابن الحداد" وأرجع فيه منع شيخ المقارئ الجمع إلى قصوره في مجال القراءات (البرهان الوقاد: 43): " ومنشأ منع شيخ المقارئ الجمع هو عدم تلقيه متن الطيبة الذي فيه باب إفراد القراءات وجمعها"، ودعاه إلى تعميق معلوماته في هذا المجال (البرهان الوقاد: 44): " ... فيكون له إسوة بالمغفور له الشيخ أحمد الرفاعي شيخ المقارئ سابقا فإنه مع كثرة علمه واشتغاله بالتدريس وإدارة المقارئ وكبر سنه لما عين شيخا للمقارئ ورأى في مرؤوسيه من يقرأ بالقراءات، حفظ الشاطبية وتلقاها وهو شيخ المقارئ، فكان ينبغي لمن تصدى للإفتاء عن شيء يختص بوظيفته أنه لما عين شيخا للمقارئ وهو يقرأ الشاطبية والدرة ورأى في مرؤوسيه من هو أقرأ منه، الاجتهاد في حصوله على باقي هذا الفن وهو حفظه لمتن الطيبة وتحريراتها والفوائد المعتبرة ليكون على بينة من الفن ومصيبا في فتواه ومحافظا عليه من الضياع "، فرد عليه الشيخ محمد سعودي إبراهيم بكتابه: "إرشاد الجليل في رد مفتريات الشيخ ابن الجنايني المسمى بخليل" وتابع الشيخ محمد سعودي إبراهيم في هذا الكتاب خُطا أبي بكر الحسيني في الهجوم المقذع على الشيخ خليل الجنايني.
وقد أورد كل من الطرفين في كتبه تقاريظ لبعض معاصريه من العلماء والقراء تشد أزره وتوافقه على رأيه، ومنهم الشيخ محمد بن محمد هلالي الأبياري الذي انتصر للجنايني، أما الشيخ علي محمد الضباع فكان من المنتصرين لشيخ المقارئ. وانتشرت المعركة حتى وصلت إلى تونس، فشارك فيها الشيخ إبراهيم المارغني التونسي الذي انتصر للجنايني في رسالة ألفها في المسألة وسماها: "تحفة المقرئين والقارئين في بيان حكم جمع القراءات في كلام رب العالمين".
ومن الملاحظ أن شيخ المقارئ وابنه والشيخ محمد سعودي إبراهيم، قد بالغوا في التعصب على الجنايني مع أنه من كبار القراء في عصره، وقد بالغوا أيضا في التعصب لمنع الجمع، ومن الغريب أن الشيخ خليلا لما طعن في شيخ المقارئ بأنه لم يقرأ بطرق الطيبة، لم يجد الشيخ محمد سعودي إبراهيم ما ينتصر به لشيخ المقارئ إلا أن يقول: إن القراءة بما زاد على الشاطبية غير مستحسنة؛ لأنه قيل بشذوذه فالأحسن تركه والاقتصار على المتفق عليه!! مع أن الشيخ محمد سعودي إبراهيم نفسه يقرأ بمضمن الطيبة!! ومن العجيب أن أبا بكر الحسيني في غمرة غضبه لوالده استدل على منع الجمع بنص لبعض الفقهاء يدل على منع القراءة للقرآن في الحمام والسوق و"الزقاق"، وتصحفت عليه كلمة "الزقاق" عند أبي بكر الحسيني إلى "الزفاف"، فجعل من ذلك دليلا على منع القراءة بالجمع في المحافل قياسا على منعها في الزفاف!! (انظر: الآيات البينات: 199).
المراجع:
- الآيات البينات في حكم جمع القراءات – تأليف: أبي بكر محمد بن علي بن خلف الحسيني – القاهرة – ط1 – 1344هـ.
- إرشاد الجليل في رد مفتريات الشيخ ابن الجنايني المسمى بخليل – تأليف: محمد بن سعودي بن إبراهيم – مطبعة المعاهد – القاهرة – 1345هـ.
- البرهان الوقاد في الرد على ابن الحداد – تأليف: خليل محمد غنيم الجنايني – مطبعة الاتفاق – القاهرة – ط1 – 1345هـ / 1927م.
- تحفة المقرئين والقارئين في بيان حكم جمع القراءات في كلام رب العالمين – تأليف: إبراهيم بن أحمد المارغني التونسي - مطبوعة بهامش النجوم الطوالع في أصل مقرإ الإمام نافع - دار الفرقان للنشر الحديث – الدار البيضاء – 1994م (ط. مصورة عن ط. التونسية 1322 هـ).
- هدية القراء والمقرئين – تأليف: خليل محمد غنيم الجنايني – مطبوع مع: الآيات البينات في حكم جمع القراءات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[22 Jun 2010, 02:14 م]ـ
شكرا لفضيلة الشيخ أبي تيماء على تعليقه الطريف، وجزاه الله خيرا.
وأعتذر للسادة المتصفحين عن خطإ مطبعي وقع في الفقرة السابقة، والصواب: "وتصحفت كلمة "الزقاق" عند أبي بكر الحسيني إلى "الزفاف".
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[22 Jun 2010, 05:38 م]ـ
أنا أعترض أشد الاعتراض على استخدام مصطلح معارك ومعركة فهذا مصطلح نشاز لا يتناسب وعذوبة النص القرآني المختلف عليه فحبذا لو استنكفنا عن تداوله في هذا السياق. الاختلاف بين العلماء ليس معركة بل هو ود ورحمة واحترام وأخلاق وتقدير وخفض جناح ونزول عن رأي بل هو حجة ومنطق وسلاسة وبيان ونور وبصيرة وإقناع واهتداء ورجوع الى الحق.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[22 Jun 2010, 08:54 م]ـ
أستاذنا تيسير حفظه الله
هذه المسألة تحتاج إلى نظر وتحرير ومتابعة واستقراء
للوصول بعدها إلى مفاهيم واضحة وضوابط محددة
..
استاذي العزيز
أنا لا أتكلم عن مسألة أنا أتكلم عن عنوان مغلوط لا ينبغي أن يكون على هذه الشاكلة وأظنه مسيء للباحثين والمناقشين. أي معركة هذه التي يتحدثون عنها وأين حصلت؟
ليست هذه هي أول مرّة أعترض بها على عناوين كان اختيارها في غاية الإخفاق. وأظن أن هذا العنوان من هذه الشاكلة مع احترامي للمادة التي يحويها ذلك العنوان ومصداقيتها. المعذرة أنا ليس من طبعي أن أكون منفراً صخاباً ولكني أنتصر لك ولكاتب هذا الموضوع وللأخوة جميعاً وللقرآن قبل كل شيء ولسنة الخلاف التي لا تنتهي ابداً ما دامت السموات والارض.
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[23 Jun 2010, 01:48 ص]ـ
شكرا لكم يا فضيلة الشيخ تيسير الغول، على الاهتمام والمشاركة والإفادة والنصح، وجزاكم الله خيرا.
وشكرا أيضا لفضيلة الشيخ أبي تيماء الذي يرفض المشيخة!!
وسأفكر – إن شاء الله – في تغيير عنوان هذه الحلقات، واستبدال عنوان آخر مناسب، بهذا العنوان، بناء على اعتراض فضيلة الشيخ تيسير الغول، وفقه الله، "ورحم الله من أهدى إلي عيوبي".
والذي دفعني إلى استعمال هذا التعبير، هو أن بعض العلماء – وكان لي فيهم إسوة حسنة – يعبر عن الخلافات العلمية بالمعارك والقتال، من باب الاستعارة المكنية؛ لأن المختلفين يتحمسون لرأيهم ويحشدون له ما استطاعوا من الأدلة كما يفعل المقاتلون في المعارك. وهذا التعبير الذي يستعمله العلماء لا يتضمن أي ثلب في حق المختلفين ولا في حق المسألة المختلف فيها؛ إذ لا تلزم مساواة المشبه للمشبه به من كل وجه.
فمن من استعمل هذا الأسلوب من المؤلفين في التفسير وعلوم القرآن، نجد الإمام السيوطي الذي سمى أحد كتبه: "معترك الأقران في مشترك القرآن"، كما يقول في الإتقان (في النوع التاسع والثلاثين في معرفة الوجوه والنظائر): "فالوجوه للفظ المشترك الذي يستعمل في عدة معان كلفظ "الأمة"، وقد أفردت في هذا الفن كتابا سميته: "معترك الأقران في مشترك القرآن". والسيوطي بعنوانه هذا لا يخل باحترام علوم القرآن التي هي موضوع الكتاب، ولا يخل باحترام العلماء الذين اختلفوا في هذا الموضوع، ولم أقف على من اعترض عليه في هذه التسمية.
ومن شراح الحديث الذين استعملوا هذا الأسلوب نجد الإمام عبد الحي اللكنوي الذي يقول في مقدمة كتابه "التعليق الممجد لموطإ الإمام محمد": "الفائدة التاسعة: في ذكر من علق على موطإ الإمام مالك: لا يخفى أنه لم يزل هذا الكتاب مطرحا لأنظار النبلاء ومعركة لآراء الفضلاء فكم من شارح له ومحش وكم من ملخص له ومنتخب".
والله أعلم.
ـ[ايت عمران]ــــــــ[23 Jun 2010, 01:48 ص]ـ
أنا أتكلم عن عنوان مغلوط لا ينبغي أن يكون على هذه الشاكلة وأظنه مسيء للباحثين والمناقشين. أي معركة هذه التي يتحدثون عنها وأين حصلت؟
ليست هذه هي أول مرّة أعترض بها على عناوين كان اختيارها في غاية الإخفاق. وأظن أن هذا العنوان من هذه الشاكلة مع احترامي للمادة التي يحويها ذلك العنوان ومصداقيتها
الْمَعْرَكة والْمَعْرُكة في الأصل: مكان القتال. والجاري على ألسنة الناس استعمال الْمَعْرَكة بالمعنى المصدري، أي: القتال نفسه، فتكون على هذا مصدرا ميميا، غير أني لم أجده منصوصا في كتب اللغة حسب بحثي المتواضع. واللغويون مختلفون في جواز إلحاق هاء التأنيث بالمصدر الميمي قياسا، وإن كان سمع في بعض الكلمات.
فالكلمة في الأصل فيها نوع شدة، لكن جرى على ألسنة الكتاب استعمالها بمعنى آخر، وهو ما يحدث بين الأطراف من مناقشات علمية، ومدافعات كلامية، تختلف شدة ولطفا من طرف إلى آخر، ولعل هذا ما يقصده الأستاذ أحمد كوري.
وأنا في الحقيقة استفدت كثيرا مما كتبه تحت هذا العنوان "معارك التحريرات" فقد أفاد وأجاد، وجمع ما تفرق في بطون كتب عدة، وبعض ما كتبه يصدق عليه اسم "المعارك" خصوصا الحلقة الخامسة والسادسة، وأحثه على مواصلة هذه السلسلة.
وكان الأولى بالأستاذ تيسير أن يقترح على الكاتب تغيير العنوان بكل هدوء وتودد، أما الغضب وإطلاق أحكام قاسية كالنشوز والإخفاق، فهذا ـ في نظري ـ لا ينبغي، فالرأفة الرأفة يا أستاذ تيسير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ايت عمران]ــــــــ[23 Jun 2010, 02:13 ص]ـ
عفوا يا أستاذ أحمد لم أتنبه لردك، وإلا فأنت أولى أن تجيب عن نفسك، وفقك الله.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[23 Jun 2010, 05:59 ص]ـ
أستاذنا أحمد الكوري وفقه الله تعالى
أنا والله أجلّ وأقدر ما تبثه من علم مفيد جليل في هذه الحلقات وإني على شغف لقرائتها كلها. وبما أنك تفكر في تغيير العنوان والذي هو مصدر الخلاف فجزاك الله خيراً. وإني أعتذر إن بدى نشازي وغضبي وأني أرجو أن تتقبل ذلك مني بقبول حسن وتسامحني. ولنا يا أخي في رسول الله وصحابته الأسوة الحسنة في آداب الخطاب والنقاش والوصول الى الحق بدون احتدام أو اشتباك أو معارك أو مقاتلة أو صياح.وإني لأظنك تدرك ذلك وتعرفه. أشكر لك أدبك الجمّ ونزولك لخلق التواضع. وبارك الله بك وبعلمك.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[23 Jun 2010, 08:51 ص]ـ
أشكر الإخوة الفضلاء على هذا الأدب الجم المتبادل, والذي نأمل أن نراه في كل المناقشات واختلاف وجهات النظر في هذا الملتقى المبارك.
وقد كان في نفسي شيء من العنوان منذ أن بدأ الأخ الفاضل د/ أحمد الكوري هذه السلسة النافعة التي استفدت منها كثيراً , وقد أبدى وجهة نظره في العنوان بجلاء مع نيته لتغيير العنوان فجزاه الله خيراً وبارك في علمه ونفع به
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[28 Aug 2010, 03:36 ص]ـ
بعد كتابة هذا الموضوع، اطلعت على كتاب "التغني بالقرآن" للأستاذ: لبيب السعيد، على هذا الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=6992
فوجدته تحدث عن هذه المعركة، وها أنا أنقل كلامه تتميما للفائدة:
"وعند المتأخرين: حدث منذ أكثر من نصف قرن، أن محمد بن خلف الحسيني الحداد شيخ المقارئ، غير [كذا] مرة بعدم جواز الجمع، (وأنه بدعة وضلالة أحدثه الجهال، وهم لا يعول عليهم، ولا يلتفت إليهم)؛ فارتضى بعض الناس هذا الحكم ورفضه آخرون، فعقد شيخ الأزهرآنئذ في رابع ذى القعدة سنة: 1340هـ جمعا علميا للفصل في الأمر، فأيد الجمع رأي شيخ المقارئ، وقرروا (منع جمع قراءة أو رواية مع أخرى، بأي طريقة من طرقه في أي مجلس كان). (هامش: مقدمة كتاب "الآيات البينات في حكم جمع القراءات" لأبي بكر الحداد، ص: 9). فكتب أحد القراء المقرئين، واسمه: خليل محمد غنيم الجنايني رسالة سماها: (هداية القراء والمقرئين) أجاز فيها جمع القراءات؛ فانبرى له أبو بكر الحداد، وهو ابن شيخ المقارئ في ذلك الوقت، وأصدر كتابه (الآيات البينات في حكم جمع القراءات)، فردالجناينى بكتاب سماه: (البرهان الوقاد في الرد على ابن الحداد)، ودخل في النقاش المستعر - في صف الحداد - مقرئ اسمه محمد سعودي إبراهيم، فأصدر كتابه: (إفحام أهل العناد بتأييد ابن الحداد)، ودخل المعركة مقرئ آخر اسمه عبد الفتاح هنيدي بكتابه: (الأدلة الفعلية في حكم جمع القراءات النقلية)، وفيه يحل الجمع ويحبذه. والعجيب أنه مع هذه المناظرة الطريفة النشطة المفيدة، ما برح الخلاف حول جمع القراءات قائما، وقد اقترح أخيرا سن تشريع لمعاقبة القراء الذين يتلون الآية الواحدة بقراءتها المختلفة في المجلس الواحد".
انتهى ما كتبه الأستاذ لبيب السعيد.
تنبيه:
نسب الأستاذ لبيب السعيد هنا كتاب "إفحام أهل العناد بتأييد ابن الحداد" إلى محمد سعودي إبراهيم، وقد رأيت في فهارس مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي، كتابا يسمى: "إفحام أهل العناد بتأييد رسالة الأستاذ الحداد" ومؤلفه هو: الشيخ محمد حبيب الله بن مايابى الجكني الشنقيطي. فلعله المقصود.
والمعروف أن عنوان كتاب محمد سعودي إبراهيم، الذي ألف في هذه الواقعة هو: "إرشاد الجليل في رد مفتريات الشيخ ابن الجنايني المسمى بخليل".
فليحرر.
ـ[أحمد بن محمد فال]ــــــــ[28 Aug 2010, 02:59 م]ـ
فضيلة الشيخ الدكتور: أحمد كوري السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فقد سعدت بمتابعة هذه المعارك العلمية وتتلمذت على ما فيها من علم غزير وأدب جم، وقديما قيل"الشيء من معدنه لايستغرب"،أسأل الله أن يحفظكم ويبارك في علمكم ... بخصوص التنبيه الذي ذكرتم، والمتعلق بكتاب"إفحام أهل العناد بتأييد الأستاذ ابن الحداد"،فالكتاب من تأليف ابن مايأبى الجكني،كما أشرتم، وعندي منه نسخة مصورة عن النسخة المطبوعة قديما في مصر، وقد استشهد المؤلف في الكتاب المذكور بأبيات من نظمه المعروف بالارداف، وهو نظم متداول في المحاظر، وقد شرحه الشيخ سيد الفال الحسني شرحا سماه"لؤلؤة الأصداف في حكم الارداف"،ويلاحظ أن ابن ما يأبى لم يمنع الجمع، أو"الإرداف"،كما يسميه أهل المغرب، لم يمنعه كلية،وإنما منعه في حق من لم يمارس القراءات ولم يتمهر في علم الوقف والابتداء،بقي أن أشير إلى أن علاقة ابن مايأبى بابن الحداد هي أنه ابن شيخه، فقد أخذ ابن مايأبى القراءات العشر عن الشيخ محمد بن علي بن خلف الحسيني المالكي، المعروف بالحداد، كما هو مذكور في ترجمة ابن ما يأبى،،،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[28 Aug 2010, 07:05 م]ـ
جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ العلامة المقرئ أحمد بن محمد فال، ونفع بعلمكم الجم، وشكرا جزيلا لكم على هذه الفوائد العلمية النفيسة؛ والتي منها إفادتنا باسم الكتاب، ومؤلفه، وموقفه من مسألة الجمع، ولا غرو أن يوجد مثل هذا العلق النفيس في مكتبتكم العامرة الزاخرة بكل تليد وطريف.
ولا حرمنا الله من المزيد من فوائدكم وعلومكم.(/)
أسئلة للفقهاء بمسألة الأحرف السبعة ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 Jun 2010, 01:28 ص]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد ..
فهذه أسئلة للمذاكرة والمباحثة أتوجه بها للمشايخ والباحثين الفقهاء بمسألة الأحرف السبعة، وأرجو منهم حسن تأمل السؤال؛رعاية لصواب الجواب ..
السؤال الأول:
ما هو الدليل النقلي الصحيح الدال على أن العرضة الأخيرة وقع فيها نسخ لبعض الأحرف السبعة المنزلة للتيسير؟
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[23 Jun 2010, 04:51 ص]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا أبا فهر.
تسجيل متابعة.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[23 Jun 2010, 08:01 ص]ـ
ما هو الدليل النقلي الصحيح الدال على أن العرضة الأخيرة وقع فيها نسخ لبعض الأحرف السبعة المنزلة للتيسير؟
يا حبذا لو توضح السؤال وتصيغة صياغة مفهومة أكثر. وبارك الله بك
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Jun 2010, 08:09 ص]ـ
السؤال دقيق وواضح جداً أخي تيسير وفقك الله.
وموضوعُ العَرضة الأخيرة للقرآن وما تعلَّق بِها من مسائل جديرٌ بالبحثِ والدراسةِ المتأنيَّةِ العميقةِ المتتبعة لكل المصادر العلميَّة، مع قدرة جيدة على التحليل والربط بين المسائل، ولم أقرأ بعدُ بحثاً يجلي هذه المسألة كما تستحق، وإنما نقل لآراء بعض المفسرين دون وجود دليل نقلي صحيح لا مطعن فيه.
وأرجو أن يكون هذا الحوار فتحاً لباب الحوار العلمي النافع في هذه المسألة.
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[23 Jun 2010, 10:35 ص]ـ
تسجيل متابعة
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[23 Jun 2010, 12:43 م]ـ
أظن أن الأخ السائل أراد التالي من سؤاله:
بما أن العرضة الأخيرة قد نسخت بعض الآيات فكيف عرف أبو بكر وهو يجمع القرآن، من الصدور، أنه موافق للعرضة، وأن ليس فيه شيء زاد على العرضة، أرجو الرجوع الى هذا الرابط:
http://islamweb.net/ver2%20/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=121270&Option=FatwaId
وهذا الرابط
http://www.lahdah.com/vb/t10163.html
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 Jun 2010, 12:55 م]ـ
بارك الله فيكم جميعاً ولا يفوتني شكر الشيخ عبد الرحمن الشهري على تشريفه ..
أخي الفاضل تيسير: ليس هذا مرادي بالسؤال ..
في انتظار المشايخ الفقهاء بالمسألة ..
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[23 Jun 2010, 01:17 م]ـ
أحسنت سننتظر سويّة إجابة المشايخ الفقهاء وفقهم الله
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[25 Jun 2010, 10:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الذي أراه في هذه المسألة أن العرضة الأخيرة لم تنسخ شيئا من الأحرف السبعة. لكن درج على ألسنة البعض أن القراءة كانت بالمعنى -فيقرأ كيف شاء دون أن يخل بالمعنى القرآني-، ودرج أيضا عند البعض قراءات مأخوذة من مصاحف بعض الصحابة نحو مصحف ابن مسعود ... وهذه كلها فهمها البعض على السعة في الأحرف السبعة.
والذين يقولون بأن العرضة الأخيرة نسخت أحرفا من القرآن غايتهم من هذا القول أنها أبقت على الذي نزل على النبي صلى الله عليه وسلم ونسخت ما سواه.
وللفائدة يمكن مراجعة كتاب ((نكت الانتصار لنقل القرآن الكريم)) لأبي بكر الباقلاني تـ 403هـ تحقيق الدكتور محمد زغلول سلام نشر دار المعارف بالاسكندرية
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 Jun 2010, 10:45 ص]ـ
والذين يقولون بأن العرضة الأخيرة نسخت أحرفا من القرآن غايتهم من هذا القول أنها أبقت على الذي نزل على النبي صلى الله عليه وسلم ونسخت ما سواه
بارك الله فيك ..
بل قولهم: أنها نسخت بعض المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم ..
ومسألة نسخ العرضة الأخيرة يكررها الباحثون كمقدمة مسلمة يبنون عليها العديد من المسائل ..
وبودي لو تفضل أحدهم بالجواب عن السؤال الذي لا يصح أن يتأخر عن جوابه المتخصصون في مسألة من رؤوس مسائل علمهم ..
ـ[أبو عمرو]ــــــــ[25 Jun 2010, 02:02 م]ـ
السلام عليكم الأخوة الكرام
(يُتْبَعُ)
(/)
جزا الله خيرا الأخ أبي فهر وليسمح لي بداية أن أعلق على السؤال الذي طرحه بقوله (ما هو الدليل على ... ) هكذا كأنه يسلم بوجود النسخ ثم يطلب لذلك الدليل! فلا أدري على ما بني وجود النسخ أصلا! والصواب -حتى لو ذكر العلماء وجود النسخ- أن نطلب الدليل لنعلم هل حدث نسخ أم لا. فأرى أن يكون السؤال: هل وقع نسخ في العرضة الأخيرة أم لا وما الدليل؟
وانقل اليكم مناقشة لهذا الموضوع وردت في رسالة ماجستير بعنوان (قواعد الترجيح والاختيار في القراءات عند الإمام مكي بن أبي طالب القيسي) / الجامعة الاردنية 2006 للباحث يحيى جلال إشراف الدكتور أحمد شكري.
.. وكان النبي e يعارض جبريل عليه السلام القرآن في شهر رمضان من كل عام، وفي العام الذي توفي فيه عارضه مرتين، كما جاء في الآثار ([1] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftn1)).
ولا بد من وقفة متأنِّية مع (العرضة الأخيرة) التي أصبح لها شأن في كتب القراءات، وتمسّك بها كثير من الباحثين في توجيه القراءات التي لم تتواتر ولم تستمر، فقالوا إنها نسخت في العرضة الأخيرة. فهل فعلا حصل نسخ لبعض القراءات فيها؟ وهل عدم نسخها ثم عدم حفظها وتواترها يتعارض مع قول الله سبحانه وتعالى:) إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ({الحجر 9}.
وللمضيّ في هذه المسألة سأستعرض النقاط التالية لعلها توضح المطلوب:-
أولاً: هل وُثقت الأحرف في عهد النبي e ؟ وهل أمر بكتابتها كما كان يأمر بكتابة القرآن الكريم فور نزوله؟
ومما عُلم أن نزول الأحرف حصل في المدينة, وكان أكثر القرآن قد نزل، وكان مكتوبا ([2] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftn2)). ولم تسجل أحداث السيرة أن رسول الله e كلّف أحدا للقيام بهذا العمل بعد الهجرة وبعد أن نزلت الأحرف. وأشار غانم الحمد إلى أن كتابة القرآن كانت تتم في حياة النبي e بطريقة واحدة وهي القراءة العامة التي كان يقرؤها للصحابة دون تثبيت ما تسمح به رخصة الأحرف السبعة من وجوه مختلفة ([3] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftn3)).
وقال سامر إسلامبولي: "إن الرسم للنص القرآني لا يحتوي أوجه القراءات, وبالتالي بقيت القراءات وسيلتها الوحيدة والأساسية للنقل هي التلقي سماعا وحفظ ذلك في الصدور" ([4] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftn4)).
ولا يعني ما سبق أن الأحرف لم تكن تدوّن في المصاحف والمخطوطات الخاصة، فلم يُنقل نهيٌ في هذا، وجاء في الكتب نقل قراءات كانت مدوّنة في مصاحف الصحابة الخاصة، وأوضحُ دليل على ذلك أن المصاحف العثمانية اشتملت على بعض الأحرف.
فإن دلّ هذا على شيء فإنما يدل على أن الأمة ليست مطالبة بحفظ الأحرف جميعها، وأن الأحرف نزلت لأجل الأمة، وتُرك أمرها للأمة تقرأ بما شاءت منها، وإلا لبادر رسول الله e بالأمر بكتابتها.
ثم إن الأحاديث تنصّ على أن الأمة مخيّرة في القراءة بأي حرف شاءت, واختيار قراءة يؤدي إلى ترك أخرى, فهل تخيّر الأمة ثم تأثم إذا اختارت!؟
قال الداني: "أباح e لأمته القراءة بما شاءت منها مع الإيمان بجميعها والإقرار بكلها إذ كانت كلها من عند الله تعالى منزلة, ومنه e مأخوذة, ولم يُلزم أمته حفظها كلها ولا القراءة بأجمعها, بل هي مخيَّرة في القراءة بأي حرف شاءت منها، كتخييرها إذا هي حنثت في يمين وهي موسرة بأن تكفر بأيّ الكفارات شاءت, إما بعتق وإما بإطعام وإما بكسوة, فكذا أُمروا بحفظ القرآن وتلاوته, ثم خُيروا في قراءته بأيّ الأحرف السبعة شاءوا, إذ كان معلوما أنهم لم يلزموا استيعاب جميعها دون أن يقتصروا منها على حرف واحد, بل قيل لهم: أي ذلك قرأتم أصبتم" ([5] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftn5)).
ومن الصعب التفريق بين اختيار الأفراد واختيار الأمة, إذ الأفراد هم مجموع الأمة فإذا كان كل فرد أصاب بما صنع، فكيف يكون عمل الأمة خطأ؟!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً: توافرت الأدلة على نزول القرآن على سبعة أحرف, مما يدل على أهمية الموضوع وخطورته، وحضور القرآن دائما بين الصحابة. فهل يمكن أن ترفع بعض هذه الأحرف ويُمنع من القراءة بها، دون أن تنقل رواية واحدة ولو ضعيفة تفيد بأن بعض الأحرف نسخ. بل -أيضاً- تبقى هذه الأحرف تُقرأ وتُنقل ولا يوجد من ينكر، حتى تنبّه عثمان رضي الله عنه لذلك، وفي ظرف معيّن، لولاه لما ندري ما يمكن أن يحصل.
والأحداث لا تشير إلى إمكانية حدوث ذلك مطلقا, فمعلومٌ حرص الصحابة على القرآن واهتمامهم وانشغالهم به ومدارستهم له وتلاوته وختمه في الصلاة وغيرها, وسؤالهم عنه حتى أن أحدهم إذا عاد من الغزو سأل عما نزل من القرآن في غيابه ([6] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftn6)). ومعلومٌ سرعة امتثالهم واستجابتهم لأمر الله ورسوله، يدل عليها كل تصرفاتهم صغيرها وكبيرها، وحادثة نسخ القبلة -ووصول الخبر إلى المسلمين في ساعات معدودة- مشهورة، وسجّلت كتب السيرة أن الصحابة سألوا عن حال من مات قبل أن تحوّل القبلة، ونزل في ذلك قرآن! ([7] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftn7)) ألا يُفترض أن يكون أمر القرآن بهذه الأهمية؟ وصلته أيضا بالصلاة وطيدة!. إن هذه الأحوال تأبى أن يكون قد نُسخ شيء من الأحرف، ولم يعلم إلا القليل من الصحابة، وبقي الخبر يسير ببطء شديد حتى احتاج إلى قرون لتُحسم المسألة.
وفي الواقع فإن القول بأن ما سوى المتواتر منسوخ، فيه اتهام للأئمة القراء الذين جاء عنهم اختيارات لا يُقرأ بها الآن وتُصنَّف على أنها من القراءات الشاذة، وأبرزهم الأربعة المشهورون ابن محيصن واليزيدي والحسن البصري والأعمش، وغيرهم من الأئمة الذين تُذكر أسماؤهم مع القراء العشرة. وهل يمكن أن يُتصور أن يَتبوأ الحسن البصري مكانته العالية في العلم، وهو لا يعلم الثابت من غيره! أو أن يُقرِئ سليمان الأعمش تلميذَه حمزة بالثابت ويصطفي لنفسه المنسوخ! إلى غير ذلك مما يطول ذكره. وإذا صحّت قراءة هؤلاء ولم تتواتر، فهو دليل واضح على أن القراءات لم تتواتر جميعها، ونستطيع أن نطمئنّ عند ما تواجهنا قراءات في كتب التفسير والفقه والحديث غير متواترة، وألَّا نَعجل بردِّها، ولا نقطع بأنها إن صحت فهي مما نُسخ!.
ثالثا: جاءت الروايات تحدد وقت العرضات في شهر رمضان, والعرضة الأخيرة في رمضان الأخير في حياة رسول الله e .
ومعلوم أن وفاة الرسول e كانت في الثاني عشر من شهر ربيع الأول ([8] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftn8))، أي بعد رمضان بأكثر من خمسة أشهر.
فهل في هذه المدة الطويلة لم ينزل قرآن؟ الجواب: قطعاً نزل، فالوحي استمر نزوله حتى وفاته e ، بل ورد "أن الله سبحانه وتعالى تابع على رسول الله e قبل وفاته حتى توفاه أكثر ما كان الوحي" ([9] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftn9)). قال ابن حجر: "أي أكثر إنزاله قرب وفاته e"([10] (http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftn10)).
وباستعراض الروايات التي تحكي (آخر ما نزل من القرآن) ([11] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftn11)) مثل آية الكلالة وآخر براءة وسورة النصر وآيات الربا والدَّين وآية) واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ({البقرة 281} التي ورد أنها نزلت قبل موته صلى الله عليه وسلم بتسع ليال, وبالرجوع إلى مظانّ القراءات الشاذة ([12] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftn12)) نجد أن جميع هذه الآيات جاء فيها قراءات شاذة, فمتى نزلت ومتى نُسخت؟
وقد حصل بعد العرضة الأخيرة حجة الوداع , وخَطَب الرسول e في الأمة وأوصاهم وحذرهم وأشهدهم أنه بلغ وأدّى ونصح, أليس من المهم الإخبار عما نُسخ وُرفع ومُنع من قراءته؟ وقد قال e في موطِن آخر في موضوع آخر: "أبيحت لي ساعة من نهار" ([13] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftn13)).
رابعاً: لا يوجد خبر متفق عليه, أو دليل يحدد ما حصل في العرضة الأخيرة, أو وصف دقيق لها, بل كلها استنتاجات واجتهادات من علماء أكثرهم متأخرون بعد زمان العرضة الأخيرة, وبعضها مبنيّ على ما استقرت عليه القراءات لاحقا.
(يُتْبَعُ)
(/)
فورد أن العرضات كانت لنزول الأوجه والقراءات المختلفة ([14] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftn14)). وجاء أن العرضتين الأخيرتين كانتا تأكيدا وتثبيتا ([15] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftn15))، وقال القسطلاني: "والمعتمد أن جبريل كان يعارض النبي e في رمضان بما ينزل به عليه في طول السنة، كذا جزم به الشعبي فيما أخرجه عنه أبو عبيد وابن أبي شيبة بإسناد صحيح" ([16] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftn16)). وورد في شرح صحيح مسلم للنووي أنه لا يُدرى أيّ القراءات كان آخر العرض على النبي e([17] (http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftn17))، وجاء عن عبيدة السلماني قوله: "القراءة التي عرضت على رسول الله e في العام الذي قبض فيه هي القراءة التي يقرؤها الناس اليوم" ([18] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftn18)). وعن محمد بن سيرين قال: "إن قراءتنا أحدث القراءات عهدا بالعرضة الأخيرة" ([19] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftn19)). ولا ندري ما هي القراءة التي جاء وصفها بما سبق، وهل هي قراءات أم واحدة؟ ولا توحي العبارة بأن ما عدا تلك القراءة منسوخ.
وقال أبو شامة: "ورد أن جبريل كان يعارض محمدا e بما ينزل عليه في سائر السنة في شهر رمضان. زاد الثعلبي في تفسيره: فيحكم الله ما يشاء ويثبت ما يشاء ويمحو ما يشاء وينسيه ما يشاء, وزاد غير الثعلبي: فلما كان في العام الذي قبض فيه عرضه عرضتين فاستقر ما نسخ منه وبدل" ([20] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftn20)).
وابن الجزري –الذي اعتمد على قوله كثيرون- قال: "ولا شك أن القرآن نسخ منه وغيّر فيه في العرضة الأخيرة فقد صح النص بذلك عن غير واحد من الصحابة" ([21] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftn21)) ، ساق بعد ذلك نصا واحداً وفيه: "فشهد عبد الله بن مسعود ما نسخ وما بدل، فقراءة عبد الله الأخيرة" وخلاصة توجيه ابن الجزري للرواية –حيث ثبتت عنده كما يقول- أن بعض ما ليس في العرضة الأخيرة نسخ وبعضه لم ينسخ ([22] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftn22)). وقد صحح ابن الجزري قراءات مخالفة للرسم العثماني وقراءات لأئمة غير العشرة.
وقال ابن حجر: "واختلف في العرضة الأخيرة، هل كانت بجميع الأحرف المأذون في قراءتها أو بحرف واحد منها؟ وعلى الثاني فهل هو الحرف الذي جمع عليه عثمان الناس أو غيره؟ " ([23] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftn23)).
وقال الدكتور محمد المجالي عن العرضة الأخيرة إنها لو كانت وجها واحدا لما أدى هذا إلى اختلاف الرسم في بعض الكلمات ([24] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftn24)).
يتضح مما سبق من أقوال العلماء أن بينها تضاربا في شأن العرضة الأخيرة، مما يظهر أنها اجتهادات، أو احتمالات لتوجيه أمور في علم القراءات، ويُستبعد أن تكون حدا فاصلا في ثبوت قراءات ونسخ أخرى، وحولها هذه الآراء المتباينة. ولا أعتقد أن الصحابة سيتأخرون عن جمع القرآن على العرضة الأخيرة أول وقوعها ونشر ذلك بين المسلمين، لو كانت بالأهمية التي يصوِّرها البعض.
وخلاصة القول فيها ما أوضحه الداني بقوله: "وإنّا لا ندري حقيقة أي هذه السبعة أحرف كان آخر العرض, أو آخر العرض كان ببعضها دون جميعها" ([25] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftn25)).
وأنه -والله أعلم- لم يحصل فيها نسخ لشيء من الأحرف السبعة، ولو كان الأمر غير ذلك لاشتهر وظهر. وأشار صراحة ابن جرير الطبري إلى عدم نسخ شيء من الأحرف ([26] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftn26))، كما أشار هو وغيره إلى أن الأمة ليست مأمورة بحفظ القراءات جميعها ([27] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftn27)).
وقال إسماعيل الطحان: "أما ادعاء أن أحد النصين قد نسخ في العرضة الأخيرة فهو عندنا ادعاء لا دليل عليه من نص قطعي, وإنما سيقت دعوى النسخ في كتب المؤلفين على أنها احتمال لتفسير ورود أحد النصين دون الآخر" ([28] ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftn28)).
(يُتْبَعُ)
(/)
[/ URL]([1]) صحيح البخاري، باب كان جبريل يعرض القرآن على النبي e (4997)، (4998).
(http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftnref1)([2]) ينظر: كتابة القرآن الكريم في العهد المكي، لعبد الرحمن اسبينداري، ونقل الباحث أقوالا للعلماء تؤكد ذلك، كما ذكر عددا من الأدلة، منها قصة إسلام عمر بن الخطاب المشهورة.
([3]) ينظر: الحمد، رسم المصحف 121.
( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftnref3)([4]) إسلامبولي، سامر، ظاهرة النص القرآني تاريخ ومعاصرة 46. وذكر عدد من الباحثين أن الرخصة كانت مباحة في المشافهة لا في التسجيل. (ينظر: أبو زهرة، محمد، المعجزة الكبرى 36، شاهين، تاريخ القرآن 54، الطحان، من قضايا القرآن 60، مختار، معجم القراءات القرآنية مع مقدمة في القراءات 1/ 13). وذكر صبحي الصالح عبارة تفتقر إلى الدليل ولم يذكر مرجعه فيها، قال: "وأكثر العلماء على أن جمع القرآن على عهد رسول الله e لوحظ في كتابته أن تشمل الأحرف السبعة التي أنزل عليها. وكان كل ما يكتب يوضع في بيت رسول الله e وينسخ الكتاب لأنفسهم نسخة منه". (مباحث في علوم القرآن 74، وينظر أيضا القطان، مباحث في علوم القرآن 124).
([5]) الداني، جامع البيان 29 - 30، وينظر: الطبري، جامع البيان 1/ 48.
( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftnref5)([6]) أفاضت كثير من الكتب في الحديث عن حال الصحابة مع القرآن، ينظر مثلا: كتاب الانتصار للقرآن للقاضي الباقلاني، وبحث بعنوان: شغف الرسول e وأصحابه بحفظ القرآن أساس تواتره، لحسن عتر، مجلة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، عدد (6) (1402 - 1043) مكة المكرمة.
([7]) ينظر: ابن سعد، محمد، الطبقات الكبير 1/ 208.
( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftnref7)([8]) ينظر: ابن سعد، الطبقات الكبير 2/ 238، المباركفوري، صفي الرحمن، الرحيق المختوم 691.
([9]) صحيح البخاري، كتاب فضائل القرآن، باب كيف نزل الوحي، وأول ما نزل (4982). صحيح مسلم، كتاب التفسير، باب في تفسير آيات متفرقة (7440).
( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftnref9)([10]) ابن حجر، فتح الباري 9/ 11.
([11]) ينظر: السيوطي، عبد الرحمن، الإتقان في علوم القرآن 1/ 57.
( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftnref11)([12]) ينظر مثلا: ابن خالويه، الحسين بن أحمد، مختصر في شواذ القرآن، ابن جني، أبو الفتح عثمان، المحتسب، أبو حيان، البحر المحيط، مختار، معجم القراءات القرآنية مع مقدمة في القراءات، في مواضع الآيات.
([13]) قالها في فتح مكة عن القتال فيها. ينظر: ابن هشام، عبد الملك، السيرة النبوية 2/ 416.
( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftnref13)([14]) ينظر: الداني، جامع البيان 29.
([15]) ينظر: ابن كثير، فضائل القرآن 6.
( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftnref15)([16]) القسطلاني، أحمد بن محمد، لطائف الإشارات 23.
([17]) ينظر: النووي، يحيى بن شرف، شرح صحيح مسلم 6/ 341.
( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftnref17)([18]) أبو شامة، المرشد الوجيز 22.
([19]) أبو شامة، المرشد الوجيز 22.
( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftnref19)([20]) أبو شامة، المرشد الوجيز 21.
([21]) ابن الجزري، النشر 1/ 32.
( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftnref21)([22]) ينظر: ابن الجزري، النشر 1/ 32.
([23]) ابن حجر، فتح الباري 9/ 56.
( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftnref23)([24]) المجالي، محمد، ما اختلف رسمه من الكلمات القرآنية في المصاحف العثمانية، مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية، جامعة الكويت (56) 99. وينظر أيضا: الصباغ، محمد، لمحات في علوم القرآن واتجاهات التفسير 167.
([25]) الداني، جامع البيان 34.
( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftnref25)([26]) ينظر: الطبري، جامع البيان 48.
([27]) ينظر: المصدر السابق، الموضع نفسه، وينظر أقوال العلماء في جمع عثمان، وسيأتي.
[ URL="http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftnref28"] (http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20221#_ftnref27)([28]) الطحان، من قضايا القرآن 72.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[25 Jun 2010, 02:06 م]ـ
ولا بد من وقفة متأنِّية مع (العرضة الأخيرة) التي أصبح لها شأن في كتب القراءات، وتمسّك بها كثير من الباحثين في توجيه القراءات التي لم تتواتر ولم تستمر، فقالوا إنها نسخت في العرضة الأخيرة.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 Jun 2010, 02:20 م]ـ
هكذا كأنه يسلم بوجود النسخ ثم يطلب لذلك الدليل! فلا أدري على ما بني وجود النسخ أصلا! والصواب -حتى لو ذكر العلماء وجود النسخ- أن نطلب الدليل لنعلم هل حدث نسخ أم لا. فأرى أن يكون السؤال: هل وقع نسخ في العرضة الأخيرة أم لا وما الدليل؟
هذا عجيب منك يا مولانا ..
فهل المطالبة بالدليل تعني التسليم بالأصل؟؟
وكيف أسلم بالأصل قبل معرفة الدليل؟؟
يا راجل ده كلام برضه؟؟
السؤال موجه لمن يثبت النسخ في العرضة الأخيرة بالفعل = فسألناه عن دليله وحجته ..
وهذا واضح جداً ..
ولا زلنا في انتظار الجواب ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد الصالح الناصر]ــــــــ[28 Jun 2010, 11:12 م]ـ
لا أعلم أن أحداً قال بأن العرضة الأخيرة وقع فيها نسخ لبعض الأحرف السبعة، وإن قيل فهو مرجوح ولا دليل عليه.
والذي أعرفه هو القول بأن العرضة الأخيرة وقع فيها نسخ لفظي لبعض الآيات أُصطلح على تسميته فيما بعد بمنسوخ التلاوة.
والدليل على ذلك:
أن زيد بن ثابت رض1 قد شهد العرضة الأخيرة مع النبي صل1 وهو الذي انتدب لكتابة الصحف في عهد أبي بكر رض1 وقد كتبها على وفق ما سمعه في العرضة الأخيرة من النبي صل1 وهذا يُعد دليلا واضحا على أن العرضة الأخيرة وقع فيها نسخ اللفظ لبعض الآيات، والله تعالى أعلم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[29 Jun 2010, 10:24 ص]ـ
بارك الله فيك ..
1 - القول بوقوع النسخ لبعض الأحرف مشهور ويمكنك أن تجده في عدد من الكتب المصنفة في علوم القرآن ..
2 - ما المانع أن يكون النسخ اللفظي لبعض الآيات هو نسخ لبعض الأحرف؟
3 - لم يظهر لي وجه الدلالة فيما سقتَه:
وهذا يُعد دليلا واضحا على أن العرضة الأخيرة وقع فيها نسخ اللفظ لبعض الآيات
أين الدليل الواضح ..
سلمنا أن زيد شهد العرضة وأنه كتب المصحف وفق العرضة،أين الدليل على النسخ؟
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[29 Jun 2010, 02:16 م]ـ
أولا: أشكرك أخي أبا فهر على فتح هذا الباب من المدارسة.
ثانيا: هذا السؤال ينضوي تحته أبعادٌ ومرام عديدة يحسن الوقوف معها لاستجلاء الموقف كاملا من هذه القضية، ويتضح ما يترتب على إجابته من أمور، فمن أبعاد هذا السؤال:
- هل ما نسخت تلاوته يعد بعض الأحرف السبعة المنزلة للتيسير؟
يظهر من صنيع كثير من العلماء والباحثين عدُّ الآيات منسوخة التلاوة بعضَ ما نسخ من الأحرف السبعة في العرضة الأخيرة، ولعل هذا هو ما عناه الأخ خالد بقوله:
وهذا يُعد دليلا واضحا على أن العرضة الأخيرة وقع فيها نسخ اللفظ لبعض الآياتوهو ما أشار له الدكتور عبد العزيز قارئ بعد أن ذكر أمثلة له كآية (والذكر والأنثى) وآية الرجم، إذ قال: " فمثل هذه الأحرف يغلب على الظن أنها مما أنزل من القرآن قبل العرضة الأخيرة، ثم نسخ وترك بعدها" (1).
فيظهر هنا أنه ذكر هذا عن اجتهاد وغلبة ظن، على أنه صرح به في مواضع أخرى من كتابه كقوله: " ولكن تفرُّقَ الصحابة –رضوان الله عليهم أجمعين- في الأمصار، وانتشارهم في الديار بسبب الجهاد، زمن أبي بكر الصديق وعمر الفاروق رض2 وأوائل عهد عثمان رض1، كان سببا لانتشار كثير من الأحرف القرآنية المنزلة قبل العرضة الأخيرة مما كان النبي صل1 أقرأ به، ثم تركه بعد أن أخلي منه القرآن بأمر من الله عز وجل" (2).
فلذا أرى أن هذه المسألة مما ينبغي الوقوف معه في إجابة سؤال الأخ أبي فهر، فهل هذه القراءات المنسوخة تعد بعض الأحرف السبعة حتى نقول إنها نسخة بالعرضة الأخيرة؟
أم أنها أصلا ليست من اختلاف الأحرف السبعة؟
وللحديث بقية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الأحرف السبعة: 117
(2) المصدر السابق: 94
ـ[خالد السليماني]ــــــــ[29 Jun 2010, 05:08 م]ـ
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَعْرِضُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ رَمَضَانَ مَرَّةً إِلاَّ الْعَامَ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ فَإِنَّهُ عُرِضَ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ بِحَضْرَةِ عَبْدِ اللهِ فَشَهِدَ مَا نُسِخَ مِنْهُ، وَمَا بُدِّلَ.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[29 Jun 2010, 11:24 م]ـ
بارك الله فيك ..
أثر ابن عباس لا دلالة فيه على أن هذا النسخ كان متعلقه هو الأحرف السبعة ..
وحملها على نسخ الوجوه القرائية ليس أولى من حملها على النسخ القرآني المعهود بل حملها على الثاني أولى وحملها على الأول تحكم يفتقر للدليل النقلي ..
فإدخال مسألة الأحرف تحت النسخ هو جبل عظيم لم يقم عليه دليل بل لادليل حتى على وقوع جنسه من قبل في الشرع كي تكون إرادته بلفظ النسخ في أثر ابن عباس من المعاني المحتملة ..
والذي شهد العرضة هو عبد الله بن مسعود وليس زيد بن ثابت، ولهذا دلالة مهمة في إبطال أن العرضة كان متعلق النسخ فيها هو الأحرف ..
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[01 Jul 2010, 09:28 م]ـ
رفع الله قدركم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 Jul 2010, 03:01 ص]ـ
السؤال الثاني
ما هو الدليل النقلي الصحيح الدال على أن زيد بن ثابت -رضي الله عنه- ممن شهد العرضة الأخيرة أو الدال على أنه من أعلم الناس بالعرضة الأخيرة؟
ـ[السراج]ــــــــ[11 Jul 2010, 08:26 ص]ـ
الله المستعان، جميع ردودي ونقولي عن أهل العلم حذفت ..
حيث نقلت عن شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه الإمام ابن القيم والحافظ ابن حجر والشيخ عبيد الله المباركفوري ..
إذاً فما فائدة الموضوع، بدون إثراءه، والمشاركات كانت في محلها؟!!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Jul 2010, 08:32 ص]ـ
أعتذر إليك أخي السراج فالنقطة محل البحث دقيقة وليست تلك النقول إلا زيادة في عدد مشاركاتك أنت ولا تُمثل إضافة للموضوع، وليس كل من تكلم عن الأحرف السبعة ولو من بعيد يصلح طرح كلامه هنا.
وهذه مسألة ينبغي علينا جميعاً التنبه لها في الملتقى، فليس كل ما يخطر ببالك، أو تجده قريباً منك تضيفه مباشرة.
وفقك الله لكل خير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السراج]ــــــــ[11 Jul 2010, 08:38 ص]ـ
أريد أن أستأذن لكي أشارك!
هل تسمح لي يا أبا فهر أن أشارك بأن زيد بن ثابت رضي الله عنه هو أعلم الناس بالعرضة الأخيرة؟!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 Jul 2010, 08:47 ص]ـ
لا تحتاج لاستئذان فقط المشاركة بسند له متن يدل على موطن النزاع من أنه شهد العرضة الأخيرة ..
أما النقول والتقرير العقلي وبأنه كذا لأنه لو كان كذا لكان كذا وقد كان كذا = فلم نأت له بعد ..
بوركتَ ونفع الله بك ..
ـ[السراج]ــــــــ[11 Jul 2010, 08:53 ص]ـ
جوابي مرتبط بقرائن
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 Jul 2010, 08:54 ص]ـ
بارك الله فيك ..
أجله إذاً الآن؛ فحتى السؤال الأول ذكر الشيخ مساعد وغيره عدداً من القرائن عليه، لكن تدرجي في البحث الآن هو تحرير الأدلة النقلية فقط، وسنأتي لما عداها بإذن الله ..
ـ[السراج]ــــــــ[11 Jul 2010, 08:59 ص]ـ
بصراحة طريقتك متعبة جداً
عفا الله عنا أجمعين
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[11 Jul 2010, 11:24 م]ـ
السؤال الثاني
ما هو الدليل النقلي الصحيح الدال على أن زيد بن ثابت -رضي الله عنه- ممن شهد العرضة الأخيرة أو الدال على أنه من أعلم الناس بالعرضة الأخيرة؟
يقول أبو عبد الرحمن السلمى: [قرأ زيد بن ثابتً على رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم فى العام الذى توفاه الله فيه مرتين .. وإنَّما سمِّيَت هذه القراءة قراءة زيد بن ثابت .. لأنه كتبها لرَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم .. وقرأها عليه وشهد العرضة الأخيرة .. وكان يقرئ الناس بِها حتى مات .. ولذلك إعتمده أبو بكر وعمر فى جمعه .. وولاه عثمان كتبة المصاحف] .. ويقول أيضاً: [كانت قراءة أبى بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت والمهاجرين والأنصار واحدة .. كانوا يقرءون القراءة العامة .. وهى القراءة التى قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبريل مرتين فى العام الذى قبض فيه] .. [شرح السنة للإمام البغوى] ..
أبو عبد الرحمن السلمى: [هو عبد الله بن حبيب بن ربيعة السلمى .. تابعى جليلٌ .. ولد فى حياة النَّبِى صلى الله عليه وسلم .. وقرأ القرآن على عثمان وعلي وإبن مسعود وزيد بن ثابت .. وهو مقرئ الكوفة .. ظل يقرئ الناس بمسجدها الأعظم أربعين سنة] أهـ .. [معرفة القراء الكباروشذرات الذهب] ..
عسى أن تكون الإجابة على سؤالك فى هذه المشاركة
وفقكم الله للإجابة السديدة
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 Jul 2010, 12:17 ص]ـ
بارك الله فيك ..
هذا الأثر ذكره البغوي معلقاً بغير إسناد فلا تقوم به حجة ..
ـ[السراج]ــــــــ[12 Jul 2010, 12:26 ص]ـ
إن البحث عن الاستدلال لهذه المسألة بشكل قطعي دون قرائن هو خطأ محض ونهايته الإعجاز والفشل الذريع ..
لأن أساس طريقة البحث وشروطها التي وضعتها أخونا الكريم خاطئة وممتنعة، وأيضاً فيها تحكم العقول بالنصوص و عدم قبول الخبر الواحد ..
وهي بمثابة من يقول: " أعطني دليلاً قطعياً أن الله قال للنساء تنقبوا وتحجبوا " لكي يشكك بشرعية آية الحجاب بدعوى أنها ظنية الدلالة، وهذا كله من العبث والتلاعب بالنصوص ..
ـ[خالد الصالح الناصر]ــــــــ[12 Jul 2010, 12:39 ص]ـ
إن البحث عن الاستدلال لهذه المسألة بشكل قطعي دون قرائن هو خطأ محض ونهايته الإعجاز والفشل الذريع ..
لأن أساس طريقة البحث وشروطها التي وضعتها أخونا الكريم خاطئة وممتنعة، وأيضاً فيها تحكم العقول بالنصوص ..
وهي بمثابة من يقول: " أعطني دليلاً قطعياً أن الله قال للنساء تنقبوا وتحجبوا " لكي يشكك بشرعية آية الحجاب بدعوى أنها ظنية الدلالة، وهذا كله من العبث والتلاعب بالنصوص ..
ليتك تترك الأمر لأهله ولا تفسد علينا متابعة هذا الموضوع بمداخلاتك التي لا أرى فيها إلا التشويش وحسب.
قد نبهك المشرف فما بالك تريد أن تقحم نفسك بأمور ليست لك
ـ[السراج]ــــــــ[12 Jul 2010, 12:45 ص]ـ
وأقول لك يا خالد الصالح الناصر ما بالك تريد أن تعقبني في كل موضوع ومشاركة؟!
هل لتصفية حساباتك معي، أم ماذا؟!
أسأل الله أن يهديك ويصلحك!
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[12 Jul 2010, 01:17 ص]ـ
السؤال الأول:
ما هو الدليل النقلي الصحيح الدال على أن العرضة الأخيرة وقع فيها نسخ لبعض الأحرف السبعة المنزلة للتيسير؟
قال القرطبي:
سورة الاحزاب مدنية في قول جميعهم.
نزلت في المنافقين وإيذائهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطعنهم فيه وفي مناكحته وغيرها.
وهي ثلاث وسبعون آية.
وكانت هذه السورة تعدل سورة البقرة.
وكانت فيها آية الرجم: (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة نكالا من الله والله عزيز حكيم)، ذكره أبو بكر الانباري عن أبي بن كعب.
وهذا يحمله أهل العلم على أن الله تعالى رفع من الاحزاب إليه ما يزيد على ما في أيدينا، وأن آية الرجم رفع لفظها.
وقد حدثنا أحمد بن الهيثم بن خالد قال حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام قال حدثنا ابن أبي مريم عن ابن لهيعة عن أبي الاسود عن عروة عن عائشة قالت: كانت سورة الاحزاب تعدل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مائتي آية، فلما كتب المصحف لم يقدر منها إلا على ما هي الآن.
قال أبو بكر: فمعنى هذا من قول أم المؤمنين عائشة: أن الله تعالى رفع إليه من سورة الاحزاب ما يزيد على ما عندنا.
قلت: هذا وجه من وجوه النسخ، وقد تقدم في " البقرة " القول فيه مستوفى والحمد لله.
وروى زر قال قال لي أبي بن كعب: كم تعدون سورة الاحزاب؟ قلت ثلاثا وسبعين آية، قال: فوالذي يحلف به أبي بن كعب إن كانت لتعدل سورة البقرة أو أطول، ولقد قرأنا منها آية الرجم: الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة نكالا من الله والله عزيز حكيم.
أراد أبي أن ذلك من جملة ما نسخ من القرآن.))) ا. هـ
هل يصلح ما قاله القرطبي من وقوع النسخ دليلا علي وقوع النسخ في الأحرف السبعة؟؟ أم بعيد عن محل النزاع؟
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 Jul 2010, 02:20 ص]ـ
هل يصلح ما قاله القرطبي من وقوع النسخ دليلا علي وقوع النسخ في الأحرف السبعة؟؟ أم بعيد عن محل النزاع؟
بارك الله فيك أخي المكرم ..
لا يصلح من وجهين:
الأول: ليس في هذه الآثار أن هذا النسخ وقع في العرضة الأخيرة.
الثاني: هذه الآثار تدل على نسخ آيات كاملة وهو نسخ التلاوة المعروف ولا دلالة فيه على نسخ بعض الأحرف السبعة على ما يُفسرون به الأحرف من أنها وجوه قرائية في الكلمة الواحدة، وباقي تفسيرات الأحرف السبعة لا تجعلها تصدق على نسخ آيات كاماة بهذا العدد.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[12 Jul 2010, 07:20 م]ـ
السلام عليكم
لا يصلح من وجهين:
الأول: ليس في هذه الآثار أن هذا النسخ وقع في العرضة الأخيرة.
وأيضا لا توجد في هذه الآثار ما يمنع من وقوع النسخ في العرضة الأخيرة.
لا يصلح من وجهين:
الثاني: هذه الآثار تدل على نسخ آيات كاملة وهو نسخ التلاوة المعروف ولا دلالة فيه على نسخ بعض الأحرف السبعة على ما يُفسرون به الأحرف من أنها وجوه قرائية في الكلمة الواحدة، وباقي تفسيرات الأحرف السبعة لا تجعلها تصدق على نسخ آيات كاملة بهذا العدد.
وما يدرينا أن الذي نُسخ فيها بعض أوجه القراءات ـ أي بعض اللغات الأخري ـ؟!
والسلام عليكم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 Jul 2010, 08:59 م]ـ
وأيضا لا توجد في هذه الآثار ما يمنع من وقوع النسخ في العرضة الأخيرة.
لسنا نقول بامتناع وقوع النسخ في العرضة الأخيرة ليقال هذا، وإنما نقول بإمكانه، لكننا نطالب بدليل الوقوع ..
وما يدرينا أن الذي نُسخ فيها بعض أوجه القراءات ـ أي بعض اللغات الأخري ـ؟!
على جل التفاسير المعتبرة لمعنى الأحرف السبعة فإنه ليس فيها أن المراد بالأحرف هي آيات بهذا الكم تُحذف بكاملها، فصورة النسخ المذكورة خارجة عن المفاهيم المشهورة التي قيلت في معنى الأحرف السبعة ..
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[13 Jul 2010, 12:10 ص]ـ
بداية أشكر أبا فهر ... (فقد قضيت اليومين الماضيين) قراءة لما كتبه من موضوعات عموما!! ...
وأعتذر أني أعيده إلى السؤال الأول:
وأعتقد أن الدليل على وقوع النسخ في بعض الأحرف المنزلة للتيسير في العرضة الأخيرة هو:
ما ثبت في مسلم من طريق عائشة أنها قالت كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن. ثم نسخن بخمس معلومات
فتوفى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهن فيما يقرأ من القرآن.
وقد قلت - حفظك الله - في ردك على أحد الأخوة:
ما المانع أن يكون النسخ اللفظي لبعض الآيات هو نسخ لبعض الأحرف؟
فما رأي أبا فهر؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 Jul 2010, 11:57 ص]ـ
بارك الله فيك أخي عقيل ..
خبر عائشة هو كالأخبار التي ساقها الشيخ عبد الحكيم قبلك فيه الاستدلال به على محل البحث إشكالان:
الأول: لا دليل على وقوع هذا النسخ الذي أشارت له أم المؤمنين = في العرضة الأخيرة.
الثاني: أنه على التفسيرات التي نعنى بنقدها هنا لمعنى الأحرف السبعة = لا يُعد نسخ الآيات بهذه الصورة من نسخ الأحرف السبعة.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 Jul 2010, 12:17 م]ـ
أنه على التفسيرات التي نعنى بنقدها هنا لمعنى الأحرف السبعة = لا يُعد نسخ الآيات بهذه الصورة من نسخ الأحرف السبعة.
ولعله لابد من زيادة بيان لهذه الكلمة حتى لا يتكرر استدلال الإخوة بنسخ التلاوة ثانية فأقول:
أشهر الأقوال في تفسير الأحرف السبعة عند المعاصرين هي:
1 - أنها أوجه قرائية في الكلمة الواحدة.
2 - أنها سبع لغات للعرب. قال بعضهم في الكلمة الواحدة وقال آخرون متفرقة في القرآن. وقال آخرون هي أصول سبعة يجري عليها تفاوت لغة العرب (كالإبدال والتقديم والتأخير واختلاف الإعراب).وبين هذا القول والأول تقارب.
3 - أوجه من المعاني المتقاربة بالألفاظ المختلفة.
وظاهر بين أن القول بنسخ بعض الأحرف للتيسير سيكون على القول الأول هو نسخ لبعض الأوجه القرائية في الكلمة الواحدة أو سيكون نسخاً لبعض اللغات في بعض المواضع التي نزل بها القرآن على هذه اللغة أو سيكون نسخاً لبعض آية تغاير فيها اللفظ والمعنى واحد فوقع النسخ على بعض الألفاظ وبقى بعض.
وأي ذلك كان = فإنه لا يُعد مثالاً لنسخ بعض الأحرف على أي قول من هذه الأقوال: أن تنسخ آيات بكاملها؛ لأنه حينها فلا يكون هذا نسخاً لأحرف وبقاء لأحرف بل هو نسخ لآي تامة بما تحمله من الأحرف،فلم يبق من هذه الآيات حرف واحد، والفرق ظاهر بين هذا النسخ وبين نسخ بعض الأحرف مع بقاء أحرف أخرى تقرأ بها الآية.
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[13 Jul 2010, 12:34 م]ـ
ليس من دليل يقطع بأن العرضة الأخيرة نسخت الأحرف الستة وأبقت القرآن على حرف واحد أو حتى نسخت بعض الأحرف وتركت البعض الأخر بل إن المصاحف العثمانية التى اعتمدها عثمان رض1 والتى بين أيدينا الأن مستوعبة الأحرف السبعة جميعها
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 Jul 2010, 12:37 م]ـ
بارك الله فيك ..
هذا أحد الآراء في المسألة وليس غرضنا الآن استعراض الآراء ..
بل الأسئلة الموجهة للآن تسير في نقد البناء العلمي المشترك بين عدد معين من الآراء، وستأتي أسئلة ناقدة لهذا الرأي الذي تفضلتَ بذكره ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 Jul 2010, 12:05 ص]ـ
السؤال الثالث
القائلون بأنه لا فرق بين مصحف أبي بكر ومصحف عثمان إلا في الإلزام وأن صنيع عثمان هو نسخ مصحف أبي بكر فقط وأنه لا فرق بين المصحفين في المادة وأن كليهما قد اشتمل على المحفوظ من الأحرف السبعة ..
=
بأي رسم رُسم مصحف أبي بكر وكيف احتوى هذا الرسم الأحرف المحفوظة كلها،وإذا كان لم يسع بعض الأحرف المحفوظة= فهل ما تركه منها هو عين ما تركه زيد، فإن كان كذلك = فكيف يُتصور أن يختلف زيد مع اللجنة في الرسم ويحتاج عثمان لتنبيههم للسان قريش وهم نساخ فقط ولن يرسموا سوى ما سُبقوا لرسمه، وإن كانا لم يتفقا في المتروك بل ترك زيد غير ما ترك في جمع أبي بكر=كيف يقال إنه نسخ فحسب أليس هذا قدراً زائداً على مجرد النسخ؟
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[14 Jul 2010, 12:27 م]ـ
السؤال الثاني
ما هو الدليل النقلي الصحيح الدال على أن زيد بن ثابت -رضي الله عنه- ممن شهد العرضة الأخيرة أو الدال على أنه من أعلم الناس بالعرضة الأخيرة؟
الأثار الصحيحة تدلل على أن زيد بن ثابت رض1 لم يشهد العرضة الأخيرة
بل الذى شهدها هو ابن مسعود رض1
أخرج أحمد (1|325 و3001) مختصراً والحاكم (2|250) واللفظ له: من طريق إسرائيل عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن ابن عباس قال: أي القراءتين ترون كان آخر القراءة؟ قالوا: قراءة زيد. قال: لا. إن رسول الله صل1 كان يعرض القرآن كل سنة على جبريل عليه السلام، فما كانت السنة التي قبض فيها، عرضه عليه عرضتين، فكانت قراءة ابن مسعود آخرهن.
والله أعلم.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[14 Jul 2010, 03:32 م]ـ
الأثار الصحيحة تدلل على أن زيد بن ثابت رض1 لم يشهد العرضة الأخيرة
بل الذى شهدها هو ابن مسعود رض1
أخرج أحمد (1|325 و3001) مختصراً والحاكم (2|250) واللفظ له: من طريق إسرائيل عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن ابن عباس قال: أي القراءتين ترون كان آخر القراءة؟ قالوا: قراءة زيد. قال: لا. إن رسول الله صل1 كان يعرض القرآن كل سنة على جبريل عليه السلام، فما كانت السنة التي قبض فيها، عرضه عليه عرضتين، فكانت قراءة ابن مسعود آخرهن.
والله أعلم.
قال في فتح الباري: "
وَمِنْ طَرِيق مُجَاهِد " عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ: أَيّ الْقِرَاءَتَيْنِ تَرَوْنَ كَانَ آخِر الْقِرَاءَة؟ قَالُوا: قِرَاءَة زَيْد بْنِ ثَابِت، فَقَالَ: لَا، إِنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَعْرِض الْقُرْآن كُلّ سَنَة عَلَى جِبْرِيل، فَلَمَّا كَانَ فِي السَّنَة الَّتِي قُبِضَ فِيهَا عَرَضَهُ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ وَكَانَتْ قِرَاءَة اِبْن مَسْعُود آخِرهمَا " وَهَذَا يُغَايِر حَدِيث سَمُرَة وَمَنْ وَافَقَهُ، وَعِنْد مُسَدَّد فِي مُسْنَده مِنْ طَرِيق إِبْرَاهِيم النَّخَعِيِّ " أَنَّ اِبْن عَبَّاس سَمِعَ رَجُلًا يَقُول: الْحَرْف الْأَوَّل، فَقَالَ: مَا الْحَرْف الْأَوَّل؟ قَالَ إِنَّ عُمَر بَعَثَ اِبْن مَسْعُود إِلَى الْكُوفَة مُعَلِّمًا فَأَخَذُوا بِقِرَاءَتِهِ فَغَيَّرَ عُثْمَان الْقِرَاءَة، فَهُمْ يَدْعُونَ قِرَاءَة اِبْن مَسْعُود الْحَرْف الْأَوَّل، فَقَالَ اِبْن عَبَّاس: إِنَّهُ لَآخِر حَرْف عَرَضَ بِهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جِبْرِيل " وَأَخْرَجَ النَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيق أَبِي ظَبْيَانَ قَالَ " قَالَ لِي اِبْن عَبَّاس: أَيّ الْقِرَاءَتَيْنِ تَقْرَأ؟ قُلْت: الْقِرَاءَة الْأُولَى قِرَاءَة اِبْن أُمّ عَبْد - يَعْنِي عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود - قَالَ: بَلْ هِيَ الْأَخِيرَة، أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَعْرِض عَلَى جِبْرِيل - الْحَدِيث وَفِي آخِره - فَحَضَرَ ذَلِكَ اِبْن مَسْعُود فَعَلِمَ مَا نُسِخَ مِنْ ذَلِكَ وَمَا بُدِّلَ " وَإِسْنَاده صَحِيح، وَيُمْكِن الْجَمْع بَيْن الْقَوْلَيْنِ بِأَنْ تَكُون الْعَرْضَتَانِ الْأَخِيرَتَانِ وَقَعَتَا بِالْحَرْفَيْنِ الْمَذْكُورَيْنِ. فَيَصِحّ إِطْلَاق الْآخِرِيَّة عَلَى كُلّ مِنْهُمَا.ا. هـ
قال صاحب كتاب البرهان في علوم القرآن: قال أبو عبد الرحمن السلمى كانت قراءة أبى بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت والمهاجرين والأنصار واحدة كانوا يقرءون القراءة العامة وهى القراءة التى قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبريل مرتين في العام الذى قبض فيه وكان زيد قد شهد العرضة الأخيرة وكان يقرئ الناس بها حتى مات ولذلك اعتمده الصديق في جمعه وولاه عثمان كتبة المصحف .. ) 1/ 237
قال صاحب كتاب التنوير والتحرير في مقدمته: ويقال إن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي عرضها رسول الله على جبريل) اهـ
قال السيوطي في الإتقان نقلا عن البغوي: وقال البغوي في شرح السنة: يقال إن زيد ابن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي بين فيها ما نسخ وما بقي وكتبها الرسول صلى الله عليه وسلم وقرأها عليه، وكان يقرئ الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر وجمعه، وولاه عثمان كتب المصاحف.)) ا. هـ
وشهود زيد رض1 للعرضة الأخيرة خبر متواتر في كتب الأئمة.والله أعلم
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 Jul 2010, 04:58 م]ـ
أخي الكريم عبد الحكيم ..
ليس فيما تفضلتَ بنقله سند صحيح يدل على شهود زيد للعرضة، وإنما هي تقديرات واحتمالات من قائليها، وسنأتي لسردها بعد ذلك وسرد ما يُعارضها، فأرجو الالتزام بشرط الموضوع ..
وكل سؤال سنعود لتحقيق جوابه وتحقيق ما يتعلق به بعد انتهاء الأسئلة بإذن الله ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 Jul 2010, 05:49 م]ـ
السؤال الرابع
في تقريرات بعض الباحثين أن جمع أبي بكر قد احتوى الأحرف المحفوظة وأعرض عن المنسوخة، ولكنه أودع بيت حفصة ولم يلزم الناس به.
والسؤال:
كيف يستقيم أن يعلم أبو بكر وعمر وزيد ومن شاء الله له أن يعلم أن هناك أحرفاً منسوخة لا يجوز عدها من كتاب الله، وأن في الناس من يقرأ بها، ولا يبلغون أمانة الله بإظهار هذا المصحف المحفوظ من النَسخ المصون من الزيادة والنقص ولِم لَم يقوموا بجمع الناس عليه وإلزامهم به؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 Jul 2010, 05:43 م]ـ
السؤال الخامس
طيب .. لم يُلزم أبو بكر الناس بالمصحف المحفوظ لأي سبب كان ..
السؤال:
أين الأثر العلمي لعلم أبي بكر وعمر وزيد وغيرهم ممن شاء الله أن يعلموا أن الناس يقرأون بأحرف منسوخة؟
بمعنى: لم يلزموهم بالمصحف. فأين ما يدل على أنهم تعاهدوهم بالنصح والتبليغ والبيان؟
أيمكث الصحابة يقرأون بأحرف منسوخة من خلافة أبي بكر لجمع عثمان من غير تبيين من الصحابة الذين علموا ذلك؟
وأين أدلة هذا التبيين؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 Jul 2010, 07:05 م]ـ
السؤال السادس
إذا كان زيد بن ثابت-رضي الله عنه-قد شهد العرضة الأخيرة = فلِم لَم يذكر ذلك أبو بكر-رضي الله عنه- عند تعديده لمؤهلات زيد للقيام بعملية الجمع؟
فائدة: أقر بهذا الإشكال،وبعدم وجود دليل نقلي صحيح على شهود زيد للعرضة الأخيرة = الشيخ مساعد الطيار في المحاضرة الرابعة من محاضرات: ((تاريخ القرآن)).
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 Jul 2010, 09:29 م]ـ
السؤال السابع
قال أحد الباحثين: ((إن بعد جمع أبي بكر وفي زمن عمر، كانت مرحلة مفتوحة يُقرأ فيها بما نُسخ وبما تُرك)).
والسؤال:
كيف يكون هذا، وما وجهه؛ أن يترك عمر الناس يقرأون بما يعلم هو يقيناً أنه منسوخ ليس من كلام الله، وإذا كان ما مع عمر وعثمان هو ظن النسخ فما المرجح لظنهما على ظن أُبي وابن مسعود؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 Jul 2010, 09:47 م]ـ
السؤال الثامن
عمر -رضي الله عنه-هو من حث على الجمع، وهو من العلماء بالمحفوظ والمنسوخ، وكان يعيب لحن أبي، ويقول إن أبياً يقرأ بما نسخ، وآثاره تلك هي حجة من يقول بأن جمع أبي بكر وجمع عثمان اتفقا في المادة المحفوظة وهجر المنسوخة،مع كل ما تقدم:
كيف يستقيم أن يقرأ عمر: {فامضوا إلى ذكر الله}،بل ويُلمح إلى أن قراءة أبي وهي الموافقة لمصحف عثمان بعدُ = منسوخة؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 Jul 2010, 10:48 م]ـ
السؤال التاسع
دعوى أن عثمان رض1 لم يُحرق مصحف أبي بكررض1 ضمن ما حرق من المصاحف، ما الدليل عليها، وما الذي يُخرجه من عموم المصاحف، وإذا كانت اللجنة غيرت شيئاً من رسم مصحف أبي بكر =أفليس هذا موجباً لحرقه، وأين خبر هذا المصحف في كلام العلماء بعدُ، ولا يقال لِمَ يُحرقه وهو موافق؛ لأننا سنعيد السؤال عن رسمه ولو كان هو هو رسم عثمانرض1 فما الذي سيختلف فيه زيدرض1 ويحتاج فيه للكتابة بلسان قريش، وسنعيد السؤال عن قراءة فامضوا إلى ذكر الله، من أين أتى بها عمررض1 إن لم تكن في مصحف أبي بكررض1 وكيف خفي عليه عدم وجودها فيه؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 Jul 2010, 11:39 م]ـ
السؤال العاشر
ما هو الدليل النقلي على دعوى أن لجنة الجمع قد قصدت -ولو قصداً غير مطلقاً- لأن يكون الرسم مستوعباً أكثر من حرف؟
بمعنى: أمامنا الآن رسم للكلمة،ما الدليل على أن هذا الرسم رُسم بحيث يحتمل أكثر من حرف، ولِمَ لا يكون هذا الرسم لهذه الكلمة هو على حرف واحد؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 Jul 2010, 11:52 م]ـ
السؤال الحادي عشر
فإن كان الاستدلال على بقاء مصحف أبي بكر هو بخبر تحريق مروان لها = فيقال: فكيف خشي من مخالفة ما فيها لمصحف عثمان ما دام الزعم أنهما متفقان، وهل كان البصر باتفاقهما سيعسر عليهم؟
ـ[جابر ابن عتيق]ــــــــ[18 Jul 2010, 12:42 ص]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله,,,
بارك فيك يا أبا فهر!!
اسئلة تصلح إجاباتها أن تكون رسائل علمية!!
لعلك تتنازل عن واحد أو اثنين منها كي اجعله موضعوعاً لبحثي:)
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[18 Jul 2010, 01:09 ص]ـ
الأسئلة - عندي - وحدها - دون إجابات - تقطر فوائد! فكيف لو شاكسناه؟!:)
السؤال التاسع
دعوى أن عثمان رض1 لم يُحرق مصحف أبي بكررض1 ضمن ما حرق من المصاحف، ما الدليل عليها،
ألا يدل عليها وعدُ عثمانَ رض1 حفصةَ رض11 في رسالته إليها: ( ... ثم نردها إليكِ)؟
واعلم أن أناسا يحبونك في الله - لا تعلمهم - يتابعون هذا الموضوع وينظرونه حرفا حرفا، فبارك الله فيك وجزاك خيرا، واصل وصلك الله برحمته، ولا يصدنك عن المتابعة ما ترى!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 Jul 2010, 01:17 ص]ـ
ألا يدل عليها وعدُ عثمانَ رض1 حفصةَ رض11 في رسالته إليها: ( ... ثم نردها إليكِ)؟
بارك الله فيك يا سيدنا ..
وأدل منه خبر مروان ..
ولكن هذا السؤال ليس الغرض منه السؤال عن نفس دليل البقاء، فخبر تحريق مروان بن الحكم له صحيح وأسانيده ثابتة، ولكن غرض السؤال هو انتظار الإجابة بخبر مروان للانتقال للسؤال عن هذا الخلاف الذي يخشاه مروان ما هو،وكيف يتفق مع دعوى اتفاق الجمعين في المضمون؟
وكما انتظرت من يذكر خبر ابن عباس في شهود ابن مسعود للعرضة الأخيرة للاستدلال بلفظ النسخ فيها=لأذكر وجهة نظري ..
وقد انتظرتُ أن يعترض واحد على فهمي لأثر ابن عباس بلفظ (القراءة) وأنه يدل على أن النسخ في العرضة له نوع تعلق بالقراءة.
ولكن بالطبع عدم التفاعل مع الموضوع يجعلني أسرد الأسئلة دون انتظار الإجابات؛ فغرضي هو الفائدة بسرد نصف العلم (معرفة الاستشكال) والحوار حوله وليس يحجزني عنه ضعف المتابعة ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 Jul 2010, 01:39 ص]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله,,,
بارك فيك يا أبا فهر!!
اسئلة تصلح إجاباتها أن تكون رسائل علمية!!
لعلك تتنازل عن واحد أو اثنين منها كي اجعله موضعوعاً لبحثي:)
بارك الله فيك أخي جابر ..
وليس أشد تكثيراً لأجري من أن ينتفعَ الناسُ بهذه الأفكار ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 Jul 2010, 03:58 ص]ـ
السؤال الثاني عشر
من يقول بأن نزول الرخصة بالأحرف السبعة كان في المدينة وأن جميع الأحرف منزلة ليس للنبي صل1 ولا للصحابة رض3 تصرف فيها = ما يقول في الأوجه القرائية في الآيات المكية،هل يرى أن الآيات المكية نزلت مرة أخرى على النبي صل1 وفقاً للأحرف الجديدة المرخص بها؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[19 Jul 2010, 06:38 ص]ـ
السؤال الثالث عشر
الذين يُخرجون الوجوه القرائية التي لا يختلف باختلافها الرسم عن أن تكون من الأحرف السبعة ..
=
كيف يكون هذا الباب العظيم الذي يظهر فيه جلياً مقصد التيسير على عموم قراء القرآن باختلاف لغاتهم = خارجاً عن الأحرف السبعة التي هي للتيسير؟
ثم من أين أتى بها القراء، إن قلتم قرأوا بها من عند أنفسهم كل موافقة للغته = كان هذا قولاً عسيراً يوسع مساحة تصرف الناس في القرآن المتلقى، كما أنه يتعارض مع تصريح القراء بتلقيهم هذه القراءات عن النبي صل1 ..
وإن قلتم بل جميعها منزلة قرأ بها النبي صلى الله عليه وسلم وأقرأها الناس = سألنا عن هذا الوجه من التنزيل المباين للأحرف السبعة أليس ينبغي أن يكون له أصل في الوحي يوضحه ويوضح علته كما كان لتنزيل الأحرف السبعة؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 Jul 2010, 02:21 م]ـ
السؤال الرابع عشر
((وقد بعث عثمان رضي الله عنه مع كل مصحف من المصاحف المذكورة عالماً يقرئ أهل مصره بما يحتمله رسمه من القراءات مما صح وتواتر)).
ما هو الدليل النقلي الصحيح على هذا الكلام؟
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[29 Jul 2010, 11:54 ص]ـ
أرجوا أن يكون الشيخ أبو فهر في تمام الصحة والعافية
أنا مترقب الإجابة على هذه الأسئلة المحيرة وأعتقد أن الكثير من أعضاء الملتقى مترقبون أيضا الإجابة
وفق الله الشيخ أبا فهر للإجابة السديدة ونفعنا الله بعلمه
ـ[أحمد عبد السلام العمادي]ــــــــ[16 Aug 2010, 12:32 ص]ـ
أخي الفاضل أبا فهر السلفي
أعتقد أنه لا يوجد دليل نقلي صريح يقول بنسخ بعض الأحرف السبعة، ولكن بما أن القراءات الشاذة المخالفة لرسم المصحف كقراءة عبدالله بن مسعود والقراءات المنسوبة إلى أبي بن كعب وعبدالله بن عباس رضي الله عنهم وكذلك المنسوبة إلى غيرهم من الصحابة والتابعين، هذه القراءات الشاذة من الأحرف السبعة بلا شك في ذلك، وبما أنها بقيت تروى بسندها الآحاد، فهذا يدل على أن العرضة الأخيرة نسخت ما يخالف رسم المصحف الذي أمر الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه اللجنة بكتابة المصحف عليه، ولا شك أن قراءة ابن مسعود من الأحرف السبعة.
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[21 Sep 2010, 02:25 م]ـ
أتمنى أن ألا ينسى الشيخ أبو فهر أنه قد طرح هذا الموضوع للنقاش والكل منتظر الإجابات الموفقة التي وعد بها
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 Sep 2010, 02:49 م]ـ
وبما أنها بقيت تروى بسندها الآحاد، فهذا يدل على أن العرضة الأخيرة نسخت ما يخالف رسم المصحف الذي أمر الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه اللجنة بكتابة المصحف عليه، ولا شك أن قراءة ابن مسعود من الأحرف السبعة
بارك الله فيك ..
النسخ أمر ثقيل لا يكون بمجرد الدعوى والتوهم، بل ادعاء النسخ بهذه الصورة من التحكم الظاهر وليس نهجاً علمياً منضبطاً، بل هو أشبه بادعاء النسخ في موارد النزاع عند الفقهاء من غير حجة على التأخر،وكلاهما نهج غير سديد ..
أما بقاء القراءات المذكورة فمدعي النسخ ومدعي أنها تركت للرخصة في تركها وعدم الحجة على الإلزام بحفظ الأحرف السبعة وإنما هي للتيسير بأيها أخذت الأمة وبأيها تركت = يقفان معاً أمام هذه القراءات الباقية ..
ولو وزناهما = لوجدنا حجة من قال إنها متروكة للرخصة في تركها ولا دليل على الإلزام بحفظها جميعها وأن القرآن يحفظ بحفظ حرف واحد منه أقرب من جهة النظر العقلي، ونصوص علة نزول الأحرف، وابتداء القرآن على حرف واحد كانت الحجة قائمة به= من ادعاء نسخ لا حجة عليه من نقل أو عقل، خاصة مع ما يعترض التصور العقلي للقول بالنسخ من أدلة ضعف أشرنا لها في الأسئلة السابقة وأهمها أن يكون عمر العالم بالمنسوخ يقرأ بحرف تركه عثمان بعدُ ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[22 Sep 2010, 01:19 ص]ـ
أشهر الأقوال في تفسير الأحرف السبعة عند المعاصرين هي:
1 - أنها أوجه قرائية في الكلمة الواحدة.
2 - أنها سبع لغات للعرب. قال بعضهم في الكلمة الواحدة وقال آخرون متفرقة في القرآن. وقال آخرون هي أصول سبعة يجري عليها تفاوت لغة العرب (كالإبدال والتقديم والتأخير واختلاف الإعراب).وبين هذا القول والأول تقارب.
3 - أوجه من المعاني المتقاربة بالألفاظ المختلفة.
للفائدة لو تذكرون لنا مختصرا: مَن أشهر القائلين بكلٍّ منها قديما وحديثا؟
وجزاكم الله خيرا أبا فهر ونفع بكم وبارك فيكم ووفقكم وسددكم؛ والله لقد استفدت من موضوعكم هذا أيما استفادة، وتمنيت لو لم يتوقف، ولم أشأ الإلحاح عليكم بإتمامه، لكني أرجو معرفة خطتكم فيه؛ هل ستتركون الأسئلة غير مجابة أملا في مشاركة الأفاضل ولو بعد حين؟ أم لديكم أسئلة أخرى؟ أم ستبدأون قريبا في الإجابة عليها لإيضاح ما لديكم من أدلة ووجهات النظر؟ أم ستنشرون تقريركم كله مرة واحدة؟
أقول: لعل نشر التقرير كاملا من قِبلكم أدعى للتفاعل مع الموضوع الآن، بعدما لم يُتفاعل مع الأسئلة.
فلعل الصورة به تتضح كاملة للقراء، ولما قد يثير من إشكالات ربما أو طلب أدلة على بعضه. والأمر لكم.
محبكم ومتابعكم بصمت لقلة بضاعته / حسين
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[08 Oct 2010, 12:29 ص]ـ
للتذكير والرفع، رفع الله قدركم.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[19 Nov 2010, 02:21 م]ـ
إحياء للموضوع:
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد ..
فهذه أسئلة للمذاكرة والمباحثة أتوجه بها للمشايخ والباحثين الفقهاء بمسألة الأحرف السبعة، وأرجو منهم حسن تأمل السؤال؛رعاية لصواب الجواب ..
السؤال الأول:
ما هو الدليل النقلي الصحيح الدال على أن العرضة الأخيرة وقع فيها نسخ لبعض الأحرف السبعة المنزلة للتيسير؟
السؤال الثاني
ما هو الدليل النقلي الصحيح الدال على أن زيد بن ثابت -رضي الله عنه- ممن شهد العرضة الأخيرة أو الدال على أنه من أعلم الناس بالعرضة الأخيرة؟
السؤال الثالث
القائلون بأنه لا فرق بين مصحف أبي بكر ومصحف عثمان إلا في الإلزام وأن صنيع عثمان هو نسخ مصحف أبي بكر فقط وأنه لا فرق بين المصحفين في المادة وأن كليهما قد اشتمل على المحفوظ من الأحرف السبعة ..
=
بأي رسم رُسم مصحف أبي بكر وكيف احتوى هذا الرسم الأحرف المحفوظة كلها،وإذا كان لم يسع بعض الأحرف المحفوظة= فهل ما تركه منها هو عين ما تركه زيد، فإن كان كذلك = فكيف يُتصور أن يختلف زيد مع اللجنة في الرسم ويحتاج عثمان لتنبيههم للسان قريش وهم نساخ فقط ولن يرسموا سوى ما سُبقوا لرسمه، وإن كانا لم يتفقا في المتروك بل ترك زيد غير ما ترك في جمع أبي بكر=كيف يقال إنه نسخ فحسب أليس هذا قدراً زائداً على مجرد النسخ؟
السؤال الرابع
في تقريرات بعض الباحثين أن جمع أبي بكر قد احتوى الأحرف المحفوظة وأعرض عن المنسوخة، ولكنه أودع بيت حفصة ولم يلزم الناس به.
والسؤال:
كيف يستقيم أن يعلم أبو بكر وعمر وزيد ومن شاء الله له أن يعلم أن هناك أحرفاً منسوخة لا يجوز عدها من كتاب الله، وأن في الناس من يقرأ بها، ولا يبلغون أمانة الله بإظهار هذا المصحف المحفوظ من النَسخ المصون من الزيادة والنقص ولِم لَم يقوموا بجمع الناس عليه وإلزامهم به؟
السؤال الخامس
طيب .. لم يُلزم أبو بكر الناس بالمصحف المحفوظ لأي سبب كان ..
السؤال:
أين الأثر العلمي لعلم أبي بكر وعمر وزيد وغيرهم ممن شاء الله أن يعلموا أن الناس يقرأون بأحرف منسوخة؟
بمعنى: لم يلزموهم بالمصحف. فأين ما يدل على أنهم تعاهدوهم بالنصح والتبليغ والبيان؟
أيمكث الصحابة يقرأون بأحرف منسوخة من خلافة أبي بكر لجمع عثمان من غير تبيين من الصحابة الذين علموا ذلك؟
وأين أدلة هذا التبيين؟
السؤال السادس
إذا كان زيد بن ثابت-رضي الله عنه-قد شهد العرضة الأخيرة = فلِم لَم يذكر ذلك أبو بكر-رضي الله عنه- عند تعديده لمؤهلات زيد للقيام بعملية الجمع؟
فائدة: أقر بهذا الإشكال،وبعدم وجود دليل نقلي صحيح على شهود زيد للعرضة الأخيرة = الشيخ مساعد الطيار في المحاضرة الرابعة من محاضرات: ((تاريخ القرآن)).
السؤال السابع
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أحد الباحثين: ((إن بعد جمع أبي بكر وفي زمن عمر، كانت مرحلة مفتوحة يُقرأ فيها بما نُسخ وبما تُرك)).
والسؤال:
كيف يكون هذا، وما وجهه؛ أن يترك عمر الناس يقرأون بما يعلم هو يقيناً أنه منسوخ ليس من كلام الله، وإذا كان ما مع عمر وعثمان هو ظن النسخ فما المرجح لظنهما على ظن أُبي وابن مسعود؟
السؤال الثامن
عمر -رضي الله عنه-هو من حث على الجمع، وهو من العلماء بالمحفوظ والمنسوخ، وكان يعيب لحن أبي، ويقول إن أبياً يقرأ بما نسخ، وآثاره تلك هي حجة من يقول بأن جمع أبي بكر وجمع عثمان اتفقا في المادة المحفوظة وهجر المنسوخة،مع كل ما تقدم:
كيف يستقيم أن يقرأ عمر: {فامضوا إلى ذكر الله}،بل ويُلمح إلى أن قراءة أبي وهي الموافقة لمصحف عثمان بعدُ = منسوخة؟
السؤال التاسع
دعوى أن عثمان رض1 لم يُحرق مصحف أبي بكررض1 ضمن ما حرق من المصاحف، ما الدليل عليها، وما الذي يُخرجه من عموم المصاحف، وإذا كانت اللجنة غيرت شيئاً من رسم مصحف أبي بكر =أفليس هذا موجباً لحرقه، وأين خبر هذا المصحف في كلام العلماء بعدُ، ولا يقال لِمَ يُحرقه وهو موافق؛ لأننا سنعيد السؤال عن رسمه ولو كان هو هو رسم عثمانرض1 فما الذي سيختلف فيه زيدرض1 ويحتاج فيه للكتابة بلسان قريش، وسنعيد السؤال عن قراءة فامضوا إلى ذكر الله، من أين أتى بها عمررض1 إن لم تكن في مصحف أبي بكررض1 وكيف خفي عليه عدم وجودها فيه؟
السؤال العاشر
ما هو الدليل النقلي على دعوى أن لجنة الجمع قد قصدت -ولو قصداً غير مطلقاً- لأن يكون الرسم مستوعباً أكثر من حرف؟
بمعنى: أمامنا الآن رسم للكلمة،ما الدليل على أن هذا الرسم رُسم بحيث يحتمل أكثر من حرف، ولِمَ لا يكون هذا الرسم لهذه الكلمة هو على حرف واحد؟
السؤال الحادي عشر
فإن كان الاستدلال على بقاء مصحف أبي بكر هو بخبر تحريق مروان لها = فيقال: فكيف خشي من مخالفة ما فيها لمصحف عثمان ما دام الزعم أنهما متفقان، وهل كان البصر باتفاقهما سيعسر عليهم؟
السؤال الثاني عشر
من يقول بأن نزول الرخصة بالأحرف السبعة كان في المدينة وأن جميع الأحرف منزلة ليس للنبي صل1 ولا للصحابة رض3 تصرف فيها = ما يقول في الأوجه القرائية في الآيات المكية،هل يرى أن الآيات المكية نزلت مرة أخرى على النبي صل1 وفقاً للأحرف الجديدة المرخص بها؟
السؤال الثالث عشر
الذين يُخرجون الوجوه القرائية التي لا يختلف باختلافها الرسم عن أن تكون من الأحرف السبعة ..
=
كيف يكون هذا الباب العظيم الذي يظهر فيه جلياً مقصد التيسير على عموم قراء القرآن باختلاف لغاتهم = خارجاً عن الأحرف السبعة التي هي للتيسير؟
ثم من أين أتى بها القراء، إن قلتم قرأوا بها من عند أنفسهم كل موافقة للغته = كان هذا قولاً عسيراً يوسع مساحة تصرف الناس في القرآن المتلقى، كما أنه يتعارض مع تصريح القراء بتلقيهم هذه القراءات عن النبي صل1 ..
وإن قلتم بل جميعها منزلة قرأ بها النبي صلى الله عليه وسلم وأقرأها الناس = سألنا عن هذا الوجه من التنزيل المباين للأحرف السبعة أليس ينبغي أن يكون له أصل في الوحي يوضحه ويوضح علته كما كان لتنزيل الأحرف السبعة؟
السؤال الرابع عشر
((وقد بعث عثمان رضي الله عنه مع كل مصحف من المصاحف المذكورة عالماً يقرئ أهل مصره بما يحتمله رسمه من القراءات مما صح وتواتر)).
ما هو الدليل النقلي الصحيح على هذا الكلام؟(/)
لأول مرة على الانترنت مصحف مكتوب بقراءة أبي جعفر براوييه
ـ[ابن عامر الشامي]ــــــــ[23 Jun 2010, 01:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على خير البرية محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلام تسليما كثيرا إلى يوم المآل
أما بعد
إخواني الكرام لأول مرة على شبكة الانترنيت نضع مصحفا كاملا مكتوب بقراءة أبي جعفر يزيد بين القعقاع رضي الله عنه براوييه ابن وردان وابن جماز رحمهما الله.
وقد قام بالعمل على هذا المصحف احد خُدَّام كتاب الله عز وجل لم يرد أن يفصح عن نفسه يرجو من الله أن يثيبه على هذا العمل العظيم
وقد قسّم هذا المصحف على روايتين ابن جماز وابن وردان مع تلوين مواضع الخلاف مع حفص.
ومن هنا اطلب من جميع المشايخ الفضلاء وطلاب العلم النجباء والمتخصصين في علم القراءات أن يراجعوا هذا المصحف. فان وجدوا فيه خطأ أن يلتمسوا العذر ويرشدونا إلى الأخطاء لتصحيحها على هذا البريد:
Iben-aamer-elshami@hotmail.com (Iben-aamer-elshami@hotmail.com)
واشكر الشيخ الكريم الذي سهر على كتابة هذا المصحف واسأل الله تعالى أن يجزيه خير الجزاء وان يكتب له الأجر في الدنيا والاخرة
وهذه روابط المصحف:
ابن جماز
http://www.4shared.com/document/MfREzFJX/___online.html (http://www.4shared.com/document/MfREzFJX/___online.html)
ابن وردان
http://www.4shared.com/document/hqwpmQFE/___online.html (http://www.4shared.com/document/hqwpmQFE/___online.html)
وهذا منهج ابو جعفر رضي الله عنه:
http://www.4shared.com/document/-auBOPsv/____.html (http://www.4shared.com/document/-auBOPsv/____.html)
لا تنسونا من دعائكم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعن
ـ[السراج]ــــــــ[23 Jun 2010, 01:45 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ..
ولا بد من مراجعة هذا المصحف المبارك وعرضه على أهل العلم أهل الدراية المقرئين والمختصين في الرسم العثماني ..
ـ[محب القراءات]ــــــــ[23 Jun 2010, 09:17 ص]ـ
أحسنتم
شكر الله لك وللأخ الذي كتب هذا المصحف , وقد قمت بتحميله , واطلعت عليه اطلاعاً سريعاً فوجدت فيه جهداً مشكوراً وعملاً مباركاً , أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكما.
ومن المهم جداً مراجعة هذا العمل من قبل المتخصصين في القراءات ورسم المصحف ليكون على أكمل وجه.
وفقكم الله لكل خير
ـ[مدثر خيري]ــــــــ[24 Jun 2010, 01:31 م]ـ
جزاكم الله خيراً قمت بتحميل المصحف وتصفحته سريعاً لكن وجدت بعض الأخطاء المتعلقة بالضبط في المصحف لاسيما فيما يتعلق بالهمزات المسهلة وأذكر على سبيل المثال:
ضبط كلمة (ءأنذرتهم) تم ضبط هذه الكلمة خطأ في المصحف وذلك بوضعهم علامة (الفتحة) على الهمزة المسهلة وهي الهمزة الثانية، ولا توضع حركة الهمزة إلا مع الهمزة المبدلة نحو (يشاء إلى) أما الهمزة المسهلة فلا توضع معها حركتها حال التسهيل.
أخطأوا في ضبط الهمزة المبدلة من قوله تعالى (السفهاء ألا) حيث لم يضعوا علامة الإبدال مكان الهمزة التي أبدلت (الهمزة الثانية)، وكذلك عدم وضع حركة الهمزة مع علامة الإبدال وإنما وضعوا علامة (ضم) وسط الألف فقط!! وهذا خطأ في ضبط الهمزة المبدلة. والله أعلم
وكذلك الحال عند ضبط كلمة (هؤلاء إن كنتم صادقين) في البقرة [31]، أخطأوا في ضبط الهمزة الثانية التي يسهلها أبو جعفر بين بين، لم يضعوا على الهمزة علامة التسهيل، فضبط ما حقق بالصفراء .............. نقط وما سهل بالحمراء
ووضعوا مكان الهمزة المسهلة حركتها!!! والحركة لا توضع مع التسهيل وإنما توضع مع الإبدال. والله أعلم
في قوله تعالى (أرأيت من اتخذ إلهه هواه) في سورة الفرقان كلمة (أرأيت) أخطأوا في ضبط الهمزة وجاء بعد الراء فيها صورة نظارة حمراء!!!!!!!!!!! وهذا في مصحف ابن وردان
خطأ في ضبط الهمزة في سورة الشعراء الآية (40) (قالوا لفرعون أإن لنا لأجراً) في مصحف (ابن وردان) رسم مكان الهمزة المسهلة ألف بعد علامة الإدخال، ووضع على الألف علامة الهمزة (الكسرة) وهذا مخالف للضبط المعمول به في المصاحف، وضبطها جعل صورة الهمزة المسهلة ياء ونقطها من تحت مع عدم وضع علامة الهمزة (الكسرة) لأنها مسهلة. والله أعلم
وكذلك الحال في قوله تعالى (إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا) في سورة الفرقان جاءت صورة نظارة حمراء في كلمة (أن) عند ضبطهم للهمزة!!!!! في نفس المصحف (ابن وردان)
وكذلك الحال عند ضبط الهمزة في قوله تعالى (واتل عليهم نبأ إبراهيم) الشعراء
انظر بداية سورة الشعراء (مكية وآياتها ........ )
انظر نفس سورة الشعراء كيف ضبطت الهمزة في قوله تعالى (إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية)
نظر ضبط كلمة (إسرآءيل) في قراءة أبي جعفر بتسهيل الهمزة! كتبوها هكذا (إسرآاِيل)!!!! (مصحف ابن وردان
هذه المصاحف تحتاج إلى مراجعة في مسألة ضبطها والله أعلم
أرجوا من أحبابي توجيهي إن أخطأت
بُوركتم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مدثر خيري]ــــــــ[24 Jun 2010, 02:02 م]ـ
هذه المصاحف تحتاج إلى مراجعة في مسألة ضبطها والله أعلم
أرجوا من أحبابي توجيهي إن أخطأت
بُوركتم
ـ[مدثر خيري]ــــــــ[24 Jun 2010, 02:42 م]ـ
وكذلك الحال عند ضبط الهمزة في قوله تعالى (أءله مع الله) في سورة النمل، لأن صورة الهمزة هنا للهمزة الأولى ولم توضع صورة للهمزة الأولى في هذا المصحف
قال الإمام الخراز:
وكل ما من همزتين وردا في كلمة بصورة قد أفردا
فقيل صورة للاولى منهما وقيل بل هي إلى ثانيهما
وذا الأخير اختير في المتفقين وأول الوجهين في المختلفين
وأظن ضبط الهمزات يحتاج إلى مراجعة في هذا المصحف والله أعلم
ـ[عمر جاكيتي]ــــــــ[24 Jun 2010, 04:00 م]ـ
أشكر لكم أخي وزميلي الشيخ/ مدثر خيري هذا الجهد المبارك في تتبع المصحف وكتابة الملحوظات ....
أما الحكم على هذه الملحوظات فمتروك لذوي الشأن ...
وفقكم الله ...
ـ[مدثر خيري]ــــــــ[24 Jun 2010, 05:57 م]ـ
أشكر لكم أخي وزميلي الشيخ/ مدثر خيري هذا الجهد المبارك في تتبع المصحف وكتابة الملحوظات ....
أما الحكم على هذه الملحوظات فمتروك لذوي الشأن ...
وفقكم الله ...
جزاك الله خيرا أخي عمر وأرجو من إخواني أعضاء الملتقى الاطلاع على هذه الملحوظات وإفادتي بآرائهم حتى يستفيد الجميع
ولكم خالص تقديري
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[24 Jun 2010, 07:17 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
لابد أن يُعرض المصحف على لجنة علمية معتبرة لتقويمه وإجازته، وأشكر الأخ الكريم على ما بذله من جهد، ولكن المصحف شأنه خطير، فلابد أن يُراجع كل حرف وحركة فيه، ولا يكفي في ذلك شخص واحد.
وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[24 Jun 2010, 10:09 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء أخي ابن عامر(/)
مصحف القراءات العشر
ـ[إبراهيم الفقيه]ــــــــ[24 Jun 2010, 04:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشايخنا الكرام في هذا الموقع المبارك
مصحف القراءات العشر الذي أعده الشيخ محمد كريم راجح وفكرة علوي بن محمد بلفقيه انتشر انتشارا كبيرا بين طلاب القراءات, وقبل سنة كنت أعرض القراءات على الشيخ محمود حسانين المصري وقال لي بأنه يوجد أخطاء كثيرة في هذا المصحف وقد كتب أكثر من 200 استدراك على هذا المصحف فهل أحد اطلع على المصحف واطلع على هذه الأخطاء؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Jun 2010, 04:46 م]ـ
نعم وقد جمعها بعضهم ونشرها - إن لم أكن واهماً - في الملتقى هنا، فتتبعها تجدها، وقد نشر هذا المصحف في دار ابن الجوزي بتصحيحات الدكتور المقرئ محمود توفيق النحاس فابحث عنه فهو يختصر لك الطريق كثيراً.
ـ[إبراهيم الفقيه]ــــــــ[24 Jun 2010, 05:10 م]ـ
شكر الله لك شيخنا عبد الرحمن وبارك الله فيك سأبحث عنها ولكن لو وجدتها فأعطنا رابطها
وشكرا لك
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[24 Jun 2010, 05:58 م]ـ
هناك كتاب لشيخي المقرئ: محمد طاهر الرَّحيمي - رحمه الله - استدرك على هذا المصحف أسماه: (الاستدراك الطَّاهري على المصحف السُّوري على القراءات العشر) و لا أدري الآن: هل طبع هذا الكتاب في حياة شيخنا؟
ومن باب الفائدة فإنَّ لشيخنا محمد طاهر الرَّحيمي - رحمه الله - ما يزيد على 18 مؤلفاً، انظر ترجمته في (إمتاع الفضلاء بتراجم القرَّاء لشيخنا المقرئ إلياس البرماوي - وفقه الله - الجزء الأول صفحة 394.(/)
اول مرة على الانترنيت مصحف كامل مكتوب بقراءة خلف العاشر من طريق الدرة
ـ[ابن عامر الشامي]ــــــــ[24 Jun 2010, 09:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على خير البرية محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلام تسليما كثيرا إلى يوم المآل
أما بعد
إخواني الكرام لأول مرة على شبكة الانترنيت نضع مصحفا كاملا مكتوب بقراءة خلف البزار رحمه الله ورضي عنه براوييه إسحاق وإدريس رحمة الله عليهم أجمعين.
وقد قام بالعمل على هذا المصحف احد خُدَّام كتاب الله عز وجل لم يرد أن يفصح عن نفسه يرجوا من الله أن يثيبه على هذا العمل العظيم
وقدتمَّ تلوين مواضع الخلاف مع حفص.
ومن هنا اطلب من جميع المشايخ الفضلاء وطلاب العلم النجباء والمتخصصين في علم القراءات أن يراجعوا هذا المصحف. فان وجدوا فيه خطأ أن يلتمسوا العذر ويرشدونا إلى الأخطاء لتصحيحها على هذا البريد:
Iben-aamer-elshami@hotmail.com (Iben-aamer-elshami@hotmail.com)
واشكر الشيخ الكريم الذي سهر على كتابة هذا المصحف واسأل الله تعالى أن يجزيه خير الجزاء وان يكتب له الأجر في الدنيا والاخرة
وهذه روابط المصحف:
http://www.4shared.com/document/5YrIh1cn/__online.html (http://www.4shared.com/document/5YrIh1cn/__online.html)
وهذا منهج خلف العاشر رحمه الله و رضي عنه:
http://www.4shared.com/document/vpwFogYE/_____.html (http://www.4shared.com/document/vpwFogYE/_____.html)
لا تنسونا من دعائكم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعن
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[24 Jun 2010, 10:07 م]ـ
بارك الله بك يا ابن عامر ونفع بك
ـ[مدثر خيري]ــــــــ[25 Jun 2010, 12:07 ص]ـ
الأخ ابن عامر الشامي جزاك الله خيراً على جهدك ورفعك مصحف خلف من الدرة، ووقفت على بعض الملاحظات على المصحف:
1 - علامة الإمالة المعمول بها في المصحف ليست هي العلامة المشهورة عند أهل الضبط، وضع علامة الإمالة في شكل بيضاوي للدلالة على الإمالة، والصحيح عند أهل الضبط أن علامة الإمالة دائرة مطموسة.
2 - خطأ في ضبط الإمالة مثاله ضبط الإمالة في كلمة (إشتراه) في سورة البقرة، وضعوا مع علامة الإمالة حركة الحرف وهو الراء، والصحيح تعريته من الحركة لأن علامة الإمالة تكون في هذه الحالة عوضاً عن الحركة.
المذهب الصحيح في ضبط الإمالة وضع علامة الإمالة (الدائرة المطموسة) على الحرف قبل الممال مع تعريته من حركته.
3 - الخطأ في وضع علامة الإمالة مع الحرف المنون مثل (هدىً) في بداية سورة البقرة، (ومصلىً) في سورة البقرة، هذه الكلمات المنونة لا توضع فيها علامة الإمالة لأن الضبط مبني على الوصل. وإمالتها يكون حال الوقف فقط دون الوصل.
4 - كذلك الخطأ في ضبط الكلمات التي جاء بعدها سكون نحو (الرءيا التي) فهذه لا توضع عليها علامة الإمالة ولا التقليل لأن الضبط مبني على الوصل.
5 - كذلك ضبط الإمالات في سورة طه فيها أخطاء حيث وضعت علامة الإمالة مع حركة الحرف، وكذلك تم وضع علامة الإمالة على المنون نحو (طوىً وأنا اخترتك) وعلى ما كان بعده ساكن (العلى الرحمن على العرش استوى)
6 - كذلك ضبط الهمزات فيها أخطاء مثال ذلك كلمة (ءامنتم) في سورة طه ضبطت الكلمة في هذا المصحف هكذا (ءَءَامنتم) وهذا خطأ في الضبط لأن الهمزة إذا اجتمعت مع أختها في كلمة واتفقت حركة الهمزتين فإن الصورة تكون للهمزة الثانية فيكون ضبطها لخلف العاشر الذي قرأ بتحقيق الهمزتين هكذا (ءَأَمنتم)
قال الإمام الخراز:
وكل ما من همزتين وردا في كلمة بصورة قد أفردا
فقيل صورة للاولى منهما وقيل بل هي إلى ثانيهما
وذا الأخير اختير في المتفقين وأول الوجهين في المختلفين.
وإذا اختلفت حركة الهمزتين فإن الصورة تكون للهمزة الأولى نحوقوله تعالى (أءله مع الله) الآية.
7 - عدم وضع علامة المد في قوله تعالى (يبلغن) في سورة الإسراء فقد قرأه حمزة والكسائي وخلف (يبلغآن) بالمد مع التشديد فيكون المد لهم من قبيل اللازم الكلمي المثقل. وهنا لم توضع علامة المد على هذه الكلمة.
8 - خطأ في ضبط التنوين في ما كان ثالثه يضم لزوماً مثل (مسحوراً انظر) (خبيثة اجتثت) وهذه الأخيرة وضعت على التاء في (خبيثة) حركتان (ضم وكسر)!!!
هذا ما وقفت عليه في هذا المصحف وأرجوا من إخواني تصويبي وجزاكم الله خيراً
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[25 Jun 2010, 12:54 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على جهودكم، وأقول كما قلت في مصحف أبي جعفر من قبل: لابد من عرضه على لجنة مختصة لتقويمه وإجازته، ولا أرى أن يُنشر قبل ذلك إلا إن كان المقصود منه المدارسة.
وأشكر أخي الحبيب مدثر الأمين محب الرسم والضبط (على غرار محب القراءات) على ملحوظاته المفيدة القيمة، وهي في مكانها من وجهة نظري.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.(/)
سؤال عن حملة القرآن من الصحابة
ـ[إيمان يحيى]ــــــــ[25 Jun 2010, 01:51 ص]ـ
أساتذتي الكرام
في أي المراجع يمكنني الحصول على معلومات عن حملة القرآن من الصحابة رضوان الله عليهم وعددهم التقريبي زمن النبوة وفي عهد أبي بكر رضي الله عنه؟
غير كتاب الذهبي وأحاديث البخاري
أثابكم الله وزادكم علماً وفضلا
ـ[محب القراءات]ــــــــ[25 Jun 2010, 02:24 ص]ـ
من المراجع في هذا الموضوع كتاب صدر في عام 1428هـ لفضيلة الشيخ أ. د/ سيد محمد ساداتي الشنقيطي بعنوان:
حملة القرآن من الصحابة الكرام
طبعته دار الحضارة بالرياض
وسبقت الإشارة إليه في الملتقى هنا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=8928&highlight=%D3%C7%CF%C7%CA%ED)
ـ[إيمان يحيى]ــــــــ[25 Jun 2010, 06:23 م]ـ
جزاكم الله خيراً كثيراً .. هو هذا والله ما أنشده
للأسف لم أجد له نسخة إلكترونية على الشبكة وسأبحث عنه في المكتبات إن شاء الله
هل أجد المزيد بارك الله لكم إلى أن أجد الكتاب
ـ[إيمان يحيى]ــــــــ[26 Jun 2010, 11:34 م]ـ
أكرر الشكر للأخ الكريم محب القراءات .. شكر الله لك
وقد وجدت رابطاً لتحميل الكتاب القيم على الشبكة فأضعه للفائدة
حملة القرآن من الصحابة الكرام
http://www.megaupload.com/?d=W2VSMR8R
جزاكم الله خيراً ونفعكم ونفع بكم
ـ[محب القراءات]ــــــــ[27 Jun 2010, 05:27 ص]ـ
أكرر الشكر للأخ الكريم محب القراءات .. شكر الله لك
وقد وجدت رابطاً لتحميل الكتاب القيم على الشبكة فأضعه للفائدة
حملة القرآن من الصحابة الكرام
http://www.megaupload.com/?d=W2VSMR8R
جزاكم الله خيراً ونفعكم ونفع بكم
أحسنتِ
ولم يفتح الرابط معي فحبذا لو تأكدتم منه
وجزاك الله خيرا
ـ[إيمان يحيى]ــــــــ[27 Jun 2010, 01:05 م]ـ
جربت الرابط ويعمل جيدا أخي الفاضل
هذا هو مصدر الرابط لعله يفتح هذه المرة
الكتاب هو آخر كتاب في هذه المشاركة ورقمه 420 / المجموعة الثامنة والأخيرة / رقم المشاركة 28
http://www.al-shaaba.net/vb/showpost.php?p=76758&postcount=28(/)
دراسة نقدية حول تفسير الأحرف السبعة
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[25 Jun 2010, 11:49 ص]ـ
دراسة نقدية حول تفسير الأحرف السبعة
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعد:
فلقد ظن التراث الإسلامي وعلى رأسه القرّاء أن الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن هي لهجات العرب المأذون بقراءة القرآن بها للرعيل الأول الذي لا يستطيع العدول عن لسانه الذي تربى عليه وهو تصور يحتاج على نقاش ومراجعة.
وإنما سأناقش في هذا البحث أربع مسائل تتعلق بحديث إنزال القرآن على سبعة أحرف:
أولاها إجماعهم على تأويلهم دلالة الأحرف السبعة
وثانيها إجماع القراء والمفسرين على ما حسبوه سبب ورود الحديث
وثالثها مناقشة روايات الحديث
ورابعها تفسير جديد لمدلول الأحرف السبعة.
المسألة الأولى:
إن المصنفين من طرق الرواة كالداني في جامع البيان (1/ 107) قد أوّلوا الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن بأحد وجهين:
1. بأوجه اللغات بقوله ? ومن الناس من يعبد الله على حرف ? الحج 11 أي على وجه النعمة والسراء.
2. بالقراءات من باب تسمية الشيء باسم بعضه.
وعلق ابن الجزري في النشر (1/ 24) على مذهب الداني المذكور بقوله " وكلا الأمرين محتمل إلا أن الأول محتمل احتمالا قويا في قوله صلى الله عليه وسلم "سبعة أحرف" أي سبعة أوجه وأنحاء، والثاني محتمل احتمالا قويا في قول عمر رضي الله عنه في الحديث: "سمعت هشاما يقرأ سورة الفرقان على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أي على قراءات كثيرة ... " اهـ محل الغرض منه.
ولقد أجمع المصنفون من طرق الرواة على مسألتين:
1. أن ليس المقصود بالأحرف السبعة جواز قراءة كل كلمة من القرآن بسبعة أوجه
2. وأن ليس المقصود بالأحرف السبعة القراءات السبع التي جمعها ابن مجاهد في سبعته في القرن الرابع الهجري
قلت: ولقد وافقوا الصواب في المسألتين غير أنهم تخلصوا من الإشكالية بتأويل دلالة الأحرف السبعة على أنها لغات رغم اختلافهم في تعيينها فمنهم من يقول هي لغة قريش وهذيل وثقيف وهوازن وكنانة وتميم واليمن.
ولقد أحسن المحقق ابن الجزري في رد هذا التفسير بقوله (1/ 24) "وهذه الأقوال مدخولة فإن عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم اختلفا في قراءة سورة الفرقان كما ثبت في الصحيح وكلاهما قرشيان من لغة واحدة وقبيلة واحدة " اهـ بلفظه
ويلاحظ أن ابن الجزري قد اعتبر القول المدخول حسب وصفه وعدّه أولا ضمن تأويله دلالة الأحرف السبعة قال (1/ 26):" ولا زلت أستشكل هذا الحديث وأفكر فيه وأمعن النظر من نيف وثلاثين سنة حتى فتح الله عليّ بما يمكن أن يكون صوابا إن شاء الله وذلك أني تتبعت القراءات صحيحها وشاذها وضعيفها ومنكرها فإذا هو يرجع اختلافها إلى سبعة أوجه من الاختلاف لا يخرج عنها وذلك:
1. إما في الحركات بلا تغير في المعنى والصورة نحو ? البخل ? بأربعة و? يحسب ? بوجهين
2. أو بتغير في المعنى فقط نحو ? فتلقى آدم من ربه كلمات ? ? وادكر بعد أمة ? و ? أمه ?
3. وإما في الحروف بتغير المعنى لا الصورة نحو ? تبلوا ? و ? تتلوا ? و ? ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك ? و ? ننحيك ببدنك ?
4. أو عكس ذلك نحو ? بصطة ? و ? بسطة ? و ? الصراط ? و ? السراط ?
5. أو بتغيرهما نحو ? أشد منكم ? و ? ومنهم ? و ? يأتل ? و ? يتأل ? و ? فامضوا إلى ذكر الله ?
6. وإما في التقديم والتأخير نحو ? فيقتلون ويقتلون ? ? وجاءت سكرة الحق بالموت ?
7. أو في الزيادة والنقصان نحو ? وأوصى ? ? ووصى ? ? والذكر والأنثى ?
فهذه سبعة أوجه لا يخرج الاختلاف عنها وأما نحو اختلاف الإظهار والإدغام والروم والإشمام والتفخيم والترقيق والمد والقصر والإمالة والفتح والتحقيق والتسهيل والإبدال والنقل مما يعبر عنه بالأصول فهذا ليس من الاختلاف الذي يتنوع فيه اللفظ والمعنى لأن هذه الصفات المتنوعة في أدائه لا تخرجه عن يكون لفظا واحدا ولئن فرض فيكون من الأول " اهـ بلفظه
وهنالك أربعة أقوال عن المتقدمين في تأويل دلالة الأحرف السبعة هي:
1. أنها معاني الأحكام كالحلال والحرام والمتشابه والأمثال والإنشاء والإخبار.
2. أنها الناسخ والمنسوخ والخاص والعام والمجمل والمبين والمفسر
(يُتْبَعُ)
(/)
3. أنها الأمر والنهي والطلب والدعاء والخبر والاستخبار والزجر
4. أنها الوعد والوعيد والمطلق والمقيد والتفسير والإعراب والتأويل.
قال ابن الجزري (1/ 25) " وهذه الأقوال غير صحيحة فإن الصحابة الذين اختلفوا وترافعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما ثبت في حديث عمر وهشام وأبيّ وابن مسعود وعمرو بن العاص وغيرهم لم يختلفوا في تفسيره ولا أحكامه وإنما اختلفوا في قراءة حروفه " اهـ بلفظه
ولعل من أحسن ما قرأت حول مناقشة ما قيل من قبل حول الأحرف السبعة كلام الشيخ محمد محمد أبو شهبة في كتابه "المدخل لدراسة القرآن الكريم " قال:
"يمكننا إجمال النقد فيما يلي:
1. إن القائلين بهذا الرأي ـ على اختلافهم ـ لم يذكر واحد منهم دليلا إلا أنه تتبع وجوه الاختلاف في القراءة فوجدها لا تخرج عن سبع وهذا التتبع لا يصلح أن يكون دليلا على أن المراد بالأحرف السبعة الوجوه التي يرجع إليها اختلاف القراءات.
ولا يقال كيف لا يعتبر التتبع وهو لا يخرج عن كونه استقراء.
لأنا نقول إنه استقراء ناقص بدليل أن طريق ابن الجزري مخالف لطريق تتبع ابن قتيبة وابن الطيب والرازي وليس أدل على ذلك من أن الرازي ذكر الوجه السابع ولم يذكره واحد من الثلاثة الآخرين بل برر ابن الجزري إهماله مما يدل على أنه يمكن الزيادة على سبع وأن الوجه الأول عند الرازي والثاني والسادس ترجع ثلاثتها إلى الوجه الخامس عند ابن الجزري مما يدل على أن هذه الوجوه يمكن أن يتداخل بعضها في بعض وأن تعيينها إنما هو بطريق الاتفاق لا الاستقراء الصحيح
وعلى هذا يكون الحصر في الوجوه السبعة غير مجزوم به ولا متعين فهو مبني على الظن والتخمين
2. إن الغرض من الأحرف السبعة إنما هو رفع الحرج والمشقة عن الأمة والتيسير والتسهيل عليها، والمشقة غير ظاهرة في إبدال الفعل المبني للمعلوم بالفعل المبني للمجهول ولا في إبدال فتحة بضمة أو حرف بآخر أو تقديم كلمة أو تأخيرها أو زيادة كلمة أو نقصانها، فإن القراءة بإحداهما دون الأخرى لا توجد مشقة يسأل النبي صلى الله عليه وسلم منها المعافاة وأن أمته لا تطيق ذلك ويراجع جبريل مرارا ويطلب التيسير فيجاب بإبدال حركة بأخرى أو تقديم كلمة وتأخيرها، فالحق: أنه مستبعد أن يكون هذا هو المراد بالأحرف السبعة.
3. إن أصحاب هذه الأقوال اشتبه عليهم القراءات بالأحرف، فالقراءات غير الأحرف لا محالة وإن كانت مندرجة تحتها وراجعة إليها" اهـ بلفظه ص 193ـ194
قلت: وهكذا يتبين الاضطراب في تأويل دلالة الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن ولم ينسب السلف بسبب أمانتهم العلمية شيئا من تلك الأقوال إلى التابعين ولا إلى الصحابة ولا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بل ظلت تلك الأقوال اجتهادات متأخرة من المصنفين فجزاهم الله خيرا على الأمانة العلمية.
ونسجل لابن الجزري عدم القطع برأيه وتأويله ونشكر له قوله الآنف الذكر: "ولا زلت أستشكل هذا الحديث وأفكر فيه وأمعن النظر من نيف وثلاثين سنة حتى فتح الله عليّ بما يمكن أن يكون صوابا إن شاء الله " اهـ ولم يقطع بأنه هو الصواب لا غيره.
ونسجل للداني عدم القطع برأيه وتأويله ونشكر له قوله في جامع البيان (1/ 109) " ويمكن أن يكون هذه السبعة أوجه من اللغات فلذلك أنزل القرآن عليها " اهـ بلفظه.
وكذلك اعترف ابن الجزري في نشره (1/ 25) باحتمال أن لا يكون اختلاف القراءات هو المراد بالأحرف السبعة فقال " فإن قيل فما تقول في الحديث الذي رواه الطبراني من حديث عمر بن أبي سلمة المخزومي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لابن مسعود "إن الكتب كانت تنزل من السماء من باب واحد وإن القرآن أنزل من سبعة أبواب على سبعة أحرف:حلال وحرام ومحكم ومتشابه وضرب أمثال وآمر وزاجر فأحل حلاله وحرم حرامه واعمل بمحكمه وقف عند متشابهه واعتبر أمثاله فإن كلا من عند الله ? وما يذكر إلا أولوا الألباب ? فالجواب عنه من ثلاثة أوجه أحدها أن هذه السبعة غير الأحرف السبعة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الأحاديث وذلك من حيث فسرها في هذا الحديث فقال حلال وحرام إلى آخره وأمر بإحلال حلاله وتحريم حرامه إلى آخره ثم أكد ذلك الأمر بقول ? آمنا به كل من عند ربنا ? فدل على أن هذه غير تلك القراءات " اهـ بلفظه
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: ولقد وقع الإدراج في الحديث فضم إليه من تفسير بعض الرواة إذ لم تكن بعض ألفاظ ما أدرج متداولة في جيل الصحابة ولا نطقوا بها ولا سمعوها من النبي صلى الله عليه وسلم كمصطلحات: الإنشاء والإخبار والناسخ والمنسوخ والخاص والعام والمجمل والمبين والمفسر والطلب والدعاء والخبر والاستخبار والزجر والمطلق والمقيد والتفسير والإعراب.
وينقض تأويلهم دلالة الأحرف السبعة ـ التي أنزل عليها القرآن ـ بالقراءات أن المقروء بسبعة أوجه نادر جدا وأن بعض الكلمات قد قرئت بأكثر من سبعة أوجه بل بأكثر من عشرة أوجه مثل ? مالك يوم الدين ?، ومثل ? وعبد الطاغوت ?، ومثل ? أف ? كما هو معلوم وأن قد وقع التكلف في اقتصار ? يخصمون ? و ? لا يهدي ? على سبعة أوجه.
المسألة الثانية:
لقد اتفق المصنفون من طرق القراء ومنهم الداني وابن الجزري والمفسرون وغيرهم على أن سبب ورود حديث إنزال القرآن على سبعة أحرف هو التخفيف والتيسير والتهوين على أمة منها الشيخ الفاني والعجوز المختلفة لغاتهم وألسنتهم ولا يستطيعون العدول عنها.
وهكذا قطعوا ولم يترددوا فاعتبروا اختلاف أهل الأداء في تلاوة القرآن هو المراد بالأحرف السبعة.
ويردّ عليه قول محمد محمد أبو شهبة الآنف الذكر " إن الغرض من الأحرف السبعة إنما هو رفع الحرج والمشقة عن الأمة والتيسير والتسهيل عليها، والمشقة غير ظاهرة في إبدال الفعل المبني للمعلوم بالفعل المبني للمجهول ولا في إبدال فتحة بضمة أو حرف بآخر أو تقديم كلمة أو تأخيرها أو زيادة كلمة أو نقصانها، فإن القراءة بإحداهما دون الأخرى لا توجد مشقة يسأل النبي صلى الله عليه وسلم منها المعافاة وأن أمته لا تطيق ذلك ويراجع جبريل مرارا ويطلب التيسير فيجاب بإبدال حركة بأخرى أو تقديم كلمة وتأخيرها، فالحق: أنه مستبعد أن يكون هذا هو المراد بالأحرف السبعة" اهـ بلفظه
قلت ولا مزيد على قول الأستاذ محمد أبي شهبة لتمامه وحسنه فجزاه الله خيرا ما أحسن استنباطه وتأملاته ولنكملها بالأمثلة ليعلم الناس بعد نظره:
ـ القراءتان في قوله تعالى ? وقد أخذ ميثاقكم ? الحديد 8 بين التجهيل والتسمية أي مشقة وحرج في إحداهما ليستعيذ النبي صلى الله عليه وسلم ويطلب التخفيف عن أمته ليعدل عن التجهيل فيها إلى التسمية أو عن التسمية إلى التجهيل؟
ـ القراءتان في قوله تعالى ? وكفلها ? آل عمران 37 بين الثقل والتخفيف أي مشقة وحرج على الأميّ والعجوز والشيخ الفاني ومن لم يقرأ كتابا قط في إحداهما ليستعيذ النبي صلى الله عليه وسلم ويطلب التخفيف عن أمته ليعدل عن تشديد الفاء إلى تخفيفه أو عن تخفيف الفاء فيها إلى ثقله؟
ـ القراءتان في قوله تعالى ? فتلقى آدم من ربه كلمات ? البقرة 37 بين الرفع في ?آدم ? والنصب في ? كلمات ? وبين النصب في ? آدم ? والرفع في ? كلمات ? أي مشقة وحرج على الأميّ والعجوز والشيخ الفاني ومن لم يقرأ كتابا قط في إحداهما ليستعيذ النبي صلى الله عليه وسلم ويطلب التخفيف عن أمته ليعدل عن تقديم الفاعل إلى تأخيره أو عن تقديم المفعول إلى تأخيره؟
ـ القراءتان في قوله تعالى ? والذين اتخذوا مسجدا ? التوبة 107 أي مشقة وحرج على الأميّ والعجوز والشيخ الفاني ومن لم يقرأ كتابا قط في إحداهما ليستعيذ النبي صلى الله عليه وسلم ويطلب التخفيف عن أمته ليعدل عن زيادة الواو قبلها أو تجريدها منه؟
ـ القراءتان في قوله تعالى ? فإن الله هو الغني الحميد ? الحديد 24 أي مشقة وحرج على الأميّ والعجوز والشيخ الفاني ومن لم يقرأ كتابا قط في إحداهما ليستعيذ النبي صلى الله عليه وسلم ويطلب التخفيف عن أمته ليعدل عن زيادة ? هو ? أو حذفها.
المسألة الثالثة: مناقشة روايات الحديث
(يُتْبَعُ)
(/)
أخرج البخاري في صحيحه في الحديث رقم 4706 في كتاب فضائل القرآن باب أنزل القرآن على سبعة أحرف بسنده عن عروة بن الزبير أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القاري حدثاه أنهما سمعا عمر بن الخطاب يقول: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكدت أساوره في الصلاة فتصبرت حتى سلم فلببته بردائه فقلت من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ قال أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت كذبت فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت إني سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسله اقرأ يا هشام فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك أنزلت ثم قال اقرأ يا عمر فقرأت القراءة التي أقرأني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك أنزلت إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه
وكذلك الحديث مكرر في صحيح البخاري، في كتاب الخصومات باب كلام الخصوم بعضهم في بعض وفي كتاب فضائل القرآن باب من لم ير بأسا أن يقول سورة القرة وسورة وفي كتاب استتابة المرتدين المعاندين وقتالهم باب ما جاء في المتأولين وفي كتاب التوحيد باب قول الله فاقرأوا ما تيسر منه.
وأخرجه مسلم في الحديث رقم 818 في كتاب صلاة المسافرين وقصرها باب بيان أن القرآن أنزل على سبعة أحرف وبيان معناه
وأخرجه أبو داوود في سننه في الحديث رقم 1475 في كتاب الصلاة باب أنزل القرآن على سبعة أحرف
والترمذي في سننه في الحديث رقم 2943 في كتاب القراءات عن رسول الله باب ما جاء أنزل القرآن على سبعة أحرف
وقال: حسن صحيح
والنسائي في سننه في الحديث رقم 938 في كتاب الافتتاح باب جامع ما جاء في القرآن
وفي الحديث رقم 936 في كتاب الافتتاح باب جامع ما جاء في القرآن
وفي الحديث رقم 937 في كتاب الافتتاح باب جامع ما جاء في القرآن
وأخرجه مالك في الموطإ في الحديث رقم 473 في كتاب القرآن باب ما جاء في القرآن
وأخرجه أحمد في المسند في الحديث رقم 279 مسند أحمد مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه
وفي الحديث رقم 298 مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه
والبيهقي في سننه في الحديث رقم 2912 في كتاب الصلاة باب التوسع في الأخذ بجميع ما روينا في التشهد مسندا وموقوفا
وفي الحديث رقم 4089 سنن البيهقي الكبرى كتاب الصلاة باب وجوب القراءة على ما نزل من الأحرف السبعة
وفي الحديث رقم 2265 شعب الإيمان التاسع عشر من شعب الإيمان هو باب في تعظيم القرآن العظيم فصل في ترك المماراة في القرآن
وفي الحديث رقم 2267 شعب الإيمان التاسع عشر من شعب الإيمان هو باب في تعظيم القرآن العظيم فصل في ترك المماراة في القرآن
وأخرجه ابن حبان في صحيحه في الحديث رقم 741 في كتاب الرقائق باب قراءة القرآن
الرواية الثانية للحديث:
حديث رقم 17266 مسند أحمد بقية حديث عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم
عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص قال: سمع عمرو بن العاص رجلا يقرأ آية من القرآن، فقال: من أقرأكها؟ قال: رسول الله صلى الله عليه و سلم، قال: فقد أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه و سلم على غير هذا، فذهبا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم، فقال أحدهما: يا رسول الله آية كذا و كذا، ثم قرأها، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: هكذا أنزلت، فقال الآخر: يا رسول الله فقرأها على رسول الله صلى الله عليه و سلم، فقال: أليس هكذا يا رسول الله؟ قال: هكذا أنزلت، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فأي ذلك قرأتم فقد أحسنتم، و لا تماروا فيه، فإن المراء فيه كفر - أو آية الكفر
الرواية الثالثة للحديث:
حديث رقم 20649 مسند أحمد حديث سليمان بن صرد عن أبيّ بن كعب رضي الله عنهما
(يُتْبَعُ)
(/)
عن سليمان بن صرد عن أبي بن كعب قال: سمعت رجلاً يقرأ، فقلت: من أقرأك؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم. فقلت: انطلق إليه، فأتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت: استقرئ هذا. فقال: اقرأ فقرأ. فقال: أحسنت. فقلت له: أو لم تقرئني كذا و كذا؟ قال: بلى. و أنت قد أحسنت، فقلت بيدي قد أحسنت مرتين. قال: فضرب النبي صلى الله عليه و سلم بيده في صدري ثم قال: اللهم أذهب عن أبي الشك، ففضت عرقاً و امتلأ جوفي فرقاً، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: يا أبي إن ملكين أتياني فقال أحدهما: اقرأ على حرف، فقال الآخر: زده. فقلت: زدني. قال: اقرأ على حرفين. فقال الآخر زده. فقلت زدني. فقال اقرأ على ثلاثة. فقال الآخر: زده. فقلت: زدني. قال: اقرأ على أربعة أحرف، قال الآخر: زده. قلت: زدني قال: اقرأ على خمسة أحرف، قال: الآخر: زده. قلت: زدني. قال: اقرأ على ستة، قال الآخر: زده. قال: اقرأ على سبعة أحرف، فالقرآن أنزل على سبعة أحرف
قلت: لعل المراد هو صرفهم عن الانشغال بتعدد الأداء تعددا توقيفيا إلى تدبر القرآن المنزل على سبعة أحرف، وهكذا حسّن النبي صلى الله عليه وسلم قراءة كل من هشام بن حكيم وعمر بن الخطاب سورة الفرقان.
وفي وصف قراءة الرجلين اللذين اختلفا على قراءة آية من القرآن ـ كما في حديث عمرو بن العاص ـ قال صلى الله عليه وسلم هكذا أنزلت.
وفي وصف قراءة الذي اختلف مع أبيّ بن كعب على قراءة بعض القرآن قال صلى الله عليه وسلم أحسنت، وفي وصف قراءة أبيّ بن كعب نفس الآيات قال صلى الله عليه وسلم "وأنت قد أحسنت".
ولا يتعلق إنكار بعض الصحابة قراءة بعض باختلاف ألسنة العرب وإنما بأداء منزل أقرأ النبي صلى الله عليه وسلم بكل منه بعضا من الصحابة فأنكر بعضهم قراءة بعض أن غاب عنه الأداء الذي تلقاه غيره من الصحابة من النبي صلى الله عليه وسلم.
ولقد أشكل على المصنفين من طرق الرواة اختلاف عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم القرشيان في قراءة سورة الفرقان، ولكأن المصنفين من طرق الرواة لم يتصوروا أن يختلف القرشيان على الأداء في سورة الفرقان وإنما تصوروا أن يختلف الأداء لدى الصحابة من قبائل شتى عرفوا لهجات مختلفة كالذين لا يعرفون غير إمالة ذوات الياء والذين لا يعرفون غير الفتح فيها وكالذين لا يعرفون غير تحقيق الهمزتين من كلمة وكلمتين والذين لا يعرفون غير تسهيل الثانية منهما أو إسقاط الأولى من متفقتي الحركة.
وإنما نشأ عجب المصنفين من طرق الرواة من اختلاف القرشيين على أداء سورة الفرقان بسبب قطعهم أن الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن تعني لهجات العرب واختلافها.
ولقد تتبعت سورة الفرقان فألفيت فيها أكثر من عشرين حرفا اختلف في أدائه وتلاوته وقراءته اختلافا لا علاقة له بلهجات العرب وألسنتها وإنما هو اختلاف منزل من عند الله أقرأ بكل منه النبي صلى الله عليه وسلم بعض الصحابة فالتزموه وإنما أنكر بعضهم من الأداء ما لم يتعلمه من نبيه صلى الله عليه وسلم ولما صوّب النبي صلى الله عليه وسلم وحسّن كلا منه وأخبر بأنه كذلك أنزل أذعنوا إذعانا كان سبب تعدد رسم المصاحف العثمانية.
وليختلفن أداء كل اثنين من الصحابة في سورة الفرقان كما في غيرها ما لم يتلقياها من في رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفس الجلسة ونفس المرة.
وإليك أخي الباحث المتجرد: نموذجا من أحرف الخلاف ـ في سورة الفرقان ـ والتي لا علاقة لها باختلاف لهجات العرب وألسنتها:
ـ ? أو تكون له جنة يأكل منها ? الوجهان بين النون والياء
ـ ? ويجعل لك قصورا ? الوجهان بين الرفع والجزم
ـ ? ويوم يحشرهم ? الوجهان بين النون والياء
ـ ? فيقول أأنتم ? الوجهان بين النون والياء
ـ ? أن نتخذ ? الوجهان (1) بضم النون وفتح الخاء (2) أو بفتح النون وكسر الخاء
ـ ? كذبوكم بما تقولون ? الوجهان بين الغيب والخطاب
ـ ? فما تستطيعون ? الوجهان بين الغيب والخطاب
ـ ? تشقق السماء ? الوجهان بين تخفيف الشين وتشديدها
ـ ? ونزل الملائكة ? الوجهان (1) بنونين الأولى مضمومة والثانية ساكنة مع تخفيف الزاي ورفع اللام ونصب الملائكة وكذلك في المصحف المكي وحده رسمت بنونين (2) أو بنون واحدة وتشديد الزاي وفتح اللام ورفع الملائكة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ ? وهو الذي أرسل الرياح ? الوجهان بين الإفراد والجمع
ـ ? بشرا بين يدي ? الوجهان بين الباء والنون أي بين الموحدة التحتية والفوقية
ـ ? بلدة ميتا ? الوجهان بين التخفيف والثقل
ـ ? ليذكروا ? الوجهان (1) بإسكان الذال وضم الكاف مع تخفيفها (2) أو بفتح الذال والكاف وتشديدهما
ـ ? لما تأمرنا ? الوجهان بين الغيب والخطاب
ـ ? سراجا ? الوجهان بين الإفراد والجمع
ـ ? لمن أراد أن يذكر ? الوجهان (1) بتخفيف الذال ساكنة وتخفيف الكاف مضمومة (2) بتشديدهما مفتوحتين
ـ ? ولم يقتروا ? ثلاثة أوجه (1) بضم الياء وكسر التاء (2) أو بفتح الياء وكسر التاء (3) أو بفتح الياء وضم التاء
ـ ? يضاعف له ? ثلاثة أوجه (1) بمد الضاد بألف وتخفيف العين ورفع الفاء (2) أو بمد الضاد بألف وتخفيف العين وجزم الفاء (3) أو بقصر الضاد وتشديد العين
ـ ? ويخلد ? الوجهان بين الرفع والجزم
ـ ? وذرياتنا ? الوجهان بين الإفراد والجمع
ـ ? ويلقون ? الوجهان (1) بفتح الياء وإسكان اللام وتخفيف القاف (2) بضم الياء وفتح اللام وتشديد القاف.
ولعلنا فهمنا ما قصده عمر بن الخطاب بقوله: (سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم) اهـ ولا يخفى أن عشرين موضعا فأكثر من مواضع الاختلاف جديرة بالوصف بأحرف كثيرة ليس منها شيء من لهجات العرب كالإمالة بالصغرى والكبرى والإدغام الصغير والكبير وكالتسهيل بأنواعه المتعددة كبين بين والنقل وإسقاط الهمزة والإبدال والاختلاس والإشمام والروم ...
ومن أمثلة الخلاف في الأداء الذي لا علاقة له بلهجات العرب خارج سورة الفرقان:
ـ قوله تعالى ? أو أن يظهر في الأرض الفساد ? قرئ بأربعة أوجه:
1. بالواو مع أن ?وأن ? وبضم الياء وكسر الهاء في ? يظهر ? على أنه فعل رباعي وبنصب ? الفساد ? لوقوع الفعل عليه بعد إسناد الفعل إلى ضمير الغائب وهو موسى، وهي المنسوبة فيما بعد للمدنيين وأبي عمرو
2. بالواو مع أن ?وأن ? وبفتح الياء والهاء في ? يظهر ? على أنه ثلاثي وبرفع ? الفساد ? لإسناد الفعل إليه وهي المنسوبة فيما بعد للمكي والشامي
3. بزياة أو قبل أن ? أو أن ? وبضم الياء وكسر الهاء في ?يظهر ? وبنصب ? الفساد ? وهي المنسوبة فيما بعد لحفص ويعقوب
4. بزياة أو قبل أن ? أو أن ? وبفتح الياء والهاء في ? يظهر ? وبرفع الفساد ? وهي المنسوبة فيما بعد لشعبة وحمزة والكسائي وخلف
ـ قوله تعالى ? ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد ? الحديد 24 قرئ بوجهين:
1. بزيادة ? هو ? لتقرأ ? ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد ?
2. بحذف تلك الزيادة لتقرأ ? ومن يتول فإن الله الغني الحميد ?
ـ قوله تعالى ? هنالك تبلوا كل نفس ما أسلفت ? قرئ بوجهين
1. بالباء الموحدة التحتية قبل اللام
2. وبالتاء المثناة الفوقية قبل اللام.
أما اختلافهم في الأداء كالإمالة والفتح والإدغام والإظهار وتخفيف بعض الهمز وتحقيقها واختلافهم في هاء الضمير ذلكم الاختلاف الذي يرجع إلى اختلاف لهجات القبائل العربية فلم يصلنا دليل على إنكار الصحابة بعضهم على بعض القراءة به والله أعلم.
المسألة الرابعة:
وأطبقت الأمة منذ القرون الأولى للتدوين على حصر مدلول الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن بتعدد الأداء والأوجه التي يقرأ بها القرآن، ولم يروا رأيا أو يذهبوا مذهبا في التأويل والبيان أبعد من ذلك.
ولو أن باحثا منصفا تجرد لبحث عن مدلول الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن في سورة المزمل التي بيّن النبي صلى الله عليه وسلم ببعضها ـ وهو قوله تعالى ? فاقرأوا ما تيسر منه ? ـ مدلول الأحرف السبعة.
ولعل من شروط الفهم عن النبيين كلامهم أن نعلم دلالة لفظ النبوة التي أنعم الله عليهم بها والتي تعني أنهم ينبئون أمتهم باليقين من العلم الغائب عنهم ومنه الغيب الذي سيقع متأخرا عن حياة النبيين.
إن من تفصيل الكتاب أن النبوة عند إطلاقها هي الإخبار باليقين من العلم الغائب عنك، أو بما كان من الحوادث التي غابت عنك فلم تحضرها سواء كانت ماضية أو معاصرة كما وقعت، أو بما ستؤول إليه الحوادث كما ستقع مستقبلا.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن الأول قوله ? قل أتنبّئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض ? يونس 18 وقوله ? أم تنبّئونه بما لا يعلم في الأرض أم بظاهر من القول ? الرعد 33 والمعنى أن الله لا يغيب عنه ولا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، وقوله ? سأنبّئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا ? الكهف 78.
ومن الثاني قوله ? ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم ? التوبة 70 وقوله ? ونبئهم عن ضيف إبراهيم? الحجر 51 في وصف الحوادث الماضية.
ومنه قوله ? وإذ أسرّ النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبّأت به وأظهره الله عليه عرّف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبّأها به قالت من أنبأك هذا قال نبّأني العليم الخبير ? التحريم 3.
ومنه قوله ? فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبإ بنبإ يقين ? النمل 22 من قول الهدهد في وصف الحوادث المعاصرة.
ومن الثالث قوله ? وأمم سنمتّعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين ? هود 48 ـ 49 وقوله ? قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون ? سورة ص 67 ـ 68.
وإنه في يوم الدين ? يوم لا تملك نفس لنفس شيئا ? الانفطار 19 ينبّأ الإنسان بما قدّم وأخّر، وذلك أن إلى الله مرجع الناس فينبئهم بما عملوا وبما كانوا يصنعون وبما كانوا فيه يختلفون وإليه أمرهم فينبئهم بما كانوا يفعلون.
ولا كرامة في هذه النبوة إذ هي بإحضار عمل الإنسان المنبإ به فيعرض عليه ليراه جهرة كما في قوله ? علمت نفس ما أحضرت ? التكوير 14، وقوله ? علمت نفس ما قدمت وأخرت ? الانفطار5، ولا علم قبل تمكن البصر من المعلوم كما في قوله ? يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ? النبأ 40، وقوله ? كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم ? البقرة 167، وقوله ? يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تودّ لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ? عمران 30 والمعنى أنه محضر كذلك وقوله ? ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا ? الكهف 49.
وإن قوله ? علمت نفس ما قدمت وأخرت ? الانفطار 5 لمن المثاني مع قوله ? ونكتب ما قدموا وآثارهم ? يس 12، وقوله ? ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغيرعلم ? النحل 25، وقوله ? وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم ? العنكبوت 13 إذ الذي قدّموه هو ما عملوا في حياتهم والذي أخّروه هو الأثر الذي تركوه خلفهم ومنه الأشرطة المسموعة والمرئية فإن كان سيئا كان من أوزار الذين يضلونهم بغير علم ومن الأثقال مع أثقالهم.
وإنما ذكرت الحديث عن النبوة الآخرة العامة لتقريب علم اليقين الحاصل للنبيّ في الدنيا بما ينبئه به الله العليم الخبير.
إن الذين كانوا يقولون عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ? هو أذن ? التوبة 61 ّ بمعنى أنه يسمع ويقبل ما يتلقى من أعذارهم كالمغفل وهو أبعد ما يكون الرجل عن الوحي هم المنافقون الذين يحسبون النبيّ صلى الله عليه وسلم كذلك، لا يفقهون أن النبيّ تعرض عليه في يقظته ونومه أعمال أمته سواء منهم من عاصروه والذين سيتأخرون عنه ويعرض عليه مما سيكون من الحوادث في أمته إلى آخرها وإلى قيام الساعة فما بعده.
إن الله نبّأ النبي صلى الله عليه وسلم بما سيكون في أمته فعرضه عليه عرضا ورأى رجال ونساء أمته حسب أعمالهم ودرجاتهم على نسق ما ينبئ الله به كل إنسان في يوم الدين والحساب بما قدم وأخر من أعماله.
ولا تسل عن اليقين من العلم الحاصل للإنسان المنبإ في يوم الدين ولا للنبيّ في الدنيا لأن الله يري النبي ذلك العرض بأم عينيه في الدنيا كما في الأحاديث المتواترة ومنها:
حديث صحيح البخاري في كتاب المناقب باب علامات النبوة في الإسلام
عن عقبة بن عامر: أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوما فصلى على أهل أحد صلاته على الميت ثم انصرف إلى المنبر فقال إني فرطكم وأنا شهيد عليكم إني والله لأنظر إلى حوضي الآن وإني قد أعطيت خزائن مفاتيح الأرض وإني والله ما أخاف بعدي أن تشركوا ولكن أخاف أن تنافسوا فيها.
ومنها حديث صحيح مسلم في كتاب الكسوف باب ما عرض على النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف من أمر
(يُتْبَعُ)
(/)
عن جابر ومنه " ... ما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه لقد جيء بالنار وذلكم حين رأيتموني تأخرت مخافة أن يصيبني من لفحها وحتى رأيت فيها صاحب المحجن يجر قصبه في النار كان يسرق الحاج بمحجنه فإن فطن له قال إنما تعلق بمحجني وإن غفل عنه ذهب به وحتى رأيت فيها صاحبة الهرة التي ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت جوعا ثم جيء بالجنة وذلكم حين رأيتموني تقدمت حتى قمت في مقامي ولقد مددت يدي وأنا أريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه ثم بدا لي أن لا أفعل فما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه.
وكما فصلته في كلية النبوة والرسالة من تفسيري " من بيان القرآن ".
ولقد نبّأ الله نبيه الأمي صلى الله عليه وسلم بالقرآن ومنه قوله تعالى ? إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا ? المزمل 5 وللباحثين المتجردين أن يتصوروا كم هو القرآن أثقل وأثقل علينا نحن عامة الأمة إذ لم يتنزل على قلب أحد منا، وإنما نزّل الله القرآن على قلب نبيه صلى الله عليه وسلم، ووصف الله القرآن بالقول الثقيل وهو يتنزل على قلب نبيه صلى الله عليه وسلم.
فوا عجبي أن يتخذ المؤمنون القرآن مهجورا أو يتصوروه خفيفا عليهم فهمه وتدبره والاهتداء به والعمل به.
ووا حيرتي في أمة لم تستنبط ـ عبر أربعة عشر قرنا من تلاوة القرآن آناء الليل وأطراف النهار ـ حرفا واحدا ولا حرفين من الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن، فما شغلها عن تدبر القرآن الميسر للذكر إلا أقفال على قلوبها، أقفال من المتون وافتراض الأقضية والألغاز في ما يسمونه بفقه المعاملات، وأقفال من التقليد حال بينهم وبين الطاعة باستعمال السمع والبصر والعقل في تدبر القرآن.
إن الله وصف القرآن بالقول الثقيل الملقى على النبي الأمي صلى الله عليه وسلم في سياق مخاطبته وتكليفه: أن يتجافى عن المضاجع يقوم الليل ليقرأ القرآن في صلاته قياما ثقيلا طويلا يمتدّ إلى أدنى من ثلثي الليل مرة وإلى نصف الليل مرة وإلى ثلثه مرة، قياما ينشئه بعد نوم ولتتمكن طائفة من الذين معه من تدبر القرآن والاهتداء به إلى الرشد وإلى التي هي أقوم.
هكذا صرف النبي الأمي صلى الله عليه وسلم الصحابة عن الانشغال بتعدد الأداء المنزل إلى الغاية القصوى التي لأجلها أنزل القرآن وهي تدبره الذي يهديهم إلى استنباط الأحرف أي المعاني السبعة التي أنزل عليها القرآن، وليقرأنّ بحرف منها على الأقل من قرأ ما تيسّر من القرآن.
وعلم الله علام الغيوب أن الأمة لن تحصي معاني القرآن كما في قوله تعالى ? علم أن لن تحصوه ? يعني القرآن علم الله علام الغيوب أن لن تحصي الأمة كلها من أولها إلى آخرها معانيه ودلالاته رغم تكليفها بتدبر القرآن فكان تقصيرهم ذنبا تاب الله على الأمة منه وكلفهم بقراءة ما تيسر منه القرآن وعذرهم الله بسبب قصورهم عن إحصاء معاني القرآن إذ علم أن سيكون منهم مرضى عاجزون عن قيام الليل والتفرغ لتلاوة القرآن وتدبره وأن سيكون منهم من يضربون في الأرض يبتغون من رزق الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله، وأنى للثلاثة أن يتمكنوا من قيام الليل قياما ثقيلا لتدبر القول الثقيل، ولكأن الأمة كلها عبر التاريخ لو امتثلت قيام الليل وتدبر القرآن لكانت أقرب إلى أن تحصي معانيه ودلالاته وتاب الله عليهم لأن منهم أصحاب الأعذار المعدودين في سورة المزمل.
إن في القرآن معاني وموعودات وغيبا آمن به جملة من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله أي أرسله بالقرآن إلى الناس كافة بشيرا ونذيرا.
ولن يحصي تلك المعاني تفصيلا إلا من هداه الله بالقرآن إليها، وحسب الناس قديما وحديثا عبر التاريخ الإسلامي أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بيّن تلك المعاني كلها ويستشهدون بقوله تعالى ? وأنزلنا إليك الذكر لتبيّن للناس ما نزّل إليهم ولعلهم يتفكرون ? النحل 44
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد بيّن النبي الأمي رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس ما نزّل إليهم وهو القرآن فكان كلما نزل عليه من القرآن قرأه عليهم وأمر بكتابته وأن يجعل في السورة كذا بعد الآية كذا ونهي أن يكتب عنه شيء غير القرآن لئلا يختلط بالقرآن، وتلا عليهم القرآن وسمعوه منه وأقرأهم إياه فذلك ما كلّف به النبي الأمي صلى الله عليه وسلم من بيان القرآن وتعليمهم أن المقروء كذا وكذا هو القرآن المنزل إليهم، وكلفت الأمة كلها بعد ذلك بالتفكر في القرآن كما هي دلالة قوله ? ولعلهم يتفكرون ? النحل 44، وكلفوا بتدبر القرآن العظيم كما في قوله ? أفلا يتدبرون القرآن ? النساء 82، القتال 24 ليهتدوا به للتي هي أقوم وغلى الرشد.
ومن زعم أن خاتم التبيين صلى الله عليه وسلم قد بيّن القرآن أي فسّره كله فليأتنا على سبيل المثال لا الحصر بما بيّن به النبي صلى الله عليه وسلم الفواتح وهي مما نزّل إلى الناس من القرآن ومما كلفوا أن يتدبروه.
إن القرآن العظيم ليعظم أمام كل باحث قرأ القرآن وتدبره وتدارسه، أي لا يستطيع أحد من الأمة كلها أن يفرغ من استيعاب معانيه ودلالاته وما يهدي إليه من الرشد والتي هي أقوم.
وهيهات أن تستكمل الأمة كلها معانيه ودلالاته وهو القول الثقيل المنزل على قلب النبي الأمي صلى الله عليه وسلم، ولهو إذن قول أثقل على الأمة جميعها إذ لم ينزل على قلب أحد منها بل هو كما في قوله ? بل هو آيات بيّنات في صدور الذين أوتوا العلم ? العنكبوت 49 أي أنه تجاوز آذانهم وأسماعهم ودخل في صدور الذين أوتوا العلم وهم الصحابة الأبرار الأخيار ـ كما حققت في مقدمة التفسير ـ ولكن لم يبلغوا درجة علم النبي الأمي صلى الله عليه وسلم، ولا يختلف منصف أن الصحابة الأبرار الأخيار كأبي بكر وعمر وسائر السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار هم الذين أوتوا العلم كما هي دلالة قوله ? ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا ? القتال 16 يعني أن المنافقين الذين كانوا يستمعون إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ القرآن لم يفقهوا منه هدى ولا رشدا أولئك المنافقون يسألون الذين أوتوا العلم بالتجهيل وهم الصحابة الكرام عن معاني ودلالات القرآن.
إنني شديد العجب من الذين يشتغلون بحفظ المتون وتدارسها وهم لم ولن يفرغوا من تدارس القرآن ولم يفقهوا بعد أن الله دعا إلى المسارعة إلى الخيرات مسابقة معلنة في القرآن أن الله سيؤتى من يسبق في هذه المسابقة مغفرة منه وفضلا وهو واسع عليم.
الرواية الرابعة للحديث
إن حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: أن جبريل عليه السلام لقي رسول الله صلى الله عليه و سلم عند حجارة المراء، فقال: يا جبريل، إني أرسلت إلى أمة أمية، إلى الشيخ والعجوز و الغلام و الجارية و الشيخ الذي لم يقرأ كتاباً قط، فقال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف وهو الحديث رقم 22937 في مسند أحمد حديث حذيفة بن اليمان عن النبي صلى الله عليه وسلم
وكذا حديث أبيّ بن كعب رضي الله عنه قال: قال: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل فقال يا جبريل إني بعثت إلى أمة أميين منهم العجوز والشيخ الكبير والغلام والجارية والرجل الذي لم يقرأ كتابا قط قال يا محمد إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، وهو الحديث رقم 2944 في سنن الترمذي كتاب القراءات عن رسول الله باب ما جاء أنزل القرآن على سبعة أحرف.
وقال الترمذي: حسن صحيح
ليعني أن الأمة الأمية وهي التي لم تتدارس كتابا منزلا من قبل لبعيدة عن أن تحصي ما في القول الثقيل من المعاني والدلالات وهكذا أشفق النبي الأمي الرحيم بالمؤمنين من أن لا يستطيع الشيخ والعجوز والغلام والجارية والرجل الأمي الذي لم يقرأ كتابا قط دراية الغيب والوعد في القرآن، فأخبره الملك جبريل أن القرآن أنزل على سبعة أحرف أي على سبعة معان أو أوجه فمن لم يفقه أحد المعاني قد يفقه معنى آخر وهكذا إلى سبعة أوجه، وليقرأن بواحد منها من قرأ ما تيسر له من القرآن.
ولعل الباحثين يلحظون معي اتفاق روايات الحديث على لفظ القرآن وأنه المنزل على سبعة أحرف إذ لم ترد رواية واحدة بلفظنا (إن هذا الكتاب أنزل على سبعة أحرف).
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن من تفصيل الكتاب المنزل على النبي الأمي صلى الله عليه وسلم أن لكل من لفظ الكتاب ولفظ القرآن في المصحف دلالة ومعنى قائما لا يقوم به الآخر لو أبدل به إذ سينخرم السياق ويختلف المعنى اختلافا ينتفي معه الوصف بتفصيل الكتاب المنزل على النبي الأمي صلى الله عليه وسلم كما بينت في مقدمة التفسير.
ومنه باختصار ما يلي:
إن الكتاب والقرآن في كلامنا لفظان مترادفان لدلالة كل منهما على ما بين دفتي المصحف، وهو الكتاب أي المكتوب، وهو القرآن أي المقروء، ولإثبات قصور هذا الإطلاق في كلامنا فإن من تفصيل الكتاب أن قد وردت للفظ الكتاب في المصحف عشرة معان بل أكثر سأذكر منها في هذا المقام تسعا:
أولاها: بمعنى المكتوب كما في قوله ? ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله ? البقرة 235
وثانيها: بمعنى الفريضة على المكلفين كما في قوله ? إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ? النساء 103 أي فريضة فرضت عليهم في أوقات معلومة
وثالثها: اللوح المحفوظ كما في قوله ? ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير ? الحديد 22
ورابعها: الصحف التي سيؤتاها يوم يقوم الحساب صاحب اليمين بيمينه وصاحب الشمال بشماله وأشقى منه وراء ظهره كما في قوله ? فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا ? الانشقاق 7ـ8
وخامسها: بمعنى الظرف المكاني الذي تنتقل إليه الأرواح بعد الموت إلى يوم البعث كما في قوله ? كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون ? التطفيف 18 ـ21، وكما في قوله ? كلا إن كتاب الفجار لفي سجين وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم ? التطفيف 7 ـ9
وسادسها: كتاب كل أمة يوم القيامة كما في قوله ? وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ? الجاثية 28 ـ 29
وسابعها: الكتاب الذي أوتيه جميع النبيين والرسل قبل التوراة كما في قوله ? كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ? البقرة 213 وكما في قوله ? لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ? الحديد 25
وثامنها وقوع لفظ الكتاب على التوراة أو الإنجيل أو هما معا كما في قوله:
ـ ? وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب ? الإسراء 4
ـ ? فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك ? يونس 94
ـ ? أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين ? الأنعام 156
ـ ? وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ? المائدة 110
ـ ? ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ? عمران 48
وكذلك حيث اقترن لفظ الكتاب بموسى سوى حرف الفرقان وحيث ورد لفظ أهل الكتاب والذين أوتوا الكتاب.
ولن يصح إبدال لفظ الكتاب في الأحرف المذكورة وشبهها بلفظ القرآن لأن للقرآن دلالة أخرى لا يصح إيرادها في غيرها كما يأتي تحقيقه.
وتاسعها الكتاب المنزل على خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم كما في قوله ? نزّل عليك الكتاب بالحق ? عمران 2
إن الكتاب الذي أوتيه النبيون والرسل قبل التوراة لا اختلاف بينه وبين الكتاب الذي تضمنه كل من التوراة والإنجيل والقرآن، لأن التوراة قد حوت الكتاب وزادت عليه نبوة موسى، وحوى الإنجيل الكتاب وزاد عليه نبوة عيسى، وحوى القرآن الكتاب وزاد عليه نبوة خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم ونبوة النبيين قبله كما في قوله ? وأنزلنا إليك الكتاب مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه ? المائدة 48.
وإنما علم الرسل والنبيون قبل التوراة الكتاب غيبا فكانوا يعلّمون أممهم منه بقدر استعدادهم للتلقي ثم أنزل الله الكتاب مع موسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم وتعبد الناس بدراسته ودرايته.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الكتاب هو ما تضمن المصحف من الإيمان بالله رب العالمين، وما تضمن عن العالمين كخلق السماوات والأرض وما بينهما وما فيهما، وتدبير أمر الخلق كله، وما حوى من النعم في الدنيا ومن وصف مخلوقاته وكذا المؤمنون والكفار والمشركون والمنافقون، وما حوى من التشريع أي الخطاب الفردي والجماعي، ومن التكليف لسائر العالمين، وما تضمن عن الحياة والموت والقدر كله والبعث والحساب والجزاء بالجنة أو النار.
وأما القرآن فهو ما حوى المصحف من القصص والذكر والقول والنبوة والأمثال ومن الحوادث التي وعد الله أن تقع بعد خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم قبل النفخ في الصور.
وهكذا كان من تفصيل الكتاب أن قوله:
ـ ? إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس ? النساء 105
ـ ? إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين ? الزمر 2
ـ ? ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء ? النساء 127
ـ ? وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه ولا تتخذوا آيات الله هزوا واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به واتقوا الله واعلموا أن الله بكل شيء عليم ? البقرة 231
قد تضمن لفظ الكتاب لاشتماله على الحكم بين الناس وعلى الأمر بالعبادة وعلى الأحكام الشرعية التي شرع الله للناس، ولو أبدل لفظ الكتاب بلفظ القرآن في الآيات المتلوة المذكورة لانخرم المعنى كما سيأتي.
إن عاقلا أو مغفلا لن يقول إنه خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم سيعدمه ويعيد خلقه كما خلقه أول مرة، وكان حريا بالناس أن يفهموا الكتاب لوضوحه وهل في الله فاطر السماوات والأرض شك؟ ومتى احتاج الأمر بالصلاة والزكاة وسائر التكاليف إلى تدبر، وإنما هي تكاليف من رب العالمين فمن شاء زكى نفسه بها ومن شاء دساها بالإعراض عنها.
وكان من تفصيل الكتاب أن قوله:
ـ ? وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم إذ قال موسى لأهله امكثوا إني آنست نارا ? النمل 6 ـ 7
ـ ? نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن ? يوسف 3
ـ ? وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ ? الأنعام 19
ـ ? ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ? القمر 17،22، 32، 40
ـ ? فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ? خاتمة سورة ق
ـ ? ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل ? الروم 58 الزمر 27
ـ ? هل أتاك حديث الجنود فرعون وثمود بل الذين كفروا في تكذيب والله من ورائهم محيط بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ ? خاتمة البروج
وشبهه قد تضمن لفظ القرآن لاشتماله على القصص والوعد في الدنيا والذكر والأمثال ولو أبدل لفظ القرآن فيه بلفظ الكتاب لانخرم المعنى.
ولقد أدرك كفار قريش هذا التفصيل وقالوا كما في قوله ? وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه ? سبأ 31 أي لن يؤمنوا بالقرآن ذي الموعودات في الدنيا ولا بالكتاب ذي التكاليف التي على رأسها ترك الأوثان وعبادة الله وحده، وذي الموعودات بالآخرة.
وإن من تفصيل الكتاب أن قوله ? الله نزّل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني ? الزمر 23 ليعني أن كل دلالة أو معنى في الكتاب قد أنزل مرة ومرة حتى تشابه وتكرر كما في قوله ? وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة ? الزمر 45 ومن المثاني معه قوله ? إلهكم إله واحد فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة ? النحل 22 ويعني أن قلوب المشركين تشمئز من الإيمان بالله وحده أي تنكره.
وكما في قوله ? واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه ? الأنفال 24 ومن المثاني معه قوله ? ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ? سورة ق 16
وكما في قوله ? لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش ? الأعراف 41 ومن المثاني معه قوله ? لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ? الزمر 16 وقوله ? يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ? العنكبوت 55.
بيان قوله ? قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ?
وإن من تفصيل الكتاب وبيان القرآن أن لفظ النور حيث وقع في الكتاب المنزل قد تقع على أكثر من دلالة ومنها:
(يُتْبَعُ)
(/)
1. نور خارق معجز تشرق به الأرض يوم القيامة كما في قوله ? وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب ? الزمر 69
2. نور في يوم القيامة يهتدي به المكرمون إلى حيث يأمنون كما في قوله ? يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا ? التحريم 8
3. نور كالموصوف في سورة النور قد تضمنه القرآن كما في قوله ? أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس ? الأنعام 122 وبينته في "من بيان القرآن".
4. نور يقع على تبيّن ما في الكتاب المنزل والاهتداء به أي في مقابلة الظلمات وهي كل سلوك ومنهج اختاره الإنسان لنفسه مخالفا لهدي الكتاب المنزل كما في قوله ? ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور ? إبراهيم 5
5. وأما قوله:
ـ ? قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس ? الأنعام 91
ـ ? إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور ? المائدة 44
ـ ? وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ? المائدة 46
فيعني أن كلا من التوراة والإنجيل قد تضمن موعودات نبّأ الله بها موسى وعيسى لن تقع إلا متأخرة كثيرا، وكذلك النور يقع على البعيد فيتراءى للمستبصر رغم ظلمات الغيب.
ومما نبّأ الله به موسى قوله ? وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين ? المائدة 20، ووقعت نبوة موسى هذه بعده فجعل الله فيهم أنبياء بعده وجعل فيهم ملوكا كطالوت وداوود وسليمان وآتاهم ما لم يؤت أحدا من العالمين ومنه أن علم داوود وسليمان منطق الطير وآتاهما من كل شيء.
ومما نبأ الله به عيسى قوله ? ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ? الصف 6
6. وإن المثاني في قوله:
ـ ? وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا ? الشورى 52
ـ ? يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ? المائدة 15
ـ ? فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا ? التغابن 8
ـ ? يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا ? النساء 174
ـ ? فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون ? الأعراف 157
لتعني أن القرآن نور أنزل من عند الله وكلف الناس بالاهتداء به، إذ يقع على موعودات بعيدة يوم نزل القرآن على النبي الأمي صلى الله عليه وسلم وكذلك النور يقع على البعيد فيتراءى لك قبل أن تصل إليه، وسيعلم الناس رأي العين في الدنيا يوم تقع موعودات القرآن فتصبح شهادة بعد أن كانت غيبا يوم نزل القرآن أن القرآن قول ثقيل ألقي على خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم وأنه قرآن عجب يهدي إلى الرشد وإلى التي هي أقوم إذ سيهتدي به يوم تقع موعوداته أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى، وسيزداد به الذين في قلوبهم مرض رجسا إلى رجسهم وضلالا إلى ضلالهم.
إن إدراك الأحرف السبعة وتبينها في كل موعود من موعودات القرآن في الدنيا هو الغاية التي من أجلها كلفت الأمة كلها بتدبر القرآن والتفكر فيه.
ولعل الأحرف السبعة والله أعلم هي:
1. الغيب في القرآن ومنه الأمر بالإيمان والأمر بالعلم
2. الوعد في الدنيا ومنه الأسماء الحسنى والدعاء بها
3. إعلان الجزاء في الآخرة
4. القول
5. النبوة
6. الذكر
7. ضرب الأمثال
فإن لم تكن هذه هي الأحرف السبعة مجتمعة بذاتها فلقد اجتهدت ونحوت نحوها نحوا والعلم عند الله، وليجدن من تدبر القرآن أن كل موعود في القرآن ـ وهو كل حادثة ستقع في الدنيا قبل انقضائها ـ قد تضمنها كل حرف من هذه الأحرف السبعة، وتضمن كل حرف منها ما شاء الله من المثاني، وتضمنت كل واحدة من المثاني ذكرا من الأولين ووعدا في الآخرين، فمتى يعقل أولوا الألباب أن القرآن قول فصل وما هو بالهزل وأن رب العالمين قد فصله على علم، وأن الأمة لا تزال أمية لم تتدارسه بعد.
ولقد نحا الأولون قريبا مما فهمت لكنهم لم يستطيعوا التفرقة بين الكتاب والقرآن ولا بين أحكام الكتاب كالناسخ والمنسوخ والحلال والحرام والعام والخاص والمجمل والمبين وبين خصائص القرآن كالأمثال والوعد في الدنيا والخبر بمعنى القصص.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد تمكنت بفضل الله من إثبات كل موعود في القرآن بهذه الأحرف السبعة التي تضمن كل واحد منها ما شاء الله من المثاني:
ومن الموعودات والغيب في القرآن أن الله سيصدق رسالة النبي الأمي صلى الله عليه وسلم بآيات خارقة معجزة للتخويف والقضاء في آخر الأمة:
وتضمنها حرف الغيب في القرآن كما في قوله ? ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين ? يونس 20
ومن حرف الغيب في القرآن الأمر بالإيمان كما في قوله:
ـ ? قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون ? الأنعام 109
ـ ? يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون ? الأنعام 158
ـ ? إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم ? يونس 96 ـ 97
ـ ? ولئن جئتهم بآية ليقولن الذين كفروا إن أنتم إلا مبطلون كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون ? خاتمة الروم
وتضمنها حرف الوعد في الدنيا كما في قوله: ? وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين ? الأنعام 4 يس 46
وكذلك وعد الله هذه الأمة أن ترى الآيات الخارقة كما في المثاني:
ـ ? اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر ? القمر 1
ـ ? وإن يروا كلّ آية لا يؤمنوا بها ? الأنعام 25 الأعراف 146
ـ ? هو الذي يريكم آياته وينزّل لكم من السماء رزقا وما يتذكّر إلا من ينيب ? غافر 13
ـ ? ويريكم آياته فأيّ آيات الله تنكرون ? غافر 81
ـ ? وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون ? خاتمة النمل
ـ ? سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبيّن لهم أنه الحق ? فصلت 53
ـ ? خلق الإنسان من عجل سأوريكم آياتي فلا تستعجلون ? الأنبياء 37
ـ ? وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا ? الجاثية 9
ـ ? فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون ? البقرة 73
وتعني هذه الآيات المتلوّة أن الأمة بعد نزول القرآن سترى الآيات الخارقة المعجزة كل يراها بعينيه يقظة وجهرة، وكذلك حيث وقعت في القرآن تعدية الرؤية إلى الآيات فإنما المرئي هو الآيات الخارقة لسنن الكون ونظام الحياة فيه.
وإنما هي الرؤية بالعين المجردة كما في المثاني:
ـ ? وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى ? البقرة 260
ـ ? لنريك من آياتنا الكبرى ? طه 23
ـ ? وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها ? الزخرف 48
ـ ? ولقد أريناه آياتنا كلها فكذب وأبى ? طه 56
ـ ? لنريه من آياتنا ? الإسراء 1
ـ ? لقد رأى من آيات ربه الكبرى ? النجم 18
وقد رأى فرعون وقومه تسع آيات بينات بأعينهم ورآها موسى بعينيه ورأى أكبر منها ورأى محمد صلى الله عليه وسلم في الإسراء والعروج به إلى الملإ الأعلى وإلى سدرة المنتهى من آيات ربه الكبرى، فحرفا الإسراء والنجم حجة على أن الإسراء والعروج به إلى ما فوق السماء السابعة كان بجسمه كله وليس بروحه فقط لأنه رأى من آيات ربه الكبرى عند سدرة المنتهى بالعين المجردة كما تحقق.
ومن حرف الوعد في الدنيا: الأسماء الحسنى كما في قوله ? وقالوا لولا نزّل عليه آية من ربه قل إن الله قادر على أن ينزّل آية ولكنّ أكثرهم لا يعلمون ? الأنعام 37
وتضمنها حرف إعلان الجزاء في الآخرة كما في قوله ? وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين من ورائهم جهنم ? الجاثية 9 - 10
وتضمنها حرف القول كما في قوله ? وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون ? خاتمة النمل
وتضمنها حرف النبوة لأنه من مما نبّأ الله به النبي الأمي صلى الله عليه وسلم في القرآن، وجميع أنباء القرآن محققة الوقوع بعد نزوله بحين من الدهر كما في قوله ? ولتعلمنّ نبأه بعد حين ? خاتمة سورة ص، وقوله ? لكل نبإ مستقر وسوف تعلمون ? الأنعام 67
وتضمنها حرف الذكر كما في قوله:
ـ ? إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكّروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم ? السجدة 15
ـ ? ومن أظلم ممن ذكّر بآيات ربه فأعرض عنها ? الكهف 57
ـ ? ومن أظلم ممن ذكّر بآيات ربه ثم أعرض عنها ? السجدة 22
ـ ? وإذا ذكّروا لا يذكرون وإذا رأوا آية يستسخرون ? الصافات 13 ـ 14
ـ ? والذين إذا ذكّروا بآيات ربهم لم يخرّوا عليها صما وعميانا ? الفرقان 73
ـ ? هو الذي يريكم آياته وينزّل لكم من السماء رزقا وما يتذكّر إلا من ينيب ? غافر 13
وتضمنها حرف ضرب الأمثال كما في قوله ? ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل ولئن جئتهم بآية ليقولن الذين كفروا إن أنتم إلا مبطلون كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون ? خاتمة الروم
ولم أشإ الاستقصاء وإنما التمثيل لأني قد بينت منه ما استطعت في كلية الآيات الخارقة في تفسيري: "من بيان القرآن "
انواكشوط في الخامس من ذي القعدة 1430هـ
الحسن محمد ماديك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[25 Jun 2010, 07:58 م]ـ
سبحان الله .. !
لماذا نبدأ دومًا " بافتكاسات " من عندنا؟!
أنحن " لقطاء " في العلم ليس لنا أكابر سبقونا ومهدوا لنا الطريق؟!
لماذا لا يسأل الواحد منا قبل أن تخط يداه بحثًا: ماذا قال علماء الإسلام في هذه المسألة؟ .. بماذا فسر العلماء هذه الآية؟ .. كيف فهم العلماء هذا الحديث؟
وكثير من الأحبة يجهد نفسه في تدبيج الأبحاث وقعقعة الكلام والتأصيل والتفريع .. ومع هذا فغالبًا ما تكون المسألة في كلام علمائنا رائقة صافية .. ككوب العسل الشهي خالصًا سائغًا ينتظر الشاربين.
لماذا نعرض عن أكواب العسل الخالصة التي تركها لنا علماؤنا القدامى ويصبها لنا المحدثون؟!
وقد كان من عادة علمائنا في " مرحلة التحصيل " .. أن يشغلوا أنفسهم بتلخيص كلام أهل العلم قبلهم ..
فلماذا لا نشغل أنفسنا بهذا ولو في مرحلة البداية؟!
فلنشغل أنفسنا بتلخيص كلام أهل العلم، وتنظيمه، وتقريبه للناس، وخدمته: من تخريج حديث، أو تعزيز تفسير، أو تمثيل لقاعدة، وما شابه ..
ما ضرنا لو انشغلنا باستيعاب كلام أهل العلم في مسألتنا قبل أن " نفتكس " فيها بعقولنا؟!
والله لا ضرر ولا ضرار في هذا .. بل النفع كل النفع بإذن الله ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 Jun 2010, 08:57 م]ـ
بارك الله فيك أخي الحسن ..
وجزاك الله خيراً على ما بذلته من وقت في الاجتهاد والنظر، وإنما تُفَتَقُ مَعِي العلم بالبحث والتفتيش والتنقير والخطأ والصواب ..
وقد استفدتُ من بحثك في مناحي عدة ..
لكن كعادة بني زماننا سأنحيها جانباً وأدلف إلى ما أخالفك فيه صلباً وهو نتيجتك:
فأخبره الملك جبريل أن القرآن أنزل على سبعة أحرف أي على سبعة معان أو أوجه فمن لم يفقه أحد المعاني قد يفقه معنى آخر وهكذا إلى سبعة أوجه، وليقرأن بواحد منها من قرأ ما تيسر له من القرآن.
والذي أراه أن تلك النتيجة خطأ خالص محض لا ريب فيه ..
ولبيان خطئها وجوه شتى ..
لكني أستمسك الآن بوجه واحد: وهو ما جاء في سياق حديث عمر وحديث أبي من دلالة ظاهرة على أن الأحرف التي وسع فيها النبي صلى الله عليه وسلم ويسر بها الشدة على عمر وأبي إنما كانت متعلقة بالنطق وأداء الكلمات، وهذا ظاهر جداً في روايات الحديث ..
فأحب منك:
أولاً: أن تدفع لي هذه الدلالة الظاهرة ..
ثانياً: أن تبين لي كيف حكم النبي بين عمر وصاحبه وكيف تحاكما إليه بأن يقرأ كل قراءته وما وجه هذا التحاكم وتطبيقه على معناك الذي فقهته للأحرف ..
بوركت ونفع الله بك ..
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[25 Jun 2010, 09:17 م]ـ
أما أنت أيها الدكتور هشام عزمي
فلم تنقض لي حجة بحجة ولا دليلا بدليل أقوى إلا أنك مقلد بارك الله لك في تقليدك ولا لوم عليك أن كنت من المقلدين.
وأما أنت يا أبا فهر السلفي فو الله لمخالفتك بحثي أو بحوثي لأحب إليّ من موافتك، إذ قد تعني مخالفتك إتيانك بدليل جديد أستفيد منه وذلك خير لي من موافقة لا تزيدنى هدى ولا علما.
ولقدد سرّتني ملاحظتك المفيدة وليتك تأملت معي قولي:
"وإنما نشأ عجب المصنفين من طرق الرواة من اختلاف القرشيين على أداء سورة الفرقان بسبب قطعهم أن الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن تعني لهجات العرب واختلافها.
ولقد تتبعت سورة الفرقان فألفيت فيها أكثر من عشرين حرفا اختلف في أدائه وتلاوته وقراءته اختلافا لا علاقة له بلهجات العرب وألسنتها وإنما هو اختلاف منزل من عند الله أقرأ بكل منه النبي صلى الله عليه وسلم بعض الصحابة فالتزموه وإنما أنكر بعضهم من الأداء ما لم يتعلمه من نبيه صلى الله عليه وسلم ولما صوّب النبي صلى الله عليه وسلم وحسّن كلا منه وأخبر بأنه كذلك أنزل أذعنوا إذعانا كان سبب تعدد رسم المصاحف العثمانية.
وليختلفن أداء كل اثنين من الصحابة في سورة الفرقان كما في غيرها ما لم يتلقياها من في رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفس الجلسة ونفس المرة.
وإليك أخي الباحث المتجرد: نموذجا من أحرف الخلاف ـ في سورة الفرقان ـ والتي لا علاقة لها باختلاف لهجات العرب وألسنتها:
ـ ? أو تكون له جنة يأكل منها ? الوجهان بين النون والياء
ـ ? ويجعل لك قصورا ? الوجهان بين الرفع والجزم
ـ ? ويوم يحشرهم ? الوجهان بين النون والياء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ ? فيقول أأنتم ? الوجهان بين النون والياء
ـ ? أن نتخذ ? الوجهان (1) بضم النون وفتح الخاء (2) أو بفتح النون وكسر الخاء
ـ ? كذبوكم بما تقولون ? الوجهان بين الغيب والخطاب
ـ ? فما تستطيعون ? الوجهان بين الغيب والخطاب
ـ ? تشقق السماء ? الوجهان بين تخفيف الشين وتشديدها
ـ ? ونزل الملائكة ? الوجهان (1) بنونين الأولى مضمومة والثانية ساكنة مع تخفيف الزاي ورفع اللام ونصب الملائكة وكذلك في المصحف المكي وحده رسمت بنونين (2) أو بنون واحدة وتشديد الزاي وفتح اللام ورفع الملائكة
ـ ? وهو الذي أرسل الرياح ? الوجهان بين الإفراد والجمع
ـ ? بشرا بين يدي ? الوجهان بين الباء والنون أي بين الموحدة التحتية والفوقية
ـ ? بلدة ميتا ? الوجهان بين التخفيف والثقل
ـ ? ليذكروا ? الوجهان (1) بإسكان الذال وضم الكاف مع تخفيفها (2) أو بفتح الذال والكاف وتشديدهما
ـ ? لما تأمرنا ? الوجهان بين الغيب والخطاب
ـ ? سراجا ? الوجهان بين الإفراد والجمع
ـ ? لمن أراد أن يذكر ? الوجهان (1) بتخفيف الذال ساكنة وتخفيف الكاف مضمومة (2) بتشديدهما مفتوحتين
ـ ? ولم يقتروا ? ثلاثة أوجه (1) بضم الياء وكسر التاء (2) أو بفتح الياء وكسر التاء (3) أو بفتح الياء وضم التاء
ـ ? يضاعف له ? ثلاثة أوجه (1) بمد الضاد بألف وتخفيف العين ورفع الفاء (2) أو بمد الضاد بألف وتخفيف العين وجزم الفاء (3) أو بقصر الضاد وتشديد العين
ـ ? ويخلد ? الوجهان بين الرفع والجزم
ـ ? وذرياتنا ? الوجهان بين الإفراد والجمع
ـ ? ويلقون ? الوجهان (1) بفتح الياء وإسكان اللام وتخفيف القاف (2) بضم الياء وفتح اللام وتشديد القاف.
ولعلنا فهمنا ما قصده عمر بن الخطاب بقوله: (سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم) اهـ ولا يخفى أن عشرين موضعا فأكثر من مواضع الاختلاف جديرة بالوصف بأحرف كثيرة ليس منها شيء من لهجات العرب كالإمالة بالصغرى والكبرى والإدغام الصغير والكبير وكالتسهيل بأنواعه المتعددة كبين بين والنقل وإسقاط الهمزة والإبدال والاختلاس والإشمام والروم ...
ويعني هذا الاستنباط والبحث أن لا علاقة بين اختلاف الأداء الذي قرأ به كل من عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم القرشيان باللهجات كالإدغام والإمالة والتسهيل بأنواعه والروم والإشمام ....
يتواصل
الحسن بن ماديك
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 Jun 2010, 10:36 م]ـ
بارك الله فيك ..
وجوه الخلاف التي عددتها ترجع لطريقة النطق والقراءة، وهذا هو ما يقول مخالفك إنه معنى الأحرف السبعة وهو وجه التيسير وليس ذلك محصوراً في اللهجات؛ فالكلمة نزلت بواو قبلها مرة وبغير واو أخرى تيسيراً وتسهيلاً وهذا هو من الأحرف المنزلة للتيسير وليس هو من اللهجات ..
ومع ذلك: فلم تخبرني للآن كيف يستقيم على تفسيرك أن يكون الاختلاف بين الصحابة بحيث يقف الواحد على هذا الاختلاف بسماع قراءة أخيه وكيف تكون المحاكمة بينهم بأن يقرأ كل منهم قراءته،كيف يستقيم ذلك على تفسيرك وما وجهه؟
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[26 Jun 2010, 12:12 ص]ـ
ويعني هذا الاستنباط والبحث أن لا علاقة بين اختلاف الأداء الذي قرأ به كل من عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم رض11 القرشيان باللهجات كالإدغام والإمالة والتسهيل بأنواعه والروم والإشمام ....
السلام عليكم
أجاب الشيخ الصفاقسي في مقدمة كتابه " غيث النفع " عن هذا الإشكال فقال:
" ... فإن قلت: يعكر علي هذا أن عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم رض11 اختلفا في قراءة سورة الفرقان وهما قرشيان لغتهما واحدة.
قلت ـ الصفاقسي ـ: قلتُ لا يلزم من كونهما من قبيلة واحدة أن تكون لغتهما واحدة، فقد يكون قريشيا مثلا ويتربي في غير قومه فيتعلم لغتهم ويتكلم بها وهو كثير فيهم وفي الحديث " أنا أعربكم أنا من قريش ولساني لسان سعد بن بكر " وفيه أيضا " أنا أعرب العرب ولدت من قريش ونشأت في بني سعد فأني يأتيني اللحن قال تعالي " وهذا لسان عربي مبين فعمم العرب ولم يخص قبيلة .. ) ص16
إن إدراك الأحرف السبعة وتبينها في كل موعود من موعودات القرآن في الدنيا هو الغاية التي من أجلها كلفت الأمة كلها بتدبر القرآن والتفكر فيه.
ولعل الأحرف السبعة والله أعلم هي:
1. الغيب في القرآن ومنه الأمر بالإيمان والأمر بالعلم
2. الوعد في الدنيا ومنه الأسماء الحسنى والدعاء بها
3. إعلان الجزاء في الآخرة
4. القول
5. النبوة
6. الذكر
7. ضرب الأمثال
فإن لم تكن هذه هي الأحرف السبعة مجتمعة بذاتها فلقد اجتهدت ونحوت نحوها نحوا والعلم عند الله، وليجدن من تدبر القرآن أن كل موعود في القرآن ـ وهو كل حادثة ستقع في الدنيا قبل انقضائها ـ قد تضمنها كل حرف من هذه الأحرف السبعة، وتضمن كل حرف منها ما شاء الله من المثاني، وتضمنت كل واحدة من المثاني ذكرا من الأولين ووعدا في الآخرين، فمتى يعقل أولوا الألباب أن القرآن قول فصل وما هو بالهزل وأن رب العالمين قد فصله على علم، وأن الأمة لا تزال أمية لم تتدارسه بعد.
ولقد نحا الأولون قريبا مما فهمت لكنهم لم يستطيعوا التفرقة بين الكتاب والقرآن ولا بين أحكام الكتاب كالناسخ والمنسوخ والحلال والحرام والعام والخاص والمجمل والمبين وبين خصائص القرآن كالأمثال والوعد في الدنيا والخبر بمعنى القصص.
ولقد تمكنت بفضل الله من إثبات كل موعود في القرآن بهذه الأحرف السبعة التي تضمن كل واحد منها ما شاء الله من المثاني:
"
شيخنا الكريم: ما دخل هذه الموعودات بالمشقة الناتجة من قراءة القرآن ـ أي الأداء العملي ـ؟
فأحاديث الأحرف السبعة الخلاف فيها من الأداء العملي ـ بصرف النظر عن تعيين هذه اللهجات ـ لا أي شئ آخر. والله أعلم
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[26 Jun 2010, 02:40 ص]ـ
الإخوة:
إنما المشقة في إكراه القبائل العربية المتقوقعة على ترك لهجتها كالإدغام والإمالة والترقيق والتفخيم والتسهيل، للنطق بلهجة أخرى لم تعرفها من قبل، أما الخلاف خارج اللهجات كالذي استشهدت به في سورة الفرقان المنحصر في زيادة حرف ونقصان آخر وفي النون والياء وفي الغيب والخطاب وفي التأنيث والتذكير فلا مشقة فيه ولا تيسير على الأمة ولا على الغلام والعجوز والأمي وهو ينطق بالغيب في هذه الكلمة أو بالخطاب فيها، وهذا ظاهر لا يحتاج إلى برهان.
وليست وجوه النطق التي عددتها في سورة الفرقان وغيرها ترجع لطريقة النطق والقراءة إذ لا يقع ذلك إلا على اللهجات أما الخلاف بزيادة حرف أو أكثر وبالتشديد والتخفيف وبالغيب والخطاب ونحوه فلا علاقة له بالتخفيف والتيسير ورفع المشقة.
وأجزم أن الصحابة الكرام لم يكن بعضهم ينكر على بعض قراءته بالإمالة بدل الفتح ولا القراءة ببيين بين في الهمز بدل التحقيق وإنما كان الخلاف بينهم كالذي مثلت له في سورة وكالقراءات الأربع في حرف غافر " أو أن يظهر في الأرض الفساد ".
وأعجب للمتأخرين الذين قطعوا بأن الخلاف من قبيل الأداء أنه من المراد بالأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن وكان السلف رضي الله عنهم من أمثال الداني وابن الجزري وما بينهما يعلنون الاحتمال والظن ويستشكلون المسألة كما أوردت نماذج من كلامهم ولم يجزموا او يقطعوا برأي، ولأنا أقل منهم علما وشأنا وأبعد عن الجزم والقطع بصحة رأيي واجتهادي وإنما عرضته على أنه محتمل كذلك ولن يستطيع معترض عليّ الإتيان بمقتضى الجزم بصحة رأيي واجتهادي في كلامي، إلا أن يضيق المعترضون المخالفون بنشر رأي رأيته أي يحجرون على أدوات العلم أن تتدبر وتعقل.
وأما الاستشكال: ما دخل هذه الموعودات بالمشقة الناتجة من قراءة القرآن ـ أي الأداء العملي ـ؟
فأجيب عنه بقولي: هكذا صرف النبي الأمي صلى الله عليه وسلم الصحابة عن الانشغال بتعدد الأداء المنزل إلى الغاية القصوى التي لأجلها أنزل القرآن وهي تدبره الذي يهديهم إلى استنباط الأحرف أي المعاني السبعة التي أنزل عليها القرآن، وليقرأنّ بحرف منها على الأقل من قرأ ما تيسّر من القرآن.
وعلم الله علام الغيوب أن الأمة لن تحصي معاني القرآن كما في قوله تعالى ? علم أن لن تحصوه ? يعني القرآن علم الله علام الغيوب أن لن تحصي الأمة كلها من أولها إلى آخرها معانيه ودلالاته رغم تكليفها بتدبر القرآن فكان تقصيرهم ذنبا تاب الله على الأمة منه وكلفهم بقراءة ما تيسر منه القرآن وعذرهم الله بسبب قصورهم عن إحصاء معاني القرآن إذ علم أن سيكون منهم مرضى عاجزون عن قيام الليل والتفرغ لتلاوة القرآن وتدبره وأن سيكون منهم من يضربون في الأرض يبتغون من رزق الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله، وأنى للثلاثة أن يتمكنوا من قيام الليل قياما ثقيلا لتدبر القول الثقيل، ولكأن الأمة كلها عبر التاريخ لو امتثلت قيام الليل وتدبر القرآن لكانت أقرب إلى أن تحصي معانيه ودلالاته وتاب الله عليهم لأن منهم أصحاب الأعذار المعدودين في سورة المزمل.
إن في القرآن معاني وموعودات وغيبا آمن به جملة من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله أي أرسله بالقرآن إلى الناس كافة بشيرا ونذيرا.
ولن يحصي تلك المعاني تفصيلا إلا من هداه الله بالقرآن إليها، وحسب الناس قديما وحديثا عبر التاريخ الإسلامي أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بيّن تلك المعاني كلها ويستشهدون بقوله تعالى ? وأنزلنا إليك الذكر لتبيّن للناس ما نزّل إليهم ولعلهم يتفكرون ? النحل 44
ولقد بيّن النبي الأمي رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس ما نزّل إليهم وهو القرآن فكان كلما نزل عليه من القرآن قرأه عليهم وأمر بكتابته وأن يجعل في السورة كذا بعد الآية كذا ونهي أن يكتب عنه شيء غير القرآن لئلا يختلط بالقرآن، وتلا عليهم القرآن وسمعوه منه وأقرأهم إياه فذلك ما كلّف به النبي الأمي صلى الله عليه وسلم من بيان القرآن وتعليمهم أن المقروء كذا وكذا هو القرآن المنزل إليهم، وكلفت الأمة كلها بعد ذلك بالتفكر في القرآن كما هي دلالة قوله ? ولعلهم يتفكرون ? النحل 44، وكلفوا بتدبر القرآن العظيم كما في قوله ? أفلا يتدبرون القرآن ?
(يُتْبَعُ)
(/)
النساء 82، القتال 24 ليهتدوا به للتي هي أقوم وغلى الرشد.
ومن زعم أن خاتم التبيين صلى الله عليه وسلم قد بيّن القرآن أي فسّره كله فليأتنا على سبيل المثال لا الحصر بما بيّن به النبي صلى الله عليه وسلم الفواتح وهي مما نزّل إلى الناس من القرآن ومما كلفوا أن يتدبروه.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[26 Jun 2010, 04:15 ص]ـ
أما أنت أيها الدكتور هشام عزمي
فلم تنقض لي حجة بحجة ولا دليلا بدليل أقوى إلا أنك مقلد بارك الله لك في تقليدك ولا لوم عليك أن كنت من المقلدين.
والله ما أردت إلا نصيحتك ..
ولا يعنيني أن تعيبني بالتقليد أو غيره ..
وعالم الانترنت أغرى الكثيرين بالنشر والكتابة ..
فصاروا يكتبون اغترارًا بسهولة النشر، وهذا مورد التهلكة ..
إنما أردت أن أنقذك من نفسك ..
وفي الحديث ((قاضٍ في الجنة وقاضيان في النار .. ))
ويعلم الله ما أردت لك إلا الخير ..
أما مناقضة الحجة بالحجة والدليل بالدليل فلا أسعى إليها مطلقًا ..
بل فيها رفع لشأن كلامك وتجعلك تتصور أنك على شيء حقًا ..
بل الأولى لك أن يقف لك ناصحٌ مشفقٌ لا مناقشٌ مجاملٌ يجادلك في أمورٍ مفروغ منها ..
فالنتيجة التي خلصتَ إليها يسخر منها أي مبتديء درس الأحرف السبعة دراسةً سطحيةً ..
يكفي في نقضها مخالفتها الجليّة لحديث عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم ..
وتعارضها التام مع وجوه القراءات التي نتجت عن الأحرف السبعة ..
وأمور أخرى كثيرة ..
فضلاً عن كون هذه "الدراسة النقدية" لا تخرج كثيرًا عن مجال النقد الانطباعي الذي يفشو فيه الكلام المرسل ويندر فيه التحقيق وتنعدم معه الضوابط والمنهجية ..
وقد قال العلماء: من صنف فقد استهدف .. !
وما دمت يا أخي قد دبجت الأبحاث، فللناس الحق في إطلاق الأحكام عليك وعلى علمك وعقلك ..
بل ومقاصدك أيضًا .. !
أو بعبارة أخرى: طالما عرضت بضاعتك، فتحمل آراء الناس فيها .. !
ورحم الله الشيخ الألباني الذي قال:
قُل كلمتك وامش .. !!
بالمناسبة، هل تعرف قصة الطفل الذي قال: إني أرى الملك عاريًا .. ؟!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 Jun 2010, 04:21 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الحسن ووفقك الله ونفع بك ..
عجبتَ وقررتَ ولكنك-يا محب-ما زلت لم ترفع وجه الإشكال، فهل إلى ذلك من سبيل؟
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[26 Jun 2010, 06:25 ص]ـ
دراسة نقدية حول تفسير الأحرف السبعة
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعد:
فلقد ظن التراث الإسلامي وعلى رأسه القرّاء أن الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن هي لهجات العرب المأذون بقراءة القرآن بها للرعيل الأول الذي لا يستطيع العدول عن لسانه الذي تربى عليه وهو تصور يحتاج على نقاش ومراجعة.
وإنما سأناقش في هذا البحث أربع مسائل تتعلق بحديث إنزال القرآن على سبعة أحرف:
أولاها إجماعهم على تأويلهم دلالة الأحرف السبعة
وثانيها إجماع القراء والمفسرين على ما حسبوه سبب ورود الحديث
وثالثها مناقشة روايات الحديث
ورابعها تفسير جديد لمدلول الأحرف السبعة.
اخي الحسن لم افهم حقيقة ما تعني بهذه الكلمات ,فلم ينقل الإجماع فيما ذكرت أحد بل قيل نحوا من اربعين قولا عدها السيوطي في الاتقان , وأنت نقلت وجهين عن الداني فلا أدري أي إجماع تذكر ,
ثم إنك أخي الكريم قد تكلمت عمن نقل لك الإسلام بطريقة لا تتناسب مع حقهم عليك بالدعاء لهم بدلا من استنقاصهم.
بالنسبة لما ذكرت يلزمك أن تكون أكثر من سبعة أحرف فمثلا
ولعل الأحرف السبعة والله أعلم هي:
1. الغيب في القرآن ومنه الأمر بالإيمان والأمر بالعلم
يقابل ذلك علم الشهادة لمَ لم تعده حرفا؟
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[26 Jun 2010, 01:52 م]ـ
الإخوة:
إنما المشقة في إكراه القبائل العربية المتقوقعة على ترك لهجتها كالإدغام والإمالة والترقيق والتفخيم والتسهيل، للنطق بلهجة أخرى لم تعرفها من قبل، أما الخلاف خارج اللهجات كالذي استشهدت به في سورة الفرقان المنحصر في زيادة حرف ونقصان آخر وفي النون والياء وفي الغيب والخطاب وفي التأنيث والتذكير فلا مشقة فيه ولا تيسير على الأمة ولا على الغلام والعجوز والأمي وهو ينطق بالغيب في هذه الكلمة أو بالخطاب فيها، وهذا ظاهر لا يحتاج إلى برهان.
وليست وجوه النطق التي عددتها في سورة الفرقان وغيرها ترجع لطريقة النطق والقراءة إذ لا يقع ذلك إلا على اللهجات أما الخلاف بزيادة حرف أو أكثر وبالتشديد والتخفيف وبالغيب والخطاب ونحوه فلا علاقة له بالتخفيف والتيسير ورفع المشقة.
.
السلام عليكم
أخي الكريم نحن لا نشك أنك تبغي الحق ـ وإن كنا نوقن أن الحق في مثل هذه المسائل لا يخرج عن أقوال سلفنا الصالح ـ وتريد أن تجتهد في المسائل ما استطعت لذلك سبيلا.
واعلم أن هذه المناقشة معك ليست من قبيل المجاملة أو نحوها، ولكن لكل جواد كبوة، فأعتقد أن هذه كبوة وستتجاوزها بإذن الله.
أخي الكريم مسألة سورة الفرقان:
يمكن القول بأن هناك نسخا حدث في العرضة الأخيرة، ولم يقتصر الأمر علي هذه الخلافات فقط، ومن ذاكرتي القديمة في النسخ أن سورة الأحزاب كانت مائتي آية فنسخ منها حتي صارت ثلاث وسبعين آية فقط، وما المانع أن تكون كذلك في سورة الفرقان؟
وقولكم (((وفي النون والياء وفي الغيب والخطاب)))
الأمر نسبي في ذلك. ومن القصص الطريفة في هذا الصدد في أثناء العمرة يبدوا أن السائق قد غفل الطريق ثم وجدنا أنفسنا في بلدة خيبر في المدينة ـ علي ساكنها الصلاة والسلام ـ وكان ذلك في صلاة الفجر فدخلنا مسجدا كبيرا لنصلي الفجر، وجاء إمام فصلي بنا وفي سورة الفاتحة قال (إياك نِعبد وإياك نِستعين) بكسر النون في (نعبد ونستعين)، وطبعا الإخوة ـ المصريين ـ كادوا يقطعوه، ولو فعلوا ما كنا خرجنا من خيبر وكنا من ضحايا اللهجات. فاكتفي البعض بإعادة الصلاة والبعض الآخر لم يفعلوا لأن هذا غاية جهده.
والشاهد أن البعض يصعب عليه فتح أحرف المضارعة بشروطها المخصوصة كما هو معلوم في توجيه القراءات الشاذة.
وهذا واضح جلي
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[26 Jun 2010, 03:26 م]ـ
الأخ الكريم عبد الحكيم عبد الرازق
وعليكم السلام ورحمة الله
ولست أدري هل يعني قولك "
مسألة سورة الفرقان: يمكن القول بأن هناك نسخا حدث في العرضة الأخيرة، ولم يقتصر الأمر علي هذه الخلافات فقط، ومن ذاكرتي القديمة في النسخ أن سورة الأحزاب كانت مائتي آية فنسخ منها حتي صارت ثلاث وسبعين آية فقط، وما المانع أن تكون كذلك في سورة الفرقان؟ اهـ
أن يتوقف التعامل مع أحرف الخلاف في المصحف العثماني الذي نقرأ به اليوم خشية احتمال تضمنها أحرفا أخرى مما نسخ بالعرضتين الأخيرتين، أحترم لك رأيك رغم عجبي منه ولو أخبرتنا أن سورة الفرقان كانت قبل العرضتين أطول مما عرفنا وحفظنا عمن سلف إلى حين نشأة المصاحف العثمانية، لما حسبته دليلا على خطإ احتجاجي بأحرف الخلاف منها كما فيالحرز والتيسير والطيبة وسائر مصنفي طرق الرواة، ويعني ذلك صحة قول القائل إن كتب القراءات كلها لايصح قراءة القرآن بها لاحتمال أن تكون السورة قبل العرضتين كانت أطول منها بعدها.
ودمتم حفظكم الله
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[27 Jun 2010, 11:23 م]ـ
السلام عليكم
الشيخ الكريم لك الحق أن تتعجب لأنه لم يبلغك مرادي.
قلتم: الخلافات في سورة الفرقان لا مشقة فيها.
فأجبتكم: لعل هناك نسخا في القراءة التي قرأ بها هشام بن حكيم رض1.
وهذا من باب المجاراة لقولكم.
إن قضية المشقة قضية نسبية كما سبق.
وإلا لا علاقة أصلا بين نتيجتكم، وبين علل أحاديث السبعة.
والسلام عليكم
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[28 Jun 2010, 02:18 ص]ـ
الأخ عبد الحكيم عبد الرازق
غفر الله لي ولك
وأنصفت
ـ[أسامة عبد الرحمن المراكبي]ــــــــ[12 Sep 2010, 11:01 ص]ـ
أطلت علينا أخي الكريم "ابن ماديك " واستطردت كثيرا
وسؤالي هو: هل يصح على اختيارك هذا أن يغني حرف من هذه السبعة عن باقيها، كما نصت عليه الأحاديث .. وشكر الله لك
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[13 Sep 2010, 01:47 م]ـ
الإخوة
السلام عليكم
أصبحت أقيم في بادية في ضواحي العاصمة انواكشوط ولم تتوفر لي بعد خدمة الانترنت في المنزل، وقد تتوفر قريبا إن شاء الله، اطلعت الآن على الموضوع من المحلات العمومية حين كنت أتفقد البريد.
أما سؤال الأخ أسامة المراكبي، فجوابه أن ليس حرف من الأحرف السبعة كالتي تأولت يغني عن باقيها، ولا علاقة بين ما فهمته الأمة وبين ما تأولت والعلم عند الله
الحسن
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[20 Sep 2010, 09:22 م]ـ
أحسنت بارك الله فيك
ما قولك في الرأي الذي يقول: إن رقم سبعة في التراث السامي - عموما وليس العربي فقط - يدل على التعديد، لا التحديد؟ بمعنى: أن الرسول إنما أراد فتح الباب برقم سبعة، ولم يرد إلى تحديد دقيق سبيلا
ومن الدليل:
{اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} التوبة80
{وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} لقمان27 {ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ} الحاقة32
فواضح في مثل هذا أن رقم سبعة لا يقصد به التحديد، لكن المبالغة في التعديد
وقلما يرد نص في لغة العرب يراد به التحديد، ولا يفهم ذلك إلا من قرائن خارجية، مثل
{وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَاَ} الأعراف155 {لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ} الحجر44 {سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً} الحاقة7
وقل أن تجيب أنبهك أن جوابك سيترتب عليك مسائل، بارك الله فيك
وأشد على يديك؛ فلست من هواة مقولة: هل لك فيه سلف؟ التي يأباها البحث العلمي الأكاديمي،
بل يشترط في بحث الدكتوراة أن تأتي بجديد، لم تسبق إليه
وفي الجامعات المصرية لابد أن تأتي بإفادة - من عشر جامعات على الأقل - أن موضوعك غير مسجل
ـ[الجكني]ــــــــ[20 Sep 2010, 09:35 م]ـ
وفي الجامعات المصرية لابد أن تأتي بإفادة - من عشر جامعات على الأقل - أن موضوعك غير مسجل
هذا مما نُسِخ حكمه وبقي لفظه، على الأقل في علم القراءات!!!
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[21 Sep 2010, 09:32 ص]ـ
هذا مما نُسِخ حكمه وبقي لفظه، على الأقل في علم القراءات!!!
الدكتور الفاضل ..
= إذا كانوا يشترطون الآن إفادة - من عشر جامعات مصرية على الأقل - أن الموضوع غير مسجل
فيقال بأن النسخ إذًا ليس عامًّا بل هو نسخٌ جزئي للحكم، ومثاله عند الأصوليين: نسخ وجوب صيام عاشوراء إلى القول بسنِّيَّته.
= في القول الرصين للأخ رصين الرصين:
[[وأشد على يديك؛ فلست من هواة مقولة: هل لك فيه سلف؟ التي يأباها البحث العلمي الأكاديمي،
بل يشترط في بحث الدكتوراة أن تأتي بجديد، لم تسبق إليه
وفي الجامعات المصرية لابد أن تأتي بإفادة - من عشر جامعات على الأقل - أن موضوعك غير مسجل]]
يُلاحظ أنه ساق هذه الفائدة للتعْجيب أنَّ الجامعات المصرية تُلزم نفسَها ما لا يلزم، وأن غيرها لا يلتزم بهذا - وهذا واقع ملموس - فما الإشكال أن تتجه الجامعات المصرية إلى التخفيف من هذا الشرط الذي فيه لزوم ما لا يلزم!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[21 Sep 2010, 11:42 ص]ـ
رغم أننا خرجنا عن الموضوع قليلا، لكن هذا هو فعلا واقع الجامعات المصرية، وقرار المجلس الأعلى يلزم جميع الجامعات حتى الخاصة والمعاهد .. لكن فاتني أن إلى الجملة كلمة مصرية عشر جامعات مصرية
وأنا من مؤيدي هذا ولست - كما يبدو أن الأستاذ المليجي فهم- من معارضيه؛ لأنه أقرب وأدعى للنزاهة العلمية وعدم السطو على جهود الآخرين، وتكرار البحوث
وليس من المنسوخ يا دكتور لا حكما ولا لفظا، لكن قد يكتفون بعشر كليات أو عشرة أقسام
وهل يسمح أحد بأن تكون رسالتا دكتوراة صادرتان من جامعتي دولتين بنفس العنوان؟ فعندئذ ربما لجأ أحدهما إلى السرقة، بناء على فتوى الفرزدق
" خير السرقة: ما لاقطع فيه "
ـ[لطفي الحسيني]ــــــــ[22 Sep 2010, 10:09 م]ـ
ما قولك في الرأي الذي يقول: إن رقم سبعة في التراث السامي - عموما وليس العربي فقط - يدل على التعديد، لا التحديد؟ بمعنى: أن الرسول إنما أراد فتح الباب برقم سبعة، ولم يرد إلى تحديد دقيق سبيلا
قد أجاب ابن الجزري عن هذا القول فقال رحمه الله
(وقيل ليس المراد بالسبعة حقيقة العدد بحيث لا يزيد ولا ينقص بل المراد السعة والتيسير وانه لا حرج عليهم في قراءته بما هو من لغات العرب من حيث إن الله تعالى أذن لهم في ذلك والعرب يطلقون لفظ السبع والسبعين والسبعمائة ولا يريدون حقيقة العدد بحيث لا يزيد ولا ينقص بل يريدون الكثرة والمبالغة من غير حصر قال تعالى (((كمثل حبة أنبتت سبع سنابل))) و (((إن تستغفر لهم سبعين مرة))) وقال صل1 في الحسنة "إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة" وكذا حمل بعضهم قوله صل1 "الإيمان بضع وسبعون شعبة" وهذا جيد لولا أن الحديث يأباه فإنه ثبت في الحديث من غير وجه أنه لما أتاه جبريل بحرف واحد قال له ميكائيل استزده وانه سأل الله تعالى التهوين على أمته فأتاه على حرفين فأمره ميكائيل بالاستزادة، وسأل الله التخفيف فأتاه بثلاثة ولم يزل كذلك حتى بلغ سبعة أحرف. وفي حديث أبي بكره "فنظرت إلى ميكائيل فسكت فعلمت أنه قد انتهت العدة" فدل على أن إرادة حقيقة العدد وانحصاره)
وبهذا الحديث نفسه يُعترض على رأي صاحب الموضوع في معنى الأحرف السبعة، إذ كيف يُتصور الاستزادة بهذا التأويل للأحرف،
1. الغيب في القرآن ومنه الأمر بالإيمان والأمر بالعلم (كيف يكون الأمر بالعلم من الغيب؟)
2. الوعد في الدنيا ومنه الأسماء الحسنى والدعاء بها
3. إعلان الجزاء في الآخرة
4. القول
5. النبوة
6. الذكر
7. ضرب الأمثال
فلا يصح أن يقال: قال جبريل اقرأ على الإيمان بالغيب، فاستزاده، فزاده الذكر ثم ضرب الأمثال ...
فهذا والله أعلم مما يبعد هذا الرأي.
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[23 Sep 2010, 09:16 ص]ـ
كما قررت في البحث ن لا علاقة بين الأحرف التي استزادها النبي صلى الله عليه وسلم وبين القراءات واللهجات لأن في سورة الفرقان حوالي عشرين حرفا من أحرف الخلاف لا علاقة له بلهجات القبائل العربية كتميم وقريش وغيرها، وإنما أرشد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم الأمة غلى أن الغاية التي أنزل لأجلها القرآن هي الاهتداء به وإدراك معانيه، وأن كل حرف من الأحرف السبعة شاف كاف أي سيقودك الذكر في القرآن غلى الهداية به وسيقودك الغيب في القرآن غلى الهداية وكذا ضرب الأمثال في القرآن وهكذا فسينتفع بكل حرف من الأحرف السبعة من قرأ ما تيسر له من القرآن وسيجد كل مسألة من الغيب الذي كلفنا بالإيمان به مكررة في القرآن سبع مرات مرة في الذكر ومرة ضرب بها المثل ومرة بصيغة أنباء القرآن، وهكذا.
واعلموا أن هذا البحث بمثابة أبجديات لبحوث أخرى قد أعلنها حين أفرغ إذ سانشر إن شاء الله من الغيب الذي كلفنا بالإيمان به مسألة مسألة وأستدل على كل حدث آت منه بهذه الأحرف السبعة ولكل واحد من الأحرف السبعة ما شاء الله من المثاني
طالب العلم
الحسن
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[23 Sep 2010, 09:37 ص]ـ
كما قررت في البحث، لا علاقة بين الأحرف التي استزادها النبي صلى الله عليه وسلم وبين القراءات واللهجات لأن في سورة الفرقان حوالي عشرين حرفا من أحرف الخلاف لا علاقة له بلهجات القبائل العربية كتميم وقريش وغيرها، وإنما أرشد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم الأمة غلى أن الغاية التي أنزل لأجلها القرآن هي الاهتداء به وإدراك معانيه، وأن كل حرف من الأحرف السبعة شاف كاف أي سيقودك الذكر في القرآن إلى الهداية به وسيقودك الغيب في القرآن غلى الهداية وكذا ضرب الأمثال في القرآن وهكذا فسينتفع بكل حرف من الأحرف السبعة من قرأ ما تيسر له من القرآن وسيجد كل مسألة من الغيب الذي كلفنا بالإيمان به مكررة في القرآن سبع مرات مرة في الذكر ومرة ضرب بها المثل ومرة بصيغة أنباء القرآن، وهكذا.
واعلموا أن هذا البحث بمثابة أبجديات لبحوث أخرى قد أعلنها حين أفرغ إذ سأنشر إن شاء الله من الغيب الذي كلفنا بالإيمان به مسألة مسألة وأستدل على كل حدث آت منه بهذه الأحرف السبعة ولكل واحد من الأحرف السبعة ما شاء الله من المثاني
طالب العلم
الحسن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[02 Oct 2010, 10:17 ص]ـ
قد أجاب ابن الجزري عن هذا القول فقال رحمه الله
(وقيل ليس المراد بالسبعة حقيقة العدد بحيث لا يزيد ولا ينقص بل المراد السعة والتيسير ........
جزاك الله خيرا على النقل(/)
من شدَّة تعلّقه بالشاطبية رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[26 Jun 2010, 10:41 ص]ـ
من شدَّة تعلّقه بالشاطبية رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام
بينما كنتُ أقرأ في كتب التراجم اليمينة في تتبع قُرَّاء اليمن في القرن التاسع من معاصري الإمام ابن الجزري - رحمه الله - إذ وقفتُ على هذه الحادثة في (طبقات صلحاء اليمن) للبريهي، فأحببتُ نقلها للإخوان في هذا الملتقى المبارك، قال المؤرخ عبد الوهَّاب البريهي (من أعلام القرن التاسع): المقرئ الفقيه الإمام ضياء الدين نسر بن عمران المقرئ الزبيدي، هذا الإمام المقرئ من شيوخ الإمام نفيس الدين العلوي، كان إماماً فاضلاً محدِّثاً مقرئاً، روى عنه بعض تلاميذه بسند صحيح أنه قال: رأيتُ النبي صل1 في المنام، فقال: أسمعنا ما معك، وكان يحفظ قصائد كثيرة، فقرأ بعضها، فأشار إليه النبي صل1 أن لا، ثم كذلك قصائد كثيرة، وهو صل1 يشير إليه لا لا، فلمَّا فرغ ما عنده قال له النبي صل1: هل بقي معك شيء؟ فقال المقرئ ضياء الدِّين: لم يبقَ إلا قصيدة الشاطبي، فقال له النبي صل1: أسمعنا منها شيئاً، قال: فقرأتُ أربعة أبيات من أوَّل باب التكبير، فأعجب النبي صل1 ذلك فقال: إيه إيه؛ وبكى، ثم بكى مَن حوله وبكى المقرئ نسر، فقال النبي صل1: من حفظها ولو بيتاً منها دخل الجنة، أو كنتُ ضميناً له على الله بالجنة). ا. هـ طبقات صلحاء اليمن صـ153.
قلتُ: وهذه من أضغاث الأحلام التي يراها بعض النَّاس، وإنَّما ذكرتها هنا حتى لا يغترَّ بعض من رآها في بعض الكتب فيتمسَّك بها.
وفي انتظار تعليقات مشايخي وإخواني بهذا الملتقى المبارك
ـ[خلوصي]ــــــــ[26 Jun 2010, 10:56 ص]ـ
أخي الكريم أبا إسحاق:
لا ريب في أن الذي روى الرؤيا أو رآها لا يعني بها حديثاً صحيحاً يعوّل عليه ذلك التعويل الفقهي ...
و لكن الناس و الصلحاء لم تزل تنظر إلى أمثال هذه الأمور من أبواب أخرى شرعية كذلك!
و أضيق تلك الأبواب باب الرجاء و الفأل الحسن بما قد صنفه رسول الله صل1 بنفسه أنه " جزء من أربعين جزءًا من النبوة "!
فإن لم نتعامل مع أمثال هذه الرؤى بأمثال هذه الأبواب فماذا يبقى من كلام الصادق المصدوق لننتفع به من حديثه هذا صل1؟
و بارك الله فيكم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Jun 2010, 11:19 ص]ـ
بارك الله فيك يا أبا إسحاق.
وقد كتب ألدكتور عمر حمدان - زميلنا في الملتقى - بحثاً لطيفاً حول (ظاهرة المنامات في كتب القراءات وتراجم القراء) نشره في العدد الرابع - السنة الثانية - ذو الحجة 1428هـ من مجلة معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية، تناول فيه مثل هذه الحادثة والموقف الصحيح منها. وقد بحثت عن البحث وأرفقته لكم في هذه المشاركة للاطلاع والله يحفظكم.
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[26 Jun 2010, 03:24 م]ـ
شكر الله لك أبا عبد الله جهدك في بحثك عن هذا البحث وإرفاقه بمشاركتك، أسأل الله تعالى أن يُبيِّض وجهي ووجهك يوم تبيَّض وجوه وتسودُّ وجوه
ـ[نعيمان]ــــــــ[26 Jun 2010, 06:09 م]ـ
تعليق قبل قراءة البحث الّذي وضعه الدّكتور عبد الرّحمن حفظه الله
أقول: رحمهم الله تعالى رحمة واسعة.
فإنّ عيشهم مع القرآن الكريم، وحبّهم لمن أنزل عليه القرآن صلوات ربّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين؛ يجعلهم يعيشون معه في صحوهم وحتّى في مناماتهم.
والمنامات الصّالحات كما قال إمام الأئمّة مالك رحمه الله تعالى: (تسرّ ولا تغرّ)
ولكن لا ينبني عليها أحكام شرعيّة؛ إذ إنّ الشّرع الحنيف قد اكتمل.
وأحياناً الرّؤى فيها مشكلة نفسيّة؛ عايشتها عندما مررت بمرحلة التّصوّف العجيبة الغريبة (على الطّريقة الجيلانيّة)، وكنت أخبر بها شيخي (الّذي كان آية في العبادة والحفظ لا يقرأ شيئاً إلا يحفظه، وهو منجّد لم يدخل مدرسة؛ يقرأ القرآن لا يفتر لسانه عنه وهو ينجّد الفُرُش) فكان يوصيني ألا أبوح برؤاي لأحد.
فربّما رأيت منامات صالحات (وأنا كثير الرّؤى لا أغفو إلا أرى، وبعض النّاس لا يرى في السّنة رؤيا واحدة فالنّاس بين مكثر ومقلّ) وأكون بين النّائم والمستيقظ، ثم أستيقظ، ثمّ أنام لأكمل الرّؤيا. فهذه إشكاليّة نفسيّة يعرفها أرباب التّفكّر والعيش المستغرق حبّاً في الشّخصيّات، والأفكار، وخلافها.
فلعلّه من حبّه للشّاطبيّة أو للحبيب صلوات ربّي وسلامه عليه وعلى آله يخيّل إليه أنّه رأى؛ وبخاصّة أنّه أتى في منامه بتشريع جديد:
[فقال النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: من حفظها ولو بيتاً منها دخل الجنّة، أو كنتُ ضميناً له على الله بالجنّة]
والله تعالى أعلم وأحكم.
ـ[خلوصي]ــــــــ[27 Jun 2010, 05:21 ص]ـ
شكر الله لك أبا عبد الله جهدك في بحثك عن هذا البحث وإرفاقه بمشاركتك، أسأل الله تعالى أن يُبيِّض وجهي ووجهك يوم تبيَّض وجوه وتسودُّ وجوه
علقتُ قبل د. عبدالرحمن! فكنتُ بينكما! http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif فهلّا سألت الله لي ما سألته لنفسك و للدكتور؟ http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif مع ذكر ٍ و لو مقتضب لرفضك لوجهة نظري! (ما عندي مشكلة - و الله http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif - ) فتكون جمعت بين الأمرين.
لو بتعرف أدّيش أنا بحب الحضارمة يا أبو إسحاق؟ إلا واحد منهون http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif ؟!؟
تعالوا نتمازح .. !؟! .. الموضوع الأول لتطبيق هذه السنة اللطيفة في المنتديات الإسلامية! ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20210)
http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله نظيفي]ــــــــ[27 Jun 2010, 05:54 ص]ـ
الرؤيا تسر ولا تغر، توقظ همما نائمة صريعة ولا تضع شريعة.
وفي هذه الرؤيا دلالة على أن الانشغال بالشاطبية خير من الانشغال بالأشعار الساقطة، وأن الانشغال بالقرآن الكريم وعلومه، تعلما وتعليما، خير ما يشتغل به من يبغي الجنة ورضى الله ووجهه.
رحم الله علمائنا وجزاهم الله خيرا على جهدهم واجتهادهم، وجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه. آمين.
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[27 Jun 2010, 09:10 ص]ـ
علقتُ قبل د. عبدالرحمن! فكنتُ بينكما! http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif فهلّا سألت الله لي ما سألته لنفسك و للدكتور؟ http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif مع ذكر ٍ و لو مقتضب لرفضك لوجهة نظري! (ما عندي مشكلة - و الله http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif - ) فتكون جمعت بين الأمرين.
لو بتعرف أدّيش أنا بحب الحضارمة يا أبو إسحاق؟ إلا واحد منهون http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif ؟!؟
تعالوا نتمازح .. !؟! .. الموضوع الأول لتطبيق هذه السنة اللطيفة في المنتديات الإسلامية! ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20210)
http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif
عذراً شيخنا فقد قرأتُ ردَّكم على عجالة ثم إنني شغلتُ بتحميل البحث الذي أرفقه الدكتور - وفقه الله -
وحقيقة لم أفهم قولك: (و أضيق تلك الأبواب باب الرجاء و الفأل الحسن بما قد صنفه رسول الله صل1 بنفسه أنه " جزء من أربعين جزءًا من النبوة "!).
وأشكر لك أن كنتَ أول المارين على موضوعي، أسأل الله تعالى أن يحشرني وإيَّاك مع زمرة أهل القرآن، وأن يرزقنا جميعاً لذة النظر لوجهه الكريم.
يعلم تعالى أنني أحبكم أسأل الله تعالى أن يحشرنا تحت ظله يوم لا ظلَّ إلا ظله
وفقك الله وسددك شيخنا الكريم
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[27 Jun 2010, 01:47 م]ـ
لا شك أن الشاطبية من أنفس الكتب البشرية، وحُق لها أن تتيوأ المكانة العالية، والمنزلة الرفيعة، والمقام السامي.
على ذكر المنامات: حدثنا أستاذنا الكبير الدكتور محمد سيدي الأمين ـ حفظه الله ـ أنه سمع الشيخ الجليل عبد الفتاح القاضي ـ رحمه الله ـ يذكر أنه فكر في تقرير نظم الطيبة لابن الجزري على طلاب معاهد القراءات في مصر بدلا من دراسة الشاطبية والدرة ثم الطيبة، اختصاراً للوقت والجهد، ثم نام تلك الليلة فرأى في المنام الإمام الشاطبي ـ رحمه الله ـ (قال القاضي: ولأول مرة أراه غاضباً)، فوبخه على نيته تلك، وأمره بأن يبقي الشاطبية على حالها، فاستيقظ الشيخ فزعاً، وعدل عن فكرته تلك.
ـ[خلوصي]ــــــــ[28 Jun 2010, 03:39 م]ـ
الشيخ الفاضل أبو إسحاق:
الآن عمّ حبي جميع الحضارمة دون استثناء http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif حتى منهم أبا إسحاق ...
قصدت سيدي ب (و أضيق تلك الأبواب باب الرجاء و الفأل الحسن بما قد صنفه رسول الله صل1 بنفسه أنه " جزء من أربعين جزءًا من النبوة "!) أننا و إن لم نعتقد بأن ذلك القول الذي في المنام قاله رسول اللهصل1 إلا أن رجاءنا بأن يشملنا الله برحمة منه في تطبيق جزئية مما جاء في المنام - و السياق سليم والرائي و المرئي له صالحون نحسبهم - يمثل الحد الأدنى من استفادتنا من منامات كهذه! لأن الأمر إذا تعلق بالقلوب المنكسرة انفتحت لها أبواب السماء و لو بسقي شربة ماء!
ألا ترى كيف أننا نرجو أن يكتب لنا الكريم حسنات بعدد المسلمين و المسلمات لمجرد قولنا " اللهم اغفر للمسلمين و المسلمات "!؟ و الله أعلم.
ـ[محمد ال باشا المغربي]ــــــــ[29 Jun 2010, 02:56 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع
و بارك في الشيخ عبد الرحمن الشهري لطرحه البحث القيم حول هذا الموضوع
ـ[معاذ صفوت محمود]ــــــــ[04 Aug 2010, 03:47 ص]ـ
حدثنا أستاذنا الكبير الدكتور محمد سيدي الأمين ـ حفظه الله ـ أنه سمع الشيخ الجليل عبد الفتاح القاضي ـ رحمه الله ـ يذكر أنه فكر في تقرير نظم الطيبة لابن الجزري على طلاب معاهد القراءات في مصر بدلا من دراسة الشاطبية والدرة ثم الطيبة، اختصاراً للوقت والجهد، ثم نام تلك الليلة فرأى في المنام الإمام الشاطبي ـ رحمه الله ـ (قال القاضي: ولأول مرة أراه غاضباً)، فوبخه على نيته تلك، وأمره بأن يبقي الشاطبية على حالها، فاستيقظ الشيخ فزعاً، وعدل عن فكرته تلك.
صدقتم، وقد حدثني بذلكم المقرئ الشيخ محمد تميم الزعبي عن الشيخ العلامة القاضي.(/)
التذكار في رواية أبان العطار، لابن الجزري
ـ[أحمد بن محمد فال]ــــــــ[26 Jun 2010, 02:14 م]ـ
http://www.islamup.com/download.php?id=94307
التذكار في رواية أبان العطار عن عاصم، لابن الجزري على هذا الرابط.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[26 Jun 2010, 02:58 م]ـ
بارك الله فيك.
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[26 Jun 2010, 04:10 م]ـ
جزاك الله خيراً ونفع بك أهل القرآن يا شيخ أحمد بن محمد فال، وبارك ربي فيك
ـ[أحمد بن محمد فال]ــــــــ[02 Jul 2010, 03:34 م]ـ
بارك الله فيك أباإسحاق.
ـ[محمد أحمد الأهدل]ــــــــ[04 Jul 2010, 02:51 م]ـ
جزاك الله خيرًا(/)
سؤال عن كتاب الإرشاد في القراءات العشر للواسطي
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[26 Jun 2010, 04:52 م]ـ
قال الإمام السيوطي في ذكر مراجعه في أول "الإتقان":
ومن كتب القراءات وتعلقات الأداء .... ....... ..... الإرشاد في القراءات العشر للواسطي.
فهل هو أبو العز .... أم ما القرينة المانعة من ذلك؟
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[27 Jun 2010, 05:25 ص]ـ
قال شيخنا د. حازم حيدر ـ حفظه الله ـ في حاشية الإتقان: ((لعله أبو بكر عبد الله بن منصور بن عمران الواسطي، المتوفى سنة
(593هـ) انظر: سير أعلام النبلاء (21/ 246)، وغاية النهاية (1/ 460)، وهو من تلاميذ سبط الخياط وأبي العز القلانسي، ولم تتميز القراءات العشر بأطرها المعروفة إلا في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري، والإرشاد المذكور ليس "إرشاد المبتدي وتذكرة المنتهي في القراءات العشر" لأبي العز القلانسي المتوفى سنة (521هـ)؛ لأن نقول السيوطي ليست فيه. انظر: علوم القرآن بين البرهان والإتقان 205)).
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[27 Jun 2010, 10:09 ص]ـ
حسنًا، أنا لديَّ مصورة من طبعة مجمع الملك فهد، وبهامشها ما تفضلت به.
فلعلك تقصدها.
ثم رجعت إلى تراجم الواسطي المذكور: عبد الله بن منصور بن عمران - ابن الباقلاني.
في سير أعلام النبلاء، والمختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي، وغاية النهاية.
وليس في شيء منها أن له كتابًا اسمه "الإرشاد"، وإنما قرأ على أبي العز بـ "الإرشاد"، ونوزع في قراءة شيء من الشاذّ على أبي العز.
= = =
ورد في "سير أعلام النبلاء":
وقَالَ المُحَدِّثُ مُحَمَّد بن أحْمَدَ بنِ الحَسَنِ الوَاسِطِيّ: قرَأ ابْنُ البَاقِلاَّنِيّ على أبِي العِزِّ بِـ (الإِرشَاد) ومَا سِوَى ذَلِكَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَزوره.
محقق سير الأعلام (محققا هذا الجزء 21/ بشار عواد معروف ومحيي هلال السرحان): يعني كتاب "الإرشاد" للخليلي!!!
= = =
هل يقول الإمام السيوطي: الإرشاد في القراءات العشر للواسطي
ولا يقيده إذا لم يكن كتابًا مشهورًا؟!
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[27 Jun 2010, 01:29 م]ـ
على كل حال ليس هو كتاب أبي العز القلانسي.
وبإمكانك ـ بارك الله فيك ـ تطبيق ما نقله السيوطي على كتاب القلانسي للتأكد من ذلك.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[28 Jun 2010, 12:00 م]ـ
ورد في "سير أعلام النبلاء":
وقَالَ المُحَدِّثُ مُحَمَّد بن أحْمَدَ بنِ الحَسَنِ الوَاسِطِيّ: قرَأ ابْنُ البَاقِلاَّنِيّ على أبِي العِزِّ بِـ (الإِرشَاد) ومَا سِوَى ذَلِكَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَزوره.
محقق سير الأعلام (محققا هذا الجزء 21/ بشار عواد معروف ومحيي هلال السرحان): يعني كتاب "الإرشاد" للخليلي!!!
وأيضا هذه الجملة يتداولها المترجمون، وصوابها: "وما سوى ذلك فإنه كان يُزوِّره".
= = =
ما زال السؤال قائمًا: هل هناك كتاب مشهور اسمه (الإرشاد في القراءات العشر للواسطي) يمكن إطلاقه هكذا سوى كتاب أبي العز؟
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[13 Jul 2010, 02:44 م]ـ
على كل حال ليس هو كتاب أبي العز القلانسي.
هذا إلى أن يظهر برهان قويّ لقائله - للعدول عن الظاهر المشهور -
يسمَّى "تحكُّما".
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[13 Jul 2010, 07:44 م]ـ
أنا أنفي بدليل، وأنت تثبت بلا دليل، فأين التحكم إذا؟
ـ[أحمد الرويثي]ــــــــ[14 Jul 2010, 02:59 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه
الإخوة الفضلاء
السلام عليكم
لأبي العز القلانسي الواسطي رح1 إرشادان
كما صرَّح بذلك ابن الجندي (ت 769هـ) شيخ ابن الجزري في كتابه البستان 1/ 124
أحدهما مفقود وهو الإرشاد الكبير.
والمطبوع هو الإرشاد الصغير، وهو المراد عند الإطلاق - والله أعلم-.
انظر: تحقيق د. السالم الجكني للنشر 1/ 175
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[15 Jul 2010, 05:58 ص]ـ
جزاك الله خيرا فضيلة الدكتور أحمد الرويثي.
قال في البستان: ((باب أسماء الكتب المجموع منها هذا الكتاب، وذكر شيوخي وما قرأت عليهم والأئمة ورواتهم: ـ
فالكتب ... والإرشادان والكفاية لأبي العز القلانسي ... )).
ولكن قال في 1/ 129: ((وقرأت الإرشاد على الشيخ عبد الله بن عبد المؤمن بن الوجيه الواسطي ... )) فأيهما المقصود؟
أرجو من فضيلة الدكتور الرويثي ـ وفقه الله ـ التكرم بالإفادة.
ـ[أحمد الرويثي]ــــــــ[15 Jul 2010, 03:09 م]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الكريم أبا سفيان
كتاب الإرشاد (المختصر) هو الذي كان مشهوراً عند العراقيين، وكانوا يقرؤون به كما يُقرأ بالشاطبية في سائر البلدان،
والظاهر أن هذا الإرشاد مختصرٌ من الإرشاد الكبير.
وقد قام فضيلة د. حسين العواجي في قسم الدراسة لكتاب البستان لابن الجندي (1/ 65، 66)
بالتعريف بكتاب الإرشاد الكبير لأبي العز في نحو صفحتين.
وذكر نقل السيوطي عنه في الإتقان وفي المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب.
ثم قال: ((فعلى ما تقدم، لعل هذا الكتاب المسمى الإرشاد الكبير ألفه أبو العز، وجمع فيه القراءات مع التوجيه،
وذكر اللغات وغيرها، ثم اختصر منه الإرشاد (المطبوع)، فحذف منه ما يتعلق باللغات والتوجيه وبعض الطرق،
فاشتهر هذا الكتاب دون أصله.
ومما يؤيد هذا أن المؤلف إذا أحال إلى الإرشاد الكبير أجد الإحالة أحياناً في أحد كتابيه الكفاية أو الإرشاد مما يعني اتفاق بعض الطرق
مع الإرشاد الكبير، وأحياناً لا أجدها مما يفيد أن الإرشاد الكبير فيه روايات ليست في كتابيه الآخرين ... إلخ)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[17 Jul 2010, 04:15 م]ـ
أشكرك أستاذنا الفاضل على إدخال مسألة أن لأبي العز "إرشادين" في الموضوع، ولعل هذا من أسباب فتح هذه الصفحة من الأساس لينجرَّ الكلام إلى هذا.
أما أخي ضيف الله - ولعله يستصحب أن معرفتي به أصبحت قديمة الآن فيحمله هذا على سعة الصدر معي - فقد قال:
قال شيخنا د. حازم حيدر ـ حفظه الله ـ في حاشية الإتقان: ((لعله أبو بكر عبد الله بن منصور بن عمران الواسطي، المتوفى سنة (593هـ) انظر: سير أعلام النبلاء (21/ 246)، وغاية النهاية (1/ 460)، وهو من تلاميذ سبط الخياط وأبي العز القلانسي، ولم تتميز القراءات العشر بأطرها المعروفة إلا في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري، والإرشاد المذكور ليس "إرشاد المبتدي وتذكرة المنتهي في القراءات العشر" لأبي العز القلانسي المتوفى سنة (521هـ)؛ لأن نقول السيوطي ليست فيه. انظر: علوم القرآن بين البرهان والإتقان 205)).
فأحالني إلى حاشية الإتقان، ثم أحالتنا الحاشية إلى "علوم القرآن بين البرهان والإتقان"، فرجعت إلى الكتاب المذكور.
فوجدت الذي فيه:
لعله: أبو بكر يوسف بن يعقوب الأصم إمام جامع واسط (ت: 313 أو 314).
انظر: معرفة القراء ...... ، وغاية النهاية ....
والأرجح أن يكون أبا بكر عبد الله بن منصور الواسطي (ت 593) .......
أقول:
فالدكتور استقر في نفسه أوَّلا أن السيوطي - رحمه الله - يمكنه أن يقول: (الإرشاد في القراءات العشر للواسطي) ويعني به كتابًا غير مشهور لمصنف مغمور.
[بحيث لا يكون الكتاب من مراجع ابن الجزري مثلا ولا غيره من أهل الفن].
ثم أخذ يبحث عن أي واحد واسطي - كنيته أبو بكر - له صلة بالقراءات، ليلصق به كتاب "الإرشاد في القراءات العشر".
فجاء أولا بـ الأصم المتوفى 313 أو التي بعدها، والمولود في شعبان 218.
وهو متقدم، ومن رجال أسانيد النشر في رواية أبي بكر عن عاصم، بل ومن رجال التيسير أيضًا.
ثم وجد هذا الاحتمال بعيدًا ....... !
فرجَّح أن يكون أبا بكر عبد الله بن منصور الواسطي (ت 593)
وكأن هذا الاحتمال هو القريب، ولذا اكتفوا به في هامش كتاب الإتقان!
خلاصة ما لدي حتى لا تعود تقول أنك تنفي بدليل وأني أثبت بلا دليل:
لا يصحُّ أن أنفي نسبة كتاب يسمى "تهذيب اللغة" عن أبي منصور وأنسبه لأزهري آخر إلا بخمسين دليلا.
ولا يصحُّ أن أنفي نسبة كتاب يسمى "التبصرة في القراءات السبع" عن مكي بن أبي طالب، وأنسبه لواحد آخر اسمه "مكي" إلا بمائة دليل،،، أو نحو ذلك.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[17 Jul 2010, 04:42 م]ـ
ملاحظة:
في ترجمة يوسف بن يعقوب الأصم في "سير الأعلام" ج 15 رقم 82:
قرأ القرآن على يحيى العليمي عن حماد بن شعيب وأبي بكر بن عياش، وعلي بن شعيب بن أيوب الصريفيني.
صوابها: وعَلَى شعيبِ بن أيوب الصريفيني.
ويراجع ترجمته في غاية النهاية، وأسانيد النشر في رواية أبي بكر.
والله أعلم.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[19 Oct 2010, 10:08 ص]ـ
يرجى أن يكون كلُّ مَن طالع هذا الموضوع قد صحَّح نُسخته من (سير أعلام النبلاء) في ترجمة ابن الباقلاني، وترجمة يوسف بن يعقوب الأصم - الواسطيَّين.
وأن يظلَّ ما ورد في هامش كتاب الإتقان (طبعة مجمع الملك فهد) بخصوص نسبة كتاب "الإرشاد في القراءات العشر" ... محل نظر على أقل تقدير.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[19 Oct 2010, 12:01 م]ـ
جزاك الله خيراً.
ـ[عبد الله نظيفي]ــــــــ[19 Oct 2010, 09:51 م]ـ
إضافة قد تفيد في تأكيد كون أبي العز القلانسي الواسطي له كتابين بنفس بداية الإسم: "الإرشاد".
قال ابن الجزري: " ... و إِرْشَادَيْ أبي العز القلانسي ... ". (منجد المقرئين، ص: 87، طبعة عالم الفوائد)
ـ[بومدين بلختير]ــــــــ[20 Oct 2010, 12:15 ص]ـ
قال الإمام ابن الجزري في النشر: (كتاب الإرشاد في العشر للإمام الأستاذ أبي العز محمد بن الحسين بندار القلانسى الواسطي وتوفى بها في شوال سنة إحدى وعشرين وخمسمائة) والإمام السيوطي يذكر أبو بكر الواسطي ويسند إليه الإرشاد في القراءات العشر .. أعتقد أن لكل واحد منهما (القلانسي والواسطي) كتاب اسمه الإرشاد غير إرشاد المبتدي. جاء في كشف الظنون عند ذكر فهرس الكتب المؤلفة في علم القراءة (حرف الألف): (إرشاد المبتدي في العشر) (إرشاد القلانسي في العشر) (إرشاد الواسطي) ........(/)
تعليقات على نسخة من النشر
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[28 Jun 2010, 01:18 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
هذا نموذج من هوامش دّوَّنها الإمام المقرئ سلطان المزاحي على نسخة من النشر في القراءات العشر لابن الجزري.
بيانات النسخة ووصفها:
مكانها: محفوظة بالخزانة الحسنية بالرباط، برقم: (11135).
تمامها: نسخة كاملة.
خطها: نسخي مقروء.
مدادها وعناوينها: مدادها أسود، وكتبت بعض عناوينها بالأحمر، وكثيرا ما تكتب عبارة "قف" على بداية الفقرات لإبرازها والتنبيه عليها، وفي أولها أوراق فارغة وكذلك في آخرها, وعلى بعض الأوراق الفارغة ختم الخزانة الزيدانية بمكناس.
ناسخها: لم يذكر فيها اسم الناسخ.
تاريخ نسخها: لم يذكر فيها تاريخ النسخ.
مسطرتها: 26.7*17.2، متوسط السطور في الصفحة: 31، ومتوسط عدد الكلمات في السطر: 31.
عدد أوراقها: 291 ورقة.
ورقها: أصفر سميك، وألصقت بأطراف بعض أوراقها أوراق رقيقة لتقويتها. وفي أولها أوراق فارغة وكذلك في آخرها.
تجليدها: مجلدة بالجلد الأحمر.
على اللوحة الأولى منها:
كتاب النشر في القراءات العشر
لشمس الدين إمام القراء
والمحدثين العلامة محمد
ابن محمد ابن محمد ابن علي
ابن يوسف الجزري
الشافعي
رحمه الله
آخرها: الحمد لله رب العالمين وحسبنا الله ونعم الوكيل
تصحيحاتها: صححت على نسخة صححها المؤلف، كما يظهر من الهوامش التالية.
صاحب الهوامش:
الشيخ سلطان بن أحمد بن سلامة بن إسماعيل أبو العزائم المَزَّاحي المصري الأزهري الشافعي (985 هـ - 1075 هـ): إمام الأئمة وشيخ القراء والفقهاء والحفاظ، المدرس المفتي الورع العابد الزاهد الناسك الصوام القوام، تولى إمامة الصلاة في الأزهر، توفي صبيحة يوم الأربعاء عند طلوع الشمس من السادس والعشرين من جمادى الآخرة ولم يدفن إلا بعد العصر لكثرة ازدحام الناس عليه ولم يبق أحد بمصر إلا وحضر جنازته، وكان من كبار المحررين وله طريقة خاصة في التحريرات، من شيوخه: سيف الدين بن عطاء الله الفضالي البصير والنور الزيادي وسالم الشبشيري وأحمد بن خليل السبكي وحجازي الواعظ ومحمد القصري، من الآخذين عنه: الشمس البابلي والعلامة الشبراملسى وعبد القادر الصفوري ومحمد البقري ومحمد البهوتي الحنبلي وعبد الباقي الزرقاني المالكي، من مؤلفاته: حاشية على شرح المنهج للقاضي زكريا في الفقه الشافعي، وله أجوبة في القراءات ورسالة في التكبير، ومؤلف في القراءات الأربع الزائدة على العشر. (انظر ترجمته في خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر للمحبي، ومختصر بلوغ الأمنية للضباع: 110، والأعلام للزركلي: 3/ 108).
الهوامش:
كتب سلطان هذه الهوامش بالخط الفارسي، وكان حريصا في أثناء مقابلة النسخة على تسجيل كل مرحلة بلغتها المقابلة، كما كان حريصا على نقل كل هوامش الأصل وهو النسخة التي صححها المؤلف، سواء كانت إفادات أو تصويبات أو تسجيلا للمراحل التي بلغتها المقابلة.
وهذا نموذج من هذه الهوامش (من اللوحة: 9 ب، حتى اللوحة: 15 ا):
1 – قال ابن الجزري في النشر (1/ 27 ط. الضباع): "والرابع" أن يكون الاختلاف في الكلمة بما يغير صورتها ومعناها نحو: "طلع نضيد" في موضع، و"طلع منضود" في آخر".
قال سلطان في الهامش: (اللوحة: 9 ب): "وجد على النسخة المذكورة ما نصه: "حين قرئ هذا على مؤلفه توقف فيه، ولعله كان اعتقد أنه أراد "طلع نضيد" الذي في سورة "ق" و"طلح منضود" الذي في سورة الواقعة. وليس كذلك، بل المراد الذي في سورة الواقعة فإنه قرئ بهما، قال ابن عبد البر في "التمهيد": "وأما "وطلع منضود" فقرأ به علي بن أبي طالب وجعفر بن محمد، وروي ذلك عن علي بن أبي طالب من وجوه صحاح متواترة". فقوله بعد ذلك: "إلا أن تمثيله .. " إلخ ليس على ما ينبغي". ثم وجدت تحت هذا ما نصه: "بل مراد المؤلف: في القراءات الصحيحة المتواترة، فعبارته صحيحة". انتهى.
2 – قال ابن الجزري في النشر (1/ 28 ط. الضباع): "والسابع: أن يكون الاختلاف بالزيادة والنقصان نحو: "وما عملت أيديهم" و"عملته",
قال سلطان في الهامش: (اللوحة: 9 ب): "بلغ مقابلة على النسخة المذكورة وعليها بخط المؤلف ما نصه: "بلغ الشيخ علاء الدين القرقشندي متع الله به سماعا وتصحيحا، كتبه محمد بن الجزري".
(يُتْبَعُ)
(/)
3 – قال ابن الجزري في النشر (1/ 29 ط. الضباع): "ومنها: ما يكون حجة لقول بعض أهل العربية كقراءة: "والأرحام".
قال سلطان في الهامش (اللوحة: 10ب): "ثم بلغ كذلك، أطال الله بقاءه، كتبه سلطان المزاحي".
4 – قال ابن الجزري في النشر (1/ 29 – 30 ط. الضباع): "أحدهما: ما اختلف لفظه واتفق معناه سواء كان الاختلاف اختلاف كل أو جزء نحو: أرشدنا وأهدنا، والعهن والصوف، وزقية وصيحة، وخطوات وخطوات، وهزوا وهزا وهزؤا".
قال سلطان في الهامش (اللوحة 10 ب): "هذا وما بعده إلى قوله: "صيحة" أمثلة لاختلاف الكل، وما بعد ذلك لاختلاف الجزء".
5 – قال ابن الجزري في النشر (1/ 30 ط. الضباع): "والثاني: ما اختلف لفظه ومعناه نحو: قال رب وقل رب، ولنبوئنهم ولنثوينهم، ويخدعون ويخادعون، ويكذبون ويكذبون".
قال سلطان في الهامش (اللوحة 10 ب): "يكذبون – بالتشديد-: بنبي الله، وبالتخفيف: يكذبون في قولهم".
6 – قال ابن الجزري في النشر (1/ 33 ط. الضباع): "فلما كانت المائة الثالثة واتسع الخرق وقل الضبط".
قال سلطان في الهامش (اللوحة 12 ا): "ثم بلغ كذلك – أطال الله بقاءه – كتبه سلطان المزاحي".
7 – قال ابن الجزري في النشر (1/ 36 ط. الضباع): "قال الإمام أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي: "فأما اقتصار أهل الأمصار .. ".
قال سلطان في الهامش (اللوحة 13 ا): "بلغ مقابلة على النسخة المعهودة، وعلى هذا المحل: "بلغ الشيخ علاء الدين القرقشندي، أبقاه الله، سماعا بالمدرسة الباسطية، كتبه محمد بن الجزري".
8 – قال ابن الجزري في النشر (1/ 39 ط. الضباع): "ولما قدم الشيخ أبو محمد عبد الله بن عبد المؤمن الواسطى دمشق في حدود سنة ثلاثين وسبعمائة وأقرأ بها للعشرة بمضمن كتابيه: "الكنز" و"الكفاية" وغير ذلك، بلغنا أن بعض مقرئي دمشق .. ".
قال سلطان في الهامش (اللوحة 13 ب): "قال: "أظنه ابن بصخان".
9 – قال ابن الجزري في النشر نقلا عن أبي حيان (1/ 39 ط. الضباع): "وننتقل إلى الدوري فنقول: اشتهر من من روى عنه: ابن فرح".
قال سلطان في الهامش (اللوحة 15 ا): "بمهملة".
10 – قال ابن الجزري في النشر نقلا عن أبي حيان (1/ 42 ط. الضباع): "وننتقل إلى اليزيدي فنقول: اشتهر من من روى عن اليزيدي: الدروي، والسوسي، وأبو حمدان (كذا في المطبوعة، والصواب: حمدون كما في المخطوطة المذكورة)، ومحمد بن أحمد بن جبير".
قال سلطان في الهامش (اللوحة 15 ا): "كذا وقع، وصوابه: "محمد بن جبير بن أحمد"، كذا قال".
ـ[محمد أحمد الأهدل]ــــــــ[05 Jul 2010, 12:20 ص]ـ
تعليقات مهمة, جُزيت الجنة, فلو تكرمت بإيراد الباقي إن وجدت ...
ـ[أحمد كوري]ــــــــ[05 Jul 2010, 11:22 م]ـ
جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ على الاهتمام والمشاركة والإفادة، وأعتذر لكم عن تلبية أمركم الكريم؛ فقد نقلت بعض هذه الهوامش في فترة إقامتي بالمغرب، ولم يتيسر لي نقل البقية. وليت بعض علماء الرباط يفيدوننا؛ فينشروا ما بقي من هذه الهوامش في هذا الملتقى المبارك "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره".(/)
إلى المهتمين بكتاب التيسير للإمام الداني: هل يوجد من نظمه غير الشاطبي؟
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[28 Jun 2010, 09:43 ص]ـ
كتاب التيسير في القراءات السبع للإمام أبي عمرو الداني - رحمه الله - (ت: 444 هـ) قام بنظمه الإمام الشاطبي - رحمه الله - (ت:590 هـ) في: حرز الأماني ووجه التهاني (الشاطبية)، حيث قال:
وفي يسرها التيسير رمتُ اختصاره ** فأجنت بعون الله منه مؤملاً
وقد جعله على رموز للقرَّاء كما هو معروف للمشتغلين بالشَّاطبية.
وقد ذكر الإمام ابن الجزري - رحمه الله - نظماً آخراً لكتاب التيسير للداني - رحمه الله - نقلاً عن الإمام الذهبي - رحمه الله - في ترجمة: مالك بن عبد الرَّحمن بن علي بن عبد الرحمن أبو الحكم المالقي المعروف بابن المرحل أديب زمانه بالمغرب وإمام وقته. توفي سنة تسع وتسعين وستمائة.
قال الإمام الذهبي - رحمه الله -: وقفتُ له على قصيدة أزيد من الفي بيت لامية نظم فيها التيسير بلا رموز).
(غاية النهاية في طبقات القراء 2/ 36).
وبعد هذا أضع هذه الأسئلة:
فهل وقف أحد من مشايخنا وإخواننا على هذه المنظومة؟
هل وُجد من نظم كتاب التيسير للإمام أبي عمرو الداني - رحمه الله - غير ما ذُكر هنا؟
ـ[الردادي]ــــــــ[31 Aug 2010, 05:29 م]ـ
أخي الكريم أبا إسحاق الحضرمي،
طيَّب الله أوقاتنا وأوقاتكم بطاعته، وعمرها بذكره، وعطَّرها بآيات كتابه ..
أشار الشيخ الموسوعة عبد الهادي حميتو حفظه الله عند حديثه عن شروح الشاطبية ومعارضاتها ونظائرها إلى ما يلي:
((174 - معارضة للشاطبية، أو: «التبصير في نظم التيسير»، لأبي عبد الله بن آجروم الصنهاجي صاحب فرائد المعاني في شرح حرز الأماني
وهي أرجوزة مفقودة فيما أعلم، نقل عنها أبو زيد بن القاضي في كتابه: «بيان الخلاف والتشهير وما جاء في الحرز من الزيادة على التيسير» عند حديثه عن الياءات الزوائد في سورة المؤمن، فقال: قال في التبصير في نظم التيسير لابن آجروم:
وفي التلاقِ والتنادِ الخلفُ .. .. عن ابن مينا والصحيح الحذفُ))
وأشار بعدها إلى ما تفضلتَ بذكره بشأن نظم ابن المرحل، وعنْوَن له بـ: «كتاب التبيين والتبصير في نظم التيسير».
وأشار إلى النظمين أيضاً: الدكتور محمد المختار ولد أباه، في كتابه: «تاريخ القراءات في المشرق والمغرب».
انظر: الإمام أبو القاسم الشاطبي دراسة عن قصيدته حرز الأماني في القراءات ... ، للدكتور: عبد الهادي حميتو: [ص:218] وما بعدها.
وتاريخ القراءات في المشرق والمغرب، للدكتور: محمد المختار ولد أباه: [ص:366].(/)
أتحفونا بموضوعات في القراءات والرسم صالحة للتسجيل في البحوث والرسائل العلمية
ـ[رشا الدغيثر]ــــــــ[28 Jun 2010, 09:43 م]ـ
الشيخ الحسن بن محمد ماديك زاده الله فقهًا، يبدو من كتاباتك أنك متضلع من علم القراءات، وأنك باحث متمكن، بحوثك تفتح آفاقًا لطلاب القراءات وتضيف للعلم جديدًا، ما شاء الله لا قوة إلا بالله،
لذا أطلب منك ومن سائر الإخوان من أهل هذا الفن أن تتحفونا بمواضيع في القراءات أو في الرسم بحاجة إلى بحث ودراسة لنسجلها في دراساتنا العليا، لعلكم تختصرون لنا الطريق، مأجورين ..
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[29 Jun 2010, 01:05 ص]ـ
أختي الكريمة: ما هي طبيعة الرسالة؟
بحث تكميلي، أو رسالة ماجستير، أو دكتوراه؟
ـ[رشا الدغيثر]ــــــــ[29 Jun 2010, 09:43 ص]ـ
ماجستير
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[29 Jun 2010, 11:11 ص]ـ
دراسة وتحقيق وشرح منظومة روضة الطرائف في رسم المصاحف (وتقع في 218بيتا) للإمام الجعبري رحمه الله، مع مقارنتها بمنظومة عقيلة أتراب القصائد للإمام الشاطبي رحمه الله.
ـ[رشا الدغيثر]ــــــــ[29 Jun 2010, 11:38 ص]ـ
أحققه كمخطوط أو أدرسه كموضوع؟
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[29 Jun 2010, 01:27 م]ـ
العمل ـ بارك الله فيك ـ كالأتي:
1ـ تحقيق المنظومة على أصولها الخطية.
2ـ دراسة المنظومة، ويكون ضمن فصول الدراسة مقارنتها بمنظومة عقيلة أتراب القصائد للشاطبي مقارنة شاملة من جميع النواحي، مثل:
أ. عدد الأبيات.
ب. الناحية العروضية.
ج. ترتيب النظمين وتقسيمهما.
د. المادة العلمية في كليهما.
هـ. مدى استفادة الجعبري من نظم الشاطبي.
3ـ شرح المنظومة، وبيان معانيها ومقاصدها.
والجدير بالذكر أن هذه المنظومة نُشرت ضمن كتاب: مجموعة مهمة في التجويد والقراءات والرسم وعد الآي، تحقيق: جمال السيد رفاعي، مكتبة ابن تيمية بالقاهرة، الطبعة الأولى 1427هـ.
وقد حققها على نسخة واحدة من دار الكتب المصرية.
فعليكِ التأكد من مدى جودة التحقيق، ولعلكِ تحصلين على نسخ أخرى تفيدك في تقويم النظم وتقديمه في أبهى حلة.
وفقك الله، وفتح عليك.
ـ[رشا الدغيثر]ــــــــ[29 Jun 2010, 01:39 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[29 Jun 2010, 03:32 م]ـ
خلال كتابتي في اطروحة الدكتوراه عن ظواهر الرسم في مصحف المشهد الحسيني في القاهرة، وتتبع علل الرسم في كتب علوم القرآن والتفسير وغيرها بدت لي بعض الوقفات علها تصلح للبحث والدراسة منها
أثر رسم المصحف في التفسير
فقد وجهت بعض كتب التفسير تفسير آية أو كلمة حسب رسم المصحف منها على سبيل المثال توجيه الطاهر ابن عاشور في تفسيره كلمة (فلا تنسى) في سورة الأعلى انها للنفي وليست للنهي بدليل رسمها بالألف المقصورة، ومنها كلمة (باييد) في الذاريات انها للقوة بدليل رسمها بياءين، ومنها ماذكره البقاعي في توجيه قوله تعالى (مال هذا الكتاب) في الكهف قال البقاعي: رسم لام الجر وحده إشارة إلى أنهم صاروا من قوة الرعب وشدة الكرب يقفون على بعض الكلمة أي: أيّ شيء له حال كونه {لا يُغَادِرُ} لا يترك {صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً} من الزلل تصدر عن جانيها يا وَيْلَتَنَا} حواها وضبطها.
وهكهذا يمكن تتبع المواضع التي كان للرسم أثر في توجيه التفسير بغض النظر عن صحة هذا التوجيه أو عدمه، فهدف البحث هو استكشاف هل أثر رسم المصحف في توجيه التفسير عند علماء التفسير(/)
ماهي ضوابط التشدد أو التساهل في الإقراء؟
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[29 Jun 2010, 02:11 م]ـ
نسمع كثيراً مَن يقول: إنَّ فلاناً متشدِّد في الإقراء، وآخر يُطلق على آخر متساهل في الإقراء. فما هي ضوابط التساهل أو التشدد في الإقراء؟!
هل التساهل كقراءة رواية أو أكثر في ليلة واحدةٍ أو ثلاث ليال أو نحو ذلك؟
أم التساهل هو إقراء أكثر من شخص في وقت واحد؟
أم التساهل في ترك بعض الأحكام التجويدية أحياناً؟
أم التساهل عدم التركيز على الحفظ كثيراً؟
أم التساهل راجعٌ لتصدُّر المقرئ ولم يكن أهلاً للإقراء؟
هذه بعض الأسئلة التي تدور حول تساهل بعض القرَّاء في الإقراء فيما ظهرت لي، وأتوجَّه إلى مشايخنا في هذا الملتقى المبارك: في معرفة ضوابط هذا التساهل في الإقراء، ولاسيِّما وقد جاء عن بعض أئمتنا في التحذير من التساهل في الإقراء، فمن ذلك ما جاء عن الإمام الذهبي - رحمه الله - في ترجمة محمد بن أحمد بن سعود، المعروف بابن صاحب الصلاة، قال ابن الأبَّار: لم آخذ عنه لتسمُّحه في الإقراء والإسماع، سامح الله له). قال الذهبي: قلتُ: وأنا رأيتُ له ما يدلُّ على تسمُّحه بخطه أنَّ بعض القرَّاء قرأ عليه في ليلة واحدة ختمةً كاملةً برواية قالون) - معرفة القراء الكبار 1/ 1199 - . وانظره في غاية النهاية لابن الجزري 2/ 88.
وجاء في ترجمة محمد بن علي بن صلاح المعروف بالحريري: وتصدَّر للإقراء، قرأ عليه محمد ابن شيخنا ابن اللبان وغيره، جالسني كثراً، ولم يكن بالماهر). غاية النهاية 2/ 203.
وجاء في ترجمة محمد بن عبد الله بن سليمان أبو عبد الله الكلبي: وكان أميَّاً لا يكتب ولم يكن بالضابط ولا ممن يعرف الأداء، وكان عنده كتب سمعها من أبي أحمد فكانت تُقرأ عليه، أقرأ الناس بالقيروان وببلده). غاية النهاية 2/ 179.
وجاء في ترجمة ابن الوثيق إبراهيم بن محمد الأندلسي: أن الشيخ مكين الدين الأسمر دخل يوماً إلى الجامع الجيوشي بالإسكندرية فوجد شخصاً واقفاً وسط صحنه وهو ينظر إلى أبواب الجامع فوقع في نفس المكين الأسمر أنه رجل صالح وأنه يعزم للرواح إلى جهته ليسلم عليه ففعل ذلك وإذا به ابن وثيق ولم يكن لأحد منهما معرفة بالآخر ولا رؤية فلما سلَّم عليه قال له: أنت عبد الله بن منصور، قال: نعم، قال: ما جئت من المغرب إلا بسببك لاقرئك القراءات، قيل: فابتدأ عليه المكين الأسمر تلك الليلة الختمة بالقراءات السبع من أولها وعند طلوع الفجر إذا به يقول من الجنة والناس فختم عليه الختمة جمعاً بالقراءات السبع في ليلة واحدة) غاية النهاية 1/ 25، 1/ 460.
فبعد عرض بعض التساؤلات وبعض النماذج من حال القرَّاء حول تساهل القرَّاء، أعود على بدء إلى مشايخي الكرام وأخوتي الفضلاء أهل القرآن لأقول: ما هي ضوابط التساهل في الإقراء؟
ملاحظة: وسيُلحق ما ذكرتُه - إن شاء الله - بعدة تساؤلات ونماذج للتشدد في الإقراء بمثل هذا، لكن بعد الإجابة والنقاش حول التساهل أولاً - استفدتُ في بعض هذا مما كتبه الدكتور محمد بن فوزان العمر - وفقه الله - حول الموضوع -
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[29 Jun 2010, 02:35 م]ـ
سؤال مهم وموضوع جميل ..
بارك الله فيك أخي الكريم.
وأظن أن أكثر ما يبنى عليه إطلاق التشدد والتساهل هذه الأيام هو ما يتعلق بأحكام التجويد، وإقراء أكثر من شخص في وقت واحد.
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[29 Jun 2010, 05:59 م]ـ
حقيقة الموضوع مفيد ومهم، وليتنا نسمع رأي كبار المشايخ المعروفين بالإقراء في أيامنا هذه.
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[29 Jun 2010, 06:14 م]ـ
سؤال مهم وموضوع جميل ..
بارك الله فيك أخي الكريم.
وأظن أن أكثر ما يبنى عليه إطلاق التشدد والتساهل هذه الأيام هو ما يتعلق بأحكام التجويد، وإقراء أكثر من شخص في وقت واحد.
شكر الله لك مرورك أخي الكريم: محمد بن حامد العبَّادي - وفقه الله -
سأذكر بعضاً من صور التساهل التي رأيتُها أو حدَّثني عنها بعض الإخوان ممن رأوا ذلك عند بعض مشايخ الإقراء:
1) إقراء أكثر من شخص واحد، فلقد رأيتُ من بعض المشايخ من يقرئ أكثر من واحد، فكنتُ أقرأ عليه في كتاب التيسير للدَّاني ويتابع معي من نسخته، ويقرأ آخر عليه رواية حفص، وآخر يقرأ ورش، وآخر يقرأ الثلاث، وأحياناً يقرئ أكثر من ذلك العدد - مع جلالة علم هذا الشيخ في القراءات العشر الصغرى والكبرى، وما منعني من قراءة القرآن عليه إلا هذه الطريقة.
2) أخبرني بعض أحبتي عن بعض المشايخ المعروفون بالإقراء أنَّه يقرئ اثنين بالقراءات السبع جمعاً، كلاً بموضع آخر - ولي مع هذا عودة -.
3) زرتُ أحد مشايخ الإقراء بإحدى المراكز للقراءة عليه، فرأيته جالساً يتصفح الكمبيوتر ويراجع بعض بحوثه فيما يظهر لي، وطالبٌ يقرأ عليه بالسبع جمعاً.
4) حدَّثني غير واحد أحبتي عن بعض المقرئين المشهورين، أنه أقرأهم بالدَّور كل طالبٍ يقرأ آية غير التي قرأها الأول حتى ختموا، وأجاز الجميع، وبعضهم يعملها في إقراء الطيبة هكذا.
5) إذا قرأ الطالب لحفص مصحفاً كاملاً، فلا يلزمه في باقي القراء إلا بقراءة أوجه الخلاف، فمثلاً: رواية شعبة قد ينهيها بقراءة أوجه الخلاف بمجلس واحد، وهكذا بقية القرَّاء، وقد رأيتُ ذلك من بعضهم.
6) أثناء جمع القراءات يجعل جلسة لقالون مثلاً، ثم الثانية لورش بمقطع آخر، ثم الثالثة لابن كثير، بالمقطع الثالث .. وهكذا، وهذا كثيراً ما سمعنا ورأينا من بعضهم.
فهذه بعض أساليب التساهل في الإقراء في نظري، أرجو من مشايخي وأساتذتي وإخواني تقويم ما اعوج منها وتصحيحه، وإرشادي في ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالله العاصمي]ــــــــ[29 Jun 2010, 07:25 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا إسحاق الحضرمي على طرح هذا الموضوع المهم، ومن صور التساهل أيضا أن يغفل الشيخ عن الطالب حال القراءة بكلام جانبي أو نوم، أوعدم استحضار الشيخ للأوجه لكبره وضعفه.
ومن التساهل إجازة الطالب وهو لا يعرف بل لا يحفظ متنا في التجويد، وقد نبه العلماء وأهل الأداء على لزوم معرفة المتلقي للقرآن الكريم علم التجويد رواية ودراية.
ـ[مدثر خيري]ــــــــ[29 Jun 2010, 08:10 م]ـ
شكر الله لك مرورك أخي الكريم: محمد بن حامد العبَّادي - وفقه الله -
سأذكر بعضاً من صور التساهل التي رأيتُها أو حدَّثني عنها بعض الإخوان ممن رأوا ذلك عند بعض مشايخ الإقراء:
1) إقراء أكثر من شخص واحد، فلقد رأيتُ من بعض المشايخ من يقرئ أكثر من واحد، فكنتُ أقرأ عليه في كتاب التيسير للدَّاني ويتابع معي من نسخته، ويقرأ آخر عليه رواية حفص، وآخر يقرأ ورش، وآخر يقرأ الثلاث، وأحياناً يقرئ أكثر من ذلك العدد - مع جلالة علم هذا الشيخ في القراءات العشر الصغرى والكبرى، وما منعني من قراءة القرآن عليه إلا هذه الطريقة.
2) أخبرني بعض أحبتي عن بعض المشايخ المعروفون بالإقراء أنَّه يقرئ اثنين بالقراءات السبع جمعاً، كلاً بموضع آخر - ولي مع هذا عودة -.
3) زرتُ أحد مشايخ الإقراء بإحدى المراكز للقراءة عليه، فرأيته جالساً يتصفح الكمبيوتر ويراجع بعض بحوثه فيما يظهر لي، وطالبٌ يقرأ عليه بالسبع جمعاً.
مسألة إقراء اثنين وثلاثة في آن واحد
قال الإمام الذهبي في ترجمة المقرئ علم الدين السخاوي (تلميذ الإمام الشاطبي) شرح (الشاطبية) في مجلدين وشرح (الرائية) في مجلد وشرح (المفصل) في أربعة أسفار وله (جمال القراء) في مجلد و (منير الدياجي في تفسير الأحاجي) في مجلد، وفسر نصف الكتاب العزيز في أربع مجلدات، مات قبل إكماله.
قال القاضي في وفيات الأعيان: رأيته مراراً راكباً بهيمة إلى الجبل وحوله اثنان أو ثلاثة يقرؤون عليه دفعة واحدة في أماكن متفرقة من القرآن مختلفة، وهو يرد على الجميع
قلت: ما علمت أحداً من المقرئين ترخَّص في إقراء اثنين فصاعدا، إلا الشيخ علم الدين، وفي النفس من صح تحمل الرواية على هذا الفعل شيء، فإن الله ما جعل لرجل من قلبين في جوفه. ولا ريب في أن هذا العمل خلاف السنة، لأن الله تعالى يقول: ((وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا)) فإذا كان هذا يتلوا في سورة، وهذا في سورة، وهذا في سورة في آن واحد ففيه جملة مفاسد:
أحدها: زوال بهجة القرآن عند السامعين.
وثانيها: أن كل واحد يشوش على الآخر مع كونه مأموراً بالإنصات.
وثالثها: أن القارئ منهم لا يجوز له أن يقول: قرأت على الشيخ علم الدين وهو يسمع، ويعي ما تلوته، كما لا يسوغ للشيخ أن يقول لكل فرد منهم: قرأ عليَّ فلانٌ القرآن جميعه وأنا منصت لقراءته، فما هذا في قوة البشر، بل هذا مقام الربوبية، كما قالت أم المؤمنين عائشة: ((سبحان من وسع سمعه الأصوات)) وإنما يصح التحمل إجازة الشيخ للتلميذ ولكن تصير الرواية بالقراءة إجازة لا سماعاً من كل وجه.
وهذا ينطبق أيضاً على من كان يتصفح الكمبيوتر أو كتاب أو نحوه!!! والله أعلم
ـ[إبراهيم الفقيه]ــــــــ[29 Jun 2010, 09:41 م]ـ
مما رأيت من التساهل عند بعض المشايخ المشهورين بالإقراء باليمن عدم التركيز على الأحكام التجويدية فيأخذ الطالب الإجازة من هذا الشيخ وقراءته أشبه بقراءة العوام.
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[29 Jun 2010, 10:22 م]ـ
شكر الله للإخوان مشاركتهم ومداخلاتهم المفيدة
للفائدة ينظر موضوع أشبه بهذا بالملتقى على هذا الرَّابط:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=11268
أو على هذا الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=3731&highlight=%C8%ED%E4+%C7%E1%CA%D3%C7%E5%E1+%E6%C7%E 1%CA%D4%CF%ED%CF
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Jun 2010, 10:45 ص]ـ
موضوع قيم أشكر أخي أبا إسحاق، وأرجو أن نقرأ المزيد من التحرير والتتبع لمثل هذه المسألة، واقتراح الحلول العمليَّة للحد من التساهل بصوره غير المقبولة، وترشيد التشدد غير المقبول.
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[01 Jul 2010, 07:45 م]ـ
موضوع قيم أشكر أخي أبا إسحاق، وأرجو أن نقرأ المزيد من التحرير والتتبع لمثل هذه المسألة، واقتراح الحلول العمليَّة للحد من التساهل بصوره غير المقبولة، وترشيد التشدد غير المقبول.
شكر الله لك مرورك وتعليقك مشرفنا المبارك
الموضوع بحاجة إلى جمع ما جاء عن المقرئين الأوَّلين في معرفة ذلك، وسأعرض الآن نقلاً عن الإمام الداني - حمه الله - في نهيه عن التشدد فقال: (فأمَّا ما يذهب إليه بعضُ أهل الغباوة من أهل الأداء من الإفراط في التمطيط والتعسف في في التفكيك والإسراف في إشباع الحركات وتلخيص السَّواكن إلى ذلك من الألفاظ المستبشعة، والمذاهب المكروهة، فخارج عن مذاهب العلماء وجمهور سلف الأمة، وقد وردت الآثار عنهم بكراهة ذلك، وبكيفيته حقيقته ....... ) ا. هـ التحديد في الإتقان والتجويد صـ87 تحقيق: غانم قدوري الحمد.
فهل من التشدُّد في الإقراء تخليص المرقق بترقيقه إذا وقع بين المفخمَّات؟
أم التشدد في ضبط حفظ القرآن وعدم السماح بالخطأ فيه أبداً؟
أم التشدد برفع الصوت على الطلاب وزجرهم إذا أخطأوا؟
أم التشدد بتحقيق المعاني الدقيقة في الأداء مثل التفكيك في مثل (فقعوا)، (يوم هم) وغيرها؟
أم غير ذلك؟
فهذه بعض التساؤلات في معرفة ضابط التشدد في الإقراء، أرجو من مشايخي الكرام وإخواني الفضلاء إدلاء أرائهم في هذا الموضوع، ولي عودة عليه - إن شاء الله - ناقلاً آثار السَّلف والعلماء في النهي عن التشدد في الإقراء.
وبعد هذا كلّه أحاول جمع شتات هذه المسألة ومتفرقاتها، وعرضها على أهل الشأن لنرى رأيهم فيها، فلا تبخلوا علينا بمداخلاتكم وإضافاتكم، فالموضوع جدير بالعناية.
(يُتْبَعُ)
(/)