أخي الحبيب راجع نسخة المخطوط، وانظر فيها لترى ما مسخه التحقيق من اللفظ والمعنى في هذا البيت الفصيح، وإلا فاسمح لي أن أصف لك ما بالمخطوط:
ضبط الناظم رحمه الله راء ((نهار)) بتنوين الجر، ولكنه نسي أن يأخذ بعدها مسافة (بمسطرة الكي بورد) وكتب بعده مباشرة ألفًا وجعل الهمزة قبلها من أعلى حتى ليخيل للناظر أنها فوق الراء وليست كذلك، ثم بعد الهمزة واو وبعدها- بلا مسافة أيضًا- كاف ثعبانية (تشبه الثعبان وليست تلك التي هي كاللام وفيها شرطة نازلة من أعلى) ولكن رأس ثعبانها- لعله- أكلته أفعى الترميم أو الرطوبة، فلم يظهر إلا فتحة على الكاف الذاهب ثلثها (وهو رأس الثعبان) وفتحة على الحرف الذي بعد الكاف وهو الباء وهو واضح جدًّا والنقطة من أسفل، ثم الدال ساكنة، ثم راء منونة بالجر- والتنوين واضح جدًّا- والراء واضحة كلها إلا أن بجوارها دائرة من التآكل متمشية مع الراء آخذة نسبة قليلة جدًّا من حافاتها الداخلية.
لعلك عرفت الكلمة! إنها: ((كبدر)) التي خسفها التحقيق وجعلها ((وجند أن)).
قارن إذن:
الأصل:
تَلُوحُ مَعَانِيهَا لِذِي الْفَضْلِ وَالْحِجَى ..... كَشَمْسِ نَهَارٍ أوْ كَبَدْرٍ تَكَمَّلا
المسخ:
تَلُوحُ مَعَانِيهَا لِذِي الْفَضْلِ وَالْحِجَى ..... كَشَمْسِ نَهَارٍا وَجَندْ أن تكمّلا
وواضح أن ألفاظها بله معانيها لمّا تَلُحْ. وحسبنا الله ونعم الوكيل!!
12 - وَأَبْيَاتُهَا جَمْعُ الأُصُولِ ...... ــــ مَنْقُوْل الأئمة كَالْحَلا
(النقاط من وضع التحقيق)
هذا هو المسخ، قارنه مع البيت الأصل بضبط الناظم،:
و [سمـ]ـيتهَا جَمْعَ الأُصُوْل فأشرقَتْ ــــ بمشـ[ـهو] رِ مَنْقُوْلِ الأئمَّة كالحُلا
والسين والميم غير واضحتين، ويستظهرهما من له أدنى خبرة بتحقيق المنظومات! أما كلمة ((فأشرقت)) التي وضع مكانها التحقيق نقاطًا فواضحة أيضًا إلا قليلاً لا يؤثر في قراءتها لمن له أدنى خبرة بقراءة المخطوطات، وأما ((بمشهور)) فانطمست الهاء والواو لما سبق ذكره من التآكل أو عيب الترميم ولم يثبت التحقيق منها شيئا ولا أشار إلى أنها غير واضحة له. وضبط الناظم ((كالحُلا)) بالضم، ولا يجوز مخالفة ضبطه إلا لخطأ محض وسبب قوي.
14 - وَظُنَّ بِهَا خَيْرًا وَكُنْ مُتَبَصِّرًا ــــ وَلاَ تشر علي طَعْنًا وَكُنْ مُتَأَمِّلاَ
هذا المسخ، فأين الأصل؟ ها هو، قرّ به عينًا:
وَظُنَّ بِهَا خَيْرًا وَكُنْ مُتَبَصِّرًا ــــ وَلاَ تُسْرِعًا طَعْنًا وَكُنْ مُتَأَمِّلاَ
ولا بد هنا من إشارتين: الأولى: إلى سعة علم الناظم بالعربية والعروض، وانظر إلى قوله: ((تُسْرِعًا))، وقد أسرع التحقيق ولم يتأمل قراءة هذه الكلمة، وقد ضبطها الناظم كما رأيت، ولكن حبر الراء خفيف، وعلامة الإهمال على السين واضحة جدًّا، وهو يكاد يلتزم بوضع علامات الإهمال على الحروف المهملة، وتنوين العين واضح جدًّا جدًّا، ولكن التحقيق طعن في عقل الناظم وعلمه، كيف يشكل عين ((علي)) بالتنوين!!
الثانية: قد رسم الناظم كاف ((كن)) الأولى عادية والثانية ثعبانية، وقد ذهب أيضًا رأسها، ولكنها بحمد الله سلمت من المسخ!
20 - فابن كثير قدْ بدأتُ لِمَلَّةٍ ــــ فَأَسْنَدْتُ عَنْهُ أَحْمَداَّ ثُمَّ قُنْبُلاَ
21 - مع إِسْمَعِيلُ عَنْهُ بِطَيْبَةٍ ــــ وَقَالُونُ وَالثَّانِي أبُو جَعْفَرٍ تَلاَ
قبل أن أسألك: هل فهمت من البيتين السابقين شيئًا؟ أنبه على أني تركت الأبيات من 15 - 19 لا لعدم أخطائها، لكن لقلة المسخ بها.
هنا بدأ الناظم، في ذكر أسماء القراء ورواتهم، فيقول- بحسب المسخ-: قد بدأت بابن كثير لِمَلَّةٍ (لا أدري ما معناها، ولعله لِمَلَلِهِ من ابن كثير أو من النظم أو من أي شيء آخر؛ فـ (مَلَّة) واحدة الملل، أو لعل لها معنى آخر)، وجعلت رواته المسنِدين عنه أَحْمَداَّ (هل تستطيع قراءة الألف التي بدل التنوين مشددة وعليها فتحة؟!)، ثم قنبلاً مع إِسْمَعِيلُ، والتحقيق مغرمٌ بالتزام رسم المصنف في مثل هذا، وقد اتفق كل المحققين على كتابته الآن بالطريقة الحديثة!!
(يُتْبَعُ)
(/)
مع إِسْمَعِيلُ (لم لم تجر بـ (مع)؟! نعم لأن (إِسْمَعِيلُ) ممنوع من الجر) بطيبة، يعني أن إسماعيل يروي عن ابن كثير وإِسْمَعِيلُ هذا بطيبة، ومعه أيضًا قالون يروي عن ابن كثير؛ لأن قالون معطوف على إِسْمَعِيلُ. وكان ذكر قبل ذلك أحمد وقنبلا. ثم انتقل إلى القارئ الثاني وهو أبو جعفر، وقول الناظم: ((والثاني أبو جعفر ... )) هو دليل قاطع على صحة هذه المعاني التي نفهمها من المسخ!!!! لأن ابن كثير هو الأول وهو الذي ابتدأ به الناظم ليخلص منه لمللِهِ!
ولكن انظر معي سلمك الله في النسخة الخطية، ماذا ترى؟ سترى الآتي:
[بِإِبْنِ] كَثِيرٍ قَدْ بَدَأْتُ لِمَكَّةٍ ــــ فَأَسْنَدْتُ عَنْهُ أَحْمَدًا ثُمَّ قُنْبُلاَ
[وَنَافِـ]ـعُ إِسْمَاعِيلُ عَنْهُ بِطَيْبَةٍ ــــ وَقَالُونُ وَالثَّانِي أبُو جَعْفَرٍ تَلاَ
فقد علل الناظم بدأه بابن كثير- وليس بنافع كما فعل الشاطبي- لمكان مكة، أو يقصد أنه قارئ لمكة يعني بها. وقوله: ((لمكة)) واضح جدًّا خطًّا وضبطًا، إلا أن الناظم رحمه الله رسم الكاف ألفية ولم يصل بها الشرطة المائلة وصلاً تامًّا، وقد ضبطها بالشكل الكامل. ومن سمع عن القراء أو قرأ الشاطبية:
وَمَكَّةُ عَبْدُ اللهِ فِيهَا مُقَامُهُ ــــ هُوَ ابْنُ كَثِيرٍ كَاثِرُ القَوْمِ مُعْتَلَى
عرف أن الناظم يقصد مكة، وعرف أيضًا أن قالون لا يروي عن ابن كثير!!
ولم يتضح قوله: ((بابن)) لما تقدم مرارًا من سوء النسخة في هذه المواضع.
وكذلك لم يظهر من نافع إلا أكثر العين؛ يقول الناظم في روضة التقرير:
عَنْ نَافِعٍ جَاءَ إِسْمَاعِيلُنَا وَلَهُمْ ــــ وَرْشٌ وَلاَ شَكَّ في قَالُونَ فَاعْتَقِدَا
يعني أن إسماعيل عن نافع عند العراقيين، يقابل ورشًا عن نافع عند الشاميين، وأما قالون فهو عند الفريقين.
أما قول الناظم: ((والثاني أبو جعفر)) فإنه يعني الثاني من قراء طيبة، أي المدنيين، والأول نافع. وقد لاحظت وجود تعليق على النسخة في الحاشية في مقابلة هذا البيت، ونصه: ((أي من المدنـ ... )) وبقية الكلام مبتور بفعل التجليد أو الترميم أو غيرهما، وربما كان هو خط المؤلف، أو من قرأ هذه المنظومة. وهذا التعليق طبعا لم يشر إليه المحقق لا من قريب ولا من بعيد.
ولو رجعت لما نقلته من كلام شيخ المحققين تجده ذكر في أدوات المحقق وما ينبغي أن يكون عليه:
أن يكون متخصصًا في العلم موضوع التحقيق، وأن يكون متمرسًا بأسلوب المؤلف، وبخط الناسخ (وهما هنا واحد)،،، إلخ.
والكارثة أن هذه الأمور التي وقع فيه المسخ ليست عويصة وليست من دقائق علم القراءات!! فالله المستعان.
23 - من عَبْدَ اللهِ وَهُوَ ابْنُ عَامِرٍ ــــ دِمَشق بِإِسْنَادِ ابْنِ ذَكْوَانَ أَقْبَلاَ
24 - [ ... ] وللرّملَي عَنْهُ طَرائِقُ ــــ أُبَيِّنُهَا نَظْمًا وَبِالْبَصْرَةِ انْجَلاَ
25 - أَبُو عَمْرِهِمْ يَحْيَى لَهُ وَشُجَاعُهُ ــــ وَيَعْقُوبُ وَجَامَعْ رُوَيْسٍ تَحَمَّلاَ
البيت الأول مسخه في أنه كتب كلمة ((من)) هكذا وليست في الأصل، والذي في الأصل كلمة غير واضحة، على آخرها- وهو نون في الغالب- ضمة وعلى ما قبل النون فتحة، وضبط الناظم ((عبد)) بالجر، وهنا التحقيق أثبت ((من)) من أين لا أدري، وضبط ((عبد)) بالضم؟؟ أي مسخ هذا!!!!
والبيت الثاني ليس فيه مسخ، لكنه فتح لام ((الرملي))، ولم ينون ((طرائق))، وكتب ((انجلى)) بالألف.
وأتيت به لارتباطه بالبيت الثالث ولأبين شيئًا، وهو أن الكلمة غير الواضحة لا تحتاج عناءً كبيرًا لاكتشافها، حيث يظهر منها قاف منونة بالكسر، وأنا أستظهرها: ((بِطُرْقٍ))، والمعنى أن إسناد ابن ذكوان عند العراقيين أقبل بطرق وللرملي عنه أيضًا طرائق سيبينها الناظم، والدليل على ذلك قوله في الروضة:
وَنَجْلُ ذَكْوَانَ عنه عِنْدَنَا وَلَهُمْ ــــ لَكِنْ لَهُ طُرُقٌ شَتَّى لَنَا وُجِدَا
تَأْتِيكَ نَظْمًا ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ
ولكن يشكل على البيتين عمومًا عدم ذكر هشام وهو راوٍ عن ابن عامر عند العراقيين أيضًا. ولم أتمكن بعد من بحث ذلك.
أما البيت الثالث: ففيه مسخ وطامة:
وهو قول المسخ: ((وَيَعْقُوبُ وَجَامَعْ رُوَيْسٍ تَحَمَّلاَ)). إنّ من يثبت هذا في نظم لم يسمع قطُّ براوٍ اسمه روح، ولم يقرأ في عمره مخطوطًا!!
وفي الأصل بخط واضح وضبط كامل:
(يُتْبَعُ)
(/)
((وَيَعْقُوْبُ رَوْحًا مَعْ رُوَيْسٍ تَحَمَّلاَ))
وقد وضع الناظم علامة الإهمال تحت حاء روح!!!!
26 - عاصِمُ الكوفيْ كشُعُبَة حَفْصُهُ ــــــــــ وَعَنْ حَمْزَةٍ يَرْوِيْ سُّلَيْمُ ليعّلى
الأصل:
[وَعَا] صِمٌ الكوفيْ كَشُعْبَةَ حَفْصُهُ ـــــــــــــ وَعَنْ حَمْزَةٍ يَرْوِي سُلَيْمٌ [ ... ]
والنقاط كلمة أو أكثر غير واضحة، تبدأ بحرف ألف أو لام، ويظهر ما يشبه القاف والباء غير المنقوطة ثم لام ثم ألف، ورسم الناظم الألف مرتين ملتصقتين: ألفًا لينة كالياء غير منقوطة وألفًا عادية.
والظاهر أن مكان النقط: ((له اقبلا))، أو نحو ذلك، واللفظ والمعنى في آخر هذا البيت مرتبط بأول البيت التالي له، وهو:
27 - الدوري معرفاً وَعَنْهُ ــــــــــ عليهم الدوري والطيِّب اعتلا
وانظر إلى ما ضبط من هذا البيت وما ترك!!!
الأصل:
[أَبُو عُمَـ]ـرَ الدُّورِيُّ مَعْ خَلَفٍ وَعَنْ ـــــــــــ عَلِيِّهِمُ الدُّورِيُّ وَالطَّيِّبُ اعْتَلَى
ورسم الناظم ألف ((اعتلى)) مزدوجة كسابقتها.
34 - بِهَا عَاصِمٌ وَالْجِيمُ خَصَّ يَزِيدَهُمْ ـــــ إِذَا الْيَاءُ فِيهَا الْحَضْرَمِيُّ تَقَبَّلَا
الأصل:
قريب منه المسخ، إلا أن في الأصل: ((إِذِ اليَاءُ))، وضبط الناظم رحمه الله قوله: ((خص يزيدهم)) بفتح خاء ((خص)) وضمها، وبنصب ((دال يزيد)) ورفعها، وكتب فوق ((يزيدهم)): ((معًا)) أي: يصلح الضبطان، ولم يشر الماسخ إلى شيء من هذا!
37 - وَدُورِيْ سَلِيمٌ نَقْطُ ظَاءٍ وَعَنْ عَلِيّ ــــــــــــــ بِغَيْنٍ وَبِأَلفَا حَمْزَةُ وَعَلَى اجْتَلا
الأصل:
وَدُورِيْ سُلَيْمٍ نَقْطُ ظَاءٍ وَعَنْ عَلِيْ ــــــــــــــ بِغَيْنٍ وَبِالْفَا حَمْزَةٌ وَعَلِـ[ـيْ اجْتَلَى]
وضبط الماسخ: ((ودوري سَلِيمٌ)) هكذا يعني أنه لا يعرف معنى هذا الكلام، ولا سمع بـ ((دوري سليمٍ)) ولا ((دوري الكسائي)) ولا ((دوري أبي عمرو))! ولا أعرف- على حد علمي- راويًا اسمه ((سَلِيم))، ومراد الناظم: أن الظاء المعجمة هي رمز الدوري إذا روى عن سُليم عن حمزة؛ وهو مقتضى إضافة الدوري إلى سُليم، وأما إذا روى عن علي الكسائي فرمزه الغين. ورمز بالفاء- وهي التي مسخها المحقق: ((وبِأَلفَا)) - لحمزة وعلي الكسائي، وقد مسخ المحقق: ((وَعَلِيّ)) إلى ((وَعَلَى))!!
ووضعت ((ـى اجتلى)) بين معقوفين؛ لأنها غير واضحة البتة.
40 - وَكُوفٍ وَشَامٍ حْضر الْفَخْرُ نافِعٌ ـــــــــــــــ وَكُوفٍ وَكَهْفُ الْكُوفِ وَالْحَضْرَمِي اقْبَلَا
الأصل:
وَكُوفٍ وَشَامٍ حِصْنٌ الْفَخْرُ نافِعٌ ـــــــــــــــ وَكُوفٍ وَكَهْفُ الْكُوفِ وَالْحَضْرَمِي [اقْبَلَا]
70 - وَيَخْسِفْ بِهِمْ كَافٍ وَيَغْلِبْ يَتُبْ أَوْ ــــــــــــــ تَعْجب أذْهَبْ معاً أن ظل دنا زيَد لا
الأصل:
وَنَخْسِفْ بِهِمْ كَافٍ وَيَغْلِبْ يَتُبْ وَتَعْـ ــــــــــــــ ـجَبِ اذْهَبْ مَعًا كُنْ ظِلَّ زِدْ دِ [لَّ] زَيْدَ لَا
وأوائل الكلمات: ((كاف، كن، ظل، زد، دل) لرموز القراء، وبمراجعة أصل النظم، وهو كتاب "الإرشاد" للقلانسي مع رموز الناظم في مقدمة نظمه، تجد هذا الذي أثبتُّه من الأصل مستقيمًا والحمد لله، وقوله: ((دل)) اللام غير واضحة وأنا غير متأكد منها، ولأن الناظم يستعمل- بالضرورة- قلمين لكتابة الرموز بالحمرة وكتابة سائر كلامه، فلا عجب أن تنفصل منه بعض الحروف المتصلة انفصالًا قليلًا وهو ما حدث مع كاف ((كن)).
وعبارة ((زيد لا)) يعبر بها الناظم عن الاستثناء، أي: أستثني رواية زيد بن علي عن الداجوني- ورمز الداجوني في النظم وفي هذا البيت: ((د)) - يعني أن الداجوني- وهو الرملي- مختلف عنه؛ فروي عنه الإدغام والإظهار في هذه الحروف.
72 - .......................... ـــــــــــــــ وَمَعْ تَغْفِرُ اجزمه من الحرف نزلا
الأصل:
................................ ــــــــــــ وَمَعْ نَغْفِرُ اجْزِمْهُ مِنَ الحِرْزِ نُزِّلَا
وميم ((من)) و ((حرز)) ونون ((نزلا)): رموز للقراء!
في الهمز الساكن
103 - فَسَاكِنُهُ ماكتانون مُؤْمِنٍ ــــــــــــ وَمُنْفَصِل وَصْلًا أَوِ أْئتِ وَمَثِّلَا
الأصل:
فَسَاكِنُهُ فَاءً كَتَأْتُونَ مُؤْمِنٍ ــــــــــــ وَمُنْفَصِلٌ وَصْلًا أَوِ ائْتِ وَمَثِّلَا
س: كيف (تِكْسِفْ) في (المَعْجَنْ) عن: ((ماكتانون))؟
إذا عرفت الحل فلا تتصل، ولكن ابتهل بالدعاء على مخرِّبي التراث!
108 - وسجن كَرِّرْ ثُمُ أنْعَامُهَا مَعاً ـــــــــــ ..................
الأصل:
[وَ] سُبْحَانَ كَرِّرْ ثُمَّ أَنْعَامُهَا مَعًا ـــــــــــ ..............................
ولكن الناظم أخطأ خطأً عظيمًا فرسم ((سبحان)) من غير ألف: ((سبحن))، وعذره أنه لا يعرف أنها ستمسخ إلى ((السجن)) بعد بضع قرون!!!
ما كان أحوج هذا المسخ إلى السجن مدى الحياة!
197 - وَنَقْلُكَ قَالُوا الْآنَ لَا الْحَنْبَلِي جَرَى ـــــــــــ أَتَى وَوَقَدْ تَلْوِيهِ أدجاتلا
الأصل:
وَنَقْلُكَ قَالُوا الْآنَ لَا الْحَنْبَلِي جَرَى ـــــــــــ أَتَى وَوَقَدْ تِلْوَيْهِ إذ جا قـ[ ... ]
وقوله: ((ووقد تلويه)) يعني: كلمة ((الآن)) المكررة مرتين في سورة يونس وتلتها في المرتين كلمة ((وقد)).
وما بين المعقوفين لم أتبينه، وفي رموز الناظم إشكال لم أحله، لأني لم أدرسها دراسة وافية، وفي مقدمة النظم خروم في مواضع كثيرة.
أما قول المسخ: ((أدجاتلا)) فالقول فيه كالقول في ((ماكتانون))!
211 - وَقَالَ أعْلَمْ أؤُمَرْ وَاصِلًا فَذُو فَأْذَنُوا ــــــــــــــــ ...............
الأصل:
وَقَالَ اعْلَمِ اؤْمُرْ وَاصِلًا فُزْ وَفَأْذَنُوا ــــــــــــــــ ...............
214 - وَفَاتَّبِعَ الْأَسْبَابَ اتَّبَعَ حَصنَهُمْ ــــــــــــ وَأتبا عْدَال بَدِّلْ بظلَّةَ يُجْتَلَا
الأصل:
وَفَاتَّبَعَ الْأَسْبَابَ أَتْبَعَ حِصْنُهُمْ ــــــــــــ وَأَتْبَاعُكَ الْ بَدِّلْ بِظُلَّةَ يُجْتَلَى
وجزاكم الله خيرًا وبارك فيكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حازم القرطاجني]ــــــــ[30 Sep 2009, 05:23 م]ـ
السلام عليكم
قد أرفقت لكم الصفحتين الأولى والثانية من مطبوع جمع الأصول، وإذا يسر الله قريبا أكملت باقي المطبوع إلى الموضع الذي وصلت إليه في التعليق.
أما المخطوط فهو منتشر على الشبكة، وموجود في مركز ودود.
وجزيتم خيرا
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[07 Oct 2009, 01:54 م]ـ
الأخ الكريم/ حازم القرطاجني.
بارك الله لك، وجزاك الله خيرا على هذا الموضوع القيم.
أخوك أحمد محمد سليمان كانت له تجربة مع كتاب للديواني أيضًا.
فقد كلفني بعض الباحثين بقراءة مخطوط لنظمٍ وشرحه، وأخفى عني بيانات المخطوط، ولما مضيت في قراءة صفحة من المخطوط وجدت هذا الكلام:
[[وَعِنْدَنَا بَسْمَلَ الشَّامِيْ وَبَسْمَلَ إِسْـ * * * ـمَاعِيلُ ثُمَّ شُجَاعٌ وَصْلَهُمْ أَبَدَا
اعلم - أرشدَكَ اللَّهُ تعالى - أنَّ قاعِدَةَ هذا الكتابِ ذِكْرُ الوِفاقِ أوَّلاً فِي الابتداءِ [[[كذا]]] كُلّ قَوْلٍ مِنَ الأَقْوَال، ومعناه أنه يهمل كل قراءة اتَّفق عليها إمام من الأئمَّة السبعة في المذهبين؛ أي: في الكتابَيْنِ "الإرشاد" و "التيسير"، وكذلك يهمل أيضًا اتّفاقَ الرواة الذين ليس لهم [[ص 11]] نظاير، ويذكر ما اختلف فيه الأئمةُ في المَذْهَبَيْنِ والرواةُ المذكورونَ أيضًا، ممّا نَقَلَ أبو العِزِّ فيه وَجْهًا وَنَقَلَ أَبُو عَمْرٍو فِيهِ وَجْهًا، وذلك هو المقصود في هذا الكتاب.
فعلى ما ذكره اتَّفق ابن كثير وقالون وعاصم والكسائي في الكتابين على البسملة، وبسمل الشَّامي - يعني ابن عامر - عند أبي العزِّ وجهًا واحدًا، وإسماعيلُ عن نافع؛ فصار نافعٌ بِكَمَالِهِ عند أبي العِزِّ مُبَسْملاً، وبسمل شجاعٌ عن أبي عمرو؛ فتعيَّنَ لأبي عمرو الوجهان: ترك البسملة من رواية الدوري، والبسملة من رواية شجاع، وكلُّ ذلك حالَ الوصل؛ يعني إذا خَتَم القارئُ سورةً وشَرَعَ في ابتداء أخرى بعدها.]]
فأخبرت من كلفني أن الكتاب هو: "شرح روضة التقرير"، النظم والشرح كلاهما للإِمَامِ المُقْرِئِ أَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعْدٍ الدِّيوَانِيِّ الوَاسِطِيِّ.
فأمدني بما سبق أن أنجزه من تحقيق النظم وشكْله كاملا.
فمضيت في قراءة المخطوط - أعني: ونسخه - والتعليق على بعض ما يلقاني قليلا.
وكتبت في آخره:
أقول: وأتم كتْبه ليلة الاثنين 15 من ربيع الآخر 1429: أحمد محمد سليمان.
كل هذا ولم يكن لدي سوى: النظم المحقق المشكول، ومخطوطة الشرح تنقص أوراقًا من أولها، وبعض المراجع أهمها كتاب "النشر".، ولم يكن لي اطلاع على "النت" طيلة عملي في الكتاب.
بعد اطلاعي على الشبكة، وجدت مخطوطات الديواني مجموعة - كما تفضلتم - فحزنت.
لأني توجست أن هذا المرعى المونق لن يكون في حمى بعيدا عن أدعياء التحقيق.
المهم، انتظرت أن يكمل من كلفني العمل ويخرجه للناس، لكنه إلى الآن لم يفعل، وقد كافأني على عملي المتواضع فقط في حينها.
بعد ذلك فاجأنا الدكتور السالم الجكني بهذا الخبر:
"كتاب " شرح روضة التقرير " للديواني، مسجل رسالة علمية للدكتوراه في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ... " على هذا الرابط:
http://qiraatt.com/vb/showthread.php?t=627
ـ[حازم القرطاجني]ــــــــ[07 Oct 2009, 08:40 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي القارئ المليجي، مرتين:
أولاهما على اطلاعك على الموضوع وردك!
وثانيتهما على أنك أول من (جبر) خاطري واهتم بالموضوع في ((ملتقى القراءات))!!!!!!!!!!
والمرجو- كما علقت على موضوع الرسالة هنا في الملتقى- أن يكون العمل (أعني تحقيق شرح الروضة) جيدا، وألا يظل حبيسا في مكتبة الجامعة، لأنه حينئذ لن يكون هناك أي فائدة منه إلا لمن اطلع عليه من الباحث نفسه والمناقشين!
ووالله إني لأسر بالعمل الجيد كما لو كنت أنا الذي أخرجه، ولكن إذا حزن الإنسان فإنما يحزن على ضعف همته وتقصيره الذي يدع المجال لأمثال هؤلاء الأدعياء لإخراج التراث ممسوخًا، ولست في ذلك بدعا فكثير من طلبة العلم مصاب بهذه الآفة
وَلَمْ أَرَ فِي عُيُوبِ النَّاسِ شَيْئًا كَنَقْصِ القَادِرِينَ عَلَى التَّمَامِ
وإني لأجد نفسي مضطرا إلى القول بأن رسائل الماجستير والدكتوراه بذاتها- في الغالب- لا تصنع محققا، وهذا واقع مشاهد لا يحتاج إلى أدلة. ولكنا نحسن الظن بإخواننا ولا نقطع إلا بشيء رأيناه وعالجناه.
والله يوفق الجميع.
ـ[أبو عبدالله العاصمي]ــــــــ[07 Oct 2009, 09:17 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل حازم القرطاجني على ما أبديته من ملاحظات، وأفيدك أخي الفاضل بأن نظم جمع الأصول في القراءات العشرة سجل (سجله كاتب هذه الأسطر) مشرع رسالة دكتوراه (دراسة وتحقيقا وشرحا) بقسم القراءات بكلية القرآن الكريم بالمدينة النبوية، (وقد أشرت إلى ذلك من قبل) والنظم منه نسختان خطيتان، وعلى النظم تعليقات للمؤلف نفسه.
ولا مانع من أن نستفيد من إخواننا.
وأعتذر للإخوة الأفاضل عن انقطاعي لأنني كنت على سفر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالله العاصمي]ــــــــ[08 Oct 2009, 12:39 م]ـ
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد:
من الملاحظات على كتاب وجه التهاني ادعاء المحقق بأن نظم جمع الأصول ليس منها إلا نسخة وحيدة وهذا خلاف الصواب، فمنها نسخة قرئت على الإمام الحافظ ابن الجزري وعليها إجازته (وهي بحوزتي)، ومن ذلك كذلك عدم وزن الأبيات وضبطها فضلا عن خدمة النص وتحقيقه تحقيقا علميا، ومن قرأ في الكتاب عرف،ولعل الله ييسر في المستقبل القريب إن شاء الله بيان الأخطاء والاستدراكات على نظم جمع الأصول في القراءات العشرة.
وأشكر مرة أخرى الأخ حامزم وفقه الله على بيانه واستدراكاته على كتاب وجه التهاني.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[08 Oct 2009, 03:54 م]ـ
الأخ الفاضل حازم
جزاك الله خيرا على استدراكتك المفيدة وتصويباتك على هذا النظم.
وإن كنت أتمنى أن توضح لنا كثيرا مما لم نستطع قراءته قراءة صحيحة من النظم أو وضع محققه نقطاً كما في الأبيات:
15 - 16 - 17 - 28 - 29 - 42 - 43 - 44 - 157 - 158 - 159 - 160 - 161 - 166 - 185 - 186 - 188 - 198.
والنظم فعلا يحتاج إلى عناية وتحقيق علمي ودراسة , وأسأل الله أن يوفق أخينا الشيخ مهدي في رسالته ويخرجها لنا قريبا إن شاء الله.
ومشكلة العبث في كتب القراءات خاصة وإخراجها بصورة سيئة وتحقيق رديء وتحريف واضح , مشكلة علمية معاصرة تحتاج إلى علاج , والأمثلة على ذلك كثيرة , ولا أدل على ذلك من الإخراج السييء جدا لكتاب الكامل للهذلي , بتحقيق / جمال السيد رفاعي الشايب , الذي صدر عن مؤسسة سما للنشر والتوزيع.
وبقاؤه مخطوطا أفضل بلاشك من إخراجه محرفا (ممسوخا) كما تفضلت.
إلا أننا نلتمس العذر للشيخ د / ياسر المزروعي , وهو قارئ معروف , وقرأ بالقراءات على عدد من المشايخ , ولكنه أخطأ خطأ واضحا في إخراج هذا الكتاب للديواني بهذه الصورة.
والأخطاء واردة من الجميع وينبغي أن نهتم أكثر بتحقيق كتب التراث والعناية بها , وأن يعين بعضنا بعضا على ذلك برفق وأدب دون سخرية واستهزاء , خاصة إذا علمنا أن المحقق من أهل العلم وله جهد وبذل لخدمة القرآن وأهله , وهو بلاشك أخطأ من غير قصد , فينبغي أن نوضح الأخطاء , دون التعريض بالنوايا التي لا يعلمها إلا الله , فأنا أتفق معك في ملاحظاتك القيمة التي استفدت منها وعدلت نسختي بناء عليها , ولكن أختلف معك أخي الكريم في بعض التعليقات مثل:
فيقول- بحسب المسخ-: قد بدأت بابن كثير لِمَلَّةٍ (لا أدري ما معناها، ولعله لِمَلَلِهِ من ابن كثير أو من النظم أو من أي شيء آخر؛ فـ (مَلَّة) واحدة الملل، أو لعل لها معنى آخر)
فالرفق ما كان في شيئ إلا زانه , وكما قال تعالى: (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم)
والمسألة ليست مجاملات ولا مراعاة ألقاب , ولكن يختلف الأمر حين يكون المحقق مستشرقا وغرضه أن يسيئ إلى تراثنا ويعبث بكتب أهل العلم ويحرف تحريفا مقصودا , وبين أن يكون المحقق واحدا منا وهدفه نشر كتب التراث وخاصة القراءات ليستفيد منها المتخصصون , ويبذل جهودا مشكورة في طباعتها ونشرها وتوزيعها.
ولعلنا إذا نبهناه على الأخطاء بأسلوب حسن أن يعيد طباعة الكتاب مرة أخرى بصورة أفضل , وهذا هو الظن بمثل هذا الشيخ الفاضل.
أسأل الله أن يوفقنا جميعا للعلم النافع والعمل الصالح.
وجزاك الله خيرا مرة أخرى يا شيخ حازم على اهتمامك وغيرتك على كتب القراءات.
أخوك / أبوأسامة
ـ[حازم القرطاجني]ــــــــ[08 Oct 2009, 06:19 م]ـ
الأخ الفاضل حازم
جزاك الله خيرا على استدراكتك المفيدة وتصويباتك على هذا النظم.
وإن كنت أتمنى أن توضح لنا كثيرا مما لم نستطع قراءته قراءة صحيحة من النظم أو وضع محققه نقطاً كما في الأبيات:
15 - 16 - 17 - 28 - 29 - 42 - 43 - 44 - 157 - 158 - 159 - 160 - 161 - 166 - 185 - 186 - 188 - 198.
والنظم فعلا يحتاج إلى عناية وتحقيق علمي ودراسة , وأسأل الله أن يوفق أخينا الشيخ مهدي في رسالته ويخرجها لنا قريبا إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومشكلة العبث في كتب القراءات خاصة وإخراجها بصورة سيئة وتحقيق رديء وتحريف واضح , مشكلة علمية معاصرة تحتاج إلى علاج , والأمثلة على ذلك كثيرة , ولا أدل على ذلك من الإخراج السييء جدا لكتاب الكامل للهذلي , بتحقيق / جمال السيد رفاعي الشايب , الذي صدر عن مؤسسة سما للنشر والتوزيع.
وبقاؤه مخطوطا أفضل بلاشك من إخراجه محرفا (ممسوخا) كما تفضلت.
إلا أننا نلتمس العذر للشيخ د / ياسر المزروعي , وهو قارئ معروف , وقرأ بالقراءات على عدد من المشايخ , ولكنه أخطأ خطأ واضحا في إخراج هذا الكتاب للديواني بهذه الصورة.
والأخطاء واردة من الجميع وينبغي أن نهتم أكثر بتحقيق كتب التراث والعناية بها , وأن يعين بعضنا بعضا على ذلك برفق وأدب دون سخرية واستهزاء , خاصة إذا علمنا أن المحقق من أهل العلم وله جهد وبذل لخدمة القرآن وأهله , وهو بلاشك أخطأ من غير قصد , فينبغي أن نوضح الأخطاء , دون التعريض بالنوايا التي لا يعلمها إلا الله , فأنا أتفق معك في ملاحظاتك القيمة التي استفدت منها وعدلت نسختي بناء عليها , ولكن أختلف معك أخي الكريم في بعض التعليقات مثل:
)
فالرفق ما كان في شيئ إلا زانه , وكما قال تعالى: (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم)
والمسألة ليست مجاملات ولا مراعاة ألقاب , ولكن يختلف الأمر حين يكون المحقق مستشرقا وغرضه أن يسيئ إلى تراثنا ويعبث بكتب أهل العلم ويحرف تحريفا مقصودا , وبين أن يكون المحقق واحدا منا وهدفه نشر كتب التراث وخاصة القراءات ليستفيد منها المتخصصون , ويبذل جهودا مشكورة في طباعتها ونشرها وتوزيعها.
ولعلنا إذا نبهناه على الأخطاء بأسلوب حسن أن يعيد طباعة الكتاب مرة أخرى بصورة أفضل , وهذا هو الظن بمثل هذا الشيخ الفاضل.
أسأل الله أن يوفقنا جميعا للعلم النافع والعمل الصالح.
وجزاك الله خيرا مرة أخرى يا شيخ حازم على اهتمامك وغيرتك على كتب القراءات.
أخوك / أبوأسامة
الأخ الحبيب
جزاك الله خيرا على ردك وحسن أدبك، وإن كان يفهم من كلامك نفي ذلك عني.
لكن لعلك لو راجعت أولى مشاركاتي- في المقدمات- سترى أنني لم أهتم بمن حقق ولا بمن طبع أو نشر، ولكني تكلمت عن المطبوع المحقَّق- بفتح القاف الأولى- وعبرت عنه أحيانا بـ التحقيق، وذكرت أن ذلك لأني لا أتعامل مع الشخص بعينه فلست أعرفه أصلا- ونبهت إلى أن ذلك لا يضره- وذكرت أيضا أن من أسباب ذلك أنه قد يكون من قام بالتحقيق شخصا غير من ذكر اسمه على غلاف الكتاب.
ولا أتذكر أخي الكريم أين تعرضت أنا للنوايا!
وإذا كان هذا التحقيق منسوبا إلى الدكتور المزروع نسبة صحيحة، وكان هو في العلم كما تفضلت، فأين هذا العلم لم لم نره في التحقيق!
هذا أولا فيما يخص الدكتور المزروع!
والمكتوب اسمه على غلاف هذا الكتاب لا يخلو حاله من أحد أمرَين أمرَّين:
إما أن يكون هو المحقق الفعلي:
ويظهر من هذا الكتاب أن بينه وبين علم القراءات عموما وفن التحقيق ما بين الثرى والثريا، ويظهر منه أيضا أنه تشبع بما لم يعط ولبس أثواب زور: فقد كتب على الغلاف: ((جمع وتحقيق ودراسة)) وليقل لي من اطلع على الكتاب: أين الجمع وماذا يعني به؟
وليقل لي أيضا: أين الدراسة، وقد قدم للكتاب بصفحتين، وترجم للمصنف ترجمة رديئة في صفحتين ووصف النسخ في مثليهما، ووضع إسناده- زعم- إلى المؤلف في صفحة! وقبل ذلك كله وضع عنوانا داخليا للمنظومات في صفحة؛ فهذه 8 صفحات.
أهذه هي الدراسة؟
وعلى ذكر الإسناد والإجازة العامة- وقد طلبت فهمها حق الفهم من الإخوة هنا في الملتقى حتى لا أكون جائرا عليه- كيف يدلس على الناس بهذه الإجازة العامة التي لا تسمن ولا تغني من جوع؟!
أما التحقيق ففي هذا الموضوع ما يجيب عن السؤال: أين التحقيق؟
والأمرُ الأمرُّ الثاني:
أن يكون ذا علم ولكنه استحل أن ينسب لنفسه جهد غيره، ولم يسعفه الوقت بالقراءة واكتشاف البلاء! وفي هذا كذب على المسلمين ولبس ثوب زور أيضًا، وعلمه كان أحرى أن يصده عن هذا!
وأما ما نقلته من كلامي مما يشعر بالسخرية، فهي سخرية حقيقية، لكنها والله من العمل! لا من العامل كما ذكرت لك، وأنا أتخيل في بعضها معاني مضحكة، دلالة على أن من سمح لنفسه بتسويد هذا ينبغي إذا أحسنّا الظن به أن نقول: إنه لم يكن في وعيه.
وهي أيضا نفسة مصدور!!
ولكني أتساءل بحق وارجو أن تجيب علي: ما عذر الدكتور إن كان هو صاحب هذا الكتاب فعلا!
ما عذر محقق لكتاب في القراءات أن يجعل إسماعيل وقالون الراويين عن نافع يرويان عن ابن كثير؟ وما عذره أن يجعل يعقوب يجامع رويسًا؟ وما عذره أن يجعل ((سبحان)): ((سجنًا))؟ وما عذره أن يجعل الناظم يتكلم بعجمة لم يسمع بها من قبل: ((كشمس نهارٍا وجند أن)) ((ماكتانون)) ((أدجاتلا))!! وما عذره أن يجعل ((سُلَيم)): ((سَلِيمًا)) أي ملدوغا؟! وما عذره؟؟ وما عذره؟؟ وما عذره؟؟ وما عذره؟؟
وعلى كلٍّ، فأنا أعتذر لكم ولجميع رواد هذا الملتقى عما ظهر من كلامي مما قد تنبو عنه ألسنتكم وأقلامكم! وإن كنت بينت لكم وجهة نظري فيه.
وأما عن سؤالكم عن النقاط في هذه المواضع: 15 - 16 - 17 - 28 - 29 - 42 - 43 - 44 - 157 - 158 - 159 - 160 - 161 - 166 - 185 - 186 - 188 - 198:
فقد بينت في الموضوع أن بعض مواضع النقاط بسبب خلل في النسخة بسبب التآكل ورداءة الترميم، ومع ذلك فقد وضع المحقق أحيانا نقاطا والكلام واضح، ووضع كلاما وهو غير واضح في النسخة.
ولم أدع أني أعلم أهل الأرض بالقراءات، وفيما ذكرتم من المواضع كلمات تبينتها بفضل الله تعالى إما تبينا تاما، وإما تخمينا لعلمي المتواضع- بفضل الله- بالعروض وبالمنظومات القرآنية وبعلم القراءات في الجملة، والذي قطع شوطا في فن التحقيق يرزقه الله ملكة يتبين بها التصحيف والتحريف ويكتشفه بحاسة أشبه بالحاسة السادسة!
وإن اتسع الوقت صورت لكم الكتاب كاملا وبينت لكم بعض ما ظهر لي من هذه المواضع إن شاء الله تعالى.
وأولى من ذلك كله فإن في الملتقى أخا كريما لديه نسخة أخرى جيدة من نظم جمع الأصول، لعله إن سمح وقته أن يفيدنا بالمواضع المطموسة أو غير الواضحة وضوحا تاما.
وجزاكم الله خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حازم القرطاجني]ــــــــ[09 Oct 2009, 04:54 م]ـ
وهذه في عجالة بعض المواضع، وما بين المعقوفين غير واضح:
16 - [فما أنـ]ـا عن سهو طرا بمبرأ تبارك من حاز الكمال ومن علا
17 - [وأستـ]ـغفر الله العظيم مهابة وألقي إليك النصح فاصغ لتفضلا
(أثبت المحقق كلمة ((أستغفر)) كاملة ولم يقطع همزتها، ولم يتضح منها سوى الغين والفاء والراء، ووضع قبلها مقوفين بهما نقاط).
18 - [ ... ]ـك والتقوى وإياك والخنى فهاتان أصل للعلوم تأصلا
(وهذا لم تطلبه، وقد أثبت المحقق ما بين المعقوفين: ((إيمانك)) ولم يشر إلى ذلك. والوزن غير مستقيم بها، والمعنى ركيك).
19 - [وَهَا] أَنَا آتِي بِالأَئِمَّةِ كُلِّهِمْ وَأَصْحَابِهِمْ مَعْ طُرْقِهِمْ مُتَحَمِّلا
(وهذا أيضا لم تطلبه، وقد ضبطه المحقق هكذا: ((أَنَّا أَتَى ... )) ولم يشر إلى موضع الطمس.
وهذا ليعلم أني إن تركت بعض الأبيات فليس لعدم وجود أخطاء بها، ولكن تركتها اقتصارا واختصارا.
وليس ذنب المحقق أن يقع خرم أو فساد في المخطوط، ولكن عليه أن يجتهد كل الاجتهاد ويبذل وسعه ليصل إلى مكان الخرم والطمس، ولن يتأتى لأي محقق ذلك إلا بخبرته في المجال العلمي لموضوع الكتاب المحقق وخبرته بالتحقيق وخبرته بأسلوب المؤلف والناسخ والتصحيف والتحريف ومعايشة الكتاب والبحث عن شروحه وووووو.
وإذا ضربت صفحا عن بعض المواضع التي بها إشكال فلأن ذلك يحتاج إلى ما ذكرت من الجهد والوقت.
28، 29 - صورتهما في المرفقة في آخر الصفحة، من استطاع أن يقرأهما على حالهما دون الرجوع إلى النسخة الأخرى، فليفدنا مشكورا.
والظاهر أنه بدأ فيهما يتكلم عن اصطلاحه في الرمز إلى الأئمة والرواة، ولعله ذكر أن منهم عربيان صريحان كما فعل الشاطبي.
42 - وَشَامٍِ وَمِنْ بَعْدِ القِرَاءَةِ حَرْفُهُمْ وَقَبْلُ وَبَعْدُ اللُّغْزُ وَالْحَرْفُ وُ [صِّلا]
(وقد أثبته المحقق هكذا: وشام ومن بعد القرأة حفصهم
وترك بقية البيت خاليا ولم يضع نقاطا ولا غيرها ولم يشر إلى أنه واضح أو غير واضح)
43 - ولا ضير مع لغز ............................................... ...........
(وبقية البيت غير واضح، ولم يثبت المحقق منه شيئا).
157 - [مع] الفتح ضم جاء أمةً اعكسوا .. إلخ
158 - [نشاء] أصبناهم .... إلخ
159 - لم أتبينه
(والطريف أن الأبيات 153، 154، 155، 156 بها الإشكال نفسه، ويظهر في هذه الصفحة سوء الترميم: فالمرمم قام بلصق شريط طولي غطى على كل أوائل سطور الصفحة إلا نحو5 أسطر!! ولكن المحقق لم يشر إلى ما أسماه البياض في هذه الأبيات الأربعة!).
160 - [وفتح] تلا كسرا ......... إلخ
يتبع إن شاء الله
ـ[حازم القرطاجني]ــــــــ[16 Oct 2009, 09:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه نسخة مصورة من نشرة "وجه التهاني إلى منظومات الديواني" جمع وتحقيق ودراسة د. ياسر المزروعي على موقع (فور شيرد)، رفعتها للاطلاع والاعتبار، ولا ينبغي النقل عنها ولا التوثيق عليها!
"وجه التهاني إلى منظومات الديواني"
( http://www.4shared.com/file/141348958/2b7e0a64/WajhutTahany.html)
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[18 Oct 2009, 08:47 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا الجهد المشكور ..
ـ[حازم القرطاجني]ــــــــ[19 Oct 2009, 11:52 ص]ـ
وجزاكم الله خيرا
أخي الكريم
ـ[العلم وسيلة لغاية]ــــــــ[19 Oct 2009, 07:23 م]ـ
جهد مشكور وعمل مبرور بإذن الله تعالى
أعاننا الله وإياك
ـ[حازم القرطاجني]ــــــــ[19 Oct 2009, 08:42 م]ـ
جهد مشكور وعمل مبرور بإذن الله تعالى
أعاننا الله وإياك
جزاك الله خيرا أخي الفاضل وبارك فيكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Oct 2009, 05:33 م]ـ
الأخ العزيز الأستاذ حازم القرطاجني وفقه الله
أسأل الله أن يكتب أجرك ويتقبل منك هذا الجهد في نقد هذا التحقيق نقداً علمياً مشكوراً، يكشف الغطاء عن القيمة العلمية له. ومع تقديرنا لجهد المحقق الكريم إلا أنه ينبغي التنبيه على مثل هذه المؤاخذات حتى ينتبه لها في الطبعة القادمة بإذن الله.
ونحن في حاجة مستمرة للنقد العلمي للطبعات والتحقيقات والمقالات حتى ننتفع بالكتب وقراءتها، وهذا ينعكس بشكل إيجابي جداً على الحركة العلمية في الدراسات القرآنية وما يتعلق بها. مع مراعاة الأدب في كل ذلك حتى لا يقع التباغض بين الباحثين والناقدين فالغرض هو خدمة القرآن وعلومه بعيداً عن التجريح والتقليل من الجهود.
بارك الله فيكم ونفع بكم وبعلمكم.
ـ[حازم القرطاجني]ــــــــ[30 Oct 2009, 06:11 م]ـ
جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن الشهري
لقد شرفني قراءتكم للموضوع وردكم عليه
وبارك الله فيكم
وما أظنني تجاوزت الأدب في الموضوع أبدا؛ لأني لم أتعرض أبدا لشخص المحقق إلا في ردي على بعض الإخوة، وإن ما وقع في الموضوع من نقد ساخر في بعض العبارات يكافئ الاستهانة والاستخفاف بتراث الأمة وبعقول العلماء وطلبة العلم! وهذه السخرية في غالبها إنما هي من المعاني العجيبة التي يعطيها هذا المسخ! وشر البلية ما يضحك!
وأكرر اعتذاري لكم ولجميع القراء!
وقد بينت في موضع آخر ( http://majles.alukah.net/showpost.php?p=279831&postcount=15) أني إنما فعلت هذا ليعلم كل من تسول له نفسه أن يستخف بنا وبتراثنا أيا كان موقعه ومنصبه- يعلم أن هناك من سيرد عليه ولو متخفيا مثلي!
وقد نبه بعض الإخوة قبل ذلك على مسألة (الأدب) أيضا ورددت عليه وسألته بعض الأسئلة المنطقية، ولكنه لم يرد علي ,أرجو أن يكون منعه خير!
وجزاكم الله خيرا(/)
اللقاء الحصري والموسع مع شيخنا المقرئ الكبير عبد الرافع رضوان الشرقاوي
ـ[محب القراءات]ــــــــ[01 Oct 2009, 08:56 ص]ـ
صدر العدد السادس شوال 1430 – أكتوبر 2009م
من مجلة ضياء التي تصدر عن الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالزلفي
وضمن هذا العدد أجرى زميلنا الطبيب د / عبد الله الجار الله , (الباحث بمرحلة الدكتوراه بقسم القراءات بكلية القرآن الكريم) لقاء موسعا ومتميزا مع شيخنا الحبيب العالم الرباني الشيخ عبد الرافع رضوان علي الشرقاوي حفظه الله وأطال عمره في طاعته , ويتميز اللقاء بالتفصيل عن حياة الشيخ وسيرته وحياته وعرض آرائه في القرآن والقراءات والتجويد وغيرها وقد اشتمل هذا اللقاء على العناصر التالية:
• مدخل وتمهيد
• أبرز صفاته ومناقبه.
• نشأته وبداياته في هذا العلم الشريف
• مشايخه وأساتذته وأقرانه ومعاصروه.
• المناصب التي تولاها.
• عناية والديه به وبره بهما.
• تواضعه وزهده وبذله للمعروف وسيرته في الإقراء.
• مؤلفاته.
• مكانته العلمية وثناء العلماء عليه.
• تلاميذه وطلابه ومن قرأ عليه.
• قراءة الدكتور عبد الله الجار الله وتتلمذه عليه.
• أسانيده
• أجوبته وشيء من اختياراته
• لمسة وفاء (أبيات من الشعر نظمها زميلنا د / عبد العزيز بن سليمان المزيني عن الشيخ)
وإليكم مقتطفات مما ورد في اللقاء:
قال د / عبدالله الجار الله:
(الحمد لله الذي جعل لكل شيء سببا وأنزل على عبده كتابا عجبا , فيه من كل شيء حكمة ونبا , والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد , أشرف الخليقة عجما وعربا , وأزكاهم حسبا ونسبا , وعلى آله وأصحابه السادة النجبا , وبعد:
فإن من عباد الله من اصطفاهم لخدمة القرآن العظيم واختصهم بمعرفة أوجهه وقراءاته , حاملين مشعل هذا النور , وقائمين بحفظه ومدارسته نذروا حياتهم لخدمة الوحي الجليل , فظل القرآن العظيم كلام الله لايشوبه شك ولا تحربف ولا تأويل , ومن هؤلاء الذين نحسب أن الله شرفهم ثم سخرهم وقيضهم للعناية بالقرآن الكريم , فضيلة شيخنا الكبير: الشيخ / عبد الرافع رضوان علي الشرقاوي والذي أطرح سيرته العطرة بين يدي طلاب العلم والمتخصصين , لتتعرف الأمة على تجربته المضيئة , ورحلته الطويلة في هذا العلم الشريف ,وليطلع طلاب العلم على طرف من آرائه النيرة واختياراته المعتبرة في بعض المسائل العلمية المشكلة , لتكون تلك السيرة نبراسا يضيئ لهم الطريق:
مدخل وتمهيد:
هو فضيلة الشيخ الكبير, والمقرئ النحرير, بقية العلماء المدققين الكبار الشيخ / عبد الرافع رضوان علي الشرقاوي , ولد في قرية "كفور الرمل" التابعة لمركز "قويسنا" بمحافظة المنوفية بجمهورية مصر العربية , وذلك سنة (1351هـ) الموافق (1932م) من أوائل الأساتذة الكبار الذين أفادوا ودرّسوا وخرّجوا الجيل الأول من كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة , ومناقشة للرسائل العلمية وتدريسا للطلاب وتعليما , كما أنه من أوائل العلماء الكبار الذين شاركوا في عضوية اللجنة العلمية لمراجعة المصاحف المقروءة والمسموعة , بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف , قام على مراجعة وتدقيق أكثر من ستة عشر مصحفا مقروءا ومسموعا بالروايات المختلفة , على غاية من الاستحضار لأوجه القراءات وتحريرها , مع حفظ عجيب لمتون هذا العلم الشريف , عالم في العربية , وأستاذ في الأداء , تتلمذ على كبار المشايخ والعلماء المقرئين فاجتمعت له غرر ودرر من المشايخ الفخام , كالشيخ أحمد عبد العزيز الزيات , والشيخ إبراهيم بن علي السمنودي , والشيخ مصطفى محمود شاهين العنوسي , وشيخ الأزهر سابقا الشيخ عبد الحليم محمود وغيرهم.
لبث زمنا طويلا يمارس الدعوة والخطابة وإمامة الناس في المساجد , فجمع بين القرآن والعمل به , كان ولا زال متناهيا في الفضل والدين , منقطعا إلى الخير , فيه ورع وزهد وسكينة , لازم الإقراء معظم دهره , فقرأ عليه طلاب كثيرون بالقراءات المختلفة , له رحلة مباركة تغرّب فيها عن الولد والبلد للدعوة والإقراء وتعليم المسلمين , عمل مدرّسا بقسم القراءات بكلية اللغة العربية بالأزهر , ثم أستاذا بكلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية , ثم استقر به المقام عضوا رئيسيا متفرغا في اللجنة العلمية بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف , وفي لجنة الإشراف على تسجيل المصاحف المرتلة , له مجالس معمورة بالقراءة والإقراء بالحرم النبوي الشريف كما هي في بيته وحيه , يتزاحم عليه الطلاب من كل مكان , خدم القرآن فنال بركته , متع الله به على طاعته , وأحسن خاتمته ونفع به المسلمين).
وسأنقل لكم هنا إن شاء الله مقتطفات أخرى من اللقاء , وخاصة ما يتعلق بآراء الشيخ حول الأداء القرآني والقراءات والتجويد وغيرها مما يفيد الإخوة هنا, وسأجتهد في الحصول على نسخة من المجلة بصيغة pdf وإرفاقها لكم هنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[01 Oct 2009, 12:58 م]ـ
بارك الله فيك.
و بانتظار اللقاء كاملا ..
ـ[محب القراءات]ــــــــ[10 Oct 2009, 12:38 ص]ـ
من أراد الاطلاع على اللقاء كاملا , فسيجده في موقع الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الزلفي , على هذا الرابط:
الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن بمحافظة الزلفي ( http://quranzulfi.com/)
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[18 Oct 2009, 08:57 م]ـ
جزاك الله خيرا ..
وقد ذكر الشيخ عبد الرافع حفظه الله عددا من أعضاء الملتقى ضمن طلابه وهم:
ـ الدكتور عادل رفاعي، قرأ ختمة بالقراءات العشر الكبرى.
ـ الشيخ محمد بن عمر الجنايني (محب القراءات)، قرأ ختمة بالعشر الصغرى.
ـ الشيخ عبد القدير بن ناصر الشيخ، قرأ ختمة بالعشر الصغرى.
ـ الدكتور عبد الله الجار الله، قرأ ختمة بالعشر الصغرى.
حفظ الله الشيخ، ونفع به وبطلابه.(/)
هل توجد منظومة تجمع بين قراءتي ابن كثير وعاصم من طريق الشاطبية أو الطيبة أو كلتيهما؟
ـ[حازم القرطاجني]ــــــــ[01 Oct 2009, 08:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الأفاضل:
هل توجد منظومة تجمع بين قراءتي ابن كثير وعاصم من طريق الشاطبية أو الطيبة أو كلتيهما؟
فإن بعض الإخوة شرع في نظم يجمع بينهما من طريق الشاطبية، فلو كان هناك نظم في ذلك يفي بالغرض فلا حاجة إلى تكرار الجهد!
وهل- قبل ذلك- لمثل هذا النظم كبير فائدة للمتخصصين؟!
وجزاكم الله خيرا
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[02 Oct 2009, 04:48 م]ـ
النُّورُ الزَّكِيُّ فِي قِرَاءَ ةِ ابْنِ كَثِيرٍ الْمَكِّيِّ
نَظْمُ مَا يُخَالِفُ فِيهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ كَثِيرٍ حَفْصًا الْكُوْفِيَّ
لِلشَّيْخِ المقرئ عُمَرَ بْن يُوْسُفَ حَمَّادٍ
تجدها على هذا الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4342
ـ[حازم القرطاجني]ــــــــ[03 Oct 2009, 01:09 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل
وهي منظومة جيدة، ما شاء الله، نفع الله بها ناظمها وقارئها وعموم المسلمين.
لكنه اقتصر على حفص وأخونا يشرع في جمع ابن كثير براوييه وعاصم براوييه.
وفق الله الجميع إلى ما فيه الخير والفلاح.(/)
هل أعيدت طباعة كتاب ابن النحَّاس في الوقف؟
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[03 Oct 2009, 04:59 م]ـ
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله
وبعد:
فإني أستفسرُ عن أنْفَسِ طبعات كتاب القطع والائتناف لأبي جعفر النحاس والذي خرج بتحقيق الشيخِ أحمد خطاب العمر , من منشورات وزارة الأوقاف العراقية 1398هـ.
فهل أعيدت طباعة هذه النسخة تحديداً , وهل لا يزالُ الحصول عليها ممكناً اليومَ أم لا؟
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[09 Oct 2009, 08:43 م]ـ
ألا جواب.؟
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[09 Oct 2009, 08:58 م]ـ
الدكتور أحمد خطاب العمر توفى منذ أكثر من سنتين - رحمه الله - ومكتبته الشخصية اهدت إلى جامعة تكريت وفيها بعض مؤلفات الدكتور الخطية ولم تطبع فلا اظن ان كتاب القطع سوف يعاد طبعه لأن أولاده بعيدي الاختصاص عن اللغة العربية وهم لايعارضون من يطبعه بشرط ان يشار إلى والدهم
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[10 Oct 2009, 01:55 م]ـ
نسأل الله أن يغفر للشيخ ويرحمه ويجزيه عنا خير الجزاء , ولكن ألا يمكن الحصول على نسخة من طبعة الوزارة له.(/)
النبر و الوقف على الراء بالترقيق للشيخ عامر عثمان؟؟
ـ[محمد الأمين بن محمد المختار]ــــــــ[03 Oct 2009, 11:27 م]ـ
كتاب "مقالات الطناحي" للعلامة البحاثة الأديب الكبير المرحوم/ محمود الطناحي، من أجمل الكتب المعاصرة التي تعتبر كالحدائق المتنوعة الجَنى، فيها من كل الثمار المعرفية ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين
فحتى علم القراءة والتجويد لم تخل منه هذه الحديقة الغناء؛ وقد ترجم الكاتب لإمام القراء الشيخ عامر السيد عثمان رحمهما الله تعالى، وكان مما أورد من فوائده العلمية مسألتان في تجويد القرآن الكريم، رأيتُ أن الأمر فيهما يحتاج لبعض النظر. وهذا نص ما سطر الدكتور الطناحي رحمه الله في مقالاته / ص 243:
(ومن تفنن شيخنا في مجال الأداء الصوتي: أنه كان يأخذنا إلى تفرقة دقيقة لطيفة، في الوقف على الراء من قوله تعالى: (فكيف كان عذابي ونذر)، وقوله عز وجل: (كذبت ثمود بالنذر)، فالراء في الآية الأولى يستحسن ان يوقف عليها بترقيق لطيف يشعر بالياء المحذوفة؛ لأن أصلها (ونذري)، بإثبات ياء الإضافة، وقرأ بها ورش بن سعيد المصري، عن نافع المدني. ومن القراء المعاصرين الذين سمعتهم يراعون ذلك الترقيق اللطيف المشايخ: محمود خليل الحصري، ومحمود حسين منصور، ومحمد صديق المنشاوي.
وأما الراء في الآية الثانية فيوقف عليها بالتفخيم الخالص؛ لأنها جمع نذير
وأما "النبر" في مصطلح علم اللغة الحديث – وهو النظام المقطعي في قراءة الكلمة، فقد كان الشيخ رحمه الله آية فيه، وقد سألته عنه يوماً، فقال لي: إن القراء لم يذكروا هذا المصطل، ولكنه بهذه الصفة يمكن أن يسمى " التخليص"، أي تخليص مقطع من مقطع.
وها أنا ذا أضع هذا المصطلح أمام علماء اللغة المحدثين ليروا فيه رأيهم، ولعلهم يحلونه محل النبر، وقد سمعتُ لهذا التخليص من الشيخ أمثلة كثيرة جدا، أذكر منها قوله تعالى: (فسقى لهما تولى إلى الظل)، وقوله تعالى: (فقست قلوبهم)، وقوله عز وجل: (وساء لهم يوم القيمة حملاً)، فأنت لو ضغطت على الفاء في الآية الأولى صارت من الفسق لا من السقي، وإن لم تضغط على الفاء في الآية الثانية صارت من الفقس لا من القسوة. أما في الآية الثانية فلا بد أن تخلص (ساء) من (لهم) حتى يكون من السوء لا من المساءلة، لو خطفتها خطفة واحدة.)
وأود أن أطرح هنا بعض الاستشكالات على هذه الفوائد: -
هل للشيخ عامر سلف في هذا الاستحسان، من أئمة القراء الذين يسندون ذلك إلى الأئمة المتقدمين؟
- وهل يصح مثل هذه الاستحسانات إذا لم يكن لها سند من الرواية؟ أولا يفتح ذلك باباً لا تؤمن عواقبه؟
- بخصوص المسألة الأولى فقد استمعت إلى الشيخ الحصري في بعض قراءاته فلم ألاحظ عنده ما ذكر الدكتور، ولا أظنه يفعله دون رواية،
- والتفريق بين " نذر " في الآيتين غير مقنع، لأن ما ينطبق على الأولى ينطبق على الثانية، فهي في الأصل مكسورة، ولو لم يلها ياء
- وبخصوص "النبر" أو " التخليص" فالأمر فيه مشكل أكثر من سابقه؛ إذ إن " الضغط" الذي يشير إليه الدكتور لا يمكن أن يكون شيئا آخر غير االتشديد، وإذا لم يكن يراد به التشديد، فلا جديد
أم إن هذا النوع من العلوم المتخصصة يجب أن يكون ناقلوه من أهل التخصص أيضا
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[04 Oct 2009, 11:29 ص]ـ
السلام عليكم
شيخنا الفاضل لقد اعتني السلف الصالح بقضية النبر والاختلاف فقط في الاسم وهذا الموضوع قتل بحثا في هذا الرابط:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1018
أما قضية " نذري"
أولا: هناك فرق بين (بالنذر) وبين " نذر" وحذف الياء وبقائه له اعتبار في كثير من الأحكام وقاسوا عليه نحو " يسر " في سورة الفجر.
وفي هذا الرابط بيان للمسألة:
http://www.qquran.com/forum/showthread.php?t=15130
والسلام عليكم
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[04 Oct 2009, 01:30 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عبد الحكيم ونفع الله بك المسلمين.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[18 Oct 2009, 09:09 م]ـ
علم التجويد علم دراية ونظر، كما أنه علم رواية وأثر، ففيه مجال للاجتهاد.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[20 Oct 2009, 11:12 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
علم التجويد علم دراية ونظر، كما أنه علم رواية وأثر، ففيه مجال للاجتهاد.
السلام عليكم
الاجتهاد بمفهومه غير وارد في أداء اللفظ القرأني، إنما هو اختيار من بين الأداءات المختلفة. والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[20 Oct 2009, 11:26 م]ـ
السلام عليكم
الاجتهاد بمفهومه غير وارد في أداء اللفظ القرآني، إنما هو اختيار من بين الأداءات المختلفة. والله أعلم
والسلام عليكم
أصبتم يا شيخ عبد الحكيم حفظكم الله , كما قال إمامنا الشاطبي رحمه الله:
وما لقياس في القراءة مدخل = فدونك ما فيه الرضا متكفلا
وقد اتفق القراء على أن القراءة سنة يأخذها الآخر عن الأول فهي تلق واتباع وليست باجتهاد ولا باختراع كما نقل ذلك ابن مجاهد في سبعته والداني في جامعه وابن الجزري في نشره وغيرهم من الأئمة وكما في هذه الأحاديث النبوية الشريفة:
4 - تمارينا في سورة من القرآن، فقلنا: خمس وثلاثون، أو ست وثلاثون آية، قال: فانطلقنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدنا عليا يناجيه، قال: فقلنا: إنا اختلفنا في القراءة، قال: فاحمر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم بينهم، قال: ثم أسر إلى علي شيئا، فقال لنا علي: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن تقرءوا كما علمتم
الراوي: عبد الله بن مسعود المحدث: ابن جرير الطبري - المصدر: تفسير الطبري - الصفحة أو الرقم: 1/ 17
خلاصة الدرجة: ثابت
5 - اختلف رجلان في سورة، فقال هذا: أقرأني النبي صلى الله عليه وسلم؛ وقال هذا: أقرأني النبي صلى الله عليه وسلم. فأتي النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبر بذلك، قال: فتغير وجهه، وعنده رجل، فقال: اقرءوا كما علمتم –فلا أدري أبشيء أمر، أم بشيء ابتدعه من قبل نفسه - فإنما أهلك من كان قبلكم اختلافهم على أنبيائهم. قال: فقام كل رجل منا وهو لا يقرأ على قراءة صاحبه.
الراوي: عبد الله بن مسعود المحدث: ابن جرير الطبري - المصدر: تفسير الطبري - الصفحة أو الرقم: 1/ 16
خلاصة الدرجة: ثابت
6 - قال عبد الله: إني قد سمعت إلى القرأة فوجدتهم متقاربين، فاقرءوا كما علمتم، وإياكم والتنطع، فإنما هو كقول أحدكم: هلم وتعال
الراوي: أبو وائل شقيق بن سلمة المحدث: ابن جرير الطبري - المصدر: تفسير الطبري - الصفحة أو الرقم: 1/ 28
خلاصة الدرجة: صحيح
33 - قال عبد الله بن مسعود, تمارينا في سورة من القرآن, فقلنا خمس وثلاثون آية ستة وثلاثون آية قال: فانطلقنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فوجدنا عليا يناجيه فقلنا: إنا اختلفنا في القراءة, فاحمر وجه رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فقال علي أن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يأمركم أن تقرأوا كما علمتم.
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 894
خلاصة الدرجة: إسناده حسن
فانظر كيف بينت هذه الأحاديث أن القراءة بأدائها وكيفيتها يجب أن تكون على التلقي الصحيح.
ومصدر هذه الأحاديث:
http://www.dorar.net/enc/hadith/ كما+علمتم/+ w&page=0
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[21 Oct 2009, 01:57 م]ـ
قال الديواني - رحمه الله - في شرح روضة التقرير:
((ولو وقعت المكسورة بعد الضمّ [ص77] أو الفتْح ووقفتَ بالسكون فالتَّفخيمُ لا غير، وإن وقفت بالرَّوم فالتَّرقيق لا غير، فمثال وقوعِها بعد الضم: فكيف كان عذابي ونُذُر، وبعد الفتح: على قدَر
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[21 Oct 2009, 03:59 م]ـ
فصل في (نذري)
قبل الحديث علي " نذري " أود أن أقدم مقدمة بسيطة.
أولا: هذا الباب ــ باب الراءات ــ أكثره إنما هو قياسي علي الأصول، وبعضه أخذ سماعا،و لو قال قائل: إنني أقف في جميع الباب كما أصِل، سواء سكنت أو رمت لكان لقوله وجه، لأن الوقف عارض، والحركة حذفها عارض وفي كثير من أصول القراءات لا يعتدون بالعارض، قال: فهذا وجه من القياس مستتب، والأول أحسن " قلت ــ أبو شامة ــ وقد ذكر الحصري الترقيق في قصيدته: ــ وما أنت بالترقيق وأصله .. فقف عليه به إذا لست بمضطر " ا. هـ 259 قال أبو عمرو الداني: (بين المرء) بأن القياس إخلاص فتحها، وقال في آخر باب الراءات من كتاب
(يُتْبَعُ)
(/)
الإمالة: فهذه أحكام الوقف علي الراءات على ما أخذناه عن أهل الأداء وقسناه علي الأصول إذ عدمنا النص في أكثر من ذلك ... " إبراز المعاني
قال ابن الجزري: بعدما ذكر في نشره الخلاف في أصل الراء قال: " والقولان محتملان، والثاني أظهر لورش من طرق المصريين ولذلك أطلقوا ترقيقها واتسعوا فيه كما قدمنا. وقد تظهر فائدة الخلاف في الوقف علي المكسور إذا لم يكن قبله ما يقتضي الترقيق فإنه بالوقف تزول كسرة الراء الموجبة لترقيقها فتفخم حينئذ علي الأصل علي القول الأول، وترقق علي القول الثاني من حيث إن السكون عارض وأنه لا أصل لها في التفخيم ترجع إليه فيتجه الترقيق ثم ذكر كلام مكي " ا. هـ 2/ 109 ثم قال في تقريب النشر. " ..... وإن كان قبلها غير ذلك فهي مفخمة سواء كانت مكسورة وصلا أولم يكن نحو: " الحجر، وكبر، والنذر، والشجر، والفجر، وليلة القدر " وذكر بعضهم جواز ترقيق المكسورة في ذلك ولو كانت الكسرة عارضة وخص بعضهم ذلك لورش، والصحيح التفخيم " ا. هـ ًًًصًًًًًـ 74
فمما سبق يتضح لك أن الوقف علي الراء المكسورة المتطرفة وقبلها ما يقتضي التفخيم علي مذهبين:
الأول: أن تفخم الراء وقفا إذا لم يسبقها ما يقتضى الترقيق
الثاني: أن تفخم و ترقق الراء في الوقف ما دامت مكسورة وصلا ولو سبقت بما يقتضي التفخيم.
فإن قيل: ماذا تفعل في قول الشاطبي في باب الراءات:
وما لقياس في القراءة مدخل.: فدونك ما فيه الرضا متكفلا.
قلت: إذا نظرنا في سبب هذا البيت يتضح الأمر فقد ذكر الشاطبي البيت بعد قوله:
وما بعده كسر أواليا فما لهم.: بترقيقه نص وثيق فيمثلا.
فهو يرد علي مكي والحصري القيرواني وغيرهم مما أجازوا ترقيق الراء إذا كان بعده كسر أو ياء نحو " قرية ــ المرء " حيث أثبتوا ترقيقها بالقياس، بينما نصوص الأئمة في مثل هذه ثابتة بالتفخيم. فلذلك ذكر هذا البيت، وليس معني هذا نفي القياس مطلقا، قال أبو شامة " .. وأما نفي أصل القياس في علم القراءة فلا سبيل إليه وقد أطلق أبو عمرو الداني في مواضع ..... " إبراز المعاني صـ 258
فيتضح أن البيت ليس على إطلاقه كما سبق فما أخذ به الشيخ المتولي له سلف كما أسلفنا وبه جاء النص عن بعض أئمتنا ــ وبعض العلماء يأخذون بالوجهين في كل ما هو مكسور في الوصل عند الوقف ويجرون فيه الترقيق والتفخيم بقاعدة الاعتداد بالعارض وعدمه وإن كان هذا الرأي مرجوحا إلا أنه رأي موجود منذ القدم وعليه فلا عبرة بما قاله الشيخ عبد الرازق علي موسي / في عدم صحة القياس حيث إنه ثبت بالنص عن أئمتنا أنهم كانوا يأخذون بهذا المذهب فلماذا يعدها من أقيسة المتولي؟ وفي حقيقة الأمر يأخذ علي المتولي أنه نسب هذا القول إلي ابن الجزري وهذا سبق قلم منه ــ رحمه الله ــ ولعله خطأ من النساخ، والإمام المالقي أيضا ذكر المذهبين السابقين، فيتضح أن الإمام المتولي لم يأت بشيء من تلقاء نفسه وإن كان رأيه مرجوحا كما ذكر مكي فابن الجزرى قال بالوجهين في " الفجر والبشر " ووجه الترقيق غير معمول به عند أئمة عصرنا كما ذكر ذلك صاحب إتحاف فضلاء البشر حيث قال: " والفجر بالتفخيم أولي تقدم أن الصحيح فيه التفخيم للكل ومقابلة الواهي تعتبر عروض الوقف."
منقول عن أبي عمر المقرئ حفظه الله.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[22 Oct 2009, 01:29 ص]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم شيخنا طارق بن عبد الله وحفظكم الله ورعاكم
وقولكم (وما لقياس في القراءة مدخل ... فدونك ما فيه الرضا متكفلا)
وقال مكي: ... أكثره إنما هو قياسي علي الأصول، وبعضه أخذ سماعا ... )
أجاب العلامة الجعبري علي هذا الإشكال، حتي لا يغتر أحد بنص القياس ويتخذها حجة بأن هناك قياس، ويلزم من هذا القياس اجتهاد في الرأي.
فقال الجعبري في باب الراءات في شرح البيت السابق:
" وقول مكي: أكثر هذا الباب قياس وبعضه أخذ سماعا " من قبيل المأمورية لا المنهي عنه، ومعناه: عدم النص علي عينه فحمل علي نظيره الممثل بعد ثبوت الرواية في اطراد الأصل، لا أنهما عملا بمجرد القياس وفتحا باب الرأي للناس، ولقد كانا في غاية من الدين والتمسك بالأثر حقق ذلك ما قاله الداني في أرجوزته فإياك أن تحمل كلامهما علي هذا فتنتظم في قوله (ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله) ... ) ا. هـ
وكلام العلامة الجعبري لايحتاج إلي كلام. والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[23 Oct 2009, 02:23 ص]ـ
وعليكم السلام يا شيخ عبد الحكيم، ولا تنس أني "ضيف الله" ولست صاحبك "محمد يحيى شريف" ..
وأشكر القارئ المليجي على هذا النقل النفيس عن الديواني الذي أقف عليه لأول مرة.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[24 Oct 2009, 01:32 م]ـ
وأشكر القارئ المليجي على هذا النقل النفيس عن الديواني الذي أقف عليه لأول مرة.
جزاك الله خيرا يا أخي الحميم ضيف الله الشمراني العامري.
كلام الإمام الديواني (شيخ القراء بواسط) مع كونه الأثر الصريح في المسألة، فهو أيضًا الذي يقبله الرأي والاجتهاد والقياس،، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[24 Oct 2009, 02:53 م]ـ
لا شك أن هذا نقل نفيس يشكر عليه القارئ المليجي جزاه الله خيرا , وهو مرجح لوجه التفخيم كما قال فضيلة الشيخ عبد الرازق موسى رحمه الله في تحقيقه للفتح الرحماني حيث قال ما نصه:
جرى العمل بين القراء والمقرئين على الترقيق وقفا في كلمة (يسر) في سورة الفجر. كما جرى العمل بينهم على التفخيم وقفا في كلمة (ونذر) المسبوقة بواو في سورة القمر في مواضعها الستة. وتركوا الوجه الثاني في الكلمتين وهو التفخيم في يسر والترقيق في (ونذر) وقفا، وما جرى عليه العمل بين القراء هو الصحيح كما قال الحافظ ابن الجزري وهو الذي عليه عمل أهل الأداء. كما سنبينه.
ولكن هناك من أفتى بأن المقدم في الأداء هو الترقيق في كلمة (ونذر) وقفا وأقرأ غيره به، متمسكين بما ذكره الشيخ إبراهيم شحاته السمنودي في نظمه المخطوط، والضباع في إرشاد المريد ص 112 الذي استحسن الترقيق فيها ولم يذكر سببه ولم يروه عن أحد غيره، وكذلك المتولي في فتح المعطي ص 48 فقد ذكر أن الحكم فيها وفي يسر الترقيق على ما اختاره ابن الجزري يرحمه الله تعالى. وبعضهم قال في النشر فرقا بين كسرة الإعراب وكسرة البناء، وبالرجوع إلى النشر لم نجد أساسا لما بنوا عليه هذا الحكم لا نصا ولا قياسا ـ كما سنوضحه.
وقد بحثنا المسألة مع شيوخنا. ومنهم فضيلة الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات الذي قال: لم نقرأ ولم نقرئ إلا بالتفخيم في كلمة (ونذر) وقفا.
ويبدوا أن المتولى قاسها على كلمة (يسر) في الفجر على غير قياس. فلعله سهو منه ومن تبعه في ذلك.
وإذا قيل: إن المتولى قاسها على يسر في الفجر باجتهاد منه؟ فالجواب على ذلك أنه قياس غير صحيح لأن الكلمتين مختلفتان كما سنبينه. وكان على المتولي أن ينسب هذا القياس لنفسه. ولا ينسبه إلى ابن الجزري كما فعل في فتح المعطي.
نعود إلى النشر في الوقف على الراء جـ 2/ 110 فنذكر منه نصوصا تبين لنا أن ابن الجزري لم يتعرض لكلمة (ونذر) بصفة خاصة وأن كلمة (ونذر) تختلف عن كلمة (يسر) من عدة وجوه نذكرها لئلا يتبادر إلى الذهن أنهما سواء في الحكم.
أولا/ابن الجزري قال في النشر جـ 2/ 110: القول بتفخيم الراء حالة السكون وقفا هو المقبول المنصور، وهو الذي عليه عمل أهل الأداء. أقول ما لم يكن هناك موجب للترقيق ولم يستثن كلمة (ونذر) واستثنى (يسر) فرقا بين كسرة الإعراب وكسرة البناء.
ثانيا/ من المتفق عليه أن التفخيم أولى في كلمة (بالنذر) وقفا في سورة القمر أيضا. ولا فرق بين الكلمتين في الحركات والنطق. ولم يسبق الراء فيهما ما يوجب الترقيق بل سبقهما ما يوجب التفخيم وهو وجود ضمتين قبل الراء فيهما. فينبغي التسوية بينهما في الحكم. وهناك فرق تقديري وهو أن الراء في بالنذر متطرفة حقيقة. وفي (ونذر) متوسطة تقديرا بياء الإضافة.
وهذا الفرق لا يوجب الترقيق لأن ابن الجزري لم يذكرها مع يسر كما سنذكره.
ثالثا/ ذكر ابن الجزري في التنبيه السابع في الكلام على ما يرقق فرقا بين كسرة الإعراب وكسرة البناء ثلاث كلمات بالتحديد (أن أسر) وقفا عند من قطع وسكون النون وكذلك (فاسر) عند من قطع أو وصل، يحتمل التفخيم لعروض السكون ويحتمل الترقيق، ولم يرجح أحدهما على الآخر ثم قال: وكذلك الحكم في (والليل إذا يسر) في الوقف بالسكون على قراءة من حذف الياء فحينئذ يكون الوقف بالترقيق أولى. أهـ بتصرف.
أقول: هذا ما ذكره ابن الجزري في هذه المسألة مقتصرا على هذه الكلمات فقط ولم يعمم بنحو ذلك ولم يتعرض لكلمة ونذر كما تعرض لكلمة يسر لأن الترقيق في كلمة يسر مستساغ. إذ قبل الراء حرف مستفل ساكن وقبله فتحة. والفتحة أخف من الضمة فهي تشبه كلمة أن أسر من كل الوجوه لذلك ألحقت بها بخلاف ونذر فهي تشبه بالنذر قي الحكم وابن الجزري لم يستثنها ولم يخصها بحكم. لم يقل بذلك أحد إلا المتولي.
(يُتْبَعُ)
(/)
رابعا/الراء والياء في كلمة (ونذر) تختلفان عنهما في كلمة (يسر) أصلية لأنها لام الكلمة إذ أصلها يسري على وزن يفعل والراء فيها عين الكلمة فهي متوسطة وكسرتها كسرة بنية وقبلها ساكن مثل (أن أسر) و (فاسر)؛ لذلك ألحقها ابن الجزري بهما. أما الباء في (ونذر) فهي ياء إضافة زائدة والراء متطرفة لأنها لام الكلمة وكسرتها ليست أصلية وقبلها ضمتان والضم موجب للتفخيم ولذلك لم يدخلها ابن الجزري في باب أن أسر. وتركها مع بالنذر ونحوها تحت قاعدة واحدة. ولم يخصها بحكم.
خامسا/ وهو أهم فارق بينهما. أن الراء في ونذر معربة وكسرت لمناسبة ياء الإضافة عند من أثبتها وفي غير القرآن يمكن رفعها نحو جاء نذر فلان، أما كسر الراء في يسر فهي كسرة بناء أي بنية الكلمة لأن الراء عين الكلمة لا تتغير في جميع الأحوال. ولذلك رققت فرقا بين كسر البنية وكسرة الإعراب. فكيف للمتولي ومن تبعه أن يسوي بينهما في الحكم؟ لعل هذا من باب السهو.
هذا ما في النشر ومثله في تقريب النشر ص 74. فبعد أن ذكر الترقيق فيها إذا كان قبلها كسرة أو ساكن بعد كسرة أو ياء مكسورة. أو ألف ممالة، أو راء مرققة لورش في (بشرر) قال: وإن كان قبلها غير ذلك فهي مفخمة سواء كانت مكسورة وصلا أم لم تكن. نحو (بعصاك الحجر) و (لا وزر) وليفجر، والنذر، والشجر، والفجر، وليلة القدر، وذكر بعضهم جواز ترقيق المكسورة في ذلك لعروض الوقف والصحيح التفخيم. أ. هـ. أقول: مقابل الصحيح الواهي الذي لم يعمل به عند أهل الأداء كما في الإتحاف.
ومن بين الأمثلة التي يشملها كلام ابن الجزري في هذه القاعدة كلمة: بالنذر، بالقمر، يجوز ترقيقها والصحيح التفخيم كما قال ابن الجزري، والمعول عليه عند أهل الأداء. وتشمل الأمثلة أيضا كلمة (ونذر) بالقمر، ما دام الحافظ وغيره من العلماء القدامى لم يستثنها، ولولا أنه استثنى كلمة (يسر) لدخلت في هذه القاعدة. وصارت مثل: والفجر، وليلة القدر.
ويرد على الضباع بالإضافة إلى ما ذكر بأن الشيخ الحصري سجل القرآن لأول مرة عام 1950 تحت إشراف لجنة علمية في عهده، ولم يقف عليها بالترقيق ولم يأمر بذلك.
وكذلك وقف عليها بالتفخيم فضيلة الدكتور الشيخ على الحذيفي الإمام بالحرم النبوي الشريف وغيرهما من القراء. والقراءة سنة متبعة بشرط اتفاق القراء على العمل بها، واتباع ما عليه العمل في الأداء.
والخلاصة: أنني لم أعثر في كتب ابن الجزري التي بين أيدينا ولا في كتب العلماء القدامى مثل البنا في إتحافه ص 98 والإمام النويري وشراح الجزرية لم أعثر على نص يخص كلمة ونذر باختيار الترقيق وقفا لابن الجزري كما ذكر المتولي والمأخوذ من كلامهم أن الحكم فيها هو التفخيم وقفا وهو الصحيح المنصور وعليه عمل القراء والمقرئين. والله أعلم. أ.هـ
قال الإمام شمس الدين محمد بن قاسم البقري (تـ1111هـ) ـ رحمه الله ـ في كتابه (غنية الطالبين ومنية الراغبين) في كلامه عن أحكام الراء:
((فإن وقفت عليها فلا تخلو من أن تكون مفتوحة أو مضمومة أو مكسورة فإن انفتحت أو ضُمت وقفت عليها بالتفخيم، نحو قوله تعالى) الكوثر): (الأبتر) الكوثر: 3، وإن انكسرت فقف عليها بالترقيق، نحو: {قادِر}، {ساحِر}، فإن سَكَنَ ما قبلها فلك فيها وجهان التفخيم والترقيق، والأول أصح وعليه المعوَّل، فإن وقع قبلها حرف استعلاء فخمت اتفاقا، وإن انضم ما قبلها فخمت قولا واحدا.
مثال ما إذا سكن ما قبلها وهي مكسورة: {القَدْرِ}، {الفجر} ِ.
ومثال ما إذا انضم ما قبلها، نحو: {نُذُر} و {سعر})).
وقال الإمام أبو الحسن الصَّفاقُسي (تـ 1118هـ) ـ رحمه الله ـ في كتابه (تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين): ((إذا وقفتَ على الراء بالسكون نظرت إلى ما قبله، فإن كان ما قبله كسرة نحو: {مُنْذِر}، أو ساكن بعد كسرة نحو: {الشِعْر}، أو ياء ساكنة نحو: {العِيْر}، {لاضَيْر}، أو ألف ممالة نحو: {الدار}، {الأبرار} عند من أمال، أو راء مرققة نحو: {بِشَرَر} رقَّقَّتَه.
وإن كان قبله غير ذلك فخمتَه، ولو كان في الأصل مكسورا، هذا هو المعول عليه عند جميع الحُذَّّاق، وبه قرأنا على جميع شيوخنا).
وبهذا يتبين للقارئ الكريم أن الصواب في هذه الكلمة التفخيم، وأن ترجيح الترقيق اجتهاد من بعض المتأخرين لم يحالفهم فيه الصواب، وهم مأجورون ـ إن شاء الله ـ على اجتهادهم، لكن لا يُتابعون على خطئهم. انتهى كلام الشيخ عبد الرازق رحمه الله.
ولي عتب شديد على أخينا ضيف الله حيث أنه نقل بعض كلام الشيخ عبد الرازق رحمه الله ولم يعزه للشيخ في هذا الرابط:
http://www.qquran.com/forum/archive/index.php?t-26593.html
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[27 Oct 2009, 12:08 ص]ـ
كلام الإمام الديواني (شيخ القراء بواسط) مع كونه الأثر الصريح في المسألة، فهو أيضًا الذي يقبله الرأي والاجتهاد والقياس،، والله أعلم.
السلام عليكم
القضية ليست قضية نص في المسألة في هذه بالذات لأن المسألة خلافية منذ القدم تحت قاعدة الاعتداد بالعارض وعدم الاعتداد بالعارض.
قال في النشر ومثله في تقريب النشر ص 74. فبعد أن ذكر الترقيق فيها إذا كان قبلها كسرة أو ساكن بعد كسرة أو ياء مكسورة. أو ألف ممالة، أو راء مرققة لورش في (بشرر) قال: وإن كان قبلها غير ذلك فهي مفخمة سواء كانت مكسورة وصلا أم لم تكن. نحو (بعصاك الحجر) و (لا وزر) وليفجر، والنذر، والشجر، والفجر، وليلة القدر، وذكر بعضهم جواز ترقيق المكسورة في ذلك لعروض الوقف والصحيح التفخيم. أ. هـ. أقول: مقابل الصحيح الواهي الذي لم يعمل به عند أهل الأداء كما في الإتحاف.)) ا. هـ
فالنص موجود بجواز الأمر، فيبقي الأمر علي أيهما نقدم في الأداء؟.
وأسأل الإخوة: لماذا اختار ابن الجزري (الفجر والبشر من هذا النوع؟) مع العلم بأن المتولي ذكر (الفجر والبشر) وأجاز فيهما الوجهان ومنعهما صاحب الإتحاف كما مر من الكلام السابق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[28 Oct 2009, 12:30 ص]ـ
الشيخ الفاضل/ عبد الحكيم
كلام الديواني يتفق معه تماما كلام صاحب "الكنز في القراءات العشر" - وإن لم يذكر الآية بنصها - وهما معًا إماما القراءات في عصرهما بواسط.
ومن فضيلة هذين الإمامين أنهما جمعا طرق العراقيين والمغاربة، وعلى نهجهما سار ابن الجزري.
ابن الجزري تكلم عن الوقف على الراء، فذكر ما يوقف عليه بالسكون فقط،
وما يوقف عليه بالسكون أو الروم.
وما يوقف عليه بالسكون أو الروم أو الإشمام.
والقراء يعنيهم هذا التمييز جدا، وإن كان أكثر الأداء الوقف بالسكون.
ثم قال: إذا تقرّر هذا فاعْلمْ أنّك متى وقفْت على الرّاء بالسّكون أوْ بالإشْمام نظرْت إلى ما قبْلها؛ فإنْ كان قبْلها كسْرة، أوْ ساكن بعْد كسْرة، أوْ ياء ساكنة، أوْ فتْحة ممالة، أوْ مرقّقة، نحْو .... رقّقْت الرّاء، وإنْ كان قبْلها غيْر ذلك فخّمْتها، هذا هو القوْل المشْهور المنْصور.
ثم قال:
وذهب بعضهم إلى الوَقفِ عليها بِالتَّرقيقِ إن كانت مكسورةً لعروضِ الوقْف كما سيأتي في التَّنبيهاتِ ... ولكِن قدْ يُفرَّقُ [عند هذا البعض] بيْن الكَسرَةِ العارِضَةِ في حالٍ واللازِمةِ بِكُلِّ حالٍ، كما سيأتي.
ومن هؤلاء البعض: الحصري؛ الذي قال:
وَمَا أَنْتَ بِالتَّرْقِيقِ وَاصِلُهُ فَقِفْ * * * عَلَيْهِ به إِذْ لَسْتَ فِيهِ بِمُضْطَرِّ
ثم تكلم ابن الجزري في تنبيهاته على (أَنِ اسْرِ) في قراءةِ مَنْ وصَلَ وكسرَ النُّونَ، وأنها قد اكتنفها كسرتان فترقق، مع أن كل واحدة من الكسرتين لا تعمل بنفسها شيئا، لكن [[يشيلوا بعض]] في هذا الموضع.
واستطرد فذكر: (فأسر) عند من قطع أو وصل، وبرر الترقيق لها أيضا.
ولم يسند القول في هذا الموضع إلى أحد ممن سبقه، واكتفى بتبريرات ضعيفة يساند بعضها بعضا.
وهذا الموضع من كتاب النشر هو من أشد المواضع هلهلة وعدم تماسكٍ؛ لأنه لم يعضد كلامه بكلام أحد.
لماذا لم يذكر: فلا تمارِ، مع شبهها بـ فأسر؟؟
ثم ذكر (والليل إذا يسر) فلماذا لم يذكر: الجوارِ؟
وماذا عن: جرف هار؟؟
ولماذا لا يكون التمييز بين الوقف بالسكون والوقف بالروم أولى من مراعاة كون الكسر أصليا ولازما من عدم ذلك؟؟
* * *
ولماذا قاس الشيخ المتولي (ونذر) على ما سبق، وعدل عن القول المشهور المنصور؟؟
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[28 Oct 2009, 12:43 ص]ـ
والذي أود أن أسجله:
1 - القول بمراعاة حركة الراء المتطرفة عند الوقف بالسكون قول موجود ذكره مكي، وانتصر له الحصري، لكن خلافه هو القول المنصور الذي عليه الأداء.
2 - القياس الذي زاده الإمام المتولي لم يُسبق إليه.
3 - التفرقة بين أن تكون كسرة الراء بناء أو إعراب، أصلية أو فرعية أو نحو ذلك - أولى منه التفرقة بين الوقف بالسكون أو الوقف بالروم،، والله أعلم.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[28 Oct 2009, 07:04 ص]ـ
قال ابن الباذش رحمه الله في الوقف على الراءات:
وكل راء مكسورة طرفا قبلها فتحة أو ضمة فالوقف عليها للجميع بالترقيق مع الروم , وبالتفخيم مع السكون نحو: (من مطر وسفر ودسر ونكر) (الإقناع ص 154) طبع دار الصحابة.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[28 Oct 2009, 05:37 م]ـ
أنقل بحثاً كتبته في هذا الملتقى.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم
المسألة السادسة عشر: قياس {ونذر} على (فأسر، أن أسر، إذا يسر) في ترقيق الراء وقفاً:
اعلم حفظك الله أنّه اختلف المتأخرون في حكم ترقيق الراء وقفاً على {ونذر} إلى فريقين: فريق يقول بالتفخيم محتجين بالنصوص والأداء من أفواه المشايخ، وفريق يقول بالوجهين مع تقديم الترقيق على التفخيم قياساً على (فأسر، أن أسر، إذا يسر) حيث ذكر ابن الجزري جواز الترقيق وقدّمه على التفخيم في هذه الكلمات لأجل الياء المحذوفة اعتباراً بالأصل وهو وجود الياء المتطرّفة قبل حذفها (فأسري، أن أسري، إذا يسري) إذ الراء في هذه الكلمات تكسر في الوصل والوقف عند إثبات الياء، والكسر موجب للترقيق.
إذن فالقياس مبنيّ على:
- أصل: وهو حذف الياء في (فأسر، أن أسر، إذا يسر)،
- وفرع: هو {ونذر}،
- وسبب: هو حذف الياء بعد الراء المكسورة،
- وحكم: جواز ترقيق الراء وتقديمه على التفخيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقبل الخوض في المسألة أريد أن أتعرّض إلى الأصل المعتمد عليه في هذه المسألة وهو ترقيق الراء في (فأسر، أن أسر، إذا يسر). قال ابن الجزريّ عليه رحمة الله تعالى: " (السابع) الوقف بالسكون على (أن اسر) في قراءة من وصل وكسر النون يوقف عليه بالترقيق. أما على القول فإن الوقف عارض فظاهر وأما على القول الآخر فإن الراء قد اكتنفها كسرتان، وإن زالت الثانية وقفاً فإن الكسرة قبلها توجب الترقيق. فإن قيل إن الكسر عارض فتفخم مثل (أم ارتابوا) فقد أجابَ بما تقدم أن عروض الكسر هو باعتبار الحمل على أصل مضارعه الذي هو يرتاب. فهي مفخمة لعروض الكسر فيه بخلاف هذه. والأولى أن يقال كما أن الكسر قبل عارض فإن السكون كذلك عارض وليس أحدهما أولى بالاعتبار من الآخر فيلغيان جميعاً ويرجع إلى كونها في الأصل مكسورة فترقق على أصلها. وأما على قراءة الباقين وكذلك (فأسر) في قراءة من قطع ووصل فمن لم يعتد بالعارض أيضاً رقق وأما على القول الآخر فيحتمل التفخيم للعروض ويحتمل الترقيق فرقاً بين كسرة الإعراب وكسرة البناء إذ كان الأصل (أسرى) بالياء وحذفت الياء للبناء فبقي الترقيق دلالة على الأصل وفرقاً بين ما أصله الترقيق وما عرض له وكذلك الحكم في (والليل إذا يسر) في الوقف بالسكون على قراءة من حذف الياء فحينئذٍ يكون الوقف عليه بالترقيق أولى. والوقف على (والفجر) بالتفخيم أولى والله أعلم." انتهى كلامه عليه رحمة الله تعالى.
أقول: من تمعّن جيّداً في كلام ابن الجزريّ عليه رحمة الله تعالى يتبيّن له ما يلي:
أوّلاً: أثباته لوجه الترقيق وتقديمه على التفخيم في هذه الكلامات كان باجتهاد محض اعتداداً بالأصل.
ثانياً: لم يَعزُ هذا الوجه لأيّ واحد ممن سبقه من أهل الأداء ولم يذكر أيّ نصّ في ذلك.
ثالثاً: لم يذكر أنّه قرأ بوجه الترقيق في هذه الكلمات عن مشايخه إذ لو قرأ به لأخبر بذلك كعادته.
رابعاً: الاعتداد بالأصل لا يَعني صحة الوجه والدليل على ذلك أنّه لم يعتبر به في لفظ {الفجرِ} حيث رجّح التفخيم على الترقيق مع أنّ الأصل في الراء هو الكسر الموجب للترقيق.
خامساً: مخالفته للنصوص التي دلّت على التفخيم في الراء إذا سُبقت بفتح وحال بينها وبين الفتح ساكن كما سيأتي بيانه.
سادساً: العبرة بما ثبت بالنصّ والأداء كما قال الداني عليه رحمة الله تعالى: " مع الإعلام بأنّ القراءة ليست بالقياس دون الأثر"
إذن فالترقيق في هذه الكلمات غير مسلّم به، بل يحتاج إلى نظر لأنّه قائم على اجتهاد يحتمل الخطأ الوصواب وهو يفيد الظنّ، والقطع به مستبعد لما سبق من البيان.
أقول: إن كان الأصل المعتمد عليه في المسألة يحتاج إلى نظر فما نقول في الفرع أي في حكم ترقيق راء {ونذر}؟
الآن نعوذ إلى الكلام في الفرع وهو لفظ {ونذر} فأقول: إنّ أوّل من قال بترقيقها كما ذكر الشيخ المحقق عبد الرازق إبراهيم موسى حفظه الله تعالى (عند تحقيقه لكتاب شرح الفاسي على الشاطبية) هو الشيخ الطباخ في كتابه فتح المنان حيث ذكر عدداً من الكلمات منها (ونذر، الجوار، مفتر، تمار، ولم أدر، هار) ثمّ تبنّى هذا القول العلامة المتولّي في فتح المعطي في لفظ {ونذر} ولم يتجاوزه وتبعه في ذلك العلامة الضباع حيث استحسن الترقيق في أرشاد المريد وكذا العلامة السمنودي في لآلئ البيان ثمّ صار الوجه معمولاً به. ويبدو أنّ المتولّي قاسها على {يسر} كما ذكر صاحب الفضيلة المحقق عبد الرازق علي إبراهيم موسى، وسببه أنّ بن الجزري ذكر في النشر ما يرقّق فرقاً بين كسرة الإعراب وكسرة البناء في ثلاث كلمات بالتحديد وهي {أن أسر} عند من قطع وسكن النون وكذلك {فأسر} عند من قطع ووصل وكذا {والليل إذا يسر} في الوقف على السكون على قراءة من حذف الياء. ولم يتعرّض بن الجزري إلى كلمة {ونذر} لا من قريب ولا من بعيد. وما ذهب إليه بعض أهل الأداء إلى قياس {ونذر} على {فأسر} وأخواتها غير مسلّم به لعدّة أسباب:
أوّلاً: إنّ وجه الترقيق في {ونذر} مخالف للنصوص الصريحة التي مقتضاها تفخيم الراء المتطرفة إلاّ إذا وُجد سبب موجب الترقيق وهو وجود قبل الراء كسر أو ياء ساكنة أو إمالة أو ترقيق وذلك في {بشرر} لورش من طريق الأزرق. قال ابن الجزري رحمه الله في طيّبته:
(يُتْبَعُ)
(/)
............................ وفي سكون الوقف فخّم وانصُرِ
مالم تكن من بعد يا ساكنة ..... أو كسرٍ او ترقيقٍ او إمالة
وقال الشاطبيّ رحمه الله تعالى:
وترقيقها مكسورة عند وصلهم ....... وتفخيمها في الوقف أجمع أشملا
ولكنّها في وقفهم مع غيرها .......... تُرقق بعد الكسر أو ما تميّلا
أو الياء تأتي بالسكون ورومهم ........
قال السخاوي في شرح الشطر الثاني من البيت الأوّل: " ........ فإن وقفت عليها بالسكون ولم ترم حركتها وكانت قبلها فتحة أو ضمة نحو {مطر}، و {دُسُر} فخّمت الراء في مذهب الجميع، وهو معنى قوله: " أجمع أشملا " أشار إلى إجماع القراء لأنّ موجب الترقيق معدوم." انتهى كلامه رحمه الله تعالى. وقال الإمام الداني في جامع البيان ص 359: "فإن وَلِيَها فتحة أو ضمة وسواء حال بينهما وبينها ساكن أو لم يَحُل، فالوقف عليها للكلّ بإخلاص الفتح لا غير، وذلك نحو قوله {ألم تَرَ} و {الدُبُر} و {الأمور} و {العُسْر} و {اليُسْر} وما أشبهه ". (المراد من كلام الداني " فالوقف عليها للكلّ بإخلاص الفتح لا غير " أي الوقف بالتفخيم لأنّه يُطلق لفظ الإمالة على الترقيق ويطلق لفظ الفتح على التفخيم في باب الراءات). أقول فإن قطع الداني بتفخيم الراء المتطرفة في نحو {العُسر} و {اليُسر} مع وجود ساكن بينها وبين الضمّ فيكون تفخيمها بعد ضمتين كما في {ونذر} آكد وأولى. وقد نقل الفاسي في شرحه على الشاطبية كلام الداني في كتاب الراءات فقال: " قال الحافظ أبو عمرو الداني في كتاب الراءات: فإن كان ما قبل الراء المكسورة فتحاً أو ضمّاً نحو: {ودُسُر} و {ونَهَر} وقفت بالتفخيم لا غير في مذهب الجماعة " 1/ 477. قال المحقق لكتاب شرح الفاسي على الشاطبية وهو الشيخ المحقق عبد الرازق إبراهيم موسى حفظه الله تعالى عند تعليقه على قول الشاطبي (وتفخيمها في الوقف أجمع أشملا): " أقول إنّ كلمة {ونذر} في سورة القمر تدخل تحت هذه القاعدة فهي مفخّمة بإجماع حال الوقف بناء على ذلك و تفخيمها مجمع عليه إجماعاً شاملاً يشمل ورشاً وغيره كما قال الشارح والناظم وهو المعمول به بين القراء حتّى اليوم ولكن هناك بعض القراء رققوها وأمروا بترقيقها " انتهى كلامه. انظر هامش الكتاب 1/ 477. أقول: فإن ادّعى قوم أنّ التفخيم خاصّ برواية ورش فالجواب: إن كان ورش فخّمها فغيره يُفخّمها من باب أولى لانفراد ورش بترقيق الراءات خلافاً لغيره.
ثالثاً: إنّ وجه الترقيق في {ونذر} مخالف لإجماع أهل الأداء كما قال الشاطبيّ (وتفخيمها في الوقف أجمع أشملا) وكما أشار إلى ذلك السخاوي في شرحه للبيت والداني عند قوله "وقفت بالتفخيم لا غير في مذهب الجماعة".
رابعاً: القياس المعتمد عليه في هذه المسألة قياس غير صحيح كما ذكر الشيخ عبد الرّازق حفظه الله لعدّة أسباب:
السبب الأوّل: أنّ الياء في {يسر} أصلية لأنّها واقعة في لام الكلمة إذ أصلها يسري على وزن يفعل، أمّا الياء في {ونذر} فهي ياء للإضافة زائدة.
السبب الثاني: إنّ الراء في {ونذر} معربة وإنّما كُسِرت لمناسبة ياء المتكلّم عند من أثبتها لكونها معطوفة على {عذابي} ويمكن رفعها في غير القرءان نحو جاء نذرُ فلان، أمّا في {يسر} فهي كسرة للبناء لأنّ الراء في عين الكلمة لا تتغيّر في جميع الأحوال لذا رُقّقت فرقاً بين كسرة البناء وكسرة الإعراب على ما نصّه بن الجزري.
السبب الثالث: إنّ الراء {يسر} سُبقت بساكن وقبله فتح بخلاف راء {ونذر} فقد سبقت بضمتين فأين وجه القياس
خامساً: السبب الذي حمل ابن الجزري على إثبات وجه الترقيق في {فأسر} وأخواتها هو التفريق بين كسرة الإعراب وكسرة البناء، وبين الكسرة الأصلية والكسرة العارضة قال: "ويحتمل الترقيق فرقاً بين كسرة الإعراب وكسرة البناء إذ كان الأصل (أسرى) بالياء وحذفت الياء للبناء فبقي الترقيق دلالة على الأصل وفرقاً بين ما أصله الترقيق وما عرض له" أقول: وهذا السبب منتفي بالنسبة ل {ونذر} لأنّ كسرتها للإعراب إضافة إلى كونها عارضة وإنّما عرضت للراء لمناسبتها لياء المتكلّم خلافاً ل {يسر} وأخواتها فإنّ كسرتها للبناء إضافة إلى كونها أصلية. إذن فليس هناك أيّ سبب يجمع بين الأصل والفرع أي بين {يسر} وأخواتها وبين {ونذر} اللهمّ إلاّ الياء المحذوفة
(يُتْبَعُ)
(/)
المتطرّفة التي لم تكن السبب الذي حمل ابن الجزريّ على إثباته وجه الترقيق في تلك الكلمات ودليل ذلك تفريقه في الحكم بينها وبين غيرها من الكلمات التي حذفت ياؤها نحو (فلا تمار، ولم أدر، الجوار) وغيرها.
أقول: هذا مثال حيّ في مسألة بنيت على قياس غير صحيح، وعلى أصل غير وثيق. فالقياس الغير الصحيح هو عدم اتفاق السبب بين الأصل والفرع أي بين {يسر} وأخواتها وبين {ونذر}. وأماّ الأصل الغير الوثيق كون الأصل المعتمد عليه هو في حدّ ذاته يحتاج إلى نظر وهو إثبات وجه الترقيق في {يسر} وأخواتها. ومما زاد الطين بلّة هو اعتماد بعض كبار العلماء على هذا القياس لإثبات وجه الترقيق في كل راء وقعت قبل ياء محذوفة. وقد سألت أحد كبار المشايخ في المدينة النبوية عن الدليل في ترقيق راء {ونذر} فاستدلّ بقول العلامة إبراهيم شحاته السمنودي حفظه الله تعالى في لآلئ البيان. فقلت له هل يعني مما تفضلتم به أنّ كل راء جاء بعدها ياء محذوفة يجوز أن ترقّق نحو {ولم أدر} و {وله الجوار} و {فلا تمار} فأجاب بنعم، ولا أدري هل قال ذلك باجتهاده أو تبعاً للشيخ الطباخ في في كتابه فتح المنان، مع علمنا فيما سبق أنّ مجرّد حذف الياء المتطرفة لم يكن السبب الذي حمل ابن الجزري على إثبات وجه الترقيق في راء {يسر} وأخواتها.
فإن قال قائل يجوز ترقيق الراء المتطرّفة إذا كانت مكسورة في الوصل اعتداداً بالأصل كما قال ابن الجزريّ رحمه الله: "والوقف على (والفجر) بالتفخيم أولى والله أعلم."، فإن كان جائزاً في نحو {الفجر} فهو جائز في {ونذر}. الجواب: إنّ ما قاله ابن الجزريّ عليه رحمة الله تعالى مخالف للنصوص المتقدّمة ومخالف للإجماع المذكور آنفاً، قد قال هو نفسه: " وقد قدمنا أن القول بالتفخيم حالة السكون هو المقبول المنصور وهو الذي عليه عمل أهل الأداء." ولأجل ذلك في في طيّبته:
............................. وفي سكون الوقف فخّم وانصُرِ
قال ابن الناظم في شرحه لهذا الشطر: " وقد شذّ من قال إنّ المكسورة تُرقق من حيث إنّ الوقف عارض فلذلك قال (وانصُرِ) أي انصُر القول بإطلاق التفخيم " شرح طيبة النشر لابن الناظم ص167. وقال البناء: " وقوله – أي ابن الجزري – والفجر بالتفخيم أولى تقدّم أنّ الصحيح فيه التفخيم للكلّ ومقابلة الواهي يعتبر عروض الوقف والله تعالى أعلم " اتحاف فضلاء البشر ص98.
تنبيه: قال ابن الجزريّ: "وقد تظهر فائدة الخلاف في الوقف على المكسور إذا لم يكن قبله ما يقتضى الترقيق فإنه بالوقف تزول كسرة الراء الموجبة لترقيقها فتفخم حينئذ على الأصل على القول الأول وترقق على القول الثاني من حيث إن السكون عارض وأنه لا أصل لها في التفخيم ترجع إليه فيتجه الترقيق. وقد أشار في التبصرة إلى ذلك حيث قال أكثر هذا الباب إنما هو قياس على الأصول وبعضه أخذ سماعاً، ولو قال قائل إنني أقف في جميع الباب كما أصل سواء أسكنت أو رمت لكان لقوله وجه من القياس مستثبت. والأول أحسن. وممن ذهب إلى الترقيق في ذلك صريحاً أبو الحسن الحصري فقال:
وما أنت بالترقيق واصِلُهُ فقف ..... عليه به إذ لست فيه بمضطر "
فإن قيل: كيف يلطق الإجماع على التفخيم في الوقف على نحو {والفجر} وقد أشار إلى جواز الترقيق مكي القيسي وصرّح به الحصري اعتداداً بالأصل؟ الجواب: إنّ الإجماع كان باعتبار ما نُقل عن الأئمّة المتقدمين على مكي القيسي والحصري، وما حملهما على القول بجواز الترقيق إلاّ الاجتهاد والقياس، فإذا أجمع المتقدّمون على شيء فلا يُسقطه ما يخالفه من أقوال المتأخرين عنهم، ولأجل ذلك لم يضرّ ما انفرد به الإمام السخاوي من إباحته لوجه البسملة في أوّل براءة بالقياس مخالفاً بذلك الإجماع، وما سقط الإجماع أبداً بذلك بل اعتبره ابن الجزريّ خرقاً له.
خلاصة المسألة:
نخلص مما سبق أنّ القياس المعتمد عليه في ترقيق راء {ونذر} قياس غير صحيح وسبب ذلك:
أوّلاً: الأصل المعتمد عليه في المسألة أصل غير وثيق ومتين كما سبق، لأنّ وجه الترقيق في {يسر} وأخواتها قائم على اجتهاد محض ولم ينبني على نصّ أو إجماع أو أداء ثابت عند الأئمّة عليهم رحمة الله تعالى. فالأصل المعتبر هو الذي ينبني على نصّ معتبر أو إجماع أو ما اشتهر واتستفاض عند أهل الأداء وتلقوه بالقبول حتّى يكون مضمونه مقطوعاً به إذ لا يُعقل أن تُبنى مسألة على أصل يشوبه الاحتمال والظنّ.
ثانياً: عدم التناسب بين الأصل الذي هو {يسر} وبين الفرع الذي هو {ونذر} في العلّة والسبب. وقد علمنا أنّ اتفاق السبب شرط لازم إذ هو الجامع بين الفرع بأصله، وعليه يتضح جلياً بطلان القياس الذي اعتُمد عليه في المسألة.
ثالثاً: مخالفة النصوص الصريحة التي مقتضاها تفخيم الراء المتطرفة إلاّ إذا وُجد سبب موجب للترقيق وقد رأينا أنّه لا موجب للترقيق في لفظ {ونذر}
رابعاً: مخالفته لإجماع أهل الأداء.
أسأل الله تعالى أن يوفقنا لما فيه الخير والصلاح وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين,
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[29 Oct 2009, 05:25 م]ـ
3 - التفرقة بين أن تكون كسرة الراء بناء أو إعراب
أقصد: التفرقة بين أن تكون كسرة الراء كسرة بناءٍ أو إعرابٍ.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[29 Oct 2009, 05:30 م]ـ
قال ابن الباذش رحمه الله في الوقف على الراءات:
وكل راء مكسورة طرفا قبلها فتحة أو ضمة فالوقف عليها للجميع بالترقيق مع الروم , وبالتفخيم مع السكون نحو: (من مطر وسفر ودسر ونكر) (الإقناع ص 154) طبع دار الصحابة.
أشكر الأخ طارق بن عبد الله على هذا النقل الذي يعضد القول المنصور في المسألة.
وأنا أتمنى أن يوقفنا بعض الأفاضل على من ذكر ((إذا يسرِ)) قبل ابن الجزري، وجعل لها حكما خاصا، وكذلك (فأسر) حسما للخلاف والاجتهاد المحض.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[29 Oct 2009, 05:38 م]ـ
أنقل بحثاً كتبته في هذا الملتقى.
.......
وقد سألت أحد كبار المشايخ في المدينة النبوية عن الدليل في ترقيق راء {ونذر} فاستدلّ بقول العلامة إبراهيم شحاته السمنودي حفظه الله تعالى في لآلئ البيان. فقلت له هل يعني مما تفضلتم به أنّ كل راء جاء بعدها ياء محذوفة يجوز أن ترقّق نحو {ولم أدر} و {وله الجوار} و {فلا تمار} فأجاب بنعم، ولا أدري هل قال ذلك باجتهاده أو تبعاً للشيخ الطباخ في في كتابه فتح المنان، مع علمنا فيما سبق أنّ مجرّد حذف الياء المتطرفة لم يكن السبب الذي حمل ابن الجزري على إثبات وجه الترقيق في راء {يسر} وأخواتها.
الشيخ محمد يحيى شريف
قد قرأت كلاما لكم في هذه المسألة منذ سنوات وأوافقكم عليه.
وأَزيدُ على الحكاية التي حكيتها أن أحد المقرئين بمصر نبَّه تلاميذه إلى أن ((ما كنا نبغ)) عند الوقف عليها تكون الغين كالمرققة تنبيها على الياء المحذوفة.
فانظر كيف امتد القياس في المسألة!!
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[29 Oct 2009, 10:41 م]ـ
أخي الشيخ المليجي جزاك الله خيراً على ما تفضّلت به
هذا الذي أخشاه فبدأ الحكم من {إذا يسر} وأخواتها ثمّ امتدّ إلى {ونذر} ثمّ إلى ما حذف فيه الياء المتطرّفة ثمّ إلى {نبغ} وهكذا ولا ندري إلى أين.
أسأل الله تعالى أن يرينا الصواب والحمد لله ربّ العالمين.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[30 Oct 2009, 01:58 ص]ـ
قال ابن الباذش رحمه الله في الوقف على الراءات:
وكل راء مكسورة طرفا قبلها فتحة أو ضمة فالوقف عليها للجميع بالترقيق مع الروم , وبالتفخيم مع السكون نحو: (من مطر وسفر ودسر ونكر) (الإقناع ص 154) طبع دار الصحابة.
السلام عليكم
مرحبا بكم يا شيخ طارق وجزاكم الله خيرا علي هذا النقل.
وعندي سؤال: هل استثني ابن الباذش (يسر ـ أسر) في كتابه الإقناع؟؟
ففي طبعتي لم أجد استثناء لهذين الحرفين. وبوركتم.
الشيخ الفاضل/ عبد الحكيم
كلام الديواني يتفق معه تماما كلام صاحب "الكنز في القراءات العشر" - وإن لم يذكر الآية بنصها - وهما معًا إماما القراءات في عصرهما بواسط.
ومن فضيلة هذين الإمامين أنهما جمعا طرق العراقيين والمغاربة، وعلى نهجهما سار ابن الجزري.
ابن الجزري تكلم عن الوقف على الراء، فذكر ما يوقف عليه بالسكون فقط،
وما يوقف عليه بالسكون أو الروم.
وما يوقف عليه بالسكون أو الروم أو الإشمام.
والقراء يعنيهم هذا التمييز جدا، وإن كان أكثر الأداء الوقف بالسكون.
ثم قال: إذا تقرّر هذا فاعْلمْ أنّك متى وقفْت على الرّاء بالسّكون أوْ بالإشْمام نظرْت إلى ما قبْلها؛ فإنْ كان قبْلها كسْرة، أوْ ساكن بعْد كسْرة، أوْ ياء ساكنة، أوْ فتْحة ممالة، أوْ مرقّقة، نحْو .... رقّقْت الرّاء، وإنْ كان قبْلها غيْر ذلك فخّمْتها، هذا هو القوْل المشْهور المنْصور.
color=#0000FF] المنصور؟؟ [/ color]
شيخنا الفاضل.
هل ذكر الديواني وصاحب الكنز (يسر ـ أسر) واستثنياهما من القاعدة أعلاه؟؟
فمن أين إذا جاء ابن الجزري باستثناء (يسر ـ أسر)؟؟؟
الشيخ محمد يحيي شريف:
إذا كان ابن الجزري شخصيا أخطأ في اجتهاده في (يسر ـ أن أسر ـ فأسر) وخالف جمهور الأئمة قبله ... فلا ضير بعد ذلك أن يخطأ المتولي وغيره.
والسلام عليكم
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[30 Oct 2009, 07:08 ص]ـ
الشيخ محمد يحيي شريف:
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا كان ابن الجزري شخصيا أخطأ في اجتهاده في (يسر ـ أن أسر ـ فأسر) وخالف جمهور الأئمة قبله ... فلا ضير بعد ذلك أن يخطأ المتولي وغيره.
والسلام عليكم
وعليكم السلام يا شيخ عبد الحكيم وعسى أن تكون في أحسن حال وكلام أخينا محمد شريف حفظه الله غير مقبول تماما وهو نتيجة طبيعية لما لا يخفاك من النقاش السابق في مثل الإخفاء وغيره فقد خطأوا جمهور القراء سلفا وخلفا بل كل القراء , أما سلفا فلا يخفاك قول شيخهم ومقدمهم أنهم أخطأوا في تسميته إخفاء وأما خلفا فواضح وجلي , وليس عدم قبول كلامه أو كلام غيره في ابن الجزري لأن ابن الجزري معصوم حاشا وكلا فابن الجزري بشر يخطئ ويصيب ولكن أين البرهان؟
وكتاب ابن الجزري منذ ألفه وكل العلماء في عصره فمن بعدهم يثنون عليه ويأخذون بما فيه فهو ليس وحده بل معه كل علماء القراءات.
وأنت تعلم أنني مثلك أبحث عن الحق ولا يهمني أن كان معي ومعك أو مع إخواننا الأفاضل , ونقل الشيخ المليجي فيه تصريح بتفخيم ونذر وقد بحثت في النشر عن النص عليها بالترقيق فلم أجده ووجدت في الإقناع وغيره ما يعضد كلام الديواني رحمه الله , ووجدت في النشر النص على أسر ويسر , فلم لا نأخذ من كل ما نص عليه؟
والمسألة ما زالت تبحث حتى نقف فيها على الحق فأفدنا بارك الله فيك بما فتحه الله عليك من دقة في البحث.
ووجدت في كتاب إيضاح الرموز للإمام القباقبي والمتوفى سنة 498 أي أنه عاصر ابن الجزري رحمهما الله وجدت الآتي:
وإن كان قبلها غير ذلك فهي مفخمة سواء كانت مكسورة وصلا أو لم تكن نحو (الحجرَ) (لا وزر) و (ليفجر) و (والنذرُ) و (الفجرِ) و (ليلة القدر) وذكر بعضهم جواز ترقيق المكسور في ذلك ولو كانت الكسرة عارضة وخص بعضهم ذلك بورش والصحيح التفخيم فإن وقف عليها بالروم عوملت معاملة الوصل , والله أعلم. (آخر باب الراءات ص 144 طبع دار الصحابة).
وآمل ألا يغضب الشيخ محمد شريف من ردي لكلامه في ابن الجزري وأبشره فقد رأيت فيما يرى النائم أن ثلاثتنا الشيخ عبد الحكيم والشيخ محمد شريف والفقير إلى الله مجتمعين نتناقش في حب وألفة ورأيت الشيخ محمد شريف أطولنا لحية ولكني لم أسأل عن تأويلها لأن البعض يغالي في الرؤى ويأخذ منها أحكام وما هي إلا مبشرات كما في الحديث , ولعل فيها بشرى خير.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[30 Oct 2009, 12:41 م]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيرا يا شيخ طارق علي هذه النبذة الرائعة في حق العلامة ابن الجزري، والشيخ محمد يحيي شريف ـ ما شاء الله عليه ـ تحت بند الاجتهاد لم يترك أحدا لا ابن الجزري ولا من أنجبهم ابن الجزري علميا. الله يهديه.
أما بالنسبة للإمام القباقبي هل تاريخ الوفاة هكذا (849)، يبدوا أنه حدث سهو.
فهو علي كل حال بعد ابن الجزري، وما أردت إيصاله أن هناك مذهبا في ـ المرقق وصلا المفخم وقفا ـ يجيز فيه الوجهين،،وهناك من القراء من لا يأخذون إلا بوجه واحد وهو التفخيم.
وابن الجزري توسط في الأمر واختار بعض الكلمات دون بعض.
فلا يصح أن نستدل بمن يأخذ بالتفخيم فقط ونورد نصه مستدلين به علي نفي مذهب الغير.، هذا ما أردت قوله.
أما الرؤيا: يبدوا أن الشيخ محمد يحيي شريف أكثرنا تدينا، أما اجتماعنا (شكله هينزل مصر ونجتمع ونغير له كل المسائل اللي في نفوخه).
والسلام عليكم(/)
تلاوة لشيخنا الفاضل حسن مصطفى الوراقي حفظه الله بقراءات مختلفة
ـ[ابن عامر الشامي]ــــــــ[07 Oct 2009, 01:59 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
هذه تلاوة لشيخنا الفاضل حسن مصطفى الوراقي حفظه الله بقراءات مختلفة من صلاة التراويح لهذه السنة وهذه الروابط
من الأعلى إلى الضحى. mp3 (http://www.4shared.com/file/138114147/fc6aaa05/___.html)
من سورة المرسلات إلى سورة النازعات. mp3 (http://www.4shared.com/file/138114153/e21c5f5d/_____.html)
من الشرح إلى الناس. mp3 (http://www.4shared.com/file/138114156/9276abd2/___.html)
وستضاف تلاوات اخرى اتباعا ان شاء الله
لاتنسونا من خالص دعائكم
السلام عليك ورحمة الله
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[17 Oct 2009, 01:05 ص]ـ
بارك الله فيك أخى الكريم ..
لى ملاحظة أرجو أن يتسع صدر شيخنا الوراقى لها و إن كان مثلى لا يعقب على فضيلة الشيخ حسن حفظه الله ..
الملاحظة هى المبالغة بعض الشىء فى الإمالة الكبرى لحمزة فقد استمعتُ لسورة الأعلى بصوت الشيخ حفظه الله و قد بدت الإمالة كأنها كسرة خالصة .. لا أدرى إن كان الشيخ و إخوانى الأعضاء ممن استمعوا للتلاوة يوافقوننى أم لا؟!
هذا ما أردتُ التنبيه عليه و عذرا لشيخنا حفظه الله.
ـ[ابن عامر الشامي]ــــــــ[18 Oct 2009, 01:07 ص]ـ
بارك الله فيك اخي الشيخ طه محمد عبد الرحمن
بالنسبة للامالة في قراءة فضيلة الشيخ حسنة الوراقي مضبوطة وغير مبالغ فيها وحضرتك طبعا تعرف ضباط الامالة فقس مثلا كلمة (مجراها) على (الاعمى) فستجدها متطابقة تماما وضابطها حرف ( i ) بالانجليزي تقريبا فقط
وقد سالت فضيلة الشيخ حسن والوراقي حفظه الله فقال بانه هكذا اخذالامالة من شيوخه وقد قراها على اكثر من شيخ فالضابط في الامر هو التلاقي ولو قلنا انه كسرها او امالها امالة شديد فستسمع كسر شديد من الميم من (الاعمى) وهذا هو المنهي عنه
لو أنها مكسورة كسرة خالصة كما يقول فضيلتكم فنأخذ مثالا على ذلك وليكن (الأعلى) فهل اللام لو ولدنا حركتها تكون معنا لييييييي
فهل هذا حدث في التلاوة؟ هذا لم يحدث أبدا و كذلك في بقية الإمالات
والشيخ حسن الوراقي يقول لك جزاكم الله خيرا على تعليقكم وان صدره يتسع لمثل هذه الأمور من أهل العلم مثلكم
بارك الله فيكم فضيلة الشيخ طه محمد عبد الرحمن
ـ[ابن عامر الشامي]ــــــــ[19 Oct 2009, 12:43 ص]ـ
بارك الله فيكم اخي طه عبد الرحمن
هذا نص رد فضيلة الشيخ حسن مصطفى الوراقي حفظه الله على تعليقكم
السلام عليكم ورحمة الله:
بارك الله فيك أخي الكريم طه، وإن كان الأمر لا يستحق أن ينشر في جميع المنتديات كما فعلت، لأن الملاحظة أو الشك في كسرة الإمالة عندك، ولم يوافقك عليه أحد إلى الآن، أقصد يعني أنك كنت أرسلت هذه الملاحظة على بريدي أو للأخ الذي نشر التلاوة وهو ابن عامر الشامين أو كمال المروش في بعض المنتديات.
واعلم – أخي الكريم- أني قبل أن أعطي لأي أخ - من إخواني- الأذن بنشر التلاوة أكون قد سمعتها عدة مرات وأرسلتها إلى كثير من الشيوخ والإخوان من باب أن الإنسان لا يعرف عيب نفسه.
عموما جزى الله أخانا الشيخ ابن عامر الشامي خير الجزاء، وأزيد فيما قاله ابن عامر، فأقول:
1 - الإمالة على وزن ( A) بالإنجليزية على سبيل التقريب، وليس على وزن ( i ) .
2- أخي الكريم طه! لو أني قرأت الإمالة بالكسر المحض كما سمعت أو كما تقول، فأرجو أن تلاحظ معي في قراءتي لسورة الأعلى لقوله تعالى (سنقرئك فلا تنسى إلا) عند المد المنفصل في (تنسى) هل تسمعها كسرة خالصة أم تسمعها إمالة مضبوطة؛ فإن قلت كسرة خالصة، أقول: يستلزم من ذلك أن تسمع حرف المد ياءً هكذا: تنسِي، ويكون المد مطابقًا لقوله: (وفي أنفسكم)، فهل سمعت الألف في (تنسى) عند الإمالة يُقرأ كما في قوله (وفي أنفسكم)؟!.
وإن قلت: هي مضبوطة، فأقول: الحمد لله.
عموما جزاكم الله خيرا، وأحسن إليكم، وغفر الله زلاتي، وتجاوز عن سيئاتي وإياكم أخي طه وجميع مَن في المنتدى.
والسلام عليكم
كتبه فضيلة الشيخ حسن مصطفى الوراقي حفظه الله
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[19 Oct 2009, 02:37 ص]ـ
بارك الله فيكم اخي طه عبد الرحمن
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا نص رد فضيلة الشيخ حسن مصطفى الوراقي حفظه الله على تعليقكم
السلام عليكم ورحمة الله:
بارك الله فيك أخي الكريم طه، وإن كان الأمر لا يستحق أن ينشر في جميع المنتديات كما فعلت، لأن الملاحظة أو الشك في كسرة الإمالة عندك، ولم يوافقك عليه أحد إلى الآن، أقصد يعني أنك كنت أرسلت هذه الملاحظة على بريدي أو للأخ الذي نشر التلاوة وهو ابن عامر الشامين أو كمال المروش في بعض المنتديات.
واعلم – أخي الكريم- أني قبل أن أعطي لأي أخ - من إخواني- الأذن بنشر التلاوة أكون قد سمعتها عدة مرات وأرسلتها إلى كثير من الشيوخ والإخوان من باب أن الإنسان لا يعرف عيب نفسه.
عموما جزى الله أخانا الشيخ ابن عامر الشامي خير الجزاء، وأزيد فيما قاله ابن عامر، فأقول:
1 - الإمالة على وزن ( A) بالإنجليزية على سبيل التقريب، وليس على وزن ( i ) .
2- أخي الكريم طه! لو أني قرأت الإمالة بالكسر المحض كما سمعت أو كما تقول، فأرجو أن تلاحظ معي في قراءتي لسورة الأعلى لقوله تعالى (سنقرئك فلا تنسى إلا) عند المد المنفصل في (تنسى) هل تسمعها كسرة خالصة أم تسمعها إمالة مضبوطة؛ فإن قلت كسرة خالصة، أقول: يستلزم من ذلك أن تسمع حرف المد ياءً هكذا: تنسِي، ويكون المد مطابقًا لقوله: (وفي أنفسكم)، فهل سمعت الألف في (تنسى) عند الإمالة يُقرأ كما في قوله (وفي أنفسكم)؟!.
وإن قلت: هي مضبوطة، فأقول: الحمد لله.
عموما جزاكم الله خيرا، وأحسن إليكم، وغفر الله زلاتي، وتجاوز عن سيئاتي وإياكم أخي طه وجميع مَن في المنتدى.
والسلام عليكم
كتبه فضيلة الشيخ حسن مصطفى الوراقي حفظه الله
المعذرة يا شيخنا فعلم الله أنى ما أردتُ إلا خيرا
أما بخصوص تكرار الرد فى المنتديات فصادف أنى دخلتُ المنتديات و اطلعتُ على الموضوع فيها فى نفس الوقت تقريبا و ردى فى جميعها لا يتعدى أن يكون توضيحا لوجهة نظر خاصة بى جدا و يمكن أن تكون خاطئة بنسبة 100%!
و بالنسبة للإمالة فقد أكون مخطئا فى حكمى هذا و لكنكم قلتم حفظكم الله تعالى أن الإمالة على وزن A تقريبا و أنا لستُ منكم ببعيد فضابطها التقريبىُّ عندى أنها كقولنا بالعامية (زيت، بيت) كما أفادنى بذلك شيخنا أبوخالد السلمى حفظه الله تعالى ..
و لكن تسجيل سورة الأعلى الذى استمعتُ إليه لم يندرج تحت الضابط التقريبى الذى أشرتم إليه حفظكم الله تعالى و هو حرف A
و قد يكون الوهم منى ..
و فى جميع الأحوال لو استمعتم حفظكم الله تعالى للتسجيلات الخارجية للشيخ المنشاوى و الشيخ مصطفى إسماعيل رحمهما الله تعالى لوجدتم اختلافا يسيرا فى أداء الإمالة فالشيخ مصطفى ينحو بالإمالة نحو الكسر أكثر من الشيخ محمد و قد يكون اختلافنا من هذا الباب ..
و لو لم يكن من فوائد تعقيبى هذا إلا أننى اكتشفتُ أنكم عضو فى منتدى القراءات لكفى بها فائدة .. (ابتسامة)
أكرر اعتذارى مرة أخرى شيخنا الفاضل و أرجو أن تذكرونى فى دعائكم
و السلام عليكم و رحمة الله
تلميذكم.
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[31 Oct 2009, 03:40 م]ـ
بارك اللهُ في القارئين الكريمين وفي الأخ الشامي ناشر التلاوات
أما سبب اختلاف الأخوين الكريمين على التمثيل بحرف A، فيرجع إلى أن بعض الناس يقرؤها أَيْ بفتح الهمزة وياء ساكنةـ وبعضهم يقرؤها إي بهمزة بين الفتح والكسر وياء تشبه بالضبط ياء بيت بالعربية او girl. فالأخَوان متفقان على الصوت ولكنّ كلاًّ منهما قد سمع أي بصورة مختلفة.
والسبب أنه لا يوجد حرف أو صوت يعكس الإمالة على حقيقتها.
والخلاف في درجة الإمالة والنحو بها نحو الياء قديم بين القراء وأهل الأداء. وهو مما لا يحسم الأمر فيه. ذلكم أنه من غير المعقول أن تكون قبائل العرب متفقة على درجة ميلان اللسان لأن اللغة لا تخضع لمقاييسنا المصطنعة. فما نُجهدُ فيه أنفسنا لتقليد شيخ من الشيوخ كان المميلون يفعلونه على السليقة بكل سلاسة ويسر. وقد صعّب الإمالة اليوم علينا شيوع الفتح وتلقيه بالقبول أكثر من غيره. وعدم استخدامنا لغات العرب في الشعر والخطابة، فلو أمال أحدنا وهو يقرأ قصيدة لسخر منه الناس. وإن كنتُ قد وجدتُ قصيدة في لزوميات المعري رحمه الله بالإمالة. وقد سعى أن يُجبر قارئها على الإماة منذ البداية حيث استخدم أري بمعنى أجل في الكردية والفارسية فقال
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا قيل لك اخش الله مولاك فقل آري
وهذا يدل على أن في الأمر سعة وأن لكلا الرأيين حجتَه.
وما ذكره الأخ طه أن مصطفى إسماعيل يميل أكثر من المنشاوي لم أسمع مثله وهو يقرأ (جاء)، حيث يقرؤها بما يشبه الياء في (وجاء ربك والملك). فالشيخ حسن قد ماز بين الياء الناتجة عن الإمالة والياء الأصلية على حين لم يفعل ذلك المنشاوي إن لم يخدعني التسجيل وكثيرا ما يفعل. وقراء الموصل يقرؤون بما هو قريب من تلاوة محمود علي البنا رحمه الله. وهو أقل إضجاعا قليلاً من القراءة الرائعة التي أستمع إليها الآن. وفي ضوء بضاعتي المزجاة فإن الشيخ القارئ في غاية الإتقان والجودة حتى إنه قرأ الضاد خفيفة رخوة كما ينبغي لها في كلمة (ضريع).
وإن كان قد قرأها شديدة قطع معها الصوت والنفس في كلمة (تحاضون)
وأتمنى له أن يقلل القلقلة التي ابتلي بها قراء زماننا بسبب هيمنة التقليد عليهم حتى حركوا الحروف الساكنة. كما أحثه وجميع القراء أن يعودوا إلى ما أجمعت عليه كتب النحو والقراءات من استمرار الصوت والنفس مع الضاد وأنها حرف رخو حتى قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الضاد والظاء "إذ هما في السمع واحد"، وأن التفريق بينهما يكون في المخرج وإن كان طفيفا في السمع بسبب اشتراكهما في صفة الرخاوة.
وبسبب أنهما في السمع واحد كتبت كلمة (ظنين) بهما معا وقرئت بهما معا مع أن المعنى مختلف إذ معنى (ظنين) (متّهم)، ومعنى (ضنين) (باخل).
والدليل على أن القراء والنحاة لم يهموا في معنى الرخاوة تمثيلهم بالحروف الرخوة كلها. وللشديدة ولما بينهما وهو (ل ن ع م ر) كما هي. ولا يشفع للمخالفين أن يقيسوا على اضطرابهم في صفة الجهر والهمس في صوتي (ق ط)، لأن الجهر والهمس ليس بدرجة وضوح وامتياز الشدة والرخاوة من جهة، ولأن مفهوم الأوتار الصوتية واضطرابها لم يكن موجوا لدى الناس قبل العصر الحديث. ثم إن تحكيم المنطق لإدراك الصوت الحق أمر لا يسوغ. ولذلك كان الدكتور غانم الحمد متسقا مع المنهج العلمي حين أقرّ بحصول تغيّر في نطق الضاد عما كان عليه الحال عند علماء النحو والقراءت، فهو لم يتهم العلماء بعدم فهم الشدة والرخاوة بل أقر بالخلاف. وهذا عين الصواب والتفكير العلمي، ولكنه بدلا من أن يدعو القراء إلى العودة إلى ما أجمع عليه القراء والنحاة دعا إلى اتخاذ قرار باستبدال الضاد القديمة بالضاد الحديثة، وهنا يكون قد أبعد النجعة وفعل ما لا ينبغي لمثله. فالضاد رخوة لا ينقطع معها النفس، نعرف ذلك حين نقرأ كلمة (فضِّلوا) على هيئة يستمر معها النفس ونحن ننطق الضاد. فإذا انقطع النفس فقد أخللنا بصفة الرخاوة.
والقراءة حياة مستمرة وفنّ متجدد وعلم نافذ. لا يخلق ولا يبلى. وعلم القراءات ميزة للأمة الإسلامية ولمذهب الأمة الشامل لأهل السنة والزيدية والإباضية وهم الذين يقصرون الاتصال بالملأ الأعلى على (رسول الله) وحده. أما الذين استقلوا عن الأمة بأن ادعوا وجود كائنات تتصل بالملأ الأعلى غير الأنبياء فقد قادهم ابتعادهم عن الأمة إلى جهل مطبق بعلم القراءات وفنون الأداء، فحرموا بركة حنين القرآن في مدارسهم وكتاتيبهم. وهذه بركة القرآن الكريم تظهر على علماء الأمة على خلاف من استقل بضلاله كما قال مسلم بن الوليد
فُتنّا للضلال بحبّ هندٍ * كما فُتِنَ النصارى بالصليبِ
وإلى الإخوة القراء تحياتي وتسليماتي.(/)
الشيخ الحصري يرد عن الشيخ عامر فرية إكراههم على الفرجة
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[07 Oct 2009, 06:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي خاتم النبيين وعلي آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين، وبعد:
فقد قال الشيخ فرغلي عرباوي - وهو ناقل له عن الشيخ أيمن سويد - بعد أن ترجم للشيخ عامر رحمه الله: وهذه ترجمة مفصلة للشيخ عامر عثمان رحمه الله فالمتأمل في حاله وتلاميذه يعلم يقينا كيف انتشر الأمر بترك الفرجة في الميم الساكنة لأنهم قراء الإذاعة والعالم كله يعرف هؤلاء القراء ويحبهم ويتأثر بهم وظهر لهؤلاء القراء من يقلدهم لحسن أدائهم الذي يذهب بالأفئدة , وجميع الذين تلقوا العلم عن الشيخ عامر يروون عنه أنه كان يتعصب جدا للقول بترك فرجة عند الميم الساكنة وحمل رحمه الله قراء المصاحف المرتل على ترك فرجة عند التلفظ بالميم الساكنة وخاصة أنه كان من مراقبى لجنة ترتيل المصاحف الصوتية بالإذاعة المصرية والشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله صرح بذلك في بعض مقالاته أن القارئ الذي كان يطبق الشفتين على الميم الساكنة كان لا يقبلها منه ويأمره بإعادة تسجيلها مره أخرى , وهو كذلك الذي حمل الحصري والبنا ومصطفى إسماعيل والمنشاوي علي ذلك.
وهذا الكلام باطل من وجوه كثيرة:
أولها:أن فيه تشكيكا في هؤلاء القراء وفي قراءتهم فهو لم يتهم الشيخ عامر وحده وكان يكفيه ثقلا أن يتهم ذلك الجبل بما هو بريء منه بأنه أول من قال بالفرجة ولكنه اتهمه اتهاما آخر أخطر واتهم معه خمسة جبال من القراء ألا وهم قراء المصاحف المرتلة الخمسة فقد اتهم الشيخ عامر بأنه أكرههم على أن يتركوا ما تلقوه وقرءوا به من الإطباق ليقرءوا بالفرجة التي أحدثها ـ على حد اتهام الشيخ السويد له ـ وهذا ليس اتهام للشيخ عامر وحده بل اتهام لهؤلاء الخمسة (مصطفى إسماعيل وعبد الباسط والمنشاوي والبنا والحصري) بأنهم تركوا ما تلقوه وفرطوا فيه وقرءوا بالخطأ متعمدين لكي ينالوا شهرة بالإذاعة , وهذا اتهام خطير لقرائنا وما يدرينا لعلهم غيروا أحكاما أخرى ولربما يظهر علينا بعد عشرين عاما من يقول أنهم أخطأوا في حكم جديد مكرهين ليظهروا بالإذاعة وأنه جلس عشرين عاما يبحث المسألة حتى خرج بهذا الذي لم يأت به الأولون.
أين قوله تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) فالله حافظ كتابه مكتوبا فلا تبديل لكتابته ومنطوقا فلا تبديل لنطقه فكيف تكون النسخ الخمس الأولى من الذكر منطوقا قد بدلت وغيرت ولم يحفظها الله من التبديل بل قد تواطأ أهلها على ذلك التبديل أيقول بما يلزم منه هذا عاقل؟ سبحانك هذا بهتان عظيم.
والحمد لله أن النصارى أغبى من كثير ممن يقول بما يلزم من قوله ما يتمسك به النصارى طعنا في كتابنا لو كانوا مثله في الغباء.
وثانيها: أن الشيخ الحصري تولى مشيخة المقارئ سنة (1381 = 1961 (وهو العام الذي سجل فيه المصحف الصوتى المرتل برواية حفص عن عاصم فكيف يقبل وهو شيخ المقارئ أن يترك ما تلقاه ويقرأ بما يخالف ما تلقاه , لا ريب أن هذا كذب وافتراء عليهم جميعا فلا عامر أكره أحدا ولا هم تركوا شيئا مما تلقوه.
وثالثها: الشيخ الحصري رحمه الله كان أول من سجل المصحف الصوتى المرتل برواية حفص عن عاصم سنة (1381 = 1961 (وظلت إذاعة القرآن بمصر تقتصر على صوته منفردا حوالى عشر سنوات، ثم سجل رواية ورش عن نافع سنة (1384 = 1964) ثم رواية قالون والدورى سنة (1388 = 1968) وفى نفس العام سجل المصحف المعلم وانتخب رئيسا لاتحاد قراء العالم الإسلامى.
فهل مثل هذا يكرهه الشيخ عامر عل القراءة بما لم يتلقه؟
ورابعها: أن هؤلاء المشايخ لهم تسجيلات كثيرة غير المرتل بمصر وبخارج مصر وفي حفلات ومشاهد ليس فيها لجان ولا إكراه كما يزعمون فلماذا استمروا على الفرجة لو كانوا أكرهوا عليها؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وإليك كلام الشيخ الحصري رحمه الله من كتابه أحكام قراءة القرءان الكريم وهو يدل على الفرجة دلالة صريحة وقد فرغ من تأليفه سنة (1386 = 1966) أي بعد تسجيله لمصاحفه المرتلة التي يزعمون أنه أكره على أن يقرأ فيها بالفرجة وألفه وهو شيخ للمقارئ وعاش بعد أن ألفه أربعة عشر عاما فقد توفى مساء يوم الاثنين 16 المحرم سنة 1401 وهو يوافق 24/ 11/1980، رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته.
قال رحمه الله:
الحال الثالث: أن يقع بعد النون الساكنة أو التنوين الباء , وحكمها حينئذ القلب ويعبر عنه بعض الكاتبين بالإقلاب وتقدم أن معناه الاصطلاحي: جعل حرف مكان آخر مع بقاء الغنة والإخفاء , والمراد به هنا قلب النون الساكنة والتنوين ميما عند الباء بغنةة مع الإخفاء للحرف الأول وهو الميم التي تحولت النون والتنوين إليها , فإذا وقع بعد النون أو التنوين باء كان حكمهما وجوب قلبهما ميما مخفاة عند الباء مع الغنة.
قال العلامة المرعشي: الظاهر أن معنى إخفاء الميم ليس إعدام ذاتها بالكلية , بل إضعافها وستر ذاتها في الجملة بتقليل الاعتماد على مخرجها وهو الشفتان , لأن قوة الحرف وظهور ذاته إنما يكون بقوة الاعتماد على مخرجه , وهذا كإخفاء الحركة في كلمة (تأمنا) بيوسف لأن هذا الإخفاء ليس إعداما للحركة بالكلية بل بتبعيضها. انتهى. (أحكام قراءة القرءان الكريم ص 144 - 145).
فأنت ترى الشيخ الحصري نقل نص المرعشي الذي يدل دلالة بينة على ترك الفرجة في الإقلاب والإخفاء وهو مقرر له آخذ به مستدل بما فيه , فهل أكرهه عامر على تأليف كتابه هذا ونقل هذا عن المرعشي؟
بل قال الحصري أيضا بعد أن صحح الإخفاء ورد القول بالإظهار في الميم الساكنة قبل الباء: ووجه الإخفاء اتحاد الميم والباء في المخرج وتقاربهما في الصفة.
قال في نهاية القول المفيد: والعلم أن الإخفاء قسمان: أحدهما تبعيض الحرف وستر ذاته في الجملة وذلك في الميم الساكنة قبل الباء سواء كانت الميم أصلية أم كان أصلها النون الساكنة والتنوين. (أحكام قراءة القرءان الكريم ص 144 - 145).
فهل من يقول وينقل هذا الكلام يكون مكرها على الفرجة , ألا فليتق الله الذين يبلبلون الأئمة ويشككونها في قراءة كتاب ربها وفي قرائه.
منقول من كتاب الفتح المبين في الرد على المطبقين للشيخ محمد بن عيد الشعباني.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[07 Oct 2009, 10:18 م]ـ
وقال رحمه الله:
أن يقع بعدها هذا الحرف " الباء " وقد اختلف أهل الأداء في حكمها حينئذ فذهب جمهورهم إلى أن حكمها وجوب الإخفاءمع الغنة , وهذا مذهب أئمة الأداء والمحققين كالإمام ابن مجاهد وابن بشير وغيرهما , وإليه جنح الإمام أبو عمرو الداني والمحقق ابن الجزري وغيرهما ممن لا يحصون كثرة , وذهب بعضهم إلى أن حكمها إذا لقيت هذا الحرف الإظهار على خلاف بينهم في الغنة وعدمها , وهو اختيار الإمام مكي ابن أبي طالب في آخرين , ويسمى على هذا المذهب إظهارا شفويا , والصحيح المذهب الأول وعليه العمل في سائر الأعصار والأمصار , وهذا الحكم وهو الإخفاء على المذهب الصحيح ثابت للميم الساكنة التي بعدها الباء مطلقا.
إلى أن قال:ووجه الإخفاء اتحاد الميم والباء في المخرج وتقاربهما في الصفة.
قال في نهاية القول المفيد: واعلم أن الإخفاء قسمان: أحدهما تبعيض الحرف وستر ذاته في الجملة وذلك في الميم الساكنة قبل الباء سواء كانت الميم أصلية أم كان أصلها النون الساكنة والتنوين. (أحكام قراءة القرءان الكريم ص 144 - 145).
فهل من يقول وينقل هذا الكلام يكون مكرها على الفرجة , ألا فليتق الله الذين يبلبلون الأئمة ويشككونها في قراءة كتاب ربها وفي قرائه.
منقول من كتاب الفتح المبين في الرد على المطبقين للشيخ محمد بن عيد الشعباني.
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=88387#post88387
ـ[محمد الأمين بن محمد المختار]ــــــــ[07 Oct 2009, 11:23 م]ـ
يا أخي الكريم لا ينقضي عجبي من هذا الكلام، وعلى كل حال لي سؤالان:
- هل يمكن نطق الميم بدون تماسِّ الشفتين؟ أم أنها ترجع نوناً، فلا نكون قد فعلنا شيئاً؟
- في النصوص التي نقلتها عن الشيخ الحصري والامام المرعشي: ما الذي منعهما من توضيح الأمر بالنص على مطلوبية الفرجة وعدم إطباق الشفتين؟
أرجو فقط جوابا محددا مختصراً لو تكرمتم
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[07 Oct 2009, 11:36 م]ـ
محمد الأمين بن محمد المختار;88395] يا أخي الكريم لا ينقضي عجبي من هذا الكلام
السلام عليكم أولا , وثانيا: اعجب كيف شئت ومتى شئت وإلى أي أمد شئت ولكن هذه حجج ليس لها غير العجب شيء؟
وعلى كل حال لي سؤالان:
- هل يمكن نطق الميم بدون تماسِّ الشفتين؟ أم أنها ترجع نوناً، فلا نكون قد فعلنا شيئاً؟
الجواب يمكن نطق الميم بدون تماس الشفتين حال إخفائها كما يمكن نطق النون من غير تماس طرف اللسان مع الحنك الأعلى في حال الإخفاء , وهذا ليس كلامي بل كلام الحصري رحمه الله في نفس الكتاب وكلام من سبقه من الأئمة.
- في النصوص التي نقلتها عن الشيخ الحصري والامام المرعشي: ما الذي منعهما من توضيح الأمر بالنص على مطلوبية الفرجة وعدم إطباق الشفتين؟
لأنهم لم يتخيلوا أن يتعجم العرب حتى لا يفهموا من كلامهم إلا عكس ما قصدوه , ويمكن أن يعكس سؤالك عليك: ما الذي منعهما من توضيح الأمر بالنص على مطلوبية إطباق الشفتين؟
أرجو فقط جوابا محددا مختصراً لو تكرمتم
قد أجبتك ولا تجزع من جوابي فإني أتحمل منك إن شاء الله جوابك أيا كان.
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الأمين بن محمد المختار]ــــــــ[07 Oct 2009, 11:57 م]ـ
السلام عليكم أولا , وثانيا: اعجب كيف شئت ومتى شئت وإلى أي أمد شئت ولكن هذه حجج ليس لها غير العجب شيء؟
الجواب يمكن نطق الميم بدون تماس الشفتين حال إخفائها كما يمكن نطق النون من غير تماس طرف اللسان مع الحنك الأعلى في حال الإخفاء , وهذا ليس كلامي بل كلام الحصري رحمه الله في نفس الكتاب وكلام من سبقه من الأئمة.
لأنهم لم يتخيلوا أن يتعجم العرب حتى لا يفهموا من كلامهم إلا عكس ما قصدوه , ويمكن أن يعكس سؤالك عليك: ما الذي منعهما من توضيح الأمر بالنص على مطلوبية إطباق الشفتين؟
قد أجبتك ولا تجزع من جوابي فإني أتحمل منك إن شاء الله جوابك أيا كان.
والسلام عليكم
هون عليك يا أخي فلست من هواة الجدل والمماحكات، ولن أطيل معك المراجعات.
استوضحت منك فلم أجد من هذا الرد إلا ميما يراد لها أن تكون نونا، فلم يقع قلب ولا ولا ميم، بل ظلت النون كما هي.
وليس لدي أي سؤال آخر.
والسلام عليكم
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[08 Oct 2009, 12:00 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[08 Oct 2009, 12:52 ص]ـ
يا أخي الكريم لا ينقضي عجبي من هذا الكلام، وعلى كل حال لي سؤالان:
- هل يمكن نطق الميم بدون تماسِّ الشفتين؟ أم أنها ترجع نوناً، فلا نكون قد فعلنا شيئاً؟
- في النصوص التي نقلتها عن الشيخ الحصري والامام المرعشي: ما الذي منعهما من توضيح الأمر بالنص على مطلوبية الفرجة وعدم إطباق الشفتين؟
أرجو فقط جوابا محددا مختصراً لو تكرمتم
السلام عليكم
أستاذنا الفاضل محمد الأمين
سيدي الفاضل لو نظرت إلي الأمر من قريب ستجد الأمر سهلا ويسيرا.
لماذا ذكر الجعبري " والاطباق اتقي "
وأحيلك إلي أمر مهم .. الإمام مكي لم يذكر الإخفاء في الميم الصريحة، وجاء في الإقلاب وقال ببيان الغنة.
وقال الجعبري بأنه بالإخفاء، وتعقبه ابن مريم ــ وهو من بلاد المغرب الموافقين لمكي ـ بعد نقله لقول الجعبري أما الإخفاء ففيه نظر.))
بالله عليك يا شيخنا أليس هذا الكلام إثبات الخلاف في المسألة منذ أمد بعيد؟؟
وإلا فلا معني لشرط البعض بالإخفاء!!!
قال ابن الجزري: "ولا بد من إظهار الغنة مع ذلك، فيصير في الحقيقة إخفاء الميم المقلوبة عند الباء، فلا فرق حينئذ في اللفظ بين "أن بورك" وبين "يعتصم بالله"، إلا أنه لم يختلف في إخفاء الميم ولا في إظهار الغنة في ذلك.) النشر 2/ 26.
انظر ـ رحمك الله ـ إلي قوله (لم يختلف في إخفاء الميم ولا في إظهار الغنة) أي أن إخفاء الميم شئ وإظهار الغنة شئ آخر.فما رأيكم؟؟
وقال في "الفجر الساطع" عند ذكر القلب: "تنبيه. قد بأن من هذه النصوص أنه لا بد من القلب والإخفاء مع الغنة، فمن لم يأت بهما فقد أخل بالتلاوة وهو آثم فلا تجوز روايته، فقل من يتفطن لهذا فلا حول ولا قوة إلا بالله فقد عم الجهل وانتشر، وصار الحق منكرا"
هل معني الإخفاء عندهم تعني الغنة وفقط؟
بارك الله فيكم
والسلام عليكم
ـ[أبو هاني]ــــــــ[08 Oct 2009, 05:52 ص]ـ
لا يجد المطلع على ما سبق دفعا من الشيخ الحصري رحمه الله عن عامر إكراه القراء على فتح الشفتين!
لو فُهِم الإخفاء على أنه: عدم الفصل بين الصوتين (التفكيك كما عند بعض المؤلفين) لتبيَّن المراد؛ فهو ليس سترًا ولا تبعيضًا (كيف يُبعَّض الصوت؟!)
لا أطلب تعليقًا!
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[08 Oct 2009, 08:55 ص]ـ
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد= وينكر الفم طعم الماء من سقم
ذلك لأن الشيخ عامر لم يكره أحدا , ولك فهمك كما لغيرك فهمه , وهذا كلام الحصري يفهم منه عدم الإطباق , وأما الذين افتروا أن عامر أكرهه وغيره فليس معهم إلا الظن والوهم.
ـ[أبو هاني]ــــــــ[08 Oct 2009, 12:21 م]ـ
أبو الحسن محمد حاصل على معهد القراءات ومجاز بالقراءات العشر وشيخ مقرأة.
al-shower@hotmail.com
salshower@yahoo.com
http://www.4shared.com/account/dir/1...ng.html?rnd=68
الأمر في غاية الوضوح!!
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[08 Oct 2009, 12:31 م]ـ
نعم في غاية الوضوح (لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد) لأنك لا تستطيع دفع الحجة بالحجة تلجأ إلى مثل هذا ولا تجد فيه عيبا فواضح أنك تقيم الأمر بالمناصب فكم من مرة صحت بأنك أستاذ لأساتذة فهل تقبل حقا من حاصل على معهد القراءات , ولكنك لا تعرف ما معنى شيخ مقرأة ولا تعرف ما معنى مجاز بالقراءات العشر , فهؤلاء الأساتذة الذين تفخر بأنك أستاذ لهم يجلسون عند ركبنا لنصحح لهم ما أخطأتم لهم فيه.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[08 Oct 2009, 11:05 م]ـ
السلام عليكم
لشيخ مقرأة ومتصدر للإقراء خير من أعظم شهادة ولا يتصدي صاحبه للإقراء.
أما المجاز للقراءات العشر بحقه فقد لاقي الصعاب ووضع نفسه تحت ذل العلم ونعم الذل (ومن قرأ مَن هم شيوخ الشيخ أبو الحسن محمد لعلم قدره، ولأعلي شأنه، ولجلس تحت قدميه ينهال من علمه ولا نزكيه علي الله ـ حفظه الله ورعاه ومن كرب نجاه ـ)
فكم من شخص أجيز وتصدر للإقراء ثم ما لبث أن فر من الإقراء بعدما اكتشف الناس حقيقته، فالفشلة لا يستمرون في هذا المجال.
بارك الله في علمكم فحججكم داحضة يا شيخ طارق وأقوالكم صائبة إن شاء الله.
وفي الحكمة (لا تنظر إلي مَن قال وانظر إلي ما قال)
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[09 Oct 2009, 12:00 ص]ـ
جزاكم الله خيرا يا شيخ عبد الحكيم على حسن ظنك , وأسأل الله أن يؤلف بين قلوبنا جميعا على الحق.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[09 Oct 2009, 09:37 م]ـ
جزاكم الله خيرا على دفاعكم الجميل عن مشايخ الإقراء، والحق يقال: إن الشيخ عبد الحكيم كفانا من قبل الرد على الاتهامات الموجهة للشيخ عامر عثمان ـ رحمه الله ـ بنفس طويل، ودأب متواصل، وهاهو الأستاذ طارق ينضم إليه، ويسير على منواله، فجزى الله خير الجزاء من ذب عن أهل العلم، ودافع عنهم، وأحسن الظن بهم، وهدى الله الجميع لالتماس العلم النافع، واجتناب الجدال والمماراة.
وإن من الجميل لمن يرى رجحان القول بالإطباق أن يبسط أدلته، ويبين حججه، بدون تعرض لإحداث مزعوم، أو بدعة مفتعلة.
والله الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[10 Oct 2009, 10:05 م]ـ
وفقك الله أخي طارق، ولكن في ردك بعض التعدي على إخوانك ولا ينبغي هذا من أهل القرآن وفقك الله وغفر لك، ألم يقل الله تعالى: (وقولوا للناس حسنا) فكيف بأهل القرآن
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[10 Oct 2009, 10:14 م]ـ
وفقك الله أخي طارق، ولكن في ردك بعض التعدي على إخوانك ولا ينبغي هذا من أهل القرآن وفقك الله وغفر لك، ألم يقل الله تعالى: (وقولوا للناس حسنا) فكيف بأهل القرآن
جزاك الله خيرا , وكان ينبغي لك بارك الله فيك أن تنصح إخواني بما نصحتني به فهم الذين ابتدوا وما أنا إلا راد عليهم , ألم تقرأ قول أبي هاني لي:
أبو الحسن محمد حاصل على معهد القراءات ومجاز بالقراءات العشر وشيخ مقرأة.
al-shower@hotmail.com
salshower@yahoo.com
http://www.4shared.com/account/dir/1...ng.html?rnd=68
الأمر في غاية الوضوح!!
والله عز وجل يقول أيضا (وجزاؤ سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله).
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[10 Oct 2009, 10:31 م]ـ
جزاكم الله خيرا على دفاعكم الجميل عن مشايخ الإقراء، والحق يقال: إن الشيخ عبد الحكيم كفانا من قبل الرد على الاتهامات الموجهة للشيخ عامر عثمان ـ رحمه الله ـ بنفس طويل، ودأب متواصل، وهاهو الأستاذ طارق ينضم إليه، ويسير على منواله، فجزى الله خير الجزاء من ذب عن أهل العلم، ودافع عنهم، وأحسن الظن بهم، وهدى الله الجميع لالتماس العلم النافع، واجتناب الجدال والمماراة.
وإن من الجميل لمن يرى رجحان القول بالإطباق أن يبسط أدلته، ويبين حججه، بدون تعرض لإحداث مزعوم، أو بدعة مفتعلة.
والله الهادي إلى سواء السبيل.
جزاك الله خيرا أخانا الكريم ضيف الله العامري.
وفقك الله أخي طارق، ولكن في ردك بعض التعدي على إخوانك ولا ينبغي هذا من أهل القرآن وفقك الله وغفر لك، ألم يقل الله تعالى: (وقولوا للناس حسنا) فكيف بأهل القرآن
جزاك الله خيرا , وكان ينبغي لك بارك الله فيك أن تنصح إخواني بما نصحتني به فهم الذين ابتدوا وما أنا إلا راد عليهم , ألم تقرأ قول أبي هاني لي:
أبو الحسن محمد حاصل على معهد القراءات ومجاز بالقراءات العشر وشيخ مقرأة.
al-shower@hotmail.com
salshower@yahoo.com
http://www.4shared.com/account/dir/1...ng.html?rnd=68
الأمر في غاية الوضوح!!
ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: الكبر بطر الحق وغمط الناس.
بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم.
والله عز وجل يقول أيضا (وجزاؤ سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله).
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[17 Oct 2009, 11:39 م]ـ
وقال الشيخ الحصري رحمه الله أيضا:
المخرج الخامس: الخيشوم وهو أقصى الأنف وفيه مخرج واحد ويخرج منه أحرف الغنة وهي النون الساكنة والتنوين حال إدغامهما بغنة وإخفائهما والنون والميم المشددتان والميم الساكنة المدغمة في مثلها , والمخفاة عند الباء , وعلل بعض العلماء خروج النون والميم في الأحوال السابقة من الخيشوم بأن النون والميم ينتقلان من مخرجهما الأصلي إلى الخيشوم حيث إن كل حرف إذا أدغم في الثاني صار مركبا من حرفين مدغم ومدغم فيه , فالمدغم هو الحرف الأول والمدغم فيه هو الحرف الثاني فإذا كان الإدغام بغنة فإن الحرف الأول يكون مخرجه الخيشوم والحرف الثاني يكون باقيا في مخرجه , وإذا كان الإدغام بغير غنة فإن الأول يدخل في الثاني وينطق بهما حرفا واحدا مشددا مع بقاء الحرف الثاني وهو المدغم فيه في مخرجه.
قال في النشر: فإن هذين الحرفين يتحولان عن مخرجهما الأصلي إلى الخيشوم كما تتحول حروف المد عن مخرجها الأصلي إلى الجوف , وأما قولهم: إن النون تخرج من طرف اللسان والميم من الشفتين فالمراد بهما النون والميم المتحركتان أو الساكنتان في حالة الإظهار والمراد بهما هنا الساكنتان في حالتي الإخفاء والإدغام بغنة. (أحكام قراءة القرءان الكريم ص 42 – 43)
تأملوا أيها المنصفون كيف نص هذان الإمامان وغيرهما على تحول الميم الساكنة حالة إخفائها من الشفتين إلى الخيشوم؟ وهل هناك تعبير أوضح من ذلك دلالة على الفرجة وعدم الإطباق؟ وهل يتوب من افترى على الشيخ عامر بأنه أكره الحصري وغيره على القراءة بالفرجة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[28 Oct 2009, 09:13 ص]ـ
وقال الإمام الحصري أيضا:
وقد يقال: إن اللسان لابد من عمله في النون والتنوين حتى في حال إخفائهما وإدغامهما بغنة، وإن الشفتين لابد من عملهما في الميم حتى في حال إخفائها وإدغامها بغنة , وإن الخيشوم لابد من عمله في النون والتنوين والميم حتى في حال إظهار هذه الحروف أو تحركها , فما السر في قصر عمل اللسان على حال إظهار النون والتنوين أو تحركهما وقصر عمل الشفتين على حال إظهار الميم أو تحركها وقصر عمل الخيشوم على أحوال التشديد والإخفاء والإدغام بغنة؟
وقد أجاب عن ذلك العلماء بأنه لما كان عمل اللسان في حال إظهار النون والتنوين أو تحركهما أكثر من عمل الخيشوم قصر العمل على اللسان ولما كان عمل الشفتين في حالي إظهار الميم أو تحركها أكثر من عمل الخيشوم قصر العمل على الشفتين وجعلتا مخرجا للميم في هذين الحالين ,ولما كان عمل الخيشوم في حال إخفاء النون والتنوين وإدغامهما بغنة وفي حال إدغام الميم في مثلها بغنة وفي حال إخفائها عند الباء وفي حال تشديد النون والميم , أقول: لما كان عمل الخيشوم في هذه الأحوال أكثر من عمل غيره قصر العمل على الخيشوم وجعل مخرجا للنون والميم في الأحوال المذكورة. (أحكام قراءة القرءان الكريم ص 44)
تأملوا أيها المنصفون كيف نص هذاالإمام على تحول الميم الساكنة حالة إخفائها من الشفتين إلى الخيشوم؟ وكيف سوى بين النون والميم في ذلك؟ وهل هناك تعبير أوضح من ذلك دلالة على الفرجة وعدم الإطباق؟ وهل يتوب من افترى على الشيخ عامر بأنه أكره الحصري وغيره على القراءة بالفرجة؟
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[11 Nov 2009, 08:01 ص]ـ
وقال الإمام الصفاقسي - رحمه الله -:
السابع عشر: الخيشوم والمراد به ها هنا الأنف والخرق الذي بينه وبين الفم وهو مخرج التنوين والميم والنون الساكنين حال الإخفاء والإدغام بالغنة - وسيأتي حكم ذلك إن شاء الله تعالى في بابه مفصلا - وينتقل مخرجهما في هذه الحالة عن مخرجهما الأصلي إلى الخيشوم كما ينتقل مخرج الواو والياء المديتين إلى الجوف , وباقي الحروف لا تنتقل عن مخارجها أبدا. (تنبيه الغافلين ص 13)
تأملوا أيها المنصفون كيف نص هذا الإمام على تحول الميم الساكنة حالة إخفائها من الشفتين إلى الخيشوم؟ وهل هناك تعبير أوضح من ذلك دلالة على الفرجة وعدم الإطباق؟ وهل يتوب من افترى على الشيخ عامر بأنه أكره الحصري وغيره على القراءة بالفرجة؟
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[14 Nov 2009, 06:14 م]ـ
وقال الإمام الصفاقسي - رحمه الله - أيضا:
ومنها عدم إظهارها إذا لم تدغم ولم تخف وقد تقدم أنها تدغم في أختها إذا سكنت , وتخفى عند الباء إذا سكنت وسواء كان السكون أصليا نحو "أم بظاهر" أم عارضا نحو "ومن يعتصم بالله" أم تخفيفا نحو (إن ربهم بهم) , (يوم هم بارزون) , (جزيناهم ببغيهم) على خلاف بين أهل الأداء , فذهب إلى الإخفاء ابن مجاهد والداني واختاره ابن الجزري وهو مذهب أهل الأداء بمصر والشام والأندلس وسائر البلاد العربية , فتظهر غنتها من الخيشوم كإظهارها بعد القلب في نحو (من بعد) و (أنبئهم) , وذهب جماعة كابن المنادي ومكي إلى الإظهار وعليه أهل الأداء بالعراق والبلاد الشرقية , والوجهان صحيحان مقروء بهما إلا أن الإخفاء أظهر وأشهر. (تنبيه الغافلين ص 70).
تأملوا أيها المنصفون كيف نص هذا الإمام على تحول الميم الساكنة حالة إخفائها من الشفتين إلى الخيشوم؟ وهل هناك تعبير أوضح من ذلك دلالة على الفرجة وعدم الإطباق؟ وهل يتوب من افترى على الشيخ عامر بأنه أكره الحصري وغيره على القراءة بالفرجة؟
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[06 Dec 2009, 12:05 م]ـ
الحمد لله فهذا الذي قلته من قبل في دفع اتهام الشيخ عامر رحمه الله بأنه أكره قراء المرتل على الفرجة بأن في ذلك اتهاما لهؤلاء القراء وطعنا في عدالتهم وقراءتهم قد وجدت ما يشبهه عند رد العلماء على فرية الأشاعرة التي عللوا فيها عدول إمامهم أبي الحسن الأشعري عن مذهبه إلى مذهب السلف في العقيدة وإثبات الصفات ولا سيما الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنة منذ المحنة فعللوا ذلك بأنه فعله مكرها خوفا من شر الحنابلة في وقته فكان جواب العلماء عن هذه الفرية بأن فيها طعنا في الإمام الأشعري نفسه فالحمد لله الذي خلق الأزواج كلها.
جاء في تحقيق كتاب الإبانة لأبي الحسن الأشعري ص 2 , 3:أما الجواب عن فرية أن الأشعري- رحمه الله ـ صنف الإبانة مضطرا لوقوعه تحت نفوذ الحنابلة وأنه اصطنع هذا الاعتقاد ليكسب رضا الحنابلة ويدفع شرهم فليست المسألة مسألة عقيدة ولكنها مسألة ملاءمة الظروف فهذا الاتهام الصريح للإمام الأشعري - رحمه الله - بالنفاق والمداهنة يجاب عنه بما قاله الشيخ الفاضل محمد بن عبد الرحمن الخميس - حفظه الله - في مقدمة كتابه اعتقاد أهل السنة شرح أصحاب الحديث ص 2 - 4: ومن العجب أنهم زعموا أن الإمام أبا الحسن الأشعري ألف كتابه الإبانة مداراة للحنابلة وتقية وخوفا منهم على نفسه , وهذا كلام فيه نظر بل إنه جد خطير إذ أن فيه قدحا في الإمام أبي الحسن الأشعري واتهاما له بأنه يبدل عقيدته - في الظاهر - على حسب الأحوال والملابسات أو مجاراة للتيارات الفكرية السائدة وهذه مسألة خطيرة فالغاية لا تبرر الوسيلة عند أهل الحق وينبغي للإنسان أن يحسن الظن بأمثال الإمام في هذا بل إنني أجزم ببطلان هذا الزعم في حق الإمام الجليل إذ إنه لا يمكن أن يداري أو يجاري في عقيدته وهي مداراة السلامة وهي العقد بينه وبين الله تعالى , ولا يفعل ذلك إلا الموغلون في البدعة والذين ليسوا على رسوخ في عقيدتهم وثقة بما هم عليه كأمثال الباطنية وغيرهم. أ. هـ.تحقيق كتاب الإبانة ص 2 ,3 طبع دار الإبانة.
فهل يفيق الذين يفترون على الأئمة أنه يتركون الحق تقية كما يفعل الباطنية , فالشيخ عامر لم يكره أحدا على الفرجة ورميه بهذا ليس طعنا فيه وحده بل طعن فيه وفي كل قراء المرتل الذين قرءوا بالفرجة مكرهين كما زعم الزاعمون , فهل بهذا يفيقون؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[06 Dec 2009, 04:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الحمد لله
قد استمعت إلى تلاوة مؤثرة للشيخ محمود خليل الحصري رحمه الله، يقرأ فيها سورة الحجرات بالصوت والصورة، (فيديو) فنظرت إليه يقرأ قوله تعالى (فإن بغت إحداهما على الأخرى) فلاحظت أنه -رحمه الله- لم يترك فرجة عند قلب النون ميما عند الباء، فلعلك أخي طارق تنظر الفيديو، وتلاحظ ذلك، ولم أنظر هل هناك مواضع أخرى فيها القلب أو الإخفاء الشفوي
الفيديو على هذا الرابط
http://majdah.maktoob.com/vb/redirectLink.php?link=http%3A%2F%2Fwww.quran-voice.com%2Fplay.php%3Ftype%3Dvideo%26id%3D35%2FRA M%5D%3A%3A%3A%3A%3A%3A%3A
والله أعلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[06 Dec 2009, 11:19 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي حكيم بن منصور حفظك الله , جزاك الله خيرا على اهتمامك بالأمر وقد استمعت إلى تلاوة الشيخ الحصري رحمه الله في سورة الحجرات من الرابط المذكور بل وتمكنت بفضل الله تعالى من تحميله على الهارد وكررت سماعه فلاحظت الآتي:
1 - مواضع الإقلاب والإخفاء الشفوي في سورة الحجرات أربعة وهي (فاسق بنبإ) , (قوما بجهالة) , (فإن بغت) , (والله بصير بما تعملون).
2 - مواضع الإخفاء الشفوي في سورة الحجرات موضعان وهما (بعضكم بعضا) , (إسلامكم بل).
3ـ في هذه المواضع الستة تتضح الفرجة جدا في تلاوة الإمام الحصري رحمه الله نظرا إلى صورته وسماعا من صوته , فلعلك يا أخانا الكريم تدقق النظر والسمع جيدا فضلا لا أمرا.
4ـ ولا أدري لماذا ركزت على موضع (فإن بغت) مع أن الفرجة فيه واضحة كغيره ولماذا تركت المواضع الخمسة الأخرى والفرجة فيها واضحة جدا.
5ـ ولكي يتضح الأمر أكثر ركز أخي على أول هذه المواضع (إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا) وانتبه إلى نطق الأحكام الثلاثة المتوالية فميم (جاءكم) تظهر عند فاء (فاسق) وتنوين القاف يقلب ويخفى عند باء (بنبإ) وتنوين (بنبإ) يخفى عند فاء (فتبينوا) والسؤال هو إذا تركنا الغنة جانبا:
أ - هل نطق الشيخ (فاسق بنبإ) كما نطق (جاءكم فاسق)؟
والجواب بالإجماع - حتى من لم يسمع وير الشيخ -: لا.
فكيف بمن رأى وسمع ألا يكون جوابه: لا وألف لا؟
ونعلم جميعا أن ميم (جاءكم فاسق) بالإطباق إجماعا , فيكون ما خالفه في نطق الشيخ بغير إطباق يقينا.
ب - ألا تلاحظ تشابها واضحا في هيئة شفتي الشيخ رحمه الله عند نطقه (فاسق بنبإ) مع نطقه (بنبإ فتبينوا)؟ دقق فستجد التشابه وأنت تعلم يقينا أن الشفتين لا تنطبقان عند إخفاء النون عند الفاء فكذلك في الإقلاب.
ثم يا أخانا الفاضل القضية ليست أن يقرأ الحصري بالإطباق أو الفرجة ولكن القضية هل قرأ بالفرجة مكرها؟ لأن ذلك لو كان صحيحا لكان قدحا وطعنا في الحصري وإمامته وقراءته وطعنا في الشيخ عامر رحمه الله.
وأنت الآن حفظك الله تقول أنه قرأ (فإن بغت) بغير فرجة ولكنك لو دققت فستغير قولك ولكن على قولك هذا هل تقبل منا أن نقول إنه قرأ بالإطباق مكرها؟
فتلك هي القضية بارك الله فيك.(/)
أبو الأسود الدؤلي وجهوده في نقط المصحف
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[08 Oct 2009, 03:32 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين حبيبنا وقرّة أعيننا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
الإخوة الأحبّة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
أرفع لكم بحثي الموسوم
((أبو الأسود الدؤلي وجهوده في نقط المصحف))
رجاء دعوة صالحة لوالدي ولي ولأخوتي وللمسلمين بظهر الغيب.
وما هو إلا جهد المُقِل، وبضاعة المُفلس، فمن وجد فيه شيئا من مجانبة الصِّحة فليدركه بفضله ولا يبخل عليّ بتوجيهه مشكورا.
د. حسن عبد الجليل العبادلة
abadela@yahoo.com
abadela@bau.edu.jo
ـ[محب القراءات]ــــــــ[08 Oct 2009, 07:11 ص]ـ
جزاك الله خيرا , وبارك في علمك وجهدك.
ـ[محمد الأمين بن محمد المختار]ــــــــ[08 Oct 2009, 11:25 م]ـ
تقبل الله منكم أستاذَنا الدكتور
التنزيل جارٍ
ولا شك أنه سيكون بحثا مفيدا ورائعا
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد الأمين بن محمد المختار]ــــــــ[09 Oct 2009, 12:06 ص]ـ
قرأت البحث القيم والمفيد
أشكرك عليه وأرجو أن تزيدنا من بحوثك القيمة، جزاك الله خيرا
- حبذا لو أكملتم بتتبع مصير اختراع أبي الأسود، ومتى انتهى العمل به، ولماذا؟
- وبخصوص الخطأ الواقع في برنامج القراءات، فقد كان من الأنسب أن توضحوا أكثر أنكم تقصدون أن نقط الدؤلي (وهو التشكيل بالحركات) يختلف عن الحركات المستعملة اليوم، وهي التي وضعها أصحاب البرنامج، وموجودة في مصحف التجويد
وجزاكم الله خيرا
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[09 Oct 2009, 01:44 ص]ـ
أشكر لسعادتكم استجابتكم الكريمة برفع بحثكم إلى الملتقى
جاري التحميل .....
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[02 Nov 2009, 12:46 م]ـ
الشكر موصول لكم جميعا، وأرجو ممن قرأ البحث أن لا يحرمني من ملاحظاته
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[02 Nov 2009, 08:14 م]ـ
هممت أن أبدأ تعليقي بالدعاء لك ولوالديك وللمسلمين -كما طلبت في المشاركة الأولى لهذا الموضوع- ولكني وجدت طلب الدعاء مقرونا بكونه بظهر الغيب فتوقفت عن جعله مواجهة واكتفيت بجعله بظهر الغيب.
وشكر الله لكم الجهد الطيب في بحثكم القيم وقد انتفعت منه ومن نموذج صفحة المصحف القديم في آخره وإن وددت لو تم الرجوع إلى صفحات أخرى وإن امكن أن تكون أقدم لأن الصفحة المدروسة في البحث فيها نقط تدل على الحركات في وسط الكلمات والمشهور أن النقط في مرحلته الأولى اقتصر على الأواخر ثم مع الوقت حصلت الإضافات والزيادات، والله أعلم.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[03 Nov 2009, 12:43 ص]ـ
أشكرك أستاذي وأخي الحبيب أ. د.أحمد شكري على ما تفضلتم به، وأسأله تعالى أن يتغمدك ووالديك والمسلمين برحمته وكرمه، وأن يعطيك أفضل مما تتمناه لنا.
وإن بسط الله في العُمُر وبارك فبإذنه تعالى أتم بحث ما أشرتم إليه(/)
هديه لمعلمي القراءات
ـ[الورشان]ــــــــ[09 Oct 2009, 02:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم فاحب ان اقدم ملخص متواضع للقراءات لمعلمي القراءت في مدارس تحفيظ القران الكريم اقتصرت فيه على اصول الشاطبيه مرتبه على ابوابها وتركت المسائل الخلافيه وبينتها على شكل بياني للتسهيل واسهام في ادراك هذا العلم لدى طلاب تحفيظ القران الكريم وجعلته قسمين من اول المقدمه الى باب نقل الهمزه والجزء الثاني من باب وقف حمزه وهشام الى باب ياءات الزوائد واخيرا فمن كان من خطا فمن نفسي والشيطان ومن كان من صواب فمن الله عز وجل وحده ومن كانت لديه ملاحظه فلا يبخل علينا بها فالله اسئل ان يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وان ينفع بها الطلاب والمتعلمين والحمدلله رب العلمين ................
ـ[حادي العيس]ــــــــ[11 Oct 2009, 09:29 ص]ـ
هذا بالله هو النفع الحقيقي لطلاب العلم خاصة المبتدئين الباحثين عن التنظيم والاختصار غير المخل .. أسأل الله للأستاذين: بشر فيدان نيوتن , وخالد نزال الحربي أن يثيبكما خير الثواب وأن يبارك لكما في أوقاتكما وأرزاقكما وعلمكما وأن يزيدكما من فضله!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Oct 2009, 10:46 ص]ـ
نعمت الهدية، جزاكم الله خيراً وتقبل منكم، ونفع بعلمكم.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[11 Oct 2009, 02:10 م]ـ
جهد مبارك , وعمل مميز , أسأل الله أن يجزي خيرا من أعده ومن أشرف عليه ومن نشره هنا ليستفاد منه.
وسيستفيد منه المبتدئ في هذا العلم المبارك فائدة كبيرة , فهو ملخص مختصر مفيد , ولعل أحد الإخوة ينشط لترتيبه على شرائح بوربوينت ليستفيد منه معلم القراءات في توضيح هذا العلم للمبتدئين.
ـ[حاتم ظهران]ــــــــ[16 Oct 2009, 02:37 م]ـ
رائع جدا ,,
جزاك الله الفردوس ونعيمه
ـ[أم أسماء]ــــــــ[16 Oct 2009, 03:36 م]ـ
تم التحميل،، جهد رائع جعله الله في ميزان حسنات كاتبيه وجزاهم خير الجزاء ..
ـ[ garti] ــــــــ[07 Dec 2009, 04:35 ص]ـ
بارك الله جهود جميع الإخوة مشاركين ومشرفين، وتقبل الله من ومنكم صالح الأعمال.
ـ[شادي العسقلاني]ــــــــ[07 Dec 2009, 05:14 م]ـ
جاري التحميل، أثابكم الله تعالى
ـ[الورشان]ــــــــ[08 Dec 2009, 11:55 م]ـ
واياكم اخوي شادي العسقلاني
ـ[ garti] ــــــــ[31 Mar 2010, 02:28 ص]ـ
بارك الله في جهودك وأنالك ما تتمنى وترجوان شاء الله
ـ[يوسف بن عواد البردي]ــــــــ[31 Mar 2010, 07:34 م]ـ
جزاك الله خيرا ...
ـ[يوسف بن عواد البردي]ــــــــ[31 Mar 2010, 08:07 م]ـ
الأخ الفاضل أرجو أن ترفق نوع الخط المستخدم في كتابة الأمثلة في باب وقف حمزة وهشام -إذ ظهر عندي على شكل رموز -إتماماً للفائدة ولكم فائق الشكر والتقدير.
ـ[ايت عمران]ــــــــ[31 Mar 2010, 10:40 م]ـ
بسم الله الرخمن الرحيم
الحمد له رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فأشكر الأستاذين الكريمين على هذه المحاولة، وأقول للأخ الورشان: بما أنك سطرت قولتك:
ومن كانت لديه ملاحظه فلا يبخل علينا بها فالله اسئل ان يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وان ينفع بها الطلاب والمتعلمين والحمدلله رب العلمين ................
فإني فرأت تلك الجداول التي أعددتها، فوجدتها مليئة بالأخطاء القرائية، ولا تصلح أن يعول عليها مدرسو القراءات في جمعيات التحفيظ، ولذلك أقترح عليك أستاذي الكريم أن تراجعها بعناية، وتصوب أخطاءها، ثم تعيد نشرها هنا، وإذا أحببت أن أوافيك بملاحظاتي فأني مستعد لذلك.
وأحب أن أحيل القارئ الكريم إلى عمل مشابه لهذا العمل، لكنه عمل متقَن من علامة متقِن، ذلكم هو شيخي الدكتور إيهاب فكري ـ حفظه الله ـ فقد ألحق بشرحه للشاطبية ملحقا بجداول الأصول في غاية الحسن واليسر، ويمكن أن يستعين بها المبتدئ، كما يمكن أن يستفيد منها المقتصد.
تحية طيبة للأستاذ الورشان ولكل المعلقين على الموضوع، والسلام عليكم.(/)
قراءة (وأهس بها على غنمي) هل هي صحيحة؟
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[10 Oct 2009, 01:11 م]ـ
الأخوة الكرام، اساتذة وطلاب علم، في منتدى القراءات ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أرجوا ممن عنده علم أن يدلني على قراءة (وأهس بها على غنمي) في سورة طه ..
وهذه القراءة بالسين نسبها القرطبي والبغوي وغيرهما لعكرمة ..
فأولا: هل هي صحيحة النسبة لعكرمة؟
وثانيا: هل هي من القراءات الصحيحة أم الشاذة؟
أرجوا أن تطعم الاجابة بالنقل عن المراجع بأجزائها وارقام صفحاتها ..
جزاكم الله خيرا ونفع بكم.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[10 Oct 2009, 01:52 م]ـ
هذه الكلمة قُرأت في الشَّاذ بالسين (أهس) على وجهين:
1 - أَهُسُّ بضم الهاء وهي القراءة التي ذكرتَها عن الحسن وعكرمة.
2 - أُهِسُّ بكسر الهاء وهي قراءةٌ تعزى إلى النخعي.
وسواءً صحَّ سندها لعكرمة وغيره أم لم يصح فلا تجوز القراءةُ بها.
وبإمكانك النظر في الدر المصون للسمين الحلبي , وكتاب معجم القراءات للدكتور عبد اللطيف الخطيب.
وهذا الكتاب الأخير لا تكاد تفوت على جامعه قراءةٌ في الشاذ.
والله أعلم.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[10 Oct 2009, 01:59 م]ـ
الأخ الكريم / عادل
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذه القراءة من القراءات الشاذة , وقد نسبت للحسن البصري وعكرمة في المراجع التالية:
البحر المحيط لأبي حيان.
الدر المصون للسمين الحلبي.
واللباب في علوم الكتاب لابن عادل.
ومنهم من نسبها لعكرمة فقط: انظر الكتب التالية:
المحرر الوجيز لابن عطية.
النكت والعيون للماوردي.
معالم التنزيل للبغوي.
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي.
المحتسب في تبيين شواذ القراءات والإيضاح عنها لابن جني.
وأما بالنسبة لأرقام الصفحات فتختلف باختلاف الطبعات , ولكن الوصول إليها سهل في جميع الكتب, فما عليك إلا أن تفتح على سورة طه عند هذه الآية.
وفقنا الله وإياك للعلم النافع والعمل الصالخح.
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[10 Oct 2009, 02:02 م]ـ
شكر الله لكما وزادكما حرصا ..
وجزيتما من الله خير الجزاء ..(/)
أحدثُ تسجيلٍ مُجازٍ لمتنِ السَّلسَبيلِ الشَّافِي
ـ[حادي العيس]ــــــــ[10 Oct 2009, 06:07 م]ـ
الإخوة المهتمون بالمتون خاصة علم التجويد سيصدر قريبا هذا العمل بصوت مقرئ الدمام الشيخ علي حسن سليمان وهو يجري الآن مفاضلة عن أفضل تسجيلات في التوزيع والجودة وسأنشر لكم المتن تباعا كلما حصلت على شيء منه وستلاحظون بالتقديم صوت صاحب الفضيلة الشيخ عبد الفتاح مدكورفي إجازة صوتية للأداء.
ـ[أحمد النبوي]ــــــــ[19 Apr 2010, 04:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا، والملف أيضا قيد التحميل، نفع الله بقارئه وناقله.(/)
رؤيا في حق الشيخ المقرئ بكري الطرابيشي (المبشرات الرؤيا الصالحة)
ـ[نادر العنبتاوي]ــــــــ[11 Oct 2009, 08:32 م]ـ
الحمد لله الذي بحمده تتم الصالحات، والصلاة والسلام والبركات على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ففي صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي أنه قال: (أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له).
وعن أبي صالح قال:
سمعت أبا الدرداء - و سئل عن (الذين آمنوا و كانوا يتقون. لهم البشرى في
الحياة الدنيا)؟ - قال: ما سألني أحد قبلك منذ سألت رسول الله صلى الله
عليه وسلم عنها، فقال: ما سألني عنها أحد قبلك هي الرؤيا الصالحة يراها العبد أو ترى له)، قال شيخنا الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4/ 391:: و هذا إسناد حسن.
وعن أبي الدرداء عن النبي عليه الصلاة والسلام: (بشرى الدنيا الرؤيا الصالحة) صحيح الجامع 2822.
وفي مسلم عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَعْمَلُ الْعَمَلَ مِنَ الْخَيْرِ وَيَحْمَدُهُ النَّاسُ عَلَيْهِ قَالَ «تِلْكَ عَاجِلُ بُشْرَى الْمُؤْمِنِ».
وفي بعض الروايات: الرؤيا الصالحة، يراها الرجل الصالح، أو تُرَى له، فقيل: يا رسول الله! الرجل يعمل العمل لنفسه فيحمده الناس عليه، قال: (تلك عاجل بشرى المؤمن).
وقال البراء بن عازب: سئل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن قوله: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [يونس:64]، فقال: (هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح، أو تُرَى له).
فلي رؤيا قديمة رأيتها في حق الشيخ المقرئ بكري الطرابيشي حفظه الله، أسأل الله العظيم أن تكون من المبشرات:
وهي أني (نادر العنبتاوي) رأيت الشيخ بكري الطرابيشي في صورة فتى في سن البلوغ تقريبا، وعليه سمة الصلاح والوقار، فسرت معه في الطريق حتى دخلنا إلى المسجد، فتصدر الشيخ _ رغم صغر عمره_ حلقة الإقراء للقرآن الكريم في المسجد وكانت حلقة كبيرة، فجلست بجانبه، ورأيتني أقرأ عليه ثم طلبت منه الإجازة في القراءات فأجازني، وكان يظهر عليه في الرؤيا الفرح والابتهاج، انتهت الرؤيا.
ثم إن الله بفضله وكرمه صدّق الرؤيا بالحق _ إن شاء الله _ فبعد زمن من هذه الرؤيا أجازني الشيخ بكري الطرابيشي حفظه الله بالقراءات العشر وبالحديث الشريف، كما أجاز كذلك أخي في الله الشيخ فوزي الزريقات الأردني بالقراءات والحديث.
ولما رأيت الشيخ بكري الطرابيشي حقيقة اقشعر جسدي واغرورقت عيني لتذكري تلك الرؤيا، وقد كان الذي رأيته في المنام فتى صغيرا هو نفس الشيخ بكري كبيرا، فسبحان ربي وكأنه مقطع صور له في صغره.
وقد أولت هذه الرؤيا بما أسأل الله أن يكون حقا وخيرا:
فأولت صغر عمره في المنام: بطول عمره وأن الله قد بارك فيه وفي عمره، وأسال الله أن يكون لصغره في الرؤيا تعبير عن تكفير الله لجميع ذنوبه وتجاوزه عنه، فإنه في الرؤيا بعمر من لم يجر عليه القلم والله أعلم.
وكذلك تأويل رؤيا الشيخ في المنام بهذا السن مع تصدره لمجلس الإقراء أنه ملحق الأصاغر بالأكابر لعلو سنده في القراءات، فهو في الحقيقة من حيث علو سنده من الشاطبية بمنزلة شيوخ الشيخ المعمر أحمد الزيات المولود سنة 7/ 5/1325 ه الموافق 7/ 5/1907م، مع شهرة الزيات بعلو سنده، وهذا فضل من الله وكرم على الشيخ بكري بأن مد في عمره وبارك فيه، فكل من قرأ عليه من الشاطبية حسب مقدار القراءة من جهة علو السند بمنزلة الشيوخ الكبار المعمرين.
وأولت سيري مع الشيخ إلى المسجد: بسعيه ومسارعته لذكر الله وهو ممن يرفع ذكره، وهي دليل على الصلاح والاستقامة على طريق الهدى والسعي لخدمة القرآن الكريم وأهله.
وأولت حلقة الإقراء: برفع الذكر الحسن والأجر العظيم، فإن الله يرفع بهذا القرآن أقواما ويضع آخرين، وببقاء ذكره محفوظا مرتبطا بكتاب الله عز وجل. وتأويل حلقة الذكر: ببقاء اتصال حلقة سلسلة إسناده بالقرآن الكريم، جعلنا الله وإياه ممن يجعل له لسان صدق في الآخرين.
وجلوسه في حلقة الإقراء بالمسجد: أنه ممن يعمر مساجد الله عز وجل ظاهرا وباطنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتأويل فرحه في الرؤيا: بالرضا بالله وبنعمه عليه الظاهرة والباطنة، وأسأل العلي القدير أن يكون من الفرحين في الدارين، وأن يطيل في عمره ويبارك لنا فيه، وعندي مزيد تأويل للرؤيا لا أبثه، والله أعلم.
وقد عرضت هذه الرؤيا على أحد الشيوخ الثقات المشهورين بتعبير المنامات والمشهود لهم بحسن التأويل، فواق ما عبرته له، وقال: صغره في المنام يعبّر عنه بالبركة وعظم القدر والحمد لله، والله أعلم.
وفي الختام أسأل الله الكريم أن تكون هذه الرؤيا من المبشرات فهي مع صاحب للقرآن، بل علم من أعلام القراءات مقرئ للقراءات العشر متفرد بالعلو، فيها السعي للمسجد وإقراء القرآن الكريم بالمسجد وهي حلق الذكر كما في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده) رواه مسلم وأبو داود وغيرهما.
ولما زرت الشيخ بكري_ حفظه الله _ منذ فترة قريبة بصحبة الشيخين الفاضلين الشيخ عبد الله الصومالي _ وقد مدحه الشيخ بكري بحسن القراءة والأداء بما هو أهل له وقال لنا هو شيخنا تواضعا منه وشهد له بأنه ممن قرأ عليه _ والشيخ فوزي الزريقات حفظهما الله، ثم إني قصصت على الشيخ هذه الرؤيا_ دون التأويل _ فرأيت على الشيخ بكري تباشير الفرح والمسرة وانشراح الصدر، ولولا البشارة في هذه الرؤيا ما قصصتها، والحمد لله رب العالمين.
اللهم احفظ شيخنا الشيخ بكري الطرابيشي وبارك فيه وفي علمه ومتعه اللهم بالصحة والعافية واجعله اللهم ممن طال عمره وحسن عمله آمين.
صاحب هذه الرؤيا الفقير إلى عفو ربه نادر بن محمد غازي العنبتاوي، غفر الله له ولوالديه ولمشايخه وللمسلمين والمسلمات.
عضو هيئة تدريس بقسم الدراسات القرآنية كلية العلوم والآداب – جامعة القصيم
.
ـ[أحمد تيسير]ــــــــ[11 Oct 2009, 09:40 م]ـ
مرحباً بالشيخ المسند المقرئ (نادر العنبتاوي)، في ملتقى التفسير
أرجو أن تكون في أتم الصحة والعافية، وحمداً لله أن عدت إلى بلدك الثاني بالسلامة والأمان بعد زيارتك الأخيرة إلى الأردن، ثم جزاك الله خيراً على هذا الطرح اللائق الفائق، فحياك الله، وننتظر منك الكثير ...
آملاً منك أن تفتح بريدك الإلكتروني.
وكتبه أخوكم
أحمد القوقا(/)
الفصل بين المتلازمين أو الجمع بين المنفصلين وأثره في قلب المعاني
ـ[أبو عبد التواب]ــــــــ[12 Oct 2009, 09:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت في بعض المواقع والمنتديات ما كتبه بعض الإخوة عن الوقف القبيح فأحببت أن أشير إلى أمر غفل عنه الكثير حتى البعض من رجالات العلم، مع أن أسلافنا ـ رحمهم الله ـ قد أوصوا طالب العلم بأن يحذر من الوقوع فيه، وهو الفصل بين المتلازمين أو الربط بين المنفصلين، وقد كتبت في هذا منذ سنوات فكان مما قلته في ذلك الوقت: ذكر أسلافنا أمورا ينبغي أن ينتبه إليها الكاتب أثناء تدوينه للعلوم؛ ومن هذه "الأمور" الآداب:
ـ عدم الفصل بين المتلازمين؛ كالمضاف والمضاف إليه، والصفة والموصوف؛ خاصة إذا كانت نتيجة الفصل تؤدي إلى تغيير المعنى؛ قال النووي في التقريب:
ويكره في مثل: عبد الله، وعبد الرحمن بن فلان كتابة عبد آخر السطر واسم الله مع ابن فلان أول الآخر وكذا يكره رسول آخره والله صلى الله عليه وسلم أوله، وكذا ما أشبهه.
قال السيوطي في تدري الراوي (2/ 74): "ويكره في مثل عبد الله وعبد الرحمن بن فلان وكل اسم مضاف إلى الله تعالى كتابة عبد آخر السطر واسم الله مع ابن فلان أول الآخر وأوجب اجتناب مثل ذلك ابن بطة، والخطيب. ووافق ابن دقيق العيد على أن ذلك مكروه لا حرام.
وكذا يكره في رسول الله أن يكتب رسول آخره والله صلى الله عليه وسلم أوله.
وكذا ما أشبهه من الموهمات والمستشنعات؛ كأن يكتب قاتل من قوله: قاتل ابن صفية في النار في آخر السطر وابن صفية في أوله. أو يكتب فقال من قوله في حديث: "شارب الخمر فقال عمر: أخزاه الله ما أكثر ما يؤتى به" آخره، وما بعده أوله.
ولا يكره فصل المتضايفين إذا لم يكن فيه مثل ذلك؛ كسبحان الله العظيم يكتب سبحان آخر السطر، والله العظيم أوله، مع أن جمعهما في سطر واحد أولى".
وقد وقع في المصاحف التي بين أيدينا من هذا كثير، وكثير، وبعضها أبشع من بعض؛ ومن المصاحف التي وقفت فيها على ما هو من هذا مصحف الجزائر المكتوب بخط الخطاط الدكتور شريفي، وذلك في قوله تعالى: فَبَعَثَ الله غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْض المائدة: 31 حيث كتب الكاتب كلمة: "فَبَعَثَ" في نهاية السطر، وما بعدها في بداية السطر!!!!
وقد وقع هذا ـ أيضا ـ من كاتب مصحف أوقاف دبي، ولما أعلمتهم بذلك توقفوا عن إعادة طباعة المصحف مرة ثانية، وأرسلوا لي نسخة للقراءة وقد أخذوا بما يقرب من 60% مما كتبته لهم، وفي مقدمة ما صوبوه تلك الجملة فجزاهم الله عن كتابه وقرائه خير الجزاء.
وإنني لم أجد مصحفا التزم فيه كاتبه بهذه الدقيقة العلمية، ولو نظرنا في المصحف المتداول بين أيدي الأمة المكتوب بخط الخطاط عثمان طه لوجدنا فيه الكثير و الكثير، ومن ذلك: قوله: قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ البقرة: 124. فإن الوقوف عند "قال لا" قبيح جدا، وذلك من وجهين:
الأول: إنه يؤدي إلى أن ذرية إبراهيم لا تنال عهد الله.
الثاني: فيه إثبات نيل الظلمين لعهد الله، فإنه حينئذ يبتدئ بقوله: يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ من أجل ذلك لا يجوز الوقف على "لا" في هذه الآية، وما كان في معناه.
فإنه كما لا يجوز للقارئ الوقف على الكلمات التي تؤدي إلى المستشنع من المعاني كذلك لا يجوز فعل ذلك في الكتابة، فلا ينبغي أن يفصل بين المتلازمين، وأداة النفي والمنفي.
وقد استنكر ما هو من هذا الناس بمختلف مستوياتهم، ومن طريف ما حدث في هذا أنه حدثني ضابط من ضباط الجيش بالجزائر أن صديقا له من ضباط الشرطة أخبره أنه في يوم الأيام أتي مكتبه بمقر "دار الشرطة" في الفترة المسائية من الدوام فوجد عنوان المقر "دار الشرطة" قد كتب كما يلي: "دار الشر"!!! فغضب غضبا شديدا ونادى: من كتب هذا؟! فقيل له فلان. فهدأ لأنه علم أنه لا يقصد شيئا، ـ نظرا لشهرته بحسن سلوكه ـ وإنما أوقعه في ذلك أنه لم ينتبه إلى معنى ما كتب، فقد بدأ الكتابة في الفترة الصباحية، وعند منتصف النهار ذهب للغداء ولم ينتبه إلى ما ترتب على توقفه عن الكتابة. لما علم الضابط ذلك قال لهم: وأين هو؟ قالوا ذهب يصلي. فقال لهم: عند ما ينتهي اطلبوه لي. فلما دخل عليه قال له: ما ذا كتبت يا بني؟ اذهب اقرأ ما كتبت وتعالى. فقرأ الرجل وعاد إليه. فقال له الضابط: يا بني
(يُتْبَعُ)
(/)
خطك جميل، ولكن انتبه إلى معنى ما تكتب.
ولقد صدق الرجل يجب على الكاتب أن ينتبه إلى معنى ما يكتب، حتى لا تنقلب له المعاني ويقع في المستقبح.
ومن الأمثلة الموجودة في المصاحف التي بين أيدينا:
ـ قوله تعالى: وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ التوبة: 30 حيث أنهى الكاتب السطر التاسع بقوله: وَقَالَتِ النَّصَارَى وافتتح السطر العاشر بما بعده.
ـ قوله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ الأنبياء: 25 حيث أنهى السطر الأول من الصفحة 324 بقوله: نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ.
ـ قوله تعالى: الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا الفرقان: 2 حيث ابتدأ الكاتب السطر الأخير من الصفحة: 359 بما يلي: يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ.
وفي مصحف المجمع الجديد ابتدأ السطر بـ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ
ـ قوله تعالى: وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا نوح: 23 حيث ابتدئ السطر التاسع من ص 571 بما يلي: لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ.
وإنني والحمد لله قد عدلت ما وقفت عليه من هذا سواء في النسخة المنتشرة بين أيدي الناس، أو في المصاحف الخاصة التي أعددتها بنفسي، ولقد دعا لي الكثير من رجات العلم، ومنهم الدكتور أحمد المعصراوي، فإنه لما رأى المثال الأول قال لي: القبح فيه من وجهين.
في مصحف دار الهدى بالجزائر الذي وعدت الأخ القارئ "أبو سلمى" ببيان حاله ولم أفعل بعد في هذا المصحف جاء في بداية بعض صفحاته: يحيف الله عليهم ورسول!!! فكتبت فوقها حاشا وأخرى ابتئت بقوله: لن يبعث الله أحدا!!
وبناء عليه واتباعا لما أوصى به أهل العلم ـ رحمهم الله ـ ينبغي على الكاتب أن ينتبه لمعنى ما يكتب كما يجب ذلك على القارئ.
ـ[الورشان]ــــــــ[16 Oct 2009, 01:12 ص]ـ
بارك الله فيك وفي علمك اخي الكريم
ـ[حاتم ظهران]ــــــــ[16 Oct 2009, 02:28 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم(/)
هذه الرسائل هل خرجت مطبوعة.؟
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[13 Oct 2009, 12:50 م]ـ
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله
أيها الإخوة الكرامُ , أحتاجُ في بحثي لعدة كتبٍ لم أعثر لها على طريق , وهي:
1 - رسالة علمية بجامعة أم القرى للدكتورة خديجة أحمد مفتي بعنوان (الوقف والابتداء عند القراء والنحاة) تقدمت بها الباحثة لقسم النحو والصرف عام 1406هـ.
2 - رسالة علمية للباحث عبد الرحيم بودلال بجامعة محمد الخامس عنوانها مطابقٌ للأول (الوقف بين القراء والنحاة) وخرج بعد الرسالة الأولى بعام واحد سنةَ 1987م.
3 - بحث محكَّم يقع في قرابة ثلاثين صفحة تقدم به الدكتور/ أحمد خطاب العمر - رحمه الله وغفر له - صاحب تحقيق كتاب القطع والائتناف لابن النحاس , وعنوانه (القراءات والوقف والابتداء) نُشر في العدد التاسع والثلاثين من مجلة المجمع العلمي العراقي لعام 1408هـ.
4 - كتاب بعنوان (الوقفُ بين اللغة والقرآن) للباحث حسنين إبراهيم حسنين , وقد طبع قريباً عام 1425هـ بمصر.
فهل إلى كل هذه الكتب او بعضها من سبيل حيثُ بحثت عنها فلم أجدها في المكتبات , وهل تمت طباعتها أم لا.؟
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[18 Oct 2009, 09:05 م]ـ
بالنسبة لي لم أطلع على شيء من الرسائل التي ذكرتموها، وأسأل الله أن يوفقكم للعثور عليها، وأن ييسر عليكم الانتهاء من بحثكم.(/)
برنامج الملتقى الدولي الثاني: القراءات القرآنية و الإعجاز.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[13 Oct 2009, 09:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين. الإخوة الأفاضل السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
جامعة شعيب الدكالي
كلية الآداب والعلوم الإنسانية
مجموعة البحث في الدراسات لقرآنية
الجديدة
إعلان
تنظم مجموعة البحث في الدراسات القرآنية
الملتقى الدولي الثاني:
حول القراءات القرآنية والإعجاز
بعد النجاح الذي عرفه الملتقى الدولي الأول عن القراءات القرآنية والإعجاز الذي نظمته المجموعة المذكورة في شهر ماي سنة 2008 م. وحرصا منا على متابعة البحث في الموضوع نفسه، ارتأت المجموعة تنظيم اللقاء الثاني - بإذن الله- بغية تحقيق الأهداف التي سطرناها والمتمثلة في:
1ـ خدمة كتاب الله تعالى وتوجيه الطلاب والباحثين إلى كشف أسراره وتوضيحها للأمة بأسلوب العصر ومناهجه.
2 ـ كشف وجوه إعجاز القراءات القرآنية.
3 ـ إحياء ما اندرس من علوم القرآن والقراءات.
4 ـ التنويه بمجهودات علمائنا الأفذاذ وما خلفوه لنا من أمجاد.
5 ـ التعريف والنشر لما تبقى من كتب ودراسات قبل فوات الأوان.
و ستنتظم أعمال هذا الملتقى الدولي برحاب كلية الآداب و العلوم الإنسانية بالجديدة، و ذلك خلال الأيام العشر الأولى من شهر ماي 2010 م. وسنحدد لاحقا تاريخ أيام الندوة بناء على ما سنتوصل به من مشاركات في حدود ثلاث أيام على أكثر تقدير.
وعليه فإننا نطلب من كل الباحثين والمهتمين أن يسهموا معنا بمداخلاتهم العلمية ضمن المحاور الآتية:
المحور الأول: القراءات القرآنية وأثرها في الثفسير.
-القراءات القرآنية ووجه الإعجاز في توجيه المعنى.
-القراءات القرآنية وأثرها في استنباط الأحكام العقدية والفقهية.
-القراءات القرآنية والإعجاز العلمي: علم الفلك، علوم الأحياء، علم الجيولوجيا ...
المحور الثاني: القراءات وأثرها في الدرس اللغوي.
- القراءات القرآنية والإعجاز الصوتي.
- القراءات والإعجاز الصرفي و النحوي.
- القراءات القرآنية ووجوه الإعجاز الدلالي و البلاغي.
المحور الثالث: القراءات وإعجاز رسم المصاحف.
- وجه الإعجاز في اختلاف رسم المصاحف وتنوع القراءات.
- الرسم العثماني للقرآن ووجوه إعجازه.
المحور الرابع: بيبلوغرافية مصادر ومراجع القراءات والرسم.
- بيبليوغرافية مصادر ومراجع رسم المصاحف والقراءات القرآنية ـ المخطوط غير المطبوع ـ وأسماء المفقود منها.
- بيبليوغرافية الفهارس وإجازات مشايخ القراءات القرآنية والتعريف بالنادر منها وعرضه.
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[13 Oct 2009, 09:37 م]ـ
شكر الله جهودكم، هلاّ أفصحت عن مواعيد الملتقى والتواريخ الخاصة بتقديم البحوث ...
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[15 Oct 2009, 03:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل: الأستاذ أحمد الفالح ـ حفظه الله ـ.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإني أشكر لفضيلتكم تواصلكم و اهتمكامكم. أما عن تواريخ الندوة فهي كالتالي:
إرسال طلب المشاركة في الندوة مرفوقا بملخص عن العرض الذي تعتزمون المشاركة به قبل 20 يناير 2010م. ونص البحث كاملا قبل 20 مارس في نسخة إلكترونية word .
وتفضلوا بقبول تحياتي و تقديري لشخصكم الكريم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[17 Oct 2009, 01:49 ص]ـ
أتشرف بالمشاركة معكم في هذا الملتقى والكتابة في بعض محاوره، أرجو من حضرتكم التكرم بذكر عناوين المراسلة لهذا المؤتمر
وبيان فيما إذا كانت البحوث المقدّمة لهذا الملتقى تخضع للتحكيم العلمي
أسأل الله تعالى أن يبارك في جهودكم
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[17 Oct 2009, 03:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل الدكتور حسن عبد الجليل ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإني أشكر لفضيلتكم اهتمامكم، و نرحب بمشاركتكم.
نعم ستخضع البحوث لتحكيم علمي، و ستعد للنشر بعد ذلك ـ إن شاء الله ـ حسب الإمكانيات المادية المتوفرة.
ملحوظة: سنعمل على موافاتكم باستمارة المشاركة و بها تجدون ما تطلبون.
و تفضلوا أخي الكريم بقيول تحياتي و تقديري لشخصكم الكريم.
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[د. عمر حمدان]ــــــــ[17 Oct 2009, 02:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
أسأل الله التوفيق والتسديد للقائمين والمشاركين جميعًا.
أرجو أن تكون هذه المرّة متابعة موصولة وحثيثة بين القائمين ومن يرغب في المشاركة في المتلقى الدولي الثاني (القراءات القرآنيّة والإعجاز) وألا يتكرّر تباطؤ ردود القائمين على أصحاب المشاركات، لئلا يضيق الوقت في ترتيب المعاملات المطلوبة، كتأشيرات الدخول، كما حصل للأسف في المرّة السابقة.
ها قد أرسلتُ على البريد الشبكيّ sidqihassan@hotmail.com بثلاث مشاركات لثلاثة محاور مع ملخّصاتها قبل يومين طالبًا توكيد وصولها واستلامها من قبل القائمين الذي أرجو حصوله في القريب العاجل. والله تعالى من وراء القصد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[17 Oct 2009, 02:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل الدكتور عمر حمدان ـ حفظه الله ـ.السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد فإني أشكر لكم تواصلكم و اهتمامكم.
أما ما يتعلق بالرد على طلبات المشاركة في الندوة فحسب علمي فإننا قمنا بالرد على الجميع في الوقت المناسب. كما أنه لا يمكننا الرد على كل الطلبات دفعة واحدة.
أرجو من الأخ الفاضل تفهم الإكراهات التي تعترض المنظمين.
يمكنكم مراسلتي على البريد الإلكتروني الخاص: ahmedbezoui@yahoo/fr
وتفضلوا بقبول خالص تحياتي و تقديري لشخصكم الكريم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[17 Oct 2009, 03:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أخي الحبيب الأستاذ الدكتور أحمد بزوي
أشكركم على سرعة الرد، وأسأل الله تعالى أن ييسر لنا أن نتشرف بمقابلتكم والتعرف إليكم، وبارك الله في سعيكم وجهودكم
أخوكم د. حسن العبادلة
abadela@yahoo.com
abadela@bau.edu.jo
ـ[د. عمر حمدان]ــــــــ[17 Oct 2009, 03:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
أشكر لكم حضرة الدكتور أحمد البزوي على ردّكم السريع هنا في المتلقى وردّكم الجميل.
اسمحوا لي بتعليق على بعض كلامكم: "أما ما يتعلق بالرد على طلبات المشاركة في الندوة فحسب علمي فإننا قمنا بالرد على الجميع في الوقت المناسب"، فأقول لكم: إنّ الذاكرة قد خانتكم هذه المرّة، فارجعوا إلى رابط الندوة الأولى وطالعوه من جديد ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=10591) .
لا أحتاج لأنقل هنا كلامًا لغيري من باب الاحتجاج به، بل أنقل هنا كلامي وردّكم عليه بلا تغيير حتّى لو وردت فيه أخطاء إملائيّة:
Date: Wed, 19 Mar 2008 08:46:55 +0000
From: zzzzainal@yahoo.de
Subject: Hamdan
To: sidqihassan@hotmail.com; ahmedbezoui@yahoo.fr
أعزّائي الأفاضل المحترمين
الأستاذ الدكتور الحسن صدقي
والأستاذ الدكتور أحمد بزوي الضاوي
حفظهم الله ورعاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
كنتُ قد سألتُكم سابقًا توكيد استلامكم ما قدّمته من مشاركة، ولم أستلم توكيدًا على ذلك إلى هذا اليوم. وقد كنتُ بعثتُ بمجموعة من الملخّصات مرفقًا عيّنة واحدة من المشاركات المقترحة من قبلي.
غدًا نهاية تسليم أبحاث المشاركات، وأودّ أن أبعث إليكم بالبحث أو الأبحاث التي يقع اختياركم النهائيّ عليها، لكنّي لا أدري ما جرى.
لذا أرجو منكم إعلامي بالأمر مع الشكر سلفًا!
دمتم مع أطيب الأوقات وأسعدها، والسلام عليكم
كتبه باحترام وتقدير
أ. د. عمر حمدان
----- Ursprüngliche Mail ----
Von: elhassan sidqi <sidqihassan@hotmail.com>
An: zzzzainal@yahoo.de
Gesendet: Mittwoch, den 19. März 2008, 18:18:14 Uhr
Betreff: RE: Hamdan
الأستاذ الفاضل د عمر حمدان لقد توصلنا مداخلتك
وفي الأسبوع القادم ستصلك المراسة وموعد الندوة إن شاء الله
د صدقي
--------------------------------------------------------------------------------
Date: Tue, 1 Apr 2008 06:03:48 +0000
From: zzzzainal@yahoo.de
Subject: AW: Hamdan
To: sidqihassan@hotmail.com
سعادة الأستاذ الدكتور الحسن صدقي
حفظه الله ورعاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد كنت وعدتموني في رسالتكم الأخيرة (المدرجة أدناه) بموافاتي بالأمر بعد أسبوع، وقد مرّ زهاء أسبوعين ولم أستلم من طرفكم شيئًا
ما يزعجني هو طبيعة التعامل، فهي غير متواصلة من طرفكم
بالمقابل لا ضير عندي ولا تثريب عليكم أن أعلمتوني بعدم قبولكم مشاركتي، فهذا حقّكم المطلق
مع الشكر سلفًا لكم ومع تمنيّاتي لكم بالتوفيق والتسديد في نشاطكم العلميّ
كتبه باحترام وتقدير
أ. د. عمر حمدان
--------------------------------------------------------------------------------
Von: elhassan sidqi <sidqihassan@hotmail.com>
An: zzzzainal@yahoo.de
Gesendet: Dienstag, den 1. April 2008, 23:14:52 Uhr
Betreff: RE: AW: Hamdan
السلام عليكم لقد بعثت لك بالجواب قبل أسبوع
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعلك لم تطلع عليه وستصلك الدعوة قريبا لحضور الندوة
د صدقي
_____________________________________________
إلى هنا ينتهي النقل. لقد كان الردّ الأخير من تاريخ 1 أبريل 2008 مفاجأة كبرى بمعنى الكلمة، لكن طال الانتظار بمرور شهر ولم تصل بعدُ تلك الدعوة (المزعومة) لحضور الندوة، بل جاء بدل ذلك ردّ من حضرتكم في 2 أيّار 2008، بعد شهر كامل من الرسالة الأخيرة المدوّنة من الدكتور صدقي الواعدة بإيصال الدعوة. ها هو نصّ ردّكم حرفًا بحرف، ليطّلع عليه روّاد هذا المتلقى وليتبيّن لهم حقيقة الحال:
----- Ursprüngliche Mail ----
Von: Ahmed Bezoui <ahmedbezoui@yahoo.fr>
An: Omar Hamdan <zzzzainal@yahoo.de>
Gesendet: Freitag, den 2. Mai 2008, 18:11:57 Uhr
Betreff: RE : لم نتلق تأكيد المشاركة
الأستاذ العزيز: تحية طيبة.
لم نتلق تأكيد مشاركتكم، لذا فإننا نأسف على عدم
إدراجكم في برنامج ندوة القراءات و الإعجاز. و تفضلوا
بقبول تحياتي. و السلام.
____________________________________________
لا أريد هنا أن أعلّق على ردّكم المخجل والمعيب، فقد رددتُ عليه في حينه بالشكل اللائق.
واضح غاية الوضوح ممّا تقدّم أنّ متابعتكم والقائمين معكم كانت ضعيفة وهزيلة (معي على الأقل)؛ فلا يجوز لكم أدبيًّا وأخلاقيًّا وعلى العلن في هذا المتلقى ادّعاء عكس ذلك وأنّ ردودكم كانت في الوقت المناسب، كما زعمتم في مداخلتكم السابقة.
أمّا قولكم: "كما أنه لا يمكننا الرد على كل الطلبات دفعة واحدة"، فهو زائد؛ فلم أتطرّق إلى ذلك في مداخلتي الأولى وليس هو محلّ نقاش. ما ذكرته وأشرت إليه في مداخلتي الأولى هو مجرّد توكيد وصول الملفّات واستلام المشاركات، وذلك يمكن فعله في أسوأ الظروف بكتابة كلمة واحدة: (وصلت)؛ فإذا لم يُفعَل ذلك رغم طلب صاحب الشأن، لا بعد يوم ولا بعد شهر، فذلك من طامات سوء المتابعة والتدبير في التعامل مع الآخرين؛ فالأولى بكم ألا تديروا إذًا مؤتمرًا كبيرًا كهذا وألا تحمّلوا أنفسكم فوق طاقتها، إن لم تكونوا قادرين على الأداء بالوجه المطلوب. والله تعالى وليّ الصادقين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عبدالله القرشي]ــــــــ[18 Oct 2009, 04:59 م]ـ
سعادة الدكتور: أحمد بزوي الضاوي سلمه الله
تحية طيبة لك وللإخوة الكرام وأخص منهم الدكتور / الحسن صدقي فقد كان لي الشرف أن شاركنا معكم ببحث في المؤتمر الأول ولم أتوقع أن يتكرر المؤتمر مرة أخرى في هذه الفترة الوجيزة وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى ما تبذلون من جهد متواصل لخدمة كتاب الله عز وجل فلكم مني وممن شاركني في اللقاء بكم وهم الدكتور / ناصر القثامي، وفضيلة الشيخ / محمود شمس من جامعة الطائف كل التحية والتقدير لشخصكم الكريم وللإخوة الفضلاء، ولنا نية أن نحظى بكم مرة أخرى بمشيئة الله تعالى.
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[19 Oct 2009, 01:40 ص]ـ
ماشاء الله عليكم يا أهل المغرب نشيطون جدا بارك الله فيكم ونفع الله بعلمكم
دكتور أحمد البزوي سأكون في الدار البيضاء باذن الله تعالى في 6 و7 و8 نوفمبر فعسى أن يقدر الله لقاء بكم
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[20 Oct 2009, 02:46 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الإخوة الأفاضل: السادة الأساتذة: حسن عبد الجليل، عبد الله القرشسي، و يحيى الغوثاني ـ حفظهم الله ـ.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإنا أشكر لفضيلتكم تواصلكم، وتقديركم. سائلا الله تعالى أن ييسر اللقاء بكم في أقرب الأوقات و أسعدها.
أما بالنسبة للأخ الفاضل الأستاذ الغوثاني ـ حفظه الله ـ فأرجو من فضيلتكم التواصل عن طريق البريد الخاص لترتيب اللقاء بكم في رحاب كلية الآداب و العلوم الإنسانية، جامعة شعيب الدكالي، الجديدة. علما أن مدينة الجديدة قريبة جدا من الدار البيضاء.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[20 Oct 2009, 04:59 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الإخوة الأفاضل: السادة الأساتذة: حسن عبد الجليل، عبد الله القرشسي، و يحيى الغوثاني ـ حفظهم الله ـ.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإنا أشكر لفضيلتكم تواصلكم، وتقديركم. سائلا الله تعالى أن ييسر اللقاء بكم في أقرب الأوقات و أسعدها .. [/ align]
آمين.
وبكم نسعد إن شاء الله تعالى
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[22 Oct 2009, 10:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور حسن عبد الجليل.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ننتظر ملخص البحث. مع السيرة العلمية.
جزاكم الله خيرا.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[23 Oct 2009, 03:32 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أخي الحبيب الأستاذ أحمد بزوي سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
تصلكم قريبا بإذن الله تعالى، السيرة الذاتية والملخّص قبل التاريخ المذكور أعلاه راجيا تزويدي بالبريد الإلكتروني لسعادتكم.
abadela@yahoo.com
abadela@bau.edu.jo
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[23 Oct 2009, 12:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور حسن عبد الجليل.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
يمكنكم مراسلتي على البريد الإلكتروني الخاص:
ahmedbezoui@yahoo/fr
وتفضلوا بقبول خالص تحياتي و تقديري لشخصكم الكريم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[ابوهبة الله]ــــــــ[29 Oct 2009, 04:10 م]ـ
أخي الحبيب د. أحمد الضاوي الفاضل -رعاه الله-
جزاكم الله خيراً وبارك لكم في جهودكم الطيبة ونفع بكم
وأشيد بموضوع الندوة فإن البحث في هذا الموضوع الحيوي ماتع وشيق وهو أمر في غاية الأهمية.
وأتمنى المشاركة فيه وسأوافيكم لاحقاً -إن شاء الله - بالملخص والسّيرة على بريدكم الخاص.
وفقكم الله تعالى وأعانكم على طاعته وخدمة كتابه العظيم.
أخوكم
د. أحمد الكبيسي
استاذ التفسير وعلوم القرآن المشارك
بكلية الآداب / جامعة إب - اليمن
ـ[ابوهبة الله]ــــــــ[29 Oct 2009, 04:16 م]ـ
أخي الحبيب د. أحمد الضاوي الفاضل -رعاه الله-
جزاكم الله خيراً وبارك لكم في جهودكم الطيبة ونفع بكم
وأشيد بموضوع الندوة فإن البحث في هذا الموضوع الحيوي ماتع وشيق وهو أمر في غاية الأهمية.
وأتمنى المشاركة فيه وسأوافيكم لاحقاً -إن شاء الله - بالملخص والسّيرة على بريدكم الخاص.
وفقكم الله تعالى وأعانكم على طاعته وخدمة كتابه العظيم.
أخوكم
د. أحمد الكبيسي
استاذ التفسير وعلوم القرآن المشارك
بكلية الآداب / جامعة إب - اليمن
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[29 Oct 2009, 05:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور أحمد الكبيسي ـ حفظه الله ـ.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإننا نرحب بمشاركتكم، شاكرين لفضيلتكم تواصلكم و تقديركم.
جزاكم الله خيرا.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[29 Oct 2009, 06:31 م]ـ
فضيلة الدكتور أحمد بزوي الضاوي حفظه الله تعالى
والإخوة الفضلاء في جامعة شعيب الدكالي في الجديدة حفظهم الله تعالى
سررت بقراءة الإعلان عن المؤتمر الثاني ورسخ في نفسي الاعتقاد بنشاطكم العلمي المتميز ورغبتكم الأكيدة في تعزيز التعاون العلمي بين مؤسساته المختلفة
ووقع في نفسي شعور يدعوني بقوة إلى المشاركة وتقديم ورقة في أحد محاور البحث وإن تم قبوله فستكون فرصة طيبة للالتقاء بكموالانتفاع مما يطرح في المؤتمر وتجديد الذكريات الطيبة، وشعور آخر يدعوني إلى إفساح المجال لمشاركين لم يسبق لهم ذلك لينتفعوا ويسروا بالمشاركة كما حصل لمن قبلهم.
وفقكم الله وسدد خطاكم ويسر لكم أمر تنظيم هذا المؤتمر بتميز ونجاح.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[29 Oct 2009, 07:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور أحمد شكري حفظه الله.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإني أشكر لفضيلتكم تواصلكم و تقديركم.
أخي الكريم نحن في شوق إلى لقائكم، فقد كان مقامكم بيننا مقاما مباركا، بعلمكم وأخلاقكم النبيلة. لقد تركتم بسمتكم و علمكم أثرا طيبا في الأساتذة و الطلبة، و من ثم فنحن مصرون على مشاركتكم.
وتفضلوا أخي الكريم بقبول تحياتي و تقديري لشخصكم الكريم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[11 Nov 2009, 10:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أخي الحبيب الأستاذ الدكتور أحمد بزوي الضاوي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب بعثت أمس الأول لسعادتكم رسالة على البريد المذكور سابقا، أرجو التكرم بإعلامي إذا وصلتكم.
ولكم كل الشكر والتقدير
أخوكم د. حسن عبد الجليل العبادلة
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[14 Nov 2009, 04:43 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الإخوة الأفاضل: السادة الأساتذة: حسن عبد الجليل، عبد الله القرشسي، و يحيى الغوثاني ـ حفظهم الله ـ.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإنا أشكر لفضيلتكم تواصلكم، وتقديركم. سائلا الله تعالى أن ييسر اللقاء بكم في أقرب الأوقات و أسعدها.
أما بالنسبة للأخ الفاضل الأستاذ الغوثاني ـ حفظه الله ـ فأرجو من فضيلتكم التواصل عن طريق البريد الخاص لترتيب اللقاء بكم في رحاب كلية الآداب و العلوم الإنسانية، جامعة شعيب الدكالي، الجديدة. علما أن مدينة الجديدة قريبة جدا من الدار البيضاء.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
سبحان الله
لقد كنت في يوم 5 نوفمبر في الجديدة ومررت بجوار مبنى ضخم مكتوب عليه جامعة شعيب الدكالي
وتذكرتك على الفور ولكن البرنامج كان مزدحما ومضغوطا بزيارة بعض أهل العلم وعلى كل حال قدر الله وماشاء فعل
ولي عودة أخرى بعد الحج باذن الواحد الأحد
سلمكم الله ووفقكم وسدد خطاكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[15 Nov 2009, 06:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الإخوة الأفاضل، السادة الأساتذة: الدكتور حسن عبد الجليل، و الدكتور يحيى الغوثاني ـ حفظهما الله ـ.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فقد توصلت برسالتكم أخي عبد الجليل وراسلتكم ـ حينها ـ على بريدكم الخاص.
أما أنتم أخي الغوثاني فحج مبرور و سعي مشكور.
سائلا الله تعالى أن يجمعنا بكم في أقرب الأوقات و أسعدها.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[15 Nov 2009, 06:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أخي الحبيب الأستاذ الدكتور أحمد بزوي الضاوي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا صحيح وقد وصلتني رسالتكم في حينها مشكورا.
أرجو التكرم بملاحظة اسمي عند عرض مشروع البحث على اللجنه
(حسن عبدالجليل) فوالدي د. عبد الجليل عبد الرحيم من أساتذة الجامعة الأردنية - كلية الشريعة وهو متخصص في علوم القرآن الكريم والتفسير.
ولكم كل الشكر والتقدير
وأسأل الله تعالى أن يجعل حج أخي د. يحيى الغوثاني مبرورا وسعيه مشكورا، وذنبه مغفورا، هو وكل من قصد حج بيت الله الحرام. وأن يكتب لنا زيارته، ومرافقة نبيه في الجنّة نحن وإياكم.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[19 Dec 2009, 03:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الإخوة الأفاضل:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإن تواريخ الندوة فهي كالتالي:
إرسال طلب المشاركة في الندوة مرفوقا بملخص عن العرض الذي تعتزمون المشاركة به قبل 20 يناير 2010م. ونص البحث كاملا قبل 20 مارس في نسخة إلكترونية word .
ستنعقد هذه الندوة في الأيام الأولى من شهر ماي2010م، الموافق لشهر جمادى الأولى من السنة الهجرية الحالية.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[28 Dec 2009, 02:25 م]ـ
أخي الفاضل الدكتور أحمد بزوي الضاوي حفظه الله تعالى
هل سترسلون إشعارا لمن قدم ملخص البحث بما يفيد قبول الفكرة أو عدم قبولها أو الرغبة في تعديلها؟ أو نكتفي بما أفاد وصول الملخص إليكم؟ وجزاكم الله تعالى خير الجزاء.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[28 Dec 2009, 07:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور أحمد شكري ـ حفظه الله ـ.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإني أشكر لفضيلتكم تواصلكم و اهتمامكم.
سنعمل ـ إن شاء الله تعالى ـ
بعد العشرين من شهر يناير
2010
على تدارس اقتراحات السادة الأساتذة و ذلك من قبل لجنة علمية متخصصة، و بعد انتهاء هذه اللجنة من أعمالها سنوافيكم بردها ـ إن شاء الله ـ و سيكون غالبا هو آخر شهر يناير.
و السلام عليكم و رحمةة الله و بركاته
ـ[الجكني]ــــــــ[29 Dec 2009, 07:24 ص]ـ
سعادة الدكتور أحمد بزوي حفظه الله.
القراءات القرآنية وأثرها في استنباط الأحكام العقدية والفقهية
هل يكفي الاقتصار على جزئية واحدة في هذا المحور أم أن الجزءيتين بحث واحد؟؟
يعني: هل إذا كتبت عن أثر القراءات في المعتقد دون النطرق إلىأثرها في الفقه يكفي؟
وسؤال ىخر لو تكرمتمك:
هل يدخل ضمن هذه الأبحاث الكتابة عن القراءات في تفسير من التفاسير التي أثرت فيها القراءات على معتقد المؤلف أو مسلكه الفقهي؟
يعني: هل يصح أن يكون بحثي عن القراءات واثرها العقدي في كتاب ماّ؟؟
أفيدوني أثابكم الله.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[29 Dec 2009, 12:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور السالم محمد الجكني ـ حفظه الله ـ.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أقدر فيكم تدقيقكم في القضايا العلمية، فهي سمة أساسية من سمات الباحث المتمكن. و لا يخفى على فضيلتكم أن البحث العلمي كلما نزع إلى دراسة الجزئيات كلما كان أجدى و أنفع، و تمكن من الإضافة العلمية لمجال التخصص.
أفضل شخصيا البحث في الجزئيات انطلاقا من نص أو نصوص معينة، اعتقادا مني أن ذلك هو السبيل إلى إعادة قراءة تراثنا الزاخر و فهمه و استيعابه تمهيدا للإضافة العلمية.
علما أن التنظير يأتي في مرحلة متأخرة من حياة الباحث بعد أن يكون عاشر النصوص قراءة و فهما و استيعابا.
أما ما يتعلق بالندوة فموضوعها:
القراءات و الإعجاز
و من ثم فما يهمنا هو إبراز جانب الإعجاز في القراءات القرآنية، دون أن نحجر على الباحثين.
و عليه فإن الأمر متروك لفضيلتكم حسب ما ترونه أجدى و أنفع.
فنحن نريد من هذا الملتقى الدولي أن يكون سبيلا للتواصل بين الباحثين و تبادل التجارب و الخبرات، لعله يثمر عن شراكات علمية تفعل الشراكات الثقافية والعلمية الموجودة بين أغلب بلداننا لكنها للأسف الشديد تظل حبرا على ورق، بل الأدهى والأمر أن قليلا من الباحثين من يعلم بوجودها أصلا.
جزاكم الله خيرا.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Jan 2010, 08:20 ص]ـ
أسأل الله لكم التوفيق والسداد يا أبا معاذ في عقد هذا المؤتمر، وأشكر لكم وللزملاء في كلية الآداب بجامعة شعيب الدكالي هذا النشاط العلمي المميز.
وقد زرت هذه الكلية وجلستُ مع الأساتذة الفضلاء فيها في القسم نفسه، وفي منزل حبيبنا الدكتور أحمد بزوي الضاوي رعاه الله وجزاه عنا خيراً، وقد كانت ذكريات طيبة لا أنساها.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[15 Jan 2010, 08:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الشهري ـ حفظه الله ـ.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أشكر لفضيلتكم تواصلكم و تقديركم. سائلا الله تعالى أن يجمعنا بكم في أقرب الأوقات و أسعدها.
و ها نحن ندعو فضيلتكم و السادة الأساتذة رواد هذا الملتقى المبارك للمشاركة في هذا اللقاء العلمي.
و تفضلوا بقبول تحياتي و تقديري لشخصكم الكريم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[18 Jan 2010, 02:38 م]ـ
سعادة الأستاذ الدكتور / أحمد بزوي الضاوي وفقه الله
شكر الله لكم هذا الجهد المتميز , وأسأل الله أن يوفقكم ويبارك في هذا الملتقى.
وأستفسر من سعادتكم هل هناك نموذج معين لمن يريد المشاركة؟
حبذا لو كان أن ترفقوه لنا هنا.
وهل نرسل الملخص على بريدكم الخاص؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[18 Jan 2010, 03:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل الأستاذ محمد بن عمر بن عبد العزيز الجنايني ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإني أشكر لفضيلتكم تواصلكم و اهتمامكم.
وتجدون على الرابط التالي استمارة المشاركة:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=10591
و يمكنكم مراسلتي على البريد الإلكتروني الخاص: ahmedbezoui@yahoo.fr
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[19 Jan 2010, 12:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل الأستاذ محمد بن عمر بن عبد العزيز الجنايني ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإني أشكر لفضيلتكم تواصلكم و اهتمامكم.
وتجدون على الرابط التالي استمارة المشاركة:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=10591
و يمكنكم مراسلتي على البريد الإلكتروني الخاص: ahmedbezoui@yahoo.fr
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
جزاكم الله خيرا
هل يمكن تمديد فترة قبول طلبات المشاركة لأني عرضت الموضوع على أحد المختصين في القراءات من كلية القرآن بالمدينة فأبدى رغبته في المشاركة
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[11 Feb 2010, 02:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب الأستاذ الدكتور أحمد بزوي الضاوي
للآن لم يصلني شيء بخصوص قبول أو رفض الموضوع الذي تقدمت به للمشاركة في مؤتمركم.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[12 Feb 2010, 12:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور حسن عبد الجليل ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ستصلكم الموافقة المبدئية قريبا ـ إن شاء الله تعالى ـ
و تفضلوا بقبول تحياتي و تقديري لشخصكم الكريم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[12 Feb 2010, 12:44 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الرجاء من الإخوة الأفاضل الذين قدموا طلبات المشاركة في الملتقى الدولي الثاني: القراءات القرآنية و الإعجاز
و الذين توصلوا بالموافقة المبدئية أن يخبروني بذلك، و أن يؤكدوا مشاركتهم.
كما نطلب من الإخوة الأفاضل الذين لم تصلهم أية رسالة من قبل اللجنة المنظمة أن يخبروني بذلك.
و يمكنكم مراسلتي على البريد الإلكتروني الخاص: ahmedbezoui@yahoo.fr
و تفضلوا بقبول تحياتي و تقديري.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[12 Feb 2010, 03:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أخي الحبيب الأستاذ الدكتور أحمد بزوي الضاوي حفظكم الله المتعالي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على سرعة إجابتكم، حيث تلقيت رسالتكم والملف المرفقة معها
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك في جهودكم، وينجح مقصودكم بفضله وتوفيقه.
أخوكم
د. حسن عبد الجليل العبادلة
ـ[ناصر القثامي]ــــــــ[19 Feb 2010, 01:07 ص]ـ
فضيلة أخي الدكتور أحمد البزوي
السلام عليكم ورحمة الله
أشكر لكم هذا الجهد المتميز وأسأل الله أن يكلل جهودكم بالنجاح والسداد
وقد كان لي مشاركة معكم في الملتقى الأول ولا زلت أتذكر الأيام الجميلة والذكريات الحسنة وتلك اللقاءات العلمية الثرية وقد غمرتمونا بكرمكم الجميل واستقبالكم الحفي
وقد كان معي أخي فضيلة الدكتور عبد الله القرشي والدكتور محمود شمس من قسم القراءات بجامعة الطائف
ونحن سعداء بتوجيه الدعوة مرة أخرى لنا ونحن نعمل الآن على تهيئة البحوث والإرسال بها
لكن أتنمى أن يتحدد موعد المؤتمر ليتسنى لنا الاستعداد المبكر لأخذ الموافقات من قبل الأقسام لدينا شكر الله لكم ونفع بكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[25 Feb 2010, 12:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور ناصر بن سعود القثامي ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
سينعقد اللقاء الدولي الثاني عن القراءات القرآنية و الإعجاز الأيام التالية:
4 و 5 و 6 ماي 2010 م
الموافق ل 19 و 20 و 21 جمادى الأولى 1431 هـ.
وتفضلوا أخي الكريم بقبول تحياتي و تقديري لشخصكم الكريم، و لكافة الإخوة الأعزاء.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[29 Mar 2010, 01:52 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أخي الحبيب الأستاذ الدكتور أحمد بزوي الضاوي حفظكم الرب المتعالي
أرجو من حضرتكم التكرم بالاستعجال ببعث الموافقات لمن قبلت بحوثهم خصوصا الأساتذة العاملين في الجامعات الرسمية، لأن معاملات السفر في الجامعات تحتاج إلى أكثر من شهر من مخاطبة رؤساء الأقسام وعقد اجتماعات للموافقة ثم تعرض على العمداء ومجالس الكليات و عمادات البحث العلمي ...
والأفضل أن ينص الكتاب الموجه بالقبول لمن تقبل بحوثهم صراحة على أن البحوث قبلت في المؤتمر الدولي للقراءات القرآنية وأن البحوث قد خضعت للتحكيم العلمي ..
سائلا الله سبحانه وتعالى أن يأخذ بأيديكم ويوفقكم لما فيه خير الدنيا والآخرة
أخوكم د. حسن عبد الجليل العبادلة
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[03 Apr 2010, 02:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور حسن عبد الجليل ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإني أعتذر لفضيلتكم التأخر في الاستجابة لطلبكم لظروف طارئة.
سنعمل ـ إن شاء الله ـ على موافاتكم برسالة حضور أشغال المؤتمر في بحر هذا الأسبوع.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[خلوصي]ــــــــ[15 Apr 2010, 07:38 ص]ـ
بارك الله في هممكم ..
هل من ضمن المحاور دراسة دلالة بقاء دقائق القراءات محفوظةً على الإعجاز؟
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[15 Apr 2010, 09:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل خلوصي ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أشكر لفضيلتكم تواصلكم و اهتمامكم.
يعنى هذا الملتقى العلمي الدولي بدراسة كل ما يتعلق بالقراءات القرآنية و الإعجاز. ولعل ما أشرتم إليه ـ و إن لم يخصص له محور ـ هو حاضر بقوة في كل المحاور.
و تفضلوا بقبول تحياتي و تقديري لشخصكم الكريم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[خلوصي]ــــــــ[15 Apr 2010, 10:07 ص]ـ
أستاذي الفاضل
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أشكركم على الاهتمام و سرعة التفاعل ..
و أتساءل عن إمكانية إضافة هذا المحور الخاص .. فهو فكرة قديمة عندي أحبها .. ضمن فكرة " موسوعة الأبواب العشرين لإعجاز دين المسلمين "
بارك الله فيكم .. و في جهودكم.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[15 Apr 2010, 01:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين. الأخ الفاضل الأستاذ خلوصي ـ حفظه الله ـ السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. أما بعد، فإنه يتعذر علينا إضافة هذا المحور، لأننا انتهينا من إعداد البرنامج النهائي للملتقي، على أمل أن نضيفه في الملتقى الثالث ـ إن شاء الله تعالى ـ.الرجاء توضيح الفكرة أكثر. جزاكم الله خيرا. و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[15 Apr 2010, 07:39 م]ـ
الشكر موصول للإخوة الفضلاء القائمين على هذه الندوة الطيبة وأخص منهم الأخ الفاضل الدكتور أحمد بزوي الضاوي حفظه الله تعالى الذي ينقل لنا أخبارها بشكل متواصل، وبما أن موعد تقديم الأوراق انتهى وأزف موعد افتتاح الندوة فهل تم إعداد جدول الجلسات والمتحدثين؟ وبارك الله فيكم.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[15 Apr 2010, 09:07 م]ـ
أشكر الإخوة المنظمين للمؤتمر تفاعلهم وتنظيمهم، وقد وصلني الخطاب الأخير للموافقة وفيه تواريخ تعارض ما ذكر حيث مكتوب أن المؤتمر سيعقد في الأيام 6 و 7 و 8 مايو، ولا أدري هل تم تعديل التاريخ؟!.
ـ[خلوصي]ــــــــ[15 Apr 2010, 09:54 م]ـ
....
، فإنه يتعذر علينا إضافة هذا المحور، لأننا انتهينا من إعداد البرنامج النهائي للملتقي، على أمل أن نضيفه في الملتقى الثالث ـ إن شاء الله تعالى ـ.الرجاء توضيح الفكرة أكثر. جزاكم الله خيرا. و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أستاذنا الفاضل
اعانكم الله
و ما دام في الأمر فسحة إلى الملتقى الثالث إن أبقانا الله أحياء فهذا جيد لي لتوضيح الفكرة كما يليق بجناب هذا الملتقى المبارك ..
بس على شرط تبعتولي كرت طيارة إلي و لأهلي http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif
و إذا ربي شرح صدري لسر رح أنشرو .. و هو جواب لهذا السؤال - و سامحوني على الاستطراد -
كيف منع بديع الزمان زوجتي بالتحديد من برنامج الدكتوراة في التفسير http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif ؟ !
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[16 Apr 2010, 05:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
الإخوة الأفاضل.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
تاريخ انعقاد الملتقى الثاني للقراءات القرآنية و الإعجاز:
21 و 2 2 و 3 2 جمادى الأولى 1431هـ
الموافق ل: 6/ 7/ 8 ماي 2010 م.
و تفضلوا بقبول تحياتي و تقديري
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[18 Apr 2010, 01:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الإخوة الأفاضل: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
يشرفني أن أخبركم بالدول المشاركة في الملتقى الثاني للقراءات القرآنية و الإعجاز.
1 - موريتانيا.
2 - الجزائر.
3 - مصر.
4 - السعوية.
5 - الأردن.
6 - الإمارات.
7 - سوريا.
8 - السودان.
9 - المغرب.
و تفضلوا بقبول تحياتي و تقديري.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Apr 2010, 01:24 م]ـ
أسال الله لكم التوفيق يا أبا معاذ في هذا المؤتمر العلمي، وأرجو أن يوفقنا الله لحضوره والاستفادة مما يطرح فيه من أوراق، واللقاء بالزملاء الباحثين المشاركين.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[22 Apr 2010, 05:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
برنامج الملتقى
يوم الخميس 6/ 5/2010م الموافق 21/ 5/1431هـ
من الساعة 10 صباحاً إلى 11 الجلسة الافتتاحية:
رئيس الجلسة: د/ أحمد العمراني أستاذ التعليم العالي بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، المغرب.
- افتتاح اللقاء بتلاوة آيات من الذكر الحكيم.
- كلمة رئيس جامعة شعيب الدكالي بالجديدة الأستاذ الدكتور محمد قوام.
- كلمة عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية بالجديدة الأستاذ الدكتور عبد الواحد مبرور.
- كلمة رئيس المجلس العلمي المحلي بالجديدة الأستاذ عبد الله شاكر.
- كلمة الأمين العام للهيئة العالمية للإعجاز في القرآن والسنة النبوية الأستاذ الدكتور عبد الله المصلح.
- كلمة رئيس شعبة الدراسات الاسلامية الأستاذ الدكتور إبراهيم عقيلي.
- كلمة منسق مجموعة البحث في الدراسات القرآنية الأستاذ الدكتور الحسن صدقي.
11 صباحاً إلى 13بعد الظهر - الجلسة الأولى:
المحور: الاعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية.
-رئيس الجلسة: د/ أحمد بزوي الضاوي أستاذ التعليم العالي بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، المغرب.
-مقرر الجلسة:د/ عبد السلام بنهروال أستاذ التعليم العالي بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، المغرب.
11الى 11و40د- الورقة التقديمية الأولى:
- الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، والالتزام بالمنهج العلمي. الأستاذ الدكتور: عبد الله المصلح الأمين العام للهيئة العالمية للإعجاز في القرآن والسنة.
11و 40 الى 12و20د –الورقة التقديمية الثانية:
- القراءات القرآنية والإعجاز. الأستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي، أستاذ القراءات بجامعة محمد الخامس الرباط
-12و20د-الى 13. المناقشة.
16 الى 20 - الجلسة الثانية:
المحور: الاعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية.
رئيس الجلسة: د/ الحسن صدقي أستاذ التعليم العالي بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، المغرب.
مقرر الجلسة: د/ عبد المجيد بوشبكة أستاذ التعليم العالي بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، المغرب.
16إلى 16 و20 د- البرهان التطبيقي على نبوة المصطفى صلى الله عليه وسلم. الأستاذ الدكتور: إدريس الخرشاف، جامعة محمد الخامس، الرباط.
16و20إلى 16و40د- آيات الله في نوم الانسان وآثاره في التنمية البشرية.
الأستاذ الدكتور: السيد محمد أحمد ديب. جامعة الأزهر الشريف، مصر.
16 و40إلى 17 د- أصول المنهج التجريبي في القرآن والسنة.
الأستاذ الدكتور: يوسي الهواري. كلية العلوم الإنسانية و الحضارة الإسلامية، وهران، الجزائر.
(يُتْبَعُ)
(/)
17 إلى 17 و20 د– قراءة في قوله تعالى: (فلا أقسم بمواقع النجوم، وإنه لقسم لو تعلمون عظيم). الأستاذ الدكتور: ياسين محمد أحمد مليكي،قسم العلوم الفلكية، كلية العلوم، جامعة الملك عبد العزيز، السعودية. رئيس لجنة الفلك و علوم الفضاء بالهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن و السنة، رابطة العالم الإسلامي.
17و20 دإلى17و40د- القرآن الكريم وعلم الفلك. الأستاذ الدكتور: حمدون محمد. جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، المغرب.
17و40د-الى 18 - من إعجاز القرآن الكريم والسنة المطهرة في الكائنات الدقيقة. الأستاذ الدكتور: عبد الجواد الصاوي. (السعودية).
استراحة.
18 - الى 20 - الجلسة الثالثة.
المحور: القراءات القرآنية وأثرها في التفسير.
رئيس الجلسة:د/ عبد الهادي الدحاني، أستاذ التعليم العالي بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، المغرب.
مقرر الجلسة: د/ عبد السلام بنهروال أستاذ التعليم العالي بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، المغرب.
18و20 - الى 18و40 د- القراءات القرآنية تنوع في المباني وفي تعدادها إعجاز بياني. الأستاذ الدكتور: الحسن صدقي ; أستاذ التعليم العالي بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، المغرب.
18و40الى 19 - أثر القراءات القرآنية في الإعجاز اللغوي من خلال سورة الفاتحة. الدكتور مهدي بن علي القرني. جامعة الملك خالد، السعودية.
19 الى 19و20د- ما قرئ بثلاثة أوجه في القرآن الكريم.
الدكتور أحمد محمد مفلح القضاة. كلية الدراسات الإسلامية، دبي، الامارات.
19و20دالى 19و40د- أثر القراءات القرآنية في التفسير. الدكتور حسن عبد الجليل عبد الرحيم علي العبادلة. جامعة البلقاء التطبيقية، الاردن.
19و40 - الى 20 - دور الوقف في خدمة النص القرآني. الدكتور خالد هدنة. جامعة فرحت حشاد، سطيف، الجزائر.
20 - توزيع الجوائز على الفائزين في مسابقة الحفظ والتجويد.
يوم الجمعة 7/ 5/2010م الموافق 22/ 5/1431هـ
09الى 10و40 د-الجلسة الرابعة:
المحور: القراءات القرآنية وأثرها في استنباط الأحكام العقدية والفقهية.
رئيس الجلسة:د/ ابراهيم عقيلي أستاذ التعليم العالي بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، المغرب.
مقرر الجلسة: د/عبد المجيد بوشبكة أستاذ التعليم العالي بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، المغرب.
9الى 9و20د- أثر القراءات القرآنية في المسائل العقدية.الدكتور سالم بن غرم الله بن محمد الزهراني. (جامعة أم القرى بمكة المكرمة، السعودية).
9و20د الى و9و40د- أثر القراءات القرآنية في استنباط الأحكام الفقهية والعقدية. الدكتور فهد بن مبارك بن عبد الله الوهبي (جامعة طيبة، المدينة المنورة، السعودية).
9و40د الى 10 - الإعجاز العقدي في القراءات القرآنية.الدكتور أحمد بن علي بن عبد الله السديس; رئيس قسم القراءات بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، السعودية.
10 الى 10و20د- أسباب وجود القراءات الشاذة. الأستاذ الدكتور أحمد خالد يوسف شكري. (جامعة الامارات العربية المتحدة).
10 و20د-إلى 10 و40 د– (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) إثبات توسط القياسات مكة المكرمة لليابسة، دراسة باستخدام القياسات وصور الأقمار الصناعية. الدكتور: مهندس محمد وزيري، كلية الآثار، جامعة القاهرة، مصر.
استراحة.
10و50د الى 12و20د- الجلسة الخامسة:
المحور: القراءات القرآنية ووجوه الإعجاز الدلالي والبلاغي.
رئيس الجلسة:د/عبد الرحيم مرزوق،أستاذ التعليم العالي بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، المغرب.
مقرر الجلسة: د/عبد السلام بنهروال، أستاذ التعليم العالي بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، المغرب.
10و50د-الى 11و10د- دور القراءات القرآنية في اتساق الخطاب القرآني وانسجامه. الأستاذة الدكتورة خديجة إيكر،أستاذة اللسانيات بجامعة شعيب الدكالي، الجديدة، المغرب.
11 و10دالى 11و30د- من وجوه الإعجاز في ختم آي القرآن بأسماء الله الحسنى. الأستاذ الدكتور: جمال اسطيري،أستاذ التعليم العالي بجامعة السلطان مولاي سليمان; بني ملال، المغرب.
11و30د -الى 11و50د- تجديد النظر في مناهج البحث حول معاني القراءات. الأستاذ الدكتور: الجيلي علي أحمد بلال. (السودان).
11و50د-الى 12و10د- القراءات القرآنية وفقه الدلالة، نماذج تحليلية من القرآن الكريم. الأستاذ الدكتور: صلاح زارال، الجزائر.
(يُتْبَعُ)
(/)
12و10دوالى 12و30د- مناقشة.
16و30د-18 - الجلسة السادسة
المحور: أثر القراءات القرآنية في الدرس اللغوي:
رئيس الجلسة الدكتور عبد الرحمن بن معاضة الشهري، الأستاذ بجامعة الملك سعود بالرياض، و المشرف العام على موقع ملتقى أهل التفسير، السعودية.
مقرر الجلسة: د/عبد المجيد بوشبكة، أستاذ التعليم العالي بجامعة شعيب الدكالي، الجديدة، المغرب.
16و30د الى 16و50د-ما اتفق رسمه واختلف معناه وحروفه في القراءات القرآنية المتواترة. الأستاذ الدكتور: محمد المجالي، عميد كلية الشريعة بالاردن.
16و50د الى 17و10د- الوقف والقراءات القرآنية: دراسة لسانية.الأستاذ الدكتور: أحمد بزوي الضاوي، أستاذ التعليم العالي بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، المغرب.
17و10د الى 17و30د- توجيه قراءة يزيد بن قطيب السكوني الشامي.
الدكتور سعيد بن علي بن عبدان الغامدي. قسم اللغة العربية، الكلية الجامعية، جامعة أم القرى، مكة المكرمة،السعودية.
17و30د الى 18 - أثر القراءات القرآنية في دراسة الأصوات. الدكتور سعيد بن محمد بن عبد الله آل يزيد، رئيس قسم اللغة العربية، الكلية الجامعية، مكة المكرمة، السعودية.
مناقشة واستراحة.
18و20دالى 20 - الجلسة السابعة.
المحور: أثر القراءات القرآنية في الدرس اللغوي (تابع).
رئيس الجلسة الدكتور السالم بن محمد الجكني، أستاذ مشارك بجامعة طيبة، المدينة المنورة، السعودية.
مقرر الجلسة: د/ عبد السلام بنهروال أستاذ التعليم العالي بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، المغرب.
18و20د -الى 18و40د- منهج ابن خالويه في الاستدلال على صحة القراءات القرآنية. الأستاذ الدكتور: أحمد مرغم. جامعة فرحت حشاد، سطيف، الجزائر.
18و40د-الى 19 - علم القراءات القرآنية عند ابن تيمية. الدكتور عبد الله بن حماد القرشي. جامعة الطائف، السعودية.
19الى 19و20د- إثبات تواتر القرآن دون الحاجة الى اللهجات والقياس في القراءات. الدكتور: الحسن محمد محمد أحيد ماديك، موريتانيا.
19و20 - الى 19و40د- القراءة المدرجة، مفهومها وأثرها. الدكتور ناصر بن سعود القثامي.جامعة الطائف، السعودية.
19و40د-الى 20 - حول الرسم العثماني وما وقع فيه من كلام. الأستاذ الدكتور: كشنيط عز الدين.المركز الجامعي بتمنراست، الجزائر.
مناقشة واستراحة.
20و20د- إلى 21 - الجلسة الختامية:
- كلمة رئيس جامعة شعيب الدكالي بالجديدة.
- كلمة عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية بالجديدة.
- كلمة رئيس المجلس العلمي المحلي بالجديدة.
- كلمة باسم السادة الأساتذة المشاركين.
- كلمة شعبة الدراسات الاسلامية.
- كلمة مجموعة البحث في الدراسات القرآنية.
الختم بالدعاء الصالح مع قراءة البرقية.
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[22 Apr 2010, 11:51 م]ـ
على الخير والبركة بإذن الله، مع أن البرنامج (مضغوط) في الوقت جدا، وخلت معظم الجلسات من وقت مخصص للحوار والنقاش وهما من أهم ما يثري البحوث ويميز الندوات، نسأل الله أن ييسر ويوفق ويعين، وجزى الله تعالى الإخوةَ الكرام القائمين على تنظيم ومتابعة شؤون الندوة خير الجزاء.
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[23 Apr 2010, 05:34 م]ـ
جهد مبارك وعمل موفق يا دكتور أحمد بزوي، اسال الله أن يعينكم ويبارك في جهودكم.
عندي ملاحظة واستفسار:
الملاحظة في التاريخ: بداية المؤتمر الخميس 6 مايو 2010 ويوافق 22 جمادى الأولى وليس 21 كما تفضلتم.
الاستفسار:
من جدول أعمال المؤتر يظهر فيه أنه سيعقد في يومين فقط وليس ثلاثة، هل هذا صحيح؟
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[24 Apr 2010, 05:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين. الإخوة الأفاضل: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. الأخ الأستاذ الدكتور أحمد شكري ـ حفظه الله ـ الأخ الأستاذ الدكتور حاتم القرشي ـ حفظه الله ـ أشكركم على تواصلكم و اهتمامكم و تقديركم. اختلاف التاريخ راجع لاختلاف المطالع. ننبه أن كل جلسة خصص لها ما بين عشرين و ثلاثين دقيقة للمناقشة، وقد سقط ذلك من البرنامج سهوا. و تداركنا الأمر في النسخة الأخيرة المعدلة. اقتصرنا على يومين لنتيح الفرصة في اليوم الثالث لتعميق الحوار حول المواضيع والقضايا المثارة في الملتقى، مع تبادل التجارب و الخبرات. و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[د/محمود شمس]ــــــــ[25 Apr 2010, 08:46 م]ـ
أخي الفاضل الأستاذ الدكتور / أحمد بزوي ضاوي. سلمه الله
أخي الفاضل الأستاذ الدكتور / الحسن صدقي سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإني أسأل الله أن تكونوا بخير وعافية، وأن يوفقكم ربي ويعينكم، وأن يجزيكم ربي خير الجزاء عن كل ما تقومون به من جهد في خدمة القرآن الكريم وأهله، وأن يكتب ذلك في موازين حسناتكم.
فقد كان لي الشرف بحضور الملتقى الأول والمشاركة فيه، وكانت من أسعد الأوقات التي قضيناها بين إخواننا وأهلينا من أهل القرآن الكريم؛ حتى إننا ما زلنا نتذكر تلك الأيام فيما بيننا مع إخواني الأفاضل الدكتور / ناصر القثامي، والدكتور / عبد الله القرشي، والأستاذ الدكتور / أحمد شكري عندما كنا نتبادل الرسائل فيما بيننا.
لما لمسنا من جهد وكرم ضيافة وحسن ترتيب وتنظيم من الإخوة الأفاضل المسئولين عن الملتقى.
وكم كنت سعيدا بالملتقى الثاني وأعددت العدة للحضور وراسلتكم بهذا الصدد لكن شاء الله تبارك وتعالى أن لا يكون لي نصيب في الحضور.
فلا أملك إلا أن أدعو الله جل وعلا لكم بالتوفيق والنجاح وتحقيق الآمال، وأرجو تبليغ تحياتي لجميع الإخوة معكم في هذا الملتقى المبارك.
وأرجو قبول عذري ولعل الله سبحانه وتعالى يقدّر لي اللقاء بكم مرة أخرى.
تقبلوا تحياتي ودعائي.
أخوكم.
محمود شمس.
جامعة الطائف.
قسم القراءات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[30 Apr 2010, 03:28 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور محمود شمس ـ حفظه الله ـ.السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. أتأسف كثيرا لعدم حضوركم معنا. نسأل الله تعالى أن يكون المانع خيرا. و لا يفوتني أخي الكريم أن أشكر لفضيلتكم مشاعركم الطيبة و النبيلة.جزاكم الله خيرا.و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[03 May 2010, 12:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الإخوة الأفاضل:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
تجدون رفقته برنامج الملتقى الدولي الثاني للقراءات القرآنية و الإعجاز، في نسخته الأخيرة.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[04 May 2010, 01:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الأستاذ الدكتور/ أحمد بزوي الضاوي.
جزاكم الله خيرا على جهودكم
وآمل أن تتحفونا بنسخة من الأبحاث المقدمة في المؤتمر بعد عرضها , أسوة بمؤتمر التفسير الموضوعي الذي عقد قريبا في الشارقة
وفقكم الله وأعانكم وبارك في أوقاتكم وأعمالكم
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[05 May 2010, 02:18 ص]ـ
ماشاء الله برنامج مغري، وعلماء واساتذة يستفاد منهم، فوفقكم الله أستاذنا أحمد وكل المشاركين والمنظمين للخروج بهذا المؤتمر بما يحقق كافة أهدافه العلمية.
ثم أستاذنا الكريم بالنسبة للتوقيت هل يعتمد التوقيت الصيفي الذي بدء العمل به هذه الأيام أم لا اعتبار لذلك؟
سائلا المولى أن ييسر لنا الحضور للاستفادة والتعرف بأحبتنا في الملتقى المشاركين، وجزاكم الله خيرا.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[06 May 2010, 09:04 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين. الأخ الفاضل الأستاذ محمد بن عمر الضرير ـ حفظه الله ـ السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. أشكركم على تواصلكم و اهتمامكم و تقديركم. البرنامج يعتمد التوقيت الصيفي.و تفضلوا بقبول تحياتي و تقديري. و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 May 2010, 04:39 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرنا ولله الحمد هذا الملتقى العلمي المميز يومي الخميس والجمعة الماضيين، وقد كان ملتقى حافلاً موفقاً، لقينا فيه عدداً من العلماء والباحثين الفضلاء. ولم نتمكن - لضيق الوقت - من كتابة تقارير يومية. ولعلي بعد عودتي للرياض بإذن الله يوم الثلاثاء أكتب لكم تفاصيل ما حدث في هذا الملتقى.
ليلة الأحد 25/ 5/1431هـ
مدينة الجديدة المغربية.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[09 May 2010, 09:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرنا ولله الحمد هذا الملتقى العلمي المميز يومي الخميس والجمعة الماضيين، وقد كان ملتقى حافلاً موفقاً، لقينا فيه عدداً من العلماء والباحثين الفضلاء. ولم نتمكن - لضيق الوقت - من كتابة تقارير يومية. ولعلي بعد عودتي للرياض بإذن الله يوم الثلاثاء أكتب لكم تفاصيل ما حدث في هذا الملتقى.
ليلة الأحد 25/ 5/1431هـ
مدينة الجديدة المغربية.
مازلنا نترقب الأخبار
وفي انتظار عودتكم بالسلامة للرياض
وحبذا لو أرفقتم بحوث المؤتمر
ـ[ايت عمران]ــــــــ[09 May 2010, 10:09 ص]ـ
ترجعون سالمين غانمين
ونحن لكم ولما تتحفوننا به من أخبار هذا المؤتمر: بالأشواق
وكنا نتوقع أن تصلنا تلك الأخبار أولا بأول، لكن عذركم مقبول
والسلام عليكم
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[11 May 2010, 01:44 م]ـ
حضرنا بفضل الله تعالى المؤتمر في جو بهيج وجميل، ولم نستطع من كتابة التقرير اليومي فنحن هنا مُسَيَّرُون في مراكب الكرم والجود في مدينة الجديدة، فلا نكاد ننتهي من زيارة إلا ونبدأ أخرى، نشكر الإخوة الكرماء في هذه المدينة الطيبة، نسأل الله لهم دوام التوفيق والسداد، ولعله يكون هناك وقت لذكر بعض الخواطر حول المؤتمر ..
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[11 May 2010, 08:48 م]ـ
بانتظار تحميل البحوث المقدمة للموتمر من الدكتور أحمد بزوي الضاوي، وكذلك تقرير عن المؤتمر والذي وعدنا به شيخنا الدكتور عبدالرحمن الشهري
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 May 2010, 12:07 ص]ـ
كتبت تقريراً عن المؤتمر ونشرته على هذا الرابط ليأخذ حظه من النظر، ثم نمجه فيما بعد إن رأينا ذلك أفضل ..
تقرير علمي عن الملتقى الدولي الثاني للقراءات القرآنية والإعجاز بجامعة شعيب الدكالي بالمغرب ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=19557)
الرياض يوم الثلاثاء 28/ 5/1431هـ(/)
ترحيب المدينة المنورة بالأستاذين الفضلاء أيمن شعبان، محمد جماعة
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[14 Oct 2009, 11:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في هذه الأيام لاأخفي فرحي وسروري بلقاء (عضوي الملتقى البارزين) الحبيبين الفاضلين الأستاذين التقنيين:
الأستاذ الأديب أيمن شعبان، والأستاذ الألمعي محمد بن جماعة حفظهما الله ورعاهما، وجعلهما ذخرا للإسلام والمسلمين، أينما حلواوأينما رحلوا ...
لقد كانت مناسبة ندوة القرآن والتقنيات، في المدينة المنورة مناسبة مباركة للقاء الأحبة المشاركين والزائرين ...
وقد توسمت لقاء الكثيرين عدا الأستاذين الكريمين وكنت أظن أن ذلك غير ممكن ...
لكن تذكرت بيت الشاعر:
وقد يجمع الله الشتيتين بعد ان قد كانا يظنان كلّ الظن ألاّ تلاقيا
فتمّ التلاقي وحلت نسائم الخير والود، وتلاقت الأفئدة، وعمت البسمات الوجوه الطيبة، وفاضت القريحة بالكلمات، وحلقت العقول لصيد بنيات الأفكار فلاقت ذلك دون عناء فلله الحمد أولا وآخرا على هذا اللقاء المبارك،
وبهذه المناسبة الطيبة نتقدم جميعا بجزيل الشكر للقائمين على مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف على تيسير هذه اللقاءات الأخوية والعلمية،
ونسأل الله أن يجزيهم خير الجزاء فكم من علم بثوه، وكم من عالم نصروه، وكم من كتاب نشروه ..
وهذا هو الظن دائما ببلاد الحرمين الشريفين وأهلها الطيبين الطاهرين أيدهم الله بنصره وتوفيقه، وزادهم من فضله وكرمه إنه سميع مجيب ... آمين آمين ....
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[17 Oct 2009, 07:57 م]ـ
لله درك من إمام ... والله لا أحسن دندنتك، فأجاري قلمك، على رِِسلك على رِِسلك
لكن الله -تعالى- يعلم -قبل اللقاء وبعد اللقاء- مقدر حبي وتقديري لسعادتكم وشخصكم ولأهليكم وذويكم أهل العلم والنجابة والأدب.
لا حرمنا الله من دعائكم لمحبكم.
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[18 Oct 2009, 07:55 م]ـ
ماذا بعد ندوة القرآن الكريم وتقنية المعلومات؟
حتى لا تضيع الجهود التقنية التي بذلت وعرضت خلال ندوة القرآن الكريم وتقنية المعلومات.
اقترح على المؤسسات القرآنية المعروفة كقسم القراءات بكلية القرآن الكريم،بالمدينة المنورة تبني مشروع بحث استخدام الحاسب الآلي في تعليم القران العظيم بالقراءات السبع من طريق الشاطبية للدكتور رفعت حسن الزنفلي، وبحث موسوعة جامع القراءات برنامج حاسوبي متطور، للمهندس عبد اللطيف صلاح.
وعلى مركز تفسير الاستفادة من بحث منهجية تعاونية لانجاز موسوعة الكترونية شاملة للقران الكريم وعلومه للاستاذ محمد بن جماعة، والتعاون مع مركز تحقيق النصوص في رسم المصف الشريف ومشرفه الأستاذ أيمن صالح شعبان ..
وكذلك على جمعيات القرآن الكريم تبني عدد من هذه البحوث ومشروعاتها خاصة مايتعلق بالتحفيظ والتجويد كبحث استخدام أساليب التعليم الالكتروني الموائم في خدمة جودة تعليم القران الكريم للأستاذ الدكتور عبد الحميد رجب، وبحث استخدام صورة الة النطق ومخارج الحروف في تعليم قواعد التلاوة الأستاذ غانم قدوري , وغيرها من البحوث والمشروعات الجيدة. والله الموفق.(/)
المصحف المجود المرمز بالألوان نسخة الكترونية بمواصفات رائعة
ـ[مرشد ربانى]ــــــــ[16 Oct 2009, 05:41 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله رب العالمين، و الصلاة و السلام على أشرف الخلق و المرسلين، سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين ..
أسأل الله أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم ...
(المصحف المجود المرمز بالألوان نسخة الكترونية بمواصفات رائعة) بالصور
فجزاه الله خير كل من ساهم في هذا العمل
بدءًَ بدار المعرفة ومروراً بالموقع الذي حوله إلى هذه النسخة الفلاشية الجميلة إلى كل من ساهم في نشر كتاب الله
والدال على الخير كفاعله ولا تنسونا من صالح دعائكم
لأحسن رؤية للمصحف
غير دقة الشاشة إلى 1024 * 768
المصحف
http://www.almdni.com/up/uploads/a2ae93db7d.jpg
معاني الألوان
http://www.almdni.com/up/uploads/46c1ff22e2.gif
فاتحة الكتاب وفواتح البقرة
http://www.almdni.com/up/uploads/d7330b8a31.jpg
أمكانية التصفح عبر أسم السورة وأمكانية تقليب الصفحات عبر الكيبورد
http://www.almdni.com/up/uploads/6bae0a5f7e.jpg
أمكانية تقليب الصفحات عبر الماوس
http://www.almdni.com/up/uploads/495df685ca.jpg
ملاحظة / الرجاء بعد فك الضغط جعل الملف داخل مجلد مساره باللغة الانجليزية حيث لا يدعم البرنامج الحروف العربية المتواجدة في مسار البيانات فتعطل قراءته، فالرجاء تنبيه الإخوان الذين حملوا البرنامج إلى هذا الأمر ويتم تشغيل المصحف من آيقونة quranflash tajweed
لتحميل المصحف
من هنا ( http://www.4shared.com/file/27457484/d063a894/quranflash_tajweed.html)
روابط اخرى
هنا ( http://www.4shared.com/file/52255968/6b23574a/quranflash_tajweed_.html) اوهنا ( http://sharedzilla.com/en/get?id=167768)
الموضوع غير محفوظ الحقوق
والدال على الخير كفاعله أرجوا نشر المصحف
ولا تنسونا من صالح دعائكم
ـ[حاتم ظهران]ــــــــ[16 Oct 2009, 02:27 م]ـ
الله يجزاك الفردوس ونعيمة
لا حرمت الأجر أخي الكريم
ـ[توفيق ضمرة]ــــــــ[19 Dec 2009, 12:04 م]ـ
السلام عليكم
مصحف رائع
هل من الممكن من إدارة الموقع الرشيدة أن تتكرم بإضافة مصاحف القراءات الفلاشية وعددها عشرة من الرابط التالي، لتكون في قسم مصاحف الفلاش في هذا الموقع المبارك، أو ان تضيفوا هذا الرابط إلى المواقع الصديقة.
فهي تسهل على طلاب القراءات، وأرجو من الذي يشاهدها أن يزودني بأي ملاحظة يرها مناسبة، توفيق ضمرة. http://www.qeraatway.com/vb/forumdisplay.php?f=20
أو ارسل لكم المصاحف على c.d وانتم تنزلوها في الموقع.(/)
برنامج صوت القرآن يحتوى على القرآن الكريم بالروايات المتواترة لمشاهير القراء
ـ[محب القراءات]ــــــــ[17 Oct 2009, 02:08 م]ـ
نقلت لكم من منتديات القراءات العشر ( http://alqeraat.com/vb/showthread.php?t=2965) مايلي:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
نقدم لحضرتكم برنامج صوت القرآن الإصدار 1.1
ونرجو من الله عز وجل أن تنتفعوا به ويكون عند حسن ظنكم
البرنامج يحتوى على
القرآن الكريم بصوت أكثر من 250 قارئ من العالم العربى وغيره
ويحتوى أيضا على القرآن الكريم بكل الروايات المتواترة لمشاهير القراء
وهو الأسرع على الإطلاق ويعمل حتى لو سرعة النت ضعيفة
حجم البرنامج حوالى 5 ميجا .. بمعنى أنها مساحة بسيطة جدا
حقوق إستخدام البرنامج لكل مسلم ومسلمة .. بدون أى مقابل مادى
المقابل الوحيد الذى نرجوكم أن تقوموا به .. هو نشر البرنامج بكل الطرق الممكنة
للتحميل
http://www.mediafire.com/?2mhh39ypm5u
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[17 Oct 2009, 07:28 م]ـ
برنامج جميل .. شكر الله لك أخي محمد.(/)
أقمار من ملتقى أهل التفسير أضاءت في الندوة القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[17 Oct 2009, 07:50 م]ـ
سعادة الأستاذ الدكتور / غانم قدوري الحمد
http://tafsir.org/vb/Quraan_Tafsir/Quraan/00AA.jpg
سعادة الدكتور / أمين الشنقيطي
http://tafsir.org/vb/Quraan_Tafsir/Quraan/00C.jpg
سعادة الأستاذ/ محمد بن جماعة
http://tafsir.org/vb/Quraan_Tafsir/Quraan/00A.jpg
ومن الأقمار أيضا سعادة العضو فضيلة الأستاذ محب القراءات بارك الله فيه. ولا أنسى سعادة المشرف العام عبد الرحمن الشهري حفظه الله ورعاه لا حرمنا الله منه.
سعادة المشرف الكبير الدكتور مساعد الطيار حفظه الله فقد كنت أراه في القنوات الفضائية قليل الابتسام. بيد بشاشته في اللقاء حيرتني ثم عندما تناول الميكروفون للتعليق في الندوة وجدته صلبا في الحديث عن الشرع فهذا وقار أهل العلم.
سعادة العلامة الكبير الدكتور يحيى الغوثاني حفظه الله ورعاه وابنه الموقر. يعلم الله تعالى كم كانت سعادتي بلقاء سعادتكم لا حرمنا الله منكم.
وقد تفضل علي وعلى فضيلة الدكتور محمد زكي محمد خضر بهدية القدوم إلى المدينة النبوية المباركة فأسندنا عنه حديث المسلسل بالأولية.
سعادة الأستاذ/ عبد الملك سرور مسؤول العلاقات بمركز تفسير للدراسات كما كانت بالغ حفاوته وترحيبه وبشاشته بارك الله فيه
أسئل الله القدير جمع الشتات ولقى الأحباب. محبكم(/)
هل هناك رسائل علمية عن طيبة النشر و شروحها؟
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[17 Oct 2009, 10:00 م]ـ
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و آله و صحبه و من والاه
أما بعد ..
فهل هناك رسائل علمية فى تحقيق شروح الطيبة مثل شرح النويرى و شرح ابن الناظم و شرح الترمسى؟
و هل طبعت هذه الرسائل إن وُجدت؟
لأننى أبحثُ منذ زمن فى الشبكة العنكبوتية عن تحقيق علمى لأحد شروح الطيبة فلم أظفر به حتى فى سلسلة المنهل العذب ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=8371) لم أعثر على رسالة واحدة متعلقة بشروح الطيبة فأرجو من الإخوة الباحثين وفقهم الله إفادتى بالخصوص و بارك الله فيكم.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[18 Oct 2009, 01:09 ص]ـ
حقق الشيخ د / عادل بن إبراهيم رفاعي (الأستاذ المساعد في كلية القرآن الكريم)
رسالة دكتوراه في تحقيق ودراسة شرح طيبة النشر في القراءات العشر لأحمد بن محمد بن الجزري , ونوقشت الرسالة في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية بتاريخ 25/ 12/1426ه , وهي الآن تحت الطبع في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة النبوية.
ويعمل زميلنا الطبيب د / عبد الله بن محمد بن سليمان الجارالله , حاليا على إعداد رسالة الدكتوراه في دراسة وتحقيق غنية الطلبة بشرح الطيبة , للشيخ محمد بن محفوظ بن عبد الله التَّرْمَسِي (ت1338ه) , وقد سجل الرسالة في 24/ 5/1428ه , في قسم القراءات بكلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية , وفقه الله وأعانه.
هذا ما لدي من معلومات حول سؤالك , وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه , ورزقنا وإياك العلم النافع والعمل الصالح.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[18 Oct 2009, 01:28 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا الكريم ..
أسأل الله أن يعجل بخروج هذه الشروح محققة قريبا.
و هل من خبر عن شرح النويري؟
ـ[ايت عمران]ــــــــ[05 Feb 2010, 11:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي طه محمد، السلام عليكم
كان الدكتور أحمد بزوي الضاوي ـ وفقه الله ـ قد أعلن عن عناوين الرسائل العلمية التي أشرف عليها الدكتور التهامي الراجي ـ وفقه الله ـ بعاصمة المملكة المغربية ـ الرباط، وكان منها:
ـ شرح طيبة النشر للشيخ النويري
حققته الباحثتان: رشيدة ناصر وعزيزة علو
ولعل من لديه تفاصيل عن هذا التحقيق يتحفنا بها
وجزى الله الجميع خيرا
ـ[الردادي]ــــــــ[06 Feb 2010, 08:26 ص]ـ
و هل من خبر عن شرح النويري؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
تحية طيبة لكم أخي الحبيب الشيخ طه الحمد، ولكل الإخوة الكرام المشاركين في الموضوع، ولعلي أقدِّم من خلال هذا الرد ما وقفتُ عليه بشأن شرح الطيبة للنويري رحمه الله ..
أولاً: الرسائل العلمية:
[1] شرح طيبة النشر في القراءات العشر للإمام النويري، من أول الأصول إلى باب معرفة الوقف والابتداء (دراسة وتحقيق)
للطالبة: عزيزة علو، دبلوم الدراسات العليا، كلية الآداب بالرباط، بإشراف الأستاذ الدكتور: التهامي الراجي الهاشمي، عام 1990م.
[2] شرح طيبة النشر في القراءات العشر للإمام النويري، باب فرش الحروف (دراسة وتحقيق)
للطالبة: رشيدة ناصر، دبلوم الدراسات العليا، كلية الآداب بالرباط، بإشراف الأستاذ الدكتور: التهامي الراجي الهاشمي، عام 1995م.
ثانياً: المقالات العلمية والبحوث المنشورة:
[1] نهج الإمام النويري في شرح منظومة ابن الجزري، باب فرش الحروف
مقال للدكتورة: رشيدة ناصر في مجلة الإحياء - طنجة، المغرب، العدد (20)، الأوراق من: 165 إلى 180، في ربيع الثاني عام 1424هـ.
[2] دراسة لكتاب شرح طيبة النشر في القراءات العشر لأبي القاسم النويري (دراسة لقسم الأصول)
للأستاذ الدكتور: أحمد بن عبد الله المقري، الأستاذ المشارك بقسم القراءات بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، بحث منشور في مجلة جامعة أم القرى، العدد (42)، في رمضان 1428هـ.
ثالثاً: طبعات الكتاب:
الطبعة الأولى: طبعة مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر بالقاهرة، الطبعة الأولى عام 1406هـ، (ستة مجلدات)
تحقيق: الشيخ عبد الفتاح السيد سليمان أبو سنة
الطبعة الثانية: دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى عام 1424هـ (مجلدان)
تحقيق: د. مجدي محمد سرور سعد باسلوم
(يُتْبَعُ)
(/)
الطبعة الثالثة: دار الصحابة للتراث، طنطا، الطبعة الأولى عام 1425هـ (ثلاثة مجلدات)
تحقيق: جمال الدين محمد شرف، وخرَّج أحاديثه: مجدي فتحي السيد
هذا ما تيسر لي جمعه، وأستطيع القول من خلال ما وجدناه أثناء دراستنا في مرحلة الماجستير لمادة القراءات العشر الكبرى أن هذا الكتاب القيِّم لم يُخدم الخدمة العلمية الكافية، خصوصاً وأن الطبعات الثلاث التي طُبع الكتاب من خلالها لم تخضع لضوابط علمية من حيث المنهجية العلمية للتحقيق العلمي وما يرتبط بها من مسائل ومتطلبات.
كما تجدر الإشارة إلى أن الطبعتين المتأخرتين كان الاعتماد فيهما على الطبعة الأولى وهي طبعة مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، ويتبين بذلك حجم الخلل الذي انتهجه محققا الطبعتين المتأخرتين باعتمادهما على نسخة مطبوعة لإخراج الكتاب، علماً بأن للكتاب نسخ خطية كثيرة جداً، يمكن إجمال أماكن وجودها حول العالم فيما يلي:
في مصر: 11 نسخة خطية
في تركيا: 10 نسخ خطية
في السعودية: 5 نسخ خطية
في الهند: 5 نسخ خطية
في أوروبا: 4 نسخ خطية
في المغرب: 4 نسخ خطية
في الجزائر: نسخة خطية واحدة
في تونس: نسخة خطية واحدة
في أفغانستان: نسخة خطية واحدة
في أمريكا: نسخة خطية واحدة
في القدس: نسخة خطية واحدة
فهذه قرابة 45 نسخة خطية لهذا الكتاب القيم، وإذا تأملنا في هذا العدد الكبير ثم وجدنا أن النسخ المعتمدة منها في إخراج الكتاب مطبوعاً لا تتجاوز أربع نسخ، جميعها من النسخ الموجودة في الأزهر، علمنا أن الكتاب لا يزال فعلاً بحاجة إلى دراسة علمية محكمة، خصوصاً وأن النسخ المطبوعة قد أفسدت صنيع المؤلف بسبب كثرة الأخطاء المطبعية الفادحة، ومن يقرأ - على سبيل المثال - في باب وقف حمزة وهشام من إحدى الطبعتين المتأخرتين فلن يتمكن من إتمام القراءة بسبب هول الأخطاء وكثرتها وتغييرها لمراد الناظم والشارح معاً.
بقي أخيراً أن أشير إلى أن طبعة مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر غير متوفرة بالمكتبات، وأما الطبعتان المتأخرتان فكل واحدة منهما تنافس الأخرى في كثرة الأخطاء، وقد قرأنا في أثناء دراستنا من الطبعتين الثانية والثالثة، ووجدنا بعد المقارنة بين الطبعتين المتأخرتين أن طبعة دار الصحابة للتراث بطنطا أقل سوءاً من طبعة دار الكتب العلمية، ولولا الحاجة الماسة للقراءة من هذا الكتاب القيم لما التفتنا لهذه الطبعات التجارية الخالية من أدنى جهد علمي.
عسى الله أن ييسر لهذا الكتاب من يخرجه مطبوعاً بعد خدمة علمية محكمة موفقة، إنه سميع مجيب ..
أعتذر عن الإطالة،
وأنتهز الفرصة لتقديم أعطر الشكر وأصدق الدعاء لأخينا وحبيبنا الشيخ طه الحمد صاحب التسجيلات الصوتية المباركة للمتون العلمية، وأدعو الله العلي القدير أن يكتب له أجر كل من انتفع بما يقدمه من خدمة عظيمة لإخوانه من تسجيل المتون العلمية ونشرها، فجهده واضح مشكور ومأجور بإذن الله ..
محبكم الردادي ..
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[14 Feb 2010, 02:12 م]ـ
بارك الله فيكم
و شكر خاص لأخي الشيخ الردادي حفظه الله على هذه المعلومات القيمة و الوافية عن هذا الكتاب القيم و أسأل الله أن يقيض لهذا من يخدمه خدمة علمية مميزة تليق به و بمؤلِّفه فالكتاب أعتبره ـ حسب رأيي القاصر ـ من أفضل شروح الطيبة على الإطلاق و الطبعة التي أقرأ منها هى طبعة دار الكتب العلمية و بها كما ذكر الشيخ الردادي أخطاء مطبعية و سقط فى بعض الأحيان يخل بالمعنى يُنظر على سبيل المثال ج2/ 296 س 13.(/)
هل كيفية أداء القراءات المتواترة متواترة؟؟
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[18 Oct 2009, 01:42 م]ـ
هذا السؤال مهم جدا وضروري وقد اختلف فيه العلماء.
وهو: هل كيفية أداء القراءات المتواترة ـ من إمالة وغيرها ـ متواترة، أم غير متواترة؟؟
فأرجو من مشايخنا المتخصيين في علم القراءات إفادتنا مشكورين جزاهم الله عن الإسلام خيرا.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[18 Oct 2009, 02:01 م]ـ
راجع بارك الله فيك منجد المقرئين للحافظ ابن الجزري ـ رحمه الله ـ فقد ذكر الخلاف في المسألة.
ولكن الشأن أولا في بيان مصطلح التواتر عند القراء بدقة، وتمييزه عن تواتر المحدثين والأصوليين، وبالنسبة لي باعتباري متخصصا، فالمسألة عندي مشكلة، وتحتاج إلى مزيد بحث وبيان وتحرير، وأسأل الله أن يفتح على قلبي، ويلهمني رشدي.
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[18 Oct 2009, 09:17 م]ـ
أشكرك أخي الفاضل على إجابتك
وقد راجعت المنجد فوجدت اختيار الشيخ ابن الجزري ولكن لم أجد تفصيلا كبيرا في المسالة
وفهمت من كلام الإمام ابن الجزري أن الإعراب والإمالة وغيرها من الصفات ليست متواترة تواتر القرآن بالمعنى المعروف للتواتر الذي يقابل الآحاد، لكنه مع ذلك يقول بأنها تفيد القطع كبعض الآحاد إذا نقلت عن العدل واستفاضت، فهل فهمي عن الحافظ صحيح؟
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[19 Oct 2009, 10:56 ص]ـ
مصطلح (التواتر) عند القراء من الموضوعات التي تحتاج إلى بيان ودراسة، وقد ذكر الدكتور مساعد الطيار في تعليق على مداخلة للدكتور السالم الجكني أن هذا مما يؤخذ على المتخصصين عدم بيانه، ذكره في اللقاء الرابع لمركز تفسير ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=17628) .
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[20 Oct 2009, 10:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا ..
ولعلنا نتدارس جميعا مع مشايخنا الكرام في القريب العاجل هذه المسألة تأصيلا وعرضا ومناقشة.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[20 Oct 2009, 11:07 م]ـ
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=7479(/)
نموذج من رواية ابن جماز - للتعليق
ـ[بدر عرابي]ــــــــ[20 Oct 2009, 12:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأساتذة والمشايخ الأفاضل
تحية طيبة من الله وبعد ... ؛
فهذا نموذج أعرضه على سيادتكم من رواية ابن جماز عن أبي جعفر.
تم التنفيذ باستخدام خط إلكتروني صمم خصيصا لخدمة القراءات العشر، وتم تجهيز النص تبعا للرواية المرفقة.
أرجو التعليق عليها من السادة الأفاضل المتخصصين؛ أملا في تجويدها على الوجه الأكمل.
== ملاحظة: تم تلوين الكلمات المختلفة كتابةً عن رواية حفص ==
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/77004add868990fb3.gif
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/77004add86899d305.gif
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/77004add85bef19b7.gif
وتفضلوا بقبول وافر الاحترام
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[20 Oct 2009, 10:07 م]ـ
جزاك الله خيرا ...
راجع الآية الأخيرة مشكورا.
ـ[بدر عرابي]ــــــــ[21 Oct 2009, 01:06 ص]ـ
مشكور أستاذنا على التعقيب.
اسمح لي فإني لم أجد - فيما أرى - شيئا في الآية الأخيرة، اللهم إن كنت تقصد تشكيل نون معين بالإقلاب، فهل هذا صحيح؟؟؟
ـ[محب القراءات]ــــــــ[22 Oct 2009, 12:19 ص]ـ
جهد مبارك , لكن يحتاج إلى التأني قبل إخراجه وعرضه على المتخصصين , وقد أحسنت في عرض نموذج هنا في هذا الملتقى المبارك لإبداء ملاحظات الإخوة المتخصصين في القراءات عليه.
وملاحظة أخينا الشيخ ضيف الله في محلها , فكلمة (يأتيكم) يقرؤها أبو جعفر بإبدال الهمزة كما هو معروف.
وراجع ضبط كلمة (سيئت)
وفقكم الله وأعانكم.
ـ[بدر عرابي]ــــــــ[22 Oct 2009, 08:19 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
معك حق، فقد أخطأت في هذا الموضع.
أشكر لك تعقيبك، وأي ملاحظة لك تأتي بعد
ـ[بدر عرابي]ــــــــ[22 Oct 2009, 09:28 ص]ـ
أستاذنا الكريم / محب القراءات
لو تفضلت ببيان ما في كلمة سيئت، فقد قمت بوضع علامة الإشمام فوق السين، فهل فيها ملاحظة أخرى؟؟
مشكور أستاذنا(/)
حمّل بحث علمي بعنوان ((توجيهات الداني لظواهر الرسم القرآني))
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[21 Oct 2009, 01:01 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين حبيبنا وقرّة أعيننا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
الإخوة الأحبّة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
أرفع لكم بحثي الموسوم
((توجيهات الداني لظواهر الرسم القرآني))
رجاء دعوة صالحة لوالدي ولي ولأخوتي وللمسلمين.
وما هو إلا جهد المُقِل، وبضاعة المُفلس، فمن وجد فيه شيئا من مجانبة الصِّحة فليدركه بفضله ولا يبخل عليّ بتوجيهه مشكورا.
د. حسن عبد الجليل العبادلة
ملاحظة للمهتمين بالنقط: سبق أن رفعت بحثي الموسوم ((أبو الأسود الدؤلي وجهوده في نقط المصحف)) على صفحات هذا المنتدى المبارك أهله.(/)
طلب مساعدة: ترجمة الشيخ علي بن سليمان المنصوريّ
ـ[أحمد الحسن]ــــــــ[21 Oct 2009, 05:06 م]ـ
الإخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
من يزودني بترجمة للشيخ علي بن سليمان المنصوري،
من الكتب:
1. إمتاع الفضلاء بتراجم القراء
2. الحلقات المضيئات.
وأي كتب أخرى فيها الترجمة للشيخ.
راجيا أن تكون موثقة بالصفحات الأصلية، وإن استطاع أحد تصوير ترجمته من تلك الكتب بالماسح الضوئي فذلك أفضل.
وجزاكم الله خيرا، وكل من يعين في الحصول على ترجمته.
ـ[أحمد الحسن]ــــــــ[22 Oct 2009, 06:34 م]ـ
للرفع
ـ[نادر العنبتاوي]ــــــــ[24 Oct 2009, 10:32 م]ـ
613علي المنصوري
شيخ القراء بالقسطنطينية
هو الشيخ علي بن سليمان بن عبد الله المنصوري.
ولد - فيما أحسب - بمصر، في أواسط القرن الحادي عشر هجري.
حياته العلمية:
حفظ القرآن الكريم وتلقى القراءات العشر الصغرى والكبرى على كبار علماء القراءات في وقته، وانتقل إلى بلاد الترك حيث مقر وعاصمة الدولة العثمانية آنذاك للتدريس وله جهود كبيرة في نشر القرآن والقراءات بها , وأثرى المكتبة العلمية بمؤلفاته المفيدة، وكان شيخ القراء بالآستانة.
شيوخه:
1 - الشيخ سلطان بن أحمد المزاحي.
2 - الشيخ علي بن علي الشبراملسي.
3 - الشيخ محمد البقري، تلقى عنهم القراءات العشر الصغرى والكبرى.
تلاميذه:
1 - أحمد حجازي.
2 - عبد الله بن محمد يوسف بن عبد المنان، الشهير بيوسف أفندي زاده.
3 - عبد الله بن أحمد البصري.
مؤلفاته:
1 - تحرير الطرق والروايات في القراءات.
2 - ألفية في النحو.
3 - إرشاد الطلبة إلى شواهد الطيبة.
4 - رد الإلحاد في النطق بالضاد.
5 - شرح في صفة سيد المرسلين والعشرة المبشرة.
وفاته:توفي رحمه الله في أسكدار عام 1134 أربعة وثلاثين ومائة وألف من الهجرة.
نقلا من كتاب إمتاع الفضلا بتراجم القراء 3/ 299 ــ 300.
ـ[أحمد الحسن]ــــــــ[24 Oct 2009, 11:12 م]ـ
الأخ الفاضل نادر العنبتاوي
بارك الله فيك، وجزاك خير الجزاء.
وسأحاول ذكر بعض الإضافات التي جمعتها من بعض الكتب، وبخاصة ذكر بعض شيوخه وتلامذته، ومؤلفاته التي لم تذكر في كتاب إمتاع الفضلاء، الذي نقلت منه الترجمة.
وحبّذا لو يزودني الإخوة بما لديهم من إضافات حول المقرئ علي بن سليمان المنصوري.(/)
مسألة البسملة في الفاتحة (دعوة للمشاركة)
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[21 Oct 2009, 07:14 م]ـ
من المسائل التي كثر فيها القول للعلماء مسألة (هل البسملة آية من الفاتحة أم لا؟) والذي أريد البحث فيه: هل هذه المسألة فقهية بحتة أم لها تعلّق بعلم (عد الآي) فنرجو من الإخوان في الملتقى من لديه شيء في هذا فليفدنا به.
وأبدأ بما عندي فيها:
قال الإمام النووي: اعلم أنَّ مسألة البسملة عظيمة مهمة ينبي عليها صحة الصلاة التي هي أعظم الأركان بعد التوحيد). (المجموع 3/ 289 - 290).
ومن هذه الأهمية يجب على كلِّ مسلم يقرأ سورة الفاتحة أن يعرف هذه المسألة حتى لايقع الخلل في صلاته، وقد اختلف العلماء في المسألة الآتية:
هل البسملة آية من الفاتحة أو لا؟
اختلف العلماء في هذه المسألة، وأحسن ما قيل فيها: أنَّ هذه المسألة راجعة إلى (علم عدّ الآي)، وهو أنَّ علماء العدِّ اختلفوا في عدِّ البسملة في سورة الفاتحة:
عدَّها آيةً المكي والكوفي، ولم يعدّها آيةً المدنيان والشامي والبصري، وعلى هذا مَن يقرأ بقراءة أهل مكة والكوفة: - ابن كثير المكي، وعاصم وحمزة والكسائي وخلف العاشر الكوفيين – فإنَّ البسملة عنده آية يجب أن يقرأ بها.
ومن يقرأ بقراءة أهل المدينة والشام والبصرة: - نافع وأبي جعفر المدنَيَّيْن، وابن عامر الشامي، وأبي عمرو ويعقوب البصريين – فإنَّ البسملة ليست آيةً من الفاتحة، فلا يجب أن يقرأ بها. (انظر قريباً من هذا: القول الوجيز في فواصل الكتاب العزيز للمخللاتي صـ161).
** قال شيخ مشايخنا محمد الأمين الشنقيطي: (ومن أحسن ما قيل في ذلك: الجمعُ بين الأقوال بأنَّ البسملة في بعض القراءات كقراءة ابن كثيرٍ آيةٌ من القرآن، وفي بعض القراءات ليست آية، ولا غرابة في هذا. ......... ). (يراجع بقية كلامه – رحمه الله – في: مذكرة أصول الفقه صـ81، وشرح مراقي السعود (المسمى: نثر الورود) 1/ 69).
وقال العلامة الأصولي سيدي عبد الله الشنقيطي- عند شرح هذا البيت:
وبعضهم إلى القراءة نظر ... وذاك للوفاق رأي معتبر
يعني أنَّ الحافظ ابن حجر قال: ينظر إلى القراءات، وذلك أي النظر إلى القراءات رأي معتبر لما فيه من التوفيق بين كلام الأئمة، فلا خلاف حينئذٍ. قال بعض العلماء: وبهذا الجواب البديع يرتفع الخلاف بين أئمة الفروع، وينظر إلى كل قارئ بانفراده: فمن تواترت في قراءته وجبت على كل قارئ بها في الصلاة وغيرها، وتبطل بتركها أيّاً كان وإلا فلا. ولا ينظر إلى كونه مالكيّاً أو شافعيّاً أو غيرهما، وإنما أوجبها الإمام الشافعي لكون قراءته قراءة ابن كثير .. ). (ينظر: نشر البنود على مراقي السعود صـ76. وقريباً منه جداً في: فتح الودود على مراقي السعود: للعلامة محمد الولاتي صـ29).
وقال شيخ مشايخنا العلامة محمد الأمين الشنقيطي أيضاً: وبه تعرف أنه لا إشكال في كون البسملة آية في بعض الحروف دون بعض، وبذلك تتفق أقوال العلماء). (مذكرة أصول الفقه صـ82).
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[21 Oct 2009, 11:01 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم ..
محصلة كلامك أنه يجب على من يقرأ برواية حفص أن يقرأ البسملة لأنها آية منها.
وهذا ما أميل إليه.
بقي أن نقول:
هل يجب الجهر بالبسملة تبعا لهذا؟
الملاحظ أن من يبحث في هذه المسألة يفرق بين القراءة والحكم الفقهي المتعلق بالجهر بالبسملة، فتراه يقرر أن الخلاف في البسملة عائد إلى الاختلاف في الحروف التي نزل عليها القرآن، وأن رواية حفص موافقة للحرف الذي فيه البسملة آية من الفاتحة، لكنه في مسألة الجهر ينظر إليها نظرا فقهيا، فيرجح عدم الجهر إلا قليلا لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك ..
ومنهم من يقرر أن البسملة ليست بآية لأدلة منها عدم جهر النبي صلى الله عليه وسلم بها ..
وهذا يشكله عليه أمور ..
فهل التفريق هنا صحيح؟
مذهب الشافعية وجوب الجهر بالبسملة تبعا لباقي آيات الفاتحة لأنها آية منها، فهم قد طردوا الحكم، واتفق عندهم النظر في الآية من ناحية القراءة ومن الناحية الفقهية.
ولعل للحديث بقية ..
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[25 Oct 2009, 11:44 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم ..
محصلة كلامك أنه يجب على من يقرأ برواية حفص أن يقرأ البسملة لأنها آية منها.
وهذا ما أميل إليه.
ونؤيدكم فى هذا
بقي أن نقول:
هل يجب الجهر بالبسملة تبعا لهذا؟. . . . . ولعل للحديث بقية
ونحن فى انتظاركم أخانا الكريم، وفقكم الله تعالى
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[26 Oct 2009, 11:57 ص]ـ
باب ذكر التسمية
اختلفوا في التسمية بين السور فكان ابن كثير وقالون وعاصم والكسائي يبسملون بين سورتين في جميع القرآن ما خلا الانفال براءة فانه لا خلاف في ترك التسمية بينهما وكان الباقون فيما قرأنا لهم لا يبسملون بين السور واصحاب حمزة يصلون آخر السورة بأول الأخرى ويختار في مذهب ورش وابي عمرو وابن
عامر السكت بين السورتين من غير قطع وابن مجاهد يرى وصل السورة بالسورة وتبيين الاعراب ويرى السكت ايضا وكان بعض شيوخنا يفصل في مذهب هؤلاء بالتسمية بين المدثر والقيامة والانفطار والمطففين والفجر والبلد والعصر والهمزة ويسكت بينهن سكتة في مذهب حمزة وليس في ذلك اثر يروى عنهم وانما هو استحباب من الشيوخ ولا خلاف في التسمية في اول فاتحة الكتاب وفي اول كل سورة ابتدأ القارىء بها ولم يصلها بما قبلها في مذهب من فصل او من لم يفصل فاما الابتداء برؤس الاجزاء التي في بعض السور فأصحابنا يخيرون القارى ء بين التسمية وتركها في مذهب الجميع والقطع عليها اذا وصلت باواخر السور غير جائز وبالله التوفيق
التيسير في القراءات السبع أبو عمرو الداني م دار الكتاب العربي - (1/ 14)
يلاحظ أن مجال البحث يكمن في البسملة بين سور القرآن الكريم، أما سورة الفاتحة فالبسملة آية منها، وهذا ما نجده في إجماع لجان طباعة المصحف الشريف، حيث تختتم البسملة بالعدد 1 في الفاتحة دون غيرها.
وهذا ما أشار إليه أبو عمرو الداني (ت 444هـ) صراحة
أما مسألة الجهر بالبسملة أول الفاتحة فهذا بحث مختلف
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الأمين بن محمد المختار]ــــــــ[26 Oct 2009, 12:17 م]ـ
جزى الله الأساتذة الفضلاء خيرا
أرى أن تخريج المسألة على اختلاف العد والقراءة لا يرفع الإشكال
ذلك أن الجميع (من عدها آية من الفاتحة ومن لم يعدها) متفقون (قراءةً) على وجوب الإتيان بها أول كل سورة ابتدأتَ بها (فاتحة أو غيرها)، كما قال الإمام الشاطبي:
ولا بد منها في ابتدائك سورةً ** سواها ..
يعني سوى براءة
وقارئُ الفاتحة في الصلاة لا شك بادئٌ بها
فعلى هذا يجب أن يأتي بالبسملة بغض النظر عن كونها آية أو غير آية.
فبقي الإشكال ولم يرتفع.
أم أن هذه المسألة من المسائل التي غاب فيها التنسيق بين علم القراءة وعلم الفقه؟ كمسألة الخبر المرسل بين الأصوليين والمحدثين؟
الله أعلم
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[26 Oct 2009, 05:01 م]ـ
جزى الله المشايخ والأساتذة خيراً على هذه الأجوبة والمشاركات، لكن هل خلاف الفقهاء في هذه المسألة مترتب على خلاف القراء، فمثلاً الإمام مالك لايبسمل لأنه على العد المدني، والإمام الشافعي يبسمل لأنه على العد المكي، وعلى هذا فمن يقرأ لحفص ولم يبسمل نقول: قد أسقط آية من الفاتحة وصلاته باطلة ..... نرجو التوضيح أكثر مع النقول عن أهل العلم.
ـ[ايت عمران]ــــــــ[26 Oct 2009, 07:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أثاب الله المشايخ الكرام على إثارتهم لهذا الموضوع القيم
وتحية خاصة للأخ الحبيب أبي إسحاق
بداية لي تعقيب على الأخ حسن في قوله:
(أما سورة الفاتحة فالبسملة آية منها، وهذا ما نجده في إجماع لجان طباعة المصحف الشريف، حيث تختتم البسملة بالعدد 1 في الفاتحة دون غيرها)
أولا: تقدم في كلام الإخوة أنها آية من الفاتحة في العدد المكي والكوفي فحسب.
ثانيا: الإجماع المذكور غير حاصل، إلا إذا قصدتم إجماع لجان طباعة مصحف حفص؛ فنعم؛ لأن رواية حفص تعتمد العد الكوفي.
أما باقي المصاحف، وهي ثلاثة: ورش وقالون والدوري، فالبسملة فيها ليست آية، كما في أكثر الطبعات، ومنها طبعة مجمع الملك فهد بالمدينة النبوية الشريفة.
وهذا هو الصحيح؛ وإن خولف خطأ في بعض الطبعات.
وأظن تعليل ذلك واضحا؛ فمصحف ورش وقالون يعتمدان العدد المدي الثاني، ومصحف الدوري يعتمد العدد البصري.
ـ[ايت عمران]ــــــــ[26 Oct 2009, 08:33 م]ـ
توضيحا لقول الشيخ الكريم أبي إسحاق:
(فمثلاً الإمام مالك لا يبسمل لأنه على العد المدني)
أنقل كلاما أعجبني للدكتور الفاضل عبد الهادي حميتو في موسوعته: "قراءة الإمام نافع عند المغاربة"ج: 1 ص: 387 يقول فيه:
"مذهب نافع في الجهر بالبسملة وموقف فقهاء المدينة من ذلك:
قال الحافظ ابن الجزري: "قد صح نصا أن إسحاق بن محمد المسيبي أوثق أصحاب نافع وأجلهم قال: سألت نافعا عن قراءة بسم الله الرحمن الرحيم"، فأمرني بها، وقال: أشهد أنها آية من السبع المثاني، وأن الله أنزلها". روى ذلك الحافظ أبو عمرو الداني بإسناد صحيح، وكذلك رواه أبو بكر بن مجاهد عن شيخه موسى بن إسحاق القاضي عن محمد بن إسحاق المسيبي عن أبيه.
وروينا أيضا عن ابن المسيبي قال: كنا نقرأ "بسم الله الرحمن الرحيم" أول فاتحة الكتاب، وفي أول سورة البقرة، وبين السورتين، في العرض والصلاة، هكذا كان مذهب القراء بالمدينة، قال: وفقهاء المدينة لا يفعلون ذلك. قال ابن الجزري: وحكى أبو القاسم الهذلي عن مالك أنه سأل نافعا عن البسملة، فقال: "السنة الجهر بها، فسلم إليه، وقال: كل علم يسأل عنه أهله.
والذي يبدو أن تسليم مالك لنافع في هذا الجواب كان تسليما مؤقتا أو كان في حياته، ثم بدا لمالك ترجيح مذهب الفقهاء معتبرا للقضية من المسائل الخلافية التي يدخلها الاجتهاد، وهذا ما يدل عليه تصديه مرة أخرى لإثارة المسألة والاعتراض فيها كما حكى ذلك المسيبي فيما رواه علم الدين السخاوي.
قال في جمال القراء:
(يُتْبَعُ)
(/)
"وقال محمد بن إسحاق: أخبرني أبي نه لما صلى بالناس بالمدينة جهر ببسم الله الرحمن الرحيم، قال: فأتاني الأعشى أبو بكر ابن أخت مالك بن أنس ـ رحمه الله ـ فقال: إن أبا عبد الله يقرأ عليك السلام ورحمة الله، ويقول لك: من خفته على خلاف أهل المدينة، فإنك ممن لم أخف، وقد كان منك شيء، قلت: وما هو؟ قال: الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم. قال: فأبلغه عني السلام كما أبلغتني، وقل له: اني كثيرا ما سمعتك تقول: "لا تأخذوا عن أهل العراق، فاني لم أدرك أحدا من أصحابنا يأخذ عنهم، وانما جئت في تركها عن حميد الطويل، فإن أحببت أخذنا عن أهل العراق أخذنا هذا وغيره من قولهم، وإلا تركنا حميدا مع غيره، فلم يكن علي به حجة، وقد سمعتك كثيرا ما تقول: خذوا كل علم عن أهله، وعلم القرآن بالمدينة عن نافع، فسألته عن قراءة بسم الله الرحمن الرحيم، فأقرأني بها، وقال: أشهد أنها من السبع المثاني، وأن الله عز وجل أنزلها".
"وحدثني عن نافع مولى ابن عمر عن ابن عمر أنه كان يبتدئ بها ويفتتح كل سورة"، وحدثني ابن أبي ذئب عن ابن شهاب قال: مضت السنة بقراءة بسم الله الرحمن الرحيم".
هكذا قرع المسيبي الحجة بالحجة، واستند إلى مذهب نافع في القضية وروايته، وناقش مالك بن أنس منهجيا في نهيه عن الأخذ عن هل العراق، ثم هو في النهاية يستند في المسألة على رواية حميد عن أنس فيها. مع أن مذهب المسيبي في الجهر بالبسملة هو الثابت عن نافع من روايته وقراءته، ولذلك لم يرجع المسيبي إلى ما دعاه إليه مالك، لفوة مستنده في ذلك ولمكانة نافع في نفسه باعتبار هذه المسألة من العلم الذي يسأل عنه أهله، وكأنه يريد إلزام مالك بلازم قوله: " خذوا كل علم عن أهله"، لأن أهلية نافع لهذا العلم بين أهل المدينة أمر مسلم لا ينازع فيه مالك ولا غيره. ولاسيما مع اعتبار مشيخته له وتقديره له بشهادته ـ الآنفة الذكرـ أن قراءته سنة".اهـ
وقال في موضع آخر من نفس الكتاب ج: 1 ص: 161:
"ومن أمثلة التلاحم بين القراءة والمذهب الفقهي في وعي القراء ما نجده عند بعض الأئمة من احتياط في تقرير مذهب نافع في البسملة في فاتحة الكتاب، وفي الفصل بين السور من بعض الروايات عنه، وهو أمر تتحكم فيه الرواية ولا مجال فيه للاجتهاد الشخصي، فحافظوا على ذلك في الأداء، ونبهوا على أن ذلك لا يشمل حال الصلاة المفروضة، لأن مذهب أهل المدينة ترك التسمية فيها، فقرر أبو عمرو في "الأرجوزة المنبهة" مذهب القراء في ذلك بإثبات البسملة، ثم قال محتاطا للحكم الفقهي موافقة لمذهب مالك:
أقول في الأداء أو في العرضِ ولا أقول في صلاة الفرضِ
ويقول أبو الحسن الحصري في قصيدته في قراءة نافع:
وإن كنتَ في غير الفريضة قارئاً فبسمل لقالون لدى السور الزهر
ومعلوم أن كلا منهما إنما أراد المحافظة على الانسجام المألوف بين القراءة والمذهب، حتى لا يكون إطلاق الحكم الأدائي سبيلا إلى المس بحرمة المذهب الفقهي أو العكس، مما يدل على مدى حرص القراء المغاربة على استمرار التجاوب بين القراءة والمذهب المدنيين، انبثاقا من العلاقة الوثقى التي ربطت في الأذهان بين هذه وذاك، مما كان له أثره العميق في التمكين لهما معا دفعة واحدة، فنالت قراءة نافع رضا الفقهاء والعامة"اهـ.
ولعل المشايخ يزيدون المسألة مناقشة وتوضيحا.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[26 Oct 2009, 08:56 م]ـ
- بارك الله فيك أخي العليمي.
- ما ذكره الأخ محمد الأمين يصحح ما ذكره الأخ حسن عبد الجليل، من حيث ان المسألة متعلقة بعد الآي لا بالقراءة، فوجوب البسملة عند ابتداء القراءة لا يتعلق بمن عدها آية ومن لم يعدها، وهو ما أكده الأخ ايت عمران.
- أعتقد أن أحسن ما يحل إشكال كون البسملة من الفاتحة أو لا؟ وما هو الحكم الفقهي المترتب عليه؟ =هو النظر إلى القراءة، وهو ما ساقه الأخ أبو إسحاق في هذا النقل:
قال العلامة الأصولي سيدي عبد الله الشنقيطي- عند شرح هذا البيت:
وبعضهم إلى القراءة نظر ... وذاك للوفاق رأي معتبر
يعني أنَّ الحافظ ابن حجر قال: ينظر إلى القراءات، وذلك أي النظر إلى القراءات رأي معتبر لما فيه من التوفيق بين كلام الأئمة، فلا خلاف حينئذٍ.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال بعض العلماء: وبهذا الجواب البديع يرتفع الخلاف بين أئمة الفروع، وينظر إلى كل قارئ بانفراده: فمن تواترت في قراءته وجبت على كل قارئ بها في الصلاة وغيرها، وتبطل بتركها أيّاً كان وإلا فلا. ولا ينظر إلى كونه مالكيّاً أو شافعيّاً أو غيرهما .. ). (ينظر: نشر البنود على مراقي السعود صـ76. وقريباً منه جداً في: فتح الودود على مراقي السعود: للعلامة محمد الولاتي صـ29).
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[26 Oct 2009, 11:46 م]ـ
"ومن أمثلة التلاحم بين القراءة والمذهب الفقهي في وعي القراء ما نجده عند بعض الأئمة من احتياط في تقرير مذهب نافع في البسملة في فاتحة الكتاب، وفي الفصل بين السور من بعض الروايات عنه، وهو أمر تتحكم فيه الرواية ولا مجال فيه للاجتهاد الشخصي، فحافظوا على ذلك في الأداء، ونبهوا على أن ذلك لا يشمل حال الصلاة المفروضة، لأن مذهب أهل المدينة ترك التسمية فيها، فقرر أبو عمرو في "الأرجوزة المنبهة" مذهب القراء في ذلك بإثبات البسملة، ثم قال محتاطا للحكم الفقهي موافقة لمذهب مالك:
أقول في الأداء أو في العرضِ ولا أقول في صلاة الفرضِ
ويقول أبو الحسن الحصري في قصيدته في قراءة نافع:
وإن كنتَ في غير الفريضة قارئاً فبسمل لقالون لدى السور الزهر
ومعلوم أن كلا منهما إنما أراد المحافظة على الانسجام المألوف بين القراءة والمذهب، حتى لا يكون إطلاق الحكم الأدائي سبيلا إلى المس بحرمة المذهب الفقهي أو العكس، مما يدل على مدى حرص القراء المغاربة على استمرار التجاوب بين القراءة والمذهب المدنيين، انبثاقا من العلاقة الوثقى التي ربطت في الأذهان بين هذه وذاك، مما كان له أثره العميق في التمكين لهما معا دفعة واحدة، فنالت قراءة نافع رضا الفقهاء والعامة"اهـ.
بارك الله فيه أخي الكريم على هذا النقل المفيد ..
ولكن الأشكال ما زال قائما:
لماذا هذه التفرقة بين القراءة والحكم الفقهي؟
لماذا لم يتبع الحكم القراءة؟
وهل نسمي هذا الأمر (تلاحما بين القراءة والحكم الفقهي) كما ذكر المؤلف؟
أعتقد أن رأي الشافعية في اطراد الحكم مع القراءة واضح ووجيه، وأما ما ورد من أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يجهر بالبسملة أغلب وقته فقد يوجه بأن هذا يعود إلى أن قراءته عليه الصلا والسلام كانت في أغلب الوقت موافقة للحرف الذي ليست فيه البسملة بآية من الفاتحة ..
والله تعالى أجل وأعلم.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[27 Oct 2009, 05:01 ص]ـ
بداية لي تعقيب على الأخ حسن في قوله:
(أما سورة الفاتحة فالبسملة آية منها، وهذا ما نجده في إجماع لجان طباعة المصحف الشريف، حيث تختتم البسملة بالعدد 1 في الفاتحة دون غيرها) ...
ثانيا: الإجماع المذكور غير حاصل، إلا إذا قصدتم إجماع لجان طباعة مصحف حفص؛ فنعم
هذا ما قصدته، وهو إثبات رقم 1 بعد البسملة في المصاحف المطبوعة برواية حفص.
- بارك الله فيك أخي العليمي.
- ما ذكره الأخ محمد الأمين يصحح ما ذكره الأخ حسن عبد الجليل، من حيث ان المسألة متعلقة بعد الآي لا بالقراءة، فوجوب البسملة عند ابتداء القراءة لا يتعلق بمن عدها آية ومن لم يعدها، وهو ما أكده الأخ ايت عمران.
أخي العبادي لم أتطرق إلى (أن المسألة متعلقة بعد الآي لا بالقراءة) ولعلك تراجع الموضوع بدقة.
والذي أقوله: أجمع القرّاء على الإتيان بالبسملة عند الابتداء بأول السور خلا براءة وهذه بعض أقوالهم:
((باب ذكر التسمية ... اختلفوا في التسمية بين السور ... ولا خلاف في التسمية في اول فاتحة الكتاب وفي اول كل سورة ابتدأ القارى ء بها ولم يصلها بما قبلها في مذهب من فصل او من لم يفصل)) التيسير في القراءات السبع أبو عمرو الداني م دار الكتاب العربي - (1/ 14)
((وليعلم أنه لا خلاف بينهم في إثباتها أول الفاتحة))
إتحاف فضلاء البشر فى القراءات الأربعة عشر شهاب الدين الدمياطي م ت أنس مهرة - (1/ 229)
((إذا كان القارئ مبتدئا أول سورة تعين عليه الإتيان بالبسملة ...
باب البسملة ........... أجمع القراء العشرة على الإتيان بالبسملة عند الابتداء بأول كل سورة ... وهذا الحكم عام في كل سورة من سور القرآن إلا براءة فلا خلاف بينهم في ترك البسملة عند الابتداء بها)) البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة من طريقي الشاطبية والدرة عبد الفتاح القاضي مع الحواشي مجمع الملك فهد (11 - 12)
((إن كلا من الفاصلين بالبسملة والواصلين والساكتين إذا ابتدأ سورة من السور بسمل بلا خلاف عن أحد منهم إلا إذا ابتدأ براءة))
النشر في القراءات العشر ج1 ص 262
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[27 Oct 2009, 12:16 م]ـ
بداية أشكر جميع الإخوان الأفاضل المشاركة في إثراء هذا الموضوع، ثم أخص أخانا ايت عمران على هذه التحية:وتحية خاصة للأخ الحبيب أبي إسحاق
.
بالنسبة لقول العلامة الأصولي سيدي عبد الله الشنقيطي- عند شرح هذا البيت:
وبعضهم إلى القراءة نظر ... وذاك للوفاق رأي معتبر
يعني أنَّ الحافظ ابن حجر قال: ينظر إلى القراءات).
هل وقف أحدٌ على قول الحافظ ابن حجر - رحمه الله - هذا في شيء من كتبه؟؟
وهل يوجد لأهل الحديث مثل هذا القول؟؟
مع بحثي القاصر لم أجد شيئاً مما ذكرت ... ومَن وجد فليرشد - جزاه الله خيراً -.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[11 Nov 2009, 09:16 م]ـ
الأخوة الأفاضل:
إن لم تكن البسملة آية من الفاتحة، فكم يكون عدد آيات سورة الفاتحة؟ وماذا تكون البسملة؟ آية مستقلة ام ليست آية؟ وإن كانت آية فما رقمها؟ صفر.
ـ[ايت عمران]ــــــــ[11 Nov 2009, 10:20 م]ـ
الأخ عبد الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في انتظار رد المشايخ على أسئلتكم أقول:
علماء العد متفقون على أن الفاتحة سبع آيات؛ سواء عددنا البسملة أم لم نعددها؛
ذلكم لأن من عد البسملة (وهم: أصحاب العد المكي والكوفي) لم يعد: {صراط الذين أنعت عليهم}
ومن لم يعد البسملة (وهم: أصحاب العد المدني والشامي والبصري) عدوا: {صراط الذين أنعمت عليهم}.
والذين لم يعدوها آية من الفاتحة لم يعدوها أيضا آية من القرآن؛ إنما هي عندهم ـ كما عند غيرهم ـ جزء آية من سورة النمل، ويؤتى بها في أوائل السور ـ غير براءة ـ كما يؤتى بالاستعاذة.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[11 Nov 2009, 11:48 م]ـ
الأخ عبد الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في انتظار رد المشايخ على أسئلتكم أقول:
علماء العد متفقون على أن الفاتحة سبع آيات؛ سواء عددنا البسملة أم لم نعددها؛
ذلكم لأن من عد البسملة (وهم: أصحاب العد المكي والكوفي) لم يعد: {صراط الذين أنعت عليهم}
ومن لم يعد البسملة (وهم: أصحاب العد المدني والشامي والبصري) عدوا: {صراط الذين أنعمت عليهم}.
والذين لم يعدوها آية من الفاتحة لم يعدوها أيضا آية من القرآن؛ إنما هي عندهم ـ كما عند غيرهم ـ جزء آية من سورة النمل، ويؤتى بها في أوائل السور ـ غير براءة ـ كما يؤتى بالاستعاذة.
أشكرك أخي الكريم على ردك.
ما يهمني: البسملة في أول سورة الفاتحة عند أصحاب العد المدني والشامي والبصري
ليست آية من الفاتحة، هذا واضح، والفاتحة 7 آيات بغيرها، وهذا واضح، فهل هي - عندهم -أيضا ليست آية من القرآن كله؟
ولمزيد من التوضيح: عدد آيات القرآن حسب العد الكوفي هو 6236 باعتبار آية البسملة إحدى هذه الآيات، فهل في رواية ورش مثلا، لا تحتسب البسملة في العدد الكلي لآيات القرآن؟ لأنها ليست آية، أم أنها آية مستقلة.
وإن كان الأمر كذلك - ليست آية - فماذا تسمى في هذه الحالة؟ طبعا لا يجوز تسميتها آية مادامت ليست من القرآن ..
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[12 Nov 2009, 12:29 ص]ـ
{صراط الذين أنعت عليهم}
أنعمت
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[12 Nov 2009, 07:51 م]ـ
إن لم توصلنا كل هذه الروايات إلى رأي نقتنع به ونطمئن إليه، ونستطيع أن نجيب به على تساؤل الآخر، فما الفائدة منها؟
إن كثيرا مما طرح من تساؤلات هنا مازال دون إجابة ..
ـ[ايت عمران]ــــــــ[12 Nov 2009, 09:58 م]ـ
فهل هي - عندهم -أيضا ليست آية من القرآن كله؟
نعم هي عندهم ليست آية من القرآن كله، وأعتقد أن كلامي كان واضحا في هذا.
فرواية ورش ـ كما في مثالك ـ على العد المدني الأخير، وعدد الأيات على هذا العد: 6214 وليست البسملة إحداها.
وإن كان الأمر كذلك - ليست آية - فماذا تسمى في هذه الحالة؟ طبعا لا يجوز تسميتها آية مادامت ليست من القرآن ..
تسمى كما تسمى الاستعاذة، كلمات أتى بهن الشارع في افتتاح السور.
والله أعلم
وشكرا لك وللأخ حسن على تصحيحه ما زل فيه القلم
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[12 Nov 2009, 10:29 م]ـ
نعم هي عندهم ليست آية من القرآن كله، وأعتقد أن كلامي كان واضحا في هذا.
أردت أن أستبعد من قد يقول: إنها آية مستقلة.
تسمى كما تسمى الاستعاذة، كلمات أتى بهن الشارع في افتتاح السور.
والله أعلم
أيعقل أن تكون البسملة كالاستعاذة؟ فلماذا لا يثبتون الاستعاذة في اول كل سورة أيضا؟ ثم أليس من يعتبر البسملة آية، يكون قد أضاف إلى القرآن ما ليس منه؟
وشكرا لك وللأخ حسن على تصحيحه ما زل فيه القلم
ولك الشكر أيضا.
ـ[غالب أحمد علي]ــــــــ[23 Apr 2010, 11:50 م]ـ
الذي فهمته من مباحثتكم النافعة أحسن الله إليكم
أن الأرجح من أقوال العلماء في وجوب البسملة في الفاتحة هو اتباع القراءة وبذلك يزول الإشكال ويتم الجمع بين الأدلة.
وهذا واضح وجيد
ولكن يبقى أن يقال من كان يأخذ برأي ابن الجزري رحمه الله في جواز الخلط بين القراءات إذا لم يفسد المعنى على سبيل التلاوة لا على سبيل الرواية
إن ترك قراءة البسملة حتى مع كونه يقرأ قراءة تشتمل عليها تصح صلاته
وهذا يرجح قول الجمهور بأن قراءة البسملة مستحب وليس بواجب لذلك الذي صح عن النبي صلى الله عليه وسلم هو الإسرار بها دون الجهر بها والله أعلم.(/)
حمل بحث علمي بعنوان منهج ابن عاشور في الاحتجاج بالقراءات القرآنية
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[21 Oct 2009, 11:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أرفع لكم بحثي الموسوم
((منهج ابن عاشور في الاحتجاج بالقراءات القرآنية))
رجاء دعوة صالحة لوالدي ولي ولإخوتي وللمسلمين
لا تحرموني من توجيهاتكم وآرائكم مشكورين
د. حسن عبد الجليل العبادلة
ملاحظة للمهتمين بالقراءات القرآنية: رفعت بحثين على هذا الملتقى المبارك بعنوان ((أبو الأسود الدؤلي وجهوده في نقط المصحف)) و ((توجيهات الداني لظواهر الرسم القرآني))
ـ[محب القراءات]ــــــــ[22 Oct 2009, 02:20 ص]ـ
تم التحميل
شكر الله لك وبارك في جهودك ونفع ببحوثك القيمة.(/)
مبادئ علم القراءات
ـ[الورشان]ــــــــ[22 Oct 2009, 09:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
علم القراءات
قراءة القرآن الكريم لازمة من لوازم كل مسلم، وفريضة محكمة عليه، لا يجد منها بداً، ولا يرى له عنها غنى. كيف لا وهو في صلاته المفروضة والمسنونة، وفي عباداته لله والتقرب إليه بما يرضيه ليس له سبيل إلى ذلك أفضل من سبيل تلاوة القرآن الكريم.
ومن هذا المنطلق ندرك أهمية علم القراءات وفضله.
تعريف علم القراءات:
وقد عرّفه ابن الجزري فقال:
(القراءات علم بكيفية أداء كلمات القرآن واختلافها بعزو الناقلة)، كما عرّفه طاش كبرى زاده بقوله: (علم يُبحث فيه عن صور نظم كلام الله تعالى من حيث وجوه الاختلافات المتواترة).
وإذن فعلم القراءات يهدف إلى تعليم اللسان النطق بكلام الله على الطريقة الصحيحة، ويهدف كذلك إلى صون اللسان عن الخطأ، وصون كتاب الله عن سريان التحريف إليه أو التبديل أو التغيير في صورة الرسم أو كتابة الخط أو نطق اللفظ.
نشأة علم القراءات:
وقد نشأ علم القراءات أول ما نشأ منذ اللحظات الأولى لتلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم لكلام ربه بواسطة جبريل الأمين عليه السلام. فكان عليه الصلاة والسلام يقرؤه مرتّلاً مجوَّداً على أصحابه‘ مصداق قول الله سبحانه {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} (المزمل/4) وقوله عز وجل {وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً} (الإسراء/106).
وقد أتقن الصحابة رضوان الله عليهم تلاوته من واقع عربيتهم الفصيحة السليمة من كل شائبة، ومن واقع تلقيهم للقرآن غضاً طرياً من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن ثم قاموا هم بتعليمه لمن وراءهم على النحو الذي سمعوه وتلقوه.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يراعي لهجات القبائل العربية في النطق واللفظ، وذلك من فضل الله على الأمة ومن توسعته لها، حيث أنزل الله سبحانه القرآن الكريم على سبعة أحرف.
عناية السلف بالقراءات:
وقد احتفى المسلمون بقراءة القرآن وضبطه في كل العصور، واشتهر في كل زمن من الأزمنة وجيل من الناس وبلد من البلدان أناس عرفوا باسم القُرّاء.
كان أشهرهم في عهد الصحابة: الخلفاء الأربعة رضي الله عنهم، الذين كان لأبي بكر منهم شرف جمع القرآن في مصحف واحد لأول مرة، بعد أن كان متفرقاً في العظام والألواح والرقاع، كما كان لعثمان شرف الجمع الثاني الذي أخرج فيه من القرآن كل ما هو ليس منه من شرح أو منسوخ أو تعليق، وضبط القراءة على لغة قريش، وعمم مصحفه على سائل الأمصار ..
وإضافة إلى الخلفاء الأربعة فقد اشتهر من الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين بالقراءة أبيُّ بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن مسعود وابن عباس وأبو موسى الأشعري وغيرهم. وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى سبق هؤلاء غيرَهم في القراءة بمثل قوله " أقرؤكم أبيّ" (رواه الترمذي والدارقطني) وقوله لأبي موسى بعد أن استمع إليه " لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود". (متفق عليه) وقوله لابن مسعود: " اقرأْ علي القرآن". (رواه البخاري وغيره)
وفي عهد التابعين اشتهر كثير من الفضلاء ووجوه المسلمين بالقراءة، وكانوا منتشرين في المدن والأمصار. ففي المدينة ظهر سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وابن شهاب وعمر بن عبد العزيز، وفي مكة مجاهد وعطاء وطاووس، وفي الكوفة علقمة والأسود بن يزيد وأبو عبد الرحمن السلمي وسعيد بن جبير وفي البصرة الحسن البصري وابن سيرين وقتادة، وفي الشام المغيرة بن أبي شهاب وخليفة بن سعد.
التخصص وعصر أئمة القراءة:
ولكن عصر ما بعد التابعين شهد توسعاً في كل العلوم الإسلامية إلى الحد الذي دعا إلى تخصص كل عالم بعلم أو عدد محصور من العلوم ليجمع شتاته ويضع له قواعده ويتحمل أمانته. وهذا ما كان بخصوص علم القراءة، فقد ظهر في هذا الجيل ـ ما بعد التابعين ـ الأئمة القراء الذي تنسب إليهم القراءات السبع الشهيرة المتواترة، التي أجمعت الأمة على صحة قراءة القرآن الكريم بأي منها شريطة التلقي والإتقان.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقبل أن نسرد أسماء القراء الأئمة السبعة ننوه إلى أن أئمة القراءة في عهد ما بعد التابعين كانوا كُثُراً لكن الناس اجتمعوا على هؤلاء السبعة ودونت كتبهم وقراءاتهم كما اجتمع الناس على الأئمة الأربعة في الفقه دون سواهم.
أسماء أئمة القراءة وأسماء أشهر تلاميذهم: ـ
1) نافع بن عبد الرحمن المدني المتوفى سنة (169) هـ، وأشهر تلاميذه قالون ووَرش.
2) عبد الله بن كثير المكي المتوفى سنه (120) هـ، وأشهر تلاميذه قَنْبل محمد بن عبد الرحمن. وأحمد بن محمد البزي.
3) أبوعمرو زبان بن العلاء البصري المتوفى سنة (154) هـ، وأشهر رواة قراءته حفص بن عمرو الدوري وصالح بن زياد السوسي.
4) عبد الله بن عامر اليحصبي الشامي المتوفى سنة (118) هـ، وأشهر رواته هشام بن عمار الدمشقي وعبد الله بن أحمد.
5) عاصم بن أبي النجود الكوفي المتوفى سنة (127) هـ، وأشهر رواته حفص بن سليمان وشعبة بن عياش.
6) حمزة بن حبيب الكوفي المتوفى سنة (156) هـ، وأشهر رواته خلاد بن خالد وخلف بن هشام.
7) علي بن حمزة الكسائي المتوفى سنة (169) هـ، وأشهر رواته حفص بن عمرو والليث بن خالد.
وقد قام الإمام ابن مجاهد أحمد بن موسى بتدوين القراءات السبع لهؤلاء القراء في كتابه (القراءات السبع).
وهناك ثلاث قراءات للقرآن الكريم غير تلك السبع المشهورة لكنها دونها في الأهمية والتواتر.
منشأ علم القراءات وتدوينه:
ومن البدهي أن نعلم أن قراءة هؤلاء الأئمة ترجع في أصولها وضبطها إلى قراءة الصحابة الكرام.
يقول الزركشي: فائدة: قيل: قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو راجعة إلى أُبّي، وقراءة ابن عامر إلى عثمان بن عفان وقراءة عاصم وحمزة والكسائي إلى عثمان وابن مسعود.
هذا ومن المفيد أن نعلم كذلك أن علم التجويد نشأ أول ما نشأ بالتلقين الشفوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصحابة ومنهم إلى من بعدهم، ولكن الناس من بعد احتاجوا إلى تدوين هذا العلم وتقعيد قواعده، يقول الشيخ القارئ عبد الفتاح المرصفي: أما الواضع له من الناحية العملية فهو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وأما الواضع له من ناحية قواعده وقضاياه العلمية ففيه خلاف، فقيل: أبو الأسود الدؤلي، وقيل: أبو القاسم عبيد بن سلام، وقيل: الخليل بن أحمد وقيل: غير هؤلاء من أئمة القراءة واللغة.
ومسائل علم التجويد عديدة وأبحاثه كثيرة وهو يحتاج إلى ممارسة وصبر وتَلقٍّ من أفواه القراء.
ولكنا نذكر من قواعده على سبيل المثال: أحكام النون الساكنة التنوين، وأحكام تفخيم الراء وترقيقها، وأحكام المدود وأنواعها، وأحكام الوقف وأنواعه، ومخارج الحروف، ومراتب القراءة.
أشهر المؤلفات في علم القراءات:
وقد نشط كثير من أئمة القراءة في التأليف في هذا الفن حرصاً على كتاب الله وخدمة له.
ومن أشهر كتب القراءات: التيسير لأبي عمرو الداني المعروف بابن الصيرفي، وله أيضاً كتاب جامع البيان في القراءات السبع.
ومنها: كتاب القصيدة اللامية في القرآن للشاطبي، كما نظم الشاطبي كتاب المقنع في رسم المصحف للداني في قصيدة أسماها القصيدة الرائية.
ومنها: النشر في القراءات العشر للجزري، وله أيضاً كتب أخرى في نفس العلم مثل تخيير التيسير وطبقات القراء.
ومنها: إيضاح الوقف والابتداء في كتاب الله لأبي بكر ابن القاسم الأنباري.
ومنها: هداية القارئ إلى تجويد كلام الباري للشيخ عبد الفتاح المرصفي المعاصر.
ومنها:بهجة النفوس في تجويد كلام القدوس للدكتور مأمون كاتبي الحلبي
فوائد من علم القراءات:
ولعل من المناسب أن نختم حديثنا عن علم القراءات ـ الذي يقال له أيضاً علم ـ التجويد بما قاله ابن الجزري في المقدمة الجزرية:
والأخذ بالتجويد حتم لازم **** من لم يجود القران آثم
لأنه به إلا له أنزلا **** وهكذا منه إلينا وصلا
وهْو كذلك حِلية التلاوة **** وزينة الأداء والقراءةِ
أخرج الحافظ السيوطي في الدر المنثور عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يُقرئ رجلا. فقرأ الرجل: {إنما الصدقات للفقراء والمساكين} مرسلة أي بدون مد لكلمة (الفقراء) فقال ابن مسعود: ما هكذا أقرأنيها النبي صلى الله عليه وسلم. فقال: وكيف أقرأكها. قال: أقرأنيها {إنما الصدقات للفقرآء والمساكين} فمدها (أخرجه سعيد بن منصور في سننه).
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[23 Oct 2009, 03:04 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد نشأ علم القراءات أول ما نشأ منذ اللحظات الأولى لتلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم لكلام ربه بواسطة جبريل الأمين عليه السلام. فكان عليه الصلاة والسلام يقرؤه مرتّلاً مجوَّداً على أصحابه‘ مصداق قول الله سبحانه {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} (المزمل/4)
هنالك فرق بين القراءة على وجه، وهذا كان أول الإسلام إلى الهجرة النبوية. وبين القراءة بالأحرف المتعددة المتلقاة عن النبي صلى الله عليه وسلم، والذي أذن الله به بعد الهجرة.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يراعي لهجات القبائل العربية في النطق واللفظ، وذلك من فضل الله على الأمة ومن توسعته لها
هذا كلام جد خطير، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يراع أي أحد في القراءة، فهذا القول يعني أن القراءة من عند النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا غير صحيح. فالقراءة تأتيه بالوحي قال تعالى: (فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) (القيامة:18)، فليس للنبي صلى الله عليه وسلم ولا لمخلوق غيره أي يد في القرآن الكريم، لا قراءة ولا رسما، ولا ترتيبا.
وضبط القراءة على لغة قريش
هذا كلام بعيد عن الصّحة، فالقرآن أنزل بلسان عربي مبين، ولم ينزل بلسان قريش تخصيصا، ثم قريش تسهل الهمز، فمن أين أتى تحقيقه؟؟؟، وليس لسيدنا عثمان رضي الله عنه ولا لغيره أن يترك شيئا مما أخذ عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ظهر في هذا الجيل ـ ما بعد التابعين ـ الأئمة القراء الذي تنسب إليهم القراءات السبع الشهيرة المتواترة، التي أجمعت الأمة على صحة قراءة القرآن الكريم بأي منها شريطة التلقي والإتقان
تنسب القراءات القرآنية لهؤلاء القراء نسبة شهرة ليس إلا، إذ جميع الأوجه التي يقرأ بها هؤلاء القرّاء الكرام مأخوذة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا على نحو نسبة المصاحف إلى سيدنا عثمان رضي الله عنه، فيقال المصاحف العثمانية، وهذه نسبة شهرة، فجميع المصاحف مما كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، ليس لسيدنا عثمان ولا لغيره يد فيها، إلا أن شرّفه الله وجعل على يديه رفع ما يختلف الناس فيه مما كتبه الناس بأيديهم دون الرجوع لما كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم.
وهناك ثلاث قراءات للقرآن الكريم غير تلك السبع المشهورة لكنها دونها في الأهمية والتواتر.
كيف ذلك؟؟؟؟؟
ومن البدهي أن نعلم أن قراءة هؤلاء الأئمة ترجع في أصولها وضبطها إلى قراءة الصحابة الكرام.
يقول الزركشي: فائدة: قيل: قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو راجعة إلى أُبّي، وقراءة ابن عامر إلى عثمان بن عفان وقراءة عاصم وحمزة والكسائي إلى عثمان وابن مسعود.
وهؤلاء الصحابة الكرام تلقوا القراءة من النبي صلى الله عليه وسلم عن أمين الوحي جبريل عليه السلام فأصول القراءة ترجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم بما تلقاه عن أمين الوحي عليه السلام.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[23 Oct 2009, 02:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل الورشان ـ حفظه الله ـ.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإنني سعيد بمشاركتكم القيمة ـ جزاكم الله خيرا ـ. و أحب أن أبين أن ما ذهب إليه الأستاذ الدكتور حسن عبد الجليل ـ حفظه الله ـ هو من الإضافات العلمية الرصينة التي يتعين مراعاتها عند الكتابة عن القراءات القرآنية.
فما تفضل بتسطيره الأستاذ الورشان ـ حفظه الله ـ هو ما درجت على ترديده الكتب الكثيرة الموجودة بين أيدي الناس اليوم، و التي أغلبها ترديد لما ورد في كتب السلف دون دراسة أو تمحيص، مما يجعل فهمنا لكثير من قضايا القراءات القرآنية يحتاج إلى التقويم، كما أنه يورث كثيرا من الغموض، و يعزز أطروحات الحداثيين و العلمانيين و كل من لا يرجو لله وقارا.
و من ثم فإنه يتعين علينا إعدادة تحرير هذه القضايا المرتبطة بالقراءات القرآنية خاصة و علوم القرآن و التفسير عامة، وذلك حتى نتمكن من رفع التحديات المفروضة علينا اليوم.
وأحب أن أضيف أننا في كثير من الأحيان نتجاهل قيدا مهما من قيود تعريف القراءات القرآنية:
القراءة سنة متبعة
فلا يمكننا اعتبار القراءة قراءة ما لم تكن صحيحة النسبة إلى رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ.
فالقراءة إذن هي ما قرأ به رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ أو قرئ بحضرته فأقره.
كما يتعين التنبيه إلى أن المنهج المتبع في القراءات القرآنية من عهد رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ إلى يومنا هذا يتمثل في:
السماع و العرض
كما أنها نقلت إلينا:
شفاهيا و كتابة.
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[25 Oct 2009, 11:15 م]ـ
فليس للنبي صلى الله عليه وسلم ولا لمخلوق غيره أي يد في القرآن الكريم، لا قراءة ولا رسما، ولا ترتيبا.
تنسب القراءات القرآنية لهؤلاء القراء نسبة شهرة ليس إلا، إذ جميع الأوجه التي يقرأ بها هؤلاء القرّاء الكرام مأخوذة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا على نحو نسبة المصاحف إلى سيدنا عثمان رضي الله عنه، فيقال المصاحف العثمانية، وهذه نسبة شهرة، فجميع المصاحف مما كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، ليس لسيدنا عثمان ولا لغيره يد فيها، إلا أن شرّفه الله وجعل على يديه رفع ما يختلف الناس فيه مما كتبه الناس بأيديهم دون الرجوع لما كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم.
دخلت خصيصا لأحييك على كلماتك التى ميزتها لكم باللون الأحمر
بارك الله فيكم ونفع بكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[26 Oct 2009, 12:00 ص]ـ
وفيكم بارك الله ونفع، وأنار قلوبنا وإياكم بنور محبة نبيّه الكريم صلى الله عليه وسلم.(/)
تقرير عن لقاء (القراءة بالألحان بين المنع والتجويز والنظرية والتطبيق)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Oct 2009, 11:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.alquran.org.sa/admin/images/large/newsImg1256566795.jpg
عقدت الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه (تبيان) اللقاء الأول للفصل الأول من هذا العام الجامعي 1430/ 1431هـ مساء اليوم الثلاثاء 8/ 11/1430هـ بعنوان (القراءة بالألحان بين المنع والتجويز والنظرية والتطبيق). ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=89832#post89832)
وقد كان ضيف اللقاء فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري الأستاذ بقسم القرآن وعلومه بجامعة الإمام وفقه الله. وقد أدار اللقاء الدكتور ناصر بن محمد الماجد الأستاذ المساعد بقسم القرآن وعلومه. وقد عقد اللقاء بالقاعة الكبرى بكلية أصول الدين بالرياض.
وقد تم نقل اللقاء مباشرة من خلال موقع البث الإسلامي، ويمكن الاستماع له من خلال هذا الرابط هنا ( http://www.liveislam.net/browsesubject.php?sid=&id=12144&action=listen) .
وكان تنظيم اللقاء جيداً موفقاً جزى الله الإخوة المنظمين خيراً وبارك في جهودهم ونفع بها.
وقد حضر اللقاء أعضاء مجلس الإدارة وعدد لا بأس به من المتخصصين، وإن كنا نشكو دوماً من قلة حضور المعنيين لمثل هذه اللقاءات، ولكن يعزينا أنها تسجل وتنقل لأمثالكم على الإنترنت فتعم الفائدة بها وتستمر ولله الحمد.
موضوع المحاضرة:
وقد عرض الدكتور إبراهيم الدوسري لصلة هذا الموضوع بكتاب الله.
ثم تحدث عن عناية العلماء به قديماً وحديثاً، وذكر كلام أئمة المذاهب الأربعة فيه وفي حكمه، كما اشار إلى أنه قد تكلم عنه المتأخرون والمعاصرون.
ومنهم من خصه بالتأليف كابن الكيال في كتابه (الأنجم الزواهر في تحريم القراءة بلحون أهل الفسق والكبائر) (1).
كما اشار الدكتور إبراهيم إلى أن الشيخ لبيب السعيد في كتابه التغني قد تعرض للموضوع، وكذلك الدكتور أيمن سويد في كتابه (البيان لحكم قراءة القرآن الكريم بالألحان).
وأشار الدكتور إلى الاهتمام المتزايد بالمقامات ودراستها في الآونة الأخيرة من عدد من المهتمين، وبخاصة الشباب منهم.
وأكد الدكتور إبراهيم إلى أن القراءة سنة يأخذها الآخر عن الأول، وذكر بعض الآثار عن السلف في ذلك.
كما تعرض الدكتور لتعريف الألحان فذكر من التعريفات:
اللُّحُون والألْحان: جمع لَحْن وهو التَّطْرِيب وتَرجِيع الصَّوْت وتَحسِين القِرَاءة والشِّعر والغِنَاء“.النهاية في غريب الأثر - (4/ 460).
”الألحان في القراءة والنشيد لميل صاحبها بالمقروء والمنشد إلى خلاف جهته بالزيادة والنقصان الحادثين بالترنم والترجيع“. الفائق في غريب الحديث - (3/ 309).
التلحين: الأصوات المعروفة عند من يغني بالقصائد وإنشاد الشعر، وهي سبعة ألحان رئيسة. (التجريد).
وأشار إلى بعض المصطلحات المشابهة للتلحين مثل التطريب وهو (التنغّم بالقراءة والترنّم بها، بحيث يزيد في المدّ في موضع المدّ وغيره).
وأيضاً مصطلح (التحريف) وهو:
قراءة مجموعة بصوت واحد مع مراعاة قوانين النغم دون مراعاة قواعد التجويد، فيحركون السواكن التي لا يجوز تحريكها ويمدّون ما لا يمدّ ويقصرون ما يجب فيه المدّ ونحو ذلك، فيقرؤون مالك يوم الدين ـ مثلا ـ: يوم الدِّن، وهو من الأساليب الممنوعة في التلاوة. (التجريد).
وأشار للفرق بين تحسين القراءة والقراءة بالألحان بأن (تحسين الصوت بالقراءة غير قراءة الألحان، فتحسين الصوت تزيينه بالترتيل والجهر والتفخيم والترقيق، وقراءته بالألحان هي قراءته بطريق أهل علم الموسيقى في الألحان، أي في النغم والأوزان) (إكمال الإكمال).
ثم تحدث عن طريقة السلف رضي الله عنهم في القراءة وأنهم كانوا يقرأونه بدون ألحان
(يُتْبَعُ)
(/)
فذكر أن (السلف كانوا يُحَسِّنون القرآنَ بأصواتِهم من غيرِ أن يتكلفوا أوزانَ الغِناء، مثلَ ما كان أبو موسى الأشعري يَفعلُ، فقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لقد أُوتِيَ هذا مِزْمارًا من مَزاميرِ آلِ داودَ". وقال لأبي موسى الأشعري: "مررتُ بك البارحةَ وأنتَ تقرأ، فجعلتُ أستمعُ لقراءتِك"، فقال: لو علمتُ أنك تسمعُ لَحبَّرتُهُ لكَ تحبيرًا. أي لحسَّنْتُه لك تحسينًا. وكان عمر يقول لأبي موسى الأشعري: يا أبا موسى، ذَكِّرْنا ربَّنَا، فيقرأ أبو موسى وهم يستمعون لقراءته.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "زَيِّنُوا القرآنَ بأصواتِكم". وقال: "لَلَّهُ أَشَدُّ أَذَنًا إلى الرجلِ الحسنِ الصوتِ بالقرآنِ من صاحبِ القَيْنَةِ إلى قَيْنَتِه". وقال: "ليس منّا من لم يَتَغَنَّ بالقرآن".
وتفسيرُه عند الأكثرين كالشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهما هو تَحْسِين الصوتِ به. وقد فَسَّره ابن عُيينة ووكيع وأبو عبيد على الاستغناء به". ابن تيمية.
ثم انتقل الدكتور إبراهيم بعد ذلك للحديث عن (تاريخ القراءة بالألحان والمقامات من حيث نشأته وأول من حفظ عنه الكلام فيه) فذكر أن (علم الألحان علم قديم، عرفه قدماء اليونان، فتحدث عنه أرسطو وأفلاطون وغيرهما، وتعتبر مؤلفات الكندي المتوفى120هـ من أقدم ما وصل إلينا. مقدمة محقق الموسيقى للصفدي.
وكانت الألحان معمول بها في معابد اليهود والنصارى.
أول ما ظهرت قراءة القرآن بألحان الغناء في الإسلام في المائة الثانية وكان ممن يقرأ بهذه الألحان الهيثم وأبان وابن أعين ومحمد بن سعيد وهذا من أهل المائة الثالثة. تاريخ القرآن الكريم للكردي.
كما أشار إلى أن (دخول المعازف في تلاوة القرآن) كان بدعوة مشبوهة من بعض الصحفيين قديماً بزعم تصوير المعاني وضبط الأنغام، وربما تمادى بعضهم وطالب بما يقارن تلك الألحان بالآلات الموسيقية، فكل ذلك جرأة على كتاب الله تعالى ذِكرُه وتقدس اسمُه، ولا شك أن الاشتغال بتلك الأنغام يوقع القارئ في تحوير الألفاظ، ويصرف السامع عن تدبر المعاني، بل يفضي بها إلى التغيير، وكتاب الله تعالى مجد المسلمين ينزه عن ذلك. " حول فكرة تلحين القرآن " لعبد الفتاح القاضي بمجلة الأزهر الجزء الأول، عدد محرم 1387 هـ، والجمع الصوتي الأول للقرآن الكريم للبيب السعيد صـ 343.
ثم فصل الدكتور إبراهيم الدوسري حكم قراءة الألحان عند القراء فذكر أن هذا يعد عندهم من الأساليب الممنوعة في القراءة، وأما الإقراء به فقد نص الشهرزوري على أنه لا يجوز الإقراء به. ويلحق به التطريب وغيره، حيث النص عن ابن مجاهد على منعه.
ثم انتقل للحديث عن حكم القراءة بالألحان عند الفقهاء ففصل فيه، وذكر أدلة المجيزين وأدلة المانعين، ثم ذكر اختيار ابن تيمية وهو قوله: (تنازع الناسُ في قراءةِ الألحانِ، منهم مَن كرهَها مطلقًا، بل حَرَّمها، ومنهم من رخَّصَ فيها، وأعدلُ الأقوالِ فيها أنها إن كانت موافقةً لقراءة السَّلفِ كانت مشروعةً، وإن كانت من البدع المذمومة نُهِيَ عنها".)
وذكر قولاً لابن القيم نصه: (وكل من له علم بأحوال السلف يعلم قطعاً أنهم برءاء من القراءة بألحان الموسيقى المتكلفة التي هي إيقاعات وحركات موزونة معدودة محدودة، وأنهم أتقى لله من أن يقرؤوا بها ويسوِّغوها، ويعلم قطعاً أنهم كانوا يقرؤون بالتحزين والتطريب، ويحسنون أصواتهم بالقرآن، ويقرؤونه بشجي تارة، وبطرب تارة، وبشوق تارة، وهذا أمر مركوز في الطباع تقاضيه، ولم ينه عنه الشارع مع شدة تقاضي الطباع له، بل أرشد إليه وندب إليه، وأخبر عن استماع الله لمن قرأ به، وقال: " ليس منا من لم يتغنّ بالقرآن "، وفيه وجهان: أحدهما: أنه إخبار بالواقع الذي كلنا نفعله، والثاني: أنه نفي لهدي من لم يفعله عن هديه وطريقته صلى الله عليه وسلم)
وقد علق الدكتور إبراهيم الدوسري على أقوال الفقهاء فقال:
وعلماء التجويد والقراءات لا يعتدون بعلم الألحان، وإنما يشتغل به من يتخذون القرآن الكريم حرفة لإحياء الليالي والمآتم ونحوها، أو من يحبون الشهرة، وما ذكره ابن حجر (ت852 هـ) وغيره من الأئمة المعتبرين من الجواز في ذلك إنما مرادهم التلحين البسيط الذي لا يؤثر على الأداء الصحيح، وهذا هو محل الخلاف.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما التلحين الموسيقي الذي ابتلي به بعض الناس ممن لا يُعتبرون من علماء التجويد ولا القراءات فلا يختلف في تحريمه؛ لأن الأداء الصحيح متوقف على مقدار معين في الحركات ومقادير الغنن والمدود، وكذلك التلحين يتعين له مقدار من الصوت لا يتم إلا به، فلا يمكن اجتماعهما في القرآن الكريم المنزل للإعجاز.
تحرير محل النزاع:
وقد حرر محل النزاع في هذه المسألة فقال:
وإن وقع خلاف بين العلماء في جواز القراءة بالألحان، على أن هذا الخلاف عند إمعان النظر مرتب لا مفرّع، وذلك أن القراءة بالألحان لا تخرج عن حالتين:
الحالة الأولى:
الألحان التي تسمح بها طبيعة الإنسان من غير تصنّع، وهذا ما يفعله أكثر الناس عند قراءة القرآن، فإن كل من تغنّى بالقرآن فإنه لا يخرج عن ذلك التلحين البسيط، وذلك جائز، وهو من التغني الممدوح المحمود، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: " ليس منا من لم يتغنّ بالقرآن "، وعلى هذه الحالة يحمل الحكم بالجواز والاستحباب.
الحالة الثانية:
الألحان المصنوعة والإيقاعات الموسيقائية التي لا تحصل إلا بالتعمّل والتمرين، ولها مقادير ونسب صوتية لا تتم إلا بها، فذلك لا يجوز، لأن أداء القرآن له مقاديره التجويدية المنقولة التي لا يمكن أن تتوافق مع مقادير قواعد تلك الألحان إلا على حساب الإخلال بقواعد التجويد، وذلك أمر ممنوع.
وخلص المحاضرُ من محاضرته إلى أمور:
1 - أن القراءة بالألحان ظهرت في القرن الثاني، وعدها علماء الإسلام بدعة.
2 - حكم القراءة بالألحان دائر بين المنع والجواز.
3 - الخلاف في القراءة بالألحان مفرع على مراعاة قواعد التجويد، فإن وافقها فجائز، وإن خالفها فممنوع.
4 - تحسين القراءة بالصوت أمر مستحب.
5 - أن واقع تلاوة الناس عامة وخاصة لا يخرج عن دائرة النغم، وإن لم يكن مطابقا لها.
التلحين الموسيقي الذي ابتلي به بعض الناس ممن لا يُعتبرون من علماء التجويد ولا القراءات فلا يختلف في تحريمه.
جزى الله الدكتور إبراهيم الدوسري خيراً على هذه المحاضرة القيمة التي وعد بأنه سوف يتممها ويخرجها في مؤلف تنشره الجمعية له بإذن الله.
وقد كانت هناك بعض المداخلات للحضور، يطلب فيها الحضور نماذج تطبيقية للمقامات وقراءة القرآن بها، غير أن الدكتور إبراهيم اعتذر عن تلبية ذلك. وكنت ممن طالب بالنماذج الصوتية لقراءة القرآن بهذه المقامات السبعة المشهورة (الحجاز، والصبا، والنهاوند، ... الخ) حتى يتبين لنا الفرق بين المقبول والممنوع منها، وأذكر أن في بعض المواقع نماذج صوتية لمثل هذه القراءات لعل أحدكم من أهل الخبرة بها ينقل لنا نماذج لكل مقام بصوت أحد المتقنين له من باب التعرف على هذه المقامات أولاً بغض النظر عن موقف الواحد منا منها.
ـــ الحواشي ــــــــ:
(1) حقق هذا الكتاب مرتين بواسطة د. عيسى الدريبي في مجلة الجمعية، وبواسطة الأخ مشعل المطيري. انظر هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showpost.php?p=77694&postcount=10).
ـ[ناصر الدوسري]ــــــــ[27 Oct 2009, 11:45 م]ـ
أشكر شيخنا الأستاذالدكتور/ إبراهيم الدوسري على ما أفاد به، وأشكر الأخ الفاضل الدكتور / عبد الرحمن على كتابة هذا التقرير والملخص لما دار في هذا اللقاء العلمي.
وستعلن الجمعية بإذن الله قريبا برنامجها لمثل هذه اللقاءات لأخذ مقترحات الإخوة في محاور هذه اللقاءات، لأن رأيكم يهم جمعيتكم.
كن مع تبيان لنشر هدى القرآن
ـ[د. إسلام المازني]ــــــــ[28 Oct 2009, 12:07 ص]ـ
بارك الله عليكم
بخصوص هذه الفقرة
"لأن الأداء الصحيح متوقف على مقدار معين في الحركات ومقادير الغنن والمدود، وكذلك التلحين يتعين له مقدار من الصوت لا يتم إلا به، فلا يمكن اجتماعهما في القرآن الكريم المنزل للإعجاز."
أحسبها تحتاج بسطا، ولابد من عرض نماذج وبيان الخلل الواقع فيها أو الموطن الذي سيختار القارئ فيه بين أن يراعي
التجويد أو المقام ليكون دليلا على أن فساد أحدهما لازم
لأن أهل اللحن من القراء المشهورين ينكرون التعارض، وقد لقيت أحد الحذاق يخطئ بعض الفقرات في المصحف المجود لأحد القراء الراحلين كنا نستمع إليه
ويقول أنه اضطر للتخفف من قواعد الصحة حتى في صحة نطق الحرف ليحفظ النغمة، وأظنها كانت تلاوة من سورة النحل
" وإذا بشر أحدهم بالأنثى" وما بعدها والله أعلم
وعلى العكس وجدت الأستاذ محمد العزاوي يقول أن الشيخ الحصري يقرأ بمقام كذا في بعض الأحيان وهو مقام لائق بصوته! وذكر مثالا وقلده فيه" وقال رجل مؤمن من ءال فرعون"
قالها في لقاء له مع الأستاذ محمد العوضي
وضايقني ذلك لعلمي بمبالغة الشباب في الأمر وأن هذا كلام
قد يزيد الإغراق في هذا، فقد باتوا يكتبون اسم السورة ومعها مقام كذا على اليوتيوب، وأسوأ من هذا أنه قال أن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم الموصوفة تتوافق مع مقام كذا واسمه كذا بالفارسي ومعناه رقم أربعة أو ما شابه-والحلقات موزعة على الشبكة وعلنية-
وسمعت في حلقة توثيقية عن حياة الشيخ الشحات أنور في ذكرى رحيله
أن الشيخ الشحات محمد أنور قال أنهم أوقفوا قبوله في الإذاعة حتى يدرس عامين في معهد الموسيقى علم المقامات
لهذا وغيره كثير أتمنى أن يتم التوسع في الموضوع
وقد قرأت في حوار سابق بشأن هذا الأمر
أن الإمام ابن رجب قال أن "أكثر السلف منع هذا وبعضهم جوزه"
فأرجو أن يتم البسط والتعيين لهذه المسألة التي تضايق حين أجد كلمة سورة كذا بمقام نهاوند للمنشاوي
وسورة كذا بمقام كذا
ولا حول ولا قوة إلا بالله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Oct 2009, 12:23 ص]ـ
بارك الله فيكم يا دكتور إسلام وأنا أتفق معكم تماماً، وهذا ما كنتُ أنتظره من الدكتور إبراهيم الدوسري في الموضوع، باعتبار أن معظم الحضور من المتخصصين وكنا نرغب في الدخول للمسائل المفصلية في الموضوع للإفادة أكثر. ولعله يتم ذلك في لقاءات قادمة إن شاء الله ومن خلال الملتقى لعل الزملاء أهل العناية بالقراءات يفيدوننا بذلك.
وأرجو أن يكون هذا الموضوع محلاً مناسباً لكل صاحب علم معنا هنا للإفادة والتفصيل في الأمر. وليت الزملاء في الملتقى الذين يطيلون النقاش في قضايا جزئية في مسائل التجويد نفيد منهم كثيراً أن يفيدونا في هذا الموضوع ويتتبعون لنا النماذج الصوتية للمقامات أولاً والمخالفات المحرمة أو المكروهة ونماذج لها حتى يكون الموضوع مرجعاً علمياً يستفاد منه مستقبلاً.
وأرغب في سماع رأي أخي الدكتور أبي هاني وفقه الله فهو صاحب باع في علم الصوتيات والتجويد وما يتعلق بها.
نفع الله بكم جميعاً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Oct 2009, 08:46 م]ـ
بحثت في الانترنت عن تعريف وجيز بالمقامات التي دار الحديث عنها في هذه المحاضرة، فوجدت عدة موضوعات في موقع (مزامير آل داوود) وفي مواقع أخرى. فقمتُ بنقل موضوع قيم للأخ (دوزان) من منتدى (مزامير آل داود) ( http://www.mazameer.com/vb/t13193.html) مع بعض التهذيب والاختصار والتصرف. مع الاستفادة من موضوع آخر من منتدى حياة تك ( http://www.hayatech.com/c/showthread.php?t=10748).
والغاية من هذا تعريف القارئ الكريم بهذه المقامات واصطلاحاتها، مع إتاحة نماذج صوتية للقراء بهذه المقامات.
مقدمة:
المقام الصوتي هو الطابع الموسيقي الذي يمتاز به صوت معين. وعلم المقامات هو ذلك العلم الذي يدرس أنواع المقامات الصوتية والتمييز بينها وفروعها وأوقات استعمال كل مقام. أما عن تاريخ ظهوره فهو كاللغات واللهجات لا يمكن تحديد وقت ظهورها .. لكون هذا العلم في أصله علم فطري فالإنسان بطبيعته يميز بين الطوابع الموسيقية .. فجاء هذا العلم ليهذب هذه الفطرة والمَلَكَة التي وهبها اللهُ الإنسانَ، فقُعِّدَت القواعد، وأنْشِئت الأسماء، ووُضِعَت المصطلحات، ولابد لناشد هذا العلم من معرفة مصطلحاته المتداولة ليتمكن من التعمق فيه.
وتعلم المقامات له ارتباط وثيق بالموسيقى، بيد أنه بالإمكان دراسة هذا العلم دون اللجوء إلى الموسيقى، وذلك عن طريق الاستماع إلى القراء المتقنين والمنشدين المتخصصين.
والمقامات في الأصل أساليب وطرق ترجع إلى بعض الأمصار الإسلامية تعودت أن تقرأ وتنشد على المقام المناسب لها. فأهل الحجاز لهم طريقتهم المعروفة في التلاوة والإنشاد وهذا هو طابع أهل البلد وسمي أسلوبهم بـ (مقام الحجاز)، وكذلك بقية البلدان.
ومسميات المقامات مشتركة بين الفارسية والتركية والعربية للتقارب بين الشعوب الإسلامية في عهودها المختلفة التي اختلطت فيها الثقافات ,وكل هذه المقامات كان ينشد بها العرب ويقرؤون بها قديماً وحديثا.
والمقامات سبعة مجموعة في قولك: (صنع بسحر) ولمن يضيفون مقام الكرد تكون ثمانية ويقولون (صنع بسحرك).
(ص) رمز (الصَّبا)
(ن) رمز (النَّهاوند)
(ع) رمز (العَجَم)
(ب) رمز (البيات)
(س) رمز (السيكاه)
(ح) رمز (الحجاز)
(ر) رمز (الرست)
(ك) رمز (الكرد)
مصطلحات ينبغي معرفتها:
*السُّلَّم الموسيقي: يعني درجات ارتفاع الصوت أو انخفاضه بشكل منسق متدرج منتظم فّإذا ما تم القفز عن درجة ما فإنه يسمى "نشاز"
*النَّشاز: يعني الخروج من مقام إلى آخر غير متناسق من المقام الأصلي. وهو غير مريح للأذن المستمعة، أو من درجة إلى درجة أخرى.
*القرار: انخفاض في عدد اهتزاز النبرات الصويتة. وغالبا ما يُبدأ بالقرار ويُنتَهَى به. ويسمى (الجواب الموسيقي).
*الجواب: ازدياد نسبي في عدد اهتزاز النبرات الصوتية. ويوحي الجواب بعدم اكتمال الخبر والموضوع وأن هناك كلاما سيتبعه. ويسمى (السؤال الموسيقي).
--
وهناك العديد من المصطلحات الأخرى التي لا تفيد إلا المتخصص في هذا المجال.
المقامات مع أمثلة صوتية لها من تلاوات القراء:
أولاً: مقام الصَّبَا:
(يُتْبَعُ)
(/)
مقام الحزن والشجن .. غالبا ما يُستَخدَم هذا المقام في آيات الوعيد والعذاب ووصف اليوم الآخر. وبالنسبة للإنشاد فيستعمل هذا المقام غالبا في أناشيد الرثاء وبكاء أمجاد الأمة .. وهو مقام شهير يتلو عليه كثير من القراء في المملكة وخارجها .. إلا أن الشيخ عبد الباسط عبد الصمد قد بلغ في إتقان هذا المقام مبلغا سنيا .. وممن أتقنه واشتهر به في المملكة .. الشيخ خالد القحطاني والشيخ سعد الغامدي .. واشتهر - أيضا - الشيخ حسين آل الشيخ - إمام وخطيب المسجد النبوي - بهذا المقام ..
نماذج صوتية:
المقطع الأول: للشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/abdolbasetsaba.wma
المقطع الثاني: للشيخ محمد صديق المنشاوي
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/mensh-saba.wma
المقطع الثالث: للشيخ محمد الليثي
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/lethi-saba.wma
المقطع الرابع: للشيخ الشحات محمد أنور
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/sha7at-saba.wma
المقطع الخامس: للشيخ خالد القحطاني
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/alka7tani-saba.wma
المقطع السادس: للشيخ محمد المحيسني
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/almo7esni.wma
ثانياً: مقام النَّهاوَنْد:
يرجع هذا المقام إلى أهل نهاوند وهي المدينة التي فتحها المسلمون في معركة نهاوند الشهيرة ببلاد فارس. وقد يوصف هذا المقام بأنه مقام السراب وضياع الأمل، وهو مقام ذو سِمَة عاطفية جياشة، وكثير من القراء المجودين من مصر يقرأ على هذا المقام، أشهرهم: محمود خليل الحصري والمنشاوي (رحمهما الله تعالى). أما من المملكة العربية السعودية فمن أشهر من يقرأ على هذا المقام الشيخ سعد الغامدي (حفظه الله)، علما بأن الشيخ سعد يقرأ على عدة مقامات أخرى.ولهذا المقام قراؤه المتميزون ومن أشهرهم الشيخ عبد الهادي كناكري والشيخ مشاري العفاسي، وهذه النغمة مشهورة في تلاوات الترتيل شرقيّ الجزيرة العربية.
نماذج صوتية:
المقطع الأول: للشيخ محمد صديق المنشاوي
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/menshawi-nhawand.wma
المقطع الثاني: للشيخ محمد فريد السنديويني
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/sandawini-nhawand.wma
المقطع الثالث: للشيخ عبد الباسط عبد الصمد
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/abdoalbaset-nhawand.wma
المقطع الرابع: للشيخ محمد شبيب
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/shabeb-nhawand.wma
المقطع الخامس: للشيخ الشحات محمد أنور
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/shahat-nhawand.wma
المقطع السادس: للشيخ عبد الفتاح الطاروطي
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/taroti-nhawnd.wma
المقطع السابع: للشيخ محمد أيوب
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/2eoob.wma
المقطع الثامن: للشيخ مشاري العفاسي
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/al3fasi.wma
المقطع التاسع: للشيخ عبد الهادي كناكري
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/knakere.wma
ثالثاً: مقام العَجَم:
مقام التعظيم والتمجيد .. كثيرا ما يستخدم هذا المقام في الاستعراضات العسكرية وفي الأغاني الوطنية، يسمى هذا المقام عند الغربيين (ماجور Majeur) ويستخدم هذا المقام كثيرا في الأناشيد الجهادية، من أهم فروعه وأشهرها "الجاهركاه" وهو في الحقيقة عبارة عن مقامين عجم وراست في آن واحد. تجد القراء يأتون بمقام العجم - غالبا -في التلاوة المحققة "المجودة" أما في تلاوات الترتيل والحدر فليس كذلك .. وله فروع من أهمها الجهركاه ويستخدمه القراء في الغالب، بل انهم قد يستعملونه اكثر من مقام العجم الأصلي والجهركاه عبارة عن مقامين مقام راست ومقام عجم وكانك دمجتهما مع بعضهما البعض ..
نماذج صوتية:
المقطع الاول: للشيخ مصطفى إسماعيل.ويلاحظ أنه يطعمه بشيء من النهاوند خاصة في الآية الأخيرة.
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/mstafa-3agm.wma
المقطع الثاني: للشيخ أحمد السعدني
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/s3dani-3agm.wma
المقطع الثالث: للشيخ محمد الليثي
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/lethi-3agm.wma
(يُتْبَعُ)
(/)
المقطع الرابع: للشيخ مصطفى اسماعيل
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/mostafa-3agm2.wma
العجم - ترتيل:
والقراء نادراً ما يأتون بنمط العجم اثناء الترتيل وتلاوات الحدر مع ان طريقته سهله وجميلة وانت استمع للمقاطع التالية وتعرف مدى جماله وسهولته
نماذج صوتية:
المقطع الأول: بصوت الشيخ محمد أيوب
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/2eoob.wma
المقطع الثاني: بصوت الشيخ سعد الغامدي
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/algamdi.wma
رابعاً: مقام البيات.
وهو مقام فرح ومقام حزن في آن واحد .. (حين تستمع إلى النماذج سوف تدرك ذلك) ومنشأ هذا المقام في العراق وينسب إلى عائلة البياتي وذلك لإجادتهم له .. وما زالت هذه العائلة موجودة إلى اليوم .. وكثيرا ما يجمع بعض القراء في التلاوة الواحدة بين مقام الصبا ومقام البيات، أي أنه يفتتح تلاوته بمقام الصبا ويختتمها بمقام البيات أو العكس .. وذلك يرجع إلى التناسق بين المقامين. ويفضل استخدام هذا المقام في آيات الوعد والوعيد والترغيب والترهيب.
من المشهورين بإتقان هذا المقام الشيخ محمد أيوب والشيخ ناصر القطامي وفارس عباد، والشيخ ماهر المعيقلي .. علما أن لكل قارئ طابع خاص .. بل أن لكل منطقة طابع خاص. فتجد أهل الحجاز يقرأون على مقام البيات ولكن بطابع حجازي، وأهل العراق - مثلا - يقرأونه بطابع عراقي حزين ..
وللمقام البيات فروع كثيره من أهمها: الشوري - الحسيني - النوا ..
نماذج صوتية:
- المقطع الأول: الشيخ عبد الباسط عبد الصمد
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/abdoalbaset-bayat.wma
- المقطع الثاني: الشيخ عبد الباسط عبد الصمد
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/abdoalbaset2-bayat.wma
- المقطع الثالث: الشيخ محمد صديق المنشاوي - بداية تلاوة
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/menshawi.wma
- المقطع الرابع: الشيخ عبد الباسط عبد الصمد
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/abdolbaset4.wma
- المقطع الخامس: الشيخ عنتر مسلم - نهاية تلاوة
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/3anter-bayat.wma
- المقطع السادس: للشيخ مصطفى اسماعيل
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/mostafa-bayati.wma
- المقطع السابع: للشيخ عنتر مسلم (بداية تلاوة)
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/3nter-byati2.wma
بيات ترتيل:
وهو مشهور في تلاوات الترتيل ولكل بلد لهم طابعهم الخاص ولو اردت تلاوة القرآن الكريم من أوله الى آخره بالبيات فلن تمل او تتعب!
نماذج صوتية:
المقطع الأول: للشيخ محمد أيوب وياتي به الشيخ كثيرا وهو افضل مقام يبدع فيه الشيخ
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/aeeob-bayat.wma
المقطع الثاني: الشيخ محمد المحيسني بطريقة أهل نجد وهذه الطريقة مشهورة في نجد
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/almo7esni-bayat.wma
خامساً: مقام السيكاه:
وهو مقام يتميز به القراء المصريون .. وأشهرهم محمد صديق المنشاوي (رحمه الله) .. والسيكاه كلمة مركبة من كلمتين، سيه تعني ثلاثة، وكاه تعني مقام. ممن يجيده من قراء المملكة .. الشيخ خالد القحطاني والشيخ سعد الغامدي وتميز به أهل الحجاز - ومنهم الشيخ زكي داغستاني - حتى ظن كثير من الناس أنه مقام الحجاز
وتلاوة أهل نجد الأصلية تتلى بهذا المقام، خصوصا عند كبار السن. وأول من ذكر السيكاه كدرجة هو قطب الدين محمود بن مسعود بن مصلح الشيرازي وذلك في كتابه درة التاج لغرة الديباج، وقد استعمله الفارابي ولم يذكر اسمه لانه كان غير معروف اسمه في عصره، واستعمله صفي الدين البغدادي ولم يذكر اسمه أيضا للسبب المذكور، وهو في الأصل مقام عربي ويرجع الى العراق وسماه المسلمون الفرس ..
نماذج صوتية:
المقطع الأول: للشيخ مصطفى اسماعيل
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/mostafa_seka_baldy.wma
المقطع الثاني: للشيخ الشحات محمد أنور
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/sha7at_seka.wma
المقطع الثالث: للشيخ فريد السنديويني
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/sandeweni_sekah.wma
المقطع الرابع: للشيخ عنتر مسلم
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/3antr-sykah.wma
(يُتْبَعُ)
(/)
المقطع الخامس: للشيخ محمد أيوب.
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/2eeob-sekah.wma
سادساً: مقام الحجاز.
هو مقام عربي أصيل .. مقام حزين يثير الأشجان ويحرك المشاعر .. سمي بالحجاز نسبة إلى أرض الحجاز، كثيرا ما يترنم به أهل الحجاز .. فيحن السامع إلى تلك الديار .. إلى أرض الرسالة .. وهو مقام حزين .. غالبا ما يقرأ به في آيات الوعد والوعيد وأهوال يوم القيامة ..
ولهذا المقام فروع كثيرة وكثيرا مايدخل الى فروع المقامات الأخرى , وهو مقام جميل جداً والكل يشتاق ويرتاح وتخنقه العبرات حينما يتلو وينشد بهذا المقام ..
ولكل بلد لهم طابع في تلاوة المقام فاهل العراق متميزون فيه واهل الحجاز لهم طابعهم الخاص وقراء مصر كذالك وغيرهم
ويستعمله قراء التحقيق بكثرة ويبدعون فيه .. واجمل من يتلوه بحزن هو الشيخ عبد الباسط عبد الصمد ولكنه لايطيل فيه .. والشيخ مصطفى اسماعيل يتقنه وينوع تلاوته بهذا المقام وفروعه ويستخدمه بشكل رائع في ايات العذاب والوعيد والتي فيها طابع الترهيب والتخويف كما ستسمع للشيخ في سورة الحج.
نماذج صوتية:
المقطع الأول: للشيخ عبد الباسط عبد الصمد
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/abdoalbaset-7gaz.wma
المقطع الثاني: للشيخ محمد صديق المنشاوي
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/menshawi=7gaz.wma
المقطع الثالث: للشيخ محمد الليثي
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/alethi-7gaz.wma
المقطع الرابع: للشيخ مصطفى اسماعيل (المقطع الذي تمت الإشارة له في مقدمة المقام)
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/mostafa-7gaz.wma
المقطع الخامس: للشيخ محمد أيوب (وهو من قراء بلاد الحجاز)
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/2yob-7gaz.wma
المقطع السادس: للشيخ سعد الغامدي
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/algamdi-7gaz.wma
المقطع السابع: للشيخ مشاري العفاسي
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/al3fasi-7gaz.wma
المقطع الثامن: للشيخ هاني الرفاعي (وهو من قراء بلاد الحجاز)
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/alrefa3i-7gaz.wma
سابعاً: مقام الرست.
ويسميه البعض (الرصد) يتميز مقام الراست بطابعه الشرقي الواضح والعربي الأصيل، وهو مقام مرح طرب مميز، و "راست" كلمة فارسية تعني الاستقامة، غالبا ما يُستخدم هذا المقام في آيات التشريع والقصص. وغالب أئمة الحرمين الشريفين يقرأون على هذا المقام، وهم: السديس والشريم والجهني والبدير والحذيفي والثبيتي.
بالنسبة لقراء التحقيق فهذا المقام اساسي عندهم وهو بالنسبة لهم استعراض لقدرات القارئ وحنجرته وقوة العرب والزركشات التي تتميز بها حنجرة القارئ ...
وهو من اكثر المقامات التي تتلى في الترتيل واكثر قراء العالم الإسلامي يقرؤون به ..
نماذج صوتية:
المقطع الأول: للشيخ محمد صديق المنشاوي
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/mynshawi-rast.wma
المقطع الثاني: للشيخ محمد أيوب
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/2eeob-rast.wma
المقطع الثالث: للشيخ محمد المحيسني
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/mo7esni-rast.wma
ثامناً: مقام الكرد.
يوصف بأنه مقام الضعف وقلة الحيلة، وبعض علماء المقامات يعدونه فرعا من مقام البيات أو مقام النهاوند، وذلك للتشابه بين مقام الكرد والمقامين السابقين ..
اشتهر بهذا المقام الشيخ أحمد العجمي، ومن أئمة الحرم الشيخ أسامة بن عبدالله خياط. وقد أكثر المنشدون من هذا المقام خصوصا في الخليج العربي
المقطع الأول: أحمد العجمي.
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/alajmi.wma
المقطع الثاني: محمد المحيسني.
http://www.tafsir.net/vb/User_Uploads/6/almhaisni.wma
جزى الله من قام بإتاحة هذه النماذج الصوتية، والتعريف بهذه المقامات. وأرجو المعذرة إن كان هناك أي خطأ في الأمثلة فقد نقلتها كما هي في مشاركة الأخ دوزان.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[28 Oct 2009, 11:41 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا شيخ عبد الرحمن على هذا الجهد المتواصل في خدمة كتاب الله تعالى.
سألت أحد العارفين بالمقامات فقال:
المقامات سبعة ولا يمكن أن تخرج قراءة ما عن هذه المقامات.
وقال:
المقامات مثل الألوان لا يمكن أن تجد شيئا ما بلا لون.
ومما قال لي وعجبت منه قوله:
هل تعلم أن الشيخ السبيل "أحسن الله لنا وله الخاتمة" يقرأ على مقام السيكا.
فذكرني هذا بموقف في رمضان المنصرم حيث كنت أسكن بجوار مسجد الدكتور بندر بليلة، فقرأ في صلاة المغرب مقلدا للشيخ السبيل فما سمعت أجمل من ذلك قط ذكرنا فيها بالشيخ وسنواته الجميلة في الحرم.
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[28 Oct 2009, 11:43 م]ـ
بارك الله بك يا فضيلة الدكتور عبد الرحمن على هذا التقرير ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[28 Oct 2009, 11:53 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ..
أعجبني كلام فضيلة الشيخ العالم عبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ ـ حفظه الله ـ في مسألة القراءة بالألحان، وأحب أن أنقل مختارات منه من باب إثراء النقاش والبحث، لا الإلزام فتنبه.
عقد فصلاً في كتابه النفيس (سنن القراء ومناهج المجودين) سماه: "القراءة بالألحان" استفتحه بقوله: "هذه مسألة مشهورة لدى العلماء، واللحن من معانيه في اللغة: التطريب والغناء، والمقصود هنا شيء أكثر من ذلك، وهو أن الأصوات عند التغني لها أنواع ومذاهب، تسمى أنغاما أو ألحانا، ويميز كل نوع منها عن الآخر باسم اصطلاحي، ويسمى مجموع هذا بقانون النغم، كما سماه الحافظ ابن حجر العسقلاني والشهاب القسطلاني، وهذا القانون مجرد ضبط لأنواع الأصوات، وألوان النغمات والألحان، كما هو الشأن في (العروض) الذي هو قانون الشعر، حيث تضبط به الأوزان، وكما أن قانون الشعر هذا لا يختص بأهل الفسق والمجون من الشعراء، وهم أكثر من استعمله، فكذلك قانون النغم لا يختص بأهل الموسيقى وأهل الغناء الشيطاني"ا. هـ.
فتبين من كلامه ـ حفظه الله ـ أن قانون النغم وهو المقامات مجرد ميزان تضبط به الأصوات، أو نقول بدقة: تضبط الأداء القرآني، فإن القارئ الذي يتلو آيات الرحمة والبشرى بنفس الطريقة التي يتلو بها آيات العذاب والنذارة يكون خادشا لأدائه وحذقه لطريقة التلاوة.
كما يتبين أن مجرد عناية أهل الموسيقى والغناء المحرم بالمقامات أو قانون النغم، لا ينهض دليلا للتحريم، لا سيما وقد علمنا أنه مجرد قانون يفيد منه المحق والمبطل، كالشأن في علم العروض.
وقد بين ـ نفع الله بعلومه ـ أن الذي توصل إليه بعد دراسة النصوص وأقوال السلف: أن الاستعانة بالألحان وقانونها لتحسين الصوت بالقرآن لا بأس به بشروط أربعة:
أولها: ألا يطغى ذلك على صحة الأداء، ولا على سلامة أحكام التجويد، فإنه إذا ما سبب التلحين إخلالا بأحكام الأداء، وقواعد التجويد والقراءة حرم.
ثانيها: ألا يتعارض التلحين والتنغيم مع وقار القرآن وجلاله، ومع الخشوع والأدب معه، فإن بعض هذه الألحان لا يليق بالقرآن، وهي التي يكون فيها تطريب لا يبعث على الخشوع والخشية والتذكر، بل هو لهو وعبث، ويسبب للسامع تفريحا وترقيصا لا يليقان بمقام القرآن، بينما هناك ألحان أخرى فيها تحزين وخشوع تناسب مقام القرآن الذي هو مقام خشوع وتذكير ....
ثالثها: أن يميل عند القراءة بالألحان إلى التحزين ...
رابعها: أن يأخذ من الألحان ويستعين بها على قدر حاجته إلى تحسين صوته، وتزيين ترنمه بالقرآن، دون أن يخرج عن الحد المشروع إلى التكلف والتعسف المعروفين ممن اتخذ القراءة حرفة وصنعة للتكسب ...
ثم قال: "هذا القول الذي اخترناه نرى أنه الصواب، وهو قول وسط بين طرفين، عدل بين نقيضين، بين من يشدد في هذه المسألة ويغلق بابها بالكلية، وبين من يترخص فيها وتوسع بدون ضوابط"ا. هـ. (انظر: سنن القراء/93ـ109).
هذه مشاركة في الموضوع للتوسع في النقاش والبحث، وسيتبعها بإذن الله مشاركات وتعقيبات وتعليقات، واستكمال للحواشي والشروحات، مني ومن الإخوة الزملاء، ومشايخنا الكرام، حتى يستوفى الموضوع من جميع جوانبه.
ـ[محمد الأمين بن محمد المختار]ــــــــ[28 Oct 2009, 11:54 م]ـ
جزى الله مشايخنا الفضلاء خير الجزاء
والموضوع- كما أشاروا - يستحق البسط ومعالجة جميع الإشكالات فيه
وهي الإشكالات التي أرى شخصيا أنها عوارض طارئة ليست من صميم الموضوع، ولكنها تسبب التباسا لدى البعض
وقبل إعطاء رأيي أود التعليق على فقرات من محاضرة الدكتور - نفع الله به - أرى أنها تحتاج بعض المراجعة
- فمثلاً هناك نوعٌ من المصادرة والتحكم بالإحالة على مسلمات لا دليل عليها، مثل قوله أن (السلف كانوا يُحَسِّنون القرآنَ بأصواتِهم من غيرِ أن يتكلفوا أوزانَ الغِناء، مثلَ ما كان أبو موسى الأشعري يَفعلُ، فقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لقد أُوتِيَ هذا مِزْمارًا من مَزاميرِ آلِ داودَ". وقال لأبي موسى الأشعري: "مررتُ بك البارحةَ وأنتَ تقرأ، فجعلتُ أستمعُ لقراءتِك"، فقال: لو علمتُ أنك تسمعُ لَحبَّرتُهُ لكَ تحبيرًا. أي لحسَّنْتُه لك تحسينًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالمراد من هذا الحديث إثبات "دعوى" أن السلف كانوا يحسنون بأصواتهم من غير أن يتكلفوا أوزان الغناء، والحديث ليس نصا في المطلوب فنحن لم نسمع تلاوة أبي موسى ولم يذكر أنه لم يتكلف ذلك، بل إن قوله " لحبَّرته لك تحبيرا" أقرب دلالة على التكلف، إذ إنه يدل على مزيد اعتناء بحسن التلاوة زيادة على الحال العادي
ثم إن عبارة "التكلف" - مع ذكر الغناء - منفرة في حد ذاتها، ولذا تعطي القارئ انطباعا غير جيد عن من يوصف بها، فيميل إلى استشناع ما يقوم به، ولكن الحقيقة أنها عبارة فضفاضة غير علمية إطلاقا، فالتكلف في اللغة هو فعل ما فيه كلفة أي مشقة، وذلك - في حد ذاته - ليس بالأمر المكروه، فالخطاط مثلاً يتكلف لكي يكتب القرآن بخط بديع ترتاح إليه عيون القراء، والقارئ ذو الصوت الخشن ينبغي أن يتكلف ليقرأ القرآن بصوت جميل ويحبره تحبيرا
وأذكر أن السخاوي ذكر في ترجمة الإمام عاصو القارئ البدر أن كان متنطعا في القراءة، ولم يعدَّ ذلك عيبا بل فسره بأنه متتبع لأحكام التجويد
قوله:
ويلحق به التطريب وغيره، حيث النص عن ابن مجاهد على منعه
يتناقض مع نقله عن ابن القيم:
وكل من له علم بأحوال السلف يعلم قطعاً أنهم برءاء من القراءة بألحان الموسيقى المتكلفة التي هي إيقاعات وحركات موزونة معدودة محدودة، وأنهم أتقى لله من أن يقرؤوا بها ويسوِّغوها، ويعلم قطعاً أنهم كانوا يقرؤون بالتحزين والتطريب، ويحسنون أصواتهم بالقرآن، ويقرؤونه بشجي تارة، وبطرب تارة، وبشوق تارة
فهل التطريب ممنوع مرغوب عنه؟ أم هو من هدي السلف؟
الحقيقة أن هذا من المواضع المشكلة التي نجد التناقض فيها لدى الكثيرين، وكان المفترض أن يبين الدكتور فيها رأياً واضحا، فما هي المشكلة في التطريب إذا كان هو تحسين الصوت؟ وهل يمكن أن يكون الصوت حسناً وغير مطرب؟
وحتى كلام ابن القيم في هذا لا يخلوا من بعض التناقض؛ ففي البداية يبرئ السلف من القراءة بالألحان "المتكلفة "، ثم بعدُ يقرر أنهم يقرأونه بشجىً تارةً وبطرب تارة وبشوق تارة، ولعمري ما تلك إلا المقامات؛ الصبا والسيكا والنهاوند ... إلخ
ثم قوله:وعلماء التجويد والقراءات لا يعتدون بعلم الألحان، وإنما يشتغل به من يتخذون القرآن الكريم حرفة لإحياء الليالي والمآتم ونحوها، أو من يحبون الشهرة،
هذا من الأمثلة على طغيان العوارض على الموضوع، فكون البعض يتخذ القرآن حرفة لإحياء الليالي الخ لا يعني أن كل من قرأ المقامات هو كذلك، فبقي السؤال المطروح: وما حكم من تعلمها ليقرأ القرآن تعبدا فقط، ويمتثل أمر النبي صلى الله عليه وسلم؟ لا شك أن هذا موجود وكثير
ثم إن إحياء الليالي أيضا إذا خلا من غرور القارئ وإعجابه بنفسه وكان تلاوة لكتاب الله بنية الانشغال بها عن القيل والقال فهو أمر محمود
يبقى أن طريقة الاجتماع في كثير من الأحيان يكون فيها الصراخ وعدم الاحترام لكتاب الله فهذا من أعظم الآثام وينبغي التحذير منه، ولكنه لا يؤثر في الحكم على التلاوة مجردة
وما ذكره ابن حجر (ت852 هـ) وغيره من الأئمة المعتبرين من الجواز في ذلك إنما مرادهم التلحين البسيط الذي لا يؤثر على الأداء الصحيح، وهذا هو محل الخلاف.
هذا أيضا مثال على التعميم وإطلاق العبارات غير العلمية، فما هو "التلحين البسيط"، ومن يحدده؟ وإذا سمعنا المنشاوي مثلا يتلو آية بمنتهى الخشوع مع إتقان الأحكام - ونحن لا نعرف المقامات - فهل سنتوقف في أمرها حتى نعرف هل هي على التلحين البسيط أم لا؟ وهل إذا عرفنا أنه - مع التزامه بالأحكام - قد قرأ تلك الآية بمقام كذا فنقول حينها إنه مقام من التلحين البسيط الجائز؟
* * *
هذا ما أردت التعليق عليه من هذا البحث القيم المفيد
والذي يبدو لي أن الأمر يحتاج أولا إلى تحديد المنطلق، ثم بعد ذلك إلى تحرير محل النزاع، لكي ينحصر الموضوع ويتحدد محل الإشكال
أعني بالمنطلق:هل تحسين الصوت بالقرآن مطلوب؟
بعض العلماء كرهه، ورأى أن يقرأ فقط بقراءة عادية من دون تحسين إطلاقاً، ومنهم الإمام القرطبي فقد أفاض في ذلك في مقدمة تفسيره، وتأول كل الأحاديث الواردة فيه.
لا أظن أن أحدا منا يوافق على هذا القول، فالجميع هنا متفقون على تحسين الصوت بالقرآن كما هو قول جماهير العلماء
إذن فما هو التحسين، وهل يمكن أن أن يكون تحسين بدون الالتزام بنسق معين؟ وبدون تمرين عليه؟
أظن أن الجواب على السؤالين هو "كلا "
إذن فالالتزام بنسق معين هو "المقام" والخروج عليه هو " النشاز "، والتمرين على ذلك النسق هو " التكلف"، فالطفل في سن التعلم لو تركته يقرأ القرآن كما يقرأ القصة ولم تكلفه تحسين الصوت فلن يحسن صوته بالقرآن
أما تحديد محل النزاع، فأقصد به أن نقول
- إن ما كان فيه خروج على أحكام التجويد فهو محرم مطلقا، سواء كان مقامات أو غيرها
- وما كان بالمقامات ولم يكن فيه خروج عن أحكام التجويد، فما الإشكال فيه؟
لقد كاد المحاضر أن يقبل بهذا التفريق حين قال:- الخلاف في القراءة بالألحان مفرع على مراعاة قواعد التجويد، فإن وافقها فجائز، وإن خالفها فممنوع.
ولكنه في فقرة أخرى يدعي أن ذلك غير ممكن:
فذلك لا يجوز، لأن أداء القرآن له مقاديره التجويدية المنقولة التي لا يمكن أن تتوافق مع مقادير قواعد تلك الألحان إلا على حساب الإخلال بقواعد التجويد،
هذا برأيي هو مربط الفرس وهو محل النزاع الذي ينبغي أن يدور حوله النقاش:
هل يمكن أن يقرأ القارئ بالمقامات ملتزما بسلمها، وهو مع ذلك ملتزم تماما بأحكام التجويد
نرى أنه ممكن، بل نرى أنه يساعد القارئ أكثر
وربما يكون الفيصل في ذلك هو تسجيلات القراء، وعلى رأسهم العلم الأجل الشيخ محمود خليل الحصري رحمه الله فلا يختلف اثنان على حسن أدائه وإتقانه، كما لا يختلف أهل المقامات على إحكامه لها أيضا، وشهادة العزاوي حجة في هذا الباب، فهو من أرباب الفن
ولئن يسر الله في الوقت فسوف أرفع هنا نماذج للشيخ الشحات رحمه الله تعالى لكل من المقامات السبعة، يتضح بها صحة ما نراه
والله تعالى أعلم والسلام عليكم ورحمة الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. عبدالرحمن اليوسف]ــــــــ[29 Oct 2009, 06:43 ص]ـ
أخي الكريم الشيخ محمد الأمين أعزك الله بطاعته.
لن أناقش فيما أثرته وأثريته من السؤالات؛ حتى لا أتقدم على الأستاذ الدكتور إبراهيم الدوسري - حفظه الله - في الإجابة عنها , فهو المعني بها.
لكن أجتذب من عبارتكم - وفقكم الله - قولكم:"ولئن يسر الله في الوقت فسوف أرفع هنا نماذج للشيخ الشحات رحمه الله تعالى لكل من المقامات السبعة، يتضح بها صحة ما نراه "
آمل منكم في الوقت نفسه إرفاق ماخالف به الشحات -غفر الله له - في القراءة ماعليه أهل الأداء المجودة؛ لإتمام مقامات النغم بحذافيرها , إذ لايخفاكم ماذكره عن نفسه من دراسته للتلوين النغمي في المعهد الحر للموسيقى لمدة سنتين؛ حتى صار متمكنا من كل المقامات الموسيقية بكفاءة عالية -وذلك شرط قبوله بالإذاعة - ومن ألقابه التي عرف بها: (أمير النغم)! وصاحب الصوت ...
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 Oct 2009, 02:26 م]ـ
أعتقد أن هناك فرقا بين المقامات وما يسمى بالنوتة الموسيقية، وقد سمعت بعضا من يقرأ على النوته فوجدته لا يتناسب مع عظمة القرآن ويمجه الطبع السليم.
ـ[د. إسلام المازني]ــــــــ[29 Oct 2009, 07:49 م]ـ
بارك الله عليكم جميعا وجزاكم خيرا
أضيف جملا لتزيد الهامش، وتوسع المدارك حول الأمر، ولعل أحدا يضيء ويكمل لنا الصورة، فنحن نبين احتياجنا وما يعتمل في صدورنا لتزول الإشكالات
*سمعت شيخ المقارئ -الشيخ المعصراوي- يقول أن الشحات محمد أنور كان لا يخلط فإذا بدأ بكذا يظل .. يعني لا يخرج من نغمة بدأ فيها أو مقام لمقامات تشوش حسبما فهمت
*ثم استدرك أنه كان يتقي الله فلا يخالف أحكام التجويد
وأنوه لأن النفس-نفسي الخاطئة وجل من أعرفهم- تأنف كلمة المقامات وما شابه، وهذا بسبب بعدها عن كتب السلف وبعدهم عنها، وبسبب الواقع الذي تربينا فيه سواء كثرة المغنين ومجونهم، أو كثرة المقرئين باللحن كأنهم موسيقيون يعزفون، وحولهم كذلك من لا يعي معنى اللفظ، ويذهب ليتلذذ بالنغم
ويفرح بالكلمة وإن كانت نذارة رهيبة
وهذه بلادنا
ولكن هذا هو الحال، ولعل سببه عدم حزن القارئ، أو عدم مراعاته لأن هذا ليس أغنية تنفع فيها كل الألوان، إضافة لجهل السامع، وربما عدم نيته التدبر إلا من رحم الله
وحتى في القراء الجدد-أهل الالتزام- من يفقد وقاره ومنهم من صرح باعتماده المقامات في صفحته على الشبكة
لهذا تمنيت-لو كنا سنعتمد المقامات علما للطالبين- أن تسمى المقامات بأسمائها العربية ما دامت هي دلالة على درجات مرقمة بالفارسية أو لها معان، فلماذا سنبتعد عن لغتنا
وكنت أحسب أن شعور المرء بالأيات -المرء الواعي -سيجعله حتما لا يبتهج، أو يخلط في الترنم بين الرجاء والخوف والقصص
دونما تعلم للمقامات
وهذا من خلال مشاهداتي، وفهمي أن السلف كانوا يدرجون على تعلم القرءان وتلقيه دون ذكر لهذه الأشياء- وإن كانت مطمورة ضمنا في السياق- وإلا فماذا بقي للقارئ إن كان سيستحضر أحكام التلاوة والمقامات
ولعل هذا سبب في أنهم لم يجعلوها مستحبة ولا واجبة، فلو كانت هي التحبير لباتت من علوم الألة مثلا
وأزكي النقل عن الشيخ القارئ حين جعل الحزن شرطا-دون تقييد بمواطن- لأنه صفة ثابتة مطلقة عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعده أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وجل الأفاضل المهديين
وهذا الحزن ليس ثابتا في كل القراءات المعاصرة للأسف، وأحسبه ليس في المقامات كلها كما قال فضيلته
حيث فسر عبقري الأمة الشافعي رحمة الله عليه الترتيل بالترنم والتحزن، دونما تفضيل لأهل التقسيم وخبرائه، ودونما تخصيص لآيات باستحضار التحزن فيها والله تعالى أعلى وأعلم.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[30 Oct 2009, 02:18 ص]ـ
السلام عليكم
لو أن قارئا قرأ والتزم بالمقامات مع مراعاة الأحكام والتجويد .. ما السبب لمنعه؟؟
فقد أجاز الشافعي والنووي وابن حجر وغيرهم القراءة بالألحان بالضوابط السابقة.
(فهذا النوع هو الذي يكون حوله النقاش)
فهناك من القدامي من يقرأ القرآن بطريقة المخاطبة وكأنه يصور المشهد كما نقل ذلك ابن الجزري في " غاية النهاية " ولم نسمع عمن منع هذا.
فتعلم المقامات مثل تعلم التجويد إن سلم التعليم من مصاحبة آلات اللهو.والله أعلم
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Oct 2009, 05:06 م]ـ
أشكر أخي العزيز ضيف الله العامري على نقله القيم لرأي الشيخ الدكتور عبدالعزيز بن عبدالفتاح القارئ وفقه الله، من كتابه القيم (سُننُ القُرَّاء ومناهج المجوِّدِين)، وهو كتاب قيم حقاً أظن نسخه نفدت أو كادت من السوق، وقد سبق أن تمَّ التعريف به في إحدى حلقات برنامج التفسير المباشر ويمكن مشاهدة ذلك على هذا الرابط في موقع مشاهد ( http://www.mashahd.net/view_video.php?viewkey=989a90c6606580eac0fa).
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64aeaeceb27cef.jpg
وقد صنَّفه الدكتور عبدالعزيز ليكون متمماً لكتاب الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله (بدع القراء).
وقد راجعتُ قبل ذهابي لحضور محاضرة الدكتور إبراهيم الدوسري هذا الموضع من الكتاب للدكتور القارئ رغبةً في تذكر تفاصيل كلام العلماء في المسألة، وقد أجاد الشيخ ضيف الله بنقله جزاه الله خيراً.
ومن كلام الدكتور عبدالعزيز القارئ المتعلق بالموضوع كذلك ما ذكره في حاشية رقم (5) صفحة 100 وما بعدها تعليقاً على مسألة إجادة التلاوة وإتقانها بنغمة التحزين وتفاوت القراء في ذلك، مع بيان رأي الدكتور الشخصي في أداء بعض القراء المشهورين رحمهم الله. حيث قال وفقه الله:
(ومن أحسن من سمعته يتقن نغمة التحزين من قراء الإذاعات المنشاوي رحمه الله، وممن يتقن القراءة بالألحان مع المحافظة على الشروط المذكورة الشيخ محمد رفعت رحمه الله، ولصوته وقراءته تأثير عجيب على النفس ولعل سر ذلك في إتقانه، وفي صدقه وخشوعه، فهو يقرأ من قلبه لا من حنجرته كما هو شأن أكثر قراء الإذاعات، لا يجاوز القرآن حناجرهم.
وممن يرتل دون أن يلتزم بالألحان محمود خليل الحصري فترتيله مناسب للمتعلمين المبتدئين.
ومنهم عبدالباسط عبدالصمد فإنه مع جمال صوته لا يتقن الألحان.
وممن يتكلف الألحان ويبالغ في ذلك حتى يكاد أن يخل أحياناً بالشروط مصطفى إسماعيل، وأسوأُ منه في ذلك أبو العينين شعيشع، وأسوأ منهما الطبلاوي فإنه يخل كثيراً بقواعد الأداء وبالحروف، خاصة الراء.
وأما أشنع مثال على التطريب المذموم المجمع على تحريمه فما سمعته من شريطٍ لِدَعِيٍّ يُسمى عنتر آتاه الله صوتاً خلاباً، وجهلاً فادحاً بالتجويد، وجرأة بالغة على اللعب بالقرآن، وقد سمعتُ شيخ المقارئ المصرية السابق العلامة الشيخ عامر بن السيد عثمان المدفون ببقيع الغرقد - رحمه الله - سمعته يفتي بقتله إذا لم يتب.
وإنما مثلت بقراء الإذاعات لشهرتهم، وسماع الناس لأصواتهم وانتشار ذلك بينهم).
كما استطرد الدكتور عبدالعزيز القارئ في تعليقٍ له على من يغلق باب القراءة بالألحان المحمودة فقال في حاشية رقم (2) ص 102:
(إنَّ أسلوب سَدِّ الأبواب لا نراه مفيداً، خاصة في زماننا هذا، فقد اشتدت حاجة الناس فيه إلى البديل الشرعي الذي يستغنون به عن مزمار الشيطان الذي استفحل أمره وانتشر، فهل من الحكمة أنه بينما يقف العلماء عاجزين عن إزالة هذا المنكر الذي فتن به كثير من الناس، يغلقون باباً شرعياً أتاحه الشارع الحكيم؟
إنَّ التشديد في مسألة القراءة بالألحان وتحريمه على القراء، كان من نتائجه عندنا إعراض طلبة العلم - أعني الحفاظ منهم - عن إجادة الترنم، وتحبير التغني، حتى يحركوا به القلوب، فتصدر للقراءة - خاصة في المحاريب - من لم يتقن ذلك، فلم يحركوا القلوب، بل أتعبوا السامعين وعذبوهم، وبعض الأصوات (المتصدرة) أصوات مبتدئين لم تصقل مواهبهم، ولم تُحبَّر تلاوتهم. وأعجب من ذلك أن التشديد فَرَّخَ تشديداً آخر، فوُجد من طلبة العلم من يَعُدُّ قواعد الأداء والتجويد بدعةً، فإذا كان التجويد بدعةً، والقراءةُ بالألحان بدعةَ فأعان الله السامعين).
ـ[محمد بن مزهر]ــــــــ[30 Oct 2009, 09:26 م]ـ
* كان الدكتور إبراهيم متحرجا من الجانب التطبيقي للألحان بشكل واضح وهي التي كانت ستزيد الموضوع بيانا.
* أتمنى من الدكتور عبدالرحمن أن يطرح هذا الموضوع بشكل أوسع في الجمعية أو في مركز تفسير بحيث يخصص له أكثر من جلسة ويكون بإضافة الاختصاصيين في المقامات مع أهل الأداء؛ لأني لم أقتنع بقول الدكتور إبراهيم لما قال: إن تطبيق المقامات يلزم منه الإخلال بقواعد التجويد. فالمنشاوي وهو ممن يشير إليه الدكتور إبراهيم من أرباب هذا الفن تطبيقا وأداؤه في قمة الإتقان وغيره.
*أيضا لا يسلَّم للدكتور أن إبراز المعنى ممكن بغير معرفة هذا العلم (أي مطلقا)؛ لأن هذا العلم يكاد المعنى يكون هو الأساس المقصود فيه _أعني عند من يرى تعلمه لأجل القرآن_وقد أشار الدكتور إلى تميز الشيخ محمد رفعت في كتاب إبراز المعاني وهو من أبرز مطبقي علم المقامات في القراءة.
وجزى الله الشيخ إبراهيم خيرا على تلك المحاضرة الرائعة فقد أجاد فيها وأفاد نفعنا الله بعلمه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[30 Oct 2009, 10:38 م]ـ
ترانيم قرانية
برنامج علمي تطبيقي منوع يهدف إلى التعريف بعلم الأداء الصوتي على فضائية الشارقة
وقت البرنامج: يوم الجمعة من الساعة 6:15 وحتى الساعة 7:10 مساءا بتوقيت دولة الإمارات
مدة البرنامج: 45 دقيقة
ضيوف البرنامج الدائمون والشيخ عبدالله السبعاوي والشيخ المعتصم بالله العسلي والشيخ عبدالرزاق الدليمي ونخبة آخرون من المتخصصين في مجال الصوتيات
التعريف بالبرنامج
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن التغني بالقرآن مشروع، وفي ذلك أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، منها: ما رواه البخاري و مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن". ومنها ما رواه البخاري و مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما أذن الله ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن" ومنها: ما رواه أحمد و أبو داود و النسائي و ابن ماجه و الدارمي عن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "زينوا القرآن بأصواتكم" ومنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سمع أبا موسى الأشعري يقرأ القرآن ويتغنى به ويحبره، قال: "لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود" رواه البخاري و مسلم.
ولكن لا يتجاوز بالتغني بالقرآن حتى يصير كألحان الأغاني، وقد كره ذلك السلف.
أما بالنسبة لقول الناس بعد المقرئ: ((الله)) فإنه ليس من هدي السلف، بل فيه عدم تعظيم للقرآن، لأن المسلم مطلوب منه حين قراءة القرآن أن ينصت ويتدبر، قال تعالى: (فإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون) [الأعراف:204] وقال سبحانه: (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب) [ص:29] وقال تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) [محمد:24] وهذا العمل ينافي ذلك.
فالنفوس فطرت على حب الصوت الحسن , وليس هناك أذن لا تحب الصوت الحسن وليس هناك قلب لا يهتز للصوت الحسن، ومن أنكر على الناس ميلهم لهذا فهو إنما ينكر عليهم فطرتهم
"قال الشيخ بن باز رحمه الله تعالى: جاء في السنة الصحيحة الحث على التغني بالقرآن، يعني تحسين الصوت به، وليس معناه أن يأتي به كالغناء، وإنما المعنى تحسين الصوت بالتلاوة، ومنه الحديث الصحيح: (مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ) وحديث: (لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ، يَجْهَرُ بِهِ) ومعناه: تحسين الصوت بذلك كما تقدم.
والتغني: الجهر به مع تحسين الصوت والخشوع فيه، حتى يحرك القلوب، لأن المقصود تحريك القلوب بهذا القرآن، حتى تخشع، وحتى تطمئن، وحتى تستفيد، ومن هذا قصة أبي موسى الأشعري رضي الله عنه لما مر عليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ، فجعل يستمع له عليه الصلاة والسلام، وقال: (لَقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ) فلما جاء أبو موسى أخبره النبي عليه الصلاة والسلام بذلك، قال أبو موسى: لو علمت يا رسول الله أنك تستمع إليّ لحبرته لك تحبيراً. ولم ينكر عليه النبي عليه الصلاة والسلام ذلك، فدل على أن تحبير الصوت وتحسين الصوت والعناية بالقراءة أمر مطلوب، ليخشع القارئ والمستمع، ويستفيد هذا وهذا
وكما لا يستطيع من ينظم قصيدة موزونة أن يخرج عن بحور الشعر فكذلك كل من أراد أن (يتغنى) بالقرآن لا يستطيع أن يخرج عن المقامات الصوتية وقواعدها شاء أم أبى
وكل قارئ حسن الصوت يتغنى بقراءته للقرآن لا بد أن يكون (لحنه) راجعاً لمقام من هذه المقامات السبعة الأساسية المعروفة: الصبا، والنهاوند، والعجم، والبيات، والسيكا، والحجاز، والرست، والتي جمعها بعضهم بقوله صنع بسحر فهي قواعد صوتية لا يخرج صوت ولا إهتزاز في حنجرة الإنسان إلا طبقا لهذه القواعد
وإذا حللنا قراءة أي قارئ للقرآن، فإننا سنجد بأن تلاوته تعود لمقام من المقامات السبعة الرئيسية أو فروعها سواءا علم القاريء أم لم يعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
فالمقامات قد تكتسب سماعا وليس دراسة شأنها شأن الشعر فكثير من الشعراء يجيد الشعر ويبدع فيه وينظمه وهو لايعرف شيئا عن بحور الشعر , وكونه لايعرف هذه البحور لايجعل قصيدته خارج بحور الشعر فقصيدته شاء أم أبى ستعود حتما إلى واحد من بحور الشعر الستة عشر التي وضعها الخليل بن أحمد الفراهيدي،
فالشيخ السديس والشيخ الشريم والشيخ الثبيتي والشيخ الحذيفي والشيخ عبد الله بصفر ومعظم قراء الحرمين قراءتهم التي عرفوا بها هي على مقام الرست ونجزم بأنهم لايعرفون عن هذا المقام شيئا لكنهم تعلموه سماعا وطبقوا قواعده سماعا لذا فهم منضبطون فيه غاية الضبط (من حيث لايدرون) ,
الشيخ عبد الله بصفر ينتقل من مقام الرست إلى مقام الحجاز حين ينفعل بالقراءة ثم يعود من الحجاز إلى الرست كما كان أو إلى البيات أحياناً، أما الشيخ أحمد العجمي والشيخ الشاطري فيقرآن على مقام الكرد وهو متفرع عن النهاوند وإن كان لكل منهما طريقته التي يتميز بها، والنهاوند هو المقام الذي عرفت به قراءة الشيخ الحصري رحمه الله، والتي قلدها الشيخ توفيق الصايغ، أما الشيخ مشاري العفاسي فهو يقرأ بمقام النهاوند ويبدع في تنقلاته فيه وينتقل إلى مقامات أخرى , الشيخ الأخضر والشيخ محمد أيوب عندما كانا يصليان معاً في الحرم النبوي في أعوام خلت فهما كبقية أئمة الحرمين يقرءان بمقام الرست، أما الشيخ الأخضر فلقراءته بمقام الرست خصوصية لا تجدها عند غيره ولو حرصت فهو الذي إشتهر بحرصه على تصوير المعاني أما الشيخ محمد أيوب فقد اشتهر بمقام البيات أول ما اشتهر، ثم هاهوذا يتحفنا بمقام الحسيني المتفرع عن البيات في مصحفه المرتل المشهور الذي نال شهرة فائقة، ويقرأ الشيخ محمد أيوب أحياناً بالبنجكة، وكثيراً بالرست، وله تسجيلات بمقام الحجاز بطريقته الحزينة المؤثرة والمميزة، ويعتبر الشيخ محمد أيوب مدرسة فهو يقرأ بمعظم المقامات ويؤديها بإحتراف
ولكل أهل منطقة أسلوب في القراءة وإن اتحدت المقامات، فتجد أن ابن الحجاز يقرأ على مقام الرست بأداء غير أداء ابن العراق وغير ابن الشام، أو ابن مصر، فلكل أهل بلد طريقتهم أو فلنقل (نكهتهم) الخاصة في قراءة المقام يتميزون بها عن قراءة غيرهم،
استمع إلى قراءة الشيخ زكي داغستاني حين يقرأ بمقام الرست وقارنها بقارئ من قراء العراق مثلاً يقرأ على نفس المقام لتدرك الفرق
حلقات البرنامج
الحلقة الأولى: مقام الصبا
الحلقة الثانية: مقام النهاوند
الحلقة الثالثة: مقام العجم
الحلقة الرابعة: مقام البيات
الحلقة الخامسة: مقام السيكا
الحلقة السادسة: مقام الحجاز
الحلقة السابعة: مقام الرست
الحلقة الثامنة: مقام الكرد
ويناقش البرنامج المحاور التالية أيضا
1 - مشروعية التغني بالقران
2 - الفرق بين علمي المقامات والقراءات
3 - تعريف المقامات
4 - المقامات الرئيسية السبعة (صنع بسحر) الصبا , النهاوند , العجم , البيات , السيكا , الحجاز , الرست)
5 - الضوابط الشرعية لإستخدام علمي المقامات والقراءات
6 - علم القراءات - الأركان الثلاث لصحة القراءة - فوائد تعلم علم القراءات
7 - الطبقات الصوتية والتنقل بينها (القرار , الجواب , جواب الجواب)
8 - توظيف علم المقامات في تصوير المعاني القرانية
9 - مساحة الحنجرة وضوابط النشاز
10 - القفلات الصحيحة والنشاز
11 - الفرق بين الأداء وقوته وموهبة الصوت الحسن
12 - تحسين الاداء وتحسين الصوت
13 - علم الوقف والإبتداء (أنواع الوقف والإبتداء المحرم والقبيح و المكروه , بدع القراء في الوقف والإبتداء , توزيع النفس , تناسق المدود , تناسق سرعة البدء والإنتهاء)
14 - طرق المحافظة على الحنجرة (الأطعمة والأشربة , الحمية , طريقة توظيف المقامات في المحافظة على الحنجرة و الحبال الصوتية)
15 - طرق تعلم المقامات الرئيسية وفروعها (الطريقة السماعية , الطريقة النظرية)
16 - الفرق بين الطريقة النظرية والطريقة السماعية في تعلم المقامات (فوائد ومحاذير كل طريقة)
17 - مقارنة بين مدارس التلاوات في العالم الإسلامي (المصرية , الشامية , العراقية , الحجازية , المغربية , التركية , جنوب شرق آسيا)
18 - المقومات الأربعة للقاريء المميز (تحليل لمقومات قراء جيل الرواد)
19 - التقليد (ضوابط التقليد , محاسن ومساويء التقليد , التخلص من التلقيد)
20 - كيفية التخلص من التقليد
21 - أخطاء القراء في (الخنخنة , الترعيد , ضبط المدود , القفلات , التنقل بين الطبقات , خلط القرءات , السكتات , توظيف المعاني , إختيار المواضع وضوابطها (المعنى , طول الايات , حروف الحلق وتوفير النفس))
22 - الاذان (أخطاء المؤذنين , ضوابط تحسين الاذان)
المصدر:
http://www.sherzaad.net/news.php?action=show&id=28
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Nov 2009, 10:48 ص]ـ
الأخ الكريم حجازي بارك الله فيك.
هل توجد حلقات هذا البرنامج (ترانيم قرآنية) لمشاهدتها والإفادة منها؟
وهل شاهده أحدٌ منكم ليبين لنا كيفيته؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 Nov 2009, 01:33 م]ـ
الأخ الكريم حجازي بارك الله فيك.
هل توجد حلقات هذا البرنامج (ترانيم قرآنية) لمشاهدتها والإفادة منها؟
وهل شاهده أحدٌ منكم ليبين لنا كيفيته؟
هذا رابط صوتي للحلقة الأولى:
http://www.4shared.com/get/145180588/2e09cdbb/saba_taranim_qurania.html;jsessionid=37B48A8EE4EEC 2A4274F570A1A04C00C.dc90
أما المشاهدة فلم أشاهد الحلقة الأولى وأرجو أن أتمكن من مشاهدة القادم إن شاء الله.
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[01 Nov 2009, 01:53 م]ـ
للشيخ شيرزاد موقع خاص به هذا رابطه:
http://www.sherzaad.net/
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Nov 2009, 06:15 ص]ـ
أشكرك أخي العزيز حجازي وفقك الله. فقد استفدت من سماع الحلقة الأولى من (ترانيم قرآنية) وفيها فوائد كثيرة في هذا الفن، والمتحدثون من خبراء هذا الفن فيما يبدو.
جزاك الله خيراً وليتنا نحظى ببقية الحلقات حول بقية المقامات.
ـ[نايف السحيم]ــــــــ[02 Nov 2009, 06:21 ص]ـ
بارك الله فيك
شيخ عبدالرحمن بالنسبة للبرنامج الجمعة الماضية كانت هي الحلقة الاولى فهوبرنامج جديد
جزاكم الله خير
ـ[محمد الأمين بن محمد المختار]ــــــــ[04 Nov 2009, 10:53 م]ـ
في ما يلي التلاوة التي أشرت إليها سابقاً للشيخ الشحات محمد أنور
رحمه الله تعالى، بعد ما قطعتها بحسب المقامات، كلا على حدة:
مقام البياتي ( http://www.4shared.com/account/file/145604299/e74d36c7/___-__.html)
* * *
مقام الرست ( http://www.4shared.com/file/145603293/9a4fe760/___-__.html)
* * *
مقام الجهاركاه ( http://www.4shared.com/file/145602104/6f1310b6/___-__.html)
* * *
مقام السيكا ( http://www.4shared.com/file/146146791/9c393870/___-__.html)
* * *
مقام الحجاز ( http://www.4shared.com/file/145745095/6b1fbc82/___-__.html)
* * *
مقام الصبا ( http://www.4shared.com/file/146144580/5ba82542/____-__.html)
* * *
مقام النهاوند ( http://www.4shared.com/file/146144121/d1495582/__-__.html)
* * *
ـ[نواف الحارثي]ــــــــ[05 Nov 2009, 10:10 ص]ـ
1 - ذهب بعض الأئمة إلى أن حديث (ليس منا من لم يتغن بالقرآن) وفي رواية (يجهر) به إلى أن التغني هنا 1 - تحسين الصوت .....
2 - الاستغناء،أي: من لم يستغن بالقرآن، ولايذهب به إلى الصوت وليس للحديث عندي وجه غير هذا؛لأنه في حديث آخر كأنه مفسر له .... ولوكان وجهه أنه الترجيع بالقراءة وحسن الصوت لكانت العقوبة قد عظمت في ترك ذلك .. (غريب القرآن لأبي عبيد).
2 - يذكر أن أول من قرأ بالألحان هو: عبد الله بن أبي بكرة، وكانت قراءته تحزنا، ليست على شيء من ألحان الغناء ولا الحداء .. س: إذا كان أول ... فهل يعني أنها محدثة ولاأصل له؟؟ انظر (المعارف لابن قتيبه)
3 - قول الرسول عليه السلام (لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود) والرد (لحبرته .. ) يدل على التكلف ... س: ما وجه الشبه في قوله (مزمارا) .. ؟
4 - خرجت رسالة علمية في المقامات وما يتعلق بها في إحدى الجامعات الأردنية، ولاأعرف عنها شيئا سوى أن احد المشايخ الفضلاء لديه نسخة منها (لم تطبع) ووعدني بتصويرها، والى الآن لم يتيسر لي ذلك .......
5 - هناك بحث بعنوان: البيان في حكم القراءة بالمقامات والألحان ....
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Nov 2009, 01:12 م]ـ
للتوسع في معنى حديث: (ليس منَّا من لم يتغن بالقرآن) يمكن الاطلاع على بحث قيم للدكتور بشار عواد معروف بعنوان: (البَيَان في حكم التغنِّي بالقرآن: دراسة في ضرورة تحسين الصوت والتطريب بالقراءة) وهو في المرفقات.
يراجع أيضاً كتاب: كتاب: التغني بالقرآن - لبيب السعيد ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6992)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Dec 2009, 07:41 ص]ـ
وهذه حلقة عن مقام البيات من برنامج ترانيم قرآنية، بعثها لي الأخ نايف السحيم حفظه الله وتقبل منه.
http://www.4shared.com/file/17070732...em_4Bayat.html
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[14 Dec 2009, 03:25 م]ـ
وجدت هذا المقال في منتديات التبسة الإسلامية بالجزائر، أنكر فيه صاحبه القراءة بالمقامات: هذا رابطه:
http://tebessa.forume.biz/montada-f10/topic-t2370.htm
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[14 Dec 2009, 05:34 م]ـ
إخواننا الأفاضل تتناقشون في القراءة بمقامات البيات والسيكا وغيرها وكأن تعلمها مجمع على إباحته فهل يتكرم أحد بنقل الإجماع لنا؟
إن البحث في حكم القراءة بالألحان والمقامات فرع عن إباحة تعلمها فهلا تفضل أحد بنقل فتاوى العلماء في جواز تعلم المقامات تعلما مجردا ثم بعد ذلك نبحث حكم قراءة القرآن بها , فليس كل مباح يجوز استعماله في قراءة القرءان فتعلم العروض مثلا مباح ولكن مع كونه مباحا لا يجوز أن يقرأ عليه القرءان بتفعيلاته وبحوره , فموطن النزاع أمران:
الأول: حكم تعلم المقامات والألحان.
والثاني: حكم قراءة القرآن بالمقامات إذا كان تعلم المقامات مباحا.
والأمران كما نرى مرتبان: الثاني بعد الأول فإذا بطل الأول بطل الثاني ولابد , وإذا صح الأول قد يصح الثاني وقد لا يصح , فلنبدأ بالأول أولا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نايف السحيم]ــــــــ[19 Dec 2009, 02:09 ص]ـ
حلقة هذا الاسبوع عن مقام السيكا
http://www.4shared.com/file/176080638/bb8064f2/Taraneem_5Segah.html
كانت حلقة جدا رائعة
ـ[نايف السحيم]ــــــــ[19 Dec 2009, 02:10 ص]ـ
حلقة هذا الاسبوع عن مقام السيكا
http://www.4shared.com/file/176080638/bb8064f2/Taraneem_5Segah.html
كانت حلقة جدا رائعة
نقلتها لكم من مزامير ال داود
ـ[نايف السحيم]ــــــــ[19 Dec 2009, 02:10 ص]ـ
حلقة هذا الاسبوع عن مقام السيكا
http://www.4shared.com/file/176080638/bb8064f2/Taraneem_5Segah.html
كانت حلقة جدا رائعة
نقلتها لكم من مزامير ال داود
ـ[نايف السحيم]ــــــــ[26 Dec 2009, 04:44 ص]ـ
حلقة برنامج (مقام الحجاز)
http://www.4shared.com/file/181021454/96308d7/Taraneem_67ijaz.html
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[26 Dec 2009, 10:18 ص]ـ
قال شيخ الإسلام رحمه الله في الإستقامة:
" ومع هذا فلا يسوغ أن يقرأ القرآن بألحان الغناء ولا أن يقرن به من الألحان ما يقرن بالغناء من الآلات وغيره " (1/ 246)
ـ[د. إسلام المازني]ــــــــ[31 Mar 2010, 09:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
سررت بعودة الملتقى، يسر الله الخير لنا جميعا، وهدانا بفضله ومنه وجعل لنا في كل أمر فرقانا
تذكرت هذا الحوار حين علمت خلال ملفي فيديو وصلاني بالبريد الالكتروني بتراجع شيخ المقارئ المصرية ومعه شيخ مقارئ قطر الشيخ عبد الرشيد صوفي والدكتور أيمن سويد وربما شيخ ءاخر فاز في مسابقة المزامير عن موضوع الألحان عامة، وعما جرى بمسابقة المزامير خاصة، ولعل هذا منعا لفتنة ظهرت ومبالغات كانت مغلقة أبوابها
وكنت أتساءل لماذا منعه من منعه من السلف، وقد مررت بنقل -سأضعه أدناه- حين كنت أبحث عن مسألة في المرض والألم والصبر الجميل! فوصلت إلى روضة في طبقات الحنابلة، ومنها للكلام عن الألحان!، وعزمت على وضعه
وبداية أقررت لنفسي بأن التكلف في أمر كثيرا ما يكون مسألة تقديرية، حسب الذوق -الذوق المعتدل نسبي- وحسب الحال"الشخص والبيئة" والوسط .. والحس العربي"في القرون الفاضلة" عادة ما يفضله الأئمة حين تكون المسألة دون نص صريح، وكثيرا ما قرأت أن ما استحسنه العرب فهو حسن، وربما كان وقوف الأئمة تأسيا بمن سبق من هذا الباب
فقد فتحوا بلاد المقامات والنغمات ووصلوا لفارس والروم في عصر الخلافة الراشدة، وترجمت كتب اليونان في عهد عمر بن عبد العزيز الراشد رضي الله عنه، ولم يتجهوا لأخذ الألحان عنهم، ولا عن أهل أي مصر فتح، أو لتحري تعلمها للتحسين، رغم إقرارهم بمشروعية التحبير والعمل على إيجاده، ولكن التحري بقوانين أكثر تكلفا من التقليد لمن يحسن التحزن والترنم، وأكثر تكلفا من التطريب بالسليقة-وكلاهما فيه تحر واجتهاد- وهذا دون قوانين وضوابط واشتقاقات نغمية، وأسماء وتركيبات قد تصرف المرء أحيانا عن التدبر "أو تشغل ذهنه بقدر ما قد يشتته"
فقلت لعل الامتناع كان تأسيا بالصحابة الذين لم يثبت عنهم ولا عن القرون الأولى ذلك
أو كان سدا للذريعة كي لا يحدث ما جرى الأن من صخب وصياح وتلذذ باللحن لا المعنى
ومن مبالغة وانشغال زائد بالأداء، أو أمورا كما جرى في المسابقة، مما جعل الشيخ حسان ينكر الأمر جملة وتفصيلا واسما ومعنى في فيديو، وينكر على ابنه كذلك، وقال لا نقول ألحان بل نقول حسن الصوت وكفى، ونغلق الباب" ولست أدعو لتقليده ولا غيره بل لتأمل الحدث بعين صافية"
وكما قلت دوما هناك مساحة رمادية -إن صح التعبير- للمكلفين، تتفاوت فيها الأفهام والأحاسيس، وكل امرئ حسيب نفسه فيها ولا سلطان لأحد على أحد
(1/ 208) عبد الرحمن أبو الفضل المتطبب وقيل أبو عبد الله البغدادي:
ذكره أبو محمد الخلال فقال: كانت عنده مسائل حسان عن أبي عبد الله وكان يأنس به أحمد بن حنبل وبشر بن الحارث ويختلف إليهما.
نقلت: من كتاب أبي بكر الخلال أخبرني جعفر بن محمد العطار قال: سمعت أبا الحسن محمد بن محمد بن أبي الورد يقول كان عبد الرحمن المتطبب عندي فقال: دخلت على أبي عبد الله فقلت: ما تقول في قراءة الألحان قال: بدعة بدعة.
قال الخلال وأخبرني المروذي قال: سمعت عبد الرحمن المتطبب يقول قلت: لأبي عبد الله في قراءة الألحان فقال: يا أبا الفضل اتخذوه أغانيا اتخذوه أغانياً.
قال الخلال وأخبرني محمد بن أبي هارون الوراق قال: سمعت عبدان الحذاء قال: سمعت عبد الرحمن المتطبب قال: سألت أبا عبد الله عن هذه الألحان فقال: اتخذوه أغانيا لا تسمع من هؤلاء.
الكتاب:
1/ 206طبقات الحنابلة
المؤلف: أبو الحسين ابن أبي يعلى، محمد بن محمد (المتوفى: 526هـ)
الناشر: دار المعرفة - بيروت
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 May 2010, 09:34 ص]ـ
بارك الله فيكم يا دكتور إسلام على هذه الإضافة القيمة، ونسأل الله أن يهدينا دوماً للحق والصواب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد النبوي]ــــــــ[28 May 2010, 04:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فأحب أن أطرح الموضوع من زاوية أخرى - وقد أشيرَ إليها في بعض المداخلات السابقة - فأقول:
الأصل في التعبدِ المحضِ المنعُ إلا بدليل، وتلاوة القرآن الكريم تعبدٌ بلا مرية، فمن قال بجواز تلاوته على المقامات فليأتِ بالدليل، وهذا الكلامُ ردٌّ على من قال: لا دليل على التحريم! فهو المطالب بالدليل لأن الأمر أصلا على المنع لا على الجواز، فتأمل!
لكن قبل البدء لابد من التفريق بين أمرين:
الأول: تعلُّمُ المقامات وتعليمها، فإن هذا الفعل ليس تعبدياً محضاً، وإن كانت كل شئون المسلم عبادة مصداقاً لقول الحق "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له"، لكنه ليس من العبادة المحضة.
الثاني: التلاوة لكلام الله تعالى بالمقامات، فهذه تعبديةٌ محضةٌ بلا خلاف، والله أعلم.
فالأول ليس تعبدياً محضاً، وبالتالي فالأصل فيه الحِل، وبهذا التفريق بين التعلم للمقامات؛ والتلاوة بالمقامات: يحصل فرق هائلٌ وبَوْنٌ شاسعٌ، هو الفارق بين الحل والحرمة!
إذًا: هناك فارق جوهري بين التعليم والتعلم من جهة وبين التلاوة بها من جهة.
والله أعلى وعلم وأحكم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Nov 2010, 09:24 م]ـ
هنا حديث للشيخ الجليل محمد بن صالح المنجد -حفظه الله - في شريطه الجديد (ماذا حصل للنشيد الإسلامي؟) عن قراءة القرآن الكريم بالمقامات وأمور أخرى، والموضوع نفسه جدير بالاستماع.
للاستماع للمحاضرة .. من هنا ( http://www.islamway.net/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=100516) . وكلامه عن القراءة بالمقامات من الدقيقة 54,18
ـ[د. إسلام المازني]ــــــــ[19 Nov 2010, 03:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله عليك دكتور عبد الرحمن، وحفظك وحماك، وأحب الحوار معك حقيقة
هكذا فلنكن جميعا، مثل النحلة ذات همة وسعي في جمع الرحيق، ثم هي تفيد منه المجموع ..
أنزلت المحاضرة وبدأت أستمع، ولعله سيستغرق أياما إن شاء الله، لظروف الوقت، والرغبة في الأناة
وبالمناسبة سأذكر شعوري مع سماع حلقة ختامية في مسابقة الفجر، ولم أتابعها، لكن ساق الله تلك الحلقة للفائز على موقع اليوتيوب، ديوان زماننا، هذا إن كان شعوري يهم أحدا ..
ولعل المتفقهين الباحثين عليهم استحضار شعور العامة أمثالي كذلك، فهو من المناط، وهو من حال القوم وواقعهم،
ومن لا يراعي ذلك "في بيانه، إن لم يكن في حكمه كذلك" عن الأولى والمستحب وغير ذلك فقد يفتن القوم، بل يفتن نفسه، والأدلة لا تخفى على اعتبار ذلك
لقد طلب الممتحنون من القارئ الفائز الأول القراءة بمقام ما، فقال القارئ لا أعرف أسماء المقامات
فتأوه أحد الممتحنين الحاضرين ليذكره بالمقام آآآآآآآآه
وقد شهقت أنا من الصدمة والألم والغصة، لا من الطرب ولا من الوعظ المزعوم منهم، وظل الأمر يشوكني ويؤلمني كمرض وقهر كلما تذكرته أو تحركت جوارحك أوجعك المصاب منها
وقد ساءني حقيقة، ليس لإساءته لذاتي التي لا تحتاج وصف الفقر
لكن لمقام القرءان
وهذا شعور تربيت عليه، فهو وليد ثقافة وتعليم ومجتمع وإعلام، رغم كل عوارهم، ثم بحث واطلاع واستماع لمصادر العلم الشرعي، ومن ثم تربى الذوق لدى جل من عرفت من جيلي
فهل سيغير الباحثون ذلك كله لنتقبل الأمر
وإنا لله وإنا إليه راجعون
وأرجو أن يعتبر هذا مجرد بوح يحتاج علاجا أو تنمية، كما كان الناس يبوحون لبعضهم في المجالس(/)
(حداثة القرآن: إشكال الرسم العثماني وضرورة تنميط الكتابة القرآنية) لعبدالجليل الكور
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Oct 2009, 09:58 ص]ـ
هذه مقالة بعنوان (حداثةُ ?لقرآن: إشكالُ ?لرسم ?لعثماني وضرورةُ تنميط ?لكتابة ?لقرآنية) للباحث عبد الجليل الكور، منشورة بموقع الملتقى الفكري للإبداع. وقد قدم لها الموقع بقوله (ملاحظة: إن نشر هذا المقال لا يعني تبني هيئة تحرير الموقع ما يدعو إليه الكاتب، إنما ينشر في سياق ما ينشره الموقع من أفكار تستحق النقاش والحوار).
وقد رأيتُ بعد قراءتها نقلها للزملاء في ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه ليطلعوا عليه أولاً، ويعرفوا ما يستجد من دعوات حول إعادة كتابة القرآن بغير الرسم العثماني ثم ليناقشوا ما ورد فيها ثانياً باعتبارهم المعنيين بببيان الصواب في مثل هذه المسائل. وهذا نص المقالة ..
حداثةُ ?لقرآن: إشكالُ ?لرسم ?لعثماني وضرورةُ تنميط ?لكتابة ?لقرآنية
للباحث عبد الجليل الكور
فِي ?لِاعْتِقَادِ ?لشَّائِعِ أَنَّ ?لْحَرْفَ ?لْعَرَبِيَّ تَوْقِيفِيٌّ مُقَدَّسٌ، وَبِذَالِكَـ فَلَا يَجِبُ مَسُّهُ بِأَيِّ تَغْيِيرٍ. [وَرَغْمَ أَنَّ] هَذَا ?لسَّبَبَ ?لْأَوَّلَ قَلِيلُ ?لْوُجُودِ فِي أَذْهَانِ بَعْضِ ?لْمُثَقَّفِينَ [فَإِنَّ]، تَأْثِيرَهُ ?لْخَفِيَّ مَا زَالَ يَفْعَلُ فِعْلَهُ بِـ?لنِّسْبَةِ إِلَى ?لْقُرْآنِ ?لْكَرِيمِ.»
(أَحْمَدْ ?لْأَخْضَرْ غَزَالْ) [1]
ما أكثر ?لمشكلَات في حياة ?لمسلمين، سواء على مستوى واقع ?لحياة ?لمادية (?لفقر، ?لجهل، ?لمرض، ?لتمزق ?لمذهبي، ?لِاستبداد ?لسياسي، ?لظلم ?لِاجتماعي، إلخ.) أو على مستوى واقع ?لحياة ?لثقافية (وضع قيم ?لتراث، حقيقة ?لشريعة، كيفية ?لتجديد، ?لدعوة و?لدولة، إلخ.). ومن ?لمؤكد أن هذه ?لمشكلَات، في تعددها وتعقدها، ليست كلُّها حقيقيةً وبالقدر نفسه من ?لْأهمية. إذ أن معظمها ليس، على ?لْأقل فيما ?تخذه من تشكلَات محلية وخاصة، سوى مُشكلَات زائفة.
ولعل واحدة من تلكـ ?لمشكلَات ?لكبرى إنما هي ?للتي تتعلق بالكيفية ?للتي دُوِّن بها رسم "?لقرآن ?لكريم" في أثناء جمعه ?لنهائي (حوالي 647م) على عهد ?لخليفة ?لراشد عثمان بن عفان، رضي ?لله عنه (35هـ/655م). وتُعَدُّ "مشكلةً كبرى" في ?لواقع، لِأن أي "تجديد" أو "تحديث" حقيقي في حياة ?لمسلمين لَا يمكن قيامه إلَّا على أساس قراءة حديثة ومُجَدِّدَة للنص ?لمؤسِّس ?للذي هو "?لقرآن ?لكريم" [2].
وثمة مشكلة في "?لرسم ?لعثماني" للمصحف، ليس فقط لِأن ألفاظ "?لقرآن" رُسمت -خطيا وإملائيا- في ?لْأصل بواسطة ?لحروف ?لصوامت بدون نُقَط ولَا حركات (مما يجعل كل كلمة قابلة للقراءة على أكثر من نحو) [3]، وإنما أيضا لِأن ?لمصحف "?لعثماني" ?شتمل على جملة من ?لْألفاظ ?للتي كُتبت بأشكال مختلفة بين آية وأخرى (نعمة/نعمت، رحمة/رحمت، يدعو/يدع، يأتي/يأت، يكون/يكن، إلخ.) على نحو يَحُول دون ترسيخ ?لِاتساق ?لكتابي للنص ?لقرآني. وفي ?لمدى ?للذي تم فيه هذا ?لتدوين ?لنهائي للقرآن ?لكريم بواسطة لجنة من ?لصحابة ترأسها زيد بن ثابت –رضي ?للَّاهُ عنه-، فإن ?لسؤال يُطرح ليس فقط عن درجة إتقان هؤلَاء ?لصحابة -رضي ?للَّاهُ عنهم- لِرُسوم ?لكتابة، بل كذالكـ -وبشكل أساسي- عن مدى ?تفاقهم على طريقة محددة في رسم ?لْألفاظ ?لمُؤلِّفة لِآي "?لذكر ?لحكيم". ومن ثم، يُمكن طرح ?لسؤال ?لمهم و?لخطير عن طبيعة "?لرسم ?لعثماني" كما دُوِّن به "?لقرآن ?لكريم" وكما تلقاه به ?لناس منذئذ إلى ?لْآن: هل هذا ?لرسم توقيف من ?للَّاهِ –عز وجل- على ?لنحو ?للذي يجعله جزءًا لَا يتجزأ من ?لوحي ?لقرآني ?لمقدس؟ أم أنه ليس سوى "?تفاق" و"?صطلَاح" بين ?لجماعة ?للتي أُوكِل لها أمر جمع ?لمصحف، وبالتالي قد يُمكن أن يُستبدل به "?تفاق" أو "?صطلَاح" آخر إذا دعت ?لضرورة إليه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
إن ?لمسلمين، على ?ختلَاف فِرَقِهم وتعدد مذاهبهم، يؤمنون -باستثناء بعض أدعياء "?لعقلَانية" من ?لمعاصرين- بأن ?لمكتوب بين دفتي ?لمصحف كلَام ?للَّاهِ ?لمنزل على رسوله محمد بن عبد ?للَّاهِ -صلى ?للَّاهُ عليه وسلم-، وبأنه لَا يأتيه ?لباطل من بين يديه ولَا من خلفه وبأن ?للَّاهَ -عز وجل- تكفل بحفظه من كل تحريف إلى يوم ?لدين ("إنا نحن نزلنا ?لذكر، وإنا له لحافظون"، ?لحِجْر:9). وهذا هو كتاب ?للَّاهِ، ?للذي هو "?لقرآن" ?لمتعبد بتلَاوته و?لمعتمد أصلًا في معرفة أحكام ?لدين-?لْإسلَام. وهكذا لَا يسع ?لمسلم إلَّا أن يؤمن –في حدود ما يُمكنه أن يعلم- بكل ذالكـ دون أدنى ?رتياب. إذ من ?لمتواتر، بين علماء ?لمسلمين، أن "?لقرآن ?لكريم" قد جُمع حفظا في قلب رسول ?للَّاهِ -صلى ?للَّاهِ عليه وسلم-، حيث إن جبريل -عليه ?لسلَام- كان يُدارسه ?لقرآن من رمضان إلى رمضان وأنه -صلى ?للَّاهُ عليه وسلم- عرضه عليه مرتين في ?لسنة ?للتي قُبض فيها [4]، وقد جمعه حفظا كثير من ?لصحابة على عهد رسول ?للَّاهِ وبعد مماته [5]. ومن ?لمتواتر، أيضا، أن "?لقرآن" قد جُمع كتابةً، أولًا، من طرف كُتَّاب ?لوحي بأمر وتلقين من رسول ?للَّاهِ، صلى ?للَّاهُ عليه وسلم [6]؛ ثم، ثانيًا، في عهد ?لخليفة ?لراشد أبي بكر ?لصديق، رضي ?للَّاهُ عنه [7]؛ ثم، أخيرًا، في عهد ?لخليفة ?لراشد عثمان بن عفان، رضي ?للَّاهِ عنه [8].
ولذالكـ، فإنه من ?لمتواتر، بين علماء ?لمسلمين، أن ?لنص ?لمجموع بين دفتي ?لمصحف توقيفي ونهائي، في تأليف ألفاظه وترتيب آياته وسوره وفي وجوه قراءته، بحيث ليس لِأحد من ?لبشر، أيا يكن، أن يدعي صوابا في تغيير أي شيء من هذا كله. وإنه لَأمرٌ فعلي وإيماني، عند ?لمسلم، مُسَلَّمٌ وَمُؤَكَّدٌ غايةَ ما يكون ?لتسليم و?لتأكيد. ولذا، فإن كل تشكيكـ في ذالكـ أو تجويز لغيره إنما يكون نتيجة لما يُلِمّ بِـ?لمرتاب و?لجاحد من صُنُوف ?لِاعتقادات ?لفاسدة و?لْأهواء ?لمُضلة، ?للتي لَا تضر كتاب ?للَّاهِ في شيء بقدر ما تضر نفوس أصحابها عاجلًا وآجلًا. و?للَّاهُ غالبٌ على أمره ولو كره ?لمشركون.
ومن حيث إن "?لقرآن ?لكريم" تم تدوينه، نهائيا، في عهد ?لخليفة ?لراشد عثمان بن عفان وَفق ?لرسم ?للذي عُرِف منذئذ باسمه (?لرسم ?لعثماني)، فإن معظم ?لمسلمين يعتقدون أن رسم ?لقرآن -بالشكل ?للذي تم في عهد عثمان وتواتر نقله إلى ?لْآن- يُعَدُّ هو أيضا مقدسا لَا يجوز تغيير أي شيء فيه. إنه، في ظنهم، توقيفي مثلما هو ?لْأمر بالنسبة لتأليف ألفاظ ?لقرآن وترتيب آياته وسوره ووجوه قراءته. وعلى هذا، فإن "?لرسم ?لعثماني" يُنظر إليه، من طرف ?لسواد ?لْأعظم من ?لمسلمين، بأنه أكمل رسم ممكن في ?لخط ?لعربي، وبأنه يزداد شرفا وقُدسية لكونه حُفظ بتواتر ?لنص ?لقرآني. وهكذا نجد أن بعض ?لناس -حتى بين ?لعلماء- لَا يكتفون بالحديث عن وجود "إجماع" حصل بين أمة ?لمسلمين (أي "إجماع" يجعل وُرُود ?لمصحف مكتوبا ومُرَتَّبًا بذالكـ ?لنحو يكتسي طابعا "قطعيا" مُلزِما لكل مسلم)، بل إن هناكـ من ذهب إلى ?لحديث عن وجود أسرار من ?لعلم ?لْإلَاهي في "?لرسم ?لعثماني" تمثل نوعا من أنواع ?لغيب ?للذي لَا يُحيط به إلَّا ?للَّاهُ –عز وجل- أو من أُوتي ?لحكمة من عباده [9].
من أجل ذالكـ، فإن أي ?هتمام بتحسين تلقي ?لقرآن في ?لعصر ?لحالي (و?لعصور ?للتي تليه) يُواجِه -لَا محالة- إشكال "?لرسم ?لعثماني" كما يظهر في ?لمصحف ?لشريف. ومن ثم، فإن ?لسؤال ?لمطروح يمكن أن يتحدد على هذا ?لنحو: هل كتابة ?لمصحف وفق "?لرسم ?لعثماني" توقيف من طرف ?لرسول -صلى ?للَّاهُ عليه وسلم- وحيا من ?للَّاهِ تعالى أم أنها مجرد "?تفاق" (أو "?صطلاح") حصل بين ?لصحابة ?للذين جمعوا ?لمصحف على عهد عثمان بن عفان، رضي ?للَّاهُ عنهم؟ هل هناكـ إجماع من طرف علماء ?لْأمة حول وجوب ?لِالتزام برسم ?لمصحف ?لعثماني أم أن ?لْأمر يتعلق بمذهب يتفق حوله جمهور ?لعلماء؟ وما هو ?لْأساس ?للذي ?عتمده ?للذين يقولون بأن "?لرسم ?لعثماني" توقيفي؟ هل هو أساس شرعي وعملي يقتضي فقط ?لْإيمان و?لتسليم أم أنه أساس علمي أو سياسي يقبل ?لنقاش و?لنقد؟ وبإيجاز، هل رسم ?لمصحف وحي إلَاهي-رباني يُؤخذ كما هو من دون أدنى تردد أم أنه عمل بشري-إنساني يمكن ?لتصرف فيه
(يُتْبَعُ)
(/)
بحسب ?لحاجة؟
يروي ?لْإمام ?لبخاري -رحمه ?للَّاهُ (194 - 256هـ) - في صحيحه عن زيد بن ثابت -رضي ?للَّاهُ عنه- قال: «أرسل إليَّ أبو بكر، مقتلَ أهل ?ليمامة، فإذا عمر بن ?لخطاب عنده، قال أبو بكر رضي ?لله عنه: إن عمر أتاني فقال: إن ?لقتل قد ?ستحَرَّ يوم ?ليمامة بقراء ?لقرآن، وإني أخشى أن يستحرّ ?لقتل بالقراء بالمَواطن، فيذهب كثير من ?لقرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع ?لقرآن. فقلت لعمر: كيف تفعل شيئاً لم يفعله رسول ?لله صلى ?لله عليه وسلم؟! قال عمر: هذا و?لله خير. فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح ?لله صدري لذلك، ورأيت في ذلك ?لذي رأى عمر. قال زيد: قال أبو بكر: إنك شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب ?لوحي لرسول ?لله صلى الله عليه وسلم، فتتبع ?لقرآن فاجمعه. فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال، ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع ?لقرآن. قلت: كيف تفعلون شيئاً لم يفعله رسول ?لله صلى ?لله عليه وسلم؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يُراجعني حتى شرح ?لله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. فتتبعت ?لقرآن أجمعه من ?لعُسُب و?للِّخاف وصدور ?لرجال، حتى وجدت آخر سورة ?لتوبة مع أبي خزيمة ?لأنصاري، لم أجدها مع أحد غيره ("لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عَنِتُّم") حتى خاتمة براءة. فكانت ?لصحف عند أبي بكر حتى توفاه ?لله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر رضي ?لله عنه» [10].
فـ?نظر، على إثر حديث ?لبخاري، كيف بدأ جمع "?لقرآن ?لكريم" بعد وفاة رسول ?للَّاهِ -صلى ?للَّاهُ عليه وسلم-، وكيف أن ?لصديق أبا بكر –رضي ?للَّاهُ عنه- تردد في قَبُول ما عرضه عليه عمر بن ?لخطاب -رضي ?للَّاهُ عنه-، حتى ?حتاج إلى أن يُراجعه وقتا طويلًا أو مرات عديدة، علما بأن ?لْأمر لم يكن يتعلق بشيء آخر غير جمع "?لقرآن"، وهو كلَام ?للَّاهِ، لكي لَا يضيع بذهاب حَمَلته من ?لصحابة ?لقُرّاء! و?نظر كيف أن زيد بن ثابت رضي ?للَّاهُ عنه -كاتب ?لوحي بين يدي رسول ?للَّاهِ- عَجِب من أمر أبي بكر وعمر وهما يُهُمَّان أن يفعلَا ما لم يفعله رسول ?للَّاهُ -صلى ?للَّاهُ عليه وسلم-، بل يدعوانه أن يفعله هو! و?نظر كيف ?ستعظم ?لْأمر فوجده أثقل عليه من نقل جبل! وإنما كان هذا كله، لِأن ?لْأمر يتعلق بتناول كتاب ?للَّاهِ عز وجل، ليس بما يُسيء إليه أو يضره، بل بما يحفظه من ?لضياع!
ثم إن ?لْإمام ?لبخاري يروي في صحيحه مباشرة بعد ?لحديث ?لسالف، أن أنس بن مالكـ قال: «إن حذيفةَ بن ?ليمان قَدِم على عثمان، وكان يُغازي أهل ?لشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل ?لعراق، فأفزع حذيفةَ ?ختلافُهم في ?لقراءة، فقال حذيفةُ لعثمان: يا أمير ?لمؤمنين، أدرك هذه ?لْأمة قبل أن يختلفوا في ?لكتاب، ?ختلَاف ?ليهود و?لنصارى. فأرسل عثمان إلى حفصة: أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في ?لمصاحف ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان. فأمر زيدَ بن ثابت وعبدَ ?لله بن ?لزبير وسعيدَ بن ?لعاص وعبدَ ?لرحمن بن ?لحارث بن هشام، فنسخوها في ?لمصاحف. وقال عثمان للرهط ?لقرشيين ?لثلاثة: إذا ?ختلفتم أنتم وزيدُ بن ثابت في شيء من ?لقرآن، فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم. ففعلوا، حتى إذا نسخوا ?لصحف في ?لمصاحف، رد عثمان ?لصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من ?لقرآن، في كل صحيفة أو مصحف أن يُحرَق» [11].
و?نظر، من جديد، كيف أن كل ما كان يجده أصحاب رسول ?للَّاهِ في جمع ?لقرآن وحفظه قد زال في ?لجمع ?لثاني، وصار مكانَه سعيٌ جادٌّ وعزمٌ ماضٍ يتمثل في ?لْأمر و?لتنفيذ و?لتنظيم. إذ حذيفة يُشير، وعثمان يأمر وينظم، وكل من حفصة و?لرهط ?لقرشيين ينفذون! و?نظر إلى مبدإ ?لعمل و?لِاتفاق: إذا ?ختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من ?لقرآن، فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم (أو كما في ?لرواية ?لْأخرى: "إذا ?ختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في عربيةٍ من عربيةِ ?لقرآن، فاكتبوها بلسان قريش، فإن ?لقرآن أُنزل بلسانهم" [12]). ويروي أبو عمرو ?لداني (444هـ)، في كتابه "?لمقنع في رسم مصاحف ?لْأمصار"، أن زيد بن ثابت قال: «فجعلنا نختلف في ?لشيء، ثم نجمع أمرنا على رأي واحد. فاختلفوا في "?لتابوت"، فقال زيد: "?لتابوه"، وقال ?لنفر: "?لتابوت"؛ قال: فأبيت أن أرجع إليهم
(يُتْبَعُ)
(/)
وأبوا أن يرجعوا إلي، حتى رفعنا ذلك إلى عثمان، فقال عثمان: اُكتبوه "?لتابوت"، فإنما أنزل ?لقرآن على لسان قريش».
وإنكـ لترى من هذا أن رئيس لجنة ?لتدوين قد واجه صعوبات ?لِاختلَاف و?لخلَاف ?لناتجة عن ?لفروق بين لُغات ?لعرب وخبرات ?لرجال. ولم يكن أمامه من سبيل لتجاوز ذالكـ سوى ?لقياس على لسان قريش، أي ضرورة تنميط نص ?لقرآن كلسان عربي مُبين، به أُنزل ?لذكر الحكيم وبه يجب أن يحفظ.
ويروي ?لْإمام ?لبخاري أن عبد ?لله بن عمرو ذكر عبد ?لله بن مسعود فقال: «لَا أزال أحبّه، سمعت ?لنبي صلى ?لله عليه وسلم يقول: خُذُوا ?لقرآن من أربعة، من عبد ?لله بن مسعود، وسالم، ومعاذ، وأُبَيّ بن كعب» [13]. ويروي ?لبخاري أيضا أن شقيق بن سَلَمة قال: «خَطَبنا عبد ?لله [بن مسعود]، فقال: و?لله لقد أخذت من فِيِّ رسول ?لله صلى ?لله عليه وسلم بِضعًا وسبعين سورةً. و?للهِ لقد علم أصحاب ?لنبي صلى ?لله عليه وسلم أنّي من أعلمهم بكتاب ?لله، وما أنا بخيرهم. قال شقيق: فجلست في ?لْحِلَق أسمع ما يقولون، فما سمعت رادًّا يقول غير ذلك» (في عبارة ?لْإمام مسلم: "فما سمعت أحدا يرد ذلك عليه ولا يَعيبه") [14]. ويروي ?بن أبي داود ?لسجستاني (230 - 316هـ) أن عبد ?لله بن مسعود -بعد جمع ?لمصحف ?لعثماني وإحراق ما سواه- خطب ?لناس على ?لمنبر فقال: "ومن يَغْلُل يأت بما غَلَّ يوم ?لقيامة"، غُلّوا مصاحفكم، وكيف يأمروني أن أقرأ على قراءة زيد بن ثابت، وقد قرأت من فيّ رسول ?لله صلى ?لله عليه وسلم بضعا وسبعين سورةً، وإنّ زيد بن ثابت ليأتي مع الغِلْمان له ذُؤابتان، و?لله ما نزل من ?لقرآن إلَّا وأنا أعلم في أي شيء نزل، ما أحد أعلم بكتاب ?لله مني، وما أنا بخيركم، ولو أعلم مكانا تبلغه ?لْإبل أعلم بكتاب ?لله مني لَأتيته. قال أبو وائل: فلما نزل عن ?لمنبر جلست في ?لْحِلَق، فما أحد يُنكر ما قال.» [15].
يقول ?لْإمام ?لنووي (631 - 676هـ) في شرحه على "صحيح مسلم": «وقال لِأصحابه "غُلُّوا مصاحفكم"، أي ?كتموها، "ومن يَغلُل يأت بما غَلَّ يوم ?لقيامة"، يعني: فإذا غللتموها جئتم بها يوم ?لقيامة، وكفى بكم به شرفا.». أما ?بن حجر ?لعسقلَاني (773 - 852هـ)، فيقول، في "فتح ?لباري": «وكان مُراد عبد ?لله بن مسعود بـ"غَلِّ ?لمصاحف"، كتمها وإخفاؤها لئلَّا تخرج فتُعدم. وكأنَّ ?بن مسعود رأى خِلَاف ما رأى عثمان ومن وافقه على ?لِاقتصار على قراءةٍ واحدة وإلغاء ما عدا ذلك، أو كان لَا يُنكر ?لِاقتصار لِما فيه عدمه من ?لِاختلَاف، بل كان يُريد أن تكون قراءته هي ?لتي يُعوَّل عليها دون غيرها، لِمَا له من ?لمزية في ذلك مما ليس لغيره، كما يُؤخذ ذلك من ظاهر كلَامه. فَلَمَّا فاته ذلك ورأى أن ?لِاقتصار على قراءة زيد ترجيحٌ بدون مرجح عنده، ?ختار ?ستمرار ?لقراءة على ما كانت عليه» [16].
ويأتي ?لقاضي أَبو بكر ?بن ?لطيب ?لباقلَاني (338 - 403هـ/950 - 1013م)، فيعقد، في كتابه "?لِانتصار للقرآن"، فصلًا مُهِمًّا حول كيفية توجيه ?لقول باللحن ?لمنسوب إلى كل من عثمان بن عفان وأم ?لمؤمنين عائشة رضي ?لله عنهما. وفي خلَال ذالكـ يقول: «ومما يُعتمد في تأويل قول عثمان "أرى فيه لحنا"، هو أن ?لمقصود به ما وُجِد فيه من حذف ?لكاتب و?ختصاره في مواضع وزيادة أحرُف في مواضع أُخَر، وأن ?لكاتب لو كان كتبه على مخرج ?للفظ وصُورته لَكَان أحق وأولى وأقطع للقالة وأنقى للشُّبهة عَمَّن ليس ?لكلَام باللسان طبعًا له. وقولُه "لَتُقيمَنَّهُ ?لعربُ بألسنتها"، معناه أنها لَا تلتفتُ إلى ?لمرسوم ?لمكتوب ?لذي وُضِع للدلَالة فقط، وأنها تتكلم به على مقتضى ?للغة و?لوجه ?لذي أُنزل عليه من مخرج ?للفظ وصُورته.» [17]. ويُورِدُ ?لباقلَاني في عقب ذالكـ بعض ?لْأمثلة، فيقول: «فمن هذه ?لحروف و?لكلمات ما كُتِب في ?لمصحف من "?لصلَاة" و"?لزكاة" و"?لحياة" بالواو دون ?لْألف، وكان ?لْأَولى أن تُكتب "?لصلَاة" و"?لزكاة" و"?لحياة" على مخرج ?للفظ ومطابقته. وكذلك "إبراهيم" و"إسماعيل" و"إسحاق" و"صالح" و"?لرحمان"، وأمثال هذه ?لْأسماء ?لتي تُسقط ?لْألف منها وهي ثابتة في ?للفظ و?لمخرج؛ ونحو إلحاقهم في آخر ?لكلمة من "قالوا" و"قاموا" و"كانوا" وأمثال ذلك ألفا، و?لْألف غير ثابتة ولَا بَيِّنة في ?للفظ. فرأى عثمان [أن] كتابة هذه
(يُتْبَعُ)
(/)
?لكلمات أو ?لْأسماء ورسمها على مطابقة ?للفظ ومخرجه أولى وأحق، وأن ?لمتكلم إن تكلم بها وتلَاها على حَدِّ ما رُسِمت في ?لمصحف، كان مُخطئا لَاحِنًا خارجا عن لغة ?لعرب وعادتها ومتكلمًا بغير لسانها. غير أنه عَرَف هو وكُلُّ أحد من [كَتَبة] ?لمصحف وغيرهم من أهل ?لعلم باللغة أن ?لعرب لَا تَلْفِظ بـ"?لصلاة" و"?لزكاة" و"?لحياة" بالواو، وتُسقط ?لْألف، ولَا تحذف ?لْألف في لفظها بـ"?لرحمان" و"سلمان" و"إسماعيل" و"إسحاق" و"صالح" ونحو ذلك، ولَا تأتي بألف في "قاموا" و"قالوا" و"كانوا" وأمثال ذلك، وأنها لَا تتكلم بذلك إلَّا على مقتضى ?للفظ ووضع ?للغة لشهرة ذلك وحُصُول ?لعلم به، وتَعَذُّر ?لنطق به على ما رُسِم في ?لمصحف. فلذلك قال "ولَتُقيمَنَّه ?لعرب بألسنتها"، أي أنها تنطق به على واجبه، ولَا تَشُكُّ في ذلك لِأجل أن ?لرسمَ في ?لخط بِخِلَافِه.» [18].
ويستنتج ?لباقلَاني من ذالكـ ?لْأمر فيقول: «فوجب أنه إنما أراد بذكر ?للحن ?لهجاء ?لذي رُسم على غير مطابقة ?للفظ ومنهاجه، وأنه لَمَّا رأى ذلك قد ?تّسع وكَثُر في ?لمصحف -كثرةً يَطُول تتبعها، ويحتاج معها إلى إبطال ?لنسخة ?لتي رُفعت إليه، و?ستئناف غيرها [بـ] إلزام ?لكَتَبة في ذلك وسائر من عنده نسخة منه-، [بدا له أن في ?لْأمر] كلفةً ومشقةً شديدةً، وعَلِم أن ذلك يصعب على أهل ?لذكاء و?لفطنة ?لذين نصبهم لِكَتْب ?لمصحف وعرضه، لِأنهم لم يعتادوا ?لكتابة إلَّا على ذلك ?لوجه، وأن أيديهم لَا تجري إلَّا به، أو خاف نُفُورهم من ذلك وتنكرهم له ونسبتهم إلى ميل عليهم وقدح فيهم، وخشي حصول قالةٍ وتَفَرُّق ?لكلمة. فأبقاه على ما رُفِع إليه من لحن، وقال "إن ?لعرب ستُقيمُه بألسنتها"، لِمَوْضِع شهرة تلك ?لْألفاظ، وعِلْمه وعِلْم ?لناس بأن ?لعرب لَا تتكلم بها أبدًا على ما قِيلت ورُسِمت في ?لخط.» [19].
وبعد ذالكـ مباشرة، يُورِد ?لباقلَاني ?عتراضَ ?لمُعترضين: «فإنْ قالوا: على هذا ?لجواب، فقد صِرْتُم إلى أنه قد وقع في خط ?لمصحف ورسمه خطأ، وما ليس بصواب، وما كان غيرُه أولى منه، وأن ?لقوم أجازوا ذلك وأمضوه وسَوّغُوه. وذلك إجماع منهم على خطإ، وإقرار بما ليس بصواب». ثم يدفع هذا ?لِاعتراض بما يلي: «يُقال لهم: لَا يجب ما قُلتم، لِأجل أنَّ ?لله إنما أوجب على ?لقُرّاء و?لْحَفَظة أن يقرؤوا ?لقرآن ويُؤدُّوه على منهاجٍ محدود، وسبيل ما أنزل عليه؛ وأن لَا يُجاوزوا ذلك ولَا يؤخروا منه مُقَدَّمًا ولَا يُقدِّموا مُؤخرا، ولَا يزيدوا فيه حرفا ولَا ينقصوا منه شيئا ولَا يأتون به على ?لمعنى و?لتعريب دون لفظ ?لتنزيل على ما بَيَّنّاه فيما سلف؛ ولم يأخذ على كُتّاب ?لقرآن وحُفّاظ ?لمصاحف رسمًا بعينه دون غيره، أوجبه عليهم وحَظَر ما عداه؛ لِأن ذلك لَا يجب –لو كان واجبا- إلَّا بالسمع و?لتوقيف. وليس في نص ?لكتاب، ولَا مضمونه ولحنه، أن رسم ?لقرآن وخطه لَا يجوز إلَّا على وجهٍ مخصوص وحَدٍّ محدود، ولَا يجوز تجاوزُه إلى غيره؛ ولَا في نص ?لسنة أيضا ما يُوجب ذلك ويدل عليه؛ ولَا هو مما أجمعت عليه ?لْأمة، ولَا دلّت عليه ?لمقاييس ?لشرعية؛ بل ?لسنة قد دلَّت على جواز كَتْبه بأي رسمٍ سهل وسَنَح للكاتب، لِأن رسول ?لله -صلى ?لله عليه- كان يأمر برسمه وإثباته على ما بيّنّاه سالفا، ولَا يأخذ أحدًا بخط محدود ورسم محصور، ولَا يسألهم عن ذلك، ولَا يُحفظ عنه حرف واحد. ولِأجل ذلكـ ?ختلفت خطوط ?لمصاحف، وكان منهم من يكتب ?لكلمة على مطابقة مخرج ?للفظ، ومنهم من يحذِف أو يزيد مما يعلم أنه أولى في ?لقياس بمطابقته وسياقه ومخرجه. غير أنه يستجيز ذلك لعلمه بأنه ?صطلَاحٌ وأن ?لناس لَا يخفى عليهم. ولِأجل هذا بعينه جاز أن يكتب بالحروف ?لكوفية و?لخط ?لْأول، وأن يجعل ?للَّام على صورة الكاف، وأن يُعوّج ?لْألفات، وأن يكتب أيضا على غير هذه ?لوجوه؛ وساغ أن يكتب ?لكاتب ?لمصحف على ?لخط و?لهجاء ?لقديمين، وجاز أن يكتب بالهجاء و?لخطوط ?لمحدثة، وجاز أن يكتب بين ذلك. وإذا عُلِم وثَبَت أن خطوط ?لمصاحف وكثيرا من حروفها مختلفة متغايرة ?لصورة، وأن ?لناس قد أجازوا ذلك أجمع ولم يُنكِر أحد منهم على غيره مخالفة لرسمه وصورة خطه، بل أجازوا أن يكتب كل واحد منهم بما هو عادته و?شتهر عنده، وما هو أسهل وأولى من غيرِ تأثيمٍ ولا
(يُتْبَعُ)
(/)
تناكر لذلك، عُلِم أنه لمْ [يُؤخذ] في ذلك على ?لناس حدٌّ محدودٌ محصور، كما أُخِذ عليهم في ?لقراءة و?لْأداء. و?لسبب في ذلك أن ?لخطوط إنما هي علَامات ورسومٌ تجري مجرى ?لْإشارات و?لعقود و?لرموز. وكل شيء يدل على ?للفظ ويُنبئ عنه. وإذا دَلَّ ?لرسمُ على ?لكلمة وطريقها و?لوجه ?لذي يجب ?لتكلم عليه بها، وجب صحتُه وصوابُ ?لكاتب له على أي صورة كان وأي سبيل كَتَب. وإذا كان ذلك كذلك، بطل ما تَوَهَّمُوه. وفي ?لجملة، فإن كل من ?دعى أنه قد ألزم ?لناس وأخذ عليهم في كَتْب ?لمصحف رسمًا مخصوصًا وصورةً محدودةً لَا يجوز ?لعُدُول عنها إلى غيرها، لَزِمَهُ إقامة ?لحجة وإيراد ?لسمع ?لدال على ذلك. وأَنَّى لَهُ به!» [20].
وبَيِّنٌ من هذا ?لنص أن ?لْإمام ?لباقلَاني يُؤكِّد بكل وضوح أن رسم ?لمصحف ?صطلَاح لَا توقيف فيه، حيث يجوز (بل يجب) أن يُكتَب ?لقرآن بما هو أيسر وأسهل. لَاكِنَّ ?لباقلَاني نفسه يُورِدُ بعد ذالكـ، بخصوص ?لحروف ?لمُشكِلة أو ?لمتشابهة، كَلَامًا قد يُفهَم منه ?لعُدُول عما سبق أن أكَّدَه. إذ يقول: «أما إطباق ?لجماعة على كتابة هذه ?لحروف على خلَاف ?لوجه ?لْأظهر، فهو أصَحُّ دليل على أنهم مأمورون بذلك و [موقوفون] عليه و [مأخوذون] به، وأنه لَوْلَا إلزامهم ذلك وجواز ?لقراءة ببعضها مع إطلَاق ?لقراءة بغيره رحمةً، وتضييقه ?لقراءة ببعضها على وجه ما ثبت، وموافقة خط ?لمصحف، لَكَتَبُوهُ على ?لوجه [?لْأظهر] ?لْأشهر، لَا سيما وليس في ذلك ما يتعلق باختلَاف منفعة أو دفع مضرة، أو يعود بإثبات إمامة وتأثيل مَحَلّ ورئاسة وتفضيل قوم وبنقص آخرين، ولَا يضر بهم إثباته على ?لوجه ?لْأشهر في باب دنيا ولَا دين، وإثباته له على ما أثبتوه. [و] إذا كانت ?لحال على ما وصفناه، [فهو] من أدل ?لْأمور على أنهم مأمورون بذلك ومُخبَرون بصحته وجوازه.» [21]. غير أن ?لنظر إلى هذا ?لنص في سياقه يجعله خاصا بالكلمات أو ?لحروف ?للتي تكلم عنها ?لباقلَاني في ?لصفحات ?لسابقة من كتابه [22]، حيث نجده يُورِد ?لِاعتراض ?لتالي: «فإنْ قالوا: إذا أجَزْتم قراءة هذا ?لحرف بالجزم و?لنصب [يقصد "أَكُنْ" أو "أكون" كقراءتين جائزتين في ?لْآية "فأَصَّدَّق وأَكُنْ من ?لصالحين"، ?لمنافقون:10]، وأجزتم أيضا قراءة قوله "إِنَّ هاذان لساحران"، تارةً كذلك، وتارة:"إنَّ هذين لساحران"، فألَا أجزتم أيضا قراءة قوله: "و?لمقيمين ?لصلَاة"، بالرفع، وأن يقرأوا: "و?لمقيمون ?لصلَاة"، وكذلك فألَا أجزتم قراءة قوله: "و?لصابئون" بالنصب، وأن يقرأوا: "و?لصابئين" منصوبا، وإن كان ذلك مخالفًا لِخَطِّ ?لمصحف كما صنعتم ذلك في "أصّدّق وأكن"، و"إن هذين لساحران"، وإن خالفت ?لقراءة خط ?لمصحف حيث تكونوا قد أعطيتم ?لقياس حقه ومضيتم مع مُوجبه.». وبعد ذالكـ يُجيب عنه قائلًا: «يُقَالُ لهم لَا يجب ما قُلْتُم لِأجل أننا قد بيَّنّا جواز قراءة ?لحرفين ?لْأولين على ?لوجهين جميعا، وبيَّنّا أن قومًا من ?لسلف وخَلْقًا من ?لْخَلَف قرأوا بذلك، فاشتهر عنهم وقامت الحُجّة به من غير تَنَاكُر ولَا تَرَافُع، وأوضحنا ذلك بما يُغني عن رده، فوجب تجويز ?لوجهين جميعا في "أصَّدَّق وأكُن" وفي "إن هذين لساحران". ولم يُنْقَل عن ?لسلف، ولَا قامت ?لحجة بأن أحدًا منهم قرأ: "و?لمقيمين ?لصلَاة" بالرفع، و"?لصابئين بالنصب"، وهو إذا قُرِئَ كذلك مخالفٌ لِخَطِّ ?لمصحف، وإذَا قُرِئَ على مُوافقة خط ?لمصحف فقد قُرئ بوجهٍ صحيح جائز. وقد بَيَّنّا صحته وسلَامته لغير وجه. فلَا يَسُوغُ لِأحد ترك قراءتهما على موافقة خط ?لمصحف ?لذي نَتَّفِقُ أنه أُنْزِلَ كذلك، وقُرِئَ به إلى مخالفة ?لخط في ?لمصحف ?لذي لَا يُؤْمَن معه أن يكون ?لله سبحانه ما أنزله على ذلك ?لوجه، وإن كان جائزًا سائغًا. وقد أوضحنا فيما سلف أن ?لقراءة تُثْبِتُ تارةً جواز ما بخط ?لمصحف ونقله و?لشهادة بصحته، وتَثْبُت تارة بالنقل عن ?لسلف وظهور ?لقراءة للحرف بينهم، وإن خالف خط ?لمصحف. فوجب لِأجل هذه ?لجملة جواز قراءة ما قُلناه على ?لوجهين جميعا، ولم يَجُز قراءة: "و?لمقيمين ?لصلَاة" [و] "?لصابئون" بخلَاف ?لمصحف، وعلى ما لَا نعلم أن ?لله سبحانه أنزله عليه، وإن كان سائغا ظاهرا وكان هو ?لْأشهر في ?للغة ?لعربية، لِأنه قد يجوز أن يترك ?لحرف و?لحرفان
(يُتْبَعُ)
(/)
على خِلَاف ?لوجه ?لْأظهر ?لْأشهر على ما بَيَّنَّاه من قبل، إذا كان لِإنزاله على خلَاف ذلك في ?للغة تَوَجُّهًا صحيحًا. وإذا كان كذلك، بطل ما سألوا عنه وطالبوا به.» [23].
وهكذا يتبين أن ?لْإمام ?لباقلَاني يذهب إلى أن رسم ?لمصحف ?لعثماني تجوز مخالفته إلى ?لرسم ?لهجائي ما لم يتعارض ?لْأمر مع قراءة ثابتة عن سلف ?لْأمة. ومن هنا يَثْبُتُ أن ?لرسم في ?لمصحف ?صطلَاحي، في حين أن ?لقراءة و?لْأداء توقيفٌ يُؤخَذُ فيهما بالسماع عن ?لسلف. وبالتالي فإن رَسْمَ ?لمصحف يجوز تغييره وَفْقَ ما تقتضيه ?لكتابة ومن دون تجاوز ضوابط ?لقراآت ?لمتواترة [24].
وعلى ضوء كل ما سبق، يُمكننا أن نفهم ما يُورِدُه أبو عمرو ?لداني (444هـ) في "?لمقنع" من أن ?لْإمام مالكـ -رحمه ?لله- سُئِلَ: "هل يُكتَب ?لمصحف على ما أحدثه ?لناس من ?لهجاء؟ فقال: لَا، إلَّا على ?لكِتْبة ?لْأُولى" (أو، كما في رواية أشهب، "فقال: لَا أرى ذلك، ولكن يُكتَب على ?لكِتْبة ?لْأولى."). قال أبو عمرو ?لداني: "ولَا مُخالف له في ذلك من علماء ?لْأمة". فأنت ترى أن ?لْإمام مالكـ -رحمه ?لله- ذهب إلى أن ?لمصحف يجب أن يُكتَب فقط على هيئة ?لرسم ?لعثماني. وهذا رأيه و?ختياره ?لخاص به. أما قول ?لداني بأنه لَا أحد من ?لعلماء خالف رأي مالكـ، فغير صحيح؛ لِأنه يتجاوز دلَالة موقف عبد ?لله بن مسعود في معارضته للمصحف ?لعثماني، كما يُغفل موقف ?لْإمام ?لباقلَاني. وعليه، لَا يصح ?لحديث عن وجود "إجماع" حول "?لرسم ?لعثماني"، كما لَا يمكن إغفال رأي ?للذين قالوا بأن هذا ?لرسم ليس سوى "?تفاق" أو "?صطلَاح" بين كَتَبة ?لمصحف-?لْإمام في خلَافة عثمان بن عفان، رضي ?للَّاه عنه.
ولعل عبد ?لرحمان ?بن خلدون (1332 - 1406م) كان أكثر من أجاد في تعليل حقيقة "?لرسم ?لعثماني" للقرآن ?لكريم، إذ أنه يقول -على أساس أن ?لخط و?لكتابة في عِداد ?لصنائع ?لْإنسانية ?للتي ترتبط بمدى ?زدهار ?لعمران ?لبشري- «وكان ?لخط ?لعربي لِأوَّل ?لْإسلَام غيرَ بالغٍ إلى ?لغاية من ?لْإحكام و?لْإتقان و?لْإجادة، ولَا إلى ?لتوسط، لِمَكانِ ?لعرب من ?لبداوة و?لتوحش وبُعْدِهم عن ?لصنائع. و?نْظُر ما وقع لِأجل ذلك في رسم ?لمصحف، حيث كتبه ?لصحابةُ بخطوطهم -وكانت غيرَ مُستحكِمَةٍ في ?لْإجادة-، فخالفَ ?لكثيرُ من رسومهم ما ?قتضته أقيسةُ رسوم صناعة ?لخط عند أهلها. ثم ?قتفى ?لتابعون من ?لسلف رسمَهم فيها تَبَرُّكًا بما رسمه أصحاب رسول ?لله صلى ?لله عليه وسلم وخيرُ ?لخلق من بعده ?لمُتَلَقُّون لوحيه من كتاب ?لله وكلامه، كما يُقْتَفى لهذا ?لعهد خَطُّ وَلِيٍّ أو عالمٍ تَبَرُّكًا ويُتَّبع رسمُه خطأً أو صوابًا. وأين نِسبةُ ذلك من ?لصحابة وما كتبوه! فاتُّبِع ذلك وأُثْبِت رسمًا، ونَبَّه ?لعلماءُ بالرسم على مَوَاضِعه. ولَا تَلْتَفِتَنَّ في ذلك إلى ما يزعمه بعض ?لمُغَفَّلِينَ من أنهم كانوا مُحْكِمينَ لصناعة ?لخط، وأن ما يُتخيل من مخالفةِ خطوطهم لِأصُول ?لرسم ليس كما يُتخيل، بل لِكُلِّهَا وَجْهٌ. ويقولون في مثل زيادة ?لْألف في "لا أذبحنه" أنه تنبيه على أن ?لذبح لم يقع، وفي زيادة "?لياء" في قوله "بأييد" أنه تنبيه على كمال ?لقدرة ?لربانية. وأمثال ذلك، مما لَا أصل له إلَّا ?لتحكم ?لمحض. وما حَمَلَهُمْ على ذلك إلَّا ?عتقادُهم أن في ذلك تنزيها للصحابة عن تَوَهُّم ?لنقص في قِلَّةِ إجادة ?لخط. وحَسِبُوا أن ذلك ?لخط كمال، فَنَزَّهُوهُم عن نقصه، ونسبوا إليهم ?لكمال بإجادته، وطلبوا تعليلَ ما خالف ?لْإجادة من رَسْمِه، وذلك ليس بصحيح.» [25].
ويأتي في ?لعصر ?لحديث محمد عبد ?لعظيم ?لزرقاني (1367هـ/1947؟) في كتابه مناهل ?لعرفان في علوم ?لقرآن، ليؤكد أن: «للعلماء في رسم ?لمصحف آراءٌ ثلَاثةٌ: ?لرأي ?لْأول، أنه توقيفي لَا تجوز مخالفتُه، وذلك مذهب ?لجمهور. و?ستدلوا بأن ?لنبي -صلى ?لله عليه وسلم- كان له كُتَّابٌ يكتبون ?لوحي، وقد كتبوا ?لقرآن فِعْلًا بهذا ?لرسم وأَقَرَّهُم ?لرسول على كتابتهم. ومضى عهده -صلى ?لله عليه وسلم- و?لقرآن على هذه ?لكِتْبَة لم يحدث فيه تغيير ولَا تبديل، بل وَرَدَ أنه -صلى ?لله عليه وسلم- كان يضع ?لدستور لِكُتَّابِ ?لوحي في رسم ?لقرآن وكتابته. [ ... ]؛ ومُلَخَّصُ هذا ?لدليل أن رسم ?لمصاحف
(يُتْبَعُ)
(/)
?لعثمانية ظَفِرَ بأُمور كل واحد منها يجعله جديرًا بالتقدير ووُجوب ?لِاتباع. تلك ?لْأمور هي إقرار ?لرسول صلى ?لله عليه وسلم عليه، وأمره بدستوره. وإجماع ?لصحابة -وكانوا أكثر من ?ثني عشر ألف صحابي- عليه، ثم إجماع ?لْأمة عليه بعد ذلك في عهد ?لتابعين و?لْأئمة ?لمجتهدين. [ ... ]. ويُمكن مناقشة هذا ?لرأي ?لْأول بأن ?لْأدلة ?لتي ساقوها لَا تدل على تحريم كتابة ?لقرآن بغير هذا ?لرسم؛ إذ ليس فيها زجر ?لْإثم ووعيدُه، ولَا نهي ?لحرام وتهديدُه. إنمّا قُصَاراها ?لدلَالة على جَوَازِ ?لكتابة بالرسم ?لعثماني ووَجَاهتِه ودِقَّتِه. وذلك مَحَلُّ ?تفاقٍ وتسليمٍ [26]. ?لرأيُ ?لثاني: أن رسم ?لمصاحف ?صطلَاحي لَا توقيفي، وعليه فتجوز مخالفتُه. ومِمَّنْ جَنَح إلى هذا ?لرأي ?بن خلدون في مقدمته. وممن تحمس له ?لقاضي أبو بكر في "?لِانتصار"، [ ... ]. ونُوقِش هذا ?لمذهبُ: أولًا، بالْأدلة ?لتي ساقها جمهورُ ?لعلماء لتأييد مذهبهم. وها هي بين يديك عن كثب، بعضها من ?لسنة وبعضها من إجماع ?لصحابة و?لتابعين وتابعيهم [27]. ثانيا، أن ما ?دَّعاه من أنه ليس في نصوص ?لسنة ما يُوجِب ذلك ويَدُلُّ عليه مردودٌ بما سبق من إقرار ?لرسول كُتَّاب ?لوحي على هذا ?لرسم، ومِنْهم زيد بن ثابت ?لذي كتب ?لمصحف لِأبي بكر وكتب ?لمصاحف لعثمان و?لحديث ?لْآنف، وفيه يقول ?لرسول لمعاوية "أَلْقِ ?لدواة وحَرِّف ?لقلم، إلخ."، فإنه حُجّة على أنه -صلى ?لله عليه وسلم- كان واضع دستور ?لرسم لهم [28]. ثالثا، أن قول ?لقاضي أبي بكر "ولذلك ?ختلفت خطوطُ ?لمصاحف، إلخ"، لَا يُسَلَّم له بعد قيام ?لْإجماع و?نعقاده ومعرفة ?لناس بالرسم ?لتوقيفي وهو رسم عثمان على ما قرروه هناك. ونزيدك هنا ما ذَكَره ?لعلَّامة ?بن ?لمبارك نقلًا عن ?لعارف بالله شيخه عبد ?لعزيز ?لدباغ، إذ يقول في كتابه "?لْإبريز" ما نصه: "رَسْمُ ?لقرآن سِرٌّ من أسرار ?لله ?لمشاهدة وكمال ?لرِّفْعة. قال ?بن ?لمبارك: فَقُلْتُ له: هل رسم "?لواو" بدل "?لْألف" في نحو "?لصلَاة" و"?لزكاة" و"?لحياة" و"مشكاة"، وزيادة "?لواو" في "سَأُوريكم" و"أولئك" و"أولَاء" و"أولَات"، وكـ"?لياء" في نحو "هُدَيهُم" و"مَلائه" و"بأييكم" و"بأييد"، هذا كله صادر من ?لنبي (صلى ?لله عليه وسلم) أو من ?لصحابة؟ فقال: "هو صادر من ?لنبي (صلى ?لله عليه وسلم) وهو ?لذي أَمَر ?لكُتَّاب من ?لصحابة أن يكتبوه على هذه ?لهيئة، فما نقصوا ولَا زادوا على ما سَمِعُوهُ من ?لنبي، [ ... ] ما للصحابة ولَا لغيرهم في رسم ?لقرآن ولَا شعرة واحدة، وإنما هو توقيف من ?لنبي، وهو ?لذي أمرهم أن يكتبوه على ?لهيئة ?لمعروفة بزيادة ?لْألف ونقصانها لِأسرار لَا تهتدي إليها ?لعقول، وهو سِرٌّ من ?لْأسرار خَصَّ ?لله به كتابه ?لعزيز دون سائر ?لكتب ?لسماوية. وكما أنَّ نَظْمَ القرآن مُعْجِزٌ، فَرسمُه أيضا مُعجِز [29]. [ ... ]. ?لرأي ?لثالث: يميل صاحب "?لتبيان" ومن قبله صاحب "?لبرهان" إلى ما يُفهم من كلَام ?لعز ?بن عبد ?لسلَام من أنه يجوز، بل يجب كتابة ?لمصحف ?لْآن لعامة ?لناس على ?لِاصطلَاحات ?لمعروفة ?لشائعة عندهم، ولَا تجوز كتابتُه لهم بالرسم ?لعثماني ?لْأول، لِئَلَّا يُوقِع في تغيير من ?لجُهَّال. ولكن يجب في ?لوقت نفسه ?لمحافظة على ?لرسم ?لعثماني، كأثر من ?لْآثار ?لنفيسة ?لموروثة عن سلفنا ?لصالح، فلَا يُهمَل مراعاةً لجهل ?لجاهلين، بل يبقى في أيدي ?لعارفين ?لذين لَا تخلو منهم ?لْأرض. [ ... ]، أقول: وهذا ?لرأي يقوم على رعاية ?لِاحتياط للقرآن من ناحيتين، ناحية كتابته في كل عصر بالرسم ?لمعروف فيه، إبعادًا للناس عن ?للَّبس و?لخلط في ?لقرآن وناحية إبقاء رسمه ?لْأول ?لمأثور يقرؤُه ?لعارفون ومن لَا يُخشى عليهم ?لِالتباس. ولَا شك أن ?لِاحتياط مطلبٌ دينيٌّ جليلٌ، خُصوصا في جانب حماية ?لتنزيل» [30].
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد ذالكـ، يقول ?لزرقاني: «يقولون إن كثيرا من ?لمتعلمين لَا يحفظون ?لقرآن ولَا يُحسنون قراءته في ?لمصحف لعدم معرفتهم ?لرسم ?لعثماني. فلماذا نتقيد بهذا ?لرسم ولَا نكتب ?لمصاحف ?ليوم باصطلَاح ?لكتابة ?لمعروف، تسهيلًا على ?لناشئة وتيسيرا على ?لناس؟ و?لجواب: أولًا، أن للعلماء آراء في ذلك بالجواز، بل قال بعضهم -وهو ?لعز بن عبد ?لسلَام- بوجوب كتابة ?لمصحف للعامة باصطلاح كتابتهم ?لحديث خشية ?لِالتباس، كما يجب كتابته بالرسم ?لعثماني محافظة على هذا ?لتراث ?لعزيز [31]. [ ... ]؛ ثانيا، أن في ?لرسم ?لعثماني مزايا وفوائد، ذكرناها سابقا [32]؛ ثالثا، أن مذهب ?لجمهور قائم على أدلة متوافرة على وجوب ?لتزام هذا ?لرسم عندهم [33]. [ ... ]. رابعا، أن مصطلح ?لخط و?لكتابة في عصرنا عُرْضَة للتغيير و?لتبديل. ومن ?لمبالغة في قداسة ?لقرآن حمايته من ?لتغيير و?لتبديل في رسمه [34]. خامسا، أن إخضاع ?لمصحف لمصطلحات ?لخط ?لحديثة ربما يَجُرُّ إلى فتنة أشبه بالفتنة ?لتي حدثت أيام عثمان وحملته على أن يجمع ?لقرآن. فربما يقول بعض ?لناس لبعض أو بعض ?لشعوب لبعض عند ?ختلَاف قواعدهم في رسم ?لمصحف: رسمي خيرٌ من رسمك أو مُصحفي خير من مصحفك، أو رسمي صواب ورسمك خطأ. وقد يجر ذلك إلى أن يُؤَثِّم بعضهم بعضا أو يقاتل بعضهم بعضا. ومن ?لمقرر أن درء ?لمفاسد مُقَدَّمٌ على جلب ?لمصالح [35]. سادسا، أن ?لرسم ?لعثماني أشبه بالرسم ?لعام ?لذي يجمع ?لْأمة على كتابة كتاب رَبِّها في سائر ?لْأعصار و?لْأمصار كاللغة ?لعربية، فإنها ?للسان ?لعام ?لذي يجمع ?لْأمة على قراءة كتاب رَبِّها في سائر ?لْأعصار و?لْأمصار [36]. وما يكون لنا أن نُفَرِّط في أمر هذا شأنه يجمع ?لشتات ويَنْظِم ?لْأمة في سلك واحد لَا فرق بين ماض وحاضر وآت [37]. سابعا، أنه يمكن تسهيل ?لقراءة على ?لناس بإذاعة ?لقرآن كثيرا إذاعةً مضبوطةً دقيقة وبإذاعة من ?لتجويد في ?لمدارس وفي أوساط ?لمتعلمين [38]. وأخيرًا، يمكن -كما قالت مجلة ?لْأزهر- أن نُنَبِّه في ذيل كل صفحة من صفحات ?لمصحف على ما يكون فيها من ?لكلمات ?لمخالفة للرسم ?لمعروف و?لِاصطلَاح ?لمألوف، لَا سيما أن رسم ?لمصاحف ?لعثمانية لَا يُخالف قواعدنا في ?لخط و?لْإملَاء إلَّا قليلًا وفي كلمات معدودة، أضف إلى ذلك أن ?لفرق بين ?لرسمَيْن لَا يُوقِع ?لقارىء ?ليَقِظ في لَبْس عند تأمله وإمعانه غالبا [39]. ولقد مرت على ?لْأمة أجيال وقرون، وما شعرت بِغَضاضةٍ في ?لتزامها ?لرسم ?لعثماني. على أن ?لمُعَوَّل عليه أولًا وقبل كل شيء هو ?لتلقي من صدور ?لرجال. وبالتلقي يذهب ?لغموض من ?لرسم كائنا ما كان [40]. وليس بعد ?لْعِيَان بيانٌ» [41].
وفي أعقاب ذالك كله، يأتي صبحي ?لصالح -رحمه ?للَّاهُ- فيقول: «و?حترام ?لرسم ?لعثماني و?ستحسان ?لتزامه يختلف ?ختلَافًا جوهريا عن ?لقول بالتوقيف فيه. فقد تضافرت آراء ?لعلماء على ضرورة ?لتزام هذا ?لرسم حتى قال ?لْإمام أحمد بن حنبل "تَحْرُم مخالفة خط مصحف عثمان في واو أو ألف أو ياء أو غير ذلك"، وسُئِل ?لْإمام مالك: أرأيت من ?ستكتب مُصحفا، أترى أن يكتب على ما ?ستحدثه ?لناس من ?لهجاء ?ليوم؟ فقال:"لَا أرى ذلك، ولكن يكتب على ?لكِتْبة ?لْأولى". ورُوِي في فقه ?لشافعية و?لحنفية أقوال من هذا ?لقبيل. ولكن أحدًا من هؤلَاء ?لْأئمة لم يَقُل: إن هذا ?لرسم توقيفي، ولَا سِرٌّ أزلي، وإنما رأوا في ?لتزامه ضربا من ?تحاد ?لكلمة و?عتصام ?لْأمة بشعار واحد، و?صطلَاح واحد، ... » [42]. ويُضيف صبحي ?لصالح: «على أن من ?لعلماء من لم يكتف بإباحة مخالفة ?لرسم ?لعثماني، بل صَرَّح فوق ذلك بأنه ?صطلَاحي، ولَا يُعقل أن يكون توقيفيا.». ويَذكُر –رحمه ?للَّاه- على رأس هؤلَاء ?لعلماء ?لباقلَاني، فيُعَقِّب على نصه ?لسالف بقوله: «وإن رأي ?لقاضي أبي بكر هذا لجدير بأن يُؤخَذ به، وحُجته ظاهرة ونظره بعيد. فهو لم يَخلط بين عاطفة ?لْإجلَال للسلف وبين ?لتماس ?لبرهان على قضية دينية تتعلق برسم كتاب ?لله. أما ?لذين ذهبوا إلى أن ?لرسم ?لقرآني توقيفي أزلي، فقد ?حتكموا في ذلك إلى عواطفهم، و?ستسلموا ?ستسلَاما شِعْريًّا صُوفيًّا إلى مَذَاويقهم ومَوَاجيدهم، و?لْأذواق نسبية، لَا دخل لها في ?لدين، ولَا يُستنبط منها حقيقة شرعية.». وينتهي صبحي
(يُتْبَعُ)
(/)
?لصالح إلى ?لقول: «وإنَّا لنذهب في رسم ?لقرآن مذهبًا أبعد من هذا، فلَا نرى جواز مخالفته لمجرد ?لحجج ?لتي أوردها ?لباقلَاني، بل نأخذ برأي ?لعز بن عبد ?لسلَام ?لذي يقول "لَا تجوز كتابة ?لمصحف ?لْآن على ?لرسوم ?لْأولى باصطلَاح ?لْأئمة، ( ... ) لِئَلَّا يُؤدي إلى دُرُوس ?لعلم. وشيءٌ أحكمته ?لقدماء لَا يُترك مُراعاةً لجهل ?لجاهلين. ولن تخلو ?لْأرض من قائم لله بالحجة» [43]. وعلى ?لرغم من أن ?لمرحوم صُبحي ?لصالح يُؤكد أن «?لعامة لَا يستطيعون أن يقرؤوا ?لقرآن في رسمه ?لقديم، فيحسن، بل يجب أن يُكتَب لهم بالِاصطلَاحات ?لشائعة في عصرهم»، فإنه يعود ليقول -وكأنه يستدركـ حتى لَا يفوته شيء مما يحرص عليه عادةً مُقَدِّسو ?لرسم ?لعثماني! -: «ولكن هذا لَا يعني إلغاء ?لرسم ?لعثماني ?لقديم، لِأَنَّ في إلغائه تشويهًا لرمز ديني عظيم ?جتمعت عليه ?لكلمة، و?عتصمت به ?لْأمة من ?لشِّقَاق، ففي ?لْأُمة دائما علماء يُلَاحظون هذه ?لفُروق ?لضئيلة في ?لرسم ?لعُثماني. ومن ?لممكن -مع ذلك- كما ?قترحت مجلة ?لْأزهر أن يُنَبَّه في ذيل كل صفحة من صفحات ?لمصحف على ما عسى أن يكون فيها من ?لْألفاظ ?لمخالفة لِلِاصطلَاح ?لحديث في ?لخط و?لْإملَاء.» [44].
أما موسى شاهين لاشين، فيذهب في ?للَّآلِئ ?لحِسَان في علوم ?لقرآن -بعد أن ?ستعرض أدلةَ ?لقائلين بتوقيفية رسم ?لقرآن فردَّ عليها- إلى أن «?لظاهر أن هذا ?لرسم ?لمخالف لقواعد ?لْإملَاء إنما كان من فعل ?لكُتَّاب وتَوَارُدهم على ?لكتابة. فمن ?لمعلوم أن ?للجنة ?لتي تكونت لنسخ ?لمصاحف في عهد عثمان رضي ?لله عنه، كانت تضم ?ثني عشر كاتبا، يُملي بعضهم، ويكتب بعضهم. وقد نسخوا خمسة أو ستة أو سبعة أو ثمانية مصاحف. فتوارُدُهم على كتابة ?لمصحف ?لواحد، جعل بعضهم يكتب هاء ?لتأنيث مثلًا تاء مربوطة وبعضهم يكتبها في كلمة أخرى من سورة أخرى مفتوحة، وهكذا. وليس ذلك على سبيل ?لخطإ، بل على أساس أن قواعدهم آنذاك كانت تُبيح ?لْأمرين على ?لسواء، لِأن ?لمصاحف عُرِضت بعد ?لكتابة، ورُوجِعت مراجعةً دقيقةً، فلو كانت هذه ?لمخالفات خطأً عندهم لَأَصلحوها. أما ?ليوم -وقد أصبحت خطأً إملَائيا يُوقِع في ?للَّبْس، ويدفع بالمبتدئ وغير ?لماهر إلى ?لتحريف-، فإنه يجب رسمه بالرسم ?لصحيح. أأ ونحن لَا نُنَادي بتغيير رسم ?لمصاحف كلها، و?لقضاء على ?لْأثر ?لكريم ?لذي وضعه ?لسلف ?لصالح، وإنما ?لذي نحرص عليه، وندعو له، أن يُفتَح ?لباب أمام مصاحف تُطبَع على رسم ?لْإملَاء ?لحديث، لِتَسِيرَ جنبًا لجنب مع ?لمصاحف ?لتي تُطبع بالرسم ?لعثماني، فيكون لتلك قُرَّاؤُها من ?لمبتدئين و?لمُطالِعين، وتكون هذه لِأهلها من ?لْحُفَّاظ و?لمَهَرة و?لمُتخصِّصِين، وبذا تُيَسَّر قراءة ?لقرآن، ونَحفَظ له رسمه ?لْأول ?لمأثور. وما دام ?لمُعَوَّل عليه في ?لقرآن، قديما وحديثا، هو ?لتلقي، وما دام تغيير ?لرسم لَا يُغير في ?لنطق بل يُحسِّنُه، فإنه لَا ضير على ?لقرآن ولَا على ?لْإسلَام من تعديل ?لرسم ?لمُخالِف. وحيث ?نتفت ?لمفسدة، وتحققت ?لمصلحة وجب ?لمصير إليها.» [45].
وهكذا ترى أنه يصعب -رغم تأكيد بعض كبار ?لعلماء أن "?لرسم ?لعثماني" ليس توقيفيا ولَا مقدسا، وإنما هو ?تفاقي و?صطلَاحي- على كثيرين من ?لمسلمين، بمن فيهم ?لعلماء، ?لِانتهاء -من ثَمَّ- إلى تأكيد أن ذالكـ ?لرسم ليس سوى إرث أو تقليد يُمكن (ويجب) تركه إذا ظهر ما هو أحسن وأيسر منه، بل إذا دَعَتِ ?لحاجةُ إلى ?طِّراحه تماما كما هو ?لواقع ?لْآن.
لذالكـ، يَحِقٌّ لنا، بِناءً على كل ما سبق، أن نَخْلُص إلى إثبات جازم بأن رَسْمَ ?لْمُصْحَفِ يَقْبَلُ مبدئيا وشرعيا كُلَّ ?لتَّحْسِينَاتِ ?للَّتِي يُمْكِنُ أَنْ تَجْعَلَ ?لْقُرْآنَ أَسْهَلَ فِي ?لتِّلَاوَةِ عَلَى ?لْعِبَادِ. غير أن معظم ?لمتخصصين في علم ?لقراآت ورسم ?لمصحف لَا يكادون يرون مَحِيدًا عنِ "?لرسم ?لعثماني"، حتى في أبرزِ ?لثغرات ?للتي شابته لِضُعف صناعة ?لكتابة في عهد تدوينِ ?لمصحف.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَلَعَلَّ مِنَ ?لْمُفِيدِ، هُنَا، ?لتَّذْكِيرُ بِأَنَّ ?لْخَطَّ ?لْعَرَبِيَّ مَا فَتِئَ يَتَطَوَّرُ عَبْرَ ?لزَّمَنِ وَأَنَّهُ مَرَّ، عَلَى ?لْأَرْجَحِ، بِثَلَاثِ حَلَقَاتٍ حَدَّدَتْ تَسَلْسُلَهُ مِنَ ?لْخَطِّ ?لْمِصْرِيِّ بِأَنْوَاعِهِ ?لْمُخْتَلِفَةِ إِلَى ?لْخَطِّ "?لْفِنِيقِيِّ"، ثُمَّ إِلَى ?لْخَطِّ ?لْمُسْنَدِ. وَأَنَّ هَذَا ?لْأَخِيرَ أَنْوَاعٌ، أَهَمُّهَا أَرْبَعَةٌ: ?لصَّفَوِيُّ وَ?لثَّمُودِيُّ وَ?للِّحْيَانِيُّ وَ?لسَّبَئِيُّ. وَمِنَ ?لْمُسْنَدِ ?لصَّفَوِيِّ تَفَرَّعَ ?لْخَطُّ ?لْكِنْدِيُّ وَ?لنَّبَطِيُّ، وَمِنَ ?لنَّبَطِيِّ تَحَدَّرَ ?لْحِيرِيُّ وَ?لْأَنْبَارِيُّ، وَمِنْهُ كَانَ ?لْخَطُّ ?لْحِجَازِيُّ ?للَّذِي هُوَ ?لنَّسْخِيُّ ?لْعَرَبِيُّ، ?للَّذِي يُعَدُّ ?لْكُوفِيُّ تَنْظِيمًا فَنِّيًّا فِيهِ [46].
يَبْدُو من المؤكد، إِذًا، أَنَّ ?لْخَطَّ ?لْعَرَبِيَّ قَدْ خَضَعَ لِلتَّطَوُّرِ وَأَنَّهُ لَا شَيْءَ يَمْنَعُهُ، بِـ?لتَّالِي، مِنَ ?لْخُضُوعِ لِلتَّطْوِيرِ. وَيُضَافُ إِلَى هَذَا أَنَّ "?لرَّسْمَ ?لْعُثْمَانِيَّ" نَفْسَهُ لَمْ يَكُنْ مُنَقَّطَ ?لْحُرُوفِ وَلَا مَشْكُولًا، بَلْ إِنَّ عَلَامَاتِ ?لْوَقْفِ ذَاتَهَا وَ?صْطِلَاحَاتِ ?لضَّبْطِ ?للَّتِي وَضَعَهَا ?لْقُرَّاءُ كُلَّهَا أُضِيفَتْ، فِيمَا بَعْدُ، إِلَيْهِ لِتَكْمِيلِهِ وَتَحْسِينِهِ حَتَّى تَسْهُلَ تِلَاوَةُ ?لْقُرْآنِ. وَلَوْ لَمْ يَصِحَّ إِلَّا هَذَا، لَكَانَ سببا كافِيا إِلَى ?لطَّمَعِ فِي تَطْوِيرِ وَتَجْوِيدِ ?لْخَطِّ ?لْعَرَبِيِّ، ?للَّذِي يُمَثِّلُ أَصل "?لرسم ?لعثماني" كما هو في ?لقرآن ?لكريم.
ولقد أصبحت ?لْكِتَابَةُ ?لعربية ?لْآن -إلى حدٍّ ما- كتابةً مِعْيَارِيَّةً، حيث إنها تُوجِبُ إِظْهَارَ ?لْهَمْزَةِ فِي "بسم" حَتَّى تَكُونَ "بِاسْمِ" (لَا "بَسَمَ") وَ?لْأَلِفِ فِي "?للَّهِ" حَتَّى تَكُونَ "?للَّاهُ" (وأصلها ?لِاشتقاقي، بعيدا عن كل ?لتوهمات، ليس سوى لفظ "?لْـ[إِ]ـلَاهُ") وفِي "?لرَّحْمَنِ" لِكَيْ يُعْلَمَ أَنَّهَا صفة مبالغة عَلَى وَزْنِ "فَعْلَانَ"، وَأَنَّ "?لْمائة" يَجِبُ أَنْ تُحْذَفَ أَلِفُ ?لْمَدِّ مِنْهَا لِتَكُونَ "مِئَةٌ" (وَفْقَ ?لْقَرَارِ ?لْمَجْمَعِيِّ)، وَأَنَّ "ءَامَنُوا" وَ"?لْأَخِرَةَ" بالْمَدِّ "آمَنُوا" وَ"?لْآخِرَة"، وَأَنَّ "?لْحَيَاةَ" وَ"?لصَّلَاةَ" يَجِبُ أَنْ تُكْتَبَا هَكَذَا حَتَّى لَا تُقرآ "حَيَوَاتٍ" أَوْ "صَلَوَاتٍ".
وليس يخفى أن أي مطالبة بتغيير "?لرسم ?لعثماني" في ?لقرآن ?لكريم لن تلقى -بين علماء ?لمسلمين بالحال ?للذي هم عليه ?لْآن- سوى ?لمعارضة ?لشديدة، بل إن منهم من لن يتردد طَرْفَةَ عَيْنٍ في تكفير صاحبها أيا يكن. وإِنه لَمِنْ سوء حَظِّ ?لْمُسْلِمِينَ أَنْ يَكُونَ كِتَابُهُمْ ?لْمُقَدَّسُ حكرا بَيْنَ أَيْدِي فِئَةٍ مَا فَتِىءَ أَصْحَابُهَا يَتَفَنَّنُونَ فِي جَعْلِهِ كِتَابًا مَكْنُونًا لَا يَسْتَطِيعُ قِرَاءَتَهُ إِلَّا حَمَلَةُ ?لْأَسْفَارِ مِنَ ?للَّذِينَ أَتْلَفُوا أَعْمَارَهُمْ فِي لُزُومِ مَا لَا يَلْزَمُ. وَيَا حَسْرَةً عَلَى لِسَانٍ يُحْرَمُ أَهلُه من مُلَابسة بيانِ أعظم نص كُتب فِيه، وَرَغِمَتْ أُنوفُ ?لجاحدين إلى يوم ?لدين!
وبعيدًا عن صنيع ?للذين لَا يُحسنون شيئا سوى سوء ?لفهم وإساءة ?لظن بالناس، ما ?للذي يُمكننا فعلُه، مما لَا يمس ?لْأمور ?لتوقيفية، وإِنَّما يَأتِي بمزيدٍ من ?لتحسين و?لتجويدِ في نص ?لمصحف ?لشريف؟
إنما هي ثَلَاثةُ أمور:
1 - كتابة ?لحروف بشكل معياري و، من ثم، إعادة كتابة إملَاء بعض ?لْألفاظ؛
2 - كتابة ?لْآيات بترتيب تنازُلِي (لِأن ?لقرآن كَلَامٌ منزل) وليس بترتيب خطي كما هو شائع؛
3 - توقيفُ ?لنص بوضع عَلَامات ?لوقف ?لمتعارفة (?لنقطة، ?لفاصلة، علَامة ?لسؤال، عَلَامة ?لتأثر، إلَخ.)؛
إنها أمورٌ قد تبدو لكثيرين شكليَّةً تماما. ولَاكِنَّها، في ?لعمق، تجعل كتاب ?للَّاهِ في متناول كل من أمكنه أن يتهجى ?لِألفباء ?لعربي. وهل من غاية أخرى يطلبها ?لمسلم سوى أن يكون كتابُ ?للَّاهِ مُيَسَّرًا للتلَاوة آناء ?لليل و?لنهار بين ?لناس، صغيرهم وكبيرهم، مُتعبِّدِهم ومتعلمهم، ?لمؤمن منهم و?لمرتاب!
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن أجل ذالكـ، فإنه قد صار يتعين ?لْآن -لو أمكن لعلماء ?لمسلمين أن يفقهوا مدى أهمية هذا ?لْأمر في تيسير وحفظ كتاب ?للَّاهِ تعالى- أن تتم كتابة نص ?لقرآن ?لكريم على ?لنحو ?لتالي:
??لفاتحة:
(1) بِـ?سم ?للَّاهِ، ?لرحمان، ?لرحيم.
(2) ?لحمدُ لِلَّاهِ، رب ?لعالمين،
(3) ?لرحمان، ?لرحيم،
(4) ملكـ يوم ?لدين؛
(5) إياكـ نعبد وإِياكـ نستعين؛
(6) ?هدنا ?لصراطَ ?لمستقيمَ،
(7) صراطَ ?للذين أنعمت عليهم، غيرِ ?لمغضوب عليهم ولَا ?لضالين.?؛
وإلى أن يُيَسِّر ?للَّاهُ -عز وجل- ?لقيام بذالكـ، لَا يسع ?لمرءَ إلَّا أن يؤكد أن ?لدعوة إلى تنميط (أو تَقْيِيس) كتابة ?لقرآن ?لكريم وَفْقَ ما تقتضيه ?لكتابة ?لمعيارية أمرٌ تُوجبه خدمة كتاب ?للَّاهِ بكل ما يجعله كتابا مُيَسَّرا لِلذِّكر كما قضى رب ?لعالمين، ويسمحُ به أيضا عملُ سلفِ ?لْأمة ?للذين ما فَتِئوا يُدخلون على نص ?لقرآن كل ?لتحسينات ?للتي يقتضيها تطور حاجات ?لمسلمين. وإن هذا ?لْأمر قد صار واحدا من ?لْإصلَاحات ?لمستعجلة ?للتي تستدعي من علماء ?لمسلمين أن يقفوا عندها على نحو علمي، بعيدا عن كل ?لِاعتقادات ?لواهية و?لمخاوف ?لزائفة ?للتي دفعت في ?لماضي، كما يُمكنها أن تدفع في حاضرنا، بعض ?لناس -ولو بِحُسْنِ نِيَّةٍ وشيء من ?لْإيمان- إلى حفظ رسم يُفْقِدُ لُغَةَ ?لقرآن ?لكريم ?تِّسَاقَها ?لكتابيَّ وقُوَّتَها ?لخِطابيةَ، وهما ?لْأمران ?للذان من دونهما يَفقد ?للِّسانُ ?لعربي نفسُه أساسَه ?لبياني وسلَاستَه ?لتعليمية، كما هو حاصل ?لْآن بين ?لعرب و?لمسلمين ?للذين يَنْدُر بينهم من يُجيد هذا ?للسان على ?لنحو ?للذي ?سْتُعْمِل به في نص ?لقرآن ?لكريم.
واللَّاه أعلم. إنه نعم ?لمولى ونعم ?لنصير.
ــــ الحواشي: ــــــــــ
[1] أحمد ?لأخضر غزال، ?لحلول ?لتقنية لمشاكل ?لكتابة ?لعربية، طبع معهد ?لدراسات و?لأبحاث للتعريب-?لرباط، نشرات ?لباب، (1994)، ص.7.
[2] طه عبد ?لرحمن، روح ?لحداثة: ?لمدخل إلى تأسيس ?لحداثة ?لْإسلَامية، ص.193، ?لمركز ?لثقافي ?لعربي، بيروت/?لدار البيضاء، ط1، 2006.
[3] يُبَالغ، بهذا ?لخصوص، كثير من ?لباحثين بين ?لمستشرقين خاصةً إذ يظنون أن خُلُوّ ?لتدوين ?لْأول من نُقَط ?لْإعجام يصلح سببًا لتأكيد وجود تطور حقيقي في ?ستواء "?لقرآن" كنص مكتمل. ذالكـ بأن هذا ?لْأمر يرتبط، في ?لواقع، بجملة من ?لمُحدِّدات (?لسماع، ?لحفظ، ?لتأليف ?لتركيبي و?لدلَالي) ?للتي تجعل مثل ذالكـ ?لِاحتمال ظنا بعيدا. وحتى لو صدق، فإنه لَا يصح إلَّا بالنسبة إلى بعض ?لْألفاظ ?لقليلة ?للتي لَا تشتبه إلَّا على عامة ?لناس.
[4] اُنظر: صحيح ?لبخاري، كتاب فضائل ?لقرآن، ?لباب ?لسابع، ?لحديث رقم 4997 وكذا 4998.
[5] ?لمصدر نفسه، كتاب فضائل ?لقرآن، ?لباب ?لثامن: ?لقراء من أصحاب ?لنبي صلى ?لله عليه وسلم، ?لحديثان 5003 و5004.
[6] ?لمصدر نفسه، كتاب فضائل ?لقرآن، ?لباب الرابع، ?لحديث رقم 4989، وكذا 4990.
[7] ?لمصدر نفسه، كتاب فضائل ?لقرآن، ?لباب ?لثالث، باب جمع ?لقرآن، ?لحديث رقم 4986.
[8] ?لمصدر نفسه، كتاب فضائل ?لقرآن، ?لباب ?لثالث، باب جمع ?لقرآن، ?لحديث رقم 4987.
[9] كما فعل ذالكـ، في ?لماضي، ?بن ?لبناء ?لمراكشي في "عنوان ?لدليل من مرسوم ?لتنزيل"، وتابعه ?لزركشي في "?لبرهان في علوم ?لقرآن"؛ وكما نجده، بالخصوص، عند ?لشيخ عبد ?لعزيز ?لدباغ في "?لْإبريز"؛ أو أيضا في ?لعصر ?لحاضر عند: ?لتهامي ?لراجي ?لهاشمي في "?لقراءات ?لمتواترة و?لرسم ?لقرآني"، درس حسني، 1419هـ/1999م؛ وأيضا محمد شملول في "إعجاز رسم ?لقرءان وإعجاز ?لتلَاوة"، تقديم ?لشيخ علي جمعة مفتي ?لديار ?لمصرية، دار ?لسلَام للطباعة و?لنشر،1427هـ/2006م.
[10] اُنظر: صحيح ?لبخاري، كتاب فضائل ?لقرآن، ?لباب ?لثالث (باب جمع ?لقرآن)، ?لحديث 4986. وقارن به ما عند ?بن أبي داود ?لسجستاني، كتاب ?لمصاحف، تحقيق د. محب ?لدين عبد ?لسبحان واعظ، دار ?لبشائر ?لْإسلَامية، ط2، 1423هـ/2002م، ص.163، وما بعدها.
[11] ?لمصدر نفسه، الحديث 4987، ?لتشديد من طرفنا.
[12] ?لمصدر نفسه، ?لحديث 4984. و?نظر أيضا صحيح مسلم، كتاب فضائل ?لصحابة، ?لحديث 2464 وما يليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
[13] ?لمصدر نفسه، باب ?لقراء من أصحاب ?لنبي صلى ?لله عليه وسلم، ?لحديث 4999. و?نظر أيضا صحيح مسلم، كتاب فضائل ?لصحابة، ?لحديث 2464، وما يليه.
[14] ?لمصدر نفسه، ?لحديث 5000، و?نظر صحيح مسلم، كتاب فضائل ?لصحابة، ?لحديث 2462.
[15] اِبن أبي داود ?لسجستاني، مصدر سابق، أثر 55 وما يليه.
[16] ?لمصدر ?لسابق نفسه، هامش ?لمحقق بصدد ?لْأثر 52.
[17] ?لقاضي أبو بكر ?بن ?لطيب ?لباقلَاني، ?لِانتصار للقرآن، تحقيق ?لدكتور محمد عصام ?لقضاة، دار ?لفتح ودار ?بن حزم، ط 1، 1422هـ/2001م، مج2، ص. 444 - 445.
[18] ?لمصدر نفسه، ص. 545. مع بعض ?لْإضافات من طرفنا في إبراز بعض ?لْألفاظ أو تصويبها، ومع ?لعلم أن ?لْأمر كان يقتضي كتابة ?لْأمثلة بالرسم ?لعثماني حتى في ?لنص ?لمحقق لبيان ?لفرق بينه وبين ?لرسم ?لهجائي.
[19] ?لمرجع نفسه، ص.547. مع بعض ?لْإضافات ?للتي تصعب قراءة ?لنص بدونها.
[20] ?لمصدر ?لسابق نفسه، ص. 547 - 548، و?لعبارات مشددة من طرفنا. و?علم أن هذا هو نص ?لباقلَاني كما حققه محمد عصام ?لقضاة. ولقد أورده ?لزرقاني مختصرًا ومُعدلًا في "مناهل ?لعرفان" (ج1، ص. 273 - 278) وقام بالرد عليه، وتابعه صبحي ?لصالح في "مباحث في علوم ?لقرآن" (?لفصل ?لسابع، ص.278 - 279) ?للذي قام باعتماده وتأييده.
[21] م. س. ن.، ص. 563 - 564. (?لْإضافات و?لتصويبات من طرفنا).
[22] م. س. ن، بين ص. 554 وص. 561.
[23] م. س. ن، ص.560 - 561.
[24] كثيرون لَا يُميزون في ?لقول بالتوقيف بين "رسم ?لخط" و"كيفية ?لقراءة". ومن هنا يأتي ?لْإشكال في معظمه. لذا، يلزم تأكيد أنه إذا كانت "كيفية ?لقراءة" توقيفيةً ومَكَّن "?لرسم العثماني" من أداء ?لقراآت ?لمختلفة، فإن "رسم ?لخط" ليس كذالكـ، بل يقبل ?لتغيير و?لتحسين بما يجعل "كيفية ?لقراءة" تكون أيسر وأنسب. وقد يقتضي ?لْأمر إخراج مصاحف تختلف إملَائيا باختلَاف ?لقراآت، وهو أمر لَا ضَيْر فيه.
[25] اِبن خلدون، ?لمقدمة، ?لفصل 30 من ?لباب ?لخامس، وأيضا ?لفصل 11 من ?لباب ?لسادسِ.
[26] نُدرِكُـ من خلَال مناقشة ?لزرقاني للدليل ?لْأول أن كل ما ?دعاه سابقا من صفات فيه ليست من ?لقوة بحيث تُوجب ?تباعه على سبيل ما هو قطعي ومجمع عليه، وإلَّا لما صَحَّ له إيراد هذه ?لمناقشة. فحديث معاوية ضعيف، و?لرسول ?لْأمي لم يكن بكاتب، ولا إجماع بين ?لصحابة (حالة عبد ?لله بن مسعود) ولَا بين ?لْأئمة (?لباقلَاني، ?لعز بن عبد ?لسلَام، ?بن خلدون). لذا، فإن إجماع ?لْأمة ?لمفترض ليس سوى عمل بظاهر ?لِاتباع، لَا خضوعا لما يقتضيه ?لدليل. وفي أحسن ?لْأحوال، فإنه عمل بضرورة تقديم درء ?لمفسدة على جلب ?لمصلحة (حفظ ?لرسم العثماني بنواقصه أفضل من ?لسماح بتغييره ?للذي قد يؤدي إلى فتنة عظمى).
[27] يُشير إلى ?لْأدلة ?للتي عرضها سابقا وأبدى قابليتها للمناقشة و?للتي كان يعرفها كل من ?لباقلَاني و?لعز بن عبد ?لسلَام و?بن خلدون. لكنها ليست بأدلة قطعية على توقيفية "?لرسم ?لعثماني" وعلى وجود إجماع حوله، وإلَّا لما جاز لِأُولَائكـ ?لعلماء تجاوزُها إلى ?لقول بأنه رسم ?صطلَاحي فقط حاز قَبُول جمهور ?لعلماء.
[28] ?لحديث ?لمشار إليه معروفٌ ضعفُه (?بن حجر ?لعسقلَاني، فتح ?لباري:7/ 504) ولَا يُمكن ?لتعويل عليه في هذا ?لْأمر. و?لقولُ بأن إقرار ?لرسول -صلى ?للَّاهُ عليه وسلم- دليلٌ على توقيفية رسم ?لقرآن فيه إشكالٌ كبيرٌ. فهو إقرار لكتابة ?لقرآن كأمر واجب وليس لرسم مُعَيَّن، لِأن رسول ?للَّاهِ -وهو ?لنبي ?لْأمي- لم يكن قطعا يعرف ?لكتابة، وإلَّا لكتب هو نفسه على ?لنحو ?للذي يؤمر به. و?لِاحتجاج بهذا ?لْأمر يفتح ?لباب لِشُبهات لَا تكاد تنتهي ومآلها ?لبعيد هو نفي ?لوحي نفسه كما يحاول إثباته ?لمستشرقون وبعض مُقلِّديهم بيننا، أعني إثبات عدم أمية ?لنبي بالمعنى ?لمعروف (اُنظر إحدى ?لمحاولَات ?لسخيفة نحويًّا ومعرفِيًّا في: محمد عابد ?لجابري، مدخل إلى ?لقرآن: ?لجزء ?لْأول في ?لتعريف بالقرآن، مركز دراسات ?لوحدة ?لعربية، ط1، 2006، ?لفصل ?لثالث).
(يُتْبَعُ)
(/)
[29] اُنظر كيف ينتهي ?لْأمر إلى نوع من ?لتطرف في ?لقول بقدسية رسم كتابة ?لمصحف. ولكـ أن تعجب كل ?لعجب إذا عرفت أنه أتى على لسان رجل (?لشيخ عبد ?لعزيز ?لدباغ، رحمه ?للَّاهُ) كان هو نفسه أميا لَا علم له بحقيقة ?لخط ولَا سر ?لكتابة! وحَسْبُنا في رد هذا ?لرأي تأكيد أن ذالكـ ?لنهج لم يَطَّرِد في رسم ?لمصحف ?لعثماني نفسه (اُنظر مثلًا: د. موسى شاهين لَاشين، ?للَّآلِئ ?لحِسَان في علوم ?لقرآن، دار ?لشروق، ط1، 1423هـ/2002م، ص.72 - 76)، وأن ألفاظا مثل "صلَاة"، "زكاة"، و"حياة" كُتِبت بـ"?لواو" لِأن أصلها ?لْأكادي كان كذالكـ. وثمة كثير من ?لْألفاظ في ?للسان ?لعربي لَا تعليل لكتابتها ?لحالية سوى ?ختلَاف نُطقها ?لعتيق عن نطقها ?لحالي، ولعل أشهرها لفظ "مائة" ?للذي كان ينطقه ?لْأكاديون بهذا ?لنحو (اُنظر مثلًا: د. محمد بهجت قبيسي، ملَامح في فقه ?للهجات ?لعربيات من ?لْأكادية و?لكنعانية وحتى ?لسبئية و?لعدنانية، دار شمأل-دمشق، 1999).
[30] محمد عبد ?لعظيم ?لزرقاني، مناهل ?لعرفان في علوم ?لقرآن، تحقيق: فواز أحمد زمرلي، دار ?لكتاب ?لعربي-بيروت، ط1، 1415هـ/1995م، ج 1، ص.310 - 316 (?لعبارات ?لمشددة من طرفنا).
[31] تُرى، لو كان حقا "?لرسم ?لعثماني" توقيفا ومقدسا، هل يجوز لِأحد -كائنا من كان- أن يفعل ذالكـ، حتى بدعوى مساعدة ?لعامة ودرءا للِالتباس و?لتحريف؟ أليس ذالكـ ?لتجويز هو نفسه ?للذي يسمح بالمطالبة بتنميط معياري لرسم ?لقرآن بالنسبة لكل قارئ؟ ومن ثم، أليس هذا ?لتنميط ?لمعياري أقدر على حفظ كتاب ?لله من ?لتحريف وأنسب لجعله مُيَسرا في تلَاوته على كل ?لناس؟
[32] يُتَحَدَّث، في ?لغالب، عن مزيا هذا ?لرسم وفوائده وحدها دون ما له من عيوب كثيرة بَيِّنة؛ مع ?لعلم أنه صار ?لْآن مُمْكنا إظهار ?لفُروق بين ?لقراآت في ?لهامش على نحو لم يكن ممكنا في زمن تدوين ?لمصحف ?لعثماني.
[33] تلكـ ?لْأدلة ?للتي يتكرر ذكرها ليست قطعية إلَّا في إفادة أن كتاب ?للَّاهِ حُفِظ بالكتابة على هيئة معينة (?لرسم ?لعثماني) هي ?للتي كانت ممكنة في زمن ?لتدوين، وليس بصفتها أفضل هيئة ممكنة على ?لْإطلَاق، وإلَّا لما جاز تحسين هذه ?لهيئة مرات بعد ذالكـ بِنُقَط ?لْإعجام وعلَامات ?لشكل و?لوقف.
[34] لَاحظ أن ?لْأمر هنا يتعلق بـ"?لمبالغة" في حفظ قداسة ?لقرآن، وكأن ?لدعوة إلى تنميط هذا ?لرسم على نحو معياري لَا تُعبر -وهي وحدها- عن ?لرغبة في حفظ كتاب ?للَّاهِ!
[35] ورغم ذالكـ، فإن هناكـ تهويلًا كبيرا لهذا ?لمَحْذُور بخصوص ?ختلَاف ?لقراآت و?لخطوط نفسها بين ?لشعوب و?لجهات ?لْإسلَامية. فلَا شيء من ذالكـ يحدث، على ?لْأقل بين أيدينا ?ليوم؛ وذالكـ على ?لرغم من وجود تلكـ ?لِاختلَافات ?لمذكورة. ثم إن كتابة ?لمصحف ليست من شأن عامة ?لناس حتى يختلفوا ويتقاتلوا بينهم، وإنما هي من أمر خاصة ?لعلماء ?للذين يحرصون -بصفتهم أئمة مُتَّبَعِين- على حفظ وتيسير كتاب ?للَّاهِ بين عباده.
[36] يَحْسُن ?لِانتباه، بهذا ?لصدد، إلى أن "?للسان ?لعربي" لَا يملكـ في ذاته أن يكون جامعا لِأمة من ?لشعوب ?لمتباعدة و?لمختلفة إلَّا على أساس كون "?لقرآن ?لكريم" ?لمصدر ?لرئيس لِلِّسان ?لمُبين. ولكي يستمر كتاب ?للَّاهِ قائما بهذا ?لدور ?لعظيم لَا بُدَّ من تنميط كتابته حتى يتيسر تداوله قراءةً وتِلَاوةً بين مختلف مستعملي ?لعربية. فلَا لسانَ عربيَّ مبينٌ إلَّا بِمُلَابسة ?لبيان ?لْإلَاهي في "?لقرآن ?لكريم".
[37] كأنَّ ?لتنميط ?لمعياري لرسم ?لمصحف سيُؤدي حتمًا إلى تقسيم ?لمسلمين وتمزيق شَمْلهم وقطعهم عن "?لقرآن ?لكريم"، وليس إلى جمعهم على رسم مُيَسَّر وجامع لِلِّسان ?لعربي ?لمُبين. أَلَا إن مثل تلكـ ?لتبريرات ?لمُتكلَّفة هي ?للتي تزيد في فساد ?للسان ?لعربي و، من ثم، إبعاد ?لناس عن كتاب ?للَّاهِ.
[38] ننسى أن كتاب ?للَّاهِ قرآنٌ يُتْلى وكتابٌ يجب أن يكون مُيَسَّرا للذكر. وكل هذا لَا يكون بمجرد ?لْإذاعة كما هو حاصل منذ زمان، في حين أن ?لناس يُخطئون كثيرًا في نُطق وكتابة كلَام ?للَّاهِ.
[39] لَا سبيل إلى حصول ?ليقظة إلَّا بِمُلَابسة لغة ?لقرآن ?لكريم على نحو مُيَسَّرٍ. وهذا ما لَا يُتيحه "?لرسمُ ?لعثماني" وما لَا يُمكن إلَّا بتنميط كتابة تلكـ ?لْألفاظ ?لمشكلة ?للتي ليست بقليلة كما يُقال.
[40] ?لتعويل على ?لتعليم و?لتلقين يَخُصُّ فقط ?لقراءات كما هو معروف. أما ?لتلَاوة و?لتدبر، فلَا بُدَّ أن يكونا في مُتنَاول كل من يستطيع تهجي حروف ?لْألفباء ?لعربي. وهذا غير ممكن إلَّا بإصلَاح رسم "?لقرآن ?لكريم" بعيدًا عن كل ?لمخاوف ?للتي تُبقي إفساد لغته على ألسنة ?لناس بفساد رسمه.
[41] ?لمصدر ?لسابق نفسه، ص. 325 - 326.
[42] صُبْحِي ?لصَّالِحِ، مَبَاحِثُ فِي عُلُومِ ?لْقُرْآنِ، دار ?لعلم للملَايين، (ط1، 1959)، ط22، 1999، ?لفصل ?لسابع، ص. 275 - 280.
[43] اُنظر: ?لزركشي، ?لبرهان في علوم ?لقرآن، ج1، فصل "مرسوم الخط"، ص379. لَاكن سقط في ?لِاقتباس أعلَاه "لِئَلَّا يُوقع في تغيير من ?لجُهَّال. ولكن لَا ينبغي إجراء هذا على إطلَاقه، لِئَلَّا يؤدي إلى دروس ?لعلم". ولعل صبحي ?لصالح -رحمه ?للَّاهُ- وضع في ?لْأصل علَامات ?لحذف ( ... )، كما فعلنا أعلَاه، فسقطت عند ?لطبع لِوُجود "لِئَلَّا" مكررة. ولقد صَحَّح -رحمه ?للَّاهُ- "مراعاته" بـ"مراعاةً".
[44] صبحي ?لصالح، ?لمصدر ?لسابق نفسه، ص.280.
[45] د. موسى شاهين لاشين، مصدر سابق، ص. 81.
[46] حنا ?لفاخوري، ?لجامع في تاريخ ?لْأدب ?لعربي، دار ?لجيل-بيروت، 1986، ص. 53 - 55.
المصدر: الملتقى الفكري للإبداع هنا ( http://www.almultaka.net/ShowMaqal.php?module=da21f3805e97785af4c17a485c687 b40&cat=1&id=676&m=457c7c0cd726f3314cf1eda4fddc9ea6) .
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[30 Oct 2009, 07:28 م]ـ
هذه مقالة بعنوان (حداثةُ ?لقرآن: إشكالُ ?لرسم ?لعثماني وضرورةُ تنميط ?لكتابة ?لقرآنية) للباحث عبد الجليل الكور، منشورة بموقع الملتقى الفكري للإبداع. وقد قدم لها الموقع بقوله (ملاحظة: إن نشر هذا المقال لا يعني تبني هيئة تحرير الموقع ما يدعو إليه الكاتب، إنما ينشر في سياق ما ينشره الموقع من أفكار تستحق النقاش والحوار).
وقد رأيتُ بعد قراءتها نقلها للزملاء في ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه ليطلعوا عليه أولاً، ويعرفوا ما يستجد من دعوات حول إعادة كتابة القرآن بغير الرسم العثماني ثم ليناقشوا ما ورد فيها ثانياً باعتبارهم المعنيين بببيان الصواب في مثل هذه المسائل. [/ url] .
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ الدكتور / عبد الرحمن الشهرى، حفظه الله تعالى
السلا م عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد
قرأت المقال المنقول بتدقيق شديد (المتن وهوامشه جميعا)، ووعيت كل ما جاء فيه، ووجدت أن أهم ما اشتمل عليه تمثله الفقرات التالى ذكرها والتى يجب أن ننتبه اليها جيدا ونعطيها حقها من الأهمية والاعتبار:
ومن ?لمتواتر، أيضا، أن "?لقرآن" قد جُمع كتابةً، أولًا، من طرف كُتَّاب ?لوحي بأمر وتلقين من رسول ?للَّاهِ
أنه (رسم المصحف) توقيفي لَا تجوز مخالفتُه، وذلك مذهب ?لجمهور. و?ستدلوا بأن ?لنبي -صلى ?لله عليه وسلم- كان له كُتَّابٌ يكتبون ?لوحي، وقد كتبوا ?لقرآن فِعْلًا بهذا ?لرسم وأَقَرَّهُم ?لرسول على كتابتهم. ومضى عهده -صلى ?لله عليه وسلم- و?لقرآن على هذه ?لكِتْبَة لم يحدث فيه تغيير ولَا تبديل،. [ ... ]؛ ومُلَخَّصُ هذا ?لدليل أن رسم ?لمصاحف ?لعثمانية ظَفِرَ بأُمور كل واحد منها يجعله جديرًا بالتقدير ووُجوب ?لِاتباع. تلك ?لْأمور هي إقرار ?لرسول صلى ?لله عليه وسلم عليه، وأمره بدستوره. وإجماع ?لصحابة -وكانوا أكثر من ?ثني عشر ألف صحابي- عليه، ثم إجماع ?لْأمة عليه بعد ذلك في عهد ?لتابعين و?لْأئمة ?لمجتهدين
ثانيا، أن ما ?دَّعاه من أنه ليس في نصوص ?لسنة ما يُوجِب ذلك ويَدُلُّ عليه مردودٌ بما سبق من إقرار ?لرسول كُتَّاب ?لوحي على هذا ?لرسم، ومِنْهم زيد بن ثابت ?لذي كتب ?لمصحف لِأبي بكر وكتب ?لمصاحف لعثمان
وعليه أرى أن خط المصحف الشريف توقيفى لا تجوز مخالفته فى طباعة المصاحف
كما يجب التنبيه الى أمر خطير لا يصح اغفاله: ان تعليل بعض ظواهر الرسم القرآنى بارجاعها الى خطأ الصحابة - رضى الله عنهم - لكونهم لم يكونوا متقنين لصناعة الكتابة كما قال الباقلانى وابن خلدون، أقول: هذا الاتجاه ظاهر البطلان من أكثر من وجه:
فهو أولا يتعارض مع ما وعد الله تعالى به من حفظ كتابه فى قوله جل وعلا: " انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحفظون " ولا يعقل أن يحافظ الله عز وجل على ألفاظ يوصف رسمها بأنه خطأ!!
كما أنه من جهة أخرى يوجد ما يدل على خلافه من كون كتبة الوحى لم يرسموا شيئا الا على أصل وقصد، وتأملوا هذا السر العجيب على سبيل المثال فحسب:
كل (امرأة) وردت فى القرآن مضافة الى زوجها فانها تكتب بتاء مفتوحة هكذا (امرأت)، أما فيما عدا ذلك فانها تكتب بتاء مربوطة على الأصل!!
وهكذا يهدينا التدبر الى وجود علل دقيقة وأسرار خفية تكمن وراء رسم المصحف الشريف، وهذه العلل والأسرار انما ندركها بالبحث والاستقراء وليس برفض توقيفية الرسم
وكما قلت فهذا مثال واحد، والا فالأمثلة كثيرة، وتوجد كتب مخصوصة قد رصدت أمثال هذه الظواهر وكشفت عن اعجاز متحقق فى الرسم بحد ذاته، ومنها كتاب قدم له وأثنى عليه فضيلة مفتى الديار المصرية الأستاذ الدكتور على جمعة
ثم تأملوا معى فى الفكرة التالية:
ان كان الرسم توقيفيا: كان اتباعنا له ألزم
وان كان اصطلاحا من الصحابة: كان عملنا به أحق!!
فعلى كلا القولين يلزمنا اتباعه!!
وأقول: هذه الفكرة ليست الا افتراضا محضا، والا فانى على يقين من القول الأول (كونه توقيفيا)
وأخيرا شيخنا الفاضل مع علمى بأن فضيلتكم ربما تميل الى رأى صاحب المقال الذى نقلته لنا، ولكنى أتفهم أن اختلاف الآراء أمر وارد، ولا يؤثر أدنى تأثير فيما نكنه لفضيلتكم من احترام وتقدير
شكر الله لكم على النقل، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[30 Oct 2009, 10:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى أله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مع حبي واحترامي وتقدير لشخصكم الكريم أخي عبد الرحمن الشهري، إلا أنني أجد البحث الذي أوردتموه سالفا بما فيه من شبهات أوهن من بيت العنكبوت؛
وقد أجاب الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد في كتابه رسم المصحف دراسة لغوية وتاريخية عن الكثير من هذه الشبهات، ووضع خمس قواعد لدراسة ظواهر الرسم منها استبعاد فكرة الخطأ أو جهل الكُتّاب بالرسم ...
وإذا كانت دراسة الأستاذ الدكتور غانم اعتمدت على الجانب اللغوي والتاريخي، فإن الحق في المسألة ما يخبر عنه الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:
(بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ* فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ) (البروج:21 - 22)، فهذا الكتاب الكريم مثبت في اللوح المحفوظ بلسان عربي، ورسمه نفس الرسم الذي كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم.
ولتقريب هذه المسألة أضرب مثلا ولله سبحانه وتعالى وكلامه المثل الأعلى
ألا ترانا نجمع في السي دي أو الديفيدي آلاف الكتب العربية، فهي مثبتة في السي دي باللغة العربية لكن أسلوب إثباتها بطريقة حرق مسارات معينة منها ما هو طويل وقصير لتشكل لغة البرمجة صفر وواحد.
وهنالك بعض الآثار تدل صراحة على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل عليه النجم من القرآن دعا بعض الصحابة فيكتب ما يقول ثم يقول له النبي صلى الله عليه وسلم ردّه علي فإذا كان فيه سقط أقامه، ---ومعلوم أن السقط قد يكون في عدم إثبات كلمة أو الخطأ في إثباتها-- ثم نخرج به إلى الناس ...
ثم وصف الله تعالى لكتابه الكريم بـ كتاب، مع أن النازل على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قرآن، أليس يدل ذلك على أن كتابته توقيف من الله تعالى
وهذا الأثر الذي حاول الباحث أن يغمز فيه بالقرآن حين قال لم يجد آخر التوبة إلى عند خزيمة بن ثابت الأنصاري، ألم يجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادة هذا الرجل بشهادتين؟؟؟؟
ثم لم يكن اعتماد سيدنا زيد رضي الله عنه في الجمع الأول على شاهدين من الرجال، بل على نوعين من الشهادة، شهادة كتابية (صحيفة كتب فيها القرآن) ورجلان يشهدان على أن ما في هذه الصحيفة قد كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لذلك كان سيدنا زيد إذا وصل إلى آيات كتبها أحد وسافر يترك فراغا بقدر الآيات حتى يعود المسافر من سفره فيأتي بالذي كتبه بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، ويأتي بالشهود على ذلك.
أما أمر اختلاف الصحابة في الجمع الثاني في التابوت أو التابوه، فهذا محلّ نظر وقد قرأت في بعض المخطوطات في العراق وأنا أبحث في موضوع رسالتي للدكتوراه ما تشير إلى أن هذه الكلمة التابوت قد أصابها شيء من الرطوبة فتفشى الحبر في آخر حرف وهو التاء. هذا من جانب ومن جانب آخر وهو الأدق ألم يؤخذ الوقف فيها عن النبي صلى الله عليه وسلم، أليس الوقوف عليها إذا رسمت بالتاء المربوطة يكون بالهاء الخالصة، وإذا رسمت بالتاء المبسوطة بالتاء الخالصة، أليس الله تعالى تكفّل بحفظ كتابه، هل للصابة يد في أي قراءة وبأي أسلوب.
ثم أخي الحبيب ألم تتنبّه إلى كيفية رسم لفظ الجلالة في كلام الباحث ورسم الكاف المتطرفة، هذا الباحث لم يكن بدعا في هذا الأمر فقد سبقه كثيرون وردّ عليهم العلماء بالوجه الحق، ظهر في السابق من يدعون إلى رسم الكلام العربي بحروف مقطّعة محتجين بأن أشكال الحرف تكثر في ترابط الكلام العربي، فإذا رسم بحروف مقطعة أخذ كل حرف صورة واحدة؛ فعلى قولهم إن قلت جاء الرجل تكتب: ج ا ء ال ر ج ل
وهناك الكثير الكثير في هذه المسائل
أما ما أورده ابن خلدون في مقدمته عن رسم المصحف الشريف فلا يعوّل عليه في شيء، وقد قرأت كتابه مرات عدّة وما كان إلا يأخذ من كل علم بطرف دون أن يتحقق بما يأخذ. ولعل عبارتي الآتيه ستغضب البعض منّي إلا أنني في دفاعي عن كتاب الله لا أخشى لومة لائم، فهذا ابن خلدون الذي يعدّه أصحاب علم الاجتماع عالما ومحققا ما هو إلا حاطب ليل، إقرأ أخي الحبيب إن شئت النسخ القديمة من مقدمته، وانظر إلى علم السيمياء وخارطة العالم السبتي وما حوته، ثم اقرأ عن البَعَّاجين في مقدّمته ...
وأقترح عليكم عقد مؤتمر عالمي حول رسم المصحف الشريف يشارك فيه علماء محققون، فيجمعون رأيهم بالحجة والبرهان اليقين ليكون فيصلا للحق عن الباطل فينشر في جميع الجامعات التي تعنى بأمور الدين الإسلامي. وأنتم لذلك الأهل.
وتأمل أخي الحبيب قول الله تعالى: (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ) (القيامة:17)، هل الجمع في هذه الآية مخصوص بالجمع في الصدر أم اللفظ عام، وكذلك قرآنه.
والله سبحانه وتعالى الموفق والهادي إلى سواء السبيل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو هاني]ــــــــ[30 Oct 2009, 10:40 م]ـ
السلام عليكم أهل القرآن ورحمة الله وبركاته
هذه نقطة لا تمس كتابة المصحف نفسها بل تتناول عمل النُّقَّاط
في رأيي أن الصور الإملائية المغايرة للعُرف الكتابي الحادث بعد نسخ مصاحف عثمان اتسعت الشقة بينها وبين الكتابة المتعارف عليها بما وضعه النقاط من توزيع للهمزات بصورة خاصة توزيعا لا يقوم على فهم الأسس التي اتبعها زيد بن ثابت ومن معه في الكتابة، ولعل النقاط من أهل المغرب والأندلس كانت رواية ورش مرشدا لهم في التعامل مع رسم صورة الهمزة، فلقيت منهم توزيعا انتقائيا وغير مطّرد، وهذا مما جعل كتابة المصحف تحتاج إلى كتب تشرح الصور المغايرة للمألوف في الكتابة العادية.
لعل الاتجاه إلى النظر فيما سبق يضيق الفجوة بين رسم المصحف وكتابة ما سواه.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[31 Oct 2009, 01:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أخي الحبيب أبو هاني
إن كل ما أضيف للمصحف من نقط أوغيره من العلامات الأخرى لم يمس بنيان الأحرف في شيء فلم يزد أحد في القرآن الكريم حرفا ولم ينقص حرفا، حتى النبرة في الرسم.
فكيان الأحرف ذاتها لم يمس وحوفظ على قدسيته منذ نزول القرآن الكريم إلى يومنا الحاضر.
أما قولكم: (وهذا مما جعل كتابة المصحف تحتاج إلى كتب تشرح الصور المغايرة للمألوف في الكتابة العادية) فأرى أن الصحّة بمنأى عنه، ذلك أن العرب لها ثلاثة أساليب في الخط:
الخط العروضي؛ وهو ما وافق فيه الرسم اللفظ تماما.
والخط الإملائي: وهو ما وافق فيه الرسم اللفظ في الغالب؛ فعندما نقول عمرو، تأتي الواو هنا للدلالة على حركة العين والميم عَمْر، وغير صحيح أن تلفظ الواو في النطق ...
والخط المصحفي، وإن نسب شهرة إلى سيدنا عثمان رضي الله عنه إلا أنه الخط الذي كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، ولست أتحدث عن أنواع الخط من رقعة ونسخ وكوفي .... بل عن هيكليّة بناء الكلمات القرآنية.
وهذه الأساليب الثلاثة في الرسم لا يقاس أحدها على الآخر. فلا يجوز أن نحكم على الرسم الإملائي مقارنة مع رسم العروض، ولا على الرسم المصحفي مقارنة بالرسم الإملائي.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[31 Oct 2009, 03:06 م]ـ
الأخوة الكرام،
ملاحظات سريعة على المقال:
1. هذه مسألة تم مناقشتها مطولاً، وكانت النتيجة أن أطبق أهل العلم على أن الرسم إن لم يكن توقيفياً فلا بد من التزامه لأمور فصّلوها.
2. وجدت في القرون القريبة السابقة تجارب تعاملت بالرسم الإملائي، ونشرت هذه المصاحف في كل فج، وانتشرت هذه التجربة وأخذت فرصتها، ولكنها أخفقت، ومن هنا لا نجد اليوم إلا المصاحف التي أخذت عن مصاحف عثمان رضي الله عنه، التي أخذ رسمها عن صحف أبي بكر التي أخذ رسمها عن صحف الرسول عليه السلام.
3. أهل الصين واليابان يتمسكون إلى الآن بحروفهم التي هي غاية في التخلف، وهي مشكلة حقيقية، حيث يلزمك أن تحفظ خمسة آلاف حرف حتى تتقن الكتابة تماماً. ثم يأتينا بعضهم فيزعمون أن لدينا مشكلة مع رسم المصحف، وأطفالنا لا يجدون صعوبة في قراءة المصحف، ولا توجد شكوى حقيقية.
4. انظروا إلى رسم لفظة (الله) وانعكاساتها في ضمير المسلم، ثم انظر إلى اقتراح الكاتب أن تكتب (اللاه). ثم ألا تلتبس هذه بـ اللاهي. فما هي الضرورة المزعومة التي تجعلنا نحرّف صورة هذه اللفظة الجليلة.
5. واضح أن الكاتب غير ملم بالمسألة ومن هنا تجده يقفز في عماء.
6. عندما يعجز البعض عن الإبداع الحقيقي تجده يجتر ما طواه التاريخ.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[31 Oct 2009, 10:51 م]ـ
6. عندما يعجز البعض عن الإبداع الحقيقي تجده يجتر ما طواه التاريخ.
استوقفتني هذه الكلمة الجميلة ..
واللافت أن المقال معروض في الملتقى الفكري للإبداع، فهل قصدت هذه القفشة يا أبا عمرو؟!
(للعلم: لا أقصد تنقصا للموقع، فهو يحوي مقالات نفيسة، كما لا أقصد ذكر رأي في المسألة، إنما هي مجرد عابرة استدعتها كلمة أخي البيراوي حفظه الله)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[01 Nov 2009, 02:55 م]ـ
الأخ الكريم العبادي،
في الحقيقة لم أنتبه إلى ما تنبّهتَ إليه أنت.
واضح أن الرجل غير مختص، وهو ينقل الأقوال المرجوحة والفجة، وجاء متأخراً بعد أن استقرت الأمور، ومن هنا لا أظن أن إبداعه المزعوم سيلفت الانتباه، أي أن إبداعه البعيد عن الإبداع قد ولد ميتاً.
ـ[أبو هاني]ــــــــ[03 Nov 2009, 11:15 ص]ـ
الرسم العثماني هكذا (روس) فنقطها النقاط هكذا (رءوس) فلماذا لا يكون الضبط هكذا (رؤوس) وأحسب أن الكاتب عنى بالواو صورة الهمزة (ؤ) لا واو المد؛ لأن أحرف العلة المدّيّة كانت كثيرا ما لا تثبت.
للدكتور حسن عبد الجليل، طبعا الثلاثة الأنواع معروفة، والخط العروضي ليس في موضع النقاش، والرسم الإملائي مأخوذ من رسم المصحف الأصلي قبل نقط النقاط، لذا أقول إن نقط النقاط باعد بين رسم المصحف والرسم الإملائي لأنهم لم يكونوا لغويين في الأساس.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[03 Nov 2009, 12:23 م]ـ
الرسم العثماني هكذا (روس) فنقطها النقاط هكذا (رءوس) فلماذا لا يكون الضبط هكذا (رؤوس) وأحسب أن الكاتب عنى بالواو صورة الهمزة (ؤ) لا واو المد؛ لأن أحرف العلة المدّيّة كانت كثيرا ما لا تثبت
أخي الحبيب بإمكانك مراجعة كتاب الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد (رسم المصحف دراسة لغوية وتاريخية) حيث ناقش هذه المسألة. وهناك بحث لأستاذي الأستاذ الدكتور حسام النعيمي نشره في مجلة الضاد حول هذا الموضوع
وإذاأحببت أن نأخذ هذه الكلمة مثالا للنقط أقصد كلمة (روس)
فأقول في أصل الرسم المصحفي يترك فراغ للهمزة والذي وضع فيما بعد مكانه نقطة مستديرة حمراء اللون أكبر من نقط الإعراب ونقط الإعجام، والتي استعاض عنها الخليل بن أحمد الفراهيدي برأس العين للدلالة على الهمزة المحققة.
فيكون الرسم الأساسي لها على هذا النحو بترغ فراغ بعد العين حفاظا على موضع الهمزة (ر وس) وما أضافه النقاط لا يعدّ تغييرا في بنية الحرف نفسه.
أما إذا أردت أن تثبت واوا صورة للهمزة تكون (رؤوس) نجد أننا قد أدخلنا في القرآن حرفا لم يكتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وهذ غير صحيح، وهناك تنوع في رسم صورة هذه الهمزة بين المدرسة المصرية والمدرسة العراقية نحو ما نجده في كلمة شؤون فهل نرسمها (شئون) منعا لتكرار صورة الواو أو تصور (شؤون) قياسا
تأمل أخي الحبيب كيف أثبتت الهمزة في الآية 23 من سورة الكهف في قوله تعالى (لشايء) حيث أثبتت الهمزة بعد الياء.
ولا شك أن إضافة حرف في رسم المصحف الشريف سيوقعنا في خلاف لسنا في حاجة له
والرسم الإملائي مأخوذ من رسم المصحف الأصلي قبل نقط النقاط، لذا أقول إن نقط النقاط باعد بين رسم المصحف والرسم الإملائي لأنهم لم يكونوا لغويين في الأساس
أخي الحبيب هذا الأمر أخالفك الرأي فيه فالرسم الإملائي موجود قبل نزول القرآن الكريم، وهناك نقوش أوردها الدكتور غانم قدوري في كتابه رسم المصحف وأوردها كثيرون ممن تابعوا تطور الرسم الإملائي قبل نزول القرآن الكريم. تدل صراحة على أن الرسم الإملائي لم يؤخذ من الرسم المصحفي.
أما وصف كتاب المصاحف أو النُّقاط بمثل هذه الأوصاف فهذا أمر بعيد عن الصّحة، وقد بحثه الدكتور غانم تفصيلا ووضع عدّة قواعد لمناقشة ظاهرة الرسم منها استبعاد فكرة الخطأ.
وقول ابن خلدون - الذي يردده الكثيرون - في أن العرب بسبب بعدهم عن المدنية والحضارة، وتعمقهم في البداوة ظهرت منهم مثل هذه الأخطاء في رسم مصحفهم فهذا القول بينه وبين الصحة ما بين المشرق والمغرب ...
ـ[أبو هاني]ــــــــ[03 Nov 2009, 08:53 م]ـ
وجود فراغ بين الراء والواو أمر لا دليل عليه، والكتاب ما كانوا ليتركوا فراغا فيتوهم انقطاع الكلمة قبله وابتداء أخرى، وإلا فما سبب وجود ألف بعد واو الجماعة في الأفعال التي ليس في نهايتها نون الرفع، بل في بعض جمع المذكر السالم المضاف!!
أما وجود رسم إملائي قبل الإسلام كالذي (أحدثه الناس) زمن الإمام مالك وسئل عنه فهذا أيضا من الأفكار التي انضافت فيما بعد، وإلا ما كان للرسم المصحفي أن يفارقه!!(/)
أوهام في علم التجويد
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[31 Oct 2009, 02:01 م]ـ
السلام عليكم
النقد على أربعة أقسام (العلمي أو الموضوعي ويهتم ببيان المزايا والعيوب على السواء، وقسمان آخران للنقد المنحاز أولهما النقد الأحول وهو أن نهتم ببيان المزايا فقط ونمارسه مع من نحب. وثانيهما النقد الأعور وهو أن نهتم ببيان العيوب فقط ونمارسه مع من نكره). وإليهن أشار ابن قتيبة الدّينَوَريّ بقوله (ونحن نعوذ بالله أن يطلع ذو النهى منا على ظلم لخصم [نقد أعور] أو إيثار لهوى [نقد أحول]) فبقي الخيار الثالث وهو النقد العلمي، وهو الذي يؤدي إلى تقدم العلوم والأمم ويحتاج أربعة أشياء:
-سعة اطلاع تقترب من الشمول،،
-وقدرة على التحليل بدراسة الرياضيات والمنطق الحديث، أو حتى بخبرة عملية مع فطرة سليمة
-وموضوعية آتية من الإخلاص للحقيقة،
-وشجاعة جائية من الرغبة في الإصلاح، لأن بيان العيوب والمزايا مدعاة إلى إثارة محبي الشيء ومبغضيه ودخول في سجال يستلزم النكوص والخمول في أحيان كثيرة كما قال المعري رحمه الله/
لجأتُ إلى السكوت من التلاحي * كما لجأ الجبانُ إلى الفرارِ
محصلة تلك القوى فيّ قادتني إلى كتابة هذا المقال عسى أن ينفع الله تعالى به فيثير في بعض الإخوة أفكارا تكون ذا مردود جيد على العلم، خدمة لكتاب الله تعالى عزّ وجل واقترابا من الكمال في حسنِ أدائه. وإذا احتُرمت سلامة النيات أثمر النقاش وقاد الحوار إلى نتيجته المرجوة. أما إذا انتهكت أخلاق الحوار فإنها تبني حاجزا نفسيا يحول العلم إلى مماحكة وصراع لا يفضي إلا إلى ضياع الوقت.
أثار بعض الإخوة قضية فتح الشفتين قليلا عند نطق النون الساكنة عند الباء [أنبئهم، الذنب، سميعاً بصيرا] وهو جائز وأولى بالصواب، لكنه أوهم جواز الشيء نفسه عند نطق الميم الساكنة عند الباء [ترميهمـ ــــ ـبحجارة]، وسبب التوهم جاء من استخدام مصطلح إخفاء على ظاهرتين مختلفتين. فقلت تعليقا على المسألة:
المصطلحات في علم التجويد متأخرة عن الأداء. وعلم التجويد نفسه إنما هو متأخر عن أداء التلاوة، ولذلك قالوا "القراءة سنة متبعة". فهو كعلم النحو متأخر عن اللغة واستعمالها، ومستنبط من محاولة وصف استعمال الناطقين بها لها.
والظاهرة الصوتية المتناقش فيها هي في الواقع ظاهرتان استُخدم لهما مصطلح واحد فأدى إلى اللبس.
1) صوت النون (نْ، ـاً، ـٍ، ـٌ) + بـ = إخفاء يجوز معه قلب النوم ميماً خالصة مغنونة، أو غير خالصة (تنفرج معها الشفتان.
2) مْ + بـ = تقرأ الميم مغنونة مطولة، وقد أطلقوا عليها اسم إخفاء شفوي فيما بعد.
إطلاق مصطلح إخفاء على الظاهرتين معا من قبل عدد ممن ألف في علم التجويد أحدث لَبساً عند بعض الناس، فجعلهم يظنون أن ما ينطبق على الحالة الأولى ينطبق بحذافيره على الحالة الثانية. وإن كان واضعو المصطلح قد ميّزوه عن النون بإطلاق صفة شفوي عليه، لكن معنى الستر الكامن في كلمة (إخفاء) قد أثبت حضوره فقاد بعض الناس إلى فتح شفاههم إبان نطقهم للميم التي لا يجوز بحال فتح الشفتين معها.
وبغضّ النظر عن مكانة من تكلّم على المسألة، وأستاذيته في الأداء والتلاوة والإقراء، وتاريخ علم القراءات. فإن المقاربة العلمية للمسألة تقتضي عزل الظاهرة الصوتية عن جميع ما قيل فيها لفهمها حقّ الفهم. وهي بعد تطبيق للأثر "اعرف الرجال بالحق ولا تعرف الحق بالرجال"
تشترك الظاهرتان [النون الساكنة بعدها باء، الميم الساكنة بعدها باء] بالغنة.
ويجوز في إحداهما وجهان على حين لا يجوز في الثانية إلا وجه، في علاقتهما بالشفتين.
يجوز في النون قلبها ميما خالصة بغنة وهو ما سمي بالإقلاب، ويجوزتفريج الشفتين عند تلاوة النون مع الباء إبقاء على الإخفاء، بل هو أولى لأننا نفرج الشفتين عن نطق النون الخالصة. وإن كنا عند الإدغام (لم يرو) نقلب النون حرفا من جنس ما بعدها ثم ندغمه فيها. وتبقى الغنة دليلا على النون عند حروف (و، م،ن) فنقرأ (من ورائه) _ (مِوّرائه). ونقرأ (من يشاء) (ميّشاء)، ونقرأ (مِن من) _ (مِمّن). ولتأصّل ظاهرة الإدغام في الميم تسربت إلى الخط فلا نكتب بعض الكلمات إلا مدغمة مثل (مما).
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يجوز تفريج الشفتين مع الميم لأننا لا نفرج الشفتين عند نطقنا للميم الخالصة. ولأن الميم لا تشترك مع النون إلا في الغنة، فهي لا تنقلب إلى صوت الياء ولا الواو ولا اللام ولا الراء كما تفعل النون.
فقراءة بعض الناس بتفريج الشفتين عند الميم إنما هو إبعاد للنجعة ووقوع تحت تأثير المصطلح، وهذا من أبشع أنواع سوء الفهم وأكثرها انتشارا، في كثير من الظواهر. وقد هداني الله تعالى أن أبيّنَ في هذا الملتقى المبارك كيف أن علماء الحديث في القرن الثالث قد أنكروا إطلاق صفة مخلوق على القرآن فقالوا (غير مخلوق) يعنون (لا يوصفُ بمخلوق)، إنكارا منهم لبدعية اللفظ فهم أورعُ أن يخوضوا فيما ليس لهم به علم، فجاء من بعدهم ففهموا أنهم إنما يقصدون أنه فعلا غير مخلوق وشرعوا ينظرون ويبحثون عن الأسباب فقالوا إن الكلام صفة المتكلم .... نسوا أن هذا القول أسوأ من الأول وأنه يقود إلى جعل الله تعالى نصا لغويا وهذا غاية الضلال. وما سببه إلا سوء فهم لمصطلح (غير مخلوق) الذي لا يعني أكثر من (ولا يوصف بمخلوق). وكل الإخوة يعرفون أن هذه القضية قد امتصت طاقات الأمة لألف سنة مما تعدون. [يمكن الاطلاع على الحوار المثمر في سبب الاضطراب في المصطلح في هذا المنتدى]
مسألة أولى: كيف نتعامل مع من أجاز تفريج الشفتين عند نطق الميم الساكنة قبل الباء؟ وهو ما أطلقوا عليه (إخفاء شفويا)؟
الجواب أن هذا الصنف من الناس قد وقع تحت تأثير المصطلح (إخفاء)، فاجتهد في الأداء ليجعل نطق الميم يتلاءم مع مصطلح إخفاء الذي يستلزم إخفاء شيء ما، فظن أن تفريج الشفتين تؤدي إلى إخفاء الميم. والصواب أن تفريج الشفتين مع الميم لا يجوز بحال البتة.
ونحن أمام خيارين: أن نتخلى عن مصطلح الإخفاء الشفوي لاتضاح عدم صلوحه لهذه الظاهرة، ولحين اتفاقنا على مصطلح يكتفي المؤلفون في التجويد بالقول [تقرأ الميم الساكنة بغنة إذا جاء بعدها باء].والثاني أن نحاول وضع مصطلح جديد له الآن وقد رأيت من حاول ذلك فأطلق اسم (إشمام) لأن الميم تشم غنة فقط. ولم أمل إلى رأيه.
مسألة أخرى: تكلم علماء القراءات على وجهين للميم مع الباء، سمّوا أحدهما إظهارا والآخر إخفاء شفويا، وذكر الشمس ابن الجزري في النشر جواز الوجهين.
وكنت أفهمهماعلى أن أحدهما أن أقرأ الميم سريعا دون غنة، والثاني أن أقرأها بطيئا بغنة كما هو شائع [ما سمي خطأً بالإخفاء الشفوي]. ولكنّ في نفسي شيئاً من هذا الفهم لأني لم أسمع من شيخ أو قارئ ما قراءة الميم بدون غنة عند الباء، وإن كان مؤلفو القراءات وعلوم القرآن قد أوردوا هذا القول. ويحسُن التنبيه إلى أن "إخفاء" أبي عمرو البصري للميم المتحركة عند الباء لم يجيزوا معه إلا الغنة ولم يضيفوا وجه الإظهار الذي أجازوه مع الميم الساكنة عند الباء.
الخلاصة أن الاستشكال الذي حاول الإخوة الكرام إيضاحه مشكورين مجزيين خيرا بحسن نياتهم إنما سببه استخدام مصطلح واحد لتوصيف ظاهرتين مختلفتين تشتركان بالغنة عند الباء.
وبوصفي مستمعا جيدا لشيوخ القراءة الكبار أعني المصريين منهم لأنهم أقطاب هذا الشأن أداءً فإني لا أستسيغ صنيع من يفرج بين شفتيه تفريجا تلتقطه الأذن عند تلاوة الميم قبل الباء مثل (ترميهمْ ــــــ ـبحجارة)، لأن الوقوع تحت تأثر المصطلح والغفلة عن أصل الظاهرة قبل نشوء المصطلحات نوع من أنواع الجهل وقع فيه مع الأسف كثير من المتقنين، في هذه الظاهرة وغيرها.
ومن أبشع ما وقع فيه القراء
- بدعة تحريك الحرف من أجل إيضاحه، [ما سموه بالقلقلة، ثم شرعو يقسمونها إلى كبرى وصغرى ومع التشديد]. فالصواب فيها أن يطلب توضيح خروج الحرف والحذر من تحريكه أدنى تحريك لأنه حرف ساكن.
- بدعة إلغاء صفة الرخاوة مع الضاد. [كيف يُجْمِع علماءُ النحو والقراءات على رخاوة الضاد، وأن الرخاوة استمرار الصوت أو النفس، ونخالفهم فننطقها شديدة كالدال المفخمة. وحجتنا أوهن من بيت العنكبوت وهي أن نفرّق بين الضاد والظاء تفريقا أكثر مما ينبغي. على حين قال شيخ الإسلام بن تيمية عن الضاء والظاء "إذْ هما في السمع واحد"]. ولكونهما في السمع واحد كتبت كلمة (ظنين) في قوله تعالى (وما هو على الغيب بضنين) بهما معا وقرئت بهما معا على حين أن المعنى مختلف فـ (ـظنين) (متهم)
و (ضنين) (باخل)
(يُتْبَعُ)
(/)
-بدعة التفريج بين الشفتين عند نطق الميم الساكنة قبل الميم، جهلا منهم بتاريخ المصطلح (إخفاء) وأنه أُطلق خطأً أو وُضع في غير محله.
- توهّم بعض القراء أن الحركة المقصودة في عدّ الألف حركتين هي حركة الإصبع. ولذلك تجد بعض المشايخ يحرك إصبعه بسرعة ليعد حركتين، والصواب أن المقصود بالحركة هي الفتحة والضمة والكسرة فالألف حركتان أي فتحتان، والواو حركتان أي بمقدار ضمتين، والياء حركتان أي بطول كسرتين، ولذلك قال ابن جني "والحركات أبعاض الحروف". لقد قاد هذا الوهم في فهم الحركة إلى الإفراط في المدّ والتطويل. فإن الزمن المطلوب لتحريك الإصبع حتى تنطبق وتنفتح يفوق الزمن اللازم لنُطق الألف الطبيعية.
- بدعة المبالغة في تفخيم حروف الاستعلاء والألف بعدها، ذلكم أن نص علماء التجويد على أن هذه الحروف فخمة يعني أن طبيعتها كذلك لا أن تزيد في تفخيمها.
وكانوا قد قسموا الحروف من حيث التفخيم والرقة غلى ثلاثة أقسام (الحروف المستعلية-فخمة، الحروف المستفلة-مرققة، باستثناء ثلاثة ترقق وتفخم بحسب الوضع وهي الألف واللام والراء. فالألف فخمة بعد تسعة حروف سبعة حروف الاستعلاء خص ضغط قظ واللام إذا فخمت والراء إذا فخمت، واللام في اسم الجلالة إذا وليت فتحة أو ضمة مفخمة وإذا وليت كسرة رققت، وفي قراءة ورش بعد الظاء والصاد والطاء مفتوحات كـ الصلوة، طل، ظللنا، والراء فيها تفصيل). وقد سمعت بعض القراء يقرأ كلمة (بصير) بباء رقيقة جدا وصاد مفخمة جداً على نحو لا يقرأ به عربي. وبعضهم يدور شفتيه عند نطق (قال) لتخرج قافه وألف أفخم مما يجب.!!
وإلى هذا النوع من القراء أدعوهم أن يقرأوا موضوع (تأثر الأصوات ببعضها)
فالحرف الرقيق يكتسب فخامة إذا جاور فخما وهذا سبب تأثر الإمالة بحروف الاستعلاء وترقيق الراء وتفخيمها بها. وللكلام بصيغة عملية أقول كل من زاد على طريقة الشيخ الحصري رحمه الله من حيث مراعاة الترقيق والتفخيم فقد أفرط ومن نقص فقد فرّط.
ولو أُطعت لنصحتُ كل قارئ قبل تسجيله ختمة أن يستمع لختمة للشيخ الحصري أو الشيخ عبدالباسط فإن مخارج حروفهما من حيث الترقيق والتفخيم في غاية الإتقان.
مع ملاحظات لا يسلم منها إنسان كطاء الحصري وكافه، وضاد عبدالباسط فإني أرى فيهنّ مسحة عجمة.
ذكرت هذه الملاحظات لألفت انتباه المهتمين في علم التجويد إلى القاعدة الذهبية الآتية
(إن الأداء أسبق زمنا وأهمية من مصطلحات علم التجويد الحادثة فيما بعد، وإنّ هذه المصطلحات إنما هي آلاتٌ لتسهيل تعلّم الأداء، وينبغي الحذر من إبعاد الحروف عن مخارجها لملاءمتها للمصطلح/ فالعكس هو الصواب. أي ينبغي تطويع المصطلح أو حتى استبدالُه إن ثبت قصوره عن وصف الظاهرة الأصل وصفا دقيقا. وقد وقع كثير من الشيوخ ضحية هذه المصطلحات).
والله وليّ التوفيق
ـ[أبو هاني]ــــــــ[31 Oct 2009, 02:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
العنوان فيه صراحة واضحة، وأود أن أضيف أن الوهم الأول هو أن التجويد علم!!
التجويد فنّ عمليّ أدائيّ يقوم على قواعد علمية ليست من إنتاج القائمين عليه!!
القواعد العلمية التي يقوم عليها الأداء التجويديَ هي المعلومات اللغوية، وما جاءت معلومات الكتب التي تحمل أسماء تشير إلى التجويد إلا من عمل أهل اللغة!!
لذا كان من الضروري أن تُدرَس الأمور اللغوية المتعلقة بالأداء الصوتي للقرآن، ألا وهي: الأصوات اللغوية، وأخصّ منها علم وظائف الأصوات = التشكيل الصوتي = الفونولوجي؛ ففيه توضيح للمسائل التي قامت حولها المنازعات اللفظية بسبب: الإقلاب والإخفاء بالتحديد!!
ويسرّني أن الدكتور عبد الرحمن الصالح كشف عن أن مصطلح الإخفاء لا يقدّم حلا لشيء بل إنه أحدثَ بلبلة وفتنة!! لقد كتبتُ هذا بشيء من الاستحياء في بحث لي وقلت إن تعريفاته على تنوعها عاجزة عن بيان المراد منه!!
لكن الدكتور الصالح حين أراد أن يحلّ قضية أحدث قضيتين!!
وللحديث بقية عندما يحين وقتها. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[31 Oct 2009, 05:00 م]ـ
شكرا للأخ الدكتور أبي هاني على مروره وتعليقه، وبانتظار تفصيله القول الذي وعد به في القضايا التي أثارها المقال، فإنّ العلم ابن المذاكرة- كما قالوا- وما نحن هنا إلا في حلقة من حَِلَق الذكر وروضة من رياض الجنة نشَّقنا الله تعالى عبيرها وأرانا حورها وحبورها،. وما نكتب إلا على هامش الدراسات القرآنية ولكنا نبادر المنية بما ملكت أيدينا من بضاعتنا المزجاة
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[31 Oct 2009, 10:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الدكتور "عبد الرحمان الصالح": لا يليق بمقامكم الكريم إطلاق وصف البدعة على المسائل المخالفة لرأيكم، لا سيما وأن بعضها هو الصواب المجمع عليه.
كان حريا بكم أن تبينوا ما ترون بعلم وعدل، أما هذه الطريقة فلا تمت للعلم وأهله بصلة
وأكتفي بهذه الإشارة دون الخوض في التفاصيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[04 Nov 2009, 12:37 ص]ـ
السلام عليكم
هذا بحث فيه من الغريب الكثير ولا أعني الخلاف في المسائل بل أعني الهجوم علي الثوابت، والمشكلة القائمة بين القراء وأهل الأصوات، أن القراء عندهم قوانين وثوابت مبناها علي المشافهة ولا ضير أن نتبع هذه المشافهة بما هو موجود في الكتب ويوافق المقروء المنطوق.
وأهل الأصوات: اهتموا بما هو موجود في الكتب، وعلي آلات صماء لم يجمعوا هم أنفسهم علي نتائجها (كما سبق وتحدثتُ في هذا الأمر)، وأهل الأصوات لم أر أحدا منهم تصدر للإقراء، ولم يشتهروا بذلك، وهذا ما أوقعهم في كثير من الغلط، بل وقد يبلغ ببعضهم أن يأتوا إلي المجمع عليه لدي القراء، وينخرون في الثوابت؛ فهذا أمر لا يمكن السكوت عليه.وأحب أن أنوه علي بعض الأمور:
* قضية الفرجة والإطباق (لن أتحدث عن المسألة بعينها لأنني قد استقصيت الأقوال والكلام موجود في هذا المنتدي المبارك.
قال د/ عبد الرحمان الصالح: مسألة أخرى: تكلم علماء القراءات على وجهين للميم مع الباء، سمّوا أحدهما إظهارا والآخر إخفاء شفويا، وذكر الشمس ابن الجزري في النشر جواز الوجهين.
وكنت أفهمهماعلى أن أحدهما أن أقرأ الميم سريعا دون غنة، والثاني أن أقرأها بطيئا بغنة كما هو شائع [ما سمي خطأً بالإخفاء الشفوي]. ولكنّ في نفسي شيئاً من هذا الفهم لأني لم أسمع من شيخ أو قارئ ما قراءة الميم بدون غنة عند الباء، وإن كان مؤلفو القراءات وعلوم القرآن قد أوردوا هذا القول. ويحسُن التنبيه إلى أن "إخفاء" أبي عمرو البصري للميم المتحركة عند الباء لم يجيزوا معه إلا الغنة ولم يضيفوا وجه الإظهار الذي أجازوه مع الميم الساكنة عند الباء.)) ا. هـ
من قرأ هذا الكلام وجد أن فضيلة الدكتور وُكِّل إلي نفسه، فالمسألة ثابتة بأن الإظهار ـ من غير غنة ـ والإخفاء ـ أي بغنة ـ وجهان ثابتان، ولا يوجد إمام معتبر يقول بخلاف ذلك.
حتي الشيخ الزروق ومحمد يحيي شريف قالا بأن الخلاف لفظي مقرّين بأن الميم تنطق مرة بالغنة ومرة بغير غنة والخلاف عندهم فقط في بقاء أصل الميم دون تبعيض لمخرج الميم.
أما سبب عدم وجود الإظهار في زماننا أن الأمر استقر علي الإخفاء ـ بصرف النظر عن الفرجة أو الإطباق ـ والقراء أجمعوا علي الإخفاء وترك الإظهار ولذا قال القسطلاني عن الإظهار: وأباه المحققون.
وبهذا يتضح أن د/ عبد الرحمان لم تكن له دراية بطريقة القراء في إلغاء وجه وفي بقاء وجه.
* والنقطة الثانية قول فضيلته: ((يجوز في النون قلبها ميما خالصة بغنة وهو ما سمي بالإقلاب، ويجوزتفريج الشفتين عند تلاوة النون مع الباء إبقاء على الإخفاء، بل هو أولى لأننا نفرج الشفتين عن نطق النون الخالصة.))
ثم قال فضيلته: (ولا يجوز تفريج الشفتين مع الميم لأننا لا نفرج الشفتين عند نطقنا للميم الخالصة .. )
والخلاصة: أنه يقر بالفرجة في القلب ويمنعه مع الميم الخاصة.
وهذا الكلام ذهب إليه د/ محمد حسن جبل في كتابه (تحقيقات في التلقي والأداء)، وما أراهما إلا واهمين، لأنهما اغترا بقول ابن الباذش في التفرقة بين حالة القلب والميم الصريحة، وصرح د/ جبل بهذا في كتابه السابق.
ولو عادا لقول ابن الباذش لوجدا أنه يحكي الإظهار في الميم ـ أي بدون غنة ـ وحكي ما قاله سيبويه ولم يحك سيبويه سوي الإظهار، وبهذا تنجلي شبهتما.
وأقول: إن ابن الجزري والداني وغيرهما من جهابذة القراء لم يفرقوا بين نطق القلب وبين إخفاء الميم، فعلي أي أساس فرق الأفاضل من أهل الأصوات؟؟ أليس الداني وابن الجزري من الأئمة؟
وإن كنتم مقرين بالفرجة في القلب، لقلنا لكم: والقراء يلحقون إخفاء الميم بالقلب وعليه فهناك فرجة عند هؤلاء القراء في الميم أيضا. وأما التفرقة فهذا مذهبكما ولا حجة لكما بعد مخالفة القراء.
ولو فهما الفاضلين حقيقة الخلاف ما هوت قدماهما بهذه الطريقة، وهي عند القراء من الأوليات.
* والنقطة الأخري: قول فضيلته: ((بدعة تحريك الحرف من أجل إيضاحه، [ما سموه بالقلقلة، ثم شرعو يقسمونها إلى كبرى وصغرى ومع التشديد]. فالصواب فيها أن يطلب توضيح خروج الحرف والحذر من تحريكه أدنى تحريك لأنه حرف ساكن.))
أقول: بل حتي أهل الأصوات قالوا: بأن فيها شيئا من الحركة، وأكتفي بقول شارح الشافية من أهل اللغة حيث قال: القلقلة ...... لأن صوتها لا يتبين سكونها مالم يخرج إلي شبه التحرك لشدة أمرها من قولهم: قلقله إذا حركه ....... فلما اجتمع الصفتان (الجهر والشدة) احتاجت إلي التكلف في بيانها، فلذلك يحصل الضغط للمتكلم عند النطق بها ساكنة .. ) ص243
وقوله (فلذلك يحصل الضغط للمتكلم عند النطق بها ساكنة) وهذا الضغط الذي يحدث يُتخلص منه بإخراج القلقلة إلي شبه التحرك.
أما نصوص القراء كثيرة قد أوردتها في بحثي (رسالة فاصلة في بطلان القلقلة الساكنة).
قوله ((توهّم بعض القراء أن الحركة المقصودة في عدّ الألف حركتين هي حركة الإصبع. ولذلك تجد بعض المشايخ يحرك إصبعه بسرعة ليعد حركتين، .... ))
إطلاق الحركتين علي الألف هذا من باب التقريب وإن قدرتها للمبتدئين ببسط الأصبع مثلا فهذا من باب التقريب قال مكي في كتاب المدات ما مفادة: بأن الوصف بالألف لحرف المد من باب التقريب فلا يقال وهمٌ (ولا مشاحة في الاصطلاح إذا عرفت الحقائق)
وأكتفي بهذا القدر، والحمد لله رب العالمين
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو هاني]ــــــــ[06 Nov 2009, 09:18 ص]ـ
لقد أوضح كلام الشيخ عبد الحكيم ما عنيته بالقضيتين: الإقلاب وإخفاء الميم غير المنقلبة قبل الباء.
ومعظم المسائل الصوتية في التجويد لها تفسير وإيضاح في علم الفونولوجي، والمفتاح لذلك في أمرين: ميل الناطق إلى بذل أقل جهد عضلي في أثناء نطق الأصوات اللغوية ( the less effort ) ، ثم المماثلة بين الأصوات في موضع النطق أو صفاتها ( assimilation ) ، هذان الأمران يوضحان ـ كما يوضح علم الكيمياء ـ ما يحدث بين الأصوات من تأثر وتأثير بسبب تجاورها.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[06 Nov 2009, 06:26 م]ـ
لقد أوضح كلام الشيخ عبد الحكيم ما عنيته بالقضيتين: الإقلاب وإخفاء الميم غير المنقلبة قبل الباء.
.
السلام عليكم
أستاذنا الكبير لو تفسر لنا القضيتين بطريقة أوضح دون استخدام المصطلحات الأجنبية (لأني مش فاهم حاجة خالص من المصطلحات ده .. ترجمة بالعربي لو تفضلتم.بسمة)
القرآن عربي والنبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ عربي.
بارك الله فيكم
والسلام عليكم
ـ[أبو هاني]ــــــــ[07 Nov 2009, 02:18 م]ـ
الأخ الفاضل الشيخ عبد الحكيم، سلام الله ورحمته وبركاته عليك
ما كتبتُ الحروف الأعجمية تباهيا ولكن لأنني أتوقع من بعض الإخوة المطلعين على مسائل علم الأصوات أن ينظروا فيما تدور به رحى النقاش التي أثارت ما أثارت وليس لها من طحن. ولقد كتبت المصطلح العربي الفصيح قبل الأعجمي: الجهد الأقل وبعده ( less effort ) ، والمماثلة وبعده ( assimilation ) ، وهذا الأخير معروف في كتب فن التجويد، وتعامل معه د. إبراهيم أنيس ثم د. أحمد مختار عمر.
أقول إن هذين الأمرين يقدّمان التفسير الواضح والحل اليسير لأحكام النون الساكنة والتنوين والميم الساكنة قبل الباء من: إدغام، وقلب، وإخفاء، فحيثما يكون اليُسر في النطق والجهد الأقلّ تجد شيئا مما ذكرت، ويقع ذلك عندما تتماثل الأصوات من حيث المخرج أو من حيث الصفة أو من كلتا الجهتين، والصوت الذي يحظى بهذه الخصائص في لغات البشر هو الصوت الأغنّ، وفي العربية اثنان: النون والميم.
التدبّر والفحص فيما كتبتُ يجعل الفجوة بين التجويد والأصوات تزول تماما؛ لأن علم الأصوات تجريبي يخضع للقياس والفحص وتقديم الحل، في حين أن كتب التجويد نظرية، والتعامل مع نصوصها يحدث قلقا لمن عهدوها وحدها ظنا أن أي جديد إنما هدفه الهدم، والأمر ليس كذلك.
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[14 Dec 2009, 11:57 ص]ـ
أشكر الإخوة الكرام على مرورهم وطرح آرائهم.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[06 May 2010, 12:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أولا:من يقصد الدكتور صالح بعنوانه العريض (أوهام في علم التجويد)؟ بالطبع لا يقصد العوام ولا المبتدئين فهل يقصد الأئمة والمصنفين والقراء المسندين المتصدرين؟ وهل يجوز الرمي بالوهم هكذا جملة؟ وهل هذا من أدب الحوار الذي قدم به فضيلته موضوعه؟ أليس هذا من التناقض؟
هذا أولا , وثانيا قال فضيلته:
النقد على أربعة أقسام (العلمي أو الموضوعي ويهتم ببيان المزايا والعيوب على السواء، وقسمان آخران للنقد المنحاز أولهما النقد الأحول وهو أن نهتم ببيان المزايا فقط ونمارسه مع من نحب. وثانيهما النقد الأعور وهو أن نهتم ببيان العيوب فقط ونمارسه مع من نكره). وإليهن أشار ابن قتيبة الدّينَوَريّ بقوله (ونحن نعوذ بالله أن يطلع ذو النهى منا على ظلم لخصم [نقد أعور] أو إيثار لهوى [نقد أحول])
يحق لنا وقد رمانا الدكتور بأننا نهم ولنا أوهام في علم التجويد بل رمى أئمتنا ومشياخنا الذين علمونا التجويد بعنوانه العريض أن نسأله متعلمين منه: أي أنواع النقد يا سيدي ستتبع في نقد ما سميته بالأوهام؟
فبقي الخيار الثالث وهو النقد العلمي، وهو الذي يؤدي إلى تقدم العلوم والأمم ويحتاج أربعة أشياء:
-سعة اطلاع تقترب من الشمول،،
-وقدرة على التحليل بدراسة الرياضيات والمنطق الحديث، أو حتى بخبرة عملية مع فطرة سليمة
-وموضوعية آتية من الإخلاص للحقيقة،
-وشجاعة جائية من الرغبة في الإصلاح، لأن بيان العيوب والمزايا مدعاة إلى إثارة محبي الشيء ومبغضيه ودخول في سجال يستلزم النكوص والخمول في أحيان كثيرة كما قال المعري رحمه الله/
لجأتُ إلى السكوت من التلاحي * كما لجأ الجبانُ إلى الفرارِ
محصلة تلك القوى فيّ قادتني إلى كتابة هذا المقال عسى أن ينفع الله تعالى به فيثير في بعض الإخوة أفكارا تكون ذا مردود جيد على العلم، خدمة لكتاب الله تعالى عزّ وجل واقترابا من الكمال في حسنِ أدائه.
أتشهد لنفسك يا دكتورنا الفاضل بتلك القوى مع رميك للأئمة بالأوهام؟ (فلا تزكوا أنفسكم)
وإذا احتُرمت سلامة النيات أثمر النقاش وقاد الحوار إلى نتيجته المرجوة. أما إذا انتهكت أخلاق الحوار فإنها تبني حاجزا نفسيا يحول العلم إلى مماحكة وصراع لا يفضي إلا إلى ضياع الوقت.
ليتنا جميعا نلتزم هذا ولا سيما في عنوان الموضوع الذي هو بيان للموضوع كله.
إذا أجابني الدكتور والتزم في جوابه ـ ونحسبه أهلا لذلك ـ ما سطره في هذه الأسطر الثلاثة فسأناقشه في (ثالثا ورابعا إلى عاشرا)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[07 May 2010, 05:59 م]ـ
أضيف على ما سبق من نقدي لهذا العنوان الذي عنون به دكتورنا الفاضل لمقاله (أوهام في علم التجويد) أن العنوان نفسه متناقض فقد نسب الوهم إلى العلم وهما نقيضان فكيف يكون العلم وهما أو يكون الوهم علما , ومعنى ذلك أن كل من تلقى علم التجويد فقد تلقاه بما فيه من وهم حتى جاء دكتورنا الفاضل لينبهنا على هذا الوهم في علم التجويد , فلا شك أن دكتورنا الفاضل خانه التعبير ولم يوفق للعنوان الصحيح الذي كان ينبغي أن يكون ـ حسب رأيي (أوهام عند بعض علماء التجويد) أو (أوهام دخيلة في علم التجويد) وعدم التوفيق في العنوان يشعر بعدم التوفيق في المضمون , والله أعلم.
بانتظار جواب دكتورنا الفاضل لأناقشه في مضمون مقاله , وفق الله الجميع للخير.
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[02 Oct 2010, 01:50 ص]ـ
جاء المقال بأسلوب مباشر عن عمد ليهزّ عطف الإخوة القراء إلى التفكر بالمقاصد والغايات ولا يُسْجَنوا في قمقم المصطلحات
فهي آلات لا توضح الفكرة ما لم تسبر وتقارن وتدرك. والله من وراء القصد(/)
اللجنة النسائية لتبيان بالرياض تقيم دورة (مقدمات في علم القراءات)
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[01 Nov 2009, 02:14 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللجنة النسائية لتبيان بالرياض تقيم دورة (مقدمات في علم القراءات)
http://www.alquran.org.sa/admin/images/large/newsImg1256566795.jpg
تعقد جمعية تبيان ممثلة باللجنة النسائية بالرياض دورة بعنوان (مقدمات في علم القراءات) , ضيف الدورة الأستاذ سعود الغنيم. في الفترة من يوم السبت 12 إلى يوم الثلاثاء 15 ذوالقعدة من الساعة4:30 عصراً إلى الساعة 7 مساءً وستكون الدورة بمركز دراسة الطالبات جامعة الإمام فرع النفل
13/ 11/1430هـ(/)
نموذج من رواية السوسي - للتعليق
ـ[بدر عرابي]ــــــــ[01 Nov 2009, 01:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هذا نموذج من رواية السوسي عن أبي عمرو، وضعته كي يقوم الأساتذة المتخصصون وأهل الفن بالاطلاع عليه وإبداء الملاحظات؛ بغية الوصول للصواب الكامل، وحرصا على كتاب الله
والله الموفق
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/77004ae7c8ad7fcff.gif
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/77004ae7c8ae0f753.gif
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[02 Nov 2009, 08:24 م]ـ
لفت انتباهي استعمال اللون الأزرق في كلمات والأحمر في أخرى فظننت أن الخلاف في الأصول لون بالأزرق وفي الفرش بالأحمر ولكن ظهر أنه ليس كذلك إذ لونت كلمات الخلاف فيها متعلق بالأصول بالأحمر وكأن ما لوّن بالأزرق ما خالف في مبحث المد دون ما سواه.
الخط جميل وإن كان فيه بعض أمور يسيرة مثل التصاق الحركة بالحرف في عدة كلمات
كما يلحظ ضبط اللفظ الأخير في السورة على وجه البسملة (تبارا) ولذا أبدلت إحدى علامتي التنوين ميما صغيرة.
وفقكم الله وسدد خطاكم وأعانكم على الإتمام بمنه.
ـ[بدر عرابي]ــــــــ[03 Nov 2009, 12:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا المفضال الدكتور / أحمد شكري
لا يعلم أحد إلا الله مقدار الغبطة والسرور التي أدخلها تعليقكم السابق على قلبي.
أشكر لفضيلتكم جميل تعاونكم، آملا من الله أن أكون عند حسن ظنكم بي.
وفقكم الله وسدد على الحق خطاكم
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[04 Nov 2009, 08:21 م]ـ
السلام عليكم
الأخ بدر وفقكم الله
القاعدة في الضبط أن يُحقق أكبر قدر ممكن من المصالح دون أن يُخل بالعلم أو يفوّت مصلحة مهمة، فالأمر يحتاج توازناً. وقد راعى العلماء الأوائل هذا التوازن حين أعجموا الأقل استعمالا وأهملوا الأكثر استعمالا من حروف اللغة. فالدال أكثر استعمالاً من الذال ولذلك أعجمت الذال وأُهمِلت الدال لكي نكتب أقل نقط ممكنة وكذلك سائر الحروف. رز، س ش، ص ض، ط ظ، ع غ، وكادوا يهملون إما الفاء أو القاف لكنهم لم يفعلوا ففعلها أهل المغرب بدلا منهم. لكنهم ارتكبوا خطأ حين وضعوا ألف الجماعة لتمييز المفرد عن الجمع في حالات نادرة مثل في سياق متخيّل (أولم أحمد وإخوته وليمة واتفقوا أن يدعوا أصدقاءهم ويدعو أحمد صديقه) فالأولى للجمع والثانية للمفرد. وهذا مصلحة لا تستأهل أن ننفق حبر الأمة في ملايين الألفات الزائدة. وهذا تبذير للحبر والوقت. فالحبر الذي ربحناه في إهمال الدال وإعجام الذال خسرناه في ألف الجماعة التي ليس لها داع.
وضبط ُالمصحف على رواية من الروايات أمر مهم ومفيد، وسنصل ذات يوم إلى ضبطه على جميع الروايات والوجوه. ولكنّ في تلوين الكلمات بناء على مخالفتها رواية حفص عن عاصم نظر. وهو يحقق مصلحة عملية بلا شك لكنّه يفوّت مصلحة علمية وتاريخية لأنه يجعل من رواية حفص معياراً لسواها مع أن شيوعها واستفاضتها قد تم لأسباب تاريخية. وكما قلت لك فإن المصلحة العملية متحققة في هذا الصنيع لأن أكثر المسلمين قد اعتادوا التلاوة برواية حفص فكان تلوين الكلمات المخالفة مذكراً لهم. وهو أمر حسن لكن من أجل المحافظة على العلم ينبغي أن يُذكر هذا السبب في الديباجة الشارحة للاصطلاحات والرموز التي عادة ما توضع في نهاية المصحف.
ولي رأي في هذه الطريقة وهيَ أن تُستبدل بخط أحمر تحت الكلمتين دون حذف الحركة من الأول وتشديد الثاني لأنه سيشمل وجهي الإدغام وغيره، [لأنه يجوز للقارئ أن يقرأ للسوسي دون إدغام كما يجوز له أن يقرأ للدوري بالإدغام، ولا نعلم من أجاز الإدغام مع الهمز إلا ما حكاه أبو جعفر ابن الباذش عن شيخه ابن شريح أنه أجاز له ذلك.] وسيكون القارئ بالخيار وسنربح الحفاظ على الكلمات محركة كاملة. فالضبط الكامل سيفيد علما إضافيا بحركة الحرف في قراءة أبي عمرو، أما لو حذفنا الحركة فقد نفوّت على القارئ معرفة أنّ ثَمّ حركةً تخالف قراءة أخرى مثل قوله تعالى (ثم يقولَ للناس) فلو حذفنا حركة اللام من يقول من أجل الإدغام فإننا سنفوّت على القارئ معرفة هل قرأ أبو عمرو بالنصب أم بالرفع! وهذا الفائدة تتحقق بالعدول إلى وضع خط تحت الكلمتين المدغمتين او الحرفين وحدهما.
أما الياءات المفتوحة فأرى أن يكتب الياء وحده بلون مغاير، مراعاة للمصلحة العملية التي تحدثنا عنها.
وأما في المد المنفصل فيكفي عدم وضع علامة المد دليلا على القصر
أعني لا ضرورة لتلوين الكلمة
والله الموفق وشكر الله صنيعكم
ـ[بدر عرابي]ــــــــ[04 Nov 2009, 09:24 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لك جزيل الشكر والعرفانعلى ما أجدت به وأوفيت.
= بالنسبة للتلوين فإن وضعه لم يكن هو الأصل في العمل، بل جاء منبها للكلمات التي خالفت حفصا، باعتباره أشهر الرويات القرآنية وأكثر ذيوعا كما أوضحت فضيلتكم لأسباب تاريخية ليس محلها الآن.
وبالتالي فإن العمل يصلح أن يخرج بدون التلوين، بل بالشكل الذي عرضته، فالعمل في الأساس حاسوبي خالص.
= لم يكن اعتمادي التلوين - تنبيها - بحسب الموافقة أو المخالفة لحفص أمرا ضروريا أو حصريا، بل يمكن أن أنتج النص القرآني لأي رواية مع بيان الموافقة أو المخالفة تبعا لأي رواية أخرى.
= أما بخصوص كيفية الكتابة وإثبات الحركة الأولى أو حذفها، فلأن العمل حاسوبي فإن الأمر صار فيه فسحة شديدة يصلح معها خروج النص القرآني بأي طريقة كانت، ما دامت صحيحة المنهج.
ففي المثال السابق، يصلح أن أنتج نفس السورة بكل الروايات القرآنية المتواترة من طريقي الشاطبية والدرة مع الأخذ في الاعتبار الخلف الذي يرد عن الرواية، بل ويمكن لقواعد البيانات - حيث بنيت بطريقة مرنة - أن تستوعب طرق النشر، ومن هنا يظهر قيمة العمل الحاسوبي والذي عوض جوانب الاقتضاب المتعددة التي دخلت على كتابة النص القرآني، ابتداء من حصر الكتابة موافقة لمصحف عثماني بعينه مرورا بالمشهور من الروايات إلى طرق الضبط الموجهة للنص.
جزاك الله خيرا إذ أحسنت إلي بالتعليق، وأوفر لك الجزاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى محمد صالح]ــــــــ[04 Oct 2010, 10:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، لقد تتبعت هذه السورة برواية السوسي عن أبي عمرو البصري من أولها إلى آخرها حرفا حرفا، وهي ولله الحمد والمنة سليمة من كل تخليط بحروف رواية أخرى، وفق العد الكوفي، أما عدد آيها عند البصري فتسع وثلاثون آية، وأقول لنفسي ولأخي الحبيب وفقك الله وسدد خطاك، لكن لابد لهذا العمل أن تباركه لجنة علمية مختصة في علم الإقراء وضبط المصحف وعده .. فما تم جمعه في الصدر الأول بلجنة لا يمكن إفراد قراءاته إلا بلجنة. والله الموفق للصواب.
ـ[عبد الله حسن الشتوي]ــــــــ[04 Oct 2010, 05:35 م]ـ
كلمة (ان ياتيهم) فيها ادغام فهل ينقصها علامة الشد؟؟؟
ـ[أحمد محمد عباس]ــــــــ[04 Oct 2010, 07:34 م]ـ
إدغام النون في الياء إدغام ناقص، فقد اتفق أهل الأداء على أن الغنة الظاهرة في حالة إدغام النون الساكنة والتنوين في الواو والياء هي غنة المدغَم وهو النون الساكنة والتنوين.
وعلامة الإدغام الناقص في المصحف عدم وضع شدة على المدغم فيه.
وعليه أخي عبد الله فعلامة الشد غير ناقصة.
ـ[عبد الله حسن الشتوي]ــــــــ[04 Oct 2010, 10:05 م]ـ
اسف على ملاحظتي لاني لا احسن الضبط على طريقة المشارقة ونحن عندنا في المغرب نضبطها بوضع شدة على الياء ووضع السكون فوق النون فالسكون يدل على صفة النون والشد يدل على الادغام والله اعلم.
ـ[مدثر خيري]ــــــــ[04 Oct 2010, 11:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هذا نموذج من رواية السوسي عن أبي عمرو، وضعته كي يقوم الأساتذة المتخصصون وأهل الفن بالاطلاع عليه وإبداء الملاحظات؛ بغية الوصول للصواب الكامل، وحرصا على كتاب الله
والله الموفق
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/77004ae7c8ad7fcff.gif
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/77004ae7c8ae0f753.gif
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحببت المشاركة معكم في هذا الطرح المفيد ولي ملاحظتان على السورة المكتوبة برواية السوسي
1. ألف الوصل ضبط على رواية حفص وهي (رأس الصاد الصغيرة) وهي مخالفة لما عليه مصاحفنا المضبوطة برواية (الدوري عن أبي عمرو)
2. ضبط الإمالة في قوله تعالى (الكافرين) هذه العلامة التي وضعت على الإمالة غير صحيحة ضبط الإمالة يكون بوضع دائرة مطموسة على الحرف قبل الممال مع تعريته من الحركة
قال الإمام الخراز:
وكل ما اختلس أو يشم فالشكل نقط والتعري حكم
وعوضن الفتحة الممالة بالنقط تحت الحرف للإمالة
..... إلخ الأبيات
فهذه العلامة غير صحيحة في ضبط الإمالة، وعندي مصحف برواية الدوري ضبط على نفس النسق بوضع علامة (شكل بيضاوي) تحت الحرف الممال، ووضع علامة (مثلث) تحت الحرف المقلل وهو مخالف لما عليه الضبط والله أعلم بالصواب
وجزاكم الله خيراً
وأرجوا التوجيه من إخواني الكرام بارك الله فيكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محبكم
ـ[مدثر خيري]ــــــــ[04 Oct 2010, 11:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هذا نموذج من رواية السوسي عن أبي عمرو، وضعته كي يقوم الأساتذة المتخصصون وأهل الفن بالاطلاع عليه وإبداء الملاحظات؛ بغية الوصول للصواب الكامل، وحرصا على كتاب الله
والله الموفق
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/77004ae7c8ad7fcff.gif
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/77004ae7c8ae0f753.gif
أخي الكريم بدر عرابي السلام عليكم ورحمة الله
يظهر أنك اعتمدت في عدد أي سورة نوح العدد (الكوفي)، والعدد المعتمد عليه في رواية الدوري عن أبي عمرو (المدني الأول) وهو على النحو التالي في هذه السورة:
انفرد المدني الأول بعدِّ ثلاثة مواضع من هذه السورة عن العدد الكوفي وهي:
1. (ولا سواعاً)، رأس الآية عنده هنا.
2. (وقد أضلوا) كثيرا مثلها
3. (فادخلوا ناراً) مثلهما.
وانفرد بترك موضع واحد مما عدَّه الكوفي وهو قوله تعالى (ونسرا) فهو ليس رأس آية عند المدني الأول، وتعلم أخي فوائد معرفة عدد الآي عند القراء خصوصاً في رؤوس آي السور الإحدى عشر
والله أعلم
ـ[بدر عرابي]ــــــــ[05 Oct 2010, 11:54 ص]ـ
بارك الله فيك أخي مدثر، ولباقي الأخوة الكرام.
= نعم ملاحظتك في محلها من أن هذه العلامة ليست المعتمدة في المصاحف المطبوعة لرواية الدوري، وأنا قمت باعتماد ما تم اعتماده من العلامات في الضبط المشرقي، فأنا ملتزم به من الأول، وعليه فالعلامة صحيحة فهي العلامة المستخدمة للدلالة على الإمالة الكبرى في كما في موضع (مجراها) في سورة هود عند حفص، وهو مطبوع مشهور، وإن خالفته بعض المصاحف المطبوعة حديثا مثل الإصدار الأخير من مصحف المدينة ومصحف قطر.
وقد اعتمدت تلك العلامة مع اعتمادي للدائرة المطموسة للدلالة على التقليل وهو المشهور عند ورش، وأنا في عملي - مشروع التدوين للروايات العشرين - ألتزم العلامات في كل الروايات القرآنية، دون أن أغير فيها.
= طريقة عد الآيات عندي ليست مرتبطة بالرواية، فإن المشروع برمجي يصلح معه وضع طريقة العد المطلوبة من المستخدم وربها بالرواية التي يريد أيضا، ولا أعلم أن طريقة عد الآيات لزاما لكل رواية، إلا أن تنبهني - مشكورا - إلى ذلك.
وجزاكم الله خيرا
-------------
الأخ عبد الله حسن الشتوي
معك حق في أن المصاحف المغربية تضع الشدة، ولكن هذا ليس معتمدا في الضبط المشرقي إلا في حال الإدغام الكامل كما أشار أخونا الفاضل أحمد عباس، ولذلك لن تجد الشدة إلا في حال الإدغام الكامل - للنون الساكنة والتنوين - مع اللام والراء، وعند خلف ستجده أيضا مع الواو والياء.
وجزاكم الله خيرا.
---------
الأخ الكريم: مصطفى صالح
بارك الله لك، وشكر لك، بالنسبة لملاحظة اللجنة، فمعك كل الحق وأنا هاهنا أضع النماذج التي تمثل المشروع، وأي ملاحظة يتفق عليها أهل التخصص سأغيرها، ولا بد لي من اعتماد المنهج والمصاحف من اللجان المتخصصة كالأزهر الشريف مثلا.
وجزاكم الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد محمد عباس]ــــــــ[05 Oct 2010, 02:21 م]ـ
ولذلك لن تجد الشدة إلا في حال الإدغام الكامل - للنون الساكنة والتنوين - مع اللام والراء
والنون والميم، فالإدغام فيهما كامل على الراجح، وعلى هذا جرى ضبط المصاحف، تمامًا كما ضبطتَ أنتَ (نذير مبين) في النموذج المرفق.
ـ[بدر عرابي]ــــــــ[05 Oct 2010, 04:22 م]ـ
صحيح أخي أحمد بارك الله فيك، إنما اقتصرت الذكر على اللام والراء مع ذكر الواو والياء لخلف لعدم اشتمالهم جميعا - حال الإدغام - على الغنة.
جزاكم الله خيرا
ـ[مدثر خيري]ــــــــ[08 Oct 2010, 07:50 م]ـ
بارك الله فيك أخي مدثر، ولباقي الأخوة الكرام.
= نعم ملاحظتك في محلها من أن هذه العلامة ليست المعتمدة في المصاحف المطبوعة لرواية الدوري، وأنا قمت باعتماد ما تم اعتماده من العلامات في الضبط المشرقي، فأنا ملتزم به من الأول، وعليه فالعلامة صحيحة فهي العلامة المستخدمة للدلالة على الإمالة
في كما في موضع (مجراها) في سورة هود عند حفص، وهو مطبوع مشهور، وإن خالفته بعض المصاحف المطبوعة حديثا مثل الإصدار الأخير من مصحف المدينة ومصحف قطر. مصحف المدينة لم يخالف لأنه على الرسم الصحيح وأشرفت عليه لجنة مختصة بل سواها هو المخالف!!
العلامة المستخدمة عند أبي عمرو هي (الدائرة المطموسة للإمالة والدائرة المفتوحة للتقليل وهو المنصوص عليه في كتب الرسم والضبط ولا توجد هذه العلامة التي ذكرتها للإمالة في الكتب الأمهات مثل المحكم والمقنع وغيرها من كتب الرسم المعتمدة فالاعتمام على ما جاء في هذه الكتب هو الصواب وفقني الله وإياك لمرضاته
وقد اعتمدت تلك العلامة مع اعتمادي للدائرة المطموسة للدلالة على التقليل وهو المشهور عند ورش، وأنا في عملي - مشروع التدوين للروايات العشرين - ألتزم العلامات في كل الروايات القرآنية، دون أن أغير فيها.
= طريقة عد الآيات عندي ليست مرتبطة بالرواية وماذا ستفعل في الآيات التي ليست راس آية مثل (طغى) في سورة النازعات هل ستضع عليه علامة التقليل لأبي عمرو وهو ليس رأس آية عنده؟؟، فإن المشروع برمجي يصلح معه وضع طريقة العد المطلوبة من المستخدم وربها بالرواية التي يريد أيضا، ولا أعلم أن طريقة عد الآيات لزاما لكل رواية، إلا أن تنبهني - مشكورا - إلى ذلك.
وجزاكم الله خيرا
ـ[بدر عرابي]ــــــــ[08 Oct 2010, 11:22 م]ـ
أخي الكريم
== أنا في استخدام العلامات لم أتعدى ما هو مطبوع وتم إقراره من اللجان المختلفة، وما أشرت أنت له في الكتب لم أتطرق إليه بحال، بل أخبرت أن المصاحف المطبوعة - ومنها مصحف المدينة - اتخذت أكثر من شكل للتعبير عن الإمالة الكبرى، ولك أن تقارن بين نسختين، قديمة وحديثة من مصحف المدينة لتعلم ما أقصده.
وللعلم فإن العلامة المطموسة التي أشرت إليها أنها تستخدم للإمالة الكبرى، فقد خالفتها المصاحف المطبوعة برواية ورش فقد استخدمت تلك العلامة للدلالة على التقليل، وحتى في الموضع الوحيد للإمالة الكبرى عنده (طه) فهي إذا لم تفرق بينهما.
== بالنسبة للمواضع التي تتغير معها الإمالة تبعا لرأس الآية، فهذا مأخوذ في الحسبان بالطبع، فلو تغيرت رأس الآية فسيتغيرضبط الكلمة بما يتناسب مع الوضع الجديد.
وفقك الله لما يحب ويرضى
ـ[مدثر خيري]ــــــــ[08 Oct 2010, 11:34 م]ـ
أخي الكريم
== أنا في استخدام العلامات لم أتعدى ما هو مطبوع وتم إقراره من اللجان المختلفة، وما أشرت أنت له في الكتب لم أتطرق إليه بحال، بل أخبرت أن المصاحف المطبوعة - ومنها مصحف المدينة - اتخذت أكثر من شكل للتعبير عن الإمالة الكبرى، ولك أن تقارن بين نسختين، قديمة وحديثة من مصحف المدينة لتعلم ما أقصده.
وللعلم فإن العلامة المطموسة التي أشرت إليها أنها تستخدم للإمالة الكبرى، فقد خالفتها المصاحف المطبوعة برواية ورش فقد استخدمت تلك العلامة للدلالة على التقليل، وحتى في الموضع الوحيد للإمالة الكبرى عنده (طه) فهي إذا لم تفرق بينهما.
نعم أخي استعملت هذه العلامة (الدائرة المطموسة) لورش دلالة على التقليل لأن التقليل عنده أكثر من الإمالة، أما الإمالة في (طه) فقد وضعت علامة الدائرة المطموسة أكبر من المستعمل منه في التقليل للتفريق بين الإمالة والتقليل، أما أبوعمرو فلما كثرت عنده الإمالة والتقليل على حد سواء استعمل في ضبط روايتيه (الدوري والسوسي) الدائرة المطموسة للإمالة، والدائرة المفتوحة للتقليل هذا حسب علمي القاصر والله أعلم.
== بالنسبة للمواضع التي تتغير معها الإمالة تبعا لرأس الآية، فهذا مأخوذ في الحسبان بالطبع، فلو تغيرت رأس الآية فسيتغيرضبط الكلمة بما يتناسب مع الوضع الجديد.
كيف سيكون الضبط؟؟ إذا قلنا مثلاً في ضبط كلمة (طغى) في النازعات للدوري وهو ليس راس آية عنده كيف سيكون ضبط الكلمة؟؟ إذا وضعت عليه علامة التقليل فهو خطأ لأنه لا يقلل هذه الكلمة لأنها ليست رأس آية عنده (على عدد المدني الأول)!! وإذا تركت وضع العلامة مع وضع رقم الآية على كلمة (طغى) على المذهب الكوفي فهو خطأ لأن بعده متحرك وليس ساكن والضبط مبني على الوصل.
وفقك الله لما يحب ويرضى
وفقني الله وإياك لمرضاته وتقبل خالص شكري وتقديري
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بدر عرابي]ــــــــ[09 Oct 2010, 01:02 ص]ـ
كيف سيكون الضبط؟؟ إذا قلنا مثلاً في ضبط كلمة (طغى) في النازعات للدوري وهو ليس راس آية عنده كيف سيكون ضبط الكلمة؟؟ إذا وضعت عليه علامة التقليل فهو خطأ لأنه لا يقلل هذه الكلمة لأنها ليست رأس آية عنده (على عدد المدني الأول)!!
في هذه الحالة لا أضع العلامة، فليست رأس آية
وإذا تركت وضع العلامة مع وضع رقم الآية على كلمة (طغى) على المذهب الكوفي فهو خطأ لأن بعده متحرك وليس ساكن والضبط مبني على الوصل.
في هذه الحالة أضع العلامة، لأنها رأس آية، ولو كان ما بعدها ساكن لم أضع العلامة ومثالها من نفس السورة كلمة: طوى
وفقنا الله وإياكم
ـ[بودفلة فتحي]ــــــــ[09 Oct 2010, 09:03 ص]ـ
لماذا استعمال الألوان ـ أصلاً ـ في رسم الإمام إذا كان في علامات الضبط ما يغنينا عنها ... ؟؟؟ وإذا أراد الأستاذ بدر عرابي حفظه الله بيان مواطن الخلف بين حفص والسوسي ـ وهو مقصد مهم ومفيد ـ فإنّ له في هامش المصحف خارج الإيطار مندوحة ومجالا واسعا لذلك ...
إنّ اللون الأسود لرسم الإمام وإن لم يكن مقصودا ومعتبرا في الزمن الأوّل زمن الصحابة رضي الله عنهم إلاّ أنّه صارا مقصودا ومعتدّا به بعد ذلك ... بعد إضافة علامات الضبط للرسم فاختصّ الرسم بالسواد وتوسعوا في ألوان الضبط (الأسود [1] , الأحمر , الأصفر , الأخضر)
وإنّ رسم الإمام بقي محافظا على لونه لم يتغير قطّ طوال تاريخ المصحف الكريم (المقصود التغيّر العلمي المنصوص عليه في كتب ذوي الاختصاص لا التغييرات التي يقصد بها المباهات أو مطلق التزيين أو مقاصد خارج موضوع الرسم والضبط ... ) ... بقي الأمر على ذلك حتى استحدثت مصاحف التجويد والقراءات ...
أعتقد والله أعلم أنّ هذه المسألة في غاية الخطورة والأهمية لأنّها متعلقة برسم الإمام المجمع عليه والمتفق على عدم جواز التعرض له بالتغيير والتعديل ...
فأرجو من الأساتذة الكرام عموما والأستاذ الدكتور عبد الرحمن صالح على وجه االخصوص أن يطلعونا على أراءهم ومواقفهم في المسألة وجزاكم الله خير الجزاء ...
ـ[بدر عرابي]ــــــــ[09 Oct 2010, 10:12 ص]ـ
أخي العزيز بودفلة فتحي
تكلمنا كثيرا في أحد موضوعاتك عن التلوين أسبابه وآثاره وبعضا عن مشروعيته، والتلوين هاهنا مُعِين لمن يقرأ النص ليعرف أي المواضع التي قمت بالتغيير فيها، ويجب أن تعلم أن:
- ليس التلوين مقصدا لذاته، وليس واجبا أصلا.
- القول بالاتفاق على جعل السواد عمدة للرسم كلام فيه كلام
- المنهج في التلوين يمكن أن يخص الضبط أو الحرف أو الكلمة ككل وغير ذلك، وهذا يبين الإمكانية وليس الجواز، يعني لخروج مصحف ملون بطريقة ما لا بد من إجازة العلماء له، فإن فعلوا ذلك فلا اعتداد بما أراه أو تراه، فهم قبل أي شيء أهل الاختصاص والإجازة والمسؤولية.
- المصحف الموضوع منه نماذج هو برنامج حاسوبي؛ ويتيح العديد والعديد من إمكانات التنسيق؛ لذلك فالأمر لا يمثل تنسيقا واجبا مفروضا فيه التلوين، إنما بيان قدرات البرنامج على إنتاج النصوص وفق ما يطلبه المستخدم، وترتضيه الجهة المجيزة.
- أحلت إليك أحد الموضوعات التي تكلمت عن التلوين، كان الداعي للموضوع في حدود علمي القاصر هو مخالفة المنهج الذي وضعه صاحب المصحف ليسير عليه، أو حتى في سبب التلوين، وليس في مشروعية التلوين أصلا؛ لذا فضلا راجع الموضوع قبلا.
وفقنا الله وإياك
ـ[مدثر خيري]ــــــــ[10 Oct 2010, 01:42 ص]ـ
قال أبو عمرو فأما نقط المصاحف بالسواد من الحبر وغيره فلا أستجيزه بل أنهى عنه وأنكره اقتداء بمن ابتدأ النقط من السلف واتباعا له في استعماله لذلك صبغا يخالف لون المداد إذ كان لا يحدث في المرسوم تغييرا ولا تخليطا والسواد يحدث ذلك فيه ألا ترى انه ربما زيد في النقطة فتوهمت لأجل السواد الذي به ترسم الحروف انها حرف من الكلمة فزيد في تلاوتها لذلك ولأجل هذا وردت الكراهة عمن تقدم من الصحابة وغيرهم في نقط المصاحف
والذي يستعمله نقاط أهل المدينة في قديم الدهر وحديثه من الألوان في نقط مصاحفهم الحمرة والصفرة لا غير فأما الحمرة فللحركات والسكون والتشديد والتخفيف وأما الصفرة فللهمزات خاصة كما نا احمد بن عمر الجيزي قال نا محمد ابن احمد بن منير قال نا عبدالله بن عيسى المدني قال نا قالون أن في مصاحف
أهل المدينة ما كان من حرف مخفف فعليه دارة حمرة وإن كان حرفا مسكنا فكذلك أيضا قال وما كان من الحروف التي بنقط الصفرة فمهموزة
قال أبو عمرو وعلى ما استعمله أهل المدينة من هذين اللونين في المواضع التي ذكرناها عامة نقاط أهل بلدنا قديما وحديثا من زمان الغاز بن قيس صاحب نافع بن ابي نعيم رحمه الله إلى وقتنا هذا اقتداء بمذاهبهم واتباعا لسننهم
فأما نقاط أهل العراق فيستعملون للحركات وغيرها وللهمزات الحمرة وحدها وبذلك تعرف مصاحفهم وتميز من غيرها
وطوائف من أهل الكوفة والبصرة قد يدخلون الحروف الشواذ في المصاحف وينقطونها بالخضرة وربما جعلوا الخضرة للقراءة المشهورة الصحيحة وجعلوا الحمرة للقراءة الشاذة المتروكة وذلك تخليط وتغيير وقد كره ذلك جماعة من العلماء
أخبرني الخاقاني أن محمد بن عبدالله الأصبهاني حدثهم بإسناده عن احمد بن جبير الانطاكي قال إياك والخضرة التي تكون في المصاحف فإنه يكون فيها لحن وخلاف للتأويل وحروف لم يقرأ بها أحد
قال أبو عمرو وأكره من ذلك واقبح منه ما استعمله ناس من القراء وجهلة من النقاط من جمع قراءات شتى وحروف مختلفة في مصحف واحد وجعلهم لكل قراءة وحرف لونا من الألوان المخالفة للسواد كالحمرة والخضرة والصفرة واللازورد وتنبيههم على ذلك في أول المصحف ودلالتهم عليه هناك لكي تعرف القراءات وتميز الحروف إذ ذلك من اعظم التخليط وأشد التغيير للمرسوم ..... إلخ
المصدر: نقط المصاحف للإمام للداني(/)
لماذا كثر الطعن فى علماء القرآن وأسانيدهم؟ موضوع جدير بالمناقشة والاهتمام
ـ[محمد السكندري]ــــــــ[03 Nov 2009, 03:05 ص]ـ
لماذا كثر الطعن بين الطلبة فى علماء القرآن والقراءات وأسانيدهم؟ هذا الموضوع كثُر بشدة فى هذه الأيام، ماهي الأسباب الداعية لذلك، وماهى النتيجة المرجوة منه؟ وما هو العلاج؟
هذا الموضوع جدير بالمناقشة والاهتمام أرجو من طلبة العلم التفاعل معه.
أسأل الله عزوجل أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[03 Nov 2009, 02:04 م]ـ
نعم، هذا الموضوع جدير بالمناقشة.
ومما أراه من أوجه الجواب:
= أن ذلك مما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّه من أمر الجاهلية: الفخر في الأحساب والطعن في الأنساب.
فعند بعض طلبة العلم أنَّ من لم يُظهِر للناس سنده هو نابتة لا أصل لها، وأنه في العلم كالرجل غير الحسيب ولا النسيب، مع أنهم لا يلتفتون إلى ما قد يكون أوتيه من الفقه والدين و ... و ....
= وأيضًا قلة العلم في آخر الزمان جعلت السبيل إلى تمييز النابه من أهل العلم وغير النابه من الأمور التي تخفى على الطلبة، فيستسهلون بأن يجعلوا تلك الإجازة كفيلة بجبر ضعفهم في هذا التمييز.
= والدافع المادي أيضا من أشد الدوافع.
وقلة الديانة، وأمور أخرى، نسأل الله أن يسلَم منها علماؤنا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Nov 2009, 06:37 م]ـ
ليت أحد الزملاء الباحثين المعنيين بشؤون القراء مثل الدكتور عبدالله الجار الله أو محب القراءات أو إبراهيم الجوريشي أو غيرهم من أهل العناية بالقراءات والقراء وسيرهم أن ينظروا في هذا الأمر ويطرحوا فيه ورقة علمية أولية تبحث عن الخلل واقتراح الحلول الممكنة وطرحها للنقاش بين المعنيين، سعياً لتفعيلها وكيفية التعامل معها حتى لا تتطور مثل هذه المهاترات والطعون وتعود على المقرئين الصادقين بعواقب سيئة العاقبة.
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[03 Nov 2009, 08:51 م]ـ
بداية شكرا لك أخي محمد لطرح هذه الظاهرة وشكراً أستاذنا الحبيب الدكتور عبد الرحمن لحث من لهم باع واهتمام بالغ من أهل العناية بالقراءات والقراء وسيرهم لينظروا في هذا الأمر وليطرحوا فيه ورقة علمية أولية تبحث عن الخلل واقتراح الحلول الممكنة وطرحها للنقاش بين المعنيين، سعياً لتفعيلها وكيفية التعامل معها حتى لا تتطور مثل هذه المهاترات والطعون وتعود على المقرئين الصادقين بعواقب سيئة العاقبة كما ذكر
وهنا اسمحوا لي أن أذكر لكم مفتتحاً علميا لهذه القضية أذكرها أثنا دراستي للحديث على يد شيخنا الدكتور نور الدين عتر في السنة الثانية في كلية الشريعة في جامعة دمشق عام 1398هـ في معرض الحديث على سند حديث صفوان بن عسال رضي الله تعالى عنه الذي أخرجه النسائي والترمذي وابن خزيمة وصححاه ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا كنا سفراً ألا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن إلا من جنابة ولكن من غائط و بول ونوم)) وهذا اللفظ للترمذي
قال: وهذا الحديث صح باعتبار تعدد طرقه، فإنه من رواية عاصم بن أبي النجود
- القارئ المشهور شيخ حفص صاحب القراءة المتواترة السبعية - قال فيه الحفاظ ((صدوق له أوهام حديثه في الصحيحين مقرون)) لكن تابع عاصما غيره من شهود ثقاة وترجحت رواية الرفع هذه لأنها زيادة ثقة، لذلك قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
قال حفظه الله تعالى وهذا الحكم من الحفاظ لاينال من إمامته في القراءة وعلوم القرآن ولا يقلل من شأنه لأن هذا في روايته للحديث وسببه مبالغته في الاهتمام في القرآن وروايته وهو فيه إمام لا ريب في دقة ضبطه في روايته للقرآن قال وهذا كثير في أهل العلم وكل من له مبالغة في جانب من جوانب الاختصاص العلمي
فهذا أحبتي مدخل للمسألة وإنارة على طريق الكشف والتبيين لهذه القضية والله أعلم
أخوكم طارق
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[04 Nov 2009, 03:14 م]ـ
لا شك أن اقتراح الدكتور المشرف في محله، حتى يكون البت في هذه المسألة عن دراسة متقنة تبحث في حقيقة هذه الظاهرة، وأهم الأسباب التي تسببت فيها، ومن ثم اقتراح علاج فعال لهذا المرض العضال، وطرحه للنقاش لنستفيد من اقتراحات بعض القراء المهتمين بهذا المجال.
ولكن قبل أن تخرج تلك الدراسة فإني أرى أن من أهل الأسباب غير ما ذكر المتدخل الأول ما يلي:
1 - تساهل أهل المشرق في إعطاء السند؛ ففي حين يشترط جل المغاربة تسميع القرآن الكريم كاملا وكتابته كله أو جله بالرسم العثماني وضبط التابعين حتى يتأكدوا أن الطالب أصبح حقيقة من أهل القرآن، فإن كثيرا من أهل المشرق لا تحتاج لأخذ سند عليه إلا أن تسمع عليه القرآن الكريم ولو مع بعض الأخطاء فيعطيك سندا ..
وهذا أمر وقفت عليه بنفسي.
2 - تركيز كثير من مسؤولي الحلقات، وخاصة في منطقة الرياض على السند؛ فدعى ذلك إلى كثرة الطلب عليه، ولا شك أن من حفظة القرآن وحملة الأسانيد من يتاجر بالدين كغيرهم من أهل التخصصات الأخرى؛ فأدى ذلك إلى عملية "بيع السند" وهذا أيضا أعرف منه نموذجا حيا أعطى مبلغا وأخذ سندا في الشاطبية مع أنه لا يميز بينها وبين إحدى المعلقات.
3 - معارضة بعض طلاب العلم للسند نفسه حيث يظن أنه بدعة لا أصل لها، وأنه من التحجير والتضييق على أهل القرآن؛ بل ويشبهه بعضهم بالشهادات العصرية التي يقول إنها لا تدل على علم وإنما هي وسيلة للعيش ..
وهو وإن أصاب في الأخيرة من وجهة نظر البعض فإنه مخطئ في مسألة السند.
4 - تقديس بعض طلبة العلم لما يمكن أن أسميه "المشيخة" فإذا رأى البعض تلك الهالة التي يضفيها طلاب بعض المشايخ على مشايخهم زاد حرضا على أخذ سند أو أسانيد ولو بالتزوير حتى يحوز ذلك الاحترام الزائد.
وأهل العلم لا شك في وجوب توقيرهم واحترامهم لكن باعتدال وتوسط؛ فلو أخطأ أحدهم في مسألة ما فالواجب هو بيان خطئه ولو كان المبين - بالكسر - من طلابه، ومن درس سيرة علماء السلف وجد أمثلة من ذلك ليست بالقليلة، هذا فضلا عن التشبه بأهل البدع الذين يعتقدون في مشايخهم العصمة وربما الألوهية.
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[13 Nov 2009, 09:24 م]ـ
أخي الكريم محمد السكندري حفظك الله ورعاك
أثرت في مداخلتك أعلاه أسئلة جاءت كالتالي:
((لماذا كثر الطعن بين الطلبة فى علماء القرآن والقراءات وأسانيدهم؟
هذا الموضوع كثُر بشدة فى هذه الأيام، ماهي الأسباب الداعية لذلك، وماهى النتيجة المرجوة منه؟ وما هو العلاج؟) ..
وقبل الإجابة على الأسئلة أرجو من أخينا الكريم أن يذكر أمثلة لذلك، ومواقع حصل فيها ذلك الطعن؟
كما أن الأمر يحتاج إلى تحديد المراد بالطلبة هل هم طلبة القرآن فيما بينهم، أو بينهم وبين غيرهم؟
وإن كان مقصود الأخ الكريم الاختلاف الحاصل بسبب انعدام العلاقة بين بعض العلوم كالقراءات مثلا وعلم الأصول أو الحديث .. فذلك مبحث معروف قد بسط فيه البحث في عدة مشاركات في هذا الملتقى .. والله الموفق.(/)
(المنهجية العلمية في تلقي علم القراءات) لقاء علمي بالمدينة النبوية
ـ[تبيان]ــــــــ[03 Nov 2009, 08:43 م]ـ
يسر الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه (تبيان) ممثلة في اللجنة الفرعية بالمدينة المنورة بالتعاون مع قسم القراءات بكلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية
دعوتكم لحضور اللقاء العلمي الأول، بعنوان:
(المنهجية العلمية في تلقي علم القراءات)
والذي يشارك فيه أصحاب الفضيلة:
أ. د/ محمد بن سيدي محمد الأمين (الأستاذ بقسم القراءات بالجامعة الإسلامية)
د/ السالم بن محمد محمود الجكني (الأستاذ المشارك بقسم الدراسات القرآنية بجامعة طيبة)
د/ أحمد بن عبد الله الفريح (الأستاذ المساعد بقسم القراءات بجامعة أم القرى)
د/ أحمد بن علي السديس (رئيس قسم القراءات بالجامعة الإسلامية) (مقرر اللقاء)
الزمان السبت 19/ 11/1430هـ بعد صلاة العشاء مباشرة
المكان قاعة المحاضرات الكبرى بالجامعة الإسلامية
نأمل حضوركم وتفاعلكم بما يثري هذا اللقاء، من خلال المناقشة والمداخلات.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[04 Nov 2009, 01:26 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على الإعلان عن هذه الندوة في هذا الملتقى المبارك , وندعو الجميع للتفاعل حول هذا الموضوع وطرح رأيهم واستفساراتهم هنا , وسأحرص بإذن الله أن أنقلها لمقرر اللقاء د / أحمد السديس (رئيس قسم القراءات) قبل الندوة , وسنسعى لتسجيل هذا اللقاء , وإن تيسر أن نرتب لنقله مباشرة على الانترنت فسنسعى لذلك إن شاء الله.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[04 Nov 2009, 05:02 ص]ـ
نشكر الإخوة في الجامعة الإسلامية على هذا النشاط المميز، وهذا الموضوع المهم، وسنحرص على الحضور بمشيئة الله تعالى ...
ـ[محب القراءات]ــــــــ[05 Nov 2009, 02:19 م]ـ
محاور اللقاء:
المحور الأول: المنهجية العلمية في تلقي علم القراءات رواية
يتحدث عن هذا المحور الأستاذ الدكتور / محمد بن سيدي محمد الأمين
المحور الثاني: المنهجية العلمية في تلقي علم القراءات دراية
يتحدث عن هذا المحور د/ السالم بن محمد محمود الجكني
المحور الثالث: المنهجية العلمية في تلقي علم القراءات عبر وسائل التقنية الحديثة.
يتحدث عن هذا المحور د/ أحمد بن عبد الله الفريح.
وفي انتظار مشاركاتكم وأسئلتكم لعرضها في اللقاء
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Nov 2009, 03:54 م]ـ
أسأل الله أن يحقق هذا اللقاء ثمرته وغايته، وهو بداية لتناول هذا الموضوع القيم في ترسيخ مفهوم المنهجية الصحيحة في تلقي العلوم، وتبادل للخبرات والتجارب في ذلك.
أشكر الجمعية على تبني مثل هذا الموضوع، وأرجو أن يلقى حظه من التفاعل والنشر بإذن الله.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[05 Nov 2009, 04:35 م]ـ
موضوع مهمّ للغاية أسأل الله تعالى التيسير.
وآمل أن يقوم شيخنا الجكني بإفادتنا حول مضمون هذه الجلسات العلميّة.
ـ[محمد سيف]ــــــــ[06 Nov 2009, 05:11 م]ـ
جزاكم الله خيراً على هذا اللقاء الذي أتوقع من خلاله تطويراً جيداً وفاتحة خير على طلاب علم القراءات
وسعدت جداً بهذه المحاور المتميزة لهذا اللقاء
وقد سمعتُ أنَّ هذه الندوة بداية لندوات عدة في تلقي علم الرسم والتجويد وغيرها
أسأل الله أن تتم بها الفائدة وأن تقع عند طلاب العلم موقعها، فتضيء لهم بعض السبل في هذا العلم العظيم
ـ[محب القراءات]ــــــــ[06 Nov 2009, 05:34 م]ـ
وإن تيسر أن نرتب لنقله مباشرة على الانترنت فسنسعى لذلك إن شاء الله.
بفضل الله تم الترتيب لنقل هذا اللقاء مباشرة على موقع البث الإسلامي ( http://www.liveislam.net/) على هذا الرابط:
المنهجية العلمية في تلقي علم القراءات ( http://www.liveislam.net/browsesubject.php?sid=&id=12202&action=listen) .
وأكرر الدعوة للإخوة من خارج المدينة بالاستماع للندوة والتفاعل معها بالمداخلات والأسئلة سواء هنا أو عبر موقع البث الإسلامي أثناء البث , وسننقلها لمقرر اللقاء إن شاء الله.
ـ[محمود البعداني]ــــــــ[07 Nov 2009, 01:48 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الندوة النفيسة، وهذه نقاط أرجو أن تتناولها مثل هذه الندوة:
1 - كيف تعلم الشاطبي رحمه الله تعالى القراءات؟ ألا يرى المشايخ الكرام أن تعلم القراءات من خلال حفظ الشاطبية كان سببا لعزوف الكثير من طلاب العلم عن القراءات وخير مثال على ذلك كلية القرآن بالجامعة الاسلامية فهي أقل الكليات من حيث عدد الطلاب، وليس هذا لقلة الحفاظ فحسب ولكن كثيرا منهم يستصعب تعلم القراءات عن طريق الشاطبية.
2 - هل يجوز لطالب القراءات أن يتعلم غير حفص من القراءات ولم يأخذ إجازة في حفص؟ ربما كانت صيغة السؤال غريبة نوعا ما لكن هذا هو الحاصل فمن يرغب في تعلم قراءة من القراءات المتواترة سيقابله المشايخ بلزوم الإجازة بحفص.
3 - متى سيفكر أهل القراءات أن يفيدوا من المعامل الصوتية المجهزة بأحدث الوسائل لمطابقة الصوت مع صوت القارئ، ولا شك أن المراد هنا بأهل القراءات الجهات المؤسسية التي لها عناية بالقراءات أمثال قسم القراءات في كلية القرآن الكريم.
4 - قديما كان لمسجد الجامعة دورٌ ظاهر في تعليم القراءات لسائر الطلاب ـــــ وأرجو أن يصحح لي المشايخ هذه المعلومة إن كانت خاطئة ـــــ فمتى سيعود دور مسجد الجامعة؟
5 - هل يقع بعض المقرئين فيما يمكن أن أسميه (تقليل التواتر القرآني لبعض القراءات) من خلال طريقة تعليمهم؟
أسأل الله أن ينفع بكم ويرفع قدركم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب القراءات]ــــــــ[07 Nov 2009, 02:08 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الندوة النفيسة، وهذه نقاط أرجو أن تتناولها مثل هذه الندوة:
1 - كيف تعلم الشاطبي رحمه الله تعالى القراءات؟ ألا يرى المشايخ الكرام أن تعلم القراءات من خلال حفظ الشاطبية كان سببا لعزوف الكثير من طلاب العلم عن القراءات وخير مثال على ذلك كلية القرآن بالجامعة الاسلامية فهي أقل الكليات من حيث عدد الطلاب، وليس هذا لقلة الحفاظ فحسب ولكن كثيرا منهم يستصعب تعلم القراءات عن طريق الشاطبية.
2 - هل يجوز لطالب القراءات أن يتعلم غير حفص من القراءات ولم يأخذ إجازة في حفص؟ ربما كانت صيغة السؤال غريبة نوعا ما لكن هذا هو الحاصل فمن يرغب في تعلم قراءة من القراءات المتواترة سيقابله المشايخ بلزوم الإجازة بحفص.
3 - متى سيفكر أهل القراءات أن يفيدوا من المعامل الصوتية المجهزة بأحدث الوسائل لمطابقة الصوت مع صوت القارئ، ولا شك أن المراد هنا بأهل القراءات الجهات المؤسسية التي لها عناية بالقراءات أمثال قسم القراءات في كلية القرآن الكريم.
4 - قديما كان لمسجد الجامعة دورٌ ظاهر في تعليم القراءات لسائر الطلاب ـــــ وأرجو أن يصحح لي المشايخ هذه المعلومة إن كانت خاطئة ـــــ فمتى سيعود دور مسجد الجامعة؟
5 - هل يقع بعض المقرئين فيما يمكن أن أسميه (تقليل التواتر القرآني لبعض القراءات) من خلال طريقة تعليمهم؟
أسأل الله أن ينفع بكم ويرفع قدركم
حياكم الله اخي محمود , وشكرا لتفاعلك , وسأنقل سؤالك لمقرر اللقاء د / أحمد السديس قبل الندوة إن شاء الله.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[07 Nov 2009, 08:17 م]ـ
أنا أحاول الدخول الآن و لكن تظهر لى رسالة خطأ!!!!
ـ[طموح للمجد]ــــــــ[07 Nov 2009, 08:30 م]ـ
وايضا نحن نحاول الدخول الى البث لكن دون جدوى يبدو هناك خطأ
ـ[محب القراءات]ــــــــ[10 Nov 2009, 09:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده , والصلاة والسلام على من لانبي بعده , وبعد:
فبفضل الله وعونه وتوفيقه أقام قسم القراءات بكلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية بالتعاون مع اللجنة الفرعية للجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه (تبيان) بالمدينة النبوية , الملتقى العلمي الأول , تحت عنوان:
(المنهجية العلمية في تلقي علم القراءات)
وذلك في يوم السبت الموافق 19/ 11 / 1430هـ في قاعة المحاضرات الكبرى بالجامعة الإسلامية.
ويأتي هذا الملتقى ضمن الأنشطة العلمية المتميزة التي يقوم بها قسم القراءات بكلية القرآن بإشراف ومتابعة فضيلة الشيخ د / أحمد بن علي السديس (رئيس القسم) وفقه الله وأعانه , وبارك في جهوده للارتقاء بالقسم وتطويره.
وقد شارك في هذا الملتقى أصحاب الفضيلة:
أ. د/ محمد بن سيدي محمد الأمين (الأستاذ بقسم القراءات بالجامعة الإسلامية)
د/ السالم بن محمد محمود الجكني (الأستاذ المشارك بقسم الدراسات القرآنية بجامعة طيبة)
د/ أحمد بن عبد الله الفريح (الأستاذ المساعد بقسم القراءات بجامعة أم القرى)
د/ أحمد بن علي السديس (رئيس قسم القراءات بالجامعة الإسلامية) (مقرر اللقاء) وبدأ اللقاء بعد صلاة العشاء واستمر لمدة ساعتين تقريبا
وتميز اللقاء بحضور عدد كبير من المتخصصين في القراءات والتفسير وعلوم القرآن من داخل الجامعة وخارجها , بلغ عددهم 170 تقريبا ومن أبرز الحضور:
• فضيلة الشيخ د / علي بن عبد الرحمن الحذيفي (الأستاذ المساعد بقسم القراءات , وإمام وخطيب المسجد النبوي , وعضو شرف الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه)
• أ. د / عماد زهير حافظ (عميد المكتبات بالجامعة الإسلامية , ونائب رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه)
• أ. د / حكمت بشير ياسين (أستاذ كرسي المعلم محمد عوض بن لادن للدراسات القرآنية في جامعة الملك عبد العزيز , وعضو مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه)
• د / فهد مبارك الوهبي (نائب مدير مكتب فرع الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه بجامعة طيبة , والمشرف العلمي بملتقى أهل التفسير)
ومن مميزات اللقاء بالاضافة لما سبق:
• كونه الملتقى الأول من نوعه بهذا العنوان المتميز.
• تنوع المشاركات فيه من أصحاب الفضيلة من الجامعة الإسلامية وجامعة طيبة وجامعة أم القرى.
• حسن وتميز إدارة اللقاء من قبل (مقرر اللقاء).
• تصميم عرض بوربوينت اشتمل على عنوان اللقاء ومحاوره والمشاركين فيه , وعرضه على الشاشة قبل وأثناء اللقاء.
• الترتيب للقاء مسبقا ودعوة جميع المنتسبين لقسم القراءات وغيرهم من الضيوف برسائل نصية على جوالاتهم.
• الإعلان عن الملتقى في عدد من المواقع والمنتديات العلمية على شبكة الانترنت , ومن أبرزها:
1. موقع الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
2. موقع الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه.
3. ملتقى أهل التفسير
4. شبكة القراءات القرآنية.
5. منتديات القراءات العشر.
6. ملتقى أهل الحديث.
7. موقع البث الإسلامي.
• تفاعل المشاركين في هذه المنتديات مع الموضوع وطرحهم أسئلة تتعلق به , وتشوقهم لسماعه مباشرة على الانترنت.
• عرض الأسئلة الواردة من الانترنت في اللقاء والإجابة عليها.
• تكليف عدد من طلاب الدراسات العليا بكتابة تقرير علمي عن الملتقى يتضمن تلخيص لما ورد فيه.
• تسجيل اللقاء صوتيا.
• حسن توزيع أوراق الأسئلة والمدخلات واستلامها وترتيبها قبل عرضها على مقرر اللقاء.
• إكرام ضيوف اللقاء بحفل العشاء الذي أقيم بهذه المناسبة.
وسنوافيكم بتلخيص لأهم ما ورد في هذا اللقاء قريبا إن شاء الله.
ونعتذر من الإخوة والأخوات الذين حاولوا الاستماع للقاء عبر البث الاسلامي فيبدو أنه حصل خلل فني , وحسبنا أننا اجتهدنا , ولكن قدر الله وما شاء فعل , وأبشركم فقد سجل اللقاء , وسيكون متاحا لكم هنا وفي البث الإسلامي قريبا إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[10 Nov 2009, 12:32 م]ـ
جزاك الله خيرا أبا أسامة على متابعتك للأنشطة العلمية المتميزة
وجزى الله قسم القراءات خيرا على تنسيقه وإعداده لهذا اللقاء
وقد خطر لي وأنا أقرأ هذا الخبر اقتراح كنت سمعته من أحد المشايخ وهو أن تنشأ جمعية علمية للقراءات ولعل أولى الجهات العلمية بالسبق في ذلك هي كلية القرآن متمثلة في قسم القراءات وخصوصا مع جهود د/ أحمد السديس وفقه الله الواضحة في القسم
وإنشاء هذه الجمعية ليس كثيرا على علم القراءات الذي يحتاج الكثير والكثير
ـ[الردادي]ــــــــ[12 Nov 2009, 01:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد ..
فقد تشرفتُ بحضور اللقاء العلمي عن المنهجية العلمية في تلقي علماء القراءات، وأود أن أقدِّم فيما يلي ملخصاً متواضعاً لأهم ما ورد فيه، مع إعتذاري عن العجز في استيفاء كافة محاور اللقاء، فلعل من أتى بعدي يكمل ما نقص لدي ولم أستطع تدوينه ..
وقد بدأ اللقاء بمقدمة متقنة من قِبل مدير اللقاء فضيلة شيخنا الدكتور أحمد بن علي السديس رئيس قسم القراءات، تحدث فيها أيَّده الله عن فضل تعلم علم القراءات وأهمية الحفظ في تلقي هذا العلم المبارك، وأجاد وأفاد فيما قدَّمه حفظه الله في مقدمته المباركة.
ثم استهل فضيلة شيخنا ووالدنا الأستاذ الدكتور محمد بن سيدي محمد الأمين حديثه عن المنهجية العلمية في تلقي علم القراءات - رواية - بالحديث عن فضل القرآن وفضل تعلمه وتعليمه، ثم بدأ حديثه عن الكيفية العلمية الصحيحة لتلقي علم القراءات - رواية - وفق منهج علمي صحيح، وقد قسّم حديثه إلى نقاط متعددة، أوجزها بما يلي:
[1] تحدث أولاً عن فضل الإخلاص، وأنه من الأمور التي يجب أن يحرص طالب علم القراءات على وضعها نصب عينيه، واستشهد حفظه الله بجملة من أخبار السلف في ذلك.
[2] ثم أشار إلى ضرورة حفظ القرآن حفظاً متيناً متقناً، حتى ينتقل من مرحلة الحفظ إلى مرحلة دراسة القراءات وأوجه القراء المختلفة، ولا يستقيم له هذا الانتقال مالم يحفظ القرآن حفظاً متقناً.
[3] ثم تطرق إلى أهمية حفظ المتن الذي سيقرأ الطالب بمضمَّنه، فإن أراد أن يقرأ بمضمَّن الشاطبية أو الدرة أو غيرهما فلابد من أن يستحضر هذا المتن ويعلم ما فيه.
[4] ثم بيّن ضرورة بحث الطالب عن العلماء والشيوخ المسندين الثقات ليعرض عليهم القراءات، وذكر حفظه الله أن ذلك من سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وساق الشواهد على ذلك كله.
[5] وأشار حفظه الله أن الطالب إذا قرأ على شيخه واجازه، فإنه يتصل سنده، وأسهب في الحديث عن اتصال السند وما له صلة به.
[6] وبيَّن وفقه الله أن من سَمِعَ فحسب، فإنه لا يتساوى أبداً مع من قَرَأَ، وأوضح الفرق بين مجرد السماع وبين القراءة، وذكر أخباراً عن السلف في ذلك.
[7] ثم تحدث عن الجمع في القراءات وأنه نشأ في القرن الخامس الهجري، وبيَّن أن القراء قبل ذلك كانوا يقرأون بالإفراد؛ يُفرِدون كل راو بختمة.
[8] ثم بيَّن كيفية الأخذ بالجمع، واستشهد بأبيات طيبة النشر التي تحدثت عن الجمع في نهاية باب الأصول.
[9] وختم حديثه أيَّده الله بذكر جملة من الوصايا لطالب علم القراءات، وأشار إلى ضرورة تعلم العلوم المتصلة بعلم القراءات، كعلم الرسم، وعلم اللغة العربية.
ثم انتقل إلى الحديث إلى فضيلة شيخنا الدكتور السالم بن محمد محمود الجكني، فتحدث وفقه الله عن المنهجية العلمية في تلقي علم القراءات - دراية -، وبيّن أيَّده الله أن تلقي علم القراءات يجب أن يبدأ به الطالب رواية ثم دراية، وأوضح حفظه الله أن الدراية ليست للمبتدئين، وإنما على المبتدئين أن تكون بداياتهم مع الشاطبية ثم الدرة، ومع شروحهما المختصرة غير المطولة، واستفاض حفظه الله في توضيح هذا الأمر، وضربه للشواهد الكثيرة والأمثلة المتعددة لتبيين مراده.
ثم بيَّن حفظه الله أنه سيتطرق إلى نقاط ثلاث، يُجمِل فيها ما أراد طرحه في هذه الندوة، خصوصاً وأن الوقت الممنوح له لم يتجاوز العشرين دقيقة، وأُوجِز هذه النقاط فيما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
[1] تحدث في النقطة الأولى حفظه الله عن "تعريف القراءات" و"تعريف علم القراءات"، وبيّن وفقه الله أن العلماء اختلفوا قديماً وحديثاً في هذين التعريفين، وأوضح أيَّده الله الفرق البيِّن بين هذين المصطلحين، وحثَّ الباحثين في الدراسات القرآنية - لا سيما طلاب الماجستير - على بحث مثل هذه المسائل وجمع أقوال العلماء فيها ودراستها.
[2] ثم تحدث أيَّده الله في النقطة الثانية عن "تواتر القراءات" وذكر أنها من المسائل التي اختلف العلماء فيها، وناقش وفقه الله قول مكي رحمه الله وقول أبي شامة رحمه الله المشهورين في ذلك، ثم تطرق إلى قول ابن الجزري عن التواتر في منجد المقرئين ثم قوله في النشر، وأنهى حديثه عن هذه النقطة بأن هذه المسألة من المسائل التي يجدر بحثها وجمع قوال العلماء فيها، مع الإشارة إلى التزامه هو أيَّده الله بالقول بتواتر القراءات.
[3] ثم تحدث وفقه الله في النقطة الثالثة عن "التحريرات في علم القراءات" وبيَّن أهمية هذه المسألة وأنها قد كثر الحديث فيها، وأنها تؤدي إلى أخذ القراءة من بطون الكتب، فهي بذلك بحاجة إلى إعادة نظر، وهي بحاجة في الوقت ذاته إلى دراسة أكاديمية متعمقة، نظراً لحساسية هذا الموضوع، ولزوم ضبطه وتقعيده.
ثم ختم حديثه حفظه الله بالإشارة إلى أنه يجب ربط كل كتب القراءات بكتاب النشر، وألا يُكتفى بذلك، بل يعرف المحقق أو الباحث مرادَ ابن الجزري رحمه الله في النشر، وبيّن كذلك حفظه الله أن تخريج القراءات يجب أن يتم بحسب أهمية الكتب لا بحسب ترتيبها الزمني، وألمح أيَّده الله إلى ضرورة العمل الجاد والمستمر على تحقيق كتب القراءات التي قبل زمن ابن الجزري رحمه الله.
ثم انتقل الحديث إلى فضيلة الدكتور أحمد بن عبد الله الفريح، وتحدث أيَّده الله عن المنهجية العلمية في تلقي علم القراءات - عبر وسائل التقنية الحديثة -، وكان حديثه حفظه الله متزامناً مع عرضٍ متقنٍ بالبوربوينت؛ يشتمل على كل ما تحدث عنه، بتصميم جيد وإخراج طيب، ولم أستطع تلخيص النقاط التي تحدث عنها حفظه الله نظراً لكثرتها مع ضيق الوقت، وقد وعد الدكتور حفظه الله بإعطاء نسخة من العرض لأخي الحبيب أبي أسامة محب القراءات من أجل طرحه على إخوانه في ملتقى أهل التفسير وغيره من الملتقيات العلمية على الشبكة ليُستفاد منه بأكبر صورة ممكنة.
هذا ما أمكنني تدوينه عن هذا اللقاء المبارك، وأعتذر عن التأخير في طرحه، وجزى الله الجميع خيراً، وأنالهم فضلاً وبِرَّاً.
والحمد لله أولاً وآخراً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
محبكم، الردادي ..
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[14 Nov 2009, 01:23 ص]ـ
ن كان الأمر متعلّقاً بالمنهجية العلمية في تلقي علم القراءات، أفهم من هذه الترجمة أنّ الجانب العمليّ التطبيقيّ سيطغى على الجانب النظريّ المحض لتعلّق الموضوع بتلقّي علم القراءات والتلقّي في حدّ ذاته كناية عن الأخذ والمشافهة من المشايخ، فلا أدري هل ما طُرح من المواضيع النظريّة كالتعريف بعلم القراءات وتواترها هل هي من مقدّمات الموضوع أم هي من صميمها؟
لم يتبيّن بعد أهداف هذه اللقاءات العلمية أعني بذلك الأهداف العمليّة التي سيستفيد منها القراء والمقرءون في المستقبل، وما هي المنهجيّة التي سيسلكها أعضاء هذه الدورة لتحقيق الأهداف المسطّرة.
لم يتبيّن بعد الإشكاليّة ( la problématique) التي حملت الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه لإنشاء هذه اللجنة، لأنّ بالإشكاليّة المطروحة تظهر الأهداف، وإذا كانت الأهداف مسطّرة منذ البداية،فيمكن لأعضاء هذا الملتقى المبارك المشاركة بإبداء آرائهم التي تتناسب مع الاتّجاه المسطّر.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[05 Dec 2009, 10:58 م]ـ
شكر الله لأخي الحبيب الردادي ما تفضل به من تلخيص لأهم ما ورد في اللقاء , وسأنقل لكم هنا ملخص لما كتبه بعض طلاب الماجستير بقسم القراءات عن هذا اللقاء:
(يُتْبَعُ)
(/)
في البداية قدم مدير الجلسة فضيلة الشيخ الدكتور / أحمد بن علي السديس , للقاء بمقدمة بين فيها فضل العلم وأهله ومكانة العلماء عموماً ومكانة علماء هذا الفن , فن القراءات , واهتمامهم بعلم القراءات من القرون الأولى ومن بعدهم , ثم استعرض نماذج من خدمة علماء هذا الفن , فهذا الإمام الشاطبي ابتكر طريقة جديدة في تعليمه للناس وجدد في طريقة التعليم فاستخدم أسلوب النظم ورتب فيه أموراً عديدة كالرموز وغيرها , وتبعه علماء هذا العلم ومنهم الإمام ابن الجزري ومن بعده.
ثم بين سبب عقد اللقاء وهو الحاجة الماسة إليه، لما يلاحظ من ضعف في التأصيل العلمي عند كثير من طلاب علم القراءات، مما أنتج ضعف الكتابات العلمية في هذا العلم، فكان هذا اللقاء للتعريف بالمنهجية الصحيحة في تلقي هذا العلم،
ثم ختم المقدمة بالدعاء لأصحاب الفضيلة المشايخ وللحضور بالتوفيق لما يحبه الله ويرضاه.
ملخص المحور الأول "المنهجية العلمية في تلقي علم القراءات رواية"
تحدث عنه الشيخ الأستاذ الدكتور: محمد سيدي محمد الأمين -حفظه الله-,حيث عرض الخطة المنهجية في تلقي علم القراءات رواية عن أفواه المشايخ الضابطين.
استهل الشيخ حديثه بحمد الله وشكره ثم شكر الحضور على تفاعلهم وبين جهود قسم القراءات وبين أننا جميعا من ثمار جهود هذا القسم المبارك والكلية الكريمة.
وبين أصولاً لمن يريد تعلم القراءات نلخصها في النقاط التالية:
الإخلاص لله تبارك وتعالى عند طلب هذا العلم وجميع العلوم.
البداءة بحفظ كتاب الله، واتقانه على أيدي المشايخ الضابطين.
حفظ كتاب في القراءات، وأن السلف كانوا يحفظون كتباً نثرية، وأنه لما جاء الشاطبي -رحمه الله- بقصيدته اللامية نظماً لما في التيسير اعتمد على الحرز أهل هذا الفن, وصاروا يقرؤون القراءات بمضمن ما في الحرز, إلى أن جاء عصر ابن الجزري ونظم الدرة لإكمال العشرة القراء أهل الأمصار, فقد أضاف ثلاثة مُتِمَّةٌ لما في الشاطبية من السبع.
ثم بعد ذلك أَلَّفَ كتاب النشر الذي جمع فيه صحيح القراءات, ثم نظم له متناً اسماه طيبة النشر، فكان من أراد القراءات وأَخْذَهَا عن المشايخ الضابطين احتاج أن يضبط كتاباً فيها أو متنا علمياً قبل أن يعرض القرآن بقراءاته على مشايخ هذا الفن.
ثم ذكر أن دليل عرض القرآن على المشايخ بالقراءات هو معارضة جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم في كل عام مره، وعارضه مرتين عام قبض عليه الصلاة والسلام,
وذكر بأن العرض هو المقدم ليس مجرد سماع المشايخ كافٍ، فإن مجرد السماع مَظِنَّةَ حصول الخطأ، والبناءِ عليه، وأن العرض مؤهلٌ للتصحيح و التدقيق, وهو طريقة السلف قديماً وحديثاً.
ثم بين أن طريقة السلف في عرض القراءات هي إفراد كل راو بختمة كاملة، ثم لما فترت همم الناس ظهر ما يعرف اليوم بجمع القراءات في القرن الخامس الهجري، واستمر إلى زماننا هذا، واستقر الأمر على القبول بهذا الجمع على طرائقه المختلفة.
- ثم ذكر طرق الجمع على التفصيل التالي:
أ) الجمع بالحرف: هو أن يشرع القارئ بالقراءة فإذا مر على كلمة بها خلف أصولي أو فرشي استوعب الأوجه التي فيها حتى يتم القراءة، وهذا مذهب المصريين، ولكنه يخرج القراءة عن رونقها.
ب) الجمع بالوقف: وهو إذا شرع القارئ بقراءة من قدم وجهه حتى ينتهي إلى وقف يسوغ الابتداء بما بعده، فيقف ثم يعود إلى القارئ الذي بعده إن لم يكن دخل فيما قبله، ويستمر حتى يقف على وقفه أولا.
ج) الجمع الذي اختاره ابن الجزري: حيث أنه ركب من الطريقتين السابقتين مذهبا اختاره، وهو أن يبتدئ بالقارئ وينظر من يكون من القراء أكثر له موافقة، فإذا وصل إلى كلمة بين القارئين فيها خلف وقف وأخرجهما معا، ثم يصل حتى ينتهي إلى الوقف السائغ، حتى ينتهي الخلاف.
وأتبع ذلك بأنه لا قدر لأكثر ما يقرأ في الجلسة الواحدة من جلسات الجمع على الشيخ, ورجح هذا القول، وقال بأن الأمر في هذا إلى جهد الطالب, ورأي شيخه.
ثم ختم حديثه بذكر وصايا طلاب العلم, وخاصة طلاب علم القراءات, فقد طلب إليهم الإلمام بالعلوم المتعلقة بالقراءات من علم النحو والرسم وغيرها من العلوم.
وسأنقل لكم إن شاء الله ملخص ما كتبه الطلاب عن المحور الثاني , وكذلك خلاصة المحور الثالث والذي أرسله لي مشكورا الدكتور / أحمد الفريح , تلبية لطلبي لإفادتكم به هنا(/)
أسئلة حول ضبط القراءات على طريقة أهل المشرق
ـ[بدر عرابي]ــــــــ[05 Nov 2009, 09:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقديم
أعمل على برنامج حاسوبي يقوم بإنتاج نصوص القراءات العشر المتواترة من طريقي الشاطبية والدرة، بالإضافة إلى رواية حفص من طريق الفيل ورواية ورش من طريق الأصبهاني، كما أضع في الحسبان إضافة رواية قالون بوجهيها - بإسكان وصلة ميم الجمع - من طريق الشاطبية.
وقد اعتمدت منهجا في الضبط؛ حيث كتبت الروايات على طريقة أهل المشرق المتمثلة في طريقة ضبط رواية حفص، ولأن استحداث علامات الضبط مرتبط بالرواية فإن بعض الحالات الواردة في باقي الروايات لم أجدها في ضبط أهل المشرق؛ لذلك عرجت على طريقة أهل المغرب في الضبط لأخذ ما لم أجده - في حدود علمي -.
وفي التالي بيان ببعض الحالات التي قابلتني وطريقة تصرفي معها، فأرجو الاهتمام.
= قمت باعتماد علامة الإمالة الواردة في كلمة "مجراها" - المعين - للدلالة على الإمالة الكبرى أينما وردت، فهل هذا يجوز؟
= قمت باعتماد علامة التقليل الواردة في رواية ورش - لعدم ورودها في ضبط رواية حفص - للدلالة على التقليل أينما ورد، فهل هذا يجوز؟
= قمت باعتماد علامة الإشمام الواردة في كلمة "تأمنا" للدلالة على حكم الإشمام أينما ورد، فهل هذا يجوز؟
= قمت باعتماد جرة الصلة - من الضبط المغربي - للدلالة على الحالات المعينة، كما في إبدالات رواية ورش، فهل هذا يجوز؟؟
كما كانت هناك تصرفات أخرى تخص إشمام السين زايا، أو نطق الصاد ظاء، وغيرها.
= هل هذا المنهج يجوز في ضبط الروايات القرآنية أم لا ولماذا؟؟
وما هو الأنسب لعلاج مثل تلكم الحالات التي تأتي في بعض الروايات ولا أجد لها ضبطا عند أهل المشرق؟؟؟
أفيدونا أفادكم الله، وأسبغ عليكم من نعمه
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[06 Nov 2009, 10:18 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
أولا: عليك تأصيل عملك على ما قررته لجان مراجعة المصحف الشريف، والذي أعلمه مطبوعا مفسوحا من المصاحف من لجنة مراجعة القرآن الكريم بالأزهر هي الروايات:
حفص - ورش - قالون - الدوري - ابن كثير عنه رواييه من الصغرى. وحمزة مثل السابق. فحصّل هذا واهضمه جيدا.
ثانيا: عليك بوضع باقي الحالات المستجدة والتي بحاجة لوضع علامات ضبط مستحدثة. فعليك تحديدها واستشارة المتخصصين في هذا العلم الشريف. ويمكنك وضع أفكارا لعرضها على اللجان للإقرار منهم بهذا الصنيع. فَهُم عمادة الأمر.
أرشدك لبحث باسم: (الأدوات البرمجية وأثرها في ضبط المصحف الشريف وَفْق القراءات المتواترة) وهو منشور ضمن أبحاث ندوة القرآن الكريم والتقينات المعاصرة.
لكنه بحاجة لإقرار عمل اللجان التي هي صاحبة القرار الأول والأخير في سوغ مثل هذا.
عن علامة الإشمام المذكورة: - المعين - للدلالة على الإمالة الكبرى. تم تغيير هذا الضبط بوضع الدارة المصمتة وجرى على الأخير العمل في ضبط الإمالة.
فائدة: للإمام أبي عمرو الداني كتابا باسم: النقط في شكل المصاحف وكيفية ضبطها - كذا العنوان!!!!
هو من مطبوعات مكتبة أولاد الشيخ للتراث
ثم اجتهد في البحث في موضوعات هذا القسم من الملتقى فستجد فيه عدة فوائد متفرقة تخص هذا الجانب تم الإجابة عنها سابقا.
أسئل الله لك التوفيق.(/)
لأول مرة محاضرات صوتية مباشرة لكتاب الروض النضير للمتولي
ـ[منى العبادى]ــــــــ[08 Nov 2009, 11:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا
ثم اما بعد
اعلن منتدى القراءات القرانية هذه البشرى الجديدة و جاء فيها
لقد اتهجت شبكة القراءات القرآنية- بفضل الله - منهج جديد من نوعه و هو احياء سنة قراءة كتب القراءات القرآنية قراءة صوتية مباشرة
فبعد ان افتتحنا الامر بقراءة كتاب
النشر في القراءات العشر لابن الجزري
بصوت محققه / الدكتور السالم الجكني حفظه الله
يسرنا ان نعلن عن الكتاب الثاني و هو كتاب
الروض النضير في تحرير أوجه الكتاب المنير للمتولي
بصوت محققه / الشيخ المقرئ خالد بن حسن أبو الجود حفظه الله
و ذلك بدأً من الاربعاء الموافق 11نوفمبر 2009
الساعة 10 مساءا بتوقيت مكة المكرمة
شرح صوتي مباشر عبر غرفة شبكة القراءات القرآنية
كلمة محقق الكتاب الشيخ المقرئ خالد بن حسن أبو الجود حفظه الله
كتاب الروض النضير تأليف العلامة محمد المتولي شيخ الإقراء الذي إليه منتهى أسانيد القوم وقد تكلم في الكتاب عن تحرير طرق النشر، والكتاب كما هو معلوم عند أهل القراءات من أهم كتب التحريرات
لقد أجمع العلماء المحققين على أن القراءات المتواترة هي قراءات الأئمة العشرة، أي السبع و الثلاث المتممة لها وهي قراءات الأئمة " نافع، و ابن كثير، و أبو عمرو، و ابن عامر، و عاصم، و حمزة، و الكسائي، و أبو جعفر، و يعقوب، و خلف ". ذلك الذي عليه جماعة المسلمين من الأئمة المعتبرين الحذاق، و لا يزال عمل المسلمين حتى الآن على الأخذ بالقراءات العشر ينقلها أمم عن أمم في الصدور و السطور، من أجل هذا صنف العلماء في القراءات العشر، و ألفوا فيها كثيرا، حتى جاء الإمام المحقق شيخ القراء ابن الجزري فألف كتاب النشر في القراءات العشر فجمع فيه من الطرق و الروايات ما وصل إلى تسعمائة طريق و ثمانين طريقا، لذلك لو حفظ الطالب الطيبة لا يستطيع أن يقرأ القراءات بمضمنها إلا عن طريق تخليص القراءات من التركيب و ذلك بنسبة الطرق إلى أصحابها و هذا ما يسمى بالتحرير.
و أول من أفرد التحريرات بالتأليف أحمد بن أحمد العوفي في " تلخيص النشر"، ثم جاء من بعده الكثير من المحققين ثم جاء الإمام المتولي فألف " فتح الكريم في تحرير القرآن العظيم، و الفوز العظيم على متن فتح الكريم، و فتح الكريم في تحرير أوجه القرآن الحكيم، و عزو الطرق، و الدر الحسان في تحرير أوجه القرآن " و ختم هذا الغيث بكتابه العظيم " الروض النضير في تحرير أوجه الكتاب المنير" أكبر مؤلفات الشيخ المتولي و أنفسها، و أنضج ثمراته و أفضلها فيه بدائع جهوده، و خالص آراءه و اتجاهاته في عزو الطرق و التحريرات، الجانب الأساسي الذي برع فيه، و أتى فيه بكل عجيب و بديع، و هذا المؤَلَّف لم يصل إلى هذه المكانة إلا بعد سنين عديدة، و مراحل طويلة، عايش فيها المتولي التحريرات و ألف فيها كثيرا من المؤلفات، فكان هذا الكتاب - بحق – أصدق و ثيقة للمتولي في هذا الباب العظيم من علم القراءات.
تميز الروض بعدة مميزات و هي:-
1) هذا الكتاب يعتبر آخر مؤلفات المتولي في التحريرات فهو زبدة ما وصل إليه فهو يعتبر خلاصة التحريرات و عليه استقر عمل العلماء المحققين في علم القراءات.
2) لم يقتصر المتولي على ما في كتبه الأخرى الخاصة بالتحريرات و خاصة كتاب الفوز العظيم أهم كتبه بعد الروض بل زادها بحثا و دقة مما جعله يرجع عن بعض ما في الروض و غيره إلى رأي جديد حققه و بين وجه الصواب فيه.
3) التزم المتولي في الروض عزوة الطرق إلى قائليها فذكر الطرق جملة في أول الروض ثم نسب كل وجه من أوجه القراءات إلى صاحبه في غضون الكتاب.
4) أضاف الأمثلة التدريبية تنشيطا و تمرينا لأذهان الطلاب.
ولأهمية هذا الكتاب وإحياء لمدارسة العلم بقراءة الكتب التي بدأها صاحب الفضيلة الدكتور السالم الجكني حفظه الله
يسعدني المشاركة بقراءة هذا الكتاب ((الروض النضير للمتولي))
خالد بن حسن أبو الجود
منقول:- المصدر منتدى شبكة القراءات القرانية ( http://qiraatt.com/vb/showthread.php?t=969)(/)
ما المراد بـ "البحرين"
ـ[المحبرة]ــــــــ[09 Nov 2009, 04:11 م]ـ
اختلف العلماء في عدد المصاحف التي بعث بِها عثمان إلى البلدان، وقيل إن هناك مصحف أرسل إلى "البحرين"
فما المراد بـ"البحرين"؟
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[09 Nov 2009, 10:18 م]ـ
هي البحرين التي عاصمتها المنامة
ـ[المحبرة]ــــــــ[09 Nov 2009, 11:36 م]ـ
هل كانت بنفس المسمى آنذاك؟
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[10 Nov 2009, 12:51 ص]ـ
جزر البحرين المعروفة الآن بمملكة البحرين وعاصمتها المنامة، كانت تعرف قديما بجزر أورال، وكانت جزءا صغيرا جدا من إقليم أكبر باسم البحرين، ومنه جاءت تسميتها الحادثة.
انظروا هنا ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%85_%D8%A7%D9%84%D8%A8% D8%AD%D8%B1%D9%8A%D9%86) .
والصور في المرفقات من أطلس السيرة النبوية لشوقي أبو خليل، يظهر فيها إقليم البحرين، شاملا قطر والبحرين والكويت والقطيف وغيرها من مناطق شرقي الجزيرة، وقد كان وقتئذ تحت السيطرة الساسانية.
وفقنا الله وإياكم.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[10 Nov 2009, 01:06 ص]ـ
أولا: هذه لفتة لغوية:
جاء في موضوع الأستاذ محبرة قوله:
(وقيل إن هناك مصحف أرسل إلى "البحرين")
والصواب:
(وقيل إن هناك مصحفا أرسل إلى "البحرين")
ثانيا:
مسمى بلاد البحرين قديما غير مسماها الحديث،
جاء في كتاب (الروض المعطار) لابن عبد المنعم الحميري:
بلاد البحرين:
هي بلاد واسعة شرقيها ساحل البحر - يعني بالبحر الخليج العربي -،
وجوفها متصل باليمامة، وشمالها متصل بالبصرة، وجنوبها متصل ببلاد عمان،
وقاعدتها هجر، وأهلها عبد القيس
ومن بلاد البحرين الأحساء والقطيف وبيشة والزارة والخط الذي تنسب إليه الرماح الخطية وغيرها.
قلت:
وأما مملكة البحرين الحالية فمكوناتها مجموعة جزر أكبرها جزيرة أوال.
وبالله التوفيق.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[10 Nov 2009, 01:08 ص]ـ
معذرة إلى الأستاذ حسين بن محمد
فقد وردت مشاركتك أثناء كتابتي مشاركتي
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[10 Nov 2009, 01:15 ص]ـ
لا عليكم شيخنا، بارك الله فيكم، فقد أجدت وأفدت.
ـ[المحبرة]ــــــــ[10 Nov 2009, 12:50 م]ـ
جزيتم خيرا على التوضيح
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[10 Nov 2009, 02:05 م]ـ
لطيفة:
يعد الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد البكري؛ شاعر البحرين في الجاهلية.
وطَرَفَة بن العَبد:
86 - 60 ق. هـ / 539 - 564 م
وهو طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد، أبو عمرو، البكري الوائلي.
شاعر جاهلي من الطبقة الأولى، كان هجاء، غير فاحش القول، تفيض الحكمة على لسانه في أكثر شعره، ولد في بادية البحرين وتنقل في بقاع نجد.
اتصل بالملك عمرو بن هند فجعله في ندمائه، ثم أرسله بكتاب إلى المكعبر عامله على البحرين وعُمان يأمره فيه بقتله، لأبيات بلغ الملك أن طرفة هجاه بها، فقتله المكعبر شاباً.
ـ[الرائدالمحب]ــــــــ[02 Jan 2010, 09:40 ص]ـ
الف شكر عل ها المعلومة(/)
سؤالان للدكتور الجكني محقق كتاب النشر
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[10 Nov 2009, 02:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
[السؤال للدكتور السالم بحكم دراسته لكتاب النشر/ دون غض من قدر أحد]
أولا: أعرف أن هناك موقعا يشرف عليه فضيلة الدكتور السالم؛ ولكن كما قال طرفة بن العبد:
فإن تبغني في حلقة القوم تلْقَني * * * وإن تلتمسْني في الحوانيت تصْطَدِ
فقد طلبت الشيخ السالم في موقعه - حلقة قومه - لكن لم ألقه، فأنا ألتمسه هنا في الحوانيت!
ثانيا: كنت أريد سوالا واحدًا للدكتور وعرضته في موقعه، لكن طرأ سؤال آخر هو مما يهم الإخوة هنا فأردت اطلاعهم عليه.
فالأول - كما أوردته هناك -:
طاب يومُك ورُزِقْت برَّه.
في كتاب "النشر" قال ابن الجزري:
"فكان أوَّل إمامٍ مُعتبَرٍ جَمعَ القِراءاتِ في كِتابٍ: أبو عُبيدٍ القاسِمُ بْنُ سلاَّمٍ، وجعلَهُم - فيما أحسبُ - خَمْسةً وعشرينَ قارِئًا مع هؤلاءِ السَّبْعة".
قُلْتُم في التحقيق: "لعلَّ صوابه خمسة عشر قارئًا، كما حقَّق ذلك بعض الباحثين".
- هل يرى الباحث المشار إليه أنَّ الصَّواب خمسة عشر مع السَّبعة فيكون المجموع: اثنين وعشرين، أم المجموع خمسة عشر؟
- ما مستند الباحث فيما ذهب إليه؟ أليس كتاب أبي عبيد مفقودًا؟!
- هلا صرَّحتم بقائل ذلك من الباحثين.
نفع الله بكم وبارك فيكم.
والثاني:
بخصوص كلمة (يسر) في سورة الفجر.
وقد قمتم بتخريج كثير من أقوال ابن الجزري وآرائه، فهل سبقه أحد إلى التنبيه على هذه الكلمة بالخصوص، فيما وقفتم عليه من المراجع؟
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[06 Jan 2010, 01:45 م]ـ
أنا في الانتظار
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[03 Feb 2010, 09:12 م]ـ
بارك الله فيكم ..
في انتظار فضيلة الشيخ السالم الجكني وفقه الله وأعانه.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[04 Feb 2010, 06:23 ص]ـ
الشيخُ الآنَ مسافرٌ , وسيعودُ بحول الله خلال أيامٍ معدودةٍ
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[09 Feb 2010, 10:06 م]ـ
وفقه الله وسلمه وأعاده بعافية وخير.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[13 Feb 2010, 02:02 م]ـ
كنت - والله - بحاجة إلى أن يوضح لي الدكتور الجكني الأمر بخصوص كتاب أبي عبيد، وعدد القراء فيه؛ لأستفيد من ذلك أثناء كتابة بحث متواضع لي.
واضطررت الآن إلى الانتهاء منه في حدود ما وصلت إليه، ونشرته جزءًا منه هنا:
عرض يسير لحركة التصنيف في علم القراءات ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=329624&posted=1#post329624)
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[24 Feb 2010, 07:49 ص]ـ
وددتُ لو فضيلته اطلع الموضوع، إذ أرسلت إليه رسالة خاصة، لكن لعلها لم تصله لخلل تقني، أو أنه لمّا يطلع عليها، وفقه الله وجزاه خيرا.
ـ[الجكني]ــــــــ[24 Feb 2010, 04:22 م]ـ
أخوي الكريمين: القارئ المليجي وحسين بن محمد، سلمكما الله:
أعتذر عن تأخير الجواب طيلة هذه الفترة، فقد اطلعت عليه منذ فترة ولكني انقطعت عن الدخول مما نسيت معه الموضوع أصلاً.
مسألة كتاب أبي عبيد رحمه الله؛هل هو في (15) أو (25) كنت علقت في تحقيق النشر باحتمال كونه في (15)، وبنيت هذا الاحتمال على ما أفادنيه الباحث الدكتور عبد الباقي سيسي حفظه الله لأنه وقته كان بحثه في الماجستير عن أبي عبيد والقراءات، وذكر لي مستندات لقوله لاتحضرني الآن.
والآن أيضاً لا أدري هل هذه النتيجة التي توصل لها الدكتور عبد الباقي لا يزال يقول بها أم أنه رجع عنها، فلم تسنح لي الفرص بلقائه منذ فترة طويلة، وربما أقابله في زيارتي للرياض أيام المعرض إن شاءالله وسأطلب منه تحقيق المناط والنزاع في المسألة.
أما موضوع كلمة " يسر " فلم ألتزم بتتبع وتخريج كل كلمة يقولها ابن الجزري رحمه الله، بل سرت على الطريقة الصحيحة - حسب فهمي المتواضع - في التحقيق وهي التعليق على ما يحتاج إلى تعليق خاصة في المسائل العلمية الشائكة.
أكرر اعتذاري لكما معترفاً بالفضل ولتقدير لكما.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[25 Feb 2010, 07:48 ص]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا.
وللفائدة: هذا نص نفيس من كتاب أبي عبيد، نقله عنه السخاوي في (جمال القراء)؛ قال:
(وقال أبو عبيد القاسم بن سلام - رحمه الله - في كتاب (القراءات) له:
" هذه تسمية أهل القرآن من السلف على منازلهم وتسميتهم وآرائهم:
(يُتْبَعُ)
(/)
فممّا نبدأ بذكره في كتابنا سيّد المرسلين وإمام المتّقين محمّد رسول الله http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif الذي نزل عليه القرآن، ثم المهاجرون والأنصار وغيرهم من أصحاب رسول الله http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif مَن حفظ عنه منهم في القراءة شيء، وإن كان ذلك حرفا واحداً فيما فوقه ".
قال: " فمن المهاجرين: أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعليّ بن أبي طالب، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، وحذيفة بن اليمان، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، وعمرو بن العاص، وأبو هريرة، ومعاوية بن أبي سفيان، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن السائب قارئ مكة.
ومن الأنصار - رضي الله عنهم -: أبيّ بن كعب، ومعاذ بن جبل، وأبو الدرداء، وزيد بن ثابت، ومُجَمِّع بن جارية، وأنس بن مالك ".
قال: " ومن أزواج النبيّ http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif : عائشة، وحفصة، وأم سلمة ".
قال: " وقد علمنا أنّ بعض مَن ذكرنا أكثرُ في القراءة وأعلى مِن بعض، غير أنّا سمّيناهم على منازلهم في الفضل والإسلام، وإنما خصصنا بالتسمية كلّ مَن وُصف بالقراءة وحُكي عنه منها شيء وإن كان يسيرا، وأمسكنا عن ذِكرِ مَن لم يبلغْنا عنه منها شيء وإن كانوا أئمة هداةً في الدين.
فأما سالمٌ الذي ذكرناه، فإنه كان مولى لامرأةٍ من الأنصار، وإنما نسبناه لأبي حذيفة لأنه به يُعرف.
وأما حذيفة بن اليمان، فإن عِداده في الأنصار، وإنّما ذكرناه في المهاجرين لأنّه خرج مع أبيه مهاجراً إلى رسول الله http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif ، ولم يكن من ساكني المدينة، فهو مهاجريّ الدار، أنصاري العِداد، ونَسَبُه في عبس بن قيس عيلان ".
قال أبو عبيدٍ - رحمه الله -: " ثم التابعون:
فمنهم من أهل المدينة: سعيد بن المسيّب، وعروة بن الزبير، وسالم بن عبد الله، وعمر بن عبد العزيز - قد كان بالمدينة والشام -، وسليمان بن يسار، وعبد الرحمن بن هرمز - الذي يُعرف بالأعرج - وابن شهاب، وعطاء بن يسار، ومعاذ بن الحارث - الذي يُعرف بمعاذ القارئ -، وزيدُ بن أسلم ".
قال: " ومن أهل مكةَ: عبيد بن عمير الليثي، وعطاء بن أبي رباح، وطاووس، وعكرمة مولى ابن عباس، وعبد الله بن أبي مليكة.
ومن أهل الكوفة: علقمة بن قيس، والأسود بن يزيد، ومسروق بن الأجدع، وعبيدة السلماني، وعمرو بن شرحبيل، والحارث بن قيس، والربيع بن خثيم، وعمرو بن ميمون، وأبو عبد الرحمن السلمي، وزرّ بن حبيش، وأبو زرعة بن عمرو بن جرير، وسعيد بن جبير، وإبراهيم بن يزيد النخعي، وعامر الشعبي - وهو عامر بن شراحيل -.
ومن أهل البصرة: عامر بن عبد الله - وهو الذي يُعرف بابن عبد قيس، كان يُقرئ الناس -، وأبو العالية الرياحي، وأبو رجاء العطاردي، ونصر بن عاصم الليثي، ويحيى بن يعمر - ثم انتقل إلى خراسان -، وجابر بن زيد، والحسن بن أبي الحسن، ومحمد بن سيرين، وقتادة بن دعامة.
ومن أهل الشام: المغيرة بن أبي شهاب المخزومي "، قال: " كذلك حدّثني هشام بن عمّار الدمشقي؛ قال: حدثني عراك بن خالد المُرِّيّ قال: سمعت يحيى بن الحارث الذماري يقول: ختمت القرآن على عبد الله بن عامر اليَحْصَبِيّ، وقرأ عبد الله بن عامر على المغيرة، على عثمان، ليس بينه وبينه أحدٌ ".
قال: " فهؤلاء الذين سميناهم من الصحابة والتابعين هم الذين يُحكى عنهم عُظْمُ القراءة، وإن كان الغالب عليهم الفه والحديث ".
قال: " ثم قام من بعدهم بالقرآن قومٌ ليس لهم أسنان مَن ذكرْنا ولا قُدْمَتُهُمْ، غير أنهم تجرّدوا للقراءةِ واشتدّتْ بها عنايتُهم ولها طلبُهم، حتى صاروا بذلك أئمة يأخذها الناس عنهم ويقتدون بهم فيها، وهم خمسة عشر رجلا من هذه الأمصار المسماة؛ في كلّ مصرٍ منهم ثلاثة رجال:
(يُتْبَعُ)
(/)
فكان من قرّاء المدينة: أبو جعفر القارئ - واسمه يزيد بن القعاع - مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزوميّ، وشيبة بن نِصاح مولى أم سلمة زوج النبي http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif ، ونافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم.
وكان أقدم هؤلاء الثلاثة أبو جعفرٍ؛ قد كان يُقرئ الناس بالمدينة قبل وقعة الحرّة، حدثنا ذلك إسماعيل بن جعفر عنه، ثم كان بعده شيبة على مثل منهاجه ومذهبه، ثم ثالثهما نافع بن أبي نعيم، وإليه صارت قراءة أهل المدينة، وبها تمسّكوا إلى اليوم. فهؤلاء قرّاء أهل الحجاز في دهرهم.
وكان من قرّاء مكةَ: عبد الله بن كثير، وحميدُ بن قيس - الذي يقال له الأعرج -، ومحمد بن محيصن.
فكان أقدم هؤلاء الثلاثة ابن كثير، وإليه صارت قراءة أهل مكة، وأكثرهم به اقتدوا فيها، وكان حميد بن قيس قرأ على مجاهد قراءته، فكان يَتبعها لا يكاد يعدوها إلى غيرها، وكان ابن محيصن أعلمهم بالعربية وأقواهم عليها. فهؤلاء قرّاء أهل مكة في زمانهم.
وكان من قرّاء الكوفة: يحيى بن وثّاب، وعاصم بن أبي النّجود، والأعمش.
وكان أقدم الثلاثة وأعلاهم يحيى؛ يُقال إنه قرأ على عبيد الله بن نُضَيْلةَ صاحب عبد الله، ثم تبعه عاصمٌ، وكان أخذ القراءة عن أبي عبد الرحمن السلمي وزرِّ بن حبيش، ثم كان الأعمشُ، فكان إمامَ الكوفة المقدّم في زمانه عليهم، حتى بلغَ إلى أن قرأ عليه طلحةُ بن مُصَرِّفٍ - وكان أقدمَ مِن الأعمشِ -. فهؤلاء الثلاثة هم رؤساء الكوفة في القراءة. ثم تلاهم حمزة بن حبيب الزيّات رابعا، وهو الذي صارَ عُظْمُ أهل الكوفة إلى قراءته، من غير أن يُطْبِقَ عليه جماعتُهم. وكان ممّن اتبع حمزة في قراءته سُلَيْمُ بنُ عيسى وممّن وافقه، وكان ممّن فارقَه أبو بكر بن عيّاش؛ فإنه اتبع عاصماً وممن وافقه. وأما الكسائي فإنه كان يتخيّر القراءاتِ؛ فأخذ من قراءة حمزةَ ببعضٍ وتركَ بعضاً. فهؤلاء قرّاء أهل الكوفة.
وكان مِن قرّاء أهل البصرة: عبد الله ابن أبي إسحق الحضرميّ، وأبو عمرو بن العلاء، وعيسى بن عمر الثقفي.
وكان أقدم الثلاثة ابن أبي إسحق، وكانت قراءته مأخوذة عن يحيى بن يعمر ونصر بن عاصم. وكان عيسى بن عمر عالماً بالنحو، غير أنه كان له اختيار في القراءة على مذاهب العربية يفارقُ قراءةَ العامةِ ويستنكرها الناس، وكان الغالب عليه حُبُّ النصب ما وجد إلى ذلك سبيلا؛ منه قوله (حمالةَ الحطب) و (الزانيةَ والزانيَ) و (السارقَ والسارقةَ)، وكذلك قوله (هؤلاء بناتي هن أطهرَ لكم). والذي صار إليه أهل البصرة في القراءة فاتخذوه إماما = أبو عمرو بن العلاء. فهؤلاء قراء أهل البصرة. وقد كان لهم رابع وهو عاصم الجحدري، لم يُرْوَ عنه في الكثرة ما رُوِيَ عن هؤلاء الثلاثةِ.
وكان من قرّاء أهل الشام: عبد الله بن عامرٍ اليحصبيّ، ويحيى بن الحارث الذّماريّ، وثالث قد سُمِّيَ لي بالشامِ ونسيتُ اسمَه.
فكان أقدمَ هؤلاء الثلاثة عبدُ الله بن عامرٍ، وهو إمام أهل دمشق في دهره، وإليه صارت قراءتُهم، ثم اتّبعه يحيى بن الحارث وخَلَفَه في القراءة وقامَ مقامَه "، قال: " وقد ذكروا الثالث بصفةٍ لا أحفظها.
فهؤلاء قرّاء الأمصار الذين كانوا بعد التابعين ").
قال السخاوي مُسَمِّياً الثالثَ الذي نسيه أبو عبيد: " هو أبو خليد بن سعد صاحب أبي الدرداء ".
قال المحقق: " وهو وَهْمٌ، وهو خليد بن سعد السلاماني ".
[أبو الحسن علم الدين السخاوي (ت 643 هـ): جمال القراء وكمال الإقراء / 502 - 510، ح مروان العطية ومحسن خرابة، ط1 دار المأمون للتراث].
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[27 Feb 2010, 01:59 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي حسين بن محمد على اهتمامك بالموضوع هنا، وفي موقع الألوكة، وقد قرأت جميع ما أثريت به الموضوع هناك، فلك مني الشكر الجزيل.
= قد وقفتُ على النص الذي نقلتَه مشكورًا من (جمال القراء) لكني نقلته في الموضوع من (المرشد الوجيز) ثم عقبتُ مستبعدا أن يكون حاسما للموضوع، حيث قلت:
[أنَّ هذا النَّصَّ الذي ينقل منه الإمام ابن حجر - رحمه الله - لا يُفيد عددَ القرَّاء الذين اختارهم أبو عُبيد في كتابه، وذَكَر أوجُه الخلاف بيْنهم، بل غاية ما هنالك أنَّ هؤلاء المذكورين هم من أئمَّة القراءة الَّذين اشتدَّت عنايتُهم بها، وأخَذَها النَّاس عنهم، وواضحٌ أنَّ أبا عبيدٍ عدَّد هنا أكثر من خمسة عشر إمامًا، ولم يُرِد أنَّه سيذكر في كتابه أوجُه الخلاف لهم.
- كما أنَّه - رحمه الله - نسي اسم أحد قرَّاء الشَّام، فكيف يكون هذا القارئ من القرَّاء الذين أسْند قراءتَهم، وذكَرَ أوجُه الخلاف له في كتابه؟!
- وكيف يدور شكُّ الَّذين اطَّلعوا على كتاب أبي عُبيد في تعْيين ذلك القارِئِ بين ثلاثة: خُلَيد بن سعدٍ صاحب أبي الدَّرداء، وعطيَّة بن قيس الكلابي وإسْماعيل بن عبيدالله بن أبي المهاجر؟! فهل تكون قراءة هذا الرَّجُل مذكورة بعد هذا في الكتاب؟!] اهـ.
وكذلك:
[[فالظاهر من كلام ابن الجزري أنَّ المقصود: هذا العدد مع السبعة؛ فيكون المجموع اثنين وعشرين قارئًا]] أو اثنين وثلاثين!! وهذا سيتعارض مع تحديد 15 قارئًا كما في النص المنقول.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[28 Feb 2010, 03:41 ص]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا.
وكيف توجّهون كلام ابن كامل الذي نقله ياقوت في معجمه عن كتاب الطبري واشتماله على كتاب أبي عبيد؟
وقد عزوت للسخاوي لظني الغالب أن أبا شامة لم ينقل على كتاب أبي عبيد مباشرة؛ إنما نقل ذلك عن كتاب شيخه السخاوي، كما نقل ابن حجر عن أبي شامة. والله أعلم.
نفع الله بكم.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[12 May 2010, 01:18 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا.
وكيف توجّهون كلام ابن كامل الذي نقله ياقوت في معجمه عن كتاب الطبري واشتماله على كتاب أبي عبيد؟
وقد عزوت للسخاوي لظني الغالب أن أبا شامة لم ينقل على كتاب أبي عبيد مباشرة؛ إنما نقل ذلك عن كتاب شيخه السخاوي، كما نقل ابن حجر عن أبي شامة. والله أعلم.
نفع الله بكم.
شكرا لك يا أخي حسين، ولعلك راجعت الآن بعض ما كان ظنك الغالب، بعد توصلك لهذا الكتاب:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=19518(/)
هل تجوز الاجازة بمثل هذا الحال؟
ـ[درر]ــــــــ[15 Nov 2009, 11:52 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم أخوتي
أود الاستفسار عن امر معين
هل يجوز ان يجيز شخص آخر بقراءة او رواية معينة غيبا وهو مجاز حاضرا وليس غيبا؟
يعني فرضنا أن لي أخت مجازة عن شيخها بالقراءة برواية حفص من مصحفها " حاضرا"، أي اجازة قراءة واقراء،
وأريد الحصول على اجازة بالقراءة غيبا منها، فهل يجوز لها اعطائي هذه الاجازة وتذكر اني قر أت عليها غيبا؟؟؟
مع العلم انها لا تملك اجازة غيبية وانما حاضرا؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[15 Nov 2009, 02:33 م]ـ
أنا لست مفتيا، وأعرف أن لكل قوم فقههم الذي يخصهم في بعض الأمور ..
ولكن المعتمد عندنا في بلاد شنقيط أن لا تعطى الإجازة للطالب حتى:
1 - يقرأ القرآن الكريم كاملا غيبا بدون أي خطأ حتى ولو كان وقوعا في المتشابه مثلا أو "تعتعة" أو غير ذلك.
2 - يكتب القرآن الكريم كاملا أو جله أو ثلثه على الأقل - حسب كل شيخ وطريقته - بالرسم العثماني دون أي خطأ في الكتابة.
وإذا كانت الأخت كما قلت سوف تذكر في الإجازة تفاصيل حيثيات الإجازة فلا أرى مانعا من ذلك على طريقة المشارقة.
وهم أدرى فلعهم يجيبون.
والله تعالى أعلم.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[15 Nov 2009, 03:15 م]ـ
1 - يقرأ القرآن الكريم كاملا غيبا بدون أي خطأ حتى ولو كان وقوعا في المتشابه مثلا أو "تعتعة" أو غير ذلك.
2 - يكتب القرآن الكريم كاملا أو جله أو ثلثه على الأقل - حسب كل شيخ وطريقته - بالرسم العثماني دون أي خطأ في الكتابة.
يعني لو أخطأ فى العرض يعيد الختمة من الأول؟ و كذلك الرسم؟
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[15 Nov 2009, 03:27 م]ـ
نعم هو ما فهمت شيخنا الفاضل.
فلو كان يعرض مثلا واخطأ في سورة يس أو بعدها أو قبلها مثلا فإنه يبدأ من جديد حتى يختم القرآن الكريم كاملا بدون أي خطأ على ثلاثة حفاظ، ثم بعد ذلك يبدأ في الرسم ..
والطريقة فصلتها في كتاب: طريقة حفظ القرآن الكريم عند الشناقطة وقد وضعه أحد الإخوة - مشكورا - على الشبكة.
ـ[درر]ــــــــ[15 Nov 2009, 05:09 م]ـ
جزاكم الله خيرا
نعم ستذكر تفاصيلا الاجازة
ولكني خشيت ان لا تحتسب لي اجازة لأني اريد غيبا وهي تملكها حاضرا
وقد اشترطت علي الختمة على خمس مرات على الاقل حتى اسمع دون خطأ كما ذكرت بارك الله فيك، وبعدها ان اخطأت تعيد لي الختم بدون خطأ، ووافقت وربنا الميسر ولكن قلت اسأل عن هذه الدقيقة حتى أكون في المضمون ان شاء الله
بارك الله فيكم
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[25 Nov 2009, 12:06 م]ـ
الإجازة أنواع كثيرة , ولكل نوع منزلته ودلالته , ولا ريب أن المعول عليه في صحتها الصدق والإتقان , فإذا دخلها كذب فهي باطلة , كأن يقرأ طالب الإجازة نظرا فيكتب له المجيز أنه قرأغيبا , أو يقرأ عليه بعض القرآن فيكتب له المجيز أنه قرأ القرآن كله , وهكذا , وإذا خلت من الإتقان فهي باطلة وذلك يرجع إلى أمانة المقرئ والقارئ , وعليه فالإجازة من المصحف تجوز بهذه الشروط ولكنها ضعيفة الدلالة والمكانة , فلا يعول عليها علميا لأنها نوع من التساهل الغرض منه التشريف , وهذا مع الصدق والإتقان فكيف إذا خلا منهما؟ والله أعلم.(/)
هل هذه الورقات مفقودة فعلا من كتاب النشر [مخطوط مفقود النشر فى القراءات العشر]
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[15 Nov 2009, 09:29 م]ـ
حملتُ هذه المخطوطة من ملتقى أهل الحديث و هى من مخطوطات جامعة الملك سعود و اسم المخطوطة: مفقود النشر فى القراءات العشر
و الرسالة برمتها فى التحريرات و ابتدأت بقوله:
(قوله فى النشر و حيث انتهى بنا الحال إلى هنا فلنذكر مثلا من القرآن فى رواية رواية
و طريق طريق تعلم قراءة القراءات و اختلاف الطرق و الروايات ثم نجمع مذاهبهم فى بعض الآيات و التفريع على طرق هذا الكتاب و الله تعالى هو الموفق للصواب) انتهى
و جاء فى أثناء الرسالة ما يفيد بأن المؤلف هو أحد تلاميذ ابن الجزرى رحمه الله و ليس ابن الجزرى نفسه:
(و قد نظم ذلك شيخنا رحمه الله قديما فى بيتيتن و أنسيهما و رأيت البيتين لما كنت فى [كلمة لم أتبينها] مكتوبين فى حاشية كتاب لبعض تلامذته الذى استفاد منه فى الروم فكتبتهما و ذكرتهما للشيخ حين دخلت إليه بشيراز أزوره ......... ) انتهى
و جاء فى أخر المخطوطة:
(هذا هو المفقود من النشر الكبير فى أكثر النسخ قبل فرش الحروف ...... )
و السؤال هل فعلا هذه الورقات مفقودة من كتاب النشر لابن الجزرى رحمه الله؟
المخطوط فى المرفقات
ـ[الجكني]ــــــــ[15 Nov 2009, 10:43 م]ـ
نوقشت هذه الأوراق هنا في الملتقى، لكن لا أتذكر الآن تحت أي رابط.
وهي ليست لابن الجزري، وليست قطعة من النشر، وكل النسخ الخطية التي وقفت عليها للنشر ليس فيها هذه الأوراق غير نسخة واحدة مصرية، والأوراق فيها مكتوبة بخط مغاير للمخطوط، هذا كل ما أتذكره في هذه العجالة.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[16 Nov 2009, 02:04 ص]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم و نفع بكم على هذا التوضيح ..
و سأحاول البحث عن المواضيع المتعلقة بهذا الموضوع فى الملتقى كما أشرتم حفظكم الله تعالى.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[23 Nov 2009, 12:00 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
تفضلوا:
هذا الملحق ليس من كتاب (النشر في القراءات العشر) لابن الجزري ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=6864)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[25 Nov 2009, 02:00 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم و نفع بكم على هذا التوضيح ..
و سأحاول البحث عن المواضيع المتعلقة بهذا الموضوع فى الملتقى كما أشرتم حفظكم الله تعالى.
الشيخ طه/
عجيب منك أن الموضوع الذي تمت الإحالة إليه فيه مشاركة لفضيلتكم منذ سنة 2007.
فهل نسيت؟
ـــــــــــــــــــــ
وأقعُدُ للجهل في مجلسٍ * * * وعلْميَ في الكتْب مستودع
ومَن يكُ في علمِه هكذا * * * يكُن دهرَه القهقرَى يرجِع
.... ..
إذا لم تكن حافظًا واعيًا * * * فجمْعُك للكتْب ما ينفَعُ
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[25 Nov 2009, 07:02 م]ـ
الشيخ طه/
عجيب منك أن الموضوع الذي تمت الإحالة إليه فيه مشاركة لفضيلتكم منذ سنة 2007.
فهل نسيت؟
[/ align][/size][/color]
( قَالَ لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[25 Nov 2009, 08:41 م]ـ
الأخ الكريم
إنما أردت معايدة الشيخ
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[26 Nov 2009, 01:45 ص]ـ
الأخ الكريم
إنما أردت معايدة الشيخ
أخي الأستاذ الفاضل!
إنما أردتُ مداعبتك ومعايدتك ولقياك، وكما قيل: لقاء الإخوان نزهة القلوب.
كل عام وأنتم بخير، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[26 Nov 2009, 02:08 ص]ـ
اصطدتني يا شيخنا المليجي:)
لو سألتني ما آخر موضوع كتبته لقلتُ لك لا أدري! فكيف بموضوع قبل ثلاث سنوات تقريبا ..
لكن (قفشتك) هذه أدّبتني:)
و شكر الله للشيخ عمار حفظه الله وقفته مع أخيه:)
و أقول لكما و لأهل الملتقى جميعا:
كل عام و أنتم بخير(/)
منقول: الشيخ زكريا الدسوقي فى ذمة الله
ـ[محمد السكندري]ــــــــ[16 Nov 2009, 11:22 م]ـ
توفي اليوم الإثنين 28 ذو القعدة 1430 هـ الموافق 16/ 11/ 2009 م
بعد صلاة العصر مباشرةه فضيلة الشيخ القدوة زكريا محمد عبد السلام الدسوقي شيخ القراء في مركز دسوق
وسيكون دفنه غدا بعد صلاة الظهر مباشرة
اللهم ارحم هذا الشيخ الجليل وأسكنه فسيح جناتك
اللهم تقبله مع النبيين والصدقين والشهداء والصالحين
اللهم ثبته عند السؤال وأنر له قبره وأدخله جنتك بغير حساب ولا سابقة عذاب
اللهم اجمعنا وإياه وكل شيوخنا الأفاضل على منابر من نور مع حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم
اللهم ارزق أهله وذويه الصبر والسلوان
واجعلهم خير خلف لخير سلف
اللهم آمين يا رب العالمين
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[16 Nov 2009, 11:26 م]ـ
رحمه الله و غفر له ..
حبذا لو تتحفنا بترجمة الشيخ رحمه الله.(/)
وفاة شيخنا العلامة المقرئ الجامع الشيخ زكريا الدسوقي الجماجموني رحمه الله
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[17 Nov 2009, 12:43 م]ـ
وفاة شيخنا العلامة المقرئ الجامع الشيخ زكريا الدسوقي الجماجموني رحمه الله اليوم الاثنين 28 ذو القعدة 1430 هـ
قال العبد الفقير يحيى الغوثاني: وصلني اليوم نبأ وفاة هذا العالم الكبير والشيخ المتواضع المقرئ الذي يعتبر من أعلى القراء سندا في العالم اليوم فيما نعلم والله أعلم:
لقد زرته في 16 ربيع الآخر 1428 هـ في بيته في قرية جماجمون فرحب بي كثيرا وأظهر من كرم الضيافة والحب ما هو من شيمة أهل القرآن وأملى علي أطرافا من ترجمته وأطلعني على إجازاته وإجازات والده المخطوطة في القراءات ورأيت أصولها وفوجئت بأن والده أيضا مقرئ ولكننا لا نعرف عنه شيئا فسألته هل قراتم على الوالد فقال لا توفي وأنا صغير
وهو الشيخ المقرئ زكريا بن محمد بن عبدالسلام الجماجموني الدسوقي رحمه الله.
سألته عن ترجمته فقال هنا مكتوب بعضها فناولني أوراقاً
قال في ترجمته لنفسه:
((يقول راجى عفو ربه الكريم خادم القرآن الكريم / زكريا بن محمد بن على بن عبد السلام:
ولدت فى قرية من قرى مصر وتسمى قرية جماجمون تابعة لمركز دسوق -محافظة كفر الشيخ- ولدت بمنزل فى شارع الفقهاء 4/ 6/1927 م، ...
وكان والدي رحمه الله الحاج محمد علي عبد السلام حجة ثقة في علم القراءات ومرجعا يرجع إليه عند الحاجة تلقى تعليمه في المسجد الإبراهيمي بدسوق على شيخه ومكث على تعليم كتاب الله بقرية جماجمون حتى نقل ‘لى الرفيق الأعلى عام 1929 م ....
وعندما بلغت السادسة من عمرى تلقيت مبادئ التعليم فى القرية وحفظت القرآن الكريم برواياته على شيخي الشيخ / الفاضلى علي أبو ليلة بالمسجد الإبراهيمي بدسوق تغمده الله برحمته ودرست عليه الشاطبية للإمام الشاطبى والدرة والعشرة من الطيبة للإمام ابن الجزري رضى الله عنه))
وفي عام 1957 ـ 1958 التحقت بكلية العربية قسم القراءات بالقاهرة وتلقيت عن أساتذتي بأسانيدهم في كلية العربية ونحجت في امتحان شعبة التجويد عام 1958 م بدرجة امتياز
وفي يوم 111/ 9 1967 م منحت درجة الشهادة العالية للقراءات
وفي عام 1967 حصلت على شهادة تخصص القراءات في كلية اللغة العربية للقراءات العشر الكبرى من طريق طيبة النشر والعلوم المتعلقة بالقرآن الكريم من رسم وضبط وفواصل والعلوم العربية والشرعية وكان ترتيبي الثاني بين الناجحين
وفي يوم 16/ 6 / 1968 م عينت مدرسا بالأزهر الشريف بمعهد بلصفورة التابع لسوهاج ثم نقلت لمعهد دمنهور الديني ثم إلى معهد دسوق الديني بنين
وفي 6/ 1 / 1973 سافرت في بعثة للخارج مدرسا بالمملكة العربية السعودية وانتهت البعثة في يوم 8/ 10 / 1977 م
عدت إلى معهد دسوق الديني مدرس أول وخطيبا في وزارة الأوقاف بمسجد سليم بجماجمون
وفي 18/ 3 / 1986 م رقيت مفتشاً للمعاهد الإعدادية والثانوية بمنطقة كفر الشيخ الأزهرية حتى أحلت على المعاش
وأجازنى شيخي الشيخ الفاضلي بسنده المتصل إلى النبى صلى الله عليه وسلم بكل هذا
وهو قرأ على الشيخ - سيد أحمد أبو حطب
وهوعن الشيخ عبد الله بن عبد العظيم الدسوقى وهو بسنده المعروف قرأ على الشيخ: على الحدادى الذى قرأ على شيخ المقارئ المصرية الشيخ ابراهيم العبيدى.
وسنده عال سواء بقراءته على الشيخ ابو ليلة أو الشيخ سيد حطب تلميذ ابو ليلة
وقيل ان الفاضلي قرأ على إسماعيل ابو النور وهو على الدسوقي وبهذا ينزل درجة
قال يحيى: وقد قرأت عليه والحمد لله كامل متن الجزرية وأجازني بها وشيئا من الشاطبية وقرأت من أول القرآن بالقراءات العشر الكبرى إلى قوله تعالى المفلحون وتكرم فأجازني لفظا وخطا وناولني الإجازة مكتوبة وموقعة بيده رحمه الله
وقال أنا ليس من عادتي أن أجيز ببعض القرآن إلا لمن هو أهل لذلك وتحققت لدي أهليته
ثم من سروره بهذا اللقاء قال سأعرفكم بأخي الأكبر الشيخ سليمان المولود عام 1922 م فاصطحبنا إلى كتّاب أخيه وكان لقاء جميلا جدا يحتاج إلى وصف في منسابة أخرى
ولكن مما يجدر ذكره هنا أن الشيخ زكريا حفظه الله وهو في الثمانين كان متأدبا جدا مع اخيه الأكبر وعرفه بي وطلب مني أن أقرا شيئا من القرآن عليه فقرأت بالسبع وأجازني ووقع على إجازة أخيه وشهد عليها وذلك بحضور وشهادة الأخ عصام عزت
ولي عودة لتفاصيل هذا اللقاء وهذه الرحلة
رحمه الله عوضه الله الجنة
المصدر ( http://montada.gawthany.com/VB/showthread.php?p=150997#post150997)
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[17 Nov 2009, 07:25 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة ..
اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه ... واخلف عليه في أهله وذويه ..
انالله وانا إليه راجعون ...
والشكر للشيخ يحي غوثاني حفظه الله على هذا التعريف .. وتمنياتي عليه حفظه الله ان يقوم بتسجيل ما وجده من تراجم هؤلاء القراء في مذكرة تحتوي على أسماءمسندي القراءات المعاصرين ووفياتهم لتكون سجلا محفوظا بعدهم، وعونا للباحثين.
والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[18 Nov 2009, 01:23 ص]ـ
سعادة الدكتور أمين الشنقيطي حفظه الله
شكرا على مرورك وشكرا على اقتراحك والعمل جار عليه إن شاء الله
هل تتذكر شيخ أمين أين التقينا أخر مرة؟؟؟
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[18 Nov 2009, 11:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
رحم الله الشيخ زكريا الدسوقي الجماجموني رحمة واسعة، و أسكنه فسيح جناته.
اللهم لا تحرمنا أجره، و لا تفتنا بعده، و ألحقنا به مؤمنين غير مبدلين و لا مغيرين.
إنا لله و إنا إليه راجعون.
و لا حول و لا قوة إلا بالاله العلي العظيم.
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[18 Nov 2009, 10:17 م]ـ
شكر الله للشيخ د. يحيى الغوثاني - وفقه الله - في نقل خبر وفاة الشيخ زكريا - رحمه الله - وقد كنتُ سمعتُ عنه قبل ثلاث سنوات أو أكثر أيام تواجدي ببلاد الحرمين. ولكني أقول الآن: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرنا في مصيبتنا هذه واخلف لنا خيراً منها، أسأل الله أن يغفر للشيخ زكريا، وأن يوسع مدخله، وأن يسكنه فسيح جناته.
ويا حبذا يا شيخنا يحيى لو تذكر لنا بعض طلابه الذين ختموا عليه القرآن كاملاً.
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[19 Nov 2009, 10:10 ص]ـ
جزى الله خيرا كل من تصفح وترحم على الشيخ
ولكن الشيخ زكريا لا بواكي له
مع أنه عالم أزهري جليل قضى سنين طويلة من 1957 إلى إلى 1967 ينهل من علوم الأزهر
ثم عين مدرسا في الأزهر لخمس سنوات
ثم سنين طويلة في الرياض (قضى خمس سنوات ولا أعلم أحد قرأ عليه القراءات العشر فيها)
ثم سنين وسنين معلما لكتاب الله والقراءات العشر ولا نجد من يترحم عليه بعد وفاته سوى عدد قليل
يا سبحان الله!!!!!!!!
لقد زهد طلبة العلم بمثل هذه الطبقة العالية من العلماء الكبار
فلقد زرت شيخا عالما مغربيا كبيرا السن بلغ التسعين وأبوه كان يملأ المغرب علما فلوالده قرابة تسعين مؤلفا ولا يعرفه الكثيرون
فقد كنت في محاضرة في الدار البيضاء فقلت من منكم يعرف العلامة المعمر الشيخ محمد الحجوجي فلم يعرفه أحد وكان الحضور قرابة 300 شخص
ألا ليت المنتديات وطلبة العلم يلفتون الأنظار إلى البقية الباقية من علمائنا الذين اضطرهم العجز الجسمي إلى ملازمة البيت ولم يعرفوا إعلاما ولا قنوات فضائية
لكن أقول للحق والحق يقال وجوابا للأخ الفاضل أبي إسحاق
إنه أطلعني في زيارتي له على كراسة كتب فيها أسماء الذين يقرؤون عليه العشر فزادت اسماؤهم على 13 طالبا فأرجو من الله أن يكونوا قد ختموا العشر عليه حتى يبقى سنده مسلسلا
وأرجو من كل من يطلع على كلامي هذا وهو من طلاب الشيخ أن يراسلني على الخاص مشكورا
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[19 Nov 2009, 05:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
رحم الله الشيخ زكريا الدسوقي الجماجموني رحمة واسعة، و أسكنه فسيح جناته.
اللهم لا تحرمنا أجره، و لا تفتنا بعده، و ألحقنا به مؤمنين غير مبدلين و لا مغيرين.
.
اللهم آمين.
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[22 Nov 2009, 02:09 م]ـ
يا سبحان الله!!!!!!!!
لقد زهد طلبة العلم بمثل هذه الطبقة العالية من العلماء الكبار
ألا ليت المنتديات وطلبة العلم يلفتون الأنظار إلى البقية الباقية من علمائنا الذين اضطرهم العجز الجسمي إلى ملازمة البيت ولم يعرفوا إعلاما ولا قنوات فضائية
لكن أقول للحق والحق يقال وجوابا للأخ الفاضل أبي إسحاق
إنه أطلعني في زيارتي له على كراسة كتب فيها أسماء الذين يقرؤون عليه العشر فزادت اسماؤهم على 13 طالبا فأرجو من الله أن يكونوا قد ختموا العشر عليه حتى يبقى سنده مسلسلا
وأرجو من كل من يطلع على كلامي هذا وهو من طلاب الشيخ أن يراسلني على الخاص مشكورا
جزاك الله شيخنا الفاضل على ما تكرمتم به، و لا أدري هل الشيخ حامد البخاري ممن قرأ على الشيخ يحيى الجماجموني - رحمه الله - لأنه ذكره لي من فترة أنه يريد القراءة عليه.
وأما مسألة لفت الأنظار إلى البقية الباقية من أمثال هؤلاء العلماء أو المسندين المعمرين، فهو شيء حسن وطيب، وقد حصل لي مثل هذا، تدخل منطقة أو مدينة وفيها بعض المعمرين أو بعض أهل العلم، ولا يكاد يعرف عند الناس، إلا عند خواص الخواص، وذلك بسبب أنه ملازم لبيته.
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[22 Nov 2009, 02:14 م]ـ
رحمه الله تعالى
اللهم لا ترحمنا أجره، ولا تفتنا بعده
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[09 Jan 2010, 10:41 م]ـ
وأرجو من كل من يطلع على كلامي هذا وهو من طلاب الشيخ أن يراسلني على الخاص مشكورا
شيخي الكريم:
لقد زارني الليلة في بيتي أحد الشباب المجازين بالقراءات العشر، اتصل عليَّ قبلها ليزورني بالبيت، فرحبّتُ به، فلما زارني سألته عن مشايخه في القراءات، فأخبرني أنه قرأ العشر على الشيخ زكريا - ولم أستفصل هل هي العشر الصغرى أم الكبرى -، وأخبرني ببعض من قرأ على الشيخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[14 Jan 2010, 01:37 ص]ـ
رحمه الله تعالى
اللهم لا ترحمنا أجره، ولا تفتنا بعده
رحم الله الشيخ رحمة واسعة وأسكنه فسيح الجنان
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[15 Jan 2010, 02:48 م]ـ
شيخي الكريم:
لقد زارني الليلة في بيتي أحد الشباب المجازين بالقراءات العشر، اتصل عليَّ قبلها ليزورني بالبيت، فرحبّتُ به، فلما زارني سألته عن مشايخه في القراءات، فأخبرني أنه قرأ العشر على الشيخ زكريا - ولم أستفصل هل هي العشر الصغرى أم الكبرى -، وأخبرني ببعض من قرأ على الشيخ.
جزاكم الله خيرا
ونحن في الانتظار(/)
ماذا قال العلماء عن رسم هذه الكلمة: (لِشَاْىءٍ) .. ؟
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[23 Nov 2009, 12:20 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبر كاته
ماذا قال العلماء عن رسم هذه الكلمة: لِشَاْىءٍ
سورة الكهف 23
بحثت ولم أجد أي توضيح ..
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[23 Nov 2009, 03:25 م]ـ
قال الداني في المقنع: ((وقال محمد بن عيسى: رأيت في المصاحف كلها (شيء) بغير ألف ماخلا الذي في الكهف يعني قوله تعاله (ولاتقولن لشايء)، قال وفي مصاحف عبد الله رايت كلها بالالف (شايء)، قال أبو عمرو: ولم أجد شيئا من ذلك في مصاحف أهل العراق وغيرها بالف.)) وينظر كذلك مختصر التبيين 3/ 805
ونقل الإمام السخاوي في كتاب الوسيلة نص الإمام الداني وغيره من العلماء، ثم علق الامام السخاوي على هذه الزيادة بقوله: ((واعلم أن هذه الزيادةقد وقعت في مصاحف الصحابة بغير شك، ورأيت في المصحف الشامي مواضع بألف، ومواضع بغير ألف ...
قال أبو عمرو - رحمه الله - في غير المقنع، انما زيدت الألف في قوله تعالى (ولاتقولن لشايء) في بعض المصاحف وفي مصحف عبد الله - رحمه الله - في كل القرىن لمعنيين
أحدهما: انها زيدت للفرق بينها وبين كلمة (شتى)، قال: والثاني أن تكون زيدت تقوية للهمزة التي هي لام، لخفائها وتطرفها)) الوسيلة 316 - 317
وهذه الظاهرة لم تقتصر على موضع الكهف، فأنا أعمل على دراسة ظواهر الرسم في مصحف المشهد الحسيني فوجدت هذه الظاهرة في مواضع كثيرة منه، كما وجدتها في عدد من المصاحف المخطوطة القديمة كمصحف طشقند ومصحف جامع عمرو بن العاص ومصحف طوب قابي سرايي وغيرها.
هذا توضيح سريع للاخ أبي سلمى عسى أن اكون قد وفقت
ـ[محب القراءات]ــــــــ[23 Nov 2009, 03:34 م]ـ
فتح الله عليك يا دكتور إياد , وقد كنت أعددت الإجابة وقبل أن أنزلها في الموقع ثم حدثت الموقع فوجدتك قد سبقتني , جعلك الله سباقا للخير , ونفع بك.
وأضيف على ما تفضلتم به ما ذكره الإمام الشاطبي في: عقيلة أتراب القصائد , قال رحمه الله:
في الكهف شين لشيء بعده ألف ................ وقول في كل شيء ليس معتبرا
وذكر هذه الكلمة أيضا في موضعها في سورة الكهف , الإمام إسماعيل بن ظافر العقيلي (ت 623هـ) في كتابه: مرسوم خط المصحف , الذي حققته في مرحلة الماجستير , قال رحمه الله: (تقولن لشايء) بزيادة ألف بين الشين والياء , ولا ثاني له , وقيل: كل ما في القرآن من لفظ شيء فهو كذلك , وليس بشيء.
انظر: مرسوم خط المصحف ص 143
ـ[محب القراءات]ــــــــ[23 Nov 2009, 03:38 م]ـ
وهذه الظاهرة لم تقتصر على موضع الكهف، فأنا أعمل على دراسة ظواهر الرسم في مصحف المشهد الحسيني فوجدت هذه الظاهرة في مواضع كثيرة منه، كما وجدتها في عدد من المصاحف المخطوطة القديمة كمصحف طشقند ومصحف جامع عمرو بن العاص ومصحف طوب قابي سرايي وغيرها.
أسأل الله أن يفتح عليك في هذه الدراسة , وفي انتظار نتائجها , بارك الله فيكم ونفع بعلمكم.
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[23 Nov 2009, 06:00 م]ـ
وفيك بارك أخي العزيز الدكتور محمد نسأل الله لنا ولكم التيسير في اتمام الدكتوراه وان نخرج عملنا على الوجه الذي يرضي الله
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[24 Nov 2009, 03:33 ص]ـ
الأخوة الكرام حفظهم الله،
1. كلمة شيء وردت في القرآن الكريم 202 مرة. (شيء، بشيء، وشيء، لَشيء، لِشيء، لِشايء).
2. لِشيء فقط في قوله تعالى من سورة النحل:"إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون" 40 النحل، وفي سورة الكهف: " ولا تقولن لشايء ... ". فقط كلمة واحدة من أصل 202 كلمة اختلف رسمها على الرغم من وجود مثيلها.
3. لم أقع على تفسير مقنع لمثل هذا الاختلاف في الرسم. ولكنني أرى أن هذا من أدلة القائلين بتوقيف الرسم العثماني للمصحف.
4. زيادة حرف الألف في الرسم يجعل عدد حروف قصة الكهف 1401 حرفاً. ولذلك لطائف عددية منها على سبيل المثال:
جُمّل عبارة (سورة الكهف) هو 407 واللطيف هنا أن العلاقة بين عدد حروف قصة الكهف وجُمّل:" ثلث مائة سنين وازدادوا تسعا"، أي 1808 هو 407 أي 1401 +407= 1808(/)
أصول جميع الروايات القرآنية
ـ[أم جويرية]ــــــــ[23 Nov 2009, 11:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ,, ..
أصول جميع الروايات القرآنية
فى المرفقات
ـ[الرائدالمحب]ــــــــ[02 Jan 2010, 10:01 ص]ـ
الله يجزيك الف خير
ـ[أم جويرية]ــــــــ[29 Apr 2010, 02:02 ص]ـ
وجزاكم
ـ[ايت عمران]ــــــــ[29 Apr 2010, 03:18 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا.
ظهر لي أن أصول رواية خلف غير موجودة في المرفق
فهل هذا صحيح؟
ـ[مدثر خيري]ــــــــ[01 May 2010, 11:55 م]ـ
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايت عمران http://www.tafsir.net/vb/styletafsir/buttons/viewpost.gif (http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=101270#post101270)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا.
ظهر لي أن أصول رواية خلف غير موجودة في المرفق
فهل هذا صحيح؟
السلام عليكم أخي محمد أصول رواية خلف موجودة ضمن المرفقات
تقبل تحياتي
ـ[مدثر خيري]ــــــــ[02 May 2010, 12:02 ص]ـ
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم جويرية http://www.tafsir.net/vb/styletafsir/buttons/viewpost.gif (http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=91564#post91564)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ,, ..
أصول جميع الروايات القرآنية
فى المرفقات
السلام عليكم ورحمة الله: أظن أن أصول رواية حفص عن عاصم، وهشام عن ابن عامر غير موجودة ضمن المرفقات تقبلي مروري، مع خالص الشكر(/)
سائل من أرض الكنانة آتٍ إلى المملكة ويسأل يريد جواباً فهل يجده هنا؟!
ـ[النجم الثاقب]ــــــــ[01 Dec 2009, 01:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سائل من أرض الكنانة سيأتي إلى المملكة ويقول ..
(إذا أتى شخص بورقةِ إجازةٍ للمملكة لتساعده مثلاً في الالتحاق بدراساتٍ عليا أو تؤهله لوظيفةٍ ما ..
فما التوقيعات الازمة حتى تعتمد في الجهات الرسمية ..
مثلاً بما أنني قرأت على شيخي في أرض الكنانة فهل يلزمني أن أحصل على ختم مشيخة الأزهر الشريف لاعتماد إجازتي .. ؟؟!)
وشكر الله لكم الإفادة مقدماً ..
ـ[النجم الثاقب]ــــــــ[05 Dec 2009, 06:33 م]ـ
عذراً
الإجازة في القراءات العشر
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Dec 2009, 11:41 ص]ـ
زادك الله علماً وتوفيقا يا أخي الكريم، ومرحباً بك بين أهلك وإخوانك.
كلما استوثقت من وثائقك كان أدعى لقبولها، حتى لا يظن بمن يحملها التزوير، ويبقى التوثيق الحقيقي هو الجدارة العلمية والصدق، فهو الذي يدوم، وأما الوثائق الورقية فهي مجرد شهادات قد تصدق وقد لا تصدق، وكم لدي من الشهادات الورقية التي أنكر من نفسي ما تشهد به لي!
فاحرص على توثيق إجازتك من الجهة الرسمية التي تملك حق منحها وتوثيقها، ولكم أنتم في مصر نظام مختلف عنا في السعودية. وفي السعودية تعتمد الشهادات والإجازات غالباً من جمعيات تحفيظ القرآن، وبعض المقرئين يمنح الإجازات والأسانيد من عنده ويكتفي بتوثيقها بخاتمه، وبعضهم يطلب توثيقها من الجمعية.
ـ[النجم الثاقب]ــــــــ[09 Dec 2009, 07:54 ص]ـ
زادك الله علماً وتوفيقا يا أخي الكريم، ومرحباً بك بين أهلك وإخوانك.
كلما استوثقت من وثائقك كان أدعى لقبولها، حتى لا يظن بمن يحملها التزوير، ويبقى التوثيق الحقيقي هو الجدارة العلمية والصدق، فهو الذي يدوم، وأما الوثائق الورقية فهي مجرد شهادات قد تصدق وقد لا تصدق، وكم لدي من الشهادات الورقية التي أنكر من نفسي ما تشهد به لي!
فاحرص على توثيق إجازتك من الجهة الرسمية التي تملك حق منحها وتوثيقها، ولكم أنتم في مصر نظام مختلف عنا في السعودية. وفي السعودية تعتمد الشهادات والإجازات غالباً من جمعيات تحفيظ القرآن، وبعض المقرئين يمنح الإجازات والأسانيد من عنده ويكتفي بتوثيقها بخاتمه، وبعضهم يطلب توثيقها من الجمعية.
شيخنا الشيخ عبدالرحمن
أسأل الله أن لايحرمك الأجر
إجابة تخللها موعظة
كم نحن بحاجة إلى أصحاب القلوب الحية
أسعدك الله في الدارين(/)
أين أجد كتاب (إمتاع الفضلاء) في الرياض؟
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[01 Dec 2009, 06:16 م]ـ
بحثتُ كثيراً عن هذا الكتاب (إمتاع الفضلاء بتراجم القراء) لمؤلفه: إلياس البرماوي في مكتبات الرياض فلم أجده، فهل أحدٌ يعلم مظانه في الرياض؟
جُزيتم الخير.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[02 Dec 2009, 01:30 م]ـ
إذا لم تجد من يدلك عليه في الرياض , أو لم يكن موجودا في مكتباتها , فيمكنك مراسلتي على الخاص , فأشتريه لك من المدينة , وأرسله لك عن طريق شركة من شركات تحميل البضائع.(/)
أكاديمية التجويد والقراءات للتعليم عن بعد تبع ملتقى أهل التفسير
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[07 Dec 2009, 06:31 م]ـ
الشيخ المفضال / أمين الشنقيطي قال في مشاركة بعنوان
(بعض هموم المقرئين والقراء في التلاوة واللغة في الإجازة)
على الرابط:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=8591&page=4
إخواني:
إنني باسم عضويتي في ملتقى التفسير والقراءات، وفي جمعية القرآن وعلومه ... الخ ...
أرغب لكم جميعا بطلب شرعي وإلى الإخوة المقرئين بشكل خاص، وابن جزري زماننا في أسانيد القراءات (الدكتور الغوثاني)،
ألا وهو سرعة القيام بإنشاء (مركز عالمي لإعطاء الإجازات والدورات العلمية في تخصص القراءات) ويكون مقره الدائم مدينة (جدة) لقربه من الحرمين وإمكانية الوصول إليه في المواسم الصيفية، وأن يكون على أساس منهج علمي يتولى عدد من علماء هذا الملتقى وضع مناهجه وترتيبها، وتدريسها في موسم الإجازة ... وإقرار تكلفته الدراسية ...
فكان مني رد في المشاركة 97 أحببت أن أفرده هنا ليظهر الموضوع وليناقش إن أحببتم.
المشاركة بعنوان: العمل السريع المنضبط
أساتذتنا الكرام
عندما نرجو الأعمال من المؤسسات الحكومية أو الرابطات الخيرية فهذا الأمر يأخذ سنوات، وإقتناع الإدارات ... وما إلى ذلك.
لكن أدلكم على السبيل العملي والشيء الذي لا يكلف إلا القليل وفي مقدور المعظم.
وهو
أكاديمية تعليم التجويد والقراءات عبر الانترنت على البعد، وخطواتها كالآتي:
1 - اختيار كوكبة من الأفضال المتخصصين والمجازين.
(الدكتور الغوثاني، الدكتور الجكني، فضيلة الشيخ العملاق عبد الحكيم عبد الرازق، وكوكبة ترشح نفسها وتختار ولست أنا الذي أرشح أو اختار).
2 - يختار من تلك الكوكبة مجلس إدارة، وسلم إداري. والحمد لله أطن هنا بالملتقى يوجد من كل قطر أستاذ مجاز، ولا بد من وجود أخوات تكون معلمات للأخوات (قسم للأخوات).
3 - إعداد شروح مصورة في التجويد، وشرح الشاطبية، والدرة، والطيبة، وطريقة الجمع، بالحرف، والوقف، وبطريقة الماهر ... (كل تلك الدروس تصور كمنهج علمي دراسي يكون لتلك الأكادمية. يوزع على الطلبة المشتركين في تلك الأكاديمية).
4 - إنشاء موقع مستقل بذلك، له غرف صوتية للرجال، وأخرى للنساء
5 - الإعلان في المواقع المشهورة مثل أهل الحديث، وأهل التفسير، والبحوث القرآنية عن تلك الأكاديمية.
6 - تحديد قيمة مادية لاشتراك الطالب، تحدد على حسب تصنيفه هل سيأخذ العشر الصغرى، أو الكبرى، أو التجويد أو ... ، كل على حسب تصنيفه. من هذه الاشتراكات يدفع قيمة الموقع المنشأ، وتأجير الغرف الصوتية المستقلة البعيدة عن الإعلانات المخلة، وكذا قيمة حبس الوقت للأفاضل الأساتذة، بحيث تكون هناك مرتبات لهم من الأكاديمية (وأنبه أن الأعمال الخيرية غالبًا ما تتوقف لأسباب كثيرة، لكن بطريقة دفع المرتبات الأستاذ يلتزم، والطالب أساسًا دفع المبلغ مقدمًا أو على دفعات).
7 - تكوين مجموعات لكل قسم. ليكن مثلاً 200 في قسم التجويد، 100 قراءات.
8 - تقسم مجموعات كل قسم إلى مجيمعات صغيرة على قدر الغرف الصوتية المزودة بكاميرات فيديو ليكون عرض الطالب أمام شيخه كأنه قريب منه، لتظهر طريقة نطق ومخارج للحروف، وكذا لاستيفاء أنه يُسمع من حفظه وليس من المصحف، وطبعًا الأخوات لا تظهر أما الأخوات إلا بزيها الشرعي.
9 - تسميع كل طالب أمام شيخه يسجل من قبل الإدارة ليكون عندها (240 ربع قرآني لكل طالب) وكذا أماكن الأخطاء التي وقعت منه، ويا حبذا لو ذكر بها قبل امتحان الإجازة النهائي وأعيد اختباره فيها.
10 - إعداد إمتحان نظري عن طريق كاميرات الفيديو، وآخر شفوي في المادة التي سيجاز بها الطالب، مع زيارة واحدة لأستاذ من المتخصصين من قطر الطالب (جزائر، مصر، وهكذا وممكن يكون الامتحان النظري عنده في منزله أو مسجده).
11 - إجتماع عدد من الأساتذة المشايخ مع الطالب عبر الغرف الصوتية، ويستمعون لقراءته، ثم إصدار الإجازة له باسم الشيخ الأساسي ثم بشهادة من حضر من الأساتذة الكرام، ثم باسم الأكاديمية.
12 - تذكير الأكاديمة والأفاضل الأساتذة بأنه ينبغي أن ينتهجوا العملقة بحيث يكون الذي خرج من تحت أيديهم يكون هو هو، مثلما ذكر أحد الأفاضل عن الشيخ عبد الحميد رواش.
ملاحظات:
أ. إذا كانت الموافقة على أساس الموضوع فهذه البنود يفكر فيها للوصول للأمثل.
ب. لمدة أسبوعين فقط أنا ممكن أقوم لكم بقرض إنشاء الموقع وأن أعهد إلى أحد الإخوة الكرام بتصميمه ودفع الاستضافة لمدة سنة على شبكة الانترنت مع إدارة الموقع تقنيًا، وتأجير عدد 10 من الغرف الصوتية. (لمدة أسبوعين فقط، بعدها إذا لم أجد استجابة فلن يكون هذا العرض ساريًا). [[وأعرض ذلك لأن أعرف أن أي شيء مادي دائمًا يتخوف منه ويحاول أن يدرس بطريقة قد تعطل، وأريد إن كنا اتفقنا على أهمية الموقع أن أيسره]] لا لشيء آخر
ما رأيكم؟ نريد تطبيقًا، ودعكم من الرسميات والروتين، وما يحدث من هذه المؤسسات يكون خير لكن لا نعطل أنفسنا، بل العمل، ونحن والحمد نثق بالفضلاء هنا الدكتور الغوثاني والدكتور الشهري والدكتور الجكني والعملاق الشيخ عبد الحكيم ففيهم الخير والأمان.
هل من مرشح نفسه؟ وما رأي الأفاضل كل شيء تقني سأيسره لكم، أما المادة العلمية وتحديد قيمة اشتراك الطالب فهو لمجلس الإدارة.
ما رأيكم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Dec 2009, 09:09 م]ـ
أولاً أعتذر إليك حيث لم أتنبه لكونه مقترحاً لمشروع إلا بعد الدخول الآن وفقك الله.
ثانياً: أشكرك غاية الشكر على هذا العرض وأسأل الله أن يتقبل منك وأن يبارك لك في علمك ووقتك ومالك.
ثالثاً: هذا المشروع تحت التنفيذ الآن من الناحية الإدارية، ونحن نعمل الآن على تطوير البوابة الإلكترونية ومن ضمن مشروعاتها هذا المشروع ولله الحمد، وساوافيك بالتفاصيل على بريدك الخاص بإذن الله.
ولن نستغني عن فضيلتكم في هذا المشروع أو غيره في جوانبه المختلفة. وسأراسلك بالمطلوب التعاون فيه جزاكم الله خيراً وتقبل منكم.
وتقبل أطيب تحياتي وتقديري.
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[12 Dec 2009, 03:11 ص]ـ
الحمد لله أن هذا المشروع تحت التنفيذ، وأعانكم الله ونفع بكم.(/)
إصدار جديد ومفيد في علم الرسم
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[09 Dec 2009, 07:40 ص]ـ
صدر حديثا عن دارعالم الكتب الطبعة الأولى 1431هـ من كتاب:
الرسم الإملائي
الواقع وآفاق التطوير
للأستاذ صالح إبراهيم الحسن
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/7244b1f27878aafb.jpg
وهي من أحسن وأوسع الدراسات المعاصرة في موضوع الرسم الإملائي.
وقد كان الدافع في تأليفه أولا ما استشعره المؤلف (1) من وقوع الدارسين للرسم الإملائي بين انطباعين متضادين:
أحدهما انطباع الإعجاب من هذه الهندسة العقلية في ضبط الكتابة، إذ يتطابق المكتوب والمنطوق في الهجاء العربي بصورة كبيرة تميزه عن باقي اللغات. لكن ما يكدر هذا الانطباع هو ما يلاحظه الدارسون من تكرر الاستثناءت التي تأتي فيها الكلمة مخالفة للقاعدة التي يعرفونها.
يقول المؤلف:
" وقد بقي هذان الانطباعان متلازمان لدي، وأصبحا الشغل الشاغل لي، فعزمت على تبين هذا التعارض بين هاتين الحقيقتين المترسختين في جوانب هذ العلم. وكان لا بد لتحقيق ذلك من تحديد ملامح الانتظام في هذه الهندسة الكتابية، ومن ثم دراسة ما يشوبها من قذى الاستثناءات التي تؤدي إلى خلل في ذلك الاتساق.
على أن هذا لا يحقق ما أهدف إليه من الإسهام في البحث عن جوانب التيسير في هذا العلم؛ لهذا رأيت مراجعة جهود الباحثين لتطوير الرسم الإملائي، سواء ما كان منها ناجزا وآتى أكله، أو ما اقتصر على التفكير والمحاولة وتقديم المقترحات.
وعلى هذا التوجه جاءت هذه الدراسة في خمسة فصول:
عنيت في الفصل الأول بدراسة تلك العلاقة بين صورتي الكلمة المنطوقة والمكتوبة، والتاثير المتبادل بينهما.
وحاولت في الفصل الثاني أن أرسم أبرز ملامح مسيرة الرسم الإملائي عبر القرون، بدءا من تدوين القرآن الكريم في المصحف العثماني، وانتهاء بالعصر الحاضر.
وخصت الدراسة الفصل الثالث بسبر واقع الرسم الإملائي من حيث مزاياه الفريدة بين الكتابات الأخرى والإشكالات التي فسدت عناصر انتظامه.
وكان للمستجدات التي طرأت على الكتابة العربية أثرها البالغ في تطويرها؛ فجاء الفصل الرابع مبينا دعوات التيسير في الرسم الإملائي وتجارب الباحثين في ذلك. وكذلك العلاقة بين رسم المصحف والرسم الإملائي في وسائط الكتابة الحديثة، وتأثر الكتابة العربية بما ساد في الأنظمة الكتابية الأخرى من وجود علامات الترقيم.
وفي الفصل الخامس عرضت ملامح التيسير من خلال جهود الباحثين في تسديد ثغرات الرسم المتمثلة في الاستثناءات وعدم طرد القواعد".
والكتاب كثير الفوائد، حسن الترتيب، اعتمد على مراجع كثيرة قديمة وحديثه، مع سلاسة في العرض والبيان، فالقارئ لا يمل من الاسترسال مع صفحاته الـ475.
وقد رغبت بعرضه في ملتقى القراءات والرسم لما له من صلة وثيقة برسم المصحف، كون فترة كتابة المصحف العثماني هي إحدى مراحل تطور الرسم الإملائي، ولا يخفى أن معرفة تاريخ أي علم من العلوم هو من أهم ما يعين على فهم هذا العلم.
ــــــــــــــــــــــــــ
(1) المؤلف من معلمي اللغة العربية المهتمين بصحة الكتابة رسما ونظما، ومن المعتنين بمباحث الرسم بحثا وتأيفا، وقد صدر له عن دار الفيصل الثقافية عام 1424هـ كتاب: (الكتابة العربية من النقوش إلى الكتاب المخطوط)، وعن المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج كتاب: (دليل توحيد ضوابط الرسم الإملائي) بالاشتراك.(/)
قريبا كتاب المنتهى للإمام الخزاعي وكتاب الموضِّح للإمام الداني
ـ[ايت عمران]ــــــــ[10 Dec 2009, 03:38 م]ـ
بشرى سارة
أبشر طلبة العلم وعلماء القراءات بأن كتاب "المنتهى" في القراءات الخمس عشرة للإمام أبي الفضل محمد بن جعفر بن عبد الكريم الخُزاعي الجُرجَانيّ البُدَيليّ المتوفى سنة 408هـ قيد الطبع بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة النبوية، وسيصدر قريبا. وهو بتحقيق الدكتور/ محمد شفاعت رباني الباحث العلمي بمركز الدراسات القرآنية بالشؤون العلمية بمجمع الملك فهد
واعتمد في تحقيقه على نسختين خطيتين، تحت إشراف فضيلة الأستاذ الدكتور/ محمود سيبويه البدوي - رحمه الله- رئيس قسم القراءات بكلية القرآن الكريم بالجامعة الاسلامية بالمدينة النبوية.
والكتاب يحتوي على القراءات العشر المتواترة وعلى خمس قراءاتٍ شاذّة أخرى وهي:
1. قراءة أبي بحرية الحِمصيّ.
2. قراءة سلاّم بن سليمان الطويل.
3. قراءة أيُّوب بن المتوكّل.
4. قراءة أبي حاتم السِّجستاني.
5. قراءة أبي عُبَيد القاسم بن سلام، كما ذكر المحقق في مقدمة الدراسة.
وقيد الطبع أيضا بمجمع الملك فهد كتاب "المُوضِّح لمذاهب القرّاء واختلافهم في الفتح والإمالة وبين اللفظين" للإمام الحافظ المقرئ أبي عمرو عثمان بن سعيد الدّاني المتوفى سنة 444هـ وسيصدر قريبا بتحقيق الدكتور نفسه.
وقد اعتمد في تحقيقه على خمس نسخ خطية و تحت إشراف فضيلة الأستاذ الدكتور/ محمود سيبويه البدوي أيضا.
وهذا الكتاب من أوسع وأكبر ما وصل إلى المكتبة القرآنية من الكتب المؤلفة في باب الفتح والإمالة وذكر عللهما ووجوههما، كما يقول المحقق في خاتمة كتابه.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[13 Dec 2009, 10:07 م]ـ
جزاك الله خيرا ...
النشر وتقريبه وشرح ابن الناظم ولطائف الإشارات ................................ الخ سمعنا منذ سنوات أنها قيد الطبع، ويبدو أن العيب في أفهام بعض الناس ـ وأنا أولهم ـ حيث لم نتوصل بعد لمعنى هذا المصطلح "قيد الطبع".
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[13 Dec 2009, 10:47 م]ـ
جزاك الله خيرا ...
النشر وتقريبه وشرح ابن الناظم ولطائف الإشارات ................................ الخ سمعنا منذ سنوات أنها قيد الطبع، ويبدو أن العيب في أفهام بعض الناس ـ وأنا أولهم ـ حيث لم نتوصل بعد لمعنى هذا المصطلح "قيد الطبع".
لا فض فوك أخى الكريم.(/)
دعوة لكل أخت تريد تعلم القراءات القرآنية
ـ[أم تيمية]ــــــــ[15 Dec 2009, 04:52 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواتي في الله
كثير من نساء المسلمين تتمنى أن تكون من حفظة كتاب الله تعالى
وكثير من نساء المسلمين تتمنى أن تتعلم القراءات وأن
تتنعم بقراءة كتاب ربنا بأكثر من قراءة
لكن منعتها ظروف البيت والعمل والدراسة وعدم إيجاد
أخت مثلها تعلمها .. فلم تستطع تحقيق ما تمنت
لكن بفضل من الله وكرمه
يمكنكم الآن أخواتي أن تحققن ما تمنيتن وأن تحفظن كتاب الله وأن تتعلمن القراءات مع أخوات
وذلك عن طريق حلقات ملتقى طالبات شبكة القراءات القرآنية
وهو ملتقى مجاني للتعليم الصوتي المباشر للقرآن والقراءات القرآنية
http://www.mt-qiraatt.com/vb/montada_banrs/ealn .gif
فهيّا ... أختي
احفظي القرآن وتعلمي القراءات وأنت بين أهلك وأبنائك ولم تخرجي من بيتك
لدخول الملتقى ... من هنا ( http://mt-qiraatt.com/vb/)
ـ[أم إبراهيم]ــــــــ[01 Jan 2010, 11:21 م]ـ
بارك الله فيك اخيه وشكر سعيك
فعلا رزق من عند الله عزوجل(/)
إبداعان جديدان لعضو الملتقى (عمر حمدان)
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[15 Dec 2009, 02:03 م]ـ
صدر حديثا عن المكتب الإسلامي في عمّان ومؤسسة الريان في بيروت كتابان من إعداد الأستاذ الدكتور عمر يوسف حمدان - عضو الملتقى - هما:
* أضواء جديدة على الرسم العثماني: مظاهر وأنماط.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64b2a415950cab.jpg
عقد فيه مقارنات بين مرسوم مواضع في المصحف وجعل المقارنة بين سبع نسخ من المصحف يرجع بعضها إلى القرن الأول، وبعضها إلى القرن الثاني، وبين مصحف المدينة النبوية والمقارنة في أبواب منها: أحرف المد إثباتا وحذفا، والضمائر المتصلة، وتاء المضارعة، وألف الوصل، و ....
وفي هذه المقارنات فوائد عظيمة لمتابعي علم الرسم والرغبين في الوقوف على دقائقه واختلاف المصاحف في رسم ألفاظه.
* الأهوازي وجهوده في علوم القراءات ومعه قطعة من كتاب الإقناع وقطعة من كتاب التفرد والاتفاق للأهوازي.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64b2a4159a433b.jpg
سبق للمؤلف نشر تعريف بالأهوازي في دراسته لمفردة الحسن البصري ومفردة ابن محيصن، وأشار في هذا الكتاب إلى وجود تنقيح وزيادة فيه عما سبق.
وكتاب الإقناع للأهوازي يحوي إحدى عشرة قراءة (لم يبين من هم في هذه القطعة من الكتاب) وعشرة اختيارت هي اختيار اليزيدي، وأيوب بن المتوكل، ويعقوب الحضرمي، وأبي عبيد بن سلام، وخلف البزار، ومحمد بن سعدان، ومحمد بن عيسى الأصبهاني، وأبي حاتم السجستاني، وابن جرير الطبري، وابن جبير الأنطاكي، وتضم القطعة المحققة منه جزءا من باب الأسانيد، وباب الاستعاذة، وباب التسمية، وجزءا من باب الإدغام.
أما كتاب التفرد والاتفاق بين الحجازيين والشاميين وأهل العراق، فالقطعة المحققة منه هي الجزء الثالث والأخير منه، وفيه باب الثلاثة، أي المواضع التي اتفق ثلاثة من القراء أو الرواة على قراءتها بوجه، وباب الأربعة، وباب الخمسة، وباب الستة، وباب السبعة، وهو أقلها لقلة المواضع التي اتفق فيها سبعة من القراء أو الرواة، وهذه طريقة لطيفة في التصنيف.
وفق الله تعالى الأخ الباحث الجادّ المحقِّق عمر حمدان وجزاه خيراً على هذاا لجهد المميز وبارك فيه وفي علمه وعمله.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[15 Dec 2009, 03:31 م]ـ
صدر حديثا عن المكتب الإسلامي في عمّان ومؤسسة الريان في بيروت كتابان من إعداد الأستاذ الدكتور عمر يوسف حمدان - عضو الملتقى - هما:
* أضواء جديدة على الرسم العثماني مظاهر وأنماط: عقد فيه مقارنات بين مرسوم مواضع في المصحف وجعل المقارنة بين سبع نسخ من المصحف يرجع بعضها إلى القرن الأول، وبعضها إلى القرن الثاني، وبين مصحف المدينة النبوية والمقارنة في أبواب منها: أحرف المد إثباتا وحذفا، والضمائر المتصلة، وتاء المضارعة، وألف الوصل، و ....
وفي هذه المقارنات فوائد عظيمة لمتابعي علم الرسم والرغبين في الوقوف على دقائقه واختلاف المصاحف في رسم ألفاظه. .
جزاكم الله خيرا على الخبر
ولكن كيف أحصل على هذا الكتاب من مصر؟ هل يوجد موزع لدارى النشر المذكورتين فى مصر؟
واذا كان هناك اصدارات أخرى حديثة فى نفس الموضوع فنرجو التعريف بها ولكم جزيل الشكر
ـ[بدر عرابي]ــــــــ[15 Dec 2009, 03:33 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل على هذه المعلومة القيمة.
سؤال: كيف يمكن الحصول على نسخة من كتاب: أضواء جديدة على الرسم العثماني مظاهر وأنماط؟؟
أنا من مصر، من ساكني القاهرة.
وجزاكم الله عنا خيرا
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[16 Dec 2009, 10:36 ص]ـ
جزى الله الشيخ الدكتورأحمد شكري على هذه الافادة الطيبة
انا أعمل اطروحة دكتوراه في دراسة ظواهر الرسم في مصحف المشهد الحسيني في القاهرة تحت اشراف استاذنا العالم الدكتور غانم قدوري الحمد - حفظه الله - وانا بحاجة ماسة لكتاب الاستاذ الدكتور عمر يوسف حمدان (أضواء جديدة على الرسم العثماني مظاهر وانماط) لأنه قريب مما أكتب، فهل من سبيل للحصول عليه علما نحن في العراق يصعب علينا الحصول على الكتب التي تطبع في بغداد فكيف بالتي تطبع خارج العراق؟
وانا مستعد لكافة التكاليف فيوجد لدينا مكاتب لتحويل المبالغ إلى عمَّان، فارجو المساعدة في ذلك وجزاك الله كل خير
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Dec 2009, 11:33 ص]ـ
وفقكم الله لكل خير ونفع بكم. وأسأل الله للدكتور عمر حمدان التوفيق دوماً وأبارك له هذه الإنجازات العلمية.
أخي إياد السامرائي: سأحاول الحصول اليوم على الكتاب، وأبعث بنسختين لك وللدكتور غانم قدوري، فهنا مجموعة أغراض في طريقها إليه بإذن الله قريباً.
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[16 Dec 2009, 11:51 ص]ـ
جزاك الله كل خير شيخي العزيز الدكتور عبد الرحمن الشهري فانت أهل لها وكرمك كبير جدا وفضلك لاينسى وبشرك الله بكل خير على هذه البشرى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[16 Dec 2009, 06:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أهنئ الأستاذ الدكتور عمر حمدان على صدور كتابيه، نفع الله بهما، وأشكر أخي الدكتور عبد الرحمن الشهري على مبادرته الكريمة، وكل عام هو والملتقى وأهله بخير.
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[16 Dec 2009, 07:30 م]ـ
الأخوان الفاضلان العليمي المصري وبدر عرابي
لا علم عندي عن هذه الجزئية ويحتاج الأمر سؤال الأخ مدير المكتب الإسلامي للإفادة وتبيين إن كانوا قد أرسلوا نسخا من الكتابين إلى مصر، وأرجو أن يصلنا جواب منه قريبا، وبالله التوفيق.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[16 Dec 2009, 07:46 م]ـ
الأخوان الفاضلان العليمي المصري وبدر عرابي
لا علم عندي عن هذه الجزئية ويحتاج الأمر سؤال الأخ مدير المكتب الإسلامي للإفادة وتبيين إن كانوا قد أرسلوا نسخا من الكتابين إلى مصر، وأرجو أن يصلنا جواب منه قريبا، وبالله التوفيق.
بالأصالة عن نفسى، وبالنيابة عن أخى الفاضل بدر نشكرك أخانا الكريم الدكتور أحمد على اهتمامك وردك
ونرجو مع فضيلتك أن يصلنا الجواب قريبا
واذا أمكن الجواب عن الشق الثانى من سؤالى فى مداخلتى السابقة أكن لك ممنونا
وجزاكم الله خيرا
ـ[د. عمر حمدان]ــــــــ[17 Dec 2009, 04:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
بارك الله في أخينا الفاضل الأستاذ الدكتور أحمد خالد شكري على خبر الإعلان وما قدّمه فيه من تعريف بالكتابين الجديدين. كذلك أشكر لأصحاب المشاركات والمداخلات على حسن متابعتهم وبالغ اهتمامهم بهذا الموضوع.
أمّا عن كيفيّة الوقوف على الكتابين والحصول عليهما، فبالإمكان الاتّصال بالناشرين (المكتب الإسلاميّ ومؤسّسة الريّان) ومراسلتهما بهذا الصدد حسب ما أَوْرَدَاهُ من تفاصيل على ظهر صفحة العنوان الداخليّة، كما يلي:
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64b2a45fb938ab.jpg
يطيب لي بهذه المناسبة الطيّبة أن أهنّئ المشاركين في هذا الخبر ورُوّاد الملتقى الحبيب وأسرته الأفاضل والأمّة جمعاء بالعام الجديد وذكرى رأس السنة الهجريّة، جعله الله عام خير وبركة وأمن وأمان وسلم وسلام.
دمتم مع أطيب الأوقات وأسعدها، وكلّ عام والجميع بألف خير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Dec 2009, 05:57 م]ـ
نفع الله بجهودكم يا دكتور عمر وكل عام وأنتم بخير.
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[18 Dec 2009, 03:53 م]ـ
جهود موفقة، نفع الله بكم يا د. عمر.
ـ[بدر عرابي]ــــــــ[21 Dec 2009, 01:14 ص]ـ
هنأكم الله د. عمر وكل أعضاء الملتقى الكرام.
ـ[الجكني]ــــــــ[22 Dec 2009, 02:16 م]ـ
أولاً: أبارك للأستاذ الدكتور عمر حفظه الله على هذين الكتابين القيّمين، فأدعو الله تعالى أن يجعلهما في ميزان حسناته.
أستاذي الكريم لي مداخلتان بعد إذن جنابكم:
1 - ما هو الدليل العلمي الذي رجّح عندكم أن هذه القطعة هي من كتاب " الإقناع "؟؟ حيث لم ألاحظ تعرضكم لذلك في الكتاب، مع العلم أن النماذج التي مع الكتاب ليس فيها أي ذكر لذلك أيضاً؟
وأنا لا أشكك في أن القطعة هي من كتاب الإقناع، لكن من باب توثيق المعلومة لا غير.
2 - ذكرتم حفظكم الله في (ص 245) أن لكم بحثاً باللغة الألمانية عن كتب: الطبري والكامل وسوق العروس ":
فهل تتكرمون على العبد الفقير وعلى أهل القراءات بذكر خلاصته أو تحيلون على موقع لترجمته؟؟
ولكم جزيل الشكر والامتنان.
خطاب موجّه لأخي الدكتور إياد السامرائي حفظه الله:
رأيت شبهاً بين ما كتبه الدكتور عمر في كتابه " " أضواء جديدة على الرسم العثماني " وبين ما كنت رأيته من نماذج لبحثكم، فلو رأيتم الانتظار حتى تتطلعوا عليه ربما يكن أكثر فائدة.
والله أعلم.
ـ[د. عمر حمدان]ــــــــ[22 Dec 2009, 06:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
أشكر للأستاذ الجكني على كلماته الطيّبة ومداخلته النيّرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قبل الإجابة على سؤالكم الكريم عن الدليل العلميّ المرجّح عندي كون القطعة المحقّقة من كتاب الإقناع للأهوازيّ أودّ الإشارة هنا إلى أنّ بنية الكتاب (الأهوازيّ وجهوده في علوم القراءات) مطابقة لطبعته التجريبيّة قبل سنتين، وقد هممتُ إضافة بعض الأمور عليه، من ذلك إضافة قطعة ثالثة عليه، أتوقّع أنّها للأهوازيّ، لكنّي لم أتمكّن من الحصول عليها، فتركت الأمر على حاله.
أقول: ما نقلتُه في الدراسة عن الرافعيّ (623) من تفصيل لمحتوى كتاب الإقناع في ترجمة الزنجانيّ في كتابه التدوين في أخبار قزوين 2/ 159 دلالة كافية، بل قاطعة بتقديري، على أنّ القطعة المحقّقة من كتاب الإقناع؛ فأسماء أصحاب الاختيارات العشرة فيه، كما جاء في وصفه، مطابق لهم في القطعة المحقّقة. كذلك ترتيب اختياراتهم وتسلسلها في وصفه موافق لما فيها باستثناء وحيد، كما يلي.
حسب وصفه:
(1) يعقوب بن إسحاق الحضرميّ، (2) أيّوب بن المتوكّل، (3) أبو محمّد يحيى بن المبارك اليزيديّ، (4) أبو عبيد القاسم بن سلام، (5) خلف بن هشام البزّار
(6) أبو جعفر محمّد بن سعدان النحويّ، (7) محمّد بن عيسى الأصبهانيّ، (8) أبو حاتم سهل بن محمّد السجستانيّ، (9) أبو بكر أحمد بن جبير الأنطاكيّ
(10) أبو جعفر محمّد بن جرير الطبريّ.
حسب القطعة المحقّقة:
(1) [أبو محمّد يحيى بن المبارك اليزيديّ]، (2) أيّوب بن المتوكّل، (3) يعقوب الحضرميّ، (4) أبو عبيد القاسم بن سلام، (5) خلف بن هشام البزّار، (6) أبو جعفر محمّد بن سعدان النحويّ، (7) محمّد بن عيسى الأصبهانيّ، (8) أبو حاتم سهل بن محمّد السجستانيّ، (9) أبو بكر أحمد بن جبير الأنطاكيّ، (10) أبو جعفر محمّد بن جرير الطبريّ.
فليس تطابق الأسماء وتوافق ترتيب اختياراتهم من باب الصدفة، بل لأنّهما من أصل واحد، هو كتاب الإقناع.
يُضاف إلى ذلك أنّ المستشرق الألمانيّ گوتهيلف برگشتريسر (1886 - 1933) قد ضبطها في سجّله الأوّليّ على أنّها قطعة منه؛ فمن المستبعد أن يكون فعل ذلك بلا سبب، بل لسبب؛ فمن المحتمل أنّه وقف في حينه إمّا على كتاب الإقناع كلّه أو بعض أجزاء منه، ممّا أوجب صنيعه، لكن ما تبقّى من ذلك، بل أقول: ما تمكّنتُ من العثور عليه هو هذه القطعة، فأنا لم أطّلع إلا على ما توافر بين يديّ من صناديق، وصل عددها إلى اثني عشر صندوقًا، كما ذكرت ذلك في وصف القطعة المحقّقة، وذلك حين كنتُ ببرلين في صيف عام 2006. وقد قرأتُ في الآونة الأخيرة خبرًا بهذا الخصوص، جاء فيه أنّ عدد الصناديق عشرون صندوقًا تقريبًا، تحتوي على حوالي 450 فلمًا؛ فلعلّ الأيّام تكشف لنا المزيد ممّا جهلناه أو فاتنا الوقوف عليه.
أمّا سؤالكم عن مقالي باللغة الألمانيّة عن كتاب الطبريّ (310) في القراءات [ما زال في عداد الكتب المفقودة] وكتاب الكامل في القراءات الخمسين للهذليّ (465) وسوق العروس لأبي معشر الطبريّ (478)، فهو مجرّد تعريف بهذه المؤلَّفات وأهمّيّتها ومكانة أصحابها.
قد يسأل البعض هنا عمّا آل إليه الأمر بصدد نشر كتاب الكامل من تحقيقي، فقد كنتُ قدّمته عملاً تراثيًّا في علوم القرآن الكريم (أربعة مجلّدات دون مجلّد الفهارس) ضمن جائزة الفرقان لسنة 2008 المعلن عنها من قبل مؤسّسة الفرقان للتراث الإسلاميّ بلندن. وها قد مضى عام على ذلك، تخلّلته مراجعات وتحكيمات للأعمال المقدّمة، ونترقّب سماع أخبار طيّبة. بشّرنا الله ببشائر الخير.
إن كان لا بدّ من كلمة بحقّ كتاب (أضواء جديدة على الرسم العثمانيّ: مظاهر وأنماط)، فأقول: إنّه أوسع دراسة لي عن الرسم العثمانيّ حتّى الآن، بيّنتُ فيه الأساس الذي بُني عليه الرسم العثمانيّ في حينه، وهو الكتابة العربيّة المثلى التي تميل ميلاً قويًّا إلى أقصى درجات الاختزال والاختصار الممكنة في وحدات الرسم، وذلك بالتعويل على أصلين جوهريّين فيها، هما:
الحدّ الأدنى الممكن من عدد وحدات الرسم في الكلمة الواحدة
الحدّ الأدنى الممكن من عدد أحرفِ وحدةِ الرسمِ الواحدة.
هذه هي الفكرة الكبرى المطروحة في هذه الدراسة مع التوثيق المقرون بمصادر ومراجع مختلفة، على رأسها مجموعة مصاحف مخطوطة قديمة، ثلاثة منها بالخطّ الحجازيّ، وهي أقدمها تدوينًا. تجدُر الإشارة هنا إلى أنّه تمّ التعرّف موخّرًا في برلين على مصحف آخر بالخطّ الحجازيّ-الكوفيّ (مدمج). سُعدت غاية السعادة بإلقاء بعض النظرات عليه. لعلّني أعمل على إخراجه في المستقبل، إن شاء الله، إذا تكاثفت الهمّة وأبدت بعد الجهات استعدادها لنشره. والله، تعالى، من وراء القصد. دمتم مع أطيب الأوقات وأسعدها بحلول العام الهجريّ الجديد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[الجكني]ــــــــ[23 Dec 2009, 12:28 م]ـ
جزيتم كل خير الأستاذ الدكتور عمر حمدان.
ولهذا قلتُ في مداخلتي السابقة " أنني لا أشكك في نسبة هذه القطعة لكتاب " الإقناع " وعندي نفس الدليل الذي ذكره جنابكم عن الزنجاني، لكن من مصدر آخر وهو كتاب " قرة عين القراء للمرندي رحمه الله، حيث ذكر نفس أصحاب الإختيارات وبنفس الترتيب، ثم قال:
" إحدى وعشرين اختياراً من كتاب الإقناع من تصنيف الأهوازي رحمه الله " اهـ (ورقة:13 - 14).
واسمح لي سعادتكم بسؤال أخير وأعتذر إن كنت أطلت عليكم، ولكن إكرام العالم سؤاله:
أشرتم إلى قصيدة اللالكائي شيخ الأهوازي ونقلتم عنها أربعة أبيات تقريباً، وعندي نفس النسخة الخطية التي أشرتم إليها، وقد انتهى كاتب هذه الحروف من تحقيقها، فهل جنابكم اشتغل عليها أم لا؟
ملاحظة:
قبل فترة وجيزة تأكدت من وجود نسخة أخرى للقصيدة وبانتظار وصولها لي للمقابلة وإتمام التحقيق ومن ثم نشرها بإرادة الله تعالى.
ولكم كل تحية وتقدير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[23 Dec 2009, 05:39 م]ـ
الاستاذ الدكتور سالم الجكني - حفظه الله - اشكرك على هذا الخطاب والتذكير، فانا متلهف لقراءة كتاب الدكتور عمر، وقد وعدنا الشيخ الكريم الدكتور عبد الرحمن الشهري بارسال نسخة منه، وتلهفي للكتاب ليس للمقارنة بينه وبين ما أرسلته لك من نماذج وهي نماذج لمشروع عمل كتاب مشترك بيني وبين أستاذي الدكتور غانم قدوري - حفظه الله - في عرض ظواهر الرسم في المصاحف المخطوطة القديمة والتقديم بدراسة لها ووصفها وقد اكملت تجهيز ثلاثة مصاحف (مصحف طشقند، ومصحف جامع عمرو بن العاص، ومصورة من مصحف أبي الأسود الدؤلي في القاهرة)، ولكن تلهفي لقراءة الكتاب يعود لأني أكتب أطروحة الدكتوراه في موضوع قريب مما تناوله الدكتور عمر في كتابه، والاطلاع على جديد ما يكتب حول هذا الموضود أعتقد انه من الفروض التي تقع على الباحث العلمي ولا سيما هو يتعرض لموضوع حساس في تاريخ القرآن الكريم
ـ[د. عمر حمدان]ــــــــ[25 Dec 2009, 06:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
بوركتُم على هذه المتابعة العلميّة.
أمّا قصيدة اللالكائيّ، فكنتُ قد عرضتُها للنشر قبل مدّة، تزيد على سنة، على إحدى المجلات المتخصّصة في الدراسات القرآنيّة، فأعلموني مشكورين بأنّ أحدًا يقوم على تحقيقها، فتوقّفت عن نشرها منذ حينه.
يسعدني أن تكونوا أنتم المقصودين بذلك ويطيب لي أن أرى هذا العمل محقّقًا منشورًا من قبلكم في القريب. والله تعالى من وراء القصد.
ـ[بدر عرابي]ــــــــ[26 Dec 2009, 03:36 ص]ـ
هل هذان الكتابان سيعرضان في معرض القاهرة - القادم - للكتاب؟؟
إن كان سيعرض فأرجو وضع بيانات دار النشر المشاركة.
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[08 Feb 2010, 07:21 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
هل هذان الكتابان سيعرضان في معرض القاهرة - القادم - للكتاب؟؟
إن كان سيعرض فأرجو وضع بيانات دار النشر المشاركة.
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه
تجدهما في جناح مؤسسة الريان بسراي 7 (الناشرين العرب)، وكذلك تجد كتابيه الآخرين في تحقيق مفردتي الحسن البصري وابن محيصن. وفقك الله.
2 - ذكرتم حفظكم الله في (ص 245) أن لكم بحثاً باللغة الألمانية عن كتب: الطبري والكامل وسوق العروس ":
فهل تتكرمون على العبد الفقير وعلى أهل القراءات بذكر خلاصته أو تحيلون على موقع لترجمته؟؟
أمّا سؤالكم عن مقالي باللغة الألمانيّة عن كتاب الطبريّ (310) في القراءات [ما زال في عداد الكتب المفقودة] وكتاب الكامل في القراءات الخمسين للهذليّ (465) وسوق العروس لأبي معشر الطبريّ (478)، فهو مجرّد تعريف بهذه المؤلَّفات وأهمّيّتها ومكانة أصحابها.
بارك الله فيكم. وجدت المقال ضمن مقالات كتاب ( The Qur'an as text ) ، من صفحة 27 إلى 40. ويمكن تصفحه من هنا ( http://books.google.com.eg/books?id=SsKzcNCoWvcC&printsec=frontcover#v=onepage&q=&f=false) .
سؤال: هل صنف أحد في اختيار الطبري أو رواه غير الأهوازي - رحمهما الله -؟
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[09 Oct 2010, 05:46 ص]ـ
للتذكير:
سؤال: هل صنف أحد في اختيار الطبري أو رواه غير الأهوازي - رحمهما الله -؟(/)
دورة مكثفة في أصول القراءات السبعة
ـ[أضواء البيان]ــــــــ[15 Dec 2009, 04:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ضمن أنشطة اللجنة النسائية في الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه ـ فرع الرياض ـ ستقام بإذن الله تعالى دورة مكثفة في أصول القراءات السبعة من طريق الشاطبية، تقدمها الأستاذة: نمشة الطوالة ـ الأستاذ المساعد بقسم الدراسات الإسلامية ـ بكلية التربية ـ جامعة الأميرة نورة. وسيكون مقرها في مركز دراسة الطالبات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ـ فرع النفل.
علما بأن الدورة خاصة بالعضوات العاملات بالجمعية.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Dec 2009, 06:08 م]ـ
وفقكم الله ونفع بجهودكم.(/)
حرف الراء دراسة صوتية مقارنة ـــ د. عمر الدقاق
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Dec 2009, 04:17 م]ـ
من أشيع المقولات السائدة منذ (أرسطو) أن الإنسان حيوان ناطق، متكلم .. فاللغة سمة الإنسان وحده، وظاهرة بشرية اجتماعية حضارية، وهي مواكبة لوجود الإنسان من الأزل، وعمرها مقترن بعمره. والفكر واللغة متلازمان، لا وجود لأحدهما مستقلاً عن الآخر أو منفصلاً عنه. وحقيقة الأمر أن اللغة هي التفكير جهراً، والتفكير هو التكلم سراً ..
قال ابن جني (1): "حد اللغة أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم". والصوت عنده (2): "عرض يخرج مع النفس مستطيلاً متصلاً، حتى يعرض له في الفم والشفتين مقاطع تثنيه عن امتداده. فسمى المقطع (أي المخرج)، أينما عرض له، حرفاً. وتختف أجراس الحروف بحسب اختلاف مقاطعها ... : ومجمل القول "إن اللغة أصوات تفيد دلالات. وهي مجموعة من الرموز الدالة على أسماء وأفعال، وتؤلف النظام المتكامل للأصوات" (3).
آ ـ الحروف المنطوقة وقانون السهولة والصعوبة:
وقد توصل علم اللغة الحديث، ولا سيما الدراسات اللسانية Linguistiques والصوتية phonetiques إلى أن الأقوام السالفة الموغلة في القدم مرت في تطورها اللغوي خلال نشوئها السحيق بما يشابه المراحل نفسها التي يمر بها الأطفال في مجال نطق الحروف. فالبشر في عهودهم البدائية، لم يعرفوا أول الأمر سوى عدد ضئيل من الأحرف، وهي الأحرف الجوفية أو الصوتية، أي أحرف العلة. وذلك في مرحلة الصيد الغابرة التي شهدها العصر الجليدي. ثم تولدت لدى إنسان ذلك العصر بعد آماد طوال بعض الحروف التي تقع مخارجها الصوتية فيما بين الشفتين، أو ما كان قريباً منهما. وذلك لسهولة النطق بها، وهي الميم والباء والفاء والدال (4) ....
والمعهود في موازاة ذلك أن الأحرف الشفهية هي الأسبق ظهوراً على لسان الطفل الرضيع، وما ذلك إلا لأنها الأسهل نطقاً لديه، إذ لا يحتاج التلفظ بها إلى أية أسنان نابتة.
وبوسعنا القول، وعلى قدر واف من اليقين تبعاً لمعطيات علوم الصوتيات واللسانيات وعلم نفس الطفل والإنتروبولوجيا، إن ما فطر عليه الطفل البشري في أي مكان من الدنيا من مناغاته لأمه بالمقطع "ما" أو "مو" أو "مام" أو "مم" أو "مامي" أو "ماما"، أو ما شابهه، على ذلك الكائن الأنثوي لدى مختلف الأقوام وعلى صعيد معظم اللغات.
وعلى ذلك يكون حرف الميم أسبق الحروف قاطبة في النطق، ويواكبه أو يعقبه حرف الباء (5) ...
ولسهولة مخرج صوت الميم من الفم فإن بعض الحيوان يستطيع النطق به كما هو حال النعاج. وفي ذلك يقول الجاحظ في لفتة ذكية (6): "وأما الغنم فليس تقول إلا (ما) "، ويقول أيضاً: "والميم والباء أول ما يتهيأ في أفواه الأطفال، كقولهم ماما وبابا، لأنهما خارجان من عمل اللسان. وإنما يظهران بالتقاء الشفتين" (7) .. وبوسعنا القول تبعاً لما تقدم (8): "إن حرف الميم أو لفظ مام إنما هو اختراع أبدعه الطفل منذ الأزل، وسوف يدأب على ترديده إلى الأبد" ...
وبعدئذ تمكن الإنسان القديم عبر الحقب، وحين دخوله طور الرعي، من ابتداع سائر حروف الهجاء الأكثر تعقيداً، وفي عدادها حرف الراء ... ليتمكن ذلك الإنسان خلال تطوره المستمر من التعبير عن حاجاته المستحدثة، ومواكبة تجاربه المتنامية ...
وفي ضوء ما تقدم، ونظراً إلى أن الأقوام الغابرة وأن الأطفال جميعاً لم يستطيعوا عبر الأزمان التلفظ بحروف الكلام كاملة إلا تدريجياً وبعد ممارسات مديدة على الصعيد الفيزيولوجي، بوسعنا القول إن النطق بالحروف كان يتأتى في الأفواه تبعاً لمبدأ السهولة والصعوبة، حيث يتم فيها وفق مستويات متعددة يمكن اختزالها بزمرتين أو ثلاث من الحروف أولاها يسيرة على النطق، والأخرى عسيرة وثالثة بين بين ... فألسنة البشر، على اختلاف لغاتها، تكاد تتشارك جميعاً في نطق حروف بعينها، مثل الميم والباء واللام والنون والسين والشين والزاي والكاف ... وغيرها، باعتبارها الأسهل نطقاً، والأجرى على اللسان. على حين ثمة أحرف محددة أصعب على النطق في بعض اللغات، فتلفظها على نحو منحرف أو مغاير، وقد لا يكون لها وجود أصلاً في عداد أبجديتها، مثل: الغين والحاء والخاء والصاد والضاد والجيم والقاف والطاء والظاء ... ، وسواها من الحروف العربية. وفي الوقت نفسه قد يختلف نطق بعض الأحرف ضمن اللغة الواحدة على ألسنة العرب
(يُتْبَعُ)
(/)
مثلاً في هذا العصر كما هو الحال بصدد حرف القاف، حيث يبلغ سبعة أوجه، تتراوح في مجال داخل الفم يمتد من الهمزة إلى الكاف، وهذا معهود في اللهجات المصرية والشامية والعراقية والخليجية والبدوية ... ولعل الضاد أبرز مثال على هذه الظاهرة من حيث اختلاف نطقها، وذلك بسبب صعوبتها بالنسبة إلى كثير من الحروف. وقد أجمع علماء اللغة على ذلك، وفي عدادهم السيوطي، فقال (9): "الضاد أصعب الحروف في النطق". وهي تنطوي على إشكالية منذ القدم وحتى اليوم على هذا الصعيد، كما شغلت وما زالت تشغل حيزاً واسعاً في دائرة اهتمام الدارسين (10). واختلاط الضاد بالظاء أو تداخلهما عند النطق، بل عند الكتابة أيضاً ظاهرة ملحوظة ومزمنة تجري على أفواه كثير من الناس وعلى أقلامهم. وخبر عمر بن الخطاب في هذا الصدد معروف، حين أتاه رجل وقال له (11): "يا أمير المؤمنين، ما تقول في رجل ظحى بضبي؟ "، فجعل الضاد من ضحى ظاء، والظاء من ظبي ضاداً. فعجب عمر ومن حضره من ذلك".
ومن هذا القبيل أيضاً التداخل في النطق بين الزاي والسين، وبين السين والصاد، والقاف والكاف، والدال والذال، والتاء والطاء، والحاء والهاء، والزاي والظاء، والسين والشين، والجيم والياء، والميم والنون، والراء واللام ...
وعلى صعيد الاختلاف بين اللغات المتعددة تغدو هذه الظواهر في مقابل ذلك أشد بروزاً، بحيث يتعذر على غير الناطقين بالعربية مثلاً التلفظ بأكثر حروف الحلق وأحرف أخرى غيرها، كالعين والحاء والغين والخاء، فضلاً عن الجيم والصاد والقاف والضاد .... ومع ذلك قد توجد أحرف مشتركة من هذه الحروف الصعبة ضمن لغتين أو أكثر، فالعربية مثلاً تشارك التركية في حرف القاف، كما تشارك الأسبانية في حرف الخاء، إلخ ....
وفي الوقت نفسه ثمة أحرف في لغات عديدة ليس لها وجود في العربية مثل U, E في الفرنسية، ومثل P,V في الفرنسية والإنكليزية. والعرب أيضاً قلما ينطقون هذه الأحرف كأهلها إلا بعد دربة ومران. وهكذا الشأن في سائر اللغات. وهنا لا بد من الاحتراز والملاحظة بأن قضية الصعوبة في النطق تبقى نسبية وليست مطلقة، وهي أكثر اطراداً في بعض الحروف اللثوية وحروف الحلق ...
ومن الطبيعي في هذا الصدد أن يتساءل المرء عن سبب وجود أحرف في لغة ما، وعدم وجود ما يقابلها في لغات أخرى .. ؟ والإجابة عن ذلك أو بعض ذلك ينطوي عليها ما سبق ذكره مجملاً، وهو أن نطق الحروف لم يتم على ألسنة البشر في سالف ا لأزمان جملة واحدة، والحال نفسه عند الأطفال أيضاً. ومرد ذلك بطبيعة الحال إلى مدى السهولة والصعوبة في نطق بعض الحروف دون بعضها الآخر، وهذا أمر معهود أيضاً داخل حروف أية لغة، حيث يكثر شعراء العربية مثلاً من النظم على روي الميم والراء واللام والنون ... ، على حين ينأون عن روي القوافي الأخرى، كالثاء والظاء والغين والخاء. وقد أحسن قدماء العرب ولا سيما العروضيون تصنيف هذه القوافي حين جعلوها في قسمين: القوافي الذلل، والقوافي النفر، وكأنها الخيل التي يسهل امتطاء بعضها، ويصعب امتطاء بعضها الآخر ...
لقد تبدت ملامح نظرية السهولة والصعوبة في نطق الحروف لدى علماء العربية قديماً ومنهم الخليل وسيبويه والأصمعي والجاحظ وابن جني والسيوطي ... ثم مضى الدارسون المعاصرون على هذا الغرار يؤكدونها ويحللونها. وممن نادوا بهذه النظرية كورتيوس ويتني Curtius Whitney إذ رأى أن المرء بطبيعته يجنح إلى السهولة وإلى الاقتصاد في الجهد، وذلك بصورة لا شعورية (12). وهذا ما حدث لعدد من الحروف العربية عبر عصور مديدة، إذ تطورت من الصعوبة إلى السهولة، وهكذا فإن جملة من الألفاظ كالكلام والكاف والباء والميم والسين حافظت على طبيعتها لأنها لا تحتاج إلى مجهود عضلي خاص كسواها داخل الفم، كالراء والظاء والغين والقاف والحاء ... وغيرها من حيث صعوبة نطقها، على تفاوت فيما بينها في مدى هذه الصعوبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن أمثلة استسهال الناس نطق هذه الحروف، حتى غير الصعبة، ما نسمعه في اللهجات العربية المعاصرة لدى جماعات من أهل حلب وريفها، إذ يسقطون بعض حروف الحلق من كلمات معينة، كقولهم (أربين) بدل أربعين، و (رو) بدل روح، أو حروف أخرى كقولهم (خو) بدل خود أي خذ .. وكان سكان الحي اليهودي يقولون: يوم (الأحا) بدل الأحد. وفي كثير من البلاد العربية كمصر يسقطون الميم وهي علامة الجمع فيقولون (عندكو) بدل عندكم، على حين يسقط سائر العرب ميم الجمع في قولهم (انتو) بدل أنتم.
ومعظم العرب اليوم، ما عدا كثيرين في الأرياف ومنطقة حوض الفرات في سورية والعراق، يسقطون نون الأفعال الخمسة، فيقولون (يلعبو، يصلو) بدلاً من يلعبون ويصلون.
أما ألف الاثنين وصيغة التثنية فلم يعد لهما وجود في كلام الناس. وذلك كله من قبيل الاستسهال والاقتصاد في الجهد.
وفي صدد تمايز اللغات على هذا الصعيد الصوتي، حيث ينطوي بعضها على حروف ليس لها نظير في لغات أخرى، كما تقدم، يبدو من العسير على أي دارس تعليل هذا الاختلاف المتجذر لدى الإنسان منذ الأزل. إنه يمثل إحدى الظواهر البارزة في المجتمعات البشرية التي تتوضع على بساط البحث ليتسنى رصدها وتحليلها. بل إن هذا الاختلاف النسبي في مجال زمرة معينة من الحروف ينم على خصوصية الإنسان الذي خلقه الله في أحسن تقويم، كما ينم على تفرده دون سائر الحيوان، من حيث اتسامه الذاتي بملامح وجهه ونبرات صوته وبصمات أصابعه، وما ذلك في حقيقته إلا التعدد ضمن إطار الوحدة، والتنوع في رحاب الشمول.
ب ـ حرف الراء من الوجهة الصوتية:
وقد فطن اللغويون العرب قديماً إلى هذه الظاهرة الصوتية، في حدود معرفتهم ببعض لغات عصرهم ومغايرتها أحياناً للغة العربية في عدد من الحروف، ولعل أسبقهم الخليل الفراهيدي إذ قال (13): "وليس في شيء من الألسن ظاء غير العربية". ثم لاحظ الأصمعي مثل ذلك أيضاً وقال (14): "ليس للروم ضاد، ولا للفرس ثاء، ولا للسريان ذال". ولو أتيح للخليل أو للأصمعي في ذلك الزمن المبكر المزيد من المعطيات المعرفية لأضاف إلى قوله هذه العبارة مثلاً "وليس لأهل الصين راء ... " وهذه حالة مستغربة في اللغة الصينية التي قد تكون الوحيدة ـ في حدود علمنا ـ على هذا الصعيد دون سائر اللغات.
أما حرف الراء من الوجهة الصوتية، وفي المنظور اللساني، فهو ذو خصوصية أخرى تميزه من سائر الحروف، وعلى صعيد كثير من لغات البشر.، إنه نادر الغياب عن بعضها، سائد الحضور في معظمها. وهو في الوقت نفسه مختلف الأداء على ألسنتها، وقلما يلفظ على نحو واحد وهذا معهود في اللغة الفرنسية وفي الإنكليزية والألمانية وغيرها. فالإنكليز، كما يصفهم العرب، يبتلعون الراء في كلامهم، على حين تبدو الراء على ألسنة الأمريكيين أجلى. وفي ذلك يذكر الدكتور كمال بشر (15): "إن الراء في الإنكليزية يختلف نطقها باختلاف موقعها. أما العرب فلا يميزون بين هذه الراء وتلك. ففي اللغة الإنكليزية النموذجية Standard British English لا تكاد الراء تلفظ إذا وقعت في آخر الكلمة مثل Singer، أو وقعت في وسط الكلمة غير متبوعة بحركة، كما في نحو Garden. وإنما تنطق الراء الإنكليزية إذا تبتعها حركة، سواء كانت في وسط الكلمة وأولها Present, Right, Red..." والراء كما يسميها علماء اللسانيات صوت مستلب أو مستل أو مفرد Flapped Consonant، ويحدث صوت الراء نتيجة طرقة واحدة من طرف اللسان على اللثة، ويصدر الوتران الصوتيان عند نطقها نغمة موسيقية فهذه الراء حرف صامت مجهور لثوي مستل (16) A Voiced alveolar Flapped consonant.
أما الراء في اللغة الفرنسية، وعلى نحو أخص في لهجة باريس الغالبة، فيلفظها الفرنسيون على نحو مغاير بحيث تكون شبيهة بصوت الغين العربية، أو الغين الخفيفة. والراء الألمانية أقرب ما تكون إلى هذه الراء الباريسية. "ويحدث صوتها حين تتذبذب اللهاة على أقصى اللسان، أي بحدوث طرقات سريعة متوالية، فتصدر عندئذ عن الوترين الصوتيين نغمة موسيقية عند تكوين الصوت، وهو صوت صامت مجهور ... ". فكلمة Frère الفرنسية أي الأخ تنطق "فغيغ". وليس لفظها هذا ميسراً بدقة على ألسنة العرب بوجه عام. وفي مقابل ذلك يصعب على الفرنسي بل يكاد يتعذر عليه أن ينطق الراء العربية ـ وهي صوت مكرر ـ كأهلها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي هذا الصدد، من حيث اقتراب صوت الراء في لغات الغرب الأوربي من صوت الغين، يرى الدكتور محمود فهمي حجازي (17): "أن عدداً من اللغات الأوروبية لا تميز الراء عن الغين من الناحية الفونيمية ... ولذا يجد أبناء اللغة الألمانية مثلاً صعوبة في التمييز بين الراء والغين عند تعلمهم اللغة العربية. ويصعب هذا الأمر لو التقى الصوتان في كلمة واحدة مثل (مغرب)، فتسمع هذه الكلمة عند كثير منهم كما لو كانت بغين مشددة" ...
ويتجلى الأمر نفسه، أي تداخل صوتي الراء والغين، في كلام صغار الأطفال من أي قوم. "إذ يغلب لديهم أن تكون الراء لهوية، وهذا سبب قربها من الغين لتقارب مخرجيهما" (18).
والإسبان، خلافاً للإنكليز، يلفظون الراء شديدة النبرة والوضوح. ولا تختلف الراء الأرمنية عن الراء العربية إلا قليلاً، إذ إنها صوت مكرر أي مشدد. وهي مبثوثة في داخل الألفاظ وفي نهاياتها، لكن الألفاظ في الأرمنية التي تبدأ بحرف الراء قليلة بل نادرة لا تتجاوز عشر كلمات، وهذه في معظمها دخيلة على اللغة الأرمينية، كما أنها أخفت نطقاً من سائر الراءات (19).
وإذا كان لهذا التداخل الصوتي بين الراء والغين لدى الأطفال وفي العديد من اللغات من دلالة، فهي أيضاً صعوبة نطق الراء، ومن ثم ترجرج أصوات هذا النطق وتعدد أوجهه. وقد يؤدي ذلك إلى اللثغة في تعدد أشكالها أيضاً، على غرار ما سيتضح بعد صفحات وربما كانت هذه الصعوبة المتحكمة في النقط أشق على الطفل، بحيث تدفعه إلى إسقاط الراء جملة من كلامه عوضاً عن البحث عن حرف بديل. وقد نقل الدكتور إبراهيم أنيس (20) عن أحد الأدباء الفرنسيين أن طفله نطق كلمة Merci (Meci)، أي من دون راء، وذلك وفق قانون الاستسهال المعهود.
...
والراء من الوجهة الصوتية حرف منطوق لدى الأمم، قديمها وحديثها، وله حيز في لغات العالم القديم وكتاباتها، ومنها السومرية والأكادية والهيروغليفية والسنسكريتية والإغريقية وسائر اللهجات الكنعانية واللاتينية .... ونجد هذا الحرف مثلاً في كلمات "أرض" العربية، Erestu' الأكادية، و Erd في العربية الجنوبية، و Eres في العبرية (21) .... وتعد الراء عند علماء العربية قديماً من أكثر الحروف دوراناً على لسان العرب" (22).
وحرف الراء هو الحرف العاشر من حروف الهجاء العربية وفق الترتيب الألفبائي، وموقعه الحرف العشرون على حسب الترتيب الأبجدي. وهو يرمز إلى العدد مئتين 200 فيما يعرف (بحساب الجمّل) (23). ومن المصادفات أن يكون موقع الراء هو العشرين أيضاً في الترتيب الحلقي للخليل الذي بنى عليه معجمه "العين"، وأن يحافظ هذا الحرف أيضاً على موقعه العشريني في تعاقب حروف معجم "البارع" لدى أبي علي القالي، وكذلك في معجم "تهذيب اللغة" لدى معاصره الأزهري ... (24).
وقد حظيت الراء، ومعها أحرف أخرى قليلة وهي الضاد والجيم باهتمام اللغويين والأدباء من العرب الأقدمين، وكانت لهم فيها دراسات مسهبة ودقيقة. وحين ألّف الخليل معجمه الرائد وجعل ترتيب الحروف على حسب مخارجها في الفم بدءاً من أقصى الحلق وانتهاء بالشفتين، غدا بذلك واضع علم الصوتيات Phonlogie. ثم مضى الذين أتوا بعده في تناولهم حروف الهجاء ومحاولتهم تبيين مخارجها، والكشف عن آلية النطق بها. كما عني تلميذه سيبويه ولفيف من اللغويين، وفي طليعتهم ابن جني برصد مخارج الحروف في ألفاظ العربية على أساس صوتي من حيث الجهارة والهمس، فجعلوها في صنفين، فهي إما مجهورة، كالهمزة والضاد والراء ... ، وإما مهموسة كالهاء والحاء (25). وكان الخليل هو الأسبق إلى التفريق بين المجهور والمهموس.
وفي الوقت نفسه رأى سيبويه أن حروف العربية مطبقة أو غير مطبقة، فالمطبقة تضم الضاد والصاد والطاء والظاء .... ، تقابلها حروف غير مطبقة أي منفتحة ومنها الدال والزاي والسين ... وهي تشكل غالبية حروف العربية، وفي عدادها حرف الراء. "والأصوات المطبقة عند سيبويه، أن ينطبق اللسان إلى ما يحاذي الحنك الأعلى، أي ارتفاع طرف اللسان وأقصاه نحو الحنك، وتقعر وسط اللسان" (26)، والإطباق في اللغة العربية كما يرى برغشتراسر (27) نوع من الاستعلاء الذي هو رفع أقصى اللسان نحو ما يليه من الحنك، ويزاد على ذلك تقلّص ما في الحلق وأقصى الفم".
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى صعيد ثان، من حيث شدة الحروف أو رخاوتها وجد سيبويه أن حروف الهجاء العربية تقع ضمن ثلاث مجموعات أو زمر، الأولى حروف شديدة، وهي الهمزة والقاف، والكاف والجيم ... ، والثانية هي الرخوة، وتضم الهاء والحاء والخاء والسين .... إلخ .. ووجد زمرة ثالثة هي بين بين، أي بين الرخاوة والشدة، وفيها الراء والنون واللام. وهذه الصفة تعرف في الدراسات اللغوية الحديثة بأنها حرف مائع Liquide(28).
ومن جهة أخرى أو على صعيد ثالث لاحظ سيبويه في حرف الراء سمة تميزه من سائر الحروف، فهو حرف منفرد لا يشاركه على صفته حرف سواه، وهي التكرير الصوتي، قال (29): "ومنها المكرر. وهي حرف شديد يجري فيه الصوت لتكريره وانحرافه إلى اللام، وهو الراء". وقال في موضع آخر (30): "الراء إذا تكلمت بها أخرجت كأنها مضاعفة، والوقف يزيدها إيضاحاً"، والمقصود بذلك هو تكرار اهتزازات اللسان في أثناء النطق به. "ويصنف حرف الراء أيضاً في الدراسات المعاصرة بأنه وحده من الصوامت المكررة Rolled Consonants(31).
وفي "باب الإدغام" يصنف سيبويه في كتابه أصوات الحروف المجهورة على أساس قوامه الجهر والهمس، ويذكر إن الأصوات المجهورة تبلغ تسعة عشر حرفاً، وفي عدادها حرف الراء. أما الأصوات الأخرى أي المهموسة فعددها عشرة أحرف. ثم يقول مفصلاً (32): "فالمجهور حرف أشبع الاعتماد عليه في موضعه، ومنع النفس أن يجري معه حتى ينقضي الاعتماد عليه، وأما المهموس فحرف أضعف الاعتماد في موضعه حتى جرى النفس معه".
كذلك عين صاحب "الصحاح" هذا الصوت المجهور بقوله (33): "ومخرج الراء من طرف اللسان، بينه وبين ما فوق الثنايا العليا".
ويبدو لنا أن أبا الفتح بن جني كان الأقدر في هذا الصدد، إذ استطاع تعيين آلية نطق الراء على اللسان، وبيان مخرجه في الفم، وفي ذلك قال (34): "الراء هو الصوت المنحرف، لأن اللسان ينحرف فيه مع الصوت، وتتجافى ناحيتا مستدق اللسان عند اعتراضهما فويقهما على الصوت، فيخرج الصوت من تينك الناحيتين ومما فويقهما". وقال في موضع آخر "ومن الحروف المكررة، وهو الراء، وذلك أنك إذا وقفت عليه رأيت طرف اللسان يتعثر بما فيه من التكرير، ولذلك احتسب في الإمالة بحرفين". وذكر غير هؤلاء أيضاً سمة التكرير (35) بقوله: "الراء يقال لها الحرف المكرر لأنك إذا نطقت بها كنت كأنك ناطق براءين". ثم فصّل الدكتور كمال بشر هذه السمة بقوله (36): "يتكون هذا الصوت بأن تتكرر ضربات اللسان على اللثة تكراراً سريعاً. وهذا هو السر في تسمية الراء بالصوت المكرر، ويكون اللسان مسترخياً في طريق الهواء الخارج من الرئتين، وتتذبذب الأوتار الصوتية عند النطق به، فالراء صوت لثوي مكر مجهور".
ج ـ الإدغام وتقارب مخارج الحروف:
تشكل الحروف العربية وفق مخارج أصواتها في الفم Point d' Articulation رمزاً متقاربة فيما بينها ومتشابهة مثل زمرة حروف الحلق، فحروف الذلق، فالحروف اللثوية، فالحروف الشفوية ... وعلل أبو الفتح بن جني (37): "اختلاف الأجراس في حروف المعجم باختلاف مقاطعها (أي مخارجها) التي هي أسباب تباين أصدائها". وذكر أن "بعضهم شبه الحلق والفم بالناي، فإن الصوت يخرج فيه مستطيلاً أملس ساذجاً ... ، فإذا وضع الزامر أنامله على خروق الناي المنسوقة وراوح بين أنامله، اختلفت الأصوات، وسمع لكل خرق منها صوت لا يشبه صاحبه".
وتقع الراء ضمن حروف الذلق وهي ثلاثة: "الراء، اللام، النون". وتبعاً لتقارب مخارج الأصوات ضمن كل مجموعة وضيق حيز كل منها داخل الفم، فإنه من الطبيعي أن يحدث تداخل بين هذه الأصوات، أو اختلاط بعضها ببعضها الآخر، أو حلول أحدها محل الآخر ... إلخ وهذا معهود مثلاً بين الحاء والهاء، وبين القاف والكاف، وبين الضاد و الظاء، وبين السين والصاد، وبين الزاي والسين وبين التاء والطاء ... ، وأيضاً بين الراء واللام ...
قال الخليل في كتابه العين (38): "اعلم أن الحروف الذلق والشفوية ستة، وهي ر ل ن، ف ب م. وإنما سميت هذه الحروف ذلقاً لأن الذلاقة في المنطق إنما هي بطرف أسلة اللسان والشفتين، وهما مدرجتا هذه الأصوات الستة، منها ثلاثة ذلقية ر ل ن تخرج بعد ذلق اللسان من طرف غار الفم" وقال: "ولا ينطلق طرف اللسان إلا بالراء واللام والنون". ثم قال: "ثم الراء واللام والنون في حيز واحد".
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكر صاحب الصحاح (39) أن: "الحروف الذلق حروف طرف اللسان والشفة، ثلاثة ذولقية: اللام والراء والنون، وثلاثة شفهية: الميم والباء والفاء"، وقال: "ذولق اللسان والسنان طرفهما".
ولا ريب في أن فقهاء اللغة في الماضي أحسوا بالعلاقة الصوتية بين هذه الحروف الثلاثة، فجمعوها تحت اسم واحد هو الحروف الذلقية Apicales. وتمتاز هذه المجموعة بوضوحها الصوتي، "فهي شبيهة بأصوات اللين، ليست شديدة لا يسمع معها انفجار وليست رخوة فلا يكاد يسمع لها حفيف الأصوات الرخوة. ولذا عدها القدماء من الأصوات المتوسطة بين الشدة والرخاوة ... " (40).
والتداخل بين الحروف الذلق الثلاثة كثير الوقوع في كلام العرب وأيضاً في قوافي أشعارهم، بحيث يحل حرف محل آخر. من هذا القبيل مثلاً ما يقع بين الراء والنون، وفي ذلك يقول الخليل (41): "وأما الراء فمنحرفة من مخرج النون إلى اللام لمزية دموجها في ظهر اللسان عند الكلام، ولقرب مخارجها يبدل بعضها من بعض". كذلك يكون التداخل بين اللام والنون (42)، والراء واللام ... وفي ذلك يذكر سيبويه بصدد الراء، ويجاريه أيضاً ابن جني والزمخشري في أن هذا الحرف (43) من مخرج النون غير أنه أدخل في ظهر اللسان قليلاً لانحرافه إلى اللام". وهذا يوافق ما نعبر عنه اليوم بأنه صوت لثوي.
ومن خصائص العربية على الصعيد الصوتي ندرة اقتران الراء والنون بل عدمه، بسبب تجاور مخرجيهما. وإلى ذلك يذهب اللغويون العرب (44) فيرون أنه لا تكاد الراء تكون بعد النون من غير فاصل في كلام العرب" وهذا سائد في المعاجم وسائر كتب اللغة، على حيث يكثر ذلك في الكلمات الدخيلة، من الفارسية والهندية والتركية وغيرها، مثل: نرد، نرجيلة، نرمين نردين نرفانا ... ويقول سيبويه في هذا الصدد تجاه هذين الحرفين الذولقيين (45): "ولا نعلم النون وقعت ساكنة في الكلام قبل راء ولا لام، لأنهم إن بيّنوا ذلك ثقل عليهم، لقرب المخرجين". وآية ذلك أن العرب كانوا يؤثرون إدغام النون باللام، بحيث يسقطون النون من كلامهم ويقلبونها لاماً، وذلك في مثل: (إن لا، أو أن لا). فيقولون: (إلا، وألا، ولئلا) كأن نقول: انتبه، وإلا أوذيت، أو: أرجو ألا تكون مخطئاً، أو ابتعد عن رفاق السوء لئلا تعد منهم .. وعلى ذلك جنح كبار القراء في الإسلام في تلاوتهم آيات القرآن الكريم إلى هذا المنحى، أي إلى الإدغام الذي غدا عنصراً مهماً في علم "التجويد".
وإذا انعطفنا من النون واللام، إلى الراء واللام، وهذه جميعاً من زمرة الحروف الذولقية، تبدت أمامنا صور مشابهة من النطق أيضاً، ولعلها أشمل في هذا الصدد، أي ضمن الظاهرة الصوتية المسماة بالإدغام. ولسيبويه أيضاً آراء سديدة ضمن "باب الإدغام" الذي يعد من أهم فصول كتابه وأدقها في مجال الصوتيات. ومن نظراته في هذا الصدد تناوله لام المعرفة، أي لام التعريف، فهي (46) "تدغم في ثلاثة عشر حرفاً، لا يجوز معهن إلا الإدغام لكثرة لام المعرفة في الكلام، وكثرة موافقتها لهذه الحروف ... منها حرفان يخالطان طرف اللسان. والأحد عشر حرفاً: النون والراء، كقولك النعمان والرجل ... إلخ". والأمثلة على ذلك كثيرة في كلمات لا تكاد تحصى إضافة إلى ذلك ضمن ما اصطلح عليه النحاة حول الكلمات التي تتصل بها اللام الشمسية، والكلمات المقابلة التي تتصل بها اللام القمرية ... غير أن سيبويه لا يرى الإدغام بين اللام والراء مطرداً إلا مع اقتران الراء بأل التعريف أي على صعيد اللامات الشمسية، فهو يمضي في قوله: " ... فإن كانت غير لام المعرفة، نحو لام (هل وبل)، فإن الإدغام في بعضها أحسن، وذلك في قولك: (هرّ أيت). وإن لم تدغم فقلت (هل رأيت) فهي لغة لأهل الحجاز، وهي عربية جائزة". ويفصل سيبويه القول في حالات الإدغام، فيأتي بأمثلة أخرى للراء مع النون في مثل: مرّ أيت، أي من رأيت، ويقول (47): "وتدغم اللام مع الراء لقرب المخرجين، لأن فيها انحرافاً نحو اللام قليلاً، فقاربتها في طرف اللسان، وهما في الشدة وجري الصوت سواء، وليس بين مخرجيهما مخرج، والإدغام أحسن". ومن أمثلة ذلك أيضاً الكلمتان الواردتان في إحدى آيات القرآن الكريم، وهي (48): (كلا بل ران على قلوبهم (فقد أثر بعض قراء المسلمين تلاوة الآية: "كلا برّان" ... بإدغام اللام مع الراء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويعيد الزمخشري فيما بعد، تناول ظاهرة الإدغام بين بعض حروف العربية فيقول (49): "والراء لا تدغم إلا في مثلها كقوله تعالى: (واذكر ربك (، وهو يؤكد ما أورده سلفه سيبويه بقوله أيضاً: "إدغام الراء في اللام جائز في مثل لام هل وبل، ويتفاوت جوازه إلى حسن، وهو إدغامها في الراء، وإلى قبيح، وهو إدغامها في النون ... ".
وإذا كان هذا حال الراء واللام بصدد ما بينهما من "تداخل" فثمة جانب آخر يضارعه تجاه هذين الحرفين فيما يمكن أن نسميه في المقال "التبادل"، حيث نقع في لغة العرب على جوانب من كلامهم المسموع الذي ترد خلاله ألفاظ كثيرة رويت على وجهين، وجه بالراء ووجه باللام، من ذلك قولهم: رمقه ولمقه أي لحظه ونظر إليه، وربكه ولبكه أي خلطه.
ويقال امرأة جلبّانة وجربانة وهي الصخابة السيئة الخلق. ويقال عود متقطل ومتقطر أي مقطوع. وقال أبو عبيدة: يقال سهم أملط وأمرط إذا لم يكن عليه ريش، وقد تملّط ريشه وتمرّط. ويقال جلمه وجرمه إذا قطعه. قال أبو علي: ومنه سمي الجلم الذي يؤخذ به الشَّعر. والتلاتل والتراتر: الهزاهز .... " إلخ.
كلها أصوات اتحدت في الصفة وفي الدلالة، ولكنها اختلفت في نسبة وضوحها في السمع. وهذه الأصوات يحل بعضها محل بعض، كالراء مع اللام، فإن الأولى أوضح في السمع، مع أن كلاً منهما من الأصوات المتوسطة الشبيهة بأصوات اللين" (50).
على أن هذه الظاهرة في اللغة تتطلب منا وقفة متأنية، ففي كتب اللغة والغريب ثنائيات أخرى مغايرة من الألفاظ يتضمن كل منها حرفاً مجانساً بطبيعة صوته لحرف آخر، فقد أورد صاحب الأمالي كلمات كثيرة من هذا القبيل. فبصدد ما تعاقب فيه الفاء والثاء مثلاً يورد ألفاظاً عديدة مثل (51): "الدفينة والدثينة، وفلغ رأسه وثلغ رأسه، والنكاث والنكاف، واللثام واللفام، وانفجر وانثجر، والحثالة والحفالة" إلخ. كما أورد ابن جني أمثلة أخرى في هذا الصدد، منها (52): "جدث وجدف، ورجل قح وأعرابية قحة، ورجل كح وأعرابية كحة ...
إن تعاقب بعض الكلمات مثلاً، مرة بالثاء ومرة بالفاء بمعنى واحد أمر فيه نظر، فالمخرجان متقاربان في الفم واختلاط جرسهما معهود في الأذن، ومثل هذا كثير في ألفاظ أخرى مثل القحط والكحط، قهر وكهر، وردم ولدم. وقد يحق لنا بعد ذلك أن نشك أيضاً في صحة بعض هذه المرويات اللغوية، ونعزو هذه الظاهرة إلى آثار الجمع الأولي، والاعتباطي لمفردات العربية، حين كان العلماء ينسخون ما يتفوه به الأعراب سماعاً. وآية ذلك ما ذكره ابن جني (53) إذ قال: "إنهم قد اجمعوا في الجمع (جدث) على أجداث، ولم يقولوا أجداف. كذلك روي عن أبي زيد أن العرب تقول أعرابي قح وأعرابية قحة، وحكي في جمع قح أقحاح ولم نسمعهم قالوا أكحاح". وقد يدل هذا النص على أن كلمة جدف وكلمة كح ليستا راسختين في كلام العرب. وفي مثل هذه الأحوال كثيراً ما تختلط الأصوات المتشابهة أو المتقاربة، فلا تستطيع الأذن أحياناً أن تمايز بينهما، هذا إذا سلمنا بسلامة أسماع الرواة الجامعين، ومنهم من تقدمت بهم السن (54) غير أن هذا ليس مطرداً إلا في أحوال بعينها، فمثل هذه الازدواجية أو التعددية في اللفظ الواحد بسبب تقارب مخارج الحروف ناجم في أحيان كثيرة عن تعدد اللهجات لتعدد القبائل في مثل: قشط وكشط، فقريش تقول: "كشطت عنه جلده، وقيس وتميم وأسد تقول قشطت (55)، وفي القرآن الكريم (56): (وإذا السماء كشطت (، وفي مصحف ابن مسعود "قُشطت .. " وكتب العربية حافلة بمثل هذه الثنائيات اللفظية مثل أرخ وورخ، أو أكد ووكد ... ".
د ـ التواشج الصوتي بين الراء واللام:
من الظواهر التي تتناولها الدراسات اللغوية في مجال اللسانيات والصوتيات في كلام البشر ظاهرة التبادل أو التناوب بين بعض الحروف بسبب تقارب مخارجها الصوتية، من مثل ما يكون بين الزاي والسين بوجه عام. ويكثر ذلك أيضاً في العربية بين الحاء والهاء، وبين القاف والكاف وبين الضاد والظاء وبين الراء واللام ... ، ولا سيما ضمن حروف الذلق.
ففي كلام العرب ربد ولبد أي أقام، وركد ولكد أي لزم وسكن، ورمز ولمز أي أشار، وجرف وجلف أي قذف وأبعد، والخيزري والخيزلى ... (57) ومن هذا القبيل ما أورده أبو علي القالي في كتابه الأمالي في فقرة مطولة حول ما تعاقبت فيه اللام والراء.
(1) الخصائص، 1/ 33، تحقيق محمد علي النجار، دار الكتب المصرية، 1952.
(يُتْبَعُ)
(/)
(2) سر صناعة الإعراب، 1/ 6، تحقيق مصطفى السقا وآخرين. طبعة البابي الحلبي. مصر 1954.
(3) مدخل إلى علم اللغة، الدكتور محمود فهمي حجازي، المقدمة، القاهرة 1998.
(4) انظر مقالة حسن عباس، الحرف العربي بين الأصالة والحداثة، مجلة التراث العربي، العددان 42 ـ 43، كانون الثاني ـ نيسان. دمشق 1991.
(5) انظر تفصيل ذلك في بحث عمر الدقاق "لفظ الأم وتجذر بنيته في لغات البشر" حولية كلية الإنسانيات والعلوم الاجتماعية. جامعة قطر، العدد السابع عشر، 1415هـ ـ 1994م.
(6) البيان والتبيين، تحقيق عبد السلام هارون 1/ 62، القاهرة 1968.
(7) عامة الناس ولا سيما الأطفال في كثير من البلاد العربية يحاكون صوت الغنم هذا بلفظ (ماع).
(8) عمر الدقاق، لفظ الأم وتجذر بنيته في لغات البشر .... 35.
(9) همع الهوامع، 2/ 228، جلال الدين السيوطي، تحقيق محمد بدر الدين النعساني.
(10) توقف كبار اللغويين في الماضي عند هذه الظواهر الصوتية على ألسنة الناطقين بالعربية وفي هذا الصدد كتب جمّة ودراسات في القديم والحديث تكاد لا تحصى.
(11) كتاب ذيل الأمالي، أبو علي القالي، 142، دار الكتب المصرية 1953، وكتاب الفرق بين الحروف الخمسة، أبو محمد عبد الله البطليوسي، تحقيق عبد الله الناصير، 187، دار المأمون للتراث، دمشق 1984.
(12) الأصوات اللغوية، الدكتور إبراهيم أنيس، 235، القاهرة 1981.
(13) كتاب العين 1/ 53، تحقيق الدكتور مهدي المخزومي والدكتور إبراهيم السامرائي. ط 2، إيران 1409هـ 1989م.
(14) البيان والتبيين، الجاحظ، تحقيق عبد السلام هارون، 1/ 65، القاهرة 1968.
(15) الأصوات اللغوية، 177، القاهرة 1987.
(16) انظر: علم اللغة، الدكتور محمود السعران، 187 ـ 188، دار الفكر العربي، القاهرة 1962.
(17) مدخل إلى علم اللغة، الدكتور محمود فهمي حجاز، 38 ـ 39. القاهرة 1998.
(18) الأصوات اللغوية، الدكتور إبراهيم أنيس، 218، مكتبة الأنجلو مصرية، القاهرة، 1981.
(19) استقيت هذه المعلومات من الباحث الأرمني الحلبي مهران ميناسيان.
(20) انظر: الأصوات اللغوية، الدكتور إبراهيم أنيس، 224، مكتبة الأنجلو مصرية، القاهرة 1981.
(21) علم اللغة العربية، الدكتور محمود فهمي حجازي 199، الكويت 1973.
(22) شذرات الذهب، ابن العماد الحنبلي، حوادث سنة 131هـ، مكتبة القدسي، مصر 1351هـ.
(23) معجم الصحاح في اللغة والعلوم، مادة "الراء" أبو نصر، إسماعيل بن حماد الجوهري 1/ 449، تصنيف نديم مرعشلي، دار الحضارة العربية، بيروت 1974.
(24) أذكر أنني قرأت لأحد الباحثين مقالة أحصي فيها عدد الراءات في القرآن فكانت 93711 ثلاثة وتسعين ألفاً وسبعمئة وإحدى عشرة مرة، ولكن فاتني ذكر عنوان المقالة واسم صاحبها.
(25) "الكتاب" سيبويه، أبو بشر، عمرو بن عثمان، تحقيق عبد السلام هارون، 4/ 435. سلسلة تراثنا، القاهرة 1975. وأيضاً سر صناعة الإعراب لأبي الفتح عثمان بن جني، 1/ 68 ـ 69، تحقيق مصطفى السقا ورفاقه، طبعة عيسى البابي الحلبي، مصر 1954.
(26) مدخل إلى علم اللغة، الدكتور محمود فهمي حجازي، 57 ـ 58، دار قباء، القاهرة 1998.
(27) التطور النحوي للغة العربية، محاضرات برغشتراسر 26، مكتبة الخانجي، ط ثانية، القاهرة 1994.
(28) في علم الأصوات اللغوية وعيوب النطق، الدكتور البدراوي زهران 332، دار المعارف، القاهرة 1994.
(29) الكتاب، سيبويه، 4/ 435.
(30) الكتاب، 4/ 136.
(31) المدخل إلى علم اللغة، الدكتور محمود فهمي حجازي، 56، دار قباء، القاهرة 1998.
(32) الكتاب، سيبويه، 4/ 435، وسر صناعة الإعراب، 68 ـ 69.
(33) الصحاح في اللغة والعلوم، الجوهري: مادة الراء. تصنيف نديم مرعشلي، 1/ 449، بيروت 1974.
(34) سر صناعة الإعراب، أبو الفتح عثمان بن جني، تحقيق مصطفى الساق ورفاقه، 1/ 52 ـ 53، 72 ... القاهرة 1954.
(35) الإبانة في اللغة العربية، سلمة بن مسلما لعويتبي. تحقيق الدكتور عبد الكريم خليفة، 1/ 84. مسقط د. ت.
(36) الأصوات اللغوية، الدكتور كمال بشر، مكتبة الشباب، القاهرة 1987.
(37) سر صناعة الإعراب، 1/ 9.
(38) كتاب العين، 1/ 51، 52، 58.
(39) الصحاح في اللغة والعلوم، مادة "ذلق" وأيضاً المفصّل في علم العربية، جار الله محمود بن عمر الزمخشري، 2/ 289، القاهرة، د. ت.
(يُتْبَعُ)
(/)
(40) الأصوات اللغوية، الدكتور إبراهيم أنيس، 63، مكتبة الأنجلو مصرة، القاهرة 1981.
(41) تذكرة النحاة، تحقيق عفيف عبد الرحمن، 25 مؤسسة الرسالة، بيروت 1986. ورد ذلك بإسناد عن طريق الليث بن المظفر عن الخليل.
(42) يكثر استعمال النون في العربية، ولا سيما التنوين في الأسماء، وهو أنواع عند النحاة. وبعض العرب كانوا يقلبون اللام نوناً فيلفظون لعلّي: لعنّي. كما ورد في أمالي القالي وسواه (2/ 134)، ومن هذا القبيل ما نسمعه اليوم لدى سكان حوض الفرات غربي العراق وشرقي سورية وبعض أهالي حلب وصعيد مصر من قلب اللام نوناً، أو النون لاماً في لهجاتهم المحلية كقولهم: اسماعين، منيح، نيرة، برتقان، بدل إسماعيل، مليح، ليرة، برتقال. أو كقولهم عكس ذلك: أنتيل، كمبيالة، بدل فنجان، أنتين، كمبيانة.
(43) سر صناعة الإعراب، ابن جني، تحقيق السقا، 1/ 52 ـ 53. مصر 1954.
(44) تاج العروس، الزبيدي، مادة (نرس): "وليس في الكلام نون فراء بلا فاضل". وفي القاموس، مادة نرش: ليس في كلامهم راء قبل نون".
(45) الكتاب، 4/ 456، تحقيق عبد السلام هارون، القاهرة 1975.
(46) الكتاب، 4/ 457.
(47) الكتاب، 4/ 448 ـ 452.
(48) سورة المصففين، الآية 14.
(49) المفصل، الزمخشري، جار الله محمود عمر، 2/ 295، شرح محيي الدين عبد الحميد، القاهرة، د. ت.
(50) في اللهجات العربية، الدكتور إبراهيم أنيس، 189.
(51) كتاب الأمالي، أبو علي القالي، 2/ 3، دار الكتب المصرية 1926.
(52) سر صناعة الإعراب، 1/ 250، 251، 278، 280.
(53) سر صناعة الإعراب، 1/ 280 ـ 278.
(54) لمزيد من التوسع يمكن الرجوع إلى كتاب "أبو علي القالي ومنهجه في البحث واللغة". الدكتور عمر الدقاق 184، منشورات دار الشرق، حلب 1977.
(55) كتاب الأمالي، أبو علي القالي، 2/ 135، وسر صناعة الإعراب، 1/ 278.
(56) سورة التكوير، الآية 11.
(57) أورد الدكتور إبراهيم أنيس هذه الألفاظ وسواها في كتابه اللهجات العربية، 189، القاهرة 1980.
يتبع
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Dec 2009, 04:27 م]ـ
قال الأصمعي ([1]): "لثدت القصعة بالثريد وقد رثدت. ويقال هدم ملدّم ومردّم أي مرقع، وقد ردم ثوبه أي رقعه، قال عنترة:
هل غادر الشعراء من متردم= أم هل عرفت الدار بعد توهم
وهدل الحمام يهدل هديلاً، وهدر الحمام يهدر هديراً. وطلمساء وطرمساء للظلمة. ويقال للدرع نثلة ونثرة إذا كانت واسعة ... ".
وذكر أبو حاتم السجستاني ([2]) أنه "قيل لعيسى بن مريم عليه السلام: ابن العذراء البتول. والبتيل أيضاً المنقطعة إلى ربها. ويقول ابن المناذر: ويقال البتور أيضاً، ويقال انبتلت وانبترت إلى ربها".
وبسبب هذا التشابه اللفظي، ومن منطلق التقارب النطقي، أطلق الرسول محمد ( r) على الشاعر الجاهلي زيد الخيل اسم (زيد الخير) حين أتاه معتنقاً الدين الجديد بين يديه، فقد سرّ به الرسول وقال له: "إنما أنت زيد الخير". على عادته في مثل هذه الأحوال ([3])، حين كان يقلب بعض أسماء صحابته من مثل عبد شمس وعبد العزى ونحوهما إلى عبد الله أو عبد الرحمن ... وإنه لتحوير جميل من الخيل إلى الخير.
ومثل هذا التداخل أو التبادل بين صوتي الراء واللام كان يحدث في الشعر كحدوثه في الكلام، ومن أمثلته البارزة ما أورده الخليل الفراهيدي في معجمه من قول الراجز ([4]):
أعددت من ميمونة الرمح الذكر = بحربة في كف شيخ قد بزل
فاختلاف روي إحدى القوافي عن سائرها في القصيدة الواحدة يسميه العروضيون (الإكفاء)، ويعدونه من عيوب النظم. على أن ذلك لا يعد في نظرنا خطيراً على الصعيد الصوتي لتقارب مخرجي الحرفين في النطق، وهو يتيح لنا أن نقول أن العرب في كلامهم وسائر منثورهم ومنظومهم قد لا يشعرون بمثل هذا الفارق الصوتي الضئيل، أو لا يعونه كل الوعي، أو ربما كانوا أحياناً يعونه ويرتضونه من قبيل الترخص دون أن يجدوا فيه حرجاً، وكأن الراء واللام سيّان لديهم.
على أن العامة ـ بالإضافة إلى الأسباب المذكورة ـ كثيراً ما تقلب الراء لاماً لأن نطق اللام أيسر على اللسان، على حين يصبح نطق الراء صعباً، وقد يكون من هذا القبيل قولهم "صلخد" بدلاً من "صرخد" وهو اسم بلدة جنوبي دمشق.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا المنحى يكثر في كلام العرب بصدد نطق الألفاظ الأجنبية أو الدخيلة، فقالوا (لذريق) لعظيم الروم بدلاً من (رودريك). وللسبب نفسه وهو الاستسهال ما كان يتردد على ألسنة بعض العامة في مدينة حلب حين يقولون (خليف) بدلاً من خريف، وقولهم أيضاً تحول اسم طبيب أجنبي كانوا يسمونه (الملكاني) أي الأمريكاني ... وقد يعمد الناس، على قلة، إلى العكس أي إلى قلب اللام فيقولون (يا ريت) بدلاً من يا ليت، أو (بركون) بدلاً من بلكون أو (بنطرون) بدلاً من بنطلون ...
هذا وأمثاله كثير الوقوع في ألفاظ العربية فصيحها وعاميها. ويبقى التساؤل قائماً تجاه الكثير من الألفاظ المتوارثة المذكورة، وهو: إلى أي مدى نستطيع أن نعد الكلمات المتضمنة حرف الراء، ومرادفاتها المماثلة التي تتضمن حرف اللام أصيلتين. وإذا جنحنا إلى القول بوجود أحدهما فحسب، إما الراء وإما اللام، فأيهما الأصيل، وأيهما الطارئ؟ هذه مسألة تكاد تكون مستعصية، وقد يصعب حسمها.
ومهما يكن من أمر فالحقيقة الباقية من الوجهة الصوتية تتجلى في تآخي حرفي الراء واللام على الألسنة حتى ليبدوان كأنهما أخوان توءمان:
هـ ـ مخرج الراء وقضية التلاؤم والتنافر:
وإذا تتبعنا هذه الظاهرة الصوتية من منطلق المقارنة بين نمطين من أنماط القول، وهما الأدب التراثي الفصيح والأدب الشعبي المحكي، وعمدنا إلى رصد الأمثال والأزجال ونحوها في لهجات العرب المعاصرة، بدت لنا ظاهرة التواشج بين الراء واللام حية مستمرة في كلام الناس، دائمة التردد على ألسنتهم. فمن مأثور أمثال العامة أن "الولد إذا بار فثلثاه للخال"، وفي هذا القول إعلاء لشأن الأم ومنزلة الأخوال في حياة الأسرة والمجتمع. ومثل ذلك أيضاً مقولتهم الشائعة بصدد اختيار الزوجة الصالحة: "خود الأصيل ولو عالحصير". ومن أمثلة تآخي اللام والراء، فيما يعد من قبيل السجع في الكلام، تسمية أهل حلب لصنف من الحلو، معروف لديهم، هو "كول وشكور" أي كل واشكر. ومن هذا القبيل عبارات مشابهة على هذا الصعيد أورد خير الدين الأسدي نماذج طريفة منها خلال موسوعته الفريدة عن حلب، يقول ([5]): "من تهكماتهم: لو كان في الشعر خير، ما طلع على دناب الخيل" وهذا لسان حال الأقرع يقلل من أهمية الشعر في الرأس .... ومن أشعار الترقيص الذائعة عند العرب قديماً قول أعرابية تتباهى بكون ابنها ذكراً لا أنثى:
الحمد لله الحميد الغالي = أنقذني العام من الجواري
كذلك صدرت عن الأمهات العربيات نماذج ما زالت متداولة في بعض الأوساط الشعبية ولا سيما في الأرياف العربية، كقول الأم لولدها وهي ترقصه بجذل ([6]):
حج الله يا حجيج الله = دبس وسمنة بالجرة
ويضيف الأسدي إلى ذلك أمثلة مما تنشده الأم العربية لوليدها، بنبرات موقعة بقصد هدهدته وإلهائه وهي منهمكة في إعداد الكبة، داعية له بطول العمر. يقول ([7]): "ومن مناغاة أماتهم:
كبيبة كبه حرير = كبيبه عمرك طويل
ومن الملاعبات في حياة الناس الاجتماعية خلال أسمارهم رغبة في التسلي والمضاحكة قول الأسدي في موسوعته ([8]): "ومن معاظلاتهم، قولهم: خيط حرير على حيط خليل". ومن أبرز الأمثلة المتوارثة التي تتردد على ألسنة الناشئة أيضاً بقصد الملاعبة هذا البيت المكتظ بالراءات الذي أورده قديماً اللغويون العرب ([9]):
وقبر حرب بمكان قفر = وليس قرب قبر حرب قبر
وقد قال الجاحظ في صدده "ومن ألفاظ العرب ألفاظ تتنافر، وإن كانت مجموعة في بيت شعر لم يستطع المنشد إنشادها إلا ببعض لاستكراه". وقائل هذا البيت السائر مجهول. وذكر الأقدمون أن العرب جعلوه من أشعار الجن، لأنه لا يتهيأ لأحد أن ينشده ثلاث مرات ولا يتتعتع". وقد عزا ابن جني ([10]) ذلك إلى ظاهرة التلاؤم والتنافر بين أصوات الحروف، وأن سبب التنافر ما ذكره الخليل من البعد الشديد والقرب الشديد. وذلك كما يرى الرمّاني ([11]): "أنه إذا كان بَعُدَ البعد الشديد، كان بمنزلة الطفر. وإذا قرب القرب الشديد كان بمنزلة مشي المقيد". فقد جعل المعيار في ذلك جمالياً يقوم على الحس السليم والذوق المرهف.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولابن سنان الخفاجي، وهو التلميذ الحقيقي لابن جني قول طريف في هذا الموضوع، إذ يقول بصدد صفات اللفظة الفصيحة ([12]): "أن يكون تأليف تلك اللفظة من حروف متباعدة المخارج. وعلة هذا واضحة، وهي أن الحروف التي هي أصوات، تجري من السمع مجرى الألوان من البصر. ولا شك في أن الألوان المتباينة إذا جمعت، كانت في المنظر أحسن من الألوان المتقاربة. ولهذا كان البياض مع السواد أحسن منه مع الصفرة لقرب ما بينه وبين الأصفر، وبعد ما بينه وبين الأسود".
و ـ اللثغ في الراء بين عيوب النطق:
وقد عرف العرب قديماً، دون سائر الأمم، بأنهم أمة فصاحة وبلاغة. وكانوا في أغلبهم أمة أمية تتجلى قدراتهم ومواهبهم في الخطابة والشعر، وهما أبرز فنون القول عندهم.
ومعلوم أن إلقاء الخطب وإنشاد الأشعار يرتكزان إلى ظاهرة صوتية واحدة تتبدى في الأداء والنطق. وكان العرب يولون سلامة النطق وحسن الأداء عناية فائقة، باعتبارهما أساس الفصاحة وعماد البلاغة. فقد كرهوا اللثغة والفأفأة والتأتأة والحبسة والحصر وغير ذلك مما يشين الكلام ويسيء إلى المقام. حتى إن بعضهم قد يعمد إلى تطليق امرأته حين يتبين له أنها لثغاء، مخافة أن تجيئه بولد ألثغ ([13]). ولهذا كانوا يعيّرون الخطيب إذا لحن، والمتكلم إذا لم يكن سليم الأداء. وتبعاً لذلك غدا للإبانة والإفصاح ولمسائل اللحن وعيوب النطق حيز واسع في أمهات كتب اللغة والأدب، من مثل ما تناوله الجاحظ وابن قتيبة وابن السكيت والقالي والسيوطي ...
واللثغة بالضم، تحول اللسان من السين إلى الثاء، أو من الراء إلى الغين أو اللام أو الياء، أو من حرف إلى حرف، أو أن لا يتم رفع لسانه وفيه ثقل" ([14]).
واللثغة بالإجمال عجز الإنسان عن نطق حرف من الحروف، أو عدم إخراجه من مخرجه الخاص به، بل مما يجاوره أو يغايره، بحيث ينطق بحرف آخر عوضاً عنه. واللثغ بفتحتين هو مصدر للفعل لثغ، وهو مرض يعتري جهاز النطق، على غرار العمى والصمم والبكم ... ونستنتج من ذلك أنّ اللثغ يعرض للحروف الأصعب نطقاً مثل السين والراء والضاد والقاف ... على حين لا يصيب الحروف اليسيرة النطق كالحروف الشفوية الميم والباء والفاء والنون ...
ويعقوب الكندي في رسالته عن اللثغ يفصل القول في هذه الظاهرة اللسانية ويعزوها إلى أسباب فيزيولوجية لدى الإنسان فيقول ([15]): "واعلم يا أخي أن اللثغة إنما تعرض من سببين: إما لنقصان من آلة النطق، وإما لزيادتها. فلا تقدر على تسريح الأماكن الواجبة للنطق، مثل مقاديم الأسنان وجميع الأماكن الواجبة للنطق. فأما الحروف التي تعرض فيها اللثغة من قبل زيادة العضو فهي السين والصاد والجيم والزاي والشين ... ". وقد اختلفت عدد الحروف التي يقع فيها اللثغ عند اللغويين العرب السالفين. فعلى حين اقتصرت عند الجاحظ على أربعة أحرف هي القاف والسين واللام والراء ([16])، جعلها الكندي خمسة، كما رأينا. ثم بلغت عند ابن الأنباري ستة أحرف، هي ([17]): "السين، والقاف والكاف واللام والراء وقد تكون في الشين".
لقد حظيت اللثغة باهتمام بالغ في أوساط البحث والتأليف إبان القرنين الثاني والثالث للهجرة. وتجاوز هذا الاهتمام فئة اللغويين إلى الشعراء والكتاب وسائر المؤلفين. ومن هذا القبيل قول أبي حاتم السجستاني ([18]): "وأما اللثغ فمعيب: وصاحبه معذور، لأنه ممنوع من الراء ... وأما أنا فلا أحب الصلاة خلف القبيح اللثغ لأنه يقول (إياه) وهو يريد الله عز وجل ... وإن صليت رجوت أن تكون صلاة جائزة إن شاء الله، لأن اللثغ في ألسنة الفصحاء ومولدي البادية. وليس جعل الخاء هاء والحاء هاء في ألسنتهم، إنما هي في ألسنة الأعاجم". فأبو حاتم يستدرك على حكمه العام، فيأبى لثغة الأعاجم في الصلاة، ويتقبل على مضض لثغة العرب".
وإذا كان العرب قديماً قد استهجنوا اللحن واللثغ بوجه عام في هذا الصدد، إلا أنهم اغتفروا ذلك في بعض الأحوال لدواع تتصل بالطرافة أو التظرف، وإلى مثل ذلك أشار الشاعر إلى إحدى القيان ([19]):
منطق صائب، وتلحن أحيا = ناً، وأحلى الحديث ما كان لحنا
أما اللثغة، فكانت أيضاً متقبلة بل مستملحة من أفواه الجواري، والغلمان، ولا سيما الأعاجم منهم. ومن قبيل التماجن يقول أبو نواس في غلام ألثغ ([20]):
وابأبي ألثغ لاججته = فقال في غنج وإخناث
(يُتْبَعُ)
(/)
لما رأى مني خلافي له = كم لقي (الناث) من (الناث)
نازعته صهباء كرخية = قد حلبت مِن كرم حرّاث
إبريقنا منتصب تارة = وتارة مبترك جاثي
وعلى هذا الغرار من خفائف الأشعار استملح أبو نواس اللثغة أيضاً من فم ساق مليح يميس ويتثنى في مشيته، وقد انقلبت السين في كلامه ثاء ([21]):
وشادن مر بنا ضحوة = سكران من خمرة حرّاث
يميل في المشي لدى سكره = كأنه نرجس جثجاث
فقلت: جد لي، إنني هائم = يا ساحراً قلبي كنفّاث
فقال لي: أنت فتى مائق = ويحك، ما أنت من الناث
إلى مثل هذه الأبيات عمد الشاعر الماجن، وهو في حالة من السكر، محاولاً تقليد ساقيه الألثغ فراح ينادي، "أين الكاث والطاث .... ([22]) ".
وشادن قلت له ما اسمكا = فقال لي بالغنج: (عباث)
فصرت من لثغته ألثغا = فقلت: أين "الكاث والطاث"
ومثل هذه الظواهر الأدبية والاجتماعية شاعت في حياة الناس وأسمارهم في إبان العهود العباسية، ولا سيما في معرض التفكه والتماجن، ورويت في هذا الصدد أخبار وأشعار حول التغزل بالغلمان ومنادمة الخصيان. وكان من ذوق ذلك العصر أن يكون الغلام الذي يستهتر به أغنّ الصوت، غناجاً، ألثغ السين .. ([23]).
ومن هذا القبيل أبيات ابن الوردي في فتاة لثغاء ([24])، وتصح قراءتها على وجهين:
لثغة من أهواه من حسنها= عندي على الوجهين محموله
قلت: سهام الطرف منسولة = لرمي قلبي قال منثولة
قلت سيوف الصبر مسلولة = عليك مني، قال مثلولة
ز ـ أوجه اللثغة بالراء:
أما اللثغة بالراء، فكانت موضع اهتمام الجاحظ في "البيان والتبيين". وقد استهل كتابه الكبير بالكلام على عيوب النطق، وذكر أنواعاً من اللثغ في بعض الحروف، وانتهى إلى أن اللثغة بالراء أشهرها وأشيعها على الألسن. وفي ذلك يقول ([25]): "وأما اللثغة التي تقع في الراء فإن عددها يضعف على عدد لثغة اللام". ثم يفصّل القول على صعيد الراء نفسها، فيرى فيها أنواعاً تعرض لبعض من ينطقونها، "لأن الذي يعرض لها أربعة أحرف". ثم يبين أن منهم من يجعل الراء "ياء"، ومنهم من يجعل الراء (ذالاً) أو (ظاء). وأتي بمثال من شعر عمر بن أبي ربيعة في قوله ([26]):
ليت هنداً أنجزتنا ما تعد = وشفت أنفسنا مما تجد
واستبدت مرة واحدة = إنما العاجز من لا يستبد
فيذكر أبو عثمان أن بعضهم يلفظ كلمة مرة (مية)، أو (مغة)، أو (مذة)، أو (مظة). أي أن انحراف مخرج الراء من اللسان يجعل نطقها ياء أو غيناً أو ذالاً أو ظاء ...
ولكن الجاحظ ـ فيما نرى ـ فاته أن يذكر حالة أخرى من اللثغ، وهي نطق الراء (لاماً). وعلى ذلك من المفيد أن نضيف إلى حالات اللثغ الأربع عند الجاحظ حالة خامسة، وهي نطق الراء لاماً، حين يلفظ الألثغ كلمة مرة في بيت عمر (ملة) ([27]). وقد ذهب أبو حاتم السجستاني إلى مثل ذلك ـ وهو معاصر لأبي عثمان الجاحظ إذ قال ([28]): " ... فمن اللثغ من يجعل الراء غيناً فيقول في سرير (سغيغ)، ومنهم من يجعلها لاماً فيقول (سليل)، ومنهم من يجعلها ياء ويجعل اللام أيضاً ياء ... ". على أن أبا حاتم يضف إلى ما ذكره حالة أخرى من اللثغ بقوله: "وقد رأيت من يهمز كل راء، ولا يقدر على ذلك"، إلا أنه لا يمثل لهذه الحالة بلفظ ما ولا يورد الحرف البديل المنطوق.
وما تقدم في هذا الصدد يعني أن ثمة أوجهاً ستة وربما أكثر من ذلك لنطق الألثغ في حرف الراء. وعندئذ يمكننا تلاوة بيت عمر ذاك وأمثاله أيضاً على هذا الغرار, ولا سيما البيت الذائع على ألسنة الناشئة والمتأدبين، وهو جدير بأن يزيدهم إطرافاً ومتعة:
أمر أمير الأمراء = بحفر بئر في الصحراء
أما اللثغة في الراء حين تلفظ (ظاء)، أي (مظة) بدلاً من مرة فهي اللثغة الأندر، في حدود علمنا. ولم نقع في هذا الصدد على شيء من كلام العرب، منظومه ومنثوره تتبدى فيه هذه الظاهرة اللفظية. على أن هذا لا يحول دون وجودها في كلام بعض الناس، مهما يقلوا. وأغلب الظن أنها لثغة قبيحة تعيب صاحبها. أما نطق الألثغ للراء ذالاً فقريب من نطقها (ظاء)، وهي لثغة مخففة من سابقتها، وتعد أيضاً قبيحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
واللثغة الأخرى هي نطق الراء (ياء) كما ذكر الجاحظ، بحيث تلفظ (مية) بدلاً من مرة. وهي أشيع من السابقة، وتكثر عند الأطفال. وفيها يقول سيبويه ([29]): "وهي من موضع اللام، وقريبة من الياء. ألا ترى أن الألثغ يجعلها ياء ... ". وهي أقل قبحاً، في رأينا، من سابقتها الظاء والذال، ويعاب أيضاً من يلثغ بها ...
وأما نطق الراء غيناً، أي في مثل قول الجاحظ (مغة) بدلاً من مرة في بيت عمر بن أبي ربيعة أيضاً، فهي لثغة شائعة، وتكثر بطبيعة الحال عند الأطفال، لصعوبة نطق الراء لديهم أيضاً". والراء عند الطفل يغلب أن تكون لهوية، وهذا سبب قربها من الغين لتقارب مخرجيهما ([30]). وعندئذ يحدث اللثغ. وعلى الصعيد الذوقي، ومن المنظور الجمالي يتراءى لنا أن هذه اللثغة الماثلة بصوت الغين أقل قبحاً من سائر اللثغات في الراء. والجاحظ يقرر ذلك بقوله ([31]): "واللثغة في الراء تكون بالغين، والذال والياء. والغين أقلها قبحاً، وأوجدها في كبار الناس وبلغائهم وأشرافهم وعلمائهم". ويبدو أن هذه اللثغة أقل تمكناً من لسان الألثغ، بحيث يستطيع تفاديها أحياناً بقدر من الرياضة والمران. وإلى ذلك يشير الجاحظ أيضاً فيضرب مثلاً محمد بن شبيب المتكلم الذي كانت لثغته بالغين، "فإذا حمل على نفسه وقوم لسانه، أخرج الراء" ([32]).
وقد تكون لثغة الراء الغين أكثر دوراً على ألسنة البنات مما هي على ألسنة البنين. وهي في أية حال تنطوي على قدر من الملاحة، ولا سيما إذا صدرت عن المرأة الشابة أو الحسناء، وعندئذ تغدو سائغة محببة. وقد ذكر الجاحظ أن العرب ([33]): "كانوا يستملحون اللثغاء إذا كانت حديثة السن، ومقدودة مجدولة". وبوسعنا أن نستشهد على ذلك بأبيات لأبي نواس أيضاً بصدد اللثغة المحببة بالراء، حيث قال في فتاة موصلية لثغاء ([34]):
لقد فتنتني لثغة موصلية = رمتني في تيار بحر هوى اللثغ
تقول وقد قبلت واضح ثغرها = وكان الذي أهوى ونلت الذي أبغي
(تغفق، فشغب الخمغ من كغم غيقتي = يزيدك عند الشغب سكغاً على سكغ)
وحقيقة البيت الأخير الذي لفظت الفتاة راءاته ملثوغة:
ترفق، فشرب الخمر من كرم ريقتي = يزيدك عند الشرب سكراً على سكر
وخير الدين الأسدي في كلامه على حرف الراء ضمن اللهجات العربية المعاصرة، فطن إلى هذه الظاهرة الصوتية التي استملحها أبو نواس في كلام فتاته الموصلية، ثم ذهب إلى "أن لهجة الموصل تلفظ الراء غيناً، فتقول في صورة (صوغة)، تشبه في هذا لهجة باريس" ([35]). غير أن هذا الحكم في رأينا يقوم على التعميم، وربما ينطبق على بعض كلام الموصليين السالفين. ولا نعتقد أن هذه اللثغة تشكل ظاهرة شاملة لسكان الموصل ([36]). يضاف إلى ذلك أنه لم يسمع عن العرب قديماً من خلال لهجاتهم، أن قرية أو قبيلة كانت لديها لثغة تعم أفرادها، إذ اللثغ ظاهر فردية يصاب بها المرء بسبب علة فيزيولوجية عارضة تعتري جهاز النطق لديه.
ومهما يكن من أمر فإن اللثغة بأنواعها لم تكن محببة عند العرب، وآية ذلك كما بينا أنها معدودة من عيوب النطق. وهذا أيضاً هو الشأن لديهم بصدد تحول الراء إلى غين. لقد عمد ابن الوردي إلى ذم بعض القضاة، معرّضاً بجهلهم أو فسادهم، وأحياناً بلثغتهم التي تشين فصاحتهم، فقال ([37]): "راؤه غين، ومنطقه شين. إذا سبّح الرب، ما تدري أسبّح أو سب". ثم أنشد هذه الأبيات:
الألثغ الطاغي تولى القضا = عدمت هذا الألثغ الطاغي
إن سبّح الرب حكى سبه = فقال سبحانك يا (باغي)
يريد: يا باري
ولابن الوردي أبيات أخرى عديدة تجعله من الشعراء المكثرين إلى حد ما في هذا الصدد ([38])، ومنها أيضاً وصفه فتى ألثغ أو فتاة لثغاء، على سبيل التفكه، وهو يمهد لأبياته بقوله ([39]): قلت في ألثغ يجعل الراء غيناً، ويصح بالوجهين:
ألثغ بالراء زار بيتي = فجاءنا حاسد وأصغى
قلت أفق فالحسود برّا = قال أفق فالحسود بغّا ([40])
وهو يروي يا باري.
ويفضي بنا ما تقدم من الكلام على أنواع اللثغة في الراء إلى نوع مشهور وشائع على الألسنة، وهو نطقها لاماً.
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد طلع الخليل وسيبويه بمعلومة صوتية مهمة تناولها من بعدهما كثير من فقهاء العربية بالتعليق، ولم يقبلها بعضهم على إطلاقها ([41])، وهي أنه "كلما تباعدت مخارج الحروف ازدادت حسناً". فمع أن الراء واللام من زمرة صوتية واحدة، إلا أنهما متمايزتان في سماتهما الفونولوجية. "فالراء صوت غير جانبي، على حين أن اللام جانبية. كما أن الراء تقابل اللام على الصعيد الفونولوجي ([42]). وهنا تكمن صعوبة نطقها كيلا تنطق لاماً، وينطبق الأمر نفسه على أحرف أخرى، من مثل ما يكون في صوت القاف المجاور للكاف، وصوت الحاء المجاور للهاء، وصوت الصاد المجاور للسين، والطاء المجاور للتاء ... ، بحيث يصعب على الكثيرين أيضاً، ولا سيما غير الناطقين بالعربية أن ينطقوها، فيجنحون بها إلى الأسهل، وإذ ذاك تخرج القاف من أفواههم معدولة إلى الكاف، والحاء إلى الهاء والصاد إلى السين والطاء إلى التاء ... ومرد هذه الصعوبة في تمييز نطق الراء من اللام إلى عجز المتكلم عن التحكم الدقيق في هذا الحيز الضيق من الفم. وعندئذ لا يصدر الصوت المطلوب من مخرجه بل من جواره فيخرج لاماً، شأن الماء يسيل نحو الصعيد الأخفض.
كل هذا يعيدنا إلى وجود هذه الظاهرة لدى الطفل بوجه عام، وفي أي أمة من الأمم، حين لا يستطيع نطق الراء فتخرج من فمه لاماً ... "واللام لا تحتاج إلى جهد عضلي كبير" ([43])، مثل قوله (نْهل، ولدة، لاديو، صولة، دفتل، عصفول). ويقصد: نهر، وردة، راديو، صورة، دفتر، عصفور ...
وما تقدم ذكره ينقلنا إلى أهل الصين صغاراً وكباراً، حيث لا وجود في لغتهم لحرف الراء أصلاً. ولما كان الإنسان يكتسب لغته، بحروفها وأدائها، من محيطه الخارجي بطريق السماع، بدءاً من الأم والأسرة ثم سائر الناس، فإنه من الطبيعي أن لا يستطيع الصيني نطق الراء في سائر اللغات الأخرى. وقد أتيح لي وأنا أدرس العربية في بكين وشنغهاي ([44])، أن ألمس هذه الظاهرة الطريفة والفريدة من كثب، حين كان الطلاب والطالبات يقرؤون النصوص العربية. ويقلبون كل راءات الكلمات فيها لامات. وكانوا يلفظون الأسماء عمر، رشيد، مريم ... هكذا: (عمل، لشيد، مليم ... )، كما لفظوا "الجمهورية العربية السورية: "الجمهولية العلبية السولية". وقد دأبت على محاولة تمكين أولئك الدارسين من نطق الراء من خلال كلمات عديدة اخترتها، ولكن معظمهم أخفق في ذلك، على حين استطاع بعضهم النطق المنشود بعد لأي.
فهل بوسعنا، في ضوء ما تقدم أن نقول إن ما يقارب خمس سكان العالم، أي أكثر من ألف مليون من المتكلمين باللغة الصينية هم لثغان ([45])؟.
ح ـ لثغة واصل بن عطاء:
وعلى صعيد التراث العربي الحافل يواجهنا في هذا الصدد نموذج إنساني فريد عرف بلثغة أخرى، ولكنها مجهولة لا تعرف ماهيتها ولا يعرف نوعها، وهي تبعاً لذلك مغايرة للمعهود من حيث خفاؤها على الناس. إنها لثغة واصل بن عطاء المعتزلي. والجاحظ يقف وقفة متأنية عند ظاهرة اللثغة في الراء، ولا سيما عند واصل، وذلك في مواضع متعددة من كتابه "البيان والتبيين". إنه لا يبين طبيعة هذه اللثغة ولكنه يصفها في كل مرة بصفات سلبية حادة كأن يقول ([46]): "وكان واصل بن عطاء قبيح اللثغة شنيعها. وكان طويل العنق جداً ([47]) .... ".
وبوسعنا القول إنه كان لواصل أثر واضح في تسليط الضوء لغوياً واجتماعياً على هذه الظاهرة الصوتية في الكلام. وابن عطاء هو من هو بين رجال عصره منزلة وفضلاً ([48]). كان فطناً ذكياً راجح العقل حاضر البديهة، واسع الحيلة، كما كان خطيباً بليغاً. لكنه كان مصاباً بلثغة قبيحة تقع له في حرف الراء. فهاله الأمر، وعزم على أن يروض نفسه على مجانبة الراء والتغلب على هذا العيب واجتثاث الداء من أصله. وقد أوضح لنا الجاحظ حالته تجاه هذه العلة ببيانه المشرق فقال ([49]):
(يُتْبَعُ)
(/)
"ولما علم واصل بن عطاء أنه ألثغ فاحش اللثغ، وأن مخرج ذلك منه شنيع، وأنه كان داعية مقالة ورئيس نحلة، وأنه يريد الاحتجاج على أرباب النحل، وزعماء الملل، وأنه لا بد له من مقارعة الأبطال، ومن الخطب الطوال، وأن البيان يحتاج إلى تمييز وسياسة، وإلى ترتيب ورياضة، وإلى إتمام الآلة، وإحكام الصنعة، وإلى سهولة المخرج، وجهارة المنطق، وتكميل الحروف، وإقامة الوزن، وأن حاجة المنطق إلى الحلاوة والطلاوة، كحاجته إلى الفخامة والجزالة، وأن ذلك من أكثر ما تستمال به القلوب، وتثنى إليه الأعناق، وتزين به المعاني ... ، ومن أجل الحاجة إلى حسن البيان، وإعطاء الحروف حقوقها من الفصاحة، رام أبو حذيفة إسقاط الراء من كلامه، وإخراجها من حروف منطقه، فلم يزل يكابد ذلك ويغالبه، ويناضله، ويساجله، ويتأتى لستره، والراحة من هجنته، حتى انتظم له ما حاول، واتسق له ما أمّل ... ".
وكان واصل قد دعي لإلقاء خطبته على الملأ في حفل جامع ضم صفوة القوم، أقامه والي العراق عبد الله بن عمر بن عبد العزيز. فقد حضر المجلس سادة المفوهين والبلغاء، وفي طليعتهم ثلاثة من أعلام الخطابة وأرباب الفصاحة، هم خالد بن صفوان وشبيب بن شيبة والفضل بن عيسى ([50]). وشرع كل واحد يلقي خطبته، وكان واصل بن عطاء أخرهم، فارتجل خطبته العتيدة وسط دهشة الحاضرين وإعجابهم ([51]). قال:
ط ـ خطبة واصل التي جانب فيها الراء:
"الحمد لله، القديم بلا غاية، والباقي بلا نهاية، الذي علا في دنوه، ودنا في علوه، فلا يحويه زمان، ولا يحيط به مكان، ولا يؤوده حفظ ما خلق، ولم يخلق على مثال سبق، بل أنشأه ابتداعاً، وعدّ له اصطناعاً، فأحسن كل شيء خلقه وتمم مشيئته، وأوضح حكمته، فدلّ على ألوهيته، فسبحانه لا معقب لحكمه، ولا دافع لقضائه، تواضع كل شيء لعظمته. وذلّ كل شيء لسلطانه، ووسع كل شيء فضله، لا يعزب عنه مثقال حبة وهو السميع العليم. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا مثيل له، إلهاً تقدست أسماؤه وعظمت آلاؤه، علا عن صفات كل مخلوق، وتنزه عن شبه كل مصنوع، فلا تبلغه الأوهام، ولا تحيط به العقول ولا الأفهام، يُعصى فيحلم، ويدعى فيسمع، ويقبل التوبة عن عباده، ويعفو عن السيئات ويعلم ما يفعلون. وأشهد شهادة حق، وقول صدق، بإخلاص نية، وصدق طوّية، أن محمد بن عبد الله عبده ونبيه، وخالصته وصفيه، ابتعثه إلى خلقه بالبينات والهدى ودين الحق، فبلغ مألكته، ونصح لأمته، وجاهد في سبيله، لا تأخذه في الله لومة لائم، ولا يصده عنه زعم زاعم، ماضياً على سنته، موفياً على قصده، حتى أتاه اليقين. فصلى الله على محمد وعلى آل محمد أفضل وأزكى، وأتم وأنمى، وأجل وأعلى، صلاة صلاّها على صفوة أنبيائه، وخالصة ملائكته، وأضعاف ذلك، إنه حميد مجيد.
أوصيكم عباد الله مع نفسي بتقوى الله والعمل بطاعته، والمجانبة لمعصيته، فأحضكم على ما يدنيكم منه، ويزلفكم لديه، فإن تقوى الله أفضل زاد، وأحسن عاقبة في معادٍ. ولا تلهينكم الحياة الدنيا بزينتها وخدعها، وفواتن لذاتها، وشهوات آمالها، فإنها متاع قليل، ومدة إلى حين، وكل شيء منها يزول. فكم عاينتهم من أعاجيبها، وكم نصبت لكم من حبائلها، وأهلكت ممن جنح إليها واعتمد عليها، أذاقتهم حلواً، ومزجت لهم سماً. أين الملوك الذين بنوا المدائن، وشيدوا المصانع، وأوثقوا الأبواب، وكاثفوا الحجاب، وأعدّوا الجياد، وملكوا البلاد، واستخدموا التلاد. قبضتهم بمخلبها، وطحنتهم بكلكلها، وعضتهم بأنيابها، وعاضتهم من السعة ضيقاً، ومن العز ذلاً، ومن الحياة فناء، فسكنوا اللحود، وأكلهم الدود، وأصبحوا لا تعاين إلا مساكنهم، ولا تجد إلا معالمهم، ولا تحس منهم أحداً ولا تسمع لهم نبساً.
فتزودوا عافاكم الله فإن أفضل الزاد التقوى، واتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون. جعلنا الله وإياكم ممن ينتفع بمواعظه، ويعمل لحظه وسعادته، وممن يستمع القول فيتبع أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب. إن أحسن قصص المؤمنين، وأبلغ مواعظ المتقين كتاب الله، الزكية آياته، الواضحة بيناته، فإذا تلي عليكم فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم تهتدون.
أعوذ بالله القوي، ومن الشيطان الغوي، إن الله هو السميع العليم. بسم الله الفتاح المنان. قل هو الله أحد الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد.
(يُتْبَعُ)
(/)
نفعنا الله وإياكم بالكتاب الحكيم، وبالآيات والوحي المبين، وأعاذنا وإياكم من العذاب الأليم. وأدخلنا جنات النعيم. أقول ما به أعظكم، وأستعتب الله لي ولكم.
ي ـ أصداء الخطبة:
كان لخطبة واصل بن عطاء، فيما تروي لنا كتب الأدب والأخبار، دوي في أوساط الشعراء والمتأدبين، وتعدت هؤلاء إلى سائر الناس. وكان ذلك اليوم بمنزلة المباراة بين خطباء العصر، وقد تفوق واصل عليهم جميعاً. وكما قال الجاحظ ([52]): "كان واصل مع ارتجاله الخطبة التي نزع منها الراء، كانت مع ذلك أطول من خطبهم".
وما يجدر قوله إن أهمية خطبة واصل التي جانب فيها الراء لا تنبع من مضمونها ومعطياتها المعرفية والدينية وما إلى ذلك. إنها على هذا الصعيد خطبة كسائر الخطب المعهودة في عصر الراشدين والأمويين، وفيها شبه كبير بخطبتي عمر بن عبد العزيز وسليمان بن عبد الملك ([53]) ... غير أن أهميتها تتجلى في بنيتها اللفظية وسمتها الأسلوبية، وكونها مرتجلة تدل على اقتدار صاحبها في امتلاك ناصية اللغة، وتمكنه من معطياتها التعبيرية، من قوة بديهة وحسن أداء ... وكل ذلك أكسبها قيمة فنية وقيمة تاريخية، بحيث غدت قطعة نثرية بالغة الطرافة والتفرد في الأدب العربي.
وقد نجم عن خطبة واصل كثير من منظوم الكلام ومنثوره، لم يخرج في جملته عن مشاعر الإعجاب والتقدير. من مثل وصف الشاعر صفوان الأنصاري ما حدث في ذلك اليوم المشهود إذ قال من قصيدة ([54]):
فسائل بعبد الله ([55]) في يوم حفله = وذاك مقام لا يشاهده وغد
أقام شبيب وابن صفوان قبله = بقول خطيب لا يجانبه القصد
وقام ابن عيسى ثم قفاه واصل = فأبدع قولاً، ما له في الورى ند
فما نقصته الراء إذ كان قادراً = على تركها، واللفظ مطرد سرد
ففضل عبد الله خطبة واصل = وضوعف في قسم الصِّلات له الشكد ([56])
ويعد بشار بن برد في طليعة المادحين لواصل والمشيدين بنبوغه، وذلك بطبيعة الحال قبل أن يختلف معه في مسائل من صلب عقيدة الإسلام، فانقلب عليه وهجاه. فقد أفعمت نفس بشار إعجاباً بواصل، ونظم أشعاراً عديدة ينوه فيها بفضله ويعلي من بداهته وقدرته على الارتجال، ومفضلاً إياه على أنداده ([57]):
أبا حذيفة، قد أوتيت معجبة = من خطبة بدهت من غير تقدير
تكلفوا القول والأقوام قد حفلوا = وحبروا خطباً ناهيك من خطب
فقام مرتجلاً تغلي بداهته = كمرجل القين لما حف باللهب
وجانب الراء لم يشعر به أحد = قبل التصفح والإغراق في الطلب
وإذا خرجنا من نطاق خطبة واصل إلى دائرة أرحب في حياته، وحرصه المستديم خلالها على مواجهة اللثغة في الراء، بدا لنا مدى اهتمام العديدين بدراسة هذه الظاهرة الصوتية لديه. ومن هذا القبيل قول الجاحظ ([58]): "وكان واصل إذا أراد أن يذكر البُر قال القمح أو الحنطة. والحنطة لغة كوفية، والقمح لغة شامية ... ". وهذا ما قاله أيضاً ضرار بن عمرو شعراً، وبقدر من الزيادة ([59]):
ويجعل البر قمحاً في تصرفه = وجانب الراء حتى احتال للشّعر
ولم يطق مطرا والموت يعجله = فعاذ بالغيث إشفاقاً من المطر
وحدث أن وقعت القطيعة بين ابن عطاء و ابن برد حين "صوّب بشار رأي إبليس في تقديم النار على الطين، وزعم أن جميع المسلمين كفروا بعد وفاة الرسول r([60]). وعندئذ ضاق واصل ذرعاً به وقال غاضباً ([61]): "أما لهذا الأعمى الملحد المشنَّف، الملقب بأبي معاذ من يقتله؟ أما والله لولا أن الغيلة سجية من سجايا الغالية، لبعثت إليه من يبعج بطنه على مضجعه، ويقتله في جوف منزله، وفي يوم حفله". فلم يقل: بشار وابن برد، وقال المشنف بدلاً من المرعث، والملحد بدلاً من الكافر، وقال الغالية بدلاً من المنصورية والمغيرية، (وهما من غلاة الشيعة) .. وقال: لبعثت إليه من يبعج بطنه على مضجعه ولم يقل لأرسلت إليه من يبقر بطنه على فراشه ... وبذلك تجنب الراء في كل كلامه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويبدو أن بعض الشباب كان يطيب لهم أحياناً أن يتحرشوا بابن عطاء بدافع الفضول وبقصد امتحانه أو إحراجه والتندر بعاهته، إذ ليست مجانبة الراء في الكلام بالأمر الهين، ولا سيما أن الراء من أكثر الحروف دوراناً على الألسنة، فكان واصل شديد الحرص على ألا يقع في شركهم. ويروى أن نفراً من هؤلاء دفعوا إليه رقعة ليقرأها عليهم، وفيها ([62]): "أمر أمير الأمراء الكرام أن تحفر بئر على قارعة الطريق فيشرب منها الصادر والوارد". فقرأ واصل على الفور: "حكم حاكم الحكام الفخام أن ينبش جب على جادة الممشى، فيستقي منه الصادي والغادي". وكان واصل إذا أراد أن يقول أعوذ بالله القوي من الشيطان الرجيم، باسم الله الرحمن الرحيم، فإنه يقول: "أعوذ بالله القوي، من الشيطان الغوي، باسم الله الفاتح المنان".
وكان طبيعياً لدى معاصري واصل بن عطاء أن يجلوه ويكبروا فيه اقتداره ونبوغه، إذ انطوت مشاعرهم تجاهه على مزيج من الإعجاب والاستغراب. وقد عبر أحدهم عن ذلك بتساؤلات تنم على الدهشة والحيرة، إذ قال ([63]): " ... وكيف كان واصل يصنع في العدد، وكيف يصنع بعشرة وعشرين وأربعين؟، وكيف كان يصنع بالقمر والبدر، ويوم الأربعاء، وشهر رمضان. وكيف كان يصنع بالمحرم وصفر وربيع الأول وربيع الآخر وجمادى الآخرة ورجب ... ". وإذ ذاك تمثل أحد السامعين بقول الشاعر صفوان الأنصاري الذي سبق أن أشاد بنبوغ واصل:
ملقن ملهم فيما يحاوله = جم خواطره جواب آفاق
وكأن الرجل اكتفى بهذا الجواب المقتضب تجاه أسئلة السائل المتلاحقة، مشيراً إلى أن ما انطوى عليه واصل بن عطاء من موهبة كان من قبيل الإلهام، إذ ليس إلى تفسير العبقرية من سبيل.
والحق أن الإمساك بزمام اللغة، وامتلاك ناصية التعبير، مع البداهة والقدرة على الارتجال .... ، كل ذلك لا يستطيعه إلا من كان من أولي العزم. ومن قبل رأى سهل بن هارون ([64]): "أن سياسة البلاغة أشد من البلاغة".
ك ـ موقع لثغة واصل بن اللثغات:
والآن إذا تأملنا في ظاهرة اللثغ عند واصل بن عطاء، ورجعنا قليلاً إلى شعاب هذا البحث تبين لنا أن اللاثغين بمجملهم كانت لثغاتهم معروفة لدى الناس، هذا يلثغ بالسين فيلفظها ثاء، وذاك بالراء فيلفظها غيناً إلخ .... أي أن الحرف البديل المنطوق أو المقابل لدى الألثغ، وهو الثاء أو الغين أو اللام أو الياء ... ، كان معلوماً أيضاً ومسموعاً لدى الآخرين. ولذلك كانت الأحكام متعددة، وأحياناً متفاوتة تجاه اللاثغين واللاثغات، وقد تتراوح بين الاستهجان والاستحسان. وإلى ذلك تشير الأشعار الكثيرة في هذا الصدد على نحو جلي.
وعلى ذلك يواجهنا سؤال ملح تجاه نوع اللثغة التي كانت في فم واصل بن عطاء، هل كانت الراء لديه تنطق لاماً، أو كانت ياء، أو غيناً، أو ظاء .... ؟ إن ما بين أيدينا من معطيات في هذا الشأن ضئيلة، وقلما تسعفنا في تحديد نوع تلك اللثغة. والسبب في ذلك أن ابن عطاء نفسه أسقط الراء أصلاً من كل كلامه، ومن ثم لم يتح لأحد من معاصريه أن يسمع لثغته تلك قط، لحرصه الشديد فيما نقدر على تغييب هذا العيب لديه. وتبعاً لذلك كان من الطبيعي لدى الذين تناولوا أيضاً لثغة واصل في منثورهم ومنظومهم أن يغفلوا هذا الأمر لافتقادهم أحد طرفي المعادلة، فلم يحاولوا تبين ماهية تلك العلة عنده. وهذه حالة خاصة يكاد ينفرد بها واصل بن عطاء دون سائر اللاثغين. وآية ذلك أن جميع الذين خاضوا في هذه القضية، من شعراء وكتاب ومؤلفين، اكتفوا بأن قالوا إن لثغته كانت قبيحة أو مستهجنة. والجاحظ نفسه وصف ذلك بكلمات واضحة وشديدة عندما قال ([65]): "أنه ألثغ فاحش اللثغ ذو هجنة". كما وصف لثغته "بالقبح والشناعة". فهل يعني هذا أن لثغة واصل كانت الأسوأ بين اللثغات المعهودة، وأنه ربما كان ينطق الراء ياء أو ظاء؟ .... ولكن لثغته المفترضة هذه لا تسوغ وصف الجاحظ لها مرات عديدة بأشنع النعوت وأقبحها. وواقع الأمر أن ابن عطاء لم يكن يلثغ في الراء بهذه الصورة ولا بتلك ولا سوى ذلك مما عهدناه من أنواع اللثغات وصورها. وهي اللثغات الأربع في الراء التي تناولها الجاحظ، وهي الياء، والذال والظاء والغين. لقد لاحظ أبو عثمان بفطنته المعهودة أنه أمام لثغة لا كسائر اللثغات، وذلك من عدة وجوه، فرأى أن يفردها بالبحث ويخصها بالقول. فقد مهد لحديثه عن هذه اللثغة الغريبة بكلام
(يُتْبَعُ)
(/)
بالغ الأهمية، مفاده أن ثمة لثغات لدى البشر تغاير ما هو جار على ألسنة الآخرين، وأنها فيما يبدو نادرة الوجود بين الناس. وذكر أن من اللثغات ([66]): "شيئاً لا يصوره الخط، لأنه ليس من الحروف المعروفة، وإنما هو مخرج من المخارج، والمخارج لا تحصى، ولا يوقف عليها. وكذلك القول في حروف كثيرة من حروف لغات العجم، وليس ذلك في شيء أكثر منه في لغة الخوز. وفي سواحل البحر من أسياف فارس ناس كثير، كلامهم يشبه الصفير".
ثم يعمد الجاحظ إلى التخصيص بصدد ما نحن فيه، بعد أن يفرغ من الكلام على اللثغات، الأربع التي ذكرها فيقول ([67]): "وأما اللثغة الخامسة التي كانت تعرض لواصل بن عطاء ولسليمان ابن عدوي الشاعر، فليس إلى تصويرها سبيل ... وليست لها صورة في الخط ترى بالعين. وإنما يصورها اللسان وتتأدى إلى السمع ... ".
وبذلك يكون الجاحظ، بنفاذ رؤيته، قد جلا هذه المسألة، أو حسمها بصدد واصل بن عطاء بعد أن بدت لنا أول الأمر غائمة ... ومصداق هذا الرأي السديد أننا إذا حاولنا اليوم رصد كلام أحد من شعوب الشرق الأقصى من الصين أو كوريا أو فيتنام أو غيرهم، وعمدنا إلى تدوين ما يلفظه من حروف وكلمات وعبارات، فإننا قلما نخرج من ذلك بطائل، لأن رسم أشكال حروفنا مصطلحات تقابل مخارج وطرائق نطقنا، ولا تصلح إلا قليلاً لرسم حروف اللغات الأخرى وتصوير أصواتها.
وفي نهاية المطاف، واعتماداً على كل ما تقدم، بوسعنا القول: إن واصل بن عطاء أشهر اللاثغين بين الناطقين بالضاد ...
ل ـ خطبة كرم ملحم كرم:
على أن واصل بن عطاء ليس آخر اللاثغين، وإن كان أشهرهم في أمة العرب. فقد شهد امتداد عصر النهضة العربية الحديثة علماً لبنانياً رائداً، كان كاتباً وخطيباً، وصحفياً وقاصاً وروائياً ومؤلفاً هو كرم ملحم كرم ([68]). وكان هذا الأديب يلثغ بحرف الراء، ويلفظه غيناً. كما كان يتأذى من هذه الظاهرة لديه، ولا سيما أن اسمه ينطوي على راءين. وقد حرص على مواراة هذا العيب في أقواله وأحاديثه الإذاعية. ومما روي عنه أن صديقه الشاعر إلياس أبو شبكة ([69]) شاء أن يحرجه يوماً بمناسبة إزاحة الستار عن تمثال شاعر المهجر فوزي معلوف في زحلة وحفل تدشين مستشفى تل شيحا، حين طلب منه أن يلبي رغبة الحاضرين بأن يلقي خطبة في هذه المناسبة الخيرية، فما كان منه إلا أن سعى إلى المنبر بخطا واثقة تنم على قبوله التحدي، وألقى على الملأ كلمة أرتجلها، دون أن ترد خلالها كلمة فيها راء .. ([70]).
وكان يؤثر أن يعرف نفسه بأبو ملحم وأن يناديه الناس بذلك. كما كان يستبدل بكلمة مصر وادي النيل وبهارون الرشيد أبا الأمين أو أبا المأمون، وبالأمير بشير أبا سعدى ...
م ـ وظائف الراء في اللغات الأخرى:
وعلى هذا الصعيد من كثرة دوران الراء على ألسنة الشعوب يشكل مثلاً اقتران الراء واللام (لر) في اللغة التركية، مقطعاً من اللواحق Suffixes يشير إلى علامة الجمع: (أفندي، أفنديلر ... ).
وفي الألمانية تقترن الراء بالدال في المقطع در DER وهو بمنزلة السوابق Prefixes، فيشكل بذلك أداة التعريف في المذكر، وصيغة التذكير في الألمانية هي الأصل في هذا الصدد وهي أيضاً الأعم في مجمل الأسماء.
أما الفرنسيون ولا سيما أهل باريس، وهم من أشهر اللاثغين في حرف الراء في اللغات الحديثة، فإن لهذا الحرف R في لغتهم شأناً أكبر، إذ يلتصق بطائفة بالغة الكثرة في مفرداتهم أسماء وأفعالاً، ومعاجمهم مثل Larousse وأشباهه حافلة بذلك. وحرف الراء، كسائر حروف الفرنسية، صامت Consonne ولا بد أن يتلوه صائت Voyelle من مثل E, I, O, A. غير أن ما يعنينا الآن هو نوع محدد من السوابق Prefixes، وهو المقطع Re. وهنا يخرج عن نطاق بحثنا كل لفظ أساسي الحروف، أي المجرد الذي يبدأ بهذين الحرفين أصلاً مثل Repondre بمعنى أجاب، Regler بمعنى رتب، Rempir بمعنى ملأ. أما ما نحن بصدده فهو دخول هذا الحرف، أو المقطع Re على كلمة ما لتصبح مزيدة، أي بعد أن يضاف إليها السابق المراد Prefixes.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه السوابق التي تلتصق بأصل الألفاظ في اللغات اللاتينية بوجه عام وأيضاً بالإنكليزية، تكسب اللفظ عدة دلالات، وذلك على قاعدة "زيادة المبنى تقتضي زيادة المعنى". أهمها دلالة تكرار الفعل أو إعادته، مثل Relier أي إعادة الربط، Remarier أي الزواج ثانية. وقد يضيف السابق Re إلى أصل الكلمة معنى جديداً لم يكن فيها، كقولهم Retourner أي عاد ورجع، لأن الأصل المجرد Tourner يعني دار. وكذلك تعني كلمة Renaissance النهضة والانبعاث، إذ معنى المصدر في الأساس، أي Naissance هو الولادة. وفي أحيان أخرى أقل على هذا الصعيد يدل هذا المقطع Re على الضدية في مثل كلمة Reaction التي تعني الارتكاس أو ردة الفعل، مع أن أصل الكلمة المجردة Action يعني الفعل والعمل ...
كل ذلك يشير في العديد من اللغات، كالفرنسية والإنكليزية والتركية والألمانية وسواها، إلى الوظائف المتعددة لحرف الراء فيها.
ن ـ الراء في اللغة المحكية:
إن نظرية نشوء اللغة عند البشر الأولين من منطلق محاكاة الأصوات في الطبيعة، والتي استحسنها ابن جني ([71]) في كتابه "الخصائص"، قد تبدو صالحة لتعليل دلالات جانب من ألفاظ اللغة، ومن هذا القبيل دلالة صوت الراء.
إن هذه الراء كما وصفها اللغويون العرب قديماً وحديثاً، صوت مكرر مجهور، يحدث حين تتكرر ضربات اللسان على اللثة تكراراً سريعاً. ويبدو لنا أن هذا التكرار الصوتي على صعيد المبنى ينطوي على دلالة مقابلة على صعيد المعنى، إذ يفيد أيضاً التكرير أو الإعادة أو الاستمرار، أو ما كان من نحو ذلك. فكما دل المقطع Re أو السابق Prefixe في عدد من اللغات الأوروبية واللاتينية على تكرير الفعل وإعادته واستمراره، فإننا نجد هذه الظاهرة، على نحو ما، في العديد من الألفاظ العربية. فمادة "شرّ" أو "شرر"، كما تذكر المعاجم، تفيد الحركة والاستمرار والنشاط والشدة ... ، من ذلك: شرَّ الشيء أي عضه، وأشرَّ الشيء أظهره، وشرشره قطّعه، والشرير جانب البحر، وشرة الشباب نشاطه وعنفوانه، والشرر والشرار ما يتطاير من النار ... وبوسعنا أن نجد دلالات مشابهة في ألفاظ أخرى ترتكز أيضاً إلى الراء مثل: ثرّ، جرّ، خرّ، در، ذرّ، فر، كرّ، مرّ .... وكلها دلالات تشير إلى الحركة والنشاط والشدة والتواصل والتكرير والاستمرار ... ، ونحو ذلك مما يمتاز به حرف الراء من الوجهة الصوتية، سواء في العربية وفي اللغات الأخرى ...
وحين ينعطف الباحث إلى التدقيق في اللهجات العامية السائدة اليوم يلاحظ حضور حرف الراء في كثير من الأفعال الثلاثية المجردة، حيث لم يكن له وجود أصلاً في عداد حروفها. ومن هذه الأفعال: "فقع، فشخ، طبش، عرش، شبك، طبق، حكش، وخمش .... ، فالناس يحولونها إلى "فرقع، فرشخ، طربش، وتطربش، وعربش وتعربش، تشربك، طربق، تحركش، خرمش ... إلخ وهذا التحويل أو التحوير لا ينضوي تحت باب المترادف من الألفاظ، لأن الدلالة تختلف من حال إلى حال بحيث تفيد معنى الزيادة أو التكثير أو الشدة، أو نحو ذلك في الفعل المعدول، وذلك وفق المبدأ السائد في فقه اللغة، وهو أيضاً أن "زيادة المبنى تقتضي زيادة المعنى". ففعل فرقع يعني قوة الانفجار، وطربش يعني شدة التحطيم، وتعربش، وهو فيما نقدر من العرش وعلوه أو العريشة ويعني المضي في التسلق، وخرمشه زاد في خمشه وتجريحه. وتحركش به أي تحرش به وأثاره ... إلخ. وذلك كله يقابل دلالة صوت الراء على الحركة في مثل بعثر وقرزم ودحرج، وفي هذا الصدد مثلاً يتمحل بعض اللغويين فيرجعون دحرج الرباعي إلى فعين ثلاثيين معاص هما دحر/درج، وكلاهما أيضاً يتضمنان الراء.
وثمة زمرة أخرى من الألفاظ المشابهة، غير أنها في عرف الصرفيين من قبيل المجرد الرباعي، والراء فيها تبدو أصلية كباقي حروف الكلمة، بحيث لا يتبدى لنا بيسر أصل اشتقاقها ودلالاتها، وهي تنطوي أيضاً على دلالات خاصة في العربية المحكية وذلك بفضل وجود الراء ضمن حروفها، كوصف العامة لأحدهم بأنه "حربوق" أي ماهر نبيه كثير الحركة ويعرف من أين تؤكل الكتف. والأفعال في هذا الصدد عديدة كلها يفيد الحركة والكثرة والشدة والاستمرار أيضاً: مثل برطم، أي عبس وتجهمت سحنته، وفشخر أي تبجح وتفاخر، وبربر أي تكلم بألفاظ غير واضحة المعنى ولكنها تنم على التذمر والتوعد. ودربك أي رمى ودحرج. ودركل أي قذف بالآخر من الأعلى
(يُتْبَعُ)
(/)
ودحرجه إلى الأدنى. وفرتن الطفل إذا اشتد بكاؤه ولم يجنح للسكوت. وطفشر أي بدد ما لديه وأنفق دون حساب، ومثلها بحتر أي أسرف في الصرف، وعكس ذلك قرحط، أي بخل وقتّر. ومن ذلك مرمطه أي زاد في إرهاقه ومضايقته. وفرفش إذا تمتع بماله واغتنى وصار إلى نعمة. وكركب أي بعثر، ومثلها خربط وهما ضدان لرتب ونظم. وبربك بمعنى تصنع اللطف وبالغ في التزلف. وشرشحه أي أساء إليه وجعله مهزأة. وفركش: أبطل الاتفاق ونقض الأمور وخربها وفي هذا المعنى أيضاً فعل خربط. وكذلك يقولون برطش اللعبة أو الحفلة، إذا أخرجها عن نسقها وقطعها عن سياقها. وفركشه تعني عطله عن متابعة مشيه وجعله يتعثر. وتقول العامة بصدد طريقة أخرى في شرب الماء زرنق وزمرق أي شرب على نحو مغاير للعادة بحيث يسيل الماء من وعاء في الأعلى إلى حلقه. وسرسق تسرب. وبربع جسده أي تفقع وعلت مواضع من جلده. وبرجم الحديدة رأبها وثبتها بالمسمار والمطرقة. ونكرزه عمد إلى مضايقته بقدر من المداعبة والممازحة فيما يطلق عليه النكرزات. والبربسة ولا سيما عند النساء تعني الإفراط في النظافة إلى ما يقارب الهوس. وجردمه أي قص له شعر رأسه بشكل اعتباطي يشوه منظره. والخربشة أو الخربشات ما تخطه أيدي الأطفال من كتابات ورسوم رديئة ... وتفرعط الجمع إذا تشتت أفراده وتفرقوا سريعاً على غير هدى أو نظام. والدردشة الأحاديث العابرة المتبادلة بعيداً عن التركيز والعمق ... وطرمخ، ومنها تطرمه أي اشتد به الإعياء وكأنه ضرب على مخه أو قحف رأسه. وعربق ومنها تعربق الأمر، إذا اضطرب وتعقد وانتكث فتله.
وواضح أن هذه زمر لفظية يجمعها قاسم مشترك هو حضور الراء فيها جميعاً. ويلاحظ أنها في معظمها أفعال، أي أنها تفيد معاني الحدوث والفعل والحركة. وحرف الراء فيها، تبعاً لنطقه وكونه صوتاً مجهوراً مكرراً، فإن وجوده في اللفظ يزيده إيحاء بالحركة ودلالة على الحدوث، وذلك من منطلق محاكاة الصوت في الطبيعة، وآية ذلك كما هو معروف ألفاظ مثل خرير وزئير وشخير ... فهذا لإيحاء لا يتأتى بغياب الراء عن الأفعال فقع وطبش وخمش بل يتأتى بحضورها في الكلمة حين نقول: فرقع وطربش وخرمش .... وعلى هذا الغرار توحي الألفاظ المشابهة مثل: بربر وشرشح وخربط وطفشر بدلالات خاصة بفضل الراء فيها.
ولما كانت "اللغة ـ في البدء ـ أصواتاً يعبر به كل قوم على أغراضهم" وكانت بذلك تلبية لحاجات تعبيرية في حياتهم، من منطلق أن الحاجة أم الاختراع، فقد عمد الناس إلى إغناء لغتهم بالعديد من الألفاظ المستحدثة، ومن ثم حشوها ببعض الحروف المجهورة وذات النبر والتكرير، قاصدين بذلك ما يرمون إليه من دقة منشودة في التعبير عن غاياتهم والإفصاح عن أفكارهم. وكان أن هداهم حسهم السليم وفطرتهم الخالصة وذائقتهم المرهفة، إلى أن صوت الراء هو القادر على إبلاغهم مقصدهم، فارتضوه دون سائر الحروف، ومن حيث لا يقصدون، تبعاً لطبيعته الصوتية التكريرية ومن التكثيرية، وجعلوه في صلب جملة من الكلمات وجمهرة من الألفاظ.
ومجمل القول إن كل ما سبق وروده إنما هو مصداق لما كان يردده علماء العربية من أن الراء من أكثر الحروف دوراناً على ألسنة العرب. كما أن ذلك يشير في الوقت نفسه إلى تنوع وظائف هذا الحرف وتعددها، على نحو يشمل العديد من اللغات واللهجات عربيها وأجنبيها، وبذلك تتبدى الراء حرفً متميزاً له خصائصه ودلالاته دون سائر الحروف.
س ـ منزلة الراء في جذور الألفاظ العربية وقوافي الأشعار:
تعاظمت النزعة الإحصائية في الدراسات اللغوية الحديثة بفضل التقدم التكنولوجي الباهر واختراع أجهزة الحاسوب والكمبيوتر، فضلاً عن أجهزة التسجيل الصوتي وقياس الذبذبات وما إلى ذلك. وتمت معرفة أعداد مفردات اللغة وجذورها في آيات القرآن الكريم وفي مجموعة حسنة من معاجم العربية وكتب الأدب ودواوين الشعر العربي ([72]).
ويظهر إحصاء الجذور في معجم تاج اللغة وصحاح العربية للجوهري أنها "بلغت 5639 خمسة آلاف وستمئة وتسعة وثلاثين جذراً، وأن حرف الراء في هذه الجذور بلغ 1003 ألفاً وثلاث مرات، وهي النسبة العليا بين سائر الجذور، أي أن حرف الراء هو الأكثر وروداً في ألفاظ العربية قاطبة. يليه في ذلك حرف الميم 837 مرة، فالنون 818 مرة، فاللام 804 مرات" ([73]).
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي هذا الإحصاء تفصيل لما سبق أن أورده على نحو مجمل علماء العربية، وهو أن الراء من أكثر الحروف دوراناً على الألسنة.
وانبرى عدد من دراسي العربية لإجراء إحصاءات أخرى مهمة بصدد جذور ألفاظ العربية ([74])، وخلصوا إلى أن حرف الراء كان الأكثر عدداً، إذ بلغ 494 جذراً، يليه الميم 489، فاللام 462، فالباء 344، فالنون 344 إلخ ...
وفي دراسة إحصائية أخرى ([75]) للأشعار التي وردت في كتاب الأمالي لأبي علي القالي، وقد بلغ عددها 7254 قافية. كان روي الراء في طليعة القوافي كثرة، إذ بلغ 1084 ألفاً وأربعاً وثمانين. ثم اللام 985، فالدال 803، فالباء 775، فالنون 753، فالميم 708.
وإذا مضينا في هذا الصدد، وعلى صعيد آخر، في تتبع مواقع الراء لدى شعراء العربية، واستشهدنا بقوافي الأشعار التي أثروها في نظم قصائدهم تجلت أمامنا معطيات جديرة بالاهتمام.
وقد اخترت أربعة دواوين، لأربعة شعراء، في أربعة عصور تمثل مجمل عصور الأدب العربي، وذلك في سبيل رصد القوافي الأكثر وروداً في قصائدهم، بقصد تبين موقع روي الراء في قوافيهم. وهم زهير بن أبي سلمى ([76]) وأبو الطيب المتنبي ([77]) , وابن الوردي ([78])، والشاعر القروي ([79])، وذلك وفق الجدول التالي:
زهير
المتنبي
ابن الوردي
القروي
روي اللام 17
اللام 47
الراء 172
الراء 104
الراء 15
الميم 40
اللام 125
الدال 73
الميم 10
النون 35
النون 117
الباء 70
الباء 9
الباء 35
الباء 109
النون 58
الدال 34
النون 5
الدال 34
الدال 84
الميم 53
الهمزة 4
الراء 30
الميم 82
اللام 48
العين 2
القاف 13
القاف 60
العين 24
ويشير هذا الجدول الذي يرصد مجمل عدد قوافي الشعراء إلى أن حرف الراء يتبوأ المنزلة العليا في عدد القصائد لدى شاعرين من الشعراء الأربعة هما ابن الوردي والقروي، ويقع أيضاً في المنزلة الثانية في شعر زهير. وفي مقابل ذلك تبوأت اللام المنزلة العليا أيضاً لدى الشاعرين الآخرين، زهير وأبي الطيب، كما وقعت اللام في المنزلة الثانية لدى ابن الوردي. وهذا التقارب الشديد الذي بلغ مستوى التعادل بين قوافي اللام والراء مؤشر ذو شأن يسمح لنا، في قدر من التعميم بالاستدلال على أفضلية هذين الحرفين لدى شعراء العربية، بحيث يبدوان كفرسي رهان ضمن مجموعة حروف الذلق، وعلى صعيد اللسانيات بوجه عام.
وفي الوقت نفسه يبقى صوت الراء من أشيع الأصوات وأعلاها على ألسنة معظم الأمم كما هو شأنه في لغة العرب. وبسبب صعوبة نطقه كان اللثغ به متعدد الأوجه. كذلك، وللسبب نفسه، كان لفظه متعدد الأوجه أيضاً في كثير من لغات البشر، كما سبق تبيينه في صدر موضوعنا.
ع ـ الراء في النقود والعملات:
والآن، في نهاية المطاف قد يحسن بنا الآن أن نشير إلى ظاهرة لافتة للنظر، وهي حضور حرف الراء في غالبية أسماء العملات ووحدات النقود لدى كثير من دول العالم. وهذا من غريب المصادفات. ونود، بقدر من التتبع، أن نضع ذلك أمام القارئ في جدول يمكن أن يعد في ختام هذا البحث الصوتي اللغوي من قبيل الأحماض أو ما يشابه الإطراف، على عادة السالفين في بعض مجالسهم ومقالاتهم، وقد يعلل ذلك بأن هذه العملات كانت في الأصل معدنية تحدث عند تداولها رنة مضاعفة أو صوتاً مكرراً. فغلب على أسمائها هذا الصوت المكرر أي الراء. على أننا نكتفي في هذا الصدد بالإشارة إلى مدى تغلغل حرف الراء في كثير من لغات البشر ودورانه على ألسنتهم:
اسم العملة
اسم الدولة
برّ
ارتيريا
برغوث ([80])
عملة سورية في العهد العثماني
بوليفار
فنزويلا
بياستر
فيتنام الجنوبية
توغريك
منغوليا
دراخما
اليونان
دراغون
هاييتي
درهم
الإمارات العربية المتحدة، ليبيا، المغرب
دولار
الولايات المتحدة الأمريكية، كندا
دينار
الأردن، البحرين، تونس، الجزائر، العراق، الكويت
روبية
اندونيسا، باكستان، بانغلاديش، الهند
روبل
روسيا، أوكرانيا
رند
جنوب أفريقيا، بوتشوانا، ليسوتو
ريال
السعودية، قطر، اليمن
رينغيت
ماليزيا
سترلنغ
بريطانيا
سوكر
إكوادور
غروشن
عملة ألمانية قديماً
غواراني
باراغواي
غوردوبا
نيكاراغوا
غيلدر
هولندا
فرنك
فرنسا، بلجيكا، سويسرا
فيورنت
المجر
قرش
سورية، لبنان، مصر
قرقوف ([81])
دولة الخلافة العربية الإسلامية (قديماً)
كراون
النرويج
كراونر
الدانمارك
كروزيرو
البرازيل
(يُتْبَعُ)
(/)
كورونا
آيسلندا، تشيكيا، السويد
لامبيرا
هندوراس
لير
إيطاليا
ليرة
سورية، تركية، لبنان
مارك
ألمانيا (عملة سابقة)
ماركا
فلندة
نايرو
نيجيريا
يورو
دول الاتحاد الأوربي
المصادر والمراجع
الإبانة في اللغة ـ سلمة بن مسلم (العويتبي)، تحقيق الدكتور عبد الكريم خليفة، 1/ 84، مسقط، د. ت.
أبو علي القالي ومنهجه في البحث واللغة ـ الدكتور عمر الدقاق. منشورات دار الشرق ـ حلب 1977.
الحرف العربي بين الأصالة والحداثة ت حسن عباس، مجلة التراث العربي، العدد 42 ـ 43، كانون الثاني ـ نيسان، دمشق 1991.
أسد الغابة ـ عز الدين بن الأثير الجزري، ت محمد إبراهيم البنا. القاهرة 1973.
الأصوات اللغوية ـ الدكتور إبراهيم أنيس، مكتبة الأنجلو مصرية 1981.
الأصوات اللغوية ـ الدكتور كمال بشر. مكتبة الشباب، القاهرة 1987.
الأغاني ـ أبو الفرج الأصفهاني، الحياة، بيروت، د. ت.
الأمالي ـ أبو علي القالي، دار الكتب المصرية، القاهرة 1953.
البيان والتبيين ـ عمرو بن بحر الجاحظ، تحقيق عبد السلام هارون، التأليف والترجمة والنشر، القاهرة 1968.
تاج العروس ـ محمد المرتضى الحسيني الزبيدي ـ دار مكتبة الحياة ـ بيروت.
تذكرة النحاة ـ أبو حيان الأندلسي، تحقيق عفيف عبد الرحمن، مؤسسة الرسالة، بيروت 1986.
التطور النحوي للغة العربية ـ محاضرات برغشتراسر، مكتبة الخانجي، ط 2، القاهرة 1994.
الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري ـ آدم ميتز. ترجمة عبد الهادي أبو ربدة، 2/ 12، القاهرة 1947.
الخصائص ـ أبو الفتح عثمان بن جني، تحقيق محمد علي النجار، دار الكتب المصرية، 1952.
دراسة إحصائية لجذور معجم الصحاح (باستخدام الكمبيوتر) ـ الدكتور علي حلمي موسى، مطبوعات جامعة الكويت 1973.
ديوان أبي نواس ـ الحسن بن هانئ، تحقيق أحمد عبد المجيد الغزالي، مصر، 1953، وديوانه أيضاً تحقيق فاغنر ـ شولر، فسبادن، ألمانيا ـ 1982.
ديوان ابن الوردي ـ تحقيق الدكتور أحمد فوزي الهيب. دار القلم، الكويت 1986.
ديوان القروي ـ رشيد سليم خوري، وزارة التربية والتعليم، القاهرة 1961.
ذيل الأمالي والنوادر: أبو علي القالي، دار الكتب المصرية، القاهرة 1953.
رسالة يعقوب الكندي في اللثغة: تحقيق محمد حسان الطيان، مجلة مجمع اللغة العربية، المجلد 60، الجزء 3، دمشق، تموز 1985.
سر صناعة الإعراب ـ أبو الفتح عثمان بن جني، تحقيق مصطفى السقا ورفاقه، طبعة عيسى البابي الحلبي، القاهرة 1954.
سر الفصاحة ـ ابن سنان الخفاجي ـ شرح عبد المتعال الصعيدي، القاهرة 1969.
شرح ديوان زهير بن أبي سلمى ـ صنعة الأعلم الشنتمري، تحقيق الدكتور فخر الدين قباوة، المكتبة العربية، حلب 1970.
شذرات الذهب ـ ابن العماد الحنبلي، مكتبة القدسي، 1351هـ.
الصحاح في اللغة والعلوم ـ أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري، تصنيف نديم مرعشلي، بيروت 1974.
شرح رسالة الغفران ـ أبو العلاء المعري، بنت الشاطئ، عائشة عبد الرحمن، طبعة رابعة، دار المعارف، القاهرة 1950.
ظواهر عروضية من شعر حافظ إبراهيم ـ الدكتور محمد عبد المجيد الطويل، مجلة البيان، الكويت فبراير 2003.
العرف الطيب في شرح ديوان أبي الطيب ـ الشيخ ناصيف اليازجي، دار صادر، بيروت 1964.
العروض والقافية ـ الدكتور عبد الرحمن السيد، القاهرة 1964.
علم اللغة ـ الدكتور محمد السعران، دار الفكر العربي، القاهرة 1962.
علم اللغة العربية ـ الدكتور محمود فهمي حجازي، الكويت 1979.
العين ـ الخليل بن أحمد الفراهيدي، تحقيق الدكتور محمد مهدي المخزومي والسامرائي، دار الرشيد، بغداد 1983.
العين ـ مهدي المخزومي والدكتور إبراهيم السامرائي، ط 2، دار الهجرة، إيران 1989.
عيون الأخبار ـ أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، دار الكتب المصرية، 1924 ـ 1930.
الفرق بين الحروف الخمسة ـ أبو محمد عبد الله البطليوسي، تحقيق عبد الله الناصير، دار المأمون للتراث، دمشق 1984.
فن الإلقاء ـ الدكتور فاروق سعد، دار المعارف، الآفاق الجديدة، بيروت، 1985.
في علم الأصوات اللغوية وعيوب النطق ـ الدكتور البدراوي زهران، دار المعارف، القاهرة، 1994، الدكتور إبراهيم أنيس، القاهرة 1980.
القافية في العروض والأدب ـ الدكتور حسين نصار ـ دار المعارف، القاهرة 1980.
(يُتْبَعُ)
(/)
القاموس المحيط ـ مجد الدين الفيروزآبادي، مؤسسة الرسالة، بيروت 1987.
الكتاب ـ سيبويه أبو بشر عمرو بن عثمان، تحقيق عبد السلام هارون، الهيئة المصرية العامة للكتاب، سلسلة تراثنا، القاهرة 1975.
لفظ الأم وتجذر بنيته في لغات البشر ـ الدكتور عمر الدقاق، حولية كلية الإنسانيات والعلوم الاجتماعية، العدد السابع عشر. جامعة قطر 1994.
المدخل إلى علم اللغة ـ الدكتور محمد فهمي حجازي، مكتبة الأنجلو مصرية، القاهرة 1982.
المدخل إلى فقه اللغة العربية ـ الدكتور أحمد قدور، جامعة حلب 1992.
المذكر والمؤنث ـ تحقيق الدكتور عزة حسن، دار الشرق العربي ـ بيروت ـ حلب. د. ت.
المزهر في علوم العربية و أنواعها ـ عبد الرحمن جلال الدين السيوطي، شرح محمد أحمد جاد الموالى، مطبعة عيسى البابي الحلبي، د. ت.
المفصل في علم العربية ـ جار الله محمود بن عمر الزمخشري، شرح محي الدين عبد الحميد، القاهرة، د. ت.
موسوعة حلب المقارنة ـ م. خير الدين الأسدي، عناية محمد كمال، جامعة حلب 1984.
النخلة، (كتاب النخلة) أبو حاتم السجستاني، مجلة المورد، مج 14، بغداد، 1985م.
النكت في إعجاز القرآن ـ الرماني، ت محمد خلف الله ـ محمد زغلول سلام، دار المعارف، د. ت.
نوادر المخطوطات ـ تحقيق عبد السلام هارون، طبعة ثانية، عيسى البابي الحلبي 1392هـ.
همع الهوامع ـ جلال الدين السيوطي، تحقيق محمد بدر الدين النعساني، مطبعة السعادة، القاهرة 1327هـ.
الدوريات:
مجلة البيان، العدد 391، الكويت، فبراير 2003.
مجلة التراث العربي، العددان 42 ـ 43، كانون الثاني ـ نيسان، دمشق 1991.
مجلة الضاد، الأعداد 3 ـ 4، 1956، عدد أيلول 2003 حلب.
حوليات كلية الإنسانيات والعلوم الاجتماعية، جامعة قطر، العدد السابع عشر، 1415هـ ـ 1994م.
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) كتاب الأمالي، أبو علي القالي، 2/ 146، دار الكتب المصرية 1926.
([2]) كتاب النخلة، أبو حاتم السجستاني، تحقيق حاتم الضامن، تم نشره في مجلة المورد، المجلد الرابع عشر، العدد الثالث 126. بغداد 1405هـ، 1985م.
([3]) أسد الغابة، عز الدين بن الأثير الجزري، ترجمة أبو هريرة، 6/ 319، تحقيق محمد إبراهيم البنا، القاهرة 1973.
([4]) كتاب العين، 5/ 415، تحقيق المخزومي والسامرائي، دار الرشيد، بغداد 1982
([5]) موسوعة حلب المقارنة، مادة خير ـ خيل، 3/ 373، منشورات جامعة حلب 1984. الأسدي، مادة (دبس)، 4/ 24.
([6]) موسوعة حلب المقارنة، الأسدي، مادة (دبس)، 4/ 24 ..
([7]) موسوعة حلب المقارنة، الأسدي، 3/ 194.
([8]) موسوعة حلب المقارنة، الأسدي، 3/ 194.
([9]) ورد هذا البيت في البيان والتبيين، 1/ 65، وفي كتاب الحيوان، 6/ 207، وفي معاهد التنصيص، 1/ 12.
([10]) انظر سر صناعة الإعراب، 1/ 75.
([11]) النكت في إعجاز القرآن، 96، والمزهر، 1/ 193.
([12]) سر الفصاحة: ابن سنان الخفاجي، 66 ـ 67، 109.
([13]) ورد في البيان والتبيين، 1/ 57، طبعة لجنة التأليف 1948، أن الشاعر أبا رمادة طلق امرأته، كيلا تجيئه في رأيه بولد فيه لثغة مثل ما فيها ...
([14]) القاموس المحيط، مادة "لثغ"، وتاج العروس "لثغ" ...
([15]) رسالة يعقوب الكندي في اللثغة، تحقيق محمد حسّان الطيان. مجلة مجمع اللغة العربية. المجلد 60، الجزء 3، 515 ـ 532. دمشق 1406هـ، تموز 1985.
([16]) البيان والتبيين، هارون 1/ 3.
([17]) تاريخ آداب العرب، مصطفى صادق الرافعي، 1/ 160، القاهرة.
([18]) كتاب المذكر والمؤنث، 36، تحقيق عزة حسن، دار الشرق العربي، بيروت ـ حلب، د. ت.
([19]) كتاب الأمالي، أبو علي القالي، 1/ 5، وقد روى البيت: "وخير الحديث .... والبيان والتبيين، 1/ 147. وقد يكون للّحن في ذا البيت معنىً آخر
([20]) ديوان أبي نواس، الحسن بن هانئ، 25، تحقيق أحمد عبد المجيد الغزالي، مصر 1953.
([21]) ديوان أبي نواس، الحسن بن هانئ الحكمي. تحقيق: إيفالد فاغنر وغريغور شولر. منشورات جمعية المستشرقين الألمان، سلسلة النشرات الإسلامية، ج 20/ 4. دار النشر: فرانز شتاينز، فسبادن ـ ألمانيا 1982.
([22]) معجم الأدباء، ياقوت، 2/ 340.
([23]) الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري، آدم ميتز. ترجمة عبد الهادي أبو ربدة. 2/ 120، القاهرة 1947.
(يُتْبَعُ)
(/)
([24]) ديوان ابن الوردي، 401، تحقيق الدكتور أحمد فوزي الهيب، دار القلم، الكويت 1986.
([25]) البيان والتبيين، 1/ 34، عبد السلام هارون، القاهرة 1968.
([26]) أورد أبو الفرج أيضاً هذه الأبيات في كتابه "الأغاني" بصدد أخبار عمر بن أبي ربيعة، المجلد الأول، القسم الثاني، 136، دار مكتبة الحياة، د. ت.
([27]) يبدو أن الجاحظ لم يغفل عن ذلك، بل عمد إلى الكلام على اللثغة باللام في موضع آخر ضمن فقرة خاصة، معتبراً اللام كالراء من حيث تعرضهما لهذا العيب اللساني أي اللثغ.
([28]) المذكر والمؤنث، 36، تحقيق عزة حسن. جدار الشرق العربي، بيروت ـ حلب، د. ت.
([29]) الكتاب، تحقيق هارون، 4/ 136، الهيئة المصرية العامة للكتاب.
([30]) الأصوات اللغوية، أنيس، 218.
([31]) البيان والتبيين، 1/ 15.
([32]) البيان والتبيين، 1/ 15.
([33]) البيان والتبيين، 1/ 46.
([34]) لم أجد هذه الأبيات في ديوان أبي نواس، وقد أوردها الدكتور فاروق سعد في كتابه: فن الإلقاء، ص 214، دار الآفاق الجديدة، بيروت 1985، ولم يشر إلى مصدرها. وقد أرشدني إليها الدكتور صلاح كزارة جزاه الله خيراً.
([35]) موسوعة حلب المقارنة، "مادة الراء"، 4/ 123.
([36]) لم أتبين صحة ما ذهب إليه الأسدي في هذا الصدد حين أمضيت بضعة أيام في مدينة الموصل وجامعتها، على أني تبينت قدراً من التشابه بين حلب والموصل في أمور متعددة كالعبارات والأمثال والعادات والتقاليد .....
([37]) ديوان ابن الوردي، تحقيق الدكتور أحمد فوزي اللهيب، 171، الكويت 1986
([38]) في ديوان ابن الوردي 172 نقرأ قوله أيضاً بذم، فيما يبدو، قاضياً ألثغ:
أضحى يصول على الفصاح بلثغة = منهوكة مهتوكة تستعظم
عجباً لهم كيف ارتضو لمثلنا = حكماً، أما سمعوه إذ يتكلم
([39]) ديوان ابن الوردي، 403، الكويت 1986.
([40]) يقال: بغّ الدم أي هاج. وهنا ثارت مشاعر الحسد في نفسه.
([41]) انظر تفصيل ذلك في كتاب "المدخل إلى فقه اللغة العربية، الدكتور أحمد محمد قدور، 116 فما بعد، منشورات جامعة حلب 1991.
([42]) مدخل إلى علم اللغة، حجازي 1969 ..
([43]) الأصوات اللغوية، أنس 218.
([44]) أتيح لي أن أوفد في خريف عام 1979 إلى معهد اللغات في الصين لتأهيل دراسي اللغة العربية المرشحين للعمل مستقبلاً في البلاد العربية بصفة ملحقين ثقافيين وتجاريين أو مترجمين مصاحبين للوفود الطبية وللمعارض الاقتصادية، وغير ذلك من المهمات ...
([45]) قلما تورد المعاجم جمعاً للمفرد ألثغ، وقد تبين لي بعد البحث أن ألثغ تجمع على لثغ، ضم فسكون، على غرار أزرق زرق، وأعمى عمي، فأجزت لنفسي قياساً قد لا يكون صحيحاً، فقلت لثغان، على غرار سود وسودان وعمي وعميان ثم طرشان وعوران وخرسان وعرجان وقرعان ... ولا سيما أن وزن (فعلان) يدل في الغالب على آفة أو عاهة أو عيب دائم ... وهذا الجمع يلبي حاجة الباحث فضلاً عن أنه يوافق الصيغ العربية.
([46]) البيان والتبيين، 1/ 16.
([47]) عمد بشار بن برد إلى ذم واصل بعد أن أ"نب في الثناء عليه، وشبه طول عنقه بطول عنق النعامة والزرافة.
([48]) هو أبو حذيفة الملقب بالغزال. ولقد بالمدينة المنورة سنة 80هـ. وتوفي في البصرة سنة 131هـ. نزح إلى العراق ولزم شيخه الحسن البصري، ولكنه اعتزل مجلسه بعد ذلك لخلاف في الرأي، وغدا بذلك رأس المعتزلة.
([49]) البيان والتبيين، 1/ 14 فما بعد.
([50]) البيان والتبيين، 1/ 24.
([51]) وردت الخطبة في "نوادر المخطوطات"، 1/ 134، تحقيق عبد السلام هارون. الطبعة الثانية، البابي الحلبي، مصر 1392هـ. والخطبة محفوظة أيضاً في مكتبة مدرسة النبي شيث بالموصل. انظر مخطوطات الموصل، ص 108. ومن الغريب أن يسهو الجاحظ عن إيراد خطبة واصل في كتابه "البيان والتبيين" على كثرة ما عني بالكلام عليها وعلى موهبة صاحبها.
([52]) البيان والتبيين، 1/ 24.
([53]) انظر عيون الأخبار، 2/ 246، 247. دار الكتب المصرية، 1924، 1930.
([54]) البيان والتبيين، 1/ 32.
([55]) هو عبد الله بن عمر بن عبد العزيز والي العراق الذي دعا الخطباء إلى مجلسه ...
([56]) الشكد: الجزاء والعطاء.
([57]) كتاب الأغاني، الأصفهاني، مج 2، ق 2، 117/ 118، دار مكتبة الحياة، بيروت لبنان. البيان والتبيين، 1/ 24.
([58]) البيان والتبيين، 1/ 17.
(يُتْبَعُ)
(/)
([59]) البيان والتبيين، 1/ 21 ـ 22.
([60]) البيان والتبيين، 1/ 16.
([61]) البيان والتبيين، 1/ 16 ـ 17، والمشنف الذي لبش الشنف وهو بالفتح، أي القرط في أعلى الأذن.
([62]) شذرات الذهب، ابن العماد الحنبلي. حوادث سنة 1312هـ، مكتبة القدسي. مصر 1351هـ.
([63]) البيان والتبيين، 1/ 22.
([64]) البيان والتبيين، 1/ 197.
([65]) البيان والتبيين، 1/ 14 ـ 15.
([66]) البيان والتبيين، 1/ 34.
([67]) البيان والتبيين، 1/ 36.
([68]) ولد كرم ملحم كرم سنة 1903 في بلدة دير القمر. اشتهر بمجموعته الروائية ألف ليلة وليلة، وعرف بغزارة إنتاجه القصصي والروائي، توفي سنة 1959.
([69]) شاعر لبناني برع في شعره بتصوير المتع والمباهج والملذات، وأطلق عليه بعض النقاد لقب بودلير العرب.
([70]) مجلة الضاد، بقلم عبد الله يوركي حلاق، العددان 3 ـ 4، ص 102، حلب 1956، وأيضاً مجلة الضاد عدد أيلول 2003.
([71]) الخصائص، 1/ 46 ـ 47.
([72]) انظر على سبيل المثال كتب الدكتور عبد الرحمن السيد، العروض والقافية، والدكتور إبراهيم أنيس، موسيقى الشعر، والدكتور حسين نصار، القافية في العروض، والدكتور على حلمي موسى بصدد معجم الصحاح. والدكتور محمد عبد المجيد الطويل شعر حافظ إبراهيم ... إلخ.
([73]) دراسة إحصائية لجذور معجم الصحاح (باستخدام الكومبيوتر). الجدول 3، ص 55، الدكتور علي حلمي موسى. مطبوعات جامعة الكويت 1973.
([74]) انظر مجلة "البيان" العدد 391، فبراير 2003، دارسة الدكتور محمد عبد المجيد الطويل.
([75]) العروض والقافية، الدكتور عبد الرحمن السيد، 101 .....
([76]) شرح ديوان زهير بن أبي سلمى، صنعة الأعلم الشنتمري، تحقيق الدكتور فخر الدين قباوة. المكتبة العربية، حلب 1970.
([77]) العرف الطيب في شرح ديوان أبي الطيب، شرح ناصيف اليازجي، جزءان دار صادر، بيروت 1964.
([78]) ديوان ابن الوردي، تحقيق الدكتور أحمد فوري الهيب، دار القلم، الكويت 1986.
([79]) ديوان القروي، رشيد سليم الخوري. وزارة التربية والتعليم، القاهرة 1961.
([80]) كان الناس يلفظونها "برغود" وهي عملة معدنية صغيرة القيمة.
([81]) القرقوف، وحدة نقود صغيرة كانت في عهد الدولة العباسية، وهي تقل عن الدرهم قيمة. وقد ذكرها أبو العلاء المعري في رسالة الغفران، ص 262، بصدد محاولة ابن القارح دخول الجنة، إذ قال: "فلما صرت إلى باب الجنة قال لي رضوان: هل معك جواز؟ فقلت له: لا. فقال: لا سبيل إلى الدخول إلا به". عندئذ طلب ابن القارح الدخول بضع خطوات ليحصل على ورقة صفصاف من شجرة بباب الجنة، ثم يعود بها ويسجل عليها الإذن المراد أو التأشيرة المنشودة. غير أن رضوان خازن الجنة قال له بحزم: "لا أخرج شيئاً إلا بإذن من العلي الأعلى ... " حينئذ قال ابن القارح في نبرة يائسة: أنا لله وإنا إليه راجعون، ثم قال وكأنه يشكو من تشدد رضوان: لو أن للأمير أبي حمزة المرجّى خازناً مثلك ما وصلت أنا ولا غيري إلى قرقوف من خزانته".
المصدر:
مجلة التراث العربي-مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب-دمشق العدد 104 السنة السادسة والعشرون - كانون الأول 2006 - ذو الحجة 1427
ـ[هشام الشويكي]ــــــــ[08 Mar 2010, 12:33 ص]ـ
هل هناك كتاب يتحدث عن الماءات في القرآن موجود أستطيع أن أنزله .... وأخص بالذكر (غاية البيان في معرفة ماءات القرآن للجعبري) لأني أحقق مخطوط الكفاية في ماءات القرآن .... فرجائي إرشادي إليه ..... وجزى الله الجميع خير الجزاء.(/)
كيف نتعامل مع القراءات القرآنية لعبد الحليم بن محمد الهادي قابة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Dec 2009, 06:14 م]ـ
كيف نتعامل مع القراءات القرآنية
للباحث الجزائري عبد الحليم بن محمد الهادي قابة
مدخل:
لا يخفى على المسلم وهو يتعامل مع القرآن الكريم ويتلوه ويتدبّره، أنَّ للقرآن قراءاتٍ بديعةً نزلت من السماء يؤدّى بها اللفظُ الواحد، فيتنوع اللفظ، وتتعدد نبراتُ الأصوات به؛ بل تتعدد به المعاني الربانية، وتتضح بها الأحكام الشرعية، فكان تعدد القراءات بذلك بمنزلة تعدد الآيات مع انسجام عجيب وتكامل غريب واتساق فاتن وتحقق بها كمال الإعجاز مع جمال الإيجاز.
وما زال الله يتحدى الإنس والجن على أن يأتوا بمثله أو بعشر سُور من مثله أو بسورة من مثله، وسيظلّ هذا التحدي قائماً حتى قيام الساعة لكي لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل.
ـ كما لا يخفى أيضاً أن الله تكفل بحفظ كتابه بنفسه، فحُفظ على وجه التمام والكمال بآياته وكلماته، وبحروفه وحركاته، بل بطريقة أدائه ومختلف قراءاته.
ووصلنا كما أنزله الله ونقل الخَلَفُ عن السلف كيفية النطق بكلماته وأداء آياته كما سُمعت من رسول الله (ص) الذي سمعها ـ بدوره ـ من جبريل ـ عليه السلام ـ عن رب العزة سبحانه وتعالى.
كما لا يخفى ـ أيضاً ـ أنه ما كتاب خُدم وتفرعت من خدمته علوم شتى مثل القرآن، حتى لا يكاد يُستطاع حصر ما كتب عنه وعن علومه.
وإن من هذه العلوم علم القراءات الذي عُني بنقل القرآن وكيفيات أداء كلماته وآياته كما سيأتي معنا بيانه، وهو علم عظيم سنمهِّدُ ببعض ما يتعلق به قبل أن نصل إلى ما نريد من بيان كيف يتعامل المسلم مع تنوع القراءات التي حُفظت معه، ويخشى من سوء الفقه لها أو سوء التعامل معها أن يوصل إلى سوء الأدب مع الله أو سوء الظن به والعياذ بالله.
لذلك خصصت هذه الصفحات لجمع مع ذكره أهل العلم مما يصلح أن يدرج تحت هذا العنوان مع شيء من التحقيق والتدقيق والزيادة والإفادة جرأنا عليه ما أكرمنا الله به من الاهتمام بهذا العلم رواية ودراية مما نرجو أن يقبله الله منا وأن يبارك لنا وللأمة فيه.
تعريف علم القراءات:
عرفه ابن الجزري (1) بقوله: (علم بكيفية أداء كلمات القرآن واختلافها معزوّاً لناقله) (2).
وعرفه ساجقلي زادة (3) بقوله: (هو علم مذاهب الأئمة في قراءات نظم القرآن) (4).
وعرفه الزركشي (5) بقوله: (القراءات اختلاف ألفاظ الوحي في كتابة الحروف أو كيفيّتها من تخفيف وتثقيل وغيرها) (6).
وهناك تعريفاتٌ كثيرة قديماً وحديثاً بعضها دقيق وصحيح وبعضها لأهل العلم عليه اعتراضات، ولكنها جميعاً تجتمع على أن علم القراءات هو:
(العلم باختيارات الناقلين لكتاب الله عز وجل مما رووا عن رسول الله (ص) في كيفيات أداء الكلمات القرآنية اتفاقاً واختلافاً) (7).
وهو التعريف الذي يوصل إليه النظر في مجموع التعريفات وإخضاعها للموازين العلمية والشروط المنطقية المشترطة في الحدود والتعريفات (8).
نشأته وتطوره:
ـ الصواب الذي لا يصح غيره أن علم القراءات بدأت مادته الأولى مع نزول القرآن على قلب رسول الله (ص) وتبليغه إياه للناس متلوّاً مرتلاً كما أراد الله على أكمل أداء وهو أداء رسول الله (9) (ص).
ـ وتأكدت برخصة الأحرف السبعة وظهور عدة وجوه ولغات في الكلمة الواحدة والتركيب الواحد (10).
ـ وتميزت بظهور ملازمة بعض الصحابة هذه الأحرف والوجوه، إما لأنه لم يتلق غيرها، وإما لأنه اختارها من مجموع ما سمعه من مصدرها بناء على أن من قرأ بحرف منه فقد أصاب (11) وكانت هذه الملازمة سبباً في نسبة بعض الوجوه إلى بعض الصحابة دون بعض كما قيل: حرف أبيّ، وحرف ابن مسعود وهكذا (12).
وانتشرت على نطاق واسع بإقراء الصحابة بعضهم بعضاً وإقراء التابعين ثم انتشارهم في الآفاق لإقراء الأمم وقيادتهم بالقرآن (13).
ـ ثم تسلسلت عملية الإقراء وتعليم القرآن بقراءاته أو أحرفه النازلة والمحفوظة التي لم تنسخ، حتى كثر القرّاء كثرةً لا حصر لها، ابتداءً من عصر التابعين، فكتب الله أن يبدأ منذئذ تميز بعض الأئمة الأتقياء، الذين اجتمعت عليهم كلمة الأمة، وارتضت اختياراتِهم، وتلقوا عنهم القرآن غضّاً طريّاً كما أنزل (14).
(يُتْبَعُ)
(/)
وتناقلت الأجيال قراءاتهم خلفاً عن سلف إلى يومنا، ولا زالت راية الإقراء مرفوعةً في أغلب الأمصار، ثم عصر تدوين هذا العلم بدأ مع نهاية القرن الأول الهجري كما قيل (15).
واستمر إلى يومنا هذا بشكل منقطع النظير.
أهم مراجعه:
كتب في علم القراءات كثيرون من قديم الزمان، فقد قيل: إن أول من ألف فيه يحيى بن يعمر (16) (المتوفى سنة 129هـ) واشتهر أن أبا عبيد القاسم بن سلام ألف فيه مرجعاً مهماً، ولكنه لم يصلنا (17) وذُكر أن القراء البدور المشهورين ألّفوا فيه أيضاً، ولكن شيئاً من ذلك لم يصلنا.
وأهم ما وصلنا كتاب السبعة لابن مجاهد المشهور أنه مسبّع السّبعة، ثم تطور التأليف حتى صار حصرُ ما ذكرته كتب التراجم متعسر، بل متعذر، وإنما هناك مدوناتٌ تعدُّ مفاصلَ في مسار تطور علم القراءات منها:
1 ـ التيسير لأبي عمرو الداني (18).
2 ـ حرز الأماني (النظم المشهور بالشاطبية) للإمام الشاطبي (19).
3 ـ النشر في القراءات العشر لابن الجزري.
4 ـ طيبة النشر التي نظم فيها ما ضمّنه النشر لابن الجزري.
5 ـ الدرة المضيئة في القراءات الثلاث لابن الجزري أيضاً.
وكلها مطبوع متداول، وعليها يُبنى أمر الإقراء في العالم كله.
وهناك كتب أخرى مشهورة، ولكنها دون سابقاتها، أذكر منها:
1 ـ جامع البيان لأبي عمرو الداني (20).
2 ـ غيث النفع للصفاقصي (21).
3 ـ اتحاف فضلاء البشر للدمياطي (22).
4 ـ البدور الزاهرة لعبد الفتاح القاضي (23).
ولا ننسى شروح الشاطبية وهي كثيرة جداً مما لا يستغنى عنها:
فتح الوحيد للسخاوي (24)، إبراز المعاني لأبي شامة (25)، سراج القاري لابن القاصح (26)، سراج القاري للضبَّاع (27).
ولعل من أيسر المراجع في عصرنا البسط في القراءات العشر لسمر العشّا، وهو كتاب مرتب جامع جميل، يوصل إلى الغاية من أقرب سبيل.
كيف نتعامل مع القراءات:
بعد أن استقر أمرُ الأمة على قراءة القرآن بالقراءات العشر ورواياتها المشهورة، مما لا يسعُ المجالَ هنا لتفصيل القول فيه، وحسبُنا أن نذكرَ بأن الإجماع حاصلٌ على أنه لم يحفظ من القراءات المتواترة والثابتة إلا ما روى عن القرّاء العشرة (28) دون غيرهم، وأن ما زاد على ذلك شاذٌّ لا يثبت به قرآنٌ.
بعد استقرار الأمّة على ذلك واجتماع الكلمة على هذه الهداية قد يحتار الإنسان في بعض ما يتعلق بها، وكيف يتعامل مع خلافاتها ولا محالة، سيحتاج إلى شيء من فقه التعامل مع القراءات وهو ما خصصنا له هذه الصفحات، مستعينين بالله، وسالكين منهجَ التبسيط وحسن العرض والله ولي التوفيق.
أولاً: وجوب قبول ما ثبت منها وحرمة إنكاره ورده وعدّه قرآناً نازلاً من السماء، لأنها نقلت إلينا بشكل قاطع عن الصادق المصدوق مبلِّغاً إياها عن ربه عز وجل، فهي وحقيقة القرآن لا ينفكان عن بعضهما البعض، فلا قرآن إلا وهو يتلى على قراءة من القراءات الثابتة عن رسول الله (ص)، ولا فرق بين قراءة وأخرى، فلا يحل إعمال إحداها وإهمال باقيها.
قرر هذا المعنى ابن الجزري رحمه الله حين قال: «وكل ما صحَّ عن النَّبيّ (ص) من ذلك فقد وجب قَبوله، ولم يسع أحد من الأمة ردّه، ولزم الإيمان به، وأن كله منزَّلٌ من عند الله، إذ كل قراءة منها مع الأخرى بمنزلة الآية مع الآية، يجب الإيمانُ بها كلها، واتباع ما تضمنته من المعنى علماً وعملاً ولا يجوز ترك موجب إحداهما لأجل الأخرى، ظناً أن ذلك تعارض» (29).
ثانياً: وجوب المحافظة عليها وتعليمها وجوباً كفائياً، لكي لا يضيعَ شيءٌ من كلام الله الذي أنزله لهداية البشرية، وذلك لا يتم إلا بالمحافظة على سنة الإقراء والأخذ عن الشيوخ المتصل سندُهم بالعدول إلى رسول الله (ص)، وكذلك لضمان بقاء تواتر ما وصلنا بالتواتر من كيفيات وقراءات وإن قل من يقرأ بها الآن كبعض الإمالات والإدغامات ونحو ذلك.
قرّر بعض ما ذكرتُه الإمام البغوي (30) في أو تفسيره المشهور فقال: «ثم إن الناس كما أنهم متعبدون باتباع أحكام القرآن وحفظ حدوده، فهم متعبدون بتلاوته وحفظ حروفه على سنن خط المصحف الإمام الذي اتفقت الصحابة عليه، وأن لا يجاوزوا فيما يوافق الخط عما قرأ به القراء المعروفون، الذين خلفوا الصحابة والتابعين، واتفقت الأمة على اختيارهم» (31).
ثالثاً: ضرورة التمييز بين القراءات الثابتة وغيرها من القراءات الشاذة والضعيفة والموضوعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو أمرٌ سهلٌ علينا الآن، بعد أن بذل سلفُنا المُهجَ، وذاقوا الأمَرّين، حتى حفظوا لنا المحفوظ وميّزوه عن غيره، وفرغوا من ذلك من زمن بعيد، واستقرت الأمةُ على قراءات عشرة برواياتها العشرين، لم يخرج شيءٌ من القرآن المتواتر بقراءاته عنها، وهذا التمييز ضروري جداً، لأن القراءات الثابتة لها حكم القرآن، أما غيرها فلا، وشتان بين كلام الله وما لم يثبت أنه كلام الله، وقصارى ما يستفاد من القراءات الخارجة عن العشر إذا لم تكن ضعيفة أو موضوعة أن يستفادَ منها في اللغة والإعراب وفي التفسير والاستنباط، وهذا أمر مبسوط في مبحث القراءات الشاذة في كتب القراءات خاصة وعلوم القرآن عامة (32) وأطروحات خاصة بها.
رابعاً: ضرورة التفريق بين مصطلح القراءات السبع، والأحرف السبعة، لأن الخلط بينهما جهالة وقع فيها بعض العوام من قديم الزمان، ونبه عليها كثير من العلماء الأعلام.
فالأحرف هي الأوجه أو اللغات التي نزل عليها القرآن تيسيراً على الأمة ومراعاة لسنّة التدرج مع أصحاب اللغات العربية وتنوعها حتى تراض ألسنتهم ويتعودوا شيئاً فشيئاً على أفصح اللغات وهي لغة قريش، لغة رسول الله (ص)، ولحكم أخرى معلومة وميسورة لمن أرادها.
أما القراءات السبع: فهي اختيارات سبعة قراء اجتمعت الأمة على اختياراتهم وذكرهم ـ أولاً ـ ابن مجاهد في كتابه السبعة في القرن الرابع الهجري.
وهي بمجموعها جزءٌ مما حفظه الله من هذه الأحرف ولم ينسخها، أو من حرف واحد على رأي آخر مرجوح، فلا يصح بحال أن يقال بالترادف بينهما، بل الصواب الذي لا يصح سواه أن بينهما عموماً وخصوصاً مطلقاً، فالأحرف أعمُّ من كل وجه، والقراءاتُ أخص من كلِّ وجه.
ومن أقوال أهل العلم في ذلك كلام أبي شامة المقدسي، حيث قال: «ظنَّ قومٌ أن القراءات السبع الموجودة الآن هي التي أريدت في الحديث، وهو خلاف إجماع أهل العلم قاطبة، وإنما يظن ذلك بعض أهل الجهل» (33).
خامساً: الانتباه إلى أن نسبة القراءة إلى القارئ لا تعني أنه ابتدعها وأنها منه صدرت كما زعم ذلك بعض المنحرفين أو بعض المخطئين، وإنما قُصارى ما تعنيه هذه النسبةُ أنها اختياره من مجموع ما رواه وتلقاه، فلزمه وقرأ به وأقرأ الناس به حتى عُرف به أو اشتهر به فنسب غليه لا أكثر من ذلك ولا أقل.
وقد تواردت عباراتُ أهل العلم لتقرير هذا المعنى وإزالة هذا الإيهام، فمنهم ابن الجزري حين قال: «ونعتقد أن معنى إضافة كل حرف من حروف الاختلاف إلى من أضيفت إليه من الصحابة وغيرهم إنما هو من حيث إنه كان أضبط له، وأكثر قراءة وإقراءً له، وملازمة له، وميلاً إليه، لا غير ذلك، وكذلك إضافة الحروف والقراءات إلى أئمة القراءة ورواتهم المراد بها: أن ذلك القارئ وذلك الإمام اختار القراءة بذلك الوجه من اللغة حسبما قرأ به، فآثره على غيره، ودوام عليه ولزمه حتى اشتهر وعرف به، وقصد فيه، وأُخذ عنه، فلذلك أضيف إليه دون غيره من القراء، وهذه الإضافة إضافة اختيار ودوام ولزوم، لا إضافة اختراع ورأي واجتهاد».
سادساً: اعتقاد أن القراءات الثابتة منسجمة كل الانسجام وأن الخلاف بينهما خلاف تنوع لا خلاف تضاد، فما من قراءة إلا ولها فائدةٌ قد لا تكون في غيرها، لذلك نقطع بانتفاء خلاف التضاد بين القراءات الثابتة، فليس في بعضها تحليل لما تحرمه الخرى ولا نفيُ لما تثبته الأخرى، وإنما فيها بعضها زيادة فائدة أو بيان لإجمال أو تقييد لمطلق أو تخصيص لعام كما سبق بيانه، وقد قرّر هذا المعنى بوضوح الصحابيُّ الجليل عبدا لله بن مسعود رضي الله عنه حين قال: «لا تختلفوا في القرآن ولا تنازعوا فيه، فإنه لا يختلف ولا يتساقط وأمر الله فيها أحد، ولو كان من الحرفين حرف يأمر بشيء ينهى عنه الآخر، كان ذلك الاختلاف، ولكنه جامع ذلك كله .. ، ومن قرأ على قراءة لا يدعها رغبة عنها، فإنه من كفر بحرف كفر به كله» (34).
ذكر هذا الأثرَ ابنُ الجزري وعلّق عليه بقوله: «وإلى ذلك أشار النبيُّ (ص) حيث قال لأحد المختلفين: (أحسنت)، وفي الحديث الآخر: (أصبت)، وفي الآخر: (هكذا أنزلت)، فصوَّب النبي (ص) قراءةَ كل من المختلفين، وقطع بأنها كذلك أنزلت من عند الله» (35).
(يُتْبَعُ)
(/)
سابعاً: عدم اتخاذها ذريعةً أو أداة للمراء والجدال في القرآن، وقد تقرّر بوضوح أنها كلّها (36) من عند الله، وقد قال سبحانه في القرآن: ?أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً? [النساء: 82].
ولأنَّ الأمرَ كذلك، فالقطع حاصلٌ بأن الحروف والقراءاتِ لا تتعارض، وإنما تتنوَّعُ لحِكَم عديدة ستأتي الإشارةُ إلى بعضها.
وبناء على هذا القطع فُهم المرادُ من كلام رسول الله (ص): (المراءُ في القرآن كفر) (37) وغيره مما حام حول هذا المعنى مثل حديث: (فإنّ من كان قبلكم اختلفوا فأهلكهم) (38) الذي قاله رسول الله (ص) تعقيباً على تصويبه اختلاف القراء.
ثامناً: عدم تصور أن اختلاف القراء كاختلاف الفقهاء، فقد يسبق إلى الذهن بحكم شيوع الكلام على الخلاف بين الفقهاء وأسبابه، وكيفية التعامل معه أن الخلاف بين القراء كالخلاف بين الفقهاء، وبين الخلافين بوْنٌ شاسع، والانتباه إلى الفرق بينهما أمر نافع.
فقد قرر أهل العلم أن اختلاف القراء كله حقٌّ وصواب، نزل من عند الله لا شك فيه، واختلاف الفقهاء اختلافٌ اجتهاديٌّ، والحق في نفس الأمر واحد، فكل مذهب بالنسبة إلى الآخر صواب يحتمل الخطأ، وكل قراءة بالنسبة إلى الأخرى حق وصواب في نفس الأمر» (39).
فخلاف القراء خلاف في الاختيار أما الفقهاء فخلافهم في الاجتهاد والاستنباط، وخلاف القراء في أداء الكلمات القرآنية، أما الفقهاء فخلافهم في الأحكام الشرعية العملية.
وبإجمال يمكن القولُ: شتان بين خلافين أحدهما خلاف تنوُّع (وهو خلاف القراء)، والآخر خلافُ تضادٍّ (وهو خلاف الفقهاء) (40).
تاسعاً: القراءة بها جميعاً إن أمكن، لأنّ الكلّ قرآن، وهي بمجموعها ما أراد الله حفظه من كيفيات لأداء كلامه، فالاقتصار على بعض دون بعض مع القدرة حرمان من بعض ما أنزل الله، وفي استيفاء جميعها استيفاءُ لجميع ما أنزل الله، وهذا طبعاً على سبيل الاستحباب والأفضلية، وإلا فإنّ كلَّها شافٍ كافٍ (41) فإذا قرأ الإنسان ببعضها دون سائرها فلا إثم عليها ولا حرج بل هو مثاب مأجور؛ وإنما المقصود أن من استوفى الجميع أتى بالكمال والأفضل وأجره لا محالة سيكون أكثر.
ذكر هذا المعنى الزركشي في البرهان حين قال: «يستحقُّ استيفاءُ كلِّ حرف أثبته قارئ، قال الحيمي (الحليميُّ (42)» كما في الإتقان) (43) هذا ليكونَ قد أتى على جميع ما هو قرآنٌ، فتكون ختمة أصح من ختمة إذا ترخَّص بحذف حرف أو كلمة قرئ بهما.
ألا ترى أن صلاة كل من استوفى كل فعل امتنع عنه كانت صلاتُه أجمع من صلاة من ترخص فحذف منها ما لا يضر حذفه (44).
عاشراً: الاحتياط عند تلاوة القرآن بالأخذ باليقين أو ما يترجح صوابه من أوجه القراءات المروية، عند النسيان أو الشك.
بيَّن ذلك ابن مجاهد (45) في ما ذكره السيوطي في الإتقان من قوله: وهو «إذا شك القارئ في حرف هل هو بالتاء أو بالياء (46)»؟ فليقرأه بالياء، فإن القرآن مذكر (47)، وإن شك في حرف هل هو مهموز أو غير مهموز (48) فليترك الهمز، وإن شك في حرف هل يكون موصولاً أو مقطوعاً فليقرأ بالوصل (49)، وإن شك في حرف هل هو ممدود أو مقصور، فليقرأ بالقصر (50)، وإن شك في حرف هل هو مفتوح أو مكسور (51) فليقرأ بالفتح، لأن الأول غير لحن في موضع، والثاني لحنٌ في بعض المواضع (52).
حادي عشر: اعتقاد أن لتنوع القراءات فوائدَ عديدة لولاها لحرمت الأمة منها (53).
من ذلك:
1 ـ التسهيل والتخفيف على الأمة، فإن لكل قوم لغة ولهجة يصعب عليهم التنحي عنها، وتعدد القراءات يمكنهم من اختيار ما يوافقهم.
2 ـ إن في تعددها كمالَ الإعجاز مع جمال الإيجاز، وذلك أن القراءتين في الآية الواحدة بمنزلة الآيتين، وذلك يغني عن التكرار والتطويل.
3 ـ إن تعددها ييسِّرُ حفظ القرآن بجميع حروفه وقراءاته، فآية واحدة تحفظ مع ضبط قراءتها أيسر بكثير من حفظ مجموعة آيات.
4 ـ إن تعددها حَفِظ للأمة لغتها ولهجات قبائلها بشكل ضمن معه عدم ضياع هذه اللغة التي تشرفت بجعل الله إياها وعاءً لكلامه العظيم.
5 ـ أنها كانت سبباً في جمع الأمة على لسان واحد، وذاك من أعظم عوامل الوحدة بين الأمم، ولا شك أن عزَّ الأمم مرهونٌ بتوحد أفرادها وجماعاتها على كلمة سواء.
(يُتْبَعُ)
(/)
6 ـ أن تنوعها مرجع لا يستغني عنه المفسر إذا أراد تفسير القرآن، لأن أول ما يُفسر به القرآن نفسه لأنه كلام منزل وهو أدرى بما يريد.
ولا يستغني عنه النحوي واللغوي، لأن القرآن أوثقُ مصادر اللغة وأصحها وأفضلها وأولاها، فهو كلام خالق اللغات وهادي البشرية إليها، وهو الذي قيل فيه عنه: ?نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ? [الشعراء: 193 ـ 195].
ولا يستغني عنه الفقيه إذا ما أراد استنباط الأحكام لأن القرآن بقراءاته هو المرجع الأساس لذلك وما بعده كله بيان له وفرع عنه.
وبالجملة لا يستغنى عنها أي باحث عن الحقيقة وأي باحث عن العلم الصحيح لأن القرآن الكريم بقراءاته الثابتة هو المصدر الموثوق الذي اجتمعت عليه كلمة المسلمين باختلاف مشاربهم، وهو في الوقت نفسه الكتاب الوحيد في التاريخ الذي ثبت كونه كلام الله المحفوظ من أي تبديل أو تغيير وحجته قائمة على كل باحث على الحقيقة إلى قيام الساعة.
ثاني عشر: التزام أحكام التعامل مع القرآن معها سواء بسواء، فلا يجوز أن يقرأ الإنسان شيئاً من القراءات الثابتة وهو جنب حتى يغتسل إلا ما استثنى كحالتي الاستشهاد والتعوذ ونحوها مما يفصل من مظانّه من كتب الفقهاء.
ولا يجوز أن يُمَسَّ شيءٌ من القرآن وقراءاته إذا كان مكتوباً استقلالاً إلا بحائل عند بعض الفقهاء ومطلقاً عند جمهورهم54 لأنّ القرآن لا يمسه إلا طاهر (55).
ولا يجوز أن تترجم على أنها قرآن بلغة أخرى لأن القرآن لم ينزل إلا بلسانِ عربيّ مبين، وإنما يجوز ترجمتها على أنها ترجمة لمعاني القرآن كي لا نقوِّل الله ما لم يقل (56).
وهكذا سائر ما ذكره العلماء من أحكام تتعلق بفقه التعامل مع القرآن تشمل القراءات لعدم الانفكاك والله أعلم.
ثالث عشر: الاستفادة منها من تخصصات عدة (57) بشكل عام، وفي علم الألسنية بشكل خاص، فعلم القراءات مبناه على النطق والأداء، ولن يلج حماه إلا من مرَّ بعلم التجويد مركزاً على مخارج الحروف وصفاتها، والمدود ومقاديرها، والتفخيم ودرجاته، والفتح والإمالة ومراتبها، وكل ذلك من أهم ما يعنى به علم اللسانيات (58)، فالعلمان متداخلان، وكلاهما خادم للآخر لو كان الناس يعقلون.
رابع عشر: عدم التفضيل بينها بشكل يؤدي إلى إسقاط بعضها وهذا قيد لا بد منه خروجاً من خلاف من خالف في ذلك وأجاز التفضيل بين القراءات لأن كل من قال بذلك لا أظنه يجيز إسقاط المفضول وإهداره وهو يؤمن أنه كلام الله.
ولمزيد من البيان أقول:
هذه مسألة من مسائل الخلاف، اختلف العلماء فيها على رأيين:
الأول: جواز ذلك وهو رأي أبي العباس الطنافسي البغدادي (59) ومكي ابن أبي طالب القيسي (60) وابن جرير الطبري (61) والإمام الغزالي (62) وأبي بكر بن العربي (63).
ويروى عن الإمام أحمد (64) ما يدل على أنه لا يمنعه، وهو مسلك أغلب النحويين المشهورين الذين نقل عنهم كلام في القراءات والطعن على أصحابها (65) ونقتصر على نزر مما نقل عن بعضهم خشية الإطالة.
ـ أما الطنافسي فقد روي عنه قوله: (من أراد أحسن القراءات، فعليه بقراءة أبي عمرو، ومن أراد الأصل، فعليه بقراءة ابن كثير، ومن أراد أفصح القراءات، فعليه بقراءة عاصم، ومن أراد أغرب القراءات، فعليه بقراءة ابن عامر، ومن أراد الأثر فعليه بقراءة حمزة، ومن أراد أظرف القراءات فعليه بقراءة الكسائي، ومن أراد السنّة فعليه بقراءة نافع) (66).
ـ أما الطبري فكتابه مليء بعبارة: «أولى القراءتين بالصواب ... ». وعبارة «أعجب القراءتين إلي .... » (67).
ـ أما الإمام أحمد فقد روى عنه صالح ابنه أنه سأله: أي القراءتين أحب إليك؟ فقال: «قراءة نافع قال: فإن لم توجد، قال قراءة عاصم» (68).
الثاني: المنع من ذلك:
وهو قول أبي عمرو الزاهد وأبي جعفر النحاس (69) وابن حبان (70) وابن العباس أحمد بن يحيى ثعلب (71). ونقل الزركشي أن ممن قال بذلك أبا الحسن الأشعري (72) والقاضي أبا بكر (73) وأبا حاتم وابن حبان وغيرهم، وهو مذهب أبي حيان الذي ناضل عنه مراراً (74).
ـ أما أبو عمرو الزاهد فقد قال في كتاب اليواقيت: «إذا اختلف الإعربان في القراءات لم أفضِّل إعراباً على إعراب فإذا خرجتُ إلى كلام الناس فضلت الأقوى» (75).
وترتيب من لفظ ثعلب كما سيأتي:
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ وأما النحاس فقد قال: «والسلامة عند أهل الدين إن صحت القراءاتان عن الجماعة أن لا يقال إحداهما أجود، لأنهما جميعاً عن النبي (ص) فيأثم مَن قال بذلك، وكان رؤساء الصحابة رحمهم الله ينكرون مثل هذا» (76).
ـ أما الزركشي فقد قال عمن سماهم بأنهم «ذهبوا إلى أنه لا فضل لبعض على بعض، لأن الكل كلام الله، وكذلك أسماؤه تعالى، لا تفاضل بينهما وقال بأن معنى ذلك رُوي عن مالك، وقال بأنهم احتجوا بأن الأفضل يُشعر بنقص المفضول، وكلام الله حقيقة واحدة لا نقص فيها» (77).
ـ أما أبو حيان فقد قال في بحره المحيط: «وقد تقدم لنا غير مرة أنا لا نرجّح بين القراءتين المتواترتين، ثم نقل عن ثعلب قوله: إذا اختُلف في القرآن عن السبعة لم أفضل إعراباً على إعراب في القرآن، فإذا خرجت إلى الكلام كلام الناس، فضلت الأقوى».
ثم قال: «ونعم السلف لنا أحمد بن يحيى، كان عالماً بالنحو واللغة متديناً ثقة» (78).
والذي ينبغي المصير إليه أن يقال بالتفصيل التالي:
إذا كان التفضيل بين القراءات الثابتة مؤدياً إلى تضعيف إحداها، أو مسقطاً لها، أو طاعناً فيها، فلا ينبغي أن يُختلف في منعه وأدلته واضحة.
ومن رُوِيَ عنهم خلافُ ذلك فهم أحد صنفين اثنين.
إما ماكرون كائدون كبعض المستشرقين الذين عرفوا بذلك (79).
وإما مخطئون مجانبون للصواب، كبعض المفسِّرين وبعض النحويِّين (80).
وهؤلاء منهم معذور، ومنهم من ليس كذلك، وليس الموضع موضع التفصيل في ذلك فنستغني بالإحالة عن الإطالة (81).
أما إذا كان التفضيل غير مفض لما ذكرنا، فالمسألة مختلف فيها على قولين، وبكلٍّ قال جهابذةٌ وعدول، ولكلٍّ وِجهةٌ هو مولِّيها، ومع ذلك لا ينبغي أن يختلف في أن السلامة في اجتناب ذلك، على منهج الإسلام المنجي المؤصَّل بقوله (ص) (ومن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه) (82) وبقوله (ص): (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك) (83).
ونختم هذا التفصيل بكلام فيه تحقيقٌ ومزيد تنبيه للدكتور أحمد سعيد محمد في أطروحته النفيسة عن التوجيه البلاغي للقراءات القرآنية:
قال: «بيد أنها ها هنا أمراً ينبغي التنبيه إليه، إذ طالما ندّ عن مسلك الموجهين في هذا المجال، القول بأبلغية قراءة على أخرى، أو الترجيح بينها بما يوهم في بادئ النظر بتدافع القراءات في المعنى، أو إسقاط الأخذ ببعضها، ولم يكد يسلم من ذلك إلا قليل منهم، وذلك المسلك وإن كان يجوز على تسمُّح فيما بين القراءات الشواذ، لكونها ـ كما يقولون ـ أقوى في الصناعة من جهة أقيستهم في العربية، وأقل تحرُّجاً من جهة ذوقهم في النظر إلى معانيها، فهو غير مرضيٍّ فيما بين القراءات المتواترة» (84).
خامس عشر: التزام نهج الاعتدال والاستقامة والرشد الذي عليه المهتدون، أثناء تعلّم القراءات أو تعليمها.
فقد شهدنا ساحة القراء والمقرئين تعاني من إفراط وتفريط.
ـ إما إفراط في التشدد ولزوم ما لا يلزم، وإلزام الطلاب بما لم يلزمهم به شرعٌ ولا عقل، من نحو إيقاف إجازة الخاتمين على بلوغ النهاية في الإتقان التي لم يصلها فيما نتصور إلا رسول الله (ص) ثم بعض صحابته كالذين أمر بالأخذ عنهم (85) ثم كبار القراء في الأولين والآخرين، وكذا نحو إلزام الجميع بحفظ المتون على سبيل الوجوب رغم أهمِّيَّتها (86) مع كونه مستحضراً أحسن من عشرات من حفاظها ونحو ذلك.
وهنا صورٌ أخرى لا تخفى على اللبيب ولا يحتاج فيها النبيه إلى تنبيه.
ـ وإمَّا تفريط وتساهل يتجاوز حدَّ التيسير الذي هو نهج المصطفى (ص) (87) والمهتدين من بعده، إلى حدِّ الانحلال وترك ما لا يجوزُ تركُهُ، والتسامح فيما لا يُتسامح فيه.
وكلا طرفي قصد الأمور ذميمٌ، فلنحرص جميعاً على فتح أبواب تعليم القرآن بقراءاته على مصراعيها أمام طالبيها وتيسير أمر الختم لمن طلبه على رواية أو طريق ولو بوجه واحد أو على أكثر من ذلك، على أن يُنصّ بشكل واضح على ذلك في الإجازة، وإني أرى عدمَ جواز حرمان من كان راغباً في قراءة ولو على وجهٍ واحد من جمهور الطرق والروايات المرويَّة بحجّة أنه لم يحفظ الجزرية ونحوها من شروط تعليمية لا يجوز بحال جعلُها شروطاً شرعية ملزمة لكل أحد.
ومن قديم الزمان عرف الناس أنواعاً من الإجازات، والتفاوتُ بينها واضح، وحصرُها في نوع واحد خطأ علمي، وصدّ للناس عن السير في طريق القرآن وتعلمه وتعليمه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن قديم الزمان ـ أيضاً ـ قيل بأن الحق ضاع بين مُفْرط ومُفَرِّط، وبين تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، والله يعصمُنا جميعاً، ويهدينا سواء السبيل.
خاتمة:
هذا ما يسّره الله الآن من أحكام وتوجيهات تضبط لنا معالم طريق الهداية فيما يتعلق بالقراءات القرآنية، وهو كما لا يخفى على أهل الاختصاص غيضٌ من فيض مما ذكره أهلُ هذا الشأن وأصحاب الدراية فيه، وما زال المجالُ واسعاً أمام الباحثين لسبر أغوار هذا البحر الذي ينتظر غوَّاصين مَهَرَةً، يُحْكِمون الآلة، ويجيدون التهيؤ، ثم يخوضون هذا الغمار، مستعينين بالله ليساهموا في السير في مسار شرف خدمة القرآن الكريم وعلومه في الآخرين، كما حاز ذاك الشرف كثيرون من أفاضل أسلافنا المتقدمين. وهو ـ أيضاً ـ وكما أتصور، خطوةٌ أخرى في طريق الدعوة إلى الخير بتحفيز الهِمَم، والتنبيه على بعض خبايا الزوايا عساها تجد مَن يبذل لها جُهداً أكبر، ووقتاً أطول، وتحقيقاً أفضل، فيفيد البشرية بهذا الخير الدفين، ويدفعهم إلى مزيدٍ من العناية بالقرآن الكريم عنوانِ الهداية، ومصدرِ الدراية، ومنتهى الغاية.
وعسانا ـ حينئذ ـ أن نشاركَهُ أجر ما وفِّقَ إليه، لأنَّ الدالّ على الخير كفاعله، كما أخبر سيِّدُ القارئين والمقرئين وسيِّد الخلق أجمعين. والحمد لله رب العالمين.
قائمة المراجع:
ـ الإبانة عن معاني القراءات، مكي بن أبي طالب القيسي، ت: محي الدين رمضان، ط1: دار المأمون للتراث، دمشق، بيروت: 1399هـ 1979م.
ـ الإتقان في علوم القرآن: جلال الدين السيوطي، ط: المكتبة الثقافية، بيروت، لبنان 1973م.
ـ أثر الخلاف في القواعد الأصولية في اختلاف الفقهاء، د. مصطفى الخن، ط5 مؤسسة الرسالة، بيروت، 1409هـ 1989م.
ـ الأحرف السبعة ومنزلة القراءات منها، د. حسن ضياء الدين عتر، ط1: دار البشائر، بيروت، 1409هـ 1988م.
ـ إعراب القرآن: أبو جعفر النحاس، ت: د. زهير غازي زاهد، ط: مكتبة النهضة، بيروت، 1985م.
ـ الاختلاف بين القراءات، أحمد البيلي، ط1: دار الجيل، بيروت، الدار السودانية للكتب، الخرطوم، 1408هـ 1988م.
ـ البرهان في علوم القرآن، بدر الدين الزركشي، ط2: دار المعرفة، ن بيروت، لبنان، 1972م.
ـ ترتيب العلوم: ساجقلي زادة، ت: محمد بن إسماعيل السيد أحمد، ط دار البشائر الإسلامية، بيروت 1408هـ، 1988م.
ـ القراءات أحكامها ومصادرها: شعبان محمد إسماعيل، ط2: رابطة العالم الإسلامي، 1414هـ.
ـ القراءات القرآنية: عبد الحليم قابة، ط1 دار الغرب الإسلامي، بيروت 1999م.
ـ القراءات القرآنية: عبد الهادي الفضلي ط2: دار القلم، بيروت 1980م.
ـ لطائف الإشارات: شهاب الدين القسطلاني ت: عامر السيد عثمان وعبد الصبور شاهين ط1، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، القاهرة 1392هـ 1972م.
ـ مدخل إلى الألسنية: يوسف غازي، ط1، منشورات العالم العربي الجامعية، دمشق، 1985م.
ـ المرشد الوجيز: أبو شامة المقدسي، ت: طيار آلني قولاج، ط: دار صادر، بيروت 1395هـ 1975م.
ـ معالم التنزيل (تفسير البغوي) للإمام البغوي، ت: محمد عبد الله النمر ورزفاقه، ط دار طيبة.
ـ مقدِّمتان في علوم القرآن (مقدمة كتاب المباني) (ومقدمة ابن عطية)، تصحيح: عبد الله إسماعيل الصاوي ط2: مكتبة الخانجي، القاهرة 1392هـ.
ـ مناهل العرفان: عبد العظيم الزرقاني ت: بديع السيد اللحام، ط2: دار قتيبة 2001م.
ـ النشر في القراءات العشر: ابن الجزري، صحّحه: علي محمد الضباع، ط دار الفكر بيروت. د. ت.
الحواشي:
(1) ابن الجزري: هو محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف، أبو الخير، شمس الدين، العمري الدمشقي ثم الشيرازي، الشافعي، الشهير بابن الجزري، شيخ الإقراء في زمانه، من حفاظ الحديث، ولد ونشأ في دمشق، وابتنى فيها مدرسة سماها «دار القرآن» ورحل إلى مصر مراراً ودخل بلاد الروم، ثم رحل إلى شيراز فولي قضاءها. ومات فيهاسنة 833هـ، من كتبه: النشر في القراءات العشر، غاية النهاية في طبقات القراء، التمهيد في علم التجويد. (غاية النهاية، 2/ 247، الضوء اللامع، 9/ 255 ـ 260).
(2) نبّه الدكتور الفضلي في كتابه (القراءات القرآنية) أن المذكور في النسخ المطبوعة في آخر التعريف (بعزو الناقلة) تصحيف وصوابه (معزوّاً لناقلة)، قلت: وتنبيهه في محله لسببين:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول: وضوح العبارة الثانية، وغموض الثانية واحتياجها إلى توضيح.
الثاني: أن القسطلاني في لطائف الإشارات وهو من المتقدمين نقل هذا التعريف عن ابن الجزري كما صححه الدكتور والله أعلم.
انظر: المنجد لابن الجزري ص 13، لطائف الإشارات، للقسطلاني ص 170، والقراءات القرآنية، للفضلي ص 55، والقراءات القرآنية لكاتب هذا المقال (ص 44).
(3) ساجقلي زادة: محمد بن أبي بكر المرعشي، المعروف بساجقلي زادة، ولد بمدينة مرعش وتعلم فيها، ثم ارتحل لطلب العلم. له مؤلفات كثيرة منها: رسالة في الآيات المتشابهات، توفي سنة: 1145هـ. من مقدمة محقق كتابه ترتيب العلوم.
(4) ترتيب العلوم ص 135.
(5) الزركشي: هو الإمام بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر الزركشي، أحد الأثبات الذين نجموا بمصر في القرن الثامن، وهو من أعلام الفقه والحديث والتفسير وأصول الدين. حفظ كتاب المنهاج في الفروع للإمام النووي. قال ابن حجر: قد كان منقطعاً في منزله لا يتردد إلى أحد إلا إلى السوق، وإذا حضر إليها لا يشتري شيئاً وإنما يطالع في حانوت الكتبي. ت: 794هـ. (شذرات الذهب، 6/ 335، الدرر الكامنة، 4/ 17).
(6) البرهان في علوم القرآن 1/ 318.
(7) هذا التعريف صاغه كاتبُ المقال، محاولاً اجتنابَ ما اعتُرض به على التعريفات السابقة.
(8) انظر: القراءات القرآنية (تاريخها، ثبوتها، حجيتها، وأحكامها) لعبد الحليم قابة ص 24 ـ 26.
(9) قال تعالى: ?وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً? [الإسراء: 106]، وقال تعالى: ?وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً? [المزمل: 4].
(10) صح عنه (بشكل قاطع حديث: (نزل القرآنُ على سبعة أحرف) حتى قيل بتواتره لكثرة من رواه وشيوع تناقله بين الأجيال وبقاء ما يدل عليه من مختلف القراءات، مما يجعل إنكار من أنكره من أكبر الجهالات.
انظر رواياته في: صحيح البخاري 7111، 4706، 2287، 6537، وفي صحيح مسلم 818/ 820، وفي مسند الإمام أحمد 114، 122، 124، 5/ 127، 132، وفي سنن أبي داود 1475، 1477، 1478، وفي سنن الترمذي 2943، وفي سنن النسائي 2/ 152 ـ 154، وفي تفسير الطبري 1/ 32، 35، 36، 37، وفي مجمع الزوائد 7/ 150 وفي غيرها مما يطول استقصاؤه.
(11) ورد هذا المعنى في حديث أبيّ، وفي آخره: (إن الله يأمرك أن تقرأ أمتُك القرآن على سبعة أحرف، فأيما حرف قرؤوا فقد أصابوا)، [صحيح مسلم رقم 380، سنن النسائي 2/ 105، سنن أبي داود 1477، 1478].
(12) انظر: الإبانة لمكي بن أبي طالب القيسي ص29 ـ 30.
(13) كان دافع الصحابة الأول هو توجيه رسول الله (بمثل قوله: (بلِّغوا عنِّي ولو آية) [البخاري 3274، الترمذي 2671]، وبمثل قوله (: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) [البخاري 5027، أبو داود 1452، الترمذي 2909، الدارمي 3341، ابن ماجه 211، مسند أحمد 1/ 412، 500].
(14) قال مكي في هذه المعاني: «إن الرواة عن الأئمة كانوا في العصر الثاني والثالث كثيراً في العدد، كثيراً في الاختلاف، فأراد الناس في العصر الرابع أن يقتصروا من القراءات التي توافق المصحف على ما يسهل حفظه وتنضبط القراءة به، فنظروا إلى إمام مشهور بالثقة والأمانة في النقل وحسن الدين، وكمال العلم، قد طال عمره، واشتهر أمره بالثقة، وأجمع أهلُ مِصره على عدالته فيما نقل وثقته فيما قرأ وروى، وعلمه بما يقرأ، فلم تخرج قراءتُه عن خطِّ مصحفهم المنسوب غليهم، فأفردوا من كل مصر وجه إليه عثمان مصحفاً إماماً، هذه صفته وقراءته عن خطِّ مصحفهم المنسوب إليهم، فأفردوا من كل مصر وجه إليه عثمان مصحفاً إماماً، هذه صفته وقراءته على مصحف ذلك المصر». الإبانة ص 63، وانظر كذلك: النشر لابن الجزري 1/ 9.
(15) سيمر معك بيان ذلك.
(16) ابن يعمر: هو يحيى بن يعمر الوشْقي العدواني أبو سليمان: أو من نقط المصاحف، ولد بالأهواز كان من علماء التابعين عارفاً بالحديث والفقه ولغات العرب. ت: 129هـ. (غاية النهاية، 2/ 381، بغية الوعاة: 417).
(17) ومن محاسن عصرنا الأطروحات الجامعية، فقد قدم الأستاذ محمد موسي نصر أطروحة عن القراءات المنسوبة إلى أبي عبيد، وحاول جمع ما أمكنه منها، وليس بين أيدي أهل العلم كتابٌ جمع ذلك إلا ذلك، حسبما أعلمُ والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
(18) عثمان بن سعيد الداني: أبو عمرو الداني ويقال له ابن الصيري، من موالي بني أمية أحد حفاظ الحديث، ومن الأئمة في علم القرآن ورواياته وتفسيره. من أهل دانية بالأندلس. له أكثر من مائة تصنيف، منها: «التيسير» و «الإشارة» و «التجديد في الإتقان والتجويد» توفي 444هـ. (غاية النهاية، 1/ 503، الأعلام، 4/ 206).
(19) الشاطبي: هو الإمام أبو القاسم بن فيرُّه بن خلف بن أحمد الرعيني الشاطبي الأندلسي ولد سنة 538هـ، صاحب منظومة حرز الأماني المشهورة بالشاطبية في القراءات. وكان عالماً بالحديث والتفسير واللغة. توفي بمصر: 590هـ. (غاية النهاية، 2002، شذرات الذهب، 4/ 301).
(20) مطبوع متداول، بعناية الدكتور عبد المهيمن الطحان.
(21) مطبوع على هامش سراج القارئ لابن القاصح ومطبوع استقلالاً، والصفاقصي هو: علي النوري بن محمد، أبو الحسن، فاضل مجاهد، من أهل سفاقس، من ولده ووفاته فيها، كان يبذل من ماله ما يجهّز به الغزاة، وكانت داره مدرسةً لطلاب العلم، توفي سنة: 1118.
(22) الدمياطي هو: أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الغني الدمياطي، شهاب الدين، الشهير بالبنّاء، عالم بالقراءات، ولد ونشأ بدمياط، وتوفي بالمدينة حاجاً، ودفن في البقيع. من مؤلفاته: اتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر. (الأعلام، 1/ 240).
وكتابه مطبوع متداول وهو بحاجة إلى خدمة أحسن تيسير الانتفاع به.
(23) عبد الفتاح القاضي: بن عبد الغني بن محمد القاضي، عالم بارز في القراءات وعلومها والعلوم الشرعية والعربية، من شيوخه محمد الخضر حسين ومحمود شلتوت، عين رئيساً لقسم القراءات بكلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. (هداية القارئ للمرصفي، ص 667).
وكتابة البدور من أحسن المراجع للقراءات العشر الثابتة، وعليه اعتماد كثير من قراء مصر والشام وغيرهما غير أن النسخ المطبوعة وهي كثيرة جداً إلى وقتنا (بدايات سنة 1428) تتوارث بعض الأخطاء المطبعية التي وصل عددها إلى نحو الخمسين مما قد يؤثر على عملية التلقي، انتبه إليها بعض المحققين وغفل عنها كثير من المقلدين.
(24) السخاوي: هو علي بن محمد بن عبد الصمد الهمداني المصري السخاوي الشافعي، أبو الحسن. عالم بالقراءات والأصول واللغة والتفسير سكن دمشق وتوفي فيها ودفن بقاسيون من أهم كتبه «جمال القراء وكمال الإقراء». ت: سنة 643هـ. (غاية النهاية، 1/ 568، بغية الوعاة، ص 349).
(25) أبو شامة: هو الإمام عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم، أبو القاسم المقدسي ثم الدمشقي، المعروف بأبي شامة. قرأ القراءات على السخاوي وروى الحروف على أبي القاسم بن عيسى، وسمع صحيح البخاري من داود بن ملاعب وأحمد بن عبد الله العطار، وسمع مسند الشافعي من الشيخ الموفق. ومؤلفاته كثيرة منها شرح الشاطبية، والمرشد الوجيز، وغيرهما. ت: 665هـ (معرفة القراء الكبار، 2/ 537، غاية النهاية، 1/ 365).
(26) ابن القاصح: هو علي بن عثمان بن محمد بن أحمد، أبو البقاء ابن العذري، ويعرف بابن القاصح: علم بالقراءات، من أهل بغداد. له كتب، أهمها: «سراج القارئ المبتدي وتذكرة المقرئ المنتهي» وهو شرح على الشاطبية، و «تلخيص الفوائد» في شرح رائية الشاطبي المسماة «عقلية أداب القصائد» في رسم المصحف. توفي عام 801هـ. (الجواهر المضيئة، 1/ 366، الضوء اللامع، 5/ 260).
(27) الضباع: هو علي بن محمد بن حسن بن إبراهيم، الملقب بالضبّاع، مصري علامة كبير وإما متقدم في علوم التجويد والقراءات والرسم وغيرها، ولي مشيخة الإقراء بمصر، وكان تقياً ورعاً زاهداً عابداً، له مصنفات كثيرة، ت: 1376هـ.
(28) وهم:
1 ـ ابن عامر: عبد الله اليحصبي الشامي تابعي جليل (ت 118 هـ يوم عاشوراء).
2 ـ ابن كثير: عبد الله المكي تابعي جليل ت 120هـ.
3 ـ عاصم ابن أبي النجود الكوفي تابعي جليل 128 هـ.
4 ـ أبو عمرو بن العلاء المازَرِي البصربي ت 154 هـ.
5 ـ حمزة بن حبيب الزيات الكوفي ت 156 هـ.
6 ـ نافع بن عبد الرحمن المدني من اتباع التابعين ت 169 هـ.
7 ـ الكسائي: أبو السن علي بن حمزة الأسدي الكوفي النحوي من أتباع التابعين ت 189هـ.
8 ـ أبو جعفر: يزيد بن القعقاع المخزومي المدني تابعي جليل ت 130 هـ.
9 ـ يعقوب بن إسحاق الحضرمي ولاء البصري ت 205.
(يُتْبَعُ)
(/)
10 ـ خلف بن هشام البزار البغدادي (خلف العاشر) ت 229 هـ.
(29) النشر في القراءات العشر 1/ 51.
(30) البغوي: هو الحسين بن مسعود بن محمد، الفراء أو ابن الفراء، أو محمد ويلقب بمحيي السنة، البغوي، فقيه، محدث، مفسر، من مؤلفاته: «شرح السنة» «مصابيح السنة» «لباب التأويل في معالم التنزيل». ت: 510هـ.
(31) تفسير البغوي المسمى (معالم التنزيل) 1/ 5، وانظر: النشر لابن الجزري 1/ 38.
(32) انظر: مبحث أثر الاختلاف في الاحتجاج بالقراءة الشاذة في اختلاف الفقهاء في كتاب شيخنا (أثر الخلاف في القواعد الأصولية في اختلاف الفقهاء) ص 392 وما بعدها.
ومبحث: (القراءة الشاذة وحكم العمل بها) في كتابي (القراءات القرآنية) ص 201 وما بعدها.
(33) انظر: مناهل العرفان لعبد العظيم الزرقاني 1/ 239، والنشر في القراءات العشر 1/ 46، 47، والأحرف السبعة للدكتور ضياء الدين عتر ص 349.
(34) الأثر في المعجم الكبير للطبراني (ج10 ص 97)، بنحو هذه الألفاظ وهو هنا (كما في النشر لابن الجزري 1/ 15) مختصر، وفيه عبارة (فمن قرأ على قراءتي) بدل (قراءة) وهو خلاف مهم؛ لما فيه من تخصيص يحتاج إلى تأمل.
(35) النشر 1/ 51.
(36) الكلام هنا عن القراءات الثابتة المجمَع عليها كما هو معلوم.
(37) مسند الإمام أحمد 4/ 169، تفسير الطبري 1/ 21.
(38) البخاري: فضائل القرآن، باب اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم رقم 4775.
(39) النشر في القراءات العشر لابن الجزري 1/ 52.
(40) لا شكّ أن خلاف الفقهاء في حقهم خلاف تضاد، فالحق واحد والكل مأجور بأجر أو بأجرين كما هو معلوم أما حق المقلد الذي يستوي في حقه أهل الاجتهاد فيمكنه أن يقال بأنه خلاف تنوع. والله أعلم.
(41) ورد هذا المعنى في حديث رواه الطبراني ولفظه: (أنزل القرآنُ على سبعة أحرف كلها كافٍ شافٍ). (أنظر: مجمع الزوائد 7/ 154).
(42) هو: أبو عبد الله، الحسين بنُ الحسن بنِ محمد بن حليم النجاري، الفقيه الشافعي، القاضي العلامة، رئيس المحدِّثين والمتكلمين ببلاد ما وراء النهر، كان متفنِّناً، سيالَ الذِّهن، مناظراً طويل الباع في الأدب والبيان، له مصنّفاتٌ نفيسةٌ، منها المنهاج ت 403هـ. انظر: سير أعلام النبلاء 17/ 232، الإنساب للسمعاني 2/ 250.
(43) الإتقان للسيوطي 1/ 110.
(44) انظر: البرهان في علوم القرآن 1/ 470.
وليلاحظ على هذا النقل ما يلي:
1 ـ أن السيوطي نقله في الإتقان مختصراً ومصدراً بقوله: يسن بدل يستحبُّ، ومنسوباً إلى الحليمي، ولعلَّ ذلك هو الصواب، لأننا لم نجدْ من يُلقّبُ بالحيمي قبل الزركشي، ولذلك ترجمنا للحليمي.
2 ـ أن الزركشي قد ينقل كلام غيره ويتمِّمُه دون تنبيه، فيختلط كلامه مع كلام من ينقلُ عنه، فليعلم ذلك.
3 ـ عبارة: (ختمة أوفى من ختمة) أفضل من عبارة (أصح)، لأنه لا يصحُّ أن يقال بالأصحيَّة هنا كما لا يخفى.
(45) هو أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد التميمي، الحافظ البغدادي، شيخ صنعة القراءات، وأول من سبَّع السبعة (أي: شهَّر القراء السبعة، وذكر قراءاتهم في كتابه السبعة)، قرأ على ابن عبدوس، وقيل: المكي، وغيرهما، توفي سنة 324 هـ.
(46) مثل «تعلمون» و «يعلمون».
(47) راجع بيان المراد بهذا الكلام وما اعترض به عليه، وما حمله عليه ثعلب وغيره في الإتقان للسيوطي 1/ 108، 109.
(48) مثل «المأوى» و «الماوى».
(49) مثل «أن لا» و «ألا».
(50) مثل المد المنفصل روى عن القراء القصر والتوسط والطول، وفريق القصر وفريق التوسط، وكذا مد البدل روي عن ورش التوسط والطول، وكذا القصر كما عند سائر القراء.
(51) يراد بالكسر هنا: الإمالة، وهي عند القرَّاء نوعان: كبرى وصغرى.
(52) لأن بعض القرّاء لم تُرو عنهم الإمالةُ في القرآن كلِّه، فترك الإمالة يُقطع بأنه مقروء به أما الإمالة فلا يقطع بها إلا عند من رويت عنه.
(53) انظر: بعض هذه الفوائد وغيرها في:
1 ـ النشر في القراءات العشر لابن الجزري 1/ 52 ـ 35.
2 ـ القراءات وأثرها في علوم العربية لمحمد سالم محيسن 1/ 37 ـ 39.
3 ـ مناهل العرفان للزرقاني 1/ 190.
4 ـ القراءات (أحكامها ومصادرها) لشعبان محمد إسماعيل ص 46.
5 ـ القراءات القرآنية لعبد الحليم قابة ص 67 وما بعدها.
(يُتْبَعُ)
(/)
(54) انظر: في ذلك مثلاً: بداية المجتهد لابن رشد 1/ 43، بدائع الصنائع للكاساني 1/ 34، المجموع للنووي 2/ 155، المنتقى شرح الموطأ للباجي 1/ 345، مواهب الجليل للحطاب 1/ 317، المغني لابن قدامة 1/ 134.
(55) موطأ الإمام مالك: باب: الأمر بالوضوء لمَن مسَّ القرآن 1/ 199.
(56) راجع إن شئت (المتحف في أحكام المصحف) للدكتور صالح بن محمد الرشيد، (فيض الرحمن في الأحكام الفقهية الخاصة بالقرآن) للدكتور أحمد ملحم، (التباين في أدب حملة القرآن) للنووي.
(57) أشرنا إلى بعض فوائد القراءات سابقاً، ومما لم نذكره ما أشار إليه أحمد البيلي في أطروحته عن القراءات، من إمكانية الاستفادة منها في علم التاريخ، ومثل ذلك بأمثلة من القراءات الشاذة. انظر: كتابه: الاختلاف بين القراءات ص 98 و304.
(58) انظر: مدخل إلى الألسنية، ليوسف غازي، ص 121 وما بعدها.
(59) الطنافسي: أحمد بن عبد الله، أبو العباس، قرأ على أصحاب أبي أيوب الخياط، صاحب اليزيدي، وقرأ عليه عبد الله أبو أحمد السامري، نزيل مصر، مقرئ لغوي, [ينظر: غاية النهاية 1/ 330، 1/ 184].
(60) مكي بن أبي طالب القيسي: أبو محمد، ولد في القيروان وحفظ القرآن فيها، كان من مشايخه ابن أبي زيد القيرواني وأبو الحسن القابسي المحدث، كان من أهل التبحر في علوم القرآن والعربية، وكان أديباً ونحوياً فقيهاً متفنناً واشتهر بكثرة التأليف في التفسير وعلوم القرآن والعربية. ت: 327. (إنباء الرواة، 3/ 318، نزهة الألباب، 347).
(61) الطبري: أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: هو محمد بن جرير بن يزيد بن خالد، أبو جعفر الطبري، كان إماماً في فنون كثيرة منها التفسير والقراءات والحديث والفقه والتاريخ وغير ذلك، له مؤلفات، منها تفسيره "جامع البيان عن تأويل آي القرآن" وتاريخه "أخبار الرسل والملوك" ت: 310هـ، (معجم الأدباء، 6/ 424، وفيات الأعيان، 1/ 577).
(62) الغزالي: محمد بن محمد بن الغزالي الطوسي، أبو حامد، حجة الإسلام، له نحو مائتي مصنّف، من كتبه: إحياء علوم الدين، تهافت الفلاسفة، المستصفى في علم الأصول، توفي 505هـ. (طبقات الشافعية، 4/ 101، شذرات الذهب، 4/ 10).
(63) ابن العربي: أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد العربي المعافري الإشبيلي، من شيوخه: المازري، وأبو بكر الطرطوشي، وصحب أبا حامد الغزالي. له تآليف كثيرة ومفيدة منها: أحكام القرآن، والعواصم من القواصم، والقبس شرح الموطأ، وعارضة الأحوذي، والناسخ والمنسوخ، توفي سنة 543هـ.
(64) أحمد بن حنبل: أحمد بن محمد بن حنبل، أبو عبد الله، الشيباني الوائلي، إمام المذهب الحنبلي، وأحد الأئمة الأربعة من مصنفاته: "المسند" "الزاهد". توفي سنة 241هـ.
(65) استوعب آراءهم وحججهم في ذلك عبد الخالق عظيمة في مقدمة كتابه النفيس (دراسات لأسلوب القرآن الكريم) واستوفى الكلام عن هذه القراءات التي أنكروها على القراء وذكر شواهدها فراجعه لزاماً.
(66) انظر: النشر في القراءات العشر لابن الجزري.
(67) انظر: مثلاً كلامه على الآية: (6) من سورة المائدة، والآية: (109) من سورة التوبة، والآية: (28) من سورة هود، والآية: (102) من سورة الصافات.
(68) انظر: مقدمة تحقيق البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة لسراج الدين عمر بن قاسم الأنصاري، ص 22 ـ 23.
(69) النحاس: أحمد بن محمد إسماعيل بن يونس أبو جعفر المرادي المصري النحوي، المعروف بالنحاس، اللغوي المفسر الأديب، له مصنفات كثيرة في التفسير وغيره، وقد سمع الحديث ولقي أصحاب المبرد، وكانت وفاته في ذي الحجة من سنة: 383. [البداية والنهاية: 11/ 251].
(70) ابن حبان البستي: محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن معبد التميمي، أبو حاتم البستي ويقال له ابن حبان، مؤرخ، علامة، جغرافي، محدث. من كتبه: «المسند الصحيح» توفي 354هـ.
(71) ثعلب: هو أحمد بن يحيى بن زيد بن يسار الشيباني بالولاء، أبو العباس، المعروف بثعلب، إمام الكوفيين في النحو واللغة، كان رواية للشعر، محدثاً، مشهوراً بالحفظ وحدة ا للهجة، ثقة حجة، ولد ببغداد ومات فيها عام 291هـ. وسبب وفاته أنه أصيب في أواخر أيامه بصمم فصدمته فرس فسقط في هوة، فتوفي على الأثر. من كتبه: الفصيح، مجالس ثعلب، ومعاني القرآن، وإعراب القرآن، وغير ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
(72) الأشعري: أبو الحسن الأشعري البصري، إمام المتكلمين، وناصر سنة سيد المرسلين، والذابُّ عن الدين، والمصحِّح لعقائد المسلمين، مولده سنة ستين ومائتين، وقيل: سنة سبعين، أخذ علم الكلام أولاً عن أبي علي الجبَّائي شيخ المعتزلة، ثم فارقه ورجع عن الاعتزال، وأظهر ذلك، وشرع في الرد عليهم والتصنيف على خلافهم، دخل بغداد وأخذ عن زكريا الساجي وغيره، وهو بصري، سكن بغداد إلى أن توفي سنة: 324. [طبقات الشافعية: 1/ 11، البداية والنهاية 11/ 212].
(73) الباقلاني: هو القاضي أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني البصري صاحب التصانيف في علم الكلام ونصرة أهل السنة والراد على الروافض والمعتزلة وغيرهم من الطوائف المبتدعة، سكن بغداد ونشأ فيها وتوفي فيها عام 403هـ.
(74) أبو حيّان: هو محمد بن يوسف بن علي بن حيان الغرناطي، الأندلسي، النحوي، المشهور بأبي حيان، شيخ زمانه، ولد سنة: 680هـ، وسمع عليه الجم الغفير، له تصانيف كثيرة منها: البحر المحيط (في التفسير)، وشرح التسهيل، ومختصر المنهاج، وغير ذلك، توفي سنة: 745هـ[انظر: الطبقات 9/ 276].
(75) انظر: مقدمة تحقيق البدور الزاهرة لابن قاسم ص 22.
(76) إعراب القرآن 5/ 62.
(77) البرهان في علوم القرآن للزركشي 1/ 438.
(78) البحر المحيط ج4/ 87.
(79) مثل جولد زيهر، وآرثر جفري، وغيرهما.
(80) مثل أبي جعفر الطبري، والزمخشري، والفرَّاء، والأخفش، وغيرهم.
(81) انظر: مقدمة عبد الخالق عظيمة، لكتابه (دراسات لأسلوب القرآن الكريم)، وكتاب (مزاعم حول القراءات) لمحمد الصادق عرجون، و (القراءات في نظر المستشرقين والملحدين) لعبد الفتاح القاضي.
(82) أخرجه مسلم، باب: الحلال وترك الشبهات رقم: (2996).
(83) أخرجه الترمذي في سننه رقم (2442).
(84) التوجيه البلاغي للقراءات القرآنية ص 30.
(85) ورد في حديث: (خذوا القرآنَ من أربعة: عبد الله بن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، ومعاذ بن جبل، وأبيٍّ بن كعب) [البخاري، فضائل الصحابة، باب: مناقب سالم (3548).
(86) لا ينبغي أن يفهم من كلامي دعوة للزهد في حفظ المهم منها في كل تخصُّص كالجزرية في التجويد، والشاطبية في القراءات السبع، والدرة في الثلاث، والطيبة في العشر الكبرى، والدرر اللوامع في قراء نافع، وغير ذلك كثير؛ فإن مَن حفظ حجةٌ على مَن لم يحفظ.
(87) فقد ثبت عنه (أنه: «ما خيِّر بين أمرين إلا أخذ أيسرهما، ما لم يكن إثماً». أخرجه البخاري (5661)، ومسلم (4294).
المصدر:
مجلة التراث العربي-مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب-دمشق العدد 106 السنة السابعة والعشرون - تموز 2007 - جمادى الآخرة 1428
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[18 Dec 2009, 07:41 م]ـ
بارك الله فيك على هذا النقل المفيد، وقد سمعت الشيخ د. السالم الجكني سدده الله في شرحه لكتاب النشر لابن الجزري رحمه الله، ينوه بكتاب "القراءات القرآنية" وهي رسالة علمية قدمها الدكتور عبد الحليم قابة، مع أنه ذكر أنه لا يعرف مؤلفه ولا من أي بلد هو، لكنه أنصف الكتاب وحكم عليه بعد قراءته ومعرفة ما فيه من الأهمية والإفادة، بارك الله فيكم أجمعين.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[19 Dec 2009, 01:03 م]ـ
هو بحقّ بحث قيّم مفيد للغاية للشيخ الفاضل الدكتور عبد الحليم قابة حفظه الله تعالى، أسأل الله تعالى أن يجزيه خير الجزاء على هذه العمل وأن يوفّقه لما فيه الخير والصلاح، وأن يجعله من أهل الله وخآصّته.(/)
تأمّلات وتعقيبات
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[19 Dec 2009, 12:34 ص]ـ
المسألة الأولى:
هل الواو المدّيّة تابعة لما قبلها تفخيماً وترقيقاً؟
قال المرعشيّ عليه رحمة الله تعالى عند تحدّثه عن حكم الألف تفخيماً وترقيقا: " ولعلّ الحقّ أنّ الواو المدّيّة تفخّم بعد الحرف المفخّم والله أعلم ". (جهد المقل ص154 تحقيق سالم الحمد).
من خلال هذا المقطع أقول وبالله التوفيق:
أوّلاً: إنّه استعمل لفظ (لعلّ) حرف ترجّي أي أنّه يرجو أن يكون جواز إطلاق لفظ التفخيم على الواو المدّيّة هو الحقّ. وهي عبارة يغلب عليها طابع الاحتمال والظنّ.
ثانياً: لم يسبقه إلى ذلك أحد من أهل العلم فيما اطلعت عليه.
ثالثاً: لو تساءلنا لماذا تفخّم الألف المديّة دون الواو؟
الجواب: التفخيم هو سمن يدخل على جسم الحرف فيمتلئ الفم بصداه (قاله ابن الطحان ت 561)، والذي يفسّر ذلك أنّ الصوت يعلوا بالألف المفخّمة فيصطدم بالحنك الأعلى فيعود صداه إلى جميع أنحاء الفم فيمتلئ ويبقى أقصى اللسان مرتفعاً لأجل ارتفاع الصوت. فارتفاع الصوت منوط بارتفاع اللسان،وما سمّيت الحروف المستعلية بذلك إلاّ لأنّ اللسان يعلو ويرتفع ويعلو معه الصوت ويرتفع، والتفخيم لازم لها، وإذا لم يرتفع الصوت فلا يمتلئ الفم بصداه.
أمّا في الواو المدّية فلا يمتلئ الفم بصدى الحرف لأنّ اللسان ينخفص بمجرّد انفصاله عن الحنك قبل أن تمتدّ الواو في الجوف فينتقل الصوت من المخرج المحقق إلى المخرج المقدّر. فلو نطقنا مثلاً {قوا أنفسكم} فإنّنا ننطق أوّلاً بالقاف المضمومة المفخّمة وذلك بإلصاق أقصى اللسان بالحنك، ثمّ بمجرّد الانتقال إلى الواو المدّية يحصل انفكاك لأقصى اللسان عن الحنك فينخفض الصوت بانخفاض اللسان وبعدها تمتدّ الواو في جوف إلى جهة الشفتين.
والفرق بين الألف والواو: أنّ في الألف المفخّمة يرتفع الصوت إلى الحنك ويبقى الصوت مرتفعاً وأقصى اللسان أثناء المدّ في نحو {طآئر}، {ق} فيستمرّ انصدام الصوت بالحنك الأعلى فيعود الصدى إلى جميع أنحاء الفم باستمرار حتّى ينتهي المدّ، خلافاً للواو المدّيّة فإنّ اللسان ينخفض بعد انفصاله من الحنك فينتقل الصوت إلى الجوف فيمتدّ الصوت إلى جهة الشفتين ولا يرتفع إلى جهة الحنك كما في الألف المفخّمة، ولا يمكن أن يحصل التفخيم بذلك.
لذا فإنّ ما جنح إليه المرعشيّ عليه رحمة الله تعالى غير مستقيم، ولله الحمد فإنّ هذا القول لم يُتلقّى بالقبول عند المعاصرين وإلاّ لأثّر ذلك في الأداء ولسمعنا الواو المدّيّة كحركة ( O) باللغة الفرنسيّة، فيصير النطق بالخاء المضمومة مثلاً ( KHO) بدل ( KHOU).
لذا ينبغي التنبيه مسبقاً على هذه المسألة من باب الوقاية والعلم عند الله تعالى.
ـ[نور الماضي]ــــــــ[19 Dec 2009, 05:40 م]ـ
أسأله تعالى أن ينفع بما قدمتم وإنا للبقية لمنتظرون!
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[20 Dec 2009, 01:20 ص]ـ
إنصاف المرعشي
السلام عليكم
أخي الشيخ محمد يحيي
ذكرت ((ثانياً: لم يسبقه إلى ذلك أحد من أهل العلم فيما اطلعت عليه.))
الإمام المرعشي لم يقل بأنه سُبق بهذا القول، فقد نقل عنه صاحب " نهاية القول المفيد " بعد نقل الكلام السابق الذي نقله فضيلتكم عن المرعشي حيث ذكرتم ((ولعلّ الحقّ أنّ الواو المدّيّة تفخّم بعد الحرف المفخّم والله أعلم ". قال بعد ذلك: ... وقد رجوت أن يوجد التصريح بذلك أو الإشارة إليه في كتب هذا الفن لكن أعياني الطلب فمن وجده فليكتب هنا. وأما الياء فلا شك في أنها مرققة في كل حال.) ا. هـ ص128
وقد مثل المرعشي بكلمة " الطور والصور ونحوهما" ثم برهن للتفخيم في الواو المدية، ويبدوا أن المرعشي نظر إلي نهاية خروج صوت الحرف المفخم ثم نطقه بحرف الواو المدية فظن أن الواو مفخم، ولو صبر علي مدة الواو لعلم أنها مرققة.
وهذا خلاف نظري، لأنه ليس معني قوله بتفخيم الواو المدية أنه يخالف القراء في النطق، بل كل هذا من باب التحليل النظري، وإلا لاشتهر عنه ذلك ولتعقبه القراء وهذا لا أصل له. والله أعلم.
والسلام عليكم
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[20 Dec 2009, 03:07 م]ـ
أخي الشيخ عبد الحكيم
أوافقك على أنّ الخلاف نظري ولفظي إلاّ أنّه يُخشي أن يتحوّل إلى خلاف أدائي، وقد سمعنا من يفخّم الواو المدّية بعدّم إحكام ضمّ الحرف المفخّم ضماً محكماً في نحو {يقول}.
فهو من باب التنبيه والاحتياط.
أمّا كون المرعشيّ هو الأوّل من قال بذلك فهو ظاهر لأنّ ابن الجزري لم يتعرّض إلاّ للألف دون الواو والياء. والخلاف لفظيّ حتّى في الألف لأنّه لا يُتصوّر إمكان ترقيق الألف في {طال} و {وفصالا}، {ويصّالحا} لمن قرأ لورش بوجه التغليظ.
وقد غيّر رأيه ابن الجزري في ذلك بعد أن كان يعتقد أنّ الألف مرقّقة مطلقاً، فبعد أن قال (وحذرن تفخيم لفظ الألف) قال في النشر والصحيح أنّها لا توصف ............
فلا يُعقل أنّه قد غيّر أداءه في ذلك، لذا فإنّ الخلاف في الألف لفظيّ كذلك ومع هذا لم يتعرّض ابن الجزري ولا غيره للواو مطلقاً.
المهمّ في الموضوع أنّي أردتّ أن أبيّن خطأ من قال بتفخيم الواو المدّية من الناحية النظرية لا العملية. والخلاف في ذلك لا يضرّ ما دام الأداء لم يتغيّر.
والإمام المرعشيّ إمام بحق وليس مثلي من سينقص من قدره كما قيل:
على أنّه من كان شمساً مقامُهُ ........ فلا المدح يُعليه ولا الذمّ ضائرُ
والعلم عند الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[22 Dec 2009, 02:03 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد
ممّا أثار انتباهي في عدد من المسائل أنّ استعمال الاصطلاح الغير مناسب لهيئة أدائيّة قد يسبّب في المستقبل تغيّراً أدائياً دخيلاً على الرواية الصحيحة المسندة. وسببه أنّ ذلك الاصطلاح المحدث قد يحتوي ويقتضى ويحتمل بعض المعاني التي هي مجانبة للمراد الصحيح المعبّر عن الهيئة الصحيحة.
لا أشكّ أنّ النون المخفاة إن جاورها حرف مفخّم فإنّ غنّتها تتأثّر به، فلا تطابق بين هيئة إخفاء النون في {من دونه} بهيئة إخفاءها في {من قبل} وهذا الفرق في الأداء حمل بعض العلماء على التفكّر والنظر فاعتبر البعض ذلك تفخيماً حقيقياً والبعض لم يعتبره كذلك، فالأوّل اعتمد على الحسّ والثاني اعتمد على التراث إذ ليس في تراثنا ما يقتضي أنّ الغنّة تفخّم، مع اتّفاقهم في الجملة على الأداء واختلافهم في اللفظ والتعبير في القضيّة.
إلاّ أنّ المشكلة تكمل في معاملة بعض أهل العلم المعاصرين لذلك التأثّر معاملة الحروف المفخّمة في المنزلة بحيث يرتفع صوت الغنّة إلى الحنك الأعلى فينصدم الصوت به فيعود صداه إلى حميع أنحاء الفم فيتلئ فيرتفع صوت الغنّة كارتفاعه في الحروف المفخّمة. فمثلاً لفظ {من طين} فإنّ معظم الصوت يجري من الخيشوم والقليل من الفم والدليل على ذلك أنّك لو أمسكت أنفك لجرى القليل من الهواء في الفم فيتأثّر ذلك الهواء القليل بارتفاع اللسان عند النطق بالحرف المفخّم بعده فيرتفع صوت الهواء القليل الخارج من الفم ارتفاعاً قليلاً يشبه الصوت المفخّم.
سؤال: ذلك الهواء القليل الذي خرج من الفم هل هو عنّة أم لا؟ نحن نعلم أنّ الغنّة صوت يخرج من الخيشوم ولكن هذا الصوت القليل هل خرج من الخيشوم حقيقة؟ فإن لم يكن كذلك فهل يصلح أن نطلق عليه لفظ تفخيم الغنّة وهو ما خرج من الخيشوم؟
كلّ ما ذكرته من الأسئلة مجرّد رأي والخلاف في ذلك لا يضرّ ما دام الأداء لم يتغيّر ولكن للأسف تغيّر الأداء بمعاملة ذلك الصوت القليل الخارج من الفم معاملة الحروف المفخّمة. وسبب هذا التغيير عدم استعمال اصطلاح مناسب لذلك التأثّر فانجرّ الناس باتّجاه مجانب للصواب بسبب تطبيقهم أدائياً لما تضمّنه ذلك المصطلح الغير المناسب وهو التفخيم.
هذا مثال حيّ يدلّ على أنّ استعمال المصطلحات الغير المناسبة قد يؤدّي إلى تغيّر الأداء بل وحتّى في المصطلحات المناسبة كوصف القلقلة بأنّها تشبه الحركة سبّب في ظهور هيئات أدائيّة مختلفة في عصرنا وللأسف بسبب حمل معاني هذه الاصطلاحات على غير محملها الصحيح.
أقول أن ظهر تغيّر في الأداء جراء بعض المصطلحات المناسبة فما بالك بمن كانت غير مناسبة.
ومن الأمثلة أيضاً استعمال بعض أئمّة اللغة القدامى اصطلاح الإخفاء في الميم الساكنة، فاعتمده الإمام ابن مجاهد ومن ثمّ اختلف أئمّة الأداء بين مؤيّد و رافض لهذا المصطلح حتّى تطوّر وصار خلافاً أدائياً، وهذا الكلام أثبتته بعض الأبحاث والدراسات على ضوء ما تضمنه التراث القديم والتي – أي الدراسات- لا ينبغي استبعاد ما آلت إليه من النتائج.
نخلص ممّا سبق:
أنّ استعمال بعض المصطلحات الغير المناسبة أو حملها على غير محملها الصحيح قد يؤدّي إلى تغيّر الأداء.
والعلم عند الله تعالى.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[25 Dec 2009, 01:28 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد
إنّ العلم الشرعيّ مبنيّ على ركيزتين أساسيّتين وهما الرواية والدراية. فبالرواية يَثبت صحّة الخبر المنقول، وبالدراية يُحصّل العلم باستنباط الأحكام والفوائد من ذلك الخبر الثابت.
وكان أصحاب المذاهب الأربعة وغيرهم من فقهاء الأمّة في حرص مستمرّ على التثبّت من الأخبار التي تُروي عن النبيّ عليه الصلاة والسلام وصحابته الطاهرين الأخيار رضي الله عنهم أجمعين من جهة، و على دراسة الخبر المرويّ بكلّ تعقّل وتدبّر وتفكّر لاستخراج منه الفوائد والأحكام ثمّ تطبيقها على الواقع والنوازل من جهة أخرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولمّا كثر الكذب على رسول الله عليه الصلاة والسلام ظهرت فئة من أهل العلم تخصّصوا في علم الرواية وتتبّعوا الأخبار والأسانيد وأحوال الرواة، فسمّوا بالمحدّثين، كما ظهر الفقهاء الذين نمت فيهم ملكة استنباط الأحكام من النصوص والنظر فيها، ومنهم من وفّق للجمع بينهما وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
لذا فإنّ عمل المحدّثين والفقهاء متكامل و مترابط لا يستغني أحدهما عن الآخر وحتّى الفقيه المحدّث لا يستغني عن أقوال من تقدّمه من الفقهاء والمحدّثين، فلا ينفع الاستنباط من نصّ غير ثابت، ولا ثبوت النصّ من غير استنباط.
وقد سار على هذا الدرب أئمّة أهل الأداء فجمعوا بين الرواية والدراية، فاعتنوا بجمع الروايات والقراءات بالنقل المتسلسل مع التثبّت من ثبوتها بعزو ما رووه إلى الرواة بالسند، ثمّ قاموا بهضم جميع ما نقلوه نصاً وتلقّوه أداءً فبيّنوا ووضّحوا وجمعوا مرويّاتهم في كتب على شكل أبواب ومسائل مرتّبة فكانت بدورها سرجاً يُستنار بها، ويُرجع إليها ويُعتمد عليها. فكان اعتناؤهم بجانب ضبط النصوص وعزو الرواية إلى مصدرها بمثابة اعتنائهم بجانب الدراية والتفقّه في مروياتهم.
أمّا الذي لاحظته في هذه السنوات الأخيرة، اعتناء الأكادميين من المتخصصين في علم القراءات بتحقيق التراث القديم أشدّ الاعتناء وبشتّى أساليبه فصارت لديهم ملكة وتجربة في ميدان التحقيق من ضبط المتن وإثبات صحّة الكتاب إلى مصنّفه وغير ذلك. وهذا الاهتمام طغى نوعاً ما على جانب العلمي فظهر نوع من التقصير فيما قد يمكن أن يُحصد من التراث الخصب من فوائد وأحكام تُنمّي الجانب العلمي الذي من أجله وُضعت الكتب والمصنّفات، وهذا بمثابة من يُتعب نفسه في إثبات صحّة الحديث من غير أن يتفقّه ويستفيد من مضمونه ومقتضاه بالدرجة اللائقة.
ولست أقلّل من أهمّية الجانب التحقيقي للتراث القديم حاش لله، إذ هو أمرٌ ضروريّ لا يستغني عنه المستنبط المجتهد إذ على النصّ الثابت تُبنى المسائل والأحكام، فلا بدّ من التثبّت من صحّة النصّ ومصدره قبل الاستفادة منه والعمل بمقتضاه لا سيما في المسائل الشرعيّة التي بها نتعبّد الله تعالى. وكلّ هذه الجهود التي بُذلت في التحقيق العلمي للتراب إنّما هو لغرض التفقّه والاستفادة منه. فالغاية هو التفقّه والعمل بالمقتضى، والوسيلة هو التثبّت من ضبط المتن وصحّة الخبر. وليس من المعقول الاهتمام بالوسيلة أكثر من الغاية لا سيما أنّ الغاية في حدّ ذاتها تحتاج إلى ملكة ونضج في العقل وتجربة معتبرة، إذ كان أئمّتنا ومحقّقينا من أهل الأداء على تلكم الهيئة والسيرة. فابن الجزريّ عليه رحمة الله تعالى سُمّي محقّقاً لا من جهة تحقيق وضبط النصوص فحسب، وإنّما من جهة الدراية والفقه في المسائل أيضاً. فالعلم فطنة ودراية أحسن منه سماعاً ورواية كما قال الداني ومكي القيسي عليهما رحمة الله تعالى.
أتعجّب من بعض الطلبة الذين يحرصون كلّ الحرص على تتبّع طبعات الكتب المحقّقة ونقدها، وقد تجده ناقصاً من جهة الدراية والعلم، بل وقد تجده قام بعمل جبّار في ميدان التحقيق ويُتوّج من خلال ذلك بتاج العلم والمعرفة. وقد تجد في هؤلاء من يسلّم لكلّ ما يُقرأ به اليوم من غير تمحيص وتنقيح، مهملا للنصوص التي كان يمرّ عليها ذهاباً وإيّاباً أثناه تحقيقه للتراث، فهؤلاء يقال لهم لمَ التحقيق إذن.
عند مطالعتي لكتب المتقّدمين ككتب الداني ومكي القيسي وغيرها تعجّبت من كثرة الفوائد الموجودة فيها وأكاد لا أرى من يُنبّه ويعلّق عليها وفيها من الأجوبة الشافية والكافية لفكّ الخلاف الذي يتخبّط فيه قرّاؤنا وعلماؤنا اليوم في أصول المسائل وفروعها.
ولا أنفي وجود عدد من العلماء الذين ما اكتفوا باستخراج الكنوز من بطون المخازن فحسب بل استخرجوا الفوائد وأبرزوها على الساحة فجدّدوا ووضّحوا وبيّنوا بعض الحقائق التي ما كان الواحد يتجرّأ على التعرّض لها، فصارت اليوم من المسلّمات لقوّة الأدلّة التي أبرزت وتجلّت من خلال ما حوته تلك المصادر.
وقبل يومين كانت جالساً أمام مكتبتي فلفت نظري إلى كتاب التحديد للداني فجذبني إليه وفتحته فوقع بصري على نصّ ما تفطنت له من قبل مع إنّي طالعت الكتاب عدّة مرّات. والنصّ هو: قال الداني: " وأمّا المخفى فعلى نوعين: أخفاء الحركات، وإخفاء النون والتنوين " (التحديد ص100 تحقيق شيخنا غانم الحمد). فقلت في نفسي لمَ لم يذكر الميم المخفاة؟ ووضعت هذا النصّ في ملفّ المسألة بنظرة واحدة في الكتاب. وقلت في نفسي أيضاً: هذه نظرة واحدة فما بالك بالنظرات والدوام على المطالعة. فإننا والله سنستفيد الكثير والكثير ما لم يكن حتّى في الحسبان فلا ينبغي أن تتطغى الوسيلة على الغاية. فالتراث له حقّ عليها وهو إخراجه بتحقيقه ثمّ الاستفادة منه والعمل بمقتضاه في الفصل بين المختلف فيه من جهة، والاستنارة به في التأصيل العلمي الذي يفتقد إليه علم التجويد والقراءات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[25 Dec 2009, 03:10 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذه التأملات والتعليقات، واصل بارك الله فيك!
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[29 Dec 2009, 02:37 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ولّم وبعد
هذه بعض الملاحظات حول إقلاب النون الساكنة والتنوين ميماً عند الباء وبالله التوفيق.
الملاحظة الأولى:
عند مطالعتي لكتب المتّقدّمين من أهل الأداء ما وجدتّ واحداً منهم عبّر بالإخفاء في الميم المقلوبة من النون الساكنة والتنوين في نحو {عليم بذات الصدور}، و {من بعد} بل وجدتّ أنّهم عبّروا بأنّ النون تُقلب ميماًً خالصة أو ميما ساكنة أو ميماً وما أشاروا إلى الإخفاء بعد القلب لا من قريب ولا من بعيد. وأوّل من استعمل اصطلاح الإخفاء بعد القلب ابن الجزري عليه رحمة الله تعالى بقوله في النشر: " ولابد من إظهار الغنة مع ذلك فيصير في الحقيقة إخفاء الميم المقلوبة عند الباء فلا فرق حينئذ في اللفظ بين (أن بورك، وبين: يعتصم بالله) ". ولم يستعمل هذا الاصطلاح في البداية إلاّ بعد النظر والاجتهاد حيث قال في كتابه التمهيد الذي ألّفه في شبابه: "فإذا أتى بعد النون الساكنة والتنوين باء قلبت ميماً من غير إدغام ". ومن ثمّ تتابعت عبارات المتأخّرين من أهل الأداء بعد ابن الجزري في استعمالهم للفظ الإخفاء بعد القلب على ضوء ما صرّح به في النشر.
الملاحظة الثانية:
قد صرَح ابن الجزري عليه رحمة الله تعالى بالإجماع في إخفاء الميم بعد القلب بقوله: " (قلت) والوجهان صحيحان مأخوذ بهما – أي في الميم الساكنة عند الباء - إلا أن الإخفاء أولى للإجماع على إخفائها عند القلب. وعلى إخفائها في مذهب أبي عمرو حالة الإدغام في نحو: أعلم بالشاكرين."، سؤال: ما الذي حمل ابن الجزري على التصريح بالإجماع وليس في كلام المتقدمين التصريح بالإخفاء بعد القلب؟ الجواب: الذي حمله هو:
أوّلاً: أنّه نظر إلى جهة الأداء دون اللفظ.
ثانياً: ورود هذا الاصطلاح في الميم الساكنة في نحو {يأمركم بالسوء} وهو مذهب الفراء من أهل اللغة وابن مجاهد من أهل الأداء ومن تبعهما. فإذا أقلبت النون الساكنة والتنوين ميماً خالصة صار لها حكم الميم الساكنة كما قال ابن المرابط (ت552) في كتابه التقريب والحرش المتضمّن لروايتي قالون وورش: "وتُقلبان عند الباء ميماً خالصة من غير إدغام، ثمّ يكون حكمها بعد القلب حكم الميم الساكنة "
ثالثاً: إطلاق لفظ الإخفاء في مذهب أبي عمرو حالة الإدغام في نحو: أعلم بالشاكرين. كما قال ابن الجزري: " إلا أن الإخفاء أولى للإجماع على إخفائها عند القلب. وعلى إخفائها في مذهب أبي عمرو حالة الإدغام في نحو: أعلم بالشاكرين." ولذلك قال الشاطبيّ: وتُسكن عنه الميم من قبل بائها ....... على إثر تحريك فتخفى تنزّلا"
وكيفية الإخفاء هنا هو إظهار غنة في الميم الساكنة أي إشباعها، فلم يحسن أن يقال هو إدغام لأنّه يلزم منه ذهاب الميم ذاتاً وصفة مع تشديد الباء وهذا ممنوع، ولم يحسن أن يقال هو إظهار لأنّ الإظهار يستلزم عدم إشباع الغنّة وهو خلاف المراد، فما وجدوا حلاً للهروب من العائقيْن إلاّ باستعمال لفظ الإخفاء. لأنّ الباب هو باب الإدغام الكبير، ولو تركوا الأمر كما كان قبل استعمال لفظ الإخفاء لتُوُهِّمَ أنّه إدغام محض. وهذا ما ساعد ابن الجزري على استعمال اصطلاح الإخفاء بعد القلب مع أنّ القدامى ما استعملوه لعدم وجود ضرورة لذلك كما هو الحال في مذهب أبي عمرو. لذلك نرى أنّ الشاطبيّ استعمل لفظ الإخفاء في باب الإدغام الكبير بقوله: "فتخفى تنزّلا" خلافاً للإقلاب فما أشار إلى الإخفاء البتة بقوله: "وقلبهما ميماً لدى الباء" مع أنّ النطق واحد. وقد عبّر بعض القدامي على إخفاء أبي عمرو البصري في نحو {أعلم بالشاكرين} بالإدغام. ومن هنا ندرك أنّ القضيّة قضيّة عبارة واصطلاح بحسب المصلحة، فاستعملوا اصطلاح الإخفاء في باب إدغام الكبير لئلا يقع التباس بين الأداء الصحيح والإدغام المحض، والأداء الصحيح في ذلك لا يحسن أن يكون إدغاماً ولا إظهاراً، بينما لم يستعملوا ذلك في إقلاب النون الساكنة والتنوين لانتفاء الالتباس.
الملاحظة الثالثة:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن الجزري معرّفاً الإقلاب: "وأما الحكم الثالث وهو (القلب) فعند حرف واحد وهي الباء فإن النون الساكنة والتنوين يقلبان عندها ميماً خالصة من غير إدغام وذلك نحو (أنبئهم، ومن بعد، وصم بكم) ". المتأمّل لهذا التعريف يلاحظ استعمال ابن الجزري عبارة: "يقلبان عندها ميماً خالصة" والميم الخالصة هي الميم التي حافظت على مخرجها وصفاتها ولا يتحقق ذلك إلاّ بانطباق الشفتين، وليس هو الأوّل من صرّح بأنّ الميم الساكنة تُقلب عند الباء ميماً خالصة فقد قال الداني في جامع البيان: "والحالة الثالثة: أن يُقلبا – أي النون الساكنة والتنوين- ميماً خالصة من غير إدغام وذلك عند الباء الخالصة " جامع البيان ص300. وقال أبو الأصبغ السماتي المعروف بابن الطحّان (ت561) في كتابه الإنباء في أصول الأداء ص 37: "فالقلب هو إبدالهما عند الباء ميماً خالصة لا يبقى منهما أثرٌ". وقال ابن المرابط (ت552) في كتابه التقريب والحرش المتضمّن لروايتي قالون وورش: "وتُقلبان عند الباء ميماً خالصة من غير إدغام، ثمّ يكون حكمها بعد القلب حكم الميم الساكنة " (ص85).
ولا ننس أنّ ابن الجزري صرّح بالإجماع في الإخفاء بعد القلب من جهة، وصرّح بأنّ النون تقلب ميماً خالصة، وفسّر هذا الإخفاء بإظهار الغنّة أي إشباعها فقط. وهذا يدلّ على أنّ الإخفاء لا يستلزم زوال ذات الحرف المخفى بافتراق عضوي مخرجه كما في النون المخفاة.
قد يقول أصحاب الفرجة: إنّ إقلاب النون الساكنة ميما خالصة يكون قبل الإخفاء أي بعد القلب يكون الإخفاء.
الجواب: هذا أمرٌ مستحيل إذ لا يمكن إقلاب النون الساكنة ميماً خالصة بانطباق الشفتين ثمّ التفريج عنهما لأجل الإخفاء بدليل أنّ أصحاب الفرجة لا يطبقون الشفتين إلاّ عند النطق بالباء أي بعد الإخفاء وليس قبله.
والقلب يمرّ بمرحلتين: الأولي إقلاب النون ميماً، والثانية الإخفاء. أقول: لو تركنا فرجة بين الشفتين لعطلنا المرحة الأولي وهو القلب لأنّه لا يمكن إقلاب النون ميماً إلا بانطباق الشفتين وذلك غير ممكن مع الفرجة. بينما لو أطبقنا الشفتين حال الإخفاء لتحقق القلب والإخفاء معاً بإشباع الغنّة وإظهارها.
الملاحظة الرابعة:
إنّ وصف الإخفاء كحالة بين الإدغام والإظهار خاصّ بالنون الساكنة والتنوين لا غير لعدّة أسباب:
الأوّل: إن كان القدامى ما اعتبروا الميم المقلوبة عند الباء في نحو {أنبئهم} إخفاءً، فإنّه يدلّ أنّهم ما اعتبروا تلك الحالة بين الإظهار والإدغام، وقد رأينا أنّ ابن الجزريّ هو أوّل من أطلق الإخفاء بعد القلب.
ثانياً: لم ينقل القدامى تعريف الإخفاء إلاّ بعد تعرّضهم لإخفاء النون الساكنة والتنوين.
ثالثاً: قد ذكر الداني أنّ الإخفاء نوعان إخفاء النون والتنوين وإخفاء الحركة. وتعريف الإخفاء لا ينطبق مع إخفاء الحركة، لأنّ إخفاء الحركة مرتبة بين الحركة التامّة والسكون المحض وليس بين الإدغام والإظهار. وهذا دليل أيضاً يدلّ على أنّه ليس كلّ ما يُطلق عليه لفظ الإخفاء يخضع للتعريف الذي وضعه الأئمّة وهو كونه بين الإدغام والإظهار.
رابعاً: إنّ أبا عمرو الداني صرّح بأنّ الخلاف في الميم الساكنة عند الباء خلاف عبارة لا خلاف أداء، وصرّح بأنّ الإخفاء على ضربين إخفاء النون والتنوين وإخفاء الحركة، ولمّ يصرّح بالإخفاء بعد القلب، وبالتالي فإنّ تعريف الإخفاء لا يتناسب عنده إلاّ مع النون الساكنة والتنوين لأنّ إخفاء الحركات لا يتناسب أبداً مع التعريف كما سبق بيانه وأمّا الميم الساكنة فالإخفاء عنده اصطلاح لفظيّ لا أدائيّ.
والعلم عند الله تعالى.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[29 Dec 2009, 10:28 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد
إنّ العلم الشرعيّ مبنيّ على ركيزتين أساسيّتين وهما الرواية والدراية. فبالرواية يَثبت صحّة الخبر المنقول، وبالدراية يُحصّل العلم باستنباط الأحكام والفوائد من ذلك الخبر الثابت.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان أصحاب المذاهب الأربعة وغيرهم من فقهاء الأمّة في حرص مستمرّ على التثبّت من الأخبار التي تُروي عن النبيّ عليه الصلاة والسلام وصحابته الطاهرين الأخيار رضي الله عنهم أجمعين من جهة، و على دراسة الخبر المرويّ بكلّ تعقّل وتدبّر وتفكّر لاستخراج منه الفوائد والأحكام ثمّ تطبيقها على الواقع والنوازل من جهة أخرى.
ولمّا كثر الكذب على رسول الله عليه الصلاة والسلام ظهرت فئة من أهل العلم تخصّصوا في علم الرواية وتتبّعوا الأخبار والأسانيد وأحوال الرواة، فسمّوا بالمحدّثين، كما ظهر الفقهاء الذين نمت فيهم ملكة استنباط الأحكام من النصوص والنظر فيها، ومنهم من وفّق للجمع بينهما وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
لذا فإنّ عمل المحدّثين والفقهاء متكامل و مترابط لا يستغني أحدهما عن الآخر وحتّى الفقيه المحدّث لا يستغني عن أقوال من تقدّمه من الفقهاء والمحدّثين، فلا ينفع الاستنباط من نصّ غير ثابت، ولا ثبوت النصّ من غير استنباط.
وقد سار على هذا الدرب أئمّة أهل الأداء فجمعوا بين الرواية والدراية، فاعتنوا بجمع الروايات والقراءات بالنقل المتسلسل مع التثبّت من ثبوتها بعزو ما رووه إلى الرواة بالسند، ثمّ قاموا بهضم جميع ما نقلوه نصاً وتلقّوه أداءً فبيّنوا ووضّحوا وجمعوا مرويّاتهم في كتب على شكل أبواب ومسائل مرتّبة فكانت بدورها سرجاً يُستنار بها، ويُرجع إليها ويُعتمد عليها. فكان اعتناؤهم بجانب ضبط النصوص وعزو الرواية إلى مصدرها بمثابة اعتنائهم بجانب الدراية والتفقّه في مروياتهم.
أمّا الذي لاحظته في هذه السنوات الأخيرة، اعتناء الأكادميين من المتخصصين في علم القراءات بتحقيق التراث القديم أشدّ الاعتناء وبشتّى أساليبه فصارت لديهم ملكة وتجربة في ميدان التحقيق من ضبط المتن وإثبات صحّة الكتاب إلى مصنّفه وغير ذلك. وهذا الاهتمام طغى نوعاً ما على جانب العلمي فظهر نوع من التقصير فيما قد يمكن أن يُحصد من التراث الخصب من فوائد وأحكام تُنمّي الجانب العلمي الذي من أجله وُضعت الكتب والمصنّفات، وهذا بمثابة من يُتعب نفسه في إثبات صحّة الحديث من غير أن يتفقّه ويستفيد من مضمونه ومقتضاه بالدرجة اللائقة.
ولست أقلّل من أهمّية الجانب التحقيقي للتراث القديم حاش لله، إذ هو أمرٌ ضروريّ لا يستغني عنه المستنبط المجتهد إذ على النصّ الثابت تُبنى المسائل والأحكام، فلا بدّ من التثبّت من صحّة النصّ ومصدره قبل الاستفادة منه والعمل بمقتضاه لا سيما في المسائل الشرعيّة التي بها نتعبّد الله تعالى. وكلّ هذه الجهود التي بُذلت في التحقيق العلمي للتراب إنّما هو لغرض التفقّه والاستفادة منه. فالغاية هو التفقّه والعمل بالمقتضى، والوسيلة هو التثبّت من ضبط المتن وصحّة الخبر. وليس من المعقول الاهتمام بالوسيلة أكثر من الغاية لا سيما أنّ الغاية في حدّ ذاتها تحتاج إلى ملكة ونضج في العقل وتجربة معتبرة، إذ كان أئمّتنا ومحقّقينا من أهل الأداء على تلكم الهيئة والسيرة. فابن الجزريّ عليه رحمة الله تعالى سُمّي محقّقاً لا من جهة تحقيق وضبط النصوص فحسب، وإنّما من جهة الدراية والفقه في المسائل أيضاً. فالعلم فطنة ودراية أحسن منه سماعاً ورواية كما قال الداني ومكي القيسي عليهما رحمة الله تعالى.
أتعجّب من بعض الطلبة الذين يحرصون كلّ الحرص على تتبّع طبعات الكتب المحقّقة ونقدها، وقد تجده ناقصاً من جهة الدراية والعلم، بل وقد تجده قام بعمل جبّار في ميدان التحقيق ويُتوّج من خلال ذلك بتاج العلم والمعرفة. وقد تجد في هؤلاء من يسلّم لكلّ ما يُقرأ به اليوم من غير تمحيص وتنقيح، مهملا للنصوص التي كان يمرّ عليها ذهاباً وإيّاباً أثناه تحقيقه للتراث، فهؤلاء يقال لهم لمَ التحقيق إذن.
عند مطالعتي لكتب المتقّدمين ككتب الداني ومكي القيسي وغيرها تعجّبت من كثرة الفوائد الموجودة فيها وأكاد لا أرى من يُنبّه ويعلّق عليها وفيها من الأجوبة الشافية والكافية لفكّ الخلاف الذي يتخبّط فيه قرّاؤنا وعلماؤنا اليوم في أصول المسائل وفروعها.
ولا أنفي وجود عدد من العلماء الذين ما اكتفوا باستخراج الكنوز من بطون المخازن فحسب بل استخرجوا الفوائد وأبرزوها على الساحة فجدّدوا ووضّحوا وبيّنوا بعض الحقائق التي ما كان الواحد يتجرّأ على التعرّض لها، فصارت اليوم من المسلّمات لقوّة الأدلّة التي أبرزت وتجلّت من خلال ما حوته تلك المصادر.
وقبل يومين كانت جالساً أمام مكتبتي فلفت نظري إلى كتاب التحديد للداني فجذبني إليه وفتحته فوقع بصري على نصّ ما تفطنت له من قبل مع إنّي طالعت الكتاب عدّة مرّات. والنصّ هو: قال الداني: " وأمّا المخفى فعلى نوعين: أخفاء الحركات، وإخفاء النون والتنوين " (التحديد ص100 تحقيق شيخنا غانم الحمد). فقلت في نفسي لمَ لم يذكر الميم المخفاة؟ ووضعت هذا النصّ في ملفّ المسألة بنظرة واحدة في الكتاب. وقلت في نفسي أيضاً: هذه نظرة واحدة فما بالك بالنظرات والدوام على المطالعة. فإننا والله سنستفيد الكثير والكثير ما لم يكن حتّى في الحسبان فلا ينبغي أن تتطغى الوسيلة على الغاية. فالتراث له حقّ عليها وهو إخراجه بتحقيقه ثمّ الاستفادة منه والعمل بمقتضاه في الفصل بين المختلف فيه من جهة، والاستنارة به في التأصيل العلمي الذي يفتقد إليه علم التجويد والقراءات.
لا فض فوك. أجدتَّ و أفدتّ شيخنا الكريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[11 Jan 2010, 09:00 ص]ـ
لسلام عليكم جميعا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه وبعد:
فقد سبق وتناقش أخونا الفاضل عبد الحكيم فولي مع أخينا الكريم محمد يحي شريف في مسألة القلب والإخفاء والفرجة والإطباق وانتهى الأمر بينهما بقيام الحجة على خطأ القائلين بالإطباق وقد حاد المناقش له مرات ومرات ثم واصلت النقاش معه فحاد أكثر مما حاد مع الشيخ عبد الحكيم وانتهى النقاش إلى إقراره بصحة الفرجة في كلامه الذي خطه بيده وحسبت الأمر قد انتهى فتركت الرد عليه , فلماذا يثير الموضوع ها هنا؟ ألم يكف ما سطر في المسألة من قبل , والأخ محمد شريف هنا يتعقب الأئمة الكبار ابن الجزري والمرعشي وغيرهما ثم يغضب إذا تعقبه متعقب ويضيق من الحوار ثم يعلق ذلك على حدة المحاور له وشدة الرد ولو تأمل في عنوانه الذي كتب تحته هذا الكلام المكرر (تأملات وتعقبات) فالله المستعان.أخي محمد شريف ألم تكتب ببنانك:
أمّا كيفية الفرجة فنحن ندرك كيفيّتها وقد قرأنا بها على كبار المشايخ الذين يقولون بها وأقرّونا عليها، فليست القضيّة تقعير الفم وإنّما في التلامس والاحتكاك. فإن كان المراد من الفرجة الملامسة والاحتكاك فأنّي أقول بها من اليوم وإمّا إن كان غير ذلك فهو انفراج بين الشفتين أحببت أم كرهت. أ. هـ
ثم قال:
خذوا هذه الفرجة وكلوها ودعونا وشأننا أ. هـ
وقد أجبته هناك وهو يضطرني إلى نقله هنا:
هذا هو الإفلاس الذي أقررت به أخيرا والحيدة التي برهنت عليها كثيرا , والحيصة التي وقعت فيها أسيرا , وأكرر عليك لغزي نظما وهيهات أن تجد له جوابا عند العقلاء:
عجب عجاب هل تكلم عاقل = وبمثل لغزك أين أين القائل؟
إن رمت إظهارا فإنك مطبق = أورمت إخفاء فذلك باطل
حكمان بينهما اختلاف شاسع = فهل التباعد عندكم متماثل
أم ذاك تجويد جديد محدث = هل من جواب يرتضيه العاقل
أنسيت كلامك أم هي الحيدة المعتادة؟
وانظر على سبيل المثال هذه الروابط بهذا المنتدى لترى العجب , وسبحان الله وبحمده.
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=17594
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=2029
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[14 Jan 2010, 01:34 م]ـ
.... والخلاف لفظيّ حتّى في الألف لأنّه لا يُتصوّر إمكان ترقيق الألف في {طال} و {وفصالا}، {ويصّالحا} لمن قرأ لورش بوجه التغليظ.
وقد غيّر رأيه ابن الجزري في ذلك بعد أن كان يعتقد أنّ الألف مرقّقة مطلقاً، فبعد أن قال (وحذرن تفخيم لفظ الألف) قال في النشر والصحيح أنّها لا توصف ............
فلا يُعقل أنّه قد غيّر أداءه في ذلك، لذا فإنّ الخلاف في الألف لفظيّ كذلك ومع هذا لم يتعرّض ابن الجزري ولا غيره للواو مطلقاً.
والعلم عند الله تعالى.
السلام عليكم
ما الغريب في أن ابن الجزري يغير أداءه في مسألة الألف؟
فقد سقت لك من قبل نقولات غير فيها بعض أئمتنا من أدائهم، ورجعوا عن أشياء في نهاية المطاف.
وانظر إلي قول ابن الجزري في النشر عن قضية الألف ووقتها ستعلم هل المسألة علي الحقيقة أو غير ذلك.
((، وأما الألف فالصحيح أنها لا توصف بترقيق ولا تفخيم بل بحسب ما يتقدمها فإنها تتبعه ترقيقاً وتفخيماً، وما وقع في كلام بعض أئمتنا من إطلاق ترقيقها فإنما يريدون التحذير ما يفعله بعض العجم من المبالغة في لفظها إلى أن يصيروها كالواو أو يريدون التنبيه على ما هي مرققة فيه.
وأما نص بعض المتأخرين على ترقيقها بعد الحروف المفخمة فهو شيء وهم فيه ولم يسبقه إليه أحد.
وقد رد عليه الأئمة المحققون من معاصريه، ورأيت من ذلك تأليفاً للإمام أبي عبد الله محمد بن بصخان سماه: التذكرة والتبصرة لمن نسيَ تفخيم الألف أو أنكره قال فيه:
((إعلم أيها القارئ أن من أنكر تفخيم الألف فإنكاره صادر عن جهله أو غلظ طباعه، أو عدم اطلاعه، أو تمسكه ببعض كتب التجويد التي أهمل مصنفوها التصريح بذكر تفخيم الألف. ثم قال:
((والدليل على جهله أنه يدعي أن الألف في قراءة ورش طالا وفصالا وما أشبههما مرققة وترقيقها غير ممكن لوقوعها بين حرفين مغلظين والدليل على غلظ طبعه أنه لا يفرق في لفظه بين ألف (قال) وألف (حال) حالة التجويد.
والدليل على عدم اطلاعه أن أكثر النحاة نصوا في كتبهم على تفخيم الألف ثم ساق نصوص أئمة اللسان في ذلك ووقف عليه أستاذ العربية والقراءات أبو حيان رحمه الله فكتب عليه: طالعته فرأيته قد حاز إلى صحة النقل كمال الدراية، وبلغ في حسنه الغاية-)) ا. هـ
تدبره ثم قل لي هل هذا خلاف لفظي؟ ولم كلف نفسه بالرد علي بعض المتأخرين مع أنه سبق وقال ((وما وقع في كلام بعض أئمتنا من إطلاق ترقيقها فإنما يريدون التحذير ما يفعله بعض العجم من المبالغة في لفظها إلى أن يصيروها كالواو أو يريدون التنبيه على ما هي مرققة فيه.))؟
والله أعلم
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[14 Jan 2010, 04:40 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كيف حالك أخي الشيخ عبد الحكيم؟ أرجو أن تكون في صحّة وعافية تامّة
قولكم:
تدبره ثم قل لي هل هذا خلاف لفظي؟ ولم كلف نفسه بالرد علي بعض المتأخرين مع أنه سبق وقال ((وما وقع في كلام بعض أئمتنا من إطلاق ترقيقها فإنما يريدون التحذير ما يفعله بعض العجم من المبالغة في لفظها إلى أن يصيروها كالواو أو يريدون التنبيه على ما هي مرققة فيه.))؟
أخي الحبيب: الذي يظهر لي من خلال هذا النصّ الذي نقلته هو تأكيد بأنّ الخلاف لفظيّ بدليل قوله: "وما وقع في كلام بعض أئمتنا من إطلاق ترقيقها " أقول: ماذا يقصد من عبارة "من إطلاق ترقيقها" أليس هو اعتراض على إطلاق لفظ الترقيق على الألف وليس اعتراض على الأداء؟. إضافة إلى ذلك أنّ اعتراضه على التفخيم أداءً كان موجّهاً إلى بعض العجم وليس إلى العرب فضلاً عن أئمّة الأداء.
وانظر إلى عبارة ابن الجزري "وأما الألف فالصحيح أنها لا توصف بترقيق ولا تفخيم" فقوله "أنّها لا توصف" دلالة على أنّ الخلاف في الوصف دون الأداء.
أمّا قولكم: ولم كلف نفسه بالرد علي بعض المتأخرين مع أنه سبق
الجواب: الخلاف الفظيّ لم يمنع العلماء يوماً من الاجتهاد والنقد ولا أحتاج أن أسرد لك الأمثلة، ويكفي في ذلك اختلافهم في المخارج والصفات وألقاب الحروف مع اتّفاقهم جميعاً في الأداء.
ـ[أحمد الرويثي]ــــــــ[14 Jan 2010, 05:19 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أخي الفاضل محمد بن يحيى شريف
بارك الله فيكم وجزاكم خيراً على ما سطرت أيديكم من هذه التأملات والملاحظات، ورغبةً مني في الفائدة أستأذنكم في التعقيب على الملاحظة الأولى
الملاحظة الأولى:
عند مطالعتي لكتب المتّقدّمين من أهل الأداء ما وجدتّ واحداً منهم عبّر بالإخفاء في الميم المقلوبة من النون الساكنة والتنوين في نحو {عليم بذات الصدور}، و {من بعد} بل وجدتّ أنّهم عبّروا بأنّ النون تُقلب ميماًً خالصة أو ميما ساكنة أو ميماً وما أشاروا إلى الإخفاء بعد القلب لا من قريب ولا من بعيد. وأوّل من استعمل اصطلاح الإخفاء بعد القلب ابن الجزري عليه رحمة الله تعالى بقوله في النشر: " ولابد من إظهار الغنة مع ذلك فيصير في الحقيقة إخفاء الميم المقلوبة عند الباء فلا فرق حينئذ في اللفظ بين (أن بورك، وبين: يعتصم بالله) ". ولم يستعمل هذا الاصطلاح في البداية إلاّ بعد النظر والاجتهاد حيث قال في كتابه التمهيد الذي ألّفه في شبابه: "فإذا أتى بعد النون الساكنة والتنوين باء قلبت ميماً من غير إدغام ". ومن ثمّ تتابعت عبارات المتأخّرين من أهل الأداء بعد ابن الجزري في استعمالهم للفظ الإخفاء بعد القلب على ضوء ما صرّح به في النشر.
.
فقد وجدتُ نصاً للإمام عبد الوهاب بن محمد القرطبي (ت 461هـ) بهذا الخصوص في كتابه الموضح في التجويد حيث قال في ص 174: ((النون الساكنة والتنوين إذا وليتهما الباء كقوله تعالى (من بعد ما) (من بيوتكم سكناً) (صمٌ بكمٌ عمي) (فانبجست) ... وما أشبه ذك؛ فإن النون تنقلب ميماً وتصير في اللفظ كقولك: مم بعد، فامبجست، أمبئوني، وكذلك سائرها، كما تنقلب في عنبر ومنبر، ثم بعد قلبها ميماً يتحول اللفظ إلى الإخفاء؛ لأن حظ الميم إذا سكنت أمام الباء الإخفاء، وغنة النون والميم عند الباء تشتبه فلا يوجد في اللفظ فرقٌ بين قوله (أم بظاهرٍ من القول) (أم به جنة) وبين (أنبتكم من الأرض) (أنبئوني)، سواء كان ما قبل الباء نوناً أو ميماً، لا فرق بينهما، كله في اللفظ سواء)) اهـ.
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[14 Jan 2010, 06:13 م]ـ
ربّ زدني علماً
شيخنا الفاضل أحمد الرويثي جزاكم الله خيراً على هذا الاستدراك القيّم المؤدّب وأسأل الله تعالى أن ينفع بكم وأن يوفّقكم لما فيه الخير الصلاح وأن يحشركم مع السفرة الكرام البررة. آمين.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[15 Jan 2010, 01:00 م]ـ
السلام عليكم
كيف الحال أخي الحبيب محمد يحيي؟ آمل أن تكون بصحة وعافية (وحشتني)
تدبر معي أخي الكريم قول الإمام ابن الجزري كما سأعرضه عليك:
قال (وما وقع في كلام بعض أئمتنا من إطلاق ترقيقها فإنما يريدون التحذير ما يفعله بعض العجم من المبالغة في لفظها إلى أن يصيروها كالواو أو يريدون التنبيه على ما هي مرققة فيه.))
فهنا يوجه الإمام ابن الجزري كلام القدامي ويعبر فيه بأن الخلاف لفظي إلي هذا الحد ..
ثم قال: (وأما نص بعض المتأخرين على ترقيقها بعد الحروف المفخمة فهو شيء وهم فيه ولم يسبقه إليه أحد.))
وهنا ينقل قول من قال بترقيق الألف علي الحقيقة، ويصفه " بالواهم " ووصفه أيضا بأنه لم يسبقه إلي حقيقة هذا القول أحد " فلو لم يكن الخلاف عند من نقل عنه علي الحقيقة لوجه كلامه كما وجه كلام القدامي .. وهذا ظاهر وواضح.
ثم قال: (وقد رد عليه الأئمة المحققون من معاصريه، ورأيت من ذلك تأليفاً للإمام أبي عبد الله محمد بن بصخان سماه: التذكرة والتبصرة لمن نسيَ تفخيم الألف أو أنكره قال فيه:))
وهذا أكبر دليل علي أن الخلاف فيه حقيقي.
أما أنه غير أداءة ما أذكره أن ابن الجزري أخذ عن ابن الجندي وابن الجندي عن الجعبري " فاليحرر"، والجعبري قال بترقيق الألف كما في منظومته " عقود الجمان ".
وبهذا يتضح صراحة الخلاف كما في مسألة إخفاء النون المقلوبة والميم المخفاة. والله أعلم
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[16 Jan 2010, 12:24 ص]ـ
ثم قال: (وأما نص بعض المتأخرين على ترقيقها بعد الحروف المفخمة فهو شيء وهم فيه ولم يسبقه إليه أحد.))
أخي عبد الحكيم هذه العبارة لا تدلّ على أنّ الخلاف خلاف أداء فقوله نصّ بعض المتأخرين على ترقيقها أي أنّ بعض المتأخرين قال بترقيقها بدليل أنّه قال: ولم سيبقه إليه أحد بمعنى لم يسبقه واحد إلى هذا القول ولم يقل: ولم يقرأ به واحد سواه.
وتعلم جيّداً أنّ ابن الجزري كان يقول بهذا القول في البداية. السؤال وهل قرأ به؟ وهل هناك ما يدلّ أنّه قرأ به؟ ما أشار إلى الأداء في المسألة لا من قريب ولا من بعيد.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[16 Jan 2010, 09:52 ص]ـ
أخي الفاضل عبد الحكيم أنصحك بما نصحتني به من قبل حتى تحفظ وقتك الثمين ولا تضيعه في نقاش لا يثمر.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[17 Feb 2010, 01:44 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد
إنّ المتقدّمين من أهل الأداء اعتنوا في نقلهم للقرءان الكريم على الرواية والأداء والدراية جميعاً وما أهملوا واحداً من هذه الأمور الثلاثة المهمّة، فبالرواية يُعرف ثبوت النقل إلى مصدره من جهة الإسناد سواء كانت قراءة أو رواية أو طريقاً أو وجهاً، وسواء كان المنقول أداءً أو نصّاً، وكلّ ذلك خاضع للضوابط والشروط التي وضعها الأئمّة في الحكم على المنقول بالصحّة أو التواتر أو الشهرة أو الشذوذ أو غير ذلك. وأمّا الأداء فهو مجرّد تطبيق عمليّ وترجمة عمليّة للرواية الثابتة عن طريق التلقّي والمشافهة من المشايخ، وصحّة الأداء مرتبط بصحّة الرواية لأنّها إن ثبتت بشروط القبول التي وضعها الأئمّة كان الأداء تابعاً لها في الثبوت فلا قيام للرواية من غير أداء إذ الأداء هو المعنيّ بالنقل والرواية عن الغير. وأمّا الدراية فهي كناية عن الضبط والتفهّم والتمييز والتبصّر في تمحيص المادّة الأدائيّة المنقولة وتسليط الحسّ النقدي عليها، فيكون الراوي بذلك عالماً بصيراً بمرويّاته بل ناقداً لها كما هو دأب أبي عمرو الداني في جامع لبيان وابن الجزري في كتابه النشر وغيرهما من النقّاد الجهابذة. والنقد يكون على حسب الشروط التي وضعها كلّ إمام في قبول المنقول نصاً وأداءً وهذا ما حمل ابن الجزري على إهمال ونقد بعض مرويّاته لأنّها لم تستوف جميع الشروط المقرّرة لديه.
لذا فإنّه يمكن أن نعتبر بأنّ أئمّتنا عليهم رحمة الله تعالى اعتمدوا على:
- النصوص المنقولة
- الأداء المنقول
- الدراية
- النقد والذي يتمثّل في استبعاد وردّ كل ما خرج عن شروط قبول الرواية التي وضعها الأئمّة.
أ - الاعتماد الأئمة على النصوص المنقولة بالدرجة الأولى:
قال الداني عليه رحمة الله تعالى: "مع الإعلام بأنّ القراءة ليست بالقياس دون الأثر" (جامع البيان ص172).
قال مكّي القيسي عليه رحمة الله تعالى: "والرواية إذا أتت بنصّ في الكتب والقراءة كانت أقوى وأولى من رواية لم تُنقل في كتاب الله ولا صحبها نصّ، وما نُقل بالتلاوة ولم يؤيّده نصّ كتاب فالوهم والغلط ممكن ممن نقله إذ هو بشر " (تمكين المدّ في آتى وآمن وآدم وشبهه ص37).
وقال في كتابه التبصرة: " فجميع ما ذكرناه في هذا الكتاب ينقسم ثلاثة أقسام: قسم قرأت به ونقلته وهو منصوص في الكتب موجود. وقسم قرأت به وأخذته لفظاً أو سماعاً وهو غير موجود في الكتب وقسم لم أقرأ به ولا وجدته في الكتب ولكن قسته على ما قرأت به إذ لا يمكن فيه إلا ذلك عند عدم الرواية في النقل والنص وهو الأقل"
قال ابن عظيمة الإشبيلي (ت543): "ولا ينبغي أن يقنع الطالب بالمشافهة من العلم، فيسمع لفظه إذا تكلّم، فلربّما كان ممن جرى الصواب على لسانه، وهو لا يعلم مقدار إحسانه، ولا بدّ من مفارقته ما سمع، فيرجع إلى ما به طبع، فإن كان ممن علم عمل، وإن اكتفى بما سمع لم يلبث أن يجهل" (منح الفريدة ص212).
وقال الشاطبيّ عليه رحمة الله تعالى:
وما بعده كسر أو اليا فما لهم ...... بترقيقه نصّ وثيق فيمثلا
وقال: وبعضهم في الأربع الزهر بسملا ...... لهم دون نصّ
وقال: ولا نصّ كلا حبّ وجه ذكرته ...... وفيها خلاف جيده واضح الطلا.
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول: فهذي نصوص القوم تؤكّد على أنّ ما أودعوه في سطورهم هو المعبّر القويم عن الكيفيّة الصحيحة التي تلقّوها عن مشايخهم، ويكفي في إثبات ذلك أنّ عدم ثبوت النصّ عندهم مشكلة وسبيل للنقد والتشكيك والاحتمال كما يظهر من كلام مكّي القيسي وصنيع الإمام الشاطبيّ عليه رحمة الله تعالى، وأنّ مجرّد الاعتماد على الأداء المأخوذ عن غير مرجع مسطور ومصدر موثوق قد يُفضي إلى الوهم والغلط. لذا فإنّ أهل الأداء اعتمدوا على النصوص بالدرجة الأولى إذ به يجد الأداء مصداقيّته التي ترفعه من الشكّ والاحتمال إلى اليقين والقطع.
ب - الاعتماد على الأداء:
اعتمد أئمّتنا على الأداء من ناحيتين مختلفتين من حيث الهدف والغاية:
الأولي: الاعتماد على الأداء لإدراك الهيئة الأدائيّة حال القراءة، وذلك عن طريق التلقّي والمشافهة من المشايخ، فيكون الأداء بذلك مفسّراً للنصّ من الجهة العمليّة التطبيقيّة.
الثانية: الاعتماد على الأداء استدلالا وإثباتاً لصحّة الوجه المقروء به. وهذا منوط بشروط:
الأوّل: أن يفتقد الأداء إلى النصّ، فلو ثبت بالنصّ فلا حاجة إلى الاستدلال بالأداء، وإنّما يقتصر دوره على نقل الكيفيّة الأدائيّة بالتسلسل.
الثاني: أن يكون الأداء ثابتاً في الكتب والمصادر ومشهوراً عند الأئمّة عليهم رحمة الله تعالى.
ثالثاً: أن يكون قوياً من جهة القياس.
ولنضرب أمثلة في ذلك: الأوّل: إدغام أبي عمرو {قال ربّ}، {قال ربّكم} وشبهه فإنّ أهل الأداء أجمعوا أداءً على إدغام لام {قال} في الراء مطلقاً كما ذكر الداني في كتابه الإدغام الكبير، إلاّ أنّ النصّ لم يرد في {قال رجل} و {قال رجلان}، فاعتمد الداني على الأداء المجمع عليه لإلحاق {قال رجل} و {قال رجلان} بنظائرها قياساً وتقويّة للوجه الذي لم يرد فيه النصّ، والقياس هنا مراده إدراج الألفاظ المعنيّة بالإدغام تحت نفس الأصل والقاعدة وهو إدغام {قال} في الراء. المثال الثاني: إمالة {البارئ} مع {بارئكم} فإنّها ثابتة بالأداءً المشهور عن الدوري الكسائي إلاّ أنّ النصوص وردت في لفظ {بارئكم} دون {البارئ} فألحقت الكلمة الثانية بالأولى لاتفاقهما حكماً واشتهارهما من جهة الأداء كما هو الحال في المثال الأوّل وسببه أنّ الأئمّة قد يذكرون كلمة على سبيل التمثيل فيظنّ المتأخرون أنّها ذكرت للحصر فيلتبس عليهم الأمر فيلجئون إلى القياس لإلحاق الكلمات التي لم يردّ النصّ فيها بنظائرها. المثال الثالث: جواز المدّ والقصر عند إسقاط الأولى من الهمزتين نحو {شآء أن شره}، و {السمآء أن تقع}. قال الداني: "وقد حكى أبو بكر الداجوني عن أحمد بن جبير عن أصحابه عن نافع في الهمزتين المتفقتين أنّهم يمدّون الثانية منها نحو {السمآء أن تقع}. قال: يهمزون ولا يطوّلون السماء ولا يهمزونها، وهذا نصّ منه على قصر الألف قبل الهمزة الساقطة والمليّنة، ولا أعلم أحداً من الرواة نصّ عليها بمدّ ولا بقصر غيره، وإنّما يُتلقّى الوجهان فيهما من أهل الأداء تلقّياً" (جامع البيان ص225). الشاهد قوله: "وإنّما يُتلقّى الوجهان فيهما من أهل الأداء تلقّياً" أقول: كأنّ الداني استغرب كيف انتشر الوجهان أداءً عن الأئمّة ولم يرد في ذلك إلاّ نصّ واحد يُثبت القصر دون المدّ، لذا يمكن أن نقول بأنّ الوجهين ثابتان بالأداء المشهور، وكلاهما قويّ من جهة القياس الذي يتمثّل في تبرير وجه المدّ اعتداداً بالأصل وهو وجود الهمزة الموجبة للمدّ قبل الإسقاط، وكذا تبرير القصر لثبوته بالنصّ الوحيد من جهة واعتداداً بالعارض وهو ذهاب الهمزة بالحذف الذي أوجب القصر من جهة القياس ولا مانع من الاعتداد بالعارض إن اشتهر الوجه أداءً. أقول: وهذا ما يزيدنا يقيناً أنّ القدامى من أئمّة الأداء كانوا يتحفّظون من كلّ أداء مفتقر للنصّ ولو ثبت بالتواتر والإجماع فكانوا يُلحقونه بنظيره و يدرجونه تحت أصل وثيق ليكون قويّا من جهة القياس.
قد يقول القائل: لماذا هذا التحفّظ مع ثبوت الأداء بالتواتر أو الإجماع؟
الجواب: لم يكن من المعقول عند الأئمّة أن يصل الأداء إلى مرتبة الشهرة أوالتواتر أو الإجماع دون أن يكون منصوصاً عليه من طرف من تقدّمهم من أهل الأداءً.
قد يقول القائل: لماذا لجئوا إلى القياس تقوية للأداء المجمع عليه مع أنّ الإجماع أقوى من القياس فلا حاجة له به ليتقوّى؟
الجواب: هناك فرق بين القياس المحض الذي نشأ عن مجرّد رأي لم يسبقه نصّ ولا أداء، وبين الذي كان ثابتاً بالأداء عن الأئمّة فقوي بالقياس ليندرج تحت أصل وثيق يعيد له اعتباره ويعوّضه عن الضعف الذي اعتراه بافتقاره للنصّ. لأنّ النصّ هو الذي يوثّق الأداء ويجعله معتبراً، وإذا افتقر الأداء إلى النصّ فإنّه يفتقد تلك المصداقية. ومن هنا يظهر جلياً منزلة النصوص بالنسبة للأداء عند أئمّتنا.
وسأذكر في الجزء الثاني الاعتماد على الدراية إن شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[17 Feb 2010, 12:19 م]ـ
السلام عليكم أخانا الفاضل , جزاك الله خيرا على ما تتحفنا به ولكن اسمح لي بمنقاشتك في بعضه لعلنا نستفيد من النقاش.
تقول:
لذا فإنّه يمكن أن نعتبر بأنّ أئمّتنا عليهم رحمة الله تعالى اعتمدوا على:
- النصوص المنقولة
- الأداء المنقول
- الدراية
- النقد والذي يتمثّل في استبعاد وردّ كل ما خرج عن شروط قبول الرواية التي وضعها الأئمّة.
أقول: فهذي نصوص القوم تؤكّد على أنّ ما أودعوه في سطورهم هو المعبّر القويم عن الكيفيّة الصحيحة التي تلقّوها عن مشايخهم، ويكفي في إثبات ذلك أنّ عدم ثبوت النصّ عندهم مشكلة وسبيل للنقد والتشكيك والاحتمال كما يظهر من كلام مكّي القيسي وصنيع الإمام الشاطبيّ عليه رحمة الله تعالى، وأنّ مجرّد الاعتماد على الأداء المأخوذ عن غير مرجع مسطور ومصدر موثوق قد يُفضي إلى الوهم والغلط. لذا فإنّ أهل الأداء اعتمدوا على النصوص بالدرجة الأولى إذ به يجد الأداء مصداقيّته التي ترفعه من الشكّ والاحتمال إلى اليقين والقطع.
وهل هذه الأمور بمعزل عن بعضها أم أنها مترابطة متلازمة؟
هل يمكن أن يعتمد إمام على نص دون رواية وعلى أداء دون رواية؟
وهل يمكن أن يتعارض أداء صحيح مع نص صريح؟
ألا ترى تناقضا بين ما لونته لك بالأزرق من كلامك وما لونته بالأحمر منه , فأنت تتكلم عن صنيع الأئمة الذين نقلت نصوصهم فهل من صنيعهم التفريق بين الرواية والدراية والنصوص؟ وهل اعتمدوا على النصوص بالدرجة الأولى كما فهمت أنت؟
أين صريح قولهم في اعتمادهم على النصوص بالدرجة الأولى؟
وتقول:
ب - الاعتماد على الأداء:
اعتمد أئمّتنا على الأداء من ناحيتين مختلفتين من حيث الهدف والغاية:
الأولي: الاعتماد على الأداء لإدراك الهيئة الأدائيّة حال القراءة، وذلك عن طريق التلقّي والمشافهة من المشايخ، فيكون الأداء بذلك مفسّراً للنصّ من الجهة العمليّة التطبيقيّة.
الثانية: الاعتماد على الأداء استدلالا وإثباتاً لصحّة الوجه المقروء به. وهذا منوط بشروط:
الأوّل: أن يفتقد الأداء إلى النصّ، فلو ثبت بالنصّ فلا حاجة إلى الاستدلال بالأداء، وإنّما يقتصر دوره على نقل الكيفيّة الأدائيّة بالتسلسل.
الثاني: أن يكون الأداء ثابتاً في الكتب والمصادر ومشهوراً عند الأئمّة عليهم رحمة الله تعالى.
ثالثاً: أن يكون قوياً من جهة القياس.
أولا هذه الشروط والضوابط وهذا الذي تؤصل له لابد من توثيقه كما تعلم من نصوص المتقدمين فأين ذلك التوثيق؟
أين اعتمادك على النصوص الذي صدرت به كلامك؟
وثق شروطك ثم اضرب الأمثلة.
وبعد الجواب المقنع يمكن أن نكمل في الأمثلة إن شاء الله.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[17 Feb 2010, 03:31 م]ـ
السلام عليكم أخانا الفاضلأولا هذه الشروط والضوابط وهذا الذي تؤصل له لابد من توثيقه كما تعلم من نصوص المتقدمين فأين ذلك التوثيق؟
أين اعتمادك على النصوص الذي صدرت به كلامك؟
وثق شروطك ثم اضرب الأمثلة.
وبعد الجواب المقنع يمكن أن نكمل في الأمثلة إن شاء الله.
السلام عليكم
بارك الله فيك شيخنا الفاضل محمد الشعباني، لا بد من توثيق المعلومة وهذا أمر ضروري.
فإن أردنا توثيق المعلومات فسيحدث تعارض ما بين المقروء وما بين المنصوص في بعض الأداءات وهذا ما ذكره مكي وقال في كتابه التبصرة: " ...... وقسم لم أقرأ به ولا وجدته في الكتب ولكن قسته على ما قرأت به إذ لا يمكن فيه إلا ذلك عند عدم الرواية في النقل والنص وهو الأقل"))
وقوله (ولكن قسته على ما قرأت به) واضح
وهناك من اعتمد علي النص دون الأداء فتناقض، فأخذ بالغنة المفخمة دون نص فخالف قراءة الأئمة المعتبرين.
وأخذ بالنص في مسألة تفاوت مقدادير الغنن فخالف قراءة الأئمة المعتبرين.
أما نصوص الأئمة في التحذير من الاعتماد علي المشافهة محمولة علي غير المشهور
والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[17 Feb 2010, 03:33 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سأجيبك بحول الله تعالى عن المجموعة الأولى من الأسئلة وبعدها أنتقل إلى المجموعة الثانية
قولكم
وهل هذه الأمور بمعزل عن بعضها أم أنها مترابطة متلازمة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب: أنّ هذه الشروط مترابطة، فالرواية الصحيحة تحتوى على نصوص وأداء منقول بالتسلسل، ولا يتحققّ ذلك إلاّ بالعلم المتضمّن للمنقول إذ الرواية لا تؤخذ إلاّ عن علم وفهم، إضافة إلىّ النقد الذي يكون على أساس شروط التي وضعها الأئمّة عليهم رحمة الله تعالى.
قولكم:
هل يمكن أن يعتمد إمام على نص دون رواية وعلى أداء دون رواية؟
يستحيل أن يوجد نصّ من غير أداء لأنّ النصوص تعبّر عن الكيفيّة الأدائية المنقولة، فإن انعدم الأداء فعلى أيّ أساس يوضع النصّ؟.
أمّا الأداء فإن نُقل بالإسناد فيُعدّ من الرواية بغضّ النظر عن صحّتها وضعفها، فتتقوّي بالنصوص وشهرة الأداء وقوّتها في القياس.
قولكم:
وهل يمكن أن يتعارض أداء صحيح مع نص صريح؟
الجواب: ماذا تقصد بالنصّ الصحيح؟ الأولى أن يُقال النصّ المعتبر الذي اشتهر مضمونه وأداءه عند المتقدّمين، فإن كان الأداء مشهوراً ومستفاضاً فلا يُعقل أن يخالفه نصّ صريح معتبر اللهمّ إلاّ إن كان الخلاف خلاف تنوّع أو كان النصّ مجملاً محتملاً لأكثر من وجه، أو كان مضمونه شاذاً انفرد به البعض.
قولكم:
ألا ترى تناقضا بين ما لونته لك بالأزرق من كلامك وما لونته بالأحمر منه , فأنت تتكلم عن صنيع الأئمة الذين نقلت نصوصهم فهل من صنيعهم التفريق بين الرواية والدراية والنصوص؟
الجواب: الدراية ملازمة لكلّ علم من العلوم وبها يُفرّق بين المقلّد والعالم ويُميّز بين الصحيح والضعيف فهي من مسلّمات الأمور وقد فرّق بينهما الداني ومكي القيسي بقولهما: "فالعلم فطنة ودراية أحسن منه سماعاً ورواية " فالدارية هو العلم بمقتضى المنقول، والرواية قد تُنقل من غير علم وفهم.؟
وأمّا الرواية بالنسبة للنصّ فهي أعمّ فكلّ ما نُقل بالإسناد يُسمّى رواية وهي تتقوّى بالنصوص والأداء المشهور كما يتقّوى الحديث الضعيف إلى درجة الحسن لغيره بالشواهد والمتابعات، ويرتقي الحسن إلى درجّة الصحّة بذلك، فالرواية كناية عن النقل المتسلسل من الراوي إلى المروي إلى منتهى الإسناد فقط وهذا لوحده لا يكفي لقبولها إلاّ إذا انتشر أداؤها وكثرت نصوصها، وقويت من جهة القياس فترتقى بذلك إلى أعلى درجات الصحّة. وإذا نُقل النصّ بالأسناد كان رواية فالرواية شاملة لكلّ منقول بالإسناد والعلم عند الله تعالى
قولكم:
وهل اعتمدوا على النصوص بالدرجة الأولى كما فهمت أنت؟
الجواب:
بالطبع، قال مكي القيسي "والرواية إذا أتت بنصّ في الكتب والقراءة كانت أقوى وأولى من رواية لم تُنقل في كتاب الله ولا صحبها نصّ، وما نُقل بالتلاوة ولم يؤيّده نصّ كتاب فالوهم والغلط ممكن ممن نقله إذ هو بشر " (تمكين المدّ في آتى وآمن وآدم وشبهه ص37).
وقال في كتابه التبصرة: " فجميع ما ذكرناه في هذا الكتاب ينقسم ثلاثة أقسام: قسم قرأت به ونقلته وهو منصوص في الكتب موجود. وقسم قرأت به وأخذته لفظاً أو سماعاً وهو غير موجود في الكتب وقسم لم أقرأ به ولا وجدته في الكتب ولكن قسته على ما قرأت به إذ لا يمكن فيه إلا ذلك عند عدم الرواية في النقل والنص وهو الأقل". أقول قدّم المنصوص على غير المنصوص.
قد ضعّف الإمام الشاطبيّ بعض الأوجه الأدائيّة لعدم وجود نصّ وثيق أي نصّ معتبر.
قد استشكل أئمّتنا إدغام {قال رجل} و {قال رجلان} للبصري وإمالة {البارئ} للدوري الكسائي لعدم ثبوت النصّ ولولا شهرتها من جهة الأداء وقوّتها قياساً لضعّفوها.
وما ذكرته من الأدلّة يكفي.
قولكم:
أين صريح قولهم في اعتمادهم على النصوص بالدرجة الأولى؟
الجواب: صنيعهم ومنهجهم يدلّ على ذلك.
والعلم عند الله تعالى
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[17 Feb 2010, 04:49 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الجواب: ماذا تقصد بالنصّ الصحيح؟ الأولى أن يُقال النصّ المعتبر الذي اشتهر مضمونه وأداءه عند المتقدّمين،
وهل هناك نصوص صحيحة ليست معتبرة؟
بالطبع، قال مكي القيسي "والرواية إذا أتت بنصّ في الكتب والقراءة كانت أقوى وأولى من رواية لم تُنقل في كتاب الله ولا صحبها نصّ، وما نُقل بالتلاوة ولم يؤيّده نصّ كتاب فالوهم والغلط ممكن ممن نقله إذ هو بشر " (تمكين المدّ في آتى وآمن وآدم وشبهه ص37).
مكي يقارن بين رواية مع نص ورواية من غير نص وسؤالي كان هل اعتمد الأئمة على نص بلا رواية فأعد الجواب؟
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[17 Feb 2010, 05:16 م]ـ
قولكم:
وهل هناك نصوص صحيحة ليست معتبرة؟
الجواب:
قديثبت النصّ بالسند الصحيح ولكن قد يكون مضمونه غير متلقًى بالقبول لعدّم توفّر فيه شرط الشهرة والاستفاضة، والشاذ عند المحدّثين هو انفراد الثقة بزيادة مخالفة لغيره من الثقات وبالتالي فكما أنّ صحّة الإسناد لا تعني صحّة المتن فكذلك صحّة سند النصّ لا تعني اشتهار أداءه عند أهل الأداء. مع التذكير أنّ الشهرة شرط لقبول الوجه.
مكي يقارن بين رواية مع نص ورواية من غير نص وسؤالي كان هل اعتمد الأئمة على نص بلا رواية فأعد الجواب؟
الجواب: إن كان الوجه الثابت بالنصّ والأداء مقدّم على غيره، وكان الأداء المجرّد عن النصّ أعلّه الأئمّة كما في الأمثلة دلّ ذلك على ما قلتُ، ويكفيك يا أخي أنّ ابن الجزري اعتمد على الكتب التي نقل منها القراءات في كتابه النشر فقام بعزو كلّ وجه إلى مصدر من تلك المصادر و ما اكتفى بذكر الأداء والإسناد.
والعلم عند الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[17 Feb 2010, 07:11 م]ـ
هذه الأجوبة النظرية المفتتحة بإن الشرطية لا يعجز عنها أحد فأجبني جوابا عملية بأمثلة حية من كتب الأئمة دليلا على ما تذكر فكلامك مع احترامي لك لا يصلح نصا.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[18 Feb 2010, 11:20 ص]ـ
تستحقّ البطاقة الحمراء.
ابتسامة.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[18 Feb 2010, 11:30 ص]ـ
تستحقّ البطاقة الحمراء.
ابتسامة.
أهذي هي الأجوبة العملية بالأمثلة الحية؟
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[18 Feb 2010, 12:06 م]ـ
سأكتفي بمثالين:
قال أبو عمرو الداني في همز {ننسأها} و {أرجئه} و {رئيا} و {مؤصدة}: " وبتخصيص ذلك كلّه بالهمز للمعاني الخمسة المذكورة قرأت على أبي الفتح وأبي الحسن وغيرهما من طريقه – أي طريق ابن مجاهد -، وهو اختيار طاهر بن أبي هاشم وجميع أصحابه وأصحاب ابن مجاهد وهو اختياري أنا وبه آخذ، لأنّه رحمه الله – أي أبا طاهر بن أبي هاشم - بناه على نصّ ما اجتمع عليه الرواة عن اليزيدي عن أبي عمرو من أنّه همز {أو ننسأها} إذ هو من التأخير و {أرجئه} من أرجأت و {رئيا} إذ هو من الرواء و {مؤصدة} إذ هي من آصدتّ، وإنّه همز {وهيئْ لنا} و {يهيئ لكم} " جامع البيان ص242.
أقول: الخلاف في إبدال الهمزة للبصري ناتج من الاعتداد بمذهبه في إبدال الهمزة المفردة الساكنة من جهة ومن جهة أخرى ثبوت وجه الهمزة في هذه الكلمات نصاً وأداءً، ونلاحظ في هذه المسألة أنّ الداني ما اختار وجه التحقيق في هذه الكلمات على أساس ما تلقاه على أبي الفتح وأبي الحسن وغيرهما بل احتجّ بالنصّ الذي بنا عليه أبو طاهر بن أبي هاشم اختياره ولم يُشر إلى التلقّي والمشافهة للفصل في المسألة.
قال ابن الجزريّ في مسألة أبدال الهمزة ياءًً في الوقف على نحو {خائفين} لحمزة: " فأما إبدال الهمزة ياء في نحو (خايفين، وجاير، وأوليك) واواً في نحو (ابناوكم واحباوه) فإني تتبعته من كتب القراءات ونصوص الأئمة ومن يعتبر قولهم فلم أرَ أحداً ذكره ولا نص عليه ولا صرح به ولا أفهمه كلامه ولا دلت عليه إشارته سوى أبي بكر ابن مهران فإنه ذكر في كتابه في وقف حمزة وجهاً في نحو (تائبات) بإبدال الياء وفي نحو (رؤف) بإبدال الواو. ورأيت أبا علي الأهوازي في كتابه الاتضاح حكى هذا عن شيخه أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري وقال ولم أرَ أحداً ذكره ولا حكاه من جميع من لقيت غيره (قلت) ثم إني راجعت كتاب الطبري وهو الاستبصار فلم أره حكى في جميع ذلك سوى بين بين لا غير والقصد إن إبدال الياء والواو محضتين في ذلك هو مما لم تجزه العربية بل نص أئمتها على أنه من اللحن الذي لم يأت في لغة العرب وإن تكلمت به النبط وإنما الجائز من ذلك هو بين بين لا غير. وهو الموافق لاتباع الرسم أيضاً. وأما غير ذلك فمنه ما ورد على ضعف ومنه ما لم يرد بوجه. وكلّه غير جائز من القراءة من أجل عدم اجتماع الأركان الثلاثة فيه. فهو من الشاذ المتروك الذي لا يعمل به ولا يعتمد عليه والله أعلم. وسيأتي النص في كل فرد فرد ليعلم الجائز من الممتنع والله الموفق. " النشر 1/ 463.
أقول: اعتمد ابن الجزري في إثبات الجائز من الممتنع في هذه المسألة على النصّ فقال: " فلم أرَ أحداً ذكره ولا نص عليه ولا صرح به ولا أفهمه كلامه ولا دلت عليه إشارته " ثمّ قال في الأخير " وسيأتي النص في كل فرد فرد ليعلم الجائز من الممتنع والله الموفق. " فجعل جواز الوجه منوط بوجود النصّ ولم يُشر إلى المشافهة والتلقّي لا من قريب ولا من بعيد. فاعتبروا يا أولي الأبصار.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[18 Feb 2010, 01:29 م]ـ
سأكتفي بمثالين:
قال أبو عمرو الداني في همز {ننسأها} و {أرجئه} و {رئيا} و {مؤصدة}: " وبتخصيص ذلك كلّه بالهمز للمعاني الخمسة المذكورة قرأت على أبي الفتح وأبي الحسن وغيرهما من طريقه – أي طريق ابن مجاهد -، وهو اختيار طاهر بن أبي هاشم وجميع أصحابه وأصحاب ابن مجاهد وهو اختياري أنا وبه آخذ، لأنّه رحمه الله – أي أبا طاهر بن أبي هاشم - بناه على نصّ ما اجتمع عليه الرواة عن اليزيدي عن أبي عمرو من أنّه همز {أو ننسأها} إذ هو من التأخير و {أرجئه} من أرجأت و {رئيا} إذ هو من الرواء و {مؤصدة} إذ هي من آصدتّ، وإنّه همز {وهيئْ لنا} و {يهيئ لكم} " جامع البيان ص242.
أقول: ونلاحظ في هذه المسألة أنّ الداني ما اختار وجه التحقيق في هذه الكلمات على أساس ما تلقاه على أبي الفتح وأبي الحسن وغيرهما بل احتجّ بالنصّ الذي بنا عليه أبو طاهر بن أبي هاشم اختياره ولم يُشر إلى التلقّي والمشافهة للفصل في المسألة. .
ملا حظتك أخانا الكريم تتعارض مع النص الذي نقلته فقد قدم الداني قراءته بالتحقيق ثم عضدها بما ذكر , وأنت جعلته مقدما للنص على الرواية والقراءة.
واسمح لي إذا كنت تفهم من كلام الأئمة عكس ألفاظهم ومقصودهم فلن يجدي النقاش شيئا , فأكتفي بهذا , وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[18 Feb 2010, 01:59 م]ـ
العبرة في التعليل يا أخي فقال ": وهو اختيار طاهر بن أبي هاشم وجميع أصحابه وأصحاب ابن مجاهد وهو اختياري أنا وبه آخذ، لأنّه رحمه الله – أي أبا طاهر بن أبي هاشم - بناه على نصّ "
فبنى المسألة على النصّ وهذا هو المهم، ولو كانت العبرة في الأداء لما احتاج إلى الاستدلال بالنصّ.
فلن يجدي النقاش شيئا , فأكتفي بهذا
إن كان كما تقول فدعني وشأني فإنّ في هذا الملتقى من المشايخ من يستطيع الاعتراض والنقد وأنا أرحبّ بكلّ اعتراض يصدر منهم.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[18 Feb 2010, 02:12 م]ـ
فبنى المسألة على النصّ وهذا هو المهم، ولو كانت العبرة في الأداء لما احتاج إلى الاستدلال بالنصّ.
إن كان كما تقول فدعني وشأني
.
على الرحب والسعة سأدعك لشأنك فكلامك يرد بعضه على بعض.
فإنّ في هذا الملتقى من المشايخ من يستطيع الاعتراض والنقد نعم ولكن إذا وجدوا النقاش لن يجدي شيئا فهل سينقاشون لغير نفع بسبب إصرار من يناقشونه؟
أتمنى أن تجد من يناقشك.
ودمت بخير , والسلام عليكم.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[18 Feb 2010, 08:52 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم
منزلة الدراية عند أهل الأداء وخطورة الرواية بغير فهم وعلم
قال مكيّ القيسي في الرعاية " القرآء يتفاضلون في العلم بالتجويد: فمنهم من يعلمُه رواية وقياساً وتمييزاً فذلك الحاذق الفطن. ومنهم من يعرفه سماعاً وتقليداً، فذلك الوهن الضعيف. لا يلبثُ أن يشكّ ويدخله التحريف والتصحيف إذ لم يبن على أصل ولا نقل عن فهم. فنقل القرءان فطنة ودرايةً أحسن منه سماعاً وروايةً. فالرواية لها نقلها، والدراية لها ضبطها وعلمها. فإذا اجتمع للمقرئ النقل والفطنة والدراية وجبت له الإمامة وصحّت عليه القراءة. (الرعاية ص90).
قال أبو عمرو الداني:" وقرّاء القرءان متفاضلون في العلم بالتجويد والمعرفة بالتحقيق، فمنهم من يعلم ذلك قياساً وتمييزاً، وهو الحاذق النبيه، ومنهم من يعلمُهُ سماعاً وتقليداً، وهو الغبيّ الفهيه، والعلم فطنةً ودرايةً آكد منه سماعاً وروايةً. وللدراية ضبطها وعلمها، وللرواية نقلها وتعلّمها، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم." التحديد ص67.
وقال مكي القيسي: "والمقرئ إلى جميع ما ذكرناه في كتابنا هذا أحوج من القارئ، لأنّه إذا علمهُ علّمه، وإذا لم يعلمه لم يعلّمه، فيستوي في الجهل بالصواب في ذلك القارئ والمقرئ، ويضلّ القارئ بضلال المقرئ فلا فضل لأحدهما على الآخر. فمعرفة ما ذكرنا لا يسع من انتصب للإقراء جهله، وبه تكمل حاله، وتزيد فائدة القارئ الطالب ويلحق بالمقرئ. وليس قول المقرئ والقارئ: أنا أقرأ بطبعي، وأجد الصواب بعادتي في القراءة لهذه الحروف من غير أن أعرف شيئاً ممّا ذكرته بحجّة. بل ذلك نقص ظاهر فيهما، لأنّ من كانت هذه حجّته يصيب ولا يدري، ويُخطي ولا يدري، إذ علمه واعتماده على طبعه وعادة لسانه يمضي معه أين ما مضى به من اللفظ، ويذهب معه أين ما ذهب، ولا يبني على أصل، ولا يقرأ على علم ولا يُقرئ عن فهم. فما أقربه أن يذهب عنه طبعه، أو تتغيّر عليه عادته، وتستحيل عليه طريقته، إذ هو بمنزلة من يمشي في ظلام في طريق مشتبه، فالخطأ والزلل منه قريب. والآخر بمنزلة من يمشي على طريق واضح معه ضياء، لأنّه يبني على أصل، وينقل عن فهم، ويلفظ عن فرع مستقيم، وعلّة واضحة، فالخطأ منه بعيد. فلا يرضينّ امرؤ لنفسه في كتاب الله و تجويد ألفاظه، إلاّ بأعلى الأمور، وأسلمها من الخطأ والزلل، والله الموفّق للصواب" الرعاية ص253،254.
قال ابن مجاهد: "فمن حملة القرءان المعرب العالم بوجوه الإعراب والقراءات العارف باللغات ومعاني الكلمات البصير بعيب القراءات المنتقد للآثار، فذلك الإمام الذي يفزع إليه حفّاظ القرءان في كلّ مصر من أمصار المسلمين. ومنهم من يعرب ولا يلحن ولا علم له بغير ذلك، فذلك كالأعرابيّ الذي يقرأ بلغته ولا يقدر على تحويل لسانه فهو مطبوع على كلامه. ومنهم من يؤدّي ما سمعه ممن أخذ عنه ليس عنده إلاّ الأداء لما تعلّم، لا يعرف الإعراب ولا غيره، فذلك الحافظ فلا يبث مثله أن ينسى إذا طال عهده فيضيّع الإعراب لشدّة تشابهه وكثرة
(يُتْبَعُ)
(/)
فتحه وضمّه وكسره في الآية الواحدة، لأنّه لا يعتمد على علم بالعربيّة ولا بصر بالمعاني يرجع إليه، وإنّما اعتماده على حفظه وسماعه، وقد ينسى الحافظ فيضيّع السماع وتشتبه عليه الحروف، فيقرأ بلحن لا يعرفه، وتدعوه الشبهة إلى أن يرويه عن غيره ويبرّئ نفسه، وعسى أن يكون عند الناس مصدّقاً فيُحمَل ذلك عنه، وقد نسيه وَوَهم فيه، وجسر على لزومه والإصرار عليه. أو يكون قد قرأ على من نسي وضيّع الإعراب ودخلته الشبهة فتوهّم، فذلك لا يقلّد القراءة ولا يُحتجّ بنقله ... (السبعة ص46،47).
قال المرعشي رحمه الله تعالى " .... لكن لما طالت سلسلة الأداء تخلل أشياء من التحريفات في أداء أكثر شيوخ الأداء، والشيخ الماهرالجامع بين الرواية والدراية المتفطن لدقائق الخلل في المخارج والصفات أعزّ من الكبريت الأحمر، فوجب علينا أن لا نعتمد على أداء شيوخنا كلّ الاعتماد، بل نتأمّل فيما أودعه العلماء في كتبهم من بيان مسائل هذا الفنّ، ونفيس ما سمعناه من الشيوخ على ما أودع في الكتب، فما وافق فهو الحقّ، وما خالفه فالحقّ ما في الكتب " انظر بيان جهد المقلّ
أقول: لم تكن العبرة عند الأئمة كثرة الروايات والإجازات إن كانت عن غير دراية وفهم صحيح ونقد وجيه فإنّ الناقل يصير بمثابة الأنبوب الذي يمرّ فيه السيل من غير نقد ولا تمييز ولا غربلة، فيمرّ الغثاء معه ويستمرّ في مروره من غير أن يجد من يتفطن له ليحصره فيُبعده عن مجراه ليبقى السيل صافياً نقياً كما كان بالأمس. لذا فينبغي الحذر من كلّ من كثر استدلاله بالأداء من غير دراية ونقل للنصوص والآثار، وكذا الحذر من بعض المقولات الممقوتة عند أهل الدراية كقول البعض: "كل يقرأ بسنده ما دام شيخه قد أجازه على ذلك " أو قولهم: "العبرة بما اشتهر عند القراء اليوم "، ولو تأمّل القائلون لهاتين المقولتين كلام المتقدّمين لأدركوا أنّهم جانبوا الصواب كما جانبت السماء الأرض كقول مكّي والداني: " فنقل القرءان فطنة ودرايةً أحسن منه سماعاً وروايةً." وقول الداني "ومنهم من يعلمُهُ سماعاً وتقليداً، وهو الغبيّ الفهيه" وقول مكي: "ومنهم من يعرفه سماعاً وتقليداً، فذلك الوهن الضعيف" وقول ابن مجاهد: "ومنهم من يؤدّي ما سمعه ممن أخذ عنه ليس عنده إلاّ الأداء لما تعلّم، لا يعرف الإعراب ولا غيره .... ". فالمقرئ الذي ينبغي أن يفزع إليه الناس هو الذي جمع بين الرواية والعلم والنقد والتمييز، قال مكي: " فمنهم من يعلمُه رواية وقياساً وتمييزاً فذلك الحاذق الفطن." وقال ابن مجاهد: "فمن حملة القرءان المعرب العالم بوجوه الإعراب والقراءات العارف باللغات ومعاني الكلمات البصير بعيب القراءات المنتقد للآثار، فذلك الإمام الذي يفزع إليه حفّاظ القرءان في كلّ مصر من أمصار المسلمين".
فما بال أقوام يجعلون الأداء هو الأساس وهو المعيار الذي يوزن به القرّاء؟ وقد تجد البعض يحرص على السفر إلى المشايخ الكبار الذين توقّفوا عن الإقراء لكبر سنّهم ليقرءوا عليهم الفاتحة وأوائل البقرة بغية الإجازة، فتجتمع لديهم بهذه الكيفية عشرات الإجازات ويحسبون أنفسهم من ذوي العلم والنقد لاستغنائهم عن البحث والمطالعة بهذه الإجازات ولاعتقادهم أنّهم بلغوا الغاية بها وهيهات، بينما نجد في أئمّتنا القدامى القدوة المثاليّة في اعتنائهم بهذا العلم رواية ودراية فكانوا يجوبون الأمصار بحثاً عن النقلة الضابطين ليتلقوا عنهم القرءان ويأخذوا عنهم النصوص والعلم فصاروا بذلك نقّاداً مميّزين للرواية المشهورة المقبولة من غيرها.
كما ينبغي التنبيه أيضاً أنّ العبرة ليست في المهارة المجرّدة عن العلم لأنّ الجاهل قد يكون ماهراً بقراءته على شيخ ماهر ولكنه لا علم عنده فهو كالطفل الصغير الماهر المتقن الذي لم يصل بعد إلى مرحلة الإدراك ليكون صالحاً للتدريس والإقراء. لأجل هذا قال مكّي القيسي: " ومنهم من يعلمُهُ سماعاً وتقليداً، وهو الغبيّ الفهيه، والعلم فطنةً ودرايةً آكد منه سماعاً وروايةً." فالماهر داخل في المضمون إن تعلّم سماعاً وتقليداً، ويؤكّد ذلك قول ابن مجاهد: "ومنهم من يؤدّي ما سمعه ممن أخذ عنه ليس عنده إلاّ الأداء لما تعلّم ... ". فهذي نصوص القوم تبيّن أهميّة العلم على مجرّد الأداء، إذ بالعلم يُصان الأداء، ولا يمكن للأداء أن يعالج نفسه بنفسه إلاّ بالعلم، وكلام الأئمّة واضح لا غبار عليه ويردّ بشدّة على أولئك الذين يحثّون على تلقّى القرءان من المهرة المتقنين، وقد أثبتنا أنّ الإتقان والمهارة لا يكفيان للتصدّر إن كان عن جهل أو تقليد محض. بل ينبغي أن يقدّم في الإقراء العالم وإن قلّ إتقانه إلى حدّ ما على المتقن الجاهل لأنّ الثاني قد يكون مصيباً ولا يدري ومخطئاً ولا يدري، وإذا سئل لا يجيب لجهله خلافاً للثاني فإنّه وإن كان أقلّ إتقاناً من الأوّل فإنّه سيرشد الطالب إلى الصواب ويحذّره من الخطأ ويجيبه عن ما أشكل عليه بالدليل والحجّة. وبذلك يتعلّم الطالب العلم ويكتسب من خلاله ملكة تمكّنه من استدراك ما فاته من الشيخ.
فإذا رأيت الشيخ يستدلّ بالأداء على صحّة الوجه فاحذر من جوابه،
وإذا رأيته يستدلّ بأقوال المتقدّمين على صحّة الوجه فحسبك به،
وإذا رأيته يستدلّ بألأداء على كيفيّة أدائيّة مختلف فيها فينبغي الرجوع إلى المصادر لفكّ الخلاف.
لذا فالأداء لم يكن يوماً ما حجّة بذاته في صحّة الوجه وإنّما ترجمة عمليّة تطبيقيّة للمنقول، فهو يصلح لبيان الهيئة الأدائيّة لا أكثر ولا أقلّ.
أكتفي بهذا القدر والحمد لله ربّ العالمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[19 Feb 2010, 06:20 م]ـ
فإذا رأيت الشيخ يستدلّ بالأداء على صحّة الوجه فاحذر من جوابه،
لذا فالأداء لم يكن يوماً ما حجّة بذاته في صحّة الوجه وإنّما ترجمة عمليّة تطبيقيّة للمنقول، فهو يصلح لبيان الهيئة الأدائيّة لا أكثر ولا أقلّ.
السلام عليكم
شيخنا الحبيب محمد يحيي لي استفسار علي ما سبق وقلت:
وماذا نقول لمن استدل علي الغنة المفخمة بالأداء ولا يوجد نص كما سبق؟ هل نحذر منه؟
والسلام عليكم
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[19 Feb 2010, 06:24 م]ـ
وإذا رأيته يستدلّ بأقوال المتقدّمين على صحّة الوجه فحسبك به،
لذا فالأداء لم يكن يوماً ما حجّة بذاته في صحّة الوجه وإنّما ترجمة عمليّة تطبيقيّة للمنقول، فهو يصلح لبيان الهيئة الأدائيّة لا أكثر ولا أقلّ.
أكتفي بهذا القدر والحمد لله ربّ العالمين
السلام عليكم
وماذا يا شيخ محمد عن شيخ يستدل علي أن الغنن متفاوتة المقادير ـ أي مقدار المشدد أكثر من المفخمة .. وهكذا ـ والنصوص تؤيد هذا القول .. فكيف نجمع بين النص والأداء وكلاهما مخالف للآخر؟؟
والسلام عليكم
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[19 Feb 2010, 10:27 م]ـ
وعليكم والسلام ورحمة الله وبركاته
وماذا نقول لمن استدل علي الغنة المفخمة بالأداء ولا يوجد نص كما سبق؟ هل نحذر منه؟
الجواب تجده أعلاه وهو إن عاملنا الغنّة كما تعامل الحروف المفخّمة فينبغي النظر في القضيّة، وما وصل تفخيمها إلى هذه الدرجة إلاّ بعد ما أطلق عليها لفظ التفخيم، لأنّه لو كان تفخيماً حقيقياً لما خفي على جهابذة اللغة والتجويد من المتقدّمين. لذا فهذا الأداء غير مسلّم به إذ يمكن الاستغناء عنه بمجرّد تأثرّ بسيط للغنّة من غير أن يصل إلى درجة التفخيم الحقيقي.
قولكم:
وماذا يا شيخ محمد عن شيخ يستدل علي أن الغنن متفاوتة المقادير ـ أي مقدار المشدد أكثر من المفخمة .. وهكذا ـ والنصوص تؤيد هذا القول .. فكيف نجمع بين النص والأداء وكلاهما مخالف للآخر؟؟
الجواب: هل بإمكانك أن تفرّق أداءً بين هذه المقادير وأن تسوّي بينها في التلاوة؟ ألا تدري بأنّ المحققين من أهل الأداء استصعبوا التفريق بين مقادير المدود الخمسة فاختصروها في ثلاث لعدم إمكان التسويّة بينها بطريقة دقيقة ومستمرّة؟ وهل إذا أخذنا بالمراتب الثلاثة يعني هذا أننا خالفنا النصوص؟
الذي أعتقده أنّ مقادير الغنن ذكرت من باب التدقيق من الناحيّة النظريّة كمن فرّق بين مخرج الهمزة والهاء بدليل أنّ هذا التفاوت لم يذكره الكثير من المتقدّمين، وإلاّ فإنّي أطالبك أن تسجّل لنا تلاوة تفرّق فيها بين هذه المراتب وسترى المشقّة، ولقد يسّر الله القرءان للذكر.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[20 Feb 2010, 01:31 ص]ـ
وعليكم والسلام ورحمة الله وبركاته
الجواب تجده أعلاه وهو إن عاملنا الغنّة كما تعامل الحروف المفخّمة فينبغي النظر في القضيّة، وما وصل تفخيمها إلى هذه الدرجة إلاّ بعد ما أطلق عليها لفظ التفخيم، لأنّه لو كان تفخيماً حقيقياً لما خفي على جهابذة اللغة والتجويد من المتقدّمين. لذا فهذا الأداء غير مسلّم به إذ يمكن الاستغناء عنه بمجرّد تأثرّ بسيط للغنّة من غير أن يصل إلى درجة التفخيم الحقيقي.
.
السلام عليكم
شيخنا الحبيب محمد
ومن أين لنا هذا التأثر الخفيف ـ الذي أخذت به ـ في الغنة من نصوص الأئمة؟؟
فالمنصوص شيخنا الفاضل لا يوجد فيه هذا التأثر الخفيف، بل المصرح به أن النون مستفلة، والغنة صفة للنون فهي ـ أي الغنة ـ تابعة لموصوفها ـ أي النون ـ هذا هو الذي المصرح به من قبل؟؟
إذا كان هذا التأثر الخفيف ليس موجودا في الكتب فحق لك أن تأخذ بالترقيق بالغنة مطلقا، فتسوي بين غنة (من قبل) وغنة (ومن تاب) .. أليس كذلك سيدي؟
وإلا فقد خالفت ما سطرته أنت من قواعد ..
ولي وقفة مع جوابك الثاني بعد الانتهاء من هذا الاستفسار.
والسلام عليكم
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[20 Feb 2010, 02:33 ص]ـ
وهل تفخيم الغنة ورد بالنص أيضاً
(يُتْبَعُ)
(/)
أن التأثر القليل لا يُخرج الغنة من صفتها الأصلية بل تبقى مرققة وهدا الوصف لا يعارض نصا صريحاً أو أصلا وثيقا خلافاً لو قلنا أنها مفخمة. وعلى ما سبق فعدم وجود نص صريح للتأثر القليل أهون بكثير من عدم وجوده في تفخيم الغنة.
وهده الجزئية , وإن أخطأت فيها إن سلمنا، فالأصل يبقى هو هو وهو الاعتماد على النصوص بالدرجة الاولى كما دلت أقوال أئمتنا عليهم رحمة الله تعالى، فدعك من جزئيات العبد الضعيف وانتقد المنهجية بأقوال المتقدمين ليكون النقد وجيهاً.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[20 Feb 2010, 03:34 م]ـ
وهل تفخيم الغنة ورد بالنص أيضاً
أن التأثر القليل لا يُخرج الغنة من صفتها الأصلية بل تبقى مرققة وهدا الوصف لا يعارض نصا صريحاً أو أصلا وثيقا خلافاً لو قلنا أنها مفخمة. وعلى ما سبق فعدم وجود نص صريح للتأثر القليل أهون بكثير من عدم وجوده في تفخيم الغنة.
.
السلام عليكم
أخي الفاضل الشيخ محمد يحيي شريف ـ حفظك الله ـ
ألا تري أن عبارتك السابقة جانبها الصواب؟
كيف تقول بهذا التأثر ـ أيا كان درجته ـ أهون بكثير من عدم وجوده في تفخيم الغنة.؟
كن شجاعا ومقداما وقل بترقيق الغنة في نحو: (من قبل) ترقيقا صريحا مثل ترقيق (من تاب)!!
سيدي الفاضل تبين لك الآن أن من أخذ بما تقول سيتعثر كما تعثرتم ولا بد.
أعد أخي الكريم القول في تأصيلك، وإلا خالفت سائر الناس.
وهده الجزئية , وإن أخطأت فيها إن سلمنا، فالأصل يبقى هو هو وهو الاعتماد على النصوص بالدرجة الاولى كما دلت أقوال أئمتنا عليهم رحمة الله تعالى، فدعك من جزئيات العبد الضعيف وانتقد المنهجية بأقوال المتقدمين ليكون النقد وجيهاً.
وهذا القول غريب وعجيب من مثلك!! فهذه الجزئيات التي تدعوني لتركها هي التي يتكون منها الكليات ـ القواعد ـ وهذا ظاهر.
فإن لم تستطع إنزال قواعدك علي أمثلتك، ففيه دلالة علي خلل في القواعد أو في الأمثلة.
وأريد أن أقول لكم: إن الحديث عن الأداء يقسم لقسمين:
الأول: ما ثبت عن طريق الطرق المسندة في النشر، أو ما ثبت عن طريق الطرق الأدائية التي ذكرها ابن الجزري في النشر.
مثل: غنة الأزرق في اللام والراء، أجازها المنصوري والطباخ والإبياري والخليجي و محمد عبد الحميد السكندري وغيرهم من مدرسة المنصوري
ومنعها الأزميري والمتولي وعامر والزيات وغيرهم من درسة الأزمير والمتولي.
فهنا يكون البحث في الأسانيد هل ثبت عن طريق الإسناد أو الأداء.
والقسم الثاني:
ما ورد في هيئات أداء بعض الكلمات مثل الضاد الظائية ومثل الإخفاء والغنة المفخمة وغيرها من الأداءات المختلفة فهذه ينظر فيها من جهتين:
الأول: ما ثبت عن طريق الأداء المتواتر المشتهر.
الثاني: ما ثبت عن طريق النص الصريح.أو القياس الصحيح
وقال في كتابه التبصرة: " فجميع ما ذكرناه في هذا الكتاب ينقسم ثلاثة أقسام: قسم قرأت به ونقلته وهو منصوص في الكتب موجود. وقسم قرأت به وأخذته لفظاً أو سماعاً وهو غير موجود في الكتب وقسم لم أقرأ به ولا وجدته في الكتب ولكن قسته على ما قرأت به إذ لا يمكن فيه إلا ذلك عند عدم الرواية في النقل والنص وهو الأقل"
لو أمعنت النظر في كلام مكي لخرجت بالآتي:
قوله: (قسم قرأت به ونقلته وهو منصوص في الكتب موجود) وهذا لا خلاف فيه بين أهل الأداء لأنه مقروء ومنصوص عليه.
وقوله (وقسم قرأت به وأخذته لفظاً أو سماعاً وهو غير موجود في الكتب) وهذا موافق لقولي: الأول: ما ثبت عن طريق الأداء المتواتر المشتهر.
وقوله: (وقسم لم أقرأ به ولا وجدته في الكتب ولكن قسته على ما قرأت به إذ لا يمكن فيه إلا ذلك عند عدم الرواية في النقل والنص وهو الأقل)
وهذا موافق لقولي: الثاني: ما ثبت عن طريق النص الصريح.أو القياس الصحيح
والقياس المقصود لمكي فسره العلامة الجعبري فقال في باب الراءات في شرح البيت القائل (وما لقياس في القراءة مدخل ... فدونك ما فيه الرضا متكفلا):
" وقول مكي: أكثر هذا الباب قياس وبعضه أخذ سماعا " من قبيل المأمورية لا المنهي عنه، ومعناه: عدم النص علي عينه فحمل علي نظيره الممثل بعد ثبوت الرواية في اطراد الأصل، لا أنهما عملا بمجرد القياس وفتحا باب الرأي للناس، ولقد كانا في غاية من الدين والتمسك بالأثر حقق ذلك ما قاله الداني في أرجوزته فإياك أن تحمل كلامهما علي هذا فتنتظم في قوله (ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله) ... ) ا. هـ
والخلاصة: أن تواتر الوجه واشتهاره يغني عن الأخذ بالنصوص. والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[20 Feb 2010, 05:53 م]ـ
والخلاصة: أن تواتر الوجه واشتهاره يغني عن الأخذ بالنصوص. والله أعلم
والسلام عليكم
حقا شيخنا عبد الحكيم هذه هي الخلاصة فجزاك الله خيرا , ولو تمعن أخانا فيما استدل به لرآها واضحة وضوح الشمس , وهذا فضلا عن مخالفة الأداء المشهور بفهم مغلوط لنصوص الأئمة كمخالفة البعض لحقيقة الإخفاء التي لا تكون إلا بالفرجة اليسيرة وعدم الإطباق بفهمهم المغلوط لذكر الأئمة للإطباق علة للإخفاء وليس وصفا له ففهم إخواننا أن التعليل وصف للحكم فتركوا المشهور من الأداء لهذا الفهم المغلوط , فلا بنص أخذوا ولا عند أداء وقفوا , فالله يهدينا ويهديهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[20 Feb 2010, 10:32 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعى آله وصحبه وسلّم وبعد
أخي عبد الحكيم جزاك الله خيراً على تمثيلك بمسألة تفخيم الغنّة لأنّ ذلك سيجعلني أوضّح المسألة أكثر.
أخي الحبيب إنّ الاعتماد على النصوص بالدرجة الأولى هو عمل المتقدّمين من أهل الأداء، وأقاويلهم واضحة وموجودة وهي في متناول الجميع، وصنيعهم في التعامل مع النصوص كذلك واضح بالأمثلة التي ذكرتها، وليس ذلك اختراع منّي لأنني مجرّد ناقل لأقاويلهم لا أكثر ولا أقل. ولا يمكنك أن تُبطل أقوالهم ولا أن تُهمل طريقتهم بعمل المتأخرين فضلا عن المعاصرين.
إنّ القدامى دوّنوا في كتبهم ما تلقّوه عن مشايخهم، فأقوالهم تعبّر عن الكيفيّة الأدائيّة التي تلقّوها بالرواية، ولا يشكّ أحدنا أنّهم كانوا دقيقين في وصفهم للأداء وما تركوا صغيرة ولا كبيرة إلاّ وأحصوها.
إنّ تفخيم الغنّة لم يقل به أحد من المتقدّمين ولا المتأخرين بل هو قول من أقوال المعاصرين، والذين قالوا به كان على أساس الأداء المسموع فتفطّنوا له بعد ألف أربع مائة سنة، ولم يتفطن له كلّ العلماء الأفذاذ منذ عصر التدوين.
ألا يدلّ أنّ في هذا الأداء خلل؟
متى كان الأداء حجّة بذاته لصحّة الوجه؟ أهذا صنيع المتقدّمين؟ هات الدليل؟ وقد رأينا أنّ المتقدّمين كانوا يتحفّظون من كلّ أداء مجرّد عن نصّ فكيف بالأداء الذي يخالف النصّ؟ وقد بيّنت أنّ تفخيم الغنّة لا يتناسب مع نصوص المتقدّمين.
لو سألتك يا أخي عبد الحكيم ما هو دليلك على تفخيم الغنّة، ستجيب: الأداء.
أقول لك: ما هو الدليل على أنّ هذا الأداء صحيح؟
ماذا ستجيب؟ أنتظر الإجابة
إنّ اعتمادك على الأداء صنيعك أنت وليس من صنيع المتقدّمين.
إنّ المتقدّمين كانوا يعتمدون على النصوص بالدرجة الأولى فإن لم يجدوا نصاً اعتمدوا على الأداء إن كان مشهوراً وقوياً من جهة القياس.
تفخيم الغنّة لم يُنقل بالنصّ ولا بالأداء عند المتقدّمين وهو ضعيف من الجهة القياس، لأنّ المسألة لم تُبن على أصل وثيق أو قاعدة متينة بل هو مجرّد أداء لا أكثر ولا أقل، وقد قال مكيّ القيسي في الرعاية " القرآء يتفاضلون في العلم بالتجويد: فمنهم من يعلمُه رواية وقياساً وتمييزاً فذلك الحاذق الفطن. ومنهم من يعرفه سماعاً وتقليداً، فذلك الوهن الضعيف." أقول فهل تفخيم الغنة ثابت بالرواية والقياس والتمييز أم بالسماع والتقليد؟ فإن كان بالأول فأفدنا، وإن كان بالثاني فلا حاجة لي فيه.
قال الأئمة: "العلم فطنة ودراية أحسن منه سماعاً ورواية"، فهل تفخيم الغنة ناتج عن العلم والدراية أم عن مجرّد السماع والتلقّي؟؟؟
فإن كان بالأوّل فبيّن لي، وإن كان بالثاني فلا حاجة لي فيه.
أخي عبد الحكيم: إن أردتّ أن أواصل معك النقاش فينبغي أن تأتيني بمثال واحد من صنيع المتقدّمين يخالف ما نقله لك العبد الضعيف وإلاّ فلا أرى حاجة في النقاش.
ولك منّي كلّ الاحترام والتقدير.
أكتفي بهذا القدر والحمد لله ربّ العالمين.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[21 Feb 2010, 12:37 ص]ـ
السلام عليكم
سيدي الفاضل:قلتم: ((لو سألتك يا أخي عبد الحكيم ما هو دليلك على تفخيم الغنّة، ستجيب: الأداء.
أقول لك: ما هو الدليل على أنّ هذا الأداء صحيح؟
ماذا ستجيب؟ أنتظر الإجابة))
الجواب: التواتر خير دليل علي صحة الأداء.
قال في النشر: فإن التواتر إذا ثبت لا يحتاج فيه إلى الركنين الأخيرين من الرسم وغيره. إذا ما ثبت من أحرف الخلاف متواتراً عن النبي صلى الله عليه وسلم وجب قبوله وقطع بكونه قرآناً سواء وافق الرسم أم خالفه)) ا. هـ
قلتم: ((إنّ اعتمادك على الأداء صنيعك أنت وليس من صنيع المتقدّمين.))
الجواب: أعتقد بعد نقل كلام العلامة ابن الجزري واعتماده علي الأداء علمت أن هذا قول الأكابر من أهل العلم.
قال ابن الجزري في النشر عند حديثه علي " يرضه ": ((ولولا شهرته عن هشام وصحته في نفس الأمر لم نذكره .. )
انظر كيف قدم الشهرة علي الإسناد.
وقال أيضا: على أن مخالف صريح الرسم في حرف مدغم أو مبدل أو ثابت أو محذوف أو نحو ذلك لا يعد مخالفاً إذا ثبتت القراءة به ووردت مشهورة مستفاضة، ألا ترى أنهم لم يعدوا إثبات ياءات الزوائد وحذف ياء (تسئلنى) في الكهف وقراءة (وأكون من الصالحين) والظاء من (بضين) ونحو ذلك من مخالفة الرسم المردود فإن الخلاف في ذلك يغتفر إذ هو قريب يرجع إلى معنى واحد وتمشيه صحة القراءة وشهرتها وتلقيها بالقبول وذلك بخلاف زيادة كلمة ونقصانها وتقديمها وتأخيرها حتى ولو كانت حرفاً واحداً من حروف المعاني فإن حكمه في حكم الكلمة لا يسوغ مخالفة الرسم فيه وهذا هو الحد الفاصل في حقيقة اتباع الرسم ومخالفته .. )) ا. هـ
والسلام عليكم
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[21 Feb 2010, 11:12 ص]ـ
هل يمكنك أن تثبت لنا شهرة الغنّة المفخّمة عند المتقدّمين والمتأخرين، وأقصد بالمتأخرين عصر ابن الجزري؟
إن لم تستطع إثبات ذلك فحجّتك ضعيفة، والشهرة التي ليس لها سلف لا اعتبار بها،إذ لا يُعقل أن يشتهر الوجه من جيل إلى جيل عبر القرون من غير أن يشار إليه لا من قريب ولا من بعيد.
تستحقّ اكثر من ثلاث بطاقات حمراء. (ابتسامة)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[22 Feb 2010, 01:10 ص]ـ
تستحقّ اكثر من ثلاث بطاقات حمراء. (ابتسامة)
السلام عليكم
أضحك الله سنك شيخنا الحبيب .. ثلاث بطاقات حمراء مرة واحدة!!!
هل هذه لي وحدي؟ أم هي لـ (شاوشي ـ بلحاج ـ حليش) ابتسامة.
هل يمكنك أن تثبت لنا شهرة الغنّة المفخّمة عند المتقدّمين والمتأخرين، وأقصد بالمتأخرين عصر ابن الجزري؟
إن لم تستطع إثبات ذلك فحجّتك ضعيفة، والشهرة التي ليس لها سلف لا اعتبار بها،إذ لا يُعقل أن يشتهر الوجه من جيل إلى جيل عبر القرون من غير أن يشار إليه لا من قريب ولا من بعيد.
)
أخي أريد أن أسألك سؤالا: ما معني الشهرة عندك؟؟
فلو كانت الشهرة معضدة بنص .. فلم أخذ الناس بقول ابن الجزري في ترقيق الراءات التي تعرفها؟؟
فصل لي معني الشهرة لو تكرمتم؟؟
والسلام عليكم
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[22 Feb 2010, 11:24 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد
فلو كانت الشهرة معضدة بنص .. فلم أخذ الناس بقول ابن الجزري في ترقيق الراءات التي تعرفها؟؟
الجواب: لا أدري لعلّ منزلة ابن الجزري العلميّة عليه رحمة الله تعالى هي التي حملتهم على ذلك.
أخي أريد أن أسألك سؤالا: ما معني الشهرة عندك؟؟
والشهرة للوجه ينبغي أن تكون عبر الأجيال من جيل إلى جيل وكذلك التواتر ينبغي أن يكون على هذه الحال لأنّ الشهرة إن كان أصلها آحاد أو عن عدم فهو مخالف لأصلين عظيمين: المتابعة مع الشهرة. وليس من المعقول أن يشتهر الوجه من غير أن يكون له نقل وذكرٌ في المصادر منذ أمد بعيد بدليل أنّ شهرة الأربع الزهر لم يعتبر بها المحققون لأنّها شهرة مستحدثة لا يتصل سندها بالأوّلين ولم تُنقل بالرواية عنهم، مع اشتهارها أداءً في وقت الداني ومكّي القيسي وغيرهما بل حتّى في وقت ابن مجاهد إن لم تخنّي ذاكرتي، ومع هذا فلم يعتبر بها المحققون. أقول: فكيف بالمسائل الاجتهاديّة المحضة التي جاء بها المتأخرون و المعاصرون؟
وليس لأيّ عالم أن ينفرد بشيء باجتهاده مهما كانت منزلته لا سيما فيما يتعلّق بالأداء، فكلّ اجتهادات العلماء واختياراتهم الشخصّة ينبغي أن توزن بميزان أئمّة أهل الأداء وهو اشتهار الوجه وثبوته بالنصّ والأداء عن المتقدّمين بل ابن الجزريّ هو نفسه الذي اشترط ذلك، وقد انتقد الكثير من مرويّاته على أساس ما أسلفنا.
والعلم عند الله تعالى.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[23 Feb 2010, 02:04 ص]ـ
السلام عليكم
هل نحتاج نصا مع الشهرة؟؟!!!
إذا كان رسم المصحف ركن ركين فص صحة القراءة .. إلا أن الشهرة ألغت الركن .. فما بالك سيدي الفاضل بوجه أدائي؟
تدبر هذا القول (((فإن الخلاف في ذلك يغتفر إذ هو قريب يرجع إلى معنى واحد وتمشيه صحة القراءة وشهرتها وتلقيها بالقبول))
والسلام عليكم
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[23 Feb 2010, 01:28 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
على أيّ شهرة تتكلّم؟ كلامي كان واضحاً منذ البداية وهو إن كانت الشهرة ثابتة جيلاً بعد جيل فلا إشكال في ذلك وانعدام النصّ في ذلك مستبعد بدليل أنّ ما ذكره ابن الجزري في ياءات الزوائد وعلاقتها بالرسم مذكور في الكتب القديمة وثابت بالنصّ والأداء، فليس ثمّة أيّ اشكال فيما ثبت بالنًّص والأداء مع شهرة الوجه عبر الأجيال، ولا يعدّ ذلك تناقضاً ما دام الأمر متعلّق بالمتابعة.
فالعبرة بصنيع المتقدّمين فقط لا ينبغي الخروج عن سبيلهم ومنهجهم فنحن متّبعون لا أكثر ولا أقلّ.
ولو تفلسفنا في هذه الأمور لخرجنا عن الجآدّة فعلينا أن نسلك سبيلهم لا أكثر ولا أقلّ.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[02 Mar 2010, 01:39 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسل<م
النقد الذي يتمثّل في استبعاد وردّ كل ما خرج عن شروط قبول الرواية التي وضعها الأئمّة
(يُتْبَعُ)
(/)
إنّ المتقدّمين من أهل الإقراء لم يكتفوا بالاعتماد على الأداء واالنصّ بل تجاوزوا ذلك إلى مرحلة النقد، فبعد أن تلقّوا القرءان رواية ودراية، انتقلوا إلى مرحلة أخرى وهي مرحلة التأمّل والنظر والتمييز فأدركوا أنّ في بعض مرويّاتهم شدوذ أو ضعف من جهة الشهرة ممّا يجعل الوجه يفيد الظنّ ولا يصل إلى اليقين والقطع، فوضعوا الضوابط و شروط قبول الرواية الصحيحة وهو ثبوت القراءة بالسند الصحيح عن العدول الضابطين مع شهرتها وموافقتها لأحد المصاحف العثمانية، واعتمدوا على ما ثبت عندهم بالنصّ والأداء المشهور والقياس الصحيح المعتبر وغير ذلك ّ، فكانت هذه القواعد أدوات النقد والنظر والتمييز تهدف إلى حراسة الرواية. وبهذه الحراسة يمكن للناقد اكتشاف العلّة والخلل وما يطرأ على الرواية الصحيحة الأصيلة.
ولمّا كان الخلل طارئاً على الرواية في العهد القديم مع وجود الجهابذة الأئمّة النقاد، فإنّ عروضه في الوقت الحالي على الأداء المنقول يكون آكداً لا سيّما في وقت كثر فيه التقليد وتلاشت فيه أدوات النقد التي عمل بها أسيادنا، فصار الأداء هو الحاكم على صحّة الرواية فنتج عن ذلك اختلاف في الأداء مع الاتفاق في المصدر والإسناد، فلا مرجعيّة متينة وضعت لفكّ الخلاف على أسس علميّة مستخلصة من صنيع الأئمّة النقّاد من جهة، ولا أرادة لفهم على الأقلّ أسباب النزاع وما ينبغي فعله لتقليصه. وقد قال تعالى {فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر}، فأمرّ تعالى عباده بالخضوع لمرجعيّة فاصلة عند النزاع وهو الكتاب والسنّة. فلا حلّ إلاّ بوضع مرجعيّة لفكّ النزاع وتقليصه قدر المستطاع وذلك على ضوء ما أودعه أئمّتنا في كتبهم ليخضع جميع المقرئين لها مهما كان قطره ومنزلته العلميّة، فكلّ ما ثبت بالنصّ والأداء المشهور عند القدامى ينبغي الخضوع له إذ هو عين المتابعة، فالخلف تبع للسلف ولا خير فيمن خالف سبيلهم وأهمل أقوالهم وعطّل طريقتهم في النظر والنقد. فكما أنّ المحدّث لا يستغني عن أساليب المحدّثين القدامى في نقد الأحاديث، وكما أنّ المجتهدين في الفقه لا يمكنهم الاستغناء عن القواعد الفقهيّة الأصوليّة ليُفتي في نازلة من النوازل، فكذلك المتخصّصين في التجويد والقراءات لا يمكنهم بأيّ حال الاستغناء عن صنيع المتقدّمين من أهل الأداء للفصل في أيّ مسألة. قال الداني عليه رحمة الله تعالى: "مع الإعلام بأنّ القراءة ليست بالقياس دون الأثر" (جامع البيان ص172). والأثر يطلق على كلّ ما أثر وثبت عن القدامى إذ أتّباع الأثر هو المراد من قولهم: القراءة سنّة متّبعة يأخذها الآخر عن الأوّل، ولا شكّ أنّ مخالفة هذه الأثار والمناهج المعمول بها عندهم ينصدم تماماً مع هذه المتابعة.
ولكن للأسف، فقد جانبنا هذا الطريق وصارت الدراسات الأكادميّة الحديثة لا تسلك هذه المسلك القويم فاتّجهت الجهود إلى الشكليات من أساليب البحث والتحقيق والتوسّع فيها فكثر النقد فيها وقلّ فيما يتعلّق بالمضمون بالمقتضى. فإن لم يُقصد من هذه الدراسات حفظ الأداء الصحيح للحروف والقراءات التي وصلتنا، وإبعاد كلّ دخيل على الرواية الصحيحة الأصيلة فلا أدري ما الهدف من كلّ هذه الدراسات.
أكتفي بما قلت والحمد لله رب العالمين.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[14 Jul 2010, 01:35 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم
قال ابن الجزريّ عليه رحمة الله تعالى:
وليجتهد فيه وفي تصحيحه ......... على الذي نُقل من صحيحه.
أقول: أمر الناظم عليه رحمة الله تعالى بالاجتهاد في تحصيل القرءان الكريم و في تصحيح أداءه على ضوء ما نُقل وصحّ نقله بالرواية المشهورة وذلك على أساس الشروط التي وضعها في الأبيات التالية وذلك في قوله:
فكلّ ما وافق وجه نحو ......... أو كان للرسم احتمالاً يحوي
وصحّ أسناداً هو القرءان ........ فهذه الثلاثة الأركان
وحيث ما يختلّ ركن أثبت ....... شذوذه لو أنّه في السبعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وما أمر الاكتفاء بمجرّد المتابعة الأدائيّة من غيرتصحيح. فكانت نقولهم تمرّ على مجهر النقد المتمثّل في الشروط التي وضعوها لقبول القراءة الصحيحة المذكورة، بل لم يكتف ابن الجزري بهذه الشروط الثلاثة بل أضاف شرط الشهرة وجعله ميزة لكلّ ما نقله في كتابه النشر، فقال عليه رحمة الله تعالى: وهو أن يروي القراءة العدل الضابط عن مثله كذا حتّى تنتهي، وتكون مع ذلك مشهورة عند أئمّة هذا الشأن غير معدودة عندهم من الغلط أو ممّا شذّ به بعضهم.
ثمّ بيّن الناظم المنهجيّة التي ينبغي اتّباعها في النقد والتصحيح وهو اتّباع سبيل السلف وعدم الخروج عن نهجهم وطريقتهم فقال:
فكن على نهج سبيل السف ...... في مجمع عليه أو مختلف.
يتبيّن من خلال ما ذكر الناظم أنّه لا بدّ للقارئ أن:
- يجتهد في تحصيل القرءان الكريم بحفظه وأخذه عن الشيوخ المسندين
- يصحّح ما حصّله على ضوء ما نُقل عن الأئمّة وما أودعوه في مصنّفاتهم وكذا الشروط والضوابط التي وضعوها.
- يُعمل تلك الضوابط وفق صنيع المتقدّمين في نقدهم أو تصحيحهم للمرويّات التي نقلوها ونُقلت عنهم.
وإذا قرنّا هذا المنهج القويم بصنيع المعاصرين يتضح الفرق فيما يلي:
- الاعتماد على مجرّد الأداء في النقد و التصحيح
- عدم الإدراك بأنّ الأداء هو مجرّد كيفيّة أدائيّة تؤخذ عن المشايخ وذلك لا يضمن سلامته وصحّته
- اعتقاد الكثير أنّ شهرة الأداء عند المعاصرين يضمن صحّته ولو كان مخالفاً لأقوال المتقدّمين الذين هم المصدر في الرواية.
- عدم الالتفات إلى مناهج المتقدمّين في نقد المرويّات وكذا تعاملهم مع ما ثبت بالأداء والنص عندهم,
- الاهتمام الكبير بتحقيق الكتب مع دراسة الأساليب والتفنن في ذلك دون النظر والاستفادة من المضمون والمقتضى فترى الأكادميّين أكثر جرأة على نقد الطبعات والتحقيقات، وفي نفس الوقت أكثر تساهلا في قبول كلّ ما ثبت بالأداء عندهم وعند غيرهم ولو كان مناقضاً لما في الكتب التي اعتنوا بها من جهة التحقيق، فاتّجهوا باتّجاه معاكس لطريقة السلف.
وأخيراً أقول: ليس من الصعب اتّباع الشيخ في الأداء وتقليده إذ يقدر على ذلك الطفل الصغير الذي ما فقه شيئاً، وإنّما العبرة في وضع الضوابط حتّى يكون الأداء موافقاً أو قريباً قدر الإمكان بأداء سلفنا الصالح ولا يكون ذلك إلاّ بالاعتماد على أقوالهم الدقيقة لتقويم الأداء وإبعاد كلّ دخيل على الرواية الصحيحة. هذا الذي نريده من جامعاتنا ومن متخصّصينا، وهو الهمّ الوحيد الذي ينبغي حمله بالدرجة الأولى وهو الذي حمله أئمّتنا عليهم رحمة الله بدليل أنّهم ما دوّنوا كتب التجويد إلاّ لتقويم الأداء. فالأولويّة تكمل ههنا.
والعلم عند الله تعالى.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[09 Sep 2010, 03:59 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد
كثيراً ما نقرأ في كتب التجويد أنّ مخرج اللام هو أوسع المخارج، وإن كان هذا القول صحيحاً من زاوية ولكنّه ليس على الإطلاق إذ لا نختلف جميعاً أنّ مخرج الجوف هو أوسع المخارج على الإطلاق.
فالأولى أن يقال أنّ مخرج اللام هو الأوسع بالنسبة للمخارج المحققة دون المقدّرة.
والعلم عند الله تعالى.
ـ[محمد أحمد الأهدل]ــــــــ[12 Sep 2010, 08:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه ومن والاه, وبعد:
فكثيرًا ما يفيدنا الشيخان الجليلان محمد يحيى شريف الجزائري, وأبو عمر عبد الحكيم عبد الرزاق بالمواضيع الهامة التي يتفضلان بطرحها ـ حفظهما الله تعالى وكثَّر من أمثالهما ـ, مع ما يدور بينهما في كثيرٍ من الأحيان من مناقشات شديدة وهادئة لطيفة يكون فيها النفع الكثير مع التزامهما بآداب الحوار والمناقشة, وأكتفي دائمًا معهما بالمتابعة والاستفادة دون المشاركة, إلا أنني هنا أحببت أن أشاركهما النقاش, فأقول مستعينًا بالله تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
· ما نقله الشيخ الفاضل محمد يحيى شريف ـ حفظه الله ـ من كلام الأئمة في أهمية الدراية كلام مهم, والذي يظهر لي ـ حسب فهمي القاصر ـ أن كل من يتعلم القرآن الكريم روايةً ومشافهةً ـ في الغالب ـ يتحصل على نصيب من الدراية قلَّ أو كثُر, مما يعينه على المحافظة على ما تلقاه وإيصاله إلى غيره, وكثير ممن عرفناهم من الشيوخ ممن تلقوا القرآن بقراءاته المختلفة وأتقنوها, لا يعرفون من الإعراب والتجويد النظري إلا أشياء يسيرة, بل بعضهم لا يعرف من الإعراب بالذات إلا مسائل محصورة, ومع ذلك لا يوجد أي خلل في قراءتهم وإقرائهم, بينما من يتلقى التجويد دراية فقط لا يستطيع أن يطبق شيئًا منها, وعلى هذا فتفضيل الدراية المجردة عن الرواية والتلقي والمشافهة غير مسلَّم به؛ إذ لا فائدة عملية من ورائها, ولعل كلامَ الأئمة عليهم رحمة الله محمولٌ على أن جانب الدراية مع الرواية من باب الكمال, وهو واضح من قول مكي القيسي: " فمعرفة ما ذكرنالا يسع من انتصب للإقراء جهله، وبه تكمل حاله ", أو يقصدون بذلك من يجهل التجويد كاملاً, ويعتمد على طبعه وسجيته دون التلقي والتعلم, كما يقول: " وأجد الصواب بعادتي فيالقراءة لهذه الحروف من غير أن أعرف شيئاً ممّا ذكرته "؛ لأن المتلقي للقرآن الكريم عن غيره روايةً لا بد أن يحصل على شيء من الدراية, والحاصل أن الجانبين ـ أعني الرواية والدراية ـ مكملان لبعض, لا غنى لأحدهما عن الآخر, والرواية مع اليسير من الدراية كافٍ للمحافظة على الأداء الصحيح لا سيما إذا صاحبها ممارسًا للقراءة والإقراء, والله أعلم.
· قول الشيخ محمد يحيى ـ بارك الله فيه ـ:
فهذي نصوص القوم تبيّن أهميّة العلم على مجرّدالأداء، إذ بالعلم يُصان الأداء، ولا يمكن للأداء أن يعالج نفسه بنفسه إلاّبالعلم، وكلام الأئمّة واضح لا غبار عليه ويردّ بشدّة على أولئك الذين يحثّون علىتلقّى القرءان من المهرة المتقنين، وقد أثبتنا أنّ الإتقان والمهارة لا يكفيانللتصدّر إن كان عن جهل أو تقليد محض. بل ينبغي أن يقدّم في الإقراء العالم وإن قلّإتقانه إلى حدّ ما على المتقن الجاهل لأنّ الثاني قد يكون مصيباً ولا يدري ومخطئاًولا يدري، وإذا سئل لا يجيب لجهله خلافاً للثاني فإنّه وإن كان أقلّ إتقاناً منالأوّل فإنّه سيرشد الطالب إلى الصواب ويحذّره من الخطأ ويجيبه عن ما أشكل عليهبالدليل والحجّة. وبذلك يتعلّم الطالب العلم ويكتسب من خلاله ملكة تمكّنه مناستدراك ما فاته من الشيخ
في الغالب لا يصل الإنسان إلى درجة المهارة والإتقان إلا بحصوله على شيء من الدراية والعلم, وكيف " يكون مصيباً ولا يدري ومخطئاًولا يدري " وهو قد تلقى القراءة عن غيره مما عرفه بالصواب والخطأ؟
فهو مع تلقيه سيرشده شيخه أيضًا إلى الصواب ويحذّره من الخطأ ويجيبه عن ما أشكل عليه بالدليل والحجّة.
وبذلك يتعلّم الطالب العلم ويكتسب من خلاله ملكة تمكّنه مناستدراك ما فاته من الشيخ
من الناحية التطبيقية ـ أرى ـ أنه لا ينبغي للقارئ أن يجتهد اعتمادًا على فهمه للنصوص في تطبيق حكمٍ بخلاف ما تلقاه عن شيخه, إلا إذا تيقن من خطأ شيخه في ذلك الحكم فينبغي أن يرجع إلى أهل الإتقان ويتلقاه عنهم على الوجه الصحيح, أما أن يستدرك ذلك بنفسه ـ مهما كان فهمه للنصوص ـ فلا يبعد أن يقرأه قراءةً خاطئةً فيَضل بذلك ويُضل.
فإذا رأيت الشيخ يستدلّ بالأداء على صحّة الوجهفاحذر من جوابه،
وإذا رأيته يستدلّ بأقوال المتقدّمين على صحّة الوجه فحسبك به،
وإذا رأيته يستدلّ بالأداء على كيفيّة أدائيّة مختلف فيها فينبغي الرجوع إلىالمصادر لفكّ الخلاف.
نعم المسائل الخلافية الرجوع فيها إلى المصادر أسلم, إلا أنه أحيانًا تكون النصوص محتملة لعدة كيفيات فيكون حينئذٍ الأداء مرجحًا لإحدى الكيفيات.
أما بالنسبة لغنة النون المخفاة الواقعة قبل حرف الاستعلاء فأسأل فيها سؤالين:
الأول: هل يوجد أحد من الشيوخ يقرأ أو يُقرئ بترقيقها؟
الثاني: ماذا يسمى هذا التأثر الخفيف الذي يطرأ عليها عندما تسبق حرف استعلاء؟
وعيد مبارك وكل عام وأنتم بخير.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[14 Sep 2010, 01:47 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد.
أخي الشيخ جزاك الله خيراً على هذه المداخلة وآمل ألاّ تكون هي الأخيرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
المشكلة أنّ الكثير وللأسف لا يفرّقون بين الأداء الذي هو مجرّد كيفيّة وهيئة يتلقاها التلميذ عن الشيخ بالتسلسل. وبين حجيّة الأداء وذلك على ضوء الضوابط التي وضعها الأئمّة عليهم رحمة الله تعالى.
فالأداء لوحدة لم يكن يوماً ما حجّة بنفسه لأنّه قد يعتريه شيء من التغيير لا سيما إن طالت سلسلة الإسناد،وذلك لعروض الغفلة والسهو على الشيوخ مهما كانت فطنتهم، ولتفاوتهم في العلم والإتقان، أو لاجتهاد يجعل الشيخ يخالف شيخه أن رأى الصواب في غير ما تلقّاه عنه، أو يكون الشيخ كفيفاً بحيث يكتفي بالسماع دون المشافهة لأنّ المشافهة تستلزم النظر إلى فم التلميذ وهذا متعذّر لا يسما إن قرأ الكفيف على الكفيف أو لتساهل لبعض الشيوخ وهكذا. وهذا الذي حمل الأئمّة على التدوين.
وسأضرب مثالاً في ذلك لعلّ الأمور تتضح أكثر. أخبرني شيخنا العلامة أيمن سويد حفظه الله تعالى أنّ الشيخ أبا الحسن الكردي والشيخ محمد سكر رحمهما الله وهما من كبار مشايخ دمشق قرآ القراءات العشر على شيخهما الحلواني في آن واحد بمعنى أنّ أحدهما يقرأ على الشيخ صفحة من القرءان ثمّ يعيد الثاني نفس الصفحة على الشيخ في نفس المجلس وذلك إلى أن ختما القرءان بالعشر. ومع هذا فكلّ واحد من الشيخين يختلف أداءه قليلاً عن الآخر في كيفيّة النطق بالقلقلة، والإمالة والنطق ببعض الحروف مع أنّهما قرآ على شيخ واحد في فترة واحدة. وصار لكلّ منهما مدرسة تمتاز عن غيرهما في بعض الهيئات الأدائيّة، وبمجرّد أن تسمع قارئاً يقرأ يمكن أن تدرك إلى أيّ المدرستين ينتمي. فأقول إن ورد الخلاف ولو قليلاً عن شيخين متقنين عالمين قرآ على شيخ واحد في فترة واحد فكيف بمن دونهما في الإتقان والعلم، وكيف إن طالت سلسلة الإسناد عبر القرون؟.وعلى ما سبق ندرك أنّ الأداء معرّض للتغيير حتّى ولو كان رجال الإسناد مهرة ومتقنين ومجتهدين لأنّ نقدهم للأداء الذي تلقّوه وارد ومن حقّهم العدول عنه إلى ما يرونه صواباً. قال الداني: العلم فطنة ودراية أحسن منه سماعاً ورواية. فقد عدل ابن الجزري عن الكثير من مروياّته إلى ما رآه صواباً فقد تلقّى {يواخذ} بتمكين مدّ البدل ثمّ عدل عنه وكذا المتولّي في التحريرات حيث عدل عن مذهبه – مذهب المنصوري - في التحريرات الذي تلقّاه عن شيوخه إلى مذهب الأزميري، وهذا ما فعل الشيخ عامر في الفرجة والضاد. نكتفي بما ذكر.
أمّا اعتراضكم على قولي:
وبذلك يتعلّم الطالب العلم ويكتسب من خلاله ملكة تمكّنه من استدراك ما فاته من الشيخ.
ليس مرادي من ذلك إعمال الرأي في النصوص ومخالفة ما هو عليه المشايخ. وإنّما الاستدراك يكون على أساس أقوال معتبرة لعلماء معتبرين كذلك. إن قرأت على شيخ بالفرجة في الميم المخفاة فيمكنني أن أخالف هذا الأداء على أساس نصوص وأقوال معتبرة قال بها كبار العلماء كذلك، وليس لي ولا لغيري الانفراد بشيء. وكلّ المسائل المتنازع فيها اليوم إلاّ وتجد وراء ها كبار المشايخ من كلا الطرفين وليس صغارهم إذ الخلاف الذي يدور بين الصغار لا يُعد خلافاً معتبراً. ولا نقبل بأيّ حال أن يأتي شيخ يستنبط حكماً بفهمه من نصّ يخالف فيه السلف والخلف. فإن خالفت الخلف فلا بدّ أن يكون لك سلف.
< FONT color=black><FONT face="Traditional Arabic"> وأضرب لك مثالاً وقع لي مع شيخي العلامة عبيد الله الأفغاني حفظه الله تعالى حيث كان يقرئ بالإشمام في {تأمنّا} من غير غنّة في النون المشدّدة معتبراً أنّ الإشمام لا يصحبه صوت. وقد نبّهته أنّ المراد بالصوت هنا صوت الضمّ لا صوت الغنّة، إذ الغنّة صفة لازمة للنون المشد
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[14 Sep 2010, 03:59 م]ـ
إعادة البثّ بعد وقوع خلل
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد
أخي الشيخ جزاك الله خيراً على هذه المداخلة وآمل ألاّ تكون هي الأخيرة.
المشكلة أنّ الكثير وللأسف لا يفرّقون بين الأداء الذي هو مجرّد كيفيّة وهيئة يتلقاها التلميذ عن الشيخ بالتسلسل. وبين حجيّة الأداء وذلك على ضوء الضوابط التي وضعها الأئمّة عليهم رحمة الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالأداء لوحدة لم يكن يوماً ما حجّة بنفسه لأنّه قد يعتريه شيء من التغيير لا سيما إن طالت سلسلة الإسناد،وذلك لعروض الغفلة والسهو على الشيوخ مهما كانت فطنتهم، ولتفاوتهم في العلم والإتقان، أو لاجتهاد يجعل الشيخ يخالف شيخه أن رأى الصواب في غير ما تلقّاه عنه، أو يكون الشيخ كفيفاً بحيث يكتفي بالسماع دون المشافهة لأنّ المشافهة تستلزم النظر إلى فم التلميذ وهذا متعذّر لا يسما إن قرأ الكفيف على الكفيف أو لتساهل لبعض الشيوخ وهكذا. وهذا الذي حمل الأئمّة على التدوين.
وسأضرب مثالاً في ذلك لعلّ الأمور تتضح أكثر. أخبرني شيخنا العلامة أيمن سويد حفظه الله تعالى أنّ الشيخ أبا الحسن الكردي والشيخ محمد سكر رحمهما الله وهما من كبار مشايخ دمشق قرآ القراءات العشر على شيخهما الحلواني في آن واحد بمعنى أنّ أحدهما يقرأ على الشيخ صفحة من القرءان ثمّ يعيد الثاني نفس الصفحة على الشيخ في نفس المجلس وذلك إلى أن ختما القرءان بالعشر. ومع هذا فكلّ واحد من الشيخين يختلف أداءه قليلاً عن الآخر في كيفيّة النطق بالقلقلة، والإمالة والنطق ببعض الحروف مع أنّهما قرآ على شيخ واحد في فترة واحدة. وصار لكلّ منهما مدرسة تمتاز عن غيرهما في بعض الهيئات الأدائيّة، وبمجرّد أن تسمع قارئاً يقرأ يمكن أن تدرك إلى أيّ المدرستين ينتمي. فأقول إن ورد الخلاف ولو قليلاً عن شيخين متقنين عالمين قرآ على شيخ واحد في فترة واحد فكيف بمن دونهما في الإتقان والعلم، وكيف إن طالت سلسلة الإسناد عبر القرون؟.وعلى ما سبق ندرك أنّ الأداء معرّض للتغيير حتّى ولو كان رجال الإسناد مهرة ومتقنين ومجتهدين لأنّ نقدهم للأداء الذي تلقّوه وارد ومن حقّهم العدول عنه إلى ما يرونه صواباً. قال الداني: العلم فطنة ودراية أحسن منه سماعاً ورواية. فقد عدل ابن الجزري عن الكثير من مروياّته إلى ما رآه صواباً فقد تلقّى {يواخذ} بتمكين مدّ البدل ثمّ عدل عنه وكذا المتولّي في التحريرات حيث عدل عن مذهبه – مذهب المنصوري - في التحريرات الذي تلقّاه عن شيوخه إلى مذهب الأزميري، وهذا ما فعل الشيخ عامر في الفرجة والضاد. نكتفي بما ذكر.
أمّا اعتراضكم على قولي:
وبذلك يتعلّم الطالب العلم ويكتسب من خلاله ملكة تمكّنه من استدراك ما فاته من الشيخ.
ليس مرادي من ذلك إعمال الرأي في النصوص ومخالفة ما هو عليه المشايخ. وإنّما الاستدراك يكون على أساس أقوال معتبرة لعلماء معتبرين كذلك. إن قرأت على شيخ بالفرجة في الميم المخفاة فيمكنني أن أخالف هذا الأداء على أساس نصوص وأقوال معتبرة قال بها كبار العلماء كذلك، وليس لي ولا لغيري الانفراد بشيء. وكلّ المسائل المتنازع فيها اليوم إلاّ وتجد وراء ها كبار المشايخ من كلا الطرفين وليس صغارهم إذ الخلاف الذي يدور بين الصغار لا يُعد خلافاً معتبراً. ولا نقبل بأيّ حال أن يأتي شيخ يستنبط حكماً بفهمه من نصّ يخالف فيه السلف والخلف. فإن خالفت الخلف فلا بدّ أن يكون لك سلف.
وأضرب لك مثالاً وقع لي مع شيخي العلامة عبيد الله الأفغاني حفظه الله تعالى حيث كان يقرئ بالإشمام في {تأمنّا} من غير غنّة في النون المشدّدة معتبراً أنّ الإشمام لا يصحبه صوت. وقد نبّهته أنّ المراد بالصوت هنا صوت الضمّ لا صوت الغنّة، إذ الغنّة صفة لازمة للنون المشددة. بدليل أنّ من وقف على {وعد الله حقٌ} بالإشمام يُقلقل القاف ثم يشير إلى الضمّ، فصوت القلقلة يبقى جلياً وإنّما يمتنع التصويت بالضم.
أقول: كان بإمكاني الاعتماد على هذا الأداء ولكنّي استدركت على الشيخ وأقرئ بسنده بما هو عليه القراء اليوم لأنّه هو الموافق لما عليه أهل أداء قولاً وعملاً.
أخبرني الشيخ أبو الحسن الكردي رحمه الله تعالى أنّه تلقّى رواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبيّة بقصر المنفصل ولكن لم يُقرئ به ولله الحمد. السؤال: هل يجوز أن نقرئ بذلك على أساس الأداء؟ حتماً لا لأنّه ضعيف من جهة الرواية.
أخبرني شيخنا موفّق عيون شيخ القراءة في مدينة دوما بدمشق الجامع للقراءات الصغرى والكبرى أنّه تلقّى القرءان بقصر المنفصل لشعبة من الطيّبة. السؤال: هل نقرأ به؟ حتماً لا لأنّه لم يرد لا في الطيّبة ولا في مصادرها. ولكنّه مقروء به الآن في دمشق.
ففي هاتين الحالتين وشبههما يمكن للطالب مخالفة أداء شيوخه.
فيكون الاستدراك على هذا النحو جائزاً بل لازماً في بعض الحالات. وليس بالانفراد والخرق.
وألفت نظركم أنّ هذه المشاكل وقعت في الماضي وما زالت تقع مع شيوخ ذوي علم ودراية وإتقان فما بلك بمن هو دونهم. فالطفل الصغير قد يكون ماهراً إن لقّن تلقيناً صحيحاً مع جهله التام. وقد يكون ماهراً عند شيخه وليس كذلك عند غيره. فالمهارة والإتقان أمران نسبيّان بحسب أراء الشيوخ كلّ بحسب ما وصل إليه علمه وإتقانه.
وللخروج من هذه المآزق علينا أن نتضلّع بالعلم مع التلقّي والمشافهة من المشايخ المؤّهلين.
والعلم عند الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو تراب الجزائري]ــــــــ[14 Sep 2010, 06:42 م]ـ
إعادة البثّ بعد وقوع خلل
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد
أخي الشيخ جزاك الله خيراً على هذه المداخلة وآمل ألاّ تكون هي الأخيرة.
المشكلة أنّ الكثير وللأسف لا يفرّقون بين الأداء الذي هو مجرّد كيفيّة وهيئة يتلقاها التلميذ عن الشيخ بالتسلسل. وبين حجيّة الأداء وذلك على ضوء الضوابط التي وضعها الأئمّة عليهم رحمة الله تعالى.
فالأداء لوحدة لم يكن يوماً ما حجّة بنفسه لأنّه قد يعتريه شيء من التغيير لا سيما إن طالت سلسلة الإسناد،وذلك لعروض الغفلة والسهو على الشيوخ مهما كانت فطنتهم، ولتفاوتهم في العلم والإتقان، أو لاجتهاد يجعل الشيخ يخالف شيخه أن رأى الصواب في غير ما تلقّاه عنه، أو يكون الشيخ كفيفاً بحيث يكتفي بالسماع دون المشافهة لأنّ المشافهة تستلزم النظر إلى فم التلميذ وهذا متعذّر لا يسما إن قرأ الكفيف على الكفيف أو لتساهل لبعض الشيوخ وهكذا. وهذا الذي حمل الأئمّة على التدوين.
وسأضرب مثالاً في ذلك لعلّ الأمور تتضح أكثر. أخبرني شيخنا العلامة أيمن سويد حفظه الله تعالى أنّ الشيخ أبا الحسن الكردي والشيخ محمد سكر رحمهما الله وهما من كبار مشايخ دمشق قرآ القراءات العشر على شيخهما الحلواني في آن واحد بمعنى أنّ أحدهما يقرأ على الشيخ صفحة من القرءان ثمّ يعيد الثاني نفس الصفحة على الشيخ في نفس المجلس وذلك إلى أن ختما القرءان بالعشر. ومع هذا فكلّ واحد من الشيخين يختلف أداءه قليلاً عن الآخر في كيفيّة النطق بالقلقلة، والإمالة والنطق ببعض الحروف مع أنّهما قرآ على شيخ واحد في فترة واحدة. وصار لكلّ منهما مدرسة تمتاز عن غيرهما في بعض الهيئات الأدائيّة، وبمجرّد أن تسمع قارئاً يقرأ يمكن أن تدرك إلى أيّ المدرستين ينتمي. فأقول إن ورد الخلاف ولو قليلاً عن شيخين متقنين عالمين قرآ على شيخ واحد في فترة واحد فكيف بمن دونهما في الإتقان والعلم، وكيف إن طالت سلسلة الإسناد عبر القرون؟.وعلى ما سبق ندرك أنّ الأداء معرّض للتغيير حتّى ولو كان رجال الإسناد مهرة ومتقنين ومجتهدين لأنّ نقدهم للأداء الذي تلقّوه وارد ومن حقّهم العدول عنه إلى ما يرونه صواباً. قال الداني: العلم فطنة ودراية أحسن منه سماعاً ورواية. فقد عدل ابن الجزري عن الكثير من مروياّته إلى ما رآه صواباً فقد تلقّى {يواخذ} بتمكين مدّ البدل ثمّ عدل عنه وكذا المتولّي في التحريرات حيث عدل عن مذهبه – مذهب المنصوري - في التحريرات الذي تلقّاه عن شيوخه إلى مذهب الأزميري، وهذا ما فعل الشيخ عامر في الفرجة والضاد. نكتفي بما ذكر.
أمّا اعتراضكم على قولي:
ليس مرادي من ذلك إعمال الرأي في النصوص ومخالفة ما هو عليه المشايخ. وإنّما الاستدراك يكون على أساس أقوال معتبرة لعلماء معتبرين كذلك. إن قرأت على شيخ بالفرجة في الميم المخفاة فيمكنني أن أخالف هذا الأداء على أساس نصوص وأقوال معتبرة قال بها كبار العلماء كذلك، وليس لي ولا لغيري الانفراد بشيء. وكلّ المسائل المتنازع فيها اليوم إلاّ وتجد وراء ها كبار المشايخ من كلا الطرفين وليس صغارهم إذ الخلاف الذي يدور بين الصغار لا يُعد خلافاً معتبراً. ولا نقبل بأيّ حال أن يأتي شيخ يستنبط حكماً بفهمه من نصّ يخالف فيه السلف والخلف. فإن خالفت الخلف فلا بدّ أن يكون لك سلف.
وأضرب لك مثالاً وقع لي مع شيخي العلامة عبيد الله الأفغاني حفظه الله تعالى حيث كان يقرئ بالإشمام في {تأمنّا} من غير غنّة في النون المشدّدة معتبراً أنّ الإشمام لا يصحبه صوت. وقد نبّهته أنّ المراد بالصوت هنا صوت الضمّ لا صوت الغنّة، إذ الغنّة صفة لازمة للنون المشددة. بدليل أنّ من وقف على {وعد الله حقٌ} بالإشمام يُقلقل القاف ثم يشير إلى الضمّ، فصوت القلقلة يبقى جلياً وإنّما يمتنع التصويت بالضم.
أقول: كان بإمكاني الاعتماد على هذا الأداء ولكنّي استدركت على الشيخ وأقرئ بسنده بما هو عليه القراء اليوم لأنّه هو الموافق لما عليه أهل أداء قولاً وعملاً.
أخبرني الشيخ أبو الحسن الكردي رحمه الله تعالى أنّه تلقّى رواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبيّة بقصر المنفصل ولكن لم يُقرئ به ولله الحمد. السؤال: هل يجوز أن نقرئ بذلك على أساس الأداء؟ حتماً لا لأنّه ضعيف من جهة الرواية.
أخبرني شيخنا موفّق عيون شيخ القراءة في مدينة دوما بدمشق الجامع للقراءات الصغرى والكبرى أنّه تلقّى القرءان بقصر المنفصل لشعبة من الطيّبة. السؤال: هل نقرأ به؟ حتماً لا لأنّه لم يرد لا في الطيّبة ولا في مصادرها. ولكنّه مقروء به الآن في دمشق.
ففي هاتين الحالتين وشبههما يمكن للطالب مخالفة أداء شيوخه.
فيكون الاستدراك على هذا النحو جائزاً بل لازماً في بعض الحالات. وليس بالانفراد والخرق.
وألفت نظركم أنّ هذه المشاكل وقعت في الماضي وما زالت تقع مع شيوخ ذوي علم ودراية وإتقان فما بلك بمن هو دونهم. فالطفل الصغير قد يكون ماهراً إن لقّن تلقيناً صحيحاً مع جهله التام. وقد يكون ماهراً عند شيخه وليس كذلك عند غيره. فالمهارة والإتقان أمران نسبيّان بحسب أراء الشيوخ كلّ بحسب ما وصل إليه علمه وإتقانه.
وللخروج من هذه المآزق علينا أن نتضلّع بالعلم مع التلقّي والمشافهة من المشايخ المؤّهلين.
والعلم عند الله تعالى.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
عندي إستدراك وتصحيح لما وقع في كلام الأخ الكريم محمد، ولعله سبق قلم، وذلك في معرض كلامه على الشيخين أبي الحسن محي الدين الكردي و محمد سكر، رحم الله جميع مشايخنا ومن له الفضل علينا، فالشيخان قرآ القرآن الكريم بالقراءات العشر من طريقي الشاطبية والدرة على الشيخ اللغوي الأصولي محمود فايز الدير عطاني وهو تلقاه عن شيخ قراء الشام محمد سليم الحلواني، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد أحمد الأهدل]ــــــــ[14 Sep 2010, 08:43 م]ـ
أشكرك فضيلة الشيخ محمد على التوضيح, ومن خلال ما تفضلتم به من الأمثلة تبين لي أنه لا خلاف بيننا، فالذي أقصده أنا الأحكام التي لا يمكن للقارئ أن يطبقها بدون تلقٍّ من أفواه الشيوخ المتقنين مهما بلغ علمه درايةً، فالكيفيات والهيئات التي اختلف العلماء فيها, فإن المتعلم بعد أن يرى الأصوب منها درايةً بحاجةٍ أن يتلقاها أو يسمعها من غيره وإلا لربما أخطأ في تطبيقها وهو يظن بأن نطقَه صحيح, والمهم أن التلقي والمشافهة ضروري للأداء الصحيح, وبقيَ تساؤلي عن الغنة قبل حروف الاستعلاء أرجو أن ينال عنايتكم.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[15 Sep 2010, 02:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
عندي إستدراك وتصحيح لما وقع في كلام الأخ الكريم محمد، ولعله سبق قلم، وذلك في معرض كلامه على الشيخين أبي الحسن محي الدين الكردي و محمد سكر، رحم الله جميع مشايخنا ومن له الفضل علينا، فالشيخان قرآ القرآن الكريم بالقراءات العشر من طريقي الشاطبية والدرة على الشيخ اللغوي الأصولي محمود فايز الدير عطاني وهو تلقاه عن شيخ قراء الشام محمد سليم الحلواني، والله أعلم.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً على هذا الاستدرك فهو كما قلتّ قد سبق القلم.
وبقيَ تساؤلي عن الغنة قبل حروف الاستعلاء أرجو أن ينال عنايتكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد
إنّ وصف الغنّة بالتفخيم أو الترقيق لا يتناسب مع أصول وقواعد علم التجويد لعدّة أسباب:
أوّلاً: إنّ الحروف هي التي توصف وليست الصفات لأنّ الصفات هي في حدّ ذاتها صفة. فلا يصحّ وصف القلقلة بالتفخيم والترقيق مثلا، فالحرف هو الذي ينبغي أن يوصف بعدد من الصفا ت لقول ابن الجزري: وهو إعطاء الحروف حقّها من صفة لها ومستحقّها ولاشكّ أنّ الضمير يعود على الحروف لا على الصفات. والغنّة صفة لا ينبغي أن توصف. أمّا قول ابن الجزري: ورققن مستفلا من أحرف. أي رقق الحروف المستفلة وهو كقوله وحرف الاستعلاء فخّم. فالحروف هي المعنيّة بالصفات.
ثانياً: صوت الغنّة يخرج من الخيشوم، والتفخيم يكون من الفم فيمتلأ بصدى الحرف لأنّ الصوت يرتفع فيصطدم بقبّة الحنك الأعلى فيعود صداه إلى جميع أنحاء الفم. السؤال: كيف يمتلأ الفم بصدى الغنّة، والغنّة تخرج من الخيشوم؟
ثالثاً: ليس هناك من أهل الأداء من أشار إلى تفخيم الغنّة من المتقدّمين والمتأخرين وأقصد بالمتأخرين عصر ابن الجزري وما قاربه.
يمكن تفسير ذلك الصوت المفخّم الذي نسمعه في {من طين} مثلاً، أنّك لو أمسكت الأنف حال النطق بالنون المخفاة نلاحظ صوتاً قليلاً يخرج من الفم، وهذا القليل من الصوت يرتفع بارتفاع اللسان حال الإطباق، فيسُمع صوت يظهرُ أنّه مفخَم. السؤال: هل هذا الصوت القليل إن قدّرناه بثلث أو أدنى من ذلك يستحقّ هذا التفخيم الذي نسمعه؟ أيغلب القليل من الصوت الكثير الذي لا يمكن تفخيمه لخروجه من الخيشوم؟ فالأولى أن يغلب الكثير القليل بحيث لا يصل التصويت إلى درجة التفخيم وإن كان فيه نوع من التأثير لأجل الصوت القليل الخارج من الفم.
إذن فالتأثير تنج عن الصوت القليل الخارج من الفم بارتفاعه إلى الحنك الأعلى لارتفاع اللسان حال الإطباق ولا يمكن تسميته بالتفخيم لأنّ الغلبة للصوت الخارج من الخيشوم والذي لا يُفخّم أبداً لعدم خروجه من الفم لأنّه محلّ التفخيم.
والذي نسمعه اليوم هو طغيان الصوت القليل الخارج من الفم على الصوت الكثير الخارج من الخيشوم، والأدهى من ذلك أنّ الطاء مكسورة في نحو {من طين} فمن المفروض أن يضعف التأثير كما أثّرت القاف المكسورة في الراء في {فرق}، ولكن للأسف نلاحظ مبالغة في التأثير حتّى صار كالمفخّم فأطلق عليه لفظ التفخيم جرّاء تلك المبالغة.
هذا جوابي من الجانب النظري والعلمي أمّا من جهة الأداء فليس هناك ما يضمن سلامة ذلك التفخيم من جهة الدراية، فينبغي في نظري التحفّظ منه.
تنبيه آخر: عند وقوع النون المخفاة قبل الكاف والقاف فإنّ معظم المشايخ لا يخرجون الصوت القليل من الفم فكلّه من الخيشوم نظراً لموقع المخرج. السؤال: كيف يمكن تفخيم الغنّة ولاشيء يخرج من الفم الذي هو محلّ التفخيم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
والعلم عند الله تعالى.
ـ[محمد أحمد الأهدل]ــــــــ[16 Sep 2010, 09:40 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا يا شيخ محمد يحيى على ما تفضلتم به من التوضيح، واسمح لي بتعليق يسير على ما ذكرتموه:
إنّ وصف الغنّة بالتفخيم أو الترقيق لا يتناسب مع أصول وقواعد علم التجويد لعدّة أسباب:
أوّلاً: إنّ الحروف هي التي توصف وليست الصفات لأنّ الصفات هي في حدّ ذاتها صفة. فلا يصحّ وصف القلقلة بالتفخيم والترقيق مثلا، فالحرف هو الذي ينبغي أن يوصف بعدد من الصفا ت لقول ابن الجزري: وهو إعطاء الحروف حقّها من صفة لها ومستحقّها ولاشكّ أنّ الضمير يعود على الحروف لا على الصفات. والغنّة صفة لا ينبغي أن توصف. أمّا قول ابن الجزري: ورققن مستفلا من أحرف. أي رقق الحروف المستفلة وهو كقوله وحرف الاستعلاء فخّم. فالحروف هي المعنيّة بالصفات.
يلاحظ أن الغنة وإن كانت صفة إلا أنها اختلفت عن بقية الصفات بأن لها مخرجًا، وهي بذلك أشبهت الحروف، فلا يبعد أن تشابهها أيضًا بالتفخيم والترقيق.
ثانياً: صوت الغنّة يخرج من الخيشوم، والتفخيم يكون من الفم فيمتلأ بصدى الحرف لأنّ الصوت يرتفع فيصطدم بقبّة الحنك الأعلى فيعود صداه إلى جميع أنحاء الفم. السؤال: كيف يمتلأ الفم بصدى الغنّة، والغنّة تخرج من الخيشوم؟
من الناحية التطبيقية نلاحظ إمكانية تفخيم الغنة, وإن كانت هي من الخيشوم والتفخيم يكون من الفم، ولو لم يكن تفخيمها مُمْكِنًا لما دار النقاش حول جوازه أو منعه!!
وليس كل حروف التفخيم مخرجها الفم, فالخاء والغين من الحلق ومع ذلك هي حروف مفخمة باتفاق، مع أن التفخيم يكون من الفم.
ثالثاً: ليس هناك من أهل الأداء من أشار إلى تفخيم الغنّة من المتقدّمين والمتأخرين وأقصد بالمتأخرين عصر ابن الجزري وما قاربه.
بما أن الغنة السابقة لحروف الاستعلاء يغلب عليها التأثر به فتفخم، ومن عادة العلماء ذكر التحذيرات من أن يتأثر الصوت بالحروف المجاورة, فلو كان تفخيمها محذورًا لنبهوا عليه.
يمكن تفسير ذلك الصوت المفخّم الذي نسمعه في {من طين} مثلاً، أنّك لو أمسكت الأنف حال النطق بالنون المخفاة نلاحظ صوتاً قليلاً يخرج من الفم، وهذا القليل من الصوت يرتفع بارتفاع اللسان حال الإطباق، فيسُمع صوت يظهرُ أنّه مفخَم. السؤال: هل هذا الصوت القليل إن قدّرناه بثلث أو أدنى من ذلك يستحقّ هذا التفخيم الذي نسمعه؟ أيغلب القليل من الصوت الكثير الذي لا يمكن تفخيمه لخروجه من الخيشوم؟ فالأولى أن يغلب الكثير القليل بحيث لا يصل التصويت إلى درجة التفخيم وإن كان فيه نوع من التأثير لأجل الصوت القليل الخارج من الفم.
إذن فالتأثير تنج عن الصوت القليل الخارج من الفم بارتفاعه إلى الحنك الأعلى لارتفاع اللسان حال الإطباق ولا يمكن تسميته بالتفخيم لأنّ الغلبة للصوت الخارج من الخيشوم والذي لا يُفخّم أبداً لعدم خروجه من الفم لأنّه محلّ التفخيم.
والذي نسمعه اليوم هو طغيان الصوت القليل الخارج من الفم على الصوت الكثير الخارج من الخيشوم، والأدهى من ذلك أنّ الطاء مكسورة في نحو {من طين} فمن المفروض أن يضعف التأثير كما أثّرت القاف المكسورة في الراء في {فرق}، ولكن للأسف نلاحظ مبالغة في التأثير حتّى صار كالمفخّم فأطلق عليه لفظ التفخيم جرّاء تلك المبالغة.
واضح هذا التفسير أنه اجتهاد منك ـ مع احترامي لاجتهادك ـ وليس من نصوص الأئمة, وهذا التقسيم الذي قسمته وقدرته بالأثلاث لا أدري من أين مصدره؟
وكيف يظهر الصوت أنه مفخم وليس مفخمًا؟
ثم إنك تقول بأن الغنة تتأثر ولا يسمى هذا التأثير تفخيمًا، فما هو الاسم الذي يمكن أن يسمى به هذا التأثير؟
هذا جوابي من الجانب النظريوالعلمي أمّا من جهة الأداء فليس هناك ما يضمن سلامة ذلك التفخيم من جهة الدراية،فينبغي في نظري التحفّظ منه.
هل هناك من الشيوخ المعتبرين من يَقرأ ويُقرئ بعدم تفخيم الغنة التي بعدها حرف استعلاء؟
وهل يُعقل إجماع الناس على خطأ في كتاب الله تعالى؟!!
تنبيه آخر: عند وقوع النونالمخفاة قبل الكاف والقاف فإنّ معظم المشايخ لا يخرجون الصوت القليل من الفم فكلّهمن الخيشوم نظراً لموقع المخرج. السؤال: كيف يمكن تفخيم الغنّة ولاشيء يخرج منالفم الذي هو محلّ التفخيم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لكنه مع ذلك يُسمع فرق واضح بين غنة النون المخفاة عند الكاف, وبين غنة النون المخفاة عند القاف, فالأولى مرققة, والثانية مفخمة, والله تعالى أعلم.
وتقبل خالص تحياتي وتقديري.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[16 Sep 2010, 11:52 ص]ـ
يلاحظ أن الغنة وإن كانت صفة إلا أنها اختلفت عن بقية الصفات بأن لها مخرجًا، وهي بذلك أشبهت الحروف، فلا يبعد أن تشابهها أيضًا بالتفخيم والترقيق
الغنّة صفة للنون والميم، وللحرفين مخرجان مخرج عضوي ومخرج خيشومي، والمخرج الخيشومي هو مخرج جزئيّ للنون والميم في الحقيقة وليس مخرجاً للخيشوم. والغنّة إنّما نُسبت إلى الخيشوم مجازاً لأنّها جزء من النون والميم تخرج من مخرج جزئيّ لهما لا يمكن بأيّ حال معاملتها معاملة الحروف، إذ النون والميم هما المعنيّتان بالصفات لا غنّتهما. فالغنّة لا تقوم بنفسها ولا تنفكّ عنهما فليست حرفاً قائماً بذاته ولأجل هذا ما عاملها أئمّة اللغة والتجويد معاملة الحروف. نحن نريد معاملتها معاملة الحروف جرّاء أداء مسموع خفي على من تقدّمنا من علماء الأداء.
واضح هذا التفسير أنه اجتهاد منك ـ مع احترامي لاجتهادك ـ وليس من نصوص الأئمة, وهذا التقسيم الذي قسمته وقدرته بالأثلاث لا أدري من أين مصدره؟
وكيف يظهر الصوت أنه مفخم وليس مفخمًا؟
ثم إنك تقول بأن الغنة تتأثر ولا يسمى هذا التأثير تفخيمًا، فما هو الاسم الذي يمكن أن يسمى به هذا التأثير؟
نعم هذا التفسير اجتهاد ولكنّه معقول، فإن كان لك تفسيراً يفسّر لنا كيفيّة حدوث هذا التفخيم فتفضّل فنحن نسفيد منك. وإذكّرك أنّ تفخيم الغنّة قائم على اجتهاد كذلك لا نصّ يؤيّده، والأصل ثبوت النصّ، فإنّك المطالب أن تأتي بنصّ يقول بتفخيم الغنّة. وليس من المعقول أن تطالبني بنصّ وليس لك نصّ يقول بتفخيم الغنّة.
لعلّك استمعت إلى المبالغين فظهر لك التفخيم، وليس لي إن أعطي اسماً لذلك التأثرّ وأنّما أنفي عنه صفة التفخيم,
هل هناك من الشيوخ المعتبرين من يَقرأ ويُقرئ بعدم تفخيم الغنة التي بعدها حرف استعلاء؟
وهل يُعقل إجماع الناس على خطأ في كتاب الله تعالى؟!!
يبدو أنكم ما فهمتم المقصود، أنا أعالج القضيّة من جهة الدراية ولا أنكر ذلك التأثّر القليل إلاّ أنني أنكر أطلاق التفخيم على ذلك التأثّر لأنّ ذلك سيفضي إلى رفع ذلك التأثّر إلى التفخيم الحقيقي وهو امتلاء الفم بصدى الحرف ومعاملة الغنّة معاملة الحروف المفخّمة، وهذا يحتاج إلى دليل. إذ يمكن أن أقرأ مثلاً {من طين} بتأثّر بسيط دون أن يصل الحدّ إلأى امتلاء الفم بالصوت. من المشايخ الذين يقولون بذلك شيخنا الشيخ محمد طاهر الرحيمي الباكستاني فكان ينكر إطلاق التفخيم على الغنّة مع أنني كنت اسمع منه ذلك التأثّر بل قرأ عليّ كلمة {من طين} فسمعت الغنّة تأثّرت بالطاء كما يقرأها الكثير من المشايخ ولكن لا إلى حدّ التفخيم. بينما نجد بعض المشايخ يبالغون في ذلك تأثّر حتّى صارت كالمفخّمة. قارن بين قراءة الشيخ الحصري والمنشاوي وبين قراءة الشيخ ابراهيم الأخضر وسيتضح لك الفرق. مع أنني أتحفّظ دائماً من ذكر الأسماء.
لكنه مع ذلك يُسمع فرق واضح بين غنة النون المخفاة عند الكاف, وبين غنة النون المخفاة عند القاف, فالأولى مرققة, والثانية مفخمة, والله تعالى أعلم.
قصدّت بذلك أنّ صوت الغنّة في القاف والكاف يكون من الخيشوم كاملاً وإلاّ فالقاف هي المعنيّة بالبيان.
والعلم عند الله تعالى.
ـ[محمد أحمد الأهدل]ــــــــ[18 Sep 2010, 10:17 ص]ـ
والمخرج الخيشومي هو مخرج جزئيّ للنون والميم في الحقيقة وليس مخرجاً للخيشوم. والغنّة إنّما نُسبت إلى الخيشوم مجازاً لأنّها جزء من النون والميم تخرج من مخرج جزئيّ لهما لا يمكن بأيّ حال معاملتها معاملة الحروف، إذ النون والميم هما المعنيّتان بالصفات لا غنّتهما. فالغنّة لا تقوم بنفسها ولا تنفكّ عنهما فليست حرفاً قائماً بذاته ولأجل هذا ما عاملها أئمّة اللغة والتجويد معاملة الحروف.
لعلك تقصد وليس مخرجًا للغنة ...
ولكن كلام الأئمة يفيد بأن الخيشوم مخرج للغنة, وأنت حريص على متابعة نصوصم، فعليك أن تذكر نصوصهم المثبتة بأن الخيشوم مخرج للغنة مجازًا لا حقيقةً.
بل إن مكيًّا يثبت بأن الغنة حرفٌ, فيقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
"والغنة حرف مجهور شديد، لا عمل للسان فيه، والخيشوم الذي تخرج منه هذه الغنة هو المركب فوق غار الحلق الأعلى, فهي صوت يخرج من ذلك الموضع". (الرعاية ص240).
بل ويزيد على ذلك فيثبت لها بعض الصفات كما تُلاحظ.
فالمطلوب إثبات أن الخيشوم مخرج للغنة مجازًا من نصوص الأئمة.
نعم هذا التفسير اجتهاد ولكنّه معقول، فإن كان لك تفسيراً يفسّر لنا كيفيّة حدوث هذا التفخيم فتفضّل فنحن نسفيد منك. وإذكّرك أنّ تفخيم الغنّة قائم على اجتهاد كذلك لا نصّ يؤيّده، والأصل ثبوت النصّ، فإنّك المطالب أن تأتي بنصّ يقول بتفخيم الغنّة. وليس من المعقول أن تطالبني بنصّ وليس لك نصّ يقول بتفخيم الغنّة.
لعلّك استمعت إلى المبالغين فظهر لك التفخيم، وليس لي إن أعطي اسماً لذلك التأثرّ وأنّما أنفي عنه صفة التفخيم,
وعلى أي نصٍّ اعتمدت أنت على إثبات هذا التأثر؟
أما كيفية حدوث التفخيم فهو كالكيفيات التي تفخم بها حروف التفخيم.
من المشايخ الذين يقولون بذلك شيخنا الشيخ محمد طاهر الرحيمي الباكستاني فكان ينكر إطلاق التفخيم على الغنّة مع أنني كنت اسمع منه ذلك التأثّر بل قرأ عليّ كلمة {من طين} فسمعت الغنّة تأثّرت بالطاء كما يقرأها الكثير من المشايخ ولكن لا إلى حدّ التفخيم.
فعلى أي نص اعتمد في تأثر الغنة بالطاء إذن؟
فالحاصل أن هذا التأثر يسمى عند القراء تفخيمًا, ويعتبر عندكما تأثرًا مجهولاً ليس له اسم, ولا يوجد نص من كلام الأئمة بشيء من الأمرين ـ فيما وُقِفَ عليه ـ, إلا أن القائلين بالتفخيم يمكن أن يكون عمدتهم الأداء لعدم وجود النص.
بينما نجد بعض المشايخ يبالغون في ذلك تأثّر حتّى صارت كالمفخّمة. قارن بين قراءةالشيخ الحصري والمنشاوي وبين قراءة الشيخ ابراهيم الأخضر وسيتضح لك الفرق. مع أننيأتحفّظ دائماً من ذكر الأسماء.
تلبيةً لأمرك استمعت إلى تلاوة الشيخ الحصري بالأمس؛ لأنه هو الوحيد من الشيوخ المذكورين الذين أمتلك لها مصحفًا كاملاً، ولكنني سمعته يفخم الغنة التي قبل حرف الاستعلاء تفخيمًا واضحًا.
والله تعالى أعلم.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[19 Sep 2010, 02:43 ص]ـ
لعلك تقصد وليس مخرجًا للغنة ...
ولكن كلام الأئمة يفيد بأن الخيشوم مخرج للغنة, وأنت حريص على متابعة نصوصم، فعليك أن تذكر نصوصهم المثبتة بأن الخيشوم مخرج للغنة مجازًا لا حقيقةً.
بل إن مكيًّا يثبت بأن الغنة حرفٌ, فيقول:
"والغنة حرف مجهور شديد، لا عمل للسان فيه، والخيشوم الذي تخرج منه هذه الغنة هو المركب فوق غار الحلق الأعلى, فهي صوت يخرج من ذلك الموضع". (الرعاية ص240).
بل ويزيد على ذلك فيثبت لها بعض الصفات كما تُلاحظ.
فالمطلوب إثبات أن الخيشوم مخرج للغنة مجازًا من نصوص الأئمة.
قال سيبويه: " ومن الخياشيم مخرج النون الخفيفة " والمراد بالنون الخفيفة النون الخفيّة كما فسره السيرافي، وابن جني وابن عصفور وغيرهم (انظر الدراسات الصوتية لشيخنا العلامة غانم الحمد ص187.)
قال أبو عمرو الداني (ت444) في كتابه التحديد: "والمخرج السادس عشر مخرج التنوين وهو يخرج من الخياشيم خالصة وكذا مخرج النون الساكنة المخفاة عند حروف الفم نحو (منك، وعنك) من الخياشيم. فأما النون المتحركة فمخرجها من الفم من صويت من الأنف". (التحديد ص104).
قال القرطبي (ت461) في كتابه الموضح:"ومن الخياشيم مخرج النون الخفيفة، ويقال الخفية أي الساكنة" (الموضح ص78).
قال أبو العلاء الهمذاني (ت569) في كتابه التمهيد: "ثمّ من الخياشيم مخرج النون الخفيفة أو الخفيّة" (التمهيد ص278).
أقول: نحن نعلم جميعاً أنّ علماء التجويد وعلماء اللغة اعتمدوا في بيان مخارج الحروف والصفات على كلام سيبويه في كتابة الكتاب فهو المصدر في ذلك، وقد جعل الخيشوم مخرجاً لحرف وهو النون الخفيّة أي المخفاة، وقد تبعه في ذلك علماء اللغة والتجويد وقد نقلت بعضها وأكتفي بها. فالمخرج لا يكون إلاّ للحرف ولا يكون للصفة أبداً، والذي حمل سيبويه على ذكر مخارج الحروف والصفات، هو معرفة ما يجوز إدغامه وما لا يجوز إدغامه، ولمعرفة ذلك لا بدّ من إدراك مخارج الحروف وصفاتها وأصنافها. والغنّة صفة وليست حرفاً، لا تُدغم في غيرها ولا تُبدل ولا تُحذف كالحروف فلا ينبغي معاملتها معاملة الحروف البتّة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولمّا حذفت ذات النون عند الإخفاء بفصل طرف اللسان عن الحنك الأعلى بزوال ذاتها أي مخرجها اللساني، بقي مخرجها الخيشومي والذي هو عبارة عن صوت الغنّة للنون الجاري من الخيشوم، فنُسب هذا الصوت إلى الخيشوم مجازاً وهو في الحقيقة صوت النون المخفاة.
وعلى أي نصٍّ اعتمدت أنت على إثبات هذا التأثر؟
وعلى أيّ نصّ اعتمدّت أنت في إثبات تفخيم الغنّة؟ ليس من المعقول أن تطالبني بشيء أنت بعيد عنه.
ولكنّي اعتمدتّ على الحسّ الذي لا يمكن لأحد أنكاره وهو الفرق في النطق بين {أنت} وبين {انطلقوا}، فالتأثرّ النون المخفاة بالطاء موجود لا محال، ولكن لمّا كان هذا التأثّر لم يصل إلى التفخيم الحقيقي ما أشار القدامى إليه لا من قريب ولا من بعيد. وإطلاق التفخيم عليه يصادم النصوص.
أما كيفية حدوث التفخيم فهو كالكيفيات التي تفخم بها حروف التفخيم.
أرجو أن توضّح لي هذه الكيفية. أي الكيفيّة التي يفخّم بها حروف التفخيم.
فالحاصل أن هذا التأثر يسمى عند القراء تفخيمًا, ويعتبر عندكما تأثرًا مجهولاً ليس له اسم, ولا يوجد نص من كلام الأئمة بشيء من الأمرين ـ فيما وُقِفَ عليه ـ, إلا أن القائلين بالتفخيم يمكن أن يكون عمدتهم الأداء لعدم وجود النص
أيّ قراء؟ آلقدامى أم المعاصرون الذين أدركوا هذا التفخيم بعد قرون من الأداء والتلقين؟ فإن اعتمدوا على الحسّ والأداء فما هو دليلك على أنّ هذا الحسّ صحيح؟ فيبقى الأمر على الظنّ لا اليقين؟ فإن جعلت الحسّ دليلاً لك على إطلاق اسم التفخيم على الغنّة فهو دليلي على التأثّر إلاّ أنّ الثاني لا يصادم النصوص خلافاً للأوّل.
تلبيةً لأمرك استمعت إلى تلاوة الشيخ الحصري بالأمس؛ لأنه هو الوحيد من الشيوخ المذكورين الذين أمتلك لها مصحفًا كاملاً، ولكنني سمعته يفخم الغنة التي قبل حرف الاستعلاء تفخيمًا واضحًا.
قد استمعت كذلك للشيخ ولاحظت أنّه لا يفخّمهما تفخيماً حقيقياً في الكثير من المواضع.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[20 Sep 2010, 12:24 ص]ـ
قال شيخنا العلامة غانم الحمد في شرحه على الجزرية ص 271 عند شرحه لقول ابن الجزري (وغنة مخرجها الخيشوم): "واعترض ابن الناظم على والده في إدراج مخرج الغنة مع مخارج الحروف لأنّها صفة فقال: "والغنّة من الصفات واللائق ذكرها ثمّ، وكان ينبغي أن يذكر عوضها مخرج النون المخفاة، فإنّ مخرجها من الخيشوم وهي حرف بخلاف الغنّة"، وقال طاش كبري زادة: "ويمكن أن يقال: لم يذكر الغنّة لكونها من الصفات، بل ذكرها وأراد بها موصوفها، أعني حرف النون" انتهى كلام شيخنا.
أقول: وهذا الكلام يقرّر ما ذكرت وهو استعمال لفظ الغنّة كناية عن النون المخفاة. فالخيشوم هو مخرج للنون المخفاة وهي حرف خلافاً للغنّة التي لاينبغي أن يكون لها حيّزاً لأّنّها من الصفات كما ذكر ابن الناظم. لذا فلا ينبغي معاملتها معاملة الحروف تفخيماً وترقيقاً.
والعلم عند الله تعالى.
ـ[محمد أحمد الأهدل]ــــــــ[20 Sep 2010, 12:13 م]ـ
المعروف بأن للغنة حرفين وهما النون والميم، فإن كان الخيشوم في الحقيقة هو مخرج للنون فمن أين غنة الميم إذن؟
وهل يمكن أن يقال أن الميم المشددة مثلاً مخرجها الخيشوم؟
لذلك الأسلم ـ والله أعلم ـ بأن نسبة مخرج النون إلى الخيشوم هو من باب المجاز؛ من أجل ظهور الغنة فيها، وإلا فالحقيقة أن الخيشوم هو مخرج الغنة، وكما أنك سردتَّ النصوص بأن الخيشوم هو مخرج للنون الخفية، فإن هناك نصوص كثيرة تجعله مخرجًا للغنة، فالحكم بأن إضافته إلى الغنة هومن باب المجاز يحتاج إلى نصٍّ.
أرجو أن توضّح لي هذه الكيفية. أي الكيفيّة التي يفخّم بها حروف التفخيم.
أنت ذكرتَ بأن التفخيم يكون بارتفاع الصوت واصطدامه بقبّة الحنك الأعلى فيعود صداه إلى جميع أنحاء الفم،
أقول:
وهذه الكيفية متحققة في تفخيم الغنة.
أيّ قراء؟ آلقدامى أم المعاصرون الذين أدركوا هذا التفخيم بعد قرون من الأداء والتلقين؟ فإن اعتمدوا على الحسّ والأداء فما هو دليلك على أنّ هذا الحسّ صحيح؟ فيبقى الأمر على الظنّ لا اليقين؟ فإن جعلت الحسّ دليلاً لك على إطلاق اسم التفخيم على الغنّة فهو دليلي على التأثّر إلاّ أنّ الثاني لا يصادم النصوص خلافاً للأوّل.
هل من شروط أي حكم من الأحكام التجويدية عندك أن يرد في نصوص الأئمة المتقدمين، أو يشترط أن لا يصادم نصوصهم وإن لم ينصوا عليه؟
ثم إن إجماع القراء على هذا التفخيم أداءً ينقل هذا الأمر من الظن إلى اليقين.
وإني أول مرة وأظن أنها آخر مرة أيضًا أسمع عن تأثر في قراءة القرآن ليس له اسم!!
قد استمعت كذلك للشيخ ولاحظت أنّه لا يفخّمهما تفخيماً حقيقياً في الكثير من المواضع.
أما أنا فما سمعته منه لا يمكن أن يطلق عليه غير التفخيم.
والله تعالى أعلم.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[20 Sep 2010, 01:35 م]ـ
لا أظنّ أنّ النقاش سيفضي إلى نتيجة.
والحمد لله ربّ العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد أحمد الأهدل]ــــــــ[20 Sep 2010, 07:08 م]ـ
لا أظنّ أنّ النقاش سيفضي إلى نتيجة.
والحمد لله ربّ العالمين.
كنت في بداية الأمر أتوقع أن نخرج بنتيجة، ولكن بعد عدة مشاركات غلب عندي الظن أننا لن نصل إلى نتيجة في هذا الموضوع، ولكن توصلت إلى نتيجة أخرى ـ وكانت عندي من قبل، ولكن زاد يقيني بها ـ وهي:
أن الشيخ محمد يحيى شريف يتصف بصفات كثيرة منها:
1ـ أنه صاحب اطلاع واسع في التجويد، والقراءات وعلومها.
2ـ أنه ذو أدب جم في الحوار والمناقشة.
3ـ أنه صاحب مصداقية كبيرة في البحث.
4ـ أنه رجاع إلى الحق متى ظهر له.
فهذه أبرز صفاته الحميدة وغيرها كثيرة, وفي الأخير أحترم رأيه وأقدره ـ وإن لم أوافقه عليه ـ ما دام وهو قد بذل جهده في البحث وتوصل إلى هذه النتيجة، والله الموفق.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[20 Sep 2010, 08:29 م]ـ
جزاك الله تعالى خيراً على ما تفضّلتم به من كلمات مباركات أثلجتم بها الصدر، وقد تشرّفت كثيراً بمشاركتكم في النقاش، وأسأل الله تعالى ينفعنا جميعا وأن يوفّقنا لمعرفة الحقّ واتّباعه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[11 Oct 2010, 03:50 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعل آله وصحبه وسلم وبعد
أذكّر إخواني الكرام أنّه لا بدّ من التفريق بين ما يصحّ الاستدلال به وما لا يصحّ، فكلّ معرّضٍ للتغيير أو الخطأ مع مرّ الزمان في النقل المتسلسل لا يمكن الاعتماد عليه بمفرده مجرّداً عن عامل يحرسه ويضمن سلامته من التغيير لا سيما إن كان الأمر يتعلّق بالقرءان الكريم، وواجبنا جميعا التورّع في النقل ولا يكون ذلك إلاّ بأخذ الاحتياطات اللازمة والضمانات اللائقة للتأكّد من صحّة المنقول.
وهذا الورع الذي ذكرناه آنفا حمل أئمّتنا وفي طليعتهم إمام الفنّ ابن الجزري أن يعتمدوا على:
- ما اشتهر عند الأئمّة نصاً وأداءً،
- ما اشتهر عند الأئمّة بالأداء دون نصّ مع قوّته في القياس.
فالشهرة لوحدها ضامنة لسلامة الأداء إذ يستبعد أن تُخطِئ جماعة عن جماعة، والأداء الغير المشهور عند أهل الأداء فيه مظنّة الخطأ والوهم وحتّى النصّ قد لا يشفع له إن انفرد قائله به دون غيره ولو أخذ به بعض كبار أهل الأداء لأنّه لم يتوفّر فيه شرط الشهرة الذي اشترطه ابن الجزريّ في كتابه النشر. والأداء إن لم يكن مشهوراً فلا يُعقل أن تتوافر النصوص المؤيّدة له لأنّ النصّ مصدره الأداء فإن انعدم الأداء انعدم معه النصّ، وإن قلّ الأداء قلّ معه النصّ أو انعدم، وإن اشتهر الأداء فإمّا أن تتوافر معه النصوص أو يقلّ ورودها أو تنعدم، وسبب ذلك أنّه لا يلزم من ثبوت الوجه أداءً ثبوت النصّ المؤيّد له وسيتّضح الأمر بالمثال التالي. قال الداني: في قصر المدّ قبل الهمزة الساقطة في نحو {السمآء أن تقع}: "وقد حكى الداجوني عن أحمد بن جبير عن أصحابه عن نافع في الهمزتين المتفقتين أنّهم يمدّون الثانية منها، نحو {السمآء أن تقع}. قال: يهمزون ولا يطوّلون السماء ولا يهمزون، وهذا نص منه على قصر الألف قبل الهمزة الساقطة والمليّنة، ولا أعلم أحداً نصّ عليها بمدّ ولا بقصر غيره، وإنّما يُتلقّى الوجهان فيهما من أهل الأداء تلقّياً. " (جامع البيان ص225). أقول هذا النصّ يدلّ:
أوّلاً: على أهمّية النصوص عند أهل الأداء في إثبات صحّة الوجه ويظهر ذلك عند قول الداني "ولا أعلم أحداً نصّ عليها بمدّ ولا بقصر غيره"
ثانياً: ليس كلّ ما ثبت أداءً يصاحبه نصّ بالضرورة لقوله: "ولا أعلم أحداً نصّ عليها بمدّ ولا بقصر غيره، وإنّما يُتلقّى الوجهان فيهما من أهل الأداء تلقّياً. "
إذن فالنصّ لا بدّ أن يصاحبه الأداء خلافاً للأداء الذي قد لا يصاحبه نصّ كما مرّ، ويُستثنى من ذلك انقطاع السند بحيث يصير الوجه المنصوص عليه غير معمول به كالروايات والطرق الخارجة عن طرق النشر مثلاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأعلى مراتب الرواية اشتهار الوجه أداءً ونصاً ثمّ تأتي المرتبة الثانية وهو اشتهار الوجه أداءً من غير نصّ مع قوّته في القياس. قال مكي القيسي: "والرواية إذا أتت بالنصّ في الكتب والقراءة كانت أقوى وأولى من رواية لم تُنقل في كتاب ولا صاحبها نصّ. وما نُقل بتلاوة ولم يؤيّده نصّ كتاب فالوهم والغلط ممكن ممن نقله إذ هو بشر" (رسالة تمكين المد في {آتى} و {ءامن} و {ءادم} لمكي القيسي.
أقول: وما ذكره الإمام مكي من أنّ الرواية إن لم يصاحبها نصّ فالوهم والغلط ممكن فهو صحيح إن لم يشتهر عند أهل الأداء وإلاّ فيمكن الاستغناء عن النصّ بشهرة الأداء. مثاله إدغام {قال رجلان} و {وقال رجل} لأبي عمرو فالنصّ لم يرد إلاّ في {قال ربّ}، {قال ربّنا} وشبهه ولكنّهم أجمعوا أداءً على إدغام {قال رجلان} و {وقال رجل} فألحقتا بالقاعدة وهو إدغام قال في الراء قياساً، فاجتمع في هذه المسألة الشهرة في الأداء والقوّة في القياس، وبهما استُغني عن النصّ مع التأكيد بأنّ الأداء المشهور الذي يصاحبه نصّ يبقى في أعلى مراتب الرواية. المثال الثاني: إمالة {البارئ} لأبي الحارث عن الكسائي حيث لم يرد النصّ إلاّ في {بارئكم} فأُلحقت {البارئ} بها لشهرتها في الأداء وقوّتها في القياس.
فشهرة الرواية بنوعيها تندرج ضمن شرط ابن الجزري في نشره وهو صحّة السند مع شهرة القراءة وبذلك يكون قد احتاط أشدّ الاحتياط لاستحالة تسرّب الخطأ على الرواية التي اشتهرت عند أهل الأداء وتلقّوها بالقبول عبر الأجيال جيلاً عن جيل. وهي بذلك تفيد القطع واليقين لقوله في منجد المقرئين: "والعدل الضابط إذا انفرد بشيء تحتمله العربية والرسم، واستفاض وتلقّيَ بالقبول قُطع به، وحصل به العلم، وهذا قاله أئمّة في الحديث المتلقّى بالقبول: أنّه يفيد القطع" (ص90). وقال أيضاً: "وإنّما المقروء به عن القراء العشرة على قسمين:
- متواتر.
- وصحيح مستفاض، متلقّىً بالقبول، والقطع حاصل بهما. " (نفس المصدر ص91).
فإن أدركنا أنّ بهذه الشهرة يحصل القطع واليقين، فما بالنا لا ننتهج هذا الأسلوب في الفصل بين المسائل المختلف فيها الآن؟ أقول من السهل أن نعرض كلّ المسائل التي نختلف فيها على هذا الشرط وهو ثبوت الوجه بالأداء المشهور عند المتقدّمين. ولكننا للأسف قد خالفنا هذا المنهج القويم وتركنا الورع في أعزّ ما نملك، وصرنا نقلّد المشايخ في الأداء والله المستعان.
قد يقول القائل: ما الفرق بين النصّ والأداء إن كان كلاهما منقولاً في الكتب.
الجواب: إنّ المتقدّمين من طبقة الداني كانوا ينقلون الرواية بالأداء والنصّ، فيُسندون الرواية بالنصوص والأداء إلى متقدّميهم. فإن افتقر الأداء عندهم إلى نصّ بيّنوه وأوضحوه في كتبهم فكان الأداء مدوّنا عندهم، فصار ذاك الأداء المدوّن عندهم نصوصاً بالنسبة لنا.
لذا فكلّ وجه لم يذكره المتقدّمون في كتبهم لايمكن بأيّ حال أن يكون منصوصاً عليه ولا مشهوراً عندهم من جهة الأداء فلا ينبغي الاعتماد عليه البتّة.
يتابع إن شاء الله تعالى.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[17 Oct 2010, 12:31 م]ـ
السلام عليكم
شيخنا الحبيب
جلست أتأمل كلامكم منذ مدة ووجدتك تستدل بالنصوص علي الأداء العملي، والذي أراه التفرقة بين ثبوت وجه، وبين ثبوت الأداء.
والنصوص التي تأتي بها هي من قبيل الوجه وليس الأداء العملي مثلا قلت:
في منجد المقرئين: "والعدل الضابط إذا انفرد بشيء تحتمله العربية والرسم، واستفاض وتلقّيَ بالقبول قُطع به، وحصل به العلم، وهذا قاله أئمّة في الحديث المتلقّى بالقبول: أنّه يفيد القطع" (ص90).
وقال أيضاً: "وإنّما المقروء به عن القراء العشرة على قسمين:
- متواتر.
- وصحيح مستفاض، متلقّىً بالقبول، والقطع حاصل بهما. " (نفس المصدر ص91).
فاحتمال الرسم والعربية لا دخل للنص الأدائي في ذلك، إذ المقصود به الكلمات القرآنية من غيب وخطاب ورفع ونصب وووو.
لكنهم في جانب الأداء الصوتي النصوص لا يجزم بها بدون المشافهة .. بمعني أنك تنظر هل هذا الأداء المنصوص موجود عند القراء حاليا أم لا.
وقولكم ((قال مكي القيسي: "والرواية إذا أتت بالنصّ في الكتب والقراءة كانت أقوى وأولى من رواية لم تُنقل في كتاب ولا صاحبها نصّ. وما نُقل بتلاوة ولم يؤيّده نصّ كتاب فالوهم والغلط ممكن ممن نقله إذ هو بشر" (رسالة تمكين المد في {آتى} و {ءامن} و {ءادم} لمكي القيسي.
أقول: وما ذكره الإمام مكي من أنّ الرواية إن لم يصاحبها نصّ فالوهم والغلط ممكن فهو صحيح إن لم يشتهر عند أهل الأداء وإلاّ فيمكن الاستغناء عن النصّ بشهرة الأداء.))
فقضية مكي يتحدث عن وجود مد للبدل من عدمه فهذا النوع يحتاج فيه للنص، لأن المد والقصر شئ يستطيع الذكي والغبي التمييز بينهما.
أما الهيئات أي كيفية أداء المد أن تفتح فاك ولاتغلقه وهكذا، ومثل هذه الأوصاف لا يمكن للنص أن يحدده، إنما يمكن للنص أن يقربه. هذا هوالمقصود.
وأخذ علماء الأصوات بهذه النصوص الأدائية وتطبيقها علي الواقع الموجود مثل قضية الطاء والقاف والجيم وغيرهما من الأحرف جعلهم ينحرفون عن طريق الصواب وحمل ذلك بعضهم علي تخطئة ما عليه القراء. هذا بخلاف من نادي بإعادة الصياغة في كتب التجويد بحجة أن ما فيها مخالفة لما عليه القدامي.
فهل تصدق مثلا: أن الطاء صوتها كانت صوت الضاد الحالية؟!!
ما الذي حملهم علي هذا؟ قول سيبويه (ولو الإطباق لصارت الطاء دالا) هذا نص أدائي يصف هيئة أدائية معينة لحرف الطاء، ثم توهموا بنطقهم الخاطئ أننا لو رققنا الضاد الحالية لنتج عن ذلك صوت الدال، إذن صوت الطاء القديمة صوت الضاد الآن، ومن ثم كثرت الطعونات في القراء.
فهل تقبل في مثل هذه الأداءات أن نعتمد علي النص مع ترك المشافهة؟؟
والله المستعان وعليه التكلان
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[18 Oct 2010, 08:32 م]ـ
قال أبو عمرو الداني في جامع البيان ص187 بعدما ذكر مراتب المدود: "وهذا كلّه جار على طباعهم ومذاهبهم في تفكيك الحروف وتخليص السواكن وتحقيق القراءة وحدرها، وليس لواحد منهم مذهب يسرف فيه على غيره إسرافاً يخرج عن المتعارف في اللغة والمتعالم في القراءة، بل كلّ ذلك قريب بعضه من بعض، والمشافهة توضّح حقيقته والحكاية تُبيّن كيفيّته" انتهى كلامه رحمه الله تعالى.
أخي عبد الحكيم انظر إلى العبارة الأخيرة: "والمشافهة توضّح حقيقته والحكاية تبين كيفيّته"
فذكر المشافهة والمقصود منها الأداء، وذكر الحكاية والمقصود منها النصّ. فبالنصّ يُدرك الكيفيّة وبالأداء والمشافهة تتضح حقيقة تلك الكيفيّة. فالكيفيّة الموصوفة هي الحجّة لأنّها تحرص الأداء وتؤطّره، وحقيقة ذلك هو الأداء الذي لا ينبغي أن يخرج عن الإطار الموصوف له.
والعلم عند الله تعالى.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[18 Oct 2010, 09:21 م]ـ
أخي عبد الحكيم انظر إلى العبارة الأخيرة: "والمشافهة توضّح حقيقته والحكاية تبين كيفيّته"
فذكر المشافهة والمقصود منها الأداء، وذكر الحكاية والمقصود منها النصّ. فبالنصّ يُدرك الكيفيّة وبالأداء والمشافهة تتضح حقيقة تلك الكيفيّة. فالكيفيّة الموصوفة هي الحجّة لأنّها تحرص الأداء وتؤطّره، وحقيقة ذلك هو الأداء الذي لا ينبغي أن يخرج عن الإطار الموصوف له. والعلم عند الله تعالى.
السلام عليكم
الشيخ محمد النص الأدائي تقريب فقط، وليس نصا قاطعا، لو قرأت مثلا للأهوازي وغيره تجد عبارة " ولا يضبطه الكتاب " فكل من جاء بعدهم حاولوا للأجل التقريب وليس للحقيقة.
ويشتد هذا في النص المخالف للإجماع المنعقد حاليا في لفظٍ ما، فلا ينبغي النظر إلي النص، والتأويل راجح إن احتمل النص شيئا آخر.
هذا ما أردت قوله. والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[عبد الله الحميد]ــــــــ[18 Oct 2010, 09:50 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[19 Oct 2010, 11:31 ص]ـ
أخي الشيخ عبد الحكيم
إنّ المتقدّمين اعتنوا حتّى بدقائق الأمور فبيّنوا مقادير المدود وكيفيّة النطق بالحروف وتوسّعوا في المخارج والصفات اللازمة والعارضة وغير ذلك.
فكلّ ما بيّنه المتقدّمون في كتبهم ينبغي علينا الخضوع له سواء تعلّق الأمر بالروايات أو بمسائل التجويد، فإن دخل الأداء فيما يحتمله النصّ من غير خلاف بين المسندين المعاصرين فنحن نرحبّ به، وأمّا إذا اختلفوا فتكون المسألة محلّ نقد وبحث إن لم يرد الخلاف بين المتقدّمين في الكيفيّة، فيجب البحث عن الأصوب فيما اختلف فيه على ضوء ما ثبت في المصادر واشتهر فيها.
وإن كان الأداء مخالفاً لصريح عبارة النصوص فهو المشكل الأساسي الذي أدندن حوله وهو الذي أعنيه بالذكر. أمّّا ما ذكرته من فتح الفم في المفتوح ووووووو. فلكلّ من الحركات هيئة، فإن أتقنت هيئة الشفتين في المفتوح أتقنت الفتح وهكذا، وكلّ سبيل يُفضي إلى الاتقان ينبغي سلكه لا سيما لمن يدّعي الإتقان ولا أقصد أحداً.(/)
القراءات المتواترة التي أنكرها الإمام الطبري رحمه الله
ـ[عبد الحي ذي الكفل آل ذي الكفل]ــــــــ[22 Dec 2009, 01:54 م]ـ
قد أنكر الإمام الطبري بعض القراءات المتواترة (كما أوردها في تفسيره جامع البيان) ومع أن هذه القراءات من القراءات المتواترة. وعندي السؤالان للجميع: لماذا أنكر الإمام الطبري بمثل هذه القراءات؟ وما يقصد الإمام الطبري بقوله مثلا: وأن يكون الصحيح للقراءة: (يخدعون) من القراءة: (يخادعون)، وأحيانا يقول: هذه القراءة أصح من القراءة كذا
أفيدوني مأجورا
عبد الحي بن ذي الكفل الماليزي
خريج كلية القرآن والدراسات الإسلامية
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
ـ[محب القراءات]ــــــــ[22 Dec 2009, 03:50 م]ـ
سبق أن طرح هذا الموضوع في هذا الملتقى المبارك , وإليك الروابط التالية:
هل أنكر ابن جرير قراءة متواترة أو ردَّها؟ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=991)
القراءات المتواترة التي أنكرها ابن جرير الطبري .. والرد عليه ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=786)
وفي قسم القراءات بكلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة رسالة ماجستير بعنوان: القراءات المتواترة التي أنكرها ابن جرير الطبري والرد عليه من الفاتحة إلى آخر التوبة , إعداد:محمد عارف عثمان.
انظر الرابط التالي:
رسائل الماجستير بكلية القرآن بالمدينة ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=14296)
ـ[عبد الحي ذي الكفل آل ذي الكفل]ــــــــ[22 Dec 2009, 08:08 م]ـ
جزاك الله خيرا كثيرا على إجابتك،
عبد الحي بن ذي الكفل الماليزي
مرحلة الماجستر بقسم القرآن بكلية القرآن والسنة
بالجامعة الإسلامية العالمية ماليزيا
ـ[المنصور]ــــــــ[23 Dec 2009, 10:59 ص]ـ
لكي نعرف لماذا أنكر أو رد الإمام الطبري بعض القراءات، تابعوا معي هذه النقاط التالية:
1/ ألف الإمام الطبري كتابا كبيرا في القراءات.
2/ حاول الإمام الطبري جمع القراءات الصحيحة في هذا الكتاب.
3/ محاولة الإمام الطبري في التأليف سبقت مفهوم السبعة ومفهوم التواتر.
4/ عندما واجهته بعض القراءات في أثناء إملاء التفسير ولم تكن مما أثبته في كتابه الكبير عن القراءات كان يرد هذه القراءات باعتبار أنه سبق أن جمع القراءات في كتاب كبير ولم تثبت عنده هذه القراءات.
5/ من هنا نفهم أن الإمام الطبري عندما يرد قراءة أو ينكرها فإن مرد ذلك إلى أنه لم يقع على إسناد صحيح يثبتها في وقته. وهذا لايعني أنها غير ثابتة في حقيقة الأمر. فقد تقع لغير الإمام الطبري وتصح.
6/ نحن نقول عن الإمام الطبري (أنكر قراءة متواترة) أو (رد القراءات) وفي رأيي لو كان الإمام الطبري موجودا في عصرنا لقال: ((عندما ألفت كتابي في القراءات لم يكن عندنا مفهوم للقراءات السبع أو العشر أو مفهوم قراءة متواترة، بل كنت أرد القراءة باعتبار أني لم أجد إسناداً ثابتاً لها، وأقبل القراءات التي تثبت أسانيدها، فبالتالي لايحل لي بعد إعمالي للاجتهاد المطلوب أن أقبل قراءة لم تثبت عندي، ولذلك كنت أقول في التفسير (وقد حكي عن بعضهم أنه كان يقرأ ذلك: ”فإن خفتم فرجالا”مشددة. وعن بعضهم أنه كان يقرأ: ”فرجالا”، وكلتا القراءتين غير جائزة القراءة بها عندنا بخلاف القراءة الموروثة المستفيضة في أمصار المسلمين))).
6/ لايحق لنا أن نحاكم الإمام الطبري بقوانين لم يكن يعلمها ولم تأت إلا بعد زمانه.
هذا رأيي المتواضع في هذا الموضوع المهم. وأستغفر الله تعالى إن كنت زللت في التفكير أو القول. والله تعالى أعلم.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[23 Dec 2009, 01:53 م]ـ
لكي نعرف لماذا أنكر أو رد الإمام الطبري بعض القراءات، تابعوا معي هذه النقاط التالية:
1/ ألف الإمام الطبري كتابا كبيرا في القراءات.
2/ حاول الإمام الطبري جمع القراءات الصحيحة في هذا الكتاب.
3/ محاولة الإمام الطبري في التأليف سبقت مفهوم السبعة ومفهوم التواتر.
4/ عندما واجهته بعض القراءات في أثناء إملاء التفسير ولم تكن مما أثبته في كتابه الكبير عن القراءات كان يرد هذه القراءات باعتبار أنه سبق أن جمع القراءات في كتاب كبير ولم تثبت عنده هذه القراءات.
5/ من هنا نفهم أن الإمام الطبري عندما يرد قراءة أو ينكرها فإن مرد ذلك إلى أنه لم يقع على إسناد صحيح يثبتها في وقته. وهذا لايعني أنها غير ثابتة في حقيقة الأمر. فقد تقع لغير الإمام الطبري وتصح.
6/ نحن نقول عن الإمام الطبري (أنكر قراءة متواترة) أو (رد القراءات) وفي رأيي لو كان الإمام الطبري موجودا في عصرنا لقال: ((عندما ألفت كتابي في القراءات لم يكن عندنا مفهوم للقراءات السبع أو العشر أو مفهوم قراءة متواترة، بل كنت أرد القراءة باعتبار أني لم أجد إسناداً ثابتاً لها، وأقبل القراءات التي تثبت أسانيدها، فبالتالي لايحل لي بعد إعمالي للاجتهاد المطلوب أن أقبل قراءة لم تثبت عندي، ولذلك كنت أقول في التفسير (وقد حكي عن بعضهم أنه كان يقرأ ذلك: ”فإن خفتم فرجالا”مشددة. وعن بعضهم أنه كان يقرأ: ”فرجالا”، وكلتا القراءتين غير جائزة القراءة بها عندنا بخلاف القراءة الموروثة المستفيضة في أمصار المسلمين))).
6/ لايحق لنا أن نحاكم الإمام الطبري بقوانين لم يكن يعلمها ولم تأت إلا بعد زمانه.
هذا رأيي المتواضع في هذا الموضوع المهم. وأستغفر الله تعالى إن كنت زللت في التفكير أو القول. والله تعالى أعلم.
رأي سديد , وفقكم الله وفتح عليكم.(/)
ما المقصود بالقراءات؟؟؟؟
ـ[لسان العرب]ــــــــ[25 Dec 2009, 03:57 ص]ـ
ما المقصود بالقراءات؟؟؟؟
وهل تخالف الرسم العثماني؟؟؟
وهل ترد إذا خالفت الرسم القرآني؟؟؟؟
وماذا عن بعض الروايات التي تخالف الرسم العثماني؟؟؟
سورة الفاتحة
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)
التفسير من سنن سعيد بن منصور - (ج 1 / ص 179)
حدثنا سعيد قال: نا سفيان، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أبيه، أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقرأ: صراط من أنعمت عليهم
المصاحف لابن أبي داود - (ج 1 / ص 279)
حدثنا عبد الله حدثنا محمود بن آدم، حدثنا بشر، يعني ابن السري، حدثنا محمد بن عقبة، عن أبيه قال: صلينا خلف ابن الزبير، فكان يقرأ (صراط من أنعمت عليهم)
المصاحف لابن أبي داود - (ج 1 / ص 146)
حدثنا عبد الله، حدثنا عبد الله بن سعيد، حدثنا يحيى بن إبراهيم بن سويد النخعي، حدثنا أبان بن عمران النخعي قال: «قلت لعبد الرحمن بن الأسود: إنك تقرأ» صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين «فقال: حدثني أبي وكان ثقة أنه صلى خلف عمر بن الخطاب فسمعه يقرؤها. حدثنا عبد الله، أنا أحمد بن سنان، أنا أبو معاوية، نا الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عمر أنه كان يقول مالك يوم الدين وكان يقرأ» صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين «حدثنا عبد الله، حدثنا محمد بن عبد الله بن الحسن، حدثنا سهل، حدثنا علي بن مسهر، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، وعلقمة أنهما صليا خلف عمر فقرأ بهذا
التفسير من سنن سعيد بن منصور - (ج 1 / ص 181)
حدثنا سعيد قال: نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يقرأ: غير المغضوب عليهم، وغير الضالين
المصاحف لابن أبي داود - (ج 1 / ص 318)
حدثنا أبو بكر عبد الله بن أبي داود، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا عبيد الله، عن شيبان، عن الأعمش، عن إبراهيم قال: كان علقمة، والأسود يقرآنها (صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين)
وأخيرا نأسف على الاطالة
ـ[محب القراءات]ــــــــ[25 Dec 2009, 08:03 ص]ـ
أخي الكريم:
نص العلماء على أن القراءات المتواترة لها ثلاثة أركان رئيسيةوهي:
1. ثبوت سندها
2. موافقة أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالا.
3. موافقة اللغة العربية ولو بوجه
وهذه القراءة التي وردت في هذه الروايات التي أوردتها: (صراط من أنعمت عليهم) فقدت شرطا أو ركنا من أركان صحة القراءة , وهو: موافقة الرسم العثماني , فيطلق عليها: قراءة شاذة.
وللاستزادة أكثر يمكنك الاطلاع على ما كتب حول أركان القراءة المقبولة , وكذلك ما كتب عن القراءات الشاذة في هذا الملتقى وغيره , وقد كتب أحد مشرفي هذا الملتقى د / أحمد البريدي , بحثا مفيدا عن أركان القراءة المقبولة ونشره هنا على صفحات الملتقى ثم جمعه كاملا في مكتبة الملتقى ويمكنك تحميله من المكتبة , وإليك الروابط التالية:
أركان القراءة المقبولة (1) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=186)
أركان القراءة المقبولة (2) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=224)
أركان القرآءة المقبولة (3):موافقة خط المصحف ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=305)
أركان القراءة المقبولة (4) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=355)
حمل البحث كاملا من هنا ( http://www.tafsir.org/tafsir/index.php?a=books&action=view&id=144)(/)
ماالعمل إذا وجدت القراءة في كتب الشواذ وفي كتب المتواتر!
ـ[ .. سرى .. ]ــــــــ[26 Dec 2009, 03:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما الطريقة المثلى للحكم على القراءات، وكيف العمل إذا وجدت القراءة في كتب الشواذ كالمحتسب والمختصر في شواذ القرآن، ثم أجدها في الإتحاف وفي البدور الزاهرة!
وهل من كتب حديثة تفيد في هذ المجال غير كتاب أ. د. إبراهيم الدوسري (المنهاج)؟
ـ[محب القراءات]ــــــــ[26 Dec 2009, 05:41 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما الطريقة المثلى للحكم على القراءات، وكيف العمل إذا وجدت القراءة في كتب الشواذ كالمحتسب والمختصر في شواذ القرآن، ثم أجدها في الإتحاف وفي البدور الزاهرة!
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
إذا وجدت قراءة في كتب الشواذ كالمحتسب والمختصر في شواذ القرآن , ثم وجدتيها في كتاب البدور الزاهرة للشيخ عبد الفتاح القاضي , فهي قراءة متواترة , ولكن ينبغي التنبه إلى أن بعض طبعات كتاب البدور الزاهرة طبع في آخر الكتاب كتاب آخر للشيخ بعنوان: القراءات الشاذة وتوجيهها من لغة العرب.
فما يوجد في هذا الكتاب قراءات شاذة كما هو معروف.
وأما كتاب: إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر للشيخ / أحمد محمد البنا , فقد اشتمل على القراءات المتواترة والشاذة.
والقراءات المتواترة كما هو معروف هي قراءات القراء العشرة:
1. نافع
2. ابن كثير
3. أبو عمرو
4. ابن عامر
5. عاصم
6. حمزة
7. الكسائي
8. أبو جعفر
9. يعقوب
10. خلف العاشر.
ورواتهم معروفون.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[27 Dec 2009, 09:38 م]ـ
جزاكم الله خيرا ..
ويلاحظ أن القراءة قد تكون متواترة عن قارئ، وشاذة عن قارئ آخر.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[28 Dec 2009, 03:01 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ..
ويلاحظ أن القراءة قد تكون متواترة عن قارئ، وشاذة عن قارئ آخر.
لو بينتم ذلك بمثال - بارك الله فيكم -؟
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[28 Dec 2009, 02:43 م]ـ
إذا وجدت القراءة في كتاب من كتب القراءات الشاذة وفي كتاب من كتب القراءات المتواترة فلهذه المسألة عدة جوانب.
فمن أصحاب كتب القراءات الشاذة من أورد فيها الشاذ وغيره كما فعل صاحب المحتسب حين أورد فيه أوجها عن أبي جعفر وعن يعقوب عدها شاذة وليست كذلك، فلا يُحكم بشذوذها.
ومن أصحاب الكتب المتواترة من أورد أوجها عن أحد القراء العشرة لا يُقرأ له بها الآن، وتعد شاذة ما لم ترو عن غيره منهم، كما فعل ابن مجاهد في السبعة، ومثاله قراءة (غير) بالنصب في سورة الفاتحة، ويوجد مثل هذا في كتب أخرى.
ومن أصحاب الكتب من جمع المتواتر والشاذ، مع فصلهما كما في الإتحاف أو دمجهما كما في إيضاح الرموز.
ومن أصحاب الكتب من التزم بإيراد ما استقر وثبت تواتره وصحته عن القراء العشرة أو السبعة، وهي معظم كتب القراءات العشر والسبع كالشاطبية والنشر ونحوهما وإن كان في النشر تنبيهات على انفرادات بعض القراء مع التنبيه عليها.
وبالتالي فعلى من وجد وجها في كتب الشواذ والمتواتر أن يراجع الكتب المعتمدة والمعتبرة في المتواتر، وهي بحمد الله مطبوعة منتشرة، وقد صدر حديثا عدة كتب لعلي أشير إلى أحدها وهو كتاب البسط في القراءات العشر، وأظن أنه سبق التعريف به في الملتقى.
ولزيادة التثبت يراجع أحد القراء المجازين ليثبت له المعلومة ويؤكدها بحصول تلقيها له فتكون صحيحة أو عدم تلقيها له فتكون غير صحيحة، وبالله التوفيق.
ـ[محمد منقذ]ــــــــ[29 Dec 2009, 12:07 ص]ـ
ولزيادة التثبت يراجع أحد القراء المجازين ليثبت له المعلومة ويؤكدها بحصول تلقيها له فتكون صحيحة أو عدم تلقيها له فتكون غير صحيحة، وبالله التوفيق.
أنا مجاز بالعشرة الصغرى، فهل كل قراءة لم أتلقها هي شاذة!!
الحق أن توثيق القراءات من أصعب الأمور على غير أهل التخصص، ولكن أدل الباحثة على أمرٍ يساعدها كثيراً:
أولاً: ليكن إلى جانبك أحد المصاحف التي كتبت فيها القراءات على هامشها، وأيضاً كتاب البدور الزاهرة، لترجعي إليها عند ورود القراءة في بحثك.
ثانياً: إذا وجدتِ القراءة فهي صحيحة -إن شاء الله-، وما عليكِ بعد ذلك إلا الرجوع لتوثيقها من النشر، والتيسير أو تحبير التيسير، أما النشر فلأنه عمدة المتأخرين، وأما التيسير فلأنه أصل الشاطبية، ولأنه الكتاب الوحيد الذي لا يزال يقرأ بمضمنه من الكتب المتقدمة منفرداً -إلا ما ندر-، وتحبير التيسير فيه باقي الثلاثة التي تركها صاحب التيسير.
ثالثاً: إذا لم تجدي القراءة في مصحف القراءات أو البدور الزاهرة؛ فلا يعني ذلك أن القراءة ليست بصحيحة، بل قد تكون عيناكِ لم تقع على القراءة فكثيراً ما يقع هذا، ولكن لتسألي (من درس طيبة النشر، أو الشاطبية، أو ما في حكمهما).
وإذا كنتِ صاحبة همة فلتدرسي الشاطبية أو الطيبة.
وآسف على الإطالة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[29 Dec 2009, 01:21 م]ـ
أنا مجاز بالعشرة الصغرى، فهل كل قراءة لم أتلقها هي شاذة!!
أخي الفاضل محمد منقذ
من المعلوم أن العشرة الكبرى أوسع من الصغرى ولذا فإن مدار الحكم على قراءة بالشذوذ إذا لم تكن في القراءت العشر الكبرى، وليس الصغرى، وينبغي على الباحث مراجعة الطريقين، وبالله التوفيق.(/)
أين أقف على قراءة سلام؟
ـ[ .. سرى .. ]ــــــــ[26 Dec 2009, 03:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد أن أوثق قراءات سلام ابن المنذر، فماهي المصادر والمراجع التي أجدها فيها، سواء أكانت متقدمة أم متأخرة.
وجزى الله خيرا كل من أفاد ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Dec 2009, 08:01 ص]ـ
راجعي كتاب (معجم القراءات) للدكتور عبداللطيف الخطيب. فقد تجدين بغيتك فيه.
وكذلك معجم القراءات لأحمد مختار عمر وزملائه.
ـ[ .. سرى .. ]ــــــــ[26 Dec 2009, 03:03 م]ـ
شكر الله لكم فضيلة الشيخ وجعلكم مباركين أينما كنتم.
لكن هل من مصادر متقدمة؟
ـ[محب القراءات]ــــــــ[26 Dec 2009, 05:51 م]ـ
راجعي كتاب (معجم القراءات) للدكتور عبداللطيف الخطيب. فقد تجدين بغيتك فيه.
لكن هل من مصادر متقدمة؟
راجعي كتاب معجم القراءات للخطيب , كما ذكر الدكتور عبد الرحمن , وستجدينه يدلك على المصادر المتقدمة , ويحيلك عليها في كل قراءة.
والكتاب متوفر بصيغة pdf يمكنك الحصول على نسخة الكترونية عن طريقة الانترنت.
ـ[ .. سرى .. ]ــــــــ[26 Dec 2009, 07:46 م]ـ
شكر الله لكم ..
بحثت عن الكتاب ووجدته على الشبكة.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[26 Dec 2009, 10:21 م]ـ
وهنا ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=40872) معجم الشيخين أحمد عمر وعبد العال مكرم.
ـ[ .. سرى .. ]ــــــــ[27 Dec 2009, 12:45 ص]ـ
شكر الله لكم جميعا، لكن راجعت ما أبحث عنه من قراءات سلام ولم أجدها في معجم الخطيب، وأستغرب كثيرا من ندرة الإشارة إليه في كتب القراءات المتقدمة والمتأخرة، هل من سبب؟
ـ[محب القراءات]ــــــــ[27 Dec 2009, 02:07 ص]ـ
شكر الله لكم جميعا، لكن راجعت ما أبحث عنه من قراءات سلام ولم أجدها في معجم الخطيب، وأستغرب كثيرا من ندرة الإشارة إليه في كتب القراءات المتقدمة والمتأخرة، هل من سبب؟
حبذا لو ذكرتي لنا هذه القراءة في أي كتاب أو تتأكدي من اسم القارئ
فقد يكون: أبو المنذر سلام بن سليمان المزني مولاهم البصري ثم الكوفي , ثقة جليل ومقرئ كبير
قرأ على عاصم بن أبي النجود وأبي عمرو بن العلاء وعاصم الجحدري وغيرهم.
وقرأ عليه يعقوب الحضرمي (القارئ المعروف من القراء العشرة) وإبراهيم بن الحسن العلاف وأيوب بن المتوكل.
مات سنة 171.
انظري ترجمته في كتاب: معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار للذهبي.
وغاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري.
ـ[ .. سرى .. ]ــــــــ[27 Dec 2009, 08:52 م]ـ
القراءات في سورة إبراهيم، ونص الكلام:
- (وخاف وعيد) أثبت فيها الياء في الوصل خاصة ورش عن نافع، وأثبتها في الحالين سلام ويعقوب، وحذف الباقون.
- وأثبت أبو عمرو الياء في الوصل خاصة في: (بما أشركتمون من قبل)، وسلام ويعقوب في الحالين، وحذف الباقون.
- وأثبت [أبو عمرو وحمزة وورش الياء في (وتقبل دعائي) في الوصل خاصة
والبزي وابن فليح عن ابن كثير وسلام ويعقوب في الحالين، وحذف الباقون.
* والمعذرة فقد أخطأت في كتابة الاسم، هو سلام أبوالمنذر!
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[28 Dec 2009, 03:06 م]ـ
بما أن قراءة سلام ليست من القراءات المشهورة فمن الطبيعي أن يقل من يوردها أومن ينص على اسمه عند إيراد أوجه القراءة، وقد تجدين في البحر المحيط أوجها عديدة منسوبة إليه وللأسف فإن رسالتي الماجستير عن القراءات في البحرالمحيط ليست بين يدي وإلا لبحثت فيها عن اسم سلام وأذكر أنه مرّ فيها مرارا، وقد تجدين أيضا عند السمين الحلبي في الدر المصون قراءات منسوبة إليه، وكذلك في روح المعاني للألوسي.
وقد يلحظ وجود اتفاق أو تداخل بين قراءته وقراءة يعقوب، فهو - كما سبق في تعليق الأخ الفاضل محب القراءات - أحد شيوخه.
ـ[الدكتور عمار أمين الددو]ــــــــ[28 Dec 2009, 05:44 م]ـ
قراءة سلام موجودة في كتاب الكامل في القراءات، لأبي القاسم الهذلي، مخطوط.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[28 Dec 2009, 05:59 م]ـ
وكذا في المحتسب لابن جني. ومما نسب إليه:
- (عُدُوّاً) [الأنعام: 108، ويونس: 90] [معجم القراءات للخطيب 2/ 517، 3/ 617]
- (من المهاجرين والأنصارُ) [التوبة: 100] [المعجم 3/ 445]
- (فاجمَعوا / فأجمِعوا أمرَكم وشركاؤكم) [يونس: 71] [المعجم 3/ 590، 592]
- (ءامَرْنا) [الإسراء: 16] [المعجم 5/ 32]
- (ولؤلؤاً) [الحج: 23] كعاصم وغيره [المعجم 6/ 96]
- (أنْ لعنةُ اللهِ ... وأنْ غضبُ اللهِ) [النور: 7، 9] [المعجم 6/ 231، 233].
- (خُطُؤات) [النور: 21] [المعجم 6/ 243]
- (يُوْقَدُ / تَوَقَّدُ / يَوَقَّدُ) [النور: 35] [المعجم 6/ 271، 272]
- (لَخَسَفَ بِنَا) [القصص: 82] كعاصم وغيره. [المعجم 7/ 79]
- (أن وهبت نفسها للنبي) [الأحزاب: 50] [المعجم 7/ 299]
- (ربُّنا باعَدَ بين أسفارنا) [سبأ: 19] [المعجم 7/ 359]
- (أعْجمي) [فصلت: 44]. [المعجم 8/ 291]
- (وقيل هذا الذي كنتم به تدْعون) [الملك: 27]. [المعجم 10/ 18]
- وكذا (نُؤتِهُ منها) [الشورى: 20] [المعجم 8/ 320]
والناظر في مسرد أعلام معجم القراءات 11/ 120 يجد الشيخ الخطيب - وفقه الله - عدّه وسلاما الطويل واحدا، لكن الذهبي قال:
" وليس هو سلام المدائني الطويل السعدي ... أحد الضعفاء في الحديث، ولا يكاد يميز ما بينه وبين سلام أبي المنذر القارئ إلا الحذاق" [معرفة القراء 1/ 277 ح قولاج].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ .. سرى .. ]ــــــــ[28 Dec 2009, 06:53 م]ـ
بما أن قراءة سلام ليست من القراءات المشهورة فمن الطبيعي أن يقل من يوردها أومن ينص على اسمه عند إيراد أوجه القراءة، وقد تجدين في البحر المحيط أوجها عديدة منسوبة إليه وللأسف فإن رسالتي الماجستير عن القراءات في البحرالمحيط ليست بين يدي وإلا لبحثت فيها عن اسم سلام وأذكر أنه مرّ فيها مرارا، وقد تجدين أيضا عند السمين الحلبي في الدر المصون قراءات منسوبة إليه، وكذلك في روح المعاني للألوسي.
وقد يلحظ وجود اتفاق أو تداخل بين قراءته وقراءة يعقوب، فهو - كما سبق في تعليق الأخ الفاضل محب القراءات - أحد شيوخه.
شكر الله لكم، سأرجع لهذه المراجع ان شاءالله.
هل رسالتكم مطبوعة، أو على الأقل مرفوعة على الشبكة؟
ـ[رفعت احمد]ــــــــ[20 May 2010, 06:24 م]ـ
قراءة سلام موجودة فى المنتهى فى القراءات ال15
والكتاب مطبوع فى دار الحديث القاهرة
وله رسالة علمية محققة غير مطبوعة
مثال من المنتهى: عليهم واختاها بضم الهاء حمزة ويضم سلام ويعقوب كل هاء قبلها ياء ساكنة فى الجمع والتثنية.
ـ[ .. سرى .. ]ــــــــ[25 May 2010, 04:18 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
إضافة قيمة وسأبحث عن الكتاب، نسأل الله لنا ولكم التيسير والتوفيق.(/)
ما الفرق بين القراءات الشاذة والأحادية والمدرجة والتفسيرية
ـ[روضة المحب]ــــــــ[28 Dec 2009, 10:38 م]ـ
مشايخنا الكرام
أريد معرفة الفرق بين القراءات الشاذة والقراءات الأحادية والقراءات المدرجة والقراءات التفسيرية
مع ذكرالامثلة لذلك وتوضيح الضابط بين هذه القراءات؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[محب القراءات]ــــــــ[30 Dec 2009, 01:51 م]ـ
أختي الكريمة تجدين إجابة سؤالك في كتاب / علم القراءات (نشأته - أطواره - أثره في العلوم الشرعية) د / نبيل بن محمد إبراهيم آل اسماعيل
ويمكنك تحميل الكتاب من هنا ( http://www.emtiaz.net/vb/showthread.php?p=117063#post117063) إن لم يكن موجودا عندك
ـ[روضة المحب]ــــــــ[31 Dec 2009, 09:17 ص]ـ
جزاك الله خيرا
اخوك في الله روضة المحب
ـ[محب القراءات]ــــــــ[31 Dec 2009, 11:12 ص]ـ
عذرا على الخطأ.
والسبب أن مثل هذه الألقاب تجعلنا في حيرة , هل الكاتب رجل أو امرأة؟!!
فلو وضعت في توقيعك كنية لك مثلا إن لم تشأ الإفصاح عن اسمك لكان هذا أفضل في نظري , حتى لا يتوهم أحد مثلي أن (روضة) اسم أو لقب لأنثى
وفقنا الله وإياك.(/)
أفيدوني
ـ[ايجابية]ــــــــ[30 Dec 2009, 11:45 ص]ـ
السلام عليكم
اولا: يسعدني ان اكون عضوة في هذا المنتدى الاكثر من رائع جزا القائمين عليه والأعضاء خير الجزاء
ثانيا: انا عندي بحث في القراءات لكن ينقصني بعض المعلومات التي لاتوجد عندي مثل الفرق بين المتواتر والشاذ+كذلك أريد اسم كتاب يوجد فيه أسماء القراء العشرةوأسماء أصحاب القراءات الاربع الشواذ لكي اوثق المعلومات بمرجع معين
وشكرا لكم
ـ[محب القراءات]ــــــــ[30 Dec 2009, 01:41 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
حياك الله أختي الكريمة في هذا الملتقى
وتجدين الفرق بين المتواتر والشاذ في الكتب التالية:
1. علم القراءات (نشأته - أطواره - أثره في العلوم الشرعية) د / نبيل بن محمد إبراهيم آل اسماعيل
2. القراءات المتواترة وأثرها في الرسم العثماني والأحكام الشرعية د / محمد الحبش.
وأما أسماء القراء العشرة وأسماء أصحاب القراءات الاربع الشواذ , فمن الكتب المعاصرة التي كتبت عنهم:
1.كشف الضياء في تاريخ القراءات والقراء , لصابر حسن محمد أبوسليمان.
2.أحسن الأثر في تاريخ القراء الأربعة عشر , للشيخ / محمود خليل الحصري.
ـ[ايجابية]ــــــــ[30 Dec 2009, 03:47 م]ـ
جزاك الله كل خير
وجعل ماتقوم به في ميزان حسناتك
ـ[بدر عرابي]ــــــــ[31 Dec 2009, 10:22 م]ـ
كتاب: القراءات المتواترة وأثرها في الرسم العثماني والأحكام الشرعية د / محمد الحبش
مهم جدا ومفيد جدا جدا، وهو في الأصل رسالة الدكتوراة للدكتور السوري محمد الحبش.
كما يمكنك الاستفادة من كتب التراث في مجال القراءات مثل شروحات الشاطبية والدرة وطيبة النشر.
بالتوفيق(/)
خواطركم حول إقراء الرجال للنساء!
ـ[حادي العيس]ــــــــ[30 Dec 2009, 02:21 م]ـ
لما ازداد نصر الله والفتح لأهل القرآن هذه الأعصار وعاد الناس إلى دينهم عودا حميدا ـ تسابق الرجال والنساء والأطفال إلى كتاب الله تلاوة وحفظا .. فكان مصطلح الإجازة على شيخ ماهر متقن مما تنافس الناس في الحصول عليه،ومن بين المتسابقين الملحِّين إلى هذا الأمر النساء .. أناشدكم يا أهل الخبرة والدراية ويا أهل الرواية أن تنصحوني بما وصل إلى علمكم خبرة وسماعا .. هل أوافق على إقراء النساء؟ خاصة إذا في حي ندر فيه أهل الإجازة من النساء (الفتاوى. الدروس العملية. المحاذير. شكل المجلس. السترة. المَحْرَم. إجازة الهاتف. خبرات حسنة لديكم. وأخرى سيئة) فإن كان طاعة قضيت وإن كان معصية انتهيت!
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[31 Dec 2009, 01:35 ص]ـ
إجازة الرجال للنساء، وإجازة النساء للرجال، مسألة معروفة عند السلف من بداية ظهور مصطلح الإجازة وحتى وقت قريب ..
والمرأة تتحمل كما يتحمل الرجل، وتحفظ كما يحفظ، وتؤدي كما يؤدي ..
إذن لا مانع من إجازة المرأة للرجل والعكس ..
ولكن يجب أن يكون كل ذلك بالضوابط الشرعية، من حجاب، وعدم خلوة، وغيرها.
أما مجرد صوت المرأة فإنه ليس عورة إذا لم يكن فيه تخنث، وتكسر، ونحو ذلك.
والله تعالى أعلم.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[10 Jan 2010, 07:49 م]ـ
جزى الله أخانا الحسني خيرا فقد أجاد وأفاد , وإذا جاز للمرأة أن تبيع وتشتري للرجال ومن الرجال في الأسواق بالضوابط الشرعية فجواز القراءة على الرجال بالضوابط الشرعية من باب الأولى , ويمكن الاستزادة من كتاب (اتساع النقاب بين التبرج والحجاب) لمحمد بن عيد الشعباني طبع مكتبة السنة ففيه فصل خاص بهذا الأمر.
ـ[حادي العيس]ــــــــ[12 Jan 2010, 07:38 ص]ـ
جزى الله أخوي الحسني وأ. طارق عن هذه الإشارات خيرا وجاري البحث عن الكتاب المشار إليه.
ـ[عبد الرحمن الداخل]ــــــــ[12 Jan 2010, 10:20 ص]ـ
أخي الكريم:
قرأت قديماً أثراً عن بعض الناس يقول: لا تدخل على النساء وإن قلت أقرؤها القرآن .. بالطبع نسيت الآن قول من هذا ...
بالطبع أيضاً أنا لا أقول بهذا واعلم أنه ما من امرأة يمكن أن تتقن إذا لم تقرأ على رجل يصحح لها ويرشدها ...
الأمر يتعلق بمراقبة الله تعالى من الطرفين
وإلا فماذا نقول بكثير من أهل العلم من النساء الواتي تعلمن على أيدي الرجال أو الرجال الذين تعلموا على أيدي النساء ومثالهم الامام السخاوي الذي بروي كتباً كاملة عن شيخاته ....
أعانكم الله وتقبل منكم
ولو خرجت إلى بلاد العجم إسلامية أو غربية لرأيت الأمر مختلفاً ... قد تقول: هناك اضطرار وحاجة ... وأنا أقول لك أين الكفاية في القارءات المؤهلات للإقراء في بلادنا؟
والله أعلم
ـ[عصماء]ــــــــ[12 Jan 2010, 01:17 م]ـ
فكان مصطلح الإجازة على شيخ ماهر متقن مما تنافس الناس في الحصول عليه
وهل في الأمر ضرورة لهذه الإجازة؟!
خصوصا للنساء على يد رجل!
الأمور تقدر بقدرها والزيادة فيها كالنقصان تماما, علِمنا عن بعض أئمتنا السلف من كان يروي عن نساء ولكن بحسب علمي كان لسندها العالي -أي للحاجة-أو من احتواها علمٌ ليس عند الرجال, بحسب الزمان والمكان.
أما إتقان تلاوة القرآن, فأين الحاجة للشيخ -الرجل-لتقرأ عليه المرأة؟
إن كانت النية لله في إتقان التلاوة فحسب فالأمر فيه سعةً كبيرة من أخوات فاضلات وحلقات تحفيظ.
أما إن كانت النية الإجازة فحسب فالأمر مختلف عندي تماماً
ونرجو من الله تعالى صلاح أعمالنا ما ظهر منها وبطن
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[14 Jan 2010, 01:43 م]ـ
وهل في الأمر ضرورة لهذه الإجازة؟!
خصوصا للنساء على يد رجل!
السلام عليكم
خطر لي بعض الأسئلة وقت قراءتي للكلام السابق.
هل الأمر مرتبط بالضرورة؟ بمعني أن المرأة التي تقرأ علي الشيخ تكون آثمة إن فعلت في وجود المرأة المتقنة للتجويد مثلا؟؟
أم أن الحكم من باب الأولي وسد الذراع التي قد تتلاشي في وجود المحرم؟
هذه هي الخاطرة الأولي.
والسلام عليكم
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[14 Jan 2010, 02:00 م]ـ
الذي يظهر - والله تعالى أعلم - أنه ليس مرتبطا بالضرورة، لأن الصحابة رضوان الله تعالى عليهم وكذا التابعون كانوا يتحملون الأحاديث عن أمهات المؤمنين وبعضهم لم يكن من محارمهم، ولكن بالضوابط الشرعية.
ـ[عصماء]ــــــــ[19 Jan 2010, 10:09 م]ـ
هل الأمر مرتبط بالضرورة؟ بمعني أن المرأة التي تقرأ علي الشيخ تكون آثمة إن فعلت في وجود المرأة المتقنة للتجويد مثلا؟؟
أرى أن الأمر يرتبط بالهدف!
هل الهدف الإجازة فحسب؟!
إن كان كذلك, فما يتوفر عندها في حينه.
أما إن كان القصد إتقان التلاوة فالامر مختلف عندي, فما الضرورة عند التعلّم عند الرجال!!
خصوصا إن كان هناك أخوات متقنات.
ولا نستطيع أن نقرّر لزوم الإثم من عدمه, إلا بما ثبت بدليل شرعي
لأن الصحابة رضوان الله تعالى عليهم وكذا التابعون كانوا يتحملون الأحاديث عن أمهات المؤمنين وبعضهم لم يكن من محارمهم
لقول الله تعالى:"وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا ".
ولكن بالضوابط الشرعية.
لأجل الأمر في الأعلى جاءت تلك الضوابط الشرعية والتي هي من أصول الدين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[19 Jan 2010, 10:50 م]ـ
أما إن كان القصد إتقان التلاوة فالامر مختلف عندي, فما الضرورة عند التعلّم عند الرجال!!
خصوصا إن كان هناك أخوات متقنات.
الإتقان مسألة نسبية؛ ولا يغني وجود أخوات متقنات عن رجال متقنين؛ وكذا العكس ..
فقد تجدين أخوات متقنات للسبع مثلا،ولا تتوفر عندك أخت في منطقتك متقنة للعشر وهكذا، ونفس الشيء بالنسبة للرجال ..
وواجب الأخت المسلمة هو البحث عن امرأة متقنة لما ترغب قراءته؛ فإن توفرت فبها ونعمت؛ وإلا فلا مانع شرعا من قراءتها على رجال متقنين سواء بهدف الإجازة أم بهدف التعلم، ولكن بالضوابط الشرعية كما نبه على ذلك الإخوة ..
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[20 Jan 2010, 12:18 ص]ـ
لما ازداد نصر الله والفتح لأهل القرآن هذه الأعصار وعاد الناس إلى دينهم عودا حميدا ـ تسابق الرجال والنساء والأطفال إلى كتاب الله تلاوة وحفظا .. فكان مصطلح الإجازة على شيخ ماهر متقن مما تنافس الناس في الحصول عليه،ومن بين المتسابقين الملحِّين إلى هذا الأمر النساء .. أناشدكم يا أهل الخبرة والدراية ويا أهل الرواية أن تنصحوني بما وصل إلى علمكم خبرة وسماعا .. هل أوافق على إقراء النساء؟ خاصة إذا في حي ندر فيه أهل الإجازة من النساء (الفتاوى. الدروس العملية. المحاذير. شكل المجلس. السترة. المَحْرَم. إجازة الهاتف. خبرات حسنة لديكم. وأخرى سيئة) فإن كان طاعة قضيت وإن كان معصية انتهيت!
بصراحة بصراحة بصراحة أرجح شيء واقعي ((لا أتكلم عن الشرع)) أن قراءة النساء على الرجال مسخرة (((إلا من رحم الله)))، وقد رأينا هذا في عدة مشايخ ومجموعات ((لا أقول الكل))، طبعًا فيه الفائق الاحترام والمتقن في غض البصر لكن بصراحة الموضوع هذا مفروض يعاد النظر فيه جدًا، ومفروض واقعًا يكون فيه فارق من حيث السن بين الشيخ وتلميذته. وكم من المشايخ الذي يُقرؤون النساء هو لو طلبت منه زوجته القراءة على رجل متقن لقراءة أخرى يرفض رفضًأ باتًا.
ويا إخوة الحمد لله توجد أخوات ومتقنات جدًا منهن الشيخة أميرة في مصر ولا تتقاضى أي أجر مادي أو معنوي، وتوجد أخوات يعلمن من على الانترنت، وتوجد نساء كثيرات متقنات وفيه من رتبهن رتبة الشيخ الزيات من حيث الإسناد.
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[20 Jan 2010, 01:22 ص]ـ
لعل موضوع الإقراء يختلف عن موضوع تعلم أصول القراءة
فإن تعلم أصول القراءة هي من العلوم النظرية التي تدرس في الجامعات كما في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، فالمشايخ يشرحون أصول التجويد، والمخارج والصفات للطلاب والطالبات في مواد نظرية.
وتتولى متابعة الطالبات أستاذات القرآن.
لكن بالطبع ليس ذا هو الإقراء، والإقراء ليس أمرا يتوقف عليه فرض تلاوة القرآن في الصلوات وفي التعبد في تلاوته.
بالتالي يقتصر الإقراء على طلب الإجازة الشرعية من الشيخ أو الشيخة.
وهذا بدوره مرتبط بالمنفعة الشرعية من الإجازة. ومعنى الإجازة: رخصة من الشيخ للتلميذ بأداء ما تحمله منه بطريقة أداء معينة في نص الإجازة. كما لو تحمل علم الشيخ في كتاب، وأجازه على أدائه قراءة أو شرحا .. الخ مما هو عرف المشيخات.
فعلى هذا: كل طالب أو طالبة إجازة يحتكم لمشروعية القراءة عند شيخ أو شيخة إلى المصلحة المقصودة بالإجازة، فمتى جازت المصلحة شرعا، جاز إقراؤه.
أما موضع الخوف من أمور أخرى، فتفصيله حالان:
الأولى: الشك في أمانة الشيخ أو الشيخة، وينبني عليه انتفاء المصلحة من الإجازة بانتفاء الثقة بالأمانة، لأن الأمين مؤتمن من مؤمنه.
والثانية: خوف الاتهام بغير مقصود، فهذا محله قاعدة:"لا ضرر ولا ضرار" فمتى حصل الضرر أو الضرار، امتنعت مشروعية المصلحة دفعا للضرر.
والله أعلم
ـ[أحمد النبوي]ــــــــ[23 Apr 2010, 02:53 ص]ـ
سؤال: حول حصول المرأة على إجازة من شيخ في القراءات
جواباً على سؤالك حول إجازة الشيخ للنساء:
أولاً: فإن الشيخ محمد نبهان مكفوف، وكونه مكفوف فإن هذا يسهل على الأخوات الأخذ عنه دون أن يوضع بينهما حجاب فاصل.
ثانياً: لا بد أن يكون الشيخ الذي تقرأ عليه الأخت معروفا بتقواه وورعه وأمانته.
ثالثاً: أن يكون الشيخ الذي تقرأ عليه الأخت كبير السن.
رابعا: أن تلتزم الطالبة بالحجاب الشرعي الكامل دون أي تهاون، ولو كان الشيخ مكفوفاً.
خامسا: أن يكون بينهما حجاب من قماش أو نحوه.
سادساً: لابد من وجود مرافق للأخت معها حين جلوسها للقراءة على الشيخ وينبغي أن يكون مرافقاً تنتفي معه الخلوة، بأن يكون أحد محارمها كالأخ أو الوالد أو الابن أو أو تكون برفقة والدتها أو مجموعة من زميلاتها أو إحدى النساء المحرمات على الشيخ كزوجته أو أخته أو نحو ذلك.
سابعا: لا بد كذلك من مراعاة الضوابط الشرعية مثل عدم الخوض في ما لا يخص القراءة والتزام الطالبة والشيخ قبلها بآداب الإسلام المعروفة.
وللعلم فإن كثيراً من الطالبات اللاتي درسن على الشيخ نبهان وأخذن منه الإجازة كن على يأتينه على شكل مجموعات أو يأتي إليهن وهن مجتمعات في مدارس تحفيظ القرآن أو معهد الدراسات القرآنية للبنات في مكة أو ما أشبه ذلك.
نسأل الله سبحانه أن يوفقنا وإياك للعلم النافع والعمل الصالح، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل
من موقع الشيخ محمد نبهان بن حسين مصري
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد النبوي]ــــــــ[23 Apr 2010, 02:54 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الموضوع لطيفٌ ومهمٌ جداً لشيوع التساهل والتفريط، وإن كنت لم أقف على خبرٍ لمن تعدى أو خالف، لكن تبصير الناس بذلك من مهمات الدين، حرصاً على نقاء الأعراض وصون الدين والحياء، وأخذا بالعزائم من أهل الاقتداء من مشايخ الإقراء، فإنهم محطُّ أنظار الناس، والله تعالى أعلى وأعلم وأحكم.
و الأصل في ذلك أمران عظيمان:
اجتناب الخلوة
اجتناب الشبهات
أما الخلوة:
فيحصل اجتنابها بثالثٍ لهما مسلم بالغ عاقل ذكراً كان أو أنثى، وقال بعض أهل العلم أن اجتماع الرجلين لا يكفي مع المرأة الأجنبية عنهما، على خلافٍ في ذلك، لكن جماع الأمر أن تنتفي الخلوة، ويحصل ذلك بوجود النسوة من الرفيقات أو أحد محارم المرأة أو محارم الرجل (الشيخ) أو أكثر من رجل آخر خروجاً من الخلاف، كما يحصل انتفاء الخلوة بدون الثالث ما داماً في غير حرزٍ يأمنان فيه، ويَحْصُلُ ذلك باجتماعهما في مكانٍ عام مفتوحٍ كالمسجد أو المدرسة أو المقرأة ما دامت مطروقةً من الناس وإن لم يوجد أحدٌ، لكن ذلك مشروطٌ بأمن الفتنة طبعاً، وهو مشمولٌ في الأصل الثاني.
وأما اجتناب الشبهات:
فباب عظيمٌ واسع، يختلف باختلاف الزمان والمكان والأشخاص، فليس الأمر اليوم مع شيوع التساهل والفتن كما كان قديماً، وليس من يُقرئُ في بلدٍ يُسدل نساؤه وينتقبنَ كغيره من البلاد، وليس الشيخ كالكهل ولا كالشاب، وليست العجوز مثل الشابة، فإن كنتُ شاباً وأقرئ عجوزاً من القواعد فليس مثل إقرائي لامرأة شابةٍ، وجماع الأمر على أخذ الحِيْطَةِ ودفع الظنون بالأحوط، وأدلة ذلك لا تخفى على أحد، ورعاية العفة وصيانة الحياء وحفظُ الأعراض من المهمات الخمس التي جاء الإسلام بحفظهنَّ.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[بنت الحارث]ــــــــ[23 Apr 2010, 03:19 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الذي أعلمه أخي الفاضل أن الأمر مختلف فيه
فمن العلماء من منعه
زمنهم من أجاز بشروط
ومنهم من يرى أن الأولى تركه
خاصة أن المرأة لابد مع التجويد أن تزين صوتها والتجويد هو تزيين الصوت
ولكن بعض من أخذ بالجواز فيما أعلمه من الأخوات:
- أن الشيخ ثقة ومعروف بدينه.
-كبير في السن.
- بعضهن تقرأ له مع وجود المحرم في بيته من وراء ساتر ولا تجتمع معه في حجرة واحدة.
وبعضهن كما سمعت ممن أجازها الشيخ الأخضر حفظه الله أنها كانت معلمة في دار للقرآن في المدينة وكان الشيخ يأتي في مكان خارجي ويستمع لهن بالميكرفون فقط ولما أجازها ذكر أنه أجاز مثلاُ فلانة من وراء حجاب.
- أنهن ذهبن للمقريء الثقة عند عدم وجود المرأة المتقنة لكن لما هن أتقن تولين المهمة بارك الله فيهن وأدين الأمانة فماالحاجة إذن للذهاب للمقريء الرجل.
** أريد أن أشير أن في مدارس التحفيظ للقرآن كما أخبرتني قريباتي لما لم تتوفر معلمات لمادة القراءات كان يدرسهن رجل عن طريق الصوت وأنهن كن يتحرزن هن وصيقاتهن من التغني في التلاوة فيذكرن الحكم التجويدي كأداء فقط وإن كان البعض يتجاوزن لأجل العلامات.
**أيضاً أريد أن أنبه لأمر أعتقد أنه معلوم للجميع أن بعض النساء أصواتهن جميلة جدا ولايستطعن تغييرها إذا ماتحدثن بالمعروف كما ورد في القرآن وهن أبداً لايتعمدن ترقيق أصواتهن وقد ذُكر لي أن أخت أن شيخ يدرس النساء صوتياً كان يرفض أن تقرأ واحدة منهن بتاتاً لرقة صوتها.
هذا والله أعلم.(/)
هل كتاب الفارسي الحجة للقراء السبعة هو نفسه الحجة في علل القراءات السبع؟
ـ[ .. سرى .. ]ــــــــ[31 Dec 2009, 02:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كنت أريد توثيقا لقول أبي علي الفارسي رحمه الله في توجيه القراءات، فكان بيدي كتاب الحجة للقراء السبعة فلم أجد القول فيه، ثم بحثت فوجدت أن له كتابا آخر بعنوان الحجة في علل القراءات السبع، فبحثت عنه فوجدت أجزاءه الأولى في –مكتبة ابن القيم العامة- من أول الكتاب إلى آخر سورة الأنعام، وأنا أبحث عن موضع في وسط القرآن، فشككت هل بقية أجزاء الكتاب ليست متوفرة أم أن هذا كتاب للفارسي له أجزاء مفقودة، ولم يطرأ ببالي أن أقارنه بكتاب الحجة للقراء السبعة، علما بأن الدار التي طبعت الكتاب هي دار الحديث، وكانت حاجتي للكتاب ماسة، فسألت عنه مكتبة الحرم النبوي، وطلبت نسخة مصورة بصيغة pdf فكان أن حدث بالخطأ أن صوروا لي كتاب الحجة للقراء السبعة – بهذا العنوان، ثم عادوا فصوروا لي كتاب الحجة في علل القراءات السبع، وكنت أنتظر الكتاب شهرا حتى يصلني من المدينة المنورة وكلي أمل أن أستطيع توثيق أقوال الفارسي، لكن حينما وصلني قبل ساعات -وكل كتاب في قرص مستقل- فتحت الكتاب الأول فوجدته موسوما بـ (كتاب الحجة في علل القراءات السبع لأبي علي الفارسي وبتحقيق الشيخين عادل عبدالموجود وعلي معوض، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى 1421هـ.)، وفتحت الآخر فوجدته موسوما بـ (الحجة للقراء السبعة أئمة الأمصار بالحجاز والعراق والشام الذين ذكرهم أبوبكر بن مجاهد، تأليف أبي علي الفارسي، تعليق كامل الهنداوي، دار الكتب العلمية – لاحظوا نفس الدار! - الطبعة الأولى 1428هـ.)!! فعندما بدأت في قراءة مقدمة الكتابين تفاجأت أن الكتاب هو نفسه لكن العناوين تختلف، والدار التي طبعته هي نفسها لكن المحققين يختلفون، فضلا عن أن الدار قالت عن كل طبعة كتاب أنها الطبعة الأولى له!! مع أن الكتاب نفسه بهذا الشكل الذي بين أيدينا الآن طبع مرتين!!
وراجعت الكتاب الذي عندي ويحمل اسم (الحجة للقراء السبعة أئمة الأمصار بالحجاز والعراق والشام الذين ذكرهم أبوبكر بن مجاهد، تأليف أبي علي الفارسي، تحقيق: بدر الدين قهوجي و بشير حويجابي، دار المأمون لبنان) فوجدته مطابقا للسابقَين.
فأنا الآن في حيرة من أمري ..
هل الفارسي في الأصل ليس له إلا كتاب واحد في القراءات لكن له أسماء مختلفة كما أشار إلى ذلك محققي كتابي دار الكتب العلمية!!
فلقد جاء في التعريف بالكتاب الموسوم بالحجة في علل القراءات السبع في مقدمة التحقيق ما نصه: (وإذا كان عنوان الكتاب الحجة فلقد ورد بأسماء أخرى مختلفة، مثل: الحجة في شرح القراءات السبع، والحجة في علل القراءات السبع، وهي تسميات توضح مضمون الكتاب بصفةٍ أكثرَ تحديدا لاسم: (الحجة) الذي يدل على معنى الاحتجاج المطلق).
وقد جاء في الموسوم بالحجة للقراء السبعة في مقدمت التحقيق: (الذين ترجموا للفارسي ذكروا في ثبت مؤلفاته كتاب الحجة هذا بعبارات ليست متساوية، وإن كانت تشترك جميعها في كلمة "الحجة" محور التسمية، وكل ذلك بداعية الاختصار والإجتزاء بالبعض المفهم عن الكل. فالخطيب البغدادي في تاريخه سماه: الحجة في علل القراءات، وابن خلكان في الوفيات وابن الأثير في الكامل وابن تغري بردي في النجوم الزاهرة أطلقوا عليه الحجة في القراءات، وزاد ابن الأنباري في نزهة الألباء كلمة "السبع" على القراءات، في حين اكتفى ابن النديم في الفهرست وياقوت في معجم الأدباء وابن عطية في فهرسه والسيوطي في البغية وابن الجزري في طبقاته باللفظة المشتركة بين الجميع فأسموه "الحجة" فقط).
وإذا كان كذلك، لِمَ لم يذكر محققي الكتابين الاسم الآخر على غلاف الكتاب، وكذلك الدار الناشرة لِمَ تشير إلى كل كتاب بأن هذه هي الطبعة الأولى له!
فها أنا واحدة من مئات الباحثين والباحثات الذين نشتري كتابا أو نشدُّ الرحل إليه ظنا منا أنه ضالتنا ثم نكتشف أن الكتاب من مقتنياتنا القريبة لدينا، وأن ذلك الكتاب لا يستحق عناء البحث، خاصة وأن مكتبة الحرم النبوي يؤمها الكثيرون من شتى أنحاء العالم!
أم أن للمؤلف كتابَين منفصلين أحدهما يحمل عنوان (الحجة للقراء السبعة) والآخر (الحجة في علل القراءات السبع)؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فلعلكم تفيدوننا عن هذا الكتاب أو هذين الكتابين فهو أو هما من المصادر الأصلية في هذا الفن.
وإذا حصل وعدت لمكتبة ابن القيم قارنت هاتيك النسخة بهذه النسخ لعلها تفيدنا في هذا الأمر، والله ولي التوفيق.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[31 Dec 2009, 07:34 ص]ـ
الكتاب واحدٌ في كل هذه الطبعات والتحقيقات، والاختلاف في تسميته قديم.
وأجود تحقيقاته وأكملها هي طبعة دار المأمون للتراث بدمشق بتحقيق بدر الدين قهوجي و بشير جويجاتي، ومراجعة وتدقيق عبدالعزيز رباح وأحمد يوسف الدقاق، وصدر في 7 مجلدات.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64b3c2b9b1a8f4.jpg
وهناك نشرة علمية قيمة أخرى بدأ في تحقيقها قديماً كلٌّ من علي النجدي ناصف والدكتور عبدالحليم النجار والدكتور عبدالفتاح شلبي وراجعه محمد علي النجار، ونشرتها الهيئة المصرية العامة للكتاب أول مرة عام 1385هـ، ثم أعيد نشرها في الطبعة الثانية عام 1403هـ. ولكن لم يتم نشر الكتاب عن هذه الطبعة كاملاً، وتوقفت طباعته عند نهاية سورة آل عمران تقريباً.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64b3c2b9c4ffe3.jpg
وأما الاختلاف في تسمية الكتاب فهي قديمة كما قلت، حيث إنه يرد كتاب الحجة في كتب التراجم وغيرها بأسماء مختلفة، منها (الحجة) وهو أشهرها وأخصرها، و (الحجة في علل القراءات السبع)، و (الحجة في شرح القراءات السبع).
ويبدو أن تسميته بالحجة فقط لا تعدو أن تكون اختصاراً لاسمه الذي سماه أبو علي الفارسي به، لأنه يدل على معنى الاحتجاج المطلق، وهو لا يعبر عن موضوع الكتاب تعبيراً كاملاً، أما بقية الأسماء فلا يكاد يبدو بينها خلاف، لأنها تدور على معنى الاحتجاج لقراءات الأئمة السبعة، وهو الموضوع الذي يقوم الكتاب عليه.
وأما النشرات التي أصدرتها دار الكتب العلمية في بيروت لهذا الكتاب ففيها ملاحظات كثيرة، ولا ينصح الباحثون بالاعتماد عليها إلا ما اضطررتم إليه.
ـ[ .. سرى .. ]ــــــــ[31 Dec 2009, 06:04 م]ـ
شكر الله لكم إفادتكم ونصحكم ..
هل من كتب أخرى للفارسي أستطيع الإفادة منها في توجيه القراءات؟
لأن بين يدي عدة نقولات لم أجدها في الحجة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[31 Dec 2009, 06:34 م]ـ
كتب أبي علي الفارسي كثيرة ومفيدة.
منها:
- الإغفال لما أغفله شيخه الزجاج في معاني القرآن وإعرابه. وهو مطبوع.
- إيضاح معاني الشعر.
- المسائل العسكريات.
- المسائل البصريات.
- المسائل الحلبيات.
- المسائل العسكرية.
وغيرها، وهيمطبوعة معروفة، وقد تجدين فيها ما تبحثين عنه لأنه يستطرد في مناقشاته وبحوثه.
ـ[ .. سرى .. ]ــــــــ[31 Dec 2009, 09:29 م]ـ
شكر الله لكم ..
اطلعت على كتاب الإغفال وهو مفيد في بابه، وأسأل الله ان ييسر الحصول على بقية كتبه.(/)
محاسن كتابة المصحف الإمام ومبرراته/ د أحمد شرشال
ـ[أبو تيمية محمد بن علي خرب]ــــــــ[31 Dec 2009, 12:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
محاسن كتابة المصحف الإمام ومبرراته
بقلم: د أحمد بن أحمد شرشال
قسم القراءات ـ كلية الدعوة وأصول الدين ـ جامعة أم القرى
اسم المصحف: المصحف الإمام.
مبررات كتابة المصحف الإمام ومحاسنه:
1 ـ تصحيح لبعض المخالفات للرسم العثماني.
2 ـ تصحيح لمخالفات في الشكل والضبط
3 ـ تصحيح لمخالفات في وضع علامات الوصل والوقف.
4 ـ تصحيح لأوضاع بعض الحروف وطرق تصوير هجائها واستبعاد الدخيل منها.
5 ـ تصحيح للألوان المستعملة في المصاحف، واستبعاد الدخيل منها.
6 ـ الإشارة بعلامة إلى رءوس الآي على جميع مذاهب علماء العد لتتقارب مواضع الوقف.
منهجي لكتابة المصحف الإمام يقوم على الأسس الآتية:
الأول: وضوح الحروف، فجمال الخط وروعته في وضوحه، لا في زخرفته.
الثاني: المطابقة التامة بين المكتوب والمقروء في مواضعها ما أمكن.
الثالث: تجريد المصحف الإمام من جميع المخالفات والأوجه الضعيفة.
ولست مبتدعا، ولا مغيرا، ولا مخالفا في هذا المصحف الإمام ولو فعلت ذلك، أو أوردته لكنت كذلك، وإنما هو إحياء لما كاد يندثر ويندرس، وإصلاح وتصحيح لما خالف فيه الناس وجمع لما صح وتناثر في المصاحف وكتب الرسم والضبط/ والتزام كامل بإذن الله بما نص عليه علماء القراءات والرسم والضبط، ولا أزيد على ذلك.
فالخطأ يجب أن يصحح، وإن طال زمانه، والصواب يجب أن يقبل مهما كان مصدره، وفيما يلي تفصيل لمنهج المصحف الإمام، والله وحده الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
ـ[أبو تيمية محمد بن علي خرب]ــــــــ[31 Dec 2009, 01:59 م]ـ
تابع لمحاسن كتابة المصحف الإمام ـ الحلقة الثانية.
أولا: منهج كتابة المصحف الإمام:
كتابة المصاحف ونسخها من أصولها، وإعرابها بالنقط والشكل المطابق للتلاوة ليست ميدانا لكل من هب ودب، وليست مهمة لكل أحد من الناس، وإنما هي صناعة القراء والمقرئين، وقبل هذا فإنها سنة نبوية، ورثها الخلف عن السلف.
وكتابة المصاحف، وإعرابها بالنقط والشكل متصلة السند الكتابي بالمصاحف المهات التي أرسلها سيدنا عثمان رضي الله عنه إلى الأمصار الإسلامية، كما أن التلاوة الصحيحة متصلة السند المتواتر بالمشافهة والتلقي هذا في اللفظ، وذلك في الخط، فيجب أن يتطابقا، ولا ينقطعا.
وما لبث وصول تلك المصاحف الأمهات إلى الأمصار الإسلامية حتى بدأ الناس ينسخون مصاحفهم على وفقها، ثم يعرضون مصاحفهم عليها، فلم ينقطع سندها، بل وصفوا هجاءها وصفا دقيقا، وألفوا الكتب في بيان مرسومها وأوصاف حروفها.
واقتداء منا بسنة سيدنا عثمان رضي الله عنه نقوم بكتابة مصحف يكون إماما لجميع المصاحف التي تضمنت مخالفات من نواح شتى، فنجرد هذا المصحف الإمام من كل الوجوه الضعيفة والمخالفات ونجمع فيه كل ما صح وما تناثر في المصاحف الحالية، فيكون من هذا الوجه إماما لجميع المصاحف.
المصحف الإمام لا يعرف الحدود والأمصار، ولا يعرف المذاهب ولا المشارقة ولا المغاربة، فهو لا يعرف إلإنتماء إلا للمصاحف الأمهات.
وضعت منهجا كاملا لكتابة المصحف الإمام ولم أراع في هذا المنهج إلا وضوح الحروف، ومطابقة المكتوب للمقروء في مواضعه، واتباعا لمرسوم المصاحف الأمهات كما نقله علماء القراءات ووصفوه، فجمال الخط وروعته في وضوحه، ومطابقة الخط للتلاوة لأداء أوجهها المنزلة.
فإذا تعارضت مذاهب الخطاطين مع التلاوة ـ كما هو الحال حيث رجحوا قواعد خطهم على أحكام التلاوة فأهملوها ـ فإني لا ألتفت إلى مذاهبهم في سبيل تحقيق ألفاظ التلاوة، فالواجب أن يكون الخط مطابقا للتلاوة، ومفصحا عنها، ومعبرا عنها من كل الوجوه بقدر الإمكان.
هذه المصاحف المتعددة المختلفة تنذر بضياع قواعد الرسم العثماني وبالحروف العربية، فهذا الاختلاف والتعدد والأنواع دون التزام بما كان عليه سلف هذه الأمة شبيه بما حدث في عهد سيدنا عثمان رضي الله عنه حتى أمر باستنساخ مصاحف أمهات، وباتلاف ما عداها، فنحن نكاد أن نقع فيما أنكره الخليفة الراشد أو أشد منه.
لذلاك قمت بتصميم منهج كامل لكتابة مصحف إمام تكون له الصدارة والإمامة لبقية المصاحف الكثيرة والمتنوعة يأتم به المبتئ ويذكر الحافظ، ويتهجى حروفه الأطفال، فيكون مطابقا من كل الوجوه لقواعد الرسم العثماني والحروف الواضحة والوقف والابتداء وعد الآي، ونخليه ـ بإذن الله ـ من جميع المخالفات والوجوه الضعيفة، ونلتزم في إعرابه بالنقط والشكل بالألوان التي نص عليها علماء القراءات، فنجعله إماما يتهجى حروفه الأطفال والشيوخ والعربي والعجمي ويزيل الالتباس في الحروف والكلم والآي والوقف والابتداء.
وهذه المخالفات والوجوه الضعيفة ليست وليدة الساعة، وإنما هي قديمة، وتوسع فيها المتأخرون، واستمرت وانتشرت حتى صار المنكر لها متهما لشيوعها بين الناس.
فهذا أبو عمرو الداني يقول:" كما يفعل ذلك قوم من جهلة النقاط، وأغبياء المعلمين" ثم قال:" وهذه المذاهب الفاسدة لا تصح عند التحقيق" ... " وإذا فسدت هذه المذاهب الثلاثة بالوجوه التي بيناها صح المذهب الأول".
وهذه المذاهب التي جعلها الداني فاسدة موجودة، والعمل بها جار ومستمر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو تيمية محمد بن علي خرب]ــــــــ[31 Dec 2009, 03:15 م]ـ
تابع لمحاسن كتابة المصحف الإمام ـ الحلقة الثالثة.
وقال أبو داود:" كما يفعله كثير من الجهلة ممن ينتحل كتابة المصحف من أهل عصرنا بغير علم/ ولا تعلم من عالم معروف مشهور بالرواية وعلم الكتابة" "أصول الضبط ص 112"
أما الشيخ حسين بن علي الرجراجي ت 899 ضاق ذرعا بالمصاحف الموجودة في عصره، فأسقط الاحتجاج بها في باب الرسم لمخالفتها لقواعده فقال:" إذ لا حجة بالمصاحف الموجودة بين أيدينا اليوم، وإنما الحجة بالمصاحف القديمة التي كتبها الصحابة رضي الله عنهم، والتي اطلع عليها أبو عمرو الداني وأبو داود وغيرهما من الشيوخ المقتدى بهم في هذا الشأن"" تنبيه العطشان ورقة 46.
وقال الشيخ علي النوري الصفاقسي في رده على من أثبت الألف في الكلمة التي فيها قراءات:" فظهر بهذا فساد ما جرى به العمل في أرض المغرب من إثباته ـ الألف ـ فذلك باطل لا أصل له" ثم قال:" كذلك جرى عمل أهل المشرق بل لهم في الرسم فساد لا يرضى به ذو دين" " غيث النفع 213.
ـ[أبو تيمية محمد بن علي خرب]ــــــــ[31 Dec 2009, 03:45 م]ـ
تابع لمحاسن كتابة المصحف الإمام الحلقة الرابعة.
ثانيا: المحافظة على صور الحروف العربية:
المصحف الإمام الذي ننوي القيام به يساهم مساهمة فعالة في نشر تعلم حروف اللغة العربية للشعوب الإسلامية والعربية، ولغير الناطقين بها لوضوح حروفه وكلماته، بل إنه اللبنة الأولى لتعليم الحروف العربية، ولا يحتاج إلى غيره من الكتب التي يتعلم فيها الطفال حروف الهجاء كالقاعدة البغدادية وغيرها، وذلك لما يجدون فيه من حروف واضحة غير متداخلة، ولا متضايقة، ولما يجدون فيه من الضبط والشكل المطابق للقراءة.
من منهجية المصحف الإمام أن نترك فسحة بين كل حرف وآخر ليتسنى لنا بدون مضايقة إلحاق المحذوف، والحركات والهمزات والمدات وغير ذلك مما يحتاج إليه من النقط والشكل والإعراب.
ويجب أن تكون هذه الحروف غير مطموسة، و ر مدغمة في بعضها ولا متداخلة، ولا مستحدثة لتكون علامات الإعراب فوق الحرف تماما أو تحته، ولا تكون بعيدة عنه، لأن من شأن العلامة أن تكون فوق المعلَم أو تحته.
وهذا من أهم أهداف المصحف الإمام للمحافظة على الحروف العربية، وتكاد صور بعض الحروف تندرس لما أصاب الخط العربي من تطور وزخرفة، فيكون مشروع كتابة المصحف الإمام بعون الله مستودعا للحروف العربية من الضياع والتلف لارتباطها بالقرآن الكريم، فالمصحف الإمام هو المستودع الحافظ لأشكال الحروف العربية، وصورها الجميلة المعتبرة.
ونستبعد من المصحف الإمام الأشكال المحدثة لبعض الحروف الهجائية الدخيلة، ونصحح بعضها، ونتمم النقص الحاصل لبعضها الآخر، فهو يحقق غرضين في آن واحد تعليم حروف اللغة العربية يتهجاها الأطفال بسهولة ويسر، وقراءة القرآن، دمج الغرضين في غرض واحد، وجمع بين شرف الوسيلة ونبل المقصد.
جمال الخط وروعته في وضوحه، فلا نحتاج إلى زخرفة الخط، ولا نحتاج إلى أمهر الخطاطين، وإنما نحتاج إلى حروف واضحة، يستطيع المبتدئ أن يتهجاها، فالمصحف يراعي في كتابته جميع الناس عربهم وعجمهم.
وقد رأيت صعوبة في قراءة القرآن عند المبتدئين والأطفال والكبار في جنوب شرق آسيا، ولعل السبب في عدم وضوح بعض الحروف هو محاولة الخطاط أن تكون نهاية الصفحة هي نهاية للآية، فتتداخل الحروف وتتزاحم ويضايق بعضها بعضا.
فما أن يشعر الخطاط بأن الجزء المتبقي من الصفحة أو السطر لا يتسع لكتابة الآية بكاملها أو الكلمة ينصب اهتمامه وتركيزه على محاولة إتمام الآية أو الكلمة بأي شكل فتتقارب الحروف وتتداخل في بعضها، ومن ثم تفوته جودة الحروف وفصل بعضها عن بعض.
فتولد من ذلك خطأ آخر، وهو أن علامات الإعراب والنقط والشكل وإضافة ما نقص من هجائه لا تكون في موضعها تماما على الحرف أو تحته نتيجة المضايقة، وإدماج الحروف بعضها في بعض.
ونحن في مشروع كتابة المصحف الإمام نتجنب كل هذا ونعالجه بعون الله وتوفيقه، وكان الواجب أن تتوفر العناية الكاملة المطلقة لكتاب الله عز و جل من جميع الوجوه في رسمه وحروفه وإعرابه وأوقافه وتجزئته، لأنه محل اقتداء واهتداء في شكله وموضوعه، فالناس يقتدون به في كل شيء، واقتداؤهم به والعمل بما جاء فيه مطلوب، لا يرتاب فيه أحد.
ـ[بدر عرابي]ــــــــ[31 Dec 2009, 07:56 م]ـ
هل كتابة المصحف الإمام ستكون بطريقة طباعية أو إلكترونية؟؟؟
لو كان طباعية فالأمر لن يزيد عن إعادة كتابة المصاحف القديمة فقط.
لو كان إلكترونيا، فأؤيد الفكرة، وإن كنت أقوم على تنفيذها فعليا على القراءات العشر.
بالتوفيق
ـ[أبو تيمية محمد بن علي خرب]ــــــــ[04 Jan 2010, 12:53 ص]ـ
الظاهر أن أخانا عرابي لم يمعن النظر في المقالة فلو تصبر حتى ختام المقالة ثم انظر وارجع البصر فيها كرتين وامعن فيما قاله أعلام عصرنا في المقروء والمكتوب لعلك حينها تغير رأيك في المصاحف القديمة وقيمتها العلمية حفظك الله وجزاك الله خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بدر عرابي]ــــــــ[04 Jan 2010, 03:16 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أستاذنا الفاضل على ما قلت، ولكن سؤالي لا زال مطروحا.
وقد قرأت المكتوب جيدا، وظهرت في ذهني الأسئلة التالية:
= ما هي الرواية التي سيعتمدها المصحف في التشكيل؟؟ ولماذا؟؟
= ما هي نسخ المصاحف القديمة التي سيتم الاعتماد عليها؛ إذ إن الأمر أثار في ذهني فعل اللجنة التي شكلها الخليفة الراشد عثمان بن عفان - رضي الله عنه -؛ إذ رأت أن مصحفا واحدا لا يفي الأوجه التي يُقرأ بها القرآن، وبالتالي تعددت النسخ حتى تستوفي في إجمالها أوجه القراءة.
= هل سيفي هذا المصحف الأوجه المختلفة للقراءات القرآنية ورواياتها؟ فعلى سبيل المثال: ذكر في المقال أن منهج المصحف الإمام مراعاة مطابقة المكتوب للمنطوق ما أمكن، أفلا ترى معي أن هذا الأمر سيجعل المصحف مرتبطا برواية واحدة يكتب على أساسها؟؟؟ ولو كان الأمر فيه نية لتعديد المصاحف بإنتاجه بروايات مختلفة لكانت الحاجة ماسة هنا لعمل هذا المصحف بشكل إلكتروني؛ لأنه هو السبيل الوحيد لتنفيذ هذا المصحف بالضوابط التي أشار إليها الدكتور شرشال.
وهذا ما عنيته من سؤالي عن طبيعة المصحف مطبوع أم إلكتروني.
= من الأمور التي تحيرت معها - واعذر جهلي - مسألة وجود حروف كادت أن تندرس، وأخرى دخيلة، فهل لديكم توضيح لهذه النقطة؟؟
جزاكم الله خيرا، ونفع بكم
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[04 Jan 2010, 01:45 م]ـ
أوافق الأخ الفاضل الكريم الدكتور أحمد شرشال في ما ذكره من مسوغات إصدار مصحف بخط جديد يمتاز عن المتداول بين أيدي الناس بأمور توافق الصواب أو الأصوب وتبتعد عن اخطاء - ولو يسيرة - وجدت هنا وهناك.
وحتى تنضج الفكرة تماما وتستوي على سوقها ينبغي فتح الباب للحوار والنقاش حولها والاستماع إلى آراء الموافقين والمخالفين من أهل التخصص والاهتمام.
ومما أراه مناسبا في الأمر: اختيار خطاط متقن بارع لتنفيذ الفكرة.
تشكيل لجنة علمية لإنجاز العمل يراعى في اختيارها التمكن العلمي وتنوع البلدان، وطرح كل مسألة يُختلف فيها للبحث الدقيق والترجيح المبني على الدليل.
الجمع في إصدار العمل بين النسخة الورقية والإلكترونية.
إصدار المصحف أولا بالرواية الأكثر انتشارا وهي رواية حفص وإصدار نسخ لاحقا بالروايات المنتشرة حسب نسبة أعداد من يقرأ بها.(/)
أكبر مكتبة في رسم المصحف وضبطه
ـ[معاذ الطالب]ــــــــ[01 Jan 2010, 02:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مصادر ومراجع علم الرسم والضبط قليلة في الشبكة مقارنة بباقي العلوم، وهذا مشاركة متواضعة مني جمعت فيها روابط الكتب والبحوث والمشاركات القيمة حول هذا العلم:
1 ـ موازنة بين رسم المصحف والنقوش العربية القديمة ـ غانم قدوري الحمد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=72090&d=1259120321
2 ـ تلوين كلمات القرءان بين المنهج العلمي والحكم الشرعي ـ أبو عبد التواب
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=16495
3 ـ أبو الأسود الدؤلي وجهوده في نقط المصحف
http://www.tafsir.net/vb/attachment.php?attachmentid=2734&d=1254961730
4 ـ الطراز في شرح ضبط الخراز
http://www.archive.org/details/toraz
5 ـ توجيهات الداني لظواهر الرسم القرآني
http://www.tafsir.net/vb/attachment.php?attachmentid=2755&d=1256076034
6 ـ التوجيه السديد في رسم وضبط بلاغة القرآن المجيد د. أحمد بن أحمد شرشال
http://www.tafsir.net/vb/attachment.php?attachmentid=2604&d=1248282854
7 ـ البرهان على سلامة القرآن من الزيادة والنقصان
http://www.megaupload.com/?d=702I9C6L
8 ـ مرشد الخلان
http://qiraatt.com/yed/morshed_alklan.rar
9 ـ تلخيص المتشابه في الرسم وحماية ما أشكل منه عن بوادر التصحيف والوهم
http://www.qiraatt.com/yed/T_alkhtep01.pdf
10 ـ رسم المصحف: دراسة لغوية تاريخية لغانم قدوري الحمد
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1435
أو
http://www.megaupload.com/?d=WZ1ZP02F
11 ـ عنوان الدليل من مرسوم خط التنزيل
http://www.qiraatt.com/yed/enwan%20al%20dlel.pdf
12 ـ رسم المصحف وضبطه بين التوقيف والاصطلاحات
http://www.qiraatt.com/yed/rasm%20mushf%20we%20dabth.zip
13 ـ تاريخ القرآن وغرائب رسمه وحكمه
http://www.megaupload.com/?d=ZHWW9MM4
14 ـ رسم المصحف العثماني وأوهام المستشرقين في قراءات
http://www.qiraatt.com/yed/rsm-mushaf-mostshrqen.pdf
15 ـ إرشاد الطالبين إلى ضبط الكتاب المبين
http://qiraatt.com/yed/ershadtalebeb.rar
16 ـ المحكم في نقط المصاحف
http://qiraatt.com/yed/almohkam.zip
17 عقيلة أتراب القصائد في علوم الرسم
http://qiraatt.com/yed/aqyla.rar
18 ـ شرح منظومة تحفة الفتيان في رسم القرآن، للشيخ محمد المامي اليعقوبي،
http://www.tafsir.net/vb/attachment.php?attachmentid=2203&d=1229157941
19 ـ محاضرات جامعة المدينة العالمية:
المستوى الأول
http://www.alqeraat.com/up/Gamaa_madeinaa/rassem_almoushaf/001/www.mediu.org%c7%e1%e3%d3%ca%e6%ec%20%c7%e1%c3%e6% e1%20%20%e3%c7%cf%c9%20%d1%d3%e3%20%c7%e1%de%d1%c2 %e4/syllabus/RQS1/
المستوى الثاني:
http://www.alqeraat.com/up/Gamaa_madeinaa/rassem_almoushaf/002/www.mediu.org%c7%e1%e3%d3%ca%e6%ec%20%c7%e1%cb%c7% e4%ed%20%20%e3%c7%cf%c9%20%d1%d3%e3%20%c7%e1%de%d1 %c2%e4/syllabus/RQS2/
المستوى الثالث
http://www.alqeraat.com/up/Gamaa_madeinaa/rassem_almoushaf/003/www.mediu.org%c7%e1%e3%d3%ca%e6%ec%20%c7%e1%cb%c7% e1%cb%20%20%d1%d3%e3%20%c7%e1%de%d1%c2%e4/syllabus/RQS3/
المستوى الرابع:
http://www.alqeraat.com/up/Gamaa_madeinaa/rassem_almoushaf/004/www.mediu.org%20%c7%e1%e3%d3%ca%e6%ec%20%c7%e1%d1% c7%c8%da%20%20%d1%d3%e3%20%c7%e1%de%d1%c2%e4/syllabus/RQS4/
20 ـ تاريخ كتابة القرآن
http://www.megaupload.com/?d=VGIAKNTO
21 ـ الإيضاح الساطع على المحتوى الجامع رسم الصحابة وضبط التابع، وتليه شروح: المشدد، الحملة،الضبط لعبد الله بن الشيخ محمد الأمين الجكني الشنقيطي
http://www.archive.org/download/rtarta/rta.pdf
http://www.archive.org/download/rtarta/rtap.pdf
22 ـ مخطوط إرشاد القراء و الكاتبين إلى معرفة رسم كتاب الله المبين للمخللاتي
http://www.megaupload.com/?d=WF963G34
23 ـ لطائف رسم المصحف
http://www.alqeraat.com/vb/showthread.php?t=120
24 ـ بحث في الحركات
http://qiraatt.com/vb/showthread.php?t=216
(يُتْبَعُ)
(/)
25 ـ عنوان الدليل في الرسم لابن البنا
http://www.tafsir.net/vb/attachment.php?attachmentid=2340&d=1234624830
26 ـ تحريم كتابة القرآن بحروف أجنبية
http://www.tafsir.net/vb/attachment.php?attachmentid=2339&d=1234624830
27 تتعين كتابة المصحف على الرسم العثماني لفضيلة الشيخ عبد الفتاح القاضي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=5140
28 ـ مفتاح الأمان في رسم القرآن
http://www.megaupload.com/?d=DI9JGJBL
29 وثاقة نقل النص القرآني
http://www.megaupload.com/?d=373YG9JG
30 دليل الحيران على شرح مورد الظمآن (للقراءة)
http://elibrary.mediu.edu.my/BookRead.aspx?ID=3028
31 تحريم كتابة القرآن بحروف غير عربية
http://www.megaupload.com/?d=XS9S9LNC
32 الفتح الربانى فى علاقة القراءات بالرسم العثمانى
http://www.qiraatt.com/yed/alfthalrbany.PDF
أو
http://www.4shared.com/file/36703638/926e88b9/______.html
33 المصاحف لابن أبي داود
http://www.megaupload.com/?d=2JZUWU6V
34 ـ بحث في رسم القرآن الكريم بلال سيف
http://www.4shared.com/file/65611538/b5151087/____.html
35 ـ الأعلام الممنوعة من الصرف في القرآن الكريم
http://www.megaupload.com/?d=LZ93ESY7
36 ـ بحث في رسم القرآن
http://www.4shared.com/file/65611538/b5151087/____.html
37 ـ التبيان في شرح مورد الظمان لمولفه أبي محمد عبدالله الصنهاجي (ابن آجطا) من أول (باب حكم رسم الهمز) إلى نهاية الكتاب. pdf
http://www.4shared.com/file/101849953/ea9d4ab0/___________________________.html?s=1
38 ـ اقناع الامة بتحريم كتابة القرآن بالحروف اللاتينيه
http://www.4shared.com/file/68224694/ce32a34b/______BYNight_walker.html?s=1
39 ـ دروس فى كتابة القرآن الكريم
http://www.4shared.com/file/71556135/1a8b0cbc/____.html?s=1
40 ـ ما يجب على كاتب المصحف وناشره للعلامة عبد الفتاح القاضي
http://www.tafsir.net/vb/attachment.php?attachmentid=2254&d=1231308889
41 ـ نظم تحفة الفتيان في رسم القرآن للشيخ محمد المامي اليعقوبي حفظه الله
http://www.tafsir.net/vb/attachment.php?attachmentid=2198&d=1229037796
42 ـ دراسات نقدية حول مصاحف ورش المطبوعة
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=11763
43 ـ مخالفات النساخ ولجان المراجعة والتصحيح لمرسوم المصحف الإمام (بحث محكم)
http://www.archive.org/details/nosak
44 ـ المقنع في رسم المصاحف
http://www.4shared.com/file/36704187/79bd62df/____.html
45 ـ عنوان الدليل من مرسوم خط التنزيل
http://www.4shared.com/file/36705515/f9c47703/_____.html
46 ـ القراءات المتواترة والرسم العثماني د/ التهامي الراجي الهاشمي (من الدروس الحسنية)
http://www.dourous-hassania.org.ma/f...x.aspx?param=3
47 ـ القواعد العامة لتوجيه رسم المصحف
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=9236
48 ـ خلاصة 40 عاماً في دراسة قاعدة خط المصاحف لشيخ الخطاطين المصريين
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=9052
49 ـ ألغاز وطرائف في الرسم مع القواعد المطردة مشاركة من ملتقى أهل التفسير
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=8222
50 ـ تنبيه العطشان على مورد الظمآن في رسم القرآن
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=60079&d=1223446254
51 ـ من قضايا الرسم العثمانيّ وأسراره
http://www.tafsir.net/vb/showpost.php?p=22904&postcount=5
52 نظرات فيما انحذف حشوا من الألفات ـ د / عبد الرحيم النبولسي
http://nbulsi.net/pdf/nazarat_fima_i...a_hachawan.pdf
إلى هنا انتهى ما جمعته من الروابط، وإن شاء الله سأضيف في هذه المشاركة أي جديد يتحدث عن رسم المصحف وضبطه من الكتب والبحوث والمشاركات.
نسألكم الدعاء
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[01 Jan 2010, 03:15 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا الجهد الطيب، ونعم اصبت في ان كتب رسم المصحف قليلة على الشبكة والموجود منها غير موافق للمطبوع فيحتاج الامر الى تضافر الجهود في تجميعها على هذا الملتقى المبارك
ـ[بدر عرابي]ــــــــ[01 Jan 2010, 04:33 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه المكتبة الرائعة
ـ[معاذ الطالب]ــــــــ[11 Feb 2010, 07:07 م]ـ
نفعكم الله بالكتب.
ـ[معاذ الطالب]ــــــــ[11 Feb 2010, 07:54 م]ـ
53 ـ نثر المرجان في رسم نظم القرآن
http://www.archive.org/details/NathrAlMarjan
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[15 Feb 2010, 01:06 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب أشكر جهودك الكريمة على إدراج هذه البحوث القيّمة، وأرجو التكرم بإعادة رفع كتاب:
12 ـ رسم المصحف وضبطه بين التوقيف والاصطلاحات
http://www.qiraatt.com/yed/rasm%20mu...we%20dabth.zip
لأن البحث لم يرفع بطريقة سليمة، حيث حمّلته أكثر من مرة ولم أستطع فك ضغطه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[15 Feb 2010, 01:38 ص]ـ
الأخ الدكتور حسن عبد الجليل المحترم يمكنك تحميله من المكتبة الوقفية على هذا الرابط
http://www.waqfeya.com/search.php
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[15 Feb 2010, 01:41 ص]ـ
عفواً الرابط الصحيح هو
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=148
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[15 Feb 2010, 03:47 ص]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا على تلك الجهود المباركة
ونفع الله بكم
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[16 Feb 2010, 11:36 ص]ـ
أشكركم أخي الحبيب على متابعتكم الرابط الأخير يعمل 100%
ـ[معاذ الطالب]ــــــــ[17 Jun 2010, 04:45 م]ـ
جديد ولأول مرة:
كتاب: "مرسوم خط المصحف"
تأليف: الإمام إسماعيل بن ظافر بن عبد الله العقيلي.
تحقيق: محمد بن عمر الجنايني.
دار النشر: دار طيبة الخضراء - وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية.
سنة الطبع: الطبعة الأولى (1430 هـ - 2009 م)
نوع التغليف: مجلد (353).
من رفع أخينا المساهم
للتحميل:
http://www.archive.org/details/MRsooM
أو
http://www.4shared.com/file/urnbSmHg/___online.html
ـ[ابن عبدالسلام]ــــــــ[25 Aug 2010, 02:30 ص]ـ
جزاك الله خيرا وجعل ذلك في موازين حسناتك
مكتبة قيمة جدا
ـ[معاذ الطالب]ــــــــ[15 Oct 2010, 03:33 ص]ـ
55 ـ كتاب أصول الضبط وكيفيته على وجه الاختصار.
لأبي داوود سليمان بن نجاح ـ تحقيق أحمد شرشال ـ ط1 ـ 1427
(من مرفوعات المساهم)
http://www.4shared.com/file/wnALR63K/________.html (http://www.4shared.com/file/wnALR63K/________.html)
أو
http://www.archive.org/download/OSooLH/OSooLH.pdf (http://www.archive.org/download/OSooLH/OSooLH.pdf)
ـ[عبد الله الحميد]ــــــــ[15 Oct 2010, 01:58 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله
جزاك الله خيرا
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[28 Oct 2010, 10:29 ص]ـ
جهد طيب أخ معاذ الطالب
وجزاك الله خيراً
ـ[مالك حسين]ــــــــ[28 Oct 2010, 02:45 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ونرجو المواصلة في رفع كتب الرسم في هذا الملتقى
وبارك الله فيكم
ـ[جوهرة القصر]ــــــــ[03 Nov 2010, 12:19 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه المكتبة الرائعة
ـ[عبد الله نظيفي]ــــــــ[03 Nov 2010, 05:11 م]ـ
هل من نسخة pdf للطبعة الحديثة ل"دليل الحيران على شرح مورد الظمآن" للمراغني رحمه الله؟ عندي نسخة pdf مصورة عن الطبعة الحجرية من نسخة محفوظة في جامعة تورونتو. لكن ثمة طبعة حديثة للكتاب أوضح وأسهل في القراءة.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[معاذ الطالب]ــــــــ[06 Nov 2010, 02:38 ص]ـ
صحيح هناك طبعة بل طبعات حديثة للكتاب، لكنها لم تنزل بعد على الشبكة، وهذه طبعة أخرى قديمة بتونس، لكن هناك خلل في رابط التنزيل:
http://malikiaa.blogspot.com/2009/08/blog-post_20.html
تأكد من هذه النسخة:
http://www.ra7maa.com/vb/showthread.php?t=6019(/)
أرجو أن تفيدوني
ـ[محمد الغامدي]ــــــــ[01 Jan 2010, 04:41 م]ـ
من أين تبدأ الخمسة أجزاء اللتي بعد الكهف هل من الانفال أم من التوبة
وأيضا اللتي بعدها هل من سورة النساء أم ماذا؟ أفيدوني مأجورين
ـ[أبو حذيفة التيطراوي]ــــــــ[01 Jan 2010, 07:26 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته: الأخ محمد الغامدي بارك الله فيك: الأجزاء الخمسة اللتي بعد الكهف تبدأ من سورة التوبة من قوله تعالى ":يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله " آية:34 وأماالأجزاء الخمسة اللتي بعدها من سورة النساء من قوله تعالى:"فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا "آية:88 أبو حذيفة عبد الرحمان
ـ[محمد الغامدي]ــــــــ[02 Jan 2010, 05:44 م]ـ
جزاك الله خير ولكن في اختبارات الجمعية من أين تبدأ الخمسة وبالمثال يتضح المقال(/)
إظهار الإفك والبهتان في ادعاء أخطاء في إملاء القرآن لإيهاب كمال أحمد
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Jan 2010, 08:43 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خيرِ خَلْق الله أجمعين، وعلى آله وصحبه الأخيار الطاهرين.
وبعد:
فإنَّ بعضَ المفترين من المنصِّرين وغيرهم يزعم أنَّ القرآن الكريم يشتمل على أخطاء إملائية، محاولين بذلك التشكيكَ في صحته وحُجِّيته، ويضربون أمثلةً على تلك الأخطاء المزعومة منها: كلمة (رحمة) التي كتبت في القرآن (رحمت)، وكلمة (الصلاة) التي كتبت في القرآن (الصلوة).
وقبل الشروع في الردِّ على هذه الفِرية يجب أن نوضِّح: أنَّ القرآن الكريم كان محفوظًا في صدور القراء والحفَّاظ، كما كان مدوَّنًا في الصحائف ونحوها منذ زمن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ثم جمعه أبو بكر - رضي الله عنه - بين دفَّتَين في المصحف، ثم حَدَث الجمع الثالث في عهد عثمان - رضي الله عنه - على حرْف واحد.
وهكذا استمر تداول القرآن محفوظًا بطريقين هما:
الأول: حفظ الصدور: حيث لم يخل أيُّ زمان من جموع غفيرة من حَفَظة القرآن، من رجال وشيوخ ونساء وأطفال، ومن العَرَب والعَجم، وممن يعرف القراءةَ من المكتوب، ومن لا يعرفها، وهؤلاء الحفَّاظ كانوا منتشرين في كثير من البلدان والأمصار، وتناقلوا القرآنَ بينهم جيلاً عن جيل بالمشافهة، وبشكل متواتر [1]، وهذا هو الطريق الرئيس في نقْل القرآن.
الثاني: حفظ السطور؛ أي: حفظه مكتوبًا، وقد بلغتِ الدقة والعناية بكتابة المصحف ورسمه الذروةَ في جميع العصور والبلدان الإسلامية.
والمقصود برسْم المصحف: أن يُكتب موافقًا للمصطلح الإملائي الذي اتُّبع قي كتابة المصحف الإمام في عهد عثمان بن عفَّان - رضي الله عنه - وصار محلَّ إجماع الصحابة والعلماء في القرون الثلاثة المفضَّلة وما بعدها.
أما قول القائل: إنَّ مخالفة هذا الرسم للقواعد الإملائية المعاصرة يُعدُّ مطعنًا في القرآن أو خطأ فيه، فهو ادِّعاء باطل، وافتراء مردود، ويمكن إجمال الردِّ في النقاط الآتية:
أولاً: طريقة وأسلوب الكتابة التي كان يَكتُب بها الصحابة والتابعون ليستْ هي نفسَ الطريقة التي نكتب بها في عصرنا، فقواعد الإملاء والكتابة مختلفة، ومَن اطَّلع على المخطوطات القديمة يعلم الفرْقَ بين الطريقتين، فمن الجهل أن نحاكم الرسمَ القرآني لقواعدَ إملائيَّةٍ وكتابيَّة نشأتْ بعده.
ثانيًا: القواعد الإملائية عمومًا ليست وحيًا منزلاً، ولا حقائق علمية لا تقبل الخلاف، وإنما هي من الأمور الاصطلاحية [2] التي اتَّفق عليها العلماء، بقَصْد أن تكون وسيلةً تساعدهم في تناقُل العلم وغيره من أوجه النشاط الحضاري، ولَمَّا كان الرسم الإملائي أمرًا اصطلاحيًّا، فيجوز أن يقع فيه اختلاف بين العلماء، كما يجوز أن يكون عُرضةً للتغيير والتطوير على مرِّ العصور بحسب ما تقتضي الحاجة والمصلحة.
حتى في عصْرنا هذا يوجد اختلافٌ بين المدارس الإملائية المعاصرة في طريقة رسْم عدد غير قليل من الكلمات، مثل: "مسئول" و"مسؤول"، و"رؤوف" و"رءوف"، "قرآن" و"قرءان"، و"داوود" و"داود"، و"مائة" و"مئة" ... وهذا الاختلاف غير مؤثِّر، ولا إشكال فيه؛ لأنَّه اصطلاح واتِّفاق بين المختصين على قواعدَ معينة.
ثالثًا: رسْم المصحف - على الراجح من أقوال العلماء - ليس توقيفيًّا، ولم يُتلقَّ بوحي من الله - تعالى - وإنما كُتب على نحو ما اتفق واصطلح الناس عليه في ذلك الوقت، والأمور التي يتفق عليها الناس لا مُشاحةَ فيها ولا منازعة، ولا يُنكَر فيها على أحد إذا حصل بها المقصود، وأدَّتْ الغرض من إيجادها.
رابعًا: لو أننا افترضْنا - من باب الجدل والتنزُّل مع الخصم - أنَّ اختلاف طريقة كتابة القرآن الكريم عن الطريقة المعاصرة في الكتابة يعدُّ عيبًا ونقصًا، فإنَّ هذا العيب والنقص لا يكون في القرآن الكريم نفسه؛ لخروج طريقة الكتابة عن حقيقة القرآن؛ لأنَّ القرآن لم ينزل مكتوبًا، وإنما نزل متلوًّا مقروءًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلو افترضْنا جدلاً أنه كُتِب كلُّه على خلاف القواعد، فهذا لا يضرُّه ولا يَقدح فيه من قريب أو بعيد، كما لو كتبه أحد مثلاً بخطٍّ غير جميل، وغير منسَّق، أو كتبه على ألْواح وأوراق رديئة، فإن كلَّ ذلك مما لا يُعاب به القرآن الكريم نفسُه؛ لأنه لم ينزل مكتوبًا، وطريقة كتابته وتدوينه ليست جزءًا من حقيقته.
والحقيقة أنَّنا عند البحث والنظر تبيَّن لنا بوضوح أنَّ رسم المصحف جاء على نحو دقيق منضبط لتحقيق مصالِحَ محدَّدة، وقد حقَّق المقصودَ منه على خير وجه، ولذلك فإنَّ هذا الرسم يُمدح ولا يُذمّ، وهذا ما دعا الأمَّة وعلماءَها إلى الالْتزام بهذا الرسم إلى يومنا هذا.
قال مصعب بن سعد: "أدركتُ الناس حين شقق عثمان - رضي الله عنه - المصاحف، فأعجبهم ذلك، ولم يُعبْه أحد" [3].
وقال الإمام أحمد: "يحرُم مخالفة خطِّ مصحف عثمان في واو أو ياء أو ألف، أو غير ذلك" [4].
خامسًا: الغالب أن يُطابِق المكتوب المنطوق، ولكن هذا لا يحدُث دائمًا، ففي اللغة العربية هناك حروفٌ تُكتب ولا تُنطق، وحروف تُنطق ولا تُكتب؛ بل هذا ليس خاصًّا بالعربية فقط، بل هو موجود في اللغات الأجنبية أيضًا، فقد اتَّفق أهل الإنجليزية مثلاً على أنَّ كلمة ( school) لا ينطق فيها حرف ( h)، وأنَّ حرف ( c) ينطق فيها ( k)، وهذا اصطلاح لهم لا يمكن تخطئتهم فيه.
والكتابة كذلك لا يمكن أن تضبط كل منطوق، ولذلك يصعب - مثلاً - كتابة الأثر الصوتي للغنَّة والإخفاء، والقلقلة والإمالة على نحو دقيق يفهمُه كلُّ قارئ.
ولذلك؛ فلا يمكن الاعتمادُ في نقْل القرآن على المكتوب فقط دون حِفْظ الصدر والتلقِّي عن شيوخ القراءات، وإنما يُسخَّر المكتوبُ في خدمة المنطوق، ومِن هذا ما نجده من الإشارات المكتوبة في المصحف التي تدلُّ على مواضعِ الوصْل والوقف، والإشارات المساعدة على تطبيق أحكام التجويد، وكذلك تقسيم الأجزاء والأحزاب والأرباع، ونحو ذلك من أمور اصطلاحيَّة يُقصَد بها تسهيل القراءة وتقريبها.
سادسًا: كتابة القرآن فيها بعضُ الاصطلاحات التي يخالف فيها المكتوب المنطوق أحيانًا، وفيها بعضُ الكلمات التي كتبتْ بطريقة قد تخالف المعتاد لخِدمة غَرَض معيَّن متعلِّق بالقراءة، أو جاءت في القرآن بأكثرَ من صورة مراعاة - مثلاً - لتعدُّد القراءات.
ومن الأمثلة على ما سبق:
? كلمة (رحمة) التي كتبت في القرآن كذلك (رحمت) بتاء مفتوحة.
ففي الموضع الذي كُتِبت فيه (رحمة) بتاء مربوطة، فإنَّها تنطق هاء عند الوقف عليها باتِّفاق القرَّاء؛ كما في قوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ} [آل عمران: 159].
وفي الموضع الذي كُتِبت فيه بتاء مفتوحة تُنطق تاءً عند الوقف عليها - عند بعض القرَّاء - كما في قوله تعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 56] [5].
? وفي سبب كتابة الألف في بعض الكلمات واوًا مثل: (الصلاة - الصلوة) و (الزكاة - الزكوة) قال السيوطي: "في البدل تُكتب بالواو للتفخيم ألفُ الصلاة والزكاة والحياة والرِّبا - غير مضافات - ومشكاة والنجاة ومناة" [6].
وقد صنَّف أهلُ العلم قديمًا وحديثًا مصنفاتٍ عدَّة في بيان سبب رسْم بعض الكلمات في القرآن على نحو يخالف الرسم القياسي [7].
سابعًا: إبْقاء المسلمين لرَسْم المصحف كما هو، وعدم إخضاعه لتغيرات القواعد الإملائية والكتابية الحديثة - مِن أظْهرِ الأدلة على صيانة القرآن وكلِّ ما يتعلَّق به، لدرجة الاحتفاظ برسم المصحف الذي ارتضاه الصحابةُ الكِرام، واتفقوا عليه على نفس صورته بما فيها من اصطلاحات، حيث إنَّ هذا الرسمَ حقَّق المراد منه.
فإذا كان الرسم القرآنيُّ قد بلغتِ العناية به هذا الشأنَ العظيم من الدِّقَّة والضبط، رغمَ كونه من الأمور الاصطلاحية الاجتهادية، فلا شكَّ أنَّ العناية بالأمور التوقيفيَّة والوحي المنزَّل قد فاق كلَّ ذلك عنايةً وحفظًا، وضبطًا ودقَّة.
وصدق العلي العظيم القائل: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9].
ــــــــــــــــــــــــ
[1] نقصد بالتواتر: أن يكون في كلِّ طبقة من طبقات الرواة عددٌ يستحيل في العادة تواطؤهم على الكذب أو الخطأ، وهذا الطريق في النقل قطعي في الثبوت.
[2] نقصد بالأمور الاصطلاحية: ما يتفق عليه أهل الاختصاص في مسألة معينة، مثلاً اتفق بعض علماء الإملاء على كتابة كلمة (داوود، وطاووس) بواوين، في حين اصطلح علماء آخرون على كتابتها (داود، وطاوس) بواو واحدة؛ لأنهم كَرِهوا وجود واوين متتاليتين في كلمة واحدة، وكلتا الطريقتين اصطلاح للعلماء لا يجوز تخطئة أحدهم في ذلك؛ لأنه لا مشاحة ولا تنازع في الاصطلاح.
وهذا ليس خاصًّا باللغة العربية فقط، فقد اصطلح أهل الإنجليزية مثلاً على أن ينطق حرف ( C) في بعض الكلمات ( K) مثل كلمة ( car)، فهل يمكن تخطئتهم في ذلك؟ بالطبع لا؛ لأنها مسألة اصطلاحية.
[3] المقنع في رسم مصاحف الأمصار، مع كتاب النقط؛ لأبي عمرو الداني (ص: 18).
[4] "الآداب الشرعية"؛ لابن مفلح (2/ 195).
[5] انظر: "الوافي في شرح الشاطبية" (ص: 149).
[6] "الإتقان في علوم القرآن" (2/ 539).
[7] راجع على سبيل المثال: "المقنع في رسم مصاحف الأمصار"؛ لأبي عمرو الداني، و"عنوان الدليل في مرسوم خط التنزيل"؛ لابن البناء المراكشي، و"أرجوزة اللؤلؤ المنظوم في ذكر جملة المرسوم"؛ للمتولي، و"مرشد الحيران إلى ما يجب اتباعه في رسم القرآن"؛ للحسيني، و"الإتقان في علوم القرآن"؛ للسيوطي (2/ 535)، و"مناهل العرفان"؛ للزرقاني (1/ 377)، و"المتحف في أحكام المصحف"؛ لصالح الرشيد (ص: 600)، و"دراسات في علوم القرآن الكريم"؛ لفهد الرومي (ص337)، و"رسم المصحف"؛ لغانم قدوري الحمد (ص: 729)، و"فصول في فقه اللغة العربية"؛ لرمضان عبد التواب (ص: 90).
المصدر: الألوكة ( http://www.alukah.net/articles/1/9512.aspx) .
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مجاهدالشهري]ــــــــ[08 Jan 2010, 10:54 م]ـ
أما قول القائل: إنَّ مخالفة هذا الرسم للقواعد الإملائية المعاصرة يُعدُّ مطعنًا في القرآن أو خطأ فيه، فهو ادِّعاء باطل، وافتراء مردود، ويمكن إجمال الردِّ في النقاط الآتية:
أولاً: طريقة وأسلوب الكتابة التي كان يَكتُب بها الصحابة والتابعون ليستْ هي نفسَ الطريقة التي نكتب بها في عصرنا، فقواعد الإملاء والكتابة مختلفة، ومَن اطَّلع على المخطوطات القديمة يعلم الفرْقَ بين الطريقتين، فمن الجهل أن نحاكم الرسمَ القرآني لقواعدَ إملائيَّةٍ وكتابيَّة نشأتْ بعده.
ثانيًا: القواعد الإملائية عمومًا ليست وحيًا منزلاً، ولا حقائق علمية لا تقبل الخلاف، وإنما هي من الأمور الاصطلاحية [2] التي اتَّفق عليها العلماء، بقَصْد أن تكون وسيلةً تساعدهم في تناقُل العلم وغيره من أوجه النشاط الحضاري، ولَمَّا كان الرسم الإملائي أمرًا اصطلاحيًّا، فيجوز أن يقع فيه اختلاف بين العلماء، كما يجوز أن يكون عُرضةً للتغيير والتطوير على مرِّ العصور بحسب ما تقتضي الحاجة والمصلحة.
حتى في عصْرنا هذا يوجد اختلافٌ بين المدارس الإملائية المعاصرة في طريقة رسْم عدد غير قليل من الكلمات، مثل: "مسئول" و"مسؤول"، و"رؤوف" و"رءوف"، "قرآن" و"قرءان"، و"داوود" و"داود"، و"مائة" و"مئة" ... وهذا الاختلاف غير مؤثِّر، ولا إشكال فيه؛ لأنَّه اصطلاح واتِّفاق بين المختصين على قواعدَ معينة.
ثالثًا: رسْم المصحف - على الراجح من أقوال العلماء - ليس توقيفيًّا، ولم يُتلقَّ بوحي من الله - تعالى - وإنما كُتب على نحو ما اتفق واصطلح الناس عليه في ذلك الوقت، والأمور التي يتفق عليها الناس لا مُشاحةَ فيها ولا منازعة، ولا يُنكَر فيها على أحد إذا حصل بها المقصود، وأدَّتْ الغرض من إيجادها.
رابعًا: لو أننا افترضْنا - من باب الجدل والتنزُّل مع الخصم - أنَّ اختلاف طريقة كتابة القرآن الكريم عن الطريقة المعاصرة في الكتابة يعدُّ عيبًا ونقصًا، فإنَّ هذا العيب والنقص لا يكون في القرآن الكريم نفسه؛ لخروج طريقة الكتابة عن حقيقة القرآن؛ لأنَّ القرآن لم ينزل مكتوبًا، وإنما نزل متلوًّا مقروءًا.
والحقيقة أنَّنا عند البحث والنظر تبيَّن لنا بوضوح أنَّ رسم المصحف جاء على نحو دقيق منضبط لتحقيق مصالِحَ محدَّدة، وقد حقَّق المقصودَ منه على خير وجه، ولذلك فإنَّ هذا الرسم يُمدح ولا يُذمّ، وهذا ما دعا الأمَّة وعلماءَها إلى الالْتزام بهذا الرسم إلى يومنا هذا.
خامسًا: الغالب أن يُطابِق المكتوب المنطوق، ولكن هذا لا يحدُث دائمًا، ففي اللغة العربية هناك حروفٌ تُكتب ولا تُنطق، وحروف تُنطق ولا تُكتب؛ بل هذا ليس خاصًّا بالعربية فقط، بل هو موجود في اللغات الأجنبية أيضًا، فقد اتَّفق أهل الإنجليزية مثلاً على أنَّ كلمة ( school) لا ينطق فيها حرف ( h)، وأنَّ حرف ( c) ينطق فيها ( k)، وهذا اصطلاح لهم لا يمكن تخطئتهم فيه.
[/ url] .
جزاكم الله خيراً شيخنا الفاضل
وقد قرأت لبعض الكتاب أن كتَّاب الوحي كانوا ضعيفي الإملاء والعياذ بالله بسبب مخالفتهم للقواعد الإملائية؟!
ـ[مجاهدالشهري]ــــــــ[09 Jan 2010, 05:56 م]ـ
وجدت بحثاً من ضمن أبحاث هيئة كبار العلماء حول كتابة المصحف بالرسم العثماني وكانت النتائج المستخلصة من البحث:
أولاً:- ثبت أن كتابة المصحف بالرسم العثماني كانت من خلافة عثمان رضي الله عنه بأمره، وأنه أمر كتبة المصحف أن يكتبوا ما اختلفوا فيه بلغة قريش وذلك مما يدل على القصد إلى رسم معين ... فكانت المحافظة على كتابة المصحف بهذا الرسم واجبة أو سنة متبعة، اقتداءً بعثمان وعلي وسائر الصحابة رضي الله عنهم، وعملاً بالإجماع0
ثانياً:- إن الرسم الإملائي نوع من الإصطلاح في الخط فهو قابل للتغيير والتبديل باصطلاح آخر وقد يؤدي ذلك إلى تحريف القرآن بتبديل بعض الحروف من بعض والزيادة والنقص فيها ويخشى أن تختلف القراءة تبعاً لذلك، ويجد عدو الإسلام مدخلاً للطعن في القرآن،
ثالثاً:- يخشى إذا وقع ذلك أن يصير كتاب الله - القرآن - ألعوبة بأيدي الناس، كلما عنَّ لإنسان فكرة في كتابة المصحف اقترح تطبيقها فيقترح كتابتها باللاتينية والعبرية .... وهكذا مستندين لما اقترح بكتابة المصحف حسب القواعد الإملائية رفعاً للحرج وللتيسير وهذا فيه من الخطر ما فيه، فقد نصح مالك بن أنس رحمه الله هارون الرشيد ألَّا يهدم الكعبة ليعيدها إلى بنائها الذي قام به عبدالله بن الزبير على قواعد إبراهيم عليه السلام خشية أن تكون الكعبة ألعوبة بأيدي الولاة(/)
نظم السلسبيل الشافي
ـ[وائل صنبع]ــــــــ[01 Jan 2010, 09:31 م]ـ
الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على نبيه وبعد،،
أيه الأحبة في الله هل مر بأحدكم نظم في التجويد بعنوان: السلسبيل الشافي في تجويد القرآن لعثمان بن سليمان مراد آغا المتوفى بمصر عام 1382
وأي شرح له والله يرعاكم.
ـ[محمد منقذ]ــــــــ[01 Jan 2010, 10:55 م]ـ
نظم السلسبيل الشافي لعثمان بن سليمان مراد (ت1382)
(265) بيتاً
والنظم موجود في المكتبة الشاملة، وموجود في الشبكة العالمية
وهذا رابط له
www.almaktabah.net/vb/showthread.php?t=23755(/)
صورة عن إجازة للعلامة عبد الباسط عمرها يقارب على الخمسين عاما
ـ[ابن عامر الشامي]ــــــــ[02 Jan 2010, 11:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذ صورة عن إجازة للعلامة عبد الباسط عمرها يقارب على الخمسين عاما ً
سؤال الى كل من طعن في اسانيد الشيخ عبد الباسط هاشم حفظه الله. ماذا ستقولون على شيخنا بعد ظهور هذه الاجازة التي مر عليها مايقار خمسين سنة؟
هذا الرابط
http://www.4shared.com/file/186813736/772c7e9c/_______.html
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[03 Jan 2010, 11:02 م]ـ
قد كنت في ضيافة الاخ الفاضل مصطفى الجعفري السني بمصر المحروسة فاخبرني عن الشيخ من عجائب الاخبار
ولهذا فانا نرجو من تلامذة الشيخ ان يتكرموا بوضع ترجمة مبسوطة للشيخ عبد الباسط هاشم الذي يعاني من التعب الشديد كما علمت
حفظه الله تعالى وشفاه(/)
لمن عندة خبرة في علم القراءات
ـ[ايجابية]ــــــــ[03 Jan 2010, 12:43 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أريد لو سمحتم تحديد فقط الهمز المفرد والهمز المتحرك في هذة الايات وجزاكم الله خيرا
الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ)
إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ
نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ
إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ
قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ)
ـ[الجكني]ــــــــ[03 Jan 2010, 12:52 ص]ـ
أختي الكريمة " إيجابية " أسعدك الله:
حسب مصطلح أهل القراءات ليس في الآيات الكريمة المذكورة " همز مفرد " غير كلمة " رؤياك "، والله أعلم.
ـ[ايجابية]ــــــــ[03 Jan 2010, 01:02 ص]ـ
اخي الجكني شاكرة لك وجعل ماتقوم به في ميزان حسناتك
وبالنسبة للهمز المتحرك هل يوجد في هذة الايات ام لا
ـ[الجكني]ــــــــ[03 Jan 2010, 11:55 ص]ـ
أختي الكريمة " إيجابية ": شكراً على شكرك.
الهمزالمتحرك في الآيات الكريمة:
إنا - أنزلناه - قرآناً -أحسن - أوحينا - وإن - إذ - لأبيه - أبت - إني - رأيت - أحد - رأيتهم - إخوتك - إنّ - للإنسان.
والله أعلم.
ـ[ايجابية]ــــــــ[03 Jan 2010, 03:06 م]ـ
أخي الجكني جزاك الله كل خير
ورزقك ربي جنة الفردوس
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[03 Jan 2010, 11:43 م]ـ
أستأذنكم في المداخلة، ولا أعني بهذا أن عندي خبرة في هذا العلم.
أولا:
مصطلح أهل القراءات أن الهمز المفرد ضربان:
ساكن و متحرك.
وعليه؛ فما ورد في السؤال: [[أريد لو سمحتم تحديد فقط الهمز المفرد والهمز المتحرك في هذة الايات]] غير دقيق؛ لأنهما ليسا قسمين.
ثانيا:
الذي هو قسيم الهمز المفرد هو ما بوَّبوه: الهمزتان من كلمة ومن كلمتين.
فإذا تجاورت الهمزتان من كلمة أو من كلمتين، فهذا قسم.
والهمز المفرد قسم آخر.
ثالثا:
وبناء على هذا الاصطلاح؛ فكل همزة في كلمة لم تجاورها همزة أخرى، فهي من باب الهمز المفرد.
لكن ما الذي يخص القراءات من كل هذه الهمزات المفردة؟
أقول: بعضها، وهو الذي ورد فيه الاختلاف.
ففي الآيات المذكورة، هناك: "رأيت" و "رأيتهم" همزتهما متحركة وهما من الهمز المفرد، وللأصبهاني عن ورش فيهما التسهيل.
وأترك بقية الجواب لمن عنده خبرة في هذا العلم،، والله أعلم
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[12 Jan 2010, 01:46 م]ـ
همتكم يا علماءنا أهل الخبرة، لا تتركوا الأسئلة معلقة بدون فصل، وكونوا إيجابيين.
* * *
وقال الإمام الشاطبي في قصيدته في باب الهمز المفرد:
وورش لئلا والنسيء بيائه * * * وأدغم في ياء النسيء فثقلا
وقال في فرش سورة البقرة:
وجمعًا وفردًا في النَّبيءِ وفي النُّبو * * * ءةِ الهمزَ كلٌّ غيرَ نافعٍ ابدَلا
وقالونُ في الأحزاب في للنبيِّ معْ * * * بيوتِ النبيِّ الياء شدَّد مبدلا
وفي الصَّابِئين الهمزُ والصابئونَ خُذ * * * وهزؤًا وكفؤًا في السَّواكن فُصِّلا
بالنسبة لموضوع "الأصول والفرش":
ما الحكمة في جعْل البيت الأول في باب الهمز المفرد، والأبيات الثلاثة في الفرش؟
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[13 Jan 2010, 12:33 ص]ـ
همتكم يا علماءنا أهل الخبرة، لا تتركوا الأسئلة معلقة بدون فصل، وكونوا إيجابيين.
* * *
وقال الإمام الشاطبي في قصيدته في باب الهمز المفرد:
وورش لئلا والنسيء بيائه * * * وأدغم في ياء النسيء فثقلا
وقال في فرش سورة البقرة:
وجمعًا وفردًا في النَّبيءِ وفي النُّبو * * * ءةِ الهمزَ كلٌّ غيرَ نافعٍ ابدَلا
وقالونُ في الأحزاب في للنبيِّ معْ * * * بيوتِ النبيِّ الياء شدَّد مبدلا
وفي الصَّابِئين الهمزُ والصابئونَ خُذ * * * وهزؤًا وكفؤًا في السَّواكن فُصِّلا
بالنسبة لموضوع "الأصول والفرش":
ما الحكمة في جعْل البيت الأول في باب الهمز المفرد، والأبيات الثلاثة في الفرش؟
جعلها الإمام ابن الجزرى رحمه الله كلها في باب الهمز المفرد و لعل هذا مما امتازت به طيبة النشر عن الشاطبية من تحرير مسائل كل باب و ضم النظير إلى نظيره فقد قال ابن الجزري رحمه الله:
حوت لما فيه مع التيسير ** و ضعف ضعفه سوى التحرير
فالإمام الشاطبي رحمه الله ذكر حكم إمالة كلمة التوراة فى فرش سورة آل عمران و حقها أن تُذكر في باب الفتح و الإمالة و و قد ذكرها ابن الجزرى فى باب الفتح و الإمالة و ذكر الإمام الشاطبي حكم ما كرر استفهامه فى فرش حروف سورة الرعد وذكره الإمام ابن الجزري فى باب الهمزتين من كلمة ..
هذا ما يحضرني الآن و هذا الباب يحتاج إلى تتبع و مقارنة بين النظمين و الله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[13 Jan 2010, 02:05 م]ـ
[[هذا ما يحضرني الآن وهذا الباب يحتاج إلى تتبع ومقارنة بين النظمين]]
جزاك الله خيرا.
هاهنا على هذا الرابط بعض التتبع، يرجى الاطلاع عليها:
سؤال جديد ( http://qiraatt.com/vb/showthread.php?t=610)
لكني كنت أسأل عن الحكمة.
وأيضا فأخوكم القارئ المليجي/ أحمد محمد سليمان في الطريق إلى نشر مقالة بهذا الخصوص على موقع الألوكة.
وهذه بعض مقالاتي السابقة في الألوكة
مقالاتي/ أحمد محمد سليمان ( http://www.alukah.net/articles/1/authorarticles.aspx?authorid=1471)
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[13 Jan 2010, 08:52 م]ـ
لطالما كثر التساؤل في النفس عن سبب تأخير ذكر ألفاظ عن موضعها المتوقع أو الأصل إلى موقع آخر في باب آخر أو في فرش الحروف والأخ الفاضل المليجي سأل عن الحكمة من فعل الإمام الشاطبي ذلك في كلمات محددة، وتفضل الأخ طه بالإجابة بذكر عدة احتمالات، وهي فعلا محتملة، وقد لا يكون في فعل الإمام الشاطبي (حكمة) في هذا الأمر، ولعل بعض شراح الشاطبية المبدعين كأبي شامة والجعبري والسخاوي وغيرهم أشاروا إلى الحكمة أو العلة من هذا الفعل.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[14 Jan 2010, 01:09 ص]ـ
السلام عليكم
الشاطبي تبع في هذا كتاب التيسير الذي ألزم نفسه باختصاره، فلذلك التزم ما في كتاب التيسير.
وكما قال الشيخ طه الفهد ـ حفظه الله ـ: ((لعل هذا مما امتازت به طيبة النشر عن الشاطبية من تحرير مسائل كل باب و ضم النظير إلى نظيره فقد قال ابن الجزري رحمه الله:
حوت لما فيه مع التيسير ** و ضعف ضعفه سوى التحرير))
إلا أن ابن الجزري أيضا لم يواظب علي هذه الطريقة وخالف منهجه في القليل مثل:
ذكره لكلمة ((ثمر)) في سورة الأنعام ( ... وفي ضمي ثمر شفا) وقال في سورة الكهف (وثمر ضماه بالفتح ثوي.نصر بثمره ثنا شاد نوي .. سكنهما حلا) ولو وضعهما في سورة الأنعام لكان حسنا ووافق مذهبه.
وكذا كلمة " يتذكرون " في الاعراف (تذكرون الغيب زد من قبل كم ..... ) وفي سورة غافر (ما يتذكرون كافيه سما) ولو وضعهما في سورة الأعراف لكان حسنا ووافق مذهبه.
ومع هذا تفوق الإمام ابن الجزري في جمع النظير في موضع واحد، وتفوق أيضا في باب المخارج والصفات وطريقته أفضل وأيسر. إلا أن الإمام الشاطبي تفوق في جمع المعاني تفوقا عجيبا.
رحم الله الإمامين الشاطبي وابن الجزري وجزاهما عنا كل خير. والله أعلم.
والسلام عليكم
ـ[كامل]ــــــــ[14 Jan 2010, 01:25 ص]ـ
أيها السادة القراءالكرام:
لما قرأت هذا المسألة, وما أحيط حولها من استشكال, وكأني بها تحتاج ان يجمع لها اهل بدر ..
وهي واضحة كوضوح الشمس رابعة النهار ,فالجواب:
وأن الامام الشطبي سار في نظم مادة لاميته على النسق الذي أوردها عليه الإمام الداني
(علما) ان كلمة (لئلا) وهي داخلة في السؤال اوردها الشاطبي في باب الهمز المفرد ,
بينما صاحب التيسير في فرش سورة البقرة,,,
فليظر كل في محله.
أما طيبة النشر فلاشك أنها مرتبة المسائل في مواضعها وابوابها , وهذا مما استفاده الامام ابن الجزري من الشاطبي.
وهومن قرأ الشاطبية وغيرها من كتب القراءات المسندة سبرها في نشره ونظمها في طيبته.
ومع بالغ احترامي للدكتور / احمد شكري _ وهو ممن عرف أنه يجلب بخيله ورجاه في تحكيم البحوث والمسائل _ لم يكن ردك في مكانتك!
فما فائدة ذكر شروح بلا نقول وإلا كان ذلك من باب يقال له (خبط عشواء ..... )!
ودمتم .....
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[16 Jan 2010, 02:07 م]ـ
بارك الله في مشايخنا، وجزاهم عنا خيرًا.
لكن يبدو أن الإمام الشاطبي مع ما سبق خالف "التيسير" في بعض المواضع.
فمثلا في الإمالة؛
أورد في التيسير:
كلمة (هار) في سورة التوبة.
جعل الأحرف التي في أول السور - المقطعة - في أول يونس، وأول مريم، وأول طه.
وذكر إمالة كلمة "أَعْمَى" في سورة الإسراء، وكذلك "نَأَى".
وذكر كلمتي "سوى" و "سدى" معًا في سورة طه.
وخالفه الشاطبي فيما سبق، كليا أو جزئيا
ففي سورة طه لا يذكُر مذهبَ مَن يُميل أو يقلِّل قوله تعالى: {مَكَانًا سوًى} و {أَنْ يُتْرَكَ سُدًى} وإنَّما يقول:
وَاضْمُمْ سِوًى فِي نَدٍ كَلا
وَيُكْسَرُ بَاقِيهِمْ وَفِيهِ وَفِي "سُدىً" * * * مُمَالُ وُقُوفٍ فِي الأُصُولِ تَأَصَّلا
قال الشَّيخ أبو شامة: "ثم قال: "في الأصول تأصَّل" أي تأصَّل ذلك وتبيَّن في باب الإمالة من أبواب الأصول المقدَّمة قبل السُّور
والله أعلم.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[06 Mar 2010, 01:37 م]ـ
وهنا مقال على موقع (الألوكة) تم نشره اليوم، وهو في الحقيقة كان جاهزًا من مدة غير قصيرة .....
لأخيكم
مسائل في باب الإمالة ( http://www.alukah.net/articles/1/10599.aspx)(/)
هذا كلمة العلامة الشيخ بكري الطربيشي - حفظه الله تعالى - يثني بها على فضيلة الشيخ توف
ـ[ابن عامر الشامي]ــــــــ[03 Jan 2010, 06:27 م]ـ
هذا كلمة العلامة الشيخ بكري الطربيشي - حفظه الله تعالى - يثني بها على فضيلة الشيخ توفيق ضمرة -حفظه الله -
وهذا نص كلام العلامة بكري الطربيشي:
أشكر الله أن جمعني بالأخ الشيخ توفيق حفظه الله وبارك الله فيه فقد أخذ عني القرآن الكريم وهو أهلٌ، وقد هيئه الله للعمل في هذا السلك.
وان ينفع به وأن يستعمله بطاعته في نقل القرآن وتعليمه
وأوصيكم وأوصي إخواننا أن يستفيدوا من هذه الخبرة التي جمعها حفظه الله وبارك فيه وأعانه على طاعته وحفظه للمسلمين أن يستفيدوا لكل من أراد أن يستفيد والأخ توفيق حفظه الله وهو الذي لاحظت فيه أنه ثقة وانه حريصٌ على تعليم القرآن وتعلمه فقد نفع الله به فيما احسب واسأل الله أن يزيده فضلاً على فضل وعلماً على علم.
وإليك الرابط
http://www.4shared.com/file/187191320/9b5c9b02/_______wmv.html(/)
فرصة العمر لحفظ كتاب الله_ درس العمر_ الشيخ أحمد عثمان
ـ[أبوسهل3]ــــــــ[04 Jan 2010, 11:12 ص]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمْ
السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا
اللهمَّ ارْزُقْنا الْفِرْدَوْسَ الأعلى مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ ولا حِسَابٍ ولا عَذَابْ
(فرصة العمر لحفظ كتاب الله)
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ– رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ فِي الصُّفَّةِ فَقَالَ:" أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى بُطْحَانَ أَوْ إِلَى الْعَقِيقِ فَيَأْتِيَ مِنْهُ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ فِي غَيْرِ إِثْمٍ وَلَا قَطْعِ رَحِمٍ" فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ نُحِبُّ ذَلِكَ قَالَ:" أَفَلَا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَعْلَمُ أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ وَثَلَاثٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَرْبَعٍ وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنْ الْإِبِلِ".رواه مسلم 1336
الْكَوْمَا مِنْ الْإِبِل - بِفَتْحِ الْكَاف - الْعَظِيمَة السَّنَام.
-----------------------
إليكم أيها الفضلاء درس من دروس العمر للشيخ أحمد عثمان لشحن الهمم لحفظ كتاب الله وتيسير الوصول إلى هذا الحلم السامي عند كل مسلم محب لدينه
الدرس امتاز بأمور عملية لتسهيل الحفظ وإزالة العقبات التي تعترضك نحو هذا المشروع السامي ولم يخل الدرس من بعض الطرفة.
نسأل الله القبول وأن تعود الأمة لكتابها مصدر عزها
رابط مباشر
http://dc136.4shared.com/download/185203174/54d0b64d/____.mp3?tsid=20091231-024239-53ea6f4
أو
http://www.4shared.com/file/185203174/54d0b64d/____.html
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[04 Jan 2010, 04:37 م]ـ
بارك الله بك
بدأ تحميل المحاضرة ....
ـ[أبوسهل3]ــــــــ[06 Jan 2010, 08:14 ص]ـ
بارك الله بك
بدأ تحميل المحاضرة ....
وفيكم بارك الله
شكرا على المرور الكريم
ـ[ garti] ــــــــ[31 Mar 2010, 01:41 ص]ـ
[ B] بارك الله فيكم على حسن تعاونكم
ـ[جويرية المسلمة]ــــــــ[08 Apr 2010, 08:43 م]ـ
جزاكم الله الفردوس الاعلى من الجنة اللهم امين(/)
استفسار
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[07 Jan 2010, 07:51 م]ـ
من عنده علم فيتحفنا بترجمة لأبي المتوكل الذي ينقل عنه ابن الجوزي القراءات كثيرا كثيراً وشكاً سلفاً ...
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[18 Feb 2010, 06:13 م]ـ
بعد أكثر من شهر أرجو من الإخوة المتخصصين في القراءات الإفادة
وشكرا ...
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[25 Feb 2010, 09:35 م]ـ
شهر وأسبوع فهل من مجيب؟!
ـ[ايت عمران]ــــــــ[25 Feb 2010, 11:12 م]ـ
السلام عليكم أخي بلال، ومعذرة على التأخر
من سألتم عنه ترجمه الحافظ الذهبي في السير فقال:
"أبو المتوكل (ع) الناجي البصري، محدث إمام، اسمه علي بن داود، وقيل: إن داود.
حدث عن عائشة، وأبي هريرة، وابن عباس، وأبي سعيد، وجابر.
وعنه قتادة، وحميد الطويل، وخالد الحذاء، وعلي بن علي الرفاعي، وأبو عقيل بشير بن عقبة، وعدة.
متفق على ثقته، توفي سنة اثنتين ومئة".
سير أعلام النبلاء: 5/ 8 وهناك تجد إحالة إلى مصادر أخرى.
وقوله: (وقيل: إن داود) أظنه تصحف على النساخ، ولعل الصواب: (وقيل: ابن دؤاد)
وكذلك سماه خليفة ابن خياط في الطبقات ص158.
والله أعلم
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[26 Feb 2010, 12:10 ص]ـ
شكرا على الإجابة
ولكن
قد مررت بهاته الترجمة، لكن هل هناك تأكيدات أنه هو المراد؟ لأن الظاهر أن المترجم له هنا محدث لا قارئ!
وقد مر علي أن يعقوب البصري كنيته أيضاً أبو الكتوكل.
إفادة/ ما معنى آيت هل هي بمعنى ابن
وشكرا لك أخي محمدا مرة أخرى
ـ[ايت عمران]ــــــــ[26 Feb 2010, 02:31 ص]ـ
ما أن بعثت بالجواب الأول حتى تذكرت أني لم أؤكد لك أن الذي تسأل عنه هو هذا التابعي الجليل.
ولم أشك أنه هو؛ لأنك إذا راجعت زاد المسير للعلامة ابن الجوزي ـ رحمه الله ـ تجده يكنيه غالبا (أبا المتوكل) لكنه أحيانا يميزه بالنسبة إلى ناجية بن سامة بن لؤي، فيقول: (أبو المتوكل الناجي) والسياق واحد، وهو ذكر القراءات الشاذة، أضف إلى ذلك أنه غالبا ما يقرنه ببعض التابعين، ويقدمه في الذكر عليهم، وهذا واضح في كتابه، أضف إلى ذلك أيضا أن هذا هو المشهور بهذه الكنية عند العلماء، ولذلك التبس على ابن الجوزي ـ رحمه الله ـ برجل آخر اسمه: المتوكل، فظنه أبا المتوكل هذا، قال ابن حجر رحمة الله عليه:
"المتوكل، أو: أبو المتوكل: كذا وقع بالشك عن أبي هريرة حديث: "من لقي الله لا يشرك به شيئا ... " الحديث. وفيه: "وخمس ليس لهن كفارة".
روى عنه خالد بن معدان، وذكره بن حبان في الثقات، فقال: لا أدري من هو، ولا ابن من هو.
قلت وقد أخرج بن شاهين في كتاب الأفراد الحديث الذي له في المسند، فقال: عن أبي المتوكل، ولم يشك، ولم أره في كتاب الحاكم أبي أحمد في الكنى، فظن ابن الجوزي أنه أبو المتوكل الناجي المخرج له في الصحيح فاحتج بحديثه هذا في التحقيق، فوهم في ذلك، وقد جزم البخاري وتبعه ابن أبي حاتم بأنه المتوكل اسم لا كنية، وقال أبو حاتم: هو مجهول وهذا هو المعتمد"
تعجيل المنفعة: 2/ 236.
ولا مانع يا أخي أن يكون مقرئا محدثا، لكن الذين ترجموه محدثون؛ فذكروا ما يهمهم في ترجمته، وهو رواية الحديث.
وعذرا على الإطالة.
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[26 Feb 2010, 07:39 م]ـ
بارك الله فيك أخي محمد
ونفع الله بك لتعجيلك المنفعة والفائدة ...(/)
طلب تدقيق مصاحف الشيخ توفيق ضمرة
ـ[ابن عامر الشامي]ــــــــ[08 Jan 2010, 09:14 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة اللهنطلب من الاخوة الافاضل ان تكرمتم تدقيق مصاحف الشيخ توفيق ضمرة فمن راى ملاحظة يكتبها مع التنبيه للملاحة والصواب ورقم الصفحة مع السطر حتى يسهل على فضيلة الشيخ توفيق ضمرة تدارك الامر على بريده الخاص تحت او على بريدي هذا
passion15ster@gmail.com
وهذه كلمة الشيخ الفاضل:
هذا جهدي فما كان صوابًا فمن الله وما كان خطأ
فمني ومن الشيطان، وقد أصاب المزني حين قال: (لو
عورض كتاب سبعين مرة لوجد فيه خطأ، أبى الله أن
يكون كتابًا صحيحًا غير كتابه)
ولله در العماد الأصبهاني حيث قال: (إني رأيت أن
لا يكتب إنسان كتاباً في يومه إلا قال في غده: لو غير
هذا كان أحسن، ولو زيد كذا لكان يستحسن، لو قدم
هذا لكان أفضل، ولو ترك هذا لكان أجمل، وهذا من
أعظم العبر ودليل على استيلاء النقص على جملة البشر)
وأرجو من كلِ أخٍ ناصٍح وجَدَ في هذه المصاحف
خطأً أو عبارة من الأفضل تعديلها أن يبلغني ذلك على
هاتف (00962796908441) أو على العنوان
Tawfiq_Damra@Yahoo.com : التالي
روابط المصاحف
المصحف الشريف التعليمي برواية حفص و الهامش برواية قالون (وكلمات الخلاف بالصوت)
http://www.qeratquran.com/flash/qaloun/
المصحف الشريف التعليمي برواية حفص و الهامش برواية شعبة (وكلمات الخلاف بالصوت)
http://www.qeratquran.com/qerat/shoba/Quranflash.html
المصحف الشريف برواية حفص والهامش برواية الدوري
http://www.qeratquran.com/flash/dori/
بقية روابط اخرى سترفع تباعا
جزاكم الله خيرا(/)
" ملتقى مجمع الملك فهد لأشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم "
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[09 Jan 2010, 09:08 م]ـ
صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ على أن يقوم مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة خلال الفترة القادمة بتنظيم أول ملتقى لأشهر خطاطي المصحف الشريف بعنوان " ملتقى مجمع الملك فهد لأشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم " بمشاركة نخبة ممن تشرفوا بكتابة المصحف الشريف ومن المهتمين بعلم الرسم العثماني، وقضايا الخط العربي وزخرفته.
ورفع معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على المجمع الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، الشكر والثناء لخادم الحرمين الشريفين على هذه الموافقة الكريمة التي تجدد التوكيد على الاهتمام المتواصل الذي يوليه الملك المفدى ـ حفظه الله ـ للقرآن الكريم، والسنة النبوية، وكل ما يتعلق بخدمتهما، من طباعة ونشر، وعقد مؤتمرات، وندوات، وملتقيات تصب كلها في خدمة هذه الغاية السامية المتصلة بكتاب الله الكريم، وسنة رسوله ـ عليه أفضل الزكاة وأتم التسليم ـ.
وقال معاليه في تصريح لوكالة الأنباء السعودية " إنه انطلاقا من اهتمام وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف و والدعوة والإرشاد بالقرآن الكريم، ونظراً للعمل الرائد الذي يقوم به المجمع في هذا المجال، وما يتصف به من مرجعية في كتابة المصحف ومراجعته وتدقيقه وطباعته، وإدراكاً لأهمية كتابة وخط المصحف الشريف يأتي عقد هذا الملتقى لأول مرة، مشيراً إلى أنه من تمام فضل الله على المملكة العربية السعودية أن وفق قيادتها لاتخاذ القرآن الكريم أساساً ودستوراً لشؤون الحكم والحياة، وخدمته والعناية به، وإنشاء مجمع خاص لطباعته ونشره وتوزيعه".
ويرمي الملتقى إلى تقدير جهود أمهر خطاطي المصحف الشريف، وتكريمهم والاحتفاء بهم، وتجلية تجارب أبرع الخطاطين في كتابة المصحف، وبيان مناهجهم في ذلك؛ للإفادة منها، وإبراز الرسالة التي يحملها خطاطو المصحف الشريف، والعمل على إيجاد ضوابط مرعية في زخرفة المصاحف، والمزاوجة في صناعة الخط العربي بين خطوط الخطاطين والحاسب الآلي، ومحاولة الوصول إلى توافق وتقارب في مصطلحات الخط العربي، وعرض نماذج بخط الخطاطين من المصاحف المكتوبة بالروايات المشهورة والقراءات المتواترة، واكتشاف طاقات واعدة من خطاطي المصحف الموهوبين، وتشجيع التواصل بين خطاطي المصاحف، والمهتمين والمختصين في دراسة الخط العربي.
واختتم معالي الوزير آل الشيخ تصريحه سائلاً الله ـ تعالى ـ أن يحفظ هذه البلاد المباركة في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني ـ حفظهم الله ـ إزاء ما قدموا ويقدمون من أعمال جليلة خدمة لكتاب، الله وسنة المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ على وجه الخصوص، وخدمة الإسلام والمسلمين على وجه العموم.
المصدر:
http://www.5abr.com/news-action-show-id-15408.htm
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[14 Jan 2010, 01:38 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ نايف على نقل الخبر(/)
من أوّل من أطلق مصطلح الشذوذ في القراءة؟
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[09 Jan 2010, 09:20 م]ـ
قال أحد الباحثين في بحث بعنوان (قراءة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه - دراسة صرفية نحوية):
وكان أوّل من أطلق مصطلح الشذوذ الإمام ابن جرير الطبري في تفسيره في مطلع القرن الرابع , عندما تعرض لقراءة ابن مسعود في سورة إبراهيم: {وإن كاد مكرهم} بالدال بدلاً من النون "بأنها شاذة لا تجوز القراءة بها لخلافها مصاحف المسلمين" ا. هـ
مجلة الدراسات القرآنية , العدد الثالث , 1429 هـ , صـ 333.
فهل هذه المعلومة دقيقة؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[10 Jan 2010, 02:21 م]ـ
أخي العزيز - نايف - حفظه الله
لم أبحث المسألة ولكن وقفت على هذا النص للفراء (ت: 207هـ) في معاني القرآن
وقوله: {وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ ... }.
يقول: من إعياء، وذلك أن يهود أهل المدينة قالوا: ابتدأ خلق السماوات والأرض يوم لأحد، وفرغ يوم الجمعة، فاستراح يوم السبت، فأنزل الله: {وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ} إكذابا لقولهم، وقرأها أبو عبدالرحمن السلمى: من لَغوب بفتح اللام وهى شاذة.
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[20 Aug 2010, 08:38 م]ـ
وكذلك نجد في معاني القرآن للفراء قوله: (وقوله (إن ابنك سرق)، ويُقرأ (سُرق) ولا أشتهيها؛ لأنها شاذة).
وقال أيضاً: (وقوله عز وجل: (لكل امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه) أي: يشغله عن قرابته، وقد قرأ بعض القراء: "يعنيه" وهي شاذة).
والقول بالأولية يحتاج إلى استقراء كتب التفسير ومعاني القرآن والقراءات واللغة قبل عصر الإمام الطبري رحمه الله، فعبارات الفراء هذه تشير إلى أن مصطلح الشذوذ كان معروفاً لدى أهل عصره، والله أعلم.(/)
سرقة علمية جديدة .. "المنتهى" للإمام الجرجاني
ـ[الجكني]ــــــــ[10 Jan 2010, 12:18 ص]ـ
قرأت في هذا الملتقى قبل أسبوعين أو أكثر قليلاً عن صدور كتاب:
المنتهى " للإمام الجرجاني، وهو أبو الفضل الخزاعي رحمه الله " بتحقيق الشيخ عبدالرحيم الطرهوني.
ومنذ تلك اللحظة بدأت بالاتصال بأحبابنا في مصر العزيزة، والحمدلله أن يسر الله لنا ولهم الحصول على نسختين من هذا الكتاب.
وقد وصلتني نسختي بحمد الله وفضله، وأخذت أسرق بعض وقتي لمقارنة تحقيقها بتحقيق الدكتور: محمد شفاعت رباني، وهو الذي حصل على الدكتوراه بتحقيقه للكتاب عام (1415هـ - 1995م) بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
وكانت المفاجأة:
لقد قام الشيخ عبد الرحيم الطرهوني بسلخ كل تعليقات الدكتور شفاعت ووضعها في طبعته دون أن يكلف نفسه عناء البحث والاختصار بل والتصحيح.
خلاصته:
كتاب " المنتهى " لأبي الفضل الخزاعي بتحقيق الشيخ عبدالرحيم الطرهوني: تخصص في القراءات وعلوم القرآن الكريم " هو كتاب وتحقيق مسروق من الدكتور محمد شفاعت رباني، باستثناء ترجمة الأعلام، وباستثناء الفروق بين النسختين التي صرح فيها الشيخ الطرهوني أنه سيتفاداها ولن يذكرها لأن عمله ليس عملاً في رسالة علمية - حسب قوله - كما يقال في نشرات الأخبار؟؟
لذا جرى التنبيه على ذلك.
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[10 Jan 2010, 01:22 م]ـ
شيخنا الفاضل وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه
جزاك ربي الجنة، على هذا التنبيه الطيب
نسأل الله العفو والعافية، يسرق عمل غيره وينسبه إليه
((ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا))
فإنا لله وإنا إليه راجعون
أسأل الله تعالى يا شيخنا لي ولك حسن الختام
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[10 Jan 2010, 09:42 م]ـ
جزاكم الله خيرا، وقد وجدت مقدمته وفهرسه هنا ( http://qiraatt.com/vb/showthread.php?p=6841) .
وللمناسبة: (أ. عبد الرحيم الطرهوني) هو أحد اثنين حققا (!) جامع البيان للداني. [انظروا هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7227) ] .
ولعل بقاء التحقيقات العلمية القيمة غير منشورة لسنين عدة - ومثلها تحت الطبع - مما شجع على مثل هذي الأفعال. والله أعلم.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[10 Jan 2010, 10:02 م]ـ
عندما يغيب الوازع الديني، وتغيب الرقابة العلمية؛ فلا تنتظر من التحقيقات ولا المؤلفات إلا جلدا مسلوخا؛ بل وقل من يحسن دباغته على الأقل.
جزاك الله خيرا، يا جكني، وكم للعلم من جكني.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[10 Jan 2010, 11:44 م]ـ
انظروا هنا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=18137) .
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[11 Jan 2010, 03:21 م]ـ
سبحان الله العظيم ...
ـ[المنصور]ــــــــ[12 Jan 2010, 12:34 ص]ـ
والله هذا أمر محزن جدا
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[14 Jan 2010, 01:35 ص]ـ
لا حول ولاقوة إلا بالله
الله المستعان
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[03 May 2010, 11:52 م]ـ
وكانت المفاجأة:
لقد قام الشيخ عبد الرحيم الطرهوني بسلخ كل تعليقات الدكتور شفاعت ووضعها في طبعته دون أن يكلف نفسه عناء البحث والاختصار بل والتصحيح.
خلاصته:
كتاب " المنتهى " لأبي الفضل الخزاعي بتحقيق الشيخ عبدالرحيم الطرهوني: تخصص في القراءات وعلوم القرآن الكريم " هو كتاب وتحقيق مسروق من الدكتور محمد شفاعت رباني، باستثناء ترجمة الأعلام، وباستثناء الفروق بين النسختين التي صرح فيها الشيخ الطرهوني أنه سيتفاداها ولن يذكرها لأن عمله ليس عملاً في رسالة علمية - حسب قوله - كما يقال في نشرات الأخبار؟؟
لذا جرى التنبيه على ذلك.
أنا لا أعرف أحدا من المحققين ولكن رمي الناس بالسرقة دون بينة هي جريمة لا تقل عن السرقة , فأين البراهين , وكيف تتم هذه البراهين لو وجدت والمتهم غائب لا نرى رده ولا ندري ما عذره في عدم الرد؟
ألاحظ على دكتورنا الفاضل سرعة رميه لكل من حقق كتابا محققا من قبل بالسرقة من المحقق الأول ثم لا برهان , فالله المستعان.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[04 May 2010, 12:01 ص]ـ
المسألة ليست دعاوى قضائية؛ ولو فرضنا أنها كذلك؛ فالمدعى عليه داهمته الشرطة العلمية وهو يسلخ كتابا طبع قبل كتابه ولم يزد عليه ولم ينقص وإنما سلخه كما يسلخ جلد الشاة بل أسوأ من ذلك؛ فبعضهم لا ينتظر موت الكاتب على الأقل؛ بل يبادر بدبغ جلود كتابه قبل أن تخرج منه الروح ..
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[04 May 2010, 12:14 ص]ـ
هل كلام دكتورنا الفاضل الجكني لا يحتاج إلى براهين؟
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[04 May 2010, 12:48 ص]ـ
يحتاج إلى براهين، ولكن ليس بالضرورة حضور السارق، ودفاعه عن جرمه المشهود إن ثبت.
ـ[الجكني]ــــــــ[04 May 2010, 01:21 ص]ـ
أخي الكريم الشيخ الشعباني حفظك الله ورعاك:
كاتب هذه الحروف لم يتهم أحداً بما ليس في عمله.
والآن على وجه سفر خارج البلاد في غضون 24ساعة تقريباً، وإن كتب الله الرجوع فسأذكر ما وقع في كتابيك " أسانيد الأندرابي" و " المبهج ".
أما كتاب الشيخ الطرهوني فلا يكلف كثير عناء، بل عليك أن تأخذ منه نسخة وتقابلها بتحقيق الدكتور شفاعت، وساعتها ربما تقول إن وصف عمله بالسرقة فيه كثير من الأدب والاحترام.
ثق يا أخي لست ممن يتهم الأعمال العلمية المتعلقة بالقراءات بدون دليل علمي ملموس.
ولك كل تحية وتقدير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[04 May 2010, 08:55 ص]ـ
اذهب سالما وعد غانما إن شاء الله وبانتظار المواضع التي ذكرتها لأرد عليها بحول الله وقوته , وفقكم الله.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[04 May 2010, 09:01 ص]ـ
أخي الكريم الشيخ الشعباني حفظك الله ورعاك:
كاتب هذه الحروف لم يتهم أحداً بما ليس في عمله.
والآن على وجه سفر خارج البلاد في غضون 24ساعة تقريباً، وإن كتب الله الرجوع فسأذكر ما وقع في كتابيك " أسانيد الأندرابي" و " المبهج ".
أما كتاب الشيخ الطرهوني فلا يكلف كثير عناء، بل عليك أن تأخذ منه نسخة وتقابلها بتحقيق الدكتور شفاعت، وساعتها ربما تقول إن وصف عمله بالسرقة فيه كثير من الأدب والاحترام.
ثق يا أخي لست ممن يتهم الأعمال العلمية المتعلقة بالقراءات بدون دليل علمي ملموس.
ولك كل تحية وتقدير.
الحمد لله أنما وقع في كتابي " أسانيد الأندرابي" و " المبهج " يكلف كثير عناء في البرهنة على الاتهام بالسرقة العلمية فهذا العناء هو أول أدلة البراءة وليس ككتاب الشيخ الطرهوني الذي لا يكلف كثير عناء، بل عليك أن تأخذ منه نسخة وتقابلها بتحقيق الدكتور شفاعت، وساعتها ربما تقول إن وصف عمله بالسرقة فيه كثير من الأدب والاحترام.
وفقكم الله يا دكتورنا الفاضل.
ـ[أحمد الرويثي]ــــــــ[01 Dec 2010, 01:15 ص]ـ
السلام عليكم
ومما يتعلق أيضاً بالموضوع
اقتنيتُ نسخة من كتاب إيضاح الوقف والابتداء في كتاب الله عز وجل للإمام أبي بكر ابن الأنباري ت 328هـ
طبعتها دار الحديث بالقاهرة سنة 1428هـ كُتب عليها:
تحقيق
الشيخ عبد الرحيم الطرهوني
تخصص في القراءات وعلوم القرآن الكريم
فقارنتُ بينها وبين النسخة التي طبعها مجمع اللغة العربية بدمشق سنة 1391هـ بتحقيق: محيي الدين عبد الرحمن رمضان
فوجدتُ نسخة الطرهوني قد نُقلت نقلاً من نسخة محيي الدين رمضان، بما في ذلك الحواشي والإحالات بأسماء الكتب وأجزائها وصفحاتها، ولكن مع حذف الفروق بين النسخ لأن المحقق لم يذكر النسخ المخطوطة التي اعتمد عليها كعادته في كتاب المنتهى، وكذا قام بإحداث تغيير يسير في الحواشي من حذف بعض الكتب المحال إليه ونحو ذلك.
ومما يقطع الشك باليقين: أن المحقق قام بنقل نص نسخة المحقق: محيي الدين رمضان: وقوعه في الأخطاء المطبعية نفسها، والتي صححها المحقق محيي الدين رمضان في ملحق الخطأ والصواب في آخر الكتاب، ولم يصححها المحقق الطرهوني.
مثل:
في نسخة محيي الدين: (في إجرائه) ص 365 والصواب: (في ترك إجرائه). كما في ملحق الصواب والخطأ
وأثبت الخطأ في ص 205 في نسخة الطرهوني، ولم يثبت الصواب.
كذلك في نسخة محيي الدين: (أبو محيصن) ص 383 والصواب: ابن محيصن كما في ملحق الصواب والخطأ
أثبت الخطأ في ص 213 في نسخة الطرهوني ولم يثبت الصواب.
فهذه لبنة جديدة تضاف إلى مسلسل السطو على جهود وتحقيقات الأساتذة الأفاضل لكتب القراءات وعلوم القرآن
تحت ستار: تخصص في القراءات وعلوم القرآن الكريم
فإنا لله وإنا إليه راجعون!
ومن أراد التأكد فليقارن بين النسخة المذكورة ونسخة د. محيي الدين عبد الرحمن رمضان المصورة في المكتبة الوقفية
على هذا الرابط:
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1003
ـ[يوسف بن عواد البردي]ــــــــ[01 Dec 2010, 04:54 م]ـ
وفقك الله تعالى يا دكتور سالم ...
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[01 Dec 2010, 05:05 م]ـ
لست أدري:
كيف يستحل طالب علم ذلك أولا؟
وطالب علم شرعي ثانيا؟
نسأل الله العافية
ـ[سليمان خاطر]ــــــــ[02 Dec 2010, 12:13 ص]ـ
من قال -يا أخانا الكريم رصينا -إن السارق من طلبة العلم؟ هؤلاء السرقة من طلبة الدنيا بكل سبيل. والله المستعان وإليه المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
شكر الله للشيخ الأستاذ الدكتور الجكني جهده المبارك في كشف تلك الاعتداءات الشنيئة على تراث هذه الأمة.(/)
كلام شيخنا الفاضل الدكتور: أيمن رشدي سويد-حفظه الله- عن قراءة القرآن الكريم بالمقامات
ـ[أبو عبدالله العاصمي]ــــــــ[14 Jan 2010, 05:15 م]ـ
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:
يقول شيخنا الفاضل الدكتور أيمن:
أقول أنا خادم القرآن الكريم أيمن سويد وبالله التوفيق: قراءة القرآن الكريم بالمقامات الموسيقية بدعة لا أصل لها في الدين، وهو علم فارسي الأصل يستعمل في الغناء والإنشاد، وله موازن تتعارض تماما مع موازين الأداء القرآني، وحكم قراءة القرآن الكريم بالمقامات الموسيقية دائر بين الكراهة إن حصلت المحافظة على أحكام القراءة ولا يكاد يوجد هذا، وبين الحرمة إن حصل الإخلال بها وهو الغالب على القارئين بالمقامات الموسيقية، ولا يغرنكم العبث بالقرآن الكريم الذي نشاهده على قناة الفجر التي انحرفت عن مسارها لتجني الأرباح بالباطل عن طريق رسائل sms.
جزى الله من ساهم بنشر هذا الكلام بين طلاب العلم حتى يعلم الناس حقيقة هذه المهزلة.
انتهى كلامه وفقه الله ورعاه.
ـ[أبو حذيفة التيطراوي]ــــــــ[14 Jan 2010, 05:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بوركت أخي:أبو عبد الله العاصمي على نقلك لهذه الفتوى العزيزة في مثل هذا الوقت الذي اغتر الناس بل وحتى بغض الملتزمين بهؤلاء القراء بالمقامات المبتدعة
والله المستعان
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[14 Jan 2010, 08:22 م]ـ
بارك الله فيك على هذه الفائدة
ـ[محمد منقذ]ــــــــ[14 Jan 2010, 10:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بوركت أخي:أبو عبد الله العاصمي على نقلك لهذه الفتوى العزيزة في مثل هذا الوقت الذي اغتر الناس بل وحتى بغض الملتزمين بهؤلاء القراء بالمقامات المبتدعة
والله المستعان
أولاً: المقامات في ذاتها ليست مبتدعة، أما الالتزام بالمقام هو المبتدع.
ثانياً: هل هناك دليل على تحريم الالتزام بالمقام؟
أرجو الإفادة
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[15 Jan 2010, 12:40 ص]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا العاصمي على هذا النقل المفيد، ولقد ضاق صدري كثيراً لما رأيته في هذه القناة.
لقد اعتنى أئمّتنا بالقرءان اعنناءً لا مثيل له من حيث الأداء والرسم والتفسير وعدّ الآي، ولا يمكننا أن نسبقهم في هذا الاعتناء والحرص أبداً، وما ثبت عنهم أنّهم اعتنوا بهذه المقامات والنغامات إلى هذه الدرجة مع أنّهم اكتفوا بتحسين أصواتهم ما استطاعوا من غير غلوّ وطغيان.
أسأل الله تعالى أن يجزي شيخنا العلامة أيمن على هذا التنبيه والتحذير وأن يحفظه من كل مكروه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[15 Jan 2010, 11:36 ص]ـ
أولاً: المقامات في ذاتها ليست مبتدعة، أما الالتزام بالمقام هو المبتدع.
ثانياً: هل هناك دليل على تحريم الالتزام بالمقام؟
أرجو الإفادة
كيف تورد السؤال في ثانيا، بعد ما قررت أولا أن الالتزام بهذه المقامات "المحدثة" هو المبتدع، فـ"ـكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار"
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[15 Jan 2010, 01:09 م]ـ
السلام عليكم
هذه مسألة خلافية ولا ينكر الخلاف إلا من لم يطلع علي أقوال الأئمة قديما من أمثال الشافعي والنووي وابن حجر وغيرهم.
وقرأت كتاب د / أيمن سويد ـ حفظه الله ـ في مسألة المقامات ووجدتُ فيه عدم الإنصاف وخاصة في الإكثار من أقوال من قالوا بالتحريم، ولم يورد إلا قلة قليلة من أقوال القائلين بالجواز. مع أن القائلين بالجواز جهابذة
وأيضا قد أجاب علي شبهة أو شبهتين وترك بقية الأدلة دون جواب .. فتأمل أيها المنصف.
وهناك فرق بين المبالغات وبين أصل المسألة مع التزام القواعد.
أما القول بأن القواعد لا وجود لها مع المقامات فكلام عار عن الصحة، والتسجيلات القديمة والحديثة المرتلة تثبت خلاف ذلك. والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[15 Jan 2010, 02:05 م]ـ
أخي عبد الحكيم، لسنا بصدد التحدّث عن أصل المسألة لأنّ القراءة بالمقامات والنغمات مع الإخلال بالأحكام لا شكّ أنّه محرّم وهذا محلّ اتفاق بيننا فيما أعتقد وإنّما المشكلة في الاعتناء ودراسة هذه المقامات وتتبعّها وضبطها وجعلها كمادّة مستقلّة و رسميّة وعلم من علوم الشريعة. وهذا الاهتمام والاعتناء لو استمرّ على هذه الصفة سيطغي يوماً ما على الإتقان والدراية وسيجانب السبيل الذي سطّره أئمّتنا للبلوغ إلى الصورة المثالية التي أرادوها للقارئ والمقرئ. وقد رأينا في هذه القناة أهمال المتنافسين لأحكام التجويد، وزادت دهشتي عندما رأيت أحد المتنافسين يأتي بالنغمة لوحدها ثمّ يطبّقها على التلاوة. أليست هذه مصيبة؟ لو قام ابن الجزري والداني من قبرهما وشاهدا هذا المشهد فكيف سيكون الموقف؟؟؟
أخي عبد الحكيم إن أباح بعض فقهاء الأمّة كالشافعي والنووي وغيرهما التّغنّي بالقرءان فهل يعني من ذلك أن نفتح الباب على مصرعيه من غير وضع أيّ حدّ يُفضي إلى الطغيان والغلوّ، ويُفضي إلى الخروج والانحراف عن المقرئ المثالي الذي أراده أسلافنا عليهم رحمة الله تعالى على ضوء ما أودعوه في كتبهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب القراءات]ــــــــ[15 Jan 2010, 09:05 م]ـ
يمكنكم الاطلاع على تقرير عن لقاء (القراءة بالألحان بين المنع والتجويز والنظرية والتطبيق) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=17817)
ـ[محمد منقذ]ــــــــ[15 Jan 2010, 10:17 م]ـ
كيف تورد السؤال في ثانيا، بعد ما قررت أولا أن الالتزام بهذه المقامات "المحدثة" هو المبتدع، فـ"ـكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار"
وكذلك إعراب القرآن مبتدع، وتدوين الأحكام التجويدية مبتدع ... إلخ
ـ[مالك حسين]ــــــــ[17 Jan 2010, 01:21 ص]ـ
بَعَثَ الله - عَزَّ وَجَلَّ - نَبِّيَهُ مُحَمَّداً صلى الله عليه وسلم رَسُولاً وَهَادِيَاً وَمُبَشِّرَاً وَنَذِيْرَاً، فَمَا تَرَكَ شَيْئَاً يُقَرِّبُ إِلى اللهِ تَعَالى إِلاَّ دَلَّ أُمَّتَهُ عَلَيْهِ، وَمَا تَرَكَ شَيْئَاً فِيهِ شَرٌّ لأُمَّتِهِ إِلاَ وَحذَّرَهَا مِنْهُ، قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبيٌّ قَبْلي إلاَّ كَانَ حقّاً عليهِ أنْ يَدُلَّ أمَّتَهُ عَلى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ، ويُنْذِرَهَمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ)). أخرجه مسلم في ((صحيحه)) رقم: (1844).
وقد كَمُل هذا الدِّين قبل وفاته صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: {اليَوْمَ أَكْمَلتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} [المائدة:3].
ولَمْ يَكِل لعقولنا القاصرة البعيدة عن وقت التنزيل أن تفهم المراد من النصوص الشرعية؛ ولكنَّه دلَّنا على الاقتداء بصحابته - رضوان الله عليهم -، قال تعالى: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبيْن لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلىَّ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً} [النساء:115].
وقد فهم السلف الصالِح هذا وطبقوه، فقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: (من كان مُستناً فليستن بمن قد مات فإنَّ الحيَّ لا تُؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب مُحمد ?، أبرُّ هذه الأمة قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلُّفاً. قوم اختارهم الله لصحبة نبيِّه، وإقامة دينه، فاعرفوا لَهم حقهم، وتَمسكوا بهديهم، فإنهم على الصراط المستقيم).
وقال حذيفة رضي الله عنه: (يا معشر القراء استقيموا فقد سبقتم سبقاً بعيداً، فإن أخذتم يَميناً وشمالاً لقد ضللتم ضلالاً بعيداً).أخرجه البخاري في ((صحيحه)) رقم: (7282).
وكلما ابتعد الناس عن الوحي انتشرت وذاعت بيْنهم البدع، ومن تلك البدع (قراءة القرآن الكريم بالألحان الموسيقية والمقامات الغنائية)، وهذه البدعة نشأت في القرن الثالث الهجري، وما فَتِىءَ علماء السلف مُنْذُ ظهورها وهم ينكرونها، ولَهم مواقفهم المشهورة المشهودة مِمَّن ابتدع هذه البدعة.
وما زالت هذه البدعة تتطور شيئاً فشيئاً حتى وصلت إلى ما وصلت إليه في هذا الزمان [قال الإمام البربهاري (ت:329هـ): "واحذر صغار المُحدثات من الأمور، فإنَّ صغيْر البدع يعود حتى يصيْر كبيْراً، وكذلك كلُّ بدعة أُحدثت في هذه الأمة، كان أولُها صغيْراً يُشبه الحقَّ فاغتَرَّ بذلك من دخل فيها، ثمَّ لَم يستطع الخروج منَّها، فعظمت وصارت ديناً يُدانُ بها، فخالف الصراط المُستقيم؛ فخرج من الإسلام"اهـ. ((شرح السُّنَّة)): (ص68 - 69).]، فتطور بهم الأمر إلى قراءة القرآن لا بالألحان فقط بل بالآلات والمزامير، ومن ذلك ما: ((نشرته مَجلة الأدب المصرية التي يُصْدِرها الأستاذ أمين الخولي في عدد مايو 1956م مقالاً بعنوان: (القرآن والفنون) تضمن ما يلي:-
ــ إن حق تلحين القرآن مقطوع به، وأنه يستمد شرعية وجوده من هذه القراءات السبع، وإننا في حاجة فقط إلى فنان عربي عظيم!! مثل: باخ، وهندل، وهايدن [هؤلاء الثلاثة موسيقيون ألمان!] في أعمالِهم الدينية الرائعة.
ــ وإن خيْر موسيقى لتلحين القرآن هي: موسيقى الكنيسة المصرية، التي نَجدها في القُدَّاس القبطي القديم، وأن الأذان الإسلامي الحالي فيه جزء واضح من هذا القُدَّاس القبطي.
ــ ((ويقتَرح لتلحين القرآن)) آلات موسيقية أساسية، هي بصفة مبدئية: الناي، والمثلث، والأرغن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ــ إن القرآن سيمفونية ضخمة من حركات كثِيْرة، وأقرب السمفونيات إلى هذه السمفونية الإلهية السمفونية التاسعة، التي تَنْتَهِي إلى نشيد الفرح الذي يردده الناس!!)).
كما نشرت جريدة الأهرام في 7 أغسطس 1958م رأياً مُثِيْراً عن مَجلة الآداب - بالخط العريض - (خَمس سور من القرآن تَمَّ تلحينها)، وتَحت هذا العنون: ((أرسل وكيل وزارة التربية والتعليم إلى صالِح أمين مفتش موسيقي بالوزارة، الذي بدأ في تلحين القرآن خطاباً يقول فيه: إن الوزارة تبارك المشروع، وأنها مستعدة لدفع تكاليف تكوين فرقة موسيقية لتسجيل السور التي تَمَّ تلحينها، وعرضها على هيئة كبار العلماء، ثم تقديْمها للإذاعة، وقد أبدى عبدالوهاب حمودة - عضو لجنة الاستماع بالإذاعة - إعجابه بالسور الملحنة بعد أن غنَّاها له على (العود) صالِح أمين، وقد أتَمَّ صالِح أمين تلحين خَمس سور هي: المدثر، والإنسان، والنور، والفرقان، والأنفال. ويقوم الآن بكتابة (نوتها) الموسيقية)).
- كما نشرت جريدة الأخبار في عدد 12 أكتوبر 1959م: أنَّ الموسيقار زكريا أحمد سيقوم بِمحاولة فَنِّيَّةٍ جديدة لتلحين القرآن، وأنَّ فكرته هي تصوير المعاني وضبط الأنغام في التَرتيل)) اهـ. نقلاً من كتاب ((الجمع الصوتي للقرآن الكريم)) للدكتور لبيب السعيد: (ص269 - 270).
وفي هذه الأيام نجد دعوات بل مدارس بل برامج على الفضائيات بل مسابقات على الفضائيات في قراءة القرآن الكريم بالمقامات الموسيقية، وكل ذلك تحت مسمّى: [فَنُّ التَّغنِّي بالقرآن الكريم]، مِمَّا أدَّى إلى افتتان كثيْر من الناس بهذا (الفنِّ) المُحدَث في دين الله؛ وذلك لانتشار الجهل في أوساطهم؛ إما في مستوى ثقافَتِهم، أو لِجهل مثقفيهم بالموقف الشرعي من المحدثات والبدع.
والمقامات الفنِّيَّةِ التي يقرأون بها هي: الصبا، والنهاوند، والعجم، والبيات، والسيقا، والحجاز، والرست، واللامي، والبستنكار، والجهاركا، والحسيني، والزنْجَرَان.
وهناك جهود مبذولة في هذا الموضوع؛ منها:
(البيان لِحُكم قراءة القرآن الكريم بالألحان) جمع/ د. أيْمن رشدي سويد
(فتح المجيد في حُكْم القراءة بالتَّغنِّي والتجويد)
تأليف الدكتور/ سعود بن عبدالله الفنيسان
(حديث ((ليس منا من لَم يتغنَّ بالقرآن)) رواية ودراية وأن التَّغنِّي ليس بِمعنى الاستغناء).تأليف/ ناصر آل سعيَّد الشريف الظاهري
(النصيحة لكتاب الله) تأليف الدكتور/ حافظ بن مُحمد الحكمي
(البرهان في معنى التجويد والتَّغنِّي بالقرآن، وأخذ الأجرة على تلاوة القرآن، وبيان ألفاظ الأذان والإقامة المشروعة، والتبليغ خلف الإمام)
تأليف الشيخ/ علي بن مُحمد بن سنان
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[17 Jan 2010, 11:17 ص]ـ
جزى الله عز وجل خيرا الشيخ أيمن سويد على هذا الحق الذي صدع به في هذه الفتوى وفي كتابه القيم الذي قدم له الإمام ابن باز رحمه الله وجزى الله ناقل هذه الفتوى خير الجزاء ويمكن أن أضيف هنا هذا الكلام المهم:
فكيف تجوز تلاوة القرآن بهذه المقامات وهو كلام رب البريات؟؟؟
كيف تجوز تلاوة كلام العزيز الجبار على طريقة أهل الموسيقى والفسقة والفجار؟؟؟
ومن باب الاختصار على القارئ فالقول ببدعة القراءة بالمقامات وكراهتها تحريما هو الراجح الصحيح لأمور منها:
أولا: أن ذلك ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وصحبه الكرام رضي الله عنهم , وليس من طريقة السلف الصالح رحمهم الله , والأمر هنا تعبّدي محض فلا بدّ من دليل على الإباحة وإلا فالأصل المنع، لأن الأصل في العبادات المنع حتى يرد الدليل، وهنا لادليل، بل الدليل على المنع منها والنهي عنها , وهذا يعني عدم الجواز.
ثانيا: الأمر أقلّ مايقال فيه أنه شبهة، والمسلم العاقل ينأى بنفسه عن منزلق الشبهات، فمن حام حول الحمى أوشك أن يرتع فيه.
ثالثا: قدر كتاب الله في نفوسنا، وجلالته وعظمته ومنزلته في ديننا، كل ذلك يدفعنا لصون كتاب الله، عن ألحان أهل الفسق والمجون، إذ كيف يُعقل الجمع بين نقيضين، وهذا من أعجب العجائب وأغرب الغرائب.
ألم يقل ابن القيم ـ رحمه الله ـ:
حب القران وحب ألحان الغنا في قلب عبد ليس يجتمعان.
فما بالهما يجتمعان في قراء زماننا هؤلاء , بل يتنافسون في ذلك ويتفاخرون به بلا أدنى حياء.
(يُتْبَعُ)
(/)
رابعا: إن كان في قراءة القرآن على تلكم المقامات مصلحة، فتركها أولى لما يترتّب عليها من مفاسد لا مفسدة، ودرء المفاسد مقدّم على جلب المصالح، والمفاسد المترتبة لا حصر لها لأن الأمر يوما عن يوم في ازدياد ((فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ))، ومن تلكم المفاسد: أن القارئ ينبغي عليه أن يتعلم تلك المقامات الموسيقية وتلك الألحان، كي يستطيع بعد ذلك القراءة على نفس المنوال، بل قد وصل الحدّ ببعض الناس أن يستمع الأغاني ويتطرّب بها ويلتذّ بزعم أنه يتعلّم المقامات ليقرأ القرآن بها، وهذا أمر مشاهد، وواقع محسوس، لامجال لإنكاره، ولاسبيل لإغفاله، وكفى به مفسدة للقول بالمنع، ويضاف للمفاسد أيضا أنه بدعة في الدين مذمومة كما أسلفت في الأمر الأول.
خامسا: تزيين الصوت بالقرآن مستحبّ وليس بواجب، فما بالنا نتكلّف فعل المستحب، فنقع في أمر في أقلّ حالاته مكروه وشبهة.
وقال شيخ الإسلام ـ رحمه ? ـ: وقد صح عن النبى أنه قال ليس منا من لم يتغن بالقرآن وقد فسره الشافعى وأحمد بن حنبل وغيرهما بأنه من الصوت فيحسنه بصوته ويترنم به بدون التلحين المكروه. مجموع الفتاوى (ج: 11 ص532).
وقال رحمه الله في الاستقامة: " ومع هذا فلا يسوغ أن يقرأ القرآن بألحان الغناء ولا أن يقرن به من الألحان ما يقرن بالغناء من الآلات وغيره " (1/ 246).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
الحمد لله, النَّاس مأمورون أن يقرؤوا القرآن على الوجه المشروع, كما كان يقرؤه السلف مِن الصحابة والتَّابعين لهم بإحسان, فإنَّ القراءة سنَّةٌ يأخذها الآخِرُ عن الأول, وقد تنازع النَّاس في قراءة الألحان, منهم مَن كرهها مطلقاً؛ بل حرَّمها, ومنهم مَن رخَّص فيها, وأعدل الأقوال فيها أنَّها إن كانت موافقةً لقراءة السَّلف كانت مشروعة, وإن كانت مِن البدعِ المذمومةِ نهِيَ عنها, والسَّلف كانوا يُحسِّنون القرآن بأصواتهم مِن غير أن يتكلَّفوا أوزان الغناء, مثل ما كان أبو موسى الأشعري يفعل, فقد ثبتَ في الصحيح عن النبي أنَّه قال: ((لقد أُوتِيَ هذا مزماراً مِن مزامير آل داود)) , وقال لأبي موسى الأشعري: ((مررتُ بك البارحةَ وأنتَ تقرأُ فَجَعَلْتُ أستمعُ لقراءتك)) فقال: لو علمتُ أنَّك تسمع لحَبَّرتُهُ لك تحبيراً. أي: لحسَّنتُهُ لك تحسيناً, وكان عمر يقول لأبي موسى الأشعري: يا أبا موسى ذكِّرنا ربَّنا, فيقرأُ أبو موسى وهم يستمعون لقراءته, وقد قال النبي: ((زيِّنوا القرآن بأصواتكم)) , وقال: ((للهُ أشدُّ أَذَناً إلى الرَّجلِ الحَسَنِ الصَّوتِ بالقرآنِ مِن صاحب القَيْنَةِ إلى قَيْنَتِهِ)) , وقال: ((ليس مِنَّا مَن لم يَتَغَنَّ بالقرآن)) , وتفسيره عند الأكثرين كالشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهما هو تحسينُ الصَّوتِ به, وقد فسَّره ابن عُيينة ووكيع وأبو عُبيد على الاستغناء به, فإذا حَسَّنَ الرَّجلُ صوته بالقرآن كما كان السَّلف يفعلونه - مثل أبي موسى الأشعري وغيره – فهذا حَسَنٌ, وأمَّا ما أُحدِثَ بعدَهم مِن تَكَلُّفِ القراءةِ على ألحان الغناء فهذا يُنهى عنه عند جمهور العلماء, لأنَّه بدعة, ولأنَّ ذلك فيه تشبيهُ القرءانِ بالغناء, ولأنَّ ذلك يُورِثُ أن يبقى قلبُ القارئ مصروفاً إلى وَزْنِ اللَّفظِ بميزانِ الغناء, لا يتدبَّره ولا يعقله, وأن يَبْقَى المستمعون يُصْغُونَ إليه لأجل الصوتِ المُلَحَّنِ كما يُصْغَى إلى الغناء, لا لأجلِ استماعِ القرآن, وفهمِهِ, وتدبُّره, والانتفاع به, والله سبحانه أعلم.
(انتهى من جامع المسائل تحقيق محمد عزير شمس 3/ 301).
- وكان محمد بن الهيثم، يقول: «لأن أسمع الغناء أحب إلي من أن أسمع قراءة الألحان» (رواه الخلال في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر).
وصدق ابن الهيثم رحمه الله فإن سماع الغناء معصية وقراءة الألحان بدعة , والبدعة شر من المعصية , فليتأمل هذا قراءنا الذين يقرءون بهذه الألحان متفاخرين ليعلموا أين مكانهم في شرع الله عز وجل.
وقال الشيخ بكر أبو زيد: "التلحين في القراءة, تلحين الغناء والشَّعر , وهو مسقط للعدالة, ومن أسباب رد الشهادة قَضَاءً , وكان أول حدوث هذه البدعة في القرن الرابع على أيدي الموالي". (كتاب بدع القراء)
والقراءة بالمقامات والألحان إما أن تكون من الدين وإما أن لا تكون من الدين , فإن لم تكن من الدين ـ وهي كذلك ـ فلا شك في بدعيتها حينئذ لأن الدين قد اكتمل بانقطاع الوحي , وإن كانت من الدين ـ وليست كذلك ـ فهل علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم أم لم يعلمها؟ فإن قالوا: لم يعلمها. فما أسوأ أدبهم أيعلمون من الدين ما لم يعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وإن قالوا: علمها. فلماذا لم يعلمها لأمته إن كانت من الدين؟ وهل يكتم رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا من الدين؟ (سبحانك هذا بهتان عظيم) أرءيتم إين تذهب البدعة بأصحابها , نسأل الله السلامة.
انتهى ملخصا من كتاب هداية الأحباب للفقير إلى الله (محمد بن عيد الشعباني) طبع بدار الصحابة ويعاد طبعه الآن بمكتبة السنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد منقذ]ــــــــ[17 Jan 2010, 11:33 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد كالو]ــــــــ[18 Jan 2010, 07:14 ص]ـ
يقول الإمام ابن كثير في كتابه فضائل القرآن:
" و الغرض أن المطلوب شرعاً إنما هو التحسين بالصوت الباعث على تدبر القرآن و تفهمه و الخشوع والخضوع والانقياد للطاعة.
فأما الأصوات بالنغمات المحدثة المركبة على الأوزان والأوضاع الملهية والقانون الموسيقائي، فالقرآن ينزّه عن هذا ويجلّ، و يعظم أن يُسْلك في أدائه هذا المذهب، وقد جاءت السنة بالزجر عن ذلك ". انتهى 1/ 19 طبعة دار ابن حزم للتفسير.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[20 Jan 2010, 03:43 م]ـ
السلام عليكم
مقالة أعجبت به في الرد علي هذه المداخلة إليكم نصها:
أراى أن هذه المسألة يتكلم فيها الفقهاء وليس أهل التجويد والقراءات مثل الشيخ الفاضل أيمن سويد حفظه الله وبارك الله فيه ولا أقلل من قدر الشيخ
ومن الملاحظ في كتاب الشيخ (البيان لحكم قراءة القرآن بالالحان) أنه ناقل فقط لأقوال أهل العلم فقط ومثل هذا لا يعد مناقشة للمسائل الفقهية بل المناقشة تقوم بتحرير أقوال أهل العلم ومعرفة موطن النزاع ومعرفة الخلاف في المسألة أما النقل فقط فنحن نعرف أقوال أهل العلم
حتي أن الشيخ لم يتطرق إلي الاختلاف في المسألة
ثانيا الشيخ الفاضل أيمن سويد حفظه الله أعتمد في كتابه وإصدار الحكم على احاديث منكرة منها أقرؤوا القرآن بلحون العرب
و هذا الحديث منكر
والحديث معلول بعلتين
أولهما: بقية بن الوليد مدلس ولم يصرح بالسماع بل رواه معنعنا عن حصين بن مالك الفزاري
ثانيهما: أبو محمد شيخ مجهول وقد ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (196/ 7) ونسبه للطبراني في الاوسط وقال: فيه راو ولم يسم وفية بقية ايضا
قال المناوي: قال ابن الجوزي: حديث لا يصح، وأبو محمد مجهول وبقية يروى عن الضعفاء ويدلسهم وقال الذهبي في ميزانه تفرد عن أبي حصين بقية وليس بمعتمد والخبر منكر
وهناك بعض الإستدراكات على كلام الشيخ حفظه الله منها
وهذا كلام غير صحيح لأن بعض اهل العلم قال بالجواز في حالة المحافظة على أحكام القرآن
ومنهم ابن حجر رحمه الله
في الفتح (690/ 8)
قال رحمه الله
((ومن جملة تحسينه أن يراعي فيه قوانين النغم فإن الحسن الصوت يزداد حسنا بذلك، وإن خرج عنها أثر ذلك في حسنه، وغير الحسن ربما انجبر بمراعاتها ما لم يخرج عن شرط الأداء المعتبر عند أهل القراءات، فإن خرج عنها لم يف تحسين الصوت بقبح الأداء، ولعل هذا مستند من كره القراءة بالأنغام لأن الغالب على من راعى الأنغام أن لا يراعي الأداء، فإن وجد من يراعيهما معا فلا شك في أنه أرجح من غيره لأنه يأتي بالمطلوب من تحسين الصوت ويجتنب الممنوع من حرمة الأداء والله أعلم))
وهناك أيضا في كلام الشيخ
وهو في قوله ولا يكاد يوجد هذا
بحيث انه ثبت أن بعض الذين يستخدمون المقامات يحافظون على الأحكام
مثال
إذا سمعت أنا الشيخ المنشاوي يقرأ آية فسالت ما هو المقام الذي يقرأ به فقالوا مثلاً نهاوند
فقمت بتقليد الشيخ في نفس المقام وبنفس الأسلوب هل يعتبر ذلك بأنني خالفت أحكام القرآن كلا بالطبع لأن الشيخ المنشاوي يحافظ على الاحكام (مع وجود الخلاف في وجوب التجويد)
ومن الأسباب التي ذكرها الشيخ في حرمة القراءة بالمقامات على قناة الرحمة بالأمس
أنه يشغل القارئ عن التدبر
وهذا كلام الجواب عليه سهل بأن يستطيع القارئ أن يستخدم المقامات ويتدبر ولا يمكن ان يكون هذا سبباً في التحريم
ويمكن أن يقال أيضا أن التجويد يمكن أن يشغل عن تدبر القرآن وهذا حاصل موجود بين الناس بل ونبه أهل العلم في ذلك
ومنهم قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
وَلَا يَجْعَلُ هِمَّتَهُ فِيمَا حُجِبَ بِهِ أَكْثَرُ النَّاسِ مِنْ الْعُلُومِ عَنْ حَقَائِقِ الْقُرْآنِ إمَّا بِالْوَسْوَسَةِ فِي خُرُوجِ حُرُوفِهِ وَتَرْقِيقِهَا وَتَفْخِيمِهَا وَإِمَالَتِهَا وَالنُّطْقِ بِالْمَدِّ الطَّوِيلِ وَالْقَصِيرِ وَالْمُتَوَسِّطِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. فَإِنَّ هَذَا حَائِلٌ لِلْقُلُوبِ قَاطِعٌ لَهَا عَنْ فَهْمِ مُرَادِ الرَّبِّ مِنْ كَلَامِهِ وَكَذَلِكَ شَغْلُ النُّطْقِ بـ {أَأَنْذَرْتَهُمْ} وَضَمُّ الْمِيمِ مِنْ (عَلَيْهِمْ وَوَصْلُهَا بِالْوَاوِ وَكَسْرُ الْهَاءِ أَوْ ضَمُّهَا وَنَحْوُ ذَلِكَ. وَكَذَلِكَ مُرَاعَاةُ النَّغَمِ وَتَحْسِينُ الصَّوْتِ." (مجموع الفتاوى) (16/ 50)
وقال ابن القيم:
((فصل ومن ذلك الوسوسة في مخارج الحروف والتنطع فيها ونحن نذكر ما ذكره العلماء بألفاظهم
قال أبو الفرج بن الجوزي:
قد لبس إبليس على بعض المصلين في مخارج الحروف فتراه يقول الحمد الحمد فيخرج بإعادة الكلمة عن قانون أدب الصلاة وتارة يلبس عليه في تحقيق التشديد في إخراج ضاد المغضوب قال ولقد رأيت من يخرج بصاقه مع إخراج الضاد لقوة تشديده والمراد تحقيق الحرف حسب وإبليس يخرج هؤلاء بالزيادة عن حد التحقيق ويشغلهم بالمبالغة في الحروف عن فهم التلاوة وكل هذه الوساوس من إبليس
فهل هذا سيكون سبب في في تحريم التجويد أو أنه بدعة كلا
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[20 Jan 2010, 11:03 م]ـ
وعلى هذا الرابط ( http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=147434) تجدون حلقة أمس على قناة الرحمة للشيخ أيمن سويد والشيخ المعصراوي ومداخلات المشايخ سعد الغامدي وعبد الرشيد صوفي وغيرهما.
وكان حديثهم عن المقامات الموسيقية.
ـ[أحمد تيسير]ــــــــ[21 Jan 2010, 12:40 ص]ـ
السلام عليكم
مقالة أعجبت به في الرد علي هذه المداخلة إليكم نصها:
والسلام عليكم
أتفق معك تماماً شيخ عبد الحكيم؛ فالحسم في هذه المسألة للمتخصصين من الفقهاء وليس للقراء، مع احترامي للشيخ سويد ومن وافقه.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[21 Jan 2010, 10:16 ص]ـ
أتفق معك تماماً شيخ عبد الحكيم؛ فالحسم في هذه المسألة للمتخصصين من الفقهاء وليس للقراء، مع احترامي للشيخ سويد ومن وافقه.
وما المانع أن يكون القارئ فقيها والفقيه قارئا , وما المانع أن يقبل الحق إذا كان بدليله ولو كان من غير المتخصصين , ألم يقبل النبي صلى الله عليه وسلم الحق من اليهودي الذي جاءه فقال له: إنكم تشركون تقولون ما شاء الله وشاء محمد فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تلك المقالة؟ والحديث في الصحيح.ألم يقبل النبي صلى الله عليه وسلم الحق من الشيطان الذي قال لأبي هريرة رضي الله عنه: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك؟ والحديث في الصحيح.
فالصواب يقبل ممن قاله ولو كان الشيطان, والخطأ يرد على من قاله ولو كان علامة الزمان.
والشيخ أيمن سويد أصاب الحق في هذه المسألة فالصحيح أن نوافقه ونؤيده عليها وإن كان قد أخطأ في مسألة الإطباق وكلامه عن الشيخ عامر ولذلك رددنا عليه ما أخطأ فيه ولكن بالحجة والدليل , فمن كان مفندا لما جاء به في كتابه القيم فليأت بالحجج والأدلة أما هذا الكلام فهو دليل على عدم وجود حجة مفندة لما قال , ويكفي أن إمام الفقهاء في وقته ابن باز رحمه الله قدم له كتابه وأثنى على ما فيه فماذا نقول عن ابن باز رحمه الله؟
وقد نقلت ولله الحمد في كتاب هداية الأحباب ما يؤكد أن القائلين بإباحة القراءة بالألحان قد اشترطوا شرطين لإباحة ذلك - والشرطان مفقودان في قراء زماننا إلا من رحم الله -وهما: عدم الخروج عن أحكام التجويد , وعدم تعلم هذه الألحان من وتكلفها بل إذا أتت عفوا لتحسين التلاوة فلا بأس.
ونقلت كلام كثير من الفقهاء والأئمة في تحريم هذه القراءة المبتدعة ومنهم: ابن تيمية وابن القيم والمناوي والقرطبي وغيرهما.
محمد بن عيد الشعباني.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[21 Jan 2010, 07:13 م]ـ
وعلى هذا الرابط ( http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=147619): حلقة قناة الناس أمس، وقد جمعت كذلك الشيخين أيمن سويد وأحمد عيسى المعصراوي، وكان حديثهم موضوع المقامات ذاته.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[21 Jan 2010, 10:12 م]ـ
السلام عليكم
يا شيخ طارق
القاعدة تقول: إن اختلف السلف في مسألة فيسعنا ما يسع السلف.
راجع فتح الباري لابن حجر: قال فيه: إن السلف اختلفوا في مسألة الألحان.
ونقل عن ابن بطال أن هناك صحابة وتابعين أجازوا القراءة بالألحان.
بل ابن حجر وجه كلام المانعين علي عدم مراعاة الأحكام. (من قديم ما قرأت فراجعه)
والشيخ أيمن سويد ـ حفظه الله ـ يتحدث وكأن المسألة محسومة.
حتي المداخلات التي تمت كلها ممن يقولون بعدم الجواز .. فأين الإنصاف؟؟؟
سيدي الفاضل إذا كان فضيلتكم ترون أن الشرطين فقدا في هذا الزمان (ـ إلا من رحم ـ) فالحديث عن إلا من رحم .. هل يكون في المسألة خلاف أم لا؟؟ فلماذا الحديث وكأن المسألة ما فيها خلاف عن سلف الأمة؟؟
يا شيخ طارق المسألة واضحة. بارك الله فيك
والسلام عليكم
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[21 Jan 2010, 11:57 م]ـ
السلام عليكم
يا شيخ طارق
وعليكم السلام وحمة الله وبركاته
كيف حال فضيلتكم؟ عساكم بخير حال.
القاعدة تقول: إن اختلف السلف في مسألة فيسعنا ما يسع السلف.
لا يخفى على فضيلتكم أن الخلاف نوعان: الأول: خلاف تنوع وهذا الذي تنطبق عليه القاعدة المذكورة , والثاني: خلاف تضاد وهو لا يدخل ي هذه القاعدة , ولو دخل فيها لكان لازما أن لا ننكر نكاح المتعة فإن ابن عباس رضي الله عنهما - وهو من هو الحبر والترجمان - يقول بجوازه. وهناك أمثلة كثيرة على أن اختلاف التضاد لابد فيه أن يكون أحد القولين صحيح والآخر ليس كذلك , ومسألة المقامات من هذا النوع فالخلاف فيها تضاد وليس تنوع فلابد فيه من الحسم ولو بعد حكاية القولين , فلو اختصر المؤلف أو المتكلم كلامه بذكر ما ترجح في المسألة فما المانع من ذلك؟
راجع فتح الباري لابن حجر: قال فيه: إن السلف اختلفوا في مسألة الألحان.
ونقل عن ابن بطال أن هناك صحابة وتابعين أجازوا القراءة بالألحان.
بل ابن حجر وجه كلام المانعين علي عدم مراعاة الأحكام. (من قديم ما قرأت فراجعه) والشيخ أيمن سويد ـ حفظه الله ـ يتحدث وكأن المسألة محسومة.
حتي المداخلات التي تمت كلها ممن يقولون بعدم الجواز .. فأين الإنصاف؟؟؟
سيدي الفاضل إذا كان فضيلتكم ترون أن الشرطين فقدا في هذا الزمان (ـ إلا من رحم ـ) فالحديث عن إلا من رحم .. هل يكون في المسألة خلاف أم لا؟؟ فلماذا الحديث وكأن المسألة ما فيها خلاف عن سلف الأمة؟؟
لا أحد يعارض أو ينكر أن المسألة خلافية كسائر المسائل الفقهية فمسائل الإجماع قليلة جدا في الفقه , وكلما ابتعدت عن زمن الصحابة كلما زاد الخلاف تضادا ولكن العبرة في الخلاف أي القولين صحيحا موافق لأصول وأدلة الشريعة التي قامت على التمايز التام بين الحق والباطل؟ والقرءان حق والألحان باطل فكيف يجتمعان؟
ورحم الله من قال:
وليس كل خلاف جاء معتبرا=إلا خلافا له حظ من النظر
ورحم الله ابن القيم حيث قال:
حب القران وحب ألحان الغنا = في قلب عبد ليس يجتمعان.
أليس السيكا والنهاوند والحجاز والبياتي والعجم من ألحان الغناء فما بالها تجتمع في قلوب وقراءة بعض قرائنا للقرءان؟
والسلام عليكم
أخوكم: محمد بن عيد الشعباني.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مالك حسين]ــــــــ[23 Jan 2010, 02:22 ص]ـ
سبق أن ذكرت طرفاً يتعلق بمسألة المقامات وقراءة القرآن بالألحان، وبعض الجهود المعاصرة في بيان حكم هذه المسألة، وأنا أسوق الآن طرفاً من أقوال الفقهاء.
وقد كتبت قبل أكثر من عشر سنوات كتاباً حول الموضوع أسميته ((تيسير الكريم الرحمن في حكم قراءة القرآن بالمقامات والألحان)) جمعت فيه أطراف الموضوع، وهو قرابة الـ (300) صفحة، لعل الله تعالى ييسر لي نشره بعد الانتهاء من أطروحة الدكتوراه.
أولاً: الحنفية:
قال أبو بكر أحمد بن علي الجصاص الرازي (ت:370هـ):
" [292] في تَحسيْن الصوت بالقرآن:
قال: كان أبو حنيفة وأبو يوسف ومُحمد: يستمعون القرآن بالألحان
وقال أبو جعفر: وهذا على أن اللحن لا يكون فيه زيادة هجاء الحروف"اهـ.
((مُختصر اختلاف العلماء)): (1/ 327) تصنيف أبي جعفر أحمد بن مُحمد بن سلامة الطحاوي (ت:321هـ)، اختصار أبي بكر الجصاص.
وقال مُحمد بن أحمد السرخسي (ت:490هـ): "قال (والتلحين في الأذان مكروه) لِما رُويَ أن رجلاً جاء إلى عمر رضي الله عنه فقال: إني أحبك في الله، فقال: إني أبغضك في الله. فقال: لِمَ؟ قال: لأنَّه بلغني أنك تُغنِّي في أذانك. يعني: التلحين"اهـ.
((المبسوط)): (1/ 138).
وقال الإمام علاء الدين أبي بكر بن مسعود الكاساني الحنفي الملقب بِملك العلماء (ت:587هـ): "فصل: وأما بيان سنن الأذان ... (ومنها) ترك التلحين في الأذان لِما روي أن رجلاً جاء إلى ابن عمر رضي الله عنه فقال إنِّي أحبك في الله، فقال ابن عمر: إنِّي أبغضك في الله تعالى، فقال: لِمَ؟ قال: لأنَّه بلغني أنك تُغنِّي في أذانك. يعني: التلحين"اهـ
((بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع)): (1/ 150).
ثانياً: المالكية:
قال ابن القاسم في ((المدونة)): "قال ابن القاسم: سئل مالك عن الألحان في الصلاة؟ فقال: لا يُعجبني - وأعْظَمَ القول فيه - وإنَّما هذا غناء يتغنَّون به ليأخذوا الدراهم عليه.
وقال ابن وهب: سُئل مالك عن النفر في المسجد يقولون لرجل حسن الصوت: اقرأ علينا - يريدون حُسن صوته -، فكره ذلك، وقال: إنَّما هو يُشبه الغناء. فقيل له: أرأيت الذي قال عمر بن الخطاب لأبي موسى رضي الله عنهما: ذكِّرنا ربنا! قال: إن من الأحاديث سمعناها وأنا أنفيها، والله ما سمعت هذا قبل هذا المجلس، وقراءة القرآن بالألحان"اهـ
((المدونة)): (2/ 486)
وقال مُحمد بن رشد القرطبي (ت:520هـ): "في قراءة القرآن بالألحان
وسُئل عن القراءة بالألحان، فقال: ما يُعجبني؛ لأنَّ ذلك يشبه الغناء ويضحك بالقرآن ويُسمَّى ويقال فلان أحسن قراءة من فلان. قال مالك: ولقد بلغني أن الجواري قد عُلِّمن ذلك كما يُعلَّمن الغناء، قال: ولا أحبُّ ذلك على حال من الأحوال في رمضان ولا في غيْره، أين القراءة التي يقرأ هؤلاء من القراءة التي كان يقرؤها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال مالك: وإنِّي لأكره التطريب في الأذان، ولقد هممت أن أكلِّم أمير المؤمنين في ذلك لأني كنت أسمعهم يؤذنون"اهـ.
((البيان والتحصيل والشرح والتوجيه والتعليل في مسائل المستخرجة)) و ((ضمنه المستخرجة من الأسمعة المعروفة [بالعُتبيَّة] لِمحمد العُتبي القرطبي - ت:255هـ-)): (18/ 325).
وقال الشيخ الدردير في ((الشرح الصغيْر)): "وكره قراءة بتلحين؛ أي: تطريب".
((الشرح الصغير على أقرب المسالك إلى مذهب الإمام مالك)): (1/ 176).
ثالثاً: الشافعية:
قال الشافعي: "فأحب ترتيل الأذان وتبيِيْنه بغيْر تَمطيط ولا تغنٍّ في الكلام ولا عجلة".
((الأم)): (1/ 88).
قال المزني: " (قال) وأُحبُّ أن لا يُجعل مؤذن الجماعة إلا عدلاً ثقة لإشرافه على الناس وأُحبُّ أن يكون صيِّتاً وأن يكون حسن الصوت أرق لسامعه، وأُحبُّ أن يؤذن مترسلاً بغيْر تَمطيط ولا يُغنِّي فيه، وأُحبُّ الإقامة إدراجاً مُبيْناً وكيفما جاء بهما أجزأ"اهـ.
((مُختصر المزني)): (ص12).
وقال النووي (ت:676هـ): "قلت: قال الشافعي في موضع: أكره القراءة بالألحان، وقال في موضع: لا أكرهها. قال أصحابنا: ليس له فيها خلاف، وإنَّما هو اختلاف حالين، فحيث كرهها أراد إذا مطط وأخرج الكلام عن موضعه؛ بزيادة، أو نقص، أو مدِّ غيْر ممدود، وإدغام ما لا يَجوز إدغامه، ونحو ذلك، وحيث أباحها أراد إذا لم يكن فيها تغيير لموضوع الكلام، والله أعلم"اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
((مسلم بشرح النووي)): (6/ 71).
رابعاً: الحنابلة:
قال عبدالله بن أَحْمَد بن حنبل: "سمعت أبِي - أي الإمام أَحْمَد - (ت:241هـ) وقد سُئل عن القراءة بالألحان، فقال: مُحدث؛ إلا أن يكون من طباع ذلك الرجل؛ يعني طبع الرجل كما كان أبو موسى".
((مسائل الإمام أحمد بن حنبل برواية ابنه عبدالله)): رقم: (1837)
قال ابن قدامة المقدسي: "فصل: كره أبو عبدالله القراءة بالألحان، وقال: هي بدعة؛ وذلك لما رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه ذكر في أشراط الساعة ((أن يُتخذ القرآن مزامير يُقدِّمون أحدهم ليس بأقرئهم ولا أفضلهم إلا ليغنيهم غناء))؛ ولأنَّ القرآن مُعجز في لفظه ونظمه، والألحان تغيْره. وكلام أحمد في هذا مَحمول على الإفراط في ذلك بِحيث يَجعل الحركات حروفاً ويَمدُّ في غيْر موضعه، فأما تَحسيْن القراءة والترجيع فغيْر مكروه فإنَّ عبدالله بن مغفل قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة يقرأ سورة الفتح، قال: فقرأ ابن مغفل ورجَّع في قراءته، وفي لفظ قال: قرأ النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح في مسير له سورة الفتح على راحلته فرجَّع في قراءته، قال معاوية بن قرة: لولا أنِّي أخاف أن يَجتمع عليَّ الناس لَحكيت لكم قراءته، رواهما مسلم وفي بعض الألفاظ فقال: ((آآآ))، وروى أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أذن الله لشيء كأذنه لنبي حسن الصوت يتغنَّى بالقرآن، أي: يَجهر به))، يعني: [استمع]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((زينوا القرآن بأصواتكم))، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ليس منَّا من لَم يتغنَّ بالقرآن))، وقد اختلف السلف في معنى قوله: يتغنَّى بالقرآن ... ، وعلى كل حال فقد ثبت أن تَحسيْن الصوت بالقرآن وتطريبه مستحب غيْر مكروه، ما لَم يَخرج ذلك إلى تغيير لفظه وزيادة حروف فيه ... " اهـ
((المُغني)) لابن قُدامة: (2/ 615)، تحقيق: التركي والحلو.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[23 Jan 2010, 09:23 ص]ـ
جزاك الله خيرا , فالراجح من أقوال القراء والفقهاء هو بدعة القراءة بالمقامات والألحان , فبارك الله فيكم ونفع الله بما جمعتم ويسر الله طبعه.
ـ[مالك حسين]ــــــــ[23 Jan 2010, 08:42 م]ـ
وجزاك الله خيراً وبارك فيك، وجعلنا وإياكم وأصحاب هذا الملتقى المبارك من المنافحين عن السنة المدافعين عنها، الرادين على البدع وأهلها. اللهم آمين.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[17 Feb 2010, 12:42 م]ـ
إخواني الكرام , السلام عليكم , لقد استمعت إلى هذه الحلقة الفضائية التي جمعت بين فضيلة الشيخ المعصراوي وفضيلة الشيخ أيمن حفظهما الله وكان كلامهما قيما فاصلا , ولكن لي تعقيب لابد منه نصحا لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم فقد لاحظت أن فضيلة الدكتور أيمن حفظه الله يكرر وبتأكيد على جواز استعمال الألحان والمقامات فيما يسمى بالأناشيد الدينية مع أن أئمة العلم في عصرنا الحاضر (الألباني وابن باز وابن عثيمين) رحمهم الله قد منعوا من ذلك في فتاويهم وعدوا ذلك من البدع وحتى من أباحها اشترط لها شروطا لا يراعيها أحد ممن ينشد اليوم فاشترطوا ألا يختار لها ذوي الأصوات الحسنة التي يلتذ بها السامع , وألا تؤدى على ألحان الغناء وألا تكون ديدنا وعادة بل تكون للمناسبات أو بين الفينة والفينة وأن تكون بكلام طيب فليس وبهذه الشروط تكون أناشيد القنوات الفضائية كلها أو أكثرها مما ينبغي الأعراض عنه لأنها ممنهوعة مطلقا عند كثير من الأئمة أو مباحة عند البعض ولكن بشروط غير متحققة واقعيا فكان ينبغي لدكتورنا الفاضل أن يدور مع أقوال أهل العلم أما أن يقول افعلوا في الأناشيد ما شئتم ولحنوها كيف شئتم فهذا خلاف ما قاله علماء السنة وهاكم كلامهم بنصه فإني ناقل عنهم:
قال الألباني رحمه الله تعالى:
كلمة في الأناشيد الإسلامية:
هذا وقد بقي عندي كلمة أخيرة أختم بها هذه الرسالة النافعة إن شاء الله تعالى وهي حول ما يسمونه ب (الأناشيد الإسلامية أو الدينية) فأقول: قد تبين من الفصل السابع ما يجوز التغني به من الشعر وما لا يجوز كما تبين مما قبله تحريم آلات الطرب كلها إلا الدف في العيد والعرس للنساء
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن هذا الفصل الأخير أنه لا يجوز التقرب إلى الله إلا بما شرع الله فكيف يجوز التقرب إليه بما حرم؟ وأنه من أجل ذلك حرم العلماء الغناء الصوفي واشتد إنكارهم على مستحليه فإذا استحضر القارئ في باله هذه الأصول القوية تبين له بكل وضوح أنه لا فرق من حيث الحكم بين الغناء الصوفي والأناشيد الدينية.
بل قد يكون في هذه آفة أخرى وهي أنها قد تلحن على ألحان الأغاني الماجنة وتوقع على القوانين الموسيقية الشرقية أو الغربية التي تطرب السامعين وترقصهم وتخرجهم عن طورهم فيكون المقصود هو اللحن والطرب وليس النشيد بالذات وهذه مخالفة جديدة وهي التشبه بالكفار والمجان.
وقد ينتج من وراء ذلك مخالفة أخرى وهي التشبه بهم في إعراضهم عن القرآن وهجرهم إياه فيدخلون في عموم شكوى النبي صلى الله عليه وسلم من قومه كما في قوله تعالى: (وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا).
وإني لأذكر جيدا أنني لما كنت في دمشق - قبل هجرتي إلى هنا (عمان) بسنتين - أن بعض الشباب المسلم بدأ يتغنى ببعض الأناشيد السليمة المعنى قاصدا بذلك معارضة غناء الصوفية بمثل قصائد البوصيري وغيره وسجل ذلك في شريط فلم يلبث إلا قليلا حتى قرن معه الضرب على الدف ثم استعملوه في أول الأمر في حفلات الأعراس على أساس أن (الدف) جائز فيها ثم شاع الشريط واستنسخت منه نسخ وانتشر استعماله في كثير من البيوت وأخذوا يستمعون إليه ليلا نهارا بمناسبة وبغير مناسبة وصار ذلك سلواهم وهجيراهم وما ذلك إلا من غلبة الهوى والجهل بمكائد الشيطان فصرفهم عن الاهتمام بالقرآن وسماعه فضلا عن دراسته وصار عندهم مهجورا كما جاء في الآية الكريمة. قال الحافظ ابن كثير في " تفسيرها " (3/ 317): " يقول تعالى مخبرا عن رسوله ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا) وذلك أن المشركين كانوا لا يسمعون القرآن ولا يستمعونه كما قال تعالى: (وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه) الآية فكانوا إذا تلي عليهم القرآن أكثروا اللغط والكلام في غيره حتى لا يسمعوه فهذا من هجرانه وترك الإيمان به وترك تصديقه من هجرانه وترك تدبره وتفهمه من هجرانه وترك العمل به وامتثال أوامره واجتناب زواجره من هجرانه والعدول عنه إلى غيره من شعر أو قول أو غناء أو لهو أو كلام أو طريقة مأخوذة من غيره من هجرانه فنسأل الله الكريم المنان القادر على ما يشاء أن يخلصنا مما يسخطه ويستعملنا فيما يرضيه من حفظ كتابه وفهمه والقيام بمقتضاه آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يحبه ويرضاه إنه كريم وهاب ". وهذا آخر ما يسر الله تبارك وتعالى تبييضه من هذه الرسالة نفع الله بها عباده وذلك أصيل يوم الجمعة الثامن والعشرين من جمادى الآخرة سنة (1415 ه).
و" سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ".
عمان 28/ 6 / 1415 ه محمد ناصر الدين الألباني
الشيخ العلامة حمود بن عبد الله التويجري رحمه الله
الأناشيد الإسلامية ليست من أمور الإسلام
قال رحمه الله في كتابه "إقامة الدليل على المنع من الأناشيد الملحنة والتمثيل":
"إن بعض الأناشيد التي يفعلها كثير من الطلاب في الحفلات والمراكز الصيفية
ويسمونها الأناشيد الإسلامية، ليست من أمور الإسلام لأنها مزجت بالتغني والتلحين والتطريب
الذي يستفز المنشدين والسامعين ويدعوهم للطرب ويصدهم عن ذكر الله وتلاوة القرآن وتدبر آياته
والتذكر بما جاء فيه من الوعد والوعيد وأخبار الانبياء وأممهم، وغير ذلك من الأمور النافعة لمن
تدبرها حق التدبر وعمل بما جاء فيها من الأمور، واجتنب ما فيها من المنهيات، وأراد بعلمه
وأعماله وجه الله عز وجل" ص6
وقال أيضاً - رحمه الله -:
"من قاس الأناشيد الملحنة بألحان الغناء على رجز الصحابة رضي الله عنهم حين كانوا
يبنون المسجد النبوي، وحين كانوا يحفرون الخندق، أو قاسها على الحداء الذي كان الصحابة
رضي الله عنهم يستحثون به على الإبل في السفر فقياسه فاسد، لأن الصحابة رضوان الله
عليهم لم يكونوا يتغنون بالأشعار ويستعملون فيها الألحان المطربة التي تستفز المنشدين
والسامعين كما يفعل ذلك الطلاب في الحفلات والمراكز الصيفية، وإنما كان الصحابة رضي
(يُتْبَعُ)
(/)
الله عنهم يقتصرون على مجرد الإنشاد للشعر مع رفع الصوت بذلك، ولم يذكر عنهم أنهم يجتمعون
على الإنشاد بصوت واحد كما يفعله الطلاب في زماننا.
والخير كل الخير في اتباع ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم،
والشر كل الشر في مخالفتهم، والأخذ بالمحدثات التي ليست من هديهم ولم تكن معروفة في زمانهم،
وإنما هي البدع الصوفية الذين اتخذوا دينهم لهواً ولعبا، فقد ذكر عنهم أنهم كانوا يجتمعون
على إنشاد الشعر الملحن بألحان الغناء في الغلو والإطراء للنبي صلى الله عليه وسلم، و يجتمعون
على مثل ذلك فيما يسمونه بالأذكار، وهو في الحقيقة استهزاء بالله وذكره.
و من كانت الصوفية الضالة سلفاً لهم وقدوة فبئس ما اختاروا لأنفسهم " ص7/ 8
وقال رحمه الله:
"إن تسمية الأناشيد الملحنة بألحان الغناء باسم الأناشيد الإسلامية يلزم عنه لوازم سيئة جداً و خطيرة.
منها: جعل هذه البدعة من أمور الإسلام ومكملاته، وهذا يتضمن الإستدراك على الشريعة الإسلامية،
ويتضمن القول بأنها لم تكن كامله في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
ومنها: معارضة قوله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم) ففي هذه الآية الكريمة النص على
كمال الدين لهذه الامة، والقول بأن الأناشيد الملحنة أناشيد إسلامية يتضمن معارضة هذا
النص بإضافة الأناشيد التي ليست من دين الإسلام إلى دين الإسلام وجعلها جزءاً منه.
ومنها: نسبة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى التقصير في التبليغ و البيان لأمته حيث
لم يأمرهم بالأناشيد الجماعية الملحنة و يخبرهم أنها أناشيد إسلامية.
ومنها: نسبة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم إلى إهمال أمر
من أمور الإسلام و ترك العمل به.
ومنها: استحسان بدعة الإناشيد الملحنة بألحان الغناء، وإدخالها في أمور الإسلام. وقد ذكر
الشاطبي في كتاب الاعتصام ما رواه ابن حبيب عن ابن الماجشون قال: سمعت مالكاً يقول
(من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً خان الرسالة، لأن الله يقول
(اليوم أكملت لكم دينكم) فما لم يكن يومئذ ديناً فلا يكون اليوم ديناً) " ص11
فضيلة الشيخ عبدالرحمن السحيم حفظه الله ..
ماهو الحكم الشرعي في الأناشيد (الإسلامية)؟
ارجوا التفصيل في المسألة ..
الجواب:ما يتعلق بالأناشيد الإسلامية فقد ورد فيها الخلاف بناء على طبيعة الأناشيد اليوم
والذي يترجح من خلال النظر في الأدلة أن الأناشيد إذا ضُبِطت بالضوابط التالية أنه لا حرج فيها
والضوابط هي:
1 – أن لا تشتمل على آلة موسيقية
2 – أن لا تشتمل على كلماتِ فُحش ودعوة إلى سفاسف الأمور
3 – أن لا تكون على ألحان الأغاني
4 – أن لا تُلهي عن العلم النافع
وقد دلّت الأدلة على جوازها في الأصل
--------
فقد روى البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لِحَادِيهِ – الذي يحدو ويُنشد بصوت حسَن -: ويحك يا أنجشة! رويدك سوقك بالقوارير. قال أبو قلابة: فتكلم النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة لو تكلّم بها بعضكم لعبتموها عليه قوله: سوقك بالقوارير.
وفي رواية لمسلم قال أنس: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حَادٍ حسن الصوت فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: رويداً يا أنجشة لا تكسر القوارير. يعني ضعفة النساء
--------
كما كان عامر بن الأكوع ممن يُنشد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، بل كان بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يطلب منه سماع ذلك في السفر.
وروى البخاري ومسلم عن سلمة بن الأكوع قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر فتسيرنا ليلا، فقال رجل من القوم لعامر بن الأكوع: ألا تسمعنا من هنياتك! وكان عامر رجلا شاعرا، فنزل يحدو بالقوم يقول:
اللهم لولا أنت ما اهتدينا == ولا تصدقنا ولا صلينا
فاغفر فداء لك ما اقتفينا == وثبت الأقدام إن لاقينا
وألقين سكينة علينا == إنا إذا صِيح بنا أتينا
وبالصياح عولوا علينا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من هذا السائق؟ قالوا: عامر. قال: يرحمه الله. فقال رجل من القوم: وجبت يا رسول الله! لولا أمتعتنا به. الحديث
--------
وفي الصحيحين أيضا عن أنس – رضي الله عنه – قال: كانت الأنصار يوم الخندق تقول:
نحن الذين بايعوا محمدا == على الجهاد ما حيينا أبدا
(يُتْبَعُ)
(/)
فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة == فأكرم الأنصار والمهاجرة
فالشاهد أن الحداء بالصوت الحسن كان معروفا
ويحتاج إلى تقييده بالقيود السابقة كما تقدّم.
أما الميوعة في الأناشيد كإنشاد الكلمات الرخوة والآهات!! فهو يخرجها عن مقصدها إلى الغناء والتّغنّي المذموم.
والله أعلم.
**************
فتوى لأبن جبرين ..
ما هو الإنشاد في العقيدة الإسلامية؟ وما حكمه بالنسبة للرجال والنساء والجويريات اللواتي لم يبلغن المحيض؟
الجواب /
النشيد هو قراءة القصائد إما بصوت واحد أو بترديد جماعتين، وقد كرهه بعض المشايخ، وقالوا: إنه من طرق الصوفية، وأن الترنم به يشبه الأغاني التي تثير الغرائز، ويحصل بها نشوة ومحبة لتلك النغمات، ولكن المختار عندي جواز ذلك إذا سلمت من المحذور، وكانت القصائد لا محذور في معانيها، كالحماسية والاشعار التي تحتوي على تشجيع المسلمين على الأعمال، وتحذيرهم من المعاصي، وبعث الهمم إلى الجهاد، والمسابقة في فعل الخيرات، فإن مصلحتها ظاهرة وهي بعيدة عن الأغاني، وسالمة من الترنم ومن دوافع الفساد.
السؤال /
ما رأي سماحتكم في الأناشيد التي نسمعها في عصرنا هذا؟
الجواب /
الشعر مثل الكلام، فحسنه حسن، وقبيحه قبيح، ولا شك أن حكم هذه الأناشيد حكم نظم الشعر ثم إلقاؤه، فإن كان محتواها مفيداً كالترغيب في الخير، والتحذير من المعاصي، والزهديات، والحث على مكارم الأخلاق، والنهي عن سفاسفها، وذكر العبادات والنوافل ونحوها، فإن ذلك مباح، لكن يكون إنشادها عادياً، بدون ترنم وتمايل، ونغمات مثيرة للأشجان، أما إن احتوت على التشبيب، والدفع إلى الغرام، ووصف الخدود والقدود، وإثارة الغرائز، والدعاية إلى الجرائم، وذكر المحرمات، والنداء إلى اقتراف الفواحش، وما إلى ذلك فهو محرم بأي صوت أو بأي لغة، فالعبرة بالمحتوى، ومعنى ذلك الشعر، وكذا بحال الإلقاء من الترنم والتغنج ونحوه.
**************
السؤال:
ما حكم الأناشيد الإسلامية الخالية من الموسيقي .. ؟
الجواب:
الحمد لله ..
جاءت النصوص الصحيحة الصريحة بدلالات متنوعة على إباحة إنشاد الشعر واستماعه، فقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام رضوان الله عليهم قد سمعوا الشعر وأنشدوه واستنشدوه من غيرهم، في سفرهم وحضرهم، وفي مجالسهم وأعمالهم، بأصوات فردية كما في إنشاد حسان بن ثابت وعامر بن الأكوع وأنجشة رضي الله عنهم، وبأصوات جماعية كما في حديث أنس رضي الله عنه في قصة حفر الخندق، قال:
فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بنا من النصب والجوع قال:
" اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة * فاغفر للأنصار والمهاجرة "
فقالوا مجيبين:
نحن الذين بايعوا محمدا * على الجهاد ما بقينا أبدا
رواه البخاري 3/ 1043
وفي المجالس أيضا؛ أخرج ابن أبي شيبة بسند حسن عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: " لم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منحرفين ولا متماوتين، كانوا يتناشدون الأشعار في مجالسهم، وينكرون أمر جاهليتهم، فإذا أريد أحدهم عن شيء من دينه دارت حماليق عينه " 8/ 711
فهذه الأدلة تدل على أن الإنشاد جائز، سواء كان بأصوات فردية أو جماعية، والنشيد في اللغة العربية: رفع الصوت بالشعر مع تحسين وترقيق.
وهناك ضوابط تراعى في هذا الأمر:
عدم استعمال الآلات والمعازف المحرمة في النشيد.
عدم الإكثار منه وجعله ديدن المسلم وكل وقته، وتضييع الواجبات والفرائض لأجله.
أن لا يكون بصوت النساء، وأن لا يشتمل على كلام محرم أو فاحش.
وأن لا يشابه ألحان أهل الفسق والمجون.
وأن يخلو من المؤثرات الصوتية التي تنتج أصواتا مثل أصوات المعازف.
وأن لا يكون ذا لحن يطرب وينتشي به السامع ويفتنه كالذين يسمعون الأغاني، وهذا كثير في الأناشيد التي ظهرت هذه الأيام، حتى لم يعد سامعوها يلتفتون إلى ما فيها من المعاني الجليلة لانشغالهم بالطرب والتلذذ باللحن. والله ولي التوفيق.
http://vb.maas1.com/t77756.html
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[17 Feb 2010, 03:37 م]ـ
السلام عليكم
قال ابن حجر: ((قال الحفظ ابن حجر: (والذي يتحصل من الأدلة أن حسن الصوت بالقرآن مطلوب، فإن لم يكن حسنًا فليحسنه ما استطاع كما قال ابن أبي مليكة أحد رواة الحديث، وقد أخرج ذلك عنه أبوداود بإسناد صحيح.
ومن جملة تحسينه أن يراعي فيه قوانين النغم، فإن الحَسَن الصوت يزداد حُسْنًا بذلك، وإن خرج عنها أَثَّر ذلك في حُسْنه، وغير الحَسَن ربما انجبَر بمراعاتها ما لم يخرج عن شَرْط الأداء المعتبر عند أهل القراءآت، فإن خرج عنها لم يف تحسين الصوت بقبح الأداء، ولعل هذا مستند من كرة القراءة بالأنغام لأن الغالب على من راعى الأنغام أن لا يراعي الأداء، فإن وُجِدَ من يراعيهما معًا فلا شك في أنه أرجح من غيره، لأنه يأتي بالمطلوب من تحسين الصوت ويجتنب الممنوع من حُرمة الأداء))
فهذا قطب في الفقه والحديث ويثبت الخلاف عن السلف .. ليت شعري ..................
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[17 Feb 2010, 04:44 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الكريم عبد الحكيم ولا أحد ينكر الخلاف في المسألة ولكن لنتأمل ثانية فيما نقله أمير المؤمنين في الحديث الإمام ابن حجر العسقلاني رحمه الله حيث قال:وسيأتي ما يتعلق بحسن الصوت بالقرآن في ترجمة مفردة ولا شك أن النفوس تميل إلى سماع القراءة بالترنم أكثر من ميلها لمن لا يترنم لان للتطريب تأثيرا في رقة القلب وإجراء الدمع وكان بين السلف اختلاف في جواز القرآن بالألحان أما تحسين الصوت وتقديم حسن الصوت على غيره فلا نزاع في ذلك فحكى عبد الوهاب المالكي عن مالك تحريم القراءة بالألحان وحكاه أبو الطيب الطبري والماوردي وبن حمدان الحنبلي عن جماعة من أهل العلم وحكى بن بطال وعياض والقرطبي من المالكية والماوردي والبندنيجي والغزالي من الشافعية وصاحب الذخيرة من الحنفية الكراهة واختاره أبو يعلى وبن عقيل من الحنابلة وحكى بن بطال عن جماعة من الصحابة والتابعين الجواز وهو المنصوص للشافعي ونقله الطحاوي عن الحنفية وقال الفوراني من الشافعية في الإباحة يجوز بل يستحب ومحل هذا الاختلاف إذا لم يختل شيء من الحروف عن مخرجه فلو تغير قال النووي في التبيان أجمعوا على تحريمه ولفظه أجمع العلماء على استحباب تحسين الصوت بالقرآن ما لم يخرج عن حد القراءة بالتمطيط فإن خرج حتى زاد حرفا أو أخفاه حرم قال وأما القراءة بالألحان فقد نص الشافعي في موضع على كراهته وقال في موضع آخر لا بأس به فقال أصحابه ليس على اختلاف قولين بل على اختلاف حالين فإن لم يخرج بالألحان على المنهج القويم جاز والا حرم وحكى الماوردي عن الشافعي أن القراءة بالألحان إذا انتهت إلى إخراج بعض الألفاظ عن مخارجها حرم وكذا حكى بن حمدان الحنبلي في الرعاية وقال الغزالي والبندنيجي وصاحب الذخيرة من الحنفية إن لم يفرط في التمطيط الذي يشوش النظم استحب وإلا فلا وأغرب الرافعي فحكى عن أمالي السرخسي أنه لا يضر التمطيط مطلقا وحكاه بن حمدان رواية عن الحنابلة وهذا شذوذ لا يعرج عليه والذي يتحصل من الأدلة أن حسن الصوت بالقرآن مطلوب فإن لم يكن حسنا فليحسنه ما استطاع كما قال بن أبي مليكة أحد رواة الحديث وقد أخرج ذلك عنه أبو داود بإسناد صحيح ومن جملة تحسينه أن يراعى فيه قوانين النغم فإن الحسن الصوت يزداد حسنا بذلك وإن خرج عنها أثر ذلك في حسنه وغير الحسن ربما انجبر بمراعاتها ما لم يخرج عن شرط الأداء المعتبر عند أهل القراءات فإن خرج عنها لم يف تحسين الصوت بقبح الأداء ولعل هذا مستند من كره القراءة بالأنغام لأن الغالب على من راعى الأنغام أن لا يراعى الأداء فإن وجد من يراعيهما معا فلا شك في أنه أرجح من غيره لأنه يأتي بالمطلوب من تحسين الصوت ويجتنب الممنوع من حرمة الأداء والله أعلم.
ما دليل الإمام ابن حجر على أن من تحسين الصوت مراعاة قوانين النغم؟ لأنه قدم اتفاقهم على استحباب تحسين الصوت واختلافهم في مراعاة النغم فلو كانت مراعة النغم من تحسين الصوت لكانت مستحبة عند الكل؟
ثم إنه علق الجواز بشرط نعلم جميعا أنه لا يتحقق ولذلك قال رحمه الله: فإن وجد ومعلوم أن (إن وجد) تدل على الشك في وجوده ولذلك لم يقل (فإذا وجد) فهو كتعليق النبي صلى الله عليه وسلم لجواز الخط على الرمل وربط ذلك بالغيب بقوله صلى الله عليه وسلم: كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذاك. رواه مسلم برقم (537) , فهل يصح أن نحتج بذلك على جواز الخط في الرمل؟ بالطبع لا لأنه تعليق بالمحال. فكذلك هنا , والله أعلم.
ثم ترجيح ابن حجر يقابله ترجيح أئمة مثله فيصار إلى الأصل في العبادات وهو التوقيف فهل قرأ النبي صلى الله عليه وسلم أو أحد من أصحابه القرآن على السيكا أو النهاوند؟
وفي المسألة بحث آخر: هل من أباح القراءة بالألحان أباح تعلمها أم أنه أباحها وفاقا للطبع دون أن يتعلمها من الملحنين وأهل الفن؟
وهل قول ابن حجر:فإن وجد من يراعيهما معا فلا شك في أنه أرجح من غيره.
يقصد به أن من راعى أحكام القراءة مع النغم أرجح ممن راعى أحكام القراءة بلا نغم أم أنه أرجح ممن راعى النغم دون أحكام القراءة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أعتقد أن الجواب: أن من راعى أحكام القراءة مع النغم أرجح ممن راعى النغم دون أحكام القراءة , وأن أرجح منهما من راعى أحكام القراءة بلا نغم لأنه أتى بالمتفق على استحبابه أو وجوبه ولم يلبسه بما اختلف في كراهته أو تحريمه أو إباحته.
وقارئ القرآن متقنا بلا نغم متفق على صحة قراءته وخلوها من البدعة وأما مع النغم فيكفي الخلاف ما بين محرم ومكروه ومباح.
ـ[كامل]ــــــــ[17 Feb 2010, 05:00 م]ـ
قال ابن العربي ـ رحمه الله ـ في أحكام القرآن:الْآيَةُ الْأُولَى قَوْله تَعَالَى وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُد مِنَّا فَضْلًا
$ الجزء الرابع < 3 > سُورَةُ سَبَأٍ [مَكِّيَّةٌ فِيهَا ثَلَاثُ آيَاتٍ] الْآيَةُ الْأُولَى قَوْله تَعَالَى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُد مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ}. [فِيهَا مَسْأَلَتَانِ: الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى قَوْلُهُ: {فَضْلًا}: فِيهِ] أَرْبَعَةَ عَشَرَ قَوْلًا: الْأَوَّلُ: النُّبُوَّةُ. الثَّانِي: الزَّبُورُ. الثَّالِثُ: حُسْنُ الصَّوْتِ. الرَّابِعُ: تَسْخِيرُ الْجِبَالِ وَالنَّاسِ. الْخَامِسُ: التَّوْبَةُ. السَّادِسُ: الزِّيَادَةُ فِي الْعُمْرِ. السَّابِعُ: الطَّيْرُ. الثَّامِنُ: الْوَفَاءُ بِمَا وُعِدَ. التَّاسِعُ: حُسْنُ الْخُلُقِ. الْعَاشِرُ: الْحُكْمُ بِالْعَدْلِ. الْحَادِيَ عَشَرَ: تَيْسِيرُ الْعِبَادَةِ. الثَّانِيَ عَشَرَ: الْعِلْمُ ; قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُد وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا}. الثَّالِثَ عَشَرَ: الْقُوَّةُ ; قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُد ذَا الْأَيْدِ إنَّهُ أَوَّابٌ}. < 4 > الرَّابِعَ عَشَرَ: قَوْلُهُ: {وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ}. وَالْمُرَادُ هَاهُنَا مِنْ جُمْلَةِ الْأَقْوَالِ حُسْنُ الصَّوْتِ ; فَإِنَّ سَائِرَهَا قَدْ بَيَّنَّاهُ فِي مَوْضِعِهِ فِي كِتَابِ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ الْمُشْكِلَيْنِ. وَكَانَ دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَامُ ذَا صَوْتٍ حَسَنٍ وَوَجْهٍ حَسَنٍ، وَلَهُ {قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ: لَقَدْ أُوتِيت مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُد}، وَهِيَ:
$ مستوى4 مَسْأَلَة الْإِعْجَابِ بِحُسْنِ الصَّوْتِ
$ الجزء الرابع الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ وَفِيهِ دَلِيلُ الْإِعْجَابِ بِحُسْنِ الصَّوْتِ، وَقَدْ رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغَفَّلٍ قَالَ: {رَأَيْت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ أَوْ جَمَلِهِ وَهِيَ تَسِيرُ بِهِ، وَهُوَ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفَتْحِ أَوْ مِنْ سُورَةِ الْفَتْحِ قِرَاءَةً لَيِّنَةً وَهُوَ يُرَجِّعُ، وَيَقُولُ آهٍ}، وَاسْتَحْسَنَ كَثِيرٌ مِنْ فُقَهَاءِ الْأَمْصَارِ الْقِرَاءَةَ بِالْأَلْحَانِ وَالتَّرْجِيعِ، وَكَرِهَهُ مَالِكٌ. وَهُوَ جَائِزٌ {لِقَوْلِ أَبِي مُوسَى لِلنَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: لَوْ عَلِمْت أَنَّك تَسْمَعُ لَحَبَّرْته لَك تَحْبِيرًا} ; يُرِيدُ لَجَعَلْته لَك أَنْوَاعًا حِسَانًا، وَهُوَ التَّلْحِينُ، مَأْخُوذٌ مِنْ الثَّوْبِ الْمُحَبَّرِ، وَهُوَ الْمُخَطَّطُ بِالْأَلْوَانِ. وَقَدْ سَمِعْت تَاجَ الْقُرَّاءِ ابْنَ لُفْتَةَ بِجَامِعِ عَمْرٍو يَقْرَأُ: {وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَك}. فَكَأَنِّي مَا سَمِعْت الْآيَةَ قَطُّ. وَسَمِعْت ابْنَ الرَّفَّاءِ وَكَانَ مِنْ الْقُرَّاءِ الْعِظَامِ يَقْرَأُ، وَأَنَا حَاضِرٌ بِالْقَرَافَةِ: فَكَأَنِّي مَا سَمِعْتهَا قَطُّ. وَسَمِعْت بِمَدِينَةِ السَّلَامِ شَيْخَ الْقُرَّاءِ الْبَصْرِيِّينَ يَقْرَأُ فِي دَارٍ بِهَا الْمَلِكُ: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ} فَكَأَنِّي مَا سَمِعْتهَا قَطُّ حَتَّى بَلَغَ إلَى قَوْله تَعَالَى: {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} فَكَأَنَّ الْإِيوَانَ قَدْ سَقَطَ عَلَيْنَا. وَالْقُلُوبُ تَخْشَعُ بِالصَّوْتِ الْحَسَنِ كَمَا تَخْضَعُ لِلْوَجْهِ الْحَسَنِ، وَمَا تَتَأَثَّرُ بِهِ الْقُلُوبُ فِي التَّقْوَى فَهُوَ أَعْظَمُ فِي الْأَجْرِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَأَقْرَبُ إلَى لِينِ الْقُلُوبِ وَذَهَابِ الْقَسْوَةِ مِنْهَا. وَكَانَ ابْنُ الْكَازَرُونِيِّ يَأْوِي إلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى، ثُمَّ تَمَتَّعْنَا بِهِ ثَلَاثَ سَنَوَاتٍ، وَلَقَدْ كَانَ يَقْرَأُ فِي مَهْدِ عِيسَى فَيُسْمَعُ مِنْ الطُّورِ، فَلَا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَصْنَعَ شَيْئًا طُولَ قِرَاءَتِهِ إلَّا الِاسْتِمَاعَ إلَيْهِ. < 5 > وَكَانَ صَاحِبُ مِصْرَ الْمُلَقَّبُ بِالْأَفْضَلِ قَدْ دَخَلَهَا فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ وَحَوَّلَهَا عَنْ أَيْدِي الْعَبَّاسِيَّةِ، وَهُوَ حَنَقَ عَلَيْهَا وَعَلَى أَهْلِهَا بِحِصَارِهِ لَهُمْ وَقِتَالِهِمْ لَهُ، فَلَمَّا صَارَ فِيهَا، وَتَدَانَى بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى مِنْهَا، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ تَصَدَّى لَهُ ابْنُ الْكَازَرُونِيِّ، وَقَرَأَ: {قُلْ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِك الْخَيْرُ إنَّك عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} فَمَا مَلَكَ نَفْسَهُ حِينَ سَمِعَهُ أَنْ قَالَ لِلنَّاسِ عَلَى عِظَمِ ذَنْبِهِمْ عِنْدَهُ، وَكَثْرَةِ حِقْدِهِ عَلَيْهِمْ: {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمْ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}. وَالْأَصْوَاتُ الْحَسَنَةُ نِعْمَةٌ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى، وَزِيَادَةٌ فِي الْخَلْقِ وَمِنَّةٌ. وَأَحَقُّ مَا لُبِّسَتْ هَذِهِ الْحُلَّةُ النَّفِيسَةُ وَالْمَوْهِبَةُ الْكَرِيمَةُ كِتَابُ اللَّهِ ; فَنِعَمُ اللَّهِ إذَا صُرِفَتْ فِي الطَّاعَةِ فَقَدْ قُضِيَ بِهَا حَقُّ النِّعْمَةِ)).
مسألة محل خلاف نحاير العلماء، والرأي المقابل لا يلزم أخذه ولا يلزم رده , فأرجو ألا تجعل هذه المسألة وتر يدندن عليه ليكون دليلا على الديانة والتقوى والورع
(وعار وشنار أن ينكر هذه المسأله أهل مصر، أصحاب الذوق الرفيع , وبلاد القراء , ومأرز الأداء)؟؟؟؟
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[17 Feb 2010, 07:19 م]ـ
[ color=#FF0000] مسألة محل خلاف نحاير العلماء، والرأي المقابل لا يلزم أخذه ولا يلزم رده , فأرجو ألا تجعل هذه المسألة وتر يدندن عليه ليكون دليلا على الديانة والتقوى والورع
(وعار وشنار أن ينكر هذه المسأله أهل مصر، أصحاب الذوق الرفيع , وبلاد القراء , ومأرز الأداء)؟؟؟؟
يا إخوان ما أحد أنكر الخلاف , فلماذا تكررون شيئا متقرر , ولا يخفاكم أن أكثر مسائل الفقه خلافية حتى نكاح المتعة صح عن ابن عباس أنه أباحه فهل يصح أن يستدل بخلاف ابن عباس وهو من هو حبر الأمة وترجمان القرآن رضي الله عنه ومع ذلك لا يستدل بخلافه في هذه المسألة.
فلابد من راجح ومرجوح وهذا هو محل النزاع.
وقد نقلت من كلم العلماء ما يرجح بدعية الألحان في القراءة.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[18 Feb 2010, 12:34 ص]ـ
السلام عليكم
أخي الحبيب الشيخ محمد الشعباني
أولا: قياس الخلاف في الألحان بقياس نكاح المتعة .. قياس مع الفارق
* هناك قول برجوع ابن عباس رضي الله عن ذلك.
* ولو قلنا بعدم رجوعه يكفي ردّ بعض الصحابة علي هذا القول. ثم اشتهار حرمة نكاح المتعة بين أهل السنة. ولا يخفي عليكم أن نكاح المتعة الحكم الوحيد الذي أبيح ثم حرم ثم أبيح ثم حرم (وانتهي الأمر فيه بالتحريم)
ففي جميع الأحوال فالخلاف عند أهل السنة في المسألة غير معتبر (كما لا يخفي عليكم).
أما الألحان بخلاف ذلك تماما، فالخلاف فيه معتبر بين أهل السنة (كما أسلفنا).
قولكم ((وفي المسألة بحث آخر: هل من أباح القراءة بالألحان أباح تعلمها أم أنه أباحها وفاقا للطبع دون أن يتعلمها من الملحنين وأهل الفن؟))
الجواب: شيخنا الفاضل تأمل كلام ابن حجر جيدا القراءة بالألحان من غير أن يتعلمها القارئ هذا ليس بمحل نزاع كما قررتم أنتم وقلتم:
((أعتقد أن الجواب: أن من راعى أحكام القراءة مع النغم أرجح ممن راعى النغم دون أحكام القراءة , وأن أرجح منهما من راعى أحكام القراءة بلا نغم لأنه أتى بالمتفق على استحبابه أو وجوبه ولم يلبسه بما اختلف في كراهته أو تحريمه أو إباحته.)))
فكلام الأئمة عمن تعلم هذه الألحان وقرأ بها عن دراية بها ووعي (وهو محل النزاع) فإن تعلمها دون مباشرة لموسيقي .. فما المانع من تعلمها؟؟ وهل قال أحد: إن تعلم الألحان ـ بدون الموسيقي ـ ليحسن بها صوته حرام؟؟
قلتم (وقد نقلت من كلام العلماء ما يرجح بدعية الألحان في القراءة.)
الجواب: القول بالبدعية ممن حرموا الألحان في شئ من الجور، وخاصة أن مخالفيهم أئمة أصحاب اعتبار، قال ابن حجر (وحكى بن بطال عن جماعة من الصحابة والتابعين الجواز وهو المنصوص للشافعي ونقله الطحاوي عن الحنفية وقال الفوراني من الشافعية في الإباحة يجوز بل يستحب)
سيدي الفاضل تأمل القول بالاستحباب من قول الفوراني .. أليس فيه دعوة خفية لتعلم القراءة بالألحان؟؟ والله أعلم
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مالك حسين]ــــــــ[01 Mar 2010, 12:04 ص]ـ
قال مُلاَّ مُعين الدين الحنفيُّ: "وليس كلُّ ما يُنسبُ إلى الأئمة الأربعة ويُنقَلُ في كُتُبِ مذهبهم ثابتَ النِّسبةِ إليهم! بل أكثرُ ذلك أو كلُّه مِمَّا ارتكبه مَن غلبَ عليهِ الرَّأيُ مِنْ أتباعِهم. - إلى أن قال - ومَن ادَّعى أنَّ هذا مرويٌّ عن أبي حنيفة رحمه الله - مثلاً - أو مالك رحمه الله، أو الشافعيُّ رحمه الله، فَليُصِحَّ السَّندَ بكلِّ ما يُشترطُ في صحتِهِ، ولا أحسبُهم عن هذا إلا عاجزين! "اهـ. ((دراسات اللَّبيب)): (ص156).
فنسبة القول بجواز قراءة القرآن بالألحان لبعض العلماء الكبار، يحتاج إلى مزيد بحث، وتحرير لمحل النزاع.
ولعلي أكتب إن شاء الله بعض ما توصلت إليه في هذه المسألة المهمة.
وأما قول الأخ الفاضل (عبدالحكيم عبدالرازق):
"سيدي الفاضل تأمل القول بالاستحباب من قول الفوراني .. أليس فيه دعوة خفية لتعلم القراءة بالألحان؟؟ ".
فأقول له:
لماذا نبحث ونتلمس دعوة خفية؟
ولو فرضنا جدلاً أن هذا الأمر مستحب؛ ألم يكن من المفترض أن يكون جلياً واضحاً لا خفاء فيه؟
أين أثر هذه الدعوة الخفية على القراء والمقرئين؟
وللحديث بقية، والله الموفق.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[01 Mar 2010, 01:04 ص]ـ
لماذا نبحث ونتلمس دعوة خفية؟
ولو فرضنا جدلاً أن هذا الأمر مستحب؛ ألم يكن من المفترض أن يكون جلياً واضحاً لا خفاء فيه؟
أين أثر هذه الدعوة الخفية على القراء والمقرئين؟
وللحديث بقية، والله الموفق.
السلام عليكم
أخي الكريم اقرأ ما كُتب في هذا الموضوع جيدا قبل أن تعلق ومحل النزاع:
ماذا لو تعلم الألحان بدون آلات موسيقية.
ماذا لو قرأ بالألحان دون الخروج عن قواعد التجويد.
ولك تحياتي
والسلام عليكم
ـ[مالك حسين]ــــــــ[01 Mar 2010, 09:05 م]ـ
السلام عليكم
أخي الكريم اقرأ ما كُتب في هذا الموضوع جيدا قبل أن تعلق ومحل النزاع
عفواً أخي الكريم أنت لم تجب على ما كتبت.
أرجو منك أن تجيب أولاً حتى أكمل معك النقاش؛ بغية الوصول إلى الحق إن شاء الله تعالى.
أما الموضوع فقد قرأته جيداً، بارك الله فيك.
أما تعليقي فكان على جزيئة من الموضوع.
ولي مشاركتان سبقتا فحبذا لو قرأتهما وأبديت رأيك فيهما.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[01 Mar 2010, 10:50 م]ـ
السلام عليكم
أين الكلام الذي تريدني أن أجيب عليك؟ انسخه لي سيدي الفاضل
والسلام عليكم
ـ[مالك حسين]ــــــــ[03 Mar 2010, 12:46 ص]ـ
سيدي الفاضل تأمل القول بالاستحباب من قول الفوراني .. أليس فيه دعوة خفية لتعلم القراءة بالألحان؟؟ والله أعلم
هذه الدعوة الخفية التي لمستها، ما أثرها؟
وهل هناك في ديننا ما تكون الدعوة إليه بخفاء؟
ثم من سبق الفوراني لهذا الأمر؟
القراءة سنة كما لا يخفى عليكم، فبينوا لنا سنة القراءة بالألحان لنتبعها، وبارك الله فيكم
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[04 Mar 2010, 09:35 م]ـ
السلام عليكم
بالنسبة للسؤال الأول .. لا أدري كيف فهمت مسألة الدعوة الخفية .. فالشيخ الشعباني ـ والله أعلم ـ يبدوا أنه فهم قصدي من الدعوة الخفية.
الإمام الفوراني يقول بالاستحباب فكيف يكون هذا الاستحباب إلا بتعلم الألحان؟؟
وقولكم ((ثم من سبق الفوراني لهذا الأمر؟)
الجواب: هل تقر بما قاله الفوراني أولا؟
مسألة الغناء بالموسيقي وبغير موسيقي فرق في جواز الغناء بالألحان بغير مصاحبة للموسيقي، وبين تحريم الغناء بالألحان مصاحبا للموسيقي. والأمر في ذلك ظاهر.
فماذا عليّ لو تعلمت المقامات بدون موسيقي لتحسين أدائي في القرآن؟.
وقولكم ((القراءة سنة كما لا يخفى عليكم، فبينوا لنا سنة القراءة بالألحان لنتبعها، وبارك الله فيكم)
الجواب: سبحان الله .. الإخوة يقحمون القول بأن (القراءة سنة .. ) في أي مسألة!!!.
ما دخل كون القراءة سنة في مسألتنا؟؟!!!
وهل طريقة الأداء فيها سنة وغير سنة؟!!!
اقرأ هذا الحديث:
أَيْ رَدَّدَ صَوْته بِالْقِرَاءَةِ، وَقَدْ أَوْرَدَهُ فِي التَّوْحِيد مِنْ طَرِيق أُخْرَى بِلَفْظِ " كَيْف تَرْجِيعه؟ قَالَ: أ أ أ ثَلَاث مَرَّات " قَالَ الْقُرْطُبِيّ: هُوَ مَحْمُول عَلَى إِشْبَاع الْمَدّ فِي مَوْضِعه، وَقِيلَ كَانَ ذَلِكَ بِسَبَبِ كَوْنه رَاكِبًا فَحَصَلَ التَّرْجِيع مِنْ تَحْرِيك النَّاقَة. وَهَذَا فِيهِ نَظَر لِأَنَّ فِي رِوَايَة عَلِيّ بْن الْجَعْد عَنْ شُعْبَة عِنْد الْإِسْمَاعِيلِيّ " وَهُوَ يَقْرَأ قِرَاءَة لَيِّنَة، فَقَالَ: لَوْلَا أَنْ يَجْتَمِع النَّاس عَلَيْنَا لَقَرَأْت ذَلِكَ اللَّحْن " وَكَذَا أَخْرَجَهُ أَبُو عُبَيْدَة فِي " فَضَائِل الْقُرْآن " عَنْ أَبِي النَّضْر عَنْ شُعْبَة، وَسَأَذْكُرُ تَحْرِير هَذِهِ الْمَسْأَلَة فِي شَرْح حَدِيث " لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ "
فالصحابي في مقدوره تقليد طريقة النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ فلم يفعل .. فلو كانت طريقة القراءة سنة فلم لم يفعلها؟
ففهم ما نسوقه من القول له أهمية في النقاش. والله أعلم
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[04 Mar 2010, 11:33 م]ـ
نتابع نقاشكما ونستفيد أيها الفاضلان فجزاكما الله خيرا , وقد انتهيت إلى أن السلامة لا يعدلها شيء , والسلامة في ترك القراءة بالألحان الموسيقية لأنها لو كانت جائزة على قول قلة من علمائنا فترك الجائز لا إثم فيه ولو كانت مستحبة ـ ولا تبلغه - فترك المستحب لا إثم فيه , وأما إذا كانت بدعة محدثة فهي ضلالة محرمة والوقوع في المحرم ليس من السلامة في شيء , والسلامة فيما كان عليه الصدر الأول ولم يقرأوا بها والأسوة في النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقرأ بها , فالسلامة لا يعدلها شي.(/)
محمد بن أحمد ححود
ـ[أحمد تيسير]ــــــــ[15 Jan 2010, 04:24 م]ـ
الإخوة الأعضاء تحية طيبة مباركة:
نرجوا ممن يعرف الشيخ الفاضل محمد بن أحمد ححود التمسماني الطنجي، أن يزودنا بإيميله أو هاتفه، وأخص بالذكر هنا الإخوة المشتركين في ملتقى الحديث لا سيما وهو مشترك معهم، وحبذا لو تمت دعوته إلى ملتقى التفسير أيضاً.
وجزاكم الله خيراً
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[15 Jan 2010, 05:11 م]ـ
تفضل:
tamsmani@msn.com
[ مستفاد من مشاركته هنا ( http://www.sa66.com/vb/showthread.php?t=4017) ] .
لكني أظنه قد انقطع عن الشبكة كلها مذ فترة طويلة.
ـ[أحمد تيسير]ــــــــ[20 Jan 2010, 12:13 ص]ـ
تفضل:
tamsmani@msn.com
[ مستفاد من مشاركته هنا ( http://www.sa66.com/vb/showthread.php?t=4017) ] .
لكني أظنه قد انقطع عن الشبكة كلها مذ فترة طويلة.
جزاك الله خيراً(/)
طلب مراحعة كتب فضيلة الشيخ توفيق ضمرة حفظه الله
ـ[ابن عامر الشامي]ــــــــ[15 Jan 2010, 10:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
نرجو من الإخوة الأفاضل مراجعة كتب فضيلة الشيخ توفيق إبراهيم ضمرة حفظه الله وهذا الرابط فيه جميع كتب فضيلة الشيخ
هذا هو الرابط
كتب الشيخ توفيق ابراهيم ضمرة حفظه الله. rar (http://www.4shared.com/file/197894754/802c064/______.html)
وهذين الرابطين فيهما كتابين وهما:
أحسن البيان في شرح طرق حفص ابن سليمان وهو بالفلاش مع الصوت
http://www.studyqeraat.com/flashfiles/tybah/
والرابط الثاني فيه كتاب الإتقان في نطق بعض ألفاظ القران وهو بالصوت والفلاش كذلك
http://www.studyqeraat.com/flashfiles/itqan/
ارجوا من كل أخ لبيب لو عنده ملاحظات على احد هذه الكتب ان يراسل فضيلة الشيخ على بريده هذا:
tawfiq_damra@yahoo.com
أو مراسلتي على هذا البريد
Passion15ster@gmail.com
جزاكم الله خيرا
السلام عليكم ورحمة الله(/)
ماذا يقول الكرام في هذا القول الذي ينفي سماع النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن بأذنه؟
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[16 Jan 2010, 03:36 م]ـ
قال أحد المؤلفين عن وحي القرءان إلى النبي صلى الله عليه وسلم:إن نقل المعلومات من ملك نوراني إلى بشر من لحم ودم ليس بالأمر المعتاد بين الناس , ولا هو من أساليب التعلم التقليدية , بل هو كيفية اسمها (الوحي) لا يعرفها حق معرفتها إلا من عاناها , والذي نعرفه عنها أنها تفريغ معلومات من الملك إلى روح الموحى إليه مباشرة من غير مرور على الأذن أو العين البشريتين.
ولعل أقرب شيء نستطيع أن نشبه به ظاهرة الوحي هو الرؤيا المنامية التي تحدث لكل واحد منا في النوم فترى فيه الروح وتسمع ولكن من غير استعمال الأذن والعين , ولعل مما يدل على ذلك قوله تعالى (قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله) وقوله (وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين).
إذن فالقرآن العظيم كان ينزل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم لا على أذنه وقلبه , وهو الوحي كما ذكرنا , قال صلى الله عليه وسلم واصفا تلك الحالة: (أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس – وهو أشده علي – فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال). أ - هـ
فماذا يقول إخواننا الكرام في هذا القول العظيم الذي ينفي سماع النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن بأذنه؟
وقد قال ابن كثير رحمه الله: هذا تعليم من الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم في كيفية تلقيه الوحي من الملك فإنه كان يبادر إلى أخذه ويسابق الملك في قراءته فأمره الله عز وجل إذا جاءه الملك بالوحي أن يستمع له وتكفل الله له أن يجمعه في صدره وأن ييسره لأدائه على الوجه الذي ألقاه عليه وأن يبينه له ويفسره ويوضحه فالحالة الأولى جمعه في صدره والثانية تلاوته والثالثة تفسيره وإيضاح معناه ولهذا قال تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به} أي بالقرآن كما قال تعالى: {ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما} ثم قال تعالى: {إن علينا جمعه} أي في صدرك {وقرآنه} أي أن تقرأه {فإذا قرأناه} أي إذا تلاه عليك الملك عن الله تعالى: {فاتبع قرآنه} أي فاستمع له ثم اقرأه كما أقرأك {ثم إن علينا بيانه} أي بعد حفظه وتلاوته نبينه لك ونوضحه ونلهمك معناه على ما أردنا وشرعنا قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن عن أبي عوانة عن موسى بن أبي عائشة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: [كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة فكان يحرك شفتيه] قال: فقال لي ابن عباس: أنا أحرك شفتي كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرك شفتيه وقال لي سعيد: وأنا أحرك شفتي كما رأيت ابن عباس يحرك شفتيه فأنزل الله عز وجل {لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه} قال: جمعه في صدرك ثم تقرأه {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه} أي فاستمع له وأنصت {ثم إن علينا بيانه} فكان بعد ذلك إذا انطلق جبريل قرأه كما أقرأه وقد رواه البخاري ومسلم من غير وجه عن موسى بن أبي عائشة به ولفظ البخاري فكان إذا أتاه جبريل أطرق فإذا ذهب قرأه كما وعده الله عز وجل
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو يحيى التيمي حدثنا موسى بن أبي عائشة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: [كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي يلقى منه شدة وكان إذا نزل عليه عرف في تحريكه شفتيه يتلقى أوله ويحرك به شفتيه خشية أن ينسى أوله قبل أن يفرغ من آخره] فأنزل الله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به} وهكذا قال الشعبي والحسن البصري وقتادة ومجاهد والضحاك وغير واحد: إن هذه الاية نزلت في ذلك وقد روى ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس {لا تحرك به لسانك لتعجل به} قال: كان لا يفتر من القراءة مخافة أن ينساه فقال الله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه} أن نجمعه لك {وقرآنه} أن نقرئك فلا تنسى وقال ابن عباس وعطية العوفي {ثم إن علينا بيانه} تبيين حلاله وحرامه وكذا قال قتادة.
وقال القرطبي رحمه الله:
قوله تعالى: {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه} قال فاستمع له وانصت ثم ان علينا ان نقرأه فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك اتاه جبريل عليهما السلام استمع واذا انطلق جبريل عليه السلام قرأه النبي صلى الله عليه وسلم كما أقره خرجه البخاري ايضا ونظير هذه الآية قوله تعالى: {ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه} [طه: 114] وقد تقدم وقال عامر الشعبي: انما كان يعجل بذكره اذا نزل عليه من حبه له وحلاوته في لسانه فنهي عن ذلك حتى يجتمع لأن بعضه مرتبط ببعض وقيل: كان عليه السلام اذا نزل عليه الوحي حرك لسانه مع الوحي مخافة ان ينساه فنزلت {ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه} [طه: 114] ونزل: {سنقرئك فلا تنسى} [الأعلى: 6] ونزل: {لا تحرك به لسانك} قاله ابن عباس: (وقرآنه) أي وقراءته عليك والقراءة والقرآن في قول الفراء مصدران وقال قتادة: (فاتبع فرآنه) أي فاتبع شرائعه واحكامه.
فماذا يقول إخواننا الكرام في قول هذا المؤلف الذي ينفي سماع النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن بأذنه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[16 Jan 2010, 05:57 م]ـ
شكر الله لك طرحك يا أخي طارق وجزاك الله خيرا
لعلي أقول مع ما قلت:
إن قول المنكر سماع الرسول صلى الله عليه وسلم للوحي:":إن نقل المعلومات من ملك نوراني إلى بشر من لحم ودم ليس بالأمر المعتاد بين الناس , ولا هو من أساليب التعلم التقليدية". لا يقبل لأنه هو من خالف المعتاد، فمنذ خلق الله آدم عليه السلام والبشرية تتلقى الوحي تنزلا على أنبياء الله نزل به الملائكة وبلغوه وسمعه الأنبياء عليهم السلام. بل الذي لا يعتاد أن يغالط من لا تجد في قلبه فقها للحق.
إن الله تعالى قال عن مثل هذا المغالط الذي نقلت قوله مشكورا: (لهم قلوب لا يفقهون بها). لذلك لم يفهم قول الله: (فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِين).
فإن الوحي نزل على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، نزل به جبريل عليه السلام، وسمعه منه صلى الله عليه وسلم وفقهه في قلبه بإذن الله مصدقا. وهو مقتضى الفطرة.
وهذا معنى (على قلبك) والله أعلم
وأكمل ما يرد به عليه السياق الذي نزلت فيه الآية التي استدل بها هو؛ قال الله:
(وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87) وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ (88) وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89) بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90))
وقال بعد الآية: (منْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98) وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ (99) أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (100) وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101))
والله أعلم
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[16 Jan 2010, 06:06 م]ـ
جزاك الله خيرا أختنا الفاضلة وبانتظار إضافات المشاركين الكرام.
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[17 Jan 2010, 12:17 ص]ـ
عزيزي الأخ طارق
قوله تعالى: ((فإنه نزله على قلبك)) لا يدل على عدم سماعه صلى الله عليه وسلم لأن السماع لا يعني شيئا دون حضور القوة المدركة، والأذن مجرد واسطة لإيصال المعلومة. ونفي السماع هنا يحتاج إلى نص صريح وإلا يكون خبط عشواء. ومعلوم أن للوحي أكثر من صورة: أولا: الرؤيا المنامية، ودليل هذا: (أول ما بدئ به النبي صلى الله عليه وسلم من النبوة الرؤيا الصادقة) و (يا أبت افعل ما تؤمر). ثانيا: الإلقاء في الروع، بدليل (ألقي في روعي .. ) وهذه الصورة لا تحتاج إلى سماع بالأذن. ثالثا: سماع الرسول مثل صلصلة الجرس، وهذا يدل على أنه عليه السلام كان يسمع. رابعا: مجيء جبريل عليه السلام على صورة رجل فيتكلم: وهذا دليل على السماع ..... وهناك صور أخرى.
وقد خاطب الله تعالى موسى عليه السلام فقال: (وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى) وهذا يشير إلى صورة من صور الوحي للأنبياء عليهم السلام. وقوله تعالى في حق زكريا: (فنادته الملائكة .... إن الله يبشرك). صورة أخرى من صور الوحي ... وهكذا تجد الكثير من الأدلة على حصول السماع للوحي. ثم أخيراً ما الداعي للخوض في مثل هذه المسألة وما الفائدة المرجوة، إلا رغبة البعض في التظاهر والتعالم. اللهم إنا نسألك الإخلاص في العلم والعمل.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[17 Jan 2010, 12:40 ص]ـ
قال الإمام الشنقيطي رحمه الله تعالى: (قوله تعالى: {قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله}. ظاهر هذه الآية أن جبريل ألقى القرآن في قلب النبي صلى الله عليه وسلم من غير سماع قراءة ونظيرها في ذلك قوله تعالى: {نزل به الروح الأمين، على قلبك} الآية [26/ 194،193]. ولكنه بين في مواضع أخر أن معنى ذلك أن الملك يقرؤه عليه حتى يسمعه منه، فتصل معانيه إلى قلبه بعد سماعه وذلك هو معنى تنزيله على قلبه. وذلك كما في قوله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به، إن علينا جمعه وقرآنه، فإذا قرأناه فاتبع قرآنه، ثم إن علينا بيانه} [75/ 19،16]، وقوله: {ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما} [20/ 114].أضواء البيان - (1/ 42)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[17 Jan 2010, 10:40 ص]ـ
ثم أخيراً ما الداعي للخوض في مثل هذه المسألة وما الفائدة المرجوة، إلا رغبة البعض في التظاهر والتعالم. اللهم إنا نسألك الإخلاص في العلم والعمل.
أخي الكريم سنان جزاك الله خيرا على ما نقلته من أدلة وإن كان بعضها مما قد سبق وقدمته ردا على هذا القول العظيم من ذاك المؤلف , ولكن لا يصح أن نخوض في نيته لأن النيات لا يعلمها إلا رب البريات , وما في القلوب لا يعلمه إلا علام الغيوب , ولو لم يكن هذا القول بنفي سماع النبي صلى الله عليه وسلم للقرءان بإذنه قد بدأ يظهر لم تكلفت الرد عليه لظهور بطلانه ولكن ابتلينا في هذه الأيام بمن ييتتبع الأقوال الغريبة الشاذة فيتحمس لنشرها , كهذا القول فهو قول قديم للفلاسفة والبعض الآن يريد نشره فلابد من الرد عليه بالأدلة.
وجزى الله عز وجل أخانا إبراهيم الحسني على ما نقله عن الإمام الشنقيطي رحمه الله تعالى في الجمع بين الآيات بقوله: (قوله تعالى: {قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله}. ظاهر هذه الآية أن جبريل ألقى القرآن في قلب النبي صلى الله عليه وسلم من غير سماع قراءة ونظيرها في ذلك قوله تعالى: {نزل به الروح الأمين، على قلبك} الآية [26/ 194،193]. ولكنه بين في مواضع أخر أن معنى ذلك أن الملك يقرؤه عليه حتى يسمعه منه، فتصل معانيه إلى قلبه بعد سماعه وذلك هو معنى تنزيله على قلبه. وذلك كما في قوله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به، إن علينا جمعه وقرآنه، فإذا قرأناه فاتبع قرآنه، ثم إن علينا بيانه} [75/ 19،16]، وقوله: {ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما} [20/ 114].أضواء البيان - (1/ 42).
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[18 Jan 2010, 12:28 ص]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيرا يا شيخ طارق علي هذا النقل.
أعتقد أن هذا القول للشيخ أيمن سويد في كتاب قام فيه بالرد علي الفرجة والشيخ عامر وأورد في مقدمته هذا القول فخانه التوفيق .. أليس صحيحا؟؟؟؟؟
والسلام عليكم
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[23 Jan 2010, 08:15 م]ـ
وعليكم السلام يا شيخ عبد الحكيم
نعم وللأسف قائل هذا الكلام عن الوحي هو فضيلة الشيخ الدكتور أيمن سويد حفظه الله في كتابه (تلقي القرءان الكريم عبر العصور مفهومه وضوابطه) (ص 4 - 5) طبع دار الغوثاني الطبعة الأولى سنة 1429 هـ - 2008 م , وعندما قرأت هذا الكلام العجيب الغريب حسبت الشيخ كتبه في أول حياته العلمية فقد يهون حينئذ الأمر وقد يلتمس بذلك له العذر , ولكني وجدته يؤرخ في آخر كتابه (جدة 19 شوال 1427 الجمعة 10/ 11 / 2006 م , وهذا يعلمنا أمرا مهما طالما نص عليه الأئمة وقد افتقدناه من بيننا في أيامنا هذه وقد أجمعت عليه الأمة (كل يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم) ولا تعارض بين حبنا وتقديرنا لفضيلة الشيخ أيمن وبين أن نقول: أخطأ الشيخ في قوله هذا , وعلى من يتيسر له الاتصال به أن يعلمه لأننا نحسبه من الباحثين عن الحق الرجاعين إليه , ولولا أن قوله هذا في كتاب منشور متداول ما رددنا عليه ولا نشرنا ذلك , ولو أني أستطيع الاتصال به لفعلت ولكني لاأعلم رقم الشيخ حفظه الله , وقد أخطأ في هذا الكتاب خطأ آخر في مسألة الإطباق والفرجة وقال عن الشيخ عامر ما لا ينبغي أن يقال حتى من مخالفه , فنحن نخالف الشيخ أيمن ولكن نحترمه ونرد عليه بعدل وإنصاف إن شاء الله.
أخوكم محمد بن عيد الشعباني.(/)
خطأ فادح في جميع تحقيقات تفسير القرطبي
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[18 Jan 2010, 02:05 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد.
سعدت بوقوفي على تحقيق جليل لكتاب "الجامع لأحكام القرآن" بمؤسسة الرسالة، أشرف على هذا التحقيق الدكتور/ عبد الله بن عبد المحسن التركي.
ومن قبل هذا التحقيق، رأيت تحقيقا قام به: هشام سمير البخاري. الناشر: دار عالم الكتب، الرياض.
وأشهر من هاتين الطبعتين: الطبعة المصرية الجليلة التي استفاد الجميع منها، وقام عليها فريق من أشهر علمائه: أطفيش.
وتفسير القرطبي - وأنتم به أعرف مني - موسوعة.
وينبغي لمن يتصدى لتحقيقه أو التعليق عليه، أن يلم بأشتات مجموعة من العلوم، أهمها ما يخص علوم اللسان، وعلوم القرآن، والفقه، وفي آخر مرحلة: دقائق مصطلح الحديث.
الذي غلب الآن على محققي هذا الزمان الاهتمام بعلوم الحديث، سواء كان الكتاب المحقَّق في الحديث أو في علوم اللغة أو الفقه أو التفسير.
لا بأس.
لكن لا ينبغي أبدًا التصدي لتحقيق تفسير كبير، والمحقق يولي ظهره لعلم من علوم القرآن الأصيلة، ألا وهو: (عد الآي)
في تحقيق مؤسسة الرسالة، وعند التصفح السريع، وجدتهم يخرجون جميع ما يقدرون على تخريجه من الأحاديث والآثار والأقوال، لكن ما يخص عد الآي والاختلاف فيه كان بمنأى عن هذا التخريج.
يعني: القرطبي يذكر أن عدد آي سورة النبأ - مثلا - أربعون أو إحدى وأربعون آية، والمحقق: لا تعليق!
رجعت إلى ص 105 من الجزء 1 حيث يتكلم القرطبي عن الاختلاف في عدد آي القرآن، ويذكر: المدني الأول والأخير، والكوفي،،، .... كل هذا والمحقق لا يرجع إلى كتب عد الآي، ولا يرجع إلى كتاب البيان للداني الذي ينقل منه القرطبي.
فكان ماذا؟
فكان أن أوردوا في الأصل بدون أدنى تعليق:
جميع عدد آي القرآن في المدني الأول: ستة آلاف آية.
انتهى.
بدون تعليق.
بدون تعليق.
بدون تعليق.
ورجوعهم في الهامش إلى "الإتقان للسيوطي".
بدون تعليق.
بدون تعليق.
بدون تعليق.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[19 Jan 2010, 01:57 م]ـ
ينبغي لمن يتصدى لتحقيق تفسير القرطبي أن يعلم: أن علماء العدد اتفقوا على أنَّ عدد آي القرآن عند الجميع: ستة آلاف آية ومائتا آية، وزيادة
وإنما اختلفوا في هذه الزيادة؛
فأقصاها: ست وثلاثون.
وأقلها: أربع.
وأنهم قد يتفقون في عدد آي سورةٍ ما ولكن يختلفون في مواضع رؤوس الآي.
كما في سورة الفاتحة المتفق على أنها سبع آيات.
وينبغي أن يعلم أن لهذا الفن كتبًا أصولاً، وأنَّ للإمام الشاطبي - رحمه الله - فيه: "ناظمة الزهر".
وأن الإمام القرطبي المفسِّر يعتمد فيه على كتاب "البيان" لأبي عمرو الداني.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[19 Jan 2010, 03:07 م]ـ
الإخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتمنى على من يتكلم في موضوع الاختلاف في عد الآيات أن يضع في عين الاعتبار من ليس عنده خلفية في هذا الموضع من غير أهل التخصص حتى لا يظن أن هناك زيادة أو نقصا في كتاب الله.
فالخلاف في هذه المسألة اختلاف في الشكل أما المضمون فهو متفق عليه.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[23 Jan 2010, 04:49 م]ـ
ولا ينبغي التهويل والمبالغةُ في وصف من ترك الأولى بعباراتٍ مثلَ (خطأٌ فادحٌ)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[23 Jan 2010, 07:40 م]ـ
شكر الله للإخوة الأحبة حجازي الهوى وللشيخ محمود وأحب أن أهمس في أذن الأخ الفاضل الشيخ المليجي ـ حفظه الله ـ قائلا: إن زميلا لي لا يشق له غبار في وسطه العلمي جهز رسالة ماجستير في عين هذا الموضوع ثم ذهب إلى أحد المرشحين لمناقشته فقال له: يا ولدي اذهب فقد تم عد المصحف منذ زمن بعيد ويكفي ما كتب في هذا ونحن لا نحتاج إلى المزيد ولم يقبل مناقشته. فليتدبر.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[24 Jan 2010, 02:01 م]ـ
الإخوة الأفاضل.
كيف ترون أني أهوِّل الأمر وهو يسير - يسَّر الله أمري وأمركم - وقد أدَّى التهاون فيه إلى أن ترد في هذا التحقيق الفخم هذه العبارة:
جميع عدد آي القرآن في المدني الأول: ستة آلاف آية.
وهم مع هذا:
في مقدمة التحقيق:
- أخذوا على القرطبي أشياء في تخريج الآثار والحكم عليها.
- عابوا على التحقيقات السابقة نحو ذلك.
- وعدوا بتخريج الآثار، ورد الأقوال لمصادرها، ومراجعة كتب القراءات ونحو ذلك.
وعليه؛
فهذا التحقيق هو في الغاية من المراجعة والتدقيق.
فأين كانت هذه العبارة من مراجعتهم وتخريجاتهم؟
وكيف فات المحقق التنبه إلى الفارق الضخم بين عدد الآي المعروف (6236) وهذا العدد الخطأ الذي أورده.
الدكتور الفاضل/ خضر
أظن كلام الدكتور المرشح للمناقشة - مع احترامي الشديد - ليس وجيها من ناحية، ويدل على عدم اشتغاله وانشغاله بمسائل هذا العلم من ناحية أخرى، وإلا فإن من يفتش في هذه الفنون يمكنه أن يضيف إما تحريرا لمسألة أو شرحا أو تحقيقا أو غير ذلك من أغراض البحث.
وللتدليل على أن الجدَّة لا تزال ممكنة في البحث في هذا الفن يرجى الاطلاع على هذا الرابط:
دراسة في عد الآي للدكتور السالم الجكني ( http://qiraatt.com/vb/showthread.php?t=46)
وأنا غني - بحسن طنكم - عن التنبيه على أنَّ وضع هذا الرابط لم يكن مقصودًا من البداية، وإنما دعت إليه الحاجة في هذا الموضع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالسلام شيث]ــــــــ[09 Jul 2010, 06:43 م]ـ
شكرا لك يا أيها القارئ المليحي على هذه الملاحظة, وفي رأئي أنك هولت القضية بوصفك هذا, فالأولى التنبيه على الأخطاء وإبداء الملاحظات بدون هذه المبالغات وشكرا لك مرة أخرى
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[19 Aug 2010, 06:02 ص]ـ
أشكر الأخ الفاضل القارئ المليجي على هذه الملاحظة الدقيقة، وهذا الخطأ المذكور أعتقد أنه قد خفي أيضاً على بعض من قرأ تفسير القرطبي من المتخصصين في القراءات وعلوم القرآن في أثناء قراءتهم السريعة.
والخطأ في العبارة هو من جهة نسبة العدد المذكور إلى المدني الأول، وخاصة إن عُلم أن المؤلف اعتمد على كتاب البيان لأبي عمرو الداني؛ لأن العدد في البيان خلاف ما ذكره القرطبي.
فيرجع إلى النسخ الخطية للتفسير من أجل المقارنة حتى يتأكد هل الخطأ وقع من المؤلف أم من بعض النساخ أم هناك بياض بعد ذكر العدد ولم ينتبه له المحقق؟، والله أعلم.(/)
لقاء الشيخ الدكتور غانم قدوري الحمد مفرغا على قناة الجزيرة
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[21 Jan 2010, 03:44 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أنقل لكم لقاء الشيخ الدكتور غانم قدوري الحمد مفرغا من قناة الجزيرة حول تاريخ المصحف وطريقة رسمه
تاريخ المصحف وطريقة رسمه
مقدم الحلقة: عثمان عثمان
ضيوف الحلقة: غانم قدوري الحمد/ أستاذ في جامعة تكريت
تاريخ الحلقة: 6/ 9/2009
- مراحل ومنهج كتابة القرآن الكريم
- تطورات كتابة المصحف عبر التاريخ
- قواعد الرسم العثماني وأسباب اختلاف القراءات
- حدود المقاصد التعليمية في تغيير الرسم المصحفي
عثمان عثمان: السلام عليكم مشاهدينا الكرام وأهلا ومرحبا بكم على الهواء مباشرة في حلقة جديدة من برنامج الشريعة والحياة. يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:9]، وحفظ الذكر عام وشامل لنصه ولفظه ورسمه ومعناه، وحديثنا اليوم مخصص لرسم القرآن الكريم فرسم القرآن يختلف عن قواعد العربية اليوم والقاعدة العربية تقول إن اللفظ يكتب بحروف هجائه مع مراعاة الابتداء به والوقف عليه وقد مهد النحاة أصولا وقواعد لذلك، ونتيجة هذه المخالفة قال أحد أئمة العربية "خطان لا يقاس عليهما، خط المصحف وخط تقطيع العروض"، فكيف كتب المصحف الشريف؟ وما مصدر هذا الرسم الموجود بين أيدي المسلمين؟ ولماذا تختلف كتابة الكلمة الواحدة أحيانا بحسب الموضع؟ ولماذا لا يكتب المصحف وفق الكتابة الحديثة؟ تاريخ المصحف وطريقة رسمه موضوع حلقة اليوم من برنامج الشريعة والحياة مع الدكتور غانم قدوري الحمد الأستاذ في جامعة تكريت العراقية، مرحبا بكم دكتور.
غانم قدوري الحمد: حياكم الله أهلا وسهلا.
عثمان عثمان: دكتور قبل معالجة محاور الحلقة نشاهد هذا التقرير معا.
[تقرير مسجل]
نبيل الريحاني: شهر رمضان المعظم وقد هوت فيه أفئدة الناس إلى المساجد ترص الصفوف تعبد الله عز وجل وتستمع إلى الذكر الحكيم إلى القرآن الكريم الذي أنزل في الشهر الفضيل لتبدأ في التاريخ قصة حبل الوحي الذي مد من السماء إلى الأرض. يخبرنا التاريخ أن لفظة "المصحف" أطلقت في أرجح الأقوال على القرآن إثر جمعه بأمر من الخليفة الأول أبي بكر رضي الله عنه لما هاله عدد الحفاظ الذين استشهدوا في واقعة اليمامة، قبل ذلك كان النص القرآني ينزل نجوما أي مفرقا على النبي محمد عليه الصلاة والسلام لأكثر من عشرين سنة فيأمر بحفظه وكتابته ويتشدد في التفريق بينه وبين أقواله التي ستعرف فيما بعد بالسنة القولية، وإذا كان من نتيجة ذلك وجود مصاحف عدة لدى بعض الصحابة فإن تلك المصاحف لم تبلغ ما رعته جهود أبي بكر من الدقة والاحتياط إلى أن جاء عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان وفيه امتدت حركة الفتوحات فاختلط العرب بغيرهم من القوميات وبدت الحاجة ماسة لجمع المصاحف في نسخة واحدة تضع مسألة الأحرف السبعة في محلها الصحيح لتحول دونها وأن تذكي الخلاف بين الألسنة البشرية المختلفة التي شرعت تقرأ النص القرآني.
سالم محمد سالم/ إمام وخطيب- الدوحة: هو مصحف واحد الذي جمعه أبو بكر الصديق بداية ثم آل إلى سيدنا عمر ثم إلى السيدة حفصة ثم نسخه عثمان رضي الله عنه وأرضاه ثم نسخ منه هذه المصاحف وأرسلها إلى الأمصار فالكل متفق عل رسم واحد وهو الرسم العثماني.
نبيل الريحاني: بحلول السنة الخامسة والعشرين للهجرة دخل المصحف القرآني مرحلة جديدة من تاريخه ظهر فيها ما سمي بمصحف عثمان وإن شئت قلت مصحف الإمام، تحتفظ المتاحف عبر العالم بعدد من النسخ النفيسة والنادرة للقرآن الكريم تشير أقدمها إلى ما كان عليه في أول أمره خاليا من النقط والتشكيل والأرقام إلى أن اتخذ له أبو الأسود الدؤلي نقطا بتوجيه من الخليفة الرابع علي بن أبي طالب كرم الله وجهه. ولم تشرق شمس القرن الثالث للهجرة إلا وقد بلغ رسم القرآن شوطا متقدما التحقت به فيما بعد قواعد وعلامات التجويد لتبقى هي وغيرها شاهدا على مدى عناية المسلمين بكتاب يؤكدون أن حملات التشكيك فيه شكلا ومضمونا فشلت أمام الشواهد المتواترة التي تثبت في نظرهم بأنه حق {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ .. } [فصلت:42]. يسألونك عن تاريخ القرآن الكريم قل هي رحلة قطعها
(يُتْبَعُ)
(/)
الوحي المقدس حتى بلغ مرحلة التدوين فضبطت قواعده رسما وتجويدا وتدفقت منه تجارب جمالية عديدة سجلتها أصوات تشدو به آناء الليل وأطراف النهار وأنامل جميلة خطت مثل هذه اللوحات الجميلة. نبيل الريحاني لبرنامج الشريعة والحياة، الدوحة.
[نهاية التقرير المسجل]
مراحل ومنهج كتابة القرآن الكريم
عثمان عثمان: دكتور بداية من المعلوم أن كتابة المصحف بدأت في زمن النبي عليه الصلاة والسلام ولكن كيف كان شكل تلك الكتابة؟
غانم قدوري الحمد: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وبعد، فكتابة المصحف كتابة القرآن أولا سنة نبوية النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي سن هذه السنة وأمر الصحابة أن يكتبوا القرآن، ولكن التركيز والانتباه كان يجتذب الباحثين إلى مصحف عثمان رضي الله عنه لأنه هو الذي ظهر وصار بأيدي المسلمين، أما حقيقة كتابة القرآن فقد بدأت منذ العصر النبوي والنبي صلى الله عليه وسلم كان أميا وهذا من كماله ومن معجزاته أنه كان أميا وأنزل عليه القرآن لكنه مع ذلك اتخذ كتابا للوحي وكان أشهرهم زيد بن ثابت رضي الله عنه، ولدينا مجموعة من الروايات توضح أبعاد العمل الذي تم في زمنه صلى الله عليه وسلم وهي مهمة جدا لأنها تشير إلى أن القرآن الكريم كتب كله في زمنه صلى الله عليه وسلم وتحت نظره وأمره ومراجعته، فأولا الروايات المشهورة تقول إنه صلى الله عليه وسلم كان كلما نزل عليه شيء من القرآن دعا بعض من يكتب له فيقول ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وهذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا، واتخذ كتابا متخصصين بالوحي، له كتاب كثيرون أربعون أو أكثر لكن كان من بينهم من تفرغ لكتابة الوحي وأعد لذلك العدة والمواد التي تلزم الكتابة وكما ..
عثمان عثمان (مقاطعا): كزيد مثلا.
غانم قدوري الحمد: كما ذكرت لك أشهرهم زيد بن ثابت الذي كان يعرف بكاتب الوحي، ولم يأت هذا الوصف من فراغ فزيد بن ثابت رضي الله عنه كان يحتفظ في بيته بمواد للكتابة، وفي الرواية التي رواها ابنه خارجة بن زيد قال "دخل نفر على زيد بن ثابت فقالوا له حدثنا بعض حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ماذا أحدثكم؟! " هذا يعني استفهام تعجبي يعني هناك أشياء كثيرة يمكن أن أحدثكم مما رآه وسمعه من النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن ماذا قال؟ قال "كنت جار رسول الله فكان إذا نزل الوحي أرسل إلي فكتبت الوحي"، لاحظ يعني .. في رواية البخاري عندما كان يتحدث عن تفسير قوله تعالى {لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ .. } [النساء:95]، في صحيح البخاري قال "فقال صلى الله عليه وسلم ليجئ زيد ويأت باللوح والدواة" فكتبت الآيات فكان كلما نزل عليه الوحي، تفيد الحينية يعني كل مرة يحدث هذا. أضف إلى ذلك يعني الكتابة كانت تخضع للمراجعة والتدقيق، فالنبي عليه الصلاة والسلام كان إذا كتب زيد يقول له "اقرأ المكتوب" كما قال زيد، قال "كنت أكتب الوحي عند رسول الله فإذا فرغت قال اقرأه، فاقرؤه فإن كان فيه سقط أقامه" يعني إن كان في نقص أو شيء صلى الله عليه وسلم كان يبين له الصواب، قال زيد "ثم أخرج به إلى الناس"، هذه القطع التي كان يكتب عليها القرآن طبعا لم تكن هناك صحف وأوراق إنما كانت كتبت على أشياء تبدو بدائية ولكنها حققت الغرض من كتابة القرآن، والإنسان عندما يتصور وسائل الكتابة الصعبة آنذاك قلة الكتاب وبجانب هذا يجد النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بكتابة القرآن يحس الإنسان أن هذه الكتابة مقصودة لغرض، لغرض حفظ النص القرآني.
عثمان عثمان: إذاً هناك حفظ مزدوج حفظ يعني نقول مزدوج صدر وسطر.
غانم قدوري الحمد: بالضبط نعم يعني النبي عليه الصلاة والسلام كان يحفظ القرآن ليس محتاجا للكتابة لكنه أمر بالكتابة لأمته ..
عثمان عثمان: ليحفظ بعد حياته عليه الصلاة والسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
غانم قدوري الحمد: فالقطع التي كانت تكتب هذه المتنوعة اللي هي كتف أو عسب النخيل الكرب أو قطع الأديم كانت تراجع، ففي الحديث الذي رواه الحاكم في المسند وغيره أيضا زيد بن ثابت رضي الله عنه قال "كنا عند رسول الله .. " وفي رواية "كنا حول رسول الله نؤلف القرآن من الرقاع"، معنى التأليف هو الترتيب فكانت هذه القطع تراجع ويعيد الصحابة ترتيبها على ضوء ما يسمعون من قراءة رسول الله فالإمام مالك بن أنس رحمه الله يقول "إنما ألف القرآن على ما كانوا يسمعون من قراءة رسول الله".
عثمان عثمان: ألف القرآن؟
غانم قدوري الحمد: بمعنى رتب، ترتيب الآن المصحف على ما كانوا يسمعون من قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم سواء كان ترتيب الآيات في السور أو ترتيب السور في المصحف.
عثمان عثمان: حاليا دكتور بين أيدينا ما يسمى بالمصحف العثماني ما المقصود بهذا المصحف وما علاقته بالمصحف الذي جمع أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه؟
غانم قدوري الحمد: المصحف العثماني هو يعني إشارة إلى المصاحف التي نسخت في زمن عثمان رضي الله عنه، هو لم يعني ينشئ شيئا جديدا وإنما عندما جمعت الرقاع يعني القطع التي كتب عليها القرآن في زمن أبي بكر رضي الله عنه نتيجة -كما جاء في التقرير- ما حدث من حروب ووفاة واستشهاد بعض الحفاظ، الخليفة الأول أبو بكر الصديق رضي الله عنه أمر زيد بن ثابت ومعه بعض الصحابة يساعدونه جمعت هذه القطع وكتبت في الصحف، لأول مرة يكتب القرآن في صحف منظمة وهذه الصحف بقيت عند أبي بكر ثم لما توفاه الله انتقلت إلى سيدنا عمر بن الخطاب ثم لما توفاه الله انتقلت إلى حفصة أم المؤمنين، في خلافة عثمان رضي الله عنه برز نوع من الخلاف في القراءة يعني كان في رخصة القراءة حسب تنوع لهجات العرب، والصحابة رضي الله عنهم قرؤوا القرآن بهذه الرخصة لكن التابعين لم يدركوا الحكمة وأبعاد هذه الرخصة فصار النقاش بعضهم يقول قراءتي أصح من بعض، ولهذا الله سبحانه وتعالى ألهم سيدنا عثمان أن يأمر بنسخ المصاحف وتوزيعها وأمر بإحراق ما سواه، لم؟ حتى تتوحد النسخ تتوحد المصاحف اللي بأيدي المسلمين وتكون على النص الذي كتب في زمنه صلى الله عليه وسلم.
عثمان عثمان: إذاً كتب المصاحف ووزعها على باقي الأمصار، فضيلة الدكتور يعني الكتابة التي كانت في زمن سيدنا عثمان رضي الله عنه هل هي نفسها مطابقة لشكل الكتابة التي كتبت في عهد أبي بكر رضي الله عنه؟
غانم قدوري الحمد: أكيد النص هو هو وهناك شواهد على هذا، أولا هم نقلوا من الصحف يعني ما جاؤوا بشيء آخر كانوا يقرؤون الصحف ويملونها كانت الناس تملي بعضهم يملي وبعضهم يكتب، وأذكر لك وللأخوة المشاهدين رواية رواها البخاري رحمه الله في صحيحه الرواية أن عبد الله بن الزبير وهو أحد كتاب المصاحف قال لسيدنا عثمان رضي الله عنه قوله تعالى {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً .. } [البقرة:234]، نسختها الآية الأخرى اللي فيها يتربصن بأنفسهن { .. إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ .. } [البقرة: 240]، عبد الله بن الزبير يقول لسيدنا عثمان وهو الخليفة وحافظ القرآن وكاتب الوحي قال له "لم تكتبها؟ "هذه آية منسوخة لماذا نكتبها بالمصاحف؟ انظر ماذا قال سيدنا عثمان قال له يا ابن أخي لا أغير شيئا منه. من مكانه هذه كلمة مهمة جدا سيدنا عثمان وهو الخليفة ويستطيع أن يمحو ما يشاء إذا لو كان الأمر بهذه السهولة لكن هو حرص أن يأتي القرآن مكتوبا مطابقا لما كتب في زمنه صلى الله عليه وسلم ما خرج شيء عن النص الذي كان موجودا في الصحف اللهم إلا شيء، سيدنا عثمان قال للجماعة الذين كتبوا المصحف "إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش إنما نزل القرآن بلسانهم"، فكان تراجع طريقة كتابة يعني الحروف التي تكون منها الكلمة مثلا اختلفوا في كلمة "التابوت" هل تكتب التابوت تاء طويلة أو التابوه بالهاء؟ زيد بن ثابت قال "نكتبها بالهاء لأنه هو في لغة أهل المدينة يقفون عليها بالهاء يقولون التابوه مثلما يقولون الحياه، فمن معه من كتاب المصاحف من قريش قالوا لا نكتبها التابوت لأن أهل مكة يقفون عليه بالتاء، قال فاختلفوا فرفعوا هذا الأمر إلى سيدنا عثمان سألوه
(يُتْبَعُ)
(/)
وقالوا له هذه نكتبها بالتاء أو بالهاء؟ قال اكتبوها بالتاء على لسان قريش. فكان في مراجعة وتدقيق للإملاء وليس لزيادة أو حذف لأنه حصل أن سيدنا عمر جاء قال في نص هذا الحديث "الشيخ والشيخة إذا زنيا" قال اكتبوها هذه قرآن، لكن هي كانت من الأحاديث المعروفة سيدنا عمر تصور أنها قد تكون من القرآن فقال لا تكتب، فما كان يعني يقبل أن يزاد شيء عن النص الموجود الذي كتب طبعا في زمنه صلى الله عليه وسلم، والزهري يقول "قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن القرآن جمع في شيء وإنما كان مفرغا في الكرانيف والعسب"، موجود ومكتوب ولكن مفرغ في هذه الرقاع فجمعت في الصحف ثم الصحف نسخت في المصاحف فما موجود في مصاحف سيدنا عثمان هو عين ما في الصحف وهو نفس ما كان في الرقاع وإنما حصل هذا النسخ والجمع وإلى أن انتهى بالمصحف الذي يعني معروف الآن.
تطورات كتابة المصحف عبر التاريخ
عثمان عثمان: نعم الآن الرسم الذي بين أيدينا فضيلة الدكتور من أين جاء؟ ما مصدره؟ هل هو نفسه مطابق لما كان الرسم في زمن سيدنا عثمان رضي الله عنه؟
غانم قدوري الحمد: هو الخط ينظر إليه من جانبين هذا يعني سؤالك يمكن النظر إليه من جانبين جانب شكل الخط الفني، الشكل تغير الشكل يعني هو الحرف العربي لكن كانت الكتابة العربية يغلب عليها الخط اللي يسمونه اليابس يعني ذو الزوايا الحادة وكان يعرف بعد ذلك بالخط الكوفي والمصاحف الأولى كتبت بهذا الخط، ولدينا الآن نسخ مكتوبة على الرق عدة نسخ متفرقة في العالم بهذا الخط لكن الآن المصاحف الآن هذه طبعا بعد ثلاثة أربعة قرون في القرن الرابع تغير الخط من هذا الخط اليابس الكوفي إلى الخط اللين النسخ أو يسمى الريحاني والآن إذا تشوف مصحف المدينة النبوية اللي هو الآن آخر مصحف وأشهر مصحف عندنا مكتوب بخط النسخ ولكن عندما تأتي تطابق الحروف هي نفسها فنعم إذا تنظر إلى هذا الجانب تطور الخط ولكن إذا تنظر إلى طريقة كتابة الكلمات فلا، فنساخ المصاحف حافظوا على هذا الرسم العثماني ..
عثمان عثمان (مقاطعا): كما ذكرنا مثال التابوت مثلا.
غانم قدوري الحمد: آه وهذا إجماع من الأمة يعني لا يخرقه بعض الروايات اللي تقول إن البعض أجاز أو كذا ولكن طبعا هناك إجماع ونصوص متواترة وقديمة وحديثة وفتاوى على وجوب المحافظة على هذا الرسم وهو ما حاصل فعلا.
عثمان عثمان: لكن طرأ على كتابة المصحف وعلى رسمه عبر التاريخ تطورات مثل النقط والشكل إلى غير ذلك، كيف كان شكل المصحف الأول دكتور؟
غانم قدوري الحمد: نعم شكل المصحف الأول كان مجردا فقط النص القرآني مجرد من كل شيء لا تكتب أسماء السور ولا أرقام الآيات ولا توجد نقاط الإعجام اللي تميز الحروف ولا الحركات ولا الأجزاء، كل هذا كان غير موجود كان فقط يبدأ النص بالبسملة ثم النص القرآني نص الآيات، لكن هذا الخط بعد ذلك صعب على الناس بعد جيل الصحابة، جيل الصحابة كانوا يحفظون ويمكن أن يقرؤوا بسهولة هذا الخط لكن الأجيال التالية وجدت صعوبة فيها لهذا العلماء سارعوا إلى ضبط النص اخترعوا طريقة للحركات على مرحلتين ونقطوا الحروف ثم العلماء بعد ذلك اجتهدوا في أن يساعدوا القراء في موضوع ترقيم الآيات وتقسيم القرآن إلى أجزاء وأحزاب.
عثمان عثمان: دكتور طبعا نحن سنشاهد الآن على الشاشة صورا لمراحل تطور رسم القرآن الكريم ويمكنكم التعليق عليها لو أحببتم يعني أمامكم على الشاشة.
غانم قدوري الحمد: هذا أحد المصاحف القديمة موجود في القاهرة في جامع الحسين في القاهرة لاحظ كيف الخط مجرد من النقاط والحركات هذه الزخرفة فقط أضيفت إلى البسملة والبقية فقط الحروف، هذا في مصحف القاهرة إيه نعم، هذا مرحلة ثانية هذه الصورة منقطة بنقاط الإعراب يسمى نقط أبو الأسود الدؤلي لاحظ النقط الحمراء سنحاول أن نوضح اختلاف هذه النقط ..
عثمان عثمان (مقاطعا): هناك نقاط صفراء أيضا.
(يُتْبَعُ)
(/)
غانم قدوري الحمد: نعم نقاط صفراء للهمزات والحمراء للحركات، هذه المرحلة الثانية في تطور كتابة المصحف، يعني النقطة الحمراء فوق الحرف فتحة تحت الحرف كسرة أمام الحرف ضمة ونقطتين للتنوين، هذا اختراع أبو الأسود الدؤلي متوفى 69. هذا غلاف لمصحف طوبقبي في اسطنبول في تركيا أحد المصاحف القديمة أيضا مكتوب بالخط الكوفي وفيه إضافات فيه لاحظ هذه الزخرفة مكتوب اسم السورة في داخل هذه الزخرفة في إشارات، هذه الصورة المكتملة لرسم المصحف وتنقيطه وتحريكه، وهذا مصحف ابن البواب المكتوب 391 يعني قبل 1050 سنة تقريبا كامل من كل شيء إلا أرقام الآيات لكن هناك علامات للآيات، هذه الصورة هي صورة من مصحف المدينة النبوية وإذا تقارنها وتضعها بجانب مصحف ابن البواب تجد يعني ملامح الكتابة والتحريك تقريبا متشابهة ومتوافقة، ولاحظ انظر إلى هذه صحيح هي شوية لونها داكن وغامق لكن لما الواحد يدقق فيها ويقرأها سيجد أن المصحف أخذ الشكل الأخير منذ ذلك التاريخ هذا مصحف ابن البواب أحد المصاحف القديمة.
عثمان عثمان: دكتور الآن المصاحف الموجودة في العالم الإسلامي بين أيدي المسلمين يقرؤونها هل كلها بالرسم العثماني أم أن هناك مصاحف تختلف من حيث الرسم؟
غانم قدوري الحمد: هو لا أستطيع أن أجيبك جوابا قاطعا في هذا، المصاحف كثيرة الموجودة مطبوعة ومخطوطة لكن ما أعرفه معظم المصاحف القديمة والحديثة يلتزم فيها بالرسم.
عثمان عثمان: ربما البعض يعني يكون عنده إشكالية حول بعض المصاحف التي تقرأ على رواية ورش أو على يعني غيرها يكون هناك اختلاف في رسم الكلمات أو في الكتابة.
غانم قدوري الحمد: هو في الحقيقة الرسم الهيكلي للكتابة لا يختلف يعني المصاحف التي ضبطت على رواية ورش عن نافع رسم الكلمات هو نفسه في المصاحف المضبوطة على رواية حفص عن عاصم، إنما الفرق هو في أن بعض الكلمات يعني الفتحة تكون كسرة أو ضمة أو الفعل يكون مشددا أو مخففا في الضبط فقط في كلمات محدودة طبعا يعني ما في خلاف من هذا الجانب يعني الرسم العثماني هو الموجود في هذه المصاحف وهذه المصاحف.
عثمان عثمان: نلاحظ أيضا يعني هناك علامات في المصحف الشريف مثل الهمزة المد السكون وغير ذلك هناك أشكال مختلفة، كيف يمكن توضيح هذا الأمر؟
غانم قدوري الحمد: كما ذكرت يعني في البداية وكما معروف المصاحف الأولى كانت مجردة من النقط ومن الحركات فالعلماء سارعوا في القرن الأول في القرن الثاني إلى تكميل الكتابة العربية حتى يسهل القراءة في المصاحف، فأول خطوة كانت أبو الأسود الدؤلي رحمه الله في زمن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه أو في هذه الفترة بعده بقليل ابتكر طريقة جديدة للحركات، طبعا يعني لماذا هو اتجه إلى التنقيط وليس إلى اختراع حروف للحركات؟ صار إجماع على شكل المصحف يعني إذا اخترع حرف للفتحة أو حرف للضمة أو الكسرة سيكسر الرسم إذا .. ولهذا التجأ إلى الحركات إلى التنقيط لتمثيل الحركات النقطة فوق الحرف بلون طبعا لون يخالف اللون المداد عادة يكون بالأحمر فوق الحرف النقطة للفتحة وتحتها للكسرة وبين يديها يعني أمام الحرف الضمة والنقطتان تدلان على التنوين، وطبعا في البداية كره بعض العلماء هذا التنقيط لأنه جديد لكن النتيجة للحاجة إليه أقروه وجاء الخليل بن أحمد الفراهيدي رحمه الله في القرن الثاني تلامذة أبي الأسود نصر بن عاصم اخترع نقاط الإعجام التي تميز بين الحروف المتشابهة كان يضع نقطة على الدال فتكون ذالا أو على الراء فتكون زايا هذا نصر بن عاصم، فصار عندنا نوعان من النقاط نقاط الحركات ونقاط الإعجام هذا فيه نوع من الإرباك للقارئ، فالخليل بن أحمد الفراهيدي استبدل النقاط الحمراء للحركات بالحروف الصغيرة يعني الضمة هي واو صغيرة الكسرة تقريبا ياء صغيرة مردودة الفتحة ألف مائلة وكذا واخترع معها اخترع رمزا للهمزة لأن الهمزة كانت تكتب فقط بالألف ليس هناك همزة وصل وقطع واخترع المدة والشدة وهذه بحيث أصبحت الكتابة العربية وافية يعني لا يوجد صوت إلا له رمز يمثله حرف أو علامة.
عثمان عثمان: دكتور نتابع إن شاء الله بعد الفاصل قواعد الرسم العثماني، فابقوا معنا مشاهدينا الكرام نعود إليكم بإذن الله تعالى.
[فاصل إعلاني]
قواعد الرسم العثماني وأسباب اختلاف القراءات
(يُتْبَعُ)
(/)
عثمان عثمان: أهلا وسهلا بكم مشاهدينا الكرام من جديد إلى حلقة هذا الأسبوع من برنامج الشريعة والحياة والتي هي بعنوان "تاريخ المصحف وطريقة رسمه" مع فضيلة الدكتور غانم قدوري الحمد الأستاذ في جامعة تكريت العراقية. دكتور هل يمكن الحديث عن قاعدة أو جملة قواعد يمكن من خلالها ضبط الرسم للمصحف العثماني؟
غانم قدوري الحمد: نعم، لا شك الرسم العثماني انبنى على قواعد والرسم العثماني ينبغي أن يعني المشاهد والدارس أن يتصور أنه هو هذا كتب في المصحف، الصحابة كتبوا القرآن في المصحف بالإملاء الذي كانوا يكتبونه في ذلك الوقت يعني لم يكن للعرب إملاء وقواعد وكتب خلافها في المصحف هو هذا اللي كان يكتب، القاعدة الأساسية في رسم المصحف هو أن اللفظ يكتب بحروف هجائه مبدوءا به وموقوفا عليه هذه تقريبا 90% من الكلمات مكتوبة على هذه القاعدة، ولكن في تقاليد كتابية موروثة الصحابة رضي الله عنهم راعوها في كتابة المصحف فنجد بعض الكلمات لا يطابق رسمها النطق إما بحذف حرف أو زيادة حرف أو إبدال حرف أو فصل حرف أو وصله.
عثمان عثمان: لماذا؟
غانم قدوري الحمد: لأن الكتابة لم تكن قد أخذت شكل القواعد المستقرة، فمن الناحية الموضوعية في بعض الكلمات ممكن أن تكتبها على الوصل فتكتب برسم تكتبها على الوقف تكتبها برسم آخر، الكتابة العربية يعني اللي كتب بها المصحف الرأي الراجح أنها متحدرة عن الخط النبطي، الأنباط قبائل عربية أقامت دولة في البتراء قبل الميلاد بقرن وبعد الميلاد بقرن انحدر الخط العربي من الخط النبطي المنحدر من الخط الآرامي الخط النبطي ما كانوا يكتبون الألفات في وسط الكلمات.
عثمان عثمان: دكتور هناك أيضا نلاحظ كلمات نفس الكلمة تختلف في الكتابة من موقع إلى آخر أو من موضع إلى آخر حسب المعنى ما تفسير ذلك؟
غانم قدوري الحمد: نعم دعني أول مرة أكمل لك القواعد، فالكلمات بعض الكلمات رسمها لا يوافق النطق، العلماء علماء الرسم عند الرسم المصحفي حصروا القواعد هذه بخمسة أمور، أولا ما وقع فيه حذف ما وقع فيه زيادة ما وقع فيه إبدال ما وقع فيه فصل أو وصل وخصوا الرسم بفصل خاص هذه القواعد الخمسة التي تحدد ظواهر الرسم المصحفي. ما ذكرته جنابك أن بعض الكلمات تكتب هنا بإملاء وتكتب هناك بإملاء لأن القاعدة تسمح بذلك وسأضرب لك مثالا من حياتنا الآن يعني من كتابتنا الآن لو واحد كتب كلمة "لاكن" هذه وكتبها بالألف وأحيانا البعض يكتبوها بهذا، هذه من الناحية اللغوية صحيحة هذه أصح من "لكن" اللي نكتبها ..
عثمان عثمان (مقاطعا): الإملاء مطابق للفظ.
غانم قدوري الحمد: للفظ، بينما نكتبها "لكن" بغير الألف، في زمن الصحابة رضي الله عنهم كانت الكلمات لا تزال بين أن تكتب مثلا كلمة "الكتاب" واحد من كتاب المصحف ممكن كتبها "الكتااب" حط لها ألفا في كم موضع ولكن أكثر ما كتب بغير الألف فيعني القاعدة -الله أعلم في هذا- يعني الرأي الراجح في هذا أن القواعد كانت تسمح بهذا التنوع لأن هذه لاحظ هذه كتابة المصحف هي أول تجربة للكتابة العربية كتابة نص كبير القرآن المصحف هو أول كتاب عرفته المكتبة العربية فلا تزال في حرية في طريقة رسم الكلمات أو في تنوع.
عثمان عثمان: دكتور نأخذ بعض السادة المشاهدين، الأخ سامر الخفاجي من العراق السلام عليكم أخ سامر.
سامي الخفاجي/ العراق: عليكم السلام ورحمة الله أنا سامي الخفاجي، سامي الخفاجي أستاذ العلوم القراءات العشر في العراق.
عثمان عثمان: تفضل دكتور.
سامي الخفاجي: نعم الحقيقة دائما يتطرق .. نرحب بالأستاذ الدكتور غانم ترحيبا كبيرا. والحقيقة هنالك يغفل جانب مهم في المحافظة أو النص القرآني هو محفوظ بعناية ربانية كما قسم الله تعالى في القرآن الكريم بأن هذا القرآن {لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} [الواقعة:79]، وهو في رسمه معجز وهو في كلامه معجز وفي وصفه القرآني معجز، ولكن البحث دائما هنالك التشكيك هل نقل -عن الأسباب- نقل من عثمان نقل من فلان نقل من فلان فيعتقد الناس أن فيه أخطاء فيه النحو فيه الإملاء، هذا كله لا صحة له، هو القرآن محفوظ بعناية ربانية وكذلك في القراءات العشر. آسف أن يكون الكلام مرتبكا شوية لأنه في سرعة في الاتصال. مسألة رواية ورش هي تختلف عن رواية حفص فقط في فرش الحروف أما الرسم القرآني
(يُتْبَعُ)
(/)
هو ثابت كما تفضل الدكتور، وأختم، الله تعالى كما قلنا في المحافظة على القرآن الكريم في سورة الواقعة قال {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ، وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ} [الواقعة: 75، 76] إلى آخر الآية وكذلك قال {فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ، وَمَا لَا تُبْصِرُونَ} [الحاقة: 38، 39]، هذه كلها محافظة القرآن من الله جل وعلا. ونشكركم على هذا.
عثمان عثمان: شكرا، شكرا الأخ سامي من العراق، الأخ محمد الحربي من السعودية.
محمد الحربي/ السعودية: السلام عليكم.
عثمان عثمان: عليكم السلام ورحمة الله تفضل أخي الكريم.
محمد الحربي: كل عام وأنتم بخير إن شاء الله.
عثمان عثمان: وأنتم بخير بارك الله فيكم، تفضل أخي الكريم.
محمد الحربي: يقول الله سبحانه وتعالى { .. كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} [هود:1]، هناك بعض أخواننا في الدين من يدعي بأن القرآن محرف وهذا موجود عند بعض المذاهب ..
عثمان عثمان: نعم، السؤال؟
محمد الحربي: والله سبحانه وتعالى يقول في هذه الآية إنه أحكمت آياته، فما أدري وش رد الدكتور حفظه الله ورعاه وجعله ذخرا للإسلام والمسلمين.
عثمان عثمان: شكرا جزيلا، الأخ عبد العزيز القحطاني أيضا من السعودية، عبد العزيز القحطاني .. الأخ عبد العزيز القحطاني من السعودية تسمعني أخي الكريم؟ شكرا جزيلا. دكتور، الأخ سامي الخفاجي من العراق يتحدث عن أن القرآن كما هو معجز في لفظه وفي معناه هو أيضا معجز في رسمه.
غانم قدوري الحمد: أولا أنا أوافق الأخ ما قاله إن القرآن الكريم محفوظ بعناية ربانية ولكن الله سبحانه وتعالى جعل هذا الحفظ أن هيأ أسبابه بأيدي الصحابة رضوان الله عليهم ذلك الجيل يعني الذي تحقق على يديه كتابة القرآن ونشر الدعوة وترسيخ الدين وبثه في المعمورة، يعني لو شاء الله سبحانه وتعالى لأنزل كتابا مكتوبا لكن الله تعالى قال {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:9]، وهذا الحفظ أكيد لكن لاحظ كيف الله سبحانه وتعالى هيأ الأسباب يعني لولا العناية الربانية لما أمكن أن يكتب القرآن بوسائل هذه الوسائل التي كتب بها وحفظ في يعني القرآن الآن الدارسون من مستشرقين ومسلمين يعني المستشرقون نذكر باعتبار هؤلاء لا يؤمنون بأن القرآن وحي من الله وبعضهم يشكك في جوانب من تاريخه ولكن يقولون لا يوجد كتاب سماوي بقي محفوظا نصه من لدن ظهوره إلى زماننا هذا إلا القرآن لأنه كتب في زمن النزول وحوفظ على هذا النص وبقي مثلما ورد.
عثمان عثمان: ولا يمكن تحريفه أبدا.
غانم قدوري الحمد: ولا يمكن تحريفه ولا تبديله ولا زيادة عليه.
عثمان عثمان: نأخذ الأخ أنور موسى من إيطاليا -فضيلة الدكتور- السلام عليكم أخ أنور.
أنور موسى/ إيطاليا: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عثمان عثمان: تفضل أخي الكريم.
أنور موسى: بارك الله فيكم على هذا البرنامج المفيد، عندي سؤال للدكتور، سبب وجود عدة روايات في القرآن الكريم.
عثمان عثمان: كيف؟
أنور موسى: رواية مثلا رواية حفص رواية قالون رواية ورش، يعني كيف، كيف ولدت هالروايات هذه؟ وبعدين اختلاف حتى عدد السجدات في بعض الروايات يعني من رواية لرواية؟
عثمان عثمان: شكرا أخ أنور بارك الله فيك، دكتور تجيب على السؤالين باختصار بارك الله فيك.
غانم قدوري الحمد: نعم موضوع روايات القراءات القرآنية هذه القراءات القرآنية أصيلة والنبي صلى الله عليه وسلم أقرأ الصحابة بها، القرآن الكريم في الرواية القول الراجح أنه نزل بلغة قريش لأن النبي صلى الله عليه وسلم من قريش ولكن شق على الصحابة من القبائل الأخرى أن يقرؤوا القرآن بالأداء ذاته فالله سبحانه وتعالى رخص للصحابة أن يقرؤوا القرآن بما تيسر لهم كما قال في قوله صلى الله عليه وسلم الحديث المشهور "إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه"، هذا الحديث رواياته كثيرة وصحيح متواتر، هذه الأحرف السبعة هي ما قرئ هذه القراءات الموجودة الآن.
عثمان عثمان: يعني هون ربما السؤال ما علاقة الرسم العثماني بالأحرف السبعة؟
غانم قدوري الحمد: هذا يعني له علاقة بالأمر، القرآن الكريم كتب بلسان قريش هذا طبعا ..
عثمان عثمان: ما المقصود بلسان قريش دكتور؟
(يُتْبَعُ)
(/)
غانم قدوري الحمد: يعني لغة قريش يعني إذا قلنا ما المقصود بنزول القرآن بلغة قريش؟ معناه أن النبي ..
عثمان عثمان (مقاطعا): مقصود فيها لهجة قريش يعني؟
غانم قدوري الحمد: النبي صلى الله عليه وسلم عندما كان يتلو القرآن ويعلمه للصحابة كان ينطق العربية كما ينطقها أهل مكة، ولما كتب القرآن كتب بهذه الطريقة يعني قبائل العرب لهجاتهم مختلفة فبعضهم يهمز فيقول رأس وبعضهم لا يهمز يقول راس أو ذئب بعضهم يميل وبعضهم يفتح وبعضهم يرقق أو يفخم، فلغات العرب كانت متباينة على ما نجده الآن يعني هي مسألة سنة ماضية في اللغات البشرية، لا توجد لغة تنتشر في منطقة واسعة تحافظ على نطق واحد يظهر فيها التنوع اللهجي. ففي زمنه صلى الله عليه وسلم خاصة بعد الفتح فتح مكة دخل الناس في دين الله أفواجا من قبائل شتى فبعضهم كان يصعب عليه الانتقال إلى أو أن يقرأ القرآن كما يقرؤه النبي صلى الله عليه وسلم بلغة قريش كما يقرؤه الصحابة الأوائل ولهذا نزلت الرخصة، فهذه القراءات هي تنوع في الأداء وليس نصا آخر وظهرت طبعا القراءات أخذها عن الصحابة التابعون وتابع التابعين والآن إحنا عندنا قراءة سبعة وعشرة هؤلاء القراء عاشوا في القرن الثاني الهجري لكن قراءاتهم ترجع إلى قراءات التابعين والصحابة، أضرب لك مثالا ولو باختصار، قراءاتنا الآن حفص عن عاصم، عاصم بن أبي النجود الكوفي المتوفى 128 أو 127 أخذ القراءة عن مجموعة من العلماء التابعين أشهرهم أبو عبد الرحمن السلمي الذي جاء بالمصحف من المدينة لما كتبت المصاحف في المدينة فسيدنا عثمان سير مع كل مصحف عالم بالقراءة فجاء أبو عبد الرحمن وجلس في الكوفة يعلم الناس أربعين سنة في المصحف في مسجده الجامع، عاصم قرأ على أبي عبد الرحمن السلمي وقرأ على زر بن حبيش الأسدي اللي هو تلميذ ابن مسعود فأخذ قراءته عن طبعا الآن أبو عبد الرحمن السلمي أخذها عن زيد بن ثابت عن عثمان في المدينة، عبد الله بن مسعود أخذها زر أخذها عن عبد الله بن مسعود فقراءاتنا هي قراءات الصحابة وفيها هذا التنوع، يعني هذا باختصار الموضوع هذا.
حدود المقاصد التعليمية في تغيير الرسم المصحفي
عثمان عثمان: نعم دكتور الآن لو أردنا أن نتحدث بشكل واقعي، هناك إملاء حديث وهناك رسم مصحفي ما العلاقة بين هذا الإملاء وبين ذلك الرسم؟
غانم قدوري الحمد: الإملاء الحديث أنا ذكرت في الكلام السابق في وقت نزول القرآن لم يكن للعرب إلا هذا الإملاء الذي كتب فيه المصحف وكان فيه هذا التنوع، لما ظهرت المدارس اللغوية وظهر علماء اللغة ودونوا قواعدها راجعوا قواعد الرسم وبنوه على أسس صرفية ونحوية وحاولوا أن يوحدوا القاعدة التي فيها تنوع، يعني مثلا أضرب لك مثالا، رسم تاء التأنيث مثلا "رحمة" في المصحف مرة تكتب بالتاء الطويلة مرة تكتب بالتاء المدورة، لما جاء العلماء قالوا نكتبها بالتاء المدورة، لماذا؟ لأنهم بنوا الرسم على رسم الكلمة بحروف هجائها موقوفا عليها مبدوءا بها وموقوفا عليها، فالآن صار تمايز بين ما يكتبه الناس اللي هذه الصورة الجديدة اللي قعدها العلماء وبقي المصحف محافظا على صورة الكتابة القديمة فنحن عندنا الآن صار إملاء وهو لا يبتعد كثيرا إملاؤنا الآن أصله هو رسم المصحف حصل فيه فقط محاولة تقعيد القواعد توحيد القواعد اللي فيها تنوع.
عثمان عثمان: دكتور لو أردنا الآن أن نأخذ مثالا هناك الرسم العثماني المصحفي طبعا هناك من يتحدث عن وجوب الالتزام بهذا الرسم المصحفي وربما يذهب إلى تحريم الرسم بغيره.
غانم قدوري الحمد: نعم موضوع الالتزام بالرسم المصحف هذا تقريبا يعني إجماع على هذا الأمر ..
عثمان عثمان (مقاطعا): يعني هل في المحافظة على هذا الرسم أسلوب من أساليب الحفاظ على النص القرآني؟
غانم قدوري الحمد: لا شك أن المحافظة على الرسم العثماني هي جزء من المحافظة على القرآن لأنه الآن لو غيرنا هذا الرسم كتبناه بإملائنا لا نستطيع أن نقول هذا المصحف هو الذي كتبه الصحابة.
عثمان عثمان: لو استخدمنا الإملاء للتعليم.
(يُتْبَعُ)
(/)
غانم قدوري الحمد: هذا في فتاوى العلماء، أولا العلماء قديما والفتاوى فتاوى مجمع البحوث الإسلامية في مصر فتاوى هيئة علماء كبار العلماء في السعودية وفي المجمع الفقهي الإسلامي التابع لرابطة .. أفتوا بوجوب الالتزام والمحافظة على الرسم العثماني في كتابة المصاحف، يعني الآن لا يسمح بطبع مصحف إذا لم يكن مكتوبا على الرسم العثماني لكن في الكتب والبحوث الكتب المدرسية التعليمية اللي تستشهد بآيات البعض أجاز أن يكتب بالرسم الإملائي تسهيلا للمتعلم أن يقرأه ولكن هذه كان في صعوبة سابقا في نقل رسم المصحف في هذه الكتب اللي تطبع، الآن هذه المسألة حلت بوسائل الطباعة الحديثة وهذه النسخ الإلكترونية للقرآن فأيضا هذه المسألة يعني حلت يعني بالإمكان الآن أن نأخذ نصوصا من القرآن بالرسم العثماني ونثبتها في البحوث.
عثمان عثمان: ولكن هذا يعني لو أردنا أن نكتب يعني القرآن بالإملاء الحديث ألا يخالف منطق وجوب التلقي عن حافظ متيقن يعني كما قال بعض العلماء "لا تأخذوا القرآن عن مصحفي ولا تأخذوا العلم عن صحفي".
غانم قدوري الحمد: إيه نعم، موافقة القراءات القرآنية يعني من أحد أسباب الالتزام بهذا الرسم هو مقياس لصحة القراءة، القراءات القرآنية السبع لا بد أن تكون موافقة لخط المصحف، إذا جاء واحد قرأ بقراءة مخالفة للرسم ترد هذه القراءة كما حصل في التاريخ وكان واحد في علماء بغداد اسمه محمد بن أحمد بن أيوب مشهور باسم غريب اسمه بن شنبوذ أراد أن يقرأ القرآن ببعض الروايات المخالفة للخط فقالوا لا، لا يقرأ القرآن إلا بما وافق الرسم العثماني.
عثمان عثمان: دكتور البعض أيضا دعا إلى كتابة القرآن باللغة اللاتينية كيف ترون الأمر؟ تسهيلا طبعا على غير المسلمين، الحروف اللاتينية تسهيلا على غير العرب.
غانم قدوري الحمد: أنا فقط أوضح الفكرة هذه أما الإفتاء في هذا فهذا يعني يخضع للمجامع الفقهية ربما من الناحية النظرية يمكن أن يكتب أي نص لغوي بالحروف اللاتينية أو بالعربية أو بغيرها والآن علماء اللغة عندهم كتابة اسمها الكتابة الصوتية الدولية رموز أكثرها من اللاتينية يمكن أن يكتب بها أي نص لغوي في العالم، من الناحية هذه تستطيع أن تكتب الآيات بالحرف اللاتيني ..
عثمان عثمان (مقاطعا): للتعلم.
غانم قدوري الحمد: للتعلم أو لغيره لكن طبعا من العلماء السابقين الزركشي صاحب كتاب "البرهان في علوم القرآن" أثار هذا السؤال قال هل يجوز أن يكتب القرآن بغير القلم العربي؟ فأجاب قال "لم أجد للعلماء رأيا في هذه المسألة والأقرب المنع" لأنه كما أن القرآن لا يجوز أن يقرأ إلا باللفظ العربي لا يجوز أن يكتب إلا بالحرف العربي، لكن هذه مسألة الحرف اللاتيني يعني لها أبعاد جوانب أخرى هذه بعضهم دعا إلى موضوع الحرف اللاتيني ليس فقط أرادوا أن يغيروا الكتابة العربية جملة وتفصيلا في مراحل يعني في النصف الأول من القرن العشرين ظهرت دعوات لاعتماد العامية بدل الفصحى للحرف اللاتيني اللي كان يعني صداها صار في تركيا عندما غيروا الحرف التركي اللي كان حرفا عربيا أرادوا أن يكون هذا في البلاد العربية ولكن هذه الدعوة -فيما أحسب الآن يعني- تخلوا عنها من كانوا يعنون إليه تخلوا عنها لأنها ليست عملية ولا يؤخذ بها ولا يرضى أحد.
عثمان عثمان: نأخذ بعض الأسئلة من الإنترنت، الدكتور مكرم خوري يسأل، هل تشبه مخطوطات الشعر الجاهلي خط المصحف الشريف؟
غانم قدوري الحمد: مخطوطات الشعر الجاهلي نحن ليس لدينا مخطوطات قديمة في الشعر الجاهلي يعني قد يكون الأخ السائل لا أدري يتصور أنه كان عندنا نسخ مخطوطة للشعر وجاءت وصلت إلينا، الشعر الجاهلي في غالب الآراء أنه لم يكتب في العصر الجاهلي حتى كلمة معلقات وأنه كتبت وعلقت على ستار الكعبة ..
عثمان عثمان: على الكعبة نعم.
غانم قدوري الحمد: هذه ليست الرواية الصحيحة وإنما الشعر كان يروى حفظا العرب كانوا يحفظون ويروون الأشعار وعندما ظهرت العلوم ودونت اللغة والشعر دون في العصر العباسي، فهذه جاءت لاحقا بعد مائتي سنة من كتابة المصاحف الأولى لكن أكو هناك بعض الدواوين القديمة مكتوبة بالخط الكوفي فهي يعني يشبه الخط لأنه قبل ابن مقلة كان ما يكتب بالعربية في العلوم وفي المصحف هو بالخط الكوفي.
(يُتْبَعُ)
(/)
عثمان عثمان: سؤال آخر، كيف ومتى تم ترتيب السور في المصحف الشريف؟
غانم قدوري الحمد: السور ترتيبها قبل ظهور المصحف قبل مصحف سيدنا عثمان كما قال الإمام مالك رحمه الله "إنما ألف القرآن على ما كانوا يسمعون من قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم" وهناك هذا موضوع يحتاج تفصيلا ولكن في روايات تؤكد أن الآيات كان إذا نزلت كما ذكرت في حديثنا أولا كان صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه شيء من القرآن يدعو بعض من يكتب له ويقول ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا، كان يبين وكان يبين للصحابة ترتيب الآيات في قراءته ويحفظون القرآن على هذا الترتيب، فالقرآن مرتب آيات في السور وسورا كما هو الترتيب الذي كتب في المصحف.
عثمان عثمان: دكتور الآن هناك ظاهرة وهي تمييز آيات القرآن الكريم سواء باللون أو بالتظليل وفق يعني القراءة وفق أحكام التجويد أو طريقة القرآن، كيف تنظرون إلى هذا الوضع؟
غانم قدوري الحمد: الحقيقة استخدام الألوان في المصحف ليست جديدة يعني كما لاحظنا يعني في زمن التابعين في زمن أبي الأسود الدؤلي استخدموا النقاط الحمراء للحركات، الصفراء للهمزات، اللون الأزرق للهمزات المخففة فكان موجود هذا محاولة لأن يكون نظر يعني يصل نظر الناظر القارئ إلى المقصود بسرعة، فالآن هناك بعض المصاحف التعليمية يجعلون أحكام التجويد بألوان معينة كأن يكون الأخضر للإخفاء والأزرق للإدغام والأحمر لكذا وكذا هذه قد تكون يعني أكثر وصولا للحكم الوصول أسرع يكون إلى المتعلم لكن هذا أحسب أنه غير مأخوذ به في المصاحف الكبيرة الآن.
عثمان عثمان: دكتور يعني في الختام هناك من يشكل عليه موضوع الرسم العثماني المصحف العثماني البعض ينسبه إلى العثمانيين البعض ينسبه إلى أحد الخطاطين واسمه عثمان، يعني باختصار شديد.
غانم قدوري الحمد: الحقيقة المصحف هو هذا الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بكتابته ولكن حدثت يعني أنه جاء .. أولا ينسب إلى سيدنا عثمان المصحف العثماني الرسم العثماني إلى سيدنا عثمان بن عفان الذي أمر بنسخ المصاحف، ثم ظهر حافظ عثمان خطاط تركي مشهور كتب عشرين أو أكثر من المصاحف وتقريبا يعني توفي قبل 250 سنة 1111 يمكن مات، هذا اسمه كان حافظ عثمان، وخطاط مصحف المدينة اسمه أيضا حافظ يعني اسمه عثمان طه فيعني مسألة التسمية هذه هي في الأصل لسيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه.
عثمان عثمان: دكتور غانم قدوري الحمد الأستاذ في جامعة تكريت العراقية شكرا جزيلا لكم على وجودكم معنا في هذه الحلقة، كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن المتابعة، أنقل لكم تحيات معد البرنامج الدكتور معتز الخطيب والمخرج منصور الطلافيح وسائر فريق العمل وهذا عثمان عثمان يترككم بأمان الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المصدر
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/D74A7D29-FB2D-4DB1-A096-BD27A42DA701(/)
المصحف الإمام (مصحف عثمان) - دعوة للنقاش
ـ[أسامة]ــــــــ[21 Jan 2010, 04:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في الفترة الأخيرة، تم رفع عدد من المصاحف، وكل يدعي أن نسخته هي نسخة مصورة من المصحف الإمام.
رفعت النسخة التركية، ورفعت نسخة طشقند، واليوم نسخة جديدة ترفع بنفس الاسم.
وهذا يبعث على النفس تشككات كثيرة في هذه الادعاءات ... ومن هنا تأتي بعض التساؤلات ...
- هل توجد فعليا نسخة معتمدة على أنها نسخة متبقية من مصحف عثمان؟
- وإن كان، فهل يمكن إثبات ذلك؟ وهل توجد منه نسخة مصورة للباحثيين والمهتمين بالرسم العثماني؟
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[21 Jan 2010, 04:29 م]ـ
ينظر:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=558
ـ[أسامة]ــــــــ[21 Jan 2010, 04:50 م]ـ
ينظر:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=558
أثابك الله يا شيخ عبد الله على هذه الإحالة، ولكن لازال السؤال مطروحًا، حيث أن الشيخ عوض الشهري حفظه الله قد اقتصر في هذا الموضوع.
فهل هناك مزيد توضيح حول الموضوع؟
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[21 Jan 2010, 09:41 م]ـ
بلا ادنى شك ان هذه المصاحف المخطوطة القديمة التي توضع على صفحات المواقع هي ليست المصحف الامام ولكن قد تكون نقلت عن المصحف الامام او احد المصاحف المنتسخة عنها وهي توافقه بشكل كبير ولا تطابقه تماما، وتقدم هذه المصاحف لدارسي علوم القرآن ولاسيما رسم المصحف وتاريخ كتابته فوائد كثيرة وكبيرة مع العلم أني لم اطلع على مصحف طشقند على موقع ما، وياحبذا لو يدلنا الأخ اسامة على مكان وجودها في الشبكة، وقد اطلعت على مصحف المسجد الحسيني في القاهرة ومصحف طوب قابي سرايي في تركيا ومصورات من مصاحف صنعاء فاذا عنده غيرها فارجو منه اطلاعنا عليها ولاسيما مصحف طشقند ومصحف جامع عمرو بن العاص وجزاك الله عنا كل خير(/)
نسخة المصحف العثماني - رجاء رفعها من جديد
ـ[إيمان يحيى]ــــــــ[21 Jan 2010, 09:40 م]ـ
عذرا للازعاج
كنت قد فتحت هذا الموضوع لطلب رفع نسخة من المصحف لأن صفحة الموضوع القديم بها فيروس لم أستطع دخولها ثم وجدت موضوع آخر يخص نفس المسألة سأضع فيه طلبي
آسفة للازعاج وأرجو حذف هذا الموضوع(/)
دوس في التجويد للمبتدئين باللغة الفرنسية لشيخنا صلاح الدين احمد المخانت المغربي
ـ[ابن عامر الشامي]ــــــــ[21 Jan 2010, 10:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هذا درس في التجويد للمبتدئين باللغة الفرنسية لشيخنا صلاح الدين احمد المخانت المغربي
Cours 10-01-10.mp3 (http://www.4shared.com/file/193158608/2167355f/Cours_10-01-10.html)
والبقية ان شاء الله سارفعا اتباعا(/)
مصاحف الفلاش بالقراءات لفضيلة الشيخ توفيق ابراهيم ضمرة حفظه الله
ـ[ابن عامر الشامي]ــــــــ[25 Jan 2010, 04:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
كما لا يخفى عليكم إخواني الكرام طلاب العلم أمثالي ومشايخنا الفضلاء أن فضيلة الشيخ توفيق إبراهيم ضمرة حفظه الله قضى عمره ولا يزال في خدمة كتاب الله تعالى وقد حباه الله من العلم والفضل ما الله به عليم. وقد قام فضيلته بكتابة عدة مصاحب بروايات وقراءات شتى أخذت منه وقتا كبيرا وسنوات طوال وقد أتت أكلها ولله الحمد
واليوم زلله الحمد يسر الله نشر هذه المصاحف على النت لنستفيد منها ونقراها. وهذا لقلة أمثال هذه المصاحف على الشبكة العنكبوتية وتعتبر هذه المصاحف آخر إصدارات الشيخ الفاضل.
وهذه المصاحف تشتغل بالفلاش وهذه هي روابط المصاحف:
الآن استعرض وحمل نسختك من رواية شعبة الصوتية التعليمية
http://www.qeraatway.com/shoba/index.html
القرآن الكريم برواية هشام بن عمار من قراءة ابن عامر الشامي
http://www.qeraatway.com/Hesham-Sada/index.html
القرآن الكريم
برواية حفص وبالهامش قراءة ابي جعفر
من طريق الدرة الفلاشي بالخط العثماني
http://www.qeraatway.com/AbuJa'farQuranFlash/index.html
القرآن الكريم
برواية حفص عن عاصم
وبالهامش برواية الدوري عن أبي عمرو البصري
http://www.qeraatway.com/Al-Doory-flash/index.html
القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم
وبالهامش برواية قالون الفلاشي بالخط العثماني
http://www.qeraatway.com/qaloon-flash/index.html
القرآن الكريم برواية هشام بن عمار
وبالهامش ما خالفه فيه ابن ذكوان عن ابن عامر الشامي
http://www.qeraatway.com/Hesham-EbnT...ash/index.html
القرآن الكريم
برواية حفص عن عاصم وبالهامش برواية ابن عامر الشامي
http://www.qeraatway.com/EbnAmer-flash/index.html
مصحف شعبة بن عياش
http://www.qeraatway.com/shobaEnner/index.html
القرآن الكريم برواية الليث بن خالد
وبالهامش ما خالفه فيه الدوري عن الكسائي
http://www.qeraatway.com/Al-KasaeFlash/index.html
القرآن الكريم
برواية حفص عن عاصم وبالهامش برواية
خلف العاشر
http://www.qeraatway.com/Khalaf-flash/index.html
القرآن الكريم
بقراءة الإمام خلف العاشر من طريق الدرة
http://www.qeraatway.com/KhalafSadaQ...ash/index.html
وارجوا من إخواني طلاب علم القراءات و مشايخنا الكرام الفضلاء المتخصصين في هذا العلم ألا يبخلوا علينا بملاحظاتهم ومقترحاتهم لمصاحف الشيخ توفيق ضمرة حفظه الله وذلك بإرسالها إلى عنوان فضيلته وهو
Tawfiq_Damra@Yahoo.com
او على هاتفه:
00962796908441
او على بريدي هذا وسأقوم بإيصالها إلى الشيخ توفيق ضمرة:
Passion15ster@gmail.com
نشكر فضيلة الشيخ توفيق ضمرة على هذا العمل الجبار ونسال الله تعالى أن يجزيه خير الجزاء وان يكتب له الأجر وان يبارك فيه وفي ذريته وفي علمه وجهوده المباركة في خدمة كتاب الله إلى يوم الدين
جزاكم الله خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[الورشان]ــــــــ[28 Jan 2010, 02:57 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بجهودكم المسلمين
ـ[حادي العيس]ــــــــ[31 Jan 2010, 02:55 م]ـ
بارك الله لك ولشيخك ونفع بكما وزادك يا أيها الدمشقي حرصا ومحبة لنفع الغير وبارك للشيخ توفيق هذا الجندي الذي يعمل في صمت.
وأقترح أن يوكل العمل لإحدى المؤسسات المتخصصة المعترف بها كالأزهر مثلا، أو مجمع الملك فهد، أو ينفق على العمل بشكل خاص؛ وبعد التعاون مع أهل الاختصاص مباشرة ليكونوا مسؤولين عن إخراج هذا الجهد.
لا أن يوكل الأمر إلى الطلاب ـ وإن كان الطلاب أسرع وأدق ـ إلا أنه يبقى العمل محتاجا لضامن وكفيل في أن يكون في النهاية مرجعا لطلاب المعرفة.
ـ[د. عوض أبو عليان]ــــــــ[31 Jan 2010, 03:43 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الحبيب, على هذا العمل الجليل, ونفع الله بكم, وجعله في ميزان حسناتكم, والدال على الخير كفاعله.
فعنْ أَبِى مَسْعُودٍ الأَنْصَارِىِّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ إِنِّى أُبْدِعَ بِى فَاحْمِلْنِى فَقَالَ «مَا عِنْدِى». فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا أَدُلُّهُ عَلَى مَنْ يَحْمِلُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ».
(صحيح الإمام مسلم, ك: الإمارة, حديث رقم:5007).(/)
منظومة احكام الراءات للشيخ عبد الباسط هاشم حفظه الله
ـ[ابن عامر الشامي]ــــــــ[26 Jan 2010, 11:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
هذه منظومة احكام الراءات للشيخ العلامة عبد الباسط هاشم حفظه الله
الرابط
منظومة الراءات للشيخ عبد الباسط هاشم. rar (http://www.4shared.com/file/208159536/73cde1b3/_____.html)
ـ[معاذ الطالب]ــــــــ[27 Jan 2010, 01:56 ص]ـ
جزاك الله خيرا، وبارك فيك.
ـ[أبو تراب البغدادي]ــــــــ[02 Feb 2010, 02:06 ص]ـ
بوركت(/)
حكم التغنّي وتجويد الاستعاذة
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[28 Jan 2010, 02:39 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد
أتشرّف بنقل فتوى لشيخنا العلامة الدكتور الأستاذ الفقيه الأصولي محمد علي فركوس حفظه الله تعالى في حكم التجويد والتغنّي في الاستعاذة.
السؤال:
نحن مجموعة من الطلبة نتلقى القرآن مشافهة بطريقة التحقيق من شيخ مقرئ مجاز، يشترط علينا عند بدء عرض القرآن تجويد الاستعاذة، وعند التلقين نردد بعده الآيات جميعا بصوت واحد. فهل الاستعاذة من القرآن؟ وهل تجود مثل آيات القرآن؟ وهل الترديد الجماعي جائز شرعا؟ جزاكم الله خيرا.
الجواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمينَ، والصلاةُ والسلامُ على منْ أرسلهُ الله رحمةً للعالمينَ، وعلى آلهِ وصحبهِ وإخوانهِ إلى يومِ الدينِ أما بعد:
فالمعلومُ أنّ التعبدَ بتحسينِ الصوتِ وترتيلهِ إنما يكون لخصوص القرآن الكريم دونما سواه لقوله تعالى: ?وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً? [المزمل: 4] وقوله تعالى: ?وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً? [الإسراء: 106]، ولقولهِ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «زَيِّنُوا القُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ» (1 - أخرجه أبو داود كتاب «الصلاة»، باب استحباب الترتيل في القراءة: (1467)، والنسائي كتاب «صفة الصلاة»، تزيين القرآن بالصوت: (1015)، وابن ماجه كتاب «إقامة الصلاة والسنة فيها»، باب في حسن الصوت بالقرآن: (1342)، وأحمد في «مسنده»: (4/ 283)، من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه. والحديث صححه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (2/ 401)) وقولِه صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا أَذِنَ الله لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَوْتِ يَتَغَنَّى بِالقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ» (2 - أخرجه البخاري كتاب «التوحيد»، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة»: (3/ 586)، ومسلم كتاب «صلاة المسافرين وقصرها»: (1/ 356) رقم: (792)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه).
ومما لا يخفَى أنّ الاستعاذةَ شُرعت لابتداءِ القرآن صيانةً للقراءة عن وساوس الشيطان لقوله تعالى: ?فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ? [النحل: 98]، قال ابنُ حزم -رحمه الله-: «قد صحَّ إجماعُ جميع قراء أهل الإسلام جيلاً بعد جيلٍ على الابتداء بالتعوّذ متصلاً بالقراءة قبل الأخذ في القراءة» (3 - «المحلى» لابن حزم: (3/ 250)) وليست الاستعاذة بآيةٍ من القرآن الكريم، وكلُّ ما ليس منه لا يأخذُ حكمه سواء من جهة التعبد أو الاستدلال إلاّ بدليل. ويُسر الاستعاذة في الصلاة ولا يجهر بها، قال ابن قدامة: «لا أعلم فيه خلافا» (4 - «المغني» لابن قدامة: (1/ 476)).
أمّا ترديد القراءة جماعيًا في حصة التلقين بصوتٍ واحدٍ على وجه التعبد فهو أمرُ محدَث لم يعرفه السلف الصالح، ثمّ إن القراءة الجماعية ينتفي فيها الاستماع والإصغاء المأمور بهما في قوله تعالى: ?وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ? [الأعراف: 204]
هذا، ويجوز الاجتماعُ على قراءة القرآن، كلُّ واحدٍ بانفراده أو بطريق الإدارة، فإنّ ميزتها أنها تساعد على تعلّم القرآن وإتقان القراءة مع خلو هذه الطريقة من الإخلال بالاستماع المأمور به وتجردها من التشويش واختلاطِ الأصوات، وعلى هذا المعنى يحمل حديثُ أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلّم قال: «مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ في بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ الله يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِم السَكِينَةُ وَغَشِيَتْهُم الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُم الملاَئِكَةُ وَذَكَرَهُم الله فِيمَنْ عِنْدَهُ» (5 - أخرجه مسلم كتاب «الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار»: (2/ 1242) رقم: (2699)، وأبو داود كتاب «الصلاة»، باب في ثواب قراءة القرآن: (1455)، وأحمد في «مسنده»: (2/ 252)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه) وحديثُ أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن معاوية رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال: «مَا أَجْلَسَكُمْ؟ قَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ الله وَنَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِلإسْلاَمِ وَمَنَّ بِهِ عَلَيْنَا، قَالَ: «آللهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلاَّ ذَاكَ» قَالُوا: وَالله مَا أَجْلَسَنَا إِلاَّ ذَاكَ، قَالَ: «أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ وَلَكِنَّهُ أَتَانِي جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ الله يُبَاهِي بِكُم الملاَئِكَةَ» (6 - أخرجه مسلم كتاب «الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار»: (2/ 1242)، رقم: (2701)، من حديث معاوية رضي الله عنه).
والعلمُ عندَ الله تعالى، وآخِرُ دعْوانَا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمينَ وصَلَّى الله على محمَّد وآلهِ وصحبهِ وإخوانهِ إلى يومِ الدينِ وسلَّمَ تسليمًا
الجزائر في: 30 من ذي الحجة 1430 ھ
الموافق ل: 17 ديسمبر 2009م.
المصدر: الموقع الرسمي لشيخنا حفظه الله تعالى:
www.ferkous.com
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[02 Feb 2010, 02:31 م]ـ
يا أخانا الفاضل السلام عليكم
ليس في الاستعاذة شيء من أحكام التجويد الخاصة بالقرءان الكريم حتى يكون تجويدها ممنوعا بحجة أنها ليست من القرءان إجماعا فليس فيها إلا القدر اللغوي المشترك بين نطق العربية ونطق القرءان , فالعجب منك وأنت متخصص في التجويد كيف يمر عليك مثل هذا , إذا عذرالشيخ فركوس حفظه الله لعدم تخصصه في التجويد فقال هذه الفتوى فما عذرك أنت؟
أتريدنا أن ننطق بلام اسم الله مفخمة , أم أن نرقق طاء الشيطان أم أن ننطق الجيم رخوة متفشية حتى لا نكون قد جودنا ما ليس بقرءان.
فتريث قبل النقل بارك الله فيك.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[02 Feb 2010, 03:23 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم
أوّلاً:
قد وضعت هذه الفتوى قصد إثارة الموضوع وفتح النقاش فيه ولا أرى في ذلك بأساً
ثانياً: هل من لحن في الاستعاذة لحناً جلياً يلحقه الإثم ولو كان متعمّداً أوعالماً بالخطأ
ثالثاً: هل نصوص أئمّة الأداء الذين نقلوا لنا وصل التعوّذ بالبسملة يدلّ على أنّهم كانوا يتغنّون بالاستعاذة، لضعف احتمال التغنّي بالبسملة دون الاستعاذة حال الوصل؟
رابعاً: هل ثبوت الوجه عند أهل الأداء بالنصّ والأداء حجّة على الفقهاء والأصوليين لا سيما فيما لم يثبت في كتب الحديث؟
خامساً: ألا ينبغي على الفقهاء والأصوليين إدراج ما ثبت عند أهل الأداء بالرواية ضمن المصادر التي يعتمدون عليها في تقرير الأحكام الشرعيّة. فالتكبير، والتغنّي في الاستعاذة قد يكون أمراً مسلّماً عند أهل الأداء خلافاً للمحدّثين والفقهاء والأصوليين لاختلاف مصادر التي يعتمد كلّ واحد منهما.
أخي طارق: أفهمت الآن سبب نقلي لهذه الفتوى
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[02 Feb 2010, 03:54 م]ـ
جزاك الله خيرا لكن نسيت أن ترد علي السلام.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[02 Feb 2010, 05:25 م]ـ
احذر الوقوع في هذا الخطأ!! (مع تنبيهات متعلقة بالاستعاذة) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=1727#post1727)
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[02 Feb 2010, 05:38 م]ـ
ما فهمت هذا التحذير أرجو التوضيح
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[02 Feb 2010, 07:15 م]ـ
ما فهمت هذا التحذير أرجو التوضيح
افتح الرابط لتجد التحذير من الخطأ التالي:
تنبيه على خطأ شائع:
نسمع الكثير من المتكلمين والوعاظ يقولون: (قال الله تعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)!! وهذا خطأ واضح؛ فالاستعاذة ليست من كلام الله، وليست آية من القرآن بالإجماع، وإنما أمر الله بها في قوله جل وعلا: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) (النحل:98).
ثم يليه كلام يتعلق بالمسألة التي عرضتها للنقاش هنا.
وفقك الله
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[15 Feb 2010, 01:32 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم
قال ابن الجزري في كتابه النشر: "قال ابن شيطا اعلم أنني قرأت على جميع شيوخنا في كل القراءات عن جميع الأئمة الفاصلين بالتسمية بين السورتين والتاركين لها عند ابتداء القراءة عليهم بالاستعاذة موصولة بالتسمية مجهوراً بهما سواء كان المبدوء به أول سورة أو بعض سورة قال ولا علمت أحداً منهم قرأ على شيوخه إلا كذلك، انتهى. وهو نص في وصل الاستعاذة بالبسملة كما سيأتي" (1/ 265).
أقول وبالله التوفيق:
إنّ وصل الاستعاذة بالبسملة يستلزم التغنّي بالاستعاذة، لأنّه يُستبعد أن يُتغنّى بالبسملة دون الاستعاذة وصلاً إذ التفريق بينهما في التغنّي يحتاج إلى دليل، ويُقوّي ذلك أنّ أهل الأداء ما نقلوا الخلاف في التغنّي بالبسملة مع اختلافهم في كونها آية بين كلّ سورتين، فإن قُرِئت البسملة بالتغنّي عند من لم يعتبرها آية بين كلّ سورتين دلّ على جواز التغنّي بالاستعاذة.
وقد جرى العمل على ذلك عند أهل الأداء في جميع الأقطار، ولم يرد من أقوال المتقدّمين ما ينقض هذا العمل، بل أقاويلهم تتضمّن ما قلناه والعلم عند الله تعالى.
أمّا حكم تطبيق أحكام التجويد في الاستعاذة فليس واجباً شرعاً لعدم ترتّب العقاب على من لحن فيها لأنّها ليست قرءاناً، ومن غيّر حرفاً منها لا يُعدّ محرّفاً للقرءان الكريم. ويدلّ على ذلك كثرة صيغ الواردة في الاستعاذة عن أهل الأداء، ولكن من الضروري أن يُحافظ على الأداء الصحيح للاستعاذة إذ النطق الصحيح للحروف مطلوب لا سيما لمن كان في مقام الإقراء، فلا أتصوّر ماهراً للقرءان يُفخّم الهمزة في {أعوذ}. وقد اعتنى أئمّة اللغة بهذا الجانب قبل أئمّة الأداء حفاظاً على النطق الصحيح للحروف العربية وحفاظاً على المعاني التي يُعبَّر عنها بالكلمات والتي بدورها تتركّب من الحروف. فإن كانت الحروف قويمة استقامت المعاني، وإن حرّفت الحروف وتخالطت اختلطت المعاني.(/)
الرد على الباحث سيِّد دراز في عبثه بكتاب (النشر في القراءات العشر) لابن الجزري
ـ[الجكني]ــــــــ[30 Jan 2010, 12:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وبعد:
جرت عادة الكتّاب التقديم لموضوعاتهم بمقدمة واحدة، لكنني سأخالف هذا المنهج هنا وأجعلها ثلاث مقدمات أرى أنها لازمة ولصيقة الأهمية لمن أراد استيعاب المقال كله ومعرفة ثناياه وخفاياه، فأقول والله الموفق:
المقدمة الأولى:
أن تُسجل رسالة علمية في جامعة ما، فهذا شيء طبيعي ومقبول.
وأن تسجل نفس الرسالة في جامعة أخرى، بعد مضي أربع أو خمس سنوات من مناقشة الأولى، دون مبرر علمي متعارف عليه، فهذا أمر غير مقبول.
وأن يستدرك الآخِر على الأول استدراكات علمية جوهرية فهذا أمر مقبول؛ بل ومطلوب جداً، ولا يأنف عنه إلا ضعيف الهمة وكاذب النية في العلم.
وأن يُقلِل الآخِرُ من جهود السابقين ورميهم بالتقصير والعبث جزافاً ودون أدلة علمية، فهذا أمر غير مقبول، بل ومستقبح لا يفعله إلا من لا خلاق له.
وأخيراً:
أن تؤخذ رسالة علمية من صاحبها لعرضها على مجلس القسم لإثبات أنها سجلت وانتهي منها لتكون دليلاً أمام المجلس العلمي لرفض أي رسالة أخرى في نفس الموضوع دون مبرر حتى لا يعاد الجهد، فهذا أمر مقبول ومقبول جداً.
وأما أن تؤخذ الرسالة من صاحبها بالغش والكذب والخداع لا لشيء إلا لتعطى لباحث ما ليستفيد منها وينتقدها فهذا أمر غير مقبول.
كل هذه " الأمور " التي كتب أمامها عبارة " غير مقبول" قد وقعت لكاتب هذه الحروف، وللأسف مع بعض مشايخ كلية تحمل اسم " كلية القرآن الكريم " في بلد هو " الأم " لعلم القراءات وأهلها، أعني جمهورية مصر العربية.
المقدمة الثانية:
إني بحمد الله تعالى ممن يفتخر بتلمذته على كبار علماء القراءات المصريين الذين لهم كل فضل واحترام وتقدير مني لهم ولمكانهم ومكانتهم، فهم من علموني ودرّسوني، وما فيّ من خير ونعمة وحب للقرآن والقراءات وأهلها فهو من الله تعالى ثم منهم ومن بركاتهم، فلقد شرفني الله تعالى بالأخذ عن شيوخ مصريين كثيرين كلهم أمناء فضلاء، وأهل علم و تقى، وورع وتواضع، وهضم للنفس، ولا أزكي على الله أحداً.
وإني أذكر هنا بعضهم:
1 - الشيخ محمد صبح، رحمه الله.
2 - الشيخ سيد لاشين حفظه الله ورعاه.
3 - الشيخ أحمد أحمد سعيد رحمه الله.
4 - الشيخ محمود سويلم رحمه الله تعالى.
5 - الشيخ عبدالفتاح المرصفي رحمه الله.
6 - الشيخ محمود جادو رحمه الله.
7 - الشيخ محمود سيبويه رحمه الله.
8 - الشيخ عبد الرازق موسى رحمه الله.
9 - الشيخ الأستاذ الدكتور: شعبان محمد إسماعيل حفظه الله ورعاه.
10 - الشيخ الأستاذ الدكتور محمد سالم محيسن رحمه الله.
11 - الشيخ رشاد السيسي حفظه الله ورعاه
وغيرهم كثير سواء في القرآن وعلومه أم غير ذلك من العلوم والدروس.
قلت وكتبت هذا: حتى لا يساق مقالي وموضوعه عن مساره الحقيقي وحتى لا يأخذه السفهاء إلى بنيات الطريق، فيشككوا في حبى وتقديري لمشايخي ولعلماء مصر خاصة أهل القراءات فيها، حاشا وكلا وألف حاشا وكلا.
وإني إذ أقدّر مشايخي الذين تتلمذت عليهم مباشرة، فإني أكنّ كل حب واعتزاز وتقديرواحترام لأولئك العلماء الفضلاء الذين هم بالحق والحقيقة خدم لكتاب الله تعالى وهم عون – بعد الله تعالى – لأهل القرآن ممن لم يشرفني الله بعد باللقاء بهم أو بالتتلمذ عليهم، وأخص بالذكر منهم الشيخ العالم المقرئ المحدّث، الأستاذ الدكتور: أحمد بن عيسى المعصراوي، شيخ عموم المقارئ المصرية، هذا الرجل الذي لم ألتق به، ولا يعرفني ألبتة، ولم تربطني به أي علاقة، لكن سيرته الطاهرة النقية سبقته إلي فعرفت عنه الرجل العالم المتواضع، المنصف، المحب للقرآن وأهله.
وإني أفردته بالذكر هنا لأبين لضعاف النفوس أن مقامه مقام تبجيل وتقدير واحترام، وأنه – مد الله في عمره ونفع به أهل القرآن – ليس ممن يناله قلمي المتواضع إلا بالشكر والعرفان بالجميل، وأنه حفظه الله ورعاه لا علاقة له بما فعله بعض الباحثين في كلية القرآن بطنطا الآتي ذكرهم والنقاش معهم.
ـ[الجكني]ــــــــ[30 Jan 2010, 12:06 ص]ـ
المقدمة الثالثة:
(يُتْبَعُ)
(/)
إن خلافي ليس مع " كلية طنطا " ألبتة، بل لها كل تقدير واحترام مني، وكل دعاء بأن يوفقها الله لتأدية الأمانة المنوطة بها وهي نشر القرآن الكريم وقراءاته، وإنما خلافي مع من قابلوا ثقتي فيهم وإحساني إليهم مقابلة الغاش المخادع المنكر للجميل، وهم:
1 - الأستاذ الدكتور: سامي هلال، وكيل الكلية سابقاً، وعميدها حالياً.
2 - الشيخ سيد فرغل.الباحث في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
فالمذكوران أخذا مني رسالتي بطريقة غير مشروعة وسأذكرها بالتفصيل لاحقاً، ولولا أني تكلمت شخصياً مع الأستاذ الدكتور سامي بواسطة جوال الشيخ سيد فرغل وبحضوره وأكد لي كلام فرغل لما أدخلته في الموضوع أساساً ولكنت اعتبرت أن " الملعوب " هو بين " السيدين " ابني " فرغل " ودراز"، ولكن حضرته بفمه أكد لي هذا، وأكده مرة أخرى لي في الكويت لما التقينا فيها.
هنا تنتهي " المقدمات " لنبدأ بالموضوع، وهو قسمين:
القسم الأول: أذكر فيه بداية القصة.
القسم الثاني: هو أساس الموضوع، وهوالرد على اعتراضات سيد دراز فيما كتبه في رسالته مدعياً أنها " استدراكات " على رسالتي " منهج ابن الجزري في كتابه النشر ".
القسم الأول:
بداية القصة:
إن كلية القرآن الكريم بطنطا ممثلة في أحد أعضائها تصرف - بصفته الشخصية لا الإدارية – وهو الأستاذ الدكتور: سامي عبد الفتاح هلال، عميد الكلية الآن ووكيلها أيام هذه الحادثة - بالتعاون مع أحد تلاميذه في المدينة المنورة ممن يعرفني وأعرفه وهو الشيخ سيد فرغل، ويعمل في مجمّع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، فأخذا مني رسالتي للدكتوراه " منهج ابن الجزري في كتابه النشر مع تحقيق قسم الأصول " بحجة أن طالباً عندهم تقدم بمشروع بحث " دراسة وتحقيق النشر لابن الجزري " وأن أحد الأعضاء في القسم عندهم أخبرهم أن الكتاب سجل في السعودية قبل سنوات. فجاءني الشيخ فرغل - في مكتبي وبحضرتي بعض المشايخ المصريين الذين يعرفهم ويعرفونه، وطلب مني أن أمده بالإثباتات الرسمية التي تؤكد تسجيلي وانتهائي من البحث؟؟ وحقيقة أصبت بالذهول من طلبه بادئ الأمر وأخبرته أن كلية طنطا يمكنها أن تعرف كل ذلك رسمياً بمخاطبتها لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
وفي اليوم الثاني جاءني بطلب أكثر غرابة وهو: نسخة من الرسالة بحجة عرضها على القسم؟؟!!
لماذا؟
حتى يعتذر للطالب عن قبول مشروع بحثه، وحتى يكون – الطالب - أمام الأمر الواقع!!
ويعلم الله ثم الإخوة الذين كانوا معنا أن الشيخ فرغل حتى هذه اللحظة وهو يؤكد أن الطالب لم يسجل بحثه بعد، بل المجلس العلمي في الكلية لم يوافق عليه بعد؟؟؟!!!
وتكرر إلحاح الشيخ سيد فرغل، وطلبت منه أن أتصل أنا شخصياً بالدكتور سامي " عميد الكلية "!! وأشرح له الموضوع بنفسي، ولكن الشيخ فرغل جزاه الله خيراً " وفّر " على " فاتورة الاتصال" واتصل مباشرة بالأستاذ الدكتور سامي برقمه الخاص، وتكلمت مع الأستاذ وأخبرته بما دار بيني وبين الشيخ فرغل، وأكدت له أن " النشر " كاملاً هو الآن في مطبعة الملك فهد للمصحف الشريف بالمدينة المنورة، وأن باحثاً في جامعة أم القرى أيضا يشتغل على " فرشه " لذا أرى أنه لا داعي لتكرار الجهود في بحث كهذا، وأن على الباحث أن يبحث في موضوع أكثر أهمية (ولا حظ أخي القارئ أن الكلام بيننا هو على أن الموضوع لم يسجل بعد عندهم) فقال الأستاذ الدكتور سامي: نحن نريد أن ندعم تسجيل البحث في السعودية بالدليل الملموس؟؟!!!!!!.
فقلت له: حاضر. وهنا انتهت المكالمة.
فقلت للشيخ فرغل: غداً إن شاء الله آتيك بالإثباتات الرسمية وهي خطاب تسجيل الموضوع وخطاب الطبع وخطاب الانتهاء وكرت المناقشة، بل وخطاب قبول مجمع الملك فهد لطباعة الكتاب، وفعلاً أحضرت له كل ذلك في اليوم التالي.
وإذا به يكرر طلب نسخة من الرسالة، فقلت له: والله ليس عندي منها أي نسخة لا إلكترونية ولا ورقية!
فقال أحد الحضور: أنا أعرف طالباً في كلية القرآن بالجامعة الإسلامية بالمدينة عنده نسخة.
فأحضرنا رقم جواله واتصلت به، واسمه " باسم سيد الشريف " وقلت له: سيأتيك الشيخ فرغل ولو تكرمتم تعطيه رسالتي ليصورها ثم يعيدها لكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفعلاً: ذهب الشيخ فرغل وصوّر الرسالة وردها للطالب – هو الآن دكتور حفظه الله – بل وأعطاني منها نسخة " إلكترونية بى دي إف " واتصلنا ثانية من جوالي بالأستاذ الدكتور سامي وأخبرته أني أعطيت كل المطلوب للشيخ فرغل.
ثم طلبت من الشيخ فرغل أن يخبرني بما يجد في الموضوع.
ـ[الجكني]ــــــــ[30 Jan 2010, 12:08 ص]ـ
المفاجأة المرّة:
لم يمض شهران أو أقل قليلاً بعد ذلك حتى يأتيني خبر: أن طالباً في كلية القرآن بطنطا سيناقش رسالته في " تحقيق ودراسة كتاب النشر"!!
ويعلم الله أني ذهلت في البداية! ليس لأن النشر حقق ثانية، لا والله العظيم، بل لأن البحث هو في كلية طنطا!!!
فأخذت أبحث في الموضوع وأسأل حتى وقفت على حقيقة الأمر المرّ، وهو أن الأستاذ الدكتور سامي هلال، والشيخ فرغل: كذبا عليّ واستغلا طيبتي وثقتي فيهما، وأخذا مني رسالتي بحجة عرضها على القسم، وكتما عني أن الطالب كان قد سجل بحثه قبل أكثر من سنة وعشرة أشهر تقريباً!!!
وإني أسأل: هل هذه أخلاق أهل القرآن؟؟!!
وإني أسأل: هل هذا هو العرف بين الباحثين وطلاب العلم؟؟!
ووالله العلي العظيم لو أن الطالب نفسه طلب مني الرسالة بعد أن سجل بحثه لقدمتها إليه وبكل فخر واعتزاز، لأني أعرف أن " النشر " لا يمكن أن يتقن العمل فيه شخص واحد، بل لا بد من توفر عدة باحثين، وأني أيضاً أنا المستفيد الأول من تعقبات الباحثين على رسالتي، خاصة وأنها ستطبع في المجمع مما سيجعل الاستفادة منها في بلاد المسلمين أكثر انتشاراً، وقد قلت هذا الكلام قديماً قبل أن أعرف أن هناك من سيحقق النشر أو غيره.
المهم والأهم:
تأكد لي أن النشر قد سجل قبل أخذ الرسالة مني بمدة طويلة جداً، وأكد ذلك أيضاً أن عضواً في ملتقى أهل التفسير نقل " الرسائل العلمية المسجلة " في كلية طنطا، وكان من ضمنها كتابا " المصباح " و " النشر "، وكان تاريخ كتابة الموضوع هو (11/ 2/2007) وهو على هذا الرابط:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=8951
ثم إني قرأت الموضوع وكتبت مداخلة بتاريخ (6/ 7/2007)، علمت بعدها أنها لم تعجب الأستاذ الدكتور سامي هلال.
ويشاء الله تعالى أن ألتقي بالأستاذ الدكتور في الكويت بتاريخ (26/ 11/2007) وتعارفنا – مع أني أعرفه شكلاً لما كنا في كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية)، وقال لي: إنه ماخذ على خاطره مما كتبته أنا في ملتقى التفسير!!!
فقلت له: يادكتور: وكيف تأخذون رسالتي بحجة أن الطالب لم يسجل، وهو قد سجل قبل ذلك بمدة طويلة؟
فقال الأستاذ الدكتور: ع العموم الطالب سيناقش في شهر مارس القادم (يعني مارس من سنة 2008) ولن نسكت عليه إذا اتضح أنه أخذ من رسالتك ولم يعز إليك؟؟؟!!!!
و هذا هو الذي حدث بيني وبين الأستاذ الدكتور، وهذه إجابته، ولولا مكانته من شيخي الشيخ محمود جادو رحمه الله، لأجبته على جوابه بما يجعله يندم على استخفاف عقول الرجال بهذه البرودة.
المهم أيضاً:
توقفت من ساعتها عن الموضوع، حتى كان آخر أيام شهر جمادى الأولى من سنة (1430هـ) وبعد مناقشتي لرسالة دكتوراه في جامعة أم القرى بمكة المكرمة، وبعد أن نزلنا من المنصة وجاء بعض الحضور للسلام ولتهنئة الباحث، جاء رجل وقدم نفسه بأنه د/سيد دراز، فقلت لا أعرف الاسم – وأنا صادق ساعتها لأني بحمد الله لست من أهل الفضول حتى أسأل عن اسمه -، فقال إنه " محقق النشر في جامعة طنطا"، ففرحت واستبشرت به وقلت له: أريد نسخة من رسالتك كما أن عندك نسخة من رسالتي!
فقال لي: لا، أصلي أنا عملت فصل استدراكات على واحد اسمه " سالم الجِكْني"!! (ونطق النسبة نطقاً أضحكني: بالجيم المصرية وكسرها وسكّن الكاف ") فقلت له: من حق الباحثين أن يروا استدراكاتك حتى يستفيدوا منها.
فقال: لا، الكتاب تحت الطبع، وسيخرج قريباً.
فقلت له: طب إيه رايك يدكتور إني أنا " سالم الجِكني-كما لفظ بها – صحبك!
فقال: والله؟!
فقلت له: نعم، وأنا عايز نسخة من بحثك وثق تماماً لو استفدت منها أي حرف فسأنسبها لك.
فقال: لا، لا أريد الرسالة تخرج قبل الطباعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وانسل مسرعاً، وذاك عهدي به إلى الآن، فانقطع عني شخصه، ولكن لم تنقطع عني أخباره، وكأني به يريد أن تكون أخباره تصلني أولاً بأول، لأنه وصلني عنه – والعهدة على الراوي ولا آخذ الدكتور بهذا – أنه يقول فلان – يقصدني - أخطأ كثيراً في بحثه وسترون استدراكاتي عليه وسيكون النشر بتحقيقي هو المعتمد ووو
وكما قلت: لا آخذ الدكتور بهذا الكلام لأني لم أسمعه منه شخصياً، لكن قرأت في رسالته " تخطئتي " بل " واتهامي جزافاً ب " العبث " في كتاب " النشر " وهو ما جعلني أكتب هذا الموضوع للرد عليه، وبيان:
1 - من منا " عبث " بالنشر "!!
2 - من منا أخطأ الأخطاء الفادحة في تحقيقه؟؟!!
3 - من منا سرق جهود الآخرين ونسبها لنفسه؟؟
4 - من منا تصدى لتحقيق " النشر " وهو لم يفهم " مفردات النشر"؟؟
5 - من منا سار على منهجية " عشوائية " في تحقيقه؟؟!!
6 - من منا لما غاب عنه قدر رسالة الآخر أخذ يعمش ويطمس في النشر؟؟!!
إلى غير ذلك من " من منا " و " من منا" مما يدعو إلى الهزل والاستخفاف مما أبرئ نفسي وقلمي من طغيانه.!
وإني أقول مخاطباً أخي الكريم:" سيد أحمد دراز ":
أنت من فتح على نفسك باب " النقد " و " الاستدراك " وسأعاملك بالمثل، لا لغرض نفسي شيطاني أبداً، بل لغرض علمي ومنهجي، وسأترك جانباً كل عباراتك السخيفة التي استهزأت بها علي وعلى الشنقيطي الآخر الباحث محمد محفوظ، لا لخوف منك أو ممن هو وراءك وزين لك أعمالك، وإنما احتراماً وتقديراً وتبجيلاً للإمام ابن الجزري وكتابه " النشر"، هذا الكتاب " النظيف " " النقي " الذي " مدت إليه أيدٍ لا تعرف قدره، ولم تفهم أسلوبه، فأدخلت فيه الخطل، والهزء بالمشايخ، حتى أهل القراءات المصريون لم يسلموا منه.
وسأبدأ أولاً بالرد على ما سميته أنت " استدراكات " على رسالتي، ثم أتبع ذلك بالرد على " أوهامك " و " أخطائك " و" عبثك " في ما سميته أنت " دراسة وتحقيق النشر".
وقبل أن أرفع القلم أتوجه لكل من يقرأ هذا الموضوع بطلب العذر إن طغا القلم بعبارة قاسية – ولن تكون فاحشة ولا كثيرة – لأن المقام تطلب ذلك.
وهذا أوان الشروع بالرد على " استدراكات " الدكتور سيد دراز " وسأنقل كلامه كله وبالحرف الواحد وباللون الأحمر، لكن سأجعله فقرات، لأرد على كل فقرة على حدة.
وإني أتمنى على من يقف عليها ويقرأها ويكون باستطاعته إيصالها للدكتور سيد أحمد دراز فليفعل ذلك مشكوراً مأجوراً، لأن كلامي لن تكون له المصداقية أمام الخلق إلا بعد أن يعلم هو به ويطلع عليه، أمّا أمام الله تعالى، فالله يعلم أني لم أزد في كلامه ولم أحرف ولم أنقله بالمعنى، وإنما نقلته بالحرف الواحد كما كتبه هو في رسالته، والله خير الشاهدين.
ـ[الجكني]ــــــــ[30 Jan 2010, 08:28 ص]ـ
من هنا أبدأ بذكر الرد على استدراكات الدكتور سيد أحمد دراز، على عملي في بحثي للدكتوراه " منهج ابن الجزري في كتابه النشر مع تحقيق قسم الأصول " والتي ادعى فيها – وأنا أصدقه – أنه لم يطلع عليها إلا من الصفحة رقم (1008) وهو ما يعادل ثلث الرسالة تقريباً، وثلثها الأخير بالتحديد، ثم ختم كلامه بأنه لو تتبع كل الرسالة لملأ مئات الصفحات في بيان المآخذ عليها!!
وإني أقول له ولأمثاله من العابثين بكتب التراث، الموسومين بعقدة " الغرور": إن ما أسميته أنت " تحقيق ودراسة للنشر " ما هو إلا عبث في عبث، وسأتولى بعون الله تعالى الرد عليه من أول صفحة إلى آخر صفحة، حتى يعلم القراء أنك لم تصل بعد إلى أن تنال شرف خدمة كتاب النشر، لا علماً ولا منهجاً.
وسيلاحظ القراء الكرام:
1 - بلغ عدد النقاط التي استدركها علي (68) فقرة.
2 - ثلاثة وثلاثون (33) منها هي عبارة عن قوله:" علقت على كلام ابن الجزري، والشنقيطي لم يعلق ولم يذكر شيئاً!
3 - اثنا عشر (12) بعضها عبارة عن ترجمته لأعلام لم أترجم لهم، أو تخريج لنص أو نصين من كتاب الكامل ذكرت أني لم أقف عليه، ولو رجع المعترض إلى الرسالة كلها لعرف بعضها.
4 - ما بقي من ال (68) عبارة عن أشياء سمّاها " مآخذ" وهي في الحقيقة ليست إلا بيان ودليل على عدم فهمه للنشر أولاً، وعدم معرفته لمنهج التحقيق ثانياً، وغير ذلك مما سأذكره مفصلاً في بحثي الخاص بالرد عليه جملة وتفصيلاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
والآن أبدأ بالشروع في المطلوب داعياً الله تعالى أن يجنبني طريق الظلم والتعدي، وأن يرزقني صدق النية وأدب الرد على الخصم، فأقول والله الموفق:
1 - قال المعترض " د/ سيد أحمد دراز":
"وكان من هذه الأبحاث أيضا رسالتان عرضتا لموضوع تحقيق النشر نوقشتا خارج جمهورية مصروقفت عليهما بعد إنجاز عملي في هذه الرسالة (النشر في القراءات العشر تحقيق ودراسة) أهداهما إلي فضيلة الأستاذ الدكتور/ سامي هلال عميد الكلية في يوم الأحد بتاريخ 11/ 5 /2008 م. وهما مجلدان" انتهى بنصه. (ص:65).
قلت:
لي هنا وقفتان ما عنهما محيص:
الأولى:
ما كان على أستاذك المذكور أن يعطيك رسالتي بأي حال من الأحوال، لأنها أرسلت إليه لغرض يعرفه هو ومن كان الواسطة بيني وبينه، وأن الرسالة لم ترسل إلا لعرضها على المجلس العلمي ليكون دليلاً على صحة قولي أن النشر نوقش رسالة علمية كما ذكرته لك مفصلاً في المقدمة الثالثة.
الثانية:
أن الرسالة أرسلت كاملة من أولها إلى آخرها مصورة على (سي دي) فهل أستاذك منع عنك الجزء الأول أم ماذا؟؟
وقولك " وهما مجلدان ": لا أدري صوابه من خطئه بالنسبة لرسالتي!! فهي نسخة إلكترونية، وأما نسختها الورقية فهي (3 - 4) مجلدات!
2 - قال المعترض:
"ونظرا لأنهما تعرضتا لتحقيق النشر فقد قرأت الرسالتين ثم قمت بالتعليق لأبين الفروق بين عملي وبينهما من جهة ثم لأبرز جهدي في الكتاب من جهة أخرى. وبعد الاطلاع وجدت ما يلي:
(1) أن الأول منهما كتب عليه (الجزء الثاني) وهو يبدأ من (ص 1008 إلى ص 1789)
قلت:
إذا كانت عندك الرسالة من ثلاثة أجزاء فالموضع المذكور هو في وسط الجزء الثاني الذي يبدأ من (ص 506)، وإذا كانت الأجزاء أربعة فالموضع المذكور يكون في الجزء الثالث وليس الثاني كما قلت، فاختر لنفسك أي الصنفين تريد!!! الغفلة أم التدليس أم ثالث آخر أنت أعلم به مني؟؟؟؟)
3 - قال المعترض:
"ومن الداخل من قوله (فصل) أي (مد البدل من باب المد إلى آخر أبواب الأصول). وفي ص 1626 (وإلى هنا ينتهي قسم الأصول وهو المقدار المحدد لهذه الرسالة والحمد لله رب العالمين) ثم في ص 1628 (ملحق) ثم في ص 1642 (الخاتمة) ثم في ص 1643 (الفهارس) وذلك إلى آخر المجلد ص 1789 أي أن الكتاب من أوله إلى نصف باب المد غير موجود. وقد كتب على غلافه (المملكة العربية السعودية – جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية – كلية أصول الدين – قسم القرآن وعلومه) (منهج ابن الجزري في كتابه النشر مع تحقيق قسم الأصول) (وهو من أول الكتاب إلى نهاية باب إفراد القراءات) رسالة دكتوراه – إعداد: السالم محمد محمود أحمد الشنقيطي. إشراف فضيلة الدكتور: إبراهيم بن سعيد بن حمد الدوسري" اهـ
قلت:نسيتَ أن تذكر التاريخ الموجود عليها وهو (1421هـ).
4 - قال المعترض:
" أن عنواني الرسالتين مختلفان عن عنوان رسالتي (النشر في القراءات العشر تحقيق ودراسة).لأن الأول منهما في المنهج اهـ
قلت: هذه أول حيدة عن الصواب، بل هي أول تدليس في استدراكاتك؛ فالأولى- وهي رسالتي - ليست في المنهج فقط، بل فيه وفي " تحقيق قسم الأصول "، وهو ما يتفق مع ثلاثة أرباع بحثك؟؟
ـ[الجكني]ــــــــ[30 Jan 2010, 08:31 ص]ـ
-قال المعترض:
"أن الأولى منهما قد جاء عليها نقد من السعودية وبالتحديد من الدكتور /أحمد بن عبد الله المقري –الأستاذ المساعد بقسم القراءات في كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية – وذلك عن دراسة لكتاب شرح طيبة النشر للنويري – وهذا النقد نشرفي مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابها ج 19 , ع 42 , رمضان 1428 هـ وقد كتب في ص 119 وهذا نص كلامه ((وأما التوصيات (1) فإني أوصي أحد مراكز التحقيق المعتبرة بإعادة تحقيق كتاب النشر , رغم أن محققيه من أهل العلم الأفاضل – أقصد الضباع والسالم –- إلا أن الكتاب ينقصه الكثير من التصحيح والتخريج والعزو وغير ذلك , أي: يحتاج إلى تحقيق أكاديمي جديد. (2) كما أني أوصي أيضا بتحقيق هذا الكتاب الذي هو شرح الطيبة للنويري ,وإني لا أظن أن يخرج هذا الكتاب في حلة زاهية إلا باعتماد تحقيقه على تحقيق جيد لكتاب النشر)) وقد جعلت في آخر هذا المبحث ص 85 , 68 صورة من صفحتي 75 , 119 من هذه المجلة". اهـ (ص 66).
قلت:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً: شرف لي أن يكتب اسمي ويقرن بالشيخ الضباع رحمه الله.
ومع هذا: كيف تسمح لنفسك أن تحكم على جهد رسالة علمية بمجرد سطر أو سطرين كتبا توصية في بحث منشور لم يُقم كاتبهما ببيان مسألة واحدة تعضد قوله؟؟
وكان من الأمانة العلمية والصدق في النية أنك لما نقلت كلام الدكتور أحمد المقري حفظه الله، أن تنقل لنا شيئاً مما انتقده على رسالتي، أو تقول إنه لم يذكر شيئاً، حتى تبرئ ساحتك من التهمة!!
أمّا أن تأخذ كلامه هكذا لا لشيء إلا لتقوي به ضعف بحثك، ولا لشيئ إلا لتزين به تشويه تحقيقك للنشر، فهذا أمر مرفوض حسب المناهج العلمية المتبعة في الرسائل العلمية التي كشف عملك أنك تجهلها ولم تدرسها، كما سأبينه لك في تعليقاتي على " أخطائك وأوهامك " في ما سميته أنت " دراسة وتحقيق النشر "، وستعرف ساعتها أي التحقيقين أولى بالمدح والثناء، وأي التحقيقين أقرب للصواب.
وإني أعجب منك يادكتور وأنت تقول هذا الكلام ولم تأت بمسألة واحدة علمية بينتَ فيها أني أخطأتُ فيها أو خرجتُ عن المنهج العلمي الأكاديمي حسب قولك وقول الدكتور أحمد!!
أم أن المسألة سرقة وقلة أدب أيضاً؟؟
ثم يادكتور: أين هي الجهات العلمية في بلدي التي انتقدت هذه الرسالة؟؟
أمجرد كلمة قيلت في بحث منشور في مجلة محكمة ولا دليل عليها يعتبر نقداً من " جهات علمية "!!
ما هذا الهراء يادكتور!
وما هذ الاستخفاف بالعقول!
وما هذا الاستخدام لعبارات هي أكبر منك وممن اعتمدت عليه!!
بل: أين بحث علمي آخر انتقد عملي المتواضع غير هذه التوصيات؟؟
ولكن كما قيل: إذا لم تستح فاصنع ماشئت؟؟
وما أراك إلا كالفتاة القرعة تفتخر بشعر بنت جارتها!!!
6 - قال المعترض: " ومن خلال استعراضي لما وصلني من المجلدين وجدت ما يلي:
أولا رسالة السالم الشنقيطي في باب الدراسة:
بعد اطلاعي على المواضيع التي تعرض لها الباحث صاحب المجلد الأول أخذا من فهرس الموضوعات وذلك لأن الجزء الأول أي من ص 1 - 1007 أي الذي به الدراسةلم يصلني. تبين لي أني قد كتبت في الأبحاث التالية ولم أجد لها مثيلا في عناوين رسالة السالم الشنقيطي " اهـ
قلت:
هذا أول الحفر التي حفرتَها لغيرك فوقعتَ فيها:كيف تعطي حكماً عاماً – سلباً أو إيجاباً - على رسالة علمية لم تتطلع إلا على أقل من ثلثها؟؟
بل كيف تحكم على بحث علمي لم تطلع على خطته ومنهجه التي سار عليها؟
وستعرف من خلال الردود أن عدم اطلاعك على (1007ورقة) – هذا إن كنت صادقاً في قولك – أدى إلى أن تأخذ ملحوظات – مع أنها ليست بذاك – هي لا تلزمني لأني تركتها عن عمد لأنها لا تتوافق والخطة التي سرت عليها في بحثي، وهذا شيء قد لا تفهمه أنت، لأنك لم تسر على أي منهج علمي.
وأما قولك:"جزء الدراسة لم يصلك "! فإما أنك صادق وإما أنك غير ذلك، واسأل شيخك د/سامي لماذا لم يمدك به مع أن الرسالة عنده كاملة!!
7 - قال المعترض:" أثبت صورة من نسخة المطبوع للشيخ محمد دهمان وهي أصل المطبوع ولم أجد في المجلدين من فرق بين هذه النسخة وبين غيرها رغم أن جميع المطبوع يعد صورة منه. وخصوصا أن هناك فروقا جوهرية بين مطبوعه ومطبوع غيره كاعتماد دهمان على مخطوطات وغيره لم يأت بما اعتمد عليه كما أن غيره أخذ ما وضعه في الهامش وجعله في صلب الكتاب. كما أن دهمان هو الوحيد الذي بين تزييف ما يقال إنه سقط من النشر "اهـ
قلت:
أما نسخة الشيخ دهمان رحمه الله، وهي النسخة التي قمت أنت بسلخها وسلخ تعليقاتها فهي نسخة ليست بالتي أجعلها أصلاً، بل هي ونسخة الشيخ الضباع نسخة واحدة مسلوخة، وما اعتمدته أنا من نسخة أصلية هي عندي أقوى وأرفع منها، لذا لم أهتم بها كاهتمامك.
وأما قولك " كما أن دهمان هو الوحيد الذي بين تزييف ما يقال إنه سقط من النشر "اهـ" فهو قول غير صواب، بل هو ادعاء منشؤه أنك لا تفهم العربية ولا تحسنها، وسأنقل للقراء الكرام كلام الشيخ دهمان رحمه الله بالحرف الواحد حتى يعلموا صدق كلامك من عدمه، قال رحمه الله في طبعنه للنشر (2/ 198ح1):
(يُتْبَعُ)
(/)
" كذا في النسخة التي بخط محمد بن الحسن الغزي القادري، المكتوبة سنة (839) وهي التي ظهر لنا بأنها أصح النسخ التي نقابل عليها، وفي بقية النسخ ما نصه: وحيث انتهى بنا الحال إلى هنا فلنذكر مثلاً من القراءات في رواية رواية وطريق طريق تعلم القراءات واختلاف الطرق والروايات ثم نجمع مذاهبهم في بعض الآيات والتفريع على طرق هذا الكتاب إن شاءالله تعالى، والله تعالى أعلم بالصواب" رواية ورش" إذا قرئ له من طريق الأزرق، ثم بعد ذلك بياض بمقدار أربع ورقات حتى في النسخة التي عليها خط المؤلف، ويوجد في نسخة الأستاذ محمد الحلواني ما نصه: كذا بياض في نسخ معتمدة وعلى بعضها خط المؤلف رحمه الله، ويظهر أن المؤلف أبقى فراغاً لهذا البحث ثم عدل عن ذكره أو أنه لم يتمكن من ذكره، والله أعلم.اهـ (2/ 198 - 199).
فأين بربك تزييف الشيخ دهمان ما سقط من النشر؟؟!!!
كل ما في كلامه هو أن الذي قيل إنه سقط من النشر ليس موجوداً في النسخة التي هي " أصح ما عنده حسب رأيه رحمه الله، وليس في كلامه ولا حرف واحد يشير إلى خطأ وتزييف ما هو موجود في النسخ الأخرى!!
وأنا أكتب هذا الكلام ليس لبيان صحة هذا الذي سقط من النشر، بل هو ليس منه ألبتة، وإنما أذكر هذا لأبين للقراء أن د/ سيد أحمد دراز غير محق في قوله إن دهمان أول من قام بتزييف ذلك، فإذا كان هذا هو فهمك يا دكتور للعربية فكيف تجرؤ على التصدي لكلام ابن الجزري! وسآتيك بمواضع أخرى من كلام ابن الجزري علقت أنت عليها بما يدل على عدم فهمك لكلانه، وسترى قريباً إن شاء الله!
وأما قولك:" ولم أجد في المجلدين من فرق بين هذه النسخة وبين غيرها": فلأنك لم تطلع على ما كتبته عن النسخ الخطية التي اعتمدتها، ولو اطلعت لعرفت مكان النسخة التي جعلتها أنت أصلاً لعملك؟؟
وأيضاً: لو رجعتَ إلى مقدمة رسالتي لوجدتني قد أشرت في (4) صفحات إلى الملحوظات على النسخ المطبوعة " للشيخ دهمان والشيخ الضباع رحمهما الله، وختمتها بقولي:" إن الملاحظات على النسخة المطبوعة بعناية خاتمة المقرئين الشيخ الضباع، وعناية الشيخ دهمان والعناية بالكتاب بعدهما لا تنقص قدر الشيخين، ولا تغض من قيمتهما وجهدهما، ولا تزيلهما عن رتبتهما الرفيعة، بل فضلهما منوه به، وجهدهما معترف به، ومكانتهما محفوظة، وما هذا إلا تكميل لعمل بدآه، وتجميل لما أساءته المطبعة ونسبتهما إليه.اهـ (1/ 5 - 11) فرجع إليه إن شئت.
ـ[الجكني]ــــــــ[30 Jan 2010, 08:34 ص]ـ
- قال المعترض:
"وأما بالنسبة لتحقيق نص الكتاب:
1 - فقد جعلت تعريفا لكل باب إذا أمكن ذلك ومناسبة الباب لما قبله وذلك بلسان من سبق ابن الجزري " اهـ ولم أجد ذلك في المجلدين " اهـ
قلت:
هذه أول اعترافاتك بقلمك ولسانك أنك " عبثت " بكتاب النشر، وتدخلتَ فيه بما لم يعمله مؤلفه فيه، بل زدت فيه من عندك!!
ثم: ياليتك اقتصرت على هذا، بل إنك تدخلت في صلب الكتاب وكتبت عبارات وجمل لاتوجد في (11) نسخة خطية من " النشر " إلا إذا كنت اعتبرت فهمك السقيم للنشر يقوم مقام نسخة خطية فهذا شيء آخر لا يوجد إلا في ذهن صاحبه!! ثم يا دكتور:من علمك أو قال لك أن عملك هذا صواب؟؟
هذا خلل في منهج البحث وتدخل في كتاب المؤلف، أفما كان بوسع ابن الجزري أن يذكر عناوين لفصول كتابه حتى تأتي أنت وتلعب في صلب ومتن كتابه وتشويهه بالعناوين والحواشي؟؟
9 - قال المعترض:
(2) لم أعلق على ابن الجزري بلسان المتأخرين لأن الجميع عالة عليه وعيال على اختياره االمقابل وجدت أن الواضح من أسلوب الباحثين أنهما يتكلمان عادة بلسان المتأخرين من أصحاب التحريرات فيستدركان على ابن الجزري بكلام المحررين وهو خطأ شديد ناتج عن عدم معرفة منهج ابن الجزري وإن كانت إحدى الرسالتين في البحث عن منهجه.
قلت:
أما صاحب الرسالة الأولى فكلامك عنه كذب وبهتان وزور، فلم أستدرك على المؤلف بكلام متأخر عنه!!! وعليك إثبات ذلك.
نعم: قد تلبّس كعادتك وتجيبني بما نقلته أنا عن الإزميري في موضوع واحد وأنه – الإزميري – قدم كلام ابن الجزري على مافي النسخ الخطية من المستنير، فإذا كنت تقصد هذا فعليك بفهم معنى الاستدراك أولاً.
ثم: كيف أستدرك على ابن الجزري بكلام المحررين وكاتب هذه الحروف من المخالفين لمنهجهم؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما قولك:" ناتج عن عدم معرفة منهج ابن الجزري وإن كانت إحدى الرسالتين في البحث عن منهجه" فأقول:
كان عليك أن تبين لقراء تحقيقك أين المكان الذي اتضح لك فيه عدم فهمي لمنهج ابن الجزري بدل إلقاء عبارات أنت نفسك غير مصدق لها وإلا لأقمت عليها الدليل العلمي تصديقاً لادعائك، وما أراك إلا ينطبق عليك المثل " رمتني بدائها فانسلت" أو " وانسلّت"!!
10 - قال المعترض:
" أني وضعت عناوين جانبية بطول الكتاب توضح معالم النشر وتكون دليلا لطالب العلم في الاستفادة من الكتاب ولم أجد ذلك فيما وصلني من المجلدين" اهـ.
قلت: ومن قال لك أن عملك صواب؟؟ هذا خلل في منهج البحث وتدخل في كتاب المؤلف، أما كان بوسع ابن الجزري أن يذكر عناوين لفصول كتابه حتى تأتي أنت وتلعب في صلب ومتن كتابه وتشويهه بالعناوين والحواشي؟؟
11 - قال المعترض:
" ضبطت ما يحتاج إلى ضبط كما قمت بتشكيل وضبط الشعر والنظم في كل الكتاب. ولم أجد ذلك فيما وصلني " اهـ.
قلت: ما يحتاج إلى ضبط مسألة نسبية، وادعاؤك بعدم وجود ذلك لايسلم لك، وعملي في الرسالة يكذب ذلك.
12 - قال المعترض:
" وثقت كل ما اقتبسه الإمام ابن الجزري من نصوص بحسب أنواع الاقتباس فأرجعت كل كلام إلى مصدره سواء صرح الإمام أو لم يصرح بيد أن صاحب الرسالة الأولى لم يكن بهذا يوفق إلى هذا القدر من التوثيق كما سيأتي " اهـ
قلت:انظروا إلى هذا الكذب والزور!!
وهل وثقت أنت إلا ما وثقته أنا؟ وهل علقت على شيء إلا بتعليقي وذكرك لنفس مصادري أو جلها حتى تخفي عن الناس غشك وكذبك!
يا رجل استحي على نفسك واتق الله: وإني أسألك سؤالاً نقف بين يدي الله تعالى يوم القيامة: ألم تستفد من البحث وخاصة في تخريجات الأشعار ونسبتها لقائليها، وخاصة بيت جرير ابن خرقاء وغيره، وخاصة بيان اعتماد ابن الجزري على ارتشاف الضرب والدر النثير؟؟
وإني أسألك:
لماذا لا نرى في رسالتك كتابي " الدر النثير " و " إرتشاف الضرب " إلا في الجزء الذي وقفتَ عليه من رسالتي، وأما قبل ذلك وبعده فلا ذكر لهما ألبتة في رسالتك، مع أن ابن الجزري نقل عنهما نصوصاً بالحرف الواحد!!؟؟
وإني أقول بملئ فمي: ولولا خشية الحنث لحلفت لك بالله أنه لو لم تكن رسالتي أمامك لما عرفت مصدر كلام ابن الجزري الذي أخذه من " الدر " ولا من " الإرتشاف".
و لو لم تكن رسالتي أمامك لما عرفت ولو طال عمرك مائة سنة قائل البيت الذي استشهد به ابن الجزري في الإدغام الكبير، وهو نقله عن أبي شامة والجعبري، ولو كنت وقفت بنفسك على المصدر الذي نقلته مني لعرفت خطأ رواية البيت واختلافها بين كتب القراءات وكتب الأدب والشواهد،ولعرفت أن رواية ابن الجزري هي رواية كتب القراءات كأبي شامة والجعبري وأحدهما مصدره، ولعرفت أن الرواية في المصادر القديمة ليس فيها شاهد على الإدغام كما بينته في محله من رسالتي.
وأخيراً: لماذا خرّجتَ أنت نصف البيت الذي ذكره ابن الجزري وهو " وألمست كفيه طلب الغنى" من تفسير ابن كثير رحمه الله، ومنذ متى كان تخريج الأبيات في الرسائل العلمية من كتب التفسير؟ ولماذا لم تذكر قائله؟؟
الجواب سهل وهو: أن الجزء الذي فيه تخريج البيت من رسالتي ليس عندك والله أعلم.
13 - قال المعترض:
" صوبت الاضرابات (كذا) التي وقعت في نصوص الكتاب واستدركت ما لم يوجد وجعلت هذا التصويب في صلب الكتاب – أي في نصه- وعلقت عليه في الهامش لأخرج بذلك نصا صحيحا سليما للقارئ. وباطلاعي على المجلدين وجدت أن الأول يصوب في الهامش وقد فاته الكثير كما سيأتي في الملاحظات التفصيلية " اهـ
قلت:وتفرح بهذا؟؟ هنيئاً لك التحقيق؟؟
ومن قال لك ياهذا أن في نصوص كتاب " النشر " اضراباً – ولعلك تقصد اضطراباً -؟؟ وهل غفل عنها ابن الجزري مدة ثلاث وثلاثين سنة، وغفل عنها غيره من العلماء حتى جاء حضرتكم فأزلتم هذا " الاضراب!! " (الاضطراب)!
ثم كيف يستقيم لك هذا الادعاء مع ادعائك الآخر عن النشر الذي قلت فيه إن ابن الجزري ظل يمحص كتابه سنوات طويلة؟؟
ثم: كيف تتدخل في نص الكتاب بشيء لايوجد في النسخ الخطية؟؟
وأيضاً: لماذا لم تبين الصواب في ما هو موجود في النسخ كلها المخطوط منها والمطبوع من قراءة المعدل صاحب الروضة على الأنطاكي في موضعين أحدهما في قراءة أبي عمرو ص594و888عندي في الادغام الكبير؟؟ ومررت عليهما أنت مرور الكرام؟؟
وإلى هنا تنتهي اعتراضات الدكتور سيد دراز العامة، وذكر بعدها الاستدراكات بالتفصيل حسب زعمه، وهو ما سأنقله والرد عليه لاحقاً إن شاء الله تعالى.
ـ[الجكني]ــــــــ[31 Jan 2010, 12:46 ص]ـ
هذه صورة المقدمة والخاتمة من النسخة التي سمّاها الدكتور سيد دراز " النسخة السورية " وهي عندي النسخة التي رمزت لها بالحرف " ظ" لأنها من مكتبة االظاهرية.
والذي يؤكد تلاعب الدكتور وعبثه هو أن هذه الصورة هي من نسختي والدليل على ذلك وجود خطي بيدي عليه
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64b6652a6b203d.jpg
وهو ما يشير إليه السهم.
الصورة الثانية:
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64b6652aaa976b.jpg
(يُتْبَعُ)
(/)