كمؤلّفات الشيخ القاضي والشيخ المرصفي والشيخ عامر عثمان والشيخ الزيات والشيخ السمنودي المعاصر وغيرهم من الأفذاذ.
ج – القياس:
الأصل في القراءة هو الاتّباع كما روي عن السلف أنهم قالوا " القراءة سنّة متّبعة يأخذها الآخر عن الأوّل " أمّا القياس فلا يؤخذ به إلاّ بشروط وضوابط ذكرها أئمّتنا والأصل فيه المنع كما قال الشاطبيّ رحمه الله تعالى:
وما لقياسٍ في القراءة مدخلٌ .... فدونك ما فيه الرضا متكفلاَ
وسأكتفي بحول الله بذكر كلامٍ للإمام بن الجزري والعلامة الضباع رحمها الله تعالى ثمّ نستخرج من كلامهما الفوائد إن شاء الله تعالى.
قال ابن الجزري رحمه الله " وبقي قسم مردود أيضاً وهو ما وافق العربية والرسم ولم ينقل البتة فهذا ردّه أحقّ ومنعه أشدّ ومرتكبه مرتكب لعظيم من الكبائر، وقد ذُكر جواز ذلك عن أبي بكر محمد بن الحسن بن مقسم البغدادي المقرئ النحوي وكان بعد الثلثمائة قال الإمام أبو طاهر بن أبي هاشم في كتابه البيان وقد نبغ نابغ في عصرنا فزعم أنّ كلّ من صحّ عنده وجه في العربية بحرف من القرءان يوافق المصحف فقراءته جائزة في الصلاة وغيرها فابتدع بدعة ضلّ بها عن قصد السبيل قلت – أي ابن الجزري- وقد عقد له بسبب ذلك مجلس ببغداد حضره الفقهاء والقرّاء وأجمعوا على منعه وأوقف للضرب فتاب ورجع وكُتب عليه محضر كما ذكر الحافظ أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد وأشرنا إليه في الطبقات ومن ثمّ امتنعت القراءة بالقياس المطلق وهو الذي ليس له أصل في القراءة يرجع إليه ولا ركن وثيق في الأداء يعتمد عليه كما روينا عن عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت رضي الله عنهما من الصحابة وعن ابن المنكدر وعروة بن الزبير وعمر بن عبد العزيز وعامر الشعبي من التابعين أنّهم قالوا " القراءة سنّة يأخذها الآخر عن الأوّل فاقرؤا كما عُلمتموه ولذلك كان كثير من أئمّة القراءة كنافع وأبي عمرو يقول لولا أنه ليس لي أن أقرأ إلاّ بما قرأت لقرأت حرف كذا كذا وحرف كذا كذا، أمّا إذا كان على إجماع انعقد أو عن أصل يُعتمد فيصير إليه عند عدم النصّ وغموض وجه الأداء فإنّه مما يسوّغ قبوله ولا يجوز ردّه لا سيما فيما تدعو إليه الضرورة وتمسّ الحاجة مما يقوي وجه الترجيح ويعيّن على قوّة التصحيح بل قد لا يسمّى ما كان كذلك قياساً على الوجه الاصطلاحي إذ هو نسبةُ جزئيٍ إلى كلّيٍ كمثل ما اختير في تخفيف بعض الهمزات لأهل الأداء وفي إثبات البسملة وعدمها لبعض القرّاء ونقل {كتابيه اني} وإدغام {ماليه هلك} قياساً عليه وكذلك قياس (قال رجلان، وقال رجل) على (قال رب) في الإدغام كما ذكره الداني وغيره ونحو ذلك مما لا يخالف نصاً ولا يردّ إجماعاً ولا أصلاً مع أنّه قليلٌ جداً كما ستراه مبيّناً بعدُ إن شاء الله تعالى وإلى ذلك أشار مكّي ابن أبي طالب رحمه الله في آخر كتابه التبصرة حيث قال في جميع ما ذكرناه في هذا الكتاب ينقسم إلى ثلاثة أقسام: قسم قرأت به ونقلته وهو منصوص في الكتب موجود، وقسم قرأت به وأخذته لفظاً أو سماعاً وهو غير موجودٍ في الكتب وقسمٌ لم أقرأ به ولا وجدتّه في الكتب لكن قسته على ما قرأت به إذ لا يمكن فيه إلاّ ذلك عند عدم الرواية في النقل والنصّ وهو الأقل ....... ".انتهى كلامه رحمه الله النشر 1/ 18.
قال الشيخ البناء في كتابه إتحاف فضلاء البشر: " وفي النشر إذا قرئ بإظهار الغنّة من النون الساكنة والتنوين في اللام والراء عند أبي عمرو فينبغي قياساً إظهارها من النون المتحرّكة فيهما نحو نؤمن لك، زيّن للذين، تأذن ربك إذ النون من ذلك تسكن للإدغام قال – أي بن الجزري – وبعدم الغنّة قرأت عن أبي عمرو في الساكن المتحرّك وبه آخذ ..... قال – أي ابن الجزري – في الأصل بعد نقله ما ذكر لكن القراءة سنّة متبعة فإن صحّ نقلاً اتبع. " انتهي كلام صاحب الإتحاف (اتحاف فضلاء البشر ص34 طبعة دار الندوة بيروت). قال العلامة الضباع رحمه الله معلّقاً على كلام البناء على الهامش " لا ينبغي أن يلتفت إلى هذا القياس لمصادمته للرواية الصحيحة الواردة على الأصل إذ النون من نحو لن نؤمن لك وتأذن ربك متحرّكة في الأصل وسكونها عارض للإدغام. والأصل أن لا يعتدّ بالعارض. ولما فيه من القياس ما لا يروى على ما رُوي. والقراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأوّل. والقياس إنّما يصار
(يُتْبَعُ)
(/)
إليه عند عدم النصّ وغموض وجه الأداء. وهذا لا غموض فيه ........ " اتنهى كلام الشيخ الضباع رحمه الله. نفس المصدر على الهامش ص33.
من خلال ما ذكره ابن الجزري والضباع رحمهما الله تعالى يمكن أن نستخرج من كلامهما ما يلي:
أوّلاً: قد أنكر علماء القرن الثالث على أبي بكر محمد بن الحسن بن مقسم البغدادي المقرئ النحوي لاستعماله القياس في قراءة القرءان وقد عقد له بسبب ذلك مجلس ببغداد حضره الفقهاء والقرّاء وأجمعوا على منعه وأوقف للضرب فتاب ورجع وكُتب عليه محضر ومن ثمّ امتنعت القراءة بالقياس. أقول إن كان القياس قد منع في ذلك الوقت وهو وقت العلم النقد وكثرة أهل الأداء، فمنعه يكون اليوم من باب أولى.
ثانياً: القياس يصارُ إليه على أساسِ اجماعٍ انعقد أو على أصلٍ يُعتمد إليه عند عدم النصّ وغموض وجه الأداء. إذاً فمفهوم المخالفة يدلّ على أنّه إذا لم يكن القياس على أساسِِ اجماعٍ انعقد أو أصل يُعتمد عليه عند عدم النص وغوض وجه الأداء فإنّه مردود حيث لا يمكن تقديم القياس على النص أو على وجه واردٍ أداءاً. فلذلك قال العلامة الضباع: " لا ينبغي أن يلتفت إلى هذا القياس لمصادمته للرواية الصحيحة الواردة على الأصل ... " ولأجل هذا قال مكّي القيسي رحمه الله:" وقسمٌ لم أقرأ به ولا وجدتّه في الكتب لكن قسته على ما قرأت به إذ لا يمكن فيه إلاّ ذلك عند عدم الرواية في النقل والنصّ وهو الأقل ....... "
ثالثاً: القياس لا يُجنح إليه إلاّ ضرورة بحيث ليس هناك حلّ آخر سوى ذلك قال ا قال مكّي في كلامه السابق " ... لكن قسته على ا قرأت به إذ لا يمكن فيه إلاّ ذلك " ومثاله إظهارهاء {ماليه هلك} حيث أنّ الإظهار واردٌ ولكنه صعب لخفاء الهاء وبعد مخرجها وتزداد المشقّة إذا تكررت كما في المثال فأجاز العلماء ضرورة السكت عند الإظهار وكذا قياسها على {كتابيه اني} لمن قرأ بالنقل لأنّ الهاء في {ماليه} و {كتابيه} هي هاء السكت فمن حقق الهاء في {كتابيه انّي} أظهرها في {ماليه هلك} ومن قرأ بالنقل في {كتابيه انّي} أدغم في {ماليه هلك} ومن تأمّل في قياس المأخوذ به في هتين الكلمتين يجد أنّه لم يخالف نصاً ولا أداءاً حيث أنّ الإدغام والإظهار في {ماليه هلك} ثابت نصاً وأداءاً وكذا النقل وعدمه في {كتابه انّي} وإنّما القياس تمثّل في السكت عند إدغام {ماليه هلك} والعلاقة بين {ماليه} و {كتابيه} التي تتمثلّ في لزوم الإظهار مع عدم النقل والإدغام مع النقل.
رابعاً: القياس يؤخذ به تقويةً لوجه من أوجه الأداء على غيره من الأوجه كما قال ابن الجزري: " فيصير إليه عند عدم النصّ وغموض وجه الأداء فإنّه مما يسوّغ قبوله ولا يجوز ردّه لا سيما فيما تدعو إليه الضرورة وتمسّ الحاجة مما يقوي وجه الترجيح ويعيّن على قوّة التصحيح ... " فقوله رحمه الله " مما يقوى وجه الترجيح .. ". أقول: فكلامه رحمه الله يدلّ على أن القياس يُستعمل في تقوية وجه من أوجه الثابنة نصاً أو أداءاً كما فعل رحمه الله في تقديم الإخفاء في الميم الساكنة الواقعة قبل الباء نحو {يأمركم بالسوء} حيث أنّ الإظهار والإدغام كلاهما متواتر إلاّ أنّه قدّم وجه الإخفاء قياساً لأجل اتفاق أهل الأداء في إخفاء الميم المقلوبه في نحو {من بعد} فبما أنّه لا خلاف في إخفاء الميم في الإقلاب قدّم وجه الإخفاء في الميم الساكنة قياساً وهذا لا يعارض نصاً ولا وجهاً من وجه أهل الأداء. فلذلك تجد عبارات القدامى تؤكّد على ذلك كقولهم " وهو الأقوى قياسا" أو " وهو الأقيس أداءاً " ونحو ذلك.
خامساً: قد يكون القياس مبنياً على اجماعٍ انعقد كما ذكر ابن الجزري رحمه الله ولكن لا بدّ أن يكون دائماً منوطاً بعدم وجود النصّ وغموض وجه الأداء فلا يلتفت لإجماع قطر من الأقطار أو بلاد من البلدان على الأخذ بالقياس على حساب النصوص وثبوت الوجه أداءاً.
سادساً: مصادر التشريع في الإسلام هي الكتاب والسنّة والإجماع والقياس فكان القياس في المرتبة الأخير فكيف يقدّم القياس الذي يفيد الظنّ على النصوص التي تفيد القطع واليقين؟
(يُتْبَعُ)
(/)
سابعاً: كلّ ما ذكرناه يدلّ أنّ القدامى كانوا لا يأخذون بالقياس إلاّ ضرورة عند عدم النص وغموض وجه الأداء فكانوا يحتاطون لذلك أشدّ الاحتياط لأجل ذلك وضعوا حدوداً لا يحوز تعدّيها لأيّ سبب بخلاف ما نشاهده اليوم من الخلاف في المسائل التي منشؤها ومنبعها اجتهاد وقياس محض وتزداد الخطورة أنّها تقدّم على النصوص والمشافهة المسندة.
ثامناً: مسائل القياس الواردة ِ عند القدامى قليلةٌ جداً كما قال ابن الجزري رحمه الله " ... ونحو ذلك مما لا يخالف نصاً ولا يردّ إجماعاً ولا أصلاً مع أنّه قليلٌ جداً كما ستراه مبيّناً بعدُ إن شاء الله تعالى ... " وقول مكّي القيسي رحمه الله " وقسمٌ لم أقرأ به ولا وجدتّه في الكتب لكن قسته على ما قرأت به إذ لا يمكن فيه إلاّ ذلك عند عدم الرواية في النقل والنصّ وهو الأقل ....... ".انتهى كلامه رحمه الله النشر 1/ 18. أقول إن كانت المسائل القياسية قليلة ومحدودة عند القدامى فلا يجوز اليوم أن نأخذ بالقياس إلاّ الذي أُخذَ به عند القدامى وتلقّاه الناس بالقبول في ذلك الوقت أقول في ذلك الوقت أمّا الآن فلا يمكن أن نأخذ بالقياس لأنّنا نقرأ الآن بمضمون الشاطبية والدرة والطيّبة وكلّ المسائل الاجتهادية والقياسية ذُكرت وحدّدت فلا داعي للقياس الآن. فلذلك اعترض الشيخ الضباع على البناء في مسألة الإدغام كما سبق.
سوال: كيف نتعامل مع المصادر الثلاثة: التلقّي والنصوص والقياس؟
أوّلاً: عند تعارض التلقّي مع القياس فلا شكّ أنّ التلقّي هو المقدّم لأنّه هو المصدر الأوّل لهذا العلم فكيف يقدّم القياس عليه. وهذا أمرٌ جليّ لا يحتاج إلى تفصيل.
ثانياً: عند تعارض النصّ مع القياس فلا شكّ أنّ النصّ هو المقدّم حيث أنّ القياس لايصار إليه إلاّ عند عدم النصّ وغموض وجه الأداء كما ذكر ابن الجزري رحمه الله تعالى وقد ذكرنا أنّ النصوص تفيد القطع واليقين بخلاف القياس فإنّه اجتهادٌ محض يحتمل الخطأ والصواب لا سيما فيما اختُلف فيه ويستثنى من ذلك القياس الذي انعقد على أساسٍ إجماعٍ فهذا يستحيل أن يخالف نصاً أووجهاً من أوجه الأداء الذي تلقّاه الناس بالقبول.
ثالثاً: عند تعارض النصّ والتلقّي من المشايخ: فهذا أمرٌ صعب يحتاج إلى تفصيل. فالأصل أنّ النصّ لا يخالف التلقّي لأنّ مصدر النصوص هو التلقّي ذاته فكان الأوائل يدونون في كتبهم ما تلقّوه عن مشايخهم. فلمّا كانت النصوص لا تتغيّر على مرّ الزمان فلا شكّ أنّ التلقّي هو الذي يعتريه شيء من التغيير مع مرّ الزمان والدليل على ذلك ما نراه اليوم من الخلاف في بعض المسائل الأدائية مع أنّ الأسانيد إن لم تلتقي بأحد المشايخ فإنّها تلتقي حتماً بابن الجزري رحمه الله تعالى فكيف نشأ الخلاف مع أنّ المصدر واحد؟
الجواب على هذا السؤال يكون من عدّة جوانب أهمّها:
الجانب الأوّل هو نقصان العلم وأهله عبر مرور القرون حيث أنّ القرن الأوّل أفضل من الثاني وهو أفضل من الثالث وهكذا فقد ذكر مكي القيسي في الرعاية مثلاً أنّ حرف الضاد قلّ من يتقته من أهل الأداء وهذا الكلام قاله في بداية القرن الخامس والأمثلة كثيرة فما بالك اليوم.
الجانب الثاني: الاجتهاد في بعض المسائل التي تخالف التلقّي عن المشايخ والنصوص مع أنّ القياس لا يصار إليه إلاّ عند عدم النصّ وغموض وجه الأداء كما ذكرنا.
الجانب الثالث: تقليد العلماء من غير تدقيق في المسائل فإذا انفرد العالم بشيء وكان من المحققين الجهابدة في وقته فإنّك تجد أنّ الوجه الذي انفرد به يُستفاض بين الناس ولو كان مخالفاً للنصوص صراحة، وبعد سنوات يصير ذلك الوجه من المتلقّى بالسند إلى النبيّ صلى الله عليه وسلّم. فالعلماء الذين انفردوا بهذه الفتاوى هم مأجورون لأنّهم بلغوا مرتبة الاجتهاد والعالم لا يخلوا من التقصير كما هو معلوم فكلّ يؤخذ من قوله ويردّ إلاّ سيّد الخلق عليه الصلاة والسلام.
ونريد أن نذكّر أنّ علم التجويد هو علمٌ مبنيّ على النصوص وهذا ما يسمّى بعلم الدراية أمّا التلقّي من المشايخ فيسمّى بعلم الرواية ومن كان له حظ من الرواية دون الدراية فلا شكّ أنّه سيقع في الخطأ والغلط بخلاف من كان جامعاً بين الرواية والدراية فالأمر يختلف تماماً. قال مكيّ القيسي في الرعاية " القرآء يتفاضلون في العلم بالتجويد:
(يُتْبَعُ)
(/)
فمنهم من يعلمُه رواية وقياساً وتمييزاً فذلك الحاذق الفطن.
ومنهم من يعرفه سماعاً وتقليداً، فذلك الوهن الضعيف. لا يلبثُ أن يشكّ ويدخله التحريف والتصحيف إذ لم يبن على أصل ولا نقل عن فهم. فنقل القرءان فطنة ودرايةً أحسن منه سماعاً وروايةً. فالرواية لها نقلها، والدراية لها ضبطها وعلمها. فإذا اجتمع للمقرئ النقل والفطنة والدراية وجبت له الإمامة وصحّت عليه القراءة. (الرعاية ص90).
قال أبو عمرو الداني:" وقرّاء القرءان متفاضلون في العلم بالتجويد والمعرفة بالتحقيق، فمنهم من يعلم ذلك قياساً وتمييزاً، وهو الحاذق النبيه، ومنهم من يعلمُهُ سماعاً وتقليداً، وهو الغبيّ الفهيه، والعلم فطنةً ودرايةً آكذ منه سماعاً وروايةً. وللدراية ضبطها وعلمها، وللرواية نقلها وتعلّمها، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم." التحديد ص67.
أقول: وهذا يدلّ على أفضلية علم الدراية وهو العلم بنصوص أهل الأداء على علم الرواية وهو المشافهة من المشايخ وذلك عند قولهم رحمهم الله " فنقل القرءان فطنةً ودراية أحسن منه سماعاً ورواية ".
قال المرعشي رحمه الله " وتجويد القرءان قد يحصّله الطالب بمشافهة الشيخ الموجود بدون معرفة مسائل هذا العلم، بل المشافهة هي العمدة في تحصيله، لكنّ بذلك العلم يسهل الأخذ بالمشافهة، ويزيد به المهارة ويُصانُ به المأخوذ عن طريان الشكّ والتحريف كما صرّح به في الرعاية. انتهى كلامه رحمه الله" جهد المقل ص110.
وللأسف فهناك من المشايخ الجامعين للقراءات يقرءون بما تلقّوا عن مشايخهم ولو كان مشايخهم على خطأ وإذا أتيت لهم بإدلّة على بطلان ما يُقرؤون به يختبأ وراء المشافهة ويقول " القراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأوّل." فأصبح الكلّ يستدلّ بهذا القول على صحّة ما يُقرئ به ولو كان ضلالاً. وهذا يجرّنا إلى تعظيم النصوص أكثر من تعظيم المشافهة من المشايخ خاصّة في الوقت الذي نحن فيه الآن.
نماذج للعلماء في معاملاتهم مع مصادر علم التجويد والقراءات:
قد اعترض العلماء على بعض الأوجه الواردة من الشاطبية وذلك بالرجوع إلى أصولها وأصولها هي المصادر والكتب التي ألّفها أبو عمرو الداني ومن فوقه من مشايخه ككتاب التيسير وجامع البيان والمفردات وكتاب التذكرة لابن غلبون شيخ الداني وقراءة الداني على فارس بن أحمد وغير ذلك من المصادرا. وسبب هذا الاعتراض أنّ هؤلاء العلماء عندما رجعوا إلى أصول الشاطبية لم يجدوا بعض الأوجه الذي ذكرها الإمام الشاطبي ولأجل هذا ضعفوا تلك الأوجه من الشاطبية ولو صحّ بعضها من الطيّبة نحو مدّ البدل في {يواخذ} لورش عن نافع، وإبدال الهمزة الثانية ياءاً خالصةً في {أئمّة} لنافع وأبي عمرو والمكّي، تشديد التاء للمكّي في {كنتم تمنّون} و {فظلتم تفكّهون} وغير ذلك. فهؤلاء العلماء تركوا ما تلقّوه عن مشايخهم واتّبعوا نصوص أصول الشاطبية.
قد اعترض العلامة مصطفى الأزميري على ظاهر كلام ابن الجزري في النشرفي كثيرٍ من المسائل حيث رجع إلى أصول النشر جزئية جزئية وخالف ظاهر كلام النشر أخذاً بما ثبت في أصول الكتاب واتبعه في ذلك العلامة المتولّي والضباع رحمهما حيث خالفا ما تلقّا عن مشايخهما الآخذين بظاهر كلام النشر واتبعا مذهب الأزميري لماذا؟ لاتباعهم وخضوعهم لنصوص أصول النشر وتركهم للتقليد الذي كانوا عليه. فإن كان هؤلاء تركوا ما تلقّوه عن مشايخهم بالسند واتّبعوا نصوص أئمّة عليهم رحمة الله فكيف بمن دونهم في العلم رواية ودراية.
وعلى ما تقدّم فإنّ النصّ مقدّم على المشافهة وأنّ التلقّي وحده لا يكفي لإثبات صحة الوجه إذا لم يكن موافقاً لنصوص الأئمّة عليهم رحمة الله تعالى.
وصلّى الله على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
محمد يحيى شريف الجزائري.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[19 Nov 2005, 11:43 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد
تتمّة للبحث:
فإن قال قائل:هل سبقك أحد من العلماء المعتبرين إلى القول بتقديم النصّ على المشافهة والتلقّي سواء من القدامى أو حتّى المحدثين؟
الجواب:
(يُتْبَعُ)
(/)
أوّلاً: قال المرعشي رحمه الله تعالى " .... لكن لما طالت سلسلة الأداء تخلل أشياء من التحريفات في أداء أكثر شيوخ الأداء، والشيخ الماهر الجامع بين الرواية والدراية المتفطّن لدقائق الخلل في المخارج والصفات أعزّ من الكبريت الأحمر، فوجب علينا أن لا نعتمد على أداء شيوخنا كلّ الاعتماد، بل نتامّل فيما أودعه العلماء في كتبهم من بيان المسائل هذا الفنّ، ونفيس ما سمعنا من الشيوخ على ما اودع في الكتب، فما وافق فهو الحقّ، وما خالفه فالحق ما في الكتب. اه " بيان جهد المقل ص 18 في هامش جهد المقل تحقيق أبوعاصم حسن بن عباس بن قطب طبعة مؤسسة قرطبة. أقول كلام المرعشي يكفي جواباً على هذا السؤال. وقال أبو عمرو الداني رحمه الله تعالى: " ... والعلم فطنةً ودرايةً آكذ منه سماعاً وروايةً ... التحديد ص67. وقال مكي القيسي رحمه الله تعالى: " ... فنقل القرءان فطنة ودرايةً أحسن منه سماعاً وروايةً .. " الرعاية ص90.
ثانياً: مرادي بالمشافهة هو مشافهة المتأخرين وليست مشافهة القدامى حيث ذكرت في البحث أنّ القدامى كانوا يدوّنون ما تلقّوه عن مشايخهم بالسند فيستحيل إذاً أن تكون مشافهتهم لمشايخهم مخالفة لما دوّنوه.
والنصوص لا تتغيّر مع طول الزمان بخلاف المشافهة التي قد يعتريها بعض النقص لعدة أسباب أهمّها:
- الخلاف في بعض المسائل الأدائية التي مازلنا نتخبّط فيها وكلّ فريق يدّعي أنّه على الحقّ وأنّه تلقّى ذلك عن مشايخه بالسند مع العلم أنّ الحقّ واحد لا يتعدد إلاّ فيما ورد فيه الخلاف نصاً وأداءاً.
- تفاوت مستوى المتصدرين للإقراء فمنهم العالم المتبع الناقد ومنهم المقلّد ومنهم دون ذلك ومنهم ومنهم .... وقد ذكر أبو عمر الداني (ت444) في وقته قلّة المهرة من أهل الأداء حيث قال في مقدمة كتابه التحديد " أمّا بعد فقد حداني ما رأيته من إهمال قرّاء عصرنا ومقرئي دهرنا تجويد التلاوة وتحقيق القراءة ...... " التحديد ص66. وقال القرطبي (ت461) " ولمّا رأيت من قرأة هذا الزمان وكثيراً من منتهيهم قد أغفلوا اصطلاح ألفاظهم من شوائب اللحن الخفيّ وأهملوا تصفيتها من كَدَرِهِ وتخلّصها من دَرَنِهِ ..... " الموضح ص54. أقول: إن كان المنتهي من القراء في ذلك الزمان قد وصِف بالغفلة والإهمال فمابالك اليوم، وفي ذلك الزمان كان هذا العلم لا يؤخذ إلاّ بالمشافهة ولما كان التلقّى قد اعتراه شيء من النقص بالإهمال والغفلة قام الجهابذة كمكّي القيسي والداني والقرطبي والهمذاني وغيرهم رحم الله الجميع بتدوين هذا العلم لتصليح ألستنهم فكانت هذه النصوص سبب في أصلاح الكثير من اللحن الذي قد اعترى أهل الإقراء في تلك الأزمنة والأزمنة التي بعدها. فإن كانت هذه النصوص سبباً في أصلاح ألسنة أهل الإقراء في ذلك الزمان ألا يكون ذلك في زماننا من باب أولي؟ إن كان القرّاء في ذلك الزمان قد اعرتهم الغفلة والإهمال ألا يكون ذلك في زماننا من باب أولى؟ وعلى هذا الأساس لا يمكن أن نعتمد على المشافهة مائة بالمائة لأجل ما سبق من البيان فكان لزاماً علينا أن نعرض ما تلقيّناه عن مشايخنا على نصوص أئمّتنا فما وافق أخذنا به وما خالف تركناه. ولأجل هذا كان النصّ مقدّماً على المشافهة.
ثالثاًً: لم يعتمد بن الجزري رحمه الله تعالى في كتابه النشر على المشافهة بالسند فقط بل اعتمد كل الاعتماد على الكتب التي روى منها القراءات فكان يقرئ بمضمون تلك الكتب ولا يتجاوزها ككتاب التيسير وجامع البيان والمستنير والمصباح والروضتين والتذكرة وغيرها من الكتب فكان باستطاعته أن يكتفى بذكر السند إلى صاحب الكتاب دون ذكر الكتاب. فذِكرُه للكتاب دلالة على توثيق ما تلقّاه عن مشايخه بهذه الكتب فكلّ ما روى من القراءات والروايات والطرق لا تخلوا من مصدر وهذا المصدر هي النصوص الواردة في تلك الكتب.
رابعاً: منهاج العلماء المحققين في التحقيق كالعلامة الأزميري والمتولّي والضباع وغيرهم رحم الله الجميع حيث كانوا يرجعون إلى هذه المصادر فما وافق ظاهر النشر عملوا به وما خالف ظاهر النشر تركوه ولو تلقّوه عن مشايخهم بالسند فهذا دليلٌ على أنّهم كانوا يقّدّمون النصّ على المشافهة وهذا المنهج هو الذي سار عليه الأزميري في بدائع البرهان والمتولّي في روض النضير وهو المنهج المأخوذ به الآن في مصر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى ما تقدّم من البيان أظنّ والحمد لله أنّي قد أجبت على السؤال وتبيّن أنّي لم أنفرد بهذا القول وما ينبغي لمثلي أن ينفرد برأي والله الموفّق.
وإن قال قائل:
هل سبقك أحد من العلماء المعتبرين إلى إنزال نصوص الأئمة منزلة القرءان والسنة؟
الجواب:
لا يمكن إنزال أي كلام من كلام المخلوق منزلة كلام الخالق عزّ وجلّ، فالكلام الذي منبعه الوحي لا يقارن بكلام المخلوق على الإطلاق، وإنّما مرادي بأنّ نصوص الأئمّة هي بمنزلة الكتاب والسنة من حيث قطعيّة الدلالة أي أنّ هذه النصوص تفيد القطع في علم التلاوة كما أنّ القرءان والسنّة يفيدان القطع في الأحكام والعقائد فقد قال تعالى {ذلك الكتاب لا ريب فيه} أي لا شكّ فيه ولا يكون ذلك إلاّ بالقطع واليقين. فالقرءان الكريم نزل على محمّدٍ عليه الصلاة والسلام وأقرأ النبيّ صلى الله عليه وسلّم الصحابة وأقرأ الصحابة التابعين وهكذا حتّى وصل إلى القراء العشرة ومنهم حتّى وصل إلى العلماء الذين قاموا بتدوين ما تلقّوه بالسند إلى النبيّ صلى الله عليه وسلّم. والقرءان الذي نقرؤه اليوم مصدره من تلك الكتب التي ألّفت، ومن زعم أنّ تلك النصوص تفيد الظنّ ولا تفيد القطع واليقين فهو تشكيك في النصّ القرءاني. وقد تكفّل الله تعالى بحفظ كتابه فقال جلّ في علاه " إنّا نحن نزلنا الذكر وإنّا له لحافظون " فكانت هذه النصوص سبباً في صيانة القرءان من التغيير والتبديل وقد صرّح بن الجزري عليه رحمة الله تعالى على قطعية هذه النصوص كما ذكرنا في البحث.
أمّا بالنسبة لغنّة النون مع اللام فأقول ليس كل ما قرأ بن الجزري عن مشايخه مذكور في كتابه النشر فقد جمع في كتابه النشر أصحّ الطرق وأعلى الأسانيد وكذا الأوجه المستفاضة المتلقاة بالقبول. ومن المعلوم أنّه رحمه الله لم يذكر في كتابه الأوجه التي انفرد بها البعض دون الآخرين حيث ليس كلّ ما ذكر في أصول النشر مقبول حيث لو جمعت جميع الطرق لتلك المصادر لبلغت الآلاف ولكنّه اختار من تلك المصادر ألف طريق واستبعد غيرها لعدم التوفر فيها الشروط التي ألّف من خلالها كتابه النشر.
فالنصوص التي بلغت حدّ التواتر واستفاضت وتلقّتها الأمّة بالقبول هي النصوص التي تفيد القطع واليقين وليست كلّ النصوص فلذلك قال بن الجزري رحمه الله " ونحن ما ندّعي التواتر في كلّ فردٍ فردٍ مما انفرد به بعض الرواة، أو اختصّ ببعض الطرق، لا يدّعي ذلك إلاّ جاهل لا يعرف ما التواتر، وإنّما المقروء به عن القراء العشرة على قسمين:
1 - متواترٌ.
2 - وصحيح مستفاض، متلقّى بالقبول، والقطع حاصلٌ بهما." منجد المقرئين ص91.
فيحتمل أن تكون الغنّة في الموصول ثابتة نصاً وأداءاً ولكن لم تتوفّر فيها الشروط التي ألزم بها نفسه عند تأليفه لكتاب النشر والعلم عند الله تعالى.
تنبيه:
لا أريد أن يُفهم من كلامي ما لا أريد، فالمشافهة أمرٌ ضروري لا بدّ منه ومن لم يشافه المشايخ لا يصلح للإقراء على الإطلاق حيث لا يمكن أن نتعرّف مثلاً عن كيفية الإشمام والاختلاس والإمالة والسكت وغير ذلك من الكتب دون المشافهة إلاّ أنّ المشافهة لا بدّ أن توافق نصوص الأئمة عليهم رحمة الله تعالى لما سبق من البيان فلذلك قال المرعشي رحمه الله " وتجويد القرءان قد يحصّله الطالب بمشافهة الشيخ الموجود بدون معرفة مسائل هذا العلم، بل المشافهة هي العمدة في تحصيله، لكنّ بذلك العلم يسهل الأخذ بالمشافهة، ويزيد به المهارة ويُصانُ به المأخوذ عن طريان الشكّ والتحريف كما صرّح به في الرعاية." جهد المقل ص110
هذا جوابي باختصار ولا أدّعي الكمال فيما ذكرت وصلّى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
محمد يحيى شريف الجزائري.(/)
ما أفضل شروح الجزرية
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[04 Oct 2005, 09:30 م]ـ
حظيت المقدمة الجزرية في التجويد لابن الجزري - رحمه الله - بعناية كبيرة من أهل العلم، حيث شرحها عدد كبير من المتقدمين والمتأخرين، ونحن نريد شرحاً متوسطاً وافياً بالمقصود، سهل العبارة، خالياً من الحشو والتطويل، يكون عمدةً للحافظ. أرجو من الإخوة المشتغلين بشرح هذه المقدمة أن يرشحوا شرحاً من شروحها سواء كان للمتقدمين أو المعاصرين. وشكراً لكم ..
ـ[أبو حسام]ــــــــ[05 Oct 2005, 01:52 ص]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
كما هو معلوم أن هذه المنظومة الموسومة بـ (المقدمة) أشهر ما نظم في بابها، لذا كثرت الشروح عليها قديما وحديثا، ولعل الذي يعنينا هنا هي الشروح القديمة التي تعتبر الأصل للشروح الحديثة ولكن مع الأسف صارت العناية الآن بمحاولة التأليف والجمع والإختصار فحالت دون إخراج هاتيك الأصول، وإن كان الحال أحسن من ذي قبل فبدأ الإهتمام بهذا العلم وبدأت بعض الأصول ترى النور التي أرى أنها أولى بالإهتمام والقراءة وتعليمها للنشء لما في ذلك من إعطاء تأصيل قوي للعلم وللقاريء.
طبع حسب علمي القاصر أربعة من الشروح هي بإيجاز:
1/ الطرازات المعلمة في شرح المقدمة للشيخ عبدالدائم الأزهري المتوفى سنة 870هـ،في دار عمار 1424بتحقيق. نزارعقراوي
2 / الدقائق المحكمة في شرح المقدمة الجزرية، وهي مشهورة ولها عدة طبعات.
3 / شرح المقدمة الجزرية لعصام الدين أحمد بن مصطفى بن خليل الشهير بـ (طاش كبرى زادة) المتوفى سنة 968هـ، في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف 1421هـ بتحقيق د. محمد سيدي محمد الأمين.
4 / الجواهر المضية على المقدمة الجزرية للشيخ سيف الدين بن عطاالله الفضالي المصري البصير المتوفى سنة 1020هـ في مكتبة الرشد، بتقيق عزة بنت هاشم.
والله أعلم.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[05 Oct 2005, 10:08 ص]ـ
الأخ الفاضل الدكتور إبراهيم
في نظري أن ما يصلح على شرط طلبك أحد شرحين:
1 ـ الدقائق المحكمة في شرح المقدمة لزكريا الأنصاري، وهو مطبوع ومتداول.
2 ـ الحواشي الأزهرية في حل ألفاظ المقدمة الجزرية، لخاد الأزهري، وهو أقل تداولاً من الذي قبله.
ويتَّسم هذان الكتابان بالإيجاز، مع الوفاء بغرض الشرح غالبًا، ويمكن قراءتهما وختمهما في وقت وجيز.
ـ[مرهف]ــــــــ[05 Oct 2005, 05:35 م]ـ
ولعلي آتيكم من بلاد الشام بنبأ شرح أخر على شرط الشيخ أيضاً أو يقاربه ألفه الشيخ عزت عبيد الدعاس واسمه شرح الجزرية وقد ألفه الشيخ رحمه الله بإسلوب يسهل فهمه على طالب العلم وخاصة المبتدء وبمنهجية أقرب للأكاديمية والكتاب اعتمد تدريساً في عدد من المعاهد لسهولة عبارته وقد استقى الشيخ شرح المقدمة من شرح الشيخ زكريا الأنصاري رحمه الله والحواشي الأزهرية بشكل أساسي على ما أذكر وبعض الشروح الأخرى والكتاب مطبوع في سوريا عدة طبعات وآخر طبعة كانت قبل وفاة الشيخ بعدة شهور من حوالي ثمان سنوات تقريباً وفيها بعض الزيادات مع التصحيحات وطبعت في حمص.
ـ[الميموني]ــــــــ[07 Oct 2005, 02:41 ص]ـ
شرح الشيخ العلامة طاش كبرى زادة الحنفي
من أجودها لكنه يعرب كل بيت فيها و يمكن ترك الإعراب لأنه منفصل عن الشرح
و الكتاب طبع قبل سنتين تقريبا
ـ[أبو حسن]ــــــــ[25 Jun 2006, 09:38 م]ـ
ما أفضل طبعة لكتاب الدقائق المحكمة
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[25 Jun 2006, 10:18 م]ـ
وهناك شرح للدقائق المحكمة يصلح للمبتدئين ومن يجدون في شرح الدقائق غموضا أو صعوبة وهو يسمى ب (دروس مهمة في شرح الدقائق المحكمة) لفضيلة الوالد المقرئ الشيخ الأديب/ سيد لاشين أبو الفرح متعه الله بصحته وحقق له رجائه في الدارين ..
وباعثُ الشيخ على وضعه كما ذكر ذلك في مقدمته ( .... إلا أن أسلوب كاتبها رحمه الله يصعب على كثير من طلاب العلم فهمه , فضلا عن استيعابه وهضمه , لبلاغة كلماته وقوة عباراته وجزالة ألفاظه وكثرة إشاراته والحاظه. فوجدتني مدفوعا لعمل شرح ميسر لتلك الرسالة يكون سهل العبارة , بعيدا عن الغموض والإشارة ... ) ص/14
ـ[أبو حسن]ــــــــ[25 Jun 2006, 11:41 م]ـ
ما أفضل طبعة لكتاب الدقائق المحكمة
ـ[السلامي]ــــــــ[27 Jun 2006, 12:38 م]ـ
الشروح لهذا المتن كثيرة من مشرقي ومغربي ووجدت شرحا للدكتور عبد الرازق موسى وهوشرح جيد وحسن وهو من أهل القراءة ...................
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[10 Jan 2009, 02:39 م]ـ
كنت قد طلبت من المقرئ الشيخ: عبد الباسط هاشم - حفظه الله - شرح الجزرية صوتياً قبل نحو سبع أو ثمان سنوات فاستجاب مشكوراً مأجوراً بإذن الله، وقد أحسن إلي وإلى طلاب العلم بشرحه النفيس
وقد انتخبت مع شرحه ثلاثة شروح وهي:
1: الدقائق المحكمة لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري
2: المنح الفكرية للملا علي سلطان قاري
3: الفواائد التجويدية للشيخ: عبد الرازق موسى
مع تفريغ شرح الشيخ عبد الباسط
ثم قمنا بعمل كشاف تحليلي لما تضمنته تلك الشروح من مسائل
وكنت قد عزمت على إنتاجها في برنامج تعليمي وحال دون ذلك حوائل والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل
وقد أخرجته أخيرأً - ولله الحمد والمنة- في منتدى تعليمي تجدونه على هذا الرابط
منتدى المقدمة الجزرية ( http://www.afaqattaiseer.com/vb/forumdisplay.php?f=10)
وبقي علينا فيه إتمام رفع الملفات الصوتية والكشاف التحليلي
وأسأل الله تعالى الإعانة والتوفيق والقبول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Jul 2010, 05:30 م]ـ
بارك الله فيكم أخي عبدالعزيز ونفع بجهودكم.
ـ[أحمد بن محمد فال]ــــــــ[12 Jul 2010, 11:11 م]ـ
من شروح المقدمة (الفوائد المفهمة في شرح الجزريةالمقدمة) لحمد بن علي بن يوسف التونسي، الشهير بابن يالوشة المتوفى سنة 1314 هـ، وهوشيخ صاحب النجوم الطوالع، والشرح المذكور شرح مختصر سهل العبارة مليء بالفوائد، وقد طبع قديما في تونس، وهومن الشروح المتداولة في محاظر شنقيط، و قدأعيد طبعه سنة 2003م، بعناية الدكتور جمال فاروق الدقاق، وقدم له الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف، وأثنى عليه في تقديمه، وهو في الحقيقة حقيق بذلك.
ـ[جمال ياسين]ــــــــ[11 Dec 2010, 05:28 م]ـ
حسب علمي واطلاعي على الكثير من شروح المقدمة أرى أن من أفضلها:
1 - الدقائق المحكمة.
2 - الطرازات المعلمة.
3 - الحواشي المفهمة.
4 - المنح الفكرية.
5 - الجواهر المضيئة.
هذه خمس شروحات راائعة وكل منها يكمل الآخر ... فبالنسبة لمن يشرح الجزرية أرى أن يحضر منها الخمسة، وأما بالنسبة للطلاب فيقرر عليهم الدقائق المحكمة ...
ونسأل الله أن يوفقكم لما يحبه ويرضاه ..
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[11 Dec 2010, 07:45 م]ـ
من أوسع الشروح المعاصرة والمليئة بالفوائد شرح الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد وهو مجلد ضخم وهو الشرح الكبير واختصره بشرح موجز، ولقد أجاد فيه وأفاد ورجع لمعظم الشروح التي تفضل الإخوة بذكرها ونهل منها وحرر ونقح وضبط الشكل على عدة نسخ وعلى أكثر من رواية مع التحليل والتوجيه ...
ولقد حلق الدكتور تحليقا عالياً بما يتعلق بمسائل علم الصوتيات والنظريات الحديثة وأجاد في ذلك حيث أضاف جديداً يستحق الإشادة وهو مما يحتاجه أهل التجويد قاطبة وخاصة الذين لم يتمرسوا بعلم الصوتيات ولم يهضموا مصطلحاته
إلا أنه حفظه الله في المسائل التجويدية المشكلة يبحث القضية ويبحثها وبذل فيها جهداً غير منكور، ولكنه في النهاية يترك القارئ في حيرة فلا يوصله إلى شط الأمان كما يوصله في حال مسائل اللغة أو الصوتيات ... ولا عجب في ذلك فذلك هو ميدانه وهو فيه الفارس المجلي والمصلي.
ونكنُّ له كل احترام وتقدير، ولا زال كتابه دراسات صوتية لأحكام التجويد لم يؤلف مثله في بابه من وجهة نظري
وأما من الشروح القديمة فشرح ملا علي القاري ففيه من الفوائد مالا يستغني عنه مدرس لشرح الجزرية.
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[13 Dec 2010, 06:21 ص]ـ
حمل شرح د غانم قدوري الحمد على الجزرية الكبير والصغير من هنا
http://www.gawthany.com/vb/showthread.php?p=187132#post187132
ـ[مطيع خميس أحمد]ــــــــ[13 Dec 2010, 11:06 م]ـ
بارك الله في الجميع وأقول لأخي إبراهيم الحميضي بارك الله فيه الذي سأل عن شرح متوسط أما من شروح المتقدمين ف {الدقائق المحكمة لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري} -رحمه الله- ولابد يكون بجنبه كتاب {الدرس المهمة بشرح الدقائق المحكمة} لشيخ سيد لاشين أبو الفرح،أو سماع تعليقات الشيخ أيمن رشدي لكي تُفْهَمْ بعض العبارات المشكلة.
ملحوظة:بالنسبة لشروحات المتقدمين التي لم تذكر في المشاركة وأرى أنها مفيدة:كتاب {الفوائد المسعدية في حل الجزرية}
للإمام عمر بن إبراهيم المسعدي وكذا {الدرر المنظمة البهية في حل ألفاظ الجزرية} تأليف العلامة منصور بن عيسى بن غازي الأنصاري الشافعي كان حياً 1084هـ
أما من المعاصرين فشرح الشيخ {غانم قدوري الحمد المختصر} وكذا شرح الشيخ صفوت محمود سالم الموسوم ب {فتح رب البرية بشرح المقدمة الجزرية} وكذا يعجبني شرح الشيخ المقرئ إبراهيم بن سعيد الدوسري {شرح المقدمة الجزية}.
وأقول لأخي أبي الحسن الذي سأل عن أحسن طبعة إستعين بالطبعة التي حققها الشيخ المقرئ فرغلي سيد عرباوي طبعة أولاد الشيخ بمصر.
وأقول لشيخ المقرئ المسند/يحيى بن عبد الرزاق الغوثاني -حفظه الله من شر كل شاني- هل سيخرج قريبا شرحك على الجزرية نفع الله بكم وبعلمكم.(/)
فتح قسم للقراءات؟
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[15 Oct 2005, 10:06 م]ـ
هناك نية لفتح قسم للقراءات عندنا في كلية الشريعة وأصول الدين بجامعة القصيم، فهل هناك حاجة فعلية لافتتاح هذا القسم، ولا سيما بعد افتتاح قسم القراءات في جامعة الطائف، ومسار للقراءات في بعض كليات المعلمين، ثم إنه لا يوجد عندنا من المتخصصين في القراءات غير واحد وهو ما زال في مرحلة الماجستير، فهل يمكن أن يقوم القسم على التعاقد، نرجو من الإخوة ولا سيما المتخصصين الإفادة برأيهم حول هذا الموضوع، وجزاكم الله خيراً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Oct 2005, 02:53 م]ـ
الأخ العزيز أبا سلمان وفقه الله وأحسن إليه.
ترددت في التعقيب على المشاركة مدة من الزمن رغبة في تفضل الأساتذة المتخصصين من أمثال الأستاذ الدكتور فهد الرومي والأستاذ الدكتور إبراهيم الدوسري والدكتور مساعد الطيار، لكونهم أولى بالجواب، وما أحسبه منعهم من هذا إلا الانشغال، ولعلهم يتفضلون فيبدون رأياً في الأمر إن شاء الله.
الذي يبدو لي أن تعدد الأقسام العلمية المعنية بالقراءات ظاهرة إيجابية وصحية، والبقعة التي يغطيها القسم المراد افتتاحه واسعة، ولا يغني قسم في منطقة عن آخر مثله في غيرها، فإن المحافظة على نشر هذا العلم، وإبقائه حياً بيننا، ونشر علومه، وتخريج الطلاب المتخصصين فيه أمر مطلوب ومحمود.
وقد انتشر بين الناس الربط بين الوظائف والتخصصات الجامعية بشكل مبالغ فيه، حتى أغلقت بعض الأقسام العلمية التي يحتاجها الناس، ويوشك أن يتقاعد المتخصصون فيها ثم تخلو من القائمين بتلك العلوم في يوم من الأيام، مع إن الحاجة إليها قائمة، ولا تنقطع، وتهوين شأن بعض التخصصات يعود بالضرر على المجتمعات على المدى البعيد، فالذي أراه أن يتوكل القائمون على أمر كلية الشريعة في جامعة القصيم على الله، ويفتتحوا قسماً للقراءات، ويستعان بالمتخصصين من أي مكان حتى يقوم القسم على قدميه، ويحيا هذا العلم في المنطقة، ويكثر الدراسون والباحثون فيه، فإن الملاحظ أن المعتنين بهذا العلم معظمهم من الأعاجم، وقد قاموا به حين تخلى عنه العرب، مع أهميته وقيمته لذاته دون النظر إلى سوق العمل.
ومثل هذه القرارات تحتاج إلى قدر من الشجاعة والحزم، فإن النقص في البدايات أمر معهود ومتوقع، والعبرة بكمال النهايات. أسال الله أن يوفقكم لكل خير، وأن يجعلكم سبباً في قيام مثل هذا الخير، وأنت أهل لكل خير ومكرمة.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[21 Apr 2010, 05:47 م]ـ
< p> هناك نية لفتح قسم للقراءات عندنا في كلية الشريعة وأصول الدين بجامعة القصيم، فهل هناك حاجة فعلية لافتتاح هذا القسم، ولا سيما بعد افتتاح قسم القراءات في جامعة الطائف، ومسار للقراءات في بعض كليات المعلمين، ثم إنه لا يوجد عندنا من المتخصصين في القراءات غير واحد وهو ما زال في مرحلة الماجستير، فهل يمكن أن يقوم القسم على التعاقد، نرجو من الإخوة ولا سيما المتخصصين الإفادة برأيهم حول هذا الموضوع، وجزاكم الله خيراً.</ p> <p>
ما أخبار هذه النية هل ترجمت لعمل
سمعت أن القسم سيفتح بداية العام القادم 1432 - 1433هـ
وأن الجامعة بحاجة للتعاقد مع أساتذة في القراءات.
وأوافق الدكتور عبدالرحمن الشهري على رأيه ذي ذلك , والذي ذكره قبل خمس سنوات, آمل أن يترجم لواقع عملي قريبا
وأما زميلنا الذي كان في مرحلة الماجستير أثناء كتابة هذا الموضوع فهو الآن أستاذ مساعد في القراءات في جامعة القصيم , وهو من الإخوة الفضلاء المتميزين في القراءات, أسأل الله أن يفتح عليكم ويبارك في جهودكم(/)
مستشرق روسي يقول: إن أقدم نسخه للمصحف كتبت عام 36هـ وتم العثور عليها في اليمن!!!
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[18 Oct 2005, 10:48 م]ـ
شكك العالم وخبير التراث وصاحب أكثر من عشرة مؤلفات في الدراسات القرآنية المدير الأسبق لمعهد المخطوطات العربية الدكتور حسين نصار، شكك في رواية الباحث الروسي يفيم رضوان التي ادعى فيها أن أقدم نسخة للقرآن الكريم هي نسخة عثمان التي كان يقرأ فيها الخليفة الثالث عثمان بن عفان (رضي الله عنه) لحظة اغتياله، واعتبرها الدكتور نصار مجرد كذبة مرجحاً تدمير هذه النسخة أثناء عملية الاغتيال مع بقية محتويات غرفة عثمان.
وقال الدكتور نصار في تصريحات لـ "الوطن": إن موضوع مصحف عثمان الذي قتل وهو يقرؤه كذبة، فيوجد أكثر من 5 مصاحف في مناطق متفرقة من العالم يدعي أصحاب كل منها أنها المصحف الذي كان يقرأ به عثمان لحظة اغتياله، وأحد هذه المصاحف يوجد بمصر وقيل إن عليه قطرات من دم عثمان وحتى الآن لا يوجد دليل علمي على وجود مصحف عثمان الذي كان معه، وغالب الظن أن مصحفه تم تدميره لحظة اغتياله، فكل محتويات الغرفة التي قتل فيها دمرت.
وساق الدكتور نصار دليلاً قوياً على عدم صدق ما جاء على لسان الباحث الروسي وهو عثور أحد المستشرقين الألمان على أقدم نسخة للمصحف الشريف باليمن وهى تعود إلى عام 36 هجرية وذلك يفند ادعاءات الباحث الروسي، مشدداً على أنه من الناحية العلمية لا يوجد شيء على الإطلاق يثبت وجود نسخة المصحف التي كانت بيد عثمان عند مقتله.
ويفرق الدكتور نصار في ذلك بين النسخة التي كانت بين يدي عثمان ونسخ مصحف عثمان التي تم إرسالها إلى الأمصار والتي أخذ عنها المصحف الذي بين أيدنا الآن.
وكان نائب مدير متحف الأنثروبولوجيا والإثنوجرافيا التابع لأكاديمية العلوم الروسية البروفيسور يفيم رضوان قد قال في حديثه لصحيفة "جازيتا" الروسية: "إن أقدم وأكمل نسخة للقرآن الكريم موجودة في روسيا". وتحدث المستشرق الروسي الذي أجرى أبحاثا عن القرآن وأنهى جمع ودراسة العديد من المخطوطات عن أهمية هذا الأثر، مشيراً إلى أنه من الآثار العالمية الهامة.
ورأى الباحث أن نسخة "مصحف عثمان" التي أصدرها مؤخراً، هي من وجهة نظر المسلمين، أول نسخة للقرآن تم على أساسها فيما بعد تم عمل كل النسخ اللاحقة. وأضاف أن المسلمين يثقون بأن هذا القرآن قد سجل في زمن الخليفة الثالث عثمان بن عفان. كما تشير الروايات إلى أن الخليفة قتل وهو يقرأ النسخة بالذات وأريق دمه على صفحاتها. إذ توجد على صفحات المخطوطات بقع سوداء عليها آثار دم.
وأكد رضوان أن نسخة القرآن هذه تعتبر أكمل وأقدم نسخة. ولا يزيد عدد مثل هذه النسخ من حيث الحجم عن 5 - 7، أي النسخ التي تتألف من حوالي نصف الأوراق. أما القطع المتألفة من 5 و7 و12 ورقة، فهي كثيرة. وفي توضيحاته للمسلمين والباحثين الروس، قال رضوان: إن القرآن كُتِبَ على أوراق الرق. وهي جلد الضأن الذي يعالج بطرق خاصة تسمح فيما بعد بالكتابة عليه.
وفيما يتعلق بالخلافات حول تاريخ المخطوطة، قال المستشرق الروسي: إن التحليل الإشعاعي الكربوني الذي أجري في هولندا دلل على أن هذه المخطوطة ليست أحدث من القرن الثاني للهجرة، أي إنها تعود إلى القرنين الثامن والتاسع الميلاديين. ومن المؤسف أنه حتى أحدث طرق التحليل تخطئ في 100 - 200 سنة. وكان هناك رأي سائد وثابت في الدراسات القرآنية في أواخر السبعينات-أوائل الثمانينات للقرن العشرين مفاده أن النسخة الأولى للقرآن لم تظهر إلا في القرن الثالث للهجرة أي في القرن العاشر الميلادي. وبموجب التقاليد الإسلامية، فالنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) أملى نصوص القرآن قبل فترة قصيرة على وفاته. وأكد تحليل المخطوطات صحة التقليد الإسلامي بالذات.
(يُتْبَعُ)
(/)
بينما يعطي التحليل الببليوجرافي صورة دقيقة عن أنه تم وضعه في شبه الجزيرة العربية أو شمال سوريا. ولم يشر في النص الأولي إلى أسماء السور وعدد الآيات. وكان يتم ترك أماكن فارغة بين السور. وبعد حوالي 50 - 70 عاما أدخلت في هذه الأماكن الفارغة الزخارف وكتبت أسماء السور وعدد الآيات. كما أدخلت في هذا الوقت تعديلات نحوية بالحبر الأحمر لأن النحو الخطي العربي كان في ذلك الوقت في بداية نشوئه. ويرتبط تطور الخط العربي بشكل وثيق بتاريخ تسجيل نص القرآن. أما اختلاف هذا النص عن النسخ التي ظهرت فيما بعد فهو قليل نسبيا.
وبذل علماء المسلمين البارزون جهودا ضخمة من أجل ترتيب نسخ القرآن وإبعاد النسخ غير المقبولة عن التداول.
وروى الباحث الروسي في حديثه أنه في أواخر القرن التاسع عشر اشترى دبلوماسي روسي من أصل عربي جزءاً من هذه المخطوطة. وفي عام 1937 حصل عليها المستشرق الروسي الأكاديمي إيجناتي كراتشكوفسكي وهي موجودة في المجموعة الأكاديمية في مدينة سانت بطرسبورج. وعندما بدأتُ بدراستها اتضح لي بشكل مدهش أن الجزء الآخر لهذه المخطوطة موجود في قرية صغيرة في جنوب أوزبكستان بالقرب من الحدود الأفغانية. وفي عام 1983 بدأت حملة كبيرة ضد الأديان وقامت هيئة أمن الدولة بمصادرة هذه المخطوطة. وفي عام 1992 أعادوا للمسلمين 13 بدلا من 63 ورقة. وتوجد الخمسون المتبقية لدى بعض الناس المتفرقين. علماً بأن الجمارك الأوزبكية صادرت مؤخرا ثلاث أوراق منها. وتمكنتُ فيما بعد من إدراجها في الكتاب. ثم وجدت ورقتين في مكتبة سمرقند وورقة واحدة في طشقند. وتمكنت بواسطة الأصدقاء الذين يعيشون في أوزبكستان وفرنسا وألمانيا من تحديد تاريخ هذه النسخة وإعدادها للنشر. وصدر الكتاب باللغتين الروسية والعربية.
وأكد أمين عام مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة، الدكتور محمد شديد العوفي أن الموضوع ليس بتلك البساطة التي قد يتصورها البعض، ولا يمكن الرد عليه بتلك السرعة، فهو على حد قوله يحتاج إلى دراسة عميقة، وتأنٍ، ورجوع إلى المصادر والمراجع للتأكد والتثبت مما ذكره الباحث.
من جهته رأى المستشار والباحث في علوم القرآن الكريم، الدكتور أحمد محمد الخراط أن الباحث "لا يعرض مسألة علمية واضحة تحتاج إلى بيان الرأي فيها"، ويقترح الخراط على المستشرق المذكور، أو مراسل الصحيفة في موسكو إرسال صورة تمثل النص الذي عثر عليه، إلى جهة مختصة في السعودية، كي تعرض على أهل العلم فيها لدراستها، والبت فيها.
المصدر جريدة الوطن الثلاثاء 15/ 9 / 1426 هـ
الرابط http://www.alwatan.com.sa/daily/2005-10-18/culture/culture04.htm
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[18 Oct 2005, 11:37 م]ـ
ولقد ترجم البروفيسور رضوان وعدد من زملائه معاني مصحف عثمان إلى اللغتين الروسية والإنجليزية ... وزار مصر والتقى برئيس جامعة الأزهر الدكتور فوزي الزفزاف وأيد ترجمة روسية لمعاني مصحف عثمان!!
هذا الخبر من موقع شهود http://shohood.net/show.asp?NewId=10489&PageID=3&PartID=4
ومن موقع روسيا الاتحادية http://www.ru4arab.ru/cp/eng.php?id=20050108044947&art=20050118170951
------------------------
فإن كان الأمر على ظاهره بأن قام هذا المستشرق بترجمة هذه النسخة التي زعم أنها نسخة عثمان رضي الله عنه ووجد الموافقة والتأييد فإنه أمر خطير، وباب شر مستطير ينبغي التصدي له.
-------------------------
ـ[مرهف]ــــــــ[19 Oct 2005, 02:03 ص]ـ
لقد كان جهد المستشرقين منذ ظهورهم على الساحة علنا وكتابتهم في موضوعات القرآن يحاولون إلباس القرآن الكريم صفة البشرية ومعاملته في الدراسة والتحقيق معاملة أي كتاب أدبي قابل للنقاش والأخذ والرد باسم الموضوعية والعلمية بل كانت دراستهم لتاريخ القرآن من هذا القبيل ويظهر أنهم يعاودون الكرة محاولين إحياء أنفسهم لأن الملاحظ عودة نشاطهم بثوب جديد ولكن بعل الاجترار الثقافي لنفاذ حصيلتهم في محاولة لضياع وقت الباحثين والعلماء المسلمين وتشتيت جهودهم و إلهائهم بالردود عن القضايا الخطيرة التي تهدد الأمة والعقيدة الإسلامية وإني أقترح في هذا الملتقى أن يخصص موضوع للكتابة في أساليب المستشرقين الحديثة لفضحهم وخير الدفاع الهجوم وفقنا الله جميعاً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[19 Oct 2005, 10:37 م]ـ
هذه مقتطفات عن المستشرق الروسي يفيم رضوان أنقلها - بدون تعليق - من عدة مواقع وضعت روابطها في الأسفل:
هو / نائب مدير متحف الانتروبولوجيا والاثنوغرافيا التابع لأكاديمية العلوم الروسية، ونائب مدير معهد الاستشراق في سانت بطرسبورغ يفيم رضوان.
وهو مهتم بالتراث العربي الإسلامى، ويقوم بدراسة المخطوطات القديمة للقرآن
ويقول يفيم رضوان: إن حياتي مرتبطة بدراسة القرآن منذ أيام الدراسة، فبعد إنهاء كلية الاستشراق في جامعة لينينغراد في العام 1980م، كتبت ودافعت عن إطروحتي كمرشح في العلوم في موضوع القرآن الكريم، ومن ثم مررت بمرحلة التطبيق في عدد من المراكز العلمية في أوروبا والشرق الأوسط، وشاركت في بعثة الآثار الشاملة السوفياتية - اليمنية. وأصدرت خلال تلك الفترة العشرات من الأعمال العلمية، ومن بينها نشر الترجمة الروسية الأولى لمعاني القرآن التي وضعها ديميتري بوغوسلافسكي مع تعليقات عليها، وكذلك كتاب «القرآن في روسيا» و «القرآن وفهمه» وغيرها.
كما أنني أشارك في مشروع علمي تحت عنوان «موسوعة القرآن»."
وصدرت للمستشرق يفيم رضوان عشرات الكتب العلمية. ونشرت هذه الكتب باللغات المختلفة
من كتب هذا المستشرق كتاب «القرآن الكريم وعالمه» وهو مطبوع في 600 صفحة ومما جاء فيه:
معلومات متنوعة عن تاريخ القرآن فى روسيا.ويبدأ بفصل موسع يصف المرحلة التى عاشها النبى محمد صلى الله عليه وسلم ويغوص بالقارئ فى خضم الاحداث التى جرت فى القرن السابع الميلادي فى الجزيرة العربية حيث عاش النبى ونزل عليه القرآن الكريم. ويقول المؤلف إن لغة القرآن الكريم خرجت خارج حدود الجزيرة العربية وشكلت على مساحات واسعة من الكوكب نظاما جديدا للكتابة وان القرآن الكريم بوصفه ظاهرة ورمزا للثقافة العالمية أثر ولا يزال يؤثر على مختلف جوانب الحياة والتقاليد والثقافة سواء داخل المجتمع الاسلامى او خارجه. ويكرس المؤلف فى احد اقسام كتابه تحت عنوان دفتر ملاحظات الانسانية لمسألة تعامل غير المسلمين مع القرآن وخاصة فى العالم المسيحى وكذلك للمداخل التى اعتمدت فى دراسته ونشره فى اوروبا الغربية وكذلك فى روسيا.
ولقد نال بكتابه عن مصحف عثمان عدة جوائز: فقد فاز في مسابقة سنوية لأفضل كتاب علمي يتناول العلوم الإنسانية في روسيا
كما فاز هذا الكتاب بالجائزة العليا للمسابقة الدولية الثانية لفن الكتابة، وهي المسابقة التي تشارك فيها البلدان الأعضاء في رابطة الدول المستقلة. وتقرر منح الجائزة لكتاب "مصحف عثمان" باعتباره أفضل إصدار يساهم بقسطه الكبير في حوار الثقافات.
كما أنه قد فاز – غير ما سبق - بجوائز كثيرة منها جائزة "كتاب السنة" في إيران عام ???? وجائزة لجنة المسلمين في آسيا. وسوف يسافر يفيم رضوان إلى طهران في أقرب وقت ليشارك في أعمال المعرض الدولي للمصاحف هناك. (وكان هذا الخبر في موقع إيراني بتاريخ: 25/ 9/2005)
يقول يفيم رضوان عن القرآن:
وإن القرآن الكريم بوصفه رمزا للثقافة العالمية، أبدى ولا يزال يبدي تأثيرا عظيما على مختلف جوانب الحياة والتقاليد والثقافة، داخل المجتمع الاسلامي وخارجه.
روابط
http://64.233.161.104/search?q=cache:drABEk3AUT0J:www.annabaa.org/nbanews/06/03.htm+%22%D9%8A%D9%81%D9%8A%D9%85+%D8%B1%D8%B6%D9 %88%D8%A7%D9%86%22&hl=ar ش
وانظر http://islamiyatonline.com/Arabic/report/display.asp?reportid=105
وانظر http://64.233.161.104/search?q=cache:6Jke8_V2iZcJ:www.iqna.ir/NewsBodyDesc_ar.asp%3Flang%3Dar%26ProdID%3D29346+% 22%D9%8A%D9%81%D9%8A%D9%85+%D8%B1%D8%B6%D9%88%D8%A 7%D9%86%22&hl=ar
وانظر http://ar.rian.ru/articles/20050913/41376170.html
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[20 Oct 2005, 04:11 م]ـ
أخي الفاضل ...
الشبهة في عدم وجود نسخة ((كاملة)) للقرآن الكريم في مخطوطة مكتوبة قبل 200 هـ
لذا فإن إيجاد صفحات مصحف مخطوطة لا المصحف كاملاً ليس بتلك الأهمية في بيان عدم تحريف القرآن الكريم.
مع محبتي
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[25 Oct 2005, 12:55 ص]ـ
هذه مقتطفات من كلام الدكتور غانم قدوري في مسالة المصاحف القديمة:
قال في لقائه العلمي مع الملتقى (ص 88): " إنّ جميع المصاحف المخطوطة والمطبوعة في العالم، القديمة والحديثة، متفقة في الرسم والترتيب، ولا يُقِّدم أيٌّ منها أي إضافة إلى نص القرآن الكريم، لكن لكل نسخة من المصحف قيمة معنوية، وأهمية تاريخية وعلمية، لاسيما المخطوطة منها ".
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=
وقال في كتابه رسم المصحف (ص 191 - 192):
" ومنها - أي المصاحف القديمة - مصحف محفوظ الآن في مدينة طشقند في تركستان الإسلامية في روسيا، وقد قامت بنشره - في مطلع هذا القرن - جمعية الآثار القديمة الروسية، وطبعت منه خمسين نسخة "
ثم قال في الحاشية تعليقاً على هذا الكلام:
" كان هذا المصحف في جامع خواجه عبيد الله الأحرار، ثم اشتراه حاكم تركستان ونقله إلى بطرسبورج فوضعه في دار الكتب القيصرية، وسمي هناك المصحف السمرقندي، وأشيع أنه المصحف الإمام الذي استشهد عليه الخليفة عثمان بن عفان - رضي الله عنه - فكان الناس يزورونه في أيام معينة، ثم نشرته جمعية الآثار القديمة على يد المصور الروسي (بساريكس) وطبعت منه خمسين نسخة، وبقي هذا المصحف في دار الكتب القيصرية إلى الانقلاب البلشفي، وفي أوائل سنة 1918م حمل في حفل عظيم تحت حراسة الجند إلى إدارة مكونة من الشخصيات الإسلامية البارزة هناك تسمى (النظارة الدينية) وذلك إرضاء للمسلمين وكسباً لتعضيدهم، وبقي فيها خمس سنوات. وفي أواسط سنة 1923 نقل إلى تركستان، وبقي في سمرقند فترة من الزمن، وهو الآن في طشقند (انظر د. عبد الفتاح شلبي الإمالة ص 205). " أهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[11 Nov 2005, 04:38 ص]ـ
مرهف
جزاك الله خيرا
واقتراح جدير بالنظر والتطبيق
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[14 Nov 2005, 02:47 ص]ـ
حكمة
سوء الطن يكون أحيانا من حسن الفطن.
و التروي و التبصر في أمر تلك النسخة جدير بالاعتبار.(/)
حول الطبعات الأخيرة من مصحف المدينة النبوية
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[19 Oct 2005, 09:19 م]ـ
يوجد اختلاف في ابتداء وانتهاء بعض الأوجه في الطبعات الأخيرة من مصحف المدينة النبوية انظر مثلاً الأوجه التالية: 120، 121، 122، 123، 585،587، 589،591، 592، وغيرها، فما سر هذا التغيير، وهل هو في جميع الإصدارات، وهل يُوصى الحفاظ بضبط محفوظهم وفق الطبعات الجديدة؟
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[19 Oct 2005, 11:41 م]ـ
هذا التغيير ظاهرٌ في الطبعات الأخيرة لمصحف المجمع,
والسبب تغيير كتابة بعض الآيات والكلمات لملاحظات خاصةٍ بها, هذا ما سمعته (بلاغاً) , والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Oct 2005, 12:58 ص]ـ
تتبعت كل الفروق بين الطبعة الأخيرة والسابقة من حيث الخط وبداية الصفحات وسأنشره قريباً بإذن الله في الملتقى مع إرفاق صور من الطبعتين توضح المقصود.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[20 Oct 2005, 10:07 ص]ـ
جرت العادة بأن مثل هذه الأعمال توثَّق، ويؤلف فيها من كتب في المشروع، فلو استطاع مستطيع أن يسأل أحد اللجنة القائمين على هذا المصحف، أو من له صلة بمجمع الملك فهد رحمه الله، لوجد ذلك، ولأسعفنا في إدراك ما أحدثوه من تغييرات، وأسباب ذلك.
فالطبعة الأولى من هذه المصحف اعتمدت على المصحف المصري، وقد خرج تقرير علمي بشأن هذه الطبعة الأولى، وفيها بيان عن سبب اعتماد المصحف المصري، وما وقع لهم من رأي يخالف ما عليه المصحف المصري.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[20 Oct 2005, 10:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلتقيت بفضيلة الدكتور زين العابدين المشرف العلمي بالمجمع منذ فترة ودار نقاش بيننا حول هذه المسألة فعلمت منه بتوجه المجمع لوضع المصحف بهذا التنسيق حت يتم توافقه مع القراءات المتداولة في العالم الإسلامي
ورش وقالون والدوري
حيث سيقوم المجمع بطباعة هذه المصاحف والغرض من الاختلاف هو إبداع مساحة للخطاط نفسه لكتابة رؤوس الآيات المختلف فيها عن طريق تضييق بعض الكلمات ومط البعض بحيث يتسنى توحيد المصاحف المطبوعة بداية ونهاية لكل صفحة وتوحيد بدايات الأسطر كذالك. هذا مبلغ علمي
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[20 Oct 2005, 11:01 م]ـ
فضيلة الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله أن في غاية الشوق لمعرفة الاختلاف في الخط.
ـ[العيدان]ــــــــ[21 Oct 2005, 01:21 ص]ـ
و مما لاحظته العام الماضي:
أنه قد ألغي الوقف الممنوع في جميع المصحف.
و الطبعة الجديدة لمصاحف الجيب (الزرقاء) لم يحدث فيها تغيير
ـ[المنصور]ــــــــ[21 Oct 2005, 06:53 ص]ـ
حسب معلوماتي:
أن الخطاط عثمان طه كتب المصحف كتابة جديدة قبل سنتين تقريباً، ثم طَبَعَ المجمع المصاحف الجديدة وفق الخط الجديد.
وهناك مقابلة كاملة حول هذا الموضوع موجودة في مجلة الدعوة السعودية، العام الماضي، ولا أعرف رقم العدد حالياً.
فلعل أحد الإخوة ينقل لنا هذه المقابلة.
وأنا مرتاح جداً لهذا الخط الجديد.
وفق الله تعالى الجميع للخير.
ـ[الراية]ــــــــ[21 Oct 2005, 01:11 م]ـ
بانتظار المزيد من البيان، وهل هناك اشياء تم تعديلها غير ما ذكر هنا؟
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[21 Oct 2005, 01:39 م]ـ
نعم كلام الأخ المنصورصحيح
فالمصحف تغير خطه ـ يعني ـ كتب مرة أخرى، وهذا التغيير نتيجة لذلك.
وحقيقة قد يسبب شيئا من الإشكال في المحفوظ، فعن نفسي لا أقرأ فيه إلا إذا لم أجد الأول، وإن كان خط الجديد أجمل، وأوضح.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[21 Oct 2005, 10:36 م]ـ
عندي سؤال لفضيلة الدكتور عبد الرحمن حفظه الله هل تقصد سيادتكم الاختلاف في الخط اختلاف الشكل التركيبي للكلمات أم الرسم بالحذف والإضافة؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Oct 2005, 01:49 ص]ـ
ليس اختلاف الرسم وإنما اختلاف طريقة كتابة الحرف. وسيأتي البيان مصحوباً بلقطات من الطبعتين إن شاء الله تبين المقصود.
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[22 Oct 2005, 02:29 ص]ـ
من التغييرات التي حصلت في الطبعة الجديدة للمصحف هو رسم الحروف بشكل اوضح ووضع حركات التشكيل على الحرف مباشرة وتفكيك بعض الحروف عن بعضها حتى تسهل القرءاة على الجميع أقصد:
مثلا المؤمنين قد تجد اللام اسفلها مباشرة حرف الميم أم الان تجدها اللام ويوجد مسافة تاتي بعدها الميم مثل هذه الحالة
المؤمنين
والله اعلم
ـ[الزهري للبرمجيات]ــــــــ[23 Oct 2005, 08:15 ص]ـ
من يتحفنا بنسخة من الطبعة الجديدة للمصحف ولو تكرم يسحبها بالماسح الضوئي ويرفعها ولكم جزيل الشكر
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[15 Nov 2005, 03:19 م]ـ
تجدون في هذا الرابط صور من نسخ القرآن:
لعام 1413
وعام 1421
وعام 1425
على هذا الرابط http://alsaha2.fares.net/sahat?128@162.Vq33tTo38xQ.0@.1dd8625d
في تعليق رقم 7
،،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عماد الدين]ــــــــ[19 Nov 2005, 02:31 م]ـ
إخواني الأعزاء
أقترح من المشرفين وضع بعض الصور للطبعة الجديدة لقدرتهم على وضع الصور بالموقع.
الإخوة يلحون عليكم بذلك منذ فترة بارك الله فيكم.
ليت المصحف لدي الآن لأضع بعض الصفحات.
ـ[أبو معاذ البلقاوي]ــــــــ[19 Nov 2005, 11:24 م]ـ
بلغني أن الطبعة الجديدة تحوي ما يزيد على 400اختلاف في علامات الوقف والابتداء عن الطبعات القديمة
ولعل ذلك يُعزى أيضا إلى تغيّراللجنة المشرفة على مراجعة المصحف.
والله أعلم
ـ[معاذ صفوت محمود]ــــــــ[20 Nov 2005, 05:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر الإخوة الأفاضل والعلماء الأجلاء الذين كتبوا وعلقوا على هذا الموضوع، ولكني أبدي وجهة نظري حول مصحف المجمع في نسختيه المختلفتين.
وقبل أن أبين ذلك أريد فقط التنبيه على أن كلا المصحفين مكتوبان بنمط واحد من أنماط الخط العربي الأصيل، اصطلح الخطاطون على تسمية هذا النمط بخط النسخ.
وهناك أمر آخر أحب أن ألفت النظر إليه وهو أن كلا المصحفين مكتوب بالرسم العثماني الذي كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، واعتمده الإمام الجليل عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه.
أما الآن فأنا أثبت ما رأيته وما عندي من معلومات حول النسختين إن شاء الله:
أما النسخة الأولى التي نعرفها جميعاً والتي حفظنا عليها القرآن فهي نسخة كتبت في الشام قديماً وعليها طبعت كل المصاحف الشامية إلى يومنا هذا فيما أعلم - والله أعلم -، وأخذ منها المجمع نسخة طبعها وعدل عليها كلمات معدودة قليلة جدّاً، ولكم أن تروا نموذجاً لمثل هذه التعديلات في حرف اللام الأخيرة من كلمة (وليملل) من آية الدين رقم 282 من سورة البقرة، فإنها - أي اللام من هذه الكلمة- في المصاحف المطبوعة بالشام ممدودة نوعاًُ ما، بينما نجد المجمع قد عدلها في طبعاته الأولى لتصبح بالشكل المعهود لدينا للام الأخيرة في الكلمة، وإنما غير المجمع هذه الكلمة لأن اللام في خط النسخ الذي كتب عليه المصحف لا تقبل هذه المدة (الكشيدة)، فهذا خطأ فني عند الخطاطين، وإنما اضطر الخطاط لعملها هكذا لأن المساحة المتبقية لنهاية السطر كانت كبيرة ولا تكفيها الكلمة إلا بمط اللام قليلاً.
كما أن المجمع عدل أيضاً عليها أكثر علامات الوقف والابتداء التي كانت موجودة في المصحف المطبوع في الشام بحسب آراء علمائنا الأفاضل السادة في لجنة مراجعة المصحف، أما فيما عدا ذلك فالمصحف الأول للمجمع هو عبارة عن صورة منتسخة تماماً من المصحف الذي كتبه عثمان طه - حفظه الله - في الشام قبل إنشاء المجمع أصلاً.
هذا وقد بقي المجمع على هذه النسخة إلى ما قبل حوالي سنتين أو ثلاث سنوات تقريباً أي إلى أن استبدل هذه النسخة بالطبعة الحديثة له.
أما الطبعة الحديثة التي نراها فهي نسخة ثانية كتبت من جديد في المجمع مختلفة عن نسخة الشام، بقلم مختلف، وسُمك مختلف، وحجم مختلف للكلمة، وبالتالي فهي غير متفقة تماما في كل البدايات والنهايات في الأسطر والصفحات مع النسخة التي كتبت بالشام، مع العلم أن هذه النسخة كانت بمراقبة لجنة جديدة مختلفة الأعضاء في الأغلب الأعم.
هذا وقد كان الحرص قائماً على أن توافق هذه الطبعة الجديدة الطبعات السابقة إلا أن اللجنة ارتأت أن تُرَحَّل آية أو اثنتان من بعض الصفحات المضغوطة بسبب كثرة الكلمات، إلى الصفحة التي تليها لكي تكون كثافة الكلمات في كل صفحة واحدة تقريباً - وهذه وجهة نظرهم-.
كما عدلت اللجنة في طريقة كتابة بعض الكلمات بحيث لا تتراكب حروف على أخرى كاللام مع الميم، والياء مع الجيم، ونحو ذلك مما هو جائز في قواعد الخط العربي، إلا أن اللجنة رأت خلافه حتى يكون كل حرف قائماً بذاته وحركاته وسكناته ولا يلتبس بحرف آخر، ويتضح ذلك جلياًّ في قول الله تعالى (ونمارق) من سورة الغاشية فقد كانت النون مركبة فوق الميم فكان بعضهم يقرؤها (وغارق) بغين بعدها ألف، وكتبت في النسخة الجديدة من غير تركيب، هكذا: ونَمَارِقُ.
كما رأوا أن تلغى علامة الوقف الممنوع من المصحف لأن كل وقف لا يؤدي المعنى الكامل من الجملة يعتبر من الوقف الممنوع، وإذا كان الأمر كذلك فإن الأصل أن توضع على كل كلمة في القرآن علامة (لا) وهذا غير معقول، وإن كان التنبيه على بعض الكلمات كان من المتبادر أن يستغرب أحدهم من تخصيص هذه المواضع دون غيرها.
وعلى كل فمسألة علامات الوقف فيها سعة وهي أولا وأخيرا مسألة اجتهادية بحتة إلا فيما يندر جداً من المواضع.
ويجدر بي هنا أن أنبه على ملحظ هام وهو أن أول طبعة من النسخة الثانية هذه كان فيها اختلافات كثيرة عن الطبعات القديمة وخاصة في جزء عم، وانهالت الطلبات الكثيرة على المجمع بالعودة إلى الطبعة القديمة، مما حدا بالمجمع إلى تعديل هذه المواضع من جزء عم ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وبالتالي فالطبعة الثانية وما تبعها إلى الآن من النسخة الثانية مختلفة عن الطبعة الأولى من ذات النسخة.
وكل ما ذكرته في هذا المقال اعتمدت فيه على دراستي لأسس وقواعد الخط العربي، وعلى ملاحظتي التي دققتها بين النسختين، وعلى مقابلة أجريتها مع فضيلة الشيخ المقرئ محمد تميم بن مصطفى الزعبي، عضو لجنة مراجعة المصحف الجديد.
والله ولي التوفيق، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عماد الدين]ــــــــ[21 Nov 2005, 12:38 م]ـ
أحسنت أخي (معاذ)
سؤالي: هل يعني أن هناك طبعتين (مختلفتين) من النسخة (الثانية) للمصحف الذي يصدره المجمع؟
ـ[عماد الدين]ــــــــ[20 Jan 2006, 08:43 م]ـ
وصلتني والحمد لله النسخة الجديدة من المصحف الشريف التي طبعها مجمع الملك فهد أخيرا وهذه بعض الصور مع توضيح الفروقات بينها وبين الطبعة السابقة ليستفيد زوار هذا الموقع المبارك الذي يهتم بخير العلوم
ولا تنسونا من صالح دعواتكم
http://www.tafsir.net/images/sa/mos1
http://www.tafsir.net/images/sa/mos2
http://www.tafsir.net/images/sa/mos3
http://www.tafsir.net/images/sa/mos4
http://www.tafsir.net/images/sa/mos5
http://www.tafsir.net/images/sa/mos6
http://www.tafsir.net/images/sa/mos7
http://www.tafsir.net/images/sa/mos8
http://www.tafsir.net/images/sa/mos9
http://www.tafsir.net/images/sa/mos10
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[22 Jan 2006, 03:37 م]ـ
الأخ الدكتور عماد الدين: الصور لا تظهر عندي، ليتك تنظر في الأمر مشكوراً مأجوراً.
ـ[عماد الدين]ــــــــ[22 Jan 2006, 10:38 م]ـ
الأخ الكريم فهد الناصر
الصور تظهر عندي كلما فتحت صفحة الموضوع بدون مشاكل
أقترح أن أن تنقر بالزر الأيمن بالفأرة على كل صورة وتختار (إظهار الصورة) ... ومجموع الصور عشر .. بها تفاصيل كثيرة عن الطبعة الجديدة
وقد يكون من أسباب عدم ظهورها .. بطء الجهاز لديك .. أو بطء الشبكة
حاول وأخبرني إن لم تظهر الصور سأرسلها لك بالبريد.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Jan 2006, 07:45 م]ـ
شكر الله لكم يا دكتور عماد على هذه الصور الموضحة للفروق. والسبب في عدم ظهور الصور لدينا في السعودية -كما ذكر الأخ فهد الناصر - أن الموقع المجاني الذي رفعتم عليه الصور محجوب لدينا، وقد نقلت الصور، ورفعتها على موقعنا حتى تظهر للجميع. فجزاكم الله خيراً.
ـ[عماد الدين]ــــــــ[25 Jan 2006, 03:27 م]ـ
أحسنت أخي د. عبدالرحمن
وأرجو أن الأخ فهد تظهر لديه الصور الآن.
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[26 Jan 2006, 02:36 م]ـ
نعم. الآن ظهرت لي الصور وفقكما الله ونفع بكما.
ـ[همام حسين]ــــــــ[20 Dec 2007, 12:17 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا، وأعتذر عن رفع الموضوع ثانية .. ولكن:
تتبعت كل الفروق بين الطبعة الأخيرة والسابقة من حيث الخط وبداية الصفحات وسأنشره قريباً بإذن الله في الملتقى مع إرفاق صور من الطبعتين توضح المقصود.
أذكر وأرجو فضيلة الدكتور / عبد الرحمن الشهري نشر البحث - مشكورا - لأهميته، وجزاكم الله خيرا ..(/)
التوجيه القراني لقراءة كلمة (تجارة) بالنصب وبالرفع
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[20 Oct 2005, 05:50 م]ـ
ماالتوجيه القرانى والفرق في المعنى بين قراءة كلمة تجارة (بالنصب وقرائتها بالرفع على اعتبار كان الناقصة والتامة في قوله تعالى
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً) (النساء:29)
ـ[صالح صواب]ــــــــ[20 Oct 2005, 09:32 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد:
أعتقد أن الفرق بين القراءتين واضح، ما دام السائل قد قال في معرض سؤاله (كان التامة والناقصة) ..
والمعلوم أن (كان) التامة تكتفي بمرفوعها، بخلاف (كان) الناقصة التي ترفع المبتدأ، ويكون اسمَها، وتنصب الخبر وهو خبرها.
فعلى قراءة الكوفيين (عاصم وحمزة والكسائي) بالنصب، لا بد من تقدير (اسم كان) فيكون: إلا أن تكون الأموال تجارة، أو إلا أن تكون المعاملة تجارة، أو نحو ذلك من التقديرات.
أما على قراءة الباقين (بالرفع)، فلا حاجة لتقدير (اسم كان) فالمعنى: إلا إن حصلت تجارة عن تراض منكم، أو وقعت تجارة، فـ (كان) التامة بمعنى وجد أو حدث أو حصل، ومثلها في القرآن الكريم كثيرا جدا.
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[20 Oct 2005, 11:51 م]ـ
جزاكم الله خيرا هذا معلوم ولكني اردت المعنى البلاغي اوماالمراد بين حصلت تجارة عن تراض منكم، ومعنى وجد أو حدث
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 Oct 2005, 08:25 م]ـ
السلام عليكم
في قراءة النصب أو الرفع لآية
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً) (النساء:29) لا بد من التركيز على أنّ الإستثناء من النوع المنقطع---أي أن المعنى لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل لكنّ التجارة التي عن تراض غير منهي عنها
ولا فرق من حيث المعنى بين القرائتين--إلّأ أنني أظنّ ظنّا أنّ قراءة الرفع التي لا حاجة فيها لتقدير محذوف أقوى من ناحية بلاغية من قراءة النصب التي نحتاج فيها لتقدير محذوف هو "إلّا أن تكون التجارة تجارة عن تراض"(/)
سؤال في التجويد
ـ[أبو حسن]ــــــــ[21 Oct 2005, 01:06 ص]ـ
س / ما المراد بتوسط المد المنفصل وهل له أحكام خاصة أم أنه يلحق بالقصر أو الإشباع؟
وما أفضل كتاب في بيان طرق رواية حفص عن عاصم بأسلوب ميسر؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[05 Aug 2010, 10:54 م]ـ
من أفضل الكتب في بيان طرق حفص (صريح النص في الكلمات المختلف فيها عن حفص) لشيخ المقارئ المصرية في زمانه علي بن محمد الضباع - رحمه الله -، وهو كتاب مطبوع منذ 1346 هـ.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[06 Aug 2010, 12:50 ص]ـ
س / ما المراد بتوسط المد المنفصل وهل له أحكام خاصة أم أنه يلحق بالقصر أو الإشباع؟
وجزاكم الله خيراً
تَوَسُّط المد: مرتبة بين الْمَدِّ والْقَصْرِ، فتوسط المد المنفصل يعني: أنْ تمده مدًّا متوسطا بمقدار أربع حركات. وأما مقدار مده لحفص عن عاصم مِنْ طريق الشاطبية فهو أربع حركات (التوسط) أو خمس حركات (فويق التوسط).
والله أعلم.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[06 Aug 2010, 12:58 ص]ـ
جزاكَ الله خيرا أخي الكريم الشيخ ضيف الله.
أعتذر عن المشاركة في الجواب فإني كنت قد كتبت مشاركتي قبل رؤيتي مشاركتك، لكني لم أرسلها حينئذ، ثم لما رجعتُ إلى حاسوبي وأرسلتُ جوابي رأيتُ جوابكم قد سبق، فأنت بسبق حائز تفضيلا.
لعلك تحذف مشاركتي بارك الله فيكم.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[06 Aug 2010, 01:05 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الأستاذ عمار على إجابتك الدقيقة، وقد أبقيتُ عليها؛ لأنها أفضل وأوضح في إجابة السائل على مقصوده، وحذفتُ مشاركتي.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[06 Aug 2010, 01:25 ص]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم.
هل يمكنكم أن تجدوا السائل؟!!
السؤال منذ عام 2005.
وكل عام وأنتم بخير .. نسأل الله أن يبلغنا رمضان
والسلام عليكم
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[06 Aug 2010, 01:29 ص]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم.
هل يمكنكم أن تجدوا السائل؟!!
السؤال منذ عام 2005.
وكل عام وأنتم بخير .. نسأل الله أن يبلغنا رمضان
والسلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
شيخنا الكريم عبد الحكيم، أرجو أن يطلع أولاد السائل على الجواب.
الحقيقة أنني لم أنتبه لتاريخ الموضوع إلا الساعة!
وكل عام وأنتم بخير.
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[06 Aug 2010, 02:17 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم.
هل يمكنكم أن تجدوا السائل؟!!
السؤال منذ عام 2005.
وكل عام وأنتم بخير .. نسأل الله أن يبلغنا رمضان
والسلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شيخنا الكريم - حفظكم الله تعالى -
الذي حملني على رفع الموضوع وهذا السؤال هو سياسة عدم ترك الأسئلة بلا جواب في هذا الملتقى المبارك، فربما لا يستفيد منه الآن السائل، فلعلها تفيد شخصاً آخر، أو لعلنا نظفر ببعض المداخلات هنا من مشايخنا فيتحفونا بالفوائد فنستفيد نحن أكثر من السائل.
دمتم في حفظ الله ورعايته شيخنا الكريم
وكل عام وأنتم بخير، نسأل الله أن يبلغنا رمضان، وأن يجلعنا من المقبولين
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[06 Aug 2010, 03:53 م]ـ
السلام عليكم
شيخنا الحبيب كانت هذه مداعبة مني لا أكثر ولم أقصد غيرها.
وتعليق الشيخ عمار الخطيب أضحكني كثيرا، وهو صاحب بديهة عالية جزاه الله خيرا وصرف عن المكروه وعن سائر المسلمين.
((فكّها يا أبا إسحاق شوية احنا علي أبواب شهر مفترج)
والسلام عليكم
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[06 Aug 2010, 04:08 م]ـ
الله يهديك يا شيخ عبد الحكيم ..
مآربك الأخرى واضحة بالنسبة لي!!
وأهم ما عندك الفرجة التي سببت لك عقدة نفسية!!
وتقبل تحياتي ودعائي لك بالفرج والرخاء في كل قلب وإخفاء.
محبك/ضيف الله
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[06 Aug 2010, 04:36 م]ـ
الله يهديك يا شيخ عبد الحكيم ..
مآربك الأخرى واضحة بالنسبة لي!!
وأهم ما عندك الفرجة التي سببت لك عقدة نفسية!!
وتقبل تحياتي ودعائي لك بالفرج والرخاء في كل قلب وإخفاء.
محبك/ضيف الله
السلام عليكم
شيخنا الحبيب
نفسي أحلم بمحمد يحيي شريف وهو يقرأ بالفرجة " أُمنية".
وأُعجبت بالفرجة علي مداخلتكم، وتقليبك للمواضع بسرعة عالية.
بارك الله فيكم شيخنا الحبيب
والسلام عليكم
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[06 Aug 2010, 09:10 م]ـ
السلام عليكم
شيخنا الحبيب كانت هذه مداعبة مني لا أكثر ولم أقصد غيرها.
وتعليق الشيخ عمار الخطيب أضحكني كثيرا، وهو صاحب بديهة عالية جزاه الله خيرا وصرف عن المكروه وعن سائر المسلمين.
((فكّها يا أبا إسحاق شوية احنا علي أبواب شهر مفترج)
والسلام عليكم
أسأل الله تعالى أن يجعلك من السعداء في الدنيا والآخرة.
أما البديهة العالية فلعلها مِنْ بركات شيوخنا المصريين الذين تميزوا بالفكاهة والدعابة والابتسامة المشرقة ... وكانوا يمازحوني كثيرا في الدرس وخارج الدرس.
ونحن نفتقر أحيانا إلى الفكاهة والدفء الإنساني، وإنه ليعجبني مَنْ كان خفيف الروح، مليح الدعابة، ظريف المجالسة ...
حفظكم الله ورعاكم.
عمار(/)
ما هي أفضل متون التجويد النثرية؟
ـ[المدرس]ــــــــ[24 Oct 2005, 09:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في علم التجويد هناك عدد من المنظومات، مثل: الجزرية، وتحفة الأطفال.
لكن، ما هو أفضل متن (((نثري))) وليس شعر في هذا الباب يمكن حفظه والاستفادة منه.
للجميع صادق الدعاء.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Nov 2005, 04:40 م]ـ
كتب التجويد النثرية كثيرة، ولكن ليس فيها - بحسب علمي - ما يمكن أن يعد متناً تتوافر فيه صفة المتن العلمي المصنف ليحفظه الطلاب كنخبة الفكر في المصطلح لابن حجر، وجمع الجوامع للسبكي في أصول الفقه، مع كون علم التجويد من أسهل ما يمكن أن يصنف فيه متن نثري متين، لخدمة العلماء له من جهة، وانحصار مسائله من جهة أخرى.
ولعل العلماء الفضلاء في الملتقى كالأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد، والأستاذ الدكتور إبراهيم الدوسري من أهل العناية بالتجويد وكتب التجويد يفيدوننا بما لديهم في هذا وفقهم الله.
ـ[محمد البكري]ــــــــ[17 Nov 2005, 07:53 م]ـ
الحمد لله وبعد:
أنصح من يرغب في الوصول إلى نتائج ملموسة بيسر وسهولة اقتناء كتاب الإتقان للقارئ المتقن الشيخ عبد الله بن صالح العبيد فقد حوى كتابه جل أحكام التجويد برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية وفيه من الفوائد القيمة التي قد لاتوجد في بعض المطولات وقد كنت معجباً بالكتاب وازداد إعجابي به تزكية المقرئ صابر عبدالحكم وفقه الله وهو أحد طلاب الشيخ العبيد وذكر عن الشيخ وعن إتقانه الشيء العجيب وهذا الكتاب صغير الحجم عظيم النفع يقع في 110 صفحات من الحجم المتوسط.
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[20 Nov 2005, 01:49 م]ـ
الإتقان في تجويد القرآن ليس مناسبا للحفظ، والأخ المدرس يريد متناً يحفظ، لكن لا أدري لماذا يعرض أخونا عن المت - ين النفيسين النافعين اللذين ذكرهما، ويبحث عن متون نثرية، مع أن المنظوم أسهل حفظاً واستذكاراً من المنثور في الغالب، ثم إن مسائل علم التجويد محصورة نسبياً ويمكن استيعابها نظرياً بلا مشقة، لكن المشقة إن وجدت فهي في التطبيق العملي الصحيح، وهذا يكون بالتلقي والمران، كما قال شمس الدين:
وليس بين امرئ وبين تركه إلا رياضة امرئ بفكه
وقد سجلت المقدمتان - التحفة والجزرية - بصوت القارئ المعروف سعد الغامدي بأداء جيد ولحن جميل، أوصي الإخوة باقتنائه.
ـ[المدرس]ــــــــ[21 Nov 2005, 04:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
للجميع مني التقدير، والدعاء على تفاعلهم مع الموضوع.
بالنسبة لكتاب: الإتقان في تجويد القرآن، فهو كما ذكر د. إبراهيم الحميضي ليس مناسبًا للحفظ لأمور عدة ليس هذا مجالها.
أما استغرابكم شيخنا إبراهيم على البحث عن متن نثري، مع وجود ما سبق ذكره من النظم، فهو لتباين رغبات الناس.
على أننا نسعى إلى متن نثري لطبعه والعمل على نشره، عل الله أن ينفع به.
أكرر الشكر الجزيل لكل من شارك.(/)
علامة السكت وعلامة الإبدال لماذا هي (س)
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[26 Oct 2005, 01:56 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
قام كل من ضبط الكتاب العزيز بوضع علامة السكت لحفص حرف سين (س) مصغرا بين الكلماتين للإشارة لقطع القراءة دون تنفس واستخدم نفس المصطلح للإبدال كما في الصاد في يبسط، وعرف القارئ الفرق بينهما فبطبيعة الحال إن وجدت هذه الإشارة بين كلمتين فهي للسكت وإن كانت فوق كلمة فهي للإبدال (نطق الصاد سينا) .. لكن عند المحافظة على مطلحات المتقدمين واستخدامها في ضبط قراءة حمزة بالسكت، سوف نستخدم نفس الحرف للسكت بين كل ساكن وهمز في كلمتين كما في سكتات حفص، وفي شيئا وشيء نفس الحال، فهنا قد يحدث إشكال فمصطلح السكت سوف يكون فوق الكلمة ولا إبدال فيها ...
فهل يستساغ استبدال مصطلح الإبدال فوق الكلمة بشكل السين الوسطية (ـسـ) فهي أليق بالوضع لكون الحرف المبدل هو الصاد ويقع الصاد وسطا (ـصـ) في كل الكلمات المبدلة.
ـ[أبو لقمان]ــــــــ[03 Sep 2010, 01:48 ص]ـ
السلام عليكم؛؛؛ في رسالتي للماجستير المقدمة لشعبة اللغويات بقسم اللغة العربية بالجامعة الأسمرية [زليتن - ليبيا] بعنوان " اصطلاحات الضبط في المصاحف المعاصرة وعلاقتها بالظواهر الصوتية " ونوقشت بتاريخ 19/ 7/2009 اقترحت أن تكون السين مجرورة سـ للإبدال ومعرقة س للسكت ... والله الموفق.
ـ[بودفلة فتحي]ــــــــ[04 Sep 2010, 02:53 ص]ـ
إنّ الذي ينبغي أن يغيّر والله أعلم هو علامة السكت لا الإبدال ...
لأنّ رسم السين فوق الصاد علامةً على إبدالها سينا جرى على أصل ضبط الإبدال في جميع المصحف الشريف كإبدال الياء ألفا في نحو مجريها ومرسيها وذكريها وإبدال الواو ألفا في نحو الصلوة والزكوة وإبدال الألف ياء ـ عند البعض ـ في نحو لأهب ... ففي جميع هذه الأمثلة رسم الحرف المبدل منه فوق المبدل ... ولو عدّلنا ضبط الصاد المبدلة سينا لخرقنا هذا الأصل أو لزمنا تغيير جميع الباب والله أعلم ...
بخلاف علامة السكت فإنّها لا تندرج تحت أصلٍ يجمع أحكاما مختلفة ... بل هي إشارة لموضع وردت الرواية بالسكت فيه مدّةً وكيفيةً مخصوصة ... فهي أولى بالتعديل والله أعلم
ما رأي الأساتذة في هذا الاقتراح؟؟؟
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[09 Sep 2010, 06:04 ص]ـ
أبدأ بالترحيب بالعودةالميمونة للأخ أيمن حفظه الله
وليس التداخل في علامات الضبط مقصورا على السين فالدارة المطموسة السوداء مستخدمة في المصاحف لعدة أمور فهي للاختلاس وللإمالة - في بعضها - وللتسهيل والإبدال ولهمزة الوصل - مع تفاوت حجمها - والموضوع كما أشار الأخ أيمن في مشاركة أخرى بحاجة إلى نظر ومراجعة، علما بأن بعض المصاحف تثبت فيها كلمة (سكت) بخط رفيع في موضعها بدلا من (س)، ولعل جمع الجهود وتقريب الآراء بين المهتمين بهذا الأمر يساعد جدا في حل إشكالاته، وبالله التوفيق.
ـ[بودفلة فتحي]ــــــــ[09 Sep 2010, 07:02 ص]ـ
تعقيب على مداخلة الأخ الأستاذ أحمد شكري
وليس التداخل في علامات الضبط مقصورا على السين فالدارة المطموسة السوداء مستخدمة في المصاحف لعدة أمور فهي للاختلاس وللإمالة - في بعضها - وللتسهيل والإبدال ولهمزة الوصل - مع تفاوت حجمها -
لا تداخل في الدارات السود ـ والله أعلم ـ لأنّها في أصل الضبط تتميّز بلونها وحجمها فهي:
خضراء , علامة على همزة الوصل
صفراء , علامة على الهمزة المحققة
سوادء صغيرة , علامة على الإعجام
حمراء , علامة على الحركات الفرعية: الإمالة الإشمام الاختلاس أو علامة على الهمزة المسهلة
حمراء فوقها في الحجم , علامة على الإبدال
ولعل التداخل الذي أشار إليه الأستاذ يرجع إلى أمرين اثنين: طبع المصاحف باللون الأسود فقط ـ في أوّل عهدها ـ بخلاف أصل الضبط الذي سار عليه أهل العلم والاختصاص كلّ هذه القرون مستعملين الألوان (الأسود , الأحمر , الأصفر , الأخضر)
السبب الثاني يرجع إلى عدم التزام الكثير من المصاحف بالأحجام الحقيقية لهذه الدارات والله أعلم
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[11 Sep 2010, 10:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ورضوانه
أشكر كل من أعاد هذا الموضوع للطرح وعقب عليه.
سعادة العلامة المفضال أد أحمد شكري حفظه الله ورعاه .. أشكر لسعادتكم ما تفضلتم بذكره حفظكم الله ورعاكم.
وعن مداخلة أخي بودفلة فتحي - حفظه الله
فليسمح لي فضيلة العلامة أحمد شكري - حفظه الله ورعاه -
لا شك أن مراد فضيلة العلامة أحمد شكري هو استعمال نفس الرموز باللون الأسود وهو الحال السائد في طباعة المصاحف حاليا.
لذا فتعقيب أخي بودفلة فتحي بعيد عن مراد فضيلته.
خادمكم ومحبكم
ـ[بودفلة فتحي]ــــــــ[11 Sep 2010, 11:47 م]ـ
إلى الأستاذ الكريم أيمن صالح شعبان:
وعن مداخلة أخي بودفلة فتحي - حفظه الله
فليسمح لي فضيلة العلامة أحمد شكري - حفظه الله ورعاه -
لا شك أن مراد فضيلة العلامة أحمد شكري هو استعمال نفس الرموز باللون الأسود وهو الحال السائد في طباعة المصاحف حاليا.
لذا فتعقيب أخي بودفلة فتحي بعيد عن مراد فضيلته.
نعم هذا الذي فهمته من كلام الأستاذ الكريم ولهذا قلت في مداخلتي ...
ولعل التداخل الذي أشار إليه الأستاذ يرجع إلى أمرين اثنين: طبع المصاحف باللون الأسود فقط ـ في أوّل عهدها ـ بخلاف أصل الضبط الذي سار عليه أهل العلم والاختصاص كلّ هذه القرون مستعملين الألوان (الأسود , الأحمر , الأصفر , الأخضر)
السبب الثاني يرجع إلى عدم التزام الكثير من المصاحف بالأحجام الحقيقية لهذه الدارات والله أعلم
ولكن أردت تعميم الفائدة بذكر أصل ضبط هذه النقاط ... ثمّ عدتُ إلى المسألة بموضوع جديد [تجده على هذا الرابط: http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21924 ]
ذكرت فيه أقسام هذه النقاط باعتبار حجمها وألوانها بحسب ما تعلمناه من حملة القرآن وحفظته وطريقة رسمهم وضبطهم في الألواح (ألواح الختم)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[14 Sep 2010, 05:58 م]ـ
جزى الله تعالى الأخ فتحي خيرا على مداخلته وتوضيحه.
وجزى الأخ الفاضل أيمن خيرا على توضيحه ومشاركته.(/)
ما أهم المؤلفات التي تعنى بتوجيه القراءات
ـ[طالب المعالي]ــــــــ[06 Nov 2005, 11:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
اخوتي في الله
ارجو افادتي بأهم المؤلفات التي لها عناية تامة بالتوجيه السديد للقراءات السبع او العشر
وجزاكم الله خيرا
ـ[رجاء]ــــــــ[07 Nov 2005, 12:59 ص]ـ
راجع كتاب اختيارات مكي بن أبي طالب فيكتابه الكشف عن اوجه القرآت السبع لمحمد بن ناصر جده ففيه ذكر لعددكبير منها عموما هو موجود في مكتبة الملك فيصل
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Nov 2005, 01:33 ص]ـ
من أهمها:
- (الحجة للقراء السبعة أئمة الأمصار بالحجاز والعراق والشام الذين ذكرهم ابن مجاهد) لأبي علي الفارسي، طبعة دار المأمون، تحقيق بدر الدين القهوجي، وبشير جويجاتي، وهو أفضل كتب الاحتجاج للقراءات حسب علمي.
- المحتسب لابن جني في توجيه القراءات الشاذة.
- الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها، لمكي بن أبي طالب القيسي، تحقيق محي الدين رمضان، طبعة مجمع اللغة العربية بدمشق.
- الموضح لابن أبي مريم.
وقد ذكر محققو كتاب (البرهان في علوم القرآن للزركشي) المؤلفات فيه، تحقيق يوسف المرعشلي وزميليه 1/ 488 - 489
ـ[د. عبدالرحمن اليوسف]ــــــــ[07 Nov 2005, 03:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أضيف لما ذكره أخي الشيخ د. عبدالرحمن الشهري من كتب توجيه القراءات:
- القراءات وعلل النحويين فيها، لأبي منصور الأزهري.
- الحجة في القراءات السبع، لابن خالويه.
- حجة القراءات،لابن زنجلة.
- إتحاف فضلاءالبشر بالقراءات الأربعة عشر، للشيخ أحمد البنا.
- ويستفاد كذلك من كتاب:
- إعراب القرآن للنحاس.
- تحفة الأقران في ما قرئ بالتثليث من حروف القرآن، لأبي جعفر الرعيني.
والله الموفق.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[07 Nov 2005, 09:58 ص]ـ
من الكتب المهمة في هذا الجانب كتاب ابراز المعاني من حرز الاماني لابي شامة
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[07 Nov 2005, 01:21 م]ـ
يمكن تقسيم الكتب التي عُنيت بتوجيه القراءات إلى أقسام:
الأول: مدونات التفسير، وكثيرٌ منها لا يُغفل توجيه القراءات المرتبطة بالمعنى؛ لأنها من صلب التفسير، ومن أمثلتها دون حصرها.
1 ـ تفسير إمام المفسرين ابن جرير الطبري.
2 ـ المحرر الوجيز، لابن عطية الأندلسي.
3 ـ الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي.
4 ـ البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي.
5 ـ التحرير والتنوير، للطاهر بن عاشور.
الثاني: كتب أعاريب القرآن، ومنها على سبيل المثال لا الحصر.
1 ـ إعراب القرآن لأبي جعفر النحاس.
2 ـ الفريد في إعراب القرآن المجيد، للمنتجب الهمداني.
3 ـ الدر المصون في علوم الكتاب المكنون، للسمين الحلبي.
الثالث: كتب القرآءات ـ مع العلم أن الأصل فيها ذكر كيفية القراءة دون التوجيه، لكن بعضها قد يُعنى بالتوجيه مع ذكر القراءة، خصوصًا شروح الشاطبية؛ كشرح أبي شامة المقدسي.
الرابع: كتب إعراب القراءت، ومنها:
1 ـ الحجة في إعراب القراءات السبع، لابن خالويه.
2 ـ إعراب لقراءات الشواذ، للعكبري.
الخامس: كتب توجيه القراءات، وقد ذكر الإخوة مجموعة منها.
ـ[صالح صواب]ــــــــ[07 Nov 2005, 04:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد
قد لا أضيف كثيرا في هذا الباب، ولكن نظرا لأن بعض المعلومات السابقة غير مكتملة، أو لأن بعض أسماء الكتب ليست بدقيقة، أود أن أضيف هذه الكتب، منها ما هو مذكور سابقا، ومنها ما لم يذكر، والله ولي التوفيق والهداية
- إعراب القراءات السبع وعللها، لابن خالويه، الحسين بن أحمد بن خالويه، المتوفى سنة 370هـ.
- معاني القراءات، لأبي منصور، محمد بن أحمد الأزهري، المتوفى سنة 370هـ.
- الحجة في علل القراءات السبع، لأبي علي الحسن بن أحمد الفارسي، المتوفى سنة 377هـ.
- المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها، لابن جني، أبي الفتح عثمان بن جني، المتوفى سنة 392هـ
- الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها، لأبي محمد مكي بن أبي طالب، المتوفى سنة 437هـ.
- كشف المشكلات، وإيضاح المعضلات في إعراب القرآن وعلل القراءات، لنور الدين أبي الحسن علي بن الحسين الباقولي، المتوفى سنة 543هـ ..
- إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات في جميع القرآن، لأبي البقاء عبدالله بن الحسين العُكبري، المتوفى سنة 616هـ.
- حجة القراءات، للإمام لابن زنجله، أبي زرعة، عبدالرحمن بن محمد بن زنجله ..
ـ[طالب المعالي]ــــــــ[07 Nov 2005, 08:49 م]ـ
وفقكم الله جميعا
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[08 Nov 2005, 03:26 ص]ـ
- من أسهلها عبارةً وأخصرها: حجة القراءات, لابن زنجلة, بتحقيق: سعيد الأفغاني.
- ومن أحسنها وأشملها: شرح الهداية, للمهدوي, بتحقيق: حازم حيدر.
ـ[العامر]ــــــــ[03 Aug 2008, 05:36 م]ـ
كتاب ((الشامل في القراءات العشر .. لغة وتفسيراً وأسراراً))
للدكتور عبدالقادر محمد منصور .. دكتوراه في علوم القران
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[03 Aug 2008, 11:06 م]ـ
من شروح الشاطبية المعتنية بالتوجيه شرح شعلة الحنبلي، وشرح الفاسي، وشرح عبد الدايم خميس (معاصر).
ومن شروح الدرة شرح النويري، وشرح ابن عبد الجواد.
ومن كتب التوجية المفردة المعاصرة: طلائع البشر للقمحاوي، وقد أثنى عليه عبد الفتاح القاضي وقرظه، وقلائد الفكر للقمحاوي والدجوي، وكتب محمد سالم محيسن في هذا الجانب ككتاب المغني في توجيه القراءات العشر.
ومن كتب التوجيه البديعة المحررة كناب العلامة عبد العزيز الحربي ـ وإذا قلت العلامة فأنا أعني ما أقول ـ توجيه مشكل القراءات العشرية الفرشية، وهو رسالة دكتوراه (متعوب عليها).
والله أعلم.
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[04 Aug 2008, 07:23 م]ـ
خدمة لإخواني في المنتدى أرفق لهم بحثي الذي قدمته لندوة القراءات القرآنية بجامعة شعيب الدكالي/ المغرب
بعنوان: الجهود المبذولة في التأليف في القراءات القرآنية قديما وحديثا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Aug 2008, 07:56 م]ـ
ومن كتب التوجيه البديعة المحررة كناب العلامة عبد العزيز الحربي ـ وإذا قلت العلامة فأنا أعني ما أقول ـ توجيه مشكل القراءات العشرية الفرشية، وهو رسالة دكتوراه (متعوب عليها).
يستحق الدكتور عبدالعزيز ذلك وفقه الله وفتح عليه ونفع بعلمه وقد رغبت في زيارته خلال وجودي الأخير في مكة فلم أوفق لذلك لانشغاله، وكتبه وبحوثه من الكتب القيمة التي استفدت منها كثيراً، ومن آخر ما قرأته له ما دونه من إملاءات شيخه أحمد بن شيخه محمد حامد الشنقيطي على مقصورة ابن دريد، وما اضافه عليها الدكتور عبدالعزيز وطبعها باسم (مفاتح المقصورة) وهو شرح موجز مركز أتيت على قراءته كاملاً في جلسة واحدة لسهولته وعذوبته وكثرة فوائده (151 صفحة). وقد ذكر في مقدمة شرحه زمن قراءته للمقصورة وهو يدرس في الجامعة الإسلامية وفي كتابته فوائد نافعة لطالب العلم جزاه الله خيراً.(/)
عن توجيه القراءات
ـ[طالب المعالي]ــــــــ[08 Nov 2005, 02:33 م]ـ
السلام عليكم
اشكر جميع الأعضاء في هذا الملتقى المبارك
قد طرحت سؤالا سابقا عن أهم المؤلفات فوجدت التفاعل السريع والإجابات الشافية الكافية جعل الله ذلك في موازين حسناتكم
السؤال الذي يتبادر إلى ذهني الآن:
هل للتوجيه مستند شرعي، وهل وصلنا بتوقيف عن الرسول عليه السلام والصحابة؟؟؟
ام هو مجرد آراء لأهل اللغة؟؟؟؟
واذا كان باجتهاد، فهل للمتأخرين ممن اطلعوا على كتب اللغة حرية التوجيه للقراءة والترجيح بين توجيه وآخر؟؟؟
ثم سؤال أخير (عفوا للاطالة) ما أفضل كتب التوجيه مع بيان سبب أفضليتها وميزتها عن غيرها؟؟؟؟
وفق الله الجميع لخدمة هذا الدين.
ـ[صالح صواب]ــــــــ[08 Nov 2005, 08:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فيمكن معرفة الإجابة على سؤالك هذا من خلال النظر في المراد بتوجيه القراءات، ومجالها.
ولم أقف على توجيه لعلم القراءات فيما بين يدي من المصادر، لكن يمكن القول في تعريفه بأنه:
علم يبحث في قراءات القرآن من حيث الفرق بين معانيها ومرجحات اختيار كل قراءة وتخريجها في لغة العرب.
وقد يفهم البعض أن المراد بحجة القراءات (أو توجيهها): الحجة التي يستند إليها القارئ في قراءته.
والصواب أن (حجة القراءات) أو (توجيه القراءات) ليس هو المستند في القراءة، لأن القراءة سنة متبعة، الأصل فيها التواتر والنقل عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما المقصود بحجة القراءات أو توجيه القراءات، بيان الوجه الذي تخرّج عليه القراءة، وبيان أن هذه القراءات كلها لا تخلو من فوائد متعددة، وأنها لا تخرج عن لغة العرب، وبناء على ذلك فإن بعض علماء العربية يختار قراءة دون أخرى، لارتياحه إلى المعنى الذي تفيده هذه القراءة، لكن لا يجوز إنشاء قراءة لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم مهما كانت وجاهتها في المعنى، ومهما كانت قوية في اللغة العربية، كما أنه لا يجوز رد قراءة من القراءات الثابتة حتى ولو كان توجيهها في لغة العرب ضعيفا.
ويمكن أن أجمل ما يشتمل عليه هذا العلم فيما يلي:
1 – بيان معنى كل قراءة من القراءات، وتوضيح إن كانت هذه القراءات بمعنى واحد أو بمعان مختلفة، كقراءتي: (على الغيب بضنين) و (بظنين).
2 - بيان وجه كل قراءة في لغة العرب، سواء كان ذلك في الأصول أو في الفرش.
ويتضح ذلك كثيرا في الاختلاف الناتج عن التصريف، كقراءة (يَطْهُرْن) و (يطَّهَّرن)، وكذا الإعراب، كقراءتي: (ليس البرَّ أن تولوا) و (ليس البرُّ) بالرفع .. وغير ذلك كثيرا.
3 - بيان المرجحات والشواهد التي تؤيد اختيار كل قراءة من هذه القراءات.
وهذه الشواهد والمرجحات، تكون من عدة جهات، منها:
أ – لغة العرب، فقد تكون إحدى القراءاتين أكثر شهرة في لغة العرب من القراءة الأخرى.
ب – المعنى، حيث يختلف المعنى – غالبا – باختلاف القراءات، فيذهب كل عالم إلى اختيار قراءة دون الأخرى.
ج – شواهد القراءة، إذ يكون لإحدى القراءات، أو لبعضها أو لها جميعا ما يؤيدها من الألفاظ الأخرى التي لا خلاف في قراءتها.
د – السياق، وهو من المرجحات الهامة، إذ ينظر كثير من العلماء إلى بداية الآية ونهايتها، أو إلى ما قبلها وما بعدها من الآيات، فيكون ذلك سببا في الاختيار.
واللفظ توقيفي ولا شك، ولكن قد يأتي في حديث النبي – صلى الله عليه وسلم – ما يرجح معنى عند البعض دون الآخر.
وعليه فليس توجيه القراءات آراء مجردة لأهل اللغة، ولكنها آراء مستنبطة من اللغة مأخوذة بضوابط التفسير، فتوجيه القراءات نوع من تفسير القرآن، ومستنده مستند التفسير، والحديث في توجيه القراءات هو نوع من الحديث عن التفسير – على خلاف في تعريف التفسير اصطلاحا –.
أما: هل للمتأخرين من اطلعوا على كتب اللغة حرية التوجيه للقراءة والترجيح بين توجيه وآخر؟
فالجواب: أن لهم ذلك بشروط وضوابط، إذ التوجيه نوع من أنواع التفسير، ومن المعلوم أن كتب اللغة وحدها لا تكفي في فهم القرآن الكريم، وكذلك لا تكفي في توجيه القراءات، ولكن إذا راعى العالم الضوابط في تفسير القرآن، وراعى سياق الآيات ومنهج القرآن الكريم، فذلك جائز.
وهناك مسائل كثيرة لا بد من دراستها والوقوف عليها، من هذه المسائل: ما يتعلق باختيار القراءات، وصحة هذا المنهج، وهل يصح قول العالم: والاختيار كذا ... أم يكتفى ببيان الأوجه دون اختيار.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ـ[طالب المعالي]ــــــــ[08 Nov 2005, 10:46 م]ـ
أثابك الله اخي الكريم
ولا زلت بحاجة الى توضيح النقطة الاولى
وهل ورد شيئ من التوجيه (بالمعاني التي ذكرتم) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو عن صحابته؟؟؟ لو مثلتم بمثال احسن الله اليكم
وان لم يكن كذلك
فهل يعتبر قول من استند الى اللغة ومعها قواعد التفسير المعتبرة - مقبولا في كل الأحوال؟؟؟؟
وفقكم الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح صواب]ــــــــ[08 Nov 2005, 11:37 م]ـ
بيان النقطة الأولى، وهي: بيان معنى كل قراءة، وتوضيح إن كانت هذه القراءات بمعنى واحد أو بمعان مختلفة ...
مثلا قراءتا: (كمثل جنة بربوة) (برَبوة) بفتح الراء، و (برُبوة) بالضم، هما لغتان مشهورتان، بمعنى واحد، ومثل ذلك: قوله: (يحسبهم الجاهل)، و (يحسبن) بفتح السين، وكسرها، وقراءة: (الرعُب) بضم العين، وإسكانها، و (بالبَخَل) بفتحتين، و (بِالبُخل) بضم الباء وإسكان الخاء، فهذه كلها لغتان بمعنى واحد.
وقد يختلف المعنى، وهنا يكون في علم توجيه القراءات بيان لمعنى كل قراءة أولا، وثانيا: يكون فيه بيان مرجحات كل قراءة، وهذه المرجحات قد تكون من حيث المعنى، أو من حيث الإعراب، أو السياق أو ذلك كله، ولولا خشية الإطالة لذكرت أمثلة كثيرة، ولكن أكتفي بالأمثلة الآتية:
– قوله: (فأزلهما الشيطان عنها) قرأ حمزة (فأزالهما) بألف مخففة، وقرأ الباقون (فأزلّهما) بغير ألف مشددا.
فأما قراءة التخفيف فهي من الإزالة والتنحية، وأما قراءة التشديد فهي بمعنى الإيقاع في الزلل.
وحجة من قرأ (فأزالهما) بالتخفيف من الزوال والتنحية:
أ - أنه اتبع في ذلك مطابقة معنى ما قبله على الضد في قوله: (اسكن أنت وزوجك الجنة) فالسكن ثبات في الجنة، وضده الزوال، فسعى إبليس إلى إزالتهما.
ب – أنه مطابق لما بعده في المعنى؛ لأن قوله: (فأخرجهما مما كانا فيه) معناه الزوال، فلفظ الخروج يدل على الزوال.
أما من قرأ (فأزلهما) بدون ألف، مشددة:
أ – قوله عز وجل: (إنما استزلهم الشيطان) أي: أكسبهم الزلة.
ب – أنه ليس للشيطان قدرة على إزالة أحد من مكان إلى مكان وإنما قدرته على إدخاله في الزلل، بدليل قوله عز وجل: (فوسوس لهما الشيطان).
ج – احتمال أن تكون (فأزلهما) من: زلّ عن المكان، إذا تنحى عنه، فتكون القراءتان بمعنى واحد.
مثال آخر:
قوله تعالى: (ولا يُقبل منها شفاعة) قرأ ابن كثير وأبو عمرو (تُقبل) بالتاء، وقرأ الباقون: (يُقبل) بالياء.
فقراءة التاء (تقبل) بتأنيث الفعل، وقراءة الياء: (يقبل) بالتذكير.
وحجة من قرأ (تُقبل) بالتأنيث: أن لفظ الشفاعة مؤنث، وهذا ظاهر.
وحجة من قرأ (يُقبل) بالتذكير أمور عدة، منها:
أ – أنه فُصِل بين الفعل والفاعل فَحَسُن تذكير الفعل.
ب – أن تأنيث الشفاعة غير حقيقي.
ج – أن الشفاعة والشفيع بمعنى واحد، فحمل اللفظ على التذكير (الشفيع).
مثال ثالث:
قوله تعالى: (ولا تسأل عن أصحاب الجحيم) قرأ نافع: (تَسْأَلْ) بفتح التاء والجزم، وقرأ الباقون: (تُسألُ) بضم التاء والرفع.
فأما قراءة (ولا تَسألْ) فمعناها النهي عن السؤال عن ذلك، وفي النهي عن ذلك تعظيم ما هم فيه من العذاب، أي: لا تسأل عنهم فقد بلغوا غاية العذاب التي ليس بعدها غاية.
وأما قراءة: (ولا تُسأَل) فهي إخبار بأن النبي – صلى الله عليه وسلم - لا يُسأل عن أصحاب الجحيم، ويجوز أن تكون في موضع حال، أي: أرسلناك بشيرا، ونذيرا، وغير مسؤول عن أصحاب الجحيم.
أو تكون الجملة مستأنفة ..
قال مكيّ: ويقوي الرفع أن قبله خبرا، وبعده خبرا، فيجب أن يكون هذا ليطابق ما قبله وما بعده.
مثال أخير:
قوله: (قل فيهما إثم كبير) قرأ حمزة والكسائي: (كثير) بالثاء، وقرأ الباقون: (كبير) بالباء.
فمن قرأ (كثير) بالثاء، فحجته:
أ – أنه جعله من الكثرة حملا على المعنى؛ لأن الخمر تحدث مع شربها آثاما كثيرة، من لغط وسب وأيمان وعداوة وخيانة وتفريط في الفرائض وارتكاب للمحرمات، وهذه آثام كثيرة، فوجب أن توصف بالكثرة.
ب - أن الله ذكر المنافع بالجمع، فوجب أن تكون الآثام جمعا، وإنما يدل على ذلك الكثرة.
ج – أن وصف الإثم بالكثرة أبلغ من وصفه بالكِبَر، لأن الكثرة تستوعب العِظَم ومعنى الكثرة، أما العِظَم فقد لا يستوعب الكثرة، فكل كثير كبير، وليس كل كبير كثيرا.
وأما من قرأ (كبير) بالباء، فحجته:
أ – أن شرب الخمر من الكبائر، فوجب أن يوصف إثمه بالكبر.
ب – قوله تعالى: (وإثمهما أكبر من نفعهما) وهذا يدل على قراءة (كبير).
أما هل ورد عن النبي – صلى الله عليه وسلم – وصحابته شيء في ذلك، فلم أقف على نص صريح في أن معنى هذه القراءة كذا، ومعنى هذه كذا، ولا أظن ذلك موجودا، وإنما قد يُستشهد لمعنى من المعاني لإحدى القراءتين بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو فعله، أو بحكم شرعي مجمع عليه، أو نحو ذلك.
ويبقى لكل قراءة من القراءات ما يشهد لها عند من اختار القراءة بها.
وهل يعتبر قول من استند إلى اللغة ومعها قواعد التفاسير المعتبرة مقبولا في كل الأحوال ...
الجواب: أن هذا هو الأصل، ولكن قد يرد ما يرجح قولا آخر سواه، فالترجيح والقبول يحتاج إلى النظر من جميع الجوانب، فربما كان القول صحيحا في العربية لكن ليس مقصودا في الآية؛ لأن الكلمة الواحدة في اللغة العربية قد يرد لها أكثر من معنى وقد يكون المقصود في موضع الآية معنى دون غيره، كما أن معرفة سبب النزول، ومعرفة عادات العرب .... وغير ذلك سبب مهم في فهم آيات القرآن الكريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالب المعالي]ــــــــ[10 Nov 2005, 02:22 م]ـ
احسن الله اليك(/)
من مِن الصحابة سمع القرآن كله من النبي صلى الله عليه وسلم؟؟.
ـ[المعظم لربه]ــــــــ[18 Nov 2005, 11:16 م]ـ
من مِن الصحابة سمع القرآن كله من النبي صلى الله عليه وسلم؟؟.
أو هل هناك من قرأ القرآن كله على النبي؟؟.
ـ[المعظم لربه]ــــــــ[22 Nov 2005, 02:10 م]ـ
هل من مجيب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[عبد اللطيف سالم]ــــــــ[23 Nov 2005, 01:32 ص]ـ
كثير من الصحابة سمعوا القرآن كاملا من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد العرضة الأخيرة التي عرضها عليه جبريل عليه السلام.
ومنهم القراء الذين قتلوا في اليمامة ولو لم يكن مشهور بين الصحابة أن فئة كبيرة من الصحابة عرفوا بقراءة القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انتبهوا إلى مقتل القراء في اليمامة ولما لفت نظرهم هذا الحدث.
ولا شك أن أبا بكر وعمر من الذين سمعوا القرآن كاملا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعدم تصدرهم لإقراء الناس القرآن ليس دليلا على عدم حفظهم.
وأما الذين اشتهروا بإقراء الناس من الصحابة فمنهم: عثمان، وعلي، وابن مسعود، وأبي، وزيد، وأبي موسى الاشعري ...... ورد في الطبقات أنهم كلهم قرؤوا القرآن كاملا على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[23 Nov 2005, 10:10 ص]ـ
قد يضاف الى هذا كتبة الوحي في زمان النبي صلى الله عليه وسلم فمما لا شك فيه ان بعضهم قد سمعه كله وكتبه كذلك ويمكن مراجعة تاريخ القراء للذهبي فلعل فيه ما يفيد وهو كذلك ان شاء الله
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[23 Nov 2005, 02:20 م]ـ
قال النبي صلى الله عليه وسلم:"خذوا القرآن عن أربعة: من عبد الله بن مسعود , وسالم ومعاذ وأبي بن كعب "
وقد نص الائمة كالزركشي وغيره على سبب تخصيص هؤلاء دون غيرهم: أنهم ممن عرضوه على النبي صلى الله عليه وسلم , واتصلت بنا أسانيدهم , وهم ممن تلقوه من فم النبي صلى الله عليه وسلم.
وليعلم أن ذكر هؤلاء لا ينفي هذه الميزة عن غيرهم بدليل أن هناك رواية أخرى ذكرت أبا الدرداء وأبا زيد بن السكن.
ـ[المعظم لربه]ــــــــ[23 Nov 2005, 03:14 م]ـ
د. البريدي ود. حسان, شكر الله لكما ..
ـ[المعظم لربه]ــــــــ[23 Nov 2005, 03:16 م]ـ
د. البريدي ود. حسان, شكر الله لكما ..
لو سألنا سائل يبتغي التوثيق والتحقيق -وهذا حقه, فهو القرآن وما أدراك- لو سألنا: كيف "نوثق" لأن فلانا من الصحابة "عرض" القرآن عرض من يقرأ على شيخه فيجيزه؟.
إذ ما نعلمه "توثيقا" أن النبي كان هو من يقرأ وهم يسمعون, و"ثبت" عندنا بضع روايات عمن قرأوا في حضرته عليه الصلاة والسلام, كابن مسعود في النساء وأبي موسى الأشعري وعمر وحزام بن هشام في الفرقان .. وقول ابن مسعود رضي الله عنه للنبي عليه الصلاةوالسلام: عليك أقرأه وعليك أنزل؟. فيه شبهة دليل أن القراءة "على النبي" لم تكن شائعة مألوفة .. وكانوا رضوان الله عليهم يتفاخرون بمن "أخذ" أكثر من فم النبي, دون "الذكر الصريح" أنهم قرأوا بين يديه عليه الصلاة والسلام, وعليهم الرضوان.
وقول الذهبي رضي الله عنه وغيره في هذا دون توثيق كما يفعل أهل التوثيق والتحقيق, ليس بحجة كافية!.
فحبذا لو فصّل مشايخنا لنا فيها بالعلم والحلم.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[23 Nov 2005, 04:57 م]ـ
ما يذكره المعظم لربه دقيق، وهو سؤال عن واحد من الصحابة سمع من النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كاملاً، هذا هو السؤال فيما يظهر، والسؤال موجه إلى وجود الإسناد الدال على قراءته القرآن كاملاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا رجعنا إلى أحد المذكورين من علماء الصحابة في القرآن، وهو من أخصهم فيه، وهو عبد الله بن مسعود، فإنه يقول عن نفسه ((والله لقد أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة والله لقد علم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أني من أعلمهم بكتاب الله وما أنا بخيرهم)) رواه البخاري وغيره.
لذا فالسؤال قائم، وإن كان لا يؤثر على نقل القرآن، إذ ما لم يسمعه ابن مسعود سمعه غيره، وهكذا.
ـ[المعظم لربه]ــــــــ[23 Nov 2005, 06:15 م]ـ
شهد الله, لفرحتنا بالطيار غامرة ..
فيكفي أن يقرّ سؤالك "محقق" ..
ووالذي نفس محمد بيده, ما سألت الذي سألت إلا رغبة في العلم, وبحثا عن عين الحق, ولا طعن في القرآن, فلا يؤثر في القرآن باطل أبدا ..
فشكر الله لك شيخنا مساعد, حسن ظنك ودقة نظرك ..
فقولك: "والسؤال موجه إلى وجود الإسناد الدال على قراءته القرآن كاملاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم".
إصابة لكبد السؤال ..
ولقد أنزلت رسالتك في التفسير والتأويل والتدبر, وجمعتها ونثرتها بين طلبة علم القرآن, لما فيها من التأصيل واتباع الحق بالحق. وما ذكرته عنك من "التحقيق" له ما يصدقه منها, فليس مدحَ كذِب.
وسبق أن راسلتك شكرا عليها وتشرفا ..
فالسؤال -كما أشرت- قائم, والبينة فيه زيادة في العلم, ومتانة في القول والنقل.
فحبذا لو شرفتنا بمزيد من التبيان والتمحيص.
ربنا اغفر لنا ولإخواننا وعلمائنا وصالحينا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[02 Dec 2005, 09:58 م]ـ
الأخ المعظم ربه:هذه فوائد متناثرة ينبغي ذكرها حين الحديث عن سؤالك وإن كان ما تريده يحتاج إلى استقراء وتتبع ولعل همتك تنشط لذلك:
يذكر العلماء رحمهم الله أن من أسباب اختيار زيد بن ثابت دون غيره شهوده العرضة الأخيرة , اضف إلى ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إمام الصحابة في الصلاة ومقرئهم , وهذا يدل على أن الكثير اخذوه من فم النبي صلى الله عليه وسلم , ولعلك تعرف قصة عمر الخطاب مع هشام بن حكيم في قراءتهم لسورة الفرقان حيث كلاهما اخذاها من النبي صلى الله عليه وسلم.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[02 Dec 2005, 10:16 م]ـ
هل يختلف الأمر كثيراً بالنسبة للصحابة بين هذين الطريقين في تحمل القرآن: العرض, والسماع؟(/)
طلب التعريف بشهاب الدين أحمد بن محمد القسطلاني رحمه الله
ـ[صالح الفويه]ــــــــ[26 Nov 2005, 10:14 م]ـ
لدي سؤال عن شهاب الدين أحمد بن محمد القسطلاني
صاحب الكتاب:المواهب اللدنية بالمنح المحمدية
ما هوا معتقده وهل هو من اهل السنة
ـ[الباجي]ــــــــ[27 Nov 2005, 03:59 م]ـ
وفقك الله.
إن كان القصد بأهل السنة مقابل الشيعة الشنيعة ... فنعم هو من أهل السنة.
وإن كان القصد أهل السنة = أهل الحديث ... فما أظن الكثيرين يوافقون على عده منهم ...
ولو أحكمتَ العقيدة السلفية السنية؛ لكنتَ - وغيرك - في غُنية عن مثل هذا السؤال.
ـ[صالح الفويه]ــــــــ[27 Nov 2005, 08:09 م]ـ
يا أخي يعجبني فيك ثقتك بنفسك وألقاء التهم لغيرك
فرحم الله امرأن عرف قدر نفسه وشغله عيبه عن غيره
فنحن والحمد لله رضعنا التوحيد ثم شبينا عليه وشبنا عليه ونسأل الله ان يميتنا على التوحيد
وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح
ولكن لم نسأل عن الرجل فضول أو من باب الحكم على الناس او تتبع زلاتهم وعثراتهم
بل له منا سبه فالرجل المسؤول عنه يكثر الشيعة النقل عنه وهذه عادة الشيعة فهم ينسبون
عالم للسنة ثم يستشهدون به على اهل السنة فأحببت ان اعرف حال الرجل
ـ[الباجي]ــــــــ[28 Nov 2005, 01:18 م]ـ
وفقك الله أخي الفاضل ... وأصلح حالي وحالك ... وألّف بين قلوبنا ...
فالمعذرة إن كان في كلامي ما ساءك ... والأسف شديد على ما بدر مني فلم يكن القصد أبدا ما فهمتَه ...
وأحمد الله لك أن رضعتَ التوحيد ... وشببتَ عليه ... وشبتَ فيه وبه ... فلا خوف عليك إذن من كلام الرافضة الخبثاء ... سواء احتجوا بكلام الإمام القسطلاني - رحمه الله - أو بكلام من هو أكبر منه ... وأسأل الله لي ولك حسن الختام ... وأن يلهمك الله مسامحة أخيك ... فالخير أراد ...
والسلام عليكم ورحمة الله ..
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[30 Nov 2005, 10:31 ص]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله على حسن ظنكم ببعضكم البعض
/////////////////////////////////////////////////(/)
أين نجد التقرير العلمي لمصحف المدينة؟
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[27 Nov 2005, 09:09 م]ـ
أرغب في الحصول على نسخة من التقرير العلمي لمصحف المدينة النبوية الذي حرره فضيلة الدكتور عبد العزيز القارئ عام 1405، حيث بلغني أن فيه أبحاثاً قيمة ولا سيما فيما يتعلق بالوقف، ولم أجده في موقع المجمع، فأرجو ممن يملك نسخة منه ورقية أو حاسوبية أن يزودنا بها وشكراً.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[28 Nov 2005, 04:49 م]ـ
أخي الدكتور إبراهيم
التقرير يوزع بشحِّ شديد في مجمع الملك فهد، وقد حصلت على نسخة منه أثناء كتابتي لرسالة الماجستير (الوقف وأثره في التفسير)، وهو مفيد جدًّا، إذ فيه التنبيه على عمل اللجنة وتجديدها في طباعة المصحف، فذكر في التقرير ما أبقوا وما حذفوا من الموجود في المصحف المصري الذي اعتمدوه، مع التعليل لذلك، وهو في (67 صفحة).
وفي التقرير في موضوع الوقوف نبهوا عليه من مخالفتهم للمصحف المصري في (خمسة وخمسين وخمسمائة) موضع، وهي محصورة في قوائم موجودة في المجمع، وقد ذكرالتقرير تفصيل ثمانية مواضع من هذه المخالفة مع تعليل مخالفتهم للمصحف المصري.
ولعله يمكن الحصول على التقرير العلمي للطبعة الثانية للمصحف، إن كانوا كتبوا تقريرًا علميًّا في ذلك.
ـ[صالح الفويه]ــــــــ[03 Dec 2005, 10:38 م]ـ
على ذكر مصحف المدينة وهذا الجهد القيم الذي نتمنى ان تتوسع المطبعة في فتح مجالات اخرى تساهم في بناء هذا الجهد المبارك.
ومما يجب التنبيه عليه ضروره ان يكون القائم على مثل هذه الاعمال من الناس البارزين امثال الشيخ عبد العزيز قارئي حيث تصفحت النسخة المترجمة الى اللغة الانجليزية فوجدت ان هذا المترجم ضعيف في لغة القوم ضعيف في مدارك القرآن والمراد منه وهذا مما يسبب نتائج عكسية على رسالة القرآن ونصوصة ومدلولاته.
وأتمنى من القائمين على المطبعة ان يتلافوا مثل هذه الاخطاء في الطبعات القادمه.(/)
ما توجيه " الصابئين" و"الصابئون"؟
ـ[ياسر30]ــــــــ[28 Nov 2005, 09:16 ص]ـ
الإخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله
أسأل عن توجيه قوله تعالى "الصابئين" و"الصابئون" فى كل من البقرة والمائدة والحج وذلك من حيث الإعراب والتقديم والتأخير
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[29 Nov 2005, 05:22 م]ـ
أخي الفاضل
تأمل هذا التوجيه
http://www.islamiyyat.com/lamsat-aya3.htm#224
وهذا
http://www.islamiyyat.com/lamasat-aya.htm#50
مع محبتي
ـ[ياسر30]ــــــــ[04 Dec 2005, 11:09 ص]ـ
الأخ / عبد الرحيم حفظه الله
جزاك الله خيرا على الرد ونفع الله بك
وقد اطلعت على ما أشرت إليه واستفدت منه
ويبقى سؤال:
لماذا قدم (الصابئين) فى الحج حيث مقام القضاء المقتضى للتسوية لذلك أكدها بإن، فكان يكفى هذا التأكيد فى حصول التسوية،فإن حقها التأخير كما فى البقرة؟
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[05 Dec 2005, 01:16 م]ـ
أضع بين يديك أخي العزيز هذه الدوحة من كلام السادة المفسرين ـ رحمهم الله تعالى جميعاً ـ فتجوَّل فيها ... واجتهد وأرجو ألا تبخل علينا بما توصلت إليه ...
ذكر الطاهر بن عاشور في توجيه موضع البقرة:
ووجه الاقتصار في الآية، على ذكر هذه الأديان الثلاثة مع الإسلام دون غيرها من نحو المجوسية والدهريين والزنادقة أن هذا مقام دعوتهم للدخول في الإسلام والمتاب عن أديانهم التي أبطلت لأنهم أرجي لقبول الإسلام من المجوس والدهريين لأنهم يثبتون الإله المتفرد بخلق العالم ويتبعون الفضائل على تفاوت بينهم في ذلك، فلذلك اقتصر عليهم تقريبا لهم من الدخول في الإسلام. ألا ترى أنه ذكر المجوس معهم في قوله تعالى " إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة " لأن ذلك مقام تثبيت للنبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين.
--------------------
وعند تفسير قوله تعالى: " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً " قال:
جملة مستأنفة استئنافا بيانيا مراعي فيه حال السامعين من المؤمنين، فإنهم حين يسمعون ما أعد للمشركين تتشوف نفوسهم إلى معرفة ما أعد للذين آمنوا ونبذوا الشرك فأعلموا أن عملهم مرعي عند ربهم. وجريا على عادة القرآن في تعقيب الوعيد بالوعد والترهيب بالترغيب.
وافتتاح الجملة بحرف التوكيد (إن) لتحقيق مضمونها. وإعادة حرف إن في الجملة المخبر بها عن المبتدأ الواقع في الجملة الأولى لمزيد العناية والتحقيق كقوله تعالى في سورة الحج إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة ....
آية سورة الحج فقد اقتضى طول الفصل حرف التأكيد حرصا على إفادة التأكيد.
-------------------------
وموضع الحج:
" وكذلك أنزلناه آيات بينات وأن الله يهدي من يريد "
لما تضمنت هذه الآيات تبيين أحوال الناس تجاه دعوة الإسلام بما لا يبقى بعده التباس عقبت بالتنويه بتبيينها؛ بأن شبه ذلك التبيين بنفسه كناية عن بلوغه الغاية في جنسه بحيث لا يلحق بأوضح منه، أي مثل هذا الإنزال أنزلنا القرآن آيات بينات.
فالجملة معطوفة على الجمل التي قبلها عطف غرض على غرض والمناسبة ظاهرة، فهي استئناف ابتدائي. وعطف على التنويه تعليل إنزاله كذلك بان الله يهدي من يريد هديه أي بالقرآن. فلام التعليل محذوفة. وحذف حرف الجر مع (أن) مطرد.
" إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد "
فذلك لما تقدم. لأنه لما اشتملت الآيات السابقة على بيان أحوال المترددين في قبول الإسلام كان ذلك مشار لأن يتساءل عن أحوال الفرق بعضهم مع بعض في مختلف الأديان. وأن يسأل عن الدين الحق لأن كل أمة تدعى أنها على الحق وغيرها على الباطل وتجادل في ذلك.
فبينت هذه الآية أن الفصل بين أهل الأديان فيما اختصموا فيه يكون يوم القيامة. إذ لم تقدهم الحجج في الدنيا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الكلام بما فيه من إجمال هو جار مجرى التفويض. ومثله يكون كناية عن تصويب المتكلم طريقته وتخطئته طريقة خصمه. لأن مثل ذلك التفويض لله لا يكون إلا من الواثق بأنه على الحق وهو كقوله تعالى " لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير ". وذلك من قبيل الكناية التعريضية.
وذكر المؤمنين واليهود والنصارى والصابئين تقدم في آية البقرة وآية العقود.
وزاد في هذه الآية ذكر المجوس والمشركين، لأن الآيتين المتقدمتين كانتا في مساق بيان فضل التوحيد والإيمان بالله واليوم الآخر في كل زمان وفي كل أمة. وزيد في هذه السورة ذكر المجوس والمشركين لأن هذه الآية مسوقة لبيان التفويض إلى الله في الحكم بين أهل الملل، فالمجوس والمشركون ليسوا من أهل الإيمان بالله واليوم الآخر. .....
وللمجوسية شبه في الأصل بالإشراك إلا أنها تخالفه بمنع عبادة الأحجار، وبأن لها كتابا، فأشبهوا بذلك أهل الكتاب. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم فيهم: " سنوا بهم سنة أهل الكتاب ". أي في الاكتفاء بأخذ الجزية منهم دون الإكراه على الإسلام كما يكره المشركون على الدخول في الإسلام.
وقد تقدم شيء من هذا عند قوله تعالى " وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين " في سورة النحل.
وأعيدت (إن) في صدر الجملة الواقعة خبرا عن اسم (إن) الأولى توكيدا لفظيا للخبر لطول الفصل بين اسم (إن) وخبرها. وكون خبرها جملة وهو توكيد حسن بسبب طول الفصل. وتقدم منه قوله تعالى: " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا " في سورة الكهف. وإذا لم يطل الفصل فالتوكيد بإعادة (إن) أقل حسنا كقول جرير:
إن الخليفة أن الله سربله ### سربال ملك به تزجى الخواتيم
ولا يحسن إذا كان مبتدأ الجملة الواقعة خبرا ضمير اسم (إن) الأولى كما تقول إن زيدا إنه قائم. بل لا بد من الاختلاف ليكون المؤكد الثاني غير الأول فتقبل إعادة المؤكد وإن كان المؤكد الأول كافيا.
------------------
وفي سورة النبأ
" إن جهنم كانت مرصادا ... ".
يجوز أن تكون جملة (إن جهنم كانت مرصادا) في موضع خبر ثان لـ (إن) من قوله (إن يوم الفصل كان ميقاتا) والتقدير: إن يوم الفصل إن جهنم كانت مرصادا فيه للطاغين، والعائد محذوف دل عليه قوله (مرصادا) أي مرصادا فيه، أي في ذلك اليوم لأن معنى المرصاد مقترب من معنى الميقات إذ كلاهما محدد لجزاء الطاغين.
ودخول حرف (إن) في خبر (إن) يفيد تأكيدا على التأكيد الذي أفاده حرف التأكيد الداخل على قوله (يوم الفصل ... )
ومنه قوله تعالى: " إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة ". كما تقدم في سورة الحج. وتكون الجملة من تمام ما خوطبوا به بقوله " يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا ".
=======================
وفي نظم الدرر
ولما كان اليهود عبدوا الأصنام متقربين بها إلى النجوم كما مضى في المائدة، أتبعهم من شابهوه فقال: " والصابئين " ثم تلا بثاني فريقي أهل الكتاب فقال: " والنصارى " ثم أتبعهم من أشبهه بعض فرقهم في قولهم بإلهين اثنين فقال: " والمجوس " وهم عبدة النار؛ ثم ختم بأعم الكل في الضلال كما فتح بأعمهم في الهدى فقال: " والذين أشركوا " لشموله كل شرك حتى الأصغر من الربا وغيره " إن الله " أي الملك الأعظم الذي له الملك كله وهو أحكم الحاكمين " يفصل بينهم يوم القيامة " فيجازي كلاًَّ بعمله على ما يقتضيه في مجاري عاداتكم، ويقتص لبعضهم من بعض، ويميز الخبيث منهم من الطيب؛ ثم علل ذلك بقوله: " إن الله " أي الجامع لجميع صفات الكمال " على كل شيء " من الأشياء كلها " شهيد " فلا شيء إلا وهو به عليم، فهو لذلك على كل شيء قدير، كما مضى بيانه في " وسع كل شيء علماً ".
===============
وفي فتح القدير
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد مضى تحقيق هذا في البقرة، ولكنه سبحانه قدم هنالك النصارى على الصابئين، وأخرهم عنهم هنا. فقيل وجه تقديم النصارى هنالك أنهم أهل كتاب دون الصابئين، ووجه تقديم الصابئين هنا أن زمنهم على زمن النصارى، وجملة " إن الله يفصل بينهم يوم القيامة " في محل رفع على أنها خبر لإن المتقدمة، ومعنى الفصل أنه سبحانه يقضي بينهم فيدخل المؤمنين منهم الجنة والكافرين منهم النار. وقيل الفصل هو أن يميز المحق من المبطل بعلامة يعرف بها كل واحد منهما.
================
اما الرازي فتوقف في موضع البقرة:
إن الله تعالى ذكر هذه الآية في سورة المائدة هكذا: " إن الذين ءامنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من ءامن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم ". (المائدة: 69) وفي سورة الحج: " إن الذين ءامنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة " (الحج: 17) فهل في اختلاف هذه الآيات بتقديم الصنوف وتأخيرها ورفع «الصابئين» في آية ونصبها في أخرى فائدة تقتضي ذلك؟ والجواب: لما كان المتكلم أحكم الحاكمين فلا بد لهذه التغييرات من حكم وفوائد، فإن أدركنا تلك الحكم فقد فزنا بالكمال وإن عجزنا أحلنا القصور على عقولنا لا على كلام الحكيم والله أعلم.
-------------------------
لكن قال في موضع الحج:
أما أتباع الأنبياء عليهم السلام فهم المسلمون واليهود والنصارى، وفرقة أخرى بين اليهود والنصارى وهم الصابئون، وأما أتباع المتنبىء فهم المجوس، وأما المنكرون للأنبياء على الإطلاق فهم عبدة الأصنام والأوثان، وهم المسمون بالمشركين، ويدخل فيهم البراهمة على اختلاف طبقاتهم. فثبت أن الأديان الحاصلة بسبب الاختلافات في الأنبياء عليهم السلام هي هذه الستة التي ذكرها الله تعالى في هذه الآية، قال قتادة ومقاتل الأديان ستة واحدة لله تعالى وهو الإسلام وخمسة للشيطان، وتمام الكلام في هذه الآية قد تقدم في سورة البقرة. أما قوله: " إن الله يفصل بينهم يوم القيامة " ففيه مسألتان:
المسألة الأولى: قال الزجاج هذا خبر لقول الله تعالى: " إن الذين ءامنوا " كما تقول إن أخاك، إن الدين عليه لكثير.
قال جرير: (إن الخليفة إن الله سربله ### سربال ملك به ترجى الخواتيم)
المسألة الثانية: الفصل مطلق فيحتمل الفصل بينهم في الأحوال والأماكن جميعا فلا يجازيهم جزاء واحدا بغير تفاوت ولا يجمعهم في موطن واحد وقيل يفصل بينهم يقضي بينهم. أما قوله تعالى: " إن الله على كل شىء شهيد " فالمراد أنه يفصل بينهم وهو عالم بما يستحقه كل منهم فلا يجري في ذلك الفصل ظلم ولا حيف.
==============
مع محبتي(/)
متحف القرآن الكريم بجامعة ميونخ الألمانية؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Nov 2005, 02:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ضمن عناية المستشرقين بالدراسات الإسلامية وما يتعلق بالقرآن بوجه خاص قرر المجمع العلمي البافاري في ميونخ بألمانيا جمع المصادر الخاصة بالقرآن الكريم وعلومه وضبط قراءاته لنشرها، فتولى المستشرقُ الألمانيُّ برجشتراسر (1886 - 1933م) ذلك، وأنشأ متحفاً خاصاً للقرآن الكريم في جامعة ميونخ، أتمه من بعده المستشرق بريتسل (1893 - 1941م)، وهذا المتحف يضم:
1 - الصور الشمسية لسائر مخطوطاته في أرجاء العالم.
2 - الآف النسخ من المخطوطات باليد من جميع العصور، حتى لو كانت ورقة واحدة.
3 - المطبوعات الخاصة بتفسير القرآن وعلومه لكل آية من علبة خاصة، مع تفسير كل مفسر لها من عصر الصحابة إلى اليوم.
فجمع ذلك المتحف بين تطور الخط العربي وصناعة القراطيس من بدايتها على العظم وسعف النخل وورق البردى، وبين صناعة الورق الحديث، وتزيين التجليد بالنقوش الذهبية والملونة.
والمستشرق برجشتراسر استمع في القاهرة إلى القرآن الكريم من أحد القراء المشهورين، فذهب إليه ودون أنغامه بالنوتة [معجم أسماء المستشرقين ليحيى مراد 152]. فله عناية في آثاره بالقرآن ولغته.
وقد ذكرَ نَجيبُ العقيقيُّ (المستشرقون 3/ 536) أن هذا المتحف الذي أنشأه (قد أصيب في الحرب العالمية الثانية).
وكان من آثار هذه العناية بجمع مخطوطات القرآن والدراسات القرآنية، نشر الكتب الآتية:
- التيسير في القراءات السبع للداني.
- المقنع في رسم مصاحف الأمصار للداني.
- مختصر الشواذ لابن خالويه.
- المحتسب لابن جني.
- غاية النهاية لابن الجزري في تراجم القراء. ولا تزال تلك الطبعة هي الوحيدة للكتاب مع أهميته وحاجة الباحثين إليه.
- معاني القرآن للفراء.
- الإيضاح في الوقف والابتداء لابن الأنباري.
وغيرها من المصادر المهمة.
وسؤالي: هل ما يعنيه العقيقي من إصابة هذا المتحف هو تلفه بكامله، أم مجرد خسائر قليلة لحقت ببعض أجزائه؟ وما هي أخبار هذا المتحف اليوم؟
فإن فكرة هذا المتحف فكرة بديعة، والمسلمون أولى بالعناية بالقرآن الكريم، وجمع مخطوطاته ودراستها وتدريسها في المراكز العلمية الأكاديمية للتدريب على قراءة خطوط المصاحف القديمة، ومعرفة تطور الخط العربي معرفة تطبيقية تعين على نشر المعرفة بها، وجعلها في متناول الجميع. فإنك لا تكاد تجد من يحسن قراءة مخطوطات القرآن الكريم بين الباحثين المسلمين في زماننا هذا.
ـ[موراني]ــــــــ[06 Dec 2005, 05:28 م]ـ
كان هناك عدد غير معروف الآن من المخطوطات المصورة والأصلية.
كان اهتمام المستشرقون المذكورون هو جمع القراءات للقرآن في الكتب التراثية ومقارنة هذه القراءات بعضها ببعض في المصاحف القديمة.
لقد توقفت هذه الأعمال بسبب الحرب العالمية الثانية وخربت هذه المجموعة أثناء الحرب بكاملها.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Dec 2005, 05:10 م]ـ
أعجبتني فكرة هذا المتحف، وما أجدر الجامعات الإسلامية، والجمعيات المختصة بالقرآن الكريم وعلومه أن تتولى إقامة مثل هذا المتحف أو المعمل العلمي المتخصص في مخطوطات القرآن الكريم من مختلف العصور الإسلامية، للتدرب على قراءتها، ومعرفة تأريخ كتابة المصاحف، ونحو ذلك مما لا تكاد تجد فينا اليوم من يحسنه أو يعرفه. وأكاد أجزم أن معظم المتخصصين الآن لم يطلعوا على مصحف قديم، ويحاولوا التعرف على ظواهر الرسم فيه، ولا سيما القرون الإسلامية الأولى، وتجد خبراء قراءة الخطوط الكوفية القديمة وغيرها الآن هم من المستشرقين، وفي المؤتمرات التي يعقدها المستشرقون حول القرآن الكريم بحوث في غاية الجودة والابتكار في هذا الجانب الذي أغفله المسلمون.
وقد اشار الدكتور غانم قدوري الحمد في لقائه مع شبكة التفسير إلى أهمية العناية بالمصاحف القديمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
حيث قال مشيراً إلى أهمية دراسة رسم المصحف دراسة تأريخية: (إن تدوين علل رسم الكلمات في المصحف موضوع واسع وضارب في أعماق التاريخ، ولا يتأتى تدوينه كاملاً لشخص واحد، أو عصر واحد، فكل صورة كتابية متميزة لها قصة في التاريخ، وقد يتمكن الدارس من معرفة تلك القصة وقد لا يتمكن. ومن ثم فإن من الخطأ النظر إلى رسم المصحف نظرة مستعجلة تقيس الماضي على الحاضر أو من خلاله. إن رسم المصحف ظاهرة حضارية وثروة لغوية يجب التعامل معها بكثير من الجدية والصبر والأناة، فهي متحف لغوي رائع للغة العربية. ولا يخفى على القارئ أنّ هناك فرقاً جوهرياً بين رسم المصحف والنقوش العربية القديمة، ويتمثل ذلك الفرق في انقطاع الصلة بين كُتّاب تلك النقوش وبين دارسيها اليوم، واتصال الإسناد والرواية الشفهية بين كتّاب المصاحف وقراء القرآن منذ عصر تدوينها إلى عصرنا الحاضر) أ. هـ
كما أضاف فصلاً مهماً للغاية حول المصاحف القديمة وأهمية دراستها فقال:
(المصاحف القديمة وأهمية دراستها:
إنّ جميع المصاحف المخطوطة والمطبوعة في العالم، القديمة والحديثة، متفقة في الرسم والترتيب، ولا يقِّدم أيٌّ منها أي إضافة إلى نص القرآن الكريم، لكن لكل نسخة من المصحف قيمة معنوية، وأهمية تاريخية وعلمية، لاسيما المخطوطة منها، ومن ثم تستحق أيُّ نسخة مخطوطة منها دراسة خاصة بها، وتنبع أهمية تلك الدراسة من عدة نواح منها:
1. الرسم والضبط، فدراسة رسم المصاحف القديمة المخطوطة يضع بين يدي الدارس أمثلة للظواهر التي يذكرها المؤلفون في رسم المصحف، من المختلف فيه والمتفق عليه، وقد يعثر على ظواهر لم تهتم بها كتب رسم المصحف. وإذا كان الخطاطون يحرصون على الالتزام برسم الكلمات كما رسمت في المصاحف القديمة فإنهم في علامات الضبط يتبعون مذاهب متعددة، وقد يجتهدون في استعمال علامات جديدة، ومن ثم فإن تتبع الضبط في المصاحف المخطوطة عبر العصور المتعاقبة يساعد في كتابة تاريخ العلامات في الكتابة العربية على نحو دقيق وشامل.
2. كانت المصاحف الأولى لا تتضمن سوى ألفاظ الوحي، لكن الخطاطين والعلماء، أضافوا إليها في العصور اللاحقة إضافات تتعلق بفواتح السور التي تتضمن اسم السورة وعدد آياتها، وقد تتضمن إشارة إلى مكان نزولها، وكذلك أرقام رؤوس الآي، ومواضع الخموس والعشور وأرقام الأجزاء والأحزاب، ومثل ذلك علامات الوقف. وتقدِّمُ المصاحف المخطوطة مادة قيّمة تكمِّلُ ما هو موجود في المصادر المتخصصة بهذه الموضوعات.
3. انتشار القراءات: كانت المصاحف الأولى مكتوبة بلغة قريش وعلى قراءة واحدة، وخطها مجرد من العلامات، فاحتملت لذلك أكثر من قراءة من القراءات التي كان الصحابة يقرؤونها، وبعد اختراع علامات الحركات ونقاط الإعجام صار الناس يضبطون مصاحفهم على قراءة القارئ الذي يأخذون عنه القرآن، واشتهرت القراءات السبع بعد عصر الاختيار، والثلاثة المكملة لها، وصارت المصاحف تضبط بإحدى تلك القراءات، إذ لا يمكن الجمع بين أكثر من قراءة في المصحف الواحد بسهولة.
وهناك جدل بين بعض المهتمين بتاريخ القراءات حول مدى انتشار بعض القراءات في العصور السابقة، وتقدِّم المصاحف المخطوطة وثائق لا تحتمل الشك حول انتشار كل قراءة، ويمكن من خلال رصد القراءات التي ضبطت بها آلاف النسخ المخطوطة أن نرسم خارطة لانتشار القراءات القرآنية زماناً ومكاناً، فكثيراً ما يكتب نُسَّاخ المصاحف زمان إكمالهم نسخ المصحف، ومكانه.
4. وللمصاحف المخطوطة قيمة جمالية تتعلق بالخطوط المتقنة التي تكتب بها، وبأنواع الزخارف التي تتصدر السور أو تُزَيِّنُ حواشي الصفحات، وكذلك تظهر جمالية المصاحف في الأغلفة وما عليها من زخارف، وكل هذه الجوانب تنتظر من يتابع دراستها من المتخصصين، لإبراز عناصر الجمال فيها.
وعلى الرغم من تلك الأهمية التي ذكرتها لدراسة المصاحف المخطوطة فإن الباحث لا يكاد يجد ما يشير إلى تقدّم في مثل هذه الدراسات، بقدر ما اطلعت عليه من مصادر وبلغني من معلومات، وقد يكون هناك ما لم أطلع عليه، لكن ذلك يشير إلى ندرة في مثل هذا النوع من المصادر).أ. هـ.
وقد ذكر الدكتور غانم الحمد وفقه الله بعض الصعوبات التي تقف دون تحقيق هذه الأمنية في كلامه اللاحق، غير أني أرجو أن يوفق الله سبحانه بعض المخلصين من الباحثين الجادين لتحقيق هذه الرغبة العلمية، خدمة لكتاب الله، ولطلاب العلم.
ـ[موراني]ــــــــ[07 Dec 2005, 05:46 م]ـ
الموقف الذي قد لا يختلف فيه أثنان هو:
إنّ جميع المصاحف المخطوطة والمطبوعة في العالم، القديمة والحديثة، متفقة في الرسم والترتيب، ولا يقِّدم أيٌّ منها أي إضافة إلى نص القرآن الكريم ... الخ.
أقول: هذا الموقف لا يمكن أن يكون سائدا الا بعد البحث الدقيق , الذي يطالب به صاحب هذا الموقف , في جميع المصاحف القديمة. اذا كان المقصود ب (الترتيب) ترتيب السور في المصاحف فجدير بالاشارة الى بعض المصاحف في صنعاء: فيها ترتيب قريب مما ذكره ابن النديم في الفهرست.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[07 Dec 2005, 09:08 م]ـ
الموقف الذي قد لا يختلف فيه أثنان هو: .....
أقول: هذا الموقف لا يمكن أن يكون سائدا الا بعد البحث الدقيق , الذي يطالب به صاحب هذا الموقف!!!!!!!!!!
ـ[موراني]ــــــــ[07 Dec 2005, 09:34 م]ـ
كما تريد .... أما أنا فاتخذ موقفا بعد البحث الدقيق الذي أبرز بأهميته صاحب المقال. اذا: أين المشكلة؟
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[07 Dec 2005, 09:43 م]ـ
تتبعت أكثر ما كتبه سيادتكم فلم أجد إلا الهمز أو اللمز فما هو موقفك المفتعل (فاتخذ موقفا) فافتعل مفعلا:
فجدير بالاشارة الى بعض المصاحف في صنعاء: فيها ترتيب قريب مما ذكره ابن النديم في الفهرست.
ما قيمة ما وقفت عليه في نظر سيادتكم.
ـ[موراني]ــــــــ[07 Dec 2005, 11:00 م]ـ
قيمته أنّ في هذا الموقف:
إنّ جميع المصاحف المخطوطة والمطبوعة في العالم، القديمة والحديثة، متفقة في الرسم والترتيب
فيه نظر. هذا من ناحية
ومن ناحية أخرى: كان يجب على أهل هذا التراث أن يقوم في بحث الخط الحجازي المائل وتطور الرسم فيه (على سبيل المثال) وهذا ما نحن في الحاجة الماسة اليه كما يتبين ذلك من خلال حديث صاحب المقال.
ـ[الباجي]ــــــــ[08 Dec 2005, 01:42 م]ـ
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=3628
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=405
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=3494
ـ[خلوصي]ــــــــ[24 Jun 2010, 12:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وسؤالي: هل ما يعنيه العقيقي من إصابة هذا المتحف هو تلفه بكامله، أم مجرد خسائر قليلة لحقت ببعض أجزائه؟ وما هي أخبار هذا المتحف اليوم؟
فإن فكرة هذا المتحف فكرة بديعة، والمسلمون أولى بالعناية بالقرآن الكريم، وجمع مخطوطاته ودراستها وتدريسها في المراكز العلمية الأكاديمية للتدريب على قراءة خطوط المصاحف القديمة، ومعرفة تطور الخط العربي معرفة تطبيقية تعين على نشر المعرفة بها، وجعلها في متناول الجميع. فإنك لا تكاد تجد من يحسن قراءة مخطوطات القرآن الكريم بين الباحثين المسلمين في زماننا هذا.
من بركات التطوير في هذا الملتقى المبارك ما صار يظهر تحت اسم العضو من بعض مواضيعه المدفونة في تراب السنوات!
و قد لمحت هذا العنوان اللطيف فدخلت فإذا بخيبة أمل من سؤال أستاذنا الشهري نفسه: فالمتحف إذن مجهول المآل!
ثم الخيبة الأخرى من غياب الرد و البحث عن هذا المتحف العجيب بالصفات التي ذكرها د. عبدالرحمن وفقه الله ..
و لترديد السؤال نفسه و الحث على البحث رفعت الموضوع خاصة بعدما مدحني الشيخ الدكتور http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif و تبعه في المدح أستاذي الكريم د. نعيمان في ما سمياه تتبعاتي و استخراجاتي!؟! و ما هي إلا نظرة في مواضيع الأعضاء .. فنقرة فسلام فكلام فموعد فلقاء! فمشاريع http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif ! و ما دامت البسمة مجانية فأكثروا منها بارك الله فيكم بنية التحابب تنفتح لكم أبواب الجنة انفتاحاً.
أخوكم ذو الآثام و الآلام و خادمكم خلوصي.
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[25 Jun 2010, 10:36 م]ـ
مصاحف صنعاء
اطلعت على عشرات المصاحف، وقرأت في كثير منها، وهي ترجع إلى عصور متعددة، فلم أجد بينها اختلافاً في الترتيب أو الرسم، إلا ما يرجع إلى اختلاف الهجاء الذي نص عليه علماء الرسم، وهو لا يُشَكِّلُ اختلافاً في النص القرآني.
ولفت نظري ما أشار إليه الدكتور موراني من أن في بعض مصاحف صنعاء ترتيباً آخر للسور يشبه ما ذكره ابن النديم من ترتيبٍ لمصاحف بعض الصحابة قبل نسخ المصاحف في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وهو ترتيب يعتمد على تاريخ النزول، تركه الصحابة بعد نسخ المصاحف واجتماعهم عليها.
وما اطلعت عليه من مصاحف صنعاء، من خلال رسالة الباحثة رزان غسان حمدون (المخطوطات القرآنية في صنعاء من القرن الأول الهجري) المقدمة إلى الجامعة اليمنية سنة 1425هـ = 2004م، ومن خلال كتاب (مصاحف صنعا) الذي أصدرته دار الآثار الإسلامية في الكويت سنة 1985م، لا يشير إلى وجود مصاحف قديمة في اليمن مرتبة على غير ترتيب المصاحف العثمانية، لاسيما وأكثر ما هو موجود منها أوراق متفرقة تبلغ الآلاف.
فهل هناك بحث أو نشرة تؤكد وجود ما أشار إليه الدكتور موراني؟ آمل منه أن يبين الأساس الذي استند إليه في ما ذكره.
د. غانم قدوري
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[01 Jul 2010, 10:13 ص]ـ
للتذكير بسؤالي للدكتور موراني
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Jul 2010, 06:54 ص]ـ
للتذكير بسؤالي للدكتور موراني
أحلت سؤالك للدكتور موراني على بريده فأجابني بالانجليزية بأنه خارج ألمانيا حالياً ولا يتمكن من الكتابة بالعربية من الأجهزة التي بين يديه، وسوف يكمل حواره بعد عودته لألمانيا بعد 11 July الموافق 29/ 7/1431هـ إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[02 Jul 2010, 08:47 م]ـ
شكراً لكم يا دكتور عبد الرحمن على اهتمامكم بالموضوع، وبانتظار تعليق الدكتور موراني على السؤال
ـ[موراني]ــــــــ[13 Jul 2010, 12:18 ص]ـ
بعد التحية:
كما هو قد يكون معلوما لدى الجميع فإنني لست متخصصا أو (كما يقال أيضا: خبيرا) بالعلوم القرآنية فأعتمد بإجابتي على السؤال المذكور أعلاه على ما وقفت عليه في دراسة صغيرة يذكر فيها صاحبها ما يلي:
صاحب الدراسة: المستشرق الألماني G. R. Puin
نشرت الدراسة في مجموعة من المحاضرات التي ألقيت في ندوة في جامعة بون في ألمانية في الموضوع: " القرآن نصا " وذلك في شهر نوفمبر عام 1993 , نشرتها دار بريل في هولاندا عام 1996
عنوان هذه الدراسة: ملاحظات حول مخطوطات القرآن بصنعاء.
يقول صاحب الدراسة على صفحة 111 أن هناك شواهد لوجود ترتيبات السور على غير ترتيبها المتفق عليه فيما عثر عليه بصنعاء: تأتي بعد سورة 26 (الشعراء) سورة 37 (الصفات) على نفس الورقة كما ورد هذا الترتيب في مصحف ابن مسعود.
كذلك تأتي بعد سورة 19 (مريم) سورة 22 (الحج) , كما تأتي بعد سورة 36 (يس) سورة 38 (ص) وهذا الأخير قريب من الترتيب في مصحف أبي.
تأتي بعد سورة 67 (الملك) سورة 71 (نوح)
كما تأتي بعد سورة 72 (الجن) سورة 51 (الذاريات) وبعد سورة 67 (الملك) سورة 83) المطففين)
وهذه الظاهرة دائما على صفحة واحدة ولا على أوراق متتابعة.
ويستنتج صاحب الدراسة من هذه الترتيبات وجود ترتيبات أخرى غير ما ورد في فهرست ابن النديم (على سبيل المثال) عند ذكره المصاحف التابعة لبعض الصحابة.
هذا , وليس هناك دراسات خاصة في هذا الموضوع حسب علمي المتواضع في هذا المجال كما لم تنشر الأوراق المصورة لهذه الأوراق أو الأجزاء من تلك المصاحف حتى يومنا هذا.
موراني
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[13 Jul 2010, 01:44 م]ـ
أشكر الدكتور موراني على هذا الإيضاح، وإشارته إلى دراسة المستشرق الألماني G. R. Puin ، وهي جديرة بالتأمل، لأن تلك الأوراق قد تمثل بقايا مصاحف تعود إلى ما قبل الإجماع على المصحف العثماني، سلمت من الحرق، أو كتبها كاتب في فترة لاحقة، وهي إذا كانت كذلك لا تغير من الحقيقة القائلة بأن المصاحف الموجودة الآن موحدة في الترتيب والمضمون، ولو تيسر لأحد ترجمة تلك الدراسة، ولو أمكن نشر تلك الأوراق من مصاحف صنعاء، لساعد ذلك على تكوين تصور علمي أكثر دقة حولها.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Jul 2010, 04:11 م]ـ
أشكر الدكتور موراني على جوابه، وأشكر الدكتور غانم قدوري على تعقيبه.
وأضيف لما تفضل بذكره أستاذنا الدكتور غانم احتمال أن تكون تلك الأوراق التي اطلع عليها المستشرق G. R. Puin قد اختلف ترتيب أوراقها فحسب لأي سبب من أسباب اختلاف أوارق المخطوطات كما هو الشأن في اضطراب ترتيب أوراق الكثير من المؤلفات المخطوطة. ويبقى اليقين مرتبطاً بالاطلاع على ذلك المصحف الذي اطلع عليه الباحث، ودراسته والتحقق من صحة ترتيبه الذي أورده المستشرق G. R. Puin فقد يكون ما تفضل به الدكتور غانم هو الاحتمال الأقرب والله الموفق.
ـ[موراني]ــــــــ[13 Jul 2010, 04:26 م]ـ
عفوا!
ليس هناك اختلاط بين الأوراق كما يذكره الصديق العزيز عبد الرحمن الشهري.
يؤكد هذا المستشرق بدراسته , كما أشرت اليه أنا أيضا , أن الترتيب المذكور للسور المذكورة يأتي على نفس الصفحة! أي مباشرة بعد الكلمة الأخيرة للسورة تبتديء السورة بعدها و بالترتيب الموصوف أعلاه.
موراني
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Jul 2010, 04:28 م]ـ
إذن هذا يدعو حقاً للاطلاع على هذا المصحف ودراسته، ومعذرة فقد ظننت أن هذا الاحتمال لم يتم نفيه في الموضوع، مع إنني قرأته أول نشرك له ولم أراجعه قبل كتابة تعقيبي السابق فمعذرة يا دكتور موراني.
وأشكرك، وليتك تنظر في ترجمة البحث كاملاً إن سمح وقتكم بذلك فهو مهم.
ـ[موراني]ــــــــ[13 Jul 2010, 05:06 م]ـ
كما ذكرت في رسالتي اليك , انا مستعد لارسال الدراسة حتى ولو كاملة (5 صفحات فقط) من طريق scan على عنوانك الألكتروني الشخصي نظرا الى عدم تجربتي بل لجهلي الكامل في هذه العملية الفنية في الملتقى. الدراسة بانجليزية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 Jul 2010, 05:10 م]ـ
ملحوظة: معلومتي القديمة أن هذا البحث كتبه المؤلف سنة 1972 ..
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[13 Jul 2010, 06:36 م]ـ
حاولت الاطلاع على مقال Puin (http://en.wikipedia.org/wiki/Gerd_R._Puin) ولم أوفق [1]، لكن علمتُ أن ما نُسب إليه عن ترتيب السور صحيح معروف، وقد نقله عنه الدكتور محمد مهر علي ( http://en.wikipedia.org/wiki/Muhammad_Mohar_Ali) رح1 في كتابه (القرآن والمستشرقون The Qur'an and the Orientalists ) (http://www.islamicgoodsdirect.co.uk/the-quran-and-orientalists-by-dr-muhammad-mohar-ali-book.html) ؛ فقد ذكر الملحوظات الثلاث التي عدّها Puin عن مخطوطات مصاحف صنعاء؛ وهي:
a) In a number of manuscripts the letter alif (hamzah) is written in an incorrect way.
(b) there are some differences in the numbering of ‘ayahs in some surahs. and
(c) in two or three sheets he has found surahs written not in the order as found in the Qur’an in circulation.
انظر كلام الدكتور محمد هنا ( http://www.theinimitablequran.com/TheSanaFindFreshSpeculations.html) [2] ، وترجمة النص في بحثه (مزاعم المستشرقين) ص 23.
فأما الأولى والثانية فيعرفها المشتغلون بالدراسات القرآنية عامة والقراءات والرسم خاصة.
وأما الثالثة (وهي ترتيب بعض السور على غير المعهود) فقد قال أنها في ورقتين أو ثلاث، وهذه صورة إحداها:
http://img203.imageshack.us/img203/5740/sanaamscipt.png
يظهر في الصورة آخر سورة الشعراء مع أول الصافات
وهذي الصورة من بحث للدكتور غسان حمدون بعنوان (المخطوطات القرآنية في صنعاء من القرن الأول والثاني الهجريين وحفظ القرآن الكريم ( http://www.hamdoun.net/Default.aspx?value=showCatItem-3-20) ) [ تحميله من موقعه هنا ( http://www.hamdoun.net/Default.aspx?value=showCatItem-3-20) ] ، وقد صورها بنفسه بعد طلب من دار المخطوطات بصنعاء، ولم يشر إلى هذي الملحوظة حول ترتيب السور، لكن لا أدري إن كان مؤلفو كتاب (مصاحف صنعاء) أشارو إليها أو لا؛ إذ لم أطلع على الكتاب، لكن بدا من كلام الدكتور غانم أنها لم ترد. والله أعلم.
قال د. محمد مهر:
" إن وجود سورة أو جزء منها وسورة أخرى أو جزء منها بترتيب مخالف للترتيب القرآني على ورقة واحدة لا يدل على وجود نسخة للقرآن بترتيب مختلف، لأنه كان من عادة المسلمين من البداية - ولا يزال - جمع سور مختارة في مؤلف صغير، وذلك للتحفيظ أو الدراسة أو التدريس في مختلف المراحل التعليمية، ومن الطبيعي أنه قبل ظهور فن الطباعة كان هذا النوع من المجموعات يعد عن طريق النسخ. فليس غريبا أن توجد مخطوطات فيها سور باختلاف الترتيب القرآني، خصوصا تلك التي توجد في المساجد التي كانت مدارس للتعليم بلا استثناء ... " إلخ [3].
____________________
[1] مقاله بعنوان (ملحوظات حول مخطوطات القرآن العتيقة بصنعاء Observations on Early Qur'an Manuscripts in Sana'a ) ، نشرها Stefan Wild عام 1996م ضمن كتابه (القرآن نصاً The Qur'an as Text ) في خمس صفحات، وقد أعاد نشرها (ابنُ ورّاق) - العلمانيُّ المرتد - في كتابه (ماذا يقول القرآن حقّاً؟ What the Koran Really Says (http://www.amazon.com/exec/obidos/ASIN/157392945X/ref=pd_luc_22_lc_a22x0/103-%20%201095780-1341432) ) عام 2002. وهذا بوين Puin وهو يتحدث عن مخطوطات صنعاء:
http://www.youtube.com/watch?v=iNdvsLh128Q
[2] للدكتور محمد مهر أيضا بحث بعنوان (مزاعم المستشرقين حول القرآن الكريم)، ولعله ترجمة لجزء من كتابه الأصلي بالإنجليزية، ويمكن تحميله من هنا ( http://www.dahsha.com/uploads/maza3em.zip) . وشراء جل كتبه من هنا ( http://www.amazon.com/exec/obidos/search-handle-url?&index=books&field-%20%20author=Muhammad%20Mohar%20Ali) .
[3] انظر بحثه (مزاعم المستشرقين حول القرآن الكريم)، ص 26 - 27.
والله الموفق والمستعان.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Jul 2010, 07:13 م]ـ
شكراً جزيلاً للدكتور موراني وللأخ حسين بن محمد على إضافته القيمة للموضوع.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[13 Jul 2010, 07:34 م]ـ
كما ذكرت في رسالتي اليك , انا مستعد لارسال الدراسة حتى ولو كاملة (5 صفحات فقط) من طريق scan على عنوانك الألكتروني الشخصي نظرا الى عدم تجربتي بل لجهلي الكامل في هذه العملية الفنية في الملتقى. الدراسة بانجليزية.
لا عليك، إن ترسلها هكذا - مشكورا - يكن أحسن وأسرع. ونحن في انتظارك، ولعل بعضنا يترجمها لاحقا إن شاء الله.(/)
حفص بن سليمان المقرئ ومروياته بين القبول والرد: نقاش علمي مع أ. د.غانم قدوري الحمد
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[03 Dec 2005, 10:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد: فقد سعدت بجوار أخي الحبيب الدكتور عبدالرحمن الشهري (سلمه الله) في مكة في الثلث الأخير من شهر رمضان المبارك 1426هـ، وأيام عيد الفطر المباركة، فليس فرحي بصحبة أبي عبدالله، والنهل من علمه، والإفادة من أدبه الجم، بأقل من فرحي بالمجاورة في تلك العشر المباركة.
ومما أفادني به بحثٌ كتبه أحد رواد الدراسات القرآنية واللغوية في هذا العصر الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد (الأستاذ بكلية التربية بجامعة تكريت) بعنوان:
حفص بن سليمان الأسدي راوي قراءة عاصم بين الجرح والتعديل ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3767)
والمنشور بملتقى أهل التفسير، وطلب مني إبداء وجهة نظري في هذه القضية المهمة، بعد تأكيده برغبة أ. د. غانم (سلمه الله) في ذلك. وبعد قراءتي للبحث وجدت أنه لا يستند إلى قواعد الجرح والتعديل كما ينبغي، وهو في مجملة مبني على العاطفة الطيبة تجاه هذا المقرئ العَلَم رحمه الله.
كما أنه يعوزه (الجانب التطبيقي)، وقد عَبَّرَ عن ذلك الأستاذُ الفاضل بقوله: (ولعل مما يعزِّز هذه النتيجة أن تعقد دراسة لمرويات حفص بن سليمان القارئ من الأحاديث، ومرويات من يشاركه في الاسم، ويُدرس حال رجالها، وتُوازن بمرويات غيرهم من المحدثين ... وأرجو أن أتمكن من القيام بمثل هذه الدراسة في المستقبل، أو يقوم بها غيري ... )). اهـ.
وتحقيقًا لرغبة الأستاذين الكريمين فسأقوم (بعون الله تعالى) بدراسة حال حفص بن سليمان الكوفي مستعينًا بالله تعالى. وسوف تكون المناقشة والتعقيب وفق تسلسل بحث الدكتور غانم بناء على ما وصلني في نسخته الورقية، وسأحرص على نقل جميع كلامه مضمنًا في ثنايا هذا البحث متصل العبارات غير مخروم ولا محذوف منه شيء، وعلامته ما تحته [خط] وأختمه [بـ (اهـ.)].
وستتضمن المناقشة والمباحثة الجانب النظري وذلك بتحرير النقول في جرحه وتعديله، مع تعليل الألفاظ ومعرفة معانيها ودلالاتها، مع الفصل بينه وبين غيره ممن يتفق أو يشتبه به، وتحرير بعض الأوهام المتعلقة بالترجمة.
ثم أتعرض للجانب التطبيقي، وذلك بدراسة مروياته والتنبيه على أفراده وغرائبه، مرتبًا لها على أسماء شيوخه. وبالله أستعين سبحانه وتعالى، وأسأله العدل والإنصاف، والتوفيق والسداد لما يحب ويرضى.
وسوف أتناول هذه المباحثة والمناقشة في جملة وقفات، مبتدأ بنقل كلام الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد، ثم أردفه بكلامي معقبًا عليه، أو مناقشًا له:
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[03 Dec 2005, 10:48 م]ـ
قال أ. د. غانم قدوري: (شهرة عاصم بن أبي النجود وتلميذه حفص بن سليمان الأسدي تملأ الآفاق اليوم فعاصم صاحب القراءة التي يقرأ بها المسلمون القرآن في معظم البلدان اليوم، وحفص هو صاحب الرواية عنه، ولكن المرء يعجب مما ورد في كتب رجال الحديث من وصف حفص بن سليمان بأنه ضعيف، متروك الحديث، وصار ذلك الوصف من المسلمات لدى معظم من كتب عن حفص، وحاول بعض العلماء التخفيف من أثر ذلك الوصف بالقول: "إن العالم قد يكون إمامًا في فن مقصرًا في فنون"، ولا عجب بناءً على ذلك أن يتقن حفص القرآن ويجوده، ولا يتقن الحديث). اهـ.
ينبغي أن نعلم أن عبارات المحدثين مصطلحات ذات دلالة، تختلف في معانيها باختلاف تركيبها وإضافتها، وإجمالها وتفصيلها.
فمثلاً بعضهم يطلق لفظة (ضعيف) ـ كالحال في حفص بن سليمان على ما ذكر الأستاذ الفاضل ـ وهي لفظة مجملة بابها الجرح غير المفسر، ويمكن أن تفسر من لفظ الناقد نفسه إذا كان له أكثر من قول في الراوي، أو من إطلاقها على غيره، ولا يكون ذلك إلا بعد الاستقراء ومعرفة مراده من هذا الإطلاق.
وإذا أطلقت بدون إضافة أو تركيب فإنها قد تنصرف للضعف في العدالة أو الضعف في الرواية وتبين ذلك القرائن.
وكذلك معنى قولهم (متروك) ليس كمثل قولهم (متروك الحديث) فيما أحسب:
فقولهم الأول قد ينصرف للديانة أوللرواية أو هما معًا، أما الثاني فلا أراه ينصرف إلا إلى الرواية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحال الراوي هو الذي يفسر المراد من إطلاق هذه اللفظة، وستأتي أمثلة من ألفاظ النقاد المفردة والمركبة في الكلام على حفص، وسنشرحها في محلها.
وهنا أجزم في حال حفص أن المراد بالترك العدالة في الرواية لا العدالة الدينية.
وعليه فلا تضاد بين الضعف في الرواية والشهرة على ما سيأتي بيانه في الوقفة التالية.
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[03 Dec 2005, 10:51 م]ـ
الشهرة في أي فن من الفنون، أو علمٍ من العلومِ ولا سيما علم رواية الحديث لا تكون سببًا في إتقان فن الرواية؛ لأنه يقوم على المعرفة والممارسة بالدرجة الأولى، فالذي لا يمارس فن الحديث ولا يعتني به لا يمكن أن يَمهَرَ فيه.
فكيف إذا اشتغل بغيره، وتصدر له؟ لا شك أنه سيكون أقل مهارة ومعرفة بقوانين وأصول الرواية من المختص.
فلو نظرنا هنا في حال حفص لوجدنا أنه تصدر للإقراء ولم يتصدر للرواية، ومن هنا وقع الوهم والغلط والتفرد في حديثه، والذي من أجله ترك المحدثون حديثه.
إذا ظهر لك هذا فأنا لا أرى أن هناك تناقضًا بالمعنى الذي أثاره الأستاذ الفاضل بين إتقان القراءة وعدم إتقان الرواية.
ومن هنا كان اعتذار المؤرخ العظيم الذهبي عن حفص وشيخه عاصم أبلغ ما يمكن أن تبرأ به ساحته، وهو قوله: ((وما زال في كل وقت يكون العالم إمامًا في فن مقصرًا في فنون)) ([1]).
ثم هذا الإمام العلم سليمان بن مهران الأعمش كان ثبتًا في الحديث ضعيفًا في القراءة، فإن له قراءة لا ترتقي إلى رتبة القراءات السبع ([2])، ومع ذلك ما ضره هذا عند أهل الحديث، كما أن ضعف حفص في الحديث لم يضره عند أهل القراءات.
ومما يحكى عنه أنه قال لأبى حنيفة: يا نعمان ما تقول في كذا كذا؟ قال: كذا وكذا. قال: من أين قلت؟ قال: أنت حدثتنا عن فلان بكذا، قال الأعمش: ((أنتم يا معشر الفقهاء الأطباء ونحن الصيادلة)) ([3]).
وعن الشافعي مثله، قال الربيع: سمعت الشافعي قال لبعض أصحاب الحديث: ((أنتم الصيادلة ونحن الاطباء)) ([4]).
وقال أبو سليمان ابن زبر الربعي: كان أبو جعفر الطحاوي قد نظر في أشياء كثيرة من تصانيفي وباتت عنده وتصفحها فاعجبته! وقال لي: ((يا أبا سليمان أنتم الصيادلة ونحن الأطباء)) ([5]).
فالرَّاوية غير الفقيه، كما أن القارئ غير المحدث، فلا نشترط في القارئ أن يكون محدثًا إلا ما يخص أحرفه مما ثبت له روايته ونقله عن شيوخه.
مع أنه قد يجمع بعض أهل العلم بين الحديث والفقه كحال الإمام أحمد (رحمه الله)، أو بين الحديث والمعرفة بالقراءات كحال الدارقطني ([6])، كل ذلك مع المعرفة والإتقان، ولكن هذا الضرب من الناس قلة.
وكم رمي أهل الحديث بأنهم زوامل لا يفقهون ما يروون! لكنا لا نعده عيبًا في ميزان العلم الصحيح؛ فقد صح عنه (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: ((نضَر الله امرأً سمع منا حديثًا فحفظه حتى يبلغه، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه)). أخرجه أبو داود ([7])، وابن حبان ([8])، والحاكم ([9]).
ولم يغضبنا هذا القصور كما أغضب غيرنا، فنحن نطالب بالإنصاف!؟ فكما أنا لا نشترط في المحدث أن يكون فقيهًا، لا نشترط في الفقيه أن يكون محدثًا ناقدًا عارفًا بالعلل والجرح والتعديل، أنما يكفي معرفته بالصحيح من الضعيف ولو بالتقليد.
قال عبدالله بن أحمد: سمعت أبي يقول: قال الشافعي: ((يا أبا عبد الله إذا صح عندكم الحديث فأخبرونا حتى نرجع إليه، أنتم أعلم بالأخبار الصحاح منا، فإذا كان خبر صحيح فأعلمني حتى أذهب إليه كوفيًا كان أو بصريًا أو شاميًا)) ([10]).
فهذا الشافعي على جلالته ومعرفته بحديث أهل الحجاز يطلب من الإمام أحمد تعليمه بما صح من أحاديث البلدان.
ومن هنا ينبغي أن نسلم بالتخصص، وعدم تجاوز أهل الشأن، فكم بلينا بأراء شاردة من غير أهل الاختصاص، وممن يوسم بالمشاركة والتفنن حتى من كبار العلماء في تاريخنا الطويل.
والخلاصة أن التسليم لأهل الفن سلامة كما سلم الشافعي لأحمد، وسلم الأعمش لأبي حنيفة.
-- الحواشي ---
([1]) سير النبلاء (5/ 260).
([2]) انظر معرفة القراء الكبار (1/ 217).
([3]) انظر الثقات لابن حبان (8/ 467 ـ 468)، والكامل (7/ 7)، ونصيحة أهل الحديث (ص45).
([4]) انظر سير أعلام النبلاء (10/ 23).
([5]) انظر تاريخ دمشق (53/ 318)، تذكرة الحفاظ (ص3/ 997)، والسير (16: 441).
([6]) حكي عنه قوله: ((كنت أنا والكتاني نطلب الحديث، فكانوا يقولون يخرج الكتاني محدث البلد، ويخرج الدارقطني مقرئ البلد، فخرجت أنا مُحدثًا والكتاني مقرئًا)). المنتظم (7/ 148). وقد ترجم له ابن الجزري في الغاية (1/ 558 ـ 559) ومما ذكر: عرض القراءة على أبي بكر النقاش، وأبي الحسن أحمد بن جعفر بن المنادي، ومحمد بن الحسين الطبري، ومحمد بن عبدالله الحربي، وأبيه عمر بن أحمد، وأبي القاسم علي بن محمد النخعي، وأبي بكر محمد بن عمران التمار، ومحمد بن أحمد بن قطن، وأبي بكر محمد بن الحسين بن محمد الديبني، وأبي الحسن بن بويان، وأحمد بن محمد الديباجي، وعلي بن سعيد بن ذؤابة. وسمع كتاب السبعة من ابن مجاهد وهو صغير.
وقال ابن خلكان في الوفيات (3/ 297): أخذ القراءة عن محمد بن الحسن النقاش عرضًا وسماعًا.
وتذكر بعض المصادر أنه تصدر في آخر أيامه للإقراءة. انظر سير النبلاء (16: 451)، معرفة القراء الكبار (2/ 666).
وقال ابن الجزري في غاية النهاية (1/ 559): وألف في القراءات كتابًا جليلاً لم يؤلف مثله، وهو أول من وضع أبواب الأصول قبل الفرش، ولم يعرف مقدار هذا الكتاب إلا من وقف عليه، ولم يكمُل حسن كتاب (جامع البيان) إلا لكونه نُسج على منواله.
قال الخطيب في التاريخ (12/ 34 ـ 35): سمعت بعض من يعتنى بعلوم القرآن يقول: لم يسبق أبو الحسن إلى طريقته التي سلكها في عقد الأبواب في أول القراءات، وصار القراء بعده يسلكون طريقته في تصانيفهم ويحذون حذوه. اهـ.
([7]) أخرجه أبو داود في السنن (3: 322/ برقم 3660).
([8]) أخرجه ابن حبان في الصحيح (الإحسان) (1: 270/ برقم 67).
([9]) أخرجه الحاكم في المستدرك (1: 164/ برقم 297).
([10]) سير النبلاء (11/ 214).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[03 Dec 2005, 10:53 م]ـ
قال أ. د. غانم وفقه الله: (ولو أن الأمر توقف عند وصف حفص بعدم إتقان الحديث لكان مقبولاً، ولكنه تجاوز ذلك إلى الطعن في عدالته، واتهامه بالكذب عند بعض العلماء. وكيف يكون المرء مؤتمنًا على القرآن، متهمًا في الحديث؟ إنه أمر أشبه بالجمع بين النقيضين!
وكنت أتتبع الروايات المتعلقة بهذه القضية وأقاويل العلماء فيها، في محاولة لتفسيرها على نحو يخفف من أثرها، حتى لا تكون وسيلة للطعن في قراءة القرآن الكريم). اهـ.
الحقيقة أن الأمر لا يعدو ما ذكر الأستاذ من أن حفصًا موصوف بعدم الإتقان في الحديث، وما حصل من بعض النقاد في تكذيبه، يعود إما بسبب تشدد الناقد فلا نقبل ذلك منه، أو يمكن توجيه ذلك بما يعود على التساهل في الرواية من قبل حفص مما جعله يروي بعض الأحاديث الباطلة لتساهله في التحمل والأداء، وقد تكون العلة فيها من غيره.
فالأولى في نظري توجيه عبارات المحدثين والاعتذار بطريقة علمية عن الطرفين .. وهذا ما عسانا نحققه في هذه المقالة.
أما كيف يكون المرء مؤتمنًا على القرآن، متهمًا في الحديث؟ (إنه أمر أشبه بالجمع بين النقيضين!) فالأمانة موجودة عند حفص بن سليمان لا نشك في هذا، ولكن التساهل في الرواية وعدم معرفة طرائق القوم والتحفظ من رواية الغرائب والمنكرات، هو الذي جعله لقمةً سائغة في أفواه النقاد المهرة، فلو كان اقتصر على معرفة بالقراءة لكان خيرًا له، وهو ما قصر عليه عنوةً بعد ذلك فلا نقبل منه الرواية ونقبل منه القراءة.
ويشكر الدكتور على حرصه وغيرته على كتاب الله، لكن ينبغي أن يكون التفسير لألفاظ نقاد المحدثين وفق أصولهم وطريقتهم، فالمحدثون وفق منهجهم وقواعدهم لم يضعفوا قراءة حفص عن عاصم بل هي عندهم حجة في القديم والحديث، فإذا أخذ بعض الجهلة ضعفه في الحديث سببًا لتضعيف قراءته فلا يكون هذا حجة لنا لتوهيم كبار النقاد وزعم تواردهم على الخطأ، خشية من حصول طعن مبناه على التصور النظري، الذي لا أظنه يحدث، فقراءة حفص طبَّقت الآفاق منذ ما يزيد على اثني عشر قرنًا، ولم يجرؤ أحد على ردها أو الطعن فيها.
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[03 Dec 2005, 10:56 م]ـ
قال أ. د.غانم وفقه الله: (وقد انكشفت لي جوانب جديدة حول هذه القضية جعلتني أعود إلى دراستها وعرض نتيجة ما توصلت إليه حولها على المهتمين بالموضوع، وهي نتيجة أحسب أنها تسرُّ حملة القرآن، والمهتمين بدراسة القراءات، إن شاء الله تعالى، وأرجو أن تبعث السرور في نفوس المتخصصين بدراسة الحديث أيضًا، والحق أحق أن يُتبع. والحكمة ضالة المؤمن. وتتلخص تلك النتيجة في أن تضعيف حفص بن سليمان القارئ في الحديث أنبنى على وهمٍ وقع فيه بعض كبار علماء الحديث الأوائل، وانتشر عند من جاء بعدهم، وأضيف إليه حتى صار كأنه حقيقة مسلمة لا تقبل النقاش) اهـ.
قلتُ: الذي انكشف للدكتور الفاضل هو وَهمٌ وقعَ في الخلط بين حفص المنقري البصري، وحفص المقرئ الكوفي. والواهم في ذلك هو محمد بن إسماعيل البخاري ([1]) ومن تابعه من النقاد ([2]) والمؤرخين (وأنا لا أبرئهم من الخطأ) .. وأشدهم خطأً في ذلك ابن حبان إذا أحال العبارة إلى جرح بقوله: (كان يأخذ كتب الناس فينسخها ويرويها من غير سماع).
وممن أخطأ في حمل هذا الوهم الذهبي في (تاريخ الإسلام) ([3]) إذا قال في ترجمة حفص المقرئ: إنما دخل عليه الداخل في الحديث لتهاونه به. قال أحمد بن حنبل ... (فذكر القصة). وبقيتهم إنما تواتروا على النقل ولم يعدوا هذه القصة من قبيل الجرح.
والمهم هنا والذي أجزم به أن هذه القضية ليست هي سبب الضعف، كما نص عليه الأستاذ، ويشكر لطرحه ما توصل إليه على المختصين، وهذا من تواضعه وتسليمه لأهل الفن.
وإن سرَّت نتيجة بحثه حملة القرآن، والمهتمين بدراسة القراءات، فإنها لا تسرنا معاشر المحدثين بصورتها هذه؛ لأنه لا يسرنا براءة حفص مقابل تخطئة كبار النقاد، وهدم قواعدهم في الجرح والتعديل، ومحاولة إبراز منهجهم على أنه قائم على التقليد الصرف.
فلا أتفق مع الأستاذ في هذا مطلقًا؛ لأن التقليد عند كبار النقاد غير صحيح، فكم عورض شعبة في نقده لبعض الرجال، وكم اختلفت أقوال عبدالرحمن بن مهدي ويحيى القطان في الرواة، وكم تنازع ابن معين والإمام أحمد في شأن رجل ضعفه أحدهما وقبله الآخر، وكم تعقب أبو زرعة وأبو حاتم محمد بن إسماعيل البخاري .. ولو شئت لسودت لك من هذا عشرات بل مئات الصفحات. فلكل ناقد ذوقه الخاص ونظرته الفاحصة في أحوال الرجال، كما أنهم على طبقات في المعرفة والإتقان، وفي التشدد واللين، وفي الورع وسلاطة اللسان.
لكن العجيب اتفاقهم جميعًا على تضعيف حفص بن سليمان القارئ، مما يدل على أن وراء الأكمة ما وراءها.
أما ما ورد من ذكر توثيق له فهذا له وجه وتأويل يأتي في محاله، وهو لم يصدر عمن يعتد بقوله عند أهل الفن لو سلمنا بذلك.
قال الحافظ ابن حجر: قال الذهبي ـ وهو من أهل الاستقراء التام في نقد الرجال ـ: ((لم يجتمع اثنان من علماء هذا الشأن قط على توثيق ضعيف ولا على تضعيف ثقة)) ([4]).
أما دعوى أن هذا الوهم أضيف له حتى صار كأنه حقيقة مسلمة لا تقبل النقاش، فهذا غير صحيح؛ لأن الجرح والتعديل مبناه على المعرفة لا التقليد، وله ضوابطه وشروطه المعروفة عند أهله.
أما من حيث عدم التسليم بالنقاش، فلا أظن أحدًا يمنع هذا، وهو متاح في كل راو من رواة الحديث، بشرط أن يكون ضمن منهج المحدثين.
----الحواشي ----
([1]) الضعفاء الصغير برقم (73).
([2]) نقل هذه الحكاية ابن أبي حاتم في الجرح (3/ 173)، والعقيلي في الضعفاء (1/ 270)، وابن عدي في الكامل (2/ 380)، والمزي في تهذيبه (7/ 15)، والذهبي في الميزان (1/ 558)، وابن حجر في التهذيب (2/ 345)
([3]) تاريخ الإسلام (وفيات 170 ـ 180) (ص87).
([4]) تدريب الراوي (1/ 308)، فتح المغيث (3/ 359).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[03 Dec 2005, 11:00 م]ـ
قال أ. د.غانم وفقه الله: (وسوف أعرض عناصر الموضوع الأساسية على نحو مختصر من خلال بحث الفقرات الآتية:
(1) ترجمة حفص بن سليمان القارئ.
(2) أشهر أقاويل المجرحين.
(3) أقوال الموثقين.
(4) مناقشة واستنتاج.
أولاً ـ ترجمة حفص بن سليمان القارئ
لعل من المفيد للقارئ الاطلاع على ترجمة ملخصة لحفص بن سليمان، قبل عرض فقرات الموضوع المتعلقة بتوثيقه وتجريحه، وسوف أقتصر على إيراد نصين لترجمته يمثلان وجهتي نظر متقابلتين لكل من علماء القراءة وعلماء الحديث، الأول من كتاب غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري الذي حاول إبراز النقاط المضيئة في شخصية حفص، والثاني من كتاب الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي، الذي جمع فيه من أقوال التجريح التي يمكن أن تُخْرِجَ حفصاً - لو صحت - من الدين!
قال ابن الجزري: " حفص بن سليمان بن المغيرة، أبو عمر الأسدي الغاضري البزَّاز، ويعرف بحُفَيْص، أخذ القراءة عرضاً وتلقيناً عن عاصم، وكان ربيبه ابن زوجته، وُلِدَ سنة تسعين، قال الداني: وهو الذي أخذ قراءة عاصم على الناس تلاوة، ونزل بغداد فأقرأ بها، وجاور بمكة فأقرأ أيضاً بها، وقال يحيى بن معين: الرواية الصحيحة التي رويت عن عاصم رواية أبي عمر حفص بن سليمان، وقال أبو هشام الرفاعي: كان حفص أعلمهم بقراءة عاصم، وقال الذهبي: أما القراءة فثقة ثَبْتٌ ضابط لها، بخلاف حاله في الحديث، قلت: يشير إلى أنه تُكُلِّمَ فيه من جهة الحديث، قال ابن المنادي: قرأ على عاصم مراراً، وكان الأولون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عياش، ويصفونه بضبط الحروف التي قرأ على عاصم ... توفي سنة ثمانين ومئة على الصحيح، وقيل بين الثمانين والتسعين ... ".
وقال ابن الجوزي: " حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي القارئ البزَّاز، وهو صاحب عاصم، ويقال له الغاضري، وهو حفص بن أبي داود، كوفي، حدَّث عن سماك بن حرب، وليث، وعاصم بن بهدلة، وعلقمة بن مرثد، قال: يحيى: ضعيف، وقال مرَّة: ليس بثقة، وقال مرة: كذَّاب. وقال أحمد ومسلم والنسائي: متروك الحديث. وقال البخاري: تركوه، وقال السعدي: قد فُرِغَ منه منذ دهر، وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش: كذَّاب متروك يَضَعُ الحديث، وقال ابن حبان: كان يَقْلِبُ الأسانيد ويرفعُ المراسيل، وقال أبو زرعة والدارقطني: ضعيف "). اهـ.
قلت: طريقة الترجمة المجملة غير الموثقة في مثل هذه القضية الشائكة غير سليمة، ولكن يعذر الأستاذ غانم في هذا فإنما أراد إبراز وجه الاختلاف بين ترجمة حفص بن سليمان الحديثية وترجمته القرائية.
ولذا اقتصر على كتابين من كتب التراجم، لكن يعيبهما أنهما من المراجع الوسيطة والمتأخرة، التي لا تسلم في الأغلب من اختصار في الألفاظ، وربما أدى هذا إلى الأوهام التي حذر منها الأستاذ، وكلاهما لا أراه سلم من ذلك .. في هذه الترجمة بخصوصها.
فأولهما: كتاب (غاية النهاية) لابن الجزري.
والكتاب كتاب تخصصي تركيزه في تراجمه على جوانب تتعلق بأخذ القراءات وتلقنها وعرضها، وما تفرد به كل راو من الأحرف. ولم يول جوانب الجرح والتعديل عناية تذكر في كتابه، فلا جرم لم يذكر ما ذكره المحدثون في حفص بن سليمان سواءً ما كان من قبيل الجرح أو ما كان من قبيل التعديل.
مع ملاحظة أنه يتصرف في العبارات، وليس في تحليل الألفاظ وفهمها كحال الذهبي في (طبقاته) .. أين هذا من ذاك؟. كما أن الذهبي لم يبلغ مرتبة ابن الجزري في الاهتمام بالترجمة القرائية لرواة كتابه، إذ خلطه بالترجمة الحديثية.
وثانيهما: كتاب (الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي) وهو لا يعدُّ من الكتب الأصيلة عند أهل الحديث .. فإن ابن الجوزي وإن كان من مشاهير الأئمة الفحول ولكنه مشارك متفنن فلذا كثرت عنده الأوهام في الحديث وعلله وجرح الرواة وتعديلهم، وهو مثال لما ذكرنا عن الأعلام المتفننين.
ثم وقفت على قول الذهبي في (الميزان) ([1]) في شأن أبان بن يزيد العطار: ((وقد أورده أيضا العلامة أبو الفرج بن الجوزي في (الضعفاء) ([2]) ولم يذكر فيه أقوال من وثقة، وهذا من عيوب كتابه يسرد الجرح ويسكت عن التوثيق، ولو لا ان ابن عدي وابن الجوزي ذكر أبان بن يزيد لما اوردته اصلا)). اهـ.
وقال ابن حجر في (التهذيب) ([3]) في ترجمته: ((وقد ذكره ابن الجوزي في (الضعفاء) ([4]) وحكى من طريق الكديمي: عن ابن المديني، عن القطان، قال: أنا لا أروي عنه. ولم يذكر من وثقه، وهذا من عيوب كتابه يذكر من طعن الراوي ولا يذكر من وثقه)). اهـ.
فيكون صنيعه مع حفص بن سليمان من هذا الباب، فلا يصلح دليلاً يستدل به على حال الرجل ولا على واقع كتب التراجم فإنه تفرد بهذا المنهج.
الخلاصة: أن الكتابين لا يعبران بصورة صحيحة عن حال أي راو من الرواة، وكلاهما على طرفي نقيض .. فابن الجوزي ذكر الجرح وسكت عن التعديل، وابن الجزري ذكر التعديل وسكت عن الجرح، فلن يكونا مصدرًا لمعرفة ترجمة هذا الراوي على الحقيقة المبتغاة.
ومع هذا فلم ألحظ في نقله ما لحظه الدكتور غانم في قوله: (جمع فيه من أقوال التجريح التي يمكن أن تخرج حفصًا ـ لو صحت ـ من الدين).
فهذه مبالغة ظاهرة .. فلو كان كذلك لخرج آلاف الرواة ممن جرح من الدين، وابن الجوزي ليس إلا ناقل، والعهدة ليست عليه، ويمكن شرح الألفاظ وتوجيهها، وعدم قبول ما كان فيه تعنت منها كقول ابن خراش: (كذاب متروك يضع الحديث).
ولنا مع هذه الأقوال والنقول وقفات في حينها وأوانها.
----الحواشي ----
([1]) الميزان (1/ 16).
([2]) الضعفاء والمتروكين (1: 20/ برقم 18).
([3]) التهذيب (1/ 87).
([4]) الضعفاء والمتروكين (1: 20/ برقم 18).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[03 Dec 2005, 11:03 م]ـ
قال أ. د.غانم وفقه الله: (ثانياً: أشهر أقاويل المُجَرِّحين:
قال ابن كثير: " إنَّ أول مَن تصدَّى للكلام على الرواة شعبة بن الحجاج، وتبعه يحيى بن سعيد القطَّان، ثم تلامذته: أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، وعمرو بن الفلاس، وغيرهم". ويكاد معظم الأقاويل في تجريح حفص القارئ يستند إلى ما قاله هؤلاء العلماء الأعلام الذين ذكرهم ابن كثير، وسوف أعرض ما نُقِلَ عن شعبة ويحيى بن معين خاصة، لأن اللاحقين اعتمدوا على أقوالهما، أما الإمام أحمد فإنه وَثَّقَ حفصاً في ثلاث روايات وضَعَّفَهُ في أخرى، وسوف أعرض أقواله عند الكلام على المُوَثِّقين) اهـ.
قلت: معنى تصدى للكلام على الرواة، يعني بحث عن أحوالهم وتتبع مروياتهم، وعدل وجرِّح، وبجهود شعبة والقطان وعبدالرحمن بن مهدي (رحمهم الله) أصبح الجرح والتعديل علمًا يسأل عنه، وتعقد له الحلقات والمناظرات، وبرز هذا في القرن الثالث بروزًا واضحًا، في طبقة تلاميذ المذكورين.
وما ذكره الأستاذ غانم من اعتماد اللاحقين على أقوال شعبة وابن معين فيه نظر؛ لأن ما ذكره شعبة لا يعد جرحًا صريحًا إلا عند المتعنتين والمتشددين من النقاد.
فلا أتصور أن ابن المديني قلد ابن معين، ولا الإمام أحمد كذلك، ولا أبي زرعة وأبي حاتم الرازيين. فربط جميع أقوال النقاد بكلام شعبة لا يستقيم ولا يتوافق مع منهج المحدثين في جرح الرواة وتعديلهم.
أما ابن معين فلم يقلده أحد لا ابن خراش الذي تشدد في رميه لحفص بالكذب والوضع، ولا غيره ممن رماه برواية الأباطيل والمناكير.
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[03 Dec 2005, 11:07 م]ـ
قال أ. د.غانم وفقه الله: ((1) شعبة بن الحجاج الواسطي، نزيل البصرة (ت 160هـ): نقل محمد بن سعد البصري نزيل بغداد، كاتب الواقدي، (ت 230 هـ) وأحمد بن حنبل البغدادي (ت 241هـ) عن يحيى بن سعيد القطان البصري (ت 168هـ) رواية عن شعبة بن الحجاج تتعلق بحفص بن سليمان المِنْقَرِيِّ البصري، لكنها نُسبت بعد ذلك إلى حفص بن سليمان الأسدي القارئ الكوفي الأصل، راوية عاصم.
ذكر ابن سعد في كتاب الطبقات مَن نزل البصرة مِن أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم –ومَن كان بها بعدهم من التابعين وأهل العلم والفقه، وذكر في الطبقة الرابعة منهم:" حفص بن سليمان مولى لبني مِنْقَر، ويكنى أبا الحسن، وكان أعلمهم بقول الحسن، قال يحيى بن سعيد، قال شعبة: أخذ مني حفص بن سليمان كتاباً فلم يَرُدَّهُ عليَّ، وكان يأخذ كتب الناس فينسخها " (وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل:" حدثني أبي، قال سمعت يحيى بن سعيد يقول: عطاء بن أبي ميمون مات بعد الطاعون، وكان يرى القَدَرَ، وحفص بن سليمان قبل الطاعون بقليل، فأخبرني شعبة قال: أخذ مني حفص بن سليمان كتاباً فلم يَرُدَّهُ، وكان يأخذ كتب الناس فينسخها".
ولا يخفى على القارئ أن حفص بن سليمان المذكور في قول شعبة هو المنقري، وليس حفص بن سليمان الأسدي راوي قراءة عاصم، لكن بعض العلماء نقل هذا القول في ترجمة حفص بن سليمان الأسدي بعد ذلك، وصار دليلاً على ضعفه في الحديث، ولعل الإمام محمد بن إسماعيل البخاري هو أقدم من وقع في هذا الوَهْمِ، في ما اطلعت عليه من المصادر، وذلك في كتاب الضعفاء الصغير، حيث قال:"حفص بن سليمان الأسدي أبو عمر، عن علقمة بن مرثد، تركوه، وقال أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى، قال يحيى: أخبرني شعبة قال: أخذ مني حفص كتاباً فلم يرده، قال وكان يأخذ كتب الناس فينسخها".
واستقرت هذه الرواية في ترجمة حفص بن سليمان الأسدي القارئ بعد ذلك، ولم يتنبه المؤلفون إلى أنها رواية بصرية تخص أحد رواة الحديث من البصريين، كيف لا وقد اعتمدها شيخ المحدثين البخاري، معتمداً على روايته عن الإمام أحمد بن حنبل، عن يحيى بن سعيد القطان، عن شعبة بن الحجاج)) اهـ.
قلت: الروايتان الواردتان عند ابن سعد في (الطبقات) ([1])، وعند عبدالله بن أحمد في (العلل) ([2]) صحيحة، وتخص حفص بن سليمان المنقري البصري بلا شك، ويشكر الأستاذ الفاضل في تحريره لهذا الإشكال الذي وقع حول هذه الرواية كما هو موضح في كلامه أعلاه.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما كون هذه القصة تورث ضعفًا فيمن قيلت فيه فلا أسلم بهذا. فليس كل النقاد وقعوا في ذات الوهم الذي وقع فيه البخاري في (الضعفاء الصغير) ([3]) فلم يتبعه في ذلك إلا أبو حاتم الرازي ([4]) وبعض المتأخرين عن هذه الطبقة .. وليسوا في عداد النقاد الكبار.
مع العلم أن البخاري لم يجر عليه الوهم في كل كتبه، بل هو يعي تمامًا التفريق بين المنقري البصري، والأسدي الكوفي.
فقد فرق بينهما في (الأوسط) ([5]) فقال: قال يحيى مات عطاء بن أبي ميمونة بعد الطاعون، وكان يرى القدر، وحفص بن سليمان قبل الطاعون بقليل.
وقال: في موضع آخر ([6]): حفص بن سليمان أبو عمر الأسدي، وهو حفص بن أبى داود، هو القارىء عن عاصم وعلقمة بن مرثد سكتوا عنه ... قال وأما حفص بن سليمان المنقري البصري، ثقة، قديم الموت.
وفي التاريخ الكبير (2/ 363) ترجم لهما فقال:
2764 ـ حفص بن سليمان البصري المنقري عن الحسن روى عنه حماد بن زيد والتميمي يقال مولى بني منقر قال يحيى مات قبل الطاعون بقليل ومات عطاء بن أبي ميمونة بعد الطاعون. ...
2767 ـ حفص بن سليمان الأسدي أبو عمر القارئ عن علقمة بن مرثد وعاصم تركوه، وهو حفص بن أبي داود الكوفي. اهـ.
فلم نره ذكر رواية النسخ في (الأوسط) ولا في (التاريخ الكبير) ولا في (الضعفاء الكبير) .. وهذا يعني أن الوهم أشكل من حيث عدم التصريح بنسب خفص فأشكل.
أما كون هذه القصة أورثت ضعفًا في حفص القارئ فهو مردود من وجهين:
الوجه الأول: أن هذه العبارة محتملة فلا تعني الجرح، وذلك أن مجرد أخذ كتب الناس ونسخها لا يعني روايتها، فربما نسخها للفائدة، أو نسخها ليتحملها بعد ذلك بصورة العرض على الشيوخ، فهذا لا يضر إذا كان الأصل المنقول عنه معارض بأصل الشيخ.
فكيف إذا كان صاحب الكتاب مثل شعبة أو القطان، لا شك أن المحدثين يرغبون في النسخ من كتب المتقنين، وليس هذا من قبيل الجرح فاعلم؛ لأنها جرت عادة بعضهم أن ينتسخ مسموعاته من حفاظ أقرانه.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة يقول: ((لما أتيت محمد بن عائذ وكان رجلاً جافيًا ومعي جماعة فرفع صوته، فقال: من أين أنتم قلنا من بلدان مختلفة من خراسان من الري من كذا وكذا قال أنتم أمثل من أهل العراق، قال ما تريدون؟ ورفع صوته، قلنا شيئا من حديث يحيى بن حمزة، فلم أزل أرفق به وأداريه حتى حدثني بما معي ثم قال خذ الكتاب فانظر فيه فأعطانى كتابه فنظرت فيه وكتبت منه أحاديث ثم قال خذ الكتاب فاذهب به معك قال أبو زرعة فدعوت له وشكرته على ما فعل قلت انا أجل كتابك عن حمله وأنا أصيب نسخة هذا عند أصحابنا فذهبت وأخذت من بعض أصحاب الحديث فنسخته على الوجه)) ([7]).
والأمثلة على ذلك كثيرة .. وإنما تحفظوا في كتب (بفتح الكاف وإسكان الفوقية) الحديث خاصة من غير أصول متقنة أو من غير مقابلة، وأشد من ذلك نسخها على سبيل الرواية منها دون تحمل، فإن هذا عين الكذب!.
قال هشام بن يوسف ـ في مطرف بن مازن ـ: ((استعار كتبي على أن ينتسخها ويسمعها مني فنسخها ورواها عن شيوخي ابن جريج وغيره، انظروا في كتبه فإنها توافق كتبي)) ([8]). اهـ. ولهذا كذبه ابن معين قال العباس بن محمد الدوري: سئل يحيى بن معين عن مطرف بن مازن؟ فقال: كذاب ([9]).
و قال يحيى بن معين: قال لي هشام بن يوسف: جاءني مطرف بن مازن فقال لي: أعطني حديث بن جريج ومعمر حتى أسمعه منك؟ فأعطيته فكتبها ثم جعل يحدث بها عن معمر نفسه وعن ابن جريج، فقال لي هشام: انظر في حديثه فهو مثل حديثي سواء، فأمرت رجلا فجاءني بأحاديث مطرف بن مازن فعارضت بها فإذا هى مثلها سواء، فعلمت انه كذاب ([10]).
ونستفيد من هذه القصة أن ابن معين لا يمكن أن يسلم في مثل القصة المنسوبة لحفص بن سليمان القارئ من دون بحث وتمحيص .. كما ظن الدكتور غانم.
أما بقية العلوم غير الحديث فلا حرج في نسخها والإفادة منها ([11]).
فالانتساخ مشهور لديهم، فالذي أرجحه في هذه المسألة أنها من قبيل الإخبار وليست بجرح .. وإن أخطأ بعض المؤرخين بعد ذلك فحملها على الذم، ثم فسرها بعضهم على قصد الرواية فاستحالت جرحًا، فهذا لا نقره.
أما سبب عدم إعادة الكتاب إلى شعبة فربما نسيه أو فقده، وشعبة من المتعنتين في الجرح يغمز بأدنى ملابسة فكن على ذُكر من هذا، فلو كان لا يرى جواز نسخ الأصول والفروع المتقنة لما أعاره.
الوجه الثاني: إذا كان ذلك كذلك فشعبة لم يرد بهذه العبارة جرح المنقري، فلو أراد بها جرحه لكان ضعيفًا عنده .. كيف وقد عدله وقدمه في الحسن، فقال: ((كان حفص أعلمهم بقول الحسن)) ([12]).
وإنما عددنا هذا من قبيل التعديل المطلق؛ لأن حفصًا هذا إنما عرف بالحسن فهو مقدم فيه على غيره وقبله النقاد كما سيأتي في وقفة لا حقة.
وما يلفت هنا أن أحدًا من النقاد لم يشر لقصة نسخه للكتب سوى ابن سعد في (الطبقات) ([13]). وعبدالله بن أحمد في (العلل) ([14]) .. وهذا يؤيد ما أكدناه سابقًا أنهم لم يعدوها من قبيل الجرح، إلا لما ذكرت في ترجمة حفص القارئ لقيام القرينة على كونها جرحًا.
---الحواشي ----
([1]) الطبقات (7/ 256).
([2]) العلل (3: 77/ برقم 4257)
([3]) الضعفاء برقم (73).
([4]) الجرح والتعديل (3/ 173).
([5]) التاريخ الأوسط (2/ 24).
([6]) التاريخ الأوسط (2/ 184).
([7]) الجرح (1/ 343).
([8]) انظر مختصر الإرشاد (1/ 280).
([9]) الجرح (8/ 314).
([10]) تاريخ الدوري (3: 177/ برقم 787).
([11]) كتب الشافعي إلى محمد بن الحسن الشيباني ـ وقد طلب منه كتبا ينسخها فأخرها عنه ـ بشعر قال فيه:
قل لمن تر= عين من رآه مثله
ومن كأن من رآه = قد رأى من قبله
العلم ينهى أهله = أن يمنعوه أهله
لعله يبذله= لأهله لعله
فبعث إليه الكتب من وقته. اهـ. انظر وفيات الأعيان (4/ 184 ـ 185)، وانظر طبقات الفقهاء للشيرازي (ص142).
([12]) طبقات ابن سعد (7/ 267).
([13]) الطبقات (7/ 256).
([14]) العلل (2/ 503/برقم3320)، (3/ 77/ برقم4257).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[03 Dec 2005, 11:11 م]ـ
قال أ. د.غانم وفقه الله: (ولا يكاد يجد المتتبع للموضوع سبباً لتضعيف حفص القارئ غير هذه الرواية، وصار كثير من المؤلفين في الجرح والتعديل يذكرون تضعيف حفص القارئ من غير ذكر العلة، على نحو ما مر في النص المنقول عن ابن الجوزي، باعتبار أن تضعيفه أمر ثابت قرَّره كبار علماء الجرح والتعديل، ولم يدركوا أن ذلك التضعيف انبنى على أساس غير صحيح) اهـ.
قلت: ليس السبب في تضعيف حفص بن سليمان هذه القصة، فقد فندنا هذا التصور في الوقفة السابقة، بصورتها المنقولة عن شعبة. وقد رأيت ابن حبان في (المجروحين) ([1]) تصرف في سياقها على نحو جعلها من قبيل الجرح، فقال: (كان يأخذ كتب الناس فينسخها ويرويها من غير سماع).
وهذا لو صح لكان من قبيل الجرح المفسر، وهذا ما فهمه الدكتور غانم وأراد بهذا نسف جرح حفص بن سليمان من جذوره ولا يتأتى له هذا عند ابن حبان فكيف به عند غيره ممن لم يعرض للقصة أصلاً.
أما كونه لا يتأتى هذا عن ابن حبان فلأنه قال قبل هذه الجملة: (كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل). وهذا من أسباب ضعفه عند ابن حبان.
أما غيره من النقاد فلم يصرحوا بما صرح به ابن حبان وبقيت ألفاظهم مجملة، ومنهم من صرح بالنكارة أو البطلان في الروايات.
فظهر أن سبب الضعف متعلق بالضبط لا بالعدالة، وهو ما عبر عنه بعضهم بقوله (متروك الحديث). وعبر عنه بعضهم بقوله: (أحاديثه كلها مناكير). وبعضهم قال: (يحدث ... أحاديث بواطيل). وقد جمع ابن عدي في (الكامل) ([2]) طرفًا من هذه الأحاديث المنكرات، وقال: (وعامة حديثه عمن روى عنهم غير محفوظة).
يعني أنه تفرد بها، وهو ممن لا يحتمل تفرده .. وهذا هو السبب في ضعفه بل ترك حديثه على الحقيقة.
إذا عُلم هذا .. ظهر أن ما يدندن حوله الأستاذ الدكتور غانم قدوري من أن ((ذلك التضعيف انبنى على أساس غير صحيح)) غير صحيح.
---الحواشي ----
([1]) المجروحين (1/ 255).
([2]) الكامل (2/ 382).
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[03 Dec 2005, 11:13 م]ـ
((2) يحيى بن معين، أبو زكريا البغدادي (ت233هـ): يبدو أن يحيى بن معين لم يكن يعرف حفص بن سليمان الأسدي الكوفي معرفة شخصية، وليس هناك ما يؤكد أنهما التقيا في بغداد أو في غيرها من المدن)) اهـ.
حاول الأستاذ الفاضل التشكيك في قول ابن معين بعدم معرفته بحفص بن سليمان، وهذا لا أراه صوابًا، وذلك لأن طريقة المحدثين في الحكم على الرواة تأخذ منحيين مشهورين:
أولهما ـ معرفة عدالة الراوي .. فمن الرواة من تعرف عدالته الظاهرة والباطنة .. ونقصد بعدالة الظاهر سلوكه أمام الناس. ونقصد بعدالة الباطن هنا سلوكه غير الظاهر الذي لا يعرفه أكثر الناس.
ومعرفة العدالة ظاهرًا وباطنًا مبناها على اختبار الأحوال، والنظر في الأفعال, ولا يحصل هذا إلا باللقي والمشاهدة مدة ليست باليسيرة، كالقرابة والتلمذة والاتفاق في البلد.
ومن الرواة من تعرف عدالته في الظاهر دون الباطن .. فكل من كان مستور الحال لم يظهر منه مكفر أو مفسق فهو عدل حتى يتبين ضد ذلك .. لأن الأصل في الناس العدالة وعلى هذا جماعة من متقدمي النقاد، وهو الأظهر من منهج صاحبي الصحيح، فإذا سبر حديث هذا الضرب من الناس فأشبه أحاديث الثقات كان حديثه صحيحًا .. ومن كان هذا سبيله يكفي في تعديله أدنى معرفة. وهذا لا بأس من معرفة عدالته بالاعتماد على الأخرين.
فلا تحصل المعرفة بعدالة الظاهر والباطن إلا بالمعاشرة وطول الصحبة في الحضر والسفر، والتعامل معه في بيع وشراء ونحوه، ومعرفة أمانته وستره وصيانته.
وابن معين من عادته أنه يستقصي عن أحوال الرواة، كصنيعه بالسؤال عن حفص، وهذه الطريقة هي المصدر الأول من مصادر النقد عند ابن معين وغيره فيمن لم تعرف عدالته الباطنة.
لكن حفص بن سليمان من أهل الكوفة، وقد دخلها ابن معين مرارًا، ثم انتقل إلى بغداد في حياة ابن معين، فلا أستبعد أنه لقيه وعرفه، وإنما احتاج إلى الاستفسار عن مكانته في القراءة، عندها سأل أهل الاختصاص.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيهما ـ معرفة ضبط الرواة .. ومنهج ابن معين في معرفة ذلك فريد في بابه، وهو الحجة في ذلك عند الأئمة جميعًا. وقد عرف عنه تخصصه في هذا الشأن وتركيزه على دراسة مرويات أي راو قبل الكلام فيه، فلم يكن من عادته الكلام في الرواة لأدنى ملابسة، وقد كان ينصح قبل أن يفضح.
قال يحيى بن معين: أخطأ عفان في نيف وعشرين حديثا، ما أعلمت بها أحدًا وأعلمته فيما بيني وبينه، ولقد طلب إلي خلف بن سالم، فقال: قل لي: أي شيء هي؟ فما قلت له، وكان يحب أن يجد عليه ([1]).
وقال يحيى: ما رأيت على رجل قط خطأ إلا سترته، وأحببت أن أزين أمره، وما استقبلت رجلاً في وجهه بأمر يكرهه، ولكن أبين له خطأه فيما بيني وبينه، فإن قبل ذلك مني وإلا تركته ([2]).
فلا يتكلم ابن معين في أحد ممن خبره ولقيه إلا بعد أن يعذر إليه، ومن لم يلقه فإنه يتثبت في أمره ويدرس حديثه ويسأل تلاميذه وأصحابه فإذا تبين له أمره عندها يتركه ويتكلم فيه.
وفي (سؤالات الآجري): قلت لأبي داود: أيما أعلم بالرجال علي أو يحيى؟ قال: يحيى عالم بالرجال، وليس عند علي من خبر أهل الشام شيء ([3]).
وقال حنبل عن أحمد: كان بن معين أعلمنا بالرجال ([4]).
أما معرفته بضبط الرواة وتفردهم ومناكيرهم .. فهو عجب من العجب!.
قال عباس الدوري عن بن معين: لو لم نكتب الشيء من ثلاثين وجها ما عقلناه ([5]).
فهو مشهور بالتنقير في مرويات الرواة وسماع الأحاديث من عدة طرق عن شيخ واحد.
ومن ثم عرضها على مرويات الأصحاب والأقران، وله قصة مشهورة في هذا الشأن يرويها محمد بن إبراهيم الملطي قال: جاء يحيى بن معين إلى عفان ليسمع منه كتب حماد بن سلمة، فقال له: ما سمعتها من أحمد؟ قال: نعم حدثني سبعة عشر نفسًا عن حماد بن سلمة، فقال: والله لا حدثتك، فقال: إنما هو درهم ([6])، وانحدر من البصرة واسمع من التبوذكي، فقال: شأنك، فانحدر إلى البصرة، وجاء إلى موسى بن إسماعيل، فقال له موسى: لم تسمع هذه الكتب من أحد؟ قال: سمعتها على الوجه من سبعة عشر نفسًا وأنت الثامن عشر. فقال: وماذا تصنع بهذا؟ فقال: إن حماد بن سلمة كان يخطئ، فأردت أن أميز خطأه من خطأ غيره، فإذا رأيت أصحابه قد اجتمعوا على شيء علمت أن الخطأ من حماد نفسه، وإذا اجتمعوا على شيء عنه، وقال واحد منهم بخلافهم علمت أن الخطأ منه لا من حماد، فأميز بين ما أخطأ هو بنفسه وبين ما أخطئ عليه ([7]). اهـ.
فهذا هو منهج ابن معين في الكشف عن أوهام وأخطاء الرواة في المكثرين فما بالك بالمقلين .. فهذا أيسر عليه بلاشك، وحفص بن سليمان ليس من المكثرين، ومعرفة خطأه وتفرده أمر يسير جدًا يمكن الوصول إليه بيسر وسهولة؛ لقلة مروياته، وابن معين قد أدرك من حياته ما يقارب العشرين سنة فإنه ولد سنة (158هـ)، مات حفص سنة (180هـ)، وأدرك جميع تلاميذه، فلا يقال والحال هذه أنه لم يعرفه.
ثم إن له ما يشبه القاعدة في الرواة الذين لم يخبرهم أشار لها ابن عدي بقوله: قول يحيى بن معين [في الراوي] لا أعرفه، كأن يحيى إذا لم يكن له علم ومعرفة بأخباره ورواياته يقول: (لا أعرفه) ([8]).
ولذلك أمثلة ذكرها أستاذنا أحمد نورسيف في دراسته لابن معين ([9]).
فلو كان ليس له معرفة بحفص لم يجرؤ أن يقول فيه هذا الكلام الشديد الذي لا يكون إلا عن معرفة وتبصر. وأسوق هنا مثالاً يدل على تؤدته وعدم تعجله في شأن الرواة الذين يترك حديثهم أو يكذبهم.
قال أبو العباس عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي: كنا نختلف إلى إبراهيم بن نصر بن أبى الليث سنة ست عشرة ومئتين، أنا وأبى أحمد ويحيى بن معين ومحمد بن نوح وأحمد بن حنبل في غير مجلس، نسمع منه تفسير الأشجعي، فكان يقرأه علينا من صحيفة كبيرة، فأول من فطن له ـ أي أنه كذاب ـ أبي فقال له: يا أبا إسحاق هذه الصحيفة كأنها أصل الأشجعي؟ قال: نعم كانت له نسختان فوهب لي نسخة، فسكت أبي، فلما خرجنا من عنده قال لي: أي بنى ذهب عناؤنا إلى هذا الشيخ باطلا؛ الأشجعي كان رجلاً فقيرًا وكان يُوصل وقد رأيناه وسمعنا منه، من أين كان يمكنه أن يكون له نسختان، فلا تقل شيئًا واسكت، فلم يزل أمره مستورًا حتى حدث بحديث أبي الزبير، عن جابر في الرؤية، وأقبل يتبع كل حديث فيه رؤية يدعيه، فأنكر عليه ذلك يحيى بن معين لكثرة حديثه ما ادعى (وتوقى أن يقول فيه شيئًا).
(يُتْبَعُ)
(/)
وحدث بحديث عوف بن مالك: "أن الله إذا تكلم تكلم بثلاثمائة لسان" فقال يحيى: هذا الحديث أُنكر على نعيم الفارض! من أين سمع هذا من الوليد بن مسلم؟ فجاء رجل خراساني فقال: أنا دفعته إلى إبراهيم بن أبي الليث في رقعة تلك الجمعة، فقال يحيى: (لا يُسقط حديث رجل برجل واحد)، فلما كان بعد قليل حدث بأحاديث حماد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء، عن وكيع بن عدس، عن عمه أبي رزين: "أين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض"، "وضحك ربنا من قنوط عباده" حدث بها عن هشيم بن بشير، عن يعلى بن عطاء.
فقال يحيى بن معين: (إبراهيم بن أبي الليث كذاب لا حفظه الله! سرق الحديث) اذهبوا فقولوا له: يخرجها من أصل عتيق، فهذه أحاديث حماد بن سلمة لم يشركه فيها أحد، ولو حدث بها عن هشيم، عن يعلى بن عطاء ليس فيها خير، قلنا لعل هشيمًا أن يكون دلسها كما يدلس، فقال: (هشيم أخبرنا يعلى بن عطاء علمنا أنه كذاب) ([10]).
وقال أبو علي صالح بن محمد الأسدي: إبراهيم بن أبي الليث كان يكذب عشرين سنة وقد أشكل أمره على يحيى وأحمد وعلي بن المديني حتى ظهر بعد بالكذب فتركوا حديثه ([11]).
وهذا المنهج ليس منهج ابن معين لوحده فالنقاد يتثبتون من أمر الراوي حتى إذا لم يجدوا بدًا من تركه تركوه وتكلموا فيه .. فإن الأمر دين لا يسعهم الكلام في أعراض الناس دون تثبت.
---الحواشي -----
([1]) تاريخ بغداد (14/ 183 ـ 184)، تاريخ دمشق (65/ 28).
([2]) تاريخ بغداد (14/ 184)، وفيات الأعيان (6/ 141).
([3]) السؤالات (2: 313/ برقم 1968)
([4]) تاريخ بغداد (9/ 41).
([5]) تاريخ الدوري (4: 271/ برقم4330).
([6]) كذا في النسختين الخطيتين المعتمدتين في طبعة محمود زايد كما نص هو على ذلك (1/ 32) ولكنه رجح تبعًا للطبعة الهندية أن الصواب (وهم) وأثبت ذلك في الأصل، أما في طبعة حمدي السلفي (1/ 34) فأثبت (درهم) وكذا قرأها أستاذنا أحمد نور سيف في كتابه عن ابن معين (1/ 55) والسياق يقتضي هذا.
([7]) المجروحين (1/ 32) وانظر تقدمة المعرفة (ص315) والنص فيه باختصار.
([8]) الكامل (2/ 161).
([9]) يحيى بن معين وكتابه التاريخ (1/ 119 ـ 120).
([10]) تاريخ بغداد (6/ 194).
([11]) تاريخ بغداد (6/ 195).
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[03 Dec 2005, 11:17 م]ـ
((واعتمد يحيى في الحكم على حفص القارئ على قول أيوب بن المتوكل البصري القارئ (ت200هـ) فيه، فقد نقل الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد:" قال ابو زكريا، يعني يحيى بن معين: زعم أيوب بن المتوكل قال: أبو عمر البزاز أصح قراءة من أبي بكر بن عياش، وأبو بكر أوثق من أبي عمر. قال أبو زكريا: وكان أيوب بن المتوكل بصرياً من القراء، سمعته يقول ذلك")).
ونقل بعض المؤلفين في الجرح والتعديل قول أيوب بن المتوكل السابق الذي رواه عنه يحيى بن معين منسوباً إلى ابن معين نفسه مع تغيير فيه أدى إلى وصف حفص بأنه ليس ثقة، فقد نقل ابن عدي في كتابه الكامل عن الليث بن عبيد أنه قال:" سمعت يحيى بن معين يقول: أبو عمر البزاز صاحب القراءة ليس بثقة، هو أصح قراءة من أبي بكر بن عياش، وأبو بكر أوثق منه")) اهـ.
يرى أ. د. غانم القدوري .. أن ابن معين اعتمد في الحكم على حفص القارئ على أيوب بن المتوكل في قوله: (زعم أيوب بن متوكل قال أبو عمر البزاز أصح قراءة من أبي بكر بن عياش وأبو بكر أوثق من أبي عمر قال أبو زكريا وكان أيوب بن متوكل بصري من القراء سمعته يقول هذا).
وهذه الرواية يرويها الخطيب (تاريخ بغداد) ([1]): أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أنبأنا محمد بن حميد المخرمي، حدثنا علي بن الحسين بن حبان، قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده، قال أبو زكريا (يعني يحيى بن معين): (فذكره).
وربما ظن البعض ضعفها؛ فإن محمد بن حميد المخرمي فيه ضعف.
قال أبو الحسن بن الفرات: كان عنده أحاديث غرائب كتب مع الحفاظ القدماء إلا أنه كان منه تخليط في أشياء قبل أن يموت ولا أحسبه تعمَّد ذلك؛ لأنه كان جميل الأمر إلا أن الإنسان تلحقه الغفلة.
وقال أبو بكر البرقاني: ضعيف، وقال: كان أبو منصور بن الكرجي قد سمع منه فلم يخرج عنه شيئًا.
وقال محمد بن أبى الفوارس: كان فيه تساهل شديد وكان سمع حديثًا كثيرًا إلا أنه كان فيه شرة .. ووثقه أبو نعيم الحافظ. مات سنة (361هـ) ([2]).
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن هذه الرواية من نسخة علي بن الحسين بن حبان التي رواها عن أبيه وجادة، وهي مشهورة عندهم، وفيها مسائل وجوابات حسان لابن معين.
وقد ثبتت من وجه آخر في رواية ابن محرز، في قوله: سمعت يحيى يقول: قال لي أيوب بن المتوكل ـ وكان من القراء البصراء ـ قال: قراءة أبي عمر البزاز أثبت من قراءة أبي بكر بن عياش، وأبو بكر أصدق منه. قال يحيى: وأبو عمر هذا كذاب ([3]).
فالشاهد أن ابن معين اعتمدها في القراءة كما يدل سياقها، وتأكيد ابن معين بأن راويها من القراء البصراء،.يعطي قوله قوة، ولعل في قوله: (زعم) ما يخلي عهدته في هذه النقل!.
أما في رواية الحديث فلا علاقة لأيوب بن المتوكل بأقوال ابن معين في نظري القاصر، لأنا إذا تأملناها لم نجد لها تعلقاً مباشراً بقول أيوب اللهم إلا ما رواه ابن عدي في (الكامل) ([4]): ثنا أحمد بن علي بن الحسن المدائني، ثنا الليث بن عبيد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو عمر البزاز صاحب القراءة ليس بثقة، هو أصح قراءة من أبي بكر بن عياش وأبو بكر أوثق منه. اهـ.
ونسبته له صحيحة، وشطره الأخير ظاهر في اعتماده فيه على قول أيوب دون صدر الكلام الذي هو من قول ابن معين.
ويؤيد ما ذهبت إليه مسألة عثمان بن سعيد في (التاريخ) ([5]) قال: ((سألت يحيى بن معين عن حفص بن سليمان الأسدي الكوفي كيف حديثه؟ فقال: ليس بثقة، قلت: يروي عن كثير بن زاذان من هو؟ قال: لا أعرفه)).
ورواية العقيلي ([6]): عن الحضرمي: ليس بشيء.
ثم الرواية التي أوردها ابن الجوزي ([7]) وهي قوله: ضعيف إن صحت.
وأرى أن هذه الراوية تخص حماد بن واقد أوردها ابن عدي في ترجمة حفص بن سليمان القارئ، فقال: ثنا ابن حماد، ثنا عباس، عن يحيى، قال: أبو عمر الصفار ضعيف ([8]). وهذا وهم منه فقد ساقها المزي في ترجمة حماد بن واقد ([9])، وهو الصواب، أما الذهبي فأفرد ترجمته (الميزان) ([10])، فقال: أبو عمر الصفار. روى عباس عن ابن معين: ضعيف ([11]). اهـ. ولم ينبه أنه حماد بن واقد إذ لم يعرفه.
فلعل هذه الرواية هي التي نقل ابن الجوزي في (الضعفاء والمتروكين) ([12]).
قلت: ثبت بما قدمنا أن لابن معين رأيًا مستقلاً عن قول أيوب بن المتوكل، وليس مقلدًا له.
---الحواشي-----
([1]) تاريخ بغداد (8/ 186).
([2]) انظر تاريخ بغداد (2/ 265).
([3]) معرفة الرجال (1: 113/ برقم 546).
([4]) الكامل (2/ 380).
([5]) تاريخ الدارمي برقمي (269)، (270).
([6]) الضعفاء (1/ 270).
([7]) الضعفاء والمتروكين (1: 221/ برقم 933).
([8]) الكامل (2/ 380).
([9]) تهذيب الكمال (7/ 290).
([10]) الميزان (4/ 555).
([11]) وزاد على هذا قوله: (وقال الجوزجاني: أبو عمر حفص بن سليمان قد فرغ منه منذ دهر). وهذا لعله خطأ من النساخ. فهذا القول إنما هو في حفص بن سليمان المقرئ .. كما هو ظاهر ولا وجه لإلحاقه بترجمة هذا. انظر الميزان (4/ 555).
([12]) الضعفاء لابن الجوزي (1/ 221/ برقم 933).
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[03 Dec 2005, 11:21 م]ـ
((وجاء في كتاب تاريخ ابن معين من رواية عثمان بن سعيد الدارمي (ت280هـ):" وسألته عن حفص بن سليمان الأسدي الكوفي: كيف حديثه؟ فقال: ليس بثقة ". وجاء في بعض الروايات عن يحيى بن معين أنه قال: ليس بشيء، وصارت العبارة في رواية أخرى:"كان حفص كذَّاباً"، فقد نقل ابن عدي في كتابه الكامل، عن الساجي، عن أحمد بن محمد البغدادي، قال سمعت يحيى بن معين يقول: كان حفص بن سليمان وأبو بكر بن عياش من أعلم الناس بقراءة عاصم، وكان حفص أقرأ من أبي بكر، وكان أبو بكر صدوقاً، وكان حفص كذَّاباً". وانتهى الأمر عند ابن الجوزي إلى القول:" قال يحيى: ضعيف، وقال مرة: ليس بثقة، وقال مرة: كذاب")) اهـ.
ينبغي أولاً تحرير القول في تكذيب ابن معين له الذي أبهمه الدكتور غانم في صدر كلامه .. ونص عليه في ثنايا البحث.
فقد رواه ابن عدي ([1]): أنا الساجي، ثنا أحمد بن محمد البغدادي، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: كان حفص بن سليمان وأبو بكر بن عياش من أعلم الناس بقراءة عاصم، وكان حفص أقرأ من أبي بكر، وكان أبو بكر صدوقًا، وكان حفص كذابًا.
وأحمد بن محمد البغدادي، كنت أظنه هو: أحمد بن محمد بن هانئ أبو بكر الطائي، ويقال: الكلبي الأثرم، وهو أحد أذكياء العالم .. قال ابن معين: كان أحد أبوي الأثرم جنيا!.
(يُتْبَعُ)
(/)
وله كتاب في علل الحديث ومسائل أحمد بن حنبل تدل على علمه ومعرفته ([2]).
تبعت في ذلك المزي (رحمه الله) ([3]) ثم استبان لي بعد تأمل وتحرير للنقول أنه أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز البغدادي، وهذا له روايتان عن ابن معين في شأن حفص القارئ:
الأولى منهما: سمعت يحيى بن معين يقول ـ وذكر أبا عمر البزاز كوفي ـ فقال: كان أبو عمر هذا كذاب ([4]).
والثانية: سمعت يحيى يقول: قال لي أيوب بن المتوكل ـ وكان من القراء البصراء ـ قال: قراءة أبي عمر البزاز أثبت من قراءة أبي بكر بن عياش، وأبو بكر أصدق منه. قال يحيى: وأبو عمر هذا كذاب ([5]).
فالذي انقدح في ذهني أن ابن معين قد يستخدم إطلاق الكذب عند التفرد بما لا يُحتمل من الراوي .. وأقرب مثال يحضرني على هذا ما رواه الحاكم قال: سمعت أبا علي الحافظ، سمعت أحمد بن يحيى التستري، يقول: لما حدث أبو الأزهر بهذا (يعني حديث عن ابن عباس قال نظر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى علي، فقال: أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة ... ) في الفضائل أخبر يحيى بن معين بذلك، فبينا هو عنده في جماعة أصحاب الحديث إذ قال: من هذا الكذاب النيسابوري الذي حدث بهذا عن عبد الرزاق؟ فقام: أبو الأزهر، فقال: هو ذا أنا، فتبسم يحيى بن معين، وقال: أما إنك لست بكذاب، وتعجب من سلامته، وقال: الذنب لغيرك فيه ([6]).
وحفص قد أكثر من غرائب الروايات، وليس من الثقة بمحل من تقبل أفراده ولذا تكلموا فيه.
ومن جانب آخر ينبغي أن نعلم أن إطلاق الكذب ليس بالضرورة الاتهام بالوضع، لأن المرء قد يجري الكذب على لسانه من غير قصد أو تعمد.
كما صح عن يحيى القطان أنه قال: ((لم نر الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث)).
وفي رواية: ((لم تر أهل الخير في شيء أكذب منهم في الحديث)).
وقد فسرها الإمام مسلم تفسيرًا حسنًا فقال: (يقول يجري الكذب على لسانهم ولا يتعمدون الكذب) ([7]). اهـ.
ومن هذا الضرب عبدالله بن المحرر الجزري، قال ابن حبان: كان من خيار عباد الله ممن يكذب ولا يعلم، ويقلب الأخبارولا يفهم ([8]). وربما كان الكذب في حديث الناس لا في حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم). كما يُفسر به تكذيب أبي داود ([9]) لابنه عبدالله الحافظ الشهير ([10]) ولم يضره ذلك .. قال ابن عدي: هو مقبول عند أهل الحديث، وأما كلام أبيه فيه فما أدري أيش تبين له منه ([11]).
وربما أطلق الكذب والمراد به الخطأ كما في لغة أهل الحجاز، كما في تكذيب النبي (صلى الله عليه وسلم) لسعد بن عبادة ([12]). وكما في تكذيب عبادة بن الصامت لأبي محمد أحد الصحابة (رضي الله عنهم) ([13]). وكما في تكذيب سعيد بن جبير ([14])، وعطاء بن أبي رباح ([15])، وسعيد بن المسيب ([16]) لعكرمة، وكما في تكذيب الشعبي للحارث الأعور ([17]). قال ابن حبان في (الثقات) ([18]): ((أهل الحجاز يسمون الخطأ كذبًا)).
وربما أطلق الكذب على الراوي لروايته الكذب ولو لم يكن هو الذي اختلقه وصنعه .. كما في الحديث الشريف: "من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين". وهو حديث صحيح مشهور ([19]).
فإما أن يكون وصف ابن معين لحفص من هذا الباب، أو يكون بالاعتبار الذي ذكرته أولاً، فترد هذه العبارة وتفسر وفق ألفاظه الأخرى .. كما سنبينه في وقفة تالية.
وأنا أتفق مع الأستاذ (وفقه الله) أن الذي يقرأ عبارات ابن معين في ضوء رواية ابن محرز، فسيتهمه خاصةً أن الرواية مختصه بالقراءة ولم تذكر فيها رواية الحديث، ولذا خشي أن يتجه بعض الجهلة أو المغرضين للتشكيك في القرآن بسبب هذا الطعن، خاصةً وأن قراءة عاصم يقرأ بها في معظم بلدان العالم الإسلامي.
وهذا ما دعاه (حفظه الله) إلى محاولة توجيه كلام ابن معين وتضعيفه بتفسيره بأنه قراءة غير دقيقة لقول أيوب بن المتوكل.
لكن ينبغي أن يكون التوجيه والتفسير على طريقة المحدثين، وبطريقة علمية مقبولة .. وهذا ما أحسب أنا سنصل إليه (بإذن الله تعالى).
وأنا أقر بأن عبارة ابن معين قاسية في حق حفص القارئ، لكنه معدود عند المحدثين في طبقة متعنتي النقاد الذين يغمزون الراوي بالغلطتين والثلاث ([20]) ! فلا جرم أنه أطلق هذه اللفظة في حالة استدعت ذلك لا نعلمها، فكم من راو تركه الأئمة ولم يجترئوا على تكذيبه، وصرح ابن معين بكذبه:
(يُتْبَعُ)
(/)
* فهذا علي بن عاصم الواسطي كان من أهل الحديث، ومن أجل الناس منزلة، وأكثرهم حضورًا وتحديثًا.
وقال يحيى بن جعفر البيكندي: كان يجتمع عند علي بن عاصم أكثر من ثلاثين ألفًا، وكان يجلس على سطح وله ثلاثة مستملين ([21]).
قال يعقوب بن شيبة: سمعت علي بن عاصم على اختلاف أصحابنا فيه، منهم من أنكر عليه كثرة الخطأ والغلط، ومنهم من أنكر عليه تماديه في ذلك وتركه الرجوع عما يخالفه فيه الناس ولجاجته فيه وثباته على الخطأ، ومنهم من تكلم في سوء حفظه واشتباه الأمر عليه في بعض ما حدث به من سوء ضبطه وتوانيه عن تصحيح ما كتبه الوراقون له، ومنهم من قصته عنده أغلظ من هذا، وقد كان رحمه الله من أهل الدين والصلاح والخير البارع وشديد التوقي لكن للحديث آفات تفسده ([22]).
وقال عمرو بن علي: فيه ضعف وكان إن شاء الله من أهل الصدق ([23]). فانظر ما ذا قال فيه ابن معين، قال: كذاب ليس بشيء ([24]). واستفصل يعقوب بن شيبة في شأنه فروى عنه قوله: ليس بشيء ولا يحتج به. قلت: ما أنكرت منه؟ قال: الخطأ والغلط، ليس ممن يكتب حديثه ([25]).
وقال ابن أبي خيثمة: قيل لابن معين: إن أحمد يقول: إن علي بن عاصم ليس بكذاب. فقال: لا والله! ما كان علي عنده قط ثقة، ولا حدث عنه بشيء، فكيف صار اليوم عنده ثقة؟! ([26]). وهذا يؤيد ما ذهبت إليه من تفسير تكذيب ابن معين لحفص.
* وهذا عامر بن صالح بن عبد الله بن عروة بن الزبير بن العوام. سئل عنه أحمد فقال: ثقة لم يكن يكذب. وقال ابن معين: كذاب.
وقال أبو داود: سمعت يحيي بن معين يقول جن أحمد يحدث عن عامر بن صالح.
وقال ابن معين أيضا: ليس بشيء يروي عن هشام، عن أبيه، عن عائشة: أن النبي (صلي الله عليه وسلم) قال: "إياكم والزنج فإنة خلق مشوه" ([27]).
* وهذا عبدالرحيم بن زيد العمي. قال البخاري: تركوه. وقال الجوزجاني: غير ثقة. وقال أبو حاتم: ترك حديثه. وقال أبو زرعة: واه. وقال أبو داود: ضعيف
أما ابن معين فقال: كذاب. وقال مرة: ليس بشيء ([28]).
فلم يكن ابن معين يتورع من تكذيب الكبار إذا تبين له خطأهم وغلطهم، لا يحابي في ذلك أحدًا.
فأرى أنه ينبغي أن نفهم إطلاقه القول بكذب حفص القارئ في سياق أقواله الأخرى، فقد وردت عن ابن معين روايات في شأن حفص بن سليمان ليس فيها إطلاق الكذب كما مر معنا، وهذا سيعزز التفسير الذي اخترناه لمعنى كلمة (وكان حفص كذابًا) .. فمرة قال: ليس بثقة كما في رواية الدارمي ([29])، والليث بن عبيد ([30]). وفي رواية أحمد بن محمد الحضرمي: ليس بشيء ([31]).
وهذه العبارات فيها إجمال يحتاج لتفسير: ففي رواية الدارمي: (سألت يحيى بن معين عن حفص بن سليمان الأسدي الكوفي كيف حديثه؟ فقال: ليس بثقة).
فهذه فسرت أن مراد ابن معين بالتضعيف منصرف إلى الحديث والرواية وليس إلى العدالة، لأن السؤال اتجه إلى حديثه فكان هذا الجواب.
وكذلك رواية الليث بن عبيد: (سمعت يحيى بن معين يقول: أبو عمر البزاز صاحب القراءة ليس بثقة، هو أصح قراءة من أبي بكر بن عياش وأبو بكر أوثق منه).
فإنها صريحة في التفريق بين الرواية والقراءة .. فقوله (ليس بثقة)، وقوله (أبو بكر أوثق منه) مختص برواية الحديث كما هو ظاهر اللفظ.
أما القراءة فقراءته أصح من قراءة أبي بكر بن عياش على رأي أيوب بن المتوكل وهو من القراء البصراء.
أما قوله: (ليس بشيء) فهي تعني الضعف الشديد إذا قرأناها وفق أقواله الأخرى .. ولذا لا يصح والحال ما ذكرت أن يصرف إطلاق ابن معين الكذب عليه إلى العدالة، بمعنى أنه يختلق الأحاديث ويضعها كما يدل عليه ظاهر كلام عبدالرحمن بن يوسف بن خراش الناقد المشهور.
كما لا يصح كذلك أن ينصرف فهمنا لعبارة ابن معين إلى ضعف الرجل مطلقًا في القراءة والرواية، لأن في ثنايا النص ما يردها، ثم إن شهرته بصحة الرواية ليست مأخوذة فقط عن قول ابن معين وقبله أيوب بن المتوكل بل هذا شيء متواتر عند المحدثين وغيرهم.
وهذا فيه إنصاف لحفص بن سليمان، كما أن ضعفه في الرواية مما لا يكاد يختلف فيه المحدثون والنقاد المهرة، ولا يضره هذا في القراءة.
وسيتبين من دراسة أحاديثه صحة هذه النتيجة المسبَّقة، فليست القضية توارد على الخطأ أو سوء فهم في قراءة عبارات النقاد.
---الحواشي -----
([1]) الكامل (2/ 380)، ورواها الخطيب كذلك في تاريخ بغداد (8/ 186).
(يُتْبَعُ)
(/)
([2]) تاريخ بغداد (5/ 110).
([3]) إذ وقع له في ترجمة الحسن بن صالح بن حي من التهذيب (6/ 180): (وقال زكريا بن يحيى الساجي، عن أحمد بن محمد البغدادي) فقال: (أظنه أبا بكر الأثرم)، والغريب أن المزي لم يعرفه مع عنايته بتراجم الرجال سنين طوالاً .. فقد ترجم الهيثم بن خالد، فقال: (أظنه البجلي الخشاب يروي عن شريك بن عبد الله ويروي عنه أحمد بن محمد البغدادي شيخ لزكريا بن يحيى الساجي). انظر تهذيب الكمال (30: 381) .. فقد اشتبه عليه الأثرم بابن محرز لأني رأيته لا ينقل عن ابن محرز إلا بذكره لنسبه تامًا (أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز) وربما زاد (البغدادي) .. فلما وقع له غير منسوب لم يعرفه.
([4]) معرفة الرجال (1: 54/ برقم 38).
([5]) معرفة الرجال (1: 113/ برقم 546).
([6]) تاريخ بغداد (4/ 41ـ 42).
([7]) انظر لهذا وما سبق مقدمة الصحيح (ص17 ـ 18).
([8]) المجروحين (2/ 23).
([9]) انظر الكامل (4/ 265).
([10]) قال الذهبي في السير (13/ 231): ((لعل قول أبيه فيه أن صح أراد الكذب في لهجته لا في الحديث فإنه حجة فيما ينقله أو كان يكذب ويوري في كلامه ومن زعم أنه لا يكذب ابدا فهو أرعن نسأل الله السلامة من عثرة الشباب ثم انه شاخ وارعوى ولزم الصدق والتقى)).
([11]) الكامل (4/ 266).
([12]) كما في قصة الفتح عندما قال لأبي سفيان: يا أبا سفيان اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الكعبة ... فلما مر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بأبي سفيان، قال: ألم تعلم ما قال سعد بن عبادة؟ ! قال: ما قال؟ قال: كذا وكذا، فقال: كذب سعد، ولكن هذا يوم يعظم الله فيه الكعبة، ويوم تكسى فيه الكعبة. أخرجه البخاري في الصحيح (4: 1559/ برقم 4030).
([13]) في زعمه أن الوتر حق، فقال: (كذب أبو محمد) ... صحيح ابن حبان (الإحسان) (5: 21/ برقم 1731).
([14]) الكامل (5/ 271).
([15]) الكامل (5/ 266).
([16]) تاريخ دمشق (41/ 110).
([17]) قال الذهبي في السير (4/ 153): ((فأما قول الشعبي الحارث كذاب، فمحمول على أنه عنى بالكذب الخطأ لا التعمد، وإلا فلماذا يروي عنه ويعتقده يتعمد الكذب في الدين؟)).
([18]) الثقات (6/ 114).
([19]) أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه (1/ 8)، وابن حبان في صحيحه كما في الإحسان (1: 212/ برقم 29)، والضياء في المختارة (2: 268/ برقم 647).
([20]) قال الذهبي في ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل (ص172): ((وابن معين وأبو حاتم والجوزجاني: متعنتون)).
([21]) تاريخ بغداد (11/ 454).
([22]) تاريخ بغداد (11/ 447).
([23]) انظر تهذيب التهذيب (7/ 302 ـ304).
([24]) رواية ابن محرز (1: 50/ برقم 2).
([25]) تاريخ بغداد (11/ 450).
([26]) تاريخ بغداد (11/ 455).
([27]) انظر ترجمته في الكامل (5/ 83)، الميزان (2/ 360).
([28]) انظر ترجمته في الكامل (5/ 281)، الميزان (2/ 605).
([29]) التاريخ برقم (269).
([30]) الكامل (2/ 380).
([31]) الضعفاء للعقيلي (1/ 270).
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[03 Dec 2005, 11:24 م]ـ
((ويترجح لدي أن ذلك كله قراءة غير دقيقة لقول أيوب بن المتوكل في حفص القارئ، سواء كانت تلك القراءة من يحيى بن معين نفسه أو من الرواة عنه، وعَزَّزَ تلك القراءة غير الدقيقة لقول أيوب ما كان قد انتشر من القول بتضعيفه نتيجة لنسبة كلمة شعبة بن الحجاج في حفص المنقري إليه، لكن ابن الجزري نقل قول ابن معين على نحو آخر، قال: وقال يحيى بن معين: الرواية الصحيحة التي رويت عن قراءة عاصم رواية أبي عمر حفص بن سليمان)) اهـ.
يرى الدكتور غانم (وفقه الله) أن أقوال ابن معين ليست إلا تصرفًا في نقل كلام أيوب بن المتوكل أو فهمه، إما من قبله أو من قبل تلامذته.
ففي هذا تشكيك في أقوال ابن معين في الجرح والتعديل من وجهتين:
الأولى: من حيث اعتماده على أقوال الغير من غير تحرير ولا تمحيص، وربما من غير فهم .. وهذا يرده ما أسلفنا من ذكر طرف من منهج ابن معين في الجرح والتعديل.
والثانية: من حيث أن تلاميذ ابن معين يتصرفون في ألفاظه، بل ربما حرفوها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا غير صحيح، فعامة الاختلاف من جهة ابن معين نفسه، ويندر أن تجد في ذلك اختلاف تضاد، بل مؤدى هذه الألفاظ واحد، ويندر أن يكون بين ألفاظ الناقد الواحد تضاد، وما كان كذلك فيكون مرجعه لتغير الاجتهاد، أو ذلك راجع لطريقة السؤال عن الراوي، أو بالمناسبة التي قيل فيها ذلك القول.
والغريب أن أستاذنا الدكتور غانم يشير إلى القراءة غير الصحيحة لابن معين أو تلامذيه، ويهمل التصرف الواضح البين من ابن الجزري في شطب ما يتعلق بضعف حفص من كلام ابن معين.
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[03 Dec 2005, 11:28 م]ـ
قال الأستاذ غانم في التعليقة الأخيرة ([1]): (ولا يخفى على القارئ أن ابن خراش قد أتى بألفاظ في تجريح حفص لم يأت بها أحد من قبله، وهي تطعن في عدالته وتنسبه إلى الكذب ووضع الحديث. وهذا أمر لا يوجد ما يشير إليه في أقوال المعاصرين لحفص أو يدل عليه. ولعل من المناسب أن نذكر هنا أن ابن خراش هذا كان رافضياً يطعن على الشيخين، فما بالك بمن هو دونهما (ينظر: السيوطي: طبقات الحفاظ ص 297)) اهـ.
قلت: عبدالرحمن بن يوسف بن خراش (283هـ) اتهم بالرفض وجدت هذا عن الحافظ عبدان الأهوازي (306هـ)، فيما رواه ابن عدي في (الكامل) ([2])، قال: سمعت عبدان يقول: وحمل بن خراش الى بندار عندنا جزأين صنفهما في مثالب الشيخين، فأجازه بألفي درهم فبنى بذلك حجرة ببغداد ليحدث فيها فما متع بها، ومات حين فرغ منها.
وتبعه محمد بن يوسف الحافظ (390هـ) فيما رواه حمزة السهمي (427هـ)، قال: سألت أبا زرعة محمد بن يوسف الجرجاني عن عبد الرحمن بن خراش، فقال: كان خرج مثالب الشيخين، وكان رافضيًا ([3]).
وهذا لا شك أنه منقول عن قول عبدان فيه .. فلم يدركه ولم يعاصره.
وهذا ضرب من الجرح المردود، فابن خراش من الحفاظ الكبار الذين كانت تعقد لهم مجالس التحديث والمذاكرة، وكان يقرن في زمانه بأبي حاتم وأبي زرعة، وربما حضر مجالسهما وذاكرهما وغيرهما من حفاظ زمانه.
فقد سلم له معاصروه ومن بعدهم بتمام المعرفة بهذا الشأن أما ما رمي به من التشيع فهذا ثابت عنه، ولا أرى أنه وصل إلى درجة الرفض، والقصة التي رواها عبدان من أنه صنف مثالب الشيخين، لم يذكرها كبار النقاد، ولست أدري ما الذي حصل بينه وبين عبدان، فقد غمزه في حفظه وروايته واتهمه بتصنيف المثالب، وهو متعنت كذلك متشدد، والخلاف في المذهب قد يؤدي إلى أكثر من ذلك.
ومما رماه به قوله: قلت لابن خراش: حديث (لا نورث ما تركناه صدقة)، قال: باطل! قلت: من تتهم في هذا الإسناد؟ رواه الزهري، وأبو الزبير، وعكرمة بن خالد، عن مالك بن أوس بن الحدثان، أتتهم هؤلاء؟ قال: لا إنما أتهم مالك بن أوس.
عقب الذهبي على هذا بقوله: لعل هذا بدر منه وهو شاب؛ فإني رأيته ذكر مالك بن أوس بن الحدثان في (تاريخه)، فقال: ثقة.
فانظر كيف حصل من التثبت ما يشكك في القصة الآنفة.
وقال ابن عدي: وسمعت أحمد بن محمد بن سعيد المعروف بابن عقدة يقول كان بن خراش في الكوفة إذا كتب شيئا من باب التشيع يقول لي هذا لا ينفق الا عندي وعندك يا أبا العباس ([4]).
فهذا ثابت عليه التشيع ولكنه في حد ذاته ليس جرحًا ترد به الرواية إذا سلم معتنقه من الرفض أو الطعن في الصحابة، فمثل هذا يخرج عن حد العدالة .. ولكن في مثل شأن هذا الرجل جليل القدر ينبغي أن يتأنى في أمره.
فهذا ابن عدي ينقل عن شيخه الناقد أبي نعيم عبد الملك بن محمد (323هـ): أنه سمعه يثني على بن خراش هذا، وقال: ما رأيت أحفظ منه لا يذكر له شيخ من الشيوخ والأبواب إلا مر فيه ([5]).
وقال الخطيب: كان أحد الرحالين في الحديث إلى الأمصار، وممن يوصف بالحفظ والمعرفة ([6]).
وقال ابن المنادي: كان من المعدودين المذكورين بالحفظ والفهم للحديث والرجال ([7]).
وهذا ابن عدي يبرأه من تهمة الكذب الذي هو دين الشيعة الغلاة .. قال ابن عدي: وابن خراش هذا هو أحد من يذكر بحفظ الحديث من حفاظ العراق، وكان له مجلس مذاكرة لنفسه على حدة، إنما ذكر عنه شيء من التشيع كما ذكره عبدان فأما الحديث فأرجو أنه لا يتعمد الكذب ([8]).
وهذا هو الحق في شأنه، كما أنه لا يمكن أن يتهم في شأن الرواة، فهو ممن يعتمد قوله في جرحهم وتعديلهم ([9]) .. وقد صنف تاريخًا حافلاً اعتمده المؤرخون من أهل السنة، وهذا اعتراف منهم بتقدمه في هذه الصنعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
الغريب أنه لم يطعن فيه بالرفض أحد ممن يعتمد قوله ممن أدركه من النقاد الكبار البخاري ومسلم وأبو زرعة وأبو حاتم وابن وارة الرازيين، وغيرهم .. فهم أعرف به، ولا من أهل بغداد ونقادهم الكبار. فلو كان رافضيًا غاليًا فماذا عساه يصنع بحديث أهل السنة ورواتهم من التبحر في ذلك والتقدم فيه بل والتصنيف فيه، فهل للرافضة من حديث وعلل ورجال، هذا ليس لهم ولا كرامة من هذا العلم شيء يذكر إلا الكذب .. وهذا لم يجرب عليه شيء من ذلك} قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين {.
فلو وجد عليه أدنى شيء مما رمي به لذكره ابن عدي في (كامله) .. فهو أول من صنفه في الضعفاء وحط عليه تبعًا لشيخه عبدان الأهوازي.
وعبدان من الكبار الذين يقبل قولهم في الرواة جرحًا وتعديلاً، إلا أنه كانت فيه جلافة وشدة على الكبار ([10])، فما بالك بابن خراش الذي يخالفه في المذهب.
فالذي أراه أن يدرس حال هذا الرجل وينظر في كلامه في الرواة هل فيه حط على أهل السنة وخاصة أهل الشام، وموقفه من ضعفاء الشيعة، حتى نتبين أمره فقد رأيت ابن حجر عرض به في مقدمة كتاب (اللسان) ([11])، فقال: ((وممن ينبغي أن يتوقف في قبول قوله في الجرح من كان بينه وبين من جرحه عداوة سببها الاختلاف في الاعتقاد، فإن الحاذق إذا تأمل ثلب أبي إسحاق الجوزجاني لأهل الكوفة رأى العجب؛ وذلك لشدة انحرافه في النصب وشهرة أهلها بالتشيع، فتراه لا يتوقف في جرح من ذكره منهم بلسان ذلقة وعبارة طلقة، حتى أنه أخذ يلين مثل: الأعمش، وأبي نعيم، وعبيد الله بن موسى، وإساطين الحديث وأركان الرواية، فهذا إذا عارضه مثله أو أكبر منه فوثق رجلاً ضعفه، قبل التوثيق.
ويلتحق به عبد الرحمن بن يوسف بن خراش المحدث الحافظ فإنه من غلاة الشيعة بل نسب الى الرفض فيتأنى في جرحه لأهل الشام للعداوة البينة في الاعتقاد)). اهـ.
قلت: ومن هذا ثلب عبدان الأهوازي لعبدالرحمن بن يوسف بن خراش، وتفرده بذكر معايبه وتتبع هناته وسقطاته في الأسانيد التي لم يذكرها سواه.
وليته إذا أشار إليه ذكر أدلته على ذلك، كما ذكر منتقدوه أدلة خطأه هو! ..
أما كونه من غلاة الشيعة فهذا إنما أخذه ابن حجر من كلام عبدان فيه ليس إلا، وعليه مشى الذهبي ([12]) وابن ناصر الدين ([13]).
وقد استوقفني سؤال وجهه حمزة السهمي في (سؤالاته) للحافظ الثقة أحمد بن عبدان محدث الأهواز (388هـ)، فقال: سألت أحمد بن عبدان عن عبدالرحمن بن يوسف بن خراش يقبل قوله: قال لم أسمع فيه شيئًا ([14]).
فقوله: (يقبل قوله) .. هذا ظاهر أن السؤال نابع عن معرفة السائل والمسؤول بحاله في التشيع، فحن على قبول قوله في الجرح والتعديل حتى يتبين لنا خلافه، ولم أجد الخطيب وهو من أهل بلده طرحه بل ملء كتابه بأقواله ومن بعده كافة المؤرخين حتى الذين غمزوه ولينوه.
أما كونه (أتى بألفاظ في تجريح حفص لم يأت بها أحد من قبله، وهي تطعن في عدالته وتنسبه إلى الكذب ووضع الحديث. وهذا أمر لا يوجد ما يشير إليه في أقوال المعاصرين لحفص أو يدل عليه).
فهذا لا شك فيه أنه جرح شديد، وقد سبقه به ابن معين ولعله مشى على منواله، وإن كان هو له بصر ومعرفة ويمكن أن يؤول كلامه على ما ذكرناه من وقوفه على أحاديث باطلة ومنكرة فاتهم بها حفصًا.
أما أنه هو الذي كذب واختلق الموضوعات فهذا شيء لا يقر عليه ابن خراش بتاتًا .. ولا يقبل منه ذلك.
---الحواشي---
([1]) نقلتها هنا لتكون ضمن ما قيل فيه من جرح، ولتتم المناقشة في سياق واحد.
([2]) الكامل (4/ 321).
([3]) سؤالات السهمي برقم (341).
([4]) الكامل (4/ 321).
([5]) الكامل (4/ 321).
([6]) تاريخ بغداد (10/ 280).
([7]) تاريخ بغداد (10/ 280).
([8]) الكامل (4/ 321).
([9]) ذكر من يعتمد قوله برقم (364).
([10]) ترجمت له ترجمة محررة وموسعة في كتابي (زوائد رجال ابن حبان) (3/ 1421 ـ 1439) ونقلت فيها بعض ما ورد في شأنه من جرح مردود، فنحن هنا كذلك لا نقبل ما حط به على ابن خراش.
([11]) اللسان (1/ 95).
([12]) في الميزان (2/ 600).
([13]) بديعة الزمان (ص121).
([14]) سؤالات السهمي برقم (341).
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[03 Dec 2005, 11:30 م]ـ
((والخلاصة هي: أن علماء الجرح والتعديل نسبوا حفص بن سليمان القارئ إلى الضعف في الحديث، مستندين إلى قول شعبة: إنه كان يستعير كتب الناس فينسخها، ولا يردها. وإلى قول أيوب: أبو بكر أوثق من أبي عمر. وكلا الأمرين لا يصلح أن يكون علة لتضعيفه، أما الأول فقد بان أنه وَهْمٌ، وأما الثاني فإن قول أيوب يمكن أن يعني أن حفصاً ثقة لكن شعبة أوثق منه. وسوف أعود لمناقشة ذلك بعد عرض أقوال الموثقين لحفص)) اهـ.
سبق أن بينا أن الرواية المذكورة عن شعبة ليست بجرح في حق من قيلت فيه وهو (حفص المنقري) بأدلة ذكرناه هناك، فنقلها إلى ترجمة حفص القارئ على سبيل الوهم لا يجعلها سببًا لجرحه كذلك.
وما ذكره من أن علماء الجرح والتعديل نسبوا حفص للضعف في الحديث من أجل هذه الرواية غير صحيح، هذا لو تنزلنا بأنها من قبيل الجرح، وذلك أني لم أر من ساقها واعتمدها في تضعيف الرجل سوى البخاري في (الضعفاء الصغير)، وتبعه في ذلك العقيلي في (الضعفاء)، وابن حبان في (المجروحين)، وابن عدي في (الكامل) .. وهؤلاء الثلاثة إنماهم في المرتبة الثانية بعد أهل النقد الأوائل، وربما يقع لهم الوهم بالتقليد.
وأصرح من جعلها جرحًا في الرجل هو ابن حبان بقوله: ((وكان يأخذ كتب الناس فينسخها، ويرويها من غير سماع)) ([1]). ولا نقره على هذا الفهم! فأين ذهبت أقوال بقية النقاد الكبار؟ الذين لهم اجتهادهم الخاص المعروف .. هو ما تراه في الوقفة التالية.
وأما ما فهمه الأستاذ من كلام أيوب فهي قراءة ظاهرية للفظه، ولم يقرأها ضمن سياق العبارة فالذي أراه أن قوله: (أبو عمر البزاز أصح قراءة من أبي بكر بن عياش) واضح أنه خاص بالقرآة.
وأن عبارة: (وأبو بكر أوثق من أبي عمر) عبارة مستأنفة أراد بها بيان حاله، وهي غير صريحة، فكما أنها تحتمل التوثيق، تحتمل ضعفه كذلك! والقرائن تدل على ذلك.
---الحواشي----
([1]) المجروحين (1/ 255).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[03 Dec 2005, 11:36 م]ـ
أدى اقتصار أ. د غانم قدوري على كتاب ابن الجوزي وابن الجزري إلى قصور بين في جمع ألفظ الجرح .. مع أنه حشد ما استطاع الوصول إليه من ألفاظ التعديل .. كما سيأتي.
وقد ذكره في الضعفاء كل من صنفهم: البخاري، وأبو زرعة ([1])، والنسائي ([2])، والعقيلي ([3])، وابن حبان ([4])، وابن عدي ([5])، والدارقطني ([6])، وابن الجوزي ([7])، والذهبي ([8])، وسبط بن العجمي ([9]). وسأحاول تتبع الجرح في هذه المصنفات وغيرها في مظانه وغير مظانه:
روى عنه أبو الربيع الزهراني فدلسه لضعفه إذ سماه (حفص بن أبي داود) ([10]).
وعن عبدالرحمن بن مهدي: (والله ما تحل الرواية عنه) .. نقل هذا الرواية ابن حجر في (التهذيب) ([11]) وعزاها لابن الجوزي.
قلت: وبالنظر لما نقله أ. د. غانم من كلام ابن الجوزي لم أجد هذه الجملة في ترجمته، فرجعت لكتاب ابن الجوزي فتبين لي أنه إنما ساقها في ترجمة حفص بن سلم السمرقندي ([12]).
وقال علي بن المديني: متروك ضعيف الحديث وتركته على عمد ([13]).
وكتب عبدالله بن أحمد إلى ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول حفص بن سليمان (يعني أبا عمر القارئ): متروك الحديث ([14]). وكذا وقع في رواية عن حنبل بن إسحاق ([15]).
وقال أبو قدامة السرخسي: سألت يحيى بن معين عن حفص بن سليمان (يعني أبا عمر القارئ)، فقال: ليس بثقة ([16]). وكذا وقع في رواية الليث بن عبيد ([17]). ورواية الدارمي ([18]).
ووقع في رواية أحمد بن محمد الحضرمي، قال: سألت يحيى بن معين، عن حفص بن سليمان أبى عمر البزاز، قال: ليس بشيء ([19]). وفي رواية ابن محرز: كان أبو عمر هذا كذاب ([20]).
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حفص بن سليمان الكوفي الذي يروي عن علقمة بن مرثد وليث بن أبي سليم، فقال: لا يكتب حديثه، وهو ضعيف الحديث لا يصدق متروك الحديث! قلت: ما حاله في الحروف؟ قال: أبو بكر بن عياش أثبت منه! ([21]).
وقال أبو حاتم في حفص بن عمر قاضي حلب: ضعيف الحديث، وهو دون حفص بن سليمان في الضعف ([22]). يعني أن حفص القارئ أوهى منه.
وقال سئل أبو زرعة عن حفص بن أبي داود، فقال: هو حفص بن سليمان وهو ضعيف الحديث ([23]).
وقال البرذعي: ذاكرت أبا زرعة بباب، فقلت حديثا عن عبيد الله بن موسى عن حفص بن سليمان، قال: لو جوزنا حفص بن سليمان لكان الأمر (كذا) حفص بن سليمان ذاك الضعيف ([24]).
قال أبو إسحاق السعدي: فرغ منه منذ دهر ([25]).
قال علي بن الجنيد: منكر الحديث ([26]).
وقال البخاري في (الضعفاء الصغير): تركوه ([27]).
وقال العقيلي: حدثني آدم بن موسى، قال: سمعت البخاري، قال: حفص بن سليمان، وحفص بن أبى داود الأسدي تركوهما ([28]).
وقال وفي (الأوسط) ([29]): سكتوا عنه. وفي (التاريخ الكبير) ([30]): تركوه.
وقال مرة: حفص بن سليمان وحفص بن أبى داود الأسدي تركوهما ([31]).
وقال الإمام مسلم بن الحجاج ([32])، والنسائي ([33]): متروك الحديث.
وفي رواية عن النسائي: ليس بثقة ولا يكتب حديثه ([34]). وفي رواية: متروك ([35]).
وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش: كذاب متروك يضع الحديث ([36]).
وقال صالح جزرة: لا يكتب حديثه ... أحاديثه كلها مناكير ([37]).
وقال زكريا الساجي: يحدث عن سماك، وعلقمة بن مرثد، وكذلك عن قيس بن مسلم، وعاصم بن بهدلة أحاديث بواطيل ([38]).
وقال الترمذي: يضعف في الحديث ([39]).
وقال البزار: لين الحديث ([40]). وقال مرة: له أحاديث مناكير ([41]). ومرة: لم يكن بالقوي ([42]). وقال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث ([43]). وقال أبو حاتم ابن حبان: حفص بن سليمان البصري المنقري ... وليس هذا بحفص بن سليمان البزاز أبو عمر القارى ذاك ضعيف، وهذا ثبت ([44]). وقال مرة: كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، وكان يأخذ كتب الناس فينسخها ويرويها من غير سماع ([45]).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن عدي: عامة حديثه عن من روى عنهم غير محفوظة ([46]). وقال مرة: روى عن علقمة أحاديث مناكير لا يرويها غيره ([47]). وقال مرة: لين ([48]). وقال الدارقطني: ضعيف ([49]). وقال البيهقي: ضعيف ([50]). ومرة قال: ضعيف الحديث ([51]). ومرة قال: كان ضعيفًا في الحديث عند أهل العلم به ([52]). ومرة قال: هو ضعيف في رواية الحديث ([53]). ومرة قال: متروك ([54]). ومرة قال: غيره أوثق منه ([55]). ومرة قال: ضعيف عند أهل لعلم بالحديث ([56]). وقال ابن حزم: هالك متروك ([57]). ومرة قال: ساقط ([58]).
وقال الذهبي في (السير) ([59]): كان ثبتًا في القراءة واهيًا في الحديث. وقال في (الميزان) ([60]): وكان ثبتًا في القراءة واهيًا في الحديث، لأنه كان لا يتقن الحديث ويتقن القرآن ويجوده وإلا فهو في نفسه صادق. وقال في موضع آخر: واهي الحديث ([61]). وقال في (الديوان) ([62]): إمام في القراءة، ليس بشيء في الحديث. وقال في (الكاشف) ([63]): ثبت في القراءة واهي الحديث. وقال في (العبر) ([64]): متروك الحديث حجة في القراءة.
وقال صلاح الدين الصفدي: كان حجة في القراءة واهيًا في الحديث ([65]).
وقال ابن حجر في (التقريب) ([66]): متروك الحديث مع إمامته في القراءة. وقال في (الأصابة): ضعيف ([67]). ومرة قال: واهي الحديث ([68]). ومرة قال: أحد الضعفاء في الحديث ([69]).
وقال السخاوي: ضعيف جدا بل اتهمه بعضهم بالوضع والكذب ([70]).
فيتلخص من جرحهم له أمور:
1 ـ نص غير واحد على تركه وبعضهم بصيغة الجمع مما يدل على أن هذا أمر متفق عليه عندهم.
ولفظة (متروك)، و (متروك الحديث) و (تركوه) ضمن المرتبة الخامسة من مراتب الجرح، وهي الثانية من حيث الرد وعدم الاعتبار.
2 ـ وقال بعضهم: (لا يكتب حديثه) .. وهذا يعني أنه في عداد من لا يعتبر به.
وهذه اللفظة تعني لا يكتب حديثه على وجه الاحتجاج والاستشهاد، وتدخل في المرتبة الرابعة من مراتب الجرح وهي الأولى من مراتب الرد وعدم الاعتبار.
3 ـ نص بعضهم على روايته للمناكير .. هذه يدخل فيها الأوهام والأفراد.
وهذه اللفظة وشبهها تدخل في المرتبة الرابعة من مراتب الجرح وهي الأولى من مراتب الرد.
4 ـ نص بعضهم على روايته للأباطيل .. وهذه يدخل فيها رواية ما لا أصل له والأفراد مما لا يحتمل.
ما ورد في هذه الفقرة وسابقتها لا يصدر عن النقاد إلا بعد النظر في حديث الرجل وسبره فهي من باب الجرح المفسر.
5 ـ وقال بعضهم: (ليس بشيء)، و (ساقط)، و (هالك)، و (واه) و (ذاهب الحديث) ونحو ذلك من العبارات الدالة على شدة الضعف التي لا يعتبر بمن قيلت فيه .. فتدخل جميعها في المرتبة الخامسة من مراتب الجرح وهي الثانية من مراتب الرد.
6 ـ واستخدم بعضهم عبارة جرح نادرة كما قال الجوزجاني (فرغ منه منذ دهر).
وهي من العبارت التي تفرد بها، وربما استخدمها في كتابه (أحوال الرجال) ([71])، وهي تدخل في المرتبة الخامسة من مراتب الجرح وهي الثانية من مراتب الرد.
7 ـ اتهام البعض له بالكذب .. تم توجيه هذه اللفظة فيما سبق بأنها من أجل كثرة روايته للمناكير والأباطيل.
8 ـ اتهام البعض له بالوضع .. هذه العبارة (كذلك) تنصرف لما ذكرنا.
وهذه اللفظة وسابقتها تدخلان في المرتبة السادسة، من مراتب الجرح وهي أردأها، وهي الثالثة من مراتب الرد.
9 ـ وردت بعض العبارات في تضعيفه دلت على أنه يمكن أن يدخل في درجة الاعتبار .. كقول أبي زرعة: (ضعيف الحديث)، وقول الترمذي: يضعف في الحديث، وقول البزار: لين الحديث، وقول الدارقطني: ضعيف.
فأما قول أبي زرعة فيفهم في سياق قوله الآخر: (لو جوزنا حفص بن سليمان لكان الأمر (كذا) حفص بن سليمان ذاك الضعيف). فهو لم يقبل المذاكرة بحديثه ناهيك عن روايته.
وأما قول الترمذي والبزار والدارقطني فهم من المتساهلين في الجرح والتعديل، وعباراتهم يعوزها الدقة، فربما كانت في كثير من الأحيان مجملة تحتاج إلى تفسير.
ومجمل القول في حاله أنه ممن ترك حديثه لكثرة تفرده بالمنكر والباطل من الحديث .. الذي لا يحتمل من مثله أن يتفرد به لقلة عنايته بالطلب .. وأنه ليس ممن يعتبر بحديثه.
هذا فيما يتعلق بالرواية .. أما فيما يتعلق بالقراءة:
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال العقيلي ([72]): حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا شبابة، قال: قلت لأبى بكر بن عياش: أبو عمر رأيته عند عاصم؟ قال: قد سألني عن هذا غير واحد، ولم يقرأ على عاصم أحد إلا وأنا أعرفه، ولم أر هذا عند عاصم. اهـ.
محمد بن إسماعيل، هو الصائغ مولى المهدي الثقة شيخ الحرم (276هـ) ([73]).
والحسن، هو ابن علي الخلال، ثقة حافظ (242هـ) ([74]).
وشبابة، هو سوار ثقة حافظ رمي بالإرجاء ([75]). فإسنادها صحيح لا كلام فيه.
ويمكن توجيه هذه الرواية: بأنه لا يلزم من عدم رؤية أبي بكر له حال التلقي عدم صحة روايته، فلربما أخذ حفصًا الرواية عن عاصم بن أبي النجود بجانب سرير أمه، فإنه كان زوج أمه وتربى في حجره، وكان يسكن هو وإياه في دار واحدة ([76]).
ويمكن حمل كلامه على أنه ما رآه رؤية الملازم الذي يحق له أن يتبحر في هذا الشأن.
وعلى كلا الاحتمالين فلا أثر لكلام أبي بكر فيه، فإنه مما يطوى ولا يروى؛ لأنه من كلام الأقران المتنافسين في شأن تلاوة القرآن ..
---الحواشي ----
([1]) الضعفاء (1/ 609).
([2]) الضعفاء والمتروكين برقم (134).
([3]) الضعفاء (1: 270/ برقم 335).
([4]) المجروحين (1/ 255).
([5]) الكامل (2/ 380).
([6]) الضعفاء والمتروكين برقم (170).
([7]) الضعفاء والمتروكين (1: 221/ برقم 933).
([8]) المغني (1: 179/برقم1615)، والميزان (1/ 558)، والديوان برقم (1049).
([9]) الكشف الحثيث برقم (250).
([10]) الكامل (2/ 381)، والتهذيب (2/ 344).
([11]) تهذيب التهذيب (2/ 345).
([12]) الضعفاء لابن الجوزي (1/ 221/ برقم 932).
([13]) تاريخ بغداد (8/ 187)، تهذيب الكمال (7/ 14) ولم يذكر فيه مترك.
([14]) الجرح (3: 173/ برقم 744)، وانظر العلل (2/ 380/ برقم 2698)، ونقل هذه الرواية عنه العقيلي في الضعفاء (1/ 270).
([15]) تاريخ بغداد (8/ 187)، تهذيب الكمال (7/ 13).
([16]) الجرح (3/ 173).
([17]) الكامل (2/ 380).
([18]) التاريخ (ص97/ برقم 269).
([19]) الضعفاء للعقيلي (1/ 270).
([20]) معرفة الرجال (1: 54/ برقم 38)، (1: 113/ برقم 546).
([21]) الجرح (3: 173/ برقم 744).
([22]) الجرح (3: 179/ برقم 773).
([23]) الجرح (3: 173/ برقم 744).
([24]) سؤالات البرذعي (1/ 501 ـ 502).
([25]) أحوال الرجال (174).
([26]) الجرح (3: 172/ برقم 741).
([27]) الضعفاء برقم (73).
([28]) الضعفاء للعقيلي (1/ 270).
([29]) التاريخ الأوسط (2/ 184).
([30]) التاريخ الكبير (2: 363/ برقم 2767).
([31]) الضعفاء للعقيلي (1/ 270).
([32]) الكنى والأسماء (1: 540/ برقم 2164).
([33]) الضعفاء والمتروكين برقم (134).
([34]) تهذيب الكمال (7/ 14).
([35]) تاريخ بغداد (8/ 188).
([36]) تاريخ بغداد (8/ 188)، الضعفاء لابن الجوزي (1: 221/ برقم 933).
([37]) تاريخ بغداد (8/ 188) تهذيب الكمال (7/ 14).
([38]) تاريخ بغداد (8/ 188)، تهذيب الكمال (7/ 14).
([39]) الجامع برقم (2905).
([40]) كشف الأستار برقم (317).
([41]) كشف الأستار برقم (381).
([42]) كشف الأستار برقم (2890).
([43]) تهذيب الكمال (7/ 15).
([44]) الثقات (6: 195).
([45]) المجروحين (1/ 255).
([46]) الكامل (2/ 382).
([47]) الكامل (7/ 12).
([48]) الكامل (6/ 346).
([49]) السنن (2/ 263).
([50]) السنن الكبير (5/ 109)، (5/ 246)، الشعب (3/ 489).
([51]) السنن الكبير (2/ 243).
([52]) الشعب (2/ 329).
([53]) الشعب (3/ 489).
([54]) السنن الصغير (1/ 232).
([55]) الشعب (2/ 553).
([56]) معرفة السنن والآثار (7/ 505).
([57]) المحلى (8/ 372).
([58]) المحلى (9/ 201).
([59]) السير (5/ 260)
([60]) الميزان (1/ 558).
([61]) الميزان (4/ 491).
([62]) الديوان برقم (1049).
([63]) الكاشف (1: 341/ برقم1146).
([64]) العبر (1/ 276).
([65]) الوافي بالوفيات (13/ 62).
([66]) التقريب برقم (1405).
([67]) الإصابة (2/ 562).
([68]) الإصابة (3/ 403).
([69]) الإصابة (8/ 302).
([70]) المقاصد الحسنة (ص282/ رقم 660).
([71]) انظر أحوال الرجال رقم (99) وهو قوله في أسد بن عمرو، وأبي يوسف، ومحمد بن الحسن اللؤلؤي: (قد فرغ الله تبارك وتعالى منهم منذ دهر).
([72]) الضعفاء (1/ 270).
([73]) سير النبلاء (13/ 161).
([74]) التقريب برقم (1262).
([75]) التقريب برقم (2733).
(يُتْبَعُ)
(/)
([76]) تاريخ بغداد (8/ 186).
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[03 Dec 2005, 11:39 م]ـ
((ثالثاً: أقوال المُوَثِّقين: لا تخلو كتب التراجم وكتب الجرح والتعديل من أقوال في توثيق حفص بن سليمان القارئ، لكنها قليلة، غطَّت عليها أقاويل المجرحين، ولعل ما ذهب إليه العلماء من " أن تقديم الجرح على التعديل مُتَعَيِّنٌ" قد حجب ما ورد من أقوال في توثيقه. وما ورد من أقوال في توثيقه على قلتها تدل على أن حفصاً كان موضع ثقة من علماء عرفوه أو أخذوا عنه. ومن العلماء الذين وثقوه:)) اهـ.
قلت: هذا العنصر من البحث فيه مبالغة، وهو بيت القصيد في هذا البحث، وملحوظاتي عليه تأتي بالتفصيل ولكن هنا استوقفني العنوان، وهو قول الأستاذ: (أقوال الموثقين) .. وقوله عقبه: (لا تخلو كتب التراجم وكتب الجرح والتعديل من أقوال في توثيق
حفص بن سليمان القارئ) ..
فإن هذه العبارة فيها تجوز كبير لو عبر الأستاذ عن ذلك بقوله (ثناء العلماء عليه) أو (أقوال معدليه) ونحو ذلك لكان أسلم من الاعتراض؛ لأن التوثيق عبارة اصطلاحية لها دلالة محددة، وهي مشتقة من قولهم (ثقة) وهي من مراتب التعديل المقدَّمة عند المحدثين، وتعني الجمع بين العدالة الدينية والضبط للرواية، ولا يطلقونها إلا على من جمع بين هاتين الصفتين من الكبار .. من أمثلة ذلك:
عن عمرو بن على، قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدى يقول: ثنا أبو خلدة، فقال له رجل: كان ثقة؟ قال: كان صدوقًا كان مأمونًا كان خيارًا الثقة شعبة وسفيان ([1]).
قال العراقي في الألفية ([2]):
................... = ................ ونُقلا
أن ابن مهدي أجاب من سأل= أثقة كان أبو خلدة؟ بل
كان صدوقًا خيرًا مأمونًا = الثقة الثوري لو تعونا
فهذا الثناء العاطر في أبي خلدة خالد بن دينار البصري لم يجعله يتبوء منزلة الثقة في نظر عبدالرحمن بن مهدي.
وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة يقول: أبو سفيان روى عنه الناس، قيل له: أبو الزبير أحب إليك أم أبو سفيان طلحة بن نافع؟ قال: أبو الزبير أشهر، فعاوده بعض من حضر فيه، فقال: تريد أن أقول هو ثقة، الثقة سفيان وشعبة ([3]).
قال أبو بكر المروذي: قال قلت لأبي عبد الله: عبد الوهاب ثقة؟ قال: تدري ما ثقة؟ إنما الثقة يحيى القطان ([4]).
فهذه أمثلة ثلاثة عن أئمة ثلاثة استكثروا لفظة الثقة في بعض المحدثين الذين ربما وثقهم غيرهم، والشاهد أن لفظة ثقة لا تطلق إلا على الأثبات .. وأين الثبت من حفص القارئ!.
وإذا تأملنا العبارات الواردة في تعديله لم نجدها ترقى إلى هذا التعميم .. فليس فيها من العبارات التي تتطابق مع العنوان سوى ما نقل عن وكيع أنه قال (وكان ثقة)، أما بقية الأقوال فهي لا تعطي هذا المعنى بل ولا تقاربه!. فإلى بيان حال هذه اللفظة في الوقفة التالية.
---الحواشي-----
([1]) تقدمة المعرفة (ص160).
([2]) الألفية / مراتب التعديل (ص47).
([3]) الجرح (4/ 475).
([4]) تاريخ بغداد (11/ 23).
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[03 Dec 2005, 11:47 م]ـ
(1) وكيع بن الجراح، الكوفي (ت 196هـ):
نقلت مجموعة من كتب الجرح والتعديل عن أبي عمرو الداني الأندلسي (ت 444هـ) قوله في حفص القارئ:" مات قريباً من سنة تسعين ومئة، قال: وقال وكيع: كان ثقة ". وللداني كتاب في طبقات القراء، لعله ذكر قول وكيع فيه.
وقول وكيع هذا مهم جداً في توثيق حفص لسببين: الأول: كونه من الكوفة، وأهل الكوفة أعرف بعلمائهم، والثاني: كونه معاصراً لحفص، وما رَاءٍ كمَنْ سَمِعَ! اهـ)).
أنا لا أسلم بصحة هذا التوثيق في حفص القارئ؛ لأن الاحتمال كبير في أن المراد به غيره، فكما أن احتمال وقوع الخطأ في شأن تضعيف حفص باشتباهه بغيره، فالشأن في هذه اللفظة كذلك.
ولذا سأذكر الاحتمالات التي أراها مانعة من قبول هذا التعديل بالصورة التي أرادها الأستاذ، وهذه الاحتمالات أراها معتبرة و عليها براهينها:
أولها ـ أن وكيع بن الجراح الرؤاسي العلم الزاهد الورع الثقة الثبت، من النقاد الكبار، وهو من أجل أهل الكوفة في زمانه ([1]).
فلا أظن أنه يخالف كبار النقاد في جرحهم لحفص القارئ، وهو صاحب المعرفة بالحديث، فيأتي بقول يُطرح ولا يُعتبر، وهذا يدعونا للشك في هذا القول.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيها ـ أني لم أجد عنه تعديل أحد ممن يسمى حفصًا من أهل الكوفة إلا ابن غياث فقد أثنى عليه وقدمه، فإذا ذكر حفص مبهمًا في أهل الكوفة فلا ينصرف الذهن إلا إلى حفص بن غياث قاضي الكوفة (194هـ) فإنه في زمنه لم يكن أشهر منه، وقد كان وكيع يقدمه ويثني عليه كثيرًا، فالذي أرجحه أن هذا التوثيق لا يمكن أن يكون في حفص بن سليمان إن ثبت، وذلك لأن ضعف حفص بن سليمان مشهور متواتر عند المحدثين النقاد الكبار، فلو كان وكيع بن الجراح وثقه في الحديث لاشتهر قوله فيه ولعُرف، لأن وكيعًا معدود عندهم من كبار أهل النقد والمعرفة فهو في الثبت والمتانة قرين القطان وابن مهدي.
فمن أقواله في حفص أنه ربما سئل عن الشيء فيقول: اذهبوا إلى قاضينا فسلوه ([2]).
قال علي بن الحسن الهسنجاني: سمعت نعيم بن حماد، قال: سمعت وكيعًا يقول: إذا ذهب حفص من الكوفة ذهب غريب حديثها ([3]).
فانظره في هذا النص لم ينسبه لكنا عرفنا أن مراده ابن غياث لا غيره لشهرة حفص في الرواية والتفرد وعلو السماع.
ثالثها ـ أن الكتب المتقدمة في الجرح والتعديل لم تشر لتوثيق وكيع، وإنما نقل عن الداني وهو متأخر، وليس من طبقة المؤرخين المهرة، إنما هو ناقل والناقل قد يعرض له الوهم أوالالتباس والاشتباه.
فإني أشك أن هذه الرواية ليست في حفص بن سليمان، وأقرب مثال أراه يؤيد هذا الاحتمال أن هناك راو يقال له: أبو عمر البزار الأسدي الكوفي ([4]).
فاتفق معه في كنيته والنسبة للقبيلة والبلد، وشابهه في القب، والغريب أني وقفت في بعض كتب التراجم المتأخرة على ذكره بهذه الصفة وفي ترجمته وثقه وكيع! فوقع في رُوعي احتمال أن يكون الاشتباه دعا إلى نقل قوله في أبي عمر البزاز الأسدي الكوفي القارئ.
وهذا كان عندي على سبيل الظن، فما زلت أفتش بحثًا عن صيغة توثيق وكيع له، فلما وجدتها تيقنت من حصول الوهم له، وذلك أن ابن أبي حاتم ذكر في (الجرح) ([5]) قسم الكنى ترجمة هذا الراوي، فقال: (أبو عمر البزار روى عن مسلم البطين، روى عنه سفيان الثوري سمعت أبى يقول ذلك. أنا عبدالله بن أحمد بن محمد بن حنبل فيما كتب إلي، قال: قال أبى: قال وكيع: أبو عمر البزار ثقة).
ثم وجدتها في مصدرها الأساس في (العلل) ([6]): بلفظ: قال أبي: (قال وكيع: عن سفيان، عن أبي عمر البزار، قال وكيع: وكان ثقة).
فأحسب أن هذه العبارة وقعت للداني فوهم فظنه أبو عمر البزاز!.
وهو معروف بكنيته ولقبه فهذا ابن معين قال: (أبو عمر البزاز صاحب القراءة ليس بثقة) .. وإنما أضاف (صاحب القراءة) ليميزه عن هذا غيره وأراه هذا الذي ذكرنا.
وعن أحمد: (أبو عمر البزاز متروك الحديث) ([7]) .. فالاشتباه واقع بين الرجلين خاصةً أن بينهما اشتباه من أربعة أوجه.
رابعها ـ لو سلمنا بتعديله له فلا بد من الاطلاع على لفظ التوثيق هذا فإن بعض أهل العلم قد يتصرف في العبارة، أو يوردها بالمعنى فتفهم على غير وجهها الذي أوردها عليه الناقد.
ولا نبعد في ضرب المثل فمن خلال كلام وكيع في بعض الرواة نجد كيف حصل حمل كلامه على غير محمله .. قال مغلطاي في (الإكمال) ([8]) في ترجمة سعيد بن المرزبان: وثقه وكيع ([9])، وضعفه ابن عيينة.
قال ابن حجرفي (التهذيب) ([10]): الحكاية التي حكيت عن وكيع لا تدل على أنه وثقه، وقد ذكرها الساجي: عن محمود بن غيلان، قال: سئل وكيع عن أبي سعد البقال، فقال: (أحمد الله! كان يروي عن أبي وائل، وأبو وائل ثقة). وقد ذكرها المؤلف بلا عزو فحذفتها ثم احتجت إليها هنا فذكرتها معزوة. اهـ.
والتوسع في إطلاق التعديل على عبارات لا يفهم منها ذلك، يكثر في تصرفات المصنفين، فقد يكون وكيع عدله بنوع من أنواع التعديل ففهم الداني توثيقه له، خاصةً أنا رأينا كيف تصرف في عبارة ابن معين فأهمل الجرح وأثبت التعديل.
خامسها ـ لو سلمنا بعدم صحة أحد الاحتمالات السابقة .. فإنه يمكن صرف هذا التوثيق إلى ما اشتهر به حفص ألا وهو الثقة في ضبط الأحرف لا في رواية الحديث، وبهذا يجتمع وكيع مع غيره في تعديله، وتتفق الأقوال فيه ولا تضطرب .. ومعلوم أن أولى ما يصار له عند وقوع التعارض هو محاولة الجمع، ولا يصار إلى الترجيح إلا عند فقد القرائن.
وبعد عرضنا لهذه الاحتمالات نعود للنظر في القاعدتين اللتين ذكرهما الأستاذ.
القاعدة الأولى: أن أهل كل بلد أعرف بعلمائهم .. وهو قوله: (وأهل الكوفة أعرف بعلمائهم).
القاعدة الثانية: أن قول المعاصر مقدم على قول المتأخر .. (وما رَاءٍ كمَنْ سَمِعَ)!.
وهو قول وجيه فكلتاهما معمول بها عند المحدثين لكن لما كان لكل قاعدة شواذ، فلا نسلمهما في حق حفص.
أما القاعدة الأولى فإنا لم نجد أحدًا من أهل الحديث الكبار من أهل العراق روى عنه واعتمده في الحديث، وهم في زمنه كثير؛ والسبب أنه لم يكن من أهل هذا الشأن.
ثم إنه رحل من الكوفة واستوطن بغداد وجاور بمكة فلا يقال والحال هذه أن أهل الكوفة عرفوه ولم يعرفه أهل بغداد أحمد وابن المديني وابن معين وكلهم ضعفوه.
ومن جهة أخرى فالكوفة والبصرة وبغداد متقاربة، تعد بلدًا واحدًا ولا تخفى أخبار وأحوال محدثيها على النقاد الذين جلهم من هذه البلاد.
أما القاعدة الثانية فهي صحيحة لكن الرؤية هنا ينبغي أن لا تكون مجردة عن المعرفة، فإنها إذا كانت كذلك لم تعتمد، وهو ما صنعناه مع جميع ما أورده الأستاذ من تعديل تلاميذه له فإنه من هذه البابة .. وهو ما ستراه في الوقفات التالية.
---الحواشي---
([1]) انظر ترجمته في تاريخ بغداد (13/ 469).
([2]) معرفة الثقات للعجلي برقم (331)، التهذيب (2/ 358).
([3]) تقدمة المعرفة (ص229).
([4]) اسمه دينار بن عمر، وقد ترجمه كذلك ابن أبي حاتم في الجرح (3: 430/ برقم1957) في الأسماء .. وساق توثيق وكيع له.
([5]) الجرح (9: 407/ برقم 1963).
([6]) ا العلل رواية عبدالله (2: 22/ برقم1419)، وانظر (1: 350/ برقم660)، و (2: 526/ برقم3475)، (3: 399/ برقم 5763).
([7]) تاريخ بغداد (6/ 187).
([8]) الإكمال (5/ 346).
([9]) الذي في ضعفاء العقيلي (2/ 115): كان يروي عن أبي وائل وأبو وائل ثقة. فالوهم إنما هو من مغلطاي نفسه.
([10]) التهذيب (4/ 70).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[03 Dec 2005, 11:51 م]ـ
(2) سعد بن محمد بن الحسن العوفي، تلميذ حفص:
انتقل حفص بن سليمان الأسدي القارئ من الكوفة إلى بغداد، ولعل ذلك حصل في منتصف القرن الثاني الهجري أو بعده بقليل، وكان له من العمر قريباً من ستين سنة، ونزل في الجانب الشرقي منها، ونقل الخطيب البغدادي عن ابن مجاهد (ت 324هـ) قوله:"حدثنا محمد بن سعد العوفي، حدثنا أبي، حدثنا حفص بن سليمان، وكان ينزل سُوَيْقَةَ نصر، لو رأيته لَقَرَّتْ عَيْنُكَ به علماً وفهماً.
وسعد بن محمد العوفي هذا أحد تلامذة حفص بن سليمان القارئ في بغداد، وأخذ عنه قراءة عاصم، قال ابن مجاهد في كتابه السبعة:" حدثني محمد بن سعد العوفي، عن أبيه، عن حفص، عن عاصم: أنه كان لاينقص نحو (هزواً) و (كفواً)، ويقول: أكره أن تذهب مني عشر حسنات بحرف أدَعُهُ إذا هَمَزْتُهُ ")) اهـ.
قلت: هو أحد تلاميذ حفص في القراءة، لكنه كحال شيخه لين في الحديث، زد على ذلك أنه مطعون عليه في عدالته.
قال أبو بكر الأثرم: قلت لأبي عبد الله أخبرني اليوم أنسان بشيء عجب! زعم أن فلانًا أمر بالكتاب عن سعد بن العوفي، وقال: هو أوثق الناس في الحديث، فاستعظم ذاك أبو عبد الله جدًا، وقال: لا اله الا الله سبحان الله! ذاك جهمى امتحن أول شيء قبل أن يخوفوا وقبل أن يكون ترهيب فأجابهم، قلت لأبي عبد الله: فهذا جهمى إذًا؟ فقال: فأى شيء، ثم قال أبو عبد الله: لو لم يكن هذا أيضًا لم يكن ممن يستأهل أن يكتب عنه ولا كان موضعًا لذاك ([1]).
فهذا الرجل لم يسلم من الطعن عليه في عدالته وفي روايته، فكيف نقبل تعديله وليس بأهل لذلك.
ولو سلمنا فقبلناه فهو لا يعني الثقة في الرواية إنما هو ثناء عليه في علمه وفهمه، وهذا لا يتجه إلا فيما أشتهربه حفص وأخذه عنه تلميذه ألا وهو علم القراءة، وهذا لا نجادل فيه.
----الحواشي ------
([1]) انظر ترجمته في تاريخ بغداد (9/ 126)، اللسان (3/ 18).
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[03 Dec 2005, 11:54 م]ـ
(3) الإمام أحمد بن حنبل (ت241 هـ):
ذكر الخطيب البغدادي أربع روايات منقولة عن الإمام أحمد، في ترجمة حفص بن سليمان الأسدي المقرئ، ثلاث منها فيها توثيق، ورواية فيها تضعيف، والروايات المُوَثَّقَةُ له هي قوله:
أ- هو صالح.
ب ـ ما كان بحفص بن سليمان المقرئ بأس.
ج- عن حنبل، قال سألته، ي عني أباه، عن حفص بن سليمان المقرئ، فقال هو صالح، وقوله: (أباه) يعني عمه أحمد بن حنبل.
أما الرواية التي ورد فيها تضعيف لحفص فقال فيها عنه وأبو عمر البزاز متروك الحديث.
ونقل ابن أبي حاتم رواية التضعيف على هذا النحو:" أنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل، في ما كتب إليَّ، قال سمعت أبي يقول: حفص بن سليمان، يعني أبا عمر القارئ، متروك الحديث".
ويبدو لي أن عبارة (يعني أبا عمر القارئ) مما أضافه ابن أبي حاتم إلى الرواية، حتى لا ينصرف الذهن إلى حفص آخر، ولكن من المحتمل أن يكون ابن أبي حاتم قد وَهِمَ في إضافة هذه العبارة، كما وَهِمَ في نسبة قول شعبة في استعارة حفص للكتب إلى حفص بن سليمان القارئ في الموضع نفسه، فقد يكون المقصود بذلك حفص بن سليمان المنقري)) اهـ.
قلت: يلزمنا هنا تحرير القول في نسبة هذه الروايات إلى الإمام أحمد وبيان من المقصود بها وما المقصود منها:
فقوله: (هو صالح) .. رواها الخطيب ([1]): أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، أنبأنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: سألته (يعني أباه) عن حفص بن سليمان المقرئ، فقال: هو صالح.
وقال: روى عمر بن محمد الصابوني عن حنبل قال سألته (يعني أباه) عن حفص بن سليمان المقرئ، فقال: هو صالح ([2]).
وقوله: (ما به بأس) .. رواها الخطيب ([3]): أنبأنا بن رزق، أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حنبل بن إسحاق، قال: قال أبو عبد الله: وما كان بحفص بن سليمان المقرئ بأس.
هذه الروايات الثلاث المذكورة عن الإمام أحمد التي عدل فيها حفص بن سليمان لا تسلم من الشك والتشكيك في أن تكون في حفص بن سليمان المقرئ، وقد ثبت عندي ما يمكن به رد الرواية الأولى فهي في سميه حفص المنقري بلا شك، فالذي في (العلل): سألته عن حفص بن سليمان المنقري، فقال: هو صالح ([4]).
(يُتْبَعُ)
(/)
والخطيب في روايته هذه اللفظة من طريق راوي كتاب (العلل) ([5]) الصواف، فثبت بهذا أن هذا التعديل في المنقري لا في المقرئ.
وكذلك أشك في الرواية الثانية عن حنبل فهي ذاتها الرواية المروية عن عبدالله بن أحمد كما يدل عليها السياق الوارد بها عند الخطيب: (روى عمر بن محمد الصابوني، عن حنبل، قال: سألته (يعني أباه) عن حفص بن سليمان المقرئ، فقال: هو صالح).
قارنها بقوله في الرواية الأولى: (عبد الله بن أحمد بن حنبل سألته (يعني أباه) عن حفص بن سليمان المقرئ، فقال: هو صالح). ستجد أنها تتفق تمامًا في السياق، فيحتمل أنهما سمعاها منه في مجلس واحد، أو أن أحد الرواة نسبها لحنبل وهي لعبدالله، وهذا الاحتمال الأخير لست على يقين منه.
ثم إن الرواية معلقة لم يروها الخطيب مسندة كحال بقية الروايات، وهذا أدعى للشك فيها.
أما الرواية الثالثة فالاحتمال قائم كذلك أن يكون المقصود بها المنقري تصحفت نسبته على الخطيب، فإن صح ظني زال التعارض الواقع بين روايات التعديل الثلاث وبين الروايتين الأخريين، اللتين ثبتتا عن عبدالله وحنبل، وهي قوله: (متروك الحديث) .. وهي التي يصار إليها لأمور أربعة:
1 ـ أن هذا الجرح هو الذي يتفق مع ما قرره غيره من النقاد، فلا يستقيم تشهير روايات التعديل والتنويه بها على ما فيها من ظنون واحتمال أن تكون في غيره، وترك قوله: (متروك الحديث) الثابتة، وليس هناك احتمال أن تكون قيلت في غيره، لأن من يشتبه معه وهو حفص المنقري قد جزمنا بتوثيقه عند النقاد كافة.
2 ـ أنها من آخر ما استقر عليه الإمام في شأن هذا الرجل؛ لأنها مما كتب به ابنه عبدالله (290هـ) بعد وفاة أبيه (241هـ) بسنين طويلة إلى ابن أبي حاتم (327هـ). فينسخ قوله المتأخر كل أقواله المتقدمة .. على ما هو مقرر في علم التاريخ.
أما ما استظهره الأستاذ من أن ابن أبي حاتم وهم في ذلك فهذا ليس بصحيح، فقد ثبتت الرواية في (العلل) ([6]) وفيه تقرير أنه القارئ، وهو قوله: (سمعت أبي يقول: حفص بن سليمان ـ يعني أبا عمر القارىء ـ متروك الحديث). وهذا البيان من عبدالله بن أحمد وهو أعرف بمراد أبيه.
أما إلزامه ابن أبي حاتم بالوهم الذي وقع في نسبة قول شعبة إلى حفص القارئ بدلاً من المنقري، فلا لوم عليه لأن الذي وقع فيه والده لا هو، وقد تبع فيه أبو حاتم البخاري.
3 ـ لوسلمنا بصحة التعديل الوارد عن أحمد بلفظ: (هو صالح)، و (ما كان به بأس) فهي من أدنى مراتب التعديل، وليس فيها ما يدل على صحة حديثه وخلوه من النكارة، التي تركه من أجلها المحدثون.
وربما يكون قالها أحمد فيه قبل استبانة حاله، فلما استبان له حاله أطلق القول بتركه.
4 ـ مما يؤكد أنه عند أحمد في عداد المتروكين أنه لم يخرج له في (المسند) ولو حديثًا واحدًا .. مع أنه قد خرج لجماعة من الضعفاء.
----الحواشي -------
([1]) تاريخ بغداد (8/ 187).
([2]) تاريخ بغداد (8/ 187).
([3]) تاريخ بغداد (8/ 187).
([4]) العلل (1: 420/ برقم 917)، وهي كذلك عند ابن شاهين في تاريخ أسماء الثقات برقم (291).
([5]) العلل (1: 127).
([6]) العلل (2: 380/ برقم 2698).
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[03 Dec 2005, 11:55 م]ـ
(4) عُبيد بن الصبَّاح الكوفي ثم البغدادي، تلميذ حفص:
نقل الذهبي عن أحمد بن سهل الأشناني (ت307هـ) أنه قال:" قرأت على عبيد بن الصباح، وكان من الورعين المتقين، قال قرأت القرآن كله على حفص بن سليمان، ليس بيني وبينه أحد". ويدل قول عبيد هذا على افتخاره بأخذه القراءة عن حفص مباشرة، ولو كان حفص بالصورة التي تصورها كتب الجرح والتعديل من كونه متروك الحديث، كذاباً، لما كان لقوله معنى، لاسيما أن تلميذه أحمد بن سهل وصفه بأنه كان من الورعين المتقين.
قلت: تأملت هذا النقل فلم أر فيه ما يدل على تعديل حفص بن سليمان لا من قريب ولا من بعيد، سواءً كان ذلك فيما يخص القراءة أو ما هو أعم من ذلك؛ لأن مجرد أخذه للقراءة عن شيخه لا يعني تعديلاً له، فليس في هذه العبارة إلا بيان كيفية تلقي القرآن الكريم من حفص وأن ذلك بدون واسطة فالتعديل للتلميذ لا للشيخ والميزة لروايته وكيفية تلقيه لا لشيخه.
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[03 Dec 2005, 11:56 م]ـ
(5) الفضل بن يحيى الأنباري، تلميذ حفص:
ذكر أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري أنه أخذ رواية أبي عمر حفص بن سليمان، عن أبيه، وقال أبوه:" أقرأني عمي أحمد بن بشار بن الحسن الأنباري، عن الفضل بن يحيى الأنباري، عن أبي عمر، عن عاصم. قال أبي: قال لي عمي: كان الفضل قد أقام بمكة مجاوراً حتى أخذ القراءة عن أبي عمر".
ونقل ابن الجزري عن الفضل أنه قال:" قرأت على حفص وكتب لي القراءة من أول القرآن إلى آخره بخطه"، وفي قول الفضل هذا من الفخر والاعتزاز ما يدل على ثقته بشيخه أبي عمر حفص بن سليمان القارئ)).
قلت: الثقة موجودة عند كل القراء والمحدثين بحفص بن سليمان ولا نجادل في هذا، ولكن لا نأخذ من هذا النص كذلك التعديل والتوثيق الذي ينشده الأستاذ غانم .. ويؤخذ من القصة تواضع حفص القارئ، وكتابته القراءة بكاملها لتلميذه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[03 Dec 2005, 11:58 م]ـ
هذه الوقفة حول استنتاج أ. د. غانم الأول الذي يدور حول المطالبة بترجيح أقوال المعدلين على المجرحين .. بعد أن بين خطأ من ضعفه وفق ما ظهر له.
((رابعاً: مناقشة واستنتاج:إن ما تقدم من بيان لأقاويل المُجَرِّحِينَ لحفص بن سليمان الأسدي، وأقوال المُعَدِّلِينَ له، يقتضي إعادة النظر في الموضوع كله، في ضوء الحقائق التي تكشفت من خلال البحث، وعلى النحو الآتي:
(1) إن تضعيف حفص بن سليمان القارئ في الحديث يحتاج إلى مراجعة، بل قد يحتاج إلى تعديل وتصحيح، وذلك بتغليب أقوال المعدِّلين له، لأن التعديل يُقبل من غير ذكر سببه، على الصحيح المشهور، ولا يُقبل الجرح إلا مُبَيَّن السبب.
وقد اتضح أن سبب تضعيف حفص بن سليمان القارئ الرئيس هو قول شعبة بن الحجاج، وقد بان أن شعبة كان يعني حفص بن سليمان المنقري البصري، ويؤكد ذلك أن ابن سعد نقل عن شعبة أن حفصاً المنقري كانت لديه كتب استفاد منها أخو زوجته أشعث بن عبد الملك في معرفة مسائل الحسن، لأن حفصاً هذا كان أعلمهم بقول الحسن)) اهـ.
هذا السبب الذي بنى عليه الأستاذ هذا لاستنتاج قد تمت مناقشته باستفاضة فيما تقدم .. ولكن الذي أود التعقيب عليه في هذه الوقفة هي القاعدة التي اعتمدها في ترجيح تعديل حفص على جرحه وهي قوله: (التعديل يُقبل من غير ذكر سببه، على الصحيح المشهور، ولا يُقبل الجرح إلا مُبَيَّن السبب).
وهذا هو الصحيح المقرر عندهم، ولكن ذلك في حال حفص لا يستقيم لأنا لم نجد تعديلاً صريحًا يفزع إليه في حاله ويمكن أن يرجح على قول أئمة النقد الذين جرحوه، وما ذكر الأستاذ معترض عليه، كما أنه صدر بعضه ممن ليس من النقاد الذين يقبل قولهم في جرح الرجال وتعديلهم إما بسبب ضعف البعض أو عدم الأهلية أو التوسع والتكلف في فهم عبارات الثناء .. على ما بيناه في مواضعه.
ثم إن الأستاذ بكلامه هذا كأنه يقرر أن جرح حفص غير مفسر وهو في الواقع مفسر في كلام غير واحد ممن جرحه.
فكل من قال فيه (ضعيف الحديث) أو (منكر الحديث) أو (متروك الحديث) .. دل قوله على أن سبب ضعفه وتركه النكارة الواردة في مروياته بل صرح بعضهم بذلك فقال: (أحاديثه كلها مناكير).
وأصرحهم في ذلك زكريا الساجي إذ فصل بقوله: (يحدث عن سماك، وعلقمة بن مرثد، وكذلك عن قيس بن مسلم، وعاصم بن بهدلة أحاديث بواطيل).
وابن حبان في قوله: (كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل).
وابن عدي في قوله: (عامة حديثه عن من روى عنهم غير صحيحة).
وفي قوله: (روى عن علقمة أحاديث مناكير لا يرويها غيره).
وهؤلاء جميعًا من أهل السبر والتتبع.
فهذا جميعه من الجرح المفسر الذي تعلقه بضبط الرواية لا بالعدالة كما قد يفهم .. ورددناه في موضع من هذا الوقفات.
وسنؤكد ذلك أو ننفيه بتتبع مروياته جميعها وبيان ما فيها من نكارة أو بطلان .. (هذا إن كان في العمر بقية) ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولو سلمنا أن هذا الجرح غير مفسر، فلا نسلم بأن ما ذكر فيه من تعديل هو توثيق صريح على ما بينا في مناقشاتنا السابقة، فنجري على حفص قاعدة (أن من خلا من المجروحين من تعديل قبل الجرح فيه مجملاً غير مبين السبب إذا صدر من عارف) وهو هنا صدر من أئمة الناس في هذا الباب.
والراجح في مسألة تعارض الجرح والتعديل تقديم الجرح، قال الخطيب ([1]): ((اتفق أهل العلم على أن من جرحه الواحد والاثنان وعد له مثل عدد من جرحه، فإن الجرح به أولى؛ والعلة في ذلك ان الجارح يخبر عن أمر باطن، قد علمه ويصدق المعدل ويقول له: قد علمت من حاله الظاهرة ما علمتها، وتفردت بعلم لم تعلمه من اختبار امره، وإخبار المعدل عن العدالة الظاهرة لا ينفى صدق قول الجارح فيما أخبر به فوجب لذلك أن يكون الجرح أولى من التعديل)). اهـ.
قال السخاوي في (فتح المغيث) ([2]): قال ابن عساكر: ((أجمع أهل العلم على تقديم قول من جرح راويًا على قول من عدله)). اهـ.
قلت: ولهم في ذلك تفصيلات ليس هذا مجال ذكرها.
----الحواشي-----
([1]) الكفاية (ص105ـ106).
([2]) فتح المغيث (1/ 308 ـ 309).
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[03 Dec 2005, 11:59 م]ـ
((ولا يخفى أن تضعيف يحيى بن معين لحفص القارئ كان مبنيًا على فهم غير دقيق لقول أيوب بن المتوكل، على نحو ما بيَّنت من قبل. وبناء على ذلك ينبغي أن يعتمد قول الإمام أحمد بن حنبل في توثيق حفص القارئ، ويحمل ما ورد من تضعيف على حفص آخر، لأن وجود عدد من الأشخاص يحملون اسم حفص بن سليمان قد أوقع بعض العلماء في الخلط بينهم، على نحو ما سنوضح بعد قليل)) اهـ.
أثبتنا فيما سبق بما لا يدع مجالاً للشك أن قول ابن معين مبني على حقائق وليس على قراءة غير دقيقة .. فلا نعيد مناقشته هنا، لكن لي تعقيب على اعتماد قول أحمد ووصفه بأنه (توثيق) وما قاله أحمد في حفص لا يصل إلى درجة التوثيق هذا لو سلمنا به وقبلناه، مع أنا قد تحفظنا عليه فيما مضى، ورجحنا ما يتفق مع أقوال غيره من النقاد ليستقيم الحال ولا يكون هناك نوع تناقض في أقوال الإمام أحمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[04 Dec 2005, 12:02 ص]ـ
هذه الوقفة حول اعتماد النقاد بعضهم على بعض في نقد الرواة .. ومدى تصرفهم في عبارات بعضهم البعض.
((أما أقوال علماء الجرح والتعديل الذين جاءوا بعد الجيل الأول من طبقة شعبة ويحيى بن معين والإمام أحمد والبخاري، فإنهم كانوا ينقلون ما قاله هؤلاء الأعلام، على ما فيه من أوهام وخلط، وقد يتصرفون في العبارة بما يزيد من شدة النقد والتجريح لحفص بن سليمان القارئ، وغَطَّتْ أقاويل التجريح أقوال التوثيق حتى نُسِيَتْ تقريباً، على نحو ما لاحظنا في النص الذي نقلناه عن ابن الجوزي من قبل)).
لا أسلم ببعض ما ذكر الأستاذ في هذه القطعة من كلامه:
فتقسيمه النقاد إلى أجيال وطبقات كلام صحيح، ولكن فيه خلط بين طبقاتهم .. فسأرتب كل من تعرض لحفص بن سليمان على طبقاتهم لنتبين علاقة كل طبقة بسابقتها وأثرها عليها، مع توثيق كل ناقد من كتاب الذهبي (ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل) بتحقيق الشيخ عبدالفتاح أبو غدة (رحمه الله تعالى).
الطبقة الأولى ـ شعبة بن الحجاج (160هـ) ([1]) وهو الذي مهد هذا العلم لأهل العراق.
الطبقة الثانية ـ أبو بكر بن عياش (193هـ) ([2])، وكيع (197هـ) ([3])، ويحيى القطان (198هـ) ([4]).
الطبقة الثالثة ـ على رأس هذه الطبقة عبدالرحمن بن مهدي (198هـ)، ولا يوجد فيها أحد ممن تكلم في حفص.
الطبقة الرابعة ـ ابن معين (233هـ) ([5])، وابن المديني (234هـ) ([6])، و أبو الربيع الزهراني (234هـ) ([7])، وأحمد (241هـ) ([8]).
الطبقة الخامسة ـ البخاري (256هـ) ([9])، وأبو إسحاق الجوزجاني ([10])، ومسلم (261هـ) ([11])، وأبو زرعة (264هـ) ([12])، وأبو حاتم (277هـ) ([13]) الرازيان.
الطبقة السادسة ـ الترمذي (279هـ) ([14])، وعبدالرحمن بن يوسف بن خراش (283هـ) ([15])، وعلي بن الجنيد (291هـ) ([16])، وأبو بكر البزار (292هـ) ([17])، صالح جزرة (293) ([18])، والنسائي (303هـ) ([19]).
الطبقة السابعة ـ زكريا الساجي (307هـ) ([20]).
الطبقة الثامنة ـ أبو جعفر العقيلي ([21]).
الطبقة التاسعة ـ أبو حاتم ابن حبان (354هـ) ([22])، وأبو أحمد بن عدي الجرجاني (365هـ) ([23])، وأبو أحمد الحاكم (378هـ) ([24]).
الطبقة العاشرة ـ أبو عمر الدارقطني (385هـ) ([25]).
الطبقة الحادية والثانية عشرة ـ لا يوجد فيهما أحمد.
الطبقة الثالثة عشرة ـ أبو علي ابن حزم (456هـ) ([26])، وأبو بكر البيهقي (458هـ).
وبهذه الطبقة ختم المتكلمون في حفص القارئ ولم يبق إلا من له اختيار من أقوال النقاد وهما الذهبي (748هـ)، وابن حجر (852هـ) وغيرهما.
وجميع الطبقات متصلة السماع والأخذ كل أهل طبقة عمن فوقهم وبهذا اتصلت سلاسل هذا العلم ونقل المتأخر عن المتقدم .. ولا شك أن الطبقات الست الأول عليه مدار الجرح والتعديل ومعرفة أحوال الرواة، ونخص منها بالذكر الطبقتين الرابعة والخامسة، وأهلها أكثر من تكلم في الرواة وجرح وعدل ولحفص نصيب كبير من كلامهم فيه.
أما دعوى أنهم ينقلون ما قاله أئمة النقد على ما فيه من أوهام وخلط، هذا غير صحيح، لأن الوهم المذكور لا أثر له كما قدمنا، وجر هذا الخطأ الذي وقع فيه بعضهم على جميع ما نقلوه مجانب للصواب.
أما تصرفهم في العبارات فكل ناقد له أسلوبه الخاص كما قدمنا، فمن كان منهم متشددًا متعنتًا أعدنا قوله للمتوسط المعتدل .. وحفص تكلم فيه جميع طوائف النقاد متشددين ومعتدلين ومتساهلين.
فعلى رأس المتشددين ابن معين وأبو حاتم وابن خراش.
وعلى رأس المعتدلين ابن المديني وأحمد وأبو زرعة.
وعلى رأس المتساهلين الترمذي والدارقطني.
والخلاصة أن هؤلاء النقاد جميعًا لكل منهم منهجه الخاص وطريقته في البحث عن أحوال الرواة وتمحيص أخبارهم بما فيهم متأخريهم كالعقيلي وابن حبان وابن عدي فمنهجهم قائم على سبر أحوال الرواة بالنظر في كلام النقاد المتقدمين، ثم البحث في أحاديث الرواة عما يؤيد كلامهم فصنيعهم من باب تفسير جرح المتقدمين بجمع مناكير وأباطيل الرواة، لذا لا غنى عن أقوالهم في الجرح والتعديل.
وابن حبان متشدد سليط اللسان، وابن عدي والعقيلي من المتوسطين فتصويرهم على أنهما مجرد مقلدين لا يستقيم مع رحلاتهم الواسعة في تتبع الرواة وجمع مناكيرهم وأباطيلهم،
وتصنيف ذلك في كتبهم (الضعفاء)، (المجروحين)، و (الكامل) .. وهذه الكتب الثلاثة هي ينبوع معرفة الضعفاء، فوقوعهم في بعض الأوهام لا يسقط جهدهم الكبير، فمن ذا الذي لا يهم ولا يخطئ؟!. وقديمًا قال ابن معين: ((لست أعجب ممن يحدث فيخطىء، إنما العجب ممن يحدث فيصيب)) ([27]).
--- الحواشي----
([1]) ذكر من يعتمد قوله برقم (5).
([2]) ذكر من يعتمد قوله برقم (75).
([3]) ذكر من يعتمد قوله برقم (49).
([4]) ذكر من يعتمد قوله برقم (87).
([5]) ذكر من يعتمد قوله برقم (167).
([6]) ذكر من يعتمد قوله برقم (172).
([7]) ذكر من يعتمد قوله برقم (204).
([8]) ذكر من يعتمد قوله برقم (168).
([9]) ذكر من يعتمد قوله برقم (270).
([10]) ذكر من يعتمد قوله برقم (282).
([11]) ذكر من يعتمد قوله برقم (289).
([12]) ذكر من يعتمد قوله برقم (279).
([13]) ذكر من يعتمد قوله برقم (280).
([14]) ذكر من يعتمد قوله برقم (362).
([15]) ذكر من يعتمد قوله برقم (364).
([16]) ذكر من يعتمد قوله برقم (381).
([17]) ذكر من يعتمد قوله برقم (376).
([18]) ذكر من يعتمد قوله برقم (369).
([19]) ذكر من يعتمد قوله برقم (363).
([20]) ذكر من يعتمد قوله برقم (419).
([21]) ذكر من يعتمد قوله برقم (450).
([22]) ذكر من يعتمد قوله برقم (487).
([23]) ذكر من يعتمد قوله برقم (490).
([24]) ذكر من يعتمد قوله برقم (500).
([25]) ذكر من يعتمد قوله برقم (501).
([26]) ذكر من يعتمد قوله برقم (565).
([27]) تاريخ الدوري (3: 13/ برقم 52).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[04 Dec 2005, 12:11 ص]ـ
(2))) ذكرت كتب التراجم عدة أشخاص من رواة الحديث باسم حفص بن سليمان، عاشوا في القرن الثاني، ذكر البخاري منهم في كتابه التاريخ الكبير أربعة، هم:
أ. حفص بن سليمان البصري المنقري، عن الحسن.
ب. حفص بن سليمان الأزدي، روى عنه خليد بن حسان.
ج. حفص بن سليمان، سمع معاوية بن قرة عن حذيفة، مرسل ...
د. حفص بن سليمان الأسدي أبو عمر القارئ ...
الفصل بين الرواة المتشابهين من دقائق علم الرجال، وكم زلت أقدام الكبار في الخلط بين المتفقين والمفترقين من كبار النقاد خاصة المصنفين منهم: كالبخاري، وابن أبي حاتم، وابن حبان، والعقلي، وابن عدي، والدارقطني، وابن الجوزي، وغيرهم .. ولذا كان التمييز بين الرواة من الجوانب التي أوليت عناية تامة عند المصنفين في علم الرجال.
وقد صنفت كتابًا سميته (المتسق في المتفق والمفترق) أنهيتُ الجانب النظري منه، وسينشر قريبًا في مجلة الجامعة الإسلامية بعنوان (المتفق والمفترق) دراسة نظرية وتطبيقية .. سبرت وتتبعت فيها أوجه الاشتباه بين الرواة فيما يتفق، فأوصلتها إلى (24) وجهًا وضربت على كل وجه مثالاً من صنيع الأئمة المؤرخين الثلاثة: البخاري، وابن أبي حاتم وابن حبان.
ولقد شرع الخطيب بابًا في التمييز بين الأسماء المشتبهه في مصنفات لم يسبق إليها وهي (المتفق والمفترق)، و (تلخيص المتشابه في الرسم وحماية ما أشكل منه عن بوادر التصحيف والوهم)، و (تاليه)، و (المؤتنف في تكملة المؤتلف والمختلف)، و (غنية الملتمس إيضاح الملتبس)، و (موضَّح أوهام الجمع والتفريق)، (المكمل في بيان المهمل)، (رافع الارتياب في المقلوب من الأسماء والأنساب) فرحمه الله رحمةً واسعة.
وكذلك أولاها المتأخرون عنايتهم فمن أشهر من اهتم بهذا اللون من التراجم المزِّي (رحمه اللَّه) في كتابه (تهذيب الكمال) حيث تتبع رواة التمييز وأفردهم بتراجم عقب التراجم الأصلية، ثم تبعه على هذا النهج الذهبي، ومُغلطاي، وابن حجر، وغيرهم.
ولم يمش المزِّي (رحمه الله) على ضابطٍ معين في ذكر هؤلاء الرواة فقد كان يتوسع في ذكر هذا النوع من الرواة، ولا يُفصِح عن وجه الاشتباه؛ معتمدًا على ظهوره لأنه ما كان يذكر غالبًا إلا من يدخل في (المُتفق) لكنه توسع بذكر رواة ليسوا في طبقة الراوي المُميَّز مما جعل هذا مثار تعقب وانتقاد .. كما أنه أهمل رواةً من طبقة المُترجم كان يلزمه ذكرهم فاستدرك عليه مُغلطاي في (الإكمال) ([1]) فمما قال: ((ولو تتبعنا هذا حقَّ التتبُّع لكان جديرًا بأن يكون تصنيفًا على حدته، ولكنا نذكر منه ما تيسر، وللَّه المنة والحمد)) ([2]). اهـ.
وقال في (الإكمال) ([3]) كذلك: ((وفي قول المزِّي ([4]): ولهم شيخٌ آخر يقال له: أيوب بن بشير الأنصاري. يروي عن: فضيل بن طلحة حكاه ابن ماكولا عن البخاري ذكرناه للتمييز بينهما نظر؛ من حيث إن العادة لا تميز بين الشخصين إلا بعد تساوي الطبقة، ولا مساواة هنا؛ لأن الأول تابعي كبير، وهذا ليس قريبًا منه، ولا من طبقته، بل ولا شيخه)).
قلت: لكن هل مشى مُغلطاي وابن حجر على وفق ما انتقدا المزي عليه، هناك ما يؤكد على أنهما اضطربا في هذا الجانب (كذلك) فهما ربما ذكرا من ليس في طبقة المترجم استطرادًا، وحسب النشاط.
فهذا مُغلطاي يقول في (الإكمال) ([5]): ((وفي ذكر المزي: ـ (أيوب بن خالد الجهني. الراوي عن الأوزاعي للتمييز بين المتقدم الراوي عن الصحابة، وبين هذا) نظر؛ لأنه ليس في طبقته ولا يُقاربها، وإن كان يذكر من كان خارجًا عن طبقة الشخص إما أعلى أو أنزل، فنحن (أيضًا) نذكر مثله ولا عيب علينا في ذلك مع عِرفانِنا بأنه لا يصلُح)). اهـ.
ومن تعقبات الحافظ ابن حجر في كتابه (تهذيب التهذيب) ([6]) على عين الترجمة الآنفة التي ذكر المزي في كتابه (تهذيبه): ((قلت: ولا حاجة لذكره؛ لأنهما لا يشتبهان بوجه: لا من طبقة واحدة، ولا من بلدة، وهذا ضعيف وذاك ثقة (والله أعلم)، ولو كان المزِّي يلتزم أن يذكر كل مشتبه في الاسم والأب خاصةً، للزمه أن يذكر في من اسمه أيوب بن سليمان جماعة نحو العشرة ولم يذكر أحدًا، منهم والله الموفق)). اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
فظهر بهذين التعقيبين أن المنهج الأسد الاكتفاء بمن يُسامي المُميَّز في الطبقة وترك ما عدا ذلك؛ لأن استيفاء مثل ذلك أمر فيه طول وفائدته قليلة ومحله كتب (المُتفق والمُفترق) ونحوها .. إلا في حالات نادرة يقع فيها الاشتباه من وجه غير الاتفاق كما في حال حفص المنقري والمقرئ.
وبعد هذه المقدمة المقتضبة التي فصلتها في كتابي (زوائد رجال صحيح ابن حبان) ([7]) .. نشرع في فحص أحوال هؤلاء الرواة ونرى من منهم يشتبه بحفص بن سليمان القارئ.
فأولهم ـ حفص بن سليمان المنقري التميمي البصري. أبو الحسن.
يقال: مولى بني منقر ([8]).
روى عن: الحسن البصري، وعطاء بن أبي ميمونة ([9])، وأبي بردة بن أبي موسى ([10])، وأبي العالية ([11])، وحفصة بنت سيرين ([12]).
روى عنه: بسطام بن حريث، وحماد بن زيد ([13])، وسعيد بن عامر ([14])، والربيع بن عبد الله بن خطاف ([15])، وروح بن عطاء بن أبي ميمونة ([16])، وعبيدالله بن الوليد الوصافي ([17])، ومعمربن راشد ([18])، وهارون الأعور ([19])، وهشام بن حسان البصري ([20]).
قال ابن سعد: كان أعلمهم بقول الحسن ([21]).
وقال ابن معين: ثقة ([22]). وقال أحمد: صالح ([23]).
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: لا بأس به هو من قدماء أصحاب الحسن ([24]).
وقال البخاري: ثقة قديم الموت ([25]).
وقال ابن حبان في (الثقات) ([26]): ثبت.
وقال في (مشاهير علماء الأمصار) ([27]): من المتقنين.
ووثقه النسائي ([28]). واختاره ابن حجر ([29]).
قال يحيى مات حفص بن سليمان المنقري قبل الطاعون بقليل ([30]) يعني سنة (130) كما نص عليه ابن حبان ([31]).
هذا الراوي يشتبه بحفص بن سليمان القارئ من حيث الاتفاق في الاسم واسم الأب، ويشتبه معه في النسبة فـ (المقرئ) و (المنقري) مما يتشابه في الرسم وعلى هذا النوع بنى الحافظ الخطيب كتابه الشهير (تلخيص متشابه الرسم وحماية ما أشكل منه عن بوادر التصحيف والوهم) ([32]).
وهذا السبب الذي جعل البخاري وغيره يهمون في نسبة قول شعبة في المنقري إلى المقرئ .. والسبب الذي من أجله وقع الخطيب في نسبة أقوال أحمد في المنقري إلى المقرئ .. وبسببه وهم الهيثمي ([33]) فضعف حفص المنقري .. وبسببه وقع البعض في الخلط بين وفاتيهما.
ولأجل هذا ذكره الذهبي في (الميزان) ([34])، وسبط ابن العجمي في (الكشف الحثيث) ([35]) تمييزًا للقارئ.
وقد سبقهما ابن حبان بالتنبيه على الفرق بينهما في (الثقات) ([36]).
ولو بقي الأمر عند حدود الاتفاق لكان الأمر يسيرًا لأن حفص المنقري قديم يعد في طبقة شيوخ المقرئ، ولكن التشابه في النسبه هو الذي سبب هذا الإشكال.
وثانيهم ـ حفص بن سليمان الأزدي.
حديثه مرسل. روى عنه: خليد بن حسان. ذكره ابن حبان في (الثقات) ([37]).
وثالثهم ـ حفص بن سليمان. ويقال: سليمان بن حفص.
يعد في البصريين ([38]). روى عن: معاوية بن قرة ([39]). روى عنه: عيسى بن يونس ([40]).
ورابعهم ـ هو حفص بن سليمان الأسدي ([41]) أبو عمر ([42]) البزاز ([43]) الكوفي القارئ ([44])، ويقال له الغاضري ([45])، ويعرف بحفيص، وهو حفص بن أبي داود ([46]) صاحب عاصم بن أبي النجود في القراءة، وابن امرأته وكان معه في دار واحدة ([47]).
وقيل في نسبه: حفص بن سليمان بن المغيرة ([48]).
روى عن: أبان بن أبي عياش ([49])، إسماعيل بن عبد الرحمن السدي، وأيوب السختياني ([50])، وثابت البناني ([51])، ثور بن عبدالله الهمداني ([52])، وحماد بن أبي سليمان، وحميد الخصاف، وخالد بن سلمة ([53])، وزيد بن أسلم ([54])، وسالم الأفطس، وسماك بن حرب ([55])، وطلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله ([56])، وعاصم بن أبي النجود ([57]) (عس)، وعاصم الأحول، وعامر بن كليب ([58])، وعبد الله بن يزيد النخعي ([59])، وعبدالعزيز بن رفيع ([60])، عبد الملك عمير ([61])، وأبي حَصين عثمان بن عاصم ([62])، وعلقمة بن مرثد ([63])، وعمر بن ذر ([64])، وعمرو بن مرة الكوفي الأعمى ([65])، وغيلان (هو ابن جامع) ([66])، وقيس بن مسلم ([67])، وكثير بن زاذان (ت ([68]) ق)، وكثير بن شنظير (ق) ([69])، والكميت بن زيد الأسدي ([70])، وليث بن أبي سليم ([71])، ومحارب بن دثار ([72])، ومحمد بن جحادة ([73])، ومحمد بن سوقة ([74])، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ([75])، ومنصور بن حيان ([76])، وموسى بن أبي كثير يعرف بموسى الكبير ([77])، وموسى
(يُتْبَعُ)
(/)
الصغير ([78])، والهيثم بن حبيب الصراف ([79])، وهلال بن عقاب ([80])، والهيثم بن عقاب ([81])، ويزيد بن أبي زياد، ويزيد بن عبدالرحمن ([82])، وأبي إسحاق السبيعي ([83])، وأبي إسحاق الشيباني ([84])، وأبي رجاء الشامي ([85])، شيخ من أهل المدينة ([86]).
روى عنه: أحمد بن عبدة الضبي، وأحمد بن الفرج الجشمي المقرئ ([87])، وآدم بن أبي إياس ([88])، وأبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الترجماني ([89])، إسماعيل بن عمرو البجلي ([90])، وبكر بن بكار ([91])، وجعفر بن حميد الكوفي ([92])، وحامد بن آدم المروزي ([93])، والحسن بن سعيد بن عثمان الخراز الكوفي ([94])، والحسن بن محمد بن أعين ([95])، وأبو عمر حفص بن عبد الله الحلواني الضرير ([96])، وحفص بن غياث، وداود بن مهران ([97])، وسعد بن محمد بن الحسن بن عطية ([98]) (والد محمد بن سعد العوفي)، وسليمان بن داود أبو الربيع الزهراني ([99])، وسليمان بن داود الشاذكوني ([100])، وسليمان بن النعمان الشيباني ([101])، وسهل بن حماد ([102])، وصالح بن مالك الأزدي الخوارزمي ([103])، وصالح بن محمد الترمذي ([104])، وأبو شعيب صالح بن محمد القواس، (وهو ممن روى عنه القراءة)، والصباح بن سهل المدائني ([105])، وعبد الله بن السري الأنطاكي ([106])، وعبد الرحمن بن حماد الطلحي ([107])، وعبدالرزاق (هو ابن همام الصنعاني) ([108])، وأبو الوليد عبدالسلام بن سهل البصري الدمشقي ([109])، وعبدالصمد (هو ابن النعمان البزاز) ([110])، وعبد الغفار بن الحكم ([111])، وعبدالملك بن مسلمة ([112])، وعبيدالله بن موسى ([113])، وعبيد بن الصباح بن أبي سريج النهشلي الخزاز، وعثمان بن حصن القرشي ([114])، وعثمان بن سعيد الزيات ([115])، وعثمان بن عبدالرحمن ([116])، وعثمان بن اليمان الحُّدَّاني ([117])، وأبو منصور عصام بن الوضاح البصري، وعلي بن حجر المروزي (ت) ([118])، وعلي بن عياش الحمصي ([119])، وأبي الحسن علي بن يزيد الصدائي الأكفاني ([120]) (عس)، وعمرو بن حماد بن طلحة القناد ([121])، وعمرو بن الصباح بن صبيح الكوفي المقرئ ([122])، وعمرو بن عثمان الرقي ([123])، وعمرو بن عون الواسطي ([124])، وعمرو بن محمد الناقد، وعيسى بن شعيب ([125])، والفضل بن يحيى الأنباري ([126])، ومحمد بن بكار بن الريان ([127])، ومحمد بن حرب الخولاني (ق) ([128])، ومحمد بن حماد ([129])، ومحمد بن الحسن بن التل الأسدي ([130])، ومحمد بن سليمان لوين ([131])، ومحمد بن عبدالرحيم بن شروس ([132])، ومسدد (هو ابن مسرهد) ([133])، ومروان بن موسى البغدادي ([134])، ونصر بن منصورالثقفي ([135])، والنضر بن طاهر ([136])، والنضر بن عبدالله الأزدي ([137])، وهانئ بن يحيى ([138])، وأبو عمر هبيرة بن محمد التمار المقرئ، وهشام بن عمار الدمشقي (ق) ([139])، ويحيى بن سعيد العطار الحمصي ([140])، ويحيى بن يحيى النيسابوري ([141])، ويزيد بن هارون ([142])، ويسرة بن صفوان اللخمي الدمشقي ([143])، أبو بكر بن أبي شيبة ([144])، والعمري ([145]).
هذا مجمل ما وقفت عليه من شيوخ وتلاميذ حفص بن سليمان القارئ .. وبهذا تبين أنه أوسع المتفقين معه شيوخًا وأكثرهم تلاميذ.
وبعد الانتهاء من تراجم هؤلاء الرواة يتبين أن بينهما من الاتفاق ما لا يؤدي إلى الخلط إلا في النادر لذا لم يذكر هذا الباب بمجمله الخطيب في كتابه (المتفق والمفترق).
وإنما السبب الرئيس في الاختلاط بين حفص المقرئ الكوفي، وحفص المنقري البصري هو التشابه في النسبة ليس إلا؛ لأن حفص المنقري في عداد طبقة شيوخ حفص القارئ فلا يمكن أن يختلط به في الرواية عند أهل المعرفة، وإنما الاختلاط نشأ من التصحيف .. وليس من الاتفاق في الشيوخ أو في التلاميذ.
وأما حفص بن سليمان الأزدي، وحفص بن سليمان الراوي عن معاوية بن قرة فهما في عداد المجاهيل عند أهل الفن .. ومعنى الجهالة أنهما غير معروفين لا عينًا ولا حالاً، وبالتالي لأثر لهما في الحديث الشريف لأنه قد لا يكون لكل واحدٍ منهم من الحديث ما يذكر من أجله ويعرف.
ومن أبرز آثار الاشتباه أنه قد يشابه في بعض إطلاقاته رواة آخرين إما ضعفاء أو ثقات، فيضغف حديث الراوي أو يصحح بناءً على درجة ذاك الشبيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو ما تصوره الأستاذ غانم في حفص بن سليمان .. وقد وقع لي مثالاً آخر: قال صاحب (كشف الأستار عن رجال معاني الآثار) ([146]): أبو عمر البزار (آخره راء) هو دينار بن عمر الأسدي الكوفي صالح الحديث، رمي بالرفض.
والصواب أنه أبو عمر البزاز (آخره زاي) فيكون حفص بن سليمان هو الذي من رجال معاني الآثار لا هذا الراوي. وقد نبه على هذا المظاهر في (تراجم الأحبار) ([147]) واعتذر عن المصنف.
----الحواشي-----
([1]) الإكمال لمغلطاي (1: 42/ برقم 39).
([2]) هذا الفصل جميعه أخذه مُغْلَطاي من ((مقدمة ابن الصَّلاح))، وهو بدوره أخذه من ((التلقيح)) لابن الجَوْزِي، وهو عن ((المُتَّفق والمُفترق)) لأبي الفضل الهَرِويِّ.
([3]) الإكمال (2: 319/ برقم 636).
([4]) تهذيب الكمال (3: 455).
([5]) الإكمال (2: 330/ برقم 644).
([6]) تهذيب التهذيب (1/ 351).
([7]) زوائد رجال صحيح ابن حبان (1/ 126 ـ 129).
([8]) قال ابن سعد في الطبقات (7/ 256): ((مولى لبني منقر ويكنى أبا الحسن)).
([9]) الأوسط للطبراني (5: 290/ برقم 5343).
([10]) الأوسط للطبراني (5: 299/ برقم 5370).
([11]) تقدمة المعرفة (ص260).
([12]) سنن الدارقطني (1: 169/ برقم 32).
([13]) سنن الدارقطني (1: 166/ برقم 15).
([14]) شعب الإيمان (7/ 378).
([15]) العلل رواية عبدالله (3: 377/ برقم 5658).
([16]) الأوسط للطبراني (5: 290/ برقم 5343).
([17]) الدعاء للطبراني برقم (474).
([18]) الجامع (11: 83/ برقم 19985).
([19]) تفسير بن أبي حاتم (4/ 1310).
([20]) المصنف لابن أبي شيبة (4: 427/ برقم 21772).
([21]) الطبقات (7/ 256).
([22]) تاريخ أسماء الثقات رقم (291). تنبيه (اقتضى الحال ذكره): وقع في تاريخ الدارمي برقم (55): قلت: فقطبة، وحفص؟ فقال: ثقتان. وترجم أستاذنا أحمد نورسيف لحفص على أنه المنقري لكن الصواب أنه حفص بن غياث، لأن السؤال عن أصحاب الأعمش وحفص بن غياث وهو من المقدمين فيه. انظر شرح العلل (2/ 534 ـ 535)، التهذيب (2/ 358).
([23]) تاريخ أسماء الثقات رقم (291)، العلل رواية عبدالله برقم (917).
([24]) الجرح (3/ 173).
([25]) التاريخ الأوسط (2/ 184).
([26]) الثقات (6/ 195).
([27]) المشاهير برقم (1213).
([28]) الميزان (1/ 559)، التهذيب (2/ 346).
([29]) التقريب برقم (1406).
([30]) التاريخ الأوسط للبخاري (1/ 462).
([31]) انظر لترجمته التاريخ الكبير (2/ 363)، المجروحين (3: 173/ برقم 743)، الثقات (6/ 195)، المشاهير برقم (1213)، تهذيب الكمال (7/ 16)، تهذيب التهذيب (2/ 346).
([32]) حققته سكينة الشهابي وطبعته المتداولة في مجلدين كبيرين، نشرته طلاس للدراسات والترجمة بدمشق سنة (1985م).
([33]) مجمع الزوائد (2/ 148).
([34]) الميزان (1/ 559).
([35]) الكشف الحثيث برقم (251).
([36]) الثقات (6/ 195).
([37]) انظر لترجمته التاريخ الكبير (2/ 363)، الثقات (6/ 197).
([38]) الجرح (3: 174/ برقم 745).
([39]) المصنف لابن أبي شيبة (2: 21/ برقم 5990).
([40]) المصنف لابن أبي شيبة (2: 21/ برقم 5990).
([41]) نسبه تلميذه الحسن بن أعين الحراني. انظر سنن الدارقطني (3: 301/ برقم 206)، والسنن الكبير (2: 243/ برقم 3130).
([42]) كناه تلميذه محمد بن الحسن الأسدي. انظر الأوسط للطبراني (2: 163/ برقم 1583).
([43]) البزاز: نسبة لبيعه البز. ذكر هذا ياقوت في معجم الأدباء (3: 225/ برقم 367).
([44]) جمع له بين الاسم والكنية وهذه النسبة تلميذه يسرة بن صفوان. انظر فوائد تمام (1: 40/ برقم 78).
([45]) نسبه تلميذه محمد بن بكار بن الريان. انظر الصغير للطبراني (1: 170/ برقم 267). والموضح للخطيب (2/ 18).
([46]) سماه بهذا أبو الربيع الزهراني. انظر السنن الكبير (7: 136/ برقم 13560).
وقال البخاري في التاريخ الكبير (2/ 363)، والأوسط (2/ 184) وللفظ منه: ((حفص بن سليمان أبو عمر الأسدي كوفي، وهو حفص بن أبي داود، أراه هو القارئ)).
وقال ابن أبي حاتم في الجرح (3/ 173): ((حفص بن سليمان الأسدي أبو عمر المقرئ، وهو البزاز، وهو ابن أبي داود)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ورفع في نسبه ابن الجوزي في الضعفاء (1: 221/ برقم 993)، فقال: ((حفص بن سليمان بن المغيرة أبو عمر الأسدي القارىء البزاز، وهو صاحب عاصم، ويقال له: الغاضري، وهو حفص بن أبي داود كوفي)). وفي تاريخ بغداد (8/ 186)، والمجروحين (1/ 255)، وكامل ابن عدي (2/ 380) نحوه.
([47]) نص عليه الخطيب في تاريخه (8/ 186).
([48]) ذكره الخطيب في تاريخه (8/ 186)، وفي موضح أوهام الجمع والتفريق (2/ 18)، وتبعه من بعده .. ثم رأيت مصدره في ذلك الدارقطني في الضعفءوالمتروكين برقم (170) قال فيه: حفص بن سليمان بن المغيرة، هو القارئ، وهو حفص بن أبي داود، سليمان كنيته أبو داود، وقال في (الغرائب والأفراد) كما في أطرافه (3: 421/ برقم 3127) إذ قال: ((حفص بن أبي داود، وهو حفص بن سليمان بن المغيرة أبو عمر المقرئ، صاحب عاصم في القراء)).
([49]) المحلى (8:372) ويرى ابن حزم أنه أبان بن يزيد الرقاشي.
([50]) الكامل (2/ 382).
([51]) الكامل (2/ 382).
([52]) تاريخ دمشق (44/ 365).
([53]) تاريخ دمشق (46/ 12) إن ثبت. انظر معجم الصحابة لابن قانع (2/ 213).
([54]) الغرائب والأفراد للدارقطني (أطرافه) (3: 207/ برقم 2436).
([55]) الأوسط للطبراني (5: 220/ برقم 5138).
([56]) المستدرك (1: 680/ برقم 1848).
([57]) الأوسط للطبراني (1: 10/ برقم 19).
([58]) جامع البيان للطبري (6/ 127).
([59]) الثقات (7/ 11).
([60]) الأوسط للطبراني (4: 64/ برقم 3618).
([61]) الكبير للطبراني (10: 176/ برقم 10371).
([62]) فوائد تمام (1: 40/ برقم 78).
([63]) مسند الشهاب (1: 306/ برقم 511).
([64]) الإصابة (8/ 302).
([65]) المعجم الكبير للطبراني (10: 144/ برقم 10260).
([66]) طرق من كذب علي متعمدًا للطبراني برقم (63).
([67]) الأوسط للطبراني (4: 64/ برقم 3617).
([68]) الجامع للترمذي (5: 171/ برقم 2905).
([69]) السنن لابن ماجه (1: 81/ برقم 224).
([70]) سنن الدارقطني (3: 301/ برقم 206).
([71]) الأوسط للطبراني (3: 351/ برقم 3376).
([72]) الأوسط للطبراني (1: 195/ برقم 621).
([73]) المطالب العالية (4: 255/ برقم 543).
([74]) جامع البيان للطبري (2: 633).
([75]) المعجم الكبير للطبراني (11: 148/ برقم 11320).
([76]) الأوسط للطبراني (3: 222/ برقم 2979).
([77]) الكامل (2/ 382).
([78]) تهذيب الكمال (29/ 152).
([79]) الكامل (2/ 281).
([80]) الثقات (7/ 576). وهو التالي اختلفوا في اسمه.
([81]) الأوسط للطبراني (5: 28/ برقم 4582).
([82]) الكبير للطبراني (8: 261/ برقم 8014).
([83]) تاريخ بغداد (13/ 153).
([84]) معجم الصيداوي (ص228).
([85]) تاريخ دمشق (22/ 416)، (57/ 81).
([86]) المطالب العالية (9: 394/ برقم 2006).
([87]) الإكمال لابن ماكولا (3/ 10).
([88]) تاريخ دمشق (6/ 39).
([89]) الأوسط للطبراني (5: 220/ برقم 5138).
([90]) الواهيات لابن الجوزي (1: 68/ برقم 64).
([91]) الكامل (2/ 382).
([92]) تهذيب الكمال (5/ 20).
([93]) الأوسط للطبراني (8: 37/ برقم 7888).
([94]) تاريخ دمشق (44/ 365).
([95]) سنن الدارقطني (3: 201/ برقم 206).
([96]) الكامل (2/ 382).
([97]) تاريخ دمشق (22/ 416).
([98]) تاريخ دمشق (23/ 282).
([99]) المحلى (9/ 201).
([100]) علل الدارقطني (3/ 202).
([101]) الأوسط للطبراني (1: 195/ برقم 621).
([102]) الكبير للطبراني (10: 15/ برقم 9792).
([103]) الدعاء للطبراني برقم (1122).
([104]) الغرائب والأفراد للدارقطني (أطرافه) (4: 339/ برقم 4421).
([105]) تاريخ دمشق (46/ 12) إن ثبت. انظر معجم الصحابة لابن قانع (2/ 213)
([106]) تهذيب الكمال (15/ 14).
([107]) المستدرك (1: 680/ برقم 1848).
([108]) السنن الكبير للبيهقي (5: 246/ برقم 10054).
([109]) تاريخ جرجان (1/ 316).
([110]) تاريخ دمشق (30/ 177).
([111]) معجم الشيوخ الصيداوي (ص228).
([112]) فتوح مصر (ص122).
([113]) أمالي المحاملي برقم (225).
([114]) تاريخ دمشق (38/ 324).
([115]) سنن الدارقطني (1/ 107).
([116]) تاريخ دمشق (11/ 92).
([117]) تهذيب الكمال (19/ 510).
([118]) الجامع للترمذي (5: 171/ برقم 2905).
([119]) الأوسط للطبراني (1: 7/ برقم 9).
([120]) الأوسط للطبراني (5: 28/ برقم 4582).
([121]) الكبير للطبراني (10: 176/ برقم 10371).
([122]) تاريخ بغداد (7/ 430).
([123]) تهذيب الكمال (22/ 147).
([124]) الأوسط للطبراني (4: 64/ برقم 3617).
([125]) الكبير للطبراني (8: 261/ برقم 8015).
([126]) تاريخ بغداد (12/ 362).
([127]) الأوسط للطبراني (3: 222/ برقم 2979).
([128]) السنن لابن ماجه (1: 78/ برقم 216).
([129]) الغرائب والأفراد للدارقطني (أطرافه) (4: 86/ برقم 3675).
([130]) الأوسط للطبراني (2: 163/ برقم 1583).
([131]) اصلاح المال لابن أبي الدنيا (ص86/ برقم 281).
([132]) المحلى (8: 372).
([133]) المطالب العالية (4: 255/ برقم 543).
([134]) تاريخ بغداد (13/ 153).
([135]) تاريخ بغداد (13/ 286).
([136]) تاريخ دمشق (7/ 431).
([137]) تهذيب الكمال (29/ 389).
([138]) الضعفاء للعقيلي (2/ 8).
([139]) السنن لابن ماجه (1: 81/ برقم 224).
([140]) جامع البيان للطبري (2/ 633).
([141]) شرح معاني الآثار (1/ 145).
([142]) الغرائب والأفراد للدارقطني (أطرافه) (3: 359/ برقم (2905).
([143]) تهذيب الكمال (32/ 300).
([144]) المصنف (4: 329/ برقم 20707).
([145]) مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا برقم (66).
([146]) كشف الأستار (138/ب ـ 139/أ).
([147]) تراجم الأحبار (4/ 500).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[04 Dec 2005, 12:14 ص]ـ
إذا كثرت مسميات الراوي عند المحدثين: مرة بالاسم، وأخرى بالكنية، ومرة باللقب، وأخرى بالنسبة، ونحو ذلك دل على ضعفه وأنهم يدلسونه .. وقد ذكر هذا الضرب من الناس الخطيب البغدادي في كتابه القيم (موضح أوهام الجمع والتفريق) ([1]) .. وقد ترجم فيه لحفص بن سليمان المقرئ .. فقال:
1 ـ ذكر حفص بن سليمان البزاز أبي عمر القارئ.
أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي، حدثنا علي بن إسحاق المادرائي، حدثنا الحسن بن المثنى بن معاذ العنبري، حدثنا محمد بن بكار، حدثنا أبو عمر حفص بن سليمان البزاز حدثنا عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ... الحديث.
2 ـ وهو حفص بن أبي داود الذي روى عنه أبو الربيع الزهراني.
أخبرنا محمد بن علي بن الفتح، أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، حدثنا أبو الربيع الزهراني، حدثنا حفص بن أبي داود، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر رضي الله عنهما ... الحديث.
قال أبو الحسن غريب من حديث ليث عن مجاهد تفرد به حفص بن أبي داود عنه وهو حفص بن سليمان بن المغيرة أبو عمر المقرئ صاحب عاصم بن أبي النجود في القراءة.
3 ـ وهو حفص الغاضري الذي روى عنه علي بن يزيد الصدائي.
أخبرنا أبو الفرج محمد بن عبد الله بن أحمد بن شهريار الأصبهاني، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا الحسين بن محمد بن حاتم العجل، حدثنا الحسين بن علي بن يزيد الصدائي، حدثني أبي، حدثنا حفص الغاضري، عن موسى الصغير، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة، عن أبي هريرة رضي الله عنه ... الحديث. اهـ.
4 ـ قلت: وهو حفص بن سليمان الأسدي الذي روى عنه الحسن بن محمد بن أعين.
قال الدارقطني ([2]): نا عبيدالله بن عبد الصمد بن المهتدي بالله، نا الوليد بن حماد بن جابر الرملي، نا حسين بن أبي السري، نا الحسن بن محمد بن أعين، نا حفص بن سليمان الأسدي، عن الكميت بن زيد، حدثني مذكور مولى زينب بنت جحش، عن زينب بنت جحش ... الحديث.
5 ـ وهو حفص بن سليمان الكوفي الذي روى عنه محمد بن عبدالرحيم بن شروس.
رواه ابن حزم ([3]): من طريق الحذافي محمد بن يوسف، قال أخبرني: محمد بن عبد الرحيم بن شروس، أخبرني حفص بن سليمان الكوفي، أخبرني أبان، عن أنس ... الحديث.
6 ـ وهو أبو عمر البزاز الذي روى عنه آدم بن أبي إياس.
قال البيهقي ([4]): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى، نا أبو العباس هو الأصم، نا أحمد بن الفضل الصائغ، نا آدم، نا أبو عمر البزاز، عن أبي إسحاق الهمداني، عن عاصم بن ضمرة، عن علي بن أبي طالب ... الحديث.
7 ـ وهو أبو عمر المقرئ عن سماك بن حرب.
قال أحمد: حدثني أبو إبراهيم الترجماني (هو إسماعيل بن إبراهيم)، ثنا أبو عمر المقرئ، عن سماك، عن جابر بن سمرة: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) نهى عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة.
ترجم له الحسيني في (الإكمال) ([5])، وقال: مجهول .. وتعقبه في هذا ابن حجر في (تعجيل المنفعة) ([6]).
----الحواشي-----
([1]) الموضح (2/ 17 ـ 19).
([2]) السنن (3: 301/ برقم 206).
([3]) المحلى (8/ 372).
([4]) شعب الإيمان (5: 287/ برقم 6682).
([5]) الإكمال برقم (1139).
([6]) تعجيل المنفعة (2/ 514).
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[04 Dec 2005, 12:17 ص]ـ
وقد وقع خلط بين هؤلاء الرواة للحديث، لا سيما بين حفص المنقري البصري، وحفص الأسدي الكوفي،على نحو ما ذكرنا من نسبة قول شعبة في حفص البصري، وحمله على حفص الكوفي. ووقع مثل هذا الخلط بينهما في تاريخ وفاتهما، على نحو ما فعل ابن النديم حين ذكر حفص بن سليمان القارئ، وقال:" مات حفص قبل الطاعون، وكان الطاعون سنة إحدى وثلاثين ومئة ". وقد نبَّه ابن الجزري إلى ذلك فقال في وفاة حفص القارئ:" تُوُفِّيَ سنة ثمانين ومئة على الصحيح، وقيل بين الثمانين والتسعين، فأما ما ذكره أبو طاهر بن أبي هاشم [عبد الواحد بن عمر ت 349هـ] وغيره من أنه توفي قبل الطاعون بقليل، وكان الطاعون سنة إحدى وثلاثين و مئة، فذاك حفص المنقري بصري، من أقران أيوب السختياني، قديم الوفاة، فكأنه تصحف عليهم، والله أعلم ".
قلت: مانبه عليه الأستاذ هنا حول وفاته هو الصحيح ([1]) .. بقي أن نبين أنه ولد في حياة الصحابة، فقد أرخ خلف بن هشام مولده في سنة تسعين، وذلك في آخر عصر الصحابة ([2]).
فيكون له من العمر تسعين عامًا (رحمه الله تعالى) ([3]) .. ولكن لم يبلغنا أنه لقي أحدًا من الصحابة، لأنه يصغر عن ذلك.
---الحواشي-----
([1]) قال ابن العماد في الشذرات (1/ 293): وفيها (يعني في سنة ثمانين ومئة) حفص بن سليمان الغاضري الكوفي قاضي الكوفة .... ولعله تصحف عن (قاري الكوفة).
([2]) معرفة القراء الكبار (1/ 287).
([3]) تهذيب الكمال (7/ 15)، معرفة القراء الكبار (1/ 289).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[04 Dec 2005, 12:20 ص]ـ
وقد يعثر المتتبع على أمثلة أخرى من الخلط بين هؤلاء، فقد نقل الهيثمي حديثاً قال عنه:" رواه الطبراني في الكبير، وفيه حفص بن سليمان المنقري، وهو متروك، واختلفت الرواية عن أحمد في توثيقه، والصحيح أنه ضعفه، والله أعلم، وذكره ابن حبان في الثقات ".
ويثير هذا النص أكثر من إشكال، منها أن الطبراني ذكر في الإسناد " حدثنا حفص بن سليمان، عن قيس بن مسلم"، والذي يروي عن قيس بن مسلم هو حفص بن سليمان القارئ، وقد تكون كلمة (المقرئ) تصحفت إلى (المنقري)، لكن الإشارة إلى أن ابن حبان ذكره في الثقات يؤكد أن المقصود هو (المنقري)، ويكاد الهيثمي ينفرد بالنص على تضعيف حفص المنقري.
الحديث الذي ذكره الأستاذ رواه الطبراني في (الكبير) ([1]): من طريق سهل أبي عتاب، ثنا حفص بن سليمان، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن ابن عمر قال عاد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رجلا من أصحابه مريضا ... الحديث.
قال الهيثمي ([2]): ((رواه الطبراني في الكبير، وفيه حفص بن سليمان المنقري، وهو متروك، واختلفت الرواية عن أحمد في توثيقه، والصحيح أنه ضعفه، والله أعلم، وذكره ابن حبان في الثقات)). اهـ.
وقوله: ((وقد تكون كلمة) المقرئ) تصحفت إلى (المنقري).)).
ليس كذلك لأن رواية الطبراني (حفص بن سليمان) ولم تذكر فيها النسبة ولو ذكرها لكان الاحتمال كما قال، ولكن هذا في نظري يعود لوهم الهيثمي برجوعه إلى (الثقات) ونقله ترجمة المنقري دون تمحيص في الشيخ والتلميذ.
وليس هذا الوهم الوحيد للهيثمي في هذا الباب، فقد ذكر في (المجمع) ([3]) حديث ابن عمر، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "تفتح أبواب السماء لخمس: لقراءة القرآن، وللقاء الزحفين، ولنزول القطر، ولدعوة المظلوم، وللأذان".
وقال: ((رواه الطبراني في (الأوسط) ([4]) و (الصغير) ([5]) وفيه حفص بن سليمان الأسدي ضعفه البخاري ومسلم وابن معين والنسائي وابن المديني، ووثقه أحمد وابن حبان إلا أنه قال الأزدي مكان الأسدي)). اهـ.
ووهمه في خلطه بين حفص بن سليمان الأزدي، وحفص بن سليمان الأسدي. فالحديث إنما هو حديث الكوفي المقرئ لا الأزدي ذاك المجهول.
أما كون الهيثمي انفرد بتضعيف حفص بن سليمان المنقري أو كاد .. فلا نقبل قوله لأنه مبني على الوهم، أولاً وثانيًا وهل ليس من أهل النقد إنما هو مقلد، ويختارمن أقوال النقاد .. وليته إذ اختار أصاب.
---الحواشي---
([1]) المعجم الكبير (12: 269/ برقم 13082).
([2]) مجمع الزوائد (2/ 148).
([3]) مجمع الزائد (1/ 328).
([4]) المعجم الأوسط (4: 64/ برقم 3621).
([5]) المعجم الصغير (1: 286/ برقم 471).
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[04 Dec 2005, 12:22 ص]ـ
ولعل في ما قاله ابن حبان عن حفص بن سليمان المقرئ ما يشير إلى ذلك الخلط أيضاً، ونصه:" كان يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل، وكان يأخذ كتب الناس فينسخها، ويرويها سماع (كذا) "، فلا شك في أن الذي يأخذ كتب الناس هو المنقري، أما الذي يرفع المراسيل فقد يكون حفص بن سليمان الأزدي، فقد وصفه ابن حبان بأنه:" يروي المراسيل "، ولعل كلمة (يروي) تصحفت عن كلمة (يرفع).
ما ذكره الأستاذ غانم في هذا المقطع إنما هو من قبيل الظن المرجوح، فقول ابن حبان: (كان يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل) من عبارات ابن حبان المتكلفة المعروفة في الجرح والتعديل، وسيتبن لنا حقيقتها عند الدراسة التطبيقية.
وقد قرأ الأستاذ عبارتي ابن حبان قراءة ظاهرية .. وفهم منها غير مدلولها عند المحدثين .. وكلتا العبارتين من العبارات الشائعة عند المحدثين فالأولى، قولهم: (يرفع المراسيل) هي من قبيل الجرح ومعناها: أن الراوي يعمد إلى الأحاديث المرسلة فيرويها مسندة، وهذا دليل على ضعف الراوي.
وأما قولهم (يروي المراسيل) فمعناها أن ليس له حديثًا مسندًا وهذا يدل على قلة مروياته .. ولا يقولون هذه العبارة إلا في الراوي المقل جدًا الذي ليس له من الحديث إلا الواحد والإثنين ونحو ذلك .. وليست هذه من قبيل الجرح.
إذا علمت هذا تبين لك أن قول الأستاذ: (ولعل كلمة (يروي) تصحفت عن كلمة (يرفع).) .. احتمال بعيد جدًا.
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[04 Dec 2005, 12:24 ص]ـ
وكان أبو زرعة (عبيد الله بن عبد الكريم ت 264هـ) قد تخوَّف من الخلط بينهما، فقال البرذعي:" وقال لي أبو زرعة: ليس هذا من حديث حفص، أخاف أن يكون أراد حفص بن سليمان المنقري".
قلت: الصواب أن مراد أبي زرعة بقوله ليس هذا من حديث حفص (يعني حفص بن غياث). كما يدل عليه أول سؤال البرذعي (قلت: حديث عن معبد بن خالد، عن أبيه، عن جده، عن أنس: "إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه"؟ فقال: هذا حدثنيه أبو صفوان نصر بن قديد بن نصر بن سيار الكناني، قال: نا حفص بن غياث.
قال أبو زرعة: قال أبو صفوان: حدثني به حفص لا أشك فيه، وقال: نا علي بن المديني، سألت ابن حفص عن هذا الحديث فلم يعرفه، وقال لي أبو زرعة: ليس هذا من حديث حفص، أخاف أن يكون أراد حفص بن سليمان المنقري). اهـ.
ولو رجع الأستاذ إلى ترجمة أبي صفوان نصر بن قديد الكناني لوجد أن من شيوخه حفص بن غياث ([1]).
وقول علي بن المديني سألت ابن حفص، هو عمر بن حفص بن غياث محدث ثقة مشهور ([2]).
-----الحواشي-----
([1]) انظر ترجمته في الجرح (8/ 472)، الثقات (9/ 215).
([2]) انظر ترجمته في الجرح (6/ 103)، الثقات (8/ 445).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[04 Dec 2005, 12:27 ص]ـ
وإذا كان الأمر بهذه الصورة فإن تضعيف حفص بن سليمان القارئ به حاجة إلى المراجعة، لأن كثيراً مما رُمِيَ به يرجع إلى البصريين المُسَمَّيْنَ باسمه، لكن تتابع الأقوال في تجريحه قد حجب الأقوال التي توثقه، لا بل إن الأمر وصل إلى حد تغيير مفهوم قول أيوب بن المتوكل الذي أثبت فيه أن حفصاً أصح قراءة من أبي بكر شعبة، فقال ابن أبي حاتم:" قلت ما حاله في الحروف؟ قال: أبو بكر بن عياش أثبت منه ". ومما يؤكد عدم دقة هذا التعبير قول أبي هشام الرفاعي (ت248هـ):" كان حفص أعلمهم بقراءة عاصم"، وقل ابن المنادي (ت 336هـ):" وكان الأولون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عياش، ويصفونه بضبط الحروف التي قرأ بها على عاصم "، ولعل ابن المنادي يشير إلى قول أيوب بن المتوكل الذي نقلناه من قبل: " أبو عمر أصح قراءة من أبي بكر بن عياش ")).
ما ذكر الأستاذ غانم في مطلع كلامه .. قد أفضنا فيه في ما سبق، وأثبتناه بالحجة والبرهان .. وقوله: ((لأن كثيراً مما رُمِيَ به يرجع إلى البصريين المُسَمَّيْنَ باسمه)) إحالة على جهالة فلم يُضعف أحد ممن اسمه حفص بن سليمان سوى المقرئ .. أما من سواه فهم بين ثقة وبين مجهول ليس له من الحديث ما يمكن أن يضعف من أجله.
وما ذكر الأستاذ هنا من نصوص تدل على تميز حفص في القراءة وثقته وضبطها لها، هو الصحيح وأما ما نقله ابن أبي حاتم عن أبيه فهو من قبيل الوهم ليس إلا.
ونصه: سألت أبي عن حفص بن سليمان الكوفي الذي يروي عن علقمة بن مرثد وليث بن أبي سليم، فقال: لا يكتب حديثه، وهو ضعيف الحديث لا يصدق، متروك الحديث.
قلت: ما حاله في الحروف؟ قال: أبو بكر بن عياش أثبت منه ([1]).
وهذه الرواية قد تكون انقلبت على ابن أبي حاتم، أو أن أبا حاتم وهم في ذلك فقدم عليه أبو بكر بن عياش، والحال أن حفصًا هو المقدم عند جمهور القراء.
---الحواشي ----
([1]) الجرح (3/ 173).
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[04 Dec 2005, 12:28 ص]ـ
(3) ذكر المزي في (تهذيب الكمال) سبعة وعشرين شيخاً روى عنهم الحديث حفص بن سليمان القارئ، وقد تتبعتهم في (تقريب التهذيب) لابن حجر فوجدته يصف خمسة عشر منهم بـ (ثقة)، وعشرة منهم بـ) صدوق)، وواحد بـ (لا بأس به)، وواحد وصفه بمجهول، وهو كثير بن زاذان، الذي سأل عثمان بن سعيد الدارمي يحيى بن معين عنه، فقال:" قلت يروي (أي حفص القارئ) عن كثير بن زاذان من هو؟ قال: لا أعرفه" (45)، لكن ابن حجر ذكره في التهذيب وقال: كثير بن زاذان النخعي الكوفي، وذكر جماعةً من الرواة الذين رووا عنه سوى حفص، وذكر نقلاً عن الخطيب البغدادي أنه كان مؤذن النخع.
وذكر المزي خمسة وثلاثين راوياً أخذوا عن حفص بن سليمان القارئ، وقد تتبعت ما قاله فيهم ابن حجر في تقريب التهذيب، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، فوجدت أن معظمهم موصوف بأنه (ثقة) أو (صدوق).
قلت: ذكر المزي (27) شيخًا لحفص بن سليمان، واستدركت عليه (17) شيخًا، فيكون مجموع شيوخه على هذا (44) شيخًا.
وذكر من التلاميذ (35) واستدركت عليه (27) راويًا فيكون المجموع (62) تلميذًا.
وعلى هذا فتكون إحصائية الأستاذ غير دقيقة في الواقع، وقد تركنا للمتعقب مجالاً في الزيادة، مع أنا تركنا مجالاً للمتعقب، فإن هذا باب يصعب حصره في حق رواة الحديث.
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[04 Dec 2005, 12:31 ص]ـ
وإذا نظرنا إلى حال شيوخ حفص القارئ وحال معظم تلامذته من حيث وصفهم بالثقة والصدق فإن من المناسب أن يكون حفصٌ كما وصفه وكيع بأنه: ثقة، أو كما وصفه الإمام أحمد بأنه: صالح، وأن نَعُدَّ كل ما وُصِفَ به من ألفاظ التجريح من باب الوهم والخلط الذي كان سببه نسبة القول بأخذ كتب الناس ونسخها إليه، وعدم الدقة في فهم قول أيوب بن المتوكل: إن أبا بكر شعبة أوثق منه.
ما قرره الأستاذ في هذه القطعة من أن حفص بن سليمان يناسب أن يكون ثقة بين ثقات أو صالحًا بين عدول شيوخًا وتلاميذ .. كلام نظري لا يستقيم مع قواعد الجرح والتعديل، فليس كل من حدث عن الثقات يكون ثقة، فكم من راو ضعيف حدث عن شيخ ثقة، وليس كل من حدث عنه الثقات صار بذلك ثقةً عدلاً.
فالمحدثون يكتبون عن الروة على ثلاثة أنحاء:
- يكتبون عن الراوي للاحتجاج.
(يُتْبَعُ)
(/)
- ويكتبون عن بعض الرواة للاعتبار برواياتهم.
- ويكتبون عن البعض للمعرفة فحسب.
والضرب الأخير في عداد من لا يروى عنه ولا يحتج بحديثه.
ولا ينتفع الراوي برواية الثقة عنه إلا إذا كان في عداد المجهولين، أما إذا كان ضعيفًا لم تنفعه رواية الثقة عنه، اللهم إلا إن كان ممن عرف عنه أنه لا يحدث إلا عن ثقة .. كعبدالرحمن بن مهدي والقطان وغيرهما ([1]).
وقد عقد ابن ابن أبي حاتم لهذه القضية بابًا في كتاب (الجرح والتعديل) .. فقال:
(باب في رواية الثقه عن غير المطعون عليه أنها تقويه، وعن المطعون عليه أنها لا تقويه)
وقال فيه: ((سألت أبي عن رواية الثقات عن رجل غير ثقه مما يقويه؟ قال: إذا كان معروفًا بالضعف لم تقوه روايته عنه، وإذا كان مجهولاً نفعه رواية الثقة عنه.
وقال: سألت أبا زرعة عن رواية الثقات عن رجل مما يقوى حديثه؟ قال: أى لعمرى ! قلت: الكلبي روى عنه الثوري؟! قال: إنما ذلك إذا لم يتكلم فيه العلماء، وكان الكلبي يتكلم فيه، قال أبو زرعه: حدثنا أبو نعيم، نا سفيان، نا محمد بن السائب الكلبي (وتبسم الثوري).
قال أبو محمد: قلت لأبي ما معنى رواية الثوري عن الكلبي وهو غير ثقة عنده؟ فقال: كان الثوري يذكر الرواية عن الكلبي على الإنكار والتعجب، فتعلقوا عنه روايته عنه، وإن لم تكن روايته عن الكلبي قبوله له)) ([2]). اهـ.
والنتيجة الصحيحة لهذا الحصر مقلوبة على الأستاذ، وذلك أن حفص بن سليمان المقرئ إذا كان بين ثقتين أو عدلين في الإسناد، وكان الحديث فردًا أو مما يستنكر، فلا يكون لحمل إلا عليه لما استقر في أذهان المحدثين منذ زمن الرواية إلى يومنا هذا أنه ضعيف الحديث.
وهذه النتيجة هي التي عرف بها المحدثون أهل الاستقرا والتتبع ضعف حفص المقرئ.
هذا إذا سلمنا بصحة استنتاج الأستاذ فإن فيه نظراً؛ إذ لم يستوعب الشيوخ والتلاميذ.
---الحواشي -----
([1]) انظر زوائد رجال صحيح ابن حبان (المدخل) (1/ 168 ـ 187) ذكرت هناك (43) راويًا ممن قيل لا يروي إلا عن ثقة .. وفي بعضهم بحث ونظر.
([2]) انظر الجرح والتعديل (2/ 36).
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[04 Dec 2005, 12:34 ص]ـ
لعل مما يُعَزِّزُ هذه النتيجة أن تُعْقَدَ دراسة لمرويات حفص بن سليمان القارئ من الأحاديث، ومروياتِ مَن يشاركه في الاسم، ويُدْرَسَ حال رجالها، وتُوَازَنَ بمرويات غيرهم من المحدثين، للتحقق مما ورد عند ابن حبان من أن حفصاً كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، أو نحو ذلك مما نسبه إليه بعض العلماء بعد أن صنفوه في الضعفاء والمتروكين، وأرجو أن أتمكن من القيام بمثل هذه الدراسة في المستقبل، أو يقوم بها غيري ممن هو أكثر معرفة مني بعلم الحديث.
إذا كان الراوي متروكًا، أو غلب على مروياته المناكير فإنه لا فائدة كبيرة ترجى من دراسة حديثة .. وهذا ما أراه في حال حفص بن سليمان إذ أنه لو كان حديثه صالحًا للاحتجاج لذكر في دوواين السنة المشهورة، فلا يوجد له في الستة إلا حديثين: واحد في (سنن الترمذي) ([1]) وضعفه، وآخر في (سنن ابن ماجه) ([2]) ..
وليس له في (المسند) على سعته شيء يذكر.
ولكن لأجل الإشكالات التي أثارها بحث الأستاذ الدكتور غانم، فلربما بقيت تهمة الخطأ موجههة إلى المحدثين في تضعيفهم له.
ولربما أخطأت في بعض ما ذهبت إليه في الدراسة النظرية، فلا بد والحالة هذه من دراسة مروياته حتى نقطع الشك باليقين وهو ما ستراه بإذن الله تعالى في (ملتقى أهل التفسير) على حلقات.
---الحواشي---
([1]) السنن (5: 171/ برقم2905).
([2]) السنن (1: 81/ برقم 224).
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[04 Dec 2005, 12:39 ص]ـ
(5) والخلاصة التي يمكن ننتهي إليها من العرض السابق ونختم بها هي القول: إن حفص بن سليمان الأسدي كان إماماً في القراءة، ضابطاً لها، أفنى عمره في تعليمها، بدءاً ببلدته الكوفة التي نشأ فيها، ومروراً ببغداد التي صارت عاصمة الخلافة، وانتهاء بمكة المكرمة مجاوراً بيت الله الحرام فيها، وهو في أثناء ذلك أبدى اهتماماً برواية الحديث النبوي الشريف، لكنه لم يتفرغ له تفرغه للقراءة، ومن غير أن يتخصص فيه، لكن ذلك لا يقلل من شأنه أو يكون سبباً للطعن في عدالته، بعد أن اتضح أن تضعيفه في الحديث كان نتيجة البناء على وَهْمٍ وقع فيه بعض العلماء المتقدمين، ويكفيه فخراً أن
(يُتْبَعُ)
(/)
القرآن الكريم يُتْلَى اليوم بالقراءة التي رواها عن شيخه عاصم بن أبي النجود في معظم بلدان المسلمين، ونرجو أن ينال من الثواب ما هو أهل له، وما هو جدير به، شهدنا بما علمنا، ولا نزكي على الله أحداً)) اهـ.
لعله من المناسب في ختام هذه الوقفات أن نتعرض بالتفصيل لمكانة حفص بن سليمان وفي القراءة وضبطها وتميزه على أقرانه في هذا الفن .. من باب (واتبع السيئة الحسنة تمحها) .. (إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكر للذاكرين) .. فلا شك أن حفص بن سليمان المقرئ الكوفي من حملة كتاب الله، ومن المقرئين الكبار الذين نقلوا لنا قراءة عاصم مسندة، وأفنوا أعمارهم في تعليمها في الكوفة، ثم بغداد، ثم مكة المكرمة.
قرأ عليه عرضًا وسماعًا: حسين بن محمد المروزي ([1])، وحمزة بن القاسم ([2])، وخلف الحداد ([3])، وصالح بن محمد أبو شعيب القواس المقرئ ([4])، وعبيد بن الصباح الإمام أبو محمد الكوفي المقرئ ([5])، وعمرو بن الصباح بن صبيح الكوفي المقرئ الضرير ([6])، وهبيرة بن محمد التمار أبو عمر الأبرش المقرئ ([7]).
وهو من أضبط أصحاب عاصم بن أبي النجود.
قال الخطيب ([8]): قرأ عليه القرآن مرارًا، وكان المتقدمون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عياش، ويصفونه بضبط الحرف الذي قرأ به على عاصم.
قال أيوب بن المتوكل: قراءة أبي عمر البزاز أثبت من قراءة أبي بكر بن عياش ([9]).
وقال ابن عدي في (الكامل) ([10]): ثنا أحمد بن علي بن الحسن المدائني، ثنا الليث بن عبيد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو عمر البزاز صاحب القراءة ... هو أصح قراءة من أبي بكر بن عياش ... اهـ.
وقال أبو هشام الرفاعي كان حفص أعلمهم بقراءة عاصم ([11]).
قال أبو بكر بن مجاهد: بين حفص وأبي بكر من الخلاف في الحروف في خمس مئة وعشرين حرفًا في المشهور عنهما ([12]).
وقال حسين الجعفي: سمعت حفص بن سليمان يقول: قلت لعاصم: أبو بكر يخالفني، فقال: أقرأتك بما أقرأني أبو عبدالرحمن السلمي، وأقرأته بما أقرأني زر بن حبيش ([13]).
وقال أبو الحسين بن المنادي: قرأ حفص على عاصم مرارًا، وكان الأولون يعدونه ي الحفظ (يعني القراءة) فوق أبي أبي بكر، ويصفونه بضبط الحروف التي قرأ على عاصم. أقرأ الناس دهرًا، وكانت القراءة التي أخذها عن عاصم ترتفع إلى علي (رضي الله تعالى عنه) ([14]).
وقال ابن عساكر ([15]): أخبرنا أبو المظفر وأبو القاسم، قالا: أنا أحمد بن إبراهيم، نا أحمد بن الحسن، قال: قرأت على أبي الحسن علي بن محمد المقرئ، قال: قرأت على أبي الحسين بن زرعان الدقاق، ومنه تعلمت وعليه تلقنت، وكان رجلاً صالحًا، قرأ في مسجد أبي عمر على جماعة من أصحاب أبي عمر منهم: أبو حفص عمرو بن الصباح وغيره، وهم قرءوا على أبي عمر حفص بن سليمان، وقرأ حفص على عاصم، وقرأ عاصم على أبي عبد الرحمن السلمي، وقرأ أبو عبد الرحمن على عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وزيد بن ثابت. قال حفص: ما خالفت عاصمًا إلا في حرف واحدٍ. وقال عاصم: ما خالفت أبا عبد الرحمن في شيء من القرآن.
وقال: قرأت بخط أبي الحسن الحنائي، أنبأنا أبو طاهر محمد بن الحسن بن علي المقرىء الأنطاكي سنة سبع وسبعين وثلاثمائة وحضر معي أبي، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرزاق بن الحسن الأنطاكي المقرىء، حدثنا عبد الصمد بن محمد بن أبي عمران المقدسي، حدثني أبو حفص عمر بن الصباح، قال: روى لي هذه القراءة أبو عمر حفص بن سليمان، وذكر حفص أنه لم يخالف عاصمًا في شيء من قراءته إلا في حرف في الروم الله الذي خلقكم من ضُعف بضم الضاد.
وذكره عن الفضيل بن مرزوق، عن عطية العوفي، عن ابن عمر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ([16]).
قال حفص بن سليمان: قال لي عاصم: ما كان من القراءة التي أقرأتك بها فهي القراءة التي قرأت بها على أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي (رضي الله عنه)، وما كان من القراءة التي أقرأت بها أبا بكر بن عياش فهي القراءة التي كنت أعرضها على زر بن حبيش، عن ابن مسعود (رضي الله عنه) ([17]).
(يُتْبَعُ)
(/)
وعنايته بالحديث ليست بتلك العناية المعروفة، ولو لم يحدث لكان خيرًا له، ولكنه تساهل في النقل والرواية، فكان لا بد أن يتكلم فيه نقاد الحديث، إذ المقصود الذب عن سنة النبي (صلى الله عليه وسلم) وأهل الحديث لا يحابون في ذلك أحدًا .. وقد كان هذا من النقاد كافة الذين سبروا حديثه وعرفوه، ولكن بعضهم كان شديد العبارة، فلا نقبل ذلك منه، وقد حاولنا تفسير بعض عباراتهم الشديدة بما لا ينصرف إلى الطعن في عدالته .. وإني لأرجوا أن يجد هذا الجهد التقدير والعناية من أهل الشأن سواءً من أهل الحديث، أو إخوتنا وإحبتنا المختصين بالدراسات القرآنية .. وشكر الله سعي أ. د. غانم قدوري الحمد في الذب عن هذا العلم وجعل ذلك في صالح أعماله .. ولا يفوتني أن أشكر أخي الدكتور عبدالرحمن البكري الشهري على حثه لي على تحرير القول في شأن حفص بن سليمان المقرئ، وتبنيه نشر ذلك على الشبكة.
وأسأل الله تعالى ألا يحرمني الأجر والثواب على هذه الدراسة وأن ينفع بها .. والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا. والحمد لله رب العالمين.
----الحواشي-----
([1]) معرفة القراء الكبار (1/ 288).
([2]) معرفة القراء الكبار (1/ 288).
([3]) معرفة القراء الكبار (1/ 288).
([4]) وعن أحمد بن الحسين المالحاني قال: قرأت على أبي شعيب القواس، وقال: قرأت على حفص. معرفة القراء الكبار (1/ 412).
([5]) وعنه قال: ((قرأت القرآن وأتقنته من أوله إلى آخره على أبي عمر حفص بن سليمان البزاز، ليس بيني وبينه أحد)). قال أبو عمرو الداني: أخذ القراءة عرضا عن حفص وهو من أجل أصحابه وأضبطهم. انظر معرفة القراء الكبار (1/ 411).
([6]) كان أحذق من قرأ عليه، وأبصرهم بحرفه. وقال بعضهم: لم يقرأ على حفص، بل أخذ الحروف عنه سماعًا، وقد صرح الفيل وغيره بأنه قرأ على حفص. قال محمد بن عبدالرحمن الخياط، فروى ابن شنبوذ ومحمد بن عبدالله عنه، قال: قال عمرو: قرأت على حفص إلى سورة التوبة، وعرضت عليه باقي الحروف. قال الذهبي: فهذا لقول قاض على القولين الذين قبله. انظر معرفة القراء (1/ 410).
([7]) معرفة القراء (1/ 413).
([8]) تاريخ بغداد (8/ 186).
([9]) معرفة الرجال (1: 113/ برقم 546).
([10]) الكامل (2/ 380).
([11]) معرفة القراء الكبار (1/ 288).
([12]) معرفة القراء الكبار (1/ 288).
([13]) معرفة القراء الكبار (1/ 289).
([14]) معرفة القراء الكبار (1/ 289).
([15]) تاريخ دمشق (25/ 231)
([16]) تاريخ دمشق (52/ 310)
([17]) معرفة القراء الكبار (1/ 208)
[ line]
ثبت المصادر والمراجع
1ـ (أجوبة أبي زرعة الرازي عن أسئلة البرذعي) / [رسالة دكتوراة بالإضافة لكتاب الضعفاء لأبي زرعة] / تـ. سعدي الهاشمي / الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ـ المجلس العلمي / ط ـ 1 (1402هـ ـ 1982م).
2ـ (أحوال الرجال) / لأبي إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني (259هـ) / تـ. السيد صبحي السامرَّائي / مؤسسة الرسالة ـ بيروت / ط ـ 1 (1405هـ ـ 1985م).
3ـ (إصلاح المال) / للحافظ أبي بكر عبداللَّه بن محمد القرشي المعروف بابن أبي الدنيا (281هـ) / تـ. محمد عبدالقادر عطا / مؤسسة الكتب الثقافية ـ بيروت / ط ـ 1 (1414هـ 1993م).
4ـ (أطراف الغرائب والأفراد من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم للدارقطني) للحافظ أبي الفضل محمد بن طاهر بن القيسراني المقدسي (507هـ) / تـ. محمود حسن نصار/ دار الكتب العلمية ـ بيروت/ ط ـ 1.
5ـ (إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال) للعلامة علاء الدين مغلطاي بن قليج بن عبدالله البكرجي الحنفي (762هـ) / تـ. عادل بن محمد، وأسامة بن إبراهيم/ الفاروق الحديثة للطباعة والنشر ـ القاهرة، ومكتبة الضياء ـ طنطا / ط ـ 1 (1422هـ 2001م) ..
6ـ (أمالي المحاملي) / لأبي عبداللَّه الحسين بن إسماعيل المحاملي البغدادي (330هـ) / رواية ابن يحيى البيع / [رسالة دكتوراة] / تـ. د. إبراهيم إبراهيم القيسي / م. الإسلامية ـ عمان / دار ابن القيم ـ الدمام / ط ـ 1 (1412هـ ـ 1991م).
(يُتْبَعُ)
(/)
7ـ (الأحاديث المختارة) أو (المُستخرج من الأحاديث المُختارة ممالم يخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما) / للإمام ضياء الدين أبي عبداللَّه محمد بن عبدالواحد المقدسي (643هـ) / تـ. عبدالملك بن عبداللَّه بن دهيش / م. النهضة الحديثة ـ مكة المكرمة / ط ـ1 (1413هـ ـ 1993م).
8ـ (الإصابة في تمييز أسماء الصحابة) / للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (852هـ) / تـ. علي محمد البجاوي/ دار الجيل ـ بيروت/ ط ـ 1 (1412هـ 1992م).
9ـ (الإكمال في ذكر من له رواية في مسند الإمام أحمد من الرجال سوى من ذُكر في تهذيب الكمال) / للحافظ أبي المحاسن شمس الدين محمد بن علي الحسيني الشافعي (765هـ) / تـ. د. عبدالمعطي قلعجي / جامعة الدراسات الإسلامية ـ كراتشي / ط ـ 1 (1409هـ ـ 1989م).
10ـ (الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب) / للأمير الحافظ أبي نصر علي بن هبة اللَّه ابن ماكولا (487 هـ) / تـ. الشيخ عبدالرحمن المعلمي اليماني / دائرةالمعارف العثمانية ـ حيدر آباد / (مصورة) / دار الكتاب الإسلامي / ط ـ 2.
11ـ (بديعة الزمان عن موت الأعيان) / للحافظ أبي عبداللَّه محمد بن عبداللَّه ابن ناصر الدين الدمشقي (842هـ) / تـ. أكرم بوشي ــ ومحمود ألأرناؤوط / دار ابن الأثير ــ الكويت / ط ـ 1 (1418هـ ـ 1997م).
12ـ (تاريخ أسماء الثقات) / للحافظ أبي حفص عمر بن شاهين (385هـ) / تـ. صبحي السَّامرَّائي / الدار السلفية ـ الكويت / ط ـ 1 (1404هـ ـ 1984م).
13ـ (تاريخ الإسلام ووفيِّات المشاهير والأعلام) / لمؤرخ الإسلام الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي (748هـ) / تـ. د. عمر بن عبدالسلام تدمير / دار الكتاب العربي ـ بيروت.
14ـ (تاريخ بغداد أو مدينة السلام) / للحافظ أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي (463هـ) / دار الكتاب العربي ـ بيروت.
15ـ (تاريخ جرجان) / لأبي القاسم حمزة بن يوسف السهمي (427هـ) / تـ. الشيخ عبدالرحمن المعلمي اليماني (1383هـ) / دائرة المعارف العثمانية ـ حيدر آباد / عالم الكتب ـ بيروت / ط ـ 3 (1401هـ ـ 1981م).
16ـ (تاريخ دمشق) لأبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي (571هـ) / تـ. محب الدين أبي سعيد عر بن غرامة العمروي/ دار الفكر ـ بيروت (1995م).
17ـ (تاريخ عثمان بن سعيد الدارمي 280هـ عن أبي زكريا يحيى بن معين 233هـ) / تـ. د. أحمد محمد نور سيف / جامعة الملك عبدالعزيز ـ مركز البحث العلمي ـ كلية الشريعة والدراسات الإسلامية ـ مكة المكرمة / دار المأمون للتراث ـ دمشق / (بعد 1400هـ).
18ـ (تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي) / للحافظ جلال الدين عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي (911هـ) / تـ. عبدالوهاب عبداللطيف/ مكتبة الرياض الحديثة ـ الرياض.
19ـ (تذكرة الحفَّاظ) / للإمام شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي (748هـ) / تـ. الشيخ عبدالرحمن المعلِّمي اليماني (1383هـ) / ط / 3 (بعد 1377هـ).
20ـ (تراجم الأحبار من رجال شرح معاني الآثار) / محمد أيوب بن السيد محمد يعقوب السهارنبوري الحنفي الطبيب / م. العزيزية ـ دلهي / م. الإيمان ـ المدينة النبوية / ط ـ 1 (بعد 1398هـ).
21ـ (تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة) / للحافظ شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي العسقلاني (852هـ) / [رسالة دكتوراة] / تـ. د. إكرام اللَّه إمداد الحق / دار البشائر الإسلامية ـ بيروت / ط ـ 1 (1416هـ ـ 1996م).
22ـ (تفسير القرآن العظيم مسنداً عن رسول اللَّه والصحابة والتابعين) / للإمام عبدالرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي (327هـ) / تـ. أسعد محمد طيب / م. نزار مصطفى الباز ـ مكة المكرمة / ط ـ 1 (1407هـ ـ 1997م).
23ـ (تقدمة المعرفة للجرح والتعديل) / للحافظ أبي محمد عبدالرحمن بن أبي حاتم الرازي (327هـ) / تـ. العلاَّمة عبدالرحمن بن يحيى اليماني (1383هـ) / دائرة المعارف العثمانية ـ حيدرآباد / ط ـ 1 (1373هـ).
24ـ (تقريب التهذيب) / للحافظ أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (852هـ) / تـ. محمد عوامة/ دار الرشيد ـ سوريا / ط ـ الأولى (1406هـ ـ 1986م).
25ـ (تهذيب التهذيب) / للحافظ أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (852هـ) / دار الفكر ـ بيروت/ ط ـ 1 (1404هـ ـ 1984م).
(يُتْبَعُ)
(/)
26ـ (تهذيب الكمال في أسماء الرجال) / للحافظ المتقن جمال الدين أبي الحجَّاج يوسف المزي (742هـ) /تـ. د. بشار عواد / مؤسسة الرسالة ـ بيروت / ط ـ 4 (1406هـ ـ 1985م).
27ـ (التاريخ الأوسط) / للإمام أبي عبداللَّه محمد بن إسماعيل البخاري (256هـ) / تـ. محمد بن إبراهيم اللحيدان/ دار الصميعي ـ الرياض/ ط ـ 1 (1418هـ ـ 1998م).
28ـ (الثقات) / للإمام أبي حاتم محمد بن حبان البستي (354هـ) / تـ. محمد عبدالرشيد كامل (وغيره) / دائرة المعارف العثمانية ـ حيدر آباد / ط ـ 1 (1403هـ ـ 1983م).
29ـ (جامع البيان عن تأويل آي القرآن) / للإمام أبي جعفر محمد بن جرير الطبري (310هـ) / دار الفكر ت بيروت / (1408هـ ـ 1988م).
30ـ (الجامع) / للإمام أبي عروة معمر بن راشد البصري (153هـ) / رواية عبدالرزاق بن همام الصنعاني (211هـ) / تـ. حبيب الرحمن الأعظمي / المكتب الإسلامي ـ بيروت / ط ـ 3 (1403هـ ـ 1983م).
31ـ (الجرح والتعديل) / للحافظ أبي محمد عبدالرحمن بن أبي حاتم الرازي (327هـ) / تـ. العلاَّمة عبدالرحمن بن يحيى اليماني (1383هـ) / دائرة المعارف العثمانية ـ حيدرآباد / ط ـ 1 (1373هـ).
32ـ (ديوان الضعفاء والمتروكين وخلق من المجهولين وثقات فيهم لين) / للإمام شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي (748هـ) / تـ. الشيخ حماد الأنصاري (1318هـ) / م. النهضة الحديثة ـ مكة المكرمة /ط ـ 1 (1367هـ) / ط ـ 2.
33ـ (الدعاء) / للحافظ أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (360هـ) / تـ. مصطفى عبدالقادر عطا/ دار الكتب العلمية ـ بيروت/ ط ـ 1 (1413هـ).
34ـ (ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل) / للأمام شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي (748هـ) / ضمن مجموع فيه (أربع رسائل في علوم الحديث) / بعنابة. عبدالفتاح أبو غدة / م. المطبوعات الإسلامية ـ حلب / ط ـ 5 (1410هـ ـ 1990م).
35ـ (زوائد رجال صحيح ابن حبان على الكتب الستة) / تأليف د. يحيى بن عبداللَّه الشهري/ م. الرشد ـ الرياض ط ـ 1 (1422هـ ـ 2001م).
36ـ (سؤالات أبي عبيد الآجري أبا داود السجستاني (275هـ) في الجرح والتعديل) / تـ. د. عبدالعليم عبدالعظيم البستوي / م. دار الإستقامة ـ مكة المكرمة / مؤسسة الريان ـ بيروت / ط ـ 1 (1418هـ ـ 1979م).
37ـ (سؤالات حمزة بن يوسف السهمي للدارقطني وغيره من المشايخ في الجرح والتعديل) / [رسالة ماجستير مع كتاب الضعفاء والمتروكين] / تـ. موفق بن عبداللَّه بن عبدالقادر / م. المعارف ـ الرياض.
38ـ (سنن ابن ماجه) / للحافظ أبي عبداللَّه محمد بن يزيد القزويني (275هـ) / تـ. محمد فؤاد عبدالباقي / دار الحديث ـ القاهرة / م. التجارية ـ مكة المكرمة.
39ـ (سنن أبي داود) / الحافظ سليمان بن الأشعث السجستاني (275هـ) / تـ. محمد محي الدين عبدالحميد / دار الفكر ـ بيروت.
40ـ (سنن الترمذي) وهي (الجامع المُختصر من السنن عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ومعرفة الصحيح والمعلول وما عليه العمل) / للإمام أبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي (279هـ) / تـ. أحمد محمد شاكر ـ وغيره / م. التجارية ـ مكة المكرمة.
41ـ (سنن الدارقطني) / للحافظ الكبير علي بن عمر الدارقطني (385هـ) / [ومعه التعليق المغني على الدارقطني) / للعلاَّمة أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي] / تـ. السيد عبداللَّه هاشم يماني / دار المعرفة ـ بيروت.
42ـ (سير أعلام النبلاء) / لمؤرخ الإسلام الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي (748هـ) / تـ. جماعة بأشراف شعيب الأنؤوط / مؤسسة الرسالة / ط ـ 7 / (1410 ـ 1990م).
43ـ (السنن الصغير) / للإمام أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي (458هـ) / تـ. عبدالسلام عبدالشافي ـ وأحمد قباني / دار الكتب العلمية ـ بيروت / ط ـ 1 (1412هـ ـ 1992م).
44ـ (السنن الكبير) (السنن الكبرى) / للإمام أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي (458هـ) / تـ. جماعة بإشراف: دائرة المعارف العثمانية ـ حيدر آباد / (مصورة) ـ دار المعرفة ـ بيروت.
45ـ (شذرات الذهب في أخبار من ذهب) / للمؤرخ الفقيه الأديب أبي الفلاح عبدالحي بن العماد الحنبلي (1089هـ) / دار الكتب العلمية ـ بيروت.
(يُتْبَعُ)
(/)
46ـ (شرح علل الترمذي) / للإمام عبدالرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي (795هـ) / تـ. نور الدين عتر / رئاسة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد ـ الرياض / ط ـ 1 (1389هـ ـ 1978م).
47ـ (شرح معاني الآثار) / لأبي جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي الطحاوي (321هـ) / تـ. محمد زهري النجَّار / دار الكتب العلمية ـ بيروت / ط ـ 2 (1407هـ ـ 1987م).
48ـ (شعب الإيمان) / لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (458هـ) / تـ. أبي هاجر محمد السعيد زغلول / دار الكتب العلمية ـ بيروت / ط ـ 1 (1410هـ ـ 1990م).
49ـ (صحيح ابن حبان) (الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان) / المُسمَّى [المُسند الصحيح على التقاسيم والأنواع من غير وجود قطع في سندها ولاثبوت جرح في ناقليها) / تأليف. علاء الدين علي بن بلبان الفارسي (739هـ) / تـ. شعيب الأنؤوط / مؤسسة الرسالة ـ بيروت / ط ـ 1408هـ ـ 1988م).
50ـ (صحيح البخاري) (الجامع المُسند الصحيح المُختصر من أمور رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وسُننه وأيامه) / لأمير المؤمنين في الحديث محمد بن إسماعيل البخاري (256هـ) / تـ. مصطفى ديب البغا/ دار بن كثير ـ اليمامة/ بيروت ـ ط ـ 3 (1407هـ ـ 1987م).
51ـ (صحيح مسلم) (المُسند الصحيح المُختصر من السُّنن بنقل العدل عن العدل عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم) / للإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري (261هـ) / تـ. محمد فؤاد عبدالباقي / دار الحديث ـ القاهرة.
52ـ (الضعفاء الصغير) / للإمام محمد بن إسماعيل البخاري (256هـ) / تـ. محمود إبراهيم زائد/ دار الوعي ـ حلب / ط ـ 1 (1404هـ ـ 1984م).
53ـ (الضعفاء والمتروكين) / للإمام جمال الدين أبي الفرج عبدالرحمن بن علي ابن الجوزي (597هـ) / تـ. أبي الفداء عبداللَّه القاضي / دار الكتب العلمية ـ بيروت / ط ـ 1 (1406هـ 1986م).
54ـ (الضعفاء ومن نُسب إلى الكذب ووضع الحديث، ومن غلب على حديثه الوهم، ومن يُتَّهم في بعض حديثه، ومجهول روى مالايتابع عليه، وصاحب بدعة يغلو فيها ويدعوا إليها وإن كانت حاله في الحديث مستقيمة) / للحافظ أبي جعفر محمد بن عمرو بن موسى بن حماد العقيلي المكي (322هـ) / تـ. د. عبدالمُعطي قلعجي / دار الكتب العلمية ـ بيروت / ط ـ 1 (1404هـ ـ 1984م).
55ـ (الضعفاء) / للحافظ أبي زرعة عبيداللَّه بن عبدالكريم الرازي (277هـ) / [رسالة دكتوراة بالإضافة لأجوبة أبي زرعة عن أسئلة البرذعي] / تـ. سعدي الهاشمي / الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ـ المجلس العلمي / ط ـ 1 (1402هـ ـ 1982م).
56ـ (طرق حديث من كذَبَ عليَّ مُتعمِّداً) / لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (360هـ) / تـ. علي حسن عبدالحميد ـ وهشام بن إسماعيل السقَّا / المكتب الإسلامي ـ بيروت / دار عمار ـ عمان / ط ـ 1 (1410هـ ـ 1990م).
57ـ (الطبقات الكبرى) / لكاتب الواقدي محمد بن سعد بن منيع البصري الزهري (ت23هـ) / تـ. جماعة من المستشرقين الألمان / ط ـ 1 (1903هـ) / (مصورة) دار صادر ـ بيروت.
58ـ (العلل المتناهية في الأحاديث الواهية) / للإمام أبي الفرج عبدالرحمن بن الجوزي (597هـ) / تـ. إرشاد الحق الأثري ـ إدارة ترجمان السنة ـ لاهور / م. الإمدادية ـ مكة المكرمة.
59ـ (العلل الواردة في الأحاديث النبوية) / للإمام أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني (385هـ) / تـ. د. محفوظ الرحمن زين اللَّه السلفي / دار طيبة ـ الرياض / ط ـ 1 (1405هـ ـ 1985م ـ إلى ـ 1416هـ ـ 1996م).
60ـ (العلل ومعرفة الرجال) / للإمام أحمد بن حنبل (241هـ) [رواية عبداللَّه بن أحمد] / تـ. د. وصي اللَّه عباس / المكتب الإسلامي ـ بيروت / دار الخاني ـ الرياض / ط ـ 1 (1408هـ ـ 1988م).
61ـ (غاية النهاية في طبقات القراء) / لشمس الدين أبي الخير محمد بن محمد بن الجزري (833هـ) / تـ. ج. برجستراسر / ط ـ 1 (1351هـ ـ 1932م) / دار الكتب العلمية ـ بيروت / ط ـ 2 (1402هـ ـ 1982).
62ـ (فتح المغيث بشرح ألفية الحديث) / لأبي عبداللَّه محمد بن عبدالرحمن السخاوي (902هـ) / تـ. علي حسين علي / دار الإمام الطبري / ط ـ 2 (1412هـ ـ 1992م).
(يُتْبَعُ)
(/)
63ـ (فتوح مصر والمغرب) / لأبي القاسم عبدالرحمن بن عبداللَّه بن عبدالحكم (257هـ) / تـ. د. علي محمد عُمر / م. الثقافة الدينية ــ القاهرة / ط ـ. (1415هـ ــ 1995م).
64ـ (الفوائد) / للحافظ أبي القاسم تمام بن محمد الرازي (414هـ) / تـ. حمدي عبدالمجيد السلفي / م. الرشد ـ الرياض / ط ـ 1 (1412هـ ـ 1992م).
65ـ (ألفية الحديث) / لزين الدين عبدالرحيم بن الحسين العراقي (806هـ) / تـ. أحمد شاكر / عالم الكتب ـ بيروت / ط ـ2 (1408هـ ـ 1988م).
66ـ (كشف الأستار عن رجال معاني الآثار تلخيص مغاني الأخيار للعلاَّمة البدر العيني) / لأبي تراب رُشداللَّه السندهي / دار العلوم الديوبندية ـ الهند / (1345هـ) / (مصورة) م. الدار ـ المدينة النبوية.
67ـ (كشف الأستار عن زوائد البزار) / للحافظ نورالدين علي بن أبي بكر الهيثمي (807هـ) / تـ. حبيب الرحمن الأعظمي / مؤسسة الرسالة ـ بيروت / ط ـ 2 (1404هـ ـ 1984م).
68ـ (لسان الميزان) / للحافظ شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي العسقلاني (852هـ) / دائرة المعارف النظامية بالهند/ مؤسسة الأعلمي ـ بيروت / ط ـ 3 (1406هـ 1986م).
69ـ (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد) / للحافظ نورالدين علي بن أبي بكر الهيثمي (807هـ) / دار الكتاب العربي ـ بيروت / ط ـ 3 (1402هـ ـ 1982م).
70ـ (مسند الشهاب) / للقاضي أبي عبداللَّه محمد بن سلامة القضاعي (454هـ) / تـ. حمدي عبدالمجيد السلفي / مؤسسة الرسالة ـ بيروت / ط ـ 2 (1407هـ ـ 1986م).
71ـ (مشاهير علماء الأمصار) / للإمام أبي حاتم محمد بن حبان البستي (354هـ) / تـ. م. فلايشهمر / (مصورة) م. ابن الجوزي ـ الهفوف.
72ـ (معجم الأدباء) / للإمام شهاب الدين أبي عبداللَّه ياقوت الحموي (626هـ) / دار الكتب العلمية ـ بيروت/ ط ـ 1 (1411هـ).
73ـ (معجم البلدان) / للإمام شهاب الدين أبي عبداللَّه ياقوت الحموي (626هـ) / دار الفكر ـ دار صادر ـ بيروت.
74ـ (معجم الشيوخ) / لأبي الحسين محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي (402هـ) / تـ. د. عمر عبدالسلام تدمري / مؤسسة الرسالة ـ بيروت / دار الإيمان ـ طرابلس ـ لبنان / ط ـ 2/ 1407هـ ـ 1987م).
75ـ (معجم الصحابة) / لأبي الحسين عبدالباقي بن قانع (351هـ) / تـ. أبي عبدالرحمن صلاح بن سالم المصراتي / م. الغرباء الأثرية ـ المدينة النبوية / 1418هـ ـ 1997م).
76ـ (معرفة الثقات من رجال أهل العلم والحديث ومن الضعفاء وذكر مذاهبهم وأخبارهم) /للحافظ أبي الحسن أحمد بن عبداللَّه بن صالح العجلي (261هـ) / بترتيب الإمامين نور الدين أبي الحسن علي بن أبي بكر الهيثمي (807هـ)، وتقي الدين أبي الحسن علي بن عبدالكافي السُّبكي (756هـ) / مع زيادات الحافظ ابن حجر العسقلاني (852هـ) / [رسالة دكتوراه] / تـ. عبدالعليم عبدالعظيم البستوي / م. الدَّار ـ المدينة النبوية / ط ـ 1 (1405هـ ـ 1985م).
77ـ (معرفة الرجال) ليحيى بن معين (رواية أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز) / تـ. محمد كامل القصار، ومحمد مطيع الحافظ، وغزوة بدير/ مطبوعات مجمع اللغة الرعبية بدمشق/ ط ـ 1 (1405هـ).
78ـ (معرفة السنن والآثار) / عن الإمام أبي عبداللَّه محمد بن إدريس الشافعي مخرج على ترتيب مختصر أبي إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني / للإمام أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (458هـ) / دار الكتب العلمية ـ بيروت / ط ـ 1 (1412هـ ـ 1991م).
79ـ (معرفة القراء الكبار) لشمس الدين محمد بن أحمد الذهبي (748هـ) / تـ. د. طيار آلتي قولاج/ مركز البحوث الإسلامية ـ وقف الديانة التركي ـ إستانبول/ ط ـ 1 (1416هـ 1995م).
80ـ (مكارم الأخلاق) / للحافظ أبي بكر عبداللَّه بن محمد القرشي المعروف بابن أبي الدنيا (281هـ) / تـ. مجدي السيد إبراهيم ـ م. القرآن الكريم ـ القاهرة.
81ـ (موضح أوهام الجمع والتفريق) / لأبي بكر أحمد بن ثابت الخطيب البغدادي (463هـ) / دائرة المعارف العثمانية ـ حيدر آباد / ط ـ 1 (1378هـ ـ 1959) / مصورة ـ دار الفكر ـ بيروت.
82ـ (ميزان الاعتدال في نقدالرجال) / للإمام شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي (748هـ) / تـ. علي محمد البجاوي / دار المعرفة ـ بيروت.
(يُتْبَعُ)
(/)
83ـ (المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين) / للحافظ أبي حاتم محمد بن حبان البستي (354هـ) / تـ. محمود إبراهيم زايد / دار المعرفة ـ بيروت.
84ـ (المحلى بالآثار في شرح المجلى) لأبي محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري الأندلسي (456هـ) / لجنة إحياء التراث العربي/ دار الآفاق الجديدة/ بيروت.
85ـ (المستدرك على الصحيحين) / للحافظ أبي عبداللَّه محمد بن عبداللَّه الحاكم النيسابوري (405هـ) / تـ. مصطفى عبدالقادر عطا / دار الكتب العلمية ـ بيروت / ط ـ 1 (1411هـ ـ 1991م).
86ـ (المصنف) / للإمام الحافظ أبي بكر عبداللَّه بن محمد بن أبي شيبة (235هـ) / تـ. كمال يوسف الحوت / دار التاج ـ بيروت / ط ـ 1 (1409هـ ـ 1989م).
87ـ (المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية) / [النسخة المجردة] / للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (852هـ) / تـ. حبيب الرحمن الأعظمي / دار المعرفة ـ بيروت.
88ـ (المعجم الأوسط) / للحافظ أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (360هـ) / تـ. د. محمود الطحان / م. المعارف ـ الرياض / ط ـ (1405هـ ـ 1985م) , 1415هـ ـ 1995م).
89ـ (المعجم الصغير) (الروض الداني إلى المعجم الصغير للطبراني) / أبي القاسم سليمان بن أحمد (360هـ) / تخريج. محمد شكور محمود الحاج أمرير / المكتب الإسلامي ـ بيروت / دار عمار ـ عمان / ط ـ 1 (1405هـ ـ 1985م).
90ـ (المعجم الكبير) / للحافظ أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (360هـ) / تـ. حمدي عبدالمجيد السلفي / ط ـ 2 / الناشر بدون.
91ـ (المغني في الضعفاء) لشمس الدين محمد بن أحمد الذهبي (748هـ) / تـ. حازم القاضي/ دار الكتب العلمية ـ بيروت/ ط ـ 1 (1418هـ 1997م).
92ـ (المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة) / للإمام شمس الدين محمد بن عبدالرحمن السخاوي (902هـ) / تـ. عبداللَّه بن محمد الصديق / دار الكتب العلمية ـ بيروت / ط ـ 1 (1407هـ ـ 1987م).
93ـ (المنتخب من كتاب الإرشاد في معرفة علماء الحديث للحافظ أبي يعلى الخليلي 446هـ) / للحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد السلفيِّ (576هـ) / تـ. د. محمد سعيد بن عمر إدريس / م. الرشد ـ الرياض / ط ـ 1 (1409هـ ـ 1989م).
94ـ (المنتظم) لأبي الفرج عبدالرحمن بن علي بن الجوزي (597هـ) / دار صادر ـ بيروت/ ط ـ الأولى (1358هـ).
95ـ (الكامل في معرفة ضعفاء المحدثين وعلل الحديث) / للحافظ أبي أحمد عبدالله بن عدي الجرجانيِّ (365هـ) / تـ. سهيل زكَّار ـ يحيى مختار غزَّاوي / دار الفكر ـ بروت / ط ـ 2 (1405هـ ـ 1985م).
96ـ (الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث) لأبي الوفاء إبراهيم بن محمد ابن سبط ابن العجمي الحلبي الطرابلسي (841هـ) / تـ. صبحي السامرائي / عالم الكتب ـ بيروت: ط ـ 1 (1407هـ 1987م).
97ـ (الكفاية في علم الرواية) / للخطيب أحمد بن علي بن ثابت البغدادي (463هـ) / دائرة المعارف العثمانية ـ حيدر آباد / طـ 1 (1357هـ).
98ـ (الكنى والأسماء) / للإمام مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري (261هـ) / [رسالة ماجستير] / تـ. عبدالرحيم القشقري / المجلس العلمي ــ الجامعة الإسلامية ـ المدينة النبوية / ط ـ 1 (1404 هـ ـ 1984م).
99ـ (نصيحة أهل الحديث) / للحافظ أحمد بن علي الخطيب البغدادي (463 هـ) / تـ. عبد الكريم أحمد الوريكات / م. المنار ـ الزرقاء / ط ـ 1 (1408 هـ ـ 1988 م).
100ـ (وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان) لأبي العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان (681هـ) / تـ. إحسان عباس/ دار الثقافة ـ لبنان.
101ـ (الوافي بالوفيات) لصلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي (764هـ) / تـ. أحمد الأرنؤوط، وتركي مصطفى/ دار إحياء التراث/ بيروت (1420هـ 2000م).
102ـ (يحيى بن معين وكتابه التاريخ) / [رسالة دكتوراة] / دراسة وترتيب وتحقيق. د. أحمد محمد نور سيف / جامعة الملك عبدالعزيز ـ مركز البحث العلمي ـ كلية الشريعة والدراسات الإسلامية ـ مكة المكرمة / دار المأمون للتراث ـ دمشق / ط ـ 1 (1399هـ ـ 1979م) / (4مج).
* * *
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[04 Dec 2005, 12:41 ص]ـ
ترجمته في تاريخ ابن معين للدارمي برقم (269)، معرفة الرجال لابن معين رواية ابن محرز (1: 113/ برقم 546)، (1: 54/ برقم 38)، أحوال الرجال للجوزجاني برقم (174)، التاريخ الكبير (2/ 363)، التاريخ الأوسط (2/ 184)، الضعفاء الصغير برقم (73) كلها للبخاري، الضعفاء لأبي زرعة (1/ 609)، الكنى والأسماء لمسلم (1: 540/ برقم 2164)، الضعفاء والمتروكين للنسائي برقم (134)، الضعفاء للعقيلي (1/ 270)، الجرح والتعديل (3/ 173ـ174)، العلل ومعرفة الرجال لعبدالله بن أحمد (2: 380/ برقم 2698)، المجروحين لابن حبان (1/ 255)، الكامل لابن عدي (2/ 380ـ382)، الضعفاء والمتروكين للدرقطني برقم (170)، الفهرست لابن النديم (ص43)، تاريخ بغداد (8/ 186ـ188)، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1: 221/ برقم 933)، معجم الأدباء (3: 225/ برقم 367)، تهذيب الكمال للمزي (7/ 10ـ16)، (34/ 108)، تاريخ الإسلام (وفيات171 ـ 180ص85)، العبر في خبر من غبر (1/ 279)، الكاشف (1: 341/ برقم 1146)، معرفة القراء الكبار (1/ 287ـ290)، المغني في الضعفاء (1: 179/ برقم 1615)، المقتنى في سرد الكنى (1: 423/ برقم 4535)، الميزان (1/ 558ـ559) كلها للذهبي، مرآة الجنان (1/ 378)، التذكرة (1/ 355)، الإكمال برقم (1139) كلاهما للحسيني، الوافي بالوفيات للصفدي (13/ 62)، الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث برقم (250)، تعجيل المنفعة (2: 514/ برقم 1354)، تقريب التهذيب برقم (1405)، تهذيب التهذيب (2: 345/ برقم700)، (12: 194/ برقم 829) كلها لابن حجر، مغاني الأخيار (1/ 187ـ188)، خلاصة تهذيب الكمال (ص87)، شذرات الذهب (1/ 293)، كشف الأستار للسندهي (138/ ب ـ 139/أ)، تراجم الأحبار للمظاهري (4/ 499ـ500).
ليلة الثلاثاء لأربعٍ بقين من شهر شوال لسنة ست وعشرين وأربعمئة وألف للهجرة الشريفة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Dec 2005, 01:06 ص]ـ
أشكر أخي الكريم الدكتور يحيى على هذا الحوار العلمي الموفق، وأسأل الله له وللدكتور غانم العلم النافع، والسداد في القول والعمل، وأرجو أن ينتفع الإخوة الفضلاء بهذا البحث وما تضمن من الفوائد والنفائس.
البحث كاملاً على ملف وورد
حفص بن سليمان المقرئ ومروياته بين القبول والرد ( http://tafsir.org/books/open.php?cat=87&book=951)
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[06 Dec 2005, 01:47 م]ـ
ما كنت أظن يوما أن نجد على الانترنت مثل هده البحوث المحررة.
فجزى الله فضيلة الدكتور يحيى خير الجزاء على هذا النفس والجلد في البحث، وجعل دلك مضاعفا في موازين حسناته، ونضر الله وجهه لقاء ما بذله في خدمة سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[07 Dec 2005, 08:54 ص]ـ
جزى الله الشيخ يحيى خير الجزاء على هذا البحث الماتع، ففيه الكثير من الفوائد رغم بعض الأخطاء الفرعية التي لعلي أبينها في مشاركة أخرى إن شاء الله.
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[07 Dec 2005, 05:01 م]ـ
لا أقول, بل ولا أستطيع أن أقول إلا:
ما كنت أظن يوما أن نجد على الانترنت مثل هده البحوث المحررة.
فجزى الله فضيلة الدكتور يحيى خير الجزاء على هذا النفس والجلد في البحث، وجعل دلك مضاعفا في موازين حسناته، ونضر الله وجهه لقاء ما بذله في خدمة سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
شكرا يا منتدى (الخير) .. منتدى التفسير
ـ[لطفي الزغير]ــــــــ[11 Dec 2005, 07:34 ص]ـ
جزى الله الأخ الكريم د. يحيى الشهري خير الجزاء، فقد أظهر سعة في العلم وروسوخ في الصنعة، ودقة في البحث، وأنا أوافقه على أكثر ما توصل إليه، لا سيما وأنه سلك طريق المحدثين رحم الله أمواتهم وبارك في أحيائهم وأبعد شانئيهم، وهناك بعض المواطن لا أقول تحتاج إلى توضيح وتعليق، بل إلى مزيد مباحثة،
ومن ذلك ما ذكره الدكتور الفاضل من أنَّ ابن معين يطلق الكذب وقد لا يريد به الكذب الصريح الذي يوازي تعمد الوضع عند المحدثين، نعم إن من تعنى النظر وأدمن البحث في كتب ابن معين وتتبع أقواله المنثورة في ثنايا كتب الجرح والتعديل ليلحظ هذا الأمر، ولقد ذكرت في بحثي المتواصل في ملتقى أهل الحديث شيءاً من ذلك، إذ إنه يطلق الكذب على الراوي لأنه روى ما يرى ابن معين أنه ليس سماعاً،وقد تكفل غير واحد برد هذا عليه، أما ابن خراش وإطلاقه الكذب في حق بعض الرواة فلي معه شأن وحكاية، ولعلي في مداخلة آتية أوضح ما أجملت والله المستعان.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[01 Jul 2007, 01:22 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ذكر الشيخ الفاضل يحيى الشهري - وفقه الله
(الوقفة السابعة عشرة: حول توثيق وكيع بن الجراح لحفص القارئ.)
http://www.tafsir.org/vb/showpost.php?p=16648&postcount=18
ذكر الشيخ - نفع الله به
(فأحسب أن هذه العبارة وقعت للداني فوهم فظنه أبو عمر البزاز)
فالأمر كما ذكر الشيخ الشهري - وفقه الله
قال الداني
أخبرنا أبو الربيع بن داود قال أنا أبو علي بن الصواف قال أنا عبد الله بن أحمد بن حنبل
قال أنا أبي قال نا وكيع عن سفيان عن أبي عمر البزاز وكان ثقة كذا قال وكيع
انتهى
من كتاب الداني
فثبت بهذا وهم الداني
فقد وهم الإمام الداني في هذا الموضع
ـ[أبو محمد أحمد قاسم]ــــــــ[01 Jul 2007, 12:33 م]ـ
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أؤيد ما ذهب إليه الأستاذ غانم حفظه الله ليس تقليدا ولكن لأن الكلام عن أئمة القراءة كحفص وأمثاله لاينبغي أن نستند فقط إلى أقوال أهل الجرح والتعديل بل لابد من النظر إلى القبول الذي حظيت به رواية حفص بين المسلمين، لايمكن أن يأمن الناس في نقل كلام الله لرجل متهم بالكذب
تخيرهم نقادهم كل بارع وليس على قرآنه متأكلا
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 Jul 2007, 07:12 ص]ـ
ذكر الشيخ الفاضل الشهري - وفقه الله
في الوقفة الحادية عشرة: حول الخلط بين روايات ابن معين وعدم توجيهها. ومحاولة التشكيك فيها
(فقد رواه ابن عدي ([1]): أنا الساجي، ثنا أحمد بن محمد البغدادي، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: كان حفص بن سليمان وأبو بكر بن عياش من أعلم الناس بقراءة عاصم، وكان حفص أقرأ من أبي بكر، وكان أبو بكر صدوقًا، وكان حفص كذابًا.
وأحمد بن محمد البغدادي، كنت أظنه هو: أحمد بن محمد بن هانئ أبو بكر الطائي، ويقال: الكلبي الأثرم، وهو أحد أذكياء العالم .. قال ابن معين: كان أحد أبوي الأثرم جنيا!.
وله كتاب في علل الحديث ومسائل أحمد بن حنبل تدل على علمه ومعرفته ([2]).
تبعت في ذلك المزي (رحمه الله) ([3]) ثم استبان لي بعد تأمل وتحرير للنقول أنه أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز البغدادي،)
(([3]) إذ وقع له في ترجمة الحسن بن صالح بن حي من التهذيب (6/ 180): (وقال زكريا بن يحيى الساجي، عن أحمد بن محمد البغدادي) فقال: (أظنه أبا بكر الأثرم)، والغريب أن المزي لم يعرفه مع عنايته بتراجم الرجال سنين طوالاً .. فقد ترجم الهيثم بن خالد، فقال: (أظنه البجلي الخشاب يروي عن شريك بن عبد الله ويروي عنه أحمد بن محمد البغدادي شيخ لزكريا بن يحيى الساجي). انظر تهذيب الكمال (30: 381) .. فقد اشتبه عليه الأثرم بابن محرز لأني رأيته لا ينقل عن ابن محرز إلا بذكره لنسبه تامًا (أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز) وربما زاد (البغدادي) .. فلما وقع له غير منسوب لم يعرفه.)
انتهى
http://www.tafsir.org/vb/showpost.php?p=16640&postcount=12
فائدة:
فالذي ظهر للشيخ من ترجيح كون أحمد بن محمد البغدادي = ابن محرز = بعيد
فليس المراد بأحمد بن محمد البغدادي = ابن محرز
والله أعلم
فأحمد بن محمد هذا من أهم مصادر الساجي وهذا الشيخ مكثر
يروي عن أبي نعيم الفضل بن دكين وعن عدد من مشايخ الكوفيين وغيرهم
يتبع - إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Jul 2007, 02:25 م]ـ
شكر الله لأخي الكريم ابن وهب هذه الفوائد وهذا الحرص على استكمال البحث في هذا الموضوع. وقد أخبرني أنه زاد على ما ذكره كثيراً وأنه ينوي أن يخرجه في كتاب فيما بعد. فبارك الله فيكم جميعاً. وقد كنت طلبت من أستاذنا الدكتور غانم الحمد وفقه الله إبداء رأيه في المسألة حيث إن بحثه كان هو الباعث الأول لتحرير هذه الوقفات فليته يفعل حفظه الله.
مكة المكرمة في 23/ 6/1428هـ
ـ[ابوهبة الله]ــــــــ[09 Jul 2007, 08:21 م]ـ
جزا الله خيراً الشيخين الفاضلين أستاذنا الدكتور غانم قدوري المتخصص على ما طرحه من موضوع قيّم وممتع للغاية , والدكتور يحيى الشهري والمتخصص أيضاً على مناقشته الحديثية العلميّة وتوجيهاته السديدة .. شكر الله سعيكما , وجعل ذلك في صحيفة أعمالكما , ونفع بكما الأمّة.
ـ[أبو عمر الشامي]ــــــــ[26 Jul 2007, 02:09 م]ـ
فائدة:
فالذي ظهر للشيخ من ترجيح كون أحمد بن محمد البغدادي = ابن محرز = بعيد
فليس المراد بأحمد بن محمد البغدادي = ابن محرز
والله أعلم
فأحمد بن محمد هذا من أهم مصادر الساجي وهذا الشيخ مكثر
يروي عن أبي نعيم الفضل بن دكين وعن عدد من مشايخ الكوفيين وغيرهم
يتبع - إن شاء الله
للفائدة: ما هو الدليل؟ اريد ذلك زيادة للفائدة لا جدلا مع الشيخ ... وارجو أن يتبع الموضوع كذلك(/)
درر ابن بري.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[07 Dec 2005, 09:19 ص]ـ
السلام عليكم
هناك نظمٌ لابن برّي (ت نحو 730 هـ) اسمه: الدرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع، وهو في الشذرات ( http://www.chadarat.com/OlomQoran.htm).
وذكر الزركلي كتابًا بالاسم نفسه للخرّاز (ت 718 هـ).
فأين أجد هذا النظم مطبوعًا؟
وهل له شرح مطبوع أو مخطوط؟ علمًا أن المحبي في الخلاصة نسب إلى علي بن عبد الواحد الأنصاري السجلماسي (ت 1057 هـ) شيخِ أبي مهدي الثعالبي شرحًا لهذا النظم.
وفقكم الله.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[07 Dec 2005, 11:38 ص]ـ
الأخ الفاضل خالد الشبل
النظم مطبوع مع شرحه لأبي عبد الله محمد بن عبد الملك المنتوري القيسي (ت: 834)، وشرحه نفيس للغاية، في جزئين.
وهو بعنوان (شرح الدرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع)
حققه الأستاذ الصديقي سيدي فوزي.
وهو من مطبوعات الدار البيضاء بالمغرب، مطبعة النجاح الجديدة.
ولا يبعد أن يكون في مكتبة الرشد أو مكتبة العلوم والحكم.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[07 Dec 2005, 12:33 م]ـ
أحسنتم، بارك الله فيكم يا شيخ مساعد
ولا حَرَمَنا اللهُ الانتفاع بكم.
سأبحث عنه، إن شاء الله.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[14 Dec 2005, 06:08 م]ـ
إضافة إلى ما ذكره فضيلة الشيخ مساعد:
تحصيل المنافع على كتاب الدرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع ( http://www.thamarat.net/index.cfm?faction=BookDetails&Bookid=2482)
تأليف: السملالي الكرامي الشنقيطي يحيى بن سعيد أبو زكريا
وهو من مطبوعات مكتبة التوبة في موريتانيا.(/)
النُّورُ الزَّكِيُّ فِي قِرَاءَ ةِ ابْنِ كَثِيرٍ الْمَكِّيِّ
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[07 Dec 2005, 01:02 م]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
النُّورُ الزَّكِيُّ فِي قِرَاءَ ةِ ابْنِ كَثِيرٍ الْمَكِّيِّ
نَظْمُ مَا يُخَالِفُ فِيهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ كَثِيرٍ حَفْصًا الْكُوْفِيَّ
لِلشَّيْخِ المقرئ عُمَرَ بْن يُوْسُفَ حَمَّادٍ
ـ[ابو مريم عبد الرحمان عشاش]ــــــــ[08 Dec 2005, 11:55 ص]ـ
السلام عليكم بارك الله فيكم
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[08 Dec 2005, 05:46 م]ـ
شكر الله لكم
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[02 Oct 2009, 05:02 م]ـ
للفائدة
ـ[حازم القرطاجني]ــــــــ[03 Oct 2009, 01:09 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل
وهي منظومة جيدة، ما شاء الله، نفع الله بها ناظمها وقارئها وعموم المسلمين
وفق الله الجميع إلى ما فيه الخير والفلاح.(/)
هل هناك بعض الأخطاء المطبعية في بعض المصاحف؟
ـ[أبو سعد المصمودي]ــــــــ[11 Dec 2005, 07:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لدي اقتراح على الإخوة الكرام و هو جمع الأخطاء المطبعية الواقعة في المصاحف المطبوعة و المتداولة من أجل تصحيحها و تنزيه القرآن الكريم منها.
المرجو المشاركة.
بوركتم.
المصمودي
ـ[مرهف]ــــــــ[12 Dec 2005, 12:02 ص]ـ
هل لديك أمثلة على هذه الدعوى؟!!!
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[12 Dec 2005, 08:25 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الفاضل / أبو سعد المصمودي
السلام عليكم
يوجد خطأ في مصحف الملك فهد ذو الأرضية الزرقاء، لا ذو الخلفية الصفراء، مطبوع سنة 1405
والخطأ في ص 222 سورة هود آية 7 (وهو الذي) جعلوا في النسخة الزرقاء الكسرة تحت حرف الياء، وهذا الخطأ تداركوه في النسخ ذات الخلفية الصفراء والحمد لله تعالى
لكن وجدتهم أعادوا طبع ذات الخلفية الزرقاء في سنة 1422 ولم يصححوا الخطأ
وقد راسلت مجمع الملك فهد، فردوا أن المصحف مراجع جيداً، فأرسلت الصورتان فلم يردوا
كما يوجد خطأ ثان لا أذكر مكانه الآن وهو أيضاً في النسخة ذات الأرضية الزرقاء، وهو عبارة عن تنسيق علامة تنوين إما فتحتين أو ... ، فمعروف أن التنوين الذي يعقبه إخفاء غير الإظهار ففيه غلطة تخص هذا الأمر لكن لا أذكر مكانها الآن
والسلام عليكم
أخوك / مصطفى
مصر
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[12 Dec 2005, 09:00 ص]ـ
أخي أبا سعد:
المصاحف التي عندنا ليس فيها أخطاء.
ـ[المعتز بالإسلام]ــــــــ[12 Dec 2005, 10:31 ص]ـ
وفي المصحف ذي الغلاف المشجر من جهة دون الأخرى وهو من أوائل ما خرج من المجمع في سورة غافر في الصفحة 468 في قول الله (قالوا ربنا أمتنا ... ) جعلوا علامة مد على الواو ثم أعيد طبعه مباشرة مصححًا في الطبعة التي فيها كلمة (القرآن الكريم) من جهة دون الأخرى.
ـ[کوثر]ــــــــ[26 Mar 2006, 06:43 م]ـ
نعم الأخ الجليل خالد الشبل
لقد كنت أقرأ بالصف سورة المعارج
و كان اهتمامي بالكلمات
فلما وصلت الآية التسعة بعدها قرأت الآية 11
و كان المصحف لمكتبة الكلية
فقال الأستاذ لي و هو عالما بهذا الخطأ المصحفي
"ولا يسئل حميم حميما"
فقلت أين هذا
فأخبرني بذلك
فنفس تلك اليوم ذهبت و اشتريت قرآنا بدون خطأ مطبعي
و حتي الآن لا اعتمد إلي غير ذاك
وهذا يسحبنا إلي أكثر الإهتمام في طباعة كتاب الله تعالي
و أنا بنفسي قى صححت قرآنا ليس مطبوعا حتي الآن ولكن يريد أن يُطبع
والله علي ذلك المستعان و
أرجو منكم الدعا لتوفيقي علي تصحيح قرآن آخر
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[27 Mar 2006, 07:48 ص]ـ
الإخوة الكرام
يبدو ان التفريق بين الخطأ الإملائي والخطأ الفني مهم في باب تصحيح المصاحف، فالتنسيق الفني قد يرد عليه الخطأ؛ كبعض الأخطاء المذكورة سابقًا.
أما الخطأ الإملائي فذلك أندر من أن يوجد في المصاحف المطبوعة تحت إشراف لجان علمية متخصصة.
والخطأ الذي ذكره المعتز بالإسلام معروف في النسخ الأولى لمصحف مجمع الملك فهد، وقد تداركوا النسخ فلم يوزع منها إلا القليل، وكنت قد حدَّثت الشيخ سيبويه البدوي بهذا الخطأ في وجود علامة المد في غير موضوعها، فأخبر بأنهم قد سحبوا هذه النسخ التي وقع فيها هذا الخطأ، لكن ندَّ مها بعض النسخ.
أما ما ذُكِر في مشاركة كوثر فلم يتبين موقع الخطأ المزعوم، مع ملاحظة عُجمة المشارك فيبدو أنه ليس عربيًا من خلال أسلوب مشاركته، ولا أدري كيف سيتمكن من تصحيح المصحف وهو بهذه الصورة؟!
إننا ـ مع الأسف ـ لا نعلم كم من الجهد الشاق والمتتابع الذي يقوم به علماء القرآن ومصححوا المصاحف؟
وما ذلك إلا لبُعدنا عن أعمال هذه اللجان التي تقوم بشؤون طباعة المصاحف.
وإن من وُفِّق لزيارة مطبعة الملك فهد للمصحف الشريف، واستمع للشرح الذي يقوم به أحد أعضاء ذلك المجمع، ونظر في بعض الأخطاء الفنية الدقيقة التي توقف من أجلها النسخة؛ إنه لينبهر بتلك العناية الدقيقة التي يوليها مثل هذا المجمع المبارك.
ولقد وقفُّونا على ما لا يعتبر عندنا خطأ، وهم يعتبرونه خطأ، فزيادة الحبر ولو في أقل من المليمتر يعتبر عيبًا عندهم، وما قد يحصل من بياض في وسط سواد الخط ـ ولو لم يُرَ بالعين المجردة ـ يعتبر عيبًا عندهم، وهم يستخدمون مُكبِّر الصور للنظر في مثل هذه الأخطاء الدقيقة، وتلك عناية فائقة جدًّا.
ثم إنه مما يحسن الالتفات إليه في هذا المقام التنبه إلى الموطن الذي قد يقع القصور فيه، ولا يطلق العنوان على عواهنه هكذا، وأقول:
1 ـ ما يتعلق برسم الكلمة، وذلك مما لا يدركه إلا علماء الرسم، وقد قامت تلك اللجان العلمية بضبط المصاحف المطبوعة وفق الرسم العثماني، فهذا المجال لا يوجد فيه مثل هذه الأخطاء المزعومة.
2 ـ ضبط الرسم، وذلك بوضع النقاط على الحروف، والحركات، وإضافة ما يدل على المحذوف أو الإشارة إلى الزوائد، أو الإشارة إلى أحكام التجويد عن طريق ضبط التنوين والنون الساكنة وإشارة المد، أو غير ذلك مما يتعلق بعلم الضبط، وذلك مما يندر وقوع الخطأ الخطأ فيه في المصاحف المطبوعة تحت إشراف اللجان العلمية المتخصصة.
وهذه قد يقع فيها اجتهاد، كمكان التنوين المنصوب، هل هو على الف العوض، او هو على الحرف قبلها؟
وقد يكون في بعض الكلمات كلفظ (لوطًا) قبل عصا الطاء، أو بعد عصا الطاء، وذلك أمر اجتهادي فني لا يؤثر على قراءة الكلمة.
3 ـ ـ نوعية الخط، وطريقة كتابته، وذلك مما يدخله الاجتهاد، فقد يكتب في مصحف (مما) مفتوحة الميم، او مغلقة الميم، كما في (ممنون) أيضًا، فقد تأتي الميم مغلقة تحت الميم الأولى كما في خط الرقعة، فيرى بعض المعتنين بالمصحف أن لا تكون على هذه الصورة، بل تكون على طريقة خط النسخ ميم مفتوحة لها امتداد، ثم تاتي الميم الثانية مفتوحة، فما كان من هذا السبيل فلا يُعدُّ خطأ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[کوثر]ــــــــ[27 Mar 2006, 09:47 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
نعم الأخ الدكتور مساعد الطيار
رغم عجمتي فإني أقدر علي تصحيح أخطاء المطبعية في القرآن
و ما أقول ذلك لأني تضايقت من كلامك ولكني أريد أن أوضح لك
نعم و كان هذا الإصحاح تحت إشراف دكتور و هو من أساتذتي الكرام
و في شهر رمضان و عشرة ليال بعده
فلأن الفونت كان جديدا كان يحتاج إلي مداقة أكثر
و كنا نجادل حول موضوعات كثيرة في الفونت و إحداهم ما ذكرته بمثال لوطا
و وصلنا إلي أن نضع التنوين قبل الألف
و مثل هذا المثال كثير
فهل تري أن هذا العمل لا يقدر عليه ماجيستر في علوم القرآن
وأنا أري أن هذا العمل يقدر عليه من له عينان يحس بمسئولية قبال كتاب الله و بل يعشقه بكل وجوده
فيضع مصحفان
الأول متقن عليه
والثاني الذي يريد إصلاحه
فينظر بدقة و يري الأخطاء المطبعية الذي حدثت
لأجل الإستعمال من آلة غير ذي شعور الذي لا يعرف الله
لكي لا يخطا في كتابة كلامه
و هذا عمل الإجتناب عنه غير ممكن لأننا نحتاج إلي سرعة الآليات
و هو أمر لابد من تحمل لوازمه و هو الأخطاء وإن يصير أن نجعلها أقل فأقل
ولكن ما ذكرته من جهد هؤلاء فإني به موقن و أسئل الله أن يوافيهم أجورهم ولكن
كما ذكرت إنه مما لا يجتنب عنه فنقدر أن نشكر هؤلاء و نقول للناس-و نحن مسئولين قبل كلام الله-
أن هنا خطأ مطبعي فاقرؤها كذلك
و ما أري في ذلك أي إشكال و مشاركتي لا يدل علي أني
قلت ذلك لأن أقول أنتم المسلمون في قرانكم خطأ
و كيف أقول ذلك وأني مسلم و عبد الله
و تنظر الدكتور مساعد الطيار أننا في رسالتنا الجامعية رغم محاولتنا في كشف الأخطاء
و رغم نظر الدكتور المساعد في الرسالة
ففيها رغم كل ذلك أخطاء مطبعية هي لا بد منها رغم البرينت الثالث والرابع
و أشكرك علي قرائة مشاركاتي مع العجمة الذي فيها
فدع لي كما دعا موسي لنفسه
"واحلل العقدة من لساني يفقهوا قولي"
و من الله التوفيق
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[27 Mar 2006, 10:52 م]ـ
أسأل الله أن يحلل عقدة من لسانك.
لو أبنت عن الاسم الصريح، وعن الجامعة التي تنتمي لها، لكان أولى، فنحن نحرص في هذا الملتقى على ذلك.
ولو حددت لنا المصاحف التي تعمل عليها في تطبيقاتك، وطريقتك العلمية التي سلكتها، وأثر ونتيجة هذا العمل.
ولا أدري هل لك علم بالرسم والضبط والإملاء، وهل تعرف الاختلافات المتنوعة الاجتهادية في هذه العلوم أو لا؟
فلو كنت تكتب عن تجربتك لتبين لنا عن مدى علمك بهذه الأمور.
أما هذه الإطلاقات العامة في المسائل العلمية، فيبدو لي أنك تعرف أنها لا تقبل بلا بينة، ولا دليل.
وطلبي هذا لا يعني أني أتهمك بسبب عجمتك، لكني لم أر لك حتى الآن ما يدل على وجود ما تزعم، فأنت تذكر كلامًا عامًّا، فياليتك تذكر ما قلته لك.
ـ[الجنيدالله]ــــــــ[28 Mar 2006, 04:06 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا الكمال لله وحده والقرآن كلام الله منه بدأ وإليه يعود وهو منزه عن النقص والخطأ
أما الأمور الطباعية فقد يدركها الخطأ البشري وهذا مشاهد في عدة طبعات لكن كما ذكر الدكتور مساعد ليست في النص القرآني بل في أمور أخرى كالظبط - وهو أمر ليس بتوقيفي كما هو معلوم - والوقوف وغيرها من الحبر ونوع الورق والترقيم وإن كان كل مسلم ينشد الكمال في ذلك كله
ومادام أن الأمر قد صُحح وتداركه القائمون على المجمع هذا على فرضية وجوده فما الداعي الأن للمناقشة فيه وذكره؟
بحكم قرابتي من رئيس لجنة أولى لجان التصحيح الدكتور عبدالعزيز القاري أطال الله عمره وبحكم أني من تلامذة الشيخين عبدالفتاح المرصفي والدكتور محمود سيبويه البدوي رحمهما الله والشيخ عبدالرافع رضوان مدالله في عمره فقد سمعت الكثير عن مراحل التصحيح فوالله انه لجهد وعلم واهتمام ويكفي أن من مراجعتهم للمصحف قبل دفعه للطبع النهائي لمجرد شك بعد البروفات من كثرة ذلك نسيت كم مرة ذكروا انهم فعلوه
أثابهم الله وجزاهم عنا كل خير ورفع درجاتهم في الدارين
ولا أرى حاجة ملحة لنبش أخطاء بسيطة - لو وقعوا فيها - مادام أنها عدلت
أما من يريد فعلا خدمة الكتاب العزيز فهو من يجد خطأ الان ويدل المجمع عليه أما كان وكان وفعلوا وفعلنا وقلت وقلنا؟ جزى الله الجميع هنا كل خير الدكتور عبدالرحمن والدكتور مساعد والاخ الكوثر والجميع رفع الله علمكم وقدركم وأعانكم على خدمة كتابه
ـ[کوثر]ــــــــ[28 Mar 2006, 08:01 م]ـ
مشكور الأخ الجنيد الله
و نعم الأخطاء كثيرا قد تكون في الضبط أو في
عدد الآي و هكذا من الأخطاء
و قد يكون الأخطاء بشكل أن أحيانا حافظين القرآن
لا يقدرون علي هذا التصحيح
لقلة الأخطاء و حفظهم للرسم و لا للضبط
ولكن عصبيتنا بالنسبة للقرآن لا يأذننا أن نتكلم عما هو واقع
و هكذا يجعل المستشرقون يضحكون علينا
فبرأيك إذا مثلا الأخ xالذي بزعمه لا خطأ في طباعة القرآن
مستشرق يأتي عنده و يراويه القران ويقول ما هذا ما له من جواب يعطيه؟
ولكنك تقدر أن تقول له إن هذا الخطأ في الضبط والضبط ليس توقيفي
و إن كنت أعرف أن إشلون أجعل
تصوير من الصفحة هنا لبينت كثيرا من ذلك أوضح فأوضح
و لا رد لي لكلام الدكتور مساعد ما عدا دعائه فأشكره لذلك
لأن هنا ملتقي لدراسة حول علوم القرآن ولالدفاع عن شخصيتي و مقدار علمي
ولا لقول عن العربي و العجمي وما لهما و ما عليهما
و أقول لمن يريد أن يفعل هذا التصحيح أن هذا لا يحتاج إلي أي علم في الرسم و غيره
هنا تطبيق بين كتاب صحيح و كتاب آخر يريدون تصحيحه لأنه
مطبوع من جديد ولا بد من الخطأ البشري لابل الخطأ الآلة فيه
و بعد ما صححته تقدر أن تقول أن لابد فيه من الخطأ البشري
و يا ناس إن هنا خطأ ذلك خطئي أنا
وبهذا القول أريد أن أحرض من يقدر علي ذلك
و كلنا مسئولون
و شكرا جزيلا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الكشاف]ــــــــ[29 Mar 2006, 09:20 ص]ـ
الأخ كوثر المحترم
أتفق مع الدكتور مساعد الطيار في اعتراضه على توليك مهمة التصحيح للمصاحف أياً كان هذا النوع من الإشراف، فهذا الموضوع موضوع خطير، مهما كان رأيك، وأنك تقوم فقط بالمقارنة بين مصحف صحيح وآخر يصحح. والمصاحف المطبوعة المصححة منتشرة في العالم الإسلامي، ولا أظن أننا بحاجة إلى مصاحف يشرف عليها من لا يجيد العربية. فهذا الأمر ليس فيه مجاملات بارك الله فيك.
ـ[کوثر]ــــــــ[29 Mar 2006, 04:50 م]ـ
مشكور الدكتور الكشاف
المقارنة هواللغة الصحيحة الذي كنت اعينه
و ما عدا هذا إنه يُفهم من فحوي كلامي
و إلا فإني اعتذر الإخوة الكرام و أصحح كلامي بأنها مقارنة
و هذا يبدو من المثال الذي ضربته
ومشكور جدا
و لكن لدي سؤال
هل ممن يقوم علي عملية التصحيح باللغة الذي تعينه؟ لا بمعني الذي أردته
و جزاك الله خيرا
ـ[الكشاف]ــــــــ[29 Mar 2006, 05:57 م]ـ
لم أفهم قولك: (هل ممن يقوم علي عملية التصحيح باللغة الذي تعينه؟ لا بمعني الذي أردته).
ـ[کوثر]ــــــــ[29 Mar 2006, 07:08 م]ـ
لقد قلت" مهمة التصحيح للمصاحف أياً كان هذا النوع من الإشراف، فهذا الموضوع موضوع خطير "
فأسئل هل من يفعل هذا؟ أ أحد يقدر بهذا العنوان ينظر في كتاب الله تعالي؟
(انظر إليه مجرد سؤال ولا نقد، رجاء)
و مشكور علي الإجابة
______________
لا تنظر لمن قال و لكن انظر إلي ما قال(/)
شرح قصيدة الواضحة في تجويد الفاتحة
ـ[أحمد نجيب]ــــــــ[15 Dec 2005, 05:37 م]ـ
لدي مخطوطتان أصليتان كاملتان واضحتان في مكتبتي الخاصة لشرح الواضحة هدا أولهما:
الحمد لله حق حمده و الصلاة و السلام على نبيه و عبده سيدنا محمد خاتم أنبيائه، و بعد
فهده أوراق تشتمل على شرح القصيدة المسماة الواضحة في تجويد الفاتحة نظم الشيخ الإمام العالم برهان الدين .... شيخ حرم الخليل عليه الصلاة و السلام فإنها من أنفع القصائد و أنفع المقاصد تغمد الله ناظمها برحمته و أسكنه فسيح جنته ....
أما آخرهما فهو:
و هدا ما يسر الله سبحانه من الكلام على هده القصيدة، و الحمد لله حمداً يوافي نعمه و يكافي مزيده، و صلى الله على سيدنا محمد و آله و صحبه و سلم تسليماً. انتهى بحمد الله و حسن عونه و توفيقه الجميل.
أرجو من الإخوة الكرام التفضل علي بأي معلومات عن الشارح
و النسختان للبيع أو التعاون في التحقيق فهل من مشمر؟
www.najeeb.net
ـ[أحمد نجيب]ــــــــ[15 Dec 2005, 07:34 م]ـ
تأكدت الآن من أن ما لدي من الواضحة في تجويد الفاتحة هو شرح أبي علي الحسن بن عبد الله بن علي المرادي المعروف بابن قاسم رحمه الله(/)
مناقشة رسالة دكتوراة في تحقيق قصيدة ابن مالك في القراءات
ـ[الميموني]ــــــــ[18 Dec 2005, 03:24 م]ـ
للإمام ابن مالك إمام النحو المشهور صاحب الخلاصة الألفية
قصيدة في القراءات قام بشرحها و تحقيقها أخونا الفاضل الشيخ أحمد السديس
و ستناقش رسالته يوم الثلاثاء القادم:18 / من هذا الشهر
في الساعة: التاسعة صباحا بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
نبارك للشيخ أحمد السديس مقدّما سائلين الله تعالى له التوفيق و أن يجعلها عونا على الخير كله ألف مبروك مقدما
.... وقد وعد الشيخ أحمد بالسعي في طباعتها
علما أنّ مصنفها قال إنها أحسن من حرز الأماني قصيدة الشاطبي المشهورة في السبع
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[18 Dec 2005, 04:27 م]ـ
نسأل الله للشيخ أحمد التوفيق، ونتمى أن يتحفنا بملخص لرسالته، بعد مناقشته لها.
ـ[أبو الجود]ــــــــ[18 Dec 2005, 08:33 م]ـ
أسأل الله للشيخ أحمد التيسير وأن يبارك له في علمه وبركة العلم نشره وكم نشتاق إلى هذه القصيده فنرجو أن يضعها في مكتبة الملتقى يسر الله لأخي وبارك له في رسالته
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Dec 2005, 12:24 ص]ـ
أبارك مقدماً للأخ الكريم أحمد السديس وأسأل الله أن يجعلها عوناً له على طاعته، وهي جديرة بالنشر والطباعة لشهرة وعلم مؤلفها ابن مالك رحمه الله، وقبول العلماء لمنظوماته العلمية كألفيته في النحو. وأرجو أن يكون التوفيق والسداد قد حالف الباحث في شرحها شرحاً لائقاً بها إن شاء الله.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[19 Dec 2005, 09:57 ص]ـ
أسأل الله أن يوفق الشيخ أحمدَ في مناقشته، وأن يرفع درجته في الدنيا والآخرة.
لكنْ هل هي الدالية المرموزة أم اللامية التي أولها:
بِذِكْرِ إلَهي حامِدًا ومُبَسْمِلا؟
ـ[طارق الفريدي]ــــــــ[19 Dec 2005, 06:14 م]ـ
أسأل الله أن يبارك في جهود أستاذنا أحمد السديس، و هنيئاً له هذا السبق العلمي
ـ[الميموني]ــــــــ[20 Dec 2005, 07:19 م]ـ
تمت مناقشة رسالة الشيخ أحمد بن علي السديس و تكونت لجنة المناقشه من د/ محمد سيدي الأمين مشرفا. ود/مصطفى محمد محمود ود/محمد محمد خميس.
وحصل الشيخ: أحمد -ولله الحمد - على درجة الدكتوراه بتقدير: ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى وتوصية بالطبع.
طلب أخونا الشيخ الدكتور: أحمد أن نبلغ شكره و تقديره لجميع من باركوا له ...
و لا زلنا في انتظار مشاركته في ملتقانا.
أسأل الله تعالى أن يجعل هذه الرسالة وغيرها من العلم النافع في الدارين وأن يرزقنا جميعا العاقبة الحميدة.
و القصيدة هي الدالية و سيكون لديكم أمثلة منها قريبا إن شاء الله تعالى
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Dec 2005, 08:38 م]ـ
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. ونسأل الله أن يبارك له في العلم، ويوفقه لكل خير. وشكر الله لكم أبا محمد.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[21 Dec 2005, 07:56 م]ـ
أبارك لفضيلة د. أحمد على حصوله على العالِمية العالية.
وأسأل الله - تعالى - أن يجعلها عونًا له على دينه ودنياه.
بانتظار انضمام الشيخ.(/)
هل لعلماء الدعوة النجدية كتب في التجويد أو القراءات؟
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[19 Dec 2005, 06:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو إفادتي حول السؤال أعلاه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[طالب المعالي]ــــــــ[22 Dec 2005, 07:58 م]ـ
قد يفيدك كتاب (آثار الحنابلة في التفسير وعلوم القرآن) لفضيلة الدكتور: سعود الفنيسان
ـ[د. أنمار]ــــــــ[23 Dec 2005, 01:12 ص]ـ
عجبا:
بل الدكتور الفنيسان نفسه ألف في عدم وجوب التجويد، فلو أحلت على غيره،
وكم في بحثه المطبوع من زلات وتقليل من شأن هذا العلم الجليل. هداه الله تعالى لما يحب ويرضى.
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[23 Dec 2005, 02:27 م]ـ
لعل الدكتور محمد السريع يفيدنا في هذا الموضوع فقد درس أقوال علماء الدعوة في التفسيروعلوم القرآن.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Dec 2005, 09:25 م]ـ
رسالة الأخ الكريم الدكتور محمد بن سريّع بن عبدالله السريّع التي تقدم بها للماجستير عام 1417هـ بعنوان (تفسير أئمة الدعوة في نجد إلى بداية القرن الرابع عشر الهجري: جمعاً ودراسة) لم تتعرض للتجويد فيما أذكر، حيث اطلعت عليها فوجدتها مختصة بالتفسير فحسب. غير أن عناية علماء الدعوة في نجد بالتجويد ليست - فيما يبدو لي - ظاهرة، بحسب التراث المخطوط الموجود، بحسب استعراض فهرس مخطوطات التجويد في الفهرس الشامل للتراث العربي المخطوط (آل البيت في الأردن) في طبعته الثانية، ومعجم الدراسات القرآنية لابتسام الصفار. ولم أراجع كتاب الدكتور الفنيسان (آثار الحنابلة في التفسير وعلوم القرآن) لبعده عني الآن، فقد يكون تعرض لهذا، مع أن الحنابلة أعم من علماء الدعوة في نجد. وإنما كانت العناية بالجانب العقدي حتى في التفسير الذي جمعه ودرسه الدكتور محمد السريع، وقد أكد على هذا الجانب في دراسته.
ـ[السلامي]ــــــــ[27 Dec 2005, 10:49 م]ـ
أئمة الدعوة النجدية ليس لهم كبير عناية بهذين العلمين بل هو ضعيف وهذا أمر معروف والله الموفق
ـ[الراية]ــــــــ[01 Jan 2006, 09:06 م]ـ
لعل الدكتور محمد السريع يفيدنا في هذا الموضوع فقد درس أقوال علماء الدعوة في التفسيروعلوم القرآن.
تفسير أئمة الدعوة في نجد إلى بداية القرن الرابع عشر الهجري: جمع ودراسة
محمد سريع عبدالله السريع
المشرف: ابراهيم سليمان الهويمل
الجامعة: جامعة الامام
الكلية: أصول الدين
القسم: القرآن وعلومه
الدرجة العلمية: ماجستير
تاريخ المناقشة: 1418هـ
الأبعاد: 624ص
المستخلص:
وتحتوي الرسالة على مقدمة وقسم للدراسة وآخر للجمع
وفي القسم الأول تراجم الأئمة وآثار دعوتهم مع لمحة للحالة السياسية والاجتماعية والعلمية في عصر الأئمة ثم آثار دعوة التجديد ومنهج الأئمة في التفسير وخصائصهم ومصادرهم وأبرز الموضوعات التي تناولوها،
وفي القسم الثاني جمع التفسير لمعظم سور القرآن الكريم
ثم الخاتمة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Feb 2006, 10:06 م]ـ
ذكرالدكتور سعود الفنيسان في كتابه (آثار الحنابلة في علوم القرآن) للشيخ عبدالله بن عبدالرحمن أبو بطين (1194 - 1282هـ) رسالة في تجويد القرآن. انظر: ص 175
وذكر أن هذه الرسالة قد أشار إليها إسماعيل البغدادي في هدية العارفين 1/ 491 وغيره.
وقد تتبعت كتاب (آثار الحنابلة في علوم القرآن) لعلي أظفر بكتاب آخر غير الرسالة السابقة فلم أجد لعلماء الدعوة النجدية رحمهم الله مؤلفاً في التجويد غيره.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[20 Oct 2006, 12:29 ص]ـ
من أجل ما نقل عن علماء نجد فيما يختص بالتجويد والقراءات إشارة الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب لاثنين من أهم علماء القراءات المتأخرين أحدهما عليه مدار الأسانيد العليا بل وملتقى أسانيد القاهرة والاسكندرية والشام ألا وهو الشيخ إبراهيم العبيدي ثم طريق العشر الكبرى المشهور عن المتولي يمر بتلميذه الشيخ أحمد سلمونة، ولم نقف على ذكر لهما في غير رسالته هذه غير ما ذكر في الإجازات وهو نص عزيز يكتب بماء الذهب.
لكن للأسف لم ينقل عمن تلاه أي اهتمام بالأخذ عنه وإبقاء سلسلة القراءة فيمن بعده.
قال فيما كتبه إلى بعض تلامذته من العلماء وقد سأله ممن أخذ عنه من المشائخ في نجد ومصر .. :
وأما ما طلبت من روايتي عن مشايخي فأقول:
... إلى أن قال:
وممن وجدت بمصر الشيخ إبراهيم العبيدي المقري شيخ مصر في القراءات يقرأ العشر وقرأت عليه أول القرآن وأما الشيخ أحمد سلمونة فلي به اختصاص كثير وهو رجل حسن الخلق متواضع له اليد الطولى في القراءات والإفادات وقرأت عليه كثيراً من الشاطبية وشرح الجزرية لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري وقرأت عليه كثيراً من القرآن وأجاد وأفاد، وهو مالكي المذهب وللذي قبله روايات وأسانيد متصلة إلى القراء السبعة وغيرهم
...
أملاه الفقير إلى الله تعالى عبد الرحمن بن حسن , أحسن الله إليه بمنه وكرمه وكتبه الفقير إلى الله، إبراهيم بن راشد سنة 1244ه ونقله من خطه الفقير إلى رحمة ربه العزيز، محمد بن علي بن محمد البيز، رزقه الله العلم والفضل والعمل وحسن الخاتمة عند حلول الأجل انه واسع المن كثير الفضل سنة 1334هـ))
راجع
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2053
ومجموعة الرسائل والمسائل النجدية 2/ 23
ومشاهير نجد للشيخ عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن عبد الله آل الشيخ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[12 Nov 2010, 05:27 م]ـ
قال د \ علي بن محمد بن عبدالله العجلان في كتابه (الشيخ العلامة عبدالله بن عبدالرحمن أبابطين مفتي الديار النجدية حياته، و آثاره، وجهوده في نشر عقيدة السلف) ص 180 - 181:
ثامناً: رسالة في تجويد القرآن:
المعروف أن الاهتمام بالتجويد وعلمه في نجد ليس معروفاً ومنتشراً في السابق مما دفعني إلى الاجتهاد في البحث عن هذه الرسالة للشيخ أبا بطين فبحثت عنها في مكتبات الرياض وشقراء وبريدة وعنيزة وسألت عنها بعض أقارب الشيخ، ثم في الأخير وجدت مخطوطة في مكتبة شقراء العامة مكتوب عليها " رسالة في التجويد " من وقف " الشيخ عبدالله أبا بطين " وأخذت صورة منها وقرأتها فوجدت أنها ليست للشيخ عبدالله بل إنها ربما بخطه فقط.
قال في مطلعها " قال الإمام العالم العلامة المقرىء أبوالبقاء عثمان بن علي بن أحمد بن الحسن القاص العذري - رحمه الله - "
وعدد صفحاتها ستون صفحة، وهي " قرة العين في الفتح والإمالة بين اللفظين "
وهذا وقد تم بعد البحث العثور على هذه الرسالة للشيخ أبا بطين - رحمه الله - حيث وجدتها لدى الأستاذ \ خالد بن عبدالعزيز بن محمد أبا بطين وتبلغ سبع صفحات.
ـ[ايت عمران]ــــــــ[12 Nov 2010, 06:42 م]ـ
وهذا وقد تم بعد البحث العثور على هذه الرسالة للشيخ أبا بطين - رحمه الله - حيث وجدتها لدى الأستاذ \ خالد بن عبدالعزيز بن محمد أبا بطين وتبلغ سبع صفحات.
بارك الله فيكم.
وإذا لم يشق عليك أرجو أن تنقل لنا شيئا من مقدمتها وخاتمتها.
ـ[علي صالح الخطيب]ــــــــ[13 Nov 2010, 12:07 م]ـ
عدم الاهتمام بالتجويد عند علماء نجد معروف كما ذكر أخي، لكن لعل هذا الأمر اختلف في الأعصار المتأخرة، فقد توجه طلاب العلم للتجويد والقراءات الآن في تلك البلاد، والله أعلم.
ـ[أحمد الرويثي]ــــــــ[13 Nov 2010, 12:27 م]ـ
قال د \ علي بن محمد بن عبدالله العجلان في كتابه (الشيخ العلامة عبدالله بن عبدالرحمن أبابطين مفتي الديار النجدية حياته، و آثاره، وجهوده في نشر عقيدة السلف) ص 180 - 181:
ثم في الأخير وجدت مخطوطة في مكتبة شقراء العامة مكتوب عليها " رسالة في التجويد " من وقف " الشيخ عبدالله أبا بطين " وأخذت صورة منها وقرأتها فوجدت أنها ليست للشيخ عبدالله بل إنها ربما بخطه فقط.
قال في مطلعها " قال الإمام العالم العلامة المقرىء أبوالبقاء عثمان بن علي بن أحمد بن الحسن القاص العذري - رحمه الله - "
وعدد صفحاتها ستون صفحة، وهي " قرة العين في الفتح والإمالة بين اللفظين "
كتاب قرة العين في الفتح والإمالة وبين اللفظين لابن القاصح العذري (ت 801هـ) مطبوع.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[13 Nov 2010, 12:58 م]ـ
كتاب قرة العين في الفتح والإمالة وبين اللفظين لابن القاصح العذري (ت 801هـ) مطبوع.
بتحقيق الدكتور إبراهيم الجرمي، وصدر عن دار عمار بالأردن.(/)
هل هناك موازنة بين الشاطبية والتيسير؟
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[24 Dec 2005, 02:02 ص]ـ
أرجو من أهل الاختصاص أن يفيدونا في هذا الامر
هل يوجد كتبا او ابحاث درست الفروقات والزيادات
بين الشاطبية والتيسير؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالله الشمراني]ــــــــ[24 Dec 2005, 10:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبعد:
فإن كتاب التيسير للإمام الداني يعتبر أصلاً للشاطبية وقد نظم الإمام الشاطبي قصيدته من هذا الكتاب بمعنى أنه حول المنثور إلى منظوم، وقال في ذلك:
وفي يسرها التيسير رمت إختصاره ... فأجنت بعون الله منه مؤملاً
وألفافها زادت بنشر فوائد ... فلفت حياءً وجهها أن تفضلا
أما بالنسبة للزيادات والفروق فهي قليلة جداً وقد جمعها بعضهم على شكل أبحاث أو في ثنايا بعض الرسائل العلمية، ولكي تعم الفائدة فسوف أنزلها في الموقع قريباً.
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[25 Dec 2005, 04:28 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا وبارك الله فيكم
ونحن بانتظار إنزالها هنا لحاجتنا الماسة لها
فلا تطل علينا المدة أحسن الله إليكم في الدارين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبعد:
فإن كتاب التيسير للإمام الداني يعتبر أصلاً للشاطبية وقد نظم الإمام الشاطبي قصيدته من هذا الكتاب بمعنى أنه حول المنثور إلى منظوم، وقال في ذلك:
وفي يسرها التيسير رمت إختصاره ... فأجنت بعون الله منه مؤملاً
وألفافها زادت بنشر فوائد ... فلفت حياءً وجهها أن تفضلا
أما بالنسبة للزيادات والفروق فهي قليلة جداً وقد جمعها بعضهم على شكل أبحاث أو في ثنايا بعض الرسائل العلمية، ولكي تعم الفائدة فسوف أنزلها في الموقع قريباً.
ـ[عبدالله الشمراني]ــــــــ[26 Dec 2005, 10:41 ص]ـ
نحمد الله تعالى على ما أولانا من النعم ونصلي على سيدنا محمد خير البشر عليه الصلاة والسلام:
فقد بحثت سريعاً ووجدت مخطوطتين في الفرق والزيادة بين الشاطبية والتيسير هما
1 - مخطوط البيان في الجمع بين القصيدة والعنوان للقيلي
2 - معين المقري النحرير على ما اختص به العنوان والقصيدة والتيسيير للعلامة احمد بن علي بن عبدالرحمن المشهور بالبلبيسي (979هـ) وأوراقه:عشرة أوراق
أما بالنسبة للمطبوعات فلا يحضرني شيء معين لكن قد تجد ذلك في مقدمات شروح الشاطبية وكذلك في كتب التحريرات والمؤلفات الحديثة في علم القراءات.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[27 Dec 2005, 06:55 م]ـ
فقد بحثت سريعاً ووجدت مخطوطتين في الفرق والزيادة بين الشاطبية والتيسير هما
1 - مخطوط البيان في الجمع بين القصيدة والعنوان للقيلي
.
تنبيه:
يظهر أنه سبق قلم فالعنوان ليس هو تيسيرالداني بل هو كتاب آخر من أصول النشر تأليف أبي طاهر إسماعيل بن خلف بن سعيد بن عمران الأنصاري الأندلسي المتوفى سنة 455 هجرية
أنظر النشر ج 1 ص 64
وينظر من هو القيلي هل هو الأبهري أم غيره
والله أعلم
ـ[د. أنمار]ــــــــ[27 Dec 2005, 07:14 م]ـ
وأكثر من رأيته يتعرض للفروق الشيخ الضباع في كتابه إرشاد المريد شرح القصيد
ويتعرض أيضا لما هو أهم من ذلك، ما قد يتبادر إلى الذهن أنه من طريق الشاطبية وليس كذلك وإن ذكر في متن القصيدة، وفي معظم ذلك يقول بعض الشراح أن الشاطبي ذكرها استطرادا
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[28 Dec 2005, 02:49 ص]ـ
جزاكم الله خيرا مشايخي الكرام على هذه التوضيحات
وهل يوجد على النت شئ من هذه الكتب كلملف ورد
اتمنى اذا امكن وضعها كملف مرفق لعدم تيسرها لنا
وجزاكم الله خيرا
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[28 Dec 2005, 05:16 ص]ـ
الشيخ الكريم د. أنمار .....
ما أعرفه أن اسم كتاب الضبّاع هو: "إرشاد المريد إلى مقصود القصيد" ولعله سبق قلم أيضا.
.................................................. .................................................. ..
الأخ الكريم / إبراهيم الجوريشي - وفقه الله -:
عليك بشرح الشاطبية لأبي شامة، فقد تعرض مؤلفه للفروقات القليلة بين الشاطبية والتيسير
أثناء شرحه للأبيات.
ولا أظنَك تجد غير هذا على الشبكة العنكبوتية فقد بحثت وبحثت قبلك لكني لم أوفق. ولذا أرجو
أن تُعْلِمَني إن وجدتَ مبتغاك على الشبكة. (لم أبحث في مخطوطات الأزهر لأن النص العربي في موقعهم لا يظهر عندي! "ويبدو لي أنه خطأ برمجي")
مثال على الفروقات:
لم يذكر صاحب التيسير - رحمه الله - مسألة قصر المنفصل للدّوري وقد ذكرها الشاطبي
في قوله:
فَإِنْ يَنْفَصِلْ فَالْقَصْرُ يَادّرْهُ طَالِباً
بِخُلْفِهِماَ يُرْوِيكَ دَرًّا وَمُخْضَلاَ
وفقكم الله.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[28 Dec 2005, 10:21 ص]ـ
نعم هو كذلك فجزاك الله خيرا
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[17 Jan 2006, 09:27 م]ـ
الشيخ الكريم: د. أنمار ...
اللهم آمين، ولك المثل.
أرجو منكم أن تنظروا في صندوق الرسائل الخاصة بارك الله فيكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[28 Jan 2006, 11:43 ص]ـ
يُذكر مخطوط لأحد المغاربة قبل مائتي عام تقريبا في القراءات واظن عنوانه (التشهير فيما بين الشاطبية والتيسير) فهل يفيدنا أحد الإخوة الأكارم عن المؤلف وكان المخطوط؟؟
وهل تعلم كتابا تناول الخلاف والزيادات بين الشاطبية والتيسير؟؟؟؟
ـ[ garti] ــــــــ[01 Feb 2006, 05:30 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة إلى كافة الإخوة المشرفين على هذا الموقع العلمي الرائد وإلى جميع الباحثين والمشاركين في إثرائه، بخصوص سؤال اللأخ الشنقيطي أقول: إن كعنوان هذه الرسالة المذكورة في سؤالك هو: بيان الخلاف والتشهير وما زاده الحرز على التيسير لشيخ القراء في زمانه: أبو زيد عبد الرحمن بن القاضي المكناسي نسبا الفاسي مقاما المتوفى سنة 1082 هجرية، ويعتبر هذا الشيخ الجليل حلقة مهمة في سياق تطور علم القراءات في العالم الإسلامي في زمانه حيث جدد الكثير من قواعده وأصل العديد من فنونه وقضاياه حيث لقبه بعض المترجمين بداني عدوة المغرب تشبيها له باإمام الداني بعدوة الأندلس، وأذكر أن الأستاذ عبد الله البخاري وهو مغربي من خرجي الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة كلية القرءان الكريم، سبق أن قام بدراسة وتحقيق هذا الكتاب كرسالة بحث في الإجازة ولعلها محفوظة في أرشيف هذه الجامعة المباركة في تلك البقعة المباركة قرب مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[11 Feb 2007, 04:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: أخي الشيخ عبد الله الشمراني:
كتاب البيان الذي ذكرته حقق في الجامعة الإسلامية وهو للقيني واسمه (البيان في الجمع بين القصيدة والعنوان لأبي زكريا القيني تحقيق ودراسة هشام الزريري ماجستير (بحث تكميلي).
وأما الكتب التي ذكرتها فليست في الزيادات بل هي في الخلاف الذي ورد في هذه الكتب،وقد أشرفت على بعض الباحثين ممن حقق بعض الكتب من هذا النوع واتضح أن المقصود هو ماذكرته، ولتوضيح ذلك (الخلاف) فالمراد من أمثلته: لو ذكر في الشاطبية الخلاف عن بعض الرواة في كلمة مثلا (بخلفهما يرويك) فيأتي صاحب الكتاب ليجمع بين كتابين اختارهما، ثم يبين من ذكر أحدهما، ومن ذكر الوجه الثاني منهما،
وأما كتب الفروق فقد ذكر د: انمار وجودها مبثوثة في مصادر كثيرة، وبعض الإخوة ذكر أنها مخطوطة ككتاب بيان الخلاف والتشهير لابن القاضي،وسأحاول ذكر بعض ذلك من كتاب للأسقاطي (1159هـ) من المواضع نبه فيها على بعض ذلك وأما بالنسبة لسؤال الشيخ محمود:
فأقول: الكتاب كالتالي: هومخطوط في الجامعة الإسلامية بعنوان: بيان الخلاف والتشهير .. لابن القاضي ناسخه محمد تقي الله بن عبد الله المايابا، نسخة واحدة، عدد اوراقها 34 ورقة، ورقمها 4987/ 1 مصدرها المدينة.
وماذكره الشيخ المغربي (الذي كتب اسمه بالإنجليزية) غير مستبعد، وإن كانت بحوث الليسانس لاتشكل أهمية لدى الكثيرين، والشيخ عبد الله البخاري زميلي في الدراسة والتخرج والله اعلم.
ـ[ايت عمران]ــــــــ[22 Oct 2010, 12:02 م]ـ
بخصوص سؤال اللأخ الشنقيطي أقول: إن كعنوان هذه الرسالة المذكورة في سؤالك هو: بيان الخلاف والتشهير وما زاده الحرز على التيسير لشيخ القراء في زمانه: أبو زيد عبد الرحمن بن القاضي المكناسي نسبا الفاسي مقاما المتوفى سنة 1082 هجرية، ويعتبر هذا الشيخ الجليل حلقة مهمة في سياق تطور علم القراءات في العالم الإسلامي في زمانه حيث جدد الكثير من قواعده وأصل العديد من فنونه وقضاياه حيث لقبه بعض المترجمين بداني عدوة المغرب تشبيها له باإمام الداني بعدوة الأندلس، وأذكر أن الأستاذ عبد الله البخاري وهو مغربي من خرجي الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة كلية القرءان الكريم، سبق أن قام بدراسة وتحقيق هذا الكتاب كرسالة بحث في الإجازة ولعلها محفوظة في أرشيف هذه الجامعة المباركة في تلك البقعة المباركة قرب مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قرأت هذا الخبر قبل مدة، ونويت أن أتصل بالأستاذ عبد الله البخاري لأتأكد منه، فلم يحصل ذلك، لكن قبل أيام أمدني أخ فاضل بصورة من عمل الأستاذ البخاري، فوجدته غير الذي ذكره الأخ هنا، وإنما هو:
بيان الخلاف والتشهير والاستحسان، وما أغفله مورد الظمآن، وما سكت عنه التنزيل ذو البرهان، وما جرى عليه العمل من خلافيات الرسم في القرآن
وهو للعلامة ابن القاضي أيضا رح1، حققه الأستاذ في سنة التخرج من الجامعة، وأشرف عليه الشيخ المرصفي سنة 1408هـ.
أما كتابه الآخر الذي ذكره العضو، والذي هو:
بيان الخلاف والتشهير وما زاده الحرز على التيسير
فقد حقق في كلية الآداب بوجدة شمال شرق المغرب، حققه الباحث طليحة زيان سنة 1996م، ونال به دبلوم الدراسات العليا (يعادل الماجستير) تحت إشراف الأستاذ محمد بالوالي.
نسأل الله تعالى أن ييسر طباعته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى محمد صالح]ــــــــ[23 Oct 2010, 12:44 ص]ـ
أما بالنسبة للزيادات والفروق فهي قليلة جداً وقد جمعها بعضهم على شكل أبحاث أو في ثنايا بعض الرسائل العلمية، ولكي تعم الفائدة فسوف أنزلها في الموقع قريباً.
جزاكم الله خيرا شيخنا وبارك الله فيكم
ونحن بانتظار إنزالها هنا لحاجتنا الماسة لها
فلا تطل علينا المدة أحسن الله إليكم في الدارين
أقول وبالله التوفيق:
لم يكتف الإمام الشاطبي في نظمه لكتاب "التيسير في القراءات السبع" بما فيه، بل توجه بزيادات وفوائد لم يضمها التيسير، وقد أشار إلى هذه الحقيقة بقوله:
وَفي يُسْرِهَا التَّيْسِيرُ رُمْتُ اخْتَصَارَهُ ... فَأَجْنَتْ بِعَوْنِ اللهِ مِنْهُ مُؤَمَّلاَ
وَأَلْفَافُهَا زَادَتْ بِنَشْرِ فَوَائِدٍ ... فَلَفَّتْ حَيَاءً وَجْهَهَا أَنْ تُفَضَّلاَ
ويمكن تقسيم هذه الزيادات إلى ثلاثة أقسام: زيادة في الأبواب، وزيادة في الأصول، وزيادة في الفرش.
فمن الأبواب التي اشتمل عليها حرز الأماني ولا توجد في "التيسير":
- باب اتفاقهم في إدغام (إذ) و (قد) وتاء التأنيث و (هل) و (بل)، قال أبو شامة: "هذا الباب ليس في التيسير، وهو من عجيب التبويب في مثل هذا الكتاب، فإنه لم ينظم هذه القصيدة إلا لبيان مواضع خلاف القراء، لا لما أجمعوا عليه، فإن ما أجمعوا عليه أكثر مما اختلفوا فيه، فذكر ما أجمعوا عليه يطول، ولكن قد يعرض في بعض المواضع ما يختلفون فيه وما يجتمعون عليه، والكل من باب واحد، فنفى المجمع عليه مبالغة في البيان، ولأن من هذا الباب ما أجمعوا على إظهاره في الأنواع كلها نحو {إِذْ قَالُوا} [يوسف: من الآية 8]، {قَدْ نَرَى} [البقرة: من الآية144]، و {وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ} [القصص: من الآية11] .. وما أجمعوا على إدغامه وما اختلفوا فيه، فلما ذكر المختلف فيه، بقي المجمع عليه، وهو منقسم إلى مدغم ومظهر، فنظم المدغم لقلته، فبقي ما عداه مظهرا"
- باب مخارج الحروف وصفاتها التي يحتاج القارئ إليها.
قال أبو شامة: "هذا الباب من زيادات هذه القصيدة على ما في التيسير، ولكن ذكره أبو عمرو الداني في آخر كتاب "الإيجاز" وعلى ما فيه نظم الشاطبي -رحمه الله تعالى- ولا تعلق له بعلم القراءات إلا من جهة التجويد."
- ومن أمثلة زيادات الحرز عن "التيسير" في مجال أصول القراءات قول علم الدين السخاوي إثر شرحه لقول الشاطبي:
وَمَا بَعْدَ هَمْزِ الْوَصْلِ إيتِ وَبَعْضُهُمْ ... يُؤَاخِذُكُمُ آلانَ مُسْتَفْهِماً تَلاَ
قال: "وأما {يُؤَاخِذُكُمْ} [البقرة: من الآية 225.] و {آلْآنَ} [يونس: من الآية 51، و91.] في الموضعين فهو من زيادات القصيد، وترك ذكرها في التيسير طرد للأصل، وموجب لدخولها في حكم ما سبق من المد في نظائرها.
وقال عبد الفتاح القاضي - رح1 - في قول الناظم:
وَفِي المُتَعَالِي دُرُّهُ وَالتَّلاقِ وَالتْـ ... ـتَنَا دَرَا بَاغِيهِ بِالْخُلْفِ جُهِّلاَ
"والذي عليه المحققون أن قالون ليس له من طريق النظم في هذين الموضعين إلا الحذف،
فيقتصر له عليه".
وقال عبد الفتاح القاضي أيضا في قول الناظم:
وَفي نَرْتَعِي خُلْفٌ زَكاَ وَجَمِيعُهُمْ ... بِالإِثْبَاتِ تَحْتَ النَّمْلِ يَهْدِيَنِي تَلاَ
"اختلف عن قنبل في ياء "نرتع" بيوسف، فروى عنه فيها الإثبات والحذف، وعلى وجه الإثبات يكون في الحالين على أصل مذهبه، وهذا من الناظم خروج عن طريقه وطريق أصله، فطريقه حذف الياء في الحالين لقنبل".
- ومن أمثلة الزيادات في فرش الحروف، قول علم الدين السخاوي إثر شرحه لقول الناظم:
وَمُدَّ بِخُلْفٍ مَاجَ وَالْكُلُّ وَاقِفٌ ... بِإِسْكَانِهِ يَذْكُو عَبِيرًا وَمَنْدَلاَ
"وقوله: "بخلف ماج" أي: اضطرب، وهذا زائد على التيسير؛ لأنه لم يذكر فيه عن ابن ذكوان سوى المد.".
ـ[محب القراءات]ــــــــ[23 Oct 2010, 06:58 ص]ـ
شكر الله لكم جميعاً ما تفضلتم به.
وأضيف أنه صدر حديثا بحث لفضيلة الشيخ د/ عبدالرحيم بن عبدالله بن عمر الشنقيطي (الأستاذ المساعد بقسم القراءات بالجامعة الإسلامية بالمدينة) بعنوان: حالات الشاطبية مع التيسير , ونُشر في مجلة معهد الشاطبي في العدد التاسع - جمادى الآخرة - 1431هـ.
انظر التعريف بهذا العدد مع نبذة مختصرة عن البحث هنا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20814&highlight=%C7%E1%DA%CF%CF+%C7%E1%CA%C7%D3%DA)
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[23 Oct 2010, 08:57 ص]ـ
منذ سنتين وصلتني رسالة ماجستيرلطالب جزائري تقدم بها في الجزائر
ذكر فيها الخلافات التي بين الشاطبية والتيسير
وهي ليست عندي الان
ـ[ايت عمران]ــــــــ[23 Oct 2010, 11:54 ص]ـ
من المفيد في هذا الموضوع الرجوع إلى ما كتبه شيخنا الدكتور إيهاب فكري في رسالته المسماة:
التيسير لما على الشاطبية من تحرير
ففيها فوائد جمة تتعلق بالتحريرات على الحرز، وقد ذكر فيها أيضا زيادات الشاطبية على التيسير، وأوصلها إلى 126 مسألة زادها الإمام الشاطبي رحمه الله على ما في التيسير أو على رق التيسير، كما ذكر فيها ما خالف فيه الإمام الشاطبي طريقه اختيارا وليس على سبيل الزيادة، وأحصى لذلك تسع مسائل.
والرسالة مطبوعة في آخر شرحه للشاطبية الذي سمَّاه: تقريب الشاطبية، وهو متداول.(/)
هل يجوز أن نقول عثمان وحد المصاحف ام لا؟
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[28 Dec 2005, 08:39 م]ـ
السلام عليكم: سمعت عن بعض مشايخنا الكرام الذين يدرسونافي الدراسات العليا: ان لانقول عثمان وحد المصاحف ولكن نقول عثمان نسخ المصاحف، قلت له هل سبقك احد الى مثل هذاالتعبير من أهل العلم قال لا. فما رأي مشايخنا الكرام في هذا؟ بارك الله في علمكم.
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[29 Dec 2005, 01:39 م]ـ
بإجمال: إن ما قام به أبو بكر الصديق رضي الله عنه هو تجميع الآيات المكتوبة، في موضع واحد. أما عثمان رضي الله عنه فنسخ المصحَف، من الصُّحُف المجموعة في عهد أبي بكر رضي الله عنه.
أبو بكر جمع الصحف في موضع واحد .. وعثمان كتب المصحف. [1]
وتفصيل ذلك: جمع أبي بكر يختلف عن نسخِ عثمان ـ رضي الله عنهما ـ، في الباعث والكيفية:
ـ الباعث لدى أبي بكر رضي الله عنه هو خشية ذهاب القرآن الكريم بذهاب حملته، حين استحر القتل بالقراء.
أما الباعث لدى عثمان رضي الله عنه هو كثرة اختلاف وجوه القراءة حين وقع خلاف في الأمصار بين القراء.
ـ الكيفية: فأبو بكر رضي الله عنه جمع ما كان مفرقاً من صحف (وغيرها) مما كتب عليه القرآن الكريم ووضعها في موضع واحد، مشتملاً على الأحرف السبعة.
أما عثمان رضي الله عنه فكتب نسخة من كل حرف من الأحرف السبعة. [2]
هذا ما دل عليه الحديث الصحيح: " عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قال: .. فَأَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى حَفْصَةَ: أَنْ أَرْسِلِي إِلَيْنَا بِالصُّحُفِ نَنْسَخُهَا فِي الْمَصَاحِفِ ثُمَّ نَرُدُّهَا إِلَيْكِ، فَأَرْسَلَتْ بِها حَفْصَةُ إِلَى عُثْمَانَ، فَأَمَرَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، فَنَسَخُوهَا فِي الْمَصَاحِفِ ". [3]
إذاً، فالصحف كانت مكتوبة مجمَعٌ على صحة ما فيها في عهد سيدنا أبي بكر الصديق ?.
ولكن يجمع بين الجَمع والنَّسْخ أمرين: الالتزام بما كان مكتوباً في حضرة النبي ? بأمره، وتحت سمعه وبصره. وأن مَن تولى ذلك هو زيد بن ثابت (الأنصاري) ?، بمعاونة لجنة.
(أما التفصيل فكتبت في ذلك عشرين صفحة، لا أدري هل أكتبها هنا؟)
=====================================
[1] انظر: إتقان البرهان، د. فضل حسن عباس 1/ 222. وقال ابن التين: إن أبا بكر ? جمع صحائف القرآن الكريم ورتبها ووضعها في موضع واحد. انظر: الاتقان في علوم القرآن، السيوطي، ص156. وانظر: البرهان للزركشي 1/ 235. وانظر فتح الباري 9/ 18: " والفرق بين الصحف والمصحف، أن الصحف الأوراق المجردة التي جمع فيها القرآن في عهد أبى بكر، وكانت سوراً مفرقة، كل سورة مرتبة بآياتها على حدة، لكن لم يرتب بعضها إثر بعض. فلما نسخت ورتب بعضها إثر بعض، صارت مصحفاً ".
[2] انظر: مباحث في علوم القرآن، مناع القطان، ص133.
[3] رواه البخاري في فضائل القرآن باب جمع القرآن (4988).
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-==-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-
ما أشد حيرتي وأنا أحاول وضع أسس الإطار العام للرد على شبهة جمع القرآن الكريم ونسخه في عهد الصحابة الكرام، قبل سنتين. فلم يكن الأمر بالسهل، من جوانب كثرة الروايات المتعارضة، وتتداخل في الروايات آراء مختلفة للسادة العلماء رحمهم الله تعالى جميعاً.
وما تكاد تفرح برواية تنصر دفاعك عن القرآن الكريم إلا وتجد تعليقاً عليها يخرج بها عن ذلك.
انظر مثلاً تعليق الإمام الحاكم رحمه الله تعالى، على حديث: " كنا نؤلف القرآن من الرقاع ... ".
فقد جعلَ للجمع مراحل ثلاثة:
- في عهد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
- في عهد أبي بكر رضي الله عنه
- في عهد عثمان رضي الله عنه
وقس على ذلك بلاغات الإمام الزهري،،،
وغلبَ على ظني ـ وهذا اجتهاد شخصي ـ أن السادة العلماء من السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، كانوا يتساهلون في قبول روايات جمع القرآن الكريم ونسخه، كتساهلهم في روايات قصص السيرة النبوية وسير الصحابة والمغازي ... دون أن يتشددوا كثيراً في صحة الأحاديث الواردة.
لسلامة نياتهم وهم يدرسون هذا الموضوع من الجانب التأريخي.
(يُتْبَعُ)
(/)
لكننا في زمن الشبهات المتتالية على القرآن الكريم، يجب أن نطرح أن رواية ـ أو زيادة على رواية ـ ضعيفة وخاصة الـ ((شاذة)) أو الـ ((منكرة))
وهنا أركز على كلمة ((منكرة)) أو ((شاذة))
ففي طرح الروايات الضعيفة، يسهل توجيه الشبهات الواردة.
وأنبه إلى أنه عند الرد على الشبهة لا تأتِ بالرواية الضعيفة وترد عليها، بل يكفي إهمالها ...
حتى لا يحصل تشتيت ..
أما إن استشهَدَ بها صاحب الشبهة، فيجب أن تجتهد في بيان ضعفها، أشد من اجتهادك في جمع الروايات الصحيحة.
وكنتُ إذا إن التمست العون من العلماء المعاصرين الذين تحدثوا عن جمع القرآن الكريم، سواء كان ذلك في كتب علوم القرآن، أم في دراسات وأبحاث وأحياناً كتب مستقلة ...
وجدتهم يركزون على حديث أبي خزيمة، وخزيمة رضي الله عنهما ...
ويبدؤون بالتخريج والتأويل والبحث هل هما شخصية واحدة .... الخ
ويتطاول البحث مركَّزاً على حديث أو حدثين، في جزئية من جزئيات البحث.
وقد يكون البحث موفقاً ـ وهذه غالب أكثر الأبحاث المعاصرة في هذا النموضوع ولله الحمد ـ لكن كثر الإطالة في موضوع خزيمة بن ثابت أعطته أهمية على حساب باقي البحث، وسواء كان القارئ من المسلمين أم من المتشككين سيضيع في دوامة كثرة توجيه هذا الحديث.
" تلك إذاً قسمة ضيزى ".
وكم أتمنى من السادة أهل العلم، حين يناقشون قضية شائكة كهذه أن يستخدموا أسلوباً يجمع بن الرد الإجمالي والرد التفصيلي.
فأنت حين ترُد عليه رداً إجمالياً سيكون هذا الرد بين عينيه وهو يبحث في النصوص والروايات التي جئت بها تفصيلاً.
أما تأخير الرد إلى النهاية فإنه لن يؤتي أكله إلا نادراً فأهل العلم وطلبته في أندر من يكون، ونحن في زمن (الساندويتشات) السريعة.
وقد يتعلق صاحب الشبهة بجزئية هنا أو هناك في الرد، فبدلاً من أن تجيبه على شبهته .. زدتها.
هذا إن لم يعد كثرة الروايات أو توجيه الرواية الواحدة نوعاً من الهروب.
طبعاً أنا لا أدعو لعدم التفصيل في الرد .. بل ينبغي ذلك، لكن ليكن بإجمال، يتبعه تفصيل.
والله تعالى أعلم.
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[29 Dec 2005, 07:59 م]ـ
الأخ عبد الرحيم: بارك الله فيك.المسألة هي أن هناك من أهل العلم من عبر بهذا التعبير وهو أن عثمان وحد المصاحف،ولم أجد من أهل العلم المتقدمين من نقد هذا التعبير فيما أعلم. فهل هذا التعبير صحيح أم لا؟ أما التعبير الآخر وهو أن عثمان نسخ المصاحف فهوتعبيرصحيح كما هو معلوم. فأفيدونا بارك الله فيكم.(/)
حول علامات الوقف في المصحف
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[03 Jan 2006, 08:50 م]ـ
في مصحف المدينة وضعت علامة الوقف (صلي) والتي تدل على أن الوصل أولى،على كلمات واقعة في نهاية القول،انظر مثلاً قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ... } حيث وضعت هذه العلامة على الكلمات الثلاث في الآية: {الْمَوْتَى} و {تُؤْمِن} و {قَلْبِي} ومقتضى ذلك أن يكون الوقف تاماً وعلامته (قلي)، فما الوجه في ذلك؟
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[03 Jan 2006, 11:02 م]ـ
الشيخ الكريم / إبراهيم الحميضي:
الوقف التام كما هو معلوم لديكم: هو الوقف على ما تمّ معناه ولم يتعلق بما بعده
لا لفظا ولا معنى.
فهل يرى الشيخ - حفظه الله - أن الوقف على "الموتى " وَ "تؤمن" وَ "قلبي" يكونُ تامّا؟
أم أنه وقفٌ على ما يتعلق بما بعده تعلقا لا يمنع من الوقف عليه ولكن يمنع
من حسن الابتداء بما بعده؟! هذا إذا اعتبرناه وقفا حَسَنا (حيث أن رمز صلى يعني الوقف
الحسن - والله أعلم -).
وربما تجد في مصاحف أخرى علامة الوقف الكافي (وهو الوقف على ما تمّ معناه في ذاته
لكنه تعلق بما بعده معنى لا لفظا).
ما هي وجهة نظركم شيخنا الكريم؟
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[04 Jan 2006, 01:56 م]ـ
شكراً لك يا أخي عمار، و أنا سائل مسترشد،ولست مستنكراً، وبضاعتي في علم الوقف والابتداء قليلة جدا، وقد نص بعض من ألف في الوقف أن من علامة الوقف التام انتهاء القول، والذي يظهر لي أن الوقف على ذلك تام لفظاً ومعنى، وهذا لايمنع وجود ارتباط بينه وبين ما بعده، فإن القرآن كله متناسب مترابط، وما ذكرته من أن بعض المصاحف وضعت على ذلك علامة الوقف الكافي صحيح وقد اطلعت غلى ذلك،ولكن لا أدري هل هناك مصاحف أخرى وضعت عليه علامة الوقف التام أم لا.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[04 Jan 2006, 02:05 م]ـ
الاخوان الفاضلان إبراهيم وعمار
أولاً: إن ما طرقتماه من وقوف المصحف المعتمدة لا علاقة لها بالوقف التام والكافي والحسن والقبيح، أقصد بذلك أن هذه الرموز لا توافق تلك الوقوف موافقةً تامة بحيث نقول ـ مثلا ـ: الوقف اللازم هو الوقف التام، والوقف الأولى هو الوقف الكافي، والوصل الأولى هو الوقف الحسن ... فالمصطلحات مختلفة اختلافًا ظاهرً، بل قد يقع التام والكافي في الوقف اللازم والجائز، والوقف الأولى، كما يقع الوقف الحسن والقبيح في الوقف الممنوع، ولو أردنا إرجاع وقوف المصاحف إلى الوقوف القديمة التي عمل بها العلماء المتقدمون لاحتاج الأمرإلى موازنات في المصطلحات، ثم التطبيقات.
ثانيًا: إذا كان مراد الشيخ إبراهيم ـ حفظه الله بالتام: الوقف التام المعروف عند علما الوقف، فليس ما ذكره بدقيق، لأن الوقف التام ـ كما أشار الأخ عمار ـ: هو الوقف على ما تمّ معناه ولم يتعلق بما بعده
لا لفظا ولا معنى، وهذا لا يتحقق في المواقف التي ذكرها الشيخ إبراهيم، ودليل ذلك أنك لو سمعت قارئًا ابتدأ بقوله تعالى: (قال بلى ولكن ليطمئن قلبي) (لعلِم بداهة بانقطاع هذه الجملة عن موضوع سابق لها، وإن كانت الجملة السابقة لها تامة من حيث الإعراب، وتلك تامة من حيث الإعراب، لكن بقي ارتباط المعنى، وهو الوقف الكافي عند جماهير علماء الوقف.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[04 Jan 2006, 06:14 م]ـ
شيخنا الفاضل: / مساعد الطيار - حفظه الله -:
جزاكم الله خيرا على الإفادة، وما قصدته في تعقيبي السابق أن أكثر المصاحف
ترمز لهذا الوقف (أي الوقف الحسن) بعلامة "صلى" وقد نَقَلتُ هذا عن بعض مشايخنا القرّاء
حيث خلص أحدهم (بعد أن تتبّعَ المصاحف) إلى هذه النتيجة:
أنّ الوقف الحسن: يُرمز له بـ (صلى) إذا كان في وسط الآية في أكثر المصاحف.
ومسألة الوقف والابتداء في النهاية هي اجتهاد من العلماء جزاهم الله خيرا بحسب ما تبيّنَ لهم من وجوه التفسير والإعراب، ويحسن بنا الأخذ برأيهم والرجوع إلى مصنّفاتهم النفيسة مثل كتاب "منار الهدى في الوقف والإبتدا " لعبد الكريم الأشموني وغيرها من الكتب التي تفيد في هذا الفن.
والله أعلم.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[04 Jan 2006, 10:00 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
نسيتُ أن أشير في تعقيبي السابق إلى أن كتاب "منار الهدى " موجود في مكتبة شبكة
التفسير والدراسات القرآنية على هذا الرابط:
http://tafsir.org/books/open.php?cat=87&book=883
العنوان: منار الهدى في بيان الوقف والابتدا
المؤلف: للعلامة أحمد بن محمد بن عبدالكريم الأشموني
وشكرا.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[05 Jan 2006, 04:13 م]ـ
أخي الكريم عمار، عمر الله قلبي وقلبك وقلوب إخواننا بطاعته
قولكم حفظكم الله (وما قصدته في تعقيبي السابق أن أكثر المصاحف ترمز لهذا الوقف (أي الوقف الحسن) بعلامة "صلى" وقد نَقَلتُ هذا عن بعض مشايخنا القرّاء) = فيه نظر، ولعلي أرجع إليه مرة أخرى لأبينه بالأمثلة، وأرجو أن تتأمل الفرق بين التعريفين:
الوصل أولى: يجوز الوقوف لكن الوصل أولى. فانظر كيف أجازوا الوقف، ومن ثم اجازوا البدء بما بعده لكن الوصل عندهم أولى.
الوقف الحسن: يحسن الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعده لتعلقه به من جهة اللفظ (الإعراب) والمعنى. فانظر كيف منعوا الابتداء بما بعد الوقف الحسن بخلاف الوصل الأولى الذي يكون حكم الابتداء بما بعده الجواز.
فإذا تأملت التعريفين بان لك الفرق بين المصطلحين، وأرى أنه لا مقاربة بين مصطلحات المصحف ومصطلحات العلماء المتقديمين الذين اعتمدوا الوقف التام والكافي والحسن، فكلٌّ له ما يتميز به.
وانظر قوله تعالى: (وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ* قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا *وَقَالَ الْآَخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ *نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ *إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) (يوسف: 36)، فكل نجمة مكان الوصل الأولى في مصحف المدينة النبوية من طبعته الأولى، ووازن به الوقف الحسن، وانظر هل يصلح أن ينطبق عليه تعريف الوقف الحسن؟
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[05 Jan 2006, 07:55 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم ... ولا اعتراض على ما قلتم، ولعلي أبلّغً صاحبَ الرأي وجهة نظركم فلربّما كانَ له توجيه لما ذكره في كتابه المسمى "بغية عباد الرحمن لتحقيق تجويد القرآن " من منشورات دار ابن القيم.
وعندى سؤال لو تكرمتم .... على أي أساس تم اعتماد هذه العلامات في مصحف المدينة ما
دام أنها لا توافق مصطلحات العلماء المتقدمين؟
وهل صُدِرَ بَيَانٌ من لجنة مراجعة مصحف المدينة حول المنهج الذي تم الاعتماد عليه في تحديد هذه الوقوف والسبب في اعتماد هذه العلامات؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[06 Jan 2006, 10:11 ص]ـ
أخي الكريم عمار
لجنة مصحف المدينة اعتمدت المصحف المصري المعروف بمصحف الملك فؤاد؛ اعتمدته في الرسم والوقوف والضبط، وغيرت ما رأت الأفضل في تغييره.
أما مصحف الملك فؤاد، فالذي كتب وقوفه هو الشيخ محمد بن علي بن خلف الحسيني الشهير بالحداد كما نص التعريف بالمصحف الشريف بذلك.
ولقد اجتهدت في بيان مآخذ الوقوف عنده فظهر لي أن أصل هذه الوقوف هي وقوف السجاوندي مع عدم الأخذ بها كلها، ولا اعتماد قوله في جميع مواطنه، كما زادوا عليه الوقف الأولى، وهو موجود في تطبيقات السجاوندي، وإن لم ينص عليه كوقف له رمز معيَّن، ووقوف السجاوندي:
(م) علامة الوقف اللازم، وهو نفسه عند الحسيني.
(ط) علامة الوقف المطلق، وهذا مما تركه الحسيني.
(ج) علامة الوقف الجائز، وهو نفسه عند الحسيني.
(ز) علامة الوقف المجوز لوجه، وهو ما يكون فيه وجوه الوقف أضعف من وجه الوصل، وهذا هو الوصل الأولى في مصحف الحسيني.
(ص) المرخص ضرورة، وهو الوقف على ما اتصل ما بنهما ارتباط في اللفظ لأجل طول جملة الوقف، وهذا مما تركه الحسيني، وهو قريب من تعريف المتقدمين للوقف الحسن.
(لا) علامة الوقف الممنوع، وهو كذلك عن الحسيني.
وزاد بعض المتاخرين ممن طبع المصاحف على رموز السجاوندي (الوقف الأولى) وهو قسيم للوصل الأولى، وهما جزءان من الوقف الجائز، فالوقف الجائز على ثلاث مراتب:
1 ـ جواز مستوي الطرفين (ج).
2 ـ جواز الوقف لكن الوصل أولى (صلى).
3 ـ جواز الوصل لكن الوقف أولى (قلى).
وأحب أن أشير إلى كتاب طُبع قديمًا في مصر (1290 هجرية) لرجل يسمى محمد الصادق الهندي، وكتابه بعنوان (كنوز ألطاف البرهان في رموز أوقاف القرآن)، ولعل الحسيني اطلع على هذا الكتاب واستفاد منه، فهو قد اعتمد تفسير وقوف السجاوندي مع بيان مواضع بعضها.
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[06 Jan 2006, 01:59 م]ـ
ذكر صاحب أضواء البيان في معرفة الوقف والابتداء: الشيخ جمال القرش، والذي قدم له الشيخ محمد أبو رواش مدير إدارة النص القرآني لمراجعة مصحف المدينة النبوية، أن علامة الوقف التام: قلي، وعلامة الوقف الكافي: ج، وعلامة الوقف الحسن: صلي، وهذا في أكثر المصاحف، انظر ص 16 - 22. فهل هذا مسلَّم، وهل هو مبني على استقراء صحيح،نرجو من فضيلة الدكتور مساعد الإفادة.
فائدة ذكر صاحب هذا الكتاب عن الشيخ الدكتور عبد العزيز القارئ: أن رموز الوقف لم توضع على سائر المواضع التي ينبغي أن توضع فيها رموز، وإلا لكثر ذلك في المصحف، وشوش على القارئ، وإنما وضعت على موضع منتقاة ... انظر ص 23
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أنمار]ــــــــ[08 Jan 2006, 12:42 م]ـ
أجمع من لخص أقوال العلماء في الوقف والابتداء وذكر ضمن كلامه ما عليه العمل في مصحف المدينة وغيره ما سطره العلامة الضباع شيخ عموم المقارئ في الديار المصرية رحمه الله تعالى في كتابه الجامع
الإضاءة في بيان أصول القراءة، فقد لخص معظم ما ذكره ابن الجزري في النشر 1/ 224 وزاد عليه
فقال ما نصه:
ثم إن العلماء رحمهم الله تعالى قسموا الوقف الاختياري إلى أنواع، ولكنهم اختلفوا في عددها وتسميتها
فقال جماعة منهم الداني وابن الجزري إنها أربعة أقسام:
التام وكاف وحسن وقبيح
1 - فالتام
هو الوقف على كل كلمة ليس لها تعلق بما بعدها ألبتة، أي لا من جهة اللفظ ولا من جهة المعنى.
كقوله: وأولئك هم المفلحون
فيوقف عليه ويبتدأ بما بعده
2 - والكافي
هو الوقف على كلمة لم يتعلق ما بعدها بها، ولا بما قبلها لفظا، بل معنى فقط
كقوله: أم لم تنذرهم لا يؤمنون،
لأنها مع ما بعدها، وهو ختم الله متعلق بالكافرين.
وهو كالتام في جواز الوقف عليه والابتداء بما بعده.
3 - والحسن
هو الوقف على كلمة تعلق ما بعدها بها أو بما قبلها لفظا فقط
كالوقف على الحمد لله.
فيوقف عليه بشرط تمام الكلام عند تلك الكلمة، ولا يحسن الابتداء بما بعده للتعلق اللفظي، إلا أن يكون رأس آية، فإنه يجوز في اختيار أكثر أهل الأداء لما سيأتي.
4 - والقبيح
هو الوقف على لفظ غير مفيد، لعدم تمام الكلام. وقد يتعلق ما بعده بما قبله لفظا ومعنى.
كالوقف على بسم من بسم الله.
إذ لا يعلم إلى أي شيء أضيف،
أو على كلام يوهم وصفا لا يليق به تعالى.
وقالت طائفة منهم ابن الأنباري إنها ثلاثة: تام وحسن وقبيح
1 - فالتام
هو الذي يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده، ولا يكون بعده ما يتعلق به
كالوقف على وأولئك هم المفلحون
2 - والحسن
هو الذي يحسن الوقف عليه، ولا يحسن الابتداء بما بعده
كقوله: الحمد لله، لأن الابتداء برب العالمين لا يحسن لكونه صفة لما قبله
3 - والقبيح
هو الذي ليس بتام ولا حسن
كالوقف على بسم من بسم الله
وقال آخرون: تام مختار، وكاف جائز، وقبيح، وهو قريب مما قبله.
وقال السجاوندي وجماعة من المشارقة: الوقف (يعني الاختياري) على خمس مراتب:
لازم، ومطلق، وجائز، ومجوز لوجه، ومرخص ضرورة.
1 - فاللازم
ما لو وصل طرفاه غيّر المراد
نحو قوله: وما هم بمؤمنين
يلزم الوقف هنا إذ لو وصل بقوله "يخادعون الله"، توهم أن الجملة صفة لقوله "بمؤمنين"، فالنتفى الخداع كما تقول ما هو بمؤمن مخادع
2 - والمطلق
هو ما يحسن الابتداء بما بعده
كالاسم المبتدأ به، والفعل المستأنف، ومفعول المحذوف، والشرط، والاستفهام، والنفي.
3 - والجائز
ما يجوز فيه الوصل والفصل لتجاذب الموجبين من الطرفين.
نحو: "ما أنزل من قبلك"، فإن واو العطف تقتضي الوصل، وتقديم المفعول يقطع النظم. فإن التقدير: ويوقنون بالآخرة.
4 - والمجوز لوجه
نحو: "أولئك الذين اشتروا الحيوة الدنيا بالآخرة"، لأن الفاء في قوله "فلا يخفف عنهم" تقتضي التسبب والجزاء، وذلك يوجب الوصل، وكون لفظ الفعل على الاستئناف يجعل للفصل وجها.
5 - والمرخص ضرورة
ما لا يستغني ما بعده عما قبله، لكنه يرخص لانقطاع النفس وطول الكلام، ولا يلزم الوصل بالعود لأن ما بعده جملة مفهومة
كقوله: "والسماء بناء"
لأن قوله "وأنزل" لا يستغني عن سياق الكلام، فإن فاعله ضمير يعود إلى ما قبله غير أن الجملة مفهومة.
وقال جماعة من المتقدمين:
الوقف في التنزيل على ثمانية أضرب
1 - تام
2 - وشبيه به
3 - وناقص
4 - وشبيه به
5 - وحسن
6 - وشبيه به
7 - وقبيح
8 - وشبيه به اهـ
وقال جماعة منهم الإمام العماني، وشيخ الإسلام زكريا الأنصاري: الوقف على مراتب:
أعلاها:
1 - التام،
وهو الموضع الذي يستغني عما بعده
2 - ثم الحسن،
وهو تام أيضا لكن له تعلق ما بما بعده، وقيل: هو ما يحسن الوقف عليه، ولا يحسن الابتداء بما بعده، لتعلقه به لفظا ومعنى
كقوله "الحمد لله"، لأن المراد مفهوم، والابتداء بـ"رب العالمين"، قبيح، لأنها مجرورة تابعة لما قبلها
3 - ثم الكافي:
وهو ما يحسن الوقف عليه، والابتداء بما بعده، إلا أن له به تعلقا معنويا
كالوقف على: "حرمت عليكم أمهاتكم"
4 - ثم الصالح
5 - ثم المفهوم
وهما دونهما في الرتبة
(يُتْبَعُ)
(/)
كالوقف على قوله تعالى:"ضربت عليهم الذلة والمسكنة"، فهو صالح،
فإن قال: "وباؤوا بغضب من الله"، كان كافيا،
فإن بلغ "يعتدون"، كان تاما،
فإن بلغ "عند ربهم" كان مفهوما،
6 - ثم الجائز، ما خرج عن ذلك، ولم يقبح
7 - ثم البيان
8 - ثم القبيح
وهو ما لا يعرف المراد منه أو يوهم الوقوع في محذور،
كالوقف على "بسم" من "بسم الله"، وعلى قوله: "لقد سمع الله قول الذين قالوا"، ونحو ذلك.
وقال جماعة: الوقف قسمين: تام وقبيح
وفي عبارة تام وناقص
وقال الفخر الرازي: الوقف ثلاثة أنواع، وذلك لأن:
1. الوقف على كل كلام لا يفهم بنفسه: ناقص،
2. والوقف على كل كلام مفهوم المعاني إلا أن ما بعده يكون متعلقا بما قبله يكون: كافيا،
3. والوقف على كل كلام تام ويكون ما بعده منقطعا عنه يكون: وقفا تاما.
وقال الأشموني: يتنوع الوقف نظرا للتعلق إلى خمسة أقسام لأنه لا يخلو
1. إما أن لا يتصل ما بعد الوقف بما قبله، لا لفظا ولا معنى فهو التام،
2. أو يتصل ما بعده بما قبله لفظا ومعنى، وهو القبيح
3. أو يتصل ما بعده بما قبله معنى لا لفظا وهو الكافي
4. أو لا يتصل ما بعده بما قبله معنى ويتصل لفظا وهو الحسن
5. والخامس متردد بين هذه الأقسام فتارة يتصل بالأول وتارة بالثاني على حسب اختلافهما قراءة وإعرابا وتفسيرا
ثم قال: وأشرت إلى مراتبه بـ: تام وأتم وكاف وأكفى وحسن وأحسن وصالح وأصلح وقبيح وأقبح
فالكافي والحسن يتقاربان، والتام فوقهما، والصالح دونهما
فأعلاها: الأتم، ثم الأكفى، ثم الأحسن، ثم الأصلح ويعبر عنه بالجائز
وأما وقف البيان:
هو أن يبين معنى لا يفهم بدونه. كالوقف على قوله تعالى: "ويوقروه"، فرق بين الضميرين، فالضمير في "ويوقروه" للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وفي "ويسبحوه" لله تعالى، والوقف أظهر هذا المعنى المراد اهـ
ثم قال:
1 - فالتام
هو ما يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده، ولا يتعلق ما بعده بشيء مما قبله، لا لفظا ولا معنى، وأكثر ما يوجد في رءوس الآي غالبا، وقد يوجد في أثنائها.
2 - والكافي
ما يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده إلا أن له به تعلقا ما من جهة المعنى، فهو منقطع لفظا متصل معنى
3 - والحسن
ما يحسن الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعده، إذ كثيرا ما تكون آية تامة وهي متعلقة بما بعدها ككونها استثناء، والأخرى مستثنى منها أو من حيث كونه نعتا لما قبله أو بدلا أو حالا أو توكيدا لأنه في نفسه مفيد يحسن الوقف عليه دون الابتداء بما بعده للتعلق اللفظي، ولا يقبح الابتداء بما بعده إن كان رأس آية، لأن الوقف على رءوس الآي سنة، وإن تعلق ما بعده بما قبله
4 - والجائز
هو ما يجوز الوقف عليه وتركه
5 - والقبيح
هو ما اشتد تعلقه بما بعده لفظا ومعنى اهـ
وقال جماعة من المتأخرين الوقف على قسمين: تام وغير تام
1 - فالتام
هو الذي لا يتعلق بشيء مما بعده لا من جهة اللفظ ولا من جهة المعنى، فيحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده، وأكثر ما يوجد عن رؤوس الآي غالبا. وقد يوجد في أثنائها، ويوجد عند آخر كل سورة، وعند آخر كل قصة، وقبل النداء،
2 - وغير التام
هو الذي يتعلق بما بعده سواء كان التعلق من جهة اللفظ أو من جهة المعنى.
وهو ثلاثة أقسام: كاف وحسن وقبيح:
أ-فالوقف الكافي
هو الذي يتعلق بما بعده تعلقا لا يمنع من حسن الوقف عليه ولا من حسن الابتداء بما بعده، والفرق بينه وبين التام أن التام لا يتعلق بما بعده أصلا، وهذا يتعلق بما بعده من جهة المعنى فقط ويكون في رؤوس الآي وغيرها
ب-والوقف الحسن
هو الذي يتعلق بما بعده تعلقا لا يمنع من حسن الوقف عليه ولكن يمنع من حسن الابتداء به ويسميه بعضهم بالصالح
ج-والوقف القبيح
هو الذي يتعلق بما بعده تعلقا يمنع من حسن الوقف عليه ومن حسن الابتداء بما بعده وهو الوقف على ما لا يفهم منه المراد أو يفهم منه خلاف المراد اهـ
وقال الأستاذ الجليل شيخ المقارئ المصرية الحالي الشيخ محمد بن علي من خلف الحسيني حفظه الله ونفع بعلومه المسلمين: الوقف على خمس مراتب:
1 - لازم
وهو ما قد يوهم خلاف المراد إذا وصل بما بعده
2 - وجائز مع كون الوقف أولى
هو الذي لا يتعلق بشيء مما بعده لا من جهة اللفظ ولا من جهة المعنى
3 - وجائز مستوي الطرفين
وهو الذي يتعلق بما بعده تعلقا لا يمنع من الوقف عليه ولا من الابتداء بما بعده
4 - وجائز مع كون الوصل أولى
وهو الذي يتعلق بما بعده تعلقا لا يمنع من الوقف عليه ولكن يمنع من حسن الابتداء بما بعده
والفرق بين الثلاثة أن الأول لا يتعلق بما بعده أصلا، والثاني يتعلق بما بعده من جهة المعنى فقط، والثالث يتعلق ما بعده به تعلقا يمنع من حسن الوقف عليه والابتداء بما بعده
5 - وممنوع
وهو الذي يتعلق بما بعده تعلقا يمنع من الوقف عليه ومن الابتداء بما بعده تعلقا يمنع من الوقف عليه ومن الابتداء بما بعده بأن لا يفهم منه المراد أو يوهم خلاف المراد. اهـ
اهـ بلفظه المراد نقله من كلامه رحمه الله تعالى
وللاطلاع على بقية بحثه الماتع أنقر على الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1793(/)
كيفية نطق الجيم
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[25 Jan 2006, 02:15 م]ـ
السلام عليكم: قبل عدة أيام قرأت على أحد المشايخ الكبار عندنا في اليمن فوجدت أنه ينطق الجيم بدون تعطيش، ويخرج حرف الجيم ومعه نفس. وقد كنت درست على عدة مشايخ ينطقون الجيم بدون نفس أي:بتعطيش. فما هو الصحيح في ذلك؟
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[26 Jan 2006, 05:22 م]ـ
كانت مشكلتي في الجيم مدة طويلة وكان سببها خروج النفس مع الحرف. لم اتخلص من المشكلة الا عندما عرفت سببها.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[26 Jan 2006, 06:43 م]ـ
الأخ الكريم / سلطان الفقيه - وفقه الله -:
لو قلت لك لا يجوز تعطيش الجيم ربما يأتي شخصٌ آخر ويقول بل يجب تعطيشها من غير مبالغة وهكذا قرأتها على شيخي بالسّند المتّصل ... ويأتي الثالث ويقول بل قرأتها على شيخي بدون تعطيش!!
أخي الكريم ... :
أولا: الجيم - كما هو معلوم لديكم - تخرج من وسط اللسان مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى، بمعنى: أن وسط اللسان يصطدم بما يحاذيه من الحنك الأعلى فيتولد صوت الجيم. ولذا يجب على القارئ إخراج هذا الحرف من مكانه الصحيح.
ثانيا: يجبُ أن تُرَاعَى صفاتُ هذا الحرف ... والذي يهمنا هنا هو جهرها وشدتها.
الخلاصة - باختصار شديد -:
1 - ) احذر أن يجْريَ النّفس مع هذا الحرف لأن جريان النفس يكون عند النطق بالحروف المهموسة.
2 - ) احذر أن يَجْرِي الصّوتُ مع الجيم لأنك إنْ أجريتَه تكون قد منحتَ هذا الحرف صفة الرّخاوة وسلبته حقه في كونه شديدا.
3 - ) احذر أن تجعل الجيم شينا! بمعنى: لو انتشر الهواء أو النفس داخل فمك تكونُ قد ظلمتَ هذا الحرف لأنك منحتَه صفةً ليستْ من صفاته وهي التفشّي.
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[26 Jan 2006, 10:38 م]ـ
الاخ عمار: اذن القول الصحيح هو تعطيش الجيم. أليس كذلك؟
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[02 Feb 2006, 03:40 ص]ـ
الصحيح هو أن تنطق الجيم بدون نفس بغض النظر عن المسمّيات ... (إن كان التعطيش هو حبسُ النفس والصّوتِ عند النطق بها مراعاةً لجهرها وشدتها فهو الصحيح)
وإن التزمتَ بما ذكرتُه لك في الخلاصة أعلاه يكونُ نطقك للجيم صحيحًا إن شاءَ الله ... فاحرص - بارك الله فيك - على أن تكونَ الجيمُ شديدة مجهورة ... والله الموفق.
ـ[أبو إياد]ــــــــ[01 May 2006, 03:53 ص]ـ
حرف الجيم من حروف الشدة، ومن حروف الجهر، يعني أنه لا يمتد فيها الصوت ولا يمتد فيها النفس، ولا بد من الحرص على هاتين الصفتين لأنهما يصعب إتقانهما في هذا الحرف خصوصاً حال تشديده
واحرص على الشدة والجهر الذي فيها وفي الجيم .......
أختم بفائدة، وهي أنه -عند التمرين- تستطيع ضبط هاتين الصفتين إذا اصطكت أسنانك الأمامية ببعضها، وبذلك تحبس النفس والصوت في الجيم. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[01 May 2006, 10:29 ص]ـ
أنا أعتقد أنه مهما كتب إخوتنا الأفاضل ودونوا في طريقة إخراج هذا الحرف فلن تتبين حقائق مقاصدهم من خلال الكتابة فحسب, وعليه فإني أوجه أخي الكريم سلطان القيه إلى التلقي عن الثقات من القراء, وما دام كما ذكر قد قرأ على عدة مشائخ فلا بد أنه حصل على قدر من القدرة على التمييز بين النطق السليم وغيره.
أما أخي الكريم: عمار
فأقول له: لا تثريب على من ناقش أو نوقش في تلك المسائل المتعلقة بالأداء وقال: هكذا قرأتها على شيخي بالسند المتصل إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم.
فهذا السند هو الأصل الذي لا ينبغي العدول عنه إلى غيره ...
وإن كنت متيقنا أن إيرادك لذلك لم يكن على سبيل الإنكار ولكني أحببت التذكير ..
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[01 May 2006, 03:12 م]ـ
الأخ الكريم / محمود الشنقيطي - حفظه الله تعالى -:
أوافقك في ما قلتم - بارك الله فيكم - لكن الكتابة من باب التقريب والتوضيح فقط، وإلا فالأساس في تعلم التجويد هو التلقي والمشافهة.
والجيم من الحروف التي نبه عليها علماء هذا الفن حيث قال الإمام السخاوي (ت643هـ)
- رحمه الله - في نونيّته:
والجيم إن ضعفتْ أتتْ ممزوجة ** بالشين مثل الجيم في المرجان
وقال شيخ القراء وإمام هذا الفن ابن الجزري (ت833هـ) -رحمه الله- في مقدمته:
وباء برقٍ باطل بهم بذي ** واحرص على الشدة والجهر الذي
فيها وفي الجيم كحب الصبر ** ربوةٍ اجتثت وحجّ الفجر
فاحرصْ أيها القارئ -بارك الله فيك- على الشدة والجهر عند نطقك للجيم لِيَخْرُجَ هذا
الحرفُ -بإذن الله- سليما معافى، واحرص على التلقي رزقنا الله وإياك الإخلاص في القول والعمل.
ـ[ابو حنين]ــــــــ[01 May 2006, 03:31 م]ـ
هل معنى هذا ان انطق يكون كأنه تاء مخلوطة بشين؟؟ أم ما هو المقصود؟؟
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[01 May 2006, 03:50 م]ـ
هل معنى هذا ان انطق يكون كأنه تاء مخلوطة بشين؟؟ أم ما هو المقصود؟؟
أخي الفاضل ... لم يتبين لي مرادك بارك الله فيك؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو حنين]ــــــــ[01 May 2006, 03:55 م]ـ
اقصد ما معنى التعطيش؟؟ هل أن يكون مثل نطق ((تشا)
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[01 May 2006, 04:29 م]ـ
أخي الكريم/
باختصار شديد .. الجيم الفصيحة حرفٌ متّصفٌ بالجهر والشدة كما بيّنا ذلك سابقا، ولذا يلزم عند نطقها حبس النفس والصوت. ولا يصح جريان النفس معها بتاتا، وبهذا قرأتُ على مشايخي بارك الله فيهم.
أخي الكريم .. بما أنكم تقيمون في أمريكا فعليكم بشيخي/ فضيلة الشيخ وليد بن إدريس
منيسي، فالشيخ - حفظه الله تعالى- من أصحاب الإجازات والأسانيد العالية ومن علماء هذا الفن.
وكنتُ قد كتبتُ ترجمة موجزة عنه تجدها في هذا الرابط:
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=1048
والشيخ - حفظه الله - إمامٌ لمركز دار الفاروق الإسلامي بمدينة منيابولس بولاية منيسوتا
وعضو هيئة التدريس في الجامعة الإسلامية المفتوحة.
ـ[ابو حنين]ــــــــ[01 May 2006, 05:52 م]ـ
فهمت إن شاء الله.و انا بعيد في اقصى الجنوب.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[18 May 2006, 09:09 م]ـ
تنبيه هام:
ذكرتُ في تعقيباتي مصطلح " حبس النفس " كتعريف للجهر وهذا من باب التساهل، وتماشيا مع ما بأيدي الإخوة من مؤلفاتٍ في علم التجويد لعلماء مُحْدَثون.
والصحيح أنّ انحباسَ النفس يكون في الشدة، ولعلي أبسط الكلام حول هذه المسألة في موضوع جديد إن شاء الله.
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[18 May 2006, 10:04 م]ـ
نحن منتظرون لذلك أخي عمار بارك الله فيك.(/)
شيخ القراء في الديار الشامية محمدسليم الحلواني
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[01 Feb 2006, 11:02 ص]ـ
شيخ القراء في الديار الشامية محمدسليم الحلواني
شيخ القراء في الديار الشامية
محمدسليم الحلواني
اسمه ومولده:
هو الشيخ العلامة المقرئ "محمدسليم" بن أحمد بن محمد بن علي بن علي الحلواني الرفاعي الحسيني الدمشقي الشافعي. ولد في دمشق عام 1285هـ.
حياته العلمية:
حفظ القران الكريم في العاشرة من عمره، وأتم القراءات العشر في الرابعة عشرة وقرا ختمات كثيرة جمعا وإفرادا مشتركا مع غيره. ولما بلغ الخامسة عشرة من عمره كان قد أتقن القراءات، وحفظ الشاطبية والدرة. كما قد تلقى العقلية والنقلية عن علماء عصره.
بدأ بالإقراء بإذن والده وهو في الثانية عشرة، ولما توفي والده شيخ القراء خلفه في المشيخة عام 1307هونشر هذا العلم، وعلمه لكافة الطبقات وتخرج على يديه كثير من المقرئين والجامعين كما قرأ عليه جم غفير رواية حفص.
أقرأ في المدرسة الكاملية وفي جامع التوبة وسواهما من المدارس والمساجد وفي بيته.
شيوخه:
1 - والده الشيخ المقرئ أحمد الحلواني الكبير، حيث حفظ على يديه القران الكريم والشاطبية والدرة وقرأ عليه القراءات العشر ولما يبلغ الحلم.
2 - الشيخ سليم العطار
3 - الشيخ بكري العطار
4 - الشيخ عمر العطار
5 - الشيخ محمود الحمزاوي مفتي دمشق.
6 - الشيخ محمد المنيني مفتي دمشق
7 - الشيخ أحمد المنير
تلاميذه:
1 - الشيخ محمود فايز الديرعطاني
2 - الشيخ حسن بن حسن دمشقية البيروتي
3 - الشيخ أحمد الحلواني الحفيد
4 - الشيخ عبد الرحمن الحلواني
5 - الشيخ محمد سعيد الحلواني
6 - الشيخ عبد العزيز عيود السود الحمصي
7 - الشيخة إسعاف بنت الشيخ محمدسليم الحلواني
سبعتهم قرؤوا عليه القران الكريم بالقراءات العشر من طريقي الشاطبية والدرة.
8 - الشيخ بكري الطرابيشي
9 - الشيخ رضا القباني
10 - الشيخ عبد الوهاب دبس وزيت
11 - الشيخ كريم راجح
12 - الشيخ حسين خطاب
خمستهم قرؤوا عليه القرآن الكريم بالقراءات السبع من الشاطبية.
وفاته:
توفي بدمشق في شهر ربيع الأول عام 1363هـ
مصادر الترجمة:
1 - إمتاع الفضلاء بتراجم القراء للشيخ الياس البرماوي ج2/ص290
2 - تاريخ علماء دمشق ص 603(/)
الفوائد المهذبة في بيان خلف حفص من طريق الطيبة
ـ[محمد البكري]ــــــــ[03 Feb 2006, 08:03 م]ـ
نظم: علي بن محمد الضباع المصري 1.
يقول راجي رحمة القدير
علي الضباع ذو التقصير
2.الحمد لله وصلى الله
على النبي ثم من والاه
3.وبعد هذي نبذة لطيفة
ضمنتها فوائداً شريفة
4.تحوي خلافاً قد حوته الطيبة
عن حفص الكوفي كن مصاحبه
5.سميتها الفوائد المهذبة
في خلف حفص من طريق الطيبة
*حكم التكبير*6.
من أول انشراحها أو من فحد
دث خلف تكبير لحفص قد ورد
7.وبعضهم كبر في غير برا
ءة وتركه لجمهور جرى
8.واختص أولٌ بست المتصل
وترك غنة وخمس المنفصل
9.والثان بالتوسيط فيما اتصلا
ومده مع غنة فحصلا
10.وثالث بست ذي اتصال
وغن إن خمست ذا انفصال
*حكم المد المنفصل والمد المتصل*11.
بالقصر والثلاث والتوسط
والخمس خذ في ذي انفصال وابسط
12.وبعض قاصريه للتعظيم مد
وسطاً بلا إله إلا واعتمد
13.بشرط غنة وفيما اتصلا
وسط وبالخمس أو الست اجعلا
14.وخمسه اختصت بخمس المنفصل
وإن توسط وسط اقصر يابطل
15.وإن تمد فالوجوه كلها
تأتي وفي العكس الوجوه عينها
*حكم الساكن قبل الهمز*16.
واسكت لهمز عن سكون غير مد
أو أل وشي مفصول او دع يامجد
17.والمد وسط إن تخصص سكتك
وإن تعمم مد مع توسيطك
*حكم النون الساكنة والتنوين عند اللام والراء*
18.في نحو إن لم غن مع من ربهم
رزقا لكم رب رحيم يا ملم
19.أو اتركن والغن دع إن تسكتا
أو إن توسط ذا انفصال يا فتى
*حكم (يبسط) و (في الخلق بصطة) *20.
20.اقرأهما بالصاد لكن لا على
قصر بلا غن مكبراً فلا
21.ولا على الثلاث عند ترك غن
ولا على الخمس بست إن تغن
22.واقرأ بسين لا على قصر بتو
سيط ولا غن بلا خمس رأوا
23.وامنع على صاد بيبصط أتت
الخمس في النوعين هكذا ثبت
*حكم (المصيطرون) *
24.بالصاد والسين المصيطرون عن
وسينه امنع عند خمس إن تغن
25.وصاده اختصت بترك الغن
والسكت والتكبير يا ذا الفن
26.لدى توسط وخمس فيهما
القصر والتوسيط مع مد سما
*حكم (بمصيطر) *
27.مصيطر بالصاد والسين ومع
غن لدى الخمسين صاده امتنع
28.وسينه امنع مع ثلاث المنفصل
أو أن توسط عند تكبير حصل
29.والسكت مخصوصاً ومع قصر ورد
من غير تكبير ولا غن وجد
*حكم باب (ءالذكرين) *
30.أطلقه مبدلاً وفي التسهيل دع
سكتاً وتوسيطاً بقصر تتبع
*حكم (يلهث ذلك) *
31.أدغمه مطلقاً وأظهر إن تغن
بالخمس مع مد وإن توسطن
*حكم (اركب معنا) *
32.أظهره لا مع خمس مد إن تغن
ففيه وجهان كخمس لا بغن
33.وقصر مد وسط مد لا بتك
بير ولا غن ولا سكت سلك
*حكم (يس والقرآن) و (ن والقلم) *
34.أظهر على غن وسكت خص أو
تثليث او قصر بتوسيط حكوا
35.أو قصر مد إن تكبر يا فلا
وباق الاحوال بوجهين اعملا
*حكم (تأمنا) بيوسف*
36.أشممه مطلقاً ورم بالأربع
والخمس ثم السكت والغن امنع
*حكم (عوجاً قيماً) *
37.مع سكته وسط بقصر واقصرا
من دون غن مشبعاً مكبرا
38.وهكذا ثلث ووسط ثم مع
وجهيه فالخمس بلا غن سمع
39.والقصر مع مد بلا غن ولا
تكبيرة ومعهما وسط بلا
40.سكت ولا غن بوجهي ما اتصل
وما عدا هذي بإدراج جمل
*حكم (مرقدنا هذا) *
41.عين على قصر بمد سكتها
والغير بالإدراج فيها قد زها
42.لكن خمساً ولا بغن أطلقا
كذا توسط بلا سكت ثقا
*حكم (من راق) و (بل ران) *
43.قد خصصوا الإدراج فيهما بسك
ت عم والمد بغن يا ملك
44.كذا بخمس المد واسكت في السوى
لكن بقصر المد الاطلاق انطوى
45.من غير تكبير وغن يا فتى
ومع ثلاث هكذا قد أثبتا
46.كذا بتوسيط بلا سكت ومع
مد بلا غن وتكبير وقع
*حكم ياء (عين) بمريم والشورى *
47.أشبع بغن لا بخمس المتصل
عين ومع وسط بلا سكت حصل
48.وعند خمس لا بغن وامنعن
توسيطه مكبراً من دون غن
49.وعند سكت خص أو غن بخم
س وامنع القصر بلا سكت يعم
50.وعند قصر مع توسط وعن
د الغن لا مع خمس ذي وصل زكن
*حكم راء (فرق) *
51.رققه مع وسط وخمس لا بغن
ومع سوى سكت يخص فخمن
*حكم (فما ءاتن الله) في الوقف*
52.بالياء قف إن تسكنن مخصوصا
والحذف مع قصر أتى منصوصا
53.ومع توسط وتثليث بلا
غن ولا تكبيرة فحصلا
54.والخمس إلا إن تركت الغن والت
تكبير والإطلاق بالباقي ثبت
*حكم ضاد (ضعف) و (ضعفا) بالروم*
55.اضممه مع غن بإشباع ومع
تثليث او قصر بتوسيط لمع
56.وعند سكت خص أو تكبيره
وأطلقن مع غير هذا يا بهي
*حكم (سلسلا) بالأبرار وقفا*
57.قف بالألف فيه لدى غن بمد
واقصر فقط إن لم تغن يامجد
58.لا عند توسيط وخمس يا فتى
ففيهما أطلق إذا لم تسكنا
*خاتمة*
59.تمت بحمد الله بارئ النسم
مع الصلاة والسلام المنتظم
60.على النبي المصطفى المختار
وآله وصحبه الأخيار(/)
البرهان الجلي في ترجيح القراءات عند الطبري
ـ[إيمان البحر]ــــــــ[05 Feb 2006, 12:52 م]ـ
البرهان الجلي في ترجيح القراءات عند الطبري
لقد حاولت جاهدةً تقصي الحقيقة في ترجيح إمام المفسرين ابن جرير الطبري للقراءات المتواترة في تفسيره، فوجدت أنها حسب إطلاعي تدور حول أربع حالات وهي كما يلي:
الحالة الأولى: ما صرح ابن جرير رحمه الله فيها بصحة القراءات الواردة في الآية دون ترجيح منه لقراءة على أخرى: وهو ما كانت القراءات فيه مختلفة ألفاظها، متقاربة معانيها بلغات مشهورات في العرب، وقراءات مستفيضات في الأمصار.
مثال ذلك: ما جاء في تفسيره لقوله تعالى: {وَ?لَّذِينَ إِذَآ أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُرُواْ وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً}. قال ابن جرير رحمه الله: واختلفت القراء في قراءة قوله: {ْ وَلَمْ يَقْتُرُوا} فقرأته عامة قراء المدينة (ولم يقتروا) بضم الياء وكسر التاء من أقتر يقتر. وقرأته عامة قراء الكوفيين (ولم يقتروا) بفتح الياء وضم التاء من قتر يقتر. وقرأته عامة قراء البصرة (ولم يقتروا) بفتح الياء وكسر التاء من قتر يقتر.
والصواب من القول في ذلك أن كل هذه القراءات على اختلاف ألفاظها لغات مشهورات في العرب، وقراءات مستفيضات، وفي قراء الأمصار بمعنى واحد فبأيتها قرأ القارئ فمصيب.
مثال آخر:
قوله تعالى: {وَقَالَ إِنَّمَا ?تَّخَذْتُمْ مِّن دُونِ ?للَّهِ أَوْثَاناً مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي ?لْحَيَاةِ ?لدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ ?لْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ ?لنَّارُ وَمَا لَكُمْ مِّن نَّاصِرِينَ}. قال ابن جرير: واختلفت القراء في قراءة قوله {مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ} فقرأته عامة قراء المدينة والشام وبعض الكوفيين (مودة) بنصب مودة بغير إضافة بينكم بنصبها، وقرأ ذلك بعض الكوفيين (مودة بينكم) بنصب المودة وإضافتها إلى قوله (بينكم) وخفض (بينكم) وكأن هؤلاء الذين قرؤوا قوله مودة نصبا، وجهوا معنى الكلام إلى إنما اتخذتم أيها القوم أوثانا مودة بينكم، فجعلوا إنما حرفا واحدا وأوقعوا قوله اتخذتم على الأوثان فنصبوها بمعنى اتخذتموها مودة بينكم في الحياة الدنيا تتحابون على عبادتها وتتوادون على خدمتها فتتواصلون عليها. وقرأ ذلك بعض قراء أهل مكة والبصرة (مودة بينكم) برفع المودة وإضافتها إلى البين وخفض البين. وكأن الذين قرؤوا ذلك كذلك جعلوا إنما حرفين بتأويل إن الذين اتخذتم من دون الله أوثانا إنما هو مودتكم للدنيا فرفعوا مودة على خبر إن.
وقد يجوز أن يكونوا على قراءتهم ذلك رفعا بقوله إنما أن تكون حرفا واحدا ويكون الخبر متناهيا عند قوله (إنما اتخذتم من دون الله أوثانا) ثم يبتدئ الخبر فيقال ما مودتكم تلك الأوثان بنافعتكم، إنما مودة بينكم في حياتكم الدنيا ثم هي منقطعة. وإذا أريد هذا المعنى كانت المودة مرفوعة بالصفة بقوله (في الحياة الدنيا) وقد يجوز أن يكونوا أرادوا برفع المودة رفعها على ضمير هي.
وهذه القراءات الثلاث متقاربات المعاني لأن الذين اتخذوا الأوثان آلهة يعبدونها اتخذوها مودة بينهم وكانت لهم في الحياة الدنيا مودة ثم هي عنهم منقطعة فبأي ذلك قرأ القارئ فمصيب لتقارب معاني ذلك وشهرة القراءة بكل واحدة منهن في قراء الأمصار.
الحالة الثانية: هو ما أختار فيها ابن جرير قراءة على أخرى مع تصريحه بصواب البقية، ثم يتبع ذلك بإيضاح سبب الاختيار الذي يتنوع بتنوع الآيات. ويكون ذلك في القراءات المختلفة لفظاً ومعناً، وغالباً ما يعبر عنها بقوله: أعجب القراءات إلينا ......
مثال ذلك:قوله تعالى: {وَلاَ تُؤْتُواْ ?لسُّفَهَآءَ أَمْوَالَكُمُ ?لَّتِي جَعَلَ ?للَّهُ لَكُمْ قِيَاماً وَ?رْزُقُوهُمْ فِيهَا وَ?كْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً} قال ابن جرير: واختلفت القراء في قراءة ذلك فقرأ بعضهم (التي جعل الله لكم قيما) بكسر القاف وفتح الياء بغير ألف، وقرأه آخرون قياما بألف.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال محمد والقراءة التي نختارها قياما بالألف لأنها القراءة المعروفة في قراءة أمصار الإسلام، وإن كانت الأخرى غير خطأ ولا فاسد. وإنما اخترنا ما اخترنا من ذلك لأن القراءات إذا اختلفت في الألفاظ واتفقت في المعاني فأعجبها إلينا ما كان أظهر وأشهر في قراءة أمصار الإسلام.
مثال آخر: قوله تعالى: {فَ?بْعَثُواْ أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَـ?ذِهِ} قال ابن جرير: واختلفت القراء في قراءة قوله (فابعثوا أحدكم بورقكم هذه) فقرأ ذلك عامة قراء أهل المدينة وبعض العراقيين بورقكم هذه بفتح الواو وكسر الراء والقاف. وقرأ عامة قراء الكوفة والبصرة (بورقكم) بسكون الراء وكسر القاف. وقرأه بعض المكيين بكسر الراء وإدغام القاف في الكاف.
وكل هذه القراءات متفقات المعاني وإن اختلفت الألفاظ منها وهن لغات معروفات من كلام العرب غير أن الأصل في ذلك فتح الواو وكسر الراء والقاف لأنه الورق وما عدا ذلك فإنه داخل عليه طلب التخفيف. وفيه أيضا لغة أخرى وهو الورق كما يقال للكبد كبد. فإذا كان ذلك هو الأصل فالقراءة به إلي أعجب من غير أن تكون الأخريان مدفوعة صحتهما.
مثال آخر:
قوله تعالى: {وَقَالَ ?لَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَأْتِينَا ?لسَّاعَةُ قُلْ بَلَى? وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ ?لْغَيْبِ لاَ يَعْزُبَ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي ?لسَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي ?لأَرْضِ وَلاَ أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} قال ابن جرير: اختلفت القراء في قراءة ذلك فقرأته عامة قراء المدينة عالم الغيب على مثال فاعل بالرفع على الاستئناف إذ دخل بين قوله (وربي) وبين قوله (عالم الغيب) كلام حائل بينه وبينه. وقرأ ذلك بعض قراء الكوفة والبصرة (عالم) على مثال فاعل غير أنهم خفضوا عالم ردا منهم له على قوله (وربي) إذ كان من صفته. وقرأ ذلك بقية عامة قراء الكوفة (علام الغيب) على مثال فعال وبالخفض ردا لإعرابه على إعراب قوله (وربي) إذ كان من نعته.
والصواب من القول في ذلك عندنا أن كل هذه القراءات الثلاث قراءات مشهورات في قراء الأمصار متقاربات المعاني فبأيتهن قرأ القارئ فمصيب. غير أن أعجب القراءات في ذلك إلي أن أقرأ بها علام الغيب، على القراءة التي ذكرتها عن عامة قراء أهل الكوفة، فأما اختيار علام على عالم فلأنها أبلغ في المدح. وأما الخفض فيها فلأنها من نعت الرب وهو في موضع الجر.
الحالة الثالثة: ما اختاره ابن جرير من القراءات، وجعلها أولى من الأخرى، دون أن يصرح يرد أو إثبات. وهو ما كانت فيه القراءات مختلفة لفظاً ومعناً. وغالباً ما يعبر عن ذلك بقوله:وأولى القراءتين بالصواب .....
وهذه الحالة تحتاج إلى إيضاح وبيان حتى لا يتوهم أن ابن جرير قد رد بعض القراءات المتواترة، فنقول بأن هذا الترجيح ممكن أن يحمل على أن ابن جرير لم يرد القراءة لخطأ فيها أو شذوذ ولكن يختار ما كان مناسباً للتأويل الذي ذهب إليه ليتم التوافق بين القراءة والتأويل فلا يحصل للقارئ لبس عند التلاوة بهذه القراءة.
مثال ذلك:
قوله تعالى? فَأَزَلَّهُمَا ?لشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا ?هْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي ?لأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى? حِين? قال أبو جعفر اختلف القراء في قراءة ذلك فقرأته عامتهم فأزلهما بتشديد اللام، بمعنى استزلهما من قولك زل الرجل في دينه إذا هفا فيه وأخطأ، فأتى ما ليس له إتيانه فيه، وأزله غيره إذا سبب له ما يزل من آجله في دينه أو دنياه.
ولذلك أضاف الله تعالى ذكره إلى إبليس خروج آدم وزوجته من الجنة، فقال: فأخرجهما يعني إبليس مما كانا فيه، لأنه كان الذي سبب لهما الخطيئة التي عاقبهما الله عليها بإخراجهما من الجنة. وقرأه آخرون فأزالهما بمعنى إزالة الشيء عن الشيء وذلك تنحيته عنه.
وقد روي عن بن عباس في تأويل قوله (فأزلهما) ما حدثنا القاسم قال: حدثنا الحسين قال: حدثني حجاج عن بن جريج قال ا بن عباس في تأويل قوله تعالى (فأزلهما الشيطان) قال: أغواهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأولى القراءتين بالصواب قراءة من قرأ فأزلهما لأن الله جل ثناؤه قد أخبر في الحرف الذي يتلوه بأن إبليس أخرجهما مما كانا فيه، وذلك هو معنى قوله فأزالهما فلا وجه إذ كان معنى الإزالة معنى التنحية والإخراج أن يقال فأزالهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه، فيكون كقوله فأزالهما الشيطان عنها فأزالهما مما كانا فيه، ولكن المعنى المفهوم أن يقال فاستزلهما إبليس عن طاعة الله كما قال جل ثناؤه فأزلهما الشيطان، وقرأت به القراء فأخرجهما ..
توجيه القراءات
قرأ حمزة فأزالهما بحذف الألف، وقرأ الباقون فأزلهما بإثبات الألف.
مثال آخر:
قال تعالى: {وَكَذ?لِكَ نُصَرِّفُ ?لآيَاتِ وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}
واختلفت القراء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قراء أهل المدينة والكوفة وليقولوا درست، يعني قرأت أنت يا محمد بغير ألف.
وقرأ ذلك جماعة من المتقدمين، منهم بن عباس، على اختلاف عنه فيه، وغيره، وجماعة من التابعين، وهو قراءة بعض قراء أهل البصرة، وليقولوا دارست بألف بمعنى قارأت وتعلمت من أهل الكتاب. وروى عن قتادة أنه كان يقرؤه درست بمعنى قرئت وتليت، وعن الحسن أنه كان يقرؤه درست بمعنى انمحت.
وأولى القراءات في ذلك عندي بالصواب قراءة من قرأه وليقولوا درست، بتأويل قرأت وتعلمت، لأن المشركين كذلك كانوا يقولون للنبي ?،وقد أخبر الله عن قيلهم ذلك بقوله (ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين) فهذا خبر من الله ينبئ عنهم أنهم كانوا يقولون إنما يتعلم محمد ما يأتيكم به من غيره. فإذ كان ذلك كذلك فقراءة وليقولوا درست يا محمد بمعنى تعلمت من أهل الكتاب أشبه بالحق وأولى بالصواب من قراءة من قرأه دارست بمعنى قارأتهم وخاصمتهم وغير ذلك من القراءات.
توجيه القراءات
قرأ ابن كثير وأبو عمرو دارست بألف بعد الدال وسكون السين وفتح التاء،وقرأ ابن عامر ويعقوب درست بغير ألف مع فتح السين وسكون التاء، وقرأ الباقون درست بغير ألف وإسكان السين وفتح التاء.
الحالة الرابعة/يصرح فيها ابن جرير برد القراءة ويعبر عنها بالشاذة، وهذه هي الحالة التي تحتاج إلى دراسة وبحث لخطورتها. وقبل ذلك نذكر الأمثلة:
قوله تعالى ? فَتَلَقَّى? آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ ?لتَّوَّابُ ?لرَّحِيمُ?.قال ابن جرير رحمه الله: وقد قرأ بعضهم (فتلقى آدم من ربه كلمات) فجعل الكلمات هي المتلقية آدم، وذلك وإن كان من وجهة العربية جائزا إذ كان كل ما تلقاه الرجل فهو له متلق وما لقيه فقد لقيه فصار للمتكلم أن يوجه الفعل إلى أيهما شاء، ويخرج من الفعل أيهما أحب، فغير جائز عندي في القراءة إلا رفع آدم، على أنه المتلقي الكلمات لإجماع الحجة من القراء وأهل التأويل من علماء السلف والخلف على توجيه التلقي إلى آدم دون الكلمات، وغير جائز الاعتراض عليها فيما كانت عليه مجمعة بقول من يجوز عليه السهو والخطأ.
توجيه القراءات
قرأ ابن كثير بنصب ميم آدم ورفع تاء كلمات، وقرأ الباقون برفع ميم آدم ونصب تاء كلمات بالكسرة.
وقد رد ابن جرير قراءة النصب ولم يجوز إلا قراءة الرفع.
قال تعالى: ?إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً?
واختلفت القراء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قراء الحجاز والعراق وعامة القراء (إلا أن تكون تجارة حاضرة) بالرفع، وانفرد بعض قراء الكوفيين فقرأه بالنصب. وذلك وإن كان جائزا في العربية إذ كانت العرب تنصب النكرات، والمنعوتات، مع كان وتضمر معها في كان مجهولا، فتقول: إن كان طعاما طيبا فأتنا به، وترفعها فتقول:إن كان طعام طيب فأتنا به، فتتبع النكرة خبرها بمثل إعرابها.
فإن الذي أختار من القراءة ثم لا أستجيز القراءة بغيره الرفع في التجارة الحاضرة،لإجماع القراء على ذلك،وشذوذ من قرأ ذلك نصبا عنهم، ولا يعترض بالشاذ على الحجة.
توجيه القراءات
قرأ عاصم تجارة حاضرة بنصب التاء فيهما، وقرأ الباقون برفع التاء فيهما.
وقد صرح ابن جرير بعدم جوازه لقراءة النصب مع أنها متواترة. ووصفها بالشاذة. فلا نستطيع في هذه الحالة أن نقول ما قلناه في الحالة السابقة، بل لابد من البيان والإيضاح.
وقبل أن نشرع في ذلك لا بد من معرفة نشأة علم القراءات ليكون لدينا تصور كامل عن المسألة.
(يُتْبَعُ)
(/)
نشأة علم القراءات:
أتى على علم القراءات حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً، ثم أهل عهد التدوين للقراءات ولم يكن لهذه القراءات السبع وجود بل كان أول من صنف في القراءات أمثال أبي عبيد بن سلام وأبي حاتم السجستاني وأبي جعفر الطبري وإسماعيل القاضي، وقد ذكروا في القراءات شيئاً كثيراً وعرضوا روايات تربو على أضعاف قراءة هؤلاء السبعة، ثم اشتهرت بعد ذلك قراءة هؤلاء السبعة ولكنها لم تدون حتى خاتمة القرن الثالث الهجري إذ نهض ببغداد الإمام المجاهد أحمد بن موسى بن عباس فجمع قراءات هؤلاء الأئمة السبعة.
ومن المعروف لدينا أن القراءة لا تكون قرآناً إلا إذا كانت متواترة، والمعروف أيضاً عند المحققين أن القراءات العشرة الذائعة في هذه العصور متواترة.
وقبل أن تذاع هذه القراءات بين الناس ويحكم بتواترها كانت بعض هذه القراءات متواترة عند قوم وغير متواترة عند آخرين، كما رد الشافعي رواية مالك مع صحتها لمخالفتها ما تواتر عنده، حيث أن التواتر هو رواية الجمع عن الجمع، وأحياناً لا يكون متوفراً في هذا المصر الجمع الغفير الذي يروي عن الجمع الغفير لهذه القراءة وإنما تكون القراءة عن طريق الآحاد فلا يلتفت إليها.
ومن باب حسن الظن بالمسلم-ولاسيما من كان في مكانة ابن جرير من العلم وسيره على نهج السلف- أن نعد رده للقراءة المتواترة من باب كون هذه القراءة لم تكن متواترة عنده، وغير مشتهرة في المصر الذي هو فيه، ولاسيما أن ابن جرير عاش قبل اشتهار القراءات العشر المتواترة. ومن الممكن أن نعد مثل هذا الفعل ميزة للإمام الطبري ودليل على أمانته في النقل حيث أنه رد القراءة التي لم يسمعها من الجمع الغفير عن الجمع الغفير.
والخلاصة في ذلك أن طريق الآحاد وعدم وصول التواتر أو عدم علم ابن جرير بتواتر القراءة التي حكم بعدم جوازها كان السبب في طعنه فيها وردها.
هذا والله أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
هذا وإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Feb 2006, 02:49 م]ـ
شكراً جزيلاً للأخت الكريمة على هذه المشاركة حول القراءات عند الإمام الطبري، وأحسب الأخت الكريمة وضعت هذه المشاركة لنتشارك في التقويم والمدارسة لنستفيد جميعاً، وفي نظري أن المديح الذي يكيله بعضنا لبعض دوماً لا ينفعنا كالنقد العلمي الهادف الذي يبصرنا بمواطن النقص في تفكيرنا وأساليبنا وبحوثنا. ولذلك فإنني أستميح أختي الكريمة عذراً في هذه النقاط، فكلنا في هذا الملتقى نتعلم ونتدرب على البحث والنقد الهادف إن شاء الله:
1 - لم أجد خلال البحث رجوع للمصادر العلمية الكثيرة التي تناولت موضوع القراءات عند الطبري، ولا إشارة إلى أن هذه المقالة ملخصة من بحوث أخرى، مع إن هذا الموضوع قد بحث كثيراً في الملتقى، وسأشير لها في نهاية المشاركة، وخلو مثل هذا البحث ولو كان قصيراً عن المصادر والتوثيق يفقده قيمته العلمية، لأن القارئ يرغب في الاطمئنان لمصدر النقل الذي ينقل منه الباحث، ومن حقه أن يرجع للمصدر للتحقق، فإذا خلا البحث من التوثيق لم يتيسر له ذلك، وإن كان في مقدمة المقال إشارة إلى أنك راجعتي عدداً من الكتب ثم لخصتي المقصود، غير أن هذا لا يكفي في البحث العلمي.
2 - في قولك: (أتى على علم القراءات حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً) لعلك تقصدين التدوين في علم القراءات، لا القراءات المروية نفسها.
3 - في قولك: (ثم أهل عهد التدوين للقراءات ولم يكن لهذه القراءات السبع وجود بل كان أول من صنف في القراءات أمثال أبي عبيد بن سلام وأبي حاتم السجستاني وأبي جعفر الطبري وإسماعيل القاضي، وقد ذكروا في القراءات شيئاً كثيراً وعرضوا روايات تربو على أضعاف قراءة هؤلاء السبعة، ثم اشتهرت بعد ذلك قراءة هؤلاء السبعة ولكنها لم تدون حتى خاتمة القرن الثالث الهجري إذ نهض ببغداد الإمام المجاهد أحمد بن موسى بن عباس فجمع قراءات هؤلاء الأئمة السبعة. ومن المعروف لدينا أن القراءة لا تكون قرآناً إلا إذا كانت متواترة، والمعروف أيضاً عند المحققين أن القراءات العشرة الذائعة في هذه العصور متواترة). خلطٌ يبدو أن الذي دعاك إليه الاستعجال أو طلب الاختصار.
فقولك: (ثم أهل عهد التدوين للقراءات ولم يكن لهذه القراءات السبع وجود) ليس صحيحاً بهذا اللفظ، فأنت تقصدين لم يكن الاقتصار على القراءات السبع موجوداً قبل ابن مجاهد. وهذا صحيح بهذا التعبير دون الأول.
عندما ذكرت أبا عبيد القاسم بن سلام (224هـ) وأبا حاتم السجستاني (255هـ)، وأبا جعفر الطبري (224هـ)، وإسماعيل القاضي (282هـ) لم تذكري ولو في الحاشية عناوين كتبهم، أو من ذكر أن لهم مصنفات في القرآءات، مع صحة هذا الكلام.
في قولك: (ومن المعروف لدينا أن القراءة لا تكون قرآناً إلا إذا كانت متواترة، والمعروف أيضاً عند المحققين أن القراءات العشرة الذائعة في هذه العصور متواترة) هذا اختصار لكلام حقه البسط والإيضاح.
أسأل الله لك التوفيق والعلم النافع.
موضوعات مهمة ذات صلة:
- هل أنكر ابن جرير قراءة متواترة أو ردَّها؟ د. مساعد الطيار ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=991).
- رواية حفص عن عاصم ليست من مرويات الطبري في القراءات. د. مساعد الطيار. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1071)
- الإمام محمد بن جرير في ملتقى أهل التفسير. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1155)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إيمان البحر]ــــــــ[13 Feb 2006, 01:57 ص]ـ
الدكتور الفاضل أشكر لك تقويمك لما كتبت فهذا والله ما أردت، وبالنسبة للمراجع فماكتبته عن القراءات عند ابن جرير كان استقراء مني. ولم أرجع لأي كتاب غير كتاب ابن جرير نفسه وكتاب يخص القراءات المتواترة. وبالنسبة لماكتبت حول تدوين القراءات كان ملخص يسيراً من خلال اطلاعي على بعض كتب القراءات. وسبب كتابتي للموضوع سؤال أستاذ لي في الجامعة وقد سلمت الموضوع له ولكن لم يصححه لي لانشغاله. جزاك الله خير الجزاء
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Feb 2006, 07:37 ص]ـ
نسأل الله التوفيق للجميع، وبارك الله فيك.(/)
لقاء في قناة المجد مع المشرف العام د. عبد الرحمن الشهري
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[09 Feb 2006, 10:27 م]ـ
استضافت قناة المجد - الثالثة - العلمية المشرف العام على هذا الملتقى د. عبد الرحمن الشهري في حلقة بعنوان (مبادئ علم التجويد) وكان بثها في الساعة التاسعة والنصف، واستمرت إلى العاشرة والنصف مساء 10/ 1/1427هـ.
وكانت حلقة متميزة في جوانب منها:
- الطرح العلمي المحقق
- التوازن في طرح المسائل كمسألة عدم المبالغة في تطبيق التجويد في غير حلق التعلم، وأهمية ارتباط العلوم ببعضها البعض.
- عرض جملة وافرة من كتب التجويد للمتقدمين، والمعاصرين بأسلوب جميل
- التميز في الطرح بأسلوب سهل ممتنع
- التأصيل، كالإشارة إلى الرجوع لكتب السلف في التجويد، بعكس ما هو الواقع من الاكتفاء بكتب المعاصرين - وإن كان فيها خيرا كثيرا -.
- إبراز علم معاصر من أعلام ذلك الفن وهو د. غانم قدوري الحمد نفع الله بعلومه
وزادها جمالاً مداخلة د. مساعد الطيار بنقاطه الثمانية.
إلى غير ذلك من فوائد تناثرت عبر اللقاء، فبارك الله في شيخنا الكريم أبي عبد الله وجعل ذلك في ميزان حسناته.
وننتظر هذا اللقاء مسجلاً على موقع شبكة التفسير.
ـ[سلسبيل]ــــــــ[10 Feb 2006, 10:30 ص]ـ
كما قرأت على موقع الأكاديمية بأن البرنامج سيتم اعادته:::
تاريخ الإعادة وأوقاتها:
- يوم الجمعة التالي 11/ 1/1427هـ، ليلة السبت، الساعة: (30: 1) صباحاً.
- ويوم الإثنين 14/ 1/1427هـ (00: 11) مساء.
كما أنه ستكون المادة الصوتيه بإذن الله متوفره على موقع الأكاديمية وكذلك تفريغ كتابي لها.
وجزى الله الشيخ خير الجزاء
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[10 Feb 2006, 10:48 ص]ـ
جزاكم الله خيراً , وبارك الله في الشيخين الكريمين, ولقد أشتد شوقنا لرؤية بعض مشايخنا على تلك الشاشة المباركة ولعل الشيخ عبد الرحمن قد فتح الطريق لمشايخنا لنرى شيخنا البريدي , والشيخ مساعد , والشيخ أبا مجاهد , وباقي المشايخ الفضلاء.
ـ[فاروق]ــــــــ[10 Feb 2006, 08:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..
اقتباس:
جزاكم الله خيراً , وبارك الله في الشيخين الكريمين, ولقد أشتد شوقنا لرؤية بعض مشايخنا على تلك الشاشة المباركة ولعل الشيخ عبد الرحمن قد فتح الطريق لمشايخنا لنرى شيخنا البريدي , والشيخ مساعد , والشيخ أبا مجاهد , وباقي المشايخ الفضلاء.
http://www.al-molatham.net/p2/w/7.gif
[line]http://portal.wahati.com/up/uploading/33099.gif
ـ[ابن الشجري]ــــــــ[10 Feb 2006, 11:39 م]ـ
.
لقد سعدت ليلة البارحة بالجلوس مستمعا مصغيا لما ألقاه أخي الكريم الدكتور عبدالرحمن، حول مبادئ علم التجويد.
*وفي الحقيقة لقد كان الضيف منصفا في كثير من النقاط، ولم ترعه هيبة اللقاء والخروج على الجمهور، اكتشفت هذا عندما وجه له سؤال من مستضيفه الذي يتمتع فيما يبدو بلباقة وأدب حسن، لكن كان من بين الأسئلة التي وجهت للضيف سؤال في باطنه الجواب الذي خشيت أن ينساق معه الضيف، فيقع في شئ من المجاملة على حساب العلم.
لكن الضيف كان يتمتع بفطنة وصراحة، مما جعل لجوابه قيمة علمية، وإن كان فيه شئ من الدبلوماسية الواجبة، التي كان لابد منها حتى لا يساء فهمه.
والسؤال الذي طرحه المستضيف، كان حول مايزعمه كثير من الناس حول القراء الذين اكتسحت شهرتهم الساحة، وأن بعضهم ليس بالمستوى المطلوب من الإجادة ...
كان طرح السؤال في هيئة استنكار لهذه المقولة التي كانت تضن أن الشهرة تكفي لأن تضع الشخص في بوتقة علمية ترتقي به عن النقد، وكأنه بهذه الشهرة قد حاز قصب السبق في كل فن.
لكن في الحقيقة أن جواب الشيخ عبدالرحمن كان صريحا منصفا، حيث أجاب بأن هذه مقولة ليست بعيدة عن الحقيقة أو عارية عن الصحة، بل يوجد بين القراء من بعضهم أفضل من بعض، ومصداق ذلك ما أخبر به صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور: أن من يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، ومن يقرأه وهو عليه شاق ... الحديث، وهذا شاهد على وجود التفاوت بين القراء.
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول: بأن من يتأمل تاريخ القراء واهتمام الأمصار بالعلوم، يعلم علم اليقين بأن جزيرة العرب كانت شبه خالية من الاهتمام بهذا الفن ـ أعني علم التجويد وعلم القراءات ـ في القرون المتأخرة، وخاصة أرض نجد ومشايخ الدعوة السلفية رحمهم الله، وكان الفضل في المحافظة على هذا العلم والاهتمام به، يعود إلى قطرين إسلاميين كبيرين تحتل مصر منه المرتبة الأولى، فكان هناك مشيخات ومعاهد وقراء كبار، بل رزق الله بعضهم أصواتا رخيمة أسمعت الدنيا في وقتها، كما كان محمد رفعت والطبلاوي والحصري والمنشاوي وعبد الباسط رحمهم الله جميعا، وما زال بعض هذه الأصوات الندية حاضرا بيننا إلى اليوم، فلم أعدل بالمنشاوي وعبدالباسط حيا ولا ميتا ممن سمعنا صوته، فوالله إن لبعضهم آيات تضن وهو يتلوها أنه ينتزع فؤادك ليسبح به في ملكوت الله، والله يؤتي فضله من يشاء.
أما البلد الآخر فهي دولة باكستان، وكذلك الديار الشامية فقد كان لبضهم عناية بهذا الفن، وما زلت أذكر جواب الشيخ عبدالله الجبرين على سؤال وجهته له حول هذا الأمر قبل سبع عشرة سنة، فكان جوابه قريبا مما ذكرت، بل ذكر لي أعاجيب من قراءة بعض القراء من شيوخه رحمهم الله.
ولا يتلقف هذا متلقف يستهويه شيطانه ليقدح في تلك الثلة المجاهدة من العلماء، التي أحيا الله بها العقيدة الصحيحة، فقد كانت على علم كبير في كثير من علوم الشريعة الإسلامية، لكن سنة الله جرت بأن يكون هناك أزمنة تقبل الناس على فن من الفنون وتكثر مدارسته والعناية به، ثم يأتي جيل آخر تكون عنايته بفن آخر، بل أحيانا تكون العناية والشهرة والصدارة لكتاب معين، ثم يأذن الله لكتاب آخر فتكون العناية به، وقد يكون في زمن واحد تنصرف عناية قوم لكتاب معين، وفي نفس العصر تكون العناية لكتاب آخر في نفس الفن في جهة أخرى من أقطار العالم الإسلامي، والأمر في هذا كله راجع لتدبير الله، وأظن هذا لايحتاج تدليلا وأمثلة لوضوحه.
لكن أهم مايمكن قوله: أن لا يكون المرء عدو ماجهل، فيقلل من قيمة ماجهله من العلوم الأخرى، وهذا ما أخذ على بعض الأقلام المعاصرة والمتقدمة، من التهوين بشأن فن من الفنون. سواء علم التجويد أو غيره من العلوم، والمعصوم من عصمه الله، وقد أشار ضيف اللقاء الدكتور عبدالرحمن في طي حديثه لشئ من هذا، فبين ترابط العلوم بعضها ببعض، وأهمية علم التجويد على سبيل المثال، لمن يدرس بعض العلوم الأخرى، كعلم الصرف أو اللغة والصوتيات، فجزاه الله خيرا.
* وكان من أهم مالفت انتباهي وأثار إعجابي، محاولة التذكير والتنبيه والدعوة إلى كتب السلف، والعودة بالجيل الناشئ إلى القراءة في تلك الكتب، وبيان التفاوت الشديد بين كتابة المتقدمين والمتأخرين، وهذه دعوة تستحق الإشادة، فمع أن كتب المتقدمين في هذا الفن لم يطبع منها إلا القليل، وقد تكون أقل ترتيبا من كتب المعاصرين، إلا أنها أكثر بركة ونفعا وضبطا، فكانت دعوة لخصت دعوة الحافظ ابن رجب رحمه الله في رسالته في فضل علم السلف، وما زلت أذكر ما أحدثته مطالعتي لكتابي الرعاية والإبانة لمكي بن طالب القيسي الأندلسي رحمه الله، منذ اطلاعي عليهما قبل نحو خمس عشرة سنة، ولا أذكر من كتاب البرهان الذي كان مقرر الجامعات على نفعه وفائدته إلا لون غلافه والله المستعان.
*وما أحسن مانبه له الضيف الكريم، في أن أحمد الأمور وأحسنها حالا، هو التوسط والابتعاد عن جانب التكلف والتقعر في أحكام التجويد، وقد يغتفر هذا التكلف في جانب التعلم والتعليم، حتى يكتسب الطالب الدربة، ثم يسرح له العنان فيكون التجويد له سليقة وطبعا. حتى إذا سمعه السامعون أنصتوا للقراءة، كأنما هو ينزل الساعة غذ طري، وقد بين في حديثه أن هذا قد يكون حال السلف رحمهم الله، واستشهد على هذا ببعض الحوادث من سير القوم.
فنعم ماذكر: ومن تعلم على يد الشيخ عبيد الله الأفغاني ـ أسأل الله أن يرزقه حسن الخاتمة ـ يذكر كيف كان يشدد الشيخ في مخرج الضاد، وكيف كان يردد مع المتعلم بين يده: ضيف، ضيوف، ضيفان ..... ، بل يوصيه بأن يأخذ مرآة يطالعها وهو يحاول إخراج الحرف، حتى يتعلم الإتقان.
*كذلك من الأمور التي حمدتها في اللقاء، عدم اعتماد الضيف على الأسلوب الأكاديمي في الطرح، فقد لاحظت بعض أساتذة الجامعات عند استضافتهم، لايستطيع أحدهم التخلص من هذا الأسلوب، وكأن أحدهم داخل قاعته وأمام طلابه، فيعتمد إعادة الجملة الآخيرة من حديثه ويكررها تكرارا مملا، لكن الذي لاحظته أن الشيخ الكريم قد أدرك بتوفيق الله أن طرحه كان للجمهور باختلاف مستواهم العلمي، فلم تكن منه هذه اللكنة التي قد تحدث من بعض الفضلاء.
فشكر الله للشيخ الكريم بيانه، وفتح علينا وعليه بالعلم النافع والعمل الصالح.
وللأسف الشديد فقد فاتني مداخلة أخي الكريم الشيخ الدكتور مساعد الطيار، ولم أسمع إلا وعده بأن يجيب الدعوة التي وجهت له ليكون ضيفا على القناة، فنسأل الله له التوفيق والسداد.
.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[11 Feb 2006, 12:39 م]ـ
أخي الفاضل ابن الشجري جزاك الله خيرا على ما كتبت فقد افدت، وأجدت، وأنصفت
وبحق أن لقاء الشيخ عبد الرحمن لو قَصُر على هاتين الفائدتين لكفى ووفى، وهما:
- ارشاد طلاب العلم إلى الرجوع لكتب السلف والتربي عليها
- الاعتدال والبعد عن التكلف في التجويد، والتفريق بين حال التعلم وغيره، ولو صدر هذا الكلام - وهو حق - من غير المتخصص لانتصبت الأصابع بالاتهام ... !، ولكنه جاء من كنيف ملئ علماً!! وحسبك به.
ناهيك أن في اللقاء من الفوائد والدرر الشيء الكثير.
جعل الله ذلك في ميزان حسناته.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Feb 2006, 07:09 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على هذا التشجيع، ورفع المعنويات، مع تواضع مستوى الحلقة في نظري، لقلة خبرتي بمواجهة الكاميرات، والكشافات الضوئية التي رفعت درجة حرارتي في وسط الظهيرة، كما ضاق الوقت عن استيعاب بعض التفاصيل التي كنت أريد أن ييادلني الرأي حولها أمثالكم من الفضلاء المتخصصين في الدراسات القرآنية، ولا سيما المعنيون بعلم التجويد وتفاصيله. غير أني أرجو أن أكون قد أثرت الاهتمام ببعض المسائل التي قلَّ التطرقُ لها، ولفت الانتباه إلى بعض المصنفات التي لا يعنى بها الطلاب عادة بحسب علمي وتجربتي المحدودة في هذا الأمر.
ولدي بعض الاستدراكات التي ورد السؤال عنها عبر الهاتف بعد الحلقة، والتي ربما أذهلني عنها الموقفُ الذي أقفه لأول مرة، أو إيقاف مقدم البرنامج لي قبل ذكره فأضطر للسكوت على أمل العودة، ولكن الوقت تصرم ولم أتدارك الأمر، فلعله يكون هنا مجال لإيضاح الأمر:
* الأمر الأول: عند الحديث عن حكم التجويد، ذكرت أن لعلم التجويد جانبين:
- جانب نظري: وهو العلم بقواعده ومسائله وكتبه ومسائله النظرية. وقلت إن هذا فرض كفاية كغيره من العلوم التي لا يستغني عنها المسلمون، إذا قام به من يكفي سقط الإثم عن البقية إن شاء الله.
- وجانب تطبيقي عملي، وقلت إن الذي يظهر لي من كلام العلماء والباحثين، أنه سنة مؤكدة، ولم أذكر تفصيلاً، حيث تفضل الدكتور مساعد الطيار بطرف من ذلك في مداخلته عبر الهاتف، وفي ذهني عندما قلت بسنيته المؤكدة التفصيل الآتي:
أن للجانب التطبيقي أيضاً جانبين:
- الجانب الأول: ما لا يقال للمخطئ فيه، تعلم التجويد، وإنما يقال له: تعلم العربية. كمن يقول في قوله تعالى: {الرحمن الرحيم} فينطقها: {الرخمن الرخيم} بالخاء المعجمة. فهذا الجانب لغوي أكثر منه تجويدي. وهذا القدر واجب بلا شك، لأنه لا ينطق بالعربية على الوجه الصحيح، ويحيل المعنى، وربما قلبه.
- الجانب الثاني: القدر الزائد على العربية الصحيحة، وهذا هو التجويد والتحسين والتكميل، فهذا الذي أعني بأنه سنة مؤكدة، كالمدود، وأحكام النون الساكنة والتنوين، ونحوها. والله الموفق للصواب. وقد أشار الدكتور مساعد إلى هذا مشكوراً في مداخلته، وفي كتابات له منشورة في الملتقى العلمي، وفي كتابه (مقالات في علوم القرآن وأصول التفسير) ص 89 - 95 غير أن الوقت أدركه فلم يستطرد للتفاصيل.
* الأمر الثاني: علاقة التجويد بالعلوم الأخرى.
أشرت إلى علاقته بعلم اللغة، وعلم القراءات. وضاق الوقت عن التفصيل في هذه العلاقة، والذي أردت ذكره أيضاً ونسيته أن (فن الإلقاء) الذي بدأ الناس الآن يلتفتون إليه، ويعنون بدوراته التي تعقد له هنا وهناك، يدرسون مباحث علم التجويد ولا سيما مخارج أصوات الحروف، وصفاتها دراسة موسعة، ويعنون بها عناية كبيرة، ويعنون كذلك بعيوب النطق وتفاصيلها، لما لها من الأثر في الإلقاء المؤثر الفعال، وقد رأيت بعض كتب فن الإلقاء تفرد صفحات كثيرة لأبحاث التجويد. ومن هذه الكتب كتاب (فن الإلقاء) للأستاذ الدكتور طه عبدالفتاح مقلّد الذي نشرته المكتبة الفيصلية بمكة المكرمة. وغيره من كتب الفن. وكدت أن أقول لأخي الفاضل مقدم البرنامج الأستاذ معمر العمري من باب المداعبة: إن علم التجويد يحتاجه الإعلاميون أيضاً لتصحيح اللفظ، وإجادة النطق أثناء تقديم البرامج.
* الأمر الثالث: أثناء عرض الكتب.
ضاق الوقت أثناء عرض الكتب عن التفاصيل التي أراها مهمة في كل كتاب، وإن كنت قرأتها كلها، وكتبت أهم مميزاتها، لكن بحسبي أنني أشرت إليها كما تفضل الإخوة الفضلاء أبو المعتز وابن الشجري. إلا أنني أرجو أن نعود لها في الملتقى بالبحث والنقاش إن شاء الله. وكنت عرضت أغلفة هذه الكتب على الشاشة، حتى تقع من المشاهد موقعاً لما للصورة من أثر، وحتى يعرفه إذا همَّ بشرائه، وها هي الكتب التي عرضتها في ملف مرفق أرجو أن تنتفعوا به.
من أهم المصنفات في علم التجويد ( http://www.tafsir.net/Bookstorge/tajweed.rar)
* الأمر الرابع: تدريس التجويد بالاستعانة بالتقنيات الحديثة ..
وهذا الأمر أشرت إليه إشارة سريعة، وقد كتبت بحثاً موسعاً أرجو أن أوفق لنشره نشراً علمياً محكماً حول الأجهزة التي ينتفع بها في تدريس التجويد من أجهزة الصوتيات الحديثة، وقد جربت بعضها، وطبقت التجارب عليه، ولعلي أعود إليه إن شاء الله في وقت لاحق على صفحات هذا الملتقى العلمي.
وأما الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد وفقه الله، فقد حاولت الاتصال الهاتفي به لنحظى بمداخلته الهاتفية في البرنامج، لكن كان هاتفه مغلقاً فلم يتيسر ذلك، وكنت أرغب منه المداخلة في جانب (الدراسات الصوتية عند علماء التجويد) الذي هو موضوع كتابه القيم، الذي فاتني التنويه به، لكنني أشرت إلى اللقاء الذي أجريناه معه على صفحات الملتقى، ولعل الإخوة الذي شاهدوا الحلقة يرجعون إليه، ويجدون كلامه المفصل عن الموضوع.
وفي الختام أشكر الإخوة الفضلاء الذي أبدوا استحسانهم وتشجيعهم لأخيهم في هذه التجربة الأولى، وأسأل الله أن يقيل عثراتنا جميعاً، ويوفقنا لما يحب ويرضى، وأن يتجاوز عنا فيما أخطأنا فيه بفضله وكرمه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Feb 2006, 08:02 ص]ـ
سبق أن طرحت عديد من موضوعات الحلقة، هذه بعضها:
حكم تعلم التجويد. د. مساعد الطيار. ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=840)
لقاء شبكة التفسير مع د. غانم قدوري الحمد. ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=3507)
أفضل كتب التجويد على رواية حفص عن عاصم. ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=313)
ما أفضل شروح الجزرية؟ ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=4013)
غانم قدوري الحمد ودراساته التجديدية في علم التجويد. ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=85)
عرض كتاب (علم التجويد - دراسة صوتية ميسرة) للدكتور غانم قدوري الحمد. ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=3574)
عرض لكتاب (معجم المصطلحات في علمي التجويد والقراءات) للأستاذ الدكتور إبراهيم الدوسري. ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=3425)
مشاركات الأستاذ محمد يحيى شريف الجزائري في موضوعات متفرقة في التجويد. ( http://www.tafsir.net/vb/search.php?searchid=118734)
مشاركات الأستاذ فرغلي غرباوي في موضوعات متفرقة في التجويد. ( http://www.tafsir.net/vb/search.php?searchid=118736)
رأي شيخ الإسلام وابن القيم في التجويد بمفهومه الحالي. عبدالله الميمان. ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=2235)
علم التجويد وعلم الأصوات الحديث. أحمد حسنين. ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=2864).
وهناك موضوعات أخرى يمكن الوصول إليها عن طريق فهرس الملتقى.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[12 Feb 2006, 12:25 م]ـ
بارك الله فيك ياشيخ عبد الرحمن, ولعلك تضيف اللقاء إلى المكتبة الصوتية في هذا الملتقى فبعض الأخوة لم يتمكنوا من مشاهدة اللقاء وأولهم كاتب هذه الكلمات.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Feb 2006, 09:41 م]ـ
أخي العزيز ابن الجزيرة: أبشر بإذن الله، سأحاول فعل ذلك، وشكر الله لك حرصك على العلم، ووفقنا وإياك للإخلاص في طلبه وبذله.
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[14 Feb 2006, 01:56 م]ـ
(إنا لله وإنا إليه راجعون) لقد فاتني هذا اللقاء. لم أعلم به إلا الآن مساء الثلاثاء 15/ 1/1427هـ بعد فوات الأوان، وليتني رأيته، فكم أحب رؤية الدكتور عبدالرحمن الشهري لما أكنه له من الحب والتقدير، ولإعجابي بجهده، وقلمه السيال، وكما قال الأخ ابن الجزيرة (لقد اشتد شوقنا لرؤية بعض مشايخنا على تلك الشاشة المباركة ولعل الشيخ عبد الرحمن قد فتح الطريق لمشايخنا لنرى شيخنا البريدي , والشيخ مساعد , والشيخ أبا مجاهد , وباقي المشايخ الفضلاء). ولكن أسأل الله أن يجمعنا به على خير.
ولعلي أتابع الحلقة المخصصة للدكتور مساعد الطيار إن شاء الله، فيكون في هذا عزاء لي على هذا الفوت، والحمد لله على كل حال، وقد بحثت في موقع قناة المجد فلم أجد للقاء أثراً، وهم لا يحفظون لقاءاتهم كما تصنع قناة الجزيرة، وليتهم يفعلون.
ـ[روضة]ــــــــ[14 Feb 2006, 03:46 م]ـ
وفاتني أيضاً هذا اللقاء، مع حرصي على مشاهدته، ومع أني راقبت القناة في الأوقات التي ذكرتها الأخت سلسبيل، فلم أتمكن من رؤية الإعادة.
على توقيت أي دولة كانت هذه الأوقات يا سلسبيل http://tafsir.org/vb/images/icons/icon5.gif
وننتظر هذا اللقاء مسجلاً على موقع شبكة التفسير.
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[15 Feb 2006, 02:20 م]ـ
الأخت باحثة
توقيت قناة المجد هو توقيت مكة المكرمة.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[15 Feb 2006, 03:44 م]ـ
فاتني هذا القاء العاطر وفي انتظار وضع الشريط
اللهم تقبل منا ومنكم. اللهم تقبل منا ومنكم. اللهم تقبل منا ومنكم
ـ[معمر العمري]ــــــــ[19 Feb 2006, 08:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أسعد كثيرا بوجودي بينكم في هذا المنتدى المتميزحقيقة للاستفادة منكم بإذن الله.
ثم أشكر الشيخ د.عبدالرحمن الشهري الذي أبدع وتألق في هذا اللقاء كعادته , حفظه الله , وأعتذر لفضيلته ولكم إن كان هناك بعض العجلة التي حرمتنا مما لدى ضيفنا الكريم لكني كنت محكوما بوقت الحلقة المحدد سلفا , فالمعذرة ولعلي أتدارك هذا في الحلقات القادمة.
ما لم تظهره الكاميرا:
شرفت من خلال قناة المجد بمحاورة العديد من مشايخنا وعلمائنا إلا أن هذه الحلقة كان لها طابعها الخاص , ليس لتميز ضيفها فحسب , بل لكوني كنت أحد طلاب الشيخ في المرحلة الجامعية في مادة (علوم القران) في السنة الرابعة.
بشرى:
من الحلقة القادمة وعلى عدة حلقات سيكون ضيف البرنامج فضيلة الشيخ د. مساعد الطيار , في مبادئ التفسير وأصوله , والله المسدد.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[19 Feb 2006, 08:51 ص]ـ
أخانا المفضال مرحبا بك في المنتدى وبشرك الله بالخير الرجاء ذكر موعد إذاعة اللقاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[19 Feb 2006, 02:03 م]ـ
نرحب بأخينا معمر العمري في تعليقه وأول مشاركة له في ملتقانا المبارك.
وأهنيك أخي الكريم على أسلوبك وأداءك المتميزنفع الله بك، وبارك الله في الشيخ والتلميذ.
ولي إلتماس بأن يكون لقاء د. مساعد من عدة حلقات ليكون أشمل وأفود وأجود، ويا حبذا يتأخر أياما لحين انتهاء معرض الكتاب المقام في الرياض للتفرغ ممن يحرص على المشاهدة فذلك في ظني أفضل.
والله يرعاك، ويبارك في قناة المجد.
ـ[معمر العمري]ــــــــ[19 Feb 2006, 02:23 م]ـ
أخي أيمن:
مرحبا بك , والبرنامج يبث ثلاث مرات؛ يوم الخميس الساعة التاسعة والنصف , ويعاد الجمعة الواحدة والنصف أو الثانية صباحا , ويعاد أيضا يوم الإثنين الساعة الحادية عشرة أو الحادية عشرة والنصف مساء ... ومع الدورة البرامجية القادمة ستعدل أوقات البرنامج وإن شاء الله أخبركم بها.
أخي أبو المعتز القرشي:
حياكم الله , سيكون اللقاء مع الشيخ د. مساعد الطيار على عدة حلقات , ولا أستطيع التأخير؛ لأن الحلقات متسلسلة مع العلوم , فنحن الآن مع علوم القران , ثم الحديث , ثم الفقه وأصوله إلى أن ننهي العلوم الشرعية ثم علوم اللغة العربية وهكذا,
أشرف بمشاركتكم لأخيكم في اقتراح العلوم التي ستكون مدار حديثنا , ومن ترونه مناسبا لعرضها من مشايخنا وعلمائنا ...
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Feb 2006, 03:13 م]ـ
أرحب بأخي العزيز أبي لجين الأستاذ معمر العمري في ملتقى التفسير، وأسأل الله له التوفيق والسداد دوماً. وهو صاحب الفضل بعد الله في دعوتي لتقديم تلك الحلقة عن (مبادئ علم التجويد).
وأخي معمر العمري ممن سعدت بتدريسه وزملائه الفضلاء في كلية الشريعة بأبها أول عهدي بالتدريس في الكلية منذ ما يزيد على اثنتي عشرة سنة تقريباً عام 1415هـ.
والأخ معمر من أنجب وأذكى الطلاب الذين عرفتهم، وكان الأول على زملائه حتى تخرجه من الكلية بتقدير عالٍ من الامتياز والتفوق، وما زال يواصل دراساته العلمية في مرحلة الدكتوراه الآن بالمعهد العالي للقضاء وأسأل الله أن ييسر له الحصول عليها قريباً، وهو يعمل أستاذاً بكلية الملك فهد الأمنية. ونجاحاته التي يحققها في برامجه العلمية على قناة المجد العلمية تسعدني كثيراً، وأرجو له المزيد من النجاح والتألق دائماً، وأرجو أن أرى التميز كذلك في مشاركاته في ملتقى التفسير إن شاء الله.
عصر الأحد 20/ 1/1427هـ في مدينة أبها
ـ[معمر العمري]ــــــــ[19 Feb 2006, 10:03 م]ـ
شكر الله لكم يادكتور , وإن كان أخوك أقل بكثير من هذا , والفضل لله ثم لمشايخنا من أمثالكم
وما هذا إلا دعم منكم أعتز به , والله الموفق للجميع.
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[12 Oct 2006, 03:26 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا د. عبدالرحمن جهد مشكور، وصرف للهمة في العلا، فبوركت ووفقت أخي الكريم.
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[14 Nov 2006, 11:49 م]ـ
الاخ الدكتور عبد الرحمن الشهري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة، اسعدتُ بهذا الخبر الجميل، مع اسفي الشديد من عدم مشاهدة هذا اللقاء، فكم انا متلهف باللقاء بكم أومشاهدتكم، مما عرفته منكم من حسن الادب والخلق الرفيع والتواصل والاعتراف لاهل الفضل بفضلهم، فلم تتردد ولم تهمل يوماً اية رسالة كنت ارسلها لك عبر البريد الالكتروني ولم تبخل بوقتك وجهدك في ابداء المساعدة قدر المستطاع، فكنت مثال الوفاء والاحسان، فأرجو التفضل بتسجيل اللقاء في الملتقى لأنه لم يتسن لنا مشاهدته، ونسئل الله عز وجل اللقاء بكم في أرض الحرمين التي حرمنا منها، لظروف العراق الجريح الصابر، كما نسأل الله عز وجل أن يجمعنا بكم في الفردوس الاعلى انه سميع مجيب.
إياد سالم السامرائي
جامعة تكريت - كلية الشريعة
25/ شوال / 1427هـ
ـ[عماد الدين]ــــــــ[21 Nov 2006, 11:45 ص]ـ
شاهدت البارحة (ليلة الثلاثاء) في برنامج (يتدارسونه بينهم) بينهم الشيخ عبدالرحمن الشهري
وكان يشرح الآيات الكريمة من سورة (الإسراء)
الحقيقة تفاجأت بالشيخ وأعجبني أسلوبه وبدا لي وكأنه من (العلماء الشباب) إن صح التعبير
فهل يا ترى كان هو نفسه ... مشرفنا العزيز؟
وعذرا لجهلنا بالشيخ الدكتور مشرف ومؤسس هذا الملتقى
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Nov 2006, 02:03 م]ـ
الأخ العزيز إياد السامرائي وفقه الله ورعاه: شكر الله لك حسن ظنك بأخيك، وهذا اللقاء الذي أشير إليه في هذا الموضوع قديم كما هو ظاهر من تاريخ كتابته، وأما ماذكرتموه فهو جزء من حقكم علينا، وما صنعنا شيئاً يستحق الذكر وفقنا الله وإياكم دوماً لطاعته ورضاه، ولا زلنا نترقب بحثكم عن شيخكم الأستاذ الجليل الدكتور غانم قدوري الحمد.
الأخ العزيز الدكتور عماد الدين وفقه الله ورعاه: نعم، فقد شاركت ببضاعة مزجاة في هذا البرنامج الذي أشرتم إليه، وأستغفر الله من الزلل والخطأ وما أكثره. وإن كان يصح في حقي قولة النعمان بن المنذر لضمرة بن ضمرة: تسمعُ بالمُعيدي لا أنْ تراه!
وما زلتُ أترقب خبر مصحف عمان يا دكتور عماد وفقك الله فلا تحرمنا فوائدك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عماد الدين]ــــــــ[21 Nov 2006, 07:20 م]ـ
شكرا لك أخي الشيخ والدكتور
وهنا تجد ما طلبت
مشروع (مصحف عمان) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?p=29287#post29287)
ـ[محب القراءات]ــــــــ[02 Dec 2009, 02:24 ص]ـ
شاهدت ولأول مرة إعادة برنامج (مبادئ علم التجويد) والذي كان ضيفه د / عبدالرحمن الشهري وفقه الله , وكانت هذه الإعادة في يوم الثلاثاء 14/ 12 / 1430 الساعة 11.00 مساءا بتوقيت مكة المكرمة على قناة المجد العلمية , وهو لقاء ماتع ومفيد , وكنت أدون بعض النقاط أثناء استماعي للبرنامج إلا أنني كنت متأكدا من أنني سأجده مسجلا ومفرغا بالكامل على شبكة الانترنت , وفي الحقيقة لم أبحث عنه كثيرا على الانترنت , ولكنني قلبت صفحات المتلقى وكنت متأكدا أنني سأجد كتابة عنه وفعلا وجدته في هذه المشاركة فجزى الله جميع الإخوة الذين شاركوا فيها.
وآمل من المتابعين لبرنامج (مبادئ العلوم) على قناة المجد العلمية أن يساعدونا إن كان هناك روابط لتسجيل هذا اللقاء , أو تفريغه كاملا.
وشكر الله للشيخ د / عبد الرحمن الشهري على جهوده المباركة.
وبهذه المناسبة أدعو المتخصصين في الدراسات القرآنية إلى مزيد من البذل والعطاء في نشر هذا العلم المبارك على القنوات الفضائية وغيرها من التقنيات الحديثة , فمن فوائد وبركة المشاركة فيها أنه يستفاد منها على مر السنين , فهذا البرنامج كان بثه لأول مرة في 10/ 1/1427هـ , أي قبل حوالي 4 سنوات من الآن , وها نحن نشاهد إعادته ونستفيد منه بعد هذه الفترة الطويلة , فجزى الله القائمين على قناة المجد , وخاصة (العلمية) خير الجزاء , ونتمنى لهم مزيدا من التوفيق والنجاح.
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[02 Dec 2009, 01:57 م]ـ
.
لقد سعدت ليلة البارحة بالجلوس مستمعا مصغيا لما ألقاه أخي الكريم الدكتور عبدالرحمن، حول مبادئ علم التجويد.
*وفي الحقيقة لقد كان الضيف منصفا في كثير من النقاط، ولم ترعه هيبة اللقاء والخروج على الجمهور، اكتشفت هذا عندما وجه له سؤال من مستضيفه الذي يتمتع فيما يبدو بلباقة وأدب حسن، لكن كان من بين الأسئلة التي وجهت للضيف سؤال في باطنه الجواب الذي خشيت أن ينساق معه الضيف، فيقع في شئ من المجاملة على حساب العلم.
لكن الضيف كان يتمتع بفطنة وصراحة، مما جعل لجوابه قيمة علمية، وإن كان فيه شئ من الدبلوماسية الواجبة، التي كان لابد منها حتى لا يساء فهمه.
والسؤال الذي طرحه المستضيف، كان حول مايزعمه كثير من الناس حول القراء الذين اكتسحت شهرتهم الساحة، وأن بعضهم ليس بالمستوى المطلوب من الإجادة ...
كان طرح السؤال في هيئة استنكار لهذه المقولة التي كانت تضن أن الشهرة تكفي لأن تضع الشخص في بوتقة علمية ترتقي به عن النقد، وكأنه بهذه الشهرة قد حاز قصب السبق في كل فن.
لكن في الحقيقة أن جواب الشيخ عبدالرحمن كان صريحا منصفا، حيث أجاب بأن هذه مقولة ليست بعيدة عن الحقيقة أو عارية عن الصحة، بل يوجد بين القراء من بعضهم أفضل من بعض، ومصداق ذلك ما أخبر به صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور: أن من يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، ومن يقرأه وهو عليه شاق ... الحديث، وهذا شاهد على وجود التفاوت بين القراء.
أقول: بأن من يتأمل تاريخ القراء واهتمام الأمصار بالعلوم، يعلم علم اليقين بأن جزيرة العرب كانت شبه خالية من الاهتمام بهذا الفن ـ أعني علم التجويد وعلم القراءات ـ في القرون المتأخرة، وخاصة أرض نجد ومشايخ الدعوة السلفية رحمهم الله، وكان الفضل في المحافظة على هذا العلم والاهتمام به، يعود إلى قطرين إسلاميين كبيرين تحتل مصر منه المرتبة الأولى، فكان هناك مشيخات ومعاهد وقراء كبار، بل رزق الله بعضهم أصواتا رخيمة أسمعت الدنيا في وقتها، كما كان محمد رفعت والطبلاوي والحصري والمنشاوي وعبد الباسط رحمهم الله جميعا، وما زال بعض هذه الأصوات الندية حاضرا بيننا إلى اليوم، فلم أعدل بالمنشاوي وعبدالباسط حيا ولا ميتا ممن سمعنا صوته، فوالله إن لبعضهم آيات تضن وهو يتلوها أنه ينتزع فؤادك ليسبح به في ملكوت الله، والله يؤتي فضله من يشاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما البلد الآخر فهي دولة باكستان، وكذلك الديار الشامية فقد كان لبضهم عناية بهذا الفن، وما زلت أذكر جواب الشيخ عبدالله الجبرين على سؤال وجهته له حول هذا الأمر قبل سبع عشرة سنة، فكان جوابه قريبا مما ذكرت، بل ذكر لي أعاجيب من قراءة بعض القراء من شيوخه رحمهم الله.
ولا يتلقف هذا متلقف يستهويه شيطانه ليقدح في تلك الثلة المجاهدة من العلماء، التي أحيا الله بها العقيدة الصحيحة، فقد كانت على علم كبير في كثير من علوم الشريعة الإسلامية، لكن سنة الله جرت بأن يكون هناك أزمنة تقبل الناس على فن من الفنون وتكثر مدارسته والعناية به، ثم يأتي جيل آخر تكون عنايته بفن آخر، بل أحيانا تكون العناية والشهرة والصدارة لكتاب معين، ثم يأذن الله لكتاب آخر فتكون العناية به، وقد يكون في زمن واحد تنصرف عناية قوم لكتاب معين، وفي نفس العصر تكون العناية لكتاب آخر في نفس الفن في جهة أخرى من أقطار العالم الإسلامي، والأمر في هذا كله راجع لتدبير الله، وأظن هذا لايحتاج تدليلا وأمثلة لوضوحه.
لكن أهم مايمكن قوله: أن لا يكون المرء عدو ماجهل، فيقلل من قيمة ماجهله من العلوم الأخرى، وهذا ما أخذ على بعض الأقلام المعاصرة والمتقدمة، من التهوين بشأن فن من الفنون. سواء علم التجويد أو غيره من العلوم، والمعصوم من عصمه الله، وقد أشار ضيف اللقاء الدكتور عبدالرحمن في طي حديثه لشئ من هذا، فبين ترابط العلوم بعضها ببعض، وأهمية علم التجويد على سبيل المثال، لمن يدرس بعض العلوم الأخرى، كعلم الصرف أو اللغة والصوتيات، فجزاه الله خيرا.
* وكان من أهم مالفت انتباهي وأثار إعجابي، محاولة التذكير والتنبيه والدعوة إلى كتب السلف، والعودة بالجيل الناشئ إلى القراءة في تلك الكتب، وبيان التفاوت الشديد بين كتابة المتقدمين والمتأخرين، وهذه دعوة تستحق الإشادة، فمع أن كتب المتقدمين في هذا الفن لم يطبع منها إلا القليل، وقد تكون أقل ترتيبا من كتب المعاصرين، إلا أنها أكثر بركة ونفعا وضبطا، فكانت دعوة لخصت دعوة الحافظ ابن رجب رحمه الله في رسالته في فضل علم السلف، وما زلت أذكر ما أحدثته مطالعتي لكتابي الرعاية والإبانة لمكي بن طالب القيسي الأندلسي رحمه الله، منذ اطلاعي عليهما قبل نحو خمس عشرة سنة، ولا أذكر من كتاب البرهان الذي كان مقرر الجامعات على نفعه وفائدته إلا لون غلافه والله المستعان.
*وما أحسن مانبه له الضيف الكريم، في أن أحمد الأمور وأحسنها حالا، هو التوسط والابتعاد عن جانب التكلف والتقعر في أحكام التجويد، وقد يغتفر هذا التكلف في جانب التعلم والتعليم، حتى يكتسب الطالب الدربة، ثم يسرح له العنان فيكون التجويد له سليقة وطبعا. حتى إذا سمعه السامعون أنصتوا للقراءة، كأنما هو ينزل الساعة غذ طري، وقد بين في حديثه أن هذا قد يكون حال السلف رحمهم الله، واستشهد على هذا ببعض الحوادث من سير القوم.
فنعم ماذكر: ومن تعلم على يد الشيخ عبيد الله الأفغاني ـ أسأل الله أن يرزقه حسن الخاتمة ـ يذكر كيف كان يشدد الشيخ في مخرج الضاد، وكيف كان يردد مع المتعلم بين يده: ضيف، ضيوف، ضيفان ..... ، بل يوصيه بأن يأخذ مرآة يطالعها وهو يحاول إخراج الحرف، حتى يتعلم الإتقان.
*كذلك من الأمور التي حمدتها في اللقاء، عدم اعتماد الضيف على الأسلوب الأكاديمي في الطرح، فقد لاحظت بعض أساتذة الجامعات عند استضافتهم، لايستطيع أحدهم التخلص من هذا الأسلوب، وكأن أحدهم داخل قاعته وأمام طلابه، فيعتمد إعادة الجملة الآخيرة من حديثه ويكررها تكرارا مملا، لكن الذي لاحظته أن الشيخ الكريم قد أدرك بتوفيق الله أن طرحه كان للجمهور باختلاف مستواهم العلمي، فلم تكن منه هذه اللكنة التي قد تحدث من بعض الفضلاء.
فشكر الله للشيخ الكريم بيانه، وفتح علينا وعليه بالعلم النافع والعمل الصالح.
وللأسف الشديد فقد فاتني مداخلة أخي الكريم الشيخ الدكتور مساعد الطيار، ولم أسمع إلا وعده بأن يجيب الدعوة التي وجهت له ليكون ضيفا على القناة، فنسأل الله له التوفيق والسداد.
.
ألا ترى أن علم التجويد ظهر أولا في الحجاز ثم نجد بسبب زيارة علماء التجويد (القراء) لبيته العتيق ولمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهذا ما جعل مثل الشيخ علي عبد الله جابر رحمه الله يتميز عن غيره في القراءة آنذاك في عام 1401هـ تقريبا والله أعلم
ـ[طالبة القرآن وعلومه]ــــــــ[02 Dec 2009, 07:35 م]ـ
روابط بعض حلقات برنامج مبادئ العلوم (ومنها حلقة مبادئ علم التجويد):
http://www.midad.me/sounds/category/51989
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=3216
http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=89751(/)
أريد أوجه القراءة في قوله تعالى: ((قل هو الله أحدٌ الله الصمد))
ـ[طارق]ــــــــ[12 Feb 2006, 11:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد أوجه القراءة في قوله تعالى: ((قل هو الله أحد الله الصمد))
عند عدم الوقف على رأس الآي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[25 Aug 2010, 03:35 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
عند وصل هذه الآية يلتقي التنوين في كلمة (أحدٌ) والساكن في لفظ الجلالة (الله) فنتخلص من إلتقاء الساكنين بقلب التنوين إلى نون مكسورة، فيكون النطق هكذا: (أَحَدُنِ اللهُ) بترقيق لفظ الجلالة (الله) لأنَّ ما قبله مكسوراً - والله أعلم -.
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[25 Aug 2010, 03:55 م]ـ
بناء على إجابة الأخ الفاضل أبي إسحاق فبين الآيتين وجه واحد فقط بتحريك التنوين بالكسر تخلصا من التقاء الساكنين ويلزم منه ترقيق لام لفظ الجلالة بسبب الكسر قبله، وهذا الوجه للقراء العشرة، وما ورد في كتب القراءات الشاذة وبعض كتب التفسير من أوجه أخرى لا يقرأ بها، والله أعلم.(/)
هل علم واضع لعلم التجويد؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[15 Feb 2006, 04:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
هل علم واضع لعلم التجويد؟ و إن لم يكن فما الأقوال التي قيلت في ذلك، و اين أجدها؟ و ما أول مصنف وضع فيه؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Feb 2006, 10:51 ص]ـ
لعلم التجويد جانبان:
الأول: الجانب التطبيقي. وهذا مأخوذ بالتلقي من الله سبحانه وتعالى، ومنه لجبريل، ومنه للنبي صلى الله عليه وسلم، ومنه للصحابة. وهكذا منهم إلينا وصلا.
الثاني: الجانب النظري، ووضع الاصطلاحات الضابطة لتلك القواعد، فهذا نشأ أول الأمر على يد أهل اللغة لضبط اللغة، ولم يفرد له القراء كتباً خاصة، ثم بدأ التدوين فيه أول الأمر بحسب ما ظهر للباحثين في كتاب سيبويه في باب الإدغام من كتابه، ثم نظم أبو مزاحم الخاقاني (ت325هـ) قصيدته الرائية في التجويد، ثم تتالت المصنفات بعد ذلك. ولعلك تجد في العرض المرفق بهذه المشاركة:
لقاء في قناة المجد مع المشرف العام عبدالرحمن الشهري ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4667)
ما يفيدك في هذا أمر المصنفات في التجويد.
وأما المرجع الذي أنصحك بالرجوع له في هذا الجانب، فعليك بكتاب الدكتور غانم قدوري الحمد (أبحاث في علم التجويد) ففيه بحث حول هذا الموضوع بعنوان (علم التجويد - نشأته ومعالمه الأولى) بحث هذا الموضوع بشيئ من التوسع. وقد فصل أيضاً في لقائه العلمي مع شبكة التفسير والدراسات القرآنية حول هذا الموضوع فارجع عليه وفقك الله على هذا الرابط
لقاء شبكة التفسير والدراسات القرآنية مع الدكتور غانم قدوري الحمد ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3507)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[15 Feb 2006, 01:19 م]ـ
سلمت يمينك شيخنا الكريم الشهري
أين أجد كتاب القدوري؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Feb 2006, 01:25 م]ـ
من هنا ( http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb137746-98050&search=books) . وإن اكتفيت بما ذكره في اللقاء العلمي كفاك إن شاء الله.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[15 Feb 2006, 01:26 م]ـ
هل قيل أن واضع علم التجويد هو الخليل بن أحمد الفراهيدي؟ و ما نسبة هذا القول من الصحة؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Feb 2006, 01:42 م]ـ
للخليل ابن أحمد مشاركة في بيان مخارج الحروف وصفاتها في كتابه العين (انظر: كتاب العين 1/ 52 - 67)، ومنه أخذ سيبويه بعد ذلك كما في الكتاب له 4/ 431 - 436، ومواضع أخرى متفرقة من الكتاب. لكن كونه هو الذي وضع هذا العلم بقواعده كما صنع مع علم العروض أو المعجم فهذا لم يقل به أحد، ولو قال به أحد لم يقبل منه، لأن الدراسة التاريخية تثبت خلاف ذلك. والأمر مفصل كما قلت لك في بحث الدكتور غانم قدوري الحمد الآنف الذكر.(/)
سؤال للشيخ: عبدالرحمن الشهري، كيف تستخدم معامل اللغة لتدريس مخارج الحروف؟؟؟
ـ[طالب المعالي]ــــــــ[15 Feb 2006, 11:05 ص]ـ
ذكر الشيخ عبدالرحمن حفظه الله في لقائه بقناة المجد أن مما يحسن استخدام معامل اللغة لتدريس مخارج الحروف للطلاب لتحسين الأداء
سؤالي: كيف يتسنى ذلك عمليا وفقكم الله؟؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Feb 2006, 12:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي العزيز طالب المعالي وفقه الله
كانت الحلقة عن مبادئ علم التجويد، ودعوت فيها بعد طول تدريسي لهذه المادة إلى التجديد والابتكار في تدريسها باستخدام الأجهزة التقنية الحديثة التي يستخدمها علماء الأصوات والأطباء المتخصصون في الصوتيات (الحنجرة والأحبال الصوتية). والذي دعاني لذلك أسباب:
- عدم القدرة على إيصال وصف مخارج الحروف وصفات الحروف لأذهان الطلاب، وبالتالي عدم استيعاب الطلاب للموضوع. وهذا يقع بنسبة كبيرة.
- عدم وجود حيوية في تدريس هذه المادة بشكلها النظري بخلاف دراستها بطريقة تطبيقية عملية.
- أن هذه الطريقة في التدريس مطبقة بصرامة في تدريس مادة اللغة الانجليزية وغيرها، وتهيئ معامل صوتية في هذه الكليات والأقسام، بخلاف أقسام علوم القرآن مع أنهما في جامعة واحدة غالباً. فما الذي جعلنا نحرص على مخارج الحروف الانجليزية مع عدم ارتباطها بكتاب مقدس عندنا، واللحن في مخارج حروفها لا يترتب عليه حكم شرعي، ونهمل دراسة مادة التجويد بهذه الطرقة الممتعة مع أنه ألصق علوم القرآن بالقرآن لارتباطه بلفظه؟
وقد كنت بدأت في محاولة عملية لتدريس هذه المادة مستعيناً في ذلك ببعض الأجهزة المتاحة في كلية اللغة العربية في جامعة الملك خالد عندما كان قسم اللغة الانجليزية تابعاً لها، ثم انفصلت كلية اللغات والترجمة عن كلية اللغة العربية فابتعدت المعامل عن كلية الشريعة فتركت الأمر إلى حين. ثم لما طرحت هذه الأفكار في البرنامج، أردت العودة لكتابة مقالة موسعة في ملتقى التفسير هذين اليومين حول الموضوع، وسأفعل إن شاء الله، بيد أن سؤالك دعاني لتقديم هذه اللمحة الموجزة، تلبية لطلبك، فاقبل هذه اللمحة الموجزة
وقد وجدت بعض الأجهزة التي يمكن الاستفادة منها في هذا الغرض، في معرفة مخارج الحروف بدقة، ومعرفة صفات هذه الحروف من الشدة والجهر ونحوها، ثم معرفة مقادير الغنة ومخرجها، ومدى الإخفاء في النون الساكنة والتنوين عندما يليها حرف من حروف الإخفاء الخمسة عشر، فإن علماء التجويد قد تنبهوا لهذا قديماً، فقالوا: إن إخفاء الغنة في حروف الإخفاء ليس على درجة واحدة. وإنما هو يزيد وينقص بالنظر إلى مخرج الحرف الذي يلي النون.
ومن الشركات التي رأيتها عنيت بتصنيع هذه الأجهزة شركة KayPENTAX ، وهي شركة أمريكية تعمل في هذا المجال منذ أكثر من أربعين عاماً، ولها موقع على الانترنت به صور للأجهزة وكيفية استعمالها، وهذا موقعها: http://www.kayelemetrics.com/ . وخاصة تحت Product Information .
[line]
ومن الأجهزة التي تنفعنا في هذا:
1 - جهاز Stroboscopy لتصوير الحنجرة. وهذه صورته.
http://www.tafsir.net/images/Stroboscopy.gif
وهذا يساعد على معرفة مخارج الحروف الحلقية، وتحقيق كلام العلماء في ذلك ومدى دقته، ومعرفة معنى قولهم: أقصى الحلق، ووسطه، وأدناه، ويكشف هذا الجهاز عن وضع الأوتار الصوتية أثناء الكلام، مما يساعد في معرفة كيفية حدوث صفة الجهر والهمس. وكيف تكون هذه الصفات. ومن أفضل ما رأيته في هذا الجهاز أيضاً أنه يكشف عن وضع غضروف الحنجرة المسمى بالغلصمة أثناء نطق الحروف المفخمة كالصاد والظاء، واسمه بالانجليزية ( Epiglottis) .
حيث يذهب علماء الصوتيات الحديثة إلى أن التفخيم للحروف يحدث بتقعر لوسط اللسان مع تضييق في الحلق، وكشف منظار الحنجرة أن مكان هذا التضييق يكون عند غضروف الغلصمة هذا. ولهذا الجهاز فوائد تظهر بالتجربة والتطبيق، وله صور واضحة جداً لكل هذه المراحل التطبيقية. ومما أعجبني أن هناك تفاوت طفيف في نطق الحرف الواحد عند المتكلمين، بحسب درجة الصوت. ولعلي إن شاء الله في بحث موسع أبين هذا بالصور الموضحة، والجداول المبينة في المستقبل.
[ line]
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - جهاز Nasometer وهو مفيد لقياس الغنة ومخرجها، وهو من أهم الأجهزة لمعرفة مقادير الغنة في الحروف الأنفية كالميم والنون، وفي معالجة بعض العيوب النطقية كمن يتكلم من أنفه، أو يخرج بعض الحروف غير الأنفية مختلطة بالغنة. كما يساعد وهذه من أهم وظائفه في تحديد نسة غنة النون عند حروف الإخفاء الخمسة عشر، وقد أشار المتقدمون إلى تفاوت غنة النون عند حروف الإخفاء الخمسة عشر بحسب قرب هذه الحروف إلى النون أو بعدها عنها. قال أبو عمرو الداني: (وإخفاؤهما على قدر قربهما وبعدهما، فما قربا منها كانا عنده أخفى مما بعدا عنه) [التحديد في الإتقان والتجويد 115]. وفي هذا تجارب ممتعة يسر الله كتابتها وبيانها.
[ line]
3- جهاز Palatometer لقياس مخارج حروف الحنك اللسانية، وهو مخرج القاف والكاف والجيم والشين والياء. والجهاز موجود في موقع الشركة السابق.
[ line]
4- جهاز Spectrogram لتحليل الطيف. وهو من أهم الأجهزة التي تساعد في عملية تصحيح النطق وتجويد الحروف، حيث يقوم بعرض صورة مرئية للنطق تكشف عن خصائص الكلمة المنطوقة. وهذا ينفع في معرفة صفات الحروف وخاصة التفخيم والترقيق ولإطباق ونحوها.
ولا أشك أن هناك أجهزة أخرى مهمة في هذا الموضوع، وبعضها ربما يكون يجمع هذه الوظائف كعادة الشركات التي أصبحت تصنع جهازاً يجمع وظائف متعددة كما نرى في الطابعات التي تشتمل على فاكس وآلة تصوير وسكانر معاً.
وقد تحدثت مع أحد الزملاء في كلية اللغات والترجمة ممن تخصصوا في هذا الجانب الصوتي للغة الانجليزية، فسعد بهذا سعادة غامرة، ووعدني بأن يشرح لي كيفية عمل الأجهزة المتوفرة لديهم في الكلية، والبحث عن أفضل الطرق للاستفادة منها في باب تدريس التجويد، وقال: لقد كنت أتعامل مع هذه الأجهزة تعاملاً آلياً من قبل هذا، ولم يخطر ببالي توظيفها في تدريس تجويد القرآن، فلعلك تفتح لنا باباً إلى هذا النفع. قلت: نسأل الله التوفيق والعون، ولا أشك أن غيري من الفضلاء قد سبقني إلى بحث مثل هذه المسائل، وللدكتور غانم قدوري الحمد قصب السبق في هذا الجانب، وكل من تصدى بعده لإنشاء مقامة، ولو أوتي بلاغة قدامة، لا يغترف إلا من فُضالته، ولا يسري ذلك المسرى إلا بدلالته، وكنت عزمت على عرض كتابه القيم (الدراسات الصوتية عند علماء التجويد) في الحلقة التي عرضت في قناة المجد، ولكن ضاق الوقت عن ذلك وعن غيره فالحمد لله.
وأختم جوابي المختصر لأخي طالب المعالي بالإشارة إلى كتاب قيم في هذا الموضوع، اطلعتُ عليه على عجل، وأنوي إعادة دراسته لعرضه عرضاً دقيقاً، عنوان:
التجويد القرآني - دراسة صوتية فيزيائية
للدكتور محمد صالح الضالع
أستاذ علم الصوتيات بكلية الآداب بجامعة الاسكندرية
وقد صدرت طبعته الأولى عن دار غريب للنشر بالقاهرة عام 2002م. وهذه صورة غلافه.
http://www.tafsir.net/images/tajwsound.jpg
ويضم هذا الكتاب أربع دراسات تناولها الباحث على مدى سنوات من العمل والتطبيق، وهي:
- الغنة.
- الإخفاء.
- القلقلة.
- الاختلاس.
ولنا عودة له إن شاء الله إن كتب الله في العمر بقية.
ـ[سعودالعكوز]ــــــــ[19 Feb 2006, 12:40 م]ـ
جميل ..
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[19 Feb 2006, 01:26 م]ـ
بارك الله فيك وحقق لك آمالك وبلغك فوق ما ترجو، أنا أتفق معك تماماً في مسألة السعي للتخلص من الرتابة التي حاقت بأساليب تقديم العلوم الشرعية، وخاصة علم التجويد، وهو علم حاز به علماءنا الأوائل قصب السبق، وهو علم قائم بنفسه يدرس باسم ( phonetics) وما يتعلق بكيفيات ومعالجات الأصوات ( phononlgy) ، ومكتب دعوة الجاليات بالجبيل له مجهود يشكر عليه، فقد وظف مجموعة متقدمة من الأجهزة والمعامل الصوتية لتعليم الداخلين في الإسلام النطق المتقن للغة العربية وتلاوة القرآن الكريم ولكني أتذكر أنها ليست من ضرب الأجهزة المتطورة التي ذكرت في مقالك اعلاه، ولكنها على الأقل محاولة شجاعة لكسر حاجز العادة المستحكمة على كثير من انماط التعليم لدينا وقد آتت ثمراً يانعاً، وعلماً نافعاً، ولله الحمد، والأمل معقود في أمثالكم لفعل مثل ذلك وأجود على مستوى التعليم الجامعي.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Feb 2006, 03:44 م]ـ
أحسن الله إليكم جميعاً، وشكراً لأخي الكريم عبدالله الشهري على تشجيعه وإضافته. وما تفضلتم به عن مكتب دعوة الجاليات في الجبيل قد رأيته وسعدت به، وأخي سعادة العميد فؤاد قاضي ممن خطط لمثل هذه الإبداعات، وقد أطلعني عليها أيام التخطيط لذلك المركز الرائع الذي أسأل الله أن ينفع به وبالقائمين عليه، وهو مشروع متكامل سابق لغيره في كثير من التفاصيل.
وأما التجديد في جوانب تدريس علم التجويد فله مسوغات، ومبررات تدعو إليه، ويجب أن يكون القائمون عليه، والمتخصصون فيه مبادرين إلى إقامة علاقات أخوية وعلمية مع الزملاء المتخصصين في اللغة وخاصة في علم الأصوات الحديث، وفي الفيزياء ولا سيما الصوتية، وفي الالكترونيات وهندستها، وفي طب الأنف والأذن والحنجرة وتشريحها؛ لأن هناك قطيعة بين المتخصصين في هذه التخصصات، فلا تجد من مراجع المؤلفين في الأصوات كتاباً في التجويد، ولا من مصادر المؤلفين في التجويد كتاباً في الأصوات، وهكذا بقي الانقطاع بين هذه الحقول العلمية المتصلة ببعضها، ونتج عن ذلك الحرمان من نتائج رائعة توصلت إليها الدراسات الصوتية الحديثة، كانت ستساعد في إيضاح كثير من وصف القدماء لبعض الظواهر الصوتية كالإخفاء والغنة، وكانت ستقطع الخلاف في بعض المسائل التي من هذا القبيل، ولا سيما أن الدراسات الصوتية العربية زاد عمرها الآن عن الخمسين عاماً أو تزيد.
وقد حرصت على اقتناء الكتب ذات العلاقة في معظم هذه التخصصات، وقرأتها بتدبر، وحاولت استخراج كل ما يمكن أن يخدم علم التجويد من كل هذه التخصصات، فوجدت على سبيل المثال أن كثيراً من الرسومات التي يستخدمها المؤلفون في كتب التجويد المعاصرة لإيضاح مخارج الحروف ليست دقيقة، وأن هناك صوراً ادق منها عند المتخصصين في التشريح، وغير ذلك من الفوائد التي يضيفها الاطلاع على هذه المؤلفات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Nov 2007, 06:05 م]ـ
هذه رسالة من أحد الأساتذة الفضلاء وفقه الله، وصلتني على بريدي قبل أيام لها صلة بهذا الموضوع طلب مني مرسلها نشرها هنا جزاه الله خيراً.
الشيخ الفاضل الدكتور/ عبد الرحمن بن معاضة الشهرى
تحية طيبة وبعد،
أطلعت منذ يومين على رد قصير منكم فى ملتقى أهل التفسير عن " كيف تستعمل معامل اللغة فى تدريس مخارج الحروف؟ " بتاريخ 02 ـ 15 ـ 2006 م. و وعدتم بالعودة لمناقشة الموضوع بالتفصيل لأهميته، وياليتكم تسارعون.
ورغم الإيجاز إلا إنه إنجاز كما يقولون، فردكم فيه الكثير مما يشجع المهتمين على الولوج فى مضمار إستخدام كل ماهو حديث لتعليم تلاوة القرآن الكريم. فديننا الحنيف لا يمنع التطوير طالما نلتزم بالقواعد العلمية الأصولية، وفى نطاق الشرع خصوصا بالنسبة لتلاوة القرآن فيما يتعلق بالتلقى عن شيخ متقن. فالمحافظة على التلاوة كما أنزلت على رسول الله (صلعم) بالرواية لا يمنع الشيخ المعلم ولا الطالب المتعلم من إستخدام العلوم الحديثة كلهاـ وليس الصوتيات فقط ـوأيضا الأجهزة الحديثة صوتية وطبية وحاسوبية ... إلخ فى التعليم والتعلم (أى الدراية) بحيث يكون الحكم على سلامة التلاوة للشيخ المعلم، على فترات طوال مراحل الدراسة وطبعا فى النهاية لإعطاء الإجازة. وبذلك نخفف العبء عن الجميع
ويسعدنى إرسال فكرة بحث علمى و عملى لتيسير التلاوة للأعاجم أحاول الترويج لتطبيقه منذ سنتين وفائدته، بل فوائده، أجمع عليها معظم من أرسلته إليهم. والقليل الباقى يرون أنه ضخم! رغم أن ضخامته تتضاءل أمام نتائجه المرجوة التى لا مثيل لها. كما أنه موسوعى يمكن تقسيمه إلى مسارات تتكامل مع بعضها فى النهاية بإذن الله، ونتائج وحدات كل بحث يمكن استخدامها فى التعليم التقليدى.
فى الواقع لا يمكن أن نجارى المتطلبات العلمية للعصر الرقمى إذا لم نقم بمثل هذه البحوث!
أرجو نشر الفكرة فى ملتقى أهل التفسير وتشجيع من ترونه مهتما فى أى تخصص بالتراسل معى.
و تفضلوا بقبول وافر الاحترام،
د. م./ إسماعيل احمد أبوالنجاه
الإسكندرية فى 52/ 11 / 2007
العنوان البريدي: 77 عبد المنعم سند- الإبراهيمية
21321 الإسكندرية- مصر
ت: +20 (3) 5910773 دكتوراه في "الخلو من العيوب" كمنهج إداري
aboulnaga1942@yahoo.com
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Nov 2007, 06:08 م]ـ
معذرة نسيت إرفاق ملفه الذي بعث به مع الرسالة. وتجدونه في المرفقات، ولم أتمكن من قراءته بعدُ، فلعلكم تطلعون عليه وتفيدون برأيكم فيه مشكورين رعاكم الله وشكر الله للباحث الكريم اهتمامه بالموضوع، وإرسال بحثه.(/)
دعوة للتصويت: شاهد نماذج للقراءات المتواترة
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[15 Feb 2006, 06:24 م]ـ
السلام عليكم الرجاء من إخواني الكرام إبداء رأيهم ولهم مني وافر الاحترام والتقدير
شعبة عن عاصم
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[15 Feb 2006, 06:28 م]ـ
حفص عن عاصم
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[15 Feb 2006, 06:29 م]ـ
ورش عن نافع
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[15 Feb 2006, 06:31 م]ـ
التقليل
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[15 Feb 2006, 06:34 م]ـ
بالقصر والسكون
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[15 Feb 2006, 06:36 م]ـ
بالمد وضم ميم الجمع
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[15 Feb 2006, 06:44 م]ـ
قصر المنفصل وضم ميم الجمع
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[15 Feb 2006, 06:47 م]ـ
مصطلح جديد للإدغام الخاص برواية السوسي
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[15 Feb 2006, 06:49 م]ـ
الدوري وله التقليل
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[15 Feb 2006, 06:51 م]ـ
توسط المد والتقليل
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[15 Feb 2006, 06:54 م]ـ
بترك السكت
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[15 Feb 2006, 06:59 م]ـ
البزي وقنبل عن ابن كثير
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Feb 2006, 07:30 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله.
جهد موفق، ولعلنا نقرأ بتمعن ونوافيك بالرأي إن شاء الله.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[15 Feb 2006, 08:54 م]ـ
بارك الله فيكم و في علمكم، و جزاكم خيرا،
و أود أخي الفاضل أن ألفت نظركم إلى جعل ترقيم آيات ذلك المصحف بأرقامنا المشرقية: 1، 2، 3، 4، 5، ..... بدلا من تلك الإفرنجية، التي يقال إنها الأصل،
و المصاحف القديمة المخطوطة آياتها مرقمة بالأعداد المشرقية: 1، 2، 3، ...
و قد قرأت تحقيق الأرقام المشرقية في بعض البحوث المقدمة لمجمع اللغة العربية بالقاهرة،
و ذكر أن تغيير تلك الأرقام ذريعة إلى تغيير الحروف العربية فيما بعد
- و الحقيقة أن المرء يشعر بعدم الانسجام بين الكتابة بالحروف العربية و تلك الأرقام الإفرنجية الموجودة معها في ذات الموضع،
فما رأيك أخي الفاضل؟
... و هذا ليس انتقاصا من عملكم الطيب و الجيد،
أكرمكم الله و وفقكم
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[16 Feb 2006, 12:43 ص]ـ
أشكر تشجيع فضيلة الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله، وأنا في انتظار رأيه السديد وأسأل الله تعالى لي وله ولكل من في المنتدى التوفيق.
وأتوجه بالشكر بفضيلة الدكتور أبي بكر خليل على ما ورد بشأن شكل الترقيم، وأناشده أن يكتب مقالا علميا محققا عن المسألة فالشائع لدى أغلب المحققين وبعض المهتمين أمثالي بكون هذه الأشكال هي العربية الأصلية، كذا سار الأمر في بلاد المغرب حتى جُعل شرطا في تنسيق الكتاب، بالإضافة لاعتماد شركات البرمجة أمثال ميكروسوفت التفريق بين هذه الأرقام وإطلاق ما شاع فالرجاء إتحافنا بهذا التحقيق العلمي.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[16 Feb 2006, 10:07 ص]ـ
شكر الله لكم اهتمامكم و جميل ردكم، و حسن ظنكم بأخيكم، فلست من المحققين في ذلك الأمر، و لكني من القارئين لبعض ما نشر فيه، و من المهتمين بمتابعته بعض الشيء،
و الذي تطمئن النفس إليه فيه أن المصاحف القديمة المخطوطة منذ مئات السنين كانت أرقام آياتها على تلك الصورة من الأرقام المشرقية: 1، 2، 3، 4، 5، ....
و إنما تأثرت بلاد المغرب بالاستعمار الفرنسي لها، فليست حجة في ذلك، و بالأولى " ميكرو سوفت " و غيرها،
... و أحسب أنكم أقدر مني على الرجوع إلى صور المخطوطات القديمة للمصاحف و المصنفات العلمية الدينية للاستيثاق من حقيقة تلك الأرقام،
و ربما أتمكن - أو غيري من الإخوة الكرام - من نقل بعض ما نشر في تحقيق صورة الأرقام
... و مرة أخرى: جهد طيب و جيد و مبارك إن شاء الله
و جزاكم خيرا على ما تقدمون من خدمة لكتاب الله عزّ و جلّ
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[18 Feb 2006, 09:08 م]ـ
تفضلوا الملف بصيغة أدوبي أكروبات باقي يوم على غلق التصويت
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[19 Feb 2006, 10:30 ص]ـ
أخي الفاضل
(يُتْبَعُ)
(/)
ينبغي علينا في رسم المصحف - حروفا و أرقاما - ألا نأتي بما يخالف الرسوم المعروفة المعهودة، التي أقرها علماء هذا الشأن المتخصصون، و ما عليك سوى الرجوع إلى " مصحف المدينة النبوية "، الذي أصدره مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، و من قبله " مصحف الأزهر الشريف "، فسترى أرقام الآيات كما ذكرت لك،
فلا تكون ممن سنّ في رسمه سنة غير حسنة، فيلحقك الإثم، أعاذك الله و أعاذنا منه و من موجباته،
_ و إليكم بعض ما نشر في هذا الشأن (منقولا):
((بسم الله الرحمن الرحيم
1،2، 3 ..... أرقام عربية أم هندية؟!
من قرارات المجمع الفقهي بمكة المكرمة
القرار الثالث
في عدم جواز استبدال رسم الأرقام العربية برسم الأرقام المستعملة في أوروبا
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا ونبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا - أما بعد:
فإن مجلس المجمع الفقهي الإسلامي قد نظر في الكتاب الواردة إلى الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي من معالي وزير الأوقاف والشئون الإسلامية في الأردن الاستاذ كامل الشريف، والبحث المقدم من معاليه إلى مجلس الوزراء الأردني بعنوان " الأرقام العربية من الناحية التاريخية " والمتضمن أن هناك نظرية تشيع بين بعض المثقفين، مفادها أن الأرقام العربية في رسمها الراهن (1 - 2 - 3 - 4 ألخ) هي أرقام هندية، وأن الأرقام الأوربية ( etc 4-3-2-1 ) هي الأرقام العربية الأصلية، ويقودهم هذا الاستنتاج إلى خطوة أخرى هي الدعوة إلى اعتماد الأرقام في رسمها الأوروبي في البلاد العربية، داعمين هذا المطلب بأن الأرقام الأوربية أصبحت وسيلة للتعامل الحسابي مع الدول والمؤسسات الأجنبية التي باتت تملك نفوذاً واسعاً في المجالات الإقتصادية والاجتماعية في البلدان العربية، وأن ظهور أنواع الآلات الحسابية و (الكمبيوتر) التي لاتستخدم إلا هذه الأرقام يجعل اعتماد رسم الأرقام الأوربي في البلاد العربية أمراً مرغوباً فيه إن لم يكن شيئاً محتوماً لا يمكن تفاديه.
ونظرا أيضا فيما تضمنه البحث المذكور من بيان للجذور التاريخية لرسم الأرقام العربية والأوروبية.
واطلع أيضا على قرار مجلس هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية في دورته الحادية والعشرين المنعقدة في مدينة الرياض ما بين 17 - 28 من شهر ربيع الآخر عام 1403 هـ في هذا الموضوع، والمتضمن أنه لا يجوز تغيير رسم الأرقام العربية المستعملة حاليا إلى رسم الأرقام المستعملة في العالم الغربي للأسباب التالية:
أولا: أنه لم يثبت ما ذكره دعاة التغيير من أن الأرقام المستعملة في الغرب هي الأرقام العربية، بل إن المعروف غير ذلك، والواقع يشهد له، كما أن مضيّ القرون الطويلة على استعمال الأرقام الحالية في مختلف الأحوال والمجالات يجعلها أرقاما عربية، وقد وردت في اللغة العربية كلمات لم تكن في أصولها عربية وباستعمالها أصبحت من اللغة العربية، حتى أنه يوجد شيء منها في كلمات القرآن الكريم (وهي الكلمات التي توصف بأنها كلمات معربة)
ثانياً: أن الفكرة لها نتائج سيئة، وآثار ضارة، فهي خطوة من خطوات التغريب للمجتمع الإسلامي تدريجياً، يدل لذلك ما ورد في الفقرة الرابعة من التقرير المرفق بالمعالمة ونصها " صدرت وثيقة من ورزاء الإعلام تفيد بضرورة تعميم الأرقام المستخدمة في أوروبا لأسباب أساسها وجوب التركيز على دواعي الوحد الثقافية والعلمية وحتى السياحية على الصعيد العالمي ".
ثالثاً: أنها " أي هذه الفكرة " ستكون ممهدة لتغيير الحروف العربية واستعمال الحروف اللاتينية بدل العربية ولو على المدى البعيد.
رابعاً: أنها " أيضا " مظهر من مظاهر التقليد للغرب واستحسان طرائقه.
خامساً: أن جميع المصاحف والتفاسير، والمعاجم، والكتب المؤلفة كلها تستعمل الأرقام الحالية في ترقيمها أو في الإشارة إلى المراجع، وهي ثروة عظيمة هائلة، وفي استعمال الأرقام الافرنجية الحالية (عوضاً عنها) ما يجعل الأجيال القادمة لا تستفيد من ذلك التراث بسهولة ويسر.
سادساً: ليس من الضروري متابعة بعض البلاد العربية التي درجت على استعمال رسم الأرقام الأوروبية، فإن كثيراً من تلك البلاد قد عطلت ما هو أعظم من هذا وأهم وهو تحكيم شريعة الله كلها مصدر العز والسيادة والسعادة في الدنيا والآخرة، فليس عملها حجة.
وفي ضوء ما تقدم يقرر مجلس المجمع الفقهي الإسلامي ما يلي:
أولا: التأكيد على مضمون القرار الصادر عن مجلس هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية في هذا الموضوع والمذكور آنفا، والمتضمن عدم جواز تغيير رسم الأرقام العربية المستعملة حاليا برسم الأرقام الأوروبية المستعملة في العالم الغربي للأسباب المبينة في القرار المذكور.
ثانيا: عدم جواز قبول الرأي القائل بتعميم رسم الأرقام المستخدمة في أوروبا بالحجة التي استند إليها من قال ذلك، وذلك أن الأمة لا ينبغي أن تدع ما اصطلحت عليه قرونا طويلة لمصلحة ظاهرة وتتخلى عنه تبعا لغيرها.
ثالثا: تنبيه ولاة الأمور في البلاد العربية إلى خطورة هذا الأمر، والحيلولة دون الوقوع في شرك هذه الفكرة الخطيرة العواقب على التراث العربي والإسلامي.
والله ولي التوفيق وصلى الله علي سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم)).
http://saaid.net/Doat/Zugail/120.htm
* * *
ملحوظة مهمة:
* الأرقام الإفرنجية الواردة أعلاه: وفقا لنظام الموقع الناقل و طريقة كتابة الأرقام فيه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[19 Feb 2006, 10:50 ص]ـ
السلام عليكم أشكر لفضيلتك ما تكرمت بكتابته وأشكر أمانتك في العزو، لكني عاتب على سيادتكم في قولك:
ينبغي علينا في رسم المصحف - حروفا و أرقاما - ألا نأتي بما يخالف الرسوم المعروفة المعهودة.انتهى
المعهود في إطلاق مصطلح الرسم والمعبرعنه بكلمة (الرسوم) قد يظنه العابر على الموضوع أنه يخص تغيير لرسم كلمات القران نفسها وحاشى لله.
وما تكرمتم وذكرتموه في بدء المشاركة جعلني أعجل بالاستفسار عن مسألة شكل الرقم العربي لما كان يرسخ في ظني بكون ما شكلته من الأرقام هي العربية.
وأخيرا أشكر لسيادتكم سعة صدرك وعنايتك بالأمر وتفضل قبول فائق الاحترام
وصلى اللهم على خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[19 Feb 2006, 03:53 م]ـ
يبقى الود - أخي العزيز - ما بقي العتاب، كما يقولون، و لولا اهتمامي بأمر المصحف الشريف، و كذا احتفائي بمشاركتكم و عملكم الجيد و الطيب ما عقّبت بما عقّبت،
و هو متعلق بشكل الأرقام فقط، كما هو واضح من كلامي - و هو رأي أتبعته دليله.
- و مسألة أصل الأرقام العربية يصدق فيها القول: " حق يراد به باطل "، فالعبرة بما استمر عليه النقل و العمل مدة تلك القرون المتتابعة من الزمان، و كتبت به كل المصنفات الدينية و الدنيوية،
* و إلا فحروف الكتابة العربية نفسها ذكر أن العرب - في الجاهلية، و قبل الإسلام - نقلوها عن أهل الحيرة أو النبط، و طوروها و توارثوها،
فهل نرجع إلى كتابة حروف لغتنا إلى تلك الأصول، أم نأخذ بالحروف الإفرنجية الحالية؟
- إن الأمر جدّ خطير: فإذا استقرت الأرقام الإفرنجية في مصاحفنا: فتلك بداية التغيير الكبير في طريق الانسلاخ عن العربية، إذ سينتشر الرقم الإفرنجي في كل مجال، و سيندثر الرقم العربي،
و سيتلوه الحرف العربي، بدعاوى ما أنزل الله بها من سلطان،
و لذا كان حرصي - أخي العزيز - فلا تعتب عليّ
و لك مني المودة و الشكر
... و ليت الإخوة المشرفين يعودون بالتوجيه بكتابة الأرقام بشكلها الأول، فقد لحظت اليوم تغييرا في شكل أرقام المشاركات إلى الإفرنجي؟؟؟
أخوك
د. أبو بكر خليل
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[20 Feb 2006, 02:06 م]ـ
جزاك الله خيرا فضيلة الدكتور المفضال ذو الأدب الرفيع، نعم يبقى الود والاحترام والتبجيل وتقبل اللهم منا منكم صالح العمل.
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[21 Feb 2006, 02:47 م]ـ
للمناقشة حول موضوع الأرقام انظر المقالات التالية
العنوان الارقام العربيه والارقام السنسكريتيه - الفرنجيه
المؤلف هزاع بن عيد الشمري
المصدر الفيصل
العدد 330 ذوالحجه 1424 فبراير 2004
الصفحات 46 - 51
----------------
العنوان الارقام العربيه: مصدرها وتطورها
المؤلف غريتا حيدر
بيانات النشر الكويت: دار سعاد الصباح، 2000
العدد 2000
الصفحات 216ص
---------------
العنوان الارقام العربيه والارقام الافرنجيه
المؤلف هزاع بن عيد الشمري
بيانات النشر الرياض: دار أجا، 1418
العدد 1418
الصفحات 111ص
---------------
العنوان العوده الى الارقام العربيه التراثيه
المؤلف تامر عبداللطيف ادريس
المصدر الفيصل
العدد 259 محرم 1419 مايو 1998
الصفحات 134 - 135
---------------
العنوان تقرير عن مؤتمر مجمع اللغه العربيه في دورته الحاديه والاربعين
المصدر مجله مجمع اللغه العربيه بدمشق
العدد 2 ربيع الاول 1395 ابريل 1975
الصفحات 446 - 461
-----------------
العنوان الارقام العربيه ورحله الارقام عبر التاريخ تأليف سالم محمد الحميده
المؤلف عدنان الخطيب
المصدر مجله مجمع اللغه العربيه بدمشق
العدد 2 ربيع الآخر 1396 ابريل 1976
الصفحات 387 - 396
-----------------
وبعد الاطلاع على معظمها، من الممكن الخروج بالخلاصة التالية:
1) كلاً من الأرقام المسماة عربية والمسماة هندية هي في أصلها هندية.
2) العرف استقر في عصرنا أن الأرقام (المسماة هندية) هي شعار العرب، والمسماة (عربية) هي شعار الغربيين.
فالأولى الحفاظ على ما استقر شعاراً لنا، في حملة التغريب الواسعة التي تشمل أسماء المحلات و ... و .. وحتى أسماء الأبناء!!!
والله تعالى أعلم.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[22 Feb 2006, 02:19 ص]ـ
أشكر أخي عبد الرحيم على ما سطر من مراجع وخلاصة للأمر:
فالأولى الحفاظ على ما استقر شعاراً لنا، في حملة التغريب الواسعة التي تشمل أسماء المحلات و ... و .. وحتى أسماء الأبناء!!!
والله تعالى أعلم.
ـ[ماجد الخير]ــــــــ[28 Feb 2006, 07:34 م]ـ
بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك(/)
هل صحيح أن تكرير الراء صفة ذُكرت لتجتنب؟
ـ[طارق]ــــــــ[16 Feb 2006, 12:51 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المعروف لدينا أن من صفات حرف الراء ((التكرير))، وهي خاصة بالراء فقط، وإن هذه الصفة تعرف لتجتنب، لكني وجدت للشيخ الفاضل إبراهيم بن الأخضر شيخ القراء بالمسجد النبوي الشريف كلاماً مخالفاً لهذا في مقدمة كتاب ((دروس مهمة في شرح الدقائق المحكمة في شرح المقدمة الجزرية في الأحكام التجويدية)) للشيخ الفاضل سيد لاشين أبو الفرح يقول فيه إن هذه الكلام لا يعلم له أصلاً، ويستدل بقول الجمزوري رحمه الله:
والراء ثم كررنه
وبكلام ابن الجزري
والراء بتكرير جعل
فهل هذا الكلام صحيح؟
وهل قال بالتكرير أحد من علماء التجويد؟
أرجو الإفادة ممن لديه علم في هذه المسألة.
وجزاكم الله خيراً
ـ[د. أنمار]ــــــــ[16 Feb 2006, 11:56 م]ـ
الصواب والله أعلم إخفاء التكرير لا إعدامه بالكلية وضبطها بعضهم بأنه الحد الذي تشعر به في نفسك لا الصوت المسموع وإلا لاصبحت راءات بدل راء واحدة
قال ابن الجزري في مقدمته:
وأخف تكريرا إذا تشدد
ونبه على المشدد لأنه الذي يصعب التحكم فيه فيسبق اللسان إلى ظهور التكرير
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[17 Feb 2006, 12:12 ص]ـ
واقرأ للفائدة:
حتى لا تكرر حرف الراء ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3140)
ـ[طارق]ــــــــ[18 Feb 2006, 12:21 م]ـ
الدكتور أنمار
بارك الله فيك، وسدد للحق خطاك
الشيخ إبراهيم الأخضر حفظه الله في معرض كلامه هذا يقول: وقرأت على العمدة الفاضل شيخي الشيخ حسن الشاعر شيخ القراء الأسبق بالمسجد النبوي الشريف، وعلى الشيخ عامر السيد عثمان، وعلى تاج القراء العالم البحر شيخي الشيخ عبد الفتاح القاضي، وعلى المحقق الشيخ أحمد الزيات بالتكرير في الراء، ولم أسمع منهم أي ملاحظة في النطق بالراء المكررة
ـ[طارق]ــــــــ[18 Feb 2006, 12:24 م]ـ
أبو بيان
بارك الله فيك
وللفائدة أيضاً نقلت موضوعك هنا
حتى لا تكرر حرف الرَّاء
--------------------------
قال ابن بلبان الدمشقي الحنبلي (ت:1083):
(تنبيه:
مما يجب على القارئ إخفاء تكرير الراء؛ لأنه حرف قابل له, ويتأكد ذلك إذا كانت مُشَدَّدة؛ لأن القارئ إذا لم يتحرز من ذلك, جَعَلَ من الحرف المشدد حروفاً, ومن المخفف حرفين, وكل ذلك غير جائز, وطريق السلامة من هذا المحذور:
أن يُلصِقَ اللافظ ظهر لسانه على حنكه لصوقاً مُحكَماً مَرَّةً واحدة بحيث لا يرتعد؛ لأنه متى ارتعد حدث عند كل رِعدَة حرف).
بُغيَة المستفيد في علم التجويد (ص:46).
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[11 Dec 2007, 08:08 ص]ـ
الصواب والله تعالى أعلم أن التكرير صفة لازمة للراء
أما المذموم فهو المبالغة في هذا التكرير
وإذا كانت صفة ذكرت لتجتنب ـ كما يختاره كثيرون ـ فلا معنى لذكرها في الصفات اللازمة
لأن الصفات اللازمة وجودية لاعدمية.
فهي تذكر ليعمل بها لا لتترك وتجتنب.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[11 Dec 2007, 08:24 ص]ـ
ذكر لنا أحد كبار علماء القراءات المحققين في المدينة النبوية أن هذه المسألة من المسائل التي انفرد بها الشيخ إبراهيم الأخضر (حفظه الله) وبارك فيه وفي علمه , وخالف فيها القراء.
وهذا العالم أيضا ممن قرأ على الشيخ عامر والزيات والمرصفي والسمنودي , وغيرهم.
والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Dec 2007, 09:47 ص]ـ
للدكتور غانم قدوري الحمد بحث قيم في هذه المسألة نشره في العدد الأول من مجلة الدراسات القرآنية التي تصدرها الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه كما سبقت الإشارة إلى ذلك هنا ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=8585) .
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[12 Dec 2007, 02:20 ص]ـ
التكرار صفة لازمة للراء ولكونها صفة كيف تتجنب؟!! ومن ثم فالمراد من ذكرها هو عدم المبالغة في هذه الصفة، والتنبيه على ذلك للقراء، والله أعلم.
ـ[مهند شيخ يوسف]ــــــــ[12 Dec 2007, 06:14 ص]ـ
لا شك أن إخفاء صفة التكرار هو المطلوب في الأداء، وهو ما يد عليه كلام المرعشي في جهد المقل.
فأما إعدام صفة التكرار بالكلية فإنه يفضي إلى أن تصير الراء حرفًا شديدا منحصرا، وهو ما يسمى بالحصرمة. والحصرمة عكس التكرار.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهند شيخ يوسف]ــــــــ[12 Dec 2007, 07:28 ص]ـ
وبه يعلم أن صفة التكرار صفة تعلم لتخفى لا لتجتنب.
ومن العجب أن بعضهم نص في كتابه أن طريق التخلص من تكرار الراء يكون بإلصاق ظهر اللسان إلصاقًا محكمًا بسقف الحنك، فإن أراد بما قال حقيقة ما قال فهو مخالف لما اتفق عليه القراء من كيفية النطق بالراء الساكنة، وإن أراد بكلامه تخفيف التكرار أو إخفاءه فعجيب أن يعبر عنه بهذا التعبير!!
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[12 Dec 2007, 12:28 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد
قال ابن الجزري رحمه الله في كتابه النشر: "والحرف المكرر هو الراء. قال سيبويه وغيره هو حرف شديد جرى فيه الصوت لتكرره وانحرافه إلى اللام فصار كالرخوة ولو لم يكرر لم يجر فيه الصوت وقال المحققون: هو بين الشدة والرخاوة وظاهر كلام سيبويه أن التكرير صفة ذاتية في الراء وإلى ذلك ذهب المحققون فتكريرها ربوها في اللفظ وإعادتها بعد قطعها ويتحفظون من إظهار تكريرها خصوصاً إذا شددت ويعدون ذلك عيباً في القراءة. وبذلك قرأنا على جميع من قرأنا عليه وبه نأخذ."
وقال مكي القيسي رحمه الله في كتابه الرعاية: "الحرف المكرّر وهو الراء سمّي بذلك، لأنّه يتكرر على اللسان عند النطق به، كأنّ طرف اللسان يرتعد به، وأظهرُ ما يكون ذلك إذا كانت الراء مشدّدة، ولا بدّ في القراءة من إخفاء التكرير، والتكرير الذي في الراء من الصفات التي تُقوّي الحرف، والراء حرف قويّ للتّكرير الذي فيه وهو شديد أيضاً، وقد جرى فيه الصوت لتكرّره وانحرافه إلى اللام فصار كالرخوة لذلك."
وقال الداني في كتابه التحديد: "والمكرّر حرفٌ، وهو الراء، ويتبيّن ذلك فيه إذا وُقف عليه وأُخْلصَ سكونه، وهو حرف شديد جرى فيه الصوت لتكريره وانحرافه إلى اللام."
وقال القرطبي في كتابه الموضح: "ومنها المكرّر، وهو الراء، وذلك أنك إذا وقفت عليه رأيت طرف اللسان يتعثّر بما فيه من التكرار، ويرتعد لما هناك منه، ولذلك احتُست في الإمالة بحرفين وإليه أشار سيبويه رضي الله عنه بقوله: والوقف يزيدها أيضاحاً."
وقال المرادي رحمه الله في كتابه المفيد – ت 749 - : "والتكرار صفة الراء لارتعاد طرف اللسان عند النطق به، وأظهر ما يكون في المشدّد. وظاهر مذهب سيبويه أنّ التكرار صفة ذاتية للراء وإليه ذهب شريح. وذهب قوم إلى أنّها لا تكرير فيها لأنّها قابلة له، وإليه ذهب مكّي. قال: واجب على القارئ أن يخفي تكريره، ومتّى أظهره فقد جعل من الحرف المشدّد حروفاً، ومن المخفف حرفين. وقال شريح ذهب قوم من أهل الأداء إلى أنّه لا تكرير فيها مع تشديدها، وذلك لم يؤخذ علينا، غير أنّا لا نقول بالإسراف فيه. وأمّا ذهاب التكرار جملة فلم نعلم أحداً من المحققين بالعربية ذكر أنّ تكريرها يسقط بحال."
أقول: أكتفي بهذه النصوص فإنّ فيها ما يشفي العليل ويروي الغليل.
من خلال هذه النصوص يمكن استخراج الفوائد التالية:
أوّلاً: يبدو أنّ الخلاف في هذه المسألة قديمً إلاّ أنّ ظاهره يدور بين ذاتية الصفة ولزومها وبين إخفائها.
ثانياً: من تمعّن في النصوص يجد أنّه لم ينقل عن أحد من الأئمّة نفي صفة التكرار، ولذلك قال شريح: "وأمّا ذهاب التكرار جملة فلم نعلم أحداً من المحققين بالعربية ذكر أنّ تكريرها يسقط بحال"
ثالثاً: الخلاف في المسألة لفظيّ لا يترتّب عليه تغيير في الصوت لقول ابن الجزريّ رحمه الله تعالى: "وبذلك قرأنا على جميع من قرأنا عليه وبه نأخذ"، أقول: ونحن نعلم أنّ مكي القيسي شيخ ابن الجزريّ في الإسناد وهو الذي يقول بإخفاء صفة التكرير، وغيره كثير ممن لم يعبّر عن إخفاء التكرير وهم من مشايخ ابن الجزريّ في الإسناد كذلك.
رابعاً: الخلاف نشأ من استعمال عبارة إخفاء التكرير فظنّ البعض أنّ المراد من ذلك إعدام الصفة بالكليّة ومن ثَمّ نشأ الخلاف.
(يُتْبَعُ)
(/)
خامساً: الأصل في الراء هو الشدّة، والشدّة هو انحباس الصوت، ثمّ جرى فيه الصوت لتكراره وانحرافه. قال سيبويه وغيره هو حرف شديد جرى فيه الصوت لتكرره وانحرافه إلى اللام فصار كالرخوة ولو لم يكرر لم يجر فيه الصوت. أقول: صرّح سيبويه رحمه الله في البداية على شدّة الراء ثمّ ذكر جريان الصوت الناتج عن التكرير والانحراف ونحن نعلم أنّ الشدة وجريان الصوت لا يجتمعان. إذن فالأصل في الراء هو الشدّة لأنها تبتدئ في مخرج من غير تكرير ولا انحراف ثمّ تنحرف وأثناء الانحراف تتكرّر. لأنّه لولا الانحراف ما تكرّرت ولولا التكرير ما جرى فيها الصوت وهو كاللام إذ لولا انحرافها من أدنى الحافة إلى منتهى الطرف لما جرى فيها الصوت. أمّا المحققون فيجعلون الراء بين الشدّة والرخاوة خلافاً لسيبويه. أقول: ليس في نظري خلاف بين كلام سيبويه وكلام المحققين. ولا أعتقد أنّ سيبويه يقول بشدّة الراء مطلقاً لأنّه صرّح بجريان الصوت في الراء لأجل التكرير والانحراف والشدّة تنافي جريان الصوت، إذن فالراء شديدة قبل أن تنحرف ثمّ جرى فيها الصوت عند انحرافها وتكريرها فهو بمثابة الجمع بين الشدّة والهمس في الكاف والتاء، فالشدة تكون قبل الهمس. وبالتالي نخلص إلى أنّه لا خلاف بين من قال بشدّة الراء مع جريان الصوت القليل الناتج عن الانحراف والتكرير وبين كلام المحققين في جعل الراء بين الشدّة والرخاوة والعلم عند الله تعالى.
سادساً: قد علمنا فيما سبق أنّه لا يوجد من نفى صفة التكرير مطلقاً للراء، وهذا يدلّ على لزومها فيه بصريح كلام سيبوية وابن الجزري في نشره وهو مقتضى كلام الداني والقرطبي حيث لم يشيرا على إخفاء التكرير لا من قريب ولا من بعيد، إلاّ أنّ مكي القيسيى وابن الجزري أشارا إلى إخفاء التكرير حال التشديد فقط وليس على الإطلاق. قال مكي القيسي: " وأظهرُ ما يكون ذلك إذا كانت الراء مشدّدة، ولا بدّ في القراءة من إخفاء التكرير" أقول: فذكر إخفاء التكرير عند وضوحه وجلائه ولا يكون كذلك إلاّ عند التشديد وهو الملموس عملياً. وقال ابن الجزري: " فتكريرها ربوها في اللفظ وإعادتها بعد قطعها ويتحفظون من إظهار تكريرها خصوصاً إذا شددت ويعدون ذلك عيباً في القراءة." ولذلك قال في مقدّمته " واخف تكريرا إذا ما تشدّد " فقيّد رحمه الله تعالى إخفاء التكرير بالتشديد.
سابعاً: نحن نعلم أنّه ليس المراد من الإخفاء إعدام ذات الحرف أو الصفة، فالنون الساكنة أخفيت ولكن لم تحذف بالكلية وهذا يقال في إخفاء الحركات وغير ذلك. إذن ليس هناك أيّ مبرّر من إعدام صفة التكرير للراء اعتماداً على إطلاق بعض أهل الأداء الإخفاء على صفة التكرير.
سابعاً: قد علمنا مما سبق أنّ الأصل في الراء هي الشدّة ثمّ جرى فيها الصوت لتكررها وانحرافها، فالتكرير ناتج عن هذه العوامل، إذن فيستحيل أن تنشأ صفة غير ذاتية عن صفات ذاتية، لأنّ صفة الانحراف لا تنفكّ عن الراء وجريان القليل من الصوت لا ينفكّ عن الراء أيضاً والتكرير ناتج عن هذه العوامل فيستحيل إذن أن يكون التكرير صفة غير ذاتية للراء لتعلّقه بجميع تلك العوامل الملازمة لحرف الراء.
وعلى ما سبق من بيان يتضح جلياً أنّ صفة التكرير صفة ذاتية لحرف الراء لا تنفكّ عنه بأيّ حال فمعظم النصوص أطلقت صفة التكرير للراء من غير قيد والقليل منها قيّد إخفاء التكرير بالتشديد حتّى لا يترتّب من ذلك راءات متتالية كما قال ابن الجزري " فتكريرها ربوها في اللفظ وإعادتها بعد قطعها ويتحفظون من إظهار تكريرها خصوصاً إذا شددت". فالتكرير له حدّ لا يجوز تجاوزه، وحدّ ذلك حدوث راءات وإعادتها بعد قطعها وهذا الذي حمل بعض العلماء على إخفاء التكرير احتراز من هذا الإسراف. والعلم عند الله تعالى.
أكتفي بهذا القدر وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
محمد يحيى شريف الجزائري
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[18 May 2008, 05:12 م]ـ
اطلعت على كلام مختصر رائق للأستاذ الدكتور عبد العلي المسئول ـ حفظه الله ـ في كتابه (معجم مصطلحات القراءات القرآنية وما يتعلق به)، حيث قال في مصطلح (التكرير) ما نصه:
(التكرير والتكرار في اللغة يدل على الإعادة والترديد، واصطلاحا هو ترديد صوت الراء، وذلك بارتعاد طرف اللسان عند النطق بها. قال ابن جني: ((ومنها المكرر وهو الراء وذلك أنك إذا وقفت عليه رأيت طرف اللسان يتعثر بما فيه من التكرير؛ ولذلك احتسب في الإمالة بحرفين)).
وقال ابن سينا: ((والراء من تدحرج كرة على لوح من حيث شأنه أن يهتز اهتزازا غير مضبوط بالحبس)).
وقال في السلسبيل:
وعرف التكرير بارتعاد ............. رأس اللسان تحظ بالمراد
وقد اختلف أهل الأداء في التكرير: هل هو صفة ذاتية للراء أم لا؟ فذهب قوم إلى أنها صفة ذاتية لها، وهو الظاهر من كلام سيبويه حيث قال: ((والراء إذا تكلمت بها خرجت كأنها مضاعفة، والوقف يزيدها إيضاحا)).
وذهب آخرون إلى أن الراء توصف بالتكرير بالقوة لا بالفعل، فيجب على هذا التحفظ منه، ويعدون تكرارها في القراءة عيبا، وبه قال مكي والداني والجعبري وابن الجزري).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[11 Nov 2009, 01:06 م]ـ
السلام عليكم
كان هناك جواب لي علي ما كتبه د/ جبل ..... فقلتُ:
((وانظر أخي الكريم إلي طريقة تعامله مع كلام القراء؟ وعدم معرفته لطريقة القراء في التعبير عن بعض الأحكام، ومن ثم سارع في تخطئة القراء دون حصر لأقوالهم، وأخذه بظاهر الأقوال، دون معرفة حقيقة اللفظ، وأضرب لك مثالا من كتابه (تحقيقات في التلقي والأداء) عند حديثه عن تكرارالراء صـ36:
( .... وقد نبه علي عدم المبالغة في التكرار مع إبقاء أصله شريح الرعيني (539هـ) وابن الجزري والمرعشي وغيرهم.
ولعل أول من جر عدم المبالغة في التكرار إلي منع التكرار كلية هو الإمام مكي ـ ثم ذكر قول مكي ـ فوجب علي القارئ أن يخفي تكريره ولا يظهره.ا. هـ وجاء الفخرالموصلي (621هـ) فعد التكرير لحنا ثم جاء الجعبري (732هـ)
فقال: "فتكراره لحن فيجب التحفظ عنه ... وطريق السلامة منه أن يلصق اللافظ ظهر لسانه بأعلى حنكه لصقاً محكماً مرة واحدة بحيث لا يرتعد لأنه متى ارتعد حدث من كل مرة راء أهـ وهذا الذي قاله الجعبري غلط محض، لأن إلصاق اللسان بأعلي الحنك مرة واحد تخرج به لاما لا راء، وقد تقعروا في هذا الغلط وأصلوه حيث قال صاحب كتاب "نهاية القول المفيد في علم التجويد": "الغرض من هذه الصفة تركها " وقال الشيخ المرصفي "وخلاصة القول أن الغرض من معرفة صفة التكرير للراء ترك العمل به عكس ما تقدم في الصفات وما هو آت بعد إذ الغرض منها العمل بمقتضاها." وقد وافق علي هذا التأويل الملتوي المغالط عدد آخر من المؤلفين في التجويد "ثم أحال إلي بعض كتب التجويد مثل الطرازات المعلمة والمنح الفكرية وغيرهما")) ا. هـ
وهكذا تري أخي القارئ كيف وصف ما قاله القراء بالغلط المحض دون فهم لقصدهم. ونقول مستعينين بالله:
قبل الجواب علي ما قاله، ننظر ماذا قال من استدل بهم د. جبل من القراء المؤيدين له في التكرار وهم: ابن شريح وابن الجزري والمرعشي.
: وقال شريح (539): ذهب قوم من أهل الأداء إلي أنه لا تكرير فيها مع تشديدها، وذلك لم يؤخذ علينا، غير أنا لا نقول بالإسراف فيه، وأما ذهاب التكرار جملة فلم نعلم أحدا من المحققين بالعربية ذكر أن تكريرها يسقط بحال "ص24
قال في النشر ج1ص230: وقال المحققون: هو بين الشدة والرخاوة وظاهر كلام سيبويه أن التكرير صفة ذاتية في الراء وإلى ذلك ذهب المحققون فتكريرها ربوها في اللفظ وإعادتها بعد قطعها ويتحفظون من إظهار تكريرها خصوصاً إذا شددت ويعدون ذلك عيباً في القراءة. وبذلك قرأنا على جميع من قرأنا عليه وبه نأخذ.)) ا. هـ
وقال في متن الجزرية: وأخف تكريرا إذا ما تشدد"
قال في نهاية القول المفيد "وقال أيضا ـ أي المرعشي " ... ويخفي تكريرها فإخفاء التكرير كأنه زيادة في التشديد لأن إخفاءالتكرير يحتاج إلي شدة لصق اللسان علي أعلي الحنك كما نقل عن الجعبري "ا. هـ ص124
فابن شريح تأول النص القائل بإخفاء التكرير بأنهم قصدوا المبالغة لعدم وجود من قال بإخفاء التكرار عند أهل اللغة.
وابن الجزري قال "وأخف تكريرا " فهو يقصد المبالغة لأنه نهي عن الحصرمة.
ويكفيه لو تمعن قول ابن الجزري: وأخف تكريرا إذا ما تشدد.وقال أيضا" فتكريرها ربوها في اللفظ وإعادتها بعد قطعها ويتحفظون من إظهار تكريرها خصوصاً إذا شددت ويعدون ذلك عيباً في القراءة. وبذلك قرأنا على جميع من قرأنا عليه وبه نأخذ.)) ا. هـ
هل يفهم منه الإخفاء الكامل؟ أم يقصد عدم المبالغة؟ فقد نهي عن المبالغة وعدم الإتيان بها محصرمة وهكذا تلقاه ابن الجزري علي جميع شيوخه ومنهم تلميذ الجعبري
والمرعشي الذي جعله د/ جبل ممن قالوا بالتكرار استدل بقول الجعبري لأنه يعلم مقصد الجعبري ويفهم مراده، ولكن د/ جبل أصر علي تخطئة الجعبري وغيره .. فبما يجيب عما مضي ممن استدل بهم؟؟
هناك فرق في مسألة تكرار الراء بين تكرار الحرف وربوها في الفم، وبين تكرار الراء في مخرجه حتي يتولد منه راءات، وهذا ما حذر منه القراء،ولذا قال مكي: " ... ومتي أظهره فقد جعل من الحرف المشدد حروفا ومن المخفف حرفين "الرعاية 85
(يُتْبَعُ)
(/)
و قال المرادي (ت749) بعد نقله كلام مكي السابق: وقال شريح (539): ذهب قوم من أهل الأداء إلي أنه لا تكرير فيها مع تشديدها، وذلك لم يؤخذ علينا، غير أنا لا نقول بالإسراف فيه، وأما ذهاب التكرار جملة فلم نعلم أحدا من المحققين بالعربية ذكر أن تكريرها يسقط بحال "ص24
ثم نقل المرادي (ص77) قول الجعبري السابق ثم قال المرادي "قلت: وظاهر كلام الناظم (السخاوي): "صن تشديده عن أن يري متكررا" أن التكرير ليس بصفة ذاتية إلا أن يجهل كلامه علي أن المراد صون الراء عن الإفراط في التكرار.
قال مكي: وأكثر ما يظهر تكريره إذا كان مشددا نحو"كرّة" فواجب علي القارئ أن يخفي تكريره ولا يظهره فمتي أظهره فقد جعل من الحرف المشدد حروفا ومن المخفف حرفين .. ) فقد فهم المرادي قول مكي والجعبري والسخاوي أنهم يقصدون المبالغة، مع ما تقدم من نقله لقول شريح أن المقصود المبالغة).
ثم لو نظرنا في قول سيبويه وهو يصف الفرق بين تكرار الحرف وتكرار المخرج تعلم حقيقة الأمر
ولو نظرنا إلي ما قاله الجعبري أيضا في منظومته "عقود الجمان في تجويد القرآن":
والراء روِّ ولا تهرهر واخفين **تكريره بلزوم ظهر لسان
كيلا تزيد الذِّكر إن كرَّرته **رحماء فارغب مارج ريحان
واحذر من التكرير إن شدَّدته **كالراكعين يفرِّق الرحمن
فقوله " والراء روِّ" دليل علي حثه علي الإتيان بالراء أي الإتيان بربوها ثم قال "ولا تهرهر " وهو يدل علي النهي علي تكرار الراء وهرهر سوق الغنم لكثرة التنبيه علي الغنم بقولهم "أ1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ر" ولذا نهيه كان المبالغة في التكرير.
بل والمرعشي الذي ذكره د/ جبل لو نظرت في قوله لوجدته يستدل بكلام الجعبري
وهاهو المرعشي يذكر قول الجعبري بل ويستدل به علي صحة الوصف بلصق اللسان .. والمرعشي جعله د/ جبل ممن قالوا بتكرار الراء دون مبالغة
وقد فصل حقيقة التكرار فضيلة الشيخ عطية قابل نصر في كتابه: غاية المريد فقال: والتكرير صفة ملازمة لحرف الراء بمعنى أنها قابلة لها فيجب التحرز عنها؛ لأن الغرض من معرفة هذه الصفة تركها، بمعنى: عدم المبالغة فيها، وأكثر ما يظهر التكرير إذا كانت الراء مشددة نحو: كرة، مرة، فالواجب على القارئ أن يخفي هذا التكرير ولا يظهره لقول الإمام ابن الجزري: وأخفِ تكريرًا إذا تشدد.
وليس معنى إخفاء التكرير إعدام ارتعاد رأس اللسان بالكلية؛ لأن ذلك يؤدي إلى حصر الصوت بين رأس اللسان واللَّثة كما في حرف الطاء وهذا خطأ لا يجوز، وإنما يرتعد رأس اللسان ارتعادة واحدة خفيفة حتى لا تنعدم الصفة.
وطريق الخلاص من هذا أن يلصق القارئ ظهر لسانه بأعلى حنكه بحيث لا يرتعد رأس اللسان كثيرًا.))
ومن هنا يتضح للقارئ تسرع فضيلته في إطلاق الأحكام دون فهم أو إدراك لطرق القراء قديما، ولذا وقع في المحظور. والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[حادي العيس]ــــــــ[10 Dec 2009, 09:39 م]ـ
وطريق الخلاص من هذا أن يلصق القارئ ظهر لسانه بأعلى حنكه بحيث لا يرتعد رأس اللسان كثيرًا
الحال ما ذكره فضيلة الشيخ عبد الحكيم حفظه الله ـ وأضيف بعد استئذان شيخنا (وأقل التكرار مرة).(/)
الإقلاب بين أهل مصر وأهل الشام
ـ[طارق]ــــــــ[18 Feb 2006, 12:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإقلاب هو قلب النون الساكنة أو التنوين ميماً عند الباء مع مراعاة الغنة والإخفاء.
وهذا ما نعرفه.
لكني وجدتُ في كتاب الشيخ الفاضل صفوان عدنان داوودي
((قواعد التجويد)) ما يدل على أن الإخفاء لديه هنا ليس صحيحاً، ويقول: ((وأهل الشام يقلبونها ميماً خالصة، وبه قال أئمة الأداء المتقدمين .......................... وأهل مصر يقلبونها ميماً مخفاة، والأول الصحيح والأقوى حتى لا يتحد الإقلاب والإخفاء الشفوي)).
فأيهما أصح؟
أم يجوز فيها الوجهان؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[18 Feb 2006, 08:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل
السلام عليكم
وبعد إليك بحثان كلاهما يحمل وجه نظر تحتلف عن الأخرى فانظر إليهما وحقق لنفسك، لعل الله يشرح صدرك للحق.
فالرأي الأول
رسالة فاصلة في صحة الفرجة في الميم المخفاة الساكنة ذكرها عنه الأخ إبراهيم
--------------------------------------------------------------------------------
رسالة فاصلة في صحة الفرجة في الميم المخفاة الساكنة
للمقرئ أبى عمر عبد الحكيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله (صلى الله عليه وسلم) وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد ....
فقد كثر الكلام منذ فترة عن الطريقة الصحيحة في أداء الإخفاء في الميم الساكنة إذا وليها باء أو النون عند القلب حتى وصل الأمر إلى أنهم بدعوا من قرأ بفرجة الشفتين، فأردت أن أوضح لإخواني ما أخفى عليهم بطريقة سهلة واقعية دون تعصب لشيخ أو قطر من الأقطار حيث إننا قرأنا ونقرئ في مصر بوجه الإخفاء مع الفرجة وعليه أغلب القراء في مصر، وقد وجدت معظم الذين قرءوا على الشيخ (الزيات) أيضا يقرؤون بهذه الفرجة، ولذلك شرعت في توضيح الأمر لإخواني عسى الله أن يهدينا إلى الحق، وقبل الشروع في كيفية الإخفاء أبين أحكام الميم الساكنة باختصار ثم أتطرق إلى موضوع الإخفاء وكيفية أدائه. وقد سمميت هذه الرسالة
"رسالة فاصلة في صحة الفرجة في الميم المخفاة الساكنة "
الميم الساكنة:
إما أن تكون ميما أصلية مثل " أم من " أو ميم جمع " أنفسكم "
للميم الساكنة أحكام ثلاثة: الإدغام – الإخفاء – الإظهار
الإدغام:
تدغم الميم الساكنة إذا وليها ميم بعدها سواء في كلمة مثل (الم – المص – المر) أو في كلمتين مثل (كم من فئة –لكم ما كسبتم)
الإخفاء:
تخفى الميم الساكنة إذا وليها حرف الباء مثل (ءامنتم به – ترميهم بحجارة)
وسيأتي التفصيل فيه بإذن الله.
الإظهار:
تظهر الميم الساكنة عند بقية الأحرف ماعدا (الميم – الباء – الألف)
والألف لا يكون ما قبلها إلا مفتوحا.
هذه أحكام الميم الساكنة باختصار.
وحديثنا سيكون على حكم الإخفاء ويندرج معه حكم القلب في النون الساكنة إذا وليها باء، لأنه لا فرق بين (أن بورك – وماهم بمؤمنين) لأن طريقة أدائهما واحدة.
ولكن إذا تحدثنا عن حكم الإخفاء بالنسبة للميم الساكنة، فقد اختلف أهل الأداء بالنسبة لحكمها.
منهم من قال بالإظهار المحض أي – بإظهار الميم بدون غنة – وهذا ما عليه عامة العراقيين وحكى بعضهم الإجماع عليه كما نقل ابن الجزرى ومنهم من أخفي الميم عند الباء مع الغنة، والوجهان صحيحان مقروء بهما كما قال ابن الجزرى ثم رجح الإخفاء وقال إنه الأولى .......... وأخفين الميم إن تسكن بغنة لدى .. باء على المختار من أهل الأدا
فإذا تحدثنا عن كيفية الإخفاء، هل بإطباق الشفتين دون فرجة أم بإطباق الشفتين مع فرجة بسيطة؟
فإذا أردنا التحدث في هذا الموضوع فيجب علينا أولاً أن نعرف الإخفاء من جهة اللغة الستر
ومن جهة الاصطلاح:
قال أبو عمرو الداني في كتاب التيسير – عند حديثه عن أحكام النون الساكنة والتنوين صـ44 " والإخفاء حال بين الإظهار والإدغام وهو عار من التشديد فاعلمه وبالله التوفيق أ. هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو شامة عند الحديث عن الإخفاء في إبراز المعاني ( .......... فلما توسطت أعطيت حكما وسطا بين الإظهار والإدغام وهو الإخفاء).
قال الإمام ابن الجزرى في النشر صـ27 الجزء الثاني عند حديثه عن الإخفاء " واعلم أن الإخفاء عند أئمتنا هو حال بين الإظهار والإدغام، قال الداني وذلك أن النون والتنوين لم يقربا من هذه الحروف كقربها من الإدغام فيجب إدغامها فيهن من أجل القرب ولم يبعدا منهن كبعدهما من حروف الإظهار فيجب إظهارها عندهن من أجل البعد فلما عدم القرب الموجب للإدغام والبعد الموجب للإظهار وأخفيا عندهن فصارا لا مدغمين ولا مظهرين إلا أن إخفاءهما على قدر قربهما منهن وبعدهما عنهن فما قربا منه كانا عنده أخفى مما بعدا عنده قال: الفرق عند القراء والنحويين بين المخفي والمدغم، أن المخفي مخفف، والمدغم مشدد والله أعلم " أ. هـ.
قال النويرى في شرحه لطيبة النشر صـ42 –43 الجزء الثالث " حروف الإخفاء لما تراخت وباينت ناسبت أن تعطى حكما مخالفا للحكمين لكن من كل وجه لأن مخالفتها لم تقع من كل وجه لما في حروف الإخفاء من حيث هي من قربها من يرملون والحلقية فعلى هذا لابد في الإخفاء من جهة بها تشبه الإظهار والإدغام وجهة بها تفارقهما فالأولى أن الإخفاء يشبه الإظهار من جهة عدم الممازجة والدخول.
ولهذا يقال: أظهر عند كذا وأخفى عند كذا وأدغم في كذا ويفارقه من بقاء الغنة.
والثانية أنه يشبه الإدغام من جهة الغنة ويفارقه من جهتين: التشديد والقلب مع الباء ضرب من الإخفاء وفيه مناقضة قلت: إنما يعتبر بما يتلفظ به دون ما فعل قبل ذلك ولم ينطبق مع الباء إلا بإخفاء فقط " أ. هـ
وقال المرصفى في هداية القاري صـ168 عند الحديث عن الإخفاء " ........... وفى الاصطلاح: هو عبارة عن النطق بحرف ساكن عار من التشديد على صفة بين الإظهار والإدغام مع بقاء الغنة في الحرف الأول وهو هنا النون الساكنة والتنوين، والميم الساكنة في الإخفاء الشفوي " أ. هـ
وهذا التعريف يكاد يكون موافقاً لما في كتاب نهاية القول المفيد لمحمد مكي نصر، وكذلك قال الملا على القارى نحوا من تعريفهم.
وبعد سرد أقوال الأئمة فى تعريف الإخفاء اصطلاحا، نتكلم عن طريقة الإخفاء.
أقول: إن طبقنا هذا التعريف على إخفاء الميم الساكنة مع الباء وأيضا القلب فى النون الساكنة- فلا فرق بينهما نطقا – (انظرتعريف النويرى) يتضح لك الفرق فى إطباق الشفتين، فالشفتان لا تنطبقان كما في انطباق (الميم المظهرة) فى مثل "إنهم كانوا " ولا انطباقة (الميم المشددة) فى مثل (أمّن) لأنه قد ظهر لك أن الإخفاء حالة بين الإظهار والإدغام، فإذا كان إنطباق الشفتين عند الإخفاء لا يكون (كالميم المظهرة) ولا (كالميم المشددة) فكيف إذا؟!!
وما يستدل به إخواننا من أن كلمة " إنطباق " تدل على الملامسة المحضة فأقول لهم: إن هذه الكلمة لاتدل على إلصاق الشفتين إلصاقا تاما فى كل موضع، وقد يعبر بعضهم – من القدامى – عن مخرج"الواو " بلفظة إنطباق الشفتين دون ذكر وجود الفرجة التى فى الواو لوضوح الأمر فيه،وأيضا ماعبر به الشاطبى فى باب الوقف على أواخر الكلم فى معرض حديثه عن الإشمام حيث قال:
والاشمام إطباق الشفاه بعيد ما .. يسكن لاصوت هناك فيصحلا
والإشمام كما هو معروف ضم الشفتين مع ترك فرجة لأنه إشارة للحرف المضموم، والمضموم لايمكن نطقه نطقا صحيحا إلابضم الشفتين مع وجود فرجة.
وكل مضموم فلن يتما ... إلا بضم الشفتين ضما
فكلمة انطباق لا تدل هنا على الإلصاق التام ولكن لما كان هناك إطباق فى غالب الشفتين عبر به على أساس الغالب، ثم إن شراح الشاطبية لم يتعرضوا إلى تصحيح الكلمة، ولكنهم شرعوا في توضيح الإشمام مباشرة
ومعلوم أن الإمام أبا شامة له تعقيبات كثيرة على الشاطبى إلا إنه لم يعقب بشىء فى ذلك الأمر وفى التيسير قال الدانى " أما حقيقة الإشمام فهو ضمك شفتيك بعد سكون الحرف أصلا إذ هو إيماء بالعضو إلى الحركة " أ. هـ بتصرف
فقوله " ضمك شفتيك " يقصد به ضم الشفتين طبقا لأنه يتكلم عن الإشمام – مع وجود الفرجة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما بخصوص الشيخ (عامر) فقد أخبرني الدكتور (عوض) وكان ملازما للشيخ (عامر) إن الشيخ عامر أخبره بأن قراء مصر اجتمعوا وناقشوا موضوع الإخفاء وتبين لهم أن هذا النطق بضم الشفتين بدون فرجة لا ينطبق عليه تعريف الإخفاء حيث إن الإخفاء حالة بين الإظهار والإدغام وأما بضم الشفتين بدون فرجة فهي ميم صريحة ولكن زيدت فيها الغنة
أقول: وأضرب لك مثلا عندما تنطق بكلمة فيها إخفاء مثل كلمة (عند) بنون مظهرة مصاحبة للغنة، ثم انطقها مرة أخرى بالإخفاء لعلمت الفرق بين النطقين فالإخفاء يخالف في النطق الغنة بنون مظهرة وكذلك إخفاء الميم.
وإخواننا ينطقون الميم المخفاة صريحة بانطباق الشفتين كالميم المظهرة، ويطلقون عليها لفظة الإخفاء، أي إخفاء في هذا؟! أم هي إطلاق مصطلحات دون معرفة دلالات الألفاظ؟ وأعود لكلام الدكتور (عوض) قال له الشيخ عامر: (إنهم أجمعوا على النطق بهذا الإخفاء – بالفرجة – ولذلك رجع الشيخ الزيات والسمنودى وغيرهم وكان الشيخ الضباع حيا وقتها وكذلك الشيخ عبد الفتاح القاضي وأجمعوا على القراءة – بفرجة الشفتين – أليس لهذا الإجماع اعتبار؟!
وخاصة أنه إجماع قراء مصر. والأسانيد الموجودة تصب عند شيخ مصري وهو الشيخ العبيدى، وكذلك فضل الشيخ عامر الشيخ الزيات الشيخ الضباع الشيخ السمنودى والشيخ عبد الحكيم خاطر والشيخ عبد الفتاح المر صفى وغيرهم معروف ممن قرءوا – بالفرجة – الشيخ عبد العزيز عيون السود – والشيخ الغول وغيرهم من غير المصريين، ولا أعلم بلدا يزخر بعدد وافر من القراء كمصر ولهم فضل على قراء العالم، أي إن إجماعهم ليس بالشيء الهين، وخاصة أنها موافقة للنصوص التي تعرف الإخفاء.
وقد يقول قائل: إذا كانت القراءة – بعدم الفرجة – فلم عدلوا إلى الفرجة؟
أقول: إن الإمام ابن الجزرى كان يقول " بترقيق الألف مطلقا ثم تبين له بأن الألف تتبع ما قبلها تفخيما وترقيقا " فقد عدل الإمام ابن الجزرى عن ما كان يقرأ به وانظر فيما قاله " وقد تبين لي بعد ذلك " وهذا ما تبين لقراء مصر في الإخفاء أي بالفرجة بعدما كانوا يقرءون بغير فرجة.
وهذا رد على الشيخ كريم راجح عندما قال " إن التلقي يفسر النصوص وليست النصوص التجويدية هي التي تفسر التلقي " فهذا إمام الفن ابن الجزرى عدل عن قراءته، فإن قلنا كيف له أن يرجع عن قراءة قرأها؟
وكيف قرأها على شيخه؟ أم كان يقولها من جهة نظرية دون تطبيق؟ وهذا ابن الجزرى بمفرده، فما قولك في إجماع قراء مصر؟! والشيخ كريم راجح لم يبين لنا الإخفاء فيمن قرأ بدون فرجة، ولم أسمع أحدا أجاب على القول بأنا إذا أطبقنا الشفتين أين الإخفاء؟ إلا الشيخ أيمن السويد – حفظه الله – وليته ما فعل لأنه قال كلاما لا أظن أنه سبق بهذا التوجيه وإليك كلامه:
قال الشيخ أيمن سويد – كما نقل عنه أخونا عبد الله المهيب على موقع ملتقى أهل القرآن ونقل غيره كذلك –: أنه سأل الشيخ الزيات عن الفرجة في إخفاء الميم قال الزيات بالعامية
" إحنا ماقرأناش كده لكن هيه كده " ونقل ما يشبه هذا الكلام عن السمنودى.
وقد علق الشيخ أيمن على هذه المقولة " بأنهما ذهبا لرأى الشيخ عامر بناء على قوة شبهة هذه المسألة، وهو أن يقال " إذا أطبق الشفتين فأين الإخفاء؟.
ورد الشيخ أيمن على هذه الشبهة فقال " ... أن الأصل أن يقرع اللسان كل حرف على حدة فعندما نقول " ترميهم بحجارة " نطبق الشفتين على الميم ونفتحهما على الباء – فهذا العمل يشبه الإدغام – فلذلك هل نقول ذلك إدغام بالطبع لا، لأن الإدغام يذهب معه الحرف الأول ويكون النطق بباء مشددة، فلو نطقنا باء مشددة لكان إدغامان ولو قلنا " ترميهم بحجارة " بإظهار الميم – فهذا يسمى إظهارا – فنحن عندما ننطق الإخفاء الشفوي: نطبق الشفتين على ميم ونفتحها على باء فهذا عمل بين الإظهار والإدغام اسمه الإخفاء، وتعريف الإخفاء منطبق عليه .... " أ. هـ
هذا ما نقل عنه، ويا ليته أحال المسألة إلى المشافهة لكان أوجه. وما قاله الشيخ في طريقة الإخفاء حيث قال " نطبق الشفتين على ميم ونفتحها على باء " فهذا كلام ينقض أوله آخره وآخره أوله.
(يُتْبَعُ)
(/)
كيف يا شيخ تطبق الشفتين على الميم وتفتحها على باء؟!، فإنك إن فتحت على باء فقد انتهت غنة الميم وذهبت إلى الحرف الذي بعده أى – الباء – فقد ذهب محل النزاع لأن محل النزاع إنما هو على غنة الميم وإن فتحت الشفتين على باء فإن الباء لا تنطق بفتح الشفتين بل بإطباقهما والفتحة – أي فتح الشفتين – التى تعقب الباء إنما هى حركة الباء – فتحة أو ضمة أو كسرة – فعند قولنا (ب) نجد أن الصوت اعتمد على مخرج الباء وهو مخرج محقق حيث التقى طرفي المخرج – باطن الشفة العليا بباطن الشفة السفلي – ثم تباعد الطرفان لأجل الحركة التى تكون على الباء – فكيف لك النطق بميم أو باء ساكنتين مع فتح الشفتين؟! ثم تقول إن هذا عمل بين الإظهار والإدغام اسمه الإخفاء!!! فالشيخ حفظه الله أراد أن يأتي بمعنى الإخفاء فقال كلاما عجيبا!!
إن هذا ليس إخفاء، إنما هي ميم مظهرة مصاحبة للغنة ثم انتقلت إلى مخرج الباء بانطباق الشفتين ثم فتحها لأجل حركة الباء، لأن الحركات جزء من حروف المد، فقولك انطباق الشفتين في الميم ثم فتحها على باء كلام لا يستقيم،
وأعلم أن إخواني لن يستطيعوا أن يأتوا بتعريف الإخفاء ويطبقونه على هذه الغنة – بدون فرجة – فإذا كان الشيخ أيمن سويد ـ حفظه الله ـ أراد أن يطبق الإخفاء على ما يقرءون به فأتى بعجيبة، فما بالك بمن هو دونه؟ ثم "إذا كان معظم من قرأ عليهم الشيخ أيمن رجعوا إلى هذا الإخفاء – بالفرجة – فكان أحرى بالشيخ أن يعود مثلهم، ثم ألم يكف هؤلاء أن انتشار القراءة وذيوعها في قطر من الأقطار مثل مصر " كافية فى الأخذ بهذا الوجه؟! فالتواتر عند القراء يخالف التواتر عند أهل الحديث، فالقراءة لها شروط في القبول كما هو معلوم ولكن في موضوعنا انتشاره يكفى، وهذا أصل التواتر عند القراء. لأنك إن طبقت تعريف التواتر عند المحدثين على القراء لم يستقم لك التواتر ولكان ذلك حديثا غريبا وهو من قسم الأحاد، لأن حفصا ثم عاصما، ثم عبد الله بن حبيب السلمي ثم ابن مسعود ثم النبي (صلى الله عليه وسلم) فتجد في كل طبقة رجلا واحدا
ولكن انتشار قراءة القارئ وأخذ الناس بها في قطر من الأقطار كان ذلك تواترا، ففي المدينة كانت قراءة نافع وأبى جعفر، وفى مكة ابن كثير وفى الشام ابن عامر وفى البصرة أبو عمرو ويعقوب، وفى الكوفة عاصم وحمزة والكسائى وخلف العاشر، فهل يعقل أنه لم يكن في هذه البلاد سوى هؤلاء؟ بالطبع لا، كان يوجد الكثير من القراء ولكن قراءتهم لم يكتب لها الذيوع والانتشار، وهذا الوجه لا ينكر أحد انتشاره، وقبول كثير من القراء له أمثال الشيخ الزيات والسمنودى وعبد الحكيم عبد السلام خاطر والشيخ محمد أحمد معبد والشيخ أحمد أحمد سعيد والشيخ عبد الله الجوهري والشيخ حسنين جبريل والشيخ عبد العزيز عبد الحفيظ والشيخ عبد الباسط هاشم والشيخ عبد الفتاح القاضي والشيخ محمد شحاذة الغول والشيخ عبد العزيز عيون السود والشيخ سيد لاشين والحذيفى
وجميع من قرءوا على الشيخ عامر إلا الشيخ أيمن سويد، والقراء في مصر يقرءون بالفرجة بنسبة تزيد على أكثر من تسعين في المائة أليس قبول أمثال هؤلاء يعد انتشارا للقراءة بهذا الوجه؟ وقد أطلت في ذكر الأسماء مع تركي للكثير والكثير من أهل العلم الذي يقرءون بهذا الوجه والكثير منهم لم يقرءوا على الشيخ عامر ولا على تلامذته فإن أخطأ هذا الجمع من القراء فمن المصيب إذا؟ والخلاصة إن القراءة بوجه الفرجة جائزة كما أثبت لك والذين يحتجون بكلام الأقدمين لا يتعرضون لتعريف الإخفاء وكيفتها مع عدم الفرجة لأنه يعلم أنه إذا دخل في هذا الموضوع لم يخرج، ولقال كلاما لم يسبق إليه.
ولكننا أثبتنا هذه القراءة لأنها بالمشافهة في بعض الأقطار.
هذا وأسأل الله التوفيق والسداد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أبو عمر عبد الحكيم
وزاد الأخ محمد عماد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ الجليل/ إبراهيم الجوريشي
ما شاء الله - ما شاء الله
والله لقد هممت أكثر من مرة أن أكتب حول هذا الموضوع
ودوما كنت أتحرج من الكتابة لأنني رأيت بعض الأخوة قد بدا منهم بعض التعصب
في هذه المسألة بعينها
كما أنني كنت أيضا أتحرج أن أكتب لئلا أتعرض لما نقل عن الدكتور/ أيمن سويد
حيث ذكر لي بعض الأخوة الدارسين
(يُتْبَعُ)
(/)
أن قال: أن الإخفاء الشفوي يكون بإطباق الشفتين
وهذا أمر لم ألتفت إليه لأنني أتفهم أن هذا سنده في قراءته على شيخه
ولقد تعلمت من مشايخي أن كلّ واحد يقرأ بسنده
ولكن ليته قال هذا وسكت - فأمر الأداء دوما يجب أن يرد إلى المشافهة
ولكنه أردف كلامه بهذا الـ!!!!!!!!!
فقال: ولم يخالفنا في هذا إلا الشيخ/ رزق خليل حبة
وكأن الشيخ/ رزق خليل (قارئ والسلام)
الشيخ/ رزق خليل حبة -رحمه الله تعالى-.
هو شيخ عموم المقارئ المصرية
هل يعرف أحد كيف يتم الوصول لهذه الرتبة بمصر
أنا الآن أعرف
بعدما عانيت -خمسة عشر عاما- لأكون فقط أحد أعضاء المقارئ المصرية
وبصراحة شديدة أنا لم يعجبني منه هذا القول
فالشيخ/ رزق خليل حبة -رحمه الله تعالى-. متقدم على الدكتور أيمن سويد
وهذا من باب الإنصاف وذكر الحق
وإليه كان يرجع القول الفصل في مصر كلها عند أئمة القراء فهو شيخهم
وكان الأولى بالدكتور أيمن أن يقول
ولم أعلم أحدا خالف الشيخ/ رزق خليل حبة -رحمه الله تعالى-. سوى فلان وفلان
ولكنه رفع سنده فوق سند الشيخ/ رزق خليل حبة -رحمه الله تعالى-.
فكنت دوما أجدها غصة في حلقي لا أستطيع أن أنطق بها ولا أن أكتمها
والآن ربما أشعر بالراحة
فالشيخ/ رزق خليل حبة -رحمه الله تعالى-.
شيخ مقرئ مسند بينما كنا نحن وأمثالنا أجنة في بطون أمهاتنا
وهذا بعض حقه علينا ونحن كما يقول شيخي مدّ الله في عمره بكل الخير والبركة (عيال عند عياله)
شيخنا الفاضل/ إبراهيم الجوريشي
مرة أخرى
أشكر لك شرحك -الرائع بل والأكثر من رائع -
وأقول لمن لم يفهم الكلام فهما دقيقا
إلزم شيخك
واقرأ بسنده
والأمر أوسع مما تظن
****************************
وعودا حميدا يا منتدى البحوث والدراسات القرآنية
للبحوث والدراسات القرآنية
****************************
وفقكم الله تعالى للخير وصنيعته،،،
أبو عبد الرحمن
محمد عماد
وقال الشيخ أبو عمرعبد الحكيم
حكم إطباق الشفتين في الإخفاء الشفوي
--------------------------------------------------------------------------------
حكم إطباق الشفتين في الإخفاء الشفوي، للشيخ جمال القرش.
اختلف القراء في كيفية تحقيق الإخفاء الشفوي، فبعضهم يرى الإطباق، وبعضهم يرى إبقاء فرجة صغيرة جدًا، وهذا الموضع أشغل الكثير من طلبة هذا العلم، أضمن ما نقلته عن المشايخ:
- حدثني فَضيلَةُ الشَّيْخ العلامةُ أحمدُ الزَّياتُ: قال: الراجح في الإخفاء الشفوي أن تبقي فرجة.
- حدثني فَضِيلَةُ الشَّيْخ رزق خليل حبَّه: الانفراج أولى، لأنَّنا لمَّا نُطبق الشفتين يصيرُ وكأنَّه مُظهرٌ، فالصواب أن يكون هناك انفراج خفيفٌ بين الشفتين، ليس مُبالغٌ فيه حتى لا تضيعَ صفة الحرف.
- حدثني فَضِيلَةُ الدكتورعبْدُ العزيزِ القاري: قال: الذي قرأتُ به على مشايخي أنَّه لايكون هناك انطباقٌ تامٌّ من الشفتين، ولا يكون هناك انفراج بين الشفتين بحيث يُخِلُّ بالنطق بالإخفاء.
- حدثني فَضِيلَةُ الشيخ علي الحُذيفي: قال: الإخفاء الشفوي قرأناه بحيث يكون هناك فرجةٌ في أول الإخفاء، وإطباق الشفتين في آخر النطق به.
- حدثني فَضِيلَةُ الشيخ عبدُ الرَّافع ِبنُ رِضْوَان: " ينبغي أن تُخْفَي الميمَ الساكنة عند الباء بحيث تجعل الشفتين لاينطبقان انطباقًا كاملاً عند إخراج الميم، لأنك لو أطبقت الشفتين سينقلب الحكم من الإخفاء إلى الإظهار، وفي الوقت نفسه الإظهار سوف يكون مصحوبًا به غنة، ومافي التجويد شيء اسمه إظهار بغنة.
- حدثني فَضِيلَةُ الشيخ محمدُ أبو روَّاش: قال: الرأي الراجح في الإخفاء الشفوي أن تُترك فرجةٌ بين الشفتين حتى يمكن أن يتحقق الإخفاء.
- حدثني فَضِيلَةُ الشيخ إبراهيمُ الأخضرُ: قال: وجود الإخفاء يستلزم عدم إطباق الشفاه في الإقلاب لأنه انقلب إلى إخفاء شفوي، فلابد من فرجة بسيطة جدًا بين الشفتين.
(يُتْبَعُ)
(/)
- حدثني فَضِيلَةُ الدكتور إبراهيمُ الدُّوسَري: قال: أذكر أنَّ من المشايخ من يشدِّد في هذا ?قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ? ومنهم من يقول يخرج نفسٌ خفيفٌ جداً، أذكر أنَّ الشَّيْخَ عبدَ الحكيم بنَ عبد اللطيف قرأت عليه من القرآن بالقراءات العشر، وهو شيخ مَقْرَأة الأزهر، كان يقول يخرجُ نفسٌ خفيفٌ جدًا جدًا لا يصلُ إلى حدِّ الانفتاح الكامل، وهذا هو رأي الحُذاقِ، والشَّيْخ إبراهيم الأخضر أيضًا نفسُ الشيء، لا هو إطباقٌ شديدٌ، ولا هو يفتحُ فتحًا شديدًا.
- حدثني فَضِيلَة الشَّيْخ رشاد السيسي: " الإخفاء الشفوي عند النطق به ألاَّ يَكِزَّ الشفتين لا بدَّ أن يوجد فرجةُ بين الشفتين.
- حدثني فَضِيلَةُ الشيخ أَحْمَدُ مُصْطفَى: قال: الأولى بقاء فرجة.
- حدثني فَضِيلَة الدُّكتُور عبد العزيز بن عبد الحفيظ: تُبْقي فرجة خفيفة جدًا بدون مبالغة.
- حدثني فَضِيلَة الشيخ أسامة بن عبد الوهاب: أنَّ الراجح في الإخفاء الشفوي إبقاء فرجة صغيرة جدًا بين الشفتين.
من كتاب زاد المقرئين / للشيخ جمال القرش حفظه الله.
والرأي الثاني رأي الأخ فرغلي عرباوي
الأبحاث الصوتية التجويدية
للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي
باحث في علم الأصوات التجويدية
1425 هـ 2005 م
الفهرست
1. مدخل لهذا البحث
الفصل الأول:
1. التعريف بالشفتين مخرج صوت الميم
2. أهمية دور الشفتين في أصوات الكلام
3. التعريف بالمجرى الخيشومي مخرج صفة الميم
4. الميم صوت شفوي خيشومي مجهور مرقق
5. مخرج صوت الميم من نصفين شفوي وخيشومي
6. صفات صوت الميم من نصفين شديد ورخو
7. شروط النطق بصوت ميم خالصة كاملة
8. التعريف بالقلب والإخفاء الشفوي
الفصل الثاني:
1. القائلون بإظهار الميم الساكنة وإخفائها قديما
2. الإقلاب يسمى قديما بالإبدال
3. الإخفاء الشفوي يسمى قديما بالإدغام الناقص
4. القائلون بإطباق الشفتين على الميم الساكنة المخفاة
الفصل الثالث:
1. نصوص الأئمة القدماء والمحدثين القائلون بالإطباق
2. الحافظ أبو عمرو البصري أحد القراء السَّبع قال بالإطباق
3. الحافظ طاهر بن غلبون شيخ الداني ومكيّ قال بالإطباق
4. الحافظ أبو عمرو الداني الأندلسي في مصنفاته قال بالإطباق
5. الحافظ عبد الوهاب القرطبي معاصر للداني قال بالإطباق
6. الحافظ الشاطبي الأندلسي شيخ السخاوي قال بالإطباق
7. الحافظ علم الدين السخاوي تلميذ الشاطبي قال بالإطباق
8. الحافظ أبو جعفر بن الباذش في كتابه الإقناع قال بالإطباق
9. الحافظ أبو شامة المقدسي تلميذ السخاوي قال بالإطباق
10. الحافظ بن الجزري في نشره ومصنفاته قال بالإطباق
11. الحافظ الإمام النويري شارح الطيبة قال بالإطباق
12. الشيخ ملا على قارئ في المنح الفكرية قال بإطباق
13. الشيخ محمد بن يالوشة شيخ قراء تونس قال بالإطباق
14. الشيخ إبراهيم المارغني مفتي المالكية قال بالإطباق
15. الشيخ ناصر الدين محمد بن سالم الطبلاوي قال بالإطباق
16. الشيخ أحمد بن محمد البنا صاحب الإتحاف قال بالإطباق
17. الشيخ القسطلاني في اللآلئ السنية قال بالإطباق
18. الشيخ محمد المتولي شيخ الضباع قال بالإطباق
19. الشيخ الضباع في كتابه الإضاءة قال بالإطباق
20. الشيخ محمد مكي نصر الجريسي قال بإطباق
21. د/ غانم قدوري الحمد شيخ المحققين قال بالإطباق
22. الشيخ أحمد بن عبد العزيز الزيات قال بالإطباق
23. الشيخ الدكتور أيمن رشدي سويد قال بإطباق
24. شيخي الدكتور يحيي الغوثاني قال بالإطباق
25. قرار مجلس شيوخ دمشق الشام قالوا بالإطباق
26. الشيخ محمد رفعت القارئ المشهور يقرأ بالإطباق
27. الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي القارئ المشهور يقرأ بالإطباق
28. الشيخ محمد الصيفي القارئ المشهور يقرأ بالإطباق
29. الشيخ صديق المنشاوي أبو القارئ المشهور يقرأ بالإطباق
30. الشيخ محمود خليل الحصري القارئ المشهور يقرأ بالإطباق
31. الشيخ محمود علي البنا القارئ المشهور يقرأ بالإطباق
32. شيخ عموم المقارئ المصرية المعصراوي يقرأ بالإطباق
الفصل الرابع:
1. أول من قال بتغيير صوت الميم الساكنة المخفاة
2. كيف انتشر القول بالفرجة في الميم الساكنة المخفاة
3. الرد على من أشكل عليه معنى إخفاء الميم الساكنة
4. سبع أقوال في كيفية النطق بالميم الساكنة المخفاة
(يُتْبَعُ)
(/)
5. الرد على شبهات القائلون بترك فرجة بين الشفتين
الفصل الخامس:
1. التلقي من المشايخ المسندين بالإطباق
2. ذكر الأخطاء في القلب والإخفاء الشفوي
3. خاتمة هذا البحث ونتائجه
الفصل الأول
{مدخل لهذا البحث}
بسم الله القائل (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) والصلاة والسلام على خير من تلا القرآن حق تلاوته المرشد لأمته بقوله (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد: فأقول وبالله التوفيق والسداد
أحببت أن أتحف إخواني على الإنترنت الداخلين لموقعي بهذا البحث الفريد في نوعه المهم في مادته لرد القراء إلى رفع الظلم عن صوت الميم الساكنة المخفاة, فهذا الحرف يظلم في وقتنا المعاصر , وينادي ويستغيث هلا من جند يدافع عني , ولكن لا مجيب. وقد انتشر ما أحدثه بعض القراء المحدثين من أداءٍ لا يمثل بشكل صحيح صوت الميم المتلقاة عن الأئمة المعتبرين , المتصل سندهم بالحضرة النبوية , ولم يرد التصريح به عن أي عالم قديم , أو كتاب معتمد من كتب اللغة أو التجويد والقراءات , ومنذ بزوغ شمس مصنفات التجويد القديمة اتسمت بالشمول لكل جوانب الدرس الصوتي التجويدي الدقيق , أما بعض الكتب المتأخرة يغلب عليها إيجاز العبارة غالبا , وغموضها أحيانا , أما ما سطره علماء التجويد الأوائل فقد سمو بأداء الحرف العربي إلى الإتقان.
ولا ينبغي لذي لبٍ أن يتجاوز ما مضى عليه أئمة علماء التجويد القدماء بوجه يراه جائزا في اللغة العربية , ويجب ألا نتجاوز ما رسموه لنا من قواعد التجويد , إذ كان ذلك بنا أولى , وكنا إلى التمسك بمصنفاتهم أحرى , والبُعد عما سطره الأوائل مرتع خصب للاختلاف والخلل في أداء القراءة وذلك ناتج عن إعمال بعض الآراء الشخصية في فهم نصوص التجويد.
وأردت أن أنبه القراء الحفَّاظ إلى أن قراءة القرآن عبادة , والعبادات الشأن فيها التوقيف , فصفة العبادات وهيئتها وطرق أدائها وفعلها توقيفي لا تترك للاجتهاد أبدا , ومن ذلك قراءة القرآن , ولذا قال صلى الله عليه وسلم " اقرءوا كما علمتم " وهذا فعل أمر والأصل في الأمر أنه للوجوب إلا إذا صرفه صارف , فمن كان عنده صارف لهذا الأمر فليأتنا به حتى نترخص القراءة حينئذ كما يتيسر لكل واحد منا , حتى النبي ? لم يأذن له أن يتلوه كما يشاء بل عُلِّمَ القراءة تعليما من جبريل وكان يتعلمها عنه مشافهة.
والقاعدة عند المحدثين والقراء أن من حفظ حجة على من لم يحفظ. فقراءة القرآن توقيفية تتلقى صفتها وهيئتها عن رسول الله ? إما عنه مباشرة أو بالواسطة أي بواسطة الرواية وأعلى درجات الرواية المشافهة. وقد سخر الله لكتابه جنودا وهم علماء السلف فقد قعَّدوا للقراءة النبوية كما تلقاها منه الرعيل الأول وهذه القواعد تؤخذ مما سطره العلماء الأوائل في القراطيس.
وكل الطوائف المتصدرة للإقراء والتعليم في وقتنا المعاصر يدعون أنهم يمتلكون مفاتيح فهم نصوص التجويد ويدعون سداد رأيهم ويسفهون قول من خالفهم حتى لو كان معه دليل قطعي الدلالة.
والحق الذي لا ريبة فيه أن مفاتيح فهم قواعد التجويد تؤخذ مما سطره علماء السلف الأوائل ويجب على شيوخ العصر ومدرسي القرآن وأخص منهم من ضيَّق عقله وفهمه على بعض الكتب المعاصرة المتأخرة التي صنفت في التجويد مما فيها إعمالا للرأي والاجتهاد وأخص أيضا من نصَّب نفسه مُقَعِّدا ومطورا لقواعد التجويد أن يعلموا أن قواعد التجويد التي سطرها العلماء القدماء شرح لكيفية قراء النبي ? لا تقبل التطوير والاجتهاد مثلها مثل ثوابت الإسلام كالصلاة وأركان الحج , بل تؤخذ من فعل النبي ? وما رواه عنه علماء السلف الذين نقلوا كيفية أداء النبي? لهذه العبادات. والنبي? قال " صلوا كما رأيتموني أصلي " وقال في حديث آخر " خذوا عني مناسككم" وهو نفسه القائل " اقرءوا كما علمتم " وليس كما تيسر على ألسنتكم.
بعض الشيوخ في وقتنا المعاصر يتذوق الحروف – بلهجته العامية - ويقولوا هي تخرج معي هكذا , ونحن لسنا متعبدين بكيفية إخراجه هو للحرف بل كيف نطق النبي ? بهذه الحروف وعلماء السلف لم يتركوا شيئا عن النبي ? إلا وسطروه لنا والمصنفات القديمة خير دليل على ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
والناظر في بعض كتب التجويد المعاصرة يجد فيها بعض التناقض الشديد والتضاد في كثير من المسائل بينها وبين مصنفات الأئمة المعتبرين القدامى ومرجع الترجيح في ذلك عند الخلاف لما سطره الأوائل مع ضبط ذلك بالتلقي من الشيوخ المتصل سندهم بالنبي ?.
قال الدكتور مساعد طيار حفظه الله:
((بل إنني أدعو إلى صياغة علم التجويد صياغة تتناسب مع التطبيق، وتقلل من التنظيرات والعلل التي ليست من صلب هذا العلم، وكذا ما دخله من اجتهادات متأخرة صار العمل عليها عند بعض المقرئين، وليس فيها سند عن المتقدمين ممن ألف في هذا العلم، وهذه مسألة أراها مهمة للغاية للتجديد في طرح هذا العلم، وتقريبه بصورة واضحة مشرقة بعيدة عن التعقيد والتطويل الذي لا يفيد كثيرين ممن يريدون تعلم هذا العلم))
وأعلم وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى أن المراجع البحثية المتعلقة بعلوم التجويد تنقسم إلى ثلاثة أقسام: أولا مراجع أصلية ثانيا مراجع ثانوية ثالثا مراجع يستأنس بها لا تقدم ولا تأخر في إثبات أي قضية بحثية تجويدية.
فالمراجع الأصلية: مثل أقوال الأئمة المعتبرين سواء كانوا من علماء المائة الثانية إلى المائة العاشرة مثل أقول أئمة القراء العشرة وابن مجاهد وأبو مزاحم الخاقاني والداني ومكي وعبد الوهاب القرطبي والشاطبي والسخاوي والجزري ومن في عصرهم أقوالهم حجة تثبت بأقوالهم أي قضية في التجويد.
والمراجع الثانوية: مثل أقوال علماء المائة الحادية عشر إلى المائة الثالثة عشر.
والمراجع التي يستأنس بها: أقوال علماء المائة الرابعة عشر إلى وقتنا المعاصر وإن كان كلامهم لا يقدم أو يؤخر في القضية شيئا. وذلك لأن علم علماء السلف أفضل من علماء الخلف بكثير لقوبهم من عصر النبوة ومن أراد المزيد في بحث هذه المسألة عليه بكتاب العلامة ابن رجب (فضل علم السلف على علم الخلف) ففيه الفائدة لمن كان له قلب
ومن مناهج البحث التي تعلمتها في كلية القرآن بالمدينة المنورة لو كانت هناك مسألة خلافية بين المتقدمين والمتأخرين نقدم أقوال المتقدمين لأنهم عرب فصحاء وليس كما يزعم من باعه في التجويد أقل من شبر من قوله: " أقوال الورق الأصفر الذي عفا عليه الزمن لا يؤخذ بقولهم ".
والحذر كل الحذر من تطوير وتجديد قواعد التجويد وهذا التجديد قد وقعت فيه بعض الكتب المعاصرة من قولهم بالفرجة وتقدير زمن الغنة بحركتين وتعريف الحركة بقبض الإصبع أو بسطه وإمالة القلقلة ناحية الحركة.
وتعتبر كتب التجويد القديمة رافدا من الروافد الثرية في ثبوت أي قضية من قضايا التجويد , ويجب على القارئ أن يعرض ما يتلقاه عن شيخه على الأصول المقررة في كتب التجويد للأئمة الأوائل خشية أن يكون شيخك وهِم في بعض ما يلقنك إياه , وإياك أن تأخذ كل ما يقوله شيخك بالمسلمات , فإن بعض الشيوخ يصيبهم الكبرياء في الرجوع عن بعض أقواله وعند سؤاله عن الدليل لما يقول يستدل بأنه تلقها هكذا , حتى ولو جاءه النص عن ابن الجزري فيما يخالف قوله لا يقبل به ’ ويلزم من يقرأ عليه برأيه ولا يقبل المساومة عليه وهذا العمل أشبه ما يكون بنظرية فرعون في الاستدلال " ما أريكم إلا ما أرى " وقد غلب على العصور المتأخرة نزعة التقليد وجمود العبارة وغموضها في بعض الأحيان , ولا يساورك شك في أن ما سطره العلماء الأوائل تقعيد لكيفية قراءة النبي ?. وهذا الكلام الأخير مسوق للاستدلال به على أن ما في بعض كتب التجويد المعاصرة ليس بالمسلمات , بل يجب عرض هذه القواعد على كلام وقواعد الأوائل فما وافق أخذنا وما خالف رددنا بالتي هي أحسن بلسان الأوائل لا بلساننا.
وفي الآخر , ليس هدفي بهذا البحث لنيل رسالة الماجستير أو الدكتوراه بل لأنال به رضى الله تعالى , وأسأله تعالى أن يتقبله مني خالصا وجهه , وأن يضع له القبول عند الناس , فإن القبول عند الناس رزق يوسعه الله – تعالى – على قوم , ويضيقه على آخرين , ولا معقب لحكمه. والله تعالى أسأله التوفيق والسداد آمين.
أ/ فرغلي سيد عرباوي
باحث في علم الأصوات التجويدية
{التعريف بالشفتين مخرج صوت الميم}
(يُتْبَعُ)
(/)
خلق الله الشفتين للإنسان وهما من أعضاء النطق المهمة, فهما يتحركان بحرية في اتجاهات متعددة , وتأخذان أوضاعا مختلفة حال النطق، ويؤثر ذلك في نوع الأصوات المسماة بالحركات , وقد تنطبق الشفتان انطباقا تاما كما قد تنفرجان ويتباعد ما بينهما إلى أقصى حد. ومن بين هاتين الدرجتين من الانطباق والانفراج درجات مختلفة, ويحدث الانطباق التام في نطق الباء, ويحدث انفراج كبير في كثير من الأصوات كالكسرة العربية ومع بعض الأصوات الأخرى. وتختلف عادات البشر في استغلال حركة الشفتين والانتفاع بهما في إنتاج الأصوات فمن الشعوب من تتميز عادات النطق لديهم بكثرة الحركة في الشفتين, ومنهم من يقتصد ...
قال تعالى ممتنُّا على عباده بنعمة اللسان والشفتين (أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ) (وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ) والله سبحانه وتعالى خلق الشفتين لفوائد كثيرةٍ , ومن هذه الفوائد: إضفاءُ مسحةٍ خاصةٍ على جمال منطق الإنسان , وهيَّأ فيهما عضلاتٍ تستجيب لأوامر الإنسان في أي لحظة , فإذا نشّط هذه العضلات , وأيقظها بالضم والفتح , والإطباق , والضغط عليها وترويضها , فإنها ستستجيب له وتعطيه الهيئة المطلوبة لنطق أي حرفٍ , ولا شك أن ذلك سيساعد الفك على المرونة في النطق , فعلى من يرغب بتحسين تلاوته أن يتنبَّهَ إلى هذا , وأن يسمع النطق الصحيح من المشايخ , ثم يتدرّب عليه , وَيُرَوْضَ شفتيه على تحسينه , ورحم الله الإمام ابن الجزريّ إذ يقول عن التجويد:
وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ تَرْكِهِ إلاّ رِياضَةُ امْرِىء بِفَكِّهِ
وقال الشاطبي
- وَخَيْرُ جَلِيسٍ لاَ يُمَلُّ حَدِيثُهُ وَتَرْدَادُهُ يَزْدَادُ فِيهِ تَجَمُّلاً
ويبدو أن بروز الشفتين للعيان جعل علماء الأصوات المحدثين يكتفون في حديثهم عنهما ببيان الوظيفة التي تقومان بها في إنتاج بعض الأصوات , وهو عين السبب الذي جعل علماء العربية والتجويد يسلكون الطريق نفسه , فاكتفوا ببيان دور الشفتين في إنتاج الأصوات اللغوية , إلا أن الدركزلي ذكر بعض خصائصهما الحركية فقال: " ... بالشفتين المشتملتين على انطباق وانفتاح وحركة محكمة " يتم التغيير في مدارج الصوت.
{أهمية دور الشفتين في أصوات الكلام}
بعد التأمل الدقيق في مخارج الحروف نجد أن الشفتين لهما دور كبير جداً وأهمية في نطق جميع الحروف المفردة والمجتمعة , ويظهر دورهما بشكل بارز عند توالي الحروف المتباينة في الحركات كالضم مع الكسر , مثل: (أُمِرُوا) أو الضم مع السكون , مثل: (وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُحْضَرُونَ). وهذه ملاحظةٌ يغفل عنها الكثيرون , ولذلك فإن من لم يهتم بهيئة شفتيه عند نطق الحروف فإنها تخرج غير متقنة , فمثلاً عندما تنطق: إِيْ , تكون هيئة الشفتين مختلفة تماماً عندما أُوْ ... وإلخ ...
{التعريف بالمجرى الخيشومي مخرج صفة الميم}
كان سيبويه أول من استخدم كلمة الخياشم , ووضح أن الهواء يأخذ طريقه فيها عند نطق الميم ولكنه لم يبين المقصود منها. وتابع علماء التجويد سيبويه في استخدام كلمة الخياشم ومنهم الداني في التحديد وعبد الوهاب القرطبي في الموضح , لكنهم قدموا لنا توضيحا مناسبا لها , فقال مكي: " والخيشوم الذي تخرج منه الغنة , هو المركب فوق غار الحنك الأعلى " وجاء تعريف الداني للخيشوم أكثر وضوحا , وذلك حيث قال: " والخيشوم خرق الأنف المنجذب إلى داخل الفم " واستخدم عدد من المحدثين عبارة (الفراغ الأنفي) و (التجويف الأنفي) و (البلعوم الأنفي) بدل كلمة الخياشم , وهم يقصدون بذلك التجويف الذي يندفع خلاله الهواء حتى يخرج من الأنف. وعرَّفه الدكتور: خليل إبراهيم العطية في كتابه البحث الصوتي عند العرب بقوله: " وهو فراغ يندفع فيه الهواء عند انخفاض الطبق ليمر الهواء الخارج من الرئتين من خلاله عن طريق الآنف وعن طريق التجويف الأنفي تنطق النون والميم العربيتين "
والجمهور من العلماء يعرف الغنة بأنها مجرد خروج النفس المجهور من المجرى الخيشومي , قليلا كان ذلك النفس أم كثيرا , طويلا أم قصيرا , وقد أكدوا على ملازمة الغنة للنون والميم , كيفما جاءتا , فقال عبد الوهاب القرطبي عنهما: " ولأجل جريان الغنة فيها وفي الميم إذا طرأت على الخيشوم آفة تمنع الجريان رأيت النون أقرب إلى التاء , والميم أمسَّ بالباء "
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان الجعبري قد قال كلمة موجزة جامعة عنها , هي: " والغنة صفة النون , ولو تنوينا , والميم , تحركتا أم سكنتا , ظاهرتين أو مخفاتين أو مدغمتين , ... قال: وهذا معنى قول الداني: وأما الميم والنون فيتجافى بهما اللسان إلى موضع الغنة من غير قيد , وبرهانه سد الأنف , وهي في الساكن أكمل من المتحرك , وفي المخفي أزيد من المظهر , وفي المدغم أوفى من المخفي "
والغنة ليست بحرف كما ورد عن بعض العلماء بل هي صفة وصاحب هذا القول مكي رحمه الله فقد قال في رعايته " والغنة حرف مجهور شديد , لا عمل للسان فيها , والخيشوم الذي تخرج منه هذه الغنة هو المركب فوق غار الحنك الأعلى فهي صوت يخرج من ذلك الموضع " ومن ثَمَّ اعترض الجعبري على قول مكي السابق وأنكره وصنف في ذلك شعرا للرد عليه بقوله " جعله الغنة حرفا غير سديد بالمهملة , وإن أراد أنها ذات محل مغاير فلا يلزم منه حرفيتها قال: وإلى هذا أشرنا في العقود بقولنا:
والغنة أبْطلْ قولَ مكيًّ بها ... في أنها حرفٌ وأمَّ بياني
في أنها لا تَسْتِقيلُ بنفسها ... وتحلُّ حرفاً رَبَّةَ اسْتعلانِ "
والغنة تابعة لما بعدها من حيث التفخيم والترقيق أما من أجرى مراتب التفخيم الخمسة على الغنة الفخيمة فهو من عمل المحدثين ولا دليل أو نص عليه من علماء التجويد المتقدمين القدامى , بل هم أطلقوا العبارة , ونحن كذلك نطلق العبارة مثلهم.
{الميم صوت شفوي خيشومي مجهور مرقق}
قال سيبويه عن مخارج أصوت الشفة: " ومما بين الشفتين مخرج الباء , والميم والواو " وقد ردد بعض علماء التجويد عبارة سيبويه من غير زيادة ومنهم الداني في الإدغام الكبير وأحمد بن أبي عمر: في الإيضاح والمرادي في المفيد , وحاول بعضهم توضيح حالة الشفتين مع كل حرف من الحروف الثلاثة , فقال الداني: " غير أن الشفتين تنطبقان في الباء والميم , ولا تنطبقان في الواو بل تنفصلان " وقال على القارئ: " إلا أن الواو بانفتاح , والباء والميم بانطباق " وعلق المرعشي التركي على قول على القارئ فقال: " المراد من انفتاحهما في الواو انفتاحهما قليلا , وإلا فهما ينضمان في الواو , ولكن لا يصل انضمامهما إلى حد الانطباق "
الميم صوت شفويٌّ خيشومي مجهور مرقق , ويتم صوته بأن تلتصق الشفتان التصاقا تامَّا , يمنع مرور الهواء , وفي أثناء ذلك ينخفض الطبق نحو الجدار الخلفي للحلق , وينغلق التجويف الفموي , ويغير الهواء مجراه , فيخرج عن طريف المجرى الخيشومي , وتضيق المسافة بين الوترين الصوتيين ضيقا شديدا , يسمح بمرور الهواء , ويتذبذب الوتران الصوتيان , ويخرج الصوت مجهورا , وينخفض مؤخرة اللسان , بعيدا عن الطبق , وتضيق غرفة الرنين , ويخرج الصوت مرققا.
{مخرج صوت الميم من نصفين شفوي وخيشومي}
صوت الميم يخرج من بين الشفتين, ويتحقق ذلك بتصادم الشفة العليا بالسفلى كالباء , وهذا هو نصفها الأول, وعند إنتاج صوتها في المخرج يصاحبها مرور صوت من الجزء الخلفي للفم عبر الخيشوم , ويَحْدُث هناك رنين في صوتها , وهو ما يسميه العلماء بالغنة , وهذا نصفها الثاني , فيستنتج من ذلك أن صوت الميم يتحقق بمجموع عملين , الأول: أن تنطبق الشفتين على بعضهما , والثاني: وبسبب هذا الانطباق يغلق المخرج تماما فيتحول الصوت الخارج من الحنجرة عبر التجويف الأنفي في استمرار لتدفق الصوت من الأنف , فالصوت الخيشومي مصاحب لصوت الميم كيفما كانت سواء كانت ساكنة أو متحركة. قال مكي بن أبي طالب القيسي في كتابه الكشف عن وجوه القراءات: " ... وأما حروف الشفتين فأربعة: الفاء منفردة , ثم الباء والميم والواو أخوات ... "
{صفات صوت الميم من نصفين شديد ورخو}
من أحد الصفات التي لا تنفك عن الميم أن فيها نصفا شديدا ونصفا آخر رخوا من حيث جريان وحبس الصوت معها , فأما الشدة فيها فعندما تنطبق الشفتين ينحبس صوتها , والنصف الرخو فبسبب هذا الحبس لهواء الصوت في المخرج , يتحول الصوت ناحية المجرى الخيشومي , ولهذا اعتبرها علماء التجويد حرف بين الرخو والشديد. ووصفه الإمام النويري شارح طيبة النشر في القراءات العشر بأنه صوت مشوب: أي مخلوط من الرخاوة والشدة وذلك عند شرحه للأحرف البينية التي نظمها الحافظ ابن الجزري حيث قال: " فالجهر ضد الهمس والرخوة ضد الشدة الخالصة أو المشوبة: وهي ما
(يُتْبَعُ)
(/)
بين الرخوة والشديدة ... ".
والميم صوت يتذبذب معه الوتران الصوتيان في داخل الحنجرة , وهو صوت مجهور بحبس جريان هواء النفس معه , وصوت بينيّ أي بين الشدة والرخاوة , يجري معه الصوت جريانا جزئيا لا كليا , وصوت مستفل تنخفض مؤخرة اللسان به إلى قاع الفم , وصوت مرقق أي نحولٌ يدخُلُ على صوت الحرفِ فلا يملتىء الفمُ بصداه. وصوت منفتح لأنَّ اللسان ينفتحُ ما بينه وبين الحنك الأعلى ليخرج هواء الصوت عند التلفظ به , وصوت أغنُّ يعمل معه المجرى الخيشومي في جميع حالاته من حيث الحركة والسكون.
وصوت الميم من حيث الحركات والسكون له أربع حالات: أولا يجب المباعدة بين الشفتين والفكين العلوي والسفلي حال حركتها بالفتح. ثانيا: يجب ضم ومط الشفتين للأمام حال حركتها بالضم. ثالثا: يجب خفض الفك السفلي عند التلفظ بها وهو مكسور الحركة. رابعا: في حال سكونها تخرج من مخرجها الأصلي بانطباق الشفتين والحذر من مطهما للأمام حال سكونها فيما لو سبقت بحرف مضموم الحركة , والخلل بهذه الشروط الأربعة السابقة فيه نقصان لكمال الصوت بالميم.
وهذا الحرف يظلم في وقتنا المعاصر بترك فرجة عند التلفظ به وهو ساكن عند ملاقاته حرف الباء ولم يثبت هذا عمن لهم قصب السبق في علوم التجويد أمثال أبو عمرو الداني والشاطبي وبن الجزري رحمهم الله تعالى فاحذر من ترك فرجة عند الميم الساكنة وحذٍّرْ منه غيرك مع مطالبة نفسك بكمال الإخلاص لله تعالى.
{شروط النطق بصوت ميم خالصة كاملة}
يشرط لتحقيق صوت الميم في حاسة السمع أن يتم تصادم وانطباق للشفة العليا على أختها السفلي , وهذا هو الشرط في نطق صوت ميم خالصة ساكنة , وهو نفس الشرط في نطق صوت باءٍ خالصةٍ , فمثلا , حاول أخي القارئ أن تنطق بصوت الباء الساكنة من غير تصادم للشفتين واستمع للصوت الناتج عن ذلك لا يمثل في حقيقته نطق باء أبدا , بل فيه فناء لصوتها بالكلية, ونفس الملاحظة أفعلها مع صوت الميم الساكنة , ليثبت لديك من خلال التجربة الصوتية أن من شروط النطق بميم خالصةٍ لابد من تصادم الشفتين وانطباقهما أما صوت الغنة فمَقَرُّه المجرى الخيشومي.
قال أبو عمر الداني في كتابه النادر الإدغام الكبير:" ... والباء والميم والواو من مخرج واحد وهو ما بين الشفتين , وهن مجهورات ... " فأشار رحمه الله إلى كيفية التلفظ بميم تامة وغيرها من الأصوات الشفوية.
{التعريف بالقلب والإخفاء الشفوي}
التعريف بالقلب:
القلب لغة: تَحْوِيلُ الشَّيْءِ عَنْ وَجْهِهِ , أو جَعْلُ حَرْفٍ مَكَانَ آخَر. والقلب أفصح من المنتشر بين كتب المعاصرين بتسميته الإقلاب. واصطلاحاً: إبدالُ النُّون السَّاكنة أو التنوين ميمًا خالصة عند الباء مع الْغُنَّة وهو حكم مجمع عليه عند القراء. وعندما تبدل النون الساكنة ميما يتحول الحكم من القلب إلى الإخفاء الشفوي , فعندما نتكلم على الإخفاء الشفوي فالقلب داخل تحته كما قرر ذلك الحافظ بن الجزري في النشر من قوله: " (فلا فرق حينئذ بين (أَنْ بُورِكَ) و (وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ) ... " شرح التعريف: إذا جاء بعد النُّون الساكنة أو التنوين حَرْفُ الباء فتُقْلّبُ النون الساكنة أو التنوين ميماً خالصةً مخفاةً مع إطباق الشفتين ليتحقق صوت الميم مصاحبا ذلك غنة الإخفاء من الخيشوم. مثل: (لَيُنْبَذَنَّ) , (عَلِيمٌ بِذَاتِ) فيصير النطق هكذا: [لَيُمْبَذَنَّ , عليمُمْبِذَات]. قال ابن الجزريّ:
والقّلْبُ عِنْدَ الْبَا بِغُنَّةٍ كَذَا الاخْفَا لَدَى بَاقِي الحُرُوفِ أُخِذَا
التعريف بالإخفاء الشفوي:
وذلك إذا وقع بعد الميم الساكنة حرف الباء مثل: (تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَة) , فتُخْفى الميمُ عندَ الباء مع إطباق الشفتينِ ومَعَ بَقاء غُنَّة الإخفاء من الخيشوم.
قال ابن الجزريّ:
........................ ...................... وَأَخْفِيَنْ
الْمِيمَ إِنْ تَسْكُنْ بِغُنَّةٍ لَدَى بَاءِ عَلَى المُخْتَارِ مِنْ أَهْلِ الأدَا
الفصل الثاني: وفيه عدة مباحث:
{القائلون بإظهار الميم الساكنة وإخفائها قديما}
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو عمرو الداني في كتابه التحديد:" وإذا التقى الميم بالفاء أنعم ببيانه للغنة التي فيه (أي أصل الغنة المظهرة) ... روى عن الكسائي وذلك غير صحيح ولا جائز ... فإن تلقت الميم بالباء فعلماؤنا مختلفون في العبارة عنهما: فقال بعضهم هي مخفاة لانطباق الشفتين عليهما كانطباقهما على أحدهما وهذا مذهب بن مجاهد , وإلى هذا ذهب شيخنا علي بن بشر ... قال أبو الحسن ابن المنادى: أخذنا عن أهل الأداء بيان الميم الساكنة عند الواو والفاء ... وقال أحمد بن يعقوب التائب: أجمع القراء على تبين الميم الساكنة وترك إدغامها إذا لقيت باء في جميع القرآن , قال: وكذلك الميم عند الفاء وذهب إلى هذا جماعة من شيوخنا ... وبالأول أقول ... "
فهذه النصوص صريحة من أقوال العلماء شيوخ أبي عمرو الداني أن الخلاف كان دائرا بين إظهار الميم الساكنة أو إخفائها وأشار في آخر كلامه أنه يقول بالأول وهو إخفاء الميم مع إطباق الشفتين.
وقال مكي في كتابه الرعاية: " وإذا سكنت الميم وجب أن يتحفظ بإظهارها ساكنة عند لقائها باء أو فاء أو واوا ... لا بد من بيان الميم الساكنة في هذا كله ساكنة من غير أن يحدث فيها شئ من حركة وإنما ذلك خوف الإخفاء والإدغام ... "
قال الحافظ بن الجزري في تمهيده:
فإذا سكنت الميم وأتى بعدها فاء أو واو فلا بد من إظهارها، كقوله: (هُمْ فِيهِ) (وَيَمُدُّهُمْ فِي) (وَعِدْهُمْ وَمَا) ونحوه. وإذا سكنت وأتى بعدها باء فعن أهل الأداء فيها خلاف، منهم من يظهرها عندها، ومنهم من يخفيها، ومنهم من يدغمها، وإلى إخفائها ذهب جماعة، وهو مذهب ابن مجاهد و ابن بشر وغيرهما، وبه قال: [الداني. وإلى إدغامها ذهب ابن المنادي وغيره. وقال] أحمد ابن يعقوب التائب: أجمع القراء على تبيين الميم الساكنة وترك إدغامها إذا لقيها باء في كل القرآن. وبه قال مكي. وبالإخفاء أقول، قياساً على مذهب أبي عمرو بن العلاء، قال شيخنا ابن الجندي -رحمه الله- واختلف في الميم الساكنة إذا لقيت باء، والصحيح إخفاؤها مطلقاً، أي سواء كانت أصلية السكون كـ (أَمْ بِظَاهِرٍ) أو عارضة كـ (يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ). ومع ذلك فلا بد من ترقيقها وترقيق ما بعدها، إذا كان ألفاً.
وقال أيضا ابن الجزري في كتابه النشر: (الثاني الإخفاء) عند الباء على ما اختاره الحافظ أبو عمرو الداني وغيره من المحققين. وذلك مذهب أبي بكر بن مجاهد وغيره. وهو الذي عليه أهل الأداء بمصر والشام والأندلس وسائر البلاد الغربية وذلك نحو: (يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ)،و (رَبَّهُمْ بِهِمْ)، (يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ). فتظهر الغنة فيها إذ ذاك إظهارها بعد القلب في نحو: (مِنْ بَعْدِ)، (أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ)، وقد ذهب جماعة كأبي الحسن أحمد بن المنادي وغيره إلى إظهارها عندها إظهاراً تاماً وهن اختيار مكي القيسي وغيره. وهو الذي عليه أهل الأداء بالعراق وسائر البلاد الشرقية. وحكى أحمد بن يعقوب التائب إجماع القراء عليه (قلت) والوجهان صحيحان مأخوذ بهما إلا أن الإخفاء أولى للإجماع على إخفائها عند القلب. وعلى إخفائها في مذهب أبي عمرو حالة الإدغام في نحو: (بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ).
فهؤلاء الأئمة المعول عليهم في علوم التجويد لم يصرح أي فريق من القائلين بالإخفاء بترك فرجة عند التلفظ بالميم الساكنة عند ملاقاتها الباء فتبين للباحث أن القول بترك فرجة أمرٌ حادثُ لا يعرف إلا من خلال السنوات المتأخرة من خلال َفهْم بعض العلماء المَُْحدثِين لنصوص التجويد.
.
{الإقلاب يسمى قديما بالإبدال}
في كتاب (تلخيص العبارات بلطف الإشارات في القراءات السبع للحافظ ابن بليمة وصف أن العمل الذي يتم مع مجاورة النون لصوت الباء يسمى بالابدال ولم يصرح بلفظ القلب أو الإقلاب , وهذا الكتاب أحد الكتب التي اعتمد عليها الحافظ بن الجزري في نشره.
ونص بن بليمه فيما يتعلق بما نحن بصدده كالآتي:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال رحمه الله: " باب اختلافهم في النون الساكنة والتنوين ... إلا أن التنوين يبدل عند الباء ميما. وأجمعوا على إدغامها عند هجاء " يرملون " إذا كنم في كلمتين احترازا من (صِنْوَانٍ) و (قِنْوَانٌ) و (بُنْيَانٌ) فأربعة منها بغنة يجمعها هجاء حروف " يومن " واثنان بلا غنة يجمعها هجاء " ر ل " وتفرد خلف بإدغام الغنة عند الياء والواو " والشاهد من كلامه السابق قوله: " إلا أن التنوين يبدل عند الباء ميما " فسمَّى هذا العمل إبدالا.
وسمَّاه بنفس التسمية" إبدالا " ابن جزي الكلبي الغرناطي (ت 488 هـ) في كتبه المختصر النافع في قراءة نافع بقوله في باب النون الساكنة والتنوين: " لها أربعة أحكام: إظهار وإدغام وإبدال وإخفاء ... والإبدال عند الباء: تبدل النون والتنوين ميما نحو) مِنْ بَعْدِ) ... "
{الإخفاء الشفوي يسمى قديما بالإدغام الناقص}
ففي باب إدغام الحروف المتقاربة عند أبي عمرو وهو يسكن الحرف المتحرك ثم يدغمه فيما بعده بما يسمى بالإدغام الكبير قال الإمام الشاطبي
:وتسكن عنه الميم من قبل بائها ... على إثر تحريك فتخفى تنزلا
.قال الإمام الحافظ أبو شامة في إبراز المعاني وقوله على إثر تحريك أي تكون الميم بعد محرك نحو: (آدَمَ بِالْحَقّ)، (بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ)، (عَلَّمَ بِالْقَلَمِ)، (حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ) والمصنفون في التعبير عن هذا مختلفون فمنهم من يعبر عنه بالإدغام كما يطلق على ما يفعل بالنون الساكنة والتنوين عند الواو والياء أنه إدغام وإن بقي لكل واحد منهما غنة، كما يبقى الإطباق في الحرف المطبق إذا أدغم، ومنهم من بعبر عنه بالإخفاء لوجود الغنة وهي صفة لازمة للميم فلم يكن إدغاما محضا. ـ كلام أبو شامة فيه تصريح أن القدماء كانوا يسمونه إدغاما ولكن إدغاما ناقصا لبقاء صوت الحرف الأول وهو الغنة ,.فلو سميته بالإخفاء الشفوي فبها ونعمت وإن سميته إدغاما ناقصا فليس ذلك بدعا من القول بل صرح به العلماء المتقدمين. ومن ذلك قول الحافظ أبو عمرو الداني في كتابه النادر الإدغام الكبير حيث جعل تسميته بالإدغام من باب المجاز: "قال أبو عمرو: والقراء يعبرون عن الميم عند الباء بالإدغام , وكذا ترجم له اليزيدي عن أبي عمرو. وليس بإدغام في الحقيقة لامتناع قلب الميم باء وإدخالها فيها إدخالا شديدا في ذلك , إذ هو حقيقة باب الإدغام , وإنما استثقلت الحركة على الميم فأزيلت تخفيفا فخفيت الميم لذلك. وهذا قول جميع من يقتدى به من علمائنا , وهو قول النحويين. والعبارة عن ذلك بالإدغام إنما هي مجاز واتساع لما بيناه "
{القائلون بإطباق الشفتين على الميم الساكنة المخفاة}
نصوص المصنفات القديمة في التجويد والقراءات تصرح وتنص نصا صريحا بإطباق الشفتين, وسوف أسْرِد أقوالهم جملة ثم أذكر بعض نصوص بعضهم ومن أراد التوسع فعليه بكتابي الذي يحمل هذا الاسم ومن هؤلاء الأئمة الحافظ أبو عمرو البصري أحد القراء السَّبع قال بالإطباق في كتابه الإدغام الكبير طبع حديثا , و الحافظ شيخ النحويين بلا منازع سيبويه قال بالإطباق في كتبه المشهور , و الحافظ طاهر بن غلبون شيخ الداني ومكيّ قال بالإطباق وسوف أنقل نصه عن قريب , و الحافظ أبو عمرو الداني الأندلسي في مصنفاته الكثيرة المشهورة ومنها كتابه الشهير " التيسير في القراءات السبع " وكتابه " التحديد والإتقان في صنعة التجويد " وفي كتابه " الإدغام الكبير " قال بالإطباق.
والحافظ الشاطبي الأندلسي صاحب اللامية المشهورة المسماة " حرز الأماني ووجهة التهاني في القراءات السبع, وهو أحد شيوخ علم الدين السخاوي قال بالإطباق, ومن أراد معرفة راية في هذه المسألة فليرجع إلى أصل منظومته وهو كتاب " التيسير " للداني, وصرح علم الدين السخاوي في كتابه شرح الوصيد أول من شرح الشاطبية, وأخذ العلم عن الشاطبي بأعلى درجات الرواية وهو المشافهة , وسوف أنقل نص السخاوي عن قريب , والحافظ أبو جعفر بن الباذش في كتابه الإقناع قال بالإطباق وسوف أنقل نصه قريبا والحافظ الجعبري قال بالإطباق في شرحه للشاطبية المسمى " كنز المعاني ".
(يُتْبَعُ)
(/)
والحافظ أبو شامة المقدسي تلميذ السخاوي قال بالإطباق في كتابه الرائع المسمى " إبراز المعاني " , والحافظ ابن شعلة في شرحه للشاطبية قال بالإطباق , والحافظ المقرئ عبد الغني الحصري في قصيدته الحصرية في قراءة الإمام نافع قال بالإطباق , والحافظ بن الجزري في نشره ومصنفاته قال بالإطباق وسوف أذكر رأيه قريبا , والحافظ أحمد بن الحافظ بن الجزري قال بالإطباق في شرحه لطيبة النشر وهذا الشرح أثنى عليه خيرا بن الجزري , والحافظ الإمام النويري شارح الطيبة قال بالإطباق وهو أحد تلاميذ ابن الجزري أخذ عنه العلم والقراءات في مكة ثم أجازه بالنشر وغيرها ثم رجع إلى مصر وصنف شرحه الفريد في نوعه على طيبة النشر , والشيخ الحافظ بن القاصح العذري قال بالإطباق في كتابه سراج القارئ , والشيخ ملا على قارئ في المنح الفكرية قال بإطباق وهذا الكتاب أحد شروح الجزرية المتوسعة , والشيخ محمد بن يالوشة شيخ قراء تونس قال بالإطباق , والشيخ إبراهيم المارغني مفتي المالكية قال بالإطباق في كتابه " النجوم الطوالع على الدرر اللوامع في أصل مقرا الإمام نافع ", والشيخ أحمد بن محمد البنا صاحب الإتحاف قال بالإطباق وهو أحد شيوخ في سندي المتصل بالنبي ? والشيخ القسطلاني في اللآلئ السنية قال بالإطباق.
والشيخ سليمان الجمزوري ناظم التحفة قال بالإطباق , والشيخ محمد المتولي شيخ الضباع قال بالإطباق والشيخ أحمد المتولي أحد شيوخ سندي إلى النبي ? بحفص من طريق الشاطبية وأحد رجال سندي كذلك في حفص بجميع طرق الطبية , والشيخ الضباع في كتابه الإضاءة وشرحه على الشاطبية المسمى " إرشاد المريد إلى مقصود القصيد " قال بالإطباق , والشيخ محمد مكي نصر الجريسي في كتابه " نهاية القول المفيد قال بإطباق وهو أحد تلاميذ الشيخ المتولى وأخذ العلم عن الشيخ الدري التهامي شيخ الشيخ عامر عثمان , و
الدكتور غانم قدوري الحمد شيخ المحققين قال بالإطباق وناقش هذه المسألة بتوسع في رسالة الدكتوراه المسماه " الدراسات الصوتية عند علماء التجويد " وسوف أنقل كلامه في هذا البحث لأهميته , والشيخ عبد العزيز الزيات قال بالإطباق وهو شيخ شيخنا الدكتور يحيي الغوثاني وحدثني الشيخ يحيي أكثر من مرة مشافهة أنه قرأ بالإطباق على الشيخ الزيات.
والشيخ الدكتور أيمن رشدي سويد قال بإطباق , والشيخ محمد رفعت القارئ المشهور يقرأ بالإطباق , والشيخ عبد الفتاح الشعشاعي القارئ المشهور يقرأ بالإطباق , والشيخ محمد الصيفي القارئ المشهور يقرأ بالإطباق والشيخ صديق المنشاوي أبو محمد صديق المنشاوي القارئ المشهور يقرأ بالإطباق والشيخ محمود خليل الحصري القارئ المشهور يقرأ بالإطباق والشيخ محمود علي البنا القارئ المشهور يقرأ بالإطباق وتسجيلات هؤلاء خير دليل على ذلك وعندي " كليب " صوت وصورة لبعضهم ورأيتهم رَأْيَ العين يطبقون الشفتين وسوف أذكر ذلك بالتفصيل في المبحث الآتي.وغير هؤلاء كثير يقرءون بالإطباق وسوف أسرد أقوالهم بتوسع وتفصيل أكثر في كتابي السالف الذكر.
الفصل الثالث
{نصوص الأئمة القدماء والمحدثين القائلون بالإطباق}
العلماء قديما مجمعون على إطباق الشفتين ولم يصرح أحدهم بمسألة ترك الفرجة أبدا , ومن هؤلاء العلماء من قال بإخفائها عند ملاقاتها باء ومنهم من قال بالإظهار , ومنهم من سمى هذا العمل بالإدغام الناقص ومن أراد بحث هذه المسألة والتنصيص عليها عليه بالبحث في كتب القراءات والتجويد تحت هذه المواضيع التالية:
• الإقلاب للنون الساكنة والتنوين
• الإخفاء الشفوي
• حكم الإدغام الكبير لأبي شعيب السوسي من قراءة أبي عمرو البصري رحمهما الله تعالى.عند كلامه فيما لو تلاقت الميم مع الباء في الخط.
وقال شيخ هذا الفن بلا منازع العلامة الحافظ بن الجزري في نشره بعد أن تبدل النون الساكنة أو التنوين ميما فلا فرق بين الإخفاء الشفوي والقلب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإني لأرجو بشدة من أي عالم أو باحث أو طالب علم إن وقف على أي تصريح لأي عالم قديم بترك تلك الفرجة، فليأتنا به مشكورا، لأني مع شدة التتبع , ومن قرأت عليهم من المجازيين المتصل سندهم بالنبي ? لم أر إلا التصريح بالإطباق مع العلم أني قرأت على المشايخ المسندين بالإطباق وكل من أعرفهم من أصحاب الأسانيد العالية مطبقون للشفتين على الميم الساكنة عند ملاقاتها حرف الباء. والفيصل في هذه المسألة نص صريح من القدماء. وهذه نصوص الأئمة المعتبرين صريحة لا تحتمل التأويل تنص نصا صريحا بالإطباق وإليكها.
{الحافظ أبو عمرو البصري أحد القراء السَّبع قال بالإطباق}
في كتاب الإدغام الكبير لأبي عمرو البصري لم يصرح رحمه الله بترك فرجة عند ملاقاة الميم للباء وكل الآخذين عنه لم يصرحوا بهذه الفرجة فعُلم إبقاء الميم على أصلها. وهذا الكتاب عبارة عن مخطوطة طبع وحقق مرتين الأولى بتحقيق الشيخ: أنس بن محمد حسن مُهرة طبعة دار الكتب العلمية بيروت وهذه الطبعة متوسعة وفيها كلام ابن الجزري والمرة الثانية طبع بتحقيق: د عبد الكريم محمد حسين من منشورات مركز المخطوطات والتراث والوثائق – الكويت وهذه الطبعة موجزة ومختصرة لبحث الإدغام الكبير.
{الحافظ طاهر بن غلبون شيخ الداني ومكيّ قال بالإطباق}
نصوص العلماء في إطباق الميم المخفاة مع الباء التصريح بها هو الأكثر أو الإشارة بقولهم ميما خاصة ولا يوجد أدنى تنويه بترك الفرجة ومن ذلك ما جاء عن الإمام طاهر بن غلبون بن عبد المنعم ثقة ضابط (ت 399) من قوله في فصل: الإشمام عن الإدغام الكبير لأبي عمرو وبعد ذكره لاختلاف الطرق عن أبي عمرو في جواز الإشمام وامتناعه عند إدغام الباء في الباء، والميم في الميم، والميم في الباء:" وبما رواه اليزيدي آخذ لصحته، وذلك أنه إنما يعني بالإشمام هاهنا أنه يشير إلى حركة الرفع والخفض في حال الإدغام، ليدل على أن الحرف المدغم يستحق هذه الحركة في حال الإظهار حرصا عل البيان، وذلك متعذر في الميم مع الميم، وفي الباء مع الباء، من أجل إطباق الشفتين فيهما، وأما الميم مع الباء فهي مخفاة لا مدغمة، والشفتان ينطبقان أيضاً معهما " نقلا من كتاب التذكرة في القراءات الثمان بتحقيق الشيخ أيمن سويد , وهذا نص صريح لا يحتمل التأويل و فيه رد وإقامة للحجة على من تعصب لترك الفرجة في الميم من غير دليل. فقد أشار أن الميم عند ملاقاتها الباء تنطبق الشفتين عليها وسمَّى هذا العمل عندهم إخفاءً , وهذا النص الصريح أيضا فيه رد على بعضِ شيوخ العصر القائلون كيف تنطبق الشفتين ونسميه إخفاءً؟.
{الحافظ أبو عمرو الداني الأندلسي في مصنفاته قال بالإطباق}
قول الإمام أبي عمرو الداني المتوفى سنة 444 هـ في التيسيرعند حديثه عن الإدغام الكبير للسوسي عندما بين أن السوسي إذا أدغم الميم في الباء في مثل (عَلَّمَ بِالْقَلَمِ) (يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ) - ومعلوم أن إدغامه هنا هو إخفاء شفوي - لا روم عنده معللا ذلك بقوله: " من أجل انطباق الشفتين " وهذا أيضا نص صريح بالإطباق لمن كان له قلب , أو أذن واعية. وهذا الكتاب مطبوع. وقال بذلك أيضا في كتابه الإدغام الكبير ص 81 طبعة عالم الكتب – بيروت.
وفي كتابه التحديد في علم التجويد وهو مطبوع قال: “ فإن التقت الميم بالباء فعلماؤنا مختلفون في العبارة عنها، فقال بعضهم هي مخفاة لانطباق الشفتين عليهما كانطباقها على أحدهما، وهذا مذهب ابن مجاهد وإلى هذا ذهب شيخنا علي بن بشر .. قال أحمد بين يعقوب التائب: أجمع القراء على تبيين الميم الساكنة وترك إدغامها إذا لقيها باء في جميع القرآن قال الداني وبالأول أقول ". فأنت ترى أن المذهب الأول والذي هو الإخفاء هو الذي صرحوا فيه بالإطباق، إذ أن الإطباق في هذا النوع مفروغ منه وسوف ألحق لك صورة في آخر هذا البحث عبارة عن صورة فوتوغرافية مصورة من كتاب التمهيد وفي الهامش كلام أبي عمرو الداني تحته في الهامش ينص نصا صريحا بإطباق الشفتين على الميم المخفاة وهذا النص لا مجال معه للتأويل. وبعض الصور الأخرى من نصوص وكتب الأئمة المعتبرين القدماء.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أيضا ابو عمرو الداني في كتبه النادر المطبوع قريبا المسمى " الأرجوزة المنبهة على أسماء القراء والرواة وأصول القراءات وعقد الديانات بالتجويد والقراءات " – باب القول في قلبهما أي النونين الساكنة والتنوين
القول في قلبهما
والنون والتنوين عند الباء ... حكمهما في النحو والأداء
أن يُقلبا ميما بلا إدغام ... في اللفظ في القرآن والكلام
من أجل صوت الميم والنداوه ... وشركها للباء في التلاوة
انقلبا ميما بلا خلاف ... فلا تكن في لفظها بالجاف
فأين الدليل من في هذه الأبيات للداني لترك الفرجة بل حذر من جفاء صوتها , وهذا الكتاب للداني عبارة عن منظومة كبيرة جمع فيها جميع علوم القراءات والتجويد وعدد أبياتها 1311 بيتا شملت جميع أبحاث التجويد والقراءات جملة وتفصيلا.
{الحافظ عبد الوهاب القرطبي معاصر للداني قال بالإطباق}
قال عبد الوهاب القرطبي (ت 461 هـ) في كتابه النادر الموضح في التجويد عند كلامه على الميم الساكنة عند ملاقاتها صوت الباء ما نصه:
الميم: إذا سكنت وبعدها باء وجب إخفاء الميم كقوله تعالى (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ) (أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ) (هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ) وذلك أن الباء قربت من الميم في المخرج فامتنع الإظهار , واستوتا في أن كل واحدة منهما تنطبق بها الشفتان فتحقق الاتصال والاستتار , وامتازت الميم عنها بمزية الغنة فامتنع الإدغام فلم يبق إلا 0
وقد اختلف القراء في العبارة عنها , فقال بعضهم: هي مخفاة لانطباق الشفتين عليهما كانطباقهما على أحدهما , وهو مذهب ابن مجاهد , قال ابن مجاهد: والميم لا تدغم في الباء لكنها تخفى لأن لها صوتا من الخياشم تؤاخي به النون الخفية ... وهذا نص صريح أيضا بإطباق الشفتين وتسميته بالإخفاء , ولم يسم أحد من الرعيل الأول هذا العمل بالإظهار بغنة , بل قالوا الشفتين تنطبقان وسموا ذلك إخفاءً.
{الحافظ الشاطبي الأندلسي شيخ السخاوي قال بالإطباق}
الإمام الشاطبي رحمه الله نظم لاميته المسماه " حرز الأماني ووجه التهاني " في القراءات السبع وهذه اللامية أصلها كتاب التيسير وقد سبق وذكرت نص كتاب التيسير والتصريح بالإطباق بين وواضح فيه , وجميع شراح الشاطبية القدماء ينصون بالإطباق عند الحديث على الإدغام الكبير لأبي عمرو البصري. ومن أخذ عن الشاطبي مشافهة ينصون على الإطباق فعُلم أن الشاطبي من أهل الإطباق.
{الحافظ علم الدين السخاوي تلميذ الشاطبي قال بالإطباق}
قال الإمام القسطلاني في كتابه فتح المواهبي في مناقب الإمام الشاطبي أن أول من شرح الشاطبية علم الدين الدين السخاوي بقوله: " اعلم أنه قد اتفق الجمهور على أن أول شارح لها علم الدين السخاوي وسمى شرح اللامية " فتح الوصيد " قال الشيخ أبو إسحاق الجعبري: وكلُ كَلٌ على فتح وصيدها ومانح نضيدها الشيخ العلامة تاج القراء , وسراج الأدباء علم الدين السخاوي لأنه قرأها على مؤلفها غير مرة وهو أعلم بها من غيره من الشارحين وقال ابن الجزري: بل هو والله السبب في شهرتها في الآفاق وإليه أشار الشاطبي بقوله: يقيض الله لها فتى يشرحها.
قال الحافظ علم الدين السخاوي تلميذ الشاطبي , في كتابه فتح الوصيد في شرح القصيد عند قول الناظم وأشمم ورم في غير باء وميمها" .... يعني أن لك أن تروم وتُشم في ما أدغمه مما ذكره في الباب كله إلا في باء أو ميم جاءت كل واحدة منهما ملاقيةً باء أو الميم؛ لأن مذهب أبي عمرو ... الإشارة إلى حركة الحرف المدغم في حل إدغامه تنبيها عليها ما لم تكن الحركة فتحة؛ لأنه لو رامها , لظهر المدغم لخفة الفتحة وسرعة ظهورها , ولمَّا تعذرت الإشارة بانطباق الشفتين في الباء مع الباء والميم , وفي الميم مع الميم والباء ... "
فقول الشارح تعذرت الإشارة بسبب انطباق الشفتين فيه دلالة واضحة أن ملاقاة الميم الساكنة للباء مخفاة والشفتان ايضا ينطبقان , ولم يصرح بترك الفرجة في كتابه جمال القراء أو منظومته الرائعة في التجويد.
{الحافظ أبو جعفر بن الباذش في كتابه الإقناع قال بالإطباق}
(يُتْبَعُ)
(/)
في كتاب الإقناع في القراءات السبع لأبي جعفر ابن الباذش المتوفى سنة 540 هـ نص صريح بإطباق الشفتين عليهما انطباقة واحدة أي: نطبق على ميم وفتح الشفتين على باء، لما تكلم حول الميم مع الباء حيث قال: " ( ... و قال لي أبو الحسن بن شريح فيه بالإظهار و لفظ لي به فأطبق شفتيه على الحرفين إطباقا واحدا ... " و قال في موضع آخر: " إلا أن يريد القائلون بالإخفاء: انطباق الشفتين على الحرفين انطباقا واحدا ... " وهذا النص من ابن الباذش رحمه الله فيه إشارة أن الميم لا يتأتى إدغامها إدغاما كاملا في الباء لأنها تدغم ولا يدغم فيها وفيه ورد على من ادعى أن إطباق الشفتين قبل الباء يسمى إظهارا بغنة فإذا انتفى الإظهار تعين الإخفاء وامتنع الإدغام لأن الميم لها صوت ولم تفنَ بالكلية في الباء وفناؤها يسمى بالإدغام الكامل ولا إدغام كاملا هنا.
{الحافظ أبو شامة المقدسي تلميذ السخاوي قال بالإطباق}
, قال الإمام أبو شامة ت 665 هـ في إبراز المعاني عند قول الناظم الإمام الشاطبي ت 590 هـ
وتسكن عنه الميم من قبل بائها ... على إثر تحريك فتخفى تنزلا
: " وقوله على إثر تحريك أي تكون الميم بعد محرك نحو: (آدَمَ بِالْحَقّ)، (بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ)، (عَلَّمَ بِالْقَلَمِ)، (حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ) , والمصنفون في التعبير عن هذا مختلفون فمنهم من يعبر عنه بالإدغام كما يطلق على ما يفعل بالنون الساكنة والتنوين عند الواو والياء أنه إدغام وإن بقي لكل واحد منهما غنة، كما يبقى الإطباق في الحرف المطبق إذا أدغم، ومنهم من بعبر عنه بالإخفاء لوجود الغنة وهي صفة لازمة للميم فلم يكن إدغاما محضا ... " وهذا نص واضح وفيه إشارة أن المصنفين قديما كانوا يسمونه بالإدغام الناقص بدل الإخفاء ولو اتفق أهل عصرنا القائلون بترك الفرجة على هذه التسمية لذهب الخلاف الذي بيننا وبينهم البتة.
{الحافظ بن الجزري في نشره ومصنفاته قال بالإطباق}
قول الإمام شمس الدين محمد بن محمد بن محمد ابن الجزري المتوفى سنة 833 هـ في النشر في الجزء الأول عند حديثه عن الإدغام الكبير للسوسي. قال بعد (ذكر المتقاربين) تحت عنوان (فصل) اعلم ... وفي آخر الفصل قال ما نصه: ثم إن الآخذين بالإشارة عن أبي عمرو أجمعوا على استثناء الميم عند مثلها وعند الباء وعلى استثناء الباء عند مثلها وعند الميم قالوا: لأن الإشارة تتعذر في ذلك من أجل انطباق الشفتين
... "
فماذا يريد القائلون بالفرجة بعد قول علامة القراءات الذي ولو سمعنا بقراءة غير موجودة في النشر أثبتناها في الشواذ مباشرة , فقوله رحمه الله (من أجل انطباق الشفتين) حسم الخلاف بين الجميع. وتأمل كلامه في التمهيد، الذي صنفه في القاهرة وكان عمره وقتها سبعة عشر عاما, إذ لا توجد له أدنى إشارة لترك الفرجة بين الشفتين قال رحمه الله: " الإقلاب، وقد تقدم الكلام على معناه، فإذا أتى بعد النون الساكنة والتنوين باء قلبت ميما، من غير إدغام، وذلك نحو: (َ أَنْ بُورِكَ)، (أَنْبِئْهُمْ)، (جُدَدٌ بِيضٌ) والغنة ظاهرة في هذا القسم. وعلة ذلك أن الميم مؤاخية للنون في الغنة والجهر، ومشاركة للباء في المخرج، فلما وقعت النون قبل الباء، ولم يمكن إدغامها فيها، لبعد المخرجين، ولا أن تكون ظاهرة لشبهها بأخت الباء وهي الميم، أبدلت منها لمؤاخاتها النون والباء ... ". ولم يشر رحمه في أي منظومة من منظوماته المشهور بترك فرجة أو بتقليل الاعتماد على الشفتين أو غير ذلك مما انتشر القول به في الآونة الأخيرة.
{الحافظ الإمام النويري شارح الطيبة وتلميذ ابن الجزري قال بالإطباق}
قال الإمام النويري عند شرحه للإدغام الكبير لأبي عمرو البصري: " ... ثم اختلفوا في المراد بهذه الإشارة: فحمله ابن مجاهد على الروم , والشنبوذي على الإشمام , ثم قال الشنبوذي: الإشارة إلى الرفع في المدغم مرئية لا مسموعة , وإلى الخفض مضمرة في النفس غير مرئية ولا مسموعة,
(يُتْبَعُ)
(/)
وحملة الجمهور على الروم والإشمام معا , فقال الداني: الإشارة عندنا تكون روما وإشماما , والروم آكد في البيان عن كيفية الحركة؛ لأنه يقرع السمع , غير أن الإدغام الصحيح والتشديد التام يمتنعان معه , ويصاحبه مع الإشمام؛ لأنه إعمال العضو وتهيئته من غير صوت إلى اللفظ , فلا يقرع السمع ويمتنع في المخفوض لبعد ذلك العضو من مخرج الخفض.
... وقوله (في غير با) يعنى أن الآخذين بالإشارة أجمعوا على استثناء الميم عند مثلها وعند الباء , وعلى استثناء الباء عند مثلها وعند الميم , قالوا: لتعذر الإشارة فيهما من أجل انطباق الشفتين , وهو إنما يتجه إذا قيل: إن المراد بالإشارة الإشمام إذ تعز الإشارة بالشفة , والباء والميم من حروف الشفة , والإشارة غير النطق بالحرف ... فقول النويري تعذر الإشارة بالروم والإشمام من أجل انطباق الشفتين في الميم الساكنة التي بعدها باء فيه دلالة واضحة أن الإطباق هو السائد عندهم وهو المأخوذ به عند الجميع , وهو الذي عليه العمل عند جميع القراء. .
{ابن القاصح العذري في سراج القارئ قال بإطباق}
قال رحمه الله في كتابه الرائع سراج القارئ عند شرحه للإدغام الكبير لأبي عمرو البصري: " ... وتلتقي الباء بمثلها تحو قوله تعالى (نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا) أو مع الميم نحو قوله تعالى (يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ) وتلتقي الميم مع مثلها نحو (يَعْلَمُ مَا) أو مع الباء نحو (أَعْلَمُ بِمَا) فإن الروم والإشمام يتعذران في ذلك لانطباق الشفتين بالباء والميم " أين التصريح بترك الفرجة لا يوجد بل كلامه صريح بالإطباق. وقال أيضا في كتابه النادر " نزهة المشتغلين في أحكام النون الساكنة والتنوين: " الحكم الثالث: القلب فينقلبان فيهما عند حرف واحد وهو الباء , وسواء اتصلت النون بالباء في كلمة أو انفصلت عنها في كلمة أخرى؛ نحو (أَنْبِئْهُمْ) (وَمِنْ بَعْدُ) و (صُمٌّ بُكْمٌ) ". ولم يشر أدنى إشارة لترك الفرجة.
{الشيخ ملا على قارئ في المنح الفكرية قال بإطباق}
كلام الشيخ ملا علي القاري المتوفى سنة 1014 هـ في المنح الفكرية شرح المقدمة الجزرية قال:" وقلب النونين (يقصد النون والتنوين) ميما عند ملاقاتهما الباء كما قال الشاطبي وقلبهما ميما لدى الباء حال كونها مقرونة بغنة كما هو شأن الميم الساكنة عند الباء من إخفائها لديها مع الغنة كما سبق عن أجلاء أرباب القراءة في نحو قوله: (وَهُمْ بِرَبِّهِمْ) (أَنْبِئْهُمْ) (أَنْ بُورِكَ) و (عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) ووجه القلب عسر الإتيان بالغنة في النون والتنوين مع إظهارهما ثم إطباق الشفتين لأجل الباء، ولم يدغم لاختلاف نوع المخرج وقلة التناسب، فتعين الإخفاء. ويتوصل إليه بالقلب ميما لتشاركه الباء مخرجا والنون غنة ".
وهذا كلام الشيخ ملا علي لا يوجد فيه أدنى إشارة بترك الفرجة, ولو كان التلقي قديما بالفرجة في صوت الميم الساكنة لصرحوا به ولتوافرت النصوص الكثيرة لبيانه فكيف غاب هذا البيان عن القدماء ويأتي علماء العصر للتصريح به من غير دليل عليه من كتب المتقدمين بل بمجرد استشكال منهم في فهم معنى كلمه إخفاء مع إطباق الشفتين على الميم.
وأقول لهم التلقي من المشايخ المسندين يفسر النصوص التجويدية وليست النصوص التجويدية يفسر بها كيفية القراءة فمثلا لو هناك رجل لم يدرس التجويد البتة وأخذ كتابا من السوق ووجد فيه عبارة (الروم والإشمام) فلن يستطيع فهم معناهما إلا بالتلقي من الشيوخ فكذلك لا يفسر كيفية الإخفاء الشفوي إلا بالتلقي من المسندين وليس بالتلقي من المصحفيين وجميع من عرفتهم من المجازيين بالقراءة قرأت عليهم بإطباق الشفتين بل وينكرون على من يقرأ بالفرجة ويسمونه الشيخ " أبو فرجة ".
{الشيخ محمد بن يالوشة شيخ قراء تونس قال بالإطباق}
(يُتْبَعُ)
(/)
العلامة محمد بن يالوشة شيخ قراء تونس المتوفى سنة 1314 في كتابه شرح الجزرية الذي فرغ منه عام 1301 هـ قال: أما القلب فعند حرف واحد وهو الباء نحو (انْبَعَثَ) (أَنْ بُورِكَ) (صُمٌّ بُكْمٌ) فينقلبان ميما خالصة مع الغنة وهذا معنى قوله: " والقلب عند الباء بغنة) لكن في الحقيقة هو إخفاء الميم المقلوبة لأجل الباء قال في النشر فلا فرق حينئذ بين (أَنْ بُورِكَ) و (وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّه) ". فهذا العلامة بن يالوشة لم يصرح بالفرجة.
{الشيخ إبراهيم المارغني مفتي المالكية قال بالإطباق}
قال الشيخ إبراهيم المارغيني مفتي المالكية في النجوم الطوالع شرح الدرر اللوامع والذي أنهاه سنة 1320 هـ: فتقلب النون الساكنة والتنوين عند الباء ميما خالصة كما أشار إليه بقوله وقلبوهما لحرف الباء ميما أي ابن البري صاحب النظم) أي قلب القراء نافع وغيره النون الساكنة والتنوين ميما عند الباء وحينئذ تخفي عند الباء بغنة من غير إدغام كما تخفى الميم الأصلية عند الباء في نحو (وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ) فلا فرق في اللفظ بين (َ أَنْ بُورِكَ) مثلا وبين (وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ)،وأما الإخفاء: فمعناه لغة الستر واصطلاحا النطق بحرف ساكن عار أي خال عن التشديد على صفة بين الإظهار والإدغام مع بقاء الغنة. فهذا أيضا مفتي الديار المصرية في وقته , قال ميما خالصة وكيف تكون الميم خاصة إلا بإطباق الشفتين.
{الشيخ ناصر الدين محمد بن سالم الطبلاوي قال بالإطباق}
قال شيخ شيوخنا العلامة ناصر الدين الطبلاوي الذي عليه مدار الأسانيد اليوم في كتابه " مرشدة المشتغلين في أحكام النون الساكنة والتنوين: " الحكم الثالث من أحكام النون الساكنة والتنوين: الإقلاب ويسمى القلب أيضا , وهو قلبهما ميما مخفية بغنة عند حرف واحد وهو الباء الموحدة ومن ثم كان الإقلاب نوعا من الإخفاء وسوغه توسط الميم بين الحرفين؛ لأنها توافق النون في الغنة والباء في المخرج , وسواء اتصلت بالباء في كلمة أم انفصلت عنها. ومثال قلب النون ميما مخفية بغنة عند الباء من كلمة (وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ) ... ومثال قلب التنوين ميما مخفية بغنة عند الباء (سَمِيعاً بَصِيراً).
فائدة: الميم تظهر عند جميع الحروف إلا عند ميم مثلها , فتدغم إدغاما صغيرا متفق عليه إن سكنت نحو (وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ) وكبيرا مختلفا فيه إن تحركت نحو (تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ) أو باء وتحرك ما قبلها فتخفى بغنة إخفاء صغيرا متفقا عليه إن سكنت؛ نحو (فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ) وكبيرا مختلفا فيه إن تحركت نحو (بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ) فإن سكن ما قبلها أظهرت نحو (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ) ... والحاصل أن لها عند حروف المعجم ثلاثة أحكام كالنون؛ إظهار وإدغام وإخفاء وقلب , والله أعلم. فهذا الكلام الطويل للعلامة ناصر الدين الطبلاوي لم يصرح بأدنى إشارة لترك الفرجة , مع العلم أنه لا يخلو إسناد اليوم من ذكر اسمه.
{الشيخ أحمد بن محمد البنَّا صاحب الإتحاف قال بالإطباق}
ذكر الشيخ أحمد بن محمد البنا في كتابه إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر قوله:" والثالث: القلب وهو في الباء الموحدة فقط نحو (أَنْبِئْهُمْ) (أَنْ بُورِك) (عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) فاتفقوا على قلب النون الساكنة والتنوين ميما خالصة وإخفائها بغنة عند الباء من غير إدغام وحينئذ فلا فرق في اللفظ بين) أَنْ بُورِك) (النمل: من الآية8) و) أَمْ بِهِ جِنَّةٌ) (سبأ: من الآية8) ... " وهذا كلام صاحب الإتحاف لم يصرح بترك الفرجة عند التلفظ بالميم الساكنة أبدا , فسؤالي كيف غاب البيان عن المتقدمين وجاء أهل العصر ببيان ترك الفرجة أرجو الإجابة مع الدليل لمن عنده دليل مقنع من أقوال المتقدمين؟ والشيخ أحمد البنا أحد شيوخ سندي المتصل بالنبي ? من رواية حفص من طريق الشاطبية وكذلك من رواية حفص من جميع طرق الطبية.
{الشيخ الضباع في كتابه الإضاءة قال بالإطباق}
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الشيخ الضباع شيخ عموم المقارئ المصرية رحمه الله تعالى عند شرحه لحكم قلب النون الساكنة والتنوين من الإضاءة في أصول القراءة:" وهو أبدالهما عند ملاقاتهما الباء ميما خالصة تعويضا صحيحا ... ". وهنا لم يشر العلامة الضباع إلى ترك الفرجة بل قال ميما خالصة. وقال الشيخ الضباع في نهاية حديثه عن الإقلاب: " وليحترز القارئ عند النطق به من كز الشفتين على الميم المقلوبة في اللفظ، لئلا يتولد من كزهما غنة من الخيشوم ممطة، فليسكن الميم بتلطف من غير ثقل ولا تعسف)
وقد نقل الشيخ عبد الفتاح المرصفي هذا النص حرفيا في هداية القاري: , والمقصود بالكز عدم الضغط الزائد على الشفتين بحيث لا يرى الاحمرار , وهذا الاحتراز لا يترتب عليه أي تغيير في صوت الميم وتفصيل ذلك في أصل كتابي.
وحدثنا بعض الشيوخ الأصدقاء أن الشيخ: عبد العزيز عيون السود رحمه الله صهر أيمن سويد وهو من تلامذة الضباع كان يقرئ بالإطباق –حسب ما تلقى عن شيخه-إلى أن وصله اجتهاد الشيخ عامر، فاجتهد هو اجتهادا آخر في الستينات الميلادية وهو النطق بالنون المخفاة والميم المخفاة بغنة خالصة مع عدم إعمال عضو النطق –لسانا أو شفة- بتاتا، اعتمادا على ظاهر كلام ابن الجزري ومكي في الرعاية. فكلام الضباع يدل على الإطباق من عدة وجوه، وإن وجد أدنى لبس فإنه يزال بتلقي الشيخ عيون السود عنه، وإقرائه بالإطباق قبل ظهور الفرجة.
وأود التنبيه هنا إلى أن القائلين بالفرجة يختلفون في مقدارها فبعضهم يقول بأنها بمقدار ورقة، أو رأس قلم، أو حتى يرى بياض الأسنان، أو إطباق الشفتين من طرفيهما وفتحهما من الأمام، أو فتحهما بمقدار حركة ثم إطباقهما بمقدار حركة , وبعضهم يقول بقدر شعرة , فأقول لهم ما حكم من زاد شعرتين أو ثلاث هل يأثم؟!!!!!!!! وهناك تسجيل كامل على هذا النحو الأخير!! ونقول: لا فرق بين كل تلك الأقوال حيث لم يثبت منها شيء علميا ولا تُلقيا مسندا متصلا. بل إن تضارب هذه الأقوال دليل على الإطباق، من حيث أن الفرجة حيث وجدت- وجد الاختلاف في مقدارها، وما كان للعلماء أن يدعوا مثل هذا الاختلاف دهورا طويلة دون بيان
وكما قال علماء السلف قديما إذا كثرت الأقوال في مسألة عادة عليه بالجهالة أكثر ما تعود عليه بالعلم فإذا دخل الاجتهاد في مسألة كثرت الأقوال , فنسأله تعالى التوفيق للعمل بالنص لا العمل بالرأي والاجتهاد.
قال الشيخ مهيب وهو أحد الأصدقاء في بعض مقالاته المنشورة: أود التنبيه إلى أنه ورد نص أيضا عن الإمام طاهر بن غلبون (ت 399) وهو قوله: (وأما الميم مع الباء فهي مخفاة لا مدغمة، والشفتان أيضاً ينطبقان معهما) التذكرة بتحقيق الشيخ أيمن سويد وبعد تتبعنا للأسانيد التي جاءت بالفرجة وجدنا أنها لابد وأن تنتهي في طبقة من الطبقات إلى الإطباق.
وقد تلقيت القرآن الكريم بالقراءات العشر على الشيخ: عبد الرازق بن إبراهيم موسى وهو عضو لجنة تصحيح المصاحف بالمدينة النبوية، ومن المشايخ الأجلاء الذين ألفوا في علم القراءات، وكنت قد تلقيت عليه بالفرجة، ولا أعلم إلا أن الإطباق خطأ، وحين تبين لي أن التلقي كله بالإطباق اتصلت به وسألته –حفظه الله- كيف تلقيتم؟ فقال لي: بالإطباق، فسألته: وكيف تُلقى المشايخ عندكم؟ فقال: بالإطباق، وأكثرت الأسئلة عليه فقال لي مختصراً: "التلقي كله بالإطباق".
كما تلقيت على الشيخ الزيات بالفرجة، وبعد أن علمنا بالإطباق سافر إليه أحد الأخوة الفضلاء ممن قرؤوا علي وسأله هل تلقيتم بالفرجه؟ فأجاب رحمه الله: لا. ومن ذلك: الأسانيد المنتهية إلى الضباع وتلميذه الشيخ عبد العزيز عيون السود رحمهما الله حيث كان الشيخ عبد العزيز يقرئ بالإطباق أول أمره – حسب ما تلقى من شيخه الضباع-، وكذلك الأسانيد المنتهية إلى الشيخ/ الزيات، والشيخ/ عامر السيد عثمان، والشيخ السمنودي، حيث تلقى هؤلاء كلهم بالإطباق وأقرؤوا به أول حياتهم، وإن أقرؤوا بالفرجة فيما بعد، اجتهادا منهم رحمهم الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد تبين من الفتوى المتقدمة أن قراء الشام قرؤوا ويقرئون بالإطباق لم يجاوزوه إلى غيره وبعض تلامذتهم الذين قرؤوا عليهم أول حياتهم بالإطباق حسب ما تلقوه لا يزالون أحياء فالتلقي بالإطباق، وجاءت الفرجة اجتهادا من غير تلقي، نسأل الله تعالى أن يجزل الأجر لجميع هؤلاء العلماء الأفذاذ، ويجزيهم عنا أفضل الجزاء ... اهـ.
{الشيخ محمد مكي نصر الجريسي قال بإطباق}
قال الشيخ محمد مكي نصر الجريسي من تلاميذ الشيخ محمد المتولي ومن طبقة الشيخ الضباع في كتابه نهاية القول المفيد: " ... وتجعل المنطبق من الشفتين في الباء أدخل من المنطبق في الميم , فزمان انطباقهما في) أَنْ بُورِكَ) أطول من زمان انطباقهما في الباء لأجل الغنة ... " فقوله فزمان انطباقهما. يدل أن التلقي في عصره كان بالإطباق وعلل ذلك أن زمن الغنة كان هو العامل في طول زمن انطباق الشفتين على الميم أكثر من الباء ,.
ففي كلامه نص صريح بالإطباق , وكتابه من الكتب ا لمنشرة بين المدرسين وطلاب العلم. وكذلك كتاب السلسبيل الشافي للشيخ عثمان بن سليمان مراد تلميذ حسن الجريسي الكبير لم يصرح في منظومته الرائعة بأي شئ عن ترك الفرجة والشيخ عثمان مراد أصله تركي و ممن أخذ عنه وتتلمذ عليه الشيخ محمود على البنا القارئ المشهور والشيخ المشهور أبو العنين شعيشع. وكذلك كتاب غاية المريد في علم التجويد لم يصرح مصنفه بترك الفرجة بل ذكر الاحتراز المسمى"بالكز "
{العلامة الصفاقسي في تنبيه الغافلين قال بالإطباق}
وقال الشيخ علي النوري الصفاقسي كتاب صاحب غيث النفع المتوفى سنة 1053 هـ في كتابه الرائع تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين:" وأما القلب فعند حرف واحد وهو الباء نحو انبعث، أن بورك، صم بكم فيقلبان ميما خالصة مع الغنة فهو في الحقيقة إخفاء الميم المقلوبة لأجل الباء قال في النشر فلا فرق حينئذ في اللفظ بين (أَنْ بُورِكَ) وبين (يَعْتَصِمْ بِاللَّه) " فهذا العلامة الصفاقسي قال ميما خاصة ولم يشر أدنى إشارة للفرجة. وكذلك لم يشرح بذلك في كتابه غيث النفع في القراءات السبع , وهو من الشروح الرائعة لمنظومة الشاطبي.
{الدكتور غانم قدوري الحمد شيخ المحققين قال بالإطباق}
ذكر الشيخ الدكتور غانم قدوري الحمد خير من ابرز وأخرج مخطوطات التجويد القديمة للنور والطباعة في رسالته لنيل درجة الدكتوراه قال الآتي: " يفسر بعض المجودين المعاصرين إخفاء النون عند الباء على نحو لا يتضح له أصل في كلام علاء التجويد الذين اطلعت على كتبهم , وهو أنهم يرون أن الإخفاء هو أن تجافي بين شفتيك حين تنطق بالميم شيئا قليلا , ثم تطبقهما عند الباء بعدها. وكان الشيخ عامر السيد عثمان , هو أحد علماء القراءة في الأزهر , ومحقق الجزء الأول من كتاب (لطائف الإشارات لفنون القراءات) للقسطلاني بالاشتراك مع الدكتور عبد الصبور شاهين – لا يقبل ممن يقرأ عنده إطباق الشفتين عند نطق الميم قبل الباء ويأبى إلا انفراجهما , وذلك عند ترددي عليه للقراءة سنة 1975 م وقت إقامتي في القاهرة لدراسة الماجستير. ولكني لم أجد في كتب التجويد ما يؤكد هذا الاتجاه في فهم إخفاء الميم "
وإليكم هذا البحث أيضا في حكم الميم مع الباء للدكتور غانم قدوري الحمد من أهل العراق البارزين والمحققين العارفين في علم الأصوات والتجويد وله قصب السبق في تحقيق مصنفات التجويد القديمة المخطوطة فقد نفض غبار الأتربة عنها وأخرجها للنور ليعلم القاصي والداني دقة ما سطره العلماء الأوائل.
قال الدكتور غانم في كتابه" أبحاث في علم التجويد " طبعة دار عمَّار عمان الأردن:
مبحث في حقيقة النطق بالميم الساكنة قبل الباء:
المتأمل لنطق المجيدين من قراء القرآن في زماننا يجد أنهم ينقسمون على قسمين في كيفية النطق بالميم المخفاة قبل الباء:فمنهم من يجافي بين شفتيه قليلا عند النطق بالميم، ثم يُطبق شفتيه إذا انتقل إلى نطق الباء بعدها، وهو المشهور في الديار المصرية ومن أخذ القراءة عن قرائها. ومنهم من لا يجافي بين شفتيه عند النطق بالميم ويُطبق شفتيه للميم والباء، وهو المشهور في الديار العراقية. وقد تحققتُ من ذلك بالأخذ عن الشيوخ والسؤال عنه، ففي سنة 1975، وقت إقامتي في القاهرة لدراسة الماجستير، حيث أتردد على الشيخ عامر السيد عثمان، أحد
(يُتْبَعُ)
(/)
مشايخ الإقراء في القاهرة، فكان لا يقبل ممن يقرأ عليه أن يطبق شفتيه عند نطق الميم الساكنة قبل الباء، ويأبى إلا انفراجهما. وقد صرت أسأل قراء العراق الذين ألتقي بهم عن كيفية إخفاء الميم الساكنة قبل الباء، فكانوا يقرؤون بإطباق الشفتين للصوتين معاً، ولا يأخذون بانفراجهما مع الميم، وكان آخر مرة سألت عن ذلك في صيف سنة 1995 عند التقائي بالشيخ إبراهيم المشهداني، أحد مشايخ الإقراء في مدينة الموصل، فقال: نحن لا نعرف إلا إطباق الشفتين عند النطق بالميم المخفاة، وأن روايتهم للقراءة كانت هكذا عن شيوخهم.
ولم أجد في كتب علم التجويد القديمة من أشار لانفراج الشفتين عند النطق بإخفاء الميم الساكنة عند الباء، بل وجدت المؤلفين ينصون على انطباق الشفتين للصوتين معاًُ، فيقول الداني: " هي مخفاة لانطباق الشفتين عليهما، كانطباقهما على إحداهما ". وقال والد ابن الباذش: " إلا أن يريد القائلون بالإخفاء انطباق الشفتين على الحرفين انطباقا واحدا، فذلك ممكن في الباء وحدها في نحو أكرمْ بزيد ". ووجدت المصادر المتأخرة تشير إلى عدم المبالغة في إطباق الشفتين مع الميم قبل الباء، فقال الشيخ عبد الغني النابلسي وهو يتحدث عن النون الساكنة قبل الباء: " وأما الإقلاب فهو جعل النون الساكنة المتوسطة والمتطرفة والتنوين عند الباء الموحدة ميما خالصة، ثم إخفاؤها بغنة من غير تشديد، كما ذكرنا نحو (أَنْ بُورِكَ)، (ُ أَنْبِئْهُمْ)، (عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ). وليحترز القارئ عند التلفظ بالإقلاب من كزّ الشفتين على الميم المقلوبة في اللفظ، لئلا يتولد التشديد عند كزها ". وصرح المرعشي بذلك أيضا فقال: " وبالجملة إن الميم والباء يخرجان بانطباق الشفتين، والباء أدخل وأقوى انطباقا، كما سبق بيان المخارج فتلفظ بالميم في (أَنْ بُورِكَ) بغنة ظاهرة وبتقليل انطباقهما، وتجعل المنطبق من الشفتين في الباء أدخل من المنطبق في الميم ".
وقد أثبت بعض المؤلفين المعاصرين القول بانفراج الشفتين عند النطق بالميم المخفاة في رسالة له في التجويد، كما نقل ذلك الأستاذ محمد عبد القادر الخلف في رسالته للماجستير عن (قراءة عاصم)، وهذه قضية تستدعي النظر والتأمل، ومن المحتمل أنها تطورت عن تأكيد العلماء المتأخرين على تقليل انطباق الشفتين عند النطق بالميم المخفاة، فبالغ بعضهم في تقليل الانطباق حتى أدى ذلك إلى انفراجهما، وهذا أمر لا نملك القطع به، لأن كلا الفريقين يحتج بالرواية عن الشيوخ والمشافهة عنهم. والله أعلم.
الخاتمة
إن الإشكال الذي يثيره موضوع نطق الميم الساكنة قبل الباء يتلخص في أمرين:
الأول: هل حكم الميم في هذه الحالة هو الإظهار أو الإخفاء؟ وقد انقسم العلماء في ذلك إلى قسمين: منهم من قال إنه إظهار، ومنهم من قال إنه إخفاء. وقد حاول بعض العلماء المتقدمين التوفيق بين المذهبين بالقول إن حقيقة النطق واحدة وإنهم اختلفوا في التسمية فقط. وأنا أميل إلى ترجيح هذا القول، لأن طبيعة نطق الصوتين تؤكد ذلك.
الثاني:إن كتب التجويد تشير إلى انطباق الشفتين عند النطق بالميم الساكنة قبل الباء للصوتين معا، لكن أهل الأداء في عصرنا منقسمون على قسمين، فنمهم من ينطق على ما نحو ما وصف المتقدمون، ومنهم من يجافي بين شفتيه عند نطق الميم، وقد أثبت ذلك بعض المؤلفين المعاصرين، وكل منهم بتمسك بروايته معتقد بصحتها دون ما سواها.
ولا أملك في هذا البحث ردًّ أيٍّ من المذهبين، ولكني أُرجح الرواية التي تتطابق مع وصف علماء التجويد المتقدمين لنطق الميم المخفاة، وهي التي تؤكد على انطباق الشفتين عند النطق بالميم، لأن القول بانفراجهما لم تشر إليه المصادر القديمة، ولأنه لا يتوافق مع نظرية السهولة في نطق الأصوات التي تتحقق عند النطق بانطباق الشفتين أكثر مما تتحقق عند النطق بانفراجهما. وبعد فإن هذه القضية الصغيرة في الأداء القرآني تستدعي أن يتبادل حولها المعنيون بالأداء القرآني وعلم الأصوات العربي الرأي من أجل أن نحافظ علي النطق العربي صحيحاً موحداً. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
{الشيخ عامر السيد عثمان قال بإطباق}
(يُتْبَعُ)
(/)
الشيخ عامر السيد عثمان من تلاميذ الشيخ الدري التهامي أحمد شيوخي في السند كان يقول بالإطباق وكان الشيخ عامر عثمان في نصف عمره الأول يقرأ هكذا كما تلقى و صرح الشيخ أيمن سويد حفظه الله أن الشيخ محمد صلاح الدين كبّارة المقرئ المشهور بطرابلس لبنان أنه قرأ على الشيخ عامر عثمان القراءات السبع بإطباق الشفتين على الميم المقلوبة وعلى الميم المخفاة ثم عاد إلى بلدته طرابلس لبنان وبعد سنوات عاد إلى مصر ليقرأ على الشيخ عامر القراءات الثلاثة فوق السبع فأمره بعدم الإطباق للشفتين إذن طرأ عليه التعديل في آخر عمره.
{الشيخ عبد العزيز الزيات قال بالإطباق}
من تلامذة الزيات الشيخ أحمد مصطفى فقد قال أن جميع من أخذ عن الزيات فبالإطباق ويقول الدكتور يحيى عبد الرَّزَّاق الغوثاني (صاحب كتاب علم التجويد أحكام نظرية .. وملاحظات تطبيقية): وقد سألت كبار العلماء المجودين المعاصرين عن انفراج الشفتين فأجابني الجميع بأنه قرؤوا على مشايخهم بالإطباق , وذلك مثل المقرىء الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات أعلى القراء إسناداً في مصرفي وقته.
{الشيخ الدكتور أيمن رشدي سويد قال بإطباق}
أكثر من مرة صرح فضيلة الشيخ الدكتور أيمن رشدي سويد في قناة اقرأ الفضائية أنه بحث هذه المسألة أكثر من خمسة وعشرين عاما فتبين له من خلال نصوص المتقدمين فساد من قال بالفرجة في صوت الميم الساكنة عند ملاقاتها حرف الباء وأنا متتبع له عندما يقرأ فأجده نعم القارئ الذين يطبق الشفتين على الميم وشفتاه آخذة لأشكال الحروف من فتح وضم وكسر , أطال الله لنا في عمره وبارك لنا في علمه.
{شيخي الدكتور يحيي الغوثاني قال بالإطباق}
قال شيخي الفاضل الدكتور يحيي عبد الرازق الغوثاني في كتابة الفريد في نوعه: علم التجويد أحكام نظرية ... عند حديثه عن القلب وا؛ فاء الشفوي ما نصه:
الإقلاب لغة: تَحْوِيلُ الشَّيْءِ عَنْ وَجْهِهِ , أو جَعْلُ حَرْفٍ مَكَانَ آخَر.
واصطلاحاً: قَلْبُ النُّون السَّاكنة أو التنوين ميمًا عند الباء مع الْغُنَّة وهو حكم مجمع عليه عند القراء.
شرح التعريف: إذا جاء بعد النُّون الساكنة أو التنوين حَرْفُ الباء فتُقْلّبُ النون الساكنة أو التنوين ميماً خالصةً مخفاةً عند الباء بغُنَّة. مثل: (لَيُنبّذَنَّ , عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُرِ) ...
ملاحظات حول الإقلاب:
الملاحظة الأولى: كيفية نطق الإقلاب هي: أن نقْلَبَ النُّون الساكنة أو التنوين - الذي بعده باءٌ – ميماً ثم نُطْبِقَ الشَّفَتَيْن إطْباقًا خفيفاً بلُطْفِ ولينٍ , بدون كزٍّ للشفتين لئلا يتولد عند كَزَّهما غُنَّة ممطَّطَةٌ من الخيشوم - ونخرج غُنَّة الميم من الأنف ثم ننطق بالباء مجهورة شديدة بتَقْويَةِ كَزِّ الشَّفتَيْن والضَّغْطِ عليهما قليلاً , ثم بِتَبَاعُدِهما.
الملاحظة الثانية: كثيرٌ من الناس يخرج الباء ضعيفةً متأثرةً بضعف الغُنّة التي في الميم قبلها (أي المنقلبة عن النون) مع العلم بأن الباء حَرْفٌ شديدٌ , مجهورٌ , قوي , ونطقه يكون بتقْوية كزِّ الشَّفَتَيْن والضغط عليهما قليلاً بُعَيدَ نطق الميم كما ذكر سابقاً.
الملاحظة الثالثة: ما ذكره بعض المعاصرين الفضلاء من أن شكل الشفتين أثناء نطق الميم التي بعدها باء – سواء أكانت مخفاة أم منقلبة عن النون أو التنوين – يكون متفاوتًا فيما إذا كان الحرف الذي قبلها مضموماً , أو مكسوراً , أو مفتوحاً , وذلك مثل: (لَيُنبَذَنَّ , مِّن بَعْدِ , أَن بُورِكَ) فكأنه يقول: إن هيئة الشفتين في حالة الإخفاء الشفويّ والإقلاب تتبع الحرف الذي قبلها , فتضم إن كان مضموماً , وتتمدد إن كان مكسوراً أو مفتوحاً. وهذا الكلام ليس دقيقاً.
الصواب: الذي عليه أهل التحقيق أن هيئة الشفتين واحدةٌ في جميع حالات الإقلاب والإخفاء الشَّفويِّ , وهي أن تكون الشفتان منطبقتين بدون كَزِّ , لا مضمومَتَيْن مُقَبَّبتين أو مكوَّرتين.
الملاحظة الرابعة: قد يسأل سائلٌ لماذا وقع الإقلاب للنون الساكنة والتنوين , بعد حرف الباء؟
(يُتْبَعُ)
(/)
والجواب: أن التقاء النون الساكنة والتنوين بالباء يؤدي إلى تعذر الإدغام للتباعد في المخرج والاختلاف في الصفات , فإن حرفي النون الساكنة والتنوين أغنان بخلاف الباء فإنه حرف غير أغن. كما سيؤدي إلى تعذر الإظهار لثقل النطق بهما , والكلفة عند التلفظ بهما , وذلك لما بين النون والباء من اختلاف في المخرج , فتوصل بقلب النون الساكنة والتنوين إلى ميم تمهيداً لحصول الإخفاء , وذلك لقرب مخرجهما _ أي الباء , والميم – ولمشاركتهما النون في الغنة والجهر والتوسط والاستفال والانفتاح والإذلاق. كما أنه تعذر الإخفاء مباشرة – أعني إخفاء النون عند الباء – وذلك لأنه لم يحسن الإدغام والإظهار فلم يحسن الإخفاء لأنه منزلة بينهما. فلما تعذر الإدغام والإظهار والإخفاء , أبدل من النون الساكنة والتنوين حرفاً يجانسهما في الغنة والجهر , ويجانس الباء في المخرج والجهر, وهو الميم , فزالت الكلفة الحاصلة من إظهار النون قبل الباء , وكما بينت سابقاً بأن هذا تعليل للرواية , وتوجيهها في العربية , وإلا فإن الأصل في القراءة الرواية والمشافهة , فإن القرآن عربي , وهو حجة على العربية كما هو مقرر عند المحققين من علماء العربية.
أَحْكَامُ الْمِيمِ السَّاكِنَةِ
المِيمَ أحَدُ الحرُوفِ التي تَخْرُجُ من الشَّفَتَيْنِ أَثْناءَ انْطِبَاقِهِما
ولها ثلاثة أحكام:
1 - الإِخْفَاءُ الشَّفَوِيُّ.
وذلك إذا وقع بعد الميم الساكنة حرف الباء مثل: (تَرْمِيهِم بَحِجَارَةٍ) , (وَهُم بالأخِرَةِ) فتُخْفى الميمُ عندَ الباءِ مَعَ بَقاء الغُنَّة.
قال ابن الجزريّ:
........................ ...................... وَأَخْفِيَنْ
الْمِيمَ إِنْ تَسْكُنْ بِغُنَّةٍ لَدَى بَاءِ عَلَى المُخْتَارِ مِنْ أَهْلِ الأدَا
الملاحظة الأولى: ما يذكره بعض القُرَّاء المعاصرين من ضَرورة انفراج الشَّفَتَيْن عند الإقلاب , والإخفاء الشفوي , بل يبالغ بعضهم فيقول: لا بُدَّ أن يَرَى الناظرُ أسنانَ القارىء , وبعضهم يقول: يجب أن تكون هذه الفُرجة بمقدار رأس القلم , وبعضهم يقول: إنما هي بقد رأس الإبرة .. فهذا مما هو غير موجود في كتابٍ معتمدٍ عند السابقين ولم يتلقى بهذا الشَّكْل من المشايخ المتقنين , ولعله من اجتهادات العلماء. ومن الغريب جداً أن بعض الناس ينطقون الغُنَّة المخفاة كأنها غَيْنٌ بغُنَّة , فيصبح النطق هكذا (تَرْمِيهِنغْبِحِجَارَةٍ) غيناً مُشْرَبَةً بغُنَّة مع العلم بأَنَّ هذا الصَّوت الغريب لا يوجد في اللغة العربية , إنما هو موجود في اللغة الأندونيسية والماليزية.
وبعضهم يخرجُها من الشَّفَةِ السُّفْلى مع أطراف الثَّنايا العليا فتخرج الميم كأنها حرف ( v) في الإنجليزية , وبعضهم يُكَوِّرُ شفتيه تكويراً وينطق بصوت غريب ممزوج بين الباء والميم والغنة , وهذا كله خطأ وتحريف لها.
وما قيل هنا يمكن أن يقال عن الإقلاب , إلا أنه في الإخفاء الشَّفَويّ يوجد قَولٌ بجواز الإظهار في الميم , والله أعلم. وقد سألت كبار العلماء المجودين المعاصرين عن انفراج الشفتين فأجابني الجميع بأنه قرؤوا على مشايخهم بالإطباق , وذلك مثل المقرئ الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات أعلى القراء إسناداً في مصر , وقد ناهز عمره التسعين , وقد أخبرني مشافهة في بيته في المدينة المنورة بعد أن قرأت عليه سورة الفاتحة وسألته عن انفراج الشفتين في الميم عند الباء فقال: لم نعهد ذلك في مشايخنا ولم نكن نسمع عنه من قارئ معتبر من قراء الأزهر , ولا أعرف أحداً قال به إلا بعض القراء المعاصرين من بضعة وعشرين سنة تقريباً , ولم نقرأ على شيوخنا إلا بالإطباق , ولكن لا بأس أن يكون الإطباق خفيفاً بدون كز الشفتين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك شيخ القراء في دمشق المقرئ الشيخ حسين خطاب –رحمه الله- ومن بعده المقرئ الشيخ محمد كريم راجح شيخ القراء في دمشق والمقرئ الشيخ محمد سكر وهو من أبرز شيوخ القراءة في دمشق , والمقرئ الشيخ أبو الحسن الكردي شيخ مقارئ جامع زيد في دمشق , وشيخ القراء في حلب المقرئ الشيخ محمد عادل الحمصي , والمقرئ الشيخ محمد كلال الطحان الحلبي وكلهم سألتهم فأجابوني بأنهم قرؤوا بالإطباق. وتأمل هذا النص حول الميم عند الباء من قارئ كبير هو أبو جعفر ابن الباذش (ت 540هـ) حيث قال: وقال لي أبو الحسن ابن شريح فيه بالإظهار , ولفظ لي به , فأطبق شفتيه على الحرفين إطباقاً واحداً.
الملاحظة الثانية: ذكر الإمام الجزريّ أن هناك وجهاً مقروءاً به في الميم التي بعدها باء ألا وهو الإظهار , حيث قال: ((وقد ذهب جماعة كأبي الحسن أحمد بن المنادى وغيره إلى إظهارها عندها إظهاراً تاماً , وهو اختيار مكيّ القيسيّ وغيره , وهو الذي عليه أهل الأداء بالعراق وسائر البلاد الشرقية , وحكى أحمد بن يعقوب إجماع القراء عليه , قلت: والوجهان صحيحان مأخوذ بهما إلا إن الإخفاء أولى للإجماع على إخفائها عند القلب)) بارك الله في شيخي وأطال الله لنا عمره كم يمتعنا بنوادره التجويدية التي نسمعها منه في غرفته الصوتية بالإنترنت.
{قرار مجلس شيوخ دمشق الشام قالوا بالإطباق}
وجاء في نص قرار مجلس شيوخ القراء في دمشق حول النطق بالإخفاء (ولقد اجتمعت هذه اللجنة ببعض علماء الأزهر الطاعنين في السن في مكة المكرمة وهو من العلماء الأفاضل فأخبرني بأن علماء الأزهر كانوا ينطقون بهذه الغنن إي بالإخفاء الشفوي أو بالإدغام الشفوي أو بالإخفاء الآخر لبقية حروف الإخفاء ما عدا الإظهار والإدغام وكذلكم كانوا ينطقون بالإدغام على هذه السبيل، وكذلكم تلقوا هذه الإخفاءات دونما تغيير ولا تبديل، وكانت النصوص بكل ما فيها تحمل على هذا التلقي، لأن التلقي هو الذي يفسر النصوص وليست النصوص التجويدية في كتب التجويد هي التي تفسر التلقي، إلى أن جاء أحد القراء وكانت له مشيخة القراء وهو الشيخ عامر عثمان فجاء بهذا النطق الجديد الذي ما كان يعرفه القراء ولا علماء القراءة ولا علماء الأزهر وأيضاً هو ما كان يعرفه من قبل وما تلقاه عن مشايخه فكان يقول (تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ)، (مِنْ بَعْدِ) (وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ)، وهكذا كان ينطق [أي بفرجة بين الشفتين]، وأنكروا عليه ولكنه بقي آخذاً برأيه وحمل الكثيرين من الناس - باعتباره كان شيخ القراء - على ما أراد أن ينطق، أيها الأخوة الذين تسمعونني: النطق الذي نطقت به أمامكم بحضور شيخ القراء وهؤلاء العلماء الأفاضل هو النطق الذي أجمع عليه العلماء [وهو إطباق الشفتين في الإخفاء الشفوي].
أما أن اللسان يرتفع أو ينخفض فهذا لا علاقة له بالغنة، وإنما هو تابع للحرف الذي ينطق به، فشتان بين قولنا (أَنْ سَلامٌ) وبين قولنا (عَنْ صَلاتِهِمْ) فإن الصاد حرف مفخم فيرتفع اللسان عنده وعند النطق بغنته، والسين حرف مستفل مرقق فينخفض اللسان عنده وعند النطق بغنته، لأن الغنة تابعة للحرف من حيث تفخيمه ومن حيث ترقيقه، فإذا كان مفخماً ارتفع اللسان عنده، وإذا كان مرققاً انخفض اللسان عنده. وعلى كل حال هذا موضوع مرجعه التلقي، فإنك لا تستطيع أن تفهم كيفية النطق بمجرد العبارة ولكن إذا نطق بالكلمة أمامك فإنك تستطيع أن تقلدها، فمهما أردت أن أعبر لكم عن حرف ( B ) باللغة الأجنبية لا أستطيع أن أعرف لك النطق حق التعريف حتى أنطق أمامك، وهكذا الحروف العربية والحروف القرآنية لابد أن ينطق الإنسان بها.
وهكذا تلقى القرآن الكريم العلماء كابراً عن كابر، ولا يعقل أبداً أن يكون جميع العلماء في العالم الإسلامي ينطقون بشيء خطأ وقد أجمعوا على خطئه، فإن القرآن الكريم منزه عن ذلك ولا شك، ومن عاد إلى تسجيلات الشيخ العظيم على محمود أو محمود هاشم أو الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي، أو الشيخ محمد رفعت، وما شاكل هؤلاء من الذين لا تزال تسجيلهم محفوظة فإنه لا يجدهم ينطقون بهذه الغنن إلا كما نطقنا نحن الآن، وقراءة القرآن الكريم في سورية وفي الأزهر أو في غيرها من البلاد العربية من قبل القراء المتقنين على وتيرة واحدة حرف
(يُتْبَعُ)
(/)
واحد.)]] انتهى
{محمد رفعت والشعشاعي والصيفي يقرأون بالإطباق}
يوجد لدي تسجيلات نادرة عبارة عن (كليب) صوت وصورة للقراء المشاهير وكذلك لدي تسجيلات قديمة للشيخ رفعت والشعشاعي والصيفي وغيرهم قبل عصر الشيخ عامر عثمان يطبقون الشفتين واستمع إن شئت إلى هذه الآية للشيخ محمد رفعت لكي تتأكد بنفسك عند قوله تعالى (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ) (هود:84) فسوف تجده يطبق الشفتين بقوة ووضوح , وتسجيلاته النادرة مليئة بهذا الأداء الجيد.
{الشيخ صديق المنشاوي أبو محمد القارئ المشهور يقرأ بالإطباق}
يوجد لدي ثلاث تسجيلات نادرة للشيخ صديق المنشاوي رحمه الله يطبق فيهما الشفتين على الميم المخفاة بوضوح في سور الحديد و الحجرات والمجادلة.
{الشيخ محمود خليل الحصري القارئ المشهور يقرأ بالإطباق}
يوجد لدي فيديو (كليب) صوت وصورة للشيخ محمود خليل الحصري في سورة الحجرات ورأيت فمه وشفتيه عند قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا) وهو يطبق الشفتين على الميم المخفاة وظللت أعيد هذا المقطع أكثر من مرة لأتأكد من الإطباق وهو يطبق الشفتين بوضوح على الميم وقد طلب مني كثير من الشيوخ رؤية هذا الكليب فرأوه رأي العين فصدقوا وتعجبوا.
{الشيخ محمود علي البنا القارئ المشهور يقرأ بالإطباق}
رأيت الشيخ محمود على البنا في التلفاز وهو يقرأ سورة يونس ويطبق الشفتين بوضوح عند قوله تعالى (أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ). وله كليب عندي صوت وصورة في سورة آل عمران وتسجيل نادر في سورة الانفطار.
{الشيخ عبد الباسط عبد الصمد القارئ المشهور يقرأ بالإطباق}
يوجد لدي فيديو (كليب) صوت وصورة للشيخ عبد الباسط عبد الصمد في سورة البقرة عند قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوهُ) وفي نفس الآية عند قوله تعالى (وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ) وهو يطبق الشفتين بوضوح على الميم وقد طلب مني كثير من الشيوخ رؤية هذا الكليب فرأوه رأي العين فصدقوا وتعجبوا أيضا والشيخ عبد الباسط يكزُّ على شفتيه على الميم بوضوح في هذا التسجيل وهو من أهل الإطباق وكلامه بذلك فسوف يأتي عن قريب عند الحديث على المصاحف المرتلة المشهورة.
{شيخ عموم المقاريء المصرية المعصراوي قال بإطباق}
حدثني أكثر من شيخ مشافهة أن الشيخ المعصراوي حفظه الله عندما جاء مؤسسة شبان المسلمين بديارنا المنيا وسأله أكثر من شيخ هل يصح القول بإطباق الشفتين على الميم الساكنة المخفاة؟ فأجاب الشيخ بصحة ذلك , فاقتنع الجميع وأصبحوا لا يخطئون من يقرأ بالإطباق. وذكر أستاذنا وشيخنا الفاضل: محمود بن عبد الوهاب في بحثه الرائع الفريد في بابه حول القلب والإخفاء الشفوي ما نصه:
... الشيخ أحمد المعصراوي أستاذ القراءات بكلية القرآن الكريم ونائب رئيس لجنة مراجعة المصاحف بالأزهر , سألته: مشافهة وكان معي أخي وزميلي الشيخ أحمد خلف الكريم – عن القلب والإخفاء الشفوي فقال: " (أَنْ بُورِكَ) (أَمْ بِهِ) وأطبق فأطبق ... فسأله الشيخ أحمد خلف قائلا: والذي ينطقها هكذا (أَنْ بُورِكَ) فأطبق إطباقا شديدا؟ قال: صحيح هذا ما حدث معه دون زيادة أو نقصان. انتهى ففي هذا الكلام للمعصراوي إشارة أن من كز على الشفتين فهو صحيح. والشيخ سيد دراز ممن يرون الإطباق وله بحث رائع حول ذلك.والشيخ محمد بن نبهان المصري في كتبه الرائعة ينص نصا صريحا بالإطباق وعدم الفرجة وجميع كتبه متوفرة لدي لم أنقل عنها لكي لا يطول البحث وتفصيل ذلك في كتابي السالف الذكر.
روى لنا أحد الشيوخ الفضلاء أن الشيخ شحاتة على السمنودي صاحب للآلئ البيان يقرأ بالإطباق ويروي ذلك عن الشيخ المتولي , ولم يوجد للسمنودي في منظوماته أدنى إشارة بالفرجة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الأستاذ محمد منيار في الملاحظات الهامة ص 68: ... ويزعم بعض القراء أنه لا بد من ترك فرجة بين الشفتين , حالة أداء القلب والإخفاء الشفوي , لتحقيق الإخفاء في الميم عند الباء , فيقعون غي خطأين:
• ذهاب الميم بالكلية , وإبدالها بنطق مُبهم.
• مدّ الحرف المبهم بحيث يتولد منه حرف من قبيل حركة الحرف الذي قبل النون الساكنة مثل: (مين بعد) و (هوم بارزون) والنطق الصحيح: بإطباق الشفتين بخفة كما سلف.
فأنت ترى- أخي القارئ - هذه النصوص السالفة للأئمة المعتبرين صريحة بالإطباق , أو قول أحدهم ميم خالصة , وأن العبرة ليست بالمصطلح بل بما تلقاه المئات عن المئات جيلا عن جيل وهذا التلقي لابد له أن يضبط بما نص عليه الأئمة الأوائل , وذلك لإغلاق الباب على بعض شيوخ العصر الذين يقولون تلقيت الفرجة بالسند, فكل من قال تلقيتها بالسند, هناك شيخ واحد وَهِم ثم جاء من بعده أخذه عنه , وسلسلة الأسانيد اليوم يوجد فيها الحافظ ابن الجزري وكلامه معروف مشهور في هذه المسألة وهو الإطباق , فعلى كل شيخ مسند أن يتق الله وليحذر من اقراء الناس بإسقاط الميم من التلاوة المسمى حديثا بالفرجة.
أما مسألة التبعيض هذه، أطلب من البعض إثباتها بخصوص الميم المخفاة من كتب الأقدمين، أقصد بمعني الفرجة. لأن تعريفهم للإخفاء هو النطق بحرف عار من التشديد بحالة بين الإظهار والإدغام مع بقاء الغنة أما التبعيض بهذا الفهم فأرجو التكرم ببيان مصدره، ثم أن التبعيض ممكن بكل وضوح أن يحمل على عدم الكز على الشفتين بل بالإطباق الخفيف، وصرح به المرعشي التركي. (ت 1150هـ) مع وضوح كلامه في كونه لا يخرج عن الإطباق فقد قال بأنه أطباق أخف دون الإطباق الأقوى أي لا يخرج عن كونه إطباقا ثم إن من الأقدمين من عده من الإدغام الناقص أي يشبه في تركيبته النطق بنحو (بَسَطْتَ) فقد بقيت صحة الاستعلاء ثم انتقلت للتاء وختمت بها. وهنا تنطق بالميم تعويضا صحيحا كما صرح العلامة الضباع، وتأتي بالغنة من غير كز على الشفتين ثم تنتقل للباء ولو نطقت بقوله تعالى (مِنْ مَاءٍ) (البقرة: من الآية164) فهذا مثلا إدغام ناقص فهذه كتلك.
وهكذا نرى توفر جميع صفات الإدغام الناقص أو سمِّه إن شئت بالإخفاء الشفوي على إطباق الميم.فالعبرة بالتلقي والمشافهة أما المصطلحات فهي وصف للتلقي وليس العكس. لأن غايتهم تقريب وصف هذا الذي يتلقوه لتسهل مدارسته، وما كان في ذهنهم أبدا أن هناك من سيترك التلقي ويبحث في كيفية التطبيق من كلام نظري لا يستند على المشافهة. ثم أني أرى أن الاحتجاج عند الاختلاف في مثل هذا لا يكون إلا بكلام الأوائل أعنى أمثال الداني وابن غلبون والشاطبي أو من قبلهم فإنه لم أر حتى الآن أي نص قبل السيد عثمان ومن سار على نهجه، بترك الفرجة. ومن عنده الدليل فليأت به غير مأمور.
أما الاحتجاج بأحد القراء المعاصرين فليس فيه الحجة أبدا لأنه يوجد غيره مئات يقرؤون بالإطباق وفيهم من هو شيخ قراء بلده كالشيخ كريم راجح والشيخ أبو الحسن الكردي والشيخ محمد طه سكر. والأمثلة أكثر من أن تحصر، بل حتى الأقدمين من تلامذة الزيات كالشيخ أحمد مصطفى فقد قال لنا أن جميع من أخذ عن الزيات فبالإطباق ثم أن من يقولون بترك الفرجة يصرحون بأنها اجتهاد منهم أما ما تلقوه من مشايخهم فبالإطباق. وزاد الآن أن النصوص التي كانت غائبة عمن اجتهد بترك هذه الفرجة قد ظهرت مع تحقيق كثير من الكتب النفيسة المخطوطة ككتب ابن غلبون والداني وفيها التصريح بالإطباق، فحين يرى المجتهد هذه النصوص الصريحة فأي حاجة للاجتهاد مع وجود النص.
{الشيخ عمَّار الخطيب قال بالإطباق ونظم في ذلك شعرا}
قال الشيخ عمار الخطيب في منظومته الرائعة حول التجويد وقواعده الراسخة:
وَلْتَحْذَرَنْ قِرَاءَةً بِالفُرْجَةْ وَمَا رَوَى الأَسْلافُ فَهْوَ حُجَّةْ
إِذْ لا دَلِيلَ قَدْ رُوِيْ عَنِ السَّلَفْ إِلاّ اجْتِهَادُ "عَامِرٍ" مِنَ الخَلَفْ
وَالْمِيمُ تَبْقَى حَالَةَ الإِطْبَاقِ لَفْظَاً، وَتَسْقُطُ دُونَمَا إِطْبَاقِ
فَأَطْبِقِ الشِّفَاهَ في الإِخْفَاءِ وَمِثْلُهُ الإِقْلابُ فِي الأَدَاءِ
كَـ" أَنْبِئُونِي " أَوْ كَنَحْوِ "هُمْ بِهِ" كَمَا رَوَى ابْنُ الْجَزَرِيْ وَصَحْبِهِ
{أول من قال بتغيير صوت الميم الساكنة المخفاة}
(يُتْبَعُ)
(/)
جميع العلماء المعاصرين أجمعوا أن القائل الوحيد بترك فرجة عند الميم الساكنة هو فضيلة الشيخ عامر عثمان رحمه الله وهو من العلماء المتأخرين أما العلماء المتقدمون المعول على علمهم فهو الحجة الكافية لم يقل أحدهم بذلك.
{الرد على من أشكل عليه معنى إخفاء الميم الساكنة}
فصل القول في ذلك فضيلة الشيخ أيمن سويد في كيفية الإخفاء فقال الشيخ: كل عدول عن الإظهار إلى غيره لا بد أن يكون عدول إلى الأسهل لأن الأصل عند إلتقاء الأحرف أن تظهر الحروف , وقلب الميم الساكنة عند الباء إلى الميم قلب فطري يفعله الإنسان فطرة لذلك لو سألنا عاميا في الشارع لم يدرس التجويد ولم يشم رائحته ثم أشممناه عطر (العنبر) لقال هذا عطر العمبر فيطبق شفتيه ولا يقول عنبر ولا يظهر النون عند الباء بل يقلبهما ميما قلبا فطريا والعامة تقول موجز الأمباء) ولا يقولون الأنباء حتى في اللغة الإنجليزية والفرنسية لا يوجد n بعدها b بل يوجد m –b لكن شاع منذ ثلاثين سنة على يد شيخنا الشيخ عامر عثمان رحمه الله شيخ عموم القراء المصرية وهو شيخي وأستاذي وقرأت عليه القراءات العشر إلى آخر سورة البقرة شاع إبقاء بين الشفتين فرحة وهو كان متحمسا لهذا الموضوع استشكالا منه لكلمة إخفاء .. لكن مشايخ الأرض قاطبة في مصر والشام وشرق البلاد الإسلامية وغربها كلهم يطبقون بل إنه حدثني الشيخ صلاح الدين كبارة رحمه الله شيخ قراء طرابلس في لبنان أنه قرأ على الشيخ عامر عثمان القراءات السبع بإطباق الشفتين على الميم المقلوبة وعلى الميم المخفاة ثم عاد إلى بلدته طرابلس لبنان وبعد سنوات عاد إلى مصر ليقرأ على الشيخ عامر القراءات الثلاثة فوق السبع فأمره بعدم الإطباق للشفتين ..
إذا طرأ عليه التعديل في آخر عمره , وكان شيخي عبد العزيز عيون السود كان يقرأ ويقرئ بالإطباق، وهكذا روى عن مشايخه في مصر، ثم سافر إلى مصر وعاد بالقراءة مع انفراج الشفتين رواية عن الشيخ عامر سيد عثمان رحمه الله تعالى،. وإن كنتم قرأتم على أستاذ أو شيخ فبين لكم أن هذه المسألة قد وَهِم فيها الشيخ أو توهم فيها الصواب وليست كذلك علينا أن نعود إلى الصواب قال تعالى (الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَع) (يونس: من الآية35) قال ابن الجزري رحمه الله قرأت على بعض الشيوخ بترقيق الألف مطلقا ثم تبين لي بعد ذلك فساده فرجعت عنه. وذكر بأن الألف تتبع الحرف الذي قبلها تفخيما وترقيقا أما الرد على استشكال الشيخ عامر كيف نقول أم بإطباق الشفتين ونسميه إخفاء؟ والجواب
أن الأصل أن يقرع مخرج اللسان كل حرف على حدة فعندما نقول (تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ) نطبق الشفتين على ميم ونفتحهما على باء فهذا العمل يشبه الإدغام فلذلك هل نقول ذلك إدغام بالطبع لا لأن الإدغام يذهب معه الحرف الأول ويكون النطق بباء مشددة فلو نطقنا بباء مشددة لكان إدغاما ولو قلنا ترميهم بحجارة) بإظهار الميم فهذا يسم إظهارا فنحن عندما ننطق الإخفاء الشفوي نطبق الشفتين على ميم ونفتحهما على باء فهذا عمل بين الإظهار والإدغام اسمه الإخفاء وتعريف الإخفاء منطبق عليه (وهو النطق بحرف بصفة بين الإظهار والإدغام عار عن التشديد مع بقاء الغنة في الحرف الأول نفسه) ... اهـ.
{كيف انتشر القول بالفرجة في الميم الساكنة المخفاة}
قال الشيخ عامر عثمان في كتابه كيف يتلى القرآن والإخفاء هو النطق بحرف من الخيشوم بصفة بين الإظهار والإدغام عار عن التشديد , وليحذر القارئ من إطباق الشفتين عند النطق بها حالة إخفائها , وسمى شفهيا أو شفويا نسبة إلى الشفة وهي مخرج الميم وعلامته في المصحف ترك الميم بدون السكون.
لمعرفة كيف انتشر القول بالفرجة في الميم الساكنة المخفاة لا بد من ترجمة للشيخ عامر عثمان وتلاميذه لمعرفة كيف استفحل القول بتغيير الصوت القرآني في الميم الساكنة المخفاة , والذي ترجم له الشيخ عبد الفتاح المرصفي في كتابه هداية القاري بقوله:
(يُتْبَعُ)
(/)
الشيخ عامر بن السيد بن عثمان , ولد بقرية ملامس مركز منيا القمح من أعمال محافظة الشرقية بجمهورية مصر العربية في 16 مايو سنة 1900 م عالم مصري مبرز في علم التجويد والقراءات والرسم والضبط والفواصل , حفظ القرآن الكريم على معلم القرية الشيخ عطية سلامة ثم في سنة 1911 م ذهب إلى بلدة التّلين مركز منيا القمح بالقرب من قرية ملامس, فأخذ علم التجويد وطبّقه برواية حفص عن عاصم على الأستاذ الجليل الشيخ إبراهيم موسى بكر البناسي كبير المقرئين في وقته , ثم عرض عليه بعد ذلك القرآن الكريم بالقراءات العشر من طريقي الشاطبية والدرة وأجازه بها وبرواية حفص من الشاطبية من قبل.
ثم رحل إلى القاهرة بعد ذلك , وقرأ على العلامة المحقق الشيخ على بن عبد الرحمن سبيع المقرئ الكبير بالقاهرة المحروسة, فقرأ عليه القراءات العشر من طريق طيبة النشر إلى قوله تعالى (وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) ثم انتقل الشيخ سبيع إلى رحمة الله تعالى. فاستأنف من جديد القراءة على تلميذ شيخه المذكور الأستاذ الجليل صاحب الفضيلة الشيخ همام قطب عبد الهادي فقرأ عليه القرآن كله بالقراءات العشر من طريق طيبة النشر, وأجازه بها وذلك في عام 1972 م , ثم التحق بالأزهر الشريف طالبا فحصّل كثيرا من العلوم العربية والشرعية, وجلس للإقراء في منزله بالقاهرة ليقرئ الناس التجويد والقراءات إلى أن اختير مدرسا في قسم تخصص القراءات بكلية اللغة العربية بالأزهر سنة 1945 م وظل هكذا إلى أن أحيل إلى التقاعد سنة 1968 م. ثم عينا مفتشا بمشيخة عموم المقارئ المصرية , ثم وكيلا لتلك المشيخة ثم عين شيخا لعموم المقارئ بالديار المصرية سنة 1980 م. ومن نشاط الشيخ عامر عثمان أنه أشرف على تسجيل المصاحف القرآنية المرتلة لمشاهير القراء في مصر مع آخرين في إذاعة جمهورية مصر العربية. وعين عضوا لاختيار القراء الذين يقرءون القرآن الكريم في الإذاعتين المرئية والمسموعة بالجمهورية المصرية. واشتغل بإلقاء المحاضرات في علم التجويد والقراءات في مختلف المدن المصرية مما كان له الأثر الطيب في نشر القراءات والتجويد وحسن الأداء.
تلامذة المترجم له:
أما تلامذته فكثيرون يخطئهم العد ولا يأتي عليهم الحصر منهم:
الأستاذ إبراهيم سالم وزير الصناعة بمصر ,
والمهندس سليمان عبد الحي وزير النقل والمواصلات بمصر ,
الأستاذ حسن حسان مدير شركة الأهرامات بقطاع الجمعيات الاستهلاكية بمصر ,
فضيلة الشيخ سليمان إمام الصغير من خيرة علماء الأزهر قرأ عليه القراءات الثلاثة المتممة للقراءات العشر من طريق الدرة وهذا الشيخ الجليل حضرت عليه في قسم القراءات مادة النحو والصرف وكذلك فقه الإمام الشافعي رضى الله عنه وعمل أستاذا بجامعة أم القرى بمكة المشرفة إلى عهد قريب جدا ,
ومن تلاميذه الشيخ محمود خليل الحصري القارئ المشهور بالقاهر ,
والشيخ مصطفى إسماعيل القارئ المشهور بالقاهرة ,
والشيخ كامل يوسف البهتيمي القارئ المشهور بالقاهرة
والشيخ عبد الباسط عبد الصمد
والشيخ محمد تميم الزعبي قرأ عليه القراءات العشر الكبرى من طريق الطيبة ,
والشيخ أيمن سويد من دمشق قرأ عليه طيبة النشر ,
والشيخ محمد صلاح الدين كبّارة المقرئ المشهور بطرابلس لبنان قرأ عليه القراءات العشر من طريقي الشاطيبة والدرة ,
والشيخ كرامة الله البخاري من المدينة المنورة قرأ عليه القراءات العشر من طريقي الشاطبية والدرة .... والشيخ صادق قمحاوي رحمه الله تعالى
والشيخ رزق خليل حبة والشيخ محمود عمر سكّر وغيرهم .... اهـ
وهذه ترجمة مفصلة للشيخ عامر عثمان رحمه الله فالمتأمل في حاله وتلاميذه يعلم يقينا كيف انتشر الأمر بترك الفرجة في الميم الساكنة لأنهم قراء الإذاعة والعالم كله يعرف هؤلاء القراء ويحبهم ويتأثر بهم وظهر لهؤلاء القراء من يقلدهم لحسن أدائهم الذي يذهب بالأفئدة , وجميع الذين تلقوا العلم عن الشيخ عامر يروون عنه أنه كان يتعصب جدا للقول بترك فرجة عند الميم الساكنة وحمل رحمه الله قراء المصاحف المرتل على ترك فرجة عند التلفظ بالميم الساكنة وخاصة أنه كان من مراقبى لجنة ترتيل المصاحف الصوتية بالإذاعة المصرية والشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله صرح بذلك في بعض مقالاته أن
(يُتْبَعُ)
(/)
القارئ الذي كان يطبق الشفتين على الميم الساكنة كان لا يقبلها منه ويأمره بإعادة تسجيلها مره أخرى , وهو كذلك الذي حمل الحصري والبنا ومصطفى إسماعيل والمنشاوي علي ذلك.
وبسبب انتشار هذه المصاحف في العالم الإسلامي , انتشر ترك الفرجة في الميم وكذلك من تولوا مشيخة عموم المقارئ المصرية بعده قالوا بما قال الشيخ عامر لأنهم تلاميذه في هذا الدرب وكل من قال بها من العلماء فإنما أخذها عنه رحم الله الجميع.
ولكن قبل عصر الشيخ عامر عثمان لا يوجد القول بترك الفرجة أبدا واستمعوا للشيخ رفعت والشعشاعي والصيفي لا تجد منهم الفرجة عند الميم الساكنة أبدا وهناك بعض تلاميذ الشيخ عامر رجع عن قوله وأطبق الشفتين على الميم الساكنة مثل الشيخ أيمن سويد والشيخ محمود عمر سكر قال بعض مشايخ الأردن: عندنا في الأردن الشيخ محمود إدريس وهو من تلاميذ الشيخ عبد الودود الزراري والشيخ سعيد سمور. أقرءوه بالإطباق ومازال يقرئ الشيخ كما تلقى عن شيخيه مع العلم أن الشيخ عبد الودود من تلاميذ الشيخ عامر السيد عثمان.والشيخ سعيد سمور من تلاميذ الشيخ عثمان سليمان مراد اهـ.
وقراء دمشق على الإطباق , وأرجو ممن يقول بترك فرجة بسيطة عند الميم الساكنة أن يأتي بدليل واحد عليها من كتب المتقدمين أمثال بن الجزري وأبو عمرو الداني وغيرهم وهكذا تلقينا وهكذا ينبغي المحافظة عليه لاتفاق الطريقين عليه أقصد المشافهة والسند ثم النصوص القديمة كلها على الإطباق.
{سبع أقوال في كيفية النطق بالميم الساكنة المخفاة}
القدماء قالوا بإطباق الشفتين على الميم والبعض الآخر من المعاصرين قال بالفرجة بين الشفتين , والبعض الآخر قال زمن الغنة حركتين حركة بترك الفرجة والحركة الثانية بإطباق الشفتين وبعضهم قال نترك فرجة بقدر شعرة أو شعرتين , والبعض الآخر قال بتبعيض حركة الميم , وهذا لم يقل به المتقدمون بل تبعيض الحركة عندهم يعرف بالروم أو الاختلاس, والبعض الآخر قال أن تقرع الثنايا العليا عند النطق بالميم الساكنة على ظاهر الشفة السفلى , والبعض الآخر يقول إن هيئة الشفتين في حالة الإخفاء الشفويّ والقلب تتبع الحرف الذي قبلها , فتضم إن كان مضموماً , وتتمدد إن كان مكسوراً أو مفتوحاً. وهذا الكلام ليس دقيقاً. الصواب: الذي عليه أهل التحقيق أن هيئة الشفتين واحدةٌ في جميع حالات القلب والإخفاء الشَّفويِّ , وهي أن تكون الشفتان منطبقتين بدون كَزِّ , لا مضمومَتَيْن مُقَبَّبتين أو مكوَّرتين إذا ملخص هذه الأقوال كالآتي:
1. إطباق الشفتين على الميم
2. انفراج الشفتين عند نطق الميم
3. حركة بفرجة والأخرى بإطباق
4. تبعيض الميم المخفاة الساكنة
5. تصادم الثنايا العليا على ظاهر الشفة السفلى
6. شكل الشفاة تابع لحركة ما قبله
7. ترك فرجة بقدر شعرة أو شعرتين
والراجح الذي لا ريب فيه الأول إطباق الشفتين لأن الأصل في صوت الميم الساكنة الإطباق فمن خالف الأصل طولب بالدليل وحذاري من قول البعض يجوز الكل فعلى الجميع أن يعلموا أن الحق واحد لا يتعدد ومن قال الحق يتعدد فقد قال بما تقول به المعتزلة. ولكن منهج السلف الصالح أن الحق واحد ولا يتعدد دليلهم قوله تعالى (فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلا الضَّلالُ) وما زلت أنادي من عنده دليل من كتب المتقدمين على ترك الفرجة فيأتنا به مشكورا.
{الرد على شبهات القائلون بترك فرجة بين الشفتين}
تفصيل القول في هذا الموضوع تجده في كتابي الذي يحمل اسم عنوان هذا البحث , وقد جمعت فيه قول كل من قال بالفرجة , مع الرد عليه بلسان العلماء الأوائل.
{التلقي من المشايخ المسندين بالإطباق}
للكلام على مشايخ الأسانيد ,أهمية قصوى , فلا بد لك أخي القارئ بعد أن أكرمك الله بحفظ القرآن الكريم كاملا عن ظهر قلب , أن تبحث عن شيخ متقن مجاز ولديه سند عال إلى رسول الله ? بالقرآن الكريم , لتعرض عليه القرآن من أوله إلى آخره غيبا بالتجويد والإتقان برواية حفص عن عاصم أو غيرها من القراءات العشر المتواترة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحذاري أن تكتفي بحفظك الشخصي أو حفظك المدرسي أو حفظ حلقات تحفيظ القرآن , فإن من حفظ القرآن ولم يعرض حفظه وحروفه على شيخ متقن مجاز لديه سند فحفظه ناقص ولا يخلو من خطأ ربما لا يتنبه له. والمقصود من قولي متقن: أي لأحكام قواعد التجويد جملة تفصيلا , ومخارج الحروف والصفات والمقصود بالمجاز: من لديه إجازة وهي شهادة تمنح من الشيخ الذي اخذ عنه وقرأ عليه وذلك أمر معروف ومتعارف عليه بين القراء. والمقصود بقولي السند: هو عبارة عن سلسلة المشايخ والقراء الذين وصلنا القرآن عن طريقهم وسلاسل إسنادهم باتصال من رسول الله ? إلى عصرنا هذا , ولله الحمد والمنة على ذلك وعلو الإسناد معناه: أن يقل عدد رجال السند الذي بينك وبين رسول الله ? فتكون السلسلة قصيرة فكلما كان عدد هذه السلسلة قليلا وصف بالسند العالي , وأعلى سند في الدنيا في حدود علمي أن يكون بين الشيخ وبين رسول الله ? ستة وعشرون أو سبعة وعشرون قارئا. فإذا قرأت أخي الحبيب على قارئ مسند مجاز سوف يقرئك بإطباق الشفتين على الميم الساكنة لأنه لو قال لك أترك فرجة عند تلفظ الميم ويكون هو لم يتلقاها من شيخه المسند بهذه الكيفية فهذا كذب في رواية الإسناد سوف يحاسب عليه يوم القيامة.
وجميع مشايخ الحرم المسندين الذين سمعت بهم وقرأت علي بعضهم يقرءون بالإطباق ويوجد شيخ قرأت عليهم مسند مجاز بالقراءات السبع من طريق الشاطبية قرأت عليه بالإطباق ولم يأمرنِ بترك الفرجة لماذا لأنه تلقاها هكذا من شيخة ومن شيخة إلى آخر السند. والحمد لله أجازني بالقراءات السبع من طريق الشاطبية أصل صورة السند منشورة
بموقعي. وحاليا أعرض على أعلى القراء سندا في المنيا القراءات العشر الصغرى من طريق الشاطبية والدرة وأقرأ عليه بإطباق الشفتين في الإقلاب والإخفاء الشفوي. وأسأل الله تعالى أن يرزقني وإياكم الإتقان وتحقيق لفظ تلاوة كلام ربنا.
{خلل و أخطاء في التلفظ بالقلب والإخفاء الشفوي}
1. عُلِمَ من هذا البحث أن الميم المخفاة تنطق بإطباق الشفتين , والعلماء يطلقون على هذا العمل إخفاء شفويا , أما أهل ترك الفرجة يسمون ذلك إظهارا بغنة , وهذه التسمية غير صحيحة , ولا يوجد شئ أسمه الإظهار بغنة.
2. كيفية نطق القلب هي: أن نقْلَبَ النُّون الساكنة أو التنوين - الذي بعده باءٌ – ميماً ثم نُطْبِقَ الشَّفَتَيْن إطْباقًا ً بحيث تطبق على ميم وفتح الشفتين على باء - ونخرج غُنَّة الميم من الأنف ثم ننطق بالباء مجهورة شديدة واحذر عند تلفظك بهذه الباء أن يجري معها أدنى نفس لأن جريان النفس مع الباء يقليها إلى الـ ( p ) الثقيلة في الإنجليزية.
3. كثيرٌ من الناس يخرج الباء ضعيفةً متأثرةً بضعف الغُنّة التي في الميم قبلها (أي المنقلبة عن النون) مع العلم بأن الباء حَرْفٌ شديدٌ , مجهورٌ , قوي , وعلى القارئ أن يحذر من انسحاب غنة الميم المخفاة على حرف الباء والباء العربية لا علاقة لها بالخيشوم ..
4. ما ذكره بعض المعاصرين الفضلاء من أن شكل الشفتين أثناء نطق الميم التي بعدها باء – سواء أكانت مخفاة أم منقلبة عن النون أو التنوين – يكون متفاوتًا فيما إذا كان الحرف الذي قبلها مضموماً , أو مكسوراً , أو مفتوحاً , فكأنه يقول: إن هيئة الشفتين في حالة الإخفاء الشفويّ والقلب تتبع الحرف الذي قبلها , فتضم إن كان مضموماً , وتتمدد إن كان مكسوراً أو مفتوحاً. وهذا الكلام ليس دقيقاً ولا يصح شئ منه البتة بل هو مجرد اجتهاد , بل أغلب كتب المعاصرين يأتون بأشياء ما أنزل الله بها من سلطان وهناك بحث لي منشور حاليا على الإنترنت نبهت فيه على الجزئيات الموجودة في كتاب نهاية القول المفيد وكتاب حق التلاوة, وكتاب غاية المريد , وغيرها من الكتب الحديثة والصواب لمن أراد الحق العودة لكلام المتقدمين فعندهم هيئة الشفتين واحدة مع الإخفاء الشفوي والقلب.
(يُتْبَعُ)
(/)
5. على القارئ أن يعلم أن التقاء النونين, النون الساكنة والتنوين بالباء يؤدي إلى تعذر الإدغام للتباعد في المخرج والاختلاف في الصفات , فإن حرفي النون الساكنة والتنوين أغنان بخلاف الباء فإنه حرف غير أغن. كما سيؤدي إلى تعذر الإظهار لثقل النطق بهما , والكلفة عند التلفظ بهما , وذلك لما بين النون والباء من اختلاف في المخرج , فتوصل بقلب النون الساكنة والتنوين إلى ميم تمهيداً لحصول الإخفاء , وذلك لقرب مخرجهما _ أي الباء , والميم – ولمشاركتهما النون في الغنة والجهر والتوسط والاستفال والانفتاح والإذلاق. كما أنه تعذر الإخفاء مباشرة – أعني إخفاء النون عند الباء – وذلك لأنه لم يحسن الإدغام والإظهار فلم يحسن الإخفاء لأنه منزلة بينهما. فلما تعذر الإدغام والإظهار والإخفاء , أبدل من النون الساكنة والتنوين حرفاً يجانسهما في الغنة والجهر , ويجانس الباء في المخرج والجهر, وهو الميم , فزالت الكلفة الحاصلة من إظهار النون قبل الباء , وكما بينت سابقاً بأن هذا تعليل للرواية , وتوجيهها في العربية , وإلا فإن الأصل في القراءة الرواية والمشافهة , فإن القرآن عربي , وهو حجة على العربية كما هو مقرر عند المحققين من علماء العربية.
6. ما يذكره بعض القُرَّاء المعاصرين من ضَرورة انفراج الشَّفَتَيْن عند القلب , والإخفاء الشفوي , بل يبالغ بعضهم فيقول: لا بُدَّ أن يَرَى الناظرُ أسنانَ القارىء , وبعضهم يقول: يجب أن تكون هذه الفُرجة بمقدار رأس القلم , وبعضهم يقول: إنما هي بقد رأس الإبرة .. فهذا مما هو غير موجود في كتابٍ معتمدٍ عند السابقين ولم يتلقى بهذا الشَّكْل من المشايخ المتقنين , ولعله من اجتهادات العلماء. ومن الغريب جداً أن بعض الناس ينطقون الغُنَّة المخفاة كأنها غَيْنٌ بغُنَّة , فيصبح النطق هكذا (تَرْمِيهِنغْبِحِجَارَةٍ) غيناً مُشْرَبَةً بغُنَّة مع العلم بأَنَّ هذا الصَّوت الغريب لا يوجد في اللغة العربية , إنما هو موجود في اللغة الأندونيسية والماليزية.
7. وبعضهم يخرجُها من الشَّفَةِ السُّفْلى مع أطراف الثَّنايا العليا فتخرج الميم كأنها حرف ( v) في الإنجليزية , وبعضهم يُكَوِّرُ شفتيه تكويراً وينطق بصوت غريب ممزوج بين الباء والميم والغنة , وهذا كله خطأ وتحريف لها. وما قيل هنا يمكن أن يقال عن القلب , إلا أنه في الإخفاء الشَّفَويّ يوجد قَولٌ بجواز الإظهار في الميم , والله أعلم.
8. هناك من يرى أن الفرجة تكون بقدر شَعرة أو شَعرتين , ومن رأيي أن حلاَّق الشَّعر هو الذي يحسن هذا الضابط بحيث لا يستطيع الزيادة عن قدر شعرة أو قدر شعرتين ,أما غيره فلعله يزيد عن شَعرتين ويقع في الخلل , على حد زعم القائلون بترك قدر شَعرة , وهذا القول لا يعرف في كتب التجويد القديمة , ولعل البعض بنقله عن الحلاّقين فهم من أهل التخصص في تصفيف الشَّعر وهم أدرى بالشَّعر من غيرهم!!!!!!!!!!!!!.
9. والبعض الآخر يقول ترك فرجة بقدر ورقة سجائر رقيقة , الله المستعان أين الدليل لترك تلك الورقة؟!!!.
10. ذكر الإمام الجزريّ أن هناك وجهاً مقروءاً به في الميم التي بعدها باء ألا وهو الإظهار , حيث قال: ((وقد ذهب جماعة كأبي الحسن أحمد بن المنادى وغيره إلى إظهارها عندها إظهاراً تاماً , وهو اختيار مكيّ القيسيّ وغيره , وهو الذي عليه أهل الأداء بالعراق وسائر البلاد الشرقية , وحكى أحمد بن يعقوب إجماع القراء عليه , قلت: والوجهان صحيحان مأخوذ بهما إلا إن الإخفاء أولى للإجماع على إخفائها عند القلب)) فمن قرأ بالإظهار لا نقول أنه أخطاء لأن هذا الوجه كان مقروءا به كما قرره بن الجزري والعمل عليه في وقتنا الإخفاء بسبب انقطاع الأسانيد التي فيها القول بالإظهار.
11. والبعض الآخر يقول بتبعيض الميم بمعنى أن الميم نصفها من الشفتين والنصف الآخر من عمل الخيشوم فلنأخذ القسم المتعلق بالخيشوم ونترك القسم المتعلق بالشفة وذلك , وهذا تعليل لا دليل عليه وفيه إسقاط للميم بالكلية. ومن عنده الدليل والحجة القاطعة فليأتنا به وأكون له من الشاكرين.
(يُتْبَعُ)
(/)
12. والبعض الآخر عند تلفظه للٌخفاء الشفوي لا ينطق ميما البتة بل ينطق بهاء ممطوطة نحو قوله تعالى (تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ) (الفيل: من الآية4) والسبب الذي أدى لهذا النطق الخاطئ أن القارئ وسع فرجة الشفتين , بل لا بد أن تخرجها مُسَلَمَة لا شية فيها بالإطباق للشفتين, مصاحبا ذلك غنة من الخيشوم وإن شئت أن تسمي ذلك إدغاما ناقصا فسمه صرح بذلك بعض العلماء المتقدمين.
{خاتمة البحث}
على القارئ أن يطبق شفتيه على الميم الساكنة عند القلب والإخفاء الشفوي واحذر من تغيير الصوت القرآني في الميم الساكنة واعلم أخي الحبيب أنك لو تركت فرجة عند الميم الساكنة فإنك لم تنطق بميم البتة لأن صوت الميم الساكنة لا يتحقق إلا بإطباق الشفتين فمثلا ا لو قرأ القارئ قوله تعالى (تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ) (الفيل: من الآية4) بترك فرجة بين الشفتين في صوت الميم فهو في الحقيقة لم ينطق ميما أبدا بل نطق بهاء ممطوطة وقال بعض العلماء أنه حذف حرف من التلاوة ولا أؤيد قول بعض إخواننا في موقع أهل القرآن بأن المصريين يقرءون بالفرجة حاليا ولكن العبرة بعصر الاحتجاج , وترك الفرجة بدعة صوتية حادثة في كتاب الله لا تعرف إلا في السنوات الخميس الأخيرة.
ومن نتائج هذا البحث التي توصلت إليها الآتي:
1. القول السائد عند علماء السلف الأوائل الإطباق. ومصنفاتهم تشهد بذلك.
2. القدماء قالوا بالإطباق للشفتين , وسمُّوا هذا العمل بالإخفاء الشفوي.
3. المعاصرون قالوا كيف نطبق الشفتين ونسميه إخفاء شفويا؟ فمن نقدم!!!!
4. التلامس والإطباق والكز على الشفتين لا يؤد إلى تغير صوت الميم.
5. الاحتراز المسمى (بالكز) من قول المُحدثين , قديما أطلقوا العبارة.
6. القول بالفرجة لا يمثل الصوت الصحيح للميم , بل هي من الأمر المحدثة.
7. القول بالفرجة , فيه إسقاط لصوت الميم بالكلية من لفظ التلاوة.
8. القول بالفرجة ينتشر بين المصريين بكثرة وغيرهم الكثير على الإطباق.
9. أجاز بعض العلماء المُحدثين العمل بالقولين في حد زعمه , ولا يصح ذلك.
10. أول من قال بترك الفرجة الشيخ السيد عامر عثمان رحمه الله.
11. قرأت على جميع شيوخي بالسند مطبقا للشفتين لم يشذ منهم رجل.
ولعلي أكون قد وفقت في تسليط الأضواء على هذه القضية, وهذا البحث جزء من أبحاثي في التجويد ولدي أبحاث أخرى بما أحدثه بعض العلماء المعاصرين الذين صنفوا في التجويد ووضعوا بعض المسائل في كتبهم , لا تعرف إلا من خلال مصنفاتهم , ولم يكن لها ذكر عند العلماء المتقدمين ومن على شاكلتهم من جيل الداني والشاطبي وبن الجزري.
ومن أبحاثي التي نشرت بالمواقع سابقا:
1. بحث (صوت الميم الساكنة المخفاة بإطباق الشفتين)
2. بحث (التحذير من تلاوة القرآن بهذه الأحرف الإنجليزية)
3. بحث (خلل وأخطاء التلفظ بأصوات الجوف)
4. بحث (خلل وأخطاء التلفظ بأصوات الحلق)
5. بحث (خلل وأخطاء التلفظ بأصوات اللسان)
6. بحث (خلل وأخطاء التلفظ بأصوات الشفتين)
7. بحث (أبحاث التجويد الصوتية لأحرف فاتحة الكتاب)
8. بحث (شروط وضوابط الإجازة القرآنية)
9. بحث (كتاب أصوات القلقلة بين المتقدمين والمتأخرين)
10. بحث (كتاب صوت الضاد الفصيحة التي نزل بها القرآن)
11. بحث (طرق وتدريس القرآن والتجويد للشباب والفتيات)
12. بحث (القواعد الأساسية لطرق حفظ ومراجعة القرآن الكريم)
وتحت الإنشاء أبحاث:
1. (قاموس مخارج الأصوات العربية الفصيحة) نشرت بعضه بالمواقع وسوف أنشره بموقعي عن قريب.
2. بحث (خلل وأخطاء التلفظ بأصوات الحركات الثلاث الضمة والفتحة والكسرة) وهو من أهم أبحاث علم التجويد الصوتية.
3. شرح كتاب (منظومة المفيد في علم التجويد للطيبي)
4. شرح كتاب (التحديد في الإتقان والتجويد لأبي عمرو الداني)
5. شرح كتاب (تنبيه الغافلين في تجويد الحروف للصفاقسي)
6. شرح كتاب (منظومة نونية السخاوي في التجويد) خرج جزء منه بالموقع.
7. بحث (نشأة علم التجويد وتاريخه إلى وقتنا المعاصر)
8. بحث (الغنة ومراتبها بين المتقدمين والمتأخرين)
9. بحث (القول بقبض وبسط الإصبع بين المتقدمين والمتأخرين)
10. بحث (تقدير زمن الغنة بين المتقدمين والمتأخرين)
11. بحث (تقدير زمن أصوات المد بين المتقدمين والمتأخرين)
12. بحث (مراتب التفخيم بين المتقدمين والمتأخرين)
13. بحث (مخارج أصوات الصفير (الصاد والَّزاي والسين) بين المتقدمين والمتأخرين)
14. بحث (الظواهر الصوتية القرآنية والظواهر الصوتية العامية) وهذا الأخير مهم جدا لكل قارئ ليُميز بين صوت الحرف القرآني وصوت الحرف العامي وغير ذلك كثير وعلى الجميع أن يعلموا ما أردت بذلك إلا وجه الله تعالى.
ملحوظة: هذه المادة مخصصة للنشر على الإنترنت ومن أراد نشرها أرضيا عليه الإذن الخطي من الباحث , وفي الأخر أسأله تعالى بأسماءه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل لنا من لدنه سلطانا نصيرا ويزدنا بسطة في العلم وأن يتقبل منا صالح الأعمال وجميع المسلمين آمين.
بحث للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي
باحث في علم الأصوات التجويدية
بريد إلكتروني:
Fargh22@yahoo.com
Fargh22@hotmail.com
موقعي المسمى (موقع الشيخ فرغلي عرباوي للتجويد) هذا رابطه
http://www.ammar-ca.com/Fargali/
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طارق]ــــــــ[21 Feb 2006, 12:23 م]ـ
الأخ الفاضل مصطفى علي
بحث كبير ومفيد
بارك الله فيكم
وجزاكم الله خيراً
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[24 Feb 2006, 07:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم
السلام عليكم
وبعد
هناك عدة مواقع مهمة جداً في بحوثك التجويدية، إلى وهي
ملتقى البحوث القراآنية
ملتقى أهل القرآن
فادخل على موقع
www.google.com
فابحث عنهم
كما ابحث عن لفظ (إطباق الشفتين)، (بفرجة خفيفة)
ستجد بحوثاً أخرى
وفقك الله تعالى إلى العلم وزادك حرصاً عليه
والسلام عليكم
ـ[طارق]ــــــــ[26 Feb 2006, 12:03 م]ـ
الأخ الفاضل مصطفى علي
بارك الله لك
وبارك فيك
وسدد للحق خطاك
ـ[حمدي]ــــــــ[30 Jul 2006, 01:50 ص]ـ
المشاركة الأصلية لمصطفى على (تدغم الميم الساكنة إذا وليها ميم بعدها سواء في كلمة مثل (الم – المص – المر) لم أفهم هذه الأمثلة المذكورة هنا للحكم المذكور إذ لا نجد في هذه الكلمات ميمان وهذه الألفاظ الثلاثة حروف متقطعة ليست كلمات قال عبد الرحمن بن ناصر السعدي في تفسير (الم) -الكلمة الأولى حسب تعبير الأخ مصطفى-: [أما الحروف المتقتعة في أوئل السور ... ]. وأرى أن هذا قد يكون خطأ مطبعي وإلا فهذه الحروف لا تصح مثالا للحكم المذكر. والله أعلم
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[30 Jul 2006, 05:23 ص]ـ
الأخ الكريم لم أذكر شيئاً من قولي وإنما ذكرت بحثين في موضوع الإقلاب أحدهما لأستا كريم يرى أن لا بد من إحداث فرجة في نطق إخفاء الميم
وبحث آخر لأستاذ كريم يرى أنه يجب ألا تحدث فرجة ونسخت لك البحثان ولعلي وأنا أنسخ نسخ معهما أببحاث أخرى.
أما الكلام الذي ظننت حضرتك أنه لفظي، فهو لفظ الأخ صاحب
رسالة فاصلة في صحة الفرجة في الميم المخفاة الساكنة
للمقرئ أبى عمر عبد الحكيم وهو من أعضاء منتدى البحوث القرآنية فشارك هناك وراسله بالذي تريد
ـ[شريف بن أحمد مجدي]ــــــــ[22 Feb 2007, 01:04 ص]ـ
المشاركة الأصلية لمصطفى على لم أفهم هذه الأمثلة المذكورة هنا للحكم المذكور إذ لا نجد في هذه الكلمات ميمان وهذه الألفاظ الثلاثة حروف متقطعة ليست كلمات قال عبد الرحمن بن ناصر السعدي في تفسير (الم) -الكلمة الأولى حسب تعبير الأخ مصطفى-: [أما الحروف المتقتعة في أوئل السور ... ]. وأرى أن هذا قد يكون خطأ مطبعي وإلا فهذه الحروف لا تصح مثالا للحكم المذكر. والله أعلم
السلام عليكم
الأخ الفاضل: الحروف المقطعة تنطق بأسمائها (لام ـ ميم) فتلتقي الميم من (لام) مع الميم الأولي من (ميم) فيدغمان وبذلك يصح المثال، وهي كالكلمة الواحدة رسما بخلاف المعني، ولا مشاحة في الاصطلاح إذا عرفت الحقائق والله أعلم.(/)
ما هي أوجه الاستفادة من تعدد القراءات؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[21 Feb 2006, 05:52 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد،،
فأبدأ بتحية طيبة لأعضاء الملتقى عامة، ثم شيخينا الفاضلين / عبد الرحمن الشهري، أبي مجاهد العبيدي خاصة.
نعتذر لشيخينا الكريمين عن فترة الانقطاع الطويلة عن الملقتى إلأا أننا متشبثون به بحمد من الله تعالى ونعمة.
وبعد .. فمن خلال خلطتي ولقاءاتي بكثير من الشباب و مد جسور الثقة فيما بيننا للحصول على مكنون معتقدهم في الكثير من مسلمات دينهم .. كنت أقع على أمور لولا تلك الجسور ما كنت لأعلم بها من هؤلاء الشباب الذين يخشون تجاسر من يسمونه (رجل الدين) على الحكم بتكفيرهم وإخراجهم من ملة الإسلام بذلك الذي يكنونه في صدورهم.
من خلال ذلك، كان مما قابلت أن قال لي أحدهم:
" أنا لا أعتقد بهذا الذي يسمى القراءات، وأرى أن هذا لا يختلف عما عليه كتاب النصارى، فتعدده يلزم منه تعدد القرآن لا سيما و أنه ليس اختلاف لهجات فقط، بل اختلاف في نفس التركيب اللفظي "
فكان شروعي في بيان هذا الأمر ببعض المشاريع الصغيرة والتي أستبشر خيرا بثمرتها. بفضل من الله تعالى و منة.
إلا أنه كان مما استوقفني من خلال إعدادي لتلك المشاريع: الأوجه المستفادة من تعدد القراءات.
اي أنني لو اردت تحديد وحصر (وعنصرة) ما ينتج عنه تعدد القراءات من فوائد، فماذا تكون تلك العناصر؟
وهنا وجدت أنني أمام باب لا مجال لاجتهاد و إعمال فكر فيه؛ حيث لم أخض هذا العلم، و لم أحصر تفصيل اختلاف القراءات، و إن كنت أحصرها في الأوجه السبعة إجمالا.
فما يمكن أن يفيدني به مشايخي الكرام.
وجزاكم الله خيرا
محمد رشيد
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[22 Feb 2006, 04:47 ص]ـ
لتوضيح الفائدة المطلوبة:
ما هي أوجه الاستفادة من تعدد القراءات.
مثلا: التسهيل لنطق بعض الألفاظ على بعض الألسن ــ تعدد المعاني ــ .... إلخ
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[22 Feb 2006, 11:14 ص]ـ
aأعانك الله ووقفك ..
و إن كنت اسأل من خلال مقالك عن الذي أوصل هؤلاء الشباب "المسلم " إلى مثل هذه الحالة من رفض القراءات والتشكيك بها؟
ما السبب؟!
ومن يا تُرى المسئول؟!
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[22 Feb 2006, 12:06 م]ـ
نحن المسؤولون أخي الكريم خالد .. تلذذنا بتقوقعنا في يبرجنا العاجي الجميل و أحطنا أنفسناو عثولنا بالكم الهائل من مسائل العلوم التي تحتاج إلأى تدقيقنا و استنباطنا ... التي لو لم نبت فيها بالحكم الفصل و القول المحقق فإن الدين سيهدم و يضيع العلم!! .. إلخ تلك الأوهام التي أحاط بها نفسه جمهور المنتسبين لطلب العلم .. و الحقيقة توضح أنهم جبنوا عن مواجهة هذا الواقع حتى صاروا من أجهل الناس به.
تعالى لأريك بعض الشباب المسلم .. و الذي صارحنا يوما بأنه داخليا غير مقتنع بالقرآن و أنه لا يظهر ذلك خشية من تهمة التكفير .. و حينما نسأله عن سبب عدم قناعته ترى أن السبب هو عدم فهمه لتحول الخطاب (الالتفات) و يشعر أن القرآن وضغه رجل و كان يسنى و هو يكتب، فمرة يتكلم على لسان الله، ومرة ينقلب كأنه هو المتحدث .. فلا يدري هل المتلكم هو الرسول أم الله أم بعض آخرين!!
هذا واقع نواجهه في مصر
وشاب آخر ـ وأمثاله كثر ـ وقت أن بنينا و بينه جسورا، صرح بعدم قناعته بالعابادة لأن الله تعلى لا يحتاجها مني، فكيف يفرض عليّ شيئا لا فائدة منه.
وشاب كذلك يصرح بأنه غير قانع بـ (الأسلوب الساذج) في للشرع في الترغيب، فيقول: و هل أنا أكون حسن الخلق و أصلي و أصوم حتى تكون في النهاية الجائزة أنني أخلد في أكل ووطء. و هل هذا أسلوب ترغيب .. طيب أنا لا أريد وطأ و لا طعاما جيدا. فلتغرني بما هو اقيم.!!!
و نحن كطلبة علم متقنين و لدينا ملكات في ممارسة العلوم .. لو سمعنا مثل هذا لعلنا نطلق الحكم بالكفير ننصرف.
وإنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[الكشاف]ــــــــ[23 Feb 2006, 12:31 ص]ـ
الأخ محمد رشيد
هذا الموضوع قد كتب العلماء والباحثون حوله كثيراً، وهو من أهم موضوعات القراءات، فليتك تراجعه قبل طرحه بهذه الطريقة التي يغلب عليها العاطفة، والرغبة في الخير، دون امتلاك لأدواته المنهجية، فيما يبدو لي على الأقل.
وهؤلاء الشباب الذين ذكرتهم يعانون غياباً ثقافياً عن تراث المسلمين بجملته، وليست المشكلة في هذا الغياب، والانحراف الفكري هي تخلي العلماء عن تعليمهم فقط، وإنما من أسبابه - ولعله أهمها - الحملة الشرسة الإعلامية التي عصفت بكثير من هؤلاء الشباب، وغيبتهم عن فهم أبجديات الإسلام، فضلاً عن فهم مثل هذه المسائل الدقيقة في علم القراءات.
فليتك تتريث في مثل هذه الموضوعات، وتعود إلى ما كتبه العلماء في مثل هذا الموضوع، فقد لحظت في كتابتك آثار الاستعجال، وضعف التصور، وإلقاء التهم جزافاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[23 Feb 2006, 05:52 م]ـ
أخي الكريم .. لعلك تراجع المشاركات من بدايتها؛ فسؤالي كان أكاديميا بحتا، و كانت العاطفة منحصرة في الرد على سؤال أخينا خالد عبد الرحمن.
والمنهجية بارزة في سؤالي عن: حصر أوجه فوائد تعدد القراءات.
ولم أتهم أهل العلم بعدم تناوله، ففرق بين ذلك و بين سؤالي عما كتب في ذلك. فلا أدري وجه توسعكم.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[25 Feb 2006, 01:57 ص]ـ
نرجو الإفادة، بارك الله تعالى فيكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Mar 2006, 09:52 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحباً بكم أخي الكريم محمد رشيد، وفقكم الله دوماً لكل خير.
أما جواب سؤالكم، فكما هو معلوم لديكم أن علم القراءات يعنى بالأوجه المنقولة في تلاوة الكلمات القرآنية، وخاصة مواضع الخلاف بين القراء، وقد تقرر عند العلماء أن تعدد القراءات بمنزلة تعدد الآيات، وأن القراءات أبعاض القرآن، ومن هنا تظهر أهمية هذا العلم، وأهمية الاطلاع على الأوجه المتعددة المنقولة على أنها قرآن نزل من عند الله عز وجل.
فالمفسر إذا اعتمد قراءة واحدة وأعرض عن غيرها، فكأنما ترك بعض ما أنزل، وأعرض عن تفسير القرآن بالقرآن الذي هو أول ما ينبغي أن يبدأ به.
والفقيه إن أعرض عن مواضع الخلاف في بعض آيات الأحكام أخطأ السبيل ولم يهتد لوجه الصواب فيها.
والنحوي إن ابتعد عن أهم مصدر لقواعده وهو القرآن وقراءاته الثابتة فقد جانب الصواب وبنى نحوه على أسا غير متين.
والتالي للقرآن إن حرم تعلم بعض القراءات فقد حرم التعبد ببعض ما نزل من عند الله للتعبد. وهكذا.
وأهمية علم القراءات تتداخل مع الحكمة من تعدد الأحرف وتنوع القراءات، وفيما يلي تلخيص وترتيب لبعض ما ذكره العلماء من ذلك.
أهمية وفوائد تعدد الأحرف والقراءات:
1 - التسهيل والتخفيف على الأمة ورفع الحرج عنهم، وهذه أجل حكم إنزال القرآن على سبعة أحرف، ولعلها علة ذلك.
2 - أنها من أكبر الدلائل على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم في تبليغه القرآن كما أنزل إليه، فهي مع كثرتها لم تتضاد ولم تتناقض.
3 - إن في تعددها كمال الإعجاز مع غاية الاختصار وجمال الإيجاز، فكل قراءة بالنسبة إلى الأخرى بمنزلة آية مستقلة، ولا يخفى أن تنوع المعاني تابع لتنوع الألفاظ، ولو كانت كل قراءة تخالف الأخرى آيةً مستقلةً لكان القرآن أطول مما هو عليه.
4 - في القراءات وتعددها تيسير لحفظه ونقله على هذه الأمة، فإن من يحفظ آيةً واحدةً في كلماتها أوجه متعددة يجد من اليسر والسهولة ما لا يجده لو كان كل وجه في آية مستقلة.
5 - كانت القراءات سبباً كبيراً – ولا زالت – لإعظام أجور هذه الأمة (من حيث إنهم يفرغون جهدهم ليبلغوا قصدهم في تتبع معاني ذلك واستنباط الحكم والأحكام من دلالة كل لفظ واستخراج كمين أسراره وخفي إشاراته، وإنعامهم النظر وإمعانهم الكشف عن التوجيه والتعليل والترجيح، والتفصيل بقدر ما يبلغ غاية علمهم، ويصل إليه نهاية فهمهم {فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى} [آل عمران 195] والأجر على قدر المشقة). [النشر لابن الجزري 1/ 53]
6 - في تعدد القراءات وتنوعها علامة بارزة على فضل هذه الأمة على سائر الأمم، يتجلى ذلك من خلال عنايتهم الفائقة بهذا الكتاب والتنقيب عنه لفظة لفظة، وحركة حركة، ونقلهم ذلك مسنداً.
7 - حفظ القراءات لكثير من لغات العرب ولهجاتهم من الضياع والاندثار؛ لأنها استعملت أفصح ما عندهم، وبذلك خلدت لغتهم وذكرهم، وفي ذلك من المنة عليهم ما لا يخفى.
8 - جمعت هذه القراءات الأمة الإسلامية على لسان واحدٍ يوحد بيننا جميعاً.
9 - تنوع القراءات يفيد أهل العلم أثناء تفسيرهم للقرآن، وذلك في بيان الأحكام، والجمع بين حكمين مختلفين، والدلالة على حكمين شرعيين، ودفع توهم ما ليس مراداً، وبيان لفظ مبهم كلفظ العهن، فقد ورد في قراءة أخرى الصوف.
ومن تدبر وجد أكثر من ذلك إن شاء الله.
وللاستزادة حول هذا الموضوع الهام، وكما تفضل الأخ كشاف فقد كتب فيه كثيراً:- النشر في القراءات العشر لابن الجزري 1/ 52 - 53
- القراءات وأثرها في علوم العربية لمحمد سالم محيسن 1/ 37 - 39
- القراءات: أحكامها ومصادرها لشعبان محمد إسماعيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
- مناهل العرفان للزرقاني 1/ 139 - 141
- القراءات المتواترة التي أنكرها ابن جرير الطبري في تفسيره والرد عليه للهرري 130 –131
- وغيرها من المؤلفات في القراءات.
ـ[الخطيب]ــــــــ[05 Mar 2006, 10:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وركاته
أعتقد أن هذا الكتاب (المعنى القرآني في ضوء اختلاف القراءات) يحمل إجابة عن السؤال المطروح
وهذا رابطه
http://tafsir.org/books/open.php?cat=87&book=876
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[06 Mar 2006, 01:19 ص]ـ
السلام عليكم
الأخ الكريم محمد رشيد - سدّد الله خطاه ..
أضيف إلى ما ذكره الأخوة الأفاضل، أغراضاً أربعة أخرى ذكرها فضيلة الأستاذ الشيخ عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني - رحمه الله - في كتابه القيّم (قواعد التدبّر الأمثل لكتاب الله عزّ وجلّ):
أولاً: التكامل الفكري، فمن اختلاف القراءات في النصّ الواحد ما الغرض منه تأدية كل قراءة لمعنى لا تؤدّيه القراءة الأخرى، فتقوم القراءتان أو الأكثر مقام تعدّد الآيات، وتؤدّي القراءات المختلفات تكاملاً في المعاني المقصودة جميعاً.
ثانياً: التكامل في الأداء البياني، كأن يراعى في النصّ توجيهه مرّة بأسلوب الحديث عن الغائب، مثل (وما الله بغافل عما يعملون)، وتوجيهه مرّة بأسلوب الخطاب الوجاهيّ المباشر، مثل (وما الله بغافل عما تعملون). وكأن يراعي في النصّ توجيهه بالبناء للمعلوم مرّة، مثل (نغفر لكم خطاياكم)، وتوجيهه مرّة أخرى بالبناء لما لم يُذكر فاعله، مثل (يُغفَر لكم خطاياكم) و (تُغفر لكم خطاياكم).
ثالثاً: التنويع في الأداء الفنّي الجمالي، مع ما قد يتضمّنه من دلالات فكرية وبيانية. مثل جعل فعل الشرط بصيغة الفعل الماضي في قراءة، وجعله بصيغة الفعل المضارع في قراءة أخرى، نحو: (ومن تطوّع خيراً) و (ومن يطوّع خيراً). ففي كل من القراءتين صيغة جمالية قصد التنزيل التنبيه عليها، واستخدامها باعتبارها عنصراً من عناصر الإعجاز الفنّي.
رابعاً: إثبات وجوه عربية متكافئة، فيما قسّمه علماء العربية حين أرادوا ضبط هذه اللغة بعد اختلاط الشعوب، إلى علوم اللغة، والنحو، والتصريف، والبلاغة. وجاء في التنزيل إثبات هذه الوجوه أمثلة يُقاس عليها، وشاهداً دائماً على أنها من الوجوه الجائزة في العربية، وأنه يحسن استمرار استعمالها في وجوه الكلام العربي، مع ما تتضمّنه من تحقيق الأغراض الثلاثة الأول.
وبعد أن بيّن - رحمه الله - هذه الأغراض الأربعة وفوائدها، قال: وقد تتداخل الأغراض الأربعة أو بعضها في نصّ واحد، فيكون اختلاف القراءات فيه للتكامل الفكري، وللتكامل في الأداء البياني، وللتنويع في الأداء الفنّي الجمالي، ولإثبات وجوه عربية ماكافئة. وهذه الأغراض الأربعة يمكن اعتبارها إحدى وجوه الإعجاز في القرآن المجيد.
كما أنه أفرد - رحمه الله - في الباب الأخير من كتابه القيّم دراسة تحليلية للقراءات التي تشتمل على غرض أو أكثر من هذه الأغراض في سورة البقرة.
فطالعه .. وفقّك الله وسدّد خطاك ..
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[08 Mar 2006, 01:22 ص]ـ
أحمد الله الكريم، رب العرش العظيم على ما أنعم به عليّ من إفادات مشايخنا الكرام.
أستاذنا الكريم الشهري، ما ذكرتموه قد أوفى الغرض، و هو عين المراد
أخانا لؤي الطيبي، إضافاتك منظورة بعين الاعتبار
أخانا الخطيب، نشكركم على رابط الكتاب الطيب
ــــــــــــــــــــــــ
حقيقة شيخنا الشهري، كان يسهل عليّ تتبع أوجه فوائد اختلاف الأوجه السبعة، إلا أن عدم جمغ علم القراءات لم يؤهلني للحصول على غرضي، حيث الحصر لهذه الفوائد، فيمكنني مثلا القول بأن تعدد اللهجات يفيد التيسير، و لكن لا يمكنني القول دائما بأن تغير مباني الكلمة يفيد تغير معناها وإن كان يفيد التيسير. لكن هل يفيد تغددا في الحكم الشرعي؟ هذا ما يعجز عنه غير الملم بأوجه القراءات السبع.
سلمت يمينكم و زادكم الله حرصا وعلما
محبكم / محمد رشيد
شبكة الشريعة التخصصية
www.sharee3a.net
ـ[د. أنمار]ــــــــ[08 Mar 2006, 01:53 م]ـ
ومما يلتمس أيضا ولم يذكر في ثنايا الفوائد أعلاه تصريحا
هو أن كلام الله ليس ككلام البشر، وما سمعنا عن أحد أنه كتب كتابا وقال ممكن أن تقرأه هكذا أو هكذا إلى ثلاثة أوجه مثلا فضلا عن سبعة مع ما فيها من الجمال وحسن الوقع في النفوس
ففضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على سائر خلقه
أقصد لابد أن يكون كلام الله مختلفا من وجوه متعددة بل لا حصر لها، لكمال الله وإطلاق قدرته وعظمة صفاته وكلامه
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[08 Mar 2006, 05:22 م]ـ
لمحة جيدة مقبولة أخي الكريم أنمار. يمكن صياغتها كعنصر مستقل
ـ[أمين]ــــــــ[08 Sep 2007, 12:00 ص]ـ
ما زلنا نستفيد من الملتقى و أهله فجزاكم الله عنّا خير الجزاء(/)
سؤال لطلبة العلم حول القلقلة؟
ـ[عبد اللطيف الحسيني]ــــــــ[22 Feb 2006, 08:24 م]ـ
هل الأولى أن يكون اهتزاز الطاء والقاف نحو الفتح والضم، والباء والجيم والدال نحو الكسر عند القلقة؟
أم أن أحرف القلقلة لا تميل إلى كسر أو فتح أو ضم على الإطلاق؟
وهل هنالك خلاف بين القراء المتقدمين والمتأخرين في هذه المسألة؟
وجزاكم الله خيرا(/)
سؤال لطلبة العلم حول القلقلة؟
ـ[عبد اللطيف الحسيني]ــــــــ[22 Feb 2006, 08:24 م]ـ
هل الأولى أن يكون اهتزاز الطاء والقاف نحو الفتح والضم، والباء والجيم والدال نحو الكسر عند القلقة؟
أم أن أحرف القلقلة لا تميل إلى كسر أو فتح أو ضم على الإطلاق؟
وهل هنالك خلاف بين القراء المتقدمين والمتأخرين في هذه المسألة؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[07 Aug 2010, 08:38 ص]ـ
لعل هذا قد يفيدك انظره على هذا الرابط:
http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=2390
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[07 Aug 2010, 09:22 ص]ـ
هل الأولى أن يكون اهتزاز الطاء والقاف نحو الفتح والضم، والباء والجيم والدال نحو الكسر عند القلقة؟
أم أن أحرف القلقلة لا تميل إلى كسر أو فتح أو ضم على الإطلاق؟
وهل هنالك خلاف بين القراء المتقدمين والمتأخرين في هذه المسألة؟
وجزاكم الله خيرا
الخلاف واسع بين المتقدمين والمتأخرين حول هذه المسألة. والشيخ أيمن سويد يعنّف من يتبع القلقلة بالحركة. ويقول بأن ذلك لا أصل له. والمتأخرين فعلوا ذلك من اجتهادهم الخاطيء.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[07 Aug 2010, 07:14 م]ـ
الخلاف واسع بين المتقدمين والمتأخرين حول هذه المسألة. والشيخ أيمن سويد يعنّف من يتبع القلقلة بالحركة. ويقول بأن ذلك لا أصل له. والمتأخرين فعلوا ذلك من اجتهادهم الخاطيء.
السلام عليكم
أين قال الشيخ أيمن القول بتخطئة المتأخرين.؟
وخذ هذا الرابط لعلك تعلم من المجتهد المخطئ:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=218194
والسلام عليكم(/)
كتب الرسم
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[25 Feb 2006, 07:06 م]ـ
السلام عليكم أتوجه لإخواني الكرام بذكر ما يعرفون من اسماء المؤلفات الخاصة بعلم الرسم والمخطوط وتوصيفه إن أمكن والكتب المطبوعة في هذا الفن وأماكن وكيفية الحصول عليها
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[26 Feb 2006, 06:50 م]ـ
الأخ العزيز أيمن
سلام الله عليكم
إن كنت تقصد: كتب رسم المصحف، و أنت لك اهتمام كبير بها، فها بعض منها:
كتب علوم القرآن:
المقنع في رسم مصاحف الأمصار أبو عمرو الداني
النقط أبو عمرو الداني
المقصد لتلخيص ما في المرشد في الوقف والابتداء زكريا الأنصاري
القواعد والإشارات في أصول القرآن ابن أبي الرضا الحموي
عنوان الدليل من مرسوم خط التنزيل ابن البناء المراكشي
- و هي موجودة في موقع " الورّاق ":
http://www.alwaraq.net/index4.htm?c=http://www.alwaraq.net/Core/Library.jsp&m=http://www.alwaraq.net/Core/waraq/subjecttoc
* فهل هي مرادك بسؤالك؟
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[26 Feb 2006, 09:12 م]ـ
أخي المكرم
بارك الله في جهودكم
أولاً الكتب
العنوان القول المنيف في رسم المصحف الشريف
المؤلف سعيد بن عبدالله المحمد الحموي
بيانات النشر د. م: د. ن، 1424هـ/2003م
الصفحات 95ص
------------------------
العنوان ارشاد المعلم الى ترتيل القرآن وتجويده بدلائل رسم المصحف وضبطه بطريق ابي يعقوب يوسف الازرق عن ورش
المؤلف عبداللطيف بوعلام
بيانات النشر الدار البيضاء: مكتبه الامام البخاري، 1993م
التاريخ 1993
الصفحات 213ص
-----------------------------
العنوان رسم المصحف: دراسه لغويه تاريخيه
المؤلف غانم قدوري الحمد
بيانات النشر بغداد: اللجنه الوطنيه للأحتفال بمطلع القرن الخامس عشر الهجري، 1402 - 1982
التاريخ 1402 1982
الصفحات 822ص
---------------------------------
العنوان الجامع لما يحتاج اليه من رسم المصحف
المؤلف ابراهيم بن محمد بن عبدالرحمن, ابن وثيق
المؤلف المشارك غانم قدوري حمد -محقق
بيانات النشر بغداد: مطبعه العاني، 1408 - 1988
التاريخ 1408 1988
الصفحات 176ص
----------------------------------
العنوان رسم المصحف وضبطه بين التوقيف والاصطلاح
المؤلف شعبان محمد اسماعيل
بيانات النشر الدوحه: دار الثقافه، 1412 - 1992
التاريخ 1412 1992
الصفحات 88ص
----------------------------------
العنوان موجز كتاب التقريب في رسم المصحف العثماني لمؤلفه يوسف بن محمود الخوارزمي
المؤلف المشارك عبدالرحمن آلوجي -محقق
بيانات النشر دمشق: دار المعرفه، 1410 - 1989
التاريخ 1410 1989
الصفحات 103ص
--------------------
العنوان رسم المصحف والاحتجاج به في القراءات
المؤلف عبدالفتاح اسماعيل شلبي
بيانات النشر القاهره: مكتبه نهضه مصر، 1380 - 1960
التاريخ 1380 1960
الصفحات 149ص
--------------------------------
العنوان في الفرق بين رسم المصحف الشريف وبين رسم القواعد الاملائيه
المؤلف محمد عادل عبدالسلام الشريف الحسيني الخليلي
بيانات النشر عمان (الاردن): دار الفقه والحديث، 1404 - 1984
التاريخ 1404 1984
الصفحات 89 ص.
-----------------------------
العنوان مختصر التبيين لهجاء التنزيل
المؤلف سليمان بن نجاح, ابن داود
المؤلف المشارك احمد بن احمد بن معمر شرشال -محقق
بيانات النشر الرياض: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلاميه، 1423هـ-2002م
التاريخ 1423 2002
الصفحات 1513ص
------------------------------
العنوان تأملات في اعجاز الرسم القرآني واعجاز التلاوه والبيان
المؤلف محمد شملول
بيانات النشر ابوظبي: المؤلف، 1420هـ-2000م
التاريخ 1420 2000
الصفحات 242ص
الطبعة ط2
---------------------------------
العنوان قواعد الاملاء , المسمى , المطالع النصريه للمطابع المصريه في الاصول الخطيه
المؤلف نصر بن نصر يونس , الهوريني
المؤلف المشارك عبدالوهاب محمود الكحله -مح}
بيانات النشر بيروت: مؤسسه الرساله، 1422هـ-2001م
التاريخ 1422 2001
الصفحات 302ص
--------------------------------------
العنوان الطراز في شرح ظبط الخراز
المؤلف محمد بن عبدالله بن عبدالجليل, التنسي
المؤلف المشارك احمد بن احمد شرشال -محقق
(يُتْبَعُ)
(/)
بيانات النشر المدينه المنوره: مجمع الملك فهد لطباعه المصحف الشريف، 1420هـ
العدد 1420
الصفحات 587ص
---------------------------
العنوان كتاب الاملاء
المؤلف حسين والي
بيانات النشر بيروت: دار الكتب العلميه، 1406 - 1986
التاريخ 1406 1986
الصفحات 127ص
------------------------------
العنوان البديع في رسم مصاحف عثمان
المؤلف محمد بن يوسف بن يوسف , القرطبي
المؤلف المشارك سعود بن عبدالله الفنيسان -محقق
بيانات النشر الرياض: دار اشبيليا للنشر، 1419 - 1998
التاريخ 1419 1998
الصفحات 199ص
---------------------------
العنوان الاختيار في القراءات والرسم والضبط
المؤلف المشارك محمد بالوالي -معد
بيانات النشر الرباط: وزاره الاوقاف والشؤون الاسلاميه، 1418 - 1997
التاريخ 1418 1997
الصفحات 233ص
---------------------------
العنوان الجامع لما يحتاج اليه من رسم المصحف
المؤلف ابراهيم بن محمد بن عبدالرحمن, ابن وثيق
المؤلف المشارك غانم قدوري حمد -محقق
بيانات النشر بغداد: مطبعه العاني، 1408 - 1988
التاريخ 1408 1988
الصفحات 176ص
---------------------------------
العنوان الرسم
المؤلف محمد بن يوسف اطفيش [إباضي]
بيانات النشر مسقط: وزاره التراث القومي والثقافه، 1404 - 1984
التاريخ 1404 1984
الصفحات 94ص
----------------------------
العنوان الفتح الرباني في العنوان علاقه القراءات بالرسم العثماني
المؤلف محمد محمد محمد سالم محيسن
بيانات النشر الرياض: جامعه الامام - اداره الثقافه والنشر، 1415 - 1994
التاريخ 1415 1994
الصفحات 279ص
--------------------------
العنوان نظرات في رسم المصحف
المؤلف علي ابراهيم محمد
المصدر الازهر
العدد 4 ربيع الآخر 1417 اغسطس - سبتمبر 1996
الصفحات 477 - 485
ثانياً الدوريات
العنوان الرسم العثماني ولماذا ينفرد به المصحف
المؤلف عبدالكريم الخطيب
المصدر الوعي الاسلامي
العدد 82 شوال 1391 نوفمبر 1971
الصفحات 29 - 34
----------------------------------------------
العنوان نظرات في رسم المصحف
المؤلف علي ابراهيم محمد
المصدر الازهر
العدد 4 ربيع الآخر 1417 اغسطس - سبتمبر 1996
الصفحات 477 - 485
--------------------------
العنوان قضيه الرسم العثماني
المؤلف صديق بكر عطيه
المصدر الازهر
العدد 5 جمادى الاولى 1419 سبتمبر 1998
الصفحات 734 - 738
--------------------------
العنوان نقاط الشكل (الحركات) وكيف عالجها المسلمون في كتاباتهم
المؤلف عبدالله محمد المنيف
المصدر الفيصل
العدد 287 جمادى الاولى 1421 اغسطس 2000
الصفحات 56 - 57
-----------------------
العنوان استخدام الرق في العنوان كتابه المصاحف في العالم الاسلامي
المؤلف عبدالله محمد المنيف
المصدر الفيصل
العدد 282 ذو الحجه 1420 مارس - ابريل 2000
الصفحات 49 - 52
-------------------------
العنوان الرسم المصحفي
المؤلف محمد السيد علي بلاسي
المصدر الفيصل
العدد 274 ربيع الآخر 1420 يوليو - اغسطس 1999
الصفحات 25 - 29
--------------------------
العنوان رسم المصحف حكم اتباعه في هجائه وفوائده
المؤلف ابراهيم عطوه عوض
المصدر الازهر
العدد ذي الحجه 1405 سبتمبر 1985
الصفحات 1978 - 1984
-----------------
العنوان موازنه بين رسم المصحف والنقوش العربيه القديمه: بحث لغوي
المؤلف غانم قدوري الحمد
المصدر المورد
العدد 4 1407 1986
الصفحات 27 - 44
-----------------
العنوان رسم المصحف الكريم
المؤلف محمد عبداللطيف الفحام
المصدر نور الاسلام
العدد 10 شوال 1355
الصفحات 729 - 732
--------------
العنوان رسم المصحف العثماني في ضوء الدراسه والبحث
المؤلف عبدالعال سالم مكرم
المصدر الازهر
العدد 7 رمضان 1388 نوفمبر 1968
الصفحات 556 - 560
---------------
العنوان سؤال من مكه المكرمه حول وجوب اتباع رسم المصحف العثماني في كتابه القرآن الكريم
المؤلف علي محمد الضباع
المصدر كنوز القرآن
العدد 1 - 2 محرم - صفر 1369 اكتوبر - نوفمبر 1949
الصفحات 1 - 9
العنوان رسم المصحف
المؤلف عبدالعزيز الخياط
المصدر الفكر الاسلامي - لبنان
العدد 7 شوال 1405 يوليو 1985
الصفحات 63 - 71
-------------------
العنوان نظرات في رسم المصحف
المؤلف علي ابراهيم محمد
المصدر الازهر
العدد 4 ربيع الآخر 1417 اغسطس - سبتمبر 1996
الصفحات 477 - 485
------------
العنوان الرسم العثماني للمصحف: الخلاف في رسم المصحف قديم , هل يمكن تغيير الرسم حسب قواعد الاملاء المعروفه
المؤلف محمود غنيم
المصدر الوعي الاسلامي
العدد 17 جمادى الاولى 1386 اغسطس 1966
الصفحات 12 - 15 , 23
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[27 Feb 2006, 09:35 ص]ـ
أشكر لفضيلة الدكتور أبي بكر إطرائه، وأشكر أخي عبد الرحيم على ما أسهب في ذكر هذه المؤلفات. اللهم تقبل مني ومنكم صالح العمل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[01 Nov 2006, 05:03 م]ـ
القواعد والإشارات في أصول القرآن ابن أبي الرضا الحموي
كذا وقع اسمه في عدد من المواضع على الشبكة، والصواب (في أصول القراءات)
والله أعلم(/)
شرح مبسط لتحفة الأطفال
ـ[مهاجر]ــــــــ[01 Mar 2006, 05:25 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
فهذا شرح مختصر لمنظومة "تحفة الأطفال" في علم التجويد، للشيخ سليمان بن حسين بن محمد الجمزوري، رحمه الله، نسبة إلى جمزور، بلد معروفة قريبة من مدينة "طندتا"، بنحو أربعة أميال، وأظن "طندتا"، الآن هي مدينة "طنطا"، المدينة المعروفة في دلتا مصر.
وهو، كغالب أهل دلتا مصر، شافعي المذهب، فشمال مصر يغلب عليه المذهب الشافعي، منذ دخل المذهب مصر على يد السلطان المجاهد صلاح الدين الأيوبي، رحمه الله، وكان شافعي المذهب، فأعاد مصر إلى المذهب السني في الاعتقاد، وإن غلب عليه مذهب الأشاعرة، في الأصول والمذهب الشافعي في الفروع، بعد أن كان مذهب حكامها، العبيديين، الخبثاء، المنسوبين لفاطمة، رضي الله عنها، زورا وبهتانا، هو المذهب الرسمي لمصر، وإن بقي أهلها متمسكين بمذهب أهل السنة والجماعة، بل وغلب مذهبهم المذهب الإسماعيلي الباطني الخبيث في بعض مدن مصر، كمدينة الإسكندرية، التي غلب عليها المذهب المالكي، وعدت بحق أيام بني عبيد، قاتلهم الله، قلعة السنة في مصر، والله أعلم.
وسوف أقتصر، إن شاء الله، على شرح الأبيات المتعلقة بالمسائل العلمية التي حوتها المنظومة دون غيرها، ومع أول هذه الأبيات:
وبعد: فهذا النظم للمريد ******* في "النون والتنوين" و "المدود"
وقوله رحمه الله: "النظم" هو مصدر بمعنى اسم المفعول "المنظوم"، فهو من باب تبادل الصيغ، أي نيابة صيغة عن صيغة في الدلالة على معنى معين، فهنا، على سبيل المثال، ناب المصدر "نظم" عن اسم المفعول "منظوم" في الدلالة على معنى المنظوم وهو الأبيات الشعرية ذات الوزن والقافية، والله أعلم.
والملاحظ على المنظومات العلمية، أنها تكتب دوما، على أوزان بحر "الرجز"، أحد البحور الشعرية المعروفة في علم العروض، وما ذاك إلا لسهولة التصرف في أوزانه، وهو ما يتيح للناظم حرية أكبر في نظم المسائل العلمية، والله أعلم.
وقد أفصح الشيخ، رحمه الله، عن مضمون منظومته في هذا البيت، وإن لم يستوعب، فمنظومته تزيد على ما ذكره، ففيها أحكام النون الساكنة والتنوين، وأحكام الميم الساكنة، وأحكام النون والميم المشددتين، وأحكام المتماثلين والمتجانسين والمتقاربين، وأحكام لام "أل" ولام الفعل، وأحكام المدود، وهي، من وجهة نظري القاصرة، أفضل فصول المنظومة، فقد فصل فيها أنواع وأحكام المدود، تفصيلا بديعا، كما سيأتي إن شاء الله، فجزاه الله خيرا عما قدم.
وبداية مع أشهر أحكام التجويد على الإطلاق:
أحكام النون الساكنة والتنوين:
وقبل الخوض فيها لا بد من تعريف النون الساكنة والتنوين مع بيان الفرق بينهما:
فالنون الساكنة: هي ذلك الحرف المعروف من حروف المعجم، ونطقه: (نون)، وقد قيدت في هذا الموضع بكونها ساكنة، أي خالية من أي حركة، كما في قوله تعالى: "من هاد".
وأهم ما يلزمنا معرفته عن هذا الحرف في هذا الموضع:
أولا: مخرجه، ولمعرفة المخرج دور كبير جدا في معرفة الحكم التجويدي، وتعليله، فبه نعرف، على سبيل المثال، ما حكم النون الساكنة إن أتى بعدها حرف حلقي، "أي مخرجه من الحلق"، ولماذا تظهر النون في هذا الموضع بالذات .......... الخ، كما سيأتي إن شاء الله.
ولمعرفة مخرج الحرف، فإننا نتبع طريقة مبسطة: وهي أن نأتي بهمزة متحركة قبل الحرف، ثم نأتي بالحرف بعدها ساكنا، فعلى سبيل المثال:
إذا أردنا معرفة مخرج العين: فإننا ننطق بلفظ " أع"، بفتح الهمزة وتسكين العين، فيتضح لنا أن مخرج العين هو: الحلق، وبالتحديد وسط الحلق.
وفي حالة النون، فإننا نستخدم نفس الطريقة، فننطق بلفظ: "أن"، فيتضح لنا أن مخرج النون هو: "طرف اللسان"، وبالتحديد: "رأس اللسان مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى فويق الثنيتين"، لأن رأس اللسان سوف يصطك بالحنك الأعلى، وبالتحديد بالمنطقة التي تلي الثنيتين، من أعلى الحنك، وهذا المخرج مختص بأي نون سواء كانت متحركة أم ساكنة، بتصرف من "منحة ذي الجلال" للشيخ علي محمد الصباغ، رحمه الله، ص24.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيا: صفاته، فلكل حرف صفات يتميز بها، ولهذه الصفات دور كبير في معرفة أحكامه التجويدية، وحاصل صفات النون أنها:
حرف جهري.
متوسط، بين الرخاوة والشدة، لأنه من الحروف المتوسطة التي يجمعها قولك: "لن عمر"، فعل أمر من اللين.
مستفل، من "الاستفال"، وهو تسفل اللسان وانخفاضه إلى قاع الفم عند النطق بالحرف.
منفتح، من "الانفتاح"، وهو عبارة عن انفتاح ما بين اللسان والحنك الأعلى وخروج الريح من بينهما عند النطق بالحرف، حلاف الحروف المطبقة، من "الإطباق"، وهو انطباق طائفة من اللسان على ما يحاذيها من سقف الحنك وانحصار الصوت بينهما عند النطق بحروفه، فلا ريح تخرج من الفم عند النطق بالحرف، وإنما يحجز اللسان، بطائفة منه، الهواء المندفع من الجوف عند النطق بالحرف المطبق، وحروف الإطباق: الصاد والضاد والطاء والظاء،
مصمت، (أي حرف النون)، غير مقلقل، فحروف القلقلة يجمعها قولك: (قطب جد)، والنون ليست منها.
ولكن أبرز صفة يتميز بها حرف النون هي: "الغنة"، وهي صفة للنون والتنوين والميم الساكنة فقط.
والغنة، في تعريف أهل الاصطلاح: صوت لذيذ مركب في جسم النون والتنوين، فهو تبع لها في المخرج والصفات والأحكام، والميم الساكنة، ولا عمل للسان فيه، لأن مخرج الغنة هو الخيشوم.
وحكمها: المد، ومقداره: حركتان.
ويتضح من المقارنة بين غنتي النون والميم أن الأولى أقوى من الثانية، والله أعلم.
وأما التنوين فهو لغة: التصويت، ومنه: نون الطائر إذا صوت (أي أصدر صوتا).
واصطلاحا: نون ساكنة زائدة تلحق آخر الأسماء لفظا ووصلا، لا خطا ووقفا.
فلا يظهر التنوين في الخط، أي الكتابة، فإذا قلت على سبيل المثال: رأيت محمدا، فإنك تكتبها ألفا منونة، وتنطقها نونا ساكنة زائدة بعد الدال، ولا تكتب: محمدن، إلا في الخط العروضي، (الخط الخاص بعلم العروض)، لأن المراد منه معرفة أوزان الأبيات الشعرية عن طريق التفعيلات، ولا يمكن ذلك إلا بكتابة كل حرف ينطق به اللسان، مع تحديد حركته، وإن لم يكتب في الخط الإملائي المعروف، والله أعلم.
وأما أقسامه فهي مما يختص به علم النحو، وأبرزها إجمالا:
تنوين التمكين: وهو الذي يلحق آخر الأسماء، كقولك: رأيت محمدا، وسمي بذلك لأنه يدل على تمكن الاسم في باب الاسمية، فالتنوين من أبرز علامات الأسماء، كما أشار إلى ذلك العمريطي رحمه الله، بقوله:
فالاسم بالتنوين والخفض عرف ******* وحرف خفض وبلام وألف.
تنوين المقابلة: وهو التنوين الذي يلحق آخر جمع المؤنث السالم، كقولك: رأيت مسلمات ملتزمات، بالخفض مع التنوين، لأن جمع المؤنث السالم يخفض بالكسرة، وسمي بذلك لأنه يقابل النون التي تلحق آخر جمع المذكر السالم، والتي تأتي عوضا عن التنوين، كقولك: رأيت مسلمين ملتزمين، والتنوين وعوضه يحذفان عند الإضافة، كقولك: مسلمات مصر كثيرات، و: مسلمو مصر كثيرون.
تنوين التنكير: كقولك: رأيت سيبويه، بكسر سيبويه، لأن كل اسم ينتهي بـ: "ويه" يبنى على الكسر، ولكن هنا يزاد على الكسر التنوين، إذا أردت بـ: "سيبويه"، أي رجل يحمل هذا الاسم، خلاف ما لو قصدت سيبويه، رحمه الله، النحوي المشهور، صاحب "الكتاب"، الفارسي، العجمي نسبا لا الأعجمي لسانا، فإنك تبنيه على الكسر دون تنوين، ومعناه بالفارسية: طعم التفاح، وقد توفي، رحمه الله، في 32 من عمره، فالله دره، عمر قصير وعمل عظيم، وهكذا فليكن علماء أمة التوحيد.
تنوين العوض: وهو إما أن يكون عوضا عن:
كلمة: كقوله تعالى: (وكل كانوا ظالمين)، فتقدير الكلام: وكل أمة منهم كانت ظالمة فاستحقت عقاب الله، عز وجل، فعوض عن المضاف إليه: أمة، بالتنوين، وهذا من المواضع التي تظهر فيها بلاغة القرآن الكريم في الإيجاز، بحيث يصل المعنى لذهن القارئ بأقل عدد ممكن من الكلمات دون نقص أو خلل، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
أو جملة، كقوله تعالى في سورة الروم: (ويومئذ يفرح المؤمنون)، فتقدير الكلام: فيوم إذ ينتصر الروم، أهل الكتاب، على الفرس، عبدة النار، يفرح المؤمنون بنصر الله، لأن أهل الكتاب أقرب للمسلمين من الفرس الوثنيين، فكانوا أحق بتأييد المسلمين من هذه الجهة، ولا شك أن دليل الإعجاز هنا أبلغ وأوضح منه في حالة الكلمة، لأن التعويض عن جملة كاملة بحركة واحدة، أبلغ من التعويض عن كلمة بنفس الحركة، والله أعلم.
تنوين الترنم: وهو يقع في الشعر ضرورة، أي لضرورة النظم، ويلحق الأفعال، والأصل فيها ألا تنون، لأن التنوين من علامات الاسم، كما سبقت الإشارة إلى ذلك. وتفصيل ما سبق يطلب من كتب النحو، والله أعلم.
ومن مسائل هذا البيت:
الفرق بين النون الساكنة والتنوين:
أولا: أن النون الساكنة تظهر كتابة ولفظا، خلاف التنوين، فهو لا يظهر إلا لفظا.
ثانيا: أن النون الساكنة قد تتوسط، "أي تأتي في وسط الكلمة"، وقد تتطرف، "أي تأتي في طرف الكلمة"، خلاف التنوين فهو لا يقع إلا متطرفا، فلا يتصور تنوين في وسط كلمة.
ثالثا: أن النون تقع في الأسماء، كقولك: "نعمان"، والأفعال، كقولك: "نصلي"، بينما التنوين لا يقع إلا في الأسماء فقط، فهو من العلامات التي يعرف بها الاسم، كما سبقت الإشارة إلى ذلك.
.
رابعا: أن النون لا تسقط وقفا، أي عند الوقوف عليها، إن كانت متطرفة، كالوقوف عليها، في كلمة: "من"، في قوله تعالى " (من هاد)، أو وصلا.
بينما التنوين يسقط وقفا، كما في لفظ "أترابا"، في قوله تعالى: (وكواعب أترابا)، إن وقفت عليه، ويعوض عنه بمد يعرف بـ: "مد العوض"، ومقداره حركتان، ولا يسقط التنوين وصلا بطبيعة الحال، والله أعلم.
وقوله: "والمدود":
يعلم منه أن الشيخ، رحمه الله، قد تعرض لمسألة المدود، وقد أفرد لها، الجزء الأخير من المنظومة، كما سيأتي بيانه تفصيلا إن شاء الله.
والمد لغة: الزيادة، ومنه قيل لمد البحر "مد" لأنه زيادة في موج البحر حتى يصل إلى الشاطئ، وعكسه: "القصر"، وهو النقص.
واصطلاحا: زيادة المد في حروف اللين لأجل همزة أو ساكن، هكذا عرفه الشيخ علي محمد الصباغ، رحمه الله، وقد يرد على التعريف أمران:
الأول: أنه طبقا لقواعد علم النطق في صناعة التعاريف والحدود، لا بد أن يكون الحد المعرف خاليا من أي كلمة تدل على "المعرف"، بفتح الراء، صيغة اسم مفعول، وقد ذكر الشيخ، رحمه الله، هنا، كلمة "المد"، في تعريف "المد"، فلزم منه الدور، وهو توقف الشيء على نفسه، وهذا غير جائز في اصطلاح أهل المنطق، وعليه فإنه يمكن أن يستبدل لفظ: المد، بـ: زيادة الصوت، فيقال بأن المد: هو زيادة الصوت في حروف اللين لأجل همزة أو ساكن، والخلاف يهون إذا ما أردنا بالتعريف مجرد إيصال المعنى لذهن الناظر، بأي صيغة كانت، دون التقيد بهذه الحدود المنطقية الدقيقة، فعلى سبيل المثال: التعريف بالمثال قد يكون أبلغ من التعريف بالحد المنطقي، كما أشار إلى ذلك شيخ الإسلام، رحمه الله، فلو سئلت عن تعريف الخبز، على سبيل المثال، فأيهما أسهل: أن تأتي للسائل برغيف خبز، وتقول له هذا هو الخبز، أم أن تعرفه بقولك: هو ذلك القرص المستدير المصنوع من الدقيق .......... الخ، لا شك أن الأول أسهل وأبلغ في إفهام السائل، والله أعلم.
والثاني: أن الشيخ، رحمه الله، قال: (في حروف اللين)، والمد يكون في حروف المد (الألف والواو والياء)، وحروف اللين: (الواو والياء إن سكنتا وفتح ما قبلهما)، فاكتفى الشيخ، رحمه الله، بذكر حروف اللين فقط، وقد يخرج قول الشيخ، رحمه الله، بأنه قصد بحروف اللين، حروف المد جميعها، لأن المتأمل في حرف الألف، يجد أنه ساكن في نفسه، وما قبله لا بد أن يكون مفتوحا فلا يعقل في اللغة أن تأتي ألف بعد ضم أو كسر، وعليه يكون حرف الألف حرف مد ولين في نفس الوقت، ويكون قول الشيخ: (حروف اللين)، شاملا لحروف المد، وزيادة، فيشمل: حروف المد: (الألف الساكنة، المفتوح ما قبلها، والواو الساكنة المضموم ما قبلها، والياء الساكنة، المكسور ما قبلها، وقد جاءت كلها في كلمة: "نوحيها")، وحروف اللين: (الواو والياء إن سكنتا وفتح ما قبلهما،
(يُتْبَعُ)
(/)
كقوله تعالى، في سورة قريش: "من خوف"، فالواو ساكنة مسبوقة بخاء مفتوحة، وقوله تعالى: "إليه يصعد"، إن وقفت على "إليه"، فالياء ساكنة مسبوقة بلام مفتوحة)، والله أعلم.
والله أعلى وأعلم
يتبع إن شاء الله
ـ[احمد اليماني]ــــــــ[01 Mar 2006, 10:04 ص]ـ
جزاك ربي الجنة
ـ[ضياء الإسلام]ــــــــ[01 Mar 2006, 09:54 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء ونفع بعلمك وجعله في ميزان حسناتك
ـ[مهاجر]ــــــــ[03 Mar 2006, 01:27 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
جزاكما الله خيرا أيها الكريمان، ونفعكما ونفع بكما
وعودة للمنظومة، حيث شرع الناظم، رحمه الله، فيما وضع له هذا النظم فقال:
للنون إن تسكن وللتنوين ******* أربع أحكام فخذ تبييني
فبدأ بأشهر أحكام التجويد، وهي أحكام النون الساكنة والتنوين:
فللنون الساكنة والتنوين، ولا يكون إلا ساكنا، لذا ألحق بالنون الساكنة، أربع أحكام:
والحكم لغة: هو المنع، ومنه قول جرير:
أبني حنيفة أحكموا سفهائكم ******* إني أخاف عليكم أن أغضبا
أي امنعوا سفهائكم من إلحاق الأذى بي، لأني أخاف غضبي عليكم، فهجائي كما عرفتم.
وقول حسان رضي الله عنه:
فنحكم بالقوافي من هجانا ******* ونضرب حين تختلط الدماء
أي نمنع ونقيد من هجانا، بالقوافي، فاستعار معنى القيد والمنع، من القيد الحسي، إلى القيد المعنوي، وهو التقييد بالقوافي التي تردع كل معتد.
وقول زهير:
القائد الخيل منكوبا دوابرها ******* قد أحكمت حكمات القد والأبقا
أي ألجمت ومنعت بحكمات صنعت من القد والأبق.
وأما الحكم اصطلاحا: فهو إثبات أمر لأمر أو نفيه عنه:
فهو إما إيجابي، يستفاد منه الإثبات، كما في مسألتنا هذه، لأننا نثبت، إيجابا، للنون الساكنة والتنوين 4 أحكام.
أو سلبي، يستفاد منه النفي، كقولك: زيد لم يقم، ففيه الحكم بعدم قيام زيد، فكأنك أثبت نفي القيام لزيد، فأثبت له بذلك حكما سلبيا، والله أعلم.
وقد نص الناظم، رحمه الله، على أن أحكام النون الساكنة والتنوين: 4 أحكام، وهي:
الإظهار، والإدغام بقسميه، بغنة، وغير غنة، كما سيأتي إن شاء الله، والإقلاب، والإخفاء، وقد خالف الجعبري، رحمه الله، المتوفى سنة 732هـ، فجعلها ثلاثة، بإسقاط الإقلاب، وإدخاله في الإخفاء، لأن الإقلاب، كما سيأتي إن شاء الله، يؤول في حقيقته إلى الإخفاء.
ثم شرع الناظم، رحمه الله، في بيان أول هذه الأحكام، وهو:
الإظهار، فقال:
فالأول الإظهار قبل أحرف ******* للحلق ست رتبت فلتعرف
همز فهاء ثم عين حاء ******* مهملتان ثم غين خاء
وبداية، مع تعريف الإظهار:
فالإظهار لغة: البيان، وقد يأتي بمعنى العلو والارتفاع، ومنه ظهر الدابة، أي أعلاها.
والظهور قد يكون:
حسيا: كعلو الراكب ظهر الدابة.
أو معنويا: وهو علو الشأن، ومنه قوله تعالى: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله)، أي ليعليه على الدين كله، إما بالسنان والطعان وإما بالحجة والبرهان، فالإسلام ظاهر، ولو غلب أهله، لأنه الدين الحق الذي أقام الله، عز وجل، الآيات والبراهين على صدقه وصدق من أرسله به، والله أعلم.
ومنه قوله تعالى: (فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين)، أي مرتفعين منتصرين، والله أعلم.
واصطلاحا: هو إخراج كل حرف من مخرجه من غير غنة في المظهر.
وعرفه ابن الجزري، رحمه الله، فقال: فصل الحرف الأول عن الثاني من غير سكت عليه، احترازا عما يتوهم من تحقيق الإظهار بالسكت.
فاستفدنا من التعريف الأول: أن الإظهار، كاسمه، إظهار للنون الساكنة، بحيث يخرجها المتلفظ من مخرجها الأصلي، وهو طرف اللسان، كما سبقت الإشارة إلى ذلك، مع اجتناب إظهار الغنة، فلا غنة في الإظهار، رغم أن الغنة صفة ملازمة لجسم النون، ومع ذلك لا تظهر إذا أتى بعدها حرف من حروف الإظهار.
واستفدنا من التعريف الثاني: أن النون تفصل تماما عن حرف الإظهار في النطق، فلا تدغم فيه، كما هو الحال في الإدغام، ولا تقلب إلى ميم، كما في الإقلاب، ولا تذهب ذاتها مع بقاء صفتها، أي الغنة، كما في الإخفاء، وإنما تبقى بذاتها وصفتها مفصولة عن حروف الإظهار، مستقلة بالنطق، ظاهرة ظهورا بينا لا خفاء فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول الشيخ علي محمد الضباع رحمه الله:
(وحقيقة الإظهار أن ينطق بالنون والتنوين على حدهما ثم ينطق بحروف الإظهار من غير فصل بينهما وبين حقيقتهما، فلا يسكت على النون ولا يقطعها عن حروف الإظهار.
وتجويده إذا نطقت به: أن تسكن النون، ثم تلفظ بالحرف ولا تقلقل النون بحركة من الحركات، ولا تسكنها بثقل ولا ميل إلى غنة، (لأن هذا يقرب من الإخفاء)، ويكون سكونها بلطف).
وإذا نظرنا إلى حروف الإظهار، فإننا نجد أنها، كلها، من الحروف الحلقية، (أي التي تخرج من الحلق)، ولذا سمي هذا الإظهار بالإظهار الحلقي، تمييزا له عن الإظهار الشفوي، الخاص بالميم الساكنة، كما سيأتي بيانه إن شاء الله، وهذا ما يفسر علة الإظهار، كما بينها الشيخ الضباع، رحمه الله، بقوله:
(والعلة لإظهار النون الساكنة والتنوين عند الأحرف الستة المذكورة، بعد مخرجهما، (أي النون والتنوين) عن مخرجهن، (أي حروف الإظهار)، لأنهن من الحلق، والنون من طرف اللسان، والإدغام إنما يسوغه التقارب)، فالمسافة بين الحلق وطرف اللسان، مسافة كبيرة، ناسب معها الإظهار، دون الإدغام، الذي يسوغه التقارب، والإخفاء، الذي يلزم له نوع تقارب.
ويواصل الشيخ، رحمه الله، فيقول: (ثم لما كان النون والتنوين سهلين لا يحتاجان في إخراجهما إلى كلفة، (لأن مخرجهما، وهو طرف اللسان قريب)، وحروف الحلق أشد الحروف كلفة وعلاجا في الإخراج، (لبعد مخرجها، وهو الحلق)، حصل بينهما وبينهن تباين لم يحسن معه الإخفاء كما لم يحسن الإدغام إذ هو قريب منه، فوجب الإظهار الذي هو الأصل).
ورغم اتحاد مخرج الحروف الحلقية، إلا أنها، في الحقيقة، تتوزع على مناطق الحلق الـ 3: أقصاه ووسطه وأدناه من جهة اللسان، أي المنطقة التي تتصل بأصل اللسان مباشرة.
فمن أقصاه: يخرج الهمز والهاء، ويسمى الإظهار في هذه الحالة: "إظهارا أعلى":
ومنه:
قوله تعالى: (من ءامن).
وقوله تعالى: (كل ءامن).
وقوله تعالى: (من هاد)
وقوله تعالى: (جرف هار)
والإظهار هنا يكون أعلى من الإظهار عند حروف وسط الحلق و أدناه.
ومن وسطه: تخرج العين والحاء المهملتان، ويسمى الإظهار في هذه الحالة: "إظهارا أوسط":
ومنه:
قوله تعالى: (من عمل).
وقوله تعالى: (حقيق على)
وقوله تعالى: (من حكيم).
وقوله تعالى: (عليم حكيم).
والإظهار هنا يكون أعلى من الإظهار عند حروف أدنى الحلق، وأدنى من الإظهار عند حروف أقصى الحلق.
ومن أدناه: تخرج الغين والخاء المعجمتان، ويسمى الإظهار في هذه الحالة: "إظهارا أدنى":
ومنه:
قوله تعالى: (من غل).
وقوله تعالى: (عفوا غفورا).
وقوله تعالى: (من خزي).
وقوله تعالى: (يومئذ خاشعة).
والإظهار هنا، هو أدنى أنواع الإظهار، فهو أدنى من الإظهار عند حروف أقصى ووسط الحلق، والسبب في ذلك أن المسافة بين مخرج النون الساكنة والتنوين، ومخرج الغين والخاء، قد قلت عن مثيلتها بين مخرج النون الساكنة والتنوين، وحروف وسط الحلق وأقصى الحلق، بل إن هذا القرب البين، قد سوغ لبعض القراء، أن يخفي النون الساكنة والتنوين، عند الغين والخاء، كما فعل أبو جعفر، رحمه الله، فغير الحكم من إظهار إلى إخفاء، وإن كان أضعف درجات الإخفاء، فمخرج الغين والخاء قريب جدا، إن لم يكن ملاصقا، لمخرج القاف والكاف، وهما حرفا الإخفاء، التاليين مباشرة لحروف الإظهار، ولذا فإن الإخفاء عندهما يكون في أدنى درجاته، فسوغ هذا التقارب، إخفاء النون الساكنة والتنوين، عند الغين والخاء، فكأن أبا جعفر، رحمه الله، جعل مخرج الغين والخاء والقاف والكاف، مخرجا واحدا، فحرفان مخرجهما أدنى الحلق من جهة اللسان (وهما الغين والخاء)، وحرفان مخرجهما أقصى اللسان الملاصق لأدنى الحلق تماما (وهما القاف والكاف)، فقرب المسافة، كما تقدم، مسوغ لمذهب أبي جعفر، رحمه الله، ويلزم من ذلك القول بعكس هذا القول، فيقال: إذا كان الأمر كذلك فلم لا تظهر النون الساكنة والتنوين عند القاف والكاف، بحيث يضمان لحروف أدنى الحلق، لا أن يضم حرفا أدنى الحلق لهما، كما في مذهب أبي جعفر؟، والجواب أن هذا من الناحية الاصطلاحية، قد يكون جائزا، ولكن عمدتنا في القراءة، التلقي، فالقراءة سنة متبعة، للرواية فيها أوفر نصيب، فهي الحاكمة على القواعد، لا العكس، فإذا تعارضت الرواية مع قاعدة يسوغ العمل بها، قدمت الرواية قولا واحدا، لأن هذا العلم، كما سبق، من علوم التلقي، وسيأتي إن شاء الله، في باب المدود أمثلة لمدود، لا تمد، لورود الرواية بذلك، رغم كونها من جهة القواعد الاصطلاحية، صالحة لأن تمد.
وهذا الحال كحال قواعد علم النحو تماما، فالعبرة بما نقل من القراءات المتواترة، لا القواعد المستحدثة بعدها، فالنحو فرع القرآن، والتجويد فرع القرآن، فمنه استنبطا، فكيف يسوغ الحكم على الأصل بالفرع، والله أعلم.
وقد لخص الشيخ الضباع، رحمه الله، ما سبق، بقوله:
(وكلما بعد الحرف كان التبيين أعلى:
فتظهر النون الساكنة والتنوين عند الهمزة والهاء إظهارا بينا ويقال له: أعلى.
وعند العين والحاء أوسط.
وعند الغين والخاء أدنى.
ولا خلاف بين القراء العشرة في ذلك، إلا ما كان من مذهب أبي جعفر من إخفائهما عند الغين والخاء المعجمتين.
ووجهه عنده: قربهما من حرفي أقصى اللسان: القاف والكاف)، والله أعلم.
والله أعلى وأعلم
يتبع إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[04 Mar 2006, 10:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. لقد وضع الله القبول لهذا المتن على مستوى العالم، فهو متن يصلح للمبتدئين في هذا الفن. ولذا فقد اهتم العلماء رحمهم الله به وشرحوه، وفيما يلي بيان لأهم شروح التحفة:
1 - فتح الملك المتعال شرح تحفة الأطفال للميهي ابن شيخ الجمزوري. وهو أطول الشروح على الإطلاق.
2 - فتح الأقفال شرح تحفة الأطفال للشيخ الجمزوري نفسه. ويعتبر مختصراً لشرح ولد شيخه.
3 - منحة ذي الجلال شرح تحفة الأطفال للشيخ علي الضباع. ويعتبر من أجود الشروح.
4 - تقريب المنال شرح تحفة الأطفال للشيخ حسن دمشقية.
وأنصح طلاب العلم أن يحفظوا هذا المتن ويفهموا شرحه قبل أن ينتقلوا إلى الجزرية. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[مهاجر]ــــــــ[05 Mar 2006, 05:14 ص]ـ
بسم الله
كما قلت أخي أبا عمار، حفظك الله، فما أشبهه بمتن كمتن الورقات للجويني، رحمه الله، متن صغير وضع له القبول في الأرض، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، ولعل أصحاب المتون المشتهرة قد أخلصوا النوايا فكتب لهم القبول في الدنيا والآخرة.
وعودة للمنظومة
فقد شرع الناظم، رحمه الله، في بيان الحكم الثالث من أحكام النون الساكنة والتنوين، وهو الإقلاب، فقال:
والثالث: الإقلاب عند (الباء) ******* (ميما) بغنة مع الإخفاء
وبداية مع تعريف الإقلاب:
لغة: فهو، كما يقول الشيخ الضباع رحمه الله: تحويل الشيء عن وجهه، يقال: قلبه أي: حوله عن وجهه، ومنه قوله تعالى: (ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال)، أي نحولهم ذات اليمين وذات الشمال، ومنه دعاء: (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)، أي يا محول القلوب من الكفر للإيمان، ومن الإيمان للكفر، ومنه: (القلب) الجارحة المعروفة، سمي بذلك لسرعة تقلبه، فهو أشد غليانا من المراجل، كما ورد في الحديث، والغليان مظنة التقلب والاضطراب.
واصطلاحا: جعل حرف مكان آخر، ففيه تقلب النون الساكنة ميما، ولكن هذا التعريف ينقصه، الخطوة الثانية من خطوات الإقلاب وهي: إخفاء الميم الساكنة المنقلبة عن النون الساكنة أو التنوين، لإتيان الباء بعدها، وهو ما يعرف بالإخفاء الشفوي، كما سيأتي إن شاء الله، فكأن الإقلاب يشمل حكمين:
قلب النون الساكنة أو التنوين إلى ميم ساكنة.
ومن ثم إخفاء الميم الحاصلة، مع غنة، كما ذكر الناظم، رحمه الله، في تعريف الإقلاب.
وعليه يكون هذا التعريف، مقتصرا على نصف التعريف المختار.
وقيل: هو عبارة عن قلب مع خفاء لمراعاة الغنة.
أو: جعل حرف مكان آخر مع مراعاة الغنة.
والتعريف المصدر بـ "قيل"، هو أجود هذه التعاريف، لأنه شمل كل خطوات الإقلاب، فنبه على:
القلب، ثم الإخفاء، ثم الغنة، التي تنتج من إخفاء الميم الساكنة إذا أتى بعدها باء، فالغنة صفة ملازمة للميم الساكنة، وإن كانت أضعف من غنة النون، كما سبقت الإشارة إلى ذلك.
ومنه قوله تعالى: (أن بورك)، فهنا نون ساكنة، أتى بعدها باء، فالحكم هو قلب النون الساكنة إلى ميم، ولذا رسم فوقها "ميم صغيرة"، في المصاحف المتداولة للتنبيه على هذا القلب، ومن ثم تخفى الميم الساكنة، مع الإتيان بالغنة، لأنه جاء بعدها باء، فانتقلنا من أحكام النون الساكنة إلى أحكام الميم الساكنة، فمن الإقلاب، وهو أحد أحكام النون الساكنة إلى الإخفاء الشفوي، وهو أحد أحكام الميم الساكنة.
ومنه قوله تعالى: (أنبئهم)، وهو كالمثال السابق تماما، ولكن هنا أتت النون الساكنة والباء في كلمة واحدة.
ومنه قوله تعالى: (سميع بصير)، وهو مثال لتنوين أتى بعده باء، فيكون حكمه كحكم النون الساكنة، تماما بتمام، وبطبيعة الحال لا يكون الإقلاب، في حالة التنوين، إلا من كلمتين، لأن التنوين لا يأتي إلا متطرفا، (أي في نهاية الكلمة)، فلا يأتي في وسط الكلمة أبدا، كما سبقت الإشارة إلى ذلك.
وهناك عدة ملاحظات تجدر الإشارة إليها:
أولا: وجه قلب النون الساكنة، ميما، إذا أتى بعدها باء:
(يُتْبَعُ)
(/)
فوجهه: أن النون حرف له غنة، والباء حرف شفوي، يلزم إطباق الشفتين عند نطقه، والإتيان بالنون من طرف اللسان، مع إظهار غنتها، ثم الانتقال مباشرة إلى إطباق الشفتين للإتيان بالباء من مخرجها، أمر فيه كلفة، فلا يحسن إظهارهما معا في نفس الوقت لثقل ذلك.
فإن قال قائل: إذا تعذر الإظهار، فالإدغام يحل محله، والجواب:
أن إدغام النون الساكنة في الباء، أمر غير مستحسن، لقلة التناسب بينهما، فالمخرج مختلف، فالنون من طرف اللسان، والباء شفوية، والصفات مختلفة، فالأولى تغن، والثانية لا غنة فيها، والباء من حروف الشدة، التي يجمعها قولك: (أجد قط بكت)، والنون من الحروف المتوسطة، التي يجمعها قولك: (لن عمر)، فلا هي بالشديدة ولا الرخوة.
فلم يبق إلا قلب النون إلى حرف يشترك معها بعض الخصائص، ويشترك مع الباء في خصائص أخرى، فكأنه قنطرة يعبر اللسان عليها من النون إلى الباء دون كلفة أو مشقة، فناسب أن نأتي بحرف الميم:
لأنه يشترك مع النون في صفة الغنة، بل هما الحرفان الوحيدان اللذان يختصان بها، فلا غنة في سواهما، ويشترك مع الباء في المخرج، لأن الميم من الحروف الشفوية كالباء، فسهل بذلك الانتقال من النون الساكنة إلى الباء دون كلفة أو مشقة.
ولكن الميم الساكنة، سواء كانت أصلية، كما في أحكام الميم الساكنة، كما سيأتي إن شاء الله، أو منقلبة عن نون ساكنة أو تنوين، كما في أحكام النون الساكنة، الميم الساكنة إذا أتى بعدها باء، فإنها تخفى إخفاء شفويا، ويأتي شرح الإخفاء الشفوي تفصيلا إن شاء الله.
ومع يلزمنا معرفته هنا، أمران:
الأمر الأول: التنبيه على الإتيان بالغنة، فهي صفة ملازمة للإخفاء سواء كان حقيقيا، في النون الساكنة والتنوين، أو شفويا في الميم الساكنة.
الأمر الثاني: أنه يجب على القارئ الاحتراز من كز الشفتين على الميم المنقلبة عن النون أو التنوين في اللفظ، لئلا يتولد من كزهما غنة ممططة، (من المط)، من الخيشوم، والنطق السليم، كما ذكر الشيخ الضباع رحمه الله، يكون بتسكين الميم بتلطف من غير ثقل أو تعسف. اهـ.
ويضاف إلى ذلك أنه كما يجب الاحتراز من كز الشفتين، فإنه يجب الاحتراز أيضا من انفراجهما، فالصحيح هو ضمهما ضما لطيفا، مع إبقاء فرجة صغيرة بينهما تسمح باندفاع لطيف للهواء الخارج من تجويف الفم، والله أعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[08 Mar 2006, 01:49 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
أعتذر عن خطئي في إدراج حكم الإقلاب قبل حكم الإدغام
وعودة للإدغام حيث شرع الناظم، رحمه الله، في بيانه فقال:
والثان: إدغام بستة أتت ******* في (يرملون) عندهم قد ثبتت.
وبداية مع تعريف الإدغام:
فهو لغة: الإدخال، يقال أدغمت اللجام في فم الفرس إذا أدخلته فيه، وأدغمت الميت في اللحد إذا جعلته فيه.
واصطلاحا: التقاء حرف ساكن (وهو النون الساكنة أو التنوين) بمتحرك (وهو أحد حروف الإدغام)، بحيث يصيران حرفا واحدا مشددا يرتفع اللسان عنه ارتفاعة واحدة.
والعلاقة بين التعريف اللغوي والتعريف الاصطلاحي، واضحة، فصورة المسألة: إدغام أو إدخال حرف في حرف، بحيث يصيران حرفا واحدا مشددا، لأن الساكن إذا أدغم في متحرك، آل اللفظ إلى النطق بحرف مشدد، فالحرف المشدد، في لغة العرب، هو عبارة عن حرفين أولهما ساكن، وثانيهما متحرك، فالدال في لفظ دابة، على سبيل المثال، هي دالان، أولاهما ساكنة، والثانية متحركة، فكأن أصل الكلمة: (ددابة)، بدالين ساكنة ومتحركة، كما تقدم، والله أعلم.
ومن تعاريفه الموجزة: النطق بالحرفين كالثاني مشددا، وهذا تعريف جيد، مع وجازته، لأن حقيقة الإدغام تؤول إلى ذلك، فإدغام النون الساكنة في الياء، على سبيل المثال، كما في قوله تعالى: (من يقول)، يؤول عند النطق إلى النطق بياء مشددة، فجسم الحرف الساكن، قد أدغم في جسم الحرف المتحرك، فزالت حركة اللسان به، فلم نعد نحتاج لحركتين: حركة اللسان بالحرف الساكن، ثم حركته بالحرف المتحرك، وإنما يكفينا في هذه الحالة حركة واحدة ينتج عنها النطق بالحرف الثاني مشددا، فالأمر هنا خلاف الإظهار، هناك إبقاء كامل لجسم الحرف الساكن، (النون الساكنة أو التنوين)، وهنا زوال كامل لجسم الحرف،
(يُتْبَعُ)
(/)
بإدغامه في تاليه المتحرك، وإن بقي أثر الحرف، في حالة الإدغام بغنة، كما سيأتي إن شاء الله.
وحروف الإدغام 6: يجمعها لفظ: (يرملون)، من الرمل، وهو الإسراع في المشي، وهو سنة من سنن طواف القدوم، فقط، دون أي طواف آخر، كالإفاضة والوداع، ويكون في الأشواط الـ 3 الأولى فقط، ويسن للرجال دون النساء لئلا ينكشف شيء من أجسادهن، بسببه، والله أعلم.
ثم قسم الناظم، رحمه الله، حروف الإدغام إلى قسمين أولهما:
لكنها قسمان قسم يدغما ******* فيه بغنة (بينمو) علما
فالقسم الأول: هو حروف الإدغام بغنة، ويجمعها لفظ: (ينمو).
وسبق تعريف الغنة بأنها: (صوت لذيذ مركب في جسم النون والتنوين، فهو تبع لها في المخرج والصفات والأحكام، والميم الساكنة، ولا عمل للسان فيه، لأن مخرج الغنة هو الخيشوم).
والغنة، كما سبق، صفة ملازمة للنون والتنوين والميم إذا سكنت، وأقواها غنة النون، ويلحق بها بطبيعة الحال، غنة التنوين، لأن التنوين في حقيقة لفظه، نون ساكنة، كما سبقت الإشارة إلى ذلك.
ومعنى الإدغام بغنة: أننا سوف ندغم النون الساكنة أو التنوين في حروف الإدغام بغنة، ولكن هذا الإدغام لن يكتمل، لأن جسم النون سوف يزول بلا إشكال، ولكن صفتها، وهي الغنة، لن تزول، فكأن جسم الحرف زائل وأثره باق، وهذا الأثر الباقي هو المانع من اكتمال الإدغام، وعليه اصطلح العلماء على تسمية هذا الإدغام بـ: (الإدغام الناقص)، وعلله الشيخ الضباع، رحمه الله، بقوله: (لأن دخول الغنة نقصه عن كمال التشديد)، فالحرف المشدد الناتج من عملية الإدغام لن يكون كامل التشديد، بل سيضعف تشديده ببقاء الغنة، والله أعلم.
ومسوغ الإدغام في حالة النون: التماثل، التقاء متماثلين، (أي نون مع نون، أو ميم مع ميم أو لام مع لام .......... )، فكأن هذا الإدغام يؤول في النهاية إلى إدغام، سيأتي بيانه إن شاء الله، يسمى: (إدغام المثلين، وبالتحديد الصغير في هذه الحالة لتسكين الأول وتحريك الثاني)، وعلى هذا فهو غير مختص بالنون الساكنة فقط، وإنما يشمل أي حرفين متماثلين، والله أعلم.
ومنه:
قوله تعالى: (من نور).
وقوله تعالى: (يومئذ ناعمة).
ومسوغ الإدغام في الميم: التجانس، لأنهما يشتركان في صفات كثيرة، لعل أبرزها: الغنة، فهي مما انفردا به دون بقية الحروف، وإن كانت غنة النون أظهر من غنة الميم، كما سبقت الإشارة إلى ذلك، فضلا عن تقاربهما في المخرج، فالميم، مخرجها "الشفتان"، والنون مخرجها "طرف اللسان".
ومنه:
قوله تعالى: (ممن منع).
وقوله تعالى: (مثلا ما).
ومسوغ الإدغام مع الياء والواو: التقارب، فمخرج النون "طرف اللسان"، قريب من مخرج الواو "الشفتين"، ومخرج الياء "وسط اللسان"، فجوز هذا التقارب الإدغام، والله أعلم.
ومنه، في حالة الواو:
قوله تعالى: (من وال).
وقوله تعالى: (غشاوة ولهم).
وفي حالة الياء:
قوله تعالى: (من يقول).
وقوله تعالى: (وبرق يجعلون).
والملاحظ في الإدغام، إجمالا، أن سببه، عكس سبب الإظهار، ففي الإظهار، حسن الفصل بين النون الساكنة والتنوين من جهة، وحروف الإظهار من جهة أخرى، لتباعد مخرج كل منهما، وفي الإدغام حسن إدماجهما في حروف الإدغام، لتماثل المخرج في حالة الإدغام مع النون، وتقاربه في بقية حروف الإدغام، والله أعلم.
مسألة: الغنة المتبقية، صفة أي الحرفين المدغمين؟
إذا تقرر أن الإدغام في هذه الحالة لابد أن يكون بغنة، فإنه يحسن أن نتعرف على الحرف الذي يسبب هذه الغنة:
ففي حالة النون: الغنة غنة المدغم فيه، أي النون الثانية، والملاحظ هنا أن كلا حرفي الإدغام يحمل صفة الغنة، فهو إدغام حرف مغن في حرف مغن، غنتهما متماثلة تبعا لتماثلهما، والله أعلم.
وفي حالة الميم: الغنة غنة المدغم، أي النون، والملاحظ هنا أن كلا حرفي الإدغام يحمل صفة الغنة، فهو إدغام حرف مغن في حرف مغن، ولكن غنة المدغم، أي النون، أقوى من غنة المدغم فيه، أي الميم، وعليه ظهرت غنة الأول على غنة الثاني، وغلبت في اللفظ، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الرأي هو الرأي الراجح، وهناك قول آخر بأن الغنة هي غنة المدغم فيه، ولا يخفى رجحان هذه القول لأن فيه ترجيحا لغنة على غنة أقوى منها، فكيف يغلب الأدنى على الأعلى، ويلزم من هذا القول: القول بذهاب جسم النون الساكنة وصفتها أيضا، فتخرج هذه الصورة من عموم تعريف الإدغام الناقص، لأنه أصبح كاملا، بزوال المدغم وصفته أيضا، وهذا هو حد الإدغام الكامل، ورغم كمال الإدغام المستلزم زوال أي غنة، بقيت غنة المدغم فيه، فصارت هذه الصورة جامعة لكلا نوعي الإدغام، فهي إدغام كامل، ومع ذلك بغنة، كما في الإدغام الناقص، والعمل بالقول الأول يرفع عنا حرج هذا التأويل الدقيق، والله أعلم.
وفي حالة الواو والياء: الغنة غنة المدغم، أي النون، بالإجماع، لأنه لا غنة للواو والياء أصلا، حتى يقال بترجيح غنة النون على غنتهما، أو العكس، والله أعلم.
ثم نبه الناظم، رحمه الله، إلى مسألة مهمة:
وهي مسألة وقوع النون الساكنة، وحرف الإدغام في كلمة واحدة، فقال:
إلا إذا كانا بكلمة فلا ******* تدغم كـ (دنيا)، ثم صنوان تلا
وقد وقع ذلك في القرآن الكريم في 4 كلمات:
دنيا، وصنوان، وقنوان، وبنيان.
فطبقا لقاعدة الإدغام المعروفة، يتم النطق بحرف الإدغام مشددا، فتنطق دنيا: ديا، وتنطق صنوان: صوان، وتنطق قنوان: قوان، وتنطق بنيان: بيان، وهذا نطق غير صحيح بطبيعة الحال، لالتباس هذا النطق بنطق المضعف، وهو ما تكرر أحد أصوله كـ: (حيان)، و (رمان).
لأن كلمة دنيا: لا تضعيف فيها، فحروفها دال ونون وياء وألف المد، بينما كلمة ديا (إذا ما أدغمنا النون في الياء طبقا لقاعدة الإدغام الأصلية)، فيها تضعيف، فحروفها: دال وياء مشددة، (وهي ياءان إحداهما ساكنة والأخرى متحركة)، وألف المد، فاختلفت بنية الكلمة، بل واختلف معناها، فالدنيا من الدنو، والديا من الدي، وكذا الحال في بقية الكلمات، فإن الإدغام فيها يغير بنية الكلمة ومعناها، والله أعلم.
ثم ذكر الناظم، رحمه الله، القسم الثاني من الإدغام، وهو الإدغام بغير غنة، فقال:
والثان: إدغام بغير غنه ******* في اللام والراء وكررنه
وفي بعض نسخ المتن:
والثان: إدغام بغير غنه ******* ورمزه "رل" فأتقننه
فحروفه حرفان: اللام والراء، ويجمعها قولك: رل، أي أسرع، يقال رل زيد في سيره، إذا أسرع، والله أعلم.
وهذا الإدغام، يختلف عن سابقه، بأنه لا غنة فيه، فلا يصدر من الخيشوم أي صوت أثناء نطقه، لأن إدغام النون الساكنة والتنوين في اللام والراء، إدغام كامل، يذهب فيه جسم الحرف المدغم، وصفته، وهي الغنة، خلاف النوع الأول، ففيه يذهب جسم الحرف المدغم، ولكن يبقى أثره الدال عليه، وهو الغنة التي تصدر من الخيشوم، ولذا كان ناقصا، ومن نطق بالإدغام في حالة اللام والراء، بلا تكلف، فإنه لا يجد حاجة لإخراج غنة من خيشومه.
إذ يتم الإدغام مباشرة بنطق لام مشددة، كما في:
قوله تعالى: (هدى للمتقين)، فنطقها مباشرة بلا تكلف إخراج غنة: هدللمتقين
وقوله تعالى: (ولكن لا يعلمون)، فنطقها: ولكلا يعلمون
أو نطق راء مشددة، كما في:
قوله تعالى: (من ربهم)، فنطقها: مربهم.
وقوله تعالى: (رؤوف رحيم)، فنطقها: رؤوفرحيم، والله أعلم.
يقول الشيخ الضباع رحمه الله:
وهذا على ما عليه جمهور أهل الأداء عن القراء العشرة
وروى بعضهم إدغامهما فيهما بغنة، كما في قراءة "نافع" و"أبي جعفر" و "ابن كثير" و "أبي عمرو" و "يعقوب" و"ابن عامر الشامي" و "حفص"، وعليه يكون ناقصا، لأن الغنة تمنع كمال تشديد الحرف المدغم فيه، كما سبقت الإشارة على ذلك، والله أعلم.
ووجه الإدغام في اللام والراء: قرب مخارج النون واللام والراء، فكلها من حروف طرف اللسان، فتكون من الحروف المتقاربة، التي تقاربت مخارجها، واختلفت صفاتها، فصفات النون غير صفات اللام غير صفات الراء، بل جزم الفراء، رحمه الله، باتحاد مخارجها، فكلها من نفس المخرج من طرف اللسان، فتكون من الحروف المتجانسة، وهي الحروف التي اتحدت مخارجها دون صفاتها، ويأتي بيان التماثل والتقارب والتجانس تفصيلا إن شاء الله.
وأيضا، والكلام للشيخ الضباع رحمه الله: لو لم يدغما فيهما لحصل الثقل لاجتماع المتقاربين (على رأي الجمهور)، أو المتجانسين (على رأي الفراء رحمه الله)، فبالإدغام تحصل الخفة، لأنه يصير في حكم حرف واحد.
ووجه حذف الغنة: المبالغة في التخفيف، لأن بقاءها يورث ثقلا ما، وسبب ذلك قلبهما حرفا ليس فيه غنة ولا شبيها بما فيه غنة.
فالنون الساكنة سوف تنطق عند إدغامها باللام والراء، لاما مشددة، أو راءا مشددة، وهذان حرفان لا غنة فيهما، بل ولا شبه لهما بما فيه غنة، فهما أبعد ما يكونان عنها، فعلام التكلف بالإتيان بغنة في غير موضعها؟، والله أعلم.
وأشار الناظم في ختام كلامه على الإدغام إلى حكم من أحكام (الراء)، بقوله: (ثم كررنه)، أي: احكم بأن حرف الراء من حروف التكرير، لكن يجب إخفاء تكريره.
والتكرير لغة: إعادة الشيء بصفته الأولى أكثر من مرة، ومنه الكر: أي العودة بعد الفر على نفس صفة الهجوم الأول.
واصطلاحا: ارتعاد رأس اللسان عند النطق بالحرف، وحرف التكرار: الراء، وهذا الارتعاد يؤدي لتكرار نطق الحرف، ولا شك أن هذا من اللحن المخل بالقراءة، فالناظم، رحمه الله، لم يذكر هذه الصفة، ليعمل بها، كما قد يوهم لفظ: كررنه، وصيغته صيغة الأمر الدالة على وجوب الفعل، وإنما ذكرها لتجتنب، لأنها مما يخل بالقراءة، فمتى ما أظهر القارئ تكرير الراء، فإن الراء المخففة، سوف تنطق راءين، والمشددة راءات متعددة، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[12 Mar 2006, 03:38 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
ثم بدأ الناظم، رحمه الله، الكلام على الحكم الرابع من أحكام النون الساكنة والتنوين فقال:
والرابع: الإخفاء عن الفاضل ******* من الحروف واجب للفاضل
والإخفاء لغة: الستر، يقال: اختفى الرجل عن أعين الناس بمعنى: استتر عنهم.
واصطلاحا: النطق بحرف ساكن عار، أي خال، من التشديد على صفة بين الإظهار والإدغام مع بقاء الغنة في الحرف الأول، وهو النون الساكنة والتنوين.
ففي هذا الحكم، نجد أن حروف الإخفاء، وهي بقية حروف الهجاء، ما عدا حروف الإظهار والإدغام والإقلاب، وقد جمعها الناظم، رحمه الله، بفوله:
في خمسة من بعد عشر رمزها ******* في كلم هذا البيت قد ضمنتها
صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما ******* دم طيبا زد في تقى ضع ظالما
فحروف الإخفاء: هي الحروف التي صدرت بها كلمات البيت الثاني.
في هذا الحكم، نجد أن حروف الإخفاء، تأتي في مرتبة وسط بين حروف الإدغام من جهة، وحروف الإظهار من جهة أخرى، فلا هي بالقريبة مخرجا من النون الساكنة والتنوين، حتى يسوغ إدغامها، ولا هي بالبعيدة عنهما، كحروف الإظهار الحلقية، حتى يسوغ إظهارها، فوجب إخفاء النون الساكنة والتنوين عندها، لأن الإخفاء وسط بين الإدغام التام والإظهار، فالأول: إذهاب كامل للحرف وصفته، والثاني: والثاني إبقاء لهما معا، بينما الإخفاء: إذهاب للحرف دون صفته، فيذهب جسم النون الساكنة والتنوين، ويبقى أثرهما، وهو الغنة، التي تصدر من الخيشوم، كما سبقت الإشارة إلى ذلك.
نلاحظ أن الشيخ الضباع، رحمه الله، قد قيد الإدغام هنا بـ: "التام"، وهو الذي يكون مع اللام والراء، لأن الغنة تذهب فيه تماما، خلاف الإدغام الناقص مع حروف: "ينمو"، إذ ذهب جسم النون وبقيت صفتها، فنقصت الغنة من كمال تشديد الإدغام، فعد بذلك ناقصا، كما سبقت الإشارة إلى ذلك تفصيلا، وعليه فإن الإخفاء، لا ينفرد بالغنة، دون بقية الأحكام، وإنما يشاركه في ذلك الإدغام الناقص، فالإدغام الناقص بذلك يشبه الإدغام الكامل من وجه: وهو إذهاب الحرف بعد إدغامه، ويشبه الإخفاء من وجه: بقاء صفة الحرف وهي الغنة.
ويمكن القول بأن الغنة صفة لازمة للإخفاء، فلا إخفاء إلا بغنة، سواء كان حقيقيا، كما في النون الساكنة والتنوين، أو شفويا، كما في الميم الساكنة، خلاف الإدغام، فالغنة غير ملازمة له، فقد يأتي بغنة، فيكون ناقصا، كما في الإدغام مع حروف "ينمو" وقد يأتي بغير غنة، فيكون كاملا، كما في الإدغام مع حروف "رل"، والله أعلم.
والإخفاء كالإظهار له ثلاث مراتب، تبعا لقرب المخرج أو بعده عن مخرج النون الساكنة والتنوين:
فأدناه: عند الطاء والدال المهملتين والتاء المثناة من فوق، لقرب مخارج هذه الحروف من مخرج النون.
ومن ذلك:
قوله تعالى: (أنداد).
وقوله تعالى: (من دابة).
وقوله تعالى: (قنوان دانية).
وقوله تعالى: (ينطقون).
وقوله تعالى: (من طين).
وقوله تعالى: (صعيدا طيبا).
وقوله تعالى: (ينتهوا).
وقوله تعالى: (من تحتها).
وقوله تعالى: (جنات تجري).
وأقصاه: عند القاف والكاف، لبعد مخرجهما عن مخرج النون الساكنة، فهي تخرج من طرف اللسان، وهما يخرجان من أصل اللسان، من المنطقة التالية مباشرة لأدنى الحلق من جهة تجويف الفم، وسبقت الإشارة إلى أن هذا المخرج قريب جدا من مخرج الغين والخاء، وهما من حروف الإظهار الأدنى، نظرا لقرب مخرجهما، وهو أدنى الحلق من جهة تجويف الفم، من مخرج القاف والكاف، فالتداخل حاصل بين هذين المخرجين، وكما قد يقع الخطأ في الإخفاء عند الغين والخاء، قد يقع أيضا بالإظهار عند القاف والكاف، فوجب التنبيه على ذلك، والله أعلم.
ومن ذلك:
قوله تعالى: (ينقلبون).
وقوله تعالى: (ولئن قلت).
وقوله تعالى: (سميع قريب).
وقوله تعالى: (ينكثون).
وقوله تعالى: (من كل).
وقوله تعالى: (عادا كفروا).
وأوسطه عند بقية الحروف.
وهي "الصاد" المهملة، ومن ذلك:
قوله تعالى: (ينصركم).
وقوله تعالى: (أن صدوكم).
وقوله تعالى: (ريحا صرصرا).
و "الذال" المعجمة، ومن ذلك:
قوله تعالى: (منذر).
وقوله تعالى: (من ذكر).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله تعالى: (سراعا ذلك).
و"الثاء" المثلثة، ومن ذلك:
قوله تعالى: (منثورا).
وقوله تعالى: (من ثمره).
وقوله تعالى: (جميعا ثم).
و "الجيم"، ومن ذلك:
قوله تعالى: (أنجيناكم).
وقوله تعالى: (إن جاءكم).
وقوله تعالى: (شيئا جنات).
و "الشين" المعجمة، ومن ذلك:
قوله تعالى: (ينشر لكم).
وقوله تعالى: (لمن شاء).
وقوله تعالى: (عليم شرع).
و "السين" المهملة، ومن ذلك:
قوله تعالى: (منسأته).
وقوله تعالى: (أن سيكون).
وقوله تعالى: (عظيم سماعون).
و "الزاي"، ومن ذلك:
قوله تعالى: (فأنزلنا).
وقوله تعالى: (فإن زللتم).
وقوله تعالى: (يومئذ زرقا).
و "الفاء"، ومن ذلك:
قوله تعالى: (انفروا).
وقوله تعالى: (وإن فاتكم).
وقوله تعالى: (خالدا فيها).
و "الضاد"، ومن ذلك:
قوله تعالى: (منضود).
وقوله تعالى: (إن ضللت).
وقوله تعالى: (قوما ضالين).
و "الظاء"، ومن ذلك:
قوله تعالى: (انظروا).
وقوله تعالى: (من ظهير).
وقوله تعالى: (ظلا ظليلا).
والغنة تتناسب في تفخيمها أو ترقيقها، مع درجة تفخيم حرف الإخفاء أو ترقيقه، فإذا كان حرف الإخفاء مفخما، كالصاد والقاف والكاف والضاد والطاء، وهي من حروف: (خص ضغظ قظ)، فإن الغنة تكون مفخمة، وإذا كان مرققا كالتاء والدال، فإن الغنة تكون مرققة.
وينبه الشيخ الضباع، رحمه الله، إلى أنه يجب على القارئ أن يحترز في حالة إخفاء "النون" من أن يشبع الضمة قبلها أو الفتحة أو الكسرة، لئلا يتولد من:
الضمة واو، كما في قوله تعالى: (كنتم)، لأن إشباع الضمة يغير الكلمة إلى: (كونتم).
والفتحة ألف، كما في قوله تعالى: (عنكم)، لأن إشباع الفتحة يغير الكلمة إلى: (عانكم).
والكسرة ياء، كما في قوله تعالى: (منكم)، لأن إشباع الكسرة يغير الكلمة إلى: (مينكم).
وليحترز أيضا من إلصاق اللسان فوق الثنايا العليا عند إخفاء "النون"، لأن ذلك يؤدي لإظهار النون، فمخرجها طرف اللسان مع أعلى الثنايا، وإلصاق طرف اللسان بأعلى الثنايا، يؤدي إلى إظهار النون حتما، وهذا خلاف المطلوب هنا، فالمطلوب إخفاؤها لا إظهارها، فيجب أن يتوقف طرف اللسان عن الارتفاع، عند الإتيان بالنون في حالة الإخفاء قبل تماسه مع أعلى الثنايا، والله أعلم.
وأخيرا تجدر الإشارة إلى أن النون الساكنة في حالة الإخفاء، تكون عارية، أي خالية، عن أي حركة، فلا يرسم عليها، السكون، لأن ذاتها قد ذهبت، خلاف الإظهار، فإن السكون يرسم عليها، لأن ذات النون باقية، وهذا من علامات الرسم الموضحة للفرق بين الحكمين.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله
ـ[مهاجر]ــــــــ[15 Mar 2006, 01:10 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
ثم انتقل الناظم، رحمه الله، إلى الكلام عن أحكام النون والميم المشددتين، ولهما حكم واحد فقط، أجمله الناظم، رحمه الله، بقوله:
وغن ميما ثم نونا شددا ******* وسم كلا حرف غنة بدا
فالغنة صفة لازمة لهما مطلقا، إلا أن غنة النون أظهر من غنة الميم، كما سبقت الإشارة إلى ذلك، في أكثر من موضع، وإذا شددا كان إظهار غنتهما آكد، ومن ذلك:
قوله تعالى: (من الجنة).
وقوله تعالى: (وذا النون).
وقوله تعالى: (إني).
وقوله تعالى: (ثم).
وقوله تعالى: (المزمل)، بتشديد الميم الثانية مع كسرها، فالغنة في الميم الأولى، موجودة، ولكنها أظهر في الميم الثانية لأنها مشددة.
وقوله تعالى: (فأمه). منحة ذي الجلال ص65_66.
ومقدار الغنة، كما سبق، حركتان.
وعلى القارئ أن يحترز عند الإتيان بالغنة في "النون" و "الميم" في نحو:
قوله تعالى: (إن الذين).
وقوله تعالى: (وإما فداء)
لئلا يتولد من ذلك حرف مد، فيصير اللفظ: (إين الذين)، و (وإيما فداء)، وهذا تعسف في القراءة ينتج عنه زيادة في كلام الله عز وجل. . منحة ذي الجلال ص66.
وبعد ذلك انتقل الناظم، رحمه الله، إلى الكلام على أحكام الميم الساكنة، فهي تالية النون الساكنة، لتقارب النون والميم في المخرج والصفات، كما سبقت الإشارة إلى ذلك، فقال:
و"الميم" إن تسكن تجي قبل الهجا ******* لا "ألف لينة" لذي الحجا
(يُتْبَعُ)
(/)
فالميم الساكنة تأتي قبل أي حرف من حروف الهجاء، بلا إشكال، ما عدا "الألف اللينة"، لأن الألف اللينة، كما تقدم، هي: ألف ساكنة مفتوح ما قبلها، لابد أن يكون ما قبلها متحركا، بل ومفتوحا، على وجه الخصوص، وهذا واضح بلا إشكال، لأن الألف يناسبها الفتح، فلا يتصور أن تسبق الألف اللينة، أو ألف المد، بحرف مكسور، لأن الكسر يناسبه الياء، أو حرف مضموم، لأن الضم يناسبه الواو، أو ساكن، لكراهية توالي ساكنين، فإذا صححنا مجيء الميم الساكنة قبل الألف اللينة، فقد جوزنا توالي ساكنين، ولا قائل بذلك، بل
إن هذا مما اجتنبه العرب في لغتهم، واحتالوا لمنع وقوعه بعدة أمور، منها:
تحريك الأول منهما، تحريكا عارضا، إذا كانا بكلمتين، كقوله تعالى: (لم يكن الذين كفروا)، فكسر نون "يكن"، كسر عارض لأن أصلها نون ساكنة، لجزم الفعل بـ: "لم"، وهي متبوعة بألف الوصل الساكنة أيضا في: "الذين"، فساغ تحريك الأول تحريكا عارضا بالكسر لتلافي التقاء الساكنين، وقد أشار الحريري، رحمه الله، في ملحة الإعراب، إلى هذه المسألة بقوله:
وإن تلاه ألف ولام ******* فاكسر وقل: ليقم الغلام
أي إن تلا الفعل الأمر، (المبني على السكون)، ألف ولام، (والألف، هي ألف الوصل، الساكنة، التي تأتي ملازمة للام التعريف دوما، على خلاف يرد تفصيله لاحقا إن شاء الله)، فاكسر آخر حرف من حروف الفعل كراهية التقاء ساكنين، وهما: (آخر حرف من حروف الفعل، وألف الوصل الساكنة).
والله أعلم.
ومنها: حذف أولهما، إن وقعا في كلمة واحدة، وقد وقع هذا في نفس المثال السابق: (لم يكن الذين كفروا)، فأصل الفعل: يكون، فلما جزم، سكن آخره، وما قبله ساكن، أيضا، لأن واو المد، التي يضم ما قبلها، ساكنة دائما، فالتقى ساكنان في كلمة واحدة، فحذف أولهما، وهو الواو، وبقي الآخر وهو النون.
ومن فوائد هذه المسألة: أنه يجب التفريق بين حذف حرف من وسط الكلمة، وبالتحديد من الموضع قبل الأخير، وحذف حرف من آخر الكلمة، فالأول يكون لعلة صرفية، كمنع التقاء ساكنين، كما تقدم، والثاني يكون لعلة إعرابية، كالفعل المضارع المعتل الآخر، فإنه يجزم بحذف آخره، كقولك: لم يخش المؤمن أحدا إلا الله، فحذفت الألف من الفعل: "يخشى"، وبقيت الفتحة في "يخش" دالة عليها، والله أعلم.
ومنها، أيضا، وهو يتعلق بعلم التجويد ابتداء، المد اللازم في مثل قوله تعالى: (الحاقة)، فألف المد ساكنة، وهي متبوعة بحرف مشدد، (والحرف المشدد في حقيقته حرفان: ساكن ومتحرك)، فكأن ألف المد الساكنة أتبعت بقاف ساكنة، فقاف متحركة، فيكون أصل الكلمة: الحاققة، بتوالي ساكنين، فجيء بالمد اللازم، لتلافي هذا الأمر، ويأتي مزيد بيان لذلك، إن شاء الله، عند الكلام على أحكام المدود، والله أعلم.
ثم بدأ الناظم، رحمه الله، في سرد أحكام الميم الساكنة، فقال:
أحكامها ثلاثة لمن ضبط ******* "إخفاء" "إدغام" و "إظهار" فقط
وسبقت الإشارة إلى معنى: الإخفاء والإدغام والإظهار، عند الكلام على أحكام النون الساكنة، وما قيل هناك يقال هنا، وإن اختلفت حروف الأحكام في الميم الساكنة، عنها في النون الساكنة، فحروف الإخفاء، في حالة النون الساكنة، على سبيل المثال: 15 حرفا، وفي حالة الميم الساكنة: حرف واحد فقط، كما سيأتي إن شاء الله.
ومن الإجمال إلى التفصيل:
فـ "الأول": الإخفاء عند الباء ******* وسمه الشفوي للقراء.
وسبقت الإشارة إليه، عند الكلام على الإقلاب، في أحكام النون الساكنة، فالإقلاب، يؤول في حقيقته إلى الإخفاء الشفوي، لأن قلب النون الساكنة، إذا جاء بعدها باء، إلى ميم ساكنة يعني: حصول صورة الإخفاء الشفوي، تماما كما لو أتت الميم الساكنة ابتداء، وجاء بعدها باء، فالميم في الصورة الأولى منقلبة غير أصلية، وفي الثانية أصلية، والله أعلم.
ويكون هذا الإخفاء الشفوي، مصاحبا بالغنة، لأن للميم غنة، وإن كانت أخف من غنة النون، كما سبقت الإشارة إلى ذلك في أكثر من موضع، سواء كان:
سكونها متأصلا، كما في:
قوله تعالى: (يعتصم بالله).
وقوله تعالى: (يوم هم بارزون).
أو عارضا نحو:
قوله تعالى: (بأعلم بالشاكرين).
وقوله تعالى: (أعلم بالظالمين)، في قراءة أبي عمرو ويعقوب.
وهذا هو المختار الذي عليه جمهور أهل الأداء. وذهب جماعة إلى إظهارها عندها إظهارا تاما، أي: من غير غنة، (فلا غنة في الإظهار كما سبقت الإشارة إلى ذلك)، والعمل على الأول. منحة ذي الجلال، ص68_69.
ووجه هذا الإخفاء: هو أن الميم والباء حرفان متجانسان، بمعنى:
أن مخرجهما واحد، فكلاهما شفوي.
وصفاتهما مختلفة:
فالباء على سبيل المثال مقلقلة، لأنها من حروف: (قطب جد)، بينما الميم لا تقلقل.
والباء شديدة، لأنها من حروف: (أجد قط بكت)، والميم متوسطة بين الرخاوة والشدة، لأنها من حروف: (لن عمر).
والغنة من صفات الميم، والباء لا غنة لها.
فناسب تجانسهما الإخفاء، دون:
الإظهار، لأنه يحسن عند التباعد الكامل بين الحرفين.
والإدغام، لأنه يحسن عند التقارب الكامل بين الحرفين، كالمتماثلين، ويأتي الكلام عنهما، عند الكلام على الإدغام الصغير.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[17 Mar 2006, 02:03 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
ثم شرع الناظم، رحمه الله، في بيان الحكم الثاني، وهو الإدغام، فقال:
والثان: إدغام بمثلها أتى ******* وسم "إدغاما صغيرا" يا فتى.
فالحكم الثاني من أحكام الميم الساكنة هو: الإدغام الصغير أو: "إدغام المثلين"، وقد يطلق عليه كلا الوصفين فيقال: "إدغام المثلين الصغير".
وهو يحصل في حالة واحدة، وهي: أن تتبع الميم الساكنة بميم متحركة، أو أي حرف ساكن بنفس الحرف متحركا، كما في:
قوله تعالى: (أم من أسس).
وقوله تعالى: (خلق لكم ما في الأرض)
ووجه تسميته بـ: "المثلين"، أنه لا يحصل إلا عند التقاء ميم بميم مثلها، أو أي حرف بمثيله، كما سيأتي عند الكلام على المتماثلين إن شاء الله.
ووجه تسميته بـ: "الصغير"، أن الميم الأولى ساكنة، والثانية متحركة، خلاف ما إذا كانت الأولى متحركة، والثانية ساكنة، فيسمى المثلان بـ: "الكبير".
أو كانا متحركين، فيسمى المثلان بـ: "المطلق"، والله أعلم.
وبطبيعة الحال يكون هذا الإدغام بغنة، لأن الحرف المدغم له غنة، والحرف المدغم فيه له غنة، أيضا، فاجتمعت له الغنة من جهتين، وقد يقال هنا: بأن الغنة هي غنة المدغم فيه، أي الميم الثانية، وهي المتحركة، كما قيل في إدغام النون الساكنة في نون مثلها، والله أعلم.
وأما الفتى: فهو من يتأتى منه العلم، واصله الشاب من حين بلوغه خمس عشرة سنة إلى أن يبلغ ثلاثين سنة. بتصرف من منحة ذي الجلال ص69_70.
ثم ذكر الناظم، رحمه الله، الحكم الأخير وهو: الإظهار، فقال:
والثالث: "الإظهار" في البقية ******* من أحرف وسمها: "شفوية".
وبقية الحروف، وهي: 26 حرفا، إذا أتت بعد الميم الساكنة، أظهرت الميم الساكنة بلا غنة، وذلك نحو:
قوله تعالى: (أنعمت)، فالميم الساكنة متبوعة بتاء متحركة، في كلمة واحدة.
وقوله تعالى: (تمسون)، فالميم الساكنة متبوعة بسين متحركة، في كلمة واحدة.
وقوله تعالى: (لعلكم تتقون)، فالميم الساكنة متبوعة بتاء متحركة، في كلمتين.
وقوله تعالى: (مثلهم كمثل)، فالميم الساكنة متبوعة بكاف متحركة، في كلمتين.
ووجه تسميته: الإظهار الشفوي:
تمييزه عن الإظهار "الحقيقي"، أو "الحلقي"، وهو الإظهار، في حالة النون الساكنة، وسمي بذلك لكون حروفه كلها، حلقية، كما سبقت الإشارة إلى ذلك.
والإظهار المطلق، الذي اصطلح على إطلاقه إذا ما أتت النون الساكنة وأحد حروف الإدغام في نفس الكلمة، فلا يدغمهما القارئ، خلاف ما قد يبدو للوهلة الأولى، لأن الإدغام لا يكون إلا من كلمتين، ومن ذلك:
قوله تعالى: (صنوان وغير صنوان)، وسبقت الإشارة إلى ذلك تفصيلا ولله الحمد.
وأما الإظهار هنا فقد سمي: "شفويا"، نسبة إلى مخرج الميم المظهرة، وهو الشفتان، كما قد علم، والله أعلم.
وأخيرا نبه الناظم، رحمه الله، إلى خطأ يقع فيه بعض القراء فقال:
واحذر لدى "واو" و "فا" أن تختفي ******* لقربها والاتحاد فاعرف
فعلة الإخفاء الشفوي، كما تقدم، هو التجانس بين الميم والباء فمخرجهما واحد، وقد يسبب هذا بعض اللبس لبعض القراء، لأن الواو، أيضا تشترك مع الميم في المخرج، فكلاهما شفوي، وعليه فإن القياس يقتضي الإخفاء عند الواو، في مثل قوله تعالى: (وهم فيها)، ومما يزيد اللبس أن اللسان قد ينساق بسهولة وراء هذا الإخفاء، لموافقته لشروط الإخفاء الشفوي القياسية، ولكن الحكم، كما سبق، للرواية لا القياس إذا ما تعارضا، فتظهر الميم الساكنة إذا جاء بعدها واو، والله أعلم.
وكذا الأمر بالنسبة للفاء، وإن كان الخطب فيها أهون، لأن مخرجها لا يماثل مخرج الميم، ولكنه يقترب منه بدرجة كبيرة، فالميم، كما تقدم شفوية، والفاء مخرجها من بطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العليا، فلمخرجها متعلق بالشفتين، وإن كان مقتصرا على الشفة السفلى دون العليا، فالحرفان متقاربان، لتقاربهما في المخرج واختلافهما في الصفات، فتظهر الميم الساكنة إذا أتى بعدها فاء، والله أعلم.
فائدة:
في البيت: لف ونشر غير مرتب، لأن الناظم أتى بـ "الواو" أولا، ثم "الفاء" ثانيا في الشطر الأول من البيت، ثم عكس في الشطر الثاني، وبين سبب هذا اللبس في حالة "الفاء" أولا وهو: تقارب المخارج، وبعده ذكر السبب في حالة "الواو" وهو: اتحاد المخرج، ولو كان اللف والنشر مرتبين، لذكر العلة عند "الواو" أولا ثم "الفاء" مراعاة لسياق الشطر الأول من البيت، وقد جاء كلا النوعين: اللف والنشر المرتب وغير المرتب في التنزيل:
فمن المرتب، وهو الأصل، قوله تعالى: (مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع)، فقابل كل صنف بنظيره مع التزام الترتيب، فأتى بالأعمى ثم الأصم، ثم ذكر نقيض الأعمى وهو البصير ثم نقيض الأصم وهو السميع.
ومن غير المرتب، وهو الفرع، قوله تعالى: (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون، وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون)، فأتى أولا بأصحاب الوجوه البيض ثم أتبعهم بأصحاب الوجوه السود، ولما فرع بـ "أما"، ذكر الآخرين أولا والأولين آخرا.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[19 Mar 2006, 04:27 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
ثم شرع الناظم، رحمه الله، في بيان أحكام "أل" ولام الفعل فقال:
للام "أل" حالان قبل الأحرف ******* أولاهما: إظهارها فليعرف
فهذا نوع جديد من الإظهار، وسبق لنا:
الإظهار الحلقي، وهو من أحكام النون الساكنة، إن أتى بعدها حرف من حروف الحلق، كما تقدم بيان ذلك تفصيلا ولله الحمد.
والإظهار المطلق، وهو من أحكام النون الساكنة، إن اجتمعت مع حرف من حروف الإدغام في كلمة واحدة، كقوله تعالى: (صنوان)، فالنون الساكنة متبوعة بواو، والواو من حروف الإدغام، ومع ذلك أظهرت النون، لأنه يشترط في الإدغام، كما تقدم، أن يكون من كلمتين، كلمة فيها النون الساكنة، وكلمة فيها حرف الإدغام.
والإظهار الشفوي، وهو من أحكام الميم الساكنة، وسبقت الإشارة إليه تفصيلا، ولله الحمد.
وهذا الإظهار الرابع، وهو إظهار لام أل إن جاء بعدها حرف من حروف: (ابغ حجك وخف عقيمه).
وبداية مع تعريف لام "أل": فهي لام ساكنة زائدة على بنية الكلمة، مسبوقة بهمزة وصل، مفتوحة، عند البدء بها، سواء صح تجريد الكلمة من اللام أم لم يصح.
وقيد: مسبوقة بهمزة وصل، قيد مهم جدا، فهي مسبوقة بهمزة وصل، لا همزة قطع، لأن:
همزة الوصل ليست من بنية الكلمة، بل هي همزة زائدة، تثبت في أول الكلام، وتسقط في وسطه، فلا اعتبار لها في النطق إذا جاءت في وسط الكلام، وأما إذا ابتدئ الكلام بحرف ساكن، فإنها تأتي قبله، والسبب في ذلك، كما يقول أحد المشايخ الكرام، في مصر، وهو الشيخ سيد أبو زيد، حفظه الله، وهو من المتخصصين في اللغة الإنجليزية:
أن العرب تستقبح البدء بساكن لثقل ذلك على لسان المتكلم، فعلى سبيل المثال:
لفظ "اخرج"، أوله ساكن، وهو الخاء، فأتي بهمزة الوصل لتفادي البدء بساكن، مع ملاحظة أن حركة همزة الوصل تكون مماثلة لحركة الحرف قبل الأخير من مضارع الفعل الذي تأتي في أوله، فالفعل "خرج"، مضارعه: يخرج، فقبل آخره مضموم، وعليه يبدأ في الأمر بألف وصل مضمومة، وأما في الفعل "ضرب"، فالمضارع منه "يضرب"، فقبل آخره مكسور، وعليه يبدأ في الأمر بألف وصل مكسورة، وهكذا.
وهذا، كما يقول الشيخ سيد، حفظه الله، من لطائف اللغة العربية، فالبدء بساكن أمر يستثقله اللسان، ويظهر هذا جليا في النطق ببعض الكلمات الإنجليزية ككلمة: ( street) ، على سبيل المثال، وهي تعني بالعربية: طريق، كما هو معلوم، فإن الناطق بها يحرص على تسكين أولها ويركز على ذلك تركيزا شديدا، فيه نوع مشقة، ليخرج اللفظ صحيحا من جهة النطق، والله أعلم.
وأما همزة القطع: فهي همزة أصلية، لا تسقط أبدا، لأنها من بنية الكلمة الأصلية، كالهمزة في الفعل: "سأل"، والفعل: "أكل"، والفعل: "أمر" ................ الخ.
وظاهر كلام الناظم، رحمه الله، أنه يعتبر اللام فقط، دون همزة القطع، هي أداة التعريف في الكلمات التي تأتي في أولها، وهي مسألة اختلف النحاة فيها:
فمن قائل بأن "أل"، بأكملها، هي أداة التعريف، فتكون همزة الوصل داخلة فيها.
ومن قائل بأن أداة التعريف اللام فقط بدليل سقوط همزة الوصل عند وصل الكلام، وإلى هذا الخلاف أشار الحريري، رحمه الله، في ملحة الإعراب، بقوله:
وآلة التعريف "أل" فمن يرد ******* تعريف كبد مبهم قال "الكبد"
وقال قوم إنها اللام فقط ******* إذ ألف الوصل متى تدرج سقط
وجاء بعده ابن مالك، رحمه الله، فأشار إلى نفس الخلاف في ألفيته الشهيرة، بقوله:
أل حرف تعريف، أو اللام فقط ******* فنمط عرفت قل فيه: النمط.
ومن اعتبر "أل" بأكملها، كالخليل بن أحمد، رحمه الله، قال بأن الهمزة فيها: همزة قطع، واحتج لذلك بأنها مفتوحة، والأصل في همزة القطع أن تكون مكسورة، كقولك: ليقم الغلام، ولا تفتح ولا تضم إلا لعارض، وليس هنا عارض يقتضي ضمها أو فتحها، وأما استعمالها كهمزة وصل عند النطق، رغم أنها همزة قطع، فهو من باب التسهيل في النطق لكثرة استعمال هذا اللفظ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن اعتبر "اللام" فقط، كسيبويه، رحمه الله، قال بأن الهمزة: همزة وصل، أتي بها ليتوصل إلى نطق اللام الساكنة، عند البدء بها، لأن البدء بالساكن، كما تقدم، أمر مستقبح في لغة العرب، وقد يرد على ذلك: القول بأن تحريك الساكن نفسه أولى من الإتيان بمتحرك قبله، فإذا كانت اللام ساكنة، فلم لا تحرك هي دون أن يلجأ إلى النطق بهمزة وصل متحركة قبلها، والجواب: أنها لو حركت إلى الكسر لالتبست بلام الجر، لأنها مكسورة دوما، ولو حركت إلى الفتح لالتبست بلام الابتداء، ولو حركت إلى الضم لكان هذا خروجا على لغة العرب، فضم اللام في أول الكلام مما لا نظير له في لغة العرب، والله أعلم. بتصرف من "منحة الجليل بتحقيق شرح ابن عقيل"، للشيخ محمد محيي الدين، رحمه الله، (1/ 148).
وكما سبق، فإن اللام تظهر إذا أتى بعدها أحد حروف: (ابغ حجك وخف عقيمه).
وهو ما أشار إليه الناظم، رحمه الله، بقوله:
قبل "أربع" مع "عشرة" خذ علمه ******* من (ابغ حجك وخف عقيمه).
ومن ذلك:
قوله تعالى: (الأول)
قوله تعالى: (البر)
قوله تعالى: (الغني)
قوله تعالى: (الحليم)
قوله تعالى: (الجنة)
قوله تعالى: (الكبير)
قوله تعالى: (الودود)
قوله تعالى: (الخبير)
قوله تعالى: (الفتاح)
قوله تعالى: (العليم)
قوله تعالى: (القيوم)
قوله تعالى: (اليقين)
قوله تعالى: (الملك)
ولفظ (الهادي)، ولم يضعه الشيخ الضباع، رحمه الله، في شرحه، بين قوسي الآية المعروفين.
وأما حكمها الثاني فهو: الإدغام، وهو ما أشار إليه الناظم، رحمه الله، بقوله:
ثانيهما: إدغامها في "أربع" ******* و "عشرة" أيضا فرمزها فع
فمع بقية الأحرف، تدغم هذه اللام فيها، بحيث تسقط من اللفظ، وينطق بالحرف التالي لها مشددا، كقولك: الشمس، فلفظك بها يكون: أشمس، بهمزة وصل إذا بدأت بها الكلام، فشين مشددة مباشرة، مع إسقاط "اللام" من اللفظ.
وأما إذا جاءت في وسط الكلام كقولك: رأيت الشمس بازغة، فإن همزة الوصل واللام، كليهما، يسقط من اللفظ ويكون لفظك: رأيتشمس بازغة، فبعد التاء تأتي الشين المشددة مباشرة، والله أعلم.
ووجه الإدغام في هذه الحالة: التسهيل، بحيث يسهل النطق باللفظ دون كلفة، وهذا يظهر جليا عند محاولة إظهار اللام في مثل لفظ: الشمس، ففيه من الكلفة والخروج عن مألوف النطق ما فيه، والله أعلم.
وأما أحرف الإدغام فجمعها الناظم، رحمه الله، في هذا البيت:
طب ثم صل رحما تفز ضف ذا نعم ******* دع سوء ظن زر شريفا للكرم
بحيث يؤخذ من كل كلمة من كلمات البيت الحرف الأول منها، ومن ذلك:
قوله تعالى: (الطامة).
وقوله تعالى: (الثواب)
وقوله تعالى: (الصادقين)
وقوله تعالى: (الراكعين)
وقوله تعالى: (التوابين)
وقوله تعالى: (الضالين)
وقوله تعالى: (والذاكرين)
وقوله تعالى: (الناصحين)
وقوله تعالى: (الدين)
وقوله تعالى: (السائحون)
وقوله تعالى: (الظالمين)
وقوله تعالى: (الزجاجة)
وقوله تعالى: (الشاكرين)
وقوله تعالى: (الليل)
وخرج بقيد "أل" المعرفة، "أل" الموصولة، في مثل قول الشاعر:
وما أنت بالحكم الترضى حكومته ******* ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل
أي: ما أنت بالحكم الذي ترضى حكومته.
و "أل" الزائدة:
كقول الشاعر:
من القوم الرسول الله منهم ******* لهم دانت رقاب بني معد
وقول الآخر:
باعد أم العمرو من أسيرها ******* حراس أبواب لدى قصورها
وعند التحقيق لا يظهر كبير فرق، لأن المراد هنا ليس تحديد نوع "أل"، حتى يمكن الاستفادة من ذلك نحويا أو بلاغيا، وإنما المراد معرفة كيفية التلفظ، والقارئ قد ينطق اللفظ صحيحا دون معرفة معناه، وإن كان لفظا قرآنيا، فبعض ألفاظ القرآن قد تشكل على الأعاجم من المسلمين، الذين لا دراية كبيرة لهم بلغة العرب، بل قد تشكل على كثير من العرب، أصحاب اللغة في زماننا الحاضر، ومع ذلك ينطقونها نطقا سليما، فتحديد نوع "أل" هل هي معرفة، بضم الميم وكسر العين، كقوله تعالى: (زين للناس حب الشهوات)، أو موصولة كقوله تعالى: (والسارق والسارقة) أي والذي سرق والتي سرقت، أو زائدة كما في لفظ: (الرسول) ولفظ (العمرو) في البيتين السابقين، أو لبيان الجنس كقوله تعالى: (وجعلنا من الماء كل شيء حي)، أو للاستغراق كقوله تعالى: (إن الإنسان لفي خسر)، أو للمح الصفة كقولك: رأيت الفضل بن محمد، .............. الخ، تحديد كل ذلك، وإن كان مهما لدارس علوم الشريعة، وبالأخص علوم النحو والبلاغة، فإنه لا يلزم دارس علم التجويد، لأنه سيأتي على سبيل المثال لينطق: وما أنت بالحكم الترضى حكومته، فيدغم اللام في التاء، ويشدد التاء في لفظ "الترضى"، فيكون نطقه: أترضى، فلا يعنيه نوع "أل"، وإنما يكفيه نطقها نطقا سليما، والله أعلم.
وللشيخ الضباع، رحمه الله، رأي ينقض ما سبق، لأنه رأى جواز إظهار اللام أو إدغامها في غير "أل" المعرفة، وعليه يجوز أن ينطق باللام في لفظ "الترضى"، ويجوز أن يخفيها، وهنا يظهر فرق يستدعي معرفة نوع اللام، فإذا ما كانت موصولة أو زائدة، جاز فيها كلا الوجهين، الإظهار والإدغام، والله أعلم.
وقد اصطلح العلماء على تسمية اللام في حالة الإظهار بـ: "اللام القمرية"، تشبيها لها بلام القمر، بجامع الظهور في كل، وفي حالة الإدغام بـ: "اللام الشمسية" تشبيها لها بلام الشمس، بجامع الإدغام في كل، وإلى هذا أشار الناظم، رحمه الله، بقوله:
واللام الاولى سمها "قمرية" ******* واللام الاخرى سمها "شمسية"
منحة ذي الجلال ص78.
والله أعلى وأعلم
يتبع إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[21 Mar 2006, 04:46 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
ثم بدأ الناظم، رحمه الله، الكلام على "لام الفعل"، فقال:
وأظهرن لام فعل مطلقا ******* في نحو: قل نعم وقلنا والتقى
فمثل الناظم، رحمه الله، بقوله: "قل نعم" لـ: لفعل الأمر الذي وقعت اللام في آخره، ومنه:
قوله تعالى: (أنزلني)، فلام "أنزل"، متصلة بنون الوقاية، التي جيء بها ليسوغ اتصال الفعل بياء المتكلم التي يناسبها الكسر، والفعل لا يكسر لثقله، فأتي بنون الوقاية لتقي الفعل كسرة ياء المتكلم، وأظهرت اللام لأن حكمها الإظهار مطلقا، ما لم تتصل بلام أو راء، كما سيأتي إن شاء الله.
وقوله تعالى: (اجعلني)، وما قيل في "أنزلني" يقال في "اجعلني" تماما بتمام، والله أعلم.
ومثل، رحمه الله، بقوله: "قلنا" لـ: الفعل الماضي الذي وقعت اللام في آخره، ومنه:
قوله تعالى: (جعلنا)، فلام الفعل "جعل"، وهو مبنى على الفتح المقدر لاتصاله بـ "نا" الدالة على الفاعلين، وإن شئت قلت: مبني على السكون العارض لاتصاله بـ "نا"، لامه متصلة بالنون، فحكمها الإظهار مطلقا.
وقوله تعالى: (أنزلنا)، وما قيل في "جعلنا" يقال في "أنزلنا" تماما بتمام، والله أعلم.
وكأن الشارح، رحمه الله، تعمد الإتيان بالفعلين: "جعل" و "أنزل"، في صورتي: الأمر تارة والماضي تارة أخرى، ليسهل حفظ شواهد المسألة، والله أعلم.
ومثل الناظم، رحمه الله، بقوله: "التقى" لـ: الفعل الماضي الذي وقعت اللام في وسطه، ومنه:
قوله تعالى: (فالتقمه الحوت)، فلام الفعل "التقم"، اتصلت بالتاء، وعليه فحكمها الإظهار مطلقا.
وقوله تعالى: (ألحقنا بهم)، فلام الفعل "ألحقنا"، اتصلت بالحاء، وعليه فحكمها الإظهار مطلقا.
وينبه الشيخ الضباع، رحمه الله، على قصر هذا الحكم على ما عدا اللام والراء بقوله:
ومحل هذا الإظهار إذا لم تقع، (أي لام الفعل)، قبل لام أو راء، فإن وقعت قبلهما أدغمت فيهما وجوبا نحو:
قوله تعالى: (وقل لهم)، ومسوغ الإدغام هنا: التماثل، فاللامان متماثلان اسما وصفة، فكلاهما اسمه اللام، والصفات واحدة تبعا لاتحاد الموصوفين في الحقيقة، فحقيقة اللام الأولى هي نفسها حقيقة اللام الثانية، وان اختلفت حركتهما، فالأولى ساكنة، والثانية متحركة، وسبق أن الإدغام في هذه الحالة يسمى: إدغام مثلين صغير، لأن الأول منهما ساكن والثاني متحرك، وحكمه: وجوب الإدغام، والله أعلم.
وقوله تعالى: (وقل رب)، فاللام والراء: متقاربان، لأن مخرجهما متقارب:
فمخرج اللام: أدنى إحدى حافتي اللسان بعيد مخرج الضاد إلى منتهى طرفه مع ما يحاذيها من لثة الأسنان العليا.
ومخرج الراء: ظهر طرف اللسان مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى فويق الثنيتين.
فكلاهما يطلق عليه وصف: "الذلاقة"، لخروجهما من ذلق اللسان أي: طرفه، وإن اختلف المخرج عند التحقيق الدقيق، فضلا عن تعلق مخرج كل منهما باللثة العليا، وإن كان مخرج الراء أخص، لأنه يتعلق باللثة التي تعلو الثنيتين فقط، والله أعلم.
وصفاتهما متقاربة:
فكلاهما متوسط بين الرخاوة والشدة، لأنهما من حروف "لن عمر".
وكلاهما ذلق، أي خفيف سريع النطق يخرج من طرف اللسان، لأنهما من حروف "فر من لب".
وكلاهما مستفل، منفتح، منحرف عن مخرجه إلى مخرج غيره.
وتستقل الراء بأن من صفاتها: "التكرير"، وهو قبولها التكرير، لارتعاد طرف اللسان عند النطق بها، وهذه الصفة تعرف لتجتنب لا ليعمل بها، منحة ذي الجلال ص27_29.
والله أعلى وأعلم
يتبع إن شاء الله
ـ[مهاجر]ــــــــ[24 Mar 2006, 03:17 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
ثم بدأ الناظم، رحمه الله، الكلام على المثلين والمتقاربين والمتجانسين فقال:
إن في الصفات والمخارج اتفق ******* حرفان فـ "المثلان" فيهما أحق
أي إن اتفق الحرفان، مخرجا، وصفة، فوصف "المثلين" فيهما أحق، ولا يكون ذلك، عند التحقيق إلا في حالة تماثل الحرفين اسما ورسما، أي أنهما بالفعل متماثلان، تماثلا كاملا:
كالباءين في:
قوله تعالى: (اذهب بكتابي)، مع ملاحظة أنه في هذا المثال: الحرف الأول ساكن، والثاني متحرك، فيأخذ المثلان هنا وصفين إضافيين، هما:
(يُتْبَعُ)
(/)
"الصغير"، فيقال بأن حكمهما: "مثلين صغير"
و"الإدغام"، فيقال بأنهما مثلان صغيران يجب فيهما الإدغام، ويكون نوع الإدغام هنا: "إدغام مثلين صغير"، ويستثنى من ذلك ما إذا كان أولهما حرف مد، فحرف المد: حرف ساكن، والذي بعده متحرك، فتحققت صورة المثلين الصغير، في نحو:
قوله تعالى: (في يومين)، فياء المد الطبيعي الساكنة في: "في" يليها ياء متحركة.
وقوله تعالى: (قالوا وهم)، فواو المد الطبيعي الساكنة في: "قالوا" يليها واو ساكنة.
ومع تحقق شروط المثلين الصغير إلا أن الإدغام لا يصح في هذين الموضعين لأن السكون هنا سكون اصطلاحي، لا لفظي، فحقيقته تؤول إلى الكسر في الآية الأولى، وإلى الضم في الآية الثانية، لأن حرف المد الساكن يأخذ حركة الحرف المتحرك الذي يسبقه، فكأن الحرفين في الحقيقة متحركان، "والله أعلم.
وقوله تعالى: (يذهب بالأبصار)، مع ملاحظة أن الحرفين متحركان، فيأخذ المثلان هنا وصفين إضافيين هما:
"الكبير"، فيقال بأن حكمهما: "مثلين كبير".
و "الإظهار" عند الجمهور، و"الإدغام " في أحد الوجهين عن "أبي عمرو" و"يعقوب".
وكالتاءين في:
قوله تعالى: (ربحت تجارتهم)، فالتاء الأولى ساكنة والثانية متحركة، فيكون الحكم: "إدغام مثلين صغير".
وقوله تعالى: (الموت تحبسونهما)، فالتاءان متحركان، فيكون حكمهما: "مثلين كبير"، وإظهاره واجب عند الجمهور.
وكاللام في:
قوله تعالى: (بل لا يخافون)، فاللام الأولى ساكنة والثانية متحركة، فيكون الحكم: "إدغام مثلين صغير".
وكالميمين في:
قوله تعالى: (الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين)
عند وصل "الرحيم" بـ "مالك"، وكلاهما متحرك فيكون الحكم "إدغام مثلين كبير"، وإظهاره واجب، ولكن هذا التخريج مقتصر على قراءة حفص فقط، خلاف بقية القراءات، حيث يقف القارئ على ميم "الرحيم"، فيسكنها، ويمد مدا عارضا للسكون (2 أو 4 أو 6 حركات، كما سيأتي إن شاء الله)، ثم يدغمها في ميم "مالك"، والله أعلم.
ثم انتقل الناظم، رحمه الله، إلى الكلام على المتقاربين، فقال:
وإن يكونا مخرجا تقاربا ******* وفي الصفات اختلفا يلقبا
متقاربين .....................
ففي البيت "تضمين"، وهو الإتيان بما يتم معنى بيت في بيت تال له، وهو مما يعاب في النظم، وعذر الناظم، رحمه الله، أنه لم يؤلف هذا النظم كنظم الشعراء، وإنما نظمه كبقية المنظومات العلمية، لبيان مسائل علمية، فالشعر فيها تابع لا متبوع، وخادم لا مخدوم، والله أعلم.
فالمتقاربان: حرفان تقارب مخرجاهما، ولم يتحد، واختلفت صفاتهما، ومن ذلك:
قوله تعالى: (قد سمع):
فمخرجهما: طرف اللسان مع ما يقابله من أصلي الثنيتين العليين مصعدا إلى جهة الحنك الأعلى، ولكن الدال تخرج قبل التاء، فترتيب خروج حروف هذا المخرج: الطاء ثم الدال ثم التاء، فمخرجهما عند التحقيق متقارب جدا، ولكنه مختلف، والله أعلم.
وهذه الحروف يقال لها: "نطعية"، لخروجها من نطع الغار أي سقفه. "منحة ذي الجلال"، ص25.
وأما صفاتهما فهي مختلفة:
فالسين حرف مهموس، من حروف: "سكت فحثه شخص"، والهمس هو: خفاء الصوت بالحرف لضعفه بسبب جريان النفس معه حالة النطق به، والدال غير مهموسة، فهي من الحروف الجهرية.
والدال من الحروف الشديدة، لأنها من حروف "أجد قط بكت"، بينما السين من الحروف الرخوة.
والدال من حروف القلقلة: (قطب جد)، والسين لا قلقلة فيها.
والسين من حروف الصفير: "الصاد والزاي والسين"، والدال لا صفير فيها.
بتصرف من "منحة ذي الجلال" ص27_29.
والله أعلى وأعلم
يتبع إن شاء الله
ـ[مهاجر]ــــــــ[27 Mar 2006, 04:58 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
معذرة على الخطأ في المشاركة السابقة، عند الكلام على الدال والسين، كمثالين على المتقاربين، فقد جاء بها:
فمخرجهما: طرف اللسان مع ما يقابله من أصلي الثنيتين العليين مصعدا إلى جهة الحنك الأعلى، ولكن الدال تخرج قبل التاء، فترتيب خروج حروف هذا المخرج: الطاء ثم الدال ثم التاء، فمخرجهما عند التحقيق متقارب جدا، ولكنه مختلف، والله أعلم.
وهذه الحروف يقال لها: "نطعية"، لخروجها من نطع الغار أي سقفه. "منحة ذي الجلال"، ص25.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا خطأ، بطبيعة الحال، لأن محل الدراسة حرفا الدال والسين، وليس الدال والتاء، فالدال والتاء من المتجانسين، كما سيأتي إن شاء الله، وأما الدال والسين فهما من المتقاربين، لأنهما، كما تقدم، مختلفان في الصفات، وأما المخرج، وهو محل الخطأ في المشاركة السابقة، فمتقارب:
فالدال مخرجها: طرف اللسان مع ما يقابله من أصلي الثنيتين العليين مصعدا إلى جهة الحنك الأعلى، وحروف هذا المخرج يقال لها: "نطعية"، لخروجها من نطع الغار أي سقفه. "منحة ذي الجلال"، ص25.
وأما السين فمخرجها: طرف اللسان وفويق الثنيتين السفليتين، ويقال لحروف هذا المخرج: "أسلية"، لخروجها من أسلة اللسان: أي ما دق منه ومن بين الثنايا.
وبهذا يتضح أن مخرجي الدال والسين متقاربان، فكلاهما من حروف طرف اللسان، ولكن الدال تتعلق بالثنيتين العلويتين، وسقف الحنك، وأما السين، فتتعلق بفويق الثنيتين السفليتين، المقابلتين للعلويتين، والله أعلم.
وبعد ذلك انتقل الناظم، رحمه الله، إلى الكلام على المتجانسين فقال:
متقاربين، أو يكونا اتفقا ******* في مخرج دون الصفات حققا
بـ "المتجانسين" ثم إن سكن ******* أول كل فـ "الصغير" سمين
أو حرك الحرفان في كل فقل ******* كل "كبير" وافهمنه بالمثل
فالمتجانسان، حرفان لهما نفس المخرج، ولكنهما مختلفان في الصفات، فمن ذلك:
الطاء والتاء:
فكلاهما يخرج من طرف اللسان مع ما يقابله من أصلي الثنيتين العلويتين مصعدا إلى جهة الحنك الأعلى، فهما من الحروف النطعية كالدال تماما، لاتحادهم في المخرج.
وأما صفاتهما فمختلفة:
فالتاء من الحروف المهموسة، لأنها من حروف "سكت فحثه شخص"، والهمس هو عبارة عن خفاء التصويت بالحرف لضعفه بسبب جريان النفس معه حالة النطق به، وأما الطاء فهي من الحروف الجهرية، والجهر هو عبارة عن ظهور التصويب بالحرف لقوته بسبب انحصار الصوت الحاصل من عدم جريان النفس معه في حالة النطق به.
والتاء من حروف الاستفال، والاستفال هو عبارة عن تسفل اللسان وانخفاضه إلى قاع الفم عند النطق بالحرف، والطاء من حروف الاستعلاء، لأنها من حروف "خص ضغط قظ"، والاستعلاء هو عبارة عن استعلاء طائفة من اللسان عند النطق بالحرف.
والتاء من حروف الانفتاح، وهو عبارة عن انفتاح ما بين اللسان والحنك الأعلى وخروج الريح من بينهما عند النطق بحروفه، والطاء من حروف الإطباق، وهو عبارة عن انطباق طائفة من اللسان على ما يحاذيها من سقف الحنك وانحصار الصوت بينهما عند النطق بحروفه.
والطاء من حروف القلقلة، لأنها من حروف "قطب جد"، بينما التاء ليست من حروف القلقلة، والقلقلة هي عبارة عن تقلقل المخرج بالحرف عند خروجه ساكنا حتى يسمع له نبرة قوية.
ويشتركان في:
وصف الشدة، فكلاهما من حروف: "أجد قط بكت"، والشدة هي عبارة عن لزوم الحرف لمخرجه وحبس الصوت من أن يجري معه.
ووصف الإصمات، وهو عكس الذلاقة، التي تعني سرعة النطق بالحرف لخفته.
فاتضح مما سبق أن التاء والطاء، من الحروف المتجانسة، لأن المخرج واحد، والصفات، أو معظمها إن أردت الدقة، مختلفة، وهذا هو حد المتجانسين، كما سبق، ومن أمثلة ذلك:
قوله تعالى: (أحطت)، فالطاء ساكنة متبوعة بتاء متحركة، فيكون الحكم هنا: "إدغام متجانسين صغير"، لأن الأول ساكن والثاني متحرك، والإدغام هنا واجب، كما هو الحال في "إدغام المثلين الصغير"، والله أعلم.
وقوله تعالى: (الصالحات طوبى)، فالتاء والطاء، كلاهما، متحرك، فيكون الحكم هنا: "متجانسين كبير"، وإظهاره كإظهار "المثلين الكبير"، عند الجمهور، ما عدا "أبا عمرو" و "يعقوب"، رحمها الله، في أحد الوجهين عنهما، فقد اختارا فيه الإدغام، كما سبقت الإشارة إلى ذلك، والله أعلم.
ومن ذلك أيضا:
الدال والتاء:
فالمخرج واحد وهو: طرف اللسان مع ما يقابله من أصلي الثنيتين العلويتين مصعدا إلى جهة الحنك الأعلى، كما تقدم عند الكلام على التاء والطاء.
والصفات مختلفة:
فالتاء مهموسة والدال جهرية.
والدال مقلقلة، لأنها من حروف "قطب جد"، والتاء غير مقلقلة.
ويشتركان في الشدة لأنهما من حروف "أجد قط بكت"، والاستفال، والانفتاح، والإصمات.
ومن أمثلة ذلك:
قوله تعالى: (قد تبين)، فالدال ساكنة متبوعة بتاء متحركة، فيكون الحكم هنا: "إدغام متجانسين صغير"، لأن الأول ساكن والثاني متحرك، والإدغام هنا واجب، كما هو الحال في "إدغام المثلين الصغير"، والله أعلم.
وقوله تعالى: (المساجد تلك)، فالدال والتاء، كلاهما، متحرك، فيكون الحكم هنا: "متجانسين كبير"، وإظهاره كإظهار "المثلين الكبير"، عند الجمهور، ما عدا "أبا عمرو" و "يعقوب"، في أحد الوجهين عنهما، فقد اختارا فيه الإدغام، كما سبقت الإشارة إلى ذلك، والله أعلم.
وأخيرا وضع الناظم، رحمه الله، قاعدة كلية لمعرفة "الصغير" و "الكبير"، سواء كان في المتماثلين أو المتقاربين أو المتجانسين، فقال:
بـ "المتجانسين" ثم إن سكن ******* أول كل فـ "الصغير" سمين
أو حرك الحرفان في كل فقل ******* كل "كبير" وافهمنه بالمثل
فإذا سكن الأول وتحرك الثاني فهو: "صغير"، واجب الإدغام.
وإذا حرك الاثنان فهو: "كبير"، حكمه الإظهار عند الجمهور، خلاف "أبي عمرو" و "يعقوب"، في أحد الوجهين عنهما، فقد اختارا فيه الإدغام، كما سبقت الإشارة إلى ذلك.
وبالإضافة إلى ذلك يوجد نوع ثالث في حالة:
تحريك الأول وتسكين الثاني، أي عكس الصغير فهو: "المطلق"، ومنه قوله تعالى: (ما ننسخ)، فنون "ننسخ" الأولى متحركة والثانية ساكنة، وحكمه: "الإظهار".
والله أعلى وأعلم
يتبع إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[04 Apr 2006, 03:30 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
ثم بدأ الناظم، رحمه الله، الكلام على المد، أنواعه، أحكامه، فقال:
والمد أصلي وفرعي له ******* وسم أولا "طبيعيا" وهو
ما لا توقف له على سبب ******* ولا بدونه الحروف تجتلب
بل أي حرف غير همز أو سكون ******* جا بعد مد فـ "الطبيعي" يكون
وبداية مع تعريف المد:
فهو لغة: المط والزيادة، ومنه:
قوله تعالى: (كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا)، أي سنزيده من العذاب، وأكد الفعل "نمد"، بالمصدر "مدا"، والله أعلم.
واصطلاحا: عبارة عن إطالة الصوت بالحروف.
أو: إطالة زمن الصوت بحرف عن مقدار المد الطبيعي عند وجود سببه.
فالمد الطبيعي، "ومقداره حركتان" كما سيأتي إن شاء الله، لازم لاجتلاب أي حرف، فإذا ما وجد سبب إضافي غير اجتلاب الحرف، كأن يقع بعد حرف المد همز كما في قوله تعالى: (السماء)، لزمت إطالة زمن الصوت، تبعا لنوع المد، فهو في هذا المثال، يطول إلى 4 أو 5 حركات، أو 6 حركات عند الوقوف على الهمزة المتطرفة "أي التي جاءت في آخر الكلمة"، فالزيادة حاصلة على مقدار المد الطبيعي بمقدار 2 أو 3 أو 4 حركات على التفصيل السابق، والله أعلم.
ويقابل المد: القصر، وهو:
لغة: الحبس أو المنع، ومنه قوله تعالى: (حور مقصورات في الخيام).
ومنه قول البلاغيين والأصوليين: تقديم المعمول على العامل يفيد القصر والحصر، كما في قوله تعالى: (إياك نعبد)، فتقدم المعمول، أي المفعول به، ضمير النصب المتصل "إياك"، على عامله، أي الفعل، "نعبد"، فلزم من ذلك قصر العبادة على الله، عز وجل، دون من سواه، وحصر هذا المعنى في صرف العبادة لله، عز وجل، دون من سواه، خلاف قولك: نعبد إياك، فإنه لا يمنع وجود معبود آخر، كأن يقول قائل: أعبدك وأعبد سواك، "لأن ضمير النصب المنفصل إذا تأخر فالأصل فيه الاتصال، وهو هنا كاف المخاطب الراجعة إلى الله عز وجل"، فقوله صحيح لغة وإن كان فاسدا معنى، خلاف قوله: إياك أعبد وفلان، فهو فاسد لغة ومعنى، والله أعلم.
واصطلاحا: إثبات حرف المد من غير زيادة عليه.
أو: عدم الزيادة على المد الطبيعي لعدم وجود سبب لها.
فعلى سبيل المثال: في قوله تعالى: (قال)، لم يأت بعد حرف الألف، حرف المد، همز أو سكون، وهما سببا المد على تفصيل يأتي إن شاء الله، بل جاء بعدها حرف اللام، فامتنعت الزيادة عن حركتين، المقدار الطبيعي في هذه الصورة لتخلف شرط الزيادة، وهو مجيء الهمز أو السكون بعد ألف المد، كما تقدم، والله أعلم.
والمد كما ذكر الناظم، رحمه الله، ينقسم، بشكل رئيسي، لقسمين:
المد الطبيعي: وهو المد اللازم لاجتلاب الحروف، فبدونه لا يمكن النطق بالحرف أصلا، لأن أي حرف، غير الهمز أو الحرف المسكن، يأتي بعد حرف المد، يلزم للنطق بالحرف السابق للمد حركتان:
حركة الحرف نفسه، وحركة حرف المد، كما في قوله تعالى: (قال) و: (قيل) و: (نوحيها).
فلفظ: قال: عند النطق به، يمد القارئ ألف المد بمقدار حركتين، ليأتي باللفظ على وجهه، لأنه إن أهمل المد الطبيعي في هذا اللفظ، بأن أتى بحركة القاف فقط، فسوف تكون صورة النطق: قل، بفتح القاف مع نطقها بسرعة وفتح اللام، وهذا فساد في النطق يترتب عليه فساد في المعنى.
وكذا في قوله تعالى: (قيل)، بإهمال المد الطبيعي، وإسقاط ياء المد، تكون صورة اللفظ: قل، بكسر القاف مع نطقها بسرعة وفتح اللام.
وكذا في قوله تعالى: (نوحيها)، وهي لفظة حوت حروف المد الثلاثة: الألف والواو والياء، فبإهمال المد الطبيعي فيها، تكون صورة اللفظ: نحه، بضم النون وكسر الحاء وفتح الهاء، والنطق بجميعها سريعا دون إعطاء الضم أو الكسر أو الفتح حقه، لإهمال حروف المد، والله أعلم.
وبهذا يتضح قول الناظم رحمه الله:
ما لا توقف له على سبب ******* ولا بدونه الحروف تجتلب
فهو لا سبب له، لأنه لم يأت بعد حرف المد همز أو سكون أصلي أو عارض، وبدون المد الطبيعي لا تجتلب الحروف، بل يفسد النطق أصلا والمعنى تبعا، كما تقدم، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وشرطه أن يأتي بعد حرف المد، أي حرف، إلا الهمز والسكون، لأنهما سببا المد الفرعي بأنواعه، كما سيأتي إن شاء الله، والكلام هنا على المد الأصلي.
وأما المد الفرعي، فقد أشار إليه الناظم، رحمه الله، بقوله:
والآخر الفرعي موقوف على ******* سبب كهمز أو سكون مسجلا
فالفرعي، خلاف الأصلي، مبني على سبب ألا وهو:
وقوع الهمز بعد حرف المد، سواء كانا بكلمة واحدة، كما في قوله تعالى: (السماء)، فألف المد متبوعة بهمز، وكلاهما جاء في كلمة واحدة، أو كانا بكلمتين منفصلتين، كما في قوله تعالى: (لا إله إلا الله)، فألف المد في "لا"، والهمز في كلمة "إله".
أو وقوع السكون بعد حرف المد، سواء كان أصليا، كما في قوله تعالى: (الحاقة)، فألف المد متبوعة بقاف مشددة، وهي في حقيقتها: قاف ساكنة متبوعة بقاف متحركة، فحصل تلاقي الساكنين، (ألف المد الساكنة والقاف الساكنة، أي أولى القافين)، والسكون أصلي.
أو كان عارضا في الوقف دون الوصل، كما في قوله تعالى: (الحمد لله رب العالمين)، بالوقوف على العالمين، وأما إن وصلت فلا سكون، وكذا في قوله تعالى: (يرونهم مثليهم رأي العين)، بالوقوف على العين فإن وصلت فلا سكون، وعليه لا مد لأن السكون طارئ يزول بالوصل، ويأتي مزيد بيان لكل هذه الأنواع، إن شاء الله، والله أعلم.
وقد زاد الشيخ الضباع، رحمه الله، سببين آخرين من الأسباب المعنوية، وهما:
التعظيم: وهو في "لا" النافية للجنس، أو لا "التبرئة"، في كلمة التوحيد نحو قوله تعالى: (لا إله إلا الله)، وهو في نفس الوقت مد منفصل، جائز المد، كما سيأتي إن شاء الله، فلا يظهر سبب التعظيم في حالة المد المنفصل، لأن القارئ سينصرف أول ما ينصرف إلى السبب اللفظي، أي سبب المد المنفصل، فيمد 2 أو 4 أو 5 حركات، ولكنه إن كان ممن يلتزم قصر المنفصل، أي لا يمده، فعندئذ، يكون مده تعظيما، بالأصالة، لأنه لولا هذا السبب المعنوي لما مد أصلا لأنه لا يمد المنفصل، كما تقدم، فلا تخريج لمده في تلك الحالة إلا كونه مد تعظيم، والله أعلم.
والتبرئة: وهو مد "لا" التبرئة، أيضا، وقد روي عن حمزة، رحمه الله، في نحو قوله تعالى: (لا ريب)، فهنا ألف مد بعدها راء، فالصورة صورة المد الطبيعي الذي لا يزاد فيه عن حركتين، ورغم ذلك مد حمزة، رحمه الله، مراعاة للمعنى، فالآية تبرئ كتاب الله، عز وجل، من الريب وهذا معنى يحسن التنبيه عليه بالمد، ووجه المد فيه: التوسط، أي 4 حركات، وإذا جاء بعد "لا" همزة، أشبع المد، كما في قوله تعالى: (لا إكراه)، ففي هذه الصورة المد مد منفصل، فيعمل القارئ المد المنفصل ويهمل مد التبرئة عملا بأقوى السببين، لأن المد المنفصل أقوى من مد التبرئة، فالسبب اللفظي أقوى من السبب المعنوي، والله أعلم. بتصرف من "منحة ذي الجلال" ص91.
ثم انتقل الناظم، رحمه الله، إلى ذكر حروف المد وشروطها، وحروف اللين، فقال:
حروفه "ثلاثة" فعيها ******* من لفظ "واي" وهي في "نوحيها"
والكسر قبل الياء وقبل الواو ضم ******* شرط وفتح قبل ألف يلتزم
واللين منها الياء وواو سكنا ******* إن انفتاح قبل كل أعلنا
فحروف المد هي: "الألف والواو والياء"، وهي مجموعة في لفظ: "واي"، وهو لفظ لا معنى له، ولذا عبر عنه الناظم، رحمه الله، بقوله: من لفظ "واي"، ولم يقل: من كلمة "واي"، لأن الكلمة لفظ مفيد، كما أشار إلى ذلك ابن مالك، رحمه الله، في أول ألفيته بقوله:
كلامنا لفظ مفيد كاستقم ******* واسم وفعل ثم حرف الكلم
واللفظ غير المفيد كـ "واي" يسميه النحويون: مهملا، والله أعلم. شرح ابن عقيل رحمه الله (1/ 15).
وقد أتت هذه الحروف مستوفية شروطها، في كلمة واحدة هي:
قوله تعالى: (نوحيها)، فالواو مضموم ما قبلها، والياء مكسور ما قبلها، والألف مفتوح ما قبلها.
وكذا في قوله تعالى: (وأوتينا).
بتصرف من "منحة ذي الجلال" ص92.
ولكن هذه الحروف لا تكون حروف مد إلا وفق قيد، ذكره الناظم، رحمه الله، في البيت التالي:
والكسر قبل الياء وقبل الواو ضم ******* شرط وفتح قبل ألف يلتزم
(يُتْبَعُ)
(/)
فيلزم أن تكون هذه الحروف ساكنة، فخرج بذلك الألف والواو والياء، إن تحركت، فلا يقال عن الواو في قوله تعالى: (ولقد أهلكنا)، بأنها واو مد، لأنها متحركة بالفتح.
ولا يقال عن الياء في قوله تعالى: (كذلك زين)، بأنها ياء مد لأنها متحركة بالكسر.
ويلزم أيضا: أن تكون حركة الحرف الذي يسبقها موافقة لجنسها:
فجنس الألف: الفتح، فيلزم أن يكون ما قبلها مفتوح، والألف لا يكون ما قبلها إلا مفتوحا.
وجنس الواو: الضم، فيلزم أن يكون ما قبلها مضموم.
وجنس الياء: الكسر، فيلزم أن يكون ما قبلها مكسور.
وأما إذا سكنت الواو والياء، وفتح ما قبلها، فيقال عندئذ:
بأنهما استوفيا الشرط الأول: وهو كونهما ساكنتين، ولكن الشرط الثاني: اختل، لأن الفتح ليس من جنس الواو أو الياء، فيقال لهما في هذه الحالة: حرفا "لين"، لسهولة خروجهما بهذه الصورة، وحروف اللين هي سبب مد اللين العارض للسكون، كما سيأتي إن شاء الله، ومن ذلك:
قوله تعالى: (بيت)، إن وقفت على التاء، فالياء ساكنة مفتوح ما قبلها، ولذا يسمى هذا المد: مد لين عارض للسكون، لأن السكون غير أصلي، فالتاء متحركة، فلما وقف القارئ عليها سكنها، فعرض السكون لحرف اللين فتولد مد اللين العارض للسكون، كما سيأتي إن شاء الله.
وقوله تعالى: (خوف)، إن وقفت على الفاء، فالواو ساكنة مفتوح ما قبلها.
وعليه يقال بأن حروف المد ثلاثة: الألف المفتوح ما قبلها، والواو المضموم ما قبلها، والياء المكسور ما قبلها.
وحروف اللين: الواو الساكنة المفتوح ما قبلها، والياء الساكنة المفتوح ما قبلها.
وحروف المد أقوى من حروف اللين، لأن موافقة ما قبلها لها في الحركة يكسبها قوة ليست موجودة في حروف اللين التي يكسبها فتح ما قبلها، والفتح أخف من الضم والكسر، يكسبها ليونة تجعلها أدنى من حروف المد، وترتب على ذلك:
أن المد المبني على حروف اللين أضعف من المد المبني على حروف المد، فعلى سبيل المثال: مد اللين العارض للسكون في قوله تعالى: (بيت)، إن وقفت عليها، أضعف من المد العارض للسكون في قوله تعالى: (رب العالمين)، إن وقفت على: "العالمين"، لأن الياء في "بيت" ياء لينة ساكنة مفتوح ما قبلها، بينما الياء في "العالمين" ياء مدية، مكسور ما قبلها، فكأن المد فرع عن سببه قوة وضعفا، فكلما كان السبب أقوى كان المد أقوى، والعكس صحيح، ويأتي مزيد بيان لذلك إن شاء الله عند الكلام على هذين المدين، والله أعلم.
فائدة: الألف يقال عنها بأنها: حرف مد ولين في نفس الوقت، لأنه لا يتصور وجود ألف ما قبلها غير مفتوح، فدائما ما قبلها مفتوح ليناسب جنسها، وهذا حد حرف المد.
وهي في نفس الوقت ساكنة مفتوح ما قبلها، وهذا حد حرف اللين، فاجتمع فيها الوصفان في نفس الوقت بشكل لا ينفك عنها أبدا، خلاف الواو والياء اللتان تستقلان بأحد الوصفين دون الآخر، ولا يمكن اجتماع كلا الوصفين فيهما في نفس الوقت، كما تقدم في الأمثلة.
والله أعلى وأعلم
يتبع إن شاء الله
ـ[مهاجر]ــــــــ[06 Apr 2006, 03:30 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
ثم شرع الناظم، رحمه الله، في بيان أحكام المد، فقال:
للمد أحكام ثلاثة تدوم ******* وهي الوجوب والجواز واللزوم
فأحكام المد ثلاثة:
الوجوب: ويكون في المد المتصل.
والجواز: في المد المنفصل، ويلحق به: المد العارض للسكون، ومد اللين العارض للسكون، ومد البدل، ومد الصلة الكبرى ومد الصلة الصغرى.
واللزوم: كما في المد اللازم بأقسامه الأربعة: الكلمي المثقل، والكلمي المخفف، والحرفي المثقل، والحرفي المخفف، على تفصيل يأتي إن شاء الله.
مسألة: أحوال حرف المد مع الهمز:
أولا: أن يتقدم حرف المد وتأتي الهمزة بعده في نفس الكلمة، وهذه هي صورة المد المتصل، ومن ذلك:
قوله تعالى: (جاء)، فألف المد متبوعة بالهمز المتطرف.
وقوله تعالى: (قروء)، فواو المد متبوعة بالهمز المتطرف.
وقوله تعالى: (بريء)، فياء المد متبوعة بالهمز المتطرف.
ثانيا: أن يكون حرف المد في آخر كلمة والهمزة أول كلمة أخرى، وهذه هي صورة المد المنفصل، ومن ذلك:
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله تعالى: (بما أنزل)، فألف المد في "بما" متبوعة بالهمز الذي جاء في أول الكلمة التالية: "أنزل".
وقوله تعالى: (قوا أنفسكم)، فواو المد في "قوا" متبوعة بالهمز الذي جاء في أول الكلمة التالية: "أنفسكم".
وقوله تعالى: (في أمها)، فياء المد في "في" متبوعة بالهمز الذي جاء في أول الكلمة التالية: "أمها".
ثالثا: أن تتقدم الهمزة على حرف المد، وهذه صورة مد البدل، وهو كالمد الطبيعي، يمد بمقدار حركتين، عند غير ورش، رحمه الله، كما سيأتي إن شاء الله، ومن ذلك:
قوله تعالى: (ءامن)، فالهمز قد سبق ألف المد.
وقوله تعالى: (أوتي)، فالهمز قد سبق واو المد.
وقوله تعالى: (إيمانا)، فالهمز قد سبق ياء المد، والله أعلم.
بتصرف من "منحة ذي الجلال" ص94_95.
ومن المسائل التي تحسن الإشارة إليها قبل الخوض في بيان أنواع المد، مسألة مقاديره، بشكل إجمالي، ومن ثم يأتي تفصيلها عند بيان كل نوع إن شاء الله، لأن لكل نوع مقدارا معينا، فهي إجمالا:
6 حركات: وهي أعلاها، وتكون في المد اللازم وما يندرج تحته كمد الفرق وجوبا، والمد المتصل عند ورش وحمزة رحمهما الله، والمد المتصل إن تطرف ووقف القارئ عليه عند عاصم رحمه الله، والمد المنفصل عند ورش وحمزة رحمهما الله جوازا، والمد العارض للسكون ومد اللين العارض للسكون جوازا، والحركة مقدار ضم الإصبع، وهي تختلف بطبيعة الحال تبعا لطريقة التلاوة، فلا يتصور أن مقدار الحركة عند من يقرأ بقراءة التحقيق المتأنية، هو نفس مقدارها عند من يقرأ بقراءة الحدر السريعة، والله أعلم.
5 حركات: وتكون في المد المتصل وجوبا، والمنفصل ومد الصلة الكبرى جوازا، ويطلق على هذا المقدار: "فويق التوسط".
4 حركات: وتكون في المد المتصل، في أحد أوجهه، وجوبا، والمنفصل والمد العارض للسكون ومد اللين العارض للسكون جوازا، ويطلق على هذا المقدار: "التوسط".
حركتان: وتكون في المد الطبيعي وما يندرج تحته كمد الصلة الصغرى ومد العوض ومد التمكين، ومد البدل عند غير ورش، رحمه الله، والمد المنفصل والمد العارض للسكون ومد اللين العارض للسكون ومد الصلة الكبرى إن قصرتها، على تفصيل يأتي لكل ذلك إن شاء الله.
ثم شرع الناظم، رحمه الله، في بيان أول الأنواع، فقال:
فواجب إن جاء همز بعد مد ******* في كلمة وذا بمتصل يعد
فالمد المتصل صورته: أن يأتي بعد حرف المد همز في نفس الكلمة، سواء تطرفت الهمزة، أي جاءت في آخر الكلمة، كما في:
قوله تعالى: (جاء)، وقوله تعالى: (سيئ)، وقوله تعالى: (قروء).
أو لم تتطرف، كما في:
قوله تعالى: (أولئك).
وأما حكمه: فهو الوجوب شرعا، لوروده نصا عن ابن مسعود رضي الله عنه.
يقول ابن الجزري رحمه الله: (تتبعت قصر المتصل، فلم أجده في قراءة صحيحة ولا شاذة)، وهذا استقراء كامل من إمام معتمد في هذا الفن، فلا محيد عنه، والله أعلم.
يقول الشيخ الضباع رحمه الله:
وله، أي المد المتصل، محل اتفاق ومحل اختلاف:
فمحل الاتفاق: هو أن القراء اتفقوا على اعتبار أثر الهمزة، وهو الزيادة المسماة بالمد الفرعي. اهـ، فلا يوجد قارئ إلا وقد اعتبر هذا الأثر، ولو بحركة واحد زائدة عن مقدار المد الطبيعي كما سيأتي إن شاء الله.
ومحل الاختلاف هو: تفاوتهم في مقدار تلك الزيادة، على حسب مذاهبهم فيه:
فأطولهم مدا: "ورش" و"حمزة"، رحمهما الله، وقدر بثلاث ألفات، والألف هنا هي: ألف المد، ومقدار مدها في حالة المد الطبيعي: حركتان، فيكون المجموع 3 * 2 = 6 حركات، وهذا حالهما في المنفصل، فهما أطول الناس مدا في البابين، والله أعلم.
ثم عاصم، رحمه الله، بألفين وألفين ونصف، (أي 4 أو 5 حركات)، وإن تطرف الهمز ووقف القارئ عليه، كما في قوله تعالى: (والسماء)، زيد في الحركات حركة واحدة فأصبحت: 6 حركات.
ثم الشامي وعلي، رحمهما الله، بألفين، (أي 4 حركات).
ثم قالون وابن كثير وأبو عمرو، رحمهم الله، بألفين وألف ونصف، (أي 4 أو 3 حركات)، وهذا أقل ما ورد في هذا النوع، والله أعلم.
والحاصل بالنسبة لمن يقرأ بقراء حفص عن عاصم، كما هو الحال عندنا في مصر، أنه يمد المتصل (4 أو 5 حركات)، إلا إن تطرف الهمز ووقف القارئ عليه فإنه يمد (6 حركات)، والله أعلم.
بتصرف من "منحة ذي الجلال" ص97.
مسألة:
وجه المد في هذا النوع: أن حرف المد ضعيف والهمز قوي صعب، لأنه من حروف الحلق، وهي أشد الحروف، فزيد في المد تقوية للضعيف عند مجاورة القوي، فكأن المد عماد لحرف المد الضعيف ليقوى على النهوض أمام الهمز القوي.
وقيل: ليتمكن من النطق بالهمزة على حقها من شدتها وجهرها، فكأن المد هنا لمراعاة الأقوى لا الأضعف، لأنه يخشى من سريان الضعف من حرف المد إلى الهمزة المجاورة له عند النطق.
وقيل: ليستعان به على النطق بالهمزة، وليكون صونا لحرف المد عن أن يسقط عند الإسراع لخفائه وصعوبة الهمز، فكأن هذا القول قد جمع القولين السابقين فراعى ضعف حرف المد، وشدة الهمز، والله أعلم.
وأما وجه التفاوت في مراتب المد فلأجل مراعاة سنن القراءة، فالقراءة سنة متبعة، كما سبقت الإشارة إلى ذلك، وكل قارئ يلتزم في قراءته بما صح إسناده عنده.
بتصرف من "منحة ذي الجلال" ص97.
والله أعلى وأعلم
يتبع إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[08 Apr 2006, 03:25 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
ثم شرع الناظم، رحمه الله، في بيان أحكام المد الجائز، فبدأ بـ "المد المنفصل":
وجائز مد وقصر إن فصل ******* كل بكلمة وهذا "المنفصل"
فالمد المنفصل، كالمتصل، يشترط فيه وقوع الهمز بعد حرف المد، ولكن في المنفصل يلزم أن يكون حرف المد في آخر كلمة، والهمز في أول الكلمة التالية، أي أنه لا يقع إلا من كلمتين منفصلتين، خلاف المتصل الذي يقع من كلمة واحدة كما سبقت الإشارة إلى ذلك.
ومن أمثلته:
قوله تعالى: (بما أنزل)، فحرف المد، الألف، وقع في آخر كلمة "بما"، والهمز وقع في أول الكلمة التالية "أنزل".
قوله تعالى: (قوا أنفسكم)، فحرف المد، الواو، وقع في آخر كلمة "قوا"، والهمز وقع في أول الكلمة التالية "أنفسكم".
قوله تعالى: (في أمها)، فحرف المد، الياء، وقع في آخر كلمة "في"، والهمز وقع في أول الكلمة التالية "أمها".
وكما هو الحال في المتصل، فإن القراء متفاوتون في المنفصل على قدر مراتبهم في التحقيق والترتيل والتوسط والحدر أيضا.
فأطولهم مدا: "ورش" و"حمزة"، رحمهما الله، وقدر بثلاث ألفات، فهما أطول الناس مدا في بابي المتصل والمنفصل، كما سبقت الإشارة إلى ذلك، والله أعلم.
ثم عاصم، رحمه الله، بألفين وألفين ونصف.
ثم ابن عامر الشامي والكسائي، رحمهما الله، بألفين.
ثم ابن كثير والسوسي، رحمهما الله، بألف فقط، وهذا أقل ما ورد في هذا النوع، والله أعلم.
يقول الشيخ الضباع رحمه الله:
وهذه الرتبة الأخيرة، "أي رتبة ابن كثير والسوسي رحمهما الله"، عارية عن المد الفرعي، وهي الخامسة الزائدة على المتصل.
فهي لا مد فرعي فيها أصلا، وإنما يقتصر فيها على المد الطبيعي.
ويواصل الشيخ، رحمه الله، فيقول:
والحاصل: أن المد المنفصل والمتصل اتفقا في الزيادة، وتفاوتا في النقص، فلا يجوز فيهما الزيادة على ست حركات، ولا يجوز نقص المتصل عن ثلاث حركات ولا المنفصل عن حركتين.
ثم إن المد المنفصل لا يجري حكمه المتقدم من اعتبار المراتب إلا في الوصل، فلو وقف القارئ على حرف المد عاد إلى أصله وسقط المد الزائد لعدم موجبه.
بتصرف يسير من "منحة ذي الجلال" ص98_99.
بمعنى أنه إذا وقف القارئ، على سبيل المثال، على: (بما)، في قوله تعالى: (بما أنزل)، وكان ممن يمد المنفصل، فإنه لا يمد، لأن هذا المد لا يثبت إلا في حالة الوصل فقط، وبطبيعة الحال، هذا الوقف غير متصور في المد المتصل، لأنه يقع في كلمة واحدة، ولا يتصور أن يقف القارئ على جزء كلمة إلا لعارض طارئ لا يصح إطلاق الوقف عليه أصلا، فهو خلاف الوقف الاضطراري على آخر كلمة لقصر النفس أو ما شابه ذلك، والله أعلم.
ثم شرع الناظم، رحمه الله، في الكلام على المد العارض بالسكون، فقال:
ومثل ذا إن عرض السكون ******* وقفا كـ "تعلمون" "نستعين"
ويندرج في المد العارض للسكون، مد اللين العارض للسكون، لاشتراكهما في السكون وقفا لا وصلا، فهو يقع في حالة إذا ما كان حرف المد أو حرف اللين، هو الحرف قبل الأخير في الكلمة، وتبعهما حرف متحرك، فلما وقف القارئ على الحرف المتحرك سكن، فنجم عن ذلك التقاء ساكنين، أحدهما أصلي وهو: سكون حرف المد (الذي يكون دائما ساكنا موافقا لجنس حركة الحرف الذي يسبقه)، أو حرف اللين (الذي يكون ساكنا ما قبله مفتوح)، والآخر عارض وهو: سكون الحرف الأخير في الكلمة، وهو أصلا متحرك، إلا أن القارئ لما وقف عليه سكنه، والتقاء الساكنين سواء كان أحدهما أصلي والآخر عارض كما في هذه الصورة، أو كان كلاهما أصلي كما في المد اللازم، أمر مستقبح في لغة العرب، فيجتنب بالمد، وعليه يمد القارئ هنا: المد العارض للسكون، أو مد اللين العارض للسكون، ويكون مقدار المد: 2 أو 4 أو 6 حركات، ومن ذلك:
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله تعالى: (تعلمون)، إن وقفت على النون، فالحرف قبل الأخير، حرف مد، وهو واو المد، وما بعده أصله متحرك بالفتح، وهو حرف النون، فلما وقف القارئ على النون، سكنت، فالتقت واو المد الساكنة مع النون الساكنة عرضا، وهذا هو السبب الثاني من أسباب المد الفرعي، وهو مجيء السكون، الأصلي أو العارض كما في هذا المثال، بعد حرف المد، فيمد القارئ عند الوقوف على النون: 2 أو 4 أو 6 حركات، والله أعلم.
وكذا قوله تعالى: (نستعين)، إن وقفت على النون، فيكون سبب المد التقاء ياء المد الساكنة مع النون الساكنة عرضا.
وقوله تعالى: (المآب)، إن وقفت على الباء، فيكون سبب المد التقاء ألف المد الساكنة مع الباء الساكنة عرضا.
وأما في قوله تعالى: (خوف)، فالواو هنا واو لين لا مد، لأنها ساكنة مفتوح ما قبلها، فلا تكون واو مد لأنها ليست من جنس حركة ما قبلها، أو لأن حركة ما قبلها ليست من جنسها، فإذا وقف القارئ على الفاء تولد سكون عارض، فالتقى الساكنان: سكون واو اللين، وسكون الفاء العارض، فيمد القارئ: 2 أو 4 أو 6 حركات، ولكن يميز هذا المد بوجود حرف لين فيه، فيقال: مد لين عارض للسكون، والله أعلم.
وكذا في قوله تعالى: (والصيف)، إن وقفت على الفاء، فيكون سبب المد التقاء ياء اللين الساكنة مع الفاء الساكنة عرضا.
وقوله تعالى: (العين)، إن وقفت على النون، فيكون سبب المد التقاء ياء اللين الساكنة مع النون الساكنة عرضا.
ملاحظات:
أولا: المد العارض للسكون أقوى من مد اللين العارض للسكون، وإن تساويا في مقدار المد، لأن حرف المد الأصلي أقوى من حرف اللين.
ثانيا: لا تتحقق صورة هذين المدين إلا عند الوقف، أما إن وصل القارئ، فلا مد فرعي، وإنما يكون المد هنا مدا طبيعيا مقداره حركتان، فهو، من اسمه، مد عارض، شرطه الوقف العارض.
ثالثا: يلزم القارئ توحيد القراءة، فإن التزم المد في هذه الصورة: حركتين، فليمد طوال قراءته بهذا المقدار كلما عرض له هذا المد، وإن التزم: أربعا فأربع، وإن التزم ستا فست، وهناك وجه آخر يجوز اختلاف مقدار المد في القراءة الواحدة، فيمد مرة حركتين، ومرة 4 حركات، ومرة 6 حركات، أو 2 و 4، أو 2 و 6، أو 4 و 6 .......................... ، وتوحيد القراءة أصح، والله أعلم.
رابعا: لهذا المد، كما تقدم، 3 أوجه:
أولا: وجه الطول: ومقداره 6 حركات، وتخريج هذا الوجه: مساواته بالمد اللازم، الذي يكون فيه كلا السكونين أصليا، فكأن القارئ هنا يعتد بالسكون العارض اعتدادا كاملا، فينزله منزلة السكون الأصلي، ويمد تبعا لذلك 6 حركات كالمد اللازم.
ثانيا: وجه التوسط: ومقداره 4 حركات، وتخريج هذا الوجه: أن القارئ يراعي اجتماع الساكنين
ولكنه في نفس الوقت لا يسوي بين سكونين أصليين كسكوني اللازم، وسكونين أحدهما أصلي والآخر عارض كما في هذا النوع.
ثالثا: وجه القصر: ومقداره حركتان، وتخريج هذا الوجه: أن السكون عارض لا أصلي، والوقف يجوز فيه التقاء الساكنين بلا إشكال، فكأن القارئ هنا يهمل التقاء هذين الساكنين إهمالا كاملا لجواز التقاءهما وقفا، كما تقدم، دون إشكال، والله أعلم.
بتصرف من "منحة ذي الجلال" ص100_101.
وبعده مد البدل، وفيه يقول الناظم رحمه الله:
أو قدم الهمز على المد وذا ******* بدل كـ "ءامنوا" و "إيمانا" خذا
وسبب هذا المد، كما أشار إلى ذلك الناظم رحمه الله، تقدم سبب المد "الهمز"، على حرف المد، عكس الصورة القياسية للمد، كما في:
قوله تعالى: (ءامنوا): حيث تقدم الهمز على ألف المد، وأصل الكلمة: أأمنوا، بهمزة مفتوحة يليها همزة ساكنة، والقاعدة الصرفية: أنه إذا اجتمع مثلان "أي حرفان متماثلان"، كالهمزتين في "أأمنوا"، أولهما متحرك والثاني ساكن، فإن الثاني يقلب إلى حرف مد من جنس حركة الحرف الأول، وجنس حركة الحرف الأول هنا الفتح، فناسب أن تقلب الهمزة الثانية إلى ألف مد، لأن الفتح يناسبه الألف، فأصبح اللفظ: "ءامنوا"، والله أعلم.
وكذا قوله تعالى: (إيمانا): حيث تقدم الهمز على ياء المد، وأصل الكلمة: إأمانا، بهمزة مكسورة يليها همزة ساكنة، فناسب أن تقلب الهمزة الثانية إلى ياء مد ساكنة، فأصبح اللفظ: "إيمانا".
وقوله تعالى: (أوتي): حيث تقدم الهمز على واو المد، وأصل الكلمة: أأتي، بهمزة مضمومة يليها همزة ساكنة، فناسب أن تقلب الهمزة الثانية إلى واو مد ساكنة، فأصبح اللفظ: "أوتي".
ومقدار هذا المد، عند غير ورش رحمه الله، حركتان، فهو كالمد الطبيعي، والله أعلم.
ملاحظة:
قد يجتمع مد البدل مع مد آخر في نفس الموضع، وعليه يقال بأنه: إذا اجتمع سببان للمد قدم أقواهما، فعلى سبيل المثال:
يقدم المد المنفصل على مد البدل في قوله تعالى: (رءا أيديهم)، فـ "ألف المد" في "رءا"، مسبوقة بهمزة، وهذا هو سبب مد البدل، ومتبوعة بهمزة "أيديهم"، التي وقعت في الكلمة التالية، وهذا هو سبب المد المنفصل، فيقدم المنفصل على البدل لأنه أقوى منه، والله أعلم.
وكذا في قوله تعالى: (وجاءوا أباهم)، فـ " واو المد" في "جاءوا"، مسبوقة بهمزة، وهذا هو سبب مد البدل، ومتبوعة بهمزة "أباهم"، التي وقعت في الكلمة التالية، وهذا هو سبب المد المنفصل، فيقدم المنفصل على البدل لأنه أقوى منه، والله أعلم.
ويقدم المد المتصل على مد البدل في قوله تعالى: (ورئاء الناس)، فـ " ألف المد" في "رئاء"، مسبوقة بهمزة، وهذا هو سبب مد البدل، ومتبوعة بهمزة وقعت في نفس الكلمة، وهذا هو سبب المد المتصل، فيقدم المتصل على البدل لأنه أقوى منه، والله أعلم.
ويقدم المد اللازم على مد البدل في قوله تعالى: (ءآمين)، فـ " ألف المد" في "ءآمين"، مسبوقة بهمزة، وهذا هو سبب مد البدل، ومتبوعة بسكون أصلي، هو سكون أولى ميمي الميم المشددة الواقعة بعد حرف المد، وهذا هو سبب المد اللازم، فيقدم اللازم على البدل لأنه أقوى منه.
بتصرف من "منحة ذي الجلال" ص105_106.
والله أعلى وأعلم
يتبع إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[10 Apr 2006, 03:50 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
ثم شرع الناظم، رحمه الله، في الكلام على المد اللازم، وهو أقوى المد، وأعلاها مقدارا، فقال:
ولازم إن السكون أصلا ******* وصلا ووقفا بعد مد طولا
فالمد اللازم، كما يظهر من البيت السابق، شرطه: أن يأتي بعد حرف المد السكون، وهو السبب الثاني من أسباب المد، فخرج بذلك المد المتصل والمنفصل لأن حرف المد فيهما يأتي بعده السبب الأول من أسباب المد وهو الهمز، ولكن هذا السكون مقيد بكونه "أصليا"، أي أنه من نفس بنية الكلمة لا عارض عليها بسبب الوقف، فخرج بهذا القيد المد العارض للسكون ومد اللين العارض للسكون لأن السكون التالي لحرف المد فيهما سكون عارض نتيجة الوقف كما سبقت الإشارة إلى ذلك، وهو ما أكده الناظم، رحمه الله، بقوله: وصلا ووقفا، ليشير إلى أن السكون هنا من نفس بنية الكلمة لا كسكون المد العارض الذي يثبت وقفا لا وصلا، والله أعلم.
وهو أقوى أنواع المد، كما تقدم، وحكمه: الوجوب، ومقداره: 6 حركات، ومن ذلك:
قوله تعالى: (الصاخة)، فألف المد متبوعة بخاء مشددة، والخاء المشددة في حقيقتها: خاء ساكنة متبوعة بخاء متحركة، فتحصل لدينا: ألف مد ساكنة متبوعة بخاء ساكنة سكونا أصليا، والتقاء ساكنين أمر مستقبح، كما تقدم، فيجتنب في هذه الصورة بالمد، وبما أن السكون التالي لحرف المد هنا أصلي، وقفا ووصلا، فالمد حتم لازم في جميع الحالات، والله أعلم.
وقوله تعالى: (الطامة)، وما قيل في الآية السابقة يقال في هذه الآية، إلا أن الحرف المشدد التالي لألف المد هنا هو الميم المشددة، فنتج لدينا، تبعا للتفصيل السابق، ألف مد ساكنة متبوعة بميم ساكنة سكونا أصليا، وعليه لزم المد.
وقوله تعالى: (الضالين)، وقد اجتمع فيه نوعان من المد سببهما السكون:
فالأول: هو المد اللازم، الذي سببه مجيء اللام المشددة بعد ألف المد الساكنة، فنتج لدينا: ألف مد ساكنة متبوعة بلام ساكنة سكونا أصليا، وهذا هو سبب المد اللازم، فيمد القارئ وجوبا 6 حركات.
والثاني: مد عارض للسكون، عند الوقوف على آخر الكلمة، فينتج لدينا ياء مد ساكنة متبوعة بسكون غير أصلي، وهذا قيد مهم جدا يتبين به الفرق بين النوعين، كما تقدم، وهذه صورة المد العارض، ولكن لما كان سببه هنا غير أصلي، أي أنه ليس من نفس بنية الكلمة، كما هو الحال في اللازم، جاز فيه المد والتوسط والقصر، 2 أو 4 أو 6 حركات، على التفصيل السابق في المد العارض، والله أعلم.
وقوله تعالى: (أتحاجوني)، وقد وقع فيه المد اللازم في موضعين:
الموضع الأول: ألف المد الساكنة المتبوعة بالجيم المشددة، فينتج لدينا ألف مد ساكنة متبوعة بجيم ساكنة، على التفصيل السابق.
والموضع الثاني: واو المد الساكنة المتبوعة بالنون المشددة، فينتج لدينا واو مد ساكنة متبوعة بنون ساكنة، على التفصيل السابق.
ويضيف الشيخ الضباع، رحمه الله، قيدا مهما لالتقاء الساكنين في هذا النوع، فيقول:
ويشترط أن يكون الساكن متصلا بحرف المد في كلمته، كما مثلنا، فإن انفصل عنه تعين حذف المد لفظا نحو:
قوله تعالى: (وقالوا اتخذ)، فواو المد الساكنة في "قالوا" منفصلة عن ألف الوصل الساكنة في "اتخذ"، لذا يكون المد هنا مدا طبيعيا مقداره حركتان.
وقوله تعالى: (والمقيمي الصلاة)، فياء المد الساكنة في "المقيمي" منفصلة عن ألف الوصل الساكنة في "الصلاة"، لذا يكون المد هنا، أيضا، مدا طبيعيا مقداره حركتان.
وقوله تعالى: (إذا السماء)، فألف المد الساكنة في "إذا" منفصلة عن ألف الوصل الساكنة في "السماء"، لذا يكون المد هنا، أيضا، مدا طبيعيا مقداره حركتان.
بتصرف من منحة الجليل ص107_108.
ثم شرع الناظم، رحمه الله، في بيان أقسام هذا المد فقال:
أقسام لازم لديهم أربعة ******* وتلك كلمي وحرفي معه
كلاهما "مخفف مثقل" ******* فهذه "أربعة" تفصل
فتبين لنا من البيتين السابقين أن أقسام المد اللازم تؤول إلى 4 أقسام:
المد اللازم الكلمي، ويتفرع عنه نوعان: كلمي مخفف وكلمي مثقل.
والمد اللازم الحرفي: ويتفرع عنه نوعان: حرفي مخفف وحرفي مثقل.
ثم شرع، رحمه الله، في بيان المد الكلمي، بصفة عامة دون التطرق لأنواعه، فقال:
فإن بكلمة سكون اجتمع ******* مع حرف مد فهو كلمي وقع
فشرطه، كما تبين من الأمثلة السابقة، أن يجتمع سكون أصلي مع حرف المد، في كلمة واحدة، ولذا سمي بالكلمي، نحو:
قوله تعالى: (دابة)، فلفظ: "دابة" كلمة تتكون من أكثر من حرف من حروف المعجم، وقد وقعت فيها باء مشددة بعد ألف المد الساكنة، فنتج لدينا اجتماع ساكنين أصليين: ألف المد والباء الأولى من بائي الباء المشددة، فلزم المد، كما سبقت الإشارة إلى ذلك في أكثر من موضع.
وثناه ببيان المد الحرفي، بصفة عامة أيضا دون التطرق لأنواعه، فقال:
أو في ثلاثي الحروف وجدا ******* والمد وسطه فحرفي بدا
فهو يقع في الحروف المقطعة الموجودة في أول السور بشرط: أن يكون هجاء الحرف على ثلاثة أحرف أوسطها حرف مد، كما في:
قوله تعالى: (ن)، فهجاء حرف (ن): نون، وهو كما يظهر يتكون من 3 أحرف، أوسطها حرف مد وهو "الواو"، وهو حرف ساكن جاء بعده نون ساكنة سكونا أصليا، باعتبار أن الحروف المقطعة تقرأ منفصلة حرفا حرفا، ولازم ذلك الوقوف على كل حرف، فيتولد سكون في آخر هجائه، كما هو الحال في النون التالية لواو المد في هذا المثال، وعليه تتحقق صورة المد اللازم: اجتماع ساكنين أصليين، أولهما حرف مد، فيمده القارئ 6 حركات، كما تقدم، والله أعلم.
ومنه قوله تعالى: (ص)، فهجاء حرف (ص): صاد، فهو أيضا ثلاثي، وسطه ألف مد ساكنة متبوعة بدال ساكنة سكونا أصليا، على التفصيل السابق، وعليه تتحقق صورة المد اللازم، فيمده القارئ 6 حركات، والله أعلم.
بتصرف من منحة ذي الجلال ص110_111.
والله أعلى وأعلم
يتبع إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[15 Apr 2006, 03:10 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
ومن الإجمال إلى التفصيل حيث يقول الناظم رحمه الله:
كلاهما مثقل إن أدغما ******* مخفف كل إذا لم يدغما
فاللازم الكلمي، كما تقدم، ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: الكلمي مخفف:
وصورته أن يأتي في الكلمة بعد حرف المد، حرف غير مشدد، بشرط أن يكون ساكنا، وقد ورد في موضعين في سورة يونس في:
قوله تعالى: (ءآلآن)، فألف المد الساكنة متبوعة بلام ساكنة غير مشددة، فيمد القارئ 6 حركات، لاجتناب التقاء الساكنين، كما تقدم، دون تشديد، لأن الحرف التالي لحرف المد غير مشدد، فلا يتكلف القارئ تشديدا لا سبب له، وفي الآية دلالة على ما تقدم في مسألة: إعمال أقوى السببين، فقد اجتمع في هذه الكلمة سببان للمد:
أحدهما: المد اللازم، وسبق تفصيله.
والآخر: مد البدل حيث تقدمت همزة الاستفهام، سبب المد، على حرف المد، الألف الساكنة، ومقداره حركتان.
وبطبيعة الحال يعمل هنا بأقوى السببين وهو المد اللازم، فهو أقوى أنواع المد على الإطلاق، والله أعلم.
ومن ذلك أيضا:
قوله تعالى: (محياي)، عند من أسكن الياء سكونا أصليا، لا عارضا، فاجتمع ساكنان أصليان: ألف المد والياء الساكنة غير المشددة، فيكون المد: مدا لازما مخففا، مقداره: 6 حركات، وأما من وقف اضطرارا فإنه يمد أيضا 6 حركات أو 2 أو 4، لأن سبب المد في هذه الحالة، وهو السكون، غير أصلي، فسكونه لأجل الوقف، كما تقدم في المد العارض للسكون، والله أعلم.
وأما القسم الثاني: فهو الكلمي المثقل:
وصورته أن يأتي بعد حرف المد، حرف مشدد، وهو كما سبق مكون من حرفين مدغمين أولهما ساكن وثانيهما متحرك، فالتقى ساكنان أصليان، كما في المد الكلمي المخفف، فيمد القارئ، أيضا، 6 حركات، ولكنه يراعي التشديد في الحرف التالي لحرف المد، وهذا هو الفرق بين النوعين: المثقل والمخفف، فمن ذلك:
قوله تعالى: (الحاقة)، فألف المد الساكنة متبوعة بقاف مشددة.
وقوله تعالى: (الصاخة)، فألف المد الساكنة متبوعة بخاء مشددة، وسبقت الإشارة إلى هذه الأمثلة تفصيلا، والله أعلم.
وأما الحرفي، فهو لا يقع إلا في أوائل السور، في الحروف المقطعة، وهو ينقسم أيضا إلى قسمين:
القسم الأول: الحرفي المخفف، وصورته أن يأتي حرف مد هجاءه 3 أحرف أوسطها حرف مد، ولا يأتي بعده ما يوجب إدغامه فيه، لئلا يتولد من هذا الإدغام حرف مشدد ينقل الصورة من المد الحرفي المخفف إلى المد الحرفي المثقل، كما سيأتي إن شاء الله، فمن ذلك:
قوله تعالى: (ص * والقرآن ذي الذكر)، فـ "ص" هجاءه: صاد، بتسكين الدال، فتحققت صورة المد اللازم: حرف مد متبوع بسكون أصلي، ولم يأت بعد الدال في: صاد ما يوجب إدغامها فيه، فالقارئ إن وقف عليها فلا شيء بعدها أصلا، وإن وصل فلا إدغام للدال في الواو في "والقرآن"، وعليه فلا حرف مشدد هنا يعقب حرف المد، بل يعقبه حرف ساكن
مخفف، وهذه هي صورة المد اللازم الحرفي المخفف.
وقوله تعالى: (ق * والقرآن المجيد)، فـ "ق" هجاءه: قاف، بتسكين الفاء، فتحققت صورة المد اللازم: حرف مد متبوع بسكون أصلي، ولم يأت بعد الفاء في: قاف ما يوجب إدغامها فيه، فالقارئ إن وقف عليها فلا شيء بعدها أصلا، وإن وصل فلا إدغام للفاء في الواو في "والقرآن"، وعليه فلا حرف مشدد هنا يعقب حرف المد، بل يعقبه حرف ساكن مخفف، وهذه هي صورة المد اللازم الحرفي، كما تقدم، والله أعلم.
وقوله تعالى: (ن * والقلم وما يسطرون)، عند من يقف على "ن"، ولا يصلها بما بعدها، لأنه إن وصلها انقلبت الصورة إلى مد لازم حرفي مثقل، كما سيأتي تفصيلا إن شاء الله، فإن وقف على "نون"، تحققت صورة المد اللازم الحرفي المخفف: واو مد ساكنة في "نون" بعدها نون ساكنة سكونا أصليا، فيمد القارئ 6 حركات دون تشديد.
وقوله تعالى: (يس * والقرآن الحكيم)، عند من يقف على "يس"، ولا يصلها بما بعدها، لأنه إن وصلها انقلبت الصورة إلى مد لازم حرفي مثقل، كما سيأتي تفصيلا إن شاء الله، فإن وقف على "يس"، تحققت صورة المد اللازم الحرفي المخفف: ياء مد ساكنة في "سين" بعدها نون ساكنة سكونا أصليا، فيمد القارئ 6 حركات دون تشديد.
وأما القسم الثاني فهو: الحرفي المثقل، وصورته أن يأتي بعد حرف هجاءه 3 أحرف أوسطها حرف مد كاللام فهجائها: (لام)، أن يأتي بعده حرف أول حرف في هجائه يدغم في آخر حرف من هجاء الحرف الأول، كالميم فإن هجائها: (ميم)، فيدغم القارئ ميم آخر لفظ: لام في ميم أول لفظ: ميم، وهو إدغام مثلين صغير كما تقدم، فيتولد من هذا الإدغام ميم مشددة، فتتحقق صورة المد اللازم المثقل، لأن حرف المد، وهو الألف الساكنة في: لام، يكون في هذه الصورة متبوعا بميم مشددة، نتجت من الإدغام السابق، فمن ذلك:
قوله تعالى: (الم)، فاللام تمد مدا لازما حرفيا مثقلا على التفصيل السابق.
وقوله تعالى: (طسم)، فالسين هجاؤها: (سين)، والميم بعدها هجاؤها: (ميم)، فيدغم القارئ النون الساكنة في آخر: سين في الميم في أول: ميم، كما سبق في أحكام النون الساكنة، فيتولد من ذلك ميم مشددة، فتتحقق صورة المد اللازم المثقل، بوقوع حرف مشدد بعد حرف المد، الياء الساكنة في "سين"، على التفصيل السابق.
وقوله تعالى: (يس * والقرآن الحكيم)، عند من يصل "يس" بـ "والقرآن الحكيم"، فلفظ: سين، متبوع بواو، فيكون الحكم عند الوصل: إدغام النون الساكنة في الواو كما تقدم في أحكام النون الساكنة، فيتولد من ذلك واو مشددة، فتتحقق صورة المد اللازم المثقل، بوقوع حرف مشدد بعد حرف المد، الياء الساكنة في "سين"، على التفصيل السابق.
وقوله تعالى: (ن * والقلم وما يسطرون)، عند من يصل "ن" بـ "والقلم وما يسطرون"، كالمثال السابق تماما.
بتصرف من منحة ذي الجلال ص112_113.
والله أعلى وأعلم
يتبع إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المهند المصرى]ــــــــ[18 Apr 2006, 09:46 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خير
ـ[أبوعبيدالله المصرى]ــــــــ[20 Apr 2006, 03:00 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[مهاجر]ــــــــ[25 Apr 2006, 11:26 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
جزاكما الله خيرا أيها الكريمان، وبارك فيكما، ونفعكما ونفع بكما
وعودة للمنظومة:
حيث بدأ الناظم، رحمه الله، تفصيل القول في المد اللازم الحرفي فقال:
واللازم الحرفي أول السور ******* وجوده وفي "ثمان" انحصر
يجمعها حروف "كم عسل نقص" ******* وعين ذو وجهين والطول أخص
فالمد اللازم الحرفي بنوعيه المخفف والمثقل، لا يقع إلا في أول السور، أي في الحروف المقطعة في أوائل السور، فلا يقع، كالمد اللازم الكلمي، في أواسط السور، لأنه لا توجد في القرآن حروف تنطق مفردة مقطعة إلا في أوائل السور.
وحروف المد اللازم الحرفي يجمعها قولك: "كم عسل نقص"، أو "سنقص علمك"، أو
"عسلكم نقص"، وكلها تمد مدا لازما حرفيا، مقداره 6 حركات، كما تقدم، باستثناء "العين"، فلها وجهان:
التوسط: ومقداره 4 حركات.
والطول: ومقداره 6 حركات، وهو الأشهر، كما أشار إلى ذلك الناظم، رحمه الله، بقوله:
"وعين ذو وجهين والطول أخص".
وقيل هما:
الطول: ومقداره 6 حركات كما تقدم.
والقصر: ومقداره حركتان.
يقول الشيخ الضباع رحمه الله: ويتحصل منهما جواز الثلاثة. اهـ، وفي نسخة للناظم بدل الشطر الثاني من البيت الثاني "وعين ذو وجهين والطول أخص": "وعين ثلث لكن الطول أخص"، أي لها 3 أوجه، أشهرها: الطول، وهذا يؤيد القول بجواز جميع الأوجه المذكورة، والله أعلم.
بتصرف يسير من "منحة ذي الجلال" ص115.
وقد قسم الناظم، رحمه الله، حروف المد اللازم الحرفي إلى 3 أقسام، فقال:
وما سوى الحرف الثلاثي لا ألف ******* فمده مدا طبيعيا ألف
وذاك أيضا في فواتح السور ******* في لفظ "حي طاهر" قد انحصر
فالقسم الأول: ما يمد مدا لازما، وهو سبعة أحرف يجمعها قولك "من قص سلك"، ولو تتبعت هذه الحروف في فواتح السور فإنك ستجد علامة المد عليها، فهي تمد مدا لازما مقداره 6 حركات على الدوام، ونلاحظ أن هذه الحروف عند كتابتها، كـ "ميم" و"نون"، و"قاف" و"صاد" و"سين" و"لام" و"كاف"، فإنها تتكون من 3 حروف، أوسطها حرف مد من جنس حركة الحرف الذي يسبقه، كـ "الألف" في "قاف" و"الواو" في "نون" و"الياء" في "سين"، ولما كانت هذه الحروف تنطق مقطعة، فإن القارئ سيقف لا محالة على آخرها، فيلتقي حرف المد الساكن مع سكون آخر الحرف عند قطعه، فيمد القارئ مدا لازما لاجتناب التقاء الساكنين، كما سبقت الإشارة إلى ذلك.
والقسم الثاني: ما يمد مدا طبيعيا، وهو خمسة أحرف يجمعها قولك: "حي طهر"، وقد أدخل الناظم، رحمه الله، معها الألف، فقال: "حي طاهر"، رغم أن الألف، عند التحقيق، كما أشار هو نفسه بقوله: "وما سوى الحرف الثلاثي لا ألف"، عند التحقيق لا تدخل في هذا القسم لأنه لا حرف مد في هجاء الألف أصلا، فلفظ "ألف"، لا يوجد فيه حرف مد حتى يقال بمده مدا طبيعيا، والملاحظ في حروف هذا القسم أنها تكتب على حرفين آخرهما حرف مد: "حا"، "يا"، "طا"، "ها"، "را"، وعليه لا سبب للمد اللازم فيها لعدم التقاء ساكنين، ولو تتبعت هذه الحروف في فواتح السور فإنك لن تجد علامة المد عليها، فمدها، كما تقدم: مد طبيعي مقداره حركتان، والله أعلم.
والقسم الثالث: ما لا يمد أصلا، وهو حرف "الألف"، كما تقدم، لأنه لا يوجد في بنيته حرف مد أصلا.
والقسم الرابع: ما يجوز فيه القصر والتوسط والمد وهو حرف "العين"، من فاتحتي مريم والشورى، "كهيعص" و "عسق"، فالعين تختلف عن حروف القسم الأول في كونها تكتب على 3 أحرف أوسطها حرف لين ساكن، وليس حرف مد، لأن الياء في "عين"، ساكنة مفتوح ما قبلها، وعليه فإن حركة الحرف السابق لحرف المد ليست من جنس حرف المد، فالعين في "عين"، كما تقدم، مفتوحة فناسبها من حروف المد الألف ومع ذلك جاء بعدها ياء لين ساكنة، ولعل هذا هو السر في جواز القصر والتوسط بالإضافة إلى الطول، لأن القارئ عندما يقطع الحرف عن تاليه سيقف على النون في "عين"، فيتولد سكون بعد حرف اللين الساكن، وهذه صورة مد اللين، ومد
(يُتْبَعُ)
(/)
اللين، كما تقدم، يمد: 2 أو 4 أو 6 حركات، والله أعلم.
والعين ترسم عليها علامة المد تماما كحروف القسم الأول.
بتصرف من "منحة ذي الجلال" ص117_118.
مسألة: كم حركة مد في: "الم" و "عسق":
في "الم"، "الألف" لا مد فيها أصلا، و "اللام" من حروف القسم الأول التي تمد 6 حركات، ويتولد عند إدغام ميم آخر "لام" في ميم أول "ميم"، وهو إدغام مثلين صغير، كما تقدم، يتولد منه حركتان، و"الميم" من حروف القسم الأول فتمد 6 حركات، فيكون المجموع:
0+6+2+6=14.
وفي "عسق"، "العين" يجوز فيها 3 أوجه، كما تقدم، فيكون مدها على: 2 أو 4 أو 6 حركات، ويتولد عند إخفاء النون في آخر"عين" وأول "سين"، حركتان، لأن النون الساكنة إذا أتى بعدها سين فإنها تخفى، والغنة ملازمة للإخفاء ومقدارها حركتان كما تقدم، و"السين" من حروف القسم الأول فتمد 6 حركات، ويتولد عند إخفاء النون في آخر "سين" وأول "قاف"، حركتان، والقاف من حروف القسم الأول فتمد 6 حركات فيكون المجموع:
2+2+6+2+6=18، في حالة القصر في العين.
أو: 4+2+6+2+6=20، في حالة التوسط في العين.
أو: 6+2+6+2+6=22، في حالة الطول في العين، والله أعلم.
ثم ختم الناظم، رحمه الله، بذكر كلمة جامعة لكل فواتح السور سواء كانت ممدودة أم مقصورة أم لا مد فيها أصلا أم يجوز فيها كل الأوجه فقال:
ويجمع الفواتح الأربع عشر ******* "صله سحيرا من قطعك" ذا اشتهر.
فهي: 14 حرف يجمعها:
قولك: "صله سحيرا من قطعك"، أي بادر بصلح من قطعك، ولو في وقت السحر قبل أن يسبقك إلى الفضل فيبدأ هو بصلحك.
أو قولك: "نص حكيم له سر قاطع".
أو قولك: "سر حصين كلامه قطع".
أو قولك: "طرق سمعك النصيحة".
بتصرف من "منحة ذي الجلال" ص118.
وبهذا تكون أبيات المسائل العلمية في هذه المنظومة المباركة قد انتهت وبقيت بعض المسائل الإضافية في باب المد يأتي الكلام عنها إن شاء الله.
والله أعلى وأعلم
يتبع إن شاء الله
ـ[مهاجر]ــــــــ[29 Apr 2006, 06:44 م]ـ
بسم الله
السلام عليكم
وتلخيص الأنواع السابقة:
أولا: المد الأصلي: وهو المد الطبيعي: وهو المد اللازم لاجتلاب النطق بالحرف، ومقداره، كما تقدم، حركتان، كما في قوله تعالى: (قال)، فألف المد لم يأت بعدها أحد سببي المد الفرعي: الهمز أو السكون.
ثانيا: المد الفرعي: وهو المد الذي أتى فيه بعد حرف المد أحد سببي المد الفرعي: الهمز أو السكون، وترتيبه تنازليا من حيث القوة:
أولا: المد اللازم: وهو أقوى الأنواع، وسببه، كما تقدم، السكون الأصلي وقفا ووصلا الذي يأتي بعد حرف المد في كلمة واحدة، كقوله تعالى: (الحاقة)، ومقداره: 6 حركات.
ثانيا: المد المتصل: وسببه، كما تقدم، مجيء الهمز بعد حرف المد في كلمة واحدة، كقوله تعالى: (السماء)، ومقداره 4 أو 5 حركات (إذا تطرف الهمز ووقف القارئ عليه، كالوقوف على الهمز في "السماء")، وقد يقال في حالة الوقوف على الهمز في قوله تعالى: (السماء)، أن حرف المد ساكن، والسكون طارئ على الهمز بعده فوقع التقاء الساكنين في مد واجب المد، وهذه هي صورة المد العارض للسكون، وهو، كما سبق يمد: 2 أو 4 أو 6 حركات، فلقائل أن يقول: فلنمده بمقدار حركتين، وهذا بطبيعة الحال غير جائز هنا لأنه ليس عارضا للسكون مطلقا، فالحرف الساكن هنا هو الهمز، وهو سبب أصيل للمد، لا أي حرف ساكن آخر، فيلزم هنا مراعاة سبب المد الأصلي الهمز، فلا يمكن إهماله بأي حال من الأحوال، ولو كان ساكنا، ولقائل أن يقول: فلنمده بمقدار 4 حركات، وهذا أيضا غير دقيق، لأن المد المتصل يمد في حالة الوصل بمقدار 4 حركات، فلم يحصل التمايز بين الصورتين، فبقي لدينا احتمال واحد وهو مده بمقدار 6 حركات وهو الاحتمال الأخير وهو الصحيح هنا لأنه به يحصل التمايز بين صورة وصل الكلام أو الوقف على الهمز، وفي نفس الوقت يراعي القارئ فيه سبب المد الأصلي الواجب، والله أعلم.
ثالثا: المد العارض للسكون: وسببه، كما تقدم، سكون غير لازم أتى بعد حرف المد في كلمة واحدة، كما في قوله تعالى: (وإياك نستعين)، بالوقوف على النون، ومقداره: 2 أو 4 أو 6 حركات.
(يُتْبَعُ)
(/)
رابعا: المد المنفصل: وسببه، كما تقدم، مجيء الهمز بعد حرف المد في كلمتين بحيث يكون حرف المد آخر كلمة والهمز في أول الكلمة التالية، كما في قوله تعالى: (بما أنزل)، ومقداره: 2 أو 4 أو 5 حركات، وسبب تأخر هذا المد في الرتبة: أن حرف المد وسببه قد انفصلا بحيث أتى حرف المد في كلمة وسبب المد في كلمة أخرى، بخلاف الأنواع السابقة التي اجتمع فيها حرف المد مع سببه في كلمة واحدة، ولو وقف القارئ على الكلمة الأولى "التي تنتهي بحرف المد"، كـ: (بما) في هذه الآية، لسقط المد وتحول إلى مد طبيعي.
خامسا: مد البدل: وسببه كما تقدم، تقدم الهمز على حرف المد، كما في قوله تعالى: (ءامنوا)، ومقداره حركتان، وهو أضعف أنواع المد، لمخالفته الصورة الأصلية للمد الفرعي: وهي تقدم حرف المد على سببه لا العكس كما هو حاصل هنا، والله أعلم.
وبهذا الترتيب قال الناظم:
أقوى المدود لازم فما اتصل ******* فعارض فذو انفصال فبدل.
وفائدة الترتيب السابق تظهر في أمرين:
أولا: عند اجتماع نوعين من المد في آية واحدة:
فإذا جاء مد منفصل بعد مد متصل في آية واحدة، على سبيل المثال، فمد القارئ المتصل: 4 حركات، فإنه لا يصح أن يمد المنفصل بعده بمقدار 5 حركات، وإن كان هذا جائز في الأصل، لأن المنفصل يمد: 2 أو 4 أو 5 حركات، كما تقدم، لأن هذا يوهم السامع أن المنفصل أقوى من المتصل، لأن الأول مد بمقدار: 5 حركات والثاني بمقدار 4 حركات، وهذا أمر غير صحيح، بطبيعة الحال، وعليه يمد المنفصل في هذه الحالة بمقدار: 2 أو 4 حركات.
والعكس بالعكس، فإذا جاء المتصل بعد المنفصل، ومد القارئ المنفصل: 5 حركات، فإن القارئ يمد المتصل: 5 حركات، على الأقل، أيضا ولا يمده: 4 حركات، وإن كان هذا جائزا في الأصل، لئلا يظن السامع أن المتصل أضعف من المنفصل حيث مد الأول 4 حركات والثاني 5 حركات.
ثانيا: عند اجتماع سببين للمد في كلمة واحدة، فيقدم سبب المد الأقوى، وسبقت الإشارة إلى ذلك، كما في قوله تعالى: (ءآمين): حيث اجتمع سبب مد البدل "بتقدم الهمز على حرف المد"، وسبب المد اللازم "بمجيء سكون أصلي بعد حرف المد"، فيقدم الثاني على الأول لأنه أقوى.
وكما في قوله تعالى: (وجاءوا أباهم)، حيث اجتمع سببان للمد: سبب المد المنفصل "بمجيء الهمز بعد واو المد في كلمتين" وسبب مد البدل "بتقدم الهمز على واو المد"، فيقدم المنفصل لأنه أقوى، والله أعلم.
وبقيت بعض أنواع المد التي يذكرها علماء التجويد في كتبهم ومن أبرزها:
مد هاء الصلة، وهو ينقسم إلى نوعين:
مد هاء الصلة الصغرى: وفيه تأتي هاء ضمير الغائب بين متحركين، ليس الثاني منهما، أي الذي يأتي بعدها، همزا، ومقداره: حركتان، كما في:
قوله تعالى: (به قبل)، فهاء ضمير الغائب وقعت بين باء وقاف متحركتين، والثاني بطبيعة الحال ليس همزا، والله أعلم.
وقد وقعت بعض الحالات الاستثنائية التي تحققت فيها صورة مد الصلة الصغرى، ومع ذلك لا يمده القارئ، كما في:
قوله تعالى: (يرضه لكم)، فهاء الضمير وقعت بين ضاد ولام متحركتين، ومع ذلك لم يحصل مد الصلة الصغرى في هذه الآية، فتحقق السبب وتخلف المسبب، ولا يسأل في هذا الموضع عن سبب تخلف المد رغم تحقق صورته مراعاة لسنة القراءة، فهي الضابط الأول في هذا الأمر، كما سبقت الإشارة إلى ذلك.
وقوله تعالى: (أرجه وأخاه): فهاء الضمير وقعت بين جيم وواو متحركتين، ومع ذلك لم يحصل مد الصلة الصغرى، والله أعلم.
والنوع الثاني هو: مد هاء الصلة الكبرى: وفيه تأتي هاء الضمير بين متحركين ثانيهما، أي الحرف الذي يأتي بعد الهاء: همز، ومقداره: 2 أو 4 أو 6 حركات، كما في:
قوله تعالى: (مقداره ألف)، فهاء الضمير وقعت بين راء وهمزة متحركتين، والهمزة هي التي وقعت بعد الهاء.
وكمد هاء الصلة الصغرى، وقعت بعض الحالات الاستثنائية، التي تحقق فيها السبب وتخلف المسبب مراعاة لسنة القراءة، كما في:
قوله تعالى: (فألقه إليهم)، فهاء الضمير وقعت بين قاف وهمزة متحركتين، والهمزة هي الواقعة بعد الهاء، ومع ذلك لا يمد القارئ لعدم مجيء الرواية بالمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما في قوله تعالى: (افتراه بل): فيظهر أن الهاء وقعت بين ساكن "وهو ألف المد" ومتحرك وهو "الباء" فلم تتحقق صورة مد الصلة الصغرى فلا يمد القارئ، وقد يشتبه الأمر على القارئ إذا اعتبر حركة الحرف السابق لحرف المد، وهو بطبيعة الحال متحرك بحيث يلائم حرف المد، فيعتبرها حركة سابقة، وحركة الحرف التالي للهاء حركة لاحقة، وعليه يقال بأن صورة مد الصلة الصغرى قد تحققت فيمده القارئ، وهذا أمر غير صحيح لأن الحركة السابقة، كما تقدم، ليست حركة حرف المد، فهو ساكن دوما، ولكنها حركة الحرف السابق له.
ورغم ذلك وقعت صورة استثنائية وهي:
قوله تعالى: (فيه مهانا)، فالهاء وقعت بين حرف مد ساكن سابق "ياء المد" وميم متحركة لاحقة، ومع ذلك وردت الرواية بالمد، فتحقق المسبب رغم تخلف السبب، والله أعلم.
ومن أنواعه أيضا:
مد العوض: وفيه يقف القارئ على تنوين مفتوح، وهو عند التحقيق أحد فروع المد الطبيعي، كما في قوله تعالى: (وجنات ألفافا)، فإذا وقف القارئ على "ألفافا"، فإنه يمد حركتين عوضا عن التنوين.
ومد التمكين: للفصل بين واوين أو ياءين، وهو أيضا، عند التحقيق، أحد فروع المد الطبيعي، كما في قوله تعالى: (آمنوا وعملوا)، فيمد القارئ حركتين للفصل بين: واو المد في "آمنوا" والواو المتحركة في "وعملوا".
ومد الفرق: وهو عبارة عن مد الألف التي يؤتى بها بدلا من همزة الوصل في قوله تعالى: (الآن)، وسميت بذلك لأنها تفرق بين الاستفهام والخبر، فهي بالمد استفهامية، وبالقصر خبرية، ومقدار هذا المد: 6 حركات، فهو عند التحقيق: مد لازم كلمي مخفف، لأن ألف المد متبوعة بلام ساكنة في كلمة واحدة، والله أعلم.
وبهذا ينتهي هذا الشرح المختصر لهذه المنظومة المباركة، وإحقاقا للحق، فإن معظم المعلومات التي ذكرتها فيه زيادة على كلام الشيخ علي محمد الضباع، رحمه الله، في "منحة ذي الجلال في شرح تحفة الأطفال"، هي من كلام أحد المشايخ الكرام، عندنا في مصر، ويدعى الدكتور: عبد الله، ومن العجيب أنني لا أعرف بقية اسمه، رغم حضوري لمجلسه في المركز الإسلامي في حي الزيتون بمدينة القاهرة، وهذا بطبيعة الحال تقصير مني، فجزاه الله عني وعن إخواني خيرا، والله أعلم.
تم بحمد الله
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[08 Dec 2006, 01:04 م]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
سأختبر للقبول في قسم القراءات للماجستير. فماذا أقرأ؟!
ـ[أ. عبود]ــــــــ[05 Mar 2006, 08:50 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله .. جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه في هذا المنتدى المبارك ..
ويعلم الله استفدت منه الكثير خاصة مع وجود المشايخ المعروفين أهل العلم والتخصص
إخواني .. على على وشك التخرج من كلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية في الجامعة الإسلامية. وقد قمت بالتقديم في قسم التفسير لمرحلة الماجستير ..
وقد أخبروني بعض المشائخ أن الاختبار سيكون شاملا ودقيقا، وذلك لكثرة المتقدمين لهذا القسم حتى يتم التمحيص والتمييز، ويتم ترشيح أقل من عشرة في النهاية للدراسة بهذا القسم ..
وهذا الاختبار سيكون بعد عشرين يوما تقريبا أي في 27/ 2/1427هـ
وقد أخبرونا أن الاختبار سيكون في جميع ما درسناه في علوم القرآن الكريم
وتعلمون أنه من المستحيل على الإنسان أن يقوم بمراجعة ما درسه في هذه الفترة القصيرة. لكني سأكتفي ببعض الكتب وأقرؤها قراءة جيدة قبل دخول الاختبار
وقد ابتدأت بكتاب: (مباحث في علوم القرآن لمناع القطان) كبداية ..
وأتمنى أيها الإخوة المسؤولين أو المطلعين أو من لهم خبرة سابقة أن ترشدوني لبقية الكتب التي تكون داخلة في الإختبار ..
وجزاكم الله خيرا ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Mar 2006, 09:20 ص]ـ
أسأل الله لكم التوفيق والسداد، في هذا الاختبار وفي غيره.
أنصحك بقراءة الكتب الآتية قراءة دَرْسٍ وتفقهٍ:
- المقدمات الأساسية في علوم القرآن لعبدالله بن يوسف الجديع.
- فصول في أصول التفسير للدكتور مساعد الطيار.
- علوم القرآن بين البرهان والإتقان للدكتور حازم سعيد حيدر.
أرجو إن أنت أنهيتها بتدبر وتعليق للمهمات، أن تدخل للاختبار وأنت مطمئن إن شاء الله.(/)
دلوني على شيخ أقرأ عليه القرآن و يجيزني
ـ[أبوطالب]ــــــــ[13 Mar 2006, 02:46 م]ـ
أريد أن أقرأ بعض القرآن حفظاً على شيخ
دلوني على الأعلى سنداً و الأضبط حفظاً حسن العقيدة ثقة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Mar 2006, 02:56 م]ـ
في أي مدينة أنت حتى نجيبك؟ علماً أن للإجازة بالقرآن شروطاً لعلك تراجعها في الملتقى في موضوعات سابقة.
ـ[أبوطالب]ــــــــ[13 Mar 2006, 05:58 م]ـ
الأحسن أن يكون في الرياض أو ما حولها و لا مانع أن تخبرني بالبعيد مع القريب لكي أقرأ على القريب و احتفظ باسم البعيد حتى يتيسر لي السفر مادام في السعودية و لا مانع من أن تخبرني حتى بمن هو خارج السعودية فقد تيسير لي سفرة و جزاك الله خيراً
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[18 Mar 2006, 02:11 م]ـ
ممكن تخبرونا عن المشايخ في الرياض وأماكنهم؟(/)
هل هذا الحديث يدل على شرعية القراءة بالقراءات؟
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[17 Mar 2006, 06:24 م]ـ
هل الحديث الذي ذكره ابن الجزري في (النشر):القراءة سنة متبعة يأخذها الاخر عن الأول يدل على شرعية القراءة بالقراءات أم لا؟ جزاكم الله خيرا.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[17 Mar 2006, 06:49 م]ـ
ما الذي تعنيه بقولك شرعية القراءة بالقراءات؟؟
الذي فهمته أنك تقصد القراءة بغير حفص هل يدل على مشروعيتها قول ابن الجزري هذا.
فإن كان كذلك فاعلم وفقك الله لمراضيه أن القراءات كلها ثابتة بالتواتروالإجماع (وفي الثلاث المتممة خلاف لا يعتد به) , وعليه فلا يجوز التفريق بينها وقد أجمع العلما على كفر من أنكر منها ما ثبت تواتره كالسبعة مثلا لأنه في الحقيقة إنكار للقرآن كما قال الإمام عبد الوهاب السبكي رحمه الله: (وكل حرف انفرد به واحد من العشرة معلوم من الدين بالضرورة أنه منزَلٌ على رسول الله صلى الله عليه وسلملا يكابر في شيء من ذلك إلا جاهل) انتهى.
وانتشار بعضها اليوم دون بعض ليس دليلا على أن المنتشر أصح وأقوى وأشد ثبوتا من غيره, كرواية حفص مثلا التي يقرأ بها الكثير من المسلمين اليوم وهي أوسع الروايات انتشارا في العالم الإسلامي ..
فالقراءات لا تحتاج إلى شرعية تجوِّز القراءة بها , فهي في الحقيقة قرآن وإن كان هنالك من يفرق بين القراءات والقرآن.
وأرجو توضيح إشكالك إن لم أكن اهتديت إليه
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[17 Mar 2006, 07:34 م]ـ
الأخ محمود: الذي فهمته مني هو الصحيح. لكن هل عندما يقال أدلة شرعية القراءات كلام غير صحيح،وأنت ذكرت التواتروالاجماع فهذا دليل على شرعيتها، علما أن هناك من مشايخنا الكرام من جاء لنا بهذا السؤال في الدراسات العليا؟ وهل كلامه هذا غير صحيح؟
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[18 Mar 2006, 08:03 م]ـ
أين اجابتكم يا قراء القرءان على هذا السؤال!!؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Mar 2006, 08:59 م]ـ
الأخ الكريم سلطان الفقيه وفقه الله وزاده فقهاً في كتابه.
أنت طالب دراسات عليا، والمتوقع من مثلك أن يكون جواب هذا السؤال متقرراً عنده، لا يحتاج إلى جواب، وجواب السؤال باختصار: نعم، قول ابن الجزري هذا يدل على ذلك. ولكن ليس هذا الدليل الوحيد كما تعلم على مشروعية القراءات وسنيتها، وتفاصيل ذلك، وإنما الأدلة على مشروعية القراءات أوسع من ذلك، من قول الله تعالى، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم. ولا شك أنك على اطلاع على كل هذا في أثناء دراستك وبحثك.
وصيغة السؤال ليس فيها مؤاخذة من وجهة نظري، فهو يسألك سؤالاً محدداً عن ماذا تستنبط من قول ابن الجزري هذا فحسب، ولا يُفهم من هذا السؤال حصر أدلة مشروعية القراءات في هذا القول.
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[18 Mar 2006, 09:28 م]ـ
فضيلة الشيخ: عبد الرحمن ــ حفظه الله ــ لقد جاء لنا بمثل هذا السؤال بالصيغة التي ذكرتها أنا في أول هذا الكلام، وأجبت بالحديث الذي ذكره ابن الجزري فأنكرأن الحديث هذا يدل على شرعيتها،فحاججته في ذلك فسكت،ولم يرد لي جواباً الى الان. وقال سؤاله بالتفصيل: اذكرحديثين على مشروعية القراءة بالقراءات؟ فهو سؤال كما ترى بديهي لا يحتاج الى أي استفسار إلا عندما أنكر شيخنا ذلك فتعجبت، وقلت أستفسركم في ذلك. وكنت أميل أولاً إلى كلام أخي محمود كيف يقال شرعية القراءات حتى تجوز بها. جزاكم الله خيراً شيخنا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Mar 2006, 09:46 م]ـ
وهل قول (القراءة سنة متبعة يأخذها الأول عن الآخر) حديث نبوي؟
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[18 Mar 2006, 10:07 م]ـ
لا. ليس هو حديثاً نبوياً. بل ذكره ابن الجزري عن جملة من الصحابة منهم عمر وعبدالله بن الزبير،ومن التابعين عمربن عبد العزيز وابن المنكدر وغيرهم مما لا يحضرني الآن. فالحديث موقوف وليس مرفوع. بارك الله فيكم شيخنا.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[18 Mar 2006, 11:23 م]ـ
" القراءة سنة " حديث روي موقوفا على زيد بن ثابت - رضي الله عنه - أخرجه البيهقي في " سننه الكبرى "، قال:
(أنبأ أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو منصور النضروي ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا بن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة بن زيد عن زيد بن ثابت قال: " القراءة سنة ".
وأنما أراد والله أعلم أن اتباع من قبلنا في الحروف وفي القراءات سنة متبعة، لا يجوز مخالفة المصحف الذي هو أمام ولا مخالفة القراءات التي هي مشهورة وأن كان غير ذلك سائغا في اللغة أو أظهر منها وبالله التوفيق،
وأما الأخبار التي وردت في إجازة قراءة غفور رحيم بدل عليم حكيم فلان جميع ذلك مما نزل به الوحي فإذا قرأ ذلك في غير موضعه ما لم يختم به آية عذاب بآية رحمة أو رحمة بعذاب فكأنه قرأ آية من سورة وآية من سورة أخرى فلا يأثم بقرائتها كذلك،
والأصل ما استقرت عليه القراءة في السنة التي توفى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما عارضه به جبرائيل عليه السلام في تلك السنة مرتين ثم اجتمعت الصحابة على إثباته بين الدفتين). [السنن الكبرى للبيهقي]
* و قد ترجم له الإمام البيهقي رحمه الله: (باب وجوب القراءة على ما نزل من الأحرف السبعة دون غيرهن من اللغات).
و الله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Mar 2006, 11:28 م]ـ
بارك الله فيكما.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[19 Mar 2006, 12:06 ص]ـ
و بارك الله فيك الأخ الفاضل الشيخ د. عبد الرحمن الشهري، و أثابك و آجرك خيرا على عملك و متابعتك الإشراف على هذا الملتقى الطيب المثمر بإذن الله تعالى أنت و من معك من الإخوة الأفاضل المشرفين
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[19 Mar 2006, 05:52 م]ـ
الدكتور/أبو بكر خليل ــ حفظه الله ــ الحديث ليس موقوفاً على زيد بن ثابت فقط، بل على جملة من الصحابة منهم: زيد بن ثابت، وعمر بن الخطاب، ومحمد بن المنكدر، وغيرهم.بارك الله فيكم.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[19 Mar 2006, 10:00 م]ـ
أخي العزيز أكرمكم الله
أنا ام أنف رواية غير زيد بن ثابت رضي الله عنه لأحاديث القراءة، و لم أحصرها فيه،
و إنما أوردت الحديث الذي وقفت عليه،
و لم أوفق في العثور على غيره بهذا اللفظ أو قريب منه،
و ليتك توافينا بما ذكرته،
وفقني الله و إياكم لكل خير.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[20 Mar 2006, 11:00 ص]ـ
ومن أدلة مشروعية تعلم القراءات وتعليمها، قوله صلى الله عليه وآله وسلم
اقرؤوا كما علمتم
وقول علي رضي الله عنه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن تقرؤوا كما علمتم
وهو حديث حسن رواه أحمد وصححه ابن حبان.
وقول ابن مسعود رضي الله عنه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن يقرأ كل رجل منكم كما علم
وهذا اللفظ صححه الحاكم وابن حبان
فمما علمنا - بضم فتشديد- القراءات العشر، والله أعلم
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[20 Mar 2006, 11:28 ص]ـ
قوله صلى الله عليه وآله وسلم
اقرؤوا كما علمتم
الدكتور أبو بكرحفظه الله ــ هذا الحديث موقوفاً على ابن مسعود بلفظ: ((اتبعوا ولا تبتدعوا واقرؤا كما علمتم)) وبألفاظ أخرى، سأوافيك بجميع ما ذكرت باذن الله.
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[24 Mar 2006, 06:04 م]ـ
وكما وعدت الدكتور: أبوبكر خليل ـــ حفظه الله ـــ على تخريج هذه الأحاديث.فسأذكرها أولاً بأول: الحديث الأول: رواية زيد بن حارثة:حدثنا أبو يزيد القراطيسي ثنا سعيد بن أبي مريم (ح) وحدثنا علي بن عبد العزيز ثنا سعيدبن منصور (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا سعيد بن مينا قالون ثنا ابن أبي الزناد عن خارجة بن زيد عن زيد بن ثابت قال: ((القراءة سنة)) زاد ابن أبي مريم: ((لاتخالف الناس برأيك)) رواه الطبراني في المعجم الكبير (5/ 133) دار احياء التراث. قال الهيثمي في المجمع (2/ 292): ... وفيه ابن أبي الزناد، وهو ضعيف. والزيادة ((لا تخالف الناس برأيك)) من زيادة سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف لاختلاطه. ورواه البغوي في شرح السنة (3/ 281) دار الفكر. وزاد ((متبعة)) وبدون زيادة ابن أبي مريم. وأخرجه سعيد بن منصور في سننه (2/ 259) بلفظ: ((القراءة سنة)) وأخرجه الحاكم في المستدرك.وقال صحيح على شرطهما ولم يخرجاه.وقال الذهبي في التلخيص: صحيح الاسناد. وأخرجه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (2/ 196).والروايات كثيرة بهذه الألفاظ ونحوها.وسنذكر بعد رواية زيد رواية محمد بن المنكدر باذن الله.ولولا انشغالي لذكرت جميع الروايات الآن فسامحوني على التأخير.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[24 Mar 2006, 07:41 م]ـ
أكرمك الله و وفقك لكل خير،
ما أوردته أنت غاب عني، لبعدي عن مراجعي، فبحثت في المتاح لدي حينه،
ومما جاء في " الْجَامِعُ لِأَخْلَاقِ الرَّاوِي وَآدَابِ السَّامِعِ "، لِلْخَطِيِبِ الْبَغْدَادِيِّ، كَتْبُ حُرُوفِ الْقِرَاءَاتِ:
(أنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أنا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبي هاشم، نا أحمد بن سعيد، نا علي بن قطرب، عن أبيه، أنه قال: " القراءة سنة متبعة لا تقرأ إلا بما أثر عن العلماء ولا تقرأ بما يجوز في العربية دون الأثر).
- و قد بحثت في " المستدرك " على لفظ الحدبث: " القراءة سنة ": فلم أقف عليه؟
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[24 Mar 2006, 10:22 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
الدكتور أبو بكر ـــ وفقه الله ـــ الحديث موجود في المستدرك وسأؤافيك برقم الحديث، والدار التي طبعته، وغير ذلك لاحقاً إن شاء الله.وأما حديث علي بن قطرب عن أبيه فهي عندي الآن، وكنت قد خرجتها من قبل حتى أثبتها هنا، فقدجئت بها أنت،فجزاك الله خيراًً شيخنا،وبارك الله فيكم،وفي علمكم.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[04 Aug 2006, 03:38 م]ـ
لا. ليس هو حديثاً نبوياً. بل ذكره ابن الجزري عن جملة من الصحابة منهم عمر وعبدالله بن الزبير،ومن التابعين عمربن عبد العزيز وابن المنكدر وغيرهم مما لا يحضرني الآن. فالحديث موقوف وليس مرفوع.
لكن لا ينبغي إهمال أن له حكم الرفع فهو داخل في قول الصحابي من السنة كذا فالجمهور على أنه في حكم الرفع.
قال ابن الصلاح في مقدمته ص50
وهكذا قول الصحابي من السنة كذا فالأصح أنه مسند مرفوع لأن الظاهر أنه لا يريد به إلا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يجب اتباعه
وأبان عن ذلك الحافظ في نكته، ومثله في نخبة الفكر
وقال الإمام النووي في التقريب: قول الصحابي أمرنا بكذا أو نهينا عن كذا أو من السنة كذا أو أمر بلال أن يشفع الاذان وما أشبهه كله مرفوع على الصحيح الذي قاله الجمهور
وشرح ذلك الإمام السيوطي في تدريب الراوي ج1/ص188
فقال:
قال ابن الصلاح لأن مطلق ذلك ينصرف بظاهره إلى من له الأمر والنهي ومن يجب اتباع سنته وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال غيره لأن مقصود الصحابي بيان الشرع لا اللغة ولا العادة والشرع يتلقى من الكتاب والسنة والإجماع والقياس ولا يصح أن يريد أمر الكتاب لكون ما في الكتاب مشهورا يعرفه الناس ولا الإجماع لأن المتكلم بهذا من أهل الإجماع ويستحيل أمره نفسه ولا القياس إذ لا أمر فيه فتعين كون المراد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم وقيل ليس بمرفوع لاحتمال أن يكون الآمر غيره كأمر القرآن أو الإجماع أو بعض الخلفاء أو الاستنباط وأن يريد سنة غيره وأجيب ببعد ذلك مع أن الأصل الأول وقد روى البخاري في صحيحه في حديث ابن شهاب عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه في قصته مع الحجاج حين قال له إن كنت تريد السنة فهجر بالصلاة قال ابن شهاب فقلت لسالم أفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال وهل يعنون بذلك إلا سنته فنقل سالم وهو أحد الفقهاء السبعة من أهل المدينة وأحد الحفاظ من التابعين عن الصحابة أنهم إذا أطلقوا السنة لا يريدون بذلك إلا سنة النبي صلى الله عليه وسلم
اهـ
ومثل حكم ما سبق قولهم اقرؤوا كما علمتم
ففي بعض الروايات قال الصحابي: إن رسول الله يأمركم أن يقرأ كل رجل منكم كما علم(/)
ما هي أفضل طبعة لكتاب الوافي في شرح الشاطبية؟
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[18 Mar 2006, 02:13 م]ـ
السلام عليكم
ما هي أفضل طبعة لكتاب الوافي في شرح الشاطبية؟
أنا عندي طبعة دار السلام وهي سيئة للغاية ولا أنصح باقتنائها
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[18 Mar 2006, 05:47 م]ـ
الأخ/أبويعقوب ــوفقه الله ــ أنا عندي طبعة دار السلام،وكما قلت هي سيئة للغاية فيها أخطاء مطبعية كثيرةمنها: ص51 السطر12 والسطر 9، وص53 السطر6،وص49 السطر26،وغير ذلك الكثير الذي لم يتسن لي الاطلاع عليه، وتمتاز بتنويع الخط فقط،فلا أنصح باقتنائها، وفيه طبعة أخرى أفضل منها لكن الخط فيها غير واضح كما هو في طبعة دار السلام، ولم أذكر تلك الدار الذي طبعت ذلك الكتاب. علماَأني أخذت طبعة دار السلام قبل يومين،وغرني فيها تنويع الخط.
ـ[الجنيدالله]ــــــــ[19 Mar 2006, 03:53 ص]ـ
السلام عليكم
طبعة مكتبة الدار بالمدينة النبوية
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[19 Mar 2006, 01:18 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ممكن طبعات ثانية غير الي ذكرتموها؟
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[20 Mar 2006, 03:04 ص]ـ
هناك طبعة لمكتبة السوادي بجدة جيدة ومشكولة.
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[20 Mar 2006, 03:01 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[28 Aug 2010, 03:12 ص]ـ
في الحقيقة يوجد في هذا المنتدى المبارك موضوعات نوقشت قديماً، ولكنها في حاجة إلى مشاركات جديدة من قبل المتخصصين في التفسير وعلوم القرآن والقراءات وعلومها.
وبالنسبة لهذا السؤال، فأقول وأنا طالب في علوم القرآن والقراءات: إن من أفضل الطبعات لكتاب الوافي هي طبعة دار المصحف للطبع والنشر بمراجعة وتقديم الأستاذ الدكتور شعبان محمد إسماعيل، والكتاب موجود في بعض المكتبات بمكة المكرمة.
ـ[مشعل العازمي]ــــــــ[04 Sep 2010, 10:08 م]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله خير على طرح مثل هذا الموضوع , انا عندي طبعة (مكتبة الدار) المدينة المنورة هي في الحقيقة قديمة 1410هـ واظن انها جيدة.
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[17 Sep 2010, 09:54 م]ـ
عندي طبعة قديمة للكتاب على غلافها عبارة "الناشر: مكتبة ومطبعة عبد الرحمن محمد لنشر القرآن الكريم والكتب الإسلامية" في القاهرة، وبيروت، وتخلو الطبعة من تاريخ نشر ومن رقم لها، وعلى الغلاف الأخير سعر النسخة 90 مليما، وهذا يؤكد قدمها، وبالنسبة لجودتها وجدت على حواشي بعض صفحاتها تصويبات بقلم الرصاص منها تبديل لفظ بآخر، مثل لفظ (وبضم الهاء) صوابه: وبكسر الهاء.(/)
من يعرف (سلسلة علوم القراءات) لدار عمار؟
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[18 Mar 2006, 02:16 م]ـ
السلام عليكم
من يعرف السلسلة الكاملة لعلوم القراءات لدار عمار وهي عبارة عن مجموعة كتب
فأحببنا أن نعرف هذه الكتب
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Apr 2006, 01:51 ص]ـ
هي سلسلة تصدرها دار عمار جزاهم الله خيراً، منها:
- مقدمات في علم القراءات، أحمد شكري وزملاؤه.
- التجريد لبغية المريد في القراءات السبع، إبن الفحام الصقلي، تحقيق: ضاري الدوري.
- حكم القراءة بالقراءات الشواذ، يوسف افندي زادة، تحقيق: عمر حمدان.
- شرح الهداية في توجيه القراءات للإمام أحمد بن عمار المهدوي، تحقيق: حازم حيدر.
- إيضاح الرموز ومفتاح الكنوز في القراءات الأربعة عشر، إبن القباقبي، تحقيق: أحمد شكري.
- كتاب التجويد لبغية المريد في القراءات الأربعة عشر إبن الفحام الصقلي، تحقيق: ضاري الدوري.
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[19 May 2006, 10:15 م]ـ
جزاك الله خيرا
ولعل الإخوة يكملوا لنا البقية
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[21 May 2006, 10:37 م]ـ
أرقام السلسلة
1 - مقدمات في علم القراءات، أحمد شكري وزملاؤه.
3 - التجريد لبغية المريد في القراءات السبع، إبن الفحام الصقلي، تحقيق: ضاري الدوري
4 - الوافي في شرح السلسبيل الشافي في علم التجويد تأليف الشيخ عثمان سليمان مراد
5 - الدراسات الصوتية عند علماء التجويد تأليف غانم قدوري الحمد
6 - قراءة الإمام نافع من روايتي قالون وورش من طريق الشاطبية تأليف أحمد شكري
8 - الطرازات المعلمة في شرح المقدمة تأليف عبدالدايم الأزهري
الأرقام الغير معروفة (2 - 7 وما بعدها)
نأمل من الشيخ عبدالرحمن أن يكتب أرقام الكتب التي وضعها
وأن يشاركنا الإخوة في إكمال السلسلة
ـ[السائح]ــــــــ[21 May 2006, 11:51 م]ـ
لعل كتاب التمهيد في معرفة التجويد للإمام الحافظ أبي العلاء العطار يدخل ضمن تلك السلسلة.
وانظر هنا: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4794
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[22 May 2006, 09:06 م]ـ
وكذلك كتاب:الموضح في التجويد لعبد الوهاب القرطبي.تحقيق:د غانم قدوري الحمد. والأصوات العربية في التجويد وهو غير كتاب: الدراسات الصوتيه للدكتور غانم.وكتب كثيرة حققها الدكتور غانم ـ حفظه الله ـ وبارك الله فيكم.
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[23 May 2006, 03:07 م]ـ
السائح
سلطان الفقيه
جزاكما الله خيرا
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[24 May 2006, 10:54 م]ـ
وكذلك:التمهيد لأبي العلاء الهمذاني.
ورسالتان للسعيدي:اللحن الخفي واللحن الجلي، واختلاف القراء في اللام والراء. بتحقيق غانم قدوري الحمد.
وأبحاث في علم التجويد لغانم قدوري الحمد.
ـ[السائح]ــــــــ[24 May 2006, 11:57 م]ـ
تقدم ذكر كتاب الحافظ أبي العلاء.
http://www.tafsir.org/vb/showpost.php?p=22784&postcount=5
والهمذاني هو العطار المتقدم.
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[25 May 2006, 10:27 م]ـ
صدقت. ولم أذكر إلابعد الانتهاء من ذلك. بارك الله في الجميع.
ـ[السائح]ــــــــ[26 May 2006, 12:19 ص]ـ
وفيك بارك الله أخي الفاضل.
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[28 May 2006, 02:57 م]ـ
سلطان الفقيه
بارك الله فيك
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[10 Jun 2006, 08:48 م]ـ
وفيك أخي.
ـ[روضة ميدو]ــــــــ[03 Jul 2006, 06:04 م]ـ
الأخوة الكرام
ممكن رفع رابط تحميل كتاب (التجيد لبغية المريد في القراءات السبع) لابن الفحام
وجزاكم الله خيرا
وتقبل الله منكم صالح الأعمال(/)
ما حكم حضور الحفلات للقراء؟
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[18 Mar 2006, 02:18 م]ـ
السلام عليكم
هل يجوز حضور أو سماع الحفلات التي يقيمها بعض القراء؟(/)
هل للشيخ علي الحذيفي و الشيخ إبراهيم الأخضر وقت يجلسون فيه للإقراء؟
ـ[أبوطالب]ــــــــ[18 Mar 2006, 03:17 م]ـ
هل للشيخ علي الحذيفي و الشيخ إبراهيم الأخضر وقت يجلسون فيه للإقراء يقرأ عليهم من يشاء و هل يجيزون من يقرأ عليهم إذا كان ضابطاً
أرجو أن أجد الإجابة
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[26 Jun 2010, 01:43 م]ـ
نعم.(/)
لماذا الإلتزام براويين عن كل قارئ
ـ[أبو مجاهد المغربي]ــــــــ[21 Mar 2006, 09:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
فقد إختلف العلماء في تحديد عدد القراءات المتواترة بين عشرة وسبعة و إختلف في تعين السبعة
ولكن تم تحديد راويين لكل قارئ لماذا؟
وسؤال أخر ماهو ضابط تحديد الرواة عن القارئ -يعني روايات القراءة- مع أن الراويين في كثير من الأحيان يختلفون في الفرش و الأصول
وجزى الله من بين لي هذه المسائل بالدليل وأقوال العلماء خير الجزاء
أخوكم أبو مجاهد
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[07 Aug 2010, 08:31 ص]ـ
يرفع لإثراء الموضوع والإجابة عليه جواباً شافياً
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[08 Aug 2010, 11:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
فقد إختلف العلماء في تحديد عدد القراءات المتواترة بين عشرة وسبعة و إختلف في تعين السبعة
ولكن تم تحديد راويين لكل قارئ لماذا؟
وسؤال أخر ماهو ضابط تحديد الرواة عن القارئ -يعني روايات القراءة- مع أن الراويين في كثير من الأحيان يختلفون في الفرش و الأصول
وجزى الله من بين لي هذه المسائل بالدليل وأقوال العلماء خير الجزاء
أخوكم أبو مجاهد
السلام عليكم
كتابي الإبانة لمكي أبي طالب رح1، ومنجد المقرئين ومرشد الطالبين لابن الجزري رح1 تعرضا للموضوع.
أما اختيار الراويين أذكر مقالة قديمة للعلامة الضباع رح1 ـ ولا أذكر المصدر الآن ـ ضاربا مثلا لهذا الأمر .. مفاده:
كمن نزل بلدا فسئل مثلا عن أشهر طلاب شيخ معين فدُل علي شخصين هما أمهر الطلاب ثم تدريجيا اقتصر الناس علي هذين الطالبين وتركوا بقية الطلاب ومن ثَم ذاع خبرهما، وانقطع أخبار بقية الطلاب فلم تصل قراءتهم للتواتر المعروف في القراءة. والله أعلم
السلام عليكم(/)
استدراك وتعقيب على تحقيق كتاب السبعة في القراءات بتحقيق الدكتور شوقي ضيف
ـ[خلف الجبوري]ــــــــ[24 Mar 2006, 10:15 ص]ـ
استدراك وتعقيب على تحقيق كتاب السبعة في القراءات بتحقيق الدكتور شوقي ضيف
وعلى ما كتب عن مؤلفه أبي بكر بن مجاهد (ت 324 هـ).
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين محمد ــ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.
يعد كتاب (السبعة في القراءات) من أشهر كتب القراءات عامة، لا سيما أنه لشيخ القراءأبي بكر بن مجاهد البغدادي، الذي على يديه تم تحديد التأليف في عدد محدد من القراءات، واختار سبعة قراء ممن اشتهرت قراءاتهم، واجتمع الناس عليهم في بلدانهم، أودعه كتابه هذا (1).
وطبع عدة طبعات بتحقيق الدكتور شوقي ضيف، ونود أن نقف مستدركين على الأستاذالفاضل بعض ما فاته في طبعة الكتاب الثالثة 1988 م، ومدافعين عن ابن مجاهد العالم الكبير، الذي اتهمه بعض العلماء المتقدمين بالتدليس، وقد قال في حقه شيخه أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب النحوي (ت 291 هـ) (2): في سنة ست وثمانين و مئتين ((ما بقي في عصرنا هذا أحد أعلم بكتاب الله من أبي بكر بن مجاهد)) (3).
وقال فيه تلميذه أبو عبدالله الحسين بن أحمد بن خالويه (ت 370 هـ) (4): ((الإمام في القراءة وسائر الناس له تبع)) (5).
وفيما يأتي الاستدراكات على تحقيق كتاب السبعة في القراءات:
1ـ جاء في كتاب السبعة: ((روى عياش عن أبي عمرو (6):? كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ ? [الروم 28])) (7).
ولم يكن من تلامذة أبي عمرو مَن اسمه (عياش)، والصواب هو (عباس)، الذي هوعباس بن الفضل (8)، فحصل تصحيف في اسمه، وورد كثيراً في كتاب السبعة، وكان (عباس) كثير السؤال لشيخه أبي عمرو، ومن ذلك: ((وروى عباس بن الفضل وعبد الوارث (9)، عن أبي عمرو: إمالة ذلك كله)) (10).
وقوله أيضاً: ((فقال عباس بن الفضل: سألت أبا عمرو كيف تقرأ: ?إِلَى بَارِئِكُمْ ? [البقرة 54] مهموزة مثقّلة ... ؟)) (11)، وكذلك قوله: ((اختلف عن أبي عمرو في ذلك، فقال عباس بن الفضل: سألت أبا عمرو: فقرأ: ? وَأَرِنَا ? [البقرة 128] مدغمة)) (12).
2ـ وجاء أيضاً في كتاب السبعة: ((وحدّث عبيد الله بن علي (13)، عن علي بن نصر، عن أبيه، قال: سمعت أبا عمرو يقرأ: ? أَحَدٌ ? [الإخلاص 1]، فإذا وصل ينوّنها)) (14).
فقد حدث في رجال السند تحريف، وهو (علي بن نصر، عن أبيه)، والصواب (نصر بن علي (15) عن أبيه)، وأبوه هو علي بن نصر الجهضمي (16)، أحد تلامذة أبي عمرو (17)، وورد كثيراً في كتاب السبعة، ومن ذلك: ((فروى نصر بن علي، عن أبيه، عن أبي عمرو: ? أَنْ اقْتُلُوا ? [النساء 66] بكسر النون)) (18).
وكذلك: ((روى نصر بن علي، عن أبيه، عن أبي عمرو ? فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ ? [يوسف 110] يدّغم)) (19).
3ـ أضاف المحقق الجملة الآتية، وأشار في الحاشية إلى أنها من النسخة (ش): ((وقد روى عنه حماد بن سلمة (20) حروفاً ليست بالكثيرة)) (21).
وهذه الجملة وردت قبل سطرين، فلا ضرورة لتكرارها.
4ـ ذكر المحقق في الحاشية رقم (3) من الصفحة (83): ((لم أجد (فضلان المقرئ) في طبقات القراء، لا في شيوخ ابن مجاهد ولا في تلامذة أبي حمدون الذهلي (22))) (23).
وعندما رجعت إلى (غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري) وجدت: ((الفضل بن مخلد بن عبدالله بن زريق، أبو العباس البغدادي، يعرف بفضلان الدقاق الأعرج المكتب، قرأ على أبي حمدون الطيب)) (24).
5ـ قال ابن الجزري في (غاية النهاية في طبقات القراء) عند ترجمته لأبي بكر محمد بن أحمدابن عمر الداجواني: ((وقد دلس ابن مجاهد اسمه في كتابه، فقال: حدثنا أبو عبدالله محمد بن عبدالله الرملي المقرئ، قال: حدثنا عبدالرزاق (25)، فمحمد بن عبدالله هذا هو الداجواني.
وقال في مكان آخر: حدثنا محمد بن أحمد المقرئ، قال: حدثنا عبدالرزاق بن الحسن (26)، والمقرئ هذا هو الداجواني)) (27).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال محقق كتاب السبعة في مقدمته: ((وذكر ابن الجزري فيما نقل عن بعض الرواة أن ابن مجاهد أخطأ في اسم محمد بن أحمد بن عمر الرملي، إذ ذكره في رقم (28) من سورة آل عمران باسم محمد بن عبدالله الرملي، على أن ابن مجاهد نفسه يذكر الاسم مصححاً في رقم (45) من سورة الأنعام)) (28).
فلم ينتبه المحقق إلى الخطأ الذي حصل في كلمة (الرملي) نتيجة التحريف في قول ابن مجاهد: ((أخبرني بذلك أبوعبد الله محمد بن عبد الله الرملي، عن عبد الرزاق بن الحسن)) (29).
فالذي ذكره ابن مجاهد صحيح، ولكن حصل تحريف لكلمة (الرملي)، والصواب هو: (أبو عبد الله محمد بن عبد الله الديبلي)، وليس الرملي.
وقد ترجم له ابن الجزري في كتابه (غاية النهاية في طبقات القراء) بقوله: ((محمد بن عبدالله، أبو عبدالله الديبلي، أخذ القراءة عرضاً عن جعفر بن محمد بن سفيط، روى الحروف عن عبدالرزاق بن الحسن)) (30).
ويلاحظ أن ابن الجزري ذكر أن محمد بن عبدالله قرأ على عبدالرزاق بن الحسن، وهو ما ذكره ابن مجاهد (31).
أما ما ذكره ابن الجزري عن رواية ابن مجاهد: ((أخبرني بذلك محمد بن أحمد المقرئ، قال: حدثنا عبدالرزاق بن الحسن)) (32)، فليس فيها إشكال، فمحمد بن أحمد المقرئ هو الداجواني، وبذلك تزال تهمة التدليس عن ابن مجاهد، وهذه بعيدة عنه لِما عُرف عنه من دقّته وتدقيقه الأسانيد والروايات، التي وردت عن أئمة متباينين في الإتقان في الرواية والدراية، وقد أحصاها واستخرج منها القراءات السبع المشهورة، فكيف نقول: إنه أخطأ في اسم شيخه، الذي قرأ عليه؟
6ـ أضاف محقق كتاب السبعة في القراءات كلمة (وكان) زيادة على النص، وأشار في الحاشية رقم (1) إلى أن هذه الزيادة للسياق (33)، وهذه الزيادة غير ضرورية، لأن (كان) وردت في بداية الجملة في الصفحة السابقة، وأن جملة (لا يقرأ بما لم يتقدم فيه أحد) خبر كان.
تعقيب:
ـــــــــــ
نشرت مجلة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة أم القرى بمكة المكرمة في عددها الخامس للسنة الخامسة 1400 ــ 1401 م بحثاً بعنوان: (أبو بكر بن مجاهد ومكانته في الدراسات القرآنية واللغوية) للدكتور عبدالفتاح شلبي (34)، ونود أن نقف على بعض ما جاء في هذا البحث وكما يأتي:
بعد أن بيّن الباحث نبذة مختصرة عن حياة أبي بكر بن مجاهد وطلبه العلم، وتلقيه القراءةعن شيوخه، وأثره في تحديد التأليف في القراءات، واختياره سبعة قراء من الذين اشتهرت قراءاتهم، أشار الباحث في بحثه إلى أن ذِكر ابن مجاهد تردّد في كثير من المؤلفات، من ذلك قوله: ((وقد أخذ اسم ابن مجاهد يبرز في الدراسات القرآنية، كما أخذت أسماء سبعة القراء تذكر هنا وهناك في كتب التفسير والقراءات والإعراب، انظر مثلاً: إعراب القرآن للنحاس، والقطع و الائتناف له أيضاً، والكشاف للزمخشري ... وهذه المؤلفات لمجرد التمثيل لا للحصر .. وحسبي وحسبكم أن تنظروا فهارس كتب القراءات، فسوف نجد رصيداً ضخماً منها هو فيما
أرى من عمل ابن مجاهد أو حوله يدور. وإن كان ابن مجاهد يلحّ في صدر كتابه السبعة (ص 45 وما بعدها) وكتابه في الوقف والابتداء (القطع والائتناف ص 94) بضرورة علم النحو، ووجوه الإعراب، ومعرفة اللغات لعالم القراءات، إذ كان ذلك ــ فإن رسوخه في الرواية كان أعمق من تمكنه في العربية، وقد كانت هذه الظاهرة وسيلة لتعقبه من أبي جعفر النحاس وابن جني .. الأول في كتابه القطع والائتناف، و الآخر في كتابه المحتسب في تبيين وجوه القراءات الشواذ والاحتجاج لها)) (35).
وقال في موضع آخر: ((أشار أبو جعفر النحاس في مقدمة كتاب (القطع والائتناف) إلى الكتب التي سينقل عنها في هذا الباب.
ومن اليسير أن نتعرف آراء ابن مجاهد في (الوقف والابتداء) بمطالعتنا كتاب أبي جعفرالنحاس في هذا الموضوع، فقد تردّد ذِكر ابن مجاهد في كتاب (القطع والائتناف) أكثر من مئة وخمسين موضعاً)) (36).
(يُتْبَعُ)
(/)
إنّ الباحث توهم في جعل أبي جعفر النحاس قد تأثر بابن مجاهد في مجال (الوقف والابتداء)، بل وجعل كتاب (القطع والائتناف) هو من عمل ابن مجاهد أو حوله يدور، بسبب كثرة تردّد ذِكر ابن مجاهد في هذا الكتاب كما يرى، مما جعله يؤكد أن لابن مجاهد كتاباً في الوقف والابتداء وذلك في قوله: ((وحسبي وحسبكم أن تنظروا فهارس كتب القراءات، فسوف نجد رصيداً ضخماً منها هو فيما أرى من عمل ابن مجاهد أو حوله يدور. وإن كان ابن مجاهد يلحّ في صدر كتابه السبعة (ص 45 وما بعدها) وكتابه في الوقف والابتداء (القطع والائتناف ص 94) بضرورة علم النحو، ووجوه الإعراب، ومعرفة اللغات لعالِم القراءات، إذ كان ذلك)) (37).
إنّ المتصفح لكتاب القطع والائتناف لأبي جعفر النحاس يجد موضعين اثنين لا غير ورد فيهما ذِكر أبي بكر بن مجاهد، أما المواضع الأخرى فهي لأحمد بن موسى، الذي هو أحمد بن موسى اللؤلؤي (38)، وليس أحمد بن موسى بن مجاهد كما ذكر الباحث، والموضعان اللذان ذُكر فيهما أبو بكر بن مجاهد هما:
1ــ قال النحاس: ((حكى لي بعض أصحابنا عن أبي بكر بن مجاهد ــ رضي الله عنه: أنه كان يقول: لا يقوم بالتمام إلاّ نحوي عالم بالقراءة، عالم بالتفسير، عالم بالقصص، وتلخيص بعضها من بعض، عالم باللغة التي نزل بها القرآن)) (39).
2ــ قال النحاس: ((وقد كان أبو بكر بن مجاهد يستحب أن يقف عند قوله: ? إِنِّي لاَ يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ? [النمل10]، ثم يبتدئ ? إِلاَّ مَنْ ظَلَمَ ? [النمل 10])) (40).
ويؤيد قولنا: إن (أحمد بن موسى) هو اللؤلؤي ما جاء في كتاب القطع والائتناف نفسه وهو قول النحاس: (( ... حدثنا أحمد بن موسى، عن عيسى بن عمر (41): ? وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِي? [البقرة 40]، ? وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِي ? [البقرة 41]، ? وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِي ? [الشعراء 39]، ? إِلاَّ لِيَعْبُدُونِي ? [الذاريات 56] إذا وقفت فيها كلّها بغير ياء، وإذا وصلت كانت بالياء)) (42).
يضاف إلى ذلك أن هذه الآراء لو كانت لابن مجاهد لكان له كتاب في الوقف والابتداء، وهو ما ذهب إليه الباحث، وهذا ما لم يذكره أحد من المتقدمين أو المتأخرين، فضلاً عن عدم وجود آراء له في الوقف والابتداء مشهورة في المصادر.
ويؤيد ذلك ما صرّح به ابن مجاهد نفسه، كما أورده ابن الجزري بقوله: ((قال الداني: سمعت بعض أصحابنا يقول عن شيخ له: إنّ ابن الأنباري (43) لمّا صنف كتابه في الوقف والابتداء جيء به إلى ابن مجاهد، فنظر فيه، وقال: لقد كان في نفسي أن أعمل في هذا المعنى كتاباً، وما ترك هذا الشاب لمصنف ما يصنف)) (44).
إنّ الذي أوقع الباحث في الوهم هو فهرس الأعلام في كتاب القطع والائتناف الذي صنعه محققه الدكتور أحمد خطاب العمر، الذي عدّ كلّ موضع فيه ذكر لأحمد بن موسى هو لابن مجاهد، مما جعل الباحث ــ قبل أن يدقق في الأمر ــ يذهب ما ذهب إليه.
وختاماً أسأل الله تعالى أن يسدّد خطانا جميعاً لخدمة كتابه العزيز، كما خدمه أسلافنا من قبل، إنه سميع مجيب الدعوات.
الدكتور خلف حسين صالح الجبوري
كلية التربية / جامعة تكريت / العراق
KHALAF1952@YAHOO.COM
الهوامش
ــــــــــــــــ
(1) لمزيد من المعلومات عن أخبار المؤلف يراجع بحثنا (ابن مجاهد البغدادي وجهوده في اللغة والقراءات) رسالة ماجستير ــ كلية التربية للبنات/ جامعة تكريت 1997 م.
(2) أحمد بن يحيى بن يزيد بن سيار الشيباني، أبو العباس ثعلب، إمام الكوفيين في النحو واللغة، له كتاب في القراءات وكتاب الفصيح، ينظر: نزهة الألباء في طبقات الأدباء لأبي البركات الأنباري 173، غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري 1/ 148.
(3) تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 5/ 145، وينظر: معجم الأدباء لياقوت الحموي 5/ 68.
(4) الحسين بن أحمد بن خالويه بن حمدون، أبو عبدالله النحوي اللغوي، أخذ القراءات عرضاً عن ابن مجاهد، له كتاب البديع، ينظر: نزهة الألباء 230، غاية النهاية 1/ 237.
(5) اتجاهات التأليف في القراءات القرآنية مع تحقيق كتاب البديع لابن خالويه، تحقيق جايد زيدان مخلف ـ رسالة دكتوراه، كلية الآداب / جامعة بغداد 1986 م ص 413.
(يُتْبَعُ)
(/)
(6) زبان بن العلاء بن عمار بن العريان بن عبدالله بن الحسين، أبو عمرو التميمي البصري، أحد القراء السبعة (ت154 هـ)، ينظر: غاية النهاية 1/ 288.
(7) السبعة في القراءات لابن مجاهد 507.
(8) العباس بن الفضل بن عمرو بن عبيد، أبو الفضل الواقفي قاضي الموصل، من أكابر أصحاب أبي عمرو بن العلاء في القراءة (ت 186 هـ)، ينظر: غاية النهاية 1/ 353.
(9) عبدالوارث بن سعيد بن ذكوان، أبو عبيدة البصري، عرض القراءة على أبي عمرو (ت 180 هـ)، ينظر: غاية النهاية 1/ 478.
(10) السبعة 146.
(11) المصدر السابق 155.
(12) المصدر السابق 171، وينظر: الصفحات: 212، 346، 376، 481، 543، 552، 561، 566، 638، 652، 662 وغيرها.
(13) عبيدالله بن علي بن الحسن، أبو القاسم الهاشمي البغدادي، روى الحروف عن نصر بن علي بن نصر، عن أبيه، عن أبي عمرو بن العلاء،ينظر: غاية النهاية 1/ 489.
(14) السبعة 701.
(15) نصر بن علي بن نصر بن علي، أبو عمرو الجهضمي البصري، روى القراءة عن أبيه علي بن نصر (ت 250 هـ)، ينظر: غاية النهاية 2/ 337.
(16) علي بن نصر بن علي بن صبهان، أبو الحسن الجهضمي البصري، روى القراءة عن أبي عمرو (ت189 هـ)، ينظر: عاية النهاية 1/ 582.
(17) ينظر: السبعة 84.
(18) المصدر السابق 234.
(19) المصدر السابق 352، وينظر: الصفحات: 325، 359، 379 وغيرها.
(20) حماد بن سلمة بن دينار، أبو سلمة البصري، روى القراءة عن عاصم وابن كثير (ت 167 هـ)، ينظر: غاية النهاية 1/ 258.
(21) السبعة 66.
(22) الطيب بن إسماعيل بن أبي تراب، أبو حمدون الذهلي البغدادي النقاش للخواتم، مقرئ، قرأ عليه الفضل بن مخلد (ت في حدود 240 هـ)، ينظر: غاية النهاية 1/ 343.
(23) السبعة 83.
(24) غاية النهاية 2/ 11.
(25) ينظر: السبعة 215، و عبدالرزاق هو: عبدالرزاق بن الحسن بن عبدالرزاق العجلي، أبو القاسم الوراق، مقرئ، روى عنه القراءة محمد بن أحمد الداجواني (ت بعد 290 هـ) ينظر: غاية النهاية 1/ 384.
(26) ينظر: السبعة 268.
(27) غاية النهاية 2/ 77.
(28) مقدمة محقق كتاب السبعة 26.
(29) السبعة 215.
(30) غاية النهاية 2/ 190.
(31) ينظر: السبعة 215.
(32) المصدر السابق 268، وينظر: غاية النهاية 2/ 77.
(33) ينظر: السبعة 48.
(34) ينظر: مجلة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية العدد الخامس السنة الخامسة 1400ــ 1401هـ ص 63.
(35) أبو بكر بن مجاهد ومكانته في الدراسات القرآنية واللغوية: د. عبد الفتاح شلبي، بحث منشور في مجلة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية العدد الخامس السنة الخامسة 1400ــ 1401هـ ص 84 ــ 85.
(36) المصدر السابق 85.
(37) المصدر السابق 85.
(38) أحمد بن موسى بن أبي مريم، اللؤلؤي الخزاعي البصري، روى القراءة عن أبي عمرو بن العلاء وعاصم وعيسى بن عمر، ينظر: غاية النهاية 1/ 143.
(39) القطع والائتناف 94.
(40) المصدر السابق 167.
(41) عيسى بن عمر، أبو عمر الثقفي النحوي البصري، معام النحو ومؤلف الجامع والإكمال، له اختيار في القراءات على قياس العربية، روى القراءة عنه أحمد بن موسى اللؤلؤي (ت 149 هـ)، ينظر: نزهة الألباء 28، غاية النهاية 1/ 613.
(42) القطع والائتناف 137.
(43) محمد بن القاسم بم محمد بن بشار أبو بكر بن الأنباري، مؤلف كتاب الوقف والابتداء (ت 328 هـ)، ينظر: غاية النهاية 2/ 230.
(44) المصدر السابق 2/ 231.
مصادر البحث ومراجعه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* القرآن الكريم.
* اتجاهات التأليف في القراءات القرآنية مع تحقيق كتاب البديع لابن خالويه، تحقيق جايد زيدان مخلف ـ رسالة دكتوراه، كلية الآداب ـ جامعة بغداد 1986 م.
* أبو بكر بن مجاهد ومكانته في الدراسات القرآنية واللغوية: د ـ عبد الفتاح شلبي، بحث منشور في مجلة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية العدد الخامس السنة الخامسة 1400ــ 1401هـ.
* السبعة في القراءات: أبو بكر بن مجاهد (ت324 هـ): تحقيق ـ د ـ شوقي ضيف، ط 3 دار المعارف ـ القاهرة، 1988 م.
* غاية النهاية في طبقات القراء: أبو الخير محمد بن محمد بن الجزري (ت 833 هـ): عنى بنشره ج ـ برجستراسر، مكتبة الخانجي بمصر، 1351 هـ ـــ 1932 م.
* القطع والائتناف: أبو جعفر النحاس (338 هـ)، تحقيق: د ــ أحمد خطاب العمر، ط1 مطبعة العاني، بغداد 1398 هـ ــ 1978 م.
* ابن مجاهد البغدادي وجهوده في اللغة والقراءات: خلف حسين صالح الجبوري، رسالة ماجستير ـ كلية التربية للبنات ـ جامعة تكريت 1997 م.
* معجم الأدباء: ياقوت بن عبدالله الحموي (ت 626 هـ): دار إحياء التراث العربي ــ بيروت.
* نزهة الألباء في طبقات الأدباء: أبو البركات الأنباري (ت 577 هـ) تحقيق ـ د ـ إبراهيم السامرائي، ط3، مكتب المنار، الأردن ــ الزرقاء، 1405 هـ ــ 1985 م.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الراية]ــــــــ[24 Mar 2006, 03:08 م]ـ
جزاك الله خيرا
هناك رسالة
كتاب السبعة لابن مجاهد
للباحث/أحمد سعد المطيري
المشرف: فضيلة الشيخ د. إبراهيم سعيد الدوسري
الجامعة: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
الكلية: اللغة العربية
القسم: النحو والصرف وفقه اللغة
الدرجة العلمية: ماجستير
تاريخ المناقشة: 1424/ 1423هـ 2002م
الأبعاد: 467ص
المستخلص:
تحدث في التمهيد عن نشأة علم القراءات ثم ذكر نبذة موجزة عن القراءات السبع
ثم نشأة التأليف في القراءات حتى القرن الرابع،
الفصل الأول عن حياة ابن مجاهد وفيه مباحث منها الحالة السياسية والاجتماعية والعلمية وأثرها في حياته، ثم ذكر ترجمة لابن مجاهد،
الفصل الثاني عن اختيارات ابن مجاهد للقراء السبعة،
الفصل الثالث عن الروايات والطرق في كتاب السبعة،
الفصل الرابع عن منهج ابن مجاهد في كتاب السبعة،
الفصل الخامس عن كتاب السبعة وأثره في كتب القراءات والتفسير وعلوم القرآن واللغة ةالنحو وغيرها، ثم خاتمة
ولا اعلم هل طبعت ام لا
ـ[خلف الجبوري]ــــــــ[25 Mar 2006, 09:51 ص]ـ
وفقك الله
كانت رسالتي في مرحلة الماجستير (ابن مجاهد البغدادي وجهوده في اللغة والقراءات)
بإشراف الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد.
وجرت المناقشة في كلية التربية للبنات / جامعة تكريت 1997 م.
وتألفت الرسالة من مقدمة وأربعة فصول وثلاثة ألحاق وخاتمة.
ويشمل الفصل الأول حياته وثقافته.
والفصل الثاني جهوده في القراءات القرآنية، ويشمل دراسة تحليلية لمؤلفاته في القراءات
وموقفه من أصول القراءة وأثر مؤلفاته في من جاء بعده.
والفصل الثالث جهوده اللغوية ويشمل الأصوات والصرف والنحو ودلالة الألفاظ.
والفصل الرابع موقف العلماء منه.
ثم خاتمة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Mar 2006, 10:30 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا دكتور خلف على هذه الاستدراكات والتصويبات الموفقة، وقد صححت نسختي من كتاب السبعة بناء عليها وفقكم الله.
ولدي سؤال عن رسالة: اتجاهات التأليف في القراءات القرآنية مع تحقيق كتاب البديع لابن خالويه، بتحقيق الدكتور جايد زيدان مخلف. هل طبعت؟
ـ[خلف الجبوري]ــــــــ[27 Mar 2006, 07:11 م]ـ
وفقك الله وجزاك خيراً يا دكتور عبد الرحمن، أما بشأن كتاب البديع لابن خالويه بتحقيق الدكتور جايد زيدان فإنه حبيس الرفوف شأنه شأن بقية الكتب التي تحققت منذ عشرات السنين ولم تر النور بعد، وسبب ذلك يعود إلى عدم وجود جهة تتحمل تكاليف الطباعة والنشر، وتوجد نسخة من الرسالة في مكتبة كلية التربية للبنات /جامعة تكريت ونسخة في المكتبة المركزية في جامعة بغداد، وربما نسخة أو أكثر في مكتبات أخرى.
ـ[عبدالعزيز الجهني]ــــــــ[03 Sep 2006, 02:07 م]ـ
تعقيبا على موضوع تحقيق كتاب السبعة لابن مجاهد ,أقول على الرغم من الجهد الكبير الذي بذله المحقق رحمه الله الا اني وقفت ـ دون تتبع ـ على موضعين يحتاجان الى تنبيه:الأول في ص144 من الطبعة الثالثة جاء في المتن:قال أبو عمرو. والصواب: أبوعمر. الثاني في ص 417 ورد في المتن:وروى أبوزيد عن أبي عمرو (طوى) ضبطها المحقق بضم الطاء. والصواب الكسر.
ـ[الجكني]ــــــــ[03 Sep 2006, 05:53 م]ـ
"السي بالسي يذكر"-بالسين المهملة المكسورة-وبمناسبة الحديث عن "السبعة " فقد أكرمني الله تعالى بكتاب بحث بعنوان "القراءات التي حكم عليها ابن مجاهد بالخطأ في كتابه السبعة "ودراستها،وسوف يطبع بإذن الله تعالى في أحد الأعداد القريبة من مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة 0المنورة
ـ[منصور مهران]ــــــــ[04 Sep 2006, 12:11 م]ـ
كنت قرأت نقدا رائعا في مادته وفي نسَقِهِ لكتاب السبعة هذا: كتبه عالم جليل من علماء الشام وقدمه لعالم جليل من أفذاذ مصر - رحمهما الله جميعا -، وقد سمح لي الثاني بالنظر فيه دون نقلٍ أو تصويرٍ، وشرَط ألا أذيع اسميهما، وكان النقد يقوم على عمل المؤلف وعلى عمل المحقق على السواء؛ بتقسيم دقيق وقد كتبه الناقد بخطه وقلمه، وحفظه لنفسه فقط ثم نسخه لصاحبه لمودةٍ عظيمةٍ كانت بينهما. فلما تأملت ساعة في القول المكتوب أخذه الشيخ بيدٍ حانية وقال: أرأيت كيف يكتب الرجال؟ فقلت: لِمَ لا ينشره؟ من أجل المنفعة العامة؟ فبادرني قائلا: ليس ذلك من خُلُق كاتبه؛ إن الآصرة بين الناقد والمحقق حبست الرجل أن ينشره باسمه وآثر أن يستدرك به المحقق على عمل نفسه في طبعة لاحقة لئلا تصيبه معرة إذا رأى الذين لا يحسنون الظن هذا النقد وعدُّوه من باب القسوة وإنكار الجميل.
انصرفت إلى بيتي وتناولت نسختي من كتاب السبعة - في طبعته الأولى وهي المتوافرة آنذاك - وحاولت مرارا أن أتذكر حرفا مما قرأت فلم أفلح؛ لقد أنساني الذهول كل شيء إلا روعة الموقف وسمو الخلق، وبذلك حدث الوفاء للشيخ بأن لا آخذ من النقد حرفا واحدا إلى كتابي حتى يكون صاحبه هو الذي يمنحه، فكان الوفاء قهرا عن نفسي وليس بمَلْك يميني، وهذا من أعجب المحاسن.
واليوم قد من الله علينا بشيء من النقد العلمي قدمه الدكتور خلف الجبوري مشكورا، وكذلك ملاحظة الأستاذ عبد العزيز الجهني فضممت ذلك كله إلى ما جرى به قلم القارئ اللاقط للفوائد، وبالله التوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Sep 2006, 09:12 م]ـ
أولاً: أرحب بأخي الكريم الدكتور عبدالعزيز الجهني في ملتقى أهل التفسير، وأسأل الله أن ينفع به أينما حلَّ.
ثانياً: الأستاذ منصور مهران رعاه الله. مرحباً بعودتكم بعد السفر، وحمداً لله على السلامة. وهل في ذكر اسمي صاحبيك اليوم من حرجٍ؟ فما إخالهما إلا العلامة أحمد راتب النفاخ، والعلامة محمود شاكر رحمهما الله تعالى. فهل ظني في محله؟
ـ[د. عبدالرحمن اليوسف]ــــــــ[04 Sep 2006, 11:42 م]ـ
نبه الدكتورالشريف حاتم العوني في كتابه الأصيل: العنوان الصحيح للكتاب87،أن إضافة كلمة (في القراءات) على عنوان الكتاب خطأ-فهي من محقق الكتاب د. شوقي ضيف -رحمه الله -, فيما لو ثبت أن ابن مجاهد سماه بكتاب (السبعة)!
فقد قال أبوعلي الفارسي في خدمته لكتاب شيخه ابن مجاهد, المسمى ب (الحجة للقراء السبعة):"فإن هذا كتاب نذكر فيه وجوه قراءات القراء الذين ثبتت قراءاتهم في كتاب أبي بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد المترجم ب (معرفة قراءات أهل الأمصار بالحجاز والعراق والشام) .. "
قال الدكتور الشريف حاتم العوني:"فهذا العنوان أرجح عنوان للكتاب حتى الآن"(/)
فائدة في القراءات من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[30 Mar 2006, 05:47 م]ـ
الحمد لله، وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم أما بعد:
ففي جامع المسائل ـ للإمام ابن تيمية رحمه الله ـ المجموعة الأولى ص109:
قاعدة شريفة في تفسير وقوله {قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ} كتبها بقلعة دمشق في آخر عمره.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ص112:
للناس في مثل هذه القراءة [ولا يَطْعَم] وأمثالها مما لم يتواتر قولان:
منهم من يقول: هذه يشهد بأنها كذب، قالوا: وكل ما لم يقطع بأنه قرآن فإنه يقطع بأنه ليس بقرآن.
قالوا: ولا يجوز أن يكون قرآن منقولا بالظن، وأخبار الآحاد، فإنا إن جوزنا ذلك جاز أن يكون ثمَّ قرآن كثير غير هذه لم يتواتر.
قالوا: وهذا مما تحيله العادة، فإن الهمم، والدواعي متوفرة على نقل القرآن، فكما لا يجوز اتفاقهم على نقل كذب = لا يجوز اتفاقهم على كتمان صدق.
فعلى قول هؤلاء: يقطع بأن هذه وأمثالها كذب فيمتنع أن يكون أفضل من القرآن الصدق.
والقول الثاني:
قول من يُجَوِّز أن تكون هذه قرآنا، وإن لم ينقل بالتواتر، وكذلك يقول هؤلاء في كثير من الحروف التي يُقرأ بها في السبعة والعشرة لا يشترط فيها التواتر، وقد يقولون: إن التواتر منتف فيها، أو ممتنع فيها.
ويقولون: المتواتر الذي لا ريب فيها ما تضمنه مصحف عثمان من الحروف،
وأما كيفيات الأداء مثل تليين الهمزة، ومثل الإمالة، والإدغام = فهذه مما يسوغ للصحابة أن يقرأوا فيها بلغاتهم لا يجب أن يكون النبي صلى الله علليه وسلم تلفظ بهذه الوجوه المتنوعة كلها، بل القطع بانتفاء هذا أولى من القطع بثبوته.
وما كان تلفظه به على وجهين كلاهما صحيح المعنى مثل قوله (وما الله بغافل عما تعملون) و (يعملون) وقوله (إلا أن يَخافا ألا يقيما حدود الله) (إلا أن يُخافا ألا يقيما حدود الله) فهذه يكتفى فيها بالنقل الثابت، وإن لم يكن متواترا، كما يكتفى بمثل ذلك في إثبات الأحكام والحلال والحرام، وهو أهم من ضبط الياء والتاء، فإن الله سبحانه وتعالى ليس بغافل عمّا يعمل المخاطبون ولا عمّا يعمل غيرهم، وكلا المعنيين حق قد دل عليه القرآن في مواضع، فلا يضر ألا يتواتر دلالة هذا اللفظ عليه، بخلاف الحلال والحرام الذي لا يعلم إلا بالخبر الذي ليس بمتواتر.
والعادة والشرع أوجب أن ينقل القرآن نقلا متواتر كما نقلت جمل الشريعة نقلا متواترا مثل إيجاب الصلوات الخمس ..
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[30 Mar 2006, 09:02 م]ـ
شكرا لك على هذه الفائدة النفيسة (وأما كيفيات الأداء مثل تليين الهمزة، ومثل الإمالة، والإدغام = فهذه مما يسوغ للصحابة أن يقرأوا فيها بلغاتهم لا يجب أن يكون النبي صلى الله علليه وسلم تلفظ بهذه الوجوه المتنوعة كلها، بل القطع بانتفاء هذا أولى من القطع بثبوته)؛ فإن بعض الناس يظن أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قرأ بجميع هذه الروايات المنقولة، بل قال بعض المتخصصين في القراءات إن هذه الطرق الثابتة عن أئمة القراءة على كثرتها كلها قد قرأ بها النبي صلى الله عليه وسلم!
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[01 Apr 2006, 09:34 م]ـ
جزاك الله خيرا على تعليقك وتشريفك الموضوع.
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[17 Apr 2006, 10:05 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
اشكر لكم هذا النقل عظيم الفائدة ..
و ما زال أحدنا ينظر إلى عقل هذا الرجل (ابن تيمية) فيزداد به إعجاباً ولمنهجه في التفكير تقديراً ..
و قد أجدتم فيما نقلتم، وبهذا يتضح أن الفروش هي الأصل في أوجه القراءة المختلفة، و أما الأصول (وهي طريقة الأداء) فقد كانت تيسيراً واختياراً .. وانضبطت بالتواتر سنداً وعدداً ..
ـ[د. أنمار]ــــــــ[17 Apr 2006, 01:03 م]ـ
شكرا لك على هذه الفائدة النفيسة (وأما كيفيات الأداء مثل تليين الهمزة، ومثل الإمالة، والإدغام = فهذه مما يسوغ للصحابة أن يقرأوا فيها بلغاتهم لا يجب أن يكون النبي صلى الله علليه وسلم تلفظ بهذه الوجوه المتنوعة كلها، بل القطع بانتفاء هذا أولى من القطع بثبوته)؛ فإن بعض الناس يظن أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قرأ بجميع هذه الروايات المنقولة، بل قال بعض المتخصصين في القراءات إن هذه الطرق الثابتة عن أئمة القراءة على كثرتها كلها قد قرأ بها النبي صلى الله عليه وسلم!
وكلام الشيخ غير تام وكذا من تعقبه، والصحيح أن يقال أنها مما قرئ في حضرته وأقره أو أقر قاعدته الأصلية، والدليل عليه ما صح عن سيدنا ابن مسعود حين قرأ بالإمالة لسان هذيل فقدم عليها الفتح سيدنا عمر رضي الله عنه [لا أراه إلا لتعليم أبناء قريش ما اعتادوه]
ثبت لدينا أن ابن مسعود رضي الله عنه علم أهل الكوفة الإمالة بما ناسب ألسنتهم وما فيها من الإمالة
والحَكَم في ذلك هو إرجاعها للنبي صلى الله عليه وآله وسلم لا أنها من قبل نفسه أقصد ابن مسعود رضي الله عنه. وفيها حديث سأورده قريبا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[19 Apr 2006, 06:07 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه ومن والاه
وبعد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في الحقيقة لم يتضح لي ما يريده الاخوة من التاييد والنصرة لما ذهب اليه شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في قوله (بل القطع بانتفاء هذا أولى من القطع بثبوته).
فالقراءات المتواترة اليوم هي محل اجماع بين العلماء في ثبوتها.
وما ذكره الشيخ رحمه الله من أنه لا يجب أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم تلفظ بهذه الوجوه كلها شديد الافتقار إلى ما يعضده من الأدلة الصحيحة فهو مجرد افتراض منه لا يصح متابعته عليه رحمه الله إلا بدليل صحيح ثابت.
كيف لا والنقل المتواتر لأداء تلك الكلمات واظهار الخلاف بين القراء في ما ذكره ابن تيمية وما لم يذكره من اوجه اختلاف القراء ثابت لدينا بأسانيد القراء الأثبات الثقاتمن لدن عصرنا حتىيكمل ختمه بمسك الأخذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرويها الخلف عن السلف بتلك الكيفيات في الأداء التي يتفق عليها أهل الفن العارفين به والمعول عليهم فيه من المشرق والمغرب والعرب والعجم
وعليه
فالقول بالقطع بثبوتها أولى وأصح وأقرب للحق مما ذهب اليه شيخ الاسلام من القول بانتفائها.
ثم إن ثمة اشكالا في قوله يرحمه الله - يسوغ للصحابة أن يقرؤوا فيها بلغاتهم - فباب الاجتهاد في أداء القرآن موصد دون كل أحد وإلا لما كان ابن مسعود رضي الله عنه كما في الطبراني بسند حسن قال للرجل الذي قصر المد في لفظ (الفقراء) ما هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بين له الصحيح في الأداء وهو القراءة بالمد فكيف يسوغ لقوم ينكرون النقص في مقادير المدود أن يجتهدوا في اداء الامالة وتليين الهمز والادغام الذي هو أعسر وأحوج الى التدقيق والتاكد من الاتيان به على الوجه الصحيح؟؟
و هل هذا القول منه بفرضية اجتهاد الصحابة في القراءات يتفق مع تكفل الله بحفظ القرآن أم يخالفه؟؟
فلو كان الصحابة مجتهدين لما جاز لنا القطع بان القرآن الموجود هو عين القرآن الذي نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم من حيث الأداء وهذا بعيد أشد البعد.
وختاما فليس ما زبرته سوى وجهة نظر قابلة للتغيير إن عرض لها ما يخالفها من الأقاويل المعتبرة من أهل هذا الفن والله تعالى أعلم
ـ[د. أنمار]ــــــــ[25 Apr 2006, 02:07 ص]ـ
والحَكَم في ذلك هو إرجاعها للنبي صلى الله عليه وآله وسلم لا أنها من قبل نفسه أقصد ابن مسعود رضي الله عنه. وفيها حديث سأورده قريبا.
والحديث الذي وعدت به رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين ج2/ص268
قال أخبرني أبو بكر بن أبي دارم بالكوفة حدثنا عبيد بن غنام بن حفص بن غياث حدثنا عبيد بن يعيش حدثنا محمد بن فضيل عن عاصم عن زر قال قرأ رجل على عبد الله طه مفتوحة فأخذها عليه عبد الله طه مكسورة فقال له الرجل إنما يعني ضع رجلك مفتوحة فقال عبد الله هكذا قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهكذا أنزلها جبريل عليه السلام
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
ولم يعترضه الذهبي وهناك متابعتان لمحمد بن فضل ليس هنا موضع بسطها فما هو أعلاه الأصل وهو على شرط مسلم.
قلت وقراءة أهل الكوفة التي ترجع في سندها إلى ابن مسعود ظهرت عند قرائهم الأربعة – وكلهم من أصحاب القراءات العشر المتواترة- عاصم من رواية شعبة وحمزة والكسائي وخلف في اختياره أمالوا طا وها معا وأمال الهاء فقط ورش المدني وأبو عمرو البصري
انظر البدور الزاهرة عند الممال في أول سورة طه، وإتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر ج1/ص381
ومعنى الكسر هو الإمالة كما في سبعة ابن مجاهد ص567
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[03 Jun 2006, 07:06 م]ـ
كلام شيخ الإسلام في المسألة هو الحقّ، ومثل هذا الكلام لا يصدر إلا عن عالم واسع الاطلاع بعيد النظر، وأين مثل شيخ الإسلام؟ وليس كلام منتقديه بشيء.
أما كلام د. أنمار ومن ألف البدور الزاهرة ... فليست القراءات العشر ولا السبع بالمتواترة.
المتواتر هو المصحف وما أجمعوا عليه .. أما ما اختلفوا فيه فهو ليس من المتواتر بل انطبقت عليه شروط القراءة الصحيحة الثلاثة (صحة السند [لا التواتر]، وموافقة العربية ولو بوجه، وموافقة أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالاً) هذا كلام مكي بن أبي طالب القيسي437هـ ونصره ابن الجزري 833هـ وهما من هما. هل نخالف أساطين القراءة ونطيع المتساهلين في ادعاء التواتر؟
ـ[د. أنمار]ــــــــ[05 Jun 2006, 02:06 ص]ـ
وكيف ينكر التواتر جملة وتفصيلا؟
هذا كلام غير دقيق وغير محقق. ولن أدخل في نقاش إثبات تواتر القراءات العشر أو أن فيها ما هو من قبيل المشهور المحتف بالقرائن- ولعل الله ييسر لي إتمام ما تقر به أعين أهل القرآن في هذا الباب-.
لكن أسألك سؤالا:
أليس لو أجمع القراء العشر أو أكثرهم على كلمات قرآنية - وما أكثرها- يكون مثله من أعلى درجات التواتر. كالزيادة على الطبيعي والترقيق والتفخيم،
ثم أنظر من أمال من القراء
وكنت أتمنى من سعادة الدكتور عبد الرحمن أن يتأمل كلامي أولا ثم يعترض بعد ذلك،
فأراه إنما سعى للرد وحسب. فأنا أعترضت على نقطة واحدة وأثبت صحتها بالدليل
ثم ما دخل صاحب البدور
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجكني]ــــــــ[05 Jun 2006, 04:07 م]ـ
لاشك عندى أن كلام الشيخ محمود هو الصواب فى المسألة عند أهل التخصص،وما رد به أخى الدكتور الصالح ليس بصالح،فالمسائل العلمية ترد بالدليل العلمي وليس بمكانة الشيوخ،فعبارة (أين مثل شيخ الإسلام وليس كلام منتقديه بشيء) وعبارة (المتواتر هو المصحف) ليس كلامأ علميأ ترجح به المسائل، إذ الكلام ليس فى مكانة الشيخ والتى لايجهلها إلا جاهل أو حاسد، والتى لايدخلها فى النقاش العلمي إلا من عدم الدليل،بل المسألة هل ما ذهب إليه الشيخ فى هذه المسألة صواب أم لا؟
فلا شك عندى أن كلام الشيخ - تحسينأ للظن به - أنه كلام يخالف ما عند أهل هذا الفن،فمثلاً: قوله رحمه الله:فهذه يكتفى فيها بالنقل الثابت وإن لم يكن متواترأ000الخ لايمكن أخذه هكذا على إطلاقه وإلا أدخلنا فى القراءات ماليس قرآنأ باتفاق،وذلك مثل القراءات التى نقلها أئمة الحديث كالبخاري فى صحيحه وغيره من المحدثين فهي مع صحة ثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم لاتعتبر قرآنأ ومن اعتبر قرآنيتها يخاف عليه الكفر، فبان من هذا المثال أن قول شيخ الإسلام رحمه الله تحته معاني لاينتبه إليها إلا أهل التخصص الذين درسوا جزئياته،
وأما عبارة (وأين مثل شيخ الإسلام) فكأنى أفهم أن د/ الصالح حفظنى الله وإياه يجعل مكانة الشيخ هى الدليل ‘فإن كان ذلك كذلك وأظنه كذلك فهذا يذكرنى برد الإمام أبى حيان على الإمام الزمخشري عندما طعن فى قراءة ابن عامر،فكان مما رد به "أن ابن عامر عربي قح " وهذا ليس بدليل فإن كان الزمخشري أخطأ فى رده القراءة المتواترة فأبو حيان أخطأ في جعله عروبة ابن عامر دليلأ على عدم خطئه،لأن اللحن قد ثبت فى زمن النبي صلى الله عليه وسلم وزمن عمر رضي الله عنه 0
وأما عبارة "تواتر المصحف " لو قال (القرآن) بدل المصحف لكان الصواب فشتان ما هما 0
وأما جعله ما ذهب إليه مكي وابن الجزري هو الصواب وما خالفه هو قول المتساهلين فى ادعاء التواتر ‘فقول غريب من قائله ‘وكأنى بالدكتور الفاضل اعتمد على مكانة الإمامين فظن أن كلامهما هو الصواب مع أنه عند المحققين من أهل هذا الفن قول حادث لاينظر إليه ولايعول عليه،وختامأ أقول: المسائل العلمية يحكم عليها بالدليل وليس بمكانة قائلها 0والله من وراء القصد
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[06 Jun 2006, 01:09 م]ـ
الأخ د. أنمار: الدعوى أوسع من الدليل في كلامك؛ فتأمل.
وكذلك ما أورد الشيخ محمود حفظه الله: النزاع هو في هذا فكيف يورد عليه؟
هو ـ رحمه الله ـ ينازع في صحة دعوى تواتر هذه الجزئيات، فأين تواترـ مثلا ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم أوجه وقف هشام على مثل: جزاؤ؟!
ثم إن سلم تواترها إلى الصحابة ـ مع بعده ـ فهنا يأتي كلام الشيخ في أن: هذا مما يسوغ للصحابة أن يقرأوا فيها بلغاتهم لا يجب أن يكون النبي صلى الله علليه وسلم تلفظ بهذه الوجوه المتنوعة كلها، بل القطع بانتفاء هذا أولى من القطع بثبوته.
والمنازع لدعوى الشيخ يجب عليه أن يثبت تواتر، أو صحة هذه الأشياء بالرواية، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد قرأ بكل هذه الأوجه الموجودة اليوم عند الناس في القراءات، مع ما درس منها.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[09 Jun 2006, 11:17 ص]ـ
لاشك عندى أن كلام الشيخ محمود هو الصواب فى المسألة عند أهل التخصص،وما رد به أخى الدكتور الصالح ليس بصالح،فالمسائل العلمية ترد بالدليل العلمي وليس بمكانة الشيوخ،فعبارة (أين مثل شيخ الإسلام وليس كلام منتقديه بشيء) وعبارة (المتواتر هو المصحف) ليس كلامأ علميأ ترجح به المسائل، إذ الكلام ليس فى مكانة الشيخ والتى لايجهلها إلا جاهل أو حاسد، والتى لايدخلها فى النقاش العلمي إلا من عدم الدليل،بل المسألة هل ما ذهب إليه الشيخ فى هذه المسألة صواب أم لا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فلا شك عندى أن كلام الشيخ - تحسينأ للظن به - أنه كلام يخالف ما عند أهل هذا الفن،فمثلاً: قوله رحمه الله:فهذه يكتفى فيها بالنقل الثابت وإن لم يكن متواترأ000الخ لايمكن أخذه هكذا على إطلاقه وإلا أدخلنا فى القراءات ماليس قرآنأ باتفاق،وذلك مثل القراءات التى نقلها أئمة الحديث كالبخاري فى صحيحه وغيره من المحدثين فهي مع صحة ثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم لاتعتبر قرآنأ ومن اعتبر قرآنيتها يخاف عليه الكفر، فبان من هذا المثال أن قول شيخ الإسلام رحمه الله تحته معاني لاينتبه إليها إلا أهل التخصص الذين درسوا جزئياته،
وأما عبارة (وأين مثل شيخ الإسلام) فكأنى أفهم أن د/ الصالح حفظنى الله وإياه يجعل مكانة الشيخ هى الدليل ‘فإن كان ذلك كذلك وأظنه كذلك فهذا يذكرنى برد الإمام أبى حيان على الإمام الزمخشري عندما طعن فى قراءة ابن عامر،فكان مما رد به "أن ابن عامر عربي قح " وهذا ليس بدليل فإن كان الزمخشري أخطأ فى رده القراءة المتواترة فأبو حيان أخطأ في جعله عروبة ابن عامر دليلأ على عدم خطئه،لأن اللحن قد ثبت فى زمن النبي صلى الله عليه وسلم وزمن عمر رضي الله عنه 0
وأما عبارة "تواتر المصحف " لو قال (القرآن) بدل المصحف لكان الصواب فشتان ما هما 0
وأما جعله ما ذهب إليه مكي وابن الجزري هو الصواب وما خالفه هو قول المتساهلين فى ادعاء التواتر ‘فقول غريب من قائله ‘وكأنى بالدكتور الفاضل اعتمد على مكانة الإمامين فظن أن كلامهما هو الصواب مع أنه عند المحققين من أهل هذا الفن قول حادث لاينظر إليه ولايعول عليه،وختامأ أقول: المسائل العلمية يحكم عليها بالدليل وليس بمكانة قائلها 0والله من وراء القصد
سامحني يا أخي ... بارك الله فيك.
كيف تحكم على الصواب والصلاح بما تدعي أنه "قول أهل التخصص":
لاشك عندى أن كلام الشيخ محمود هو الصواب فى المسألة عند أهل التخصص،وما رد به أخى الدكتور الصالح ليس بصالح
ثم تقول:
فالمسائل العلمية ترد بالدليل العلمي وليس بمكانة الشيوخ
فأين دليلك يا أخي ... ؟
فيا ليتك تنظر إلى أدلة مكي وابن تيمية وابن الجزري وسائر الأئمة "المتخصصين" وتحللها واحدة واحدة بدلا من هذا الرد السريع ...
ألا ترى أن (مكي) عبارة عن (الفحص والترجيح) ... ؟
ألا ترى أن (ابن تيمية) عبارة عن (البحوث الدقيقة) ... ؟
ألا ترى أن (ابن الجزري) عبارة عن (عشرات الأدلة) ... ؟
ألا ترى أن هذه الثلاثة عبارة عن (أهل الاختصاص) ... ؟
فليس الاعتماد على "مكانة". إنما الاعتماد على أنهم أساطين الأدلة.
والله وحده المستعان.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[09 Jun 2006, 04:23 م]ـ
أخي الكريم عبد الرحمن السديس:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أرجو ألا نخلط بين المواضيع وتنعدم الفائدة في النقاش, فقبل الخوض في التواتر وصحة دعواه , أنا أريد منك تبيينا لما كتبته مُكَبَّراً باللون الأحمر وهو قول شيخ الإسلام بعد ذكره لكيفيات الأداء من تليين وإدغام وغيره (بل القطع بانتفاء هذا أولى من القطع بثبوته) وهو يعني كما هو ظاهر من كلامه أن الصحابة اجتهدوا في أداء تلك الكيفيات كما يسوغ لهم بلغاتهم , وأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يجب أن يكون علمهم أداء تلك الوجوه كلها ..
هذا الكلام يستحيل التسليم به لشيخ الإسلام رحمه الله وهو القائل في الفتاوى13/ 393 - 394 (ولم ينكر أحد من العلماء القراءات العشرولكن من لم يكن عالما بها أو لم تثبت عنده كمن يكون في بلد من بلاد الإسلام بالمغرب أو غيره, ولم يتصل به بعض هذه القراءات فليس له أن يقرأ بما لا يعلمه ,فإن القراءة كما قال زيد بن ثابت: سنة يأخذها الآخر عن الأول , كما أن ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من أنواع الاستفتاحات في الصلاة ومن أنواع صفة الأذان والإقامة وصفة صلاة الخوف وغير ذلك كله حسن يشرع العمل به لمن علمه , ...... الخ)
فكيف نجمع بين قوله الأول بالقطع بنفي الكيفيات , وبين قوله عن زيد إن القراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول؟؟
وما الذي جعل الاجتهاد سائغا للصحابة فحسب وممنوعا على غيرهم ما دام الأمر كذلك؟؟
ولم لا يجب أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم بين تلك الكيفيات كما وصلتنا؟ إذ الأصلُ يقتضي بيانه لها كما أنزلها الله عليه , وما فهِم من كلامه رحمه الله متناقض - في نظري - مع قوله في مقدمة التفسير (أما معرفة القراءة وحفظها فسنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول , فمعرفة القراءة التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأ بها , أو يقرهم على القراءة بها ,أو يأذن لهم وقدقرأوا بها, سنةٌ)
فهذا النص يشعر أنه رحمه الله ربما قصد أنهم قرأوها بقراءة صحيحة فأقرهم صلى الله عليه وسلم على ذلك ولا شك أن هذا تبيين منه صلى الله عليه وسلم وإن لم يكن نطق بكيفيته ابتداءاً , ولو كان رحمه الله يقصد ما فهمه الإخوان لأضاف لما سبق (أو اجتهدوا في أدائه من غير تببنه لهم) وهذا يستحيل والله تعالى أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[09 Jun 2006, 05:08 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا يستحيل التسليم به، ولم يكن هو أول قائل به، بل معنى جاء عند غيره، وما نقلته من كلامه الأخير لا يناقضه بل هو موافق في الجملة ...
ولعلك أخي الفاضل تتأمل هذا الموضع من فتح الباري لابن حجر9/ 27:
ونقل أبو شامة عن بعض أهل الشيوخ أنه قال: أنزل القرآن أولا بلسان قريش ومن جاورهم من العرب الفصحاء، ثم أبيح للعرب أن يقرءوه بلغاتهم التي جرت عادتهم باستعمالها على اختلافهم في الألفاظ والإعراب ولم يكلف أحد منهم الانتقال من لغته إلى لغة أخرى للمشقة، ولما كان فيهم من الحمية ولطلب تسهيل فهم المراد كل ذلك مع اتفاق المعنى وعلى هذا يتنزل اختلافهم في القراءة كما تقدم وتصويب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلا منهم.
قلت: وتتمة ذلك أن يقال إن الإباحة المذكورة لم تقع بالتشهي أي أن كل أحد يغير الكلمة بمرادفها في لغته بل المراعى في ذلك السماع من النبي صلى الله عليه وسلم، ويشير إلى ذلك قول كل من عمر وهشام في حديث الباب أقرأني النبي صلى الله عليه وسلم.
لكن ثبت عن غير واحد من الصحابة أنه كان يقرأ بالمرادف ولو لم يكن مسموعا له ومن ثم أنكر عمر على ابن مسعود قراءته (عتى حين) أي (حتى حين) وكتب إليه "إن القرآن لم ينزل بلغة هذيل فأقرئ الناس بلغة قريش ولا تقرئهم بلغة هذيل".
وكان ذلك قبل أن يجمع عثمان الناس على قراءة واحدة قال ابن عبد البر ـ بعد أن أخرجه من طريق أبي داود بسنده ـ: يحتمل أن يكون هذا من عمر على سبيل الاختيار لا أن الذي قرأ به ابن مسعود لا يجوز قال: وإذا أبيحت قراءته على سبعة أوجه أنزلت جاز الاختيار فيما أنزل.
قال أبو شامة: ويحتمل أن يكون مراد عمر ثم عثمان بقولهما نزلا بلسان قريش أن ذلك كان أول نزوله، ثم إن الله تعالى سهله على الناس فجوز لهم أن يقرءوه على لغاتهم على أن لا يخرج ذلك عن لغات العرب لكونه بلسان عربي مبين، فأما من أراد قراءته من غير العرب فالاختيار له أن يقرأه بلسان قريش لأنه الأولى وعلى هذا يحمل ما كتب به عمر إلى ابن مسعود؛ لأن جميع اللغات بالنسبة لغير العربي مستوية في التعبير، فإذا لابد من واحدة فلتكن بلغة النبي صلى الله عليه وسلم، وأما العربي المجبول على لغته فلو كلف قراءته بلغة قريش لعثر عليه التحول مع إباحة الله له أن يقرأه بلغته ...
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[09 Jun 2006, 08:20 م]ـ
أخي الكريم
1 - كلام أبي شامة محل اتفاق ولا غبار عليه لأن الخلاف في اجتهاد الصحابة في الإتيان بهذه الكيفيات , وكون القرآن نزل بلغات العرب المتعددة لا يدل على اجتهادهم في ذلك بل هو دليل على التلقي المباشر عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
وفي كلام ابن حجر دليل عليك لا لك حيث قال رحمه الله (بل المراعى في ذلك السماع من النبي صلى الله عليه وسلم) وإيراده لاجتهاد بعض الصحابة لم يكن للاستدلال به على الجواز وإلا لما عقبه بنهي عمر لابن مسعود عن ذلك ..
ولابن حجر بعد ما سقته عنه في نقلكَ كلامٌ لابن قتيبة يؤيد ما أردناه من عدم جواز الاجتهاد واستحالته حيث يقول رحمه الله (قال ابن قتيبة في أول تفسير المشكل له: كان من تيسير الله أن أمر نبيه أن يقرأ كل قوم بلغتهم).
والظاهر أنه أراد لفظ الحديث (إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك .... )
2 - ألا يشكل على هذا القول (أن القرآن نزل بلغة قريش ثم أباح الله لهم قراءته بلغاتهم) - على فرض أن المراد به ما أردته أنت حفظك الله - أن حكيم بن حزام القرشي أنكر عليه عمر بن الخطاب القرشي قراءته واحتكما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فهل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقرِأُ أحدا بغير لغته؟
ثانيا: الحديث النبوي الصحيح واضح في عدم إمكانية اجتهاد الصحابة وتأمل قول جبريل لرسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك على سبعة أحرف, فأيما حرف قرأوا عليه فقد أصابوا)
وقوله قبل ذلك (فلم أزل أستزيده).
كيف نقول مع هذه الألفاظ التي -لا تحتمل- أن الاجتهاد سائغ في الأداء؟؟
والله تعالى أعلم
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[09 Jun 2006, 09:15 م]ـ
وفقكم الله
كلام أبي شامة عام، ولذا حاول ابن حجر تقييده بتتمته، لكنه أورد بعدها ما يعكر على ذلك من فعل سيد من سادات القراء، ثم أعقبه بذكر كلام ابن عبدالبر ... فتأمل.
ـ[محمد سيف]ــــــــ[26 Dec 2009, 11:06 م]ـ
الإخوة الكرام
قرأتُ كلام ابن تيمية هنا وفي كتاب جامع المسائل، وتأملتُ بعض الشيء فوجدتُ أنه ذكر قولين في ما لم يتواتر كما ترون
وهذه الجملة التي تناقشتم عليها (بل القطع بنفي هذا أولى من القطع بثبوته)، كأنها -والله أعلم- داخلة ضمن القول الثاني عند بعض العلماء في المسألة، وليست من كلامه
يمكننا تأمل العبارة بهذا الشكل:
"وقد يقولون: إن التواتر منتف فيها أو ممتنع فيها.
[ثم ذكر تفصيلهم في هذه العبارة فقال]
ويقولون: المتواتر الذي لا ريب فيه ما تضمنه مصحف عثمان من الحروف.
-وأما كيفيات الأداء مثل تليين الهمزة، ومثل الإمالة، والإدغام؛ فهذه مما يسوغ للصحابة أن يقرأوا فيها بلغاتهم لا يجب أن يكون النبي صلى الله علليه وسلم تلفظ بهذه الوجوه المتنوعة كلها، بل القطع بانتفاء هذا أولى من القطع بثبوته.
-وما كان تلفظه به على وجهين كلاهما صحيح المعنى مثل قوله (وما الله بغافل عما تعملون) و (يعملون) وقوله (إلا أن يَخافا ألا يقيما حدود الله) (إلا أن يُخافا ألا يقيما حدود الله) فهذه يكتفى فيها بالنقل الثابت، وإن لم يكن متواترا، كما يكتفى بمثل ذلك في إثبات الأحكام والحلال والحرام، وهو أهم من ضبط الياء والتاء ... "
فما رأي المشايخ الفضلاء؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[11 Jan 2010, 10:50 ص]ـ
السلام عليكم إخواننا الكرام
الاحتمال الذي ذكره أخونا الكريم محمد نور احتمال قوي جدا لاسيما إذا علمنا أن لابن تيمية كلاما عكس هذا تماما في الفتاوى الكبرى حيث قال: وأما ما اتحد لفظه ومعناه وإنما يتنوع صفة النطق به كالهمزات والمدات والإمالات ونقل الحركة والإظهار والإدغام والإختلاس وترقيق اللامات والراآت أو تغليظها ونحو ذلك مما تسمى القراءات الأصول فهذا أظهر وأبين في أنه ليس فيه تناقض ولا تضاد مما تنوع فيه اللفظ أو المعنى إذا هذه الصفات المتنوعة في أداء اللفظ لا تخرجه عن أن يكون لفظا واحدا ولا يعد ذلك فيما اختلف لفظه واتحد معناه أو اختلف معناه من المترادف ونحوه ولهذا كان دخول هذا في حرف واحد من الحروف السبعة التي أنزل القرآن عليها مما يتنوع فيه اللفظ أو المعنى وإن وافق رسم المصحف وهو ما يختلف فيه النقط أو الشكل. من الشاملة (4/ 414).
فانظر رحمكم الله كيف جعل أوجه الأداء التي مثل لها بالهمزات والمدات والإمالات ونقل الحركة والإظهار والإدغام والإختلاس وترقيق اللامات والراآت أو تغليظها أولى بدخولها في حرف واحد وأكد نزول القرآن بها , ولهذا قال ابن الجزري رحمه الله عن ابن الحاجب الذي قال بعدم تواتر أوجه الأداء:
فهو واهم في تفرقته بين الحالتين , نقله وقطعه بتواتر الاختلاف اللفظي دون الأدائي , بل هما في نقلهما واحد , وإذا ثبت تواتر ذلك كان تواتر هذا من باب أولى , إذ اللفظ لا يقوم إلا به أو لا يصح إلا بوجوده , وقد نص على تواتر ذلك كله أئمة الأصول كالقاضي أبي بكر بن الخطيب الباقلاني في كتابه (الانتصار) وغيره ولا نعلم أحدا تقدم ابن الحاجب إلى ذلك , والله أعلم. (النشر 1/ 29 ـ 30).
وقال شيخ الإسلام أيضا:وسبب تنوع القراءات فيما احتمله خط المصحف هو تجويز الشارع وتسويغه ذلك لهم اذ مرجع ذلك الى السنة والاتباع لا الى الرأى والابتداع
أما اذا قيل ان ذلك هى الاحرف السبعة فظاهر وكذلك بطريق الاولى اذا قيل ان ذلك حرف من الأحرف السبعة فانه اذا كان قد سوغ لهم أن يقرؤوه على سبعة أحرف كلها شاف كاف مع تنوع الأحرف فى الرسم فلأن يسوغ ذلك مع اتفاق ذلك فى الرسم وتنوعه فى اللفظ أولى وأحرى وهذا من اسباب تركهم المصاحف أول ما كتبت غير مشكولة ولا منقوطة لكتون صورة الرسم محتملة للأمرين كالتاء والياء والفتح والضم وهم يضبطون باللفظ كلا الامرين ويكون دلالة الخط الواحد على كلا اللفظين المنقولين المسموعين المتلوين شبيها بدلالة اللفظ الواحد على كلا المعنيين المنقولين المعقولين المفهومين فان أصحاب رسول الله تلقوا عنه ما أمره الله بتبليغه اليهم من القرآن لفظه ومعناه جميعا كما قال أبو عبدالرحمن السلمى وهو الذى روى عن عثمان رضى الله عنه عن النبى أنه قال خيركم من تعلم القرآن وعلمه كما رواه البخارى فى صحيحه وكان يقرىء القرآن اربعين سنة قال حدثنا الذين كانوا يقرؤننا عثمان بن عفان وعبدالله بن مسعود وغيرهما انهم كانوا اذا تعلموا من النبى عشر آيات لم يجاوزوها حتىيتعلموا ما فيها من العلم والعمل قالوا فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا. (مجموع الفتاوى من الشاملة 13/ 403).(/)
علم الوقف والابتداء مع فضيلة الشيخ د. مساعد الطيار (1)
ـ[معمر العمري]ــــــــ[01 Apr 2006, 01:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حلقتنا الجديدة , الثلاثاء 6/صفر , ستكون الجزء الأول من الحديث عن علم (الوقف والابتداء) , مع فضيلة الشيخ د. مساعد الطيار
مواعيد البرنامج:
البث الرئيس: الثلاثاء , العاشرة والربع مساء.
الإعادات:
الأربعاء , الثالثة عصرا.
الخميس , السادسة والنصف صباحا.
الجمعة , الرابعة إلا ربع فجرا.
ـ[عبدالله بن عيدان الزهراني]ــــــــ[01 Apr 2006, 06:23 م]ـ
شكر الله لك أخي معمر على تذكيرنا المتواصل بهذا البرنامج النافع، أعانكم الله ..
ـ[معمر العمري]ــــــــ[01 Apr 2006, 11:56 م]ـ
جزاكم الله خيرا.ونفع بكم(/)
بمناسبة برنامج: مبادئ العلوم، هل هناك فرق بين علم التجويد وعلم الوقف والابتدا؟؟
ـ[طالب المعالي]ــــــــ[03 Apr 2006, 10:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
سبق لقناة المجد ان عرضت في إحدى الحلقات من برنامج (مبادئ العلوم) حلقة عن التجويد
سؤالي الآن:
ألا يدخل الوقف والابتدا ضمن ابواب علم التجويد؟
ارجو ايضاح هذا الإشكال
وجزاكم الله خيرا
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[04 Apr 2006, 10:56 ص]ـ
أخي الكريم
الجواب موجود في الحلقة التي طرحها الدكتور عبد الرحمن الشهري عن التجويد، وفي الحلقة التي طرحتها عن الوقف والابتداء، فلعلك تجدها واضحة هناك.(/)
ارجو الإفادة عن كتاب: إرشاد الرحمن للأجهوري؟؟
ـ[طالب المعالي]ــــــــ[03 Apr 2006, 10:35 م]ـ
اخوتي في الله
ارجو ممن لديه إفادة عن هذا الكتاب إفادتي بما يلي:
1 - هل الكتاب مطبوع ومحقق ام لا؟؟؟ مع بيان الناشر والمحقق
2 - ما منهج المؤلف في هذا الكتاب، وهل يصلح لرسالة علمية؟
وفق الله الجميع(/)
الجزء الثاني من علم الوقف والابتداء
ـ[معمر العمري]ــــــــ[10 Apr 2006, 02:23 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تابعوا يوم الثلاثاء القادم11/ 3 الجزء الثاني من علم الوقف والابتداء, مع فضيلة الشيخ د. مساعدالطيار ... وذلك ضمن حلقات برنامجكم مبادئ العلوم , وحلقة الأسبوع القادم ستكون تطبيقات على علم الوقف والابتداء. وقريبا سأسجل حلقات مع أ. د محمد الشايع, و د. عبدالرحمن الشهري, وسأعلن عن موضوع هاتين الحلقتين قريبا؛لاستقبال مشاركاتكم واستفساراتكم على هذا الملتقى المبارك.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[10 Apr 2006, 10:20 م]ـ
بارك الله فيك وفي شيوخنا الكرام ولعلك أخي الكريم تقصد الثلاثاء 13/ 3 أي يوم غدٍ إن شاء الله.
ـ[معمر العمري]ــــــــ[11 Apr 2006, 09:05 ص]ـ
نعم , هو كما ذكرت أخي الكريم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Apr 2006, 12:12 ص]ـ
كانت حلقات موفقة قدمتموها على ثلاث حلقات عن الوقف والابتداء في القرآن الكريم، فبارك الله فيكم وفي الشيخ الدكتور مساعد بن سليمان الطيار. وقد تابعت الحلقة الأخيرة كاملةً، وانتفعت كثيراً بما ذكره الضيف الكريم وما ذكره الأخوان الكريمان نايف الزهراني وحسين المطيري في اتصالهما الهاتفي بالبرنامج، ولا سيما أنها كانت حلقة تطبيقية على مسائل الوقف والابتداء، ونحن في أمس الحاجة إلى نشر علوم القرآن الكريم، وبثها بين طبقات المجتمع المسلم لحاجته إليها. وكثير من الطلاب يظن أن علوم القرآن الكريم مكرورة ومملة، ولا يمكن تطبيقها، والأمر ليس كذلك.
وهذا الظن لم يكن إلا لقلة قيام المتخصصين في الدراسات القرآنية بعلومه على وجهها، وعدم إدخال التطبيقات لمسائل علوم القرآن التي هي مجال واسع للتطبيق كالمكي والمدني والناسخ والمنسوخ والوقف وغيرها.
وقد استوقفتني الاقتراحات الثلاثة التي تفضل بها أخي حسين المطيري المعيد بقسم القرآن بكلية أصول الدين، وهي:
1 - أن يكون هناك بين مشايخ الإقراء من يتخصص في موضوع الوقف والابتداء، ويتصدى لمسائله، ويجتهد في إتقان هذا العلم حتى يكون مقصد الطلاب في هذا العلم.
2 - ذكر أن الشيخ محمد رفعت رحمه الله كان ممن يقال فيه: إنه من أعلم القراء بمواضع الوقف والابتداء، واقترحَ اقتراحاً جميلاً وهو أن تكون الأشرطة الصوتية للشيخ محمد رفعت ميداناً للتطبيق والتدريب للطلاب على مواضع الوقف والابتداء.
3 - تدريس وقوف العلماء كالسجاوندي والهبطي من خلال المصاحف التي استعملت فيها هذه الرموز.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[20 Apr 2006, 10:31 ص]ـ
جزى الله شيخنا /مساعد الطيار على ما قدم ويقدم من خدمة لكتاب الله
وشهادة أسأل عنها بين يدي الله فما رأيتُ ولا سمعتُ في أيامنا هذه أبصر ولا أعلم ولا أسلب للُّبِّ في إتقان فن الوقف والابتداء وجعله كالتفسير للقرآن الكريم حين يقرع مسامع أولي الألباب كشيخنا المقرئ/إبراهيم الأخضر القيم - شيخ قراء المسجد النبوي الشريف - حفظه الله تعالى ومتع بعلمه.
ومن لازم الشيخ من طلابه أو استمع لأغلب تلاواته بدا له ذلك جيدا ..
ـ[أبو الجود]ــــــــ[20 Apr 2006, 09:59 م]ـ
الدكتور مساعد الطيار أين أنت افتقدنا مشاركاتك القيمة من مدة أسأل الله أن يكون المانع خير و أن لايطول الغياب(/)
لماذا جاءت الهاء مضمومة في قوله تعالى: (ومن أوفى بما عاهد عليه الله)
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[11 Apr 2006, 03:19 م]ـ
لماذا جاءت الهاء مضمومة في قوله ومن اوفى بما عاهد عليه الله؟؟؟؟
وهل هذه خلاف الاصل في اللغة العربية اي اننا نقول دائما عليه بكسر الهاء ارجو التوضيح ولكم جزيل الشكر
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[11 Apr 2006, 03:47 م]ـ
إن كان ضم فقراءة من القراءات ......
لا يحضرني الآن إلا رواية خلف عن حمزة لكنه قرأ (عليه الله) بالفتح لا بالضم ....
ومن أصول خلف أنه يضم الهاء الواقعة قبل ميم الجمع بشرطين:
-أن يكون بعد الميم ساكن.
-ان يكون قبل الهاء كسر أو ياء ساكنة ....
مثل: بهم الأسباب ....... الهاء مضمومة لتحقق الشرطين كسر الباء وسكون اللام.
كما قرأ (عليهم) (إليهم) (لديهم) مطلقا بالضم.
هذا ماعندي وبضاعتي في هذا العلم مزجاة ....... فلعل عند غيري ما يشفي.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[11 Apr 2006, 04:56 م]ـ
السلام عليكم
كما تعلم هي قراءة حفص عن عاصم--
وقد وجدت عند الألوسي في روح المعاني تعليلا للضم
قال رحمه الله: وقرأ الجمهور {عَلَيْهِ} بكسر الهاء كما هو الشائع وضمها حفص هنا، قيل: وجه الضم أنها هاء هو وهي مضمومة فاستصحب ذلك كما في له وضربه، ووجه الكسر رعاية الياء وكذا في إليه وفيه وكذا فيما إذا كان قبلها كسرة نحو به ومررت بغلامه لثقل الانتقال من الكسر إلى الضم، وحسن الضم في الآية التوصل به إلى تفخيم لفظ الجلالة الملائم لتخفيم أمر العهد المشعر به الكلام، وأيضاً إبقاء ما كان على ما كان ملائم للوفاء بالعهد وإبقائه وعدم نقضه، وقد سألت كثيراً من الأجلة وأنا قريب عهد بفتح فمي للتكلم عن وجه هذا الضم هنا فلم أجب بما يسكن إليه قلبي ثم ظفرت بما سمعت.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[14 Apr 2006, 03:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد فقد أجاد الأخ الشرباتي وفقه الله فيما نقل عنه الآلوسي.
أما ما قاله:
إن كان ضم فقراءة من القراءات ......
لا يحضرني الآن إلا رواية خلف عن حمزة لكنه قرأ (عليه الله) بالفتح لا بالضم ....
... هذا ماعندي وبضاعتي في هذا العلم مزجاة ....... !!!.
فليس للفتح هنا سبيل لا في السبع ولا العشر بل ولا الخمسين!!
=====
فبالنسبة لقراءة (عليه الله) بالضم، هي رواية حفص عن عاصم، وعلى الأصل من اللغة لا خلاف الأصل كما تبادر إلي ذهن الأخ نضال.
وزيادة في التفصيل أقول وبالله التوفيق:
الضم انفرد به حفص عن القراء العشرة ورواتهم من جميع طرقهم المقروء بها اليوم سواء من طريق العشر الصغرى أقصد الشاطبية والدرة أو العشر الكبرى أي النشر وطيبته.
وهذا التفرد ليس تفردا مطلقا بل هو بالنسبة لما سبق لأن هناك من قرأ بالضم قبل وبعد حفص الكوفي عمن لم يتواتر سنده خاصة بعد نشر العشر لابن الجزري.
فوصلنا في الأربع الشواذ الزائدة على العشر قراءة ابن محيصن المكي [1] بالضم بل هي قاعدته في كل هاء ضمير يكسرها غيره إن كان قبلها كسرة أو ياء إن وقع بعدها ساكن نحو (به انظر) (عليه الذكر) و (عليه الله) [2] [3] فيضم كل ذلك قاعدة له.
فوافقه في الأخيرة فقط حفص عن عاصم من العشرة. [4]
أما فيما فوق الأربعة عشر فهي قراءة سلام الطويل البصري الكوفي [5] ووافقه ابن مقسم البغدادي [6] فيما ذكره أبو القاسم الهذلي [7] في كامله [8]
أما سبب الضم فقد عده مكي بن أبي طالب القيسي آت على الأصل، بصلة الهاء بواو ثم حذف الواو لسكونها وسكون اللام بعدها فبقيت الضمة وقرأ الباقون بالكسر لأنهم أبدلوا من ضمة الهاء كسرة للياء التي قبلها لأن الكسرة بالياء أشبه وهي أخف بعد الياء فانقلبت الواو ياء وحذفت لكسونها وسكون اللام بعدها [9]
وكذا في الموضح [10] أنها ضمت على الأصل.
وأرادوا بالأصل أنك حين تلفظ الهاء من أنه ومثله وما شابه، فإن الأصل في هاء ضمير المفرد الغائب الضم، أما الكسر فإنما لفظ به عند بعض العرب لعارض الكسر أو الياء بغية تسهيل النطق بالحرف وعليه جمهور قراء العشر. والبعض الآخر بالضم كما سبق ووافقهم حفص من العشر وغيره كما مر. فجاز عند العرب الوجهان.
ومن لا تتوفر له المراجع القديمة فسيجد مثل ذلك في كتب المتأخرين كالدكتور محمد سالم محيسن جزاه الله في الآخرة خير الجزاء في كتابه الهادي [11] وغيره
وإنما شرح الشراح وعللوا بمثل ذلك ومرادهم لسان العرب وتعليله عندهم أما القرآن فهو كلام الله القديم المنزه عن الحوادث. والعبرة ثبوت السند، فنحن نتيقن تواتر اللفظين عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن جبريل عن رب العزة جل وعلا.
والله أعلم
------------
الهوامش:
1 - محمد بن عبد الرحمن بن محيصن ت 123هـ المكي مقرئ مكة مع ابن كثير ولولا ما في قراءته من مخالفة للرسم لألحقت قراءته بالعشر (غاية النهاية 2/ 167 ومعرفة القراء للذهبي 1/ 98)
2 - إيضاح الرموز ومفتاح الكنوز في القراءات الأربع عشرة لشمس الدين محمد بن خليل القباقبي ص 358
3 - اتحاف فضلاء البشر في القراءات الاربعة عشر للبنا 1/ 532
4 - النشر في القراءات العشر لابن الجزري 1/ 305
5 - سلام بن سليمان الطويل البصري ثم الكوفي تابعي ثقة جليل ومقرئ كبير مات سنة 171 هجرية (غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري 1/ 309)
6 - محمد بن الحسن بن يعقوب البغدادي العطار الإمام المقرئ النحوي، 265 - 354 هـ أثنى عليه الداني والذهبي لكن كان له مذهب في القراءة امتحن بسببه في قصة مشهورة (غاية النهاية 2/ 124)
7 - يوسف بن علي بن جبارة بن محمد بن عقيل الهذلي المغربي ت 465هـ
8 - لوحة 152 من الكامل في القراءات العشر والأربعين الزائدة. مصورة عن نسخة المكتبة الأزهرية.
9 - الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها ص 281 ج 2 وص 66
10 - الموضح في وجوه القراءات وعللها 1/ 239 لابن أبي مريم نصر بن علي الفارسي الفسوي النحوي ت بعد 565 هـ
11 - الهادي شرح الطيبة والكشف عن علل القراءات وتوجيهها 1/ 159
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[14 Apr 2006, 10:32 م]ـ
بارك الله فيكم(/)
ما الفرق بين علم التجويد وعلم الأصوات؟
ـ[حمدي باه]ــــــــ[17 Apr 2006, 12:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه
أعزائي أهل التفسير أهل الله وخاصته: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد طلب مني مشرفي أن أعرف كلا من علم التجويد وعلم الأصوات وأذكر الفرق بينهما وذلك من خلا ل بحثي الذي هو بعنوان: (الوصف الصوتي بين علمي التجويد والأصوات)
وقد استطعت أن أقدم التعريفا لكل من المصطلحين إلا أني لم أجد كتابا من الكتب التي اطلعت عليها خلال البحث يتطرق إلي التفريق بين المصطلحين مما جعلني ألجأ إليكم أنتم أهل الخير حتى تساعدوني بآرائكم واقتراحاتكم
في الفرق بين هذين العلمين (علم التجويد وعلم الأصوات) وجزاكم الله خيرا على مساعدتي وكان عونا لكم
أخوكم حمدي باه
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[19 Apr 2006, 05:25 ص]ـ
لعلك تجد بغيتك في كتب د. غانم قدوري , وكتاباته , وراجع هذه الروابط:
لقاء شبكة التفسير مع الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد وفقه الله ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3507&highlight=%DE%CF%E6%D1%ED)
عرض كتاب (علم التجويد - دراسة صوتية ميسرة) للدكتور غانم قدوري الحمد ( http://http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3574&highlight=%DB%C7%E4%E3+%DE%CF%E6%D1%ED)
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[22 Apr 2006, 06:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الفرق بين علم الأصوات وعلم التجويد
إن تدريس هذين العلمين في الجامعات العربية في زماننا يترك انطباعاً بأنهما علمان مختلفان، فعلم الأصوات اللغوية يُدَرَّسُ في أقسام اللغة العربية في كليات الآداب والتربية، وكذلك في أقسام اللغات الأجنبية، بوصفه من علوم اللغة، بينما يُدَرَّسُ علم التجويد في أقسام العلوم الإسلامية، بوصفة من علوم القرآن، وهناك شبه جفوة بين القائمين على تدريس هذين العلمين، في المناهج والوسائل، بسبب عوامل تاريخية أدت إلى هذه الحالة.
لكن هذه الصورة لا تعبر عن الحقيقة العلمية لهما، ولا تعكس الأصول المشتركة التي تربطهما، ولإيضاح العلاقة بين العلمين وبيان مدى اتفاقهما واختلافهما ينبغي التعريف بالعلمين، وتاريخ كل منهما، والموضوعات التي يتناولانها، بقدر ما تسمح به هذه العجالة.
أما علم التجويد: فإنه ظهر علماً مستقلاً في تراثنا العربي الإسلامي في القرن الخامس الهجري، حين تمكن علماء قراءة القرآن من استخلاص المباحث الصوتية من كتب علماء العربية ووضعها في إطار علم جديد، أُطْلِقَ عليه هذا الاسم منذ ظهور المؤلفات الأولى فيه، مثل كتاب (الرعاية لتجويد القراءة) لمكي بن أبي طالب القيسي المتوفى سنة 437هـ، وكتاب (التحديد في الإتقان والتجويد) لأبي عمرو عثمان بن سعيد الداني المتوفى سنة 444هـ.
وتتابع التأليف في هذا العلم في الحقب اللاحقة لظهور مؤلفاته الأولى، ولم ينقطع التأليف فيه حتى وقتنا الحاضر، وقد تنوعت مناهج التأليف فيه وأساليبه بين النظم والنثر، والإيجاز والتفصيل، والابتكار والتقليد، وكانت السمة الغالبة على تلك المؤلفات المحافظة على صورته الأولى، مع إضافات متميزة لبعض علماء التجويد في بعض العصور، لكن ذلك لم يغير من صورته التي استقر عليها.
أما علم الأصوات: فيُعَدُّ من العلوم اللغوية الحديثة في العربية، وظهرت بوادر التأليف فيه في العربية على يد المستشرقين في النصف الأول من القرن العشرين، لكن أول مؤلف كُتِبَ فيه بالعربية في العصر الحديث هو كتاب " الأصوات اللغوية " للدكتور إبراهيم أنيس، الذي صدرت طبعته الأولى في القاهرة سنة (1947)، وتوالت المؤلفات فيه وتكاثرت بعد ذلك، وغلب على تلك المؤلفات الاعتماد على الدراسات الصوتية الغربية، وترجمة نتائج تلك الدراسات إلى العربية، مع الإشارة إلى جهود علماء العربية مثل الخليل وسيبويه وابن جني في ميدان دراسة الأصوات، لكن جهود علماء التجويد على ضخامتها لم تحظ بالعناية منهم، بل إنها تكاد تكون مجهولة في الكتابات الصوتية العربية الحديثة والمعاصرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتقدمت دراسة الأصوات اللغوية في العقود الأخيرة لدى الغربيين، واستفادت كثيراً من مختبرات الصوت والأجهزة الحديثة التي تستعمل في دراسة الصوت وتحليله، وتنوعت مناهج تلك الدراسة ووسائلها وموضوعاتها، وتمخض عن ذلك ثلاثة فروع لعلم الأصوات، هي:
(1) علم الأصوات النطقي، ويعنى بعملية إنتاج الصوت اللغوي.
(2) علم الصوت الفيزياوي، ويعني بطبيعة الصوت الإنساني، وكيفية انتقاله من مصدر التصويت إلى أذن السامع.
(3) علم الأصوات السمعي، ويعنى بكيفية إدراك الإنسان للصوت اللغوي.
وانعكست آثار ذلك التقدم في دراسة الأصوات اللغوية على كتابات الأصواتيين العرب، وظهر عدد من المؤلفات التي تستند إلى ما تحقق من تقدم في مجال دراسة الأصوات، لكن دراسة علم التجويد ومؤلفاته في العصر الحديث ظلت في معزل عن ذلك كله، ومن هنا صار يُنظر إلى العلمين كأنهما مختلفان موضوعاً ومنهجاً، لكنهما في الحقيقة من وادٍ واحد، ويؤولان إلى أصل واحد، ولعل في النظر في تاريخ العلمين وطبيعة كل منهما والموضوعات التي يتناولانها ما يؤكد ذلك، وهذه نظرة سريعة في تلك الجوانب:
(1) النشأة: إن "علم التجويد" أقدم نشأة من (علم الأصوات) بما يقرب من عشرة قرون، فالمؤلفات الجامعة في علم التجويد ظهرت في منتصف القرن الخامس الهجري، وإذا أخذنا بنظر الاعتبار سبق الغربيين إلى تأسيس علم الأصوات الحديث منذ القرن السابع عشر أو القرن الثامن عشر، فإن علم التجويد يظل أقدم نشأة منه بستة قرون أو سبعة قرون.
(2) التسمية: إن مصطلح " علم التجويد " استعمل للدلالة على المباحث الصوتية المتعلقة بقراءة القرآن الكريم، وكانت تلك المباحث مختلطة بالمباحث النحوية والصرفية لدى علماء اللغة العربية، ولم يفردوها بمصطلح خاص أو علم مستقل، وقد حاول ابن جني ذلك في كتابه (سر صناعة الإعراب) حين عبَّر عن موضوع الكتاب بـ (علم الأصوات والحروف)، لكن من جاء بعده من علماء العربية لم يوفقوا في استثمار تلك اللمحة من ابن جني والبناء عليها، حتى تمكن علماء قراءة القرآن بعده من استخلاص المباحث الصوتية من كتب علماء العربية، وأفردوها في كتب خاصة، واختاروا لها تسمية جديدة، كانت في أول الأمر تتكون من عنصرين: الأول المخارج والصفات، والثاني التجويد والإتقان، فسمَّى مكي بن أبي طالب كتابه " الرعاية لتجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة بعلم مراتب الحروف ومخارجها وصفاتها وألقابها "، لكن معاصره أبا عمرو الداني سمى كتابه " التحديد في الإتقان والتجويد "، ثم غلبت كلمة التجويد في عناوين الكتب التي ألفها العلماء في العلم من بعدهما.
أما مصطلح " علم الأصوات اللغوية " فإنه مصطلح جديد، استعمله المتخصصون بعلم اللغة العربية في العصر الحديث، وجاء ترجمة للمصطلح الغربي الدال على هذا العلم، ودرسوا تحته مباحث صوتية قديمة سبق إلى دراستها علماء العربية والتجويد، ومباحث صوتية جديدة نقلوها من الدرس الصوتي الغربي، على نحو ما يتبين في الفقرة الآتية.
(3) الموضوعات: تتلخص موضوعات علم التجويد في ثلاثة أمور، هي:
أ: معرفة مخارج الحروف.
ب: معرفة صفات الحروف.
ج: معرفة الأحكام الناشئة عن التركيب، مثل الإدغام والإخفاء، والترقيق و التفخيم، والمد والقصر، وغيرها من الموضوعات الصوتية المتعلقة بقراءة القرآن الكريم.
وتعد هذه الموضوعات من أهم موضوعات علم الأصوات اللغوية المعاصر، لكن هذا العلم يدرس اليوم إلى جانب ذلك موضوعات أخرى بعضها يتعلق بعلم الأصوات النطقي، مثل آلية إنتاج الصوت اللغوي، والمقطع الصوتي، والنبر والتنغيم، وبعضها يتعلق بعلم الصوت الفيزياوي وعلم الصوت السمعي، وبعض هذه الموضوعات الصوتية الحديثة مما يحتاج إليه دارس علم التجويد، لو أتيح له الاطلاع عليها.
(4) المصطلحات: يستخدم علم أصوات العربية المعاصر معظم المصطلحات الصوتية التي استخدمها علماء العربية والتجويد،وقد فضَّل بعض الدارسين مصطلحات عربية جديدة جاءت ترجمة للمصطلحات الصوتية الغربية، ففي الوقت الذي استخدم فيه معظم المحدثين مصطلح المجهور والمهموس، فإن بعضهم آثر مصطلح الانفجاري والاحتكاكي بدلاً من الشديد والرخو، ولا يزال موضوع المصطلح الصوتي عند المحدثين من الموضوعات التي يكثر فيها الاختلاف والاضطراب، لاسيما في التعبير عن المفاهيم الصوتية الحديثة، وبعض ذلك راجع إلى عدم اطلاع الأصواتيين العرب المحدثين على كثير من التراث الصوتي عند علماء التجويد.
(5) وسائل الدراسة: اعتمد علماء العربية الأوائل وعلماء التجويد على الملاحظة الذاتية والتجربة الشخصية في دراسة الأصوات، ولا تزال هذه الوسيلة من الوسائل المهمة في الدرس الصوتي الحديث، لكن التقدم العلمي قد وضع في أيدي علماء الصوت وسائل جديدة تعتمد على الأجهزة الحديثة، وتمكنوا من خلالها من إحراز تقدم هائل في فهم الصوت اللغوي والكشف عن أسراره، ولا يستغني المشتغلون بعلم التجويد وتعليم قراءة القرآن من الاستفادة من هذه الوسائل الحديثة، إذا ما توفرت المستلزمات الضرورية لذلك.
ويبدو من خلال هذا العرض الموجز أن أصل العلمين واحد، وأن الموضوعات التي يدرسانها واحدة، سوى أن علم التجويد يركز على المباحث الصوتية التطبيقية المتعلقة بقراءة القرآن، وأن علم الأصوات يعنى بكل المباحث المتصلة بأصوات اللغة، وأحسب أن ما يبدو من اختلاف بين العلمين في بعض الموضوعات والمصطلحات والوسائل إنما هو خلاف شكلي سوف يتلاشى في المستقبل القريب، إن شاء الله تعالى، بسبب زوال الموانع بين المشتغلين في ميدان التجويد والمشتغلين بعلم الصوت الحديث، وحرص الكثير منهم على خدمة القرآن الكريم بأحدث ما وصل إليه العلم، مع عدم التفريط بثوابت القراءة القرآنية، هذا والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Apr 2006, 06:39 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين.
شكر الله للأستاذ الدكتور غانم الحمد هذا الجواب العلمي المفصَّل، فهو أجدر من يجيب على هذا السؤال، فجزاه الله خيراً على تفضله بذلك، ومثل هذه الأجوبة الموفقة من الدكتور غانم مثال يحتذى في الأجوبة العلمية المفصلة في هذا الملتقى، فليتنا نقتدي به في هذا الجواب، حتى يكون للجواب قيمته العلمية، وقبوله لدى السائل والمحاور.
وأرجو من الأخ السائل حمدي باه أن ينسب هذا الجواب المفصل للأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد، وينسبه لملتقى أهل التفسير أيضاً، فهو مرجع علمي معتمد ولله الحمد.
ـ[حمدي باه]ــــــــ[23 Apr 2006, 01:05 ص]ـ
الحمد لله الذي جمعني بأهل الخير والمشورة- (وأمرهم شورى بينهم) _ أسأله أن يجمعني بهم في فصيح جناته مع زمرة المصطفى صلى الله عليه وسلم
أعزائي أعضاء منتدى ملتقى أهل التفسير أهل الله وخاصته
السلام عليكم ورحمة الله
وبعد/
أتقدم بشكري وامتناني للأستاذ الجليل الشيخ غانم القدوري الحمد على اهتمامه باستفساري أشكره شكرا جزيلا فجزاه الله خيرا أطال الله في عمره ونفعنا بما عنده من علوم ومعارف جليلة قيمة في مجال كتاب الله.
كما أشكر المشرف العام عبد الرحمن وأعده أنى سأحيل هذه المعلومات إلى الشيخ وعن طريق ملتقى أهل التفسير كما أني سأقوم بنشر الموقع بين طلاب الجامعة الإسلامية بالنيجر ليستفيدوا من المنتدى كما استفدت أنا كما أشعر سماحتكم – عبد الرحمن أني قد ذكرت المنتدى في مراجعي كثيرا مثلا عندما كتبت عن نشأة علم التجويد فقد أخذت كثيرا من كلام الشيخ الفرغلى حين تحدث عن نشأة علم التجويد وحال مصنفاته القديمة وهو _ الفرغلى – بدره نقل _كما يذكر _ عن الشيخ غانم لكني أحلت المقالة المنقولة إلى الفرغلى لأني ماكنت عضوا في الملتنقى ولم أطلع على نص ماكتبه الشيخ غانم
وبعد الشكر والتقدير أعدكم أني إنشاء الله سأقوم بشر هذه المعلومات في جميع أقسام المنتدى حتى تعم الفائدة كما سأنشر بحثي بعد طباعته في هذا الملتقى لأنني نقلت كثيرا من مقالات أصحاب الفضيلة في هذا المنتدى
وأخيرا أشكر الجميع على مساعدتي وأسأل الله أن يجمعنا جميعا في فصيح جناته كما جمعنا هنا في هذا الملتقى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الطالب حمدي باه
الجامعة الإسلامية بالنيجر
السنة الرابعة: قسم اللغة العربي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Apr 2006, 08:05 ص]ـ
الأخ الكريم حمدي باه وفقه الله ورعاه
شكراً جزيلاً لأدبك الجم، وحرصك على توثيق العلم، ونسبته لأهله، وهذا إن شاء الله مما يبارك الله به لك في علمك. كما أشكرك على نشر الملتقى بين زملائك لينتفعوا بما فيه من العلم الذي نرجو أن يكون نافعاً لهم.
ملحوظة لغوية:
فصيح جناته -الصواب أن تكتب بالسين هكذا: فسيح جناته.(/)
سؤال عن قراءة (هل) الاستفهامية في بعض المواضع في القرآن؟
ـ[أبوعبيدالله المصرى]ــــــــ[22 Apr 2006, 01:45 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
من المعلوم أنّ طريقة إلقاء الكلام و أدائه عليه معوّل كبير فى فهم مراد المتكلم منه , فمثلاً قول المتكلم مستفهماً (قام زيد؟) , يكون بطريقة يُفهم منها أنّه يريد السؤال عن ذلك , وقول المخاطب مجيباً (قام زيد) يكون بطريقة يُفهم منها أنّه يجيب عن هذا السؤال.
و بالنظر فى بعض الأدوات فى القرآن ك (هل) فقد تأتى للتمنّى كقوله تعالى حكاية عن الكفار ((فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا)).
وقد تأتى بمعنى (قد) كقوله تعالى ((هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً)).
وقد تأتى بمعنى النفى كقوله تعالى حكاية عن الكفار ((هل هذا إلا بشر مثلكم)).
وقد تخرج (هل) الاستفهاميّة عن أصلها لأغراض بلاغيّة أخرى كالأمر مثلاً فى قوله تعالى ((فهل أنتم مسلمون)) , ((فهل أنتم منتهون))
فكيف تُقرأ هاتان الآيتان الأخيرتان , هل بطريقة الاستفهام باعتبار أصل (هل) , أم بطريقة الأمر باعتبار المعنى الذى خرجت له؟
وكذا فى قوله تعالى ((هل أتى على الإنسان ... )) الآية هل تقرأ بالاستفهام أم بطريقة الإخبار لتضمنها معنى (قد) , وذلك كما فى (متى) الاستفهاميّة عند تضمنها الشرط تخرج عن الاستفهام فى (متى أضع العمامة تعرفونى)
وكذا قوله تعالى ((هل يستويان مثلاً)) بطريقة الاستفهام المراد منه النفى و الإنكار , أم بطريقة الإخبار الذى هو النفى و الإنكار كقولنا (ما يستويان مثلاً)؟
وما دعانى إلى هذا السؤال هو ما قاله الخطيب القزوينىّ فى الإيضاح:" و (هل) لطلب التصديق فحسب كقولك (هل قام زيد؟) , (هل عمرو قاعد؟).
وقوله:"والتصديق حكم بالثبوت أو الانتفاء ".
وقول د. محمد عبد المنعم خفاجى فى تعليقه على الإيضاح ,فى الفرق بين الاستفهام عن التصديق , والاستفهام عن التصور:" الأول _يعنى الاستفهام عن التصديق_ يكون عن نسبة ترددَ الذهنُ بين ثبوتها و انتفائها ".
ف (هل) على ذلك لاتجوز فى حق الله العليم الحكيم.
أرجو إفادتى جزاكم الله خيراً.(/)
بيان عن كتاب: (حسن المدد في فن العدد للجعبري)
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[25 Apr 2006, 08:57 ص]ـ
بيان عن كتاب: (حسن المدد في فن العدد)
صدر عن مكتبة أولاد الشيخ للتراث بالقاهرة كتاب: حسن المدد في فن العدد للإمام إبراهيم بن عمر الجعبري المتوفى سنة 732هـ بتحقيق الأستاذ/ جمال بن السيد رفاعي الشايب وقدم له الأستاذ الدكتور/ سامي عبد الفتاح هلال أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر.
اعتمد المحقق على ثلاث نسخ خطية للكتاب من دار الكتب المصرية، قام المحقق بالمقابلة بينها وتخريج الشواهد القرآنية وكذلك الأحاديث والآثار وترجمة من وجد له ترجمة من الأعلام.
أما عن الكتاب فإن الجعبري رحمه الله قسم كتابه إلى تسعة أبواب:
الباب الأول: في الأخبار والآثار الدالة على الاعتناء بالعدد والحث على تعلمه والرخصة في العد بالعقد في الصلاة.
الباب الثاني: في تعيين الأئمة الذين انتهت إليهم طبقة العدد في الأمصار وأوقفت عليهم في الأقطار.
الباب الثالث: في اتصال سنده ـ أي الجعبري ـ بهم واتصال سندهم بمن فوقهم.
الباب الرابع: في جملة عدد السور والآي والكلم والحروف وائتلاف الأئمة عليه والاختلاف فيه.
الباب الخامس: في ذكر النظائر من كل من الثلاثة على مذاهبهم.
الباب السادس: ما انفرد عنه بعدّه من الآي إمام فأكثر عن غيره أو سقطه.
الباب السابع: في ضابط يعلم به الفواصل فيتنبه به على مواضع الخلاف.
الباب الثامن: في المكي والمدني من السور والمتفق والمختلف والمتداخل من الآي.
الباب التاسع: في ذكر السور سورة سورة على ترتيب المصحف العثماني المنقول من الصحف البكرية رضي الله عنهما المنقولة مما كتبت بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد صدر الجعبري هذه الأبواب بمقدمة تشتمل على على فصلين:
أولهما: في كيفية نزول القرآن العظيم.
والثابي: في حد الحرف والكلمة والآية والسورة والقرآن وفائدة كل منها.
وختم الجعبري كتابه بخاتمة بعدد كل حرف من حروف المعجم على ترتيب مخارجها.
والكتاب ـ وإن كان متوسط الحجم ـ ذو أهمية كبيرة وقيمة عالية في جانب من علوم القرآن ويدل على مدى اهتمام علمائنا رحمهم الله بهذا الكتاب الكريم.
نسأل الله التوفيق للخير.
ـ[د. عبدالرحمن اليوسف]ــــــــ[25 Apr 2006, 07:25 م]ـ
أضيف لما ذكر: قام بتحقيق كتاب:حسن المدد في معرفة فن العدد, الباحث/بشير بن حسن الحميري في رسالة ماجستير باليمن عام 1425 بإشراف الدكتور صالح صواب.
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[26 Apr 2006, 12:52 ص]ـ
لعل الدكتور صالح يسعى مع تلميذه الفاضل لنشر الكتاب فالمكتبة القرانية لازالت بحاجة إلى إخراج امهات كتب العد
ـ[أبو حسام]ــــــــ[26 Apr 2006, 10:13 ص]ـ
أخي أبو فاطمة:
متى طبع الكتاب ومن الطابع وشكراً
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[26 Apr 2006, 12:54 م]ـ
الناشر كما تقدم مكتبة اولاد الشيخ للتراث بالقاهرة والكتاب صادر حديثاً
ـ[معاذ صفوت محمود]ــــــــ[29 Apr 2006, 12:24 م]ـ
الرجاء إتحافنا بمكان بيع الكتاب بجدة السعودية إن استطعتم.
شاكرا لكم ومقدرا جهودكم
ـ[صالح صواب]ــــــــ[29 Apr 2006, 10:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أولا: ما ذكره الدكتور/ عبدالرحمن اليوسف – جزاه الله خيرا – هو صحيح، وقد قام الباحث/ بشير بن حسن الحِمْيَري بتحقيق هذا الكتاب في رسالة للماجستير، حصل فيها على تقدير امتياز.
أما ما أشار إليه فضيلة الأستاذ الدكتور/ فهد الرومي، فأود الإشارة إلى أن الباحث قد قدّم الكتاب إلى (مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف) ووافقوا على طباعته، وأرسلوا عددا من الملاحظات إلى الباحث، وقام بتعديلها، وهو في طريقه إلى النشر بإذن الله تعالى.
ويسرني أن أذكر بعض المعلومات عن هذه الرسالة ...
قد خرج البحث في: 536 صفحة.
قسم الباحث الكتاب إلى قسمين:
الأول: الدراسة، من الصفحة الأولى إلى ص135.
القسم الثاني: القسم المحقق من ص136 إلى ص469.
ثم الفهارس من صفحة 472 إلى 536.
أما القسم الدراسي فقد تناول فيه الباحث:
(يُتْبَعُ)
(/)
- مدخل تمهيدي في علم العدد، تناول فيه: التعريف، ثم نظرة في كتب علم العدد، ثم ناقش مصدر العلم، وهل هو اجتهادي أو توقيفي، ثم ذكر بعض القضايا في علم العدد وناقشها، ثم مصادر العلم ومراجعه للباحث في هذا العلم.
وقد ذكر الباحث نشأة هذا العلم، ورجح أنه توقيفي، وذكر أنه مذهب المحققين في هذا العلم، وذكر الأقوال الثلاثة في هذا الموضوع، وحجة كل قول، ثم ذكر ما اختاره بعد مناقشة الأقوال السابقة، وعلل ترجيحه في (14) نقطة مرجحة.
- ثم جال الطلب في كتب العدد، واستعرض في مبحث كتب علم العدد، ما استطاع الحصول عليه، من كتب هذا العلم مخطوطها ومطبوعها، وقارن فيما بينها من حيث المفردات في هذا العلم، وماذا يدرس فيه.
- ثم أفرد مبحثا لمراجعة بعض قضايا هذا العلم، ومنها: الخلاف الذي يذكره بعض ائمة عن أحد أئمة العدد، وقسم الخلاف إلى ثلاثة أقسام: خلاف مرجح بالإيجاب، وخلاف مرجح بالسلب، وخلاف مطلق، وذكر لكل مثاله.
- ثم تعرض لخلاف أبي جعفر وشيبة وإلى أي عدد يتبعان.
- تعرض الباحث بعد ذلك إلى: (ما يشبه الفاصلة وعكسه) تكلم فيه، ونبه إلى خطأ بعض علماء العدد المعاصرين في هذه التسمية وعكسها.
- ثم تكلم عن العدد الإجمالي لآيات القرآن.
- في الباب الأول ترجم الباحث للمؤلف ..
- وفي الباب الثاني: دراسة عن الكتاب ومنهج المؤلف فيه ... درس فيه نسخ الكتاب، ومنهج المؤلف فيه، ومصادره، وأثره فيمن بعده.
- كما قام بدراسة لمحتوى الكتاب، تكلم فيها عن عدد كلمات وحروف القرآن في مصادر مختلفة، ثم عدد كلمات وحروف السور، وعدد الحروف الهجائية، ثم فواصل الآيات (الروي)، ثم ذوات النظير، ثم انفرادات العادين.
- وقد قام الباحث بخدمة البحث خدمة جيدة، من حيث: عزو الآيات، وتخريج الأحاديث، والحكم عليها، وترجمة الأعلام الواردة في البحث جميعا.
- وقارن بين ما يذكره المؤلف بالنسبة للاختلاف في عد الآي داخل السور مع ما يذكره غيره إن كان هناك خلاف، ونبه إلى الصحيح منه.
- وقد قام الباحث بدراسة قيمة للكتاب .. بل قام بنفسه بعدّ كثير من الأحرف والكلمات، ثم ختم البحث بفهارس قيمة، هي: فهرس الآيات، الأحاديث والآثار، الأعلام، المصطلحات العلمية، علماء العدد، الفواصل، المصادر والمراجع، موضوعات الكتاب.
- نفع الله بهذا الكتاب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 May 2006, 01:04 ص]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً على هذه المعلومات القيمة عن هذا الكتاب.
ـ[بشير الحميري]ــــــــ[01 May 2006, 01:20 ص]ـ
وقد حفظ المحقق نسخة من رسالته في كل من مكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض، وفي مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث.
والحمد لله رب العالمين
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[13 Oct 2007, 08:38 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته:
هذا الكتاب يحققه أيضا حاليا أحد الطلبة بالمغرب (رسالة دكتوراه).
ويحتاج هذه النسخ وهي بدار الكتب المصرية التي ربما قد يكون استفاد من محقق الكتاب:
الأولى: قراءات (ق 20).
الثانية: ب (27304).
الثالثة: قراءات طلعت (115).
فمن يفيدني بها بالقريب العاجل.
وإن كان المطبوع الذي بتحقيق الأستاذ/ جمال بن السيد رفاعي الشايب فسيكون انفع للأخ الباحث.
جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Oct 2007, 04:11 م]ـ
هذه رسالة وصلتني من الدكتور عمار الددو وفقه الله طلب إدراجها هنا:
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظكم الله ورعاكم
أرجو إدراج هذه المشاركة في الموقع تعليقاً على كتاب حسن المدد في فن العدد
إخوتي الأفاضل كنت قد وعدتكم بدليل يثبت سقوط طبعة مكتبة أولاد الشيخ لكتاب حسن المدد في فن العدد، من الناحية العلمية، فإليكم صورة هذه الصفحة، وأترك إليكم الجواب فيما يأتي بعد ....
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/6472095ea03967.jpg
ـ[بشير الحميري]ــــــــ[28 Oct 2007, 10:12 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
الكتاب المطبوع، يجب أن ينقل معه بحذر، لأنه محشو بالسقط والتحريف، وقد راجعت سورة البقرة منه في أول تحقيق لكتاب ابن شاذان، كمقارنة للتحقيق الذي لم يبذل فيه جهد صحيح.
وبالإجمال فالملاحظات عليه كثيرة، وإنما منعني من مثل هذا الكلام قديما حتى لا يقال، لأني أمدح تحقيقي للكتاب، وأنسب النقص إلى غيري، ومع أني قد استدركت على تحقيقي في بعض المواضع، وأرسلتها إلى مجمع الملك فهد الذين وعدوا بطباعته.
النقطة الثانية التي أود التنبيه إليها، إعادة التحقيق لكتب حققت كرسالة علمية، بغير مبرر، فالصحيح أن يبذل الجهد من المحققين -وخاصة في الرسائل العلمية- في ما لم يُحقق، حتى تكمل الفائدة، ولا بأس من إعادة التحقيق، ببيان أسباب إعادة التحقيق، ولعل في هذا توفير للجهود، وتوسيع للكتب المحققة في العلوم الإسلامية.
والحمد لله رب العالمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الدكتور عمار أمين الددو]ــــــــ[29 Oct 2007, 03:08 م]ـ
شكراً لك أخي الحميري، فالموضوع ليس المراد منه المدح أوالقدح لأحد، معاذ الله أن نفعل هذا، ولكن هذه كلمة حق خدمة لكتاب الله عز وجل، فالكتاب كما تعلم في عد آي القرآن، لذا كان لزاماً على من يجد مثل هذا أن ينبه الباحثين إليه، ولكي يتنبه الذين يعملون بالتراث إلى أن العمل في هذا الحقل أمانة عظيمة عليهم أن يخلصوا النية فيها.، حفاظاً على التراث الذي هو أساس ثقافتنا، وعماد نهضتنا، وأس حضارتنا، ووعاء ديننا وتاريخنا.
لذا فأنا من أنصار تحقيق كتب التراث أكثر مرة، إذا رأى الثاني أن الأول قد قصّر وفرط، خشية أن يأتي يوم نفقد فيه الثقة بالكتاب المطبوع لكثرة ما يحصل فيها من تدمير.
ـ[نورة]ــــــــ[31 Oct 2007, 12:57 م]ـ
جزاكم الله خيرا
هل كتاب الفضل ابن شاذان في العد مطبوع؟
ـ[السائح]ــــــــ[17 Dec 2007, 04:57 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
لا بد من تدارك الأمر قبل أن يتسع الخرق على الراقع.
وأدعو الله ألا تُلْحَق مطبوعات مكتبة أولاد الشيخ بمطبوعات مكتبة دار الصحابة للتراث!
وقد أوجست خيفة حين رأيت طبعتهم من شرح ابن الناظم على المقدمة الجزرية!
اللهم سلّم تراث أئمتنا من عبث العابثين، وتساهل المتساهلين.
اللهم آمين.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[17 Dec 2007, 08:53 م]ـ
شكر الله للشيخ بشير الحميري تحقيقه للكتاب تحقيقا علميا
وجزى الله الشيخ عمار الددو خيرا على غيرته على كتب السلف
وبهذه المناسبة أقول: إن سبب لجوء طلاب العلم لطبعات دار الصحابة وأولاد الشيخ ونحوهما أنهم لا يجدون كثيرا من كتب هذا العلم الشريف مطبوعة عند غيرهم، فصارت هذه الطبعات بمثابة أكل الميتة للمضطر
وليس المقصود التعيير أو التشهير، ولكن من عانى عرف فعذر، والله المستعان
والمرجو من مشايخنا الكرام من أمثال الدكتور عمار ونظرائه من المعتنين بهذا الشأن المبادرة إلى العناية بشكل أكبر بتحقيق نفائس كتب علمائنا، والسعي في طباعة الرسائل العلمية التي ما زالت رهينة خزائن الجامعات.
ـ[بشير الحميري]ــــــــ[25 Dec 2007, 04:46 م]ـ
حققت الكتاب على نسخة فريدة، لم يذكر اسم المؤلف في فهارس مكتبة الملك فهد التي صورت عنهم النسخة.
قدمت الكتاب إلى دار ابن حزم للطباعة، وسيخرج الكتاب عنهم قريبا إن شاء الله تعالى.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Nov 2010, 06:39 ص]ـ
تأَخُّر مُجمَّع الملك فهد في إخراج الكتب أصبح مثارَ تساؤل حقاً، فالكتاب يمكث في الوضع الطبيعي عندهم من خمس إلى عشر سنوات وقد تزيد، وإذا خرج خرج بشكل عادي لا يستحق كل هذا الانتظار. وليت الإخوة في مجمع الملك فهد وكلهم من أهل الفضل والعلم يبينوا للباحثين أسباب منطقية لهذا التأخير، فقد أصبحت سمعة المجمع في هذا الجانب غير محمودة، ولم نجد عذراً نعتذر به لهم في هذا التأخير، وليتهم يتركون جانب نشر الكتب لدور النشر ويتفرغوا للمصحف فقط، فقد عاد عليهم دخولهم في نشر الكتب وعدم الوفاء بالمواعيد بالضرر البالغ في سمعتهم ومكانتهم، وسأكتب بذلك لمعالي وزير الشؤون الإسلامية بإذن الله.
وأما بخصوص تحقيق كتاب ابن شاذان للأخ بشير فقد صدر منذ مدة عن دار ابن حزم وأظن أنه سبقت الإشارة إلى صدوره في موضوع منفصل.
ـ[محمد أحمد الأهدل]ــــــــ[11 Nov 2010, 09:53 ص]ـ
وأما بخصوص تحقيق كتاب ابن شاذان للأخ بشير فقد صدر منذ مدة عن دار ابن حزم وأظن أنه سبقت الإشارة إلى صدوره في موضوع منفصل.
أنبهك أستاذنا العزيز الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظك الله ورفع قدرك أن الأخ بشير هو الآن دكتور، ولعلك لا تدري بذلك، ولا يخفى عليكم أن المحافظة على الألقاب من أسباب المحبة والألفة، مع يقيني أن شيخي الدكتور بشير الحميري حفظه الله ليس حريصاً على ذلك، وإنما ما كتبته هنا هو حرص مني بأن يلقب بما له الحق أن يلقب به، وهذا تنبيه مني وليس اعتراضاً أو انتقاداً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Nov 2010, 10:32 ص]ـ
أنبهك أستاذنا العزيز الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظك الله ورفع قدرك أن الأخ بشير هو الآن دكتور، ولعلك لا تدري بذلك، ولا يخفى عليكم أن المحافظة على الألقاب من أسباب المحبة والألفة، مع يقيني أن شيخي الدكتور بشير الحميري حفظه الله ليس حريصاً على ذلك، وإنما ما كتبته هنا هو حرص مني بأن يلقب بما له الحق أن يلقب به، وهذا تنبيه مني وليس اعتراضاً أو انتقاداً.
وفقكم الله على هذا التنبيه واشكرك عليه، وأخي بشير قد أخبرني بمناقشته للدكتوراه عندما لقيته، ولكنني لا أرى في قولي له (الأخ بشير) أي غضاضة إن شاء الله. وهو أخي من قبل الدكتوراه ومن بعدها.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[11 Nov 2010, 04:19 م]ـ
وسأكتب بذلك لمعالي وزير الشؤون الإسلامية بإذن الله.
مبادرة طيبة.
وأقترح أن يوقع عليها عدد من المختصين وغيرهم، لا سيما من تضرر من جراء التأخير.
وتقبل تحياتي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[11 Nov 2010, 08:51 م]ـ
فالكتاب كما تعلم في عد آي القرآن، لذا كان لزاماً على من يجد مثل هذا أن ينبه الباحثين إليه، ولكي يتنبه الذين يعملون بالتراث إلى أن العمل في هذا الحقل أمانة عظيمة عليهم أن يخلصوا النية فيها.، حفاظاً على التراث الذي هو أساس ثقافتنا، وعماد نهضتنا، وأس حضارتنا، ووعاء ديننا وتاريخنا ..
السلام عليكم
شيخنا الجليل لما رأيت محقق الكتاب الأخ جمال الشايب هممت أن أخبر الإخوة بعدم اقتناء هذا الكتاب، أو أي كتاب لهذا المحقق فهو بحق مثال سئ للمحققين. فهو ليس من أهل القراءات ولا أدري كيف تخرج من كلية القرآن بطنطا؟. وكيف حصل علي الإجازة وهو يظن أن مد التعظيم في اسم الجلالة " الله ".
وحقق متنا للشيخ الجمزوري في رواية ورش فتعقبه الأخ محمود عبد الرحمن فأخرج له مائة وخمسين سقطة ولا أقول خطأ.
وفيها تغير معاني القراءة، ومن قرأ له تحقيق كتاب الكامل علم مقدار هذا الرجل وأنه في الهذيان. ولم أر كتابا له سلم فيه هذا الرجل.
ومن طرائفه في مخارج الحروف في كتاب الكامل ص93 " ويخرج الخاء من أعلي الحلق علي ما نبين، ولا يجعلن القاف بينهما وبين الكاف.) انظر لقوله "ولا يجعلن القاف ... " ولو أمعن النظر لقال " وليجعلن القاف " فإن لم يكن القاف بين أقصي الحلق والكاف فمن أين تخرج إذن؟؟
ولا يقولن أحد أنه من خطأ الطباعة فالكتاب الخطأ أصل فيه. وقال أيضا " وهكذا الميم بين الكاف والجيم نحو: كمل في الجمل ... ) وقوله "وهكذا الميم " الصواب فيها " وهكذا الجيم " ولو نظرللمثال لتبين له الصواب " كمل ـ جمل ".
فأمثال هؤلاء يحرم عليهم العمل في هذا المجال لأنهم ليست عندهم الأهلية هذا بخلاف الفساد الذي يلحق هذا التراث. والله أعلم
والسلام عليكم(/)
أبي بن كعب .. وإنكار القراءات؟؟
ـ[طالب العلم1]ــــــــ[29 Apr 2006, 11:50 م]ـ
هل أنكر أبي القراءات حينما قال "فوقع في نفسي من التكذيب" لحظة كونه في المسجد
أم بعد سماعه لتصحيح النبي صلى الله عليه وسلم كلا القرائتين؟
أفيدونا مشكورين
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[30 Apr 2006, 04:54 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
ما ورد في الأثر ليس إنكارا للقراءات وإنما هي نزغة شيطان عرضت له وزالت عنه ببركة ضرب النبي صلى الله عليه وسلم على صدره وتبيينه صلى الله عليه وسلم لأبيّ حقيقة ما أشكل عليه.
أما ساعة حصول تلك النزغة فالأثر بيِّنٌ في أنها كانت حين أقرَّ النبي صلى الله عليه وسلم الرجلين على القرائتين لقوله رضي الله عنه (فحسَّن النبي صلى الله عليه وسلم شأنهما فوقع في نفسي)
والفاء في العطف تقتضي الترتيب كما هو معلوم.
والأثر كما رواه الطبري رحمه الله قال بعد أن ساق سنده:
{عن أبي بن كعب قال: كنت في المسجد فدخل رجل يصلي فقرأ قراءة أنكرتها عليه ثم دخل آخر فقرأ قراءة غير قراءة صاحبه فدخلنا جميعا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فقلت يا رسول الله إن هذا قرأ قراءةً أنكرتها عليه ثم دخل هذا فقرأ قراءة غير قراءة صاحبه فأمرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرآ فحسَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم شأنهما فوقع في في نفسي من التكذيب ولا إذ كنت في الجاهلية فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما غشيني ضرب في صدري ففضت عرقا كأنما أنظر إلى الله فرقا فقال لي: يا أبي أرسل إليَّ أن اقرأ القرآن على حرف فرددت عليه أن هون على أمتي , فرد علي في الثانية: أن اقرأ القرآن على حرف فرددت عليه أن هون على أمتي, فرد علي في الثالثة: أن اقرأ القرآن على سبعة أحرف ولك بكل ردة رددتكها مسألة تسألنيها فقلت: اللهم اغفر لأمتي اللهم اغفر لأمتي وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي فيه الخلق كلهم حتى إبراهيم}
أولا هذا الأثر رواه مسلم في صحيحه من طريق محمد بن عبد الله بن نمير في صحيحه فقال:
(باب أنَّ القرآن على سبعة أحرف وبيان معناه)
وساق الحديث برقم: 1901
وأخرجه أبو داود في كتاب الصلاة باب أنزل القرآن على سبعة أحرف برقم 1478
وقال النووي رحمه الله في شرح جملة (فوقع في نفسي من التكذيب .... الخ)
معناه: (وسوس لي الشيطان تكذيبا للنبوة أشد مما كنت عليه في الجاهلية لأنه في الجاهلية كان غافلاً, أو متشكِّكاً, فوسوس له الشيطان الجزم يالتكذيب.
قال القاضي عياض: معنى قوله سقط في نفسي: أنه اعترته حيرة ودهشة قال: وقوله: ولا إذكنت في الجاهلية: معناه أن الشيطان نزغ في نفسه تكذيبا لم يعتقده. قال: وهذه الخواطر إذا لم يستمر عليها لا يؤاخذ بها قال القاضي قال المازري: معنى هذا أنه وقع في نفس أبي نزغة من الشيطان غير مستقرة ثم زالت في الحال حين ضرب النبي صلى الله عليه وسلم بيده في صدره ففاض عرقاً) شرح النووي ج:6 ص:343(/)
سنية القراءات
ـ[أبوحمزة الصومالي]ــــــــ[02 May 2006, 12:50 م]ـ
هل الظواهر اللغوية والنحوية التي هي جوهر تعدد القراءات القرآنية سنة أخذت هكذا عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ أم أن للاجتهاد دوراً في ذلك؟
هذا سؤال دار في ذهني كثيرا وخصوصا حين لاحظت أثر اللهجات الحجازية والتميمة في قراءة أبي عمرو , كونه نشأ وولد في مكة , وهو تميمي الأصل وبصري النشأة , وقد وجدناه في قراءته تارة يوفق الحجازين , وأخرى يواطئ مع بي عمه التميميين ...
أرجو من الإخوة أن يبدو رأيهم في هذه المسألة , وإذا كان هناك مؤلفات حول المسألة؟(/)
ما هي أفضل طبعة لكتاب غيث النفع؟
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[19 May 2006, 10:00 م]ـ
السلام عليكم
ما هي أفضل طبعة لكتاب غيث النفع
وكتاب النشر لابن الجزري؟
وهل كتاب المستنير موجود في الرياض؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 May 2006, 08:07 م]ـ
- كتاب غيث النفع له طبعات كثيرة غير محققة. وقد قام بتحقيقه الأخ سالم بن غرم الله الزهراني في رسالته للدكتوراه بجامعة أم القرى بداية هذا العام، ولعله يطبع إن شاء الله.
- وأما طبعات كتاب النشر في القراءات العشر فقد سبق الحديث حولها، فانظر هنا ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=1288) .
- وأما المستنير ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=5449) فهو متوفر في مكتبات الرياض.
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[21 May 2006, 10:23 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Apr 2008, 05:53 ص]ـ
سوف يطبع تحقيق الزميل الدكتور سالم بن غرم الله الزهراني لكتاب (غيث النفع) للصفاقسي قريباً ضمن إصدارات الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه بإذن الله تعالى.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[15 Apr 2008, 06:45 ص]ـ
كتاب (غيث النفع) للعلامة الصفاقسي من أجل كتب القراءات وأنفعها، وفيه فوائد وتحقيقات لا توجد في غيره،
وهو أصل كتاب (البدور الزاهرة) للشيخ القاضي رحمه الله، فأشكر للجمعية العلمية تبنيها لطباعة هذا السفر النفيس.(/)
من هم المشايخ الموجودون في الرياض الذين نستطيع أن نقرأ عليهم القرآن؟
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[19 May 2006, 10:23 م]ـ
السلام عليكم
من هم المشايخ الموجودين في الرياض والذين نستطيع أن نقرأ عليهم القرآن
وخصوصا المتقنين وأصحاب الأسانيد العالية؟
مع توضيح أماكن تواجدهم ومساجدهم
لأننا في أمس الحاجة إلى الإسناد
ـ[ابن إبراهيم]ــــــــ[27 May 2006, 05:16 م]ـ
الشيخ عادل الكلباني بمسجد الملك خالد
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[27 May 2006, 07:38 م]ـ
الشيخ المقرئ /أشرف محمد قطب - وقف السلام الخيري
الشيخ المقرئ/عادل هاشم عبده - وقف السلام الخيري
الشيخ المقرئ/إبراهيم الدوسري - حي العزيزية
الشيخ المقرئ/سيد محمد ساداتي الشنقيطي - حي الروضة مقابل منزله
ـ[أبوأسامة ريان]ــــــــ[27 May 2006, 11:55 م]ـ
الشيخ عادل السنيد في حي الشفا (وقد اثنى عليه الشيخ ابراهيم الاخضر)
الشيخ جلول بحي الروضة
الشيخ المقرئ المفسر صلاح عبدالمقصود بحي النسيم
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[28 May 2006, 02:49 م]ـ
الشيخ عادل الكلباني بمسجد الملك خالد
جزاك الله خيرا
ممكن تعطينا عنوان المسجد
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[28 May 2006, 02:55 م]ـ
محمود الشنقيطي
أبوأسامة ريان
بارك الله فيكم
أين يقع وقف السلام الخيري وفي أي مسجد يقرأ الشيخ إبراهيم الدوسري؟
أرجو من الأخ أبو أسامة أن يكتب أسماء المساجد
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[28 May 2006, 02:55 م]ـ
من هم المشايخ الأعلى سندا؟
ـ[أبوأسامة ريان]ــــــــ[28 May 2006, 05:39 م]ـ
سيد ساداتي الشنقيطي ثم عادل السنيد
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[01 Jul 2006, 12:22 ص]ـ
وقف السلام الخيري يقع مقابل مقبرة النسيم في شرق الرياض ..
الأخ/أبو أسامة
هل أنت متأكد من أن الشيخين الفاضلين أعلى القراء سنداً في الرياض؟؟
ـ[عادل الكلباني]ــــــــ[01 Jul 2006, 08:55 ص]ـ
الحمد لله، وبعد،،،
في جامع الملك خالد مقرأة للشيخ عدنان العرضي، من بعد صلاة الفجر، إلى قبيل الظهر، ومن بعد صلاة العصر إلى العشاء. يقرأ عليه لحفص ولغيره من القراء العشرة.
والشيخ من أعلى الأسانيد فقد قرأ القراءات على شيخنا الشيخ محمد عبدالحميد، وهو من أعلى الأسانيد في وقتنا، والله أعلم.
ويبقى أن لا يكون الهم علو السند فقط، بل الإفادة، وهو ما قد تجده عند التلميذ لا الأستاذ!
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[28 Jul 2006, 10:09 م]ـ
أبو أسامة ريان
عادل الكلباني
جزاكم الله خيرا
ـ[بندر الرقابي]ــــــــ[30 Jul 2006, 12:45 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يوجد الشيخ محمد عوض الحرباوي - دكتوربكلية المعلمين بالرياض -
والآن يسمع في مسجد الراجحي الجديد.
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[30 Jul 2006, 10:27 ص]ـ
وعليكم السلام
هل الشيخ موجود حاليا؟
وما هي الأوقات الي يسمع فيها
وجزاك الله خيرا يا بندر
ـ[د. أنمار]ــــــــ[04 Aug 2006, 03:06 م]ـ
فليبحث أهل الرياض عن تلامذة الشيخ أحمد مصطفى فإني أذكر أنني عندما زرته في بيته رأيت لوحة فيها أسماء ما يقرب من 16 شخصا أجازهم بالعشر.(/)
اقتراح عن قراءات الائمة والرسم العثمانى
ـ[عائشة]ــــــــ[22 May 2006, 01:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حبا لكتاب الله واعترافا منا بفضل ائمتنا وجهودهم الرائعة فى علم القراءات واشادة منى بفضل روائع القرآن التى تكشف لنا اسرار العربية يوماً بعد يوم اقترح على العارفين بهذا العلم وفى منتدى علوم القران وضع مقارنة بين قراءات الائمة وان تكون المقارنة بينهم بداية بالاصول ثم الفروع والاختلافات فيما بينهم فى فرش الكلمات هذا اولا
ثانيا اقترح على من لديه الخبرة فى الرسم العثمانى واسراره وعلاقته بلغات القبائل العربية
فليمدنا بها للفائدة وخصوصا الرسم العثمانى فيما يتعلق برواية قالون عن نافع
ـ[الجكني]ــــــــ[22 May 2006, 12:15 م]ـ
أختى الكريمة:في مايتعلق بالرسم العثماني أوصي بالرجوع لكتاب الدكتور غانم الحمد (رسم المصحف دراسة لغوية تاريخية) فهومن أحسن ماكتب عن الرسم ولاأبالغ إذا قلت إنه عمدة المعاصرين فى المجال وكذلك كتاب (عنوان الدليل من مرسوم خط التنزيل) لابن البناء المراكشي (ت721) فهما من أهم الكتب التى حاولت كشف بعض أسرار الرسم العثمانى،على أنى من الذين يميلون إلى أن أسرار هذا العلم لايمكن كشفها،فهى أعز من الكبريت الأحمر،لأننا لانستطيع إيجاد علة حقيقية غير قابلة للاعتراض لبيان الحكمة عند الصحابة فى رسمهم كلمة ما بالطريقة التى رسموها بها،حيث نجد كلمة أو كلمتين متشابهتين ترسما بشكل مختلف لعلة غير مضطردة والله يوفق الجميع
ـ[عائشة]ــــــــ[22 May 2006, 10:24 م]ـ
لعل من اهم العلل التى نجدها عند اختلاف بعض الكلمات فى الرسم وكما قرأت فى احدى المواقع ان الاختلاف فى رسم بعض الكلمات يرجع الى اختلاف لهجات القبائل العربية فى الكتابة حينئذ ولعل هذا التعليل هوبمثابة الرد المقنع لاختلاف الرسم بينهم
ككتابة هاء التأنيت تاء مفتوحة على لغة طىء
وكذلك حذف آخر المضارع المعتل الغير مجزوم على لغة هذيل (يوم ياتِ لا تكلم نفس الا باذنه)
فائدة اخرى فى اختلاف الرسم وجدتها هى اخذ القراءات المختلفة من اللفظ المرسوم برسمٍ واحدٍ نحو (وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا) فلو كتبت كلمات بالف على قراءة الجمع لفاتت قراءة الافراد فحذفت الالف ورسمت التاء مفتوحة لافادة القرائتين.
فائدة اخرى او تعليل أخر
افادة المعانىلا المختلفة فى نحو قطع ام فى قوله تعالى (ام من يكون عليهم وكيلا) ووصلها فى قوله تعالى (امّن يمشى سوياَ) فان المقطوعة تفيد معنى بل دون الموصولة
واسرار اخرى .................................................. ....
ولعلى من الذين يقتنعون بان القرآن كشف ولازال يكشف اسرار العربية يوما بعد يوم.
ـ[الجكني]ــــــــ[23 May 2006, 06:26 م]ـ
هذا تعليق جيد،ولكن عند التحقيق لايسلم من الاعتراض،وكما ذكرت سابقاً أنه لايمكن إيجاد علة للرسم العثماني لا تخلو من نظر،وبيان ذلك:
1 - القول بعلة الرجوع لبعض اللغات:يستشكل عليه ماهي العلة فى الكلمات التى لاخلاف فيها من حيث اللغات، وأيضاً فإن لغة طيء هل هي من اللغات التى نزل بها القرآن؟
2 - ماالعلة فى كتب الصحابة لكلمة (الأسباب) فىسورة البقرة بإثبات الألف وبحذفها فى نفس الكلمة فىسورةغافر 0
3 - ماعلة كتب كلمة (الميعاد) فى سورة الأنفال بحذف الألف وإثباتها فى الذى فى سورة الرعد والزمر0
4 - ماالعلة في إثبات الألف فى كلمة (فخراج) فى جميع المصاحف حتى الشامية مع أن ابن عامر يقرؤها بحذف الألف
5 - إذا سلمنا بالعلة المذكورة فى (أم من) فما ذا نقول عن الوصل والقطع فى (أن) مع (لا) حيث إنها فصلت فى عشرة مواضع قولاًواحداًووصلت فى المواضع الأخرى قولاًواحداً إلا فى موضع واحد منها ففيه خلاف وهو قوله تعالى (أن لا إله إلا أنت)
6 - وما ذا نقول كذلك فى (أن) مع (ما) و (لو)
7 - مالعلة فى رسم (بئسمااشتروا) موصولة باتفاق،وبخلف فى (بئسما يأمركم) و (بئسما خلفتمونى) وقطعت باتفاق فى (لبئس و فبئس
8 - وأيضاً كتب الصحابة كلمة (لأهب) بالألف بعد اللام مع أن فيها قراءة أخرى صحيحة بالياءفما علة ذلك0
وهناك كلمات كثيرة وقضايا كلها تدل على عدم - حسب فهمى القاصر - إيجاد علة لاتخلو من نظر فى رسم الصحابة للقرآن 0
وأما العبارة الأخيرة وهي أن القرآن كشف ولايزال يكشف عن أسرار العربية،فصحيح لكن البحث هو فى (رسم القرآن) وليس فى القرآن 0وعذراً على الإطالة، والله يوفق الجميع0
ـ[د. عمر حمدان]ــــــــ[23 May 2006, 07:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
أوصي لمن يريد أن يطّلع على بعض أصول الكتابة العربيّة على ضوء الكتابة القرآنيّة (الرسم العثمانيّ) أن يراجع سلسلة من أربع حلقات بعنوان:
" من قضايا الرسم العثمانيّ "
للدكتور عمر يوسف عبد الغنيّ حمدان. وهي منشورة في مجلّة الفرآن في الأعداد التالية:
العدد 39 (الحلقة الأولى)
http://hoffaz.org/forqan/F2005/F39/furqan39-06.htm
العدد 40 (الحلقة الثانية)
http://hoffaz.org/forqan/F2005/F40/furqan40-06.htm
العدد 41 (الحلقة الثالثة)
http://hoffaz.org/forqan/F2005/F41/furqan41-06.htm
العدد 42 (الحلقة الرابعة)
http://hoffaz.org/forqan/F2005/F42/furqan42-06.htm
فهو يتحدّث عن أصلين للكتابة العربيّة على ضوء الرسم العثمانيّ:
1. الحدّ الأدنى الممكن من الوحدات الخطّيّة في الكلمة الواحدة
2. الحدّ الأدنى الممكن من الأحرف في الوحدة الخطّيّة الواحدة
للوقوف على المزيد من التفاصيل تُراجَع حلقاته الأربع في المواقع المذكورة أو الرجوع إلى موقع مجلّة الفرقان ( hoffaz.org) !(/)
تساؤل عن الاحرف السبعة والرسم العثمانى
ـ[عائشة]ــــــــ[22 May 2006, 01:11 ص]ـ
قرأت فى احدى المنتديات ان الاحرف السبعة ليست هى القراءات السبعة ما مدى صحة هذا القول وان كان صحيحا فكيف نفسر كلا منهما بالدليل.
مسألة اخرى تحيرنى بخصوص الرسم العثمانى يقال ان سيدنا عثمان كتبه على سبعة كتابات مع اختلاف رواتها فهل هى هذه القراءات السبعة المقصودة ام ان هذا ليس له اساس وان لم يكن له اساس من الصحة وان القران فى عهد سيدنا عثمان رسم على صورة او برسمة واحدة فباى قراءة ياترى رُسِمَ.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[22 May 2006, 05:19 ص]ـ
لعلك تراجعين هذا الموضوع ففيه جواب لما ذكرت:
نزول القرآن على سبعة أحرف ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=373&highlight=%D3%C8%DA%C9+%C3%CD%D1%DD)(/)
سؤال مهم في التجويد
ـ[مسلم السعدون]ــــــــ[23 May 2006, 12:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني الافاضل ارشدوني هل ان الياء التي حذفت في كلمة ارهبون (البقرة40) او كلمة دعان او كلمة كيدون الياء المحذوفة هل تقرء حال الوصل او لا اي هل حذفت رسما وتلفظا ام رسما فقط وبقيت القراءة سنقلها لنا السلف من القراء. ارجوا الاجابة. والسلام عليكمارجوا الاجابة على بريدي hashem_bukhamsin@yahoo.com(/)
في الأسواق كتاب للداني في القراءات لا أنصح أحدا باقتنائه
ـ[د. أنمار]ــــــــ[23 May 2006, 11:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد فأني كعادتي، كلما مررت بالمكتبات أبدأ بقسم القراءات لمتابعة كل جديد فيها، ويندر أن أترك كتابا تراثيا حقق دون شرائه،
وفوجئت بكتاب عنوانه
مختصر في مذاهب القراء السبعة بالأمصار
لأبي عمرو الداني
http://www.adabwafan.com/content/products/1/43003.jpg
فقلت لعله اختصر التيسير، فاشتريته.
ثم زاد عجبي حين رأيت المحقق الذي ألحق باسمه أنه عضو نقابة محفظي وقراء القرآن ...
لا يستطيع قراءة كلمة "اليزيدي" رواي أبي عمرو، وهذه لا تخفى على مبتدئ في فن القراءات.
فكتبها "البزيلي" ولا أدري ما دخل كلمة كهذه.
ثم هناك كمية من الفراغات الكبيرة لأن المحقق لم يعتمد إلا على نسخة واحدة.
مثل أول الكتاب السطر السادس ص 27 وهي "سألتموني" كما في التيسير
ص 38 العنوان الإسناد الذي أتى القراءة صوابه الذي أدى إلي القراءة
ومن أمثلة على عدم قراءة الكلمات صحيحة
قال "ابن الحباب هذا من أصحاب الإتقان والضبط وصدر اللهجة" السطر الثاني قبل الأخير ص 282 وصوابها "والضبط وصدق اللهجة" كما في صورة المخطوطة ص 16
وإليكم المفاجأة.
جميع الفراغات ممكن ملؤها بسهولة جدا إذا علمتم أن الكتاب ليس إلا التيسير نفسه حرفا حرفا وكلمة كلمة.
والنقص الذي في آخره في باب التكبير وزعم أنه أتمه كان أسهل عليه مراجعة التيسير أو تحبيره لابن الجزري فهو هو.
والعجيب أن المؤلف لم يذكر هذا الكتاب ضمن مؤلفات الداني في ترجمته، وسبب وهمه هو أنه هكذا قرأ في لوحة المخطوطة، ولم يفعل أكثر من ذلك.
والخلاصة:
هذا الكتاب ليس مختصرا للتيسير، بل هو التيسير بعينه، مع عدم الاعتماد على دقة الألفاظ ولا تحريها.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 May 2006, 12:05 ص]ـ
اشتريت الكتاب منذ، ولم أتأمل في هذه المسألة بعدُ، فجزاك الله خيراً على هذا التنبيه والبيان.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[24 May 2006, 12:37 ص]ـ
شكر الله لك هذه المعلومة القيمة , والذي اقترحه أن يجعل قسماً خاصاً بمثل هذه التنبيهات , فإنها مع أهميتها تذهب مع مرور الوقت ولا يطلع عليها إلا القليل من الأخوة.
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[24 May 2006, 09:07 م]ـ
أؤيّد الأخ البريدي في مقترحه، وجزاكم الله خيراً
ـ[مصطفى محمد صالح]ــــــــ[17 May 2010, 01:53 ص]ـ
"مختصر في مذاهب القراء السبعة بالأمصار" طبعته مؤخرا دار الكتب العلمية بلبنان بتحقيق أحمد محمود عبد السميع الشافعي، وذكر أنه حققه بناء على نسخة خطية بمعهد المخطوطات العربية بالقاهرة برقم 114، وبمقارنتي لمختلف فصوله وأبوابه وجدت محتواه مطابقا لكتاب "التيسير" المطبوع. وتوجد نسخة خطية بالخزانة الحسنية بعنوان "مختصر في مذاهب القراء السبعة" برقم: 5954، وبعد تتبعي لمختلف فقراتها ألفيت أنها مقدمة كتاب "التيسير في القراءات السبع".
وتحتفظ أيضا جامعة قاريونس ببنغازي بنسخة خطية رقمها: [1728]، تحمل الاسم نفسه. وبخزانة تطوان مخطوطة بهذا الاسم رقمها: 867م منسوبة لمجهول قد يكون هو الحافظ أبو عمرو الداني. (1) وأخرى بالجامع الكبير بإيران باسم: "مذاهب القراء السبعة" رقمها: [180/ 2] من كتاب "مدرسة القراءات القرآنية في الأندلس، وآثارها العلمية من القرن الخامس إلى منتصف القرن السابع" بتصرف للدكتور مصطفى بورواض
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[20 May 2010, 11:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم أخي الحبيب الأستاذ الدكتور أنمار على هذه اللفتة الجميلة، وهذا الذي أشرتم إليه لا يقف عند هذا الكتاب وقد كنت أحرص على حضور محاضرات أستاذي الأستاذ الدكتور حسام النعيمي وكم كنت أعجب حين يأتي ببعض الكتب القديمة التي يحمل كل كتاب فيها اسم مؤلف مختلف وحينما تقابل هذه الكتب نجدها لا يختلف فيها إلا الغلاف الخارجي واسم المؤلف، والباقي هو هو حتى علامات الترقيم.
ولعل الأمر يرجع إلى بعض النُّساخ أو دور النشر التي تريد أن تتخلص مما كسد من بضاعتها فتغير في مظهره الخارجي (فن الدعاية والإعلان)، وهذا ما تصنعه بعض دور النشر حاليا حيث تطلب من أناس يؤلفوا في موضوع مأجورين، وعند إتمام العمل يوشح باسم شخص يحبه القراء أو له العديد من الأعمال الناجحة مأجورا أيضا.(/)
نص قرآني برواية ورش
ـ[الهداية]ــــــــ[24 May 2006, 06:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته
اشكر لكم هذا المنتدى المتميز الذي ادعو الله ان يجعله في ميزان حسناتكم وفي ميزان كل متصفح وعضو ومشارك
في أول مشاركة لي ساثقل عليكم بطلب نص القرآن الكريم برواية ورش doc
ولكم جزيل الشكر
ـ[البتول]ــــــــ[24 May 2006, 08:14 م]ـ
لا أظن بأن هناك نص للقرآن الكريم على صيغة وارد برواية ورش.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 May 2006, 09:21 م]ـ
هذا البرنامج إن شاء الله سيكون عوناً للباحثين.
برنامج للقراءات بالرسم العثماني - نسخة تجريبية ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3182)
وانظري هنا أيضاً.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5594
ـ[أبو علي]ــــــــ[25 May 2006, 07:43 ص]ـ
نص القرآن الكريم برواية ورش بالخط المغربي على الرابط التالي:
http://quran.habous.gov.ma/(/)
الدكتور غانم قدوري الحمد تحيةٌ .. ورجاء
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[25 May 2006, 01:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة على رسول الله وعلى آله ومن والاه وبعد
شكر الله تعالى لكم سعيكم ووفقكم لما فيه خيركم وخير أمتكم، ففي مثلكم يصحّ قول الشيخ المعريّ رحمه الله تعالى رحمةً واسعة يرثي أبا حمزة الجََبُّلي (قرية قرب واسط) الفقيه الحنفي:
أنفقَ العُمر ناسِكاً يطلُبُ العِلْـ = ـمَ بكشفٍ عن أصله وانتقادِ
وفقيهٍ أفكارُهُ شِدْنَ للنعـ = ـما ن (1) مالم يشِدهُ شعرُ زيادِ (2)
فالحجازيُّ بعده للعراقيّْـ = ـيِ قليلُ الخلافِ سهلُ القيادِ
(1) النعمان هو أبو حنيفة الفقيه رحمه الله.
(2) زياد هو ابن معاوية المعروف بالنابغة الذبياني.
[هكذا ينبغي وليس كما حرفها الناسخ المتعصب ضد الأحناف، وتبعه الطباع:فالعراقيّ بعده للحجازيّ، لأنه يكون قد نقض معناه]
ونسأل الله تعالى أن يمدّ في عمركم وأن ينفع بعلمكم.
أيها الأستاذ الجليل:
سعدنا بانتفاعكم من الدراسات الصوتية الحديثة، وإغنائكم الدراسات التجويدية بها وعلى مثل دربكم ينبغي أن يسير طلبة العلم،وبمثل صنيعكم أن يقتدوا ..
فما ضرّ علماء التجويد والأصوات العربية أن يعدوا القاف والطاء مجهورين وأن تكتشف الدراسات الحديثة أنهما مهموسان، حين اتضح وبان مفهوم الجهر والهمس على نحوٍ لم يكن بمقدور الإنسان إتقانه وحذقُه من قبل.
لكني وجدتكم تقولون قولاً أقضَّ مضجعي أن يصدُر عن عالمٍ بمثل مكانتكم، ولم تمرّ عليّ إلا (ليلة نابغية) منذ اطلعت على قولكم هذا في ملتقى أهل التفسير.
ذلكم رأيكم في قضية (نُطق الضاد) العربية.
حيث تردون قول سيبويه وكأنكم تقيسون "خطأ" القدماء في مسألة الجهر والهمس على مسألة (الشدة والرخاوة)، فتميلون مشايعة لمن حوّلت العُجمة أصواتهم من جمهور الشاميين والمصريين إلى أن الصواب في نطق الضاد هو (الشدةُ) لا (الرخاوة). فتريدونها أن تكون دالاً مفخمةً كما ينطقها جمهور القراء اليوم.
وكان حريًّا بكم أن تدعوهم إلى تصحيح نطقهم والعودة إلى ما أجمع عليه علماء العربية والقراءات من (رخاوة) الضاد واستمرار النفس معها دون انقطاع بدلاً من أن تدعوا إلى نبذ الإجماع وترجيح صحة (شدتها).
لكأنكم أيها الشيخ الجليل تقررون الحكمة الساخرة المتهكمة (خطأ شائع خيرٌ من صحيحٍ ضائع!!!)، وما بمثل هذا ندين الله تعالى بل بضدّه.
وها أنا ذا أنسخ للإخوة القراء قولكم أستعديهم وأستنصرهم لما أعتقد جازماً أنه الحقّ على رأيكم الذي بان بطلانه، والذي أدعوكم أن تضربوا عنه صفحاً وتثنوا عنه عِطفاً، فما يليقُ بمثلكم ارتكابه:
قال الدكتور غانم في قضية الضاد:لكن إفراد الضاد بمخرج مستقل لم يعد يتوافق مع النطق المعاصر للصوت ومن ثم فإن القول إن عدد المخارج ستة عشر مخرجاً أو سبعة عشر لم يعد مقبولاً.
وتتلخص قضية صوت الضاد في أن تحديد سيبويه لمخرجه لم يعد يتطابق مع نطقه المعاصر، كما أشرت، فسيبويه يقول في مخرجه: " من بين أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس مخرج الضاد " ([الكتاب4/ 433]). ونقل علماء العربية وعلماء التجويد هذا التحديد لمخرج الضاد عن سيبويه، وفعل ذلك المحدثون من المؤلفين في علم التجويد أيضاً. وعدَّ سيبويه الضاد من الأصوات الرخوة بالإضافة إلى كونها صوتاً مجهوراًً، مُطْبَقاً، مستطيلاً. ([الكتاب4/ 434 - 435]).
والضاد بهذه الصفات لم يعد لها وجود في النطق العربي الفصيح في زماننا، لا في قراءة القرآن، ولا في غيرها، كما يقول علماء الأصوات المحدثون، وقد تحولت إلى دال مطبقة في نطق كثير من العرب، كما في بلاد الشام ومصر، وهو المأخوذ به في قراءة القرآن أيضاً. وصارت على ألسنة آخرين من العرب صوتاً لا يختلف عن الظاء، كما في العراق وبلدان الخليج العربي ([ينظر: إبراهيم أنيس: الأصوات اللغوية ص 48، ويوسف الخليفة أبو بكر: أصوات القرآن ص 69، وحسام سعيد محمود النعيمي: أصوات العربية ص 50]).
ولم يخرج ما جاء في (فن الترتيل وعلومه) و (المنير في أحكام التجويد) في تحديد مخرج الضاد عن تحديد القدماء لمخرجه ([ينظر: فن الترتيل 2/ 564، والمنير ص 107]).
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا أخذنا نطق مجيدي قراءة القرآن في زماننا لصوت الضاد بنظر الاعتبار فإن ذلك يستدعي إعادة النظر في طريقة تحديد مخرجه، وأنّ تمسك مؤلفي كتب علم التجويد المعاصرين بعبارة سيبويه في تحديد مخرج الضاد لم يعد مناسباً، وأن عليهم أن يفكروا في وصف جديد لمخرج هذا الصوت يتطابق مع نطقه الفعلي على ألسنة مجيدي القراءة.
والوصف المناسب للضاد اليوم هو: أنه صوت لِثَوِيٌّ، شديدٌ، مجهورٌ، مُطْبَقٌ. فلم يعد مخرجه من الحافة، كما حدده سيبويه، وتحول من الرخاوة إلى الشدة، كما أنه فقد صفة الاستطالة، هذا هو الراجح في مسألة الضاد، وقد يكون لبعض الدارسين وجهة نظر مغايرة، لكن الدليل هو الذي يرجح الأقوال، أو يردها ([49ينظر: مناقشة الموضوع: أبحاث في علم التجويد ص 88 - 92، وتفصيل قضية الضاد في المصدر نفسه ص 146 - 166]).اهـ كلامه.
وأنا- العبد لله- قد أخذ مني البحث في صوت (الضاد) خمسة وعشرين عاماً، ولم يكن من يُقرئوننا في المساجد مما يضبطونه أو يعبأون كثيراً في الخلاف فيه، وما نلومهم على ذلك،. وقد رأيت كثيراً ممن لديهم إجازات في القراءات السبع والعشر لا يضبطون نُطقه، ولا يميزون بين جهرٍ وهمس أو شدّةٍ أو او رخاوة بل يُقلدون كا عُلِّموا، ولا نلومهم بعدُ.
لكني قد وجدت كثيرين يضبطونها أيضاً ويوافقون في نُطقهم أوصاف علماء النحو والقراءات ومنهم عراقيون موصليون، وسنغاليون، وصوماليون، وهذا الملتقى المبارك قد بين لنا أن شيخاً أفغانيًّا جليلاً يضبطها كما ينبغي وهو يُقرئ في الحرم النبوي.
والذي استقرّ عليه استقرائي أن العراقيين وعرب الخليج والجزيرة لا يميزون بين الضاد والظاء فهم يرتكبون مع الضاد خطأً في المخرج، على حين أن الشاميين والمصريين يجعلون الضاد دالاً مُفخمة فهم يرتكبون خطأً في الصفة.
وقد عرفت سبب شيوع طريقة المصريين والشاميين التي أيدها الدكتور غانم، ذلك أن بعض كتب الفقه تُشدد على وجوب (التفريق) بين الضاد والظاء. فانخدع الناس بالتفريق ظنا منهم أن التفريق مطلوب لنفسه. والصواب أن التفريق المطلوب هو التفريق الموافق للصواب، وليس مجرد التفريق، والذي يجعل الضاد شديدة كالدال المفخمة ويقطع معها النفس قد أخلّ بصفة أجمع اهل العلم والاختصاص على وجودها وهي الرخاوة.
وهكذا لا يكون الشاميون والمصريون أصحّ من العراقيين وعرب الخليج والجزيرة مطلقاً وإن كان هؤلاء مطالبين بضبط المخرج أيضاً ليحصل التفريق الطفيف.
وإلى ذلك أشار الشاعر الكبير معروف الرصافي في الردّ على الشاميين:
قلْ للألى نطقوا بالضادِ مُدّغماً = لم يدغم الضاد آباءٌ لكم فرطوا
قل لليعاريب قد هانت مكارمكم = حتى ادعاها أناسٌ كلهم نبطُ
أين المكارمُ إن هم أصبحوا عرباً = فإنها في طباع العربِ تُشترطُ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[31 May 2006, 05:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الدكتور عبد الرحمن الصالح، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد فإني اطلعتُ على ما كتبتَ - بالحرف الكبير - حول ترجيحي نُطْقَ الضاد الجاري على ألسنة جمهور القُرَّاء في بلاد المسلمين الذين نسمع تلاواتهم صباحَ مساءَ، فجزاك الله تعالى كل خير على اهتمامك وحرصك، ونصحك لي بالتخلي عما ترجَّح عندي أنه أولى من غيره، وتحسبه أنت باطلاً، ودعوتِكَ لي إلى متابعة ما قرره علماؤنا السابقون حول نطق الضاد، وأشكر أيضاً الأخ الدكتور عبد الرحمن الشهري الذي أعلمني بمشاركتك مع رغبته بالتعليق عليها، وكنت متردداً في بادئ الأمر في الكتابة حول الموضوع، ولكني عدت لقراءة المشاركة مرة ثانية وترجح عندي أهمية مناقشة بعض الأفكار المتعلقة بموضوع الضاد، وقد لفتت نظري حماستك للدعوة إلى اعتماد نطق الضاد التي وصفها سيبويه في قراءة القرآن، وتركِ الضاد التي ينطقها جمهور القراء في زماننا، ولعل الجميع يشاركك هذا الشعور، ولكن أين هو ذلك النطق؟
وتواردت على ذهني بعض الملاحظات حول الموضوع، من غير خوض في التفاصيل، لأنها أوسع من أن تستوعب في مثل هذا المقام، ولكني أشير إلى ما يتعلق بالمبادئ التي يجب أن تعتمد في دراسة الموضوع، والقواعد التي يمكن أن نستند إليها في ترجيح صورة ما من صور نطق الضاد.
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) وجدتكم تشككون في أداء قراء القرآن من المصريين والشاميين ومن تابعهم في نطقهم من قراء العالم الإسلامي، وتنسبونهم إلى العُجْمَةِ، وهذا ما صرحتم به في قولكم:
" فتميلون مشايعة لمن حوّلت العُجمة أصواتهم من جمهور الشاميين والمصريين إلى أن الصواب في نطق الضاد هو (الشدةُ) لا (الرخاوة). فتريدونها أن تكون دالاً مفخمةً كما ينطقها جمهور القراء اليوم".
وقلتم في موضع آخر من مشاركتكم:" وقد رأيت كثيراً ممن لديهم إجازات في القراءات السبع والعشر لا يضبطون نُطقه، ولا يميزون بين جهرٍ وهمس أو شدّةٍ أو رخاوة بل يُقلدون كما عُلِّموا، ولا نلومهم بعد "ُ.
ولا يخفى عليكم أن قراء مصر والشام هم أعلى الناس إسناداً في القراءة، وليس من السهولة تخطئتهم بناءً على دعاوى غير مسندة ولا مُتَيَقَّنَة، وإذا كنا نشكك في ضبط أكثر أصحاب الإجازات في القراءة فعلى من سنعتمد في ضبط القراءة؟! وقولك عنهم:إنهم "يقلدون كما علِّموا"، هو المنهج الصحيح في تلقي القراءات، وقد جاء في الأثر:" اقرؤوا كما عُلِّمْتُمْ ".
(2) لا نختلف في أن نطق جمهور القراء اليوم للضاد لا يتطابق مع وصف سيبويه ومن تابعه في ذلك من علماء السلف، والقول: إن بعض القراء اليوم ينطق الضاد القديمة الرخوة التي وصفها سيبويه يحتاج إلى دراسة وتحقيق قبل القطع بأنه عين ذلك النطق القديم الذي يجب التحول إليه، وأحسب أن مثل هذا الأمر لم يتحقق بعد، فلم يتيسر لنا سماع ذلك النطق، وهذه محطات التلاوة القرآنية تعمل ليل نهار ولم ألحظ في القراءات المقدمة فيها مثل ذلك النطق، وأنا لا أنكر أنه بالإمكان تكلف نطق الضاد القديمة لمن يحاول ذلك، لكننا لا يمكن الجزم أنه عين الضاد القديمة الرخوة الحافيَّة المجهورة المستطيلة، مع ما في هذا الصوت المصنوع من غرابة وصعوبة تمنع من تعلمه وترداده بالسهولة المطلوبة في نطق القرآن، ومن ثم فإن المسارعة إلى إطلاق الأحكام في هذا الموضوع الذي شغل العلماء قديماً وحديثاً قبل التحقق منه أمر لا يخلو من المجازفة غير المحمودة، وإذا تحققنا من وجود من يروي الضاد القديمة بصورة لا تقبل الشك لزمنا المبادرة إلى تلقيها عنه واعتمادها في قراءتنا للقرآن الكريم.
(3) قد لا نختلف في الإقرار بأن هناك إشكالية تتعلق بنطق الضاد اليوم، وبطريقة وصف الضاد في كتب تعليم التلاوة وكتب علم الأصوات، والخروج من هذه الإشكاليات لا يتحقق بالدعوة التي أطلقتموها بقولكم:" وها أنا ذا أنسخ للإخوة القراء قولكم أستعديهم وأستنصرهم لما أعتقد جازماً أنه الحقّ على رأيكم الذي بان بطلانه، والذي أدعوكم أن تضربوا عنه صفحاً وتثنوا عنه عِطفاً، فما يليقُ بمثلكم ارتكابه"، أقول: أثْبِتْ لنا أوَّلاً ما تعتقد جازماً أنه الحق حتى ندع ما تصفه بأنه باطل.
وأود أن ألفت نظركم ونظر القراء إلى أن الأمر لا يمكن أن يقرره شخص واحد أو مجموعة أشخاص، وكنت قديماً قد دعوت إلى ضرورة التقاء ذوي الاختصاص والاهتمام بالموضوع للتباحث بشأنه وبلورة رأي يحظى بالإجماع حتى تتبناه المؤسسات العلمية و التعليمية، ولكن لم يتحقق من ذلك شيء إلى الآن، واكتفى المهتمون بالموضوع بالتحاور والتجادل على صفحات المواقع الإلكترونية، و كثير مما كُتِبَ فيها يفتقر إلى المعرفة العلمية بالموضوع، أو المنهجية في تناوله.
ولا أنكر أهمية الآراء الفردية في إنضاج الموضوع وبلورة موقف موحد حوله، لكن ذلك لن يكون بديلاً عن عقد الندوات العلمية أو الحلقات النقاشية، للوصول بالموضوع إلى نهايته المرجوة، لطي صفحة الجدل حول الضاد التي طال أمدها.
(4) لا أجد ما يؤيد قولكم: إن سبب شيوع طريقة المصريين والشاميين في نطق الضاد ما ورد في بعض كتب الفقه من تشديد على وجوب التفريق بين الضاد والظاء، فيبدو لي أن ذلك النطق عميق الجذور في مصر الشام، ويجري على ألسنة العامة هناك من دون كلفة ولا مشقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
(4) أرجو ألا يستنتج أخي الدكتور عبد الرحمن الصالح من كلامي هذا نزعة عتب أو سورة غضب، وأنا أقدِّر له نصحي وتنبيهي إلى ما في هذا الموضوع من مزالق ومخاطر، كنت أدرك بعضها، فأحاول التأني في ما أكتب حول موضوع الضاد، ونحن بشر نصيب ونخطئ، والكمال لله وحده، والعصمة لأنبيائه، وأنا غير متمسك بما ترجح عندي إلى الآن، إذا ثبت بالدليل ما هو أولى بالاتباع منه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[05 Jun 2006, 06:28 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم
عندي تعليق بسيط فأقول وبالله التوفيق:
أليس الأولى أن نرجع إلى ما كان عليه القدامى رحمهم الله تعالى في مسألة الضاد؟ بدل أن نغيّر صفاتها من الرخاوة إلى الشدة؟ ألست القراءة سنة متبعة؟ لا شكّ أنّ القدامى دوّنوا في كتبهم ما تلقوه عن مشايخهم بالسند المتصل إلى النبيّ عليه الصلاة والسلام، فإن وقع خلل في المشافهة فلا بدّ من تصحيحه بالرجوع إلى النصوص التي لا تتغيّر مهما طال الأمد والزمان بخلاف المشافهة التي قد يعتريها شيء من التغيير مع مرّ الزمان. فالرجوع إلى النصوص هو الأولى من تغيير النصّ إلى المشافهة التي تغيّرت مع مرّ الزمان، وقد قال النبيّ عليه الصلاة والسلام " من سنّ في الإسلام سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى قيام الساعة " ومن نطق بالضاد كما هي واردة في النصوص فلا شكّ أنّه من التجديد وإحياء سنة قد كادت تندثر هذا من جهة. والقول بأنّ الضاد القديمة قد اندثرت فيه نظر لعدّة أسباب:
أوّلاً: قد قرأت القرءان على الشيخ عبيد الله الإفغاني والشيخ محمد الطاهر الرحيمي الباكستاني بالضاد القديمة وقد أخبراني أنهما تلقيا ذلك عن مشايخهما بالسند.
ثانياً: هذا النطق هو الذي كان منتشراً عندنا في الجزائر وفي المغرب عموماً وهو النطق الذي كان متداولاً بين الخواصّ والعوام ومازالت مدارسنا القرءانية والتي تسمّى بالزواية تنطق الضاد الشبيهة بالظاء وقد أخبر الشيخ محمد طاهر أيت علجات أنّه تلقى هذه الضاد في جامعة الزيتونة وكذا الأساتذه التي دراسوا في الزيتونة في وقت الاستعمار الفرنسي وبه كان يتكلم علماؤنا وأدباؤنا ومنهم أعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين على رأسهم العلامة الشيخ البشير الإبراهيمي والشيخ بن باديس وغيرهم رحمهم الله تعالى. وما تغيّر هذا النطق إلاّ بعد دخول المصاحف المرتلة المصرية.
ثالثاً: قد استدرك العلماء على الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى في كثير من المسائل بسبب رجوعهم إلى أصول الشاطبية وهي الكتب التي ألّفها مشايخ الشاطبي في الإسناد ككتاب التيسير والتذكرة لابن غلبون وجامع بيان للداني وغيرها فتركوا ما تلقوه عن مشايخهم واتبعوا النصوص، وهو الذي فعله العلامة الأزميري على ظاهر كتاب النشر لابن الجزري حيث استدرك عليه بالرجوع إلى أصول كتاب النشرفما وافق ظاهر النشر أخذ به وماخالف تركه وتبعه في ذلك المتولي والضباع وغيرهما. وقد استدرك العلامة المتولي على الأزميري بالرجوع إلى النصوص وهكذا. أقول: إن كان هؤلاء الأفذاذ خالفوا المشافهة واتبعوا النصوص فما الذي يمنع ذلك في مسألة الضاد؟
رابعاً: من اطلع على النشر لابن الجزري يجد أنّه قد نسب كلّ وجه من أوجه القراءات والروايات إلى نصّ من النصوص وهذا السبب الذي حمله أن ينقل أسماء الكتب التي روى منها القراءات مع ذكر الأسانيد. وعلى هذا، فإنّ المشافهة لا بدّ أن تكون مقرونةً بنصّ من النصوص. والمشافهة لوحدها لا تكفي كما سنبيّنه إن شاء الله.
خامساً: حتّى وإن سلمنا أن الضاد القديمة قد اندثرت، فنطقها برخاوة شبيهة بالظاء أولى من نطقها دالاً أو طاءاً وما أشبه ذلك عملاً بأخفّ الضررين. فإن غيّر السابقون نطق الضاد الصحيح إلى النطق الخاطئ بالاجتهاد، ألا يكون تغيير الخطأ إلى الصحيح أو إلى ما يقارب الصحيح من باب أولى.
ومن الأسف أن نغيّر صفة الرخاوة للضاد التي أجمع عليها القدامى قاطبة إلى الشدّة بدل أن نصحح النطق ونرجعه إلى أصله ومنبعه وهذا النهج هو الذي سار عليه المحققون وهو الرجوع إلى النصوص، والآن نريد تغيير النصوص والصفات وهو معاكس لمنهج المحققين قديماً وحديثاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ذكر أبو عمر الداني (ت444) في وقته قلّة المهرة من أهل الأداء حيث قال في مقدمة كتابه التحديد " أمّا بعد فقد حداني ما رأيته من إهمال قرّاء عصرنا ومقرئي دهرنا تجويد التلاوة وتحقيق القراءة ...... " التحديد ص66. وقال القرطبي (ت461) " ولمّا رأيت من قرأة هذا الزمان وكثيراً من منتهيهم قد أغفلوا اصطلاح ألفاظهم من شوائب اللحن الخفيّ وأهملوا تصفيتها من كَدَرِهِ وتخلّصها من دَرَنِهِ ..... " الموضح ص54. أقول: إن كان المنتهي من القراء في ذلك الزمان قد وصِف بالغفلة والإهمال فمابالك اليوم، وفي ذلك الزمان كان هذا العلم لا يؤخذ إلاّ بالمشافهة ولما كان التلقّى قد اعتراه شيء من النقص بالإهمال والغفلة قام الجهابذة كمكّي القيسي والداني والقرطبي والهمذاني وغيرهم رحم الله الجميع بتدوين هذا العلم لتصليح ألستنهم فكانت هذه النصوص سبب في أصلاح الكثير من اللحن الذي قد اعترى أهل الإقراء في تلك الأزمنة والأزمنة التي بعدها. فإن كانت هذه النصوص سبباً في أصلاح ألسنة أهل الإقراء في ذلك الزمان ألا يكون ذلك في زماننا من باب أولي؟ إن كان القرّاء في ذلك الزمان قد اعرتهم الغفلة والإهمال ألا يكون ذلك في زماننا من باب أولى؟ وعلى هذا الأساس لا يمكن أن نعتمد على المشافهة مائة بالمائة لأجل ما سبق من البيان فكان لزاماً علينا أن نعرض ما تلقيّناه عن مشايخنا على نصوص أئمّتنا فما وافق أخذنا به وما خالف تركناه. ولأجل هذا كان النصّ مقدّماً على المشافهة.
وهذا مايؤيّده قول المرعشي رحمه الله تعالى حيث قال:" .... لكن لما طالت سلسلة الأداء تخلل أشياء من التحريفات في أداء أكثر شيوخ الأداء، والشيخ الماهر الجامع بين الرواية والدراية المتفطّن لدقائق الخلل في المخارج والصفات أعزّ من الكبريت الأحمر، فوجب علينا أن لا نعتمد على أداء شيوخنا كلّ الاعتماد، بل نتامّل فيما أودعه العلماء في كتبهم من بيان المسائل هذا الفنّ، ونفيس ما سمعنا من الشيوخ على ما اودع في الكتب، فما وافق فهو الحقّ، وما خالفه فالحق ما في الكتب. اه " بيان جهد المقل ص 18 في هامش جهد المقل تحقيق أبوعاصم حسن بن عباس بن قطب طبعة مؤسسة قرطبة.
وعلى ما تقدّم من البيان فأقول أنّ المشافهة هي الأصل ولكن هذا الأصل قد يعتريه شيء من تغيير مع مرّالزمان وما نشاهده اليوم من الخلاف في بعض المسائل التطبيقية أكبردليل على ذلك والكلّ يستتر بالمشافهة والسند مع أنّ المصدر واحدٌ ولأجل ذلك فإنّ النصّ مقدّم على المشافهة ولا عبرة بما تواتر عند القراء اليوم على حساب النصوص، فالعبرة بما تواتر وأجمع عليه القدامى. والعلم عند الله.
ولا أريد أن يفهم من كلامي انعدام القراء المتقنين فقد قال النبيّ عليه الصلاة والسلام " لا تزال طائفة من أمّتي ظاهرين على الحقّ لا يضرّهم من خذلهم ". أقول لو بقىي سند واحدٌ للضاد القديمة لكفى ذلك لأنّ كلمة "طائفة" قد تطلق على الواحد.
وأخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
محمد يحيى شريف الجزائري
ـ[الجكني]ــــــــ[05 Jun 2006, 09:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم:
لى تعليق بسيط على التعليق البسيط:
كل ما ذكره الأخ محمد يحي الجزائري حفظنى الله وإياه فيه نظر:
1 - ماذكره أولا وثانيأ لايمكن بحال من الأحوال أن يكون فيصلأفى المسألة لأسباب،منها:أن هؤلاء المذكورين ليسوا عرباً أصلا،وهذا ليس تقليلأ منهم وليس عنصرية،معاذ الله تعالى ‘فلا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى، ولكن المسألة هي فى حرف العرب الأقحاح الذين هم أهل الفصاحة واللسان كان من ينطق هذا الحرف منهم يكون مبرزأ فيهم،وهذا فى ذاك الزمان الذى هوهو والعرب هم هم
فما يدرينا عن هؤلاء الأفاضل كيف كان نطقهم للعربية،وأقول مرة أخرى ليس هذا من العنصرية ولاالتقليل منهم،ولكن لتستدل على نفي ما هو (مشهور) حتى بلغ التواتريجب أن تكون أدلتك غير قابلة للطعن،
2 - أما ما ذكرت ثانيأ بخصوص استدراك العلماء على الشاطبى رحمه الله تعالى فلا شك عندى أن الحق معه دونهم في كثير من المسائل،ولا أبالغ إذا قلت إن المتأخرين ممن يبالغ فى ما سموه (التحريرات) بنوا مذهبهم هذا على منهج مضطرب منخرم فى كثير من مسائله،وأيضا فتحوا باب الآجتهاد فى القراءة،حتى رأينا ما كتبته أنت من أن كل واحد أصبح يستدرك على من جاء بعده،والكلام فى هذه القضية لايسعه هذا المحل
3 - أما قولك رابعاً:إن من اطلع على النشر 000الخ فابن الجزري رحمه الله لم يسند كل وجه من أوجه القراءات والروايات إلى نص من النصوص،بل فيه كثير من المسائل هي من اختياراته وآرائه التى خالف فيها من سبقه
4 - رغم كل ذلك نحتاج إلى دليل حسي يؤكد لنا أن النطق الذي اختاره هؤلاء المشايخ والعلماء الذين ذكرتهم هو النطق الذي كان ينطق به ابن الجزري والداني والعرب قبلهم،
5 - أتفق معك أن نطق الضاد دالا أو طاء خطأ أيأ كان فاعله،ولكن الذي لاينطقه لادالا ولاطاء هل يجوز له نطقه ظاء؟ ما هكذا القسمة يا أخى0
6 - أما القول بلا عبرة بما تواتر عند القراء اليوم ‘فهذه طامة كبري تحتاج إلى نفس طويل فى البحث 0
والله من وراء القصد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[06 Jun 2006, 09:49 ص]ـ
ولي تعليقٌ بسيط على كلام الدكتور عبد الرحمن الصالح - وفقه الله -:
1 - قلتم: "وقد رأيت كثيراً ممن لديهم إجازات في القراءات السبع والعشر لا يضبطون نُطقه، ولا يميزون بين جهرٍ وهمس أو شدّةٍ أو رخاوة بل يُقلدون كما عُلِّموا، ولا نلومهم بعد "اهـ
أخي الكريم ألا ترى معي أن قولكم هذا فيه نوع من المبالغة! فهل يُعقل أن يجاز هؤلاء في السبع والعشر وهم لا يفرقون بين جهر وهمس أو شدة أو رخاوة!
أخي الكريم إن من شروط الإجازة أن يكون المُجَازُ مُلِمّا بمسائل علم التجويد وخاصة باب المخارج والصفات، بل إن كثيرا من المقرئين يشترطون على طلابهم حفظ وفهم الجزرية كاملة.
أما قولكم: "بل يُقلدون كما عُلِّموا، ولا نلومهم بعد " فإن الأصل في القراءة الاتباع كما ذكر فضيلة الشيخ د. غانم الحمد جزاه الله خيرا، وقد رُوِيَ عن السلف أنّ " القراءة سنّة متبعة"
أي: يأخذها الآخر عن الأول أو اللاحق عن السابق.
2 - قلتم: "فتميلون مشايعة لمن حوّلت العُجمة أصواتهم من جمهور الشاميين والمصريين إلى أن الصواب في نطق الضاد هو (الشدةُ) لا (الرخاوة). فتريدونها أن تكون دالاً مفخمةً كما ينطقها جمهور القراء اليوم"
لم يقل أحد بشدة الضاد! وإن وجد فلا قيمة لرأي يخالف ما أجمع عليه علماء التجويد وعلماء العربية قاطبة في كون هذا الحرف رخوا ليس بالشديد. ولم أجد في الكلام الذي نقلته عن شيخنا الفاضل الدكتور غانم الحمد ما يشير إلى أنّ الصواب هو شدة الضاد لا رخاوتها! بل كلام الشيخ - حفظه الله - في هذه المسألة العويصة واضحٌ كالشمس، وفيه إشارة إلى أن صوت الضاد بصفاتها المذكورة في كتب التجويد والعربية لم يعد لها وجود في النطق العربي
الفصيح في زماننا، وأن هذا الصوت قد تحول من الرخاوة إلى الشدة.
ولذا قال في تعقيبه عليكم: "وإذا تحققنا من وجود من يروي الضاد القديمة بصورة لا تقبل الشك لزمنا المبادرة إلى تلقيها عنه واعتمادها في قراءتنا للقرآن الكريم".
وقد بَيّنَ - حفظه الله - أنّ وصف علماء التجويد المعاصرين لهذا الحرف بالرخاوة لم يعد يتطابق مع نطق وأداء جمهور القراء اليوم، ولي وقفة بسيطة هنا مع الشيخ - حفظه الله-.
أقول: لماذا لا يسافر الشيخ ليلتقي بكبار المقرئين المتقنين من أصحاب الأسانيد العالية في مصر (كالشيخ أحمد المعصراوي والشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف والشيخ عبد الباسط هاشم والشيخ محمد عبدالحميد الإسكندري) والشام (كالشيخ بكري الطرابيشي والشيخ محيي الدين الكردي والشيخ كريم راجح والشيخ عبد الرزاق الحلبي والشيخ محمد سكر والشيخ خليل هبة) ويعرضُ عليهم رأيه ويسمع كذلك نطقهم لصوت الضاد بأذنيه من غير واسطة.
وهؤلاء الشيوخ المتقنين وغيرهم من أصحاب الأسانيد العالية هم المُعَوّل عليهم في حلّ هذه القضية التي طال الجدل حولها، ولو حصل الإجماع منهم لسقطت آراء الآخرين ولما التفت إليها أحد.
والمصيبة أن كثيرا من المناقشين يدّعون قدسية آرائهم ويُغرِقون مخالفيهم بالشتائم والسباب!
ولعلي أعود لاحقا -إن سمح لي الوقت- للتعليق على بعض النقاط التي ذكرها الأستاذ محمد يحيى شريف.
وفق الله الجميع،،
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[06 Jun 2006, 11:46 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم
لي تعقيب على ما ذكره الشيخ الجكني فأقول وبالله التوفيق
قولكم: " 1 - ماذكره أولا وثانيأ لايمكن بحال من الأحوال أن يكون فيصلأفى المسألة لأسباب،منها:أن هؤلاء المذكورين ليسوا عرباً أصلا،وهذا ليس تقليلأ منهم وليس عنصرية،معاذ الله تعالى ‘فلا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى، ولكن المسألة هي فى حرف العرب الأقحاح الذين هم أهل الفصاحة واللسان كان من ينطق هذا الحرف منهم يكون مبرزأ فيهم،وهذا فى ذاك الزمان الذى هوهو والعرب هم هم
فما يدرينا عن هؤلاء الأفاضل كيف كان نطقهم للعربية،وأقول مرة أخرى ليس هذا من العنصرية ولاالتقليل منهم،ولكن لتستدل على نفي ما هو (مشهور) حتى بلغ التواتريجب أن تكون أدلتك غير قابلة للطعن،"
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب: ألا تعلم أنّ الأعاجم قد حملوا هذا العلم على أكتافهم خاصّة علم القراءات وهم علماء أصبهان وهمذان والأتراك والمغاربة والأندلسيين وغيرهم حتّى إمام النحو سيبويه فهو أعجميّ. إن كان نطق الأعجميّ يوافق نصوص الأئمّة عليهم رحمة الله تعالى أيؤاخذ على عجمته؟. ثانيا: هذا القول قال به الشيخ السيّد عامر عثمان شيخ عموم المقارئ المصرية والشيخ إبراهيم شحاته السمنودي والشيخ إبراهيم الشاعر شيخ قراء المسجد النبوي سابقاً ويقول به الكثير من علماء العرب، فلماذا لا تردّ على هؤلاء؟. ففي القرن الواحد العشرين ما نزلنا نتكلم عن العجمة مع أنّ في القرن الثالث جمع البخاري أصحّ كتاب بعد كتاب الله تعالى وهو أعجميّ. لو كنت تعرف منزلة الشيخ الأفغاني والباكستاني في العلوم العربية لما تسرّعت في الكلام.
قولكم: " 2 - أما ما ذكرت ثانيأ بخصوص استدراك العلماء على الشاطبى رحمه الله تعالى فلا شك عندى أن الحق معه دونهم في كثير من المسائل،ولا أبالغ إذا قلت إن المتأخرين ممن يبالغ فى ما سموه (التحريرات) بنوا مذهبهم هذا على منهج مضطرب منخرم فى كثير من مسائله،وأيضا فتحوا باب الآجتهاد فى القراءة،حتى رأينا ما كتبته أنت من أن كل واحد أصبح يستدرك على من جاء بعده،والكلام فى هذه القضية لايسعه هذا المحل "
الجواب: تسميتك للتحريرات منهج مضطرب يدلّ على عدم فهمكم لهذه الأمر لا من قريب ولا من بعيد وسأبيّن ذلك فأقول وبالله التوفيق:
أوّلاً: لقد أبطلت جميع ما قام به المحققون في القراءات من عهد ابن الجزري إلى يومنا هذا.
ثانياُ: لقد خالفت جهابذة الإقراء الذين يأخذون بهذه التحريرات كابن الجزري والمنصوري والأزميري والطباخ والميهي والخليجي والمتولي والضباع والشيخ عبد الفتاح القاضي والشيخ عامر والشيخ الزيات ومشايخ دمشق ومشايخ استنبول وحتى مشايخ الهند وباكستان، لم ينقل عن هؤلاء الأفذاذ الاستهانة بهذه التحريرات.
رابعاً: هذه التحريرات ليست مبنية على الجتهاد بل هي مبنية على النصوص فقد يذكر ابن الجزري وجهاً في النشر وينسبه إلى إمام أو كتاب، وعند الرجوع إلى الكتاب المخطوط نجد خلاف ما ذكر وهي قليلة جداً لأنّ الإنسان مجبورٌ على الوهم، فيؤخذ بالأصل وهذا يعدّ من التحقيق والرجوع إلى النصوص كما فعل الشيخ غانم قدوري الحمد حفظه الله تعالى في مسائل التجويد وهذا النهج هو الذي سار عليه المحققون قديماً وحديثاً. وهذا الخلافات هي خلافات يكمّل بعضها بعضاً لا تمسّ قداسة القرءان حيث نقل إلينا من تلك النصوص بالتواتر الذي يفيد القطع. والاجتهاد لا يكون إلاّ في المسائل التي فيها غموض ولم يرد فيها نصّ كما ذكر ابن الجزري في نشره بخلاف التحريرات فأساسها النصوص. قال الشاطبي رحمه الله تعالى:
وما لقياس في القراءة مدخل ..... فدونك ما فيه الرضا متكفلا.
قولكم: "3 - أما قولك رابعاً:إن من اطلع على النشر 000الخ فابن الجزري رحمه الله لم يسند كل وجه من أوجه القراءات والروايات إلى نص من النصوص،بل فيه كثير من المسائل هي من اختياراته وآرائه التى خالف فيها من سبقه "
الجواب: كلّ الأوجه المذكورة في النشر منبعها نصوص للقدامى ويستثنى من ذلك الترجيع في بعض المسائل الخلافية، تقديم وجهٍ على آخر لقوّته قياساً، الاجتهاد فيما لا نصّ فيه. أريد منك مثالاً حياً في مسألةٍ قد خالف فيها ابن الجزري جميع من سبقه على أساس اجتهادٍ محض. وأنا في اتنظار الجواب.
قولكم:" 4 - رغم كل ذلك نحتاج إلى دليل حسي يؤكد لنا أن النطق الذي اختاره هؤلاء المشايخ والعلماء الذين ذكرتهم هو النطق الذي كان ينطق به ابن الجزري والداني والعرب قبلهم،"
الجواب: النطق الذي قرأ به القدامى هو الموافق لما دوّنوه في كتبهم فيستحيل أن يخالف تطبيقهم تدوينهم إلاّ إذا اتهمناهم أنهم ما عبرّوا عن الكيفية التي تلقوها عن مشايخهم وحاشاهم رحمهم الله تعالى فالعيب فينا وليس فيهم فقد نقلوا لنا القرءان وعلومه على أحسن وجه رحمهم الله جميعاً.
قولكم: "5 - أتفق معك أن نطق الضاد دالا أو طاء خطأ أيأ كان فاعله،ولكن الذي لاينطقه لادالا ولاطاء هل يجوز له نطقه ظاء؟ ما هكذا القسمة يا أخى"
الجواب: أقول نطقها ظاءاً خالصة أولى من نطقها دالاً أو طاءاً لأنّ الظاء هي أقرب الحروف إلى الضاد ولأجل ذلك أمر ابن الجزري بالتمييز فقال " ميّز من الظاء" وقال "إذا تلاقيا البيان لازم أنقض ظهرك " وقد أفرد الظاءات كما فعل الداني قبله لأجل التشابه والتقارب في السمع بين الحرفين، فنطقها ظاءاً أولى عند عدم الاستطاعة عملاً بأخفّ الضررين وقد أفتي بذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وابن كثير ومن المعاصرين الشيخ ابن باز والشيخ العثيمين والشيخ الألباني رحم الله الجميع ولم ينقل عن أحدٍ نطقها شبيهة بالدال أو الطاء.
قولكم: "6 - أما القول بلا عبرة بما تواتر عند القراء اليوم ‘فهذه طامة كبري تحتاج إلى نفس طويل فى البحث "
الجواب: عندي سؤال: أيمكنك أن تحكم على شيء بأنّه متواتر وهو يخالف إجماع القدامى قاطبة؟ ألا تعلم أنّ الضاد رخوة بإجماع العلماء قاطبة؟ قد اختلف العلماء في بعض الصفات كصفة التفشي في الضاد مثلاُ ولكن لم يختلفوا في رخاوة الضاد ولم يجعلوها حتى من الصفات البينية أي بين الشدة والرخاوة. ألا تعلم أنّ القرءان قد وصلنا من العلماء الذين أجمعوا على رخاوة الضاد؟ فكيف تستدلّ بالتواتر المخالف للذين نقلوا لنا القرءان؟ أليس التواتر هو الذي تواتر جيلاً بعد جيلاً أي من جيل الصحابة والقرون المشهود لها بالخيرية؟
ألم يدوّن القدامى ما تلقوه بالسند إلى الصحابة والتابعين ومن ضمن تلك التدوينات رخاوة الضاد.
أكتفى بهذا القدر وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
محمد يحيى شريف الجزائري
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجكني]ــــــــ[07 Jun 2006, 07:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وسلام على عبده المصطفى وبعد:
فهذه وقفات – ولا أقول ردود – مع ما ذكره أخي الشيخ محمد الجزائري، فأقول مخاطبا له ولغيره ممن يرى رأيه الخطير في جواز القراءة بحرف (الضاد شبيهة بالظاء) في كتاب الله تعالى:
أولا: أثبتوا لنا أن العرب وأئمة اللغة القدماء عندهم حرف سموه (ضاد شبيه بالظاء) خاصة إذا علمنا أنهم ذكروا حروفاً هي خليط بين حرفين كإشمام الصاد الزاي وكالتسهيل في الهمزة، أما هذا الذي (ابتكره غير العرب في حروف العرب فلا يلزم العرب أصلا ً) والقضية لو أنها متعلقة بالتقول على العرب لكان منكراً فما بالك وأنها متعلقة بكتاب الله تعالى الذي به تصحح الألسنة لا العكس 0
ثانياً: قولكم "ألا تعلم أن الأعاجم قد حملوا العلم على أكتافهم 000ا" الخ، فجوابه:
لا أحد يستطيع إنكار فضل ومكانة علماء الإسلام من غير العرب،وما قدموه للإسلام والمسلمين في ذلك، هذه ليست هي القضية المبحوثة هنا، وذكرها هنا أعتبره خروجاً عن السياق الذي ذكرت أنا فيه ذلك:يا أخي ذكر غير العرب جاء في سياق للدلالة على أن القضية التي نتكلم فيها – وهي كيفية نطق حرف عربي لا يوجد على الأغلب إلا في لسان العرب – لا يحكم فيها على وجه الصواب إلا من لم يختلط لسانه بعجمة، وهذا معناه العربي القح الذي اختلط لسانه بعجمة، فما بالك إذا كان الشخص أصلاً غير عربي المشأ والولادة، فإذا كان العلماء يقفون من العربي المختلط لسانه بغير العربية موقف الحزم فكيف سيكون موقفهم من غيرهم ‘ هذا يا أخي هو السياق الذي جئت فيه بذكر غير العرب،وليس ذلك بضائر غير العرب شيئاً ‘فرجاء لا تجير الكلام عن مقاصده 0
ثالثاً: قولك "لماذا لا أرد على الشيوخ عامر والسمنودي والشاعر " فقبل أن أجيبك أقول لك كلمة أرجو أن تكون واضحة، وهي:
إن الرجل الوحيد الذي أمرني الله تعالى با تباعه ووعدني الجنة إن أطعته ونهاني عن مخالفته وتوعدني بالنار إن عصيته وخالفته هو سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم لا غيره مهما ومن كان ‘ فالله تعالى لم يأمرني باتباع غيره ولم ينهني عن معصية غيره، هذا ما أدين الله تعالى به، وليس معنى هذا التقليل من العلماء وإنكار فضلهم وحاجتنا إليهم فو الله لولا الله ثم العلماء ما تعلمنا،ولكن تعلمنا لنرضي الله عز وجل لا لنرضيهم،وتعجبني في هذا المقام عبارة الإمام ابن حزم رحمه الله في كتابه الإحكام:"وليس فضلهم – العلماء – بموجب قبول آرائهم ولا بمانع أن يهموا فيما قالوه بظنهم،لكن فضلهم معفّ على كل خطأ كان منهم وراجح به، وموجب تعظيمهم وحبهم 0انتهى
وأعود فأقول:يا أخي لم أرد على هؤلاء العلماء لسببين:
الأول: من أنا حتى أرد على هؤلاء، وأحمد الله تعالى الذي شغلني عن الرد على العلماء وتتبع عوراتهم العلمية، فرحم الله امرءا عرف قدر نفسه 0
الثاني:لأني لم أجد لهم عبارات خطيرة مثل عباراتك ومنهجاً لا يسكت عليه مثل هذا المنهج الذي تدعو إليه أنت ومن وافقك على جواز القراءة بالضاد الشبيهة بالظاء، فخذ عباراتك واتئد في النظر فيها واحكم بعد ذلك بما شئت:
1 - "فنطقها برخاوة شبيهة بالظاء أولى من نطقها دالا00الخ"
وأقول: من الذي جعل ذلك أولى؟ وما سبب الأولية هنا؟
وأيضاً: إذا كانت القضية هي مجرد (إبدال) فلماذا لا تبدلونه صاداً كما فعلت العرب،أو تبدلونه لاماً كما فعلت العرب أيضاً ولاتصاله به أيضاً،ولماذا لا تبدلونه ياء أو جيماً أو شيناً لاشتراكها معه في الحيز،وعندما أبدلتموه (ظاء) لماذا لم تبدلوه (ذالاً)،ولماذا لا تبدلونه (طاء) لمشاركته له في الإطباق؟؟؟
وأقول: إن كلام العلماء في المخارج إنما هو على حسب الطبع لا التكلف (إبراز المعاني:4/ 303)
2 - قلت:"وعلى هذا الأساس لا يمكن أن نعتمد على المشافهة مائة بالمائة فكان لزاما علينا أن نعرض ما تلقيناه عن مشايخنا على نصوص أئمتنا ولأجل هذا كان النص مقدماً على المشافهة "وقلت ناقلا كلام المرعشي رحمه الله تعالى ومؤيداً له لاستدلالك به:"فوجب علينا ألا يعتمد على أداء شيوخنا (تأمل) كل الاعتماد،بل نتأمل فيما أودعه العلماء في كتبهم من بيان المسائل ونقيس (كذا) ما سمعناه على ما أودع في الكتب " والرد بعد قليل 0
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - قلت:"إن المشافهة هي الأصل ولكن هذا الأصل قد يعتريه شيء من تغيير مع مر الزمن "وقلت:" النص مقدم على المشافهة ولعبرة بما تواتر عند القراء اليوم على حساب النصوص،فالعبرة بما تواتر وأجمع عليه القدامى"0
الرد:
لا أملك إلا أن أقول لكل من يقرأ هذا الكلام: انظر وحلل هذه النصوص واقرأ ما بين سطورها لعلك تجد فيها ما لم أجده، فما وجدت فيها غير منهج يحاول هدم شيء أساسي عند المسلمين تجاه كتاب ربهم وهو (التلقي من أفواه المشايخ) ويحاول عن قصد أو غير قصد أن يبدلهم بأخذ القرآن عن الصحف والكتب، وهنا أترحم كثيراً على الإمام أبي العلاء الهمداني حينما نقل لنا نصوصاً بأسانيده تحذر مما يدعونا إليه الشيخ المرعشي والجزائري،وهذه بعضا نقلتها للقراء من كتابه (التمهيد في علم التجويد بتحقيق د/غانم الحمد:
قال رحمه الله بسنده عن عروة بن الزبير: إن قراءة القرآن سنة من السنن،فاقرؤوا كما أقرئتموه) ص244
وقال:"أحدثك عن رسول الله وتخبرني عن الصحف "
وقال:"لاتقرؤا القرآن على المصحفيين ولا تأخذوا العلم من الصحفيين "
وقال:"لا يفت الناس صحفي ولا يقرئهم مصحفي:247 واستوقفتني في هذا الكتاب قصة لها تعلق شديد بما نحن فيه رواها بسنده وهي: قرأ إمام بقوم سورة الحمد،فقرأ (ولا الظالين) بالظاء فرفسه رجل من خلفه، فقال الإمام: آوّه ضهري،بالضاد، فقال له الرجل: يا كذا وكذا،خذ الضاد من ظهرك واجعلها في الضالين وأنت في عافية0انتهى:266
القرآن يا أخي لا يؤخذ إلا عن الشيوخ، وأيضا: لماذا لاتريحوا أنفسكم وتختصروا الطريق وتأخذوا من الكتب مباشرة دون الرجوع إلى الشيوخ،ولماذا تجعلون الكتب هي المصححة على النقل المتواتر،فإذا كان قولكم أن المشافهة يعتريها تغيير مع مرور الزمن ‘فأثبتوا لنا أن الكتب تسلم من عوادي الزمن ‘ والإنصاف مطلوب 0
هذه عبارات ما وجدتها ولا مثلها عند هؤلاء العلماء حتى تسأل لماذا لا أرد عليهم 0
رابعاً: قلت:"ففي القرن الواحد والعشرين 0000الخ،
أقول: ما يخص غير العرب بينت وجهة النظر من ذكره، وأضف هنا: أليس من الغريب عندك – ولا أقصد شخصك الكريم وإنما أقصد من يقول هذا القول – أنك تحاكم العرب في حرف من حروفهم لغير العرب 0
خامساً:موضوع التحريرات:
استدللت علي من كلامي والرأي الذي طرحته عن منهج أهلها وأنه (مضطرب) بعدم فهمي لهذا الأمر من قريب أو من بعيد،وأجيبك:
اعلم يا أخي أن رأيي في ما تسموه (التحريرات) والله العلي العظيم لا أبتغي به رضا فلان أو غضب فلان، وإنما أريد به وجه الله تعالى حفاظا على القرآن الكريم الذي أنزله الله تعالى للأمة كلها، (وتفصيل ذلك ليس ذا محله) 0
لكن يظهر لي أنك استعجلت بالحكم قبل أن تستفسر عن الدليل والعلة وغير ذلك مما يساعدك على الحكم – إن كان أصلاً يحق لك أو لغيرك الحكم علي أو على غيري، لكن يخفف ذلك معرفتنا أننا في زمن (السرعة) و (الاستعجال) خاصة في الحكم على كل من أتى بقول يخالف ما وجدنا عليه آباءنا، وأقول:
نعم إن منهج المحررين فيما سموه (تحريرات) منهج مضطرب مضطرب (مرتين)،وإذا فتحت مجالا لهذا فا لعبد الضعيف على استعداد لبيان ذلك، نبرأ إلى الله تعالى من قول ليس لنا عليه دليل 0
سادساً: أما القول بأني خالفت وأبطلت جميع ما قام به المحققون من عهد ابن الجزري إلى يومنا هذا، فأسألك سؤالا ولا تستعجل في الجواب عنه وهو: هل يوجد أصلا محقق في القراءات بعد ابن الجزري رحمه الله، أما عندي فوالله لا يوجد ولا أستثني الإزميري ولا المتولي وهما قطبا هذا المسمي (تحريرات) فضلاً عن غيرهما، فكل من جاء بعد ابن الجزري فهو عالة عليه لم يخرج عنه ولا عن نشره 0والتفصيل في هذا يطول 0
والعجب أنك ذكرت ابن الجزري مع أن كتابه النشر ليس فيه ما في كتب التحريرات كالبدائع والروض وغيرها،والعجب الثاني أنك ذكرت الشيخ القاضي وهو قد ألف رسالة ينكر فيها التحريرات ‘وادعاء أنه رجع عن رأيه هذا يحتاج إلى دليل ملموس خاصة وأنه ألفها وهو في الجامعة ألإسلامية أي بعد البدور والله أعلم 0
سابعاً: قولك بأن التحريرات ليست مبنية على الاجتهاد 00الخ،قول يخالفه الواقع من اختلاف المؤلفين فيها فما يجوزه فلان يمنعه أو يضعفه فلان،وباب الاستدراك فيها باب واسع لا أوسع منه إلا رحمة الله تعالى التي نسأله ألا يحرمنا ولا إياكم ولا المسلمين منها0
وأيضاً يا أخي لو رجعت إلى ما كتبت لوجدت أنك تناقض نفسك فمرة تقول فيها بالاجتهاد ومرة بالنص،فتأمل 0
ثامناً: قولك: "النطق الذي قرأبه القدامى00الخ،أقول: الطعن ليس فيما نقلوه عن مشايخهم وإنما نتكلم في (تعبيرهم) عن كيفية نطقهم لذلك الحرف،فالعبارة كثيرا ما تخون، ولو قيل لشخص الآن صف لنا القراءة بالتسهيل مع الإدخال في نحو (ء أنذرتهم) ما ذا سيقول وماذا سيقول الآخر وكل منهما طبق اللفظ على شيخه وأجازه لكن عبارة كل منهما قد لا تفي بالغرض،فهذا شيء وذاك شيء 0
تاسعاً: أما ما يخص الفتوى التي نسبتها أنت للشيوخ ابن تيمية وابن باز وابن عثيمين رحمهم الله تعالى فالنفس منها في شيء،لأني أنزه صغار طلاب العلم فضلاً عن هؤلاء الأئمة من تجويز إبدال حرف مكان حرف في القرآن الكريم، وأيضا لعلم الناس بأن هؤلاء العلماء بالذات ما كانوا يخوضون في صغار مسائل العلم كمسألتنا هذه،وكل علم يسأل عنه أهله0
وأختم الكلام بعبارة وجدتها للإمام الشنتمري "النكت في تفسير كتاب سبويه ":
" والضاد الضعيفة من لغة قوم ليس في أصل حروفهم ضاد،فإذا احتاجوا لإلى التكلم بها في العربية اعتاصت عليهم فربما أخرجوها (ظاء) وذلك أنهم يخرجونها من طرف اللسان وأطراف الثنايا وربما تكلفوا لإخراجها من مخرج الضاد فلم يتأت لهم فخرجت بين الضاد والظاء انتهى 2/ 1245تحقيق د/زهير عبد المحسن0
هذا ما كتبته بيدي وسطرته بقلمي، فلئن كان صواباً فمن الله،وإن كان غير ذلك فهو منى 0
الضعيف:د/السالم محمد محمود (الجكني)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[10 Jun 2006, 03:17 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
فضيلة الشيخ الدكتور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أقول وبالله التوفيق:
ما تعرضتُ إلى مسألة العجمة إلاّ لردّكم لأقوال بعض العلماء الموثوقين في القراءة بسبب عجمتهم فالعبرة بالنص وما أجمع عليه القدامى الذين صرّحوا على التشابه بين الحرفين في السمع ولا داعي لنقل أقاويلهم لأنّها معلومة لدى الجميع. وأمّا الخلط بين الصاد والزاي فلا علاقة له بالبحث لأنّ هذا النطق نتج من حرفين اتفقا في المخرج بخلاف الضاد فنحن نتكلم عن التشابه والتشابه لا يكون بمعنى الخلط قد يتشابه الحرفان في السمع مع اختلافهم في المخرج والصفة بخلاف الخلط فهو خلطٌ بين حرفين للحصول على حرف مستقلّ في النطق الذي يشبه أصوله.
والضاد الصحيحة مستقلة لها مخرج وصفات قد انفردت بمخرجها وبصفة الاستطالة ومع كلّ هذا فقد وصفها القدامى بصراحة على أنّ لفظها يشبه لفظ الظاء وأجمعوا على رخاوتها وهو المدوّن في كتبهم وهو الذي تلقوه عن مشايخهم وقد اتفق علماء الأصوات على أنّ المنطوق به من حرف الضاد اليوم مخالف لأقاويل الذين نقلوا لنا هذا القرءان.
-------------------------------------------------------------
قولكم: " ثالثاً: قولك "لماذا لا أرد على الشيوخ عامر والسمنودي والشاعر " فقبل أن أجيبك أقول لك كلمة أرجو أن تكون واضحة، وهي:
إن الرجل الوحيد الذي أمرني الله تعالى با تباعه ووعدني الجنة إن أطعته ونهاني عن مخالفته وتوعدني بالنار إن عصيته وخالفته هو سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم لا غيره مهما ومن كان ‘ فالله تعالى لم يأمرني باتباع غيره ولم ينهني عن معصية غيره، هذا ما أدين الله تعالى به، وليس معنى هذا التقليل من العلماء وإنكار فضلهم وحاجتنا إليهم فو الله لولا الله ثم العلماء ما تعلمنا،ولكن تعلمنا لنرضي الله عز وجل لا لنرضيهم،وتعجبني في هذا المقام عبارة الإمام ابن حزم رحمه الله في كتابه الإحكام:"وليس فضلهم – العلماء – بموجب قبول آرائهم ولا بمانع أن يهموا فيما قالوه بظنهم،لكن فضلهم معفّ على كل خطأ كان منهم وراجح به، وموجب تعظيمهم وحبهم 0انتهى "
----------------------------------------------------------
الجواب: لم أقل اتّبع الشيخ عامر رحمه الله بل أتكلم عن إجماع القدامى على رخاوة الضاد. الضاد رخوة بإجماع الأمّة والرخاوة هو جريان الصوت عند النطق بالحرف لضعف الاعتماد على المخرج، فهل الصوت يجري في الضاد المنطوق بها اليوم هل هناك ضعف في الاعتماد على المخرج أم قوّة، لماذا ألحّ ابن الجزري على التمييز بين الحرفين لو كانت هذه الضاد الشديدة صحيحة؟ ما الذي حمل ابن الجزري أن يقول " إذا تلاقيا البيان لازم أنقض ظهرك يعض الظالم "؟ ما الذي حمله وحمل من سبقه إلى إفراد الظاءات لو كان هذا النطق الذي نسمعه متواتراً في تلك العهود؟ لماذا لم يتعرض ابن الجزري على القدامى الذين صرحوا على تشابه الحرفين في السمع، ألا يدلّ عدم إنكاره لهذا التشابه إقراره بذلك؟ قد وصف بعض القدامى الضاد بالتفشي والتفشي هو انتشار الصوت في الفم، أهو كذلك في الضاد المسموعة اليوم؟
لم يستطع لحدّ الآن واحدا من العلماء الردّ على أدلّة المرعشي وابن غانم المقدسي رحمهما الله تعالى وقد ذكر بعض العلماء أنّ إسماعيل الأزميري ردّ على المرعشي فأقول لهؤلاء أين هذا الردّ؟ كيف تحكمون عليه بأنّه مفحم والكتاب لم يطبع؟ لماذا لا تردون أنتم على أدلتهما؟
ما اتستطاع واحدًٌ من العلماء أن يذكر دليلاً واحداً من النصوص المعتبرة على صحة هذا النطق المتدوال اليوم سوى أنّه عندما نقف على الضاد يحصل امتداد قليل في الصوت لأجل الاستطالة ويقولون أنّ هذا الامتداد هو الرخاوة، وهذا دليل مردود لأنّهم يعتمدون على المخرج اعتماداً قوياً وهو مخالف لصفة الرخاوة التي تستلزم ضعف الاعتماد على المخرج.
(يُتْبَعُ)
(/)
- ذكرتُ جواز النطق بالظاء مكان الضاد عند عدم القدرة، والضاد من أصعب الحروف حتى قال مكي في الرعاية في معنى كلامه " وقلّ من يقيمه من أهل الأداء" ولأجل هذا أجاز العلماء استعمال أحمهما مكان الآخر وهو مذهب الكثير من الفقهاء والأصوليين وأهل التفسير وهو ما ذهب إليه شيخ الإسلام وابن كثير والكبار المعاصرين كالشيخ بن باز والشيخ العثيمين والشيخ الألباني رحم الله الجميع ولم ينقل عن أحد من القدامى أو من المعاصرين اشتباه الضاد بالدال أو الطاء أو ما يقاربهما ولم يقل أحد بجواز استعمال الدال أو الطاء مكان الضاد. إذن فكلامي مبنيّ على الضرورة فقط لمن صعب عليه النطق بحرف الضاد وليس بقصد التعميم لأنّ أبدال الضاد ظاءاً مطلقاً هو مخالف لما ذكره العلماء قاطبة إذ لا بدّ من التمييز بينهما في الاستطالة والمخرج.
قولكم: وأقول: إن كلام العلماء في المخارج إنما هو على حسب الطبع لا التكلف (إبراز المعاني:4/ 303"
الجواب: ما دخل التكلف في هذه المسألة إن كانت الضاد رخوة بالسليقة والطبع؟
------------------------------------------------------------
قولكم: " لا أملك إلا أن أقول لكل من يقرأ هذا الكلام: انظر وحلل هذه النصوص واقرأ ما بين سطورها لعلك تجد فيها ما لم أجده، فما وجدت فيها غير منهج يحاول هدم شيء أساسي عند المسلمين تجاه كتاب ربهم وهو (التلقي من أفواه المشايخ) ويحاول عن قصد أو غير قصد أن يبدلهم بأخذ القرآن عن الصحف والكتب، وهنا أترحم كثيراً على الإمام أبي العلاء الهمداني حينما نقل لنا نصوصاً بأسانيده تحذر مما يدعونا إليه الشيخ المرعشي والجزائري،وهذه بعضا نقلتها للقراء من كتابه (التمهيد في علم التجويد بتحقيق د/غانم الحمد:
قال رحمه الله بسنده عن عروة بن الزبير: إن قراءة القرآن سنة من السنن،فاقرؤوا كما أقرئتموه) ص244
وقال:"أحدثك عن رسول الله وتخبرني عن الصحف "
وقال:"لاتقرؤا القرآن على المصحفيين ولا تأخذوا العلم من الصحفيين "
وقال:"لا يفت الناس صحفي ولا يقرئهم مصحفي:247 واستوقفتني في هذا الكتاب قصة لها تعلق شديد بما نحن فيه رواها بسنده وهي: قرأ إمام بقوم سورة الحمد،فقرأ (ولا الظالين) بالظاء فرفسه رجل من خلفه، فقال الإمام: آوّه ضهري،بالضاد، فقال له الرجل: يا كذا وكذا،خذ الضاد من ظهرك واجعلها في الضالين وأنت في عافية"انتهى:266
القرآن يا أخي لا يؤخذ إلا عن الشيوخ، وأيضا: لماذا لاتريحوا أنفسكم وتختصروا الطريق وتأخذوا من الكتب مباشرة دون الرجوع إلى الشيوخ،ولماذا تجعلون الكتب هي المصححة على النقل المتواتر،فإذا كان قولكم أن المشافهة يعتريها تغيير مع مرور الزمن ‘فأثبتوا لنا أن الكتب تسلم من عوادي الزمن ‘ والإنصاف مطلوب"
هذه عبارات ما وجدتها ولا مثلها عند هؤلاء العلماء حتى تسأل لماذا لا أرد عليهم0"
الجواب: هل قلتُ أن القرءان تؤخذ من الصحف؟ بل قلتُ: " فكان لزاماً علينا أن نعرض ما تلقيناه عن مشايخنا على نصوص أئمّتنا فما وافق أخذنا به وما خالف تركناه." فكلامي واضح وهو عرض المشافهة أي بعد ما يحصل التلقي من المشايخ نقارن ما تلقيناه على النصوص " فالمشافهة لا بدّ منها في كلّ الأحوال ومن لم يشافه المشايخ لا دخل له في بحثنا لا من قريب ولا من بعيد." وهو مراد الشيخ المرعشي لمن تأملّ كلامه جيّداً.
قولكم: " رابعاً: قلت:"ففي القرن الواحد والعشرين 0000الخ،
أقول: ما يخص غير العرب بينت وجهة النظر من ذكره، وأضف هنا: أليس من الغريب عندك – ولا أقصد شخصك الكريم وإنما أقصد من يقول هذا القول – أنك تحاكم العرب في حرف من حروفهم لغير العرب 0"
الجواب: هذه ليست محاكمة العرب إلى غيرهم بل هي محاكمة العرب إلى نصوصهم الذين أجمعوا عليها قديماً وماكان مطابقاً لما ذكره سيبويه وغير من أهل اللغة
قولكم " خامساً:موضوع التحريرات:
استدللت علي من كلامي والرأي الذي طرحته عن منهج أهلها وأنه (مضطرب) بعدم فهمي لهذا الأمر من قريب أو من بعيد،وأجيبك:
اعلم يا أخي أن رأيي في ما تسموه (التحريرات) والله العلي العظيم لا أبتغي به رضا فلان أو غضب فلان، وإنما أريد به وجه الله تعالى حفاظا على القرآن الكريم الذي أنزله الله تعالى للأمة كلها، (وتفصيل ذلك ليس ذا محله) 0
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن يظهر لي أنك استعجلت بالحكم قبل أن تستفسر عن الدليل والعلة وغير ذلك مما يساعدك على الحكم – إن كان أصلاً يحق لك أو لغيرك الحكم علي أو على غيري، لكن يخفف ذلك معرفتنا أننا في زمن (السرعة) و (الاستعجال) خاصة في الحكم على كل من أتى بقول يخالف ما وجدنا عليه آباءنا، وأقول:
نعم إن منهج المحررين فيما سموه (تحريرات) منهج مضطرب مضطرب (مرتين)،وإذا فتحت مجالا لهذا فا لعبد الضعيف على استعداد لبيان ذلك، نبرأ إلى الله تعالى من قول ليس لنا عليه دليل "
الجواب: كيف تخالف جميع القراء في هذه المسألة وتقول أنّ التحريرات منهح مضطرب. والعمل بالتحريرات هو الذي كان منذ القديم فلا يعرف عند القراء القراءة بتوسط البدل مع الفتح في ذوات الياء في رواية ورش من طريق الأزرق ولا بالهمز مع الإدغام الكبير للسوسي عن أبي عمرو وهكذا. ولم يرخصّ واحد من أهل الأداء الخلط بين الروايات والطرق وهو ما يسمى بالتلفيق ولم يُروى عن عاصم أنّه قرأ أو أقرأ ب"ملك يوم الدين" أي بغير ألف وإن قرأ بها أهل الحجاز لأنهّا لم تتواتر عنده مع علمه بتواترها عند غيره. ولم يُروى عن نافع أنّه قرأ أو أقرأ بالألف في "مالك يوم الدين " مع علمه بتواترها عند غيره وعلى هذا الأساس منع العلماء الخلط بين الروايات والقراءات والطرق اتباعاً لمنهج السلف. فعلم التحريرات قائم على هذا الأساس وجرى عليه العمل من عهد السلف والخلاف في التحريرات يدور بين مذهبين مذهب يعتمد على ظاهر كلام النشر لابن الجزري ومذهب يعتمد على نصوص أصول كتاب النشر فالكلّ يعتمد على المنصوص.
-------------------------------------------------------------
سادساً: أما القول بأني خالفت وأبطلت جميع ما قام به المحققون من عهد ابن الجزري إلى يومنا هذا، فأسألك سؤالا ولا تستعجل في الجواب عنه وهو: هل يوجد أصلا محقق في القراءات بعد ابن الجزري رحمه الله، أما عندي فوالله لا يوجد ولا أستثني الإزميري ولا المتولي وهما قطبا هذا المسمي (تحريرات) فضلاً عن غيرهما، فكل من جاء بعد ابن الجزري فهو عالة عليه لم يخرج عنه ولا عن نشره 0والتفصيل في هذا يطول 0"
الجواب: لم تجب عن السؤال وأطلب من فضيلتكم التفصيل.
--------------------------------------------------------------
والعجب أنك ذكرت ابن الجزري مع أن كتابه النشر ليس فيه ما في كتب التحريرات كالبدائع والروض وغيرها،والعجب الثاني أنك ذكرت الشيخ القاضي وهو قد ألف رسالة ينكر فيها التحريرات ‘وادعاء أنه رجع عن رأيه هذا يحتاج إلى دليل ملموس خاصة وأنه ألفها وهو في الجامعة ألإسلامية أي بعد البدور والله أعلم 0"
الجواب: معظم ما في كتاب النشر هو عبارة عن تحريرات وهو نسبة كلّ وجه إلى طريق من الطرق فقد أنكر الهمز مع الإدغام الكبير للسوسي وهذا من التحريرات. وأريد أن تنقل كلام الشيخ عبد الفتاح القاضي في ردّه على التحريرات حيث أنّ كتابه البدور الزاهرة مملوء بالتحريرات وبإمكاني أن أنقل لك مئات الأمثلة في التحريرات المذكورة في البدور الزاهرة والله الذي لا إله إلاّ هو."
--------------------------------------------------------------
قولك: سابعاً: قولك بأن التحريرات ليست مبنية على الاجتهاد 00الخ،قول يخالفه الواقع من اختلاف المؤلفين فيها فما يجوزه فلان يمنعه أو يضعفه فلان،وباب الاستدراك فيها باب واسع لا أوسع منه إلا رحمة الله تعالى التي نسأله ألا يحرمنا ولا إياكم ولا المسلمين منها0"
الجواب: كلّ هذه الخلافات مبنية على النصوص إمّا من ظاهر كلام النشر أو من أصول كتاب النشر ولا اجتهاد فيها وأطلب منك مثالاً واحداً على وجه أُخِذََ به على أساس اجتهادٍ محض. وأنا في انتظار ذلك.
-----------------------------------------------------------
قولكم: "وأيضاً يا أخي لو رجعت إلى ما كتبت لوجدت أنك تناقض نفسك فمرة تقول فيها بالاجتهاد ومرة بالنص،فتأمل "
الجواب: أريد وضوحاً أكثر.
--------------------------------------------------------------
ثامناً: قولك: "النطق الذي قرأبه القدامى00الخ،أقول: الطعن ليس فيما نقلوه عن مشايخهم وإنما نتكلم في (تعبيرهم) عن كيفية نطقهم لذلك الحرف،فالعبارة كثيرا ما تخون، ولو قيل لشخص الآن صف لنا القراءة بالتسهيل مع الإدخال في نحو (ء أنذرتهم) ما ذا سيقول وماذا سيقول الآخر وكل منهما طبق اللفظ على شيخه وأجازه لكن عبارة كل منهما قد لا تفي بالغرض،فهذا شيء وذاك شيء 0
الجواب: نصوص الضاد محكمة لا احتمال فيها ولا خلاف فيها.
------------------------------------------------------------
تاسعاً: أما ما يخص الفتوى التي نسبتها أنت للشيوخ ابن تيمية وابن باز وابن عثيمين رحمهم الله تعالى فالنفس منها في شيء،لأني أنزه صغار طلاب العلم فضلاً عن هؤلاء الأئمة من تجويز إبدال حرف مكان حرف في القرآن الكريم، وأيضا لعلم الناس بأن هؤلاء العلماء بالذات ما كانوا يخوضون في صغار مسائل العلم كمسألتنا هذه،وكل علم يسأل عنه أهله0
الجواب: فتلواهم موجوة في كتاب "تنبيه العباد إلى كيفية النطق بحرف الضاد " للشيخ العلامة عبيد الله الأفغاني رحمه الله تعالى.
قولكم: "وأختم الكلام بعبارة وجدتها للإمام الشنتمري "النكت في تفسير كتاب سبويه ":
" والضاد الضعيفة من لغة قوم ليس في أصل حروفهم ضاد،فإذا احتاجوا لإلى التكلم بها في العربية اعتاصت عليهم فربما أخرجوها (ظاء) وذلك أنهم يخرجونها من طرف اللسان وأطراف الثنايا وربما تكلفوا لإخراجها من مخرج الضاد فلم يتأت لهم فخرجت بين الضاد والظاء انتهى 2/ 1245تحقيق د/زهير عبد المحسن0"
الجواب: هذا الكلام لا يدلّ على صحة الضاد المنطوق بها اليوم والسلام عليكم.
محمد يحيى شريف الجزائري
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجكني]ــــــــ[15 Jun 2006, 05:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي (حررنا) من العبودية إلا له، والصلاة والسلام على النبي المعصوم؛ أقواله وأفعاله، ورضي الله عن الأزواج والآل والأصحاب،ومن تبعهم إلى المآب وبعد:
أخي الشيخ محمد يحي شريف:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته:
أرى أن بحثنا في (الضاد) لن نصل فيه إلى أن يسلم أحدنا للآخر، ولكن قبل أن أرفع القلم أحب أن ألخص ما عندي في هذه المداخلة والتعليق الذي تكرمتم به، فأقول والله الموفق:
1 - قولك:" إلا لردكم أقوال العلماء الموثوقين في القراءة " لا حجة عندي لأي عالم مهما كان ومن كان يقول بجواز إبدال حرف مكان حرف في القرآن الكريم، فالضاد ليس هو الظاء،كما أن الظاء ليس هو الضاد،مع أنه ليس من شرط العالم الموثوق به عدم الخطأ ومخالفة الصواب إما اجتهاداً وإما سهواً، وأيضاً ما قلته أنا ليس من عندي ولا من كيسي بل قول علماء أيضاً إن كانت المسألة هي قول العلماء 0
وأشكر لك قولك (بعض) ولم تقل (جميع) مما يدل أن في المسألة قولاً قال به بعض العلماء الموثوق بهم، مع أني في حاجة لمعرفة ضابط هذا (الوثوق) ما هو؟ ومن هو العالم الموثوق به هنا من العالم غير الموثوق به؟؟؟
2 - قلت َ:"التشابه لا يكون بمعنى الخلط 00الخ " وهذا تقول على العرب أيضاً في كلامهم،وارجع إلى شرح القاموس، وأيضاً هل أدى القول بالضاد (الشبيهة بالظاء) إلا الخلط؟
3 - رأيتك سطرت كلاماً طويلاً في مسألة التشابه بين الضاد والظاء،ومسألة إجماع العلماء على رخاوة الضاد، وكأن أحداً ينكر ذلك،بل وكأنه هو الموضوع المتنازع فيه، وهذا كله خروج عن البحث، الذي هو إبدال الضاد ظاء في القرآن الكريم،وأن المتواتر عند القراء اليوم الذين أخذوا القرآن عن الشيوخ بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هو ضاد خطأ 0
4 - سألت لماذا ألح ابن الجزري على التمييز بين الحرفين؟ والجواب: لئلا يأتي من بعده ويقول بجواز إبدال أحدهما مكان الآخر، ولولا ذلك لما كان لكلامه فائدة،وكذلك ألفت الكتب في الفرق بين الحرفين 0
5 - قلت:" لم يستطع لحد الآن واحداً (كذا) من العلماء الرد على المرعشي وابن قاسم00
الجواب: أولاً هذا (تسرع) في الحكم وعدم استقراء فيما ألف في المسألة، وقد كفانا الشيخ عبد الرازق موسى،وهو من كبار علماء القراءات المعاصرين وأحد أعضاء لجنة تصحيح المصحف في مجمع الملك فهد بالمدينة المنورة،في كتابه (الفوائد التجويدية) الرد على هذه المسألة برمتها،وأضاف إليها ذكر الردود التي ألفت للرد على المرعشي،وإليك بعض ذلك:
قال الشيخ عبد الرازق: كثر التشويش من بعض الناس الذين يدعون معرفة التجويد وينصرون النطق بالضاد شبيهة بالظاء في هذه الأيام،ويجب علينا أن نرد هذا النطق دفاعاً عن القرآن الكريم 0ص:97
وقال أيضاً: أول من ادعى بأن النطق بالضاد كالظاء أو ممزوجة به، ما نسب إلى الشيخ علي بن محمد بن غانم المقدسي (ت1004)،وقد ذكر الشيخ الضباع أن ابن غانم المذكور ألَّف رسالة في هيئة النطق بالضاد سماها " بغية المرتاد لتصحيح حرف الضاد" فرغ من تأليفها سنة (985) وأنه لما أعلنها ناقشه الشيخ شحادة اليمني بحضور عدد من القراء في وقته فتراجع ابن غانم عن قوله واعتذر بأنه لا يقول بامتزاج الضاد بالظاء وإنما يقول باختلاس الضاد ليضعف إطباقها وتخف قوتها0ص:105 - 106
وقال: ذكر الشيخ على المنصوري في كتابه "رد الإلحاد في النطق بالضاد "أن نسبة رسالة بغية المرتاد إلى المقدسي غير صحيحة وإنما نسبها إليه بعض المبتدعين وهي أحق أن تسمي "بغية الفساد بالابتداع بالضاد"انتهى
قال: ثم أتى الشيخ المرعشي (1150) فجدد دعوي الشيخ ابن غانم فألف "جهد المقل " يذكر فيه تحريف الضاد واشتباهها بالظاء في اللفظ والسمع،فرد عليه الشيخ يوسف أفندي زادة في رسالة بين فيها أن الشيخ المرعشي استند على أقوال بعض من أصحابه بأن الضاد شبيهة بالظاء المعجمة وأنهما لا يفرق بينهما بحاسة السمع،ففند الشيخ يوسف أقواله وأنها لا تثبت مدعى صاحبها 0
ثم قال الشيخ عبد الرازق: ولقد بذل علماء المسلمين في ذلك العصر الذي ظهرت فيه تلك الفتنة ما وسعهم لدحض تلك الدعوى الباطلة فقاموا بتصنيف عدة كتب للرد على من قال بذلك، ومن تلك المؤلفات:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - رد الإلحاد في النطق بالضاد للمنصوري
2 - الاقتصاد في النطق بالضاد لعبد الغني النابلسي
3 - رسالتان للشيخ الحاج محمود،وهما مخطوطتان،إحداهما:"هداية الطلاب في النطق بالضاد على سبيل الصواب "وثانيهما" رسالة ضاد " وهما بدار الكتب المصرية برقم (119)
4 - رسالة للشيخ الأزميري
5 - رسالة الضاد وأحكامها للحافظ إسماعيل القونوي
6 - رسالة الشيخ يوسف السابقة الذكر
7 - رسالة لأحد تلاميذ الشيخ يوسف زادة
ثم قال: ثم يقول الشيخ الضباع في رسالته ص3: أنه في سنة (1280) وصل لإلى الشيخ سليمان أفندي البروسوي وكان من نزلاء الأزهر نسخة من كل من (البغية) و (جهد المقل) فاغتر بهما ولخص منهما رسالة في الضاد وأخذ في نشرها حتى قامت فتنة عظيمة في الأزهر،فقام الشيخ أحمد مقيبل واستفتى في أمره مفتي السادة المالكية وقتئذ فأفتى بضربه وحبسه ورفع أمره إلى الشيخ خليفة الصفتي شيخ المقاريء ووكيل الأزهر فاستحضره ومن تبعه واستتابهم فتابوا ورجعوا إلى الصواب 0ص:107 - 108
ثم أطال الشيخ عبد الرازق في الرد على القائلين بقول المرعشي وشبهتهم، فليراجعه من أراده 0
ومن الفوائد في هذا الكتاب قول الشيخ رداً على من أجرى حديثاً مسجلاً على شريط كاسيت مع بعض الشيوخ يزعمون فيها أن النطق بالضاد ظاء أمر مجمع عليه،ومنهم الشيخ إبراهيم السمنودي وسليمان إمام وغيرهم، قال الشيخ:
وهذان العالمان – السمنودي وإمام – حضرنا عليهما وكنا نقضي معهما أغلب أوقاتنا في معهد القراءات وخارجه،فلم نسمع أحداً منهم ينطق بهذه الضاد الظائية ولا أقرؤوا بها طلابهم وكما قال الشيخ إبراهيم شحاتة في هذه الأشرطة: إنه كان عضواً في لجنة الإشراف على تسجيل المصحف المرتل في مصر بصوت الشيخ الحصري ومعه الشيخ عامر السيد عثمان واقترحا على المسؤلين أن يكون التسجيل بالنطق بالضاد الظائية فقالوا لهما:اتركوا الأمر على ما هو عليه،وقد رجع الشيخ السمنودي عن هذا القول،ورجوعه مسجل بصوته عند الشيخ أيمن سويد بجدة، ولما سئل:هل قرأت بهذه الضاد المشوبة بالظاء؟ قال: لا،وإنما أخذتها من كتب النحو والأصوات 0انتهى،ثم ذكر قصة عن الشيخ السباعي فلتراجع،لاداعي لذكرها هنا 0
6 - قلت:"ولأجل هذا أجاز العلماء استعمال أحدهما مكان الآخر وهو مذهب الكثير من الفقهاء والأصوليين وأهل التفسير وهو ما ذهب إليه شيخ الإسلام وابن كثير وابن باز وابن عثيمين والألباني "
فالجواب:ما للأصوليين ولأهل التفسير ولهذه المسألة؟ ليست هي من مسائلهم،ثم الاقتصار على ذكر عدة شيوخ معينين في كل وقت وفي كل مسألة وكأن ليس عندك أقوال لعلماء غيرهم،أو كأن أقوالهم واجب التسليم بها،أفهم منه كأنك تريد وجوب إقناعي وغيري بما ذهبت وفهمته عنهم، وإلا لماذا لا تذكر كلام ابن قدامة وهو إمام معتبر في المذهب الحنبلي، ولماذا لا تذكر كلام النووي وهو إمام معتبر في المذهب الشافعي 000الخ
فهذه مسألة تؤخذ عن القراء أولاً ثم عن الفقهاء،إذ كل علم إنما يؤخذ عن أهله،ويجب علينا المحافظة على كبار العلماء كشيخ الإسلام وغيره فلا ندخله في كل جزئية وفي كل مسألة صغيرة من مسائل العلم فننصر به الخطأ الواضح للعيان ونجعل قوله هو الفصل في المسألة 0
7 - وأما نسبة القول لابن باز وابن عثيمين رحمهما الله تعالى،فالأول لم يزد على أنه ذكر نص كلام ابن كثير وصوبه، وما لابن كثير رحمه الله تعالى وللفتوى،والثاني إنما ذكر القولين في المسألة واختار أحدهما،وأيا كان الأمر فلا يعدو صنيع العلماء المذكورين سوى (فتوى) على رأيك وليس قضاء،وشتان ما بينهما 0
8 - قلت:" هل قلت إن القرآن يؤخذ من الصحف 000الخ " وأقول: إنما ألزمتك بكلامك،فهذا الذي تلقيته عن شيوخك وتريد عرضه على الكتب ما هو؟؟
9 - أما مسألة (المحاكمة) التي أنكرتها أنت، فقصدي منها أنك تبطل وتخطىء أهل القرآن في نطقهم بالضاد التي تلقوها شيخاً عن شيخ تبعا لشيخك وهو حفظه الله تعالى تبعاً لشيوخه –وهم كلهم غير عرب -،ولو وقفت هنا لكان الأمر سهلاً،ولكنك أنكرت تواتره وادعيت أن هذا التواتر أيضاً خطأ،وطلبت الرجوع إلى الكتب التي اعتمدها شيخك واتبعته وجعلتها هي الفصل ولا عبرة بما خالفها، وقبل الجواب أستشهد بقول القائل:
(يُتْبَعُ)
(/)
من يأخذ العلم عن شيخ مشافهة يك من الزيغ والتصحيف في حرم ومن يكن آخذا للعلم عن صحف فعلمه عند أهل العلم كالعدم وأقول هنا:
أنا أعذر شيخك وشيوخه في ما ذهبوا إليه من أن من لم يستطع نطق الضاد فلينطقه ظاء ‘لكن ليس على العموم لكل الناس ‘فهذا الكلام إنما هو لغير العرب،يعني للبيئة التي نشأ فيها هؤلاء الشيوخ وأمثالها من البيئات غير العربية، أما تعميمه والحكم به على كل المسلمين وادعاء أن القراء العرب الذين لم يتأثر لسانهم بعجمية ينطقون الضاد نطقاً غير صحيح فهذا شطط أيما شطط،0
وهنا أستفسر: لنفرض أن رجلاً بلغ من العمر أربعين عاماً في تعلم قراءة القرآن الكريم وتعليمه في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عربي ولسانه عربي لم يتعلم لغة أخرى بعد أن قرأه على الشيوخ مسنداً وأجازوه بالإقراء،وفي المقابل رجل مثله لكنه غير عربي ولسانه الأصلي غير عربي، ثم جاء هذا الأخير وقال للأول إن نطقك لهذا الحرف – والذي هو أصلاً ليس في لغته – خطأ غير صحيح، فما هو رأيك إن كنت متجرداً للحق؟
يا أخي: القضية هي أنك جئت تبعاً لشيوخك وألزمت سيبويه وغيره من علماء اللغة بما لا يلزمهم،وأدخلتم كلامهم في غير مقصده،ثم طعنتم في رواية الملايين من قراء المسلمين على مر العصور وادعيتم عليهم بأنهم لا ينطقون الضاد نطقاً صحيحاً فيجب عليهم في المقابل اتباعكم في نطقكم الذي هو والله عندي تحريف لكلام الله تعالى،وكأنكم حضرتم مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذتم عنه هذا النطق، وحاشا لرسول الله عليه الصلاة والسلام من ذلك 0ولم تكتف بذلك بل جعلت المرجع هو إلى الكتب أو إلى الشيوخ (غير العرب)؟؟؟
10 - موضوع التحريرات:
قلت يا أخي هنا كلاماً كثيراً جزم أنك (تسرعت) فيه ولم تراجعه ‘ولكن سأركز على ما أري أن الخلاف معك فيه جوهري وليس لفظياً:
1 - قلت:" كيف تخالف جميع القراء " أولا أثبت لي صحة هذا الإدعاء وهو أن (جميع القراء) قالوا بالتحريرات 0
يا أخي هذا الكلام يقال لمن ليس له اطلاع على كتب القراءات ولم يسبر غورها ويسبح في بحرها بل في أعماق محيطها، هذا هو الذي يمكن أن يلبس عليه بمثل هذا الكلام – سهواً أو خطأً- فكل من له أدنى معرفة بلغة العرب يفهم من كلمة (جميع) كل من يصلح عليه إطلاق ذلك الوصف في كل زمان وكل مكان،فهل هذا كذلك؟؟
وأيضاً أثبت لنا أن علماء القراءات قبل أن يضع ابن الجزري كتابه (النشر)
وقلت:"العمل بالتحريرات هو الذي كان عليه العمل منذ القديم " وهنا أسأل: ما تحديد هذا القدم؟ فإنه يصدق على 1427 سنة كما يصدق على50 سنة وما بينهما وما تحتهما 0
وقلت:"لا يعرف عند القراء توسط البدل مع الفتح في ذوات الياء في رواية ورش من طريق الأزرق"وهذا لم أر أحداً سبقك إليه،وكان الصواب أن تقول: لايقرأ لورش بذلك " وهذه هي عبارة المحررين عدم تجويزهم القراءة لا عدم معرفتهم،وإلا من أين جاء بها الشاطبي وغيره 0
وقلت:"ولا بالهمز والإدغام الكبير للسوسي عن أبي عمرو " وهذا كسابقه،فالوجه معروف والممنوع عند أهل التحريرات هو القراءة به لا المعرفة0
وقلت:"لم يرخص أحد من أهل الأداء الخلط بين الروايات والطرق 00الخ" هذا التعميم خطأ،بل ابن الجزري نفسه قال به ضمناً عندما قال "نعيبه على أئمة القراءات العارفين باختلاف الروايات من وجه تساوي العلماء بالعوام لا من وجه أن ذلك مكروه أو حرام إذ كل من عند الله 00النشر:1/ 19
وقلت:"نافع وعاصم لم يقرآ بذلك " السبب ليس ما ذكرته،بل لأنهما ما قرآ على شيوخهما به،وليس لأن ذلك لم يتواتر عندهما، لأن التواتر لم يكن في ذلك الوقت معلوما ً بل هو مصطلح مستحدث بعدهما،ولأن القراءة عندهما وغيرهما سنة متبعة 0
2 - وقلت:" اتباعاً لمنهج السلف ":
أقول: هذا المصطلح (منهج السلف) ليس من مصطلحات القراءات ولا كتبها؛فإقحامها هنا لا وجه له البتة لما قد يوحي للقارىء أن الخلاف إنما هو بين السلف ومن هو ليس على منهج السلف،فهذا مصطلح (كلامي) (عقدي) له دلالات خطيرة من أهمها (تصنيف) الناس و (تحجير) الآراء،وفوق ذلك كله (تزكية) النفس،فليس في كتب القراءات قديمها وحديثها (منهج السلف) ولا (منهج أهل السنة والجماعة) ولا (منهج المخالفين) ولا غير ذلك،وإن وجدت فإنما هي دخيل ممن لا علاقة له بالقراءات وكتبها،فيا حبذا المحافظة على المصطلحات العلمية الخاصة بكل علم
ثم: من المراد بالسلف؟
الذي أعرفه ومتيقن منه أن السلف هو: النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته،ومن بعد ذلك فكل بحسب قربه وبعده عنهم،وعلى ذلك:إيت بنص واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن أحد من الصحابة أنه قال بالتحريرات،بمعنى أنه منع وجهاً لوجه أو بنى وجهاً لوجه، ثم نتنزل إلى القراء العشرة ونأخذ ورشاً كمثال ونقول: إيت بنص عن ورش أنه منع من تقليل ذات الياء على وجه قصر البدل، ثم نتنزل قليلاً أيضاً إلى علماء القراءات قبل ابن الجزري ونقول:إيت بنص عن ابن مجاهد أو الداني أو مكي أو غيرهم منع وجهاً لوجه 0
يا أخي الكلام في التحريرات يحتاج إلى نفس طويل وبحث قائم على الاستقراء لا على التقليد والتسليم المطلق (لاجتهاد) الشيوخ، ورحم الله من قال: "العلماء مصدقون فيما ينقلون،مبحوث معهم فيما قالوه باجتهادهم
3 - قلت:الخلاف في التحريرات يدور بين مذهبين 00الخ " ألا ترى أنكم حجرتم واسعاً عندما جعلتم الاعتماد إنما هو على رجل واحد وكتاب واحد، وهذا بسطه يحتاج إلى (تحرير)
4 - أما طلبك بنقل كلام الشيخ القاضي فيكفى الآن أن أحيلك على كتابه في التحريرات لعدم وجوده الآن عندي،وهو قد ألفه بعد البدور الزاهرة دون شك 0
هذا يا أخي ما أحببت قوله بعد أن فكرت أولاً بعدم الرد محافظة على الوقت،لأن ما أذهب إليه في المسألتين: الضاد والتحريرات وضحته جلياً،ولم تأت حفظك الله بدليل علمي ينقض ذلك،كما أني قد أكون لم آت بدليل علمي على رأيك ينقض ما تقول ولكن:
عباراتنا شتى وحسنك واحد وكل إلى ذاك الجمال يشير
والله من وراء القصد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[25 Jun 2006, 11:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
أخي فضيلة الشيخ الدكتور، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-------------------------------------------------------
قولكم: " أرى أن بحثنا في (الضاد) لن نصل فيه إلى أن يسلم أحدنا للآخر، ولكن قبل أن أرفع القلم أحب أن ألخص ما عندي في هذه المداخلة والتعليق الذي تكرمتم به، فأقول والله الموفق:
1 - قولك:" إلا لردكم أقوال العلماء الموثوقين في القراءة " لا حجة عندي لأي عالم مهما كان ومن كان يقول بجواز إبدال حرف مكان حرف في القرآن الكريم، فالضاد ليس هو الظاء،كما أن الظاء ليس هو الضاد،مع أنه ليس من شرط العالم الموثوق به عدم الخطأ ومخالفة الصواب إما اجتهاداً وإما سهواً، وأيضاً ما قلته أنا ليس من عندي ولا من كيسي بل قول علماء أيضاً إن كانت المسألة هي قول العلماء 0
وأشكر لك قولك (بعض) ولم تقل (جميع) مما يدل أن في المسألة قولاً قال به بعض العلماء الموثوق بهم، مع أني في حاجة لمعرفة ضابط هذا (الوثوق) ما هو؟ ومن هو العالم الموثوق به هنا من العالم غير الموثوق به؟؟؟ "
الجواب: يا فضيلة الشيخ نحن لا نقول بإبدال الضاد ظاءاً مطلقاً ومن قال بذلك فلاشكّ أنّه خرق لما اتفق عليه أهل الإقراء جميعاً وهو التمييز بينهما في المخرج والاستطالة، وإنّما رخصّ أقول رخّص بعض العلماء استعمال أحدهما مكان الآخر عند عدم القدرة على التمييز بينهما في المخرج والاستطالة وقد قال تعالى {لا يكلف الله نفساً إلاّ وسعها} ولا يختلف اثنان على أنّ الظاء أقرب الحروف إلى الضاد، وعند عدم القدرة على النطق بحرف الضاد فلا شك أنّه يجوز ضرورة إبدالها بأقرب الحروف إليها عملاً بأخف الضررين وليس على الإطلاق. وسبب ذلك أنّ الضاد من أصعب الحروف ونصوص القدامى تدلّ على ذلك فقد ذكر مكي القيسي في كتابه الرعاية أنّه قلّ من يقيم هذا الحرف من أهل الأداء وهو من علماء القرن الخامس زيادة على ذلك نصّ على التشابه في السمع بين الحرفين فقال رحمه الله " والضاد يشبه لفظها بلفظ الظاء" ولأجل ذلك قام العلماء بحصر الكلمات الظائية حتى تُميّز من الضاد وألحّ العلماء على التمييز بين الحرفين في السمع. ولا شكّ أنّه لوكان ما نسمعه اليوم من صوت الضاد صحيحاً لما حمل هؤلاء العلماء على هذا التصريح؟ وللأسف أنّ بعض المحققين قال بأنّ نصّ مكي القيسي مصحّف ولا يطابق المخطوط، ولكنّ الله يظهر الحقّ فقد حُققَ كتاب الرعاية مرّة أخرى ولم يختلف المحققون للكتاب في عبارة التشابه.
إذن فاتشابه لا يستلزم الخلط، فإن أخرجت الضاد من حافة اللسان مع الأضراس العليا وأتيت بصفة الاستطالة وهو اعتماد حافّة للسان على الأضراس اعتماداً ضعيفاً بحيث يخرج الصوت ويجري جرياناً كلياً فيكون هذا النطق موافقا لأقاويل الأئمّة في الكتبهم وحينئذ يشبه صوتها صوت الظاء ضرورة كما صرّح بذلك الأئمّة عليهم رحمة الله، فلا يقال في هذه الحالة خلط لأننا ميّزنا بين الحرفين مخرجاً واستطالة. أمّا الخلط فهو إخراج الضاد من طرف اللسان وبالتالي تزول صفة الاستطالة فيقع الخلط والتماثل وهذا الذي حذّر منه العلماء وأجازوه ضرورة. والعالم الموثوق به هو الذي يجمع بين الرواية والدراية. قال مكيّ القيسي في الرعاية "القرآء يتفاضلون في العلم بالتجويد: فمنهم من يعلمُه رواية وقياساً وتمييزاً فذلك الحاذق الفطن. ومنهم من يعرفه سماعاً وتقليداً، فذلك الوهن الضعيف. لا يلبثُ أن يشكّ ويدخله التحريف والتصحيف إذ لم يبن على أصل ولا نقل عن فهم. فنقل القرءان فطنة ودرايةً أحسن منه سماعاً وروايةً. فالرواية لها نقلها، والدراية لها ضبطها وعلمها. فإذا اجتمع للمقرئ النقل والفطنة والدراية وجبت له الإمامة وصحّت عليه القراءة. (الرعاية ص90).
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو عمرو الداني:" وقرّاء القرءان متفاضلون في العلم بالتجويد والمعرفة بالتحقيق، فمنهم من يعلم ذلك قياساً وتمييزاً، وهو الحاذق النبيه، ومنهم من يعلمُهُ سماعاً وتقليداً، وهو الغبيّ الفهيه، والعلم فطنةً ودرايةً آكذ منه سماعاً وروايةً. وللدراية ضبطها وعلمها، وللرواية نقلها وتعلّمها، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم." التحديد ص67.
أقول: وهذا يدلّ على أفضلية علم الدراية وهو العلم بنصوص أهل الأداء على علم الرواية وهو المشافهة من المشايخ وذلك عند قولهم رحمهم الله " فنقل القرءان فطنةً ودراية أحسن منه سماعاً ورواية ".
قال المرعشي رحمه الله " وتجويد القرءان قد يحصّله الطالب بمشافهة الشيخ الموجود بدون معرفة مسائل هذا العلم، بل المشافهة هي العمدة في تحصيله، لكنّ بذلك العلم يسهل الأخذ بالمشافهة، ويزيد به المهارة ويُصانُ به المأخوذ عن طريان الشكّ والتحريف كما صرّح به في الرعاية." جهد المقل ص110.
فالخلاصة أنّ العالم الموثوق بعلمه هو الذي يجمع بين الرواية والدراية أيّ بين المشافهة والنصوص ولا شكّ أنّ الضاد المنطوق بها اليوم تخالف نصوص الأئمّة بشهادة علماء الأصوات أنفسهم.
-------------------------------------------------------------
قولكم: 2 - قلت َ:"التشابه لا يكون بمعنى الخلط 00الخ " وهذا تقول على العرب أيضاً في كلامهم،وارجع إلى شرح القاموس، وأيضاً هل أدى القول بالضاد (الشبيهة بالظاء) إلا الخلط؟
الجواب: التشابه لا يستلزم الخلط والدليل على ذلك أنّ العلماء صرحوا بتشابه الضاد والظاء في السمع وحذّروا في نفس الوقت الخلط بينهما وألحّوا على التمييز بينهما مع تشابههما في السمع. وأمّا الخلط فإنّه يستلزم المشابهة.
--------------------------------------------------------------
قولكم: "3 - رأيتك سطرت كلاماً طويلاً في مسألة التشابه بين الضاد والظاء،ومسألة إجماع العلماء على رخاوة الضاد، وكأن أحداً ينكر ذلك،بل وكأنه هو الموضوع المتنازع فيه، وهذا كله خروج عن البحث، الذي هو إبدال الضاد ظاء في القرآن الكريم،وأن المتواتر عند القراء اليوم الذين أخذوا القرآن عن الشيوخ بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هو ضاد خطأ 0"
الجواب: إجماع القراء على رخاوة الضاد والتشابه بين الحرفين في السمع هو بيت القصيد لأنّ الرخاوة والتشابه بين الحرفين لا يتناسب مع النطق الحالي، إلاّ أنّكم تريدون أن تنحرفوا بالمهمّ وهو مسألة الرخاوة والتشابه وتُميلون النقاش نحو الخلط وتعضّون على ذلك بالنواجد حيدة عن الجواب. وقد قلنا مراراً وتكراراً أننا لا نقول بإبدال الضاد ظاءاً إلاّ ضرورة.
---------------------------------------------------------------
قولكم: "4 - سألت لماذا ألح ابن الجزري على التمييز بين الحرفين؟ والجواب: لئلا يأتي من بعده ويقول بجواز إبدال أحدهما مكان الآخر، ولولا ذلك لما كان لكلامه فائدة،وكذلك ألفت الكتب في الفرق بين الحرفين "
الجواب: جوابك لا دليل عليه، إذ لم يقل ذلك واحد من شراح الجزرية. إن كان كما تقولون فلماذا لم يصرّح بذلك في كتابه النشر؟ أيعلم الغيب؟ كيف تترك القطع وتأخذ بالظنّ؟ صرّح القدامى على رخاوة الضاد وعلى تشابهها مع الظاء في السمع فكيف تترك المحكم وتعامله كالمتشابه؟
----------------------------------------------------------------
قولكم: "5 - قلت:" لم يستطع لحد الآن واحداً (كذا) من العلماء الرد على المرعشي وابن قاسم00
الجواب: أولاً هذا (تسرع) في الحكم وعدم استقراء فيما ألف في المسألة، وقد كفانا الشيخ عبد الرازق موسى،وهو من كبار علماء القراءات المعاصرين وأحد أعضاء لجنة تصحيح المصحف في مجمع الملك فهد بالمدينة المنورة،في كتابه (الفوائد التجويدية) الرد على هذه المسألة برمتها،وأضاف إليها ذكر الردود التي ألفت للرد على المرعشي،وإليك بعض ذلك:
قال الشيخ عبد الرازق: كثر التشويش من بعض الناس الذين يدعون معرفة التجويد وينصرون النطق بالضاد شبيهة بالظاء في هذه الأيام،ويجب علينا أن نرد هذا النطق دفاعاً عن القرآن الكريم 0ص:97
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أيضاً: أول من ادعى بأن النطق بالضاد كالظاء أو ممزوجة به، ما نسب إلى الشيخ علي بن محمد بن غانم المقدسي (ت1004)،وقد ذكر الشيخ الضباع أن ابن غانم المذكور ألَّف رسالة في هيئة النطق بالضاد سماها " بغية المرتاد لتصحيح حرف الضاد" فرغ من تأليفها سنة (985) وأنه لما أعلنها ناقشه الشيخ شحادة اليمني بحضور عدد من القراء في وقته فتراجع ابن غانم عن قوله واعتذر بأنه لا يقول بامتزاج الضاد بالظاء وإنما يقول باختلاس الضاد ليضعف إطباقها وتخف قوتها0ص:105 - 106
وقال: ذكر الشيخ على المنصوري في كتابه "رد الإلحاد في النطق بالضاد "أن نسبة رسالة بغية المرتاد إلى المقدسي غير صحيحة وإنما نسبها إليه بعض المبتدعين وهي أحق أن تسمي "بغية الفساد بالابتداع بالضاد"انتهى
قال: ثم أتى الشيخ المرعشي (1150) فجدد دعوي الشيخ ابن غانم فألف "جهد المقل " يذكر فيه تحريف الضاد واشتباهها بالظاء في اللفظ والسمع،فرد عليه الشيخ يوسف أفندي زادة في رسالة بين فيها أن الشيخ المرعشي استند على أقوال بعض من أصحابه بأن الضاد شبيهة بالظاء المعجمة وأنهما لا يفرق بينهما بحاسة السمع،ففند الشيخ يوسف أقواله وأنها لا تثبت مدعى صاحبها 0
ثم قال الشيخ عبد الرازق: ولقد بذل علماء المسلمين في ذلك العصر الذي ظهرت فيه تلك الفتنة ما وسعهم لدحض تلك الدعوى الباطلة فقاموا بتصنيف عدة كتب للرد على من قال بذلك، ومن تلك المؤلفات:
1 - رد الإلحاد في النطق بالضاد للمنصوري
2 - الاقتصاد في النطق بالضاد لعبد الغني النابلسي
3 - رسالتان للشيخ الحاج محمود،وهما مخطوطتان،إحداهما:"هداية الطلاب في النطق بالضاد على سبيل الصواب "وثانيهما" رسالة ضاد " وهما بدار الكتب المصرية برقم (119)
4 - رسالة للشيخ الأزميري
5 - رسالة الضاد وأحكامها للحافظ إسماعيل القونوي
6 - رسالة الشيخ يوسف السابقة الذكر
7 - رسالة لأحد تلاميذ الشيخ يوسف زادة
ثم قال: ثم يقول الشيخ الضباع في رسالته ص3: أنه في سنة (1280) وصل لإلى الشيخ سليمان أفندي البروسوي وكان من نزلاء الأزهر نسخة من كل من (البغية) و (جهد المقل) فاغتر بهما ولخص منهما رسالة في الضاد وأخذ في نشرها حتى قامت فتنة عظيمة في الأزهر،فقام الشيخ أحمد مقيبل واستفتى في أمره مفتي السادة المالكية وقتئذ فأفتى بضربه وحبسه ورفع أمره إلى الشيخ خليفة الصفتي شيخ المقاريء ووكيل الأزهر فاستحضره ومن تبعه واستتابهم فتابوا ورجعوا إلى الصواب 0ص:107 - 108
ثم أطال الشيخ عبد الرازق في الرد على القائلين بقول المرعشي وشبهتهم، فليراجعه من أراده 0
ومن الفوائد في هذا الكتاب قول الشيخ رداً على من أجرى حديثاً مسجلاً على شريط كاسيت مع بعض الشيوخ يزعمون فيها أن النطق بالضاد ظاء أمر مجمع عليه،ومنهم الشيخ إبراهيم السمنودي وسليمان إمام وغيرهم، قال الشيخ:
وهذان العالمان – السمنودي وإمام – حضرنا عليهما وكنا نقضي معهما أغلب أوقاتنا في معهد القراءات وخارجه،فلم نسمع أحداً منهم ينطق بهذه الضاد الظائية ولا أقرؤوا بها طلابهم وكما قال الشيخ إبراهيم شحاتة في هذه الأشرطة: إنه كان عضواً في لجنة الإشراف على تسجيل المصحف المرتل في مصر بصوت الشيخ الحصري ومعه الشيخ عامر السيد عثمان واقترحا على المسؤلين أن يكون التسجيل بالنطق بالضاد الظائية فقالوا لهما:اتركوا الأمر على ما هو عليه،وقد رجع الشيخ السمنودي عن هذا القول،ورجوعه مسجل بصوته عند الشيخ أيمن سويد بجدة، ولما سئل:هل قرأت بهذه الضاد المشوبة بالظاء؟ قال: لا،وإنما أخذتها من كتب النحو والأصوات 0انتهى،ثم ذكر قصة عن الشيخ السباعي فلتراجع،لاداعي لذكرها هنا 0"
الجواب: ما قلتُه ليس من التسرّع بل العكس وسأبيّن لك ذلك فانتبه جيّداً:
أوّلاً: لم يقم الشيخ عبد الرازق حفظه الله تعالى بالردّ على أدلّة ابن غانم المقدسي والمرعشي رحمهما الله تعالى، وأقصد بالردّ أي الردّ على أدلتهما دليلاً دليلاً مع أنّ أدلتهما في متناول الجميع. وأطالبك أن تنقل ردّه على أدلتهما دليلاً دليلاً إن وُجد.
ثانياً: هناك فرق كبير بين نقل أسماء الكتب التي ردّت على المقدسي والمرعشي وبين الردّ على أدلتهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثالثاً: لماذا لم تطبع هذه الكتب التي تردّ عليهما؟ نريد أن نطلع عليها. آطّلعت عليها؟ آطّلع عليها الشيخ عبد الرازق؟ آطلع عليها الذين حكموا على أنّ هذه الكتب أفحمت المرعشي والمقدسي؟ إن كانت هذه الكتب مفحمة حقيقة فلماذا لم تنشر لنطلع عليها؟ هؤلاء العلماء الذين ينقلون هذه الأقوال لماذا لا يقومون هم بالردّ على أدلتهما؟ فنقلهم لأسماء هذه الكتب دلالة على عجزهم للردّ على أدلتهما إذ لو استطاعوا لم يكن ثمّة سبباً لنقل أسماء تلك الكتب.
رابعاً: عندما استتيب الشيخ سليمان أفندي البروسيوي فتاب ورجع. أقول دعونا من هذا الكلام نريد أن نعرف ما هي الأدلّة التي جعلته يتوب، نحن نريد نسخة من هذا المحضر، نحن نريد الملموس كفانا من الكلام الذي لا يسمن ولا يغني من جوع مع كلّ احتراماتي لفضيلة الشيخ. لعلّه تاب خوفاً أو درءاً للفتنة وهذا احتمالٌ معتبرٌ، إذ لو نُقل لنا المحضر والأدلّة التي جعلته يتوب وكانت هذه الأدلّة مفحمة لا رادّ لها لتبنا جميعاً ولكن هيهات.
وعلى هذا أؤكد على أنّه لم أر لحدّ الآن من ردّ على أدلتهما رداً مفحماً ومن رءى غير ذلك فإننا نطالبه بنقل الردّ دليلاً دليلاً.
-----------------------------------------------------------
قولكم "فالجواب:ما للأصوليين ولأهل التفسير ولهذه المسألة؟ ليست هي من مسائلهم،ثم الاقتصار على ذكر عدة شيوخ معينين في كل وقت وفي كل مسألة وكأن ليس عندك أقوال لعلماء غيرهم،أو كأن أقوالهم واجب التسليم بها،أفهم منه كأنك تريد وجوب إقناعي وغيري بما ذهبت وفهمته عنهم، وإلا لماذا لا تذكر كلام ابن قدامة وهو إمام معتبر في المذهب الحنبلي، ولماذا لا تذكر كلام النووي وهو إمام معتبر في المذهب الشافعي 000الخ
فهذه مسألة تؤخذ عن القراء أولاً ثم عن الفقهاء،إذ كل علم إنما يؤخذ عن أهله،ويجب علينا المحافظة على كبار العلماء كشيخ الإسلام وغيره فلا ندخله في كل جزئية وفي كل مسألة صغيرة من مسائل العلم فننصر به الخطأ الواضح للعيان ونجعل قوله هو الفصل في المسألة 0"
الجواب: إن كانت مسألة الضاد داخلة في أحكام التكليف من جواز أو تحريم أو غير ذلك فلا شكّ أنّ للفقهاء والأصوليين نصيب في هذه المسألة لتعلّقها ببطلان الصلاة، والمشكلة ليست في الجواز والتحريم لأنّ العلماء الذين أجازوا الخلط بين الحرفين ضرورة لا شكّ أنهم يعلمون أن الحرفين متشابهان في السمع ويعلمون أنّ التمييز بينهما صعب خاصّة عند دخول الأعاجم في الإسلام ولأجل هذا التقارب والتشابه رخصوا في جواز استعمال أحدهما مكان الآخر ضرورة ولو كانت الضاد المنطوق بها اليوم صحيحة فما الذي حملهم على هذا الترخيص؟ فهذا هو الشاهد، وهذا هو بيت القصيد، زيادة على ذلك أنّ ترخيصهم منوط بتشابه الحرفين في السمع وإجماع القدامى على رخاوة الضاد كما ذكر علماء التجويد والقراءات، فماذا بعد الحقّ إلا الضلال. إذن فإن مناط الحكم في الترخيص موافق لما ذكره أهل الأداء قاطبة فليس ثمّ تعارض خاصّة إذا كانت الفتوى مبتية على الضرورة والرخصة.
---------------------------------------------------------
قولكم: "7 - وأما نسبة القول لابن باز وابن عثيمين رحمهما الله تعالى،فالأول لم يزد على أنه ذكر نص كلام ابن كثير وصوبه، وما لابن كثير رحمه الله تعالى وللفتوى،والثاني إنما ذكر القولين في المسألة واختار أحدهما،وأيا كان الأمر فلا يعدو صنيع العلماء المذكورين سوى (فتوى) على رأيك وليس قضاء،وشتان ما بينهما "
الجواب: لماذا كان الترخيص بين الضاد والظاء فقط ولم يُرخّص في غيرهما؟ أرجوا الجواب.
---------------------------------------------------------
قولكم: "8 - قلت:" هل قلت إن القرآن يؤخذ من الصحف 000الخ " وأقول: إنما ألزمتك بكلامك،فهذا الذي تلقيته عن شيوخك وتريد عرضه على الكتب ما هو؟؟ "
الجواب: نعم أقولها وأكررها وإنّي أعرف ما أقول جيّداً يا فضيلة الشيخ، فلذلك قال مكي والداني كما سبق " قالعلم فطنة ودراية أكثر منه سماعاً ورواية " وكلام المرعشي صريح في ذلك أيضاً.
--------------------------------------------------------------
(يُتْبَعُ)
(/)
قولكم "9 - أما مسألة (المحاكمة) التي أنكرتها أنت، فقصدي منها أنك تبطل وتخطىء أهل القرآن في نطقهم بالضاد التي تلقوها شيخاً عن شيخ تبعا لشيخك وهو حفظه الله تعالى تبعاً لشيوخه –وهم كلهم غير عرب -،ولو وقفت هنا لكان الأمر سهلاً،ولكنك أنكرت تواتره وادعيت أن هذا التواتر أيضاً خطأ،وطلبت الرجوع إلى الكتب التي اعتمدها شيخك واتبعته وجعلتها هي الفصل ولا عبرة بما خالفها، وقبل الجواب أستشهد بقول القائل:
من يأخذ العلم عن شيخ مشافهة يك من الزيغ والتصحيف في حرم ومن يكن آخذا للعلم عن صحف فعلمه عند أهل العلم كالعدم وأقول هنا:
أنا أعذر شيخك وشيوخه في ما ذهبوا إليه من أن من لم يستطع نطق الضاد فلينطقه ظاء ‘لكن ليس على العموم لكل الناس ‘فهذا الكلام إنما هو لغير العرب،يعني للبيئة التي نشأ فيها هؤلاء الشيوخ وأمثالها من البيئات غير العربية، أما تعميمه والحكم به على كل المسلمين وادعاء أن القراء العرب الذين لم يتأثر لسانهم بعجمية ينطقون الضاد نطقاً غير صحيح فهذا شطط أيما شطط،0
وهنا أستفسر: لنفرض أن رجلاً بلغ من العمر أربعين عاماً في تعلم قراءة القرآن الكريم وتعليمه في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عربي ولسانه عربي لم يتعلم لغة أخرى بعد أن قرأه على الشيوخ مسنداً وأجازوه بالإقراء،وفي المقابل رجل مثله لكنه غير عربي ولسانه الأصلي غير عربي، ثم جاء هذا الأخير وقال للأول إن نطقك لهذا الحرف – والذي هو أصلاً ليس في لغته – خطأ غير صحيح، فما هو رأيك إن كنت متجرداً للحق؟
يا أخي: القضية هي أنك جئت تبعاً لشيوخك وألزمت سيبويه وغيره من علماء اللغة بما لا يلزمهم،وأدخلتم كلامهم في غير مقصده،ثم طعنتم في رواية الملايين من قراء المسلمين على مر العصور وادعيتم عليهم بأنهم لا ينطقون الضاد نطقاً صحيحاً فيجب عليهم في المقابل اتباعكم في نطقكم الذي هو والله عندي تحريف لكلام الله تعالى،وكأنكم حضرتم مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذتم عنه هذا النطق، وحاشا لرسول الله عليه الصلاة والسلام من ذلك 0ولم تكتف بذلك بل جعلت المرجع هو إلى الكتب أو إلى الشيوخ (غير العرب)؟؟؟
الجواب: التحاكم يكون إلى نصوص أئمّنتا الذين نقلوا لنا هذا العلم والنصّ لا يتغيّر مهما طال الزمن فالعلم فطنة ودراية أكثر منه سماعاً ورواية، وتدري جيّداً من قال هذا الكلام، فالحقّ ما وافق النصّ لأنّ النصّ يعبّر عن الكيفية التي تلقاها القدامى بأسانيدهم والذين كانوا أقرب الناس بالقرون المشهود لها بالخيرية، فالعبرة بالنصّ بعض النظر عن القائل في كونه عربيّ أم أعجميّ. أمّا قول القائل:
من يأخذ العلم عن شيخ مشافهة يك من الزيغ والتصحيف في حرم ومن يكن آخذا للعلم عن صحف فعلمه عند أهل العلم كالعدم. قالجواب: كيف تلقّى القدامى الضاد؟ فإن تلقوها رخوة تشبه الظاء كما وصفوها فيكون قول الشاعر تأكيداً لذلك. وأمّا إن تلقوها كما نسمعها الآن فلماذا نصّوا على خلاف ما تلقوه؟
--------------------------------------------------------------
قولك: "10 - موضوع التحريرات:
قلت يا أخي هنا كلاماً كثيراً جزم أنك (تسرعت) فيه ولم تراجعه ‘ولكن سأركز على ما أري أن الخلاف معك فيه جوهري وليس لفظياً:
1 - قلت:" كيف تخالف جميع القراء " أولا أثبت لي صحة هذا الإدعاء وهو أن (جميع القراء) قالوا بالتحريرات 0
يا أخي هذا الكلام يقال لمن ليس له اطلاع على كتب القراءات ولم يسبر غورها ويسبح في بحرها بل في أعماق محيطها، هذا هو الذي يمكن أن يلبس عليه بمثل هذا الكلام – سهواً أو خطأً- فكل من له أدنى معرفة بلغة العرب يفهم من كلمة (جميع) كل من يصلح عليه إطلاق ذلك الوصف في كل زمان وكل مكان،فهل هذا كذلك؟؟
وأيضاً أثبت لنا أن علماء القراءات قبل أن يضع ابن الجزري كتابه (النشر)
وقلت:"العمل بالتحريرات هو الذي كان عليه العمل منذ القديم " وهنا أسأل: ما تحديد هذا القدم؟ فإنه يصدق على 1427 سنة كما يصدق على50 سنة وما بينهما وما تحتهما 0
(يُتْبَعُ)
(/)
وقلت:"لا يعرف عند القراء توسط البدل مع الفتح في ذوات الياء في رواية ورش من طريق الأزرق"وهذا لم أر أحداً سبقك إليه،وكان الصواب أن تقول: لايقرأ لورش بذلك " وهذه هي عبارة المحررين عدم تجويزهم القراءة لا عدم معرفتهم،وإلا من أين جاء بها الشاطبي وغيره 0
وقلت:"ولا بالهمز والإدغام الكبير للسوسي عن أبي عمرو " وهذا كسابقه،فالوجه معروف والممنوع عند أهل التحريرات هو القراءة به لا المعرفة0
وقلت:"لم يرخص أحد من أهل الأداء الخلط بين الروايات والطرق 00الخ" هذا التعميم خطأ،بل ابن الجزري نفسه قال به ضمناً عندما قال "نعيبه على أئمة القراءات العارفين باختلاف الروايات من وجه تساوي العلماء بالعوام لا من وجه أن ذلك مكروه أو حرام إذ كل من عند الله 00النشر:1/ 19
وقلت:"نافع وعاصم لم يقرآ بذلك " السبب ليس ما ذكرته،بل لأنهما ما قرآ على شيوخهما به،وليس لأن ذلك لم يتواتر عندهما، لأن التواتر لم يكن في ذلك الوقت معلوما ً بل هو مصطلح مستحدث بعدهما،ولأن القراءة عندهما وغيرهما سنة متبعة 0
2 - وقلت:" اتباعاً لمنهج السلف ":
أقول: هذا المصطلح (منهج السلف) ليس من مصطلحات القراءات ولا كتبها؛فإقحامها هنا لا وجه له البتة لما قد يوحي للقارىء أن الخلاف إنما هو بين السلف ومن هو ليس على منهج السلف،فهذا مصطلح (كلامي) (عقدي) له دلالات خطيرة من أهمها (تصنيف) الناس و (تحجير) الآراء،وفوق ذلك كله (تزكية) النفس،فليس في كتب القراءات قديمها وحديثها (منهج السلف) ولا (منهج أهل السنة والجماعة) ولا (منهج المخالفين) ولا غير ذلك،وإن وجدت فإنما هي دخيل ممن لا علاقة له بالقراءات وكتبها،فيا حبذا المحافظة على المصطلحات العلمية الخاصة بكل علم
ثم: من المراد بالسلف؟
الذي أعرفه ومتيقن منه أن السلف هو: النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته،ومن بعد ذلك فكل بحسب قربه وبعده عنهم،وعلى ذلك:إيت بنص واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن أحد من الصحابة أنه قال بالتحريرات،بمعنى أنه منع وجهاً لوجه أو بنى وجهاً لوجه، ثم نتنزل إلى القراء العشرة ونأخذ ورشاً كمثال ونقول: إيت بنص عن ورش أنه منع من تقليل ذات الياء على وجه قصر البدل، ثم نتنزل قليلاً أيضاً إلى علماء القراءات قبل ابن الجزري ونقول:إيت بنص عن ابن مجاهد أو الداني أو مكي أو غيرهم منع وجهاً لوجه 0
يا أخي الكلام في التحريرات يحتاج إلى نفس طويل وبحث قائم على الاستقراء لا على التقليد والتسليم المطلق (لاجتهاد) الشيوخ، ورحم الله من قال: "العلماء مصدقون فيما ينقلون،مبحوث معهم فيما قالوه باجتهادهم
3 - قلت:الخلاف في التحريرات يدور بين مذهبين 00الخ " ألا ترى أنكم حجرتم واسعاً عندما جعلتم الاعتماد إنما هو على رجل واحد وكتاب واحد، وهذا بسطه يحتاج إلى (تحرير)
4 - أما طلبك بنقل كلام الشيخ القاضي فيكفى الآن أن أحيلك على كتابه في التحريرات لعدم وجوده الآن عندي،وهو قد ألفه بعد البدور الزاهرة دون شك 0
هذا يا أخي ما أحببت قوله بعد أن فكرت أولاً بعدم الرد محافظة على الوقت،لأن ما أذهب إليه في المسألتين: الضاد والتحريرات وضحته جلياً،ولم تأت حفظك الله بدليل علمي ينقض ذلك،كما أني قد أكون لم آت بدليل علمي على رأيك ينقض ما تقول ولكن:
عباراتنا شتى وحسنك واحد وكل إلى ذاك الجمال يشير
والله من وراء القصد"
الجواب: ليس لي نفس طويل في هذه المسائل ولكنّي سأنقل لك أقوال من له نفس طويل في ذلك وهو الشيخ الذي استدلت به في مسألة الضاد.
قال الشيخ عبد الرازق إبراهيم موسى تحت عنوان " تعريف الاختيار ": الاختيار في القراءات هو اختيار بعض المرويّ دون بعض عند الإقراء والتلقي لأنّ كلّ قارئ من الأئمة وغيرهم، يأخذ الأحرف القرءانية من عدد من الشيوخ ويحاول قدر جهده أن يتلقى على أكبر عدد منهم، فصاروا يجوبون الأقطار بحثاً عن النقلة الضابطين لكتلب الله يأخذون عنهم، ويتلقّون منهم ولكن القارئ إذا أراد أن يقرئ غيره من الطلاب فإنّه لا يُقرئه بكلّ ما سمع، بل هو يختار من مسموعاته فيُقرئ به ويترك بعضاً آخر فلا يُقرئ به.
(يُتْبَعُ)
(/)
والسبب في ذلك: أنّه يراعي أولاً الترجيح بين الروايات، ويختار أشهرها وأكثرها رواة، ويتجنّب ما شذّ به واحد، كلّ ذلك حسب علمه في ذلك، وما بلغه وما بلع أهل مصره، فهذا نافع المدني يقول: قرأت على سبعين من التابعين فما اتفق عليه اثنان أخذته، وما شذّ فيه واحد تركته ... "
والسبب الثاني: التخفيف على التلاميذ واختيار ما يناسب بعضهم دون بعض أو حسبما يُقرأ به أهل بلد التلميذ، فهذا ورش عن نافع لم يوافق أحد من الرواة عن نافع رواية ورش عنه، وذلك لأنّ ورشاً قرأ عليه بما تعلّم في بلده أي بلد ورش فوافق ذلك رواية قرأها نافع عن بعض أئمّته فتركه على ذلك.
ومن هنا يظهر لنا أنّه لا دخل للرأي وللقياس في القراءات، فإذا وجدنا أحداً يقول: هذا اختيار فلان فلا نفسّر هذا بأنّه استحسان منه أو تدخّل من القراء بقياس قراءة على قراءة أخرى حاشاهم الله من ذلك فقد أجمعوا على منعه وحرمته كما سبق." (تأمّلات حول تحريرات العلماء للقراءات المتواترة ص26).
ثمّ قال حفظه الله تعالى: " بعد استعراض السريع في تعدد القراءات تبين لنا أنّ القراء لم يختاروا قراءة باستحسان منهم أو راق في نظرهم كما قال الشيخ الجليل يغفر الله لنا وله، فلعلّ ما قاله الشيخ يرحمه الله في حقّ القراء والمحررين منهم سهو منه، ولكلّ عالم هفوة. ثمّ ذكر – يرحمه الله – أنّه قد وقع بين علماء التحرير اتفاق في مواضع واختلاف في أخرى ونقدٌ لأعمال بعضهم البعض فما يثبته هذا ينفيه ذاك وما يجيزه البعض يمنعه البعض الآخر. أقول – أي الشيخ عبد الرازق – هذا شأن المجتهدين في أيّ بحث علميّ ولا ينبغي أن نسميه اختلافاً إنّما هي استدراكات بعضهم على بعض للوصول إلى الصواب، ولا عيب في هذا فقد استدرك الحاكم على البخاري ومسلم واستدرك الذهبي على الحاكم وهكذا، فجزى الله الجميع خيراً ولا ننكر عليهم جهدهم. " انتهى كلامه (نفس المصدر ص36).
ثمّ قال حفظه الله تعالى: " المسألة الثانية: تتعلّق بقوله تعالى {فأجمعوا أمركم وشركاءكم}، قال ابن الجزري في نظم الدرة: ووصل فأجمعوا افتح طوى. ومعناه: أنّ ابن الجزري أمر بقراءة {فاجمعوا} بهمزة الوصل مع فتح الميم لمرموز طوى وهو رويس وكلّ العلماء الذين شرحوا الدرة خصوصاً القدامى منهم فسروا النظم على ظاهره على ما أراده مؤلّفه دون تحقيقٍ لطرق الرواية الصحيحة حتى جاء العلامة المتولي في الوجوه المفسرة وكذلك العلامة الشيخ الضباع في شرحه على الدرة فقد ذكرا أنّ هذه القراءة ليست من طريق الدرة والتحبير ووافقهما جميع القراء في وقتهما إلى اليوم، وعملوا بالصواب ولم يقرءوا بها من طريق الدرة وأهملوا نصّ ابن الجزري في الدرة لأنّه مخالف لما جاء في التحبير.
ويستفاد من هذه المسألة الأمور التالية:
1 – أهمية التحرير والتحقيق لإثبات القراءة التي ذكرت في النشر وغيره من طريقها الصحيح.
2 – عدم التمسّك بقراءة الشيخ المقرئ إذا ثبت عدم صحتها وهذا ما فعله القراء في عصر الضباع والمتولي في هذه المسألة وغيرها إلى اليوم.
3 – لا يجوز التمسّك بظاهر نظم الدرة أو غيرها أذا ثبت بالتحقيق العلمي أنّ فيه نظر كما ثبت في هذه المسألة وغيرها كما سبق في نظم الشاطبي.
4 – قولهم: القراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأوّل ليس على إطلاقه بل ذلك مشروط بأن تكون القراءة صحيحة لا تخالف الكتب الثلاثة الشاطبية والدرة والطيبة بعد تحقيقها فإذا ثبت عدم صحتها وجب العدول إلى الصواب دون التمسّك بقراءة الشيخ، وهذا ما فعله القراء إلى اليوم في هذه المسألة ولا خلاف فيها بينهم.
فقد كان شيوخ الإقراء والمؤلفون يشرحون النظم على ظاهره وبالتالي يطبقونه في القراءة والإقراء،وبعد التحقيق عملوا بالصواب في إقرائهم وتأليفهم كالشيخ الضباع والشيخ القاضي في الإيضاح وغيرهما، وتركوا ما كانوا عليه. " انتهى كلامه حفظه الله تعالى (نفس المصدر ص 46، 47)
أقول: من خلال ما ذكره المحقق الشيخ عبد الرازق تبيّن:
أوّلاً: أنّ التحريرات لا تقوم على الرأي المحض بل الخلاف يدور بين ظاهر النصّ و أصول النصّ والكلّ لا يخرج عن المنصوص.
ثانياً: أنّ المشافهة لوحدها لا تكفي بل لا بدّ من التحقيق وعرض المشافهة على النصوص وهي إمّا على ظاهر النشر والمنظومات التي تندرج تحتها كالشاطبية والدرة والطيبة، وإمّا على أصول النشر وهي الكتب التي روى منها ابن الجزري القراءات وهي التي تسمّى بأصول النشر ككتاب التيسير وجامع البيان للداني والتذكرة لابن غلبون والوجيز للأهوازي وغير ذلك فإن ثبت في الأصول ما يخالف ظاهر النظم عملوا بالأصل. وهو المنهج الذي سار عليه المحققون لذا كان النصّ مقدّم على المشافهة وهذا ما يؤكده قول مكي والداني " العلم فطنة ودراية أكثر منه سماعاً ورواية ".
ثالثاً: مخالفة المشافهة والعدول عنها إذا ثبت ما يخالفها من النصوص المعتبرة لا سيما المجمع عليها.
رابعاً: يدخل الاجتهاد عند غموض نصٍ من النصوص القديمة بحيث يكون معناه قد يحتمل عدّة معاني فيؤخذ بظاهر النشر لغموض الأصل أو العكس فقد تكون عبارة النشر فيها غموض وهذا الغموض يزول عند الرجوع إلى الأصل وهكذا. فالخلاصة أنّ الرأي لا دخل له إلاّ فيما لا نصّ فيه أو عند غموض النصّ وهذا قليل جداً.
وهذا يدلّ أنّي لم أخترع ما قلته من نفسي وما يحقّ لمثلي ذلك، فأرجوا أن تقبل هذه القاعدة من محقق عالمٍ مصريّ معروف إن لم تقبلها من نكرة وطالب علم جزائري.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
محمد يحيى شريف الجزائري
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[15 Dec 2007, 03:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اكتفيت بالحوار بين الإخوة الفضلاء في الموضوع عن التعليق، على طريقة لقمان الحكيم (ألا أكتفي إذا اكتفيت)
لا سيما وأنهم قد أثروا الموضوع بتعليقاتهم الغنية،،
ولكن بدا لي أن في اكتفائي تقصيراً لا يحسُن ارتكابه عن شكر الدكتور غانم حفظه الله ورعاه على ردّه القيِّم
ومعه الإخوة الكرام على مرورهم. . فمنهم ألتمس العذر
، وجلّ من لا يسهو،،
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[15 Dec 2007, 11:50 م]ـ
] بسم الله الرحمن الرحيم
أشار شيخنا المفضال الدكتور السالم الجكني حفظه الله إلى كتاب الشيخ القاضي رحمه الله الذي تحدث فيه عن التحريرات
واسم هذا الكتاب: (أبحاث في قراءات القرآن الكريم)
تناول ـ رحمه الله ـ في هذا الكتاب ثلاثة عشر موضوعا مهما من الموضوعات المتعلقة بالقراءات وهي:
1) الأحاديث الواردة في إنزال القرآن على سبعة أحرف وشرحها بإيجاز
2) بيان المراد بالأحرف السبعة والرأي المختار فيها
3) حكمة إنزال القرآن على سبعة أحرف
4) ما يستنبط من الأحاديث الواردة في هذا الموضوع
5) قراءات الأئمة السبعة وصلتها بالأحرف السبعة
6) قراءات الأئمة العشرة جزء من الأحرف السبعة
7) تواتر قراءات الأئمة العشرة
8) ضابط القراءة المتواترة
9) تقسيم القراءة الصحيحة
10) حكم إنكار القراءة المتواترة
11) سبب إضافة القراءة إلى الصحابي أو القارئ
12) القراءات اختيارات للقراء وبيان ذلك
13) رأينا في التحريرات
يقول فضيلة الشيخ عبد العزيز قارئ ـ حفظه الله ـ بعد بيانه لما سبق:
(هذا الكتاب على وجازته حافل بعلم غزير وأبحاث هامة، وهو متضمن خلاصة آراء الشيخ ـ رحمه الله ـ في تلك الموضوعات التي كانت مثار اختلاف وتباين في الأفهام والاجتهادات.
ورأيه ـ رحمه الله ـ في هذا الذي يسمونه {التحريرات} واضح في الكتاب، وهو أنها اختيارات لا تلزم إلا مصنفيها)
والكتاب كما ذكر ـ حفظه الله ـ يبلغ 31صفحة من الحجم المتوسط، ط/عبد الرحمن محمد ـ القاهرة.
ـ[الجكني]ــــــــ[16 Dec 2007, 12:01 ص]ـ
وأمانة للعلم وخوفاً من عقوبة كتمانه أقول: حدثني شيخي الشيخ عبدالرازق موسى حفظه الله مذاكرة بعد أن ذكرت له هذا الكتاب قال لي ساعتها ما معناه: إن الشيخ عبدالفتاح القاضي رحمه الله كتب هذا الكتاب وهو في لحظة ٍ - نسيت الآن:هل قال غضب أم جدل، وأنه رجع عن رأيه في الكتاب والله أعلم.
لذا آمل ممن يلقى الشيخ من أهل الملتقى أن يسأله ويتأكد من هذه المعلومة، وكاتبها متأكد من " تضعيف شيخنا لماذهب إليه شيخه، لكن غير متأكد من صيغة ولفظ الكلمة التي قالها لي، فلتحرر.
والله من وراء القصد.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[16 Dec 2007, 01:54 ص]ـ
بعد أن اطلعت على الحوار الذي دار هنا حول الضاد آثرت عدم الخوض فيه في مقال آخر فتح عنوة خشية ضياع الوقت فيما لا ينفع. لكن أحببت أن أضيف نقولا أخرى غابت في النقاش لها اعتبارها:
قال مكي في الرعاية: وإذا سكنت الضاد وأتت بعدها تاء وجب التحفظ ببيان الضاد لئلا تندغم في التاء لسكونها ورخاوتها وشدة التاء نحو عرضتم، وفرضتم وقبضت وخضتم وشبهه وقس عليه ما شابه.
الرعاية ص 187
ألا ترى أنك لو نطقت الضاد شبيهة بالظاء لما احتجت تنبيههم ولصار كلامهم عبثا باستحالة الوقوع فيما حذروا منه
وقال الإمام ابن الجزري في التمهيد
وإذا سكنت الضاد وأتى بعدها حرف من حروف المعجم فلابد من المحافظة على بيانها وإلا بادر اللسان إلى ما هو أخف منها نحو قوله تعالى أفضتم خضتم واخفض جناحك وقضنا وفرضنا ونضرة وفي تضليل
ص 132
ألا ترى أنك لو نطقت الضاد شبيهة بالظاء لما احتجت تنبيههم ولصار كلامهم عبثا باستحالة الوقوع فيما حذروا منه
وقال أيضا ص 131:
وإذا أتى بعد الضاد حرف إطباق وجب التحفظ بلفظ الضاد لئلا يسبق اللسان إلى ما هو أخف عليه وهو الإدغام كقوله تعالى فمن اضطر ثم أضطره
اهـ
ويشبهه ما في النشر ص 220 ج2
وغنية الطالبين لشمس الدين البقري ص 84
وتنبيه الصفاقسي ص 78
ـ[محب القراءات]ــــــــ[16 Dec 2007, 02:39 ص]ـ
وأمانة للعلم وخوفاً من عقوبة كتمانه أقول: حدثني شيخي الشيخ عبدالرازق موسى حفظه الله مذاكرة بعد أن ذكرت له هذا الكتاب قال لي ساعتها ما معناه: إن الشيخ عبدالفتاح القاضي رحمه الله كتب هذا الكتاب وهو في لحظة ٍ - نسيت الآن:هل قال غضب أم جدل، وأنه رجع عن رأيه في الكتاب والله أعلم.
لذا آمل ممن يلقى الشيخ من أهل الملتقى أن يسأله ويتأكد من هذه المعلومة، وكاتبها متأكد من " تضعيف شيخنا لماذهب إليه شيخه، لكن غير متأكد من صيغة ولفظ الكلمة التي قالها لي، فلتحرر.
والله من وراء القصد.
ذكر لنا فضيلة الشيخ الزعبي (حفظه الله) أن الشيخ عبد الفتاح القاضي (رحمه الله) رجع عن رأيه في التحريرات , والذي حرره في كتابه (أبحاث في قراءات القرآن الكريم) , وأن رجوعه عن ذلك مسجل في شريط عند شيخنا الزعبي (حفظه الله)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[16 Dec 2007, 01:50 م]ـ
السلام عليكم
أقول للدكتور أنمار أنّه ثبت إلحاح العلماء على بيان الظاء قبل التاء أيضاً في نحو {أوعظت} وغير ذلك فيما أذكر، وسبب ذلك هو وقوع حرف قويّ قبل حرف ضعيف وحتّى لا يجذب الضعيف القويّ فتذهب صولة القويّ نبّه العلماء على بيان الحرف القويّ قبل الحرف الضعيف لئلاّ يبادر اللسان إلى ما هو أخف منها كما قال ابن الجزري والدليل على ذلك أنّ جميع الأمثلة المذكورة وقعت فيه الضاد قبل حرف أضعف منها وهي: أفضتم خضتم واخفض جناحك وقضنا وفرضنا ونضرة وفي تضليل. ولا يمكن قياس ذلك على حرفي الضاد والظاء لأنّهما امتازا بتقاربّ خاصّ ليس له نظير بين الحروف الأخري وهذا الذي جعل العلماء يلحّون على التمييز بينهما أكثر من غيرهما فقاموا بحصر الظاءات لأجل تلك العلّة، ولذلك اغتفر علماء الإسلام استعمال أحدهما مكان الآخر لقرب التشابه بينهما ولم يرخّصوا ذلك لغيرهما من الحروف.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[16 Dec 2007, 03:42 م]ـ
السلام عليكم
أقول للدكتور أنمار أنّه ثبت إلحاح العلماء على بيان الظاء قبل التاء أيضاً في نحو {أوعظت} وغير ذلك فيما أذكر.
بل لا غير لهذا المثال كما نبهوا عليه، مع الفرق بين تنبيههم هنا وهناك، فهنا عند الظاء قالوا لئلا تقترب من الإدغام، وهناك عند الضاد قالوا لئلا تدغم، وهذا ملحظ دقيق منهم، للفرق في نطق الحرفين فلله درهم.
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[16 Dec 2007, 05:27 م]ـ
أهل الموصل ينطقون الضاد رخوة كما ينطقها الشيخ عبيدالله
--------------------------------------------------------------------------------
كان شيخ القراءات بالموصل الشيخ صالح الجوادي رحمه الله،ومن طريقه سند أهل الموصل في القراءات
السبع ينطق صوت الضاد رخوا. لي عنه ثلاثة طرق في ذلك، بل أربعة،،
- أولها الدكتور ليث بن الشيخ زاهد الهاشمي، وهو مجاز عن الشيخ صالح الجوادي برواية حفص عن عاصم،
رأيته قبل عشرين سنة ينطق الضاد رخوة فاستغربت منه،فاستثبتّه من نطقها فنطقها رخوة من جانب الفم،
وقال هكذا كان ينطقها الشيخ صالح الجوادي،،. فقلت له، فأين الفرق بينها وبين الظاء فقال
نحن نفرق بينهما في المخرج والصفة
..
ـ ثانيهما الدكتور عبدالستار فاضل من تلاميذ الشيخ يونس رحمه الله تلميذ الشيخ صالح الجوادي، نطقها لي
أكثر من عشر مرات، وقال نحن ننطقها هكذا عن شيوخنا وهو نطق يوافق وصف سيبويه وسائر العلماء.
- الملا محمود إمام جامع قرية العملة قال رأيت غير مرة الملا دحام وهو مُجاز من الشيخ صالح الجوادي
ينطق الضاد رخوة
أما الشيخ إبراهيم المشهداني ـ حفظه الله ـ وهو قد قرأ على الشيخ صالح الجوادي ولكنه أكمل السبع على
تلميذه الشيخ عبدالفتاح الجومردفكان لا يشدد على تلاميذه في هذه المسألة، ولكنه أخبرني أن نطقها
رخوةً هو الصواب.
هذا وبالجملة فيمكن القول إن المحافظين من قراء الموصل على طريقة الشيخ صالح الجوادي رحمه الله
ينطقون الضاد رخوةمستطيلة منحرفة إلى اليسار كما أجمع على وصفها كتب النحو والقراءات،،
والله أعلى وأعلم
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[16 Dec 2007, 07:11 م]ـ
وهل العبارتين تدلان على تقارب الضاد بالدال أو الطاء، فيحتمل أن يكون الخلاف بين العبارتين خلافاً لفظياً وكلاهما يتضمن نفس المعنى، فاستعمال لفظ الإدغام أو القرب منه دلالة على التقارب بين الضاد والظاء ولا ننسى أنّ الضاد قويت بالاستطالة على الظاء إلاّ أنّ ذلك لا يخرج عن حدّ الرخاوة والمشابهة بين الحرفين في السمع وكلّ هذا لا يقطع بصحة الضاد الدالية التي يحاول بعض إخواننا الكرام أن يجدوا لها منفذا، فهيهات مقارنة مع النصوص الصريحة القطعيّة المجمع عليها عند الأئمّة عليهم رحمة الله تعالى.
والسلام عليك
ـ[د. أنمار]ــــــــ[16 Dec 2007, 09:07 م]ـ
وما معنى الضاد الضعيفة والضاد القوية؟ ما هو الفرق؟
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[17 Dec 2007, 10:54 ص]ـ
أخي الدكتور أنمار السلام عليكم ورحمة الله وبركاته على التعليق الأخير
زيادة توضيح:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الداني في كتابه التحديد ص141: "فإن التقى -أي حرف الظاء – بالتاء أعطيَ حقّه من الإطباق والاستعلاء وذلك في قوله تعالى في الشعراء {أوعظت} في سورة الشعراء وليس في القرءان غيره وقد جاء فيه عن أبي عمرو والكسائي ما لا يصحّ الأداء ولا يؤخذ به به في التلاوة". أقول: وقد نقل السخاوي الإجماع على الإظهار في جمال القراء. إذن يُفهم من كلام الداني عليه رحمة الله تعالى أنّه لا بدّ من بيان الإطباق والاستعلاء احترازاً من الإدغام والدليل على ذلك إشارته إلى ما لا يصحّ عن أبي عمرو والكسائي وهو يريد الإدغام. وقال مكي القيسي: إذا وقعت ظاءٌ ساكنة وبعدها تاء الخطاب وجب على القارئ بيان الظاء لئلا يقرب من لفظ الإدغام ........... "ص222.
وقال الداني عند كلامه على الضاد ": فإن التقى تُوُصّلَ إلى أظهاره بتؤدة ويُسر وذلك نحو {أفضتم} ..... ".نفس المصدر ص161.
أقول: لا يمكن التوصّل إلى أظهار الضاد عند التاء إلاّ بالإطباق والاستعلاء أيضاً كما في الظاء إلاّ أنّ في الضاد يكون الإظهار أصعب لامتداده في مخرجه لأجل الاستطالة، ولهذا أوجب الداني أن يكون الإظهار بتؤدة ويسر. ولا شكّ أنّ شدّة الضغط على المخرج كما هو مروّج اليوم ينافي التؤدة واليسر في ذلك كما أشار الإمام. وأمّا مكي القيسي رحمه الله تعالى فقد قال: " وإذا سكنت الضاد وأتت بعدها تاء، وجب التحفّظ ببيان الضاد لئلاّ تُندغمَ في التاء لسكونها ورخاوتها وشدّة التاء. الرعاية ص187."
أقول: نلاحظ أنّ الإمامين استعملا كُلاً منهما تعبيراً مغايراً ولكنّ المضمون والمقتضى واحد وهو الاحتراز من الإدغام إلاّ أنّ إظهار الضاد أصعب من إظهار الظاء لصعوبة الضاد في النطق من جهة وامتدادها في المخرج لاستطالتها جعلها تميل إلى الإدغام أكثر من الظاء ولأجل هذا عبّر مكي القيسي بعبارة قرب الإدغام بالنسبة للظاء لقبيليّتها للإظهار خلافاً الضاد فإنّها أكثر قبولاً للإدغام في التاء من الظاء.
أمّا قضية الضاد الضعيفة فتعلم جيّداً أن الإمام سيبويه هو أوّل من قال بها ولكن هل يعني هذا أنّ الضاد الصحيحة عند سيبويه شديدة تخرج بقوّة الاعتماد على المخرج؟ إن كان كذلك لماذا جعلها من حروف الرخاوة بحيث يجري فيها الصوت جرياناً كلياً ووصفها بأنّها تخرج بضعف الاعتماد على المخرج؟ كان باستطاعته أن يصفها شديدة وانتهى الأمر. وحتّى أئمّة اللغة الذين جاءوا بعد سيبويه احتاروا من مراد سيبويه بالضاد الضعيفة واختلفوا في المراد منها. فسبحان الله تترك النصوص الصريحة الواضحة كالشمس وتذهب يميناً وشمالاً بحثاً عن أيّ دليل ولو كان فيه غموض واحتمالات لتخرج نفسك مما أنت فيه؟ ألم يأن للذين يتعصّبون لهذه الضاد الحديثة أن يرجعوا إلى ما أجمع عليه أئمّتنا عليهم رحمة الله تعالى الذين نقلوا لنا القرءان عذباً طرياً كما أنزل.
أكتفي بما أقول، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
محمد يحيى شريف الجزائري
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[16 May 2010, 10:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة على رسول الله وعلى آله ومن والاه وبعد
شكر الله تعالى لكم سعيكم ووفقكم لما فيه خيركم وخير أمتكم، ففي مثلكم يصحّ قول الشيخ المعريّ رحمه الله تعالى رحمةً واسعة يرثي أبا حمزة الجََبُّلي (قرية قرب واسط) الفقيه الحنفي:
أنفقَ العُمر ناسِكاً يطلُبُ العِلْـ = ـمَ بكشفٍ عن أصله وانتقادِ
وفقيهٍ أفكارُهُ شِدْنَ للنعـ = ـما ن (1) مالم يشِدهُ شعرُ زيادِ (2)
فالحجازيُّ بعده للعراقيّْـ = ـيِ قليلُ الخلافِ سهلُ القيادِ
(1) النعمان هو أبو حنيفة الفقيه رحمه الله.
(2) زياد هو ابن معاوية المعروف بالنابغة الذبياني.
[هكذا ينبغي وليس كما حرفها الناسخ المتعصب ضد الأحناف، وتبعه الطباع:فالعراقيّ بعده للحجازيّ، لأنه يكون قد نقض معناه]
ونسأل الله تعالى أن يمدّ في عمركم وأن ينفع بعلمكم.
أيها الأستاذ الجليل:
سعدنا بانتفاعكم من الدراسات الصوتية الحديثة، وإغنائكم الدراسات التجويدية بها وعلى مثل دربكم ينبغي أن يسير طلبة العلم،وبمثل صنيعكم أن يقتدوا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فما ضرّ علماء التجويد والأصوات العربية أن يعدوا القاف والطاء مجهورين وأن تكتشف الدراسات الحديثة أنهما مهموسان، حين اتضح وبان مفهوم الجهر والهمس على نحوٍ لم يكن بمقدور الإنسان إتقانه وحذقُه من قبل.
لكني وجدتكم تقولون قولاً أقضَّ مضجعي أن يصدُر عن عالمٍ بمثل مكانتكم، ولم تمرّ عليّ إلا (ليلة نابغية) منذ اطلعت على قولكم هذا في ملتقى أهل التفسير.
ذلكم رأيكم في قضية (نُطق الضاد) العربية.
حيث تردون قول سيبويه وكأنكم تقيسون "خطأ" القدماء في مسألة الجهر والهمس على مسألة (الشدة والرخاوة)، فتميلون مشايعة لمن حوّلت العُجمة أصواتهم من جمهور الشاميين والمصريين إلى أن الصواب في نطق الضاد هو (الشدةُ) لا (الرخاوة). فتريدونها أن تكون دالاً مفخمةً كما ينطقها جمهور القراء اليوم.
وكان حريًّا بكم أن تدعوهم إلى تصحيح نطقهم والعودة إلى ما أجمع عليه علماء العربية والقراءات من (رخاوة) الضاد واستمرار النفس معها دون انقطاع بدلاً من أن تدعوا إلى نبذ الإجماع وترجيح صحة (شدتها).
لكأنكم أيها الشيخ الجليل تقررون الحكمة الساخرة المتهكمة (خطأ شائع خيرٌ من صحيحٍ ضائع!!!)، وما بمثل هذا ندين الله تعالى بل بضدّه.
وها أنا ذا أنسخ للإخوة القراء قولكم أستعديهم وأستنصرهم لما أعتقد جازماً أنه الحقّ على رأيكم الذي بان بطلانه، والذي أدعوكم أن تضربوا عنه صفحاً وتثنوا عنه عِطفاً، فما يليقُ بمثلكم ارتكابه:
قال الدكتور غانم في قضية الضاد:لكن إفراد الضاد بمخرج مستقل لم يعد يتوافق مع النطق المعاصر للصوت ومن ثم فإن القول إن عدد المخارج ستة عشر مخرجاً أو سبعة عشر لم يعد مقبولاً.
وتتلخص قضية صوت الضاد في أن تحديد سيبويه لمخرجه لم يعد يتطابق مع نطقه المعاصر، كما أشرت، فسيبويه يقول في مخرجه: " من بين أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس مخرج الضاد " ([الكتاب4/ 433]). ونقل علماء العربية وعلماء التجويد هذا التحديد لمخرج الضاد عن سيبويه، وفعل ذلك المحدثون من المؤلفين في علم التجويد أيضاً. وعدَّ سيبويه الضاد من الأصوات الرخوة بالإضافة إلى كونها صوتاً مجهوراًً، مُطْبَقاً، مستطيلاً. ([الكتاب4/ 434 - 435]).
والضاد بهذه الصفات لم يعد لها وجود في النطق العربي الفصيح في زماننا، لا في قراءة القرآن، ولا في غيرها، كما يقول علماء الأصوات المحدثون، وقد تحولت إلى دال مطبقة في نطق كثير من العرب، كما في بلاد الشام ومصر، وهو المأخوذ به في قراءة القرآن أيضاً. وصارت على ألسنة آخرين من العرب صوتاً لا يختلف عن الظاء، كما في العراق وبلدان الخليج العربي ([ينظر: إبراهيم أنيس: الأصوات اللغوية ص 48، ويوسف الخليفة أبو بكر: أصوات القرآن ص 69، وحسام سعيد محمود النعيمي: أصوات العربية ص 50]).
ولم يخرج ما جاء في (فن الترتيل وعلومه) و (المنير في أحكام التجويد) في تحديد مخرج الضاد عن تحديد القدماء لمخرجه ([ينظر: فن الترتيل 2/ 564، والمنير ص 107]).
وإذا أخذنا نطق مجيدي قراءة القرآن في زماننا لصوت الضاد بنظر الاعتبار فإن ذلك يستدعي إعادة النظر في طريقة تحديد مخرجه، وأنّ تمسك مؤلفي كتب علم التجويد المعاصرين بعبارة سيبويه في تحديد مخرج الضاد لم يعد مناسباً، وأن عليهم أن يفكروا في وصف جديد لمخرج هذا الصوت يتطابق مع نطقه الفعلي على ألسنة مجيدي القراءة.
والوصف المناسب للضاد اليوم هو: أنه صوت لِثَوِيٌّ، شديدٌ، مجهورٌ، مُطْبَقٌ. فلم يعد مخرجه من الحافة، كما حدده سيبويه، وتحول من الرخاوة إلى الشدة، كما أنه فقد صفة الاستطالة، هذا هو الراجح في مسألة الضاد، وقد يكون لبعض الدارسين وجهة نظر مغايرة، لكن الدليل هو الذي يرجح الأقوال، أو يردها ([49ينظر: مناقشة الموضوع: أبحاث في علم التجويد ص 88 - 92، وتفصيل قضية الضاد في المصدر نفسه ص 146 - 166]).اهـ كلامه.
وأنا- العبد لله- قد أخذ مني البحث في صوت (الضاد) خمسة وعشرين عاماً، ولم يكن من يُقرئوننا في المساجد مما يضبطونه أو يعبأون كثيراً في الخلاف فيه، وما نلومهم على ذلك،. وقد رأيت كثيراً ممن لديهم إجازات في القراءات السبع والعشر لا يضبطون نُطقه، ولا يميزون بين جهرٍ وهمس أو شدّةٍ أو او رخاوة بل يُقلدون كا عُلِّموا، ولا نلومهم بعدُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
لكني قد وجدت كثيرين يضبطونها أيضاً ويوافقون في نُطقهم أوصاف علماء النحو والقراءات ومنهم عراقيون موصليون، وسنغاليون، وصوماليون، وهذا الملتقى المبارك قد بين لنا أن شيخاً أفغانيًّا جليلاً يضبطها كما ينبغي وهو يُقرئ في الحرم النبوي.
والذي استقرّ عليه استقرائي أن العراقيين وعرب الخليج والجزيرة لا يميزون بين الضاد والظاء فهم يرتكبون مع الضاد خطأً في المخرج، على حين أن الشاميين والمصريين يجعلون الضاد دالاً مُفخمة فهم يرتكبون خطأً في الصفة.
وقد عرفت سبب شيوع طريقة المصريين والشاميين التي أيدها الدكتور غانم، ذلك أن بعض كتب الفقه تُشدد على وجوب (التفريق) بين الضاد والظاء. فانخدع الناس بالتفريق ظنا منهم أن التفريق مطلوب لنفسه. والصواب أن التفريق المطلوب هو التفريق الموافق للصواب، وليس مجرد التفريق، والذي يجعل الضاد شديدة كالدال المفخمة ويقطع معها النفس قد أخلّ بصفة أجمع اهل العلم والاختصاص على وجودها وهي الرخاوة.
وهكذا لا يكون الشاميون والمصريون أصحّ من العراقيين وعرب الخليج والجزيرة مطلقاً وإن كان هؤلاء مطالبين بضبط المخرج أيضاً ليحصل التفريق الطفيف.
وإلى ذلك أشار الشاعر الكبير معروف الرصافي في الردّ على الشاميين:
قلْ للألى نطقوا بالضادِ مُدّغماً = لم يدغم الضاد آباءٌ لكم فرطوا
قل لليعاريب قد هانت مكارمكم = حتى ادعاها أناسٌ كلهم نبطُ
أين المكارمُ إن هم أصبحوا عرباً = فإنها في طباع العربِ تُشترطُ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عاتبني بعض أصدقائي الكرام من أهل الشام على إيراد الأبيات ولا سيّما الأخير لما فيه من مَظنة الجهوية!
وحين ذكرتُ له قِصتها سُرّ بذلك وأيَّد الشاعر، لكنه قد حفزني عى ضرورة ذكر القصة للإخوة القراء.
وفي الواقع أني لم أكن أريد إدراج البيت الأخير لأنه خارج فكرة الموضوع على الأقل لكن كان المقال
من أوائل ما كتبته في المنتدى قبل أزيد من أربع سنين ولم أنتبه إلى أن الوقت المسموح بالتعديل فيه هو
ساعة واحدة.
ما علينا ونذهب إلى قصة أبيات الرصافي شاعر العراق الكبير والعالم باللغة وتلميذ الآلوسي.
عندما انعقد مؤتمر القوميين العرب الأول عام 1913 في باريس وكان جميع المشاركين فيه من
نصارى بلاد الشام لأن التعليم كان لديهم أفضل من سواه في بلدان الشرق. اندهش لرصافي الذي
كان قد تأثر بالحركات القومية اللادينية التي وصل صداها من أوربا، فقال مندهشا من صنيع نصارى
بلاد الشام
أصبحتٌ أوسعهم لوما وتثريبا * منذ امتطوا غارب الإفراط مركوبا
ما ضرّهم لو نحو في الأمر جامعةً * ننفي الكنائس عنها والمحاريبا
لكنهم أمة تأبى مشاربها * إلا التعصب للأديان مشروبا
من مبلغ القوم أن المصلحين لهم * أضحوا كمن لبس الجلباب مقلوبا
كانوا أحق البرايا مطلبا فغدوا * من أبطل الناس في الدنيا مطاليبا
إني لأبصر في لبنان قائبة [بيضةً] * للشر موشكة أن تُخرج القوبا
وحين نشرها كاملة لقي من هؤلاء النصارى عنتا فرد عليهم بقصيدة طائية
عنفهم فيها ومن ضمن ما جاء فيها
قل للألى نطقوا بالضادِ مدّغما [أي شديدا] * لم يُدغم الضاد آباءٌ لكم فرطوا
يستنثرون صغارا من معاطسهم * ولا يبالون إن قالوا وإن ****
الخلقُ كالخطّ لا تقرأ لئامهم * واشطب عليهم بنعلٍ إنهم غلطُ
قل لليعاريب قد هانت مكارمكم * حتى ادعاها أناسٌ كلهم نبطُ
أين المكارم إن هم أصبحوا عرباً * فإنها في طباع العرب تُشترطُ
وقال في قصيدة أخرى أيضا في نصارى بلاد الشام
همُ أسمعونا نعرةً عربيةً * فدوّى صداها في المسامع مضطرا
فكم من خطيب قام فيها مثرثرا * فطرى لنا من يابس القول ما طرى
وكنا أجبناهم إليها إجابةً * بها قد تركنا جانب الدين مزورّا
فأصبح فينا شامتاً كلُّ من غدا * لأبناء قنطوراء يغضب ممقرّا
فالأبيات ليس فيها غضٌّ من إخوتنا الشاميين ولا سيما بعد اتضاح قصتها وسياقها.
ولكن يظل الشاميون والمصريون على رأس من أفقد الضاد رخاوتها.
وحين قال الدكتور غانم وفقه الله < (4) لا أجد ما يؤيد قولكم: إن سبب شيوع طريقة المصريين والشاميين
في نطق الضاد ما ورد في بعض كتب الفقه من تشديد على وجوب التفريق بين الضاد والظاء،
فيبدو لي أن ذلك النطق عميق الجذور في مصر الشام، ويجري على ألسنة العامة هناك من دون كلفة
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا مشقة.> فإنه كما أزعم قد تكلم بلغة حبه لهم وإجلاله لقرائهم وإلا فكيف يكون
نطقهم لحرف من الحروف حجة وقد حرفوا كثيرا من أبسط الحروف
ث ـــــــــــــــــ اصبحت ــــــــــــــــــــــ ت، س
ذ ــــــــــــــــــ أصبحت ــــــــــــــــــــــــ ز، د
ظ ــــــــــــــــــ أصبحت ــــــــــــــــــــــــ زايا فخمة
ق ــــــــــــــــــ أصبحت ــــــــــــــــــــــــ ء
ج ــــــــــــــــــ أصبحت ــــــــــــــــــــــــ g
ض ــــــــــــــــــ أصبحت ــــــــــــــــــــــــ دالا مفخمة
طـ ـــــــــــــــ أصبحت ــــــــــــــــــــــــ تاء مفخمة
هذه مسألة أما المسألة الأخرى فإن بدو نجد هم أقرب الناس إلى لغة المعجم لأسباب أهمها
ـ بعد نجد عن البحر
ـ بقاء البداوة والرعي نمط عيشها
ـ محافظتها على عمود الشعر
ـوالسبب الرئيس كونها منذ القدم أفصح العرب، حتى قال أبو تمام يمدح رجلا بالجود والشجاعة فيقول
إنها متأصلة في قومه كتأصل الفصاحة في أهل نجد
ومن شكّ أن الباس والجود فيهم * كمن شكّ في أن الفصاحة في نجدِ
هذا من حيث اللغة، وحين نرى بدو نجد قد حافظوا على صفة الرخاوة في الضاد فلا شك أن هذا
حجة داعمة لما ورد من وصفها لدى علماء العربية لا أن نبعد النجعة فنقول إن تأصل نطق الضاد
شديدة عند المصريين حجة للدعوة إلى شدتها.
[وكون بدو نجد أعرب الناس لغةً لا يعني أنهم أعرب الناس قِيماً، فهذا موضوع آخر ليس من غرضنا
الخوض فيه حاليا، لكن يمكن الإشارة إلى أن نيكلسون قد قال عام 1907 أن البدوي في نجد وما
جاورها يهرب عند سنوح الفرصة دون أن يشعر بالعار.]
وهذا نستغربه أشد الاستغراب أن يصدر عن أستاذ كبير ليس من المصريين أصلاً.
وأقول ليس من المصريين لأني رأيتُ التعصب لدى مثقفيهم لمصريتهم أن حرف نصا مترجما عن مجراه.
فقبل أيام كنت أعارض كتاب معالم تاريخ الإنسانية لـ هـ جـ ويلز بترجمته إلى
العربية لعبدالعزيز جاويد فوجدت ويلز يقول غير اننا متأكدون أن الحضارة قد نشأت
اولا في ميزويوتاميا. ومعروف أن ميزوبوتاميا هي وادي الرافدين لكن المترجم المصري
قال في منطقة حوض البحر المتوسط او قريبا منها
فاندهشت لأستاذ في التاريخ يخون النص تعصبا لمصريته، وهو ينقل إلى العربية كتابا عالميًّا وذكرني بقول الرصافي
من جور مصر على العروبة أنها * تتعمد التمصير في آدابها
وتحيد عن آداب كل قبيلة * لم تحتضنها مصر في أنسابها
فاذكُر ألي الأفضال من غير الألى * في مصر يغضب منك أهل جتابها
فكأنما أضحت مواهب ربنا * مقصورة فيها على كتابها
هذا لعمر أبيك جور عده * من فرط ضلتها الو ألبابها
والذي أقض مضاجعنا أن قراء الحجاز قد أصبحوا يقلدون المصريين في دالهم المفخمة (الضاد)
وذهبت توصيفات علماء النحو والقراءات أدراج الرياح(/)
سؤال عن كتاب (سنن القراء ومناهج المجودين)
ـ[عبدالله بن عيدان الزهراني]ــــــــ[26 May 2006, 06:22 م]ـ
هل يوجد كتاب (سنن القراء ومناهج المجودين) للدكتور القارئ، على ملف وورد؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 May 2006, 11:53 م]ـ
وددتُ لو ساعدتكم أخي العزيز بالكتاب على وورد، ولكن حسب علمي أنه لا يوجد على هذه الصيغة على الانترنت. حفظكم الله ورعاكم.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[04 Aug 2010, 06:32 م]ـ
أرجو أن يتم تصوير هذا الكتاب المهم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Aug 2010, 07:41 م]ـ
تم تصويره وسيرفع قريباً إن شاء الله.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[04 Aug 2010, 08:20 م]ـ
تم تصويره وسيرفع قريباً إن شاء الله.
بارك الله بك د عبد الرحمن فأنت دوماً تغيث الملهوف. واي ملهوف؟ طالب العلم اللهوف. وإن للخيرات أبوابًا لا يلجها إلا أولئك الموفقون .. الذين فعل المحاسن عندهم ألذ من الماء البارد! فهنيئًا لأولئك الذين ارتفعت هممهم .. حتى غدا فعل الجميل عندهم من أكبر الأشغال! فاكتسبوا بذلك رضا الله تعالى، وحسن الخلق ومحبة الناس.(/)
حكم التنوين وضبطه رسما قبل البسملة في رواية ورش (جواب مجمع الملك فهد)
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[29 May 2006, 03:17 م]ـ
السلام عليكم إخواني الكرام حفظكم الله تعالى
كنت سألت مجمع الملك فهد عن حكم التنوين وضبطه رسما في رواية ورش قبل ورود البسملة وءاتاني جواب المجمع عبر بريدي الألكتروني فأحببت نشر الجواب لعموم الفائدة:
الرد:
___________________________
الأخ أيمن صالح،
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
فيما يلي الإجابة عن سؤالكم حول التنوين الواقع في نهايات بعض السور:
في قلب حركة التنوين قبل الباء ميما وجهان لعلماء الضبط: قلبها ميماً، وتركها كغيرها. واقتصر الداني على القول الثاني، واختار أبو داود قلبها ميما، وبهذا الأخير العمل عند المغاربة.
ثم إن لورش بين كل سورتين عدا أول براءة: ثلاثة أوجه:
1 - السكت بدون بسملة، وعليه أكثر الشيوخ، وهو المختار، وعليه العمل.
2 - الوصل بدون بسملة مع تبيين الإعراب، وهو يلي السكت.
3 - ذكر البسملة.
فعللى وجه السكت ووجه الوصل لا تقلب حركة التنوين في آخر السور ميماً، لعدم قراءة البسملة، عليه عمل مصاحف المغاربة قديماً وحديثاً.
وفق الله الجميع لخدمة كتابه الكريم والعمل بما فيه.
إدارة الشؤون العلمية
بمجمّع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
المملكة العربية السعودية، المدينة المنورة، ص. ب 6262
الهاتف: 8615600 - 4 - 966+
البريد الأليكتروني: academic@qurancomplex.org
www.qurancomplex.org
___________________________________________
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 May 2006, 03:47 م]ـ
بارك الله فيكم أخي العزيز، ونفع بكم على هذه الفائدة، وأعانك في إتمام مشروعك المبارك في خدمة كتاب الله، وخدمة الباحثين وطلاب العلم.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[29 May 2006, 09:57 م]ـ
السلام عليكم
أشكر لمولانا فضيلة الدكتور عبد الرحمن حفظه الله على مروره ودعوته التي ربما أصبتني اليوم فوفقت بها في بعض شأن العمل في المشروع وأسأله وأسأل كل إخواني الدعاء
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين(/)
ضع طلبك لأي كلمة فرشية أو أصولية قد تحتاجها في بحثك
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[29 May 2006, 10:04 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته إخواني الكرام
يطيب لي أن ألبي دعوة أي عضو في حصوله على أي كلمات فرشية أو أصولية قد يحتاجها في بحثها وسوف أكتبها له وأضعها في ملف Pdf يمكنه استخدامه بواسطة النسخ واللصق داخل المحررات كهيئة صورة. والفائدة أن المتوافر من الأدوات النشرية لا يفي بكل ما يحتاجه الباحث:
________________
المطلوب:
الكلمة بالرسم الإملائي العادي مشكلة كاملة
بيان المطلوب إن كانت فرشية أوأصولية (مثل الإمالة أو الإشمام أو ضم ميم الجمع) وغيرها والله الوفق
محبكم في الله تعالى ..
ـ[البلاغية]ــــــــ[30 May 2006, 12:29 ص]ـ
بارك الله فيك
وجعله في ميزان حسناتك
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 May 2006, 05:51 ص]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك، ورزقك الفهم والبصيرة.
ـ[المؤمن]ــــــــ[31 May 2006, 10:05 م]ـ
حفظك الله ورعاك يا أيمن صالح شعبان(/)
ملحوظات على تحقيق كتاب (قراءات القراء المعروفين بروايات الرواة المشهورين) للأندرابي
ـ[الجكني]ــــــــ[01 Jun 2006, 03:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المنزّه عن الخطأ والغفلة والنسيان، والصلاة والسلام على أكمل إنسان؛ سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وأتباعه ما اختلف الملوان أما بعد:
فإن من أهم الأمور وأخطرها في الحركة العلمية، موضوع "تحقيق التراث" وخاصة القيّم منه، إذ الواجب على من يتعرض له أن يتسم بالصبر، والإلمام بالعلم الذي يريد التحقيق فيه وعدم التسرع، إلى غير ذلك من الأمور المهمة التي نبّه عليها العلماء قديماوحديثاً.
وقد وجد في الساحة العلمية كثير من كتب التراث في مختلف الفنون (تسرع) من تولى تحقيقها في إخراجها لأسباب مختلفة، نحملها على حسن الظن وهو الرغبة في إفادة الباحثين بها.
وإن من هذه الكتب كتاب في القراءات نشر تحت عنوان: (قراءات القراء المعروفين بروايات الرواة المشهورين)، وهو حقيقة باب من أبواب الكتاب القيّم في القراءات (الإيضاح) للأندرابى المتوفى سنة (470هجرية) وتولى تحقيق هذا الباب مع مقدمة تحتاج إلى تحقيق الدكتور أحمد نصيف الجنابى، وطبعته مؤسسة الرسالة، والطبعة الثانية سنة1405هجرية.
http://www.tafsir.net/images/aljanabi.jpg
وقد عرفت هذا الكتاب –أعنى المحقق – قديما واستفدت منه في أبحاثي المتعلقة بفنه، ولم يدر في خلدي أن هذا المحقَق – بفتح القاف الأولى – يحتاج إلى إعادة النظر إلا بعد أن شرعت في بحثي عن معرفة صاحب كتاب (المباني لنظم المعاني) فقادني البحث في جزئية من جزئياته إلى ضرورة المقابلة بين المخطوط والجزء المحقق، فرأيت ما يجب علي إظهاره للباحثين وهو ما أقدمه في هذه الأسطر متحفاً به هذا الملتقى المبارك وأهله.
أولاً:الملحوظات على قسم الدراسة.
1 - ص14س12:قال "الإيضاح هو في علوم القرآن إذا أردنا دقة التسمية ".
التعليق: هذا يخالف تسمية الأندرابى نفسه حيث قال: كتاب في القراءات يشتمل على عظم ما يحتاج إليه القارئ والمقرئ أقدم فيه أبواباً كثيرة كل باب في صنف من العلم الذي لاستغنى عنه طالب علم القراءة ... وسميته "الإيضاح في القراءات 0 (ق 1/أ).
2 - ص18س 6: قال:"وكان أبو علي البخاري حياً يقرئ سنة (493) انتهى.
التعليق: في النفس من هذا الكلام شيء، حيث إن الأندرابى في بعض المواضع التي ذكر فيها شيخه هذا أعقبه بقوله (رحمه الله) مما يعنى وفاته، ومن المؤكد أن الأندرابى توفى سنة (470).
3 - ص 20س7 قال:"وتوفي – العطار- سنة (398).
التعليق: المذكور في المنتخب من كتاب السياق ص339 أنه توفي سنة (450) وهذا الأصوب عندي والله أعلم.
4 - ص 20 س12: لم يذكر سنة وفاة شيخ الأندرابى أبى الحسن علي بن محمد، وهى كانت في سنة (431) كما في المنتخب من كتاب السياق ص 415
5 - ص21: لم يذكر سنة وفاة: أبى بكر الحيرى التي كانت (451).
6 - ص22:لم يذكر سنة وفاة أبى منصور حفيد ابن مهران،وهى سنة (447).
7 - ص 27س13 قال:"الكتاب الذي يتضمن 53باباً كل باب في علم من علوم القرآن "
التعليق: سبق بيان أن الإيضاح هو في علوم القراءات وليس علوم القرآن.
ثانياً: الملحوظات على التحقيق.
أولاً: السقط:وجعلت كل ما كتب بين قوسين هكذا () سقط من المخطوط مع وجوده في المطبوع،ولا أقصد بكلمة "صوابه " الصواب المقابل للخطأ،وإنما أقصد ما هو في المخطوط بغض النظر عن خطئه وصوابه.
1 - ص 41س8: قرأت القرآن من أوله.
في المخطوط: القرآن (كله) من ...
2 - ص 41س11: أبى بلال الكوفي.
المخطوط:بلال (المقرئ) الكوفي.
3 - ص24س1:أحمد بن عمر بن سليمان ..
المخطوط عمر (بن أحمد) بن ..
4 - ص24 س4: يزيد الحلواني ..
المخطوط يزيد (الصفار) الحلواني ..
5 - ص24 س5:مينا الزهري،صوابه:مينا (قالون) الزهري.
6 - ص34س4:على الإمام 0صوابه:على (الأستاذ) ...
7 - ص34 س6:كوفي بن البختري ..
الصواب:بن (مطيان) ...
8 - ص44س11:بكر بن الحسين،الصواب:بكر (أحمد) بن ..
9 - ص46 ص 2:التابعين وتصدر،صوابه: التابعين (بالمدينة) ..
10 - ص 46س7:وكان،صوابه) وقد) كان ..
11 - ص47س10:فقلت أقرأت،صوابه:فقلت (له) ...
12 - ص 48س15:أحد أنه،صوابه:أحد (ممن حضره) ...
(يُتْبَعُ)
(/)
13 - ص51س3:المدني مولى،صوابه: المدني (من أبناء فارس)
14 - ص 52س5قرأت القرآن من أوله، صوابه:القرآن (كله) ..
15 - ص53س4: طيبة على أبيه، صوابه: طيبة (وقرأ) ...
16 - ص54س1:الأصبهانى على، صوابه: الأصبهانى (أيضاً) ..
17 - ص54س4:كله عليه وقرأ ..
الصواب كما في المخطوط:عليه (وقرأ على أحمد بن الحسين وقرأ على أبى بكر محمد بن أحمد بن مرثد التميمي البخاري المقرئ) وهو سطر كامل.
18 - ص54س5:المنذر وقرأ، صوابه:المنذر (وقرأ على أبى الأشعث الجيزى و) ..
19 - ص55س2:سامراء وقرأ0صوابه كما في المخطوط: سامراء (وقرأ على إسماعيل) ..
20 - ص55س5:الكاغدي وقرأ،صوابه: الكاغدي (وقرأ على الدوري) ....
21 - ص56س2: طريق الحلواني،صوابه: الحلواني (عنه) ..
22 - ص57س9:أخبرنا أحمد،صوابه:أخبرنا (أبو بكر) ...
23 - ص58ص4:الشنبوذي رواية ....
في المخطوط:الشنبوذي (وقرأ على أبى الحسن بن شنبوذ وقرأ على أبى علي الحسن بن علي بن مالك الأشناني وقرأ على أبى جعفر أحمد بن صالح المصري وقرأ على قالون وقرأ على نافع،وقالون الجيد بلغة روم (كذا) ولقب به) ....
24 - ص65س1:المكي مولى،صوابه:المكي (الداري) ..
25 - ص66س4:انقرض من القراء،صوابه:انقرض (الأئمة) ..
26 - ص67س3:والخزاعي عنه، صوابه: والخزاعي (والحداد) ..
27 - ص69س16:تسكين العمر، صوابه:تسكين (العين من) .. مع أن كلمة (العمر) محرفة تحريفاً كما سيأتي.
28 - ص70س4:الخزاعي قرأت،صوابه: الخزاعي (عنه) ..
29 - ص73س3:وقرأ ابن عباس،صوابه وقرأ (على) ابن ...
30 - ص73س7:ابن كثير على، صوابه:ابن كثير (أيضاً) ..
31 - ص76س4:ابن مجاهد على،صوابه:ابن مجاهد (وقرأ ابن مجاهد) على ..
32 - ص77س1:عامر واختلف، صوابه:عامر (اليحصبي ثم الشامي) ...
33 - ص80س16:عامر على،صوابه:عامر وقرأ ابن عامر) ..
34 - ص81س1:يحي الذماري،صوابه: يحي بن الحارث) ...
35 - ص83س4:جلهمة بن خزاعة، صوابه جلهمة (بن حجر) ..
36 - ص83س14:بالكوفة واختلف، صوابه: بالكوفة (والله أعلم) ..
37 - ص84س3:زبان وقيل،صوابه: زبان (ابن العلاء) ..
38 - ص86س8:أوقية رواية، صوابه:أوقية (وقرأ على اليزيدي) ..
39 - ص 86 س 9:-:الدوري طريق،صوابه:الدوري (عن اليزيدي) ..
40 - ص86 س14:اليزيدي طريق،صوابه: اليزيدي (رواية السوسي عن اليزيدي) ...
41 - ص87س2:السوسي وقرأ، صوابه: السوسي (القواس) ...
42 - ص88س1:حمدون طريق، صوابه:حمدون (عن اليزيدي) ..
43 - ص88س3:وقرأ ابن مهران، صوابه:وقرأ (على) ...
44 - ص88س10:على عبدا لله،صوابه: على (أبى) عبدالله ...
45 - ص89س11:وقرأ ابن مهران، صوابه وقرأ (على) 000
45 - ص89س12:أبى الحسن،صوابه أبى (علي) الحسن 00
46 - ص89س14:على شجاع، صوابه شجاع (وقرأ على ابن-كذا-عمرو) 0
47 - ص91س11:قالا قرأ على،صوابه قالا (قرأنا) 000
48 - ص93س12:الزيات وعيسى،صوابه:الزيات (الكوفي) 00
49 - ص94س7:بن عمرو وكان في البصرة،صوابه كما في المخطوط: بن عمرو (ولد في الجاهلية وقرأ على علي بن أبى طالب رضي الله عنه وقرأ على رسول الله صلى الله عليه، وكان أبو عمرو من الطبقة الرابعة بقراءته على ابن كثير، كذلك حكى حماد بن سلمة قال:رأيت أبا عمرو يقرأ على ابن كثير،مات بالكوفة في خلافة المنصور سنة ست أو سبع أو أربع وخمسين ومائة رحمة الله عليه) فهذا النص الطويل كله سقط من المطبوع،مع ملاحظة الاكتفاء بصيغة (صلى الله عليه) في حق النبي صلى الله عليه وسلم وهو أسلوب متكرر جدا في كتاب "المباني لنظم المعاني "0
50 - ص102س4:أبوبكر لعاصم،صوابه:أبو بكر (قلت) 00
51 - ص102س6:عاصم طريق،صوابه:عاصم (من) 00
52 - ص102س14داودحفص، صوابه: داود (و) حفص 00
53 - ص103س2الصباح قرأت، صوابه الصباح (عنه) 000
54 - ص105س3كحسنون لم،صوابه:حسنون (و) لم 000
55 - ص107س15:عاصم طريق،صوابه:عاصم (من) 00
56 - ص110س8:بالضبي وقرأ، صوابه:بالضبي (من قبل الأم) 00
57 - ص111س8:الكوفي رواية،صوابه: الكوفي (وقرأ على علي بن موسى الكاتب وقرأ على سليم وقرأ على حمزة) 000
58 - ص112س9:قرؤوا أبى،صوابه:قرؤوا (على) 00
59 - ص114س2:محمد بن،صوابه محمد (بن عبد الرحمن) 00
60 - ص114س7:وقرأ أبي،صوابه:وقرأ (على) 000
61 - ص115س3المائدة وكان، صوابه:المائدة (قال) 0000
62 - ص115س5:خمسين قال، صوابه: خمسين (قال العجلي كان حمزة يمد "فباؤا"أكثر) 00
63 - ص116س2 وقرأ يحي،صوابه و (قد) 000
(يُتْبَعُ)
(/)
64 - ص117س7:بلال وقرأ، هنا بعد كلمة بلال،كلمة غير واضحة عندي وهي هكذا (ولقبه أيسر) مع توضيح خلو الكلمة من النقط0
65 - ص120س6:القرآن وسمي،صوابه القرآن و (إنما) 000
66 - ص121س8:محمد بن منده، صوابه محمد (بن يحي) بن منده
67 - ص124س2:الأستاذ أبو،صوابه الأستاذ (الإمام) 00
68 - ص124س12:من طريق،صوابه من (طريقي)
69 - ص125س7:رستم وقرأ، صوابه:رستم (الطبري) 00
70 - ص127س8:ذهل بن،صوابه:ذهل (أحمد) 00
71 - ص127س10:مزيد الخراز،في المخطوط: مزيد (وأبو مزيد)
72 - ص129س8حبيب وغيرهم، صوابه:حبيب (الزيات) 00
73 - ص130س2الحسن وكانا، صوابه:الحسن (الشيباني الفقيه) 00
74 - ص131س6التلاوة يقول،صوابه:التلاوة (وكيفية القراءة) 00
75 - ص132س5:المروالروذي قال، صوابه:المروالروذي (رضي الله عنه)
76 - ص132س: سعيداً من،صوابه:سعيداً (براً) 000
77 - ص135س5:ومقرئهم وإمامهم، صوابه:ومقرئهم (بها) 00
78 - ص138س1:العطار رحمه الله،صوابه:العطار (النحوي) 00
79 - ص140س12:وقرأ، صوابه: و (قد) قرأ
80 - ص141س6:الذي قرأ، صوابه: الذي (أقرأه الذي قرأ) 000
81 - ص142س2:بن سلام كان،صوابه:بن سلام (البغدادي) 00
82 - ص144س12:الشام عمار،صوابه: الشام (ابن) 00
83 - ص147س10:متوسطة وكان، صوابه:متوسطة (لم يخرج منها عن قراءة من تقدم ذكره) 000
84 - ص148س7:وقرأ أبى،صوابه:وقرأ (على) 000
85 - ص148س10:حمزة وكان، صوابه:حمزة (قال) 00
86 - ص148س11:غيره فخلفه، صوابه: غيره (ثم ثقلت أذنه) 00
87 - ص150:قبل السطر الأول سقط: (قال ابن مجاهد وحدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا خلف قال حدثنا أبو زيد عن أبي عمرو بن العلاء) 00
88 - ص151س2محمد وكان، صوابه:محمد (بن عثمان البصري المعروف بالسجستاني) 00
89 - ص152س1:حاتم وقال، صوابه:حاتم (قال) وقال0
هذا ما وقفت عليه مما سقط من النسخة المطبوعة وهو موجود في النسخة الخطية ولم يشر المحقق إلى شيء من ذلك 0
ثانياً التصحيف والتحريف:
1 - ص 44س6:حدثنا بها،صوابه: (حدثناها) 0
2 - ص44س7و8: منها، صوابه (فيها) 0
3 - ص45س6:رواية بلا تلاوة، صوابه رواية (لا) تلاوة 0
4 - ص45 - س13:مر ذكرهم،صوابه: (تقدم) 000
5 - ص46س3:إمام دار الهجرة بلا،صوابه كما في المخطوط:إمام (المدينة لا) 00
6 - ص46س7:ممن لقي،صوابه:حذف كلمة (ممن) فهي ليست في المخطوط وكذلك كلمة (السن) في السطر الذي بعدها زائدة من المحقق0
7 - ص46س12:أيضا ًكلمة (السن) ليست في المخطوط0
8 - ص46س15:إمام المسجد بالمدينة‘صوابه كما في المخطوط:إمام (الناس) ..
9 - ص49س2:معه كانوا من،صوابه:حذف (كانوا) لأنها زائدة على المخطوط.
10 - ص51س12:ويتجنب، صوابه (ويجتنب) و تكررص65س8
11 - ص61س2:روحان،صوابه:رومان، بالميم وليس الحاء، وتكرر أيضاً ص94س3
12 - ص62س4:عليه شخصان،صوابه (نفسان) بدل "شخصان.
13 - ص65س6:المسجد،صوابه (مسجد)
14 - ص66س3:حتى يطردوا،صوابه (طردوا) فعل ماضى.
15 - ص66س5:أبو معبد،صوابه (أبا) ..
16 - ص69س17:العمر،صوابه (المعز)،وهنا غفلة شديدة من المحقق في الحاشية، فلتراجع.
17 - ص70س15: (عن الفليحى) ليست في المخطوط
18 - ص71س7: ومنهم، صوابه (فمنهم) ...
19 - ص71س13:عن أبى عصمة،صوابه (وابن عصمة) ..
20 - ص71س13:ومنهم:صوابه (وغيرهم) ..
21 - ص71س14: به عهداً،صوابه (عهداً به) ...
22 - ص72س7:استفهامية، صوابه (استفهامة) ..
23 - ص76س1:محمد بن،صوابه (موسى) .. وتكرر بعد ذلك بسطرين وعلق عليه المحقق، ولأولى التعليق هنا في الموضع الأول.
24 - ص79س8:من تميم،صوابه (بن) بدل من ...
25 - ص82س1:أنهزهم،صوابه (أشهرهم) ..
26 - ص85س8:وقال،صوابه (وكان) ..
27 - ص87س6: الصايغ، ليست في المخطوط،ولا وجه لذكرها،إذ ليست مرتبطة بكلام لا قبلها ولا بعدها.
28 - ص87س12:الخياط،صوابه (الحناط) "بالنون " ..
29 - ص88س11:وعبيد الله،صوابه (وعبيد) بدون الاسم الكريم
30 - ص89س1:المقر بذله، تحريف ظريف صوابه (نزل الثغر) كما ذكر المؤلف بعد سطرين ..
31 - ص89س1:يأتيه،صوابه (أتاه) ..
32 - ص89س12:وقرأ على،صوابه (وعلى) بدون "قرأ" ..
33 - ص91س5:القرآن كله، (كله) ليست فى المخطوط ...
34 - ص91س10: (عمر بن) ليست فى المخطوط ...
35 - ص92س1:وأخبرني،صوابه (وأخبرنا) ...
36 - ص92س2:أخبرنا،صوابه (حدثنا) ...
37 - ص96س1:بن نصر،صوابه بن (النضر) ...
38 - ص97س2:بني كامل،صوابه بني (كاهل) بالهاء ..
(يُتْبَعُ)
(/)
39 - ص97س6: مترف،صوابه (مطرف) بالطاء ..
40 - ص98س2:التميمي،صوابه (التيمي) ..
41 - ص98س6:تمرّ، صوابه (غيّر) ..
42 - ص99س5 (القرآن) ليست فى المخطوط ..
43 - ص101س9:محمد بن،صوابه (موسى) ..
44 - ص103س1: دعّاج،صوابه (ديباج) ..
45 - ص103س11:وعيره،صوابه (وغيره) ..
46 - ص104س11: الدوري،صوابه (الدويري) ..
47 - ص105س6: يوم القيامة،صوابه: يوم (الزينة) والعجب أنها كلمة قرآنية قيدها المؤلف بالسورة ..
48 - ص107س8: بكر، صوابه (زيد) ..
49 - ص107س13: شبّة،فى المخطوط (شيبة) ..
50 - ص110س11: (الحذاء) ليست فى المخطوط ..
51 - ص115س2: وتلقيت،صوابه (وبلغت) ..
52 - ص116س1:وهم،صوابه (وهؤلاء) ...
53 - ص116س3و7و11: نضلة، صوابه (نضيلة) ..
54 - ص122س5: حدثني أبو،صوابه (حدثنا) ...
55 - ص138س6:بن عبد، كلمة (عبد) زائدة ...
56 - ص139س12:السامري، فى المخطوط (السرمن رأى) ...
57 - ص141س9:سنة خمس،صوابه (خمسين) ..
58 - ص142س10:كثير من العلوم،صوابه (العوام) ..
59 - ص143س1:عبد الله، صوابه (عبيد الله) ..
60 - ص143س10:الفسوي،صوابه (البغوي) ...
61 - ص145س5:اختار،صوابه (اختاره) ..
62 - ص148س12:ابنه محمد،صوابه (محمد ابنه) ..
63 - ص149س4:باختيار خلف كله،صوابه (كله باختيار خلف) ..
64 - ص149س5: بالربض،صوابه (في الربض) ...
65 - ص152س2:ما قرأت، صوابه:ما (فرغت) ..
هذا ما وقفت عليه مما حرّف أو صحّف،وليس ذلك تقليلاً من جهد المحقق ولا تنقيصاً من فضله،فله الفضل والدعاء بالتوفيق والسداد على ما قدم للباحثين من معلومات مهمة وقيّمة حواها هذا الجزء المحقق،يعرف كل ذلك حق المعرفة من صاحب الكتاب في أبحاثه العلمية، ولكن الله تعالى لم يكتب العصمة لغير كتابه، وكل منا يؤخذ من كلامه ويرد،وآخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين.
د/السالم محمد محمود أحمد (المشارك في الملتقى باسم "الجكني")
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[01 Jun 2006, 04:44 م]ـ
أحسن الله إليك شيخنا الكريم ونفعنا بما تكتب وتفيد به وجعله رفعة لك في الدارين وموجبا لرحمة الله ورضوانه إنه سميع مجيب
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[01 Jun 2006, 04:48 م]ـ
كم نحن بحاجة إلى عيادات متخصصة في الكشف عن تلك النفائس والدرر التي لا يتفطن لها إلا من مارس البحث العلمي عن كثب وعلى كل حال أحسن الله إليك شيخنا الكريم ونفعنا بما تكتب وتفيد به وجعله رفعة لك في الدارين وموجبا لرحمة الله ورضوانه إنه سميع مجيب الدعاء .... آمين
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Jun 2006, 04:48 م]ـ
شكر الله للدكتور السالم الجكني الشنقيطي هذه الملحوظات التصحيحية للكتاب، وجزاه خيراً.
رابط ذو صلة بالموضوع:
من هو مؤلف تفسير (المباني في نظم المعاني) الذي نشر آرثر جفري مقدمته؟ ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4905)
ـ[د. أنمار]ــــــــ[16 Sep 2006, 12:17 ص]ـ
السلام عليكم
طلبان من الأستاذ الجكني حفظه الله:
الأول: نبذة بسيطة عن الكتاب من فضلكم
الثاني: أين يباع في المملكة؟ وفي مكة أو جدة إن إمكن.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[06 Oct 2006, 05:32 ص]ـ
وفقني الله للحصول على نسخة من الكتاب
فأضيف على ما سبق للدكتور الجكني بعض الملاحظات ثم ما دونته على حاشية الغلاف من الفوائد المنثورة في الكتاب.
========================
من أخطاء المحقق اعتراضه على الإمام ابن الجزري في وصفه كتاب الإيضاح بأنه في القراءات العشر واختيار أبي عبيد وأبي حاتم
فقال المحقق:
كتاب الإيضاح ليس من كتب القراءات العشر وإن كانت أسانيد النص المحقق تمثل تسع قراءات من القراءات التي ذكرها ابن الجزري في كتابه النشر في القراءات العشر
ثم قال ويظهر أن ابن الجزري لم يطلع على كتاب الإيضاح للاندرابي ودليلي على ذلك عدم دقة ابن الجزري .. إلخ
اهـ
ص 14 من المقدمة
أقول بل الصواب هو مع ابن الجزري وكأن المحقق لعدم تضلعه من علم القراءات قال ما قال.
فهو نفسه ص 28 ذكر أسماء القراء المذكورين في الكتاب
فعدد 9 من القراء العشرة وابن محيصن باستثناء خلف
ثم أضاف 3 أصحاب اختيارات
خلف
وأبا حاتم سهل
وأبا عبيد القاسم
وكأن المحقق لم يعلم بأن خلف في اختياره هو نفسه خلف عاشر العشرة في نشر ابن الجزري
(يُتْبَعُ)
(/)
فغاية ما في عبارة ابن الجزري أنه اختصر ذكر ابن محيصن أما ما سوى ذلك فلا غبار عليه.
=================
الملاحظة الثانية هي في تمييزه بين القراءة والاختيار ص 28
قال: والقراءة تعني أن يكون للمقرئ قراءة مجردة على حرف واحد من أول القرآن إلى آخره
أما الاختيار فهو أن يأخذ القارئ من مجموع القراءات التي رواها حروفا يفضلها لسبب يذكره أو لا يذكره قد يكون حرف منها من قراءة في حين يكون الحرف الآخر من قراءة أخرى وهكذا إلى آخر القرآن الكريم
اهـ
ولا اعتراض عندي على تعريف الاختيار أما القراءة فتعريفها المذكور فيه ما فيه من قصور لا يناسب ما سيق لأجله، بل تعريف الاختيار عندي ينطبق على القراءة أيضا، فما من قراءة تنسب لقارئ من العشرة أو غيرهم إلا وكان له أكثر من شيخ. وإلا -أقصد لو لم يكن له إلا شيخ واحد- لنسبت تلك القراءة لشيخه لا له، فأنت ترى أنها لم تنسب له إلا لاختياره من قراءة شيوخه وقراءة أهل بلده ما اشتهر بالإحالة والنسبة إليه لا إلى من سبقه من الشيوخ.
وعندي أن التقريق بين القراءة والاختيار هو مصطلح يذكرونه للتمييز.
فمن اشتهر كراو يروي عمن سبقه كخلف راوي حمزة وعاشر العشرة واليزيدي راوي أبي عمرو وأحد الأربعة عشر أو اشتهر بالتدوين ونقل قراءات من سبقه كأبي عبيد والسجستاني، ثم صار لهم اجتهاد في انتقاء القراءة مما رووه ثم جعلوه على نسق نسبوه لأنفسهم سمى العلماء ذلك اختيارا تمييزا له عما هو نقل محض منسوب لقراء سابقين.
=====================================
ومن فوائد هذا الكتاب مما أضاف شيئا لمعلوماتي المتواضعة:
ذكر نصا عن كتاب أبي عبيد في القراءات، وهو من الكتب المفقودة التي لا أظن ابن الجزري اطلع عليه
"قال أبو عبيد: فكل ما كان في كتابنا هذا من القراءات عن أهل المدينة: أبي جعفر وشيبة ونافع ... "
ففيه بيان بأسماء 3 من القراء الذين اعتمدهم أبو عبيد
ص 44
ذكره خباب بن الأرت من شيوخ أبي جعفر ص 45
ذكر أسماء 8 شيوخ لنافع والمشهور المتداول في معظم الكتب 5 فزاد هنا
خارجة بن زيد بن ثابت
زيد بن أسلم
صالح بن خوات
رشد بن راشد
ولم يذكر مسلم بن جندب
ص 60
قراءة أبي الأخريط على أسماعيل رواية ابن كثير
قال: ثم لقيت بعد شبل بن عباد ومعروف بن مشكان فقرأت عليهما فما اختلفا علي في القرآن كله إلا في (ولي دين)
قال أحدهما: ولي دين، نصب
وقال آخر: ولي دين جزم
قال القواس: ونحن نقرأ ولي دين جزم
ص 69
أقول والقواس هو الراوي عن أبي الأخريط
والوجهان مقروء بهما للبزي عن ابن كثير في النشر والتسكين لقنبل قولا واحدا
تلامذة ابن كثير الآخذين عنه عددهم 80
ص 71
لم يقرأ المصنف قراءة ابن محيصن على ما يظهر وإنما يرويها رواية
ص 75
قال المؤلف: وكان - أي ابن عامر- لا يخالف ما مضى عليه السلف، ولا خالف في قراءته النقل والخبر.
ص 77
وإنما ذكرته لأن ابن الجزري نقل ما يؤيد ذلك لكن عن الأهوازي 1/ 425 الطبقات
الآخذين للقراءة عن حمزة من العلماء والفقهاء
الثوري، وإسرائيل، وحماد، وأبي الأحوص، ووكيع
ص 115
قال سليم: ولم يخالف حمزة الأعمش فيما وافق فيه قراءة زيد بن ثابت
ص 150
========================
وملخص أسانيد الكتاب
القراء العشر وقراءة ابن محيصن واختيار أبي عبيد وأبي حاتم
على النحو التالي بشكل تقريبي لجمعه بعض الروايات أو الطرق مع بعضها وتفريق ما يمكن جمعه
أبو جعفر
رواية واحدة
5 طرق
آخذ واحد عنه مباشرة
ونافع
4 رواه
10 طرق
4 أخذون عنه مباشرة
ابن كثير
3 روايات
8 طرق
والآخذون عنه مباشرة 3
ابن محيصن
راويان
ابن عامر
3 روايات
5 طرق
آخذ واحد عنه مباشرة
أبو عمرو
9 روايات
16 طريق
والآخذون عنه مباشرة 4
عاصم
7 روايات
22 طريق
والآخذون عنه مباشرة 5
حمزة
8 روايات
11 طريق
والآخذون عنه مباشرة 4
الكسائي
7 رواة
14 طريق
والآخذون عنه مباشرة 7
يعقوب
5 روايات
10 طرق
والآخذون عنه مباشرة 5
---------------------------------
والمؤلف يذكر شيوخ كل قارئ
ويذكر أسانيده الموصلة له بكل واحد وبيان كل طريق بتمامه
ويوجز ترجمة القارئ
ويختم كل فصل بذكر المعاصرين لكل قارئ ممن اشتهر بالقراءة في نفس البلد
=========================
(يُتْبَعُ)
(/)
كتاب الإيضاح -الذي هو أصل كتاب قراءات القراء- مخطوط في دار الكتب في استانبول رقم 1350 أي واي
ويقع في 205
ولو حقق كاملا لوقع في 2000 صفحة.!!!
ـ[الجكني]ــــــــ[06 Oct 2006, 03:26 م]ـ
فتح الله عليكم شيخنا الفاضل وجزاكم خيراً على هذا التوضيح0
ـ[د. أنمار]ــــــــ[12 Mar 2007, 07:17 م]ـ
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4905&highlight=%C7%E1%C3%E4%CF%D1%C7%C8%ED
5- أنَّ الأندرابي -للأسف- كان كرَّامي المعتقد.
أقول لو يزيدنا إيضاحا الشيخ عن سبب جزمه بهذا.
الأندرابي: وهو كما ترجمه صاحب المنتخب: أحمد بن أبي عمر المقرئ، المعروف بالزاهد الأندرابي، من أصحاب أبي عبد الله بهيّ المنظر، مشهور، ثقة، زاهد عابد، عالم بالقراءات، له التصانيف الحسنة في علم القراءات، أقام بنيسابور سنين، رأيت سماعه في ((صحيح مسلم)) وغيره، توفي يوم الخميس الحادي والعشرين من شهر ربيع الأول سنة سبعين وأربعمائة، وصلى عليه أبو بكر بن حامد، ودفن في مقبرة معمر. ([50]) اهـ
هذه أوسع ترجمة وجدتها له، وحسب علمي القاصر لا يوجد إلاَّ هي وترجمة ابن الجزري له ([51])، وهي ترجمة تزيد عما هنا بذكر كنيته وهي ((أبو عبد الله)) ونسبته وهي ((الخراساني)) بدل الأندرابي، وذكرَ شيوخه في القراءات واسم مؤلفه فيها وهو ((الإيضاح في القراءات العشر واختيار أبي عبيد وأبي حاتم)) لكن ليس فيها تحديد سن وفاته، بل قال ابن الجزري: ((مات بعد الخمسمائة)) وهو مرجوح بما ذكر صاحب ((المنتخب)) للمعاصرة.
.
أقول من باب المذاكرة وجدت له ترجمة في: إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب: معجم الأدباء ياقوت الحموي
أحمد بن أبي عمر، المقرئ، المعروف بأحمد الزاهد
أبو عبد الله الأندرابي، مات في العشرين من ربيع الأول، سنة سبعين وأربعمائة، ذكره عبد الغافر، وقال: شيخ زاهد عابد، عالم بالقراءات، له التصانيف الحسنة في علم القراءات، سمع الحديث، وأكثر سماعه مع السيد أبي المعالي، جعفر بن حيدر العلوي، الهروي الصوفي، وكان رفيقه، سمعا صحيح مسلم وغيره، وروى عن محمد بن يحيى ابن الحسن الحافظ. روى عنه أبو الحسن الحافظ.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[28 Nov 2010, 12:02 ص]ـ
نوقشت في جامعة أم القرى رسالة دكتوراه بعنوان تحقيق كتاب (الإيضاح في القراءات العشر) للأندرابي ت470هـ ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=13676&highlight=%C7%E1%C3%E4%CF%D1%C7%C8%ED)(/)
الردّ على علماء الأصوات في مسألة همس الطاء المنطوق بها اليوم
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[06 Jun 2006, 06:01 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم
كما هو معلوم عند علماء الأصوات أنّ الطاء المنطوق بها اليوم مهموسة ودليلهم في ذلك قول سيبويه: "ولولا الإطباق لصارت الطاء دالاً" ويقولون أنّ الطاء الصحيحة هي التي تعدل الضاد المنطوق بها اليوم. وهذا الكلام فيه نظر لعدّة أسباب:
أوّلاً: الهمس هو جريان النفس عند النطق بالحرف لضعف الاعتماد على المخرج. فمن هذا التعريف نستخرج منه شيئين أساسيين وهما: جريان النفس و ضعف الاعتماد على المخرج. ونحاول الآن تطبيق هذا التعريف على الطاء الحالية فنقول: هل الطاء في نحو {الطآمّة} و {الطّلاق}، {إطعام} ... يجري فيها النفس كما في حروف الهمس الأخرى؟ هل هناك ضعف في الاعتماد على المخرج أم العكس؟ ولا شكّ أنّ الشرطين لا يتحققان في الطاء.
ثانياً: إن كانت الطاء الحالية مهموسةً حقاً فكيف نقلقلها بسهولة ولو كان النفس يجري حقيقة لما استطعنا قلقلتها إلاّ بكلفة لجريان النفس ولو أردتّ أن تقلقل الكاف أو التاء لوجدتّ مشقّة في ذلك. لأنّ القلقلة هو انحباس النفس والصوت فجريان النفس أو الصوت يبطل القلقلة.
ثالثا: هناك نصوص للقدامى أثبتت التشابه بين الطاء والتاء وهو المؤيّد للطاء المنطوق بها اليوم وهذه النصوص هي:
قال مكي بن أبي طالب القيسي (ت437) في كتابه الرعاية ص 198،199 طبعة دار عمان:" ويجب أن يبيّن الطاء إذا وقعت بعد صادٍ أو ضادٍ لأنّها لا تكون إلاّ مبدلة من تاء زائدة، وليس بأصلٍ فيُخافُ عليها أن يميل اللسان إلى أصلها وهو التاء. فبيانها هناك لازمٌ وذلك نحو {فمن اضطرّ}، أصله {أضترّ} من الضرر على وزن افتعلّ ثمّ أبدلوا من التاء طاءاً لمؤاخاتها للضاد في الإطباق والاستعلاء والجهر ولبعد التاء من الضاد وضعفها، لأنّ التاء حرف مهموس فيه ضعف فقُرِنَ بالضاد حرفٌ قويّ مثلها وهو الطاء، فأبدلت من التاء. وكذلك: أصطفى أصله اصتفى من الصفوة على وزن افتعل ثمّ فُعِلَ بالتاء مع الصاد مثلُ ما فُعِلَ بها مع الضاد لأنّ الصاد أيضاً من حروف الإطباق والاستعلاء فيجب أن يبيّن الطاءُ في هذا كلّه إذ هي بدلٌ من التاء ويظهر الإطباق لئلاً يذهب اللفظ نحو التاء التي هي الأصل. "
أقول: هذا يدلّ على تشابه الطاء بالتاء وتقاربهما.
وقال أيضاً رحمه الله: " .. كذلك لولا الإطباق والاستعلاء اللذان في الطاء لكانت دالاً، فإنّما فرّق بينهما في السمع اختلاف بعض الصفات لا غير " الرعاية ص201. أقول: قوله رحمه الله" فإنّما فرّق بينهما في السمع " يدل على عدم تشابههما في السمع أي بين الطاء والدال.
وقال رحمه الله: " فإن لم يتحفّظ القارئ بإظهار لفظ التاء على حقّها من اللفظ قَرُبَ لَفظُها من لفظ الطاء ودخل في التصحيف وذلك نحو {يستطع} و {استطاع} و {يستطيعون} وشبهه، ولا بدّ من التحفظ بإظهار التاء في هذا النوع بلطف مرقق غير مفخّم ليظهر من لفظ الطاء التي بعدها. ألا ترى أنّ التاء إذا وقعت بعد حرف إطباقٍ، لم يكن بدّ من أن نبدل منها طاء، لضعفها وذلك نحو {اصطفى}، {وهم يصطرخون} و {يصطلون} و {فمن اضطرّ} وشبهه. ليعمل اللسان عملاً واحداً. وأصل الطاء في ذلك شبهه تاء، إنما تبقى التاء على لفظها مع حرف الإطباق إذا كانت قبله متحرّكة، فافهمه " الرعاية ص207.
أقول: إن كانت الطاء الصحيحة هي الضاد الحالية فما الذي حمل مكي القيسي أن يقول كلّ هذا الكلام؟. فماذا بعد الحقّ إلاّ الضلال.
قال أبو عمر الداني (ت444): " فإذا التقت الطاء وهي ساكنة بتاءٍ أدغمت فيها بيسر وبيّن إطباقها مع الإدغام وإذا بُيّن امتنعت من أن تقلب تاءاً خالصة " التحديد ص138. أقول لولا أطباق الطاء في {بسطتّ} و {أحطتّ} ونحوهما لكانت تاءاً في السمع وهذا يدلّ على التشابه في السمع.
وقال رحمه الله تعالى " وإذا اجتمع – أي حرف التاء - مع حروف في كلمة فيلزم تعمّلُ بيانه وتخليصه من لفظه الطاء، وإلاّ انقلبت طاء كقوله تعالى {فاختلط} و {وما اختلط}، {فإن استطعت} و {تطلع} و {ولا تطغو} ........ "
(يُتْبَعُ)
(/)
ثمّ قال " وإن سبقت الطاء التاء لخّص صوت الطاء، وإلاّ صار تاء نحو {فرّطت}، {أحطتّ}، {كشطت}، {حبطت} " التحديد ص139،140.
وإذا رجعنا إلى كتاب التمهيد لابن الجزري نجد نفس المضمون.
هذه النصوص تبيّن قرب الطاء من التاء وهو الموافق للمنطوق به اليوم ولله الحمد وتبطل قول القائلين بأنّ الطاء الصحيحة هي الضاد المنطوق بها اليوم.
رابعاً: ليس هناك نصّ صريح فيما اطلعت عليه يدلّ على التشابه بين الطاء والدال. بخلاف الظاء والذال وبين الصاد والسين، فلولا الإطباق في الظاء لكانت ذالاً زيادة على ذلك أنّ النصوص صرحت على تشابههما في السمع وهذا يقال في السين والصاد. أمّا الطاء والدال وإن كان الفرق بينهما هو الإطباق إلاّ أنّ التشابه بينهما في السمع غير منصوص عليه. فكم من حروف قد تقاربت في الصفات والمخرج ولم تتشابه في السمع كالغين والخاء حيث اتفقا في المخرج واختلفاً في الهمس فقط ولا شبه بينهما بخلاف الضاد والظاء فالفرق بينهما الاستطالة والمخرج ومع هذا فقد تشابها في السمع. فالتقارب في المخرج والصفات لا يستلزم المشابهة.
خامساً: قد تكفّل الله تعالى بحفظ كتابه فقال جلّ في علاه {إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون} أقول: هذه الآية شاملة تشمل حفظ القرءان في التحريف والتبديل والرسم والنطق، فكيف تجتمع الأمّة على خطأ علماً أنّ نطق الطاء الحالي هو المعمول به في جميع الأقطار من غير خلاف وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحقّ لا يضرهم من خذلهم}. فإن اتفق أهل الأرض قاطبة على خطأ فهذا معناه أنّ الله لم يحفظ كتابه وأنّ العلماء قد قصّروا في أداء مهامهم نعوذ بالله من ذلك. أمّا الضاد فلا تزال طائفة تقرأ بذلك بالإسناد ولله الحمد.
سادساً: إن قلنا أنّ حرف الضاد والطاء والقاف قد تغيّرت مع مرّ الزمان وهو أمرٌ طبيعي يدخل في تطوّر اللغات كما يقول علماء الأصوات. فأقول هذا كلام خطير فأهداف علماء الأصوات تختلف عن أهداف علماء التجويد والقرءات فالأوّل يعتبر ذلك أمرا طبيعياً وأمّا الثاني فيستحيل أن يقبل ذلك لأنّه القرءان وقد سهر القدامى لحفظ نطق القرءان ويجب علينا أن نحافظ على النطق الذي قرأ به النبيّ عليه الصلاة والسلام من خلال المشافهة وفق ما أودعه القدامى في كتبهم، الذين كانوا أقرب الناس بالقرون المشهود لها بالخيرة والذين نقلوا لنا هذا العلم نثراً ونظماً ومشافهة بأمانة. ولو فتحنا هذا الباب فسيكون في المستقبل قائمة أخرى لبعض الحروف التي ستتغيّر بشكل طبيعي وسيُغلق باب التحقيق في مسائل التجويد والقراءات لقبولنا لهذا التغيّر. وقد انبهرت عندما ناقشت أحد المشايخ في مسألة الضاد فقال إنك تخالف كلام سيبويه والقدامى عند نطقك بحرف الطاء، فما يمنعك أن تخالف نصوص القدامى في مسألة الضاد؟ فأجبته وقلت: أتريد أن تسدلّ بخطأ تقوية لخطأ آخر؟ - إن سلمنا أنّ الطاء مهموسة- ثمّ قلت له: بمسألة الطاء تريد أن تغلق باب التحقيق والرجوع إلى نصوص القدامى لا حول ولا قوة إلاّ بالله.
سابعاً: إنّ كلام سيبويه محيّرٌ للغاية ولكن هذا لا يسوغ وصف الطاء بالهمس والذي يتمثل في ردٍ نصوص التشابه بين الطاء والتاء وتخطئة القراء جميعاً. ولم أجد فيما اطلعت عليه من وصف الطاء بالهمس عند علماء التجويد. بل جميع القراء يثبتون الجهر والشدة في الطاء وينكرونها همسها.
أكتفى بما ذكرت وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
محمد يحيى شريف الجزائري
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[07 Jun 2006, 06:06 ص]ـ
أتفق معك في جميع ما ذهبت إليه،.
لقد قَبِل علماء الأصوات العرب أطروحات د. إبراهيم أنيس دون معارضةٍ تُذكر.
ويبدو أن من نص على همس الطاء، وردّ تصريح القدماء بجهرها قد طبّق قوله على الطاء الأعجمية التي ما هي إلا تاء مفخمة. أما مقصد سيبويه من المشابهة بين الدال والطاء إن سلمت عبارته من تصحيف وتحريف فلا أجد لها محملاً إلا أنه يرمي إلى إثبات جهر الطاء، من أجل ذلك عدل عن التاء إلى الدال. إذ أن قلب الطاء تاءً مفخمة مشهور مستفيض في لغات المسلمين غير العرب حين يريدون القراءة أو حذق أصوات العربية. ولا بد أن سيبويه قد أحسّ بها إحساسنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد قبلنا -نحن الدكاترة الأحياء -المشتغلين في الأصوات العربية أقوال أنيس ومشايعيه في (همس الطاء) بسرعة مذهلة.
وقبولنا لمثل هذا يعود إلى أمرين:
-إيحاء الكاتبين في الأصوات من خريجي الجامعات الغربية، وتعريفهم الجديد الغريب المختصر للجهر والهمس، لنا بأنهم قد رأوا الوترين الصوتيين يتحركان وأنهم قاموا بتعميم رصدهم لجميع الأصوات، كأنهم أساطين علم التشريح والفسلجة وفيزياء الصوت وليس الأمر كذلك. فالتجربة ناقصة كما سيتبين. وليس ثمّ (تجربة ضابطة) في المسألة.ولم أجد من بين (القدامى والمحدثين) من تكلم عن المنطقة الوسطى بين (الجهر والهمس) أعني أن يكون الحرف في بداية نطقه مهموساً ولكن الجهر يزيده وضوحاً وقوة ظهور، وما أرى الطاء إلا من هذا النوع.!
-فاتنا أن المتعلم العربي مصاب بدُوار (الاستقراء الناقص) وعُصاب (سُرعة الحكم)
حتى لو درس في جامعات الغرب، وأن علينا أن نعدّ إلى الألف بدل العد للعشرة قبل أن نتجرّأ على مخالفة آراء أساطين القراءة وعلماء الأصوات الكبار، المحققين منهم كسيبويه وابن جني. ليس وقوعاً تحت (سطوة الأسلاف) وقوع الملايين من التقليديين من "أهل العلم"، بل تأنياً وتثبتا وتطبيقاً للمنطق العلمي المعمول به في الجامعات العالمية كما ينبغي. فقضية (علم الصوت) لها جانبان، جانب وصفيّ قياسي تحليلي يعود الى (علم الأصوات العام) فهو جزء من علم الفيزياء (الطبيعيات). وهذا بلا شكّ يجب تصحيح محاولات القدماء في ضوئه. أما الجانب الآخر فهو جانب تاريخي يعتمد (الرواية) فالعينة التي تطبق عليها قوانين علم الصوت المستجدة هي عينة قد ظهرت في التاريخ وهي (فصحاء العرب) في القرنين الهجريين الأول والثاني. ولما كان الحاجز الزماني يمتنع اختراقه إلا عبر (شفرة الكتابة) كان لا بد من الرجوع الى أقدم (النصوص المكتوبة) في وصف أصوات فصحاء العرب في الزمان القريب من عصر النبوة (حسب قدرة التاريخ).
بالشروط الآتية:
-لا يجوز إهمال أي نص قديم معاصر للصوت الذي يصفه.
-قياس دقة مصطلحات المؤلفين القدماء في ضوء أمثلتهم وتحليلاتهم، (الحذر من محاولة استخدام مصطلحهم لغير ما قصدوه). أي استخدام المفردة للفكرة نفسها وليس لفكرة من عندنا.
-الحذر من الاستقراء الناقص والجرأة على المخالفة.
-تلاوات القرآن هي محاولات بشرية متكررة لإنتاج (الصوت) عبر قرابة خمسين جيل، فهي (عيّنة وحكم ضمني) في نفس الوقت. وما دامت (نسخة كاربونية من نسخة من نسخة .. ) لم يبعد حصول تغيير ولو طفيف في بعض الأصوات. فاحتيج إلى ضوابط وصفية وقوانين محايثة ومستحدثة، يجب أخذها كلها بالحسبان.
ولذلك أخي الأستاذ يحيى يسرّني أن أغتنم هذه الفرصة فأشيد بمقارباتك العلمية، وطريقتك في الكتابة، والتفكير في (النصوص) بدل التفكير في الفراغ التي يرتكبها كثيرون، والتأني في الاستنتاج بدل التسرّع، والحذر من الشجرة التي تخفي الغابة. والاسترشاد بمقولة الأخفش الأكبر عبدالحميد بن عبدالمجيد:"أنحى الناس مَن لم يُلَحِّنْ أحداً".
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[07 Jun 2006, 07:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم الشيخ / محمد يحيى شريف تحية طيبة وبعد:
أرجو أن يتسع صدرك لتعليق بسيط على ما تفضّلتم به جزاكم الله خيرا وجعل ذلك في ميزان حسناتكم.
أولا: أرى -والله أعلم- أنّ مشكلة الطاء ليست بأسهل من أختها (الضاد)، ولذا فإنه يجبُ على الباحثين والدارسين -في نظري-إطالة البحث والتدقيق والنظر في هذه القضية وعدم التسرع بإصدار الآراء الفاصلة. والتأني في الاستنتاج في مثل هذه القضايا مطلوبٌ ومحمود خاصة وأنها تتعلق بالصوت القرآني.
ثانيا: سأتجنب أسلوب الرد والتفنيد خوفا من الوقوع في الجدل العقيم، وليس من طبعي الأخذ والردّ والصدّ والهجوم! ولذا أتمنى أن ندقق فيما نقوله وأن تكونَ ردودنا لا أجل الردّ وإنما بغية الوصول للحق إن شاء الله تعالى.
أقول وبالله التوفيق:
(1) قال مكي بن أبي طالب القيسي (ت437هـ): " اعلم أن الحروف إنما يُبدل بعضها من بعض، ويدغم بعضها في بعض للتناسب والقرب الذي بينها. ألا ترى أنه لولا الإطباق والاستعلاء والجهر اللواتي في الطاء لكانت تاءً، لأنهما في الشّدة سواء، ولأنهما من مخرج واحد. وكذلك لولا الهمس والتسفل والانفتاح اللواتي في التاء لكانت طاءً. كذلك لولا الإطباق والاستعلاء اللذان في الطاء لكانت دالا، لأنهما في الجهر والشدة متساويان، ولأنهما من
مخرج واحد. فالدال أقرب إلى الطاء من التاء إلى الطاء، والمخرج للثلاثة الأحرف
واحد." اهـ (1)
فانظر رعاكَ الله كم يلزمنا أن نلغيَ من الصفاتِ لنجعل الطاء تاءً أو التاء طاءً؟ وكم يلزمنا أن نلغي من الصفات لنجعل الطاء دالا أو الدال طاءً؟ وانظر بعد الإجابة وفقك الله أيهما أقرب إلى الطاء .. الدال أم التاء؟
ثم دقق بعد ذلك في قول مكي أيضا: " وكذلك لولا الانفتاح والتسفل اللذان في الدال لكانت طاءً. وكذلك لولا الجهر الذي في الدال لكانت تاءً، لأنهما من مخرج واحد. وكذلك لولا الهمس الذي في التاء لكانت دالا. فالدال إلى التاء أقرب منها إلى الطاء، فافهم هذا التناسب الذي بين الحروف وقس عليه ما لم نذكر لك"اهـ (2)
ولا يخفي عليك قول الداني (ت 444هـ): "ولولا الإطباق الذي في الطاء لصارت دالا، ولولا الجهر الذي في الدال لصارت تاءً "اهـ (3)
فما رأيكم يا شيخ محمد؟
(2) كل النصوص التي نقلتها عن أئمة هذا الفن بخصوص الطاء والتاء المتجاورتين تدخل تحت ما يسمّى بـ: تخليص الحروف، ولم يقصدوا بتنبيهاتهم تلك ما فهمتَه أنتَ بارك الله فيك. والدليل هو ما ذكرته لك أعلاه.
ولي عودة قريبة إن شاء الله،،،
______________________________
(1) الرعاية: ص 216 و 217
(2) المصدر السابق: ص 217
(3) التحديد: ص 138
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[10 Jun 2006, 01:09 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
أخي الشيخ عمار السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النصّ الذي ذكرهم وهو " لولا الإطباق لكانت الطاء دالاً "
أتسائل: هل يمكن ردّ جميع ما هو عليه القراء اليوم في النطق بحرف الطاء ووصفها بالهمس والقطع بأنّ الطاء ماهي إلاّ الضاد الجديدة النطعية على أساس النصّ المذكور؟
أقول لا يمكن أن نقطع بذلك على أساس نصّ قد يحتمل من جهة ويعارض نصوصاً من جهة وهو لا يوافق الملموس من الناحية التطبقية للنطق بحرف الطاء الحالي.
أولاً: الطاء المنطوق بها اليوم ليست مهموسة لعدّة أسباب:
1 – لا يجري معها النفس كما هو الحال في حروف الهمس الأخرى.
2 – قوّة الاعتماد على المخرج عند النطق بها وهو ينافي الهمس.
3 – صوتها انفجاري أي يخرج بعد انحباس الصوت والنفس فتخرج بنبرة قوية وهذا ينافي الهمس.
4 – الهمس معناه الخفاء كما قال تعالى {فلا تسمع إلاّ همساً} أي فلا تسمع إلاّ صوتا خفيا، فهل هو كذلك في الطاء الحالية.
5 – لم يوافق على هذا القول واحد من العلماء الكبار الذين يشار إليهم بالبنان من إهل الإقراء.
ثانياً: لا بدّ من نص صريح يثبت التشابه بين الطاء والدال كما هو الحال بين الصاد والسين وبين الظاء والذال فالفرق بين حرفي الجنسين هو الإطباق زيادة على ذلك التشابه الملموس والمنصوص عليه، بخلاف بين الطاء والدال فلم أجد فيما اطلعت عليه ما يدلّ صراحة على التشابه بين الحرفين بل كلام صاحب الرعاية صريح في افتراقهما سمعاً.
ثالثاً: التقارب بين الحرفين في المخرج والصفات لا يستلزم التشابه بينهما. فلولا الهمس في الخاء لكانت غيناً ولم يشتبها في السمع ولولا المخرج لاتفقت الحاء والثاء والفاء في السمع، وعلى هذا فاتقارب لا يستلزم المشابهة، إذن فالنصّ الذي يستدل به علماء الأصوات لا يدل على التشابه بين الطاء والدال وليس هناك نص يقوي تلك النظرية. إذن فالنص ظنّي وليس قطعي لأنّه يحتمل. فبالله عليه كيف تردّ ما هوعليه القراء اليوم من غير خلاف وتردّ النصوص التي تثبت التشابه بين الطاء والتاء بنصّ ظنّي يحتمل؟
قد قلتم: " فانظر رعاكَ الله كم يلزمنا أن نلغيَ من الصفاتِ لنجعل الطاء تاءً أو التاء طاءً؟ وكم يلزمنا أن نلغي من الصفات لنجعل الطاء دالا أو الدال طاءً؟ وانظر بعد الإجابة وفقك الله أيهما أقرب إلى الطاء .. الدال أم التاء؟ "
الجواب: " هذا كلام نظريّ نحن نريد نصاً يثبت التشابه بين الطاء والدال وقد ذكرتُ أنّ التقارب لا يستلزم التشابه ثمّ ماذا تفعل بالنصوص التي صرحت على التشابه بين الطاء والتاء أليس الأولى الجمع بين كلّ هذه النصوص ونأخذ بالصريح منها وما لا احتمال فيه والمؤيّد لما عليه القراء اليوم.
وقولكم:" كل النصوص التي نقلتها عن أئمة هذا الفن بخصوص الطاء والتاء المتجاورتين تدخل تحت ما يسمّى بـ: تخليص الحروف، ولم يقصدوا بتنبيهاتهم تلك ما فهمتَه أنتَ بارك الله فيك. والدليل هو ما ذكرته لك أعلاه. "
الجواب: ألا يدلّ لفظ التخليص على التشابه كما قال بن الجزري " وخلّص انفتاح محذوراً عسى ...... خوف اجتباهه بمحظوراً عصى " أو كما قال رحمه الله تعالى. ألم يستعمل القدامى لفظ التخليص في كل ما هو مشوب ومشتبه؟ ألا يدل هذا على التشابه بين الطاء والتاء وبالتالي إثبات صحة الطاء المنطوق بها اليوم.
أكتفى بما ذكرت والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد يحيى شريف الجزائري
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[11 Jun 2006, 09:05 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الكريم / محمد يحيى شريف، حياكم الله وشكرا لكم على ردكم المبارك.
قلتم: " هل يمكن ردّ جميع ما هو عليه القراء اليوم في النطق بحرف الطاء ووصفها بالهمس والقطع بأنّ الطاء ماهي إلاّ الضاد الجديدة النطعية على أساس النصّ المذكور؟ " اهـ
أخي الكريم .. نقاشي معكم بارك الله فيكم لا يعني أنني أتفق مع نظرية علماء الأصوات في جميع جزئياتها، وجوابا عن سؤالك أقول: الهمس (كما وصفه علماء العربية والتجويد) لا ينطبق على الطاء المقروء بها اليوم كما تفضلتم، وبهذا قرأتُ على مشايخي وما زلتُ أقرأ.
(يُتْبَعُ)
(/)
المشكلة تتركز في قول سيبويه (ت180هـ) وعلماء التجويد من بعده: "ولولا الإطباق الذي في الطاء لصارت دالا "! فالإشكال في كون هذا الوصف لا ينطبق على الطاء المنطوق بها اليوم بل ينطبق عليها قولنا:" ولولا الإطباق في الطاء لصارت تاءً! "
ولذا أرى أن نتعاون سويا بالتدقيق والنظر والتأني فلعلنا نصل إلى نتيجة مرضية إن شاء الله.
أخي الكريم .. خلافي معكم يتلخص في أنكم لا تثبتون التشابه بين الطاء والدال مخالفين بذلك نصوصا صريحة، وأرجو منكم - جزاكم الله خيرا - التدقيق في كلامي:
أولا: قلتم: "الطاء المنطوق بها اليوم ليست مهموسة لعدّة أسباب:
1 – لا يجري معها النفس كما هو الحال في حروف الهمس الأخرى.
2 – قوّة الاعتماد على المخرج عند النطق بها وهو ينافي الهمس.
3 – صوتها انفجاري أي يخرج بعد انحباس الصوت والنفس فتخرج بنبرة قوية وهذا ينافي الهمس.
4 – الهمس معناه الخفاء كما قال تعالى {فلا تسمع إلاّ همساً} أي فلا تسمع إلاّ صوتا خفيا، فهل هو كذلك في الطاء الحالية.
5 – لم يوافق على هذا القول واحد من العلماء الكبار الذين يشار إليهم بالبنان من إهل الإقراء "اهـ
قلتُ: أتفقُ معكم في السبب الأول والثاني والرابع، أما الثالث فاسمح لي بتعليق بسيط:
الشدة والهمس لا يتعارضان أخي الكريم .. والدليل هو أن الكاف والتاء مهموستان شديدتان ولذلك نحن نأتي بالشدة أولا ثم بالهمس ثانيا. قال محمد مكي نصر الجريسي (ت1322هـ): " فكيف تكون الكاف والتاء شديدتين مهموستين؟ قلتُ: الشدة في آن والهمس في زمان آخر، يعني أن شدتهما باعتبار الابتداء، وهمسهما باعتبار الانتهاء .. "اهـ (1)
وأما الخامسة:
قال الدكتور غانم قدوري الحمد: "ويفهم من قول طاش كبرى زاده (ت968هـ): "إن مخرج الطاء والتاء لما اتحدا وانحصر الفرق بينهما في صفة الاستعلاء والإطباق الحاصلتين في الطاء .. "أن الطاء كانت في زمانه صوتا مهموسا، لأنه لم يشر إلى أن الجهر أحد الفروق بين الطاء والتاء."اهـ (2)
ثانيا: لم ينكر أحد قرب التاء من الطاء! وأعيد طرح السؤال عليكم مجددا:من الأقرب إلى الطاء؟ الدال أم التاء؟ وأذكّركم بما نقلته لكم عن الإمام مكي في تعليقي السابق: "فالدال أقرب إلى الطاء من التاء إلى الطاء" يعني:أن التاء قريبة إلى الطاء لكنّ الدال هي الأقرب، فهل تريدُ نصا أشد صراحة من هذا بارك الله فيك!
وكذلك قول الداني: "ولولا الإطباق الذي في الطاء لصارت دالا "، لو قلتُ لك: لولا قصر زيد لكان خالدا، فهل يدلّ كلامي هذا على أن زيدا لا يشبه خالدا؟!!
أما قولكم: "فلم أجد فيما اطلعت عليه ما يدلّ صراحة على التشابه بين الحرفين بل كلام صاحب الرعاية صريح في افتراقهما سمعاً"
يا أخي الشيخ ... أنت بنفسك تقول بتشابه الصاد والسين، فانظر لما قاله الإمام مكي: " ولولا الإطباق والاستعلاء اللذان في الصاد-ليسا في السين-لكانت الصّاد سينا. وكذلك لولا التسفل والانفتاح اللذان في السين -ليسا في الصّاد-لكانت السين صادا. فاعرف من أين اختلف السّمع
في هذه الحروف والمخرج واحد، والصفات متّفقة."اهـ (3)
فهل قوله " فاعرف من أين اختلاف السمع في هذه الحروف" يعني أنها غير متشابهةُ في السمع؟! افتراقهما في السّمع يعني عدم التشارك وإلا لأصبحا صوتا واحدا.
ولذلك قال مكي: "واعلم أنه لولا اختلاف الصّفات في الحروف، لم يفرّق في السمع بين أحرف من مخرج واحد "اهـ (4)
أما ما يتعلق بتخليص الحروف أو (التحذيرات أو التنبيهات) فإن علماء هذا الفن قد ضمنوها كتبهم من باب تنبيه القراء على عدم الوقوع في مثل الأخطاء وهذا لا يعني المشابهة إلا ما نصوا عليه بنصوصهم الصريحة.
فقول ابن الجزري (ت833هـ) مثلا: " والميم من مخمصة ومن مرض" لا يعني أن الميم والخاء، والميم والراء متشابهتان! لكن وجب تخليص هذه الحروف بترقيقها كي لا تتأثر بالحروف المفخمة التي جاورتها.
أخي الشيخ محمد .. أنتم بارك الله فيكم تتركون النصوص الصريحة التي تقول بأن الطاء العربية هي النظير المطبق للدال وتتمسكون بنصوص أخرى لا علاقة لها بما نتحدث عنه! فتارة تستشهدون بنصوص محلها باب الإبدال ولا أدري ما علاقة الإبدال بقضيتنا! وتارة أخرى تستشهدون بنصوص متعلقة بالتحذير من الخلط بين الحروف!
ولقد قلتَ بارك الله فيك في بداية حديثك: "هذه النصوص تبيّن قرب الطاء من التاء وهو الموافق للمنطوق به اليوم ولله الحمد" وكأن علماء التجويد لم يعرفوا قرب التاء من الطاء!، وأنت بقولك "وهو الموافق للمنطوق به اليوم" تخالف نصوص القدماء في كون الدال أقرب إلى الطاء.
ثالثا: لا أريد أن يتعشب الحوار ويطول ... سؤالي لكم يتلخص في التالي:
لماذا قال العلماء الأوائل: " ولولا الإطباق الذي في الطاء لصارت دالا "؟؟
__________________________________
(1) محمد مكي نصر الجريسي: نهاية القول المفيد:ص 50 و 51
(2) الدراسات الصّوتية عند علماء التجويد:ص 245
(3) الرعاية:ص 211
(4) المصدر السابق:ص 218
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[11 Jun 2006, 01:35 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
أخي الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
----------------------------------------------------------
قلتم: " أتفقُ معكم في السبب الأول والثاني والرابع، أما الثالث فاسمح لي بتعليق بسيط:
الشدة والهمس لا يتعارضان أخي الكريم .. والدليل هو أن الكاف والتاء مهموستان شديدتان ولذلك نحن نأتي بالشدة أولا ثم بالهمس ثانيا. قال محمد مكي نصر الجريسي (ت1322هـ): " فكيف تكون الكاف والتاء شديدتين مهموستين؟ قلتُ: الشدة في آن والهمس في زمان آخر، يعني أن شدتهما باعتبار الابتداء، وهمسهما باعتبار الانتهاء .. "اهـ (1)
:
الجواب: لم أقل أنّ الشدّة والهمس يتعارضان لأنّ انحباس الصوت يكون قبل خروج النفس ولأجل هذا فإنّ الكاف والتاء لا يُُعتبران من حروف القلقلة لخروج النفس بخلاف الطاء فإنّ الصوت والنفس ينحبسان فاحتاج الحرف إلى نبرة وهي ما تسمّى بالقلقلة حتّى يخرج الصوت وهذا يدلّ على عدم همس الطاء الحالية لأنّها تتقلقل. فإن وافقتني على أنّ النفس لا يجري بسبب قوّة الاعتماد على المخرج فهذا يدلّ على جهر الطاء وعدم همسها وبالتالي فإنّ صوتها يكون انفجارياً لأننا نتفق على شدّة الطاء.
وحروف الهمس تخرج بنوع من الضعف في الصوت حتّى مع شدّة الكاف والتاء، الدليل على ذلك أنّك لو وقفت على الكاف في {الإفك} أو التاء في {خبت} تجد ضعفاً في الصوت لأنّها مهموسة وسميت لأجل ذلك. أقول: هل هو كذالك بالنسبة للطاء إن قلنا أنّها مهموسة؟ هل عندما تقف على {تشطط} تجد ضعفاً في الصوت كما هو الحال في حروف الهمس.
أقول لماذا أهمل علماء الأصوات هذه الحقائق ولم يأخذوها بعين الاعتبار وتسرّعوا في الحكم على الطاء بأنّها مهموسة بنصّ قد يحتمل لأنّ تقارب المخارج والصفات لا يستلزم المشابهة كما بينّا ذلك فالفرق بين الضاد والظاء هو المخرج والاستطالة وبينهما اشتباه في السمع بخلاف الفاء والثاء والحاء فإنّ هذه حروف لا تتشابه البتة والفرق بينهما ينحصر في المخرج فقط وكذلك الغين الخاء فإنّ الفرق بينهما الهمس ولا يتشابهان في السمع.ولذلك فإنّ كلام سيبويه لا يدلّ على اشتباه الدال والطاء في السمع لعدّة أسباب:
أولاً: ليس هناك نصّ صريح في التشابه بين الدال والطاء كما هو الحال بين السين والصاد ووبين الظاء والذال. وإن أردتّ أن أنقل لك النصوص على ذلك سأفعل إن شاء الله تعالى.
ثانياً: التقارب بين الحروف مخرجاً وصفة لا يستلزم التشابه كما أسلفنا إلاّ بقرينة ونصّ صريح في ذلك بل أقول لماذا صرح العلماء على التشابه بين الصاد والسين وبين الذال والظاء وبين الضاد والظاء وألحّوا على التمييز بينهما كما ألحّ ابن الجزري على التمييز بين عسى وعصى وبين محذوراً ومحظوراً و {أنقض ظهرك} {يعضّ الظالم} زيادة على النصوص الصريحة الواردة في تشابه حرفي هذه الأجناس. أمّا بالنسبة للطاء والدال فليس هناك نصّ صريح في تشابه الحرفين وما ألحّ العلماء على التمييز بين الحرفين، فما بقي إلا نصّ سيبويه الذي لا يكفي في ردّ ما عليه القراء اليوم.
------------------------------------------------------------------------
قولكم: قال الدكتور غانم قدوري الحمد: "ويفهم من قول طاش كبرى زاده (ت968هـ): "إن مخرج الطاء والتاء لما اتحدا وانحصر الفرق بينهما في صفة الاستعلاء والإطباق الحاصلتين في الطاء .. "أن الطاء كانت في زمانه صوتا مهموسا، لأنه لم يشر إلى أن الجهر أحد الفروق بين الطاء والتاء."اهـ (2)
الجواب: هذا الاستنتاج فيه نظر لعدّة أسباب:
أوّلاً: لم يصرّح بذلك ولردّ ما عليه القراء اليوم لا بدّ من أدلّة قطعيّة صريحة.
ثانياً: إن كانت الطاء مهموسة في عهده الشيخ طاش كبري فلماذا الأتراك يقرءون الآن الطاء مجهورة بقوّة الاعتماد على المخرج؟ أتغيّر هذا النطق؟ إن كان كذلك فالحمد لله على ذلك إذ نحن نتكلم الآن على الطاء الحالية وليست الطاء التي كان يقرأ بها الأتراك إن سلمنا ذلك. زيادة على ذلك لماذا نسب المرعشي همس الطاء إلى فئة قليلة من الناس في وقته وهو تركي وقريب العهد بالشيخ طاش كبري.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثالثاً: إن تنبّه الشيخ طاش كبري على خطأ همس الطاء المقروء به في ذلك الوقت فلماذا لم يبيّن الخطأ صراحة. لماذا لم يصرّح بذلك المرعشيّ مع دقته كما فعل في مسألة الضاد.
رابعاً: لو كان همس الطاء منتشراً عند الأتراك فلماذا لم يذكر المرعشيّ ذلك؟ بل نسب هذا النطق إلى بعض الناش ولا شكّ أنّ البعض أقل من الكلّ.
------------------------------------------------------------------------
قولكم: " ثانيا: لم ينكر أحد قرب التاء من الطاء! وأعيد طرح السؤال عليكم مجددا:من الأقرب إلى الطاء؟ الدال أم التاء؟ وأذكّركم بما نقلته لكم عن الإمام مكي في تعليقي السابق: "فالدال أقرب إلى الطاء من التاء إلى الطاء" يعني:أن التاء قريبة إلى الطاء لكنّ الدال هي الأقرب، فهل تريدُ نصا أشد صراحة من هذا بارك الله فيك
الجواب: تقارب الحروف مخرجاً وصفة لا يستلزم المشابهة ولا يدلّ على همس الطاء الحالية لأنّ الهمس هو جريان الصوت لضعف الاعتماد على المخرج فلا يمكن الهروب من مشكلة ونقع في مشكلة أخرى وهو القول بهمس الطاء الحالية وردّ جميع ما عليه القراء اليوم. بل النصوص تصرّح على تشابه الطاء بالتاء والدليل على ذلك تصريح العلماء على تخليص التاء من الطاء والتمييز بينهما في السمع بخلاف الطاء والدال. قال مكي في الرعاية: فيجب أن يبيّن الطاءُ في هذا كلّه إذ هي بدلٌ من التاء ويظهر الإطباق لئلا يذهب اللفظ نحو التاء التي هي الأصل " أقول أهناك كلام أوضح من هذا؟ ماذا تفعل بهذا النصّ؟ أتأخذ بالبعض وتترك البعض؟
------------------------------------------------------------------------
قولكم: " وكذلك قول الداني: "ولولا الإطباق الذي في الطاء لصارت دالا "، لو قلتُ لك: لولا قصر زيد لكان خالدا، فهل يدلّ كلامي هذا على أن زيدا لا يشبه خالدا؟!!
أما قولكم: "فلم أجد فيما اطلعت عليه ما يدلّ صراحة على التشابه بين الحرفين بل كلام صاحب الرعاية صريح في افتراقهما سمعاً"
يا أخي الشيخ ... أنت بنفسك تقول بتشابه الصاد والسين، فانظر لما قاله الإمام مكي: " ولولا الإطباق والاستعلاء اللذان في الصاد-ليسا في السين-لكانت الصّاد سينا. وكذلك لولا التسفل والانفتاح اللذان في السين -ليسا في الصّاد-لكانت السين صادا. فاعرف من أين اختلف السّمع "
الجواب: الفرق بين السين والصاد أنّ هناك نصوص تثبت التشابه بين الحرفين وإلحاح العلماء على التمييز بينهما لقربها في السمع كما هو الحال بين الضاد والظاء وبين الظاء والذال وسأنقل لك إن شاء الله
هذه النصوص. سؤال: من أقرب شبهاً إلى الطاء هل التاء أم الدال نحن نتكلّم عن التشابه في السمع فأصل الطاء هو التاء وقد ألحّ العلماء على التمييز بين الطاء والتاء وتخليص التاء من الطاء. إن كانت الطاء الصحيحة ما هي إلاّ الضاد الجديدة كيف تكون التاء أصلاً للضاد الجديدة مع الفرق الكبير في السمع؟ كيف يُلحّ العلماء على تخليص التاء من الضاد الجديدة وبينهما فرق كبير في السمع. أريد جواباً على هذه الأسئلة بارك الله فيك.
------------------------------------------------------------------------
قولكم: "أما ما يتعلق بتخليص الحروف أو (التحذيرات أو التنبيهات) فإن علماء هذا الفن قد ضمنوها كتبهم من باب تنبيه القراء على عدم الوقوع في مثل الأخطاء وهذا لا يعني المشابهة إلا ما نصوا عليه بنصوصهم الصريحة.
فقول ابن الجزري (ت833هـ) مثلا: " والميم من مخمصة ومن مرض" لا يعني أن الميم والخاء، والميم والراء متشابهتان! لكن وجب تخليص هذه الحروف بترقيقها كي لا تتأثر بالحروف المفخمة التي جاورتها.
أخي الشيخ محمد .. أنتم بارك الله فيكم تتركون النصوص الصريحة التي تقول بأن الطاء العربية هي النظير المطبق للدال وتتمسكون بنصوص أخرى لا علاقة لها بما نتحدث عنه! فتارة تستشهدون بنصوص محلها باب الإبدال ولا أدري ما علاقة الإبدال بقضيتنا! وتارة أخرى تستشهدون بنصوص متعلقة بالتحذير من الخلط بين الحروف!
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد قلتَ بارك الله فيك في بداية حديثك: "هذه النصوص تبيّن قرب الطاء من التاء وهو الموافق للمنطوق به اليوم ولله الحمد" وكأن علماء التجويد لم يعرفوا قرب التاء من الطاء!، وأنت بقولك "وهو الموافق للمنطوق به اليوم" تخالف نصوص القدماء في كون الدال أقرب إلى الطاء"
الجواب: لم أقل أنّ التخليص يستلزم التشابه فهو بحسب سياق الكلام، فمعنى تخليص الميم في مخمصة لقابليتها للتفخيم لوقوعها بين حرفين مفخمين. أمّا التاء فهي أصل الطاء فلا بدّ من تخليصها حتّى لا تقارب الطاء في السمع لقربها من الطاء ولقابليتها لذلك.
------------------------------------------------------------------------
.
قلتم: لماذا قال العلماء الأوائل: " ولولا الإطباق الذي في الطاء لصارت دالا "؟؟
الجواب: عندي أسألة:
أوّلاً: هل الطاء التي تنطقها الآن مهموسة حقاً؟ هل يجري معها النفس؟ هل هناك ضعف في الاعتماد على المخرج؟ إن كانت الطاء مهموسة فلماذا تقلقلها بسهولة والهمس ينافي القلقلة؟ صوت الطاء الحالي هو قويّ يخرج بنبرة قويّة فكيف يكون صوتها مهموساً؟
ثانياً: إن كانت الطاء القديمة ما هي إلا الضاد الجديدة التي نسمعها اليوم فكيف تكون التاء أصلها مع الفرق الكبير في السمع بين الضاد الجديدة والتاء؟ كيف يلحّ العلماء على التمييز وتخليص التاء من الطاء التي هي الضاد الجديدة مع الفرق الكبير في السمع.
ثالثاً: كيف تجتمع الأمّة على خطأ وقد وعد الله تعالى بحفظ كتابه من التغيير ويدخل في ذلك تغيير النطق؟
رابعاً: هل هناك من القراء الذين يشار إليهم بالبنان قديماً وحديثاً صرّح صرّح بأنّ الطاء المنطوق بها اليوم مهموسة؟
الجواب على سؤالك: هذا نصّ لا يدل على همس الطاء ولا يدلّ أنّها بمثابة الضاد الجديدة إلاّ بنصوص أخرى تثبت التشابه صراحة بين الطاء والدال زيادة على ذلك تعارض هذا التأويل للنصّ على تشابه الطاء والتاء صراحة وإلحاح العلماء على لتمييز وتخليص التاء من الطاء كما هو الحال في الحروف المتشابهة سمعاً. والتقارب بين الحرفين في المخرج والصفة لا يستلزم التشابه ومن اعترض فعليه بالدليل.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
محمد يحيى شريف الجزائري
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[11 Jun 2006, 09:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الشيخ محمد /أرى أنه يجب عليّ توضيح بعض الإشكالات لديكم قبل استئناق النقاش:
أولا:للفائدة فقط:الحروف الشديدة تْحدِثُ انزعاجا في جهاز النطق، ولهذا السبب فقد تخلصت العرب من شدّة هذه الحروف بطرق مختلفة. فتخلصوا من شدة الهمزة بالحذف أو بالإبدال
أو بالنقل أو بالإدخال أو بالسّكت أو بالتّسهيل. وتخلصوا من شدة الكاف والتاء بالهمس، وتخلصوا من بقية الحروف الشّديدة بالقلقلة.
ثانيا:ما زلتم تردّدون مسألة همس الطاء! وقد صرّحت في تعقيبي السابق بأنني لا أتفق مع علماء الأصوات في أن الطاء الحالية (والتي ينطق بها المجيدون) مهموسة، لكني لا أحب
التسرّع بإصدار رأي قاطع قبل طول بحث ونظر.
وسأعيد ما ذكرته في تعقيبي السابق: "المشكلة تتركّز في قول سيبويه وعلماء التجويد من بعده: "ولولا الإطباق الذي في الطاء لصارت دالا "! فالإشكال في كون هذا الوصف لا ينطبقُ على الطاء المنطوق بها اليوم، يعني حتى لو اتفقنا على أن الطاء الحالية غير مهموسة يبقى الإشكال قائما.
ويلزم من قولنا إن الطّاء الحالية غير مهموسة أنه " لولا الإطباق والاستعلاء والجهر اللواتي في الطاء لكانت تاءً " أليس كذلك؟ وهذا ما قاله الأقدمون، لكن أين نذهب بقولهم: " ولولا الإطباق
والاستعلاء اللذان في الطاء لكانت دالا"؟!!
ثالثا:لقد بيّنتُ لك في تعقيبي السابق خطأ الاستدلال بتلك النصوص التي تتمسّك بها مؤولا ومفسرا! يا أخي الشيخ إنك بعملك هذا تتهم الإمام مكي وغيره بالتّناقض! هم يقولون:
"ولولا الإطباق والاستعلاء اللذان في الطاء لصارت دالا " فهل تراهم يناقضون أنفسهم بعد هذا النص الصريح بنصوص أخرى تثبت أن التاء أقرب إلى الطاء كما تقولون أنتم بارك الله فيكم!
أخي الشيخ .. أنتَ تدعو إلى التّمسك بنصوص القدامى وأنت بقولك هذا تخالف ما أجمعوا عليه غفر الله لي ولك.
(يُتْبَعُ)
(/)
رابعا:أراكم -بارك الله فيكم- تخلطونَ بين أقوال الآئمة خاصة ما يتعلق بباب الإبدال .. الإبدال هو: "جعل مطلق حرف مكان حرف آخر" (1) ولا أدري ما علاقة الإبدال بقضيتنا؟!
وسأكتفي بنقل قول الإمام مكي لعل الأمر يتضح لكم: "ويجب أن يبين الطاء إذا وقعت بعد صاد أو ضاد لأنها لا تكونُ كذلك إلا مبدلة من تاء زائدة، وليستْ بأصل فيخاف عليها أن يميل بها اللسان
إلى أصلها، وهو التّاء. فبيانها هناك لازم، وذلك نحو "فمن اضطر"، أصله:"اضتر"، من الضرر على وزن افتعل، ثم أبدلوا من التاء طاءً لمؤاخاتها للضّاد في الإطباق والاستعلاء والجهر
ولبعد التاء من الضاد وضعفها، لأن التاء حرف مهموس فيه ضعف فقرن بالضاد حرفٌ قوي مثلها وهو الطاء، فأبدلت من التاء.
وكذلك:اصطفى، أصله:اصتفى من الصفوة على وزن: افتعل، ثم فعل بالتاء (مع الصاد) مثل ما فعل بها مع الضاد، لأن الصاد أيضا من حروف الإطباق والاستعلاء، فيجب أن يُبيَّنَ الطاء في
هذا كله، إذ هي بدل من تاء، ويُظهر الإطباق لئلا يذهب اللفظ إلى التاء التي هي الأصل"اهـ (2)
هذا كلامٌ واضحٌ وضوح الشّمس في رابعة النّهار.
خامسا: كنتُ أتمنّى لو لم تقل هذا الكلام "كيف تجتمع الأمّة على خطأ وقد وعد الله تعالى بحفظ كتابه من التغيير ويدخل في ذلك تغيير النطق؟ "اهـ
أخي الكريم .. لماذا ندخل حفظ الله لكتابه في مثل هذه المسائل؟! هل تريد أن تفتح أبوابا لمن يريد أن يطعن في كتاب الله؟!
وكيف يكونُ جوابك لو قلتُ لك:إنّ الضاد التي تدافع عنها لا يقرأ بها اليوم إلا القلة القليلة! فكيف تجتمع الأمة على خطأ الضادِ المقروء بها اليوم؟!!
سادسا: أتمنى أن نجتهدَ في التدقيق في كلام العلماء قبل النقل عنهم وتحميل نصوصهم ما لا تحتمل.
سابعا:أسأل الله تعالى أن يغفر لي ولكم.
__________________________________
(1) انظر: أحمد بن محمد الحملاوي:شذا العرف في فن الصرف: ص 200
(2) الرعاية:ص198 و 199
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[12 Jun 2006, 12:29 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم
أخي الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم كلّ الشكر على طريقتكم في النقاش وأنا أستفيد كثيراً من ذلك وأسأل الله تعالى أن يوفقنا لمعرفة الحقّ واتباعه وبعد
----------------------------------------------------------
قولكم: أولا:للفائدة فقط:الحروف الشديدة تْحدِثُ انزعاجا في جهاز النطق، ولهذا السبب فقد تخلصت العرب من شدّة هذه الحروف بطرق مختلفة. فتخلصوا من شدة الهمزة بالحذف أو بالإبدال
أو بالنقل أو بالإدخال أو بالسّكت أو بالتّسهيل. وتخلصوا من شدة الكاف والتاء بالهمس، وتخلصوا من بقية الحروف الشّديدة بالقلقلة. "
الجواب: المشكل في الهمزة هو بُعْدُ المخرج زيادة إلى الجهر الذي فيها فالحرف كلما بعُد عن الفم كلما صعُب ومشكلة الهمزة ليست لأجل الشدّة لأنّ صفة الشدّة تختص ببعض الحروف الأخرى التي لم يتعامل مع العرب كما تعامل مع الهمزة. أمّا الكاف والتاء فلا دليل على أنّ الأصل فيهما هي الشدّة حتّى يتخلّصوا منها. وأمّا حروف القلقلة فلم تتخلّص من الشدّة إذ إنّ الشدة صفة لازمة لا تنفك عن الحرف ويبقى الحرف شديداً مع قلقلته. أمّا إن كنت تريد بالتخلص خروج صوت الحرف فهذا أمرٌ آخر، واصطلاحات علماء الأصوات التي لا تأتي بفائدة فالأفضل اجتبابها.
قولكم: "ثانيا:ما زلتم تردّدون مسألة همس الطاء! وقد صرّحت في تعقيبي السابق بأنني لا أتفق مع علماء الأصوات في أن الطاء الحالية (والتي ينطق بها المجيدون) مهموسة، لكني لا أحب
التسرّع بإصدار رأي قاطع قبل طول بحث ونظر.
وسأعيد ما ذكرته في تعقيبي السابق: "المشكلة تتركّز في قول سيبويه وعلماء التجويد من بعده: "ولولا الإطباق الذي في الطاء لصارت دالا "! فالإشكال في كون هذا الوصف لا ينطبقُ على الطاء المنطوق بها اليوم، يعني حتى لو اتفقنا على أن الطاء الحالية غير مهموسة يبقى الإشكال قائما.
ويلزم من قولنا إن الطّاء الحالية غير مهموسة أنه " لولا الإطباق والاستعلاء والجهر اللواتي في الطاء لكانت تاءً " أليس كذلك؟ وهذا ما قاله الأقدمون، لكن أين نذهب بقولهم: " ولولا الإطباق
والاستعلاء اللذان في الطاء لكانت دالا"؟!! "
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب: إن كنتَ تعتقد حقيقة أنّ الطاء الحالية ليست مهموسة فهذه خطوة عظيمة ولكنّي أقول لكم إن كنتَ لا تحبّ التسرّع في إصدار رأي قاطع في هذه المسألة فلماذا تسرّع علماء الأصوات في ذلك، ولاكنّي سأجيب وأقول:
قد تسرّع علماء الأصوات في الحكم على الطاء بأنّها مهموسة وتسرعوا في القول بأنّ الطاء الصحيحة ما هي إلاّ الضاد الجديدة. والأدهي من ذلك أنّهم قطعوا بذلك من غير أيّ احتمال مع أنّ هذا القول يصادم النصوص التي تثبت التقارب في السمع بين الطاء والتاء وأنّ أصل الطاء هي التاء وشتان بين التاء وبين الطاء القديمة المزعومة والتي تشبه الضاد الجديدة زيادة على ذلك تصريح العلماء بصراحة على التقارب بين الطاء والتاء في النطق وليس هناك تصريح بصراحة على تقارب الطاء والدال في السمع أي التشابه وقد بيّنا أنّ التقارب في المخرج والصفات لا يستلزم المشابهة في السمع والنطق. ولو قلنا أنّ الفرق بين الفاء والحاء هو المخرج وأنّ الفرق بين الحاء والثاء هو المخرج، هل يستلزم التشابه بين الفاء والثاء؟ أفهمت المقصود؟ إذاً فكلام سيبويه يعارض نصوصاً معتبرة ويعارض المشافهة المتفق عليها والتي هي الأصل خاصّة إذا وافقت مخرج الحرف وصفاته لأنّ الطاء المنطوق بها اليوم تخرج من طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا وهي شديدة ومجهورة ومستعلية مطبقة مقلقلة وهذا كله لا يخالف ما أثبته القدامى للحرف من مخرج وصفات.
ثانياً: ليس باستطاعتي الآن أن أجد حلاً لقول سيبويه لأنّ صفات الحروف مختلف فيها والاجتهاد له نصيب في ذلك ويحتمل أنّ تكون صفات أخرى لم يحصيها العلماء أو لم تشتهر وهذه احتمالات لا أبني عليها شيء بل هو مجرّد كلام فقط، وعلى هذا الأساس لا يجوز أن نتخلصّ من مشكلة يترتّب عليها مشاكل أخرى والتي تتمثل في معارضة بعض النصوص وردّ ما عليه القراء قاطبة الذين هو الأصل وهم الذين ينبغي الرجوع إليهم في هذه المسائل.
-------------------------------------------------------------
ثالثا:لقد بيّنتُ لك في تعقيبي السابق خطأ الاستدلال بتلك النصوص التي تتمسّك بها مؤولا ومفسرا! يا أخي الشيخ إنك بعملك هذا تتهم الإمام مكي وغيره بالتّناقض! هم يقولون:
"ولولا الإطباق والاستعلاء اللذان في الطاء لصارت دالا " فهل تراهم يناقضون أنفسهم بعد هذا النص الصريح بنصوص أخرى تثبت أن التاء أقرب إلى الطاء كما تقولون أنتم بارك الله فيكم!
أخي الشيخ .. أنتَ تدعو إلى التّمسك بنصوص القدامى وأنت بقولك هذا تخالف ما أجمعوا عليه غفر الله لي ولك.
الجواب: لماذا تثبت التشابه بين الطاء والدال وتلغي ذلك بين الطاء والتاء مع أنّ أصل الطاء تاء وقد ألحّ العلماء على التمييز بين الحرفين ولا شك أنّ الحرف يميل إلى أصله أكثر من غيره والإبن يشبه أباه أكثر من غيره وهذه خصوصية بين الطاء والتاء ولا يشارك التاء في هذه العلاقة مع الطاء غيره. فالتاء لها مزية في علاقتها مع الطاء على غيرها من الحروف. وما ذنبي أن قال العلماء أنّ التاء هي أصل الطاء وألحّوا على التمييز بينهما في السمع. فالأولى هو الجمع بين النصوص وأخذ الجميع بعين الاعتبار وليس تقديم البعض على حساب البعض وهذا من السهل للتخلص من أيّ مشكلة.
------------------------------------------------------------
قولكم: رابعا:أراكم -بارك الله فيكم- تخلطونَ بين أقوال الآئمة خاصة ما يتعلق بباب الإبدال .. الإبدال هو: "جعل مطلق حرف مكان حرف آخر" (1) ولا أدري ما علاقة الإبدال بقضيتنا؟! "
الجواب: كلامكم غير واضح أوجوا التوضيح.
--------------------------------------------------------------
قولكم: "وسأكتفي بنقل قول الإمام مكي لعل الأمر يتضح لكم: "ويجب أن يبين الطاء إذا وقعت بعد صاد أو ضاد لأنها لا تكونُ كذلك إلا مبدلة من تاء زائدة، وليستْ بأصل فيخاف عليها أن يميل بها اللسان
إلى أصلها، وهو التّاء. فبيانها هناك لازم، وذلك نحو "فمن اضطر"، أصله:"اضتر"، من الضرر على وزن افتعل، ثم أبدلوا من التاء طاءً لمؤاخاتها للضّاد في الإطباق والاستعلاء والجهر
ولبعد التاء من الضاد وضعفها، لأن التاء حرف مهموس فيه ضعف فقرن بالضاد حرفٌ قوي مثلها وهو الطاء، فأبدلت من التاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك:اصطفى، أصله:اصتفى من الصفوة على وزن: افتعل، ثم فعل بالتاء (مع الصاد) مثل ما فعل بها مع الضاد، لأن الصاد أيضا من حروف الإطباق والاستعلاء، فيجب أن يُبيَّنَ الطاء في
هذا كله، إذ هي بدل من تاء، ويُظهر الإطباق لئلا يذهب اللفظ إلى التاء التي هي الأصل"اهـ (2)
هذا كلامٌ واضحٌ وضوح الشّمس في رابعة النّهار.
الجواب: عندي سؤال: بالله عليك إن كانت الطاء الصحيحة ما هي إلاّ الضاد الجديدة فما العلاقة بين الطاء القديمة أي الضاد الجديدة وبين ما نقلتَه من كلام مكيّ ابن أبي طالب القيسي رحمه الله تعالى؟ هل هناك تناسب؟ أريد جواباً.
------------------------------------------------------------
قولكم: " خامسا: كنتُ أتمنّى لو لم تقل هذا الكلام "كيف تجتمع الأمّة على خطأ وقد وعد الله تعالى بحفظ كتابه من التغيير ويدخل في ذلك تغيير النطق؟ "اهـ
أخي الكريم .. لماذا ندخل حفظ الله لكتابه في مثل هذه المسائل؟! هل تريد أن تفتح أبوابا لمن يريد أن يطعن في كتاب الله؟!
الجواب: هذه حيدة عن الجواب.
قولكم: "وكيف يكونُ جوابك لو قلتُ لك:إنّ الضاد التي تدافع عنها لا يقرأ بها اليوم إلا القلة القليلة! فكيف تجتمع الأمة على خطأ الضادِ المقروء بها اليوم؟!! "
الجواب: القلّة القليلة تكفي لقوله عليه الصلاة والسلام " لا تزال طائفة من أمّتي ظاهرين على الحقّ لا يضرهم من خذلهم .. " والطائفة قد تطلق على الواحد. وقد استدلّ العلماء على ردّ أحاديث الآحاد بقوله تعالى " ولولا نفر من كلّ فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين " والطائفة عند العرب قد تطلق على الواحد.
قولكم: "سادسا: أتمنى أن نجتهدَ في التدقيق في كلام العلماء قبل النقل عنهم وتحميل نصوصهم ما لا تحتمل."
الجواب: إن كنت تعتقد حقاً أنّ الطاء المنطوق بها اليوم ليست مهموسة، ألا يدلّ على أنّ النتيجة التي وصل إليها علماء الأصوات تخالف الواقع؟ إن كان كذلك فما الذي حملك على الدفاع عن مذهبهم؟ فكان الأولى لك أن تتمعّن وتنتظر قبل أن تدافع عن نظرية تخالف أنت تنائجها.
------------------------------------------------------------
قولكم "سابعا:أسأل الله تعالى أن يغفر لي ولكم."
الجواب: آمين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
محمد يحيى شريف الجزائري
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[13 Jun 2006, 12:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الشيخ الكريم /محمد يحيى شريف،،،
جزاكم الله خير الجزاء على مشاركاتكم، ونعلمكم أننا نحبكم في الله وندعو لكم بالتوفيق.
أولا: سأبدأ بقولكم:"إن كنت تعتقد حقاً أنّ الطاء المنطوق بها اليوم ليست مهموسة، ألا يدلّ على أنّ النتيجة التي وصل إليها علماء الأصوات تخالف الواقع؟ إن كان كذلك فما الذي
حملك على الدفاع عن مذهبهم؟ فكان الأولى لك أن تتمعّن وتنتظر قبل أن تدافع عن نظرية تخالف أنت تنائجها"
أخي محمد .. لم تنصف هنا بارك الله فيك. لقد قلتُ ووضحتُ مرار أنني لا أتفق مع هذه النّظرية في جميع جزئياتها، لكنّ النصوص الصريحة التي بين أيدينا تجعل الواحد منا يعيدُ النظر
مرة تلو المرة.
أخي الكريم .. مخالفتي إياهم في النتيجة التي خلصوا إليها من أنّ الطاء المنطوق بها اليوم مهموسة لا تعني أنني ضربت بعرض الحائط ما بأيدينا من نصوصٍ ظاهرة صريحة تؤكد على أن الدال أقرب إلى الطاء.
وهل يريد العبدُ الفقير نصا أشدا صراحة ووضوحا من قول الإمام مكّي: " فالدال أقرب إلى الطاء من التاء إلى الطاء ". ولذا فإني قد أتيتُ محاورا من البداية ببعض النقولات محاولا إقناعكم بأنه من العسير رفض كل هذه النصوص بل ينبغي علينا التريّث وإعادة النظر.
وأنت بنفسك قلتَ في تعقيبك السابق " ليس باستطاعتي أن أجد حلا لقول سيبويه "وهنا مربط الفرس!
ثانيا:" لماذا تثبت التشابه بين الطاء والدال وتلغي ذلك بين الطاء والتاء "
الجواب: أراك لا تدقق في كلامي بارك الله فيك، سأعيد لك ما قلتُه في تعقيبي رقم {2} " لم ينكر أحد قرب التاء من الطاء! " أعيد وأكرر بأنني لا ألغي التشابه بين الطاء والتاء لكن القارئ المنصف لأقوال العلماء يرى أنهم قد أكّدوا على أن الدال أقرب وأن الطاء هي النظير المطبق للدال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ستقولُ لي: التقارب لا يدل على التشابه في السمع ووو .. ! وكان مما قلتَ:"فلولا الهمس في الخاء لكانت غيناً ولم يشتبها في السمع "
من أين لكم هذا؟ قال الإمام مكي: " فإذا لم تبيّن الغين بيانا متمكّنا صارت خاءً أو قربت من ذلك .. "اهـ (1) ألا يدل هذا على تشابه الصوتين؟! دعك الآن من الغين والخاء.
يا أخي الفاضل .. نحن نتكلم عن حرفين اتحدا في المخرج واتفقا كذلك في صفات كثيرة، إذا لم يكن هذا تشابها في السمع فماذا يكون؟
ماذا يعنون بقولهم " الدال هي الأقرب"يعني أنّ الدال بصفاتها أقرب إلى الطاء من التاء إلى الطاء، أليس كذلك؟ بلى.
هل هو قرب حسيّ؟!! لا، لأن المخرج واحد.
هل هو قربٌ في الشّكل (الرسم)؟!!
القرب هنا بمعنى:"قرب اللفظ" أي: تشابه الصوتين يا أخي الفاضل. بمعنى أنهم لم ينكروا التشابه بين الطاء والتاء لكنهم أثبتوا أن الدال أشد شبها بها.
ولن أقول لك ما قلتَ لي - غفر الله لك - " هل فهمت؟!! " بل أقول: "هل زال الإشكال عندكم؟ "
ثالثا: لا أدري لماذا قلتَ في بداية حديثك: "أقول لولا إطباق الطاء في {بسطت}
و {أحطت} ونحوهما لكانت تاءاً في السمع "اهـ؟!
لماذا لم تقل:ولولا الإطباق والجهر اللذان في الطاء لكانت تاءً في السّمع؟!! ولعله سبق قلم.
رابعا: سألخص لكم أدلتكم التي تتمسكون بها ثم أرد عليها واحدا تلو الآخر:
أ) النصوص التي تؤكد على إظهار لفظ التاء على حقها من اللفظ وإلا قرب لفظها من لفظ الطاء.
الجواب: لا تعارض بين هذه النصوص وما نقلتُه لكم من نصوص أخرى إلا عندكم - بارك الله فيكم -! كيف نجمع بين هذه النصوص؟
نجمعها بقول الإمام مكي " فالدال أقرب إلى الطاء من التاء إلى الطاء ".
فأين التّعارض؟
يا أخي أنت تحاول إثبات أمر لا ينكره أحد .. فلماذا تتعبون أنفسكم؟ أنت تحاول إثبات التشابه بين الطاء والتاء وكأن علماء التجويد قد فاتهم ما تقول! التاء والطاء متشابهتان في اللفظ لكن الدال هي الأقرب (لفظا) وهذا ليس كلامي بل كلام العلماء الأوائل.
ولذا فالنّصوص التي تنقلها لا تأتي بجديد في هذه القضية.
ب) تقول:"إن أصل الطاء تاء" وكذلك "وما ذنبي أن قال العلماء أنّ التاء هي أصل الطاء وألحّوا على التمييز بينهما في السمع"اهـ.
أقول: هذا عجيب! عندما نقلتُ لك قول الإمام مكي في تعقيبي رقم {3} في النقطة الرابعة، قلتَ لي: "بالله عليك إن كانت الطاء الصحيحة ما هي إلاّ الضاد الجديدة فما العلاقة بين الطاء القديمة أي الضاد الجديدة وبين ما نقلتَه من كلام مكيّ ابن أبي طالب القيسي رحمه الله تعالى؟ هل هناك تناسب؟ أريد جواباً."اهـ
لم أنقل هذا الكلام لأبرهن لك أنّ الطاء العربية القديمة ما هي إلا الضاد الجديدة! يا أخي - غفر الله لك -لماذا تقولني ما لا أقول؟!!
نقلتُ هذا الكلام لأن فيه جوابا لما اختلط عليك! ألم تقل أنتَ في بداية حديثك:" قال مكي بن أبي طالب القيسي (ت437) في كتابه الرعاية ص 198،199 طبعة دار عمان:" ويجب أن يبيّن الطاء إذا وقعت بعد صادٍ أو ضادٍ لأنّها لا تكون إلاّ مبدلة من تاء زائدة، وليس بأصلٍ فيُخافُ عليها أن يميل اللسان إلى أصلها وهو التاء. فبيانها هناك لازمٌ وذلك نحو {فمن اضطرّ}، أصله {اضترّ} من الضرر على وزن افتعلّ ثمّ أبدلوا من التاء طاءاً لمؤاخاتها للضاد في الإطباق والاستعلاء والجهر ولبعد التاء من الضاد وضعفها، لأنّ التاء حرف مهموس فيه ضعف فقُرِنَ بالضاد حرفٌ قويّ مثلها وهو الطاء،
فأبدلت من التاء. وكذلك: أصطفى أصله اصتفى من الصفوة على وزن افتعل ثمّ فُعِلَ بالتاء مع الصاد مثلُ ما فُعِلَ بها مع الضاد لأنّ الصاد أيضاً من حروف الإطباق والاستعلاء فيجب أن يبيّن الطاءُ في هذا كلّه إذ هي بدلٌ من التاء ويظهر الإطباق لئلاً يذهب اللفظ نحو التاء التي هي الأصل."
أقول -أي محمد يحيى-: هذا يدلّ على تشابه الطاء بالتاء وتقاربهما. "اهـ
أنت تتمسك بهذا لأنك تظن أنه يصلح لأن يكون دليلا على أن التاء هي الأقرب (لفظا) إلى الطاء من الدال!
ثم أنت الذي أصدرتَ -بارك الله فيك- قاعدة لغوية جديدة تقول "إن التاء هي أصل الطاء"
هكذا من غير تقييد ولا توضيح!!
يا أخي الفاضل .. الإبدال هو:جعل حرف مكان حرف آخر في الكلمة.
والإبدال له أنواع كثيرة، والنص الذي نقلتَه عن الإمام مكي يتعلّق بما يسمّى بـ"الإبدال الصّرفي"ويقع هذا النوع من الإبدال في حروف معينة يجمعها قولك:"طال يوم أنجدته".ونحن هنا نتحدّث عن إبدال تاء الافتعال طاءً، بمعنى:
أنه إذا وقعت فاء الفعل الثلاثيّ حرفا من حروف الإطباق وهي:"الصاد، والضاد، والطاء، والظاء"تبدل العربُ تاء "افتعل"طاءً.
مثال:اضطر =أصلها: اضترّ (افْتَعَلَ) = (واضتر) أصلها: ضرّ =فَعَل .. فالضاد هي فاء الفعل ولذلك انطبقت عليها القاعدة وقلبتْ تاء "افتعل"طاءً.
هل تعلم أنّ أصل "ازدجر"=ازتجر؟! هل ستأتي بقاعدة جديدة تقول "إن التاء هي أصل الدال"!!
أرجو أن تراجعوا كتب الصّرف بارك الله فيكم.
خامسا:هل تعرف لماذا ناقشتك من البداية يا أخي الشيخ؟ لأني أردتُ أن أوضح لك أنّ النصوص التي تستدلّ بها لا تصلح ولن تصلح أن تكون دليلا على أن التاء هي الأقربُ (صوتا) إلى الطاء، ولم يكن غرضي الانتصار لنظرية علماء الصوت أو الدّفاع عنهم.
________________________
(1) الرعاية:ص170
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[13 Jun 2006, 02:18 ص]ـ
ولعلي أضيف سابعا:
قلتم: "قولكم -أي العبد الفقير عمار الخطيب-: " خامسا: كنتُ أتمنّى لو لم تقل هذا الكلام "كيف تجتمع الأمّة على خطأ وقد وعد الله تعالى بحفظ كتابه من التغيير ويدخل في ذلك تغيير النطق؟ "اهـ
أخي الكريم .. لماذا ندخل حفظ الله لكتابه في مثل هذه المسائل؟! هل تريد أن تفتح أبوابا لمن يريد أن يطعن في كتاب الله؟!
الجواب: "هذه حيدة عن الجواب."اهـ
أخي الفاضل .. هذا ليس جوابا بل نصيحة أحببتُ أن أسديها لأخي، ولماذا تسألني وأنا العبد الفقير لستُ ممن يقولون بأن الطاء المقروء بها اليوم حرف مهموس!
الأحرى بك أن تتوجه بهذا السؤال -إن كنتَ تعتبره دليلا-لمن يقول بهمس الطاء، ولن أجيبَ عليه فليس هذا ما أناقشكم فيه. وأرجو أن تراجع ما قلتُه في النقطة الخامسة.
أرجو أن ينحصر النقاش في الأدلة التي تتمسّكون بها، وفي قول سيبويه ومن حذا حذوه، ثم بعد ذلك ننتقل لنقاط أخرى إن شاء الله.
وشكرا لكم.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[13 Jun 2006, 02:28 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم
أخي الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
لا أريد أن أخوض أكثر مما خضنا فيه لأننا ندور في حلقة لا مخرج منها.
تلقيت القرءان الكريم عن المشايخ بالسند المتصل إلى النبيّ عليه الصلاة والسلام وتلقيت حرف الطاء كما تلقاها مشايخنا وجميع القراء في كلّ الأقطار من غير نكيرٍ منهم ولا شكّ أنهم لا يجتمعون على خطأ فأهل الحق لا ينعدمون وإن كانوا قلّة قليلة لقوله عليه الصلاة والسلام " لا تزال طائفة من أمّتي ظاهرين على الحق لا يضرّهم من خذلهم " وقد وعد الله تعالى بحفظ كتابه حيث قال جلّ في علاه {إنّا نحن نزلنا الذكر وإنّا له لحافظن} ولا شكّ أنّ القرءان يحفظه الله تعالى بأهله – أي بأهل القرءان - الذين حفظوه تلقوه دراية ورواية كما كان وكما هو الحال وكما سيكون إن شاء الله تعالى، فأهل الحديث هم الذين حفظوا لنا الحديث بفضل الله تعالى وهذا يقال في جميع العلوم الشرعية. فصيانة الشيء لا تكون إلاّ بأهل ذلك الشيء لأنّهم أعلم به من غيرهم لطول ممارستهم له رواية ودراية.
ويكفي في هذا أنّ ما قاله علماء الأصوات لم يقله واحدٌ من علماء الإقراء قاطبة الذين يعتقدون جميعاً أنّ الطاء المنطوق بها اليوم ليست مهموسة لأنّ شروط الهمس لم تتوفّر فيها. وما ذكره علماء الأصوات في كون أنّ الطاء الصحيحة ما هي إلاّ الضاد الجديدة مخالف للمُتلقّى بالسند ولا يتناسب ما ما ذكره القدامى في العلاقة الخاصّة بين الطاء والتاء إذ الإبدال شيء وكون التاء أصل الطاء أمرٌ لا يستهان به إذ الأشياء تشتبه بأصولها لذلك ألحّ العلماء على تخليص التاء وتمييزه عن الطاء للقرب الشديد بينهما هذا الأمر لا بدّ أن يؤخذ بعين الاعتبار قبل الحكم على النطق الحالي بحرف الطاء.
أعترفُ أنّ ما تأوّله علماء الأصوات من نصّ سيبويه مشكل لا بدّ من البحث فيه لنخرج إلى حلّ يتفق عليه الجميع. ولاكنّي أقول: هل من الحكمة والحلم التخلّص من مشكل لخلق مشكلة أكبر وأعظم وهو القطع، أعيد وأقول القطع بأنّ الطاء المنطوق بها اليوم مهموسة؟ أهذا كلام يُعقل؟ أقول هناك كفّتان:
كفّة تقول أنّ الطاء المنطوق بها اليوم مهموسة ودليلهم كلام سيبويه وقرب الطاء من الدال.
وفي الكفّة الثانية ردّ هذا القول بأدلّة وهي:
- الطاء الحالية تخرج بانحباس النفس لقوّة الاعتماد على المخرج وبالتالي فليست مهموسة
- تعريف الهمس لا يتناسب مع وصفهم للطاء الحالية
- مخالفة أهل الإقراء جميعاً
- عدم حفظ الله تعالى لكتابه من التغيير في النطق وأعوذ بالله من هذا القول
- اجتماع الأمّة على خطأ في النطق بحرف من حروف القرءان وما قام به القدامى من الجهود هو لأجل تفادي ذلك.
- وصفهم للطاء بأنّها بمثابة الضاد الجديدة لا يتناسب مع التقارب بين الطاء والتاء وكون التاء هي أصل الطاء للفرق الشاسع في النطق بين الضاد الجديدة والتاء.
- الطاء المنطوق بها اليوم توافق مخرج الحرف وجميع الصفات التي ذكرها القدامى من استعلاء وإطباق وشدّة وجهر وقلقلة.
أقول: أبالكفّة الأولى يسوغ لعلماء الأصوات ردّ ما عليه القراء جميعاً وقطعهم أقول وقطعهم بأنّ الطاء مهموسة بهذه السهولة؟ لماذا تطالبني يا أخي الكريم أن أجد لك حلاً لكفّتهم ولا تطالب علماء الأصوات أن يجدوا حلاً للكفّة الثانية.
لماذا تسرّع علماء الأصوات في ذلك على أساس نصٍ واحد وأهملوا الجوانب الأخرى؟ لماذا تسرّع علماء الأصوات في حلّ مشكلة بدون دراسة ما يترتّب على ذلك من المفاسد والمشاكل الأخرى؟
كان بإمكانهم أن يذكروا ذلك على سبيل الاستشكال أو الاحتمال، لكن القطع بهذه السهولة التامة أمرٌ عجيب. وللأسف فقد أنحاز إلى هذا القول بعض المشايخ وإن لم يكونوا من الكبار بل أصبح بعضهم يعتقد بطلان الطاء التي يقرأ بها وأصبح يردّ نصوص القدامى بدليل أننا خالفنا النصوص في مسألة الطاء فما الذي يمنعنا من مخافة النصوص في المسائل الأخرى كالمسألة الضاد وغيرها ولو فتحنا هذا الباب فإننا فتحنا شراً لا يمكن استدراكه إلاّ أن يشاء الله تعالى.
والذي حملني على نشر هذا الردّ لما رأيت من انحياز بعض القراء إلى هذا القول واعتقادهم أنّ الطاء التي ينطقونها مهموسةً، فكلام علماء الأصوات لا شكّ أنّه مفيد ولكن لا يقدّم قولهم على أهل الإقراء خاصّة في المسائل المتشابهة التي تكثر فيها الاحتمالات فضلاً فيما خالف التلقي من أفواه المشايخ.
والخلاصة هو أنّ ما يستدلّ به علماء الأصوات لا يكفي في ردّ ما عليه القراء اليوم بل المسألة تحتاج إلى نظر وعدّم التسرّع من طرفهم أمّا أهل الأداء فلا لوم عليهم ولله الحمد لأنّهم تلقّوها هذه الطاء عن مشايخهم على وفق ما ذكره القدامى من مخرج وصفات وهذا النطق ليس مهموساً البتة لأنّه لا يوافق شروط الهمس التي وضعها العلماء.
هذا ما أردتّ قوله باختصار وأرجوا أن يتدخل مشايخنا من أهل الإقراء لتعمّ الفائدة وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
محمد يحيى شريف الجزائري
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[13 Jun 2006, 07:47 م]ـ
أخي الشيخ /محمد يحيى شريف،،،
لن أعلّق على ما قلتم لأنني لخّصتُ نقاشنا كله في ردي السابق، وقد جئتُ راجيا أن تدعو لأخيكم بالمغفرة والرحمة.
أسأل الله تعالى أن يعصمنا من الزلل، وأن يوفّقنا لصالح القول والعمل، وأن يغفر لنا ما قدّّمنا وما أخّرنا وما أسْْرَرْنا وما أعلنّا إنه هو الغفور الرحيم والجوادُ الكريم.
اللهم آمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم:
عمّار الخطيب
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[14 Jun 2006, 11:26 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم
أخي الشيخ عمار أشكركم على هذا النقاش المفيد وأسأل الله تعالى أي يحفظكم من كلّ مكروه وأي يرفعكم بهذا القرءان يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم
أختم هذا النقاش بقول الإمام القرطبي صاحب الموضح حيث رحمه الله تعالى " وذلك أنّ التاء من مخرج الطاء وإنّما تمتاز الطاء بالإطباق فإذا جاورها إطباق شابتها شائبة الطاء لذلك " الموضح ص185. وقال رحمه الله تعالى عند كلامه على لفظ {ليُطفئوا} " فينبغي أن يُنْعَمَ بيان إطباق الطاء لئلاً ترجع تاء " نفس المصدر
أقول: أظنّ أنّ كلامه واضح رحمه الله تعالى ولوكانت الطاء القديمة تماثل الضاد الجديدة في النطق كما يقول علماء الأصوات فما الذي حمل الإمام القرطبي رحمه الله تعالى أن يقول هذا الكلام؟ هل هناك تناسب في النطق بين التاء والضاد الجديدة التي هي الطاء القديمة على قول علماء الأصوات؟ ألا هذا النص على التشابه بين الطاء والتاء والذي يوافق ما عليه القراء اليوم؟
لذلك ترجوا من علماءنا المتخصصين في علم الأصوات لا سيما الذين رسخ قدمهم في علم التجويد وسبحوا في نصوص أئمّتنا الكرام عليهم رحمة الله تعالى أن يدقّقوا النظر في هذه المسألة لأنها بدأت تأخذ أبعاداً سبلبية على علم التجويد.
هذا الذي أردتّ قوله باختصار ولا أدّعي الكمال فيما أقول وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
محمد يحيى شريف الجزائري
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[30 Jun 2007, 11:27 م]ـ
[ QUOTE= عمار الخطيب;24115] بسم الله الرحمن الرحيم
[ color=darkred]
خامسا: كنتُ أتمنّى لو لم تقل هذا الكلام "كيف تجتمع الأمّة على خطأ وقد وعد الله تعالى بحفظ كتابه من التغيير ويدخل في ذلك تغيير النطق؟ "اهـ
أخي الكريم .. لماذا ندخل حفظ الله لكتابه في مثل هذه المسائل؟! هل تريد أن تفتح أبوابا لمن يريد أن يطعن في كتاب الله؟!
وكيف يكونُ جوابك لو قلتُ لك:إنّ الضاد التي تدافع عنها لا يقرأ بها اليوم إلا القلة القليلة! فكيف تجتمع الأمة على خطأ الضادِ المقروء بها اليوم؟!!
سادسا: أتمنى أن نجتهدَ في التدقيق في كلام العلماء قبل النقل عنهم وتحميل نصوصهم ما لا تحتمل.
سابعا:أسأل الله تعالى أن يغفر لي ولكم.
__________________________________
السلام عليكم
أحسنت أخي الشيخ عمار في هذا الجواب: ((خامسا: كنتُ أتمنّى لو لم تقل هذا الكلام "كيف تجتمع الأمّة على خطأ وقد وعد الله تعالى بحفظ كتابه من التغيير ويدخل في ذلك تغيير النطق؟ "اهـ
أخي الكريم .. لماذا ندخل حفظ الله لكتابه في مثل هذه المسائل؟! هل تريد أن تفتح أبوابا لمن يريد أن يطعن في كتاب الله؟!))
بعض إخواننا لا يعرفون معني حفظ الله للقرآن، ومثل هذه الاختلافات لامنافاة بينها وبين حفظ الله لكتابه، حيث إن المقصود بالحفظ الحفظ من التغيير والتحريف والتبديل،، ولذا أجازوا لمن لا يستطيع نطق حرف ما أن ينطقه بما استطاع مادام أن معناه لا يتغير عنده، لأن الأصل في القراءة التيسير علي الأمة.
وبعض الإخوة ـ حفظهم الله ـ ومن غير قصد يفتحون الباب لأعداء الإسلام للطعن في كتاب الله، ويستدلون بمثل هذه الأقوال.
والعلم نور يهبه الله لمن يشاء، وكما قال سلفنا ((ليس العالم من علم الحلال والحرام فحسب ولكن العالم من علم خير الخيرين و شر الشرين))
ونسأل الله العافية
والسلام عليكم
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[29 Jan 2009, 09:41 م]ـ
السلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
أخي الحبيب الشيخ محمد يحيي شريف هذا نقاش لك في الطاء فانظر إلي أجوبة الشيخ الفاضل عمار الخطيب ودقته في الكلام وربطه بين النصوص.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم
أختم هذا النقاش بقول الإمام القرطبي صاحب الموضح حيث رحمه الله تعالى " وذلك أنّ التاء من مخرج الطاء وإنّما تمتاز الطاء بالإطباق فإذا جاورها إطباق شابتها شائبة الطاء لذلك " الموضح ص185. وقال رحمه الله تعالى عند كلامه على لفظ {ليُطفئوا} " فينبغي أن يُنْعَمَ بيان إطباق الطاء لئلاً ترجع تاء " نفس المصدر
أقول: أظنّ أنّ كلامه واضح رحمه الله تعالى ولوكانت الطاء القديمة تماثل الضاد الجديدة في النطق كما يقول علماء الأصوات فما الذي حمل الإمام القرطبي رحمه الله تعالى أن يقول هذا الكلام؟ هل هناك تناسب في النطق بين التاء والضاد الجديدة التي هي الطاء القديمة على قول علماء الأصوات؟ ألا هذا النص على التشابه بين الطاء والتاء والذي يوافق ما عليه القراء اليوم؟
محمد يحيى شريف الجزائري
أخي الحبيب هل تظن أن القرطبي يقول بالتشابه بين الطاء والتاء من هذه الفقرة؟؟
سيدي الفاضل هذا تدليس وبتر للأدلة بما لا يرضي الله عز وجل. وإليك بعض فقرات من كلام القرطبي رحمه الله:
قال في ص76 طـ دار الصحابة وهو يتحدث عن الطاء وصفاتها (( .... ونطبع " وهي مخالطة للتاء والدال في المخرج ولولا الإطباق التي في الطاء لصارت دالا.
ولولا الجهر الذي في الدال لصارت تاء فأحسن تخليصها منهما) ا. هـ
وقال في ص 174 وهو يتحدث عن الطاء الساكنة (( ... "ليطغي" لأن الإطباق مزية ومتي لم لم يظهر السكون سلب هذه المزية وصار دالا أو كاد وكذلك حكم سائر حروف الإطباق.)) ا. هـ
انظر كيف يذكر في كل حديثه "الدال" دون "التاء" ... فلماذا لم تذكر شيئا من ذلك وضربت عنه صفحا؟؟ هل هذه أمانة علمية لمن يبغي الحق في أي مسألة؟؟
ثم نأتي للنص الذي اقتبسته من بين السطور دون أن تذكر بداية الكلام حيث قلت ((" فينبغي أن يُنْعَمَ بيان إطباق الطاء لئلاً ترجع تاء ")).
لم لم تذكر في أي موضع تكلم بهذا الكلام؟؟
يا شيخ محمد عنوان هذا الكلام "الطاء إذا سكنت قدّام الفاء" ـ ثم ذكر ما نقلتَه ـ لئلا ترجع تاء لما بين التاء والفاء من الاشتراك في الهمس))
وهذه الفقرة تم بترها عن قصد أو غير قصد فهو يخشي علي الطاء التي بعدها حرف مهموس أن تتأثر بالهمس فتصبح تاء ... لأن الدال لا همس فيه .. "فوسطن به جمعا" لأن الهمس في السين يجذب الطاء إلي التاء علي ما تقدم)) ص158
هل علمت عما يتحدث يا شيخنا؟؟
وخذ هذا الكلام الآتي الذي يبطل كل ادعاءاتك وهو أيضا من كلام القرطبي ـ رحمه الله ـ قال ص43 ((وأما الطاء التي كالتاء فإنها تسمع من عجم المشرق لأن الطاء في أصل لغتهم معدومة فإذا احتاجوا إلي النطق بشئ من العربية فيه طاء تكلفوا ما ليس في لغتهم فضعف نطقهم بها)) ا. هـ
وهل بعد هذا الكلام كلام؟؟
وهذا الإمام الجليل أنت تستدل به فهاهو كلامه .. فهل أنت بمؤمن لهذا الكلام؟؟
والسلام عليكم
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[01 Feb 2009, 04:18 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم
أخي عبد الرازق لم أتنبّه إلى ردّك حتّى الآن وأنا في استعداد دائم في النقاش وما ذكرته من تأويلات غير مسلمة فإنّ النصوص واضحة لذا أطلب منك أن تنقلها بكمالها لأناقشها معك وهذا سيساعدني لأحزم الأمر معك نهائياً.
أمّا قول القرطبي رحمه الله تعالى: وأما الطاء التي كالتاء فإنها تسمع من عجم المشرق لأن الطاء في أصل لغتهم معدومة فإذا احتاجوا إلي النطق بشئ من العربية فيه طاء تكلفوا ما ليس في لغتهم فضعف نطقهم بها)) ا. هـ
أقول: إنّ الفرنسيين وغيرهم من الأجناس الأروبيّة لا تحتوي لغتهم على حرف الطاء فهم ينطقون التاء مفخّمة مجهورة أي الطاء الغير المطبقة هكذا " TA" . أقول هذا يدلّ أنّ التاء تشبه الطاء لذا فقد قارن القرطبيّ بين النطقين ولو كانت الطاء هي الدال المطبقة كما يزعم علماء الأصوات لما قارن بين النطقين لأنّ حرف الدال نطق موجود عند الأعاجم مفخّماً وهو حرف " D". فلا يستقيم مقارنة الطاء المزعومة بالتاء الأعجمية لذا فإنّ القرطبيّ أراد من قولته تلك وجوب إطباق الطاء لئلاً منفتحة أو تُنطق تاءُ مفخّمة مجهورة كما ينطقها الأعاجم.
أمّا قوله عليه رحمة الله تعالى ((" فينبغي أن يُنْعَمَ بيان إطباق الطاء لئلاً ترجع تاء ")) فصريح إذ لو كانت الطاء كادال المطبقة كما يزعم علماء الأصوات فيستحيل أن يقول هذا الكلام.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[01 Feb 2009, 04:33 م]ـ
تصحيح الخطأ:
أقول: إنّ الفرنسيين وغيرهم من الأجناس الأروبيّة لا تحتوي لغتهم على حرف الطاء فهم ينطقون التاء مفخّمة مجهورة أي الطاء الغير المطبقة هكذا " TA" . أقول هذا يدلّ أنّ التاء تشبه الطاء لذا فقد قارن القرطبيّ بين النطقين ولو كانت الطاء هي الدال المطبقة كما يزعم علماء الأصوات لما قارن بين النطقين لأنّ حرف الدال موجود عند الأعاجم مفخّماً وهو حرف " D". فلا يستقيم مقارنة الطاء المزعومة بالتاء الأعجمية لذا فإنّ القرطبيّ أراد من قولته تلك وجوب إطباق الطاء لئلاً تصير تاءً مفخّمة مجهورة كما ينطقها الأعاجم. ,احيطك علماً أنّ الأعاجم لا يهمسون التاء بل يفخّمونها مجهورة.
فكّها يا أخي عبد الرازق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[04 Feb 2009, 09:15 م]ـ
أخي الشيخ الكريم / محمد يحيى شريف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
فأرجو أن تكونوا بخير وعافية.
أخي الشيخ، إنَّ بتر النَّصِّ وإخراجه مِنْ سياقه لا يُقَدِّمُ للقارئ الكريم صورةً صحيحة عن مُرادِ صاحب النّصِّ، ولا ريب أيها الفاضل أنَّ فهم نصوص العلماء في سياقها أمرٌ ضروري.
لعلي أثبت كلام القرطبي كاملا لِيفهم القارئ الكريم النص في سياقه، قال القرطبي
في " الموضح " ص189: " الطاء إذا سكنت قُدَّام الفاء، مثل قوله تعالى: " مِنْ نطفة "
و " ليطفئوا " فينبغي أن يُنْعَمَ بيان إطباق الطاء لئلا تَرْجِعَ تاء، لما بين التاء والفاء من الاشتراك في الهمس، مع مشاركة التاء للطاء في المخرج، وكذلك بعد السين مثل
قوله: " فوسطن به جمعا "، لأن همس السين يجذب الطاء إلى التاء على ما تقدم."
اعلم أخي الشيخ أنَّ كلامَ الإمامِ مَبْنِيٌّ على فكرة واضحة تَتَلَخَّصُ في أنَّ الحروف المهموسة إذا جاورت الحروف المجهورة، والمجهورة إذا وَلِيَتْها المهموسة وَجَبَ بيانُها لِئَلاَّ يصير المجهور مهموسا، والمهموس مجهورا.
وفي ردِّ الشيخ الكريم عبد الحكيم ما يكفي وزيادة.
أخي الشيخ محمد ... لعلَّ مِنَ المفيد أن تقرأ كلام القرطبي في موضع آخر في نفس الباب حيث يقول ص183:
" الزاي: إذا سكنت وبعدها تاء أو دال ... فأحْسِنْ تخليص الزاي مع التاء لئلا تصير سينا، لأن السين تشارك التاءَ في الهمس وتَقْرُبُ من الزاي في المخرج
والصفير، فربما أذهب همسُ التاء جهرَ الزاي، فتحولت سينا، واجْهَرْ بالدَّال لئلا تعود تاءً ... "
لعلك لاحظتَ قوله في النَّصِّ الأول " فينبغي أن يُنْعَمَ بيان إطباق الطاء لئلا تَرْجِعَ تاء ... "
وقوله في النَّص الثاني " واجهر بالدَّال لئلا تعود تاء ... " ولو فهمنا النَّصَّيْنِ في سياقهما لَما وَهِمنا التَّعارض!
أخي الشيخ محمد، أحبُّ أن أذكرك مرة أخرى بأن قربَ التاء من الطاء حقيقةٌ لم ينكرها الأوائل من علماء العربية والتجويد بل أثبتوها في كتبهم، لكنهم صَرَّحوا أيضا بأن الدال أقرب إلى الطاء مِنَ التاء إلى الطاء.
والأمر بَيَّنٌ سَهْلٌ، ولا أدري لِمَ كل هذه الجَلَبَة!
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[04 Feb 2009, 11:47 م]ـ
أخي الشيخ، إنَّ بتر النَّصِّ وإخراجه مِنْ سياقه لا يُقَدِّمُ للقارئ الكريم صورةً صحيحة عن مُرادِ صاحب النّصِّ، ولا ريب أيها الفاضل أنَّ فهم نصوص العلماء في سياقها أمرٌ ضروري. [!
السلام عليكم
أحسنت فضيلة الشيخ عمار الخطيب كلمات من نور بارك الله فيكم.
وقد افتقدناكم منذ مدة .. وكنتُ قد عثرت علي مخطوطة الفرجة لعلك اطلعت عليها.
****
أخي الشيخ محمد، أحبُّ أن أذكرك مرة أخرى بأن قربَ التاء من الطاء حقيقةٌ لم ينكرها الأوائل من علماء العربية والتجويد بل أثبتوها في كتبهم، لكنهم صَرَّحوا أيضا بأن الدال أقرب إلى الطاء مِنَ التاء إلى الطاء.
والأمر بَيَّنٌ سَهْلٌ، ولا أدري لِمَ كل هذه الجَلَبَة! [/ QUOTE]
نعم صدقت أخي الكريم الأمر أسهل مما يتخيله الشيخ محمد يحيي شريف، فالنصوص لا تحتاج إلي تدبر فهي تفسر نفسها .. ولكن الشيخ محمد يحيي ـ هداه الله ـ ينظر للأمور بطريقة أخري.
والسلام عليكم
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[05 Feb 2009, 01:49 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد
أخي عمار جزاك الله خيراً على ما تفضّلت به من كلام علميّ يجعلنا نتوقّف ونتأمّر أكثر في القضية.
وأستشكل أمراً وهو كيف يمكننا من الناحية العملية همس الطاء في لفظ {من نطفة} و {ليطفؤا} إذا نطقنا الطاء كالدال المطبقة أي بالضاد الحديثة هكذا {من نضفة}، و {ليضفؤا} حيث بهذه الكيفية يستبعد و يَصعُب الهمس فيها من الناحية العملية خلافاً إذا نطقنا الطاء مثلما ننطقها الآن في الكلمتين فإنّها أسهل وأجذب للهمس لتقرب من التاء. هذا من جهة.
(يُتْبَعُ)
(/)
من جهة أخرى هل يمكنك القطع بأنّ الطاء التي ننطقها اليوم مهموسة؟ إذ الهمس جريان النفس واهتزاز الوترين الصوتيين. أشاطرك أنّ بعض القراء ينطقونها مهموسة وضعيفة بحيث لا يهتزّ الوتران، ولكن هل هو على سبيل العموم؟ أبداً إذ يمكنني نطقها بشدّة وجهر ونبر بحيث يمتنع جريان النفس والصوت امتناعاً كلياً حتّى ينحصر الصوت والنفس فينفجّر الصوت بالقلقلة جرّاء ذلك وبالتالي فيستحيل أن نقول في هذه الحالة أنّ الطاء مهموسة. استمع مثلاً إلى الطاء التي ينطقها فضيلة الشيخ أيمن سويد فستدرك أنّها ليست مهموسة أبداً بل هي في غاية الشدّة والجهر. وممّا يؤكّد ذلك هو اهتزار الوترين الصوتيين عند النطق بهذه الكيفية. فالطاء التي نسمعها اليوم أمّا أن تكون مهموسة ضعيفة كما يقرؤها البعض بحيث لا يهتزّ الوتران الصوتيان، وإمّا أن تكون شدّيدة ومجهورة مع قوّة النبر كما ينطقها أهل الشام وغيرهم بحيث يهتزّ الوتران الصوتيان.
فإن نطقنا بالطاء كما هو عليه الناس اليوم مع انحباس النفس وقوّة الاعتماد على المخرج و اهتزاز الوترين الصوتيين بالإضافة إلى شدّة الصياح والقلقلة والنبر فإنّما بالتأكيد لا تكون مهموسة.
فالطاء التي ننطقها اليوم هي الأقرب إلى الهمس والتاء من الطاء المزعومة وهذا ما يفسّر كلام القرطبيّ الذي حذّر من الهمس لأجل القرب في السمع بين الطاء والتاء ولا يكون ذلك إلاّ بالطاء المنطوق بها اليوم.
فلذلك قولكم: " اعلم أخي الشيخ أنّ كلام الإمام مبنيّ على فكرة واضحة في أنّ الحروف المهموسة إذا جاورت الحروف المجهورة، والمجهورة إذا وليتها المهموسة وجب بيانها لئلاً يصير المجهور مهموساً، والمهموس مجهوراً ". أقول إن سلّمنا أنّ الطاء التي ننطقها اليوم مهموسة.
أزيدك شيئاً: هل يعني أنّ الوترين الصوتيين لا يهتزّان إلاّ إذا نطقنا الطاء كالدال المطبقة؟ أترك لك الجواب.
وماذا تقول في النصّ الذي قال فيه القرطبيّ: " أمّا الطاء التي كالتاء فإنّها تُسمع من عجم المشرق لأنّ الطاء في أصل لغتهم معدومة فإذا احتاجوا إلى النطق بشيء من العربية فيه طاء تكلّفوا ما ليس في لغتهم فضعف نطقهم بها "
أقول لأخي عمار: قول القرطبي "فضعف نطقهم بها" أي أنّ الطاء إذا ضعفت صارت تاءً بمعني إذا زال عن الطاء ما تمتاز به من إطباق واستعلاء فإنّها تصير تاءً ولم يقل كالدال. أرجوا أن تتدبّر في هذا النصّ وتدلو بأيك فيه.
هناك إشكال آخر أعرضه على أخي عمار وعلى علماء الأصوات وهو:
كيف يكون الفرق بين الدال والتاء هو الهمس مع إمكان النطق بالتاء مجهورة وباهتزاز الوترين من غير أن تصير دالا وذلك كما يقرؤها بعض مشايخ دمشق لا سيما إذا تحرّكت؟
كيف يكون الفرق بين الطاء الحديثة والقديمة هو الهمس على قول علماء الأصوات مع إمكان النطق بالطاء مجهورة وباهتزاز الوترين الصوتيين من غير أن تصير الطاء الجديدة كالقديمة؟
اتنظر الجواب.
أمّا قولكم: "أخي الشيخ محمد، أحبُّ أن أذكرك مرة أخرى بأن قربَ التاء من الطاء حقيقةٌ لم ينكرها الأوائل من علماء العربية والتجويد بل أثبتوها في كتبهم، لكنهم صَرَّحوا أيضا بأن الدال أقرب إلى الطاء مِنَ التاء إلى الطاء".
أقول لا يمكن القطع بذلك إلاّ بعد استقراء المطبوع والمخطوط، لذا فإنّ الأمر ليس بالهيّن كما تتصوّر.
أخي عبد الحكيم أرجو أن تصبر حتّى يردّ أخي الشيخ عمار.
ولكما منّى كلّ التحيات والتقدير.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[11 Feb 2009, 09:40 ص]ـ
السلام عليكم
وقد افتقدناكم منذ مدة .. وكنتُ قد عثرت علي مخطوطة الفرجة لعلك اطلعت عليها.
[/ color]!
مرحبا بالشيخ الكريم عبد الحكيم، وجزاكَ الله خيرا على السؤال عني.
ولعلك تدعو لأخيك في ظهر الغيب فقد أبعدني المرض عنكم.
أَمَّا ما يتعلق بالمخطوطة فلعلي أعاود النظر في الموضوع وأقرأ ما جئتم به، زادكم الله علما وفهما.
ولعلي أعود لمناقشة ما جاء به أخي الشيخ محمد يحيى ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمار محمد الخطيب
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[12 Feb 2009, 12:03 ص]ـ
مرحبا بالشيخ الكريم عبد الحكيم، وجزاكَ الله خيرا على السؤال عني.
ولعلك تدعو لأخيك في ظهر الغيب فقد أبعدني المرض عنكم.
أَمَّا ما يتعلق بالمخطوطة فلعلي أعاود النظر في الموضوع وأقرأ ما جئتم به، زادكم الله علما وفهما.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمار محمد الخطيب
السلام عليكم
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك
وأنا أوفر أخي الحبيب المجهود عليك .. وإليك الرابط.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=11961&page=3&highlight=%E5%D0%E5+%D1%D3%C7%E1%CA%ED+%E1%DE%D1%C 7%C1
وأخيرا الشيخ محمد يحيي شريف أقرّ واعترف وجزم ووووقل ما شئت بأن قول الجعبري يدل علي الفرجة .. إلا أنه كعادته رجع وقال هذه انفرادة (وبالطبع إن لم يفعل ذلك فلن يكون محمد يحيي شريف الذي أتمني أن يعترف بشئ قبل أن ألقي الله)
والدكتور أنمار لا حس ولا خبر ومنذ أن خرجت المخطوطة اختفي حتي لم يصبح علينا ويشارك في بعض المواضيع وكأن موضعنا به "فيرس " .. ولا حتي قال مثل محمد يحيي شريف انفرادة الجعبري. سنقول له (متشكرين).
لقد كنتُ علي يقين أن مشايخنا وعلماءنا لا يمكن أن يأتوا بشئ من تلقاء أنفسهم ورغم وضوح أقوال ابن مجاهد والداني وابن الجزري. وأوضح منهم قول المرعشي إلا أن ما قاله الجعبري القشة التي قصمت ظهر البعير.
لأنهم كانوا يتغنون في كل مداخلة ومحفل لا يوجد نص ونتحدي من يأتي لنا بالنص ووو
وما أريد قوله: ماذا يضر هؤلاء إن أقروا بصحة الفرجة؟ ثم علموا أن الإطباق لم يكن مذهبا لابن الجزري الذي يدينون بقوله.؟
لد كان كافيا ظهور النص لبطلان ادعائهم ... لأنهم كانوا يطلبون نصا .. فلما ظهر ما أرادوا اختفوا .. اللهم إلا محمد يحيي شريف الذي كان يغني قديما أنشودة (عامر سبب الفرجة) واليوم يقول (الجعبري سبب الفرجة) وغدا سيقول (عبد الحكيم سبب الفرجة)
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه. وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.آمين
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[12 Feb 2009, 10:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله كثيراً
أضحك الله سنك يا أخي الحبيب،
ما قلتُ أبداً أنّ الجعبريّ هو سبب الفرجة ولكنّي أقبلها منك فلن أزعل منك الآن أبداً.
يبدو أنّي صرت لك كالشبح تراه في المنام كلّ ليلة، فلا تلبث أن تكتُب شيئاً ً إلاّ وأدخلتني في الموضوع.
لا تكاد تصبر عليّ إلى هذا الحدّ؟
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[13 Feb 2009, 03:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله كثيراً
ما قلتُ أبداً أنّ الجعبريّ هو سبب الفرجة ولكنّي أقبلها منك فلن أزعل منك الآن أبداً.
السلام عليكم
أنا فهمت قولك إن الجعبري انفرد بهذا الوجه دلالة علي ذلك.
يبدو أنّي صرت لك كالشبح تراه في المنام كلّ ليلة، فلا تلبث أن تكتُب شيئاً ً إلاّ وأدخلتني في الموضوع.
لو قلت بالفرجة في الإخفاء وتترك الضاد الظائية سأترك سيرتك ولا أذكرك إلا بكل خير أما وأنك ما زلت تنادي بهاتين المسألتين ستجد اسمك يا صاح في كل مداخلة (عربون محبة علي لغة المصريين)
لا تكاد تصبر عليّ إلى هذا الحدّ؟
لو صبرت عليك المنتدي سيغلق.
وسأتحفك ببحث قريبا إن شاء الله في الرد علي من يقولون بتفخيم الحرف الساكن بعد كسر من أحرف التفخيم في نحو (القاف ـ والخاء ـ والغين)
وأنقض فيه كلامك بعدم إنزال هذا النوع مثل المكسورة .. وكذا الرد علي من يفخمها. وإثبات صحة من يقول بإنزالها مثل المكسورة.وشرح كلام العلامة "المتولي " وتوجيه مراده الصحيح وليس كما فهمه بعض الإخوة من أن كلامه يعني التفخيم في هذا النوع.
وكل ذلك بالنصوص التي تنادي بها، ولقد كنت كتبت معظم البحث إلا أن مشكلة الهارد وذهاب كل ما فيه كان حائلا من إنزاله وسأعيد كتابته مرة أخري بإذن الله وأسأل الله التيسير والإخلاص فيما نكتب.
وهذا بناء علي طلب من أحد الإخوة الجزائريين في ملتقي أهل الحديث.
ويبدوا أنك (عامل مشاكل في الجزائر كلها مثل هنا) ولكنه ليس الأخ أبا المنذر. (انا عارف مخك سيذهب ويعود يا تري من هو؟ وخذ وردة وقطع فيها وخمّن يا تري من؟))
ادع لي
والسلام عليكم
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[13 Feb 2009, 05:46 م]ـ
السلام عليكم
إن كنت تظنّ أنني من أصحاب المشاكل فسأترك لك الموقع قريبا، وقد راودتني هذه الفكرة كثيراً فصرت لا أرغب في الردود وكتابة البحوت على المنتديات لحاجة في نفس يعقوب قضاها. ولعلمّي إنّك لا تتوقّف في حدود النقاش العلمي والمسألة المُتنازع فيها، فإنّك ستذهب بعيداً كما دلّ على ذلك كلامك الأخير.
أمّا قولك:انا عارف مخك سيذهب ويعود يا تري من هو؟
يبدو أنّك لا تعرفني جيّداً؟ والله لا أملأ نفوخي بهذه الأمور أبداً ولا يهمّني ما يُقال وما يُروّج وإنّما المهمّ أن يرضى الله تعالى عنّا جميعاً.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[13 Feb 2009, 06:55 م]ـ
السلام عليكم
إن كنت تظنّ أنني من أصحاب المشاكل فسأترك لك الموقع قريبا، ....... فإنّك ستذهب بعيداً كما دلّ على ذلك كلامك الأخير.
أمّا قولك:انا عارف مخك سيذهب ويعود يا تري من هو؟
يبدو أنّك لا تعرفني جيّداً؟ والله لا أملأ نفوخي بهذه الأمور أبداً ولا يهمّني ما يُقال وما يُروّج وإنّما المهمّ أن يرضى الله تعالى عنّا جميعاً.
السلام عليكم
والله يا شيخ محمد لم أقصد سوي المداعبة والفكاهة وفقط لأنني أحبك في الله.
فتركك للمنتدي كارثة لأنك تفتح مواضيع غفل الكثيرون عنها فهذه الأفكار إصرفها كما تصرف الجنّ.
وليس عيبا أنك أتعبت الجزائريين فحق للجزائريين أن يفتخروا بك .. وبصرف النظر عن أنك تخالف إجماعهم في بعض المسائل. ولكنك تجتهد.
أنت بالنسبة إليّ كالفرزدق لجرير .. فقد ترك الفرزدق الهجاء بعد وفاة جرير. هذا ما أذكره.
هناك منتديات يجب الفرار منها أما هنا فأنت كما تري غاية الإنصاف من مشرفيها جميعا ـ حفظهم الله تعالي ـ وكتابات ومناقشات مثمرة وجادة ومادة علمية قل أن تجدها في منتدي آخر.
ويكفيك يا شيخ محمد أن المشرف العام يشاركك في صحة الضاد الظائية فلن تجدها في منتدي آخر.
وهل نسيت عندما وضعوك في أحد المنتديات في القائمة السوداء بسبب هذه الضاد؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وهناك منتدي وضعت موضوعا (لمن أراد أن يستفيد) فبعد أن بلغت قرابة (107) مشاركة وقرابة خمس صفحات إلا أنني بعد مدة فوجئت بحذف نصف الصفحة الأولي والإبقاء علي نصف الصفحة الأخيرة وحذفوا جميع الصفحات ولست أدري لماذا حذفوها رغم أنها كانت أجوبة رائعة علي الأسئلة .. والله المستعان
وما دمت تغضب من مثل ذلك فلن تجدها إن شاء الله
بارك الله فيك يا شيخ محمد.
والسلام عليكم
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[13 Feb 2009, 11:45 م]ـ
السلام عليكم
وليس عيبا أنك أتعبت الجزائريين فحق للجزائريين أن يفتخروا بك .. وبصرف النظر عن أنك تخالف إجماعهم في بعض المسائل. ولكنك تجتهد.
هل شيخي وأستاذي محمد يحيى شريف يخالف إجماع الجزائريين!
لا أدري منذ متى أصبح للطلبة الجزائريين شيوخ يؤخذ بإجماعهم!
ولا أفهم كيف يكون لهم إجماع والشيخ محمد يخالفهم!
ولا أستطيع أن أستوعب هذا الإجماع المزعوم هكذا من غير نقل ولا استيعاب؟
الإجماع
كلمة كبيرة
لأنها دليل وحجة
ولكن من يثبت الإجماع؟
وكيف تعرف الإجماع وتتحققه من غير تتبع ولا استقراء؟
كثير من الجزائريين المجازون لا يكتبون في المنتديات؛ فكيف تعرف رأيهم في هذه المواضيع المطروحة؟
كثير منهم لا يدخل معه في نقاش هنا في الجزائر، فهل السكوت علامة الرضا؟
كثير منهم يناقش الشيخ أستاذي محمد يحيى شريف والحجة مع شيخي، لأنه يسكته ويفحمه.
هل الإجماع يدخل فيه كل الجزائريين حتى غير المجازين؟ طبعا:لا
أم يدخل فيه المجازون فقط؟ أعني كل المجازين؟ طبعا: لا
وهل كل المجازين متقنون؟ فاهمون؟ جامعون بين الرواية والدراية؟
والله لقد سمعنا بعض المجازين! فتسمع شيئا غريبا، خلط في الطرق والروايات بل في القراءات، نطق لنفس الحرف في الركعة الواحدة بطرق مختلفة، وكأنه ليس نفس الحرف، ذاك يغلق فمه وشفتيه عند النطق بالضاد، وذاك يجعل الغنة في ياء (العالمين) وواو (تعلمون) وآخر وآخر
وكلهم مجازون!
أبإجماع هؤلاء نأخذ.
ليس هؤلاء من أهل الاجتهاد أبدا بله الإجماع.
وأكثرهم لا يعرفون أسماء الكتب التي ينقل منها شيخي ولا ما هو موضوع الكتاب!
وأستاذي لا يفرض رأيه في هذا المنتدى ولا غيره، وإنما يبدي رأيه في المسألة ويدلل عليها و يدافع عن وجهة نظره وينقل عن من سبقه، وله شيوخ قرأ عليهم وسألهم واستجازهم،
وهو معظِّم لهم موقر لهم، ولا يحب مخالفتهم، ولكن إذا ظهر له الدليل في خلاف قولهم فماذا يفعل؟
هو يكتب في هذا المنتدى -ولا أظنه يكتب في منتدى آخر الآن- لأنه يجد فيه شيوخا متخصصين ذا كفائات وأخلاق عالية وفوائد ومراجع لم يقف عليها ولم يسمع بها ينتفع وينفع غيره، يستفيد ويفيد غيره، وإذا ظهر له خطؤه اعترف ورجع وشكر.
وهو أستاذي قد (للتقليل) أخالفه في بعض ما يذهب إليه، ولكن أعلم جازما ويقينا، أن "إجماع الجزائريين" غير قائم دون أن يكون هو داخل فيه مع غيره -وهم قليل- ممن وفقهم الله تعالى للدراسات العليا وتخصصوا في هذا العلم.
وهو يعرفهم ويعرف مذاهبهم وأقوالهم وكلما سمع بقادم من خارج البلد من الطلبة الذين درسوا علم التجويد والقراءات يبحث عنهم ويسأل عنهم ويأتي إليهم ويذاكرهم ويسألهم وينتفع بهم، وهم كذلك ينتفعون به.
والمقصود أنه ليس في الواقع شيء اسمه (إجماع الجزائريين) في علم التجويد والقراءات فهو علم في طريق النمو عندنا. والشيوخ فيه المبرزون أقل القليل.
وأما قولكم -رعاكم الله-: وليس عيبا أنك أتعبت الجزائريين
فأشهد أن الجزائريين في راحة إذا سمعوا إلى قراءته ويودون لو أنهم يتتلمذون بين يديه، ويفرحون بدروسه وحلقاته، ويسألونه أن يسمح لهم بعرض القرآن عليه في شتى بقاع العاصمة،
ومن تعب منهم فلحسده أو جهله.
والسلام عليكم ورحمة الله.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[14 Feb 2009, 02:05 ص]ـ
هل شيخي وأستاذي محمد يحيى شريف يخالف إجماع الجزائريين!
لا أدري منذ متى أصبح للطلبة الجزائريين شيوخ يؤخذ بإجماعهم!
ولا أفهم كيف يكون لهم إجماع والشيخ محمد يخالفهم!
ولا أستطيع أن أستوعب هذا الإجماع المزعوم هكذا من غير نقل ولا استيعاب؟
الإجماع
كلمة كبيرة
لأنها دليل وحجة
ولكن من يثبت الإجماع؟
وكيف تعرف الإجماع وتتحققه من غير تتبع ولا استقراء؟
(يُتْبَعُ)
(/)