لا بد يا شيخنا أن تعيد النظر في مسألة زيادة عدد الركعات على إحدى عشرة ركعة في قيام الليل ودراسة سبب الخلاف، وعلى ما أذكر أن المسألة طرحت في هذا المنتدى، وقولك ليس لهم نص، غير صحيح، بل لهم نصوص فهموا منها مشروعية الزيادة، ولهم كذلك فعل بعض السلف الصالح، ... فالمسألة تدرس لكن في غير هذا الموضع.
ولا أزال أُصِر على أن نقلك عن القرطبي رحمه الله وغيره، في غير محل النزاع؛ وهو التزام قول صدق الله العظيم عقب كل قراءة، ولم أر النقل عنهم، ذلك؛
أما الإمام القرطبي رحمه الله، فأجبتك عنه، وقوله (صدق الله العظيم) آخر سورة الأحقاف عليك لا لك، لأنه لم يذكره إلا في هذه السورة فقط، فدل على أنه لا يرى التزامها، وذكرها في موضع واحد موافق لقول النبي صلى الله عليه وسلم "صدق الله" قبل قراءة الآية، والقرطبي هنا ذكر صدق الله بعد الانتهاء من السورة، وهذا مشروع من غير اعتياد لها. ثم يحتمل أن تكون كلمة "صدق الله العظيم" زيادة من بعض النساخ، فلا بد من إثبات أن النسخة الخطية بخط مؤلفها، أو أنها منسوخة عن أصل مؤلفها، وإلا فالاختمال وارد، وقد يتصرف النساخ في هذه الأشياء لأنه أمر سهل.
وقولك "ولا يلزمه ذكره في كل كتبه" عجيب منك، فإنه ألف كتابا خاصا في أدب حملة القرآن وقارئه، ثم لا يذكر هذا "الأدب" وهو يقول به، هذا لا يمكن، بل تركه لذكره في الآداب دال على أنه ليس من الأدب، ويدل عليه أنه ذكر التصديق في الختم، فهو يعرفه، لكن لم يذكره.
وقولك -حفظك الله- "وأيضا لا حجة في عدم ذكر الإمام الداني ومكي وغيرهما (ولا يلزم من العدم عدم)، فقد ذكره غيرهم " من عجيب جوابك، فإذا لم يذكره أحد من القراء، فكيف تجيز التزامه؟! هل سبقناهم؟ لا والله! لم ولن نسبقهم، إنما هو الاتباع لهم، وإنهم يذكرون مذاهب القراء في الاستعاذة وليست قرآنا، ومسألة الوقف على رؤوس الآي والسكت والوصل، والتحقيق والحدر والتدوير، والإشمام والروم والإسكان، والتكبير في الختم، ونحو ذلك من المسائل، ثم لا يذكرون التصديق بعد التلاوة، فهذا -يا أخي- يلزم من عدمه العدم، ولا شك.
وقولك "فقد ذكره غيرهم" فإن كنت تقصد القراء، فمن هم؟ وإن كنت تقصد غيرهم، فعدم ذكر القراء له حجة على قراء هذا الزمان، وغير القراء تبع للقراء في هذا الباب.
وذكر الفقهاء له في كتب الفقه، هو في باب فساد صلاة قائله، ولم يقل أحد منهم أن قول "صدق الله العظيم" عقب كل تلاوة مشروعة، والنصوص التي نقلت قبل، إنما هو في الكلام الزائد على أقوال الصلاة، هل تبطل صلاة قائله أم لا. ولا حظ معي أن من الفقهاء من أبطل صلاة قائله. مع ذلك أسألك سؤالا: هل يجوز عندك أن يلتزم القارئ بقول صدق الله العظيم عقب كل تلاوة في الصلاة قبل الركوع، سواء كان إماما أو مأموما، مسرا بذلك أم جاهرا؟ أما أنا فأقول تبطل صلاته، وهو فعل منكر وبدعة محدثة، فما تقول؟
وهذه المسألة ليست كالمسائل الفقهية المختلف فيها بين الفقهاء، ما دام أن بعض السلف قال بها. أما مسألتنا فلم يرد عن أحد من قراء الصحابة أو التابعين أو تابعيهم، أو القراء السبعة مع الثلاثة أو أحد من رواتهم ذكر التصديق بعد التلاوة، فلا شك أنهم لم يفعلوه حتما، فلا يمكن أن نسبقهم في مسألة كهذه، لأنها متعلقة بالقرآن، وهم من أحرص الناس بآداب التلاوة.
هذا والله أعلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[19 Nov 2009, 11:31 م]ـ
السلامن بعد تبين للكثيرين بالأدلة اشتهار هذا الفعل بين القراء قديما؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أين لك أن هذا كان مشهورا عند القراء،
إن هذا الإثبات مخالف للصواب، ولا شك، فإن القراء قاطبة لم يذكروا هذا في كتبهم، كما نبهتك، فكيف تثبت أن التزام قول "صدق الله العظيم" عقب التلاوة من مذاهب القراء. بل هو مخالف لمذهبهم، والصحيح أنهم لم يكونوا يلتزمون بذلك، ولم يعرفوه، لذلك تركوا ذكره في كتبهم، وهي كثيرة جدا.
والله أعلم
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[22 Nov 2009, 06:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أين لك أن هذا كان مشهورا عند القراء،
إن هذا الإثبات مخالف للصواب، ولا شك، فإن القراء قاطبة لم يذكروا هذا في كتبهم، كما نبهتك، فكيف تثبت أن التزام قول "صدق الله العظيم" عقب التلاوة من مذاهب القراء. بل هو مخالف لمذهبهم، والصحيح أنهم لم يكونوا يلتزمون بذلك، ولم يعرفوه، لذلك تركوا ذكره في كتبهم، وهي كثيرة جدا.
والله أعلم
القول أن القراء لم يعرفوها و لم يلتزموها مناقض لما شهدناه من أئمة القراء
ألا تكفينا مذاهب أئمة القراء في عصورنا التي شهدناها - و التي أخذوها بالتلقي و المشافهة من شيوخهم - أمثال الشيخ محمد رفعت، و الشيخ محمود خليل الحصري، و الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، و كذا ما ذكره الأخ الفاضل د. السالم الجكني هنا عن الشيخ القاري مقرئ المسجد النبوي من قبل
فتلك هي مذاهبهم العملية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[23 Nov 2009, 12:24 ص]ـ
ذكر الإمام القرطبي في مقدمة تفسيره " الجامع لأحكام القرآن ":
(باب ما يلزم قارئ القرآن وحامله من تعظيم القرآن وحرمته)
و قال:
قال الترمذي الحكيم أبو عبد الله في " نوادر الأصول ": " فمن حرمة القرآن ألا يمسه إلاطاهرا.
ومن حرمتة أن يقرأه على طهارة.
ومن حرمته أن يستاك ويتحلل فيطيب فاه، إذ هو طريقه.
- قال يزيد بن أبي مالك: إن أفواهكم طرق من طرق القرآن، فطهروها ونظفوها
ما استطعتم.
- ومن حرمته أن يتلبس كما يتلبس للدخول على الأمير لأنه مُناج.
ومن حرمته أن يستقبل القبلة لقراءته.
- وكان أبو العالية إذا قرأ اعتم ولبس وآرتدى واستقبل القبلة.
- ومن حرمته أن يتمضمض كلما تنخع.
روى شعبة عن أبي حمزة عن ابن عباس: أنه كان يكون بين يديه تور إذا تنخع مضمض، ثم أخذ في الذكر، وكان كلما تنخع مضمض.
ومن حرمته إذا تثائب أن يمسك عن القراءة لأنه أذا قرأ فهو مخاطب ربه ومناج، والتثاؤب من الشيطان.
- قال مجاهد: إذا تثاءبت وأنت تقرأ القرآن فأمسك عن القرآن تعظيما حتى يذهب تثاؤبك.
وقاله عكرمة.
يريد أن في ذلك الفعل إجلالا للقرآن -.
ومن حرمته أن يستعيذ بالله عند ابتدائه للقراءة من الشيطان الرجيم، ويقرأ بسم الله الرحمن الرحيم إن كان ابتدأ قراءته من أول السورة أو من حيث بلغ.
ومن حرمته إذا أخذ في القرءة لم يقطعها ساعة فساعة بكلام الآدميين من غير ضرورة.
ومن حرمته أن يخلو بقراءته حتى لا يقطع عليه أحد بكلام فيخلطه بجوابه، لأنه إذا فعل ذلك زال عنه سلطان الاستعاذة الذي استعاذ في البدء.
ومن حرمته أن يرأه على تؤدة وترسيل وترتيل.
ومن حرمته أن يستعمل فيه ذهنه وفهمه حتى يعقل مايخاطب به.
ومن حرمته أن يقف على آية الوعد فيرغب إلى الله تعالى ويسأله من فضله، وأن يقف على آية الوعيد فيستجير بالله منه.
ومن حرمته أن يقف على أمثاله فيتمثلها.
ومن حرمته أن يلتمس غرائبه.
ومن حرمته أن يؤدي لكل حرف حقه من الأداء حتى يبرز الكلام باللفظ تماما، فإن بكل حرف عشر حسنات.
ومن حرمته إذا انتهت قراءته أن يصدق ربه، ويشهد بالبلاغ لرسوله صلى الله عليه وسلم، ويشهد على ذلك أنه حق، فيقول: صدقت ربنا وبلغت رسلك، ونحن على ذلك من الشاهدين، اللهم اجعلنا من شهداء الحق، القائمين بالقسط، ثم يدعو بدعوات.
ومن حرمته إذا قرأه ألا يلتقظ الآي من كل سورة فيقرأها، فإنه روى لنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه مر ببلال وهو يقرأ من كل سورة شيئا، فأمره أن يقرأ السورة كلها أو كما قال عليه السلام.
ومن حرمته إذا وضع المصحف الايتركه منشورا، وألايضع فوقه شيئا من الكتب حتى يكون أبدا عاليا لسائر الكتب، علما كان أو غيره.
ومن حرمته أن يضعه في حجره إذا قرأه أو على شئ بين يديه ولا يضعه بالارض.
ومن حرمته ألا يمحوه من اللوح بالبصاق ولكن يغسله بالماء.
ومن حرمته إذا غسل بالماء أن يتوقى النجاسات من المواضع، والماقع التي توطأ، فإن لتلك الغسالة حرمة، وكان من قبلنا من السلف منهم من يستشفى بغسالته.
ومن حرمته ألا يتخذ الصحيفة إذا بليت ودرست وقاية للكتب، فإن ذلك جفاء عظيم، ولكن يمحوها بالماء.
ومن حرمته ألا يخلى يوما من أيامه من النظر في المصحف مرة، وكان أبو موسى يقول: إني لأستحيى ألا أنظر كل يوم في عهد ربي مرة.
ومن حرمته أن يعطي عينيه حظهما من، فإن العين نؤدي إلى النفس، وبين النفس والصدر حجاب، والقرآن في الصدر، فإذا قرأه عن ظهر قلب فانما يسمع أذنه فتؤدى إلى النفس، فأذا نظر في الخط كانت العين والاذن قد اشتركتا في الأداء وذلك أوفر للأداء، وكان قد أخذت العين حظها كاالأذن.
روى زيد ابن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أعطوا أعينكم حظها من العبادة " قالوا: يارسول الله وما حظها من العبادة؟ قال: " النظر في المصحف والتفكر فيه والاعتبار عند عجائبه ".
وروى مكحول عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أفضل عبادة أمتي قراءة القرآن نطرا " ......... أهـ
* * *
فالإمام القرطبي - رحمه الله - نقل كلام الترمذي الحكيم أن " من حرمته إذا انتهت قراءته أن يصدّق ربه، ويشهد بالبلاغ لرسوله صلى الله عليه وسلم، ويشهد على ذلك أنه حق، فيقول: صدقت ربنا وبلغت رسلك، ونحن على ذلك من الشاهدين ... ".
و قد سبق للإخوة الكرام إيراد ذلك.
و فيه النَصّ - من الحكيم الترمذي - على تصديق الله عند الانتهاء من قراءة القرآن الكريم، و احتج به الإمام القرطبي في (باب ما يلزم قارئ القرآن وحامله من تعظيم القرآن وحرمته)، و القرآن الكريم كلّه أو بعضه في تلك الحرمة و التعظيم سواء، و مقتضى ذلك تصديق الله العظيم عند الانتهاء من قراءة كلّه أو بعضه.
و الإمام القرطبي جعل ذلك التصديق من باب اللزوم؛ بنَصّ كلامه. و هو إمام جليل من كبار المفسِّرين تـ 671 هـ
- و على هذا جرى عمل أئمة القراء المشهورين في زمننا هذا، كالشيخ رفعت و الشيوخ الحصري و المنشاوي و الفشني و علي محمود و الشعشاعي، و غيرهم كثير؛ نقلاً و تلقياً عن شيوخهم، رحمهم الله جميعا.
* * *
(وليقل عند فراغه من كل سورة صدق الله تعالى وبلغ رسوله صلى الله عليه وسلم اللهم انفعنا وبارك لنا فيه الحمد لله رب العالمين واستغفر الله الحى القيوم.
وفى اسئلة عبد الله بن سلام: اخبرنى يا محمد ما ابتدآء القرءآن وما ختمه قال ابتدآؤه بسم الله الرحمن الرحيم وختمه صدق الله العظيم قال صدقت وفى خريدة العجائب يعنى ينبغى ان يقول القارئ ذلك عند الختم والا فختم القرءآن سورة الناس)؛ ذكره الشيخ إسماعيل حقي في تفسيره " روح البيان "، المعروف بتفسير حقي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[23 Nov 2009, 01:14 ص]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك أستاذنا الكريم علي تحريركم للأمر بطريقة لا نقاش معها في إثبات القول عن القرطبي وإقرار القرطبي بذلك.
أما اشتهاره عن القراء أيضا أجدت ـ حفظك الله ـ، ولعل الأخ حكيم اتضح له الأمر الآن. والحمد لله رب العالمين
والسلام عليكم
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[23 Nov 2009, 01:35 ص]ـ
وعليكم السلام
لا الأمر لم يتضح لي، ولا أزال أصر على أن القراء -وأقصد القراء السبعة والعشر والأربعة عشر- برواياتهم وطرقم وأسانيدهم، لم يعرفوا هذان وليس من مذهبهم، وإلا لذكره الداني، ومكي والرعيني والعطار وابن مجاهد وغيرهم ممن ذكرت قبل هذا،
فغإنكك ترى أنهم ذكروا التكبير وكيفيته وأسندوه في كتبهم، ولم يذكروا أبدا أبدا قول صدق الله العظيم، لأنه غير معروف عندهم. فافهم واتبع سبيلهم.
وأما كلام القربي رحمه الله فسبق الجواب عليه، فلا داعي لإعادته. ونبهت أني لم أسمع قط قارئا يقول في نهاية تلاوته "صدقت ربنا وبلغت رسلك، ونحن على ذلك من الشاهدين، اللهم اجعلنا من شهداء الحق، القائمين بالقسط "، فأين هذا من مسألتنا؟
وأما نقل الدكتور أبي بكر لأثر عبد الله بن سلام رضي الله عنه، فهذا يدل على مبلغ علمه. ورأيتك يا شيخ عبد الحكيم لم تعلق عليه، مع ذلك لا أظنك تقول به.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[23 Nov 2009, 11:34 ص]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك ...... علي تحريركم للأمر بطريقة لا نقاش معها في إثبات القول عن القرطبي وإقرار القرطبي بذلك.
أما اشتهاره عن القراء أيضا أجدت ـ حفظك الله ـ، .......... والسلام عليكم
أكرمكم الله أخي الفاضل
و لم ينفرد الإمام الترمذي الحكيم - و تابَعه الإمام القرطبي - بالقول بتصديق الله تعالى عقب الانتهاء من قراءة القرآن الكريم، و إنما حكاه الإمام الجزري في كتابه " النشر في القراءات العشر " عن بعض شيوخه - و سبق للإخوة الكرام إيراده - و كذا قال به حجة الإسلام الإمام أبو حامد الغزالي في كتابه " إحياء علوم الدين "؛ قال
(باب ظاهر آداب التلاوة):
و هي عشرة:
الأول في حال القارىء: وهو أن يكون على الوضوء، واقعا على هيئة الأدب والسكون، إما قائما وإما جالسا، مستقبل القبلة، مطرقا رأسه، غير متربع ولا متكىء ولا جالس على هيئة التكبر، ويكون جلوسه وحده كجلوسه بين يدي أستاذه،
وأفضل الأحوال أن يقرأ في الصلاة قائما، وأن يكون في المسجد فذلك من أفضل الأعمال.
فإن قرأ على غير وضوء وكان مضطجعا في الفراش فله أيضا فضل، ولكنه دون ذلك؛ قال الله تعالى: {الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض}، فأثنى على الكل ولكن قدم القيام في الذكر ثم القعود ثم الذكر مضطجعا.
قال علي رضي الله عنه: من قرأ القرآن وهو قائم في الصلاة كان له بكل حرف مائة حسنة، ومن قرأه وهو جالس في الصلاة فله بكل حرف خمسون حسنة، ومن قرأه في غير صلاة وهو على وضوء فخمس وعشرون حسنة، ومن قرأه على غير وضوء فعشر حسنات.
وما كان من القيام بالليل فهو أفضل لأنه أفرغ للقلب؛ قال أبو ذر الغفاري رضي الله عنه: إن كثرة السجود بالنهار وإن طول القيام بالليل أفضل.
.............. ثم قال الإمام الغزالي في بيان الأدب الثامن من آداب التلاوة:
(الثامن: أن يقول في مبتدأ قراءته أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون، وليقرأ قل أعوذ برب الناس وسورة الحمد لله، وليقل عند فراغه من القراءة صدق الله تعالى، وبلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم. اللهم انفعنا به، وبارك لنا فيه، الحمد لله رب العالمين،وأستغفر الله الحي القيوم.
وفي أثناء القراءة إذا مر بآية تسبيح سبح وكبر وإذا مر بآية دعاء واستغفار دعا واستغفر وإن مر بمرجو سأل وإن مر بمخوف استعاذ يفعل ذلك بلسانه أو بقلبه فيقول سبحان الله نعوذ بالله اللهم ارزقنا اللهم ارحمنا) ..... أهـ
* * *
فالإمام أبو حامد الغزالي - و قد قال الإمام السيوطي إنه مُجدِّد القرن الخامس (الهجري)، و هو من كبار أئمة الشافعية، تـ 505 هـ - نَصّ على تصديق القارئ لله تعالى عند الفراغ من قراءة القرآن الكريم؛ قال: (وليقل عند فراغه من القراءة: صدق الله تعالى وبلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم اللهم انفعنا به وبارك لنا فيه الحمد لله رب العالمين وأستغفر الله الحي القيوم). و جعل ذلك من آداب التلاوة. و يستوي في مراعاة تلك الآداب القرآن الكريم كلّه أو بعضه؛ كما هو شأن بقية آداب التلاوة.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[24 Nov 2009, 01:30 ص]ـ
و في الموقع الرسمي للشيخ عبد الله بن جبرين ( http://ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=7584&parent=786)
حكم قول صدق الله العظيم
رقم الفتوى: (7584)
موضوع الفتوى: حكم قول صدق الله العظيم
السؤال س: ما حكم قول صدق الله العظيم بعد قراءة القرآن وهل لا بد من قولها بعد الانتهاء من قراءة القرآن؟
الاجابة لا بأس بقول (صدق الله العظيم) بعد القراءة لقوله تعالى: قُلْ صَدَقَ اللَّهُ في سورة آل عمران، ولأن ذلك تصديق لكلام الله وإيمان به، وقد قال تعالى: وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا وحيث إنه لم ينقل عن السلف استعمالها دائمًا فلا ينبغي المداومة عليها دائمًا ولا يُنكر على من قالها لوجود الدليل القرآني.
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[24 Nov 2009, 09:33 م]ـ
وفي الموقع الرسمي للشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
مكتبة الفتاوى: فتاوى نور على الدرب (نصية): التفسير
السؤال: تقف علي وعلى كثير من الناس أسئلة كثيرة فهل لكم أن تشرحوها لنا في برنامجكم نور على الدرب جزاكم الله عنا كل خير يسأل يا فضيلة الشيخ ويقول ما حكم قول صدق الله العظيم عند نهاية كل قراءة من القرآن الكريم.
الجواب
الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين قبل الإجابة على هذا السؤال أود أن أبين ما ذكره أهل العلم قاطبة بأن العبادة لا بد فيها من شرطين أساسيين أحدهما: الإخلاص لله عز وجل والثاني: المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أما الإخلاص فمعناه أن لا يقصد الإنسان بعبادته إلا وجه الله والدارة الآخرة فلا يقصد جاهاً ولا مالاً ولا رئاسةً ولا أن يمدح بين الناس بل لا يقصد إلا الله والدار الآخرة فقط وأما الشرط الثاني: فهو الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم بحيث لا يخرج عن شريعته لقول الله تعالى (وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ) وقوله تعالى (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً) ولقوله تعالى (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امريء ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه) ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) فهذه النصوص النصية تدل على أنه لا بدُّ لكل عمل يتقرب به الإنسان لله عز وجل بأن يكون مبيناً على الإخلاص. الإخلاص لله موافقاً لشريعة الله عز وجل ولا تتحقق الموافقة والمتابعة ألا بأن تكون العبادة موافقة للشرع في سببها وجنسها وقدرها وهيئتها و زمانها ومكانها فمن تعبد لله تعالى عبادة معلقة بسبب لم يجعله الشرع سبباً لها فإن عبادته لم تكن موفقة للشرع فلا تكون مقبولة وإذا لم تكن موافقة للشرع فإنها بدعة وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) وبناء على هاتين القاعدتين العظيمتين بل بناء على هذه القاعدة المتضمنة لهذين الشرطين الأساسيين فإننا نقول إن قول الإنسان عند انتهاء قراءته "صدق الله العظيم" لاشك أنه ثناء على الله عز وجل بوصفه سبحانه وتعالى بالصدق: (ومن أصدق من الله قيلاً) والثناء على الله بالصدق عبادة والعبادة لا يمكن أن يتقرب الإنسان بها إلا إذا كانت موافقة للشرع وهنا ننظر هل جعل الشرع انتهاء القراءة سبباً لقول العبد صدق الله العظيم إذا نظرنا إلى ذلك وجدنا أن الأمر ليس هكذا بل أن الشرع لم يجعل انتهاء القاري من قراءته سبباً لأن يقول: (صدق الله العظيم) فها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه:" اقرأ قال يا رسول كيف أقرأ عليك وعليك أنزل قال إني أحب أن أسمعه من غيري فقرأ حتى بلغ قوله تعالى (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً) فقال النبي صلى الله عليه وسلم حسبك" ولم يقل عبد الله بن مسعود (صدق الله العظيم) ولم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وهكذا أيضاً قرأ زيد بن ثابت على النبي صلى الله عليه وسلم سورة "النجم" حتى ختمها ولم يقل (صدق الله العظيم) وهكذا عامة المسلمين إلى اليوم إذا انتهوا من قراءة الصلاة لم يقل أحدهم عند قراءة الصلاة قبل الركوع (صدق الله العظيم) فدل ذلك على أن هذه الكلمة ليست مشروعة عند انتهاء القارئ من قراءته وإذا لم تكن مشروعة فإنه لا ينبغي للإنسان أن يقولها فإذا انتهيت من قراءتك فاسكت واقطع القراءة أما أن تقول صدق الله العظيم وهي لم ترد لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه فإن هذا قول يكون غير مشروع قد يقول قائل أليس الله تعالى قال: (قُلْ صَدَقَ اللَّهُ) فنقول: بلى إن الله تعالى قال: (قُلْ صَدَقَ اللَّهُ) ونحن نقول صدق الله لكن هل قال الله تعالى قل عند انتهاء قراءتك قل صدق الله الجواب لا إذا كان كذلك فإننا نقول صدق الله ويجب علينا أن نقول ذلك بألسنتنا ونعتقده بقلوبنا وأن نعتقد أنه لا أحد أصدق من الله قيلا ولكن ليس لنا أن نتعبد إلى الله تعالى بشيء معلقاً بسبب لم يجعله الشارع سبباً له لأنه كما أشرنا من قبل لا تكون العبادة موافقة للشرع حتى يتحقق فيها أو بعبارة أصح لا تتحقق المتابعة في العبادة حتى تكون موافقة للشرع في الأمور الستة السابقة أن تكون موافقة للشرع في سببها وجنسها وقدرها وصفتها و زمانها ومكانها وبناء على ذلك فلا ينبغي إذا انتهى من قراءته أن يقول (صدق الله العظيم).
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_6626.shtml
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[24 Nov 2009, 10:12 م]ـ
السؤال:
إنني كثيرا ما أسمع من يقول: إن (صدق الله العظيم) عند الانتهاء من قراءة القرآن بدعة، وقال بعض
الناس: إنها جائزة واستدلوا بقوله تعالى: قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وكذلك قال لي بعض
المثقفين: إن النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يوقف القارئ قال له: حسبك، ولا يقول: صدق الله
العظيم، وسؤالي هو هل قول صدق الله العظيم جائز عند الانتهاء من قراءة القرآن الكريم أرجو أن تتفضلوا
بالتفصيل في هذا؟
الجواب:
اعتياد الكثير من الناس أن يقولوا صدق الله العظيم عند الانتهاء من قراءة القرآن الكريم وهذا لا أصل
له، ولا ينبغي اعتياده بل هو على القاعدة الشرعية من قبيل البدع إذا اعتقد قائله أنه سنة فينبغي ترك ذلك،
وأن لا يعتاده لعدم الدليل، وأما قوله تعالى: (قُلْ صَدَقَ اللَّهُ)
فليس في هذا الشأن وإنما أمره الله عز وجل أن يبين لهم صدق الله فيما بينه في كتبه العظيمة من التوراة وغيرها وأنه صادق فيما بينه لعباده في كتابه العظيم القرآن، ولكن ليس هذا دليلا على أنه مستحب أن يقول ذلك بعد قراءة القرآن أو بعد قراءة آيات أو قراءة سورة؛ لأن ذلك ليس ثابتا ولا معروفا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته رضوان الله عليهم.
ولما قرأ ابن مسعود على النبي أول سورة النساء حتى بلغ قوله تعالى فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ
وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا) قال له النبي حسبك قال ابن مسعود فالتفت إليه فإذ عيناه تذرفان عليه الصلاة
والسلام أي يبكي لما تذكر هذا المقام العظيم يوم القيامة المذكور في الآية وهي قوله-تبارك وتعالى-: (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا
مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ) أي يل محمد على هؤلاء شهيدا، أي على أمته عليه الصلاة والسلام، ولم ينقل
أحد من أهل العلم فيما نعلم عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: صدق الله العظيم بعد ما قال له النبي:
حسبك، والمقصود أن ختم القرآن بقول القارئ صدق الله العظيم ليس له أصل في الشرع المطهر، أما إذا
فعلها الإنسان بعض الأحيان لأسباب اقتضت ذلك فلا بأس به.
الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله-تبارك و تعالى-
مجموع فتاوى ومقالات_الجزء السابع.
وحكم قول صدق الله العظيم بعد الفراغ من قراءة القرآن بدعة لأنه لم يفعله النبي صلى الله عليه و سلم ولا الخلفاء الراشدون و لا سائر الصحابة رضي الله عنهم، و لا أئمة السلف رحمهم الله تعالى مع قرآءتهم للقرآن و عنايتهم و معرفتهم بشأنه فكان قول ذلك و إلتزامه عقب القرآءة بدعة محدثة.
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) رواه البخاري و
مسلم و قال صلى الله عليه وسلم (عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) رواه مسلم.
من فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء المجلد 4 ص 118
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[24 Nov 2009, 10:24 م]ـ
ها نحن نرى اختلاف فتاوى العلماء فماذا نفعل لنصل إلا حكم الله الحق الواحد في هذه المسألة؟
لا نفعل إلا ما أمرنا به الله عز وجل لرفع النزاع حيث قال (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا) أما أن نظل ننقل الفتاوى وكلام العلماء فهذا يزيد الخلاف ولا يرفع النزاع , فمحل النزاع هو: هل كان من عادة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه أن يقول (صدق الله العظيم) بعد التلاوة؟
والجواب بالإجماع: لا.
هل كان من عادة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم وهديهم أن يقولوا (صدق الله العظيم) بعد التلاوة؟
والجواب بالإجماع: لا.
هل كان من عادة الصحابة الكرام رضي الله عنهم وهديهم أن يقولوا (صدق الله العظيم) بعد التلاوة؟
والجواب بالإجماع: لا.
فكيف لا يكون بدعة إذن.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[24 Nov 2009, 10:59 م]ـ
السلام عليكم
أخي الشيخ طارق لا شك أن فتاوي اللجنة الدائمة مبناها في كثير من المسائل علي قاعدة درء المفاسد، ومن باب الورع، ومن باب الترك أولي.
وتغاير الأمكنة، واختلاف أحوال الناس من بلد لبلد له اعتبار. واشتهار أمر عند البعض دون البعض له اعتبار أيضا، والتكبير اشتهر في مكة دون غيره، ثم منه إلي غيره من الأقطار.
وزيادة عدد الركعات في التراويح أخذ به البعض، وتركه الآخر مع أن الناس مجمعون علي أنها زيادة عما كان عليه في عهد النبوة.
و " صدق الله العظيم " كان مشهورا عند الأئمة، وموجودا في عصور الفطاحل من العلماء، وما هذا ما أفتو ببدعيتها، بل لم ينهو عنها مع وجودها.
وإن كانت الفتوي يا شيخ طارق بجواز التصديق بين الحين والآخر.
والقول: بأن هذا أيضا ليس عليه دليل، لأنه عبادة، والعبادة تحتاج إلي نص .. فمن أين الجواز إذن؟؟
واعتراض فضيلة الشيخ ابن باز علي الاستدلال بجوازها استنباطا من الآية "قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا " والمقصود به تعقب الرد علي أهل الكتاب فيه نظر.
والقول: الآية بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، وقد أخذ به الشنقيطي ـ رحمه الله ـ وأقره الشيخ جبريل ـ رحمه الله ـ وكذا الشيخ عطية صقر ـ رحمه الله ـ وغيرهم ممن نُقل عنهم.
ويبقي أن القول ببدعية التصديق مخالف لما عليه الأئمة قديما، ولا ينبغي الأخذ به. والله أعلم
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[24 Nov 2009, 11:37 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل عبد الحكيم: إذا لم يكن التزامه بدعة لعدم ثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم لا قولا ولا استماعا ولا تقريرا وهو الذي أنزل على قلبه القرءان وكان قرءانا يمشي على الأرض ومن أولى بالتزام قول الله تعالى (قل صدق الله) على عمومه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام , فلماذا لم يلتزموها مع حرصهم الشديد على كل ما يتعلق بالقرءان؟
إذا لم يكن بدعة والحال هذه فما الذي يمنع من التزامه بعد القراءة في الصلاة؟ أليس ذلك داخلا في العموم؟ وإذا كان بدعة في الصلاة فهو في غيرها أولى؟ والله أعلم.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[25 Nov 2009, 12:47 ص]ـ
ها نحن نرى اختلاف فتاوى العلماء فماذا نفعل لنصل إلا حكم الله الحق الواحد في هذه المسألة؟
لا نفعل إلا ما أمرنا به الله عز وجل لرفع النزاع حيث قال (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا) أما أن نظل ننقل الفتاوى وكلام العلماء فهذا يزيد الخلاف ولا يرفع النزاع , فمحل النزاع هو: هل كان من عادة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه أن يقول (صدق الله العظيم) بعد التلاوة؟
والجواب بالإجماع: لا.
هل كان من عادة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم وهديهم أن يقولوا (صدق الله العظيم) بعد التلاوة؟
والجواب بالإجماع: لا.
هل كان من عادة الصحابة الكرام رضي الله عنهم وهديهم أن يقولوا (صدق الله العظيم) بعد التلاوة؟
والجواب بالإجماع: لا.
فكيف لا يكون بدعة إذن.
هناك أحاديث في قول الصحابة رضي الله عنهم " صدق الله " عقب تلاوة السورة من القرآن، منها ما أخرجه الإمام أحمد في " مسنده "، (حديث عقبة بن عامر): حدثنا علي بن إسحاق حدثنا عبد الله يعني ابن المبارك قال حدثنا حرملة بن عمران قال حدثني عبد العزيز بن عبد الملك بن مليل السليحي وهم إلى قضاعة قال حدثني أبي قال:
(كنت مع عقبة بن عامر جالسا قريبا من المنبر يوم الجمعة، فخرج محمد بن أبي حذيفة فاستوى على المنبر فخطب الناس، ثم قرأ عليهم سورة من القرآن - قال وكان من أقرإ الناس - قال: فقال عقبة بن عامر: صدق الله ورسوله، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ليقرأن القرآن رجال لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية "). أهـ
فهذا عقبة بن عامر الصحابي الجليل، قال: (صدق الله) عقب سماعه تلك السورة من القرآن.
و هناك أحاديث ذكرت قول (صدق الله) عقب نزول بعض الآيات بمحضر النبي صلى الله عليه و سلم، منها ما رواه أبو نعيم في " معرفة الصحابة "، باب (من اسمه عمير): أخبرنا محمد بن يعقوب بن يوسف، فيما كتب إلي وحدثت عنه، ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا يونس بن بكير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: كان جلاس بن سويد بن الصامت يسير في غزاة له، ومعه ابن عم له يدعى عمير بن عبيد، وهو غلام حدث، وجلاس لا يظن أن الغلام يعي ما يقول، فقال جلاس: والله لئن كان ما يقوله حقا - يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم - إنا لشرّ من الحمير، فلما تكلم بذلك وعاه الغلام، فلما انصرفوا مشى الغلام عمير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: جئتك يا رسول الله أخبرك عن رجل والله لهو أحب الناس إلي جميعا، ولكني خفت أن ينزل في قوله من السماء قارعة، أو أمر فأشركه فيه إن أنا كتمت عليه، إن جلاسا، قال: والله لئن كان ما يقول هذا حقا يعنيك يا رسول الله، لنحن شرٌّ من الحمير قال عروة: وقد كان مولى الجلاس وجد قتيلا في دور الأنصار، فلم يعقلوه، فكلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعقلوه له، فأصاب من ذلك غنى، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جلاس، فجمع بينه وبين الغلام، فحلف جلاس بالله ما قاله، فقال الغلام عمير: بلى والله لقد قلت، وايم الله لولا أني خفت أن ينزل فينا قارعة ويخلطني معك ما قلت عليك، وإنك لأحب الناس إلي، فبينا هم كذلك إذ نزل الوحي: {يحلفون بالله ما قالوا. . (1)، إلى قوله: أغناهم الله ورسوله من فضله [يعني: عقل مولاه] فإن يتوبوا يك خيرا لهم}، فقال جلاس: صدق الله، قد والله قلت،
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد استثنى الله توبتي فأنا أتوب إلى الله مما قلت، ففيه نزلت هذه الآية قال عروة: فما زال الغلام عمير في علياء حتى مات. أهـ
و في قول (صدق الله) عقب تلك الآيات، بمحضر النبي صلى الله عليه و سلم، و عدم إنكاره على قائلها: تقرير نبوي بمشروعية قولها __________
(1) سورة: التوبة آية رقم: 74
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[25 Nov 2009, 02:33 ص]ـ
هناك أحاديث في قول الصحابة رضي الله عنهم " صدق الله " عقب تلاوة السورة من القرآن، منها ما أخرجه الإمام أحمد في " مسنده "، (حديث عقبة بن عامر): حدثنا علي بن إسحاق حدثنا عبد الله يعني ابن المبارك قال حدثنا حرملة بن عمران قال حدثني عبد العزيز بن عبد الملك بن مليل السليحي وهم إلى قضاعة قال حدثني أبي قال:
(كنت مع عقبة بن عامر جالسا قريبا من المنبر يوم الجمعة، فخرج محمد بن أبي حذيفة فاستوى على المنبر فخطب الناس، ثم قرأ عليهم سورة من القرآن - قال وكان من أقرإ الناس - قال: فقال عقبة بن عامر: صدق الله ورسوله، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ليقرأن القرآن رجال لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية "). أهـ
فهذا عقبة بن عامر الصحابي الجليل، قال: (صدق الله) عقب سماعه تلك السورة من القرآن.
و هناك أحاديث ذكرت قول (صدق الله) عقب نزول بعض الآيات بمحضر النبي صلى الله عليه و سلم، منها ما رواه أبو نعيم في " معرفة الصحابة "، باب (من اسمه عمير): أخبرنا محمد بن يعقوب بن يوسف، فيما كتب إلي وحدثت عنه، ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا يونس بن بكير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: كان جلاس بن سويد بن الصامت يسير في غزاة له، ومعه ابن عم له يدعى عمير بن عبيد، وهو غلام حدث، وجلاس لا يظن أن الغلام يعي ما يقول، فقال جلاس: والله لئن كان ما يقوله حقا - يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم - إنا لشرّ من الحمير، فلما تكلم بذلك وعاه الغلام، فلما انصرفوا مشى الغلام عمير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: جئتك يا رسول الله أخبرك عن رجل والله لهو أحب الناس إلي جميعا، ولكني خفت أن ينزل في قوله من السماء قارعة، أو أمر فأشركه فيه إن أنا كتمت عليه، إن جلاسا، قال: والله لئن كان ما يقول هذا حقا يعنيك يا رسول الله، لنحن شرٌّ من الحمير قال عروة: وقد كان مولى الجلاس وجد قتيلا في دور الأنصار، فلم يعقلوه، فكلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعقلوه له، فأصاب من ذلك غنى، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جلاس، فجمع بينه وبين الغلام، فحلف جلاس بالله ما قاله، فقال الغلام عمير: بلى والله لقد قلت، وايم الله لولا أني خفت أن ينزل فينا قارعة ويخلطني معك ما قلت عليك، وإنك لأحب الناس إلي، فبينا هم كذلك إذ نزل الوحي: {يحلفون بالله ما قالوا. . (1)، إلى قوله: أغناهم الله ورسوله من فضله [يعني: عقل مولاه] فإن يتوبوا يك خيرا لهم}، فقال جلاس: صدق الله، قد والله قلت، وقد استثنى الله توبتي فأنا أتوب إلى الله مما قلت، ففيه نزلت هذه الآية قال عروة: فما زال الغلام عمير في علياء حتى مات. أهـ
و في قول (صدق الله) عقب تلك الآيات، بمحضر النبي صلى الله عليه و سلم، و عدم إنكاره على قائلها: تقرير نبوي بمشروعية قولها __________
(1) سورة: التوبة آية رقم: 74
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
هل هذا هو محل النزاع؟ هل ينازع أحد في جواز أن يقول السامع أو القارئ عند الاستشهاد بآية يتلوها أو يؤكد معناها بعد سماعها أو تلاوتها (صدق الله)؟
لا نزاع في هذا , كما لا نزاع في أن يعجب القارئ من معنى بديع في آية أو حكاية قول في آية فيقول: (سبحان الله).
إنما النزاع أن يلتزم القارئ قول (صدق الله) أو (سبحان الله) أو (الحمد لله) أو (الله أكبر) أو (سلام) بعد كل تلاوة , ألم يقل الله عز وجل (فاصفح عنهم وقل سلام) فما المانع أن يقول القارئ بعد قراءته (سلام) والعبرة بالعموم كما استدل إخواننا؟
أليس التزام (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) بعد التلاوة أولى من (صدق الله العظيم) لظاهر الآية ولأنه من قول بعض أئمة السلف ومذكور في كتب القراءات؟
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[25 Nov 2009, 04:41 ص]ـ
أما حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه فقد رواه الإمام أحمد (17346) والبيهقي في الكبرى والطبراني في الكبير وعلق عليه شعيب الأرنؤوط بقوله: المرفوع منه صحيح لغيره وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد المطلب بن مليل. فالصحيح هو الحديث المرفوع فقط لوروده في أحاديث أخرى، أما القصة فضعيفة السند. ثم هذا خارج عن وجه الاستدلال، فإن الصحابي إن صح عنه، إنما قال ذلك تصديقا للحديث الذي أورده بعده، وهذا له نظائر كثيرة، كما كان علي رضي الله عنه يقول عن الخوارج إذا أُخبر بخبرهم: صدق الله ورسوله: يم يورد الحديث، وهو كذلك في المسند، وفي آثار كثيرة عن الصحابة، يقولون "صدق الله ورسوله" ثم يوردون الحديث، وهذا كفعل النبي صلى الله عليه وسلم حين قال "صدق الله" ثم تلا اللآية الكريمة.
وأما حديث عروة، فهو مرسل، ثم هو كما أجاب أخونا طارق، وأزيد أنه قاله طلبا للتوبة وتأكيدا لها، وقد رواه عبد الرزاق في مصنفه ولفظه: "فقال الجلاس استتب لي ربي فإني أتوب إلى الله وأشهد لقد صدق"، فأين هذا من ما نحن فيه من مسألة التزام قول صدق الله العظيم بعد كل تلاوة.
ثم في هذين الحديثين الضعيفين: كان التصديق من المستمع لا التالي!
وأما حديث عبد الله بن سلام رضي الله عنه، في المشاركة 306 فلم أجد من خرجه بإسناده، فلا بد لك يا دكتور أبا بكر أن تخرجه لنا حتى نعرف صحته حتى يمكن لنا الاحتجاج به. وتفسير روح البيان غير مسند. فلو تفضلتم بتخريجه جزاكم الله خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[25 Nov 2009, 04:47 ص]ـ
قال الشيخ الشقيري رحمه الله في كتابه السنن والبتدعات ص58:
قول بعض المأمومين (صدق الله العظيم) عند فراغ الإمام من قراءة السورة بدعة وإدخال ما ليس من الصلاة فيها، بل قولها عقب القراءة خارج الصلاة بدعة، فكيف بها في الصلاة.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[25 Nov 2009, 11:26 ص]ـ
أما حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه فقد رواه الإمام أحمد (17346) والبيهقي في الكبرى والطبراني في الكبير وعلق عليه شعيب الأرنؤوط بقوله: المرفوع منه صحيح لغيره وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد المطلب بن مليل. فالصحيح هو الحديث المرفوع فقط لوروده في أحاديث أخرى، أما القصة فضعيفة السند. ثم هذا خارج عن وجه الاستدلال، فإن الصحابي إن صح عنه، إنما قال ذلك تصديقا للحديث الذي أورده بعده، وهذا له نظائر كثيرة، كما كان علي رضي الله عنه يقول عن الخوارج إذا أُخبر بخبرهم: صدق الله ورسوله: يم يورد الحديث، وهو كذلك في المسند، وفي آثار كثيرة عن الصحابة، يقولون "صدق الله ورسوله" ثم يوردون الحديث، وهذا كفعل النبي صلى الله عليه وسلم حين قال "صدق الله" ثم تلا اللآية الكريمة.
وأما حديث عروة، فهو مرسل، ثم هو كما أجاب أخونا طارق، وأزيد أنه قاله طلبا للتوبة وتأكيدا لها، وقد رواه عبد الرزاق في مصنفه ولفظه: "فقال الجلاس استتب لي ربي فإني أتوب إلى الله وأشهد لقد صدق"، فأين هذا من ما نحن فيه من مسألة التزام قول صدق الله العظيم بعد كل تلاوة.
ثم في هذين الحديثين الضعيفين: كان التصديق من المستمع لا التالي!
.
ذكرتُ من قبل أن الحجة في المسألة هو ما جرى عليه عمل أئمة القُرّاء في عصورنا التي عشناها و شاهدنا من مختلف الأمصار و الأقطار؛ نقلاً عن شيوخهم، و هؤلاء عن شيوخهم، و هكذا دواليك.
و باطلٌ تصور تواطؤ مثل هؤلاء من أئمة أهل ذلك العلم الشريف على الخطأ و البدعة
و إنما ذكرتُ تلك الأحاديث و نحو للتأكيد و التدليل على مشروعية ذلك العمل، و لكشف الشبهة المُحْدَثة التي تعرض للبعض
فالمسألة أصلاً من باب طُرُق الأداء و التلقِّي العملي، و ليست من باب النظر العقلي، الذي هو عرضة للصواب و الخطأ
و قد نقلتُ أقوال الأئمة المتقدمين بأنها من آداب التلاوة
و أسأل الله تعالى أن ييسِّر لي إكمال بحثٍ في تلك المسألة
و الله ولي التوفيق
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[25 Nov 2009, 11:47 ص]ـ
ذكرتُ من قبل أن الحجة في المسألة هو ما جرى عليه عمل أئمة القُرّاء في عصورنا التي عشناها و شاهدنا من مختلف الأمصار و الأقطار؛ نقلاً عن شيوخهم، و هؤلاء عن شيوخهم، و هكذا دواليك.
و باطلٌ تصور تواطؤ مثل هؤلاء من أئمة أهل ذلك العلم الشريف على الخطأ و البدعة
هذه دعوى عريضة لا برهان عليها , فليس كل ما يلتزمه القراء في عصرنا موصول السند هكذا دواليك , وخذ مثلا القراءة بالنهاوند والسيكا وغيرها من المقامات هل التزام كثير من قراء عصرنا لها يدل على أن لها سندا متصلا يخرجها عن البدعة؟
و إنما ذكرتُ تلك الأحاديث و نحو للتأكيد و التدليل على مشروعية ذلك العمل، و لكشف الشبهة المُحْدَثة التي تعرض للبعض
لكنها ليست في محل النزاع أصلا , فهي تدل على خطإ في تصور المسألة وتيه عن مورد النزاع فيها.
فالمسألة أصلاً من باب طُرُق الأداء و التلقِّي العملي، و ليست من باب النظر العقلي، الذي هو عرضة للصواب و الخطأ
وهذه أيضا دعوى تفتقد إلى برهان فأئمة طرق الأداء في عصر التدوين والاحتجاج لم يذكروها وإن ذكرها بعض المتأخرين عنهم , وقارن بينها مثلا وبين الاستعاذة وسيتضح الفرق بين الأمرين.
و قد نقلتُ أقوال الأئمة المتقدمين بأنها من آداب التلاوة
فلماذا أغفله النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان من آداب التلاوة , وهل نحن أعلم بآداب التلاوة من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وهل نحن ألزم لأدب التلاوة منه صلى الله عليه وسلم؟
(يأيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله) (يأيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي).
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[25 Nov 2009, 03:07 م]ـ
السلام عليكم
أخي الحبيب الشيخ طارق
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه دعوى عريضة لا برهان عليها , فليس كل ما يلتزمه القراء في عصرنا موصول السند هكذا دواليك , وخذ مثلا القراءة بالنهاوند والسيكا وغيرها من المقامات هل التزام كثير من قراء عصرنا لها يدل على أن لها سندا متصلا يخرجها عن البدعة؟).
بداية المثال الذي ضربته ليس في موضوعنا، فالخلاف فيه خلاف معتبر ـ القراءة بالمقامات والتزامها في القراءة ـ وقد أجازه الشافعي والنووي وابن حجر وغيرهم من الأئمة المعتبرين.
إذن القراءة بالمقامات ليست من البدعة، وكذا لا دخل للمقامات بمسألتنا لأن المقامات ليست فيها زيادة ألفاظ، بل هي طريقة أدائية، والأصل حرية الطريقة والأداء في القراءة ما لم يكن هناك خللا يطرأ من الطريقة. وهذا واضح
فلماذا أغفله النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان من آداب التلاوة , وهل نحن أعلم بآداب التلاوة من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وهل نحن ألزم لأدب التلاوة منه صلى الله عليه وسلم؟
(يأيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله) (يأيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي).
سيدي الفاضل: القول كان له وجود، ولم يأت نهي عن النبي صلي الله عليه وسلم ولا الصحابة الكرام ولا عن القرون الفاضلة مع وفر الدواعي. فكيف لنا أن ننهي عن شئ لم ينه عن النبي صلي الله عليه وسلم؟؟
وما نقله فضيلة د/ أبو بكر خليل ـ حفظه الله ـ واضح جلي وقوله: "ذكرتُ من قبل أن الحجة في المسألة هو ما جرى عليه عمل أئمة القُرّاء في عصورنا التي عشناها و شاهدنا من مختلف الأمصار و الأقطار؛ نقلاً عن شيوخهم، و هؤلاء عن شيوخهم، و هكذا دواليك "
لايخفي عليك يا شيخ طارق أن الشهرة والاستفاضة وما عليه العمل معتبر عند القراء (بخلاف إدعاء الشيخ محمد يحيي شريف)،ولا يمكن بالفعل توطؤ هولاء الأئمة علي بدعة، وأيضا ما عليه العمل عند الفقهاء كان مذهبا للإمام مالك.
وكما قال الشيخ ابن عثميين: من خالفني بمقتدي الدليل فقد وافقني.
والله أعلم. والسلام عليكم
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[25 Nov 2009, 07:17 م]ـ
أخي الشيخ عبد الحكيم وإخواننا الكرام
لكي نصل إلى قول حق فصل نتفق عليه في كل مسألة نختلف فيها لابد أن ننطلق من أصل حق فصل متفق عليه فالأصل الذي نتفق عليه جميعا أننا متعبدون باتباع شخص واحد فقط هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن خير من اتبع هذا الرسول هم أصحابه رضي الله عنهم وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون ولذلك أمرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم بما يرفع الخلاف فقال (إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضو عليها بالنواجز) فهل رسول الله صلى الله عليه وسلم التزم (صدق الله العظيم) بعد التلاوة؟ وهل خلفاؤه الراشدون التزموها؟
آمل: الجواب إما بنعم مع دليل الإثبات فنتفق على مشروعيتها ويرتفع نزاعنا وإما بلا فتنتفق على عدم مشروعيتها ويرتفع نزاعنا.
وكذلك مسألة المقامات:
هل قرأ النبي صلى الله عليه وسلم بالنهاوند والسيكا وغيرها من المقامات؟
وهل قرأ الصحابة بالنهاوند والسيكا وغيرها من المقامات؟
آمل: الجواب إما بنعم مع دليل الإثبات فنتفق على مشروعيتها ويرتفع نزاعنا وإما بلا فتنتفق على عدم مشروعيتها ويرتفع نزاعنا.
أما اختلاف العلماء فلا يخفاك أن أكثر المسائل خلافية ونقل كلام العلماء لا يعدو تقريرا لوجود الخلاف الذي لا نزاع في وجوده فهو في غير محل النزاع.
ولا يخفاك بارك الله فيك أن وجود الخلاف ليس دليلا على صحة القولين وإلا فحبر الأئمة قد ثبت عنه جواز نكاح المتعة , وابن حزم له مؤلف في تحليل الغناء فهل يصح حكاية الخلاف في هذه المسائل كدليل على جوازها ومشروعيتها أم لابد من البحث عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام ليرتفع الشقاق ويحصل الوفاق.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[25 Nov 2009, 09:46 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أما حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه فقد رواه الإمام أحمد (17346) والبيهقي في الكبرى والطبراني في الكبير وعلق عليه شعيب الأرنؤوط بقوله: المرفوع منه صحيح لغيره وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد المطلب بن مليل. فالصحيح هو الحديث المرفوع فقط لوروده في أحاديث أخرى، أما القصة فضعيفة السند. ثم هذا خارج عن وجه الاستدلال، فإن الصحابي إن صح عنه، إنما قال ذلك تصديقا للحديث الذي أورده بعده، وهذا له نظائر كثيرة، كما كان علي رضي الله عنه يقول عن الخوارج إذا أُخبر بخبرهم: صدق الله ورسوله: يم يورد الحديث، وهو كذلك في المسند، وفي آثار كثيرة عن الصحابة، يقولون "صدق الله ورسوله" ثم يوردون الحديث، وهذا كفعل النبي صلى الله عليه وسلم حين قال "صدق الله" ثم تلا اللآية الكريمة.
وأما حديث عروة، فهو مرسل، ثم هو كما أجاب أخونا طارق، وأزيد أنه قاله طلبا للتوبة وتأكيدا لها، وقد رواه عبد الرزاق في مصنفه ولفظه: "فقال الجلاس استتب لي ربي فإني أتوب إلى الله وأشهد لقد صدق"، فأين هذا من ما نحن فيه من مسألة التزام قول صدق الله العظيم بعد كل تلاوة.
ثم في هذين الحديثين الضعيفين: كان التصديق من المستمع لا التالي!
.
مجمع الزوائد، للهيثمي:
وعن عبد الملك بن مليل السليحي قال: كنت جالسا قريبا من المنبر يوم الجمعة، فخرج بن أبي حذيفة فاستوى على المنبر فخطب، ثم قرأ عليهم سورة من القرآن - وكان من أقرأ الناس - فقال عقبة بن عامر: صدق الله ورسوله. سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:
" ليقرأن القرآن رجال لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ".
قال الإمام الهيثمي: رواه أحمد والطبراني باختصار، ورجالهما ثقات. أهـ
فقول الصحابي الجليل عقبة بن عامر: (صدق الله) عقب قراءة تلك السورة من القرآن، دليلٌ قاطعٌ على مشروعيته. و تبديع الصحابي باطلٌ بيقين.
و أمّا التعلل بأن ذلك القول - عقب قراءة تلك السورة - كان من السامع للقرآن، و ليس من التالي، فظاهرية مَحْضة، و إعراض عن المعنى
فإذا كان تصديق السامع لله تعالى مشروعا - عقب تلاوة القارئ للسورة من القرآن، كما في الحديث - فكذلك تصديق القارئ لله تعالى؛ بطريق الأَوْلَى.
و الادعاء بمشروعيته للسامع، و بدعيته للقارئ للقرآن ظاهرية عجيبة، أدّتْ بنفرٍ من الناس إلى القول بنجاسة بول الآدمي، و طهارة بول الحِمار؛ بدعوى عدم وجود النَص
و من ناحيتي، أحسب أن الجدال - بعد كل ما تقدم - قد طال بغير جدوى، و لا فائدة ترتجى، ما دام الغرض هو الاستظهار لرأي قيل، لا الاسبصار بالأدلة
و الله الهادي إلى سواء السبيل، و الحمد لله رب العالمين
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[25 Nov 2009, 10:11 م]ـ
فقول الصحابي الجليل عقبة بن عامر: (صدق الله) عقب قراءة تلك السورة من القرآن، دليلٌ قاطعٌ على مشروعيتها. و تبديع الصحابي باطلٌ بيقين.
من الذي بدع الصحابي من المتناقشين؟ عجبا فحتى قراءنا الذين يلتزمونها لا نقول إنهم مبتدعون مع أننا نقول بأنها بدعة لأن من قواعد أهل السنة المعروفة عند من تبعهم أنه ليس كل من وقع في البدعة وقعت البدعة عليه , فكيف تفهم يا دكتور من نقاشنا تبديع الصحابي , سبحان الله هذا بهتان عظيم.
وأمّا التعلل بأن ذلك القول - عقب قراءة تلك السورة - كان من السامع للقرآن، و ليس من التالي، فظاهرية مَحْضة، و إعراض عن المعنى
الصحابي لم يلتزمها وقالها لمناسبة وليس للتلاوة هذا هو المعنى الذي يفهمه من هم أعلم منا ومنك ممن قال ببدعيتها من علمائنا الكرام.
فإذا كان تصديق السامع لله تعالى مشروعا - عقب تلاوة القارئ للسورة من القرآن، كما في الحديث - فكذلك تصديق القارئ لله تعالى؛ بطريق الأَوْلَى.
يا دكتور: تصديق الله ليس مشروعا فحسب بل هو واجب , والبحث ليس في تصديق السامع والقارئ لربهما بل في قول تلك العبارة موضع البحث وإلا لكان التارك لها مكذبا فمن الذي فظاهرية مَحْضة، و إعراض عن المعنى
و الادعاء بمشروعيته للسامع، و بدعيته للقارئ للقرآن ظاهرية عجيبة، أدّتْ بنفرٍ من الناس إلى القول بنجاسة بول الآدمي، و طهارة بول الحِمار؛ بدعوى عدم وجود النَص
حتى السامع لو التزم تلك العبارة بعد كل سماع لكان التزامه لها بدعة فالكلام واضح وللأسف ما أجبت عن السؤال السابق وهو ليسموجه لفضيلة الشيخ عبد الحكيم فحسب بل لكل من قال بمشروعيتها وأكرر السؤال مرة ثانية فهل من مجيب؟
فهل رسول الله صلى الله عليه وسلم التزم (صدق الله العظيم) بعد التلاوة؟ وهل خلفاؤه الراشدون التزموها؟
آمل: الجواب إما بنعم مع دليل الإثبات فنتفق على مشروعيتها ويرتفع نزاعنا وإما بلا فتنتفق على عدم مشروعيتها ويرتفع نزاعنا.
و من ناحيتي، أحسب أن الجدال - بعد كل ما تقدم - قد طال بغير جدوى، و لا فائدة ترتجى، ما دام الغرض هو الاستظهار لرأي قيل، لا الاسبصار بالأدلة
و الله الهادي إلى سواء السبيل، و الحمد لله رب العالمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[26 Nov 2009, 12:47 ص]ـ
مجمع الزوائد، للهيثمي:
وعن عبد الملك بن مليل السليحي قال: كنت جالسا قريبا من المنبر يوم الجمعة، فخرج بن أبي حذيفة فاستوى على المنبر فخطب، ثم قرأ عليهم سورة من القرآن - وكان من أقرأ الناس - فقال عقبة بن عامر: صدق الله ورسوله. سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:
" ليقرأن القرآن رجال لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ".
قال الإمام الهيثمي: رواه أحمد والطبراني باختصار، ورجالهما ثقات. أهـ
........
.......
و الادعاء بمشروعيته للسامع، و بدعيته للقارئ للقرآن ظاهرية عجيبة، أدّتْ بنفرٍ من الناس إلى القول بنجاسة بول الآدمي، و طهارة بول الحِمار؛ بدعوى عدم وجود النَص
و من ناحيتي، أحسب أن الجدال - بعد كل ما تقدم - قد طال بغير جدوى، و لا فائدة ترتجى، ما دام الغرض هو الاستظهار لرأي قيل، لا الاسبصار بالأدلة
و الله الهادي إلى سواء السبيل، و الحمد لله رب العالمين
لا بد لك يا دكتور أن تفرق بين كون الحديث صحيحا، وبين كون رجال إسناده ثقات، فالحديث الصحيح هو الذي اجتمعت فيه شروط قبول الحديث الخمسة، وأما رجاله ثقات فهو شرط واحد فقط ينقصه أربعة شروط لا بد من توفرها،فقد يكون الحديث ضعيفا ورجاله ثقات!، وإنما الإمام الهيثمي قرب لنا الأمر أن رجاله ثقات، غير أن الشيخ الأرنؤوط تعقبه، وذكر أن في سنده رجلا مجهولا؛ فهو ضعيف. وارجع -غير مأمور- إلى كتب مصطلح الحديث وكتب أصول الفقه.
تم تحريره من قبل المشرف العام لمخالفته لأدب الحوار
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[26 Nov 2009, 02:32 ص]ـ
السلام عليكم
أخي الشيخ طارق
النقاش واضح منذ البداية أن النص ثبت في عهد النبوة، فأنت الذي تخصص العام فأنت المطلوب منك دليل التخصيص.
يا سيدي الفاضل لا بد أن نعتني بأمر مهم أن علماءنا القدامي لم يقل واحد منهم ببدعية التصديق، ولا يخفي عليك أن المتقدمين هم أعلم مني ومنك ومن علماء الأرض في زماننا، ولا يمكن أن نظن في أنفسنا الخير، وفي سلفنا غير ذلك.
فهم أدري بالبدعة منا، وقالوها وذكروها في كتبهم ـ كما سبق ـ مع علمهم التام بعدم ثبوته في عهد النبوة بالطريقة التي نعهدها اليوم، ومع هذا سكتوا عنها.
نقل ابن الجزري ـ رحمه الله ـ التصديق عند الختم وأنها كانت من عادة الأئمة .. فما الفرق بين ختم سورة وختم آية؟؟
فإن أجزت أحدهما لزمك الدليل، وحيث لا دليل ـ كما هو ثابت عندكم ـ فعليكم القول ببدعية التصديق في كل ختمة، وماذا لو ذكرها ابن الجزري؟ بل ونقلها عن الأئمة ولم ينكرها؟ بل ولم ينكر أحد من الأئمة القدامي شيئا .. ثم تقول: هل هي في عهد النبوة أو لا؟؟
اخي الشيخ حكيم بن منصور
ليس كل حديث ضعيف يكون ضعيفا، فقد يوافق الحديث الضعيف آية أو سنة أو فعلا أجمع الناس عليها أو ..... وهنا يضعفون النسبة للنبي صلي الله عليه وسلم تورعا،
وهناك أحاديث مثل: من لزم الاستغفار، ومثل: إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد .. ، وغيرها ضعفها كثير من أهل العلم مع أنها موافقة للقرآن الكريم
ولكن القاعدة ((قد يصدق الكذوب)) أي لا يكون كذابا علي الدوام ومن هنا كان العمل عند الكثيرين من الأئمة العمل بالحديث الضعيف.
لأن إبليس أكذب الخلق صدق كما في حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ وحديث اختلف في صحته لا ضير علي أي منهما، فالشيخ الأرنؤوط أحد الرواة عنده مجهول، والهيثمي عنده الرواة ثقات فالقاعدة: من علم حجة علي من لم يعلم، والمثبت أولي من النافي .. فلماذا اللوم علي من أخذ بقول الهيثمي وترك قول غيره؟؟
أما مسألة التلقي فضيلة د/ أبو بكر يقصد تداول القراء بينهم هذه العبارة فصارت مثل التلقي والأداء من باب المسامحة، وارجع لقول ابن الجزري وانظر جيدا ماذا يقول في هذا الصدد.
والسلام عليكم
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[26 Nov 2009, 08:07 ص]ـ
السلام عليكم
رحمك الله يا شيخ حكيم
مثل هذا الكلام لن تفهمه الآن فأمامك وقت طويل حتي تعي ما ذكرته لك، وما ذكرته قاله كبار العلماء في علم الحديث، ولكن .........
وكما قال القائل:
جهلت بأهل الفضل جهلا مركبا ***** وأوسعت للايذا مجالا وللثلب
فحكمك مرود عليك بردة ***** فويلك إن لم تنتهز فرصة التوب
فقولي لأهل العلم راح وراحة ***** وقولي لأهل الجهل سمٌّ علي القلب
علي نفسه يجني الجهول بتفسه *****وإن عاد عدنا لا محالة للحرب
والسلام عليكم
الأخ الفاضل الأستاذ عبد الحكيم عبد الرازق
سلام الله عليكم و رحمته و بركاته
جزاكم الله خيرا على ردّكم المشكور، بارك الله فيكم، و زادكم علما و فضلا، و أنتم أهل كل ذلك
جاء في السنن الكبرى للبيهقي، (باب ما في الشفاعة والذب عن عرض اخيه المسلم من الاجر):
عن الحكم عن ابن أبى الدرداء عن ابيه قال: نال رجلٌ من رجلٍ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فردّ عليه رجلٌ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مَن ردّ عن عرض أخيه كان له حجابا من النار ". (ورواه) ايضا مرزوق عن ام الدرداء عن أبى الدرداء مرفوعا. أهـ
و رواه الترمذي في سننه، عن أم الدرداء عن أبي الدرداء
عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " من ردّ عن عرض أخيه ردّ الله عن وجهه النار يوم القيامة ".
قال وفي الباب عن أسماء بنت يزيد
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن. أهـ
* * *
فجزاكم الله خيرا، و تبقى مسئولية الإشراف في ملتقانا هذا
و لعل لهم العذر؛ لكثرة الأعباء و الأشغال
و لكثرة السوء، و عموم البلوى
و قد رأيت لذلك الكاتب أو غيره ما ساءني من سوء الأدب في حق الأخ الفاضل أستاذ القراءات، الدكتور السالم الجكني، و عجبت لسكوت المشرفين على الملتقى عليه، و عدم حذفه!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[26 Nov 2009, 10:48 ص]ـ
أما حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه فقد رواه الإمام أحمد (17346) والبيهقي في الكبرى والطبراني في الكبير وعلق عليه شعيب الأرنؤوط بقوله: المرفوع منه صحيح لغيره وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد المطلب بن مليل. فالصحيح هو الحديث المرفوع فقط لوروده في أحاديث أخرى، أما القصة فضعيفة السند ..
سبق لي أن ذكرت ما يفيد توقفي عن الردّ و الجدل في هذا الموضوع مع المخالفين.
و كتابتي هذه موجهة لمن قد يطّلع على الموضوع، و قد يأخذ الكلام المذكور في أعلاه على أنه أمرٌ مُسلّم و مُحَقّق، و هذا غير صحيحٍ بالمَرّة، و بيان ذلك فيما يلي:
1 - لاتَعَلّق لعبد المطلب بن مليل بالحديث المُستدَل به، الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده - و الذي ذكرته في مشاركتي السابقة - فعبد المطلب بن مليل هذا ليس من رجال ذلك الحديث، و ليس في ذلك الإسناد، و إنما الذي من رجاله: (عبد العزيز بن عبد الملك بن مليل السليحى)، و هو مذكور في مشاركتي مع بقية السند، و قال الإمام الهيثمي في حديث مسند أحمد هذا: رجاله ثقات. و قد تقدم
و ليس الأمر هنا من باب اختلاف الحكم على أحد رجال الحديث، بين الإمام الهيثمي - و تصريحه بأن ذلك الرجل من الثقات؛ فيكون معروفا عنده، لا مجهولا - و بين الشيخ الأرنؤوط، الذي نُقِل عنه (؟؟) جهالته برجلٍ آخر غيره، مختلف الاسم عنه (عبد المطلب)، و إنما الأمر هنا من باب الخلط و التلبيس.
فالاختلاف هنا اختلاف في محل الحكم: الحكم على رجليْن مختلفين، لا وجود لأحدهما - و هو المقول بجهالته - في سند ذلك الحديث، الذي زُعِمَ ضعفه؛ لوجوده في سنده!
و هذا أمرٌ مُضحِك، و لكنه ضحكٌ كالبُكا؛ كما قال الشاعر
هذا إن صحَّ النقل عن الشيخ الأرنؤؤط، و صحَّ العزو إليه
و أظن أن الأخ نقل تعليق الأرنؤوط عن نسخة برنامج (المكتبة الشاملة)، مسند أحمد
؛ فكان واجباً عليه مقارنة و ملاحظة اختلاف اسم الرجل المدعى جهالته عن اسم الرجل الموجود في سند الحديث، بدلاً من العجلة و التسرع بتخطئة الغير؛ بغير حقٍ و لا مستند!
هذا من ناحية
و من ناحية ثانية، فعبد الملك بن مليل السليحي، لم ينفرد الهيثمي بتوثيقه، بل ذكره ابن حبان في الثقات
1 - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، للإمام الهيثمي:
وعن عبد الملك بن مليل السليحي قال كنت جالساً قريباً من المنبر يوم الجمعة فخرج محمد بن أبي حذيفة فاستوى على المنبر فخطب ثم قرأ عليهم سورة من القرآن وكان من أقرأ الناس فقال عقبة ابن عامر صدق الله ورسوله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول ليقرأن القرآن رجال لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية. رواه أحمد والطبراني باختصار ورجالهما ثقات. أهـ
2 - الاكمال في ذكر من له رواية في مسند الامام احمد من الرجال سوى من ذكر في تهذيب الكمال، للإمام محمد بن على بن الحسن بن حمزة الحسينى الشافعي 715 - 765هـ:
546 عبد العزيز بن عبد الملك بن مليل البلوي السليحي القضاعي عن أبيه وعبد الرحمن بن أبي أمية المكي وعنه حيوة بن شريح وحرملة بن عمران وابن لهيعة وسعيد بن أبي أيوب وغيرهم ذكره بن حبان في الثقات. أهـ
3 - الثقات لابن حبان، (باب العين):
9242 - عبد العزيز بن عبد الملك بن مليل السليحى وسليح من قضاعة يروى عن أبيه روى عنه سعيد بن أبى أيوب. أهـ
4 - التاريخ الكبير، للإمام البخاري:
1546 - عبد العزيز بن عبد الملك بن مليل، عن عبد الرحمن بن ابى امية، روى عنه حيوة، وقال حرملة: هو السليحى، وهم إلى قضاعة، سمع أباه، وروى سعيد بن ابى ايوب عن عبد العزيز بن عبد الملك: عن نبيه بن صؤاب، في المصريين. أهـ
* * *
و عليه فالقول بجهالته وهمٌ أو جهلٌ به، و تضعيف الحديث بتلك الجهالة جهالة؛ لنص الأئمة على توثيقه، و توثيق رجاله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Nov 2009, 03:49 م]ـ
منذ طرح هذا الموضوع ونحن نستفيد من الاطلاع عليه جزى الله المشاركين فيه خيراً وتقبل منهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأرجو من الزميلين: طارق بن عبدالله وحكيم بن منصور العناية باختيار عباراتهم في الحوار - إن كانوا يرون أنه لا بد من مشاركتهم - حتى لا ينفروا القراء من الاستفادة من هذه الصفحة العلمية. وأعتذر من الدكتور السالم الجكني والشيخ عبدالحكيم عبدالرازق والدكتور أبي بكر خليل. وليعذرونا فنحن لا نريد أن نتسلط على المشاركين لمجرد الاختلاف في بعض زوايا النظر، وإن كنتُ ألاحظ كثرة التجاوزات التي لا علاقة لها بالعلم وإنما بالأدب، ولكن أرجو أن يكون في هذا تنبيهٌ للجميع إن شاء الله.
تقبل الله منا ومنكم ورزقنا حسن الخلق.
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[26 Nov 2009, 04:48 م]ـ
1 - لاتَعَلّق لعبد المطلب بن مليل بالحديث المُستدَل به، الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده - و الذي ذكرته في مشاركتي السابقة - فعبد المطلب بن مليل هذا ليس من رجال ذلك الحديث، و ليس في ذلك الإسناد، و إنما الذي من رجاله: (عبد العزيز بن عبد الملك بن مليل السليحى)، و هو مذكور في مشاركتي مع بقية السند، و قال الإمام الهيثمي في حديث مسند أحمد هذا: رجاله ثقات. و قد تقدم
و أظن أن الأخ نقل تعليق الأرنؤوط عن نسخة برنامج (المكتبة الشاملة)، مسند أحمد
؛ هذا من ناحية
و عليه فالقول بجهالته وهمٌ أو جهلٌ به، و تضعيف الحديث بتلك الجهالة جهالة؛ لنص الأئمة على توثيقه، و توثيق رجاله
الحمد لله وحده.
صدق ظن الدكتور أبي بكر، إني نقلت كلام الأرنؤوط من الشاملة دون الرجوع إلى أصله لعدم وجوده عندي، ثم رجعت إلى النسخة المصورة ضوئيا ( PDF) فإذا هو كما قال الدكتور أبو بكر -جزاه الله خيرا- وأستغفر الله على الخطإ إذ لم أرجع إلى الأصل ولم ألاحظ الاختلاف في الاسم، وإنما الذي ذكره الأرنؤوط: هو عبد الملك، وهو والد عبد العزيز، فكلام الشيخ الأرنؤوط كان على الأب، وأن فيه جهالة، أما عبد العزيز فلم يتكلم فيه بجرح، بل وثقه أيضا، فيبقى الحديث على ضعفه، والنقول التي أوردها الدكتور أبو بكر هي في توثيق عبد العزيز بن عبد الملك، فتبقى جهالة عبد الملك بن مليل، وهو رجل واحد وقع الاختلاف فيه. وهذا نص كلامه أنقله من الكتاب الأصل: (28/ 544/رقم17308) المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الملك بن مُلَيْل، وهو من رجال "التعجيل"، لم يرو عنه غير ابنه عبد العزيز، ولم يُؤْثَر توثيقه عن غير ابن حبان، وأما ابنه عبد العزيز، فهو من رجال "التعجيل" أيضاً، لكن روى عنه جمعٌ، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجال الإسناد ثقات. وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 507 - 508، والبيهقي في "السنن" 3/ 225، من طريق عبد الله بن عثمان، والطبراني في "الكبير" 17/ (898) من طريق نعيم بن حماد الخزاعي، كلاهما عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. واقتصر الطبراني على المرفوع ولم يذكر فيه القصة. اهـ
.
وأستسمح الشيوخ الذين قد حُكم علي هنا أني أسأت إليهم، وأستسمح خاصة الشيخ الدكتور أبا بكر خليل سدده الله.
ولا أدري ما يقول فضيلة الدكتور المشرف في تلك الأبيات التي أوردها الشيخ عبد الحكيم في حقي؟!
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[26 Nov 2009, 04:48 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخي العزيز، الحبيب، الدكتور عبد الرحمن الشهري، على سرعة الاستجابة، و لُطْف التنبيه
و أشكر لكم حُسْن إشرافكم و إدارتكم الطيبة لهذا الموقع بغير تدخّل يُذكَر
و لكن حرصاً و حُباً في هذا الملتقى المثمر و المحترم، هناك ما قد يستدعي التدخل في بعض الأحيان، حال الإساءات و الإسفافات
و تهنئة طيبة بعيد الأضحى المبارك لشخصكم الكريم، و لبقية الإخوة الأفاضل المشرفين، و للأعضاء الكرام و الزوار، فكلّ عام و الجميع بكل خير
و للأخ (حكيم): كلّ ما نريده أن تكون لغة الحوار و النقاش أرقى؛ ليظل الملتقى ساحة علمية محترمة
و سلام الله عليكم و رحمته و بركاته
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Nov 2009, 05:10 م]ـ
ولا أدري ما يقول فضيلة الدكتور المشرف في تلك الأبيات التي أوردها الشيخ عبد الحكيم في حقي؟!
لا نقول إلا: أصلح الله قلوبنا، وجمَّلنا بالتقوى وحسن الأخلاق.
وقد أزلتُ الأبيات - بعد إذن أخي الشيخ عبدالحكيم - وأزلتُ سببها وهي عبارتك المستفزة التي سبقتها أخي العزيز. وكم أتمنى أن ننتهي عن هذا الأسلوب في الحوار في هذا الملتقى وفي هذا القسم خصوصاً وفقكم الله لكل خير.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[26 Nov 2009, 07:39 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم شيخنا الشيخ عبد الرحمن الشهري، وبارك الله لنا فيكم وغفر لي ولكم وللأخوة جميعا.
وأقول للدكتور أبي بكر خليل يعلم الله أني أستفيد من مداخلاتكم ليس في التجويد فقط، ويعجبني أسلوبكم الراقي مع علمكم الجمّ، وخاصة هذه العبارة لفتت نظري ((و للأخ (حكيم): كلّ ما نريده أن تكون لغة الحوار و النقاش أرقى؛ ليظل الملتقى ساحة علمية محترمة))
لا يوجد فيه أي تعريض أو تلميح أو تشهير بمن نقل نقلا خاطئا، وهذا يدل علي قمة الاحترام من فضيلتكم للعلم، وأن غرضكم " ثبَتَ الحق انتهي كل شئ " لا لوم ولا عتب .. ويكفيني شخصيا أن تعلمت هذا تعليما عمليا .. بارك الله فيكم وزادكم الله علما وتواضعا وجزاكم الله خيرا.
أخي الشيخ حكيم بن منصور .. لو طلبت مني دليلا علي كلامي لأتيت بأدلة، وليس عيبا أن تسأل عما لا تعرفه، قد تكون بارعا في علم الحديث، ومع هذا قد يغيب عنك أمر يسير في فن لا يقدح فيك. (رحم الله شيخك الشيخ محمد يحيي شريف)
قال تعالي " قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثني وفرادي ثم تتفكروا .. )
الآن أعد قراءة المداخلات مرة أخري وأنت بمفردك، ستجد الحق إن شاء.
و تهنئة طيبة بعيد الأضحى المبارك لكم، و لبقية الإخوة الأفاضل المشرفين، و للأعضاء الكرام و الزوار، فكلّ عام و الجميع بكل خير
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[26 Nov 2009, 08:19 م]ـ
تقبل الله منا ومنكم وغفر لنا ولكم وكل عام وأنتم بخير وبارك الله في الجميع
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[01 Dec 2009, 08:58 م]ـ
الأخ الفاضل الأستاذ عبد الحكيم عبد الرازق
الإخوة الكرام
سلام الله عليكم
نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا، و أن ينفعنا بما علمنا
و إليكم مجموعة كبيرة ومتميزة من نوادر التلاوات للشيخ الجليل محمد رفعت تشمل بقدر المستطاع أغلب تلاواته وحفلاتة المتميزة
و يمكن الاستماع المباشر لتلك التلاوات القرآنية، بغير الحاجة إلى تحميلها على جهاز الحاسوب
من هنا ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=souraview&qid=501&rid=1)
* * *
عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن ابن مسعود، قال:، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما قال عبدٌ قط، إذا أصابه همٌّ أو حزن: اللهمّ إني عبدك ابن عبدك ابن أََمتِك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور بصري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وأبدله مكان حزنه فرحا»، قالوا: يا رسول الله، ينبغي لنا أن نتعلم هذه الكلمات؟، قال: «أجل، ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن». أهـ
رواه ابن حبان في " صحيحه "، و الحاكم في " المستدرك على الصحيحين "، و أحمد في " مسنده "، و غيرهم.
و صدق الله و صدق رسوله صلى الله عليه و سلم(/)
مصاحف بجميع الرويات
ـ[متعلم]ــــــــ[12 Feb 2004, 06:47 ص]ـ
هذا الموضوع منقول من ملتقى أهل الحديث:
ابشر اخواني في ملتقى اهل الحديث بانه قريبا سيصدر مجموعة من المصاحف كل واحد برواية مفردة من الروايات الاربع عشر وهذه المجموعة تحت اشراف شيخنا د الراجي وقد التقيت به وبصاحب دار النشرالاستاذ الاندلسي فاخبراني بقرب انجاز العمل وسيصدر ايضا مسجلا على سيدي واشرطة عادية وللمزيد ينظر موقع الناشر وهو wwwdar-alqueraatde
وهذا رابطه http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=16690
ـ[ garti] ــــــــ[28 Dec 2005, 07:57 م]ـ
لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
شكرا للأخ متعلم على هذه البشرى الطيبة، وأريد أن أؤكد خبره بأن هذه الساسلة المباركة من المصاحف قد يسر الله أمرها حيث تم إخراج مصحفين بروايتي البزي وقنبل عن البدر عبد الله بن كثير المكي بواسطة شبل بن عباد من طريقي أبي ربيعة (للبزي) وابن مجاهد (لقنبل) تحت إشراف الشيخ المدقق الدكتورسيدي التهامي الراجي الهاشمي حفظه الله وقد تمت المراجعة والتصحيح من طرف ثلة من علماء القراءات في لجنة المصاحف بالأزهر الشريف وصودق على صحتها، وقد طبعت هذه المصاحف بالعد المكي (وهي أول مرة يستعمل فيها هذا العد الذي كاد أن ينسى) من طرف مؤسسة دار القراءات بألمانيا والتي يديرها الأخ الفاضل بناصر الأندلسي وفقه الله ووقاه من كل سوء، والذي سخره الله سبحانه لتحقيق هذه الأمنية الغالية التي يتمناها المسلمون في سائر بقاع الدنيا، كذلك توجد رواية الراوي السوسي عن البدر ابن العلاء البصري بواسطة اليزيدي من طريق ابن جرير تحت التصحيح النهائي في نسخة تجريبية وهي كذلك بإشراف شيخنا المفضال الدكتور التهامي الراجي الهاشمي باركه الله تعالى وأمده بالصحة والعافية وجزاه الله بأفضل ما جزى به عباده الصالحين.(/)
هل من دليل إلى قصيدتي ابن مالك في القراءات؟
ـ[القحطاني]ــــــــ[19 Feb 2004, 10:34 م]ـ
قال ابن جزري في غاية النهاية (ونظم - أي ابن مالك - في القراءات قصيدتين إحداهما دالية رأيته يقول فيها:
ولا بد من نظمي قوافي تحتوي لما قد حوى حرز الأماني وأزيدا
والأخرى لامية موجودة أولها:
بذكر إلهي حامدا ومبسملا بدأت فأولى القول يبدأ أولا) ا. هـ
وعلى حسب علمي أن الدالية مرموزة كالشاطبية وأن الثانية مصرحة بذكر القراء مع كونها ثلث الشاطبية كما قاله ابن مالك في آخرها فهل من دليل إلى هذه المنظومة - أقصد الثانية - لإنها ستيسر على طلاب علم القراءات.
والله أعلم
ـ[ابو الاسعاد خالد المغربي]ــــــــ[23 Feb 2004, 04:00 م]ـ
دالية ابن مالك مخطوطة وانا اعمل الان على تحقيقها يسر الله اكمال ذلك
ـ[القحطاني]ــــــــ[23 Feb 2004, 11:29 م]ـ
يا أخ أبا الإسعاد
جزاك الله كل خير
حبذا لو أعطيتنا نبذة مختصرة عن هذه المنظومة وكم عدد أبياتها
ـ[عبد الله الفقيه]ــــــــ[15 Mar 2006, 06:29 ص]ـ
علمت مؤخراً أن لاميته شرحت في رسالة علمية بالجامعة الإسلامية ونوقشت بتقدير ممتاز مع التوصية بالطبع، الطالب الباحث: أحمد السديس
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[15 Mar 2006, 06:38 ص]ـ
لقد كانت رسالة الباحث حول دالية ابن مالك في القراءات وهذا رابط الموضوع
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4387&highlight=%DE%D5%ED%CF%C9+%C7%C8%E4+%E3%C7%E1%DF(/)
قراءة حفص بقصر المنفصل .. للشيخ د. مساعد بن سليمان الطيار
ـ[الراية]ــــــــ[10 Mar 2004, 06:54 م]ـ
هذا من جديد الشيخ د. مساعد بن سليمان الطيار
عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين
في موقع الاسلام اليوم بتاريخ 19/ 1/1425هـ
فيما يخص قراءة حفص عن عاصم، هل القراءة برواية حفص عن عاصم بوجه قصر المد المنفصل يترتب عليها إلغاء بعض الأوجه الخاصة بمصحف الملك فهد مثل: السكتات (س)؟
وحكم مد هاء الغائب بكلمة (فيه ى) في قوله –تعالى-: "ويخلد فيه مهانا" (سورة الفرقان) وغيرها.
أرجو منكم التوضيح بارك الله فيكم وفي علمكم.
الجواب:-
أخي الكريم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أما بعد:
فالقراءة بالقصر من طريق الطيبة وليس من طريق الشاطبية، ومصحف المدينة النبوية الذي طبع في مجمع الملك فهد مضبوط على طريق الشاطبية، وطريق الشاطبية بتوسط المنفصل، وبناءً على هذا فلو قرأت بطريق قصر المنفصل فإن الضبط سيختلف عما في مصحف المدينة النبوية، لأن بعض الوجوه مثل السكت على بل ران لا توجد، وبناءً عليه لا يكتب في الضبط علامة السكت، لكن أغلب الضبط سيبقى على حاله. والله أعلم.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=31919
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[11 Mar 2004, 07:06 ص]ـ
لإكمال الإجابة على السؤال بقيت عدة نقاط.
أما السكت على الكلمات الأربع، فهو أيضا بالسكت عليها جميعا عند القراءة بالقصر في المنفصل مع توسط المتصل.
أما عند إشباعه المتصل فيصح كلام الدكتور بإلغاء بعض السكتات.
====================
وهناك عدة أمور أخرى تضاف في الضبط وسأراعي قصر المنفصل مع توسط المتصل فقط.
فقوله يبصط في البقرة وبصطة في الأعراف تضبط بعدم وضع سين فوقها لأنها تقرأ بالصاد
وكذا مصيطر في الغاشية (وهنا مثل ضبط طريق الشاطبية)
وفي النجم المصيطرون تضبط بوضع سين فوق الصاد لأنها تقرأ بالسين فقط وليست بالوجهين.
وتأمنا تضبط بالإشمام فقط. ولا روم.
وضعف بالفتح فقط. ولا ضم.
وهناك تنبيهات أخرى لكن تتعلق بطريقة الأداء في بعض الأحرف ولا علاقة لها بالضبط.
مثل عين في أول مريم والشوري بأربع حركات فقط ولا ست هنا.
وفرق في الوصل بالتفخيم فقط ولا ترقيق في الراء
وباب آلآن بالإبدال فقط ولا تسهيل.
وليس في الوقف على آتان وسلاسلا إلا الحذف لحرف المد في آخره
أما
يلهث ذلك واركب معنا بالإدغام فقط مثل الشاطبية
ويس ون بالإظهار حال الوصل كالشاطبية أيضا
طبعا لا خلاف في كلمة فيه مهانا التي سأل عنها السائل في رواية حفص من أي طريق من الطيبة أو غيرها مما تصح به القراءة.
والله الموفق
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[13 Mar 2004, 08:30 ص]ـ
أخي الكريم راجي رحمة ربه
أشكر لك هذه المتابعة، وهذه التعقيبات النافعة، فجزاك الله خيرًاعلى ما تقدم.
ـ[ابو بشرى]ــــــــ[23 Mar 2004, 09:33 م]ـ
سمعت قراءة حفص بقصر المنفصل للحذيفي
في إذاعة القرآن الكريم
بتسجيل ممتاز للمجمع
ولكن لم أجده في التسجيلات
فأين يوجد؟
ـ[ناصر محمد حسان]ــــــــ[13 Apr 2009, 10:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الكريم راجي رحمة ربه جزيت خيرا علي ما تفضلت به من بيان لما يترتب علي القراءة بقصر المنفصل من طريق طيبة النشر غير أني لي استفسا ر عن معلومة جديدة ألا وهي ما تفضلت بذكره من أن السكتات الأربع أيضاً تكون من طريق الطيبة فما أعلمه وقرأته في مراجع كثيرة أنه لا سكت علي السكتتات الأربع من طريق الطيبة بل من طريق الشاطبية فأرجو منك الإفاده في أي المراجع أجد ذلك وجزيت خيراً
التوقيع / ناصر محمد حسان
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[14 Apr 2009, 12:08 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الكريم راجي رحمة ربه جزيت خيرا علي ما تفضلت به من بيان لما يترتب علي القراءة بقصر المنفصل من طريق طيبة النشر غير أني لي استفسا ر عن معلومة جديدة ألا وهي ما تفضلت بذكره من أن السكتات الأربع أيضاً تكون من طريق الطيبة فما أعلمه وقرأته في مراجع كثيرة أنه لا سكت علي السكتتات الأربع من طريق الطيبة بل من طريق الشاطبية فأرجو منك الإفاده في أي المراجع أجد ذلك وجزيت خيراً
التوقيع / ناصر محمد حسان
السلام عليكم
السكتات في الكلمات الأربع لحفص من طريق الحمامي من المصباح وله القصر في المنفصل والتوسط في المتصل، وما أذكره أن الشيخ أحمد نعينع له مصحف مرتل بهذا الطريق. والله أعلم
والطرق في المرفقات
ولزيادة بيان
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=7730
والسلام عليكم
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[14 Apr 2009, 04:26 م]ـ
بقي أن نعلم أن قصر المنفصل توسط المتصل في قراءة حفص من طريق الطيبة هو أحد وجوه القراءة فيها لأن أوجه المدود في طريق الطيبة متنوعة جدا ويتعلق بها بعض الأمور مثل الغنة في حرفي اللام والراء و السكت عند الهمز المسبوق بحرف ساكن و غيرها
و يراجع في ذلك الفوائد المهذبة في بيان خلف حفص من طريق الطيبة للضباع و شرحها في ذلك(/)
حمل كتباً جليلة في علم القراءات وغيرها
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[26 Mar 2004, 12:06 ص]ـ
نظرا لأن كثيرا من الإخوة لا يعرجون على خزانة الكتب، لذا كتبت هذا العنوان
فتفضلوا غير مأمورين بزيارة الرابط التالي
جديد مكتبة شبكة التفسير والدراسات القرآنية ( http://tafsir.org/books/menu.php?action=new&PHPSESSID=e9e0886eddaa0f26e4bf775fbaed3b14).
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Mar 2004, 02:27 م]ـ
أخي الكريم الشيخ (راجي رحمة ربه) وفقه الله وجزاه خيراً.
لقد تم نقل الكتب التي تفضلتم بوضعها في ملتقى الكتب والبحوث إلى مكتبة شبكة التفسير والدراسات القرآنية، من باب ترتيب العمل وتنظيمه، مع الإشارة إلى جهدكم وفقكم الله.
ولي سؤال لعلكم تتكرمون بالجواب عنه، وهو أن كتاب (الحجة في القراءات السبع) المنسوب لابن خالويه قد طعن في نسبته لابن خالويه الدكتور عبدالرحمن بن سليمان العثيمين وفقه الله في مقدمة تحقيقه لكتاب إعراب القراءات السبع وعللها لابن خالويه 1/ 86 - 89 فلذلك كتبت (المنسوب). وقد أبدى أدلة ذكرها هناك. فما تعليقكم على ذلك وفقكم الله؟
مع تقديري وشكري الجزيل لجهودكم الكريمة في ملتقى أهل التفسير، زادكم الله علماً وبصيرة بكتابه الكريم.
ـ[ابن آدم]ــــــــ[03 Oct 2006, 01:19 ص]ـ
السلام عليكم
الإخوة الكرام
هل من توضيح للفرق بين كتاب البديع في القراءات السبع لابن خالوية وبين كتابه إعراب القراءات السبع وعللها
هل هما كتاب واحد؟
أو أن البديع مختصر من الإعراب؟
وجزيتم خيرا
ـ[البسام]ــــــــ[25 Aug 2009, 03:53 م]ـ
ولي سؤال لعلكم تتكرمون بالجواب عنه، وهو أن كتاب (الحجة في القراءات السبع) المنسوب لابن خالويه قد طعن في نسبته لابن خالويه الدكتور عبدالرحمن بن سليمان العثيمين وفقه الله في مقدمة تحقيقه لكتاب إعراب القراءات السبع وعللها لابن خالويه 1/ 86 - 89 فلذلك كتبت (المنسوب). وقد أبدى أدلة ذكرها هناك. فما تعليقكم على ذلك وفقكم الله؟
مع تقديري وشكري الجزيل لجهودكم الكريمة في ملتقى أهل التفسير، زادكم الله علماً وبصيرة بكتابه الكريم.
من يفيدنا في ذلك؟
ـ[محمد العنبري الحنبلي]ــــــــ[25 Aug 2009, 06:02 م]ـ
أين الرابط ما وجدت شيئا؟؟؟؟؟(/)
نظرة في صفات الحروف
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[30 Mar 2004, 08:39 م]ـ
بمناسبة طرح الأستاذ فرغلي لتجويد الحروف، وبيان ما يقع من الخطأ في نطقها، حيث رأيته يذكر صفات كل حرف من الحروف، أقول:
إن صفات الحروف من الموضوعات المهمة في الدراسات الصوتية التجويدية، وبمعرفتها يتبن كثير من الفوائد الصوتية؛ كمعرفة أسباب قلب حرف إلى حرف آخر ـ مثلاً ـ وإدغام حرف في حرفٍ، وغيرها من الفوائد.
وعندي في صفات الحروف تساؤلات، منها:
1 ـ هل الصفات التي تُدرس من خلال الجزرية ثفات متفق عليها بحيث لا يُزاد عليها ولا ينقص منها؟
2 ـ ما حال الصفات التي ذكرها السابقةن، ولم يتعرض لها ابن الجزري، كالصفات التي ذكرها مكي بن أبي طالب في كتابه الرعاية.
إن المتأمل في الصفات التي ذكرها ابن الجزري يجد الملحوظات الآتية:
أولاً: إن بعض الصفات لا علاقة لها بالصوت، ولا تؤثر في طريقة خروج الحرف، وهي صفة الذلاقة وضدها الإصمات، فهاتان الصفتان لهما علاقة بالعربية، حيث يعرف العربي من الحرف المُعرَّب أو الأعجمي، كما نصَّ على ذلك الخليل في كتاب العين، قال: (( ... فإذا وردت عليك كلمة رابعية أو خماسية مُعرَّاة من حروف الذلق أو الشفوية، ولا يكون في تلك الكلمة من هذه الحروف حرف واحد أو اثنان أو فوق ذلك؛ فاعلم أن تلك الكلمة محدثة مبتدَعة ليست من كلام العرب؛ لأنك لست واجدًا من يسمع من كلام العرب كلمة واحدة رباعية او خماسية إلا وفيها من حروف الذلق والشفوية واحد أو اثنان أو أكثر ... )) العين 1: 52.
وحروف الذلق والشفوية عنده هي (ر ل ن ف ب م) ثلاثة ذلقية، وهي (ل ن ر) وثلثة شفوية (م ب ف) العين 1: 51.
وما كان هذا شأنه من أمر الصفة، فهو بمعزل عن أن يكون له تأثيرٌ في صوت الحرف.
وإذا كان كذلك فذكره في صفات الحروف فضلة، بل لا داعي له، والله أعلم.
ثانيًا: من الصفات ما يكون له أثر في قوة الحرف دون أن يكون له أثر مباشر في نطقه، فالهمس ـ مثلاً ـ لو نُطِقَ حرف من حروفه بدونه لم يخرج هذا الحرف، أما الإطباق، فلا يُتصَّورُ عدم الإتيان به، وكذا الانفتاح، لذا لا تجد مقرئًا يُدرِّس التجويد يقول للمتعلم أطبق هذا الحرف أو افتح هذا الحرف.
وذكر الإطباق والانفتاح إنما يفيد في معرفة الحروف التي اشتملت على صفات قوية وصفات ضعيفة.
والذي يظهر لي الآن أنه لو لم تُذكر هاتان الصفتان فإنهما لا تؤثِّران في أداء الحرف من الجهة الصوتية بخلاف ترك الهمس أو الشدة وما يضادهما، أو ترك القلقلة، فإن لتركها أو العمل بها أثر في نطق الحرف، والله أعلم.
ثالثًا: تذكر صفات بعض الحروف، ولا يُحرَّر المراد بالكيفية، فالصفير ـ مثلاً ـ في السين والصاد والزاي هل المطلوب الإتيان بالحرف مصفورًا واضح الصفير، أم المراد أنهما قابلان للصفير؟
والمراد بكلامي هنا: مالمقدار المطلوب في هذه الصفة؟
فأنت تقول للمتعلم: قلقل حرف القاف، ولا تراك تقول له: اصفر حرف الصاد.
رابعًا: صفة الانحراف التي في اللام والراء من حقها أن تُذكر في المخارج دون الصفات، ولا أثر لمعرفة هذه الصفة في باب الصفات، ومما يدل على ذلك ما يقع من الغفلة عن التنبيه على مخرج اللام بدقَّة بسبب عدم الكلام عن الانحراف في مخرج اللام، فإنهم يصفون مخرج اللام فيقولون: أدنى حافة اللسان إلى منتهاها مع ما يحاذيها من اللثة العليا.
ويصفون مخرج النون فيقولون: طرف اللسان تحت مخرج اللام قليلاً مع ما يليه من لثة الأسنان العليا.
لاحظ قولهم: تحت مخرج اللام، واللام لا تخرج من طرف اللسان بل من حافته، فمن أين جاءت تحتية الطرف للام؟
جاءت هذه من كونه يقع للام بعد استوائها في هذا المخرج المذكور انحرافٌ للطرف، فيعمل الطرف مع الحافة عند خروج اللام، فالحافة أصل في المخرج وعمل الطرف بسبب الانحراف عند نطق اللام.
فقولهم تحت مخرج اللام غير دقيق، إذ لابدَّ من تقييدة بعبارة المنحرف، فيقال: تحت مخرج اللام المنحرف؛ لأنه هو الذي يكون تحته مخرج النون.
أما في الراء، فهم يشيرون ـ في الغالب ـ إلى الانحراف الكائن في الراء، حيث ينحرف من الطرف إلى ظهره، وقد يسميه بعضهم رأس ظهر الطرف.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا تأملت هذه الصفة في الحرفين فإنك لا تجد لها أثرًا في النطق إذ الانحراف مرتبط بالمخرج، فلو نُطقَا بغير الانحراف لانعدم الحرف أصلاً، فلو استغنيَ عن ذكرهما بالإشارة إليهما في الحديث عن مخرج اللام والراء.
خامسًا: أغفل ابن الجزري رحمه الله تعالى في ذكر الصفات صفة مهمة، وهي الغنة، ومن حقها أن تُذكر في الصفات لأثرها الواضح في النطق.
سادسًا: ألا يمكن صياغة الصفات صياغة تتناسب مع ما يكون له أثر في النطق، وترك الصفات التي ليس لها أثر مباشرٌ فيه؛ لأنَّ أهم ما في معرفة الصفات كيفية النطق بالحرف العربي نطقًا سليمًا، فلو جُعل هذا هو المعيار في ذكر الصفات لاختُزلت بعض الصفات، ولم يبق منها إلا ما له أثر ظاهر في النطق.
ولا يقال: إن في هذا تغييرًا لما هو مألوفٌ منذ قرون، فهذا التغيير خاضع للاجتهاد، ولا زال العلماء يحررون في العلوم، ويستدرك بعضهم على بعضٍ دون أن يكون في ذلك غضاضة. ولو قيل مثل هذا لابن الجزري لما ترك الصفات التي أوصلها مكي إلى قرابة الأربعين صفة، لكنه حرَّر واجتهد، وكل مشكور مأجور.
بل إنني أدعو إلى صياغة علم التجويد صياغة تتناسب مع التطبيق، وتقلل من التنظيرات والعلل التي ليست من صلب هذا العلم، وكذا ما دخله من اجتهادات متأخرة صار العمل عليها عند بعض المقرئين، وليس فيها سند عن المتقدمين ممن ألف في هذا العلم، وهذه مسألة أراها مهمة للغاية للتجديد في طرح هذا العلم، وتقريبه بصورة واضحة مشرقة بعيدة عن التعقيد والتطويل الذي لا يفيد كثيرين ممن يريدون تعلم هذا العلم.
ولموضوع علم التجويد كلام غير هذا أرجو أن ييسر الله طرحه في هذا الملتقى، والله الموفق.
رجاء: أرجو من الإخوة الكرام المشاركة الهادفة والنقد البناء، والأخذ والعطاء بصدر رحب وسعة بال واحتمال للرأي المقابل والردِّ بالحجج العلمية دون التهويش والأساليب الخطابية التي لا تفيد في ثبوت العلم.
وإني لأرجو أن تكون هذه سمة هذا الملتقى في جميع طروحاته، والله يتولانا جميعًا، ويجعلنا ممن يريد وجهه، ويخدم كتابه إنه سمبع مجيب.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[31 Mar 2004, 08:07 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نعم أتفق مع الشيخ الطيار في بعض ما قاله كصفة الذلاقة مثلا لكن هناك أشياء انتقدها وأنا الفقير إلى الله استفدت منها كثيرا في مسألة التلقي وإليك بعض الأمثلة
اعتراضه على صفة الإطباق وأنا الفقير أرى له فائدة عملية كثيرة التكرر وهي مسألة درجة التفخيم المطلوبة، فالمطبق أعلى تفخيما من غير المطبق.
والأولى التنبيه إلى أن ابن الجزري أشار إلى ذلك في المقدمة الجزرية حين قال:
لاطباق أقوى نحو قال والعصا
وهذا يفيد في درجة تقليل التفخيم عند كسر الحرف
فمثلا في سورة الفاتحة قولك اهدنا الصراط المستقيم
يقل تفخيم القاف إلى أدنى درجاته بينما بسبب الإطباق في الصاد لا تصل لدرجة القاف وإلا صارت قريبة من السين.
وهكذا يقال في عشرات الأمثلة في المفخم المطبق كـ الصاد والطاء والظاء والضاد
مقابل المفخم غير المطبق كـ القاف والخاء والغين
وأنا أستفيد من هذه الصفة كثيرا مع من يقرؤون علي.
ثانيا:
صفة الصفير
نعم هي تأتي بطبيعتها والتنبيه عليها نادر، لكن قرأ معي أخ عنده مشكلة في السين بسبب لدغته ومع الوقت تحسن كثيرا عند التركيز على صفة الصفير. وهذا مهم جدا عند هؤلاء الناس.
لكن هناك نقطة أخرى أكثر تكرارا فتكمن أهميته في معرفة أن غير هذه الأحرف لا صفير فيها
وكم سمعت من عندما يهمس التاء مثلا يخرج صوتا فيه صفير فأنبهه مستفيدا من أن الصفير فقط في الصاد والسين والزاي.
والأمثلة كثيرة على ذلك.
أما الغنة فقد ذكرها ابن الجزري في المخارج
وأشار إلى صفتها فقال غنة مخرجها الخيشوم
وأهمية الغنة هو في مقدار قوتها ومطها وهذا مذكور في مواطنه كالميم والنون المشددتين وأحكام الميم الساكنة والنون والتنوين وهو الأهم، لا أنه لم يذكره البتة.
هذا بعض ما ظهر لي الآن
ولعل غيري يكون له وجهة نظر عملية في بقية ما لم يتجل وجه الفائدة منه عند الشيخ مساعد فتحصل الفائدة.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[31 Mar 2004, 03:05 م]ـ
أخي الكريم د. أنمار
أشكر لك مشاركتك، ولي على ما قلت تعليق، فأقول:
إن المسألة التي ذكرتها من درجة التفخيم تدرس في باب التفخيم والترقيق الذي هو أثر عن صفتي الاستعلاء والاستفال، وهو اجل موضوعات علم التجويد وانفسها إذ لا يخلو حرف من أن يكون مفخما او مرققا.
والملحوظة التي ذكرتها لا تتعلق بصفة الإطباق بل بهذا الباب.
وإني أعرف أن هناك تقسيما في التفخيم والترقيق يعود في جزء منه إلى حروف الإطباق الأربعة، لكن يمكن الاستغناء عنه بغيره من الصفات، ومعرفة درجة التفخيم لا ترتبط بالإطباق من عدمه.
فحينما تكون الطاء مفتوحة بعدها ألف، فهي أقوى من القاف المفتوحة بعدها ألف، لأن الطاء تجمع صفات القوة، ولو حذفت صفة الإطباق والانفتاح فستبقى الطاء تجمع صفات القوة أيضًا.
أما الغنة التي ذكرها ابن الجزري في المخارج فلم يذكرها على انها صفة، بل أراد ذكر مخرجها فقط.
وأما الصفير فلست أقول: ليس فيه فائدة على الإطلاق، لكني أسأل عن مدى الصفير المطلوب وغير المطلوب.
وعلى العموم، فمع شكري لمشاركتك، أرى أن موضوع التجويد يحتاج إلى عرض جديد، والله يوفقنا جميًا للخير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[20 Dec 2005, 06:49 ص]ـ
كنتُ أتصفح فهرس ملتقى أهل التفسير فشدني عنوان هذا الموضوع وقلت في
نفسي "نظرة شيخنا الطيار ليست ككل نظرة"
دخلتُ ... وقرأتُ ... فأعجبتُ
أعجبتُ بمنهج شيخنا الفاضل في التدقيق والتحقيق ودعوته للتجديد في هذا العلم.
أسأل الله تعالى أن يبارك في علمه وأن يرفع قدره وأن يجعلنا وإياه من أهل الجنة.
===============================================
شيخنا الكريم ..... أحببتُ أن أعلق على بعض النقاط التي ذكرتها - بارك الله فيك - رغبة في التعلم منكم ومثلي لا يناقشُ مثلك، فأقول وبالله التوفيق:
1 - لا ... لم يحصل الاتفاق على أن الصفات التي ذكرها ابن الجزري – رحمه الله – لا يزاد عليها ولا ينقص منها، فكما ما هو معلوم لديكم أن العلماء قديما اختلفوا في عدد صفات الحروف (ومنهم من أوصلها إلى 44 صفة! كمكي بن أبي طالب).
وما ذكره ابن الجزري من أن عدد صفات الحروف سبعة عشر صفة لا يخرج عن كونه اجتهادا، وكل مجتهد مأجور إن شاء الله.
وتبقى المسألة اجتهادية ... إلا إذا أجمع علماء عصرنا (الأحياء) من أهل التخصص على رأي ابن الجزري أو غيره (وهنا يكون الأمر مجرد ترجيح فقط).
أو أنهم يجتهدون بإخراج رأي جديد يستدركون فيه على من سبقهم ممن ألّف في هذا العلم، وهذا لا يكون إلا بدارسةٍ متينة مبنية على أسسٍ وقواعد علمية.
ومثل هذا مخارج الحروف أيضا .... فالعلماء قد اختلفوا في عددها على ثلاثة أقول (نذكرها للفائدة):
القول الأول: وهو مذهب الخليل بن أحمد ومن تبعه و به قال ابن الجزري، وعلى هذا القول يكون عدد المخارج سبعة عشر مخرجا.
القول الثاني: وهو مذهب سيبويه وموافقيه وبه قال الشاطبي، وقد قالوا إن المخارج ستة عشر مخرجا وذلك بإسقاط مخرج الجوف، وإلحاق ألفه بالهمزة التي تخرج من أقصى الحلق، ويائه بالياء التي تخرج من وسط اللسان، وواوه بالواو التي تخرج من الشفتين.
القول الثالث: وهو مذهب الفراء وموافقيه كقطرب وابن كيسان، وقد رأوْ أن عدد المخارج أربعة عشر، حيث أسقطوا مخرج الجوف كأصحاب القول الثاني وأسقطوا كذلك مخرجيْ اللام والراء وألحقوهما بمخرج النون.
2 - أما صفة الإصمات فالكل متفق على أن هذه الصفة ليس لها علاقة بالتجويد، ولا تزال
تدرّس في كتب التجويد!
وأما الإذلاق فقد رأى بعض القراء أن حروف الإذلاق ينبغي نطقها بتؤدة حتى لا يذهب بعضها أو بعض حركتها وذلك لخفتها. (وهذه هي علاقة الإذلاق بالتجويد على رأي البعض– والله أعلم-.)
3 - قلتَ -حفظك الله-: "تذكر صفات بعض الحروف، ولا يُحرَّر المراد بالكيفية، فالصفير ـ مثلاً ـ في السين والصاد والزاي هل المطلوب الإتيان بالحرف مصفورًا واضح الصفير، أم المراد أنهما قابلان للصفير؟ .... إلى آخر كلامكم"
قلتُ: جزاك الله خيرا على التنبيه ... فالأحرى بمن يؤلف في هذا العلم أن يذكر المراد من الصفة ويوضح كيفيتها من الناحية التطبيقية إن أمكن ذلك.
والصفير –شيخنا الكريم - يخرج بشكل طبيعي عند النطق بحروفه من مخرجها الصحيح،مع الإشارة إلى أنه ينبغي الحذر من المبالغة، أما مقدار الصفير المطلوب: فهذا يضبط بالمشافهة والتلقي، ولو نطقتها من مخرجها الصحيح من غير مبالغة ولا تكلف ستسمع الصفير بنفسك ويكون نطقك صحيحا إن شاء الله.
4 - قلتَ في مجمل حديثك عن مخرج النون: "فقولهم تحت مخرج اللام غير دقيق، إذ لابدَّ من تقييدة بعبارة المنحرف، فيقال: تحت مخرج اللام المنحرف؛ لأنه هو الذي يكون تحته مخرج النون "
ربما يكون الإشكال بسيطا إذا قلنا "تحت مخرج اللام" لأننا نعلم مسبقا أن اللام بعد خروجها من مخرجها تنحرف إلى طرف اللسان إلى مخرج النون. وبالتالي لا يًفهم من قولهم "تحت مخرج اللام" على أن النون تخرج من طرف اللسان تحت الحافة (أي تحت مخرج اللام قبل انحرافها)! بل المعنى الذي يتبادر إلى الذهن أن النون مخرجها تحت مخرج اللام بعد انحرافها.
أما إذا قلنا "تحت مخرج اللام المنحرف" ربما يُفهم من قولك أنّ هنالك لام منحرفة وغير منحرفة!:
1 - مخرج اللام الغير منحرفة:أدنى حافة اللسان إلى منتهى طرفه مع يحاذيه من اللثة العليا
2 - مخرج اللام المنحرفة: طرف اللسان مع ما يحاذيه من اللثة العليا!
والانحراف من الصفات الثابتة التي لا تنفك عن اللام والراء بأي حال من الأحوال.
وربما كان الأدق – والله أعلم - أن تقول: "تحت مخرج اللام بعد انحرافها".
5 - قلتَ: "خامسًا: أغفل ابن الجزري رحمه الله تعالى في ذكر الصفات صفة مهمة، وهي الغنة، ومن حقها أن تُذكر في الصفات لأثرها الواضح في النطق "
لم يذكرها مع بقية الصفات لكنه لم ينكرها – رحمه الله - وربما كان هذا بسبب أنه قد ذكرها في
باب المخارج.
ويجدر بنا التنبيه هنا على أن الذي يخرج من الخيشوم هو الغنة فقط وليس حروفها.
6 - لو عقدتَ النية وأسرجتَ القنديلَ تجدني أول تلاميذك.
وفق الله الجميع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[20 Dec 2005, 09:18 م]ـ
((إنني أدعو إلى صياغة علم التجويد صياغة تتناسب مع التطبيق، وتقلل من التنظيرات والعلل التي ليست من صلب هذا العلم، وكذا ما دخله من اجتهادات متأخرة صار العمل عليها عند بعض المقرئين، وليس فيها سند عن المتقدمين ممن ألف في هذا العلم، وهذه مسألة أراها مهمة للغاية للتجديد في طرح هذا العلم، وتقريبه بصورة واضحة مشرقة بعيدة عن التعقيد والتطويل الذي لا يفيد كثيرين ممن يريدون تعلم هذا العلم))
أحسنت يا دكتور مساعد، نعم هناك مسائل في هذا العلم بحاجة ماسة إلى التجديد والتحرير، وللأسف فإن المؤلفات الكثيرة فيه ولا سيما المعاصرة تكاد تكون نسخا مكررة لبعضها، وتحرير مسائل هذا العلم ليس بالعسير إذ هو متعلق بالنطق والأداء وهذا يمكن إدراكه، كما يمكن الاستفادة من الأجهزة الحديثة التي تحلل الصوت تحليلا دقيقا، كما دعا إلى ذلك الدكتور غانم الحمد، لكن لاينبغي التنطع في تحقيق المخارج والصفات والإكثار من التحذيرات التي تحول بين القارئ وبين الاسترسال في القراءة والتلذذ بها.(/)
أصول النشر التي لم نقف على وجودها في أرجاء المعمورة، رجاء من أصحاب الخبرة عدم التردد
ـ[د. أنمار]ــــــــ[31 Mar 2004, 02:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد:
إخواني وأخواتي في الله هذه قائمة الكتب التي نحن بحاجة ماسة لها فمن منكم سمع بوجود أي من هذه الكتب مخطوطة ليشاركنا خدمة كتاب الله عز وجل
1 - كتاب الإرشاد لأبي الطيب عبد المنعم بن غلبون الحلبي
نزيل مصر [توفى سنة:389 هجرياً].
> >
> > ========================
2 - وكتاب القاصد لأبي القاسم عبد الرحمن بن الحسن بن سعيد
الخزرجي القرطبي [توفى سنة: 446 هجرياً].
===========
3 - وكتاب المجتبى لأبي القاسم عبد الجبار بن أحمد
الطرسوسي نزيل مصر [توفى سنة: 420 هجرياً].
==========
4 - [التذكار في القراءات العشر] عبد الواحد بن الحسين بن أحمد
أبي الفتح بن شيطا مقرئ العراق
توفي في صفر 445 هـ.
> >
==========
5 - الموضح في القراءات العشر لابن خيرون
أبي منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون العطار البغدادي المتوفي في رجب سنة 539 هـ
==========
6 - المفتاح في القراءات العشر لابن خيرون
هو السابق
==========
7 - كتاب الروضة لأبي عمر أحمد بن عبد الله بن لب
الطلمنكي الأندلسي [توفى سنة: 429 هجرياً].
> >
===========
8 - كتاب الهداية (الكتاب الأصل وليس شرحه المطبوع)
لأبي العباس أحمد بن عمار أبي العباس المهدوي [توفى بعد سنة: 430 هجرياً].
> >
فهل وقفتم بارك الله فيكم على أماكن أي من هذه المخطوطات
ومن أراد أن يدلنا عليها حسبة لله وخدمة لكتابه فله جزيل الشكر، ومن يطلب منفعة مقابل تعبه فله ما يرضيه بإذن الله،
ـ[روضة ميدو]ــــــــ[07 Jul 2006, 03:47 م]ـ
والله يا أخي الفاضل: د/ أنمار
نحن في الانتظار بفارغ الصبر
والله سبحانه وتعالى وحده هو الميسر لكل عسير
بارك الله فيكم أخي الكريم وإن تيسر لكم أي من هذه الكتب برجاء إفادتنا
وجزاكم الله خيرا
ـ[الجكني]ــــــــ[07 Jul 2006, 05:00 م]ـ
حسب علمي أنها كلها مفقودة إلى الآن؛ لكن في ذاكرتي أني قرأت لأحد المحققين وجود كتاب "الإرشاد لابن غلبون " في مخطوطات الكويت، ولما سألت قيل لى إنها من الأشياء التي فقدت في الغزو،
وفي ذاكرتي أيضاً أني رأيت اسم كتاب "التذكار " ضمن فهارس المخطوطات في ألمانيا لكن بدون بيانات،فلا أدري هل هذا يعنى أنه موجود عندهم أم لا؟
ـ[الجنيدالله]ــــــــ[19 Jul 2006, 12:25 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما الهداية فحسب ما وجدته في فهارس المكتبات التركية أنه توجد نسخة منه وأنا أسعى الآن لتصويرها يسر الله ذلك.
أما الإرشاد والروضة للطلمنكي فهما في الأهمية بعد - التذكار والمفتاح والموضح والمجتبي والهداية والقاصد ورتبتها حسب اعتماد ابن الجزري عليها - لندرة اعتماد ابن الجزري عليهما، الروضة طريق واحد والإرشاد طريقان فقط.
ـ[أبو الجود]ــــــــ[19 Jul 2006, 03:30 م]ـ
أما الإرشاد لابن غلبون فأبشركم بخروجه مطبوعا في خلال أشهر قليلة بارك الله فيكم عن طريق بعض علماء القراءات وهو الآن أمامي في مراحل المراجهة النهائية عن نسخة خطية وحيدة.
أما بشرى وجود كتاب الهداية بتركيا فأرجو من الله للأخ التوفيق في الحصول على نسخ صالحة و التعجيل بإخراجها
فالكثير من علماء القراءات لديهم كنوز ويرفضون إخراجها الآن حسب قولهم
وقد أنتهى الأخوة أيضا من مفردة يعقوب لابن الفحام و الهادي وهم الآن في المطبعة يسر الله إخراجهم
أما الكتب الأخرى فالمرجو ممن له اتصال بمكاتب تركيا أن يبحث جيدا و وأنا موقن بوجود هذه الكنوز هناك بإذن الله
أما الجامع للفارسي فهناك نسخة كاملة بإيران ولكن من لنا بها أسأل الله أن يمن علينا بمن يخرجها للقارئ المسلم
والله ممن وراء القصد وهو يهدي السبيل
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[19 Jul 2006, 11:26 م]ـ
أما الإرشاد لابن غلبون فأبشركم بخروجه مطبوعا في خلال أشهر قليلة بارك الله فيكم عن طريق بعض علماء القراءات وهو الآن أمامي في مراحل المراجهة النهائية عن نسخة خطية وحيدة.
أما بشرى وجود كتاب الهداية بتركيا فأرجو من الله للأخ التوفيق في الحصول على نسخ صالحة و التعجيل بإخراجها
فالكثير من علماء القراءات لديهم كنوز ويرفضون إخراجها الآن حسب قولهم
وقد أنتهى الأخوة أيضا من مفردة يعقوب لابن الفحام و الهادي وهم الآن في المطبعة يسر الله إخراجهم
أما الكتب الأخرى فالمرجو ممن له اتصال بمكاتب تركيا أن يبحث جيدا و وأنا موقن بوجود هذه الكنوز هناك بإذن الله
أما الجامع للفارسي فهناك نسخة كاملة بإيران ولكن من لنا بها أسأل الله أن يمن علينا بمن يخرجها للقارئ المسلم
والله ممن وراء القصد وهو يهدي السبيل
أخي الكريم هل لك أن تخبرني أين في إيران بالضبط؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الجود]ــــــــ[12 Aug 2006, 03:04 م]ـ
أخي العوضي دائما صاحب أفضال
الجامع للفارسي - طهران مكتبة حسين مفتاح الخاصة [نشرية 7/ 277] 1306/ 855 هجرية في الفهرس منسوبة لمجهول وهي للفارسي
يسر الله لك وبارك فيك وإن حصلت عليها لا تنساني بنسخة
ـ[د. أنمار]ــــــــ[10 Sep 2006, 06:45 م]ـ
الإعلان بالمختار من روايات القرآن في القراءات السبع
للصفراوي
وجدته اليوم في فهرس كتب القراءات القرءانية في مكتبة المصغرات الفلمية في الجامعة الإسلامية
ص 36
ورقمه في القسم 1 تقسيم 4368
وفي الحاسب 01 تقسيم 42
والله الموفق
ـ[الجنيدالله]ــــــــ[11 Sep 2006, 11:38 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ويركاته
نسخة الإعلان الموجودة بالجامعة مصورة عن نسخة جامعة برنستون مجموعة جاريت وهي نسخة ناقصة من أولها وتبدأ من أواخر أبواب الأصول، وهي نسخة جيدة وعليها سماع على المؤلف.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[11 Sep 2006, 06:16 م]ـ
اللهم يسر ببقيتها وبباقي القائمة أعلاه.
ـ[نواف الحارثي]ــــــــ[12 Sep 2006, 03:05 م]ـ
السلام عليكم:
ذكر لي الشيخ محمد تميم الزعبي بأن نسخة من (الاعلان للصفراوي) توجد في مكتبة كلكتا بالهند.
وجزاكم الله خيرا
ـ[د. أنمار]ــــــــ[25 Sep 2006, 05:20 م]ـ
أخ نواف وعليكم السلام
لو تحدد لي أي مكتبة في كلكتا لعلي أستطيع توصية بعض الإخوة
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[26 Sep 2006, 04:00 ص]ـ
مما يتعلق بالأسماء الواردة في اللائحة:
شواهد امداد الشارد من اصول القاصد شرح الشاطبيه
في مركز الملك فيصل، رقمه: 32444 و ينسب لمجهول
ـ[د. أنمار]ــــــــ[13 Oct 2006, 10:41 م]ـ
مما يتعلق بالأسماء الواردة في اللائحة:
شواهد امداد الشارد من اصول القاصد شرح الشاطبيه
في مركز الملك فيصل، رقمه: 32444 و ينسب لمجهول
وهل رأيتم له علاقة بكتاب القاصد لأبي القاسم الخزرجي أم فقط تشابه في الأسماء؟
أفيدونا
ـ[أبو الجود]ــــــــ[24 Oct 2006, 09:51 م]ـ
إخوتي تقبل الله منا ومنكم جامع الفارسي سمعت من بعض الأخوة أن زوجة الدكتور أيمن سويد حققته كرسالة ماجستير وحصلت به على الدرجة العلمية من الجامعة الأمريكية.
أما نسخة الهداية التي بتركيا فقد حصلت عليها من بعض الأخوة وظهر لي تأكيدا أنها ليست الهداية للمهدوي وأنما هي شرح للشاطبية لأحد تلاميذ السخاوي وقد سمعت أن بعض الأخوات في الطريق لتحقيقها كرسالة علمية فالرجا الحذر لأن النسخة ليست هداية المهدوي قطعا، ,الله أعلم.
أرجو من الإخوة القريبين من سماحة الدكتور أيمن التأكد من تحقيق جامع الفارسي فإن كان حقيقة فنرجو التعجيل بنشرة لأهمية الكتاب كما يعلم كل من يعمل بالقراءات
ـ[الجكني]ــــــــ[25 Oct 2006, 01:26 ص]ـ
أخي أبو الجود:خذ الخبرالأكيد:
الكتاب الذي حققته الشيخة الفاضلة الدكتورة "زوجة" الشيخ المقرىء د/أيمن سويد،فليس هو "جامع " الفارسي،بل هو كتاب "التبصرة" للخياط صاحب كتاب:الجامع "أيضاَ،وقد كنت أحد أعضاء لجنة المناقشة في الجامعة المذكورة ومعي الشيخ الكابتن طيار د/ محمد موسى عقيل الشريف 0
والبحث كان للماجستير فعلاً،ثم ناقشتها أيضاً في الدكتوراة في تحقيق كتاب "الاكتفاء" لأبي الطاهر إسماعيل بن خلف،صاحب العنوان0
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[25 Oct 2006, 08:02 ص]ـ
جزاكم اللله خيرا شيخنا على هذه الفائدة وهذا التنبيه
ـ[أبو الجود]ــــــــ[25 Oct 2006, 11:11 ص]ـ
جزاكم الله خيرا دائما صاحب الخبر اليقين بارك الله لك في علمك
ـ[أبو الجود]ــــــــ[25 Oct 2006, 11:46 ص]ـ
أخي الدكتور الجكني أرهقتك بأسألتي سامحني ولكن هل حقق إعلان الصفراوي كرسالة جامعية بالجامعة الإسلامية قام بها طالب أندونيسي يدعى سخاء أحسن، بارك الله فيك ويسر لك.وزادك علما
ـ[أبو الجود]ــــــــ[25 Oct 2006, 02:13 م]ـ
أخوتي قال بروكلمان الصفراوي كتاب الإعلان بالمختار من روايات القرآن مخطوط بريل أول 323، وثان 611 فأين يوجد الكتاب وأين مكان بريل هذه.
ـ[الجكني]ــــــــ[25 Oct 2006, 07:19 م]ـ
أخي أبو الجود حفظك الله أذكر نفسي قبل كل أحد بابن عباس رضي الله عنه الذي قال عن طريقة طلبه للعلم وحصوله على أكبر قدر منه:"بلسان سؤول" فكثرة الأسئلة لا ترهق إلا أدعياء العلم،فيجب علينا في العلم السؤال لنتعلم،ومن يرى أنه سترهقه كثرة الأسئلة فليغلق عليه باب بيته فهو أكثر "راحة " له 0
أما بخصوص تحقيق "الإعلان "للصفراوي،فالمعلومة تلك غير صحيحة،فالطالب سخاء أحمد حقق جزءاً من كتاب "التقريب والبيان في معرفة شواذ القرآن "للصفراوي من أول الكتاب إلى نهاية سورة النمل، تحت إشراف شيخنا د/ محمد سالم محيسن رحمه الله،سنة 1410 - 1411والله أعلم0
ـ[أبو الجود]ــــــــ[25 Oct 2006, 09:17 م]ـ
بارك الله في علمك جمعني الله وإياك في الفردوس الأعلى من الجنة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[18 Aug 2010, 03:23 ص]ـ
وبعد:
إخواني وأخواتي في الله هذه قائمة الكتب التي نحن بحاجة ماسة لها فمن منكم سمع بوجود أي من هذه الكتب مخطوطة ليشاركنا خدمة كتاب الله عز وجل
1 - كتاب الإرشاد لأبي الطيب عبد المنعم بن غلبون الحلبي
نزيل مصر [توفى سنة:389 هجرياً].
حققه الدكتور باسم السيد في أطروحة دكتوراه بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وحققه أحد الباحثين في العراق.
وأرجو أن يُطبع الكتاب قريباً.(/)
بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت القاف العربية اللسانية
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[03 Apr 2004, 04:10 ص]ـ
1. التعريف بمخرج صوت القاف العربية اللسانية
2. التعريف بصفات صوت القاف العربية اللسانية
3. ذكر الأخطاء في التلفظ بصوت القاف اللسانية
التعريف بمخرج صوت القاف العربية اللسانية
*****************
صوت القاف العربية اللسانية يتولد عندما يقرع أقصى اللسان ما يحاذيه من الحنك الأعلى اللحمي , فعندما يصطدم أقصى اللسان بالحنك الأعلى الرخو يغلق المخرج تماما ولا يجري مع القاف ذرة صوت بسبب أن القاف العربية اللسانية شديدة بحبس الصوت معها والعرب في وقت نزول القرآن كانوا ينطقون بالقاف مجهورة بحبس هواء النفس معها وقد أخطأ من قرأ القرآن في وقتنا المعاصر بجريان هواء الزفير مع القاف وأخص بذلك أهل مصر لأن علماء الأصوات المعاصرين أثبتوا أن المصريين ينطقون بالقاف مهموسة والقاف حرف لهوي نسبة إلى اللهاة التي تقع بين اللوزتين , وإني لأرجو من جميع العرب المعاصرين أن يحذروا من قراءة القرآن باللهجة العامية الدارجة عندهم وعليهم بالتلقي من الشيوخ المتصل سندهم بالنبي صلى الله عليه وسلم وكذلك عليهم من تحذير غيرهم في ذلك مع مطالبة أنفسهم بدقائق الإخلاص لله تعالى.
التعريف بصفات صوت القاف العربية اللسانية
*********************
ينشأ صوت القاف العربية اللسانية من المخرج الأول من مخارج اللسان وهو أقصاه بعد اللهاة وهو حرف مجهور بحبس جريان هواء النفس معه , وحرف شديد بحبس الصوت معه وحرف مستعل ترتفع مؤخرة اللسان به إلى قبة الحنك الأعلى وحرف منفتح لأنَّ اللسان ينفتحُ ما بينه وبين الحنك الأعلى ليخرج هواء الصوت عند النُّطْقِ به وحرف مقلقل يهتز ويضطرب عضو المخرج عند النطق به وهو ساكن وقد أخطأ من قال بأن المتحرك فيه أصل القلقلة وحرف مفخم أي سِمَنٌ يدخل على صوت الحرف فيمتلئ الفمُ بصداه وحرف قوي لأن أغلب صفاته قوية ما عدا صفة الانفتاح.
ذكر الأخطاء في التلفظ بصوت القاف اللسانية
********************
صوت القاف العربية اللسانية هذا الحرف يخطئ الناس في النطق به عند تلاوتهم لكتاب ربهم من عدة وجوه:
1. ترقيقه حتى يذهب ما فيه من الجهر والشدة والاستعلاء نحو) قَلِيلاً) (النساء: من الآية46)) وَقَدِمْنَا) (الفرقان: من الآية23)) وَقُولُوا) (العنكبوت: من الآية46)) قِيلاً) (الواقعة: من الآية26) , فاحذر أخي القارئ من ذلك وفخم القاف مبينا ما فيها من الاستعلاء والشدة والجهر وإياك أن تخرجها قريبة من الكاف بسبب قرب المخرجين ويفعله الكثيرين جهلا منهم أو تهاونا ولو حذرت أحدهم لقال لك لا داعي للتعسف والتكلف في القراءة فأتركهم وأقول لهم سلاما. قال بن الجزري رحمه الله في التمهيد: فخمهما تفخيما مبالغا فيه ولا سيما إن أتى بعدها ألف نحو) قَالَ) (الشعراء: من الآية75)) ْ قَامُوا) (الكهف: من الآية14).
****************************
2. وإذا وقعت الكاف اللسانية بعدها احترز أن يشوب صوت القاف شيئا من صوت الكاف لقرب الكاف اللسانية منها أو يشوب الكاف اللسانية شئ من لفظ صوت القاف نحو) خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) (الزمر: من الآية62)) كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ) (الشعراء: من الآية63)) خَلَقَكُمْ) (لأعراف: من الآية189)) رَزَقَكُمُ) (يّس: من الآية47)) صَدَقَكُمُ) (آل عمران: من الآية152)) وَتَرَكُوكَ قَائِماً) (الجمعة: من الآية11)) ْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً) (الزمر: من الآية8) فعليك يا أيها القارئ أن تحترز من هذا وذاك وعليك كذلك أن تنبه عليه غيرك مع مطالبة نفسك بتقوى الله تعالى.
*****************************
3. قال ابن الجزري رحمه الله في التمهيد: إذا سكنت – أي القاف – وكان سكونها لازما أو عارضا فلا بد من بيان قلقلتها وإظهار شدتها وإلا مازجت الكاف نحو) يَقْتُلُونِ) (القصص: من الآية33)) وَأَقْسَمُوا) (النور: من الآية53)) لا تَقْنَطُوا) (الزمر: من الآية53)) وَاقْصِدْ) (لقمان: من الآية19) ونحو ذلك ألا ترى أنه لو لم تبين قلقلتها في مثل) يُقْتَلُ) (البقرة: من الآية154) صارة مثل (يكتل) وكذا) تَقْفُ) (الاسراء: من الآية36) مثل (تكف) .... اهـ إذاً قرر ابن الجزري رحمه الله تعالى أن القلقلة في القاف حال سكونها سواء
(يُتْبَعُ)
(/)
كان السكون لازما أو عارضا بسبب عروض الوقف وقد أخطأ من صنف في التجويد من بعض المعاصرين من قوله أن حروف القلقلة المتحركة فيها أصل القلقلة فلا أدري من أين جاءوا بهذه الإضافة ولكن هذه عادة بعض المصنفين المعاصرين ينقل بعضهم من بعض من غير تدقيق اوتذوق للتجويد وقواعده ولو عدنا لعصر الاحتجاج ونسأل أهل هذا العصر متى تقلقل حروف القلقلة لأجابوك بالآتي: ((وَبَيِّنَنْ مُقَلْقَلاً إِنْ سَكَنَا*******وَإِنْ يَكُنْ فِى الْوَقْفِ كَانَ أَبْيَنَا)) هذا جوابهم ثتبت القلقلة حال سكون الحرف لا حال حركته وأسأل علماء التجويد المعاصرين وأخص منهم من قال أن حروف القلقلة المتحركة فيها أصل القلقلة هل عندكم من علم فتخرجوه لنا في ذلك من كلام المتقدمين أمثال الداني وبن الجزري ومكي و جيلهم؟ فإلم يكن عندكم جواب فأنصحهم لوجه الله أن يتعلموا من هؤلاء المتقدمين أولا ثم بعد ذلك يتكلموا في علوم التجويد.
***************************
4. على القارئ أن يحذر من إدغام القاف إذا تكررت لسهولة الإدغام على اللسان من التحقيق والواجب على القارئ أن يخرجها من مخرجها ويوفها حقها من جميع الصفات وأن يعتن ببيانها إذا تكررت ويبالغ في تفخيمها نحو) حَقَّ قَدْرِهِ) (الحج: من الآية74)) أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ) (لأعراف: من الآية143)) الْحَقُّ قَالُوا هَذَا) (الزخرف: من الآية30)) وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ) (النساء: من الآية115)) وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَه) (لأنفال: من الآية13)) وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ) (الفرقان: من الآية25)) كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً) (الجن: من الآية11).
****************************
5. وهذا الحرف يقع عليه الظلم في وقتنا المعاصر من بعض القراء وينادي ويستغيث هل من متقن يتلفظ بي؟ ولكن قليل ماهم وقليل من يجيب حيث أن البعض يقلبونه كافا ولا سيما إذّا جاء مكسورا نحو) الْمُسْتَقِيمَ) (الفاتحة: من الآية6)) الْمُتَّقِينَ) (المائدة: من الآية27)) قِيلاً) (المزمل: من الآية6)) مُشْرِقِينَ) (الحجر: من الآية73)) قِدَداً) (الجن: من الآية11)) ً مُسْتَقِيماً) (الفتح: من الآية2)) مُقِيتاً) (النساء: من الآية85) وآخرون بنقيض ذلك يبالغون في تفخيم صوت القاف المكسورة فيخرج صوتها بكيفية شاذة تمجها الأسماع لأن الأذن تحب الأصوات المعتدلة الموزونة نحو) قِيلَ) (البقرة: من الآية11)) وَأَقِيمُوا) (لأعراف: من الآية29) ولكي تعرف أخي القارئ هل أنت تقرأ بكسرة صحيحة للقاف أم لا؟ أطل صوت القاف المكسورة فإن تولد منها ياء عربية فصيحة فأنت تنطق بقاف مكسورة صحيحة وإن أطلت صوت القاف المكسورة فتولد منها ياء وفي صوتها إمالة فأنت تلفظ بكسرة غير صحيحة فما عليك إلا التلقي من الشيوخ المتصل سندهم بالحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وحسبك ذلك.
***********************
6. ذكر علماء الأصوات أن بعض مناطق الجزيرة العربية واليمن وأغلب صعيد مصر يبدلون صوت القاف العربية بصوت الجيم القاهرية نحو (قال يقول) فيقولون (جال يجول) فهؤلاء العرب ومن على شاكلتهم من المعاصرين يخشى عليهم أن يقرءوا القرآن بهذا الصوت العامي ولو وقع منهم ذلك لحذف حرف وأبدل بآخر وذلك عين اللحن الجلي المنهي عنه لتغييره الصوت القرآني المنقول إلينا بالتواتر نحو) الْمُسْتَقِيمَ) (الفاتحة: من الآية6) فالبعض يقلبها خطأ وجهلا منه هكذا (المستجيم) وقد سمعت ذلك من بعض البدو في بعض مساجد المملكة أثناء تدريسي للقرآن بالمدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام فاحذر من هذا الخلط أخي القارئ وأخرج القاف بصوت عربي فصيح هداني الله وإياك لما يحب ويرضى.
************************
(يُتْبَعُ)
(/)
7. عند دراستي لعلم الأصوات الحديثة الذي يدرس حاليا بكليات اللغة العربية في جميع جامعات العالم ذكر علماء الأصوات أن حروف الهمس عندهم 12 حرفا وأضافوا حرفا القاف والطاء ولو طبقنا هذا الكلام على القرآن لتحول صوت القاف من صفة الجهر القوية إلى صفة الهمس الضعيفة والحق أن علماء الأصوات صنفوا القاف من الأصوات المهموسة حسب نطق بعض العرب المعاصرين لهذا الحرف مهموسا وخاصا عند أهل مصر المحروسة فالقاف عندهم في لهجتهم العامية يلفظون بها بجريان النفس معها ومنهم من يقرأ القرآن بقاف مهموسة يجري معها هواء النفس ولا يسلم من ذلك إلا ما رحم ربك من المتقنين جدا وقد حذرت كثيرا من القراء في ذلك ولكن اللهجة الدارجة غلبت عليهم ولكن علماء اللغة والتجويد في عصر الاحتجاج أثبتوا أن العرب في وقت نزول القرآن كانوا ينطقوا بالقاف والطاء مجهورتين ولا نفس معهما البتة لأن العبرة عندنا في الدراسات القرآنية كيف كانت تنطق العرب بالحروف وقت نزول القرآن أما بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وخاصة في عصر الخلفاء فقد اختلط العرب بغيرهم فبدأ الصوت العربي يتغير واللحن يدب على اللسان العربي ففزع أبو الأسود الدؤلي وقعّد علم النحو والصرف خدمة لكلام رب العالمين.
***********************
8. يوجد من البعض أهملا فادحا لهيئة الشفتين عند تلفظهم بالأحرف المضمومة فتجد القارئ من هؤلاء شفتاه على هيئة واحد عند الحروف المتباينة من فتح وكسر وضم وسكون والواجب أن يمط القارئ شفتاه للأمام مع الحرف المضموم والبعض من جهلة القراء المتساهلين يضم الشفتين عند القاف الساكنة تباعا لضم الحرف الذي قبلها نحو) مُتَفَرِّقُونَ) (يوسف: من الآية39) ومط الشفتين للأمام عند التلفظ بالحروف المضمومة هذا الأمر يجد القارئ المعاصر فيه كلفة ويثقل عليه ولكن أنصحه أن يتدرب على يد شيخ متقن مجاز متصل السند بالحبيب محمد صلى الله عليه وسلم في كيفية تعويد الشفتين على هيئة أشكال الحروف من ضم وكسر وفتح فإلم تجد فارجع لبحثي (أصوات الشفتين) لعله يفيدك فقد فصلت فيه القول في ذلك وهو موجود حاليا على أغلب المواقع القرآنية وأخص منهم موقع البحوث والدراسات القرآنية.
***********************
9. هناك بعض القراء ممن يدعون الإتقان في تجويدهم للحروف القرآنية يقعون في خطأ فادح حيث أنهم عند تلفظهم للقاف المفتوحة أو المفتوحة بعدها ألف يمطون شفتهم للأمام وهذا المط للشفتين فيه إشارة للضم فيخرج صوت القاف مشوب مخلوط بصوت الضم نحو) قَالَ) (طه: من الآية71)) قَامُوا) (الكهف: من الآية14)) الْقَانِتِينَ) (التحريم: من الآية12)) الْقَادِرُ) (الأنعام: من الآية65)) الْقَهَّارُ) (صّ: من الآية65) ولكن الصواب أن يفتح القارئ شفتيه عند التلفظ بالمفتوح ليسلم من هذا الخلط في صوت القاف وغيرها من الحروف المفتوحة , رزقني الله وإياكم التلفظ بالقاف وغيرها من حروف لفظ التلاوة على النحو على يرضيه عنا.
************************
10. في القاف المشددة وصلا لا يوجد قلقلة في صوت القاف بسبب الإدغام أما وقفا فالقلقلة للحرف الثاني الموقوف عليه من المشدد نحو) يُشَاقّ) (الحشر: من الآية4)) الْحَقُّ) (البقرة: من الآية26).
***********************
11. في القاف إن سكنت قبل الكاف مذهبان: الأول الإدغام الناقص مع إظهار صوت القاف من تفخيم واستعلاء والثاني: الإدغام الكامل فتصير كافا واحدة مشددة قال ابن الجزري وكلاهما حسن واختيار الثاني.
*************************
ملحوظة: لمعرفة الخطأ من الصواب في هذا البحث هناك أمثلة تحتاج لنقل صوتي ليتميز الصواب من الخطأ
و انتظر قريبا: على نفس الموقع (بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت الكاف العربية اللسانية)
لنفس الباحث وكذلك جميع الأحرف وفي نهاية هذا البحث أرجو من الله تعالى أن يجعله خالصا لوجه وخدمة لكتاب وأن يرزقني الإخلاص في القول والعمل والسر والعلن , آمين , ..... والله من وراء القصد.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Apr 2004, 10:09 م]ـ
شكر الله لكم فضيلة الشيخ فرغلي هذه البحوث والتنقيحات التي انتفعنا ولازلنا منها، فبارك الله فيكم وفي علمكم.
ـ[کوثر]ــــــــ[26 Mar 2006, 06:31 م]ـ
السلام عليكم
والشكر الجزيل لهذه المعلومات الجيدة
و هذا من قولك الذي ذكرت:
"والبعض من جهلة القراء المتساهلين يضم الشفتين عند القاف الساكنة تباعا لضم الحرف الذي قبلها نحو) مُتَفَرِّقُونَ) (يوسف: من الآية39) "
فبظني أنك قصدت في المثال نحو (لا اُقْسم) [البلد: من الآية 1]
وفقكم الله في إخلاصكم(/)
برنامج للرسم العثماني
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[18 Apr 2004, 04:56 م]ـ
المصحف بالرسم العثماني ( http://www.qurankareem.info/index.htm# الخطوط%20العثمانية:)
ـ[إكرام]ــــــــ[02 May 2004, 02:57 م]ـ
1. بوركت وشُكرت.
2. هل هو نفسه القرص من " حرف "؟
ـ[طالب يتعلم]ــــــــ[06 May 2004, 01:32 م]ـ
بارك الله فيك أخي خالد
أخي اكرام نعم هو نفسه الموجود في قرص حرف
ـ[الميموني]ــــــــ[06 May 2004, 06:58 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[09 May 2004, 05:28 م]ـ
الأخ الكريم إكرام: شكرًا على مرورك وكلماتك. جزيت خيرًا.
أخي طالب يتعلم، منك نتعلم، لا عدمنا الفائدة منك.
العزيز الميموني: جزاك لله مثلَه.
لكم جميعًا تحياتي.
ـ[إكرام]ــــــــ[09 May 2004, 07:20 م]ـ
حتّى لا يُظنّ بي التدليس ,, فإنّي أختٌ لكم ولستُ أخاً.(/)
طلب ترجمة للشيخ عبد الباسط هاشم
ـ[طالب علم_2]ــــــــ[19 Apr 2004, 11:21 م]ـ
السلام عليكم
كنت أرغب في الحصول على ترجمة وافية لفضيلة الشيخ عبد الباسط هاشم
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[20 Apr 2004, 12:48 ص]ـ
http://www.tajweedhome.com/home.asp
ـ[طالب علم_2]ــــــــ[20 Apr 2004, 01:01 ص]ـ
هذا الموقع دخلته من قبل ولم أجد فيه سوى سطرين عن الشيخ فهل يمكن الحصول على ترجمة موسعة وجزاكم الله خيرا
ـ[د. أنمار]ــــــــ[20 Apr 2004, 08:50 ص]ـ
عندي ما تنشدون:
هذه ترجمة موجزة كتبها الأخ أبو الجود وهو أحد تلامذته:
ترجمة الشيخ العلامه المقرئ الضابط عبد الباسط هاشم
اسمه: عبد الباسط حامد محمد متولي.
شهرته: عبد الباسط هاشم محمد.
ملاحظة: هاشم هو مربيه حيث أن أباه توفي قبل و لادته.
ميلاده: في 1/ 1/1928 أخبره بذلك خاله.
مكان الميلاد: قرية شبراباص مركز شبين الكوم محافظة المنوفية.
حياته: توفي والده قبل ولادته، توفيت أمه بعد ولادته بستة أيام و كف بصره و هو في الخامسة من عمره نتيجة مرض شديد ألم بها، هاجر إلى الأسكندرية مع أخته و زوجها و مكث معهم حتى السابعة من عمرة فتركهم وسافر إلى القاهرة فتلقاه القائمقام / هاشم محمد على الذي رباه كولده تماما و الشيخ يحبه جدا و يذكره بمحبة شديدة.
حفظه للقرآن:
حفظ القرآن على يد هاشم و له من العمر ثمان سنوات.
ارسله هاشم إلى أسيوط عند والدته ليحفظ القرآن بسنده مضبوضا على يد الشيخ أحمد عبد الغني عبد الرحيم و هو من المجازين بالسبعة كما سنذكر في ترجمته لاحقا، فقام الشيخ أحمد بتلقينه متون التوحيد المختلفة و هي الخريدة و الجوهرة و سلم الوصول و الطحاوية و الواسطية ثم جود عليه القرآن في عام و نصف.
أخذه القراءات:
في سن الحادية عشرة حفظ متن الشاطبية في أربعة أشهر و نصف ثم أخذها على شيخه في خمس سنوات قراءة و تدريسا من الشيخ أحمد عبد الغني، و في أثناء ذلك قرأ عليه الموطأ و بلوغ الأمنية في شرح اتحاف البرية و هو في تحرير الشاطبية، و بعد الانتهاء من قراءة القرآن بالقراءات السبع من طريق الشاطبية أرسله الشيخ أحمد عبد الغني إلى شيخه محمود محمد خبوط لأن الشيخ أحمد رفض إجازته بالشاطبية إلا بعد يجيزه شيخ آخر و قرأ على الشيخ خبوط الدرة و الشاطبية و قراءة حمزة من طريق الطيبة و قرأ عليه شيء من المحتسب لابن جني و شيء من التمهيد لابن عبد البر و ترجمة الشيخ خبوط ستأتي إن شاء الله تعالى و بعد أن أقرأه الشيخ خبوط أعاده إلى الشيخ أحمد عبد الغني و أرسل له بإجازته إياه يحكي الشيخ عبد الباسط هذا اليوم بفرح شديد يقول: أنه فوجئ بالشيخ أحمد و قد أقام له حفلا كبيرا و استدعى فيه أكابر شيوخ الصعيد و كان يدخل الشيخ عبد الباسط على كل شيخ فيسأله 15 سؤلا و بعد أن ينتهي يمضي على الإجازة ثم أعطاه الشيخ أحمد عبد الغني الإجازة و سنه سبعة عشر عاما.
رحل بعد ذلك الشيخ إلى القاهرة و بقي عامان قارئا لليالي ثم ذهب به الشيخ هاشم إلى الشيخ / مصطفى حسن سعيد في قنا و هو إمام المسجد القنائي هناك الذي شرط عليه أن يبقى معه في داره و لا ينفق شيئا من ماله و إنما عليه التعلم فقط و الاتقان عليه و بدأ في إقراءه الطيبة و سنه تسعة عشر عاما و بقى عنده ثمان سنوات قرأ عليه الطيبة و توفي الشيخ بعد انتهي الشيخ عبد الباسط من قراءة سورة العنكبوت و أجازه بالطيبة كاملة قبل أن يموت، ثم أوصى به الشيخ شمروخ محمد شمروخ كاتب الشيخ المتولي الذي قبل الشيخ عبد الباسط و أقراءه الطيبة بمضمن كتاب الروض النضير و صار عنده حتى أتم قراءة القرآن بالقراءت العشر و حفظ عنده الروض النضير و هذا من عجيب ما يذكر و هو مسجل عندي بصوته بارك الله في عمره و مكث عند الشيخ شمروخ ما يقارب العشرين عاما حتى قرأ عليه القرآن بالقراءات العشر ما يقارب الخمس مرات و قبل وفاة الشيخ بعام عاد إلى القاهرة و التحق بمعهد قراءات القاهرة و بقى فيه أياما و لما سمع به شيخ الأزهر عبد الرحمن تاج امتحنه في علوم الدين من فقه و تفسير و توحيد و نحو و صرف و بلاغه فوجد علمه الجم فأمر بأن يلتحق بالدراسات العليا بجامعة الأزهر للحصول على الماجستير و الدكتوراه في التفسير و قد كان ذلك حيث حصل على الدكتوراه عام 1962 ميلاديه و درس في جامعة الأزهر بكلية أصول الدين و ما زال يدرس كأستاذ غير متفرغ بقسم التفسير أمد الله في عمره.
ـ[طالب علم_2]ــــــــ[20 Apr 2004, 10:56 ص]ـ
السلام عليكم
هل الدكتوراة التي حصل عليها العلامة الشيخ عبد الباسط هاشم دكتوراة حقيقية وما هو موضوعها وكيف يمكن الحصول عليها، والذي قرأته في أحد المواقع أنها كانت فخرية
ـ[محمد فاتح أتماز السباعي]ــــــــ[27 Aug 2005, 06:54 م]ـ
السلام عليكم
كنت أرغب في الحصول على ترجمة وافية لفضيلة الشيخ عبد الباسط هاشم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القسطموني]ــــــــ[09 Sep 2006, 03:14 م]ـ
قد أثير من جديد موضوع الشيخ شمروخ محمد شمروخ الذي ادعى الشيخ عبد الباسط هاشم الأخذ عنه، وصدر كتاب حديثاً بعنوان (تحذير الشيوخ من إسناد شمروخ)!!
انظروا القضية وأدلوا لعلها تحسم:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=80515(/)
تقريب النفع في القراءات السبع تأليف فريد العصر وتاج القراء بمصر الشيخ علي محمد الضباع
ـ[د. أنمار]ــــــــ[20 Apr 2004, 08:12 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
هذا الكتاب في نظري يعد من أهم المختصرات فيما يتعلق بالسبع القراءات. وهو مكتوب بأسلوب يسير مع قوة المباني، وهو المعادل النثري لحرز الأماني. مع وضوح العبارة وعدم الترميز، والاكتفاء بالمعتمد المقروء به بشكل وجيز. وهو يسير جنبا إلى جنب مع الشاطبية حتى كأنه ملخصه الذي لا يقدر عليه إلا أصحاب الهمم العلية. وناهيك بمؤلفه الحجة الذي عن كثير من الدرر والخبايا أزاح الغطاء، ولا غرو فهو البحر المعطاء. وهو غني عن تعريف أمثالي فهو أحد أعلام القراء بل درتهم في القرن الخالي. وكل من جاء بعده فإنما على كتبه اعتمد، ومن فيضه وإشاراته استمد، وسترى كم من مبحث أو مقال سطره هنا أوفي غيره من كتبه، لمن جاء بعده فتح عليهم بسببه، فسبحان من أكرم هذه الأمة بأمثال الإمام الضباع وهذا فضل المولى يؤتيه لمن وعى القرآن وتدبر وأطاع،
وسأكتب من هذا الكتاب ما يسمح به وقتي المحدود، بمعونة الكريم الودود.
================
تقريب النفع في القراءات السبع
تأليف فريد العصر وتاج القراء بمصر
الشيخ علي محمد الضباع رحمه الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على ما ألهم، والشكر له على ما أنعم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وبعد، فيقول راجي عفو ربه الغني الكريم، علي الضباع بن محمد بن حسن بن إبراهيم، قد خطر لي أن ألخص ما صح وتواتر من القراءات السبع حسبما تضمنه حرز الأماني، ثم وقع الإعراض عن ذلك فحثني عليه شديدا كثير من إخواني، فاستخرت الله تعالى وشرعت في هذا الكتاب، راجيا منه سبحانه وتعالى التوفيق فيه للصواب، وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم، وسببا للفوز لديه بجنات النعيم، إنه جواد كريم، رؤوف رحيم، وسميته:
تقريب النفع في القراءات السبع
ومشيت فيه على ترتيب الشاطبية في أكثر الأبواب، ليكون أقضى للوطر وأجمع لنظر الطلاب، وإني أستعين في ذلك بالله القريب المجيب وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
مقدمة
اعلم أنه ينبغي لكل شارع في فن أن يعرف مبادئه العشرة ليكون على بصيرة فيما هو شارع فيه،
فحد هذا الفن: أنه علم يعرف منه اتفاق ناقلي كتاب الله تعالى واختلافهم في أحوال النطق به من حيث السماع،
وموضوعه: كلمات القرآن من حيث يبحث فيه عن أحوال النطق بها،
وثمرته: العصمة من الخطأ في نقل القرآن ومعرفة ما يقرأ به كل من أئمة القراءة،
وفضله: أنه من أشرف العلوم الشرعية لتعلقه بأشرف الكلام،
ونسبته إلى غيره من العلوم: التباين،
وواضعه: أئمة القراءة وقيل أبو عمر حفص بن عمر الدوري،
واسمه: علم القراءات جمع قراءة بمعنى وجه مقروء به،
واستمداده من النقول الصحيحة المتواترة عن أئمة القراءة عن النبي صلى الله عليه وسلم،
وحكم الشرع فيه: الوجوب الكفائي تعلما وتعليما،
ومسائله: قواعده كقولنا كل همزتي قطع تلاصقتا في كلمة سهل ثانيتهما الحرميان وأبو عمرو.
باب أسماء القراء السبعة ورواتهم وطرقهم.
أما القراء السبعة ورواتهم فهم: قارئ المدينة المنورة: أبو رويم نافع بن عبد الرحمن الليثي المتوفى سنة 167 هـ
وقارئ مكة المكرمة: أبو معبد عبد الله بن كثير الداري المتوفى 120 هـ
وقارئ البصرة: أبو عمرو بن العلاء بن عمار المازني المتوفى سنة 155 هـ
وقارئ الشام: أبو عمر عبد الله بن عامر بن يزيد بن ربيعة اليحصبي المتوفى سنة 118هـ
وقراء الكوفة الثلاثة:
أبو بكر عاصم بن أبي النجود الأسدي المتوفى سنة 128 هـ
وأبو عمارة حمزة بن حبيب الزيات الكوفي المتوفى سنة 156 هـ
وأبو الحسن علي بن حمزة النحوي الكسائي المتوفى سنة 189 هـ
ولكل منهم راويان
فراويا نافع:
أبو موسى عيسى الملقب بقالون بن مينا المتوفى سنة 205 هـ
وأبو سعيد عثمان الملقب بورش بن سعيد المصري المتوفى سنة 187 هـ
قرأ كل منهما عليه بدون واسطة.
وراويا ابن كثير:
أبو الحسن أحمد بن محمد البزي المتوفى سنة 255 هـ،
وأبو عمر محمد الملقب بقنبل بن عبد الرحمن المخزومي المتوفى سنة 291 هـ قرأ البزي على عكرمة على القسط على ابن كثير،
وقرأ قنبل على القواس
على وهب
(يُتْبَعُ)
(/)
على القسط
على شبل ومعروف
وهما على ابن كثير، فبين كل منهما وبينه سند.
وراويا أبي عمرو:
أبو عمر حفص بن عمر الدوري البغدادي المتوفى سنة 246 هـ،
وأبو شعيب صالح بن زياد السوسي الأهوازي المتوفى سنة 261 هـ أخذا قراءته بواسطة أبي محمد يحيى بن المبارك العدوي المعروف باليزيدي المتوفى سنة 202 هـ
وروايا ابن عامر:
أبو الوليد هشام بن عامر بن نصير السلمي المتوفى سنة 246 هـ
وأبو عمرو عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان القرشي المتوفى سنة 242 هـ قرأ هشام على عراك
وابن ذكوان على أيوب التميمي
وقرأ عراك وأيوب على يحيى الذماري
وقرأ يحيى على ابن عامر فبينهما وبينه سند.
وروايا عاصم:
أبو بكر شعبة بن عياش المتوفى سنة 194 هـ
وأبو عمر حفص بن سليمان البزاز الكوفي المتوفى سنة 180 هـ
قرأ كل منهما عليه بلا واسطة.
وروايا حمزة:
أبو محمد خلف بن هشام البزار المتوفى سنة 229 هـ
وأبو عيسى خلاد بن خالد الأحول الصيرفي المتوفى سنة 220 هـ
قرأ كل منهما على أبي عيسى سليم بن عيسى الحنفي الكوفي سنة 189 هـ وقرأ سليم على حمزة.
وروايا الكسائي:
أبو الحارث الليث بن خالد البغدادي المتوفى سنة 240 هـ
وأبو عمر حفص بن عمر الدوري المتقدم ذكره
قرأ كل منهما عليه بلا واسطة.
وأما الطرق المختارة عن هؤلاء الرواة الأربعة عشر
فهي طريق أبي جعفر محمد بن هارون الربعي البغدادي المعروف بأبي نشيط المتوفى سنة 258 هـ عن قالون
وطريق أبي يعقوب يوسف بن عمرو بن يسار المدني ثم المصري المعروف بالأزرق المتوفى سنة 240 هـ عن ورش
وطريق أبي ربيعة محمد بن إسحاق بن وهب الربعي المكي المتوفى سنة 294 هـ عن البزي
وطريق أبي بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد البغدادي المتوفى سنة 324 هـ عن قنبل
وطريق أبي الزعراء عبد الرحمن بن عبدوس الهمداني الدقاق المتوفى سنة 284 هـ عن الدوري
وطريق أبي عمران موسى بن جرير الرقي الضرير المتوفى سنة 316 هـ عن السوسي
وطريق أبي الحسن أحمد بن يزيد الحلواني المتوفى سنة 250 هـ عن هشام
وطريق أبي عبد الله هارون بن موسى المعروف بالأخفش الدمشقي المتوفى سنة 292 هـ عن ابن ذكوان
وطريق أبي زكريا يحيى بن آدم بن سليمان الصلحي المتوفى سنة 203 هـ عن شعبة
وطريق أبي محمد عبيد بن الصباح بن صبيح النهشلي الكوفي ثم البغدادي المتوفى سنة 230 هـ عن حفص
وطريق أبي الحسين أحمد بن عثمان بن بويان البغدادي المتوفى سنة 344 هـ عن أبي الحسن إدريس بن عبد الكريم الحداد المتوفى سنة 292 هـ عن خلف
وطريق أبي بكر محمد بن شاذان الجوهري البغدادي المتوفى سنة 286 هـ عن خلاد
وطريق أبي عبد الله محمد بن يحيى البغدادي المعروف بالكسائي الصغير المتوفى سنة 288 هـ عن أبي الحارث
وطريق أبي الفضل جعفر بن محمد بن أسد النصيبيني المتوفى سنة 307 هـ عن دوري علي
وهذه الطرق هي التي اقتصر عليها أبو عمرو الداني في تيسيره وهي التي جرى عمل المحررين على ملاحظتها في تحرير الشاطبية.
وفائدة معرفة الطرق عدم التركيب في الأوجه المروية عن أصحابها.
باب معرفة الفرق بين القراءات والروايات والطرق ومعرفة الخلاف الواجب والجائز.
الفرق بين القراءات والروايات والطرق أن كل خلاف نسب لإمام من السبعة مما أجمع عليه الرواة عنه فهو قراءة وما نسب للآخذ عن الإمام ولو بواسطة فهو رواية، وما نسب للآخذ عن الراوي وإن سفل فهو طريق.
فتقول مثلا: إثبات البسملة بين السورتين قراءة ابن كثير ورواية قالون عن نافع وطريق أبي عدي عن سيف عن الأزرق عن ورش، وهذا هو الخلاف الواجب فلابد أن يأتي القارئ بجميعه ولو أخل بشيء منه كان نقصا في روايته،
وأما الخلاف الجائز فهو خلاف الأوجه على سبيل التخيير والإباحة كأوجه البسملة وأوجه الوقف بالسكون والروم والإشمام وبالمد والتوسط والقصر في نحو مآب والعالمين ونستعين، فبأي وجه أتى القارئ أجزأ ولا يكون نقصا في روايته ولا يلزم استيعابها في موضع ما إلا لحاجة كالتعليم، لا سيما في وقف حمزة لصعوبته على المبتدئ.
باب إفراد القراءات وجمعها.
تابع
=========
ومن أراد المشاركة في الثواب فليختر بابا مما سيأتي ويسميه فيُترك له ليتبرع بطباعته حتى يتم الكتاب إن شاء الله فيكون في متناول أحباب القرآن في شتى بقاع الأرض.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[21 Apr 2004, 11:19 م]ـ
باب إفراد القراءات وجمعها.
(يُتْبَعُ)
(/)
من أراد علم القراءات عن تحقيق فلابد له من حفظ كتاب كامل يستحضر به اختلاف القراء ثم يفرد القراءات التي يريدها رواية رواية ويجمعها قراءة قراءة حتى يتمكن من كل قراءة على حدتها. وكان السلف الصالح رحمهم الله تعالى يقرؤون ويقرئون رواية رواية لا يجمعون رواية إلى أخرى قصد استيعاب الروايات والتثبت منها، وإحسان تلقيها واستمر عملهم على ذلك إلى أثناء المائة الخامسة عصر الداني والأهوازي والهذلي ومن بعدهم. فمن ذلك الوقت ظهر جمع القراءات في ختمة واحدة واستمر إلى زماننا، وكان بعض الإئمة ينكره من حيث أنه لم يكن عادة للسلف، على القول به مع ما فيه، فقال في النشر: ولم يكن أحد من الشيوخ يسمح به إلا لمن أفرد القراءات وأتقن معرفة الطرق والروايات وقرأ لكل راو ختمة على حدة، ولم يسمح به أحد بقراءة قارئ من الأئمة السبعة أو العشرة في ختمة واحدة إلا في هذه الأعصار المتأخرة وكان الذين يتساهلون في الأخذ يسمحون أن يجمع كل قارئ في ختمة سوى نافع وحمزة فإنهم كانوا يفردون كل راو بختمة ولا يسمح أحد بالجمع إلا بعد ذلك. نعم كانوا إذا رأوا شخصا قد أفرد وجمع على شيخ معتبر وأجيز وتأهل وأراد أن يقرأ على أحدهم لا يكلفونه بعد ذلك إلى الإفراد لعلمهم بأنه وصل إلى حد المعرفة والإتقان. اهـ
وإذا تقرر ذلك فليعلم أنه يشترط على جامع القراءات شروط أربعة:
رعاية الوقف والابتداء وحسن الأداء وعدم التركيب
وأما رعاية الترتيب والتزام تقديم قارئ بعينه فلا يشترط وكثير من الناس يرى تقديم قالون أولا ثم ورش فإذا وقف على وجه لقارئ يبتدئ لذلك القارئ بعينه ثم يعطف الوجه الأقرب إلى ما ابتدأ به عليه وهكذا إلى آخر الأوجه
واختلفوا في كيفية هذا الجمع على ثلاثة مذاهب:
الأول: الجمع بالوقف
وكيفيته، أن يبدأ القارئ بقراءة من قدمه من الرواة ولا يزال يقرأ حتى يقف على ما يحسن الابتداء بتاليه ثم يعود إلى الراوي التالي إن لم يكن داخلا في سابقه، ثم يفعل ذلك براو بعد راو حتى يمر على جميعهم وفي كل ذلك يقف حيث وقف أولا ثم يبتدئ بما بعد ذلك الوقف على هذا النمط، وهذا مذهب الشاميين.
الثاني: الجمع بالحروف.
وكيفيته، أنه إذا شرع القارئ في القراءة ومر بكلمة فيها خلف أعاد تلك الكلمة بمفردها حتى يستوعب جميع ما فيها من الخلاف فإن كانت مما يسوغ الوقف واستأنف وإلا وصلها بما بعدها مع آخر وجه انتهى إليه موقف فيقف. وإن كان الخلف مما يتعلق بكلمتين كمد المنفصل والسكت على ذي كلمتين وقف على الكلمة الثانية واستوعب الخلاف ثم انتقل إلى ما بعدها على هذا الحكم، وهذا مذهب المصريين، وهو أوثق في استيفاء أوجه الخلاف وأسهل في الأخذ، والأول أشد في الاستحضار.
الثالث: مركب من هذين.
وهو الذي اختاره الشمس ابن الجزري حيث قال:
(ولكني ركبت المذهبين مذهباً، فجاء في محاسن الجمع طرازاً مذهباً. فابتدئ بالقارئ وأنظر إلى من يكون من الراء أكثر موافقة له فإذا وصلت إلى كلمتين بين القارئين فيها خلف وقفت وأخرجته معه ثم وصلت حتى انتهى إلى الوقف السائغ جوازه وهكذا حتى ينتهي الخلاف).
ولو أمكن لأحد الجمع على غير هذه الثلاثة مع مراعاة شروط الجمع السابقة لما منع، ومنهم من يرى كيفية التناسب فإذا ابتدأ بالقصر مثلا أتى بالمرتبة التي فوقه ثم كذلك، حتى ينتهي لآخر مراتب المد، وكذا في عكسه، وإن ابتدأ بالفتح أتى بعده بالصغرى ثم بالكبرى وإن ابتدأ بالنقل أتى بعده بالتحقيق ثم بالسكت الخاص ثم بالسك العام وهذا لا يقدر عليه إلا قوي الاستحضار.
وليحذر القارئ حال الجمع من خلط القراءات والطرق بعضها ببعض، فقد قال العلامة السخاوي في كتابه (جمال القراء):
(خلط هذه القراءات بعضها ببعض خطأ)
وقال الجعبري: (هو ممتنع في كلمة وفي كلمتين إن تعلقت إحداهما بالأخرى وإلا كره).
وقال النويري في شرح الدرة:
(والقراءة بخلط الطرق وتركيبها حرام أو مكروه أو معيب)
وقال المحقق ابن الجزري:
(يُتْبَعُ)
(/)
(والصواب عندي في ذلك التفصيل وهو إن كانت إحدى القراءتين مترتبة على الأخرى فالمنع من ذلك منع تحريم كمن يقرأ (فتلقى آدم من ربه كلمات) بالرفع فيهما أو النصب آخذا رفع آدم من قراءة غير المكي ورفع كلمات من قراءته وأما ما لم يكن كذلك فإنا نفرق فيه بين مقام الرواية وغيرها، فإن قرأ بذلك على سبيل الرواية فإنه لا يجوز أيضاً من حيث إنه كذب في الرواية وتخليط على أهل الدراية، وإن لم يكن على سبيل النقل والرواية بل على سبيل القراءة والتلاوة فإنه جائز وإن كنا نعيبه على أئمة القراءات العارفين باختلاف الروايات من وجه تساوي العلماء بالعوام لا من وجه أن ذلك مكروه أو حرام). [قلت هو بحروفه في النشر مع تصرف يسير]
وجزم في موضع آخر بالكراهة من غير تفصيل. والله أعلم
باب بيان ما التزمته في هذا الكتاب قصد الاختصار.
إذا اتفق نافع وابن كثير على قراءة أقول: الحرميان
وإذا اتفق ابن كثير وابن عامر أقول: الابنان
وإذا اتفق أبو عمرو والكسائي أقول: النحويان
وإذا اتفق عاصم وحمزة والكسائي أقول: الكوفيون
وإذا اتفق حمزة والكسائي أقول: الأخوان.
باب الاستعاذة
المختار لجميع القراء في كيفيتها أعوذ بالله من الشيطان الرجيم على الصيغة الواردة في سورة النحل.
ويجوز غيرها مما صح عن أئمة القراءة مما فيه زيادة نحو: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
أو نقص كـ: أعوذ بالله من الشيطان.
ويستحب الجهر بها عن جميعهم إذا قرأ خارج الصلاة بحضرة من يسمع وإلا أسر.
وإذا قرأ في الدَوْرِ ولم يكن في قراءته مبتدئا فإنه يسر بالاستعاذة لتتصل القراءة ولا يتخللها أجنبي، إذ الاجماع منعقد على أن الاستعاذة ليست من القرآن وإنما هي دعاء.
وما ذكره إمامنا الشاطبي من إخفاء التعوذ عن نافع وحمزة فأمر لا يلتفت إليه، كما يشعر بذلك قوله: (أباه وعاتنا) إذ معناه أن من ترجع قراءته إليهم أبوه ولم يأخذوا به، بل أخذوا بالجهر ولذلك أمر به أول الباب مطلقا.
ويجوز الوقف على الاستعاذة ووصلها بما بعدها بسملة كان أو غيرها من القرآن.
وإذا التقى مع الميم مثلها نحو: (الرحيم ما ننسخ) أدغم لمن مذهبه الإدغام حالة الوصل.
والاستعاذة مستحبة عند أكثر العلماء. وقال بعضهم بوجوبها.
وإذا قطع القارئ القراءة لعارض ضروري كسعال أو لكلام يتعلق بالقراءة لم يعد الاستعاذة بخلاف ما إذا قطعها لكلام أجنبي. ولو رد السلام أو إعراضا منه فإنه يعيدها.
باب البسملة
اختلفوا في الفصل بين السورتين بالبسملة وتركه، ففصل بها بينهما قالون وابن كثير وعاصم والكسائي إلا بين الأنفال وبراءة لما سيأتي.
وقرأ حمزة بوصل السورة بالسورة من غير بسملة.
واختلف عن ورش وأبي عمرو وابن عامر بين السكت والوصل والبسملة.
وقد اختار كثير من أهل الأداء عمن وصل لورش وأبي عمرو وابن عامر وحمزة:
السكت بين المدثر والقيامة
وبين الإنفطار والتطفيف
وبين الفجر والبلد
وبين العصر والهمزة
من أجل بشاعة اللفظ بـ: لا، و ويل،
وكذلك اختاروا عمن سكت لورش وأبي عمرو وابن عامر الفصل بالبسملة عن طرفيها للمبسملين.
والصحيح المختار وهو مذهب المحققين: عدم التفرقة بين هذه الأربعة وغيرها، وما ذكره الأولون من البشاعة منقوض بوقوع كثير من ذلك في القرآن كقوله:
القيوم لا
العظيم لا
المحسنين ويل
وليس في ذلك بشاعة إذا استوفى القارئ الكلام الثاني، ويكفي في ضعف هذه التفرقة أنها استحسان وليست بمنصوصة عن أحد من أئمة القراء ولا رواتهم.
فصل
وأجمعوا على البسملة أول سورة ابتدئ بها سوى براءة فإنها لا تجوز البسملة أولها مطلقا، بل يجوز عن كل القراء بين الأنفال وبراءة الوقف والسكت والوصل.
ولا خلاف بينهم في إثبات البسملة أول الفاتحة مطلقا.
وتجوز البسملة وتركها عن كل منهم إذا ابتدأ بأوساط السور، واستثني بعضهم وسط براءة، وأجازه بعضهم، وكلاهما محتمل، وذهب بعضهم إلا أن البسملة في أوساط السور تكون عمن فصل بين السورتين دون من لم يفصل.
فصل
المراد بالسكت المذكور أن يفصل القارئ بين السورتين بسكتة يسيرة دون تنفس قد سكت حمزة لأجل الهمز على المختار.
واعلم أنه إذا فصل بين السورتين بالبسملة جاز لكل من رويت عنه ثلاثة أوجه:
وصلها بالماضية مع الآتية
وفصلها عنهما
وفصلها عن الماضية مع وصلها بالآتية، ويمتنع عكسه
وما تقدم من الخلاف بين السورتين هو عام بين كل سورتين سواء كانتا مرتبتين أو غير مرتبتين لكن بشرط أن تكون الثانية أنزل من الأولى، أما لو وصل آخر السورة بأول أعلى منها، فالذي أخذنا به البسملة فقط، ولا سكت، ولا وصل، كما لو وصل آخر سورة ما بأولها، كأن كررت مثلا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Apr 2004, 11:24 م]ـ
أخي الكريم د. أنمار وفقه الله وبارك فيه.
جزاك الله خيراً على هذه المشروعات العلمية الرائدة التي تضطلع بها وننتفع بها كثيراً.
ـ[د. دخيل العوّاد]ــــــــ[05 May 2004, 04:29 م]ـ
أخي الكريم، جزاك الله خيراً، لو جعلت هذا الكتاب القيم على ملف (وورد) ينزله على جهازه منسقاً لكان أفضل من تفريقه، بارك الله فيك، وزادك علماً وهدى ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أنمار]ــــــــ[05 May 2004, 11:33 م]ـ
أخي د. عواد
اقتراحكم في محله، وهو الذي سيكون بإذن المولي بمجرد الانتهاء من صفه، لكن قبل ذلك سأنزل تباعا حسب ما ينتهي أولا بأول.
لكني الآن اتجهت لكتاب الإضاءة للضباع وقدمته لأهميته، وبعد الانتهاء من الإضاءة سأتفرغ لتقريب النفع إن شاء الله.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[24 Mar 2005, 08:52 م]ـ
أرجوا استكمال الموضوع ووفقكم الله تعالى
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[13 Apr 2007, 02:18 م]ـ
إن شاء الله تعالى سأنزل الكتاب كاملا صيغة pdf
انتظروني قريبا بعون الله
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[13 Apr 2007, 03:52 م]ـ
السلام عليكم حبيبنا الشيخ إبراهيم الجوريشي حفظه الله تعالى في انتظار الكتاب لو تفضلتَ علينا وكان بصيغة الوورد كان أفضل وتفضل بقبول وافر الاحترام(/)
هل خطر لك أن تتعلم أصول القراءات العشر الصغرى على يد أستاذ متمكن مثل الضباع تفضل إذن
ـ[د. أنمار]ــــــــ[22 Apr 2004, 01:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين الحمدلله
إخواني الأفاضل بين يديكم كتاب:
الإضاءة في بيان أصول القراءة
تأليف
العلامة الشيخ علي محمد الضباع إمام عصره ودرة مصره
أتمه عام 1357 هـ الموافق 1938 م
ويظهر أنه كان قبل توليه مشيخة القراء
فقد عني بقراءته وأذن بتدريسه
الأستاذ الجليل صاحب الفضيلة الشيخ محمد علي خلف الحسيني
شيخ القراء والمقارئ بالديار المصرية
ولمعرفة أهمية وقوة ووضوح الكتاب انظر فهرس المحتويات
فالشيخ الضباع بدأ ببعض المقدمات الأساسية، ثم شرح أساسيات ومصطلحات علم القراءات وتعاريفه التي يقوم عليها، ثم فيما يقرب من نصف الكتاب ذكر أصول كل قارئ على حدة مستفيدا مما أصّله قبل ذلك، وابتدأ بحفص، ثم أتبعه برواة القراء العشرة مكتفيا بذكر ما اختلفوا فيه مع حفص رضي الله عنهم.
ولا يخفى ما لهذا المنهج من سهولة لمن أتقن رواية حفص رحمه الله تعالى.
وأؤكد لكم أن هذا الكتاب هو عمدة معظم إن لم يكن كل من جاء بعد الضباع وقد قرأت لبعض المعاصرين ممن أفردوا القراءات أو كتبوا فيها فرأيتهم يعولون على هذا الكتاب بشكل لا يخفى على من تأمل أعمالهم ثم نظر في كتاب الضباع هذا.
وأترككم مع هذا الكتاب الرائع، وسأنقل منه ما تيسر، ومن سيتابع ما ينزل متتاليا سيجد نفسه مع الوقت مطلعا ومحيطا بالقراءات العشر الصغرى بشكل مرضي، لا ينقصه بعدها إلا التطبيق على يد شيخ مجاز بها.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ولا أنسى تذكيركم أن باب المشاركة مفتوح لمن عنده الكتاب ويريد أن يصف بابا أو أكثر ويساعد في إكمال الكتاب ليكسب الأجر العظيم من عند الله والأعمال بالنيات، فاللهم أخلص لنا ثواب من نفعل، ووفقنا لما تحب وترضى آمين.
===============
محتويات الكتاب
خطبة الكتاب
أولا: المقدمة
ثانيا: المقصد في بيان أصول القراءات
الإظهار والإدغام والإقلاب والإخفاء
الصلة،
المد والتوسط والقصر
الإشباع
التحقيق و التسهيل والإبدال والإسقاط والنقل
التخفيف
الفتح والإمالة والتقليل
الترقيق والتفخيم والتغليظ
الاختلاس والإخفاء
التتميم
التشديد
التثقيل
الإرسال
الوقف والسكت والقطع
الإسكان
الروم
الإشمام
الحذف
الإبدال
ياءات الإضافة
ياءات الزوائد
ثالثا: الخاتمة في بيان مذهب القراء في الأصول.
أصول قراءة عاصم برواية حفص
ثم كل من جاء بعد ذلك فإنما ذكر مواضع الخلاف مع حفص فقط
أصول قراءة عاصم برواية شعبة
أصول قراءة حمزة براوييه
أصول قراءة الكسائي براوييه
أصول قراءة خلف العاشر براوييه
أصول قراءة أبي عمرو براوييه
أصول قراءة يعقوب براوييه
أصول قراءة أبي جعفر براوييه
أصول قراءة نافع برواية ورش
أصول قراءة نافع برواية قالون
أصول قراءة ابن كثير براوييه
أصول قراءة ابن عامر براوييه
=====================
نص الكتاب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي اصطفى من عباده حملة كتابه وجعلهم أهله وخاصته، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الذين نالوا مودته.
أما بعد، فلما كان من أشرف العلوم وأعلاها، وأحسن الفهوم وأسناها، علم قراءات القرآن. إذ به يحفظ القرآن من التحريف والتغيير ويصان. ولذلك اعتنى به السلف والخلف وشغفوا به أيما شغف. فألفوا فيه التآليف العديدة. وأتوا فيه بالمسائل المحررة المفيدة. ولما كان من أهم ما يلزم لطالبيه كما قرره الأئمة الثقات، معرفة الأصول الدائرة على اختلاف القراءات عن لي أن أجمع في ذلك من رياض القراء الأفاضل ثمرات يانعة. فاستخرت الله تعالى وجمعت هذه النبذة اللطيفة التي هي إن شاء الله تعالى مباركة نافعة. وسميتها:
(الإضاءة في بيان أصول القراءة)
ورتبتها على مقدمة، ومقصد، وخاتمة.
فالمقدمة: في فوائد مهمة يحتاج القارئ إلى معرفتها
والمقصد: في بيان أصول القراءة المطلوب العلم بها
والخاتمة في أصول كل قراءة على حدتها،
حسب ما تضمنته الشاطبية والقصيدة الجزرية المعروفة بالدرة المضية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأسأل الله من فضله العظيم أن ينفع بها النفع العميم، كل من تلقاها بقلب سليم. وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وسببا للفوز بجنات النعيم، إنه جواد كريم رءوف رحيم.
المقدمة
ينبغي لكل شارع في فن أن يعرف مبادئه العشرة ليكون على بصيرة فيه، ومن حيث إن موضوع هذه النبذة من مباحث علم القراءات فلنتكلم على مبادئه العشرة. فنقول:
حد هذا الفن: أنه علم تعرف به كيفية أداء الكلمات القرآنية واختلافها معزوا لناقله. أو يقال علم يعرف منه اتفاق الناقلين لكتاب الله تعالى واختلافهم في أحوال النطق به من حيث السماع،
وموضوعه: الكلمات القرآنية من حيث أحوالها الأدائية التي يبحث عنها كالمد والقصر والإظهار والإدغام ونحو ذلك.
وثمرته: العصمة من الخطأ في القرآن ومعرفة ما يقرأ به كل واحد من الأئمة القراء، وتمييز ما يقرأ به وما لا يقرأ به إلى غير ذلك من الفوائد.
وفضله: أنه من أشرف العلوم الشرعية لتعلقه بكلام رب العالمين،
ونسبته لغيره من العلوم: التباين،
وواضعه: أئمة القراءة وقيل أبو عمر حفص بن عمر الدوري، وأول من دون فيه أبو عبيد القاسم بن سلام
واسمه: علم القراءات جمع قراءة بمعنى وجه مقروء به،
واستمداده من النقول الصحيحة المتواترة عن أئمة القراءة عن النبي صلى الله عليه وسلم،
وحكم الشارع فيه: الوجوب الكفائي تعلما وتعليما، (قال في الهامش: والقيام به بفضل القيام بالفروض العينية إذ تركه يوجب إثم الجميع)
ومسائله: قواعده كقولنا كل همزتي قطع تلاصقتا في كلمة سهل ثانيتهما الحجازيون.
المقرئ والقارئ
المقرئ: بضم الميم وكسر الراء: من علم القراءة أداء ورواها مشافهة وأجيز له أن يعلم غيره.
والقارئ: هو الذي جمع القرآن حفظا عن ظهر قلب، وهو مبتدئ ومتوسط ومنته. فالمبتدئ من أفرد إلى ثلاث روايات، والمتوسط إلى أربع أو خمس، والمنتهي من عرف من القراءات أكثرها وأشهرها.
فائدة: حفظ القرآن فرض كفاية على الأمة لئلا ينقطع عدد التواتر فيتطرق إليه التبديل والتغيير. وكذا تعليمه أيضا فرض كفاية، وكذا تعلم القراءات وتعليمها كما مر.
فائدة: يجوز عند مالك أخذا الأجرة على تعليم القرآن للمؤمن، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (أحق ما أخذتم عليه أجرا كلام الله) ولئلا يضيع كتاب الله ولأن عمل أهل المدينة استقر عليه، وقال أبو حنيفة وأصحابه بالمنع، وأجازه الشافعي وأحمد إذا شارطه واستأجره. اهـ
فائدة: اعلم أن الخلاف عند القراء علىقسمين خلاف واجب وخلاف جائز.
فالخلاف الواجب هو خلاف القراءات والروايات والطرق، والفرق بين الثلاثة أن كل خلاف ينسب للإمام فهو قراءة وما ينسب للآخذين عنه ولو بواسطة فهو رواية، وما نسب لمن أخذ عن الرواة وإن سفل فهو طريق.
فلو أخل بشيء منها كان نقصا في الرواية
والخلاف الجائز: هو خلاف الأوجه المخير فيها القارئ كأوجه الاستعاذة وأوجه البسملة بين السورتين والوقف بالسكون والروم والإشمام وبالطويل والتوسط والقصر في نحو متاب والعالمين ونستعين، فبأي وجه أتى القارئ أجزأ ولا يكون ذلك نقصا في الرواية
اهـ
======================
يتبع إن شاء الله،
ـ[د. أنمار]ــــــــ[22 Apr 2004, 06:45 ص]ـ
[الاستعاذة]
فائدة: الاستعاذة مصدر استعاذ أي طلب التعوذ والعياذ،
ويقال لها التعوذ، وهو مصدر تعوذ بمعنى فعل العوذ،
ومعنى العوذ والعياذ في اللغة اللجأ والامتناع والاعتصام
فإذا قال القارئ: أعوذ بالله فكأنه قال ألجأ وأعتصم وأتحصن بالله
ثم صار كل من التعوذ الاستعاذة حقيقة عرفية عند القراء في قول القارئ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أو غيره من الألفاظ الواردة.
فإذا قيل لك تعوذ أو استعذ فالمراد قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
والتعوذ ليس من القرآن بالإجماع.
ولفظه لفظ الخبر، ومعناه الإنشاء أي اللهم أعذني من الشيطان الرجيم.
وقد ورد في لفظه وصيغته أخبار وآثار مختلفة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعن السلف من بعده.
وقد ذكر الداني منها في بعض تآليفه أربع صيغ:
1 - أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
2 - أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
3 - أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم
4 - أستعيذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
وزاد عليها غيره ألفاظا أخر نحو:
أعوذ بالله القادر من الشيطان الفاجر
أعوذ بالله القوي من الشيطان الغوي
(يُتْبَعُ)
(/)
أعوذ بالله العظيم السميع العليم من الشيطان الرجيم
أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم
أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم الخبيث المخبث والرجس النجس
أعوذ بالله من الشيطان.
والمختار لجميع القراء من حيث الرواية أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، لموافقته اللفظ الوارد في سورة النحل.
وقد حكى الأستاذ أبو طاهر بن سوار وأبو العز القلانسي وغيرهما الاتفاق عليه،
وقال الداني في تيسيره: اعلم أن المستعمل عند الحذاق من أهل الأداء في لفظ الاستعاذة (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) دون غيره وذلك لموافقة الكتاب والسنة، فأما الكتاب فقوله عز وجل لنبيه عليه السلام فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وأما السنة فما رواه نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه استعاذ قبل القراءة بهذا اللفظ بعينه، وبذلك قرأت وبه آخذ. اهـ
فإن قلت: إذا كان الوارد في الكتاب والسنة لفظ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم كما تقد فلم جوزوا غيره؟
قلت: الآية لا تقتضي إلا طلب أن يستعيذ القارئ بالله من الشيطان الرجيم، لأن الأمر فيها هو استعذ مطلق، وجميع ألفاظ الاستعاذة بالنسبة إليه سواء. فبأي لفظ استعاذ القارئ جاز وكان ممتثلا، والحديث ضعيف كما حققه أكثر الأئمة.
وإنما اختاروا أعوذ مع أن الآية تقتضي أستعيذ لوروده في مواضع كثيرة من القرآن
كقوله تعالى: وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين الآية
قل أعوذ برب الفلق
قل أعوذ برب الناس
ولوروده أيضا في عدة أحاديث، اهـ
وحكم التعوذ:
الندب عند الجمهور وقال بعضهم بوجوبه
ومحله:
قبل القراءة على ما عليه جمهور العلماء وقيل بعدها لظاهر الآية، وهو غير صحيح بل الآية جارية على أصل لسان العرف وعرفهم وتقديرها عند الجمهور إذا أردت القراءة فاستعذ فهي على حد إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا
وإذا أكلت فسم الله
أي إذا أردتم القيام، وإذا أردت الأكل
[والجهر والإسرار بالتعوذ]
والجهر به شاع عند أهل الأداء عن القراء العشرة
وروى إسحق المسيبي عن نافع إخفاءه أي الإسرار به في جميع القرآن، قال الداني في التيسير: ولا أعلم خلافا بين أهل الأداء في الجهر بالاستعاذة عند افتتاح القراءة وعند الابتداء برؤوس الأجزاء وغيرها في مذهب الجماعة اتباعا للنص، واقتداء بالسنة، ثم قال وروى إسحاق المسيبي عن نافع أنه كان يخفيها في جميع القرآن. اهـ
فوجه الجهر بالتعوذ:
لينصت السامع للقراءة من أولها، فلا يفوته منها شيء، لما علم وتقرر في النفوس أن التعوذ شعار القراءة وعلامتها وليس بقرآن.
ووجه الإسرار به:
ليحصل الفرق بين ما هو قرآن وما ليس بقرآن لأن التعوذ ليس من القرآن بالإجماع كما مر.
والجهر هو المشهور المعمول به لجميع القراء.
وقيد الإمام أبو شامة إطلاقهم الجهر وتبعه كثيرون بما إذا كان القارئ بحضرة من يسمع قراءته
قال:
لأن السامع ينصت للقراءة من أولها فلا يفوته منها شيء لأن التعوذ شعار القراءة وإذا أخفى التعوذ لم يعلم السامع بالقراءة إلا بعد أن يفوته شيء منها. اهـ
وقيده أيضا الإمام ابن الجزري بما إذا جهر القارئ بالقراءة فإن أسرها أسر الاستعاذة
قال:
وكذلك إذا قرأ في الدور ولم يكن في قراءته مبتدئاً فإنه يسر بالتعوذ لتتصل القراءة ولا يتخللها أجنبي فإن المعنى الذي من أجله استحب الجهر وهو الإنصات فقد في هذه المواضع.
ويعني بالمواضع ما ذكره أبو شامة ومسئلة من قرأ سرا، ومسئلة من قرأ في الدور
[أوجه التعوذ مع البسملة]
واعلم أنه يجوز في التعوذ إذا كان مع البسملة أربعة أوجه لجميع القراء:
الأول الوقف عليهما
الثاني الوقف على التعوذ ووصل البسملة بأول القراءة
الثالث وصله بالبسملة والوقف عليها
الرابع وصله بالبسملة مع وصلها بأول القراءة.
وسواء أكانت القراءة أول سورة غير براءة فلا خلاف في البسملة لجميع القراء وإن كانت في أثناء سورة ولو براءة جاز الإتيان بالبسملة وتركها
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى تركها، فيجوز الوقف على التعوذ ووصله بالقراءة إلا أن يكون في أول القراءة اسم الجلالة نحو: الله لا إله إلا هو، أو ما فيه ضمير يعود على الله تعالى نحو: إليه يرد علم الساعة فالأولى ألا يوصل لما في ذلك من البشاعة.
وإن عرض للقارئ ما قطع قراءته فإن كان أمرا ضروريا كسعال أو كلام يتعلق بالقراءة فلا يعيد التعوذ. وإن كان أجنبيا ولو ردا لسلام أعاده، وكذا لو قطع القراءة ثم بدا له فعاد إليها.
[البسملة]
فائدة
البسملة مصدر بسمل إذا قال بسم الله أو إذا كتبها فهي بمعنى القول أو الكتابة، ثم صار حقيقة عرفية في نفس بسم الله الرحمن الرحيم
وهو المراد هنا، وبسمل من باب النحت وهو أن يختصر من كلمتين فأكثر كلمة واحدة بقصد إيجاز الكلام وهو غير قياسي
ومن المسموع منه: سمعل، إذا قال السلام عليكم
وحوقل إذا قال لا حول ولا قوة إلا بالله
وهيلل إذا قال لا إله إلا الله
وحمدل إذا قال الحمد لله
وحيعل إذا قال حي على الصلاة حي على الفلاح
وهو كثير لكنهم مع كثرته يعدونه من العيوب
وقال بعضهم إنه لغة مولدة،
قال الماوردي: يقال لمن بسمل مبسمل وهي لغة مولدة. اهـ
والبسملة ليست من القرآن عند المالكية وآية من كل سورة عند الشافعية، اتفاقا عندهم في أول الفاتحة، وعلى الأصح في غيرها.
وآية من القرآن نزلت للفصل بين السور ليست من الفاتحة ولا من كل سورة على المرتضى عند الحنفية وهو المشهور عن الإمام أحمد.
والخلاف في غير البسملة التي في وسط سورة النمل، أما هي فبعض آية منها بلا خلاف.
ووجه الخلاف بين القراء في إثبات البسملة وحذفها أن القرآن نزل على سبعة أحرف ونزل مرات متكررة فنزلت البسملة في بعض الأحرف ولم تنزل في بعضها، فإثباتها قطعي، وحذفها قطعي. وكل منهما متواتر وفي السبع، فمن قرأ بها فهي ثابتة في حرفه، متواترة إليه، ثم منه إلينا. ومن قرأ بحذفها فحذفها في حرفه متواتر إليه ثم منه إلينا، ومن روي عنه إثباتها وحذفها فالأمران تواترا عنده كل بأسانيد متواترة،
وبهذا يجمع بين الأحاديث الواردة في إثباتها والأحاديث الواردة في حذفها،
وبه كما قال بعض العلماء قد يرتفع الخلاف بين أئمة الفروع ويرجع النظر إلى كل قارئ بذلك الحرف وتلك القراءة في الصلاة بها وتبطل بتركها أيا كان. وإلا فلا. ولا ينظر إلى كونه شافعيا أو مالكيا أو غيرهما.
فائدة
أحكام الكلمات القرآنية المختلف فيها على قسمين مطردة ومنفردة
فالمطردة، هي كل حكم جار في كل ما تحقق فيه شرط ذلك الحكم كالمد والقصر والإظهار والإدغام والفتح والإمالة ونحو ذلك، ويسمى هذا القسم أصولا
والمنفردة هي ما يذكر في السور من كيفية قراءة كل كلمة قرآنية مختلف فيها بين القراء مع عزو كل قراءة إلى صاحبها ويسمى فرش الحروف وسماه بعضهم بالفروع مقابلة للأصول
ـ[د. أنمار]ــــــــ[22 Apr 2004, 06:47 ص]ـ
المقصد في بيان أصول القراءات
الأصول: جمع أصل وهو في اللغة ما يبنى عليه غيره
وفي اصطلاح القراء عبارة عن الحكم المطرد أي الحكم الكلي الجاري في كل ما تحقق فيه شرطه كما مر
والأصول الدائرة على اختلاف القراءات [37] سبعة وثلاثون
وهي
1. الإظهار
2. والإدغام
3. والإقلاب
4. والإخفاء
5. والصلة،
6. والمد
7. والتوسط
8. والقصر
9. والإشباع
10. والتحقيق
11. و التسهيل
12. والإبدال
13. والإسقاط
14. والنقل
15. والتخفيف
16. والفتح
17. والإمالة
18. والتقليل
19. والترقيق
20. والتفخيم
21. والتغليظ
22. والاختلاس
23. والإخفاء
24. والتتميم
25. والتشديد
26. والتثقيل
27. والإرسال
28. والوقف
29. والسكت
30. والقطع
31. والإسكان
32. والروم
33. والإشمام
34. والحذف
35. والإبدال
36. وياءات الإضافة
37. وياءات الزوائد
وها أنا أذكر معنى كل منها لغة واصطلاحا على وجه مختصر مع مراعاة لحالة المبتدئين فأقول:
1. الإظهار
2. والإدغام
3. والإقلاب
4. والإخفاء
[الإظهار]
يتبع ..
ـ[د. أنمار]ــــــــ[23 Apr 2004, 12:33 ص]ـ
1 - الإظهار 2 - والإدغام 3 - والإقلاب 4 - والإخفاء
[1 - الإظهار]
الإظهار لغة: الإبانة والإيضاح
واصطلاحا: فصل الحرف الأول من الحرف الثاني من غير سكت عليه
أو يقال: هو عبارة عن النطق بالحرفين كل واحد منهما على صورته موفى صفته مخلصا إلى كمال بنيته
[2 - الإدغام]
(يُتْبَعُ)
(/)
والإدغام، ويقال له الادِّغام، وهما مصدران لبابي الأفعال والافتعال
معناه لغة: الإدخال والستر، يقال أدغمت اللجام في فم الفرس إذا أدخلته فيه
قال الشاعر:
وأدغمت في قلبي من الحب شعبة ... يذوب لها حرا من الوجد أضلعي
وصناعة: التلفظ بساكن فمتحرك بلا فصل من مخرج واحد
فقولنا:
التلفظ بساكن فمتحرك يدخل فيه المظهر والمدغم والمخفي،
وبلا فصل، بأن ينطق بالحرفين دفعة واحدة يخرج به المظهر
ومن مخرج واحد يخرج به المخفي. إذ ليس مخرجه ومخرج المخفي عنده واحد.
وسمي هذا المعنى إدغاما لخفاء الساكن عن المتحرك فكأنه داخل فيه، لا أنه داخل فيه حقيقة لأن الحرفين ملفوظ بهما على الصحيح.
فالتسمية اصطلاحية حسب.
والتعريف المذكور قريب من قول الإمام ابن الجزري: اللفظ بحرفين حرفا كالثاني مشددا.
لأن قوله اللفظ بحرفين يشمل الثلاثة، وحرفا خرج به المظهر، وكالثاني خرج به المخفي.
وعلى هذا ليس هو إدخال حرف في حرف بل هما ملفوظ بهما وغاية الأمر أن المدغم لما خلط بالمدغم فيه صارا كأنهما شيء واحد،
ولذا قال الإمام ابن الجزري في بعض كتبه: هو عبارة عن خلط الحرفين وتصييرهما حرفا واحدا مشددا، كيفية ذلك أن يصير الحرف الذي يراد إدغامه حرفا على صورة الحرف الذي يدغم فيه فإذا صار مثله حصل حينئذ مثلان، وإذا حصل المثلان وجب الادغام حكما إجماعيا. فإن جاء نص بإبقاء نعت من نعوت الحرف المدغم فليس ذلك الإدغام بإدغام صحيح لأن شروطه لم تكمل وهو بالإخفاء أشبه. اهـ بتصرف
والإظهار هو الأصل لعدم احتياجه إلى سبب والإدغام فرعه لاحتياجه إليه كما سيأتي.
[فائدة الإدغام]
وفائدة الإدغام تخفيف اللفظ لثقل النطق بالحرفين المتفقين في المخرج أو المتقاربين، أي لثقل عود اللسان إلى المخرج أو مقاربه، حتى شبه النحويون النطق بهما بشي المقيد يرفع رجلا ثم يعيدها إلى موضعها أو قريب منه. وشبهه بعضهم بإعادة الحديث مرتين، وذلك ثقيل على السامع.
وقال أبو عمرو بن العلاء المازني: الإدغام لغة العرب الذي يجري على ألسنتها، ولا يحسنون غيره.
ومنه قول الشاعر:
عشية تمنى أن تكون حمامة ... بمكة يغشاها الشتا والمحرم
ولابد من سلب الأول حركته ثم ينبو اللسان بهما نبوة واحدة، فتصير شدة الامتزاج في السمع كالحرف الواحد ويعوض عنه التشديد، وهو حبس الصوت في الحيز بعنف،
فإن قلت: التعبير باللفظ بساكن فمتحرك يناقض قولهم التشديد عوض الذاهب
فالجواب: ليس التشديد عوض الحرف بل عما فاته من لفظ الاستقلال، وإذا أصغيت إلى لفظك بحقه ساكنا، ينتهي إلى محرك مخفف، على الإجمال فهو اصطلاح، كما مر، ولا مشاحة في ذلك.
[الإدغام الكبير و الإدغام الصغير]
وينقسم الإدغام إلى كبير وصغير
فالكبير هو: ما كان أول الحرفين فيه محركا ثم يسكن للإدغام فهو أبدا زيد عملا، ولذا سمي كبيرا، وقيل لكثرة وقوعه، وقيل لما فيه من الصعوبة، وقيل لشموله المثلين المتقاربين والمتجانسين،
والصغير هو: ما كان أولهما فيه ساكنا، وينقسم إلى واجب وجائز وممتنع
[أسباب وشروط وموانع الإدغام]
وللإدغام بنوعيه أسباب وشروط وموانع
فأسبابه ثلاثة وهي: التماثل والتجانس والتقارب
فالتماثل هو: أن يتفق الحرفان مخرجا وصفة، أو يقال هو أن يتحد الحرفان في الاسم والرسم، كالباء في الباء، فإن اسمهما واحد وذاتهما في الرسم واحدة.
والتجانس هو: أن يتفق الحرفان مخرجا ويختلفا صفة أو يختلفا مخرجا ويتفقا صفة، كالدال في التاء، والتاء في الطاء، وكالدال في الجيم.
والتقارب هو: أن يتقاربا مخرجا أو صفة أو مخرجا وصفة معا، كالدال مع السين والشين، وكاللام مع الراء.
وشروطه في الكبير: أن يلاقي المدغم المدغم فيه خطا ولفظا أو خطا لا لفظا، ليدخل نحو: إنه هو، ويخرج نحو: أنا النذير، وأن يكون المدغم فيه أكثر من حرف إن كانا بكلمة واحدة، ليدخل نحو خلقكم، ويخرج نحو خلقك،
وفي الصغير في المثلين: تقدم الساكن، وألا يكون الساكن حرف مد. وألا يكون هاء سكت، إلا أن هذا الشرط اختلفوا فيه فمنهم من اعتبره ومنهم من لم يعتبره
وفي المتجانسين والمتقاربين: تقدم الساكن وألا يكون أولى الحرفين حرف حلق، نحو: فسبحه، وأبلغه، وفاصفح عنهم، ولا تزغ قلوبنا.
وموانعه في الكبيرنوعان: متفق عليها ومختلف فيها.
فالمتفق عليها أربعة:
1 - تنوين الأول نحو واسع عليم، وشديد تحسبهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - تشديده نحو: تم ميقات، والحق كمن
3 - كونه تاء ضمير غير مكسورة، نحو: كنت ترابا، خلقت طينا
4 - الإخفاء قبله نحو: فلا يحزنك كفره.
واختص بعض المتقاربين بخفة الفتحة، أو بسكون ما قبله، أو بهما معا، أو بفقد المجاور، أو عدم التكرر.
والمختلف فيها خمسة:
1 - حذف الحرف الفاصل بالجزم أو ما ينوب عنه نحو: ومن يبتغ غير، ويخل لكم، ولتأت طائفة، وآت ذا القربى. والمشهور الاعتداد بهذا المانع في المتقاربين وإجراء الوجهين في غيره، على أنه اتفقت الطرق الصحيحة كلها على إظهار: ولم يؤت سعة، للجزم وخفة الفتحة.
2 - توالي الاعتلال في: آل لوط، واللائي يئسن
3 - صيرورة المدغم حرف مد بإسكانه، نحو: جاوزه هو والذين
4 - كسر تاء الضمير في: جئت شيئا فريا
5 - خفة الفتحة مع عدم التكرار في: الزكاة ثم، والتوراة ثم.
فإذا وجد السبب والشرط، وارتفع المانع جاز الإدغام أو وجب، حسب الرواية.
[3 - الإقلاب]
وأما الإقلاب، ويقال له القلب، فمعناه لغة: التحويل
وعرفا: جعل الحرف حرفا آخر، أو يقال جعل حرف مكان آخر، وقد اشتهر أنه الحكم المعرف من أحكام النون الساكنة والتنوين الأربعة، وهو إبدالهما عند ملاقتهما الباء ميما خالصة تعويضا صحيحا لا يبقى للنون والتنوين أثرا.
وقد يطلق على بعض أحكام تسهيل الهمز كما سيأتي.
[4 - الإخفاء]
وأما الإخفاء فمعناه لغة: الكتم والستر
واصطلاحا: النطق بحرف ساكن عار أي خال، عن التشديد على حالة بين الإظهار والإدغام، مع بقاء الغنة في الحرف الأول وهو النون الساكنة أو التنوين أو الميم الساكنة،
أو يقال هو: النطق بالحرف بحالة بين الإظهار والإدغام.
قال ابن الجزري: وحقيقته أن يبطل عند النطق به الجزء نصف المكمل فلا يسمع إلا صوت مركب على الخيشوم. اهـ
واعلم أنه إذا ثقل الإظهار وبعد الإدغام، عدل إلى الإخفاء، وهو يشاركه في إسكان المتحرك دون القلب.
وقال صاحب المصباح والأهوازي: فيه تشديد يسير.
والتحقيق الأول لعدم الامتزاج. ولهذا يقال أدغم هذا في هذا، وأخفى عنده. اهـ
وقد يستعمل الإخفاء أيضا بمعنى إخفاء الحركة وهو: نقصان تمطيطها وهو الاختلاس الآتي بيانه إن شاء الله تعالى
5 - الصلة.
يتبع ..
ـ[دكتورأحمد]ــــــــ[19 Apr 2007, 12:06 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[لطفي الحسيني]ــــــــ[25 Dec 2010, 08:42 م]ـ
بارك الله فيك
هل من مزيد؟(/)
الهمزات في القراءات العشر للعلامة الضباع.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[25 Apr 2004, 06:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
رابط المدود
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1760
والمقدمة
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1749
من:
الإضاءة في بيان أصول القراءة
للعلامة الضباع شيخ عموم المقارئ في الديار المصرية رحمه الله تعالى
والعنواوين التي بين [] من زياداتي وكذا ما بين (وفيه قلت أو أشرت لزيادته) وإلا فمن الشيخ.
وأترككم مع درس اليوم عن الهمزات في القراءات العشر الصغرى للشيخ الضباع رحمه الله.
===================
(10 – 14 التحقيق والتسهيل والإبدال والإسقاط والنقل)
هذه الأصول الخمسة تتعلق بالهمز فينبغي قبل الكلام عليها ذكر شيء من الكلام عليه فأقول:
الهمز في اللغة: الدفع بسرعة، تقول همزت الفرس همزا إذا دفعته بسرعة بسرعة،
وقيل هو: مصدر همزت أي ضغطت
وهو اسم جنس واحده همزة وجمعه همزات
وسمي الحرف المعروف الذي هو أول حروف الهجاء همزة لأن الصوت يندفع عند النطق به لكلفته على اللسان
وقيل لما يحتاج في إخراجه من أقصى الحلق إلى ضغط الصوت ومن ثم سميت نبرة لاندفاعها منه، إذ النبر مرادف للهمز عند الجمهور. تقول نبرت الحرف نبرا إذا همزته. والتصريفيون سموا:
? مهموز الفاء: نبرا
? والعين: قطعا،
? واللام همزا.
(قلت أي موضع الهمزة في: فعل)
ولثقل الهمز جرى أكثر العرب على تخفيفه واستغنوا به عن إدغامه، ولم يرسموا له صورة بل استعاروا له شكل ما يؤل إليه إذا خفف، تنبيها على هذه الحادثة.
والأصل فيه التحقيق، وقد يغير بأحد أنواع التغيير التي هي:
? التسهيل بين بين
? والإسقاط
? والإبدال
وهي مصادر لحقق وسهل وأسقط، وأبدل. وهاك معنى كل منها لغة وصناعة.
[10 - التحقيق]
أما التحقيق فهو لغة: مصدر حققت الشيء تحقيقا، إذا بلغت يقينه
ومعناه المبالغة في الإتيان بالشيء على حقيقته، وأصله المشتمل عليه.
وعرفا: عبارة عن النطق بالهمزة خارجة من مخرجها الذي هو أقصى الحلق كاملة في صفاتها، وهو لغة هذيل وعامة تميم.
[11 - التسهيل]
أما التسهيل فهو لغة: مطلق التغيير
وعرفا: عبارة عن النطق بالهمزة بين الهمزة وحرف مد، أي جعل حرف مخرجه بين مخرج المحققة، ومخرج حرف المد المجانس لحركتها،
? فتجعل المفتوحة بين الهمزة المحققة والألف
? وتجعل المكسورة بين الهمزة والياء المدية
? وتجعل المضمومة بين الهمزة والواو المدية.
هذا هو المأخوذ به عندنا في كيفية التسهيل بين بين وهو المراد بقول أكثر المتقدمين هو أن يجعل الحرف الذي هو خلف الهمزة مدا يسيرا، وقول السخاوي: هو أن يلين صوتها ويقرب من حرف اللين الذي منه حركتها، وقول جماعة هو أن تصير كالمدة في اللفظ، وقول ابن مجاهد حين حكى مذهب نافع وابن كثير وأبي عمرو في ءأنذرتهم فقال: بهمزة مطولة، وقول اليزيدي عن أبي عمرو في هذا أنه كان يقرؤه بهمزة واحدة ممدودة، فلم يعن أحد منهم بذلك البدل وإنما عنوا إضعاف الصوت بالهمزة فتصير كالمدة ويدل على ذلك ما ذكره بعضهم عن أبي طاهر أنه قال إن أبا عمرو يدخل ألفا بين الهمزتين ويلين ألف القطع فيكون في تقدير ثلاث ألفات اهـ
و المدار علي المشافهة و الأخذ من أفواه المحققين وهو لغة قريش وسعد بن بكر وعامة قيس.
[تنبيه]
و ليحترز فيه عن قلب الهمز هاء فقد غلط قوم فأخوجوها من مخرجه
قال أبو شامة: و كان بعض أهل الأداء يقلب الهمزة المسهلة من مخرج الهاء
قال: و سمعت أنا منهم من ينطق بذلك و ليس بشي اهـ
وقال العلامة عبد الرحمن بن القاضي في بعض تآليفه: جرى الأخذ عندنا بفاس و المغرب في المسهل بالهاء الخالصة، و به قال الداني في بعض كتبه. وجوزه بعضهم في المفتوحة دون المضمومة و المكسورة، و الأكثرون علي المنع اهـ
[درجات قوة تغيير الهمزة]
وقد يطلق التسهيل ويراد به مطلق التغيير من تسهيل بين بين وقلب وحذف. والأصل في تغيير الهمز أن يكون:
? بالتسهيل بين بين، لأن فيه بقاء أثر الهمزة،
? ثم الإبدال، لأنه وإن لم يبق أثر فقد عوض عنه حرف آخر،
? ثم بالحذف بعد النقل، لأن فيه بقاء حركته،
? ثم بالحذف مع الحركة، لأنه عدم محض.
[12 - الإبدال]
وأما الإبدال، ويقال له البدل،
(يُتْبَعُ)
(/)
فهو لغة: عبارة عن جعل شيء مكان آخر، تقول أبدلت كذا بكذا، إذا نحيت الأول وجعلت الثاني مكانه.
وعرفا: عبارة عن إقامة الألف والياء مقام الهمزة عوضا منها.
أي إبدال الهمزة حرف مد من جنس حركة ما قبلها،
? وتأصل للساكنة، فتبدل بعد الفتح ألفا، وبعد الكسر ياء وبعد الضم واوا،
? وللمتحركة أيضا، فتبدل المفتوحة بعد الضم واوا، وبعد الكسر ياء
? وتبدل المكسورة بعد الضم واوا
? والمضمومة بعد الكسر ياء.
وعرفه بعضهم فقال: هو جعل حرف بدل حرف آخر، وهذا التعريف يصدق على إبدال الهمزة كما ذكرنا، وعلى إبدال تاء الاقتعال طاء في مضطر، أو دالا في نحو مدكر ومزدجر، ولكن ليس هذا مرادا هنا. وقد يطلق عليه القلب.
[13 - الإسقاط]
وأما الإسقاط ويقال له الحذف فهو لغة: الطرح والإزالة
وعرفا: عبارة عن إعدام إحدى الهمزتين المتلاصقتين بحيث لا تبقى لها صورة.
وينقسم إلى قسمين:
? حذف الهمز مع حركته، وهذا القسم هو الذي يعبر عنه بالإسقاط غالبا.
? وحذفه بعد نقل حركته وهو النقل الآتي
[14 - النقل]
وأما النقل فهو لغة: التحويل
وصناعة: عبارة عن تعطيل الحرف المستقدم للهمزة من شكله وتحليته بشكل الهمزة.
وقد يعبر عن هذه الأنواع الأربعة التي هي: (التسهيل بين بين والبدل والإسقاط والنقل)، بالتخفيف
وقيل التخفيف هو: عبارة عن معنى التسهيل فقط، وقد يراد به معان أخر كما سيأتي
وإنما تنوعت العرب في تخفيف الهمز بالأنواع المذكورة لكونه أثقل الحروف نطقا، وأبعدها مخرجا.
وكانت قريش والحجازيون أكثرهم له تخفيفا، بل قال بعضهم هو لغة أكثر العرب الفصحاء.
وهل المخففة بين بين:
1 - محركة،
وبه قال البصريون لمقابلتها المتحركة في قول الأعشى:
أأن رأت رجلا أعشى أضر به.
لأنها بإزاء مفاعلن مخبون مستفعلن، وقد سمع مسهلا
2 - أو ساكنة،
وبه قال الكوفيون لعدم الابتداء بها،
قولان، والصحيح الأول لوضوحه والعدم ليس دليلا، ويجاب بقربها من الساكن لذهاب بعض الحركة.
[أقسام الهمز في القرآن]
واعلم أن الهمز في القرآن على قسمين مزدوج ومنفرد.
والمزدوج من كلمة ومن كلمتين.
فاللتان من كلمة تأتي الأولى منها للاستفهام ولغيره
وتأتي الثانية، متحركة وساكنة
والمتحركة تكون بعد همزة قطع، وهمزة وصل.
فهمزة القطع بعد همزة الاستفهام على قسمين:
قسم اتفق القراءة العشرة على قراءته بالاستفهام
وقسم اختلفوا فيه
فالمتفق على قراءته بالاستفهام وقع في ثلاث وعشرين كلمة وهي.
1 - ءأنذرتهم بالبقرة ويس
2 - ءأنتم بالبقرة والفرقان والواقعة والنازعات
3 - ءأسلمتم بآل عمران
4 - ءأقررتم بها
5 - ءأنت بالمائدة والأنبياء
6 - ءأرباب بيوسف
7 - ءأسجد بالإسراء
8 - ءأشكر بالنمل
9 - ءأتخذ بـ:يس
10 - ءأشفقتم بالمجادلة
11 - ءآلهتنا بالزخرف
12 - ءألد بهود
13 - ءأمنتم بالملك
14 - أئنكم بالأنعام والنمل وفصلت
15 - أئن لنا بالشعراء
16 - أءله بالنمل
17 - أئنا لتاركوا
18 - أئنك لمن
19 - أئفكا، ثلاثتها في والصافات
20 - أئذا متنا بـ: ق
21 - أؤنبكم بآل عمران
22 - أءنزل بـ: ص
23 - أءلقي بالقمر
والمختلف فيه بين الاستفهام والخبر نوعان مفرد ومكرر
فالمفرد وقع في [11] إحدى عشرة كلمة وهي:
1 - أن يؤتى، بآل عمران
2 - وأئنكم لتأتون الرجال، بالأعراف
3 - وإن لنا، بها أيضا
4 - وءآمنتم، بها أيضا وبـ: طه والشعراء
5 - وأءنك لأنت، بـ يوسف.
6 - وأءذا ما مت، بمريم
7 - وءأعجمي، بفصلت
8 - وأشهدوا، في الزخرف
9 - وءأذهبتم، في الأحقاف
10 - وأءنا لمغرمون، في الواقعة
11 - وأن كان ذا مال، بـ: نون
(الترقيم من زياداتي)
والمكرر وقع في [11] أحد عشر موضعا في تسع سور:
1 - في الرعد (أئذا كنا ترابا أئنا)
2 - وفي الإسراء: (أئذا كنا عظاما ورفاتا إءِنا) موضعان
3 - وفي المؤمنون: (أءذا كنا وترابا وعظاما أئنا)
4 - وفي النمل (أءذا كنا ترابا وآباؤنا أءنا)
5 - وفي العنكبوت (أءنكم لتأتون الفاحشة … أءنكم لتأتون الرجال)
6 - وفي السجدة (أءذا ضللنا في الأرض أءنا)
7 - وفي الصافات (أءذا متنا وكنا ترابا وعظاما أءنا) موضعان،
8 - وفي الواقعة أءذا متنا وكنا ترابا وعظاما أءنا)
9 - وفي النازعات (أءنا لمردودون في الحافرة أءذا)
(الترقيم من زياداتي)
وأما همزة الوصل الواقعة بعد همزة الاستفهام فتأتي على ضربين متفق على استفهامه ومختلف فيه
(يُتْبَعُ)
(/)
فالمتفق على استفهامه وقع في خمس كلم، وتنقسم إلى قسمين
متفق على إثباتها فيه وهو ثلاث كلم في ستة مواضع وهي:
(آلذكرين)، موضعان في الأنعام
و (آلآن) موضعان في يونس
و (آلله أذن لكم) بها
و (آلله خير) بالنمل،
ومتفق على حذفها منه وذلك في ثلاثة مواضع
أفترى على الله، بـ: سبأ
وأستكبرت، بـ: ص
وأستغفرت لهم، بـ المنافقون
والمختلف فيه بين الاستفهام والخبر وقع في ثلاث كلم،
أولها: به السحر، بـ يونس
وثانيها: أصطفى البنات، بـ الصافات
وثالثها: أتخذناهم سخريا، بـ ص.
وإن كانت الأولى لغير الاستفهام فإن الثانية تكون متحركة وساكنة.
فالمتحركة في كلمة في خمسة مواضع وهي:
أئمة، في التوبة والأنبياء والسجدة وموضعي القصص.
والساكنة كثيرة في القرآن وتكون الأولى مفتوحة نحو آدم، ومضمومة نحو: أوذينا، ومكسورة نحو: إيمان.
وأما اللتان من كلمتين فعلى قسمين،
قسم همزتيه مقطوعة والثانية همزة وصل نحو: ولو شاء الله.
والقسم الثاني كلا همزتيه مقطوعتان
وهو ثمانية أنواع:
مفتوحتان نحو: أولياء أولئك
ومفتوحة فمكسورة، نحو: شهداء إذ
ومفتوحة فمضمومة، نحو: جاء أمة
ومضمومة فمفتوحة، نحو: السفهاء ألا.
ومكسورة فمفتوحة، نحو: من خطبة النساء أو
ومضمومة فمكسورة، نحو: يشاء إلى.
والمنفرد هو الذي لم يلاصق مثله ويكون ساكنا ومتحركا، وتحت كل منهما أنواع ستأتي مفصلة في الخاتمة إن شاء الله تعالى.
10 – التخفيف
التخفيف لغة: ضد التثقيل
وفي الاصطلاح: عبارة عن معنى التسهيل كما مر.
وقد يراد به حذف الصلات من الهاءات، وترك التشديدات، أي فك الحرف المشدد القائم عن مثلين، ليكون النطق بحرف واحد من الضعفين خفيف الوزن عاريا من الضغط عاطلا في صناعة الخط من علامة الشد التي لها صورة خاصة في النقط.
اهـ
ويتبعه باب الفتح والإمالة. ..
وصلى الله على سيدنا وقرة أعيننا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[القعقاع محمد]ــــــــ[02 Jan 2007, 12:34 م]ـ
زادك الله علماً
وبارك الله فيك(/)
أجمع ما رأيت في باب" الوقف والابتداء" وملحقاته للإمام العلامة الضباع رحمه الله تعالى.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[29 Apr 2004, 01:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تنبيه:
العنواوين التي بين [] من زياداتي وكذا ما بين (وفيه قلت، أو ما يشير إلى كونه من كلامي) وجميع الترقيمات من صنعي إلا ما جاء في أول عنوان.
وأترككم مع درس اليوم عن الوقف عند علماء هذا الشأن
من كتاب:
الإضاءة في بيان أصول القراءة
للعلامة الضباع،
شيخ عموم المقارئ في الديار المصرية رحمه الله تعالى
=====================
(28 – 30 الوقف والسكت والقطع)
كان كثير من المتقدمين يطلقون هذه الثلاثة ويريدون بها الوقف غالبا، وفرق بينهما (لعل الصواب بينها) عامة المتأخرين وجماعة من المتقدمين، وجعلوا كلا منها لغرض خاص، وهو التحقيق.
[تعريفات]
[28 – الوقف]
أما الوقف فمعناه لغة: الكف عن القول والفعل أي تركهما،
وعرفا: قطع الصوت على آخر الكلمة الوضعية زمنا يتنفس فيه عادة بنية استئناف القراءة إما بما يلي الحرف الموقوف عليه أو بما قبله، فلابد من التنفس معه.
وقال ملا علي القاري: الوقف قطع الصوت آخر الكلمة الوضعية زمانا
فقوله "قطع الصوت" جنس، وقوله "آخر الكلمة"، فصل أخرج به القطع على بعض الكلمة فإنه لغوي لا صناعي
و"الوضعية"، أدرج نحو كل ما المفصولة فإن آخرها اللام وضعا
وقيدنا بالمفصولة لأن الوقف على لام كلما الموصولة لا يجوز عند القراء لمخالفة الرسم
وقيد "زمانا" أخرج السكت فإنه قطع الصوت آنا، كما سيأتي.
قال وهذا القيد قائم مقام التنفس الذي صرح به بعضهم، ويأتي الوقف في رؤوس الآي وأوساطها ولا يأتي في وسط الكلمة ولا فيما اتصل رسما وينبغي معه البسملة في فواتح السور.
قال وهذا القيد قائم مقام التنفس الذي صرح به بعضهم، ويأتي الوقف في رؤوس الآي وأوساطها ولا يأتي في وسط الكلمة ولا فيما اتصل رسما وينبغي معه البسملة في فواتح السور.
[29 - السكت]
وأما السكت فهو على قسمين:
سكت للهمزة وسكت لغيره
وقد عرفوا الأول بأنه: قطع الصوت على الساكن زمنا هو دون زمن الوقف عادة من غير تنفس.
وعرفه بعضهم بأنه: قطع الصوت على الساكن آنا.
والـ"آن" قيد، قائم مقام عدم التنفس المذكور في عبارة غيره، ويقع في وسط الكلمة وفيما اتصل رسما
وعرفوا الثاني بأنه: قطع الصوت آخر الكلمة زمنا هو دون زمن الوقف عادة من غير تنفس.
وقد اختلفت ألفاظ الأئمة في التعبير عنه بما يدل على طول السكت وقصره
فقال أصحاب سليم عنه عن حمزة: سكتة يسيرة
وقال ابن سليم: ولم يكن السكت على الساكن كثيرا
وقال الأشناني: قصيرة
وقال ابن قتيبة: مختلسة بلا إشباع
وعن الأعشى: تسكت حتى يظن أنك قد نسيت ما بعد الحرف
وقال ابن غلبون: يسيرة
وقال مكي: خفيفة
وقال ابن شريح: وقيفة
وقال أبو العلا من غير نفس
وقال الشاطبي: سكتا مقللا
والداني: لطيفة من غير قطع نفس
وقال في المبهج: وقفة تؤذن بإسرار البسملة
وهذا يدل على المهملة (لعلها المهلة) فقد اجتمعت ألفاظهم على أن السكت زمنه دون زمن الوقف عادة، وهم في مقداره بحسب مذاهبهم في التحقيق والتوسط والحدر.
واختلفت آراء المتأخرين في المراد بكونه دون تنفس
فقال أبو شامة: المراد عدم الإطالة المؤذنة بالإعراض عن القراءة
وقال الجعبري: المراد قطع الصوت زمنا قليلا أقصر من زمن إخراج النفس لأنه إن طال صار وقفا يوجب البسملة
وقال ابن بضحان: أي دون مهلة وليس بالتنفس هنا أخراج النفس بدليل أن القارئ إذا أخرج نفسه مع السكت بدون مهلة لم يمنع من ذلك. فدل على أن التنفس هنا بمعنى المهلة.
وقال ابن جبارة: يحتمل معنيين
أحدهما: سكوت يقصد به الفصل بين السورتين، لا السكوت الذي يقصد به القارئ التنفس
والثاني: سكوت دون السكوت لأجل التنفس أي أقصر منه أي دونه في المنزلة والقصر. لكن يحتاج إذا حمل الكلام على هذا المعنى أن يعلم مقدار السكت لأجل التنفس حتى يجعل هذه دونه في القصر.
قال: يعلم ذلك بالعادة وعرف القراء اهـ
قال المحقق ابن الجزري بعد سرده ما ذكرنا
والصواب حمل دون على معنى غير كما دلت عليه نصوص المتقدمين من أن السكت لا يكون إلا مع عدم التنفس سواء قل زمنه أو كثر وإن حمله على معنى أقل خطأ
قال: وإنما كان هذا صواباً لوجوه:
(يُتْبَعُ)
(/)
(أحدها) ما تقدم عن الأعشى حتى يظن أنك قد نسيت
وهذا صريح في أن زمنه أكثر من زمن إخراج النفس وغيره
(ثانيها) قول صاحب المبهج: سكتة تؤذن بإسرار البسملة.
وهذا أكثر من زمن إخراج النفس
(ثالثها) أن التنفس على الساكن في نحو: الأرض، والآخرة، وقرآن. ممنوع اتفاقاً كما لا يجوز في نحو: الخالق والبارئ،
لامتناع التنفس في وسط الكلمة إجماعا
وأما استدلال الجعبري وابن بضحان بأن القارئ إذا أخرج نفسه مع السكت بدون مهلة، لا يمنع من ذلك، فليس مطلقا لأنه إن أراد السكت منع إجماعاً، إذ لا يجوز وسط الكلمة إجماعا كما تقدم، أو بين السورتين، لأن كلامه فيه جاريا باعتبار أن أواخر السور في نفسها تمام يجوز القطع عليها والوقف. فلا محذور من التنفس عليها. نعم، لا يخرّج وجه السكت مع التنفس، فلو تنفس القارئ آخر سورة لصاحب السكت أو على (عوجاً، ومرقدنا) لحفص بلا مهلة لم يكن ساكتاً ولا واقفاً إذ السكت لا يكون معه تنفس والوقف فيه التنفس مع المهلة ثم إن السكت مقيدا سواء كان الساكن المسكوت عليه متصلا بما بعده أي في كلمة أو منفصل في كلمتين، ومنه أواخر السور فلا يجوز إلا فيما صحت به الرواية لمعنى مقصود لذاته، وهذا هو الصحيح. وحكى أبو عمرو الداني والخزاعي عن ابن مجاهد أنه جائز في رؤوس الآي مطلقاً حالة الوصل لقصد البيان وحمل بعضهم قول أم سلمة كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول بسم الله الرحمن الرحيم، ثم يقف .. الحديث، على ذلك وإذا صح ذلك جاز. لكنه غير معمول به. اهـ
[30 - القطع]
وأما القطع فهو عبارة عن قطع القراءة رأساً والانتقال منها إلى غيرها، كالذي يقطع القراءة على حزب أو ورد أو عشر أو في ركعة ثم يركع، .. ونحو ذلك، مما يؤذن بانقضاء القراءة والانتقال منها إلى حالة أخرى، وينبغي أن لا يكون إلا على رأس آية، لأن رؤوس الآي في نفسها مقاطع.
[تنبيه]
وإذا نظرت إلى الثلاثة تجدها تشترك في قطع الصوت زمنا،
وينفرد السكت بكونه من غير تنفس،
والقطع بكونه لا يكون إلى على رأس آية بنية قطع القراءة والانتقال منها لأمر آخر
بخلاف الوقف فإنه أعم منه، فبينهما عموم وخصوص
[مقدمة في علم الوقف والابتداء]
[فوائد معرفة علم الوقف]
ثم إن الوقف من الأمور المهمة التي يجب على القارئ معرفتها ويتأكد عليه الاعتناء بها أتم اعتناء لما يترتب على معرفته من الفوائد التي تؤدي إلى عدم الخطأ في لفظ القرآن وفهم معانيه،
وله حالتان:
(الأولى) معرفة ما يوقف عليه وما يبتدأ به
(والثانية) معرفة ما يوقف به من الأوجه
والأولى تتعلق بفن التجويد وأكثر مؤلفيه ذكروها هنالك وأفردها بالتأليف جماعة من الأئمة قديماً وحديثاً كأبي جعفر النحاس وأبي بكر ابن الأنباري والزجاجي والداني وأبي محمد العماني وأبي جعفر السجاوندي وشيخ القراء ابن الجزري وشيخ الإسلام زكريا الأنصاري والنكزاوي والأشموني وغيرهم
والثانية تتعلق بفن القراءات
وجملة الأوجه التي يقف بها القراء غالبا خمسة أوجه:
1 - الإسكان
2 - والروم
3 - والإشمام
4 - والحذف
5 - والإبدال
وسيأتي الكلام على كل منها قريبا إن شاء الله تعالى
والسبب الداعي إلى معرفة الحالة الأولى
أنه لما لم يمكن القارئ أن يقرأ السورة أو القصة في نفس واحد ولم يجر التنفس بين كلمتين حالة الوصل بل ذلك كالتنفس في أثناء الكلمة وجب حينئذٍ اختيار وقف للتنفس والاستراحة وتعين ارتضاء ابتداء بعده، وتحتم أن لا يكون ذلك مما يحيل المعنى ولا يخل بالفهم، إذ بذلك يظهر الإعجاز ويحصل القصد، ولذلك حض الأئمة على تعلمه ومعرفته كما ورد عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه سئل عن الترتيل من قوله تعالى ورتل القرآن ترتيلا فقال: الترتيل تجويد الحروف ومعرفة الوقوف،
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: لقد عشنا برهة وإن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن وتنزل السورة على النبي صلى الله عليه وسلم فنتعلم حلالها وحرامها وآمرها وزاجرها وما ينبغي أن يوقف عنده منها.
ففي كلام علي رضي الله عنه دليل على وجوب تعلمه ومعرفته
وفي كلام ابن عمر برهان على أن تعلمه إجماع من الصحابة رضي الله عنهم.
وصح بل تواتر تعلمه والاعتناء به من السلف الصالح كأبي جعفر القارئ أحد أعيان التابعين وشيخ إقراء المدينة في وقته وأبي عمرو ويعقوب وعاصم وغيرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن ثم اشترط كثير من أئمة الخلف على المجيز أن لا يجيز أحداً إلا بعد معرفته الوقف والابتداء.
وصح عن الشعبي وهو من أئمة التابعين أنه قال: إذا قرأت (كل من عليها فان) فلا تسكت حتى تقرأ (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام).
وقال الإمام أبو الخير:
الوقف في الصدر الأول: الصحابة والتابعين وسائر العلماء، مرغوب فيه من مشايخ القراء والأئمة الفضلاء، مطلوب فيما سلف من الأعصار، واردة به الأخبار الثابتة والآثار الصحيحة. ففي الصحيحين أن أم سلمة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقطع قراءته يقول: الحمد لله رب العالمين، ثم يقف .. الحديث
وقال بعضهم:
إن معرفة الوقف تظهر مذهب أهل السنة من مذهب المعتزلة كما لو وقف على قوله وربك يخلق ما يشاء ويختار فالوقف على يختار هو مذهب أهل السنة لنفي اختيار الخلق لاختيار الحق فليس لأحد أن يختار بل الخيرة لله تعالى. أخرج هذا الأثر البيهقي في سننه.
وروي أن رجلين أتيا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فتشهد أحدهما فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما، ووقف. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: قم، بئس خطيب القوم أنت. قل: ومن يعص الله ورسوله فقد غوى.
ففي الخبر دليل واضح على كراهة القطع على المستبشع من اللفظ المتعلق بما يبين حقيقته ويدل على المراد منه، لأنه صلى الله عليه وآله وسلم إنما أقام الخطيب لما قطع على ما يقبح لأنه جمع بقطعه بين حال من أطاع ومن عصى ولم يفصل بين ذلك أو يصل الكلام إلى آخره، فيقول: ومن يعصهما فقد غوى. فإذا كان مثل هذا مكروهاً مستبشعاً في الكلام الجاري بين المخلوقين فهو في كلام الله أشد كراهة وقبحاً وتجنبه أولى وأحق.
وقال الهذلي في كامله: الوقف حلية التلاوة، وزينة القارئ، وبلوغ التالي، وفهم المستمع، وفخر العالم، وبه يعرف الفرق بين المعنيين المختلفين، والنقيضين المتنافيين، والحكمين المتغايرين.
وقال أبو حاتم: من لم يعرف الوقف لم يعرف القرآن.
وقال ابن الأنباري: من تمام معرفة القرآن معرفة الوقف والابتداء إذ لا يتأتى لأحد معرفة معاني القرآن إلا بمعرفة الفواصل. اهـ
وينقسم الوقف إلى خمسة أقسام
1 - اختياري، بالياء التحتية. وهو الذي يقصده القارئ لذاته من غير عروض سبب من الأسباب.
2 - اضطراري. وهو ما يعرض بسبب ضيق النفس ونحوه كعجز ونسيان. ومنه وقف القارئ ليسأل شيخه كيف يقف على الكلمة فحينئذ يجوز الوقف على أي كلمة كانت، وإن لم يتم المعنى. كأن وقف على شرط دون جوابه، أو على موصول دون صلته. لكن يجب الابتداء من الكلمة التي وقف عليها إن صلح الابتداء.
3 - اختباري، بالموحدة. وهو الذي يطلب من القارئ لقصد امتحانه.
4 - تعريفي. وهو ما تركب من الاضطراري والاختباري. كأن يقف لتعليم قارئ، أو لإجابة ممتحن، أو لإعلام غيره بكيفية الوقف.
5 - انتظاري. وهو الوقف على كلمات الخلاف لقصد استيفاء ما فيها من الأوجه حين القراءة بجمع الروايات.
[أقسام الوقف الاختياري ومصطلحات العلماء واختلافهم]
ثم إن العلماء رحمهم الله تعالى قسموا الوقف الاختياري إلى أنواع، ولكنهم اختلفوا في عددها وتسميتها
فقال جماعة منهم الداني وابن الجزري إنها أربعة أقسام:
التام وكاف وحسن وقبيح
1 - فالتام
هو الوقف على كل كلمة ليس لها تعلق بما بعدها ألبتة، أي لا من جهة اللفظ ولا من جهة المعنى.
كقوله: وأولئك هم المفلحون
فيوقف عليه ويبتدأ بما بعده
2 - والكافي
هو الوقف على كلمة لم يتعلق ما بعدها بها، ولا بما قبلها لفظا، بل معنى فقط
كقوله: أم لم تنذرهم لا يؤمنون،
لأنها مع ما بعدها، وهو ختم الله متعلق بالكافرين.
وهو كالتام في جواز الوقف عليه والابتداء بما بعده.
3 - والحسن
هو الوقف على كلمة تعلق ما بعدها بها أو بما قبلها لفظا فقط
كالوقف على الحمد لله.
فيوقف عليه بشرط تمام الكلام عند تلك الكلمة، ولا يحسن الابتداء بما بعده للتعلق اللفظي، إلا أن يكون رأس آية، فإنه يجوز في اختيار أكثر أهل الأداء لما سيأتي.
4 - والقبيح
هو الوقف على لفظ غير مفيد، لعدم تمام الكلام. وقد يتعلق ما بعده بما قبله لفظا ومعنى.
كالوقف على بسم من بسم الله.
إذ لا يعلم إلى أي شيء أضيف،
أو على كلام يوهم وصفا لا يليق به تعالى.
وقالت طائفة منهم ابن الأنباري إنها ثلاثة: تام وحسن وقبيح
1 - فالتام
(يُتْبَعُ)
(/)
هو الذي يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده، ولا يكون بعده ما يتعلق به
كالوقف على وأولئك هم المفلحون
2 - والحسن
هو الذي يحسن الوقف عليه، ولا يحسن الابتداء بما بعده
كقوله: الحمد لله، لأن الابتداء برب العالمين لا يحسن لكونه صفة لما قبله
3 - والقبيح
هو الذي ليس بتام ولا حسن
كالوقف على بسم من بسم الله
وقال آخرون: تام مختار، وكاف جائز، وقبيح، وهو قريب مما قبله.
وقال السجاوندي وجماعة من المشارقة: الوقف (يعني الاختياري) على خمس مراتب:
لازم، ومطلق، وجائز، ومجوز لوجه، ومرخص ضرورة.
1 - فاللازم
ما لو وصل طرفاه غيّر المراد
نحو قوله: وما هم بمؤمنين
يلزم الوقف هنا إذ لو وصل بقوله "يخادعون الله"، توهم أن الجملة صفة لقوله "بمؤمنين"، فالنتفى الخداع كما تقول ما هو بمؤمن مخادع
2 - والمطلق
هو ما يحسن الابتداء بما بعده
كالاسم المبتدأ به، والفعل المستأنف، ومفعول المحذوف، والشرط، والاستفهام، والنفي.
3 - والجائز
ما يجوز فيه الوصل والفصل لتجاذب الموجبين من الطرفين.
نحو: "ما أنزل من قبلك"، فإن واو العطف تقتضي الوصل، وتقديم المفعول يقطع النظم. فإن التقدير: ويوقنون بالآخرة.
4 - والمجوز لوجه
نحو: "أولئك الذين اشتروا الحيوة الدنيا بالآخرة"، لأن الفاء في قوله "فلا يخفف عنهم" تقتضي التسبب والجزاء، وذلك يوجب الوصل، وكون لفظ الفعل على الاستئناف يجعل للفصل وجها.
5 - والمرخص ضرورة
ما لا يستغني ما بعده عما قبله، لكنه يرخص لانقطاع النفس وطول الكلام، ولا يلزم الوصل بالعود لأن ما بعده جملة مفهومة
كقوله: "والسماء بناء"
لأن قوله "وأنزل" لا يستغني عن سياق الكلام، فإن فاعله ضمير يعود إلى ما قبله غير أن الجملة مفهومة.
وقال جماعة من المتقدمين:
الوقف في التنزيل على ثمانية أضرب
1 - تام
2 - وشبيه به
3 - وناقص
4 - وشبيه به
5 - وحسن
6 - وشبيه به
7 - وقبيح
8 - وشبيه به اهـ
وقال جماعة منهم الإمام العماني، وشيخ الإسلام زكريا الأنصاري: الوقف على مراتب:
أعلاها:
1 - التام،
وهو الموضع الذي يستغني عما بعده
2 - ثم الحسن،
وهو تام أيضا لكن له تعلق ما بما بعده، وقيل: هو ما يحسن الوقف عليه، ولا يحسن الابتداء بما بعده، لتعلقه به لفظا ومعنى
كقوله "الحمد لله"، لأن المراد مفهوم، والابتداء بـ"رب العالمين"، قبيح، لأنها مجرورة تابعة لما قبلها
3 - ثم الكافي:
وهو ما يحسن الوقف عليه، والابتداء بما بعده، إلا أن له به تعلقا معنويا
كالوقف على: "حرمت عليكم أمهاتكم"
4 - ثم الصالح
5 - ثم المفهوم
وهما دونهما في الرتبة
كالوقف على قوله تعالى:"ضربت عليهم الذلة والمسكنة"، فهو صالح،
فإن قال: "وباؤوا بغضب من الله"، كان كافيا،
فإن بلغ "يعتدون"، كان تاما،
فإن بلغ "عند ربهم" كان مفهوما،
6 - ثم الجائز، ما خرج عن ذلك، ولم يقبح
7 - ثم البيان
8 - ثم القبيح
وهو ما لا يعرف المراد منه أو يوهم الوقوع في محذور،
كالوقف على "بسم" من "بسم الله"، وعلى قوله: "لقد سمع الله قول الذين قالوا"، ونحو ذلك.
وقال جماعة: الوقف قسمين: تام وقبيح
وفي عبارة تام وناقص
وقال الفخر الرازي: الوقف ثلاثة أنواع، وذلك لأن:
1. الوقف على كل كلام لا يفهم بنفسه: ناقص،
2. والوقف على كل كلام مفهوم المعاني إلا أن ما بعده يكون متعلقا بما قبله يكون: كافيا،
3. والوقف على كل كلام تام ويكون ما بعده منقطعا عنه يكون: وقفا تاما.
وقال الأشموني: يتنوع الوقف نظرا للتعلق إلى خمسة أقسام لأنه لا يخلو
1. إما أن لا يتصل ما بعد الوقف بما قبله، لا لفظا ولا معنى فهو التام،
2. أو يتصل ما بعده بما قبله لفظا ومعنى، وهو القبيح
3. أو يتصل ما بعده بما قبله معنى لا لفظا وهو الكافي
4. أو لا يتصل ما بعده بما قبله معنى ويتصل لفظا وهو الحسن
5. والخامس متردد بين هذه الأقسام فتارة يتصل بالأول وتارة بالثاني على حسب اختلافهما قراءة وإعرابا وتفسيرا
ثم قال: وأشرت إلى مراتبه بـ: تام وأتم وكاف وأكفى وحسن وأحسن وصالح وأصلح وقبيح وأقبح
فالكافي والحسن يتقاربان، والتام فوقهما، والصالح دونهما
فأعلاها: الأتم، ثم الأكفى، ثم الأحسن، ثم الأصلح ويعبر عنه بالجائز
وأما وقف البيان:
(يُتْبَعُ)
(/)
هو أن يبين معنى لا يفهم بدونه. كالوقف على قوله تعالى: "ويوقروه"، فرق بين الضميرين، فالضمير في "ويوقروه" للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وفي "ويسبحوه" لله تعالى، والوقف أظهر هذا المعنى المراد اهـ
ثم قال:
1 - فالتام
هو ما يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده، ولا يتعلق ما بعده بشيء مما قبله، لا لفظا ولا معنى، وأكثر ما يوجد في رءوس الآي غالبا، وقد يوجد في أثنائها.
2 - والكافي
ما يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده إلا أن له به تعلقا ما من جهة المعنى، فهو منقطع لفظا متصل معنى
3 - والحسن
ما يحسن الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعده، إذ كثيرا ما تكون آية تامة وهي متعلقة بما بعدها ككونها استثناء، والأخرى مستثنى منها أو من حيث كونه نعتا لما قبله أو بدلا أو حالا أو توكيدا لأنه في نفسه مفيد يحسن الوقف عليه دون الابتداء بما بعده للتعلق اللفظي، ولا يقبح الابتداء بما بعده إن كان رأس آية، لأن الوقف على رءوس الآي سنة، وإن تعلق ما بعده بما قبله
4 - والجائز
هو ما يجوز الوقف عليه وتركه
5 - والقبيح
هو ما اشتد تعلقه بما بعده لفظا ومعنى اهـ
وقال جماعة من المتأخرين الوقف على قسمين: تام وغير تام
1 - فالتام
هو الذي لا يتعلق بشيء مما بعده لا من جهة اللفظ ولا من جهة المعنى، فيحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده، وأكثر ما يوجد عن رؤوس الآي غالبا. وقد يوجد في أثنائها، ويوجد عند آخر كل سورة، وعند آخر كل قصة، وقبل النداء،
2 - وغير التام
هو الذي يتعلق بما بعده سواء كان التعلق من جهة اللفظ أو من جهة المعنى.
وهو ثلاثة أقسام: كاف وحسن وقبيح:
أ-فالوقف الكافي
هو الذي يتعلق بما بعده تعلقا لا يمنع من حسن الوقف عليه ولا من حسن الابتداء بما بعده، والفرق بينه وبين التام أن التام لا يتعلق بما بعده أصلا، وهذا يتعلق بما بعده من جهة المعنى فقط ويكون في رؤوس الآي وغيرها
ب-والوقف الحسن
هو الذي يتعلق بما بعده تعلقا لا يمنع من حسن الوقف عليه ولكن يمنع من حسن الابتداء به ويسميه بعضهم بالصالح
ج-والوقف القبيح
هو الذي يتعلق بما بعده تعلقا يمنع من حسن الوقف عليه ومن حسن الابتداء بما بعده وهو الوقف على ما لا يفهم منه المراد أو يفهم منه خلاف المراد اهـ
وقال الأستاذ الجليل شيخ المقارئ المصرية الحالي الشيخ محمد بن علي من خلف الحسيني حفظه الله ونفع بعلومه المسلمين: الوقف على خمس مراتب:
1 - لازم
وهو ما قد يوهم خلاف المراد إذا وصل بما بعده
2 - وجائز مع كون الوقف أولى
هو الذي لا يتعلق بشيء مما بعده لا من جهة اللفظ ولا من جهة المعنى
3 - وجائز مستوي الطرفين
وهو الذي يتعلق بما بعده تعلقا لا يمنع من الوقف عليه ولا من الابتداء بما بعده
4 - وجائز مع كون الوصل أولى
وهو الذي يتعلق بما بعده تعلقا لا يمنع من الوقف عليه ولكن يمنع من حسن الابتداء بما بعده
والفرق بين الثلاثة أن الأول لا يتعلق بما بعده أصلا، والثاني يتعلق بما بعده من جهة المعنى فقط، والثالث يتعلق ما بعده به تعلقا يمنع من حسن الوقف عليه والابتداء بما بعده
5 - وممنوع
وهو الذي يتعلق بما بعده تعلقا يمنع من الوقف عليه ومن الابتداء بما بعده تعلقا يمنع من الوقف عليه ومن الابتداء بما بعده بأن لا يفهم منه المراد أو يوهم خلاف المراد. اهـ
وقال بسنية والوقف على رءوس الآي والابتداء بما بعدها مطلقا تبعا لما كان عليه جمهور أهل الأداء من السلف والخلف كأبي عمرو ابن العلاء وأبي محمد اليزيدي والإمام البيهقي والحافظ ابن الجزري وغيرهم.
فقد ورد عن أبي عمرو أنه كان يتعمد الوقف عليها ويقول: هو أحب إلي.
وقال البيهقي في شعب الإيمان: وإياه اختار.
وقال الداني في بيانه: الوقف على رؤوس الآي سنة.
وقال جماعة من العلماء الأفاضل: الوقف على رؤوس الآي وإن تعلقت بما بعدها اتباعا لهدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسنته.
وقال النور الشبراملسي: وإياه أختار وبه آخذ لأن الاهتداء بهديه صلى الله عليه وآله وسلم أحرى، الاقتداء بسنته أفضل وأولى.
واستدلوا لذلك بما ورد عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا قرأ قطع قراءته آية آية يقول بسم الله الرحمن الرحيم، ثم يقف، ثم يقول الحمد لله رب العالمين، ثم يقف، ثم يقول الرحمن الرحيم ثم يقف.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الحافظ ابن الجزري وهو حديث حسن صحيح متصل الإسناد ورواه أبو داود ساكتا عليه والترمذي وأحمد وأبو عبيد وغيرهم.
وقال الملا علي الأشموني وزيني دحلان وغيرهم بعد أن أوردوه: وهذا أصل معتمد في الوقف على رءوس الآي، وإن كان ما بعد كل مرتبطا بما قبله ارتبطا معنويا، فيسن الوقف عليها ويجوز الابتداء بما بعدها لمجيئه عنه صلى الله عليه وآله وسلم. اهـ
وعلى ذلك عملنا.
وزعم جماعة من العلماء كالسجاوندي وصاحب الخلاصة والجعبري والقمي أن رءوس الآي وغيرها في حكم واحد من جهة تعلق ما بعد كل بما قبله وعدم تعلقه ولذا كتبوا: "قف"، و"لا"، فوق الفواصل، كما كتبوا فوق غيرها. وحملوا ما في الحديث على ما فعله صلى الله عليه وآله وسلم إنما قصد بيان الفواصل لا التعبد، أي فلا يكون الوقف عليها على رأيهم سنة، إذ لا يسن إلا ما فعله تعبدا.
ورده العلامة المتولي بقوله في تحقيق البيان: إن من المنصوص المقرر أن (كان إذا) تفيد التكرر، وظاهر أن الإعلام يحصل بمرة ويبلغ الشاهد منهم الغائب، فليكن الباقي تعبدا، وليس كله للإعلام حتى يعترض على هؤلاء الأعلام. اهـ
وقال بعضهم: يوقف عليها للبيان ثم يوصل لتمام المعنى.
وقال آخرون: لا يوقف عليها إلا إذا كان ما بعدها مفيدا لمعنى.
ويردهما قول شيخ الإسلام الباجوري في حاشيته على الشمائل: يسن الوقف على رؤوس الآي، وإن تعلقت بما بعدها كما صرح به البيهقي وغيره. ومحل قول بعض القراء (الأولى الوقف على موضع ينتهي فيه الكلام) فيما لم يعلم فيه وقف النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأن الفضل والكمال في متابعته في كل حال. اهـ
واعلم أن من علامات كون الوقف أولى
? الابتداء بالاستفهام ملفوظا به أو مقدرا،
? وأن يكون آخر قصة وابتداء أخرى،
? والابتداء بيا النداء غالبا،
? أو الابتداء بفعل الأمر،
? أو الابتداء بلام القسم،
? أو الابتداء بالشرط، لأن الابتداء به كلام مؤتنف، أو العدول عن الإخبار إلى الحكاية،
? أو الفصل بين الصفتين المتضادتين،
? أو تناهي الاستثناء،
? أو تناهي القول،
? أو الابتداء بالنهي أو النفي.
ومن علامات كون الوصل أولى كون ما بعده
? استثناء منه،
? أو نعتا،
? أو بدلا،
? أو توكيدا،
? أو حالا،
? أو نعم،
? أو بئس،
? أو كيلا.
مالم يتقدمهن قول أو قسم.
ومن علامات كون الأمرين متساويين أن يكون ما بعد الوقف
? مبتدأ،
? أو فعلا مستأنفا،
? أو جملة مشتملة على ضمير يعود على ما قبله،
? أو مفعولا لفعل محذوف كوعد الله وسنة الله،
? أو نفيا،
? أو إن المكسورة،
? أو استفهاما،
? أو بل،
? أو إلا بمعنى لكن،
? أو ألا المخففة،
? أو السين،
? أو سوف، لأنها للوعيد.
ومن علامات الوقف الممنوع
تعلق ما بعده به أو تعلقه بما بعده، وكون ما بعده من تمامه، إذ لا يوقف على:
? المضاف دون المضاف إليه،
? ولا على المنعوت دون نعته، ما لم يكن رأس آية،
? ولا على الشرط دون جوابه،
? ولا على الرافع دون مرفوعه،
? ولا على الناصب دون منصوبه،
? ولا على المؤكد دون توكيده،
? ولا على المعطوف دون المعطوف عليه،
? ولا على المبدل دون المبدل منه،
? ولا على إن أو كان أو ظن أو لا وأخواتهن دون أسمائهن
? ولا على أسمائهن دون أخبارهن،
? ولا على المستثنى منه دون المستثنى إلا أن يكون منقطعا ففيه خلاف:
? المنع مطلقا لاحتياجه إلى ما قبله لفظا،
? والجواز مطلقا لأنه في معنى مبتدأ حذف خبره للدلالة عليه،
? والتفصيل فإن صرح بالخبر جاز وإن لم يصرح به فلا،
? ولا يوقف على الموصول دون متعلقه،
? ولا على الحال دون ذيها.
? ولا على المبتدأ دون خبره،
? ولا على المميز دون مميزه،
? ولا على القسم دون جوابه،
? ولا على القول دون مقوله، لأنهما متلازمان، كل واحد يطلب الآخر،
? ولا على المفسر دون مفسره، لأن تفسير الشيء لاحق به، ومتمم له وجار مجرى بعض أجزائه،
? وكذا لا يوقف بين عطف البيان ومعطوفه،
? ولا بين أم المتصلة وما بعدها إذ ما بعدها وما قبلها بمنزلة حرف واحد،
? ولا بين إذا وجوابها.
وهذا كله ما لم يكن الموقوف عليه رأس آية لما مر.
وأما الحالة الثانية فقد تقدم أن الأوجه التي يقف بها القراء خسمة:
الإسكان والروم والإشمام والحذف والإبدال ووفاء بما وعدتك به من الكلام عليها أقول:
=================
تابعه في الدرس القادم للعلامة الضباع.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[08 Jan 2006, 12:58 م]ـ
قوله
ورد عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه سئل عن الترتيل من قوله تعالى ورتل القرآن ترتيلا فقال: الترتيل تجويد الحروف ومعرفة الوقوف،
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: لقد عشنا برهة وإن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن وتنزل السورة على النبي صلى الله عليه وسلم فنتعلم حلالها وحرامها وآمرها وزاجرها وما ينبغي أن يوقف عنده منها.
ففي كلام علي رضي الله عنه دليل على وجوب تعلمه ومعرفته
وفي كلام ابن عمر برهان على أن تعلمه إجماع من الصحابة رضي الله عنهم.
قلت هو أثر صحيح له حكم الرفع قال عنه الحاكم على شرط الشيخين ولا أعرف له علة ولم يخرجاه ووافقه الذهبي (المستدرك 1/ 38)
وقل من رأيته يعزوه للحاكم بتصحيحه بل تعاقب النقلة على ذكره بدون عزو ويغلب على ظني أنهم إنما نقلونه عن ابن الجزري من نشره (1/ 225)
فكثير من علماء القراءات السابقين وقفوا عليه من طريق الداني مسندا في كتابه في الوقف ونقله المتأخرون عن ابن الجزري بدون عزو
أما أثر علي كرم الله تعالى وجهه فلم أقف عليه مسندا مع شدة التتبع في مظانه لا في كتب الآثار عند السنة ولا عند الشيعة بل رأيت متأخريهم ينقلونه عن أهل السنة
وأقدم من رأيته ذكر الأثر الإمام الأستاذ يوسف بن علي بن جبار الهذلي المغربي المتوفى سنة 465 هـ في كامله (مخطوط) وأظن ابن الجزري إنما نقله عنه في نشره (1/ 225) فهو أحد أصول كتاب النشر كما في الجزء الأول صفحة 91 ثم عنه انتشر في معظم كتب من ألف بعده والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[01 Apr 2006, 01:47 م]ـ
في هذا النقل كلام نفيس، واخص منه ما يتعلق بضوابط وقوف المصاحف (علامات كون الوقف أولى ... الخ من علامات الوقوف الأخرى.
ولعل من له عناية بالوقف ان يقوم باستقراء هذه الضوابط على وقوفات المصاحف، ويدرسها دراسة تطبيقية لتجلية ما قاله الشيخ بالأمثلة.
ـ[محمد الزغول]ــــــــ[06 Dec 2006, 11:02 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذه المعلومات القيمة وأرجو أن تدلني على أمثلة وتوضيح أكثر كيف نفرق بين الوقف التام والكافي مع ذكر بعض المراجع الخاصة والمفيدة في هذا الشأن والله يرعاك .... أخوكم محمد
ـ[نورة]ــــــــ[14 Mar 2007, 04:57 ص]ـ
أما الوقف فمعناه لغة: الكف عن القول والفعل أي تركهما
الشيخ الفاضل الدكتور أنمار
نفع الله بك, وجعلك مباركا أينما كنت
هل من مصدر من كتب اللغة على هذا التعريف(/)
طلب من كل من يتابع دروس أصول القراءات العشر للعلامة الضباع
ـ[د. أنمار]ــــــــ[30 Apr 2004, 12:49 ص]ـ
الرجاء، المشاركة في تصحيح أي كلمة أو عبارة ترى فيها خطأ مطبعيا، أو إملائيا يستحق الإصلاح.
وبإمكانك المشاركة حتى إن لم يتبين لك وجه الصواب، فقط أشر إلى العبارة وسأراجع الأصل الذي عندي.
وبإمكانك أن تعلق على عبارة ما وتقول (أي كذا وكذا) لرفع غموض عنها.
لأنني إن شاء الله سأنزل الكتاب كاملا بعد الانتهاء من صفه، لينضم لكتب مكتبة منتدى أهل التفسير.
وأرجو من الله أن يكون من أصح الكتب المتوفرة على الشبكة لتعلم أصول القراءات العشر الصغرى.
وهذه روابط ما تم إنزاله حتى الآن:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1793
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1784
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1778
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1771
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1760
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1749
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Apr 2004, 02:44 ص]ـ
جزاك الله خيراً أيها الشيخ الكريم وسنفعل بإذن الله ما أشرت به وفقك الله وسددك.
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[30 Apr 2004, 12:07 م]ـ
أخي الدكتور
جزاك الله خيرا ...
و جعل ذلك الجهد في ميزان حسناتك أضعافا مضاعفة ..
ـ[د. أنمار]ــــــــ[30 Apr 2004, 03:56 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخي خالد وأخي الفاضل عبد الرحمن، والسبق لكم فيما تقومون به، أيدكم الله ووفقكم لما يحب ويرضى.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[03 May 2004, 10:32 ص]ـ
وما أضيف بعد كتابة هذا المقال
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1806
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1812
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1828
ـ[دكتورأحمد]ــــــــ[19 Apr 2007, 12:13 م]ـ
جزاك الله خيرا(/)
طلب من كل من يتابع دروس أصول القراءات العشر للعلامة الضباع
ـ[د. أنمار]ــــــــ[30 Apr 2004, 12:49 ص]ـ
الرجاء، المشاركة في تصحيح أي كلمة أو عبارة ترى فيها خطأ مطبعيا، أو إملائيا يستحق الإصلاح.
وبإمكانك المشاركة حتى إن لم يتبين لك وجه الصواب، فقط أشر إلى العبارة وسأراجع الأصل الذي عندي.
وبإمكانك أن تعلق على عبارة ما وتقول (أي كذا وكذا) لرفع غموض عنها.
لأنني إن شاء الله سأنزل الكتاب كاملا بعد الانتهاء من صفه، لينضم لكتب مكتبة منتدى أهل التفسير.
وأرجو من الله أن يكون من أصح الكتب المتوفرة على الشبكة لتعلم أصول القراءات العشر الصغرى.
وهذه روابط ما تم إنزاله حتى الآن:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1793
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1784
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1778
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1771
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1760
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1749
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Apr 2004, 02:44 ص]ـ
جزاك الله خيراً أيها الشيخ الكريم وسنفعل بإذن الله ما أشرت به وفقك الله وسددك.
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[30 Apr 2004, 12:07 م]ـ
أخي الدكتور
جزاك الله خيرا ...
و جعل ذلك الجهد في ميزان حسناتك أضعافا مضاعفة ..
ـ[د. أنمار]ــــــــ[30 Apr 2004, 03:56 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخي خالد وأخي الفاضل عبد الرحمن، والسبق لكم فيما تقومون به، أيدكم الله ووفقكم لما يحب ويرضى.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[03 May 2004, 10:32 ص]ـ
وما أضيف بعد كتابة هذا المقال
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1806
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1812
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1828
ـ[دكتورأحمد]ــــــــ[19 Apr 2007, 12:13 م]ـ
جزاك الله خيرا(/)
ماذا تعرف عن الإشمام في التلاوة؟ وكم نوع هو؟ وفي أي لغات القبائل كان؟ للعلامة الضباع
ـ[د. أنمار]ــــــــ[30 Apr 2004, 10:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تجد كل الدروس السابقة على الرابط:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1802
تنبيه:
العنواوين التي بين [] من زياداتي وكذا ما بين (وفيه قلت، أو ما يشير إلى كونه من كلامي) وجميع الترقيمات من صنعي إلا ما جاء في العناوين وفي باب الحذف.
وأترككم مع درس اليوم وهو تابع للوقف لكنه متعلق بأواخر الكلمات
من كتاب:
الإضاءة في بيان أصول القراءة
للعلامة الضباع،
شيخ عموم المقارئ في الديار المصرية رحمه الله تعالى
============================
قال الشيخ رحمه الله تعالى بعد أن لخص أنواع والوقف كما سبق نقله:
وأما الحالة الثانية فقد تقدم أن الأوجه التي يقف بها القراء خمسة:
الإسكان والروم والإشمام والحذف والإبدال
ووفاء بما وعدتك به من الكلام عليها أقول:
(31 – الإسكان)
الإسكان لغة وصناعة: عبارة عن تفريغ الحرف من الحركات الثلاث وهو الأصل في الوقف،
لأن والوقف معناه لغة: الترك والكف كما مر.
والواقف يترك حركة الموقوف عليه فيسكن، ولأن الواقف في الغالب يطلب الاستراحة، وسلب الحركة أبلغ في تحصيل الراحة، ولأن الوقف ضد الابتداء والحركة ضد السكون، فكما اختص الابتداء بالحركة اختص الوقف بالسكون ليتباين بذلك ما بين المتضادين.
والوقف به لغة أكثر العرب واختيار جماعة النحاة وكثير من القراء.
ويكون في المعرب مرفوعا ومنصوبا ومجرورا
وفي المبني مضموما ومفتوحا ومكسورا
وفي المخفف والمشدد والمهموز وغيره، وسواء أسكن ما قبل الحرف الموقوف عليه أم تحرك.
(32 - الروم)
الروم لغة: الطلب
وعرفا، قال الداني في إيجاز البيان: "هو إضعافك الصوت بالحركة حتى يذهب بذلك التضعيف معظم صوتها"
وقال في التيسير: "هو تضعيفك الصوت بالحركة حتى يذهب بذلك معظم صوتها، فتسمع لها صوتا خفيا يدركه الأعمى بحاسة سمعه"
وقال الشاطبي:
وَرَوْمُكَ إِسْمَاعُ المُحَرَّكِ وَاقِفًا ... بِصَوْتٍ خَفِيٍّ كُلَّ دَانٍ تَنَوَّلاَ
وقال جماعة من المتقدمين: هو الإتيان ببعض الحركة بحيث يسمعها القريب المصغي دون البعيد لأنها غير تامة.
وقال بعضهم: هو الإتيان بالحركة بصوت خفي
وقال أكثر المتأخرين: هو الإتيان ببعض الحركة وقفا
وقال بعضهم: هو الإتيان ببعض الحركة بصوت خفي يدركه الأعمى
وقال الملا علي: هو الإتيان بأقل الحركة وقفا.
وقدره بعضهم بثلثها
فقد اختلفت عباراتهم في ذلك كما رأيت، وحاصلها يرجع إلى معنيين:
أحدهما: إضعاف الصوت بالحركة حتى يذهب معظمها
والثاني: الإتيان بالحركة بصوت خفي يدركه الأعمى والقريب المصغي
والصواب الأول، لأنه أوضح وأدل على المقصود بخلاف الثاني، لأن ذهاب معظم الصوت دال على تبعيض الحركة قطعا، وكونها بصوت خفي لا يدل على ذلك، ويمكن الجمع بينهما بأن المراد بالصوت صوت الحركة وخفاؤه نقصانه، وبهذا الاعتبار يتحد المعنيان.
وقَيْدُ "وقفا" في بعض التعاريف المذكورة أخرج الاختلاس، لأنه كذلك في الوصل،
والصحيح أنه لا داعي إليه لأن قرينة المقام -وهو كون الروم من وجوه الوقف- مغنية عن التصريح به،
وقيد "يدركه الأعمى" أخرج الإسكان والإشمام
وقيد "بصوت خفي" في تعريف الشاطبي، أخرج الحركة التامة، وهو من جملة الحد، لا أنه من لوازمه، كما يفهم من عبارة الجعبري
والفرق بين الروم والاختلاس
وإن اشتركا في تبعيض الحركة:
أن الروم يكون في الوقف دون الوصل، والثابت فيه من الحركة أقل من الذاهب، ولا يكون في فتح ولا نصب بل يكون في المرفوع والمجرور من المعربات. وفي المضموم والمكسور من المبنيات.
نحو: يعلم، وهم عدو لكم، أولياء
ونحو: من قبل ومن بعد، يا سماء
ونحو: من الماء، وفي الأرض، وبحر لجي، ولكل نبأ
ونحو: وبالوالدين، وإحدى الحسنيين، وهؤلاء
والاختلاس مختص بالوصل، ولا يكون في الوقف،والثابت فيه من الحركة أكثر من الذاهب.
وقدره أبو علي الأهوازي بثلثي الحركة، فقال: تأتي بثلثي الحركة كأن الذي تحذفه أقل مما تأتي به.
ولا يضبط إلا بالمشافهة، ويكون في الحركات كلها،
كما في: أمّن لا يهدي، نعما، ويأمركم، عند بعض القراء.
(يُتْبَعُ)
(/)
وما ذكره بعضهم من أن الروم يقع في الوصل أيضا في الإدغام الكبير، وفي وسط الكلمة الحكمية،
نحو: لا تأمنّا، ونعمّا، ولا يهدّي، ويخصّمون،
فيه أن ذلك من قبيل الاختلاس على التحقيق كما هو الظاهر من كلامهم ولذا عبر عنه بالإخفاء في الشاطبية في مواضع كثيرة.
نعم، يستقيم على ما ذكره صاحب الصحاح من أن الروم: حركة مختلسة مخفاة بضرب من التخفيف.
والصواب ما عليه القراء وإجراء كل اصطلاح عند أهل فنه.
ثم إنه لابد من حذف التنوين من المنون مع الروم.
واعلم أن المعتبر في جواز الروم ومنعه الحركة الظاهرة الملفوظ بها سواء كانت أصلية أو نائبة عن غيرها.
(33 - الإشمام)
الإشمام لغة: مأخوذ من أشممته الطيب، أي وصلت إليه شيئا يسيرا مما يتعلق به وهو الرائحة
وعرفا: عبارة عن ضم الشفتين كهيئتهما عند التقبيل بعد تسكين الحرف.
أو يقال: هو أن تجعل شفتيك بعد النطق بالحرف ساكنا على صورتهما إذا نطقت بالضمة.
وقال السخاوي: هو الإشارة إلى الحركة من غير تصويت،
وقال في موضع آخر: حقيقته أن تجعل شفتيك على صورتهما إذا لفظت بالضمة،
وكلاهما واحد، لأن الإشارة في كلامه معناها: أن تجعل شفتيك على صورتهما إذا نطقت بالضمة، ويرجعان إلى المعنى الأول، لأن الإشارة لا تكون بعد سكون الحرف، وهذا مما لا يختلف فيه،
وقول الشاطبي:
وَالاِشْمَامُ إِطْبَاقُ الشِّفَاهِ بُعَيْدَ مَا ... يُسَكَّنُ لاَ صَوْتٌ هُنَاكَ فَيَصْحَلاَ
فسره بعضهم بقوله: هو حذف كل حركة المتحرك، فضم الشفتين في الوقف بلا صوت يسمع،
وبعضهم بقوله: هو إطباق الشفاه بعيد السكون من غير صوت مسموع عنده.
فهو أيضا راجع إلى المعنى الأول كما لا يخفى.
وقوله "إطباق الشفاه"، يريد به ضمها كهيئتها عند التقبيل بحيث يكون بين الشفتين فرجة لإخراج النفس. وليس مراده بالإطباق حقيقته، لأنه يقتضي أن الإشمام لا فرجة معه، وليس كذلك. و"الشفاه"، بالهاء جمع شفة، وإنما جمعها باعتبار القارئين، أو هو من باب قولهم عريض الحواجب، عظيم المناخر. ثم هو قيد أخرج به الإسكان المجرد،
وقوله "بعيدما يسكن"، أي بعيد السكون وأتى به بالتصغير ليفيد اتصال ضم الشفتين بالإسكان، يعني من غير تراخ، فلو تراخى فإسكان مجرد لا إشمام فيه لعدم التبعية.
وقوله "لا صوت"، إشارة إلى الفرق بينه وبين الروم، لأن الروم معه صوت ضعيف، كما مر، وهذا عار منه.
واعلم أن الأعمى لا يدرك الإشمام من غيره لأنه مما يرى ولا يسمع، ولهذا لا يأخذه الأعمى عن مثله، بخلاف الروم، فإن الأعمى يدركه من غيره بسمعه، والبصير يدركه بسمعه وبصره، لأنه مما يرى ويسمع.
وما ذكرناه في حقيقة الروم والإشمام هو مذهب القراء ونحاة البصريين، غير ابن كيسان. وذهب الكوفيون وابن كيسان إلى العكس فسموا الروم إشماما والإشمام روما.
وهو اصطلاح، ولا مشاحة في الاصطلاح إذا عرفت الحقائق.
وأما قول الجوهري في الصحاح: "إشمام الحرف أن تشمه الضمة أو الكسرة، وهو أقل من روم الحركة لأنه لا يسمع، وإنما يتبين بحركة الشفة العليا، ولا يعتد بها حركة لضعفها، الحرف الذي فيه الإشمام ساكن أو كالساكن".
فهو خلاف ما يقوله الناس في حقيقة الإشمام، وفي محله، فلم يوافق مذهبا من المذهبين.
والإشمام يكون في المضموم من المبنيات وفي المرفوع من المعربات.
فالمضموم نحو: من قبل ومن بعد، ويا جبال.
والمرفوع نحو: الله الصمد، ولا يصيبهم ظمأ، ونستعين،
وإنما اختص بهما لأن معناه -وهو ضم الشفتين- إنما يناسب الضمة لانضمام الشفتين عند النطق بهما دون الفتحة والكسرة لخروج الفتحة بانفتاح والكسر بانخفاض، ولأن إشمام المفتوح والمكسور يوهم ضمهما في الوصل. ولا يختص بآخر الكلمة بل كما يكون في آخرها يكون في غيره كما في: تأمنا، في وجه الإشمام خلافا لمكي في تخصيصه بالآخر.
واعلم أن مما ذكرناه أشياء يتعين الوقف عليها بالإسكان مطلقا أو في قول، وجملتها أربعة:
(اثنان متفق على عدم دخول الروم والإشمام فيهما وهما)
1 - هاء التأنيث
2 - وعارض الشكل
(واثنان مختلف فيهما وهما)
3 - ميم الجمع
4 - وهاء الضمير
وتفصيل الكلام عليهما في المطولات، فارجع إليها إن شئت.
(34 - الحذف)
قد علمت أنه بمعنى الإسقاط الإزالة. وهو هنا يكون في أربعة أشياء:
1 - تنوين المرفوع والمجرور
2 - صلة هاء الضمير وهي الواو والياء
3 - صلة ميم الجمع، وهي كذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - الياآت الزوائد
فإذا حذفت هذه كلها سكّنت الحرف الذي قبل المحذوف ووقفت عليه بالسكون، فهذا الوجه يرجع إلى الإسكان (يقصد ما سبق تحت عنوان رقم 31)
(35 - الإبدال)
قد مر أنه جعل حرف مكان حرف، وهو هنا يكون في موضعين
1 - منصوب المنون
نحو: (غفورا رحيما)
فيُبدَل من تنوينه ألفُ الوقف،
وكذلك تُبدَل نونُ التوكيد الخفيفة بعد فتحٍ ألفاً في (ليكونًا) و (لنسفعًا)،
وكذلك تبدل نونُ (إذًا)، نحو: إذًا لأذقناك.
2 - تاء التأنيث المتصلة بالأسماء
نحو: الرحمة، والجنة، والموعظة.
فيبدل من التاء هاءً في الوقف عليها.
وإن كانت منونة حذف تنوينها وأبدل منها هاء،
فهذا يرجع إلى السكون أيضا كما مر. (يقصد ما سبق تحت عنوان رقم 31)
تتميم
بقي من أنواع الإشمام ثلاثة أنواع لابد من معرفتها لكل قارئ
النوع الأول
خلط لفظ الصاد بالزاي.
ومعناه: مزج حرف بآخر شيوعا بحيث يتولد منهما حرف ليس بصاد ولا زاي. والصاد هو الأصل والأكثر، كما يستفاد من الإشمام إذ هو شائبة رائحة الزاي.
النوع الثاني
خلط حركة بحركة
وهو في عبارة عامة النحويين وجماعة من القراء المتأخرين.
ويخالف الإشمام المذكور في الوقف لأنه:
? في الأول، ويعم الوصل والوقف، ويسمع، وحرفه متحرك.
بخلاف إشمام الوقف فإنه:
? في الآخر، والوقف، ويسمع، وحرفه ساكن.
ويخالف المذكور في الصاد بالإفراز.
وكيفية التلفظ به:
أن تلفظ بأول الفعل (أي فائه) بحركة تامة مركبة من حركتين ضمة وكسرة، إفرازا لا شيوعا، جزء الضمة مقدم، وهو الأقل، ويليه جزء الكسرة، وهو الأكثر، ومن ثم تمحضت الياء.
كذا ذكره الجعبري وغيره.
والظاهر من كلام الشاطبي أن جزء الكسرة مقدّم.
ثم إطلاقهم يدل على التساوي في قدرهما. ولم أر من قيده به غيره.
وقد قال السخاوي: "في عبارة الشاطبي تنبيه على أن الفعل لا يكسر بكسرة خالصة"،
ثم قال: "وحقيقة هذا الإشمام أن تنحو بكسرة فاء الفعل نحو الضمة فتمال كسرة فاء الفعل، وتميل الياء الساكنة بعدها نحو الواو قليلا، إذ هي تابعة لحركة ما قبلها، وهذا وجه من عبر عن الإشمام بالإمالة، لأن الحركة ليست بضمة محضة، ولا كسرة خالصة، كما أن الإمالة ليست بكسرة محض ولا فتح خالص". اهـ
وقيل: هو صريح الضم، وليس بشيء لأنه إن كان مع الواو فلغة لم يقرأ بها أحد. أو مع الياء فخروج عن كلام العرب. ذكره الجعبري.
والتحقيق ما قاله السخاوي من أن الذين سموه ضما -وهم جماعة من أئمة القراء- فإنما عبروا عنه كما عبروا عن الإمالة بالكسر تقريبا ومجازا، لأن الممال فيه كسر، وهذا فيه شيء من الضم.
قال: والذين سموه روما قالوا هو روم في الحقيقة وتسميته بالإشمام تجوز في العبارة.
ثم قال: والعرض بهذا الإشمام الذي هو حركة مركبة من حركتين ضمة وكسرة الدلالة على هاتين الحركتين في الأصل، أما الضمة ففي الفاء، وأما الكسرة ففي العين لأن الأصل (فُعِل) مبني لما لم يسم فاعله، وهذا يدل على ما قاله الجعبري من أن جزء الضمة مقدم كما تقدم.
ثم قال: فلما كان هذا الإشمام دالا على الأصل صارت الكلمة كأنها منطوق بها على أصلها من غير تغيير.
وقال أبو شامة:
والمراد بالإشمام في هذه الأفعال أن ينحى بكسر أوائلها نحو الضمة وبالياء بعدها نحو الواو، فهي حركة مركبة من حركتين كسر وضم لأن هذه الأوائل وإن كانت مكسورة فأصلها أن تكون مضمومة لأنها أفعال ما لم يسم فاعله فأشمت الضم دلالة على أنه أصل ما تستحقه وأبقوا شيئا من الكسر تنبيها على ما تستحقه هذه الأفعال من الاعلال. اهـ
وهذا أيضا يدل على ما قدمناه من أن جزء الكسر مقدم على جزء الضم
ثم قال:
ومنهم من جعل حقيقته أن تضم الأوائل ضما مشبعا، وقيل مختلسا، وقيل بل هو إيماء بالشفتين إلى ضمة مقدرة مع إخلاص كسر الأوائل. ثم القارئ مخير في ذلك الإيماء إن شاء قبل اللفظ أو معه أو بعده والأصح ما ذكرناه أولا. اهـ (قلت نقله الضباع باختصار وتصرف يسير)
وقال صاحب النجوم الطوالع:
والمراد بالإشمام هنا أن يلفظ بأول الفعل محركا بحركة تامة مركبة من حركتين، ضمة وكسرة، وجزء الضمة مقدم وهو الأقل ويليه جزء الكسرة وهو الأكثر. هذا هو الصواب ومن قال بخلافه فكلامه إما مؤول أو باطل لا تجوز القراءة به، والإشمام هنا غير الإشمام المتقدم في باب الوقف، لأن الإشمام هنا في الحرف الأول وفي الوصل والوقف ويسمع وحرفه متحرك، بخلاف المذكور في باب الوقف فإنه في الحرف الأخير، وفي الوقف فقط، ولا يسمع، وحرفه ساكن.
وعبر المتأخرون من القراء كالداني والشاطبي وأكثر النحاة عن هذا المعنى المذكور هنا بالإشمام وعبر بعضهم بالروم وبعضهم بالضم وبعضهم بالرفع وبعضهم بالإمالة، ووجه الإشمام التنبيه على حركة فاء الفعل الأصلية وهي الضمة إذ الأصل في قيل قُوِل مبني للمجهول استثقلت الكسرة على الواو فنقلت إلى القاف بعد حذف ضمتها، وقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها وأشير إلى ضمة القاف تنبيها على الأصل. وهي لغة عامة أسد وقيس عقيل وبها قرأ القراء. وأكثرهم على إخلاص الكسر، وهي لغة قريش وكنانة. وهناك لغة ثالثة لبعض العرب، تحذف كسرة الواو وتضم الأول ضما خالصا فتقول: "قُول" ولم يقرأ بها في المتواتر. اهـ
النوع الثالث
ضم الشفتين مقارنا لسكون الحرف المدغم وذلك فيما كان مرفوعا أو مضموما في رواية السوسي وفي "لا تأمنا على يوسف" في قراءة الجماعة.
وكيفيته:
أن تضم شفتيك من غير إسماع صوت بعد إسكان النون الأولى وإدغامها في الثانية إدغاما تاما، وقبل استكمال التشديد، أي قبل تمام النطق بالنون الثانية، فالإشمام هنا كالإشمام في الوقف على المحرك، لأن النون الأولى أصلها الضم وقد سكنت للإدغام، والمسكن للإدغام كالمسكن للوقف، بجامع أن سكون كل منهما عارض، إلا أن الإشمام هنا قبل تمام النطق بالنون الثانية كما تقدم وفي الوقف عقب النطق بالحرف الأخير، سواء أكان مدغما فيه أم لا.
======================
اهـ ويتبعه ياءات الإضافة، بتسهيل المولى الكريم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[دكتورأحمد]ــــــــ[19 Apr 2007, 12:12 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[19 Apr 2007, 06:36 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله خيرا و نفع بك و يسر لك طرق الخير كلها كما يسرت هذا الشرح المبارك آمين(/)
تفصيل أصول رواية شعبة التي خالف فيها حفصا، للعلامة الضباع رحمه الله تعالى
ـ[د. أنمار]ــــــــ[04 May 2004, 09:39 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تذكر ما سبق من كلام الضباع إذ قال:
واعلم أني جعلتها (أي رواية حفص عن عاصم) أصلا تترتب عليه أصول غيره من رواة القراء العشرة، يعني أني سأقتصر عن كل منهم على ذكر أصوله التي خالف فيها أصول رواية حفص وأترك الأصول التي وافقوه عليها اتكالا على العلم بها منها وطلبا للاختصار.
وتجد رواية حفص على الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1828
تنبيه:
العناوين بين [] من زياداتي، وقد أبقيتها على نسق ترتيب رواية حفص حتى لو لم يذكر الضباع أي خلاف في ذلك الباب، تنبيها على عدم وجود خلافيات عند القارئ في أصل الكتاب كما يراها المؤلف رحمه الله تعالى.
ولم أتتبع ما قد يدخل تحت العناوين المذكورة أو أشير إلى وجود استدراك ما على ندرته، ولعلي أنشط لذلك فيما بعد. كما أنه قد يوجد ما يستحق الإضافة على ماذكر، لكن للمؤلف وجهة نظر في إبقائه مع الفرش لا الأصول مثلا، وهي من المسائل المعلومة لمن طالع كتب القوم.
========================
أصول رواية شعبة
[باب الاستعاذة والبسملة]
--
[باب هاء الضمير وميم الجمع]
--
[باب الإدغام الكبير]
--
[باب هاء الكناية]
روى شعبة: يؤده إليك، ونؤته منها، ونصله، ويتقه، بإسكان الهاء في الخمس
وفيه مهانا، بقصر الهاء
[باب المد]
--
[باب الهمزات]
وءآمنتم، في الأعراف وطه والشعراء
و أءن لنا، بالأعراف
وأءعجمي، المرفوع، بفصلت
وأءنا لمغرمون، بالواقعة
وءأن كان ذا مال، بـ ن،
بالاستفهام مع تحقيق الثانية في الجميع
وهزؤا، حيث وقع
وكفؤا في الإخلاص
بهمز الواو
ومرجؤن، في التوبة
وترجئ، في الأحزاب
بهمزة مضمومة بعد الجيم فيهما
ولؤلؤا، حيث وقع وكيف جاء
بإبدال الهمزة الأولى واوا
ومؤصدة، في البلد والهمزة
بإبدال الهمزة واوا.
[باب النقل]
--
[باب الإظهار والإدغام]
وأدغم
الذال في التاء
في: اتخذتم، وأخذتم كيف وقعا
والنون في الواو
من: يس والقرآن، ون والقلم
[باب السكت]
وروى: عوجا قيما، بالكهف، ومرقدنا هذا، في يس، ومن راق، في القيامة، وبل ران في التطفيف
بترك السكت مع إدغام نون "من" و "لام" بل في الراء بعدهما.
[أحكام النون الساكنة والتنوين]
--
[باب الفتح والإمالة]
وأمال:
رمى، في الأنفال
وهار، في التوبة
وأدرى، كيف وقع
وبل ران، في التطفيف
وأعمى، موضعي الإسراء
وهمز نآى، فيها
وحرفي "رأى" الواقع بعد محرك، نحو: رأى كوكبا، رآه مستقرا
والراء فقط من لفظه الواقع قبل ساكن نحو: رءا القمر
وما ذكره الإمام الشاطبي عنه من إمالة همزه رده في النشر بأنه ليس من طريق الحرز وأصله، فلا ينبغي أن يقرأ به منه.
وإذا وقف عليه له، فقف بإمالة حرفيه معا
وأمال أيضا الراء من "الر"، بيونس وأخواتها
و"المر" بالرعد
وها ويا من فاتحة مريم
والطاء والهاء من طه
والطاء من طسم وطس
والياء من يس
والحاء من حم
وروى مُجراها بهود بفتح الراء من غير إمالة مع ضم ميمه
وأمال في الوقف فقط:
سوى، بـ طه
وسدى، بالقيامة
[باب الراءات]
--
[باب اللامات]
--
[باب الوقف على مرسوم الخط]
--
[باب ياءات الإضافة]
وروى:
بيتيْ، بالبقرة والحج ونوح
ووجهيْ بآل عمران والأنعام
ويديْ إليك
وأميْ إلهين بالمائدة
وأجريْ إلا، حيث وقع
ومعيْ، حيث جاء
وما كان ليْ، بإبراهيم، وص
وليْ فيها، بـ طه
وليْ نعجة، بـ ص
وليْ دين، بالكافرون
بإسكان الياء فيهن.
وروى
عهديَ الظالمين، في البقرة
وبعديَ اسمه، بالصف
بفتح الياء وصلا
ويا عباديَ لا خوف، بالزخرف
بإثبات الياء مفتوحة وصلا ساكنة وقفا
[باب الياءات الزوائد]
وفما آتانِ الله، في النمل
بحذف الياء في الحالين
وهنا تمت أصوله ولله الحمد
ـ[دكتورأحمد]ــــــــ[19 Apr 2007, 12:24 م]ـ
جزاك الله خيرا(/)
بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت الياء العربية اللسانية
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[05 May 2004, 01:23 ص]ـ
بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت الياء العربية اللسانية
1. التعريف بمخرج صوت الياء العربية اللسانية
2. التعريف بصفات صوت الياء العربية اللسانية
3. ذكر الأخطاء في التلفظ بصوت الياء اللسانية
التعريف بمخرج صوت الياء العربية اللسانية
صوت الياء العربية اللسانية - غير المدية - يتولد صوتها عندما يصطدم وسط اللسان بما يحاذيه من قبة الحنك الأعلى العظمي , وفي حالة سكونها لا يغلق وسط اللسان مع محاذيه من الحنك الأعلى الصلب والسبب أن الياء العربية اللسانية صوتها قابل للمط والجريان لأنها من الحروف الرخوة التي يجري معها الصوت جريانا كليا والياء العربية اللسانية يسميها علماء الأصوات حرف لساني حنكي نسبة لوسط اللسان وما يحاذيه من غار الحنك الأعلى العظمي ويسمها علماء اللغة والتجويد بحرف شجري يخرج من شجر اللسان أي وسطه أما الياء المدية الجوفية فمنشأ صوتها يتولد أيضا من وسط اللسان ولكن بعدها يتحول الصوت عبر المخرج الجوفي وهو الفراغ المتسع في التجويف الفموي والحلقي والياء اللسانية إن سكنت وانفتح ما قبلها سميت بالحرف الليني ومخرج صوتها أيضا من الوسط.
التعريف بصفات صوت الياء العربية اللسانية
ينشأ صوت الياء العربية اللسانية من المخرج الخامس من مخارج اللسان وهو وسطه مع محاذيه من وسط سقف الحنك الأعلى الصلب وهي حرف مجهور بحبس جريان هواء النفس معها وحرف رخو بجريان الصوت معها جريانا كليا وحرف مستفل تنخفض مؤخرة اللسان بها إلى قاع الفم وحرف منفتح لأنَّ اللسان ينفتحُ ما بينه وبين الحنك الأعلى ليخرج هواء الصوت عند التلفظ بها وحرف ليني أي يخرجُ الحرف من مخرجِهِ بِسُهُولَةٍ وبدُونِ كُلْفَةٍ على اللسان فيما لو سكنت وانفتح ما قبلها وحرف مرقق أي نحولٌ يدخُلُ على صوت الحرفِ فلا يملتىء الفمُ بصداه.
ذكر الأخطاء في التلفظ بصوت الياء اللسانية
صوت الياء العربية اللسانية هذا الحرف يخطئ بعض الناس في النطق بها عند تلاوتهم لكتاب ربهم وذلك من عدة وجوه:
1. تفخيمها ولاسيما إن أتى بعدها حرف الاستعلاء أو الألف فكن كالحاكم العادل بين الحروف فأعط كل ذي حق حقه من أصوات الحروف القرآنية واحذر أن يطغى المفخم القوي على المرقق الضعيف نحو) يَطَأُونَ) (التوبة: من الآية120)) يَخْصِفَانِ) (لأعراف: من الآية22)) يَخِصِّمُونَ) (يّس: من الآية49)) يَضَّرَّعُونَ) (لأعراف: من الآية94)) ً يَغْشَى) (آل عمران: من الآية154)) يَصْدِفُونَ) (الأنعام: من الآية46)) يَقْتُلُونَ) (المائدة: من الآية70)) يَظْلِمُونَ) (البقرة: من الآية57) وأحرى أن ترققها لو اجتمع الألف والتفخيم في كلمة نحو) صَيَاصِيهِمْ) (الأحزاب: من الآية26)) شَيَاطِينِهِمْ) (البقرة: من الآية14).
2. إذا شددت الياء وجب بيان نبرها بمعني بيان التشديد وبيان أن هناك حرف ساكن وحرف متحرك لأن الياء فيها ثقلا وإذا شددت قوى الثقل فلا ينقاد لذلك اللسان إلا بكلفة ورياضة والغالب على الناس إهمال بيان الشدة في الياء ومن يهمل ذلك تحولت الياء من التشديد لياء مدية مخففة وذلك فيه إسقاط حرف من التلاوة نحو) إِيَّاكَ) (الفاتحة: من الآية5)) صَبِيّاً) (مريم: من الآية12)) تَحِيَّةً) (النور: من الآية61)) لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ) (النور: من الآية35)) زَكَرِيَّا) (آل عمران: من الآية37)) ِّ الْقَيُّومِ) (طه: من الآية111)) تَحِيَّتُهُمْ) (الأحزاب: من الآية44)) سَيِّئَةٌ) (لأعراف: من الآية131)) فِي أَيَّامٍ) (البقرة: من الآية203).
3. يجب على القارئ بيان الياء المشددة و نبرها ولاسيما إن أتى قبلها حرف مشدد فإن اللسان يشتغل ببيان المشدد الأول عن الثاني ولثقل ذلك وصعوبته على اللسان وفيه كلفة عليه نحو) وَذُرِّيَّاتِهِمْ) (الأنعام: من الآية87)) وَذُرِّيَّاتِهِمْ) (غافر: من الآية8)) رِبِّيُّونَ) (آل عمران: من الآية146)) السَّيِّئَات) (النحل: من الآية45)) السَّيِّئَاتُ) (هود: من الآية10) شبهه.
(يُتْبَعُ)
(/)
4. لابد للقارئ من بيان نبر الياء المشددة الموقوف عليها ومعنى النير مزيد ضغط على مخرج صوت الحرف ويضبط بالمشافهة من شيوخ الأداء المسندين ولو أهمل القارئ النبر أو بيان المشدد الموقوف عليه فقد حذف حرف من التلاوة لأن الوقف محل استراحة فيخفى فيه التشديد اكثر من الوصل نحو) الْحَيِّ) (الروم: من الآية19)) وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ) (آل عمران: من الآية27)) نَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيّ) (الشورى: من الآية45)) بِمُصْرِخِي) (ابراهيم: من الآية22)) وَهُوَ الْعَلِيُّ) (الشورى: من الآية4)) فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيّ) (غافر: من الآية12)) وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيّ) (لقمان: من الآية30)) اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ) (البقرة: من الآية255)) وَهُوَ الْعَلِيُّ) (البقرة: من الآية255).
5. وهناك بعض المتساهلين من القراء المبتدئين يبالغون في تشديد الياء وذلك بزيادة زمن ذلك الشد ومطها وإحداث رخاوة في صوتها وذلك لحن أيضا نحو) وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة: من الآية5)) َ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) (البقرة: من الآية255).
6. وهناك من يشددها في كلمة لا تشديد فيها وذلك إذا تحركت الياء بكسرة وقبلها فتح نحو) فَإِمَّا تَرَيِنَّ) (مريم: من الآية26) أو بفتح وقبلها كسر نحو) وَتَعِيَهَا أُذُنٌ) (الحاقة: من الآية12) أو بفتح وقبلها فتح نحو) لا شِيَةَ فِيهَا) (البقرة: من الآية71) والواجب أن تلفظ الياء بلطف مع بيان حركتها لئلا يشوبها تشديد أو نبر في صوتها وهذه الزيادة لاتجوز في كتاب الله.
7. ومن الأخطاء في نطقها زيادتها في كلمة غير موجودة فيها وهذا ما يسمى بالتمطيط أو الإدخال أي أن القارئ أدخل حرفا في كتاب الله لم يكن موجودا نحو) فِئَةٍ) (القصص: من الآية81)) فَلْيَأْتِنَا) (الأنبياء: من الآية5)) لِإِيلافِ) (قريش: من الآية1) وكثر من العوام القراءة بزيادة ياء بعد الفاء وهذا لحن فاحش لا تحل القراءة به.
8. والبعض يحذف ياء الصلة الصغري والسبب أنها ترسم بخط صغير جدا فعلى القارئ أن ينتبه ذلك وعليه بالتلقي من شيوخ الأداء المسندين في كيفية النقل الصوت لكتاب الله تعالى وكما قال من سلف القراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول الأمثلة نحو) يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى) (البقرة: من الآية73)) يُحْيِي وَيُمِيتُ) (التوبة: من الآية116)) وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ) (المؤمنون: من الآية80)) اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ) (الحديد: من الآية17)) وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ) (الحجر: من الآية23)) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي) (قّ: من الآية43) فالواجب على القارئ بيان ياء الصلة الصغرى ومدها بقدر حركتين بشرط ألا يقع بعدها ساكن أو همز في الخط.
9. ومن الأخطاء أيضا زيادة زمنها وصلا أو مدها بقدر غير المتلقي من الشيوخ وخاصة لو كانت ساكنة مفتوحا ما قبلها نحو) ءٌ عَلَيْهِمْ) (المنافقون: من الآية6)) عَلَيْهِمْ) (الفاتحة: من الآية7)) َ لَدَيْهِمْ) (آل عمران: من الآية44).
10. وإن تكررت وسكن الثاني وجب بيانها وإظهارها برفق من غير تفكيك ولا نبر نحو) إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا) (البقرة: من الآية26)) فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ) (الأحزاب: من الآية53)) ثُمَّ يُحْيِيكُم) (البقرة: من الآية28)) ْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) (لأنفال: من الآية24)) قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ) (الجاثية: من الآية26)) كَذَلِكَ يُحْيِي) (البقرة: من الآية73)) أَحْيَيْنَاهَا) (يّس: من الآية33)) الْأُنْثَيَيْن) (النساء: من الآية11)) الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ) (الأنعام: من الآية143) فهذا كله يجب بيانه بإعطائه من الحركة حقه من غير تعسف ولا نبر لأن الياء حرف ثقيل وإذا تكررت تكرر الثقل وإذا تحركت كان أثقل.
11. وإذا تكررت الياءات وجب البيان لهم وخاصة لو جاء في الخط ثلاث ياءات متتاليات) إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ) (لأعراف: من الآية196) وَإِذَا حُيِّيتُمْ) (النساء: من الآية86)) وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ) (الكهف: من الآية28)) أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا) (يوسف: من الآية101)) الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ) (لأعراف: من الآية146) وذلك لثقل الياءات والتكرير والكسر والتشديد.
12. ومن الأخطاء أيضا إدغامها في مثلها وهي حرف مد ولين نحو) فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّه) (آل عمران: من الآية31)) فِي يُوسُف) (يوسف: من الآية7)) الَّذِي يُوَسْوِسُ) (الناس: من الآية5) لأن اجتماع المثلين وسكون الأول منهما أقرب للإدغام من غيره وهو في هذا الموضع لا يجوز ولم يقرأ به أحد من القراء ولكي تخرج من هذا المحذور عليك أن تعطي الياء الأولى حقها من المد الطبيعي الذي لا تقوم ذات الحروف إلا به ثم تنطق بالياء الثانية بلطف.
13. وإن كانت الياء مكسورة وبعدها ساكن وجب أن تخفف الكسرة ولا تحدث نبر فيها وتسهل التلفظ بصوتها نحو) طَرَفَيِ النَّهَارِ) (هود: من الآية114)) يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ) (يوسف: من الآية39)) يَدَيِ اللَّهِ) (الحجرات: من الآية1).
14. ينبغي على القارئ ألا يخطفها فتبدو كأنها نصف ياء وكذلك عليك أن تحذر من زيادة إشباع كسر الحرف الذي قبلها إن كان مكسورا حتى لا يتولد من هذا المط ياء مدية نحو) إِيَّاكُمْ) (سبأ: من الآية24).
15. والبعض من القراء يبالغ في بيان التشديد والنبر والضغط الزائد على وسط اللسان وغار الحنك العظمي عند تلفظه بصوت الياء فيخرج صوتها ممزوجا بصوت الجيم اللسانية نحو) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة:5).
16. على القارئ أن يحذر من المبالغة الشديدة في ترقيق صوت الياء خشية أن يؤول صوتها إلى الإمالة وذلك محذور التلفظ به إلا والواجب على القارئ عدم العمل به وأن يحذر غيره من ذلك مع مطالبة نفسه بالإكثار من ذكر الله تعالى.
وفي نهاية هذا البحث أرجو من الله تعالى أن يجعله خالصا لوجه وخدمة لكتاب وأن يرزقني الإخلاص في القول والعمل والسر والعلن , آمين , ..... والله من وراء القصد.
للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي
باحث في علم الصوتيات التجويدية القرآنية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[11 May 2004, 01:03 ص]ـ
قال صلى الله عليه وسلم (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) عليك أخي الحبيب بالحصول والعمل للوصول على هذه الخيرية
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[17 Mar 2006, 09:24 م]ـ
الأستاذ/فرغلي ـوفقه الله ـ قولك في الوجه الثامن: البعض يحذف ياء الصلة الصغرى والسبب أنها ترسم بخط صغير جداً. أقول والله أعلم أن ذلك مخالف للرسم العثماني الذي رسمت به وهو أنها بدون ياء مثل لمحي، والأمثلة التي ذكرتها، وأرجو منك اعطائي من ذكر ذلك من العلماء؟ جزاكم الله خيراً.(/)
تعلم أصول قراءة الإمام حمزة رضي الله عنه
ـ[د. أنمار]ــــــــ[09 May 2004, 09:34 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ها نحن اليوم مع الإمام حمزة نتعلم أصول قراءته على يد العلامة الضباع رحمه الله تعالى من كتابه الإضاءة في بيان أصول القراءة، يشرح فيه أصول القراء العشرة من طريق الشاطبية والدرة
وقبل الشروع أذكّر بما سبق من كلام الضباع إذ قال:
واعلم أني جعلتها (أي رواية حفص عن عاصم) أصلا تترتب عليه أصول غيره من رواة القراء العشرة، يعني أني سأقتصر عن كل منهم على ذكر أصوله التي خالف فيها أصول رواية حفص وأترك الأصول التي وافقوه عليها اتكالا على العلم بها منها وطلبا للاختصار.
وتجد رواية حفص على الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1828
تنبيه:
العناوين بين [] من زياداتي، وقد أبقيتها على نسق ترتيب رواية حفص حتى لو لم يذكر الضباع أي خلاف في ذلك الباب، تنبيها على عدم ذكره لأي خلافيات في ذلك الباب.
ولم أتتبع ما قد يدخل تحت العناوين المذكورة أو أشير إلى وجود استدراك ما على ندرته، ولعلي أنشط لذلك فيما بعد.
===============
أصول قراءة الإمام حمزة
هو أبو عمارة حمزة بن حبيب الزيات الكوفي، ثاني قراء الكوفة، وله راويان:
أحدهما، أبو محمد خلف بن هشام البزار
وثانيهما، أبو عيسى خلاد بن خالد الكوفي.
وخلف مقدم في الأداء عن خلاد. والخلف بينهما يسير، ولذا عزوت إلى الإمام حمزة.
فقلت:
[باب الاستعاذة والبسملة]
صح عن حمزة أنه كان يخفي (يسر) الاستعاذة، (يقول أنمار: هذا مما لم يقبله الشيخ الضباع فيما سوى هذا الكتاب مشيا مع جمهور المحققين، وقال في تقريب النفع أنه أمر لا يلتفت إليه، كما يشعر بذلك قول الشاطبي: (أباه وعاتنا) إذ معناه أن من ترجع قراءته إليهم أبوه ولم يأخذوا به، بل أخذوا بالجهر إذ لا يصح نسبة الإسرار لا لحمزة ولا نافع اهـ)
وورد عنه أنه قرأ بترك البسملة بين السورتين، سوى الناس مع الحمد، ووصل آخر السورة السابقة بأول السورة اللاحقة.
أما بين الناس والحمد، فليس فيه إلا البسملة لجميع القراء.
ويجوز لجميعهم أيضا بين الأنفال وبراءة الوقف والسكت والوصل.
واختار بعض أهل الأداء كغيره ممن وصل السورتين السكت في الأربع الزهر، والمراد بهن:
1. بين المدثر والقيامة
2. وبين الإنفطار والتطفيف
3. وبين الفجر والبلد
4. وبين العصر والهمزة
والتحقيق: عدم التفرقة بينهن وبين غيرهن.
[باب الأصول الواقعة في سورة أم القرآن]
وروى خلف الصراط وصراط، حيث وقعا وكيف أتيا، بإشمام الصاد صوت زاي، ووافقه خلاد بخلف عنه في الحرف الأول من الفاتحة خاصة.
وبوجه الصاد الخالصة قرأ له الداني على أبي الحسن طاهر بن غلبون، وبالصاد المشمة صوت الزاي قرأ له على أبي الفتح فارس.
واقتصر على هذا الوجه (يقصد الإشمام لخلاد في الصراط فقط) في الحرز كالتيسير، والأولى الأخذ بالوجهين كما نبه عليه شيخ مشايخي العلامة المتولي في روضه.
وأشم حمزة كل صاد ساكنة بعدها دال، وذلك في اثني عشر حرفا:
أصدق، في موضعين بالنساء، ويصدفون ثلاثة في الأنعام، وتصدية في الأنفال، وتصديق بيونس ويوسف، وفاصدع بالحجر، وقصد بالنحل، ويصدر بالقصص والزلزلة.
وأشم خلف كذلك صاد المصيطرون وبمصيطر.
واختلف فيهما عن خلاد بين الإشمام وهو رواية الجمهور عنه وعدمه وهو ثاني الوجهين من قراءة الداني له على أبي الفتح.
[باب هاء الضمير وميم الجمع]
وقرأ حمزة عليهم وإليهم ولديهم بضم الهاء والميم وصلا فإذا وقف أسكن الميم وأجرى الهاء على أصله السابق.
[باب الإدغام الكبير]
وقرأ:
? "بيت طائفة" في النساء بإدغام التاء في الطاء
? "وأتمدونن بمال" في النمل بإدغام النون في النون مع مد الواو قبلها.
? "والصافات صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا"،
? "والذاريات ذروا"، بإدغام التاء في الصاد والزاي والذال من غير إشارة مع مد الألف قبلها.
? وكذلك روى خلاد إدغام التاء في الذال والصاد من "فالملقيات ذكرا" بالمرسلات و"فالمغيرات صبحا" بالعاديات.
وبالإدغام قرأ له الداني على أبي الفتح، وبإظهارهما قرأ على أبي الحسن.
[باب هاء الكناية]
وأسكن حمزة الهاء في:
? يؤده إليك، ولا يؤده إليك في آل عمران
(يُتْبَعُ)
(/)
? ونؤته منها في آل عمران والشورى
? ونوله ونصله في النساء
وضم هاء "لأهله امكثوا" في طه والقصص
وقصر هاء فيه من قوله تعالى "فيه مهانا".
واختلف عنه في هاء "ويتقه" فرواها خلف بالصلة قولا واحدا، ورواها خلاد بوجهين أحدهما الصلة وبها قرأ الداني له على أبي الحسن
والثاني الإسكان وبه قرأ له على أبي الفتح
وقرأ حمزة "وما أنسانيه" في الكهف، و"عليه الله" في الفتح، بكسر الهاء فيهما، ويلزم منه ترقيق لام الجلالة
[باب المد]
وقرأ بإشباع المد المتصل والمد المنفصل قولا واحدا، أعني مدهما قدر ست حركات
[باب الهمزات]
وقرأ:
? ءآمنتم بالأعراف وطه والشعراء، وأءنكم لتأتون الرجال بالأعراف، وأئن لنا بها أيضا وأئنكم لتأتون الفاحشة في العنكبوت، وءأن كان ذا مال في ن، بالاستفهام في الكلمات السبع.
? وأءعجمي المرفوع بفصلت بالتحقيق
? ويضاهون بضم الهاء من غير همز
? ويأجوج ومأجوج في الكهف والأنبياء بإبدال الهمزة ألفا فيهما في الحالين
[باب السكت]
وجاء عنه:
شيء كيف وقع، وأل التعريف إذا دخلت على همز نحو الآخرة والأنهار، والساكن الواقع آخر كلمة إذا وليه همز.
نحو: من آمن، خلوْا إلى، عذاب أليم
مذهبان:
? أحدهما، السكت على لام التعريف، وشيء كيف وقع من الروايتين، وبه قرأ الداني على أبي الحسن.
? وثانيهما، السكت عليهما وعلى الساكن المذكور من رواية خلف وترك السكت من رواية خلاد، وبذلك قرأ الداني على أبي الفتح.
ويشترط في الساكن المذكور أن لا يكون حرف مد.
نحو: بما أنزل، وقالوا آمنا، وفي أنفسكم، فإنه لا خلاف فيه من هذه الطرق ويتحصل من المذهبين
لخلف وجهان:
? أحدهما، السكت على الجميع من طريق أبي الفتح
? وثانيهما، السكت على أل وشيء كيف وقع فقط من طريق أبي الحسن
ولخلاد وجهان:
? أحدهما، ترك السكت على الجميع من طريق أبي الفتح
? والثاني، السكت على أل وشيء كيف وقع من طريق أبي الحسن
وهذا التفصيل خاص بالوصل ..
[باب النقل]
وأما الوقف، فله
? في شيء كيف وقع: النقل والإدغام على ما سيأتي
? وفي أل:
1 - السكت من الروايتين، وهو طريق أبي الحسن عنهما،
2 - والنقل منهما، وهو طريق أبي الفتح.
ولا يجوز فيه التحقيق بلا سكت على ما حققه ابن الجزري خلافا لبعض شراح الحرز.
وفي المفصول:
? التحقيق بلا سكت وبه من رواية خلف، وبدونه فقط من رواية خلاد.
? والنقل وخصه جماعة من شراح الحرز برواية خلف وأطلقه آخرون لحمزة بناء على أنه من زيادات الحرز على التيسير وطرقه.
وهذا هو الظاهر من كلام المحقق ابن الجزري، وهو الذي عليه العمل اعتمادا على ما فعله الشاطبي وكثير من أتباعه ولشهرته وصحته في نفسه وإن لم يكن من الطريقين المذكورين على التحقيق،
ويستثنى من ذلك ميم الجمع، نحو: عليكم أنفسكم، إذ لم يجز أحد من القراء النقل إليها لأن أصلها الضم فلو تحركت بالنقل لتغيرت عن حركتها.
[باب السكت على غير الهمز في الكلمات الأربع]
وقرأ: (عوجا قيما، في الكهف. ومرقدنا هذا، في يس. ومن راق، في القيامة. وبل ران، في التطفيف)، بترك السكت مع إدغام نون "من" و "لام" بل في الراء بعدهما.
[باب الوقف على الهمز]
واختص حمزة بتخفيف الهمز وقفا وله في ذلك مذهبان
? تصريفي وهو الأشهر،
? ورسمي وإليه ذهب الداني وجماعة
أما التصريفي:
فاعلم أن الهمز ينقسم إلى ساكن ومتحرك
أما الساكن
فخمسة أنواع:
1 - متوسط بنفسه، نحو: مأكول والمؤمنون والذئب
2 - متوسط بحرف، نحو: فأتوا
3 - متوسط بكلمة، نحو: الهدى ائتنا، والملك ائتوني، والأرض ائتيا
4 - متطرف لازم السكون، نحو: أم لم ينبأ، وهيئ
5 - متطرف عارض السكون، نحو: وقال الملأ، ويستهزئ، وإن امرؤا
وحكمه عنده: أنه يخففه بإبداله حرف مد من جنس حركة ما قبله.
ويجوز معه في هاء أنبئهم بالبقرة، ونبئهم بالحجر والقمر: الضم والكسر.
وفي رءيا بمرريم، وتؤوي وتؤويه ورءيا كيف وقع: الإظهار والإدغام وتمتنع إمالة ألف الهدى ائتنا على المختار
وأما المتحرك
فينقسم إلى ما قبله ساكن وما قبله متحرك
أما المتحرك الساكن ما قبله فأربعة أنواع:
1 - ما قبله ساكن غير الألف والواو والياء. نحو: مسئولا، قرآن، الأفئدة، دفء، بين المرء، الخبء.
وحكمه عنده: أنه يخفف بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها وحذف الهمزة
2 - ما قبله الألف.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحكمه عنده: أنه يخففه بالتسهيل بين بين، مع المد والقصر، إن كان متوسطا نحو:
جاءنا ودعاء ونداء وهاؤم وأولياء وخائفين والملائكة
ويخففه بإبداله ألفا مع المد و التوسط والقصر إن كان متطرفا
نحو: جاء ومنه الماء وعلى سواء
3 - ما قبله الواو والياء الزائدتان
نحو: خطيئة والنسيء وقروء
وتخفيفه بالبدل من جنس الزائد ثم إدغامه فيه.
4 - ما قبله الواو والياء الأصليتان
نحو: المسيء لتنوء شيء سوء سيء السوء كهيئة استيأس
واختلف عنه في تخفيفه على مذهبين:
أحدهما: النقل إجراء لهما مجرى الصحيح
ثانيهما: البدل والإدغام، إجراء لهما مجرى الزائدتين.
وأما المتحرك، المتحرك ما قبله
? فإن كان مفتوحا بعد ضم. نحو: مؤجلا فؤادك. فتخفيفه بالإبدال واوا
? وإن كان مفتوحا بعد كسر. نحو: مائة وفئة وننشئكم. فتخفيفه بالإبدال ياء
? وإن كان مكسورا بعد ضم. نحو: سئل وسُئلوا. فتخفيفه بالتسهيل بين بين، وأبدله الأخفش واوا خالصة
? وإن كان مضموما بعد كسر. نحو: أنبؤني ومستهزءون. فتخفيفه بالتسهيل بين بين. وأبدله الأخفش ياء خالصة. وجاء عن حمزة حذف همزته مع ضم ما قبلها
? وإن كان مفتوحا بعد فتح. نحو: سأل وشنآن. أو مكسورا بعد كسر. نحو: بارئكم ومتكئين. أو فتح. نحو: تطمئن وجبريل. أو مضموما بعد ضم. نحو برءوسكم. أو فتح. نحو: رؤف ويكلؤكم. فتخفيفه بالتسهيل بين بين.
وإذا توسط الهمز بدخول زائد عليه ففيه وجهان:
التحقيق، وهو مذهب أبي الحسن
والتخفيف، وهو مذهب أبي الفتح
والزوائد الواقعة في القرآن عشرة:
هاء التنبيه، ويا النداء، واللام، والباء، والواو، والهمزة، والفاء، والكاف، والسين، ولام التعريف
وأمثلتها: ها أنتم، يا آدم، لأبويه، لأنتم، الأرض، ءأنتم، وأوحي، فأواري، كأنهم، سأوريكم.
وتخفيف الهمز في ذلك، بعد ها التنبيه، ويا النداء، بالتسهيل بين بين مع المد والقصر.
وبعد لام التعريف بالنقل كما تقدم.
وبعد غيرهن إن كان مفتوحا بعد كسر فبإبداله يا مفتوحة، وإن كان مفتوحا بعد فتح أو مكسورا بعد كسر أو فتح أو مضموما بعد فتح فبتسهيله بين بين، وإن كان مضموما بعد كسر ففيه التسهيل بين بين والإبدال ياء.
وأما الرسمي:
فاعلم أنه جاء عن سليم عن حمزة أنه كان يتبع في الوقف على كلمة الهمز خط المصحف العثماني.
وقيد ذلك الداني والشاطبي وجماعة من المتأخرين بشرط صحته في العربية.
فكان يبدل الهمزة بما صورت به، فما صورت فيه ألفا يبدله ألفا، وما صورت فيه واوا يبدله واوا، وما صورت فيه ياء يبدله ياء.
وما لم تصور يحذفها.
واعلم أنه تارة يوافق الرسم القياس، ولو بوجه، فيتحد المذهبان، وتارة يختلفان، ويتعذر اتباع الرسم كما إذا كان قبل الألف التي هي صورة الهمزة ساكن نحو: السوآى فإنه لا تجوز القراءة به لمخالفته للغة وعدم صحته نقلا.
فإن كان في التخفيف القياسي وجه راجح وهو مخالفة ظاهر الرسم، وكان هذا الوجه الموافق ظاهره مرجوحا قياسا كان هذا أعني المرجوح هو المختار عندهم لاعتضاده بموافقة الرسم ومعرفة ذلك متوقفة على معرفة الرسم فعليك بكتبه تظفر بالرشد.
فصل
تجوز الإشارة بالروم والإشمام في الهمز المخفف بأنواع التخفيف المتقدم ما لم تبدل الهمزة المتطرفة فيه حرف مد،
وذلك شامل لأربع صور:
الأولى: فيما نقل إليه حركة الهمز. نحو المرء ودفء وسوء وشيء، فترام الحركة المنقولة وتشم بشرطه
الثانية: فيما خفف بالإبدال ياء وأدغم فيه ما قبله. نحو: بريء والنسيء. أو واوا وأدغم فيه ما قبله. نحو: قروء وسوء وشيء عند من أدغمه ففيه الروم والإشمام كذلك
الثالثة: ما أبدلت الهمزة المتحركة فيه واوا أو ياء على التخفيف الرسمي. نحو: الملؤا والضعفؤا ومن نبأي وإيتاءي
الرابعة: ما أبدل كذلك على مذهب الأخفش. نحو: لؤلؤ ويبديء. أما المبدل حرف مد فإنه لا يدخله روم ولا إشمام. نحو: اقرأ ونبئ، مما سكونه لازم. ونحو يبدئ وإن امرؤا مما سكونه عارض.
نعم يجوز الروم بالتسهيل في الهمز إذا كان طرفا متحركا بغير الفتح بعد حركة نحو: ويبدئ ومن شاطئ أو بعد ألف نحو يشاء والماء ومن السماء ومن ماء.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا رمت حركة الهمزة في ذلك تسهلها بين بين تنزيلا للنطق ببعض الحركة منزلة النطق بجميعها. وهو مذهب الشاطبي وكثير من أهل الأداء وبعض النحاة وأنكره جمهورهم بدعوى أن سكون الهمز وقفا يوجب الإبدال حملا على الفتحة قبل الألف فهي تخفف تخفيف الساكن لا تخفيف المتحرك، فلا يجوز على هذا سوى الإبدال، ورده الشاطبي ومن تبعه وعدوه شاذا وصحح المحقق ابن الجزري الوجهين.
[باب الإظهار والإدغام]
وأدغم حمزة
? دال إذ في التاء والدال من روايتيه. وفي أحرف الصفير من رواية خلاد.
? ودال قد في حروفها الثمانية من روايتيه
? وتاء التأنيث الساكنة في حروفها الستة كذلك.
? وكذا لام بل في التاء والسين، ولام هل في التاء والثاء. واختلف عن خلاد عنه في بل طبع.
وبإدغامه قرأ الداني على أبي الفتح وبإظهاره قرأ له على أبي الحسن.
وأدغم خلاد الباء المجزومة في الفاء لكنه ورد عنه التخيير في ومن لم يتب فأولئك، من طريق أبي الفتح بين إدغامه وإظهاره.
وأدغم حمزة
? الثاء في التاء. في: أورثتموها في الأعراف والزخرف وفي لبت ولبثتم كيف أتيا.
? والذال المعجمة في التاء. في: عذت بغافر والدخان، وفنبذتها بـ طه. وفي اتخذتم وأخذتم وما تصرف منهما.
? والدال في الذال. في: كهيعص ذكر، وفي ومن يرد ثواب في آل عمران
? والباء في الميم. في: ويعذب من يشاء آخر البقرة
وأظهر الباء عند الميم من اركب معنا بهود لكن بخلف عن خلاد.
وبإظهاره قرأ له الداني على أبي الحسن وبإدغامه قرأ له على أبي الفتح
وأظهر أيضا النون عند الميم من هجاء طسم أول الشعراء والقصص.
[أحكام النون الساكنة والتنوين]
وروى خلف إدغام النون الساكنة والتنوين في الواو والياء من غير غنة.
[باب الفتح والإمالة]
وأمال حمزة كل ألف منقلبة عن ياء تحقيقا حيث وقعت في اسم أو فعل إمالة كبرى وصلا ووقفا.
نحو: الهدي أدنى وموسى ويحيى عيسى وأتى ويخشى وفَسَوَّى واجتبى واستعلى.
وقد خرج بقيد التحقيق نحو: الحيوة ومنوة للاختلاف في أصلهما. وبمنقلبة الزائدة نحو: قائم وبعن ياء نحو عصاي ودعاه
وتعرف ذوات الياء من الأسماء بالتثنية ومن الأفعال بإسناد الفعل إلى المتكلم أو المخاطب فإن ظهرت الياء فهي أصل الألف وإن ظهرت الواو فهي أصلها.
مثلا تقول في اليائي من الأسماء في نحو فتى، فتيان، وفي مولى موليان وفي الواوي منها صفا صفوان وعصا عصوان وتقول في اليائي من الأفعال في نحو رمى رميت واشترى اشتريت واستعلى استعليت وفي الواوي منها في نحو دعا دعوت وعلا علوت وإذا زاد الواوي على ثلاثة أحرف فإنه يصير يائيا ويمال. وذلك نحو أدنى ويرضى ويتزكى وزكاها وتزكى وأنجاه وتجلى واعتدى وفتعالى ومن استعلى.
وكذا أمال ألفات التأنيث، وهي كل ألف زائدة رابعة فصاعدا، دالة على مؤنث حقيقي أو مجازي، وتكون في فعلى مثلثة الفاء نحو طوبى وأسرى وإحدى.
وكذا أمال ما كان على وزن فُعالى بضم الفاء أو فتحها، نحو: أسارى وكسالى ويتامى ونصارى.
وكذا أمال كل ألف متطرفة رسمت في المصاحف ياء في الأسماء والأفعال، نحو: متى وبلى ويا أسفى ويا حسرتى وعسى وأني الاستفهامية. وتعرف بصلاحية وقوع كيف أو أين أو متى مكانها. واستثنى من ذلك خمس كلمات. وهي: لدى وإلى وحتى وعلى وما زكى، للاتفاق على فتحهن.
وأمال أيضا الربا والضحى كيف أتيا وأو كلاهما في الإسراء والفات فواصل الآي المتطرفة تحقيقا أو تقديرا واوية كانت أو يائية، أصلية أو زائدة في الأسماء والأفعال، إلا دحاها بالنازعات وتلاها وطحاها بالشمس وإذا سجى بالضحى، وإلا المبدلة من التنوين مطلقا نحو همسا وأمتا وإلا ما لا يقبل الإمالة بحال.
وذلك في أحدى عشرة سورة طه والنجم وسأل والقيامة والنازعات وعبس وسبح والشمس والليل والضحى والعلق. ولكن هذه السور منها سورتان عمت الإمالة فواصلهما وهما سبح والليل وباقي السور أميل منها القابل للإمالة.
فممال بـ طه من أولها إلى طغى إلا وأقم الصلاة لذكري
ثم يا موسى إلى لترضى إلا عيني وذكري وما غشيهم
ثم يرجع إلينا موسى ممال ثم مِن إلا إبليس أبى إلى آخرها إلا بصيرا.
وفي النجم من أولها إلى النذر الأولى إلا من الحق شيئا.
وفي سأل من لظى إلى فأوعى.
وفي القيامة من صلى إلى آخرها.
وفي النازعات من حديث موسى إلى آخرها إلا دحاها ولأنعامكم
وفي عبس من أولها إلى تلهى
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الشمس كل فواصلها إلا تلاها وطحاها
وفي الضحى من أولها إلى فأغنى إلا سجى
وفي العلق من ليطغى إلى يرى.
واعلم أن حمزة استثنى من ذلك كله كلمات فقرأ بفتحهن وهن: خطايا كيف وقعت نحو: خطاياكم وخطاياهم وخطايانا. وقد هدان في الأنعام. ومن عصاني بإبراهيم، وأنسانيه بالكهف وآتاني بمريم والنمل، وأوصاني بمريم ومحياهم بالجاثية وأحيا حيث وقع إذا لم يكن منسوقا أو نسق بثم أو الفاء فقط نحو أحياكم ثم أحياهم فأحيا به. فإن نسق بالواو وذلك في أمات وأحيا بالنجم أماله.
وفتح أيضا هداي المضاف للياء وهو بالبقرة وطه ومثواي بيوسف، ومحياي آخر الأنعام ورؤيا كيف وقع ومشكاة في النور ومرضات ومرضاتي حيث وقعا وحق تقاته بآل عمران.
فصل
وأمال الراء دون الهمزة وصلا من قوله تعلى فلما تراء الجمعان بالشعراء، وإذا وقف أمال الراء والهمزة معا.
وأمال أيضا الهمزة من قوله تعالى ونأى بجانبه في الإسراء وفصلت. وأما النون فأمالها فيهما خلف وفتحها خلاد.
وأمال أيضا ضعافا في النساء وكذا آتيك في موضعي النمل إلا أنه اختلف عن خلاد عنه فيهما. وفي النشر وجامع البيان ما يفيد أن الداني قرأ له بفتح ضعافا وآتيك معا على أبي الفتح وبالوجهين في ضعافا وبالإمالة فقط في آتيك معا على أبي الحسن.
وأمال أيضا حرفي رأى حيث وقع قبل متحرك سواء كان ظاهرا وذلك في سبعة مواضع: رأى كوكبا بالأنعام، رأى أيديهم بهود، رأى برهان ربه، فلما رأى قميصه بيوسف، رأى نارا بـ طه، ما رأى ولقد رأى بالنجم، أو مضمرا وذلك في ثلاثة كلمات في تسعة مواضع وهي: رآك الذين كفروا بالأنبياء، ورآها تهتز بالنمل والقصص، ورآه بالنمل وفرآه بفاطر، وفرآه بالصافات، ورآه بالنجم والتكوير والعلق.
وأمال الراء فقط منه وصلا إذا وقع بعده ساكن وذلك في ستة مواضع: رأ القمر رأ الشمس بالأنعام، رأ الذين معا بالنحل، رأ المجرمون بالكهف، رأ المؤمنون بالأحزاب. وإذا وقف عليه أمال الحرفين معا.
وأمال أيضا الألف التي هي عين فعل ماضي ثلاثي في عشرة أفعال وهي: زاد وشاء وجاء وخاب وران وخاف وطاب وضاق وحاق وزاغ، حيث وقعت، إلا أنه استثنى من ذلك زاغت بالأحزاب وص، وخرج بقيد الفعل نحو ضائق، وبالماضي نحو: يخافون، والمراد بالثلاثي المجرد من الزيادة فيخرج نحو أزاغ وفأجاءها.
وأمال أيضا الراء من الر أول يونس وأخواتها، والمر أول الرعد والهاء من فاتحتي مريم وطه والياء من فاتحتي مريم و يس والطاء من طه وطسم وطس والحاء من حم في السبع.
فصل
أمال حمزة إمالة صغرى الألف الواقعة قبل الراء المتطرفة المكسورة في حرفين وهما البوار بإبراهيم والقهار حيث وقع.
والألف الواقعة بين راءين أولاهما مفتوحة والثانية مجرورة وهي في ثلاثة أسماء الأبرار المجرور ومن قرار وذات قرار ودار القرار ومن الأشرار والتوارة حيث وقع.
تنبيه
إذا وقع بعد الألف الممالة ساكن وسقطت الألف لذلك الساكن امتنعت الإمالة من أجل سقوط تلك الألف سواء كان الساكن تنوينا أو غيره فإذا زال ذلك الساكن بالوقف عادت الإمالة.
والتنوين يلحق الاسم المقصور مرفوعا ومجرورا ومنصوبا، وذلك في سبعة عشر حرفا، وهي: مولى ومسمى ومفترى وأذى وربا وغزى وسوى وسدى وضحى وطوى ومثوى وعمى وقرى وفتى ومصلى ومصفى وهدى.
وغير التنوين، نحو: موسى الكتاب والقتلى الحر وجنى الجنتين وذكرى الدار وطغا الماء
هذا المعمول به والمعول عليه وهو الثابت نصا وأداء.
وما ذكره الشاطبي رحمه الله تعالى من الخلاف في المنون مطلقا في قوله:
وَقَدْ فَخَّمُوا التَّنْوِينَ وَقْفاً وَرَقَّقُوا
إلخ وتبعه بعضهم عليه منكر، لا يوجد في كتاب من كتب القراءات المعول عليها بل هو كما قال المحقق ابن الجزري مذهب نحوي لا أدائي دعا إليه القياس لا الرواية.
[باب الراءات]
--
[باب اللامات]
--
[باب الوقف على مرسوم الخط]
ويجوز له الوقف على كل من أيا وما من قوله تعالى: "أيا ما تدعو" في الإسراء على الصحيح.
[باب ياءات الإضافة] وقرأ:
بيتي، في البقرة والحج ونوح. ووجهي، في آل عمران والأنعام. ويدي إليك، وأمي إلهين، في المائدة. وأجري إلا، في يونس، وموضعين في هود، وخمسة بالشعراء، وموضع بسبأ. وربي الذي، بالبقرة. وحرم ربي الفواحش، وآياتي الذين، كلاهما بالأعراف. وقل لعبادي، بإبراهيم. وآتاني الكتاب، بمريم. ومسني الضر، وعبادي الصالحون، كلاهما بالأنبياء. ويا عبادي الذين آمنوا، بالعنكبوت. وعبادي الشكور، بسبأ. ومسني الشيطان، بـ ص. وأرادني الله، وقل يا عبادي الذين أسرفوا، كلاهما بالزمر. وأهلكني الله، بالملك. ولي فيها، بـ طه. وما كان لي عليكم، بإبراهيم. وما كان لي من علم، بـ ص. ولي نعجة، بـ ص. ولي دين، بالكافرون. وما لي لا أرى، بالنمل. وما لا أعبد، بـ يس. ومعي، بالأعراف، وموضعين بالتوبة، وثلاثة بالكهف، وموضع بالأنبياء، وموضعين بالشعراء، وفي القصص والملك بإسكان الياء فيهن.
[باب الياءات الزوائد]
وقرأ دعاء بإبراهيم بإثبات الياء وصلا
وأتمدونن في النمل بإثبات الياء في الحالين
وفما آتان الله فيها أيضا بالحذف في الحالين
وهنا تمت أصوله ولله الحمد
اهـ كلام الضباع لأصول الإمام حمزة رضي الله عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الشيخ أبو أحمد]ــــــــ[10 May 2004, 12:00 ص]ـ
ملأك الله نورا .... فاستمر أيدك الله!.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[14 May 2004, 04:10 ص]ـ
ولك مثل ذلك، من فضل المولى عز وجل وكرمه.
ـ[روضة ميدو]ــــــــ[17 Jul 2006, 08:37 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وزادكم من فضله
ونفع الله بكم والمسلمين
ـ[الجكني]ــــــــ[17 Jul 2006, 10:43 م]ـ
بسم اله الرحمن الرحيم
لي بعض الملحوظات على ما ذكره الشيخ الضباع رحمه الله تعالى،ومرَّ عليه الإخوة الكرام مرور الكرام 0
1 - قال الشيخ الضباع:" والأولى الأخذ بالوجهين كما نبه عليه الشيخ المتولي 000الخ
إذا كان الكلام على الشاطبية والتيسير،وليس الطيبة، فهذا الكلام لايسلم، لأن الشاطبي ما تعدي ما ذكره التيسير،ولتوضيح المسألة أنقل كلام الشيخ المتولي حتى نرى وجهة نظره وهل تسلم أم لا؟
قال رحمه الله:"دقيقة لم أر من تعرض لها:
قد علمت أن الداني قرأ على أبي الفتح بإشمام الحرف الأول،وعلى أبي الحسن بعدم الإشمام،وليس في الشاطبية كأصلها سوى الإشمام الذي هو عن أبي الفتح،وفيهما السكت على (أل) و (شيء) وبه قرأ على أبي الحسن وعدمه وبه قرأ على أبي الفتح،فكيف يتأتى أخذ السكت الذي هو عن أبي الحسن على الإشمام الذي هو عن أبي الفتح؟
الجواب: الأولى والمخلص عندي أن يؤخذ بعدم الإشمام أيضاً لتتم الطريقان فيؤخذ بالسكت على عدم الإشمام وبعدم السكت على الإشمام فراراً من التركيب،والله الموفق 0انتهى:52
الملاحظ هنا هو: أن ما قرأه الداني على أبي الحسن ليس من طرق التيسير في رواية خلاد، بل وليس من طرق النشر أيضاً،صحيح أن الداني عن أبي الحسن في رواية خلاد هو من طرق النشر لكن لس من طرق ابن شنبوذ التي هي طريق التيسير،وإنما هي من طريق ابن الهيثم 0
فإذا أخذنا بقول الشيخ المتولي فإننا سنقع في ما يحذرنا هو منه دائما ً وما صرح به هنا وهو "التركيب "
2 - قول الشيخ الضباع:لخلاد وجهان:السكت على (أل) و (شيء) من طريق أبي الحسن 00الخ
طريق أبي الحسن ليست من طرق التيسير، وما أشار إليه الشيخ المتولي من وجود السكت في التيسير والشاطبية من قراءة الداني على أبي الحسن فالجواب عنه: بالنسبة – مع تحفظي على هذه الكلمة لغوياً – للتيسير فإن الداني ذكره حكاية لأنه قال: اعلم أن حمزة من رواية خلف كان يسكت على 0000 (ثم ذكر مذهب خلف) ثم قال:قال أبو عمرو:وقرأت على أبي الحسن من الروايتين بالسكوت على لام المعرفة وعلى (شيء وشيئاً) حيث وقعا لا غير،وقرأ الباقون 000انتهى:62
فقوله " من الروايتين " لا يدخل فيه هنا خلاد،لأنه صرح في روايته أنه أخذها عن أبي الفتح 0
وهنا ملاحظة مهمة،وهي أن الداني ذكر في الجامع أنه قرأ على أبي الحسن في روايتيه بالسكت على (أل) فقط،وأشار هنا في التيسير بما ذكر، فأيهما الصواب؟
قال ابن الجزري:فإما أن يكون سقط ذكر شيء من الكتَّاب فيوافق التيسير أو يكون مع المد شيء فيوافق التذكرة 01/ 420 - 421
فخلاصة هاتين النقطتين: أن اتباع الشيخ المتولي فيهما يؤدي إلى (التركيب) بل يجعلنا في رواية خلاد نقرأ برواية ليست في التيسير ولا في الطيبة 0والله أعلم 0
3 - قول الشيخ الضباع لا يجوز في الوقف على (الأرض) التحقيق "
هذا موافق لكلام كل العلماء ما عدا الشيخ المتولي رحمه الله فإنه أجاز ذلك،قال رحمه الله بعد كلام طويل في مسألة الوقف على (الأرض):
"وهذا نص صريح في تجويزه الوقف بالتحقيق من غير سكت في نحو (الأرض) وهو الذي ينبغي الرجوع إليه والتعويل في هذا الباب عليه لأنه الأخير من كلامه والموافق لغيره ولا حاجة لما تكلفه المنصوري وإن استجاده الإزميري 0الروض:138
4 - قول الشيخ الضباع:فلم يجز أحد من القراء "
الأولى تقييد هذه العبارة، لأن الأهوازي يجيزه،ومعلوم أن هذا الذي أجازه الأهوازي لا يقرأ به 0
والله أعلم
ـ[الجنيدالله]ــــــــ[18 Jul 2006, 10:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما أثاره الشيخ السالم جدير بالبحث، فطريق خلف من التيسر هو قراءة الداني على أبي الحسن طاهر، وطريق خلاد هو قراءة الداني على أبي الفتح، غير أنه في باب السكت زاد قراءته على طاهر بن غلبون من الروايتين.
فعلى طريق أهل التحرير يلزمهم ما يلي:
فرواية خلف تكون بالسكت على لام المعرفة وعلى شيئ وشيئاً لا غير.
ورواية خلاد تكون بعدم السكت مطلقاً، ومن أخذ بزيادة الداني عن طريق طاهر بن غلبون فلخلاد مثل خلف السكت على لام المعرفة وعلى شيئ وشيئاً فقط.
ومع هذا يوجد إشكال آخر وهو أن طاهر بن غلبون نص في كتابه التذكرة أن حمزة براوييه يقرأ شيئ وشيئاً بالمد المتوسط كورش ولا يسكت.
بينما ذكر الداني أنه قرأ عليه بالسكت، وهو ماأدى إلى تذبذب رأي ابن الجزري في مذهب ابن غلبون والداني من طريقه.
والعمل على كلام الداني لأنه نص على أنه قرأ على ابن غلبون بذلك وهو مصدق في كلامه، فمن قرأ من طريق الداني عن أبي الحسن فله السكت على شيئ وشيئاً لحمزة، ومن قرأ من التذكرة لابن غلبون فله المد المتوسط فقط لانه هو المذكور فيه لا غير.
وأما إشمام الصاد لخلاد فمن طريق التيسير له الاشمام في الموضع الأول في الفاتحة قولاً واحداً.
وأما الوقف على الهمز المتوسط المتحرك المسبوق بزائد ساكن منفصل عنه حكما متصل به رسماً كالأرض فلخلف فيه التحقيق والسكت لأنه طريق ابن غلبون كما هو في جامع البيان للداني وكما هو في النشر، ولخلاد النقل والسكت لأنه طريق أبي الفتح فارس، ومن أخذ له بطريق ابن غلبون الذي ذكره الداني أثناء باب الهمز فله مثل خلف تماماً.
وهذا كله لمن يلزم نفسه بالرواية أو بالتحريرات، وأما من لايرى الإلزام بذلك - وهو الذي رجحه الشيخ القاضي رحمه الله - فلا دخل له بكل هذا.(/)
متن فتح الكريم كامل و مشكول
ـ[أبو الجود]ــــــــ[17 May 2004, 09:08 م]ـ
هذا متن فتح الكريم للمتولي نفع الله به
ـ[سمير محمد]ــــــــ[09 Jan 2007, 12:55 ص]ـ
السلام عليكم الكتاب لا يظهر عندي فما السبب
ـ[أبو المهند]ــــــــ[09 Jan 2007, 09:55 ص]ـ
أين المراد وفقك الله فلا وجود للمتن فتح الله لك.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[09 Jan 2007, 02:15 م]ـ
ها هو فى المرفقات، و أيضا هذا رابط للمتن مسموع
http://www.khayma.com/tajweed/taha/fathalkarem.mp3
نفع الله بكم .....(/)
ما هي أفضل طريقة لكتابة الآيات القرآنية بالرسم العثماني في الأبحاث؟
ـ[ asdfg] ــــــــ[26 May 2004, 06:31 م]ـ
الإخوء أعضاء الملتقى:
أرجو إفادتي عن أفضل طريقة لكتابة الآيات القرآنية في الأبحاث العلمية بالرسم العثماني.
هل الأفضل استعمال البرامج الجاهزة، أم الاستفادة من مواقع الإنترنت؟
وما رأيكم بمصحف النور؟ علماً بأن الويندوز (98) والوورد (97).
شكر الله لكم جهودكم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 May 2004, 01:18 م]ـ
من خلال تجربتي الخاصة رأيت أسهل البرامج التي تستخدم في الأبحاث هو مصحف حرف. وذلك لسهولة استخدامه، وإمكانية التحكم بحجمه ونحو ذلك.
وهناك مصحف أصدرته شركة العريس أقرب لخط المصحف من مصحف حرف، غير أن استخدامه فيه بعض الصعوبة موازنة بمصحف حرف.
فالذي أشير عليك به أخي العزيز أن تستخدم مصحف حرف في أبحاثك، مع العلم أن الآيات التي تكتبها بمصحف حرف لا تظهر بنفس الرسم العثماني على جهاز آخر لا يوجد به مصحف حرف. بمعنى أنه لا بد أن تطبع البحث على نفس الجهاز الذي تقوم بالطباعة عليه، ولا تنقل الملف لجهاز آخر إلا إذا حملت عليه مصحف حرف أيضاً، وإلا فستظهر الآيات برموز غير مقروءة.
وفقك الله لكل خير.
ـ[ asdfg] ــــــــ[30 May 2004, 11:51 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي عبد الرحمن.
ولكن ماذا عن مصحف النور هل جربه أحد الإخوة؟
ـ[طالب يتعلم]ــــــــ[31 May 2004, 10:31 ص]ـ
لعلك أخي الكريم تراجع هذا الرابط ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=411)
ـ[أبو معاذ الكناني]ــــــــ[31 May 2004, 10:15 م]ـ
في حد علمي أن مصحف النور ليس بالرسم العثماني
وحرف والعرايس بالرسم العثماني وهناك بعض المواقع فيها مصحف بالرسم العثماني ولكن يصعب البحث فيها كما أنها ليست بخط أ/ عثمان طه الذي يكتب للمجمع ثم إنني وقفت على خطأ في مصحف النشر المكتبي لحرف
فانتبه والله يرعاك
ـ[الميموني]ــــــــ[17 Jan 2006, 03:18 ص]ـ
فبناء على توجيهات معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بشأن الاستفادة من التقنيات الحديثة والبرامج الحاسوبية في أعمال مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وتسخيرها لخدمة القرآن الكريم وعلومه، والسنة النبوية المطهرة.
يسر مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف أن يعلن عن اكتمال العمل على مشروع إنتاج أحد البرامج الحاسوبية المتميّزة، التي تخدم الباحثين وطلبة العلم وغيرهم، بعنوان: مصحف المدينة النبوية للنشر الحاسوبي.
ويستخدم البرنامج المذكور في البحث عن نصوص الآيات القرآنية في المصحف، وكتابتها بخط الرسم العثماني (المطابق للرسم المستخدم في مصحف المدينة النبوية) في برامج النشر المكتبي.
ويتميّز البرنامج عن غيره من البرامج الأخرى المتوافرة في الأسواق بما يلي:
(1) إمكان كتابة وإدراج الآيات القرآنية مباشرة في برنامج تحرير النصوص (مايكروسوفت وورد) MS-Ward؛ وذلك على هيئة خط True type font ( مطابق لخط اليد المستخدم في كتابة مصحف المدينة النبوية)، مما يسهل أعمال التحرير والتنسيق.
(2) إمكان كتابة وإدراج الآيات القرآنية مباشرة في عدد من برامج الرسم والنشر المكتبي المشهورة، وهي: فوتوشوب PhotoShop، وإن ديزاين InDesign، وإليستريتور Illustrator. ويتم إدراج الآيات أيضاً على هيئة خط True Type Font ( مطابق لخط اليد المستخدم في كتابة مصحف المدينة النبوية)، وهذه خدمة هامة، وغير متوافرة في كثير من البرامج الأخرى المماثلة.
(3) سرعة ودقة نتائج البحث، حيث يمكن الوصول إلى الآيات المقصودة والبحث في المصحف بكامله في ثوان معدودة.
(4) السهولة والمرونة في استخدام البرنامج والتعامل معه حتى من قبل غير ذوي الاختصاص، مع المحافظة على البساطة وأناقة التصميم.
(5) توافر العديد من الخيارات الخاصة التي تتيح للمستخدم التحكم في حجم ولون الخط، ومكان كتابة تخريج الآية، وإحاطة النص القرآني بأقواس مزخرفة وغير ذلك الخدمات الأخرى.
(6) يتوافر في البرنامج خاصية الاتصال بموقع المجمع على شبكة الإنترنت؛ وذلك لتحديث الخدمات والخط المستخدم في كتابة الآيات القرآنية؛ مما يساعد على التحسين المستمر للبرنامج وخدماته وسهولة تلافي ما قد يظهر من أخطاء أو مشاكل فنية مستقبلاً.
(7) توافر نسخة أخرى من البرنامج مخصصة للعمل على بيئة أجهزة الماكنتوش Mac operating systems تتضمن معظم الخصائص الموجودة في نسخة نظام الويندوز؛ وذلك لندرة البرامج الحاسوبية التي تقدم خدمة كتابة الآيات القرآنية بالرسم العثماني في نظام الماكنتوش.
وتجدر الإشارة إلى أن برنامج مصحف المدينة النبوية للنشر الحاسوبي هو نتاج عمل دؤوب استمر لأكثر من ثلاث سنوات تحت إشراف إدارة الحاسب الآلي والجهات العلمية في المجمع بالتعاون مع شركة حرف لتقنية المعلومات.
http://www.qurancomplex.org/News/New...D=3&NewsID=504
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[17 Jan 2006, 08:06 ص]ـ
أين يوجد أو يباع برنامج مصحف المدينة(/)
تعلم أصول قراءة إمام أهل البصرة، مع تمييز رواييه بطريقة ميسرة جدا
ـ[د. أنمار]ــــــــ[27 May 2004, 08:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ها نحن اليوم مع الإمام أبي عمرو البصري نتعلم أصول قراءته على يد العلامة الضباع رحمه الله تعالى من كتابه الرائع: "الإضاءة في بيان أصول القراءة"، يشرح ذلك من طريق العشر الصغرى
وقبل الشروع أذكّر بما سبق من كلام الضباع إذ قال:
واعلم أني جعلتها (أي رواية حفص عن عاصم) أصلا تترتب عليه أصول غيره من رواة القراء العشرة، يعني أني سأقتصر عن كل منهم على ذكر أصوله التي خالف فيها أصول رواية حفص وأترك الأصول التي وافقوه عليها اتكالا على العلم بها منها وطلبا للاختصار.
وتجد رواية حفص على الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1828
تنبيه:
العناوين بين [] من زياداتي، وقد أبقيتها على نسق ترتيب رواية حفص حتى لو لم يذكر الضباع أي خلاف في ذلك الباب، تنبيها على عدم ذكره لشيء من ذلك.
ولم أتتبع ما قد يدخل تحت العناوين المذكورة أو أشير إلى وجود استدراك ما على ندرته، ولعلي أنشط لذلك فيما بعد.
وقد قمت بتمييز الخلاف بين الروايتين بتلوين ما انفرد به الدوري باللون الأخضر، والسوسي بالأصفر كما تراه هنا، ليسهل استحضار أصول كل رواية على حدة. أما ما اشتركا فيه فهو منسوب للإمام أبي عمرو فهو على حاله في باقي الشرح.
========================
أصول قراءة أبي عمرو البصري
هو الإمام أبي عمرو زبان بن العلاء المازني البصري أول قارئي البصرة
وله راويان:
أحدهما، أبو عمر حفص بن عمر بن عبد العزيز الدوري
وثانيهما، أبو شعيب صالح بن زياد السوسي.
رويا عنه القراءة بواسطة أبي محمد يحيى بن المبارك اليزيدي. والدوري مقدم في الأداء. والخلاف بينهما يسير، واعلم أنهما متى اتفقا على كلمة الخلاف عزوت إلى أبي عمرو ومتى اختلفا اقتصرت على ذكر المخالف فقط
وعلى ذلك قلت:
[باب الاستعاذة والبسملة]
زاد أبو عمرو بين السورتين السكت والوصل بلا بسملة
واختار بعض أهل الأداء لمن يسكت بين السورتين البسملة في الأربع الزهر، ولمن يصل بينهما السكت فيهن ومعلوم أنه لا سكت ولا وصل لأحد بين الناس والفاتحة ولا بسملة لأحد بين الأنفال وبراءة
[باب الإدغام الكبير]
وروى السوسي وحده على المشهور إدغام الأول في الثاني من كل حرفين متماثلين متحركين التقيا في الخط:
1 - من كلمتين بشرط أن لا يكون أولهما تاء متكلم أو مخاطب أو تاء خطاب أو منونا أو مشددا أو مسبوقا بحرف خفي وإلا وجب الإظهار.
واختلف عنه في يبتغ غير، ويخل لكم، وإن يك كاذبا. وصححوا عنه فيهن الوجهين.
واختلف عنه أيضا في آل لوط، وواو هو المضموم هاء نحو: هو والذين. والعمل على الإدغام فيهما.
2 - وإذا التقيا، من كلمة أدغم الأول في الثاني، في: مناسككم بالبقرة، وما سلككم بالمدثر، فقط دون غيرهما.
3 - وإذا التقى في الخط أيضا حرفان متحركان متقاربان، فإن كانا من كلمة أدغم الأول في الثاني إذا كان الأول قافا والثاني كافا، بشرط:
أ-أن يكون ما قبل القاف متحركا
ب-وأن يكون بعد الكاف ميم جمع
نحو: يرزقكم. فإن فقد أحد هذين الشرطين كما في: ما خلقكم، ونرزقك، فلا بد من إظهاره.
واختلف أهل الأداء عنه في طلقكن، وصحح المحقق فيه الوجهين.
4 - وإن كانا من كلمتين، أدغم الأول في الثاني على التفصيل الآتي، بشرط أن لا يكون أول الحرفين
? منونا، نحو: نذير لكم.
? أو مشددا، نحو: أشد ذكرا.
? أو تاء مخاطب، نحو كنت ثاويا.
? أو مجزوما، نحو: يؤت سعة.
والواقع من المتقاربين من كلمتين في القرآن ستة عشر حرفا جمعها الشاطبي في أوائل كلم قوله:
شفَا لَمْ تُضِقْ نَفْسًا بِهَا رُمْ دَوَاضنٍ ... ثَوَى كانَ ذَا حُسْنٍ سَأى مِنْهُ قَدْ جَلاَ
فالحاء تدغم في العين في زحزح عن النار فقط
والقاف تدغم في الكاف والكاف تدغم في القاف إذا تحرك ما قبلهما، نحو: لك قال، ينفق كيف.
فإن سكن ما قبلهما أظهرتا، نحو: وفوق كل، وتركوك قائما.
والجيم تدغم في التاء في ذي المعارج تعرج، وفي الشين من أخرج شطأه
والشين تدغم في السين في ذي العرش سبيلا فقط
والضاد تدغم في الشين من لبعض شأنهم لا غير
(يُتْبَعُ)
(/)
والسين تدغم في الزاي في النفوس زوجت فقط، وفي الشين في الرأس شيبا فقط، لكن بخلف عنه فيه.
والدال تدغم في عشرة أحرف مجموعة في أوائل قول الإمام الشاطبي:
--- تُرْبُ سَهْلٍ ذَكَا شَذاً ... ضَفَا ثُمَّ زُهْدٌ صِدْقُهُ ظَاهِرٌ جلاَ
نحو: المساجد تلك، الأصفاد سرابيلهم، القلائد ذلك، وشهد شاهد، من بعد ضراء، يريد ثواب، يكاد زيتها، نفقد صواع، من بعد ظلمه، داود جالوت.
إلا أن تكون الدال مفتوحة بعد ساكن فإنها لا تدغم إلا في التاء. نحو: بعد توكيدها.
والتاء تدغم في عشرة الدال وفي الطاء. نحو: بالبينات ثم، ورثة جنة، الآخرة ذلك، الآخرة زينا، الصالحات سندخلهم، بأربعة شهداء، والصافات صفا، العاديات ضبحا، الصلاة طرفي، الملائكة ظالمي. لكن اختلف عنه في الزكاة ثم، والتوارة ثم، وآت ذا القربي معا، ولتأت طائفة، وكذا اختلف عنه في جئت شيئا فريا بمريم، وصحح المحقق الوجهين في جميع ذلك.
والتاء تدغم في الخمسة الأول من عشرة الدال المذكورة. نحو: حيث تؤمرون، وورث سليمان، الحرث ذلك، حيث شئتما، حديث ضيف.
والذال تدغم في الصاد والسين. نحو: فاتخذ سبيله، ما اتخذ صاحبة.
والراء تدغم في اللام، واللام تدغم في الراء. نحو: أطهر لكم، رسل ربك.
إلا إذا انفتحا بعد ساكن فإنهما لا تدغمان إلا لام قال. نحو: قال ربك، قال رجلان.
والنون تدغم في اللام والراء. نحو: تأذن ربك، نؤمن لك.
إلا إذا سكن ما قبلها فإنها لا تدغم إلا من لفظ نحن. نحو: وما نحن لك.
والميم تسكن عند الباء إذا تحرك ما قبلها فتخفى بغنة. نحو: أعلم بكم.
والباء تدغم في الميم من: يعذب من يشاء فقط.
تنبيه:
تجوز الإشارة بالروم والإشمام إلى حركة الحرف المدغم إذا كان مضموما وبالروم فقط إذا كان مكسورا وترك الإشارة هو الأصل، وكل من قال بالإشارة استثنى الباء عند مثلها وعند الميم، والميم عند مثلها وعند الباء، وزاد بعضهم الفاء عن الفاء.
ولا تمتنع الإمالة حالة الإدغام. نحو: من النار ربنا، النهار لآيات.
وإذا كان قبل الحرف المدغم حرف مد ولين أو لين فقط ففيه المد والتوسط والقصر.
وإذا كان قبله ساكن صحيح ففيه الإدغام المحض، وذهب بعضهم إلى اختلاسه، وهو عبارة عن الروم المذكور آنفا. اهـ
وأدغم أبو عمرو بيت طائفة، في النساء.
[باب الأصول الواقعة في سورة أم القرآن]
--
[باب هاء الكناية]
قرأ يؤده إليك، نؤته منها ونوله ونصله ويتقه بإسكان الهاء.
وأرجه، في الأعراف والشعراء، بضم الهاء وقصرها مع زيادة همزة ساكنة قبلها.
وفيه مهانا بقصرها
وما أنسانيهِ بالكهف، وعليهِ الله في الفتح بكسر الهاء فيهما
واختلف عنه أيضا في يرضه لكم بالزمر فأسكنها السوسي، ورواها الدوري بالإسكان والإشباع.
وسكن السوسي هاء ومن يأته مؤمنا بـ طه.
[باب المد]
وقرأ أبو عمرو بقصر المنفصل وتوسط المتصل، وزاد من رواية الدوري توسطهما، وجاء عنه أيضا قصر المنفصل مع مد المتصل ثلاثا من الروايتين، ومدهما معا ثلاثا من رواية الدوري، والعمل على الأولين.
[باب الهمزات]
[الهمزتان من كلمة]
وقرأ:
بتسهيل الهمزة الثانية من كل همزتي قطع اجتمعتا في كلمة. نحو: ءأنذرتهم، أءنا، أءلقي. وزاد في أئمة إبدال الثانية ياء مكسورة.
وقرأ أيضا بإدخال ألف الفصل بين الهمزتين في كل ذلك إلا في أئمة، وإلا إذا كانت ثانيتهما مضمومة في وجه.
وقرأ ءآلهتنا بتسهيل الثانية بلا فصل.
وقرأ
أءنكم لتأتون بالأعراف والعنكبوت وأءن لنا بالأعراف بالاستفهام مع التسهيل والفصل، وءآمنتم في الأعراف وطه والشعراء بالاستفهام مع التسهيل من غير فصل وءالسحر بيونس بالاستفهام مع الإبدال والتسهيل كآلذكرين.
[الهمزتان من كلمتين]
وقرأ بإسقاط الهمزة الأولى وقيل الثانية من كل همزتي قطع التقتا من كلمتين واتفقتا في الشكل. نحو: جاء أمرنا، من السماء إن، أولياء أولئك.
ويجوز له في حرف المد الواقع قبل الهمز الساقط القصر والمد عند قصر المنفصل، والمد فقط عند مده، فإن اختلف الهمزتان في الشكل بأن فتحت الأولى وضمت الثانية أو كسرت، نحو: السفهاء ألا، فله إبدال الثانية واوا خالصة.
وإن كسرت الأولى وفتحت الثانية، نحو: من خطبة النساء أو، فله إبدال الثانية ياء خالصة.
واختلف عنه في المكسورة بعد الضم، نحو: يشاء إلى، بين تسهيلها بين بين، وإبدالها واوا خالصة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومحل التسهيل أو الإبدال في ذلك كله الوصل فقط، فإن وقفت على الأولى وابتدأت بالثانية فلابد من التحقيق.
[الهمزة الساكنة]
وروى السوسي إبدال كل همزة ساكنة حرف مد من جنس حركة سابقها مطلقا، نحو: يؤتي، مؤمنين، يقول ائذن لي، حيث شئتما، الذي اؤتمن، فأتوهن، وأمر، الهدى ائتنا.
إلا:
1 - ما سكن للجزم، وهو ستة ألفاظ: ننسأها بالبقرة، وتسؤهم بآل عمران والتوبة، وتسؤكم بالمائدة، ويشأ من إن يشأ بالنساء والأنعام وإبراهيم وفاطر والشورى وموضعي الإسراء، ومن يشأ معا بالإنعام، فإن يشأ بشورى، ونشأ بالنون في الشعراء وسبأ ويس ويهيئ بالكهف، وينبأ بالنجم.
2 - أو [ما سكن لـ] البناء، وهو في: أنبئهم بالبقرة، ونبئنا بيوسف، ونبئ بالحجر، ونبئهم بها والقمر، وأرجئه بالأعراف والشعراء، وهيئ بالكهف، واقرأ بالإسراء والعلق.
3 - وإلا ما يثقل بالإبدال، وهو في: تؤوي بالأحزاب، وتؤويه بالمعارج
4 – أو يلتبس بغير المقصود، وهو في: مؤصدة بالبلد والهمزة
5 – وإلا بارئكم معا بالبقرة.
ووافقه الدوري في يأجوج ومأجوج في الكهف والأنبياء.
[تنبيه]
وقرأ:
ها أنتم معا بآل عمران وفي النساء والقتال بتسهيل الهمزة.
ويجوز له في الألف قبلها القصر عند قصر المنفصل ومده، والمد فقط عند مده.
وقرأ اللائ في الأحزاب والمجادلة وموضعي الطلاق بحذف الياء بعد الهمزة.
واختلف عنه في الهمزة بين تسهيلها وإبدالها ياء ساكنة مع المد، وعلى الثاني يجوز له في اللائ يئسن في الطلاق الإظهار مع سكتة يسيرة بين الياءين والإدغام. ويجوز لمن سهله وصلا الوقف بالإبدال مع السكون وبالتسهيل مع الروم.
وقرأ بادئ بهود بهمزة مكان الياء.
ويضاهون في التوبة بضم الهاء من غير همز
ومرجؤن في التوبة وترجئ في الأحزاب بهمزة مضمومة بعد الجيم.
ولا يألتكم في الحجرات بهمزة ساكنة بعد الياء، وأبدلها السوسي ألفا على قاعدته.
[باب النقل]
وقرأ عادا الأولى في النجم بنقل حركة الهمزة المضمومة إلى اللام وإدغام تنوين عادا فيها وصلا، فإن وقف على عادا وابتدأ بالأولى جاز له النقل مع إثبات همزة الوصل وعدمها وتركه.
[باب السكت]
--
[باب السكت على غير الهمز في الكلمات الأربع]
وقرأ: (عوجا قيما، في الكهف. ومرقدنا هذا، بيس. ومن راق، بالقيامة. وبل ران، في التطفيف)، بترك السكت مع إدغام نون "من" و"لام" بل في الراء بعدهما.
[باب الوقف على الهمز]
--
[باب الإظهار والإدغام]
وأدغم:
ذال إذ، ودال قد، وتاء التأنيث، في حروفهن
ولام هل في التاء من قوله تعالى: هل ترى في الملك والحاقة
والباء المجزومة في الفاء، نحو: أو يغلب فسوف
والذال في التاء، من: عذت وفنبذتها واتخذتم وأخذتم كيف أتيا.
والثاء في التاء، من: أورثتموها ولبثت كيف جاء.
والدال في الذال، من: كهيعص ذكر
وفي الثاء، في: ومن يرد ثواب موضعي آل عمران
والباء في الميم، من: ويعذب من يشاء آخر البقرة
وكذا الراء المجزومة في اللام، نحو: واصبر لحكم ربك إلا أنه اختلف عن الدوري عنه فيه.
[أحكام النون الساكنة والتنوين]
--
[باب الفتح والإمالة]
وأمال كل ألف رسمت في المصحف ياء وكان قبلها راء، نحو: اشترى وبشرى وأسرى والنصارى.
لكنه اختلف عنه في يا بشراي بيوسف بين الفتح والإمالة والتقليل، وصحح المحقق فيه الثلاثة.
واختلف عنه أيضا في تترا بالمؤمنين بين الفتح والإمالة، ورجح المحقق فيه الفتح وعليه عملنا.
وأمال أيضا كل ألف بعدها راء متطرفة مكسورة، نحو: الدار، والغار، لكنه استثنى من ذلك الجار وجبارين وأنصاري، ففتحهن.
وأمال أيضا كل ألف وقعت بين راءين ثانيتهما متطرفة مجرورة نحو: كتاب الأبرار.
وقلل كل ألف تأنيث مقصورة وذلك في فعلى كيف جاءت نحو: طوبى وتقوى وسيماهم، وعد منها موسى وعيسى ويحيى،
لكنه أمال من ذلك ما كان رائيا كما تقدم.
وقلل أيضا ألفات فواصل السور الإحدى عشرة وهي طه والنجم وسأل والقيامة والنازعات وعبس وسبح والشمس والليل والضحى والعلق.
إلا الألفات المبدلة من التنوين، نحو: همسا وأمتا، وما لا يقبل الإمالة بحال، وإلا ما كان رائيا ففيه الإمالة على ما مر.
وأمال التوارة حيث وقع. والكافرين وكافرين حيث وقعا بالياء جرا أو نصبا. وهذه أعمى أول موضعي الإسراء وهمز رأى الفعل الماضي حيث وقع قبل محرك، نحو رأى كوكبا، رآك الذين، رآه مستقرا
(يُتْبَعُ)
(/)
وما ذكره في الحرز من الخلاف في رائه للسوسي ينبغي تركه، وكذا ما ذكره له من الخلف في همز ونأى بالإسراء وفصلت.
وإذا وقفت على رءا الذي بعد ساكن فأمل همزه كالذي قبل المحرك.
وأمال الراء من الر أول يونس وأخواتها، والمر أول الرعد والهاء من فاتحة مريم
وقلل الحاء من حم في السبع.
وما ذكره في الحرز من الخلف عن السوسي في يا من فاتحة مريم ينبغي تركه كما نبه عليه في النشر.
وأمال الناس المجرور حيث وقع وليس فيه عن السوسي سوى الفتح من هذه الطرق على ما نبه عليه السخاوي وغيره من محققي أئمتنا
وقلل الدوري يا ويلتى ويا أسفى ويا حسرتى وأنى الإستفهامية.
تنبيه:
كل ما أميل أو قلل وصلا فالوقف عليه كذلك،
وتقدم أن الإدغام لا يمنع الإمالة.
وإذا وقع بعد الألف الممالة ساكن أو تنوين وسقطت الألف لأجله امتنعت الإمالة بنوعيها، فإذا زال ذلك المانع بالوقف عادت.
واختلف عن السوسي في ذوات الراء الواقعة قبل الساكن، نحو: القرى التي، نرى الله، بين الفتح والإمالة
كما اختلف عنه في اللام من اسم الله بعد الراء الممالة بين التفخيم والترقيق، ولذا جاز في: نرى الله، وفسيرى الله، ثلاثة أوجه الفتح مع التفخيم، والإمالة مع الوجهين
[باب الراءات]
---
[باب اللامات]
---
[باب الوقف على مرسوم الخط]
ووقف بالهاء على كل هاء تأنيث رسمت تاء مجرورة وتقدم بيانها في رواية حفص.
وكذا على كلمت بالأنعام، ومن ثمرات بفصلت.
ووقف على الياء من كأين حيث وقع
وعلى الكاف من ويكأن الله وويكأنه بالقصص.
[باب ياءات الإضافة]
وقرأ:
بفتح الياء، من:
إني أعلم، موضعان بالبقرة وموضع بيوسف/ وإني أخلق، بآل عمران/ وإني أخاف، بالمائدة والأنعام والأعراف والأنفال ويونس وثلاثة بهود وفي مريم وموضعان بالشعراء وفي القصص والزمر وثلاثة بغافر وفي الأحقاف والحشر/ ولي أن، بالمائدة ويونس/ وإني أراك، بالأنعام/ وبعدي أعجلتم، بالأعراف/ وإني أرى، في الأنفال ويوسف والصافات/ وأني أراكم، وأني أعظك، وأني أعوذ، وشقاقي أن، وضيفي أليس، خمستهن بهود/ وإني أعوذ، بمريم، وأحدهما إني والآخر أني/ وأراني أعصر، وأراني أحمل، وربي أحسن، وأبي أو يحكم، ويأذن لي أبي، سبعتهن بيوسف/ وإني أنا، بيوسف والقصص والحجر وطه/ وإنني أنا، بـ طه/ وأني أنا، بالحجر/ وإني أسكنت، بإبراهيم/ وعبادي أني، بالحجر/ وربي أعلم، بالكهف والشعراء وموضعان بالقصص/ وبربي أحدا، موضعان بالكهف/ وربي أن، بالكهف والقصص/ وإني آنست، بـ طه والنمل والقصص/ وإني آمنت، بـ يس/ وإني أذبحك، بالصافات/ وإني أحببت، بـ ص/ وإني آتيكم، بالدخان/ وإني أعلنت، بنوح/ وربي أمدا، بالجن/ وربي أكرمن، وربي أهانن، كلاهما بالفجر/ واجعل لي آية، بآل عمران ومريم/ ودوني أولياء، بالكهف/ ويسر لي أمري، بـ طه/ وعندي أولم، بالقصص/ ولكني أراكم، بهود والأحقاف/ وتحتي أفلا، بالزخرف/ وأرهطي أعز، بهود/ وما لي أدعوكم، بغافر/ ولعلي أرجع، بيوسف/ ولعلي أبلغ، بغافر/ وتوفيقي إلا، بهود/ وحزني إلى الله، بيوسف/ ومني إلا، بالبقرة/ ومني إنك، بآل عمران/ وربي إلى، بالأنعام/ ونفسي إن، وربي إني تركت، ونفسي إن النفس، وربي إن ربي، وربي إنه هو، وربي إذ أخرجني، خمستهن بيوسف/ وربي إذا لأمسكتم، بالإسراء/ وربي إنه كان، بمريم/ ولذكري إن، وعيني إذ، وبرأسي إن، ثلاثتهن بـ طه/ ومنهم إني إله، بالأنبياء/ وعدو لي إلا، ولأبي إنه، كلاهما بالشعراء/ وإلى ربي إنه، بالعنكبوت/ وربي إنه سميع، بسبأ/ وإني إذا، بـ يس/ وبعدي إنك، بـ ص/ وأمري إلي الله، بغافر/ وإلى ربي إن لي، بفصلت/ وآبائي إبراهيم، بيوسف/ ودعائي إلا، بنوح/
وكل ذلك قبل همزة القطع.
وفتح الياء من: عهدي الظالمين،
وسكنها من: يا عبادي الذين، معا،
وفتحها من: إني اصطفيت، وأخي اشدد، ولنفسي اذهب، وذكري اذهبا، وقومي اتخذوا، وليتني اتخذت، وبعدي اسمه،
وسبعتها قبل همز الوصل.
وسكن الياء من:
بيتي بالبقرة والحج ونوح، ووجهي بآل عمران والأنعام، ومعي في مواضعها التسعة، ولي فيما عدا يس،
وقرأ:
يا عبادي لا خوف، بإثبات ياء ساكنة في الحالين، وكلهن قبل غير الهمز.
[باب الياءات الزوائد]
وقرأ بإثبات الياء الزائدة لفظا المحذوفة خطا في ثلاثة وثلاثين موضعا:
الداع ودعان واتقون بالبقرة، ومن اتبعن وخافون بآل عمران، واخشون ولا بالمائدة، وقد هدان بالأنعام، وكيدون بالأعراف، وتسألن وتخزون ويوم يأت بهود، وتؤتون بيوسف، وأشركتمون ودعاء بإبراهيم، وأخرتن والمهتد بالإسراء، والمهتد وأن يهدين وإن ترن وأن يؤتين ونبغ وأن تعلمن بالكهف، وألا تتبعن بـ طه، والباء بالحج، وأتمدونن بالنمل، وكالجواب بسبأ، واتبعون أهدكم بغافر، والجوار بشورى، واتبعون هذا بالزخرف، والمناد بـ ق، وإلى الداع والداع إلى بالقمر، ويسر بالفجر.
واختلف عنه في أكرمن وأهانن بها،
وروى السوسي بخلف عنه فبشر عباد بالزمر، بإثبات ياء مفتوحة وصلا ساكنة وقفا.
وهنا تمت أصوله ولله الحمد
اهـ
يقول أنمار:
ويليه الإمام يعقوب الحضرمي أحد القراء الثلاثة المتممين للعشر إن شاء الله تعالى
ومن له اشتراكات في منتديات أخرى المرجو منه نشر هذه الدروس بين طلبة العلم، إحياء لعلم القراءات الذي هو أجل العلوم على الإطلاق لتعلقه بكلام رب العالمين، وفي المنتدى يجد أصول قراء الكوفة وقواعد القراءات بعمومها.
كما أذكر الإخوة بالإشارة لأي خطأ يرونه ليتم تصحيح ما يمكن قبل إنزاله كاملا خدمة لكتاب الله عز وجل
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المعتز بالإسلام]ــــــــ[27 May 2004, 12:02 م]ـ
جزاك الله خيرًا
وفي الحروف التي تدغم فيها الثاء وضع أن التي تدغم هي التاء فلتصحح.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 May 2004, 04:47 م]ـ
شكر الله لكم يا دكتور أنمار هذا المشروع العلمي الرائد، وأرجو أن ينتفع به عدد كبير منا بإذن الله.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[27 May 2004, 07:21 م]ـ
آمين،
=====
وشكرا لك أخي المعتز، وتم تعديلها في الأصل، وفي انتظار غيرها من الملاحظات على ما سبق إن تيسرت لكم الفرصة.
ـ[دكتورأحمد]ــــــــ[19 Apr 2007, 12:26 م]ـ
جزاك الله خيرا(/)
الرد على الشيخ سيد لاشين في قوله بترك فرجة عند الميم الساكنة المخفاة
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[03 Jun 2004, 11:26 م]ـ
الرد على الشيخ سيد لاشين في قوله بترك فرجة عند الميم الساكنة المخفاة
قال فضيلته في كتابه (تقريب المعاني) ص 122 عند شرحه لقول الشاطبي رحمه الله
290 - وَقَلْبُهُمَا مِيماً لَدَى الْيَا وَأَخْفِيا عَلَى غُنَّةٍ عِنْدَ الْبَوَاقِي لِيَكْمُلاَ
الشرح: اتفق القراء السبعة على قلب النون الساكنة والتنوين ميما عند الباء مع مراعاة الغنة والإخفاء
الأمثلة) أَنْبِئُونِي) (البقرة: من الآية31)) مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ) (لأعراف: من الآية17)) عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) (آل عمران: من الآية119) والأصح في نطق الإقلاب أن نترك انفراجا قليلا بين الشفتين وكذلك في الإخفاء الشفوي في الميم الساكنة مع الباء نحو) إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّة) (النمل: من الآية35)) اهـ
فالسؤال من أين للشيخ سيد لاشين أن يرجح تصحيح القول بترك الفرجة وما دليله على هذه الصحة ومن قال به من المتقدمين المعتبرين من شيوخ الأداء ولكني لن أتكلف الرد عليه وسوف أترك الإمام أبو عمرو الداني يرد عليه من كتابه التيسير أصل الشاطبية قال الإمام الداني في التيسير ص22 عند حديثه عن الإدغام الكبير للسوسي عندما بين أن السوسي إذا أدغم الميم في الباء في مثل) عَلَّمَ بِالْقَلَمِ) (العلق: من الآية4)) يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ) (النساء: من الآية141) - ومعلوم أن إدغامه هنا هو إخفاء شفوي - لا روم عنده معللا ذلك بقوله: (من أجل انطباق الشفتين) وهذ أيضا نص صريح بالإطباق لمن كان له قلب , أو أذن واعية. وفيه درا وإفحاما للشيخ سيد لاشين ومن وافقه على ذلك القول وكيف لنا نترك نصوص الأئمة المتقدمين وتأخذ بكلام نظري وتأويلات ما أنزل الله بها من سلطان وليت الشيخ سيد لاشين ومن على مثل قوله يرد على الداني ومن وافقه في ذلك مثل ابن الجزري في النشر وعلى الجميع أن يعلموا أن القول بترك الفرجة غير متواتر ومنقطع الإسناد وشاذ.
وأترك الداني يرد عليه في كتابه التحديد أيضا
قال الإمام أبي عمرو الداني المتوفى سنة 444 هـ في كتابه التحديد في علم التجويد وهو مطبوع قال: فإن التقت الميم بالباء فعلماؤنا مختلفون في العبارة عنها، فقال بعضهم هي مخفاة لانطباق الشفتين عليهما كانطباقها على أحدهما، وهذا مذهب ابن مجاهد وإلى هذا ذهب شيخنا علي بن بشر .. قال أحمد بين يعقوب التائب: أجمع القراء على تبيين الميم الساكنة وترك إدغامها إذا لقيها باء في جميع القرآن قال الداني وبالأول أقول. فأنت ترى أن المذهب الأول والذي هو الإخفاء هو الذي صرحوا فيه بالإطباق، إذأ المشهور عند العلماء المتقدمين إطباق الشفتين لا غير ولو كان هناك أدنى قول بترك الفرجة حتى ولو كان شاذا لذكروه لنا.
وأترك ابن الجزري يرد عليه فيما ادعى من صحة القول بترك الفرجة
قال الإمام شمس الدين محمد بن محمد بن محمد ابن الجزري المتوفى سنة 833 هـ في النشر في الجزء الأول عند حديثه عن الإدغام الكبير للسوسي. قال بعد (ذكر المتقاربين) تحت عنوان (فصل) اعلم ... وفي آخر الفصل قال ما نصه: ثم إن الآخذين بالإشارة عن أبي عمرو أجمعوا على استثناء الميم عند مثلها وعند الباء وعلى استثناء الباء عند مثلها وعند الميم قالوا: لأن الإشارة تتعذر في ذلك من أجل انطباق الشفتين .... اهـ فماذا يريدون القائلون بالفرجة بعد قول علامة القراءات الذي ولو سمعنا بقراءة غير موجودة في النشر أثبتناها في الشواذ مباشرة , فقوله رحمه الله (من أجل انطباق الشفتين) حسم الخلاف بين الجميع.
ويقول الدكتور غانم قدوري الحمد ولم أجد في كتب التجويد القديمة من أشار إلى انفراج الشفتين عند النطق بإخفاء الميم الساكنة عند الباء بل وجدت المؤلفين ينصون على انطباق الشفتين للصوتين معا فيقول الداني < هي مخفاة لانطباق الشفتين عليهما كانطباقهما على أحدهما > وقال والد ابن الباذش: < إلا أن يريد القائلون بالإخفاء انطباق الشفتين على الحرفين انطباقا واحدا فذلك ممكن في الباء وحدها في نحو < أكرم بزيد >
وعلى هذا الرابط يوجد مزيد القول فيما يتعلق بهذه المسألة
http://www.alwhyyn.net/showthread.php?s=&threadid=766
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[28 Sep 2009, 06:49 م]ـ
رسالة فاصلة في صحة الفرجة في الميم المخفاة الساكنة
للمقرئ أبى عمر عبد الحكيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله (صلى الله عليه وسلم) وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد ....
فقد كثر الكلام منذ فترة عن الطريقة الصحيحة في أداء الإخفاء في الميم الساكنة إذا وليها باء أو النون عند القلب حتى وصل الأمر إلى أنهم بدعوا من قرأ بفرجة الشفتين، فأردت أن أوضح لإخواني ما أخفى عليهم بطريقة سهلة واقعية دون تعصب لشيخ أو قطر من الأقطار حيث إننا قرأنا ونقرئ في مصر بوجه الإخفاء مع الفرجة وعليه أغلب القراء في مصر، وقد وجدت معظم الذين قرءوا على الشيخ (الزيات) أيضا يقرؤون بهذه الفرجة، ولذلك شرعت في توضيح الأمر لإخواني عسى الله أن يهدينا إلى الحق، وقبل الشروع في كيفية الإخفاء أبين أحكام الميم الساكنة باختصار ثم أتطرق إلى موضوع الإخفاء وكيفية أدائه. وقد سمميت هذه الرسالة
"رسالة فاصلة في صحة الفرجة في الميم المخفاة الساكنة "
الميم الساكنة:
إما أن تكون ميما أصلية مثل " أم من " أو ميم جمع " أنفسكم "
للميم الساكنة أحكام ثلاثة: الإدغام – الإخفاء – الإظهار
الإدغام:
تدغم الميم الساكنة إذا وليها ميم بعدها سواء في كلمة مثل (الم – المص – المر) أو في كلمتين مثل (كم من فئة –لكم ما كسبتم)
الإخفاء:
تخفى الميم الساكنة إذا وليها حرف الباء مثل (ءامنتم به – ترميهم بحجارة)
وسيأتي التفصيل فيه بإذن الله.
الإظهار:
تظهر الميم الساكنة عند بقية الأحرف ماعدا (الميم – الباء – الألف)
والألف لا يكون ما قبلها إلا مفتوحا.
هذه أحكام الميم الساكنة باختصار.
وحديثنا سيكون على حكم الإخفاء ويندرج معه حكم القلب في النون الساكنة إذا وليها باء، لأنه لا فرق بين (أن بورك – وماهم بمؤمنين) لأن طريقة أدائهما واحدة.
ولكن إذا تحدثنا عن حكم الإخفاء بالنسبة للميم الساكنة، فقد اختلف أهل الأداء بالنسبة لحكمها.
منهم من قال بالإظهار المحض أي – بإظهار الميم بدون غنة – وهذا ما عليه عامة العراقيين وحكى بعضهم الإجماع عليه كما نقل ابن الجزرى ومنهم من أخفي الميم عند الباء مع الغنة، والوجهان صحيحان مقروء بهما كما قال ابن الجزرى ثم رجح الإخفاء وقال إنه الأولى .......... وأخفين الميم إن تسكن بغنة لدى .. باء على المختار من أهل الأدا
فإذا تحدثنا عن كيفية الإخفاء، هل بإطباق الشفتين دون فرجة أم بإطباق الشفتين مع فرجة بسيطة؟
فإذا أردنا التحدث في هذا الموضوع فيجب علينا أولاً أن نعرف الإخفاء من جهة اللغة الستر
ومن جهة الاصطلاح:
قال أبو عمرو الداني في كتاب التيسير – عند حديثه عن أحكام النون الساكنة والتنوين صـ44 " والإخفاء حال بين الإظهار والإدغام وهو عار من التشديد فاعلمه وبالله التوفيق أ. هـ.
قال أبو شامة عند الحديث عن الإخفاء في إبراز المعاني ( .......... فلما توسطت أعطيت حكما وسطا بين الإظهار والإدغام وهو الإخفاء).
قال الإمام ابن الجزرى في النشر صـ27 الجزء الثاني عند حديثه عن الإخفاء " واعلم أن الإخفاء عند أئمتنا هو حال بين الإظهار والإدغام، قال الداني وذلك أن النون والتنوين لم يقربا من هذه الحروف كقربها من الإدغام فيجب إدغامها فيهن من أجل القرب ولم يبعدا منهن كبعدهما من حروف الإظهار فيجب إظهارها عندهن من أجل البعد فلما عدم القرب الموجب للإدغام والبعد الموجب للإظهار وأخفيا عندهن فصارا لا مدغمين ولا مظهرين إلا أن إخفاءهما على قدر قربهما منهن وبعدهما عنهن فما قربا منه كانا عنده أخفى مما بعدا عنده قال: الفرق عند القراء والنحويين بين المخفي والمدغم، أن المخفي مخفف، والمدغم مشدد والله أعلم " أ. هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال النويرى في شرحه لطيبة النشر صـ42 –43 الجزء الثالث " حروف الإخفاء لما تراخت وباينت ناسبت أن تعطى حكما مخالفا للحكمين لكن من كل وجه لأن مخالفتها لم تقع من كل وجه لما في حروف الإخفاء من حيث هي من قربها من يرملون والحلقية فعلى هذا لابد في الإخفاء من جهة بها تشبه الإظهار والإدغام وجهة بها تفارقهما فالأولى أن الإخفاء يشبه الإظهار من جهة عدم الممازجة والدخول.
ولهذا يقال: أظهر عند كذا وأخفى عند كذا وأدغم في كذا ويفارقه من بقاء الغنة.
والثانية أنه يشبه الإدغام من جهة الغنة ويفارقه من جهتين: التشديد والقلب مع الباء ضرب من الإخفاء وفيه مناقضة قلت: إنما يعتبر بما يتلفظ به دون ما فعل قبل ذلك ولم ينطبق مع الباء إلا بإخفاء فقط " أ. هـ
وقال المرصفى في هداية القاري صـ168 عند الحديث عن الإخفاء " ........... وفى الاصطلاح: هو عبارة عن النطق بحرف ساكن عار من التشديد على صفة بين الإظهار والإدغام مع بقاء الغنة في الحرف الأول وهو هنا النون الساكنة والتنوين، والميم الساكنة في الإخفاء الشفوي " أ. هـ
وهذا التعريف يكاد يكون موافقاً لما في كتاب نهاية القول المفيد لمحمد مكي نصر، وكذلك قال الملا على القارى نحوا من تعريفهم.
وبعد سرد أقوال الأئمة فى تعريف الإخفاء اصطلاحا، نتكلم عن طريقة الإخفاء.
أقول: إن طبقنا هذا التعريف على إخفاء الميم الساكنة مع الباء وأيضا القلب فى النون الساكنة- فلا فرق بينهما نطقا – (انظرتعريف النويرى) يتضح لك الفرق فى إطباق الشفتين، فالشفتان لا تنطبقان كما في انطباق (الميم المظهرة) فى مثل "إنهم كانوا " ولا انطباقة (الميم المشددة) فى مثل (أمّن) لأنه قد ظهر لك أن الإخفاء حالة بين الإظهار والإدغام، فإذا كان إنطباق الشفتين عند الإخفاء لا يكون (كالميم المظهرة) ولا (كالميم المشددة) فكيف إذا؟!!
وما يستدل به إخواننا من أن كلمة " إنطباق " تدل على الملامسة المحضة فأقول لهم: إن هذه الكلمة لاتدل على إلصاق الشفتين إلصاقا تاما فى كل موضع، وقد يعبر بعضهم – من القدامى – عن مخرج"الواو " بلفظة إنطباق الشفتين دون ذكر وجود الفرجة التى فى الواو لوضوح الأمر فيه،وأيضا ماعبر به الشاطبى فى باب الوقف على أواخر الكلم فى معرض حديثه عن الإشمام حيث قال:
والاشمام إطباق الشفاه بعيد ما .. يسكن لاصوت هناك فيصحلا
والإشمام كما هو معروف ضم الشفتين مع ترك فرجة لأنه إشارة للحرف المضموم، والمضموم لايمكن نطقه نطقا صحيحا إلابضم الشفتين مع وجود فرجة.
وكل مضموم فلن يتما ... إلا بضم الشفتين ضما
فكلمة انطباق لا تدل هنا على الإلصاق التام ولكن لما كان هناك إطباق فى غالب الشفتين عبر به على أساس الغالب، ثم إن شراح الشاطبية لم يتعرضوا إلى تصحيح الكلمة، ولكنهم شرعوا في توضيح الإشمام مباشرة
ومعلوم أن الإمام أبا شامة له تعقيبات كثيرة على الشاطبى إلا إنه لم يعقب بشىء فى ذلك الأمر وفى التيسير قال الدانى " أما حقيقة الإشمام فهو ضمك شفتيك بعد سكون الحرف أصلا إذ هو إيماء بالعضو إلى الحركة " أ. هـ بتصرف
فقوله " ضمك شفتيك " يقصد به ضم الشفتين طبقا لأنه يتكلم عن الإشمام – مع وجود الفرجة.
وأما بخصوص الشيخ (عامر) فقد أخبرني الدكتور (عوض) وكان ملازما للشيخ (عامر) إن الشيخ عامر أخبره بأن قراء مصر اجتمعوا وناقشوا موضوع الإخفاء وتبين لهم أن هذا النطق بضم الشفتين بدون فرجة لا ينطبق عليه تعريف الإخفاء حيث إن الإخفاء حالة بين الإظهار والإدغام وأما بضم الشفتين بدون فرجة فهي ميم صريحة ولكن زيدت فيها الغنة
أقول: وأضرب لك مثلا عندما تنطق بكلمة فيها إخفاء مثل كلمة (عند) بنون مظهرة مصاحبة للغنة، ثم انطقها مرة أخرى بالإخفاء لعلمت الفرق بين النطقين فالإخفاء يخالف في النطق الغنة بنون مظهرة وكذلك إخفاء الميم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإخواننا ينطقون الميم المخفاة صريحة بانطباق الشفتين كالميم المظهرة، ويطلقون عليها لفظة الإخفاء، أي إخفاء في هذا؟! أم هي إطلاق مصطلحات دون معرفة دلالات الألفاظ؟ وأعود لكلام الدكتور (عوض) قال له الشيخ عامر: (إنهم أجمعوا على النطق بهذا الإخفاء – بالفرجة – ولذلك رجع الشيخ الزيات والسمنودى وغيرهم وكان الشيخ الضباع حيا وقتها وكذلك الشيخ عبد الفتاح القاضي وأجمعوا على القراءة – بفرجة الشفتين – أليس لهذا الإجماع اعتبار؟!
وخاصة أنه إجماع قراء مصر. والأسانيد الموجودة تصب عند شيخ مصري وهو الشيخ العبيدى، وكذلك فضل الشيخ عامر الشيخ الزيات الشيخ الضباع الشيخ السمنودى والشيخ عبد الحكيم خاطر والشيخ عبد الفتاح المر صفى وغيرهم معروف ممن قرءوا – بالفرجة – الشيخ عبد العزيز عيون السود – والشيخ الغول وغيرهم من غير المصريين، ولا أعلم بلدا يزخر بعدد وافر من القراء كمصر ولهم فضل على قراء العالم، أي إن إجماعهم ليس بالشيء الهين، وخاصة أنها موافقة للنصوص التي تعرف الإخفاء.
وقد يقول قائل: إذا كانت القراءة – بعدم الفرجة – فلم عدلوا إلى الفرجة؟
أقول: إن الإمام ابن الجزرى كان يقول " بترقيق الألف مطلقا ثم تبين له بأن الألف تتبع ما قبلها تفخيما وترقيقا " فقد عدل الإمام ابن الجزرى عن ما كان يقرأ به وانظر فيما قاله " وقد تبين لي بعد ذلك " وهذا ما تبين لقراء مصر في الإخفاء أي بالفرجة بعدما كانوا يقرءون بغير فرجة.
وهذا رد على الشيخ كريم راجح عندما قال " إن التلقي يفسر النصوص وليست النصوص التجويدية هي التي تفسر التلقي " فهذا إمام الفن ابن الجزرى عدل عن قراءته، فإن قلنا كيف له أن يرجع عن قراءة قرأها؟
وكيف قرأها على شيخه؟ أم كان يقولها من جهة نظرية دون تطبيق؟ وهذا ابن الجزرى بمفرده، فما قولك في إجماع قراء مصر؟! والشيخ كريم راجح لم يبين لنا الإخفاء فيمن قرأ بدون فرجة، ولم أسمع أحدا أجاب على القول بأنا إذا أطبقنا الشفتين أين الإخفاء؟ إلا الشيخ أيمن السويد – حفظه الله – وليته ما فعل لأنه قال كلاما لا أظن أنه سبق بهذا التوجيه وإليك كلامه:
قال الشيخ أيمن سويد – كما نقل عنه أخونا عبد الله المهيب على موقع ملتقى أهل القرآن ونقل غيره كذلك –: أنه سأل الشيخ الزيات عن الفرجة في إخفاء الميم قال الزيات بالعامية
" إحنا ماقرأناش كده لكن هيه كده " ونقل ما يشبه هذا الكلام عن السمنودى.
وقد علق الشيخ أيمن على هذه المقولة " بأنهما ذهبا لرأى الشيخ عامر بناء على قوة شبهة هذه المسألة، وهو أن يقال " إذا أطبق الشفتين فأين الإخفاء؟.
ورد الشيخ أيمن على هذه الشبهة فقال " ... أن الأصل أن يقرع اللسان كل حرف على حدة فعندما نقول " ترميهم بحجارة " نطبق الشفتين على الميم ونفتحهما على الباء – فهذا العمل يشبه الإدغام – فلذلك هل نقول ذلك إدغام بالطبع لا، لأن الإدغام يذهب معه الحرف الأول ويكون النطق بباء مشددة، فلو نطقنا باء مشددة لكان إدغامان ولو قلنا " ترميهم بحجارة " بإظهار الميم – فهذا يسمى إظهارا – فنحن عندما ننطق الإخفاء الشفوي: نطبق الشفتين على ميم ونفتحها على باء فهذا عمل بين الإظهار والإدغام اسمه الإخفاء، وتعريف الإخفاء منطبق عليه .... " أ. هـ
هذا ما نقل عنه، ويا ليته أحال المسألة إلى المشافهة لكان أوجه. وما قاله الشيخ في طريقة الإخفاء حيث قال " نطبق الشفتين على ميم ونفتحها على باء " فهذا كلام ينقض أوله آخره وآخره أوله.
كيف يا شيخ تطبق الشفتين على الميم وتفتحها على باء؟!، فإنك إن فتحت على باء فقد انتهت غنة الميم وذهبت إلى الحرف الذي بعده أى – الباء – فقد ذهب محل النزاع لأن محل النزاع إنما هو على غنة الميم وإن فتحت الشفتين على باء فإن الباء لا تنطق بفتح الشفتين بل بإطباقهما والفتحة – أي فتح الشفتين – التى تعقب الباء إنما هى حركة الباء – فتحة أو ضمة أو كسرة – فعند قولنا (ب) نجد أن الصوت اعتمد على مخرج الباء وهو مخرج محقق حيث التقى طرفي المخرج – باطن الشفة العليا بباطن الشفة السفلي – ثم تباعد الطرفان لأجل الحركة التى تكون على الباء – فكيف لك النطق بميم أو باء ساكنتين مع فتح الشفتين؟! ثم تقول إن هذا عمل بين الإظهار والإدغام اسمه الإخفاء!!! فالشيخ حفظه الله أراد أن يأتي
(يُتْبَعُ)
(/)
بمعنى الإخفاء فقال كلاما عجيبا!!
إن هذا ليس إخفاء، إنما هي ميم مظهرة مصاحبة للغنة ثم انتقلت إلى مخرج الباء بانطباق الشفتين ثم فتحها لأجل حركة الباء، لأن الحركات جزء من حروف المد، فقولك انطباق الشفتين في الميم ثم فتحها على باء كلام لا يستقيم،
وأعلم أن إخواني لن يستطيعوا أن يأتوا بتعريف الإخفاء ويطبقونه على هذه الغنة – بدون فرجة – فإذا كان الشيخ أيمن سويد ـ حفظه الله ـ أراد أن يطبق الإخفاء على ما يقرءون به فأتى بعجيبة، فما بالك بمن هو دونه؟ ثم "إذا كان معظم من قرأ عليهم الشيخ أيمن رجعوا إلى هذا الإخفاء – بالفرجة – فكان أحرى بالشيخ أن يعود مثلهم، ثم ألم يكف هؤلاء أن انتشار القراءة وذيوعها في قطر من الأقطار مثل مصر " كافية فى الأخذ بهذا الوجه؟! فالتواتر عند القراء يخالف التواتر عند أهل الحديث، فالقراءة لها شروط في القبول كما هو معلوم ولكن في موضوعنا انتشاره يكفى، وهذا أصل التواتر عند القراء. لأنك إن طبقت تعريف التواتر عند المحدثين على القراء لم يستقم لك التواتر ولكان ذلك حديثا غريبا وهو من قسم الأحاد، لأن حفصا ثم عاصما، ثم عبد الله بن حبيب السلمي ثم ابن مسعود ثم النبي (صلى الله عليه وسلم) فتجد في كل طبقة رجلا واحدا
ولكن انتشار قراءة القارئ وأخذ الناس بها في قطر من الأقطار كان ذلك تواترا، ففي المدينة كانت قراءة نافع وأبى جعفر، وفى مكة ابن كثير وفى الشام ابن عامر وفى البصرة أبو عمرو ويعقوب، وفى الكوفة عاصم وحمزة والكسائى وخلف العاشر، فهل يعقل أنه لم يكن في هذه البلاد سوى هؤلاء؟ بالطبع لا، كان يوجد الكثير من القراء ولكن قراءتهم لم يكتب لها الذيوع والانتشار، وهذا الوجه لا ينكر أحد انتشاره، وقبول كثير من القراء له أمثال الشيخ الزيات والسمنودى وعبد الحكيم عبد السلام خاطر والشيخ محمد أحمد معبد والشيخ أحمد أحمد سعيد والشيخ عبد الله الجوهري والشيخ حسنين جبريل والشيخ عبد العزيز عبد الحفيظ والشيخ عبد الباسط هاشم والشيخ عبد الفتاح القاضي والشيخ محمد شحاذة الغول والشيخ عبد العزيز عيون السود والشيخ سيد لاشين والحذيفى
وجميع من قرءوا على الشيخ عامر إلا الشيخ أيمن سويد، والقراء في مصر يقرءون بالفرجة بنسبة تزيد على أكثر من تسعين في المائة أليس قبول أمثال هؤلاء يعد انتشارا للقراءة بهذا الوجه؟ وقد أطلت في ذكر الأسماء مع تركي للكثير والكثير من أهل العلم الذي يقرءون بهذا الوجه والكثير منهم لم يقرءوا على الشيخ عامر ولا على تلامذته فإن أخطأ هذا الجمع من القراء فمن المصيب إذا؟ والخلاصة إن القراءة بوجه الفرجة جائزة كما أثبت لك والذين يحتجون بكلام الأقدمين لا يتعرضون لتعريف الإخفاء وكيفتها مع عدم الفرجة لأنه يعلم أنه إذا دخل في هذا الموضوع لم يخرج، ولقال كلاما لم يسبق إليه.
ولكننا أثبتنا هذه القراءة لأنها بالمشافهة في بعض الأقطار.
هذا وأسأل الله التوفيق والسداد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أبو عمر عبد الحكيم
وزاد الأخ محمد عماد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ الجليل/ إبراهيم الجوريشي
ما شاء الله - ما شاء الله
والله لقد هممت أكثر من مرة أن أكتب حول هذا الموضوع
ودوما كنت أتحرج من الكتابة لأنني رأيت بعض الأخوة قد بدا منهم بعض التعصب
في هذه المسألة بعينها
كما أنني كنت أيضا أتحرج أن أكتب لئلا أتعرض لما نقل عن الدكتور/ أيمن سويد
حيث ذكر لي بعض الأخوة الدارسين
أن قال: أن الإخفاء الشفوي يكون بإطباق الشفتين
وهذا أمر لم ألتفت إليه لأنني أتفهم أن هذا سنده في قراءته على شيخه
ولقد تعلمت من مشايخي أن كلّ واحد يقرأ بسنده
ولكن ليته قال هذا وسكت - فأمر الأداء دوما يجب أن يرد إلى المشافهة
ولكنه أردف كلامه بهذا الـ!!!!!!!!!
فقال: ولم يخالفنا في هذا إلا الشيخ/ رزق خليل حبة
وكأن الشيخ/ رزق خليل (قارئ والسلام)
الشيخ/ رزق خليل حبة -رحمه الله تعالى-.
هو شيخ عموم المقارئ المصرية
هل يعرف أحد كيف يتم الوصول لهذه الرتبة بمصر
أنا الآن أعرف
بعدما عانيت -خمسة عشر عاما- لأكون فقط أحد أعضاء المقارئ المصرية
وبصراحة شديدة أنا لم يعجبني منه هذا القول
فالشيخ/ رزق خليل حبة -رحمه الله تعالى-. متقدم على الدكتور أيمن سويد
وهذا من باب الإنصاف وذكر الحق
(يُتْبَعُ)
(/)
وإليه كان يرجع القول الفصل في مصر كلها عند أئمة القراء فهو شيخهم
وكان الأولى بالدكتور أيمن أن يقول
ولم أعلم أحدا خالف الشيخ/ رزق خليل حبة -رحمه الله تعالى-. سوى فلان وفلان
ولكنه رفع سنده فوق سند الشيخ/ رزق خليل حبة -رحمه الله تعالى-.
فكنت دوما أجدها غصة في حلقي لا أستطيع أن أنطق بها ولا أن أكتمها
والآن ربما أشعر بالراحة
فالشيخ/ رزق خليل حبة -رحمه الله تعالى-.
شيخ مقرئ مسند بينما كنا نحن وأمثالنا أجنة في بطون أمهاتنا
وهذا بعض حقه علينا ونحن كما يقول شيخي مدّ الله في عمره بكل الخير والبركة (عيال عند عياله)
شيخنا الفاضل/ إبراهيم الجوريشي
مرة أخرى
أشكر لك شرحك -الرائع بل والأكثر من رائع -
وأقول لمن لم يفهم الكلام فهما دقيقا
إلزم شيخك
واقرأ بسنده
والأمر أوسع مما تظن
وفقكم الله تعالى للخير وصنيعته،،،
أبو عبد الرحمن
محمد عماد
وقال الشيخ أبو عمرعبد الحكيم
حكم إطباق الشفتين في الإخفاء الشفوي
--------------------------------------------------------------------------------
حكم إطباق الشفتين في الإخفاء الشفوي، للشيخ جمال القرش.
اختلف القراء في كيفية تحقيق الإخفاء الشفوي، فبعضهم يرى الإطباق، وبعضهم يرى إبقاء فرجة صغيرة جدًا، وهذا الموضع أشغل الكثير من طلبة هذا العلم، أضمن ما نقلته عن المشايخ:
- حدثني فَضيلَةُ الشَّيْخ العلامةُ أحمدُ الزَّياتُ: قال: الراجح في الإخفاء الشفوي أن تبقي فرجة.
- حدثني فَضِيلَةُ الشَّيْخ رزق خليل حبَّه: الانفراج أولى، لأنَّنا لمَّا نُطبق الشفتين يصيرُ وكأنَّه مُظهرٌ، فالصواب أن يكون هناك انفراج خفيفٌ بين الشفتين، ليس مُبالغٌ فيه حتى لا تضيعَ صفة الحرف.
- حدثني فَضِيلَةُ الدكتورعبْدُ العزيزِ القاري: قال: الذي قرأتُ به على مشايخي أنَّه لايكون هناك انطباقٌ تامٌّ من الشفتين، ولا يكون هناك انفراج بين الشفتين بحيث يُخِلُّ بالنطق بالإخفاء.
- حدثني فَضِيلَةُ الشيخ علي الحُذيفي: قال: الإخفاء الشفوي قرأناه بحيث يكون هناك فرجةٌ في أول الإخفاء، وإطباق الشفتين في آخر النطق به.
- حدثني فَضِيلَةُ الشيخ عبدُ الرَّافع ِبنُ رِضْوَان: " ينبغي أن تُخْفَي الميمَ الساكنة عند الباء بحيث تجعل الشفتين لاينطبقان انطباقًا كاملاً عند إخراج الميم، لأنك لو أطبقت الشفتين سينقلب الحكم من الإخفاء إلى الإظهار، وفي الوقت نفسه الإظهار سوف يكون مصحوبًا به غنة، ومافي التجويد شيء اسمه إظهار بغنة.
- حدثني فَضِيلَةُ الشيخ محمدُ أبو روَّاش: قال: الرأي الراجح في الإخفاء الشفوي أن تُترك فرجةٌ بين الشفتين حتى يمكن أن يتحقق الإخفاء.
- حدثني فَضِيلَةُ الشيخ إبراهيمُ الأخضرُ: قال: وجود الإخفاء يستلزم عدم إطباق الشفاه في الإقلاب لأنه انقلب إلى إخفاء شفوي، فلابد من فرجة بسيطة جدًا بين الشفتين.
- حدثني فَضِيلَةُ الدكتور إبراهيمُ الدُّوسَري: قال: أذكر أنَّ من المشايخ من يشدِّد في هذا ?قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ? ومنهم من يقول يخرج نفسٌ خفيفٌ جداً، أذكر أنَّ الشَّيْخَ عبدَ الحكيم بنَ عبد اللطيف قرأت عليه من القرآن بالقراءات العشر، وهو شيخ مَقْرَأة الأزهر، كان يقول يخرجُ نفسٌ خفيفٌ جدًا جدًا لا يصلُ إلى حدِّ الانفتاح الكامل، وهذا هو رأي الحُذاقِ، والشَّيْخ إبراهيم الأخضر أيضًا نفسُ الشيء، لا هو إطباقٌ شديدٌ، ولا هو يفتحُ فتحًا شديدًا.
- حدثني فَضِيلَة الشَّيْخ رشاد السيسي: " الإخفاء الشفوي عند النطق به ألاَّ يَكِزَّ الشفتين لا بدَّ أن يوجد فرجةُ بين الشفتين.
- حدثني فَضِيلَةُ الشيخ أَحْمَدُ مُصْطفَى: قال: الأولى بقاء فرجة.
- حدثني فَضِيلَة الدُّكتُور عبد العزيز بن عبد الحفيظ: تُبْقي فرجة خفيفة جدًا بدون مبالغة.
- حدثني فَضِيلَة الشيخ أسامة بن عبد الوهاب: أنَّ الراجح في الإخفاء الشفوي إبقاء فرجة صغيرة جدًا بين الشفتين.
من كتاب زاد المقرئين / للشيخ جمال القرش حفظه الله.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[29 Sep 2009, 02:31 ص]ـ
السلام عليكم
رحم الله أيام الشيخ فرغلي فكانت هناك صولات وجولات بيننا في عدة مسائل منها هذه.
فماذا لو قرأ الشيخ فرغلي الأدلة الحديثة في المسألة؟؟
رحم الله الإمام الجعبري أنهي الأمر في بيت واحد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان الشيخ فرغلي له عبارات كما في البحث أعلاه توحي للقارئ أن الموضوع قد انتهي وأن الدنيا بأكملها ترد علي القائلين بالفرجة. مثل قوله:
وأترك الداني يرد عليه في كتابه التحديد أيضا
وأترك ابن الجزري يرد عليه فيما ادعى من صحة القول بترك الفرجة))
كانت كلمات رنانة خالية من المضمون.
والعجيب أنه جاء بقول للجعبري يدلّل به علي الإطباق .. عجبي
حفظ الله شيخنا الكبير الشيخ سيد لاشين وبارك في علمه
نسأل الله الهداية للجميع
والسلام عليكم
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[29 Sep 2009, 07:00 ص]ـ
السلام عليكم
رحم الله أيام الشيخ فرغلي فكانت هناك صولات وجولات بيننا في عدة مسائل منها هذه.
فماذا لو قرأ الشيخ فرغلي الأدلة الحديثة في المسألة؟؟
رحم الله الإمام الجعبري أنهي الأمر في بيت واحد.
وكان الشيخ فرغلي له عبارات كما في البحث أعلاه توحي للقارئ أن الموضوع قد انتهي وأن الدنيا بأكملها ترد علي القائلين بالفرجة. مثل قوله:
وأترك الداني يرد عليه في كتابه التحديد أيضا
وأترك ابن الجزري يرد عليه فيما ادعى من صحة القول بترك الفرجة))
كانت كلمات رنانة خالية من المضمون.
والعجيب أنه جاء بقول للجعبري يدلّل به علي الإطباق .. عجبي
حفظ الله شيخنا الكبير الشيخ سيد لاشين وبارك في علمه
نسأل الله الهداية للجميع
والسلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
صدقت يا أخانا الكريم فالمبالغات والمجازفات ليست حجة يعتمد عليها إلا لمن لم يجد غيرها , وبحث أخونا فرغلي هدانا الله وإياه عن هذه المسألة ما هو إلا مجازفات ومبالغات وعلى سبيل المثال لا الحصر: حشره للداني وابن الجزري وغيرهما وتقويلهما ما لم يقولاه من الإطباق عند الإخفاء مستدلا بمنعهما للروم والإشمام للسوسي في الميم مع الباء معللين بانطباق الشفتين ونسي أمرا مهما جدا يجعل استدلاله في واد وما استدل به في واد آخر إذ أن الروم كما هو معروف يمنع من الإدغام فإذا جاز الروم للسوسي في نحو (أعلم بكم) فهذا الروم يمنع من الإدغام الذي يعبر به عن إخفاء الميم وحينئذ لا إشكال في الإطباق الذي يمنع الروم بدوره فكيف يتخيل أن الروم يكون مع الإدغام الذي يعبر به عن إخفاء الميم؟
قال الإمام أبو شامة:ويمتنع الإدغام الصحيح مع الروم دون الإشمام فالروم هنا عبارة عن الإخفاء والنطق ببعض الحركة فيكون مذهبا آخر غير الإدغام وغير الإظهار، وهذان المذهبان المحكيان عن أبي عمرو من الإشمام والروم في الحروف المدغمة سيأتيان لجميع القراء في مسألة (لا تأمنا على يوسف)، ووجه دخولهما في الحروف المدغمة وهما من أحكام الوقف أن الحرف المدغم يسكن للإدغام فشابه إسكانه إسكانه للوقف فجرت أحكام الوقف فيه، واستثناء هذه الصور الأربع، إنما يتجه بعض الاتجاه على مذهب الإشمام للعلة التي ذكرها صاحب التيسير وهو قوله لأن الإشارة تتعذر في ذلك من أجل انطباق الشفتين أي تتعسر لأن الإشارة بالشفة والباء والميم من حروف الشفة والإشارة غير النطق بالحرف فيتعذر فعلهما معا في الإدغام لأنه وصل ولا يتعذران في الوقف لأن الإشمام فيه هو ضم الشفتين بعد سكون الحرف فلا يقعان معا، ومنهم من استثنى الفاء أيضا ومنهم من لم يستثن شيئا من ذلك، أما الروم فلا يتعذر لأنه نطق ببعض حركة الحرف فهي تابعة لمخرجه فكما ينطق بالباء والميم بكل حركتهما كذلك ينطق بهما بعض حركتهما، وأظن الناظم رحمه الله أشار إلى هذه الأشياء ونحوها بقوله وكن متأملا أي تأمل ما قد أطلقه المصنفون في التعبير عن ذلك بفهمك وتدبره بعقلك وعلمك ونزل كل شيء في منزلته ولا تزله عن مرتبته، وقد نقلت في الشرح الكبير، من كلام المصنفين في ذلك عبارات كثيرة مختلفة ولله الحمد، (إبراز المعاني ص 165) ولا يخفى أن مراد أبي شامة بالإخفاء الذي عبر عنه بالروم هو إخفاء الحركة وليس إخفاء الحرف , فهل نبالغ ونقول ها هو أبو شامة يرد على الأخ فرغلي؟ حاشا لله ,نسأل الله أن يهدينا لما اختلف فيه الناس من الحق بإذنه.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[29 Sep 2009, 02:30 م]ـ
وعلى سبيل المثال لا الحصر: حشره للداني وابن الجزري وغيرهما وتقويلهما ما لم يقولاه من الإطباق عند الإخفاء مستدلا بمنعهما للروم والإشمام للسوسي في الميم مع الباء معللين بانطباق الشفتين ونسي أمرا مهما جدا يجعل استدلاله في واد وما استدل به في واد آخر إذ أن الروم كما هو معروف يمنع من الإدغام فإذا جاز الروم للسوسي في نحو (أعلم بكم) فهذا الروم يمنع من الإدغام الذي يعبر به عن إخفاء الميم وحينئذ لا إشكال في الإطباق الذي يمنع الروم بدوره فكيف يتخيل أن الروم يكون مع الإدغام الذي يعبر به عن إخفاء الميم؟
.......... فهل نبالغ ونقول ها هو أبو شامة يرد على الأخ فرغلي؟ حاشا لله ,نسأل الله أن يهدينا لما اختلف فيه الناس من الحق بإذنه.
السلام عليكم
ما شاء الله عليك يا شيخ طارق كلام جيد في بابه.
وقضية الإشمام والروم وتعليل القراء لمنعهما بانطباق الشفتين ظن أصحاب الإطباق أنها قاطعة في بابها، وقد علل الجعبري بنفس هذا التعليل .. وهذا التعليل موَصل للإخفاء ـ أي أن انطباق الشفتين سبب في جلب الإخفاء ـ إذن كيف يكون الإخفاء بعد ذلك؟؟
لا شك كما عرفه علماؤنا بأنه حال بين حالين.
ووصف الجعبري لإخفاء أبي عمرو كاف حيث قال:
سكن لإخفا اقلب و لإطباق اتقي ... واتمم لشد المحض ضمن الثانى
والكلام واضح في اتقاء إطباق الشفتين في حال الإخفاء.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=11961
والعجيب أن هناك من يقول: بأن الخلاف بين الإظهار والإخفاء خلاف لفظي لا يترتب عليه فرق في العمل.
ولا يدري أن الإمام القسطلاني لما تعرض لحكم الميم الساكنة في الجزرية تحدث عن الإخفاء والإظهار ثم قال عن الإظهار: وأباه المحققون.
وهذا كاف شاف ليعدل أولئك عن هذا المعتقد الغير صحيح.
نسأل الله الهداية للجميع
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[29 Sep 2009, 05:26 م]ـ
وعليكم السلام
بارك الله فيك يا شيخ عبد الحكيم فلقد أجدت وأفدت وجزاك الله خيرا فمكمن المشكلة في الخلط بين قول الأئمة (لانطباق الشفتين) وقول إخواننا (بانطباق الشفتين) وشتان شتان ما بين العبارتين , وشتانن ما بين تعليل الحكم باللام ووصف الحكم بالباء , ولا ينتبه لذلك إلا منصف متجرد يبحث عن الحق للحق ويعرف الحق بالحق وليس بالخلق , وحتى الإطباق كما تفضلتم لا يعني ما ذهبوا إليه وإلا لزمهم أن يطبقوا الشفتين حال الإشمام لقول الشاطبي رحمه الله:
والاشمام إطباق الشفاه بعيد ما =يسكن لا صوت هناك فيصحلا
فلماذا لا يقولون بذلك؟ لماذا لا ينصفون ويقولون إن الإطباق في الميم مع الباء - لو وجد النص عليه - فلا ينافي ترك الفرجة كما قالوا ذلك في الإشمام؟
جزاك الله خيرا , وقد اطلعت على رسالتك لأهل الشام هنا فوجدتها طيبة جدا , كما اطلعت عليها في منتدى البحوث وقرأت ردود عليك لا تعتبر إلا سفاهات من سفاهات المتدربين على السفاهات في ذلك المنتدى , وقد كنت عضوا فيه وكتبت مواضيع مهمة عن زكاة الفطر وعن أن طه ويس ليسا من أسماء الني الأمين فما قرأت من ردودهم إلا سفاهات كالمتدربة التي ردت عليك ولما لم يجدوا ردا أمام الحجج العلمية صاروا يغلقون ويذفون حتى وصل الحال إلى حظر العضوية إفلاسا من الحجة وعجزا عن المحجة , فصبر جميل والله المستعان , وجزاكم الله خيرا.
والسلام عليكم.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[29 Sep 2009, 06:21 م]ـ
كما اطلعت عليها في منتدى البحوث وقرأت ردود عليك لا تعتبر إلا سفاهات من سفاهات المتدربين على السفاهات في ذلك المنتدى
أخي العزيز عبد الحكيم، تعلّم جيّداً قوّة نصوص انطباق الشفتين وما جرى بيننا من المناقشات في الموضوع، مما جعلك لا تنام في الليل وأظنّ أنّ رأسك بدأ يشتعل شيباً من موضوع الفرجة إذ تحمّلته سنين كالجبل على الظهر، ثمّ يأتي الواحد ويُعرّض من مقام ما تحمّلته بقوله: "وقرأت ردود عليك لا تعتبر إلا سفاهات من سفاهات المتدربين على السفاهات في ذلك المنتدى" وكأنّك أتعبت نفسك من أجل لا شيء وكان عليك أن تكتفي بنصّ الشاطبي لتُنهي الموضوع بسهوله.
وتعلم جيّداً أنّه يمكنني الردّ على هذا النصّ بسهولة بإذن الله تعالى ولكن لن أفعل. خلاص.
هناك مقولة عندنا تقول: اللي نعرّفُ باباه ما يَخلعني وليدُ
أي الذي أعرف أباه لن يخيفني ابنه. (ابتسامة).
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[29 Sep 2009, 09:30 م]ـ
أخي العزيز عبد الحكيم، تعلّم جيّداً قوّة نصوص انطباق الشفتين وما جرى بيننا من المناقشات في الموضوع، مما جعلك لا تنام في الليل وأظنّ أنّ رأسك بدأ يشتعل شيباً من موضوع الفرجة إذ تحمّلته سنين كالجبل على الظهر، ثمّ يأتي الواحد ويُعرّض من مقام ما تحمّلته بقوله: "وقرأت ردود عليك لا تعتبر إلا سفاهات من سفاهات المتدربين على السفاهات في ذلك المنتدى" وكأنّك أتعبت نفسك من أجل لا شيء وكان عليك أن تكتفي بنصّ الشاطبي لتُنهي الموضوع بسهوله.
.
الأخ المكرم / محمد يحيى شريف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل فهمت من كلامي أني أقلل من جهد الشيخ عبد الحكيم؟
إذا كنت فهمت ذلك فاسمح لي أن أصحح لك فهمك عني فإني إنما أقلل من ردود بعض رواد ذلك المنتدى وأحاول التخفيف عن أخينا الشيخ عبد الحكيم وما قلت عنهم إلا ما قاله تلامذة الشيخ عند الرد على مثل الأخت المتدربة , فهذا ما أردته فلا تقولني ما لم أقله , ولا شك أن هناك منصفين يريدون الحق وقد أبانه الشيخ عبد الحكيم ونحن نؤازره ونعاضده لأن ذلك من حقه علينا , فآمل أن أكون قد أوضحت لك , وكان من حقي عليك أن تواجهني أنا بالكلام ولكنك خاطبت الشيخ عبد الحكيم ولا أريد أن أظن بك إلا كل حسن فما أنت بالذي يفعل ذلك إفسادا وتحريشا , وفقنا الله وإياك للحق المبين.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[30 Sep 2009, 12:17 ص]ـ
أخي عبد الحكيم
أترضي أن يؤازرك من يستهزئ بالعلماء الكبار الذين يقولون بانطباق الشفتين؟
أترضي أن يعاضدك من يُسقط حكماً بهذه السخرية وقد قرأ به أسياد الأزهر كالسمنودي والشيخ عامر والزيّات عن مشايخهم؟
أترضى أن ينصرك من وصف النصوص المعتبرة الصحيحة بالسفهات؟
والله يأ أخي لو أنّ تلميذاً لي استهزأ بمن يقرأ بالفرجة لفعلت ما ينبغي فعله معه
وما أظنّ أنّ الفاعل يتجاوز العشرين من عمره لذا فإنّي أخاطب الشيخ عبد الحكيم بمثابة الوليّ اتجاه ابنه.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[30 Sep 2009, 12:51 ص]ـ
تقول: (أترضي أن يؤازرك من يستهزئ بالعلماء الكبار الذين يقولون بانطباق الشفتين؟)
يا أخي أين استهزأت بالعلماء أتكون الخصم والحكم في نفس الوقت؟ وهل الذين ردوا على الشيخ عبد الحكيم بمنتدى البحوث هم علماء؟ وهل ردهم فيه شيئ من العلم؟ اذهب واقرأ حتى لا تتهم غيرك بما فيك؟
وتقول: (أترضي أن يعاضدك من يُسقط حكماً بهذه السخرية وقد قرأ به أسياد الأزهر كالسمنودي والشيخ عامر والزيّات عن مشايخهم؟)
هذا من كذبك وافترائك وما قرأ هؤلاؤ الأفاضل إلا بالفرجة وقد أثبت ذلك الشيخ جمال القرش وغيره.
وتقول: (أترضى أن ينصرك من وصف النصوص المعتبرة الصحيحة بالسفهات؟)
الذي يقولني ما لم أقله هو السفيه ولا ريب أين هذا لم لا تثبته ترمي بغير دليل ,للأسف بالغت في إحسان الظن بك وما أنت إلا مفسد محرش تكذب وتتقول على الناس ما لم يقولوه؟ لماذا؟ هل بيني وبينك شيء؟
وتقول: (والله يأ أخي لو أنّ تلميذاً لي استهزأ بمن يقرأ بالفرجة لفعلت ما ينبغي فعله معه)
ما أظن أن مثلك يكون له تلاميذ.
وتقول: (وما أظنّ أنّ الفاعل يتجاوز العشرين من عمره لذا فإنّي أخاطب الشيخ عبد الحكيم بمثابة الوليّ اتجاه ابنه.)
منذ متى كان العلم بالسن؟ أليس هذا من سفاهاتك فأنا أرد عليك وعلى أمثالك من المتعالمين المغرورين , ولا تقحم الشيخ بيننا إن كنت شجاعا فواجهني ورد الحجة بالحجة وأثبت ما ترمي به من سفاهات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[30 Sep 2009, 02:21 ص]ـ
أخي عبد الحكيم
أترضي أن يؤازرك من يستهزئ بالعلماء الكبار الذين يقولون بانطباق الشفتين؟
أترضي أن يعاضدك من يُسقط حكماً بهذه السخرية وقد قرأ به أسياد الأزهر كالسمنودي والشيخ عامر والزيّات عن مشايخهم؟
أترضى أن ينصرك من وصف النصوص المعتبرة الصحيحة بالسفهات؟
والله يأ أخي لو أنّ تلميذاً لي استهزأ بمن يقرأ بالفرجة لفعلت ما ينبغي فعله معه
وما أظنّ أنّ الفاعل يتجاوز العشرين من عمره لذا فإنّي أخاطب الشيخ عبد الحكيم بمثابة الوليّ اتجاه ابنه.
السلام عليكم
أخي الكريم الشيخ محمد يحيي شريف
أقسم لك أني لا أعرف الشيخ طارق بن عبد الله من هو إلي الآن. وإن كنت أشرف بمعرفته.
ثم يا شيخنا لم أر أي استهزاء في كلامه والعبارات واضحة، والرجل طالبك بموضع الاستهزاء .. فأين هو؟؟
وطلب مقارعة الحجة بالحجة لا بالتلميح وسياقة العبارات الرنانة .. والشيخ ينتظر أجوبتك العلمية بعيدا عن تناول الأشخاص.
والسلام عليكم
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[30 Sep 2009, 09:52 ص]ـ
أخي عبد الحكيم تمعّن في هذه العبارة: "لا تعتبر إلا سفاهات من سفاهات المتدربين على السفاهات"
أليس هذا استهزاء؟ مع أنّ الأدلّة التي سُردت في ذلك المنتدى استدلّ بها أعلام العصر وهي نصوص صريحة للغاية مما جعلك تقول بالوجهين في المسألة أليس كذلك؟ ولم أقصد علماء المنتدى؟
أليس هذا استهزاء بما تضمنته تلك النصوص أو بما قد تتضمّنه إن سلّمنا ذلك.
أليس هذا تعريض من مقام من استدلّ بها من أعلام العصر مع صراحة مقتضاها.
كيف يريد الواحد أن يدخل ساحة النقاش ولا يدري أنّ السمنودي والزيات والشيخ عامر قرءوا بانطباق الشفتين عن مشايخهم؟ أرجوا أن تخبره أنت بذلك لكي يصدّق لأنّه كذّبني في ذلك.
كيف أتناقش مع أمثال هؤلاء؟
لم أتّهم أحداً بالجهل لا سيما من لا أعرف ولكن ينبغي على الأقلّ الشيء اليسير من النضج والتعقّل لأنّ الكلمة إذا خرجت من الفم لن تعود. ولم يأت بايّ جديد في القضية وقد قمت بالردّ على ما قد فهمته وفهمه من كلام الشاطبيّ في المنتدى البحوث ولا أريد تجرّع ما قد مُضغ مراراً وتكراراً.
ولا ننس أن الشيخ فرغلي غائب عن الساحة منذ أمد، فما الفائدة من الردّ عليه وهو غائب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هذا آخر كلامي في هذا الموضوع.
ـ[الجنيدالله]ــــــــ[30 Sep 2009, 12:54 م]ـ
ألا يسعكم السكوت في بحث ناقشتموه ليل نهار فلم تصلوا فيه لنتيجة مرضية؟
امنت بالله
اذا كان هذا نتيجة بحث وخلاف في الفرجة فما ستكون نتيجة خلافكم في اصل من اصول الدين او حكم شرعي؟
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا او ليصمت
للاسف - ولا أعني بكلامي الشيخين شريف وعبدالحكيم - ابتلي الناس بالمنتديات وسهولة الكتابة فيها وصار هم المرء منهم تسطير الصفحات وكثرة الكلام
وكأن الكتابة في المنتديات مما لا يحاسبون عليه
حفظنا الله والمسلمين من قيل وقال وكثرة السؤال واضاعة المال
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[30 Sep 2009, 01:13 م]ـ
رد: هذه رسالتي لقراء الشام الكرام
--------------------------------------------------------------------------------
عجييييييييييييب جدا منك ايها المقرئ
أن تدافع علبى شيوخك بذم الشيوخ الأخرين
عجيب منك وانت تصف نفسك بأنك المقرئ بأن تصف قرائ الشام بأنهم
ملفقون
مفترون
يلفقون الأباطيل
ثم أصلوا افتراءاتهم
سبحان الله
هل هذه أوصاف أناس قراء يحملون كتاب الله
والعجيب أيضا أن من تصفهم بالمفترين والملفقين هم كبار علماء الشام قاطبة
ومن أبرزهم العلامة المقرئ الشيخ ايمن سويد والعلامة المقرئ الشيخ يحيى الغوثاني
أما تستحي من وصفهمبهذه الأوصاف!!!!!!! أيها المقرئ وأنت تكتب في منتداهم
سبحان الله!!!!!!!!!!!!!
هل الشيخ يحيى الذي فتح لك صدره في هذا المنتدى يلفق الأباطيل!!!!!!!!!
وتصفه وأنت في بيته بأنه مفتري
سامحك الله
رد: هذه رسالتي لقراء الشام الكرام
--------------------------------------------------------------------------------
والله يا أيها الشيخ المقرئ تعجبت من أسلوبك وطريقتك وتأسفت أن يصدر منك هذا الكلام
وتبين لي بعد أن صبرت أياما وملكت أعصابي
انك تسرع باتهام غيرك بسرعة عجيبة
(يُتْبَعُ)
(/)
1 ـ تتهمني أنني ليس عندي ملكة القراءة .... !!!!!!!!!!
وأقول لك بكل تواضع أنا اسمي متدربة ولم أزعم أنني مثلك ((المقرئ)) (ماشاء الله)
2 ـ الأمر الثاني أنك كبرت لي اللون بالأحمر!!!!!!!!!
هل تظن أنني عمياء لا أرى ولا أفهم
يا شيخ لا تحتقر الآخرين ولا تستصغر عقولهم
3 ـ ثم تتهمني بأنني أثير الضغائن والفتن!!!
وأنا نقلت كلامك فلقد قلت بلسانك الذي سيأكله الدوود يوما ما
(ملفقون مفترون يلفقون الأباطيل
ثم أصلوا افتراءاتهم .....
من هؤلاء بالله عليك؟؟؟؟
والرسالة موجهة لقراء الشام .........
فأنت أخرجت منهم د يحيى ود ايمن وقلت أنهم من أهل الإنصاف (الحمد لله هذا اعتراف منك ونرجوك أن تثبت عليه ... )
إذن من هم القراء الشاميون الذين وصفتهم بأنهم ملفقون
مفترون
يلفقون الأباطيل
ثم أصلوا افتراءاتهم
أخبرني
هل هم من الأحياء أم من الأموات؟؟؟؟
من تقصد بالضبط منهم؟؟؟؟
وأخيرا تقارن بيني وبين الشيطان؟؟؟؟؟!!!!!! سامحك الله
لقد قرأتك ردك منذ أن سودته يداك التان سيشهدان عليك يوم القيامة ..... ولكنني احتراما لك ولذكوريتك لم ارد عليك
حتى جاء الأخ أحمد نجاح محمد وقال عن كلامك بأنه ((فكم أنا معجب ببحوثكم أيما إعجاب، فللمرة الرايعة أدخل على مواضيعكم فتصيبنى الدهشه من براعة الأسلوب والتميز فى السرد وتمنيت لو تعرفت على حضرتكم)))
سبحان الله
يا أخ نجاح أهذه براعة؟؟؟؟؟
أن يتهم قراء الشام قاطبة دون استثناء هذه براعة أسلوب
سبحانك ربي
رد: هذه رسالتي لقراء الشام الكرام
--------------------------------------------------------------------------------
إما أن أعيد الناس للحق.
وإما أن يعيدني الناس للحق
أنتبه أيها الشيخ المقرئ لما تقول!!
أعيد الناس
هذه كلمة كبيرة جدا وخطيرة
وميزان غريب جدا
أن تضع نفسك في كفة والناس كلهم في كفة
وهذا الكلام يتضمن أمرين
1 ـ إما أن يكون الناس على باطل وأنت تريد أن تعيدهم إلى الحق
2 ـ وأما أن تكون أنت وحدك على الباطل وهم يعيدونك للحق
من أنت (مع تقديري لعلمك ولمقالاتك) ...... حتى تعيد الناس وكأنك المصلح الكبير)
كأنني أسمع حديث رسول الله صلى الله عليه ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا ..... ))
وأما قولك:
أما من أقصدهم من الشيوخ شيخان هما في نفسي ولا أريد ذكر الاسم.
وأخيرا نطقت بقصدك .... الحمد لله لو نطقت من قبل لأرحتنا من هذا الجدل
يعني نستطيع أن نقول إن رسالتك موجهة لشخصين فقط وليس لقراء الشام
وأن هذين الشخصين هما من لفقوا وافتروا الأباطيل!!!!!!!!!!! وأنا مصرة أن أكرر لك لفظتك حتى تنزعج منها أو تحذفها
وأنا كفتاة مؤمنة محبة للعلماء وللشيوخ القراء يصعب علي تصور أن شيخا يوصف بأنه حافظ للقرآن ويفتري ويلفق الأباطيل مهما كان شأنه إذن هو لا يسمى شيخاً ولا يكون مؤتمنا على كتاب الله يعلمه ويقرئه
وملاحظتي الأخيرة مادام أن الأمر يتعلق بشيخين مخصوصين فلماذا عممت الوصف لجميع شيوخ قراء الشام
ولماذا لم تتناصح مع الشيخين سراً فلعلهما يرجعا إلى الصواب ولماذا فضحتهما على الملأ
وهل بالفعل هما يستحقان وصف الافتراء وتلفيق الأباطيل؟؟؟؟
أرجو أن تخبرني على الخاص من هما وأنا كفتاة مستعدة أن أتدخل كوسيطة للصلح بينكما وتعطوني حلاوة المصالحة ........ (طبعا أمزح)
وتحياتي للجميع
هذه بعد السفاهات التي قصدت نقلتها لك آسفا مع أنك تعلمها وتعلم أني أقصدها ولا أقصد ما ترمي إليه ومع ذلك تصر على أن تلصق بي ما ليس مني فحسبي الله.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[30 Sep 2009, 02:26 م]ـ
أخي عبد الحكيم تمعّن في هذه العبارة: "لا تعتبر إلا سفاهات من سفاهات المتدربين على السفاهات"
أليس هذا استهزاء؟.
السلام عليكم
سيدي الفاضل الشيخ طارق يقصد ب (سفاهات المتدربين) بنت اسمها " متدربة " في منتدي البحوث، وهي متدربة علي السفه، ولا أظنه يقصد فضيلتكم أو غيركم ممن قالوا بالإطباق.
كيف يريد الواحد أن يدخل ساحة النقاش ولا يدري أنّ السمنودي والزيات والشيخ عامر قرءوا بانطباق الشفتين عن مشايخهم؟ أرجوا أن تخبره أنت بذلك لكي يصدّق لأنّه كذّبني في ذلك.
.
سيدي الفاضل الأشرطة التي بين أيدينا تقول بأنهم قرؤوا بالفرجة، والشيخ السمنودي أخبر بأنه قرأ بالفرجة علي الشيخ حنفي السقا كما هو في شريط في منتدي قراء القرآن للشيخ أحمد حامد.
الشيخ فرغلي لم أتحدث عنشخصه بشئ.والله أعلم
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[30 Sep 2009, 06:48 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عبد الحكيم والشيخ أحمد حامد حفظه الله هو أحد مشايخي الذين تلقيت عنهم رواية حفص عن عاصم وهو قد تلقى عن عدد كبير من الشيوخ منهم الشيخ عبد الحليم بدر عطا الله والشيخ عبد الباسط هاشم والشيخ إبراهيم عطوة عوض والشيخ عبد الله الجوهري والشيخ عبد الرازق البكري والشيخ عبد العزيز عبد الحفيظ وهو على الشيخ الزيات وكلهم أقرأوه بالفرجة كما أني قرأت برواية حفص على الشيخ عبد الرازق البكري والشيخ عبد الله الجوهري والشيخ عبد الباسط هاشم وقرأت بالقراءات العشر من طريق الشاطبية والدرة على الشيخ محمد الفرماوي قطب حماد وهو على الشيخ عامروقرأت على الشيخ إبراهيم عطوة عوض وهو قرأ على الشيخ عبد الفتاح الهنيدي فهو من طبقة الشيخ الزيات وكلهم قرأت عليه بالفرجة ولشيخنا الشيخ أحمد كتاب قيم في الرد على القائلين بالإطباق أسماه إرشاد القراء إلى كيفية الإقلاب والإخفاء وقد ألفه بعد لقائه ونقاشه مع الشيخ أيمن سويد الذي قال عن الإمام الجمزوري: (دا شيخ على أده بتاع أطفال) والكتاب مطبوع بدار الإمام أحمد بن حنبل بالقاهرة.
وفيه حجج مقنعة لكل منصف متجرد طالب للحق والشيخ بحوزته تسجيلات لكبار شيوخ مصر يقولون بالفرجة بل وبأنها هي الوجه الصحيح , وما زال لدينا ـ أقصد القائلين بالفرجة - ما زال لدينا حجج كثيرة ونقولات أكثر فإن كان إخواننا يريدون نقاشا علميا فنحن إن شاء الله مستعدون ليس لنثبت صحة ما نحن عليه بل لنصل للحق مع من كان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[01 Oct 2009, 01:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عبد الحكيم والشيخ أحمد حامد حفظه الله هو أحد مشايخي الذين تلقيت عنهم رواية حفص عن عاصم وهو قد تلقى عن عدد كبير من الشيوخ منهم الشيخ عبد الحليم بدر عطا الله والشيخ عبد الباسط هاشم والشيخ إبراهيم عطوة عوض والشيخ عبد الله الجوهري والشيخ عبد الرازق البكري والشيخ عبد العزيز عبد الحفيظ وهو على الشيخ الزيات وكلهم أقرأوه بالفرجة كما أني قرأت برواية حفص على الشيخ عبد الرازق البكري والشيخ عبد الله الجوهري والشيخ عبد الباسط هاشم وقرأت بالقراءات العشر من طريق الشاطبية والدرة على الشيخ محمد الفرماوي قطب حماد وهو على الشيخ عامروقرأت على الشيخ إبراهيم عطوة عوض وهو قرأ على الشيخ عبد الفتاح الهنيدي فهو من طبقة الشيخ الزيات وكلهم قرأت عليه بالفرجة ولشيخنا الشيخ أحمد كتاب قيم في الرد على القائلين بالإطباق أسماه إرشاد القراء إلى كيفية الإقلاب والإخفاء وقد ألفه بعد لقائه ونقاشه مع الشيخ أيمن سويد الذي قال عن الإمام الجمزوري: (دا شيخ على أده بتاع أطفال) والكتاب مطبوع بدار الإمام أحمد بن حنبل بالقاهرة.
وفيه حجج مقنعة لكل منصف متجرد طالب للحق والشيخ بحوزته تسجيلات لكبار شيوخ مصر يقولون بالفرجة بل وبأنها هي الوجه الصحيح , وما زال لدينا ـ أقصد القائلين بالفرجة - ما زال لدينا حجج كثيرة ونقولات أكثر فإن كان إخواننا يريدون نقاشا علميا فنحن إن شاء الله مستعدون ليس لنثبت صحة ما نحن عليه بل لنصل للحق مع من كان.
السلام عليكم
ما شاء الله عليك يا شيخ طارق قلتَ: (كما أني قرأت برواية حفص على الشيخ عبد الرازق البكري والشيخ عبد الله الجوهري والشيخ عبد الباسط هاشم .. )
هؤلاء أيضا من شيوخي إلا أني كنتُ أجالس الشيخ عبد الرزاق البكري رحمه الله في مقرأته وكان يحبني كثيرا.
ولكن الشيخ الجوهري علم أني أقرأ عليه فغضب مني فآثرت الجوهري علي غيره.
وقولكم: (وقد ألفه بعد لقائه ونقاشه مع الشيخ أيمن سويد الذي قال عن الإمام الجمزوري: (دا شيخ على أده بتاع أطفال) والكتاب مطبوع بدار الإمام أحمد بن حنبل بالقاهرة.)
الشيخ الجمزوري له تأليف رائع في تحريرات الشاطبية وله ملاحظات دقيقة، وله نظم رائع في رواية ورش حققه الشيخ محمود عبد الرحمن .. فهل يكون مثل هذا " بتاع أطفال "؟؟
وقولكم: (وما زال لدينا ـ أقصد القائلين بالفرجة - ما زال لدينا حجج كثيرة ونقولات أكثر فإن كان إخواننا يريدون نقاشا ... )
أخي الكريم أصحاب الإطباق انتهت حججهم وعلي رأسهم محمد يحيي شريف مرة يناقش ويحتج بعدم وجود دليل واحد علي الفرجة.
وفي الثانية يحتج بوجود نص للجعبري يقول بالفرجة ويدعي أنها انفرادة للجعبري.
وفي الثالثة حدث طغيان فكرة عنده فذهب إلي أن الخلاف لفظي وهكذا .. ولكنه صاحب قلب طيب، وصاحب علم جيد إلا أنه قد يعثر الجواد.
والسلام عليكم
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[01 Oct 2009, 10:59 ص]ـ
وإن عدتّم عدنا
أنا في اتنظار هذه الحجج الجديدة
وأنا مستعدّ من جديد
ولن أملّ حتّى تملّوا
أخي عبد الحكيم
أتعرف قصّة مصمار جُحا ............... (ابتسامة)
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[01 Oct 2009, 11:48 ص]ـ
وإن عدتّم عدنا
أتعرف قصّة مصمار جُحا ............... (ابتسامة)
السلام عليكم
أولا: يا شيخ محمد الشيخ طارق هو الذي سيناقشك في هذه المرة.
هي كلمة مصمار جحا عندكم في الجزائر (بالسين أم بالصاد) يعني مسمار ـ مصمار
فالقصة التي أعرفها بالسين ولا أعرف قصة المصمار بالصاد " ابتسامة "
وبالتوفيق للمتحاورين.
والسلام عليكم
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[01 Oct 2009, 12:05 م]ـ
أخي عبد الحكيم
نحن ننطقها بالصاد ولها وقع خاصّ ودلالة قوّية عندئذ
أنا مستعد للنقاش ولكن بشرط
لا أردّ إلا على الجديد من الأدلّة فقط ولن أتعدّى ذلك لأننا مللنا وملّ من معنا من إعادة ما ذكر.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[01 Oct 2009, 10:30 م]ـ
يا شيخ شريف أنت لا ترد السلام فكم من سلام بدأت به مشاركاتي بل ووجهته إليك شخصيا فلم ترد التحية ألا تعلم أن رد السلام فريضة بينما إلقاؤه سنة وإلقاؤه أفضل من رده فهل لك أن تفسر لنا كيف تكون السنة أفضل من الفريضة , وإذا أردت مرجعا تبحث فيه عن إجابة مثل هذا السؤال فعليك بشرح العلامة ابن عثيمين رحمه الله على رياض الصالحين وقد نظمت كلامه فقلت:
وكل فرض له في الشرع منزلة = فوق المباح وفوق الندب والسننِ
فما سنة تفوق الفرض فاضلة = بالله هل عندك من علم فتخبرني
فإذا رددت ما تقدم من سلام وأجبت على هذا السؤال باحترام فحينئذ سأبدأ معك الكلام.
وأما شيخنا عبد الحكيم فقد شرفت بمعرفته في هذا الملتقى القيم وجزاه الله خير الجزاء ولابد أن تكون له إضافات مفيدة وتعقيبات بإذن الله سديدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو هاني]ــــــــ[01 Oct 2009, 11:01 م]ـ
وعلى الإخوة الكرام سلام الله ورحمته وبركاته
كنت حسبت الأمر انتهى بما قدَّمتُ منذ عشرين عاما وما قدَّمه الدكتور غانم قدوري ونتيجة البحث المنصف أنه ليس في العربية صوت لغوي ينتج بالصورة التي يصفها أصحاب الفرجة بين الشفتين في الإقلاب وفي الإخفاء الشفوي للميم. والأداء القرآني المجوّد أجلّ من أن يفغر القارئ فاه بالصورة التي تقع بها الفرجة، ويا لها من فرجة
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[02 Oct 2009, 12:56 ص]ـ
والأداء القرآني المجوّد أجلّ من أن يفغر القارئ فاه بالصورة التي تقع بها الفرجة، ويا لها من فرجة
أخي أبا هاني هل تناقش خيالا؟ هل القائلون بالفرجة يفغرون أفواههم كما وصفت؟ إذا كنا نريد الحق فلا ينبغي لنا أن نهول ونقول الناس ما لم يقولوه؟ ألا يمكننا أن نقول عن المطبقين الذين يقولون بعدم الكز: والأداء القرآني المجوّد أجلّ من أن يفغر القارئ فاه بالصورة التي تقع بها عدم الكز، ويا له من عدم كز.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[02 Oct 2009, 01:02 ص]ـ
أخي طارق
وعليكم السلام ورحمة الله
أعتذر عن قسوتي عليكم فيما قد سبق حيث ما فهمت مقصودكم من الردّ فكنت أظنّ أنّه ردّ على الحوارات التي دارت بيني وبين أخي الشيخ عبد الحكيم في منتدى البحوث
فأعتذر لكم مرّة أخرى
قبل البدأ في النقاش أريد أن أخبرك أنّ النقاش في قضيّة الفرجة قد طال جداً وملّ الناس منه وحتّى أنا مللت منه إذ ناقشته وما زلت مع أخي عبد الحكيم منذ سنوات وفي عدّة منتديات بما فيها منتدى البحوث وهذا المنتدى لذا فإنّي أطلب منك أن تطّلع على النقاشات التي دارت بيني وبين الشيخ عبد الحكيم حتّى لا أعيد ما قد كتبته مراراً وتكراراً. وما يهمّني في هذا النقاش إلاّ الحجج الحديدة التي ستأتي بها حتّى لا يفوتني شيء من النصوص الواردة في الباب.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[02 Oct 2009, 01:08 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ شريف وأسأل الله عز وجل أن يجعلنا جميعا معرفة خير وأن يهدينا جميعا للحق , وإن شاء الله عز وجل سأطلع على ما سبقني من نقاشكم وسآتيك بالجديد إن شاء الله , وجزى الله كل من ناقش لبيان الحق خير الجزاء.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[02 Oct 2009, 01:31 ص]ـ
وعلى الإخوة الكرام سلام الله ورحمته وبركاته
كنت حسبت الأمر انتهى بما قدَّمتُ منذ عشرين عاما وما قدَّمه الدكتور غانم قدوري ونتيجة البحث المنصف أنه ليس في العربية صوت لغوي ينتج بالصورة التي يصفها أصحاب الفرجة بين الشفتين في الإقلاب وفي الإخفاء الشفوي للميم. والأداء القرآني المجوّد أجلّ من أن يفغر القارئ فاه بالصورة التي تقع بها الفرجة، ويا لها من فرجة
السلام عليكم
شيخنا وأستاذنا الفاضل أبو هاني .. تحية طيبة
النتيجة التي توصل لها د/ غانم نتائج قديمة، وذكر د/ غانم في هامش كتابه بأنه لم يجد نصا يقول بالفرجة ـ هذا من وجهة نظره حفظه الله ـ.
بالتأكيد الأمر اختلف عند فضيلته بعد إطلاعه علي نص الجعبري والوصف الدقيق جدا لأداء الفرجة.
سكن لإخفا اقلب والإطباق اتقي .. واتمم لشد المحض ضمن الثاني
هذا البيت شهد جميع من في المنتدي بما فيهم الآخذين بمذهب الإطباق بأن النص في الفرجة، ولا غبار علي ذلك. وتوقفوا حتي ينظروا بأنفسهم للمخطوطة .. ثم نظروا فيها فآمنوا.
د/ أنمار أقسمت عليه أن يزن البيت إلي الآن لم يفعل.
لربما في ذهول من البيت ولم يصدق نفسه.
ولربما يبحث إلي الآن عن نص صريح للجعبري يستطيع أن يدفع به البيت.
ولربما يبحث إلي الآن عن نص مشابه يتحدث عن الإطباق صراحة.
ولربما ينتظر حتي يظهر أمر آخر .. ونحن في انتظاره.
وأخبرني فضيلة اللواء الشيخ زكي طلبه بأنه التقي بالشيخ أيمن سويد في المملكة السعودية وأعطاه كتاب " إقامة الحجة علي من أنكر الفرجة "
ولعل الشيخ أيمن سويد يبحث مثل بحث د/ أنمار وينظر كيف يعتذر عن اتهام الشيخ عامر السيد عثمان بأنه أول من قال بالفرجة.
فكلام ابن الجزري والداني وخاصة كلام المرعشي الذي أقر به كثير من أهل الإطباق بما فيهم د/ غانم حفظه الله ـ حيث لم يجد تبريا لما قاله المرعشي رحمه الله .. ولو أمعن فضيلته النظر في كلام المرعشي مرة أخري لأقر صراحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
سيدي الفاضل أبا هاني .. هل لك اعتراض علي قول الجعبري؟
هل لفضيلتكم توجيه لكلامه سوي القول بالفرجة؟؟
فإذا أقررت بأن النص يؤيد الفرجة .. فالقضية انتهت لورود ذلك عن القدامي
فإن أنكرت هذا النص دون تأويل مقنع فقد خالفت المنهج العلمي في البحث من حيث أن الإدعاء بعدم وجود نص واحد قبل الشيخ عامر وثبت عكسه.
والسلام عليكم
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[02 Oct 2009, 01:55 ص]ـ
السلام عليكم
وأخبرني فضيلة اللواء الشيخ زكي طلبه بأنه التقي بالشيخ أيمن سويد في المملكة السعودية وأعطاه كتاب " إقامة الحجة علي من أنكر الفرجة "
ولعل الشيخ أيمن سويد يبحث مثل بحث د/ أنمار وينظر كيف يعتذر عن اتهام الشيخ عامر السيد عثمان بأنه أول من قال بالفرجة.
أخي الشيخ عبد الحكيم وإخواننا الكرام إن الشيخ أيمن سويد لم يتهم الشيخ عامر وحده وكان يكفيه ثقلا أن يتهم ذلك الجبل بما هو بريء منه بأنه أول من قال بالفرجة ولكنه اتهمه اتهاما آخر أخطر واتهم معه خمسة جبال من القراء ألا وهم قراء المصاحف المرتلة الخمسة فقد اتهم الشيخ عامر بأنه أكرههم على أن يتركوا ما تلقوه وقرءوا به من الإطباق ليقرءوا بالفرجة التي أحدثها ـ على حد اتهام الشيخ السويد له ـ وهذا ليس اتهام للشيخ عامر وحده بل اتهام لهؤلاء الخمسة (مصطفى إسماعيل وعبد الباسط والمنشاوي والبنا والحصري) بأنهم تركوا ما تلقوه وفرطوا فيه وقرءوا بالخطأ متعمدين لكي ينالوا شهرة بالإذاعة , وهذا اتهام خطير لقرائنا وما يدرينا لعلهم غيروا أحكاما أخرى ولربما يظهر علينا بعد عشرين عاما من يقول أنهم أخطأوا في حكم جديد مكرهين ليظهروا بالإذاعة وأنه جلس عشرين عاما يبحث المسألة حتى خرج بهذا الذي لم يأت به الأولون.
أين قوله تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) فالله حافظ كتابه مكتوبا فلا تبديل لكتابته ومنطوقا فلا تبديل لنطقه فكيف تكون النسخ الخمس الأولى من الذكر منطوقا قد بدلت وغيرت ولم يحفظها الله من التبديل بل قد تواطأ أهلها على ذلك التبديل أيقول بما يلزم منه هذا عاقل؟
سبحانك هذا بهتان عظيم.
منقول من رد الشيخ محمد بن عيد الشعباني على الشيخ أيمن سويد.
ـ[أبو هاني]ــــــــ[02 Oct 2009, 09:26 م]ـ
وعليك السلام أخي الأستاذ الفاضل الشيخ عبد الحكيم
القول بأن الشيخ عامر هو أول القائلين بالفرجة ليس أمرا ذا بال؛ المراد أنه في وقتنا القريب هو من أعاد الأمر جَذَعًا وأكرهَ القارئين والمعلِّمين عليه إكراها. وليس يعني نسبة القول بالفرجة إلى أحد القدامى أنه على صواب إذا كان منفردا وقال بها من لدن نفسه، وأين ذلك من الوصف المُعايَن الذي ذكره آخرون كابن الباذش؟
أما القراء الذين سجلوا مصاحف مرتلة فهم يقربون من عشرة؛ أضف: علي حجاج السويسي ومحمود عبد الحكم والشحات أنور وربما عبد الباري محمد. واتهامهم باتباع رأي الشيخ عامر سعيا وراء الشهرة في الإذاعة لا يصحّ؛ فلقد كان معظمهم مشهورا من قبل ذلك، وأحيلك على كتاب الجمع الصوتي الأول للقرآن للدكتور لبيب السعيد فقد سجّل فيه تاريخ فكرة المصحف المرتل وبداية تنفيذها بتسجيل الشيخ الحصري وتفرّد مصحفه سنين عددا في إذاعة القرآن الكريم المصرية؛ فهو يشير إلى استعفاء الشيخ عبد الفتاح القاضي وهو حمو الشيخ الحصري من الإشراف على التسجيل وإني أفسّر استعفاءه برغبته في تجنب الجدال مع الشيخ عامر، وهل يُعقَل الاستعفاء من هذا الأمر لأي شاغل دنيوي؟
وأعود مرة أخرى فأقول: هل في وصف الأصوات العربية وطرائق نطقها ميم تكون معها الشفتان غير ملتصقتين؟ لقد شاهدتُ بعينيّ على القناة المصرية الثانية عام 1989القارئ ع. ن. يعاني وهو يوجّه شفتيه ناحية شِدقه الأيسر وقد ترك بينهما مساحة تكاد تتسع لبندقة إلى أن انقضت الغنة ثم عاد لينطق الباء، وليس من التجويد ولا من النطق المعتاد مثل هذا العناء.
ثم إنه قد نُقِل عن الشيخ عامر رجوعه عن رأيه في أخريات أيامه، لكن الأمر كان قد مضى.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[02 Oct 2009, 10:51 م]ـ
[ align=center][size=5][font=Traditional Arabic][color=#0000FF][quote] وعليك السلام أخي الأستاذ الفاضل الشيخ عبد الحكيم
القول بأن الشيخ عامر هو أول القائلين بالفرجة ليس أمرا ذا بال؛ قد كان أمرا ذا بال بل كان الشغل الشاغل للقائلين بالإطباق فما باله أصبح غير ذي بال , ويوشك أيضا أن يصبح كل ما كان ذا بال من أقوال المطبقين غير ذي بال.
المراد أنه في وقتنا القريب هو من أعاد الأمر جَذَعًا وأكرهَ القارئين والمعلِّمين عليه إكراها.
وهم استجابوا لهذا الإكراه ولم يجاهدوه فهل يؤتمنون على كتاب الله عز وجل بعد ذلك هل يقرءونه قراءة صحيحة في اليسر ويقرءونه خطأ في الكره؟ الحمد لله أن النصارى أغبى من كثير ممن يقول بما يلزم من قوله ما يتمسك به النصارى طعنا في كتابنا لو كانوا مثله في الغباء.
وليس يعني نسبة القول بالفرجة إلى أحد القدامى أنه على صواب إذا كان منفردا وقال بها من لدن نفسه، وأين ذلك من الوصف المُعايَن الذي ذكره آخرون كابن الباذش؟
هذا هو ابن الباذش يصف الإخفاء بما يدل على الفرجة دلالة بينة لكل منصف قال رحمه الله:قال لي أبي رضي الله عنه: المعول عليه إظهار الميم عند الفاء والواو والباء FF0000.( الإقناع في القراءات السبع ص 65 طبع دار الصحابة).
فهل تريد فرجة أوضح من هذه الفرجة التي دل عليها كلام ابن الباذش نقلا عن أبيه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو هاني]ــــــــ[03 Oct 2009, 04:15 م]ـ
وإن تكن طبعة دار الصحابة هي غير المعتمدة فقد دخل في كلامك شيء من التدليس بحجب بقية ما في النص وسأرفقه مع هذه المشاركة، وسأتوقف عن الرد على مشاركاتك حتى أتبين معرفتك الجيدة باللغة العربية وتقاليد الحوار الملتزم.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[03 Oct 2009, 05:18 م]ـ
أوكلما عجز أحدكم عن رد الحجة بالحجة انسحب بهذه الطريقة فلا أقول إلا قوله تعالى (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا).
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[03 Oct 2009, 08:19 م]ـ
لو رجعت إلى النص الملحق لكان لك جواب آخر
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[04 Oct 2009, 12:13 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
إنّ ابن الباذش يقول بإظهار الميم عبد الباء ولا يرى بالإخفاء بغضّ النظر هل الخلاف لفظيّ أم لا.
فالإخفاء عنده هو زوال مخرج الحرف المخفى كما هو الحال في النون.
فأراد أن يقول رحمه الله تعالى أنّ الميم تظهر عند الواو والفاء والباء لأنّ لفظها لا يزول كما هو الحال في النون المخفاة التي يزول مخرجها فيبقى الصوت جارياً من الخيشوم.
والدليل على ذلك أنّ الميم تظهر عند الواو والفاء ولا يكون ذلك إلاّ بانطباق الشفتين عند النطق بالميم، وقد عطف الباء على الفاء والواو، دلّ أنّ الميم تخرج بانطباق الشفتين عند الباء أيضاً إذ هي عنده مظهرة كما هو الحال مع الواو والفاء.
أقول: إن كانت الميم تُخفى إخفاءً حقيقياً عند الباء فلا يصلح هذا النصّ كدليل على الفرجة لأنّه يتحدّث على الإظهار المحض الذي لا يزول به مخرج الحرف المخفى.
وإن كان الخلاف لفظياً فهو دليل على بطلان الفرجة لأنّ الميم لم يزل مخرجها ولا ينبغي أن يزول كما قال: " ولا يتجه إخفاؤه عندهن إلا بأن يزال مخرجها من الشفة ويبقى مخرجها من الخيشوم كما فعل ذلك في النون المخفاة" لذلك كان مذهبه الإظهار كما قال: " المعول عليه إظهار الميم عند الفاء والواو والباء ولا يتجه إخفاؤه "
خلاصة كلام ابن باذش باختصار: أنّ الميم لا تُخفى عند الباء والفاء والميم لأنّها لا تزول، وإخفاؤها لا يتّجه لأنّ ذلك سيؤدّي إلى زوال ذاتها كما هو الحال في النون المخفاة وذلك ممتنع. لذا فلا ينبغي معاملة الميم كالنون لأنّ الأولى لا تزول والثانية تزول.
والذي يظهر أنّ ابن الباذش اعتبر أنّ الإخفاء يستلزم زوال الذات وهذا فيه نظر لأنّ في إخفاء الحركة مثلاً لا يزول ذات الحرف بالكلّية بل يبقى بعضها لأنّ اللسان يقرع الحنك ولو ببعض الحركة لذا فالمخرج ما زال بالكليّة.
فنخلص مما سبق أنّ الإخفاء لا يستلزم زوال الذات فهو بحسب الحالات ففي النون يزول ذاتها وفي الحركة يزول بعضها وفي الميم لا تزول البتّة.
والعلم عند الله تعالى.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[04 Oct 2009, 12:40 ص]ـ
وفسر الماء بعد الجهد بالماء.
ـ[أبو هاني]ــــــــ[04 Oct 2009, 06:22 ص]ـ
إلى الأخوين الفاضلين حكيم منصور ومحمد يحيى شريف
سلام الله عليكما ورحمته وبركاته
أرفع هنا مزيدا مما ذكره ابن الباذش تكملة مصاحبة للمرفق السابق
أود أن تلاحظا: أطبق شفتيه على الحرفين إطباقا واحدا
هذه العبارة توضح معنى الإخفاء عموما
والسلام عليكما
ـ[أبو هاني]ــــــــ[04 Oct 2009, 06:29 ص]ـ
معذرة لم يرفع المرفق مع المشاركة السابقة وهاهوذا
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[04 Oct 2009, 09:29 ص]ـ
لماذا لا تلصق لنا هاتين الصفحتين في مشاركتك , لماذا تجعلها في ملف مرفق ولا يمكن نسخه ولصقه إنكم يا مطبقون أطبقتم على الهوى وعدم الانصياع للحجة الواضحة فابن الباذش يقول في ملفق المرفق: (وقال لي أبو الحسن ابن شريح فيه بالإظهار ولفظ لي به فأطبق شفتيه على الحرفين إطباقا واحدا.) وأنت تصر أنه يصف الإخفاء وهو يصف الإظهار حتى أئمة السلف ما سلموا من تقويلكم لهم ما لم يقولوه فكيف يسلم الإمام عامر عثمان أو تلاميذه؟
إنني أخاطب العقلاء وقليل ما هم , يا أيها العقلاء إذا كان الإخفاء بالإطباق كما يزعم هؤلاء فما الفرق بينه وبين الإظهار؟ أيكون الإظهار بالإطباق والإخفاء أيضا بالإطباق أيقول بهذا عاقل؟
(يُتْبَعُ)
(/)
إن شيخكم أيمن سويد لما ضاقت عليه الحجة وشيخنا أحمد حامد يناقشه حول وصف الإخفاء واستلزامه للفرجة فقال الرجل: (لو كنت في وقتهم لسميته إظهارا بغنة) فالرجل وإن كان مفلسا من الحجة إلا أنه ما زال لم يفقد عقله مثل من قلده فأقر أن تسميته بالإخفاء يقتضي الفرجة , فهل تقرون بما أقر به كبيركم أم أنكم في هذي ليس لكم كبير , مع أن الحق أكبر من كل كبير , فالرجوع له خير من التمادي في الباطل.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[04 Oct 2009, 11:16 ص]ـ
فابن الباذش يقول في ملفق المرفق: (وقال لي أبو الحسن ابن شريح فيه بالإظهار ولفظ لي به فأطبق شفتيه على الحرفين إطباقا واحدا.) وأنت تصر أنه يصف الإخفاء وهو يصف الإظهار
إذا كان الإخفاء بالإطباق كما يزعم هؤلاء فما الفرق بينه وبين الإظهار؟ أيكون الإظهار بالإطباق والإخفاء أيضا بالإطباق أيقول بهذا عاقل؟
إن شيخكم أيمن سويد لما ضاقت عليه الحجة وشيخنا أحمد حامد يناقشه حول وصف الإخفاء واستلزامه للفرجة فقال الرجل: (لو كنت في وقتهم لسميته إظهارا بغنة).
السلام عليكم
بارك الله فيك يا شيخ طارق هكذا يكون الجمع بين النصوص. وإخواننا يبحثون عن أي كلمة فيها كلمة إطباق ليستدلوا علي قولهم.
ولو أمعنوا النظر في كلام ابن الباذش لوجدوه يتحدث عن الإظهار كما ذكر الشيخ محمد يحيي، وأدل دليل علي ذلك أنه في نهاية كلامه استدل بقول سيبويه وقام بتقوية قوله .. وحاول توجيه قول الفراء وابن مجاهد علي مذهبه.
ومعلوم لدي الجميع أن سيبويه لم يحك في حكم الميم مع الباء سوي الإظهار.
وقول ابن الباذش لا ينبغي أن تحمل النون علي الميم " دليل أيضا أن يفرق بين حكم النون مع الباء وبين حكم الميم مع الباء.
وعليه فحكم النون مع الباء عنده يكون بإزالة المخرج الذي ذكره في مطلع كلامه.
وحكم الميم مع الباء عنده لا يكون بإزالة المخرج لأنه من القائلين بالإظهار.
ومعلوم أن ابن الجزري والداني وغيرهما من الأئمة لم يفرقوا بين حكم القلب وبين إخفاء الميم الصريحة، واختاروا الإخفاء .. فعلي أي وجه يكون الإخفاء؟ بالتأكيد علي وجه حكم القلب، والقلب ذكره ابن الباذش ووصفه بإزالة المخرج.
ولذلك ذهب د / جبل إلي الفرجة في حكم القلب دون حكم إخفاء الميم.
وأعتقد أن د / جبل لو علم أن ابن الباذش يتحدث عن الإظهار في الإخفاء، لجعل حكمهما واحد.
وهذا هو الصواب الذي لا محيد عنه في قول ابن الباذش رحمه الله تعالي ـ
.والله أعلم
يا شيخ طارق طريقة كتابتك قريبة من طريقة كتابة الشيخ الشعباني.
والسلام عليكم
والسلام عليكم
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[04 Oct 2009, 11:34 ص]ـ
أقول وأعيد
خلاصة كلام ابن الباذش أنّ الميم مظهرة عنده لعدم زوال ذاتها، أمّا على القول بأنّها مخفاة فهذا يُبطل الفرجة تماماً لأنّها مخفاة مع انطباق الشفتين. إذن فهذا النصّ لا يصلح للاستدلال به.
وأمّا قول أخي طارق:
وفسر الماء بعد الجهد بالماء
فإمّا أنّه لم يفهم النصّ ولم يفهم تعليقي عليه، وإمّا يريد أن يحيد عن الجواب.
أخي طارق هات الأدلّة الأخرى.
وأنا في الانتظار.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[04 Oct 2009, 11:52 ص]ـ
السلام عليكم
قولكم يا شيخ محمد ( .. لأنّها مخفاة مع انطباق الشفتين)
هل هذا من قول ابن الباذش؟
والسلام عليكم
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[04 Oct 2009, 12:52 م]ـ
وعليكم السلام
جزاك الله خيرا يا شيخ عبد الحكيم فقد أتيت بالحق أبلج كما قال أبو العتاهية:
الباطل الدهر يلفى لا ضياء له = والحق أبلج فيه النور يأتلق
فكلام المنصفين عليه نور الحق والإنصاف فجزاك الله خيرا من منصف موفق بإذن الله تعالى , وأقول لأخي الفاضل محمد شريف أتريد أن آتيك بالجديد لتتعامل معه كما تعاملت مع القديم , وأذكر أني سألتك سؤالا مهما وإن كان خارج نقاشنا لكنه مرتبط بك فلم تجبه فارجع إليه لعلك إذا أجبت عليه تعرف كيف تتعامل مع الجديد الذي وعدتك به , والسلام عليكم.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[04 Oct 2009, 01:56 م]ـ
أخي عبد الحكيم: ملكش دعوة في النقاش لأنّه حوار خاصّ بيني وبين أخي طاق،
ولكنّي أعرفك، ستتدخّل إن وقع صاحبك في المأزق فتحاول أن تنحرف بالموضوع في اتّجاه آخر.
اترك صابحك يدافع عن نفسه إن كان قادراً، فهو واثق من علمه فاتركه إذن.
ولكنّي سأجيبك بكلّ سهولة فأقول:
إن كان الخلاف لفظيّاً في الميم الساكنة عند الباء فإنّ الميم تخفى مع انطباق الشفتين والدليل على ذلك أنّ الميم لا يزول ذاتها عند ابن الباذش بالإضافة إلى تصريحه بانطباق الشفتين في الميم مطلقاً من غير أيّ استثناء.
أمّا إن كان مراده بالإظهار المحض فلا يليق الاستدلال بالنصّ على جواز الفرجة
على أيّة حال هذا النصّ لا يدلّ على الفرجة تماماً
وأقول لأخي طارق دعنا في الموضوع وكفاك من اللمز، لا تذهب يميناً ولا شمالاً.
أين هي الأدلّة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أنا في الانتظار.
أخي عبد الحكيم ما لكش دعوة الآن دعني مع الأخ طارق وعندما أنتهي معه سأرجع أليك وحينها قل ما تشاء فلن تفلت منّي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[04 Oct 2009, 09:45 م]ـ
أخي عبد الحكيم: ملكش دعوة في النقاش لأنّه حوار خاصّ بيني وبين أخي طاق،
اترك صاحبك يدافع عن نفسه إن كان قادراً، فهو واثق من علمه فاتركه إذن.
أخي عبد الحكيم ما لكش دعوة الآن دعني مع الأخ طارق وعندما أنتهي معه سأرجع أليك وحينها قل ما تشاء فلن تفلت منّي.
السلام عليكم
ماشي يا شيخ محمد انسحبت من الموضوع وسأكون قارئا فقط حتي (ولو الكلام مش راضي عنه.)
ولقد قلت لك: المصريون ملهمش حل، والشيخ طارق إن شاء الله (هيهدُّكم يا أهل الجزائر "بسمة")
والسلام عليكم
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[05 Oct 2009, 12:00 ص]ـ
أخي عبد الحكيم
ما تزعلش أنت صاحبي،
والذي أغضبني قليلاً أنّ الأخ طارق ما اطّلع على كلّ الحوارات التي جرت بيننا، وقد تعرّضت إلى نصّ ابن الباذش عندما تناقشنا في موضوع مسألة الخلاف اللفظيّ في الميم الساكنة عند الباء.
فجُرأته وتحدّيه هو الذي حملني على أن أقول "ملكش دعوة" وإلاّ فالحوار معك سكّر.
يعني إيه "المصريون ملهمش حل"؟ أوصل الأمر إلى هذا الحدّ؟
نحن في الجزائر ما عندناش مشكلة في الفرجة والضاد، وليس همّنا إلزام الآخرين بشيء، ولكن أن نُلزَم بشيء من غير قناعة فما ينفعش.
ليس بين الجزائر ومصر أيّ مشكلة اللهمّ إلاّ في كرة القدم التي فرّقتنا، لذا فينبغي أن يجمعنا القرءان الكريم.
أقدّم تحياتي لك ولأخي الشيخ طارق.
ـ[أبو هاني]ــــــــ[05 Oct 2009, 12:26 ص]ـ
قراءة كتاب عن السباحة لا تجعل من المرء سبَّاحًا؛ ووصف الأعمال التي يجب عليه أداؤها ليكون سبّاحًا قد يُمهِّد لخوض غمار التجربة، ومشاهدة من يُحسِن السباحة تُعِين على إدراك الطريقة أو الطرائق التي تحقق السباحة الجيّدة والآمنة، وفي النهاية لا بدَّ من أن يضع جسمه في الماء ويدفعه ليتحرك إلى حيث يريد.
وكثير من النقاش في مسائل التجويد مما يدور في مثل هذا الملتقى من النوع الأول مما قدّمتُ في الأسطر السابقة؛ فهو تناول لفظي لعبارات لفظية يسعى المشارِك فيها لإظهار براعة لفظية في عرض فهم لعبارة لفظية، كما أن الرغبة في الانتصار لرأي يراه المشارك أقوى من الرغبة في الوصول إلى الحقيقة. وقد آن أن أدخل إلى القضية.
أشار علماء التجويد إلى أنّ للإخفاء مراتب، وأنّ إخفاء النون الساكنة والتنوين على قدْر قُرْب مخرجهما من مخرج الصوت التالى لهما؛ فأبعد مراتب الإخفاء مع القاف والكاف، وأقربها مع الطاء والدال والتاء، وما عدا ذلك ففي مرتبة متوسطة، مع ملاحظة أنّ الإخفاء مع بعض أصوات تلك المرتبة يكون أقرب منه مع غيرها.
وواضح من الإشارتَين الأخيرتَين أنّ موضع نطق النون المخفاة ينتقل إلى موضع نطق الصوت الذي يليها، بل إنّ الأمر يتجاوز الانتقال في موضع النطق (أي المخرَج) إلى أنْ يَصدر صوت النون المخفاة ـ وهو الغُنة ـ مكتسِبًا صفات الصوت التالى وخصائصه؛ وأهل الأداء يقولون إن الغُنة تتبع ما بعدها؛ فإذا تلا النونَ صوت من الأصوات المفخَّمة صار صوت النون المخفاة مفخَّمًا، وهي: ص، ض، ط، ظ، ق، ولا يدخل الخاء والغَين لأنّ النون معهما حكمه الإظهار (إلا عند أبي جعفر).
فالإخفاء هو نطق النون أنفيّة مع اتخاذ أعضاء النطق الوضع الملائم لإصدار الصوت التالى لها بشكل متزامن.
ولْيلاحظ المهتمُّ بالأمر كيف ينطق القارئ الْمُجِيد النونات في كل واحدة من هذه الكلمات: الأَنْف، الأُنْثَى، أَنْذِرْ، اُنْظُرْ، ولْيتنبَّهْ في نُطقه الشخصي إلى ما يحدث في أثناء صدور الغنَّة، وسيدرك أن الإخفاء لا يصلح أن يُعرَّف بأنه ” حال بين الإظهار والإدغام “، ولا أنه ” النطق بالنون والتنوين بصفة بين الإظهار والإدغام، بلا تشديد، مع بقاء الغُنَّة “، ولا أنه ” إخفاء الحرف الأول في الحرف الثاني مع بقاء صفة الغنة “؛ مع أن المتداول هو الإخفاء عند الحرف التالى، هذه العبارات لا تكشف بوضوح طبيعةَ أداء الصوت الْمُخفَى.
ومن قَبِيل الإخفاء بهذا المفهوم يكون القَلب (أو الإقلاب) قبل الباء؛ فنجد أنه يتحقق فيه ما يتحقق مع الأصوات الخمسة عشر وهي أصوات الفم واللسان: ت، ث، ج، د، ذ، ز، س، ش، ص، ض، ط، ظ، ق، ك، ثم الصوت الذي تشترك فيه الشفة السفلى مع الثنايا العليا وهو الفاء؛ فالقَلب يتمثّل في أن يلي النونَ (والتنوينَ) باءٌ، فتُقلَب النون حينئذ ميمًا خالصة بلا إدغام، ولا بدّ من إظهار الغُنَّة مع ذلك، فيصير في الحقيقة إخفاءً للميم المقلوبة. وهذا يتضمَّن عدّة خطوات:
الأولى: عدم نطق النون من موضعها: طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا.
الثانية: إغلاق الشفتَين إغلاقًا تامًّا مع هبوط سقف الحنك اللين، ومرور تيار الهواء من تجويف الأنف، وهذا يُنتِج الميم بما يميزها من غُنَّة.
الثالثة: استمرار إغلاق الشفتَين مع ارتفاع سقف الحنك اللين، استعدادًا لإنتاج صوت الباء فور إزالة إغلاق الشفتَين واندفاع تيار الهواء من تجويف الفم إلى الخارج.
والخطوتان الثانية والثالثة تمثلان اتصالا مستمرًّا لإنتاج صوتَي الميم والباء، وهذا يشمل القلب والإخفاء، والمقصود بالإخفاء عدم الفصل بين مرحلتي إنتاج الميم والباء بإغلاق الشفتَين، ففي هاتَين المرحلتَين يستمرّ إغلاقهما تمامًا؛ فإن عدم إغلاقهما عند نطق الميم قبل الباء لا ينتُج عنه قلبُ النون ميمًا، ولا وجود الميم، ولا كونها مخفاة، أي إنّ إبقاء الشفتَين متباعدتَين يُفوِّت كلّ ذلك، فلا يتحقَّق ما تناوله علماء العربية والتجويد باسم القلب.
والإدغام بابه يسيرٌ كذلك؛ فالنون تفقد مخرجها وتبقى غنتها إذا تلاها: م، و، ي، وهذا هو الإدغام الناقص، وتفقد مخرجها وغنتها إذا تلاها: ر، ل، وهذا هو الإدغام التام، وإذا تلاها مثلها فالأمر أيسر؛ يُدغم المتماثلان بتطويل مدّة النطق.
هذا توضيح أقرب إلى كتب تيسير العلوم، وأحسب أن التجويد يتحتَّم أن يكون كذلك، لا أن يكون صعب العبارة وصعب الأداء؛ إنه تجويد أي تحسين وتزيين وليس بتعسير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[05 Oct 2009, 12:41 ص]ـ
سباح ماهر يا أبا هاني فهل لك بمهارتك هذه أن تصف لنا مذهب من أخذ بإظهار الميم عند الباء وتبين لنا ذلك واصفا حالة الشفتين وصفا تفصيليا؟ وتصف لنا الفرق بين المذهبين وصف السباح الماهر الذي يجيد السباحة ليس في الماء فقط بل وفي الرمال والهواء أيضا , لأن السباح الماهر لابد له من معلم ماهر يتلقى عليه السباحة فعلى من تلقيتم السباحة لو سمحتم؟
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[05 Oct 2009, 01:17 ص]ـ
أخي هانئ أرجوا أن تصبر قليلاً حتّى أنتهي من النقاش معه فإنّه صرّح بأنّ لديه أدلّة جديدة في الموضوع فدعه يسردها، وقد انسحب الشيخ عبد الحكيم بطلبي منه فأرجو أن تنسحب حتّى يتساوا الطرفان في العدد.
ـ[أبو هاني]ــــــــ[05 Oct 2009, 06:19 ص]ـ
أخي الفاضل الأستاذ محمد يحيى، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حبا وكرامة، أجيبك إلى مطلبك، وقد كنت عزمت على ذلك لأنني أرى أن النقاش بمثل هذا الكلام لا ينتج إلا مرارة في النفس؛ فليس فيه مراعاة لمكانة أستاذ أساتذة دارس لعلوم ليست متاحة للنشء في أيامنا هذه. وعلوم القرآن في جوهرها علوم لغوية، وقد كان الرعيل الأول ممن أسسوا علوم القرآن قراء لغويين، فلما انحسر الجانب اللغوي ظهر اجترار الكلام بغير إضافة معنى.
تحياتي لك، وكل ما آمله الوصول إلى الحقيقة لا الانتصار للأشخاص ولو كانوا في رتب المسؤولين، فبالحق يُعرف الرجال وليس بالرجال يُعرف الحق.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[05 Oct 2009, 07:00 ص]ـ
أخي محمد شريف
السلام عليكم
لقد جاءتني هذه الرسالة من الملتقى
(مرحباً طارق بن عبد الله محمد يحيى شريف قام بالرد قبل قليل على الموضوع الذي إشتركت فيه بعنوان - الرد على الشيخ سيد لاشين في قوله بترك فرجة عند الميم الساكنة المخفاة - في منتدى ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه الموجود في ملتقى أهل التفسير. هذا الموضوع موجود في: http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=2029&goto=newpost هنا المشاركة التي كتبت الآن:***************أوّلاً: هل انتهينا من نصّ ابن الباذش؟ ثانياً: نحن نتكلّم عن الفرجة فلا تخرج عن الموضوع. ثالثاً: هناك مناقشات دارت حول موضوع الميم الساكنة عند الباء، وهل الخلاف بين الإظهار والإخفاء خلاف لفظي أم حقيقي؟ فارجع إليها وستستفيد إن شاء الله تعالى، إذيبدو أنّه فاتك الكثير من المناقشات التي دارت في هذا الموضوع فليس من العيب مطالعتها والاستفادة منها. أمّا على من تلقّيت السباحة فلنفترض أنني ما تلقيّت السباحة أصلاً فهل هذا سيُقويّ أدلّتك ويجعلك محققاً للمرغوب ووافياً للمطلوب في إثبات صحّة الفرجة؟ ما دخل هذا بهذا؟ أنا في انتظار الأدلّة فلا تذهب يميناً ولا شمالاً. وأخيراً: الاستهزاء بالمؤمن حرام.***************)
ولما دخلت على الرابط لم أجدها فيه , فهل حذفتها بعد أن كتبتها؟ فلم حذفتها؟ إن كانت حقا فأنا إن شاء الله أقبل الحق ولا أزكي نفسي , وإن كانت باطلا فأنا إن شاء الله قادر على رد الباطل وتفنيده وما أبرئ نفسي.
ولعلك حذفتها لأنك انتبهت أنك كتبتها انتصارا لأبي هاني وليس انتصارا للحق , لأنك تغض الطرف عن همزه ولمزه , ألم تقرأ ما بدأني به , ألم تعلم أنه هو البادئ بهذا الأسلوب فمرة يقول: لن أناقشك حتى أتأكد من تمكنك في العربية , وكأنه وحده الذي يتقن العربية.
وقد درسنا العربية على أفضل دكاترتها الدكتور محمد عبد المعطي بطنطا والدكتور عبد العزيز عبد الحفيظ بالقاهرة.
وأخيرا قال:قراءة كتاب عن السباحة لا تجعل من المرء سبَّاحًا؛ ووصف الأعمال التي يجب عليه أداؤها ليكون سبّاحًا قد يُمهِّد لخوض غمار التجربة، ومشاهدة من يُحسِن السباحة تُعِين على إدراك الطريقة أو الطرائق التي تحقق السباحة الجيّدة والآمنة، وفي النهاية لا بدَّ من أن يضع جسمه في الماء ويدفعه ليتحرك إلى حيث يريد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكثير من النقاش في مسائل التجويد مما يدور في مثل هذا الملتقى من النوع الأول مما قدّمتُ في الأسطر السابقة؛ فهو تناول لفظي لعبارات لفظية يسعى المشارِك فيها لإظهار براعة لفظية في عرض فهم لعبارة لفظية، كما أن الرغبة في الانتصار لرأي يراه المشارك أقوى من الرغبة في الوصول إلى الحقيقة. وقد آن أن أدخل إلى القضية.
فرددت عليه قائلا:سباح ماهر يا أبا هاني فهل لك بمهارتك هذه أن تصف لنا مذهب من أخذ بإظهار الميم عند الباء وتبين لنا ذلك واصفا حالة الشفتين وصفا تفصيليا؟ وتصف لنا الفرق بين المذهبين وصف السباح الماهر الذي يجيد السباحة ليس في الماء فقط بل وفي الرمال والهواء أيضا , لأن السباح الماهر لابد له من معلم ماهر يتلقى عليه السباحة فعلى من تلقيتم السباحة لو سمحتم؟
فمن منا المستهزئ بالآخر؟ بل أنت أيضا تلمز في كلامك كثيرا ولكنك لا تنتبه إلا لردي عليك وآخرها قولك: أخي هانئ أرجوا أن تصبر قليلاً حتّى أنتهي من النقاش معه فإنّه صرّح بأنّ لديه أدلّة جديدة في الموضوع فدعه يسردها، وقد انسحب الشيخ عبد الحكيم بطلبي منه فأرجو أن تنسحب حتّى يتساوا الطرفان في العدد.
هكذا (معه , فإنه , لديه , فدعه , حتى يتساوا الطرفان في العدد) هل أنا أخوك أم عدوك؟ وهل نحن داخلان في معركة؟ ألسنا نبحث عن الحق ونتناقش للوصول إليه فما المانع أن يضيف من عنده إضافة مفيدة؟ من الذي يحول النقاش من نقاش علمي إلى نقاش شخصي؟ من الذي ينتصر للإشخاص؟
إذا كنت سكت عن طلبك من الشيخ عبد الحكيم بالانسحاب فلن أرضى بطلبك من الأستاذ أبي هاني ذلك , لأن الذي من حقه أن يطلب ذلك منه هو أنا , وأنا ما زلت أنتظر منه جوابا عن أسألتي السابقة إن كان عنده جواب ,وإذا لم يكن أبو هاني قد تلقى السباحة عن سباح ماهر كما أجبت أنت عنه فلماذا يقحم نفسه بين السباحين , فإن هذا العلم دين لا نأخذه إلا عمن تلقاه من الأئمة المتقنين فهون عليك الأمر ودع أبا هاني يؤازرك لأنك ستحتاج مؤازرته لك ولتكن مؤازرته لك بعد أن يجيب على ما تقدم.
آمل أن ينتهي النقاش الشخصي بمشاركتي هذه , وأن نبدأ النقاش العلمي من حيث انتهيتم , ولابد من تحديد ما انتهيتم إليه فهل لك مشكورا غير مأمور أن تلخص لنا ما انتهيتم إليه , ولا سيما في ثلاث مسائل:
الأولى:هل الخلاف لفظي أم حقيقي بين مذهب الإظهار ومذهب الإخفاء؟
والثانية:هل الإخفاء يلزم منه الفرجة أم الإطباق؟
والثالثة: هل الشيخ عامر رحمه الله أكره قراء المرتل على ترك ما تلقوه وهم استجابوا له؟
أنا الآن الذي انتظرك لنبدأ على بركة الله وأسأل الله أن يؤلف بين قلوبنا على طلب الحق وأن يهدينا للحق ,والسلام عليكم.
ـ[أبو هاني]ــــــــ[05 Oct 2009, 11:16 ص]ـ
قلت في مشاركتي السابقة إنني أستاذ لأساتذة وهذا حق، فأنا أعلّم العربية منذ سبعة وأربعين عاما، وأتولى الإشراف على رسائل الماجستير والدكتوراه منذ أكثر من ثلاثة وعشرين عاما؛ فحديثي عن إتقان العربية ليس من فراغ.
وأما من علّمني السباحة فهذا ليس من شأن أحد، يكفي أن أقول إن بعض من ورد ذكرهما من الأساتذة هنا ربما كان تلميذا لبعض تلاميذي.
أظن أن في هذا كفاية.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[05 Oct 2009, 11:22 ص]ـ
أخي هانئ لم أقصد إلاّ الخير ولست ممن ينتصر لنفسه كما يقول البعض، ومشاركاتي دآلّة على ذلك.
الذي أردتّه هو حصر الحوار في الأدلّّة والنصوص الدالّة على الفرجة ومناقشتها. أمّا قضيّة هل الخلاف الميم الساكنة خلاف لفظي أم حقيقي فالمسألة تحتاج إلى نظر وبحث عميق وأنا متوقّف فيها الآن. أمّا قضيّة الشيخ عامر رحمه الله تعالى فهو بشر ومجتهد ومتأهّل للاجتهاد فلا ينبغي أن تبنى المسألة على ما جنح إليه.
والآن أشعر أنّ الحوار قد طال نوعاً ما من غير فائدة، وكنت أتوقّع أن يأتي أخي طارق بالجديد وهيهات لذا فإنّي سأنسحب من النقاش وأترك أخي هانئ يواصل النقاش معه.
وقد أتدخّل إن أتى بنصّ جديد أو تأوّل نصاً من النصوص كما فعل في كلام ابن الباذش.
الحوار مفتوح للجميع وأعتذر عن حصره بيني وبين أخي طارق.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[05 Oct 2009, 12:51 م]ـ
هكذا حينما جئنا للجد والبداية انسحبت , فهلا أجبتم على أسئلتي؟ ينسحب أبو هاني ولا يجيب , وينسحب محمد شريف ولا يجيب , كلما سألنا سؤالا لا نجد له عند القوم جوابا , وكلما وصلنا للنقاط الفاصلة ينسحبون , فالحمد لله الذي أقام حجج الحق ظاهرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
وأنا عاتب على أخي الشيخ عبد الحكيم إذا كانوا ينسحبون أمامه كما انسحبوا الآن ولم ينبهني أما إذا كان هذا طارئا فلا عتب عليه.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[05 Oct 2009, 01:23 م]ـ
أخي طارق كفانا من اللفّ والدوران
قلت لك مراراً هات النصوص فلم تستجب.
أنا أعيد لك السؤال؟ هات النصوص أوهات الأسئلة؟ وأنا في الانتظار؟
الذي لاحظته أننا لم نتقدّم في الحوار قط. إن كانت مستعداً فتوكّل على الله وأنا في الانتظار.
تريد الحوار ها أنا معك الآن فتفضّل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[05 Oct 2009, 02:12 م]ـ
أخي طارق كفانا من اللفّ والدوران
قلت لك مراراً هات النصوص فلم تستجب.
أنا أعيد لك السؤال؟ هات النصوص أوهات الأسئلة؟ وأنا في الانتظار؟
الذي لاحظته أننا لم نتقدّم في الحوار قط. إن كانت مستعداً فتوكّل على الله وأنا في الانتظار.
تريد الحوار ها أنا معك الآن فتفضّل.
يا أخ محمد شريف كم سلام سلمته عليك فلم ترده هذا أولا.
وثانيا:تأمل مشاركتك وتعبيرك عني باللف والدوران وأنا لست غضبان من ذلك ولا أعتب عليك ولكن لو أني قلت لك مثل هذا أو قلته لأخينا الأكبر أبي هاني لكان لكما موقفا مختلفا.
ثالثا: قد قدمت لك يا أخي الكريم كيف نبدأ فلم ترد علي وها أنا أنقل لك ما كتبته من قبل لعلك تتأمله وتجيبني كي نبدأ.
قلت: وأن نبدأ النقاش العلمي من حيث انتهيتم , ولابد من تحديد ما انتهيتم إليه فهل لك مشكورا غير مأمور أن تلخص لنا ما انتهيتم إليه , ولا سيما في ثلاث مسائل:
الأولى:هل الخلاف لفظي أم حقيقي بين مذهب الإظهار ومذهب الإخفاء؟
والثانية:هل الإخفاء يلزم منه الفرجة أم الإطباق؟
والثالثة: هل الشيخ عامر رحمه الله أكره قراء المرتل على ترك ما تلقوه وهم استجابوا له؟
أنا الآن الذي انتظرك لنبدأ على بركة الله وأسأل الله أن يؤلف بين قلوبنا على طلب الحق وأن يهدينا للحق ,والسلام عليكم.
ـ[أبو هاني]ــــــــ[05 Oct 2009, 03:20 م]ـ
الصمت خير جواب
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[05 Oct 2009, 04:25 م]ـ
زادك الله خيرا يا أبا هاني.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[05 Oct 2009, 07:21 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لقد ذكرتم أنّ لديكم الجديد من نصوص وأدلّة وعلى هذا الأساس قلبت النقاش. أليس كذلك؟
طيّب فما هو الجديد من النصوص؟
المؤمنون على شروطهم كما قال النبيّ عليه الصلاة والسلام.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[05 Oct 2009, 10:51 م]ـ
أخي الشيخ طارق السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.
الذي حملني على الغضب والقسوة قليلاً أننا اتفقنا منذ البداية على أن تأتي بنصوص تدلّ على صحّة الفرجة، وقد أتيتَ بنصّ واحد وما أحسنتَ الاستدلال به. ثمّ طلبتُ منك ثانية وثالثة أن تأتي بنصوص أخرى فلم تفعل ثمّ غيّرت قوانين الحوار وأردتّ أن تخوض في مسائل قد لا تؤدّي إلى نتيجة. فليس الهدف من النقاش مجرّد النقاش فقط بل ينبغي أن ندرك منذ البداية أبعاد الجزئيّة للوصول إلى الفصل في مسألة الفرجة.
ثمّ أنك عضو جديد في هذا المنتدى كان الأحرى لك أن تطّلع على الحوارات والنقاشات التي أثيرت في المواضيع التي تهمّك ثمّ تشارك وتبدي أرائك بلطف ولين وتندمج شيئاً فشيئاً بالحجّة والبرهان بدلّ أن تبدأ حواراتك بالتحدّي والجرأة على كبار العلماء الذين يشار إليهم بالبنان في هذا الوقت إذ كان بإمكانك إثارة الموضوع ونقده من غير ذكر أسماء الأعلام.
أكتفي بالملاحظات. والآن أدخل في الموضوع وبالله التوفيق:
أخي طارق، لي سؤال: ما هي الفائدة من معرفة: هل الخلاف في الميم الساكنة عند الباء لفظيّ أم حقيقيّ؟ وما هي علاقته بموضوع الفرجة؟
ولقدّ صرّحتُ غير مرّة أنّي متوقّف في المسألة لأنّ القدامى ذكروا الخلاف في العبارة كالداني ومكي القيسي وغيرهما خلافاً لما صرّح به ابن الجزري في كتابه النشر على كونه خلافاً حقيقيّا حيث استعمل عبارة الإظهار المحضّ ولا ننس أنّه قرأ بمضمون ما ذكره في كتابه النشر وعبارته توحي إلى أنّه قرأ بالإظهار المحض. المشكل الثاني أنّ ابن الجزريّ استعمل عبارة "الإظهار المحض" ولم يستعملها في النون الساكنة والتنوين. السؤال لماذا؟ وهل يمكن للإظهار ألاّ يكون محضاً وخالصاً؟ ءأدرك ابن الجزري أنّ بعض المتقدّمين يعتبرونه خلافاً لفظياً دون البعض؟ هذه ألغاز تحتاج إلى المزيد من البحث والتنقيب للوصول إلى تفكيكها إن شاء الله تعالى.
فكيف أناقشك في موضوع أنا متوقّف فيه؟
من جهة أخرى ينبغي إدراك علاقة هذه المسألة بمسألة الفرجة، فإن كان الخلاف لفظياً يعني ذلك أنّ الفرجة باطلة إذ يستحيل أن يُعبّر البعض عن الحكم بالإظهار مع ترك فرجة بين الشفتين إذ الإظهار هو إخراج الحرف من مخرجه من غير غنّة مشبعة. أمّا إن كان الخلاف حقيقياً ففي هذه الحالة ينبغي الرجوع إلى النصوص لفهم كيفيّة الإخفاء فصلاً في الخلاف العمليّ الذي يقول به المتقنون المسندون.
أمّا أن ندخل في النقاش من غير أيّ بُعد ولا معرفة بما يترتّب عن القضيّة في مسألة الفرجة فهذا جدال للجدال فحسب.
أمّا قضيّة الشيخ عامر عثمان عليه رحمة الله تعالى فهو عالم مجتهد يصيب ويُخطئ متأهّل للاجتهاد لا ينبغي أن تُبنى المسألة على قوله لسببين: أنّ القرءان قُرئ ونُقل وأُسند ودوّن قبل شيخ عامر عليه رحمة الله تعالى فلا يسعه إلاّ الاتّباع وإن اجتهد فهو مأجورٌ عليه رحمة الله لا يُنقص ذلك من قيمته. واجتهادُه لا يفيد القطع واليقين. وقد أخبر غير واحد من الثقات على طليعتهم شيخنا العلامة أيمن سويد أنّ الشيخ عامر قرأ على شيخه بانطباق الشفتين. فإن قال الشيخ عامر بالفرجة فقد قال غيره من المهرة المتقنين خلاف ذلك وفي كلا الطرفين نجد المتقنين المجازين المسندين العالمين.
لذا فالفصل في المسألة لا يكون إلاّ بالرجوع إلى ما دوّنه أئمّتنا في كتبهم وقرّروه في مصادرهم فهو المعبّر الوحيد عن الكيفيّة الصحيحة التي تلقّوها عن مشايخهم بالسند المتّصل إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام.
هذا ما عندي ما أقوله الآن.
ولك منّي كلّ الاحترام والتقدير مع اعتذاري لما زلّ به لساني اتجاهك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[06 Oct 2009, 01:41 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا يا شيخ محمد وليس في نفسي شيء ولا يحتاج الأمر أي اعتذار منك فعلينا أن نوطن أنفسنا على أن يتحمل كل منا أخيه في مثل هذا النقاش المهم ولا سيما وحسن الظن متبادل ولله الحمد وهو الأصل بيننا فلا تعتذر فما بدر منك إلا كل خير وقل في ما شئت وأنت تناقشني لعلك تفيدني أو تستفيد مما أنقله عن الأئمة والعلماء.
وإليك بعض ما عندي:
قال الإمام الداني - رحمه الله -: وأما الميم فكان يخفيها إذا تحرك ما قبلها عند الباء لا غير , وذلك قوله (بأعلم بالشاكرين) و (أعلم بكم) و (يحكم به) و (لتحكم بين الناس) و (مريم بهتانا) و (لكيلا يعلم بعد) وما أشبهه.
وترجم اليزيدي وغيره من الرواة والمصنفين عن هذا الميم بالإدغام على سبيل المجاز وطريق الاتباع لا على الحقيقة إذ كانت لا تقلب مع الباء باء بإجماع من أهل الأداء , وإنما تسقط حركتها تخفيفا فتخفى بذلك لا غير , وذلك إخفاء للحرف لا إخفاء للحركة , فأما إدغامها أو قلبها فغير جائز للغنة التي فيها إذ كان ذلك يذهبها فتختل لأجله , فإن سكن ما قبلها لم يخفها اكتفاء بخفة الساكن من خفة الإخفاء. (جامع البيان ص180 طبعدار الكتب العلمية الطبعة الأولى 2005 م).
تأمل معي يا شيخ محمد قوله: (وذلك إخفاء للحرف لا إخفاء للحركة) أليس ذلك نصا قاطعا على أن الخلاف بين المذهبين حقيقيا , وإذا كان القول بالإظهار يقتضي إطباق الشفتين بالإجماع من غير خلاف , فينبغي أن يكون القول بالإخفاء يقتضي عدم الإطباق ولابد , إذ لو كان مقتضاهما واحدا لكان الخلاف لفظيا.
فلعلك الآن علمت أهمية تحرير هذه المسألة وأنها فيصل قاطع فيها.
ثم تأمل قول الداني رحمه الله: فإن سكن ما قبلها لم يخفها اكتفاء بخفة الساكن من خفة الإخفاء).
هنا يقرر الداني أن الإخفاء في الميم أخف من إظهارها , والإظهار لا يكون إلا بالإطباق إجماعا فالإخفاء لا يكون إلا بما هو أخف من الإطباق وهو الفرجة.
آمل أن تجيبني عن هذا بتجرد وإنصاف كما هو الظن فيك.
وإن شاء الله بعد جوابك سأزيدك نقولات مهمة في هذا لأن الكتابة تتعبني جدا ولكن الله المستعان.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[06 Oct 2009, 10:01 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد
مذهب الداني هو الإخفاء في الميم الساكنة وهذا معروف عنه خلافاً لمكي القيسي الذي مذهبه الإظهار مع أنّهما يتّفقان في الإسناد عن الشيخ عبد المنعم بن غلبون، حيث قرأ الداني عن أبي الحسن طاهر ابن غلبون عن عبد المنعم، وقرأ مكي القيسي عن عبد المنعم مباشرة. أقول: لو كان الخلاف حقيقياً فكيف يقرأ مكي القيسي خلاف ما قرأ الداني مع العلم أنّه لم ينقل الوجهان عن الداني ومكّي القيسي في المسألة؟
أمّا النصّ الذي استدلت به لا يدلّ على أنّ الخلاف حقيقي فقول الداني:"وذلك إخفاء للحرف لا إخفاء للحركة " فأراد أن يبيّن أن المقصود من الإخفاء هو إخفاء الميم لا إخفاء حركتها بالروم تفريقاً بين إخفاء الميم الساكنة وبين إخفاء حركتها بأن يُنطق ببعضها. وبالتالي فلم تأت بجديد، فالنصّ يدلّ على أنّ الميم تُخفى عند الباء وأنّ المراد من الإخفاء إخفاء الميم الساكنة لا إخفاء حركتها.
أمّا قولكم: "يقتضي إطباق الشفتين بالإجماع من غير خلاف , فينبغي أن يكون القول بالإخفاء يقتضي عدم الإطباق ولابد , إذ لو كان مقتضاهما واحدا لكان الخلاف لفظيا.
فلعلك الآن علمت أهمية تحرير هذه المسألة وأنها فيصل قاطع فيها "
هذا استدلال بمفهوم المخالفة، وهو غير مسلّم به لسببين:
السبب الأوّل: أنّ كيفية إخفاء الميم معلومة ومذكورة في المصادر المعتبرة، فلا يمكن إسقاط هذه النصوص بمفهوم المخالفة، وحتّى أهل الأصول لا يعتدّون به إن خالف نصاً معتبراً.
السبب الثاني: أنتم تظنّون أنّ الإظهار يكون بقرع العضو وإخراج الحرف من مخرجه وأنّ الإخفاء عكس ذلك، وهذا فيه نظر فإخفاء الحركة لا يتحقّق إلاّ بقرع اللسان الحنكَ، فالقرع موجود، واعتماد اللسان على الحنك موجود أيضاً ومع هذا فقد سُمي أخفاءً. والذين اعتقدوا أنّ الإخفاء يستلزم انفصال عضوي المخرج قالوا بالإظهار في الميم الساكنة وهذا الذي حمل ابن الباذش على إطلاق حكم الإظهار على الميم الساكنة لانطباق الشفتين انطباقاً واحداً. ولا أتصوّر أنّ ابن الباذش يجهل وجود وجه الإخفاء في الميم الساكنة حيث اعتمد في كتابه الإقناع على التيسير لأبي عمرو الداني والتبصرة لمكي القيسي وقرأ القرءان بمضمون الكتابين فكيف يقول بالإظهار التام وهوقرأ بالسبع من طريق التيسير إلى مؤلّفه وهو الداني الذي يقول بالإخفاء؟ مع العلم أنّ ابن الباذش ما أشار إلى وجه الإخفاء البتّة بل انتقده، وكيف ينتقد وجهاً قرأ به من طريق الداني، وهذا يدلّ أنّه انتقد اصطلاح الإخفاء لا الكيفية. ألا يدلّ هذا على أنّ الخلاف لفظي؟ ألا يدلّ هذا أنّه ما قال بوجه الإظهار إلاّ لانطباق الشفتين في الميم المخفاة؟ والذي قالوا بالإخفاء ما نظروا إلى حالة الشفة بل نظروا إلى إشباع الغنّة لإنّ الغنّة عندهم في المظهر غير مشبعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[06 Oct 2009, 11:49 ص]ـ
السلام عليكم
قلتم يا شيخ محمد في جوابكم: مذهب الداني هو الإخفاء في الميم الساكنة وهذا معروف عنه خلافاً لمكي القيسي الذي مذهبه الإظهار مع أنّهما يتّفقان في الإسناد عن الشيخ عبد المنعم بن غلبون، حيث قرأ الداني عن أبي الحسن طاهر ابن غلبون عن عبد المنعم، وقرأ مكي القيسي عن عبد المنعم مباشرة. أقول: لو كان الخلاف حقيقياً فكيف يقرأ مكي القيسي خلاف ما قرأ الداني مع العلم أنّه لم ينقل الوجهان عن الداني ومكّي القيسي في المسألة؟
واستمررتم في تقرير ذلك جوابا عن نص الداني في جامع البيان., ومعنى جوابك هذا أن حقيقة الإظهار هي حقيقة الإخفاء أليس كذلك؟
فلماذا الإصرار على لفظة الإخفاء ما دام أن حقيقتها هي الإظهار؟ اتركوا لفظة الإخفاء ولن نناقشكم بل سنؤيدكم وينتهي هذا النقاش وما سبقه وما يتبعه.
ثم أنت لم تجب عن وصفه الإخفاء بأنه أخف من الإظهار , فكيف يكون الخلاف لفظيا وحقيقة أحدهما أخف من حقيقة الآخر ووصف الإخفاء بالخفة يقتضي الفرجة لا غير.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[06 Oct 2009, 03:01 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الشيخ طارق لو اطلعت على ما كتب في هذا الموضوع في هذا المنتدى لأدركت الجواب.
إنّ أوّل من قال بالإخفاء في الميم الساكنة هو ابن مجاهد وتبعه في ذلك الداني خلافاً لبعض أهل الأداء الذين ما وافقوا ابن مجاهد على هذه التسمية كمكي القيسي وابن الباذش وغيرهما ومن هنا نشأ الخلاف. مع أنّ الداني ومكي القيسي قد أسندا القرءان إلى ابن مجاهد ولم يختلفا في الكيفية لعدم ورود الخلاف عن ابن مجاهد في الميم الساكنة، وهذا ما يدلّ على أنّ الخلاف لفظيّ.
أمّا القضية الأخرى: فكيفية الإخفاء تختلف من حالة إلى حالة ففي النون الساكنة يكون الإخفاء أضعف من إخفاء الحركة وهو أضعف من إخفاء الميم الساكنة وهذا الأخير قد يكون أضعف من الإظهار التام لجريان صوت الغنّة من خيشوم لكونه مخرجاً مقدّراً إذ هو أضعف من المخرج المحقق.
والعلم عند الله تعالى.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[06 Oct 2009, 05:53 م]ـ
أخي الشيخ طارق لو اطلعت على ما كتب في هذا الموضوع في هذا المنتدى لأدركت الجواب.
اطلعت بارك الله فيك وإلى الآن لا أجد لكم جوابا مقنعا بدليل أنك متذبذب في الجواب فمرة متوقف فيه ومرة على استحياء تشير إلى ترجيح كونه لفظيا.
إنّ أوّل من قال بالإخفاء في الميم الساكنة هو ابن مجاهد وتبعه في ذلك الداني خلافاً لبعض أهل الأداء الذين ما وافقوا ابن مجاهد على هذه التسمية كمكي القيسي وابن الباذش وغيرهما ومن هنا نشأ الخلاف. مع أنّ الداني ومكي القيسي قد أسندا القرءان إلى ابن مجاهد ولم يختلفا في الكيفية لعدم ورود الخلاف عن ابن مجاهد في الميم الساكنة، وهذا ما يدلّ على أنّ الخلاف لفظيّ.
يا أخي هذا لا يدل على أنه لفظي وإلا فأنا وأنت وكل المختلفين في هذه المسألة يمر إسنادهم بابن الجزري ثم الشاطبي ثم الداني ثم ابن مجاهد فلماذا اختلفوا؟ وهل تظن أن الخلاف بيننا لفظي أيضا؟ هل لأننا نلتقي في شيخ أو أكثر من الإسناد يكون الخلاف لفظيا؟
وإليك كلام الإمام السخاوي رحمه الله وهو يؤكد بلا شك أن الخلاف حقيقي:
54 - والميم عند الواو والفا مظهر=هم في وعند الواو في ولدان
55 - لكن مع البا في إبانتها وفي=إخفائها رأيان مختلفان
السخاوي يقول: رأيان مختلفان وأنتم تقولون رأيان لفظيان فهل تقتنع بكلام السخاوي؟
أمّا القضية الأخرى: فكيفية الإخفاء تختلف من حالة إلى حالة ففي النون الساكنة يكون الإخفاء أضعف من إخفاء الحركة وهو أضعف من إخفاء الميم الساكنة وهذا الأخير قد يكون أضعف من الإظهار التام لجريان صوت الغنّة من خيشوم لكونه مخرجاً مقدّراً إذ هو أضعف من المخرج المحقق.
أما هذا المقدر والمحقق فهو من الأدلة الجديدة على صحة الفرجة وخطأ القول بالإطباق ولن نخوض فيه إلا بعد الانتهاء مما سبق.
والعلم عند الله تعالى.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[06 Oct 2009, 11:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي طارق لقد أدخلتني في هذا النقاش رغم أنفي وإنّي والله لا أرغب فيه البتّه.
ولست متذبذباً يا أخي الكريم، أنا أضع لك بعض الأدلّة لتدرك أنّ المسألة ليست سهلة كما تظنّ وأنّه لا ينبغي التّسرّع في الحكم على الشيء إلا بالاستقراء والتتبع. فالذي حملني على القول بأنّها ليست سهلة هو ما يلي:
أوّلاً: صرّح أئمّتنا أنّ الخلاف في المسألة خلاف في العبارة والنصوص منقولة فلا داعي لنقلها.
ثانياً: الإخفاء مذهب ابن مجاهد من غير خلاف عنه وأسند له مكي القيسي والداني. السؤال كيف يختلفان في الأداء والمصدر واحد ومعلوم؟ لو قرأ كلّ واحد منهما بوجه لنقل الخلاف عن ابن مجاهد وهو إمام الصنعة. وهذا يقال في قراءة الداني ومكي القيسي عن عبد المنعم بن غلبون، وقراءة ابن الباذش من طريق الداني ومكي القيسي.
لو كان الخلاف حقيقياً أيخفى ذلك على مكي القيسي وابن الباذش وابن مجاهد الذي أسند له الكثير ممن دوّن في علم القراءة حيث لم يُنقل عنهم الخلاف اللهمّ إلاّ الداني الذي صرّح بالخلاف في العبارة دون الأداء.
لو كان الخلاف حقيقياً كيف ينقل بعض الأئمّة الإجماع على الإظهار وقد قرأ بخلافه ابن مجاهد والداني وغيرهما.
لو كان الخلاف حقيقياً أيخفى ذلك على ابن الباذش حيث انتقد وجه الإخفاء وهو من المتأخرين العالمين بخلاف المتقدمين عنه لا سيما بين مكي القيسي والداني، وقد قرأ القراءات السبع من طرقهما.
أمّا نصّ السخاوي فالذي يظهر لي أنّه استعمل لفظ "رأيان" أي هو إخفاء على رأي البعض وإظهار على رأي البعض الآخر، وما استعمل عبارة "وجهان". مع اتفاق اللفظين في الوزن. وإن فسّره بعض المعاصرين بخلاف ما ذكرت لأنّ الكثير من أهل العلم المحققين المعاصرين ما أدركوا أن في المسألة نظر.
أخي طارق أرجو ألاّ تستعمل ألفاظاً مؤذية بعد أن استقرّ الاحترام.
والعلم عند الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[07 Oct 2009, 01:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أخي طارق لقد أدخلتني في هذا النقاش رغم أنفي وإنّي والله لا أرغب فيه البتّه.
واضح أنك لا ترغب فعلا في النقاش بدليل حيدتك في كل مرة تظهر لك الحجة , وإلى الآن مع كل ما كتبته فأنت لم تجب عن شيء.
ولست متذبذباً يا أخي الكريم، أنا أضع لك بعض الأدلّة لتدرك أنّ المسألة ليست سهلة كما تظنّ وأنّه لا ينبغي التّسرّع في الحكم على الشيء إلا بالاستقراء والتتبع.
يا أخي أنت مرة قلت: أنا متوقف في المسألة.
ومرة قلت: الخلاف ليس حقيقيا.
والآن تقول: ليست سهلة.
فماذا تسمي هذا؟
فالذي حملني على القول بأنّها ليست سهلة هو ما يلي:
أوّلاً: صرّح أئمّتنا أنّ الخلاف في المسألة خلاف في العبارة والنصوص منقولة فلا داعي لنقلها.
ضع لي فقط الرابط الذي فيه هذه النصوص المنقولة.
ثانياً: الإخفاء مذهب ابن مجاهد من غير خلاف عنه وأسند له مكي القيسي والداني. السؤال كيف يختلفان في الأداء والمصدر واحد ومعلوم؟ لو قرأ كلّ واحد منهما بوجه لنقل الخلاف عن ابن مجاهد وهو إمام الصنعة. وهذا يقال في قراءة الداني ومكي القيسي عن عبد المنعم بن غلبون، وقراءة ابن الباذش من طريق الداني ومكي القيسي.
يا أخي أغاب عن بالك أن هؤلاء الأئمة كانوا يقرءون على مئات الشيوخ ولا يكتفون بالقراءة على شيخ واحد , فلماذا لا يختلفون في الأداء خلافا حقيقيا؟
لو كان الخلاف حقيقياً أيخفى ذلك على مكي القيسي وابن الباذش وابن مجاهد الذي أسند له الكثير ممن دوّن في علم القراءة حيث لم يُنقل عنهم الخلاف اللهمّ إلاّ الداني الذي صرّح بالخلاف في العبارة دون الأداء.
لم يخف عليهم أن الخلاف حقيقي وإذا أردت نقلت لك من كلامهم ما يدلك على أنهم يعلمون ويقرون أن الخلاف حقيقي , أو انقل لي أنت ما يدل على أنهم يصرحون بأنه لفظي ولو بوضع روابط ذلك إن كان منقولا من قبل.
لو كان الخلاف حقيقياً كيف ينقل بعض الأئمّة الإجماع على الإظهار وقد قرأ بخلافه ابن مجاهد والداني وغيرهما.
سبحان الله , وهل كل من نقل الإجماع يكون مصيبا في نقله , أليس الإجماع هو اجتماع كل علماء العصر على قول واحد ومن يطيق تتبع ذلك ألم تسمع بما اشتهر عن الإمام أحمد رحمه الله من قوله: من ادعى الإجماع فقد كذب وما يدريه لعل الناس اختلفوا.
يقول شيخ الإسلام: والإجماع المدعى فى الغالب إنما هو عدم العلم بالمخالف , وقد وجدنا من أعيان العلماء من صاروا إلى القول بأشياء متمسكهم فيها عدم العلم بالمخالف مع أن ظاهر الأدلة عندهم يقتضى خلاف ذلك لكن لا يمكن العالم أن يبتدىء قولا لم يعلم به قائلا مع علمه بأن الناس قد قالوا خلافه حتى أن منهم من يعلق القول فيقول: إن كان فى المسألة إجماع فهو أحق ما يتبع وإلا فالقول عندي كذا وكذا , وذلك مثل من يقول: لا أعلم أحدا أجاز شهادة العبد؛ وقبولها محفوظ عن علي وأنس وشريح وغيرهم , ويقول: أجمعوا على أن المعتق بعضه لا يرث؛ وتوريثه محفوظ عن علي وابن مسعود وفيه حديث حسن عن النبى , ويقول آخر: لا أعلم أحدا أوجب الصلاة على النبى فى الصلاة؛ وإيجابها محفوظ عن أبي جعفر الباقر؛ وذلك أن غاية كثير من العلماء أن يعلم قول أهل العلم الذين أدركهم فى بلاده وأقوال جماعات غيرهم , كما تجد كثيرا من المتقدمين لا يعلم إلا قول المدنيين والكوفيين , وكثير من المتأخرين لا يعلم إلا قول اثنين أو ثلاثة من الأئمة المتبوعين وما خرج عن ذلك فانه عنده يخالف الإجماع لأنه لا يعلم به قائلا وما زال يقرع سمعه خلافه. مجموع الفتاوى [جزء 20 - صفحة 247 , صفحة 248].
وقال ابن القيم: ولم يكن يقدم على الحديث الصحيح عملا ولا رأيا ولا قياسا ولا قول صاحب ولا عدم علمه بالمخالف الذي يسميه كثير من الناس إجماعا ويقدمونه على الحديث الصحيح , وقد كذب أحمد من ادعى هذا الإجماع ولم يسغ تقديمه على الحديث الثابت , وكذلك الشافعي أيضا نص في رسالته الجديدة على أن ما لا يعلم فيه بخلاف لا يقال له إجماع , ولفظه: ما لا يعلم فيه خلاف فليس إجماعا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل سمعت أبي يقول: ما يدعي فيه الرجل الإجماع فهو كذب , من ادعى الإجماع فهو كاذب لعل الناس اختلفوا ما يدريه , ولم ينته إليه فليقل لا نعلم الناس اختلفوا , هذه دعوى بشر المريسى والأصم ولكنه يقول لا نعلم الناس اختلفوا أو لم يبلغني ذلك. هذا لفظه.
ونصوص رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل عند الإمام أحمد وسائر أئمة الحديث من أن يقدموا عليها توهم إجماع مضمونه عدم العلم بالمخالف , ولو ساغ لتعطلت النصوص وساغ لكل من لم يعلم مخالفا في حكم مسألة أن يقدم جهله بالمخالف على النصوص فهذا هو الذي أنكره الإمام أحمد والشافعي من دعوى الإجماع لا ما يظنه بعض الناس أنه استبعاد لوجوده. [إعلام الموقعين 1/ 30].
لو كان الخلاف حقيقياً أيخفى ذلك على ابن الباذش حيث انتقد وجه الإخفاء وهو من المتأخرين العالمين بخلاف المتقدمين عنه لا سيما بين مكي القيسي والداني، وقد قرأ القراءات السبع من طرقهما.
لم يخف على ابن الباذش أن الخلاف حقيقي بدليل انتقاده له , ولو كان لفظيا ما انتقده, وتأمل في كلامه تقف على ذلك إن شاء الله.
أمّا نصّ السخاوي فالذي يظهر لي أنّه استعمل لفظ "رأيان" أي هو إخفاء على رأي البعض وإظهار على رأي البعض الآخر، وما استعمل عبارة "وجهان". مع اتفاق اللفظين في الوزن.
إذا كانت الحقيقة واحدة ومتفقة فلم قال مختلفان؟ لماذا لم يستعمل عبارة "متفقان" بدلا من " مختلفان ". مع اتفاق اللفظين في الوزن.
وإن فسّره بعض المعاصرين بخلاف ما ذكرت لأنّ الكثير من أهل العلم المحققين المعاصرين ما أدركوا أن في المسألة نظر.
المعاصرون أقروا بأن الخلاف حقيقي حتى شيوخ المطبقين , فالشيخ أيمن سويد أقر بذلك ,ولك أن تسأله وتتأكد منه , فلما ناقشه شيخنا أحمد حامد حول هذه النقطة قال: لو كنت في زمانهم لسميته إظهارا ولما سميته إخفاء , فاقبل ما أقر به شيخك وشيخ المطبقين حفظك الله وحفظه , وإلا أحوجتني إلى أن أنقل لك المزيد والمزيد من أقوال الأئمة التي تؤكد بلا ريب أن الخلاف حقيقي وأن الإخفاء لا يكون إلا بالفرجة ولا بد. أخي طارق أرجو ألاّ تستعمل ألفاظاً مؤذية بعد أن استقرّ الاحترام.
اللهم لا تذقنا طعم أنفسنا وهون علينا أنفسنا في الحق واجعل الحق أعظم في أنفسنا من أنفسنا ومن أنفس مشايخنا.
والعلم عند الله تعالى.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[07 Oct 2009, 11:55 ص]ـ
أخي طارق: أنا متوقّف في المسألة لأجل ما ذكره ابن الجزريّ في كتابه النشر واستعماله للفظ الإظهار المحض وهذه العبارة توحي إلى الإظهار التام والحقيقي وهو الأدرى بالخلاف في القضيّة وقد قرأ بمضمون ما في كتابه النشر. وفي المقابل نجد أقوالاً للقدامى صرّحوا بأنّ الخلاف هو في العبارة.
أبدأ بنصّ الداني وهو قوله: "فإن التقت الميم بالباء نحو {ٍءامنتم بهِ}، {وأن احكم بينهم}، {وكنتم به}، ٍومن يعتصم بالله}،و {أم بعيد}، وما أشبهه، فعلماؤنا مختلفون في العبارة عنها معها. فقال بعضهم هي مخفاة لانطباق الشفتين عليهما، كانطباقهما على إحداهما. وهذا مذهب ابن مجاهد، فيما حدّثنا به الحسين بن علي عن أحمد بن نصر عنه قال: والميم لا تُدغم في الباء لكنّها تُخفى، لأنّ لها صوتاً من الخياشيم، تواخي به النون الخفيفة. وإلى هذا ذهب شيخنا علي بن بشر رحمه الله. قال أبو العباس محمد بن يونس النحوي المقرئ: في أهل اللغة من يُسمّي الميم الساكنة عند الباء إخفاء. قال: وقال سيبويه: المُخفى بوزن المظهر.
وقال آخرون هي مبيّنة للغنّة التي فيها، قال أبو الحسن المنادي: أخذنا عن أهل الأداء بيان الميم الساكنة عند الواو والفاء والباء قس حُسن من غير إفحاش. وقال أحمد بن يعقوب التائب: أجمع القراء على تبيين الميم الساكنة وترك إدغامها إذا لقيتها باء في جميع القرءان. وكذلك الميم عند الفاء. وذهب إلى هذا جماعة من شيوخنا، وحكاه أحمد بن صالح عن ابن مجاهد، وبالأوّل أقول." (التحديد ص166، 167)
(يُتْبَعُ)
(/)
قال عبد الوهاب القرطبي: " الميم: إذا سكنت وبعدها باء وجب إخفاء الميم معها كقوله تعالى: {وأن احكم بينهم}، {أنبئهم بأسمائهم}، {هم به يؤمنون} وذلك أنّ الباء قَرُبت من الميم في المخرج فامتنع الإظهار، واستوتا في أنّ كلّ واحدة منهما تنطبق بها الشفتان فتحقّق الاتصال والاستتار، وامتازت الميم عنها بمزيّة الغنّة فامتنع الإدغام فلم يبق إلاّ الإخفاء.
وقد اختلف القرّاء في العبارة عنها، فقال بعضهم: هي مخفاة لانطباق الشفتين عليهما كانطباقهما على أحدهما، وهو مذهب ابن مجاهد، قال ابن مجاهد: والميم لا تُدغم في الباء لكنّها تُخفى لأنّ لها صوتاً من الخياشيم تواخي به النون الخفيّة. وقال آخرون: هي مبيّنة للغنّة التي في الميم.
وقال بعضهم: أخذنا عن أهل الأداء بيان الميم الساكنة عند الفاء والواو والباء في حُسْن من غير إفحاش. وقال بعضهم: أجمع القراء على تبيين الميم الساكنة في جميع القرءان إذا لقيت باءً. والأوّل هو القول.
فأمّا عبارة بعضهم عن ذلك بالبيان فالذي عندي أنّهم لم يريدوا البيان الذي هو التفكيك والقطع، لأنّ ذلك إذا لُفظَ به جاء في الغاية من الثقل والاستبشاع، وإنّما أرادوا بالبيان عدم الإدغام لأنّ جماعة من أغمار القراء ذهبوا إلى أنّه إدغام فسمّوه بياناً ليُنبّهوا على أنّه ليس بإدغام، وإن كان إخفاءً " انتهى كلامه رحمه الله تعالى (الموضح ص172، 173،174).
قال ابن الباذش: "من ذلك الميم عند الباء: نحو {كذبتم به}، و {آمنتم به}، {ومن يعتصم بالله}، و {أن بورك}، و {هنيئاً بما}، و {صمّ بكم} ونحوه كثير.
فاختلفت عبارات القراء بعد إجماعهم، إلاّ من شذّ وسنذكره على أنّ الإدغام لا يجوز" (الإقناع ص64).
ألم يصرّح هؤلاء الثلاثة بأنّ الخلاف هو العبارة؟
هذه النصوص تردّ على قولك
يا أخي أغاب عن بالك أن هؤلاء الأئمة كانوا يقرءون على مئات الشيوخ ولا يكتفون بالقراءة على شيخ واحد , فلماذا لا يختلفون في الأداء خلافا حقيقيا؟
وعلى قولك:
لم يخف عليهم أن الخلاف حقيقي وإذا أردت نقلت لك من كلامهم ما يدلك على أنهم يعلمون ويقرون أن الخلاف حقيقي , أو انقل لي أنت ما يدل على أنهم يصرحون بأنه لفظي ولو بوضع روابط ذلك إن كان منقولا من قبل.
أمّا الإجماع فقد قال به أئمّة في هذا الفنّ والمشكلة ليست في الاعتبار بالإجماع أم لا وإنّما الستاؤل كيف يقول بعض أهل الأداء بالإجماع مع تواتر الوجهين في الأداء؟ ألا يدلّ هذا على الاتفاق في الأداء دون اللفظ؟ هذه تساؤلات أضعها بين يديك. ويؤيّد ذلك ما تؤكّده النصوص المنقولة لك أعلاه.
أمّا استعمال السخاوي للفظ مختلفان أي مختلفان في العبارة والاختلاف في العبارة يُفضي إلى الاجتهاد وإعمال الرأي لذا قال رأيان. أمّا إن كان الخلاف في الأداء فلا دخل للرأي فالكلّ متّبع لما قرأه على شيخه. مثاله: الكلّ يدغم النون في الميم ولكنّهم اختلفوا هو الغنّة هل هي غنّة النون أم غنّة الميم، فاختلفوا في اللفظ واتّفقوا في الأداء، والاختلاف في اللفظ يترتّب عنه الاجتهاد وأعمالٌ للرأي خلافاً ما إذا كان الأمر متعلّقا بتطبيق الحكم في الأداء.
أمّا قولكم:
المعاصرون أقروا بأن الخلاف حقيقي حتى شيوخ المطبقين , فالشيخ أيمن سويد أقر بذلك ,ولك أن تسأله وتتأكد منه , فلما ناقشه شيخنا أحمد حامد حول هذه النقطة قال: لو كنت في زمانهم لسميته إظهارا ولما سميته إخفاء , فاقبل ما أقر به شيخك وشيخ المطبقين حفظك الله وحفظه , وإلا أحوجتني إلى أن أنقل لك المزيد والمزيد من أقوال الأئمة التي تؤكد بلا ريب أن الخلاف حقيقي وأن الإخفاء لا يكون إلا بالفرجة ولا بد.
هذا صحيح ولكن ليس لأحد أن يمنعني من البحث في القضيّة إذ كلّ مسألة تخضع للبحث إن تبيّن الخلاف المسألة سواء كان في العبارة أم في الأداء. وقد تعرّض لهذه المسألة بعض المشايخ على رأسهم شيخنا العلامة غانم قدوري الحمد في كتابه الدراسات الصوتية والذي أكّد أنّ الخلاف في اللفظ دون الأداء.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[07 Oct 2009, 02:49 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أخي طارق: أنا متوقّف في المسألة لأجل ما ذكره ابن الجزريّ في كتابه النشر واستعماله للفظ الإظهار المحض وهذه العبارة توحي إلى الإظهار التام والحقيقي وهو الأدرى بالخلاف في القضيّة وقد قرأ بمضمون ما في كتابه النشر.
ما دام ابن الجزري أدرى بالخلاف فهاهو يؤكد أن الخلاف حقيقي فهو يقول:
وإذا سكنت وأتى بعدها باء فعن أهل الأداء فيها خلاف: منهم من يظهرها عندها ومنهم من يخفيها وإلى إخفائها ذهب جماعة وهو مذهب ابن مجاهد وابن بشر وغيرهما وبه قال الداني وإلى إدغامها ذهب ابن المنادى وغيره.
وقال أحمد بن يعقوب التائب: أجمع القراء على تبيين الميم الساكنة وترك إدغامها إذا لقيها باء في كل القرآن وبه قال مكي , وبالإخفاء أقول قياسا على مذهب أبي عمرو بن العلا.
قال شيخنا ابن الجندي رحمه الله: واختلف في الميم الساكنة إذا لقيت باء والصحيح إخفاؤها مطلقا أي سواء كانت أصلية السكون كـ (أم بظاهر) أو عارضته كـ (يعتصم بالله). (التمهيد ص 66 ,67).
فقوله:فعن أهل الأداء فيها خلاف.
أليس في نسبته الخلاف إلى أهل الأداء دليل على حقيقته وأنه خلاف في الأداء وليس في التسمية؟
وقوله: وبالإخفاء أقول قياسا على مذهب أبي عمرو بن العلا.
أليس اختياره الإخفاء دليل على حقيقة الخلاف , ولو كان الخلاف لفظيا فما الفرق بين اختياره الإخفاء أو الإظهار؟
أليس قياسه على إخفاء ميم أبي عمرو دليل على حقيقة الخلاف حيث لم يختلف في إخفائها كما تعلم؟
وقوله ناقلا عن شيخه: والصحيح إخفاؤها مطلقا.
هل هو يصحح الإخفاء على الإظهار لفظا أم حقيقة يا شيخ محمد؟
وفي المقابل نجد أقوالاً للقدامى صرّحوا بأنّ الخلاف هو في العبارة.
أبدأ بنصّ الداني وهو قوله: "فإن التقت الميم بالباء نحو {ٍءامنتم بهِ}، {وأن احكم بينهم}، {وكنتم به}، ٍومن يعتصم بالله}،و {أم بعيد}، وما أشبهه، فعلماؤنا مختلفون في العبارة عنها معها. فقال بعضهم هي مخفاة لانطباق الشفتين عليهما، كانطباقهما على إحداهما. وهذا مذهب ابن مجاهد، فيما حدّثنا به الحسين بن علي عن أحمد بن نصر عنه قال: والميم لا تُدغم في الباء لكنّها تُخفى، لأنّ لها صوتاً من الخياشيم، تواخي به النون الخفيفة. وإلى هذا ذهب شيخنا علي بن بشر رحمه الله. قال أبو العباس محمد بن يونس النحوي المقرئ: في أهل اللغة من يُسمّي الميم الساكنة عند الباء إخفاء. قال: وقال سيبويه: المُخفى بوزن المظهر.
وقال آخرون هي مبيّنة للغنّة التي فيها، قال أبو الحسن المنادي: أخذنا عن أهل الأداء بيان الميم الساكنة عند الواو والفاء والباء قس حُسن من غير إفحاش. وقال أحمد بن يعقوب التائب: أجمع القراء على تبيين الميم الساكنة وترك إدغامها إذا لقيتها باء في جميع القرءان. وكذلك الميم عند الفاء. وذهب إلى هذا جماعة من شيوخنا، وحكاه أحمد بن صالح عن ابن مجاهد، وبالأوّل أقول." (التحديد ص166، 167) هل تفهم من قوله: فعلماؤنا مختلفون في العبارة عنها معها.
أن هذه العبارة المختلفون فيها لها حقيقة واحدة؟ إذن فلماذا قال الداني في النهاية: وبالأوّل أقول. وتأمل كيف ذكَّر فقال: وبالأول فكلامه لا يرجع إلى العبارة لأنه لا يستقيم والعبارة مؤنث أن يقال: وبالعبارة الأول أقول. والداني من هو في اللغة والبلاغة لكن المعنى وبالوجه الأول أقول فظهر لك أن الخلاف حقيقي من نفس ما استدللت به ولكن لو تأملت.
قال عبد الوهاب القرطبي: " الميم: إذا سكنت وبعدها باء وجب إخفاء الميم معها كقوله تعالى: {وأن احكم بينهم}، {أنبئهم بأسمائهم}، {هم به يؤمنون} وذلك أنّ الباء قَرُبت من الميم في المخرج فامتنع الإظهار، واستوتا في أنّ كلّ واحدة منهما تنطبق بها الشفتان فتحقّق الاتصال والاستتار، وامتازت الميم عنها بمزيّة الغنّة فامتنع الإدغام فلم يبق إلاّ الإخفاء.
وقد اختلف القرّاء في العبارة عنها، فقال بعضهم: هي مخفاة لانطباق الشفتين عليهما كانطباقهما على أحدهما، وهو مذهب ابن مجاهد، قال ابن مجاهد: والميم لا تُدغم في الباء لكنّها تُخفى لأنّ لها صوتاً من الخياشيم تواخي به النون الخفيّة. وقال آخرون: هي مبيّنة للغنّة التي في الميم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال بعضهم: أخذنا عن أهل الأداء بيان الميم الساكنة عند الفاء والواو والباء في حُسْن من غير إفحاش. وقال بعضهم: أجمع القراء على تبيين الميم الساكنة في جميع القرءان إذا لقيت باءً. والأوّل هو القول.
فأمّا عبارة بعضهم عن ذلك بالبيان فالذي عندي أنّهم لم يريدوا البيان الذي هو التفكيك والقطع، لأنّ ذلك إذا لُفظَ به جاء في الغاية من الثقل والاستبشاع، وإنّما أرادوا بالبيان عدم الإدغام لأنّ جماعة من أغمار القراء ذهبوا إلى أنّه إدغام فسمّوه بياناً ليُنبّهوا على أنّه ليس بإدغام، وإن كان إخفاءً " انتهى كلامه رحمه الله تعالى (الموضح ص172، 173،174).
تأمل جيدا تجد كلام القرطبي كله دليل على أن الخلاف حقيقي فمن ذلك قوله: وهو مذهب ابن مجاهد.
أليس حكاية ذلك القول بالإخفاء على أنه مذهب لإمام مجتهد كابن مجاهد دليل على حقيقة الخلاف , إذا لو كانت الحقيقة واحدة ما صارت مذهبا لأحد بل تكون مذهبا للكل والخلاف في العبارة فقط؟
وقوله: والأوّل هو القول.
أليس هذا تصويبا للأول (الإخفاء) وتخطئة للثاني (الإظهار) فلو كانت الحقيقة واحدة فلم التصويب والتخطئة؟
قال ابن الباذش: "من ذلك الميم عند الباء: نحو {كذبتم به}، و {آمنتم به}، {ومن يعتصم بالله}، و {أن بورك}، و {هنيئاً بما}، و {صمّ بكم} ونحوه كثير.
فاختلفت عبارات القراء بعد إجماعهم، إلاّ من شذّ وسنذكره على أنّ الإدغام لا يجوز" (الإقناع ص64).
قد قدمت أنت أنه انتقد الإخفاء فلو كانت حقيقته حقيقة الإظهار فما العيب في الاصطلاح إذا قال به أئمة عدول وهو لا يغير حقيقة الحكم؟ أليس من المسلمات أنه لا مشاحاة في الاصطلاح؟ فلم كل هذه المشاحات قديما وحديثا إذا كان الأمر مجرد خلاف في اللفظ دون الحقيقة؟
ألم يصرّح هؤلاء الثلاثة بأنّ الخلاف هو العبارة؟
اترك الجواب لك بعد تأمل ما سبق فأنت ترى ابن الجزري والداني والقرطبي يصححون الإخفاء ويأخذون به ويخطئون الإظهار , وفي المقابل ترى ابن الباذش ومكي وغيرهما يصححون الإظهار ويأخذون به ويخطئون الإخفاء , فهل تجيب نفسك بإنصاف؟
هذه النصوص تردّ على قولك
هذه النصوص فيها ثلاثة أقوال: الإخفاء و الإظهار والإدغام , فإذا كان الخلاف لفظيا كما تقول فهو لفظي فيها جميعا وإذا كان الخلاف حقيقيا فهو حقيقي فيها جميعا , فماذا تقول؟
أمّا الإجماع فقد قال به أئمّة في هذا الفنّ والمشكلة ليست في الاعتبار بالإجماع أم لا وإنّما الستاؤل كيف يقول بعض أهل الأداء بالإجماع مع تواتر الوجهين في الأداء؟ ألا يدلّ هذا على الاتفاق في الأداء دون اللفظ؟ هذه تساؤلات أضعها بين يديك. ويؤيّد ذلك ما تؤكّده النصوص المنقولة لك أعلاه.
يا أخي وأين غاب عن بالك الإجماع على ترك كثير من القراءات المتواترة التي تدخل في حديث الأحرف السبعة ألم تقرأ قول ابن الجزري:وقول من قال: إن القراءات المتواترة لا حد لها إن أراد في زماننا فغير صحيح لأنه لا يوجد اليوم قراءة متواترة وراء العشرة، وإن أراد في الصدر الأول فيحتمل إن شاءالله. (المنجد صـ 16، 17، 18).
أمّا استعمال السخاوي للفظ مختلفان أي مختلفان في العبارة والاختلاف في العبارة يُفضي إلى الاجتهاد وإعمال الرأي لذا قال رأيان. أمّا إن كان الخلاف في الأداء فلا دخل للرأي فالكلّ متّبع لما قرأه على شيخه. مثاله: الكلّ يدغم النون في الميم ولكنّهم اختلفوا هو الغنّة غنّة النون أم غنّة الميم، فاختلفوا في اللفظ واتّفقوا في الأداء، والاختلاف في اللفظ يترتّب عنه الاجتهاد وأعمالٌ للرأي خلافاً ما إذا كان الأمر متعلّقا بتطبيق الحكم في الأداء.
هذا المثال الذي مثلت به هو مثال صحيح للخلاف اللفظي الذي لا يغير حقيقة الحكم وهو يؤكد أن الخلاف في الميم مع الباء ليس لفظيا بل حقيقي لأن الفرق واضح بين المثالين فمثال النون مع الميم لم يثر أي نقاش ولا ترتب عليه خطأ ولا صواب ولا نسب أحد القولين لإمام على أنه مذهب له خلافا لأئمة آخرين بل إن أئمتنا قد أغفلوه ولم يتعرضوا له قديما لأنه فعلا لفظي لا يغير من حقيقة الحكم شيئا , بخلاف مسألتنا ففيها كل ما ليس في الأولى من النقاش بل والجدال والتصويب والتخطئة والرمي بالبدعة والفرية والتبديل والإكراه , فهل يستويان.
أخي محمد ألا تلحظ معي أن في كلامك مايثير العجب فكلما نقلت شيئا تظنه لك انقلب عليك فسبحان الله العظيم.
إذا لم تقنع بهذا فبإمكاننا أن نجري تجربة تثبت لك الفرق بين المسألتين ولنجعلها استراحة فكأني بك قد تعبت من تكرار ما تكرره , فبإمكانك أن تجعل هذا الخلاف في النون مع الميم موضوعا مستقلا في هذا الملتقى الكريم ثم انظر فلن تجد من يخالفك أو يناقشك فضلا عن أن يخطئك لأن الخلاف لفظي بخلاف مسألتنا التي فيها ما لا يخفى عليك فجرب لتقتنع وإن لم تفعل فسأفعل أنا لو أردت أنت أن أفعله.
أمّا قولكم:
المعاصرون أقروا بأن الخلاف حقيقي حتى شيوخ المطبقين , فالشيخ أيمن سويد أقر بذلك ,ولك أن تسأله وتتأكد منه , فلما ناقشه شيخنا أحمد حامد حول هذه النقطة قال: لو كنت في زمانهم لسميته إظهارا ولما سميته إخفاء , فاقبل ما أقر به شيخك وشيخ المطبقين حفظك الله وحفظه , وإلا أحوجتني إلى أن أنقل لك المزيد والمزيد من أقوال الأئمة التي تؤكد بلا ريب أن الخلاف حقيقي وأن الإخفاء لا يكون إلا بالفرجة ولا بد.
هذا صحيح ولكن ليس لأحد أن يمنعني من البحث في القضيّة إذ كلّ مسألة تخضع للبحث إن تبيّن الخلاف المسألة سواء كان في العبارة أم في الأداء. وقد تعرّض لهذه المسألة بعض المشايخ على رأسهم شيخنا العلامة غانم قدوري الحمد في كتابه الدراسات الصوتية والذي أكّد أنّ الخلاف في اللفظ دون الأداء.
هذا إنصاف منك يحمد لك وشجاعة أدبية هي الظن بك ويوشك إن شاء الله أن تقتنع بالحق في هذه المسألة فما زال عندي الكثير يا صاحبي فأطل نفسك معي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[07 Oct 2009, 05:04 م]ـ
أخي طارق لقد طلبت منّي النصوص وأتيتك بها
وقد رجعنا إلى كلام ابن الجزري أي إلى نقطة الصفر. .
أمّا تفيسرك لكلام الداني فغير مسلّم لأنّه ذكر الخلاف ثمّ قال وبالأوّل أقول. السؤال؟ إن لم يكن الإخفاء هو القول الأوّل فماذا يقصد إذن وأيّ خلاف يقصد؟ أرجو الجواب؟ لا شكّ أنّ الخلاف هو في العبارة لا غير. أذ لا يوجد في النصّ خلافٌ آخر تطرّق إليه إلاّ الخلاف في العبارة. فذكر القول الأوّل وهو الإخفاء ثمّ القول الثاني وهو الإظهار ثمّ رجّح القول الأوّل وهو الإخفاء فقال وبه أقول. والحمد لله أنّ القول الأوّل يتناسب مع ما رجّحه وهو الإخفاء. فقوله وبالأوّل أقول أي وبالقول الأوّل أقول.
أمّا تعليقكم على نصّ القرطبيّ فأقول وبالله التوفيق: ذكر القرطبيّ أنّ الخلاف هو في العبارة فذكر المذهب الأوّل وهو الإخفاء لابن مجاهد. الكلام واضح يا أخي الكريم فبعد أن ذكر الخلاف في العبارة أشار إلى المذهب الأوّل وهو الإخفاء الذي هو مذهب ابن مجاهد. فالخلاف صريح بأنّه متعلّق بالعبارة دون الأداء. أهناك صراحة أكثر من ذلك. تأمّل جيّداً في كلام الإمام القرطبي: فأمّا عبارة بعضهم عن ذلك بالبيان فالذي عندي أنّهم لم يريدوا البيان الذي هو التفكيك والقطع .............
أي المراد من الإظهار في الميم الساكنة ليس التفكيك والقطع كما هو الحال في الإظهار التام. أقول: إنّ الإمام القرطبي رحمه الله تعالى أوضح وصرّح أنّ الخلاف هو العبارة فقط ونسب الإخفاء إلى ابن مجاهد ورجّحه ثمّ انتقد اصطلاح الإظهار بأنّه تجوّز في العبارة وأنّ حقيقته هو عدم تفكيك الحرف. فهذا صريح في كون أنّ المشكلة تكمل في اللفظ فقط وليس في الأداء.
قولكم:
قد قدمت أنت أنه انتقد الإخفاء فلو كانت حقيقته حقيقة الإظهار فما العيب في الاصطلاح إذا قال به أئمة عدول وهو لا يغير حقيقة الحكم؟ أليس من المسلمات أنه لا مشاحاة في الاصطلاح؟ فلم كل هذه المشاحات قديما وحديثا إذا كان الأمر مجرد خلاف في اللفظ دون الحقيقة؟
إنّك بهذا الكلام تردّ على نفسك إذ لا مشاحاة في الاصطلاح ما دام الأداء واحد، فبعضهم عبّر عنه بالإخفاء وبعضهم بالإظهار والأداء واحد.
قولكم:
هذه النصوص فيها ثلاثة أقوال: الإخفاء و الإظهار والإدغام , فإذا كان الخلاف لفظيا كما تقول فهو لفظي فيها جميعا وإذا كان الخلاف حقيقيا فهو حقيقي فيها جميعا , فماذا تقول؟
لا يا أخي الإدغام ما قال به أحد وإنّما الخلاف يدور بين الإخفاء والإظهار في اللفظ دون الأداء كما هو ظاهر من أقول المتقدّمين.
أمّا قضيّة الإجماع فلم أفهم مقصودك فآمل أن تبيّن لي المقصود مع أنّ كلام القرطبيّ واضح عند قوله: وقال بعضهم: أجمع القراء على تبيين الميم الساكنة في جميع القرءان إذا لقيت باءً. ومن القائلين بالإجماع الإمام ابن الباذش الذي أسند قراءته إلى الداني ومكي القيسي وهما يختلفان في المسألة. فكيف يقول ابن الباذش بالإجماع وقد أسند القرءان إلى من اختلفا واشتهرا بهذا الاختلاف في المسألة. ألا يدلّ هذا أنّهما لم يختلفا في الأداء وإنّما اختلفا في اللفظ فقط. والدليل على ذلك أننا لو قرأنا بالإخفاء مع انطباق الشفتين وإشباع الغنّة لدخل في مقتضى الإجماع لأنّ الميم مبيّنة من غير تفكيك كما ذكر القرطبيّ عليه رحمه الله تعالى.
قولكم:
اترك الجواب لك بعد تأمل ما سبق فأنت ترى ابن الجزري والداني والقرطبي يصححون الإخفاء ويأخذون به ويخطئون الإظهار , وفي المقابل ترى ابن الباذش ومكي وغيرهما يصححون الإظهار ويأخذون به ويخطئون الإخفاء , فهل تجيب نفسك بإنصاف؟
هذا ردّ على نفسك. كيف يختلف الأئمّة في المسألة الواحدة بهذا الشكل ويخطّأ بعضهم البعض والأسانيد متصلة بينهم في مسألة أدائية؟ هذا غير معقول ومقبول. لا شكّ أنّ هذا الخلاف لا يفسّر إلا بأنّه خلاف في التسمية واللفظ.
والعلم عند الله تعالى.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[07 Oct 2009, 10:08 م]ـ
أقول بارك الله فيك كما قال الأول:
وليس يصح في الأذهان شيء=إذا احتاج النهار إلى دليل
وإليك هذا الكلام للحصري رحمه الله علك تقتنع أن الخلاف حقيقي قال رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
أن يقع بعدها هذا الحرف " الباء " وقد اختلف أهل الأداء في حكمها حينئذ فذهب جمهورهم إلى أن حكمها وجوب الإخفاءمع الغنة , وهذا مذهب أئمة الأداء والمحققين كالإمام ابن مجاهد وابن بشير وغيرهما , وإليه جنح الإمام أبو عمرو الداني والمحقق ابن الجزري وغيرهما ممن لا يحصون كثرة , وذهب بعضهم إلى أن حكمها إذا لقيت هذا الحرف الإظهار على خلاف بينهم في الغنة وعدمها , وهو اختيار الإمام مكي ابن أبي طالب في آخرين , ويسمى على هذا المذهب إظهارا شفويا , والصحيح المذهب الأول وعليه العمل في سائر الأعصار والأمصار , وهذا الحكم وهو الإخفاء على المذهب الصحيح ثابت للميم الساكنة التي بعدها الباء مطلقا.
إلى أن قال:ووجه الإخفاء اتحاد الميم والباء في المخرج وتقاربهما في الصفة.
قال في نهاية القول المفيد: واعلم أن الإخفاء قسمان: أحدهما تبعيض الحرف وستر ذاته في الجملة وذلك في الميم الساكنة قبل الباء سواء كانت الميم أصلية أم كان أصلها النون الساكنة والتنوين. (أحكام قراءة القرءان الكريم ص 144 - 145).
انظر كيف نقل عن صاحب نهاية القول المفيد وصفه لكيفية إخفاء الميم بعد أن بين أن المذهب الصحيح هو الإخفاء ألا يدل ذلك على حقيقة الخلاف؟
وتأمل قوله: (وقد اختلف أهل الأداء في حكمها) فنسب الخلاف إلى أهل الأداء كما فعل ابن الجزري دليلا على أنه خلاف أدائي وليس لفظيا , وقال (في حكمها) ولم يقل في تسمية حكمها فماذا تريد أوضح من هذا؟
وقال رحمه الله:
الحال الثالث: أن يقع بعد النون الساكنة أو التنوين الباء , وحكمها حينئذ القلب ويعبر عنه بعض الكاتبين بالإقلاب وتقدم أن معناه الاصطلاحي: جعل حرف مكان آخر مع بقاء الغنة والإخفاء , والمراد به هنا قلب النون الساكنة والتنوين ميما عند الباء بغنة مع الإخفاء للحرف الأول وهو الميم التي تحولت النون والتنوين إليها , فإذا وقع بعد النون أو التنوين باء كان حكمهما وجوب قلبهما ميما مخفاة عند الباء مع الغنة.
قال العلامة المرعشي: الظاهر أن معنى إخفاء الميم ليس إعدام ذاتها بالكلية , بل إضعافها وستر ذاتها في الجملة بتقليل الاعتماد على مخرجها وهو الشفتان , لأن قوة الحرف وظهور ذاته إنما يكون بقوة الاعتماد على مخرجه , وهذا كإخفاء الحركة في كلمة (تأمنا) بيوسف لأن هذا الإخفاء ليس إعداما للحركة بالكلية بل بتبعيضها. انتهى. (أحكام قراءة القرءان الكريم ص 144 - 145).
فأنت ترى الشيخ الحصري نقل نص المرعشي الذي يدل دلالة بينة على ترك الفرجة في الإقلاب والإخفاء وهو مقرر له آخذ به مستدل بما فيه , فهل بعد هذا ما زلت مصرا على أن الخلاف لفظي؟
ألا تراه لم يقف عند تسمية الإقلاب بالقلب ولم ينسب أحد القولين كمذهب لأحد الأئمة ولا خطأ التسمية الأخرى بينما فعل ذلك وزيادة عند الكلام على الميم مع الباء؟
أرءيت يا صاحبي كيف يكون حكاية الخلاف اللفظي وكيف تكون حكاية الخلاف الحقيقي فتأمل؟
وانظر هذا الرابط لعله يفيدك:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=88376#post88376
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[07 Oct 2009, 11:54 م]ـ
أخي الكريم لم تقرئ عليّ السلام منذ مدّة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لا يشكّ أحدنا في علم العالم الكبير المقرئ المجمع عليه الشيخ محمود خليل الحصري رحمه الله تعالى ورفعه في الدرجات العلا وأسكنه الفردوس الأعلى آمين آمين آمين.
وليس فقط الشيخ الحصري الذي يقول بأنّ الخلاف حقيقي بل هو مذهب معظم إن أقل كلّ العلماء المعاصرين، هذا لا شكّ ولا ريب فيه وسبب ذلك ما نقله ابن جزري في كتابه النشر مما يوحي إلى أنّ الخلاف حقيقيّ، وكلّ من جاء بعده إلاّ اتّبعه في ذلك إذ هو إمام الفنّ الذي تُسند إليه القراءات التي يقرَأ بها اليوم. وأنا مدرك لهذه الأمور وما كنت أتصوّر قبل أشهر معدودة أنّ الخلاف في الميم الساكنة قد يكون لفظياً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن يا أخي الحبيب تغيّرت الأمور في هذا الوقت، فأصبح المخطوط يُطبع، وقد تنبّه بعض المشايخ الكرام إلى هذه القضيّة على أساس ما هو مدوّن في الكتب المعتبرة والتي هي المصادر التي نقلت منها المسائل التجويدية والقراءات والتي تعبّر عن الكيفيّة التي قرأ بها القدامى بأسانيدهم إلى النبيّ عليه الصلاة والسلام. وفي هذه المصادر نجد التصريح بأنّ الخلاف هو خلاف عبارة واصطلاح، وهؤلاء أئمّة جهابذة متقدّمون على ابن الجزري والحصري والمرعشي وغيرهم. , وأسانيد المتأخرين تنصبّ على هؤلاء الأفذاذ. يستحيل أن يختلف هؤلاء اختلاف تضآدّ في أداء وكيفية مع إسناد قراءة كلّ واحد إلى الآخر. فابن الباذش أسند القراءات السبع إلى مكي والداني وهما يختلفان في المسألة وقد أسندا القراءة إلى عبد المنعم وإلى ابن مجاهد وهكذا مع اختلافهما. فكيفّ يخطّئ الواحد الآخر، والبعض ينقل الإجماع ويقرّره مع أنّ بعض مشايخه خرقه. كيف يحصل هذا؟. هذا لا يفسّر إلاّ إذا كان الخلاف نظريّاً لفظيّاً.
وقد أستدرك المحررون على ابن الجزريّ في بعض المسائل التحريريّة برجوعهم إلى المصادر كما فعل الأزميري والمتولّي والضباع وأنت تقرأ الآن بما استدركه هؤلاء الجهابذة. وليس هناك من اعترض على ذلك مع تغيّر الأداء بتلك الاستدراكات. ونحن في مسألتنا نريد معرفة هل الخلاف لفظيّ أم لا، مع أنّه لا يترتّب عليه في تغيير في الأداء إذ كلّنا نقرأ بالإخفاء مع الاختلاف في الكيفيّة. فلماذا هذا الاعتراض؟ أتخشي على الفرجة؟ أعلم أنّ المشكلّة كووووووووووووولّها في الفرجة.
هذا يدلّ على ماذا؟ يدلّ على ابن الجزريّ بشر يخطئ ويصيب. ولكن إثباته للوجهين أداءً لا سيما إن قرأ بهما جعلني أتوقّف في القضيّة وما زلت.
أخي طارق لو اطلعت على البحوث التي أثيرت في هذا المنتدى المبارك ستجد أنّ الكثير من المسائل التي كنّا نظنّ أنّها من المقطوع بها فإذا بها تخضع للنقد والاستدراك لا سيما المسائل المختلف فيها والتي أعمل فيها الرأي والاجتهاد.
أمّا استدلالك بكلام المرعشيّ على صحّة الفرجة فغير مسلّم به وقد قمت بالردّ على ما فهمته أنت وغيرك منه غير مرّة. والردّ من جهتين:
الأولي: أنّه قال بتقليل الاعتماد على مخرجها وهو الشفتان. والاعتماد يدلّ على التصاق الشفا العليا بالسفلى إذ أحدى الشفتين تعتمد على الأخرى مع تقليل قوّة الاعتماد. والاعتماد في حدّ ذلك بغضّ النظر عن قوّته ينفي الفرجة وانفراج الشفتين. لأنّ الشفتين إذا انفرجتا انتفى الاعتماد بالكليّة.
الثانية: مثَّل المرعشيّ هذا الاعتماد بإخفاء حركة النون الثانية في {تأمنّا} ولا شكّ أنّ النطق بالنون التي أُخفيت حركتها يستلزم قرع طرف اللسان واحتكاكه بالحنك الأعلى مع تضعيف وتقليل الاعتماد. إذن فاحتكاك واعتماد طرف اللسان بالحنك الأعلى عند إخفاء نون {تأمنّا} لازم. والفرجة تنفي الاحتكاك والاعتماد بالكليّة.
هذا النصّ يدلّ على لزوم اعتماد الشفة العليا بالسفلى وبالتالي على بطلان الفرجة.
والعلم عند الله تعالى.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[08 Oct 2009, 12:42 ص]ـ
أخي الكريم لم تقرئ عليّ السلام منذ مدّة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
لا يشكّ أحدنا في علم العالم الكبير المقرئ المجمع عليه الشيخ محمود خليل الحصري رحمه الله تعالى ورفعه في الدرجات العلا وأسكنه الفردوس الأعلى آمين آمين آمين.
وليس فقط الشيخ الحصري الذي يقول بأنّ الخلاف حقيقي بل هو مذهب معظم إن أقل كلّ العلماء المعاصرين، هذا لا شكّ ولا ريب فيه وسبب ذلك ما نقله ابن جزري في كتابه النشر مما يوحي إلى أنّ الخلاف حقيقيّ، وكلّ من جاء بعده إلاّ اتّبعه في ذلك إذ هو إمام الفنّ الذي تُسند إليه القراءات التي يقرَأ بها اليوم. وأنا مدرك لهذه الأمور وما كنت أتصوّر قبل أشهر معدودة أنّ الخلاف في الميم الساكنة قد يكون لفظياً.
فلماذا أتعبتني يا أخي كل هذا التعب , وهل هكذا يكون النقاش للوصول إلى الحقيقة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن يا أخي الحبيب تغيّرت الأمور في هذا الوقت، فأصبح المخطوط يُطبع، وقد تنبّه بعض المشايخ الكرام إلى هذه القضيّة على أساس ما هو مدوّن في الكتب المعتبرة والتي هي المصادر التي نقلت منها المسائل التجويدية والقراءات والتي تعبّر عن الكيفيّة التي قرأ بها القدامى بأسانيدهم إلى النبيّ عليه الصلاة والسلام. وفي هذه المصادر نجد التصريح بأنّ الخلاف هو خلاف عبارة واصطلاح،
يا أخي نص واحد فقط يكفيني ويكفي كل القائلين بالفرجة بشرط أن يكون فيه نصك هذا (الخلاف هو خلاف عبارة واصطلاح) أما اختلفوا في العبارة فليس دليلا على اختلاف اللفظ دون الحقيقة , إذ لكل عبارة حقيقة ,فأنا وأنت الآن مختلفون في العبارة ولكن خلافنا حقيقي كل عبارة من عباراتنا لها حقيقة مختلفة.
وهؤلاء أئمّة جهابذة متقدّمون على ابن الجزري والحصري والمرعشي وغيرهم. , وأسانيد المتأخرين تنصبّ على هؤلاء الأفذاذ. يستحيل أن يختلف هؤلاء اختلاف تضآدّ في أداء وكيفية مع إسناد قراءة كلّ واحد إلى الآخر. فابن الباذش أسند القراءات السبع إلى مكي والداني وهما يختلفان في المسألة وقد أسندا القراءة إلى عبد المنعم وإلى ابن مجاهد وهكذا مع اختلافهما. فكيفّ يخطّئ الواحد الآخر، والبعض ينقل الإجماع ويقرّره مع أنّ بعض مشايخه خرقه. كيف يحصل هذا؟. هذا لا يفسّر إلاّ إذا كان الخلاف نظريّاً لفظيّاً.
لماذا لا تفهم من الخلاف الحقيقي إلا خلاف التضاد لماذا لا يكون خلاف تنوع كسائر خلافات الرواة والقراء أليس حفص وشعبة قد قرءا على عاصم وهو إمام واحد وقد اختلفا في أكثر من خمسمائة حرف , هل الخلاف بين شعبة الذي يميل (رمى) وحفص الذي يفتحها هو خلاف تضاد لأن حقيقة الإمالة غير حقيقة الفتح أم هما عندك حقيقة واحدة والخلاف لفظي أيضا؟
ألا يمكننا أن نقول اختلف شعبة وحفص في العبارة في (رمى) أو حتى في اللفظ بها فشعبة يميلها وحفص يفتحها وهذا الخلاف حقيقي وليس تضادا وإن كنا قد عبرنا عنه باللفظ والعبارة وإن كان شيخهما واحدا؟
وقد أستدرك المحررون على ابن الجزريّ في بعض المسائل التحريريّة برجوعهم إلى المصادر كما فعل الأزميري والمتولّي والضباع وأنت تقرأ الآن بما استدركه هؤلاء الجهابذة.
يا أخي ليس كل استدراك يقبل إلا ببرهان ودليل وليس دليل ها هنا (إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا).
وليس هناك من اعترض على ذلك مع تغيّر الأداء بتلك الاستدراكات بل هناك من اعترض وهناك من يقرئ بظاهر المتون بلا تحريرات وكيف يخفى عليك هذا؟
ونحن في مسألتنا نريد معرفة هل الخلاف لفظيّ أم لا، مع أنّه لا يترتّب عليه في تغيير في الأداء إذ كلّنا نقرأ بالإخفاء مع الاختلاف في الكيفيّة. فلماذا هذا الاعتراض؟ أتخشي على الفرجة؟
كأنك ما ناقشت أحدا قط , كيف لا يترتب عليه تغيير في الأداء فلماذا نتناقش إذن ولماذا ناقشكم الشيخ الفاضل عبد الحكيم عبد الرازق حفظه الله في سجالات طويلة؟
أعلم أنّ المشكلّة كووووووووووووولّها في الفرجة.
هذا يدلّ على ماذا؟ يدلّ على ابن الجزريّ بشر يخطئ ويصيب. ولكن إثباته للوجهين أداءً لا سيما إن قرأ بهما جعلني أتوقّف في القضيّة وما زلت.
تغضب حين أقول أنك متذبذب وهكذا شأن كل من قال بالإطباق في الإخفاء الذي لم يقل به أحد من أئمة هذا الشأن قديما وأما حديثا فقد قيل كل شيء حتى عزى القرضاوي في البابا وقال عمرو: إبليس مكفرش.
أخي طارق لو اطلعت على البحوث التي أثيرت في هذا المنتدى المبارك ستجد أنّ الكثير من المسائل التي كنّا نظنّ أنّها من المقطوع بها فإذا بها تخضع للنقد والاستدراك لا سيما المسائل المختلف فيها والتي أعمل فيها الرأي والاجتهاد. يا أخي لو قلتم بأحد القولين أو الثلاثة المنقولين عن السلف لما اعترضنا إلا من باب الترجيح لكن المشكلة أنكم تقولون بما لم يقل به أحد فتقولون بالإخفاء وتقولون لايكون الإخفاء إلا بالإطباق؟ وتصرون على أن الخلاف لفظي فلم لا تعبرون عن رأيكم بالإظهار كما عبر الأولون؟ وحينئذ لن يعارضكم أحد.
أمّا استدلالك بكلام المرعشيّ على صحّة الفرجة فغير مسلّم به وقد قمت بالردّ على ما فهمته أنت وغيرك منه غير مرّة. والردّ من جهتين:
الأولي: أنّه قال بتقليل الاعتماد على مخرجها وهو الشفتان. والاعتماد يدلّ على التصاق الشفا العليا بالسفلى إذ أحدى الشفتين تعتمد على الأخرى مع تقليل قوّة الاعتماد. والاعتماد في حدّ ذلك بغضّ النظر عن قوّته ينفي الفرجة وانفراج الشفتين. لأنّ الشفتين إذا انفرجتا انتفى الاعتماد بالكليّة.
لماذا تقول المرعشي ما لم بقله؟ هل قال (مع تقليل قوّة الاعتماد)؟ ألا ترى فرقا كبيرا بين قولك وقوله؟
الثانية: مثَّل المرعشيّ هذا الاعتماد بإخفاء حركة النون الثانية في {تأمنّا} ولا شكّ أنّ النطق بالنون التي أُخفيت حركتها يستلزم قرع طرف اللسان واحتكاكه بالحنك الأعلى مع تضعيف وتقليل الاعتماد. إذن فاحتكاك واعتماد طرف اللسان بالحنك الأعلى عند إخفاء نون {تأمنّا} لازم. والفرجة تنفي الاحتكاك والاعتماد بالكليّة.
هذا النصّ يدلّ على لزوم اعتماد الشفة العليا بالسفلى وبالتالي على بطلان الفرجة.
هداك الله , المرعشي في مثاله هذا لا يتعرض للنون من قريب ولا من بعيد , أتدري لماذا؟ لأن مخرج الحركات من الشفتين ولا ارتباط له بمخرج الحرف الذي تحرك بها , فهو يشبه النطق بالميم حال الإخفاء بالنطق بالضمة حال الروم , فما الجامع بين الميم والضم؟ إنه الشفتان , وما وجه الشبه؟ إنه الفرجة.
والعلم عند الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[08 Oct 2009, 01:13 ص]ـ
سلاماً سلاما.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[08 Oct 2009, 01:16 ص]ـ
بشرك الله بالخير (لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما إلا قيلا سلاما سلاما).
سلام عليكم.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[08 Oct 2009, 01:25 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أنت الذي اتعبت نفسك منذ البداية مع أنّي أشرت لك توّقّّفي في القضيّة وكنت أعلم منذ البداية أننا سنصل إلى هذه النتيجة.
المهمّ أنّ المسألة فيها نظر وبحث وما صارت من المسلّمات المقطوع بها، وهذا الذي أردتّ الوصول إليه.
وأمّا قضيّة الفرجة فلم أر أيّ جديد فيها وللأسف مع أنّي كنت آمل من أخي طارق أن يأتي بالجديد وأن يكون مصيباً في استدلالاته ولكن هيهات.
أكتفي بما قلت في هذا الموضوع وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[08 Oct 2009, 01:28 ص]ـ
سبحانك اللهم وبحمدك , أشهد أن لا إله إلا أنت , أستغفرك وأتوب إليك.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[08 Oct 2009, 01:43 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المهمّ أنّ المسألة فيها نظر وبحث وما صارت من المسلّمات المقطوع بها، وهذا الذي أردتّ الوصول إليه.
وأمّا قضيّة الفرجة فلم أر أيّ جديد فيها وللأسف مع أنّي كنت آمل من أخي طارق أن يأتي بالجديد وأن يكون مصيباً في استدلالاته ولكن هيهات.
أكتفي بما قلت في هذا الموضوع وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
السلام عليكم
بعد الانتهاء النقاش المثمر تبين:
اضطراب الشيخ محمد يحيي شريف في أجوبته، وكثرة تردده في إثبات الإطباق.
رفضه لإقرار أصحاب الإطباق بأن في كلام المرعشي دلالة علي الفرجة امثال الشيخ: أيمن سويد والزروق وفرغلي العرباوي وغيرهم تحت مظلة جواز البحث في المسألة، ولا يدري أنه خالف سائر موافقيه.
إيهام الشيخ محمد يحيي للقارئ بعدم وجود دليل علي الفرجة بعد إقراره لكلام الشيخ الجعبري بأن النص دال علي الفرجة. (سمي الإنسان إنسانا لكثرة نسيانه). والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[08 Oct 2009, 01:48 ص]ـ
أخي عبد الحكيم عايز أشوف شكلك عامل الزاي وأنت غضبان
هوّن على نفسك لا تجعل الفرجة أكبر همّك يا حبيبي، الجنّة الجنّة. فمن زحزح عن النار وأُدخل الجنّة فقد فاز.
اللهمّ ما اجعلني أنا وأخي عبد الحكيم وأخي طارق من أصحاب الجنّة وارض عنّا يا ذا الجلال والإكرام.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[08 Oct 2009, 01:59 ص]ـ
السلام عليكم
والله يا شيخ محمد كتبتُ ما كتبتُ من باب المداعبة، ولقد كنتُ أريد أن أسمع تعليقكم.
والله والله كتبتُه لك وأنا أبتسم، حتي عند قولك (ملكش دعوة) كنتُ أضحك بصوت حتي ظنت العروس الجديدة أن الشيخ به " لُطْف " (كنت هتعمل مشكلة يا محمد من مفيش) إحنا عندنا روح رياضية
وقلت: اللهمّ ما اجعلني أنا وأخي عبد الحكيم وأخي طارق والمسلمين من أصحاب الجنّة وارض عنّا يا ذا الجلال والإكرام.
آمين. آمين. آمين ولك مثله.
والسلام عليكم
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[08 Oct 2009, 02:08 ص]ـ
وعليكم السلام يا مشايخنا الكرام
اللهمّ اجعلنا في أصحاب الجنّة وارض عنّا يا ذا الجلال والإكرام.
آمين. آمين. آمين.
والسلام عليكم
ـ[السيد محمد على]ــــــــ[08 Oct 2009, 06:28 م]ـ
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته – الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أولا: الأخ عرباوى فرغلى – لا أدرى أين هو الان ان كان حيا فليحفظه الله وان كان ميتا فليرحمه الله - هو صاحب الموضوع أصلا لو تذكرون فأين هو الآن فتح الموضوع ثم ترك حلبة المناقشة وباللهجة المصرية (ترككم تختلفون وخلع) ولعله معذور لأن موضوعه كان منذ مايزيد على خمس سنوات وتحديدا يوم 4 - 6 - 2004م بينما جاء فتح الموضوع من قبل الأخ طارق عبد الله منذ أسبوع فقط ثم تحدث الأخ عبد الحكيم عبد الرازق وبعدها دخل فى الخط الأخ محمد يحى شريف وغيرهم من الأخوة الذين لا يشك أحد ألبته فى حبهم للقرآن وغيرتهم عليه ولكن للاختلاف اداب أعلاها أن يكون النقاش فى ظل الحب فى الله بلا تعصب لأحد إلا غيرة على الدين وحفظ الكتاب العزيز وفقط. مع كل تقديري واحترامى للأخوة والمشايخ وأصحاب الفضيلة.
- ثانيا: أننى طويلب علم صغير بلا تواضع وقد أخبرنى شيخى الشيخ اسماعيل الدسوقي خليفة بمحافظة الدقهلية - بمصر- بالنسبة للإخفاء الشفوى فيما يخص الميم الساكنة إذا جاء بعدها حرف الباء، وهى فى اصطلاحات ضبط المصحف – المدينة – يعبر عنها بتعرية الحرف الأول – الميم – مع عدم تشديد الحرف الثانى – الباء – يدل على الادغام الناقص أو الاخفاء، وأنه عند الاخفاء نعمل عملين: أولا: نخرج غنة من الأنف بمقدار حركتين وثانيا: نترك فرجة بين الشفتين. مثال (يوم هم بارزون) ثم يكمل الشيخ فيقول: أما من يقرأ بالاطباق ما سمعنا بهذا فى كتب التجويد لكن البعض الآن يقول به وشيوخنا لا يقولون بهذا والأصل فى التجويد التلقى والمشافهة – ملحوظة: الشيخ اسماعيل مجاز من أحد مشايخ الاردن – ثم يكمل فيقول: أن فضيلة الشيخ حافظ الصانع يقول بترك الفرجة بين الشفتين، والشيخ عدنان – شيخ الشيخ بالاردن: يقول بأن هناك وجه آخر يسمونه وجه الاظهار وليس الاطباق حيث لا نترك فرجة ولكن ليس هناك غنة. وبهذا قال الشيخ أحمد عيسي المعصراوى – شيخ عموم المقارئ المصرية حاليا – قال: نعم هذا الوجه معتمد، وكذلك ذكره الشيخ: زيدان محمود سلامة العقرباوى فى كتاب (المرشد فى علم التجويد) وقال: وجه صحيح مقروء به.
إذا مما سبق وبناء عليه
يتضح بأن الأمر واسع وفيه الوجهين مستويان بترك الفرجة وعدم تركها فإذا كان كذلك فلم الاختلاف والخلاف والضغينة واستنزاف أوقات حضراتكم فى البحث والتحدى فقد يكون هذا مدخل للشيطان للطعن فى الاخلاص فيكون كل واحد حريص على افحام صاحبه؟
- أخيرا اسأل الله للجميع التوفيق والسداد والاخلاص فى القول والعمل ابتغاء وجه الله الكريم
- وجزاكم الله خيرا – أحبكم فى الله جميعا يا أهل القرآن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[08 Oct 2009, 06:38 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحبك الله الذي أحببتنا له والحمد لله تناقشنا وتعارفنا وتحاببنا فقد شرفت بأخوي الكريمين الشيخ عبد الحكيم والشيخ محمد شريف وجزاك الله خيرا فقد انتهى النقاش إلى الدعاء بالجنة فنسأل الله أن نكون من أهلها.
ـ[السيد محمد على]ــــــــ[08 Oct 2009, 07:42 م]ـ
آمين آمين آمين - وإياكم جميعا يا أخى الحبيب وإلى لقاء قريب إن شاء الله تعالى
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[08 Oct 2009, 10:36 م]ـ
السلام عليكم
الأخ الفاضل جزاك الله خيرا علي ما تفضلتم به، فالنقاش قد يبدأ ساخنا ثم ينتهي كما قرأت بالدعاء والمغفرة، فهذا شئ أكثر من رائع وشئ جميل حقا.
وقولك: (شيخ الشيخ بالاردن: يقول بأن هناك وجه آخر يسمونه وجه الاظهار وليس الاطباق حيث لا نترك فرجة ولكن ليس هناك غنة. وبهذا قال الشيخ أحمد عيسي المعصراوى – شيخ عموم المقارئ المصرية حاليا – قال: نعم هذا الوجه معتمد، وكذلك ذكره الشيخ: زيدان محمود سلامة العقرباوى فى كتاب (المرشد فى علم التجويد) وقال: وجه صحيح مقروء به.)) ا. هـ
أخي الكريم هذا الوجه غير موجود الآن وقد ذكره الشيخ المرصفي والشيخ عبد الرزاق علي موسي ـ رحمهما الله ـ وهو وجه الإظهار في الميم إذا لقيت باء من غير غنة.
وقال القسطلاني في شرحه للجزرية عن هذا الوجه: (وأباه المحققون) فلم يسمع أكثر مشايخنا بهذا الوجه مشافهة الآن .. وأصبح هذا الوجه موجودا في الكتب وفقط.
ولك تحياتي وأرق أمنياتي.
والسلام عليكم
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[08 Oct 2009, 10:41 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا شيخ عبد الحكيم وأخوك الفقير إلى الله ما أراد أن يرد على هذه الجزئية وغيرها حتى لا يسخن النقاش مرة ثانية , وما زال عندي الكثير ولكن يكفي أننا كل هذه الأيام نكتب ونناقش ليقر المخالف بأن الخلاف لفظي فمرة متوقف ومرة يأبى وأخيرا جمع بين الإقرار والتوقف.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[08 Oct 2009, 10:53 م]ـ
ولكن يكفي أننا كل هذه الأيام نكتب ونناقش ليقر المخالف بأن الخلاف لفظي فمرة متوقف ومرة يأبى وأخيرا جمع بين الإقرار والتوقف.
السلام عليكم
الشيخ محمد يحيي شريف (بيلف ويدور كتير) لأنه يريد أن يستخرج الكنوز من داخل من يناقشه، ويريد أن يأخذ منه ما وهبه الله من علم .. وهكذا يكون طالب العلم. ولقد صرح بهذا في مداخلة قديمة.
الشيخ محمد يحيي قديما كنتُ أناقشه في المسألة (وكان بعقله) ومقر بأن الخلاف حقيقي وتناطحنا مقرين بحقيقة الخلاف.
ثم رأي بحثا لأخينا الشيخ الزروق وهو يحكي بأن الخلاف لفظي، فانبهر الشيخ محمد في بداية الأمر بهذا البحث وأخذ يعضد هذا الوجه (بكلامه المعسول، وهاتك يا لف ودوران).
ثم وصل في نهاية الأمر إلي ما ذكره فضيلتكم حيث قلتم (
الخلاف لفظي فمرة متوقف ومرة يأبى وأخيرا جمع بين الإقرار والتوقف.
والشيخ محمد شخصية رائعة ولكنه (محتاج يعيش كام يوم في مصر).
والسلام عليكم
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[08 Oct 2009, 11:53 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
والشيخ محمد شخصية رائعة ولكنه (محتاج يعيش كام يوم في مصر).
على الرحب والسعة إن أراد ضيفا عليكم يا شيخ عبد الحكيم , وإن أراد ضيفا على أخيه الفقير إلى الله أبي الحسن.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[09 Oct 2009, 12:51 ص]ـ
لكي تتقبضوا عليّ هناك خاصّة في وقت مباراة كرة القدم بين مصر والجزائر وسأقرّ لكم بكوووووولّ ما تريدون: الفرجة، الضاد، القلقلة المتحرّكة، ترقيق {ونذر}، طريق روضة المعدّل، التفخيم النسبي في نحو {إخراج} ................
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[09 Oct 2009, 03:03 م]ـ
لكي تتقبضوا عليّ هناك خاصّة في وقت مباراة كرة القدم بين مصر والجزائر وسأقرّ لكم بكوووووولّ ما تريدون: الفرجة، الضاد، القلقلة المتحرّكة، ترقيق {ونذر}، طريق روضة المعدّل، التفخيم النسبي في نحو {إخراج} ................
السلام عليكم
المصريون أهل كرم وهنخليكم تصعدوا كأس العالم، ونفوز احنا بوجودك في مصر.
ومصر بلد فيه أمان لما تتمع من قوة ومكانة قال الله: ونمكن لهم في الأرض " وعبر الله عن مصر بالأرض لقوتها (والواقع يشهد بذلك لأن مصر بوابة لثلاث قارات فكأنها مسيطرة علي الأرض ومن تمكن مكنها فكأنما تمكن من الكرة الأرضية)
ومصر بلد الخيرات قال الله: اجعلني علي خزائن الأرض " قال مالك ـ علي ما أذكر ـ: مصر خزينة الله في أرضه (والواقع يشهد بذلك فقناة السويس لا توجد دولة إلا وتضع من مالها في مصر)
وأريد أن أضيف بعض الأشياء عن مصر من القرآن وأكتفي بهذا حتي لا يظن إخواننا من أهل التفسير أننا نناطحههم في علمهم.
تشرف مصر كلها يا شيخ محمد ولك تحياتي والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[11 Oct 2009, 02:33 م]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيرا يا شيخ عبد الحكيم , وننتظر رد الشيخ محمد الشريف حتى لا نقلق عليه.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[11 Oct 2009, 04:37 م]ـ
أخي طارق ماذا تنتظر منّي؟
هذا بيني وبين أخي عبد الحكيم وهي مجرّد مداعبة فقط، أتريد أن تدخل بين العظم
واللحم؟
أتعجّب كيف تفسّرون عبارة: تقليل الاعتماد بالفرجة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الاعتماد يستلزم الملامسة بغضّ النظر عن قوّته أم ضعفه، فطرف اللسان يعتمد على أطراف الثنايا العليا عند النطق بالظاء إلاّ أنّ الاعتماد يكون ضعيفاً على المخرج لذا جرى الصوت، وهذا الاعتماد الضعيف لا يكون إلاّ بالملامسة والاحتكاك، وهذا الذي حمل علماء الأصوات على تسمية حروف الرخاوة بالحروف الاحتكاكية لانّ الاحتكاك لازم ولو بضعف الاعتماد على المخرج. لذا فإنّ تقليل الاعتماد يستلزم الملامسة والاحتكاك وهو ينافي الفرجة تماماً.
إضافة إلى ذلك أنّ المرعشيّ تُركي ولم تُعرف هذه الفرجة عند الأتراك البتّه، إذ يقرءون بانطباق الشفتين إلى الآن.
فما بقي لكم إلاّ هذا النصّ الذي تلجؤون إليه وقد تبيّن بطلانه.
أمّا نصّ الجعبريّ فهو صريح الدلالة ولو أنكرت ذلك كنت معانداً ولكنّ عشرات النصوص تخالف مضمونه وأكثرها قديمة على الإمام الجعبري.
لعلّي أطيل في الإجابة لأنّّ الألنت معطّل هذه الأيّام.
أخي طارق باللطف واللين سأواصل معك النقاش وسترى ...............
وعندما تغضب سأدعو لك لتهدأ وبعدها سأعود
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[11 Oct 2009, 05:07 م]ـ
لم كل هذه الثورة ما أردت إلا الاطمئنان عليك فقط , والحمد لله أنت على ما يرام بدليل هذا الانفعال من غير سبب , ولكن صبر جميل فما زال عندي الكثير ولكن إجاباتك السابقة ما هي إلا حيدة عن الإجابة واضطراب عن الإصابة.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[11 Oct 2009, 06:13 م]ـ
أين هي الحيدة يا أخي؟
بل أنت الذي تحيد عن الصواب. الآن أنتظر إجابتك إذن عن نصّ المرعشي، وبيّن لي بالدليل والعقل على أنّ تقليل الاعتماد يدلّ على الفرجة من دون غضب ولا ضجيج إذ يمكنني أن أغضب أكثر منك بكثير ولكن ليست العبرة في ذلك وإنّما الدليل والحجّة هو الذي سيفصل في المسألة.
أجب على هذا النصّ ثمّ ائت بالجديد.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[11 Oct 2009, 06:28 م]ـ
لست وحدي الذي وجد منك الحيدة عن الجواب ويكفيك أن تنظر في آخر مشاركاتك لترى حيرتك واضطرابك , ولماذا مررت على إقرارك بنص الجعبري مرور الكرام؟ وما الفرق بين النصين؟ أليس معنى قول الجعبري: والاطباق اتقي هو نفس معنى كلام المرعشي بتقليل الاعتماد؟ أم تحسب أنهما تناقضا وهما إمامان في فنهما؟ فلو قلت: اتفقا فيلزمك القول بالفرجة وصحتها. وإن قلت: تناقضا فيلزمك القول بحقيقة الخلاف , وهو الذي اضربت فيه فمرة تقر به ومرة تتوقف.
فاختر لنفسك منهما وكلاهما حجةعليك.
وأما كلام المرعشي فواضح منه الفرجة لأن قوله بتقليل الاعتماد دليل واضح على عدم الإطباق أليس هذا صحيحا أم أنك ستنازع أيضا في دلالة كلامه على عدم الإطباق, وهل تعني الفرجة إلا عدم الإطباق؟ فالمشكلة أنكم تفهمون من الفرجة عكس ما يقصد به أهلها فتفهمون منها فغر الفم حتى تميع الميم وهذا فهم خطأ فلا عجب أن تفهموا من الأئمة عكس ما يريدون , فتفهمون من تقليل الاعتماد على الشفتين:إطباق الشفتين , وتفهمون من الاعتماد على الشفتين إطباق الشفتين أيضا فأي فهم هذا؟
هون عليك يا صاحبي فلستم وحدكم الذين تأتون بالعجائب في زماننا هذا , فلكم أسوة في شيخ الأزهر الذي نسب له القول بأن النقاب ليس من الدين وهو عادة وليس عبادة , فما الغرابة في أن تقولوا أنتم أن إخفاء الميم بإطباق الشفتين وإظهار الميم بإطباق الشفتين أيضا؟ واعتماد الشفتين يعني إطباقهما على الميم وتقليل الاعتماد يعني إطباقهما على الميم؟
هون عليك فلستم أول القوم ولا آخرهم.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[11 Oct 2009, 10:56 م]ـ
لست وحدي الذي وجد منك الحيدة عن الجواب ويكفيك أن تنظر في آخر مشاركاتك لترى حيرتك واضطرابك , ولماذا مررت على إقرارك بنص الجعبري مرور الكرام؟ وما الفرق بين النصين؟ أليس معنى قول الجعبري: والاطباق اتقي هو نفس معنى كلام المرعشي بتقليل الاعتماد؟ أم تحسب أنهما تناقضا وهما إمامان في فنهما؟ فلو قلت: اتفقا فيلزمك القول بالفرجة وصحتها. وإن قلت: تناقضا فيلزمك القول بحقيقة الخلاف , وهو الذي اضربت فيه فمرة تقر به ومرة تتوقف.
فاختر لنفسك منهما وكلاهما حجةعليك.
.
السلام عليكم
الكلام المظلل بالأحمر كلام في غاية القوة والرصانة، بارك الله فيكم.
وتأييدا لكلامك يا شيخ طارق واستدلالك بقول المرعشي علي الفرجة قال المرعشي: (إن إخفاء الميم يكون بإخفاء سكونها)
فلو فسر لنا الشيخ محمد يحيي شريف ما معني إخفاء سكونها مع قول المرعشي تقليل الاعتماد .. نشكر لك سعيك.
تنبيه: مداخلتي هذه بعد انتهاء مفعول (ملكش دعوة) الأولي، وبما أنك ستقولها مرة أخري فأنا منسحب قبل أن تقولها.
بارك الله فيك يا شيخ محمد يحيي شريف
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[12 Oct 2009, 11:40 ص]ـ
الأمور واضحة يا أخي لا تحتاج إلى تفسير، كيف يكون الاعتماد على الريح وعلى اللا شيء. فالفرجة معناها الانفراج بين الشفتين فإن كان كذلك فكيف تقول بضعف الاعتماد وتقليله. فتقليل الاعتماد يدلّ على وجود أدنى اعتماد إلاّ أنّه يكون بضعف وتقليل. والانفراج بين الشفتين ينفي الاعتماد تماماً ولو أراد المرعشي الانفراج بين الشفتين لما استعمل هذه العبارة. بالإضافة إلى ذلك أنّ المرعشي وصف النون بزوال ذاتها وأنّ صوتها يكون من الخيشوم مجرّداً في نحو {عنك}.
عندما تعتمد على العصا للقيام فإمّا أن يكون الاعتماد قوياً أو ضعيفاً بحسب الحالة، وفي كلتا الحالتين ستلامس العصا وتحتكّ بها وتعتمد عليها. فإن قلت أنّ المرعشي أراد بتقليل الاعتماد على الفرجة فهذا يستلزم أنّ ضعف الاعتماد على العصا لا يكون بالملامسة والاحتكاك. فيعتمد على الهواء والريح لكي يقوم (ابتسامة).
أتسائل؟ أيخفى هذا الأمر؟ الأمر في غاية الوضوح.
أخي طارق وأخي عبد الحكيم لن تنفلتا منّى سأكون لكما بالمرصان.
فاستعدّا ولا تغضبا,
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[12 Oct 2009, 12:49 م]ـ
تصويب واستدراك على تعليقي الأخير.
الأمور واضحة يا أخي لا تحتاج إلى تفسير، كيف يكون الاعتماد على الريح وعلى اللا شيء. فالفرجة معناها الانفراج بين الشفتين من غير أيّ اعتماد. فتقليل الاعتماد لا ينفي الاعتماد بالكلية وإنّما يكون بتضعيفه وتقليله فقط دون إعدامه. والانفراج بين الشفتين ينفي الاعتماد تماماً ولو أراد المرعشي الانفراج بين الشفتين لما استعمل هذه العبارة. بالإضافة إلى ذلك أنّ المرعشي وصف النون بزوال ذاتها وأنّ صوتها يكون من الخيشوم مجرّداً في نحو {عنك} خلافاً للميم.
عندما تعتمد على العصا للقيام فإمّا أن يكون الاعتماد قوياً أو ضعيفاً بحسب الحالة، وفي كلتا الحالتين ستلامس العصا وتحتكّ بها وتعتمد عليها. فإن قلت أنّ المرعشي أراد بتقليل الاعتماد الانفراج فهذا يستلزم أنّ ضعف الاعتماد على العصا لا يكون بالملامسة والاحتكاك. فيعتمد على الهواء والريح لكي يقوم (ابتسامة).
أتسائل؟ أيخفى هذا الأمر؟ الأمر في غاية الوضوح.
أخي طارق وأخي عبد الحكيم لن تنفلتا منّي سأكون لكما بالمرصاد.
فاستعدّا ولا تغضبا,
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[13 Oct 2009, 12:51 ص]ـ
ولكنك لم تجب عن شيء مما أوردته عليك ولم تجب على ما أورده عليك الشيخ عبد الحكيم حفظه الله , وهذا ديدنك ثم لا تقر بأنك تحيد فارجع إلى أسئلتنا السابقة فأجب عليها إن استطعت أما ما ذكرته فلن نحيد عنه كما تحيد فجوابه سهل ميسور ولله الحمد , وهاكه فاقرأ بإنصاف:
أولا قلت:
الأمور واضحة يا أخي لا تحتاج إلى تفسير، كيف يكون الاعتماد على الريح وعلى اللا شيء. فالفرجة معناها الانفراج بين الشفتين فإن كان كذلك فكيف تقول بضعف الاعتماد وتقليله. فتقليل الاعتماد يدلّ على وجود أدنى اعتماد إلاّ أنّه يكون بضعف وتقليل. والانفراج بين الشفتين ينفي الاعتماد تماماً ولو أراد المرعشي الانفراج بين الشفتين لما استعمل هذه العبارة. بالإضافة إلى ذلك أنّ المرعشي وصف النون بزوال ذاتها وأنّ صوتها يكون من الخيشوم مجرّداً في نحو {عنك}.
عندما تعتمد على العصا للقيام فإمّا أن يكون الاعتماد قوياً أو ضعيفاً بحسب الحالة، وفي كلتا الحالتين ستلامس العصا وتحتكّ بها وتعتمد عليها. فإن قلت أنّ المرعشي أراد بتقليل الاعتماد على الفرجة فهذا يستلزم أنّ ضعف الاعتماد على العصا لا يكون بالملامسة والاحتكاك. فيعتمد على الهواء والريح لكي يقوم (ابتسامة).
أتسائل؟ أيخفى هذا الأمر؟ الأمر في غاية الوضوح.
أخي طارق وأخي عبد الحكيم لن تنفلتا منّى سأكون لكما بالمرصان.
فاستعدّا ولا تغضبا,
ثم قلت:
تصويب واستدراك على تعليقي الأخير.
(يُتْبَعُ)
(/)
الأمور واضحة يا أخي لا تحتاج إلى تفسير، كيف يكون الاعتماد على الريح وعلى اللا شيء. فالفرجة معناها الانفراج بين الشفتين من غير أيّ اعتماد. فتقليل الاعتماد لا ينفي الاعتماد بالكلية وإنّما يكون بتضعيفه وتقليله فقط دون إعدامه. والانفراج بين الشفتين ينفي الاعتماد تماماً ولو أراد المرعشي الانفراج بين الشفتين لما استعمل هذه العبارة. بالإضافة إلى ذلك أنّ المرعشي وصف النون بزوال ذاتها وأنّ صوتها يكون من الخيشوم مجرّداً في نحو {عنك} خلافاً للميم.
عندما تعتمد على العصا للقيام فإمّا أن يكون الاعتماد قوياً أو ضعيفاً بحسب الحالة، وفي كلتا الحالتين ستلامس العصا وتحتكّ بها وتعتمد عليها. فإن قلت أنّ المرعشي أراد بتقليل الاعتماد الانفراج فهذا يستلزم أنّ ضعف الاعتماد على العصا لا يكون بالملامسة والاحتكاك. فيعتمد على الهواء والريح لكي يقوم (ابتسامة).
أتسائل؟ أيخفى هذا الأمر؟ الأمر في غاية الوضوح.
أخي طارق وأخي عبد الحكيم لن تنفلتا منّي سأكون لكما بالمرصاد.
فاستعدّا ولا تغضبا,
فالحمد لله أنك تستدرك على نفسك وتصوب لنفسك , ولكن ما الذي استدركته وما الذي صوبته ألا ترى أن ما تفعله من رد للفرجة وتصويب للإطباق هو محاولات عابثة كعبثك في تصويبك هذا.
وثانيا:تقول:
الأمور واضحة يا أخي لا تحتاج إلى تفسير
فلم اضطرابك في حقيقة الخلاف إذاكانتالأمور واضحة يا أخي لا تحتاج إلى تفسير؟
وتقول:
كيف يكون الاعتماد على الريح وعلى اللا شيء. فالفرجة معناها الانفراج بين الشفتين فإن كان كذلك فكيف تقول بضعف الاعتماد وتقليله. فتقليل الاعتماد يدلّ على وجود أدنى اعتماد إلاّ أنّه يكون بضعف وتقليل. والانفراج بين الشفتين ينفي الاعتماد تماماً
من ها هنا أتيت يا صاحبي لا تتخيل فرجة إلا بفغر الفم حتى تكون كل شفة في عداء مع أختها فهما في تجاف تام وتباعد عام وهذا معنى باطل لم يقصده ولم يقل به أحد من المخفين للميم بالفرجة لسبب بسيط وهو أن هذا الوصف يعدم الميم ولا يبقي منها باقية , ولكنك تصر على أن تقولنا ما لم نقله ولم يخطر لنا على بال على منهج مشايخك الذين قولوا كل القراء بالإطباق وهم منه براء , ولأني واثق أنك لا تقبل إلا فهمك فسأنقل لك كلام الأئمة في تفسير معنى الفرجة لتعلم أنها لا تنافي تقليل الاعتماد ولا تنافي التقارب التام بل ولا تنافي تلامس جانبي الشفتين لأن الشفتين كما تعلم ليسا نقطة واحدة بل عضوين كبيرين فالتلامس في جانبي الشفتين والفرجة في وسطهما كما أن التاء مثلا شديدة مهموسة فكيف يجتمع الهمس مع الشدة؟ والجواب كما قال محمد مكي نصر في نهاية القول المفيد أن الشدة في مبدئه والهمس في منتهاه , والآن اقرأ بتأن وإنصاف:
قال في حاشية الطحاوي على مراقي الفلاح: وأما ما روي أنه كان يرفع يديه حتى يرى بياض إبطيه فمحمول على بيان الجواز أو على حالة الاستسقاء ونحوها من شدة البلاء والمبالغة في الدعاء وفي النهر من فعل كيفيته المستحبة أن يكون بين الكفين فرجة وإن قلت: وأن لا يضع إحدى يديه على الأرض فإن كان لا يقدر على رفع يديه لعذر أو برد فأشار بالمستحبة أجزأ اهـ لكن في شرح الحصن الحصين والظاهر أن من الأدب أيضا ضم اليدين وتوجيه أصبعهما نحو القبلة وفي شرح المشكاة ورد أنه صلى الله عليه وسلم يوم عرفة جمع بين كفيه في الدعاء وأن أريد بالضم في كلام القرب التام لا ينافي وجود الفرجة القليلة. (فصل في صفة الأذكار) من الشاملة (2/ 311).
ماذا تقول يا أخ محمد شريف؟
وقال في مغني المحتاج:قال الشارح ويؤخذ من الكراهة فوات فضيلة الجماعة على قياس ما سيأتي في المقارنة. "
بل يدخل الصف إن وجد سعة " قال في الروضة كأصلها أو فرجة وكتب بخطه على الحاشية الفرجة خلاء ظاهر
والسعة أن لا يكون خلاء ويكون بحيث لو دخل بينهما لوسعه ا. ه "
فتعبير المصنف بالسعة أولى من اقتصار غيره على الفرجة إذ يفهم من السعة الفرجة ولا عكس. [1/ 245) أرءيت يا أخ محمد كيف أن الفرجة لا يفهم منه السعة التي تفهمها أنت؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال النووي:وأما المتفلجات بالفاء والجيم والمراد مفلجات الأسنان بأن تبرد ما بين أسنانها الثنايا والرباعيات وهو من الفلج بفتح الفاء واللام وهى فرجة بين الثنايا والرباعيات وتفعل ذلك العجوز ومن قاربتها فى السن اظهارا للصغر وحسن الأسنان لأن هذه الفرجة اللطيفة بين الأسنان تكون للبنات الصغار فاذا عجزت المرأة كبرت سنها وتوحشت فتبردها بالمبرد. (شرح مسلم حديث رقم 2125).
أرءيت كيف يفهم الأئمة الفرجة؟
أيكفيك أم أزيدك؟
بل أزيدك فاقرأ بإنصاف:
قال الألوسي: ثم البلدة وهي قطعة من السماء خالية من الكواكب مستديرة شبهت ببلدة الثعلب وهي ما يكنسه بذنبه وتسمى أيضا بالمفازة والفرجة وقيل سميت بذلك تشبيها بالفرجة التي تكون بين الحاجبين. (روح المعاني تفسير آية 78 من سورة الحج).
أرءيت يا أخ محمد كم حجم الفرجة؟
وقال الألوسي أيضا: ثم النثرة الفرجة بين الشاربين حيال وترة الأنف. (روح المعاني تفسير آية 78 من سورة الحج).
أرءيت يا أخ محمد كم مسافة الفرجة؟
ألم تسمع بوصف رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض مشربا بحمرة واسع الجبين. عظيم الرأس من غير إفراط حسن الجسم. عظيم الجبهة دقيق الحاجبين مقرونهما كانت الفرجة التي بين حاجبيه يسيرة لا تبين إلا لمن دقق النظر. (كتاب محمد رسول الله من المكتبة الشاملة ص 596).
أرءيت يا أخ محمد كيف تبين الفرجة؟
وإذا كنت لم تستوعب هذا في الشفتين فلا بأس من التماس الفهم فيما يشابههما وأضرب لك مثلا بالجفنين فعندما يكون الجفنان منطبقين هل ترى شيئا؟ طبعا لا. فماذا لو قللت انطباقهما واعتمادهما على بعضهما ألست ترى شيئا أم تظل الحال على ما كانت عليه؟ أعتقد أن جواب أي منصف سيكون برؤية شيء ورؤية شيء دليل على الفرجة أليس كذلك يا صاحبي؟
ثم قولك:
عندما تعتمد على العصا للقيام فإمّا أن يكون الاعتماد قوياً أو ضعيفاً بحسب الحالة، وفي كلتا الحالتين ستلامس العصا وتحتكّ بها وتعتمد عليها. فإن قلت أنّ المرعشي أراد بتقليل الاعتماد الانفراج فهذا يستلزم أنّ ضعف الاعتماد على العصا لا يكون بالملامسة والاحتكاك. فيعتمد على الهواء والريح لكي يقوم (ابتسامة).
هو مضحك بالفعل فهذه الابتسامة هي ما أصبت فيه يا صاحبي , وذلك لأن مثالك في واد آخر غير الذي تحدث فيه الأئمة ونتحدث نحن فيه لأننا نتحدث عن اعتماد الشفتين على بعضهما كل شفة تعتمد على الأخرى في الإظهار أو يقل اعتمادها على الأخرى في الإخفاء أما مثال العصا فهي لا تبادل يدك الاعتماد كما يحدث بين الشفتين فيدك هي التي تعتمد وحدها على العصا والعصا لا تعتمد على يدك وبالتالي يمكنك أن تقلل اعتمادك على العصا دون أن يشعر أحد غيرك بهذا أما الشفتان فكلتاهما تقلل الاعتماد على الأخرى فتكون بينهما الفرجة القليلة التي تمنع من الإطباق؟
أرءيت يا صاحبي , لم لم تسمع كلام الشيخ عبد الحكيم؟ ما لهم حل.
هنيئا لك العصا.
قد أجبتك على كل ما سألت عنه فأجبني عن سؤال واحد فقط مما سألتك.واختر أي سؤال شئت فهي كثيرة مباركة إن شاء الله تعالى , والسلام عليكم , ولا تنس ترد علي السلام.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[13 Oct 2009, 01:30 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أمّا وصفك لي بالاضطراب فلا أوافقك على ذلك أبداً. فموقفي لم يتغيّر في المسألة وقد وضعت نفسي في الطرف الذي يقول بأنّ الخلاف لفظيّ لأنقل لك النصوص الصريحة الدالة على قوّة هذا القول وأنّ الأمر يحتاج إلى المزيد من البحث، ولكي لا يظنّ البعض أنّها من المسلّمات مما سيحفّز غيري على البحث والتنقيب إذ هو من الأسباب التي من أجلها وضعت هذه المنتديات.
أمّا كيفية الفرجة فنحن ندرك كيفيّتها وقد قرأنا بها على كبار المشايخ الذين يقولون بها وأقرّونا عليها، فليست القضيّة تقعير الفم وإنّما في التلامس والاحتكاك. فإن كان المراد من الفرجة الملامسة والاحتكاك فأنّي أقول بها من اليوم وإمّا إن كان غير ذلك فهو انفراج بين الشفتين أحببت أم كرهت.
أخي طارق نحن بصدد تفسير كلام المرعشي عليه رحمة الله تعالى لمعرفة المقصود من عبارته إذ في كلامة ما يغنينا عن ما سواه فلست بحاجّة أن تبحث في كتب الفقه واللغة وغير ذلك لتبرّر ما تريد تبريره.
فكلام المرعشيّ واضح بما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
أوّلاً: أنّه استعمل عبارة تقليل الاعتماد في الميم الساكنة ولم يستعملها في النون الساكنة. ولو أراد بذلك الانفراج بين الشفتين لاستعمل ذلك في النون لانفراج طرف اللسان عن الحنك.
ثانياً: أنّه وصف النون بزوال ذاتها خلافاً للميم فإنّ ذاتها لا يزول أبداً وهذا ضدّ الانفراج بين الشفتين. ولو أراد الفرجة لوصف الميم بالزوال.
ثالثاً: وصف صوت النون المخفاة بأنّه يخرج من الخيشوم مجرّداً كما في {عنك} ولم يقل ذلك في الميم المخفاة لعدم زوالها فتبقى الشفتان في حالة انطباق. ويؤكّد ذلك أنّ القدامى ما جعلوا للخيشوم مخرجاً إلاّ النون الخفية أي المخفاة ولم يدرجوا معها الميم الساكنة لأنّ مخرجها لا يزول.
رابعاً: الأتراك لا يعرفون هذه الفرجة وما نُقلت عنهم بالنص ولا بالأداء.
خامساً: الإمام المرعشيّ معروف بدقّته ولو أراد الفرجة لصرّح بها.
سادساً: كلّ ما قلتموه هو مجرّد استنباط من نصّ غير صريح الدلالة لما سبق من البيان، وهو مجرّد ظنّ لا يحصل القطع واليقين به.
أتعجّب كيف تُبنى الفرجة على هذا النصّ.
أخي طارق لقد أتعبت نفسك في نقل أقوال مع أنّ الحوار محدود في نصّ المرعشيّ رحمه الله تعالى إذ واجبنا فهم مقصوده هو بالذات، ولا يتأتّى ذلك إلاّ بالرجوع إلى أقواله التي لها علاقة بالباب لتفسير المعنى الذي أراده هو لا بما تريده أنت وغيرك. فتتبّع الألفاظ قد يؤدّي إلى مجانبة الصواب فقد تطلق العرب عبارة وتريد بها الضدّ أو المجاورة، فاليقين قد يراد به الظنّ، والغائط أكرمك الله هو المكان المنخفض فكانوا قديماً يتغوّطون في المكان المنخفض فسمّي ما يخرج من الإنسان غائطاً لأجل ذلك، وقد وصف أئمّتنا الظاء والذال والثاء بأنّها لثوية مع أنّها لا تخرج من اللثة وإنّما هو من باب المجاورة، وقد يراد باللفظ معنىً آخر لما ورد في الباب من الشواهد الحاملة على ذلك المعنى، وقد يكون استعمال اللفظ مجازاً لا حقيقة.
أقول: فإن كان الصريح من الكلام قد يحتمل في بعض الحالات فكيف بغيره؟
لأجل هذا لا ينبغي الاعتماد على نصّ واحد والاستدلال به على ما قد يتضمّنه، لذا فإنّ نصّ الجعبري لا يكفي وحده فضلاً عن كلام المرعشيّ الذي ليس صريحاً في الدلالة، بينما نجد الكثير من النصوص الصريحة تدلّ على وجوب انطباق الشفتين في الميم المخفاة، وهذا يزيدنا يقيناً واطمئنانا.
لذا فإخواننا من أصحاب الفرجة متمسّكون بنصّين فقط ويعضّون عليهما بالنواجد فما بقي لهم في الجعبة شيء.
وأمّا قولك:
هو مضحك بالفعل فهذه الابتسامة هي ما أصبت فيه يا صاحبي , وذلك لأن مثالك في واد آخر غير الذي تحدث فيه الأئمة ونتحدث نحن فيه لأننا نتحدث عن اعتماد الشفتين على بعضهما كل شفة تعتمد على الأخرى في الإظهار أو يقل اعتمادها على الأخرى في الإخفاء أما مثال العصا فهي لا تبادل يدك الاعتماد كما يحدث بين الشفتين فيدك هي التي تعتمد وحدها على العصا والعصا لا تعتمد على يدك وبالتالي يمكنك أن تقلل اعتمادك على العصا دون أن يشعر أحد غيرك بهذا أما الشفتان فكلتاهما تقلل الاعتماد على الأخرى فتكون بينهما الفرجة القليلة التي تمنع من الإطباق؟
أرءيت يا صاحبي , لم لم تسمع كلام الشيخ عبد الحكيم؟ ما لهم حل.
هنيئا لك العصا.
الأمر متعلّق بكل طرفين اعتمد الواحد على الآخر فالشفتان تحتويان على طرفين وهما الشفة العليا والشفة السفلى، وأمّا العصا واليد فكلّ واحد منهما طرف للآخر يعتمد الواحد على الثاني. فالعبرة في الاعتماد لا في الأجناس.
قد أجبتك على كل ما سألت عنه فأجبني عن سؤال واحد فقط مما سألتك.واختر أي سؤال شئت فهي كثيرة مباركة إن شاء الله تعالى , والسلام عليكم , ولا تنس ترد علي السلام.
يبدو أنّك لا تعرفني جيّدا، سل الشيخ عبد الحكيم وسيخبرك، لحدّ الآن ما زلنا في المرحلة الأولى من النقاش وهو الدفاع والردّ على الشبهات، وفي المرحلة الثانية الهجوم وسترى النصوص الصريحة الدالة على انطباق الشفتين وسيقارن المطلع بينهما وبين الفتات الذي أتيت به.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[13 Oct 2009, 01:54 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا هو الشيخ عبد الحكيم يخبر عنك في منتدى البحوث وليتني اطلعت على مقاله هذا قبل مناقشتك , ولكن قدر الله وما شاء فعل فمناقشتي معك أكدت تأكيدا عمليا بكل ما قاله عنك الشيخ عبد الحكيم حفظه الله حيث قال:
سؤال للجنة الإدارية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
http://montada.gawthany.com/VB/showthread.php?p=53262
السلام عليكم
إخواني في اللجنة الإدارية .. لست أدري لم حذفت رسالة القلقلة؟؟
المهم أريد أن أوضح شيئا .. سبب الرسالة: سؤال عن القلقلة في " لمن أراد أن يستفيد " في منتدى القراءات.
**وسبب تغيري للرسالة هي: أن الرسالة الأولي كانت بها عبارات لا تليق بأحد الفضلاء فحذفت هذه العبارات وأخرجتها في ثوبها الجديد مع إضافات بسيطة.
** أما مسألة نقاشي مع محمد يحيي شريف،رأيت أن أنهي الحوار لأنه أصبح حوارا عقيما لأنه يستدل بكلام ابن جني .. حيث ذكر قول ابن جني " بصوت زائد " ونقلت له ما يقصده ابن جني بالصوت الزائد من كلام ابن جني نفسه حيث قال:" إن الحرف يزيد صوتا بحركاته " وقال في موضع آخر:" إنه يفرق بين المذكر والمؤنث بصوت زائد ومثل ب (أنتَ وأنت ِ) " وهل رأيت أفضل من تفسير كلام بكلام صاحبه .. ثم قال أنا أقلقل مثل قلقلة الحصري، فقلت له إن الحصري لم يذكر في كتابه سوي مذهبين مائلة لما قبلها أو مائلة للفتح ورجح الحصري أنها مائلة إلي الفتح .. فلما علمت جداله قلت له إن الخلاف لفظي لأخلص من الجدال العقيم .. فالشيخ لا يقنع بأي قول إلا ما يقول به .. هل علمت لماذا لا أريد نقاشه؟؟؟ وهذا الكلام قرأه محمد يحيي في منتدي حفاظ الوحيين وسأنقل الرسالة بكماله بعد قليل حتي لا يظن أحد أني أكتب بعد انصرف من الموقع .. وأقول كلمة للمخالفين للقراء المصريين في القلقلة إذا كانت القلقلة معناها اللغوي: الحركة والاضطراب فكيف نقول بسكونها؟ وكيف تجتمع حركة وسكون؟؟ وفي منتدي قراء القرآن طلب مني فرغلي العرباوي (باحث في علم الأصوات) أن أذكر له من قال: إن الصوت الزائد يعنون به القلقلة؟؟ فأتيته بأقوال العلماء وإلي الآن لم يرد ولن يستطيع أن يرد لأنه لن يجد سوي ما ذكرته ..
أريد أن أعرف سبب الحذف لو سمحتم؟؟
كانت هذه الرسالة بسبب مشادة كلامية كما ستري
رسالة إلي الأخ أبي زياد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الشيخ / أبو زياد
أخي الكريم أعلم أن الإخوة متأسفون لما حدث ولكن أعذرني أيها الشيخ فقد نفد صبري فوصول المسألة للكذب فهذا لا يطاق، وقد يتعجب الإخوة من رفضي للنقاش رغم معرفة الجميع بحواراتي القوية الهادفة .. انظر أخي الكريم لما حدث معي في المواضيع التي ناقشت فيها بعض الإخوة وقد مررت بأحداث غريبة أثناء مناقشتي لهذا الموضوع .......
في الملتقي قابلت أ. فرغلي وهو باحث في علم الأصوا ت وقبل مناقشتي قرأت له كل ما قال عن الفرجة وقد كتب في الموضوع عدة مرات لأنه لا يجد من يقول له قف .. فسألته: إذا أطبقنا الشفتين أين الإخفاء؟؟ فلم يجب وأخذ يسرد لي أقوال الأئمة بعيدا عن السؤال لأنه رأي ما قاله الشيخ أيمن سويد لا يرقي أن يكون مبررا .. فلم يرد أن يدخل في دوامة السؤال .. ثم وجدته يقول بعدم الكز فسألته: من أين أتيت بعدم الكز؟؟
كعادته لم يجب في الملتقي ولا في البحوث ثم قال في مداخلة في قراء القرآن قال "اعلم أخي الحبيب - أيدك الله بنصره - ونفعنا الله بعلمك - أن الاحتراز المسمى مؤخرا) بالكزّ) جاءنا عن المتأخرين , وأول من قال به عبد الغنى النابلسي في مصنفه في التجويد , ثم تطورت العبارة على لسان المرعشي رحمه الله إلى تقليل الاعتماد على الشفتين , ثم تطورت العبارة في الوقت المعاصر وصارت فرجةً كاملةُ. أما القدماء أطلقوا العبارة , وقالوا بإطباق الشفتين , ولم يرد في ثنايا كلامهم الاحتراز المسمى الكز. " فخالف سائر كلامه سابقا وأيضا خالف سائر من علي قوله حيث قال". وقالوا بإطباق الشفتين , ولم يرد في ثنايا كلامهم الاحتراز المسمى الكز." ثم زج في الملتقي بأحد إخوانه أو طلبته ـ لا أدري ـ يدعي حمدي كار سألته: إذا أطبقنا الشفتين أين الإخفاء؟؟ أخذ يتحدث في أصول الفقه والحديث والتفسير و .. و .. ولم يجب عن السؤال وهكذا كان الأمر في الملتقي ووقف عند عدم استطاعة أحد أن يجيب عن السؤالين وسلموا أمرهم إلي الله وسكت الجميع عن الحديث
(يُتْبَعُ)
(/)
في هذا الموضوع ...
ثم جاء دور منتدي البحوث .. فوجدت فيه شخصا يدعي محمد يحيي شريف فكلامه أحيانا يميل لكلام الأدباء وأحيانا لكلام الفلاسفة ـ بعيدا عن المادة العلمية المطلوبة في المسألة ـ هذا من وجهة نظري ـ
وقبل مناقشتي له أحاله أحد إخواني إلي الملتقي ـ لما وجده كتب في الإطباق ـ ولم يأت الشيخ إلينا في الملتقي وشاءت الأقدار أن أذهب إليه فأخذ يتكلم مثل ا. فرغلي سرد أقوال فقط فنا قشته حتي نفد ما عنده وسألته: من أين أتيت بعدم الكز؟؟ في المرة الأولي قال: هكذا سمعناه من شيوخنا .. ــ مع العلم أنه من دعاة نبذ التقليد الأعمي الذي لا يفتقر لدليل ـ فأعدت عليه السؤال فقال: غيره إن شئت أو سمّه ما تشاء كلاما نحو ذلك،، وهذا لا يحتاج إلي تعليق!!! ثم قلت له: ما المانع أن يرجع القراء عن الإطباق كما رجع ابن الجزري عن ترقيق الألف بعد الحروف المفخمة؟؟ قال في المرة الأولي: إن ابن الجزري لم يرجع عن الألف وهذا خلاف لفظي ... فهو لا يقصد الترقيق الذي نعلمه .. فاضطررت أن أشرح له كلام ابن الجزري بالتفصيل .. فلما تبين له صحة الأمر قال: إن ابن الجزري رجع بناء علي النصوص .. فقلت له: ألم يثبت الترقيق بنصوص .. ألم يثبت عن أئمة معتبرين؟؟ وسقت له من قال بذلك .. فلم يرد .. ثم ترك النقاش بعدما أسدي إليّ نصيحة عنيفة .. والغريب أنه لم يكن يعرف موضوع رجوع الألف رغم أنه في التمهيد وكان يستدل من التمهيد .. ولكن من يفهم؟؟؟
ثم أتيته بقول المرعشي في تبعيض المخرج أخذ يقول إن معني النص عدم الكز وليس الفرجة وأي كلام والسلام المهم لا يثبت الفرجة وأسوق إليك الفرق بين رد محمد يحيي شريف رجل المحاسبة والاقتصاد باللغة الفرنسية وبين كلام ا. د غانم قدوري باحث في علم الأصوات ومن القائلين بالإطباق قال:" قال بعد نص المرعشي السابق:" ولا يبدوا الفرق جليا بين إخفاء الميم وإظهارها في كلام المرعشي السابق، مع تقديرنا لدقة تحليله ولا نكاد نجد تفسيرا لقوله في أول كلامه: إن إخفاء الميم هو إضعافها بتقليل الاعتماد علي مخرجها، فالناطق لا يحتاج إلي تكلف التجويد صـ393 فكما تري وقف حائرا لأن النص واضح في تبعيض المخرج وهو ما نسميه بالفرجة، ولم يتعسف مثل البعض في تأويل النص.فهذا هو الفرق بين العالم وبين جامع حطب بليل. هذا مع اعتذاري للدكتور غانم قدوري في وضعه في هذه المقارنة، ولو ناقشته سيكون همه الرد فقط.هل علمت لماذا لا أريد نقاشه؟؟
ثم كان موضوع نذري .. فقلت له إن نذري موجودة في النشر فقال محمد يحيي ـ حفظه الله ـ كذبت
فلما أتيته بالنص سكت ولم يعقب بحرف واحد، حتي لم يعتذر عن اتهامي بالكذب ـ عافانا الله من الكبرـ لم يقرأ ويتهم بالكذب وإذا قرأ لا يفهم من أول مرة فلابد أن أشرح له النص مرات .. هل علمت لماذا لا أريد نقاشه؟؟؟
ثم كان النقاش في القلقة .. حيث ذكر قول ابن جني " بصوت زائد " ونقلت له ما يقصده ابن جني بالصوت الزائد من كلام ابن جني نفسه حيث قال:" إن الحرف يزيد صوتا بحركاته " وقال في موضع آخر:" إنه يفرق بين المذكر والمؤنث بصوت زائد ومثل ب (أنتَ وأنت ِ) " وهل رأيت أفضل من تفسير كلام بكلام صاحبه .. ثم قال أنا أقلقل مثل قلقلة الحصري، فقلت له إن الحصري لم يذكر في كتابه سوي مذهبين مائلة لما قبلها أو مائلة للفتح ورجح الحصري أنها مائلة إلي الفتح .. فلما علمت جداله قلت له إن الخلاف لفظي لأخلص من الجدال العقيم .. فالشيخ لا يقنع بأي قول إلا ما يقول به .. هل علمت لماذا لا أريد نقاشه؟؟؟
ثم كان النقاش في موضوع الهيئة .. فلما كان جدالا عقيما طلبت منه أن يحكم بيننا أحد الإخوة في موقع قراء القرآن ورشحت له ثلاثة ليس بينهم مصري بل كان أحدهم جزائري أي من بلدته، ولم يعقب لا بالموافقة ولا بالرفض .. وهذا بعدما ادعي أنني منفرد بهذا القول ونقلت له قول ابن الجزري والشيخ إبراهيم عطوة وكعادته لم يفهم من أول مرة وأخذ يتأول قصدهم كما تأول قول الرحيمي فاضطررت أن أشرح له الكلام وقال قد علمت قصدك الآن وأنه مسرور بذلك وهذا بعدما وضعني في زمرة المبتدعين .. ثم رجع الآن ويتهمني في نفس الموضوع .. هل علمت لماذا لا أريد نقاشه؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم كان النقاش في موضوع " ما قرانا به مصر ... " والبحث موجود في هذا الموقع .. في حقيقة الأمر لم أكن أتوقع أن يناقشني في مسألة التوسط من الروضة لأن أخي أبا عبد العزيز قد أوضح له المسألة قديما واعترف هو أن الشيخ عبد الرافع رضوان قال له ما نقله أبو عبد العزيز ولكن لما كان من عادته الجدال وفقط تكلم في نفس الموضوع واعترف بنفس الشئ ـ سبحان الله ـ هل كان من باب التعالم فقط؟؟ فلماذا أجادل في أمر قد عرفت حقيقته؟؟ وأعلم أنه فوجئ بأني أعرف موضوع النقاش القديم ... ونقاشه مع أخي أبي عبد العزيز كان في هذا الموقع ... هل علمت لماذا لا أريد نقاشه؟؟؟
أخي الكريم أبو زياد والله والله ليس خشية منه رفضت الجدال ولكنه لا فائدة منه ولن يتغير إلا أن يتوب الله عليه ... وقد اتهمته إحدي الأخوات في البحوث بأنه ليس بمخلص لما رأت منه إخفاء للحقائق وتغيير الأقوال كل هذا بخلاف السباب والشتائم التي قرأتموها هل علمت لماذا لا أريد نقاشه؟؟؟
وليس الأمر هروبا كما رأيت ولكنه رجل يحب الظهور بأي وسيلة ولو بالكذب كما حدث في الغنة المفخمة لأنه يشعر بالنقص في شخصيته لأنه ليس من أهل التخصص
ومعذرة أخي الكريم إن كنت قد أطلت عليك ولكني وددت أن تعرفوا الحقيقة وفقط .. فكلامه لا ينقص من قدري شيئا والناس يعرفون المقرئ جيدا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو عمر عبد الحكيم
وبهذا ينتهي الأمر وتذكر أنك أقررت بالفرجة أخيرا بقولك:
أمّا كيفية الفرجة فنحن ندرك كيفيّتها وقد قرأنا بها على كبار المشايخ الذين يقولون بها وأقرّونا عليها، فليست القضيّة تقعير الفم وإنّما في التلامس والاحتكاك. فإن كان المراد من الفرجة الملامسة والاحتكاك فأنّي أقول بها من اليوم وإمّا إن كان غير ذلك فهو انفراج بين الشفتين أحببت أم كرهت.
وأما اضطرابك فأوضح من الشمس.
فليست القضيّة تقعير الفم فأنت إلى الآن لم تعلم ما هي القضية؟ وقد علمت الآن لماذا لم ترد على ذلك المقال في منتدى البحوث فقد اتسع عليك الخرق يا راقع.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[13 Oct 2009, 02:42 م]ـ
ما دخل هذا الكلام في الموضوع
نحن ننقاش مسألة علمية. ماذا تريد من هذا النقل؟
أخي عبد الحكيم قال عنّي في هذا المنتدى أكثر مما نقلت فهو حين يغضب نفوخُ بيفور، وجرى بيننا الكثير من هذا القبيل وأصحابنا في هذا المنتدى يدركون ذلك جيّداً فهي علاقة خاصة بيني وبينه
هذا الكلام كتبه أخي الحبيب الشيخ عبد الحكيم منذ زمن وكان بيننا شحناء وقسوة وانتهى الأمر فصرنا اصدقاء ولله الحمد.
أمّا الآن فدعنا في مسألة الفرجة وهات ما عندك من جديد من الأدلّة كما ادّعيت وأنا في الانتظار.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[13 Oct 2009, 04:01 م]ـ
ألست أنت القائل: يبدو أنّك لا تعرفني جيّدا، سل الشيخ عبد الحكيم وسيخبرك،
ثم تقول عما نقلته لك عن الشيخ عبد الحكيم الذي طلبت أن أسئله عنك:
ما دخل هذا الكلام في الموضوع
أرءيت كيف أنك مضطرب لا تعي ما تتكلم به.
أليس هذا كافيا في أن ينتهي نقاشك وقد أفلست من الحجة وقامت عليك المحجة , وليس هذا كلامي فأخي الشيخ عبد الحكيم ترك نقاشك من قبل , وها أناذا أقتدي به لأني وجدت منك عين ما وجده هو منك.
لحدّ الآن ما زلنا في المرحلة الأولى من النقاش وهو الدفاع والردّ على الشبهات، وفي المرحلة الثانية الهجوم وسترى النصوص الصريحة الدالة على انطباق الشفتين وسيقارن المطلع بينهما وبين الفتات الذي أتيت به.
فليقارن المطلع وسيعلم المحق من المبطل ويكفيه ليعلم من منا الذي جاء بالفتات أن يقرأ قولك آنفا:
أمّا كيفية الفرجة فنحن ندرك كيفيّتها وقد قرأنا بها على كبار المشايخ الذين يقولون بها وأقرّونا عليها، فليست القضيّة تقعير الفم وإنّما في التلامس والاحتكاك. فإن كان المراد من الفرجة الملامسة والاحتكاك فأنّي أقول بها من اليوم وإمّا إن كان غير ذلك فهو انفراج بين الشفتين أحببت أم كرهت.
سلام عليكم.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[13 Oct 2009, 11:31 م]ـ
السلام عليكم
الإخوة الأفاضل:
لقد كتبتُ ما كتبت قديما والشيخ محمد يحيي شخصية رائعة وطيبة جدا مثلك يا شيخ طارق، وإن كان (بيلف ويدور) لكن كما قلت: لأجل إخراج ما عند الطرف الآخر من العلم .. فهو من الحرصين علي ذلك.
ويكفي أنه أقرّ بقول الجعبري وهو المطلوب حتي لا يدّعي أحد ببدعية الفرجة بعد كلام الجعبري، وأين الشيخ أيمن سويد أو د/ أنمار أو غيرهما من قول الجعبري .. لماذا سكتوا؟؟
فالحق أخي أبلج وظاهر، وهناك االكثيرون ممن تابوا عن الإطباق وعادوا إلي الفرجة.
وأقدم لك يا شيخ محمد اعتذاري عما كتبتُه عنك منذ سنين فلم أكن أعرف شخصيتك الرائعة هذه. ولقد استفدت منك كثيرا يعلم الله، ومازلنا نستفيد، وأعتقد أنه سيأتي ـ إن شاء الله ـ اليوم الذي سنتقابل فيه ووقتها ستتوب عن الإطباق وسيتبعك أهل الجزائر قاطبة.
ولك تحياتي أخوي: الشيخ محمد يحيي والشيخ طارق بن عبد الله
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[14 Oct 2009, 12:05 ص]ـ
أخي الشيخ عبد الحكيم
لقد كنت قاسياً معك أيضاً فلا داعي للاعتذار فليس في نفسي شيء والله بل العكس فإنّك طيّب وقلبك زيّ الفُل.
وعندما قرأت ما نقله عنكم الشيخ طارق ضحكت وتذكّرت تلك الأيّام التي أعتبرها حلوة
للغاية.
أسأل الله تعالى أن يرفعني وإيّاك وأخي طارق بهذا القرءان يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[17 Oct 2009, 11:47 م]ـ
اللهم أمين وجزاكما الله خير الجزاء وألف بين قلوبنا جميعا على الحق المبين , وهذا كلام قيم للإمام الحصري لا بأس من نقله هنا وإن كان مذكورا في موضوع دفع الفرية عن الشيخ عامر رحمه الله , ولكنه مفيد هنا أيضا:
قال الشيخ الحصري رحمه الله أيضا:
المخرج الخامس: الخيشوم وهو أقصى الأنف وفيه مخرج واحد ويخرج منه أحرف الغنة وهي النون الساكنة والتنوين حال إدغامهما بغنة وإخفائهما والنون والميم المشددتان والميم الساكنة المدغمة في مثلها , والمخفاة عند الباء , وعلل بعض العلماء خروج النون والميم في الأحوال السابقة من الخيشوم بأن النون والميم ينتقلان من مخرجهما الأصلي إلى الخيشوم حيث إن كل حرف إذا أدغم في الثاني صار مركبا من حرفين مدغم ومدغم فيه , فالمدغم هو الحرف الأول والمدغم فيه هو الحرف الثاني فإذا كان الإدغام بغنة فإن الحرف الأول يكون مخرجه الخيشوم والحرف الثاني يكون باقيا في مخرجه , وإذا كان الإدغام بغير غنة فإن الأول يدخل في الثاني وينطق بهما حرفا واحدا مشددا مع بقاء الحرف الثاني وهو المدغم فيه في مخرجه.
قال في النشر: فإن هذين الحرفين يتحولان عن مخرجهما الأصلي إلى الخيشوم كما تتحول حروف المد عن مخرجها الأصلي إلى الجوف , وأما قولهم: إن النون تخرج من طرف اللسان والميم من الشفتين فالمراد بهما النون والميم المتحركتان أو الساكنتان في حالة الإظهار والمراد بهما هنا الساكنتان في حالتي الإخفاء والإدغام بغنة. (أحكام قراءة القرءان الكريم ص 42 – 43)
تأملوا أيها المنصفون كيف نص هذان الإمامان وغيرهما على تحول الميم الساكنة حالة إخفائها من الشفتين إلى الخيشوم؟ وهل هناك تعبير أوضح من ذلك دلالة على الفرجة وعدم الإطباق؟ وهل يتوب من افترى على الشيخ عامر بأنه أكره الحصري وغيره على القراءة بالفرجة؟
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[20 Oct 2009, 12:04 ص]ـ
تأملوا أيها المنصفون كيف نص هذان الإمامان وغيرهما على تحول الميم الساكنة حالة إخفائها من الشفتين إلى الخيشوم؟ وهل هناك تعبير أوضح من ذلك دلالة على الفرجة وعدم الإطباق؟ وهل يتوب من افترى على الشيخ عامر بأنه أكره الحصري وغيره على القراءة بالفرجة؟
إنّ تحوّل الميم الساكنة من الشفتين إلى الخيشوم حال الإخفاء متحقّق بانطباق الشفتين، فالصوت يخرج من الخيشوم مع انطباق الشفتين بل بانطباقهما يكون الصوت من الخيشوم مجرّداً لأنّ الشفتين تنطبقان تماماً فلا يبق للصوت منفذٌ إلاّّ الخيشوم.
لأنّ صوت الميم المخفاة يُشبع ويمتدّ نوعاً ما في الخيشوم بغضّ النظر عن حالة الشفتين. وقد جعل المرعشيّ مخرج الخيشوم من المخارج المقدّرة لأنّ الصوت يمتدّ فيها ولا علاقة ذلك بانطباق الشفتين أو انفراجهما. بالإضافة إلى ذلك أنّ الغنّة صفة لازمة للحرفين وإشباع الغنّة فيهما يكون من الخيشوم آكداً بغضّ النظر عن حالة الشفتين في الميم.
وقد فرّق أئمّتنا بين الحرفين حال الإخفاء:
- أنّ النون يزول مخرجها خلافاً للميم.
- أنّه لا عمل للسان في النون المخفاة خلافاً للميم حيث لم يصرّحوا بأنّه لا عمل للشفتين حال إخفاء الميم.
- قد صرّح القدامى بأنّ مخرج الخيشوم يكون للنون المخفاة دون الميم والقصد من ذلك إبطال عمل العضو والاكتفاء بصوت الخيشوم مجرّداً وذلك غير متحقق في الميم لأنّ الميم لا يزول مخرجها مطلقاً فلا إبطال لعمل الشفتين فيها البتّه وهذا الذي حملهم على تخصيص مخرج الخيشوم بالنون دون الميم.
أمّا إن كان المراد من تحوّل الميم المخفاة من الشفة إلى الخيشوم إبطال عمل الشفتين فهذا غير مسلّم به فقد قال الداني في التحديد:" والمخرج السادس عشر مخرج التنوين وهو يخرج من الخياشيم خالصاً وكذا مخرج النون الساكنة المخفاة عند حروف الفم ........ " ص104.
وقال القرطبي في كتابه الموضح (ت461): "ومن الخياشيم مخرج النون الخفيفة ويقال الخفية أي الساكنة " ص79.
أقول: لم يشيرا إلى الميم لا من قريب ولا من بعيد، دلّ ذلك على أنّ عمل الشفتين في الميم لا يُبطل فلا يزول ذاتها، وانطباق الشفتين لازم لها في جميع الحالات. قال القرطبيّ: "أمّا حروف الغنّة فالنون ساكنة ومتحرّكة، والميم، إلاّ أنّ الميم أقوى من النون، لأنّ لفظها لا يزول ولفظ النون قد يزول، فلا يبقى منها إلاّ الغنّة."الموضح ص97.
إذن فتحوّل المخرج من الشفة إلى الخيشوم مراده جريان الصوت من الخيشوم وليس من الفم إذ هو المنفذ الوحيد الذي منه يجري الصوت لأجل انطباق الشفتين، ولا يعني ذلك زوال مخرج الميم وإبطال عمل العضو كما هو الحال في النون المخفاة. والنصوص واضحة ومحكمة في التفريق بين إخفاء النون والميم.
والعلم عند الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[20 Oct 2009, 12:58 ص]ـ
تابع لما قبله.
ويؤكد ما قلته آنفاً أنّ الأئمّة وصفوا النون الساكنة والتنوين بأنّهما يُقلبان ميماً خالصة فاستعملوا لفظ (خالصة) أي ميماً محضة. ولا تكون الميم محضة وخالصة إلاّ بانطباق الشفتين أي بعدم زوالها.
قال أبو عمرو الداني في جامع البيان: "والحالة الثالثة: أن يُقلبا – أي النون الساكنة والتنوين- ميماً خالصة من غير إدغام وذلك عند الباء الخالصة " جامع البيان ص300.
قال ابن المرابط (ت552) في كتابه التقريب والحرش المتضمّن لروايتي قالون وورش: "وتُقلبان عند الباء ميماً خالصة من غير إدغام، ثمّ يكون حكمها بعد القلب حكم الميم الساكنة " (ص85).
قال أبو الأصبغ السماتي المعروف بابن الطحّان (ت561) في كتابه الإنباء في أصول الأداء ص 37.: "فالقلب هو إبدالهما عند الباء ميماً خالصة لا يبقى منهما أثرٌ، ولا يكون التلفظ فيه إلاّ بالاهتبال به، وإظهار الإعمال فيه."
كيف تكون الميم خالصة بالفرجة بين الشفتين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أليست هذه النصوص صريحة على انطباق الشفتين في الميم المقلوبة من النون الساكنة والتنوين عند الباء والتي حكمها هو حكم الميم الساكنة عند الباء؟
هذه نصوص صريحة في غاية الصراحة. وهل إذا جعلنا فرجة بين الشفتين تصير الميم خالصة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أجيبوني يا أصحاب الفرجة.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[20 Oct 2009, 02:53 ص]ـ
يجيبك أصحاب فغر الفم إن كان له أصحاب أما نحن فبينا لك مقصودنا بالفرجة فيما نقلناه لك فعجزت عن جوابه ونقلنا لك كلام الأئمة فحدت عنه وأجبناك عن كل أسئلتك حتى أقررت بالفرجة وهل تنسى قولك:
أمّا كيفية الفرجة فنحن ندرك كيفيّتها وقد قرأنا بها على كبار المشايخ الذين يقولون بها وأقرّونا عليها، فليست القضيّة تقعير الفم وإنّما في التلامس والاحتكاك. فإن كان المراد من الفرجة الملامسة والاحتكاك فأنّي أقول بها من اليوم وإمّا إن كان غير ذلك فهو انفراج بين الشفتين أحببت أم كرهت.
ألا تعجب من نفسك؟ ألا تخجل من تخبطك؟ يكفي ذلك لقد أضعفت القول بالإطباق بردودك لو كان قويا فكيف وهو أصلا ضعيف مردود؟
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[20 Oct 2009, 08:33 م]ـ
هذه حيدة عن الجواب.
ينبغي عليك أن تردّ على كلامي وعلى الأدلّة التي سقتها لك ولكن هيهات.
فقد أتيتَ بكلام ابن الباذش فلم تحسن الاستدلال به ثمّ أتيت بنصّ آخر الذي مضمونه إخفاء الحركة لا الحرف فاستدللت به على أنّه إخفاء الحرف. ثمّ أتيت بنصّ المرعشي ولم تجب على ردودي التي أثبتت لك أنّه ما أراد الفرجة البتة. والآن ما أجبت على ردّي الأخير إجابة علمية سوى اللمز والكلام الذي لا فائدة فيه.
أنصحك بالانسحاب فإنّك بذلك تسيء إلى المدرسة الأزهرية، فلست أهلاً للدفاع عنها.
ففي البداية فرحت وقلت في نفسي سأستفيد منه ولكن لمّا رأيت استدلالك بكلام ابن الباذش ضربت كفّي على رأسي وقلت في نفسي ...............
أتمنّى أن أناقش يوماً رجلاً ألتمس فيه الحرص على اتّباع الحقّ، ووقّافاً للنصوص المعتبرة، معملاً غير مهمل لها، دقيق النظر فيها، معظماً لها، ماقتا للتقليد الأعمى الذي لم يُبن على أصل وثيق يُرجع إليه.
أعتقد أنّ النقاش قد وصل الى الحدّ الذي اردتّه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[20 Oct 2009, 11:11 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وهل سقت أي دليل؟ أو أجبت عن أي سؤال؟ وحسب المطالع في كلامي وكلامك أن يعلم المحق من المبطل والمصيب من المخطئ والمنصف من صاحب الهوى والثابت من المتخبط.
يا صاحبي إني لا أكتب لك منذ أن نقلت لك كلام الشيخ عبد الحكيم حفظه الله عن حيدتك معه في نقاشكما وعدم إنصافك معه , وقد كررت معي ما قدمته معه , فمن وقتها وأنا أكتب للمطالع نصحا له عن أن ينخدع بزخرف قولك وشقشقة كلامك فلست أكتب لك لأني موقن أنك انسحبت من النقاش عجزا عن الحجة وإفلاسا من الدليل عدة مرات وليس مرة واحدة ولو شئت لأقتبسن من كلامك مواضع تخبطك وأدلة حيدتك فاستر على نفسك سترني الله وإياك بستره الجميل.
ولا تنس قولك:
أمّا كيفية الفرجة فنحن ندرك كيفيّتها وقد قرأنا بها على كبار المشايخ الذين يقولون بها وأقرّونا عليها، فليست القضيّة تقعير الفم وإنّما في التلامس والاحتكاك. فإن كان المراد من الفرجة الملامسة والاحتكاك فأنّي أقول بها من اليوم وإمّا إن كان غير ذلك فهو انفراج بين الشفتين أحببت أم كرهت.
سلام عليكم
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[24 Oct 2009, 07:42 م]ـ
قرأتُ منذ زمن فى ملتقى أهل الحديث إحدى مداخلات شيخنا أبى خالد وليد بن إدريس المنيسىّ حفظه الله المتعلقة بهذا الموضوع أن أقدم نص يتعلق بهذه الجزئية هو ما ذكره الإمام أبوعمرو الدانى رحمه الله فى كتابه التيسير فى باب الإدغام الكبير و أنا منذ ذلك الوقت فى نيتى أن أراجع الموضع الذى نبه عليه شيخنا و لكنى أنسيتُ ذلك و هذا الكلام مضى عليه قرابة السنتين أو ثلاث سنوات تقريبا
و اليوم راجعتُ الكتاب ووجدتُّ فيه الآتى:
قال رحمه الله فى (باب ذكر الحرفين المتقاربين فى كلمة و فى كلمتين ص 141،142تحقيق د/حاتم الضامن):
((و أما الميم فأخفاها عند الباء إذا تحرك ما قبلها، نحو قوله تعالى: أعلم بالشاكرين و يحكم به و شبهه.
و القراء يعبرون عن هذا بالإدغام، و ليس كذلك، لامتناع القلب فيه و إنما تذهب الحركة فتخفى الميم.)) انتهى.
ثم قال ص 143:
((و كذلك لا يشير إلى الحركة فى الميم إذا لقيت مثلها أو باءً، و فى الباء إذا لقيت مثلها أو ميما، بأى حركة تحرك ذلك؛ لأن الإشارة تتعذر فى ذلك من أجل انطباق الشفتين. و بالله التوفيق.)) انتهى.
فأليس كلامه رحمه الله نصا فى عدم الفرجة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[24 Oct 2009, 07:48 م]ـ
مرحبا بمشاركتك يا شيخ طه حفظك الله ولكن أقرأ الصفحات السابقة والمناقشات السالفة لتقف على ما سيفيدك إن شاء الله في صحة الفرجة وخطأ الإطباق إلا أن يراد به إظهار الميم عند الباء كما هو مذهب مكي ومن وافقه , وقد بينا فيما سبق معنى كلام أبي عمرو الداني وغيره في منع الإشارة لانطباق الشفتين فارجع إليه غير مأمور لتقرأ الموضوع كله ويكفيك أن أصحاب القول بالإطباق بدأوا يتراجعون أو على الأقل يسكتون ولا يناقشون كما أقر أخونا محمد شريف في آخر مناقشاته.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[26 Oct 2009, 12:13 ص]ـ
إلا أن يراد به إظهار الميم عند الباء كما هو مذهب مكي ومن وافقه
أخي طه، انظر إلى هذه الإجابات العشوائية، آلداني ممن يقول بالإظهار؟؟؟؟؟؟؟؟
كلام الداني هو المنقول ومذهبه الإخفاء كما هو معلوم ولكن الأخ طارق حمله على مذهب أصحاب الإظهار وهو خلاف مذهب الداني نفسه.
نتأسّف من هذه الإجابات العشوائية.
أمّا نقله لكلامي الآتي
أمّا كيفية الفرجة فنحن ندرك كيفيّتها وقد قرأنا بها على كبار المشايخ الذين يقولون بها وأقرّونا عليها، فليست القضيّة تقعير الفم وإنّما في التلامس والاحتكاك. فإن كان المراد من الفرجة الملامسة والاحتكاك فأنّي أقول بها من اليوم وإمّا إن كان غير ذلك فهو انفراج بين الشفتين أحببت أم كرهت.
فلم أفهم سببه حتّى الآن وكأنّه أراد أن يقول إنّ إقرار بعض كبار المشايخ على الفرجة دلالة على حجّيّتها مع وجود الكثير من الكبار الذين ما قالوا بها وما قرءوا بها. فأين الحجّة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مع أنّي قيدّت كلامي فقلت "وقد قرأنا بها على كبار المشايخ الذين يقولون بها " أي الذين يقولون بالفرجة. وهذا لا يعني أنّي لم أقرأ على غيرهم بانطباق الشفتين بل قرأت بانطباق الشفتين على جميع المشايخ الذين أسندت إليهم القراءات وحتّى الشيخ لا شين أبو الفرح الذين ردّ عليه فرغلي عرباوي قرأت عليه القرءان كلّه بانطباق الشفتين.
وهذا صنيع من لا حجّة له حيث يبحث عن أيّ شيء يتشبّث به ويعضّ عليه.
فمن كان له الحجّة لا يحتاج إلى هذا الاستدلال السفيه ولا يحتاج إلى اللمز والتعريض من مقام الأسياد الذين قرءوا على الزيات والسمنودي والشيخ عامر.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[26 Oct 2009, 12:17 ص]ـ
فمن كان له الحجّة لا يحتاج إلى هذا الاستدلال السفيه ولا يحتاج إلى اللمز والتعريض من مقام الأسياد الذين قرءوا على الزيات والسمنودي والشيخ عامر.
شكرا على هذه الأخلاق التي تؤكد إفلاسك من الحجة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فإن الرد بمجرد الشتم والتهويل لا يعجز عنه أحد، والإنسان لو أنه يناظر المشركين وأهل الكتاب، لكان عليه أَن يذكر من الحجة ما يبين به الحق الذي معه، والباطل الذي معهم"اهـ
ـ[أبو هاني]ــــــــ[26 Oct 2009, 10:51 ص]ـ
نستغفر الله العظيم من مثل هذه المجادلات اللفظية التي أدّت إلى هذه الخاتمة
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[26 Oct 2009, 02:02 م]ـ
مرحبا بمشاركتك يا شيخ طه حفظك الله ولكن أقرأ الصفحات السابقة والمناقشات السالفة لتقف على ما سيفيدك إن شاء الله في صحة الفرجة وخطأ الإطباق إلا أن يراد به إظهار الميم عند الباء كما هو مذهب مكي ومن وافقه , وقد بينا فيما سبق معنى كلام أبي عمرو الداني وغيره في منع الإشارة لانطباق الشفتين فارجع إليه غير مأمور لتقرأ الموضوع كله ويكفيك أن أصحاب القول بالإطباق بدأوا يتراجعون أو على الأقل يسكتون ولا يناقشون كما أقر أخونا محمد شريف في آخر مناقشاته.
هل أنا أجبت عن كلام الداني هنا أم أحلت أخي الكريم طه على إجاباتنا السابقة حتى لا نكرر الكلام السابق , فلماذا تلبس الأمر يا أخ محمد شريف وتقولني ما لم أقله بقولك:
أخي طه، انظر إلى هذه الإجابات العشوائية، آلداني ممن يقول بالإظهار؟؟؟؟؟؟؟؟
كلام الداني هو المنقول ومذهبه الإخفاء كما هو معلوم ولكن الأخ طارق حمله على مذهب أصحاب الإظهار وهو خلاف مذهب الداني نفسه.
نتأسّف من هذه الإجابات العشوائية.
وهذه هي مشكلة أكثر القائلين بالإطباق أنهم يقولون الأئمة والقراء ما لم يقولوه ثم يغضبون إذا قيل افتراء
ومن منا الآن الذي يجيب إجابات عشوائية؟
أترك الجواب للمنصفين وليس لك يا أخ محمد وشكرا على أخلاقك التي ظهرت في كلامك الأخير بما لا يحتاج إلى رد.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Oct 2009, 10:35 م]ـ
الأخ الكريم طارق بن عبدالله وفقه الله لكل خير. وهدانا جميعاً للطيب من القول.
سبق لي أن طلبت منكم الترفق في النقاش حتى يؤتي ثمرته، وينتفع به. وأراكم قد كدرتم الحوار العلمي حول مسألة جزئية جداً بعبارات لا تليق، وأسأتم أولاً لأنفسكم ثم إلى الملتقى الذي تكتبون فيه بحرية تامة، ثم إلى المنتسبين للتجويد.
فأرجو التكرم بالتوقف عن استخدام هذا الأسلوب الذي لا يليق بكم ولا بالموقع، وأرجو أن يكون هذا الأمر محل عنايتكم وعنايتنا جميعاً حتى ننتفع بالكتابة.
مع تقديري البالغ لعلمكم ومعرفتكم بالتجويد أنت وأخي الشيخ محمد الشريف، وليتكما تركزان على ما ينفع القراء مما علمكما الله وترك الجدال غير المثمر. والله يحفظكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[26 Oct 2009, 10:40 م]ـ
جزاك الله خيرا يا دكتور لقد استجبت لنصحك ولكن إخواننا هم الذين يبدءون بالإساءة في الحوار ويمكنكم النظر في مشاركاتهم في هذا الموضوع وتوجيه مثل ذلك الطلب إليهم حتى تكون كل أطراف الحوار ملتزمة بآدابه , أكرر لك شكري على نصيحتك العلنية الغالية التي خصصتني بها من بين أطراف الحوار , وأقدر هذه العبارات الشديدة التي وجهتها إلى شخصي الضعيف.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[26 Oct 2009, 11:42 م]ـ
شيخنا الفاضل المشرف العام لا أستطيع أن أسكت على أسلوب الأخ طارق، فقد بدأ نقاشه بالتحدّي والجرأة والتعريض من مقام العلماء الكبار أخصّ بالذكر شيخنا أيمن سويد، كما عرّض من مقام بعض الأساتذة الأفاضل فاستعمل عبارة الجلوس بين ركبتيه لتعلّم التلاوة. ما هذا الأسلوب؟ فقد يكون هؤلاء الأفاضل أعلى منّا علماً وقرباً من الله تعالى. فقد أخذ إمامنا مالك القراءة من الإمام نافع وكلاهما إمام من أئمّة الإسلام كلّ له فضله واعتباره عند المسلمين قاطبة، ولست بحاجة أن أذكّرك بشيخنا عبيد الله الأفعاني شفاه الله تعالى كيف كان يتعامل مع الدكاترة والعلماء الذين كانوا يجلسون بين يديه لتعلّم التلاوة، فقد كان يجلّهم ويحترمهم ويعرف لهم قدرهم. هذه هي خلق أهل القرءان، فاقرءان يزيدنا تواضعاً ورفقاً بالآخرين.
إضافة إلى ذلك فإنّي أعتبر نفسي من عائلة هذا الملتقى المبارك وقد ألفنا الاحترام والرفق فيما بيننا إلاّ ما ندر كما وقع بيني وبين أخي الشيخ عبد الحكيم وهي خصوصيّة للعلاقة التي تجمعني به. فلا أريد أن يدخل الواحد بهذا الأسلوب فيعكّر المياه ولو كان رفيقاً منذ البداية لرفقت به إذ لستُ بحديث عهد بالحوارات والنقاشات.
ولمّا رأيته لا يحسن الاستدلال بالنصوص ويحيد عن المقصود في كلّ مرّة، ولايستحقّ أن يكون في مقام جرأته وتطاوله رأيت من الواجب التغليظ في الأسلوب مع أنكم تدركون أنّ ذلك ليس من عادتي.
فأردتّ أن أقول لأخي طارق بطريقة غير مباشرة: إن كنت تريد الغلظة فليست بالهيّنة، وإن كنت تريد الرفق أجبناك به، وإن كنت تريد العلم والحجّة أجبناك به أيضاً.
وأنبّه أخي طارق أنّ هذا الملتقى يحتوي على الكثير من أهل العلم والفضل فينبغي التأقلم مع مناخهم وجوّهم، وإن كنت مألوفاً بهذا الأسلوب في بعض المنتديات فينبغي عليك ترك ذلك احتراماً للمشايخ الفضلاء الذين ما كنّا نظنّ يوماً نتشرّف فيه بمحاورتهم، وللحفاظ على عضويّتهم وبقائهم في هذا المنتدى لا ينبغي أنّ نعكّر المياه.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Oct 2009, 11:49 م]ـ
بارك الله فيكما أخوي الكريمين على أدبكما وحسن اعتذاركما.
ويعلم الله أنني أعدكما من مكاسب هذا الملتقى العلمي الذي يسعد بعلمكما، غير أنه يضايقني ويضايق الكثيرين من أهل الملتقى هذه القسوة التي لا مبرر لها في مناقشات علمية بين أهل القرآن.
على كل حال أعتذر أيضاً من أخي طارق، وأرجو ألا يجد في صدره حرجاً عليَّ إن كنت قسوت في العبارة فغايتي أن نستفيد من علمه، ويراجع ما يكتب قبل نشره.
ثم إنني أنصحكما وأنصح نفسي بترك الجدال والمراء فلا خير فيه، وإذا كتب أحدنا رأيه وأورد أدلته، فليس بالضرورة الاستمرار في الجدال دون طائل.
تقبل الله منكما وجعلنا إخوة متحابين صدقاً.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[27 Oct 2009, 01:05 ص]ـ
ألم أقل لك يا دكتور هم الذين يبدءون ثم لا يتحملون وعلى كل هذا رد أخينا محمد شريف بعد ردكم وفيه من التجريح والتقول ما فيه ولن أحاول إثبات ذلك لكم فيكفي أنه لم يحترم تدخلكم وهذا كلامه يشهد أينا الذي يفسد الحوار , وأنا بانتظار ردكم أنتم حفظكم الله عليه.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[27 Oct 2009, 01:10 ص]ـ
جزاكم الله خيرا يادكتور وإنه لتواضع كبير أن يعتذر جهبذ مثلكم لمثلينا وإنه لسوء أدب منا أن نسمي تواضعه معنا اعتذارا , عما تعتذر وأنت إن شاء الله ناصح أمين وأخ أكبر وعلم فاضل وإن شاء الله ستؤتي نصيحتك أكلها وستنضج ثمارها فبارك الله فيكم وكثر من أمثالكم وأسأل الله تعالى أن يجيب دعاءك لنا ولك بمثله.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[01 Nov 2009, 05:10 م]ـ
س60: هل تنطبق الشفتين على الميم المخفاة؟
ج60:الحرف المظهر يكون مخرجه محققا فالميم المظهرة تنطبق عليها الشفتان تحقيقا لمخرجها أما الحرف المخفى فيكون مخرجه مقدرا فالميم المخفاة لا تنطبق عليها الشفتان إذ لو انطبقت لكانت الميم مظهرة , ولذلك فإن الحذر من إخفاء الميم الساكنة عند الواو والفاء يكون بإطباق الشفتين على الميم عندهما , ولو لم تنطبق الشفتان على الميم قبلهما لصارت مخفاة كإخفائها عند الباء , ولذلك يقول الإمام الطيبي في الحروف الفرعية:
والنون عدوها إذا لم يظهروا = قلت كذاك الميم فيما يظهر.
فالطيبي هنا ينص على أن النون والميم كلتيهما في حالة الإخفاء حرف فرعي لا يتحقق مخرجه , وفي هذا مقنع للمنصفين.
من كتاب (مائة سؤال وجواب في التجويد).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[02 Nov 2009, 10:00 م]ـ
فالطيبي هنا ينص على أن النون والميم كلتيهما في حالة الإخفاء حرف فرعي لا يتحقق مخرجه , وفي هذا مقنع للمنصفين
إن كان مراد العلامة الطيّبي أنّ الميم المخفاة حرف فرعيّ فهو خرق لمذهب أئمّة اللغة والأداء القدامي كسيبويه وابن جنّي والداني ومكي القيسي والقرطبي. وأقتصر على بعض النصوص:
قال الداني في كتابه التحديد ص81 عند حصره للحروف الفرعية: " وهي كثيرة مستحسنة ويؤخذ بها في قراءة القرءان وهي النون الخفيفة والهمز بين بين، وألف الترخيم يعني ألف الإمالة، والشين التي كالجيم، والصاد التي كالزاي، وألف التفخيم التي ينحى بها نحو الواو في لغة أهل الحجاز نحو {الزكاة} و {الصلاة}، وسنبيّن ما يحتاج من ذلك إلى أيضاح "
وهذا الكلام هو نفسه الذي ذكره القرطبي في كتابه الموضح ص 81.
وكلاهما نقلا هذه الجملة عن سيبويه في كتابه الكتاب
وقد أفرد مكي القيسي في كتابه الرعاية بابا مستقلاً سمّاه (باب ما زادت العرب في كلامها على التسعة والعشريف الحروف المشهرة وعلل ذلك)
فذكر النون الخفيفة، والألف الممالة، والألف المفخمة، والصاد التي يخالط لفظها بلفظ الزاي، والهمزة التي تكون بين بين.
أقول: لماذا جعل أئمّة اللغة كسيبويه وابن جنّي وغيرهما وكذا أئمّة أهل الأداء النون الخفيفة أي المخفاة من الحروف الفرعية دون الميم المخفاة؟
الجواب أنّ النون المخفاة يزول مخرجها إذ لا عمل للسان في إخفاء النون فصارت بذلك فرعاً عن النون الأصلية المظهرة والمتحرّكة خلافاً للميم فإنّها لا تزول فتبقى الشفتان في حالة انطباق في جميع الأحوال لذا فإنّها بقيت على أصلها ولم تخرج عن ذلك وهذا الذي يفسّر السبب الذي من أجله ما جعل الأئمّة الميم المخفاة ضمن حروف الفروع.
وهذا ما يؤكّد بطلان الفرجة إذ لو كانت صحيحة لأدرجت مع الحروف الفرعيّة كما هو الحال في النون المخفاة.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[02 Nov 2009, 11:54 م]ـ
إن كان مراد العلامة الطيّبي أنّ الميم المخفاة حرف فرعيّ فهو خرق لمذهب أئمّة اللغة والأداء القدامي كسيبويه وابن جنّي والداني ومكي القيسي والقرطبي. .
يا أخي كيف النقاش معك وأنت تقرأ كلام الأئمة فلا تفهمه ـ واعذرني ـ فالإمام الطيبي يقول:
والنون عدوها إذا لم يظهروا= قلت كذاك الميم فيما يظهر.
فيصرح بأن مراده أن الميم المخفاة حرف فرعي فيما ظهر له ثم أنت تقول: (إن كان مراده) شكا واضطرابا وتغضب إذا قلت لك إنك مضطرب , فلذلك قلت لك مع احترامي لك لكني لا أكتب لك وإنما للمطلعين المنصفين , ولكني مضطر للرد عليك.
ثم إن كلامك عن الطيبي ومراده يدل على أنك متفق معنا أن كلامه بفرعية حرف الميم دليل على الفرجة ولابد , ويكفي هذا في الرد على المفترين أو الجاهلين المتعالمين أو المقلدين لهم بأن الشيخ عامر أول من قال بها , فما قولك؟
وأما قولك:
وأقتصر على بعض النصوص:
قال الداني في كتابه التحديد ص81 عند حصره للحروف الفرعية: " وهي كثيرة مستحسنة ويؤخذ بها في قراءة القرءان وهي النون الخفيفة والهمز بين بين، وألف الترخيم يعني ألف الإمالة، والشين التي كالجيم، والصاد التي كالزاي، وألف التفخيم التي ينحى بها نحو الواو في لغة أهل الحجاز نحو {الزكاة} و {الصلاة}، وسنبيّن ما يحتاج من ذلك إلى أيضاح "
وهذا الكلام هو نفسه الذي ذكره القرطبي في كتابه الموضح ص 81.
وكلاهما نقلا هذه الجملة عن سيبويه في كتابه الكتاب
وقد أفرد مكي القيسي في كتابه الرعاية بابا مستقلاً سمّاه (باب ما زادت العرب في كلامها على التسعة والعشرين الحروف المشهرة وعلل ذلك)
فذكر النون الخفيفة، والألف الممالة، والألف المفخمة، والصاد التي يخالط لفظها بلفظ الزاي، والهمزة التي تكون بين بين.
فهذه النصوص وغيرها حق لا مرية فيه ولكنها لا تنفي أن الميم المخفاة حرف فرعي وتأمل أول كلام الداني الذي ذكرته تجد ردا لفهمك (وهي كثيرة مستحسنة) والداني رحمه الله لم يذكر اللام المفخمة وذكرها غيره فلا تعارض , وقد اتفق العلماء أن المثبت مقدم على النافي عند التعارض ولا تعارض هنا فلم يقل الداني أن الميم المخفاة ليست حرفا فرعيا حتى نقول أنه معارض لقول الطيبي ولو قال لقدم المثبت على النافي لأن معه زيادة علم.
وأما سؤالك:
لماذا جعل أئمّة اللغة كسيبويه وابن جنّي وغيرهما وكذا أئمّة أهل الأداء النون الخفيفة أي المخفاة من الحروف الفرعية دون الميم المخفاة؟
فجوابه ليس كما ذكرت بقولك:
الجواب أنّ النون المخفاة يزول مخرجها إذ لا عمل للسان في إخفاء النون فصارت بذلك فرعاً عن النون الأصلية المظهرة والمتحرّكة خلافاً للميم فإنّها لا تزول فتبقى الشفتان في حالة انطباق في جميع الأحوال لذا فإنّها بقيت على أصلها ولم تخرج عن ذلك وهذا الذي يفسّر السبب الذي من أجله ما جعل الأئمّة الميم المخفاة ضمن حروف الفروع.
وإنما جوابه: أن الميم الساكنة عند الباء مختلف في حكمها كما تعلم ما بين إظهارها بإطباق الشفتين مع الغنة أو بدونها كما ذهب مكي وغيره , وإخفائها بغنة من غير إطباق للشفتين , وقد حكى الداني هذه المذاهب ورجح الإخفاء أما النون فلا خلاف فيها أنها تخفى فهي حرف فرعي باتفاق وأما الميم فلم يتفقوا على إخفائها كما لا يخفاك
وهذا ما يؤكّد بطلان الإطباق وصحة الفرجة على ما اختاره المحققون من علمائنا إذ لو كانت مطبقة في الإخفاء لما أدرجت مع الحروف الفرعيّة عند الإمام الطيبي كما هو الحال في النون المخفاة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[03 Nov 2009, 12:15 ص]ـ
السلام عليكم
العلامة الطيّبي ظهر له بأنّ الميم المخفاة فرعية وهو خلاف مذهب أئمّة اللغة والأداء وهذا يكفي في إثبات بطلان ما ظهر له من جهّة وما يستلزم منه من صحّة الفرجة.
وهل يُعقل أن تستدلّ بما ظهر له من اجتهاده هو وتترك الصريح من أقوال من تقدّموه من أهل اللغة والأداء.
لجوؤك إلى مثل هذا الاستدلال أي بما ظهر له يجعلنا نفهم كلّ شيء ...............
فإمّا أن تكون جاهلاً بالنصوص الدالةّ على أنّ الميم المخفاة ليست من الحروف فرعيّة وهذا خطير لمن أراد الخوض في معركة النقاش، وإمّا أن تكون قد تغاظيت عنها وأهملتها مع علمك بها وهو أخطر بكثير
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[03 Nov 2009, 02:00 ص]ـ
السلام عليكم
وعليكم السلام
العلامة الطيّبي ظهر له بأنّ الميم المخفاة فرعية وهو خلاف مذهب أئمّة اللغة والأداء وهذا يكفي في إثبات بطلان ما ظهر له من جهّة وما يستلزم منه من صحّة الفرجة.
لا عجب أن تتجرأ وتبطل ما ذهب إليه الطيبي كما تجرأ غيرك على رمي الشيخ عامر وغيره ببطلان ما كان عليه , ثم تغضبون ممن يخطؤكم ومن أنتم مع هؤلاؤ الجهابذة؟
وهل يُعقل أن تستدلّ بما ظهر له من اجتهاده هو وتترك الصريح من أقوال من تقدّموه من أهل اللغة والأداء.
تقولني ما لم أقله كما هي عادتكم فأنا لم أترك أقوال من تقدموه بل قلت: لا تعارض بينها حتى نأخذ بعضها ونترك بعضها.
لجوؤك إلى مثل هذا الاستدلال أي بما ظهر له يجعلنا نفهم كلّ شيء ...............
ليتك تفهم أي شيء في نقاشنا هذا علنا .............
فإمّا أن تكون جاهلاً بالنصوص الغير دالةّ على أنّ الميم المخفاة ليست من الحروف الفرعيّة وهذا خطير لمن أراد الخوض في معركة النقاش، وإمّا أن تكون قد فهمت منها عكس ذلك لتوهمك الحصر الذي لم يقصده أحد فما زلت تقول الأئمة ما لم يقولوه بسوء فهمك عنهم ما قالوه بها وهو أخطر بكثير.
ايتني بنص واحد عنهم يقول بأن الميم المخفاة ليست فرعية , وهيهات ثم هيهات, وأمهلك ثلاثة أشهرإن أحيانا الله عز وجل.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[03 Nov 2009, 01:56 م]ـ
ايتني بنص واحد عنهم يقول بأن الميم المخفاة ليست فرعية , وهيهات ثم هيهات, وأمهلك ثلاثة أشهرإن أحيانا الله عز وجل.
إنّ القدامى من أهل اللغة والأداء حصروا الحروف الفرعية حصراً وما أدرجوا معها الميم المخفاة، بمعنى أنّ الميم المخفاة ليست في قائمة الحروف الفرعيّة.
أبعد هذا سأبحث لك على نصّ يصرّح بأنّ الميم المخفاة ليست فرعية؟؟؟؟؟؟؟؟
سأبحث لك إذن عن نصّ صريح يدلّ أيضاً على أنّ الهمزة المحققة والباء والتاء والثاء و الجيم و الحاء وغيرها ليست فرعية؟ (ابتسامة) أيحتاج الأئمّة إلى كلّ ذلك أم يكفيهم حصر الحروف الفرعية التي تحصر الحروف الغير الفرعية في نفس الوقت بمفهوم الضدّ بما فيها الميم المخفاة؟؟؟؟؟؟؟
سأحاول أن أقتصر على الردّ العلميّ وسأصبر على أذاك بإذن الله في سبيل إدحاض حججك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[03 Nov 2009, 09:09 م]ـ
إنّ القدامى من أهل اللغة والأداء حصروا الحروف الفرعية حصراً وما أدرجوا معها الميم المخفاة، بمعنى أنّ الميم المخفاة ليست في قائمة الحروف الفرعيّة.
.
أين دليل الحصر فيما نقلته أنت؟ ألا تعلم أن حروف المد من الحروف الفرعية وهي لم تذكر في نقلك الذي ادعيت فيه الحصر ولا حصر.
أبعد هذا سأبحث لك على نصّ يصرّح بأنّ الميم المخفاة ليست فرعية؟؟؟؟؟؟؟؟
نعم يلزمك أن تبحث لأن الإمام الطيبي ليس أنا ولا أنت بل هو إمام سبر كلام الأئمة ومع ذلك قال ما قال وفهمه مقدم على فهمي وفهمك ومقدم على فهم شيوخي وشيوخك أليس كذلك؟ بدلا من أن تتهم فهمه اتهم فهمك وفهم من جرءوك على إبطال من صرح به الأئمة من كيفية الإخفاء؟
سأبحث لك إذن عن نصّ صريح يدلّ أيضاً على أنّ الهمزة المحققة والباء والتاء والثاء و الجيم و الحاء وغيرها ليست فرعية؟ (ابتسامة) أيحتاج الأئمّة إلى كلّ ذلك أم يكفيهم حصر الحروف الفرعية التي تحصر الحروف الغير الفرعية في نفس الوقت بمفهوم الضدّ بما فيها الميم المخفاة؟؟؟؟؟؟؟
هذا يلزمك لو أن إماما مثل الطيبي صرح بأن الهمزة المحققة والباء والتاء والثاء و الجيم و الحاء فرعية , فهل صرح أحد بذلك؟
أرءيت أننا نبحث في واد وردودك في واد آخر , إن لم يتضح لك الآن سيتضح لك إن شاء الله فيما بعد.
سأحاول أن أقتصر على الردّ العلميّ وسأصبر على أذاك بإذن الله في سبيل إدحاض حججك.
الحمد لله أنك أقررت بحججي ولكن هيهات أن تدحضها لأن حجج الحق تَدحض ولا تُدحض وما سبق يدل على ذلك.
سأحاول أن أقتصر على الردّ العلميّ وسأصبر على أذاك بإذن الله في سبيل إدحاض شبهك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[04 Nov 2009, 01:08 ص]ـ
السلام عليكم
يا شيخ محمد يحيي: الحروف الفرعية تختلف عن إخفاء النون والميم وكذا مع حروف المد، ومن وضعهما له وجه أيضا.
قال الجاربردي في شرح الشافية ص238: ((المخرج السادس عشر وهو الخيشوم: فهو للنون الخفية ـ وسيجيء إن شاء الله تعالي ذكرها ـ وإنما جعل مخرجها زائدا علي المخارج ولم يجعل مخارج غيرها من الحروف المتفرعة كهمزة بين بين وألف الإمالة كذلك لأن مخارج المتفرعة ليست بزائدة علي مخارج أصولها، غايتها أنها أزيلت عن مخارجها فتغيرت جروسها بخلاف النون الخفية بخلاف ذلك لأن مخارجها الخيشوم ومخرج المتفرع عليها واضح؛ لأن مخارجه مخرج أصله، إلا أنه أزيل عن معتده فتغير جرسه وسمي هذا أصلا لا خلاصه علي ما يوجبه مخرجه وهذا متفرع لإزالته عن معتمده ... ) ا. هـ
أما حروف المد فهي أيضا تنتقل من مخرج حروفها إلي الجوف فهي ليست بين بين لنها تنتقل من مخرج إلي مخرج كما تنتقل النون الخفية من مخرج إلي مخرج.
فبين بين لا ينتقل كلية بخلاف النون الخفية والمد
ووجه الفرعية عند الطيبي ـ والله أعلم ـ أنه نظر لأن مخرج بين بين غير مستقر وكذا النون الخفية غير مستقر لتعدد مخرجها. والفرجة موجودة علي كلام الطيبي.
(وحشتني يا شيخ محمد فحبيت أوناوشك شوية لأن قلت:
أخي طارق وأخي عبد الحكيم لن تنفلتا منّى سأكون لكما بالمرصان. فاستعدّا ولا تغضبا,
لك وللشيخ الحبيب طارق تحياتي
والسلام عليكم
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[04 Nov 2009, 11:34 ص]ـ
أخي الشيخ عبد الحكيم وحشتني أيضاً.
أفكلّما توّقّف صاحبك أخذت الراية بعده.
أتدري لو تدخّل أصحابي في النقاش لرأيت مباراة الفرجة بين الجزائر ومصر.
سيبها على الله وهي تعمر.
لا أعتبر أنّ الألف من الحروف الفرعية وهو مجرّد رأي. لأنّها مخرجها مقدّر خلافاً للمخارج المحققة إذ هي التي أزيلت عن مخارجها فتغيرت جروسها، فالهمزة بين بين أصلها همزة محققة من مخرج محقّق والنون الخفيفة أصلها نون مظهرة أم محرّكة من مخرج محقّق ثمّ تغيّرت جروسها لخروجها عن حيّزها، أمّا الألف فلم تنشأ من مخرج محقّق ثمّ تغيّر جرسه، فجرسه هو هو ولو اختلف أهل اللغة في مخرجها بين الجوف والحلق.
أخي الشيخ انظر إلى كلام الجاربردي كيف عدّ النون الخفية من الحروف الفرعيّة دون الميم الخفيّة وهذا يكفي لإثبات ما قلت.
قولكم
والفرجة موجودة علي كلام الطيبي
الجواب: الطيّبي ظهر له أنّ الميم المخفاة فرعيّة فقط ولا يلزم من كلامه الفرجة إلاّ بقرينة صريحة. وقد بنيتم كلامه على أساس كون الميم المخفاة فرعية وهو خلاف مذهب المتقدّمين
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[04 Nov 2009, 03:12 م]ـ
جزاك الله خيرا فضيلة الشيخ عبد الحكيم وأقول لأخينا الشيخ محمد الذي قال:
أخي الشيخ عبد الحكيم وحشتني أيضاً.
أفكلّما توّقّف صاحبك أخذت الراية بعده.
ألم أقل لك أن كلامنا في واد وكلامك في واد آخر , هل توقفت أم أنني بفضل الله فندت شبهك , وأنت لم تستطع أن ترد على شيء من الحجج إلا بالحيدة إلى مثل هذا الكلام: أفكلّما توّقّف صاحبك أخذت الراية بعده.
هل هذا الكلام من النقاش العلمي الذي تدعيه , أنسيت قولك قبل قليل:سأحاول أن أقتصر على الردّ العلميّ وسأصبر على أذاك بإذن الله في سبيل إدحاض حججك.
وتقول:
أتدري لو تدخّل أصحابي في النقاش لرأيت مباراة الفرجة بين الجزائر ومصر. والله عجزنا في إفهامك الحق الواضح فكيف بأصحابك؟ يكفي ما نلاقيه منك من حيدة واضطراب , ونستاهل لأني لم أسمع نصيحة فضيلة الشيخ الكريم عبد الحكيم بترك النقاش معك ولكن الله المستعان.
سيبها على الله وهي تعمر.
هل عبارتك هذه جائزة شرعا أم أنها مخالفة للعقيدة؟
قولكم
والفرجة موجودة علي كلام الطيبي
الجواب: الطيّبي ظهر له أنّ الميم المخفاة فرعيّة فقط ولا يلزم من كلامه الفرجة إلاّ بقرينة صريحة. وقد بنيتم كلامه على أساس كون الميم المخفاة فرعية وهو خلاف مذهب المتقدّمين
فماذا يلزم على قول الطيبي عندك وعند أصحابك وشيوخك؟ آمل جوابا صريحا بلا حيدة.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[04 Nov 2009, 09:06 م]ـ
أخي الشيخ عبد الحكيم
نسيت أن أخبرك أنّي سمعت فضيلة الشيخ المعصراوي حفظه الله تعالى في قاناة الفجر الفضائيّة يقرأ بقراءة يعقوب من طريق الطيّبة بهاء السكت، وممّا لفت انتباهي أنّه كان يقرأ بانطباق الشفتين في الميم المخفاة والإقلاب، فتعجّبت وقلت في نفسي شيخ عموم المقارئ المصريّة يقرأ بانطباق الشفتين ما شاء الله. وهذا يعني أنّ تلامذته والقريبين منه يقرءون بنفس الكيفيّة. ألا يدلّ هذا أنّ أصحاب الفرجة بدءوا يتوبون ويتراجعون؟
رأس القراء في مصر، ورأس هيئتها الرسميّة يقرأ بانطباق الشفتين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
(ابتسامة)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[04 Nov 2009, 09:17 م]ـ
أخي الشيخ عبد الحكيم
نسيت أن أخبرك أنّي سمعت فضيلة الشيخ المعصراوي حفظه الله تعالى في قاناة الفجر الفضائيّة يقرأ بقراءة يعقوب من طريق الطيّبة بهاء السكت، وممّا لفت انتباهي أنّه كان يقرأ بانطباق الشفتين في الميم المخفاة والإقلاب،
(ابتسامة)
لو سمحت ضع لنا الرابط لنسمع بآذاننا فلعلك وهمت وأنت تسمع وهذا وارد وليس بطعن فيك فكلنا قد يهم فضع لنا رابط ذلك إن كنت مصيبا في سمعك أو قولك.
فتعجّبت وقلت في نفسي شيخ عموم المقارئ المصريّة يقرأ بانطباق الشفتين ما شاء الله. وهذا يعني أنّ تلامذته والقريبين منه يقرءون بنفس الكيفيّة. ألا يدلّ هذا أنّ أصحاب الفرجة بدءوا يتوبون ويتراجعون؟
رأس القراء في مصر، ورأس هيئتها الرسميّة يقرأ بانطباق الشفتين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ألا تخجلون من أنفسكم إذا خالفكم شيخ عموم المقارئ هاجمتموه وخطأتموه وافتريتم عليه ما هو منه براء , وإذا توهمتم أنه وافقكم رفعتموه وطرتم بما توهمتموه أليس ذلك دليلا على الهوى , وأي هوى؟ أنسيتم كلامكم عن الشيخ عامر وهو شيخ عموم المقارئ وأعلم وأجل من الشيخ المعصراوي الذي تطير الآن بما توهمته.
أين نقاشك العلمي أم أنك أفلست فحصت يمينا وشمالا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[04 Nov 2009, 10:25 م]ـ
أخي طارق
لقد ألزمت نفسي إلاّ بالردّ على أدلّتك وبس.
وأمّا تدخّلي الأخيرفملكش دعوة في الموضوع فهو بيني وبين أخي عبد الحكيم، فهي مداعبة وبس، وإنّ بعض الظنّ إثم.
أمّا فيما يخصّ الشيخ المعصراوي حفظه الله، فلست مجنوناً أن أكذب في أمر كهذا.
هوّن على نفسك يا أخي، أسأل الله تعالى أن يحفظك. آمين.
ـ[أبو هاني]ــــــــ[05 Nov 2009, 11:13 ص]ـ
يبدو لي من شدة المقال في هذا الموضوع أن أهل مصر ومن يتبع رأيهم يرون أنهم أصحاب التجويد بوضع اليد، لكن أحمد الله أن المسلمين من أهل البلاد غير العربية لهم تلقّيهم الذي احتفظوا به منذ دخل أجدادهم في الإسلام وقرؤوا كتابه، فأهل باكستان يعجبون من الأداء بفتح الشفتين لأنهم ما عرفوا هذه الصورة، ولا يحسبن أحد أنهم ليسوا أهل تجويد، وفي الحق أن وضع أهل معظم البلاد العربية لا يختلف كثيرا عن أهل البلاد غير العربية؛ فلقد كان لمصر وغيرها ألسن غير عربية قبل دخول الإسلام.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[05 Nov 2009, 12:45 م]ـ
لماذا لم تجب يا شيخ محمد على سؤالي؟ فماذا يلزم على قول الطيبي عندك وعند أصحابك وشيوخك؟ آمل جوابا صريحا بلا حيدة.
هل صدقت أنك تحيد بالدال وليس بالضاد.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[05 Nov 2009, 02:46 م]ـ
الطيّبي ذكر أنّ الميم المخفاة فرعية وهو مخالف لأئمّة اللغة والتجويد القدامى قاطبة، وهذا يكفي في عدم الاعتبار بقوله. والقول الغير المعتبر لا يحتاج أن أحيد عنه.
فإن كان مضمون كلامه مخالف لمن تقدّموه من أهل اللغة والأداء، هذا يكفي في ردّ قوله عليه رحمة الله تعالى وردّ من يستلزم منه من الأحكام.
لا يمكن أن نستنبط حكماً من كلام مخالف لأئمّة اللغة والتجويد. فهو استنباط باطل لأنّ الكلام المستنبط منه باطل. وما بُني على باطل فهو باطل.
فانطباق الشفتين في الميم المخفاة ثابت بالنصّ الصريح عند القدامى إضافة إلى قرائن أخرى تؤكّد وتؤازر هذه الصراحة وإن كان الصريح المتواتر لا يحتاج إلى مؤازرة. وهذه المؤازرة عبارة عن أدلّة مستنبطة ومستلزمة لانطباق الشفتين: ككون الميم المخفاة لا تزول، وكونها من الحروف الأصلية دون الفرعية، وكون مخرج الخيشوم لا يختصّ إلاّ بالنون الخفيّة دون الميم الخفيّة عند القدامى وهكذا.
ففي المسألة نجد نصوصاً صريحة متواترة وقرائن أخرى مستنبطة تستلوم وتؤكّد الحكم.
والطيّبي رحمه الله تعالى من المتأخّرين جداً لا يمكنه أن يخرج عن من تقدّمه، وقد خرج عنهم وللأسف عندما اعتبر أنّ الميم المخفاة من الحروف الفرعيّة.
واستدلالك بهذا الكلام يدلّ على أنّك ما وجدّت من الأدلّة ما يصلح، وهذا الذي أجبرك أن تستدلّ بهذا النوع من الأدلّة.
وينبغي عليك معرفة ما يصلح للاستدلال به وما لا يصلح.
فالدليل الذي يصلح وهو النصّ الذي ثبت في وقت تدوين التجويد والقراءات من القرن الثالث إلى الخامس أو السادس على الأكثر، لأنّ الذين دوّنوا في القرن السادس أكثرهم اعتمدوا على مصادر القرن الرابع والخامس فابن الباذش مثلاً اعتمد على كتاب التيسير والتبصرة وهكذا. لذا فالمتأخّرون عن هؤلاء هم متّبعون وحتّى ابن الجزري لا يسعه إلاّ الاتّباع، وكلّ ما خالف أقوال الأوائل من المدوّنين خاضع للنقد.
وفي الفرجة لا نجد لحدّ الآن إلاً كلام الجعبري الذي توفّي في القرن الثامن.
أقول فكيف بالبعض يعتمد على كلامّ الطيّبي في استخراج حكم وهو: أي الطيّبي من المتأخرين جداً، وكلامه مخالف للقدامى من أهل اللغة والأداء.
وأخي طارق فرحان أوي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ اسمح لي عن هذه العبارة ولكنّي أكاد أن أخرج من جلدي عندما أرى هذا الاستنباط. وكأنّ القرءان لعبة بين أيدينا أسأل الله تعالى الهداية والعافية.
هذا يدلّ على قلّة الأدلّة
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[05 Nov 2009, 03:49 م]ـ
الطيّبي ذكر أنّ الميم المخفاة فرعية وهو مخالف لأئمّة اللغة والتجويد القدامى قاطبة، وهذا يكفي في عدم الاعتبار بقوله. والقول الغير المعتبر لا يحتاج أن أحيد عنه.
ألم أنقل لك كلام ابن الجزري سابقا عن تحول الميم إلى الخيشوم عند الإخفاء؟ أليس ذلك موافقا لكلام الطيبي رحمهما الله؟
سأنقله لك ثانية مضطرا حتى تفهم ولا تسارع إلى تخطئة الأعلام , قال في النشر: فإن هذين الحرفين يتحولان عن مخرجهما الأصلي إلى الخيشوم كما تتحول حروف المد عن مخرجها الأصلي إلى الجوف , وأما قولهم: إن النون تخرج من طرف اللسان والميم من الشفتين فالمراد بهما النون والميم المتحركتان أو الساكنتان في حالة الإظهار والمراد بهما هنا الساكنتان في حالتي الإخفاء والإدغام بغنة. (أحكام قراءة القرءان الكريم ص 42 – 43) فأنت ترى الطيبي موافقا لابن الجزري وغيره فلا تعارض كما قدمت لك وطالبتك بالنقل فما نقلت شيئا وعجزت عن ذلك فلم الثرثرة بما لا طائل تحته.
وهل نسيت قولك من قبل:
أمّا كيفية الفرجة فنحن ندرك كيفيّتها وقد قرأنا بها على كبار المشايخ الذين يقولون بها وأقرّونا عليها، فليست القضيّة تقعير الفم وإنّما في التلامس والاحتكاك. فإن كان المراد من الفرجة الملامسة والاحتكاك فأنّي أقول بها من اليوم وإمّا إن كان غير ذلك فهو انفراج بين الشفتين أحببت أم كرهت.
ونحن لا نعتمد على هذه النقول فحسب بل عمدتنا هو معنى الإخفاء الذي تحرفونه إلى الإطباق وإنه لعجب أن يكون الإظهار بالإطباق والإخفاء بالإطباق فهل لعاقل من المطبقين أن يحل لنا هذا اللغز؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[05 Nov 2009, 04:06 م]ـ
أخي طارق
قد أجبتك من قبل على السؤالين فلسنا في حلقة ندور فيها من غير أيّ فائدة. وابن الجزري ما قال أنّ الميم المخفاة فرعيّة أبداً وحسبك أنّ أئمّة اللغة والأداء القدامى اتفقوا على أنّ الميم المخفاة أصلية وليست فرعيّة وأنّ تحوّل الصوت من الشفتين إلى الخيشموم متحقّق بانطباق الشفتين لأنّ الميم لا تزول خلافاً للنون التي تزول لعدم إعمال اللسان خلافاً للشفتين بالنسبة الميم، وهذه القرائن ولله الحمد ثابتة بالنصّ الصريح عن الأئمّة وهي جليّة لا يمكن سترها ولا إخفائها.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[05 Nov 2009, 05:41 م]ـ
الطيّبي ذكر أنّ الميم المخفاة فرعية وهو مخالف لأئمّة اللغة والتجويد القدامى قاطبة، وهذا يكفي في عدم الاعتبار بقوله. والقول الغير المعتبر لا يحتاج أن أحيد عنه.
فإن كان مضمون كلامه مخالف لمن تقدّموه من أهل اللغة والأداء، هذا يكفي في ردّ قوله عليه رحمة الله تعالى وردّ من يستلزم منه من الأحكام.
لا يمكن أن نستنبط حكماً من كلام مخالف لأئمّة اللغة والتجويد. فهو استنباط باطل لأنّ الكلام المستنبط منه باطل. وما بُني على باطل فهو باطل.
ففي المسألة نجد نصوصاً صريحة متواترة وقرائن أخرى مستنبطة تستلوم وتؤكّد الحكم.
والطيّبي رحمه الله تعالى من المتأخّرين جداً لا يمكنه أن يخرج عن من تقدّمه، وقد خرج عنهم وللأسف عندما اعتبر أنّ الميم المخفاة من الحروف الفرعيّة.
ألحق الإمام الطيبي بالإمام عامر فليس جديدا عليكم كل إمام خالف الفهم المغلوط الذي فهمتموه رميتموه بالعظائم.
فانطباق الشفتين في الميم المخفاة ثابت بالنصّ الصريح عند القدامى إضافة إلى قرائن أخرى تؤكّد وتؤازر هذه الصراحة وإن كان الصريح المتواتر لا يحتاج إلى مؤازرة. وهذه المؤازرة عبارة عن أدلّة مستنبطة ومستلزمة لانطباق الشفتين: ككون الميم المخفاة لا تزول، وكونها من الحروف الأصلية دون الفرعية، وكون مخرج الخيشوم لا يختصّ إلاّ بالنون الخفيّة دون الميم الخفيّة عند القدامى وهكذا.
أعطنا نصا واحدا فقط عن واحد منهم يقول أن الميم تخفى قبل الباء بانطباق الشفتين وأنا بانتظارك إن شاء الله ولو طال غيابك.
واستدلالك بهذا الكلام يدلّ على أنّك ما وجدّت من الأدلّة ما يصلح، وهذا الذي أجبرك أن تستدلّ بهذا النوع من الأدلّة.
وينبغي عليك معرفة ما يصلح للاستدلال به وما لا يصلح.
فالدليل الذي يصلح وهو النصّ الذي ثبت في وقت تدوين التجويد والقراءات من القرن الثالث إلى الخامس أو السادس على الأكثر، لأنّ الذين دوّنوا في القرن السادس أكثرهم اعتمدوا على مصادر القرن الرابع والخامس فابن الباذش مثلاً اعتمد على كتاب التيسير والتبصرة وهكذا. لذا فالمتأخّرون عن هؤلاء هم متّبعون وحتّى ابن الجزري لا يسعه إلاّ الاتّباع، وكلّ ما خالف أقوال الأوائل من المدوّنين خاضع للنقد.
ألحق ابن الجزري وابن الباذش بالطيبي وعامر وقل فيهم ما قلت من قبل.
وفي الفرجة لا نجد لحدّ الآن إلاً كلام الجعبري الذي توفّي في القرن الثامن. فهل تأتينا أنت بنص واحد فيه (بإطباق الشفتين) وليس (لأطباق الشفتين) وأظنك تعلم أن ما بين العبارتين أوسع مما بين المشرق والمغرب في أذهان العقلاء , وعساك منهم.
. وكأنّ القرءان لعبة بين أيدينا أسأل الله تعالى الهداية والعافية. إذا كان هذا شأن القرآن عندك فليس كذلك عندي فلا تقولني ما لم أقله للمرة العاشرة أكرر عليك.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[05 Nov 2009, 06:06 م]ـ
انتهينا من كلام الطيّبي؟ خلاص.
اتكدتّ الآن أنّ الشيخ المعصراوي يقرأ بانطباق الشفتين خلاص؟
والآن تريد أن أبحث لك عن لفظ {بانطباق الشفتين}؟؟؟؟؟؟؟
مش فاضي.
لقد اتفقنا أن تأتي أنت بالأدلّة وأنا أردّ. مش كده.
اللهمّ إلاّ إذا انتهى ما في الجعبة وتريد ربح الوقت.
(ابتسامة)
أخي الشيخ عبد الحكيم، صاحبك صعبان عليّ.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[06 Nov 2009, 12:09 ص]ـ
انتهينا من كلام الطيّبي؟ خلاص.
.
ما انتهينا لأنك حدت كما هي عادتك.
اتكدتّ الآن أنّ الشيخ المعصراوي يقرأ بانطباق الشفتين خلاص؟
الذي تأكدت منه هو حيدتك وأوهامك.
والآن تريد أن أبحث لك عن لفظ {بانطباق الشفتين}؟؟؟؟؟؟؟
مش فاضي.
أفلست من الشبه فاعتذرت بهذا العذر البارد مش فاضي ولا مليان أيضا.
لقد اتفقنا أن تأتي أنت بالأدلّة وأنا أردّ. مش كده. وقد أتيتك بالدليل تلو الدليل فحدت ولم تحر جوابا وأعد القراءة تعلم.
اللهمّ إلاّ إذا انتهى ما في الجعبة وتريد ربح الوقت. الجعبة ملأى بالكثير الطيب ولكني أريد عاقلا يناقش.
أخي فضيلة الشيخ عبد الحكيم حفظه الله، صاحبك محمد شريف صعبان عليّ
إلى الآن ما عرف هو ولا شيوخه يحلون اللغز كيف يكون الإظهار بالإطباق والإخفاء أيضا بالإطباق؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[06 Nov 2009, 06:21 م]ـ
.
أخي فضيلة الشيخ عبد الحكيم حفظه الله، صاحبك محمد شريف صعبان عليّ
إلى الآن ما عرف هو ولا شيوخه يحلون اللغز كيف يكون الإظهار بالإطباق والإخفاء أيضا بالإطباق؟
السلام عليكم
أخي الشيخ طارق من الصعوبة بمكان أن يحل لك الشيخ محمد يحيي هذا الإشكال لأن الشيخ أيمن سويد كبيرهم ما استطاع أن يحل هذه الشبهة .. فما بالك بمن هو دونه .. فما بالك بالشيخ محمد يحيي؟!!!
مع أن الشيخ محمد (مابيهموش حد ويتعقب التخين ولو كان ابن الجزري) إلا أن ما أراه عجز تام عن حقيقة الخلاف في الإخفاء ويأملون لو نلغي مصطلح الإخفاء مع أن الجعبري صرح بصريح النص والعبارة (يا ناس ابعدوا شفايفكم عن بعض لو هتخفواالميم) ولكن مفيش فايدة.
أخي الشيخ محمد يحيي .. نعم الشيخ المعصرواي يقول بالإطباق لأنه كان يعيش في الرياض ويبدوا أنه تعلم الإطباق هناك.
والغريب الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف يقول بالإطباق أيضا ويجوز الإخفاء ويقول بأنه قرأه علي الشيخ السمنودي ـ رحمه الله ـ أما الإطباق ذكر شيخا لا أذكره وذكر الشيخ الزيات.
المهم أني ناقشته في الهاتف وبفضل الله تعالي أقمت عليه الحجة بقول الجعبري، فأحالني إلي قول أبي شامة، فلم أجد بغيته في قول أبي شامة، ثم قلتُ له: الشيخ الزيات يقول بالفرجة.
قال لي: كداب وكل من قال كده كداب
قلتُ له: هناك تسجيل للشيخ الزيات شخصيا وبصوته يقول بالفرجة للشيخ جمال القرش
قال: كداب ... ثم أغلق الهاتف في وجهي.
بل وجاء في برنامجه في إذاعة القرآن الكريم وقال: بكذب من قال عن الزيات ذلك.
وهذه المرة الثانية التي ينسب فيها الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف وجها للشيخ الزيات والشيخ الزيات يقول بخلافه واسمع سورة الكهف للشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف كلمة (لدنه) برواية شعبة.
هناك الآن مشكلة كبيرة في الإقراء في مصر، والقراء الكبار ـ إلا من رحم ـ لا يسمعون للصغار ولو كان معهم ألف دليل، بل وألف شاهد من معاصريه.إلي الله المشتكي.
والسلام عليكم
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[07 Nov 2009, 12:50 ص]ـ
إن كان بعض الكبار في مصر يقولون بانطباق الشفتين هذا يعني أنّ مشايخ مصر مختلفون في القضيّة، إذن فالخلاف لم يعد مقتصراً بين مشايخ مصر ودمشق، أو بين من يقول بالفرجة من المصريين وبين الشيخ أيمن سويد وغيره.
وأعلم جيّداً أنّكم تدافعون عن الفرجة انتصاراً للقطر والدليل على ذلك قولك بالمعنى: أهل مصر مالهمش خيار في القضيّة، أتذكر؟ أي لا يمكننا العودة إلى الوراء هي معزة ولو طارت.
والآن بعض كبار مشايخكم لا يقرءون بالفرجة، فاتّفقوا أنتم يا مشايخ مصر في هذه القضيّة أوّلاً، وبعدها تهجّموا على المخالفين من الأقطار الأخرى كالشيخ أيمن وغيره حفظهم الله تعالى.
ليس لديكم إلاّ نصّ الجعبري وهو من علماء القرن الثامن أي من المتأخرين.
أمّا قضية اللغز كيف يكون الإظهار بالإطباق والإخفاء أيضا بالإطباق؟
فأنتم تريدون فهم الإخفاء كما تشتهون، مع أنّ الإخفاء لا يستلزم زوال ذات الحرف، والدليل على ذلك أنّ في إخفاء الحركة لا تزول حركة الحرف تماماً فيبقى بعضها ويبقى إعمال العضو،والميم المخفاة وصفت بعدم زوالها، ووُصفت بأنّها ليست فرعية، ولم تُدرج مع النون الخفية في مخرج الخيشوم، وفي إخفائها مظنّة في كون الخلاف فيه لفظيّ، والاحتمال فيه قويّ لورود نصوص صريحة للمتقدّمين في ذلك، وكلّ هذا يُضعف من شأن هذه الفرجة، والقرءان لا يثبت إلاّ بالقطع واليقين وبالنصوص المستفاضة الصريحة الثابتة عند القدامى من أهل الأداء المدوّنين وليس عند المتأخّرين عنهم بقرون. فالقراءة سنّة متّبعة، فالآخر متّبع للأوّل، فكيف تعتمد على كلام الجعبري وهو من علماء القرن الثامن على حساب أقوال أئمّة القدامى.
لقد كنت تدافع عن هذه الفرجة قبل أن تقف على كلام الجعبري، مش كده؟ إذن فالقضيّة ليست قضيّة نصّ الجعبري، إذ هو حاشية للتزيين فقط بالنسبة لك، ولو كنت وقّافاً على النصوص ومعتبراً ومعظماً لها، لوقفت على أقوال من تقدّم الجعبري وهي متوافرة وصريحة للغاية.
أسأل الله تعالى أن يهدينا جميعاً.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[07 Nov 2009, 02:04 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
إن كان بعض الكبار في مصر يقولون بانطباق الشفتين هذا يعني أنّ مشايخ مصر مختلفون في القضيّة، إذن فالخلاف لم يعد مقتصراً بين مشايخ مصر ودمشق، أو بين من يقول بالفرجة من المصريين وبين الشيخ أيمن سويد وغيره.
.
هذا ليس بشيء يصلح لك أن تتمسح به فحتى أهل الشام أيضا مختلفون وليسوا مجمعين على الإطباق ومنهم من بدأ يعيد حساباته , ولا تنس أنك صرحت بأنك تلقيت عن بعضهم بالفرجة , ولا كل مرة تضطرني أعيد لك كلامك الذي تنساه أو تتناساه.
وأعلم جيّداً أنّكم تدافعون عن الفرجة انتصاراً للقطر والدليل على ذلك قولك بالمعنى: أهل مصر مالهمش خيار في القضيّة، أتذكر؟ أي لا يمكننا العودة إلى الوراء هي معزة ولو طارت.
هذه حمية جاهلية ونتن نهانا عنه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فنحن نقبل الحق مع أهل مصر أو مع أهل الشام فهل أثبتم حقا لنقبله منكم أم أنكم تحيدون إلى مثل هذه الدعوى التي تحاولون تأجيجها؟ ولكن هيهات.
والآن بعض كبار مشايخكم لا يقرءون بالفرجة، فاتّفقوا أنتم يا مشايخ مصر في هذه القضيّة أوّلاً، وبعدها تهجّموا على المخالفين من الأقطار الأخرى كالشيخ أيمن وغيره حفظهم الله تعالى.
أتحسب أن كل الناس مثلك لا يحسنون إلا التهجم , نحن لا نتهجم على أحد , والشيخ أيمن حفظه الله تعالى قد تهجم على الجمزوري عندما ناقشه شيخنا أحمد حامد حفظه الله ومع ذلك فشيخنا من أدبه ما ذكر اسمه مع قوله , فمن الذي يتهجم؟
ليس لديكم إلاّ نصّ الجعبري وهو من علماء القرن الثامن أي من المتأخرين. لدينا الكثير الطيب ولكن من الذي يفهم ويعقل , وقد طلبت منك نصا واحدا فيه أن إخفاء الميم يكون بانطباق الشفتين فعجزت ولم تحر جوابا , وحدت ولم تقل صوابا , فنص واحد خير من لا نَصَّ ولا نُص نَصٍّ.
أمّا قضية اللغز كيف يكون الإظهار بالإطباق والإخفاء أيضا بالإطباق؟
فأنتم تريدون فهم الإخفاء كما تشتهون، مع أنّ الإخفاء لا يستلزم زوال ذات الحرف، والدليل على ذلك أنّ في إخفاء الحركة لا تزول حركة الحرف تماماً فيبقى بعضها ويبقى إعمال العضو،والميم المخفاة وصفت بعدم زوالها، ووُصفت بأنّها ليست فرعية، ولم تُدرج مع النون الخفية في مخرج الخيشوم، وفي إخفائها مظنّة في كون الخلاف فيه لفظيّ، والاحتمال فيه قويّ لورود نصوص صريحة للمتقدّمين في ذلك، وكلّ هذا يُضعف من شأن هذه الفرجة، والقرءان لا يثبت إلاّ بالقطع واليقين وبالنصوص المستفاضة الصريحة الثابتة عند القدامى من أهل الأداء المدوّنين وليس عند المتأخّرين عنهم بقرون. فالقراءة سنّة متّبعة، فالآخر متّبع للأوّل، فكيف تعتمد على كلام الجعبري وهو من علماء القرن الثامن على حساب أقوال أئمّة القدامى.
ألا ترى أن كلامك هذا ممجوج مكرر منذ بدأنا النقاش وأنت تجتره كلما ضاقت عليك الموارد , وهل تعتقد أنك بذلك قد أجبت؟ يا أخانا نكرر عليك - وليس عيبا أن تسأل مشايخك عما عجزت عنه -: كيف يكون إظهار الميم بالإطباق ويكون إخفاءالميم بالإطباق؟
إذا كنت لا تفهم السؤال فأعيده عليك بصيغة أخرى للتقريب:كيف يكون إظهار النون بإطباق طرف اللسان على الحنك الأعلى ويكون إخفاء النون بإطباق طرف اللسان على الحنك الأعلى؟ هل من عاقل يجيب؟
لقد كنت تدافع عن هذه الفرجة قبل أن تقف على كلام الجعبري، مش كده؟ إذن فالقضيّة ليست قضيّة نصّ الجعبري، إذ هو حاشية للتزيين فقط بالنسبة لك، ولو كنت وقّافاً على النصوص ومعتبراً ومعظماً لها، لوقفت على أقوال من تقدّم الجعبري وهي متوافرة وصريحة للغاية.
أخونا فضيلة الشيخ عبد الحكيم نحسبه أفضلنا علما وأحرصنا على اتباع الحق وأوقفنا عند الدليل والحجة , فلا تجعل التعصب يعمي عينيك ويلوي لسانك وقد طلبنا منك نصا واحدا وأنت تحيد يمينا وشمالا وتحوص شرقا وغربا ثم لا شيئ , عنز ولو طارت.
عجب عجاب هل تكلم عاقل = وبمثل لغزك أين أين القائل؟
إن رمت إظهارا فإنك مطبق = أو رمت إخفاء فذلك باطل
حكمان بينهما اختلاف شاسع= فهل التباعد عندكم متماثل
أم ذاك تجويد جديد محدث = هل من جواب يرتضيه العاقل
أسأل الله تعالى أن يهدينا جميعاً
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[07 Nov 2009, 03:18 م]ـ
أخي طارق لم أخاطبك أنت وإنّما خاطبت الشيخ عبد الحكيم، وأنا أخاطبه منذ سنوات وأعرفه أكثر منك بكثير، فلست بحاجّة أن تكلّف نفسك للدفاع عنه فأنت أهون عليّ منه بكثير، فدعني وشأني لا تخاطبني من اليوم جزاك الله خيرا ًما ستفدتّ منك علماً ولا أدباً ولا حلماً ولا حكمة فدعني بارك الله فيك.
والله أفستدكم هذه الفرجة حتّى مشايخكم الكبار ما سلموا منكم لأجل هذه الفرجة.
خذوا هذه الفرجة وكلوها ودعونا وشأننا.
أصحّح لك المعلومة وهو أنّي لم أقرأ بالفرجة إلاّ على علماء مصر في المدينة النبوية، وقرأت على الشيخ لا شين باطباق الشفتين وهو مصري ولم أقرأ على الشاميين إلاّ بانطباق الشفتين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[07 Nov 2009, 03:41 م]ـ
أخي طارق لم أخاطبك أنت وإنّما خاطبت الشيخ عبد الحكيم، وأنا أخاطبه منذ سنوات وأعرفه أكثر منك بكثير، فلست بحاجّة أن تكلّف نفسك للدفاع عنه فأنت أهون عليّ منه بكثير،.
هذا خلقك الرفيع قد ظهر عيانا لكل قارئ فلن أعلق على هذا بأكثر من اقتباسه.
فدعني وشأني لا تخاطبني من اليوم جزاك الله خيرا ًقلت لك مرارا أني لا أكتب لك وإنما أكتب للمطالع المنصف المتجرد نصحا لله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم فلماذا لا تفهم؟
ما استفدتّ منك علماً ولا أدباً ولا حلماً ولا حكمة
غيرك قد استفاد مني ومن أخي الشيخ عبد الحكيم الكثير الطيب , ولو أردت أنت الفائدة لاستفدت ولكنك لجوج تجادل للجدال وتماري للمراء فأنى لك الفائدة مني أو من غيري.
فدعني بارك الله فيك. قلت لك مرارا أني لا أكتب لك وإنما أكتب للمطالع المنصف المتجرد نصحا لله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم فلماذا لا تفهم؟
والله أفسدكم هذا الإطباق حتّى الأئمة الكبار ما سلموا منكم لأجل هذا الإطباق فابن الجزري مخطئ والجعبري مخطئ والطيبي مخطئ والشيخ عامر مبتدع الفرجة والشيخ الجمزوري على أده بتاع أطفال وهكذا لم يسلم منكم أحد , أما نحن فنحترم علماءنا ولا نعتقد فيهم العصمة.
وأخي الشيخ عبد الحكيم ليس متهما لأدافع عنه بل المتهم من اتهمه فأنت على طول جدالك له للأسف لم تعرفه ولم تستفد منه كما أنك لم تعرفني ولم تستفد مني وقد بدا من أول مشاركاتك أنك لا تريد الفائدة ولكن لابد من تفنيد الشبهة وإقامة الحجة.
واسأل نفسك سؤالا مهما: لماذا لم يتكلم الشيوخ الأفاضل بهذا الإطباق في حياة الزيات؟ لا أريد منك جوابا لأنك ستحيد كما حدت من قبل , ولكنه سؤال للمطالع ليعلم الحق في المسألة.
وبالنسبة لمشايخنا الكرام المعصراوي وعبد الحكيم عبد اللطيف فهم مشايخنا محترمهم ونعرف لهم فضلهم حتى مشايخ الشام الذين خالفوا في هذا الحكم نحترمهم ونعرف لهم فضلهم وإن خطأناهم وأقمنا البراهين والحجج على خطئهم ردا عليهم وليس ابتداء فافهم فهما صحيحا.
فحسبكم هذا التفاوت بيننا = وكل إناء بالذي فيه ينضح
خذوا هذه الفرجة وكلوها ودعونا وشأننا
هذا هو الإفلاس الذي أقررت به أخيرا والحيدة التي برهنت عليها كثيرا , والحيصة التي وقعت فيها أسيرا , وأكرر عليك لغزي نظما وهيهات أن تجد له جوابا عند العقلاء:
عجب عجاب هل تكلم عاقل = وبمثل لغزك أين أين القائل؟
إن رمت إظهارا فإنك مطبق = أو رمت إخفاء فذلك باطل
حكمان بينهما اختلاف شاسع= فهل التباعد عندكم متماثل
أم ذاك تجويد جديد محدث = هل من جواب يرتضيه العاقل
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[11 Jan 2010, 09:17 ص]ـ
سبحان الله العظيم وبحمده , بعد كل هذه الأدلة التي عجز أصحاب الإطباق عن أن يجدوا لهم منها فرجة , وبعد قيام الحجة عليهم بعد الحجة , وبعد ظهور الحيدة منهم بعد الحيدة إذ بأخينا الكريم محمد يحي شريف يكرر نفس الكلام تحت عنوان (تأملات وتعقيبات)
http://www.tafsir.net/vb/editpost.php?do=editpost&postid=94137
وكأنه نسي كل ما قد كان فالله وحده المستعان.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[24 Jan 2010, 03:40 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه: بعد أن انتهى النقاش في هذه المسألة المهمة فأنقل ها هنا كلام أهل العلم بالتجويد والقراءات تأكيدا لصحة الفرجة وخطإ الإطباق فمن ذلك ما قاله الإمام القباقبي رحمه الله: والقلب عند حرف واحد وهو الباء نحو: (أنبئهم) و (من بعدهم) (صم بكم) تقلبان عند الباء ميما خالصا فتخفى بغنة. (إيضاح الرموز ص 114).
فتأمل كيف نبه إلى الإخفاء بغنة بعد القلب ميما خالصة وفي هذا دحض لشبهة تمسك بها المطبقون أنهم ذكروا القلب فقالوا (ميما خالصة) والميم الخالصة تكون بإطباق الشفتين.
فنقول لهم: نعم الميم الخالصة تكون بإطباق الشفتين.
فهل يكون إخفاؤها أيضا بإطباق الشفتين؟ وهنا يحار المطبقون.
فإذا انتهى تعريف القلب إلى الميم الخالصة , ولم يذكر بعدها الإخفاء فلا متعلق بهذا للمطبقين لأن عدم الذكر لا يعني عدم الصحة والدليل هو كلام القباقبي السابق. والله أعلم.
محمد بن عيد الشعباني.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[24 Jan 2010, 04:16 م]ـ
كلام القباقبي عليه رحمة الله تعالى يدلّ على بطلان الفرجة لأنّه وصف الميم المقلوبة بأنّها خالصة وبأنّها مخفاة في آن واحد. دلّ ذلك أنّ الإخفاء يكون بانطباق الشفتين لأنّه إخفاء مع إخلاص النطق بالميم الساكنة، ولا تكون الميم خالصة إلاّ بانطباق الشفتين. وترك فرجة بين الشفتين يجعلها تخرج عن مراد القباقبي لأنّها لا تكون بذلك ميماً خالصة بالقطع واليقين.
فبارك الله فيك أخي على نقلك لهذا النصّ لأنني سأضعه في ملفّ الموضوع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[24 Jan 2010, 05:28 م]ـ
يا أخانا الكريم محمد يحي شريف لقد انتهى نقاشنا وأقررت بصحة الفرجة وبطلان الإطباق وأنك قد تلقيت بها وقرأت بها , وهذا الذي تقوله سبق أن قلته من قبل وبينت لك التناقض فيه وما زالت الأبيات موجودة لم تجب عنها فلا تعد ما أعدته من قبل مرارا , وأنا لا أكتب لأناقشك فكم حدت في النقاش من قبل.
عجب عجاب هل تكلم عاقل =وبمثل لغزك أين أين القائل؟
إن رمت إظهارا فإنك مطبق =أو رمت إخفاء فذلك باطل
حكمان بينهما اختلاف شاسع= فهل التباعد عندكم متماثل
أم ذاك تجويد جديد محدث= هل من جواب يرتضيه العاقل
ـ[أبو الحسين باوزير]ــــــــ[25 Jan 2010, 07:21 ص]ـ
يا أخوة يا مشايخ كفانا سب وشتم وحقد وتهجم وفرقة بسبب هذه المسألة فكل يقرأ ويقرئ كما قرأه على شيخه أو كما يحلو له
أما أن نجعل هذه المنتديات لمواضيع أعيدت وكررت مرارا وتكرارا هذا هو ضياع للوقت ومهزلة فيما بيننا ثم يحصل ما يحصل من النزاع والتعصب بل والانتقام للأقوال
,اظن أن فرغلي عرباوي أتى بهذا المضوع للفتنة لأنه استفتح هذا الموضوع ولم يدخل فيه مرة أخرى
فاتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[25 Jan 2010, 09:03 ص]ـ
يا أخوة يا مشايخ كفانا سب وشتم وحقد وتهجم وفرقة بسبب هذه المسألة فكل يقرأ ويقرئ كما قرأه على شيخه أو كما يحلو له
كيف يقرأ على ما يحلوا له؟ وأين التلقي؟
اللهم اجعلنا من المتقين.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[27 Feb 2010, 01:24 م]ـ
قال الإمام أبو عمرو الداني رحمه الله:وأما الميم فكان يخفيها إذا تحرك ما قبلها عند الباء لا غير وذلك قوله (بأعلم بالشاكرين) و (أعلم بكم) و (يحكم به) و (لتحكم بين الناس) و (مريم بهتانا) و (لكيلا يعلم بعد) وما أشبهه , وترجم اليزيدي وغيره من الرواة والمصنفين عن هذا الميم بالإدغام على سبيل المجاز وطريق الإتباع لا على الحقيقة إذ كانت لا تقلب مع الباء باء بإجماع من أهل الأداء ,وإنما تسقط حركتها تخفيفا ,فتخفى بذلك لا غير , وذلك إخفاء للحرف لا إخفاء للحركة , فأما إدغامها أو قلبها فغير جائز للغنة التي فيها إذ كان ذلك يذهبها فتختل لأجله , , فإن سكن ما قبلها لم يخفها اكتفاء بخفة الساكن من خفة الإخفاء , وذلك نحو قوله (الشهر الحرام بالشهر الحرام) و (كالأنعام بل هم) (وإبراهيم بنيه) و (إبراهيم بنيه) و (إبراهيم بالبشرى) و (اليوم بجالوت) و (العلم بغيا) وما أشبهه , وهذا إجماع من الرواة وأهل الأداء عنه إلا ما حكاه أحمد بن إبراهيم القصباني عن ابن غالب عن شجاع أنه كان يدغمها في الباء إذا لم يكن الساكن قبلها حرفا جامدا أو حرف لين وكان حرف مد قد وليته حركته لكون لكون المد كالحركة فصار ذلك مثلها وأجرى لها حمكها , وبالبيان قرأت ذلك وعليه أهل الأداء. (جامع البيان ص 180) الطبعة الأولى طبع دار الكتب العلمية.
وفي كلام هذا الإمام الجهبذ أبلغ الرد على من قال بالإطباق بفهمه لكلام الأئمة حيث نص على الإخفاء ولاشك أن للإخفاء حقيقة مغايرة لحقيقة الإظهار وحقيقة الإدغام , فلا يمكن أن تكون حقيقة الإخفاء بالإطباق كحقيقة الإظهار.
ثم أكد ذلك وبينه بقوله: (فتخفى بذلك لا غير , وذلك إخفاء للحرف لا إخفاء للحركة).
وطريقة إخفاء الحرف لا تكون كطريقة إظهاره فإظهار الميم بإطباق الشفتين يدل على أن إخفاءها لا يكون بإطباق الشفتين , ولأن ذلك من البدهيات المسلمات الواضحات البينات على كل من يفهم العربية فلم يتكلف الأئمة بيان ما هو بين إذ ذلك لغو يترفع عنه الأئمة في كتبهم.
ثم بين رحمه الله أن العبرة بالأداء والعمدة عليه في القراءة ولو كان النص في ظاهره مخالفا للأداء حقيقة فالعبرة بالأداء لأن النص يمكن تأويله ويمكن أن يكون في العبارة عنه تجوز وتوسع كما هنا , فاليزيدي نفسه وهو راوي الإدغام مباشرة عن أبي عمرو يعبر عن أداء الميم قبل الباء بالإدغام وكذلك غيره من الرواة والمصنفين ومع هذا فإن الأداء بالإخفاء لأن العبرة بالأداء وليس بالنص , وهذه عين مسألتنا فلو كانت نصوص الأئمة كلها مطبقة على إطباق الميم المخفاة صراحة عند الباء لكان الواجب تفسير هذه النصوص بالأداء المشهور بترك الفرجة اليسيرة كما فسر أبو عمرو هنا النص بالإدغام بأدائه إخفاءً , فكيف ولم يجد القائلون بالإطباق نصا واحدا يصف كيفية أداء الميم قبل الباء بالإطباق؟
ثم قوله رحمه الله: (فإن سكن ما قبلها لم يخفها اكتفاء بخفة الساكن من خفة الإخفاء).
دليل آخر حيث بين أن إخفاء الميم أخف من إظهاره ولا شك أن الإظهار بالإطباق فيكون الإخفاء بما هو أخف من الإطباق وهو الفرجة ففيها الخفة التي نص عليها الأئمة , فهل آن لمن بقي على القول بالإطباق أن يعيد نظره في المسألة ويرجع إلى الفرجة كما رجع كثيرون غيره؟
وهل آن لمن يفهم من كلام الأئمة عكس ما يقصدون ويقولهم ما لا تحتمله ألفاظهم أن يعيد النظر في فهمه , وفي قوله المترتب على ذلك الفهم؟
وهل آن لمن يتعقب الأئمة فيخطئهم فيما قالوه بما يفهم من كلامهم أن ينزع؟
وهل آن لمن يقول بأن عمدة الأئمة على النصوص وليس على الأداء أن يرجع فهذا أبو عمرو يأخذ بالأداء ويفسر به النصوص فيفسر الإدغام بالإخفاء لأن الأداء كذلك؟
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى , نسأل الله أن يهدينا سواء السبيل , وجزى الله المنصفين خير الجزاء.(/)
ترجمة الإمام المرزوقي الذي عليه يدور أعلى إسناد على وجه الأرض اليوم من طريق أهل الشام
ـ[د. أنمار]ــــــــ[08 Jun 2004, 08:38 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شغلني في اليومين السابقين ما رأيته من قلة معرفة بفحول القراء، خاصة من عليهم مدار الأسانيد اليوم فنقبت وبحثت، وها أنا أضع بين أيديكم ما عليه وقفت. مترجما للإمام المرزوقي وعليه مدار أسناد أهل الشام والذي هو أعلى إسناد لقراءة القرآن الكريم من طريق العشر الصغرى اليوم. آملا أن أرى من الإخوة زيادة معلومة، وإلا فدعوة صالحة. أنتظرها عند مقابلة الديان، حشرنا المولى وإياكم مع آهل القرآن، تحت لواء سيد ولد عدنان
صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما تعاقب الملوان.
====
الشيخ أحمد المرزوقي (1205 إلى ما بعد 1281 هـ)
تعريف به
هو شيخ قراء مكة السيد الشريف الشيخ أحمد بن محمد بن السيد رمضان منصور بن السيد محمد المرزوقي الحسني المالكي الأشعري
المصري ثم المكي أبو الفوز يتصل نسبه بالحسن السبط بن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وآل المرزوقي مشهورون اليوم في مكة المكرمة. وهم بيت علم وتقوى وورع ووجاهة، أعرف منهم الكثير وبني وبينهم رحم بارك الله في ذريتهم آمين (أنمار).
حياته
ولد بسنباط في مصر عام 1205 هـ، قرأ القرآن وحفظه كعادة أبناء زمانه ثم قرأ القراءات العشر على كبار شيوخ وقته وتلقى علوما شتى، عين مفتيا للمالكية بمكة المكرمة بعد وفاة أخيه السيد محمد عام 1261 (وانظر ترجمة أخيه ومؤلفاته في الأعلام). قام بتدريس القرآن الكريم والتفسير والعلوم الشرعية في المسجد الحرام بجوار مقام المالكية وكان يقرأ في تفسير البيضاوي في أواخر أيام حياته.
ومن شيوخه
الشيخ الكبير السيد إبراهيم العبيدي قرأ عليه القراءات العشر من طريقي الشاطبية والدرة ومن طريق طيبة النشر في القراءات العشر الكبرى.
وتلاميذه
الشيخ أحمد دهمان (1260 - 1345 هـ)
السيد أحمد زَيْني دَحْلان (1232 - 1304 هـ)
الشيخ طاهر التكروني
وغيرهم كثير
ومن أجلهم:
الشيخ أحمد بن السيد علي بن السيد محمد الحلواني الكبير الشهير بالرفاعي (1228 – 1307 هـ) شيخ قراء بلاد الشام وترجمته حافلة في حلية البشر للبيطار وفيها أن الحلواني: " ذهب إلى مكة سنة 1253 هـ فأخذ عن شيخ القراء بها الشيخ أحمد المصري المرزوقي البصير المكي الدار والوفاة، فقرأ عليه ختمة مجودة من طريق حفص، ثم حفظ عليه الشاطبية، وقرأ القراءات السبع من طريقها، ثم حفظ الدرة، وأتم القراءات العشر من طريق الشاطبية والدرة، ثم حفظ الطيبة لشيخ هذا الفن الشيخ محمد بن الجزري، وقرأ عليه ختمة من طريقها للقراء العشرة، ثم أجازه الشيخ بالقراءات العشر وما تجوز له روايته، وأقام هناك 4 سنوات، ثم رجع إلى وطنه دمشق الشام سنة 1357 هـ
مؤلفاته
1 - عقيدة العوام – منظومة في العقيدة ورأيت كثيرا من السادة آل باعلوي يحفظونها لأبنائهم.
يقول في أولها:
أبدأ بسم الله والرحمن=وبالرحيم دائم الإحسان
فالحمد لله القديم الأول= الآخر الباقي بلا تحول
ثم الصلاة والسلام سرمدا= على النبي خير من قد وجدا
وآله وصحبه ومن تبع= سبيل دين الحق غير مبتدع
ثم قال:
وهذه عقيدة مختصرة=وللعوام سهلة ميسرة
ناظم تلك أحمد المرزوقي=من ينتمي للصادق المصدوق
وأشار هنا إلى شرف نسبه الذي يرتفع لآل بيت المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم
ثم ختمها بـ:
وأسأل الكريم إخلاص العمل= ونفع كل من بها قد اشتغل
أبياتها (ميز) بعد الجمل=تاريخها (لي حي غر) جمل
سميتها عقيدة العوام=من واجب في الدين بالتمام
أي (لي حي غر) = عام 1258 هـ
وأبياتها (ميز) = 57 بيت
2 - ثم شرحها في: تحصيل نيل المرام لبيان منظومة عقيدة العوام.
وعليها شروح عديدة منها للشيخ الفقيه المفسر محمد بن عمر نَوَوي الجاوي الشافعي الذي جاور بمكة ومات بها (ت 1316هـ)
3 - بلوغ المرام لبيان ألفاظ مولد سيد الأنام في شرح مولد أحمد البخاري. وفي هدية العارفين لإسماعيل باشا البغدادي أنه فرغ منها سنة 1281.
4 - بيان الأصل في لفظ بافضل
5 - تسهيل الأذهان على متن تقويم اللسان في النحو للخوارزمي البقالي
6 - الفوائد المرزوقية شرح الآجرومية
7 - منظومة في قواعد الصرف والنحو
8 - متن نظم في علم الفلك
وفاة الشيخ المرزوقي
ذكرت عدة مصادر أنه توفي بمكة سنة 1262 هـ ودفن بمقبرة المعلاة، وأظنه وهما أو خلطا بأخيه فاسمه محمد المرزوقي ووفاته 1261 هـ. سبقت الإشارة أنه فرغ من شرح المولد عام 1281 هـ لذا قال في معجم المؤلفين: كان حيا عام 1281 هـ وهو أرجح لدي بسبب أنه تولى منصب الإفتاء بعد أخيه المتوفى سنة 1261هـ ولابد أنه كان في صحة وقوة، ثم أن أحمد دهمان قرأ عليه لكن ولادته عام 1260 هـ فالله أعلم
====
المراجع:
- نشر النور والزهر في تراجم أفاضل مكة من القرن العاشر إلى القرن الرابع عشر لعبد الله مرداد ص 113
- إمتاع الفضلاء بتراجم القراء لإلياس البرماوي ج 2 ص 24 طبعة دار الندوة العالمية الطبعة الأولى 1421هـ
مقدمة البسط ص 122 لسمر العشا
- هدية العارفين لإسماعيل باشا البغدادي ترجم للشيخ المرزوقي 1: 188
- حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر عبد الرزاق البيطار، في ترجمة الحلواني
- الأعلام للزركلي ترجم لأخيه وسبقت الإشارة لذلك، ولم أجد ترجمته فيه مع إشارة بعضهم لذلك
- معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة ج 1 ص 264 طبعة مؤسسة الرسالة
وأحال على:
- سركيس معجم المطبوعات 1732
- فهرست الخديوية 1/ 277، 2/ 8، 52. 7/ 1، 294
- والبغدادي: إيضاح المكنون 1/ 197، 236. 2/ 116
- فهرس التيمورية 4/ 97
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الميموني]ــــــــ[15 Jun 2004, 01:43 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[30 May 2010, 10:51 ص]ـ
الأخ الفاضل الباحث الدكتور أنمار حفظه الله
المرزوقي يروي عامة عن الأمير الكبير
ومن تلاميذه محمد بن ناصر الحازمي
أخبرني شيخنا العلامة المعمر أحمد خرد باعلوي قال أخبرنا شيخنا محمد سالم بن السري قال أخبرنا محمد بن ناصر الحازمي قال أخبرنا المرزوقي عن الأمير الكبير
وهذا سند جميل وعال
ومثله روايتنا عن الشيخ بكري عن محمد سليم عن أبيه عن المرزوقي عن الأمير
ـ[خلوصي]ــــــــ[30 May 2010, 01:02 م]ـ
شيخنا الغوثاني العزيز:
سأظل ألاحقك بما شوّقتنا إليه من:
" الأعلام المسنون .. بالصور "! http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif
المسنون: مرفوع صفة للاعلام مبتدأً .. و العنوان في محل جر بحرف الجر http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif
فإن لم تنجز شبه الوعد شيخنا بقي مجروراً .. و إن أنجزته رفعناه على رؤوسنا في محل الكرامة و قبلنا راس مؤلفه .. و منه يصل التقبيل إلى رؤوس مشايخه!(/)
سؤال ما حكم الإجازة عن طريق البالتوك أو التليفون؟
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[14 Jun 2004, 02:16 م]ـ
ما حكم الإجازة عن طريق البالتوك أو التليفون؟
مع العلم أن هذه الواسطة التي بين المجيز والمجاز لا تعرف الكذب بل تنقل
الصوت
بالتمام وبورك فيكم
ـ[مصطفى محمد صالح]ــــــــ[21 May 2010, 01:56 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لا يجوز لأي كان أن يفتي إلا بما علمه الله، بواسطة من أنعم الحق - عز وجل - عليهم ببعض العلم، وهي فرصة لأطرح بدوري سؤالا؛ نقرأ اليوم القرآن بمختلف رواياته السبعة من طريق الشاطبية وهو "نظم حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع"، وكلنا يعلم أن الإمام أبا القاسم الشاطبي (ت 590 هـ) صاحب الشاطبية كان ضريرا، فهل يحق لنا أن نقول هل تجوز قراءة القرآن من طريق هذا الضرير؟ هذا مثال واحد لعلم من علماء القراءة، أما عددهم إجمالا فلا يعد ولا يحصى، فهل هذا مسوغ لطرح قراءاتهم، فقد حجب الله - عز وجل - نور أبصارهم، وبسط نور بصيرتهم، -"إنما تعمى القلوب التي في الصدور". أرجو أن تكون الرسالة واضحة المعالم، والله أعلى وأعلم.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[21 May 2010, 02:07 ص]ـ
الاجازة بتلاوة القرءان الكريم عن طريق الماسينجر أو الهاتف ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=67986)(/)
الإمام السنباطي الذي لا ينبغي أن يهمل ذكره في أسانيد القراء
ـ[د. أنمار]ــــــــ[18 Jun 2004, 06:44 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نتابع اليوم سلسلة التعريف بأئمتنا من فحول القراء، والذين تدور حولهم أسانيد كثير من القراء اليوم، وها أنا أضع بين أيديكم ترجمة الإمام أحمد بن أحمد السنباطي
وهو شيخنا في الإسناد وهو الذي ينبغي ألا ينفك اسمه عن اسم الشيخ عبد الرحمن بن شحاذة اليمنى في أي إسناد تذكر فيه قراءته على والده شحاذة اليمني فقد قرأ عليه بالقراءات السبع إلى قوله تعالى "فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد" ولم يكمل لوفاة الشيخ شحاذة فاستأنف القراءة جمعا للسبعة ثم للعشرة على تلميذ والده الشهاب أحمد السنباطي الابن.
وأنا آمل أن أرى من الإخوة زيادة معلومة، وإلا فدعوة صالحة، أنتظرها عند مقابلة الديان، حشرنا المولى وإياكم مع آهل القرآن، تحت لواء سيد ولد عدنان
صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما تعاقب الملوان.
====================
مقدمة
السنباطيون ثلاثة أجيال كل واحد منهم يعرف بابن عبد الحق السنباطي
والذي يهمنا أمره هنا هو أحمد بن أحمد بن عبد الحق بن محمد بن عبد الحق السنباطي
وأطلقت عليه السناطي الابن تمييزا له عن أبيه أحمد بن عبد الحق السنباطي.
والسنباطي نسبة إلى سنباط قرية من قرى محافظة الدقهلية بمصر.
فالجد: عبد الحق بن محمد بن عبد الحق السنباطي 842 – 931 هـ
والأب: أحمد بن عبد الحق بن محمد بن عبد الحق السنباطي المتوفى سنة 950 هـ
والابن: أحمد بن أحمد بن عبد الحق بن محمد بن عبد الحق السنباطي المتوفى سنة 999 هـ على الراجح كما سترى.
فلابد من التأكيد على أن شيخنا في السند هو الآخير وليس الأب بدليل أن عبد الرحمن اليمني أكمل عليه ختم القراءات العشر وتأمل تاريخ ولادته 975 هـ فلابد أنه قرأ على الحفيد أحمد بن أحمد بن عبد الحق لأن الأب أحمد بن عبد الحق مات سنة 950 هـ
وبهذا جزم الشيخ المرصفي وغيره.
وهذه العائلة الكريمة عائلة علم وتقوى وورع، ولكل واحد منهم ترجمة، لكن ترجمة الأب والجد سيقت بتفاصيلها بينما اقتضبت لشيخنا على الرغم من كونه مدار معظم أسانيد القراء اليوم بل وله شرح على الشاطبية. ولعل شهرة الأب بالوعظ المؤثر جعلته يغطي على ابنه. ويبدو أن شيخنا في السند قصد إلى البعد عن الظهور والعمل بجد في السر كما يظهر من مؤلفاته وعدد العلماء الذين تلقوا عنه كما سترى. وبالرغم من ذلك فهناك على الأقل 2 من تلاميذه أفردا له بالتترجمة وإن كانت قصيرة. واليوم أضع لكم ترجمة حافلة كانت نتيجة جمع ما تفرق في الكتب هنا وهناك.
====================
أحمد بن أحمد بن عبد الحق السنباطي (ولادته قبل 930 ووفاته 999 هجرية)
أحمد بن أحمد بن عبد الحق بن محمد بن عبد الحق السنباطي
هو الشيخ الإمام المقرئ الكبير، العلامة المحقق، المحرر، العالم المشارك في أنواع من العلوم، شهاب الدين ابن عبد الحق الشافعي المصري شارح الشاطبية
وهو -كما أفاد المرصفي- معدود في رجال المشيختين مشيخة القاهرة ومشيخة الجامع الأحمدي بمدينة طنطا بمصر.
وانظر قسم شيوخه لترى من أين استنطت تاريخ ولادته.
حياته:
لنأخذ فكرة عن حياته علينا أن ننظر في تاريخ عائلة السنباطي:
الجد: عبد الحق، الشيخ الإمام العالم المحدث المسند زين الدين القاهري الشافعي. (842 - 931 هـ) وترجمته حافلة في الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة الغزي رقم 451 ج 1 ص 221 وفي النور السافر عن أخبار القرن العاشر للعيدروس فيمن مات سنة 931 هـ
وصف بأنه خاتمة المسندين والقراء شيخ الإسلام الحبر البحر، العلامة الفهامة السنباطي أخذ القراءات عن تلامذة الشمس العسقلاني فهو مساو في الطبقة لابن الجزري وأجازه المحدثون كابن حجر، كان جلداً في تحصيله، مكباً على الإشتغال حتى برع، وانتهت إليه الرئاسة بمصر في الفقه والأصول والحديث، وكان عالماً عابداً متواضعاً طارحاً للتكليف. من رآه شهد فيه الولاية والصلاح قبل أن يخالطه، وقال محدث مكة جار الله بن فهد في كتابه إلى الشيخ شمس الدين بن طولون: فقدر الله تعالى وفاته في ليلة الجمعة غرة شهر رمضان عند إطفاء المصابيح أوان الفجر. قال: وكان
(يُتْبَعُ)
(/)
ذلك مصداق منام رؤي له في أول السنة يؤمر فيه بزيارة النبي صلى الله عليه وسلم.
وابنه: أحمد بن عبد الحق بن محمد: الإمام العلامة الحبر شهاب الدين القاهري الشافعي الواعظ. توفي سنة 950 هـ ومترجم في الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة الغزي ج 2 ص 111 وديوان الإسلام أيضا. وغير ذلك من الكتب.
وعظ بجامع الأزهر، وكان مع والده بمكة في مجاورته بها سنة 931 هـ ووعظ بالمسجد الحرام في حياة أبيه، وفتح عليه في الوعظ حينئذ، وقال الشعراوي: لم نر أحداً من الوعاظ. أقبل عليه الخلائق مثله، وكان إذا نزل من فوق الكرسي يقتتل الناس عليه. قال: وكان مفنناً في العلوم الشرعية، وله الباع الطويل في الخلاف، ومعرفة مذاهب المجتهدين، وكان من رؤوس أهل السنة والجماعة، وكان قد اشتهر في أقطار الأرض كالشام، والحجاز، واليمن، والروم، وصاروا يضربون به المثل، وأذعنوا له علماء مصر الخاص منهم، والعام. وذكر ابن طولون أنه ولي تدريس الخشابية بمصر بعد الشيخ الضيروطي، وهي مشروطة لأعلم علماء الشافعية. قال الشيخ عبد الوهاب الشعراوي: ولما مات أظلمت مصر لموته، وانهدم ركن عظيم من الدين. قال: وما رأيت في عمري كله أكثر خلقاً من جنازته إلا جنازة الشيخ شهاب الدين الرملي لكونهم صلوا عليه في الجامع الأزهر يوم الجمعة، وصلي عليه غائبة في جامع دمشق يوم الجمعة 12 ربيع 950 هـ.
وعودة إلى المترجم له أحمد بن أحمد السنباطي أقول:
شيوخه:
أخذ القراءات عن جماعة من العلماء منهم:
شحاذة اليمني (كان حيا قبل سنة 966 هـ ووفاته قبل 999 هـ)
ويوسف بن زكريا الأنصاري (توفي سنة 987 هـ)
وذكر ابن القاضي أن من شيوخه الذين أخذ عنهم المرصفي (هكذا دون تحديد)
وبهذا الاسم وجدت نور الدين علي بن خليل الشافعي الصوفي مختصر الرسالة القشيرية
فإن ثبت أنه هو فعليه يكون السنباطي قد عمر فوق الـ 80 لأن وفاة المرصفي 930 هـ
وهناك عالم آخر لكنه يدعى بسبط المرصفي وفاته 966 هـ فالله أعلم.
تلاميذه:
1 - عبد الرحمن بن شحاذة اليمنى (975 – 1050 هـ) وأشرت إلى قصة إكماله للقرآن على السنباطي
2 - سيف الدين أبو الفتوح ابن عطاء الله الوفائي الفضالي المقرى الشافعي البصير (المتوفى سنة 1020 هـ)
شيخ القراء بمصر في عصره قرأ بالروايات على الشيخين الإمامين شحاذة اليمني وأحمد بن أحمد بن عبد الحق (هكذا في خلاصة الأثر) وبهما تخرج وأخذ عنه جمع من أكابر الشيوخ منهم الشيخ سلطان المزاحي ومحمد بن علاء الدين البابلي وله مؤلفات مفيدة نافعة منها شرح بديع على الجزرية في التجويد ورسائل كثيرة في القراآت
منها: اللؤلؤ المكنون في جمع الأوجه من سورة الكوثر إلى قوله سبحانه وتعالى وأولئك هم المفلحون
أوله الحمد لله الذي جعل القرآن العظيم وقاية لحفظته من النار الخ ذكر فيه أن شيخه شهاب الدين أحمد بن أحمد بن عبد الحق السنباطي لما ختم الطيبة عليه بالقراءة وحصل له فوائد أشار إلى جمعه فجمعه.
3 - عبد القادر بن محمد بن أحمد بن زين الفيومي المصري الشافعي الإمام الكبير المعروف وهو والد عبد البر صاحب المنتزه المقدم ذكره لزم الشمس الرملي مدة سنين وتفقه به وأخذ عن الشهاب أحمد بن أحمد بن عبد الحق السنباطي وعن شيخ القراء الشيخ شحاذه اليمني
4 - محمد حجازي بن محمد بن عبد الله الشهير بالواعظ القلقشندي بلد الشعراوي طريقة لوالده الخلوتي طريقة له الإكراوي مولد الشافعي الإمام المحدث المقرى خاتمة العلماء كان من الأكابر الراسخين في العلم واشتهر بالمعارف الإلهية وبلغ في العلوم الحرفية الغاية القصوى مع كونه كان يغلب عليه حب الخمول وكراهية الظهور نشأ بمصر وحفظ القرآن وعدة متون في النحو والقراآت والفقه وعرضها على علماء عصره وأخذ عن جماعة من العلماء منهم الحافظ النجم الغيطي والشيخ الجمال ابن القاضي زكريا والشيخ أحمد بن أحمد بن عبد الحق السنباطي والشيخ عبد الوهاب الشعراوي والشمس محمد الرملي والشيخ شحاذة اليمنى ..
هكذا في خلاصة الأثر
5 - أحمد بن محمد المكناسي الشهير بابن القاضي
قال عن شيخه ما نصه:
(يُتْبَعُ)
(/)
هو أحمد بن أحمد بن عبد الحق السنباطي الفقيه المؤلف الشافعي له نظم ونثر وله تآليف حسنة من ذلك نظمه الذي جمع فيه 17 علما (قلت سيأتي أنه 18 علما) أخذ عن جماعة كالمرصفي وغيره لقيته بمصر سنة 986 هـ وقرأت عليه شيئا من منظومته المذكورة وأجاز لي كل ما يحمله، وتوفي سنة 999 هـ والله أعلم.
من كتابه ذيل وفيات الأعيان المسمى درة الحجال في أسماء الرجال ج 1 ص 168 رقم 201. كذا في الهداية
6 - نَجْم الدِّين الغَزَِي محمد بن محمد بن محمد الغزي العامري القرشي الدمشقي، أبو المكارم، المؤرخ الباحث الأديب (977 - 1061هـ)
لم يأخذ عنه القراءات لكن ذكرته لأنه أحد اثنين من تلاميذه ممن أفرد للسنباطي الابن ترجمة في الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة وهي وإن كانت مختصرة لكنه مفيدة وقال عنه فيها أنه شيخه بالمكاتبة.
اهـ من ج 3 ص 117 من الكتاب المذكور.
مؤلفاته:
روضة الفهوم بنظم نقاية العلوم.
فتح الحي القيوم بشرح روضة الفهوم المذكورة له.
والنقاية مختصر في 14 علماً مع زبدة مسائلها للإمام السيوطي نظمه شهاب الدين أحمد بن أحمد بن عبد الحق السنباطي وزاد أربعة علوم فصار 18 علماً أوله:
الحمد لله الكريم المحسن ... الواسع الفضل العظيم المنن
الخ سماه روضة الفهوم بنظم نقاية العلوم
ثم شرحه متتبعاً لشرح الأصل وسماه فتح الحي القيوم بشرح روضة ألفه و وزياداته هي الحساب والعروض والقوافي والمنطق في ألف وخمسمائة بيت تقريباً وقد فرغ من بياض الشرح في رجب سنة 982 اثنتين وثمانين وتسعمائة.
حاشية على شرح المحلي للورقات.
شرح القصيدة الهمزية في المدائح النبوية للبوصيري في مجلد.
إظهار الأسرار الخطية في حل الرسالة الجيبية أو شرح رسالة الجيب
للشيخ بدر الدين المارديني وهي على مقدمة وعشرين باباً شرحها أحمد بن عبد الحق السنباطي أولها الحمد لله رب العالمين ..
كشف الظنون، ومعجم المؤلفين.
توضيح على رسالة المارديني في العمل بالربع المجيب
شرح الشاطبية
قال المرصفي: ولم يذكر المترجمون له ذكرا لشرحه على الشاطبية فيما وقفت عليه علما بأنه شرح مشهور في عالم المخطوطات في جل الجهات وهو شرح نفيس أجاد فيه وأفاد وقد انتفعت به كثيرا وبمكتبتي منه 3 نسخ خطية ومن وقف على هذا الشرح عرف مقدار الرجل وسعة اطلاعه وطول باعه في علم القراءات والتجويد.
وفاته:
سنة 999 هـ
ولا يلتفت لما في بعض المؤلفات أنها سنة 990 هـ
واثنان من تلاميذه نقضوا ذلك فقد ذكر الغزي وهو معاصر له بل وشيخ مكاتبة أنها 997 أو 998
لكن كما ترى أنه متردد،
وأقوى من ذلك ما ذكره ابن القاضي أحمد بن محمد المكناسي فقد جزم بأنها سنة 999 هـ وقد لقيه وأخذ عنه وقرأ عليه بعض كتبه، فقوله هو الأرجح
====================
المراجع:
الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة للغزي 3 ص 117. ورقم 451 ج 1 ص 221 لترجمة الأب، وج 2 ص 111 لترجمة الجد
ديوان الإسلام لترجمة الجد.
النور السافر عن أخبار القرن العاشر للعيدروس فيمن مات سنة 931 هـ لترجمة الجد.
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر المحبي في ترجمة البقري و سيف الدين الفضالي، وعبد القادر الفيومي
كشف الظنون في كلامه عن كتاب اللؤلؤ المكنون، كتاب النقاية، وشرح رسالة الجيب
معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة ج 1 ص 149
هدية العارفين لإبراهيم باشا
هداية القاري في تجويد كلام الباري للشيخ المرصفي قسم التراجم الملحقة ص 778 ج 2 طبعة دار طيبة.
ذيل وفيات الأعيان. المسمى: "درة الحجال في أسماء الرجال" ج 1 ص 168 رقم 201. لأحمد بن محمد المكناسي الشهير بابن القاضي من مطبوعات دار التراث بالقاهرة والمكتبة العتيقة بتونس. هكذا في الهداية.
كتاب الإمام المتولي وجهوده في علم القراءات للدكتور إبراهيم الدوسري هامش رقم 2 ص 110 الطبعة الأولى 1420 هـ مكتبة الرشد
وأضاف العزو على المراجع التالية:
شرح الشاطبية للسنباطي ق 1 مخطوط محفوظة في المكتبة الأزهرية تحت رقم 150، 16188
وإجازة المتولي للبنا بالقراءات العشر ص 4 مخطوط نسخها الشيخ أيمن سويد من مخطوطة بدار الكتب المصرية رقم 284
وإجازة المتولي لخليفة فتح الباب الحناوي بالقراءات الثلاث ق 2 مخطوط وهي محفوظة في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالرياض رقم 34
وفهرس الخزانة التيمورية / 143، 144 طبع دار الكتب المصرية بالقاهرة عام 1367 هـ
والأعلام للزركلي 1/ 92 الطبعة السابعة دار العلم ببيروت
وإجازة السمنودي للشيخ أيمن سويد مخطوط
وقواعد التجويد ص 18 للشيخ عبد العزيز القاري طبع مطابع المختار الإسلامي الطبعة الرابعة سنة 1399 هـ
ـ[د. أنمار]ــــــــ[29 Sep 2006, 03:07 ص]ـ
شرح الشاطبية
قال المرصفي: ولم يذكر المترجمون له ذكرا لشرحه على الشاطبية فيما وقفت عليه علما بأنه شرح مشهور في عالم المخطوطات في جل الجهات وهو شرح نفيس أجاد فيه وأفاد وقد انتفعت به كثيرا وبمكتبتي منه 3 نسخ خطية ومن وقف على هذا الشرح عرف مقدار الرجل وسعة اطلاعه وطول باعه في علم القراءات والتجويد.
نسخ هذا الشرح موجودة في:
المسجد الأحمدي بطنطا خ 18 - ع 1629
جامعة استانبول رقم 280/ 366
المكتبة الأزهرية رقم 150 وكذا 16188
دار الكتب بالقاهرة رقم 36 وكذا 347
(الفهرس الشامل 2/ 493)
من الإمام الشاطبي د. حميتو ص 187
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[11 Apr 2007, 02:22 م]ـ
جزاك الله خيرا ..
سؤالي هو: لأي سنباطي كتاب "بغية القاري المتفهم في شرح صحيح مسلم"؟
ـ[نورة]ــــــــ[11 Apr 2007, 03:00 م]ـ
جزاك الله خيراً فضيلة الشيخ د/ أنمار
وجعلك من أعلام القرآن والقراءات المخلصين
ـ[القعقاع محمد]ــــــــ[14 Apr 2007, 11:01 ص]ـ
بارك الله فيكم
وجزاكم الله خير الجزاء
سؤال: ما السبب في عدم ورود اسم السنباطي في الأسانيد كثيراً كغيره من أعلام القرّاء ما دام بهذه المنزلة المرموقة؟
ـ[د. أنمار]ــــــــ[20 Apr 2007, 03:55 ص]ـ
بارك الله فيكم
وجزاكم الله خير الجزاء
سؤال: ما السبب في عدم ورود اسم السنباطي في الأسانيد كثيراً كغيره من أعلام القرّاء ما دام بهذه المنزلة المرموقة؟
بل هو مذكور في الإجازات القديمة المفصلة، أما الحديثة فمعظمها يميل للاختصار، وراجع مشيخة أبي المواهب وسيظهر لك ذلك.
================================
إضافة:
زاد صاحب الحلقات من شيوخه في التلقي
والده أحمد بن عبدالحق
ومحمد بن سالم الطبلاوي
ومن تلامذته:
عبد الغفار بن يوسف العجمي
واكتفى بذكر الأول والثاني والرابع الذين سبقت الإشارة إليهم في الترجمة أعلاه
وزاد بعض المراجع فعليك به.
أقول:
أما ترجمة أحمد بن أحمد بن عبد الحق في درة الحجال طبعة دار الكتب العلمية
تحقيق مصطفى عطا فتجدها تحت رقم 201 ص 87 وهي ترجمة مستقلة في خمسة أسطر
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 Dec 2007, 04:42 م]ـ
وفقكم الله
هل طبع شرح السبناطي على نظمه للنقاية؟(/)
كيف قرأ حمزة سورة القصص ... استمع
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[20 Jun 2004, 01:37 م]ـ
C:\Documents and Settings\AmeerX\ سطح المكتب\القصص. wav أود أن أسأل المختصين في القراءات كيف قراء الامام حمزة أول سورة القصص: طسم
أريد الاجابة كتابة تفصيلا لما ورد في التسجيل(/)
تعلم أصول ثاني أئمة قراء البصرة، مع تمييز رواييه بطريقة ميسرة جدا
ـ[د. أنمار]ــــــــ[22 Jun 2004, 01:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ها نحن اليوم نعود لسلسلة أصول القراءات. وإمامنا اليوم يعقوب الحضرمي ذو السند العالي مع تأخر زمنه. نتعلم أصول قراءته على يد العلامة الضباع رحمه الله تعالى من كتابه الرائع: "الإضاءة في بيان أصول القراءة"، يشرح ذلك من طريق العشر الصغرى
وقبل الشروع أذكّر بما سبق من كلام الضباع إذ قال:
واعلم أني جعلتها (أي رواية حفص عن عاصم) أصلا تترتب عليه أصول غيره من رواة القراء العشرة، يعني أني سأقتصر عن كل منهم على ذكر أصوله التي خالف فيها أصول رواية حفص وأترك الأصول التي وافقوه عليها اتكالا على العلم بها منها وطلبا للاختصار.
وتجد رواية حفص على الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1828
تنبيه:
العناوين بين [] من زياداتي، وقد أبقيتها على نسق ترتيب رواية حفص حتى لو لم يذكر الضباع أي خلاف في ذلك الباب، تنبيها على عدم ذكره لشيء من ذلك.
ولم أتتبع ما قد يدخل تحت العناوين المذكورة وقد أشير إلى وجود استدراك ما على ندرته. وكل ما فيه (أي ... ) فهو أيضا من زيادتي لتوضيح عبارة أو تبيان إحالة.
وقد قمت بتمييز الخلاف بين الروايتين بتلوين ما انفرد به رويس باللون الأخضر، وروح بالأصفر كما تراه هنا، ليسهل استحضار أصول كل رواية على حدة. أما ما اشتركا فيه فهو منسوب للإمام يعقوب وسيبقى على حاله في باقي الشرح.
========================
أصول قراءة يعقوب
هو الإمام أبو محمد يعقوب بن إسحاق الحضرمي مولاهم البصري ثاني قارئي البصرة
وله راويان:
أحدهما، أبو عبد الله بن المتوكل اللؤلؤي البصري المعروف برويس
وثانيهما، أبو الحسن روح بن عبد المؤمن الهذلي مولاهم البصري.
رويا عنه القراءة بلا واسطة. ورويس مقدم في الأداء.
والخلف بينهما يسير، ولذا عزوت إلى شيخهما
فقلت:
[باب الاستعاذة والبسملة]
زاد يعقوب بين السورتين السكت والوصل بدون بسملة
واختار له بعض المحققين من أهل الأداء في الأربع الزهر البسملة فيهن على وجه الوصل في غيرهن، والسكت بينهن على وجه الوصل في غيرهن، وقد علمت أن لا سكت ولا وصل لأحد بين الناس والفاتحة وأن الجميع يجوز لهم بين الأنفال وبراءة الوقف والسكت والوصل.
[باب الأصول الواقعة في سورة أم القرآن]
[هاء الضمير وميم الجمع]
قرأ:
بضم كل هاء ضمير جمع لمذكر أو لمؤنث أو لمثنى إذا وقعت بعد ياء ساكنة نحو: عليهم وإليهم ولديهم وفيهم ويزكيهم ومثليهم وعليهن وإليهن وفيهن ولديهن وعليهما وفيهما.
وزاد رويس فضم الهاء فيما زالت منه الياء لعارض جزم أو بناء، وذلك في خمسة عشر موضعا:
فآتهم عذابا، وإن يأتهم، وإذا لم تأتهم، في الأعراف/ ويخزهم، وإذا لم يأتهم، في التوبة/ ولما يأتهم، في يونس/ ويلههم الأمل، في الحجر/ وأولم تأتهم، في طه/ ويغنهم الله، في النور/ وأولم يكفهم، في العنكبوت/ وآتهم ضعفين، في الأحزاب/ وفاستفتهم، معا في والصافات/ وقهم عذاب الجحيم، وقهم السيآت، في غافر. وأما: ومن يولهم، في الأنفال، فلا خلاف في كسر هائه.
وقرأ (أي يعقوب):
بإتباع حركة ميم الجمع الواقعة قبل ساكن حركة الهاء.
فإن كانت في قراءته مضمومة ضم الميم، نحو: عليهُمُ القتال، ويؤتهيهُمُ الله.
وإن كانت مكسورة، كسر الميم، نحو: في قلوبهِمِ العجل، بهِمِ الأسباب.
[باب الإدغام الكبير]
وأدغم الباء في الباء، في: والصاحب بالجنب، بالنساء.
وأدغم رويس قولا واحدا الكاف في الكاف، في ثلاثة مواضع: نسبحك كثيرا، ونذكرك كثيرا، إنك كنت، في طه
والباء في الباء، في: فلا أنساب بينهم، بالمؤمنون.
واختلف عنه في ستة عشر موضعا:
جعل لكم، جميع ما في النحل، وهو ثمانية مواضع/ ولا قبل لهم، في النمل/ وأنه هو، أربعة مواضع في النجم/ ولذهب بسمعهم، والكتاب بأيديهم، والكتاب بالحق، في أول مواضعه، وهو: ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق في سورة البقرة.
وأدغم يعقوب التاء في التاء في: فبأي آلاء ربك تتمارى، في النجم وصلا.
وكذلك فعل رويس، في: ثم تتفكروا، بسبأ.
وإذا ابتدأ، فبتاءين مظهرتين فيهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأدغم (أي يعقوب) النون في النون في أتمدونن بمال، في النمل مع مد الواو قبلها.
[باب هاء الكناية]
قرأ:
يؤده إليك معا بآل عمران، ونؤته منها معا بها، وموضع الشورى، ونوله ما تولى، ونصله جهنم في النساء، وفألقه إليهم في النمل بتحريك الهاء بكسرة مختلسة في الثمانية
كما فعل في هاء ويتقه بالنور.
وقرأ:
وأرجه، في الأعراف والشعراء، بهمزة ساكنة بعد الجيم وتحريك الهاء بضمة مختلسة
وما أنسانيهِ بالكهف، وعليهِ الله في الفتح بكسر الهاء فيهما
وفيه مهانا بالفرقان بقصر الهاء.
وروى روح: ومن يأته مؤمنا بـ طه، بإسكان الهاء.
ورواه رويس بقصرها.
وقصر رويس الهاء أيضا في بيده، في أربعة مواضع، وهي: بيده عقدة النكاح، في البقرة/ وغرفة بيده، بها أيضا/ وبيده ملكوت، في المؤمنون ويس.
[باب المد]
وقرأ بقصر المنفصل وتوسط المتصل، وروي عنه أيضا مده ثلاثا، والعمل على الأول.
[باب الهمزات]
[الهمزتان من كلمة]
روى رويس:
تسهيل الهمزة الثانية مطلقا من كل همزتي قطع اجتمعتا في كلمة واحدة. نحو: ءأنذرتهم، أءلد، أئفكا، أئنكم، أؤنبكم، أءلقي.
وزاد في أئمة حيث وقع وجها ثانيا وهو إبدال الهمزة ياء مكسورة. (1)
وروى روح
ءآمنتم في الأعراف وطه والشعراء بهمزتين محققتين على الاستفهام في الثلاثة، وءأعجمي المرفوع بفصلت بتحقيق الهمزتين.
ورواه رويس بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية على قاعدته.
وقرأ يعقوب:
أئنكم لتأتون في الأعراف وأءن لنا بها أيضا، وأذهبتم طيباتكم في الأحقاف وأءن كان بـ ن، بهمزتين على الاستفهام في الأول، والإخبار في الثاني، إلا أنه قرأ في النمل بالاستفهام في الكلمتين، وفي العنكبوت كحفص.
[الهمزتان من كلمتين]
وإذا التقى همزتا قطع فإن كانتا متفقتين في الشكل من كلمتين كـ: جاء أمرنا، من السماء إن، أولياء أولئك
فرويس يسهل الثانية منهما بين بين وجها واحدا.
وإن كانتا مختلفتين
بأن فتحت الأولى وضمت الثانية أو كسرت، نحو: شهداء إذ، وجاء أمة سهل الثانية منهما بين بين.
وإن كسرت الأولى وفتحت الثانية، نحو: من الماء أو، أبدلها ياء.
وإن ضمت الأولى وفتحت الثانية، نحو: السفهاء ألا، أبدلها واوا.
وإن ضمت الأولى وكسرت الثانية، نحو: يشاء إلى، فله فيها وجهان: التسهيل والإبدال واوا.
وقد علمت أن التسهيل أو الإبدال في هذا الباب لا يكون إلا حالة الوصل، فإذا ابتدأت تعين الهمز.
[تنبيه]
وقرأ (أي يعقوب):
هزؤا حيث وقع، وكفؤا في الإخلاص، بهمز الواو
ويضاهون في التوبة بضم الهاء من غير همز
ومرجؤن في التوبة وترجئ بهمزة مضمومة بعد الجيم فيهما.
وقرأ اللائي حيث وقع بدون ياء بعد الهمزة.
ويأجوج ومأجوج في الكهف والأنبياء، بإبدال الهمزة ألفا.
ولا يألتكم في الحجرات بهمزة ساكنة بعد الياء
[باب السكت]
--
[باب السكت على غير الهمز في الكلمات الأربع]
وقرأ: (عوجا قيما، في الكهف. ومرقدنا هذا، في يس. ومن راق، في القيامة. وبل ران، في التطفيف)، بترك السكت مع إدغام نون "من" و"لام" بل في الراء بعدهما.
[باب النقل]
وروى رويس:
من استبرق، في الرحمن خاصة، بنقل الهمزة إلى النون وإسقاط الهمزة.
وعادا الأولى، في النجم، بنقل حركة الهمزة المضمومة إلى اللام وإدغام التنوين قبلها فيها، فإن وقفت على عادا وابتدأت الأولى فيجوز الابتداء بالنقل مع إثبات همزة الوصل وتركها. ويجوز الابتداء بالأصل من غير نقل وهو أفضل.
[باب الوقف على الهمز]
--
[باب الإظهار والإدغام]
وأدغم يعقوب:
الباء في الميم، من: يعذب من يشاء آخر البقرة
والنون في الواو، من: يس والقرآن، ون والقلم
وأدغم روح
الذال في التاء، من: اتخذتم وأخذتم كيف أتيا.
[أحكام النون الساكنة والتنوين]
--
[باب الفتح والإمالة]
وقرأ:
مجراها بالفتح
وأمال:
أعمى أول موضعي الإسراء، ومن قوم كافرين في النمل.
وأمال رويس: دون روح الكافرين كله حيث وقع.
وأمال روح: ياء يس.
[باب الراءات]
---
[باب اللامات]
---
[باب الوقف على مرسوم الخط]
ووقف يعقوب بالهاء على:
كل هاء تأنيث رسمت في المصحف تاء مجرورة وقد تقدم بيانها في رواية حفص.
وكذا: من ثمرات بفصلت.
ووقف بالألف على: أيه في النور والزخرف
وعلى الياء في: وكأين بآل عمران ويوسف وموضعي الحج وفي العنكبوت والقتال والطلاق
وبالهاء على: يا أبت حيث وقع
ووقف بهاء السكت على: لم وفيم ومم وعم وبم، حيث وقعت.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى هو وهي الضميرين حيث وقعا
وكذا على ضمير جمع المؤنث الغائب في نحو عليهن وفيهن وفامتحنوهن ومنهن وحملهن وهن.
وكذا على الياء المشددة في نحو: إلي، وعلي، ولدي، وبمصرخي، وبيدي
ووقف كذلك رويس على ثم الظرف المفتوح الثاء، نحو: فثم وجه الله،
وعلى يا أسفى ويا ويلتى ويا حسرتى
وحذف (أي يعقوب) الهاء وصلا من يتسنه بالبقرة واقتده بالأنعام وكتابيه معا وحسابيه وماليه وسلطانيه خمستها بالحاقة وما هيه بالقارعة.
ووقف على ما من: فمال هؤلاء بالنساء، ومال هذا بالكهف والفرقان، وفمال الذين بالمعارج.
ووقف رويس على أيا من أيا ما تدعوا
وصوب في النشر الوقف للجميع على ما وعلى اللام في المواضع الأربعة، وعلى أيا وعلى ما في أيا ما تدعوا وعليه عملنا.
ووقف (أي يعقوب) على الكلمة بأسرها في ويكأن ويكأنه كلاهما بالقصص.
ووقف بإثبات الياء على ما حذف منه الياء لساكن غير تنوين وذلك في أحد عشر حرفا في سبعة عشر موضعا:
ومن يؤت الحكمة، في البقرة، وهو عنده مكسور التاء/ وسوف يؤت الله، في النساء/ واخشون اليوم، في المائدة/ ويقض الحق، في الأنعام، وهو من القضاء/ وننج المؤمنين، في يونس/ وبالواد المقدس، في طه، والنازعات/ ولهاد الذين آمنو، في الحج/ وواد النمل، في سورته/ والواد الأيمن، في القصص/ وبهاد العمي، في الروم/ ويردن الرحمن، في يس/ وصال الجحيم، في الصافات/ ويناد المناد، في ق/ وتغن النذر، في القمر/ والجوار، في الرحمن، والتكوير.
[باب ياءات الإضافة]
وقرأ:
معي أبدا، في التوبة/ ومعي أو رحمنا، بالملك/ ويدي إليك، وأمي إلهين، كلاهما في المائدة/ وأجري إلا، في مواضعها التسعة/ ويا عبادي الذين، في العنكبوت، والزمر/ وبيتي، بالبقرة، والحج، ونوح/ ووجهي، بآل عمران والأنعام/ ومعي، في تسعتها/ ولي عليكم، في إبراهيم/ ولي فيها، بـ طه/ ولي نعجة، ولي من علم، كلاهما بـ ص/ ولي دين، بالكافرين/ وما لي لا أرى، في النمل/ وما لي لا أعبد، في يس،
بإسكان الياء فيهن.
وعهدي الظالمين، في البقرة/ وبعدي اسمه، في الصف.
بفتح الياء فيهما.
وروى روح: فتح ياء قومي اتخذوا، في الفرقان.
وإسكان ياء لعبادي الذين آمنوا، في إبراهيم.
وروى رويس: يا عبادي لا خوف، بإثبات ياء ساكنة بعد الدال في الحالين.
وقرأ يعقوب:
بإثبات الياء في الحالين في:
فارهبون، وفاتقون، ولا تكفرون، والداع، وإذا دعان، وواتقون يا أولى، في البقرة/ وومن اتبعن وقل، ووأطيعون، ووخافون، في آل عمران/ وواخشون ولا، في المائدة/ وقد هدان، في الأنعام/ وثم كيدون، وفلا تنظرون، في الأعراف/ وولا تنظرون، في يونس/ وتسئلن، وثم لا تنظرون، وولا تخزون، ويوم يأت، في هود/ وفأرسلون، وولا تقربون، وتؤتون، وأن تفندون، في يوسف/ والمتعال، ومتاب، وعقاب، وإليه مآب، في الرعد/ ووعيد، وبما أشركتمون، ودعاء، في إبراهيم/ وفلا تفضحون، وولا تخزون، في الحجر/ وفاتقون، وفارهبون، في النحل/ وأخرتن، وفهو المهتد، في الإسراء/ وفي المهتد، وأن يهدين، وإن ترن، وأن يؤتين، وكنا نبغ، وأن تعلمن في الكهف/ وأن لا تتبعن، في طه/ وفاعبدون، معا، وفلا تستعجلون، في الأنبياء/ والباد، ونكير، في الحج/ وكذبون، معا، وفاتقون، وأن يحضرون، ورب ارجعون، وولا تكلمون، في المؤمنون/ وأن يكذبون، وأن يقتلون، وسيهدين، وفهو يهدين، ويسقين، وفهو يشفين، وثم يحيين، وأطيعون، ثمان، وكذبون، في الشعراء/ وحتى تشهدون، وأتمدونن، في النمل/ وأن يكذبون، وأن يقتلون، في القصص/ وفاعبدون، معا في العنكبوت/ وكالجواب، ونكير، في سبأ/ ونكير، في فاطر/ ولا ينقذون/ وفاسمعون، في يس/ ولتردين، وسيهدين، في الصافات، وعذاب، وعقاب، في ص/ وفاتقون، في الزمر/ والتلاق، والتناد، عقاب، واتبعون أهدكم، في غافر/ والجوار، في الشورى/ وسيهدين، وأطيعون، واتبعون هذا، في الزخرف/ وأن ترجمون، وفاعتزلون، في الدخان/ ووعيد، معا، والمناد، في ق/ وليعبدون، وأن يطعمون، فلا تستعجلون، في الذاريات/ ويدع الداع، وإلى الداع، ونذر، ستة في القمر/ ونذير، ونكير، في الملك/ وأطيعون، في نوح/ وفكيدون، في المرسلات/ وإذا يسر، وبالواد، وأكرمن، وأهانن، في الفجر/ ولي دين، في الكافرين.
[باب الياءات الزوائد]
وقرأ
فما آتانِ الله، في النمل وفبشر عباد، بالزمر بإثبات الياء وقفا
واختلف عنه في ياء فما آتان وصلا، فحذفها روح وأثبتها مفتوحة رويس
وروى رويس يا عباد فاتقون، بياء بعد الدال في الحالين
وهنا تمت أصول يعقوب ولله الحمد
==========================
(1) في البسط: وهذا وجه نحوي ليس من طريق الحرز وأصله، بل هو من طريق النشر.
اهـ
يقول أنمار:
ويليه الإمام أبو جعفر أحد القراء الثلاثة المتممين للعشر إن شاء الله تعالى
ومن له اشتراكات في منتديات أخرى المرجو منه نشر هذه الدروس بين طلبة العلم، إحياء لعلم القراءات الذي هو أجل العلوم على الإطلاق لتعلقه بكلام رب العالمين، وفي المنتدى يجد أصول قراء الكوفة وقواعد القراءات بعمومها.
كما أذكر الإخوة بالإشارة لأي خطأ يرونه ليتم تصحيح ما يمكن قبل إنزاله كاملا خدمة لكتاب الله عز وجل
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[23 Mar 2005, 05:02 م]ـ
جزاك الله خيرا .. د أنمار
ـ[ .. فارس .. ]ــــــــ[23 Mar 2005, 11:57 م]ـ
أخي الكريم د. أنمار بارك الله فيك وجزاك الله خيرا ...
أقترح أخي العزيز أن تجمع فروش ما تفرد به كل راوي .... وأقترح أن نبدأ برواية حفص عن عاصم ..
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[24 Mar 2005, 12:21 ص]ـ
بارك الله فيك أخي د. أنمار.
واصِل مشروعك المبارك.
تقبل تحياتي.
ـ[دكتورأحمد]ــــــــ[19 Apr 2007, 12:30 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو عمر الشامي]ــــــــ[27 Apr 2007, 12:36 ص]ـ
بارك الله بكم
هل قمتم بعمل تمييز بين الازرق والاصبهاني؟
ـ[د. أنمار]ــــــــ[27 Apr 2007, 10:43 ص]ـ
بارك الله بكم
هل قمتم بعمل تمييز بين الازرق والاصبهاني؟
لا فإن هذه السلسلة خاصة بالعشر الصغرى، وليس فيها الأصبهاني، ولعل الله ييسر إكمالها، فإني أرى الإخوة الأفاضل قد أعادوا لها النشاط والحيوية.(/)
أصول قراءة الإمام أبي جعفر المدني أحد القراء العشرة رحمه الله تعالى
ـ[د. أنمار]ــــــــ[25 Jun 2004, 12:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أكمالا لسلسلة أصول القراءات إمامنا اليوم أبو جعفر المدني أحد شيوخ الإمام نافع. نتعلم أصول قراءته على يد العلامة الضباع رحمه الله تعالى من كتابه: "الإضاءة في بيان أصول القراءة"، يشرح ذلك من طريق العشر الصغرى
وقبل الشروع أذكّر بما سبق من كلام الضباع إذ قال:
واعلم أني جعلتها (أي رواية حفص عن عاصم) أصلا تترتب عليه أصول غيره من رواة القراء العشرة، يعني أني سأقتصر عن كل منهم على ذكر أصوله التي خالف فيها أصول رواية حفص وأترك الأصول التي وافقوه عليها اتكالا على العلم بها منها وطلبا للاختصار.
وتجد رواية حفص على الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1828
تنبيه:
العناوين بين [] من زياداتي، وقد أبقيتها على نسق ترتيب رواية حفص حتى لو لم يذكر الضباع أي خلاف في ذلك الباب، تنبيها على عدم ذكره لشيء من ذلك.
ولم أتتبع ما قد يدخل تحت العناوين المذكورة وقد أشير إلى وجود استدراك ما على ندرته. وكل ما فيه [ ... ] فهو إما إضافة مني أو خطأ مطبعي وكذا ما فيه (أي ... ) فهو من زيادتي لتوضيح عبارة أو تبيان إحالة.
وقد قمت بتمييز الخلاف بين الروايتين بتلوين ما انفرد به ابن وردان باللون الأخضر، وابن جماز بالأصفر كما تراه هنا، ليسهل استحضار أصول كل رواية على حدة. أما ما اشتركا فيه فهو منسوب للإمام أبي جعفر وسيبقى على حاله في باقي الشرح.
========================
أصول قراءة أبي جعفر
هو الإمام أبو جعفر يزيد بن القعقاع المدني، أول قارئي المدينة المنورة
وله راويان:
أحدهما، أبو الحارث عيسى بن وردان المدني الحذاء
وثانيهما، أبو الربيع سليمان بن مسلم بن جماز الزهري مولاهم المدني.
رويا القراءة عنه مباشرة. وابن وردان مقدم في الأداء.
والخلف بينهما يسير، ولذا عزوت إلى الشيخ بكماله
فقلت:
[باب الاستعاذة والبسملة]
--
[باب الأصول الواقعة في سورة أم القرآن]
[هاء الضمير وميم الجمع]
قرأ أبو جعفر:
بضم ميم الجمع ووصلها بواو لفظية إذا وقعت قبل محرك وصلا فقط
[باب الإدغام الكبير]
وأدغم النون الأولى في النون الثانية من تأمنا على يوسف إدغاما تاما أي من غير روم أو إشمام.
[باب المد]
وقرأ بقصر المنفصل وتوسط المتصل، وروي عنه أيضا مده ثلاثا، والعمل على الأول.
[باب هاء الكناية]
قصر هاء فيه مهانا بالفرقان.
وسكن هاء يؤده، ونؤته، ونوله، ونصله.
وكسر هاء وما أنسانيهِ، وعليهِ الله
وسكن هاء يرضه لكم من رواية ابن جماز ومدها من رواية ابن وردان.
وقرأ أرجه بكسر الهاء ومدها من رواية ابن وردان وقصرها من رواية ابن جماز
وروى ابن وردان ترزقانه بقصر الهاء
ويتقه بإسكان الهاء وأشبعها ابن جماز
[باب الهمزات]
[الهمزتان من كلمة]
وسهل أبو جعفر الهمزة الثانية من كل همزتي قطع اجتمعتا في كلمة واحدة. نحو: ءأنذرتهم، أئنكم، أءنزل بين الهمزة والحرف المجانس لحركتها وزاد قبلها ألف.
وزاد في أئمة إبدال الثانية ياء من غير زيادة ألف قبلها. (1)
وقرأ ما تكرر فيه الاستفهام نحو:
أءذا كنا ترابا أءنا، بالإخبار في الأول والاستفهام في الثاني،
إلا أنه قرأ بعكس ذلك في سورة الواقعة والموضع الأول من الصافات
وقرأ:
قالوا أءنك لأنت يوسف بالإخبار
وءآمنتم في الأعراف وطه والشعراء
وءأن كان ذا مال بـ ن
وأءذهبتم طيباتكم في الأحقاف
وآلسحر إن الله سيبطله بالاستفهام
ويجوز على هذه القراءة في آلسحر ما يجوز في باب آلذكرين
ولا تدخل فيه الألف الفاصلة كما لا تدخل في ءآمنتم وءآلهتنا وزاد همزة مضمومة بعد همزة أشهدوا خلقهم مع إسكان الشين وسهلها على قاعدته
[الهمزتان من كلمتين]
وسهل أخرى الهمزتين المتلاصقين من كلمتين بين بين فقط إلا إن:
ضم الأول وكسر الثاني/ أو كسر الأول وفتح الثاني/ أو ضم الأول وفتح الثاني
فإنه يغير:
الأول من هذه الثلاثة بالتسهيل وبالإبدال واو خالصة/ والثاني بإبداله ياء خالصة فقط/ والثالث بإبداله واوا خالصة فقط.
وأبدل كل همز ساكن حرف مد من جنس حركة ما قبله إلا همزي أنبئهم ونبئهم فله فيهما التحقيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأبدل همز رئيا وهمز رؤيا كيف وقع حرف مد مع إدغامه في مماثله.
وأبدل همز مؤجلا ونحوه واوا مفتوحة أي من كل ما كان فاء مفتوحة بعد ضمة لكنه اختلف عنه في يؤيد فأبدله ابن جماز وحققه ابن وردان
وقرأ:
ليبطئن ولنبوئنهم وقرئ وملئت واستهزئ وناشئة ورئاء وخاسئا وشانئك وبالخاطئة وخاطئة ومائة وفئة ومثنييها بإبدال الهمز ياء فيهن قولا واحدا وموطئا كذلك بخلف عنه.
وسأل بإبدال الهمز ألفا.
وقرأ بحذف الهمز [في]: متكا ومتكين وخاطين والخاطين والصابين والمستهزين ويطون وتطوها وتطوهم.
وبحذفه مع ضم ما قبله في: مستهزون ونحوه، من كل مضموم بعد كسر وبعده واو من غير خلاف في شيء من الروايتين،
إلا في [المنشؤن] فإن ابن وردان يحذف الهمز فيه مع ضم ما قبله أو يبقي الكلمة على حالها
وأبدل همز: جزءا وجزء وكهيئة والنسيء، حرفا متجانسا لما قبله مع الإدغام.
وسهل همز: أرأيت حيث جاء، إذا وقع بعد همزة الاستفهام، وهمز كائن، وثاني همزي إسرائيل، وهمز ها أنتم.
وحذف ياء اللائي وصلا ووقفا ثم سهل همزه في الوصل من غير روم وسهله في الوقف مع الروم وجاء عنه بداله ياء ساكنة وتعين حين الإبدال مده ست حركات لالتقاء الساكنين
وقرأ:
هزؤا حيث وقع وكفؤا في الإخلاص بالهمز [في] الحالين وزاد همزة مفتوحة في ربأت [في] الحج وفصلت
تنبيه:
ومعلوم أن كل حرف مد وقع قبل الهمز المسهل إذا كانا في كلمة واحدة ككائن، يجوز فيه المد والقصر والمد أرجح اهـ
--
[باب النقل]
وقرأ:
من أجل ذلك، في التوبة، بكسر الهمزة ونقل حركتها إلى النون قبلها.
وردءا في القصص بنقل حركة الهمزة إلى الدال مع إبدال تنوينه إلفا وصلا ووقفا.
وعاد الأولى بنقل حركة الهمزة إلى اللام قبلها وإدغام التنوين في اللام. وهذا حكم الوصل، فإن وقفت على عادا وابتدأت بالأولى جاز لك الرجوع إلى الأصل وجاز لك النقل مع إثبات همزة الوصل ومع تركها والأول أرجح.
وروى ابن وردان النقل في: ملء بآل عمران، وآلآن كيف أتى.
ويجوز له [أي ابن وردان] في آلآن الواقعة في الإستفهام:
? المد طويلا نظرا للأصل،
? والقصر نظرا للعارض حالة الإبدال،
? والقصر فقط حالة التسهيل.
[باب السكت]
وسكت أبو جعفر على حروف الهجاء الواقعة في أوائل السور جميعها كألف ولام وميم من الم، وياء من يس.
[باب السكت على غير الهمز في الكلمات الأربع]
ولم يسكت على: (عوجا قيما،.ومرقدنا هذا، ومن راق، وبل ران)، وأدغم نون "من" و"لام" بل في الراء بعدهما.
[باب الوقف على الهمز]
--
[باب الإظهار والإدغام]
وأدغم الثاء والذال في التاء من لبثتم وأخذتم واتخذتم. سواء اتصلت بميم الجمع أم لا.
وأدغم الذال في التاء من عذت.
وأظهر الثاء عند الذال من يلهث ذلك.
والباء عند الميم من اركب معنا بهود.
[أحكام النون الساكنة والتنوين]
وأخفى النون الساكنة والتنوين عند الخاء والغين،
ماعدا:
? إن يكن غنيا،
? وفسينغضون
? والمنخنقة.
[باب الفتح والإمالة]
وقرأ مجراها بفتح الراء من غير إمالة
[باب الراءات]
---
[باب اللامات]
---
[باب الوقف على مرسوم الخط]
ووقف على يا أبت حيث وقع بالهاء.
[باب ياءات الإضافة]
وفتح:
ياء المتكلم الواقعة قبل همز قطع
في ما عدا:
بعهدي أوف وآتوني أفرغ،
وما عدا:
أخرتني إلى أجل وذريتي يدعونني إليه وتدعونني إلى النار وتدعونني إليه وأنظرني إلى ويصدقني إني،
وما عدا:
أرني أنظر، وترحمني أكن، واتبعني أهدك، وفاذكروني أذكركم، وتفتني ألا، وادعوني أستجب وذروني أقتل، وأوزعني أن أشكر
وقرأ بفتحها أيضا في:
عهدي الظالمين، ولنفسي أذهب وذكري إذهبا، وقومي اتخذوا، ومن بعدي اسمه، ومماتي لله.
وسكنها في:
معي، قبل غير الهمز، وما لي لا أرى، وما كان لي، معا، ومحياي، وبيتي مؤمنا، ولي دين، ولي فيها مآرب، ولي نعجة.
[باب الياءات الزوائد]
وقرأ:
إن يردن الرحمن، ويا عبادي لا خوف، وأن لا تتبعن أفعصيت، بياء ثابتة في حالي الوصل والوقف. لكنه يفتحها في الأول والثالث ويسكنها في الثاني.
وفما آتانِ، في النمل بحذف الياء في الوقف فقط.
وأثبت الياء وصلا في:
دعوة الداع، وإذا دعان، واتقون يا أولي الألباب، في البقرة/ ومن اتبعن، وقل خافون إن كنتم، في آل عمران/ وواخشون ولا تشتروا، في المائدة/ وقد هدان ولا أخاف، في الأنعام/ وثم كيدون فلا، في الأعراف/ وفلا تسألن، ولا تخزون، ويوم يأت لا تكلم، ثلاثتهن في هود/ وحتى تؤتون، في يوسف/ وبما أشركتمون، وتقبل دعاء، في إبراهيم/ ولئن أخرتن، وفهو المهتد، في الإسراء/ وفهو المهتد، وأن يهدين، وإن ترن، وأن يؤتين، وما كنا نبغ، وأن تعلمن، في الكهف/ والباد، بالحج/ وأتمدونن، في النمل/ واتبعون أهدكم، في غافر/ والجوار، في الشورى/ وواتبعون هذا، في الزخرف/ والمناد، في ق/ ويدع الداع، وإلى الداع، في القمر/ وإذا يسر، وأكرمن، وأهانن، في الفجر.
وأثبت ابن وردان فقط في الوصل ياء يوم التلاق ويوم التناد.
وهنا تمت أصوله ولله الحمد
=================
(1) وفي البهجة المرضية للضباع قال: فائدة، قال العلامة المتولي في الوجوه المسفرة: وقرأنا في أئمة لأبي جعفر بالتسهيل مع الإدخال والإبدال ياء من غير إدخال، ورويس بالتسهيل والإبدال، إلا أنه لم ينص على الإبدال لهما في الدرة، ونص عليه في الطيبة اهـ
يقول أنمار:
ويليه الإمام نافع برواية قالون إن شاء الله تعالى
ومن له اشتراكات في منتديات أخرى المرجو منه نشر هذه الدروس بين طلبة العلم، إحياء لعلم القراءات الذي هو أجل العلوم على الإطلاق لتعلقه بكلام رب العالمين، وفي المنتدى يجد أصول قراء الكوفة وقواعد القراءات بعمومها.
كما أذكر الإخوة بالإشارة لأي خطأ يرونه ليتم تصحيح ما يمكن قبل إنزاله كاملا خدمة لكتاب الله عز وجل
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[دكتورأحمد]ــــــــ[19 Apr 2007, 12:27 م]ـ
جزاك الله خيرا(/)
تعرف على أحد أعلام القراء السابقين العلامة ناصر الدين الطبلاوي رحمه الله تعالى
ـ[د. أنمار]ــــــــ[25 Jun 2004, 12:28 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نتابع اليوم سلسلة التعريف بأئمتنا من فحول القراء، والذين تدور حولهم أسانيد كثير من القراء اليوم، وها أنا أضع بين أيديكم ترجمة الإمام الطبلاوي وهو شيخنا في الإسناد. وتكاد لا تخلو إجازة اليوم إلا وفيها اسم هذا العلامة
وآمل من الإخوة ألا يبخلوا علينا بأي استدراك، وإلا فدعوة صالحة، أنتظرها عند مقابلة الديان، حشرنا المولى وإياكم مع آهل القرآن، تحت لواء سيد ولد عدنان
صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما تعاقب الملوان.
-----------------------------
ناصر الدين الطبلاوي
(ولادته: في حدود 866 هـ ـ وفاته: 966 هـ)
ناصر الدين محمد بن سالم بن علي المصري الأزهري الشافعي المعروف بالطبلاوي نسبة إلى طبلية من قرى المنوفية بمصر.
وصفه مترجموه بأنه: الإمام العلامة الحبر أحد العلماء الأفراد بمصر بقية السلف الكرام شيخ الإسلام ناصر الدين الطبلاوي المصري الشافعي
وهو من رجال إسناد معظم الإجازات في القراءات العشر. (10)
حياته:
ولد في حدود 866 هـ. عرفنا ذلك من تاريخ وفاته فقد عاش نحو مائة سنة.
قال الشيخ عبد الوهاب الشَّعْرَاني (898 - 973هـ): صحبته نحو 50 سنة فما رأيت في أقرانه أكثر عبادة لله تعالى منه لا تكاد تراه إلا في عبادة، إما يقرأ القران، وإما يصلي، وإما يعلم الناس العلم، وانتهت إليه الرئاسة في سائر العلوم بعد موت أقرانه
قال: وكان- رضي الله تعالى عنه- مشهوراً في مصر بكثرة رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل عليه الخلائق إقبالاً كثيراً بسبب ذلك، فأشار عليه بعض الأولياء بإخفاء ذلك، فأخفاه (1، 2)
قلت وهذا العلامة ترك ذرية مباركة، منهم ابنه أبو النصر بن ناصر الدين الطبلاوي وحفيده منصور الطبلاوي، (ت 1014هـ) المعروف بسبط الطبلاوي وهو فقيه شافعي حافظ للقرآن بالروايات، وقد حمل علما عن أبي النصر بن ناصر. وله مؤلفات عديدة. (3)
منزلة الإمام ناصر الدين الطبلاوي:
قال الشيخ عبد الوهاب الشَّعْرَاني: وليس في مصر أحد الآن يقرر في بيان العلوم الشرعية، وآلاتها إلا هو حفظاً، وقد عدوا ذلك من جملة كراماته، فإنه من المتبحرين في التفسير والقراءات والفقه والحديث والأصول والمعاني والبيان والطب والمنطق والكلام والتصوف، وله الباع الطويل في كل فن من العلوم، وما رأيت أحداً في مصر أحفظ لمنقولات هذه العلوم منه، .. وولي تدريس الخشابية وهي من أجلِّ تدريسٍ في مصر (يقول أنمار: هي مشروطة لأعلم علماء الشافعية)، يجتمع في درسه غالب طلبة العلم بمصر، وشهد له الخلائق بأنه أعلم من جميع أقرانه، وأكثرهم تواضعاً، وأحسنهم خلقاً، وأكرمهم نفساً. لا يكاد أحد يغضبه .. وله صدقة كثيرة لا يكاد يبيت على دينار ولا درهم مع كثرة دخله تبعاً لشيخه الشيخ زكريا
قال الشعراني: وقد عاشرته مدة سنين أطالع أنا وإياه لشيخ الإسلام المذكور، فكنت أطالع من طلوع الشمس إلى الظهر، ويطالع هو من الظهر إلى غروب الشمس، فما كنت أظن أحداً بمصر أكرم مني مجلساً، فكنت إن نظرت إلى وجه شيخ الإسلام سررت، وإن نظرت إلى وجه الشيخ ناصر الدين سررت، وكأنما النهار الطويل يمر كأنه لحظة من أدبه وأدب شيخه، من حلاوة منطقهما وكثرة فوائدهما، لا سيما في علم التأليف والوضع وضم الألفاظ انتهى. (1، 2)
شيوخه:
شيخه في القراءات هو شيخ الإسلام زكريا الأنصاري (4)
وقال عن نفسه في إجازته لبعض الآخذين عنه ما نصه:
تلقيت العلم عن أجلة من المشايخ منهم:
قاضي القضاة زكريا،
وحافظ عصرهم الفخر بن عثمان الديلمي،
والسيوطي،
والبرهان القلقشندي بسندهم المعروف،
وبالإجازة العالية مشافهة عن الشيخ شهاب الدين البيجوري، شارح جامع المختصرات، نزيل الثغر المحروس بدمياط
بالإجازة العالية، عن شيخ القراء والمحدثين، محمد بن الجزري (1، 2)
ومن صدقه وتواضعه في أخذ العلم أنه حضر درس الشيخ شمس الدين محمد الرملي (919 – 1004 هـ) الشهير بالشافعي الصغير الذي عده جماعة من العلماء مجددا للقرن العاشر
ففي خلاصة الأثر ما نصه:
(يُتْبَعُ)
(/)
حضر درسه أكثر تلامذة والده وممن حضره الشيخ ناصر الدين الطبلاوي (866 تقريبا – 966 هـ) الذي كان من مفردات العالم مع أنه في مقام أبنائه فليم على ذلك وسئل عن الداعي إلى ملازمته فقال لا داعي لها إلا أني أستفيد منه مالم يكن لي به علم.
تلاميذه بدءًا بالقراء منهم:
الشيخ شحاذة اليمني
وهو أبرز من ظهر اسمه في أسانيد المتأخرين ممن أخذ عنه القراءات العشر الكبرى (4)
أحمد بن علي الفلوجي المقرئ (918 – 981 هـ)
العلامة شهاب الدين الحموي، الشافعي، المجود، الواعظ. حفظ المتون كالشاطبية، والرائية، والألفية وأخذ عن جملة من العلماء منهم الشيخ ناصر الدين محمد بن سالم الطبلاوي، وابن عبد الحق. (1)
عبد الله الهندي (المتوفى 957 هـ)
عبد الله بن منلا صدر الدين بن منلا كالي الهندي، الحنفي. اشتغل بحلب في كبره بالعلم، واعتنى بالقراءات، وجمع للسبعة، ثم للعشرة، وأخذ بها عن الشيخ إبراهيم اليشبكي، والشيخ إبراهيم الصيرفي، والأريحاوي، والشيخ أحمد بن قيما، ثم دخل إلى القاهرة، وأخذ عن الشيخ ناصر الدين الطبلاوي وغيره، ثم رجع إلى حلب، ولزمه الطلبة في القراءات، وحج سنة 957 هـ، وتوفي وهو راجع في طريق الحج. (1، 2)
علي بن غانم المقدسي (920 – 1004 هـ)
حفظ القرآن وتلاه بالسبع على الشيخ الفقيه الورع الزاهد شهاب الدين أحمد بن الفقيه علي بن حسن المقدسي الحنبلي
وأخذ عن قاضي القضاة محب الدين أبي الجود* محمد بن إبراهيم السديسي الحنفي قرأ عليه القراآت والفقه وسمع عليه كثيراً ..
وأخذ عموما عن عدد من الشيوخ
منهم خاتمة المحققين الشيخ ناصر الدين الطبلاوي
ومنهم الشيخ المسند شمس الدين محمد بن شرف الدين السكندري يروى عنه الحديث المسلسل بالأولية والكتب الستة والقراآت (3)
------------
يقول أنمار: هكذا في هذا المصدر والمشهور أنه أبو الفتح السمديسي بالميم، وسأفرده بالترجمة. وهنا يؤكد المصدر أنه سمع عليه كثيرا، فهل هو نفسه.؟
ولم أزل أستشكل ذكره في الإجازات أقصد ابن غانم عن السمديسي وعمر ابن غانم 12 سنة عند وفاة السمديسي. نعم وجدت أمثلة موثقة على أخذ القراءات العشر لمن هو في مثل عمره، لكن لندرة ذلك يتناقلها العلماء فيستبعد جدا أن لا ينص عليها في ترجمته، وعندي أنها من اختصارات الإجازات التي ينبغي التنبه إليها، وأن أخذه للعشر الكبرى لابد وأن تكون عن أمثال الطبلاوي أو غيره، وهذا لا يمنع أن بداية أخذه كان عن السمديسي، والله أعلم.
زين الدين بن علي الجبعي العاملي (911 – 965 هـ)
قرأ عليه الفقيه الاِمامي زين الدين بن علي الملقب بالشهيد الثاني
وعند ذكره من تلقى عنهم قال ما نصه:
ومنهم: الشيخ ناصر الدين الطبلاوي الشافعي، قرأت عليه القرآن (بقراء ة ابن (هكذا) عمرو) ورسالة في القراء ة من تأليفاته.
ومنهم: (الشيخ شمس الدين محمد بن أبى النحاس)، قرأت عليه (الشاطبية) في القراء ة، والقرآن العزيز للائمة السبعة، وشرعت ثانيا اقرأ عليه العشرة ولم اكمل الختم بها. (5)
اهـ
ولم أجد تلقيه هذا في كتب السنة. ومثل ذلك يعد من النوادر، لبعد كثير من الشيعة عن الاهتمام بحفظ القرآن فضلا عن القراءات. ويظهر لي من ترجمته أنه تلقى العلم داخل صفوف طلبة العلم السنيين قبل ترأسه وظهور تآليفه في مذهبه المنحرف.
الآخذون عنه من غيرهم
لا شك أن الآخذين عن العلامة الطبلاوي لا يحصون لكن أذكر هنا عددا من العلماء ممن نصوا في تراجمهم على أخذه منه
محمود البيلوني الحلبي
أجازه الطبلاوي كتابة سنة 892 هـ وفيها نص شيوخه أعلاه. (1، 2)
محمد الخطيب الشربيني (المتوفى سنة 977هـ)
الشيخ الإمام العالم العلامة الهمام الخطيب شمس الدين محمد الشربيني القاهري الشافعي. أخذ عن جملة من العلماء منهم الشيخ ناصر الدين الطبلاوي، وغيرهم، وأجازوه بالإفتاء، والتدريس (1، 2)
ابن حجر الهيتمي (المتوفى سنة 973 هـ)
أخذ عنه شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن محمد الهيتمي السعدي الأنصاري الشافعي المكي.
ابن البقا الأربلي (المتوفى في حدود 970 هـ)
أبو بكر بن أحمد القاضي تقي الدين الأربلي، ثم الحموي الشهير بابن البقا بالموحدة والقاف المشددة،
أخذ عن الشيخ ناصر الدين الطبلاوي (1)
شمس الدين الداودي (942 - 1006 هـ)
(يُتْبَعُ)
(/)
محمد بن داود بن صلاح الدين الداودي القدسي الدمشقي الشافعي المحدث الفقيه علم العلماء الأعلام والمفتي المدرس الهمام
رحل إلى مصر وأخذ عن جماعة من المصريين منهم ناصر الدين الطبلاوي (3)
أحمد بن حسن بن عبد المحسن الرومي (ولادته في الستين من المائة العاشرة هـ)
أحمد الرومي. أجاز له حين دخل مع والده الديار الشامية والمصرية، جماعة من العلماء الأجلة، منهم: الإمام العلامة محمد البرهمتوشي الحنفي، والشيخ الإمام المحدث شمس الدين العلقمي الشافعي، والشيخ البارع بقية الأفاضل، ومجمع الفضائل، ناصر الدين الطبلاوي. (6)
وأظن مثل هذا ذكر في ترجمته دخولا تحت بعض الإجازات العامة لأن ولادته في العشر التي مات فيها الإمام الطبلاوي.
مؤلفاته:
له مصنفات منها:
شرحان على البهجة الوردية لعمر بن مظفر ابن الوردي وهذا المتن عندي ويقع في حدود الخمسة آلاف بيت في الفقه الشافعي
بداية القارئ في ختم صحيح البخاري.
شرح الحاوي الصغير للقزويني في الفروع.
مرشدة المشتغلين في أحكام النون الساكنة والتنوين. (7)
وله منظومة مخطوطة من محفوظات دار الكتب المصرية لم يذكرها مترجموه وعليها خطه في آخر صفحاتها (10)
وفاته:
قال أبو المكارم نَجْم الدِّين محمد بن محمد بن محمد الغَزِي العامري القرشي الدمشقي، (977 - 1061 هـ)
توفي كما بخط والد شيخنا نقلاً عن ثقات كانوا بمصر 10 جمادى الآخرة سنة 966 هـ ودفن في حوش الإمام الشافعي، وكان له جنازة عظيمة، وصلي عليه غائبة بدمشق يوم الجمعة 13 شعبان قال والد شيخنا: وقيل لي أنه عمر نحو المائة وانتفع به خلق كثير رحمه الله تعالى.
اهـ (1، 2، 8)
------------------------------
المراجع:
1 - كواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة الغزي 2/ 33 وكذا في ترجمة عبد الله الهندي، وترجمة الخطيب الشربيني، وترجمة ابن البقا الأربلي،
2 - شذرات الذهب 4 أو 8/ 348 – 349.وكذا ص 384 في ترجمة الشربيني وص 317 ترجمة عبد الله الهندي، وترجمة الخطيب الشربيني
3 - خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر للمحبي في ترجمة سبط الطبلاوي وترجمة ابن غانم المقدسي، وترجمة محمد الداودي
4 - كتاب مشيخة أبي المواهب ابن عبد الباقي الحنبلي في ترجمة محمد البقري وكذا في معظم إجازاتنا
5 - أعيان الشيعة: 7/ 149 (ترجمة الشهيد الثاني). والروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية ص 171
6 - الطبقات السنية في التراجم الحنفية. في ترجمة أحمد بن حسن الرومي
7 - هدية العارفين2/ 247، الأعلام6/ 134، كشف الظنون 1/ 626، معجم الموَلفين 10/ 17 شذرات الذهب 4/ 349
إيضاح المكنون 1/ 168
8 - ديوان الإسلام لابن الغزي في ترجمة الطبلاوي.
9 - إمتاع الفضلاء 2/ 282 لإلياس برماوي ولم يزد على ما دونته أعلاه
10 - هداية القاري للشيخ المرصفي ملحق الأعلام ترجمة رقم 116
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Jun 2004, 02:02 م]ـ
وفقك الله على هذه التراجم النفيسة. وهناك كتاب لدي من مدة عني بهذه التراجم بعنوان: (الحلقات المضيات) وهو تراجم رجال أسانيد القراءات. فهل اطلعتم عليه وفقكم الله؟
ـ[د. أنمار]ــــــــ[27 Jun 2004, 06:04 م]ـ
اطلعت عليه قبل سنة تقريبا، ووجدته مختصرا جدا.
ثم وقفت للمؤلف نفسه على كتاب إمتاع الفضلاء بتراجم القراء.
وسعدت به جدا، لأنه من أوائل الأعمال التي ظهرت لتراجم القراء بعد الإمام ابن الجزري، لكنه ترك مجالا واسعا جدا للاستدراك. وما فاته أكثر بكثير مما جمعه.
ثم أنه ترجم لأناس من المعاصرين مما لم يظهر لي وجه ذكرهم مع القراء
وأرى أنه لابد من عمل موسوعي محرر للتراجم يقوم به جماعة من أهل الاختصاص، فيغطي قراء السبعة والعشرة شاملا لقراء الحجاز واليمن وبقية الجزيرة العربية والشام والعراق وتركيا ومصر والمغرب العربي وكذلك الهند وباكستان وما بعدها من بلاد أندونيسيا.
والصورة الأولى لهذا العمل ليست بالأمر المستحيل ولا الصعب. وخطة العمل بخطوطه العريضة تكاد تكتمل في ذهني.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Jun 2004, 09:06 م]ـ
أخي الكريم د. أنمار وفقه الله ونفع به
الكتاب مختصر كما ذكرت، وقد ترك مجالاً واسعاً للمتعقب كما تفضلت. وأحسبك إن شاء الله لو تصديت للأمر لكان في ذلك خير كثير فلا تتردد وفقك الله، ونحن جميعاً رهن إشارتك في ذلك. ولا سيما أن صورة الأمر واضحة في ذهنك، والمراجع متوفرة، والحاجة قائمة، واعتبر بكتاب البسط الذي دللتنا عليه مشكوراً ففكرته طريفة، وسيسد فراغاً، ولا تزال هناك حاجة لكتاب شامل في التراجم لرجال أسنيد القراءات.
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[21 Apr 2005, 10:38 م]ـ
الأخوة الأعزاء في الملتقى لقد قام الدكتور محيي هلال سرحان بدراسة وتحقيق كتاب (مرشدة المشتغلين في أحكام النون الساكنة والتنوين) للشيخ ناصر الدين الطبلاوي وأحتوى القسم الأول (الدراسة) على ترجمة وافية عن الشيخ ومؤلفاته، والكتاب طبع في دار الشؤون الثقافية العامة في بغداد سنة (1423م=2002هـ) ونسخه متوفرة، والاطلاع عليه يعطي صورة واضحة عن المؤلف ومنهجه في التأليف
أخوكم في الله: إياد سالم السامرائي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[30 Jan 2009, 01:04 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
يقول أنمار: هكذا في هذا المصدر والمشهور أنه أبو الفتح السمديسي بالميم، وسأفرده بالترجمة. وهنا يؤكد المصدر أنه سمع عليه كثيرا، فهل هو نفسه.؟.(/)
-- أشهر امرأة تجمع القراءات العشر في العالم اليوم ....
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[27 Jun 2004, 02:15 ص]ـ
-- أشهر امرأة تجمع القراءات العشر في العالم اليوم ....
كاتب الموضوع د. يحيى الغوثاني بتاريخ 02 - 06 - 2003 الساعة 12:51 PM:
أشهر امرأة تجمع القراءات العشر في العالم اليوم ....
إخواني وأخواتي في هذا المنتدى
يسرني أن أبدأ منتدى القراءات العشر بسلسلة عن أشهر امرأة تجمع القراءات العشر في العالم اليوم ....
آلا وهي الحافظة القارئة الشيخة (أم السعد) والتي تبلغ من العمر 77 سنة
ولا زالت على قيد الحياة ....... متعها الله بالصحة
يقول الأخ حسام تمام:
بعد أن أتمت "أم السعد" حفظ القرآن الكريم في الخامسة عشرة من عمرها، ذهبت إلى الشيخة "نفيسة بنت أبو العلا" "شيخة أهل زمانها" كما توصف، لتطلب منها تعلم القراءات العشر، فاشترطت عليها شرطًا عجيبًا وهو: ألا تتزوج أبدًا، فقد كانت ترفض بشدة تعليم البنات؛ لأنهن يتزوجن وينشغلن فيهملن القرآن الكريم.
والأعجب من الشرط أن "أم السعد" قبلت شرط شيختها التي كانت معروفة بصرامتها وقسوتها على السيدات ككل اللواتي لا يصلحن –في رأيها– لهذه المهمة الشريفة! .. ومما شجعها على ذلك أن "نفيسة" نفسها لم تتزوج رغم كثرة من طلبوها للزواج من الأكابر، وماتت وهي بكر في الثمانين، انقطاعًا للقرآن الكريم!.
للتفرد رجال .. ونساء أيضًا!!
تقول "أم السعد" بوجه يعلوه الرضا:
"من فضل ربي أن كل من نال إجازة في القرآن في الإسكندرية بأي قراءة إما يكون قد حصل عليها مني مباشرة (مناولة) أو من أحد الذين منحتهم إجازة".
وتؤكد اعتزازها بأنها السيدة الوحيدة –في حدود علمها– التي يسافر إليها القراء وحفظة القرآن من أجل الحصول على (إجازة) في القراءات العشرة.
أكثر ما يسعدها أن مئات الإجازات التي منحتها في القراءات العشرة يبدأ سندها (تسلسل الحفاظ) باسمها، ثم اسم شيختها المرحومة (نفيسة) ليمتد عبر مئات الحفاظ وعلماء القراءات بمن فيهم القراء العشر (عاصم، نافع أبو عمرو، حمزة، ابن كثير، الكسائي، ابن عامر، أبو جعفر، يعقوب، خلف) إلى أن ينتهي بالرسول المصطفى محمد -صلى الله عليه وسلم-.
"أم السعد محمد على نجم" الضريرة التي تجاوز عمرها 77 عامًا تُعَدّ أشهر امرأة في عالم قراءات القرآن الكريم، فهي السيدة الوحيدة التي تخصصت في القراءات العشر، وظلَّت طوال نصف قرن –وما زالت- تمنح إجازاتها في القراءات العشر.
يقول الأستاذ حسام تمام:
دخلت حارة الشمرلي بأحد أعرق أحياء الإسكندرية "بحري"، وما إن سألت عن "الشيخة" حتى تسابق الجميع ليدلني على شقتها المتواضعة، بحفاوة بالغة لأني أسأل عن شخصية معروفة، يقولون إنها "اسم على مسمى".
أفواج صغيرة تدخل وتخرج ممن يحلمون بختم القرآن الكريم من مختلف الأعمار ومن الجنسين، أزياؤهم تدل على تباين طبقاتهم الاجتماعية،
تبدأ دروس النساء والبنات من الثامنة صباحًا وتمتد إلى الثانية ظهرًا، ثم تبدأ دروس الرجال حتى الثامنة مساءً لا يقطعها سوى أداء الصلوات وتناول وجبات خفيفة لتتمكن الشيخة من الاستمرار.
قصة العمى .......... وخرافات الريف ....... ورحلة التحدي
نشأت "أم السعد" ابنة لأسرة فقيرة انحدرت من قرية البندارية إحدى قرى مدينة المنوفية (شمال القاهرة) ..
داهم المرض عينيها ولم تتجاوز عامها الأول، ولم يكن لدى أهلها القدرة -وربما الوعي- لعلاجها لدى الأطباء فلجؤوا إلى الكحل والزيوت وغيرها من وصفات العلاج الشعبي التي أودت –في النهاية– ببصرها مثلما حدث مع آلاف الأطفال آنذاك.
وكعادة أهل الريف مع العميان نذرها أهلها لخدمة القرآن الكريم حتى حفظت القرآن الكريم في مدرسة (حسن صبح) بالإسكندرية في الخامسة عشرة.
أتمت (أم السعد) المهمة الشريفة وحصلت من شيختها (نفيسة) على إجازات في القراءات العشر وهي في الثالثة والعشرين.
وتقول الشيخة (أم السعد):
إنها حين أتمت حفظها للقرآن الكريم بقراءاته العشر كان عدد الحفاظ قليلاً، ولم يكن هناك مذياع أو تليفزيون، فكان الأهالي يستعينون بها مثل شيختها في قراءة القرآن في المناسبات والاحتفالات الدينية ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان مقبولاً وقتها أن تقرأ امرأة القرآن الكريم وتجوِّده في حضور الرجال الذين كانوا –كما تروي- يمتدحون حسن قراءتها وجمال تجويدها، غير أنها تشير إلى انقراض هذا التقليد الآن بعد انتشار القراءّ ودخول الإذاعة والتلفزيون والتسجيل في المنازل، وصار أقصى ما يمكن أن تقوم به القارئة أن تحيي حفلاً دينيًّا خاصًّا بالسيدات فقط، وهو ما يحدث نادرًا .. وترى أن السبب الحقيقي في إحجام الناس عن الاستعانة بمقرئات من النساء هو الاعتقاد الذي شاع وترسخ في العقود الأخيرة بأن صوت المرأة عورة
برنامجها اليومي >>>>>>: قرآن في قرآن
يتردد عليها لحفظ القرآن ونيل إجازات القراءات صنوف شتى من جميع الأعمار، والتخصصات، والمستويات الاجتماعية والعلمية (كبار وصغار، رجال ونساء، مهندسون، وأطباء، ومدرسون، وأساتذة جامعات وطلاب في المدارس الثانوية والجامعات ... إلخ).
وهي تخصص لكل طالب وقتًا، لا يتجاوز ساعة في اليوم يقرأ عليها الطالب ما يحفظه فتصحح له قراءته جزءاً جزءاً حتى يختم القرآن الكريم بإحدى القراءات،
وكلما انتهى من قراءة منحته إجازة مكتوبة ومختومة بخاتمها تؤكد فيها أن هذا الطالب (خادم القرآن) قرأ عليها القرآن كاملاً صحيحًا دقيقًا وفق القراءة التي تمنحه إجازتها ..
تقول الشيخة أم السعد:
ستون عامًا من حفظ القرآن وقراءته ومراجعته جعلتني لا أنسى فيه شيئًا .. فأنا أتذكر كل آية وأعرف سورتها وجزءها وما تتشابه فيه مع غيرها، وكيفية قراءتها بكل القراءات ..
أشعر أنني أحفظ القرآن كاسمي تمامًا لا أتخيل أن أنسى منه حرفًا أو أخطئ فيه .. فأنا لا أعرف أي شيء آخر غير القرآن والقراءات .. لم أدرس علمًا أو أسمع درسًا أو أحفظ شيئًا غير القرآن الكريم ومتونه في علوم القراءات والتجويد .. وغير ذلك لا أعرف شيئًا آخر".
تلاميذ أم السعد وطريقتها في إعطاء الإجازة:
عندما سئلت عن تلامذتها وعلاقتهم بها وهل تتذكرهم فقالت: "أتذكر كل واحد منهم:
هناك من أعطيته إجازة بقراءة واحدة ..............
وهناك – وهم قليلون– من أخذوا إجازات بالقراءات العشر مختومة بختمي الخاص الذي أحتفظ به معي دائمًا، ولا أسلمه لأحد مهما كانت ثقتي فيه".
وهي تشير بهذا إلى أنها لا تختم الإجازة لأحد ألا إذا قرأ عليها القرآن ووثقت بقراءته ... !!!
وتضيف أم السعد:
"بعضهم انشغل ولم يَعُد يزرني؛ لكن معظمهم يتصل بي أو يأتي لزيارتي والاطمئنان عليَّ بين الوقت والآخر"
– وتذكر منهم بفخر عددًا من القراء والدعاة وحفظة القرآن الكريم،
أحدهم نال المركز الثاني في المسابقة العالمية لحفظ القرآن الكريم التي تنظمها السعودية سنويًّا، وأشهرهم القارئ الطبيب "أحمد نعينع" الذي قرأ عليها وأخذ عنها إجازة،
وكذا عدد من أساتذة وشيوخ معهد القراءات بالإسكندرية والذين لا يعطون إجازة في حفظ القرآن إلا ويضعون اسمها في أول السند المتصل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وتتابع أم السعد فتقول:
أسعد أيام (أم السعد) هو يوم (الختمة) الذي تمنح فيه الطالب الإجازة ..
ورغم أنه مر عليها هذا اليوم أكثر من ثلاثمائة مرة!!!!!!!!!!!!!، فإنها تحتفظ بصورة لكل إجازة ........... منها آخرها كانت لسيدة في قراءة قالون عن نافع.
وفي يوم (الختمة) تقام وليمة، أو حفل شاي وقهوة وحلويات ..
ويقدم لها صاحب الختمة هدية: جلابية، خاتم، حلية ذهبية، كل حسب استطاعته،
أما أجمل هدية فكانت رحلة حج وعمرة واستضافة سنة كاملة في الأراضي الحجازية قدمها لها بعض تلامذتها،
وأجمل ما في هذه الهدية بعد الحج والعمرة: "أنها راجعت حفظ القرآن الكريم، ومنحت إجازات في القراءات المختلفة لعشرات الحفاظ من كل البلاد الإسلامية: السعودية، باكستان، السودان، فلسطين، لبنان، تشاد، أفغانستان .........
وأحب إجازة منحتها لطالبة سعودية لم تتجاوز السابعة عشرة من عمرها .. ".
زوجات الحفاظ يغرن من الشيخة!!!
من أطرف ما روته الشيخة (أم السعد) أن زوجات بعض الحفاظ أبدين غيرتهن منها وخوفهن من أن (تخطف) منهن أزواجهن ....... ، خاصة والرجال يتكلمون عن شيختهم بفخر واعتزاز، وهو ما دفع بأزواجهن إلى اصطحابهن للدروس للتأكد من أن هذا الخوف لا مبرر له فهي كفيفة وعجوز!! ............ (في السابعة والسبعين من عمرها)
تقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
"وبعض الرجال تردد في البداية في القراءة عليَّ باعتباري (امرأة) وبعضهم امتنع، لكن الشيخ محمد إسماعيل (أشهر دعاة الدعوة السلفية بالإسكندرية) أفتى لهم بجواز ذلك عندما علم بسنيّ، بل أرسل إليّ بأهل بيته للقراءة عليّ".
وماذا عن زواجها؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تقول أم السعد:
المفاجأة: تزوجت ولتسامحني شيختي!!
وقبل أن أغادرها أبت أن تتركني إلا مذهولاً،!!!!!!!!!
فحين سألتها عن أقرب تلاميذها إليها؟؟؟؟؟؟؟
فاجأتني بأنه "زوجها"!! الشيخ "محمد فريد نعمان"
الذي كان قبل وفاته منذ خمس سنوات أشهر القراء في إذاعة الإسكندرية
وهو صاحب أول إجازة تمنحها (أم السعد)،
وتقول عن قصة زواجها:
"لم أستطع الوفاء بالوعد الذي قطعته لشيختي (نفيسة) بعدم الزواج ..
كان يقرأ علي القرآن بالقراءات .. ارتحت له .. كان مثلي ضريرًا وحفظ القرآن الكريم في سنّ مبكرة .. درَّست له خمس سنوات كاملة وحين أكمل القراءات العشر وأخذ إجازاتها طلب يدي للزواج فقبلت".
(والحمد لله أنها وافقت السنة في زواجها فالتبتل بدون زواج ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم .......... )
واستمر زواجهما أربعين سنة كاملة لم تنجب فيها أولادًا ..
لم تنجب أولادا!!!!
ولكنها أنجبت تلاميذ حفاظاً وقراء فالحمد لله
وتعلق قائلة:
"الحمد لله .. أشعر بأن الله تعالى يختار لي الخير دائمًا .. ربما لو أنجبت لانشغلت بالأولاد عن القرآن وربما نسيته".
ولا تزال "الشيخة أم السعد " نهرًا من العطاء يتدفق بلا توقف بالقرآن ونحوه ..
إلى اللقاء معكم في قصص مشابهة
اليوم من مصر ........ وغدا من السعودية ........ من سوريا ...... من تركيا ....
فمن لديه أي معلومات عن أخوات حافظات أو جامعات للقرآن
أو لهن نشاط متميز في تحفيظ القرآن الكريم فليتحفنا بذلك مشكورا ما شاء الله تبارك الله
حفظها الله ورعاها، ووفقها لما يحب ويرضى
بصراحة تأثرت كثيراً لقراءة سيرة هذه المرأة الصالحة الحافظة
التي يتمنى كل حافظ أن يقرأ عليها القرآن لينال إجازة منها
شكراً لفضيلة الدكتور يحيى على هذا الإتحاف ونرجو منه المزيد والمزيد ....
ـ[عبد اللطيف سالم]ــــــــ[27 Jun 2004, 04:43 ص]ـ
شكرا لك يا أخ فرغلي:
بارك الله بك
وبارك الله للمسلمين بهذه المرأة الصالحة وأسأله أن يكثر من أمثالها وينفعهم بها
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[29 Jun 2004, 12:33 ص]ـ
أم السعد بالقراءات العشر علمت الرجال
22/ 08/2002 الإسكندرية - حسام تمام
بعد أن أتمت "أم السعد" حفظ القرآن الكريم في الخامسة عشرة من عمرها، ذهبت إلى الشيخة "نفيسة بنت أبو العلا" "شيخة أهل زمانها" كما توصف، لتطلب منها تعلم القراءات العشر، فاشترطت عليها شرطًا عجيبًا وهو: ألا تتزوج أبدًا، فقد كانت ترفض بشدة تعليم البنات؛ لأنهن يتزوجن وينشغلن فيهملن القرآن الكريم. والأعجب من الشرط أن "أم السعد" قبلت شرط شيختها التي كانت معروفة بصرامتها وقسوتها على السيدات ككل اللواتي لا يصلحن –في رأيها– لهذه المهمة الشريفة! .. ومما شجعها على ذلك أن "نفيسة" نفسها لم تتزوج رغم كثرة من طلبوها للزواج من الأكابر، وماتت وهي بكر في الثمانين، انقطاعًا للقرآن الكريم!. للتفرد رجال .. ونساء أيضًا!! تقول "أم السعد" بوجه يعلوه الرضا: "من فضل ربي أن كل من نال إجازة في القرآن في الإسكندرية بأي قراءة إما يكون قد حصل عليها مني مباشرة (مناولة) أو من أحد الذين منحتهم إجازة". وتؤكد اعتزازها بأنها السيدة الوحيدة –في حدود علمها– التي يسافر إليها القراء وحفظة القرآن من أجل الحصول على (إجازة) في القراءات العشرة. أكثر ما يسعدها أن مئات الإجازات التي منحتها في القراءات العشرة يبدأ سندها (تسلسل الحفاظ) باسمها، ثم اسم شيختها المرحومة (نفيسة) ليمتد عبر مئات الحفاظ وعلماء القراءات بمن فيهم القراء العشر (عاصم، نافع أبو عمرو، حمزة، ابن كثير، الكسائي، ابن عامر، أبو جعفر، يعقوب، خلف) إلى أن ينتهي بالرسول المصطفى محمد -صلى الله عليه وسلم-. انطفأ بصرها وتوهجت بصيرتها .. و"أم السعد محمد على نجم" الضريرة التي تجاوز عمرها 77 عامًا تُعَدّ أشهر امرأة في عالم قراءات القرآن الكريم، فهي السيدة الوحيدة التي تخصصت في القراءات العشر، وظلَّت طوال نصف قرن –وما زالت- تمنح إجازاتها في القراءات العشر. دخلت حارة الشمرلي بأحد أعرق أحياء
(يُتْبَعُ)
(/)
الإسكندرية "بحري"، وما إن سألت عن "الشيخة" حتى تسابق الجميع ليدلني على شقتها المتواضعة، بحفاوة بالغة لأني أسأل عن الشخصية التي يتباركون بها ويقولون إنها "اسم على مسمى". أفواج صغيرة تدخل وتخرج ممن يحلمون بختم القرآن الكريم من مختلف الأعمار ومن الجنسين، أزياؤهم تدل على تباين طبقاتهم الاجتماعية، تبدأ دروس النساء والبنات من الثامنة صباحًا وتمتد إلى الثانية ظهرًا، ثم تبدأ دروس الرجال حتى الثامنة مساءً لا يقطعها سوى أداء الصلوات وتناول وجبات خفيفة لتتمكن الشيخة من الاستمرار. العمى وخرافات الريف ورحلة التحدي نشأت "أم السعد" ابنة لأسرة فقيرة انحدرت من قرية البندارية إحدى قرى مدينة المنوفية (شمال القاهرة) .. داهم المرض عينيها ولم تتجاوز عامها الأول، ولم يكن لدى أهلها القدرة -وربما الوعي- لعلاجها لدى الأطباء فلجئوا إلى الكحل والزيوت وغيرها من وصفات العلاج الشعبي التي أودت –في النهاية– ببصرها مثلما حدث مع آلاف الأطفال آنذاك. وكعادة أهل الريف مع العميان نذرها أهلها لخدمة القرآن الكريم حتى حفظت القرآن الكريم في مدرسة (حسن صبح) بالإسكندرية في الخامسة عشرة. أتمت (أم السعد) المهمة الشريفة وحصلت من شيختها (نفيسة) على إجازات في القراءات العشر وهي في الثالثة والعشرين. وتقول الشيخة (أم السعد): إنها حين أتمت حفظها للقرآن الكريم بقراءاته العشر كان عدد الحفاظ قليلاً، ولم يكن هناك مذياع أو تليفزيون، فكان الأهالي يستعينون بها مثل شيختها في قراءة القرآن في المناسبات والاحتفالات الدينية .. وكان مقبولاً وقتها أن تقرأ امرأة القرآن الكريم وتجوِّده في حضور الرجال الذين كانوا –كما تروي- يمتدحون حُسن قراءتها وجمال تجويدها، غير أنها تشير إلى انقراض هذا التقليد الآن بعد انتشار القراءّ ودخول الإذاعة والتلفزيون والتسجيل في المنازل، وصار أقصى ما يمكن أن تقوم به القارئة أن تحيي حفلاً دينيًّا خاصًّا بالسيدات فقط، وهو ما يحدث نادرًا .. وترى أن السبب الحقيقي في إحجام الناس عن الاستعانة بمقرئات من النساء هو الاعتقاد الذي شاع وترسخ في العقود الأخيرة بأن صوت المرأة عورة (صوت المرأة - فتوى)، لكنها لا تجد مشكلة في ذلك "فحفاظ القرآن الكريم الرجال كثيرون ووسائل الإعلام تكفلت بالأمر". برنامجها اليومي: قرآن في قرآن يتردد عليها لحفظ القرآن ونيل إجازات القراءات صنوف شتى من جميع الأعمار، والتخصصات، والمستويات الاجتماعية والعلمية (كبار وصغار، رجال ونساء، مهندسون، وأطباء، ومدرسون، وأساتذة جامعات وطلاب في المدارس الثانوية والجامعات ... إلخ). وهي تخصص لكل طالب وقتًا، لا يتجاوز ساعة في اليوم يقرأ عليها الطالب ما يحفظه فتصحح له قراءته جزءاً جزءاً حتى يختم القرآن الكريم بإحدى القراءات، وكلما انتهى من قراءة منحته إجازة مكتوبة ومختومة بخاتمها تؤكد فيها أن هذا الطالب (خادم القرآن) قرأ عليها القرآن كاملاً صحيحًا دقيقًا وفق القراءة التي تمنحه إجازتها .. تقول: ستون عامًا من حفظ القرآن وقراءته ومراجعته جعلتني لا أنسى فيه شيئًا .. فأنا أتذكر كل آية وأعرف سورتها وجزءها وما تتشابه فيه مع غيرها، وكيفية قراءتها بكل القراءات .. أشعر أنني أحفظ القرآن كاسمي تمامًا لا أتخيل أن أنسى منه حرفًا أو أخطئ فيه .. فأنا لا أعرف أي شيء آخر غير القرآن والقراءات .. لم أدرس علمًا أو أسمع درسًا أو أحفظ شيئًا غير القرآن الكريم ومتونه في علوم القراءات والتجويد .. وغير ذلك لا أعرف شيئًا آخر". وفاء التلاميذ .. سألتها عن تلامذتها وعلاقتهم بها فقالت: "أتذكر كل واحد منهم هناك من أعطيته إجازة بقراءة واحدة وهناك – وهم قليلون– من أخذوا إجازات بالقراءات العشر مختومة بختمي الخاص الذي أحتفظ به معي دائمًا، ولا أسلمه لأحد مهما كانت ثقتي فيه". وتضيف: "بعضهم انشغل ولم يَعُد يزرني؛ لكن معظمهم يتصل بي أو يأتي لزيارتي والاطمئنان عليَّ بين الوقت والآخر" – وتذكر منهم بفخر عددًا من القراء والدعاة وحفظة القرآن الكريم، أحدهم نال المركز الثاني في المسابقة العالمية لحفظ القرآن الكريم التي تنظمها السعودية سنويًّا، وأشهرهم القارئ الطبيب "أحمد نعينع" الذي قرأ عليها وأخذ عنها إجازة، وكذا عدد من أساتذة وشيوخ معهد القراءات بالإسكندرية والذين لا يعطون إجازة في حفظ
(يُتْبَعُ)
(/)
القرآن إلا ويضعون اسمها في أول السند المتصل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-. زوجات الحفاظ يغرن من الشيخة!!! من أطرف ما روته الشيخة (أم السعد) أن زوجات بعض الحفاظ أبدين غيرتهن منها وخوفهن من أن (تخطف) منهن أزواجهن، خاصة والرجال يتكلمون عن شيختهم بفخر واعتزاز، وهو ما دفع بأزواجهن إلى اصطحابهن للدروس للتأكد من أن هذا الخوف لا مبرر له فهي ضريرة وعجوز!! تقول: "وبعض الرجال تردد في البداية في القراءة عليَّ باعتباري (امرأة) وبعضهم امتنع، لكن الشيخ محمد إسماعيل (أشهر دعاة الدعوة السلفية بالإسكندرية) أفتى لهم بجواز ذلك عندما علم بسنيّ، بل أرسل إليّ بأهل بيته للقراءة عليّ". مراسم "يوم الختمة" .. احتفال وهدايا أسعد أيام (أم السعد) هو يوم (الختمة) الذي تمنح فيه الطالب الإجازة .. ورغم أنه مر عليها هذا اليوم أكثر من ثلاثمائة مرة، فإنها تحتفظ بصورة لكل إجازة منها آخرها كانت لسيدة في قراءة قالون عن نافع. وفي يوم (الختمة) تقام وليمة، أو حفل شاي وقهوة وحلويات .. ويقدم لها صاحب الختمة هدية: جلابية، خاتم، حلية ذهبية، كل حسب استطاعته، أما أجمل هدية فكانت رحلة حج وعمرة واستضافة سنة كاملة في الأراضي الحجازية قدمها لها بعض تلامذتها، وأجمل ما في هذه الهدية بعد الحج والعمرة: "أنها راجعت حفظ القرآن الكريم، ومنحت إجازات في القراءات المختلفة لعشرات الحفاظ من كل البلاد الإسلامية: السعودية، باكستان، السودان، فلسطين، لبنان، تشاد، أفغانستان .. وأحب إجازة منحتها لطالبة سعودية لم تتجاوز السابعة عشرة من عمرها .. ". المفاجأة: تزوجت ولتسامحني شيختي!! وقبل أن أغادرها أبت أن تتركني إلا مذهولاً، فحين سألتها عن أقرب تلاميذها إليها فاجأتني بأنه "زوجها"!! الشيخ "محمد فريد نعمان" الذي كان قبل وفاته منذ خمس سنوات أشهر القراء في إذاعة الإسكندرية وهو صاحب أول إجازة تمنحها (أم السعد)، وتقول عن قصة زواجها: "لم أستطع الوفاء بالوعد الذي قطعته لشيختي (نفيسة) بعدم الزواج .. كان يقرأ علي القرآن بالقراءات .. ارتحت له .. كان مثلي ضريرًا وحفظ القرآن الكريم في سنّ مبكرة .. درَّست له خمس سنوات كاملة وحين أكمل القراءات العشر وأخذ إجازاتها طلب يدي للزواج فقبلت". واستمر زواجهما أربعين سنة كاملة لم تنجب فيها أولادًا .. وتعلق قائلة: "الحمد لله .. أشعر بأن الله تعالى يختار لي الخير دائمًا .. ربما لو أنجبت لانشغلت بالأولاد عن القرآن وربما نسيته". ولا تزال "الشيخة" نهرًا من العطاء يتدفق بلا توقف بالقرآن ونحوه .. المصدر http://www.islamonline.net/Arabic/famous/2002/08/article09.SHTML
ـ[خادمة القرآن]ــــــــ[05 Nov 2006, 09:08 م]ـ
أحسن الله عزاء الأمة، وأعظم الأجر في الشيخة المقرئة المتقنة: أم السعد بنت علي نجم الإسكندرية، فقد توفيت الساعة الثانية عشرة من ليلة الاثنين لخمسة عشر يوماً خلت من شهر رمضان لعام 1427هـ الموافق 8/ 10/2006 م.
فرحم الله شيختنا وأسكنها فسيح جناته.اللهم لا تحرمنا أجرها ولا تفتنا بعدها. وجازها خير الجزاء على ما بذلت لخدمة كتابك واجعل القرآن الكريم حجة لها وسائقاً لها ودليلاً إلى جناتك جنات النعيم.يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام.
.ثم ...... أعتذر للإخوة في المنتدى عن أمرين:
الأول: تأخري في إبلاغكم بالأمر بالرغم من معرفتي به في صبيحة يوم وفاتها وذلك لتعطل شبكة الإتصال والجهاز عندي.
والثاني: أني كتبت تاريخ الوفاة بالميلادي وهذا مخالف لشعائر الإسلام إلا أني أضطررت لهذا لاختلاف التقويم الهجري في البلاد العربية.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[06 Nov 2006, 04:14 ص]ـ
وقد ختم عليها شخصان قبيل وفاتها بـ 4 أيام. وكانت تحتاج للمغذي الوريدي لكنها كانت تنزعه وحين يصرون عليها تقول لئلا يفزع الطلبة فلا يقرؤون.
وحين طلب منها التوقف بسبب مرضها كانت تقول: " إزاي أكتم العلم؟؟ "
رحمها الله رحمة واسعة وأسكنها الفردوس الأعلى آمين(/)
دار التجويد. . موقع متميز
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[04 Jul 2004, 02:43 ص]ـ
دار التجويد ( http://www.tajweedhome.com/)
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[04 Jul 2004, 02:46 ص]ـ
انا واثق إن هذا الموقع سيعجب الشيخ فرغلي عرباوي بالذات لأنه متخصص في هذه المباحث:)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[05 Jul 2004, 03:53 ص]ـ
شكر الله لك سعيك يا دكتور
وبارك لك في عمرك وعملك.
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[05 Jul 2004, 06:06 ص]ـ
السلام عليكم
أشكرك أخي الفاضل د هشام عزمي
وللعلم المادة العلمية الموجودة في الرابط فهي بالنسبة لي كنوز علمية في صلب تخصصي
وما لي أراك مقلا من دخول البالتوك لعل المانع خيرا
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[05 Jul 2004, 11:13 م]ـ
جزاكم الله خيرًا على دعائكم و أنا فعلاً مقل من دخول البال توك لإنشغالي الشديد في الفترة الماضية حيث كنت مكلفًا بنوبتجية 48 ساعة من صباح الجمعة لصباح الأحد اسبوعيًا بالمستشفى التي أعمل بها مما جعلني عاجزًا عن حضور دروسكم مساء السبت من كل أسبوع رغم سابق وعدي بذلك و الله يفعل ما يشاء.
و الحمد لله تغيرت ظروفي و صار عملي لمدة 12 ساعة فقط يوميًا و ينتهي وقت صلاة المغرب مما سيتيح لي حضور الدروس إن شاء العلى القدير .. الدرس في العاشرة مساءًا، اليس كذلك؟(/)
التفخيم والترقيق
ـ[إمداد]ــــــــ[06 Jul 2004, 01:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
خلاصة التفخيم والترقيق
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ... أما بعد:
فإن التفخيم لغة: التسمين اصطلاحا: عبارة عن سِمَن يدخل على صوت الحرف حتى يمتلئ الفم بصداه.
والترقيق لغة: التنحيف اصطلاحا: عبارة عن نحول يدخل على صوت الحرف فلا يمتلئ الفم بصداه.
اعلم أن حروف التفخيم سبعة مجموعة في كلمة (خص ضغط قظ) وهي حروف الاستعلاء.
*أما حروف الإستفال كلها مرققة ماعدا (اللام والراء) في بعض أحوالهما.
1 - اللام تفخم بشرطين: أ – أن تكون في لفظ الجلالة.
ب – أن يكون ما قبلها مفتوحاً أو مضموماً. نحو: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ} {اللَّهُ رَبُّنَا}
قال ابن الجزري رحمه الله: وفخم اللام من اسم الله عن فتح أو ضم كعبد الله.
وترقق إذا كان ما قبلها مكسوراً نحو: (باسم الله) أو كانت اللام في غير لفظ الجلالة نحو: {مَطْلَعِ الْفَجْرِ} {إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}
2 - الراء إما أن تكون متحركة وإما أن تكون ساكنة: فأما إذا كانت متحركة فلا ننظر ما قبلها ولا ما بعدها وإنما ننظر إلى حركتها فإن كانت مفتوحة أو مضمومة فإنها تفخم نحو: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا} {رَبَّنَا آمَنَّا}
وأما إذا كانت مكسورة فإنها ترقق مثل / {رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ} , {رِزْقاً لِلْعِبَادِ}.
· وأما الراء الساكنة فإنها قد تكون في أول الكلمة أو وسطها أو آخرها فإن كانت في أول الكلمة (فلا بد أن يكون قبلها همزة وصل) فهي مفخمة مطلقا نحو: {وَقَالَ ارْكَبُوا} , {ارْجِعِي}، {إِلَّا مَنِ ارْتَضَى} {ارْكَعُوا} وأما إذا كانت في الوسط فإنها ترقق بشرطين: الشرط الأول / أن تكون قبلها كسرة أصلية متصلة بها – الشرط الثاني / أن لا يقع بعدها حرف استعلاء في كلمتها نحو {لَشِرْذِمَةٌ} {فِرْعَوْنَ} {مِرْيَة} {شِرْعَةً} {الْأِرْبَةِ}. وتفخم إذا فقد أحد الشرطين بأن كان قبلها فتح أو ضم نحو {قَرْيَةٍ} {الْقُرْآنُ}. أو وقع بعدها حرف استعلاء نحو {إِرْصَادَاً} , {الْمِرْصَادِ}، {قِرْطَاسٍ}.
ويستثنى من ذلك {فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} في سورة الشعراء فيجوز فيها الترقيق والتفخيم فأما الترقيق فلأن حرف الاستعلاء مكسور والكسر أضعف مراتب الاستعلاء وأما التفخيم فلوجود حرف الاستعلاء بعدها.
· وأما الراء الساكنة في أخر الكلمة سواءً كان سكونها اصلياً أم عارضاً فإننا ننظر قبلها فإما أن يكون حرف مد أو حرفاً صحيحاً فإن كان حرف مد و كان ألفاً أو واواً فإن الراء تفخم نحو {الْأَشْرَارِ} {الْقَهَّارُ} {الْأَبْصَارِ} {النَّارَ} {الْغَفَّارُ} {شَكُورٍ} {الْغَفُور} {الطُّورَ} {مَسْطُورٍ} {مَنْشُورٍ} {الْمَعْمُورِ} وإن كان حرف المد قبلها ياءًا فإن الراء ترقق نحو: {بَصِيرٌ} {السَّعِيرِ} {الْخَبِيرُ} {الْخَيْرُ}. وأما إذا كان ما قبلها حرفا صحيحا فإما أن يكون متحركا وإما أن يكون ساكنا فإن كان متحركا بكسرة فإن الراء ترقق نحو: {فَأَنْذِرْ} {فَكَبِّرْ}. وإن كان ما قبلها مفتوحا أو مضموما فإن الراء تفخم نحو: {الْقَمَرُ} {وَنَهَرٍ} {نُكُرٍ} {وَسُعُرٍ}. وإن كان ساكنا فإننا ننظر ما قبله فإن كان مكسور فإن الراء ترقق نحو: {لِلذَّكَرِ} {السِّحْرَ}.
وإن كان مضموماً أو مفتوحاً فإن الراء تفخم نحو: {الْقَدْرِ} {الْفَجْرِ [/ size]} { الْعَصْرِ} {الْيُسْرَ}. ويستثنى من ذلك كلمتا {مِصْرَ} و {الْقِطْرِ} عند الوقف عليهما فيجوز فيهما التفخيم والترقيق واختير في كلمة {مِصْرَ} التفخيم وفي القطر الترقيق لأنك لو وصلت كلمة مصر بما بعدها لفخمتها لأنها مفتوحة , ولو وصلت كلمة القطر بما بعدها لر ققتها لأنها مكسورة , فكذلك في حالة الوقف عليها.
أملاه / إمداد الله قاري محمد المدرس بمعهد دار الأرقم بن أبي الأرقم
ـ[إمداد]ــــــــ[06 Jul 2004, 02:44 ص]ـ
انتبه للخطأ المطبعي للذكر فقد كتب بفتح الذال والصواب بكسرها وسكون الكاف بعدها للذِّكر(/)
رأي شيخ الإسلام وابن القيم في تفنيد التجويد بمفهومه الحالي
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[11 Jul 2004, 04:41 ص]ـ
شدد شيخ الإسلام النكير على التجويد بمفهومه الذي يدرّس به الآن، وأخص بالذكر منه التفاصيل الدقيقة التي ذكره الشيخ وتلميذه مما سيأتي، ولكن أطمح من الإخوة إذا كان ثمة رأي للفقهاء في هذه المسألة أن يذكروه حتى تعم الفائدة في عرض جميع أقوال العلماء.
نقل هذا الرأي عن شيخ الإسلام وابن القيم ابنُ قاسم في الحاشية (2\ 209)؛ وأحببت أن أنقله من المصدر لتعم الفائدة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
((ولا يجعل همته فيما حجب به أكثر الناس من العلوم عن حقائق القرآن إما بالوسوسة فى خروج حروفه وترقيقها وتفخيمها وإمالتها والنطق بالمد الطويل والقصير والمتوسط وغير ذلك فإن هذا حائل للقلوب قاطع لها عن فهم مراد الرب من كلامه وكذلك شغل النطق ب أأنذرتهم وضم الميم من عليهم ووصلها بالواو وكسر الهاء أو ضمها ونحو ذلك وكذلك مراعاة النغم وتحسين الصوت مجموع الفتاوى)) (16\ 50).
وقال ابن القيم: ((فصل ومن ذلك الوسوسة في مخارج الحروف والتنطع فيها ونحن نذكر ما ذكره العلماء بألفاظهم قال أبو الفرج بن الجوزي قد لبس إبليس على بعض المصلين في مخارج الحروف فتراه يقول الحمد الحمد فيخرج بإعادة الكلمة عن قانون أدب الصلاة وتارة يلبس عليه في تحقيق التشديد في إخراج ضاد المغضوب قال ولقد رأيت من يخرج بصاقه مع إخراج الضاد لقوة تشديده والمراد تحقيق الحرف حسب وإبليس يخرج هؤلاء بالزيادة عن حد التحقيق ويشغلهم بالمبالغة في الحروف عن فهم التلاوة وكل هذه الوساوس من إبليس وقال محمد بن قتيبة في مشكل القرآن وقد كان الناس يقرؤن القرآن بلغاتهم ثم خلف من بعدهم قوم من أهل الأمصار وأبناء العجم ليس لهم طبع اللغة ولا علم التكلف فهفوا في كثير من الحروف وذلوا فأخلوا ومنهم رجل ستر الله عليه عند العوام بالصلاح وقربه من القلوب بالدين فلم أر فيمن تتبعت في وجوه قراءته أكثر تخليطا ولا أشد اضطرابا منه لأنه يستعمل في الحرف ما يدعه في نظيره ثم يؤصل أصلا ويخالف إلى غيره بغير علة ويختار في كثير من الحروف ما لا مخرج له إلا على طلب الحيلة الضعيفة هذا إلى نبذه في قراءته مذاهب العرب وأهل الحجاز بإفراطه في المد والهمز والإشباع وإفحاشه في الإضجاع والإدغام وحمله المتعلمين على المذهب الصعب وتعسيره على الأمة ما يسره الله تعالى وتضييقه ما فسحه ومن العجب أنه يقرىء الناس بهذه المذاهب ويكره الصلاة بها ففي أي موضع يستعمل هذه القراءة إن كانت الصلاة لا تجوز بها وكان ابن عيينة يرى لمن قرأ في صلاته بحرفه أو ائتم بإمام يقرأ بقراءته أن يعيد ووافقه على ذلك كثير من خيار المسلمين منهم بشر بن الحارث والإمام أحمد بن حنبل وقد شغف بقراءته عوام الناس وسوقتهم وليس ذلك إلا لما يرونه من مشقتها وصعوبتها وطول اختلاف المتعلم إلى المقرىء فيها فإذا رأوه قد اختلف في أم الكتاب عشرا وفي مائة آية شهرا وفي السبع الطوال حولا ورأوه عند قراءته مائل الشدقين دار الوريدين راشح الجبين توهموا أن ذلك لفضله في القراءة وحذقه بها وليس هكذا كانت قراءة رسول الله ولا خيار السلف ولا التابعين ولا القراء العالمين بل كانت سهلة رسلة وقال الخلال في الجامع عن أبي عبدالله إنه قال لا أحب قراءة فلان يعني هذا الذي أشار إليه ابن قتيبة وكرهها كراهية شديدة وجعل يعجب من قراءته وقال لا يعجبني فإن كان رجل يقبل منك فانهه وحكى عن ابن المبارك عن الربيع بن أنس أنه نهاه عنها وقال الفضل بن زياد إن رجلا قال لأبي عبدالله فما أترك من قراءته قال الإدغام والكسر ليس يعرف في لغة من لغات العرب وسأله عبدالله ابنه عنها فقال أكره الكسر الشديد والإضجاع وقال في موضع آخر إن لم يدغم ولم يضجع ذلك الإضجاع فلا بأس به وسأله الحسن بن محمد بن الحارث أتكره أن يتعلم الرجل تلك القراءة قال أكرهه أشد كراهة إنما هي قراءة محدثة وكرهها شديدا حتى غضب وروى عنه ابن سنيد أنه سئل عنها فقال أكرهها أشد الكراهة قيل له ما تكره منها قال هي قراءة محدثة ما قرأ بها أحد وروى جعفر بن محمد عنه أنه سئل عنها فكرهها وقال كرهها ابن إدريس وأراه قال وعبدالرحمن بن مهدي وقال ما أدري إيش هذه القراءة ثم قال وقراءتهم ليست تشبه كلام العرب وقال عبدالرحمن بن مهدي لو صليت خلف من يقرأ بها لأعدت الصلاة)) إغاثة اللهفان (1\ 160).
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[12 Jul 2004, 02:10 م]ـ
انظر هنا
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=279
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=840&highlight=%CD%DF%E3+%C7%E1%CA%CC%E6%ED%CF
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[12 Jul 2004, 10:12 م]ـ
جزاك الله خيراً، ولكن فهمت أن الجميع هناك مؤيد، ولي عودة إن أذن لي الدكتور مساعد الطيار في التعليق على ماكتبه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[13 Jul 2004, 12:42 ص]ـ
على الرحب والسعة يا أخ عبد الله، والملتقى وُضِع للنقاش العلمي الهادف، والمسألة ليست محسومة بقول فلان أو علان، مادام للاجتهاد والرأي مدخل، والله يوفقني وإياك.
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[14 Jul 2004, 10:33 م]ـ
جزاك الله خيراً د. مساعد على لطفك، وأعود فأقول:
تعريف فضيلتك للتجويد أنه: التجويد من جهة العموم يراد به تحسين القراءة، وأن لا يُخرج به عن حدِّ اللفظ العربي في النطق، أجود من التعريف الآخر الذي ذكرته وهو (إنَّ التجويد إنما هو وصف للقراءة النبوية التي ورد ضبطها وحفظها من طريق أئمة القراءة كنافع وعاصم والكسائي وغيرهم) لأن هذا غير مسلم به
إذ لو سلم نطق القراء بالمد تقديراً وبالإشمام، والقلقلة والإرجاع والروم لما اختلف العلماء في وجوب التجويد على هيئته الاصطلاحية المدونة في كتب المجودة، ولاستدل القائلون بوجوب التجويد
بأن النبي صلى الله عليه وسلم مد خمساً قبل الهمز، و ثنتان مداً طبيعياً ونطق الغنة مقدار حركتين وغير ذلك، لكن لما لم يوجد دليل يدل على مقدار الحركات عدنا لتعريف التجويد بأنه علم يراد به تحسين القراءة لا غير، وأنه من علوم الآلة لا من علوم الشرع، فهو كالنحو وغيرها
يصلح به اللسان ولايلزم تعلمه للمجيد، والتكلف فيه كثير جداً، ولهذا لايصح مقارنة التجويد بالنحو - في نظري - كما قرر الدكتور الفاضل مساعد في قوله: (ومن زعم أنه لا يجب الأخذ بالتجويد، وان العربي في هذا العصر يجوز له القراءة على سليقته العربية، فإنه يشبه من سيزعم أنه لا يلزم الناس تعلم النحو، وأنهم عرب، فيجوز لهم أن يتكلموا بسليقتهم) لأمور:
الأول: أن النطق العربي السليم للحروف لم يفسد كما فسد إعراب الناس، ولو قلت للمتعلم انطق حرف الباء والهاء والميم لنطقها كلمة (بهم) عربية سوية ليس في نطقها إخلال.
الثاني: أن الناس تتفاوت في المخارج ولا يعاب عليهم التفاوت بخلاف إبدال الحروف ولهذا ورد في سنن أبي داود عن جابر رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقرأ القرآن وفينا الأعرابي والأعجمي فقال اقرؤوا فكل حسن وسيجيء أقوام يقيمونه كما يقام القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه) والحديث صححه الألباني (1\ 220).
قلت: وترى الناس الآن يتفاوتون في نطق الحرف ولا يعاب عليهم في قرائتهم، انظر مثلاً إلى تفاوت الثبيتي وعلي جابر في نطق الجيم، بإشباعها للأول وعكسه للآخر، كما يتفاوتون في الصفير ولا يعاب عليهم
انظر إلى قراءة الشريم مثلاً للسين والصاد وعكسها للسديس وغير ذلك من التفاوت الذي لا يضير القاريء ولا يقلب الحرف إلى الآخر.
الثالث: أنه لو لزم الناس النطق بالقرآن مجوداً للزمهم النطق بالعربية مجوداً في خطاباتهم وكلامهم العربي وهذا لم يقله أحد، وهذه القاعدة تخرج التجويد من كونه قاعدةً للنق إلى كونه علماً لتحسين الصوت وهذا مفاد كلام شيخنا ابن عثيمين حيث قال: ((لا أرى وجوب الالتزام بأحكام التجويد التي فصلت بكتب التجويد، وإنما أرى أنها من باب تحسين القراءة، وباب التحسين غير باب الإلزام، وقد ثبت في صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه سئل كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كانت مداً قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم. يمد ببسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم.
والمد هنا طبيعي لا يحتاج إلى تعمده والنص عليه هنا يدل على أنه فوق الطبيعي، ولو قيل: بأن العلم بأحكام التجويد المفصلة في كتب التجويد واجب للزم تأثيم أكثر المسلمين اليوم، ولقلنا لمن أراد التحدث باللغة الفصحى: طبق أحكام التجويد في نطقك بالحديث، وكتب أهل العلم، وتعليمك، ومواعظك، وليعلم أن القول بالوجوب يحتاج إلى دليل تبرأ به الذمة أمام الله عز وجل في إلزام عباده بما لا دليل على إلزامهم به من كتاب الله تعالى أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، أو إجماع المسلمين وقد ذكر شيخنا عبد الرحمن بن سعدي في جواب له أن التجويد حسب القواعد المفصلة في كتب التجويد غير واجب))
ولتكن دائرة الحوار مبسوطة حول التجويد بمعناه الاصطلاحي الشامل للإدغام والإظهار والإخفاء والإقلاب وإخراج الحروف من مواضعها والمد والروم والقلب والإشمام وغيرها
(يُتْبَعُ)
(/)
من الأحكام المبسوطة،وأعني بذلك إخراج مفهوم التجويد اللغوي الذي هو بمعنى تحسين القراءة فهذا لا إشكال في الاتفاق عليه للأمر به في أحاديث كثيرة، ولهذا عنونت للموضوع ب (بمفهومه المعاصر).
فالخلاف يدور حول مدد المد، ومقدار الغنة والإقلاب، والقلقلة، ومايحصل به الإظهار من الحلق لحروفه، والإشمام، فهل دل عليها من السنة النبوية دليل واحد؟
واختم بفائدةٍ ذكرها القرطبي فقال: ((قال رسول الله صلى عليه وسلم تعلموا القرآن وغنوا به واكتبوه فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفصيا من المخاض من العقل قال علماؤنا وهذا الحديث وإن صح سنده فيرده ما يعلم على القطع والبتات من أن قراءة القرآن بلغتنا متواترة عن كافة المشايخ جيلا فجيلاإلى العصر الكريم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس فيها تلحين
ولا تطريب مع كثرة المتعمقين في مخارج الحروف وفي المد والإدغام والإظهار وغير ذلك من كيفية القراءات ثم إن في الترجيع والتطريب همز ما ليس بمهموز ومد ما ليس بمدود فترجع الالف الواحدة ألفات والواو الواحدة واوات والشبهة الواحدة شبهات فيؤدي ذلك إلى زيادة في القرآن وذلك ممنوع وإن وافق ذلك موضع نبر وهمز صيروها نبرات وهمزات والنبرة حيثما وقعت من الحروف فإنما هي همزة واحدة لاغير إما ممدودة وإما مقصورة فإن قيل فقد روى عبدالله بن مغفل قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير له سورة الفتح على راحلته فرجع في قراءته وذكره البخاري وقال في صفة الترجيع آء آء آء ثلاث مرات قلنا ذلك محمول على إشباع المد في موضعه ويحتمل أن يكون حكاية صوته عند هز الراحلة كما يعتري رافع صوته إذا كان راكبا من انضغاط صوته وتقطيعه لأجل هز المركوب وإذا احتمل هذا فلا حجة فيه وقد خرج أبو محمد عبدالغني بن سعيد الحافظ من حديث قتادة عن عبدالرحمن بن أبي بكر عن أبيه قال كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم المد ليس فيها ترجيع وروى ابن جريح عن عطاء عن ابن عباس قال كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذن يطرب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الأذان سهل سمح فإذا كان أذانك سمحاسهلاوإلا فلا تؤذن أخرجه الدارقطني في سننه))، قلت: وقد سمتُ جماعات من القراء يقرأون ما يسمونه بالقلقلة فينطقون حرفاً آخر زيادةً في كتاب الله، وفتش تجد.
أعود للقرطبي رحمه الله: ((إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد منع ذلك في الأذان فأحرى ألا يجوزه في القرآن الذي حفظه الرحمن فقال وقوله الحق إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون وقال تعالى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد قلت وهذا الخلاف إنما هو ما لم يفهم معنى القرآن بترديد الأصوات وكثرة الترجيعات فإن زاد الأمر على ذلك حتى لا يفهم معناه فذلك حرام باتفاق كما يفعل القرآء بالديار المصرية الذين يقرءون أمام الملوك والجنائز ويأخذون على ذلك الأجور والجوائز ضل سعيهم وخاب
عملهم فيستحلون بذلك تغيير كتاب الله ويهونون على أنفسهم الاجتراء على الله بأن يزيدوا في تنزيله ما ليس فيه جهلا بدينهم ومروقا عن سنة نبيهم ورفضا لسير الصالحين)) قال الشيخ محمد بن ابراهيم: ((التجويد معلوم معروف؛ لكن أدخل فيه ما ليس منه، فإن أناساً من أهل التجويد أخذوها صناعة، إما أن يزيدوا في القلقلة، أو نحو ذلك)).
وقال بعد أن بين أنه ينبغي تعلم التجويد: (مع أن العلماء رحمهم الله سهلوا في أمر ابدال الضاد ظاء لا سيما من يعجزه النطق بالضاد، قال في " الاقناع وشرحه ": وحكم من أبدل منها ـ أي الفاتحة ـ حرفاً بحرف لا يبدل كالألثغ الذي يجعل الراء غيناً ونحوه حكم من لحن فيها لحناً يحيل المعنى، فلا يصح أن يؤم من لا يبدله لما تقدم. إلا ضاد (المغضوب) و (الضالين) إذا أبدلها بظاء فتصح إمامته بمن لا يبدلها ظاء، لأنه لا يصير أمياً بهذا الإبدال وظاهره واو علم الفرق بينهما لفظاً ومعنى كما تصح أمامته بمثله، لأن كلاً منهما ـ أي الضاد والظاء ـ من طرف اللسان ومن الأسنان)).
هناك فرق بين تعلم التجويد والنحو، فالناس قد فسد إعرابهم ولكن لم يفسد نطقهم السليم للحروف العربية.
المبالغات العظيمة في الماضي وفي زمننا هذا على وجوب التنطع بالنطق ومن تلك المبالغات ما كتبته إحدى جرائد مصر عن الشيخ محمد غفر الله حينما صلى في الحرم فخرجت من الغد على الناس بعنوان (إمام الحرم يلحن في الفاتحة)
وهذا غير غريب إذا اعتبروا اللحن هو النطق السوي من غير مراعاة التشدق في إخراج الحروف.
ومن المبالغات قول صاحب غاية المريد: (اجمعت الأمة المعصومة على وجوب التجويد و ذلك من زمن النبي إلى زماننا و لم يختلف فيه منهم أحد) وهذا إلباس على الناس؛ إذ مفهوم التجويد غير متفق عليه، ولم يتفق على تعريف دقيق له، فكيف تجتمع الأمة على وجوب الأخذ به؟
ومنها قول بعضهم أن آخر من نطق بالضاد بعد النبي صلى الله عليه وسلم هو عمر، وهذا يفضي إلى اجتماع الأمة على اللحن الخفي.
والله أعلم، وأشكر القا ريء الكريم على مروره ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[15 Jul 2004, 05:28 م]ـ
أخي الكريم عبد الله
أشكرك على ما سطرت يداك، وإني لمسرور بمثل هذا النقاش الهادف، وسأضع لك في هذا التعقيب بعض النظرات التي أرجو أن تكون صوابًا خالصة لوجه الله.
وإني لأعتذر مُسبقًا عن ما يقع لي من بعض العبارات بسبب الحماس في إبراز الفكرة، لكني أتبرأ من كل لفظ يُفهم منه أن فيه تنقُّصًا للعلماء، أو لمن يناقشني، فأرجو ممن يقرأ لي أن ينبهني عما يقع من بعض العبارات التي قد تُفهم خطأ.
وهذا أوان التعليق على مقالكم الماتع حفظني الله وإياكم، وسدد خطانا.
************
قولك: (إذ لو سلم نطق القراء بالمد تقديراً وبالإشمام، والقلقلة (والإرجاع؟) والروم لما اختلف العلماء في وجوب التجويد على هيئته الاصطلاحية المدونة في كتب المجودة.)
أولاً: من أين جاء القراء بهذه الأمور؟
أمن عند أنفسهم؟
أم تلقوها؟
إن كانت من عند أنفسهم، فأين إثبات ذلك؟
وإن كانوا تلقوها، وهذا هو الحاصل، فالأولى اتباعهم في ذلك، فهم قد نقلوا حروفه وأداءه.
فإن ثبت في شيء من الأداء اجتهاد مجتهدٍ فهنا يقع الجدل، ويكون الأمر غير مسلم للمجودين.
ثانيًا: أنا لم أوجب التجويد في كلامي، وكلامك منصبٌّ على هذا، لكني أقول إنه في أقلِّ أحواله سنة مشروعة منقولة عن أئمة القراءة الذين رضينا عنهم نقل حروف القرآن، وتلقينا من طريقهم كيفية نطقها، فالتفريق بين هذين الأمرين المتلازمين أمر عسير، فكيف نقبل عنهم القراءة: (بضنين) والأخرى (بظنين)، ولا نقبل منهم كيف يكون أداؤهما وأداء غيرهما من الأحرف؟
فمن سلَّم للقراء بنقل الحروف، لزمه أن يسلِّم بنقل الأداء، إذ لم يثبت في الأداء نقل عن غير القراء، وهم المرجع في معرفة ذلك، والحكَم الذي يفصل في هذه الأمور.
************
قولك: (ولاستدل القائلون بوجوب التجويد بأن النبي صلى الله عليه وسلم مد خمساً قبل الهمز، و ثنتان مداً طبيعياً ونطق الغنة مقدار حركتين وغير ذلك، لكن لما لم يوجد دليل يدل على مقدار الحركات عدنا لتعريف التجويد بأنه علم يراد به تحسين القراءة لا غير، وأنه من علوم الآلة لا من علوم الشرع، فهو كالنحو وغيرها يصلح به اللسان ولايلزم تعلمه للمجيد)
أولاً: لنبتعد عن قضية الوجوب، فليس عليها ما يدلُّ من جهة الأدلة.
ثانيًا: حديثك هنا عن المقادير، وقد بيَّنت في كلامي الذي رجعت إليه أمرين:
الأول: أنَّ وجود المد والغنة له أصل، وهو عربي قرائي بلا ريب.
ثانيًا: أن المقادير بالحركات قد دخلها الاجتهاد، وإنما وقع الخلاف في تقدير المدِّ ـ مثلاً ـ لكونه مما لا يمكن ضبطه ضبطًا دقيقًا، وهذا مما لا ينكره أحدٌ فيما أعلم.
وإذا كان تقدير الحركات راجع إلى الاجتهاد، فإن هذا لا يعني أنَّ الأصل الذي قُدِّرت له الحركات لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ثالثًا: علم التجويد علم مشافهة وتلقي، وهو مأخوذ بالسند الآخر عن الأول، وله أعلامه الذين ضبطوا أصوله، وكون الكتابة فيه متأخرة لا تعني عدم أصليَّته، ولا أنه علم مبتدع نشأ من فراغ، أو من اجتهاد مجتهدين.
أما علم النحو فالحال فيه معروف، ولا يمكن أن يكون شأنه من جهة اتصاله برسول الله صلى الله عليه وسلم كاتصال التجويد.
وكونك تطلق على التجويد أنه من علوم الآلة أو من غيرها، فهذا لا يغيِّر حقيقة هذا العلم، ولا يقدح في تأصيله وارتباطه بالإسناد المتصل مطلقًا.
رابعًا: ما الدليل الذي تريد أن تعتمد عليه في أصل الحركات أو تقديرها؟
أليس أهل كل فنِّ يُرجع إليهم في فنِّهم، فما بال هؤلاء القراء المساكين لا يؤبه لما عندهم من العلم؟
إنَّ مقام الاستدلال هنا مقام فقهي بحت عند من يريد الدليل، وليس الأمر كذلك، فالفقهاء بمعزل عن هذا العلم، وحقُّهم أن يسلِّموا لأهل الأداء بما عندهم إلا ما ثبت بالدليل بطلانه.
وكيف يثبت بطلان ما يروونه بالأسانيد المتصلة، ويتفق عليه قراء المشرق والمغرب، وتتصل أسانيدهم كلهم بالصحابة الكرام، أفستطاع هؤلاء على تباعد أقطارهم أن يتوافقوا على وضع هذا العلم، وينشئون له أُسُسًا، ويُؤخذ عنهم بالتلقي من أجيالٍ متقادمة متصلة بجيل الرسول صلى الله عليه وسلم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا كان الأمر كذلك، فلم لا نسلِّم لهذا، ونقول: كل علمٍ أهله أدرى به؟
خامسًا: الذي ألاحظه على من لم يعتبر علم التجويد لا يخلو من حالين:
الأولى: أن لا يكون له به معرفة أصلاً، ولم يكن من علوم بلده، كما هو الحال في بلاد نجدٍ، بخلاف الحال في الحجاز الذي لا يزال فيه علم التجويد قائمًا يدرَّس في الحرمين الشريفين منذ عقود متطاولة.
الثاني: أن يكون له ملحوظة على من يتشدَّدون في هذا العلم، أو من يقرئون الناس ويتكلفون في تعليم التجويد، فينصبُّ كلامه على مثل هؤلاء، وقد ينجرُّ حديثه من حيث لا يشعر إلى أصل هذا العلم الذي تلقته الأجيال، وهو مرتبط بقراءة كتاب ربها،و مثل هذا لا يكون كلامه حجة على إطلاقه.
*************
قولك: (والتكلف فيه كثير جداً، ولهذا لايصح مقارنة التجويد بالنحو - في نظري - كما قرر الدكتور الفاضل مساعد في قوله: (ومن زعم أنه لا يجب الأخذ بالتجويد، وان العربي في هذا العصر يجوز له القراءة على سليقته العربية، فإنه يشبه من سيزعم أنه لا يلزم الناس تعلم النحو، وأنهم عرب، فيجوز لهم أن يتكلموا بسليقتهم) لأمور:
الأول: أن النطق العربي السليم للحروف لم يفسد كما فسد إعراب الناس، ولو قلت للمتعلم انطق حرف الباء والهاء والميم لنطقها كلمة (بهم) عربية سوية ليس في نطقها إخلال)
أخي الكريم:
لا يُسلَّم لك أن الناس اليوم ينطقون نطقًا عربيًّا صحيحًا، وأنت على خُبْرٍ بتغاير لهجات الناس، وتباين منطقهم، فكيف يقال هذا؟
وما مثَّلْتَ به من الأحرف لا يقع فيه خطأ، لكن يقع الخطأ في نطق الكاف والقاف والجيم والعين واللم والراء والتاء وغيرها، كما يقع الخطأ في الأحرف المشدَّدة، ويقع في غيرها، ومن أقرأ عرف أن النطق العربي ليس سليمًا عند كثيرين ممن تأثرت ألسنتهم بلهجاتهم.
ولو كان النطق العربي هو المعوَّل عليه، فكيف تخرِّج قول الرسول صلى الله عليه وسلم للصحابة: (اقرءوا القرآن على أربعة، وذكر منهم ابن مسعود)، وقوله (من احب أن يقرأ القرآن غضًّا كما أُنزل فليقرأه على قراءة ابن أمِّ عبد)، ألا ترى أن السليقة العربية لو كانت كافية لما كان لقول الرسول صلى الله عليه وسلم من معنى، حاشاه من ذلك.
إنَّ مثل هذه الأحاديث تدعوك من قريب إلا أنَّ الأداء يُتلقَّى حتى في جيل العرب الأقحاح الذين نزل عليهم القرآن.
************
قولك: (الثاني: أن الناس تتفاوت في المخارج ولا يعاب عليهم التفاوت بخلاف إبدال الحروف ولهذا ورد في سنن أبي داود عن جابر رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقرأ القرآن وفينا الأعرابي والأعجمي فقال اقرؤوا فكل حسن وسيجيء أقوام يقيمونه كما يقام القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه) والحديث صححه الألباني (1\ 220).
قلت: وترى الناس الآن يتفاوتون في نطق الحرف ولا يعاب عليهم في قرائتهم، انظر مثلاً إلى تفاوت الثبيتي وعلي جابر في نطق الجيم، بإشباعها للأول وعكسه للآخر، كما يتفاوتون في الصفير ولا يعاب عليهم
انظر إلى قراءة الشريم مثلاً للسين والصاد وعكسها للسديس وغير ذلك من التفاوت الذي لا يضير القاريء ولا يقلب الحرف إلى الآخر)
أقول: من الذي له حقُّ أن يعيب، الناس أم العارفون بالقراءة؟
وهل سألت أهل القراءة فذكروا لك صحة قراءة من ذكرت، حتى تقول إنه لا يعاب عليهم؟
فالجيم التي ينطق بها الثبيتي ـ مثلاً ـ جيمٌ عربية معروفة، وهي موجودة في بعض قبائل العرب إلى اليوم من قبائل الطائف والجنوب، وهي قريبة مما ينطق به بعض أهل الشام، وهذه الجيم لا تقلب مبنى الحرف، بخلاف ما لو قرأها بلهجة أهل اليمن (قِيم)، وهذه أيضًا عربية مذكورة في كتب اللهجات، لكن هل تجيز القراءة بها بناءً على رأيك؟
وأما استدلالك بالحديث فإن له وجهًا يُخرَّج على الحديث الآخر (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأه وهو عليه شاق فله أجران ... )، فالأعجمي، وكذا العربي الذي لا يستطيع تحسين تلاوته لا يؤاخذ بهذا، ولا يعاب عليه، ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، فيكون ممن شقَّ عليه القرآن.
************
(يُتْبَعُ)
(/)
قولك: (الثالث: أنه لو لزم الناس النطق بالقرآن مجوداً للزمهم النطق بالعربية مجوداً في خطاباتهم وكلامهم العربي وهذا لم يقله أحد، وهذه القاعدة تخرج التجويد من كونه قاعدةً للنق إلى كونه علماً لتحسين الصوت وهذا مفاد كلام شيخنا ابن عثيمين حيث قال: ((لا أرى وجوب الالتزام بأحكام التجويد التي فصلت بكتب التجويد، وإنما أرى أنها من باب تحسين القراءة، وباب التحسين غير باب الإلزام، وقد ثبت في صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه سئل كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كانت مداً قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم. يمد ببسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم.
والمد هنا طبيعي لا يحتاج إلى تعمده والنص عليه هنا يدل على أنه فوق الطبيعي، ولو قيل: بأن العلم بأحكام التجويد المفصلة في كتب التجويد واجب للزم تأثيم أكثر المسلمين اليوم، ولقلنا لمن أراد التحدث باللغة الفصحى: طبق أحكام التجويد في نطقك بالحديث، وكتب أهل العلم، وتعليمك، ومواعظك، وليعلم أن القول بالوجوب يحتاج إلى دليل تبرأ به الذمة أمام الله عز وجل في إلزام عباده بما لا دليل على إلزامهم به من كتاب الله تعالى أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، أو إجماع المسلمين وقد ذكر شيخنا عبد الرحمن بن سعدي في جواب له أن التجويد حسب القواعد المفصلة في كتب التجويد غير واجب)
في هذا الكلام أمور:
الأول: إنك ما زلت تدندن على وجوب التجويد، وأنا لا أرى وجوبه، فأخرج عن هذا إلى:
الثاني: وهو أن من قال بالتجويد لم يقل بأن كلام العرب كان موجوَّدًا كتجويد القرآن، ومن زعم هذا فقد أخطأ، وليس عنده في هذا دليل، فهذه الكتب التي حكت لغة العرب ونحوها ليس فيها ما يدلُّ على هذا القدر الزائد عند القراء.
والمقصود أنه ليس هناك تلازم بين القول بالتجويد في القراءة والقول بالتجويد في الكلام المعتاد أبدًا.
وما دمت ذكرت التلازم بين الكلام العربي والتجويد، فأرجو أن تستقرئ أول كتاب في النحو (الكتاب) لسيبويه، وسطِّر ما يمرُّ عليك مما له علاقة بالقراءة، فالكتاب كتاب نحو يبيِّن منطق العرب وأدائها في لغتها، وإنك ستجد كثيرًا من المباحث التجويدية من جهة العربية فحسب:
ستجد المدَّ والإدغام (يشمل أحكام النون وغيرها) والمخارج، والصفات، والروم والإشمام والسكون المحض، وغيرها.
وإذا قرأتها فليس لك في فهما سوى التصوُّر، ولا يمكنك أن تطبِّق شيئًا منها، وتقول هكذا تنطق العرب إلا في بعضها.
ولو قلت لك: ذكر سيبويه في باب الروم والإشمام أن الروم يقع في المفتوح، كيف يُنطق هذا؟
فالجواب: لا أنا ولا أنت نعرف كيفية النطق، إذ ليس عندنا إسناد متصل إلى العرب بالمشافهة في هذه الحيثية.
لكن لو قلت لمقرئٍ: كيف نقرأ بالروم في لفظ (تأمنَّا) لقرأ لك به، ولما أعياه ذلك؛ لأنه أخذه مشافهة عن شيخه، عن شيوخه، يوصلون ذلك إلى عصر الرسول صلى الله عليه وسلم.
والذي أريده هنا:
ـ أنَّ كثيرًا من أمور التجويد عربية الأصل، قد ذكرها النحاة واللغويون في كتبهم، وعنهم نقل متأخرو المجودين كمكي بن أبي طالب في كتابه الرعاية، والداني في كتابه التحديد في الإتقان والتجويد ومن جاء بعدهم ممن أصل هذا العلم بالتدوين.
ـ وأن القراء فَاقُوا أهل العربية فيها بالتلقي والمشافهة، فما تراهم توافقوا فيه ـ وذلك أمر لابدَّ منه لأن القرآن عربي ـ فإنه لا يمكنك تلقيه منطقًا وقراءة إلا من طريق القراء الذي اعتمدوا المشافهة.
************
(ولتكن دائرة الحوار مبسوطة حول التجويد بمعناه الاصطلاحي الشامل للإدغام والإظهار والإخفاء والإقلاب وإخراج الحروف من مواضعها والمد والروم والقلب والإشمام وغيرها
من الأحكام المبسوطة،وأعني بذلك إخراج مفهوم التجويد اللغوي الذي هو بمعنى تحسين القراءة فهذا لا إشكال في الاتفاق عليه للأمر به في أحاديث كثيرة، ولهذا عنونت للموضوع ب (بمفهومه المعاصر).
فالخلاف يدور حول مدد المد، ومقدار الغنة والإقلاب، والقلقلة، ومايحصل به الإظهار من الحلق لحروفه، والإشمام، فهل دل عليها من السنة النبوية دليل واحد؟)
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول: سبق أن طرحت ذلك، وبيَّنت أن أصول هذه المسائل عربية، وأنَّ المقدار الزائد الذي ذكره علماء التجويد مأخوذ بالتلقي، لكن اختلافهم في عدد الحركات ذلك ما يقع فيه الاجتهاد.
وإذا كانت قراءة هؤلاء ليست من سنن النبي، فمن أين جاءوا بها يا تُرى؟!
وكيف استطاعوا أن يُلبسوها الشرعية طوال هذه القرون، وتستمرَّ القراءة بها جيلاً بعد جيل؟!
أرجو أن تفرِّق بين الأصل وتقدير القدر الزائد، فأنا أرى أن الأصل لا يصلح الخلاف فيه، وإنما الخلاف في تقدير القدر الزائد، وأرجو منك أن تقرأ كلام ابن الجزري في كتابه النشر عند حديثه عن المد المتصل، فقد أبان عن أن الاتفاق على المد كائن، وأن الاختلاف في مقادير المدِّ، فالمد المتصل من حيث العموم يبدأ بثلاث حركات، وينتهي عند ست حركات، ولم يُذكر عن أحد من القراء انه مدَّ أكثر من ست حركات.
فهذه الحركات الثلاث أصلٌ لم يقع فيه اختلاف بين جميع القراء، وإنما وقع الخلاف في الزيادة عليه، فمن مد أربعًا أو خمسًا أو ستًّا، فقد مرَّ بالحركات الثلاث لا محالة.
وأخيرًا أقول:
1 ـ إن تنطع بعض المتنطعين في التجويد، وتشديدهم في تعليمه ليس حجة في عدم العمل به.
2 ـ إن من حكم بإجماع الأمة على الوجوب يحتجُّ له ولا يُحتجُّ به، وليس كل من قال بقول كان حجة على غيره.
3 ـ إن النقل الذي ذكرته عن القرطبي قد ذكر آفات في القراءة يستنكرها المحققون من المجودين، وقد ألَّفوا في ذلك في كتبهم.
4 ـ إن اتخاذ بعض القراء قراءة القرآن في المحافل والمآتم، وتصنع التطريب والقراءة بالألحان ليس حجة في ردَّ التجويد، وهم ممن قام بعمل منكر عند المجودين، ولا يُحسب عمله عليهم.
5 ـ من قال بأنه لم ينطق الضاد صحيحة إلا النبي صلى الله عليه وسلم وعمر، فهذا من الأقوال الغريبة التي لا يقبلها العقل، ولا يدل عليها النقل، فمن ذا الذي يزعم انه سمعهما أو سمع من سمعهما ثم تواصل سنده بهذا.
6 ـ الخلاف في إبدال ضاد الضالين بالظاء فيه كلام مفصَّل لأهل المذاهب الفقهية، ولهم اختلاف بإبطال الصلاة بهذا اللحن ومثله، وذلك مبسوط في كتب الخلافات الفقهية، وارجع إلى مثل كتب الأحناف تجدهم من أوسع من تعرض لهذه المسائل، وفي الأمر سعة في ذلك.
لكن يُعذر من حكم باللحن على من قرأ الضالين بالظاء بأنه غيَّر مبنى الكلمة، فصارت من الظِّل لا من الضلال، وهذا الوجه الذي ذهب إليه معتبر عند بعض فقهاء المذاهب، فلا تستغرب أن يلاحظ على بعض أئمتنا مثل ذلك عند هؤلاء، إذ إنهم قد يقرءون الضاد ظاءً.
7 ـ ما ذكره القرطبي من تخريج حديث عبد الله بن مغفل في قراءة سورة الفتح فيه نظر، قال القرطبي: ((فإن قيل فقد روى عبد الله بن مغفل قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير له سورة الفتح على راحلته فرجع في قراءته وذكره البخاري وقال في صفة الترجيع آء آء آء ثلاث مرات قلنا ذلك محمول على إشباع المد في موضعه ويحتمل أن يكون حكاية صوته عند هز الراحلة كما يعتري رافع صوته إذا كان راكبا من انضغاط صوته وتقطيعه لأجل هز المركوب وإذا احتمل هذا فلا حجة فيه)).
وأصوب منه في نظري ما قاله ابن القيم في زاد المعاد (1: 384 ـ 385): (( ... وكان يتغنى به ويرجع صوته به أحيانا، كما رجع يوم الفتح في قراءته (إنا فتحنا لك فتحا مبينا).
وحكى عبد الله بن مغفل ترجيعه آآآثلاث مرات ذكره البخاري.
وإذا جمعت هذه الأحاديث إلى قوله: (زينوا القرآن بأصواتكم)، وقوله: (ليس منا من لم يتغن بالقرآن)، وقوله: (ما أذن الله لشيء كأذنه لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن) عَلِمْتَ أن هذا الترجيع منه كان اختيارا لا اضطرارا لِهَزِّ الناقة له، فإن هذا لو كان لأجل هَزِّ الناقة لما كان داخلا تحت الاختيار، فلم يكن عبد الله بن مغفل يحكيه ويفعله اختيارًا ليؤتسى به، وهو يرى هَزَّ الراحلة له حتى ينقطع صوته، ثم يقول: كان يُرَجِّع في قراءته، فنسب الترجيع إلى فعله، ولو كان من هَزِّ الراحلة لم يكن منه فِعْلٌ يُسمى ترجيعا)).
وبعد هذا أرجو أن يكون في ذلك مقنع لمن تأمله، وأسأل الله أن يوفقني وإياك للصواب والسداد، والله الموفق.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Jul 2004, 06:04 م]ـ
أولاً: أحب أن أرحب بالأخ الكريم عبدالله الميمان مع إخوانه في ملتقى أهل التفسير، وأسأل الله له التوفيق على مشاركاته التي تنادي على ما ورائها من العلم والأدب، زاده الله من فضله.
ثانياً: أشكر جميع من شارك في هذا النقاش العلمي الهادئ، الذي نحرص عليه في هذا الملتقى العلمي الوقور. سواء حول هذه المسألة أو غيرها من مسائل الدراسات القرآنية، التي لا يزال الكثير منها في حاجة إلى وقفات علمية عميقة، يتبادل فيها الرأي من طلاب العلم من أمثالكم، ممن له عناية بالدراسات القرآنية.
ثالثاً: هناك كتاب للشيخ أسامة ياسين كيلاني الحسني رحمه الله، وهو أحد المقرئين المعاصرين (1382 - 1419هـ) وعنوانه: (هل التجويد واجب؟)
وقد خلص فيه إلى وجوب التجويد، وذكر ص121 - 122 خلاصة أدلة وجوب التجويد، وهي 25 دليلاً منها:
1 - قوله تعالى: (ورتل القرآن ترتيلا).
2 - قوله تعالى: (الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به).
3 - قوله تعالى: (فاقرأوا ما تيسر من القرآن).
4 - قوله تعالى: (إن علينا جمعه وقرآنه * فإذا قرأناه فاتبع قرآنه).
5 - قوله تعالى: (وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم).
6 - قوله تعالى: (ولو جعلناه قرآناً أعجمياً لقالوا لولا فصلت آياته ءاعجمي وعربي).
7 - قوله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).
8 - قوله تعالى: (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً).
9 - قوله تعالى: (من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه).
10 - قوله تعالى: (وأوحي إليَّ هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ).
وغيرها من الأدلة.
ولا بد من مراجعة الكتاب لمعرفة وجه الاستدلال بهذه الأدلة التي ذكرت. فأرجو من الإخوة وفقهم الله، مناقشة هذه الأدلة إن كان ثمة سعة من الوقت رغبة في الفائدة للجميع. وفقكم الله جميعاً لكل خير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[21 Jul 2004, 03:39 ص]ـ
جزاكما الله خيراً ومن مر، ولاشك أن النقاش الهاديء الهادف يثري الموضوع بالأدلة وبأقوال أهل العلم وأنا كذلك د. مساعد سررت بما سطره بنانك متعك الله به وجعله طريقاً إلى جنته، كما أشكر فضيلة المشرف على ترحيبه الجم بأخيه وفقه الله، وقبل أن أعيد النظر بما سبق لعلي ألخص ما أرى أن الحوار يدور حوله، وحتى لا يخرج الموضوع إلى الدوران في الحلقة المفرغة، ملخص ما عرضه الدكتور مساعد:
1 - أن القراء لم يأتوا بالتجويد من أنفسهم بل بالنقل المتواتر عن النبي ثلى الله عليه وسلم.
2 - أن التجويد مشروع في الجملة، ولا يعني ذلك وجوبه، وليس فس الأدلة ما يدل على الوجوب.
3 - أن القراء هم أهل الاختصاص في فن التجويد ولا طول للفهاء في هذا الباب.
4 - من قدح في التجويد فلايخلو من كونه ممن يجهلون التجويد، أو ممن صار عندهم ردة فعل ممن يتشددون في التجويد فيقدح في أصله.
5 - أن الأحاديث (اقرأوا القرآن على اربعة، وعلى قراءة ابن أم عبد) تدل على أن الأداء يُتلقَّى حتى في جيل العرب الأقحاح الذين نزل عليهم القرآن.
ود. مساعد بسبقٍ حائزٌ تفضيلاً مستوجباً ثنائي الجميلا، وأما ما سطره الكاتب غفر الله له يتمثل فيما يلي:
1 - أن التجويد في الجملة هو تحسين القراءة وعدم الخروج بالقراءة عن اللفظ العربي الفصيح.
2 - أن عددأ من أحكام التجويد التفصيلية ليس عليها دليل من النقل كالقلقلة والغنة والإشمام ومقاديرها مع مقادير المدود.
3 - النقل عن عدد من العلماء كالإمام محمد بن ابراهيم وابن سعدي وابن عثيمين عدم وجوب التجويد على هيئته الاصطلاحية المفصلة في كتب المجودة وأن التجويد أدخل فيه ما ليس منه.
4 - نقل عدد من المبالغات مما ينقله بعض القراء غفر الله لهم من التشديد في تطبيق التجويد.
وقبل أن أعود إلى أصل المسألة أريد أن أبين للإخوة القراء أنني لم أتجرأ في الكتابة في هذه المسألة لعظم كتاب الله - خاصةً وأن عدداً من القراء نقل الإجماع على وجوب التجويد كابن الجزري والحداد - إلا لما وجدت كلام شيخ الإسلام وابن القيم حول المسألة والذي نقلته أعلاه ونقلت مثله قول الإمام محمد بن إبراهيم وقول شيخنا ابن عثيمين غفر الله له.
وأعود للحوار .. منبهاً أن دائرة الخلاف ليست حول مشروعية تحسين القراءة، ولا وجوب النطق بالحرف العربي السليم، كذلك لم نختلف في أن القراء منهم من تشدد وغلا في تطبيق التجويد، بل أرى - ولا أدري هل يوافقني الدكتور مساعد أم لا - أنني اتفق معه في نقاط كثيرة بل في الأصول والتي من أهمها أن التجويد مشروع بمعناه الذي هو تحسين القراءة، وأن المبالغات من عدد من الغلاة من القراء جعلت التجويد مجلاً للنقد، وأرى أن النقاش السابق يدور حول مآخذ الاستدلال ونوع تطبيقاتها لدى القراء خاصة في فروع التجويد الدقيقة.
ولي وقفات مع الموضوع:
الأولى: قولك أخي الكريم د. مساعد ((أولاً: لنبتعد عن قضية الوجوب، فليس عليها ما يدلُّ من جهة الأدلة))، و ((الأول: إنك ما زلت تدندن على وجوب التجويد، وأنا لا أرى وجوبه)) فأقول: الكلام يدور حول ما سطره علماء التجويد عن وجوبه، وهو أيضاً ما استفدته مما كتبت أخي الفاضل بقولك: ((ومن زعم أنه لا يجب الأخذ بالتجويد، وان العربي في هذا العصر يجوز له القراءة على سليقته العربية، فإنه يشبه من سيزعم أنه لا يلزم الناس تعلم النحو، وأنهم عرب، فيجوز لهم أن يتكلموا بسليقتهم)) وفي الجملة مما فهمته من كتب أهل الفن أن الأغلب يرى الوجوب.
ثم في نظري لو سلمنا تواتر نقل التجويد - بفروعه - بالنقل المتواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم لما صح إلا القول بوجوب التجويد، فالذي تواتر نقله عن القراء هو الأصول والاختلاف بين القراءات وطريقة نطق الحروف؛ وليس كافة فروع التجويد، وهذا بالطبع ذكره الدكتور مساعد وفقه الله ضمناً حين ذكره
الثانية: قولك أخي الكريم: ((من أين جاء القراء بهذه الأمور؟
أمن عند أنفسهم؟
أم تلقوها؟
إن كانت من عند أنفسهم، فأين إثبات ذلك؟
وإن كانوا تلقوها، وهذا هو الحاصل، فالأولى اتباعهم في ذلك، فهم قد نقلوا حروفه وأداءه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن ثبت في شيء من الأداء اجتهاد مجتهدٍ فهنا يقع الجدل، ويكون الأمر غير مسلم للمجودين)) قد ينقلب فيصير إذا كانوا أتوا بها تلقياً فأين إثبات ذلك؟ فالمثبت هو المطالب بالدليل لا النافي، وهل هناك نقل صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قلقل الحروف وأشم النطق في (محيط) ورامه في (نستعين)
أو أنها أدخلت على التجويد وأخذ صناعةً كما قاله الشيخ محمد بن إبراهيم؟
الثالثة: هي قول الدكتور أبا سليمان: (((اقرءوا القرآن على أربعة، وذكر منهم ابن مسعود)، وقوله (من احب أن يقرأ القرآن غضًّا كما أُنزل فليقرأه على قراءة ابن أمِّ عبد)، ألا ترى أن السليقة العربية لو كانت كافية لما كان لقول الرسول صلى الله عليه وسلم من معنى، حاشاه من ذلك.
إنَّ مثل هذه الأحاديث تدعوك من قريب إلا أنَّ الأداء يُتلقَّى حتى في جيل العرب الأقحاح الذين نزل عليهم القرآن)) أخي الكريم لم ولا أشك طرفة عين أن القرآن يتلقى أداءً لا صحافةً، والحوار يدور حول المؤدي هل هو سليم الأداء أم لا؟
وأما الاستدلال بقول النبي صلى الله عليه وسلم من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما نزل .. الحديث فيه أمور: أولها أن الغضاضة هي قراءة ابن مسعود للقرآن حرفاً حرفاً مبينة كما قال البخاري وهذا يدل أن ابن مسعود كان يقيم حروف القرآن وينطقه نطقاً عربياً صحيحاً وهذا يشمل أداءه كما نزل ولا يشمل فقط تحسين القراءة فهو أعم من مفهوم تجويد ابن مسعود للقرآن على المعنى الاصطلاحي للقراء.
الرابعة: مع قوله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأوا فكل حسن)) والتعليق عليه بقولك أخي الكريم: ((وأما استدلالك بالحديث فإن له وجهًا يُخرَّج على الحديث الآخر (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأه وهو عليه شاق فله أجران ... )، فالأعجمي، وكذا العربي الذي لا يستطيع تحسين تلاوته لا يؤاخذ بهذا، ولا يعاب عليه، ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، فيكون ممن شقَّ عليه القرآن)) وفي نظري أن حمل قوله صلى الله عليه وسلم على حديث الماهر بالقرآن يترق إليه احتمال آخر وهو أن الحسن في اللغة يشمل كل ما هو جيد وغير قبيح، بخلاف المعنى الذي تدل عليه المشقة والتعتعة، ولاشك أن من الأعاجم من يقرؤه حاذقاً لقرائته ومع ذلك ليست مخارجه كمخارج العربي القح ومع ذلك أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على الجميع وقال كل حسن.
وفي الختام أحمد الله تعالى، ثم أثني بالشكر على الدكتور الفاضل مساعد بن سليمان الطيار الذي أثرى بحواره هذا الموضوع وفقه الله وسدد خطاه.
ـ[أخوكم]ــــــــ[08 Feb 2005, 07:09 ص]ـ
جزاكم ربي خير الجزاء فأكملوا الموضوع بنفس النهج العلمي والكلمات المهذبة
فما زلنا نستفيد ونتمتع ...
ـ[أحمد الحذيفي]ــــــــ[09 Feb 2005, 12:47 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أيها الإخوة الفضلاء أرى أنه يجب على طالب العلم أن يأخذ كل علم من أهله الذين عرفوا به وقضوا الأعمار في تحرير مسائله وحل إشكالاته والتصنيف فيه وتعليمه، ولقد حصل لغط كبير في فترة مضت ولايزال الإشكال قائماً لدى بعض الناس مع اتضاح الأمر لدى التحقيق وأخذ العلم من مظانه وأهله وهذا من الأهمية بمكان مكين .......
أولاً: قال ابن الجزري رحمه الله في المقدمة: ((مُكَمَّلاً من غير ما تكلفِ * باللطف في النطق بلا تعسف)) ينظر كلام الملا القاري في شرحه على الجزرية (المِنَح الفكرية) ص: 21 ومابعدها، فهو نفيس جداً، وعليه فلا يخفى أن علماء التجويد قد قرروا هذا الأصل الأصيل في كتبهم وإقرائهم وأما تجاوزات بعض من ينتسبون إليهم فلا تنسب إلى التجويد وعلماء القراءات بل إلى أصحابه كما لايخفى .....
ثانياً:أن مصدر القراءة الرواية قال تعالى: (فإذا قرأناه فاتبع قرءانه) وعلم التجويد هو وصف للرواية فحسب كما نص عليه غير واحد ممن صنف في التجويد والقراءات شأنه شأن سائر العلوم التي تعتمد السماع والرواية كالنحو والصرف والبلاغة بعلومها الثلاثة والعروض والقافية ونحو ذلك فليست بعلوم مخترعة بل هي تقعيد وتأصيل لعلوم كانت تنطق بها العرب بمقتضى سليقتها العربية وفطرتها السوية .......
ثالثاً: يقرأ في ذلك كتاب (سنن القراء ومناهج المجودين) للشيخ الدكتور/ عبدالعزيز القارئ حفظه الله فإن سبب تصنيف هذا الكتاب ماتردد على لسان وقلم بعض المعاصرين من هجوم على علم التجويد والطعن فيه من رجل أكاديمي لكنه غير مشتغل بهذا الفن لا من قريب ولا من بعيد فكان لزاماً على الشيخ وأمثاله أن يخرسوا مثل هؤلاء الأدعياء الذين يتكلمون فيما لا يحسنون ويقولون ما لا يعلمون (ومن تكلم في غير فنه أتى بالعجائب)!!
رابعاً: حدثني الشيخ الدكتور القارئ بنفسه شفاهاً أنه جمعه بالشيخ العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين رحمه الله رحمة واسعة مجلس بالمدينة النبوية حيث كان الشيخ في أواخر عمره يتردد إليها بين الفينة والأخرى وفيه جمع من طلبة العلم والمشايخ ..... قال فسئل الشيخ رحمه الله عن فتوى نسبت إليه في شأن التجويد وطار بها الناس كل مطار فأحال الجواب علي - الكلام للشيخ القارئ - قال فاهتبلت الفرصة وبينت المسألة وفصلتها على خلاف ماأفتى به الشيخ وبعد أن أنهيت الكلام فيها قال الشيخ محمد رحمه الله: خذوا من الشيخ فهو أعرف مني بهذا ....
ولكم أن تسألوا الشيخ القارئ عن هذا، وفي هذا مالايخفى على ذي لب ولايحتاج معه إلى كثير كلام!!
والله ولي التوفيق والسداد وللجميع مني خير تحية وسلام،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[28 Jan 2007, 06:56 ص]ـ
حدثني الشيخ الدكتور القارئ بنفسه شفاهاً أنه جمعه بالشيخ العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين رحمه الله رحمة واسعة مجلس بالمدينة النبوية حيث كان الشيخ في أواخر عمره يتردد إليها بين الفينة والأخرى وفيه جمع من طلبة العلم والمشايخ ..... قال فسئل الشيخ رحمه الله عن فتوى نسبت إليه في شأن التجويد وطار بها الناس كل مطار فأحال الجواب علي - الكلام للشيخ القارئ - قال فاهتبلت الفرصة وبينت المسألة وفصلتها على خلاف ماأفتى به الشيخ وبعد أن أنهيت الكلام فيها قال الشيخ محمد رحمه الله: خذوا من الشيخ فهو أعرف مني بهذا ....
رحم الله لشيخ ابن عثيمين ...
هكذا هي أخلاق لعلماء(/)
القول المبين في إثبات نزول القراءات من رب العالمين
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[16 Jul 2004, 02:19 ص]ـ
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً وتبارك الذي أنزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، خلق كل شيء فقدّره تقديراً.
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله الله شاهداً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً صلى الله وسلم تسليماً كثيراً أما بعد:-
فإنّ القرآن الكريم كلامُ الله الذي أنزله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم عن طريق روح القدس جبريل – عليه السلام – نزل به على قلب محمد – عليه الصلاة والسلام – ليكون من المنذرين.
فتلقّاه الرسول صلى الله عليه وسلم ووعاه وحفظه بتيسير الله ذلك له – ثم أدّاه الرسول الأمين كما تلقاه وبلّغه لأصحابه وعلّمهم إياه كما تعلّمه بدون زيادة ولا نقصان وما كان ينبغي له أن يتقوّل شيئاً ويدّعي أنه من عند الله وقد قال الله تعالى: (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ. لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ. ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ. فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ) (الحاقة:44 - 47).
هذه هي عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن الكريم (فالقرآن كلامُه: سوُره، وآياتُه، وكلماته.
تكلم به بحروفه ومعانيه.
ولم ينزله على أحدٍّ قبل محمِّد صلى الله عليه وسلم.
أسمعَه جبريلَ – عليه السلام – وأسمعَهُ جبريلُ محمّداً – صلى الله عليه وسلم – وأسمعه محمدٌ – صلى الله عليه وسلم – أمتَه وليس لجبريل ولا لمحمدٍ صلى الله عليه وسلم إلا التبليغُ والأداءُ). ا هـ[من كتاب العقيدة السلفية في كلام رب البرية. تأليف: عبد الله الجديع ص80.]
فمصدر القرآن هو الوحي، أي أن القرآن نزل من الله رب العالمين فهو (تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الواقعة:80).
وهو كلامه جل وعلا) وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ) (التوبة: 6).
والآيات الكريمة التي تدل دلالة صريحة على أن مصدر القرآن الكريم هو الوحي كثيرة معلومة، منها:
1 - قوله تعالى: (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) (يونس:15).
2 - قوله تعالى: (وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ) (النمل:6).
3 - قوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى. عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) (النجم: 5).
4 - قوله تعالى: (تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ. وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ. لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ. ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ) (الحاقة: 43 - 46).
وإذا تقرّر أن مصدر القرآن الكريم هو الوحي؛ فإن مصدر القراءات المتواترة الصحيحة – التي تلقتها الأمّة بالقبول ووافقت رسم المصاحف العثمانية – هو الوحي أيضاً.
وبيان ذلك: أن القراءات الصحيحة التي تلقتها الأمة بالقبول ووافقت رسم المصاحف العثمانية – جزء من القرآن الكريم وبعضُ حروفه التي نزل بها وإذا ثبت الحكم للكل فإنه يثبت للجزء كما هو ظاهر.
(فكلما أن القرآن وحي منزل من عند الله تعالى – فالقراءات كذلك وحيٌ منزل من عنده جل وعلا؛ فإن الوحي نزل بكل وجه من الأوجه المتواترة التي يقرا بها القرآن الكريم، فكما أن الوحي نزل بقراءة: " ننشزُها " وهي من القرآن أيضاً ....
(يُتْبَعُ)
(/)
فالقراءات القرآنية المتواترة، هي أبعاض القرآن وأجزاؤه، وبعض الشيء وجزؤه لا يقال عنه هو غيره، فالقراءات القرآنية المتواترة تمثل بمجموعها الوحي المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم) اهـ[باختصار وتصرف يسير من كتاب إتقان البرهان في علوم القرآن للأستاذ الدكتور: فضل حسن عباس (2/ 140 - 141) وقد ذكر هذا في سياق كلامه عن العلاقة بين القراءات والقرآن رداً على مَن زعم أن القرآن والقراءات حقيقتان متغايرتان.].
فالمسلك الأول لبيان أن مصدر القراءات القرآنية هو الوحي هو أنها جزء من القرآن والقرآن مصدره الوحي.
والمسلك الثاني لبيان أن مصدر القراءات القرآنية هو الوحي هو أن هذه القراءات بعض الأحرف السبعة.
قال الإمام ابن الجزري – رحمه الله -:
(الذي لا يشك فيه: أن قراءة الأئمة السبعة والعشرة، والثلاثة عشر، وما وراء ذلك بعض الأحرف السبعة مِن غير تعيين ...
قال الإمام أبو العباس أحمد بن عمّار المهدوي:
وأصح ما عليه الحذاق من أهل النظر في معنى ذلك:
أن ما نحن فيه في وقتنا هذا من هذه القراءات هو بعض الأحرف السبعة التي نزل عليها القرآن) [من منجد المقرئين ص181 – 182 باختصار. وانظر كلام المهدوي في مقدمة كتابه شرح الهداية (1/ 5) بتحقيق الدكتور حازم سعيد حيدر.].
وإذا ثبت أن القراءات القرآنية الثابتة هي بعض الأحرف السبعة ثبت أنه أنزلت من عند الله لأنّ الأحرف السبعة أنزلت من عند الله كما نصت على ذلك
الأحاديث الكثيرة الصحيحة في نزول القرآن على سبعة أحرف.
فمن الروايات في ذلك:
1 - روى البخاري ومسلم في صحيحهما عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" أقرأني جبريل على حرف، فراجعته، فلم أزل أستزيد ويزيدني حتى أنتهى إلى سبعة أحرف " [البخاري رقم 3219 و 4991 طبعة بيت الأفكار الدولية ومسلم رقم 819 ط: بيت الأفكار الدولية.].
2 - وروى البخاري ومسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرؤها على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أساوره في الصلاة، فانتظرته حتى سلّم ثم لببته بردائه أو بردائي، فقلت: مَن أقرأك هذه السورة؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت له: كذبت، فو الله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأني هذه السورة التي سمعتك تقرؤها. فانطلقت أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت يا رسول الله: إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرأنيها، وأنت أقرأتني سورة الفرقان، فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرسله يا عمر. اقرأ يا هشام، فقرأ هذه القراءة التي سمعته يقرؤها.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هكذا أنزلت، ثم قال: " اقرأ يا عمر "، فقرأت القراءة التي أقرأني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كذلك أنزلت، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فأقرؤوا ما تيسّر منه " [أخرجه البخاري رقم 4992 وكذلك مسلم رقم 818، ط: بيت الأفكار الدولية.]
(فإذا تأملنا هذه الأحاديث وجدناها تدل بوضوح على أن القراءات كلها من الوحي، وليس للرسول صلى الله عليه وسلم فيها سوى التبليغ) [إتقان البرهان في علوم القرآن (2/ 143 – 144)].
وأما المسلك الثالث لبيان أن مصدر القراءات القرآنية هو الوحي فيتضح مِن خلال أقوال العلماء المعتبرين ومنهم علماء القراءات الذين اجتمعت الأمة على إمامتهم.
(فإذا نظرنا إلى استمداد علم القراءات وجدنا علماء القراءات يقولون إن القراءة سنّة متبعة، لا مجال فيها للاجتهاد أو القياس، حتى ولو كان لقوة وجه في اللغة فالرواية إذا ثبتت عندهم لا يردها قياس عربية ولا فشو لغة. لأن القراءة سنة متبعة يلزم قبولها والمصير إليها).
قال الإمام الشاطبي – رحمه الله -:
وما لقياس في القراءة مدخلُ
فدونك ما فيه الرضا متكفّلاً
[انظر النشر لابن الجزري (1/ 38) ومتن حرز الأماني للشاطبي باب مذاهبهم في القراءات رقم 12، وإتقان البرهان في علوم القرآن (2144)]
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الزجاج في سياق كلام له: (قال أبو إسحاق: ولكنّي لا أعلم أحداً قرأ بها فلا تقرأن بها إلا إن ثبتت رواية صحيحة، قال شيوخنا من أهل العلم: القراءة سنّة متبعة، ولا يرون أن يقرأ أحد بما يجوز في العربية إذا لم تثبت به رواية). [انظر كتابه معاني القرآن (4/ 116) وانظر بيان منهجه في القراءات في كتاب النحو وكتب التفسير للدكتور / إبراهيم عبد الله رفيده (1/ 381 - 382).]
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في سياق كلام له: (وأما قول السائل: ما السبب الذي أوجب الاختلاف بين القراء فيما احتمله خط المصحف؟
فهذه مرجعه إلى النقل واللغة العربية، لتسويغ الشارغ لهم القراءة بذلك كله – إذ ليس لأحد أن يقرأ قراءة بمجرد رأيه – بل القراءة سنة متبعة). [انظر كتاب من فتاوى الأئمة الأعلام حول القرآن ص48، ومجموع الفتاوى لشيخ الإسلام (13/ 389 وما بعدها)].
وقال الإمام بن الجزري – رحمه الله – في مقدمة كتابه النشر (ومن ثم امتنعت القراءة بالقياس المطلق وهو الذي ليس له اصل في القراءة يرجع إليه ولا ركن وثيق في الأداء يعتمد عليه كما روينا عن عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت رضي الله عنهما من الصحابة، وعن ابن المنكدر وعروة ابن الزبير وعمر بن عبد العزيز وعامر الشعبي من التابعين أنهم قالوا: القراءة سنّة يأخذها الآخر عن الأول، فاقرأوا كما تعلمتموه ... ) ا هـ[النشر في القراءات العشر لابن الجزري (1/ 17)].
وقد أطال الإمام ابن الجزري – رحمه الله – تقرير ذلك في كتابه القيّم: منجد المقرئين ومرشد الطالبين، وعقد فيه باباً كاملاً قال فيه: الباب السادس في أن العشرة بعض الأحرف السبعة، وأنها متواترة فرشاً وأصولاً، حال اجتماعهم وافتراقهم، وحلِّ مشاكل ذلك.
وقد ردّ فيه على الذين قالوا بأن هناك وجوه في القراءات ليست متواترة رداً علمياً مفصلاً.
ومما ذكر فيه قول إمام الأصوليين القاضي أبي بكر ابن الطيب الباقلاني في كتاب الانتصار، حيث قال: (جمع ما قرأ به قراء الأمصار مما اشتهر عنهم، واستفاض نقله، ولم يدخل في حكم الشذوذ، بل رآه سائغاً جائزاً
من همزٍ وإدغام ومدٍّ وتشديد وحذفٍ وإمالة أو تركِ كل ذلك، أو شيء منه، أو تقديم أو تأخير، فإنه كله منزّل من عند الله – تعالى -، ومما وقف الرسول صلى الله عليه وسلم على صحته وخيّر بينه وبين غيره،
وصوّب جميع القراء به) [انظر منجد المقرئين ص194، 195].
وذكر أيضاً قول الإمام الحافظ الحجّة أبي عمرٍ الداني في كتابه جامع البيان، حيث قال: (وأئمة القراء لا تعمل في شيء من حروف القرآن على الأفشى في اللغة والأقيس في العربية، بل على الأثبت في الأثر. والأصح في النقل. والرواية إذا ثبتت عنهم لم يردها قياس عربية، ولا فشو لغة؛ لأن القراءة سنة متبعة. يلزم قبولها والمصير إليها) [منجد المقرئين ص203.].
ومما ذكر ابن الجزري – رحمه الله – في باب آخر من كتابه المذكور فتوى للعلاّمة الأصولي: عبد الوهّاب بن السبكي الشافعي، أجاب فيها على سؤال كتبه له ابن الجزري نفسه، فقال السبكي: (الحمد لله، القراءات السبع التي اقتصر عليها الشاطبي، والثلاث التي هي قراءة أبي جعفر، وقراءة يعقوب وقراءة خلف، متواترة معلومة من الدين بالضرورة، وكل حرف انفرد به واحد من العشرة معلوم من الدين بالضرورة أنه منزّل على رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يُكابر في شيء من ذلك إلا جاهل وليس تواتر شيء منها مقصوراً على من قرأ بالروايات، بل هي متواترة عند كل مسلم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، ولو كان مع ذلك عامياً جلفاً لا يحفظ من القرآن حرفاً).
ولهذا تقرير طويل وبرهان عريض لا يسع هذه الورقة شرحه، وحظ كل مسلم وحقه: أن يدين الله تعالى ويحزم نفسه بأن ماذكرناه متواتر معلوم اليقين، لا تتطرق الظنون ولا الارتياب إلى شيء منه، والله أعلم) [منجد المقرئين ص174 - 175]
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد هذا البيان، أقول: (إن المصدر الوحيد للقراءات إنما هو الوحي النازل مِن السماء إلى النبي عليه الصلاة والسلام الذي بلّغه بكل دقة وبكل حركة إلى أصحابه الكرام، فكان يقرئهم إياه كما أنزل كما روى ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرئهم العشر فلا يجاوزونها إلى عشر أخرى حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل، فإذا ما علمهم القرآن، فأتقنوا تلاوته، أحبّ أن يسمعه منهم توثيقاً لما سمعوه عنه.
روى البخاري ومسلم عن ابن مسعود – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اقرأ عليّ القرآن " قلت: " يا رسول الله، أقرأ عليك وعليك أنزل، قال: " إني أحب أن أسمعه من غيري "، فقرأت عليه سورة النساء ... حتى إذا جئت إلى هذه الآية: ? فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً ? (النساء:41) قال: " حسبك الآن " فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان. [البخاري رقم 5050 ومسلم رقم 800، ط: بيت الأفكار الدولية].
إذن فالأمر في تعدد القراءات أمر أخذٍ ونقل من الوحي فلا يجوز لمسلم أن يعزو أيّة قراءة لغير ذلك ... ) [باختصار من كتاب البيان في علوم القرآن إعداد: د: سليمان القرعاوي و د: محمد بن علي الحسين ص151 – 152 وقد جاء في هذا الكتاب ما يستحق الرجوع إليه].
وبقي أن أشير في هذا البحث المختصر إلى أن هناك من خالف هذا الأصل الكبير فادّعى وزعم أن مرجع القراءات ليس هو السماع بل الاجتهاد، وشكك في مصدر القراءات، وأتى بشبه لا ثبات لها أمام برهان الحق الوضح المبين.
ولن أذكر أقوال هؤلاء ومزاعمهم في هذه المسألة العظيمة الشأن الجليلة القدر لأمور:
الأمر الأول: أن الذين يُنسب إليهم القول المخالف لما قررناه في هذا البحث هم – في الغالب – من غير المتخصصين في علم القراءات، وقديماً قالوا: مَن خاض في غير فنّه أتى بالعجائب.
الأمر الثاني: أنه قد أُلفت في الرد عليهم مؤلفات وتصدى للرد على مزاعمهم وإبطال شبهاتهم علماء كثيرون، ومنهم الإمام العلاّمة محمد بن محمد بن محمد بن الجزري – رحمه الله – وخاصة في كتابه: منجد المقرئين. وغيره كثير من المتقدمين والمتأخرين.
الأمر الثالث: أن هذا يحتاج إلى بحث كامل مفصل، وليس هذا مجالاً لذلك.
[ line]
خاتمة البحث
لعله تبين لنا مِن خلال ما سبق من آيات وأحاديث ونقولات عن أهل العلم أن الحق الذي لا يُمارى فيه: أن القراءات سنة متبعة نقلت بالرواية والمشافهة من فيِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم – وهي قرآن لا تنفك عنه، وهي ليست مغايرة له – بل هي ألفاظ متفاوتة نزل بها الروح الأمين من رب العالمين، ليس للرسول صلى الله عليه وسلم ولا لجبريل عليه السلام فيها إلا التبليغ والأداء.
ولم تكن القراءات وليدة خط أو رسم أو عدم شكل وضبط لكتاب الله تعالى، ومَن يقول هذا فهو ضال أو جاهل. وكثير ممّن خالف هذا الأصل العظيم وأدّعى أن مصدر القراءات ليس هو السماع المتلقّي من الوحي – وإنما هو من اجتهاد القراء – هم من الذين لهم مقاصد خبيثة ونوايا سيئة، يريدون الوصول من خلال ما أدّعوه إلى أهداف معروفة لمن نوّر الله بصيرته وأعظمها التشكيك في مصداقية أعظم كتاب عند المسلمين وأصدقه وهو القرآن الكريم.
ولكنهم لم يستطيعوا ذلك ولن يستطيعوه بإذن الله تعالى لان الله قد تكفّل بحفظ كتابه فقال: ? إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ? (الحجر:9).
قال أبو بكر بن مجاهد في كتاب جامع القراءات: (ولم أر أحداً ممن أدركت من القراء وأهل العلم باللغة وأئمة العربية يُرّخصون لأحدٍ في إن يقرأ بحرفٍ لم يقرأ به أحدٌ من الأئمة الماضين، وإن كان جائزاً في العربية، بل رأيتهم يشددون في ذلك وينهون عنه، لئلا يجسر على القول في القرآن أهلُ الزيغ، وينسبون مَن فعله إلى البدعةِ والخروج عن الجماعة ومفارقة أهل القبلة، ومخالفة الأمة) اهـ. [نقلاً عن كتاب: التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن على طريق الإتقان للعلامة طاهر الجزائري ص120.]
وجاء في فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ما نصه: (وما وجد فيه مِن القراءات فهي كلها تنزيل من حكيم حميد، ليس نعددها عن تخريف أو تبديل، ولا لبس في معانيها، ولا تناقض في مقاصدها ولا اضطراب، بل بعضها يصدق بعضها ويبين معناه ...
ومِن ذلك يتبيّن أن: تعدد القراءات كان يوحي من الله لحكمة لا عن تحريف وتبديل، وأنّه لا يترتب عليه أمور شائنة، ولا تناقض أو اضطراب بل معانيها مؤتلفة ومقاصدها متفقة) [الفتوى رقم 1977 نقلاً عن كتاب: من فتاوى الأئمة الأعلام حول القرآن ص191– 193.]
وختاماً أسأل الله – سبحانه وتعالى – أن يجعل ما قلت وما ذكرت في هذا البحث صواباً ولوجهه الكريم خالصاً وأن ينفع به من كتبه وقرأه – إنه سميع مجيب -.
حرر ليلة الجمعة 28/ 5/1425هـ. الساعة الثانية بعد منتصف الليل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[16 Jul 2004, 11:41 ص]ـ
ياله من بحث جميل!
و لكن لي بعض الاستفسارات عن بعض الكلمات ..
قال الزجاج في سياق كلام له: (قال أبو إسحاق: ولكنّي لا أعلم أحداً قرأ بها فلا تقرأن بها إلا إن ثبتت رواية صحيحة، قال شيوخنا من أهل العلم: القراءة سنّة متبعة، ولا يرون أن يقرأ أحد بما يجوز في العربية إذا لم تثبت به رواية). [انظر كتابه معاني القرآن (4/ 116) وانظر بيان منهجه القراءات في كتاب النحو وكتب التفسير للدكتور / إبراهيم عبد الله رفيده (1/ 381 - 382).]
فهل هي منهجه أم منهجية أم منهج؟؟؟
و كذلك ..
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في سياق كلام له: (وأما قول السائل: ما السبب الذي أوجب الاختلاف بين القراء فيما احتمله خط المصحف؟
فهذه مرجعه إلى النقل واللغة العربية، لتسويغ الشارغ لهم القراءة بذلك كله – إذ ليس لأحد أن يقرأ قراءة بمجرد رأيه – بل القراءة سنة متبعة). [انظر كتاب من فتاوى الأئمة الأعلام حول القرآن ص48، ومجموع الفتاوى لشيخ الإسلام (131/ 389 وما بعدها)].
فما هو رقم الجزء و الصفحة بالضبط؟
معذرة لسخافة تعليقاتي و لكني أنوي إعطاء هذا البحث لأحدهم ليستفيد منه.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[16 Jul 2004, 04:37 م]ـ
شكراً لك أخي هشام.
وما سألت عنه من إشكالات سببها أخطاء مطبعية.
وسأصححها إن شاء الله.
فالأول: صوابه: ومنهجه في القراءات. أي منهج الزجاج في تناوله للقراءات في كتابه معاني القرآن.
والثاني: 13/ 389 وما بعدها.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[16 Jul 2004, 06:43 م]ـ
جزاك الله كل خير:)
ـ[المنذر]ــــــــ[17 Jul 2004, 06:23 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل أبو مجاهد .... ولي سؤال حول هذا الموضوع ..
وهو أنك أشرت من خلال حديثك أن هذه القراءات هي بعض الأحرف السبعة التي نزل عليها القرآن .. واستفساري هل هذه القراءات هي من الأحرف السبعة متفرقة، أم أن هذه القراءات هي من الحرف الذي اقتصر عليه عثمان بن عفان رضي لله عنه حينما جمع القرآن في عهده على حرف واحد وأحرق جميع الأحرف .. أي أن الحرف الذي أجمعت الأمة على القراءة به قد تعددت فيه القراءات.
بارك الله بعلمك ..
ـ[المنهوم]ــــــــ[17 Jul 2004, 06:52 م]ـ
بحث رائع جدا
بارك الله فيك يا أخ / ابو مجاهد
ونفع الله بك وبعلمك
وياليت البحوث العلمية تنشر ويستفاد منها
وحبذا لو كان هناك منتدأ خاص بالبحوث العلمية يرجع اليها من شاءها
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[18 Jul 2004, 05:26 ص]ـ
سؤال الأخ المنذر يندرج تحت مسألة كبيرة من مسائل نزول القرآن على سبعة أحرف، وهي: علاقة المصاحف العثمانية بالأحرف السبعة، وقد أشرت إليها في آخر بحثي لهذا الموضوع هنا:مجالس في دراسة بعض موضوعات علوم القرآن (المجلس الرابع: في الأحرف السبعة) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=373)
ولعل ما ذكره الإمام أبو العباس المهدوي في شرح الهداية يعتبر خلاصة جيدة لهذه المسألة، حيث قال:
(وأصح ما عليه الحذاق من أهل النظر في معنى ذلك - إن شاء الله -: أن ما نحن عليه في وقتنا هذا من هذه القراءات هو بعض الحروف السبعة التي نزل عليها القرآن.
وتفسير ذلك: أن الحروف السبعة التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن القرآن أنزل عليها تجري على ضربين:
أحدهما: زيادة كلمة ونقص أخرى، وإبدال كلمة مكان أخرى، وتقدمة كلمة على أخرى، وذلك نحو ما روي عن بعضهم: {ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم في مواسم الحج} [البقرة: 195] ... ورُوي عن بعضهم: {وجاء سكرة الحق بالموت} [ق: 18]، فهذا الضرب وما أشبهه متروك لاتجوز القراءة به، ومن قرأ بشيء منه غير معاند ولا مجادل عليه وجب على الإمام أن يأخذه بالأدب بالضرب والسجن على ما يظهر له من الاجتهاد، فإن قرأ به وجادل عليه ودعا الناس إليه وجب عليه القتل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: {المراء في القرآن كفر} ولإجماع الأمة على اتباع المصحف المرسوم.
والضرب الثاني: ما اختلف فيه القراء من إظهار وإدغام وروم وإشمام وقصر ومدّ، وتخفيف وشدّ، وإبدال حركة بأخرى، وياء بتاء وواو بفاء وما أشبه ذلك من الاختلاف المتقارب، فهذا الضرب هو المستعمل في زماننا هذا، وهو الذي عليه خط مصاحف الأمصار، سوى ما وقع فيه من اختلاف في حروف يسيرة.
فثبت بهذا أن هذه القراءات التي نقرؤها هي بعض من الحروف السبعة التي نزل عليها القرآن استعملت لموافقتها المصحف الذي اجتمعت عليه الأمة، وتُرك ما سواها من الحروف السبعة لمخالفته لمرسوم المصحف، إذ ليس بواجب علينا القراءة بجميع الحروف السبعة التي نزل عليها القرآن، وإذ قد أباح النبي عليه السلام لنا القراءة ببعضها دون بعض لقوله عزوجل: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْءَانِ} [المزمل: 20] فصارت هذه القراءات المستعملة في وقتنا هذا هي التي تيسرت لنا بسبب ما رآه سلف الأمة من جمع الناس على هذا المصحف؛ لقطع ما وقع بين الناس من الاختلاف وتكفير بعضهم لبعض، فهذا أصح ما قال العلماء في معنى هذا الحديث، وما أشبهه من الأحاديث المأثورة عن النبي عليه السلام) ا هـ.
[شرح الهداية للإمام أبي العباس المهدوي 1/ 5 - 7 باختصار يسير.]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[28 Jun 2006, 06:38 ص]ـ
يرفع للفائدة ـ ولإعادة النظر
وهذا فتوى عن نفس الموضوع الذي تناوله هذا البحث:
القرآن الكريم متواتر (أصولاً وفرشاً) من الشبكة الإسلامية. ( http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=21627)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[29 Jun 2006, 07:30 ص]ـ
وهذا موضوع ذو صلة
فرغلي عرباوي: الوحي هو المصدر الوحيد للقراءات والتجويد ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3513&goto=nextnewest)
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[04 Aug 2010, 06:30 م]ـ
يُرفع ليُستفاد منه.
ـ[العز بن محمد التواجني]ــــــــ[10 Aug 2010, 11:06 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، الرحمن، علم القرآن. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيد ولد آدم، النبي العدنان، الذي أرسل نذيرا وبشيرا بالقرآن، وعلى آله الطيبين وأصحابه الغر الميامين، الذين حموا كتاب الله من التلف، بين يديه دونوه، وبعده جمعوه وفي المصاحف قيدوه، فحموا الأمة، بإذن الله حافظ البيان، من الاختلاف. فرضي الله عنهم أجمعين وجزاهم الله عنا خير الجزاء.
أما بعد،
فإن ما قاله الأستاذ الفاضل محمد بن عبدالله بن جابر القحطاني حفظه الله، في بحثه، مشكورا عليه، في بعضه نظر من أوجه عدة، تنبع جلها من خلال خلطه بين القران، وبين القراءات.
فالقرآن هو كلام الله، المنزل من عند رب العالمين عبر الروح الأمين على قلب المصطفى النبي الكريم، وهو الذي تواتر عن الصحابة فنقلوه متواترا في مصاحف عثمان، وحفظوه في صدورهم، وأدوه أداء لتلاميذهم من التابعين. وهو بين أيدينا، ولله الحمد والمنة.
أما القراءات فهي هذه الطرق في أداء القرآن ونطقه وترتيله وتجويده وتخريج أوجه تلاوته. وهي فيها الصحيح، الذي هو جزء من الوحي، وفيها الضعيف الذي أضيف إما قياسا مطلقا أو غير مطلق وإما لضعف في الحفظ.
وهذا الجزء، أي القراءات، هو الذي قسمه الإمام ابن الجزري، رحمه الله تعالى ورضي عنه، في كتابه النشر في القراءات العشر إلى قسمين:
1 - صحيحة هي من الأحرف السبعة التي نزل بها الوحي، فقال رحمه الله: "كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالاً وصح سندها فهي القراءة الصحيحة التي لا يجوز ردها ولا يحل إنكارها بل هي من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن".
2 - ضعيفة أو شاذة أو باطلة بسبب خلل فيها، بسبب سقوط ركن من الأركان الثلاثة السالفة الذكر والتي نظمها في الطيبة بقوله:
فكل ما وافق وجه نحو ... وكان للرسم احتمالا يحوي
وصح إسنادا هو القرآن ... فهذه الثلاثة الأركان.
وقال عن هذا الصنف في النشر: "ومتى اختل ركن من هذه الأركان الثلاثة أطلق عليها ضعيفة أو شاذة أو باطلة سواء كانت عن السبعة أم عمن هو أكبر منهم، هذا هو الصحيح عند أئمة التحقيق من السلف والخلف".
ولقد قام رحمه الله، وكثيرون من أئمة القراءة والدين قبله كابن مجاهد والهذلي والداني والشاطبي وغيرهم جزاهم الله خيرا، بجهد كبير في تصفية القراءات المتداولة والمدونة وتخليصها من الشوائب والشواذ، والنظر في صحة إسنادها، فأخرج لنا ذلك في تحبيره للتيسير للداني، وفي درته المضيئة المحبرة للحرز، ثم في نشره وطيبته.
إلا أن جهود تخليص القراءات مما علق بها من "اجتهادات" أو "وضع" أو ما اصطلح عليه بالقياس، لا تزال تحتاج إلى المزيد، وفقا لنفس منهاج ابن الجزري وغيره من علماء القراءات المعتبرين، لنخلص في الأخير إلى نفس القراءة، أو القراءات، التي أقرأ بها النبي صلى الله عليه وسلم صحابته، وأقرأ بها الأصحاب رضوان الله عليهم التابعين.
وإنه لمن الانكفاء والابتداع والابتعاد على الحق أن ننكر على من يقوم بهذه المهمة الجليلة، منكرين عليه تارة بما ألفنا مما علق بالقراءات عبر الأجيال من شواذ وقياس معسر، وملصقين به تهما عظيمة تارة أخرى كالاستشراق وغيره.
فهذا الجهد في تخليص القراءات وتحقيق أسانيدها، وإبعاد شاذها يجب ألا يتوقف حتى يرث الله تعالى الأرض ومن عليها، ليستخلصوا لنا طرق قراءة الأصحاب، عليهم رضى الرحمن، لكلام الله تعالى سلسلا عذبا سلسبيلا.
وما أشبه هذا العمل الجليل بجهود علماء الحديث رضي الله عنهم في تخريج الأحاديث، فيدرسون أسانيدها، ويمحصون متنها، وينظرون في رجالها جرحا وتعديلا، ليستخلصوا لنا في النهاية كلام الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم نقيا من شوائب القرون وتدليس المدلسين وتلبيس الكذابين والوضاعين.
فأما القرآن فهو متواتر، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأما القراءات وهي الطرق المختلفة لأداء تلاوته ففيها، كما رأينا الباطل الوضوع والشاذ العسير والقياس والشنيع وفيها أيضا الصحيح العذب السلسل. وحكمها حكم الحديث النبوي من حيث حاجتها إلى التخريج والتحرير والتخليص المستمر والنظر في سير القراء، واتصال أسانيد الطرق.
- يتبع –
والسلام عليكم ورحمة الله.(/)
سؤال عن شروح قصائد الشاطبي (حرز الأماني - الرائية)؟
ـ[طالب المعالي]ــــــــ[11 Aug 2004, 05:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله الأخوة في ملتقى أهل التفسير ..... أرجو ممن عنده علم الإجابة عن السؤال التالي:
1 - أريد معرفة شروح الشاطبية , سواء مايتعلق باللامية أوالرائية , مع ذكر هل المؤلف (بالفتح)
مخطوط أم مطبوع , وذكر معلومات عن المحقق , وهل الكتاب موجود في الأسواق , أم هو رسالة جامعية ............. وجزاكم الله خيرا؟؟؟؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Aug 2004, 01:07 ص]ـ
حياكم الله أخي الكريم.
وهذا شيء من الجواب:
من شروح الشاطبية اللامية:
1 - شرح الشاطبية لعبدالرحمن بن القاسم الأزدي التونسي المعروف بابن الحداد (ت625هـ تقريباً) وهو ممن قرأ على الشاطبي. ولعله أول شروحها. وهو مخطوط.
2 - شرح الشاطبية لأبي العباس أحمد بن علي بن محمد بن علي بن شكر القرطبي الأندلسي (ت640هـ تقريباً) المسمى بالمهند القاضبي شرح قصيدة الشاطبي. وهو مخطوط.
3 - شرح الشاطبية لأبي الحسن علي بن محمد بن عبدالصمد السخاوي الشافعي (ت643هـ) المسمى فتح الوصيد في شرح القصيد. وأظنه مطبوعاً، إن لم أكن واهماً!
4 - شرح الشاطبية لمنتجب الدين أبي يوسف بن أبي العز بن رشيد الهمذاني (ت643هـ) المسمى الدرة الفريدة في شرح القصيدة. مخطوط.
5 - شرحها لأبي عبدالله محمد بن الحسن بن محمد بن يوسف الفاسي نزيل حلب (ت 656هـ) المسمى باللآلي الفريدة في شرح القصيدة. مخطوط.
6 - شرحها لأبي عبدالله محمد بن أحمد بن محمد المعروف بشعلة الموصلي (ت656هـ) المسمى كنز المعاني في شرح حرز الأماني. وقد طبعه الاتحاد العام لجماعة القراء بالقاهرة عام 1374هـ.
7 - شرحها لشمس الدين أبي الفتح محمد بن علي بن موسى الأنصاري الدمشقي (ت657هـ) أحد الكبار من أصحاب السخاوي، شرحها شرحاً متوسطاً. مخطوط.
8 - شرحها لعلم الدين قاسم بن أحمد اللورقي (ت661هـ) المسمى بالمفيد في شرح القصيد. مخطوط.
9 - شرحها لأبي شامة عبدالرحمن بن إسماعيل الدمشقي (665هـ) المسمى إبراز المعاني من حرز الأماني. وهو مطبوع مشهور.
10 - شرحها لعماد الدين أبي الحسن علي بن يعقوب بن شجاع بن علي بن إبراهيم الموصلي (ت682هـ). مخطوط.
11 - شرحها لتقي الدين يعقوب بن بدران الجرائدي (ت688هـ) المسمى بحل رموز الشاطبية. مخطوط.
12 - شرحها لأبي الفضائل عباد بن أحمد بن إسماعيل الحسني (كان حياً سنة 704هـ) المسمى كاشف المعاني في شرح حرز الأماني. مخطوط.
13 - شرحها لعلاء الدين علي بن بن أحمد ت 706هـ. مخطوط.
14 - شرحها لأبي الحسن علي بن يوسف بن حريز بن فضل اللخمي المعروف بالشطنوفي (ت713هـ).
15 - شرحها لأبي موسى جعفر بن مكي الموصلي (ت713هـ). مخطوط.
16 - شرحها لأبي عبدالله محمد بن محمد بن داود الصنهاجي المعروف بابن آجروم (ت723هـ) المسمى بفرائد المعاني في شرح حرز الأماني. وقد حقق جزءاً منه الباحث عبدالرحيم النبولسي كرسالة دكتوراه بجامعة أم القرى.
17 - شرحها ليوسف بن بكر المعروف بابن خطيب بيت الآبار ت 725هـ. مخطوط.
18 - شرحها لشهاب الدين أحمد بن محمد جباره المقدسي (728هـ) المسمى بالمفيد في شرح القصيد. مخطوط.
19 - شرحها لبرهان الدين بن أبي إسحاق إبراهيم بن عمر بن إبراهيم بن خليل الجعبري ت 732هـ المسمى بكنز المعاني. وهو مطبوع أو جزء منه بتحقيق أحمد اليزيدي مع دراسة منهجه فيه. وقام كذلك بدرلسة منهجه فيه الأخ عثمان الحميضي في قسم القرآن بالرياض في رسالته للماجستير.
20 - شرحها لأبي محمد عبدالرحمن بن أحمد بن عبدالرحمن بن الدقوقي (ت735هـ) المسمى بالحواشي المفيدة في شرح القصيدة. مخطوط.
وإلى هنا تعبت من الكتابة، وكل ما تقدم منقول من تحقيق الدكتور أيمن سويد لشرح الشاطبية (العقد النضيد في شرح القصيد) للسمين الحلبي، وهو شرح للشاطبية. وقد أوصل الدكتور أيمن سويد شروح الشاطبية المعروفة المؤلف إلى تسعة وخمسين شرحاً (59) والمجهولة المؤلف ثلاثة شروح فمجموعها اثنان وستون شرحاً. وذكر حواشٍ كتبت على الشروح السابقة، والتعليقات. وذلك في الجزء الأول من صفحة 49 إلى 67 فراجعها أخي الحبيب تجد بغيتك وفقك الله.
وأما قصيدته الرائية فلعل أحد الأكارم يتفضل بالجواب إن شاء الله.
ـ[طالب المعالي]ــــــــ[12 Aug 2004, 07:39 م]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخ عبدالرحمن وزادك علما ونفع بك
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Apr 2005, 02:37 م]ـ
هناك كتب طبع حديثاً استوعب فيما أظن ما دار حول الشاطبية (حرز الأماني) من مؤلفات. بعنوان:
زعيم المدرسة الأثرية في القراءات وشيخ قراء المغرب والمشرق
الإمام أبو القاسم الشاطبي
(دراسة عن قصيدته حرز الأماني في القراءات وإشعاعها العلمي، وتعريف بشروحها التي زادت على مائة شرح)
تأليف
د. عبدالهادي عبدالله حميتو
طباعة أضواء السلف في مجلد متوسط عدد صفحاته 262 صفحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مبروك الهاني]ــــــــ[20 Aug 2006, 06:32 م]ـ
بسم الله و بعد إخواني الكرام السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، فيما أعلم من خلال بحثي أن للقصيدة الرائية شرحين مخطوطين أولهما: للإمام الجعبري برهان الدين بن عمر المتوفي 733هـ و سماه (جميلة أرباب المراصد)
والثاني: للإمام ملا علي القاري علي بن سلطان محمد المتوفى 1014هـ سماه (الهبات السنية العلية على أبيات الشاطبية الرائية.
والله أعلم.
أخوكم أبو البراء مبروك الهاني/ طالب بمرحلة الماجستير/ تفسير و علوم القرآن
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[20 Aug 2006, 10:21 م]ـ
شرحُ السخاوي (فتح الوصيد) طُبع العام السابق في أربعة مجلدات، بتحقيق مولاي الإدريسي المغربي. وهي رسالة دكتوراة.
وشرحُ الفاسي (اللآلي الفريدة في شرح القصيدة) طبع هذا العام في ثلاثة مجلدات، بتحقيق الشيخ: عبدالرازق موسى.
ومن شروح الرائية: (الوسيلة في شرح العقيلة) للسخاوي طبع في مجلد واحد كبير، بتحقيق مولاي الإدريسي، وهي رسالة ماجستير.
والكتب الثلاثة السابقة من إصدارات مكتبة الرشد.
ومن شروح الرائية المطبوعة أيضا: (تلخيص الفوائد وتقريب المتباعد في شرح عقيلة أتراب القصائد) لابن القاصح. طبع عام 1368هـ بمراجعة الشيخ: عبدالفتاح القاضي.
وإذا أردت الاطلاع على شُروح الرائية فعليك بمراجعة مقدمة تحقيق شرح السخاوي على العقيلة لمولاي الإدريسي.
وبالنسبة لشرح الملا علي القاري فقد حقق رسالة علمية في جامعة أم القرى بتحقيق الأخ: عبدالرحمن السديس.
ـ[الجكني]ــــــــ[20 Aug 2006, 10:29 م]ـ
ومن شروح الرائية:"القول الوجيزفي فواصل الكتاب العزيز:للشيخ أبي عيد المخللاتي،حققه شيخنا الشيخ:عبد الرازق علي إبراهيم موسى،وطبعته مطابع الرشيد بالمدينة المنورة (ط 1 (1412)
ومن شروحها أيضاً شرح الشيخ:عبد الفتاح القاضي رحمه الله:"بشير اليسر شرح ناظمة الزهر (مطبوع)
ـ[نورة]ــــــــ[25 Oct 2006, 02:22 ص]ـ
بالنسبة لشروح العقيلة
فأنقل ماجاء في كتاب الدكتور عبد الهادي حميتو
وقد عني العلماء إلى جانب روايتها والنظم على منوالها بوضع الشروح عليها لتقريب مسائلها، فمن شروحها المعروفة التي وقفت عليها أو على ذكرها:
1 - شرح العلامة علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت 643)، وهو من رواتها عن ناظمها، وشرحه بعنوان "الوسيلة إلى كشف العقيلة" او "الوسيلة إلى شرح العقيلة" كما ذكره ابن الجزري وعامة من ترجموا له ()، وهو في مجلد متوسط، ونسخه الخطية متوافرة في خزائن، المشرق والمغرب (). وبلغني انه طبع اخيرا محققا ولم أقف عليه بعد.
وأول الشرح قوله: "الحمد لله الذي أبدأ المنن وأعادها، وأسبغ النعم وأفادها، ... وبعد فإن الله جعل الكتابة من اجل صنائع البشر وأعلاها ...
وآخره قوله: "وقال علي بن الجهم:
"لم يضحك الورد إلا حين أعجبه حسن الرياض وصوت الطائر الغرد"
وهذا كثير في الشعر، والله سبحانه وتعالى أعلم".
وقد اعتمد هذا الشرح عامة شراح العقيلة منذ ظهوره، ومن أقدم من اعتمده من المغاربة أبو عبد الله الخراز صاحب "مورد الظمآن (ت 718)، وقد أشار شارح قصيدته "مورد الظمآن" أبو محمد بن أجطا إليه في أول شرحه حيث ذكر كتاب "المقنع" لأبي عمرو الداني وقال: "سمعت الناظم رحمه الله مرارا يقول انهما مقنعان لأبي عمرو ـ رحمه الله ـ أحدهما أعظم جرما من الآخر، وأظن هذا الذي في أيدي الناس هو الكبير ... وكان رحمه الله يذكر لنا ذلك ويقوله في مواضع من "العقيلة" في وقت إقرائه ـ رحمه الله ـ لأن أبا الحسن السخاوي ـ رحمه الله ـ يقول في عدد من أبياتها: "هذا من زيادة العقيلة على ما في المقنع"، وهو في المقنع مذكور، فكان يعتذر للسخاوي بذلك ويقول: لعله لم يطالع إلا المقنع الصغير" ().
2 - شرح العقيلة للشيخ أبي بكر بن عبد الغني اللبيب المعروف بـ"الدرة الصقيلة في شرح أبيات العقيلة"
يعتبر هذا الشرح من أهم شروحها المعروفة إن لم يكن أهمها، كما يعتبر أوسعها مادة وأوفرها نقولا عن المصادر وعلى الأخص المصادر المغربية المفقودة، وقد وقفت على عدد وافر من نسخه في الخزائن العامة والخاصة ().
(يُتْبَعُ)
(/)
ومؤلفه الشيخ أبو بكر بن أبي محمد عبد الغني الشهير باللبيب ()، وهو "من أبناء تونس وبها قرأ على جماعة، منهم الحاج يوسف القادسي الأندلسي، والشيخ أبو محمد اللقي، وبرع في العربية وعلوم القرآن".
قال مؤلف كتاب العمر بعد أن ذكر ما تقدم: "لم نقف على ترجمته، وإنما استفدنا شيئا من أخباره في نفس تأليفه الآتي ـ يعني الدرة الصقيلة ـ نعلم أنه سافر إلى مصر والشام، وتعرف بأعيان من العلماء، حكى عن نفسه قال: دخلت في جامع بني امية بدمشق موضعا يقال له "مسجد علي بن أبي طالب فرأيت فيه مصحفا بخط كوفي يقال إنه بخط يد علي رضي الله عنه، والذي يظهر لي أنه كان يعيش في آخر القرن الثامن إلى أوائل التاسع" ().
قلت: ما ذكره كاتب الترجمة كله مستفاد من كتابه "الدرة الصقيلة"، وقد رأيته اغفل إشارة مهمة فيه ذكرها اللبيب تساعد على تحديد زمن حياته، فقد قال في معرض الحديث عن حذف بعض الألفات من الرسم عند ذكر حذف "وله المنشآت": "ورأيت في تلمسان عند شيخي أبي عبد الله بن خميس ـ رحمه الله ـ كتاب الدر النظيم في رسم حروف القرآن العظيم ... وذكر رسم "يحيى من حيي عن بينة" الخ.
فهذا القول يفيدنا أنه درس غالبا أيضا بتلمسان، كما يفيدنا انه قرأ على هذا الشيخ، ونستفيد مما جاء في ترجمة الشيخ المذكور وهو أبو عبد الله محمد بن عمر بن محمد الحجري الرعيني التلمساني (625ـ708) () ومن قوله عنه ـ"رحمه الله"ـ انه كتب شرحه بعد وفاة هذا الشيخ، ولما كان قد كتبه وهو ـ كما سيأتي ـ شيخ كبير، فالراجح أنه كتبه حول سنة 720 أو بعدها، ونستفيد أيضا من اعتماد أبي محمد بن أجطا عليه في بعض النقول ـ أعني في بيان عدد كتب أبي عمرو الداني فيما نقلناه عنه آنفا في ترجمته ـ على أنه عند فراغ ابن أجطا من كتابه سنة 744 كان كتابه من الشهرة بحيث وصل إليه وكان من مصادره ().
ويزكي هذا كما يزيد في بيان المدة التي يمكن أن يكون قد فرغ فيها من تأليفه ما جاء في إحدى نسخه الخطية المحفوظة بدار الكتب الوطنية بتونس" () وفي ديباجتها ما يلي "الدرة الصقيلة في شرح أبيات العقيلة تأليف الأستاذ المقرئ المقدس المرحوم أبي بكر بن أبي محمد عبد الغني"، وتاريخ نسخها السابع من شوال المبارك عام 736 ().
فقوله في الديباجة "المقدس المرحوم" وتاريخ نسخه المذكور يدلان على ان مؤلفه كان في هذا التاريخ قد مات رحمه الله.
ولعل شرحه هذا هو ثاني شرح كتب على العقيلة بعد شرح السخاوي عليها ـ كما سيذكره ـ وهذا تعريف موجز به حسب إحدى نسخه الخطية التي وفقت عليها في خزانة خاصة () وقد كتب عليها العنوان هكذا: "الدرة الصقيلة في إثبات شرح العقيلة" تأليف الشيخ المقرئ الضابط المتقن أبي بكر بن الشيخ المرحوم أبي محمد عبد الغني المشتهر باللبيب ـ رحمة الله عليه ـ ورضوانه لديه:
"الحمد لله العظيم السلطان، العميم الإحسان، الواسع الغفران ... أما بعد فإن جملة من الطلبة نبضت إلى حفظ العقيلة عروقهم، واومضت إلى تفهم معانيها بروقهم، سألوني شرح مشكلها، وفتح مقفلها، فاعتذرت لهم بقصر باعي، وجمود طباعي، فأرهقوني من أمري عسرا، ولم يوسعوني في شرحها عذرا فأنشدتهم بيتي أبي الحسن القابسي ـ رحمه الله ـ ():
لعمر أبيك ما نسب المعلى
ولكن البلاد إذا اقشعرت إلى كرم وفي الدنيا كريم
وصوح نبتها رعي الهشيم
ثم قلت لهم ـ: "قد شرحها الفقيه علم الدين السخاوي ـ رحمه الله ـ وكان قد قرأها على ناظمها الشيخ أبي القاسم الشاطبي، وسمعها منه مرارا، وليس الخبر كالعيان، مع أن السخاوي ـ رحمه الله ـ كان حافظا، فأين أنا منه؟:
وابن اللبون إذا ما لز في قرن لم يستطع صولة البزل القناعيس ().
ثم إني ضربت صفحا عن رغبتهم، وأعرضت دهرا عن طلبتهم، مخافة مما قال بعض الحكماء: "من ألف فقد استهدف ... ثم انتقل إلى ذكر مصادره فقال:
"واعلم أني طالعت على هذا الشرح ثلاثين تأليفا، منها عشرة في الرسم: المقنع والمحكم والتحبير لأبي عمرو الداني، والتبيين لأبي داود، والمحبر لابن أشته وكتاب علم المصاحف له وبعض هجاء السنة للغازي بن قيس الأندلسي، والدر المنظوم في معرفة المرسوم لعطاء بن يسار الأندلسي () ودرة اللاقط لحكم الناقط ()، وسبل المعارف في رسم المصاحف لأبي محمد عبد الله بن سهل ().
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن كتب اللغة إصلاح المنطق، والألفاظ كلاهما ليعقوب بن السكيت ... وساق باقي المصادر في اللغة والتاريخ وأصول الاعتقاد، ثم عقد فصلا لذكر فضل الخط والكتابة تطرق منه إلى الحديث عن رسم المصحف الكريم وخصوصياته والمؤلفات فيه، ثم أخذ في شرح معاني الأبيات معززا لكلامه غالبا بالنقول عن المصادر المذكورة للغازي بن قيس وحكم بن عمران الناقط وأبي محمد بن سهل وأبي داود وابن أشته وغيرهم، وهي نقول كثيرة في الاستدلال لرسوم المصحف وتعليل أوضاعه الخطية لا نجدها في كتاب غيره، بل إنه ينقل عن بعض الكتب التي لم يذكرها ضمن مصادره العشرة في الرسم، ومنها "كتاب الدر النظيم في رسم حروف القرآن العظيم" ولم يذكر مؤلفه، وكتاب اللطائف في رسم المصاحف وقد نسبه نقلا عن أبي عمر الطلمنكي إلى عطاء بن يسار، ومنها كتاب الرد والانتصار لأبي عمر الطلمنكي المذكور وقد تقدم في ترجمته.
وقد استفدت من نقوله تلك كثيرا في هذه الدراسة، وما أحوجه إلى من ينفض عنه الغبار بتحقيقه وإخراجه للناس.
3 - شرح أبي عبد الله محمد بن القفال الشاطبي تلميذ السخاوي:
ذكره صاحب كشف الظنون له دون مزيد من المعلومات ().
4 - شرح العقيلة لأبي إسحاق التجيبي: انفرد بذكره الشيخ حسين بن علي بن طلحة الشوشاوي في كتابه حلة الأعيان على عمدة البيان للخراز عند ذكر مواضع الحركات من الحروف فقال في وضع الضمة: " وأما القول بجعلها فوق الحرف فهو شاذ ذكره أبو عمرو في المحكم، وذكره أيضا أبو إسحاق التجيبي في شرح العقيلة ونسبه إلى المبرد (حلة الاعيان: لوحة 21).
5 - شرح أبي عبد الله محمد بن محمد بن إبراهيم الخراز الشريشي نزيل فاس وصاحب "مورد الظمآن" (ت 718) ذكره له ابن عاشر في فتح المنان مستدركا له على أبي محمد بن أجطا في شرحه على المورد قال وقد رأيت لبعض الشيوخ النقل عنه، لكن لم أعثر عليه ().
وذكره له مسعود جموع السجلماسي في مقدمة "المنهاج" ().
وقد نقل عنه الإمام ابن غازي في جواب له ذكره أبو عبد الله بن مجبر من تلاميذه في "الطرر على مورد الظمآن" عند ذكر حذف الألف من "وله المنشاأت" في سورة الرحمن فقال: "وقد كتبنا لشيخنا أبي عبد الله بن غازي في ذلك وأجاب بقوله: "اتفقت المصاحف على كتبه بألف واحدة، وقد نص أبو عبد الله الحراز في شرحه للعقيلة وكذا الجعبري في شرحها أيضا على احتمال كون الألف الموجودة صورة الهمزة، زاد الخراز، وتلحق ألف الجمع بالحمراء بعد حذفها على قاعدة الجمع واحتمال كونها ألف الجمع وحذفت صورة الهمزة" ().
6 - شرح أبي العباس أحمد بن محمد بن عبد الولي بن جبارة المقدسي (ت 728)
ذكره له الذهبي () والسيوطي () والقسطلاني () وحاجي خليفة () والبغدادي () وقال ابن الجزري: "وشرح القصيدتين اللامية والرائية ولكنه للرائية أحسن، وكلاهما حسن مفيد، ولكنه أكثر من الاحتمالات البعيدة" ().
7 - شرح العلامة المقرئ الإمام أبي إسحاق إبراهيم بن عمر بن إبراهيم الجعبري (ت 732)
وهو من شروحها المشهورة، وقد تنوعت أسماؤه في المصادر والفهارس تنوعا يوهم أنه كتب على العقيلة شروحا متعددة، فقد اشتهر في كثير من نسخه الخطية باسم "جميلة أرباب المراصد في شرح عقيلة أتراب القصائد"، وورد في بعضها "خميلة" بالخاء ()، وورد في بعضها باسم "تغريد الجميلة لمنادمة العقيلة" ()، وذكره ابن جابر الوادي آشي في برنامجه باسم "الأبحاث الجميلة في شرح العقيلة ـ قال ـ: وتسمى أيضا "جميلة أرباب المراصد، في شرح عقيلة أتراب القصائد" ().
وبالخزانة الحسنية نسخة منه باسم "الابحاث الجميلة في شرح العقيلة" ().
وأوله قوله: " الحمد لله الذي ألهمنا وضع الكلام دليلا على معاني الخطاب، وأرشدنا إلى جعل الكتابة وسيلة إلى حفظه في بطون أوراق الكتاب، تذكرة يرجع إليها، وذخيرة يعول عليها، فصارت صناعة الخطب فضيلة يشرف لها العالمون ... وبعد فلما يسر الله تعالى إكمال "كنز المعاني في شرح حرز الاماني" مختصر "التيسير" وكنت أجملت فيه مسائل من الرسم إحالة لتفصيلها إلى تكميل تحصيلها، شفعت وترة التوحيد () وآنست ربعه الفريد، بكتاب "جميلة أرباب المراصد" ...
وكان فراغ المؤلف من تأليفه كما ذكر في ربيع الأول سنة 700.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد دخل هذا الشرح المغرب والاندلس وعني العلماء بروايته، فدخل به الإمام أبو عبد الله بن جابر الوادي آشي مع "كنز المعاني" قال: "وكلاهما من تأليف شيخنا رضي الدين الجعبري، أجاز لي الأول منها معينا، وناولني الثاني في أصله" ().
وأسنده الإمام المنتوري في فهرسته قراءة على الراوية أبي زكرياء يحيى بن أحمد بن السراج وأجازني جميعه، وحدثه به عن الشيخ الحاج الحافظ أبي عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الحفيد السجلماسي () عن الشيخ المسند الرحلة عفيف الدين أبي محمد عبد الله بن محمد المصري عنه" ().
8 - شرح ثان لأبي إسحاق الجعبري سماه لنفسه في أول "كنز المعاني" باسم "النزهة في شرح العقيلة"
وهو قصيدة رائية في وزن العقيلة ورويها شرحها بها، وقد نقل عنها في الكنز قوله:
"وفي الخبر المأثور أنزل ذكرنا
فقيل معان والصحيح بأنها
ويحتمل المرسوم مع عربية على سبع أحرف فكل شفا يرى
لغات فما فيها التواتر مفترى
فمنها وفي الفرض اقرأنه حبر ()
9 - شرح العقيلة لأحمد بن محمد بن أبي بكر بن محمد الشيرازي الكارزوني، قال في كشف الظنون:
"شرحها شرحا مختصرا بين فيه الاعراب واللغات، أخذه من شرح السخاوي وغيره، أوله: الحمد لله الذي خلق الإنسان ... الخ. أتمه في يوم الخميس الثاني عشر من شهر محرم سنة 768 بشيراز" ().
10 - شرح العقيلة لأبي البقاء علي بن عثمان العذري المعروف بابن القاصح واسمه "تلخيص الفوائد، وتقريب المتباعد في شرح عقيلة أتراب القصائد" لابن القاصح (ت 801).
هو من شروحها الواسعة الانتشار، وقد طبع بمصر سنة 1949 ()، وأوله قوله:
"الحمد لله حمدا كثيرا ينجي من عذابه، والصلاة والسلام على النبي محمد وآله وأصحابه ... أما بعد فإن القصيدة الرائية التي نظمها الإمام أبو محمد القاسم بن فيره بن خلف بن أحمد الشاطبي ـ رحمه الله تعالى ـ في معرفة رسم المصاحف، قد سألني بعض أصحابي أن أشرح ألفاظها من غير تطويل كما شرحت القصيدة اللامية المعنونة "حرز الاماني" ()، فأجبت سؤاله، وآثرت الاختصار على كثرة النقول والتكرار، ولم أتعرض للخلاف الواقع في القراءات فإن له كتبا تختص به، وليس المراد من هذه القصيدة إلا معرفة الرسوم .. " ().
وقال في آخر هذا الشرح: "قال مؤلفه ـ رحمه الله ـ أبو البقاء علي بن عثمان بن محمد بن احمد بن القاصح: فرغت من شرحها بعد عصر الجمعة التاسع من شهر الله المحرم سنة 791هـ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".
11 - شرح عقيلة الأتراب لأبي بكر محمد بن محمد بن وضاح اللخمي الاندلسي الشقري (ت 634هـ)
وسيأتي مزيد من التعريف بمؤلفه في أصحاب الشاطبي عن قريب، وكان حق شرحه هذا أن يذكر عقب شرح أبي الحسن السخاوي أو قبله، لأنهما معا ممن أخذ القصيدة عن ناظمها، والذي دعا إلى تأخيره أني لم أقف عليه قبل أن أهيئ هذا البحث للطبع، مما جعلني أدرجه هنا في اواخر هذه القائمة من شروح العقيلة، ولم أقف على من ذكر لابن وضاح شرحا على العقيلة، إلا أني وقفت على ذكره منسوبا إليه في مصورة عن خزانة الشيخ المقرئ عبد العزيز القاري بالمدينة المنورة حفظه الله ().
12 - شرح العقيلة لمحمد بن عمر بن حسين زين الدين الكردي (ت 628)
ومؤلفه من أصحاب الشاطبي ـ كما سيأتي عن قريب ـ، ولم يذكر له ابن الجزري شرحا على العقيلة، إلا أني وقفت في مصورة عن مخطوطة خزانة الشيخ عبد العزيز القاري المذكور على نسخة من هذا الشرح مصورة عن أصل.
13 - شرح العقيلة المسمى بـ"الكشف"، ذكره حاجي خليفة ولم يسم مؤلفه أو يذكر مزيدا من التعريف به ().
14 - شرح العقيلة للملا نور الدين علي بن سلطان محمد الهروي القاري (ت 1014هـ)، ويسمى بـ"الهبات السنيه العلية، على أبيات الشاطبية الرائية في الرسم"، ذكره في كشف الظنون ()، ويوجد مخطوطا ().
15 - شرح العقيلة لمحمد بن عبد الرحمن الخليجي الإسكندري وكيل مشيخة المقارئ والإقراء بها
ذكره الشيح المقرئ عبد الفتاح المرصفي المصري في كتابه "هداية القاري" قال: "مؤلفه علم أزهري حصل على شهادة الاهلية من الازهر سنة 1906م، ودرس القراءات على الشيخ عبد العزيز كحيل، ثم قال: "من تآليفه "شرح عقلية أتراب القصائد" مخطوط" ().
16 - شرح العقيلة للعلامة الروسي المسلم موسى جار الله رستوفندوني (ت 1368هـ ـ1949م)
ذكره له بعض الباحثين العراقيين، وقال: "ابتدأ شرحها، ويظهر أنه لم يتمه" ().
17 - تحقيقات على شرح العقيلة للعلامة ابن القاصح للشيخ عبد الفتاح السيد عجمي المرصفي
ذكره مؤلفه نفسه في كتابه "هداية القاري إلى تجويد كلام الباري" عند ذكر قائمة مؤلفاته ().
18 - 19 - شرحان وقفت عليهما لا ذكر لمؤلفهما، أحدهما مسجل بخزانة ابن يوسف بمراكش تحت رقم 554، ووقفت على ثانيهما في مجموع يشتمل على شرح لتحفة المنافع للفخار وشرح للدرة الجليلة له وكلاهما لسعيد بن سليمان السملالي الكرامي السوسي (ت 882)، فالراجح أن يكون الشرح من تأليفه أيضا ().
فهذه شروح "عقيلة الأتراب" أولا الشاطبية الصغرى" إحدى مفاخر الإمام الشاطبي رحمه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجكني]ــــــــ[25 Oct 2006, 02:58 ص]ـ
جزيت خيراً أختي الكريمة على هذا الجهد،وبارك الله فيك0
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 May 2007, 11:04 م]ـ
جزاك الله خيراً اختي الكريمة نورة على هذا الجواب والإفادة.
لفت نظري القول:
... ولم يوسعوني في شرحها عذرا فأنشدتهم بيتي أبي الحسن القابسي ـ رحمه الله ـ ():
لعمر أبيك ما نسب المعلى = إلى كرم وفي الدنيا كريم
ولكن البلاد إذا اقشعرت = وصوَّح نبتها رعي الهشيم
.
والمشهور أن هذين البيتين لعلي بن الجهم، أو لدعبل بن علي الخزاعي وهما متقدمان على القابسي بدهور، والبيتان في ديواني الشاعرين، وهما من الأبيات السائرة البديعة.
ولدي سؤال:
هل يوجد لدى أحد منكم كتاب:
- فتح الوصيد للسخاوي.
- الوافي شرح الشاطبية للقاضي
على هيئة الكترونية Word أو PDF ؟
ـ[تاج الروح]ــــــــ[15 May 2007, 12:59 ص]ـ
ولدي سؤال:
هل يوجد لدى أحد منكم كتاب:
- فتح الوصيد للسخاوي.
- الوافي شرح الشاطبية للقاضي
على هيئة الكترونية Word أو PDF ؟
تفضل بارك الله بيك ..
الوافي في شرح الشاطبية للقاضي:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7288
http://www.archive.org/details/alwafishtbiah
http://www.kabah.info/uploaders/Alwafy.rar
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 May 2007, 05:03 ص]ـ
جزاك الله خيراً.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[15 May 2007, 07:53 ص]ـ
جزاك الله خيراً اختي الكريمة نورة على هذا الجواب والإفادة.
لفت نظري القول:
والمشهور أن هذين البيتين لعلي بن الجهم، أو لدعبل بن علي الخزاعي وهما متقدمان على القابسي بدهور، والبيتان في ديواني الشاعرين، وهما من الأبيات السائرة البديعة.
بارك الله فيكم يا شيخ.
وردت هذه الأبيات في " معجم الأدباء " في ترجمة: أحمد بن أبي طاهر ... منسوبة لدعبل الخزاعي، وقيل: لأبي عليّ البصير (الفضل بن جعفر الكوفيّ) (1/ 283)
وقد مرّ علي نسبتهما لأبي عليّ في مصادر أخرى ... والله أعلم.
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[08 Dec 2007, 12:35 ص]ـ
شرح العلامة المقرئ الإمام أبي إسحاق إبراهيم بن عمر بن إبراهيم الجعبري (ت 732)
وهو من شروحها المشهورة، وقد تنوعت أسماؤه في المصادر والفهارس تنوعا يوهم أنه كتب على العقيلة شروحا متعددة، فقد اشتهر في كثير من نسخه الخطية باسم "جميلة أرباب المراصد في شرح عقيلة أتراب القصائد"، وورد في بعضها "خميلة" بالخاء ()، وورد في بعضها باسم "تغريد الجميلة لمنادمة العقيلة" ()، وذكره ابن جابر الوادي آشي في برنامجه باسم "الأبحاث الجميلة في شرح العقيلة ـ قال ـ: وتسمى أيضا "جميلة أرباب المراصد، في شرح عقيلة أتراب القصائد" ().
وبالخزانة الحسنية نسخة منه باسم "الابحاث الجميلة في شرح العقيلة" ().
الأخت نورة جزاك الله خيراً على هذه المشاركة الجميلة، أما مايخص تغريد الجميلة لمنادم العقيلة فهي ليست للامام الجعبري، وإنما هي لمؤلف مجهول أختصر فيها شرح الجعبري على القصيدة الرائية، ومنها نسخة خطية في مكتبة الأزهر الشريف وفيها (وبعد فلما كان النظم المسمى بالعقيلة من أجل ما ألف في علم الرسم وأفضل وكان عليه شرح الجعبري المسمى بالجميلة من أحسن شروحها وأعدل هجن في نفسي في نفسي أن الخصه في تعليق سهل المرام لكل قاصر مثلي عريق وأن اضيف اليه مازيد من اضافته ورنجا مخالفته ظنا مني أن ذلك موافق لاسلوب الناظم وسميته تغريد الجميلة لملازمة العقيلة ... )
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[27 Dec 2007, 12:06 ص]ـ
هناك كتب طبع حديثاً استوعب فيما أظن ما دار حول الشاطبية (حرز الأماني) من مؤلفات. بعنوان:
زعيم المدرسة الأثرية في القراءات وشيخ قراء المغرب والمشرق
الإمام أبو القاسم الشاطبي
(دراسة عن قصيدته حرز الأماني في القراءات وإشعاعها العلمي، وتعريف بشروحها التي زادت على مائة شرح)
تأليف
د. عبدالهادي عبدالله حميتو
طباعة أضواء السلف في مجلد متوسط عدد صفحاته 262 صفحة.
وهو مستل من كتابه الموسوعة:
(قراءة الإمام نافع عند المغاربة من رواية أبي سعيد ورش، مقوماتها البنائية ومدارسها الأدائية إلى نهاية القرن العاشر الهجري).
العدد الرابع عشر: معالم الاتجاه الأثري في عهد الوحدة بين الأقطار المغربية من خلال مدرسة الإمام الشاطبي، وأثره في "ترسيم" الطراز المغربي في القراءة والرسم حسب اختيارات الحافظ أبي عمرو الداني.
ـ[وائل صنبع]ــــــــ[01 Jan 2008, 10:03 م]ـ
الحمد لله وبعد،
هناك شرح لم أره كتب مع جميل ماذكر هو شرح ابن القاصح المسمى سراج القارئ المبتدي وتذكرة المقرئ المنتهي وهو من علماء القرن السادس والكتاب مطبوع
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[27 Jul 2008, 12:52 م]ـ
سؤالي للمشرف الكريم ولعامّة الإخوة الأفاضل:
أوَ لا تزال الشروح التي ذكرها المشرف في أول إجابةٍ على ما هي عليه من حيثُ التحقيق العلمي , أوالبقاءُ مخطوطةً , وحينئذٍ بإمكان الدارسين القيامُ بالعمل على تحقيق ما لم يحقق منها خصوصاً الشروح التي لطبقة تلاميذه ومن بعدهم ممن قرب عصرهم من عصر الشاطبي رحم الله الجميع .. ؟(/)
شروح لطيبة النشر
ـ[محب القراءات]ــــــــ[15 Sep 2004, 10:47 ص]ـ
الأخوة الفضلاء في هذا المنتدى المبارك:
هل هناك شروح للطيبة مطبوعة , غير شرح ابن الناظم والنويري ومختصر النويري للقمحاوي؟
أفيدونا وجزاكم الله خيرا
ـ[القحطاني]ــــــــ[17 Sep 2004, 02:09 م]ـ
هناك شرح للشيخ الدكتور محمد سالم محيسن اسمه (الهادي شرح طيبة النشر في القراءات العشر والكشف عن علل القراءات وتوجيهها) في ثلاث مجلدات نشرته دار الجيل ببيروت عام (1417)
ـ[محب القراءات]ــــــــ[12 Oct 2010, 12:07 ص]ـ
سألت هذا السؤال قبل ست سنوات تقريباً .. !!
وقد طبع كذلك من شروح الطيبة غير ما ذكر, كتاب شيخنا د/ إيهاب فكري: (تقريب الطيبة) , وكنت قد عَرَّفت به حين صدوره في المشاركة التالية:
صدر حديثا (تقريب الطيبة) لفضيلة الشيخ د. إيهاب فكري , المقرئ بالمسجد النبوي ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=11411&highlight=%CA%DE%D1%ED%C8+%C7%E1%D8%ED%C8%C9)
فهل طُبعت شروح أخرى خلال هذه الفترة؟
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[12 Oct 2010, 03:28 ص]ـ
جزاك الله خيراً فضيلة الدكتور العزيز.
لم أعثر على شيء طبع غير ما ذُكر، وأرجو أن يُطبع قريباً شرحا الترمسي والسمنودي المنير.
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[12 Oct 2010, 09:35 ص]ـ
انتظروا قريباً شرح الطيبة للضباع
وهو من النوادر(/)
سؤال هل هناك شرح علي منظومة المفيد في علم التجويد لامام الطيبي
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[18 Oct 2004, 08:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل هناك اي شرح علي هذه منظومة؟
ـ[خادمة القرآن]ــــــــ[14 Apr 2007, 03:00 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
الذي أذكره أن تلميذ الناظم قد شرحها وهو الشيخ أحمد بن المرزنات، لكن لا علم عندي باسم كتابه.
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[25 Aug 2007, 09:37 م]ـ
بارك الله فيكم
اتمني لو تخبرنا المصدر
وهل الكتاب مطبوع بارك الله فيكم
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[19 Sep 2007, 10:21 م]ـ
ذكر حاجي خليفة في كشف الظنون (2/ 1777) شرحاً لنظم الطيبي بعنوان: نزهة المريد في حل ألفاظ المفيد أوله: (الحمد لله الذي انزل القرآن ... الخ) إلا أنه ما ذكر اسم الشارح.
ـ[سامي السلمان]ــــــــ[19 Sep 2007, 11:35 م]ـ
هاتفني بعض الأخوة من مدينة جدة قبل فترة أن الدكتورة رحاب شققي لها شرح مكتوب على المنظومة معد للطباعة.
ـ[أبوعامر]ــــــــ[21 Sep 2007, 06:55 ص]ـ
في كشف الظنون:
المفيد في علم التجويد
أرجوزة
للشيخ شهاب الدين: أحمد (2/ 1778) بن محمد بن أحمد بن المرزنات الصالحي الحنبلي المري ابن الطيبي الشافعي الدمشقي
المتوفى: سنة 979
أوله:
قال الفقير احمد بن الطبيبي ... أحمد يرجو رحمة المجيب
وشرحه:
بعضهم
وسماه: (نزهة المريد في حل ألفاظ المفيد)
أوله: (الحمد لله الذي أنزل القرآن. . . الخ)
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[07 Sep 2008, 12:06 ص]ـ
جزاكم الله خيرا احبتي
في الله
فائدة
قد قام الشيخ أيمن وشرحها علي اشرطة صوتية
الدورة العلمية الثامنة - جامع المغفرة
http://www.sharjahevents.com/muntada/sound.php?catid=92(/)
سؤال في القراءات
ـ[ابن إبراهيم]ــــــــ[13 Nov 2004, 11:12 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
هل هناك كتاب شامل في أصول القراءات , وهل من توجيهات لطالب علم القراءات المبتدئ , وهل التخصص في الجامعات - كالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة مثلاً - وسيلة ناجحة لإتقان علم القراءات أصولاً وفرشاً , وجزاكم الله خيراً.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[13 Nov 2004, 03:47 م]ـ
عليكم بكتاب الإضاءة في أصول القراءة للشيخ الضباع.
وقد أنزل الفقير ثلاثة أرباعه هنا في المنتدى يسر الله إتمامه
أما بالنسبة لأنجح طريقة لأخذ القراءات فهي أن ييسر الله لك كبداية شيخا متقنا للقراءت ويفضل أن يكون شابا نشيطا لديه متسع من الوقت
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[15 Nov 2004, 05:07 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
يحتاج التخصص في القراءات إلى أمرين 1 - الدراسة 2 - عرض القراءات.
وإذا ما استوعب الطالب دراسة متن كالشاطبية بشرحها، و حفظ قواعد أصول كل قارئ من الشاطبية وهو السهل، وإلا فهناك كتاب في السوق بعنوان المأمول في أصول الشاطبية، يجمع هذا القواعد بشكل مستقل يسهل حفظه.
ثم يأخذ الطالب بعدها فى عرضالقران الكريم بالقراءات رواية رواية قراءة على الشيخ من متن الشاطبية وشروحه ليجمع بعد ذلك كل رواية على انفراد، أو مايراه الشيخ مناسبا للطالب وموهبته من جمعها بالسبع.
والله المستعان في كل مايراد من الأمور ويرام.
ـ[ابن إبراهيم]ــــــــ[18 Nov 2004, 08:59 م]ـ
جزاكم الله خيراً على تجاوبكم ولكن ما زالت هناك بعض الأسئلة:
- هل التخصص في القراءات وسيلةٌ لإتقانها وهل هذا معمولٌ به في الجامعة الإسلامية , وحبذا لو أُعطى معلومات يسيرة عن قسم القراءات بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة (عدد الطلاب , مقدار حفظ متن الشاطبية , المتون التي يحفظها الطالب في سنوات الجامعة الأربعة , شروط القبول في قسم القراءات , طلاب مدارس تحفيظ القرآن الكريم هل هناك معاملة خاصة تجاههم , المدرسون , مواد الدراسة في القراءات).
- في كتاب (المبسوط في القراءات العشر للأصبهاني) وجدت إختلافاً بينه وبين كتب القراءات الأخرى حيث لم يذكر بعض القراءات التي ذكرتها كتب القراءات الأخرى مع أنه في نفس القراء هل هناك إختلاف بمعنى أن بعض الكتب بمضمن الشاطبية وأخرى بغيرها , وما تقييم هذا الكتاب.
- أريد نبذةً يسيرة عن كتاب (غيث النفع في القراءات السبع) للصفاقسي.
وجزاكم الله خير الجزاء.
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[21 Nov 2004, 11:23 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فقد طرح الأخ الكريم جملة من الأسئلة،متعلقة بتخصص القراءات، وبمؤسسة علمية أنتسب لها،وهي عن مزايا التخصص، وطلب معلومة عن قسم القراءات، وعن كتاب المبسوط لابن مهران، ونبذة عن غيث النفع والجواب كالتالي:
س1 - هل التخصص في القراءات وسيلة لإتقانها؟ وهل هذا معمول به في الجامعة الإسلامية؟
ج 1 - الدراسة النظرية وسيلة لطلب التخصص والتأهل بأدواته ولايعني أن من التحق بها قد صار متقنا، ولكن الكثيرين هم الذين نجحوا في إتقان التخصص بعد أن نجحوا في هضم موادها وحفظ مقرراتها، بالمتابعة مع مدرسي المادة والالتصاق بهم خارج قاعات الدرس، وهذا ماعهدته معمولا به في الجامعة الإسلامية ولازال حيث ينقسم الفصل الواحد إلى مجموعتين أو ثلاث في كل مجموعة (25) تقريبا، يحفظ الطالب خلالها جميع الشاطبية والدرة مقسمة على السنوات الأربع،بالإضافة لحفظه لمتن الرسم والضبط،وعد الآي.
وبخصوص القبول في قسم القراءات يمكن مطالعة موقع الجامعة على الانترنت لمعرفتها، وأما من رغب من طلاب مدارس تحفيظ القرآن الكريم الالتحاق بها فلا بد له من اجتياز المقابلة واكتمال الشروط،وبحسب المفاضلة. والله أعلم.
س2 - حبذا لو أعطي معلومات يسيرة عن قسم القراءات بالجامعة الإسلامية بالمدينة؟
ج2: توجد إجابة لهذا في موقع الجامعة على الانترنت،
وأزيد أخي السائل معلومة أن القسم تأسس مع الكلية عام 94هـ و يقوم بمهمته في نشر علم القراءات جنبا إلى جنب مع قسم التفسير بالكلية.
وقسم القراءات قسم كبير هدفه العناية بكتاب الله حفظا، وتأهيل القراء لاستيعاب القراءات المتواترةعرضا وتوجيها، ومعرفة رسم المصحف وضبطه وعد آياته، مع الإلمام بالعلوم المساعدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وللقسم أيضا مهام كالتدريس لمتن الشاطبية وشروحه، ومتن الدرة وشروحه، وتوجيه القراءات ورسم القرآن الكريم وضبطه وعد آي القرآن الكريم.
وللقسم مهام أخرى كإعداد المناهج الدراسية في التخصص،ومن ضمن أعماله برامج المرحلتين الماجستير والد كتوراة، وقام بتخريج عدد كبير من الملتحقين يهما من داخل الجامعة وخارجها ومن جنسيات مختلفة.
يعتبر القسم من أقدم الأقسام العلمية في المملكة وأكثرها خبرة،في التخصص حيث وكلت له مهام جليلة أبرزها تشكيل لجنة من ضمن أعضاءه لتصحيح وطبع مصحف المدينة النبوية، ولازال للقسم علاقة استشارية في التخصص بالمجمع،ومن أبرز علماءه الشيخ العلامة عبد الفتاح القاضي رحمه الله الذي عمل رئيسا لقسم القراءات منذ افتتاحه، وقد تميزت فترة رئاسته بإعداد المناهج للقسم وتكثيف الدروس في القراءات وعلومها ونشرها تأليفا وإقراء من أبرز ما خرج في تلك الفترة مؤلفات الشيخ في القراءات ورده على المستشرقين، تلا ذلك قيام العلامة الدكتور محمود سيبويه رحمه الله برئاسة القسم وقد تميزت فترته باستكمال طبع المصحف، وتسجيل برنامج دروس من القرآن الكريم الذي أقيم بمسجد الجامعة وأذاعت أجزاء منه إذاعة القرآن الكريم بالمملكة. وكذلك مجلة كلية القرآن الكريم وغيرها، تلا ذلك قيام الأستاذ الدكتور محمد سيدي الأمين برئاسة القسم وقد أنجزت في فترته مهام عديدة أبرزها إعداد مناهج متكاملة للدراسات العليا، وإخراج بحوث منشورة متخصصة في القراءات، وغير ذلك
وقد أنتج القسم رسائل كثيرة منها كموضوعات في الدكتوراه مثلا (الانفرادات عند علماء القراءات جمع ودراسة)، والداني وجهوده في القراءات، و القراءات الشاذة وأثرها في التفسير والأحكام. وغير ذلك من الرسائل المحققة التي فيها علم كثير.
س4 - في كتاب المبسوط ... وجدت اختلافا بينه وبين كتب القراءات الأخرى، حيث لم يذكر بعض القراءات التي ذكرتها كتب القراءات الأخرى .. هل هناك اختلاف بمعنى أن بعض الكتب بمضمن الشاطبية وأخرى بغيرها وما تقييم هذا الكتاب؟
ج4 - ما ذكره السائل هو جملة من الأسئلة وهو قارئ جيد لكتب القراءات وشديد الملاحظة أيضا والجواب على إشكاله أن كتب القراءات مرت بمرحلة تدوين تدريجية كان الاعتماد فيها على الشيوخ وليس النقل ولذا فسبب الاختلاف هوالنقل عن الشيوخ ومن ثم التأليف في ذلك بحسب ماأقرأه به شيخه،
وتعتبر أهم مراحل التدوين هي عصر ابن مجاهد مسبع السبعة، وابن مهران الذي ألف في العصر نفسه في العشرة، ويليه عصر الداني الذي ألف التيسير في السبع متقنا شاملا لما قرأبه مما تواتر ونظمه الشاطبي اعترافا منه بأهمية هذا الكتاب وقيمته، وفي عصر ابن الجزري أراد أن يجمع سبعة ابن مجاهد وغيرها مما حصله خلال قراءته على شيوخه وطالعه نصا في كتب القراءات التي تحت يديه. فكان مقياسه أن يأخذ بما ثبت نصا أي في كتاب من كتب القراءات وآداء أي قرأ به علي شيوخه مسندا، فكانت الحصيلة ألا يقرأ إلا بما في التيسير للداني ونظمه الشاطبية وشروحها، والنشر لابن الجزري ونظمه الطيبة وشروحها والدرة لابن الجزري في الثلاث المكملة للسبع وشروحها. وعليه فكتاب المبسوط يعد مرجعا قديما في القراءات العشر وقد نقل منه الجزري ماكان تحت مقياسه الذي وضعه،وقد كفانا مؤونة تصحيح مالم يذكر في الكتب القديمة من القراءات العشر المتواترة اليوم.
وقد قمت في رسالتي الدكتوراة التي بعنوان الانفرادات،باستخراج روايات كثيرة من كتب القراءات العشر والسبع لايقرأ بها وهي منسوبة للقراء العشرة وحكمت عليها، بالشذوذ تارة والانفراد تارة أي أن توافق أو تخالف المتواتر نسبة أو حكما،أو هي على سبيل الخطأ والغلط. وهذه فوارق واضحة لمابينها وبين ماهو في الكتب المعتمدة التي يقرأ بها والله أعلم.
س 5: أريد نبذة يسيرة عن كتاب غيث النفع للصفا قسي:
ج:5 طبع هذا الكتاب طبعتين غير محققتين أحداهما بحاشية سراج القارئ والأخرى مستقلة من منشورات دار الكتب العلمية بيروت،
والكتاب يحتوي على مقدمة هامة بين فيها المؤلف مصطلح الكتاب ثم أخذ في سرد القراءات من أول الاستعاذة إلى سورة الناس،صفحات الكتاب (330)،
تحدث المؤلف في المقدمة عن فوائد في القراءات ونهجه في تأليف كتابه، و لطائف وألغاز ومصطلح الكتاب.
من ذلك فضيلة القراءات وشروطها، وأخطاء يقع فيها القراء،
ومن منهجه: بيان القراءات السبع على ماذكره الشاطبي على طريقة المحققين كابن الجزري،
ومن الفوائد التي ذكرها وتشتد الحاجة لمعرفتها كتواتر القراءات ومعنى الأحرف السبعة، والحكمة منها وعلاقتها بالقراءات العشر، وحكم الشاذ،وشروط القارئ والمقرئ وآدابهما، وكيفية إفراد القراءات وجمعها والطريقة الصحيحة لكل من أراد أن يقرأ بالقراءات، و معرفة الخلاف الواجب والجائز والفرق بين القراءات والروايات والطرق.
ومن منهجه أيضا أن يتعرض في الكتاب لفرش السور مرتبا على السور والآيات فلا يترك حكما فرشيا (أي غير مطرد) إلا ما تكرر كثيرا، وأما الأصول (أي المطردة) فيذكر المهم وما يحتاج إلى تحقيق فلا يترك منه شيئا، وأما المتكرر المعلوم فلا يطول فيه غالبا، ويذكر حكم كل ربع بانفراده،بذكر ءاخر كلمة منه مع ذكر حكم الوقف عليها وبيان هل هي من الفواصل أم لا؟ ثم تعيين أوائل الأحزاب والأنصاف والأرباع باعتبار المتفق عليه أو المشهور وبعد الفراغ من الربع يذكر الممال بضم كل نظير إلى نظيره ثم المد غم ثم ياءات الإضافة والزوائد ومرسوم الخط ثم العدد. والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن إبراهيم]ــــــــ[25 Nov 2004, 07:19 م]ـ
1 - بخصوص التطبيق - تطبيق القراءات أصولاً وفرشاً- كيف يكون من الحفظ أم نظرياً من المصحف.
2 - هل يشترط حفظ القرآن الكريم كاملا للتخصص في القراءات.
3 - أريد اسماء لكتب القراءات العشر بمضمن الشاطبية والدرة.
4 - ما هي مؤهلات خريج قسم القراءات بعد تخرجه من الجامعة.
5 - ما مقدار حفظ الشاطبية يوميا في سنوات الدراسة.
وأخيراً أرحو منكم الدعاء لي بالتوفيق في البلوغ لما أصبوا إليه وتوفيقي إلى الهدى والسداد وأخشى أن أكون قد أثقلت وأكثرت من الأسئلة ولكن المعذرة فهذا الموقع المبارك إن شاء الله هو المتنفس الوحيد أثابكم الله ووفقكم وهداكم إلى الصراط المستقيم.
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[29 Nov 2004, 09:38 م]ـ
س1: - تطبيق القراءات أصولاً وفرشاً- كيف يكون من الحفظ أم نظرياً من المصحف؟ جـ 1:تراعى في التطبيق أي العرض معلومات الطالب الأولية فيطبق من المصحف أولا،وبالطريقة الشامية أي بأن يشرع بقراءة من قدمه حتى ينتهي إلى وقف،ثم يعود إلى القارئ الذي بعده، على ذلك الوقف ثم يعود وهكذا حتى يفرغ.وميزتها أنهاأشد استحضارا بالنسبة للطالب، وأما بالنسبة لمن أفرد ختمة لعدد من الرواة فيناسبه طريقة ابن الجزري بمزاياها التي تجعلها أوفر حظا من غيرها والله أعلم، ملاحظة: قد يقرأ الطالب من المصحف للمتابعة ونيل الأجر والضبط وهذا في الدرس، وأما عند الشيخ فمن حفظه وقد نظم بعضهم هذا بقوله:
فالماهر الذي إذا ماوقفا يبدا بوجه من عليه وقفا،
يعطف أقربا فاقربا مستوعبا مختصرا مرتبا،
س: 2 هل يشترط حفظ القرآن الكريم كاملا للتخصص في القراءات؟ جـ2: نعم، ويتجاوز لطلبة دول الأقليات الإسلامية ممن يرغب بشرط أن يلتزم إكمال حفظ كامل القرآن خلال السنة الأولى من دراسته.
س3: أريد أسماء لكتب القراءات العشر بمضمن الشاطبية والدرة؟
ج3 - يفضل للمبتدئ في أثناء دراسة القراءات أولا متن الشاطبية مع شرح مدرسي ككتاب الوافي للشيخ عبد الفتاح القاضي، وهو مطبوع ومتداول،ويفضل للدرة متنها مع شرحها الإيضاح للشيخ عبد الفتاح القاضي أيضا، وفي عرض القراءات كتاب البدور الزاهرة للشيخ عبد الفتاح القاضي أيضا، أو العرض من كتاب مصحف القراءات العشر المتواترة وهو مطبوع.
س4:ما هي مؤهلات خريج قسم القراءات بعد تخرجه من الجامعة؟ جـ4: تمنحه الكلية درجة الليسانس في القرآن الكريم والدراسات الإسلامية.
س5:- ما مقدار حفظ الشاطبية يوميا في سنوات الدراسة؟
جـ5:قد ينظر الطالب في نفسه فيحفظ ماشاء الله أن يحفظ، أو أن يحفظ يوميا معدل 5أبيات، و يخصص يوما في الأسبوع لمراجعتها ويومين في الشهر للمراجعة الشاملة.
وأخيراً: أرجو من الله أن يوفقني وإياك للعمل الصالح والإخلاص فيه والسير على نهج السلف الصالحين.وأن يقبل منا القول و العمل إنه سميع مجيب.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[30 Sep 2006, 01:19 ص]ـ
وقد قمت في رسالتي الدكتوراة التي بعنوان الانفرادات،باستخراج روايات كثيرة من كتب القراءات العشر والسبع لايقرأ بها وهي منسوبة للقراء العشرة وحكمت عليها، بالشذوذ تارة والانفراد تارة أي أن توافق أو تخالف المتواتر نسبة أو حكما،أو هي على سبيل الخطأ والغلط. وهذه فوارق واضحة لمابينها وبين ماهو في الكتب المعتمدة التي يقرأ بها والله أعلم.
.
ملخص تعريف الرسالة:
قسم الباحث رسالته إلى تمهيد، وثلاثة فصول، وخاتمة.
التمهيد: التعريف بعلم القراءات، أهميتها، أركان القراءة الصحيحة، أنواع القراءات، الفرق بين القراءات والروايات والطرق والخلاف الواجب والجائز.
الفصل الأوّل: تعريف الانفرادات، وتحته خمسة مباحث: تعريف الانفرادات، نشأتها وتطورها، ضابطها وفائدها، أقسامها وأمثلتها، الحكم عليها.
الفصل الثاني: دراسة الانفرادات وأسانيدها، وفيه ثلاثة مباحث: مدخل للدراسة، التعريف بأسانيد القراءات والروايات المنفردة وقرائها ورواتها، التعريف ببعض العلماء الذين أكثروا من ذكرها في مصنفاتهم.
الفصل الثالث: دراسة الانفرادات في بعض كتب القراءات من القرن الرابع وحتى الثامن، وفيه قسمان: 1/قسم الأصول. 2/قسم الفرش, وقد ضمنها الانفرادات في الكتب الخمسة التالية: 1 - كتاب السبعة، لابن مجاهد. 2 - كتاب المستنير في القراءات، لابن سوار. 3 - كتاب المصباح في القراءات العشر، لأبي الكرم الشهرزوري. 4 - كتاب التقريب والبيان في معرفة شواذ القرآن، للصفراوي. 5 - بستان الهداة في القراءات الثلاث عشرة، لابن الجندي.
ثم ختم الباحث رسالته بذكر أهم النتائج الَّتي توصل إليها، ومنها: اهتمام علماء القراءات بالضبط والقراءة والتوجيه، والتنبيه على الشاذ من غيره، أن الشذوذ عند علماء القراءات يقصد به أمران: (1) ما جاء منسوباً للعشرة بالسند الصحيح (أي دون التواتر). (2) ويطلق على ما لم يصح سنده. جواز الاحتجاج بالقراءات الشاذة في اللغة العربية وغيرها. وهي أهم مصدر في معرفة لهجات العرب.
وهذا الكتاب اهتم بجمع الانفرادات عن القراء العشرة المشهورين، وهي قراءة الرواة عن القراء العشرة بما يخالف المشهور عنهم، والله أعلم؛ كأن يأتي راوٍ ويقرأ عن عاصم خلاف ما قرأه حفص وشعبة، وخلاف قراءة القراء غيره، والله أعلم. فجمع الباحث هذه الانفرادات من الكتب الخمسة السابقة.
http://www.iu.edu.sa/Arabic/daleel/rasail/Browse/quran/qirat/Munakash/Doctor/2.Htm
الأهم هو هل طبع هذا الكتاب القيم
أقصد "الانفرادات عند علماء القراءات"(/)
علم التجويد وعلم الأصوات الحديث
ـ[أحمد حسنين]ــــــــ[22 Nov 2004, 06:07 م]ـ
في خطوة متطورة لدراسة علم الأصوات والدراسات اللغوية بإخضاعها للمعمليات ودراستها بوساطة الحاسوب؛ وصولاً لنتائج يقينية، نوقشت بكلية الآداب جامعة عين شمس في مصر رسالة ماجستير بعنوان "فونولوجيا القرآن: دراسة لأحكام
التجويد في ضوء علم الأصوات الحديث" للباحث المصري: أحمد راغب أحمد، وحصل عليها بتقدير ممتاز. وقد أخذ عيِّنة من صوت الشيخ محمود خليل الحصري، وقاسها بأدوات معملية حاسوبية، وبالإحصاءات تبين له صدق القدماء في وصفهم للأصوات، ونتائج أخرى خالف فيها القدماء طبقًا للأدوات الحاسوبية التي تناولها. وقد توصل الباحث إلى عدة نتائج قيمة منها على سبيل المثال أن المدى الزمني للغنة، لا يقاس بحركتين فقط كما يقول أصحاب علم التجويد، وإنما يزيد أحيانا كثيرة عن هذه المدة، كما أنه متوقف على سرعة أداء القارئ التي يسير عليها، وأن هناك فروقا فردية لها عامل كبير في اختلاف المدى الزمني للغنة.
أسباب
وعن أسباب اختيار الموضوع قال الباحث: إن من أهم أسباب اختيار الموضوع كسر الحاجز المفتعل بين الدراسات النظرية والتطبيقية، وافتقار البحث العلمي إلى دراسة تجمع بين الإحصاء والوصف الحاسوبي والفيزيائي في هذا الموضوع، ومساعدة الباحثين في علم اللسانيات الحاسوبية. وقد جاءت الدراسة في قسمين: الأول: الجانب التنظيري للدراسات الأَكُوستِيَّة (السمعية)، الذي تناوله من خلال بابين: الأول: أَكُوستِيَّة (الجانب السمعي) اللغة، والثاني: الدراسات الصوتية عند علماء العربية. أما القسم الثاني: أحكام التجويد دراسة تطبيقية، فقد تناوله من خلال بابين: الأول: الأحكام المفردة، والثاني: الأحكام التركيبية. وبرغم أن الدراسة ركزت على صوت قارئ واحد وهو الحصري، وأيضًا لم تتعمق في كثير من الجوانب إلا أن الباحث أضاف إضافة ذات قيمة، وأوضح لنا جوانب يمكن أن يشارك فيها العلم المعملي بإسهامات طيبة في هذا المجال. وقد رأس لجنة المناقشة الأستاذ الدكتور: سعيد حسن بحيري، أستاذ ورئيس قسم اللغة العربية بكلية الألسن ـ جامعة عين شمس، والسيدة الدكتورة سلوى حماده أستاذة الاتصالات والإلكترونيات بالمركز القومي للبحوث. وقد تناول الإشراف على الرسالة الأستاذ الدكتور محمد الدسوقي الزغبي أستاذ الدراسات اللغوية بآداب عين شمس، والأستاذ الدكتور محسن عبد الرازق رشوان أستاذ الاتصالات والإلكترونيات بهندسة القاهرة. وقال د. الزغبي ـ معلقًا على الرسالة وفي إشارة إلى محاولات استخدام الحاسوب في دراسة علم اللغة ـ: "أنا أحلم أن يكون هناك أطلس لهجي لجمهورية مصر العربية، فألمانيا فعلت ذلك، وأخضعوا ذلك لعلم الهندسة، فهل يمكن أن نحلم بأن يكون هناك أطلس لغوي، أظن أن هذا سوف يكون فيه فائدة عظيمة، وآمل أن يسلك الكثير من الباحثين في اللغة سبيل هذا الطالب، هذا منهج أجدى من كثير من المناهج الأخرى". وقد حضر هذه المناقشة الأستاذ الدكتور عبد الصبور شاهين أستاذ علم اللغة بدار العلوم الذي أشاد بهذه الرسالة، وحضرت أيضًا الدكتورة وفاء كامل أستاذة علم اللغة بآداب القاهرة
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[23 Nov 2004, 06:39 ص]ـ
أولاً: أهلاً بك أخي أحمد في هذا الملتقى.
ثانيًا: إن مثل هذه الدراسة التجديدية في علم التجويد المرتبط ارتباطًا وثيقًا بعلم الأصوات من الدراسات الماتعة التي لابدَّ أن تُخرج شيئًا جديدًا يرتبط بالصوتيات كما كتبها علماؤنا الأقدمون.
ومن المهم النظر في هذا الموضوع إلى أمور:
الأول: هل النتائج التي يتوصل إليها الباحثون في مجال إخضاع قراءة القراء أو وصف العلماء لقضايا التجويد = يكون فيها تأثير جوهريٌّ على الأداء، أم إن المسألة ترجع إلى مجرد الاصطلاح؟
الثاني: إن مما لا يخفى أن العلماء الأقدمون لم يكن عندهم من أدوات العصر الحديث ما يمكنهم من تحديد المخرج والصفة والمقدار الزمني لأداء الحروف المتحركة والساكنة والمشددة، ومع ذلك، فقد أظهر الباحثون المعاصرون الذين أجروا دراسات على علم التجويد من خلال علم الأصوات الحديث دقَّة ما توصل إليه علماؤنا بطريقتهم الحدسية في معرفة هذه القضايا.
الثالث: إن الباحث الذي يسلك هذا الطريق المعاصر عليه أن يتوخَّى الحذر، وأن لا يستعجل في نقض أمر من الأمور التي نصَّ عليها علماء التجويد أو اتفقوا عليها، خصوصًا إذا لم يكن للاختلاف معهم ثمرة تذكر.
الرابع: إنَّ تقدير الحركات أمر اجتهاديٌّ، وقد سبق بيان ذلك عبر بحث في هذا الملتقى، لذا فالاختلاف في هذا الموضوع ضمن الحركات التي نصَّ عليها علماء التجويد لا ضير فيه، لكنه لا يكون ملزمًا، ويُبطل ما سواه.
وأخيرًا، فإن الملاحظ على بعض من كتب في علم التجويد ووازنه بعلم الأصوات الحديث = أنه يُخضِع علم التجويد لهذا العلم بمصطلحات الغربية، وبطريقة دراستهم للأصوات، وتراه يتجرَّأ على تخطئة علمائنا، بل قد ترى من بعضهم اعتزازًا بما أوتوا من العلم، فيتبجَّح به في ردِّه على أسلافنا، وذلك ليس من أسلوب طلبة العلم الذين دأبهم الأدب مع أسلافهم، واحترام علمهم، ولو خالفوهم في مسألة من المسائل.
وإني لأرجو أن تخرج دراسات مؤصَّلة لهذا العلم تكشف شيئًا من خباياه، وتُظهر مدى أهميته، فلا زلت ـ إلى اليوم ـ أرى إعراضًا عن تحصيل علم التجويد، كما أرى نوعًا من الجمود في طريقة تدريسه، حتى صار ـ برتابته ـ مملاًّ.
ومن العجيب أن بعض الدارسين لغير لغة العرب حينما يدرسونها يتعلمون كيفية نطق حُروفها، والفرق بين الحرف وشبيهه، ويُعدُّ هذا أصلاً في تعلم نطق تلك اللغة.
أما نحن، فنرى بعض قومنا يُعدُّ تدريس المخارج والصفات تكلُّفًا، وتشدُّقًا، وذلك أمرٌ عجيب، فهل ياترى يحسب هؤلاء أن السليقة العربية لا زالت باقية في المنطق، ولم يصبها الخلل؟!
إن الدعوة إلى تحسين النطق ليست من التكلف في شيء، وإن كانت بعض الممارسات عند بعض المعلِّمين تكلُّف، فإنها لا تقضي على أصل المسألة، والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Nov 2004, 03:59 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم على هذا الخبر، وبارك الله فيك يا أبا عبدالملك على هذا التعقيب.
وإني لأستغرب من أساتذة التجويد الذين عرفتهم، فلم أر واحداً منهم يأخذ طلابه إلى معامل الصوتيات فيطبق معهم عملياً اختبارات مخارج الحروف، وصفاتها، وموازنة ذلك بما سطره علماء التجويد، في حين يُجلبُ لطلاب مادة الصوتيات في معاهد اللغات المعامل والأجهزة، وكأن أخذ اللغة الانجليزية بتجويد حروفها فرض لازم لا ينجح من لا يجيده ويفهمه من الطلاب، وأما مخارج الحروف العربية ولا سيما في القرآن الكريم فهي من التنطع والتكلف، بل وحتى أساتذة مادة فقه اللغة في كلية اللغة العربية لا أعرف من يطبق مع طلابه صوتيات العربية أسوة بالانجليزية مع أن المعمل الخاص بالصوتيات في الكلية نفسها، مما يدل على أن هذه الفكرة مستبعدة تماماً عند أساتذة التجويد وفقه اللغة العربية، ورحم الله حافظ عندما قال:
أَرى لِرِجالِ الغَربِ عِزّاً وَمَنعَةً = وَكَم عَزَّ أَقوامٌ بِعِزِّ لُغاتِ!
وإني لأرجو الله سبحانه وتعالى أن يوفق القائمين على هذا الأمر بأن ينظروا للأمر بجد، وأن يسيروا فيه على هدى، فقد رأيت جرأة في الكليات على ساعات القرآن حيث انتقصت من مناهجها بحجة عدم جدواها، وما ذلك إلا لتقصير أساتذة القرآن في إثبات أهميتها، وإظهار فائدتها، بدل هذا الواقع المؤلم الذي نلمسه في مستوى طلاب الكليات المتخصصة، فلا تكاد تجد من يجيد التلاوة إلا الواحد بعد الواحد، ويستغربون ممن ينكر عليهم ذلك، والوقت الضئيل لهذه المادة لا يكفي لتدريب الطلاب على إتقان التجويد، فضاع الأمر، وتخرج الطلبة كمدرسين للقرآن وهم لا يحسنون التجويد، وهكذا يسري الخلل حتى يعم، ويدرس علم التجويد، في وقت لا تنقصنا فيه القدرة على نشره وغرسه في أفواه الطلاب كما يحاول الآخرون تلقينهم اللغة الانجليزية ولمَّا يجيدوا العربية.(/)
إشكال في التجويد، المرجو الإفادة
ـ[أبو سليمان البدراني]ــــــــ[08 Feb 2005, 09:57 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
قال الجمزروى - رحمه الله -
واحذر لدى واو وفا إن تختفي لقربها والإتحاد فاعرف
يعني الميم
السؤال - حفظكم الله - أن خطأ كثيرين في الفاء بعد الميم واضح، فهو يحتاج إلى تحرس، لكن ما وجه التحذير بالنسبة للواو؟ فإن لا أرى أحد في منطقتنا من يخفي، حتى من العوام
المرجو من المشايخ الفضلاء الإفادة، و حفظكم الله.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[08 Feb 2005, 11:43 م]ـ
أخي الكريم أبا سليمان
إشكالك في محلِّه، ولقد رجعت إلى بعض مدونات التجويد، فلم أظفر بنقد لكون الإخفاء قد يقع ـ خطأً ـ عند التقاء الميم الساكنة للواو، بل إن تطبيق الإخفاء صعبٌ لغاية، وتأمل نطق أموال، فإنك لا تستطيع النطق بالإخفاء، وإنما يقع الخطأ في مثل هذه الكلمة فيقلقلة حرف الميم الساكن، وهي ليست من حروف القلقلة، ولا يبعد أن يكون هذا التعليل للواو لإرادة التنبيه على أن الاتحاد في المخرج غير موجب للإدغام، إذ من المعلوم أن من موجبات الإدغام الاتحاد في المخرج، ولعل بعض المشايخ الذين لهم باع في التجويد والقراءات يفيدنا بهذا.
ويظهر لي أن الذي دعا إلى التنبيه على هذين الحرفين كونهما من حروف الشفتين، وحروف الشفتين: الميم والواو والباء والفاء، والأحرف الثلاثة تتفق في خروجها من الشفتين بإطباقٍ في الميم والباء، وانفتاح في الواو، أما الفاء، فتخرج بإلصاق رؤوس الثنايا العليا ببطن الشفة السفلى.
فالميم والباء والواو متحدات في المخرج، والاتحاد في المخرج من موجبات الإدغام، ومع ذلك لم يقع في هذا المخرج إدغام بين هذه الحروف، سوى إدغام التماثل في الميم مع الميم.
أما الميم مع الباء، ففيها مذهبان معروفان: الإخفاء ـ وعليه العمل اليوم ـ، والإظهار، ولا يعمل به أحد اليوم، والله أعلم.
ولو تأمَّلت حركة الشفتين عند الميم والباء لوجدت سهولة وتناسب حكم الإخفاء، فكلا الشفتين مطبقتان عند النطق.
أما الواو، فيظهر اختلافها عنهما بوجود الانفتاح في الشفتين عند النطق بالواو، وذلك الذي دعا إلى الإظهار ـ والله أعلم ـ لعدم التمكن من الإدغام أو الإخفاء.
أما الفاء، فلها شيء من التناسب في طريقة النطق مع الميم، فقد يقع الإخفاء من القاء، فيخفي الميم عند الفاء، وهي ليست كذلك كما نبَّه عليه ابن الجزري في منظومته بقوله:
واحذر لدى وواو فا أن تختفي.
ولئن كنت خرجت عن مقصودك، فإني أستبيحك العذر، وأقول: لا زال إشكالك قائمًا في عدم إمكانية وقوع الخطأ في وجه الإخفاء المحذَّر منه، والله الموفق.
من باب الفائدة:
لو تُتُبِّع هذا التحذير في كتب المتقدمين على ابن الجزري (ت: 833) ليُرى هل نبَّه أحد منهم على هذا، أم إنه من زيادات ابن الجوزي، ثم تبعه عليها المتأخرون بعده؟
فمكي (ت: 437) عندما تحدث عن حرف الميم أشار إلى الخوف من الإدغام في الواو، فقال: " وإذا سكنت الميم، وجب أن يُتحفظ بإظهارها ساكنة عند لقائها باءً أو فاءً أو واواً ... لا بد من بيان الميم الساكنة في هذا كله ساكنة من غير أن يحدث فيها سيء من حركة، وإنما ذلك خوف الإخفاء والإدغام لقرب مخرج الميم من مخرجهن؛ لأنهن كلهن يخرجن من ما بين الشفتين، غير أن الفاء تخرج من باطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العلى ... " الرعاية لتجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة (ص: 232 ـ 233).
وأما عصرية الداني (ت: 444)، فقال: " ذكر الميم، وهو حرف أغن مجهور، فإذا التقى بمثله أدغم لا غير، وإن التقى بالفاء أو الواو أُنعم بيانه للغنة التي فيه، إذ كان اإدغام يذهبها، فيختل بذلك ... " التحديد في الاتقان والتجويد (ص: 167).
ـ[أحمد الحذيفي]ــــــــ[09 Feb 2005, 12:12 ص]ـ
قال الشيخ العلامة علي الضباع في شرحه لتحفة الأطفال الموسوم بـ (منحة ذي الجلال) ص:72: (( ..... (لقربها) من: الفاء (والاتحادِ) بالجر عطفاً على قربها أي: ولاتحادها مع الواو مخرجاً فيُظن أنها تُخفى عندها كما تُخفى عند الباء ........... وعبّر أولاً بالقُرب وثانياً بالاتحاد؛ لأن الميم والواو من الشفتين، والفاء من بطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العليا)).
ـ[أبو سليمان البدراني]ــــــــ[09 Feb 2005, 01:33 م]ـ
أشكر فضيلة الشيخ مساعد على تفضله بالإفادة شكر الله له
ثم أنا سعيد جدا بالإستطرادات المفيدة
ـ[أبو سليمان البدراني]ــــــــ[29 Apr 2007, 06:15 م]ـ
هل من مزيد إفادة، بعد هذه المدة؟
ـ[عاصي الهوى]ــــــــ[06 May 2007, 02:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اذكر ان هذا الاشكال مر علي وجاء في نفسي ماتفضلت به
وهو نادر وشاذ
والشاذ لاحكم له ولا يعتد به
فابتلاني الله بطالب اخفى عند الواو
لعلي استحضر المثال في وقت اخر
فاسال الله ان يبتليك بطالب يخفي حتى يزول مالديك كما زال مالدي
كماأسأله تعالى أن يعم بالبلوى شيخنا الفاضل الدكتور مساعد ليسمع بأذنيه
وجزاكم الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أنمار]ــــــــ[06 May 2007, 04:39 م]ـ
لو تأملت نطق الميم المخفاة عن الباء بإطباق الشفتين والغنة كما عليه الجمهور، لظهر لك وجه ذكر الفاء والواو.
وقد سمعت بعض الطلبة يقرأ بالغنة في الميم الساكنة وبعدها الفاء وهم كثر، أو الواو وهم قلة.
كقولك (أنتمـ (بالغنة) ــم ولا آباؤكم) بمط الصوت في الميم مع إنطباق الشفتين والغنة فيها.
ولشبهه بإخفاء الميم الساكنة (بالإطباق) عند الباء نبه عليه العلماء وعدوه إخفاء.
أما عند من يقول بترك الفرجة، فالنطق بالميم مخفاة عند الواو من سابع المستحيلات.
وليضف ما سبق كدليل آخر على القول بالإطباق في الميم الساكنة المخفاة.
والله أعلم.
وليتك أخي (عاصي الهوي) ما دعوت على أحد بأن تعمه البلوى حتى لو كان لك فيه قصد حسن، فهذا دعاء وهو عين العبادة، فاسأل الله المعافاة لك ولإخوانك. والعفو منك.
ـ[الجكني]ــــــــ[06 May 2007, 05:28 م]ـ
"يعم بالبلوى":
لعل في العبارة تصحيفاً؛صوابه:الحلوى" أو "التقوى" 000000
ـ[عاصي الهوى]ــــــــ[07 May 2007, 02:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي د. أنمار حفظك الله
كان الكلام ممازحة للشيخين الفاضلين هذا اولا
ثانيا اردت ان يسمعا كما سمعت لشخص مبتلى
فسماعهما ليس بلوى في حد ذاته
وانما قلت بلوى مداعبة وتجاوزا
وانما البلوى النطق باخفاء الميم عند الواو
أسأل الله لي ولك ولجميع المسلمين المعافاة في الدنيا والآخرة
وجزاك الله خيرا على ماتفضلت به
ـ[أبو سليمان البدراني]ــــــــ[08 May 2007, 06:08 م]ـ
الشيوخ الأكارم (عاصي الهوى، د أنمار، الجكني) شكر الله لكم أفادة أخيكم الصغير
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[08 May 2007, 08:38 م]ـ
أما عند من يقول بترك الفرجة، فالنطق بالميم مخفاة عند الواو من سابع المستحيلات.
وليضف ما سبق كدليل آخر على القول بالإطباق في الميم الساكنة المخفاة.
والله أعلم.
.
؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو محمد أحمد قاسم]ــــــــ[31 May 2007, 01:01 م]ـ
وقد قال ابن الجزري ايضا
وأظهرنها عند باقي الاحرف ** واحذر لدى واو وفاأن تختفي
ومنشأ ذلك اتحاد مخرجها بالواو فيسبق اللسان إلى الإخفاء(/)
وقفة مع قول "ابن الجزري" - رحمه الله- "وحاذرن تفخيم لفظ الألف" .... أرجو إبداء الرأي
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[23 Feb 2005, 07:10 م]ـ
يقول ابن الجزري - رحمه الله - في المقدمة:
فرققنْ مستفلا من أحرفِ** وحاذرنْ تفخيم لفظ الألفِ
يستوقفني هذا البيت كثيرا كلما مررتُ به، فهل يعقل أن - ابن الجزري - رحمه الله لم يفطن
لقصور بيته؟ ربما ناسيا - وجلّ من لا يسهو - .... أم أنه كان يرى ترقيق الألف دائما!!
ما أعرفه أن الألف تتبعُ ما قبلها، فإن كان مفخما فُخّمتْ وإن كان مرققا رُققتْ.
وكما جاء في منظومة العلامة "السمنودي":
والروم كالوصل وتتبع الألفْ ** ما قبلها والعكسُ في الغنّ أُلِفْ
أقول كان بوسع "ابن الجزري" - رحمه الله - أن يقول مكملا بيته:
فرققنْ مستفلا من أحرفِ** وحاذرنْ تفخيم لفظ الألفِ
إذا أتى مرققا ما قبلها ** وإنْ مفخَّما فَفَخِمَنَّها (هذا من نظمي وفي الحقيقة كنتُ مترددا في نشره خوفا من التدليس!! ربما ينقله زيد ثم عمرو ثم ثم .... حتى يصل إلى "فلان" أن هذا البيت قد ضاع من الجزرية بسبب عوامل التعرية!!، ولقد تم العثور عليه وهو الآن في صحة جيدة ولله الحمد!! .... فأرجو الانتباه لهذا الأمر)
باستطاعتي أن أجد لهذا البيت أكثر من مخرج - إن اجتهدت - وبحسب ما تجود به القريحة!
إذا كان مثلي - العبد الفقير - قد وجد مخرجا فهل من المعقول أن ابن الجزري -رحمه الله - وهو شيخ القرّاء والمجودين قد نضبتْ قريحته عند هذا البيت فقط!!!
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[24 Feb 2005, 08:47 ص]ـ
15 زيارة ولم أحظ برد واحد فقط!
يا قارئي الموضوع أين ردودكم؟؟ ** تشفي فؤاد السائل المسكين!
ألأنني قد قلتُ قولا مُبْهَما؟ ** أم أنّ موضوعي كسعر التين! 1
إن لم تردوا أرحلنَّ مودّعا ** والدمع يجري مثل نهر السين! 2
1 - "التين رخيص عندنا هذه الأيام"
2 - نهر في فرنسا
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[24 Feb 2005, 09:14 ص]ـ
ابن الجزري لم يقصد هنا بيان حكم الألف من حيث التفخيم والترقيق؛ لأنه يرى أن الألف لا توصف بترقيق ولا تفخيم، بل هي بحسب ما يتقدمها؛ فإنها تتبعه تفخيماً وترقيقاً كما صرح بذلك في النشر 1/ 215.
وقوله في البيت المسؤول عنه: وحاذرن تفخيم لفظ الألف أراد به التنبيه على التحرز عن التفخيم الذي اشتهر عن بعض الأعاجم الذين يفخمون الألف إلى حيث يصيرونها كالواو؛ فأمر هنا بالتحرز عن مثل هذا التفخيم لا عن التفخيم مطلقاً.
وأما سكوته عن التحرز عن تفخيمه إذا كان بعد حرف مستفل فلأن ذلك أمر ظاهر لا يحتاج إلى التصريح بذكره ....
انظر شرح المقدمة الجزرية لطاش كبرى زاده ص120 - 121 بتحقيق الدكتور محمد سيدي محمد محمد الأمين. من منشورات مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[24 Feb 2005, 05:40 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ .... لكن وجهة نظري المتواضعة أن يكونَ البيتُ جامعا مانعا ... فالمسألة ليست "ما قصَدَه" وإنما " ما سَيُفْهَمُ من قَوْله - رحمه الله - ".
فالقارئ لهذا البيت ربما يفهم أن الألف تكون مرققة دائما، وهذا ما أشكلَ عليّ مع أنني أنني أعرف مسبقا أن الألف تتبع ما قبلها.
وقولكم - جزاكم الله خيرا - "وأما سكوته عن التحرز عن تفخيمه إذا كان بعد حرف مستفل فلأن ذلك أمر ظاهر لا يحتاج إلى التصريح بذكره .... "
لا نستطيع أن نبني قاعدة معتمدين على ظننا أن الأمر ظاهر لا يحتاج إلى إيضاح، والدليل على كلامي أن القارئ العادي "وأعني من يفهم العربية ولا دراية له بعلم التجويد" يفهم من هذا
البيت ترقيق الألف دائما بسبب عدم الإيضاح ولو كان موجودا لقطع الشكّ باليقين.
ولو رجعتَ إلى شرح الجزرية للشيخ صفوت محمود سالم وهو تلميذ فضيلة الشيخ العلامة المحقق الدكتور أيمن سويد -حفظه الله- لقرأتَ ما نصه:
" علمنا من قبلُ أن صفة الاستفال حق، ومستحقَّها ترقيق الحرف المستفل، لذلك نبه هنا بقوله (فَرَقِّقَنْ مُسْتَفِلاً مِنْ أَحْرُفِ)، ثم قال: (وَحَاذِرَنْ تَفْخِيمَ لَفْظِ الأَلِفِ)، والحقيقة أن هذا القول فيه قصور؛ لأن الألف لا توصف بترقيق ولا بتفخيم، ولكنها تتبع ما قبلها، فإن كان مفخّماً فُخِّمَت وإن كان مرقّقاً رُقِّقَت.
وقد يفهم من هذا النص أن الألف مرققة دائماً وهذا هو القصور؛ كما بينّا آنفاً."
والشيخ صفوت -حفظه الله- مجاز بالجزرية وشرحها.
وجهة نظر متواضعة: أقول ربما لو كتب ابن الجزري - رحمه الله - مقدمته في عصرنا هذا لما ترك بيته هكذا ولأوضح وبالغ في الإيضاح بسبب ما آلت ليه لغتنا وسليقتنا العربية.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Feb 2005, 09:54 م]ـ
بارك الله فيكم أخي عمار على هذه الملحوظة. وهي وجهة نظر مقبولة، وابن الجزري رحمه الله هو الوحيد الذي يستطيع إجابتك عن سبب تركه لما ترى أنه كان يجب عليه أن يذكره. والأمر فيه سعة، وقد نبه بعض الشراح على هذه المسألة، والتمس له آخرون العذر كما في قول أبي مجاهد وكلُّ مجتهد مأجور إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[24 Feb 2005, 10:15 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل .... هي وجهة نظر أحببنا أن نشارككم بها ونسمع منكم وكما قلتَ:
"وكلُّ مجتهد مأجور إن شاء الله".
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[15 Dec 2005, 10:58 ص]ـ
نظرا لانشغالي الشدبد في الفترة السابقة لم أستطع العودة إلى هذا الموضوع لأضع خلاصة ما كنتُ أريد قوله، ولذا سأغتنم فرصة وجودي معكم لأضع لكم رأيي المتواضع:
أقول - والله أعلم - إن ابن الجزري - رحمه الله - كان يرى ترقيق الألف مطلقا كما صرح بذلك في كتابه "التمهيد" حيث قال في فصل "الخاء":
" واحذر إذا فخمتها (أي الخاء) قبل الألف أن تفخم الألف معها، فإنه خطأ لا يجوز، وكثيراً ما يقع القراء في مثل هذا ويظنون أنهم قد أتوا بالحروف مجودة، وهؤلاء مصدرون في زماننا، يقرئون الناس القراءات وقال شيخنا ابن الجندي -رحمه الله- وتفخيم الألف بعد حروف الاستعلاء خطأ"
وقال أيضا في فصل "الراء":
"ولا بد من تفخيمها (أي الراء) إذا كان بعدها ألف واحذر تفخيم الألف معها. "
ثم رجع عن رأيه - رحمه الله - في "النَّشر" حيث قال:
"والحروف المستعلية كلها مفخمة لا يستثنى شيء منها في حال من الأحوال، وأما الألف فالصحيح أنها لا توصف بترقيق ولا تفخيم بل بحسب ما يتقدمها فإنها تتبعه ترقيقاً وتفخيماً، وما وقع في كلام بعض أئمتنا من إطلاق ترقيقها فإنما يريدون التحذير ما يفعله بعض العجم من المبالغة في لفظها إلى أن يصيروها كالواو أو يريدون التنبيه على ما هي مرققة فيه"
وخلاصة ما أريده من كلامي هذا أنك لو قلتَ:
1 - ) إن الناظم أراد بقوله "وحاذرن تفخيم لفظ الألف" التنبيه على التحرّز عن المبالغة في تفخيم الألف حتى تصير كالواو كما اشتهر عن بعض الأعاجم
قلتُ: أولا:لماذا لم يصرّح ابن الجزريّ بهذا في "التهميد" كما صرّح بذلك لاحقا في "النّشر"؟
ثانيا: كيف تفسر ما أوردتُ من النصوص الصريحة التي وردت في كتاب "التمهيد" والتي مفادها أن الراء لاتفخم وإن سبقها مفخم؟
ثالثا: ما أعرفه (وأرجو تصويبي إن كنتُ مخطئا) أن الجزرية والتمهيد قد ألّفهما ابن الجزريّ - رحمه الله تعالى - قبل تأليفه لـ"النشر"، والسؤال هنا:
هل ألف الجزريّة أولا أم التمهيد؟ فإن قلتَ: الجزرية، قلتُ: ولذا يكون ما جاء في التمهيد من النصوص الصريحة قد أتى ليدعم ويوضح ما ذكره في بيته "وحاذرن تفخيم لفظ الألف" في الجزريّة.
وإن قلتَ: التمهيد، قلتُ: بارك الله فيك، ولذا يكون بيته في الجزريّة قد أتى موافقا لماذ ذكره في التمهيد!
والله تعالى أعلم.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[16 Dec 2005, 07:18 م]ـ
السلام عليكم
للفائدة:
تواريخ المؤلفات السالفة معلومة ومدونة في آخر المصنفات
فالتمهيد من أوائل ما ألفه ابن الجزري وهو ابن 17 عاما سنة 769 هـ
كما في ص 224 تحقيق علي البواب
وطيبة النشر انتهى منها عام 799 وكذلك المقدمة فهي مقتبسة منها على ما يظهر بل والبيت المشار إليه موجود في مقدمة طيبة النشر بلفظه المزبور
بيت رقم 85
فرفقن مستفلا من أحرف ... وحاذرن تفخيم لفظ الألف
كهمز الحمد أعوذ إهدنا ... الله ثم لام لله لنا
والطيبة ألفها جنبا إلى جنب مع تأليفه للنشر في عام واحد هو عام 799
فالنشر ابتدأ به في شهر ربيع الأول وانتهى منه في ذي الحجة كما نص على ذلك في آخر النشر
ج 2 ص 469
أما الطيبة فقد قال في آخرها
وها هنا تم نظام الطيبه ... ألفية سعيدة مهذبه
بالروم من شعبان وسط سنة ... تسع وتسعين وسبعمائة
أي في شهر جمادى الثاني سنة 799 هـ
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[17 Dec 2005, 12:00 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
جزاك الله خيرا أخي الدكتور أنمار .... التواريخ مذكورة في النسخ المطبوعة لكن ما بحوزتي من النسخ الإلكترونية لم أجد فيها ما يشير إلى ذلك. وأخوك يعتمد في قراءاته البسيطة على مكتبته والتي هي عبارة عن نسخ "إلكترونية" قمتُ بتحميلها من الشبكة، ومع أن القراءة من الكمبيوتر مجهدة جدا لكني لا أجدُ حلا آخر! (وهذه إحدى ضرائب الاغتراب!)
ولا مانع عندي من استقبال بعض النسخ المطبوعة من المقدمة والتمهيد كهدايا ... خاصة وأن العيد قد اقترب! (ابتسامة)
================================================== =
قلتم بارك الله فيكم:
"وطيبة النشر انتهى منها عام 799 وكذلك المقدمة"
هل تاريخ تأليف "المقدمة الجزريّة" مذكورٌ في النسخة المطبوعة عندكم؟ ولو ذكرتَ لي اسم المحقق رفع الله قدرك.
وهل عندكم "نسخة إلكترونية" من طيّبة النشر تتكرمون بها عليّ؟
ـ[د. أنمار]ــــــــ[17 Dec 2005, 01:52 ص]ـ
إنما قلت "وكذلك المقدمة" استنباطا أنها مقتبسة من الطيبة كما يشير إليه بقية كلامي أعلاه
وهذا من تأمل مقدمة طيبة النشر
وتجدها في هذا الرابط
http://tadjweed.com/Tayyibah.htm
ـ[د. أنمار]ــــــــ[17 Dec 2005, 02:03 ص]ـ
وهناك موقع فيه كتاب التمهيد على ملفات PDF
إليك الصفحة الأخيرة
http://al-zahra.net/qurannet/new_qurannet/taweed/books/altemheed/224.jpg
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[17 Dec 2005, 06:06 ص]ـ
بارك الله فيكم ....... كنتُ أظنّ أن تاريخ تأليف الجزرية مذكورٌ عندكم في النسخة المحققة
وهذا ما فهمته من كلامكم في تعقيبكم الأول، لكن ما أفهمه منك الآن أنك لم تقف على
مصدر يذكر تاريخ تأليف الجزرية.
أما قولكم " وطيبة النشر انتهى منها عام 799 وكذلك المقدمة فهي مقتبسة منها
على ما يظهر بل والبيت المشار إليه موجود في مقدمة طيبة النشر بلفظه المزبور"
أقولُ: نعم ... البيت المشار إليه موجود في الجزرية وطيبة النشر، بل وتشاركا أيضا
في أبيات أخرى. لكن هذا لا يكفي لأن يكون دليلا على أن ابن الجزري - رحمه الله -
قد ألف الجزرية في نفس العام الذي ألف فيه طيبة النشر والنشر.
وإذا كان ابن الجزري - رحمه الله - قد ألف الجزرية وطيبة النشر والنّشر في عام واحد
(799) فيكون المعنى الصحيح - والله أعلم - لقوله "وحاذرن تخفيم لفظ الألف" أي الحذر
من المبالغة في تفخيم الألف حتى تصير كالواو كما اشتهر عن بعض الأعاجم ..... ، لأنه قد صرّح بهذا في "النشر" والتي ألفها أيضا في نفس العام 799. وبالتالي لن أستطيعَ دفع القصور عن بيته!
أما إذا كان تاريخ تأليف الجزرية في نفس العام الذي ألف فيه التمهيد أو قريب منه
(قبل أو بعد)، هنا أستطيع نفي القصور عن بيته والذي قال به بعض الشراح ...
لأن معنى البيت يكون أن الألف لا تفخم بأي حال من الأحوال (وإن سبقها مفخم)
وبالتالي يكون المعنى الذي أراده قد أتى موافقا لرأيه في "التمهيد".
وحتى لو كان الأول هو الصحيح فهذا لا يبطل القول بأن ابن الجزريّ
رحمه الله تعالى كان يرى ترقيق الألف مطلقا كما صرّح بذلك في "التهميد"
ثم عَدَلَ عن رأيه في " النشر " كما بيّنا ذلك سابقا.
والله أعلم.
(أرجو من فضيلة الشيخ إبراهيم الدوسري أن يتفضل علينا بذكر تاريخ تأليف الجزرية إن كان قد وقف على ذلك، وأن يشرفني بالتعليق على ما ذكرنا إن سمح له وقته)
ـ[د. أنمار]ــــــــ[22 Dec 2005, 12:31 م]ـ
طالما تأريخ الطيبة هو 799 هجرية، وفيه البيت بلفظه فلماذا البحث عن تأريخ المقدمة؟؟
عموما توجد إشارة وإن كانت ليست صريحة بتأريخ تأليف المقدمة
أو على الأقل أنها آخر رأييه إن صحت نسبة كونهما رأيين له، أو أنها لا يرى حرجا في عدم تعديل لفظ البيت بغيره، ما وجد بخطه في آخر النسخة الخطية التي حققها الشيخ أيمن سويد. ففيها إجازة الإمام قال ابن الإمام ابن الجزري رحمه الله:
وصح ذلك يوم السبت سادس عشري المحرم سنة 800 وأجزت للجماعة المذكورين ولعلي باشا روايتها عني وجميع ما يجوز لي وعني روايته وتلفظت له بذلك
قاله وكتبه الفقير محمد بن محمد بن محمد بن الجزري حامدا ومصليا ومسلما، عفا الله تعالى عنهم بمنه وكرمه.
اهـ
وذكر جماعة من العلماء والأفاضل
ومن طريق العقبى وصلتنا المنظومة وبهذا السند أجازني الشيخ أيمن سويد عن الشيخ عبد العزيز عيون السود عن الشيخ الضباع بإسناده المشهور للقراءات العشر الكبرى
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[22 Dec 2005, 11:01 م]ـ
قلتَ – حفظك الله -: "طالما تأريخ الطيبة هو 799 هجرية، وفيه البيت بلفظه فلماذا البحث عن تأريخ المقدمة؟؟ "
* أظن أننا متفقون على أن معنى البيت في "الطيبة" هو ما ذكره في "النشر" في نصه الصريح حين قال: " وأما الألف فالصحيح أنها لا توصف بترقيق ولا تفخيم بل بحسب ما يتقدمها فإنها تتبعه ترقيقاً وتفخيما ..... "
أولا: لاحظ قوله "فالصحيح"
ثانيا: بما أنه قد صرّح في "النشر" أن بعض الأئمة أرادوا بإطلاق ترقيق الألف التحذير من المبالغة في لفظها حتى لا تصير كالواو كما اشتهر عن بعض الأعاجم.
أقول: هل نفهم من لفظ هذا البيت "وحاذرن تفخيم لفظ الألف" في الطيبة أن المعنى المراد هو (الحذر من المبالغة في تفخيمها ... ) من غير النّص المشار إليه في النشر؟!! الجواب: لا!
ثالثا: يبقى القصور في البيت قائما كما بينتُ ذلك سابقا .... ومعاذ الله أن يكون غرضي هو التقليل من شأن هذا البيت، بل الدفاع عنه وذلك بمحاولة نفي القصور عنه، وهذا سبب بحثي عن تاريخ تأليف المقدمة (كما وضّحتُ في تعقيبي السابق).
رابعا: لو سلمنا جَدَلا أنّ معنى البيت في الجزريّة قد أتى موافقا لرأيه في التمهيد والذي عدل عنه لاحقا في النشر (رأيه في التمهيد أن الألف ترقق دائما) فلعل سائل يسأل: إذا كان هذا هو الصحيح فلماذا لم يصحح البيت بل تَرَكَه في الطيبة على حاله.
أقول – والله أعلم-: ربما لأنه بين المعنى الذي أراده في الطيبة في نصه الصريح في النشر.
خامسا: وهو الأهم هل توافقني في أن ابن الجزري - رحمه الله - كان يرى في "التمهيد" أن الألف لا تفخم بأي حال من الأحوال، ثم رَجَعَ عن رأيه وصرّحَ في النشر أن الصحيح أنها تتبع ما قبلها فإن كان مفخما فخمت وإن كان مرققا رققتْ.
فإن كنتَ توافقني فالحمد لله ... ، وبالتالي ينحصر النقاش في مسألة "تاريخ تأليف الجزرية والمعنى الذي أراده ببيته في المقدمة".
وإن كنتَ ترى أنه لم يكن له إلا رأيٌ واحد (وهو ترقيق الألف إن سبقها مرقق وتفخيمها إن سبقها مفخم) فكيف تردّ على ما ورد من النصوص الصريحة في التمهيد؟!
والغرض من النقاش هو الفائدة.
جزاكم الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أنمار]ــــــــ[23 Dec 2005, 01:07 ص]ـ
خامسا: وهو الأهم هل توافقني في أن ابن الجزري - رحمه الله - كان يرى في "التمهيد" أن الألف لا تفخم بأي حال من الأحوال، ثم رَجَعَ عن رأيه وصرّحَ في النشر أن الصحيح أنها تتبع ما قبلها فإن كان مفخما فخمت وإن كان مرققا رققتْ
بل هذا الذي أميل إليه، والتمهيد لا يعتمد عليه عند الخلاف لتقدم زمن تأليفه عندما كان ابن 17 أو 18 عشر عاما
والله أعلم
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[11 Feb 2009, 07:31 ص]ـ
جاء في المنح الفكرية شرح الجزرية لملا علي بن سلطان القاري رحمه الله: (تفخيمُ الألفِ وترقيقُها)
(وَحَاذِرَنْ) بالنونِ المُخَفَّفَةِ المُؤَكِّدَةِ، وفي بعضِ النسخِ المُصَحِّحَةِ، وهو الملائمُ للمُطَابَقَةِ بينَ المُتَعَاطِفَيْنِ على أنَّهُ لا يحتاجُ إلى تقديرِ عاملٍ معَ إفادةِ المبالغةِ مِن صيغةِ الأمرِ على بِنَاءِ المُفَاعَلَةِ التي هي موضوعةٌ للمبالغةِ، فالمعنى احْذَرْ احْذَرْ البتَّةَ (تَفْخِيمَ لفظِ الألفِ) وفي نسخةٍ بالتنوينِ في (حَاذِرًا) فالتقديرُ كنْ حَاذِرًا مِن تَفْخِيمِها، خصوصًا الألفَ مِن بينِ الحروفِ المُسْتَفِلَةِ، إلا أنَّهَا مُقَيَّدَةٌ بما إذا كانتْ بعدَ حرفٍ مُسْتَعْلٍ؛ لأنَّها إذا كانتْ بعدَ حرفٍ مُسْتَعْلٍ فإنَّها تكونُ تابعةً له في التفخيمِ، بِناءً على القاعدةِ المُقَرَّرَةِ مِن أنَّ الألفَ لازمةٌ للحرفِ الذي قبلَها، بدليلِ وجودِها بوجودِه وعدمِها بعدمِه، ولذلكَ لا يكونُ قبلَ الألفِ إلا مفتوحٌ فحيثُ كانت الألفُ معَ حرفٍ مُسْتَعْلٍ أو شِبْهِهِ ممَّا يَسْتَحِقُّ التفخيمَ اسْتَعْلَت الألفُ للزومِها له. فَفُخِّمَتْ، وحيثُ كانتْ معَ حرفٍ مُسْتَفِلٍ اسْتَفْلَتْ الألفُ للزومِها له فَرُقِّقَتْ، والمرادُ بشبهِ الحرفِ المُسْتَعْلِي الراءُ المفتوحةُ؛ لأنَّها تخرجُ مِن طَرَفِ اللسانِ وما يليه مِن الحنكِ الأعلى، والحنكُ الأعلى مَحَلُّ حروفِ الاستعلاءِ، وبهذا المبنى تحقَّقَ الشبهُ بينَ الراءِ وحروفِ الاستعلاءِ في المعنى، كذا قرَّرَه ابنُ المصنِّفِ وغيرُه، ثمَّ قالَ: ولا اعتبارَ بقولِ مَن قالَ: ينبغي المحافظةُ على ترقيقِ الألفِ، خصوصًا إذا جاءتْ بعدَ حروفِ الاستعلاءِ؛ فإنَّ الذي ذَكَرْنَاهُ هو الحقُّ وقولُ الناظمِ رحمَهُ اللهُ محمولٌ على ما ذكَرْنَاه، وبه نأخذُ، يعني: ولو كانَ لفظُه مطلقًا لكنَّهُ ينبغي أنْ يُعْتَبَرَ مُقَيَّدًا جمعًا بينَ قولِه وقولِ غيرِه مِن المحقِّقِين، وقد قالَ المصنِّفُ في (نشرِه): إنَّ الألفَ إذا وقعتْ بعدَ حرفِ التفخيمِ تُفَخَّمُ إتْبَاعًا لما قبلَها، نحوَ (طالَ، وقالَ، والعصا،) لأنَّ الألفَ لا حيِّزَ لها حتى تُوصَفَ بالترقيقِ والتفخيمِ فتكونَ تابعةً لما اتَّصَلَتْ به. ا هـ. وبه يُعْلَمُ ضعفُ ما مشَى عليه المصنِّفُ في (التمهيدِ) , وجَزَمَ به شيخُه ابنُ الجنديِّ حيثُ قالَ: إنَّ تفخيمَها بعدَ حروفِ الاستعلاءِ خطأٌ. ا هـ.
فلا ينبغي حملُ كَلاَمِه هذا على إطلاقِه كما جوَّزَه بعضُ الشرَّاحِ؛ فإنَّ المصنِّفَ صنَّفَ (التمهيدَ) أولًا في سنِّ البلوغِ، والعُمْدَةُ على تصنيفِه (النشرَ) فإنَّه وقعَ آخِرًا، وهو الحقُّ كما جَزَمَ به القَسْطَلاَنِيُّ، وقالَ الشارحُ الروميُّ: لمَّا اشْتُهِرَ عندَ بعضِ الأعجامِ لاسيَّما الأروامُ تفخيمُ الألفِ حيثُ يُصيِّرُونَها كالواوِ أُمِرَ بالتَّحَرُّزِ عن مثلِ هذا التفخيمِ لا عن تفخيمِه مُطْلَقًا؛ لما سبقَ مِن أنَّ الألفَ بعدَ الحرفِ المُسْتَعْلِي تُفَخَّمُ اتفاقًا، ثمَّ قالَ: وإنَّما حَمَلْنَا كَلاَمَه على ذلكَ بِناءً على أنَّ تقديرَ كَلاَمِه أنْ يقالَ: يجبُ ترقيقُ الألفِ إذا كانَ بعدَ حرفٍ مُسْتَفلٍ، كما فعلَه ولدُ المصنِّفِ في شرحِه، ممَّا لاتُساعِدُه العبارةُ، فَحَمْلُ كَلاَمِه على هذا التقييدِ لا يخلُو عن التعقيدِ، قلتُ: وكذا حَمْلُ التفخيمِ الذي ضدُّه الترقيقُ المَعْروفَيْنِ عندَ أهلِ التحقيقِ على التفخيمِ العرفيِّ اللُّغويِّ عندَ العامَّةِ بعيدٌ عنِ اصطلاحِ الخاصَّةِ، وأَمَّا الإطلاقُ والتقييدُ فقدْ وقعَ في كَلاَمِ الفُصحاءِ والبُلغاءِ ممَّا لا يُنْكِرُه أحدٌ مِن العقلاءِ. ثمَّ قالَ: وأمَّا السكوتُ عن التحرُّزِ عن تفخيمِه إذا كانَ بعدَ حرفٍ مستعلٍ فذلكَ
(يُتْبَعُ)
(/)
أمرٌ ظاهرٌ لا يحتاجُ إلى التصريحِ بذكرِه، إذ يَعْرِفُ كُلُّ مَن له أدنى درايةٍ أنَّ الحرفَ إذا فُخِّمَ تُفَخَّمُ حركتُه وإذا رُقِّقَتْ رُقِّقَتْ، فكذا ما يكونُ تابعًا لحركتِها، أعنى الألفَ، وهذا مِن الظهورِ بحيثُ لا يساعدُ اللسانَ خلافُه، فلا حاجةَ إلى التعرُّضِ لأمثالِه. قلتُ: أمَّا قولُه إنَّهُ أمرٌ ظاهرٌ. فليسَ يقولُ به إلا مُكَابِرٌ، وعلى تقديرِ ظهورِه عندَ الخاصَّةِ لابدَّ مِن تقريرِه وتحريرِه في مقامِ تعليمِ العامَّةِ، فالقولُ قولُ ابنِ المصنِّفِ عندَ المُنْصِفِ، دونَ المُتَعَسِّفِ، وقد أبعدَ الشارحُ حيثُ قالَ: الظاهرُ أنَّ مرادَه بالألفِ الهمزةُ مطلقًا مُصَدَّرَةً كانتْ أو مُتَوَسِّطَةً أو متأخِّرةً؛ إذ الألفُ القائمةُ لازمةٌ لفتحةِ ما قبلَها فَتَلْزَمُ صِفَتَه أيضًا مِن ترقيقٍ وتفخيمٍ لها ا. هـ.
ووجهُ البعدُ لا يَخْفَى إذ الهمزةُ حيِّزُها مُحَقَّقٌ، وهي حَلْقيَّةٌ والألفُ جوفيَّةٌ هوائيَّةٌ، فلا يصحُّ إطلاقُ أحدِهما على الآخرِ، إلا على طريقةٍ مجازيَّةٍ دونَ إرادةٍ حقيقيَّةٍ، معَ أنَّهُ لا فائدةَ حينئذٍٍ لذكرِها معَ دخولِها في عمومِ ما قبلَها، وإنَّما حَذَّرَ من تفخيمِ الألفِ لانفتاحِ الفمِ عندَ التلفُّظِ بها، وذلكَ يؤدِّي إلى تَسْمِينِ الحرفِ وتفخيمِه وقالَ الشارحُ المصريُّ: وما عَلَّلَ به شيخُ الإسلامِ يعني زكريَّا تبعًا لابنِ المصنِّفِ بقولِه: وذلكَ لأنَّها لازمةٌ إلخ فيه بحثٌ، فإنَّنا لا نُسَلِّمُ أنَّ الألفَ لازمةٌ بِفَتْحَةِ ما قبلَها، بلْ هي لازمةٌ للألفِ؛ لأنَّها تُوجدُ لوجودِ الألفِ، وتُعْدَمُ الألفُ لِعَدَمِها، ولا عكسَ، بدليلِ قولِهم: ضَرَبَ ضَرْبًا، فظهرَ أنَّ فتحةَ ما قبلَ الألفِ في (ضربًا) وهي الباءُ لا تُعْدَمُ بعدمِ الألفِ، ولا توجدُ الألفُ بوجودِها، وإلا لم يقولُوا: ضَرَبَ مِن غيرِ ألفٍ. ا هـ.
ولا يخفى أنَّ قولَه هذا مبنيٌّ على تحريفِ المَبْنَى وتصحيفِ المعنى؛ إذ المرادُ بقولِهم: إنَّ الألفَ لازمةٌ للحرفِ الذي قبلَها، بدليلِ وجودِها بوجودِهِ أو عدمِها بعدمِه؛ لأنَّ الألفَ بذاتِها لا يُمْكِنُ تحقُّقُ وجودِها إلا بوجودِ حرفٍ قبلَها؛ إذ لا يُتَصَوَّرُ ألفٌ مِن غيرِ تَقَدُّمِ حرفٍ عليها، غايتُه أنَّ حركةَ ذلكَ الحرفِ الذي قبلَها لا يكونُ إلا فتحةً دونَ أخويها فتَسْقُطُ علَّتُه التي ذكرَها مِن أصلِها، وأمَّا قولُ الجُعْبُرِيِّ: إيَّاكَ وتفخيمَ الألفِ المصاحبةِ للاَّمِ، كالصلاةِ والطلاقِ، وطالَ، فإنَّهُ لحنٌ. فمحمولٌ على قراءةِ غيرِ وَرْشٍ؛ إذ اللامُ مرقَّقَةٌ في هذه الأمثلةِ عندَ الجمهورِ، ولا وجهَ لتفخيمِ الألفِ حينئذٍ بعدَ ترقيقِ اللامِ التي هي مِن حروفِ الاستفالةِ، فصحَّت القاعدةُ السابقةُ أنَّ الألفَ تَتْبَعُ ما قبلَها في تفخيمِها وترقيقِها، وأمَّا إدخالُ (طالَ) فَوَهْمٌ منه؛ لأنَّه ليسَ مِن الأمثلةِ التي فيها الألفُ مصاحبةٌ للاَّمِ، بل هي مصاحبةٌ للطَّاءِ، وهي من حروفِ الاستعلاءِ فَتُفَخَّمُ تبعًا للطاءِ البتَّةَ، وإنَّما الكَلاَمُ في لامِه على قاعدةِ وَرْشٍ مِن أنَّ الطاءَ إذا تقدَّمَت على اللامِ واتَّصَلت بها سواءٌ فُتِحَتْ أو سُكِّنَتْ تُفَخَّمُ، وأمَّا إذا فُصِلَ بينهُمَا بالألفِ كطالَ ويُصَالِحا فهلْ تُفَخَّمُ الألفُ أو تُرَقَّقُ؟ فوجهانِ، والمُفَخَّمُ مُفَضَّلٌ عندَ الأعيانِ، وأمَّا قولُ المصريِّ: وكذلكَ لايجوزُ تفخيمُ الألفِ الواقعةِ بعدَ الراءِ وإنْ كانت الراءُ عندَ الناظمِ شِبْهَ المُسْتَعْلِي لتصريحِه في (تمهيدِه) بالتحذيرِ مِن ذلك فمدفوعٌ بما سبقَ، مِن أنَّ المُعْتَبَرَ ما اختارَه في (النشرِ)، فَتَدَبَّرْ، وأمَّا قولُه: وفيه تصريحٌ أيضًا بأنَّهُ لابدَّ من ترقيقِها إذا كانتْ بعدَ اللامِ المُفَخَّمَةِ، نحوُ: (إنَّ اللهَ) و (الصلاةَ) و (الطلاقَ) في مَذْهَبِ وَرْشٍ، قالَ: وبعضُ الناسِ يُتْبِعونَ الألفَ اللاّمَ، يعني: فَيُفَخِّمُونَها، وليسَ بجيِّدٍ، فهو الصوابُ المُطَابِقُ لما قدَّمْنَاهُ في هذا البابِ، وأمَّا قولُه: "ما ذَكَرُه الشيخُ زكريَّا تبعًا لابنِ المصنِّفِ مَن قولِه: لأنَّها تخرجُ من طَرَفِ اللسانِ الخ لا يَصْلُحُ تعليلًا؛ لما فُهِمَ مِن كونِ الراءِ شِبْهًا للمُسْتَعْلِي؛ لأنَّه يستلزمُ أنْ تكونَ النونُ واللامُ شبيهتينِ له، لوجودِ العلَّةِ المذكورةِ ولم يقلْ به أحدٌ، لا هوَ ولا غيرُه، فمردودٌ لأنَّ العَلَّةَ لا تستلزمُ أنْ تكونَ مُطَّرِدَةً، معَ أنَّ القومَ اعْتَبَرُوا تفخيمَ الراءِ في حالةٍ واحدةٍ، وهي الواقعةُ قبلَ الألفِ، معَ إجماعِهم على أنَّ النونَ واللامَ إذا وَقَعَتَا قبلَ الألفِ لا تُفَخَّمَانِ.
والحاصلُ أنَّ الصحيحَ بل الصوابُ هو الذي مشَى عليه الناظمُ في (النشرِ) حيث قالَ: وأمَّا الألفُ فالصحيحُ أنَّهَا لاتُوصَفُ بترقيقٍ ولا تَفْخِيمٍ، بل بحسبِ ما تقدَّمَهَا، فإنَّها تَتْبَعُه ترقيقًا وتفخيمًا، وما وقعَ في كَلاَمِ بعضِ أئمَّتِنَا مِن إطلاقِ ترقيقِها فإنَّما يريدونَ التحذيرَ ممَّا يفعلُه بعضُ العَجَمِ مِن المبالغةِ في لفظِها إلى أنْ يُصَيِّرُوها كالواوِ.
وأمَّا نصُّ بعضِ المُتَأَخِّرينَ على ترقيقِها بعدَ الحروفِ المُفَخَّمَةِ فهو شيءٌ وَهِمَ فيه ولم يَسْبِقْه إليه أحدٌ، وقدْ ردَّ عليه الأئمَّةُ المحقِّقُونَ مِن مُعَاصِريِه. اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[11 Feb 2009, 09:34 ص]ـ
جزاكَ الله خيرا أخي حكيم.
لعلك لاحظتَ أنَّ الموضوع قديم ... وهو شيءٌ كنَّا رأيناه أيام الحداثة!
إنَّ ابن الجزري كان يرى في كتابه (التمهيد) أنَّ الألف تُرقّق مطلقا متابعا في ذلك شيخه ابن الجندي، لكنّ ابن الجزري تراجع عن ذلك في كتابه (النشر) حيث قال:
" وما الألف فالصحيح أنها لا توصف بترقيق ولا تفخيم، بل بحسب ما يتقدمها، فإنها
تتبعه ترقيقا وتفخيما ... "
وكنتُ أرى جوازَ أنْ يُحْمَلَ قوله في المقدمة: " وحاذرن تفخيم لفظ الألف " على ما اختاره في كتابه (التمهيد) ... مع الإقرار بأنَّ الصواب هو الذي مشى عليه الناظم في (النشر).
وإن كان ابن الجزري قد نظم المقدمة بعد أن فرغ من تأليف النشر فالأولى حمل قوله في المقدمة على ما اختاره في كتابه (النشر) الذي فرغ من تأليفه سنة 799هـ.
والله أعلم
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[11 Feb 2009, 10:07 ص]ـ
ذكر الشيخ الدكتور غانم قدوري جزاه الله خيرا في مقدمة شرحه لمتن الجزرية أن تاريخ نظم المقدمة الجزرية يكاد يتحدد بين شهري ربيع الأول وهو تاريخ تأليف النشر وشهر المحرم من سنة 800 وهو تاريخ قراءة المقدمة على المؤلف اهـ ص76
ثم ذكر ص125 - 126 شرح تلميذ ابن الجزري للمقدمة: شرح عبد الدائم الأزهري ت:870 وأن التلميذ عبد الدائم أخذ المقدمة من الناظم وأتقنها معنى ولفظا وذلك سنة 827
ولما أتى إلى شرح البيت المقصود دراسته (ص381 وما بعده) بدأ بنقل كلام ابن الناظم على البيت ثم نقل ما في التمهيد وما في النشر ثم قال ص384: "ولا شك في أن ابن الجزري نظم المقدمة في أواخر سنة 800 بعد أن فرغ من تأليف النشر، ومن ثم فإن حمل قوله في المقدمة (وحاذرن تفخيم لفظ الألف) على ما اختاره في النشر أولى من حمله على ما ورد في كتابه التمهيد الذي ألفه في أول حياته العلمية. اهـ
والله أعلم
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[11 Feb 2009, 06:37 م]ـ
ذكر الشيخ الدكتور غانم قدوري جزاه الله خيرا في مقدمة شرحه لمتن الجزرية أن تاريخ نظم المقدمة الجزرية يكاد يتحدد بين شهري ربيع الأول وهو تاريخ تأليف النشر وشهر المحرم من سنة 800 وهو تاريخ قراءة المقدمة على المؤلف اهـ ص76
ثم ذكر ص125 - 126 شرح تلميذ ابن الجزري للمقدمة: شرح عبد الدائم الأزهري ت:870 وأن التلميذ عبد الدائم أخذ المقدمة من الناظم وأتقنها معنى ولفظا وذلك سنة 827
ولما أتى إلى شرح البيت المقصود دراسته (ص381 وما بعده) بدأ بنقل كلام ابن الناظم على البيت ثم نقل ما في التمهيد وما في النشر ثم قال ص384: "ولا شك في أن ابن الجزري نظم المقدمة في أواخر سنة 800 بعد أن فرغ من تأليف النشر، ومن ثم فإن حمل قوله في المقدمة (وحاذرن تفخيم لفظ الألف) على ما اختاره في النشر أولى من حمله على ما ورد في كتابه التمهيد الذي ألفه في أول حياته العلمية. اهـ
والله أعلم
بارك الله فيكم.
هذا رأي شيخنا الحمد، وهو الصَّحيح إن شاء الله ... وكنتُ قد اطَّلعتُ على رأي الشيخ بعد سنتين من تاريخ كتابة هذا الموضوع، أي في أواخر عام 2007م.
وبالله التوفيق.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[22 Dec 2009, 09:54 م]ـ
السلام عليكم
أحسنت شيخنا الفاضل الشيخ عمار الخطيب.
والخلاف في المسألة ليست خلافا لفظيا كما ذهب إليه الشيخ محمد يحيي شريف حفظه الله ـ والأدلة كثيرة علي ذلك موضحة أعلاه وكذا في النشر.
وعجبت كيف فهم الشيخ محمد يحيي شريف أن الخلاف لفظي مع وضوح قول ابن الجزري، ولو أمعن النظر في قول ابن الجزري في النشر لعلم خطأ ما ذهب إليه، ولرجع عن قوله بأن الخلاف لفظي، لأن الخلاف حقيقي. والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[23 Dec 2009, 01:51 م]ـ
أخي الشيخ عبد الحكيم
لا أرى في كلام الشيخ عمار الخطيب ولا شيخنا غانم الحمد ما يدلّ على أنّ الخلاف لفظيّ فأرجو أن تبيّن لي ذلك.
لو كان الخلاف حقيقياً لنُقل الخلاف أداءً عن الأئمّة القدامى كما نُقل في الراءات واللامات. ولأخبر ابن الجزري بأنّه قرأ بالوجهين.
كيف يمكنك أن تقرأ {طال} لورش بوجه تغليظ اللام مع ترقيق الألف.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[23 Dec 2009, 04:25 م]ـ
تصحيح الخطأ أعلاه:
لا أرى في كلام الشيخ عمار الخطيب ولا شيخنا غانم الحمد ما يدلّ على أنّ الخلاف لفظيّ فأرجو أن تبيّن لي ذلك.
والصحيح: لا أرى في كلام الشيخ عمار الخطيب ولا شيخنا غانم الحمد ما يدلّ على أنّ الخلاف حقيقي.
لا يمكن لحرف المدّ أن ينفكّ عن الحركة المجانسة له، فالألف لا تنفكّ عن فتحة ما قبلها، والواو المدّية لا تنفك عن ضمة ما قبلها والياء المدّية لا تنفكّ عن كسرت ما قبلها، والألف الممالة لا تنفكّ عن الفتحة الممالة، لا يمكن إمالة ألف {الهدى} من غير إمالة فتحة الهاء، ولا يمكن ترقيق الألف مع تفخيم ما قبلها أو تفخيمها مع ترقيق ما قبلها لأنّه حرف ضعيف لا يستقلّ بنفسه إذ وجوده متوقّف بالحرف والحركة التي قبله.
والذي يظهر والله أعلم أنّ الواصفين للألف بالترقيق كان بسبب كونها ليست من حروف الاستعلاء التي تخضع للتفخيم، وكان العرب قديماً يطلقون الألف على الهمزة، والهمزة على الألف، والهمزة مرقّقة فجعلوا الألف مرققة بالتّبعيّة، ولعلّه من الأسباب التي حملت ابن الجزريّ على لقوله وحاذرن تفخيم لفظ الألف ثمّ مثّل ب همزة في {الحمد} و {أعوذ} ولم يُمثّل بحرف المدّ البتّة.
والواصفون الألف بالتفخيم بالتّبعيّة رأوا أنّ الألف لا تستقلّ بنفسها، فكما أنّها منوطة بوجود حرف مفتوح قبلها، فكذلك تفخيمها وترقيقها يكون تابعاً ومنوطاً بصفة الحرف الذي قبلها ترقيقاً وتفخيماً.
والعلم عند الله تعالى.(/)
حتى لا تكرر حرف الرَّاء
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[07 Mar 2005, 05:09 م]ـ
قال ابن بلبان الدمشقي الحنبلي (ت:1083):
(تنبيه:
مما يجب على القارئ إخفاء تكرير الراء؛ لأنه حرف قابل له, ويتأكد ذلك إذا كانت مُشَدَّدة؛ لأن القارئ إذا لم يتحرز من ذلك, جَعَلَ من الحرف المشدد حروفاً, ومن المخفف حرفين, وكل ذلك غير جائز, وطريق السلامة من هذا المحذور:
أن يُلصِقَ اللافظ ظهر لسانه على حنكه لصوقاً مُحكَماً مَرَّةً واحدة بحيث لا يرتعد؛ لأنه متى ارتعد حدث عند كل رِعدَة حرف).
بُغيَة المستفيد في علم التجويد (ص:46).
ـ[طارق]ــــــــ[18 Feb 2006, 12:26 م]ـ
الأخ الفاضل أبو بيان
بارك الله فيك
وجزاكم الله خيراً(/)
حكم تعلم التجويد
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[07 Mar 2005, 05:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين: أما بعد فهذا الموضوع يتعلق بأهمية تعلم التجويد حيث فرط فيه كثير من طلبة العلم ناهيك عن العوام. وسبب كتابة هذا المقال هو أنني قرأت لبعض العلماء فتوى في عدم وجوب تعلم التجويد. فأقول مستعيناً بالله عزوجل:
أولاً: إن التجويد هو تحسين التلاوة بكيفية معينة. وهذه الكيفية لا مجال فيها للاجتهاد بل بالتلقي من أفواه المشايخ المتقنين. والتجويد كما يعرفه العلماء هو: العلم بكيفية إخراج الحرف من مخرجه مع إعطائه حقه ومستحقه. وحق الحرف هو: الصفات اللازمة مثل صفة الاستعلاء، ومستحقه هو: الصفات العارضة مثل الترقيق والتفخيم. فكون الإنسان يزعم أن تحسين التلاوة غير واجب فهذا خطأ لا يقبله العقلاء، أيضاً إن التحسين له كيفية معينة وهي ما يعرف بالتجويد.
ثانياً: أمرنا الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم أن نقرأ القرآن كما أنزل وبالترتيل. فقال سبحانه (ورتل القرآن ترتيلاً). وروي عن علي رضي الله عنه في معنى الترتيل فقال: "هو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف" ذكره ابن الجزري في كتابه (النشر في القراءات العشر). فالأثر وإن كان لم يصح إلا أن معناه معتبر عند العلماء. وقال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام أحمد: "اقرؤوا القرآن كما علمتم" وحسنه الشيخ الألباني في الصحيحة. فهذا الأمر الواقع في الآية والحديث يدل على الوجوب وفق القاعدة المقررة عند الأصوليين (الأمر يقتضي الوجوب ما لم يصرفه دليل آخر إلى الندب أو الإباحة" ولا صارف هنا.
ثالثاً: هناك بعض أحكام التجويد الواجبة التي اتفق عليها العماء على وجوب تطبيقها مثل المد المتصل فيجب مده زيادة على حركتين بالإجماع حتى قال الإمام ابن الجزري في (النشر): (تتبعت القراءات الشاذة فلم أر أحداً يقصر في المتصل). كذلك المد اللازم يجب مده بقدر ست حركات بالإجماع. فمن لم يتعلم التجويد لا يعرف هذه الأمور.
رابعاً: إجماع العلماء على وجوب تعلم التجويد، وقد حكى الإجماع جماعة منهم الشيخ العلامة محمد مكي نصر في (نهاية القول المفيد) والشيخ العلامة عبدالفتاح المرصفي في (هداية القارئ إلى تجويد كلام البارئ) والشيخ العلامة الضباع في (منحة ذي الجلال بشرح تحفة الاطفال) وغيرهم. قال الإمام ابن الجزري في المقدمة:
والأخذ بالتجويد حتم لازمُ من لم يجود القرآن آثمُ
لأنه به الإله أنزلاَ وهكذا منه إلينا وصلاَ.
وبهذا عرفنا أن تعلم التجويد واجب بالكتاب والسنة والإجماع. فاللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم.
ـ[شريف بن أحمد مجدي]ــــــــ[06 Mar 2007, 10:30 م]ـ
منقووووووووووول
1.حفظ الله للقرآن
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله_ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا. أما بعد ...
فإخواني في الله .. هذا البحث من سلسلة بحوث تشمل التأصيل الصحيح لهذا العلم العظيم.
وبداية أقول:إن أعظم ما وهبه الله للعباد أنه أوكل لنفسه حفظ كتابه بعيدا عن أيدي البشر، حيث حرفت الأمم السالفة كتبها وغيروا أحكامها ولذلك خص الله هذه الأمة بهذه المزية قال تعالي: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذكر وَإِنَّا لَهُ لحافظون} وقال أيضا: {لاَّ يَأْتِيهِ الباطل مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ} وقال: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ الله لَوَجَدُواْ فِيهِ اختلافا كَثِيراً} إذن هو محفوظ من قبل رب العالمين ولكن ما هو المحفوظ من القرآن؟ وكيفية حفظه؟ وما حكم الاختلاف في أحكام التجويد؟ وهل الاختلاف في هذه الأحكام ـ أي أحكام التجويد ـ ينافي حفظ الله للقرآن؟ فهذه الأسئلة سوف أحاول الإجابة عليها ـ بحول الله ـ مدعما قولي بأقوال علمائنا وسلفنا الصالح ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
والسبب الذي دعاني لهذه السلسلة في التأصيل اعتقاد بعض البسطاء ممن دخلوا في هذا العلم أن الاختلاف في مسائل التجويد قد يصل إلي حد تبديع المخالف،وكل يجعل من نفسه إماما وعالما وهو فقير لا يعلم أنه يضع نفسه في مخالفة الأئمة أخذا منه بظاهر أقوال بعض علماء التجويد،ولما وجدت أن الجميع يستدل بقوله تعالي:" {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذكر وَإِنَّا لَهُ لحافظون} قلت أبحث عن تفسير هذه الآية وما هي أقوال المفسرين وأيضا الأصوليين في الآية،وأعلم أن النتيجة التي وصلت إليها ـ تبعا لكثير من العلماء ـ ستكون صدمة للبعض خاصة أدعياء العلم،ومن قالوا بالتغير الصوتي في القرآن بمجرد أن نطقوا حكم الميم أو النون والتنوين مع الباء بفرجة، ومجرد الخلاف في كلمة "نذر" هل الراء مرققة أو مفخمة وهكذا سائر أحكام الخلاف فيمن هو من قبيل الهيئة، ولنبدأ بسرد أقوال المفسرين في قوله تعالي {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذكر وَإِنَّا لَهُ لحافظون}.
قال الطبري:" قوله تعالى ذكره: (إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ) وهو القرآن (وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) قال: وإنا للقرآن لحافظون من أن يزاد فيه باطل مَّا ليس منه، أو ينقص منه ما هو منه من أحكامه وحدوده وفرائضه، والهاء في قوله: (لَهُ) من ذكر الذكر."
قال الرازي:" القول الأول: أنه عائد إلى الذكر يعني: وإنا نحفظ ذلك الذكر من التحريف والزيادة والنقصان، ونظيره قوله تعالى في صفة القرآن: {لاَّ يَأْتِيهِ الباطل مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ} [فصلت: 42] وقال: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ الله لَوَجَدُواْ فِيهِ اختلافا كَثِيراً} [النساء: 82].
فإن قيل: فلم اشتغلت الصحابة بجمع القرآن في المصحف وقد وعد الله تعالى بحفظه وما حفظه الله فلا خوف عليه.
والجواب: أن جمعهم للقرآن كان من أسباب حفظ الله تعالى إياه فإنه تعالى لما أن حفظه قيضهم لذلك قال أصحابنا: وفي هذه الآية دلالة قوية على كون التسمية آية من أول كل سورة لأن الله تعالى قد وعد بحفظ القرآن، والحفظ لا معنى له إلا أن يبقى مصوناً من الزيادة والنقصان، فلو لم تكن التسمية من القرآن لما كان القرآن مصوناً عن التغيير، ولما كان محفوظاً عن الزيادة ولو جاز أن يظن بالصحابة أنهم زادوا لجاز أيضاً أن يظن بهم النقصان، وذلك يوجب خروج القرآن عن كونه حجة.
والقول الثاني: أن الكناية في قوله: {لَهُ} راجعة إلى محمد صلى الله عليه وسلم والمعنى وإنا لمحمد لحافظون وهو قول الفراء، وقوى ابن الأنباري هذا القول فقال: لما ذكر الله الإنزال والمنزل دل ذلك على المنزل عليه فحسنت الكناية عنه، لكونه أمراً معلوماً كما في قوله تعالى: {إِنَّا أنزلناه فِى لَيْلَةِ القدر} [القدر: 1] فإن هذه الكناية عائدة إلى القرآن مع أنه لم يتقدم ذكره وإنما حسنت الكناية للسبب المعلوم فكذا ههنا، إلا أن القول الأول أرجح القولين وأحسنهما مشابهة لظاهر التنزيل، والله أعلم.
المسألة الثالثة: إذا قلنا الكناية عائدة إلى القرآن فاختلفوا في أنه تعالى كيف يحفظ القرآن قال بعضهم: حفظه بأن جعله معجزاً مبايناً لكلام البشر فعجز الخلق عن الزيادة فيه والنقصان عنه لأنهم لو زادوا فيه أو نقصوا عنه لتغير نظم القرآن فيظهر لكل العقلاء أن هذا ليس من القرآن فصار كونه معجزاً كإحاطة السور بالمدينة لأنه يحصنها ويحفظها، وقال آخرون: إنه تعالى صانه وحفظه من أن يقدر أحد من الخلق على معارضته، وقال آخرون: أعجز الخلق عن إبطاله وإفساده بأن قيض جماعة يحفظونه ويدرسونه ويشهرونه فيما بين الخلق إلى آخر بقاء التكليف، وقال آخرون: المراد بالحفظ هو أن أحداً لو حاول تغييره بحرف أو نقطة لقال له أهل الدنيا: هذا كذب وتغيير لكلام الله تعالى حتى أن الشيخ المهيب لو اتفق له لحن أو هفوة في حرف من كتاب الله تعالى لقال له كل الصبيان: أخطأت أيها الشيخ وصوابه كذا وكذا، فهذا هو المراد من قوله: {وَإِنَّا لَهُ لحافظون} واعلم أنه لم يتفق لشيء من الكتب مثل هذا الحفظ، فإنه لا كتاب إلا وقد دخله التصحيف والتحريف والتغيير، إما في الكثير منه أو في القليل، وبقاء هذا الكتاب مصوناً عن جميع جهات التحريف مع أن دواعي الملحدة واليهود والنصارى متوفرة
(يُتْبَعُ)
(/)
على إبطاله وإفساده من أعظم المعجزات وأيضاً أخبر الله تعالى عن بقائه محفوظاً عن التغيير والتحريف، وانقضى الآن قريباً من ستمائة سنة فكان هذا إخباراً عن الغيب، فكان ذلك أيضاً معجزاً قاهراً.
المسألة الرابعة: احتج القاضي بقوله: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذكر وَإِنَّا لَهُ لحافظون} على فساد قول بعض الإمامية في أن القرآن قد دخله التغيير والزيادة والنقصان قال: لأنه لو كان الأمر كذلك لما بقي القرآن محفوظاً، وهذا الاستدلال ضعيف، لأنه يجري مجرى إثبات الشيء بنفسه، فالإمامية الذين يقولون: إن القرآن قد دخله التغيير والزيادة والنقصان، لعلهم يقولون: إن هذه الآية من جملة الزوائد التي ألحقت بالقرآن، فثبت أن إثبات هذا المطلوب بهذه الآية يجري مجرى إثبات الشيء نفسه وأنه باطل والله أعلم".
قال الشنقيطي في أضواء البيان:" بين تعالى في هذه الآية الكريمة أنه هو الذي نزل القرآن العظيم وأنه حافظ له من أن يزاد فيه أن ينقص أو يتغير منه شيء أو يبدل، وبين هذا المعنى في مواضع أخر كقوله: {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لاَّ يَأْتِيهِ الباطل مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت: 41 - 42] وقوله: {لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} [القيامة: 16 - 17] إلى قوله: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [القيامة: 19] وهذا هو الصحيح في معنى هذه الآية أن الضمير في قوله: {وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} راجع إلى الذكر الذي هو القرآن. وقيل الضمير راجع إلى النَّبي صلى الله عليه وسلم كقوله: {والله يَعْصِمُكَ مِنَ الناس} [المائدة: 67] والأول هو الحق كما يتبادر من ظاهر السياق.
قال ابن عاشور: وشمل حفظه الحفظ من التلاشي، والحفظ من الزيادة والنقصان فيه، بأن يسّر تواتره وأسباب ذلك، وسلّمه من التبديل والتغيير حتى حفظته الأمّة عن ظهور قلوبها من حياة النبي صلى الله عليه وسلم فاستقرّ بين الأمّة بمسمع من النبي صلى الله عليه وسلم وصار حفّاظه بالغين عدد التواتر في كل مصر."
قال ابن عباس:" {لَحَافِظُونَ} من الشياطين حتى لا يزيدوا فيه ولا ينقصوا منه ولا يغيروا حكمه ويقال إنا له لمحمد صلى الله عليه وسلم لحافظون من الكفار والشياطين"
قال الخازن:" الضمير في له يرجع إلى الذكر يعني، وإنا للذكر الذي أنزلناه على محمد لحافظون يعني من الزيادة فيه، والنقص منه والتغيير والتبديل والتحريف، فالقرآن العظيم محفوط من هذه الأشياء كلها لايقدر أحد من جميع الخلق من الجن والإنس أن يزيد فيه، أو ينقص منه حرفاً واحداً أو كلمة واحدة، وهذا مختص بالقرآن العظيم بخلاف سائر الكتب المنزلة فإنه قد دخل على بعضها التحريف، والتبديل والزيادة والنقصان ولما تولى الله عز وجل حفظ هذا الكتاب بقي مصوناً على الأبد محروساً من الزيادة والنقصان "
قال الثعالبي: وقوله: {وَإِنَّا لَهُ لحافظون}: قال مجاهدٌ وغيره: الضميرُ في «له» عائدٌ على القرآن، المعنى: وإِنا له لحافِظُونَ من أنْ يبدَّل أو يُغَيَّر."
قال البيضاوي: وقرره بقوله: {وَإِنَّا لَهُ لحافظون} أي من التحريف والزيادة والنقص بأن جعلناه معجزاً مبايناً لكلام البشر، بحيث لا يخفى تغيير نظمه على أهل اللسان، أو نفي تطرق الخلل إليه في الدوام بضمان الحفظ له كما نفى أن يطعن فيه بأنه المنزل له."
قال الآلوسي: {وَإِنَّا لَهُ لحافظون} أي من أكل ما يقدح فيه كالتحريف والزيادة والنقصان وغير ذلك حتى أن الشيخ المهيب لو غير نقطة يرد عليه الصبيان ويقول له من كان: الصواب كذا ويدخل في ذلك استهزاء أولئك المستهزئين وتكذيبهم إياه دخولاً أولياً، ومعنى حفظه من ذلك عدم تأثيره فيه وذبه عنه، وقال الحسن: حفظه بإبقاء شريعته إلى يوم القيامة، وجوز غير واحد أن يراد حفظه بالإعجاز في كل وقت كما يدل عليه الجملة الإسمية من كل زيادة ونقصان وتحريف وتبديل، ولم يحفظ سبحانه كتاباً من الكتب كذلك بل استحفظها جل وعلا الربانيين والأحبار فوقع فيها ما وقع وتولى حفظ القرآن بنفسه سبحانه فلم يزل محفوظاً أولاً وآخراً، وإلى هذا أشار في «الكشاف» ثم سأل بما حاصله أن الكلام لما كان مسوقاً
(يُتْبَعُ)
(/)
لردهم وقد تم الجواب بالأول فما فائدة التذييل بالثاني؟ وإنما يحسن إذا كان الكلام مسوقاً لإثبات محفوظية الذكر أولاً وآخراً، وأجاب بأنه جيءَ به لغرض صحيح وأدمج فيه المعنى المذكور أما ما هو أن يكون دليلاً على أنه منزل من عند الله تعالى آية، فالأول وإن كان رداً كان كمجرد دعوى فقيل ولولا أن الذكر من عندنا لما بقي محفوظاً عن الزيادة والنقصان كما سواه من الكلام، وذلك لأنه نظمه لما كان معجزاً لم يمكن زيادة عليه ولا نقص للإخلال بالإعجاز كذا في «الكشف»:، وفيه إشارة إلى وجه العطف وهو ظاهر.
وأنت تعلم أن الإعجاز لا يكون سبباً لحفظه عن إسقاط بعض السور لأن ذلك لا يخل بالإعجاز كما لا يخفى، فالمختار أن حفظ القرآن وإبقاءه كما نزل حتى يأتي أمر الله تعالى بالإعجاز وغيره مما شاء الله عز وجل، ومن ذلك توفيق الصحابة رضي الله تعالى عنهم لجمعه حسبما علمته أول الكتاب. واحتج القاضي بالآية على فساد قول بعض من الإمامية لا يعبأ بهم إن القرآن قد دخله الزيادة والنقصان، وضعفه الإمام بأنه يجري مجرى إثبات الشيء بنفسه لأن للقائلين بذلك أن يقولوا: إن هذه الآية من جملة الزوائد ودعوى الإعجاز في هذا المقدار لا بد لها من دليل. واحتج بها القائلون بحدوث الكلام اللفظي وهي ظاهرة فيه ومن العجيب ما نقله عن أصحابه حيث قال: قال أصحابنا في هذه الآية دلالة على كون البسملة آية من كل سورة لأن الله تعالى قد وعد حفظ القرآن والحفظ لا معنى له إلا أن يبقى مصوناً من الزيادة والنقصان فلو لم تكن البسملة آية من القرآن لما كان مصوناً عن التغيير ولما كان محفوظاً عن الزيادة، ولو جاز أن يظن بالصحابة أنهم زادوا لجاز أن يظن بهم أنهم نقصوا وذلك يوجب خروج القرآن عن كونه حجة اه، ولعمري أن تسمية مثل هذا بالخبال أولى من تسميته بالاستدلال، ولا يخفى ما في سبك الجملتين من الدلالة على كمال الكبرياء والجلالة وعلى فخامة شأن التنزيل، وقد اشتملتا على عدة من وجوه التأكيد {وَنَحْنُ} ليس فصلاً لأنه لم يقع بين اسمين وإنما هو إما مبتدأ أو توكيد لاسم إن، ويعلم مما قررنا أن ضمير {لَهُ} للذكر وإليه ذهب مجاهد."
قال أبو حيان في البحر:" وحفظه إياه دليل على أنه من عنده تعالى، إذ لو كان من قول البشر لتطرق إليه ما تطرق لكلام البشر. وقال الحسن: حفظه بإبقاء شريعته إلى يوم القيامة. وقيل: يحفظه في قلوب من أراد بهم خيراً حتى لو غير أحد نقطة لقال له الصبيان: كذبت، وصوابه كذا، ولم يتفق هذا لشيء من الكتب سواه. وعلى هذا فالظاهر أنّ الضمير في له عائد على الذكر، لأنه المصرح به في الآية، وهو قول الأكثر: مجاهد، وقتادة، وغيرهما. وقالت فرقة: الضمير في له عائد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أي: يحفظه من أذاكم، ويحوطه من مكركم كما قال تعالى: {والله يعصمك من الناس} وفي ضمن هذه الآية التبشير بحياة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظهر الله به الدين."
قال ابن كثير:" ثم قرر تعالى أنه هو الذي أنزل الذكر، وهو القرآن، وهو الحافظ له من التغيير والتبديل."
قال صاحب اللباب: " فإذا قلنا: الكناية عائدة إلى القرآن، فاختلفوا في أنه تعالى كيف يحفظ القرآن؟.
فقيل: بأن جعله معجزاً مبايناً لكلام البشر يعجز الخلق عن الزيادة، والنقصان فيه، بحيث لو زادوا فيه أو نقصوا عنه، بغير نظم القرآن.
وقيل: صانه، وحفظه من أن يقدر أحدٌ من الخلق على معارضته.
وقيل: قيَّض جماعة يحفظونه، ويدرسونه فيما بين الخلق إلى آخر بقاءِ التكليفِ.
وقيل: المراد بالحفظِ: هو أنَّه لو أنَّ أحداً حاول تغيير حرفٍ أو نقطةٍ، لقال له أهل الدنيا: هذا كذب، وتغيير لكلام الله تعالى حتى أن الشيخ المهيب لو اتَّفق له لحنٌ أو هفوة في حرف من كتاب الله تعالى لقال له كل الصبيان: أخطأت أيُّها الشيخ، واعلم أنه لم يتفق لشيءٍ من الكتب مثل هذه الحفظ؛ فإنه لا كتاب إلا وقد دخله التصحيف، والتحريف، والتغيير، إما في الكثير منه، أو في القليل، وبقاء هذا الكتاب مصوناً عن جميع جهات التَّحريف، مع أنَّ دواعي الملاحدة، واليهود، والنصاري، متوفرة على أبطاله وإفساده، فذلك من أعظم المعجزات.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن قيل: لم اشتغلت الصحابة بجمع القرآن في المصحف، وقد وعد الله عز وجل بحفظه وما حفظ الله عز وجل فلا خوف عليه؟.
فالجواب: أنَّ جمعهم للقرآن كان من أسباب حفظ الله إياه، فإنه تعالى لما أراد حفظه، فيَّضهم لذلك، وفي الآية دلالةٌ قويةٌ على كون البسملةِ آية من كل سورة؛ لأن الله تبارك وتعالى قد وعد بحفظ القرآن، والحفظُ لا معنى له إلاَّ أن يبقى مصُوناً عن التغيير وعن الزيادة، وعن النقصان فلو لو تكن التسمية آية من القرآن، لما كان مصوناً من التغيير والزيادة، ولو جاز أن يظنَّ بالصحابة رضي الله عنهم أنهم زادوا، لجاز أيضاً أن يظنَّ بهم النقصان؛ وذلك يوجب خروج القرآن عن كونه حجَّة، وهذا لا دليل فيه؛ لأن أسماء السور أيضاً مكتوبةٌ معهم في المصحف، وليست من القرآن بالأجماع."
قال النيسابوري:" فقال {وإنا له لحافظون} لأنه لو كان من قول البشر أو لم يكن آية لم يبق محفوظاً من التغيير والاختلاف"
قال أبو السعود:" {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذكر} ردٌّ لإنكارهم التنزيلَ واستهزائِهم برسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك وتسليةٌ له، أي نحن بعِظَم شأنِنا وعلوِّ جنابنا نزلنا ذلك الذكرَ الذي أنكروه وأنكروا نزولَه عليك ونسبوك بذلك إلى الجنون وعَمَّوا مُنزِّله، حيث بنوَا الفعلَ للمفعول إيماءً إلى أنه أمرٌ لا مصدرَ له وفعلٌ لا فاعلَ له {وَإِنَّا لَهُ لحافظون} من كل ما لا يليق به، فيدخل فيه تكذيبُهم له واستهزاؤُهم به دخولاً أولياً فيكون وعيداً للمستهزئين، وأما الحفظُ عن مجرد التحريفِ والزيادة والنقصِ وأمثالِها فليس بمقتضى المقام، فالوجهُ الحملُ على الحفظ من جميع ما يقدح فيه من الطعن فيه والمجادلةِ في حقّيته، ويجوزُ أن يراد حفظُه بالإعجاز دليلاً على التنزيل من عنده تعالى إذ لو كان من عند غير الله لتطرّق عليه الزيادةُ والنقصُ والاختلاف، وفي سبك الجملتين من الدلالة على كمال الكبرياءِ والجلالة وعلى فخامة شأنِ التنزيل ما لا يخفى، وفي إيراد الثانيةِ بالجملة الاسمية دلالةٌ على دوام الحفظِ والله سبحانه أعلم، وقيل: الضمير المجرورُ للرسول صلى الله عليه وسلم كقوله تعالى: {والله يَعْصِمُكَ مِنَ الناس} وتأخيرُ هذا الكلام وإن كان جواباً عن أول كلامِهم الباطلِ، "ا. هـ
مما سبق تبين أن المقصود من حفظ القرآن حفظه من التحريف والتبديل والتغيير حتي لا يحدث ما فعله أهل الكتابين بكتبهم وتبديلهم لكتبهم حيث غيروا أحكام الله.ولم يتطرق أحد من المفسرين والأصوليين عن أن المراد بالحفظ .. الحفظ من التغيير والتبديل والتحريف اي كل ما يتعلق بتغير المعني وأقوال الأصوليين لا تخرج عما سبق لذلك أعرضنا صفحا عن نقلها.
أما هذه الأمة فالله تكفل بحفظ كتابه من التغيير بحيث يتغير معني الكلام وهذا هو المقصود.
أما تغير ما هو من قبيل الهيئة مثل الغنن والمدود والسكتات وغيرها فهذا لم ينبه من قبل المفسرين وليست مقصودة في الآية، لأن هذا من باب التخفيف علي الأمة وهذه الخلافات لا تضر لأن هذا لا يترتب عليه تغير في المعني ولا يُحدث تحريفا بحيث يتغير الحكم وقد عدّوا المد والإمالة ونحوهامن الأحرف السبعة قال النووي في شرح مسلم: " ثُمَّ اِخْتَلَفَ هَؤُلَاءِ فِي تَعْيِين السَّبْعَة. وَقَالَ آخَرُونَ: هِيَ فِي أَدَاء التِّلَاوَة وَكَيْفِيَّة النُّطْق بِكَلِمَاتِهَا مِنْ إِدْغَام وَإِظْهَار وَتَفْخِيم وَتَرْقِيق وَإِمَالَة وَمَدٍّ؛ لِأَنَّ الْعَرَب كَانَتْ مُخْتَلِفَة اللُّغَات فِي هَذِهِ الْوُجُوه، فَيَسَّرَ اللَّه تَعَالَى عَلَيْهِمْ لِيَقْرَأ كُلّ إِنْسَان بِمَا يُوَافِق لُغَته وَيَسْهُل عَلَى لِسَانه. وَقَالَ آخَرُونَ: هِيَ الْأَلْفَاظ وَالْحُرُوف، وَإِلَيْهِ أَشَارَ اِبْن شِهَاب بِمَا رَوَاهُ مُسْلِم عَنْهُ فِي الْكِتَاب ... "3/ 172.
وقال ابن حجر في الفتح:" وَقِيلَ لَيْسَ الْمُرَاد بِالسبع وَلَفْظ السَّبْعَة يُطْلَق عَلَى إِرَادَة الْكَثْرَة فِي الْآحَاد كَمَا يُطْلَق السَّبْعِينَ فِي الْعَشَرَات وَالسَّبْعمِائَةِ فِي الْمِئِين وَلَا يُرَاد الْعَدَد الْمُعَيَّن، وَإِلَى هَذَا جَنَحَ عِيَاض وَمَنْ تَبِعَهُ.14.189
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الأحوذي:" ْ عَلَى سَبْعَةِ أَوْجُهٍ يَجُوزُ أَنْ يُقْرَأَ بِكُلِّ وَجْهٍ مِنْهَا، وَلَيْسَ الْمُرَادُ أَنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ وَلَا جُمْلَةٍ مِنْهُ تُقْرَأُ عَلَى سَبْعَةِ أَوْجُهٍ بَلْ الْمُرَادُ أَنَّ غَايَةَ مَا اِنْتَهَى إِلَيْهِ عَدَدُ الْقِرَاءَاتِ فِي الْكَلِمَةِ الْوَاحِدَةِ إِلَى سَبْعَةٍ فَإِنْ قِيلَ فَإِنَّا نَجِدُ بَعْضَ الْكَلِمَاتِ يُقْرَأُ عَلَى أَكْثَرَ مِنْ سَبْعَةِ أَوْجُهٍ، فَالْجَوَابُ أَنَّ غَالِبَ ذَلِكَ إِمَّا لَا يُثْبِتُ الزِّيَادَةَ وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ مِنْ قَبِيلِ الِاخْتِلَافِ فِي كَيْفِيَّةِ الْأَدَاءِ كَمَا فِي الْمَدِّ وَالْإِمَالَةِ وَنَحْوِهِمَا. وَقِيلَ لَيْسَ الْمُرَادُ بِالسَّبْعَةِ حَقِيقَةَ الْعَدَدِ بَلْ الْمُرَادُ التَّسْهِيلُ وَالتَّيْسِيرُ وَلَفْظُ السَّبْعَةِ يُطْلَقُ عَلَى إِرَادَةِ الْكَثْرَةِ فِي الْآحَادِ كَمَا يُطْلَقُ السَّبْعِينَ فِي الْعَشْرَاتِ وَالسَّبْعُ مِائَةٍ فِي الْمِئِينَ وَلَا يُرَادُ الْعَدَدُ الْمُعَيَّنُ، وَإِلَى هَذَا جَنَحَ عِيَاضٌ وَمَنْ تَبِعَهُ. وَذَكَرَ الْقُرْطُبِيُّ عَنْ اِبْنِ حِبَّانَ أَنَّهُ بَلَغَ الِاخْتِلَافُ فِي مَعْنَى الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ إِلَى خَمْسَةٍ وَثَلَاثِينَ قَوْلًا وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ أَكْثَرُهَا غَيْرُ مُخْتَارَةٍ كَذَا فِي فَتْحِ الْبَارِي. قُلْتُ: وَقَدْ أَطَالَ الْحَافِظُ اِبْنُ جَرِيرٍ فِي أَوَّلِ تَفْسِيرِهِ الْكَلَامَ فِي بَيَانِ مَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ " وَكَذَا الْحَافِظُ اِبْنُ حَجَرٍ فِي الْفَتْحِ فَعَلَيْك أَنْ تُطَالِعَهُمَا."7/ 260
فانظر إلي قوله:" فَالْجَوَابُ أَنَّ غَالِبَ ذَلِكَ إِمَّا لَا يُثْبِتُ الزِّيَادَةَ وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ مِنْ قَبِيلِ الِاخْتِلَافِ فِي كَيْفِيَّةِ الْأَدَاءِ كَمَا فِي الْمَدِّ وَالْإِمَالَةِ وَنَحْوِهِمَا. " يدلك علي التوسعة في القراءة وأن هذا الاختلاف من قبيل السبعة أحرف المتجاوز في قراءتها من باب التوسعة.
قال د/ البركاوي:" ونزول القرآن علي سبعة أحرف أحاديثها مشهورة ويستدل بها علي نشأة القراءات بين يدي النبي عليه الصلاة والسلام، ونزلت تيسيرا علي الأمة لتشعب اللغة العربية ومالها من خصائص، وهذا أمر تقتضيه اللغة فالمستوي الأدائي بين أبناء اللغة لا يكون واحدا بل يوجد بينهم مظاهر التباين في الأداء الصوتي، وفي طريقة الأداء فكان منهم من يدغم ومن يظهر و .. و .. إلي آخر كيفيات النطق المختلفة التي نتجت غالبا عن اختلاف أعضاء النطق في بنيتها واستعدادها. وتأثير البيئة في ذلك أصبح لكل شعب أداءً يميزه وأصبح من كيانه ومن خصائصه،ومن الصعب أن يستبدل أحدٌ لهجته التي نشأ عليها طفلا وشابا وكهلا بلهجة أخري وذلك لتعود لسانه علي النطق بها .. ولذلك كان التيسير علي الأمة .. قال أبو شامة:"وهذه السنة التي أشاروا إليها ما ثبت عن رسول الله نصا، وأنه قرأه أو أذن فيه علي ما صح عنه أن القرآن أنزل علي سبعة أحرف فلأجل ذلك كثر الاختلاف في القراءة في زمانه وبعده إلي أن كتبت المصاحف باتفاق من الصحابة رضي الله عنهم بالمدينة ونفذت إلي الأمصار وأمروا باتباعها وترك ما عداها فأخذ الناس بها وتركوا من تلك القراءات كل ما خالفها وبقوا ما يوافقها نصا أو احتمالا وذلك لأن المصاحف كتبت علي اللفظ الذي أنزل، وهو الذي استقر عليه في العرضة الأخيرة علي رسول الله صلي الله عليه وسلم كما عرضها هو وجبريل عليهما السلام وكل ذلك ثابت في الأحاديث الصحيحة مفرقا في أبوابه وقد وقف علي ذلك من له بها عناية."
ولذلك الاختلاف فيما هو من قبيل الهيئة لا يضر ولا يخالف حفظ القرآن من قبل رب العالمين.
وانظر إلي قول العلماء في قضية الاختلاف في المدود وغيرها: قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
(يُتْبَعُ)
(/)
وَلَا يَجْعَلُ هِمَّتَهُ فِيمَا حُجِبَ بِهِ أَكْثَرُ النَّاسِ مِنْ الْعُلُومِ عَنْ حَقَائِقِ الْقُرْآنِ إمَّا بِالْوَسْوَسَةِ فِي خُرُوجِ حُرُوفِهِ وَتَرْقِيقِهَا وَتَفْخِيمِهَا وَإِمَالَتِهَا وَالنُّطْقِ بِالْمَدِّ الطَّوِيلِ وَالْقَصِيرِ وَالْمُتَوَسِّطِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. فَإِنَّ هَذَا حَائِلٌ لِلْقُلُوبِ قَاطِعٌ لَهَا عَنْ فَهْمِ مُرَادِ الرَّبِّ مِنْ كَلَامِهِ وَكَذَلِكَ شَغْلُ النُّطْقِ بـ {أَأَنْذَرْتَهُمْ} وَضَمُّ الْمِيمِ مِنْ (عَلَيْهِمْ وَوَصْلُهَا بِالْوَاوِ وَكَسْرُ الْهَاءِ أَوْ ضَمُّهَا وَنَحْوُ ذَلِكَ. وَكَذَلِكَ مُرَاعَاةُ النَّغَمِ وَتَحْسِينُ الصَّوْتِ." (مجموع الفتاوى) (16/ 50)
وقال ابن القيم:
((فصل ومن ذلك الوسوسة في مخارج الحروف والتنطع فيها ونحن نذكر ما ذكره العلماء بألفاظهم
قال أبو الفرج بن الجوزي:
قد لبس إبليس على بعض المصلين في مخارج الحروف فتراه يقول الحمد الحمد فيخرج بإعادة الكلمة عن قانون أدب الصلاة وتارة يلبس عليه في تحقيق التشديد في إخراج ضاد المغضوب قال ولقد رأيت من يخرج بصاقه مع إخراج الضاد لقوة تشديده والمراد تحقيق الحرف حسب وإبليس يخرج هؤلاء بالزيادة عن حد التحقيق ويشغلهم بالمبالغة في الحروف عن فهم التلاوة وكل هذه الوساوس من إبليس
وقال محمد بن قتيبة
في مشكل القرآن وقد كان الناس يقرؤن القرآن بلغاتهم ثم خلف من بعدهم قوم من أهل الأمصار وأبناء العجم ليس لهم طبع اللغة ولا علم التكلف فهفوا في كثير من الحروف وذلوا فأخلوا ومنهم رجل ستر الله عليه عند العوام بالصلاح وقربه من القلوب بالدين فلم أر فيمن تتبعت في وجوه قراءته أكثر تخليطا ولا أشد اضطرابا منه لأنه يستعمل في الحرف ما يدعه في نظيره ثم يؤصل أصلا ويخالف إلى غيره بغير علة ويختار في كثير من الحروف ما لا مخرج له إلا على طلب الحيلة الضعيفة هذا إلى نبذه في قراءته مذاهب العرب وأهل الحجاز بإفراطه في المد والهمز والإشباع وإفحاشه في الإضجاع والإدغام وحمله المتعلمين على المذهب الصعب وتعسيره على الأمة ما يسره الله تعالى وتضييقه ما فسحه ومن العجب أنه يقرىء الناس بهذه المذاهب ويكره الصلاة بها ففي أي موضع يستعمل هذه القراءة إن كانت الصلاة لا تجوز بها وكان ابن عيينة يرى لمن قرأ في صلاته بحرفه أو ائتم بإمام يقرأ بقراءته أن يعيد ووافقه على ذلك كثير من خيار المسلمين منهم بشر بن الحارث والإمام أحمد بن حنبل وقد شغف بقراءته عوام الناس وسوقتهم وليس ذلك إلا لما يرونه من مشقتها وصعوبتها وطول اختلاف المتعلم إلى المقرىء فيها فإذا رأوه قد اختلف في أم الكتاب عشرا وفي مائة آية شهرا وفي السبع الطوال حولا ورأوه عند قراءته مائل الشدقين دار الوريدين راشح الجبين توهموا أن ذلك لفضله في القراءة وحذقه بها وليس هكذا كانت قراءة رسول الله ولا خيار السلف ولا التابعين ولا القراء العالمين بل كانت سهلة رسلة وقال الخلال في الجامع عن أبي عبدالله إنه قال لا أحب قراءة فلان يعني هذا الذي أشار إليه ابن قتيبة وكرهها كراهية شديدة وجعل يعجب من قراءته وقال لا يعجبني فإن كان رجل يقبل منك فانهه وحكى عن ابن المبارك عن الربيع بن أنس أنه نهاه عنها وقال الفضل بن زياد إن رجلا قال لأبي عبدالله فما أترك من قراءته قال الإدغام والكسر ليس يعرف في لغة من لغات العرب وسأله عبدالله ابنه عنها فقال أكره الكسر الشديد والإضجاع وقال في موضع آخر إن لم يدغم ولم يضجع ذلك الإضجاع فلا بأس به وسأله الحسن بن محمد بن الحارث أتكره أن يتعلم الرجل تلك القراءة قال أكرهه أشد كراهة إنما هي قراءة محدثة وكرهها شديدا حتى غضب وروى عنه ابن سنيد أنه سئل عنها فقال أكرهها أشد الكراهة قيل له ما تكره منها قال هي قراءة محدثة ما قرأ بها أحد وروى جعفر بن محمد عنه أنه سئل عنها فكرهها وقال كرهها ابن إدريس وأراه قال وعبدالرحمن بن مهدي وقال ما أدري إيش هذه القراءة ثم قال وقراءتهم ليست تشبه كلام العرب وقال عبدالرحمن بن مهدي لو صليت خلف من يقرأ بها لأعدت الصلاة)) إغاثة اللهفان (1\ 160 (
فتوى الشيخ ابن عثيميين رحمه الله
(يُتْبَعُ)
(/)
سئل الشيخ –رحمه الله تعالى – ما رأي فضيلتكم في تعلم التجويد والالتزام به وهل صحيح ما يذكر عن فضيلتكم حفظكم الله تعالى – من الوقوف بالتاء في نحو (الصلاة – الزكاة)؟
فأجاب قائلاً: لا أرى وجوب الالتزام باحكام التجويد التي فصلت بكتب التجويد وإنما ارى أنها من تحسين القراءة وباب التحسين غير باب الإلزام وقد ثبت في صحيح البخاري عن أنس بن مالك – رضي الله عنهما – أنه سئل كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كانت مداً قرا بسم الله الرحمن الرحيم يمد ببسم الله ويمد بالرحمن ويمد بالرحيم والمد هنا طبيعي لا يحتاج إلى تعمده والنص عليه هنا يدل على أنه فوق الطبيعي.
ولو قيل بأن العلم بأحكام التجويد المفصلة في كتب التجويد واجب للزم تاثيم أكثر المسلمين اليوم ولقلنا لمن اراد التحدث باللغة الفصحى: طبق أحكام التجويد في نطقك بالحديث وكتب أهل العلم وتعليمك ومواعظك
وليعلم أن القول بالوجوب يحتاج إلى دليل نبرأ به الذمة أمام الله – عز وجل في الزام عباده بما لا دليل على إلزامهم به من كتاب الله تعالى أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم أو إجماع المسلمين وقد ذكر شيخنا عبدالرحمن بن سعدي – رحمه الله – في جواب له أن التجويد حسب القواعد المفصلة في كتب التجويد غير واجب
وقد أطلعت على كلام لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حول حكم التجويد قال فيه ص 50مجلد 16 من مجموع ابن قاسم للفتاوى: " ولا يجعل همته فيما حجب به أكثر الناس من العلوم عن حقائق القرآن إما بالوسوسة في خروج حروفه وترقيمها وتفخيمها وإمالتها والنطق بالمد الطويل والقصير والمتوسط وغير ذلك فإن هذا حائل للقلوب قاطع لها عن فهم مراد الرب من كلامه وكذلك شغل النطق ب ـ (أأنذرتهم) وضم الميم من (عليهم) ووصلها بالواو وكسر الهاء أو ضمها ونحو ذلك وكذلك مراعاة النغم وتحسين الصوت " ا. هـ بقلم: محمد مصطفى (من تلاميذ مدرسة الربانية)
وقال الشيخ مصطفي سلامة صاحب كتاب "التأسيس في أصول الفقه علي ضوء الكتاب والسنة" في جوابه علي حكم التجويد:" أن علم التجويد غاية ما فيه أنه مستحب" وبهذا قال الشيخ أسامة القوصي ـ من طلبة الشيخ مقبل بن هادي ـ
وإن كان أكثر علماء التجويد يقولون بكلام ابن الجزري " من لم يجود القرآن آثم" لاشك أن الحل والحرمة ينظر فيه إلي أقوال الفقهاء، ولا ننكر أن ابن الجزري وبعض القراء فقهاء كما أذن ابن كثير المفسر لابن الجزري بالفتيا،إلا أنه خلاف ما عليه جمهور الفقهاء في هذه المسألة كما نقلت أقوال بعض الفقهاء سابقا ومعلوم أن أصحاب كل فن يتعصبون لفنهم كما هو معلوم. وحتي ابن الجزري لم يتطرق إلي الاختلاف في الهيئة من باب الانكار بل عد الخلاف في نحو المدود والإمالة ونحوها من المسموح به.
قال ابن الجزرى فى صفحة 57 فى التقريب،: وأما نحو اختلاف الإظهار والإدغام والروم والإشمام والتفخيم والترقيق والنقل مما يعبر عنه فى اصطلاح علماء هذا الفن بالأصول فهذا ليس بالاختلاف الذى يتنوع فيه اللفظ والمعنى لأن هذه الصفات المتنوعة فى أداء اللفظ لا تخرجه عن أن يكون لفظا واحدا ولئن فرض فيكون من الوجه الأول وهو الذى لا تتغير فيه الصورة والمعنى. أ. هـ
وقال ابن الجزري فى تقريب النشر أيضا: أما من قال بتواتر الفرش دون الأصول فابن الحاجب قال فى مختصر الأصول له: القراءات السبع متواترة فيما ليس من قبيل الأداء كالمد و الإمالة وتخفيف الهمزة ونحوه، فزعم أن المد والإمالة وما أشبه ذلك من الأصول كالإدغام وغيره من قبيل الأداء وأنه غير متواتر وهذ قول غير صحيح كما سنبينه ثم أخذ يعلق على ابن الحاجب.
قال المحقق الشيخ إبراهيم عطوة:" وأن الأنصاف يقتضينا أن نحمل كلام ابن الحاجب على أن ما كان من قبيل الهيئة وليس من جوهر اللفظ بحيث يتحقق اللفظ بدونه هو الذى ليس متواترا كالزائد عن أصل المد وإلا فأصل المد متواتر ولا يصح أن يخالف فى ذلك أحد وقد صرح فى جمع الجوامع والعطار فى الأصول بذلك وكذلك ينبغى أن تحمل كلام ابن الحاجب فى الإمالة وغير ذلك من قبيل الهيئة على أن الزائد على الأصل هو الذى لم يكن متواترا. ج 2 ص271
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول لإخواني قد علمتم المقصود من الحفظ في الآية، وأن التغير الصوتي في القرآن من قبيل التيسير علي الناس (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)
والنصوص متوفرة في ذلك، منها ما ذكره الصفا قسي في كتابه " تنبيه الغافلين: ": ... وقال النووي ولو قال الضالين بالظاء بطلت صلاته علي أرجح الوجهين إلا أن يعجز عن الضاد بعد التعلم " تنبيه الغافلين.
والشاهد قوله:" إلا أن يعجز عن الضاد بعد التعلم "
وقال السعيدي:" ورأيت العرب في البادية والحجاز واليمن يفخمون سائر اللامات فيقولون " ثلاثة " فيفخمونها وهي لغة أهل الشام والمغرب، ولا يجوز ذلك في القرآن إلا لقوم تلك لغتهم فلا يقدرون علي تحويل لسانهم " الدراسات الصوتية عند علماء التجويد صـ412
والشاهد قوله:" ولا يجوز ذلك في القرآن إلا لقوم تلك لغتهم فلا يقدرون علي تحويل لسانهم"
أقول: وشرط الترخص في القراءة ألا يستطيع النطق بعد التعلم كما قال النووي:" .... إلا أن يعجز عن الضاد بعد التعلم" ويظهر من قول السعيدي:" فلا يقدرون علي تحويل لسانهم" أي لا يقدرون تحويلها إلا بعد التعلم وإلا فكيف يعرفون أنهم لا يقدرون علي تحويلها دون تعلم؟
إذن الخلافات الموجودة طالما أن المعني لم يتغير فهو من التيسير فأهل الضاد الظائية يقولون:كيف تتغير الضاد وقد أوكل الله حفظ القرآن لنفسه،وأهل الضاد الحالية يقولون كذلك .. فمثل هذه الخلافات لا تضر إذا لم تغير المعني وهذا ما أفتي به العلماء في الضاد الظائية عند عدم القدرة، لأن المعني عند تاليها متحد مع الآخرين.
خاتمة:
ولا يظن بعض الإخوة أن في هذا دليل علي ترك تعلم التجويد أو يتكاسل عن القرآن لأن هذا كلام رب العالمين فمن أخذ به انتفع هو ومن تركه خسر هو , وأذكر لأخواني فضل القرآن وأهله مما قاله أهل التفسير وشراح الأحاديث في فضل أهل الله وخاصته دون تعليق مني، وبعد ذلك يختار القارئ طريقه بنفسه ..
قال الطبري: القول في تأويل قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30)}
يقول تعالى ذكره: إن الذين يقرءون كتاب الله الذي أنزله على محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم (وَأَقَامُوا الصَّلاةَ) يقول: وأدوا الصلاة المفروضة لمواقيتها بحدودها، وقال: وأقاموا الصلاة بمعنى: ويقيموا الصلاة.
وقوله (وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً) يقول: وتصدقوا بما أعطيناهم من الأموال سرًّا في خفاء وعلانية جهارًا، وإنما معنى ذلك أنهم يؤدون الزكاة المفروضة، ويتطوعون أيضًا بالصدقة منه بعد أداء الفرض الواجب عليهم فيه.
وقوله (يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ) يقول تعالى ذكره: يرجون بفعلهم ذلك تجارة لن تبور: لن تكسد ولن تهلك، من قولهم: بارت السوق إذا كسدت وبار الطعام. وقوله (تِجَارَةً) جواب لأول الكلام.
وقوله (لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ) يقول: ويوفيهم الله على فعلهم ذلك ثواب أعمالهم التى عملوها في الدنيا (وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ) يقول: وكي يزيدهم على الوفاء من فضله ما هو له أهل، وكان مطرف بن عبد الله يقول: هذه آية القراء." أقول: وبهذا قال جمع من المفسرين
قال الرازي:ثم قال تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكتاب الذين اصطفينا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظالم لّنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بالخيرات بِإِذْنِ الله}
اتفق أكثر المفسرين على أن المراد من الكتاب القرآن وعلى هذا فالذين اصطفيناهم الذين أخذوا بالكتاب وهم المؤمنون والظالم والمقتصد والسابق كلهم منهم ويدل عليه قوله تعالى: {جنات عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا} [الرعد: 23] أخبر بدخولهم الجنة وكلمة {ثُمَّ أَوْرَثْنَا} أيضاً تدل عليه لأن الإيراث إذا كان بعد الإيحاء ولا كتاب بعد القرآن فهو الموروث والإيراث المراد منه الإعطاء بعد ذهاب من كان بيده المعطى.
قال ابن عاشور في قوله تعالي:" قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)
(يُتْبَعُ)
(/)
ولم يختلف المفسرون في أن القرآن مراد من فضل الله ورحمته. وقد روي حديث عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: فضل الله القرآن. ورحمته أن جعلكم من أهله (يعني أن هداكم إلى اتباعه). ومثله عن أبي سعيد الخدْري والبراءِ موقوفاً، وهو الذي يقتضيه اللفظ فإن الفضل هو هداية الله التي في القرآن، والرحمة هي التوفيق إلى اتباع الشريعة التي هي الرحمة في الدنيا والآخرة.
وجملة: {هو خير مما يجمعون} مبيّنة للمقصود من القصر المستفاد من تقديم المجرورين."
قال القشيري:" وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82)
القرآن شفاءٌ من داء الجهل للعلماء، وشفاءٌ من داء الشِّرْكِ للمؤمنين، وشفاءٌ من داء النكرة للعارفين، وشفاء من لواعج الشوق للمحبين، وشفاء من داء الشطط للمريدين والقاصدين، وأنشدوا:
وكُتْبُكَ حَوْلِي لا تفارق مضجعي ... وفيها شفاءٌ للذي أنا كاتِمُ
قوله: {وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إلاَّ خَسَاراً}: الخطاب خطابٌ واحد، الكتابُ كتابٌ واحد، ولكنه لقوم رحمةٌ وشفاء، ولقوم سخطٌ وشقاء، قومٌ أنار بصائرهم بنور التوحيد فهو لهم شفاء، وقوم أغشي على بصائرهم بستر الجحود فهو لهم شقاء."
قال ابن عجيبة في قوله تعالي: وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا (30)
قلت: (وقال الرسول): عطف على: (وقال الذين لا يرجون. .)، وما بينهما: اعتراض؛ لبيان قبح ما قالوا، وما يحيق بهم في الآخرة من الأهوال والخطوب.
يقول الحق جل جلاله: {وقال الرسولُ}؛ محمد صلى الله عليه وسلم، وإيراده بعنوان الرسالة؛ للرد في نحورهم، حيث كان ما حكي عنهم قدحاً في رسالته صلى الله عليه وسلم، أي: قال، إثر ما شاهد منهم من غاية العتو ونهاية الطغيان، شاكياً إلى ربه - عز وجل: - {يا ربِّ إِن قومي}، يعني: قريشاً الذي حكى عنهم ما تقدم من الشنائع، {اتخذوا هذا القرآنَ}، الذي من جملته الآيات الناطقة بما يحيق بهم في الآخرة من فنون العقاب، {مهجوراً} أي: متروكاً بالكلية، فلم يؤمنوا به ويرفعوا إليه رأساً، ولم يتأثروا بوعظه ووعيده، وهو من الهجران، وفيه تلويح بأن حق المؤمن أن يكون كثيرَ التعاهد للقرآن؛ لئلا يندرج تحت ظاهر النظم الكريم. قال أنس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَعَلَّم القُرْآن؛ فعلَّقَ مُصحفاً لَمْ يتعَاهَدْهُ، وَلَمْ يَنْظُرْ فيه، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُتعَلِّقاً بِهِ، يَقُولُ: يَا رَبَّ العَالمينَ عَبْدُكَ هذَا اتَّخَذَنِي مَهْجُوراً، اقْضِ بَيْنِي وبَيْنَهُ».
وقيل: هو من هجر؛ إذا هذى، أي: قالوا فيه أقاويل باطلة، كالسحر، ونحوه، أو: بأن هجروا فيه إذا سمعوه، كقولهم: {لاَ تَسْمَعُواْ لهذا القرآن والغوا فِيهِ} [فصلت: 26]؛ أي: مهجوراً فيه.
وفيه من التحذير والتخويف ما لا يخفى، فإن الأنبياء - عليهم السلام - إذا شكوا إلى الله تعالى قومهم عجَّل لهم العذاب، ولم يُنظروا."
قال ابن بطال في شرح حديث:": عُثْمَان عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ».
قَالَ أَبُو عَبْدِالرَّحْمَنِ وَذَاكَ الَّذِى أَقْعَدَنِى مَقْعَدِى هَذَا. وَقَالَ مرة: «إِنَّ أَفْضَلَكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ».
(1) /45 - وفيه: سَهْل بْنِ سَعْد، أن امْرَأَةٌ قَالَ: «أَتَتِ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتْ: إِنِّى قَدْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ - صلى الله عليه وسلم - ... الحديث، فَقَالَ رَجُلٌ: زَوِّجْنِيهَا ... إلى قوله: «قَدْ زَوَّجْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ».
قال المؤلف: حديث عثمان يدل أن قراءة القرآن أفضل أعمال البر كلها؛ لأنه لما كان من تعلم القرآن أو علمه أفضل الناس وخيرهم دل ذلك على ما قلناه؛ لأنه إنما وجبت له الخيرية والفضل من أجل القرآن، وكان له فضل التعليم جاريًا ما دام كل من علمه تاليًا. وحديث سهل إنما ذكره فى هذا الباب؛ لأنه زوجه المرآة لحرمة القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما روى فى فضل تعلم القرآن وحمله ما ذكره أبو عبيد من حديث عقبة بن عامر قال: خرج علينا رسول الله ونحن فى الصفة، فقال: «أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو العقيق فيأخذ ناقتين كوماوين زهراوين فى غير إثم ولا قطيعة رحم. قلنا: كلنا يا رسول الله نحب ذلك قال: فلأن بعد يغدو أحدكم كل يوم إلى المسجد فيتعلم آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين ومن ثلاث ومن أعدادهن من الإبل.
وذكر عن كعب الأحبار أن فى التوراة أن الفتى إذا تعلم القرآن وهو حديث السن وعمل به وحرص عليه وتابعه؛ خلطه الله بلحمه ودمه وكتبه عنده من السفرة الكرام البررة، وإذا تعلم الرجل القرآن وقد دخل فى السن وحرص عليه، وهو فى ذلك يتابعه وينفلت منه كتب له أجره مرتين."
وقال ابن حجر:" وَفِي الْحَدِيث الْحَثّ عَلَى تَعْلِيم الْقُرْآن، وَقَدْ سُئِلَ الثَّوْرِيّ عَنْ الْجِهَاد وَإِقْرَاء الْقُرْآن فَرَجَّحَ الثَّانِي وَاحْتَجَّ بِهَذَا الْحَدِيث أَخْرَجَهُ اِبْن أَبِي دَاوُدَ."
قال النووي في شرح مسلم لحديث:" قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ".
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الْمَاهِر بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَة الْكِرَام الْبَرَرَة وَاَلَّذِي يَقْرَأ الْقُرْآن وَيَتَتَعْتَع فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقّ لَهُ أَجْرَانِ)
. وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى: (وَهُوَ يَشْتَدّ عَلَيْهِ لَهُ أَجْرَانِ). السَّفَرَة جَمِيع سَافِر كَكَاتِبٍ وَكَتَبَة، وَالسَّافِر: الرَّسُول، وَالسَّفَرَة: الرُّسُل، لِأَنَّهُمْ يُسْفِرُونَ إِلَى النَّاس بِرِسَالَاتِ اللَّه، وَقِيلَ: السَّفَرَة: الْكَتَبَة، وَالْبَرَرَة: الْمُطِيعُونَ، مِنْ الْبِرّ وَهُوَ الطَّاعَة، وَالْمَاهِر: الْحَاذِق الْكَامِل الْحِفْظ الَّذِي لَا يَتَوَقَّف وَلَا يَشُقّ عَلَيْهِ الْقِرَاءَة بِجَوْدَةِ حِفْظه وَإِتْقَانه، قَالَ الْقَاضِي: يَحْتَمِل أَنْ يَكُون مَعْنَى كَوْنه مَعَ الْمَلَائِكَة أَنَّ لَهُ فِي الْآخِرَة مَنَازِل يَكُون فِيهَا رَفِيقًا لِلْمَلَائِكَةِ السَّفَرَة، لِاتِّصَافِهِ بِصِفَتِهِمْ مِنْ حَمْل كِتَاب اللَّه تَعَالَى. قَالَ: وَيَحْتَمِل أَنْ يُرَاد أَنَّهُ عَامِل بِعَمَلِهِمْ وَسَالِك مَسْلَكهمْ. وَأَمَّا الَّذِي يَتَتَعْتَع فِيهِ فَهُوَ الَّذِي يَتَرَدَّد فِي تِلَاوَته لِضَعْفِ حِفْظه فَلَهُ أَجْرَانِ: أَجْر بِالْقِرَاءَةِ، وَأَجْر بِتَتَعْتُعِهِ فِي تِلَاوَته وَمَشَقَّته. قَالَ الْقَاضِي وَغَيْره مِنْ الْعُلَمَاء: وَلَيْسَ مَعْنَاهُ الَّذِي يَتَتَعْتَع عَلَيْهِ لَهُ مِنْ الْأَجْر أَكْثَر مِنْ الْمَاهِر بِهِ، بَلْ الْمَاهِر أَفْضَل وَأَكْثَر أَجْرًا؛ لِأَنَّهُ مَعَ السَّفَرَة وَلَهُ أُجُور كَثِيرَة، وَلَمْ يَذْكُر هَذِهِ الْمَنْزِلَة لِغَيْرِهِ، وَكَيْف يَلْحَق بِهِ مَنْ لَمْ يَعْتَنِ بِكِتَابِ اللَّه تَعَالَى وَحِفْظه وَإِتْقَانه وَكَثْرَة تِلَاوَته وَرِوَايَته كَاعْتِنَائِهِ حَتَّى مَهَرَ فِيهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
قال ابن حجر في شرح حديث: عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَالْأُتْرُجَّةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَرِيحُهَا طَيِّبٌ وَالَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَالتَّمْرَةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلَا رِيحَ لَهَا وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ طَعْمُهَا مُرٌّ وَلَا رِيحَ لَهَا
قَوْله: (مَثَل الَّذِي يَقْرَأ الْقُرْآن كَالْأُتْرُجَّةِ)
بِضَمِّ الْهَمْزَة وَالرَّاء بَيْنهمَا مُثَنَّاة سَاكِنَة وَآخِره جِيم ثَقِيلَة، وَقَدْ تُخَفَّف. وَيُزَاد قَبْلهَا نُون سَاكِنَة، وَيُقَال بِحَذْفِ الْأَلِف مَعَ الْوَجْهَيْنِ فَتِلْكَ أَرْبَع لُغَات وَتَبْلُغ مَعَ التَّخْفِيف إِلَى ثَمَانِيَة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قَوْله: (طَعْمهَا طَيِّب وَرِيحهَا طَيِّب)
قِيلَ خَصَّ صِفَة الْإِيمَان بِالطَّعْمِ وَصِفَة التِّلَاوَة بِالرِّيحِ لِأَنَّ الْإِيمَان أَلْزَم لِلْمُؤْمِنِ مِنْ الْقُرْآن إِذْ يُمْكِن حُصُول الْإِيمَان بِدُونِ الْقِرَاءَة، وَكَذَلِكَ الطَّعْم أَلْزَم لِلْجَوْهَرِ مِنْ الرِّيح فَقَدْ يَذْهَب رِيح الْجَوْهَر وَيَبْقَى طَعْمه، ثُمَّ قِيلَ: الْحِكْمَة فِي تَخْصِيص الْأُتْرُجَّة بِالتَّمْثِيلِ دُون غَيْرهَا مِنْ الْفَاكِهَة الَّتِي تَجْمَع طِيب الطَّعْم وَالرِّيح كَالتُّفَّاحَةِ لِأَنَّهُ يُتَدَاوَى بِقِشْرِهَا وَهُوَ مُفْرِح بِالْخَاصِّيَّةِ، وَيُسْتَخْرَج مِنْ حَبِّهَا دُهْن لَهُ مَنَافِع وَقِيلَ إِنَّ الْجِنّ لَا تَقْرَب الْبَيْت الَّذِي فِيهِ الْأُتْرُجّ فَنَاسَبَ أَنْ يُمَثِّلَ بِهِ الْقُرْآن الَّذِي لَا تَقْرَبهُ الشَّيَاطِين، وَغِلَاف حَبّه أَبْيَض فَيُنَاسِب قَلْب الْمُؤْمِن، وَفِيهَا أَيْضًا مِنْ الْمَزَايَا كِبْر جُرْمهَا وَحُسْن مَنْظَرهَا وَتَفْرِيح لَوْنهَا وَلِين مَلْمَسهَا، وَفِي أَكْلهَا مَعَ الِالْتِذَاذ طِيب نَكْهَة وَدِبَاغ مَعِدَة وَجَوْدَة هَضْمٍ، وَلَهَا مَنَافِع أُخْرَى مَذْكُورَة فِي الْمُفْرَدَات. وَوَقَعَ فِي رِوَايَة شُعْبَة عَنْ قَتَادَةَ كَمَا سَيَأْتِي بَعْد أَبْوَاب " الْمُؤْمِن الَّذِي يَقْرَأ الْقُرْآن وَيَعْمَل بِهِ " وَهِيَ زِيَادَة مُفَسِّرَة لِلْمُرَادِ وَأَنَّ التَّمْثِيل وَقَعَ بِالَّذِي يَقْرَأ الْقُرْآن وَلَا يُخَالِف مَا اِشْتَمَلَ عَلَيْهِ مِنْ أَمْر وَنَهْي لَا مُطْلَق التِّلَاوَة، فَإِنْ قِيلَ لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَكَثُرَ التَّقْسِيم كَأَنْ يُقَال الَّذِي يَقْرَأ وَيَعْمَل وَعَكْسه وَالَّذِي يَعْمَل وَلَا يَقْرَأ وَعَكْسه، وَالْأَقْسَام الْأَرْبَعَة مُمْكِنَة فِي غَيْر الْمُنَافِق وَأَمَّا الْمُنَافِق فَلَيْسَ لَهُ إِلَّا قِسْمَانِ فَقَطْ لِأَنَّهُ لَا اِعْتِبَار بِعَمَلِهِ إِذَا كَانَ نِفَاقه نِفَاق كُفْرٍ، وَكَأَنَّ الْجَوَاب عَنْ ذَلِكَ أَنَّ الَّذِي حُذِفَ مِنْ التَّمْثِيل قِسْمَانِ. الَّذِي يَقْرَأ وَلَا يَعْمَل، الَّذِي لَا يَعْمَل وَلَا يَقْرَأ، وَهُمَا شَبِيهَانِ بِحَالِ الْمُنَافِق فَيُمْكِن تَشْبِيه الْأَوَّل بِالرَّيْحَانَةِ وَالثَّانِي بِالْحَنْظَلَةِ فَاكْتَفَى بِذِكْرِ الْمُنَافِق، وَالْقِسْمَانِ الْآخَرَانِ قَدْ ذُكِرَا.
قَوْله: (وَلَا رِيح فِيهَا)
فِي رِوَايَة شُعْبَة " لَهَا ".
قَوْله: (وَمِثْل الْفَاجِر الَّذِي يَقْرَأ)
فِي رِوَايَة شُعْبَة " وَمِثْل الْمُنَافِق " فِي الْمَوْضِعَيْنِ.
قَوْله: (وَلَا رِيح لَهَا)
فِي رِوَايَة شُعْبَة " وَرِيحهَا مُرٌّ " وَاسْتُشْكِلَتْ هَذِهِ الرِّوَايَة مِنْ جِهَة أَنَّ الْمَرَارَة مِنْ أَوْصَاف الطُّعُوم فَكَيْف يُوصَف بِهَا الرِّيح؟ وَأُجِيب بِأَنَّ رِيحهَا لَمَّا كَانَ كَرِيهًا اُسْتُعِيرَ لَهُ وَصْف الْمَرَارَة، وَأَطْلَقَ الزَّرْكَشِيّ هُنَا أَنَّ هَذِهِ الرِّوَايَة وَهْمٌ وَأَنَّ الصَّوَاب مَا فِي رِوَايَة هَذَا الْبَاب " وَلَا رِيح لَهَا " ثُمَّ قَالَ فِي كِتَاب الْأَطْعِمَة لَمَّا جَاءَ فِيهِ " وَلَا رِيح لَهَا " هَذَا أَصْوَب مِنْ رِوَايَة التِّرْمِذِيّ " طَعْمهَا مُرّ وَرِيحهَا مُرّ " ثُمَّ ذَكَرَ تَوْجِيههَا وَكَأَنَّهُ مَا اِسْتَحْضَرَ أَنَّهَا فِي هَذَا الْكِتَاب وَتَكَلَّمَ عَلَيْهَا فَلِذَلِكَ نَسَبَهَا لِلتِّرْمِذِيِّ. وَفِي الْحَدِيث فَضِيلَة حَامِلِي الْقُرْآن، وَضَرْب الْمَثَل لِلتَّقْرِيبِ لِلْفَهْمِ، وَأَنَّ الْمَقْصُود مِنْ تِلَاوَة الْقُرْآن الْعَمَل بِمَا دَلَّ عَلَيْهِ.
قال ابن حجر: عن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّمَا مَثَلُ صَاحِبِ الْقُرْآنِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الْإِبِلِ الْمُعَقَّلَةِ إِنْ عَاهَدَ عَلَيْهَا أَمْسَكَهَا وَإِنْ أَطْلَقَهَا ذَهَبَتْ
قَوْله: (إِنَّمَا مَثَل صَاحِب الْقُرْآن)
(يُتْبَعُ)
(/)
أَيْ مَعَ الْقُرْآن، وَالْمُرَاد بِالصَّاحِبِ الَّذِي أَلِفَه، قَالَ عِيَاض: الْمُؤَالَفَة الْمُصَاحَبَة، وَهُوَ كَقَوْلِهِ أَصْحَاب الْجَنَّة، وَقَوْله أَلِفَه أَيْ أَلِف تِلَاوَته، وَهُوَ أَعَمّ مِنْ أَنْ يَأْلَفهَا نَظَرًا مِنْ الْمُصْحَف أَوْ عَنْ ظَهْرِ قَلْب، فَإِنَّ الَّذِي يُدَاوِم عَلَى ذَلِكَ يُذَلّ لَهُ لِسَانه وَيَسْهُل عَلَيْهِ قِرَاءَته، فَإِذَا هَجَرَهُ ثَقُلَتْ عَلَيْهِ الْقِرَاءَة وَشَقَّتْ عَلَيْهِ، وَقَوْله " إِنَّمَا " يَقْتَضِي الْحَصْر عَلَى الرَّاجِح، لَكِنَّهُ حَصْرٌ مَخْصُوص بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْحِفْظ وَالنِّسْيَان بِالتِّلَاوَةِ وَالتَّرْك."
وهل بعد هذا الفضل لأحد أن يهمل تعلم القرآن لينال الأجر والثواب العظيم؟؟
واختم بحثي بهذه الرؤيا التي ذكرها لي أخي الشيخ إيهاب عمر ـ من مقرئي معهد العزيز بالله بالقاهرة ـ عن صاحب كتاب (تهذيب الكمال) مع علمنا أن الرؤيا لا يبني عليها حكم ولكنها من باب الاستئناس والبشري لأهل القرآن مع ما قد مضي من الفضل العميم لهم،جعلنا الله من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته:"
" وقال أبو الطيب عبد المنعم بن عبدالله بن غلبون المقرئ: أخبرنا أبو بكر محمد بن نصر السامري، قال: حدثنا سليمان بن
جبلة، قال: حدثنا إدريس بن عبد الكريم الحداد، قال: حدثنا
خلف بن هشام البزاز، قال: قال لي سليم بن عيسى: دخلت على حمزة بن حبيب الزيات فوجدته يمرغ خديه في الارض ويبكي، فقلت: أعيذك بالله.
فقال: يا هذا استعذت في ماذا؟ فقال: رأيت البارحة في منامي كأن القيامة قد قامت، وقد دعي بقراء القرآن، فكنت فيمن حضر، فسمعت قائلا يقول بكلام عذب: لا يدخل علي إلا من عمل القرآن.
فرجعت القهقرى، فهتف باسمي: أين حمزة بن حبيب الزيات؟ فقلت: لبيك داعي الله لبيك.
فبدرني ملك فقال: قل لبيك اللهم لبيك.
فقلت كما قال لي، فأدخلني دارا، فسمعت فيها ضجيج القرآن، فوقفت أرعد، فسمعت قائلا يقول: لا بأس عليك، ارق واقرأ.
فأدرت وجهي فإذا أنا بمنبر من در أبيض دفتاه من ياقوت أصفر (1) مراقته زبرجرد أخضر فقيل لي: ارق واقرأ.
فرقيت، فقيل لي: اقرأ سورة الانعام.
فقرأت وأنا لا أدري على من أقرأ حتى بلغت الستين آية فلما بلغت * (وهو القاهر فوق عباده) * (2) قال لي: يا حمزة ألست القاهر فوق عبادي؟ قال: فقلت: بلى.
قال: صدقت، اقرأ.
فقرأت حتى تممتها، ثم قال لي: اقرأ.
فقرأت " الأعراف " حتى بلغت آخرها، فأومات بالسجود، فقال لي: حسبك ما مضى لا تسجد يا حمزة، من أقرأك هذه القراءة؟ فقلت: سليمان، قال:
صدقت، من أقرأ سليمان؟ قلت: يحيى.
قال: صدق يحيى، على من قرأ يحيى؟ فقلت: على أبي عبد الرحمان السلمي.
فقال: صدق أبو عبد الرحمان السلمي، من أقرأ أبا عبد الرحمان
السلمي؟ فقلت: ابن عم نبيك علي بن أبي طالب.
قال: صدق علي، من أقرأ عليا؟ قال: قلت: نبيك صلى الله عليه وسلم.
قال: ومن أقرأ نبيي؟ قال: قلت: جبريل.
قال: من أقرأ جبريل قال: فسكت، فقال لي: يا حمزة، قل أنت.
قال: فقلت: ما أجسر أن أقول أنت.
قال: قل أنت.
فقلت: أنت.
قال: صدقت يا حمزة، وحق القرآن لاكرمن أهل القرآن سيما إذا عملوا بالقرآن، يا حمزة القرآن كلامي، وما أحببت أحدا كحبي لاهل القرآن، ادن يا حمزة.
فدنوت فغمر يده في الغالية ثم ضمخني بها، وقال: " ليس أفعل بك وحدك، قد فعلت ذلك بنظرائك من وفوقك، ومن دونك ومن أقرأ القرآن كما أقرأته لم يرد به غيري، وما خبأت لك يا حمزة عندي أكثر، فأعلم أصحابك بمكاني من حبي لاهل القرآن، وفعلي بهم، فهم المصطفون الاخيار، يا حمزة وعزتي وجلالي لا أعذب لسانا تلا القرآن بالنار، ولا قلبا وعاه، ولا أذنا سمعته، ولا عينا نظرته.
فقلت: سبحانك سبحانك أبي رب! فقال: يا حمزة أين نظار المصاحف؟ فقلت: يا رب حفاظهم.
قال: لا، ولكني أحفظه لهم حتى يوم القيامة، فإذا أتوني رفعت لهم بكل آية
درجة ".
أفتلو مني أن أبكي، وأتمرغ في التراب ".ا. هـ تهذيب الكمال
وهذا هو البحث الأول من هذه السلسة والبحث القادم ـ إن شاء الله ـ هو "حجية التلقي"
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبوعمر عبد الحكيم(/)
برنامج للقراءات بالرسم العثماني - نسخة تجريبية
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[18 Mar 2005, 03:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام أتوجه بالشكر لإدراة هذا المنتدى الرائد لسمحها لي بالمشاركة التي أرجو من الله تعالى أن تكون ميزان الحسنات يوم القيامة بمنّه سبحانه وفضله.
أبدء المشاركة ببشرى حصولي على تصريح وطبع لبرنامج لرسم المصحف الشريف بالخط العثماني بنفس أبعاد وشكل حرف الخطاط عثمان طه كاتب المصحف الموسوم بمصحف المدينة النبوية وسوف أوالي الكتابة في هذا الموضوع وشرح الفكرة وكيفية تطبيقها على الحاسوب.
وحاليا إخواني أريد جمع كافة المواد العلمية التي تفيد فرش القراءات للعمل على تطوير البرنامج بضغط زر واحد يستطيع المستخدم أن يختر قراءة من القراءات المتواتر وتعيين الراوي عن صاحب القراءة مثل: نافع __ عنه ورش: وفي أقل من برهة يجد المستخدم فروق الفرش على المصحف الشريف بمداد مخالف للون المداد الأصلي .. ارجو التفاعل معي والله من وراء القصد.
بريدي الإلكتروني: islamicitc@yahoo.com
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Mar 2005, 03:52 م]ـ
مرحباً بكم أخي العزيز أيمن بن صالح في ملتقى أهل التفسير. ونحن سعداء بك وأمثالك من النابهين الساعين لخدمة القرآن الكريم، ونشر علومه. والفكرة التي تنوي القيام بها فكرة رائدة وأسأل الله أن يوفقكم لإتمامها بإتقان.
لدي سؤال حول البرنامج: هل يمكن الاستفادة من برنامجكم في طباعة الآيات القرآنية في البحوث من خلال برنامج Microsoft Word بإصداراته المتعددة؟ مثل برنامج مصحف النشر الذي أصدرته شركة العريس وهو يدرج الآيات على هيئة صور. كل كلمة صورة مستقلة وهو جيد، غير أنه يستهلك جزءاً كبيراً من المساحة لكبر حجم الصورة.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[18 Mar 2005, 04:06 م]ـ
السلام عليكم فضيلة الشيخ عبد الرحمن
نعم تستطيع الكتابة في برنامج Winword من خلال معالج خاص للبرنامج ولن يزيد حجم الملف الواحد لكل صفحة من القرآن الكريم عن 50 ك خلاف برنامج العريس.
والمقارنة بين برنامج العريس وبين ما مكني في ربي
هو:
حجم ملفات الوورد للقرآن كاملا بواسطة برنامج العريس: لا يقل عن 500 ميجا
حجم الملفات على برنامجي: 30 ميجا تقريبا
بالإضافة لوجود أخطأ في برنامج العريس: ومنها في سورة الفاتحة كتابة " ملك يوم الدين" مالك سقطت منها فتحة الميم. وعندي مراجعة سليمة سوف أضعها لإخواني إن شاء الله تعالى.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Mar 2005, 04:19 م]ـ
أسأل الله أن يوفقك وأن يسددك. ونحن في ملتقى أهل التفسير ننوي افتتاح قسم جديد باسم (ملتقى البرامج والتقنية) يختص بشرح البرامج المتخصصة في القرآن وعلومه والتفسير كبرنامجكم، وبرنامج العريس، وبرامج التراث وغيرها. شرحاً بالصور يتمكن المستخدم لها من الباحثين من الاستفادة القصوى منها، والتنبه لما قد يقع فيها من ملاحظات وأخطاء برمجية. ولعلكم أخي العزيزتتكرمون بمساعدتنا في النهوض بهذا الملتقى إن شاء الله.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[18 Mar 2005, 04:30 م]ـ
بيان الأخطاء التي وقعت في برنامج العريس:
1 - فتحة الميم في كلمة مالك من سورة الفاتحة.
2 - كلمة "أذى" الواقعة في سورة البقرة: {يسئلونك عن المحيض قل هو أذى} التنوين وقع على حرف العلة وهو لحن في الرسم وقد وقع فيه الخطاط وأرشدني لهذا الموطن فضيلة شيخ عموم المقارئ المصرية الصواب وقوع التنوين على حرف الذال.
3 - في سورة الحج الآية 64:" له ما في" سقطت شدة اللام.
4 - في سورة النور الآية 35: "نور على نور" التنوين مركب ويجب أن يكون متوازي.
5 - في سورة النمل الآية 93: همزة الوصل بعيدة جدا عن لام التعريف في قوله تعالى {وقل ا لحمد} هكذا. وهو خطأ
6 - في سورة ص الآية 24: "وأناب" سقطت فتحة الباء.
7 - في سورة الشورى الآية 45: كلمة "خفيٍ" التنوين مرسوم كسرة.
8 - بالإضافة إلى بعض المواطن في بدء البسملة بشدة فوق الباء لكون الآية التي انتهت في السورة السابقة منتهية بحرف الباء فيشدد حرف الباء من البسملة في السورة التالية.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[18 Mar 2005, 04:34 م]ـ
أرجو أن يكون لي الشرف في التعاون معكم في هذا الجانب سيما وعندي آثرة من علم وبيان بالأخطاء التي وقعت في البرامج الآخرى والله تعالى من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[18 Mar 2005, 04:35 م]ـ
جزاك الله خيرًا أخي المبارك أيمن، وشكر الله لك بصنيعك في هذا البرنامج، وبانتظاره وشرحه.
وفقك الله لكل خير.
تقبل ودادي.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[18 Mar 2005, 04:37 م]ـ
مرحبا أخي المفضال خالد الشبل وفقنا الله وإياكم
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[19 Mar 2005, 12:48 ص]ـ
تصريح الأزهر للبرنامج: لرواية حفص عن عاصم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[19 Mar 2005, 01:02 ص]ـ
صورة البرنامج
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[19 Mar 2005, 01:05 ص]ـ
يمكنك البرنامج من اختيار لون مداد الكلمات والفرش
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[19 Mar 2005, 01:09 ص]ـ
يمكن البرنامج المستخدم من التكبير وعرض نص القرآن بالبعاد المراد
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[19 Mar 2005, 01:17 ص]ـ
يمكنك البرنامج من كتابة الصفحة الواحدة بفرش الراوي ال>ي تريده خلال 3 ثوان
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[19 Mar 2005, 01:25 ص]ـ
وتفضلوا
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[19 Mar 2005, 01:38 ص]ـ
قراءة أخرى
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[21 Mar 2005, 01:44 ص]ـ
مجهود كبير وعمل رائع بارك الله فيك وجعل ذلك في ميزان حسناتك ولا زلنا ننتظر تنزيل البرنامج
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[21 Mar 2005, 12:38 م]ـ
السلام عليكم الأستاذ أحمد القصير
إن شاء الله قريبا سوف أضع نموذجا في هذا الموضوع ... حيث يتطلب الأمر تخفيف المرفقات وتأمينها للعمل بالشكل المناسب والله الموفق سبحانه وتعالى .. الرجاء الدعاء لي ولوالدي
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[21 Mar 2005, 01:58 م]ـ
بارك الله فيك أخي أيمن وغفر لك ولوالديك وكثر من أمثالك ونفع بكم الإسلام والمسلمين.
أخي:
هل البرنامج موجود على أسطوانة ليزر ( Cd ) وهل نستطيع الحصول عليه وهل سيكون في الأسواق؟
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[21 Mar 2005, 08:18 م]ـ
الأستاذ الفاضل أحمد القصير.
أبحث حاليا عن جهة لتبني (إن صح اللفظ) هذا المشروع سيما وقد انتهت من رواية حفص عن عاصم وحصلت على تصريح بالطبع والمداولة نشرت صورته أما بخصوص القراءات فالموجود النموذج وسوف أضعه إن شاء الله تعالى، وينقصني حتى إتمام العمل وانتهائه الجهة التي تسطيع مرافقتي لإنتهائه.
تعلم أستاذي ضخمة هذا العمل وتكليفه على فرد مثلي فأنا والحمد لله فردًا وتعلم أستاذي أيضا عدم الجدوى التجارية عند الشركات التجارية في دعم مثل هذه الأعمال أو ما يسمونه (المنتجات التجارية) فإن لله وإنا إليه راجعون ... لكن رؤية رأيتها دفعتنا لإتمام هذا العمل فالحمد لله أعمل في هذا المشروع بكل طاقتي، وستكون هناك بشرى عما قريبا بإذن الله إن كنت أحسن عملا فإن الله لن يضيعه بمنه وفضله سبحانه وتعالى.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Mar 2005, 03:36 م]ـ
بعث إلي مشكوراً المهندس أيمن صالح شعبان وفقه الله نسخة تجريبية للبرنامج، وقد جربتها وهي لا تزال في بدايتها، فألفيتها كما ذكر. وقد قمت بتحميلها على السيرفر عندنا، حسب رغبته ليطلع عليها الجميع. ويمكن الاطلاع عليها بتنزيلها من هذا الرابط.
برنامج للقراءات بخط عثمان طه ( http://www.tafsirnet.com/Quraan.zip)
الحجم 5 ميقا تقريباً
متطلبات التشغيل أي نظام win98 Or winxp
1 - تنصيب البرنامج
2 - إعادة تشغيل الجهاز بعد التنصيب
3 - لا بد ومن وجود طابعة مثبتة على الجهاز فإن لم تكن هناك طابعة من الممكن تثبيت طابعة افتراضية كأنك تختار أي طابعة (افترضية حتى لو تكن متصلة وذلك حتى يستشعر البرنامج بوجود طابعة على الجهاز ليعمل.
4 - في حالة عدم شعور البرنامج بالخطوط قم بفتح مجلد الخطوط واضغط على خط: 193 وخط A وخط Qr وخط nemQ ثم اغلق مشاهدة الخطوط وأعد تشغيل البرنامج.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[26 Mar 2005, 11:19 م]ـ
فضيلة الدكتور عبد الرحمن جزاك الله خيرا عني وعن باقي الاعضاء.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[28 Mar 2005, 01:56 م]ـ
بارك الله فيك أخي أيمن والبرنامج بحق رائع وجميل ونأمل أن نرى عن قريب البرنامج كاملاً إن شاء الله تعالى.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[30 Mar 2005, 12:50 ص]ـ
جزاك الله خيرا على كلماتك الطيبة أستاذنا أحمد، والله ولي التوفيق
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[04 Apr 2005, 02:15 ص]ـ
فكرة رائعة حقاً، تمنياتي لكم يا أستاذ أيمن بالتوفيق، والعون والسداد. الله يكتب لك الأجر على هذا الجهد الفريد، وأرجو أن لا تتوقف أبداً حتى تنفذه كاملاً ولدي اقتراح:
لو تقتصر على كونه للنشر فقط والطباعة، بمعنى ترك الخدمات المرافقة مثل التفاسير وأسباب النزول ونحوها. بحيث تركز جهدك على فكرة إمكانية استخدامه في الطباعة للقراءات جميعاً بالرسم العثماني الرائع كما في البرنامج الآن. أتمنى لك التوفيق، وأرجو أن لا تتأخر فتذهب الفكرة هنا أو هناك.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[07 Apr 2005, 02:34 م]ـ
السلام عليكم جزاك الله خيرا فضيلة الأستاذ فهد وتوجيهك محل عناية وإن شاء الله قريبا أنشر خبرا سارًا بإذن الله تعالى
ـ[بشير الحميري]ــــــــ[23 Apr 2005, 10:34 ص]ـ
كيف نستطيع الحصول على نسخة من البرنامج
ـ[بشير الحميري]ــــــــ[23 Apr 2005, 10:43 ص]ـ
عفوا لم أكن قرأت الصفحة حين كتبت الاستفسار السابق!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[23 Apr 2005, 06:48 م]ـ
إن شاء الله تعالى قريبا سأضع البرنامج كاملا بالرسم والصوت بآداء فضيلة الدكتور أحمد عيسى المعصراوي شيخ الإقراء بمصر .. فالرجاء الدعاء بالتوفيق
ـ[بشير الحميري]ــــــــ[25 Apr 2005, 09:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبح وأجمعين، وبعد:
أخي الفاضل الأستاذ/ أيمن صالح شعبان،
جزاك الله خيرا على جهدك المبذول، وقد اطعلت على النموذج من سورة التوبة أربع آيات، فوجدته رائعا لو سار على مقتضى القواعد العلمية الخاصة بالرسم والعد.
وعندي قضيتين أريد أن تنتبه لهما غاية الانتباه لأهميتهما:
الأولى: الرسم العثماني،
فإنك إذا كتبت مصحفا على رواية معينة، ليس المطلوب فقط أن تنتبه لعلامات الضبط، بل الواجب أن تنتبه لرسم الكلمة.
والسؤال هو: هل الكلمات القرآنية مرسومة على وجه واحد لا يختلف؟
الجواب: لا، فإن المصاحف المرسلة إلى الأمصار كانت تحتوي في كتابة كلماتها على اختلاف فيما بينها، أثبته علماء الرسم في كتبهم، فيما ذكروه من ذلك.
فمن أراد أن يكتب مصحفا برواية معينة فعليه أن يتتبع كتب الرسم ليعرف الأوجه التي تكتب بها الكلمة حتى يكتبها على أقرب وجه لقراءة هذا الراوي.
ولا يلزم موافقة الراوي في قراءته أن يوافق مصحف بلده، وأكبر دليل على ذلك الموجود في (مصحف المدينة النبوية) فقد اجتمع له من أفاضل العلماء الأعلام، ففعلوا ذلك؛ بحيث أنهم كانوا إذا وردت الرواية في كتب الرسم بأن كلمة ما كتبت على وجهين، كتبوه على ما يوافق رواية الراوي الذي يكتب المصحف له، حتى لو خالف مصحف بلده، فقوله سبحانه وتعالى في سورة يس: (وما عملته أيديهم) كتب في مصاحف الكوفة، بغير هاء، هكذا (ما عملت أيديهم)، وحفص من أهل الكوفة، فلم يرسم له على ما في مصحف بلده، لأن قراءته توافق المصاحف الأخرى فكتب له على الأقرب لقراءتة دون النظر لمصحف مصره.
فالواجب لمن أراد أن يكتب مصحفا على رواية معينة، أن ينظر في كتب الرسم كثيرا، حتى يستطيع أن يخرج بعمل مرضي، وهذا يحتاج إلى جهد وفيه مشقة، ولكن هكذا يكون العمل مرضيا.
ولما كنت أحس بأن كتب الرسم ليست على منهج واحد، فمثلا الإمام الداني جعل كتابه المقنع على فصول حشد فيها روايات، فلو أراد الإنسان البحث عن كلمة معينة لأعياه ذلك.
وأيضا الإمام أبو داوود في مختصر التبيين، بالرغم من أنه رتب كتابه على ترتيب سور المصحف، فإننا كثيرا ما نلحظ أنه يتكلم عن بعض الكلمات في الموطن الثاني، وقد يكون غيره.
وفي بعض الأحيان وخاصة في بداية الكتاب يذكر كلمات ليس هذا محلها وإنما ذكرها لتشابه كلمات أخرى.
وكتب الرسم على ذلك فكرت قديما في عمل معجم للرسم العثماني على نسق المعاجم اللغوية، بحيث أن من يريد البحث عن كلمة معينة كيف رسمت، عليه أن يعيدها لجذرها ثم يبحثها داخل الجذر مرتبة أبجديا.
ومن فضل الله ومنته عليّ، بأني قد أنهيت كتاب أبي داوود كاملا حيث حولت كل كلماته إلى معجم، وأنا الآن أضيف كتاب الداني، وأفعل غيره إن شاء الله.
المهم أن كتابة المصحف على رواية ليس بالسهولة الذي يظنها الإنسان أبدا.
فأرجو من أخي الكريم أن ينتبه لهذا الأمر لأن اتباع مرسوم المصاحف واجب، على الراجح من أقوال العلماء وعليه الأكثر، وحكى الداني الإجماع على ذلك في المقنع.
الثانية قضية عد الآي:
وهذه أيضا مهمة لمن أراد أن يكتب مصحفا على رواية معينة، فإن يجب أن يجعل رؤوس الآي على ما يوافق الرواية عن بلد ذاك الراوي.
لأنه يتعلق بمعرفة رؤوس الآي اختلاف في الإمالة، في السور الإحدى عشر، على قول الشاطبي: (ومما أمالاه أواخر أي ما ... ) ثم ذكر السور.
وكتب عد الآي توضح كيفية أعداد السور لكل بلد.
فوجب لمن أراد هذا العمل أولا أن يعرف البلد الذي ينتمي إليه الراوي، الذي يكتب المصحف بروايته، فإذا علم بلده، أخذ العد المنسوب لأهل ذلك البلد.
كما فعل في (مصحف المدينة النبوية) فإنهم -جزاهم الله خير الجزاء- حين طبعوا مصحفا برواية ورش التزموا أن يكتبوه على عد: المدني الثاني، وهذا هو الصحيح، بالرغم أنهم في سورة الملك تركوا رواية العد، لرواية أحاديث، مع أنه لا تناقض بينهما، وليس هذا محل هذا القول.
وبالنسبة لموضوع عد الآي فأنا على استعداد أن أتولاه كاملا لجميع الرواة العشرين، في المصحف كاملا، إن طلب مني ذلك، وعنوان المراسلة هو: ( balhemyari@hotmail.com)
وأما موضوع الرسم فكما قلت يحتاج إلى جهد ووقت، ولعل المعجم الذي أقوم به يخفف قليلا من مثل هذا العناء.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[25 Apr 2005, 02:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي الفاضل جزاك الله خيرا لهذه التنبيهات الهامة والتي هي حاليا محط العناية فقد كانت تدور في ذهني وأحاول على وضع قاعدة للبيانات لها، وصنعت منها نموذجا ودفعته لفضيلة الدكتور المعصراوي حفظه الله فأوجد فيها إعواذ وحدد موعدًا لمناقشتي فيها.
فإن تكرمت كيف الحصول على معجم الرسم الذي تصيغه، وكيف نتعاون في مسألة العد.
في انتظر رسالة خاصة بالرد وتقبل وافر احترامي وتقديري.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بشير الحميري]ــــــــ[25 Apr 2005, 11:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المعجم أنا لا أزال أعمل فيه، أنهيت إدخال كتاب مختصر التنزيل فقط، وأنا الآن أعمل على إضافة كتاب المقنع لأبي عمرو الداني، وعلى كل هو مكتوب عندي في (الوورد)،
إن كنت ترغب في الحصول على نسخة منه، فأرسل بريدك الاكتروني، وسوف أحاول أن أرسل لك نسخة منه، وعذرا إن وجدت فيه أخطاء في الطباعة فأنا أكتبه.
وأرجو مع ذلك أن تمهلني بعض الوقت لكثرة الشواغل.
وجزاك الله خيرا.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[26 Apr 2005, 02:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله إخي الفاضل الرجاء إرسال كتاب مختصر التنزيل على بريدي
islamicitc@yahoo.com
وحاليا أعمل في عد الآي وسوف أوافيك بنسخة منه فور أنتهائه إن شاء الله تعالى
ـ[طويلب علم]ــــــــ[02 May 2005, 07:40 م]ـ
اخي الحبيب برنامج اكثر من رائع بس الخطوط ماطلعت عندي
ماذا اعمل جزيتم خيراً ...
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[04 May 2005, 12:19 م]ـ
أخي الفاضل شكرا لكلماتك الطيبة ..
بخصوص الخطوط قد يكون هناك مشكلة في تسجيل الخطوط في الرجستر ... سجلها من خلال فتح مجلد الخطوط ثم اتجه إلى
File
install New font
ثم اختار المسار الموجودة داخله خطوط البرنامج ...
ـ[ Mohmmad] ــــــــ[17 Jun 2005, 05:31 م]ـ
أخي الكريم ايمن ...
أعتقد أن حاجة كثير من رواد هذا الملتقى لهذا البرنامج تكمن في جانب النشر المكتبي والطباعة ... لذا آمل منك أصالة عن نفسي ونيابة عن زملائك رواد الملتقى: التكرم بتزويدنا بنسخة من البرنامج (الجزء المختص بالنشر والطباعة) نظرا لحاجتنا الماسة لها في مجال طباعة الرسائل الجامعية، خاصة وأنها متضمنة لخط عثمان طه الذي فاق بقية الخطاطين في جمال خطه وروعته
أما بقية وظائف البرنامج فيمكنك العمل عليها على مهل ...
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[20 Jun 2005, 06:26 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استجابة لأخي الكريم سأضع أدوات للنشر المكتبي خاصة بالرسم العثماني يمكنك بها كتابة الرسم العثماني وتحويل الإملائي إلى عثماني بدون مجهودا بل ويمكنك البحث إملائيا وذلك من خلال استغلال إمكانيات برنامج Winword وإضافة الرسم إليه ... بيد أن المشروع في طور التطوير وقد نجحت فيه وإن شاء الله سينفذ بشكل: مصحف ويب للرسم العثماني في المنتديات الإسلامية أولا ثم أتبعه بأدوات النشر ... أرجو الدعاء بالتوفيق.
ـ[ Mohmmad] ــــــــ[21 Jun 2005, 12:27 ص]ـ
نسأل الله لك التوفيق والسداد ...
الذي قصدته أن البرنامج الذي قمت بوضع نسخة تجريبية منه مسبقا .. رائع ... بل أكثر من رائع ..
المقصود بارك الله فيك حاجتنا لهذا البرنامج عاجلة وذلك لاستخدامه في طباعة الرسائل ...
البرنامج الحالي والذي يستخدمه غالب الإخوان هو برنامج حرف ...
ولايخفاك أن خطه لايقارن بخط عثمان طه .... المدرج في برنامجك ...
هذا ما قصدته ... آمل ألا أكون قد أثقلت عليك ...
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[22 Jun 2005, 08:43 م]ـ
أخي الفاضل أعمل حاليا في برنامج مصحف ويب وسوف ألحقه ببرنامج Winword وأضع البرنامج مجانا لكل المسلمين، وهذا البرنامج يتيح لك تضمين الوثائق الآيات والشواهد بخط قريب الشبه جدا بخط عثمان طه ويتيح لك استخدام البحث الإملائي بالإضافة لتقليل حجم الملفات جدا فيمكن كتابة القرآن كاملا بالرسم العثماني في مساحة تبلغ 6 ميجا، وبعد ضغطها تصل لمساحة 700 K وهذه البيانات من واقع التجارب الناجحة فساهم معنا في الانتهاء من برنامج مصحف ويب ............... بخصوص برنامج عثمان طه فأنا حاليا لم أوفر حماية جيدة للخطوط بالإضافة لانشغالي الأساسي في وضع برنامج مصحف ويب وقاعدة بيانات برنامج القراءات فأرجو المعذرة وأكرر دعوتك للتعاون في برنامج مصحف ويب ..
ـ[ Mohmmad] ــــــــ[22 Jun 2005, 09:46 م]ـ
كم وددت لو أنك ركزت جهدك على إخراج برنامج عثمان طه ... نظرا لأهميته للمختصين في هذا المجال .... ومن ثم تعمل على مصحف ويب ...
لكن .. انت وما ترى ....
وفقنا الله وإياك ..
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[23 Jun 2005, 01:46 ص]ـ
الأخ الحبيب محمد إن كان الأمر ضروري جدا بالنسبة للرسم العثماني بخط عثمان طه فيمكن أن أرسل أدوات برمجية للعمل من خلال الوورد لكنها بشكل كائن صوري في حدود 600 ميجا قريبا .. يمكن من خلالها وضع الرسم بخط عثمان طه وسوف أزودك بأكواد داخل برنامج Winword تستطيع من خلالها فصل الصور إن أردت طباعة النص دون الصور (مثل طباعة الآيات القرآنية باللون الأحمر فقط) ويمكنك تعديل حجم بنط الكائن مثلا لو أردت تصغير حجم الصور أو تكبيرها تستطيع ذلك من خلال ضغط زر واحد دون إجهاد على الجهاز ... كما يمكن لك تنزيل آيات أو صفحات خلال أقل من دقيقة .... لو أردت هذا اتصل بفضيلة الدكتور عبد الرحمن الشهري وقل له باستعدادك بالإنفاق في مشروع مصحف ويب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[28 Jul 2005, 03:38 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تم الانتهاء ولله الحمد والمنة من حصر كافة العمليات البرمجية للخروج بكافة القراءات القرآنية رسما عن طريق البرمجة وجاري تنفيذها بحمد لله ومنته.
ـ[طويلب]ــــــــ[13 Sep 2005, 10:26 ص]ـ
بارك الله فيك أخي أيمن وغفر لوالديك ونأمل أن نرى عن قريب البرنامج كاملاً إن شاء الله تعالى.
ـ[سارة]ــــــــ[14 Sep 2005, 11:11 م]ـ
جزاك الله خيرا
جهد مبارك باذن الله
ننتظره على أحر من الجمر
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[18 Nov 2005, 02:29 م]ـ
بانتظارك
ـ[الميموني]ــــــــ[17 Jan 2006, 03:16 ص]ـ
جهد كبير ينبغي أن يدعم و يشجع لك دعاؤنا جزاك الله خيرا
ـ[عماد الدين]ــــــــ[20 Jan 2006, 09:05 م]ـ
أسأل الله أن يبارك في جهودك
وأن يجعل ما تقوم به من خدمة لكتاب الله العزيز في ميزان حسناتك يوم القيامة
والله يوفقك
ـ[احمد اليماني]ــــــــ[04 Mar 2006, 10:31 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[الفقير إلى الله]ــــــــ[04 Mar 2006, 02:18 م]ـ
وفقنا الله وأياك لما يحبه ويرضا ونفع الله بك الإسلام والمسلمين
وكم نتمنا والله من شباب المسلمين أن يقدموا لأخوانهم المسلمين مثل هذه الأعمال حيث فيها الخير العظيم
ـ[نورة]ــــــــ[26 Oct 2006, 06:18 ص]ـ
جهد مبارك , ومشروع رائع
يسر الله أمرك, وبارك بوقتك , ونفع بك
ـ[همام حسين]ــــــــ[28 May 2007, 05:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
إلى أي حال وصلتم مع هذا المشروع العظيم أستاذنا الفاضل ...
أود لو أطلعتنا على آخر الأخبار ..
وهل البرنامج موجود الآن بالأسواق؟ وكيف يمكن الحصول عليه؟
وجزاكم الله خيرا، وبارك الله فيك ...
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[28 May 2007, 07:18 م]ـ
أشكر أخي همام والإخوة الأفاضل على طرح الموضوع مرة أخرى
وعن جواب أخي الكريم همام تم الانتهاء من خط البرنامج (604) وهو محاكاة لخط عثمان طه في مصحفه الدار الشامية وبرمجة الخطوط بواسطة الترميز وكانت هذه الفكرة وقتها طيبة لكن شاء الله غير هذا فبعد إنفاقي على المشروع وتجهيز كافة مراحله أجد من ينادي بالحقوق المادية واتخاذ إجراءات قانونية وأنا في غنى عن دخول هذا المعترك ولا ضرر ولا ضرار، وقابلت من يدعي تمثيل إحدى الجهات العلمية الرائدة، وكان من أمري أن تركت لهم المسألة استغناءًا بالله تعالى وتركت إتمام المشروع من هذه الناحية لكن ولله الحمد والمنة استطعت وضع خطا واحدا يكتب باحترافية أفضل من هذا الخط بواسطة الإدخال اليدوي للوحة المفاتيح فيضع كافة أحكام الضبط والأصول ءاليا ويوزع مط الكلمات بطريقة فنية ومرت الأيام وسعدت بالمشاركة فضيلة مشرفنا الدكتور عبد الرحمن ولقائه مع خطاط المجمع حفظه الله تعالى وما قاله عن هذا الخط السابق فقلت الحمد لله وازداد حماسي وعن المشروع .......................... المعاينة أفضل ستجد ما يسرك خلال الشهور القادمة بمن الله تعالى وفضله
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[29 May 2007, 11:13 ص]ـ
جيد أن يعاد فتح الموضوع مرة أخرى وأنا لم أكن مطلعا على المشاركات القديمة فيه، وما يزال الخ أيمن يتحفنا بالجديد ويمتعنا به جزاه الله تعالى خيرا، وأعجبني تنبيه الأخ الحميري وأوافقه فيه، وأوافقه في حصول إشكال في عمل لجنة مصحف المدينة النبوية برواية ورش حيث خالفوا المروي بسبب مروي آخر، والأمر يسير وله أكثر من تخريج، ولا أدري هل انتهى الأخ الحميري من معجمه في الرسم؟ فإنه عمل يعيننا كثيرا ويسهل علينا، فما أخباره؟
ـ[ bour15] ــــــــ[30 May 2007, 12:10 م]ـ
جزاك الله كل خير يا أستاذنا الفاضل أيمن صالح شعبان
وغفر الله لك ولوالديك ولجميع المؤمنين
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[30 May 2007, 03:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مولانا العلامة أحمد شكري حفظه الله جزاك الله ورعاك وسدد خطاكم.
عن فكرة الأخ الحميري هي جميلة فعلا وقد وضعت فكرته منذ فترة في طور التنفيذ فكررت على كتاب دليل الحيران وكتاب أبي داود وكتاب شرح العقيلة لابن قاصح ووضعت فهرسا أبجديا للكلمات في كروت وأحببت تنقيح الأقوال وترتيبها على المعجم لكني اكتفيت بوضع الكروت فقط فما رأيكم المبارك باستكمال فضيلتكم لمعجم الرسم!!!. وهي فكرة أخانا الحميري الذي نزكنا منذ فترة ...
الأخ الحبيب
bour15
أبشرك بنص مصحف ورش على الحاسب بإذن الله تعالى.
الأخ الحبيب
همام
بطل نَكش لو سمحت:) بالمصري
ـ[همام حسين]ــــــــ[30 May 2007, 07:32 م]ـ
لكن ولله الحمد والمنة استطعت وضع خطا واحدا يكتب باحترافية أفضل من هذا الخط بواسطة الإدخال اليدوي للوحة المفاتيح فيضع كافة أحكام الضبط والأصول ءاليا ويوزع مط الكلمات بطريقة فنية ...
ما شاء الله .. ما شاء الله .. رائع والله أستاذنا .. سلمت يمينك من كل سوء، وأمد الله عمرك بالصالحات، ولا حرمنا الله منك .. وبارك فيك .. والله أسعدتنا بكلامك هذا ... والحمد لله على كل حال، وكل أمرنا خير إن شاء الله، وإن كان المشروع تحول قليلا عن مساره إلا أنه بالنية نؤجر إن شاء الله ..
ستجد ما يسرك خلال الشهور القادمة بمن الله تعالى وفضله
ننتظر بفارغ الصبر .. حفظك الله ورعاك ..
الأخ الحبيب
همام
بطل نَكش لو سمحت:) بالمصري
طالعة من بقك زي السكر (مصري أيضا) .. :):) .. والحمد لله أن وفقنا لهذا [النكش]؛ فلم أكن أعلم أني سأجد مثل هذه الكنوز ..
والله إني أحبك في الله .. وزاد حبي بعد (النكش) .. وخذ هذا الأدب الشعبي الارتجالي من أخيك .. بمناسبة (النكش) ..
(نَكْشٌ) يُقَلِّبُ فِي السُّطُورِ لَعَلَّهُ=يَجِدُ السُّرُورَ بِرَوْعَةِ الأَفْكَارِ
ملحوظة: النكش (في العامية المصرية) بمعنى: البحث، ولكنه في العربية ليس كذلك.
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم وحفظكم، ولا تنسونا من صالح دعائكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ bour15] ــــــــ[02 Jun 2007, 11:58 ص]ـ
جزاك الله كل خير يا أستاذنا الفاضل أيمن
ودعواتنا لك بالتوفيق والسداد
ـ[خادمة القرآن]ــــــــ[09 Jun 2007, 03:54 ص]ـ
شكر الله سعيك وجهدك وكلل عملك بالقبول أستاذنا الفاضل
وأقر الله عيني والديك بك في الدنيا والآخرة.
ـ[عاصي الهوى]ــــــــ[10 Jun 2007, 12:12 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء على ماقدمت وتقدم في هذا المجال
وجعله خالصا لوجهه الكريم
وفقنا الله واياك لماتحب وترضى
انه على ذلك قدير وبالاجابة جدير
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[10 Jun 2007, 12:00 م]ـ
الأخت الفاضلة خادمة القرءان وشكر الله لكنَّ وتقبل منا ومنكن صالح العمل.
الأخ عاصي الهوى وجزاكم خير الجزاء وأوفاه. ءامين
ـ[أحمد الحسن]ــــــــ[11 Jun 2007, 07:46 ص]ـ
الأخ أيمن صالح شعبان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله أن يبارك لك ويبارك في جهودك
وأن يجعل ما تقوم به من خدمة لكتاب الله العزيز في ميزان حسناتك يوم القيامة
وفقك الله، وأنار دربك، وسدّد خطاك
ـ[عبد الجليل الأدراري]ــــــــ[15 Apr 2008, 12:56 ص]ـ
بارك الله جهدك يا أخي الكريم وأجزل أجرك
أود ان أسأل عن رابط النسخة التجريبية فهو لا يعمل وهل هناك نسخة أخرى، أرجو إعادة رفع الملف، وإن وجد القرآن الكريم بالرسم العثماني رواية ورش،أكون ممتناً فهو مهم جداُ بالنسبة لعموم المسلمين والمغاربة خاصة
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[16 Apr 2008, 06:07 ص]ـ
بارك الله جهدك يا أخي الكريم وأجزل أجرك
أود ان أسأل عن رابط النسخة التجريبية فهو لا يعمل وهل هناك نسخة أخرى، أرجو إعادة رفع الملف، وإن وجد القرآن الكريم بالرسم العثماني رواية ورش،أكون ممتناً فهو مهم جداُ بالنسبة لعموم المسلمين والمغاربة خاصة
وبارك فيكم أخي الفاضل عن الرابط حاليا لا يوجد، وعن الرسم العثماني برواية ورش أبشر في المنتدى مارثون شرعي في هذا الأمر لا أدري مَن يسبق .. وإني لأرجو لإخواني السبق. تابع وستجد ما يسرك بإذن الله تعالى
ـ[عبد الجليل الأدراري]ــــــــ[16 Apr 2008, 09:35 ص]ـ
ندعو الله لكم بالتوفيق والإخلاص والسداد
ـ[عبد الجليل الأدراري]ــــــــ[25 Nov 2008, 09:24 م]ـ
وبارك فيكم أخي الفاضل عن الرابط حاليا لا يوجد، وعن الرسم العثماني برواية ورش أبشر في المنتدى مارثون شرعي في هذا الأمر لا أدري مَن يسبق .. وإني لأرجو لإخواني السبق. تابع وستجد ما يسرك بإذن الله تعالى
هل من جديد؟؟
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[28 Nov 2008, 08:37 م]ـ
السلام عليكم أخي الحبيب:
الجديد هو قيام ورشة لمراجعة رواية ورش منذ فترة في الملتقى انظر الرابط:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=11902
وفيها تم مراجعة ثلثي القرآن الكريم لتلك الرواية ويسعدني اضمامكم لنا هناك.
أخوكم(/)
سؤال عن كتاب "سوق العروس" في القراءات
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[29 Mar 2005, 05:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخواني الأفاضل منذ فترة كنت أبحث عن مخطوط لكتاب تحفة العروس واليوم علمت بكونه توجد منه نسخ خطية في مكتبة المدينة المنورة (الجامعة الإسلامية) فما صحت هذا النقل سيما وقد سمعته من خبير بهذا الشأن .. علما بكون الأستاذ الدكتور يوسف زيدان ينفي أي معلومات لديه عنه، وخلت قاعدة بيانات الخاصة به من أي معلومات عنه .. فالرجاء التحقق من هذه المعلومات وكتابة أي مبلغ علم عن هذا الأمر ..
ـ[د. أنمار]ــــــــ[10 Feb 2007, 02:16 ص]ـ
في المدينة نسخة منقولة عن القديمة المفقودة والذي سمعته أنه غير كامل بل الأصول فقط
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[11 Feb 2007, 03:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد فهذا الكتاب له اسمان أحدهما جامع أبي معشر الطبري، (478هـ)،
وهو مخطوط بهذا الاسم في الجامعة الإسلامية برقم 5965،مصدره ألمانيا مكتبة برلين (403)، وقد سُجلت عليه الملاحظة التالية: الكتاب هو الجامع في القراءات ويعرف بسوق العروس،والموجود منه قطعة فيها جزء من أسانيد الكتاب، الفهرس /109. انتهى. ملاحظتان: تحت هذا الاسم حققه د: محمد سيدي الأمين، في الجامعة الإسلامية.
- الكتاب ليس من أصول النشر، والذي من أصول النشر هو كتاب التلخيص لأبي معشر الطبري.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[15 Feb 2007, 02:50 م]ـ
هل لدى أحد معلومات عن عدد صفحاته؟(/)
القراءات التفسيريه
ـ[عبدالعزيز محمود المشد]ــــــــ[15 Apr 2005, 07:13 م]ـ
إخواني في ملتقى أهل التفسير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يعرف أحد الأخوة الأفاضل شيئاً عن القراءات التفسيرية، وحكمها؟ أرشدوني وفقكم الله
أخوكم / عبد العزيز المشد
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Apr 2005, 05:11 م]ـ
ما سميته أخي الكريم بالقراءات التفسيرية، هي - فيما أفهمه - تلك العبارات التي كان يكتبها بعض الصحابة في مصاحفهم الخاصة توضيحاً لبعض الألفاظ أو المبهمات في القرآن، وعبدالله بن مسعود رضي الله عنه أكثر من حفظ عنه مثل هذه التفسيرات التي يسميها بعضهم (قراءات تفسيرية) والذي يظهر لي أنها لا تُسمَّى قراءة من حيث الرواية، وإنما هي تفسير ينسب لمن كتبه، لاختلاف الاصطلاح بين القراءة والتفسير.
مثل قوله تعالى ?إِنَّ الذين يُنادونكَ مِنْ وراءِ الحُجُراتِ أكثرُهُمْ لا يعقلونَ? الحجرات 4، الضمير في قوله ?أكثرهم? يعود لوفد بني تميم الذين جاءوا للنبي صلى الله عليه وسلَّم في القصة المعروفة في سبب نزول الآيات. فكتب عبدالله بن مسعود بخطٍ مغاير فوق أو بعد هذه الكلمة (بنو تميم). فجاء العلماء من بعده فقالوا: (وفي قراءة عبدالله بن مسعود (وأكثرهم بنو تميم لا يعقلون). [انظر: مجاز القرآن لأبي عبيدة 2/ 219]
وهي بهذا النظم لا تصح قراءة، وإنما هي تفسير للمقصودِ بِهؤلاء، وقل مثل ذلك في بقية الأمثلة المنثورة في كتب التفسير والقراءات الشاذة والاحتجاج للقراءات والفقه أيضاً.
ولذلك فالذي يظهر لي أن الأولى عدم تسميتها بـ (القراءات التفسيرية)، وإنما هي تفسيرات لمن كتبها ورويت عنه للفرق بين القراءة والتفسير للقرآن، وإن كان بعض المفسرين كأبي حيان وابن العربي وغيرهما سمَّوها بالقراءات التفسيرية تجوزاً منهم.
وقد أشار المستشرق جولد زيهر إليها في كتابه الذي ترجم بعنوان (مذاهب التفسير الإسلامي) وسَمَّاها بالزياداتِ التفسيرية.
وأما البحوث التي ربما تكون تناولت هذا الموضوع فمنها:
- قراءة عبدالله بن مسعود للدكتور محمد أحمد خاطر.
- تفسير ابن مسعود جمع وتحقيق ودراسة لمحمد أحمد عيسوي. ط. مركز الملك فيصل.
- كتاب المصاحف لابن أبي داود. ولعلك تراجع مقدمته وما قاله المحقق.
ولعل الإخوة الفضلاء يضيفون ما لديهم وفقهم الله.
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[19 Apr 2005, 12:11 ص]ـ
نال البحث في القراءات التي خالفت المصحف الذي كتب في زمن الخليفة الراشد عثمان بن عفان (رضي الله عنه) اهتمام علماء المسلمين، وكان هارون بن موسى العتكي (ت قبل 200هـ) هو أول من أهتم بالقراءات الشاذة، قال أبو حاتم السجستاني: ((كان أول من سمع بالبصرة وجوه القراءات وألفها وتتبع الشاذ منها، فبحث عن إسناده هارون بن موسى الأعور، وكان من القراء، فكره الناس ذلك، وقالوا قد أساء حين الفها)) ينظر: المرشد الوجيز (181).
وقال الأصمعي عن هارون: ((كنت اشتهي أن يضرب مكان تأليفه الحروف)) ينظر: المرشد الوجيز (181).
وكراهية علماء المسلمين الكتابة أو البحث في القراءات التي خالفت خط المصحف إنما هو لوردها عن طريق الآحاد ومخالفتها المصحف الذي أجمع عليه جمهور الصحابة، ولا يعني هذا أن هذه القراءات في جملتها غير صحيحة السند، أو أنه ليس لها أصل، بل هناك كثير من هذه القراءات لها أصل وسندها صحيح، ووصفت بالشذوذ لمخالفتها الإجماع، يقول أبو عمرو بن العلاء: ((اني اتهم الواحد الشاذ إذا كان على خلاف ما جاءت به العامة)) ينظر: المرشد الوجيز (181).
ولهذا يذهب بعض العلماء إلى أن ما جاء مخالفاً لخط المصحف بزيادة أو إبدال كلمة إنما هو من قبيل التفسير، قال القاضي أبو بكر بن الطيب: ((وكان منهم من يقرأ التأويل مع التنزيل، نحو قوله تعالى: (والصلاة الوسطى)، وهي صلاة العصر)) ينظر: المرشد الوجيز ص (241)، وقال أبو حيان الأندلسي: إن ما جاء مخالفاً للخط هو في الحقيقة تفسير لا قراءة. ينظر: البحر المحيط (7/ 65)
ويؤيد هذا المذهب ما روي عن مجاهد بن جبر المكي ـ تلميذ ابن عباس ـ أنه قال: ((لو كنت قرأت على قراءة ابن مسعود لم احتج أن اسأل ابن عباس عن كثير من القرآن)) ينظر: طبقات المفسرين (2/ 306)
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا فان هذه الوجوه المخالفة للخط ظل كثير من علماء السلف ينقلونها للاستشهاد، لا للقراءة، فالفقيه والمفسر واللغوي يذكرونها في كتبهم يستشهدون بها لإثبات حكم، أو استنباط مسألة، وما إلى ذلك أما القراءة بها فمتروك لخروجها عن الإجماع. ينظر: محاضرات في علوم القرآن للدكتور غانم قدوري الحمد
هذا والله أعلم 0
إياد سالم السامرائي _ مدرس في كلية التربية / سامراء - قسم علوم القرآن.
ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[19 Apr 2005, 12:52 ص]ـ
نعم أخي عبدالعزيز هناك قراءات تفسيرية، وهذا المصطلح صحيح، قرره كثير من أهل العلم، وسأذكر لك صاحب هذه النظرية، لكن بعد هذه المقدمة اليسيرة إن أذنت لي.
قراءات الصحابة واختلاف مصاحفهم هو موضوع القراءات التفسيرية، وهو موضوع من الخطورة بمكان.
فإنه الباب الذي ولج منه بعض المستشرقين وأذنابهم ليتوصلوا من خلاله للطعن في القرآن الكريم.
وقد كان من فعلهم وحرصهم على التمسك بأدنى شبهة تقدح في الكتاب العزيز أن قام بعضهم بتحقيق الباب الخاص باختلاف المصاحف من كتاب أبي عبيد القاسم بن سلام (فضائل القرآن)، وهو المعنون: باب الرواية من الحروف التي خولف بها الخط في القرآن، ونشروا هذا الجزء في مجلة اسلاميكا في العدد 243، وللغرض نفسه قام المستشرق الحاقد آرثر بتحقيق كتاب المصاحف لابن أبي داود السجستاني، وملأه بالشبه والأباطيل، التي ربما تجد طريقها إلى قلوب المستغربين من هذه الأمة.
وهذا كاف لبيان خطر هذا الموضوع وأهميته.
أما الذي سمى هذه المرويات عن الصحابة والتابعين بالقراءات التفسيرية فهو الإمام الكبير أبو عبيد القاسم بن سلام.
وإليك نص كلامه:
هذه الحروف التي ذكرناها في هذين البابين من الزوائد لم يروها العلماء (واحتملوها على أنها مثل الذي بين اللوحين من القرآن، ولأنهم كانوا يقرؤون بها في الصلاة)، ولم يجعلوا من جحدها كافرا، إنما تقرأ في الصلاة، ويحكم بالكفر على الجاحد لهذا الذي بين اللوحين خاصة، وهو ما ثبت في الإمام الذي نسخه عثمان بإجماعٍ من المهاجرين والأنصار، وإسقاط لما سواه، ثم أطبقت عليه الأمة، فلم يُختلف في شيء منه، يعرفه جاهلهم كما يعرفه عالمهم، وتتوارثه القرون بعضها عن بعض، وتتعلمه الولدان في المكتب، وكانت هذه إحدى مناقب عثمان العظام.
....
والذي ألفه عثمان هو الذي بين ظهري المسلمين اليوم، وهو الذي يحكم على من أنكر منه شيئا مثلما يحكم على المرتد من الاستتابة، فإن أبى فالقتل.
فأما ما جاء من هذه الحروف التي لم يؤخذ علمها إلا بالإسناد والروايات التي يعرفها الخاصة من العلماء دون عوام الناس، فإنما أراد أهل العلم منها أن يستشهدوا بها على تأويل ما بين اللوحين، وتكون دلائل على معرفة معانيه وعلم وجوهه.
وذلك كقراءة حفصة وعائشة (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر)، وكقراءة ابن مسعود (والسارقون والسارقات فاقطعوا أيمانهم) ومثل قراءة أبي بن كعب (للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة اشهر، فإن فاؤوا فيهن) وكقراءة سعد (فإن كان له أخ أو أخت من أمه) وكما قرأ ابن عباس (لا جناح عليكم أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج) وكذلك قراءة جابر (فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم)
(فهذه الحروف وأشباه لها كثيرة قد صارت مفسرة للقرآن)
وقد كان يُروى مثل هذا عن بعض التابعين فيُستحسن ذلك، فكيف إذا رُوي عن لباب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، ثم صار في نفس القراءة؟ فهو الآن أكثر من التفسير وأقوى، وأدنى ما يستنبط من علم هذه الحروف معرفة صحة التأويل على أنها من العلم الذي لا تعرف العامة فضله، إنما يعرف ذلك العلماء.
وكذلك يعتبر بها وجه القراءة، كقراءة من قرأ (يقص الحق) فلما وجدتها في قراءة عبد الله (يقضي بالحق) علمت أنت انما هي (يقض الحق) فقرأتها أنت على ما في المصحف، واعتبرت صحتها بتلك القراءة، وكذلك قراءة من قرأ (أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم) لما وجدتها في قراءة أبي (تنبئهم) علمت أن وجه القراءة تُكلِّمهم، في أشياء من هذه كثيرة، لو تدبرت وجد فيها علم واسع لمن فهمه أهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
انتهى كلامه باختصار، وهذا الفصل منقول باختصار شديد من كتاب جهود الإمام أبي عبيد القاسم بن سلام في علوم القرآن وتحقيق اختياره في الحروف، وأرجو أن يكون قد أفاد الأخ السائل.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Apr 2005, 05:50 م]ـ
الأخوين الكريمين الدكتور إياد السامرائي والدكتور أحمد بن فارس السلوم وفقكما الله ونفع بكما وجزاكما خيراً على هذه الإضافة القيمة، والإجابة الوافية. وقد انتفعت بها كثيراً، ولا أشك أن أخي عبدالعزيز قد انتفع كذلك.
ـ[أحمد الحمادي]ــــــــ[10 Dec 2006, 10:02 ص]ـ
اسمحو لي سادتي بإضافة بسيطة على ما تفضلتم به لتبيان أن ليس كل زيادة وردت في القرآن الكريم تعتبر قراءة تفسيرية فهناك زيادات وردت في بعض النسخ التي كتبت بين يدي أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه لم ترد في نسخ أخرى مما كتب بين يديه:
فمن ضمن الأوجه السبعة التي اختارها الإمام أبو الفضل الرازي وغيره وهو القول الراجح الفصل في بيان معنى الأحرف السبعة التي نزل عليها القرآن الكريم:
الاختلاف بالزيادة والنقصان:
كقوله تعالى في سورة البقرة: (وقالوا اتخذ الله ولدا) وفي آل عمران (وسارعوا إلى مغفرة) وفي التوبة (والذي اتخذوا مسجدا) بالواو وبغير واو , وفي آل عمران (بالزبر وبالكتاب) بالباء وبغير الباء , وفي يس (وما عملته أيديهم) بالهاد وبغير هاء. وفي الشورى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبتم أيديكم) بالفاء وبغير فاء, وفي الزخرف (ما تشتهيه الأنفس) بهاء وبغير هاء, وفي التوبة (وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار) بغير (من) وهي قراءة الجمهور ما عدا ابن كثير , وهما قراءتان متواترتان وافق كل منهما رسم المصحف الإمام , فإن زيادتها وافقت رسم المصحف المكي وحذفها وافق غيره. وفي سورة يوسف (قال يا بشراي هذا غلام) قرئ بزيادة الياء المفتوحة بعد الألف وقرئ بحذفها , وفي سورة الحديد (فإن الله هو الغني) بـ (هو) وبغيرها , وكذا (الداع إذا دعان) في البقرة و (الكبير المتعال) في الرعد و (يوم يأت) في هود و (ما كنا نبغ) في الكهف و (إذا يسر) في الفجر وما شابه ذلك في مواضع كثيرة من القرآن الكريم.
أما قراءة ابن مسعود (والذكر والأنثى) بدلا من (وما خلق الذكر والأنثى) وقراءة ابن عباس (وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا) بزيادة صالحة وإبدال كلمة (أمام) من كلمة (رواء) فقراءتان آحاديتان لا يثبت بمثلها قرآن.
ويشبهها في الآحادية زيادة لفظ (أنثى) في قوله تعالى في سورة (ص) " وله تسع وتسعون نعجة أنثى).
وزيادة لفظ (وكان كافرا) في قوله تعالى:" وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين وكان كافرا.
وزيادة لفظ: (صلاة العصر) في قوله تعالى في البقرة " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر" فهذه الزيادات جميعا أدرجت على سبيل التفسير والإيضاح ولا سبيل إلى عدها حرفا من الأحرف السبعة ولو أثبتها ابن مسعود رضي الله عنه في مصحفه الخاص , وما إلى ذلك من الأمثلة التي ذكرها الإخوة سابقا وغيرها مما هو من قبيل القراءات التفسيرية.
بقي بيان حكم القراءات التفسيرية
لا يجوز القراءة بها في الصلاة إطلاقا أما خارج الصلاة فيجوز للتعليم فقط ما بيان أن الزيادات ليس ألفاظا من القرآن
ـ[د. أنمار]ــــــــ[11 Dec 2006, 10:52 ص]ـ
مثل قوله تعالى ?إِنَّ الذين يُنادونكَ مِنْ وراءِ الحُجُراتِ أكثرُهُمْ لا يعقلونَ? الحجرات 4، الضمير في قوله ?أكثرهم? يعود لوفد بني تميم الذين جاءوا للنبي صلى الله عليه وسلَّم في القصة المعروفة في سبب نزول الآيات. فكتب عبدالله بن مسعود بخطٍ مغاير فوق أو بعد هذه الكلمة (بنو تميم). فجاء العلماء من بعده فقالوا: (وفي قراءة عبدالله بن مسعود (وأكثرهم بنو تميم لا يعقلون). [انظر: مجاز القرآن لأبي عبيدة 2/ 219]
وهي بهذا النظم لا تصح قراءة، وإنما هي تفسير للمقصودِ بِهؤلاء
من القائل "فكتب عبدالله بن مسعود بخطٍ مغاير فوق أو بعد هذه الكلمة (بنو تميم)."؟
نعم هو استنباط وجيه، لكن هل نبه عليه أحد من السابقين؟
ـ[أبو عمر الشامي]ــــــــ[27 Apr 2007, 12:31 ص]ـ
سؤال وجيه بغير جواب
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[27 Apr 2007, 06:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا رابط له صلة بالموضوع: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7398
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[08 Jan 2010, 03:03 م]ـ
وأما البحوث التي ربما تكون تناولت هذا الموضوع فمنها:
- قراءة عبدالله بن مسعود للدكتور محمد أحمد خاطر.
- تفسير ابن مسعود جمع وتحقيق ودراسة لمحمد أحمد عيسوي. ط. مركز الملك فيصل.
- كتاب المصاحف لابن أبي داود. ولعلك تراجع مقدمته وما قاله المحقق.
ولعل الإخوة الفضلاء يضيفون ما لديهم وفقهم الله.
شيخنا الكريم د / عبد الرحمن الشهري
ذكرتم كتاب (المصاحف) وهو كما تعلمون طبع عدة طبعات منها:
1. طبعة بتحقيق المستشرق (أرثر جفري) طبعت عام 1355ه = 1936م
وقد تحدث عن هذه الطبعة والملاحظات العلمية عليها د / محب الدين عبد السبحان واعظ.
2.طبعة بتحقيق / محمد عبده , وهي في مجلد واحد.
الناشر / الفاروق الحديثة للطباعة والنشر
وهذه الطبعة لا أنصح بها , وفيها سقط وملاحظات علمية.
3.طبعة بتحقيق د / محب الدين عبد السبحان واعظ (الأستاذ المشارك بجامعة أم القرى بمكة المكرمة) وهي في مجلدين (وهي رسالة علمية نال بها المحقق درجة الدكتوراه من جامعة أم القرى).
4. طبع بتحقيق / سليم الهلالي , طبعته (غراس) بالكويت.
فلا ادري أي هذه التحقيقات هي التي أشرتم إليها , وجزاكم الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[08 Jan 2010, 06:42 م]ـ
- القراءة التفسيرية: هي القراءة التي خالفت مصحف الإمام بزيادة توضح المعنى.
- كل قراءةٍ تفسيرةٍ شاذةٌ وليست كل قراءةٍ شاذةٍ تفسيريةٌ.
- إذا كان بين القراءتين مغايرة بزيادة أو نقصان فإن هذه المغايرة إما أن تكون مما اختلفت فيه مصاحف عثمان ووصل إلينا بالتواتر فيقرأ بها، وإلا فهي شاذة (تفسيرية أو غير تفسيرية) لا يقرأ بها.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[08 Jan 2010, 08:40 م]ـ
- القراءة التفسيرية: هي القراءة التي خالفت مصحف الإمام بزيادة توضح المعنى.
- كل قراءةٍ تفسيرةٍ شاذةٌ وليست كل قراءةٍ شاذةٍ تفسيريةٌ.
- إذا كان بين القراءتين مغايرة بزيادة أو نقصان فإن هذه المغايرة إما أن تكون مما اختلفت فيه مصاحف عثمان ووصل إلينا بالتواتر فيقرأ بها، وإلا فهي شاذة (تفسيرية أو غير تفسيرية) لا يقرأ بها.
تلخيص مفيد .. أحسنت يا أبا إبراهيم , فتح الله عليك , وزادك علماً.
وللاستزادة يمكن الاطلاع على الرابط التالي:
سؤال للمدارسة: هل يوجد قراءة تفسيرية؟ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=93942#post93942)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Jan 2010, 09:27 م]ـ
أعني أخي العزيز تحقيق د. محب الدين عبد السبحان واعظ.
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[12 Jan 2010, 07:20 م]ـ
- القراءة التفسيرية: هي القراءة التي خالفت مصحف الإمام بزيادة توضح المعنى.
- كل قراءةٍ تفسيرةٍ شاذةٌ وليست كل قراءةٍ شاذةٍ تفسيريةٌ.
- إذا كان بين القراءتين مغايرة بزيادة أو نقصان فإن هذه المغايرة إما أن تكون مما اختلفت فيه مصاحف عثمان ووصل إلينا بالتواتر فيقرأ بها، وإلا فهي شاذة (تفسيرية أو غير تفسيرية) لا يقرأ بها.
من باب التوضيح: القراءة التفسيرية المخالفة لرسم المصحف قد لا تكون بزيادة لفظ أو ألفاظ، وتكون بإبدال لفظ بآخر ولها أمثلة عديدة سبق ذكر بعضها في مشاركات الإخوة، ومنها إبدال لفظ (فراشا) بلفظ (مهادا) أو (وطاء) وإبدال (كالعهن المنفوش) ب (كالصوف المنفوش) وإبدال (فاسعوا) ب (فامضوا) وما أشبه ذلك مما ورد في كتب الشواذ والتفاسير.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[14 Jan 2010, 10:14 م]ـ
أحسنتم سعادة الدكتور أحمد، فالزيادة إحدى أنواع المخالفة، وليس الاقتصار عليها، فلو أعدنا صياغة التعريف إلى التالي:
(القراءة التفسيرية هي القراءة التي خالفت مصحف الإمام بما يوضح المعنى)
أو
(هي القراءة الشاذة الموضحة لمعنى قراءة متواترة)
وأظن هذا الأخير أوضح وأخصر.
فما رأيكم؟
ـ[لطفي الحسيني]ــــــــ[06 Oct 2010, 04:24 م]ـ
من باب التوضيح: القراءة التفسيرية المخالفة لرسم المصحف قد لا تكون بزيادة لفظ أو ألفاظ، وتكون بإبدال لفظ بآخر ولها أمثلة عديدة سبق ذكر بعضها في مشاركات الإخوة، ومنها إبدال لفظ (فراشا) بلفظ (مهادا) أو (وطاء) وإبدال (كالعهن المنفوش) ب (كالصوف المنفوش) وإبدال (فاسعوا) ب (فامضوا) وما أشبه ذلك مما ورد في كتب الشواذ والتفاسير.
لكن هل يصح أن يقال عن كل ما كان فيه إبدال لفظة بأخرى أنه قراءة تفسيرية؟
كيف السبيل إلى معرفة ذلك؟
خذ مثلا قراءة فامضوا مكان فاسعوا:
- عن عبد الله بن عمر رض2 قال: لقد توفى الله عمر رض1 وما يقرأ هذه الآية التي ذكر الله فيها الجمعة (((يا أيها الذين ءامنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة))) إلا (فامضوا إلى ذكر الله)، [علقه البخاري بصيغة الجزم، وأخرجه ابن جرير بإسناده صحيح]
- قيل لعمر: إن أبي بن كعب يقرؤها: فاسعوا، قال: أما إنه أعلمنا وأقرؤنا للمنسوخ، وإنما هي فامضوا. [إسناده صحيح]
فدل هذا أن عمر كان يقرِِؤها قرآنا في الصلاة ويعتبر غيرها منسوخا، فهل يصح أن يقال في مثل هذا أنه قراءة تفسير؟(/)
حفص بن سليمان الأسدي راوي قراءة عاصم بين الجرح والتعديل
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[07 May 2005, 02:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
شهرة عاصم بن أبي النجود وتلميذه حفص بن سليمان الأسدي تملأ الآفاق اليوم، فعاصم صاحب القراءة التي يقرأ بها المسلمون القرآن في معظم البلدان اليوم، وحفص هو صاحب الرواية عنه، لكن المرء يعجب مما ورد في كتب رجال الحديث من وصف حفص بن سليمان بأنه ضعيف، متروك الحديث، وصار ذلك الوصف من المسلمات لدى معظم من كتب عن حفص، وحاول بعض العلماء التخفيف من أثر ذلك الوصف بالقول: " إن العالم قد يكون إماماً في فن مقصراً في فنون "، ولا عجب بناء على ذلك أن يتقن حفص القرآن ويُجَوِّدَهُ، ولا يتقن الحديث (1).
ولو أن الأمر توقف عند وصف حفص بعدم إتقان الحديث لكان مقبولاً، لكنه تجاوز ذلك إلى الطعن في عدالته، واتهامه بالكذب عند بعض العلماء. وكيف يكون المرء مؤتمناً على القرآن، متهماً في الحديث؟ إنه أمر أشبه بالجمع بين النقيضين!
وكنت أتتبع الروايات المتعلقة بهذه القضية وأقاويل العلماء فيها، في محاولة لتفسيرها على نحو يخفف من أثرها (2)، حتى لا تكون وسيلة للطعن في قراءة القرآن الكريم، وقد انكشفت لي جوانب جديدة حول هذه القضية جعلتني أعود إلى دراستها وعرض نتيجة ما توصلت إليه حولها على المهتمين بالموضوع، وهي نتيجة أحسب أنها تَسُرُّ حملة القرآن، والمهتمين بدراسة القراءات، إن شاء الله تعالى، وأرجو أن تبعث السرور في نفوس المتخصصين بدراسة الحديث أيضاً، والحق أحق أن يتبع، والحكمة ضالة المؤمن. وتتلخص تلك النتيجة في أن تضعيف حفص بن سليمان القارئ في الحديث انبنى على وَهْمٍ وقع فيه بعض كبار علماء الحديث الأوائل، وانتشر عند مَن جاء بعدهم، وأُضيف إليه، حتى صار كأنه حقيقة مسلمة لا تقبل النقاش.
وسوف أعرض عناصر الموضوع الأساسية على نحو مختصر من خلال بحث الفقرات الآتية:
(1) ترجمة حفص بن سليمان القارئ.
(2) أشهر أقاويل المُجَرِّحِين.
(3) أقوال المُوَثِّقِين.
(4) مناقشة واستنتاج.
أولاً: ترجمة حفص بن سليمان القارئ
لعل من المفيد للقارئ الاطلاع على ترجمة ملخصة لحفص بن سليمان، قبل عرض فقرات الموضوع المتعلقة بتوثيقه وتجريحه، وسوف أقتصر على إيراد نصين لترجمته يمثلان وجهتي نظر متقابلتين لكل من علماء القراءة وعلماء الحديث، الأول من كتاب غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري الذي حاول إبراز النقاط المضيئة في شخصية حفص، والثاني من كتاب الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي، الذي جمع فيه من أقوال التجريح التي يمكن أن تُخْرِجَ حفصاً - لو صحت - من الدين!
قال ابن الجزري: " حفص بن سليمان بن المغيرة، أبو عمر الأسدي الغاضري البزَّاز، ويعرف بحُفَيْص، أخذ القراءة عرضاً وتلقيناً عن عاصم، وكان ربيبه ابن زوجته، وُلِدَ سنة تسعين، قال الداني: وهو الذي أخذ قراءة عاصم على الناس تلاوة، ونزل بغداد فأقرأ بها، وجاور بمكة فأقرأ أيضاً بها، وقال يحيى بن معين: الرواية الصحيحة التي رويت عن عاصم رواية أبي عمر حفص بن سليمان، وقال أبو هشام الرفاعي: كان حفص أعلمهم بقراءة عاصم، وقال الذهبي: أما القراءة فثقة ثَبْتٌ ضابط لها، بخلاف حاله في الحديث، قلت: يشير إلى أنه تُكُلِّمَ فيه من جهة الحديث، قال ابن المنادي: قرأ على عاصم مراراً، وكان الأولون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عياش، ويصفونه بضبط الحروف التي قرأ على عاصم ... توفي سنة ثمانين ومئة على الصحيح، وقيل بين الثمانين والتسعين ... " (3).
وقال ابن الجوزي: " حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي القارئ البزَّاز، وهو صاحب عاصم، ويقال له الغاضري، وهو حفص بن أبي داود، كوفي، حدَّث عن سماك بن حرب، وليث، وعاصم بن بهدلة، وعلقمة بن مرثد، قال: يحيى: ضعيف، وقال مرَّة: ليس بثقة، وقال مرة: كذَّاب. وقال أحمد ومسلم والنسائي: متروك الحديث. وقال البخاري: تركوه، وقال السعدي: قد فُرِغَ منه منذ دهر، وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش: كذَّاب متروك يَضَعُ الحديث، وقال ابن حبان: كان يَقْلِبُ الأسانيد ويرفعُ المراسيل، وقال أبو زرعة والدارقطني: ضعيف " (4).
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً: أشهر أقاويل المُجَرِّحين:
قال ابن كثير: " إنَّ أول مَن تصدَّى للكلام على الرواة شعبة بن الحجاج، وتبعه يحيى بن سعيد القطَّان، ثم تلامذته: أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، وعمرو بن الفلاس، وغيرهم " (5).
ويكاد معظم الأقاويل في تجريح حفص القارئ يستند إلى ما قاله هؤلاء العلماء الأعلام الذين ذكرهم ابن كثير، وسوف أعرض ما نُقِلَ عن شعبة ويحيى بن معين خاصة، لأن اللاحقين اعتمدوا على أقوالهما، أما الإمام أحمد فإنه وَثَّقَ حفصاً في ثلاث روايات وضَعَّفَهُ في أخرى، وسوف أعرض أقواله عند الكلام على المُوَثِّقين.
(1) شعبة بن الحجاج الواسطي، نزيل البصرة (ت 160 هـ):
نقل محمد بن سعد البصري نزيل بغداد، كاتب الواقدي، (ت 230 هـ) وأحمد بن حنبل البغدادي (ت 241 هـ) عن يحيى بن سعيد القطان البصري (ت 168 هـ) رواية عن شعبة بن الحجاج تتعلق بحفص بن سليمان المِنْقَرِيِّ البصري، لكنها نُسبت بعد ذلك إلى حفص بن سليمان الأسدي القارئ الكوفي الأصل، راوية عاصم.
ذكر ابن سعد في كتاب الطبقات مَن نزل البصرة مِن أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم –ومَن كان بها بعدهم من التابعين وأهل العلم والفقه، وذكر في الطبقة الرابعة منهم:" حفص بن سليمان مولى لبني مِنْقَر، ويكنى أبا الحسن، وكان أعلمهم بقول الحسن، قال يحيى بن سعيد، قال شعبة: أخذ مني حفص بن سليمان كتاباً فلم يَرُدَّهُ عليَّ، وكان يأخذ كتب الناس فينسخها " (6).
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل:" حدثني أبي، قال سمعت يحيى بن سعيد يقول: عطاء بن أبي ميمون مات بعد الطاعون، وكان يرى القَدَرَ، وحفص بن سليمان قبل الطاعون بقليل، فأخبرني شعبة قال: أخذ مني حفص بن سليمان كتاباً فلم يَرُدَّهُ، وكان يأخذ كتب الناس فينسخها" (7).
ولا يخفى على القارئ أن حفص بن سليمان المذكور في قول شعبة هو المنقري، وليس حفص بن سليمان الأسدي راوي قراءة عاصم، لكن بعض العلماء نقل هذا القول في ترجمة حفص بن سليمان الأسدي بعد ذلك، وصار دليلاً على ضعفه في الحديث، ولعل الإمام محمد بن إسماعيل البخاري هو أقدم من وقع في هذا الوَهْمِ، في ما اطلعت عليه من المصادر، وذلك في كتاب الضعفاء الصغير، حيث قال:"حفص بن سليمان الأسدي أبو عمر، عن علقمة بن مرثد، تركوه، وقال أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى، قال يحيى: أخبرني شعبة قال: أخذ مني حفص كتاباً فلم يرده، قال وكان يأخذ كتب الناس فينسخها" (8).
واستقرت هذه الرواية في ترجمة حفص بن سليمان الأسدي القارئ بعد ذلك، ولم يتنبه المؤلفون إلى أنها رواية بصرية تخص أحد رواة الحديث من البصريين، كيف لا وقد اعتمدها شيخ المحدثين البخاري، معتمداً على روايته عن الإمام أحمد بن حنبل، عن يحيى بن سعيد القطان، عن شعبة بن الحجاج، ولا يكاد يجد المتتبع للموضوع سبباً لتضعيف حفص القارئ غير هذه الرواية (9)، وصار كثير من المؤلفين في الجرح والتعديل يذكرون تضعيف حفص القارئ من غير ذكر العلة، على نحو ما مر في النص المنقول عن ابن الجوزي، باعتبار أن تضعيفه أمر ثابت قرَّره كبار علماء الجرح والتعديل، ولم يدركوا أن ذلك التضعيف انبنى على أساس غير صحيح.
(2) يحيى بن معين، أبو زكريا البغدادي (ت233هـ):
يبدو أن يحيى بن معين لم يكن يعرف حفص بن سليمان الأسدي الكوفي معرفة شخصية، وليس هناك ما يؤكد أنهما التقيا في بغداد أو في غيرها من المدن، واعتمد يحيى في الحكم على حفص القارئ على قول أيوب بن المتوكل البصري القارئ (ت200هـ) فيه، فقد نقل الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد:" قال ابو زكريا، يعني يحيى بن معين: زعم أيوب بن المتوكل قال: أبو عمر البزاز أصح قراءة من أبي بكر بن عياش، وأبو بكر أوثق من أبي عمر. قال أبو زكريا: وكان أيوب بن المتوكل بصرياً من القراء، سمعته يقول ذلك" (10).
(يُتْبَعُ)
(/)
ونقل بعض المؤلفين في الجرح والتعديل قول أيوب بن المتوكل السابق الذي رواه عنه يحيى بن معين منسوباً إلى ابن معين نفسه مع تغيير فيه أدى إلى وصف حفص بأنه ليس ثقة، فقد نقل ابن عدي في كتابه الكامل عن الليث بن عبيد أنه قال:" سمعت يحيى بن معين يقول: أبو عمر البزاز صاحب القراءة ليس بثقة، هو أصح قراءة من أبي بكر بن عياش، وأبو بكر أوثق منه" (11).
وجاء في كتاب تاريخ ابن معين من رواية عثمان بن سعيد الدارمي (ت280هـ):" وسألته عن حفص بن سليمان الأسدي الكوفي: كيف حديثه؟ فقال: ليس بثقة " (12). وجاء في بعض الروايات عن يحيى بن معين أنه قال: ليس بشيء (13)، وصارت العبارة في رواية أخرى:"كان حفص كذَّاباً"، فقد نقل ابن عدي في كتابه الكامل، عن الساجي، عن أحمد بن محمد البغدادي، قال سمعت يحيى بن معين يقول: كان حفص بن سليمان وأبو بكر بن عياش من أعلم الناس بقراءة عاصم، وكان حفص أقرأ من أبي بكر، وكان أبو بكر صدوقاً، وكان حفص كذَّاباً" (14). وانتهى الأمر عند ابن الجوزي إلى القول:" قال يحيى: ضعيف، وقال مرة: ليس بثقة، وقال مرة: كذاب " (15).
ويترجح لدي أن ذلك كله قراءة غير دقيقة لقول أيوب بن المتوكل في حفص القارئ، سواء كانت تلك القراءة من يحيى بن معين نفسه أو من الرواة عنه، وعَزَّزَ تلك القراءة غير الدقيقة لقول أيوب ما كان قد انتشر من القول بتضعيفه نتيجة لنسبة كلمة شعبة بن الحجاج في حفص المنقري إليه، لكن ابن الجزري نقل قول ابن معين على نحو آخر، قال:" وقال يحيى بن معين: الرواية الصحيحة التي رويت عن قراءة عاصم رواية أبي عمر حفص بن سليمان" (16).
والخلاصة هي:
أن علماء الجرح والتعديل نسبوا حفص بن سليمان القارئ إلى الضعف في الحديث، مستندين إلى قول شعبة: إنه كان يستعير كتب الناس فينسخها، ولا يردها. وإلى قول أيوب: أبو بكر أوثق من أبي عمر. وكلا الأمرين لا يصلح أن يكون علة لتضعيفه، أما الأول فقد بان أنه وَهْمٌ، وأما الثاني فإن قول أيوب يمكن أن يعني أن حفصاً ثقة لكن شعبة أوثق منه. وسوف أعود لمناقشة ذلك بعد عرض أقوال الموثقين لحفص.
ثالثاً: أقوال المُوَثِّقين:
لا تخلو كتب التراجم وكتب الجرح والتعديل من أقوال في توثيق حفص بن سليمان القارئ، لكنها قليلة، غطَّت عليها أقاويل المجرحين، ولعل ما ذهب إليه العلماء من " أن تقديم الجرح على التعديل مُتَعَيِّنٌ" (17) قد حجب ما ورد من أقوال في توثيقه. وما ورد من أقوال في توثيقه على قلتها تدل على أن حفصاً كان موضع ثقة من علماء عرفوه أو أخذوا عنه. ومن العلماء الذين وثقوه:
(1) وكيع بن الجراح، الكوفي (ت 196هـ):
نقلت مجموعة من كتب الجرح والتعديل عن أبي عمرو الداني الأندلسي (ت 444هـ) قوله في حفص القارئ:" مات قريباً من سنة تسعين ومئة، قال: وقال وكيع: كان ثقة " (18). وللداني كتاب في طبقات القراء، لعله ذكر قول وكيع فيه.
وقول وكيع هذا مهم جداً في توثيق حفص لسببين: الأول: كونه من الكوفة، وأهل الكوفة أعرف بعلمائهم، والثاني: كونه معاصراً لحفص، وما رَاءٍ كمَنْ سَمِعَ!
(2) سعد بن محمد بن الحسن العوفي، تلميذ حفص:
انتقل حفص بن سليمان الأسدي القارئ من الكوفة إلى بغداد، ولعل ذلك حصل في منتصف القرن الثاني الهجري أو بعده بقليل، وكان له من العمر قريباً من ستين سنة، ونزل في الجانب الشرقي منها، ونقل الخطيب البغدادي عن ابن مجاهد (ت 324هـ) قوله:"حدثنا محمد بن سعد العوفي، حدثنا أبي، حدثنا حفص بن سليمان، وكان ينزل سُوَيْقَةَ نصر، لو رأيته لَقَرَّتْ عَيْنُكَ به علماً وفهماً " (19).
وسعد بن محمد العوفي هذا أحد تلامذة حفص بن سليمان القارئ في بغداد، وأخذ عنه قراءة عاصم، قال ابن مجاهد في كتابه السبعة:" حدثني محمد بن سعد العوفي، عن أبيه، عن حفص، عن عاصم: أنه كان لاينقص نحو (هزواً) و (كفواً)، ويقول: أكره أن تذهب مني عشر حسنات بحرف أدَعُهُ إذا هَمَزْتُهُ " (20).
(3) الإمام أحمد بن حنبل (ت241 هـ):
ذكر الخطيب البغدادي أربع روايات منقولة عن الإمام أحمد، في ترجمة حفص بن سليمان الأسدي المقرئ، ثلاث منها فيها توثيق، ورواية فيها تضعيف، والروايات المُوَثَّقَةُ له هي قوله:
أ- هو صالح (21).
(يُتْبَعُ)
(/)
ب- ما كان بحفص بن سليمان المقرئ بأس (22).
ج- عن حنبل، قال سألته، يعني أباه، عن حفص بن سليمان المقرئ، فقال هو صالح (23)، وقوله: (أباه) يعني عمه أحمد بن حنبل.
أما الرواية التي ورد فيها تضعيف لحفص فقال فيها عنه وأبو عمر البزاز متروك الحديث (24).
ونقل ابن أبي حاتم رواية التضعيف على هذا النحو:" أنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل، في ما كتب إليَّ، قال سمعت أبي يقول: حفص بن سليمان، يعني أبا عمر القارئ، متروك الحديث" (25).
ويبدو لي أن عبارة (يعني أبا عمر القارئ) مما أضافه ابن أبي حاتم إلى الرواية، حتى لا ينصرف الذهن إلى حفص آخر، ولكن من المحتمل أن يكون ابن أبي حاتم قد وَهِمَ في إضافة هذه العبارة، كما وَهِمَ في نسبة قول شعبة في استعارة حفص للكتب إلى حفص بن سليمان القارئ في الموضع نفسه (26)، فقد يكون المقصود بذلك حفص بن سليمان المنقري.
(4) عُبيد بن الصبَّاح الكوفي ثم البغدادي، تلميذ حفص:
نقل الذهبي عن أحمد بن سهل الأشناني (ت307هـ) أنه قال:" قرأت على عبيد بن الصباح، وكان من الورعين المتقين، قال قرأت القرآن كله على حفص بن سليمان، ليس بيني وبينه أحد" (27). ويدل قول عبيد هذا على افتخاره بأخذه القراءة عن حفص مباشرة، ولو كان حفص بالصورة التي تصورها كتب الجرح والتعديل من كونه متروك الحديث، كذاباً، لما كان لقوله معنى، لاسيما أن تلميذه أحمد بن سهل وصفه بأنه كان من الورعين المتقين.
(5) الفضل بن يحيى الأنباري، تلميذ حفص:
ذكر أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري أنه أخذ رواية أبي عمر حفص بن سليمان، عن أبيه، وقال أبوه:" أقرأني عمي أحمد بن بشار بن الحسن الأنباري، عن الفضل بن يحيى الأنباري، عن أبي عمر، عن عاصم. قال أبي: قال لي عمي: كان الفضل قد أقام بمكة مجاوراً حتى أخذ القراءة عن أبي عمر" (28).
ونقل ابن الجزري عن الفضل أنه قال:" قرأت على حفص وكتب لي القراءة من أول القرآن إلى آخره بخطه" (29)، وفي قول الفضل هذا من الفخر والاعتزاز ما يدل على ثقته بشيخه أبي عمر حفص بن سليمان القارئ.
رابعاً: مناقشة واستنتاج:
إن ما تقدم من بيان لأقاويل المُجَرِّحِينَ لحفص بن سليمان الأسدي، وأقوال المُعَدِّلِينَ له، يقتضي إعادة النظر في الموضوع كله، في ضوء الحقائق التي تكشفت من خلال البحث، وعلى النحو الآتي:
(1) إن تضعيف حفص بن سليمان القارئ في الحديث يحتاج إلى مراجعة، بل قد يحتاج إلى تعديل وتصحيح، وذلك بتغليب أقوال المعدِّلين له، لأن التعديل يُقبل من غير ذكر سببه، على الصحيح المشهور، ولا يُقبل الجرح إلا مُبَيَّن السبب (30).
وقد اتضح أن سبب تضعيف حفص بن سليمان القارئ الرئيس هو قول شعبة بن الحجاج، وقد بان أن شعبة كان يعني حفص بن سليمان المنقري البصري، ويؤكد ذلك أن ابن سعد نقل عن شعبة أن حفصاً المنقري كانت لديه كتب استفاد منها أخو زوجته أشعث بن عبد الملك في معرفة مسائل الحسن، لأن حفصاً هذا كان أعلمهم بقول الحسن (31).
ولا يخفى أن تضعيف يحيى بن معين لحفص القارئ كان مبنيا ًعلى فهم غير دقيق لقول أيوب بن المتوكل، على نحو ما بيَّنت من قبل. وبناء على ذلك ينبغي أن يعتمد قول الإمام أحمد بن حنبل في توثيق حفص القارئ، ويحمل ما ورد من تضعيف على حفص آخر، لأن وجود عدد من الأشخاص يحملون اسم حفص بن سليمان قد أوقع بعض العلماء في الخلط بينهم، على نحو ما سنوضح بعد قليل.
أما أقوال علماء الجرح والتعديل الذين جاءوا بعد الجيل الأول من طبقة شعبة ويحيى بن معين والإمام أحمد والبخاري، فإنهم كانوا ينقلون ما قاله هؤلاء الأعلام، على ما فيه من أوهام وخلط، وقد يتصرفون في العبارة بما يزيد من شدة النقد والتجريح لحفص بن سليمان القارئ، وغَطَّتْ أقاويل التجريح أقوال التوثيق حتى نُسِيَتْ تقريباً، على نحو ما لاحظنا في النص الذي نقلناه عن ابن الجوزي من قبل.
(2) ذكرت كتب التراجم عدة أشخاص من رواة الحديث باسم حفص بن سليمان، عاشوا في القرن الثاني، ذكر البخاري منهم في كتابه التاريخ الكبير أربعة، هم: (32)
أ. حفص بن سليمان البصري المنقري، عن الحسن.
ب. حفص بن سليمان الأزدي، روى عنه خليد بن حسان.
ج. حفص بن سليمان، سمع معاوية بن قرة عن حذيفة، مرسل ...
(يُتْبَعُ)
(/)
د. حفص بن سليمان الأسدي أبو عمر القارئ ...
وقد وقع خلط بين هؤلاء الرواة للحديث، لا سيما بين حفص المنقري البصري، وحفص الأسدي الكوفي،على نحو ما ذكرنا من نسبة قول شعبة في حفص البصري، وحمله على حفص الكوفي. ووقع مثل هذا الخلط بينهما في تاريخ وفاتهما، على نحو ما فعل ابن النديم حين ذكر حفص بن سليمان القارئ، وقال:" مات حفص قبل الطاعون، وكان الطاعون سنة إحدى وثلاثين ومئة " (33). وقد نبَّه ابن الجزري إلى ذلك فقال في وفاة حفص القارئ:" تُوُفِّيَ سنة ثمانين ومئة على الصحيح، وقيل بين الثمانين والتسعين، فأما ما ذكره أبو طاهر بن أبي هاشم [عبد الواحد بن عمر ت 349هـ] وغيره من أنه توفي قبل الطاعون بقليل، وكان الطاعون سنة إحدى وثلاثين و مئة، فذاك حفص المنقري بصري، من أقران أيوب السختياني، قديم الوفاة، فكأنه تصحف عليهم، والله أعلم " (34).
وقد يعثر المتتبع على أمثلة أخرى من الخلط بين هؤلاء، فقد نقل الهيثمي حديثاً قال عنه:" رواه الطبراني في الكبير، وفيه حفص بن سليمان المنقري، وهو متروك، واختلفت الرواية عن أحمد في توثيقه، والصحيح أنه ضعفه، والله أعلم، وذكره ابن حبان في الثقات " (35).
ويثير هذا النص أكثر من إشكال، منها أن الطبراني ذكر في الإسناد " حدثنا حفص بن سليمان، عن قيس بن مسلم " (36)، والذي يروي عن قيس بن مسلم هو حفص بن سليمان القارئ، وقد تكون كلمة (المقرئ) تصحفت إلى (المنقري)، لكن الإشارة إلى أن ابن حبان ذكره في الثقات يؤكد أن المقصود هو (المنقري) (37)، ويكاد الهيثمي ينفرد بالنص على تضعيف حفص المنقري.
ولعل في ما قاله ابن حبان عن حفص بن سليمان المقرئ ما يشير إلى ذلك الخلط ايضاً، ونصه:" كان يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل، وكان يأخذ كتب الناس فينسخها، ويرويها سماع (كذا) " (38)، فلا شك في أن الذي يأخذ كتب الناس هو المنقري، أما الذي يرفع المراسيل فقد يكون حفص بن سليمان الأزدي، فقد وصفه ابن حبان بأنه:" يروي المراسيل " (39)، ولعل كلمة (يروي) تصحفت عن كلمة (يرفع).
وكان أبو زرعة (عبيد الله بن عبد الكريم ت 264هـ) قد تخوَّف من الخلط بينهما، فقال البرذعي:" وقال لي أبو زرعة: ليس هذا من حديث حفص، أخاف أن يكون أراد حفص بن سليمان المنقري" (40).
وإذا كان الأمر بهذه الصورة فإن تضعيف حفص بن سليمان القارئ به حاجة إلى المراجعة، لأن كثيراً مما رُمِيَ به يرجع إلى البصريين المُسَمَّيْنَ باسمه، لكن تتابع الأقوال في تجريحه قد حجب الأقوال التي توثقه، لا بل إن الأمر وصل إلى حد تغيير مفهوم قول أيوب بن المتوكل الذي أثبت فيه أن حفصاً أصح قراءة من أبي بكر شعبة، فقال ابن أبي حاتم:" قلت ما حاله في الحروف؟ قال: أبو بكر بن عياش أثبت منه " (41). ومما يؤكد عدم دقة هذا التعبير قول أبي هشام الرفاعي (ت248هـ):" كان حفص أعلمهم بقراءة عاصم" (42)، وقل ابن المنادي (ت 336هـ):" وكان الأولون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عياش، ويصفونه بضبط الحروف التي قرأ بها على عاصم " (43)، ولعل ابن المنادي يشير إلى قول أيوب بن المتوكل الذي نقلناه من قبل: " أبو عمر أصح قراءة من أبي بكر بن عياش ".
(3) ذكر المزي في (تهذيب الكمال) سبعة وعشرين شيخاً روى عنهم الحديث حفص بن سليمان القارئ (44)، وقد تتبعتهم في (تقريب التهذيب) لابن حجر فوجدته يصف خمسة عشر منهم بـ (ثقة)، وعشرة منهم بـ (صدوق)، وواحد بـ (لا بأس به)، وواحد وصفه بمجهول، وهو كثير بن زاذان، الذي سأل عثمان بن سعيد الدارمي يحيى بن معين عنه، فقال:" قلت يروي (أي حفص القارئ) عن كثير بن زاذان من هو؟ قال: لا أعرفه" (45)، لكن ابن حجر ذكره في التهذيب وقال: كثير بن زاذان النخعي الكوفي، وذكر جماعةً من الرواة الذين رووا عنه سوى حفص، وذكر نقلاً عن الخطيب البغدادي أنه كان مؤذن النخع (46).
وذكر المزي خمسة وثلاثين راوياً أخذوا عن حفص بن سليمان القارئ، وقد تتبعت ما قاله فيهم ابن حجر في تقريب التهذيب، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، فوجدت أن معظمهم موصوف بأنه (ثقة) أو (صدوق).
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا نظرنا إلى حال شيوخ حفص القارئ وحال معظم تلامذته من حيث وصفهم بالثقة والصدق فإن من المناسب أن يكون حفصٌ كما وصفه وكيع بأنه: ثقة، أو كما وصفه الإمام أحمد بأنه: صالح، وأن نَعُدَّ كل ما وُصِفَ به من ألفاظ التجريح من باب الوهم والخلط الذي كان سببه نسبة القول بأخذ كتب الناس ونسخها إليه، وعدم الدقة في فهم قول أيوب بن المتوكل: إن أبا بكر شعبة أوثق منه.
(4) لعل مما يُعَزِّزُ هذه النتيجة أن تُعْقَدَ دراسة لمرويات حفص بن سليمان القارئ من الأحاديث، ومروياتِ مَن يشاركه في الاسم، ويُدْرَسَ حال رجالها، وتُوَازَنَ بمرويات غيرهم من المحدثين، للتحقق مما ورد عند ابن حبان من أن حفصاً كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، أو نحو ذلك مما نسبه إليه بعض العلماء بعد أن صنفوه في الضعفاء والمتروكين، وأرجو أن أتمكن من القيام بمثل هذه الدراسة في المستقبل، أو يقوم بها غيري ممن هو أكثر معرفة مني بعلم الحديث.
(5) والخلاصة التي يمكن ننتهي إليها من العرض السابق ونختم بها هي القول: إن حفص بن سليمان الأسدي كان إماماً في القراءة، ضابطاً لها، أفنى عمره في تعليمها، بدءاً ببلدته الكوفة التي نشأ فيها، ومروراً ببغداد التي صارت عاصمة الخلافة، وانتهاء بمكة المكرمة مجاوراً بيت الله الحرام فيها، وهو في أثناء ذلك أبدى اهتماماً برواية الحديث النبوي الشريف، لكنه لم يتفرغ له تفرغه للقراءة، ومن غير أن يتخصص فيه، لكن ذلك لا يقلل من شأنه أو يكون سبباً للطعن في عدالته (47)، بعد أن اتضح أن تضعيفه في الحديث كان نتيجة البناء على وَهْمٍ وقع فيه بعض العلماء المتقدمين، ويكفيه فخراً أن القرآن الكريم يُتْلَى اليوم بالقراءة التي رواها عن شيخه عاصم بن أبي النجود في معظم بلدان المسلمين، ونرجو أن ينال من الثواب ما هو أهل له، وما هو جدير به، شهدنا بما علمنا، ولا نزكي على الله أحداً.
-------
المراجع:
(1) ينظر: الذهبي: سير أعلام النبلاء 5/ 560، وميزان الاعتدال 2/ 319.
(2) ينظر: كتابي: محاضرات في علوم القرآن ص 155 هامش 5.
(3) غاية النهاية 1/ 254 – 255.
(4) كتاب الضعفاء والمتروكين 1/ 221.
(5) الباعث الحثيث ص 137.
(6) الطبقات الكبرى 7/ 256.
(7) العلل ومعرفة الرجال 2/ 503.
(8) كتاب الضعفاء الصغير ص 32.
(9) ينظر: العقيلي: كتاب الضعفاء 1/ 270، وابن أبي حاتم: الجرح والتعديل 1/ 140 و3/ 320، و المزي: تهذيب الكمال 7/ 15، والذهبي: ميزان الاعتدال 2/ 320، وابن حجر: تهذيب التهذيب 2/ 345.
(10) تاريخ بغداد 8/ 186، وينظر: المزي: تهذيب الكمال 7/ 13، وابن حجر: تهذيب التهذيب 2/ 345.
(11) الكامل في الضعفاء 2/ 380.
(12) تاريخ ابن معين ص 97، وينظر: ابن حبان: كتاب المجروحين 1/ 255، وابن عدي: الكامل في الضعفاء 2/ 380، والخطيب البغدادي: تاريخ بغداد 8/ 186، والمزي: تهذيب الكمال 7/ 13، وابن حجر: تهذيب التهذيب 2/ 345.
(13) ينظر: العقيلي: كتاب الضعفاء 1/ 270، والذهبي: ميزان الاعتدال 2/ 320.
(14) الكامل 2/ 380، وينظر: المزي: تهذيب الكمال 7/ 15، وابن حجر: تهذيب التهذيب 2/ 345.
(15) كتاب الضعفاء والمتروكين 1/ 221.
(16) غاية النهاية 1/ 254.
(17) ينظر: ابن الجوزي: كتاب الضعفاء والمتروكين 1/ 7، والسيوطي: تدريب الراوي 1/ 204.
(18) ينظر: علم الدين السخاوي: جمال القراء 2/ 466، والمزي: تهذيب الكمال 7/ 15، والذهبي: ميزان الاعتدال 2/ 321، والهيثمي: مجمع الزوائد 10/ 163، وابن حجر: تهذيب التهذيب 2/ 345.
(19) تاريخ بغداد 8/ 186، وينظر:المزي: تهذيب الكمال 7/ 12، وابن حجر: تهذيب التهذيب 2/ 345.
(20) كتاب السبعة ص 159، وينظر: ابن الجزري: غاية النهاية 2/ 142.
(21) تاريخ بغداد 8/ 186، وينظر: المزي: تهذيب الكمال 7/ 13، والذهبي: ميزان الاعتدال 2/ 320.
(22) تنظر: المصادر المذكورة في الهامش السابق.
(23) تاريخ بغداد 8/ 186.
(24) تاريخ بغداد 8/ 186، وينظر: العقيلي: كتاب الضعفاء 1/ 270.
(25) الجرح والتعديل 3/ 173، وينظر: الذهبي: ميزان الاعتدال 2/ 320.
(26) ينظر: الجرح والتعديل 3/ 173.
(27) معرفة القراء الكبار 1/ 249.
(28) إيضاح الوقف والابتداء 1/ 113.
(29) غاية النهاية 2/ 11.
(30) ينظر: السيوطي: تدريب الراوي 1/ 202.
(31) ينظر: الطبقات الكبرى 7/ 276.
(32) التاريخ الكبير 2/ 363، وينظر: ابن أبي حاتم: الجرح والتعديل 3/ 173 - 174.
(33) الفهرست ص 31.
(34) غاية النهاية 1/ 255.
(35) مجمع الزوائد 1/ 328.
(36) المعجم الكبير 12/ 209.
(37) ابن حبان: الثقات 6/ 195.
(38) كتاب المجروحين 1/ 255، وينظر: الذهبي: ميزان الاعتدال 2/ 320.
(39) الثقات 6/ 197.
(40) سؤالات البرذعي ص 8.
(41) الجرح والتعديل 3/ 174.
(42) الذهبي: معرفة القراء 1/ 141، وابن الجزري: غاية النهاية 1/ 254.
(43) المصدران السابقان.
(44) تهذيب الكمال 7/ 11 - 12.
(45) ينظر: ابن عدي: الكامل في الضعفاء 2/ 380، والخطيب البغدادي: تاريخ بغداد 8/ 168.
(46) تهذيب التهذيب 8/ 369.
(47) نقل الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (8/ 186) أن عبد الرحمن بن يوسف بن خراش (ت 283هـ) قال: " حفص بن سليمان كذَّاب، متروك، يضع الحديث ". ولا يخفى على القارئ أن ابن خراش قد أتى بألفاظ في تجريح حفص لم يأت بها أحد من قبله، وهي تطعن في عدالته وتنسبه إلى الكذب ووضع الحديث. وهذا أمر لا يوجد ما يشير إليه في أقوال المعاصرين لحفص أو يدل عليه. ولعل من المناسب أن نذكر هنا أن ابن خراش هذا كان رافضياً يطعن على الشيخين، فما بالك بمن هو دونهما (ينظر: السيوطي: طبقات الحفاظ ص 297).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Aug 2005, 02:10 م]ـ
بحث ماتع وفيه جوانب كثيرة جديدة تحتاج إلى مزيد بحث وتتبع من المتخصصين في الدراسات الحديثية وأحوال الرجال. ولعل الأخ الكريم الدكتور يحيى بن عبدالله الشهري يشارك في هذا الموضوع مشكوراً.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[21 Aug 2005, 11:15 م]ـ
هكذا فلتكن البحوث، بارك الله فيك.
وكثير من المرويات المضعفة لحفص ممكن الحمل فيها على غيره. والأمر لابد له من تتبع، ولعل الأمر يرجع بالباحث في علم الحديث إلى مراجعة الحكم على بعض الأحاديث المضعفة بسبب حفص.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[28 Aug 2005, 10:54 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
ماذكرتموه من الوهم الذي وقع فيه إمام الصنعة البخاري رحمه الله صحيح وتبعه ابن أبي حاتم والعقيلي
وغيرهما
فأوردوا كلام الإمام شعبة بن الحجاج - رحمه الله في ترجمة الإمام حفص صاحب عاصم بينما هو في حق حفص بن سليمان المنقري البصري
وهذه فائدة جليلة تساوى رحلة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=77132
فبارك الله فيكم ونفع بكم
ولكن كلام الأئمة الحفاظ حول حفص بن سليمان صاحب عاصم غير معتمد على هذا الجرح فحسب
بل تتابع الحفاظ على رد أحاديث حفص بن سليمان - رحمه الله
واعتبروه من الضعفاء في الحديث
وجرحهم هنا مبني على الحجة وهي النكارة الموجودة في أحاديث حفص بن سليمان - رحمه الله
ولذا نجد النقاد أمثال النسائي يقولون عنه متروك
والبصير بعلم الحديث يرى كثرة الغرائب في مرويات حفص بن سليمان صاحب عاصم - رحمه الله
وتأمل ماقاله النسائي والأزدي وابن حبان رحمهم الله
فهذا الجرح مفسر
يبقى هنا الكلام حول ماذكره الخطيب البغدادي - رحمه الله
فأخشى أن أبابكر الخطيب قد وهم في ذكره الرواية التالية في ترجمة الإمام حفص
(أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق أنبأنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال سألته يعني أباه عن حفص بن سليمان المقرئ فقال هو صالح)
فهذا الكلام هو في حق حفص بن سليمان المنقري وهو ما فهمه ابن شاهين
حيث ذكر هذا في ترجمة حفص بن سليمان المنقري البصري
فلعل المنقري تصحف الى المقرىء
وكذا الراوية التالية
(وأنبأنا بن رزق أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا حنبل بن إسحاق قال قال أبو عبد الله وما كان بحفص بن سليمان المقرئ بأس)
فهذا أيضا خطأ من الخطيب - رحمه الله
ونحن وان كنا لانملك مصدر الخطيب
الا إن ما يدعم وقوع الخطيب في الخطأ
وهو أن في نفس الكتاب الذي نقل عنه الخطيب البغدادي
ما يلي
قال الخطيب
(وأنبأنا بن رزق أنبأنا عن أبي عبد الله أحمد بن حنبل خلاف هذا أخبرني علي بن الحسن بن محمد الدقاق أنبأنا أحمد بن إبراهيم حدثنا عمر بن محمد بن شعيب الصابوني حدثنا حنبل بن إسحاق قال قال أبو عبد الله وأبو عمر البزاز متروك)
فالصواب - في نظري - أن الأول هو المنقري البصري
يتبع
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Nov 2005, 09:58 م]ـ
استجاب أخي الكريم الدكتور يحيى بن عبدالله الشهري للكتابة حول الموضوع، وإفادة قراء الملتقى حول رأي المتخصصين في الحديث ودراسة رجاله فيما تفضل به الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد، وقد كتب بحثاً ضافياً طويلاً مفصلاً في ما يزيد على مائة صفحة ناقش فيه ما ذهب إليه الدكتور غانم، وجعله مقدمة نظرية لدراسة مرويات حفص بن سليمان الأسدي دراسة تطبيقية. وتجد هذا على هذا الرابط:
حفص بن سليمان المقرئ ومروياته بين القبول والرد: نقاش علمي مع أ. د.غانم قدوري الحمد ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4319)(/)
إخفاء الميم الساكنة عند الباء بقلم أ. د. غانم قدوري الحمد
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[14 May 2005, 09:20 ص]ـ
إخفاء الميم الساكنة عند الباء
http://www.itimagine.com/hoffaz/forqan/F2005/F40/furqan40-04.htm
مجلة الفرقان العدد40
إخفاء الميم الساكنة عند الباء
أ. د. غانم قدوري الحمد*
كلية التربية - جامعة تكريت
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، وسلام على عباده الذين اصطفى، أما بعد:
فإن جمهور أهل الأداء في زماننا يصفون نطق الميم الساكنة قبل الباء في مثل: {وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ} [النجم: 28]، وفي مثل: {أَنْ بُورِك} [النمل:8]،بأنه إخفاء، ومنهم من يسميه إخفاءً شفويّاً، لكنهم مختلفون في كيفية نطق الميم المخفاة، فمنهم من يطبق شفتيه للميم والباء، ومنهم من يفتح شفتيه قليلاً لنطق الميم، ثم يطبقهما لنطق الباء.
وكنت قد درست هذا الموضوع، وجمعت أقاويل العلماء فيه في وقت سابق (1)، والذي جعلني أعود إليه هو أني وقفت على أدلة جديدة تعزّز ما رجحته من قبل في كيفية نطق الميم المخفاة عند الباء، ويمكن أن أعرض تلك الأدلة من خلال تقسيمها إلى دليل نقلي وآخر عقلي:
(1) الدليل النقلي:
وقفت مؤخراً على نص يؤكد بشكل واضح انطباق الشفتين في إخفاء الميم عند الباء، فقد قال عبد الواحد بن محمد بن علي بن أبي السداد، أبو محمد المالقي (ت 705هـ) في كتابه: شرح التيسير للداني، المسمى: الدر النثير والعذب النمير، وهو يتحدث عن قلب النون الساكنة والتنوين ميماً قبل الباء: " لا خلاف في لزوم القلب في جميع هذه الأمثلة وما أشبهها، وحقيقة القلب هنا أن تلفظ بميم ساكنة بدلاً من النون الساكنة، ويُتَحَفَّظُ من سريان التحريك السريع، ومعيار ذلك: أن تنظر كيف تلفظ بالميم في قولك: الخَمْر والشَّمْس، فتجد الشفتين تنطبقان حال النطق بالميم، ولا تنفتحان إلا بالحرف الذي بعدها، وكذا ينبغي أن يكون العمل في الباء، فإن شرعت في فتح الشفتين قبل تمام لفظ الميم، سرى التحريك إلى الميم، وهو من اللحن الخفي الذي ينبغي التَّحَرُّزُ منه، ثم تلفظ بالباء متصلة بالميم، ومعها تنفتح الشفتان بالحركة، وَلْيُحْرَزْ عليها ما تستحقه من الشدة والقلقلة " (2).
وهذا النص وإن كان يختص بنطق الميم المنقلبة عن النون الواقعة قبل الباء في مثل {أن م بُورِكَ} فإنه ينطبق على نطق الميم الساكنة قبل الباء في مثل: {وما لَهُمْ بِه}، يؤكد ذلك قول عبد الوهاب القرطبي (ت 461 هـ):" فلا يوجد في اللفظ فرق بين قوله: {أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ} [الرعد:33]، {أَمْ بِهِ جِنَّةٌ} [سبأ: 8]، وبين قوله: {أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأرْضِ} [نوح:17]، {أَنْبِئُونِي} [البقرة:31]، سواء كان ما قبل الباء نوناً أو ميماً، لا فرق بينهما، كله في اللفظ سواء" (3)، كما يدل عليه عدم تفريق أهل الأداء في زماننا بين الحالتين.
والمالقي، صاحب القول السابق، قال عنه ابن الجزري:" أستاذ كبير، شرحَ كتاب التيسير شرحاً حسناً، أفاد فيه وأجاد" (4)، قرأ على عدد من شيوخ الإقراء في زمانه، منهم الحسين بن عبد العزيز بن محمد بن أبي الأحوص المعروف بابن الناظر (ت 680هـ) قاضي المرية ومالقة، والذي قال عنه ابن الجزري:" الأستاذ المجوِّد ... تصدر للإقراء بمالقة، وألَّف كتاباً كبيراً حسناً في التجويد، سمَّاه: الترشيد، قال أبو حيَّان: رحلت إليه قصداً من غرناطة لأجل الإتقان والتجويد " (5).
والتعريف بالمالقي وكتابه يحتمل تفصيلاً أكثر من هذا، لكن خشية الإطالة تمنع من ذلك الآن، ولعل القارئ يدرك مما ذكرته عنه منزلة الرجل وعلو قدره في علم التجويد، وقيمة رأيه العلمي في الموضوع الذي نحن بصدد الحديث عنه، وأحسب أن قوله السابق مستغن عن التعليق، لوضوح دلالته على وجوب انطباق الشفتين عند نطق الميم الساكنة قبل الباء، بل هو يجعل انفتاحهما من اللحن الخفي!
(2) الدليل العقلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
إن مذهب من يفتح شفتيه في نطق الميم الساكنة قبل الباء يثير إشكالاً صوتيّاً، لأن التأثر بين الأصوات المتجاورة يخضع لضوابط أو قوانين محددة، ونُطْقُ كلا الصوتين الميم والباء يقتضي انطباق الشفتين، والفرق بينهما أن النَّفَسَ يجري مع الميم من الأنف، ويخرج مع الباء من الشفتين، وانفراج الشفتين أو انفتاحهما قليلاً في مذهب بعض القراء يأتي بعنصر صوتي جديد لا وجود له في العملية النطقية، كما أنه قد يزيد العملية النطقية صعوبة، ومن ثَمَّ فإن ذلك يرجح مذهب من يطبق شفتيه، على نحو ما يتضح من البيان الآتي:
(أ) انفتاح الشفتين يضيف عنصراً صوتيّاً جديداً:
يخضع التغير الذي يلحق الأصوات اللغوية بسبب المجاورة في التركيب إلى ضوابط مطّردة، أو قوانين صوتية ثابتة، ومن تلك القوانين أن التأثر بين صوتين متجاورين لا يأتي بعناصر صوتية جديدة ليست في أحد ذينك الصوتين، فأي تغيير صوتي يلحق أحد الصوتين إنما يستمده من مكونات الصوت المجاور له، فتجاور صوتين أحدهما مجهور والآخر مهموس قد يؤدي إلى تأثر أحدهما بالآخر في إحدى هاتين الصفتين، وكذلك تجاور صوتين في أحدهما صفة الإطباق قد يؤدي إلى تأثر الصوت الآخر بها، ويمكن ملاحظة ذلك في مثل قول الله تعالى: {قَدْ تَبَيَّنَ} [البقرة:256]، {وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ} [الأحزاب:13]. وصفة انفراج الشفتين أو انفتاحهما التي تظهر في مذهب بعض أهل الأداء عند إخفاء الميم الساكنة عند الباء ليست من مكونات أيٍّ من الصوتين، ومن ثَمَّ فإن ذلك جاء خارجاً عن القوانين الصوتية التي تخضع لها ظاهرة التأثر بين الأصوات المتجاورة في السلسلة الكلامية.
(ب) انفتاح الشفتين يزيد النطق صعوبة:
إن تأثر الأصوات بعضها ببعض حين تتجاور في الكلام يهدف إلى تحقيق أمرين، الأول: السهولة في النطق عن طريق التقريب بين صفات الأصوات المتجاورة، والآخر: الاقتصاد في المجهود عن طريق اختصار حركات أعضاء النطق، وإذا حللنا ظاهرة التقاء الميم الساكنة بالباء في ضوء هذين الأمرين سنجد أن انفتاح الشفتين بالميم يؤدي إلى زيادة في عمل أعضاء النطق، ويأتي بعنصر صوتي جديد يتنافى مع مقصد التقريب بين الأصوات واختصار عملية النطق.
أما انطباق الشفتين في نطق الميم الساكنة والباء فإنه أقرب إلى تحقيق مقصد السهولة في النطق والاقتصاد في المجهود، فتندمج عملية انطباق الشفتين لنطق الميم بعملية انطباقهما لنطق الباء، سوى أن الناطق يرخي أقصى الحَنَكِ الليِّنِ عند نطق الميم ليجري الصوت في الخياشيم، ثم يطبقه عند نطق الباء ليتحقق النطق بالباء شديدة، ويخرج الصوت من بين الشفتين بعد انفتاحهما.
وما ذكرته من الدليل النقلي مع الدليل العقلي يرجح رواية من يطبق شفتيه عند نطق الميم المخفاة قبل الباء، لكن ذلك الانطباق أخف من انطباقهما في الباء، لأن انطباقهما في الميم القصد منه وضع عائق في طريق النَّفَس لمنع خروجه من الفم، وتحويله إلى الخياشيم، وذلك يتحقق بأدنى انطباق، أما انطباقهما في نطق الباء فإن القصد منه تحقيق صفة الشدة، وهي لا تتحقق إلا بتقوية الانطباق، وصرَّح المرعشيُّ (ت 1150 هـ) بذلك في قوله:" وبالجملة إن الميم والباء يخرجان بانطباق الشفتين، والباء أدخل وأقوى انطباقاً، كما سبق في بيان المخارج، فتلفظ بالميم في: {أنْ بُورِكَ} بغنة ظاهرة وبتقليل انطباق الشفتين جدّاً، ثم تلفظ بالباء قبل فتح الشفتين بتقوية انطباقهما، وتجعل المنطبق من الشفتين أدخل من المنطبق في الميم " (6).
وختاماً، إن ما أوردته في هذه العجالة، وما نقلته في بحثي السابق عن الموضوع، القصد منه تنبيه القراء وأهل الأداء في زماننا، ولفت نظرهم إلى هذه القضية، لمراجعتها وإعادة النظر فيها، حتى تجتمع كلمتهم، ويتوحد أداؤهم على أصح نطق وأثبت رواية. والله تعالى أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
---------------------------------
الهوامش:
1 - وذلك في بحث (إخفاء الميم في النطق العربي) المنشور في كتاب: أبحاث في علم التجويد (ص 134 - 145) طبعة دار عمار، عمان 1422هـ - 2002م.
2 - شرح التيسير (ص 448) تحقيق الشيخ عادل أحمد عبدالموجود وصاحبيه، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت 1424هـ - 2003م.
3 - الموضح في التجويد (ص175)، تحقيق غانم قدوري الحمد، دار عمار، عمان 1421هـ - 2000م.
4 - غاية النهاية في طبقات القراء 1/ 477، تحقيق ج. برجستراسر، مكتبة الخانجي بمصر 1352هـ - 1933م.
5 - المصدر نفسه 1/ 242.
6 - جهد المقل ص 202، تحقيق د. سالم قدوري الحمد، دار عمار، عمان 1422هـ - 2001م.
-------------------------------------------------------
* رئيس جامعة تكريت سابقاً، له العديد من المؤلفات والتحقيقات في التجويد ورسم المصحف، منها:
- الدراسات الصوتية عن علماء التجويد
- رسم المصحف دراسة لغوية تاريخية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معاذ صفوت محمود]ــــــــ[14 Jun 2010, 11:53 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخانا الحبيب د. إبراهيم، وما ذكرتَه عن المالقيِّ حقيق بالتأمل والنقل.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[16 Jun 2010, 07:15 م]ـ
جزاك الله خيراً أخانا الحبيب د. إبراهيم، وما ذكرتَه عن المالقيِّ حقيق بالتأمل والنقل.
السلام عليكم
المالقي كلامه منصب علي حكم الإظهار المحض وهو من متأخري المغاربة الذين أخذوا بالإظهار.
وهذا الرابط يوضح هذه المسألة:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=11961
والسلام عليكم
ـ[رفعت احمد]ــــــــ[16 Jun 2010, 07:25 م]ـ
انا شايف ان الاظهار هو الاخفاء هو الادغام الناقص فى حالة الميم مع الباء
1 - اظهار للاعتماد على المخرج وهو الشفتان عكس اخفاء النون
2 - اخفاء لان الشفتان لم ينطبقا ثم فرجا ثم تم النطق بالباء
3 - ادغام ناقص لانه اطباق مثل ادغام الطاء فى التاء فى نحو احطت
**ان القول بالفرجة قول مطاط فباى مقدار تكون وما الدليل؟
والله اعلم
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[16 Jun 2010, 07:34 م]ـ
انا شايف ........
**ان القول بالفرجة قول مطاط فباى مقدار تكون وما الدليل؟
والله اعلم
السلام عليكم
الدليل: قال الجعبري:
50. سكن لإخفا اقلب و لاطباق اتقيا ... واتمم لشد المحض ضمن الثانى
السلام عليكم(/)
رسم (إلفهم)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[28 May 2005, 07:44 ص]ـ
في فتح الوصيد في شرح القصيد (4/ 1330)
(وكتب في جميع المصاحف (لإيلف قريش إلفهم)
على هذه الصورة اسقطوا الياء من الثاني واثبتوها في الأول (3)
واتفقوا على قراءة الثاني بالياءواختلفوا في الأول
وهذا مما يدل على اتباعهم الأثر ولولا ذلك لكان الثاني أولى بهذا الخلاف من الأول)
قال المحقق الدكتور مولاي محمد الادريسي الطاهري
3) -المقنع 96 (باب ذكر ما اتفق على رسمه مصاحف أهل الأمصار)
والمحكم 187 والوسيلة 491
ولم تحذف الياء في بعض المصاحف المتداولة على الرغم من اجماع المصاحف المعتبرة على حذفها
ينظر على سبيل المثال المصحف المكتوب برواية ورش عن نافع الذي أقر
مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر
ومصحف المدينة المنورة برواية ورش
ومصحف الجماهيرية برواية قالون وغيرها ولم أجد لذلك سببا)
انتهى
ـ[ابن وهب]ــــــــ[28 May 2005, 08:24 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=31239
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Jul 2006, 09:41 م]ـ
رسم الكلمة في مصحف المدينة النبوية بخط عثمان طه، وقد أسقطت الياء في الثانية.
http://www.tafsir.net/images/quraish.jpg
رسم الكلمة في مصحف المدينة النبوية برواية ورش بخط عثمان طه أيضاً.
http://www.tafsir.net/images/quraishwrsh.jpg
رسم الكلمة في مصحف الجماهيرية برواية الإمام قالون
http://www.tafsir.net/images/quraishj.jpg
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[18 Jul 2006, 09:12 م]ـ
جزاكم الله خيراً، موضوع جميل، والصور قد أوضحت الفكرة بشكل جميل، وليتكم تبينون لنا بعض الأمور المشابهة في رسم القرآن الذي قد يشكل على كثير منا بمثل هذه الصور الجميلة.
بارك الله فيكم يا شيخ عبدالرحمن وفي الكاتب ابن وهب.
ـ[الجنيدالله]ــــــــ[18 Jul 2006, 09:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لو أن أخي الدكتور عبدالرحمن نقل الصورة بشكل أدق لوضح الفرق.
فالياء الثانية وهي التي في قوله تعالى (إلفهم) محذوفة رسماً قولاً واحداً، وهي إنما ألحقت ضبطاً.
والضبط غير الرسم، فمن راجع المصحف الذي طبع في المجمع برواية ورش يرى أن الياء ألحقت بخط أرق وأدق من الخط الأساسي للمصحف وذلك لئلا يتوهم أنه من الرسم وهذا على ضبط المغاربة، وهي ملحقة بياء صغيرة مفردة في رسم المشارقة كما طبع عليه مصحف المدينة برواية حفص. فالياء محذوفة رسماً اتفاقاً.
وهو أمر معروف ومشهور عند أهل الرسم والضبط أن الضبط يكون بغير لون أو حجم الخط للرسم أو مفصولا عنه.(/)
الردّ على من نسب إبدال الضاد ظاءاً إلى الشيخ العلامة عبيد الله الأفغاني
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[30 May 2005, 12:02 م]ـ
إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ,ومن سيّئات أعمالنا ,من يهده الله فلا مضلّ له ,ومن يضلل فلا هادي له ,وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ,وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله وبعد ,
تقوّل أحد الأساتذة في رسالةٍ له على الشيخ العلامّة عبيد الله الأفغاني حفظه الله بأنّه يقول بإبدال الضاد ظاءاً. ومن الغرابة أنّه لم يتوقّف إلى هذا الحدّ بل حذّر مجالسته والتلقّي عنه. فقال في رسالته " في فترة تواجدي بالمدينة المنورة ونزولي الدائم للحرم النبوي وجلوسي الدائم مع أهل الأسانيد وشيوخ الأداء لتلقي القرآن كان هناك أمر شديد النكير ينشره ويقول به الشيخ عبيد الله الأفغاني وهو تقريره أن الضاد العربية الفصيحة عنده هي حرف الظاء وكان يتعصب جدا لهذا الرأي ولذا أحذر من التأثر بالمقرئ عبيد الله الأفغاني الذي ينشر هذه البدعة في القراءة في المسجد النبوي الشريف، وله أشرطة في الدعوة إليها فكان الشيوخ ينصحونه بالتي هي أحسن ولكنه لم يستجب فاحذروا من كلامه أو التلقي منه وهناك من يدعو إلى هذه البدعة الصوتية أيضا في بلاد المغرب العربي وللرد على أمثال هذا الشيخ ومن على شاكلته من أهل المغرب العربي الذي يصرون أن الضاد الفصيحة هي حرف الظاء … .. "
وقد قمت بالردّ عليه عن طريق بريده الإلكتروني وبعد أيّامٍ تراجع ونزع ما كتبه على الشيخ في كتابه فحمدتّ الله على ذلك والتمست منه الخير لذلك. وقبل يومين دخلت في موقعه الجديد الذي أنشأه فإذا بي أجد نفس الكلام الذي كتبه على الشيخ عبيد ففهمت أنّ الأستاذ ينافق ويحتال حيث لم يقمّ بالردّ عليّ من جهة ومن جهة أخرى ينشر ما كتبه على الشيخ عبيد في مواقع أخرى.
ولأجل ذلك عزمت أنّ أكتب هذه الأسطر دفاعاً على شيخي عبيد الله الأفغاني ولولا هذا الدافع لما قمت بذلك حيث لا يؤاخذ الصغير بما يقول. لذلك لن أذكر اسم هذا الأستاذ حتى لا يعلُو شأنه وخاصّة أنّه في بداية الثلاثينات من عمره ويتكلّم في المشايخ والعلماء الذي أمضو أكثر من عمر هذا الأستاذ في خدمة القرءان الكريم.
وقبل الدخول في الموضوع أريد أن ألفت انتباه القرّاء على أن القول بإبدال الضاد ظاءاً مطلقاً قولٌ ضعيف لا يُلتفت إليه ومن أخذ به فهو مخالف لما ذكره جهابذه هذا الفن كابن الجزري ومكّي القيسي وأبي عمروالداني والحافظ الهمذاني وغيرهم إذ لابدّ من التمييز بينهما في المخرج والاستطالة كما قال بن الجزري: والضاد باستطالة ومخرج ........... ميّز من الظاء وكلّها تجي
وأريد أن أسأل هذا الأستاذ هذا يوجد في هذا الوقت واحدٌ من أهل الأداء يقول بإبدال الضاد ظاءاً مطلقاً؟ هذا مستحيل لأنّ المسألة معلومة من الدين بالضرورة ومن يقول بذلك فهو بلا شكّ مخالف لجماهير أهل الأداء. فالأستاذ يردّ على أناس معدومين غير موجودين. والردّ في هذا النوع من المسائل لا يأتي إلاّ من أناس أعجبوا بإنفسهم ويسعون للظهور والشهرة، ولمّا عجزوا عن الردّ على من قال بتشابه الحرفين تقوّلوا عليهم حتّى يسهل الردّ. فالله هو الذي يرفع أهل العلم بإخلاصهم وتقواهم له كما قال جلّ في علاه {يرفع الله الذي آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} وليس بالتقوّل والتحايل والله المستعان.
وما تقوّل عليه هذا الأستاذ غير صحيح وافتراء لما سيأتي:
أوّلاً: أطالب الأستاذ أن ينقل من كلام الشيخ عبيد ما يدلّ على أنّه يقول بإبدال الضاد ظاءاً. لقوله تعالى {يأيّها الذين آمنوا إن جاءكم قاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين}. وكان الأستاذ مقيماً في المدينة وكان بوسعه التثبّت من الخبر بسؤال الشيخ مباشرة والتحاور معه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً: قرأت القرءان الكريم ختمة كاملة منذ عشر سنوات بقراءة عاصم بن أبي النجود الكوفي على الشيخ عبيد وقد أجازني بذلك والحمد لله ولازمته لمدّة ثلاثة أشهر ملازمة تامّة وما سمعته قطّ يقول بأنّ الضاد تلفظ ظاءاً بل كان ولا يزال حفظه الله يؤكّد على التمييز بينهما في المخرج والاستطالة مع تشابههما في السمع وكان لا يرى النطق بالضاد ظاءاً إلاّ لمن صعب عليه النطق بالضاد لا سيما الأعاجم من الأفغان والهند وباكستان وغيرهم عملاً بأخفّ الضررين وذلك لكون الظاء أقرب الحروف صفة وشبَهاً إلى الضاد بخلاف الدال المفخّمة أو الطاء التي يقرأ بها اليوم والرسالة التي ألّفها والمسماة (تنبيه العباد إلى كيفية النطق بالضاد) تشهد لما قلت فقد قال في خاتمة الكتاب " بعد أن تبيّن لمتّبعي الحقّ أنّ الضاد المنطوقة في كثير من بلاد الإسلام، ومن كثير من القرّاء والأنام، هي في حقيقتها ليست إلاّ دالاً مفخّمة أو مرققة وأنّه لا يجوز نطق الضاد على تلكم الصورة، وأنّ الصواب نطقها ضاداً مشابها للظاء إلا في المخرج وأن التقارب بين الظاء والضاد يجوز عند عدم القدرة بنطق الضاد نطقها بالظاء وأن ذلك أولى من نطقها دالاً اهـ ص28). وقال أيضاً " فالواجب التعلّم بأن يخرج الضاد من مخرجه إذا أمكن وإلاّ يخرجها ظاءاً خالصاً لأنّهما متشابهان صوتاً وسمعاً لا فرق بينهما إلاّ في المخرج والاستطالة وباقي الصفات مشتركة " نفس المصدر ص 24. قلت هل كلامه هذا يدل على أن الضاد تُقرأ ظاء مطلقاً؟ فمن أين أتى بهذا القول.؟
ثالثاً: قد وفقني الله أن زرت الشيخ عبيد الله الأفغاني في الحرم النبوى في موسم الحجّ الفارط وأخبرته أن واحداً من الأساتذة يزعم أنّكم تقولون بأنّ الضاد تُنطَق ظاء فقال مجيباً " هذا كذّاب حسبنا الله ونعم الوكيل ". والشيخ والحمد لله لا يزال يُقرئ في المسجد النبوي لمن أراد أن يتحقق من قولي هذا.
رابعاً: القول بتشابه الحرفين في السمع أو جواز استعمال أحدهما مكان الآخر عند تعذّر النطق بالضاد قاله غير واحدٍ من علماء الإسلام كمكّي في الرعاية وابن تيمية وابن كثير وغيرهم من علماء التجويد واللغة والأصول والفقه والتفسير وحتّى العلماء المعاصرون كالشيخ الألباني والشيخ بن باز والشيخ العثيمين رحمهم الله وفتاواهم موجودة في كتاب الشيخ عبيد الله الأفغاني فكيف يحذّر هذا الأستاذ من الشيخ عبيد في مسألة أقرّها علماء الإسلام قديماً وحديثاً، وخاصّة أنّ الخلاف في هذه المسألة قديم كما ذكر الشيخ غانم قدوري الحمد في كتابه الدراسات الصوتية. والضاد من أصعب الحروف حيث قال مكّي في ذلك الوقت " وهو أمرٌ يقصر فيه أكثر من القراء والأئمّة " وهذا الكلام قاله في أوائل القرن الخامس فما بالك اليوم. ويأتي هذا المغرور ويخطّئ المشايخ بسهولة تامّة.
خامساً: لماذا لم يقدح الأستاذ في المشايخ الذين يوافقون الشيخ عبيد في هذه المسألة كالشيخ السيّد عامر عثمان رحمه الله والشيخ إبراهيم شحاته السمنودي وغيرهم من المقرئين المعاصرين في مصر وفي مكّة والمدينة وهم موجودون بكثرة.
سادساً: لماذا لم يقدح ولم يحذّرمن العلماء الذين يخالفهم في بعض المسائل التي يترتّب على تطبيقها تغيير في الصوت كالذين يقرءون بالفرجة في الإقلاب والإخفاء الشفوي، أو الذين يجعلون مرتبة التفخيم للساكن بعد الكسر في مرتبة المكسور، أو الذين يجعلون القلقلة تابعة للفتح أو لحركة ما قبلها، فأين العدل والإنصاف؟. مع أنه من المفروض أن لا فرق بين مسألة الضاد وهذه المسائل في الخطأ إذ يترتّب على جميعها تغييرٌ في الصوت.
سابعاً: أن الشيخ عبيد الله الأفغاني من علماء التجويد واللغة العربية مجتهد مأجورٌ على كلّ حال فإن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر، وقد تلقّى الضاد الشبيهة بالظاء عن شيخه بالسند المتصل إلى النبيّ صلى الله عليه وسلّم وهذا النطق هو الموافق لما ذكره صاحب الرعاية والأدلّة التي ساقها بن غانم المقدسي والمرعشي رحم الله الجميع والتي ما استطاع أحد أن يردّ عليها إذ لو استطاع أحد مع المعاصرين أن يردّ عليهما لبادر إلى ذلك وهيهات حتى وصل بهم الأمر أن يقولوا إن إسماعيل الأزميري ردّ عليهما ردّاً مفحماً فما لنا أن نقول لهؤلاء إن كان هذا الردّ مفحماً حقاً فهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.
ثامناً: أم يتجرّأ أحد من كبار العلماء في المدينة النبوية من التحذير والقدح في الشيخ عبيد الله الأفغاني فكيف بهذا الأستاذ يقوم بذلك، لا حول ولا قوّة إلاّ بالله. وأذكر أنني كنت جالساً مع شيخي عبيدالله في الحرم المدني عندما كنت أعرض عليه القرءان، فرأيت الشيخ الحُذَيفي حفظه الله إمام وخطيب المسجد النبوي يقترب من الشيخ فلمّا دنا منه ورءاه الشيخ عبيد قام إليه وتعانقا تعانقاً شديداً. انظر كيف كانت المودّة بينهما مع أنّهما لا يتّفقان في مسألة الضاد. ثمّ يأتي هذا الأستاذ المغرور ويتكلّم ويحذّر من الشيخ عبيد.
والشيخ عبيد من القرّاء المسندين المعروفين في المدينة وقد رفعه الله بهذا القرءان إذ يزدحم الناس عليه إلى اليوم. فانظر كيف جعل الله له القبول في المدينة حتى من أكابر مشايخها كالشيخ الحذيفي وغيره وكلّ ما تُكُلّم فيه لم يضره ولن يضرّه قط كما قيل:
على أنّه من كان شَمساً مَقَامُهُ ......... فلا الْمَدْحُ يُعْلِيهِ ولا الذَّمُ ضاَئِرُ
هذا ما أردتّ قوله باختصار وصلّى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
محمد يحي شريف الجزائري
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Jun 2005, 09:34 ص]ـ
جزاك الله خيراً على هذا البيان عن الشيخ عبيد الله الأفغاني وهو شيخنا حفظه الله وأمد في عمره على الطاعة والخير، وما ذكرته عنه وفقك الله هو الصحيح عنه. وأما رسالته التي أشرتم إليها بعنوان (تنبيه العباد إلى كيفية النطق بالضاد) فقد نشرها أخي الكريم الدكتور يحيى بن عبدالله الشهري في كتابه الماتع الذي أفرده لترجمة الشيخ المقرئ عبيد الله الأفغاني بعنوان (العالم الرباني عبيد الله الأفغاني). ولست أدري هل نشرت من قبل ذلك أم أنكم رجعتم إليها مخطوطة.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[04 Jun 2005, 11:37 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
جزاكم الله خيراً فضيلة الشيخ على هذا التعليق المبارك، وأحيطكم علماً أنّي استلمت نسخة في كتاب تنبيه العباد مباشرة من يد الشيخ عبيد الله الأفغاني في موسم الحجّ الفارط ولا أدري هل طبع أم لا.
وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[04 Jun 2005, 01:32 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
زيادة توضيح: فالكتاب مطبوع ولكن لا أدري هل نُشِرَ أم لا. فالمراد من قولي لا أدري هل طُبع أم لا أي لا أدري هل نُشرَ في المكاتب أم لا.
والسلام عليكم ورحمة الله.
ـ[ابن الشجري]ــــــــ[04 Jun 2005, 07:39 م]ـ
أشكرك ثم أشكرك ثم أشكرك
أشكرك أولا: لغيرتك لشيخك وللحق الذي قال به.
وأشكرك ثانيا: لتجاهلك لذكر اسم هذا الشخص تنكير له وتحقير، وهذه عادة قديمة عظيمة المنزع.
وأشكرك ثالثا: لتتلمذك على يد هذا العالم الرباني، وما أظن هذا إلا إحسانا وتوفيقا نالك من ذي الطول.
وأقول لك زادك الله توفيقا: إن كنت قد صحبت هذا العالم ثلاثة أشهر فقد لازمته ثلاثة أعوام أو تزيد، وأشهد أني ما سمعت منه مثل هذه الفرية، بل كنت أظنه من القلائل الحريصين على تحقيق مخرج هذا الحرف المخرج الصحيح، فجزاه الله خيرا عن قيامه بكتابه وانتصابه لتعليمه يوم أن التهى الناس بالدرهم والدينار، وتركوا ما وعدهم به العزيز الجبار.
ولقد سمعت منه الثناء العاطر على شيب وشبيبة من أهل الجزائر، أقبلوا على التعلم على يديه ونفع الله بهم، فلعلك واحد منهم إن شاء الله.
ومع أن الرجل ليس بصاحب الشهرة العريضة بين الناس، لحبسه نفسه داخل مسجده وبين طلابه، ولقد حاولت أن أحصي مرة عدد الساعات التي يقضيها في المسجد فقط ـ فضلا عن التعليم الجامعي ـ فكانت قراب الثلاث عشرة ساعة في اليوم والليلة، لافرق عنده بين خميس أو سبت أو قيظ أوقر، فليس هناك وقت للشا ي والماجريات، ومع أن الرجل قد شارف التسعين من عمره فمازال على وظيفه من الدرس، ماغير ولابدل مع أنه يحمل حملا، ومع هذه السن فلاتجده في حديثه كنتيا أو مهذرما، فليس غير القرآن , وهذه سنة من الله لأهل القرآن جعلنا الله جميعا منهم.
ولقد سألته مرة عن سبب انصرافه عن التأليف فاعتذر بضيق الوقت، وتدريس هذه الشبيبة المتواردة من أقطار الأرض، وكان هذا كعذر محمد الأمين رحمه الله.
ولعل الله يساعد فننشط لكتابة جوانب من حياة الشيخ العلمية والعملية التي قد يجد فيها البعض فائدة.
وأختم بأن حب التلميذ لشيخه غريزة فطرية يصعب على النفس تجاهلها، ولعل هذ ا من وفاء الطبع وكريم السجايا عند كثير من الطلاب، وهذه من سماحة الشرع المطهر، فلم تأت الشريعة بما يخالف الغرائز الفطرية، أو يمنع من إتيان الإنسان لها، إلا أنها قد بينت معالم سيرها، فحددت حدودها وبينت أطرها وهذبت شذوذها، كغريزة (الحب) فلن تجد نصا يمنع من حب الإنسان لزوجه أو ولده أو والده ... كلا، لكن الشرع المطهر بين لك أن من تحبه لودعاك إلى عصيانه أن تجانب قوله فقال سبحانه: (وإن جاهداك على أن تشرك بي ماليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا) وبين لك بأن حبك لمحبوبك لايسيغ لك أن تخالف أمره فتتعدى حدوده أو تنتهك محارمه من أجل هذا المحبوب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي حب الجمال مثلا: كثير من أصحاب الطبع السيلم والذوق الرفيع يحب كل ماهو جميل، وهذه غريزة فطرية سليمة، سوقها كاسد عند كثيف الطبع، فتجد الأول يحب المرأة الحسناء، والبيت الواسع، والسيارة الفارهة، والحذاء السبتي، والثوب المنمق، وطبعة الكتاب الفاخرة ...
وهذه من الغرائر التي اشترك فيها عامة الخلق، لكنك لاتجد نصا في الشرع يدعوك إلى أن تبحث عن زوجة حسناء أو دابة فارهة أو بيت واسع ... ولن تجد كذلك من النصوص مايحرم عليك ذلك، لكن ورد في ميزان الشرع المطهر مايضبط تعاملك مع هذه الأمور فأمرك الباري سبحانه أن تغض البصر عن محارم المسلمين، وأن تكون هذه السيارة الفارهة من مال حلال لا تريد بها علو على ألآخرين، وهكذا في نصوص ليست غائبة عن طلاب الشرع المطهر بحمد الله ... والله جميل يحب الجمال.
والذي نفسه بغير جمال ... لايرى في الوجود شيئا جميلا
وهكذا حب التلميذ لشيخه سائغ مستساغ، وهو دليل على الوفاء وتأصيل ألانتماء، لكن دون تقديس الرافضة وفوق تناسي طلاب الجامعة.
ولعل هذه نواة صالحة تكون لبنة لمقال ييسره الله الكريم.
وبالنسبة للكتاب المذكور فقد طبع مستقلا، ضم بين دفتيه ست رسائل، ولا أعلم هل كلها كنت ضمن ماطبعه د / يحيى البكري في ترجمة الشيخ أم أن منها مايطبع لأول مرة، وعلى كل حال سيصلك نسخة من الكتاب أبا عبدالله ـ إن شاء الله ـ بطريقة تدلني عليها.
ولعلها لاتطوى هذه الصفحة حتى أسجل فيها الشكرالعظيم لله رب العالمين، فهو صاحب الفضل والإنعام في كل ماهو كائن وكان، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على حبيب الرحمن وآله وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
فائدة حديثية تفسيرية عصرية:
روينا في المسند من طريق أبي عبدالله عبيدالله الأفغاني قال حدثني العلامة عبدالرزاق عفيفي عن كتاب تفسير المنار فقال: (هو كتاب يدني المؤمن من الشك ويدني الكافر من الإيمان).
وفي رواية أخرى من نفس الطريق والمتن إلا أنها كنت بالكفر بدل الشك.
وقد ذكر أهل الجرح والتعديل بأن هذا إسناد ظاهره الاتصال، فقد ذكروا في ترجمة الشيخ عبيد الله بأنه ثبت ثقة عالم بالقرآن، وقالوا في ترجمة الشيخ عبدالرزاق ثبت ثقة عالم بالتفسير ورجاله.
لكن هناك علة ظاهرة تقدح في ثبوت مثل هذه الرواية عند أهل الصناعة من علماء الجرح والتعديل، مما يطعن في صحتها وثبوتها وجواز روايتها للناس، وهي جهالة عين الراوي عن عبيد الله، فلابد من تحقيق الخبر من أهل التفسير العارفين به، وبهذا فلاتجوز رواية مثل هذا الخبر إلا لمن حقق هذا الكلام ودرس الكتاب، وخرج بقناعة ذاتية عنه.
وعندي أن صاحب المنار رحمه الله وإن كان أقرب من شيخه لمنهج أهل السنة والجماعة، وشيخه محمد عبده أقرب من شيخه جمال الدين الأفغاني للمنهج، إلا أن ماذكره العلامة عبدالرزاق عفيفي رحمه الله يدعو إلى تصديقه والتثبت عند القراءة فيه أو النقل عنه، فعلى القول بصحة الخبر الوارد وثبوته، فلايعني هذا إطلاقه على منهجه في تفسيره إن شاء الله، وتقصده لذلك، لما علمناه من حب الرجل للسنة ورجالها كشيخ الإسلام رحمه الله، مع أني لم أحقق المسألة أو أمحصها، فقد أرسلتها إرسالا لعلمي أنها تمرح في مهيع واسع ومنتجع خصب يحرسه ويرتاده حملة القرآن ومفسريه، والله أعلم.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[05 Jun 2005, 11:18 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
بارك الله فيكم أخي الشيخ ابن الشجري على هذه الإضافات القيّمة المباركة التي تكتب من ذهب وأشكركم كل الشكر لذلك. وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أخوكم محمد يحي شريف الجزائري
ـ[أبو أسامة الغالبي]ــــــــ[25 May 2006, 10:39 ص]ـ
جزاك الله خيراً. . . والشيخ الآن يحتاج منكم الدعاء. . فهو يعاني من أعراض الشيخوخه
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[25 May 2006, 12:10 م]ـ
أخي محمد الجزائري
أحسنت في الرد والذب عن شيخك الموقر/عبيد الله الأفغاني
ورفع الله قدرك بذلك وامد في عمر الشيخ ونفع به المسلمين ولكني أرجو أن تسمح لي بالاختلاف معك في ما توجهت به من النعوت السيئة لهذا الأستاذ - المجهول عندي - ولكن أيا كان فلا يليق بك نعته بالفسوق حين استدلالك بالآية, ونعته بالنفاق كذلك, والشيخ عبيد الله وفقهالله لم يعرف إلا بالتواضع واللين ومحبة الخير والتورع والبعد عن الوقيعة في أي أحد ولو كان خصما له, وأنت تلميذ له وينالك من سجاياه وخصاله ما لا ينال الاخرين ..
أما بالنسبة لموضوع الخلاف فأظن الرجل المذكور قد يعذر في وصفه لضاد الشيخ بأنها ظاء وذلك لأن من لم يستمع بتمعن وإدراك لنطق الشيخ ويتدرب علىيديه فلن يظهر له في الغالب فارق بين الضاد والظاء, وأنا كنت كذلك منقبل وجلست بين يدي الشيخ وشرح لي وجهته وذكر لي ما يستدل به من أقوال العلماء والمقرئين, بل وحتى بعض قصائد الشعراء القراء الموريتانيين التي وصلت للشيخ مؤيدة له في وجهته ..
ولكن التحذير من الشيخ بهذا الأسلوب المقيت أمر لا يسكت عليه بل للشخ فضائل تذكر وتشكر ولا تطوى ولا تكفر .. والحمد لله رب العالمين ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[25 May 2006, 03:16 م]ـ
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5597
ـ[ابو يزيد]ــــــــ[15 Oct 2006, 07:48 ص]ـ
إلى الله المشتكى شيخ جليل أفنى عمره وحياته ووقته في تعليم كتاب الله تعالى أكثر من خمسين سنة، ثم يأتي طويلب علم يريد أن يصد الناس عن هذا العالم الرباني .. ولكنه الغرور والعجب .. هداه الله لما يحبه ويرضاه
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[19 Jan 2007, 01:13 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ومثل هذا لا ينال من مكانة الشيخ
بارك الله في عمره
وقد ابتلينا بعدم فهمهم لكلام الشيخ
بلاء عظيما
فنسأل الله أن يثبتنا وأن يظهر الحق
ـ[القعقاع محمد]ــــــــ[21 Jan 2007, 10:34 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[24 Jan 2007, 09:55 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
جزى الله الشيخ الموفق محمد يحي شريف خير الجزاء وزاده شرفا وعلما
ليس بمستغرب على أمثالكم الدفاع عن الشيخ عبيد الله الافغاني وقد أفدتم من علمه وتشرفتم بالجلوس بين يديه.
أخي لقد أخذنا القراءة عن الشيخ في مدينة أبها لسنوات عديدة - والحمد لله - وقد اشتهر - حفظه الله وأطال في عمره على طاعة الله - بتشدده في التفريق بين الضاء والظاء، وكان ينكر على من لم يفرق بينهما في المخرج وذكر أن بعض شيوخه كان يدخل اصبعه في فم المتلقي ليبين له مخرج الضاء، وقد دهشت من نقلك لمن تجاهلت اسمه- وقد اصبت بتجاهله - وإذا كان شيخنا ضحي بعمره لتعليم القرآن وتخرج على يديه آلاف الطلاب ثم يأتي رجل لا يعرف للشيخ قدره، ولا يتثبت في نقله، ليتهمه بما لم يقل.أقول إذا كان الأمر كذلك فهل سيسلم أحد من ألسنه هؤلاء
بارك الله فيك أخي ووفقك بدفاعك عن شيخنا وأحسن الله خاتمة الشيخ وجعل ما قدمه من جهد في ميزان حسناته
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[25 Jan 2007, 01:07 م]ـ
جزاك الله خيرا على حسن دفاعك عن الشيخ حفظه الله
وبارك الله فيك على الاهتمام والحب والوفاء
وأما مسألة رأي الشيخ الأفغاني في الضاد فهي أشهر من نار على علم
صحيح إنه لا يقول إنها ظاء خالصة
ولكنه يقول بقول يخالف فيه أئمة الحرم وائمة الأداء،
ويقول إن هذه الضاد التي ينطق بها الحصري وعبد الباسط والمنشاوي والقراء وأئمة الحرم غير صحيحة
ويقول إن الصحيح هو ما ينطق به هو
وللتوثيق فهذا تسجيل لقراءة الشيخ لسورة الفاتحة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=86826
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=86826
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[25 Jan 2007, 01:13 م]ـ
الرابط لم يظهر في المشاركة
وهو في موقع الخيمة
وملتقى أهل الحيدث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=86826
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[01 Feb 2007, 10:51 ص]ـ
أرجو أن يكون صوت الضاد واضحا في الملف المرفق
وليس هذا فقط بل يلاحظ تفخيم الألف في إياك والإشمام في راء الرحمن
وهذا مما لم يقل به أحد لا في السلف ولا في الخلف
وهناك ملاحظات دقيقة لا تخفى على أهل الاختصاص وليس مقصودي تتبعها هنا
بل مقصودي توضيح أن للشيخ ـ حفظه الله ـ مذهبا في الضاد غير المعمول به عن القراء المعتبرين
وجزى الله خيرا الشيخ على حبه للقرآن واقرائه وصلاحه وتقواه
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[04 Feb 2007, 06:21 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
فضيلة الشيخ الدكتور يحيى الغوثاني السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
كان الأولى لكم أن تردّوا على الأدلة التي ساقها الشيخ عبيد حفظه الله تعالى والأدلة التي ذكرها ابن غانم المقدسي والمرعشي وغيرهها، هذا الذي نريده منكم. أمّا ما ذكرتموه لا يدلّ على الحقّ لأنّ الحقّ لا يعرف إلاّ بالدليل والحجة والبرهان وهو ما نصه أئمتنا الذين نقلوا لنا القرءان حتى وصل إلى الشيخ الحصري والمنشاوي وغيرهما رحمهم الله جميعاً. وقد نقلتُ هذا البحث في موقعكم منذ حوالي سنتين ولم تحرّك ساكناً إلاّ الآن.
والآن تريد أن تبيّن أخطاء الشيخ حفظه الله تعالى مع علمك أنّ المقرئ مهما بلغ من الإتقان فهو ليس معصوماً وقد تجد بعض الأخطاء حتى لبعض المشايخ الذين يشار إليهم بالبنان، ولأوّل مرّة وللأسف أرى أخطاء المشايخ تعرض على المنتديات ويا ليت الفاعل كان من صغار طلبة العلم
وإن كنت يا شيخ تريد التحدّث في مسألة الضاد فأنّي أفتح لك المجال ولكن دع الشيخ عبيد في مكانه لأنّ مسألة الضاد مسألة كباقي المسائل الأخرى تعالج بالعلم والأدلة وليس بالتعرّض للعلماء.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
محمد يحى شريف الجزائري
ـ[شريف بن أحمد مجدي]ــــــــ[22 Feb 2007, 01:24 ص]ـ
السلام عليكم
الأخ الفاضل محمد يحيي شريف
ما قاله د/ يحيي الغوثاني صحيح ــ وهو لا يقصد بذلك طعنا في الشيخ الأفغاني ــ ولكنه يثبت حقائق بهذه الأخطاء التي ذكرها د/ يحيي الغوثاني ـ حفظه الله ـ انتفت حجية الشيخ الأفغاني، وما عليه قراء الشام ومصر هي الضاد الصحيحة، وما ذكرتَه من نصوص ليست فيها حجة .. والعبرة بما عليه أهل القطبين. والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[22 Feb 2007, 08:15 ص]ـ
الأخ الفاضل الباحث محمد يجيى شريف
هناك مسألة عند الأصوليين اسمها تحرير المناط
فأنا لست بصدد مناقشة راي الفريقين بخصوص الضاد فهذا بحث طويل وانت تعرف رأيي فيه وتعرف انني فتحت المجال للحوار فيه في موقعي مدة طويلة
وأما محور كلامي هنا هو تحرير المناط
واقصد بذلك أنك تنفي أن يكون للشيخ عبيد الله رايا في الضاد غير راي العلماء
حيث عنونت لمقالك ب ((الردّ على من نسب إبدال الضاد ظاءاً إلى الشيخ العلامة عبيد الله الأفغاني))
وأنا أثبت لك أن الشيخ يقول برأي أخر يخالف فيه كل علماء الأداء
وذلك ليس قيلا عن قال بل بنطق الشيخ نفسه حفظه الله ورعاه
فقط أنا هنا حررت المناط أظنك فهمت ما معنى تحرير المناط
أما هل هو على صواب أم بقية العلماء على الصواب فهذه مسالة لم أتطرق لها هنا وليس من قصدي بحثها هنا
مع إجلالي وتقديري للعلماء جميعا ولأهل القرآن حفظهم الله ورعاهم
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[22 Feb 2007, 02:23 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
فضيلة الشيخ الدكتور يحيى الغوثاني السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
لقد ذكرتم أنّ الشيخ عبيد حفظه الله تعالى قد خالف كلّ علماء الأداء أي جميع علماء الأداء وهذا إطلاق وعموم فيه نظر، فمن العلماء المعاصرين الذين يقولون بذلك الشيخ السيد عامر عثمان شيخ عموم المقارئ المصرية في وقته رحمه الله تعالى والشيخ إبراهيم علي علي شحاته السمنودي حفظه الله وغيرهما من علماء الأزهر الشريف وكذا الشيخ إبراهيم الشاعر شيخ قراء المسجد النبوي الأسبق وغيرهم كثير. فليس من الإنصاف أن تعمّم ما ليس عامّاً وأن تستعمل المطلق فيما كان تقييده جلياً.
وهل خالف الشيخ عبيد العلماء القدامى الذين نقلوا لنا القرءان حتّى وصل إلى المعاصرين. لماذا لا تتعرضون لغيره من العلماء الذين يقولون بقوله كالشيخ السيد عامر والشيخ السمنودي؟ الجواب: لأنك لو تعرضت لهؤلاء الأفذاذ لسمعت الردود تنزل كالمطر بخلاف الشيخ عبيد فليس له شوكة فلا يعرف قدره إلاّ من لازمه مدّة من الزمن.
فأدلة الطرفين موجودة ومجال النقاش فيها مفتوحٌ في كلّ المنتديات فنأمل في المستقبل أن تناقش المسألة بدون التعرض إلى الشيخ لأنّ الشيخ له سند فيما يقول ولم ينفرد بقولٍ ولم يخالف أقوال القدامى فلمَ التهجم عليه إذن.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
محمد يحيى شريف الجزائري
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[22 Feb 2007, 05:49 م]ـ
يبدو يا أخي الفاضل أنك لا زلت تغني في واد ونحن في واد
وللعلم اقول:
إنني قرأت الفاتحة على الشيخ العلامة المقرئ السيد عامر عثمان في المدنية المنورة (وبالضاد) وأقرها وهذا ما كان عليه أخر عمره وهو ما استقر عليه رأيه أخيرا بشهادة الشيخ الحذيفي والشيخ الأخضر والشيخ تميم الزعبي وهم ممن جالسه وتلقى عنه كثيرا
وكذلك قرأت الفاتحة بالقراءات العشر على العلامة المقرئ الشيخ إبراهيم شحاته السمنودي فقرأتها بالضاد فأقرها وهي مسجلة عندي بالصوت والصورة
وأما الشيخ إبراهيم الأخضر فقد جالسته مرارا وأخذت عنه بعض علوم المقامات والأنغام وسمعته مرارا يقرأ بالضاد التي أقرأ بها
وتسجيلاته تشهد بذلك وهي موجودة ومنتشرة بل كانت تحت إشراف الشيخ الزيات والشيخ المرصفي والشيخ السيد عامر عثمان والشيخ عبد الرازق والشيخ عبد الحكيم عبد السلام وغيرهم من القراء الفضلاء
فيا أخي الحبيب المسألة محسومة ولا اريد نقاشا بها
وأعود فأقول للجميع لم أرد مناقشة المسألة هنا فأنا أعلم أنه ألف فيها حوالي عشرة كتب
ولكنني اردت أن أثبت ما نفاه لأخ محمد شريف عن الشيخ عبيد .... فالشيخ عبيد حفظه الله نعم يقول بضاد غريبة شبيهة بالظاء وأنت تنفي أنه يقول بضاد غريبة
والتسجيل الذي أثبته ليس تشهيرا بالشيخ بل اثبات ما نفيته حضرتك
وأرجو أن يقفل النقاش لأنني لست بصدد أن أناقش مسألة أعتبرها إجماعية ولم يخالف فيها إلا من شذ عن العلماء المعتبرين (وكلمة شذ هنا مصطلح علمي مفهوم المراد منه عند العلماء)
والله أعلم وعلمه أتم وأحكم
ـ[شريف بن أحمد مجدي]ــــــــ[22 Feb 2007, 08:15 م]ـ
منقوووووووووووووووووووووول
رسالة فاصلة في الضاد الظائية
(يُتْبَعُ)
(/)
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله_ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا. أما بعد ...
هذا بحث في الضاد قمت بكتابته فاستحسنها بعض الإخوان وطلب نشرها ليفيد الجميع فأجبت طلبه راجيا من الله القبول. آمين
قد كثر الحديث في أيامنا في مسألة الضاد الظائية وأردت أن أضع بحثا تستطيع أخي القارئ أن تناقش الظائيين بكل سهولة ويسر دون الحاجة لنفي الضاد الظائية من الأساس. فالعبرة دائما في قراءة القرآن انتشار القراءة وقبول الناس لها وهذه الضاد الظائية لم تلق قبولا عند السواد الأعظم من الناس، فليس كل نص يصلح الاستدلال به فما تواتر عند الناس ـ القراء ـ هو المقبول ولو خالفت النصوص كما سنري في مشكلة الضاد.
سأضع لك أخي مخرج الضاد عند علماء الأصوات وعلماء التجويد: وذكر عبد الوهاب القرطبي في كتابه الموضح في التجويد تعريف مخرج الضاد بقوله (ومن أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس مخرج الضاد وإن شئت أخرجتها من الجانب اليمن وإن شئت من اليسر .... ) اهـ ص 78
قال الشيخ أيمن سويد:الضاد (ض): من إحدى حافتي اللسان أو كلاهما معا وهذا الحرف انفردت به اللغة العربية وهو يخرج من منطقة حافة اللسان اليمني أو اليسرى أو هما معا ولكن هذا لا يمنع أن تشارك حافة اللسان إلي منتهاها كلها ولكن الضغط والاعتماد علي إحدى حافتي اللسان أو هما معا وهذه المنطقة تقرع الجدار الداخلي للأضراس العليا ففي هذه المنطقة يقع الضغط وكانت بعض القبائل تضغط علي الحافة اليمني والبعض الآخر يضغط علي الحافة اليسرى والبعض يضغط علي الحافتين معا بتوزيع متعادل وعند النطق بالضاد يلتصق المخرج تماما فينحبس الهواء وراء اللسان وهذا الانحباس يسبب الضغط فيندفع اللسان إلى الأمام مليمترات بسيطة فيصل رأس اللسان إلي منطقة التقاء اللحم باللسان مع مراعاة عدم إخراج طرف اللسان لأنه يمكن أن يصل إلي مخرج الظاء وهو أطراف الأسنان العليا لذلك نجد خلطا بين الضاد والظاء
((ومخرج الظاء هو منتهى رأس اللسان مع أطراف الثنايا العليا)) ا. هـ
قال د/ عبد الصبور شاهين في مخرج الضاد:" والضاد أيضا تبدأ من مخرج الدال، ويأخذ اللسان شكله المقعر مطبقا علي الحنك الأعلى لتكون الضاد." علم الأصوات صـ116
قال د/ حسن جبل:"الضاد: تخرج من بين حافتي اللسان ـ أو أحدهما ـ وبين ما يحاذيهما من الأضراس العليا مع تقعر وسط اللسان والتقاء طرفه بأصول الثنايا العليا وما حولها بين موقع طرف اللسان مع اللام وموقعه من الطاء وأختيها .... ثم قال وما يظن جديدا في هذا التحديد ليس جديدا فقد ذكره سيبويه حيث حدد موقع طرف اللسان معها بيين موقع طرف اللسان مع اللام وموقعه من الطاء فقال: إن الضاد استطالت حتي اتصلت بمخرج اللام .... "المختصر في أصوات اللغة العربية صـ 130
والخلاف في الضاد الظائية بين أهلها في وضع طرف اللسان فالشيخ الجوهري كان ينكر وضع طرف اللسان بأصول الثناياـ كما أخذها من الشيخ عامر عثمان ـ محتجا بأن ابن الجزري قال الحافة ولم يقل بطرف اللسان، وعلماء الأصوات يضعون طرف اللسان بأصول الثنايا العليا .. انظر قول د/ جبل. والله أعلم بالصواب.
ونحن نناقش أهل الضاد الظائية مقرين لهم بأن وصف سيبويه ينطبق علي الضاد الظائية، وهذا لا يمنع وجود الضاد المصرية قديما كما سنري ـ إن شاء الله ـ ولكن الخلاف دائر بين نقطتين:
الأولي: عدم وجود الضاد الظائية حاليا ـ كما وصفها سيبويه ـ.
الثانية: إثبات وجود الضاد المصرية منذ القدم.
وبداية أقول: إن الضاد الظائية كانت موجودة وهذا ما يؤكده أقوال القدامي ــ بخلاف من أنكروها تماما ـ ولكننا نقول: إن الضاد الظائية لا وجود لها الآن ـ كما وصفها القدامي ـ .. وهذا ليس قولي بل قول علماء الأصوات أنفسهم رغم أنهم يقولون: بالضاد الظائية ولكنهم ينطقونها ويختلفون في طريقة نطقها لأنهم ينطقونها حسب وصف سيبويه وغيره دون سماع ـ أي بالتقريب ـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإليك هذه الأقوال: قال ا. د غانم قدوري ـ متخصص في علم الأصوات ـ: " والضاد بهذه الصفات لم يعد لها وجود في النطق العربي الفصيح في زماننا، لا في قراءة القرآن، ولا في غيرها، كما يقول علماء الأصوات " ا. هـ
إخواني في الله .. انظروا إلي هذه الفقرة من كلام ا. د غانم قدوري:"، كما يقول علماء الأصوات" أي هو لم ينفرد بذلك وهذا يصدق قول صاحب كتاب " إعلام السادة النجباء .. " بأنهم الآن اعتمدوا علي وصف سيبويه في نطق الضاد التي يتحدثون عنها " ا. هـ كلامه بتصرف
وقال أ. د محمد حسن جبل بعد شرحه لوصف كلام سيبويه:" وأنا أنطقها وأعلمها طلابي حسب الوصف القديم تماما." صـ 130
انظر أخي الكريم اعتماده علي وصف سيبويه دون إثبات أن نطقه سماعي لمعرفته بعدم وجود هذه الضاد بين القراء والناس ونطقه اجتهادي .. وقد ذهبت إلي كلية علوم القرآن وسألته: أين نجد القبيلة التي تنطق الضاد الظائية؟ قال: أنا أنطق الضاد كما وصفها سيبويه، قلت له بعدم وجود الضاد الظائية قاله غانم قدوري، قال: غانم نقل قول مستشرق .. قلت له: وأين ما يخالف قوله أو قول المستشرق؟ قال: (يا ولد أنا زعلان منك) .. والله والله ما استطاع أن يأتي بقرية صغيرة.ولم يقل في الجزائر والحجاز مع اعترافه بأن أهل الحجاز يأتون به ظاء. رغم شدة تعصبه للضاد الظائية.فكل ما في الأمر النطق اجتهادي فقط.
ولم يستطع أن يذكر لي ولو قرية صغيرة تنطقها كما وصفها سيبويه .. وللرد ببطلان هذا الاجتهاد ـ أي النطق بالوصف ـ نقرأ ما قاله ابن الجزري في التمهيد:" واعلم أن هذا الحرف خاصة إذا لم يقدر الشخص علي إخراجه من مخرجه بطبعه لا يقدر عليه بكلفة ولا بتعليم " صـ 82
قال ابن الجزري ذلك والألسن لا تزال فيها بعض الاستقامة فما بالنا في أيامنا التي سيطرت اللغات الأجنبية مع سيطرة العامية علي ألسنة الناس؟؟
قال د/ عبد الصبور شاهين في كتابه (علم الأصوات):" ... إن ما نسمعه من نطق أبناء الجزيرة العربية والعراق للضاد هو أقرب الوجوه النطقية إلي القديم ولكنها تلبس في نطقهم كثيرا بالظاء ... " صـ 117
أقول: وقلب الضاد ظاء من الخطورة بمكان حيث يؤدي إلي تغير المعني قال ابن الجزري:" ... فلولا الاستطالة واختلاف المخرجين لكانت ظاء وهم أكثر الشاميين وبعض أهل المشرق، وهذا لا يجوز في كلام الله تعالي، إذ لو قلنا (الضالين) بالظاء كان معناه: الدائمين، وهذا خلاف مراد الله تعالي، وهو مبطل للصلاة لأن الضلال بالضاد وهو ضد الهدي كقوله تعالي (ضل من تدعون إلا إياه) و (والضالين) الفاتحة 7 ونحوه وبالظاء هو الدوام كقوله تعالي (ظل وجهه مسودا) فمثل الذي يجعل الضاد ظاء في هذا وشبهه كالذي يبدل السين صادا في نحو قوله تعالي (وأسروا النجوى) و (أصروا واستكبروا) فالأول من السر والثاني من الإصرار .. "صـ 82،83
وقد أجاز ابن كثير بإقامة أحدهما مكان الآخر وكذا في بعض الفتاوى وهذا عند الضرورة أي عند عجز القارئ لنطق الضاد السليمة والقاعدة معروفة لدا الأصوليين: الضرورات تبيح المحذورات.
وقال ابن الجزري: وقد أطلق ابن جني في كتاب التنبيه وغيره أن من العرب من يجعل الضاد ظاء مطلقا في جميع كلامهم، وهذا غريب وفيه توسع للعامة." التمهيد82،هذا عند الضرورة وحيث لا ضرورة الآن في ظل وجود الضاد الحالية بطل هذا القول، فلم يرض ابن الجزري إقامة أحدهما مكان الآخر وعلق بقوله:" وهذا غريب وفيه توسع للعامة."
هذه هي أقوال علماء الأصوات المعاصرين وهم مجمعون علي عدم وجود هذه الضاد ومن يعترض ويخالف أهل التخصص لا يعتد بقوله إلا أن يأتي بدليل واضح وهذا الدليل معدوم كما قال أهل التخصص فبطل قولهم .. وهذا لا يخالف فيه أحد.
فما السبب في عدم وجود هذه الضاد الآن؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب واضح: وهو صعوبة هذا الحرف فتخفف الناس من صعوبتها حتى أصبحت لا وجود لها وأقوال العلماء في صعوبتها كثيرة .. قال غانم قدوري: الضاد صوت صعب الأداء ومن ثم أخذت ألسنة الناس تنحرف في نطقه إلي أصوات أخري ويبدوا أن ذلك ظهر في القرون المتقدمة حتي وجدنا عبد الوهاب القرطبي يصرح في القرن الخامس أن أكثر القراء ينطقونها ظاء ثم يأتي ابن وثيق بعد قرن من ذلك ليقول:" قل من يحكمها في الناس " ثم يقول ابن الجزري في أواخر القرن الثامن:" ألسنة الناس فيه مختلفة وقل من يحسنه." الدراسات الصوتية عند علماء التجويد صـ 231.
وللأسف جاء في زماننا من يقول بعدم صعوبة هذا الحرف .. فالعجب أن نجد من يقول بسهولة الضاد الظائية .. كما يقول ذلك الشيخ فرغلي العرباوي في بحث الضاد وكان يقول بالضاد الظائية والشيخ فرغلي نقل فتوى علماء الأزهر في الضاد ولم يصرح إلي الآن هل رجع هو عن ضاده أم لا؟؟ وما زال بحث الضاد الظائية موجودا في موقعه لمن أراد التحميل!!
قال في صدر هذا العنوان:" هل الضاد أصعب المخارج كما اشتهر أم لا " ثم قال:" قال أحمد بن عيسى السيلي الحنبلي في (السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة (1/ 203)
((والضادُ مخرجه عسير جدا ... من أول إحدى الحافتين يبدا ((
((مع ما يلي الأضراس مستطيلُ ... رخو ومن يقرأ كذا قليل)) ُ
((قارئه بالصفة المقررة ... سبحان من يسره وعسره))
ثم قال:" .. بل تطورت الضاد الفصيحة وصارت مفخم الدال في تلفظهم اليومي لأصوات الكلام ... فالله المستعان كيف نقرأ القرآن ونبدل الضاد العربية الفصيحة بمفخم الدال ولكن هذا هو واقع بعض الدول العربية الآن في نطقها للضاد ومنهم من يبدلها ظاءا خالصة فما بالكم بالعجم وغير العربي كيف له أن يحسن النطق بالضاد الفصيحة فهؤلاء ومن على شاكلتهم الضاد أصعب المخارج عليهم أما من تدرب عليها برياضة الفك واللسان معا فهي سهلة ويسرة كباقي الحروف قال ابن الجزري رحمه الله في المقدمة الجزرية:
((وليس بينه وبين تركه ****** إلا رياضة امرئ بفكه))
ثم قال:" ولا داعي من إثارة الرعب والخوف في قلوب من أراد تعلم القرآن من تخويفه بالضاد وصعوبتها وغير ذلك من الألفاظ ونجد في بعض الكتب التي صنفت في التجويد من قولهم أن خروجها من الأيمن أيسر ومن الأيسر أعسر ومنهما عسير فكلٌ يعبر عن سهولة ما تيسر له وعن عسر ما صعب عليه من نطقها وكل هذا الرعب الذي يسيره بعض طلاب العلم وبعض الشيوخ من تخويف الناس من صعوبة مخرج الضاد لا أحبه وكم من شخص قرأ علي وكانت الضاد صعبة عليه وعلمته كيف يتدرب عليها فأحسن نطقها ولله الحمد والمنة. " ا. هـ
فهذا الكلام عجيب وغريب ولم ينفرد به غير الشيخ فرغلي وهذا دأب من يكتب في موضوع دون الرجوع للعلماء حيث لا يدري أنه خالف " أمة لا إله إلا الله " والرد عليه لا يحتاج لعناء قال ابن الجزري في التمهيد:" واعلم أن هذا الحرف خاصة إذا لم يقدر الشخص علي إخراجه من مخرجه بطبعه لا يقدر عليه بكلفة ولا بتعليم " ا. هـ صـ 82
هذا مع ما نقله عن العلماء القائلين بصعوبة الضاد حيث قال فرغلي:" اشتهر وانتشر من خلال استقرائي لكتب المتقدمين والمعاصرين الإجماع على قولهم: إن الضاد أصعب الحروف على الإطلاق وهذا لا يعني إسقاط التكليف في إخراجها من مخرجها كما يتوهم البعض" ا. هـ.!!!
أقول: هذا ابن الجزري يقول:" لا يقدر عليه بكلفة ولا بتعليم" وهذا فرغلي يقول:" وكم من شخص قرأ عليّ وكانت الضاد صعبة عليه وعلمته كيف يتدرب عليها فأحسن نطقها". ففرغلي استطاع أن يفعل ما لم يستطع ابن الجزري فعله ـ ما شاء الله ـ هل نحن في زمن المعجزات؟؟؟
ولكني أري أن السبب في ذلك أن فرغلي لا ينطق الضاد الذي يقول به ابن الجزري أصلا لأن هذه الضاد ليست لها وجود من الأصل كما ينطقها القدامي.
ثم نسأل هؤلاء الظائيين: بماذا تحتجون في قولكم بالضاد الظائية؟؟ أجابوا بنصوص القدامي، وإن قلت لهم وماذا تفعلون بما عليه الناس الآن؟؟ قالوا نحن نقدم النصوص علي ما عليه الناس؟؟ قلنا لهم: فماذا تفعلون في نص هو أوضح من نص الضاد؟ قالوا وما هو؟ أجبنا: نصوص الطاء فنصوص القدامي مجمعة علي أن الضاد الحالية هي صوت الطاء القديمة!!! فإن قالوا كيف ذلك؟ قلنا لهم هذه هي الأدلة:
(يُتْبَعُ)
(/)
: نص سيبويه:" ولولا الإطباق لصارت الطاء دالا " ننظر ماذا يقول علماء التجويد.
قال مكي:" كذلك لولا الإطباق والاستعلاء اللذان في الطاء لكانت دالا .. " الرعاية صـ99
قال عبد الوهاب القرطبي:" ولولا الإطباق الذي في الطاء لصارت دالا ولولا الجهر الذي في الدال لصارت تاء فأحسن تخليصها منهما " الموضح 76
قال المرعشي:" .. ويفترق الطاء عن الدال بالإطباق والاستعلاء والتفخيم، فلولا هذه الثلاثة لكانت دالا، ولولا أضدادها في الدال لكانت طاء .. " جهد المقل صـ 57
وقال أيضا:" واحذر عن إعطاء الطاء همسا كما يفعله بعض الناس، حتى إذا أزلت إطباقه وتفخيمه علي ما لفظوا به يصير تاء، وحق الطاء أن يكون بحيث إذا أزلت إطباقه وتفخيمه يصير دالا " الدراسات الصوتية صـ 213
قال المقدسي في بغية المرتاد:" أما الضاد الذي يشبه الدال المفخمة والطاء المهملة الذي ينطق به أكثر المصريين ولنسمه بالضاد الطائية " من كتاب الدراسات الصوتية لغانم قدوري صـ209
قال ابن الجزري في التمهيد:" ومنهم من لا يوصلها إلي مخرجها بل يخرجها دونه ممزوجة بالطاء المهملة لا يقدرون علي غير ذلك وهم أكثر المصريين وبعض أهل المغرب .. " صـ 82
قال الصفا قسي في كتابه " تنبيه الغافلين .. : " قال في التمهيد: ومن الناس من لا يوصلها إلي مخرجها بل يخرجها ممزوجة بالطاء وهم أكثر أهل مصر وبعض أهل المغرب " انتهي وفي قوله لا يقدر صوابه لا يعرف إذ المعلوم أنهم غير عاجزين عن ذلك بل لو علموا لتعلموا .. وقوله بعض أهل المغرب يريد الأقصى وأما الأدنى فإنهم يبدلونها ظاء معجمة كما تقدم وليس هذا مختصا بأهل مصر والغرب بل يفعله كثير ممن يدعي العلم ومعرفة علم التجويد .. " أ. هـ صـ87
أقول: انظر إلي هذه الفقرة" بل يفعله كثير ممن يدعي العلم ومعرفة علم التجويد .. " إذا كان هذا هو الحال ممن يدعي العلم ومعرفة علم التجويد كما قال الصفا قسي فما ظنك بأهل هذا الزمان؟؟ .. إنا لله وإنا إليه راجعون ..
هذه نصوص صريحة واضحة وضوح الشمس في علاه بأن الطاء القديمة هي الضاد الحالية، بل وذكر سيبويه الطاء التي كالتاء في الحروف الغير مستحسنة في القرآن وذكر أنها لغة بعض الأعاجم .. هذا مع قول المرعشي السابق.
إذن الجميع مجمعون علي ان الضاد الحالية هي صوت الطاء القديمة ولا يماري في ذلك إلا جاهل أو متعسف، وبعد أقوال النحاة وإمامهم والقراء القدامي ننظر ماذا قال علماء الأصوات الحاليين في ذكرهم وجود الطاء القديمة ـ الضاد الحالية ـ في العالم العربي:
قال د/ عبد الصبور شاهين قائلا:" .. وربما زاد في ثبات الصورة الجديدة تطور آخر حدث للطاء حين فقدت جهرها،فصارت مفخمة مهموسة، لتصبح نظير التاء المرققة المهموسة، وبذلك حدث تبادل في المواقع ـ يقصد بين الطاء والضاد ـ وتعدل في نظام الهجائية العربية "صـ 117
وذكر ا. د غانم قدوري في الدراسات الصوتية " .. أن بعض المحدثين ذكر أن الطاء العربية القديمة (الدال المطبقة) لا تزال تسمع في بعض البلدان مثل جنوبي الجزيرة العربية، حيث يقولون (مضر) يريدون (مطر) ... ينطقون بالطاء ضادا مثل التي تنطق في مصر اليوم "صـ 209
قال أ. د / محمد حسن حسن جبل في الطاء:" .. وأن نطق أهل صعيد مصر للطاء يكاد يطابق ضادنا المصرية. فهو النطق الفصيح لأنه يتحقق فيه مقررات الأئمة عن الطاء. ولا عجب في هذا فأهل صعيد مصر جمهورهم قبائل عربية نزحت من الجزيرة العربية ثم هم معروف عنهم قوة الحفاظ علي الموروث أما الطاء التي ينطقها أهل شمال مصر وتشيع الآن فهي مهموسة فليست هي الفصحي قطعا. ولعل طاءنا هذه هي المقصودة بالكلام عمن ينطقون الطاء تاء.
ثم ذكر في هامش الكتاب سيبويه وابن جني وابن سنان وابن يعيش،قال: والفيروزبادي وسماها طاء العجز " ا. هـ المختصر في أصوات اللغة العربية صـ 139
أقول: حتى من جهة الحس ـ أي التجربة ـ تجد صحة قولهم، قد قرر علماء التجويد أن الطاء أقوي الحروف فلو قلت (طال) (ضال) لوجدت الضاد أقوي في السمع من الطاء فدل ذلك علي صدق قول القدامى.
(يُتْبَعُ)
(/)
إذن الجميع متفقون علي هذه القضية ونقول للظائيين إذا كنتم تحتجون بالنصوص، فلماذا تركتم نصوص الطاء التي هي أوضح من الضاد الظائية؟ أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟؟ إمَّا أن تأخذوا بسائر النصوص أو تتركوا سائرها؟؟ فإن قالوا لا خلاف في الطاء اليوم؟؟ قلنا وما أدراكم؟ قالوا هذا ما عليه الناس اليوم؟ قلنا وكذا الضاد الحالية هذا ما عليه الناس اليوم، فإن قالوا هناك بعض القراء يقولون بالضاد الظائية؟؟ قلنا كذا هناك من يقول بالطاء القديمة في الجزيرة العربية ومصر دل ذلك علي صحة وصف القدامى. ثم نقول لهم لم اعتبرتم ما عليه الناس اليوم في الطاء ولم تعتبروها في الضاد الظائية؟؟ فلن تجد جوابا شافيا ستجدهم يترنحون ولا يُفهم ما يقولون.
أما مسألة التحريرات: فهي دائرة بين إثبات وجه لم يذكره الناظم أو إلغاء وجه فيه الخلاف عند الناظم ويتفرع من هذا ما ذكره الناظم وذكر عدم جوازه. وتؤخذ هذه الأوجه من شهرة النصوص المنقولة عن هذا الطريق ـ أي استفاضة هذا الوجه عن هذا الطريق هو الذي أدي إلي الأخذ بهذا الوجه، فإن ذكر خلاف عن راو مثلا يقولون المشهور عن فلان كذا وهذا كثير يثبتون الغنة لفلان والمد لفلان والترقيق لفلان والتفخيم لفلان حيث التمييز بين هذه الأوجه لا تحتاج إلي توضيح فالقراء يعلمون المد من القصر وكذا يعلمون الترقيق من التفخيم وهكذا .. أما الكيفية أي مقادير المدود ـ أي حد الطول أو حد التوسط، والغنن فالمشافهة تحكم ذلك، لا دخل لها بالتحريرات .. فلم نر في كتب التحريرات من قال الضاد والظاء أو الفرجة والإطباق .. اعلم الفرق؟!! ارجع إلي شروح المتون والتحريرات. إذن ماذا يقصدون بتقديم النصوص؟ الكلام هنا عن الشيوخ الذين تصدوا دون تأهيل أما المهرة والحذاق ـ ولا يخلوا عصر منهم ـ فتلقيهم حجة كما صرح بذلك العلماء قال مكي:". فإذا اجتمع للمقرئ النقل والفطنة والدراية وجبت له الإمامة وصحّت عليه القراءة. (الرعاية ص90 ومكي والداني أخذا هذا من كلام ابن مجاهد وأمثال الضباع وعامر والزيات والقاضي لم يختلف علي فطنتهم ومهارتهم فدل أنه المقصود في كلامهم. والله أعلم
ثم نقول لهم:هل الضاد الحالية أكثر انتشارا؟ أم الضاد الظائية؟ فلا جدوي إلا بالاعتراف بكثرة الضاد الحالية .. فلم تركتم الكثرة وانصرفتم عنها؟ قالوا: الحق لا يعرف بالكثرة؟؟ قلنا لهم أخطأتم، لأن القرآن مبني علي التواتر فلا بد في القرآن ـ خاصة ـ أن يكون الحق مع الكثرة لأن العبرة في القراءة شهرة الوجه واستفاضتها، يقول الشيخ على النورى الصفاقسى - رحمه الله -: ". . . وهذه الأحرف السبعة داخلة فى القراء ات العشرة، التى بلغتنا بالتواتر، وغيرها مما اندرس وكان متواتراً، راجع إِليها، لأن القران محفوظ من الضياع ولو تطاولت عليه السنون
(إِنَّا نحنُ نَزلنَا الذِِِِِِِِِِكرَ وإِنَّا لَهُ ولَحَفِظُونَ).
وقال: " مذهب الأصوليين، وفقهاء المذاهب الأربعة، والمحدثين، والقراء أن التواتر شرط فى صحة القراءة، ولا تثبت بالسند الصحيح غير المتواتر ولو وافقت رسم المصاحف العثمانية، العربية (30) اهـ.
وانظر إلي ما نقله ابن الجزري عن أبي شامة في النشر حيث قال:" والخلف (قال) الإمام الكبير أبو شامه في "مرشده": وقد شاع على ألسنة جماعة من المقرئين المتأخرين وغيرهم من المقلدين أن القراءات السبع كلها متواترة أي كل فرد فرد ما روى عن هؤلاء الأئمة السبعة قالوا والقطع بأنها منزلة من عند الله واجب ونحن بهذا نقول ولكن فيما اجتمعت على نقله عنهم الطرق واتفقت عليه الفرق من غير نكير له مع أنه شاع واشتهر واستفاض فلا أقل من اشتراط ذلك إذا لم يتفق التواتر في بعضها " أ. هـ
حتي من يقول بصحة السند لابد عنده أن يشتهر الوجه وهو معني قوله:" ولكن فيما اجتمعت على نقله عنهم الطرق واتفقت عليه الفرق من غير نكير له مع أنه شاع واشتهر واستفاض فلا أقل من اشتراط ذلك إذا لم يتفق التواتر في بعضها".
(يُتْبَعُ)
(/)
وانظر إلي قول الشيخ عبد الرزاق علي موسي في كتابه " الفوائد التجويدية في شرح المقدمة الجزرية:" إن الذين ينطقون بالضاد المشوبة بالظاء قلة جدا بالقياس إلي من ينطقون بالضاد المتواترة والعالم كله مجمع علي قراءة القرآن بها حتى في بعض البلاد العربية الذين ينطقون بها شبيهة بصوت الظاء كالسعودية فإنهم يتحدثون بها في كلامهم خارج القرآن، وأما القرآن فإنهم يقرؤونه بالضاد المتواترة كما تلقوها عن شيوخهم الذين يتصل سندهم بابن الجزري وغيره، ويظهر ذلك جليا في وسائل الإعلام عندهم وفي قراءة قرائهم وأئمة الحرمين الشريفين، وليس هذا فحسب بل في البلاد الأوربية الذين لا يعرفون اللغة العربية والذين عندهم أقليات إسلامية يذاع القرآن عندهم بالضاد المتواترة فظهر من هذه الفروق لكل منصف أن الضاد والظاء مختلفان في اللفظ والسمع والإجماع منعقد علي ذلك وأن الضاد المتواترة هي التي تختلف عن الظاء في اللفظ والسمع والضاد حرف من القرآن ولا نقبل فيه نطقا إلا إذا كان هذا النطق قد تواتر واستفاض ونقلته مئات الألسنة وسمعته مئات الآذان أما ما ينطق به لسان أو لسانان فلا حجة له علينا وهو مردود علي صاحبه، ولم لم يكن هناك دليل علي بطلان الضاد الظائية إلا أنها لم تتواتر ـ فضلا عن كونها غير متصلة الإسناد ـ لكفي بذلك دليل، فإن القرآن لا يعرف إلا بالتواتر." صـ 137
أقول لهم: فلو خرجتم من الطاء فماذا تقولون في جهر الهمزة؟؟ ... وصفها سيبويه بالجهر وهي عند المحدثين ليست مجهورة. كتاب " الدراسات الصوتية عند علماء التجويد " صـ 207
وقال د/ عبد الصبور:" فقد ذكر القدماء وإمامهم سيبويه أن أصوات القاف والطاء والهمزة ـ من بين الأصوات المجهورة، فإذا استثنينا الهمزة لثبوت عدم معرفة القدماء بطبيعتها (ولا حرج ولا تثريب عليهم في ذلك) .. " علم الأصوات صـ112
أقول: وهكذا ضاعت الهمزة الحقيقية التي وصفها القدامى من الكلام فَلَيتهم يصفوها لنا كما نطقوها بالوصف في الضاد والطاء وغيرها فلماذا أخذوا بما قاله القراء المعاصرون في الهمزة رغم مخالفتها لوصف سيبويه والقراء قديما؟؟ فدل علي أن تلقي القراء عمدة وأساس في هذا العلم.
وأختم هذه النقطة في جواب للدكتور غانم قدوري حول الضاد القديمة قال فيه:".
لا نختلف في أن نطق جمهور القراء اليوم للضاد لا يتطابق مع وصف سيبويه ومن تابعه في ذلك من علماء السلف، والقول: إن بعض القراء اليوم ينطق الضاد القديمة الرخوة التي وصفها سيبويه يحتاج إلى دراسة وتحقيق قبل القطع بأنه عين ذلك النطق القديم الذي يجب التحول إليه، وأحسب أن مثل هذا الأمر لم يتحقق بعد، فلم يتيسر لنا سماع ذلك النطق، وهذه محطات التلاوة القرآنية تعمل ليل نهار ولم ألحظ في القراءات المقدمة فيها مثل ذلك النطق، وأنا لا أنكر أنه بالإمكان تكلف نطق الضاد القديمة لمن يحاول ذلك، لكننا لا يمكن الجزم أنه عين الضاد القديمة الرخوة الحافيَّة المجهورة المستطيلة، مع ما في هذا الصوت المصنوع من غرابة وصعوبة تمنع من تعلمه وترداده بالسهولة المطلوبة في نطق القرآن، ومن ثم فإن المسارعة إلى إطلاق الأحكام في هذا الموضوع الذي شغل العلماء قديماً وحديثاً قبل التحقق منه أمر لا يخلو من المجازفة غير المحمودة، وإذا تحققنا من وجود من يروي الضاد القديمة بصورة لا تقبل الشك لزمنا المبادرة إلى تلقيها عنه واعتمادها في قراءتنا للقرآن الكريم. ا. هـ كلامه
بعد بطلان قضية نطق حرف بحسب الوصف , وبعد بطلان احتجاجهم بالنصوص لأنهم محجوجون بنصوص الطاء والهمزة.نثبت بطلان أسانيدهم.
ولكن ننظر إلي قول الشيخ عبد الرزاق علي موسي في كتاب "الفوائد التجويدية" في رجوع السمنودي عن الضاد الظائية:" .. وقد رجع السمنودي عن هذا القول ورجوعه مسجل بصوته عند الشيخ أيمن سويد بجدة ولما سئل: هل قرأت بهذه الضاد المشوبة بالظاء؟ قال: لا، وإنما أخذتها من كتب النحو واللغة والأصوات.ا. هـ .. ثم قال: وأما بقية الشيوخ المسجل لهم فهم زملاؤنا، ولم يقرأ أحد منهم بهذه الضاد ولا شيوخهم كذلك قرءوا بها، هدانا الله وإياهم إلي سواء السبيل." ص
139
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم ذكر الشيخ عبد الرزاق أن الشيخ السباعي هو الوحيد كان ينطق بالضاد الظائية ثم حكي إنه ضرب وأهين وقالوا له (أفسدت علينا صلاتنا يا شيخ) ثم علق بأنها لم تلق قبول الناس وهو دليل بطلانها " صـ 139/ 140
وقال ا. د غانم قدوري:" ولا يخفى عليكم أن قراء مصر والشام هم أعلى الناس إسناداً في القراءة، وليس من السهولة تخطئتهم بناءً على دعاوى غير مسندة ولا مُتَيَقَّنَة، وإذا كنا نشكك في ضبط أكثر أصحاب الإجازات في القراءة فعلى من سنعتمد في ضبط القراءة؟! وقولك عنهم:إنهم "يقلدون كما علِّموا"، هو المنهج الصحيح في تلقي القراءات، وقد جاء في الأثر:" اقرؤوا كما عُلِّمْتُمْ ".ا. هـ
وهذا قول نحرير في هذا العلم الشيخ عبد الرزاق علي موسي يثبت أن الشيوخ المشهورعنهم الضاد الظائية لم يتلقوها بأسانيد عن شيوخههم بل تلقوها من كتب النحو كما هو في الفقرة السابقة. والشيخ علي سبيع سنده من حسن بدير عن المتولي والشيخ عامر تلميذ علي سبيع والذين نقلوا عن المتولي لم ينقلوا هذه الضاد ولا اشتهر عنه القول بها فدل ذلك علي أنهم لم يتلقوها عن شيوخههم، وهذا القول يصدق علي الشيخ محمد مكي نصر صاحب كتاب " نهاية القول المفيد " حيث يصل سنده إلي المتولي.
وقد أفادني فضيلة الشيخ إبراهيم الجور يشي (مشرف الإجازات والأسانيد في منتدي البحوث والدراسات القرآنية) عندما طلبت منه: هل الأسانيد مدارها علي العبيدي في مصر؟؟ فقال: بالنسبة لأسانيد أهل مصر فهي تنتهي لعده مشايخ غير الشيخ العبيدي وهناك عدة أمثلة أسوقها لكم ... مثال: أن الشيخ أحمد بن محمد سلمونه أخذ القراءات العشر الصغرى عن الشيخ سليمان بن مصطفى البياني وهو على شيخه صالح الزجاجي وهو على شيخه علي البدري وهو على أحمد بن عمر الأسقاطي ...
واليكم أيضا مثال أخر وهو: أن أسانيد أهل العراق لا تمرُّ بالشيخ العبيدي نهائيا وهي تصل إلى الشيخ محمد البقري مباشرة وأيضا توجد أسانيد أخرى تركية تلتقي عند الشيخ سليمان المنصوري وغير ذلك من الأسانيد
أما عن أسانيد الأفغاني ليس عندي الآن، وإذا عثرت عليه أرسله لكم وجزاكم الله خيرا
محبكم في الله
إبراهيم الجوريشي " ا. هـ كلامه ــ حفظه الله ــ
هؤلاء عليهم مدار الأسانيد كما تري لم يشتهر عن أحد منهم القول بالضاد الظائية .. ونقول لإخواننا الظائيين .. هل يستطيع أحد منكم أن يعرض لنا سندا من طريق آخر كلهم يقولون بالضاد الظائية؟؟ فإن قال قائل: هذا يحتاج أن تبحث في أسانيد العالم بأسره حتى تخلص لك هذه النتيجة؟؟ قلنا: هذه هي الأسانيد المقروءة بها في هذه الأيام وهذا ما عليه الناس، فنحن أثبتنا صحة قولنا فاثبتوا أنتم صحة قولكم، وطالما أنكم لم تجدوا سندا واحد متصلا كل رجاله ممن يقولون بالظاء .. بل قولكم ودل علي انقطاع دعواكم في اتصال أسانيدكم، وثبت صحة قولنا والحمد لله رب العالمين.
وقبل إثبات أن الضاد الحالية لها أصل أحكي لإخواني طرفة وجدتها من أحد الظرفاء الذين كنت أناظرهم في الضاد الظائية.
طريفة:
ذكرت للظريف أقوال العلماء في الطاء .. فقال الظريف بداية: أنا لا أجد حلا لهذه المسألة .. ولأن الظريف لا يريد أن يعترف أنه انهزم .. جاء ثانية وقال وجدت نصوصا تفيد بتشابه الطاء والتاء دون الدال ...
لما رأيت هذه النصوص وجدتها تتحدث عن باب (افتعل) يعني مثل كلمة (اصتبر) علي وزن (افتعل) ولمَّا لحظ العرب قوة الصاد أبدلوا التاء طاء لكي تتلائم مع الصاد فأصبحت (اصطبر) واختاروا الطاء لأنها من من مخرجها وهي مطبقة كالصاد، فحذر العلماء من التهاون في نطق الطاء لئلا ترجع إلي أصلها التي هي التاء .. فظن الظريف أن الطاء أصلها التاء ... والطريف في الموضوع أن أقوالهم في شبه الدال وباب افتعل في صفحة واحدة أو قل في باب واحد أو قل في كتاب واحد .. فلو كان عنده مثقال ذرة من عقل لحاول الجمع بينهما،ولكنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور ..
ثم نعود لقضية إثبات الضاد الحالية ولنجعلها علي هيئة سؤال:
والسؤال هل للضاد المصرية أصل؟؟
قال د/محمد حسن حسن جبل فى كتابه "المختصرفى أصوات اللغة العربية " ــ وهو ممن يقولون بالضاد القريبة من الظاء ــ
(يُتْبَعُ)
(/)
" ... وتكون فى هذا النطق المتخفف كالضاد المصرية التى تشبه "الدال المفخمة" وشاهد وقوع هذا النطق مبكرا قول الأغلب العجلى ــ حين استنشده عامل عمر بن الخطاب رضى الله عنه ـــ
أرجزا تريد أم قصيدا ـــ وروى: أم قريضا ـــ
لقد سألت هينا موجودا
أم هكذا بينهما تعريضا
كلاهما أجيد مستريضا
فمقابلة الضاد فى القافية بالدال فى كلمتى "قصيدا" وموجودا" أو الأخيرة فقط يعنى أنه كان يحس أنهما متقاربان وكأنهما سواء ــوهذا لايكون إلا بنطق الضاد شديدة. ولهذا الأمر قيمته، إذ يعنى أن الضاد المصرية ــ الدال المخمة الشديدة ــ لها أساس قديم فصيح. وأيضا نجد في وصف ابن سينا بخروج الضاد أنها شديدة. ا. هـ
انظر معانى القرآن للفراء 1/ 140،وشرح القصائد السبع لابن الأنبارى 516، ولسان العرب (روض)
أقول: وطالما أنها ثبتت فى لهجات العرب جاز القراءة بها وخاصة فى هذا الحرف ووصف ابن سينا للضاد بالشدة ليس مخالفا للعلماء بل هي لغة موجودة يتناقلها الناس وإن كانت قديما قليلة وانظر إلي قول د/ جبل:" ولهذا الأمر قيمته، إذ يعنى أن الضاد المصرية ــ الدال المفخمة الشديدة ــ لها أساس قديم فصيح."
وهذه الأبيات حجة قوية لأن الشعر حجة عند العرب كما جاء في المناظرة التي ذكرها السيوطي في كتاب الإتقان في علوم القرآن:" قال أبوبكر بن الأنباري: قد جاء عن الصحابة والتابعين كثيرا، الاحتجاج علي غريب القرآن ومشكلة بالشعر. وأنكر جماعة لا علم لهم علي النحويين ذلك، وقالوا: إذا فعلتم ذلك جعلتم الشعر أصلا للقرآن قالوا: وكيف يجوز أن يحتج بالشعر علي القرآن، وهو مذموم في القرآن والحديث قال: وليس الأمر كما زعموه من أنا جعلنا الشعر أصلا للقرآن، بل أردنا تبيين الحرف الغريب من القرآن بالشعر، لأن الله تعالي قال: (إنا جعلنا قرآنا عربيا) وقال (بلسان عربي مبين) وقال ابن عباس: الشعر ديوان العرب، فإذا خفي علينا الحرف من القرآن الذي أنزله الله بلغة العرب رجعنا إلي ديوانها ثم أخرج من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: إذا سألتموني عن غريب القرآن فالتمسوه في الشعر فإن الشعر ديوان العرب وقال أبو عبيدة في فضائله ـ ثم ذكر السند ـ عن ابن عباس أنه كان يأل عن القران فينشد فيه الشعر. قال أبو عبيدة: يعني كان يستشهد به علي الشعر" .... ثم أورد السيوطي ما كان بين ابن عباس ونافع بن الأزرق، لما سأله نافع عن معاني بعض الكلمات كان ابن عباس يجيب بالشعر .. وهي قصة مشهور. الإتقان صـ 173 وما بعده.
فالذي ينكر الأبيات في الاستشهاد يرد عليه بوصف ابن الأنباري " وأنكر جماعة لا علم لهم علي النحويين ذلك " ولا أظن أن هناك تعقيبا علي هذه الجزئية بعد هذا القول. وتوصية كثير من الصحابة في قولهم:"عليكم بديوان العرب وهو الشعر" وهذا ثابت عن عمر وابن عباس وغيرهما فد علي حجية الشعر في إثبات اللغة مع ما هو ثابت في زماننا قراءة .. والحمد لله رب العالمين.
فإن قيل هذا مخالف لوصف كثير من العلماء للضاد وما دام أنه مخالف لا نأخذ به فما الجواب؟؟
قلت: واللغة ليس فيها خلاف لأنها مبنية علي السماع فإن كان هناك ثمة خلاف فيحمل علي أنهما لغتان أو علي اللغة القليلة أو الغير مشهورة. أمَّا أن نقول: إن هذا مخالف لهذا، فنترك هذه اللغة القليلة مثلا هذا ما لم نسمعه من قبل. ثم إن ابن سيناء وصفها بأنها شديدة .. فدل ذلك علي قدمها والحمد لله، وابن سينا أحد علماء القرن الخامس الهجري حيث قال في كتابه " أسباب حدوث الحروف " ما نصه: وأما الضاد فإنها تحدث عن حبس تام عندما تتقدم موضع الجيم وتقع في الجزء الأمل إذا أطلق أقيم في مسلك الهواء رطوبة وحدة أو رطوبات تتفقع من الهواء الفاعل للصوت ويمتد عليها منحبسا حبسا ثانيا ويتفقأ فيحدث شكل الضاد " ا. هـ 18
(يُتْبَعُ)
(/)
إذن قد تبين لك أخي القارئ ثبوت الضاد المصرية قديما ولم تكن مشهورة عند علماء اللغة والتجويد، وخلاصة القول إنها غير مخترعة بل كانت لهجة ولم تكن مشهورة .. وأما قول الإمام المقدسى في عدم قبوله للضاد المصرية حيث قال ( .. لما رأيت بمحروسة القاهرة التي هي زين البلاد كثيرا من أفاضل الناس فضلا عن الأوغاد يخرجون عن مقتضى العقل والنقل في النطق بالضاد ... ثم شاع الإنكار منهم علينا في كل نادٍ بين حاضرة وبادٍ فأردت مع طلب جمع من الإخوان وإشارة من بعض الأعيان أن أزيل الغبن من غير الرشاد ... وسميته بغية المرتاد لتصحيح الضاد. وقبل الخوض في المرام لابد من تقرير الكلام وتحرير المقام فليعلم أن أصل هذه المسألة أنهم ينطقون بالضاد ممزوجة بالدال المفخمة والطاء المهملة وينكرون على من ينطقون بها قريبة من الظاء المعجمة بحيث يتوهم بعضهم أنها هي وليس كما توهمه فنقول الكلام في إثبات ما أنكروه منحصر في مقدمة فيما يجب أن نقدمه وفصلين محيطين من الدلائل بنوعين وخاتمة لتنبيهات ودفع تمويهات .. ) اهـ أما المقدمة فكانت في بيان مخرج الضاد ومالها من الصفات وأما الفصل الأول فذكر فيه ما يدل بالمعقول على أن اللفظ بالضاد كالظاء المعجمة هو المقبول وهي أدلة متعددة لاحت له بالنظر في المعقول فذكر اثنى عشر دليلا تعطي مثالا للبحث الصوتي الأصيل ومن ثَمِّ رأيت أن نقل تلك الأدلة مختصرة مع المحافظة على عبارة المؤلف مع التنبيه أن هذا الكلام المتسلسل لابن غانم المقدسي وهو كالآتي:
" أن علماء هذا الفن وغيرهم تعرضوا للفرق بينهما وبينوا الألفاظ التي تقرأ بالظاء والتي تقرأ بالضاد في مؤلفات مستقلة وغير مستقلة نظما ونثرا ... فياليت شعري لولا التشابه بينهما لفظا والالتباس حتى خفي الفرق بينهما على كثير من الناس لمَ كان هذا الجم الغفير يتعقبون القلم ويسودون القرطاس .. "
" أن الضاد ليست في لغة الترك بل مخصوصة باللغة العربية ... دل عليه قول الأستاذ أبي حيان في كتابٍ له في اللغة التركية .... إذا علم ذلك فليس مفقودا في لغة الترك إلا الضاد الشبيه بالظاء المعجمة. أما هذا الحرف الذي يشبه الدال المفخمة والطاء المهملة الذي ينطق به أكثر المصريين ولنسمه بالضاد الطائية فموجود في لغة الترك في أكثر ألفاظهم كما يشهد به العارف في لغتهم بل السامع لكلامهم والموجود غير المفقود وبذلك يتم المقصود .. "
" أن الفقهاء ذكروا أحكام من يبدل الضاد ظاء ... ولم يتعرضوا لأحكام من يبدلها بحرف غير الظاء كما تعرضوا لأحكام من يبدلها به فلولا التشابه بينهما لما كانوا يفعلون ذلك ... "
" أن بعض العلماء وصفها بالتفشي ولا تفشي فيه .... " قلت هذا في حد زعمه.
أنهم ذكروا أن من صفاتها النفخ ويشاركها فيه الظاء والذل والزاي ولا يتحقق ذلك إلا بالضاد الشبيهة بالظاء أما الضاد الطائية فلا يوجد فيها هذه الصفة كما يشهد به من أحاط بالمقدمة معرفة ... "
أنهم ذكروا من صفاتها الاستطالة كما مر ذكرها ومعناها في المقدمة وهي المميزة لها عن الظاء ولا يوجد في الضاد الطائية الاستطالة "
" أنهم ذكروا من صفاتها الرخاوة وهذا شديد الدلالة عند من ليس عنده غباوة فإنه لا رخاوة فيها إلا إذا أتت شبيهة بالظاء أما الضاد الطائية فمشوبة بالدال والطاء المهملة وكل منهما حرف شديد فكذا ما هو بينهما بل من عرف معنى الشدة والرخاوة وقدمناهما في المقدمة يجد هذا الحرف متصفا بالشدة قطعا مع قطع النظر عن الدال والطاء .. "
أن هذا الحرف صعب على اللسان نص على ذلك علماء هذا الشأن ... فإذا كانت الضاد العربية بهذه المرتبة من الصعوبة وأنت ترى أن لا صعوبة في الضاد الطائية بل هي في غاية السهولة على اللسان يستوي في النطق العالم والجاهل والفارس في العلم والراجل فإنك تعلم بأن الضاد الطائية بعيدة عن الضاد العربية بمراحل .. "
(يُتْبَعُ)
(/)
أن المخرج المنصوص عليه للضاد في الكتب المعروفة المتداولة ليس إلا للضاد الشبيه بالظاء المعجمة لا الطائية فإنهم قالوا في معرفة مخرج الحرف أن تسكنه وتدخل عليه همزة وتنظر أين ينتهي الصوت فحيث انتهى فثم مخرجه ..... وأنت إذا نطقت بالضاد الطائية وفعلت ما تقدم ذكره لا تجد الصوت ينتهي إلا إلى طرف اللسان وأعلى الحنك وهو مخرج الدال والطاء والتاء ولم نر أن أحدا ذكر أن مخرج الضاد من هذا المحل بل ما ذكرناه لها من المخرج مذكور في كتب لا تحصى في علم القراءات وعلم النحو ... فإن قيل: نحن نروي هذه الضاد الطائية بالمشافهة عن الشيوخ الراوين عن شيوخهم بالإسناد المتصل بأئمة القراء البالغ إلى النبي صلى الله عليه وسلم قلنا لا عبرة بالرواية المخالفة للدراية إذ شرط قبول القراءة توافق العربية وقد بينا مخالفتها لما تواتر في كتب العربية والقراءات ... "
"أن من أوصافها الشجرية لقبها بها صاحب القدر الجليل إمام لنحو الخليل ولا يتأتى ذلك إلا إذا كانت شبيهة بالظاء فإن الضاد الطائية تخرج من طرف اللسان لا شجر الفم .... "
قولهم في صفة الإطباق ولولا الإطباق لصارت الطاء دالا والصاد سينا والظاء ذالا ولخرجت الضاد من الكلام إذ لا يخرج من موضعها غيرها وهذا نص كلام الأستاذ أبي حيان في شرح التسهيل ومثله في شرح المفصل لابن يعيش وهذا كما ترى يخص الضاد الشبيهة بالظاء أما الطائية فتخرج من مخارج الحروف النطعية كما وصفت أخواتها ولقالوا: لولا الإطباق لصارت الضاد دالا بدل قولهم لخرجت من الكلام كما لا يخفى عن ذوي الإفهام ... "
أن أهل مكة التي نشأ النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو سيد العرب وما والاها من بلاد الحجاز التي هي محل العرب وموطنهم إنما ينطقون بالضاد شبيهة بالظاء المعجة ولا يسمع من أحد منهم هذه الطائية وهم نعم المقتدي لمن رام في هذا السبيل الاهتداء "
" الفصل الثاني: فيما يدل بالتصريح على أن التلفظ بالضاد شبيهة بالظاء هو الصحيح وهو المنقول من كلام العلماء الفحول المتلقى كلامهم بالقبول " وقد أورد المؤلف في هذا الفصل اثني عشر نصا عن كبار علماء العربية والتجويد ويستدل بهذه الأقوال أن الضاد تلفظ ظاءا
" وأما الخاتمة ففيها تنبيهات رافعة لتمويهات الأول: انه ليس مرادي بكون الضاد شبيهة وقريبة منها كونها ممزوجة بها غاية الامتزاج بحيث يخفى الفرق بينهما على المجيد لفن التجويد ... " ثم ذكر في الثاني الرد على قول من فسر الشجر بمجمع اللحيين عند العنفقة ورجح التفسير المنقول عن الخليل للشجر بأنه مفرج الفم ثم ذكر في الثالث: الرد على من فسر صعوبة الضاد بصعوبتها على العجم والترك ونحوهم ممن سوى العرب أما على أمثاله من العرب فلا صعوبة فيها.
وختم هذه التنبيهات بقوله " أن من ينطق بالضاد من مخرجها الخالص مع صفاتها المميزة لها حتى عن الظاء فهو في أعلى مراتب النطق بها ومن الفصاحة ودونه من ينطق بها من مخرجها مشوبة بالظاء لكن من مخرجها وبينهما نوع فرق ودونه من ينطق بها ظاء خالصة ومن يشمها الذال ومن يشمها الزاي ومن يجعلها لاما مفخمة وكذا من ينطق بالضاد الطائية فهو في أسفل مراتب النطقية بالنسبة إلى من سبق ذكره ... " اهـ قول المقدسي موجود في كتاب الدراسات الصوتية لغانم قدوري والموجود أمامكم منسوخ من بحث الضاد لفرغلي العرباوي.
والجواب علي المقدسي كالآتي:
أولا:هذه الأبيات حجة عليه وعلي غيره حيث تؤكد قدم الضاد المصرية قال د/ جبل تعليقا علي الأبيات:" ولهذا الأمر قيمته، إذ يعنى أن الضاد المصرية ــ الدال المفخمة الشديدة ــ لها أساس قديم فصيح." ومن قرأ حجة علي من لم يقرأ!!
ثانيا: قال المقدسي:" ... فإن قيل: نحن نروي هذه الضاد الطائية بالمشافهة عن الشيوخ الراوين عن شيوخهم بالإسناد المتصل بأئمة القراء البالغ إلى النبي صلى الله عليه وسلم قلنا لا عبرة بالرواية المخالفة للدراية إذ شرط قبول القراءة توافق العربية وقد بينا مخالفتها لما تواتر في كتب العربية والقراءات "ا. هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب: وهذا كلام لا يصح لأنه ثبت أيضا بالرواية، ولا عجب في أن يخفي مثل ذلك علي هؤلاء فاللغة لا يحيط بها إلا نبي قاله الشافعي .. انظر إلي الأبيات السابقة.هذا مع ما قاله الشيخ عبد الرزاق علي موسي في الفوائد التجويدية وكذا د/أشرف طلعت في كتابه إعلام السادة النجباء نقلا عن الشيخ الضباع:" .. أن ابن غانم المقدسي ألف رسالة في هيئة النطق بالضاد سماها " بغية المرتاد لتصحيح حرف الضاد " فرغ من تأليفها سنة (985هـ) وأنه لما أعلنها ناقشه الشيخ شحاذة اليمني بحضور عدد من القراء في وقته، فتراجع ابن غانم عن قوله واعتذر بأنه لا يقول بامتزاج الضاد بالظاء وإنما باختلاس الضاد لضعف إطباقها وتخف قوتها " إعلام السادة النجباء صـ21 والفوائد التجويدية ص129.
والسؤال: هل ضاد علماء الأصوات المحدثين ـ الضاد الظائية ـ يدخل تحت قول ابن كثير:" يغتفر الإخلال بحرف الضاد؟؟
أقول بالطبع لا .. لأن هذه الضاد منطوقة عن طريق الوصف (هي الآن ظنية الثبوت) ولا يوجد من يقول بها من الناس وهذا ما قاله علماء الأصوات أنفسهم ـ رغم قولهم بالضاد الظائية ـ ... فهي ضاد موجودة في الكتب ولذلك تجدهم يختلفون في طريقة أدائها لأنها مبنية علي اجتهادهم الشخصي في تحليل كلام سيبويه.
فلماذا نعدل عن الضاد الحالية الثابتة ونأخذ بضاد وهمية لا يمكن القول بأنها هي الضاد القديمة، لأننا لم نسمعها وهذا أيضا مع قول ابن الجزري:" واعلم أن هذا الحرف خاصة إذا لم يقدر الشخص علي إخراجه من مخرجه بطبعه لا يقدر عليه بكلفة ولا بتعليم " ا. هـ؟؟ ثم نقول: أيهما أولي: أن نأخذ بما سمعناه وكان موجودا منذ القدم وتواتر؟؟ أم ما جاءنا عن طريق الوصف فيحتمل الصواب والخطأ؟؟ ومن قال بغير ذلك فليسمّ لنا القبيلة أو البلدة التي تقرأ هذه الضاد ولن يستطيعوا لأن أهل التخصص لم يجدوا هذا الوصف في أي بلد.
فإن قال قائل: إذا كان الإجماع موجودا منذ القدم هل يتغير الآن؟
أقول: نعم .. والدليل أن الطاء قديما كانت هي صوت الضاد الحالية ثم تغيرت وخالفت الإجماع ولم يعترض أحد .. أقول بل هي موجودة إلي الآن .. انظر قول جبل وغانم قدوري في وجودها.
أقول: إذا كان الأمر كذلك فكيف استخدم العرب قديما الضاد كما في الأبيات السابقة وهي تدل علي معني الضاد وليست الطاء؟؟ فإن قالوا هذه لهجة أخري، قلنا إذن يجوز لنا القراءة بها كما تلقيناه عمن سبقونا،، ودل هذا الكلام أن الطاء الحالية جاءت نتيجة تطورات حدثت فلا ضاد ولا طاء .. فماذا بقي لنا من الأحرف؟؟ ولماذا لا نأخذ بما يقوله القراء عن طريق المشافهة؟؟ أليست المشافهة أسلم؟؟ قال ا. د/عبد الصبور شاهين في كتابه ـ علم الأصوات ـ:" ... فإن صوتي الطاء والقاف يكونان قد تعرضا للهمس خلال القرون وصارا ينطقان بوصفهما الجديد مهموسين،عند قراء القرآن وهم المقياس المثالي لسلامة النطق الحرفي للفصحي "ا. هـ صـ112 والقراء القائلون بالضاد الظائية لا يأخذون بالطاء الشبيهة بالضاد المصرية رغم مطابقتها لوصف سيبويه والقراء أيضا؟؟
فإن قال قائل: ألم تقولوا: إن الطاء القديمة صوت الضاد؟ فكيف تثبتون لنا صحة الضاد وهي صوت الطاء قديما؟؟
أقول: لا ضير في ذلك فهناك كثير من الأمثلة التي تدل علي تغير الحرف وهي تحل بنفس المعني ما دام الناس تعارفوا علي ذلك في لغتهم ولهجاتهم مثل: (حتي حين) هذيل تقول (عتي حين) فهي علي اللهجتين تفيد الغاية، فتغير الحرف في اللهجتين والمعني واحد،ومثل إبدال الشين من كاف يقولون ـ تميم ـ "ما جاء بش " يريدون "ما جاء بك" ونقل ابن جني في المحتسب قوله تعالي "قد جعل ربك تحتك سريا " يقرؤونها " قد جعل ربش تحتش سريا "ومثل "مده" يريدون "مدح" والأمثلة علي ذلك كثيرة في استعمال العرب للكلمات مع تغير حرف وبقاء المعني، أعني أن العجيليين كانوا يستخدمون صوت الطاء القديمة في حرف الضاد وهذا ما عليه الناس اليوم، هذا مع وصف ابن سينا بأنها شديدة.
... إذن هذه الضاد لها أصل قديم أيضا كما قدمنا،وللمزيد في معرفة تغير حرف في كلمة مع عدم تغير المعني ارجع لكتاب الموضح للقرطبي وكذا للسان العرب.
(يُتْبَعُ)
(/)
والخلاصة: إن القرآن الكريم يؤخذ مشافهة وهناك بعض الأوجه التي كانت مشهورة وتركها القراء مثل إظهار الميم الساكنة عند الباء، بل قال أبو علاء الهمذاني العطار:" وأكثر أهل الأداء علي إظهارها أيضا عند الباء " وقال المرادي:" القول بالبيان أشهر وعليه الأكثر" الدراسات الصوتية صـ392
وهكذا إخوتي في الله إذا أخذنا بأوصاف القدامى في الأحرف وتركنا ما عليه القراء في زماننا لغيرنا هذه الأحرف المختلف فيها كما يري علماء الأصوات، فالذين أخذوا الضاد الظائية حسب الوصف كان يجب عليهم أن يأخذوا في الأحرف الأخري حيث لا يوجد لهم مستند في عصرنا سوي وصف سيبويه، والعجيب أنك تري ممن لا علم عنده يقول لك هذه الضاد أخذناه مشافهة من شيوخنا فلا يعرف هذا المسكين أن شيوخه لم يتلقوا هذه الضاد، إنما أخذوها بناء علي الوصف كما سبق.
وهذه الفقرة منقولة من بحث فتوي علماء الأزهر بتحريم الضاد الظائية: وفرغلي نقله من كتاب (الجامع في علم التجويد). لفضيلة الشيخ / نبيل بن عبد الحميد وتمّ مراجعة هذا الكتاب من فضيلة الشيخ / عبد الحكيم عبد اللطيف عبد الله ـ حفظهما الله ـ وكنت أنا والشيخ نبيل معا في معهد القراءات في بنها وكنا نقرأ معا علي العلامة الشيخ عبدالله الجوهري وكان معي أيضا في مقرأة الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف في الإسعاف
وإليك كلامه:" قال المصنف من (ص 222: 231)
الفصل السادس
الفرق بين الضاد والظاء
لعل من مثيرات العجب أن نعقد فصلاً كاملاُ للتفريق بين حرفين اثنين , سبق الحديث عنهما في معرض حديثنا عن مخارج الحروف وصفاتها. والأعجب أن يفرد بعض أهل العلم لهذين الحرفين رسائل ومصنفات خاصة؛ ذلك لأن اتجاهاً يفرط في القول بتقارب الحرفين مخرجاً , واشتراكهما في أغلب الصفات إلى حد يخرج نطق أحدهما دون حد فاصل عن الآخر. وبصورة أدق ينطقون الضاد ظاء أو على الأقل مشمة بها؛ وقد واجه أهل العلم قديماً وحديثاً هذا الاتجاه وردوا على هؤلاء القائلين بالضاد الظائية , ومع تتابع الزمن وامتداد الآجال عاد هذا الاتجاه بصورة أكثر قوة وعاد أصحابه أكثر جرأة في محاولة تبرير اتجاههم وإضفاء الشرعية عليه؛ وعملنا في الصفحات التالية هو مناقشة هؤلاء والرد على شبههم على النحو التالي:
أولاً: الحديث عن الفرق بين الضاد والظاء من جهة المخرج والصفة , وبيان أن هناك من هو أقرب منهما في المخرج واشتركا في جميع الصفات ولم يقل أحد بمثل قولهم بضرورة التشابه بين هذين الحرفين.
ثانياً: مناقشة الأدلة التي استند إليها أصحاب هذا الرأي وتفنيدها.
ثالثاً: هل لأصحاب الرأي رواية في الضاد الظائية عن المصطفى صلى الله عليه وسلم أم هو باجتهاد منهم؟
أولاً: الفرق بين الضاد والظاء
نفرق بين الضاد والظاء من حيث المخرج والصفة , وسوف يكون الحديث أولاً:
1 – من حيث المخرج:
تخرج الضاد من: أول إحدى حافتي اللسان بعد مخرج الياء , وقبل مخرج اللام مستطيلة إلى أول مخرج اللام مع ما يلي الضاد من الأضراس العليا وأول الحافة مما يلي الحلق.
تخرج الظاء: ما بين ظهر اللسان مما يلي رأسه وبين رأس الثنيتين العليين ويشاركها في هذا المخرج كل من الذال والثاء.
2 - من حيث الصفات:
الضاد – مجهورة , رخوة , مستعلية , مطبقة , مصمتة , مستطيلة.
الظاء - مجهورة , رخوة , مستعلية , مطبقة , مصمتة , -----.
ولكي تتم الفائدة ويتضح أن هناك فرقاً بين الضاد والظاء في اللفظ نأخذ أمثلة لبعض الأحرف التي تقاربت تقارباً شديداً عن الضاد والظاء , وهي:
أ – مثال لحرفين تقاربا مخرجاً وصفة ولم يفترقا إلا في صفة واحدة وهما اللام والراء.
مخرج اللام: تخرج من إحدى حافتي اللسان لمنتهاه من جهة طرفه.
مخرج الراء: تخرج الراء من رأس اللسان مع ظهره مما يلي رأسه.
الصفات:
اللام: مجهورة , متوسطة , مستفلة , منفتحة , مذلقة , منحرفة , ----.
الراء: مجهورة , متوسطة , مستفلة , منفتحة , مذلقة , منحرفة. متكررة.
فأنت تلاحظ: أن اللام والراء متقاربتان جداً في المخرج لدرجة أن بعض أهل العلم " الفراء " وموافقيه جعلوها متجانسين , واتفقا في جميع الصفات وتميزت الراء عن اللام بالتكرير.
ب – مثال آخر لحرفين اتفقا في الصفات واختلفا في المخرج: وهما التاء والكاف.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالتاء مخرجها: ما بين ظهر اللسان وأصل الثنيتين العليين.
والكاف مخرجها: أقصى اللسان جهة أسفل مع ما يقابلها من سقف الحنك بعد مخرج القاف.
ومن جهة الصفات:
التاء: مهموسة , شديدة , مستفلة , منفتحة , مصمتة.
الكاف: مهموسة , شديدة , مستفلة , منفتحة , مصمتة.
فأنت ترى أن كلاً من التاء والكاف اشتركتا في جميع الصفات واختلفتا في المخرج.
ج – مثال ثالث لحرفي النون والميم:
مخرج النون: رأس اللسان وما يحاذيه من اللثة.
ومخرج الميم: ما بين الشفتين معاً.
من حيث الصفات:
النون: مجهورة , متوسطة , مستفلة , منفتحة , مذلقة.
الميم: مجهورة , متوسطة , مستفلة , منفتحة , مذلقة.
فأنت ترى أيضاً أن كلاً منم النون والميم اتفقا في جميع الصفات واقتربا في المخرج.
المناقشة: زعم أصحاب الضاد الظائية التشابه بين الضاد والظاء في النطق لقرب مخرجيهما , واشتراكهما في جميع الصفات ما عدا صفة واحدة وهي الاستطالة , وأنت ترى قد رأيت معي أن هناك حروفاً بينها تقارب أشدّ من الضاد والظاء , مثل اللام والراء , واشتركا في جميع الصفات , ولم يختلفا إلا في صفة واحدة , ولم يقل أحد بضرورة تشابهها في اللفظ من أجل هذا التقارب على رأي الجمهور , والتجانس على رأي الفراء وموافقيه , واتفاقهما في جميع الصفات ما عدا صفة التكرير التي تميزت بها الراء.
بل وأكثر من ذلك نجد أن كلاًّ من السين والزاي اشتركتا في المخرج واتفقتا في جميع الصفات ولم يقل أحد بضرورة التشابه بينهما لهذا التجانس لاشتراكما في المخرج واتفاقهما في جميع الصفات , ولم يفترقا إلا في صفة واحدة فقط وهي الهمس في السين ويقابلها الجهر في الزاي , ولولاهما لكانت السين زاياً , والزاي سيناً.
فأين الضاد والظاء من هذه الحروف؟
فكل حرف شارك غيره في المخرج فلا يتميز عنه إلا بالصفات , وكل حرف شارك غيره في الصفات فلا يتميز عنه إلا بالمخرج.
وجهارة الضاد تعتبر مانعاً قوياًّ لاختلاطها بصوت الظاء , فإذا أردت أن تحقق صفة الجهر في الضاد؛ فينبغي – كما يقول سيبويه – أن تشبع الاعتماد عليه في موضع خروجه , بحيث يمتنع النفس أن يجري معه حتى ينقضي الاعتماد عليه , ولرخاوتها جرى معها الصوت.
ثم اعلم: أن بعض الحروف أقوى في الجهر من بعض على حسب ما في الحرف من صفات القوة , ولذلك يعد حرف الضاد ضمن الحروف القوية في الجهر , وذلك لاجتماع صفات القوة فيه فيما عدا صفة واحدة وهي الرخاوة؛ وعلى ذلك فإن نطق الضاد لابد من أن يكون الاعتماد قوياً على المخرج بما يتلاءم وما في الضاد من قوة الجهر وانحباس النفس.
أما الظاء؛ ففيها إنزال رتبة في الجهر من الضاد , لأن صفات القوة التي اجتمعت فيها أقل من صفات القوة في الضاد , لوجود صفة الاستطالة في الضاد وهي من صفات القوة. فالرخاوة في الظاء تكون أكثر لخروجها من ذلق اللسان وأطراف الثنايا العليا , فيكون جريان الصوت فيها أقوى.
ثانياً: مناقشة الأدلة التي استند إليها أصحاب الضاد الظائية
استدل أصحاب الضاد الظائية بأقوال أهل العلم منهم المحدث والمفسر , ومنهم أهل الأداء؛ فاستأنسوا بقول الحافظ ابن كثير صاحب التفسير , في معرض حديثه عن تفسير قوله تعالى (وَلا الضَّالِّين َ) (الفاتحة: من الآية 7) قال رحمه الله: " والصحيح من مذاهب العلماء أنه يغتفر الإخلال بتحرير ما بين الضاد والظاء لقرب مخرجيهما , وذلك أن الضاد مخرجها من أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس؛ ومخرج الظاء من طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا ولأن كلاً من الحرفين من الحروف المجهورة ومن الحروف الرخوة , ومن الحروف المطبقة فلهذا كله اغتفر استعمال أحدهما مكان الآخر لمن لا يميز ذلك ".
فأنت ترى معي كيف قدم ابن كثير كلامه بـ: " يغتفر الإخلال " , وختمه بـ: " لمن لا يميز ذلك " , إذا كان الأمر ليس كما ذهب القائلون بالضاد الظائية , فقوله: " يغتفر لمن لا يميز " حجة عليهم وليس حجة لهم؛ إذ أن مفاد العبارتين أنه مما يقع فيه الخطأ واللحن , وأن من يمكنه التمييز بينهما لا يغتفر له خلط أحد الحرفين بالآخر.
فمن أخرج الضاد قريبة من الظاء يعتبر لحناً في كتاب الله كما ذهب إلى ذلك أهل الأداء في هذا العصور.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الإمام ابن الجزري: واعلم أن هذا الحرف ليس من الحروف حرف يعسر على اللسان غيره، والناس يتفاضلون في النطق به. فمنهم من يجعله ظاء مطلقاً، لأنه يشارك الظاء في صفاتها كلها، ويزيد عليها بالاستطالة، فلولا الاستطالة واختلاف المخرجين لكانت ظاء، وهم أكثر الشاميين وبعض أهل المشرق. وهذا لا يجوز في كلام الله تعالى، لمخالفة المعنى الذي أراد الله تعالى، إذ لو قلنا الضالين بالظاء كان معناه الدائمين، وهذا خلاف مراد الله تعالى، وهو مبطل للصلاة، لأن (الضلال) هو ضد (الهدى)، كقوله: ضل من تدعون إلا إياه، ولا الضالين ونحوه، وبالظاء هو الدوام كقوله: ظل وجهه مسوداً وشبهه، فمثال الذي يجعل الضاد ظاء في هذا وشبهه كالذي يبدل السين صاداً في نحو قوله: وأسروا النجوى و أصروا واستكبروا فالأول من السر، والثاني من الإصرار.
ثم قال: واعلم أن هذا الحرف خاصة إذا لم يقدر الشخص على إخراجه من مخرجه بطبعه لا يقدر عليه بكلفة ولا بتعليم. فإذا أتي بعد الضاد ظاء معجمة وجب الاعتناء ببيان أحدهما من الآخر لتقارب التشابه في نحو (أَنْقَضَ ظَهْرَكَ) (الشرح: من الآية3) (يَعَضُّ الظَّالِمُ) (الفرقان: من الآية27)
وإذا سكنت وأتى بعدها حرف إطباق وجب التحفظ بلفظ الضاد، لئلا يسبق اللسان إلى ما هو أخف عليه، وهو الإدغام، نحو قوله: فمن اضطر و) اضْطُرِرْتُمْ) (الأنعام: من الآية119) وإذا أتى بعدها حرف من حروف المعجم فلا بد من المحافظة على بيانها، وإلا بادر اللسان إلى ما هو أخف منها، نحو قوله:) أَعْرَضْتُمْ) (الاسراء: من الآية67) (أَفَضْتُمْ) (البقرة: من الآية198).
فأنت ترى معي أن كلام ابن الجزري – وهو إمام هذا الفن – واضح جلي في بطلان من ينطق الضاد ظاء أو شبيه بالظاء , لأنه لا تشابه , بل التحذير لم يكن بين الضاد والظاء فقط في قوله , بل جعله عاماً في كل حرفين متجانسين أو متقاربين فأتى بمثال للطاء في نحو:) اضْطُرَّ) (البقرة: من الآية) 173 (اضْطُرِرْتُمْ) (الأنعام: من الآية119) وكذا التاء في نحو (أَعْرَضْتُمْ) (الاسراء: من الآية67)) ا أَفَضْتُمْ) (البقرة: من الآية198).
قال الشيخ زكريا الأنصاري في شرح قول ابن الجزري:
وإن تلاقيا البيان لازم
قال: فقال: البيان لأحدهما من الآخر لازم للقارئ لئلا يختلط أحدهما بالآخر فتبطل صلاته , وذلك في نحو قوله تعالى: (أَنْقَضَ ظَهْرَكَ) (الشرح: من الآية3) وقوله في سورة الفرقان: (يَعَضُّ الظَّالِمُ) (الفرقان: من الآية27) وهناك فرق بين العض والعظ.
وفي المنح الفكرية أيضا: قال ابن المصنف وتبعه الرومي: وليحترز من عدم بيانها , فإنه لو أبدل ضاداً بظاء وبالعكس بطلت صلاته لفساد المعنى.
قال المصري: فلو أبدل ضاداً بظاء في الفاتحة لم تصح قراءته بتلك الكلمة؛ ثم قال: " وخلاصة المرام ما ذكره ابن الهمام: من أن الفصل إن كان بلا مشقة كالظاء مع الضاد فقرأ الطالحات مكان الصالحات تفسد , وإن كان بمشقة الضاد مع الظاء , والسين مع الصاد والطاء مع التاء قيل: تفسد وأكثرهم: لا تفسد ".
ونقول: وهذا أيضاً يؤيد ما ذهبنا إليه من أنه لم يخص الضاد مع الظاء؛ بل الصاد والسين , والطاء والتاء.
ونفهم من ذلك: أن الحرفين تقاربا صفة ومخرجا لا بد من بيان أحدهما من الآخر , سواء الضاد والظاء أو غيرهما. والله أعلم.
ثالثاً: مناقشة القائلين بالظاء من جهة السند
وإذا كنا نتحدث عن الضاد الظائية المزعومة من جهة السند؛ فلا يفهم من ذلك أننا نطعن في أسانيد هؤلاء العلماء الإجلاء , أو غيرهم , ولكننا نناقش ونفند ما زعموه , قاصدين من وراء ذلك بيان الحق في هذه المسألة.
ونقول: زعم هؤلاء وخاصة أهل هذا العصر منهم: أن الضاد الظائية منسوبة إلى فضيلة الشيخ عامر عثمان في هذا العصر – رحمه الله – مع ملاحظة: أن هذه القضية منذ أمد بعيد , ولم تكن في هذا العصر فقط.
ونقول لهم: إذا صح كلامكم فلا بد وأن تكون هذه الضاد وصلتنا عن طريق الرواية , عن طريق فريد عصره الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات – أطال الله في عمره -؛ لأن كلاً من العالمين الجليلين يتقابل سندهما عند علامة العصر العلامة " المتولي ".
(يُتْبَعُ)
(/)
مع ملاحظة: أن الشيخ الزيات أعلى سنداً من فضيلة الشيخ عامر , فكيف تصل إلى هؤلاء هذه الضاد المزعومة ولا تصلنا؟ مع أن المصدر واحد!!!
ثم إن كثيراً ممن تزعموا أمر هذه الضاد عادوا وتركوا الضاد الظائية إلى الضاد العادية , بل تزعموا الرد على من يدعي الضاد الظائية ومن هؤلاء العلماء: فضيلة الشيخ / ‘إبراهيم شحاته السمنودي , ذكر ذلك لنا فضيلة الشيخ / عبد الحكيم عبد اللطيف , وذلك عند قراءة الكتب الثلاث على فضيلته , ثم إن كل من قرأنا عليهم من العلماء لم يقرؤنا إلا بالضاد المشهورة التي تقرأ حالياً في مصر والحجاز خاصة الحرمين الشريفين وأكثر البلاد الإسلامية؛ ثم إن وزارة الأوقاف المصرية كونت لجنة من كبار علماء القراءات في قطرنا الحبيب من بينهم أصحاب الفضيلة:
فضيلة الشيخ / رزق خليل حبة شيخ المقارئ المصرية – بارك الله في عمره –
وفضيلة الشيخ / عبد الحكيم عبد اللطيف.
وفضيلة الشيخ / عبد الله الجوهري – رحمه الله –
وفضيلة الشيخ الدكتور / المعصراوي
وبعض العلماء الأفاضل , وانتهت هذه اللجنة إلى تأثيم من ينطق بالضاد الظائية واتفقوا على منع من يقرأ بها أو يقرئ.
ثم إن معظم علماء وقراء عصرنا على منع تعليم هذه الضاد المزعومة.وإليك البيان الذي أصدرته وزارة الأوقاف المصرية في ذلك.
نقول: أصدرت وزارة الأوقاف المصرية؛ الإدارة العامية لشئون القرآن كتابها الدوري رقم (8) لسنة 1997 جاء فيه:
فقد شاع بين قلة من الذين يقرؤون القرآن نطق الضاد ظاء أو شبيهة بها الأمر الذي لو تركناه لأحدث فتنة كبرى , فضلاً عن أنه تحريف لبعض كلمات القرآن الكريم؛ وقد جاء في هامش الفتوى الكبرى للإمام ابن حجر الهيثمي ج 1 ص 138 عن الإمام شمس الدين محمد الرملي بأن من أبدل الضاد ظاء سواء كان في الفاتحة أم في غيرها , من فعل ذلك قادراً عالماًً عامداً بطلت صلاته؛ وصرح شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في شرحه للمقدمة الجزرية من كتاب المنح الفكرية ص 43؛ بأن من فعل ذلك فسدت صلاته وعليه أكثر الأئمة؛ لذلك:
دعت الإدارة العامة لشئون القرآن إلى تشكيل لجنة يوم الاثنين الموافق 28 من ذي الحجة سنة 1417 هـ الموافق 5/ 5 / 1997 م , من المختصين والمهتمين بالحفاظ على القرآن غضاً طريّاَ كما نزل على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ تكونت اللجنة من السادة:
1 – محمد عبد الباري , مدير عام شئون القرآن – رئيسا.
2 – رزق خليل حبة , شيخ عموم المقارئ – عضواً.
3 – محمود طنطاوي , وكيل المقارئ – عضواً.
4 – عبد الحكيم عبد اللطيف , شيخ مقرأ الأزهر – عضواً.
5 – محمود برانق , شيخ ومفتش مقارئ – عضواً.
6 – عبد الله الجوهري , مفتش مقارئ – عضواً.
7 – الشيخ د. أحمد المعصراوي شيخ مقرأ الحسين – عضواً.
8 – عباس محمد جبر , مدير إدارة التحفيظ – عضواً.
9 – محمود محمد عطية.
وبعد المناقشة المستفيضة: أقرت اللجنة: بأن القرآن الكريم قطعي الثبوت حرفاً حرفاً ونقل إلينا بالتواتر والتلقي إلى قيام الساعة , ولا يجوز إبدال أي حرف بحرف آخر أو شبيه به؛ واتفقت اللجنة على ما ورد من أقوال الأئمة من أنه إذا نطقت الضاد ظاء أو شبيهة بها في الصلاة بطلت الصلاة؛ وحرام على من قرأ بها أو يقرأ بها غيره. انتهى كلامه.
قلت: فحوى هذه الفتوى نقلته من كتاب (الجامع في علم التجويد) لفضيلة الشيخ / نبيل بن عبد الحميد بن علي. وتمّ مراجعة هذا الكتاب من فضيلة الشيخ / عبد الحكيم عبد اللطيف عبد الله. (حفظهما الله). من مطبوعات مطبعة الفاروق الحديثة للطباعة والنشر. 3 درب شريف من شارع راتب حدائق شبرا , ت 2055688 – 4307526." ا. هـ
وهذه الفتوي دلت علي عدم دخول الضاد الظائية في قول ابن كثير وتقدم الرد.
قد علمت أخي مما سبق ثبوت الضاد المصرية وعدم وجود الضاد الظائية إلا في الكتب كما قال علماء الأصوات .. ونحن إذا تتبعنا علماء الأصوات وتركنا ما أخذناه من مشايخنا لغيرنا أحرفا كثيرة يخطئ فيها علماء الأصوات علماء التجويد والقراء،بل المعتمد المشافهة.
هذا ما من الله به علينا وأسأل الله السلامة من كل ذلك وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل آمين.
والحمد لله رب العالمين
الحكيم أبو عمر عبد الحكيم
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[26 Feb 2007, 06:35 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم [ align=right]
- لماذا هذا التعصب للرجال وللمشايخ الذين يتصل سندهم بالقدامى الذين أجمعوا على رخاوة الضاد وأثبتوا التشابه بين الحرفين بصراحة تامّة لا يشوبها شيء من الاحتمال؟
- كيف يُعاب على ما يسمونهم بالظائيين مخالفة القراء اليوم وهم بدورهم يخالفون نصوص الأئمّة الذين كانوا أقرب الناس بالقرون المشهود لها بالخيرية والذين دوّنوا في كتبهم ما تلقوه عن مشايخهم.؟
- أتظنّ يا أيّها الدكتور أنك ستتخلّص من هذه المسألة بمجرّد كلمات فقط وترمي بهذه السهولة ما أجمع عليه أئمّة هذا الفنّ قاطبة؟ يمكنك أن تقول ما تريد ولكن نصوص الأئمّة ما زالت موجودة ولا تزال إلى قيام الساعة بإذن الله ولن يستطيع واحد محوها وحذفها فهي التراث الوحيد الذي يبيّن الكيفية الصحيحة التي قرأ بها أسلاف هذه الأمّة. ونحن مسئولون جميعاً عن ذلك وخاصّة أنّ المخطوط يُطبع الآن والحقائق ستظهر شيئا بع شيء فعلى الأقلّ أن لا تردّ هذه الضاد الأصيلة. ولا يُعاب على من قرأ بالضاد الدالية ما دام تلقاها عن شيخه ولكنه بمجرج الاطلاع على أقوال الأئمّة يتوقّف ويتمهّل ولا يردّ بهذه الشناعة لأنّ أقوال القدامى لا تردّ بهذه الشناعة إذ واجبنا قبل كلّ شيء توقيرها ومن لم يوقّرها لا أنتظر منه ما ينتظر طالب العلم من العلماء الربانيين.
- كيف تلقّى القراء بالقبول اليوم بعض المسائل التي بُنيت على أساس اجتهادٍ محض وبالمقابل يردّون ما أجمع عليه القراء القدامى في مسألة الضاد؟ أهذه منهجية نفتخر بها يا دكتور؟ كان من السهل على القدامى أن يصفوا الضاد بالشدّة أو على الأقل بالبينية ولكنهم أجمعوا أقول أجمعوا على رخاوتها.
إن لم يكن للظائيين سند فمن أين للداليين سند حيث ينتهي سندهم إلى الذين أجمعوا على رخاوة الضاد
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
محمد يحيى شريف الجزائري(/)
لقاء شبكة التفسير مع الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد وفقه الله
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[12 Jun 2005, 11:47 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يسعد القائمين على شبكة التفسير والدراسات القرآنية عقد هذا اللقاء العلمي مع الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد الأستاذ بكلية التربية بجامعة تكريت بالعراق. للاستفادة من خبرته العلمية والتدريسية في الدراسات القرآنية واللغوية المتصلة بالقرآن، والتجويد. وقد وافق ـ حفظه الله ـ على هذا اللقاء منذ مدة، غير أنه لم يتسن لنا جمع الأسئلة التي ستطرح على فضيلته بشكل مركز. وقد قمنا في الشبكة بصياغة ما ظهر لنا من الأسئلة التي نرغب في إجابة الدكتور غانم قدوري الحمد عليها، ورأينا طرح هذه الأسئلة أمام الأعضاء الكرام في الملتقى العلمي للتفسير ليضيفوا ما لديهم من الأسئلة العلمية التي يرغبون في الإجابة عنها من قبل الضيف الكريم. على أن تكون أسئلة مركزة، ومتعلقة بالمحاور العلمية التي تناولها الضيف الكريم في مؤلفاته وبحوثه.
ترجمة الأستاذ الدكتور غانم الحمد:
ولد الدكتور غانم بن قدوري بن حمد الناصري في مدينة تكريت بالعراق عام 1370هـ، ودرس الماجستير في كلية دار العلوم بالقاهرة بقسم علم اللغة، وبحثه للماجستير (رسم المصحف)، وكان حصوله على الماجستير عام 1396هـ، ثم حصل على الدكتوراه من كلية الآداب بجامعة بغداد عام 1405هـ ببحثه (الدراسات الصوتية عند علماء التجويد».
عين مدرساً بكلية الشريعة بجامعة بغداد عام 1396هـ وبقي بها حتى عام 1408هـ. ثم انتقل لجامعة تكريت وهي مسقط رأسه فبقي بها من عام 1408هـ حتى عام 1413هـ. عمل أثناء ذلك أستاذا زائراً بجامعة حضرموت باليمن، وكان يسكن حينها بمدينة المكلا باليمن عام 1422هـ.
انظر ترجمته في:
أعلام العراق في القرن العشرين 1/ 151، معجم الأدباء من العصر الجاهلي حتى عام 2002م لكامل سلمان الجبوري 4/ 390
من محاور اللقاء:
- رسم المصحف.
* ما علاقة الرسم العثماني بالقراءات القرآنية.
* هل مصاحف الصحابة تخالف رسم المصحف العثماني؟
* كيفية دراسة رسم مصحف ما؟
* ما أهم المصاحف المخطوطة في العالم؟ وهل يمكن الحصول على مصوراتها للتدرب على دراسة رسمها؟ وهل يمكن الظفر بشيء من هذه المصورات في ملتقى التفسير؟
* من هم الخبراء في قراءة المصاحف المخطوطة في العالم الآن؟ وكيف يمكن الاستفادة من هؤلاء؟
- علم التجويد
* طريقة المتقدمين في عرض التجويد.
* طريقة من بعد ابن الجزري في عرض التجويد.
* عيوب النطق: كتبها وعناية العلماء بها.
* الاختلاف في وصف بعض مخارج الحروف.
* هل في التجويد مسائل اجتهادية؟
* تحرير القول في قول ابن الجزري:
والأخذ بالتجويد حتم لازم * من لم يجود القرآن آثم
* المنهجية السليمة في تدريس التجويد؟
* علاقة علم التجويد بعلم القراءات؟
- الدراسات الصوتية المعاصرة.
* أهم كتب الدراسات الصوتية المعاصرة.
* مصطلحات الدراسات الصوتية المعاصرة.
* موازنتها بمصطلحات علماء التجويد.
* ما الحل العملي المقترح لما يثار بين الحين والآخر في النطق الصحيح لحرف الضاد وغيره؟
- الدراسات العليا في الدراسات القرآنية.
* طريقة التدريس.
* المناهج والمقررات.
* البحوث والرسائل العلمية.
* الخبرة الشخصية للدكتور غانم في تدريس الدراسات العليا في العراق واليمن.
---
هذه الأسئلة التي ظهرت للمشرفين على شبكة التفسير والدراسات القرآنية، وأرجو من الإخوة الفضلاء إضافة ما يريدون السؤال عنه لتصاغ بعد ذلك الأسئلة صياغة نهائية وترسل للأستاذ الدكتور غانم الحمد للتكرم بالإجابة عنها وفقه الله وبارك فيه.
ـ[ناصر الماجد]ــــــــ[14 Jun 2005, 12:28 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
أود من ضيفنا الكريم أن يجيب على مسألتين تتعلقان بالأحرف السبعة:
الأولى: هل الرسم العثماني أو المصاحف العثمانية مشتملة على الأحرف السبعة،
الثانية: يرجع بعض الباحثين اختلاف الأحرف السبعة الى الاختلاف في الرسم، بمعنى أن الخلاف في حقيقته عائد الى اختلاف رسم بعض الكلمات القرآنية، ويستدل بقول عثمان رضي الله عنه للنفر الذين انتدبهم لكتابة المصحف: (وما اختلفتم فيه أنتم وزيد فاكتبوه بلغة قريش، فإنه أكثر ما نزل بلسانهم) فنص على الكتابة ولم يقل القراءة.
ـ[موراني]ــــــــ[18 Jun 2005, 07:15 م]ـ
أود أن أعيد السؤال الذي طرحه مشرفو هذا الملتقي موضوعا للحوار مع الأستاذ الكريم غانم قدوري وفقه الله وهو:
ما هي أهم المصاحف المخطوطة في العالم؟ وهل يمكن الحصول على مصوراتها للتدرب على دراسة رسمها؟ وهل يمكن الظفر بشيء من هذه المصورات في ملتقى التفسير؟
فلا شك في أن هذا الموضوع الهام لدراسة النص القرآني يتعلق من طريق مباشر بالسؤال المطروح أيضا للحوار:
وهو: من هم الخبراء في قراءة المصاحف المخطوطة في العالم الآن؟ وكيف يمكن الاستفادة من هؤلاء؟
هل يرى الاستاذ المحترم فائدة في البحث النقدي المقارن للنص معتمدا فيه على ما ورد في المصاحف القديمة مثل ما تم اكتشافها ـ على سبيل المثال ـ بالخط الحجازي من أواخر القرن الأول الهجري باليمن) , وهو أمر لا يخفى عليكم لما قضيتم من الزمن هناك.
هل هناك معاهد خاصة لقراءة هذه المصاحف المخطوطة ومقارنتها بالمصحف المطبوع؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[21 Jun 2005, 11:09 ص]ـ
قرأت مقالة - لا أعرف أين بالضبط، و لكن - فيها - يريد كاتبه أن يثبت أن الرسم وقفي معجز لا يجب تغييره - لأنه معجز. فهل لك يا شيخنا الفاضل أن تعلق على هذا القول. فأنا أميل إلي أنه وقفي و معجز. و الله أعلم
جزاك الله خيرا و جزى الله خيرا كل القائمين على هذا المنتدى الفاضل
ـ[عبد الله]ــــــــ[28 Jun 2005, 11:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حيا الله الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد، وحيا الله أهل الملتقى جميعاً
أضع هذه الأسئلة بين أيديكم:
- هل يمكن اعتبار الفوارق اللهجية بين القبائل هي المراد بالأحرف السبعة؟ وهو ما تطلّب التيسير على الأمة.
وهل من تحديد دقيق لبدء هذه الرخصة؟
- هل يعتبر القائلون بإنكار المجاز خارجين على قواعد المفسرين اللغوية؟ ولو أردنا أن نعكس السؤال ونقول: هل المثبتون للمجاز خارجون على القواعد اللغوية للتفسير؟
- ما مدى الاستفادة من العلوم اللغوية الحديثة في التجويد والتفسير؟ وهل يمكننا الاستفادة من بعض المذاهب الأدبية والنقدية واللغوية الحديثة في تفسير النص القرآني؟ (مثل ما يطرح على الساحة من الخطاب والتأويل والحداثة وما بعد الحداثة والتفكيكية والبنيوية ... ... إلى آخر هذه المصطلحات إن وقفنا لها على آخِر ... )
- بحثكم عن الشيخ عبد الكريم الدبّان - رحمه الله - كان له أثر خاص فيّ، فتواضعه الجم أسوة لطلاب العلم وخاصة للذين يتعجلون للتصدر قبل الأوان، فإن أمكن أن تكرموا أهل هذا الملتقى بنشره هنا - إن لم يكن في ذلك حرج أو مسؤولية من مجلة الأحمدية التي نشرت البحث.
بارك الله لكم في عمركم وعلمكم وعملكم.
وسامحونا إن أطلنا عليكم
أخوكم / عبد الله إبراهيم
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[29 Jun 2005, 10:34 م]ـ
بارك الله في الجميع رزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح
وشكر الله للأستاذ الدكتور غانم قدوري هذااللقاء نسأل الله أن يبارك في جهود الجميع
لدي سؤالين:
1/ في قول ابن الجزري
والأخذ بالتجويد حتم لازم * من لم يجود القرآن آثم
* الأ يُحمل قول ابن الجزري على أن المقصود بـ (التجويد) في قوله (من لم يُجوّد القران) هو اللحن الذي يحيل المعنى وهو من أحكام التجويد؟
2/ من المعلوم أن الاستدلال عند أهل العلم يكون بأدلة الكتاب أوالسنة ..... لكننا نرى علماء التجويد وخصوصا في علم القراءات يستدلون على تنوّع قراءاتهم بأبيات من الشاطبية، فهل يصح هذا الاستدلال وهل هو مقدمٌ على غيره؟
وبارك الله فيكم
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[13 Jul 2005, 02:08 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
السؤال:
هناك اختلاف يقع في بعض الكلمات في كونها مقطوعة أو موصولة وعلى حد علمي أن هذا الأختلاف وقع بين المصاحف العثمانية التى بعث بها الخليفة عثمان ابن عفان مع أن هذه المصاحف قد نسخت من مصحف واحد ألا وهو المصحف الإمام وإن كان ذلك كذلك فكيف ولم وقع الخلاف؟
جزيتم خيرا والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[07 Aug 2005, 05:27 م]ـ
أتوجه بالشكر والتقدير لإدارة المنتدى لإتاحة مثل هذا اللقاء العزيز
وأشكر فضيلة الدكتور غانم قدوري الحمد على إسهامته العلمية وعندي بعض الأسئلة حول الضبط وعلاماته للنص القرآني:
- ما قول فضيلة الدكتور في القاعدة التي تقول (الأصل الإستحباب في التوسع في علامات الضبط مع المحافظة على علامات المتقدمين)
- هل تأخذ علامات الضبط بالقياس مثل وضع السين في كلمة مسيطر. فتوضع فوق الصراط في رواية قنبل.
وعليه هل يجوز الاجتهاد في وضع علامات جديدة لضبط القراءات الأخري مثل:
وضع حرف الخاء الصغير في الدلالة على الإختلاس في رواية الدوري في لقظ يأمر.
وضع حرف زاي صغير أسفل لفظ الصراط في رواية خلف للدلالة على إشمامه.
وضع سين السكت فوق كل ما يسكت عليه خلف وخلاد عن حمزة في كل ساكن قبل الهمز.
ما هو تصور سيادتكم عن ضبط إشمام قيل وسئيت لمن أشم.
وعن استخدام الألوان فهل يجوز استخدام ألوان خاصة غير التي استخدامها المتقدمون (الحمرة والخضرة والصفرة) في بيان أحكام التلاوة خاصة للإدغام الكبير للسوسي، ولامات وراء ورش.
وتفضل بقبول وافر الاحترام والتقدير.
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[14 Aug 2005, 11:30 ص]ـ
فضيلة الشيخ غانم الحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد فهل توجد مصاحف مطبوعة جرى ترقيم آياتها بالعدد المكي، وهل يوجد للدوري مصحف مطبوع باعتماد العدد البصري، وجزاكم الله خيراً.
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[16 Aug 2005, 02:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
في البداية تُشكر على جهدك في كتابك الموسوعي حول رسم المصحف الشريف
والسؤال: هل هنالك علاقة بين رسم المصحف والإعجاز؟
أتكلم عن الإعجاز شكلاً في رسم الحرف في المصحف العثماني
وبارك الله بكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المنصور]ــــــــ[19 Aug 2005, 12:50 ص]ـ
قال الدكتور موراني:
هل يرى الاستاذ المحترم فائدة في البحث النقدي المقارن للنص معتمدا فيه على ما ورد في المصاحف القديمة مثل ما تم اكتشافها ـ على سبيل المثال ـ بالخط الحجازي من أواخر القرن الأول الهجري باليمن) , وهو أمر لا يخفى عليكم لما قضيتم من الزمن هناك.
هل هناك معاهد خاصة لقراءة هذه المصاحف المخطوطة ومقارنتها بالمصحف المطبوع؟
وأرغب من الدكتور أن ينتبه إلى أن القرآن الكريم لم ولن تختلف نصوصه من مخطوط لمخطوط آخر.
بل إن العوام قبل المتخصصين يعلمون إن النص القرآني واحد، حتى لو عثرنا على مخطوط يختلف في إسقاط بعض الكلمات من القرآن، أترانا سنعده نسخة خطية لها قيمتها، وسنقول في الهامش: في نسخة أخرى جاء النص هكذا: ......
وهاهنا حكاية طريفة: رغب أحد الناس البحث عن أصح الديانتين: النصرانية أو الإسلام، فقرر نسخ التوراة والقرآن والتحريف فيهما ثم توزيعها أمام الكنيسة والمسجد، فتقبل النصارى كتابهم، وتوقف المسلمون أمام بعض الآيات المحرفة، ثم أرادوا معاقبة الرجل.
لقد تكرر مثل هذا الطلب من الدكتور موراني في أكثر من موقع على الشبكة، ومع تكرار التنبيه ليس أمام الباحث إلا شرح هذا الأمر للدكتور ولمشرفي الموقع، والله تعالى الموفق لما فيه الخير.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Sep 2005, 04:06 م]ـ
بعون الله وتوفيقه انتهى تنسيق أجوبة الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد، ويمكنك الآن قراءته كاملاً في موضعه من الشبكة، وربما يفضل معظمكم قراءته مطبوعاً لطول اللقاء، ولذلك قمنا في شبكة التفسير بتنسيقه وتهيئته للطباعة بشكل جميل. نرجو من الله سبحانه وتعالى أن ينفع بهذا اللقاء طلاب العلم، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل. وأشكر أخي الكريم الدكتور مساعد الطيار المشرف على هذا اللقاء العلمي الذي تفضل بصياغة معظم أسئلته، ومتابعته ومراجعته حتى خرج بهذه الصورة، وفقه الله وجميع الإخوة المشرفين والأعضاء على هذا الملتقى العلمي. ونرجو أن نتواصل معكم في لقاءات علمية قادمة بإذن الله.
http://www.tafsir.net/images/drganemgadori.gif (http://www.tafsir.net/ghanemmeeting.htm)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[11 Sep 2005, 04:51 م]ـ
الحمد لله رب العالمين الذي بنعمته تتم الصالحات.
أخي الكريم عبد الرحمن، لئن كان من شكر يوجه، بعد شكر الله، فلكما أنت وأستاذنا القدير غانم.
فلقد توليت اللقاء، وصغته على ما هو ظاهر لكل من سيطلع عليه، فلك من الله الجزاء الأوفى على ما تبذله في هذا الملتقى.
وأما الأستاذ الدكتور القدير غانم قدوري، فلا أدري كيف أصف إجاباته التي اتسمت بما تتسم به كتبه من البحث والتحرير والتنقيح والتجديد، فلله الحمد الذي منَّ على الملتقى بمثله، فأجاب مشكورًا إلى المشاركة أولاً، ثم إلى الإجابة إلى عقد لقاءٍ علميٍّ ثانيًا، فكان فوق ما نتوقع.
إن هذه الإجابات لتعطينا دافعًا قويًّا إلى بذل المزيد من استقطاب الأعلام المتخصصين في الدراسات القرآنية، ولمن لهم به عناية من غير الأكاديميين، ونتمى من الله لنا وللمشاركين التوفيق والسداد في القول والعمل، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[12 Sep 2005, 09:51 م]ـ
السلام عليكم
جزاكما الله خيرا على هذا اللقاء الذي أرجوا من الله تعالى أن يكون في صحيفتنا يوم القيامة وجزا الله بالخير فضيلة الدكتور غانم قدوري على ما تفضل به
ـ[طالب علم صغير]ــــــــ[14 Sep 2005, 05:54 م]ـ
الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد الأستاذ بكلية التربية بجامعة تكريت بالعراق بارك الله فيكم ونفع الله بكم الإسلام والمسلمين
أرجو أن تفيدونا بواضع القاعدة البغدادية هل هو ابن مجاهد البغدادي أوغيره؟
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[17 Sep 2005, 04:28 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم
عندي سؤال وهو إن كان العرب قبل الإسلام يكتبون من غير تشكيل ولا تنقيط فكيف كانوا يميّزون في كتاباتهم مثلاً بين الحاء والخاء وبين القاف والفاء وبين كلمة {فتبيّنوا} و {فتثبّتوا}.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمّد يحيى شريف الجزائري
ـ[عبد الله]ــــــــ[20 Sep 2005, 12:03 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للدكتور الفاضل غانم قدوري الحمد أبلغ الشكر وأجزله على هذه البحوث الماتعة المحررة، والشكر لأهل التفسير (مشرفين وأعضاء).
أشكل عليّ أمر في مسألة مخرج الضاد وصفتها، فأرجو التكرم بالبيان.
مخرج الضاد وصفة الضاد بينهما علماء اللغة وعلماء التجويد، وهذا مأخوذ بالتلقي، وعلى الخصوص بعد دخول غير العرب في الإسلام الأمر الذي جعل سيبويه وغيره من أعلام اللغة يجتهدون في تحديد مخارج الحروف كما كانت تنطق في السليقة العربية.
واليوم وبعد أن تطور صوت الضاد إلى ما نراه حتى عند الأدباء وأرباب الفصاحة والبيان، هل نعتد بهذا التطور في النطق القرآني؟
مع أنكم ذكرتكم في بحثكم ضرورة الالتزام بأحكام التجويد " فكما أن القراءة سُنَّةٌ يأخذها الآخِر عن الأول، فكذلك التجويد، لأن أحكام التجويد مُضَمَّنَةٌ في القراءات المروية " وأن اللحن "الخفي ترك إعطاء الحرف حَقَّهُ من تجويد لفظه"
فإذا كان واقع اللغة هو المعيار، فإن هناك كثيراً من الحروف قد تطورت مخرجاً وصفة، كالذال التي ينطقها أبناء الشام ومصر زاياً، أو الثاء التي أصبحت سيناً وغيرهما، فإذا رجعنا إلى واقع اللغة فهذا سيوقعنا في فوضى لا نهاية لها، لأن هذا التطور لن يتوقف وهذا من خصائص اللغة، والدراسات الحديثة التي أجريت على الضاد وغيرها من الحروف دراسة وصفية، فإذا تبعنا نتائج هذه الدراسة الوصفية (المتطورة) نكون قد تخلينا عن سنة التلقي.
ويمكن عند ذلك لكل قارئ أن يقرأ بما وصل إليه بلده من تطور لمخرج الحرف أوصفته، فمن يقرأ الضالين: الظالين. أو الذين: اللزين. أو ثم: سم. فينبغي أن نعتبر قراءته صحيحة ...
أرجو أن أكون مخطئاً في فهمي، وأرجو التصويب.
ولكم جزيل الشكر
عبد الله إبراهيم(/)
برنامج مصحف ويب
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[20 Jun 2005, 11:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(مصحف ويب _ سنة حسنة_ صدقة جارية)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله وكافة الأعضاء الموقرين
تفضلوا نسخة تجريبية ناجحة بإذن لله للمشروع المبارك (مصحف ويب):
الغرض من المشروع:
إمكانية نشر الرسم العثماني على الشبكة دون مشكلة حيث تظهر النصوص إملائيا في محركات البحث (العربية) المشهورة مثل موقع GooGle وغيره، وفي نفس الأمر هي بالرسم العثماني المقدس الأمر الذي يعني توافر البحث الجيد المتعارف عليه وحل لمعادلة كانت صعبة المنال ولعلها تكون صدقة جارية إن شاء الله تعالى وسنة حسنة على الويب.
فضلا عن تطبيق وتنفيذ الفكرة بواسطة خطوط ( Fonts) تحتل مساحة بيسطة جدًا من تحميل الموقع الأمر الذي يؤدي لكفاءة عالية وسرعة في التصفح، دون أدنى مشكلة للمستخدم.
لا يشترط وجود نفس الخطوط عند المستخدم بل سيتم ذلك من خلال الربط البرمجي بين الموقع وجهاز العميل دون تحميل أعباء على جهاز العميل.
يظهر النص بالرسم العثماني أثناء تصفح الموقع وعند حفظ الصفحة يظهر للمستخدم بالرسم الإملائي دون أي خطأ ومن الممكن ظهوره بالرسم العثماني إن توافر في جهاز العميل خطوط الرسم العثماني.
- سيتم لاحقا إضافة محرر لمعالجة الآيات القرآنية التي يكتبها الأعضاء في المنتدى لتحويلها للرسم العثماني دون أدنى مشكلة مع مراجعة دقيقة للنص القرآني المكتوب. وفي هذا محافظة على سلامة النص القرآني من التصحيف أو التحريف، وشكل لائق بمنتدى يرتاده أهل العلم ومدققي البحوث العلمية.
وإن شاء الله سيكون المشروع لبنة لتزويد الإخوة الأعضاء بمحرر للرسم العثماني يمكن استخدامه داخل برامج منسقات الكلمات مثل وورد وغيره.
طريقة تنصيب البرنامج:
قم بتنزيل الرفقات التي وفك ضغطها في مجلد واحد ثم شغل برنامج Setup واتبع التعليمات
إنما قطعت المرفقات لكبر حجمها. يستثنى مجلد Font حيث سيأتي شرحه في نقطة تشغيل البرنامج
هذه الخطوة هامة جدًا جدًا.
____________________
خطوات تشغيل البرنامج: (تنبيه الخطوة رقم 2 هامة جدًا).
1 - قم بتنصيب البرنامج.
2 - ثم انسخ مجلد الخطوط ولا تجعلها في مجلد الخطوط الموجود في النظام ( FontS) في مسار درايف الـ ":\ C". ضع المجلد في درايف السي فقط ثم شغل البرنامج لمرة واحدة فقط ثم أغلاقه.
[تنبيه: سيأتي في التعليق رقم 4 استدراك مهم من كاتب الموضوع وفقه الله. فليتنبه له. أبومجاهد]
تجد في دريف السي صفحة ويب باسم:" Test.html"
3 - ثم افتح ملف: Test.html الموجودة في دريف السي.
ماذا ترى النص الإملائي عاديًا جدًا.
4 - قم بتشغيل البرنامج بعد تنصيبه وصفحة الويب Tast.html مفتوحة ثم قم بعمل رفيش ( Refresh) للصفحة انظر ماذات ترى ...
اضغط مفتاح: CtL+F
تظهر لك نافذة البحث العادية داخل صفة الويب اكتب بالإملائي أي كلمات دون تشكيل ... ثم انظر النتيجة انتظر هناك الكثير: أجري بحث بين كلماتين إحدهما آخر الآية والأخرى التي تليها .... !!!!
__________________
تجربة البرنامج على الويب:
تم ذلك من خلال جهازين بينهما اتصال. إن توافر لك مثل ذلك قم بالآتي:
انسخ مجلد الخطوط على الجهاز المتصل بالجهاز الآخر (الشبكة المحلية وهي جهازين مشتركين).
ثم افتح البرنامج واتجه للبرنامج واضغط على إعدادات (داخل البرنامج) تظهر لك قائمة مسدلة آخرها (تغير مسار الخطوط) اضغط عليها تظهر لك نافذة باسم ( Browse for Folet) بها المحركات اتجه للشبكة ( Entire Network) وافتح المسار الجديد للخطوط من على الشبكة ثم اضغط موافق ( Ok) ثم اتجه للبرنامج ثم اضغط على جدول مسار الخط الجديد داخل البرنامج، ثم اضغط تحديد تظهر لك قائمة مسدلة اختار منها Ctrl+A ثم اتجه (لملف) داخل اتجه لحفظ يتم حفظ المسار الجديد، أغلق البرنامج وأعد تشغيل تجد البرنامج يقوم بتحميل خطوط الموقع للجهاز المستخدم دون تنصيب الخطوط على الجهاز وهذا من فتح الله تعالى، فتجد البرنامج يقوم بقراءة الخطوط ( Fonts) من الشبكة دون تحميلها على الجهاز الأمر الذي معناه أنني ولله الحمد والمنة نجحت في تطبيق الفكرة والاستعاضة عن وجود الخط في جهاز العميل بالإضافة لكون الرسم إملائيا وعثمانيًا في نفس الوقت.
__________________
تم ولله الحمد تطبيق الفكرة والمراد تنفيذها كليا على كل سورالقرآن ووضع معالج الإنابة عن الأعضاء في كتابة الآيات وهذا أمر بسيط إن شاء الله تعالى، برمجيا والله من وراء القصد
جاري حساب تكلفة المشروع.
أعرف إني أثقلت عليكم
أخوكم أبوصالح أيمن بن صالح
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[20 Jun 2005, 11:15 م]ـ
استكمال باقي رفع المرفقات
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[20 Jun 2005, 11:52 م]ـ
الرجاء من الإخوة تحميل كل المرفقات لأن البرنامج لا يعمل إلا مكتمل،، حبذا من الإخوة المشرفين تثبيت الموضوع لتفعيله حتى يتم كليا إن شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[21 Jun 2005, 12:12 ص]ـ
استد راك هام
معذرة يا أخواني فالفرحة جعلتني أقع في خطأ برمجي بسيط.
انسخ مجلد الخطوط على درايف الدي لا السي
D:\Font وداخله الفونت بعد فك مجلد الفونت بحيث يكون المجلد باسم Font وداخله مباشرة ملفات الخطوط ... آسف
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Jun 2005, 01:46 ص]ـ
جزاك الله خيراً وجعله في موازين حسناتك. سنجرب ونرى النتائج إن شاء الله.
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[21 Jun 2005, 11:01 ص]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل
جزاك الله خيرا أولا
ثانيا - تظهر لي رسالة خطأ متكررة - و لا أستطيع إغلاق البرنامج إلا عن طريق كنترول ألت دليت
مع أنني إتبعت نفس الخطوات
و عندما فتحت صفحة test وجدت فيها آية الفاتحة بالخط العثماني الجميل
و لكن عند تشغيل البرنامج - يظهر الخطأ المتكرر!!!
/////////////////////////////////////////////////
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[21 Jun 2005, 04:11 م]ـ
أرجو من الأخوة الذين تظهر لهم رسائل خطأ عدم الأنزعاج فالبرنامج تحت الإنشاء:
_____________
في انتظار تعليق فضيلة الدكتور عبد الرحمن الشهري.
بالنسبة للأخ الكريم (الإسلام ديني) جرب الآتي:
إنسخ مجلد Font الموجود فيه ملفات خطوط البرنامج إلى أي دريف مثل الـ F:\Font أو الـ G:\Font مثلا ثم قم بالآتي:
إذهب إلى المجلد الموجود فيه البرنامج داخل ( Porgram File) تجد ملف باسم: 1. fff قم بتحرير هذا الملف بواسطة wordpad أو غيره تجد فيه سطر:
D:\font قم بتحرير D إلى الدرايف الذي اخترته أنت والذي وضعت عليه مجلد الخطوط ( Font) إن كان الـ" G" اكتب G:\font ثم احفظ الملف.
ثم اخرج منه ثم قم بالضغط على الملف نفسه بعد الخروج يعمل البرنامج إن شاء الله تعالى.
تنبيه: يرجا عدم تثبيت ملفات الخطوط الموجود في البرنامج داخل مجلد النظام Windows فالغرض من البرنامج عدم الاعتماد على الخطوط في مجلد النظام .....
ومن تخرج له رسائل تحذيرية فالرجاء كتابته ... فهي مهمة جدا في تطوير البرنامج للحد من الأخطاء البرمجية فلا يتردد الإخوة في ذكر ملاحظاتهم فهذا البرنامج برنامج للجميع.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[23 Jun 2005, 06:06 ص]ـ
جزيت خيراً أخي أيمن على هذا المشروع العملاق ولقد طال انتظارنا لرؤية هذا البرنامج وها نحن بحمد الله نراه حقيقة ماثلة ونحن في أمس الحاجة لمثل هذه البرامج، وعن نفسي صراحة كم كنت اتمنى منذ زمن أن أحصل على برنامج يعمل على كتابة الآيات بالرسم العثماني وكأنك تقرأ من المصحف بخط عثمان طه.
ختاماً أتمنى من جميع الأخوة في هذا الملتقى المبارك أعضاء وقراء أن يدعوا لأخينا أيمن بدعوة صالحة في ظهر الغيب، وأن يشكروه على هذا الجهد المبارك امتثالاً لقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه.
أسأل الله العلي الكريم أن يجعل ذلك في ميزان حسناته، وأن يحقق له مناه دنيا وآخره.
ملاحظة:
أخي أيمن: كتبت هذه الكلمات وأنا أحمل ملفات البرنامج ولم تكتمل بعد وسأوافيك بالملاحظات بعد إكمال التحميل وتشغيل البرنامج.
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[23 Jun 2005, 10:47 ص]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبدا أخي الحبيب
لا يوجد إزعاج أبدا
فجزاك الله خيرا و وفقك الله الي هذا العمل الفاضل و سهل عليك
/////////////////////////////////////////////////
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[23 Jun 2005, 05:34 م]ـ
السلام عليكم إخواني الأفاضل:
فضيلة الدكتور أحمد القصير أشكر لك كلماتك الطيبة وجعلني الله عند حسن ظنك.
أخي الإسلام ديني أي ملحوظة سأقوم بالرد عليها فورا.
الإخوة الذين رفعوا المرفقات بعضهم حمل مجلد الخطوط فقط ظنا منهم أن هذه خطوط البرنامج كاملة فقط، بيد أن هذه نسخة تجريبية سيتم إلحاق أكثر من 286 خطا لها،،، والبعض حمل المرفقات غير كاملة كما يظهر في عدد مرات التحميل الموجودة في المنتدى بالطبع من حمل المرفقات ناقصة قد لا يعمل معهم البرنامج التجريبي!!!!!.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[30 Jun 2005, 12:46 م]ـ
الحمد لله لم تظهر أي رسائل أخطاء ولا توجد شكاوي من أحد ................... فيما يظهر.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[30 Jun 2005, 05:10 م]ـ
أخي أيمن
عندما عملت setup للبرنامج ظهرت الرسالة التالية:
Invalid command-line parameters unable to continue
والرسالة التالية:
Setup was not completed succsesfully
والرسالة التالية:
Invalid procedure call or argument
فما المشكلة؟
تنبيه: هذه الرسائل ظهرت في setup ذو الحجم 280 ك. ب
وأما setup ذو حجم 138 فظهرت الرسالة التالية:
setup cannot countinue because some system files are out your system
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[30 Jun 2005, 06:15 م]ـ
فضيلة الدكتور أحمد القصير.
كل هذه الرسائل ظهرت نتيجة لعدم إلحاق كل مفرادات البرنامج وخطوات العمل:
تحميل كل الملفات الموجودة من المرفقات:
وهي مضغوطة بنظام Zip
فك الضغظ لكل المرفقات في مجلد واحد.
ستجد خمس ملفات امتداد. Cab بالإضافة لبرنامج setup.exe وملف باسم SETUP.LST
عند اكتمال كل هذه الملفات داخل مجلد واحد يقوم البرنامج بالتنصيب حيث قمت بتجزئة المرفقات اللازمة للتشغيل لمساحة المسموح بها في إرسال المرفقات.
في انتظار الرد ..
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[02 Jul 2005, 03:26 ص]ـ
أخي أيمن
لقد حملت الملفات من جديد ونفس المشكلة تكررت علماً باني أعمل على ويندوز ملينيوم
فما المشكلة؟
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[02 Jul 2005, 06:04 ص]ـ
السلام عليكم فضيلة الدكتور أحمد القصير حفظه الله تعالى
تم إرسال البرنامج معد لبريد فضيلة الدكتور عبد الرحمن الشهري فأرجو من سيادته تنزيله على الموقع لتنزيل البرنامج دفعة واحدة.
وقد جربت البرنامج على الإصدارة المذكورة فوجدت بعض الإعواز وسوف يستدرك إن شاء الله جرب والله معك.
إن قام الجهاز بعض رسالة لعمل إعادة تشغيل أثناء التنصيب فهذا أمر طبيعي قم بالموافقة وإعادة التنصيب مرة أخرى لإتمام تنصيب البرنامج ثم بعد الاكتمال ا
وتفضل بقبول وافر الاحترام والتقدير
ـ[بدر]ــــــــ[08 Aug 2005, 01:58 ص]ـ
السلام عليكم .. جزاك الله خير أخي الكريم على هذا البرنامج:)
عملت الخطوات .. أثناء التنصيب ظهرت لي رسالة .. (المرفقات رقم 1)
و بعد تشغيل البرنامج للمرة الأولى .. ظهرت رسالة صغيرة (المرفق 2) عن النقر عليها تذهب لخيار الطباعة ..
طبعا ملف الـ test ظهرت فيه الفاتحة .. فقط
بارك الله فيك ..
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[08 Aug 2005, 04:55 م]ـ
السلام عليكم أخي الكريم لقد عمل معك البرنامج بنجاح لكنك لم تذهب إلى دريف السي أثناء عمل البرنامج افتح البرنامج واذهب إلى السي دريف تجد داخله ملف باسم tast امتداد html ( ويب أعني) أنقر عليها وافتحها تجد نموذج الرسم العثماني للفاتحة.
بالنسبة للرسالة التي ظهرت لك هي طبيعية تقول المكونات المنصبة المطلوب تنصيبها موجودة فعلا في الجهاز وفرجن الإصدار هو كيت وكيت، هل تريد استبدالها. في كلا الحالتين يعمل معك البرنامج وفقنا الله وإياك.(/)
قراءة: لا اله الا هو اليه المصير
ـ[موراني]ــــــــ[12 Jul 2005, 10:36 م]ـ
عثرت بين أوراقي المتعددة على جريدة بالعنوان: (مجلة الأبحاث) لجامعة ولاية سارلند الألمانية من عام 1999 فيها تقارير ودراسة قصيرة حول المصاحف التي قام بترتيبها والبحث فيها فرقة من المستشرقين والباحثين المحلّيين بصنعاء بين عامي 1987 و1992 وعام 1996 و1997. كذلك تمّ ترميم عدد كبير من القطع القرآنية وتصويرها على أفلام. وجدير بالذكر أنّ جميع المصاحف قد كتب على الرق وبمختلف الخطوط , منه بالخط الحجازي المائل ومنه بالخطوط الكوفية على يد نساخ وخطاطين عدة. كثير من هذه المصاحف قد نسخ في النصف الثاني من القرن الأول الهجري.
لقد عثر أحد الباحثين المقيمين في صنعاء في تلك الفترة على قطعة من مصحف فيها , على اللوحة (الرق) التي تهمنا هنا , آخر سورة الزمر وتليه مباشرة بداية سورة غافر بعدم ذكر اسم السورة وبدون غير فاصل ما بين الآيات. وأشار الباحث في تعليقاته على هذه القطعة الى العبارات التالية في آخر الآية 3:
لا اله الاّ هو اليه المصير
وجاءت هذه العبارات بالخط الحجازي بالرسم التالي:
لا اليه الاّ هو اليه المصير
مشيرا في ذلك الى أن في (لا اله) زيادة الياء وشكله كما جاء في (اليه المصير) , بالمعني أن كلتا العبارتين (اله) و (اليه) قد كتبتا على نفس الشكل , بنفس الرسم ,كما يتبين ذلك واضحا على الصورة الضوئية التي أضافه الباحث في هذا الموضع.
هذا , ولا يستبعد هذا الباحث , الذي قضى أربع سنوات في صنعاء , أنّ الرسم في كلتا الحالتين (اليه ــ بالياء) قد يجعل القراءة التالية من باب الاحتمال:
لا اله الا هو اله المصير,
بدلا من:
(اليه المصير)
غير أنه يشير الى آيات أخرى التي تثبت صحة القراءة: (اليه المصير). فمن هنا يقترح أنّ البحث يجب أن يرجع الى هذه الرسوم القديمة , أي الى المصاحف في صنعاء والى دراسة طبيعتها والقراءات فيها.
هذا ما ذكر الباحث حول القراءة المحتملة للآية 3 في سورة غافر.
فأقول: لا شكّ في أنّ الرسم قد جاء كما ذكرنا (لا اليه الا هو اليه المصير) , غير أنّ العبارة (لا اليه الا هو) لا معنى له من قريب أو بعيد , فمن هنا تم التسوية عند هذا الباحث بين (اله) و (اليه) وقرأهما (اله) في كلتا الحالتين , أي قرأ (اله المصير).
غير أنه قد غفل أمرا بالغ الأهمية ولم يطرحه للمناقشة كما لم يضعه في عين الاعتبار.
اذ انه من الملاحظ أنّ بين العبارتين (لا اليه) و (اليه المصير) ليس هناك الا كلمتان قصيرتان فحسب وهما: (الاّّ هو). أما الناسخ فانه , كما يبدو لي , لم يكتب الآية من حفظه, بل نسخها من نسخة أخرى .... فما حدث في هذا الموضع فهو يحدث عند غيره:
وهو ظاهرة انتقال النظر في القراءة من كلمة الى كلمة أخرى (أو حتى الى سطر آخر) بقزف عين الناسخ من كلمة , وفي هذه الآية: القزف عند الكتابة من (اله) الى الكلمة (اليه) المصير فكتب في كلا الموضعين سهوا: (اليه).
وهذه الظاهرة التي عرفها العلماء القدماء , منهم ابن خلكان , وكانوا يسمونها بالعبور من سطر الى سطر ـ (أنظر وفيات الأعيان , ج 4 , ص 183 بتحقيق احسان عباس) , هذه هي الظاهرة التي نواجهها في هذا الموضع أيضا في بداية سورة غافر , فلا داع اذا لاحتمالات أخرى لقراءة (اله المصير).
للأسف , لم يقدم هذا الباحث رسما للآيات الأخرى فيها (اليه المصير) الواردة ربما في مصاحف أخرى في صنعاء بنفس الخط المائل ومن نفس العصر: مثل المائدة , 18 و الشورى , 15 , التغابن , 3. ومن هنا بقي احتمال قراءته بغير دليل قاطع. وذلك حتى ولو نبّهنا الى أنّ كتابة الفتحة الطويلة في هذه المصاحف القديمة تتم بالياء , مثل: التورية (نعم , هكذا) بدلا من التوراة. أما كتابة (اليه) مرة بالمعنى (اله) ومرة بالمعنى (اليه) , أي بغير تمييز بينهما في الرسم , فذلك موضوع الشك فيه , فمن هنا لا أراه الا سهوا من الناسخ كما بيّنته.
لقد تم جمع القراءات القرآنية في 8 مجلدات (الكويت , ذات السلاسل. 1402 الى 1405 هـ) غير أنّ المصاحف في صنعاء تسجل قراءات أخرى غير واردة في هذا المعجم القيم , مثل:
قيل جا الحق (بدلا من: قل جاء الحق) , وهنا أيضا يتساءل القاريء بغير الطعن في القرآن , بل باحثا في تطور كتابة النص ,: ما هو (الدور) للياء في هذا المقام: وهو: قيل , هل هو (قال) , الفتحة الطويلة , أم قيل كما هو (ما لا يسمى اسمه) , وذلك الى جانب أمثلة أخرى في مصاحف صنعاء.
هذا , وانقطعت الأعمال قي صنعاء منذ مدة حسب علمي ولا أعلم شخصيا ما هو السبب لذلك. ربما يفيدنا الأعضاء المشاركون في هذا الملتقى بما لديهم من الأخبار حول الأنشطة العلمية المتركزة على هذه المصاحف القديمة في دار المخطوطات بصنعاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أنمار]ــــــــ[13 Jul 2005, 05:10 ص]ـ
في حالة ثبوت مخالفة هذه المصاحف في الرسم للمصاحف العثمانية فهو مما لا قيمة له البتة في علم القراءات
أما من حيث علاقة هذا بتطور الكتابة فهو أمر آخر ويستفاد من مخطوطات أخرى غير القرآن لأنه لا يدخل تحت هذا الباب إلا إن أصر الباحث أن كاتب هذا المصحف ممن لم يلتزموا بالرسم العثماني مخطئا في فعله ذلك، وهنا ضاقت قيمة البحث العلمي المنشود.
والأظهر كون ذلك من باب السهو بدون أدنى شك للمتأمل،
فمثلا أعرف مجموعة من البسطاء من أهل اليمن ما زالوا يكتبون المصاحف بأيديهم بمجهودات شخصية ويبيعونها للناس على أنها نوادر لأنها بخط اليد (حتى لو كانت في هذ العصر) وعلى أوراق جلدية ونحو هذا، وبمجرد إلقاء نظرة فاحصة على أعمالهم هذه يتضح للحفظة وأهل العلم كثرة الأخطاء الإملائية، حيث أنه عمل فردي لا رقيب عليه.
فأنا أخالف د. موراني الذي يقول:
أما الناسخ فانه , كما يبدو لي , لم يكتب الآية من حفظه, بل نسخها من نسخة أخرى ...
اهـ كلامه
فأقول إثبات ذلك دونه خرط القتاد.
بل في حالة مخالفة الرسم فهي دليل على أن هناك بعض الناس قاموا بالكتابة إما من حفظهم أو أنهم قليلي الخبرة فصدر منهم تلك الأخطاء سهوا أو عن عدم إلمام بضرورة التقيد بتفاصيل الرسم العثماني، خاصة أنها كتبت بعد استقرار الإجماع على المصاحف العثمانية فلا معنى للاحتمالات والاعتبارات البعيدة.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[13 Jul 2005, 03:43 م]ـ
كثير من هذه المصاحف قد نسخ في النصف الثاني من القرن الأول الهجري.
هل من دليل على هذا التاريخ؟
ـ[موراني]ــــــــ[13 Jul 2005, 06:57 م]ـ
نتائج عملية كاربون 14 تؤكد ذلك التأريخ , وهناك مقارنات بقطع أخرى على البردي بنفس الرسم من نفس العصر في مكتبات أخرى.
طبعا هناك مصاحف أحدث من ذلك. عادة لم يسجل النساخ تأريخ كتابة المصاحف الا على مصحف واحد في صنعاء وهو متأخر نسبيا: رمضان 357.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[13 Jul 2005, 10:19 م]ـ
على التسليم بالتاريخ فلا بد من الوقوف على صورة من المصحف المذكور للتعرف على مصطلح الرسم الذي كُتب به.
ولعل الياء المتوهم وجودها في قوله (إله) هي كسرة الألف، ويمكن التأكد من ذلك بمراجعة بقية الآيات التي ورد فيها لفظة (إله) لننظر هل تتفق معها في الرسم أو تختلف.
وتأمل الصورة المرفقة لمصحف يُعتقد أنه كتب في القرن الرابع الهجري لتجد أن مصطلح الكتابة آنذاك يختلف جذرياً عن المصطلح المتعارف عليه اليوم.
ـ[موراني]ــــــــ[14 Jul 2005, 07:38 م]ـ
أحمد القصير المحترم كتب:
ولعل الياء المتوهم وجودها في قوله (إله) هي كسرة الألف، ويمكن التأكد من ذلك بمراجعة بقية الآيات التي ورد فيها لفظة (إله) لننظر هل تتفق معها في الرسم أو تختلف.
نعم , هذا هو ما حاولت أن أعبر عنه. من المؤكد أنّ هذا الباحث كان بامكانه أن يبحث عن مواضيع أخرى مثل هذا (اليه ... بمعنى اله) فلم يفعل كما يبدو لي. فمن هنا أرى هذه الكتابة بعدم تمييز في الرسم بين (اله) و (اليه) خطأ من الناسخ.
أما اللوحة المرفقة فمنه كثير بالقيروان , وأصل هذه اللوحة أيضا ربما القيروان الا أن الرسم لا يناسب للمقارنة بالخط الحجازي المائل الذي كنت بصدده أعلاه.
من الملاحظ أن النساخ لهذه الألواح (3 أو 4 سطور على لوحة واحدة فحسب) لم يروا بأسا بفصل الكلمة في آخر السطر. لدي صورة من هذه الخط غير اننه لا استطيع تنزيله كمرفق لأنها على صيغة tif عندي.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[15 Jul 2005, 03:55 ص]ـ
فمن هنا أرى هذه الكتابة بعدم تمييز في الرسم بين (اله) و (اليه) خطأ من الناسخ
عفواً دكتور موراني، لم هذا البت في الحكم، ودعوى الخطأ من الناسخ لم تثبت حتى الآن.
لا زلت آمل الوقوف على صورة من المصحف المذكور؛ لنتحقق أولاً من دعوى وجود الخطأ، ثم لننظر ثانياً هل تكرر هذا الرسم - المزعوم وقوع الخطأ فيه - في جميع المواضع التي وردت فيها لفظة (إله).
ـ[موراني]ــــــــ[16 Jul 2005, 12:19 ص]ـ
أحمد القصير حفظك الله ,
أرسلت اليكم اليوم بالصورة لهذه الآية , أتمنى أن تتمكن من فتحها وربما أضعها هنا.
شكرا لاهتمامك
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[16 Jul 2005, 03:25 م]ـ
لقد اطلعت على الصورة وهي كما ذكرتم، لكن لا يمكن الجزم حتى الآن بأنَّ هذا خطأ من الناسخ، لاحتمال أن يكون هناك اتفاق في الرسم بين الكلمتين، وحتى نقطع الشك باليقين فلا بد من الاطلاع على بعض المواضع التي وردت فيها لفظة (إله) لننظر هل تتفق معها في الرسم أو تختلف.
ملاحظة للأخوة القراء:
الصورة المرفقة في الأسفل هي صورة المصحف الذي يدور النقاش حوله، وقد قام الدكتور موراني بإرسالها لي عبر البريد، وقمت بإنزالها هنا، بعد أن عملتُ على تغيير امتدادها وتصغيرها.
ـ[موراني]ــــــــ[16 Jul 2005, 03:57 م]ـ
أشكر لكم على تحميل الصورة الى الملتقى.
كما أشكر لكم على توضيح الأمر المتعلق بتفسير هذه الظاهرة في الخط.
للأسف: ليس لديّ شاهد آخر بالخط المائل للاتفاق بين (اله) و (اليه)
أما (اله) , وفي حالة الاضافة , لا يرد الا في (اله موسى) * , كما أرى.
واله المصير؟ هل هناك احتمال أن يكون صحيحا حسب الرسم؟
الأمر يحتاج الى بحث أوسع والى نظر في المصاحف القديمة الأخرى.
* كما في الكتابات في صحراء النقب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[16 Jul 2005, 05:07 م]ـ
تأمل في الصورة قوله تعالى: {وقابل التوب} تجد أن قوله: {قابل} رسمت هكذا [قبل] من دون نقاط، ولاحظ أنها تحتمل: قبل، وقيل، وقتل، وقاتل، وقابل ....
وهذا كله يؤكد ما قلته سابقاً أن الرسم قد يتفق في بعض الكلمات ولكن المراد يتضح ويعرف إما من السياق أو من المشافهة والسماع، وكما هو معلوم ومتفق عليه لدى عامة المسلمين أن القرآن لا يؤخذ إلا بالمشافهة، وقد نُقل بالتواتر، سماعاً لا كتابتة، والمعمول به عند جميع القراء هو التلقي من الشيوخ مشافهة مع حفظ الصدور.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[16 Jul 2005, 05:17 م]ـ
أما (اله) , وفي حالة الاضافة , لا يرد الا في (اله موسى) * , كما أرى.
واله المصير؟ هل هناك احتمال أن يكون صحيحا حسب الرسم؟
لم يتضح لي المراد من هذا الكلام، آمل التوضيح أكثر.
ـ[موراني]ــــــــ[16 Jul 2005, 06:19 م]ـ
أحمد القصير وفقه الله يقول:
ومتفق عليه لدى عامة المسلمين أن القرآن لا يؤخذ إلا بالمشافهة، وقد نُقل بالتواتر، سماعاً لا كتابتة،
هذا , ونحن هنا بصدد المصاحف المختلفة كتبت على أيدي النساخ والوراقين عبر القرون. وهذه المصاحف تحتاج الى عناية علمية كبيرة في نظري كما تحتاج اليها الكتب التراثية الأخرى أيضا.
قد كتب (المصحف العثماني) حسب ما ورد في مصحف فلان وفلان من الصحابة حسب الروايات , أو من جاء بآية لم تقبل منه الا بشاهدين قبل كتابتها.
ومن هنا فالكتابة ثابتة في نظري من البداية ان نتفق على صحة الروايات في هذا الأمر وهو جمع القرآن.
(انظر مثلا كتاب المصاحف للسجستاني , ص 17 و ص 38 الى 39 وكذلك عند ابن وهب في تفسيره , ج 3 , ص 28 .... وهلم جرا).
أما بنسبة الى (اله المصير): أقصد أن بين الكلمتين حالة الاضافة غير أنني أستبعد ذلك , وهو صحيح في (اله موسى)
أم هل يجوز أن نصف (الله) بأنه (اله المصير)؟ هل هذا من الاحتمالات؟ لدي تحفظات لهذه القراءة.
ـ[الباجي]ــــــــ[16 Jul 2005, 10:25 م]ـ
الرواية الشفوية يا دكتور موراني هي الأصل، ثم يأتي التوثيق الكتابي، بذلك حفظ المسلمون كتابهم من التحريف والتغيير.
واعلم - غير معلم - أن في كثير من الجامعات الأمريكية اليوم قد أصبحت دراسة الرواية الشفوية مادة اساسية، وتأكد هذا لديهم بعد الحادثة الشهيرة التي صرح فيها ريئسهم علنا: أن حرب العراق حرب صليبة، ثم لما طلب الناس كلامه هذا في الصحف وغيرها وجدوه قد اختفى، مما أكد لذي طائفة كبيرة من علمائهم أهمية الرواية الشفوية، وأنها غير قابلة للتحريف أو الإخفاء إذا انتشرت وظهرت بين الناس، بخلاف الكتابة المحدودة فيمكن تحريفها وتغييرها.
ولدي بعض إخواننا مادة علمية كبيرة حول الرواية الشفوية وأهميتها ... واهتمام علماء الغرب بها اليوم ... وقائمة بأسماء الجامعات التي اعتمدت الرواية الشفوية مادة أساسية في بعض أقسامها. ولكن أخونا في لندن الآن ولا يمكنني الوصول إليه.
ـ[موراني]ــــــــ[16 Jul 2005, 11:51 م]ـ
الباجي المحترم , حفظه الله , قد كتب:
الرواية الشفوية يا دكتور موراني هي الأصل، ثم يأتي التوثيق الكتابي، بذلك حفظ المسلمون كتابهم من التحريف والتغيير.
أنا شخصيا , كما سبقت الاشارة الى ذلك , لا أجد دليلا قاطعا على هذا الرأي الذي أحترمه , بل أجد غيره ما لا يفوتك عند قراءتك في الروايات حول (جمع القرآن) , وهي كثيرة. فمن هنا لسنا في حاجة الى اعادتها.
كما لسنا في حاجة , كما أرى , أن ندخل في هذا الحوار العلمي حول المصاحف القديمة (وهذا هو الموضوع) أمورا من ميادين السياسة وما يتعلق بها من قريب أو بعيد.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[17 Jul 2005, 01:00 ص]ـ
أين المصاحف التي كُتبت في عهد أبي بكر الصديق؟ وأين تلك التي كُتبت في عهد عثمان بن عفان، رضي الله عنهما؟ هل لا تزال الأمة تحتفظ بهما؟ وهل لما فُقِدت فُقِدَ القرآن الكريم؟ أو اهتزت الثقة في نقله؟
لم تكن الأمة تُعنى بالمصاحف المكتوبة هنا وهناك كعنايتها بالرواية والسند، والمشافهة والسماع.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي رواية الحديث النبوي شاهد على ذلك، فهناك ما يسمى بالوجادة، ويعني بها المحدثون: ما أُخذ من العلم من صحيفة، من غير سماع، ولا إجازة، ولا مناولة، ولهم في قبول مثل هذه الرواية كلام طويل، والذي عليه الجمهور من المحدثين والفقهاء هو عدم قبول مثل هذه الرواية.
هذا في قبول الحديث، انظر كيف كان حرصهم، فما بالك بكتاب الله تعالى، فإنهم لم يكونوا يعتمدون أبداً على المكتوب، وإنما عمدتهم هو الرواية والمشافهة وحفظ الصدور.
ـ[الباجي]ــــــــ[17 Jul 2005, 11:52 م]ـ
أنا شخصيا , كما سبقت الاشارة الى ذلك , لا أجد دليلا قاطعا على هذا الرأي الذي أحترمه , بل أجد غيره ما لا يفوتك عند قراءتك في الروايات حول (جمع القرآن) , وهي كثيرة. فمن هنا لسنا في حاجة الى اعادتها.
كما لسنا في حاجة , كما أرى , أن ندخل في هذا الحوار العلمي حول المصاحف القديمة (وهذا هو الموضوع) أمورا من ميادين السياسة وما يتعلق بها من قريب أو بعيد.
دكتور موراني: اعلم يقينا أني كلما أصبح أو أمسي ألعن السياسة والسياسيين وبتُ أكره - كما قال الشيخ محمد عبده - فعل ساس يسوس سوسا وسياسة، وكل ما يشتق منه، و ليس عن هذا نتحدث دكتور، وما ذكرته لك إنما هو مثل، فاطمئن ولا تجزع، وإن كان اليوم لو تحدثتَ عن رغيف الخبز لكنت خائضا في لب السياسة.
================
وإنما حديثنا عن (نسخ القرآن) وتوثيق ذلك، وما يجر إليه من الكلام حول تحقيق القرآن وروايته وألفاظه، واختلاف النسخ المدونة، والحديث عن الخط العربي، وعن بحوث المؤمنين بسلامة القرآن، وعن بحوث غير المصدقين بسلامته المعتقدين لوجود تحريف أو نقص فيه ... وهلم جرا.
فهل إذا فتح هذا الباب د: تستمر مع الإخوة الدكاترة هنا في المناقشة، بناءا على المنهج الشامل لدراسة النصوص، أو غير ذلك مما تراه من منهجية في البحث، أم ستقول كلماتك مثل ما هنا وتترك النقاش إذا حمي الوطيس، ودعيت نزال؟
وأبدأك بهذا النص عن نولدكه العظيم!! أو عن فريدرش شفالي - فلا أدري لمن أنسب الكلام بعد ما رأيته في واجهة الجزء الثاني من [تاريخ القرآن] < عدله تعديلا تاما فريدريش شفالي > -.
قال 2/ 241: ( ... هكذا يبقى أن نعرف بطبية الحال، ما إذا كان كل من <الجامعين> قد حفظ نصوص الوحي أو أجزاء كبيرة منه في ذهنه، كما سوف نرى لاحقا، فإن حفظ النصوص المقدسة غيبا كان في كل الأزمنة؛ الأمر الأساسي، في حين أن التناقل المكتوب لنصوص الوحي كان ينظر إليه دائما بكونه واسطة لبلوغ الغاية).
فما رأيك في هذا الإقرار من عالمكم العظيم نولدكه أو شفالي حول اعتماد الرواية الشفوية مصدرا أوليا لحفظ القرآن؟
دكتور موراني قبل أن أنهي مشاركتي: من أيام وفي نفسي سؤال لك: أريدك أن تدلني - لو سمحت - على كتاب في هذه الدنيا حُقق أو درس من قِبل المؤمنين به، أو غير المؤمنين بأنه من عند الله، مثلما درس القرآن على مر ثلاثة عشر قرنا من الزمان.
أرني دكتور - لو تفضلت - كتابا مخطوطا أو مطبوعا، من عند الله أو كتبه بشر ... حقق الناس حروفه حرفا حرفا، وآياته - جمله - آية آية، كتبوا في معارضته .. وكتبوا في نقده، وكتبوا في تحريفه ونقصه ... كتبوا في ناسخه ومنسوخه ... كتبوا في بيان ما نزل منه بليل أو نزل بنهار، في مدنيه وفي مكيه، في حضرييه وفي سفرييه، كتبوا في خطه، وشكله ونقطه، في قراءاته ... في تفسيره وتفاسيره ... في شواذه ومتواتره ... في قصصه، موافقين ومنكرين، ومدعين أخذها من التورية - على خط المصحف - أو الإنجيل ... وغير ذلك كثير مما لا أطيل عليك بذكره، هل تجد في ما قرأت دكتور كتابا حقق ودرس مثلما درس هذا القرآن، الذي يقول عنه المسلمون: إنه (كلام الله)؟ ثم بقي إلى لحظتنا هذا يقرأه الصغير والكبير، الذكر والأنثى، المسلم والكافر، الأسيوي والأوربي، العربي والأعجمي ... من في الشرق ومن في الغرب، مثل من في الشمال ومن في الجنوب = يقراؤنه سواء، و يحفظونه عن ظهر قلب بنفس اللفظ والمعنى لا اختلاف بينهم ... عند كل عاقل عرف المعاني والألفاظ الدالة عليها ... هل تجد كتابا بمثل هذه المواصفات، وكتابا حقق ودرس مثل هذه الدراسة، ولا زالت دراساتهم تتوالى، وما يزيد هذا الكتاب إلا رسوخا في الصدور، وصحة في دعوى كونه من عند الله، وأنه ليس كلام بشر، وأنه لم يطله - ولن
(يُتْبَعُ)
(/)
يطاله - تحريف ولا تغيير ...
أنتظر ردك دكتور، ولا أزعل مما تقوله مهما كان، فلن تخبرني بأكثر مما قرأتُ وسمعتُ من نولدكه العظيم!! وجولدزيهر الباحث القوي!! وجيفري ... وحتى الطيب تزيني، و خلف الله، ومن قبلهم الراوندي والبلخي .. وبينهم أئمة .. الشيعة ...
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[08 Dec 2005, 05:32 م]ـ
قال فضيلة الدكتور أحمد القصير: حفظه الله
ولعل الياء المتوهم وجودها في قوله (إله) هي كسرة الألف، ويمكن التأكد من ذلك بمراجعة بقية الآيات التي ورد فيها لفظة (إله) لننظر هل تتفق معها في الرسم أو تختلف.
رأي وجيه جدا .. حيث التتبع كان سيحسم المسألة أما دعو الدكتور موراني بأن الكلمة المشار إليها رسمت بالياء فهو قول حق يراد به الباطل:
ومناقشة هذا الأمر من عدة مسائل:
1 - كل ما رسم بسنة في الرسم القرءاني فاصطلح عليه علماء الضبط بأنه الياء وأخواتها. وهي الباء والنون والتاء والثاء كما في قراءة فاتبينوا أو فاتثبتوا فهي كلها بسنة الياء والفاصل في ضبطها (فاتبينوا أو فاتثبتوا) التقي من أفواه المشائخ بالإسناد المتصل والتواتر الذي يحال أن ينقطع هذه واحدة.
وهي موافقة لدعوة الدكتور موارني في قوله بأن كلمة إله رسمت بالياء إليه لوجود السنة لكن لماذا لا تكون .. إلنه إلته إلثه وتكون (إليه) كما يدعي فهذه سِنة الياء وأخواتها كما سبق.
2 - تخالف القاعدة السابقة رسم الألف على سنة في الأفعال الممالة كما في قضاهن أو سواهن أو مولالكم كلها رسمت بسنة الياء لكن أصلها ألف وسمت بالسنة لبيان ووضوح ذوات الياء فرسمت سنة للألف أيضا.
3 - اتفقت المصاحف على حذف ألف اللام عند إلتحاقها كما في أولائك والملائكة وسلام وغلام وضلال وكلمة إلاه وهي قاعدة متطردة. وقد اختلف الضبط المشرقي عن المغربي في ضبط حذف هذا الألف فبعضهم عول على الحروف الصغرى كما في المشرقي أما الضبط المغربي فيضرب ألف مائلة على اللام.
وأخيرا المسألة التي نحن بصددها هي تطوير الخط ومصطلح الضبط فقد يحمل المثل المذكور على قاعدة الخطاط نفسه وهذا يعلم بالاستقراء لهذا المصحف المفرد، لكن للأسف مجرد سفسطة وتشكيك لا طائل من ورائه.
ولا ضير في رسم إله بسنة الألف لتمييزها.
ـ[موراني]ــــــــ[08 Dec 2005, 08:17 م]ـ
اشارة الى ما جاء في الملاحظة الثالثة أعلاه
يطرح السؤال نفسه:
هل هذا القول يتفق وكتابة بالخط الحجازي المائل الذي نحن بصدده؟ أنا لا أعلم , بل اقترحت نظرة أخرى حول هذه الظاهرة وهي العبور من كلمة الى كلمة أخرى عند النسخ , وهذا عندي من باب الافتراض فحسب.
وهاهنا نرى أنه لا بد من سد الفجوة الواسعة الموجودة في هذا العلم وهي الدراسة المتواصلة لهذه المصاحف القديمة من القرن الأول الهجري وما بعده , على رقّ كانت أم على البردية العتيقة(/)
بيان حول النطق بحرف الضاد
ـ[إسلام معروف]ــــــــ[13 Jul 2005, 11:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
فقد حصلت على اسطوانة ( cd ) بعنوان [حوار في حرف الضاد مع مشايخ الأزهر] الإصدار الثاني، احتوت على عديد من التسجيلات والوثائق الصوتية النادرة لكثير من العلماء والأساتذة المتخصصين في علم القراءات والتجويد وعلم اللغة والصوتيات وعلم الفقه وعلم الحديث حول موضوع النطق بحرف الضاد وعليها أيضا قسم خاص بالأبحاث والوثائق النظرية، و مرفق بها بيان بمحتوياتها وكيفية الحصول على نسخة منها هدية مجانية محبة في الله تعالى، وإليكم هذا البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي افتتح بالحمد كتابه وأجزل لمن جوده ثوابه، والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، خير من تلا القرآن وأراد لنا الخير فقال: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
(اقرءوا القرآن كما علمتموه) فجزاه الله عنا خير ما جزى نبيًا عن قومه ورسولا عن أمته.
وبعد فهذا بيان وتحذير من / السيد عبد الفتاح السيد سلامة عضو رابطة القراء العامة بالقاهرة إلى كل إمام من أئمة المسلمين وإلى كل من فرق بين إقامة الصلاة وأداء الصلاة من عباد الله المؤمنين.
اعلم يا أخي وفقك الله وسدد خطاك بأن القرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين وأنه لا يجوز أبدا نطق القرآن الكريم بغير اللغة العربية وكما هو معلوم بأن الحروف العربية لها مخارج خاصة بها تحددها وصفات معلومة تبينها ولا يجوز لأحد أن يتصرف فيها أو يبدلها غير أنه في هذا العصر قد وقع التغيير والتحريف في بعض هذه الحروف ولاشك في أن الدفاع عن القرآن العظيم شرف وفخر لكل مسلم لذلك أكتب إليك هذه الرسالة الموجزة مبينا خطأ واحد فقط من هذه الأخطاء التي وقع فيها قراء مصر أمثال الحصري والمنشاوي وغيرهم وبكل أسف امتد هذا الخطأ حتى وصل إلى قراء الحرمين الشريفين في مكة والمدينة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
أخي الكريم:
إن هذا الخطأ تعلق بالنطق بحرف الضاد على ألسنتهم من طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا من نفس مخرج الدال (أد، أض) وهو أيضا صوت انفجاري شديد أي أن صوته ينحبس ولا يجري حال إسكانه، ومعلوم أن الحروف الشديدة ثمانية وهي (أجد قط بكت) وكذلك الحروف التي بين الشدة والرخاوة خمس وهي (لن عمر)، إذن فالضاد حرف رخو وهي أيضا تخرج من حافة اللسان من أمام الأضراس، ليست من طرف اللسان وهذا الإبدال في المخرج والصفات يعد من اللحن الجلي، ولخطورة هذه المسألة، ما يترتب عليها خاصة لأحكام الصلاة، لأن حرف الضاد يقرأ في الفاتحة مرتين وهي ركن من أركان الصلاة، لذا كان لابد من الرجوع إلى أهل العلم المختصين بمراجعة القرآن الكريم وكذلك أساتذة علوم الصوتيات واللغة العربية، فكان لي الشرف اللقاء مع نخبة منهم وتم تسجيل هذه اللقاءات على شرائط كاسيت.
وبيان ما احتوت عليه هذه الشرائط كالآتي:-
الشريط الأول:
1 - لقاء مع الشيخ/عبد الحليم بدر شيخي الذي تعلمت على يديه وهو تلميذ الشيخ/عامر السيد عثمان وقد أخذ عنه القراءات العشر الكبرى والذي قرر بصوته بأن الضاد المسموعة الآن في مصر ما هي إلا دالا مفخمة ولا تصح القراءة بها وأن الصلاة بها باطلة.
2 - الشيخ / عبد الله الجوهري مراجع المصاحف والذي قرر بصوته أن الضاد المسموعة الآن في مصر ما هي إلا دال تخينة.
3 - الأستاذ الدكتور/ كمال بشر أستاذ علم اللغة والدراسات الصوتية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة والذي قرر بصوته أن الضاد المصرية المسموعة الآن في الإذاعة المصرية ما هي إلا النظير المفخم للدال، أنها أسنانية لثوية انفجارية ولا ينطبق عليها وصف العلماء القدامى بحال من الأحوال.الشريط الثاني:
1 - لقاء مع الشيخ / إسماعيل عبد الصبور السعدني (مراجع مصاحف بالأزهر).
2 - لقاء مع الشيخ / سليمان إمام الصغير (مراجع مصاحف وشيخ القرآن بجامعة أم القرى).
3 - لقاء مع الشيخ / محمود حافظ برانق (مراجع مصاحف بالأزهر).
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - شيخ هؤلاء جميعا الشيخ / إبراهيم علي شحاتة السمنودي صاحب متن لآلئ البيان في تجويد القرآن والذي قرر بصوته بأن الضاد المسموعة الآن في مصر دال تخينة ولا تصح القراءة بها وأن ذلك الخطأ يعد من اللحن الجلي.
الشريط الثالث:
1 - الأستاذ الدكتور/ سعد سعد جاويش أستاذ علم الحديث بكلية أصول الدين جامعة الأزهر.
2 - الأستاذ الدكتور/ علي السيد أحمد أستاذ القرآن بكلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر.
3 - فضيلة الشيخ عبد الوهاب عتمان من علماء الأزهر وشهادة صوتية عن اللقاء الذي تم بين فضيلة الشيخ / السباعي عامر مدرس الفقه بمعاهد القراءات والشيخ / المراغي شيخ الأزهر وكان موضوع اللقاء بطلان الضاد المصرية وهذا اللقاء مسجل بدفاتر زيارات شيخ الأزهر.
4 - رد من فضيلة الشيخ / إبراهيم السمنودي على تلميذه الشيخ / رزق خليل حبة الذي قال في الإذاعة المصرية بأن الضاد المصرية هي أصح ضاد، ورد عليه فضيلة الشيخ بأنه بقوله هذا قد خالف إجماع المجودين كلهم، أن الضاد المصرية ما هي إلا دال تخينة ولا تصح القراءة بها.
5 - فضيلة الشيخ / أحمد عبد الرحيم مدرس القراءات بمعهد القراءات بالقاهرة والذي قرر بصوته أن الضاد المصرية خطأ وأنها لا تصح القراءة بها.الشريط الرابع:
1 - رأي العلامة محدث العصر / محمد ناصر الدين الألباني وهو عبارة عن فتوى من تسجيلات الهدى والنور إصدار رقم 373/ 1 قام بتسجيلها (محمد أبو ليلى الأزهري) وقد ذكر فضيلته عليه رحمة الله بأنه قد تلقى الضاد بالصفة الصحيحة عن والده وأنه قد ألف رسالة في هذا الموضوع وهو دون العشرين من عمره وأن الضاد المصرية والضاد الشامية ما هي إلا دالا مفخمة وأن هذا الخطأ فاحش ولا يصح القراءة بها.
2 - خاتمة المحققين العلامة الشيخ عبيد الله الأفغاني مدرس القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وشيخ القرآن بالمسجد النبوي الشريف والذي ذكر آراء العلماء في الضاد ? كيفيتها وكيف أن الضاد المصرية ما هي إلا دال مطبق ? لا يصح القراءة بها.
3 - سورة الفاتحة من المسجد الحرام بصوت الشيخ محمد السبيل (قبل التعديل)
4 - صوت الضاد بصوت الشيخ الحذيفي (قبل التعديل).
وقد تم تحديث هذه المادة على قرص ليزر ( CD ) تحت مسمى حوار في حرف الضاد مع مشايخ الأزهر اشتمل على وثائق صوتية إضافية لكل من السادة:
1 - شرح متن الجزرية للشيخ العلامة خاتمة المحققين / عبيد الله الأفغاني.
2 - قراءة سورة الصلاة الفاتحة بصوت الشيخ العلامة / عبيد الله الأفغاني، وأصوات أخرى متعددة لنطق الضاد المصرية الفاسدة.3 - الرد على مؤلف كتاب إعلام السادة النجباء بصوت الشيخ العلامة عبيد الله الأفغاني.
4 - حوار مع الأستاذ الدكتور عبد التواب سيد إبراهيم أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر.
5 - حوار مع فضيلة الشيخ محمود عبد المتجلي مدير إدارة شئون القرآن بالأزهر والذي قرر بصوته بأن صوت الضاد المصرية شديد.6 - العلاقة بين تلاوة القرآن وإقامة الصلاة لفضيلة الشيخ فوزي السعيد.
7 - إقامة صلاة الجمعة بالقاهرة إمامة فضيلة الشيخ فوزي السعيد.
8 - معجزة القرآن الخالدة للأستاذ الدكتور أحمد أبو السعادات.
9 - أهمية الصلاة للأستاذة نوارة هاشم.
10 - تلاوة سورة الصلاة الفاتحة بالقراءات العشر الكبرى بصوت الشيخ العلامة خاتمة المحققين / عبد الحليم بدر عطا الله رحمه الله تعالى.
11 - صوت الضاد الصحيح بصوت الشيخ سعود الشريم من الحرم المكي.
12 - صاحب المقام الرفيع والإسناد العالي الشيخ / أحمد عبد العزيز الزيات.
وقسم الوثائق النظرية ويحتوي على:
1 - القول السديد في حكم التجويد للشيخ العلامة محمد بن خلف بن علي الحسيني شيخ القراء والمقارئ المصرية.
2 - تنبيه العباد إلى كيفية النطق بالضاد (مجموعة رسائل للشيخ المقرئ عبيد الله الأفغاني).
3 - تنبيه الغافلين للصفاقسي مبحث الضاد ومبحث الظاء.
4 - بحث (مشكلة الضاد العربية وتراث الضاد والظاء للأستاذ الدكتور / رمضان عبد التواب رئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة عين شمس رحمه الله تعالى)
5 - العلاقة الصوتية بين الضاد والظاء للأستاذ الدكتور / عبد المنعم النجار في الأعداد (8، 10،11) السنة التاسعة والخمسون، شعبان 1407 هـ، إبريل 1987 من مجلة الأزهر.
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - إتحاف الفضلاء في بيان من ألف في الضاد والظاء للشيخ جمال السيد الشايب.
7 - العلاقة بين الضاد والظاء بقلم الشيخ السيد عبد الفتاح السيد سلامة.
8 - سؤال من الشيخ السيد عبد الفتاح السيد سلامة إلى السادة مراجعي المصاحف ورسالة بعنوان الدين النصيحة.
9 - رسائل إلى كل من:
1 - الشيخ العلامة جاد الحق شيخ الأزهر.
2 - الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز.
جـ الشيخ العلامة عامر السيد عثمان شيخ المقارئ المصرية.
د - فضيلة الشيخ السيد طنطاوي (مفتي الديار المصرية).
هـ فضيلة الشيخ محمد الغزالي.
و- أمين مجمع البحوث الإسلامية فضيلة الأستاذ عبد الفتاح بركة.
أخي الكريم:
لخطورة هذه المسألة كان هذا العمل لأن الضاد ذكرت في الفاتحة مرتين ومعلوم أن الفاتحة هي ركن الصلاة الأعظم وهي أم الكتاب ? ولا صلاة لمن لم يقرأ بأم الكتاب كما ورد في الحديث الشريف لذلك لابد أن تكون قراءتها صحيحة كما بين ذلك صاحب كفاية الأخيار في الجزء الأول صفحة (107) باب أركان الصلاة.
ولمعرفة كيفية النطق الصحيح بهذا الحرف وللحصول على نسخة من هذه الاسطوانة مجانا محبة في الله تعالى عند طلبها يمكنكم الاتصال بي على هاتف (2030918/ 02، 2030335/ 02) وذلك كل يوم بعد الساعة السابعة مساءً، ويمكنكم أيضا المراسلة على البريد الإلكتروني DHAD_ISLAM@YAHOO.COM ، والله الموفق إلى سبيل الرشاد وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
أخي المسلم / أختي المسلمة " الدين النصيحة " .. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض، لذا نأمل أن تضع صورة من هذه الرسالة بين يدي خطيب الجمعة وبين يدي كل من تعلمه من العلماء سواء باليد أو البريد وجزاكم الله خيرًا.
______________________________________________
وإليكم البيان منسق على الوورد
http://tafsir.org/vb/attachment.php?attachmentid=95&stc=1
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[14 Jul 2005, 10:08 ص]ـ
شكرا لك, وبارك الله فيك.
زادك الله بسطة في العلم والجسم.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[14 Jul 2005, 02:31 م]ـ
1 - لقاء مع الشيخ/عبد الحليم بدر شيخي الذي تعلمت على يديه وهو تلميذ الشيخ/عامر السيد عثمان وقد أخذ عنه القراءات العشر الكبرى والذي قرر بصوته بأن الضاد المسموعة الآن في مصر ما هي إلا دالا مفخمة ولا تصح القراءة بها وأن الصلاة بها باطلة.
مع احترامنا لهؤلاء القراء الذين يزعمون بطلان صلاة من لم يحسن نطق الضاد؛ إلا أن قولهم هذا لا يوافقون عليه، بل هو الباطل بعينه؛ فإن سماحة الدين الإسلامي ويسره تأبى إيقاع الحرج والمشقة على الأمة، والأمثلة في هذا كثيرة.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[14 Jul 2005, 07:43 م]ـ
الإخوة الكرام
لقد طال الحديث عن مخرج الضاد وعلاقتها بالظاء وطريقة نطقهما حتى كادت أن تصل إلى حد الهذيان عند بعض المعتنين بهذا الموضوع، والأمر أيها الكرام ـ في نظري ـ أيسر من ذلك بكثير.
وأود أن أنبه إلى ملحوظات:
الأولى: إن بعض من يذكر مخرج الضاد يزعم أنه لم يخرجها إخراجًا سليمًا سوى الرسول صلى الله عليه وسلم وعمر بن الخطاب رضي الله عنه، فهذا الحصر العجيب المخالف لبداهة العقول من أين جاء، وإذا كان حرف لا يعلم إخراجه الصحيح من العرب إلا اثنان فكيف يكون من أحرف العربية؟!
الثانية: إن أول من وصف الضاد وصفًا كتابيًّا هو سيبويه، وقد ذكر ضادين، الضاد التي تخرج (من بين أول حافة اللسان وما يليه من الأضراس) طبعة بولاق 2: 405. وذكر قبلها ضادًا سماها (الضاد الضعيفة) وهي عنده ضمن حروف غير مستحسنة ولا كثيرة في لغة من ترضى عربيته ولا تُستحسن في قراءة القرآن ولا في الشعر (ط: بولاق: 2: 404) لكنه لم يصف مخرجها، ولا زلت أسأل عن مخرج هذه الضاد وكيفية نطقها فلم ألق جوابًا.
والمقصود: إن وصف سيبويه لهذا المخرج هو أول وصف له، فمن أين وقع الاختلاف في النطق؟
وهذه الضاد الضعيفة هل لها وجود الآن، وهل لها علاقة بالخلاف الدائر بين دارسي الضاد.
الثالثة: إن التأثيم أو إبطال الصلاة أمر ليس بالهيِّن بحيثُ يُطلقه المسلم، لذلا لا تجد في كتب فقهاء المذاهب ـ سوى مذهب أبي حنيفة ـ كثير كلام على إبطال الصلاة بالخطأ في التجويد.
(يُتْبَعُ)
(/)
والفقهاء الأحناف قد درسه متأخروهم ضمن عنوان (زلة القاري)، ولهم في ذلك كلام شديد.
رابعًا: إن معرفة ماهية القراءة والتجويد يزيل كثيرًا من الخلاف الدائر بين المجودين وغيرهم، وسأذكر أمرًا بدا لي أضعه للمدارسة، فأقول:
1 ـ إن القرآن نزل بلسان عربي مبين، فقراءته لا تخرج عن لسان العرب، فأي عجمة تدخل القراءة فإنها مردودة يُعلَّم صاحبها قدر طاقته، فإن لم يستطع دخل في من قرأه وهو عليه شاق.
2 ـ إن الكثرة الكاثرة من الأمة لا تعرف تفاصيل التجويد، وقد يعسر عليها تعلُّمه، فليس بالأمر المتيسر عليها، فإذا كان الحال كذلك، فإن التأثيم بالتجويد يطال كثيرًا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك أمر يصعب قبوله.
3 ـ إن اللحن الذي يقع في تجويد اللفظ على مراتب:
الأولى: لحن يُخرجه عن عربيته، كما يقع من إبدال الحاء هاءً في مثل لفظ (الحمد)، ومعلوم أن هذا يقع عند كثير من العجم. وهذا النوع من اللحن يخرج اللفظ القرآني عن عربيته، لذا لا يجوز القراءة به مطلقًا، فمن قرأ به فقد ارتكب المحظور، وأثِم في قراءته؛ لأنه لا يقرأ القرآن عربيًّا كما نزل.
الثانية: لحن يخرج اللفظ عن فصاحة النطق، ولا يخرجه عن عربيته، كتفخيم المرقق، وترقيق المفخم، وعدم الإتيان ببعض الصفات التي لها أثر في نطق الحروف. وعدم ضبط المخرج ضبطًا دقيقًا، وهذا يقع اليوم كثيرًا عند عوام المسلمين، والوقوع في هذا الخطأ لا يؤثَّم صاحبه، لكنه يعاب عليه من جهة الإخلال بالفصاحة.
الثالثة: لحن يقع في أدق من هذا، وهو في باب المقادير، كنقص مقدار الغنة، ونقص المد، وضبط الروم، أو في باب إتمام الحركات؛ كنقص الإتيان بالضمة أو الكسرة، أو إشراب الحركةِ الحركةَ كإشراب الكسرةِ الفتحَ.
وهذا الذي لا يعلمه إلا النحرير من أهل الأداء كما نص على ذلك غير واحد من أهل الأداء، والوقوع في هذا لا يؤثم صاحبه، وهو مخل بحسن التلاوة، وسلامة المنطق بالتجويد.
وأخيرًا: فإن الاعتدال في الأمور كلها مطلوب، وهو أنفع في إيضاح الحق واتضاحه، بدلاً من التشدد في المسألة، وإغلاق باب العقل عن كل ما يعارض الرأي الذي تميل إليه، إذ قد يكون الحق في القول المخالف وأنت لم تصل إلى درجة تؤهلك إلى معرفة ذلك، فتتعصب لقولك الذي هو خطأ.
ومن المعلوم أن مشكل الضاد مشكلة قديمة جدًّا، وقد صار فيها نزاع كثير، لكن إذا لم تعرف مخرج الضاد بدقة فهل تمنعك عدم معرفتها من معرفة العلوم؟
إن الخطب يسير، ولعل من يحرر المسألة لا يجد فرقًا بين أصحاب القولين؛ إذ قد يكون اختلافهم لفظيًّا، أو يكون اختلافًا قريبًا مقبولاً.
ـ[إسلام معروف]ــــــــ[17 Jul 2005, 04:47 م]ـ
الأستاذ الدكتور أحمد بن عبد العزيز القصير:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
ذكرت فضيلتكم ما نصه
مع احترامنا لهؤلاء القراء الذين يزعمون بطلان صلاة من لم يحسن نطق الضاد؛ إلا أن قولهم هذا لا يوافقون عليه، بل هو الباطل بعينه؛ فإن سماحة الدين الإسلامي ويسره تأبى إيقاع الحرج والمشقة على الأمة، والأمثلة في هذا كثيرة.
فأنا أستأذن فضيلتكم أن تذكر لنا بعض من هذه الأمثلة حتى نستفيد منها جميعا وجزاكم الله خيرا
ـ[إسلام معروف]ــــــــ[17 Jul 2005, 04:56 م]ـ
الأستاذ الدكتور مساعد بن سليمان الطيار السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
ذكرت فضيلتكم مانصه
3ـ إن اللحن الذي يقع في تجويد اللفظ على مراتب:
الأولى: لحن يُخرجه عن عربيته، كما يقع من إبدال الحاء هاءً في مثل لفظ (الحمد)، ومعلوم أن هذا يقع عند كثير من العجم. وهذا النوع من اللحن يخرج اللفظ القرآني عن عربيته، لذا لا يجوز القراءة به مطلقًا، فمن قرأ به فقد ارتكب المحظور، وأثِم في قراءته؛ لأنه لا يقرأ القرآن عربيًّا كما نزل.
.
فذلك أثناء القراءة، ولي سؤال عند فضلتكم أرجو الإجابة عليه:
ماحكم من وقع في مثل ذلك الخطأ في صلاته فقال (الهمد لله رب العالمين) بدلا من (الحمد لله رب العالمين)؟
أرجو من فضيلتكم إجابة واضحة وصريحة فهل صلاته صحيحة أم باطلة؟
أجيبونا مأجورين.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[18 Jul 2005, 08:39 ص]ـ
أخي الفاضل إسلام هل تريد أصرح من هذه العبارة ((فأي عجمة تدخل القراءة فإنها مردودة يُعلَّم صاحبها قدر طاقته، فإن لم يستطع دخل في من قرأه وهو عليه شاق))؟
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[18 Jul 2005, 02:06 م]ـ
النصوص الدالة على سماحة الدين الإسلامي ويسره كثيرة جداً، منها:
قوله تعالى: {وما جعل عليكم في الدين من حرج} وقوله تعالى {لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها} وقوله تعالى {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} وقوله تعالى {لا يكلف الله تفساً إلا وسعها}.
وفي السنة أيضا من النصوص الشيء الكثير كقوله عليه السلام: (إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه) رواه البخاري وغيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إسلام معروف]ــــــــ[18 Jul 2005, 07:40 م]ـ
الأستاذ الدكتور مساعد الطيار: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم أريد أصرح من ذلك
لم تجب فضيلتكم على سؤالي، فما زلت فضيلتكم تتكلم عن القراءة، وكان سؤالي محدد وصريح عن الصلاة التي ترتبت على هذه القراءة،
وسؤالي مرة أخرى ما حكم صلاة من أبدل الهاء مكان الحاء في قوله (الحمد لله رب العالمين) فقرأ (الهمد لله رب العالمين)؟ هل هي صحيحة أم فاسدة؟ ولماذا؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[19 Jul 2005, 03:32 م]ـ
أخي الكريم
يظهر لي أن ما قلته واضحًا، لكن أعيد فأقول:
إن كان يستطيع أن يصحح، فإنه يأثم بقراءته، وإن كان لا يستطيع، فهو يدخل في قوله النبي صلى الله عليه وسلم: ((الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران))، فهو يدخل فيمن هو عليه شاقٌ.
أما أمر إبطال الصلاة فيسأل عنه فقيه، ولستُ بفقيه فأجيبك.
ـ[روضة ميدو]ــــــــ[24 Sep 2006, 02:24 م]ـ
الأخوه الأعزاء
جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع المهم للغاية
هل يمكن للأخ الفاضل صاحب الموضوع أن يرفع لنا هذه الاسطوانة حتى تعم الفائدة
وبارك الله فيكم وتقبل منكم صالح الأعمال
إنه على ما يشاء قدير
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[18 Nov 2010, 01:06 م]ـ
في هذا الرابط لقاء مع الشيخ العلامة السمنودي رحمه الله رحمة واسعة.
في الدقيقة [6:40] منه ينطق بالضاد من مخرجها.
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=66193
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[18 Nov 2010, 02:32 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70159
في هذا الرابط فيه جواب علي نفس البيان قد قمت بالرد عليه باسم " عمر فولي" قبل تغيير الإدارة الاسم(/)
هل يوجد موقع تعليمي صوتي على الانترنت للتجويد؟
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[27 Jul 2005, 04:56 م]ـ
الإخوة الأفاضل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
هل يوجد موقع على الانترنت يعلم التجويد عن طريق تسجيل صوت المشترك مثلاً ثم توضيح الأخطاء له مستقبلاًبالصوت أو موقع يشرح مسائل التجويد بالصوت مثل أن يشرح أحد القراء أنواع القلقلة ثم يكون هناك رابط في الموقع صوتي على هذا الدرس وهكذا
ـ[أم عاصم]ــــــــ[28 Jul 2005, 02:41 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو أن يكون في هذا الرابط ما يفيدكم:
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=search&con=cat&category_id=15
ـ[إمداد]ــــــــ[07 Sep 2005, 04:43 ص]ـ
بإمكانكم الأستماع الى دروس مباشرة في التجويدمن
قاعة الدكتور يحيى الغوثاني للدراسات القرآنية
وقاعة البث المباشر وغيرها
من هذه الصفحة
http://www.quranonline.us/
ـ[کوثر]ــــــــ[26 Mar 2006, 06:48 م]ـ
و أيضاً انظر:
quranvoice.net
وفقك الله
ـ[حامد بن يحيى]ــــــــ[27 Mar 2006, 12:58 ص]ـ
وهنا يمكنك تحميل دروس مسجلة على فيديو للشيخ أيمن سويد
:: الذهاب إلى الصفحة:: ( http://www.yah27.com/vb/showthread.php?t=9154)
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[22 Apr 2006, 07:37 ص]ـ
إن شاء الله تعالى هناك موقع جديد جداً في
التجويد والقراءات
لا يختص إلا فيهما
مزود بكم من كتب التجويد والقراءات
دروس كتابية
دروس عملية
غرفة صوتية رجال
غرفة صوتية نساء
ستقر عيونكم إذ ترونه
فيه من المفجاءات ما تتمناه نفوس كثيرة
أسأل الله السداد والتوفيق
وأسأله أن يجعله به ومنه وإليه.
ـ[القاضي الأثري]ــــــــ[23 Apr 2006, 07:27 م]ـ
بالتوفييييق
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Aug 2010, 11:02 م]ـ
لعل في مشروع مجمع الملك فهد هنا ما يفيد في هذا الأمر
http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=21505(/)
اكتب أبحاثك العلمية بالخط العثماني مجانا لمدة شهر من الآن
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[29 Jul 2005, 06:20 ص]ـ
السلام عليكم إخواني الكرام
يطيب لي أن أتشرف بالإنابة عنكم في كتابة أبحاثكم العلمية من خلال برنامج خاص يعطي كافة أنواع الأشكال التركيبية لخط الخطاط عثمان طه ويستخدم هذا الخط في الإخراج الفني للأبحاث والمطبوعات وهو ليس للبيع يمكنكم تجربته فقط دع هنا بحثك الذي تريد تحويله لخط الخطاط عثمان طه هنا وسوف أقوم برده في شكل مستند وورد winword يمكن لك طباعته بنفس خط الخطاط عثمان طه كأنه كتبه لك خصيصا ...
والله من وراء القصد هذا العرض لمدة شهر فقط من تاريخه
محبكم في الله تعالى
أيمن صالح شعبان
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Jul 2005, 11:13 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم على هذا الجهد العلمي الموفق، والخلق الكريم.
الجمعة 23/ 6/1426هـ
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[29 Jul 2005, 10:47 م]ـ
الأخ أيمن
وفقك الله وبارك في جهودك، وأثابك على ما تُقدِّم.
إن هذا العمل يسرُّ الباحثين، وسيكون زينة لبحوثهم، فأسال الله لي ولك التوفيق والسداد.
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[30 Jul 2005, 07:47 م]ـ
بارك الله في مجهودكم الطيب الفائق الرائع.
جعل الله ذلك في ميزان حسناتكم.
وزادكم الله بسطة في العلم والجسم.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[31 Jul 2005, 07:07 ص]ـ
أسأل الله تعالى التوفيق تفضلوا شكل صورة من شكل الخط
ـ[همام حسين]ــــــــ[28 May 2007, 11:36 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ما شاء الله .. ما شاء الله .. ما شاء الله ... هذه أشياء كانت في أحلامي من قبل والآن تتحقق .. سلمت يمينك أستاذي
كنت أود أستاذنا أن أفتح الموضوع ثانية لنقف على آخر التطورات ..
فهلا أخبرتنا؟؟؟
بارك الله فيك وجعلك زخرا للإسلام والمسلمين ...
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[28 May 2007, 11:56 ص]ـ
جهد مبارك بارك الله فيك.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[28 May 2007, 03:47 م]ـ
الأخ الفاضل همام. عن آخر التطورات.
انتهيت ولله الحمد من وضع عدة خطوط من نوع الخط النسخي التسطيري يرسم كافة أشكال للكلمة الواحدة على قواعد الخط الصحيحة وبها نوع من الإذكاء الإصطناعي ومنها وضع أحكام التجويد والضبط ءاليا دون تدخل المستخدم والآن أقوم بوضع ما يعرف ببرمجة معالج نصي لتوزيع المط ءاليا دون تدخل المستخدم ويتيح له اختيار عدة أشكل للشكل الجمالي بين الكتلة والفراغ.
وتتجه النية لوضع منصة لإخراج الرسائل العلمية بواسطة تلك الخطوط باستخدام تقنية الويب وقد سبق إشارتي عن هذا الموضوع وأشكر اهتمامك وتشجيعك.
مشرفنا العزيز أحمد البريدي حفظه الله تعالى وبارك فيكم وفي توجيهاتكم.
وتفضلا بقبول وافر الاحترام والتقدير
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[28 May 2007, 05:15 م]ـ
أخي المبدع القدير أيمن شعبان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
لدي مخطوطة بعنوان أجوبة المسائل المشكلات في علم القراءات وقد قمت بتحقيقها والتعليق عليها، أرجو أن تخبرني عن إمكانية كتابتك لها.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[28 May 2007, 07:05 م]ـ
فضيلة البحَّاثة أمين الشنقيطي حفظه الله تعالى وعليكم السلام ورحمة الله ورضوانه ومغفرته وبركاته
إرسل لي نصا مكتوبا بصيغة الوورد نموذج ورقتين لمعرفة اللازم، ورهن إشارتكم بنانكم والله المستعان
محبكم
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[29 May 2007, 08:31 ص]ـ
أخي المبدع الكبير أيمن شعبان سلمك الله
لعلك تتصفح معي الصفحتين من مقدمة المخطوطة وقد نقلتها إلى وورد بعد مقارنتها بنسختين أخريين.
وفي انتظار ردك لمعرفة مقاس الخط في النص، والحاشية، وماهو بين يديك مناسب في البحوث. والله يحفظك ويرعاك.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[30 May 2007, 04:34 م]ـ
تفضل مرفقات بالنسخة الإحترافية وقل رأيك
طبعا هناك بعض الملاحظات التي يجب ضبطها في استخدام علامات الترقيم للعجلة لم أشأ أن أغيرها في نص سيادتكم وعن الهوامش العلوية لها حلول
المقاس المفضل:
عرض 12.5 الطول 20.5 أو 21
أفتح الملف تجد رسالة من برنامج الوورد بأن الخط مضمن داخل الوثيقة لن تستطيع تحريره لا عليك اضغط موافق وشاهد النتيجة ولو طبعتها كان أفضل حجم بلغ أكثر من 700 كيلو لتضمين الخط.
في انتظار ردك.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[30 May 2007, 04:39 م]ـ
أول زبون لازم يكرم ... شعارنا القديم:)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[30 May 2007, 05:24 م]ـ
أخي الكريم لا أملك أمام هذا الإبداع إلا أن أقول: اسأل الله أن يحرم وجهك عن النار، ويجعلك من عباده الأخيار.
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[30 May 2007, 06:10 م]ـ
أخي أيمن المبدع الكريم، لك مني سيل الجوائز والتكريم،
أخي في إطلالة على إبداعك الجميل ومواهبك الملهمة توسمت في ماقدمته عذوبة الخط العثماني الذي يولّد الأفكار والمعاني، فتأتي دون كلّ أوتوان.
لقد ذكرني صنيعك بالخط القديم حين شاهدته في ثوبه الجديد، ذلك الخط الجميل في أحد مساجد تركيا وفيه:
الخط يبقى زمانا بعد صاحبه * وصاحب الخط تحت القبر مدفون
و سرني أنك تحاول أن تحيي روح الخط الأصيل،ومجد الأمة الأثيل.
لكن يؤسفني أن أُسٍرّ لك بأن هذا الخط الجديد لا يرضي آخرين من المحكمين الإملائيين، لذا لن يكون في الإمكان تمريره دون تغيير وتبديل،
فلعلك أن تسهم في تعديله ليواكب الإملائيين.
وفقك الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[30 May 2007, 06:56 م]ـ
أشكر لفضيلة المشرف الدكتور مساعد تشجيعه ودعواته الصالحة وأرجو القبول لي ولكم والفضل لله أن جعلكم قائمين على المنتدى الذي استفدت منه الكثير.
وأستاذنا الدكتور أمين الشنقيطي لك مني كل تقدير وإبجال وعن الخط هو مبرمج خصيصا لكتابة القراءات المتواترة بضبطها وفرشها إلكترونيا وفي البال طريقة الأملائيين بحذف العمليات العثمانية الآلية مثل الصلة والمدود والتنوين وقاعدة رسم الهمز وأشكر لك بيت الشعر الجميل.(/)
سؤال عن استحداث علامات ضبط للنص القرآني
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[04 Aug 2005, 06:17 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام أسئل عن استحداث علامات ضبط للنص القرآني فيما يخص القراءات وهل القاعدة الاستحباب في التوسع في الضبط والحفاظ على مصطلحات المتقدمين أما عدم الاجتهاد والاكتفاء بما وضعه المتقدمين مثل أبي عمرو الداني في كتابه ضبط المصاحف وهو مخطوط في مكتبة الكونجرس صعب المنال والحصول على صورة منه (حدثني بذلك متخصص ضالع في هذا الشأن) .....
معلوماتي عن المسألة هي الاستحباب وعليه هل يمكن استحداث الخاء الصغيرة لضبط رواية الدوري في اختلاس يأمركم وغيرهم من الكلمات كذا هل يقر استخدام حرف خاص لإشمام حرف الصاد زايًا في لفظ الصراط من رواية خلف عن حمزة وكذا استخدام الألوان لتمييز اللامات المغلظة والراءات المرققة لروش، كذا استخدام لون خاص لإخفاء أبي جعفر،،،، وغير ذلك من المستحدثات!!!.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[05 Aug 2005, 02:12 ص]ـ
الأخ أيمن
هذه مجموع أسئلة، وليست سؤالاً واحدًا
أما الداني (ت: 444)، فله كتابان في الضبط مطبوعان:
الأول: المحكم في نقط مصاحف الأمصار، اتعنى به الدكتور عزة حسن، وهو من مطبوعات دار الفكر.
والثاني: كتاب النقط، وهو مطبوع مع المقنع في معرفو مرسوم مصاحف أهل الأمصار، تحقيق محمد أحمد دهمان، وهو من مطبوعات دار الفكر أيضًا.
وله في الضبط كتب أخرى غير هذه.
وياليتك ترفع أسئلة للدكتور غانم قدوري الحمد ليجيب عنها ضمن الأسئلة التي سيجيب عنها، فهو متخصص في هذا الشأن، ويمكن أن يفيدك.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[07 Aug 2005, 05:16 م]ـ
أفعل إن شاء الله تعالى
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Oct 2005, 03:40 م]ـ
أجاب الدكتور غانم أثناء اللقاء (ص76) فقال:
(لا يتسع المقام لعرض مذاهب علماء الضبط في استخدام تلك العلامات (1)، لكن يمكن ملاحظة وجود قدر من الحرية في اختراع علامات جديدة وتغيير علامات قديمة، وهو ما لا يمكن حدوثه في رسم المصحف، فالرسوم ثابتة، والعلامات فيها متسع للإضافة والتغيير، ومن ثم يمكن القول إن اختراع علامة جديدة لتمثيل صورة نطقية في قراءة القرآن أمر ممكن، ولكن ذلك يجب أن يكون في أضيق الحدود، حتى لا يتعرض ضبط المصحف لتغيير كبير، وألاّ يأخذ ذلك الطابع الشخصي أو الفردي، وإنما يجب أن يكون ذلك في إطار المؤسسات العلمية والمجامع واللجان المتخصصة.
وينبغي التفريق في هذا الصدد بين القول بإمكانية إضافة علامة جديدة تدعو الحاجة إليها، والدعوة إلى تغيير نظام العلامات الكتابية، أو تغيير النظام الكتابي العربي كله، فهذه الدعوة نشطت في النصف الأول من القرن الميلادي الماضي على يد بعض المستشرقين، وأخذها عنهم بعض تلامذتهم المخلصين، وهي جاءت في إطار حملة منظمة لاقتلاع العربية من جذورها، لكن العربية لغة وكتابة خرجت من تلك الحملة أكثر تمكيناً بعد أن زالت الشبهات التي أطلقها أصحاب تلك الدعوة، وظهر زيف الحجج التي استندوا إليها (2).).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ينظر: رسم المصحف ص 573 - 599
(2) ينظر: علم الكتابة العربية ص 209 - 239
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[15 Oct 2005, 10:46 م]ـ
جزاك الله خيرا فضيلة الدكتور عبد الرحمن حقيقة أنا ممتن لصنيعك هذا عهدي بك
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[15 Oct 2005, 10:50 م]ـ
وهذا الرد العلمي السديد من فضيلة الدكتور غانم حفظه الله تعالى ألهمني بفكرة وضع العلامات في شكل مبحث وعرضه على اللجن والدوائر الرسمية المختصة لاتخاذ القرار المناسب وإرساء هذه العلامات بمحضر رسمي ... وفقنا الله وإياكم لكل خير
ـ[أبو لقمان]ــــــــ[03 Sep 2010, 02:46 ص]ـ
السلام عليكم .. وبارك الله فيكم .. أقول: لقد خطرت ببالي هذه الفكرة منذ 15 عاماً وقدمت بحث التخرج لقسم اللغة العربية بكلية الآداب بزليتن - ليبيا بعنوان: ((اصطلاحات الضبط في المصاحف المعاصرة وعلاقتها بالظواهر الصوتية)) في 244 صفحة سنة 1998 ونوقش الجزء التاريخي منه فقط بحجة كبر حجمه، فقدمت العنوان نفسه مقترحاً لرسالة الماجستير بالجامعة الأسمرية سنة 2003 ونوقشت بعد ست سنوات بتاريخ 19/ 7/2009 بعد أن ربت صفحاتها عن الـ 1000 صفحة، وأعتقد أنها بحث وافٍ في هذا المضمار وفيها من الاقتراحات الجديدة للعلامات الضبطية الشيء الكثير بالضوابط التي وضعها العلامة غانم قدوري الحمد بارك الله فيه. وفق الله الجميع لما فيه خير البلاد والعباد.
ـ[بدر عرابي]ــــــــ[03 Sep 2010, 07:37 ص]ـ
كيف يمكن لنا الحصول على تلك الرسالة؟ علما بأني أسكن مصر.
وتقبل جزيل شكري وتقديري
ـ[محب القراءات]ــــــــ[03 Sep 2010, 05:36 م]ـ
السلام عليكم .. وبارك الله فيكم .. أقول: لقد خطرت ببالي هذه الفكرة منذ 15 عاماً وقدمت بحث التخرج لقسم اللغة العربية بكلية الآداب بزليتن - ليبيا بعنوان: ((اصطلاحات الضبط في المصاحف المعاصرة وعلاقتها بالظواهر الصوتية)) في 244 صفحة سنة 1998 ونوقش الجزء التاريخي منه فقط بحجة كبر حجمه، فقدمت العنوان نفسه مقترحاً لرسالة الماجستير بالجامعة الأسمرية سنة 2003 ونوقشت بعد ست سنوات بتاريخ 19/ 7/2009 بعد أن ربت صفحاتها عن الـ 1000 صفحة، وأعتقد أنها بحث وافٍ في هذا المضمار وفيها من الاقتراحات الجديدة للعلامات الضبطية الشيء الكثير بالضوابط التي وضعها العلامة غانم قدوري الحمد بارك الله فيه. وفق الله الجميع لما فيه خير البلاد والعباد.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله اخي الحبيب في هذا الملتقى المبارك, وأحب أن تفيدنا أكثر عن هذه الرسالة العلمية القيمة التي كتبتها وبذلت فيها جهدا تشكر عليه, فهل هي مطبوعة أم تنوي طبعها, لو تيسر أن تذكر لنا هنا أهم ما ورد فيها من المقدمة وخطة البحث والفهارس, ونحن نطمع في الاستفادة منها كاملة إن أمكن لك تصويرها ورفعها على الانترنت بصيغة pdf وفقك الله وجزاك خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بودفلة فتحي]ــــــــ[04 Sep 2010, 01:22 ص]ـ
ألا يظهر للأساتذة الكرام أنّ فرقا مهما بين الضبط المعروف والمتعلق بنقاط الإعجام والشكل بسكناته وحركاته الأصلية والفرعية وعلامات المدّ والشدّ ... وغيرها ممّا هو خارج مغاير ومتميّز عن رسم الإمام وبين بعض ما ذكره ومثّل به الأستاذ أيمن حفظه الله ونفع به حين قال:
... وكذا استخدام الألوان لتمييز اللامات المغلظة والراءات المرققة لروش، كذا استخدام لون خاص لإخفاء أبي جعفر،،،، وغير ذلك من المستحدثات!!!.
لأنّ هذا النوع من الضبط ملتبس بالرسم فهو تلوين له أو إظهار له بلون داكن أو فاتح أو شيء من هذا القبيل ممّا يعرض لأصل الرسم ...
فهل حكم الجواز في استحداثه وتغييره بشرط أن يكون العمل جماعي مؤسساتي ينطبق على النوعين أو أنّه خاص بما كان منفصل منفك عن رسم الإمام دون ما كان يعرض للرسم بالتعديل والتغيير ... ؟؟؟ والتلوين ـ والله أعلم ـ نوع من التغيير ...
أفيدونا أفادكم الله(/)
الإجازة والاسناد بين التساهل والتشديد (عند القراء)
ـ[محمد البكري]ــــــــ[10 Aug 2005, 02:56 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإن الله ـ نعالى ـ قد يسر القرآن لتاليه، وأجزل الأجر لقاريه، فإن تلا وأحسن تشرف بمرافقة السفرة الكرام البررة وإن تلعثم وتتعتع حصل له الأجر مرتين، والله يضاعف لمن يشاء، وأنت ـ أخي القارئ ـ تجد ذلك واضحا ً في قوله تعالى ((ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)).
وعطفاً لما سبق فإن الأجدر لطالب العلم أن يجتهد في التحصيل، ويواظب حتى يكون ماهراً بقراءة التنزيل، وليس من طريق قويم، ومنهج مستقيم لتحصيل الثواب العظيم إلا بدخول البيوت من أبوابها، ولزوم صاحب فن متقن لها.
ومع كثرة الصوارف، وبعد المفاوز، أصبح شاقاً على طالب العلم تحصيل إجازة في الإقراء من أهلها الذين ـ وفقهم الله ـ لنيلها على أساتذتهم.
وقد تياينت طرق الأداء لطالبي الإسناد والاقراء حسب الشيخ المقرئ فمنهم المتساهل الذي همه الإنجاز بالدرجة الأولى حتى إني قد لاحظت على بعضهم من الذين أجيزوا يقعون في بعض الأغلاط التي لا تقبل حتى من صبي وعلى النقيض من ذلك فمنهم المتشدد الذي يبقى الطالب عند سنوات طويلة بل بعضهم يفرط في ذلك فيبقي بعض طلابه في الفاتحة ما يربو على ثلاثة الأشهر وهذا لعمري من التكلف الذي نهينا عنه ((قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين)).
أرجو من الإخوة الأعضاء والضيوف الكرام عند قراءة هذا المقال أن يعلقوا عليه، وأن يقترحوا بعض الحلول الناجعة التي تحصل بها الفائدة ويتم من خلالها النفع، والله من وراء القصد.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Sep 2005, 12:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
موضوع (إجازات قراء القرآن) من الموضوعات الطريفة التي لم تفرد بالبحوث، وقد قدم الدكتور محمد بن فوزان العمر في ندوة عقدتها الجمعية العلمية للقرآن بحثاً حول هذا الموضوع، وطبعه بعد ذلك في دار الحضارة بالرياض، ويقع البحث في 78 صفحة من القطع العادي.
والناظر في تراجم المقرئين يلحظ الفروق بينهم في التساهل والتشدد والتوسط في إجازاتهم، من حيث طريقتهم في منحها، أو صيغة الإجازة المكتوبة. ولو تتبع باحث جاد تاريخ الإجازات، ومخطوطات الإجازات القرآنية خاصة، والخطوط التي كتبت بها، لكان في ذلك نفع وفائدة لطلاب العلم.
وقد مر بي في تراجم القراء، ورأيت من مشايخنا أصنافاً من هؤلاء العلماء المقرئين، فمنهم المتشدد الذي يبالغ في اشتراط منح الإجازات حتى لا يكاد يحصل الطالب على الإجازة إلا بعد مشقة شديدة، وفي زمن متطاول. وربما مكث أحدنا السنة والسنتين في رواية واحدة، لشدة الشيخ في الشرط، وكثرة الطلاب الذين يقرأون على الشيخ، وقلة المقرر كل يوم حتى ربما لا يتجاوز نصف الصفحة أو العشر آيات.
وقد ذكر ابن الجزري في ترجمة عبدالرحمن بن داود أبي القاسم ابن أبي طيبة المتوفى سنة 273هـ أنه لم يكن يزيد في إقرائه لطلابه في اليوم عن عشر آيات، وربما خمس آيات، ولم يكن يقرئ طلابه في المسجد الجامع. [انظر: غاية النهاية 1/ 368].
بل إن أبا بكر بن عياش ذكر أنه قال له عاصم بن أبي النجود: ألا تقرأ علي كما قرأ يحيى على عبيد بن نضلة، كل يوم آية؟! [غاية النهاية 1/ 498] وهذه القراءة المتأنية هي قراءة التلقين، ويأخذ معها الطالب التفسير والأحكام، حيث يقرأ المعلم على الطالب الآية والعكس حتى يتقنها، وقد ذكر عاصم بن أبي النجود أنه أخذ القرآن على زر بن حبيش ثلاثاً ثلاثاً، وزر أخذه عن ابن مسعود آية آية. [انظر: جمال القراء للسخاوي 2/ 446].
فهذه الطريقة في الإقراء أثبت وأنفع للطالب، ولكنها تستغرق وقتاً طويلاً جداً، يصل إلى أكثر من عشر سنوات، ولذلك ذكر ابن الجزري أن الطيب بن إسماعيل بن حمدون الذهلي المتوفى سنة 240هـ قرأ على حسين الجعفي القرآن الكريم يوم آية، قال: وختمته عليه في خمس عشرة سنة. [غاية النهاية 1/ 344] وهي مدة طويلة لا تكاد تتيسر ملازمتها للشيخ في زماننا هذا إلا للقليل من الطلاب. غير أن المتشددين من الشيوخ يجدون في أمثال هؤلاء قدوة في التشدد مع الطلاب في منحهم الإجازات، والضن بالإجازة إلا على أهلها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن أمثلة التشدد في الإقراء والإجازة ما جاء في ترجمة محمد بن أحمد بن بضحان الدمشقي المتوفى سنة 743هـ أنه كان يجلس للإقراء وهو في غاية التصميم لا يتكلم ولا يتلفت ولا يبصق ولا يتنحنح، وكذلك من عنده، ويجلس القارئ عليه وهو يشير إليه بالأصابع لا يدعه يترك غنة ولا تشديداً ولا غيره من دقائق التجويد حتى يأخذه عليه، ويرده إليه، وإذا نسي أحدٌ وجهاً من وجوه القراءة يضرب بيده على الحصير، فإن أفاق القارئ ورجع إلى نفسه أمضاه له، وإلا لا يزال يقول للقارئ: ما فرغتَ، حتى يعييه، فإذا عيَّ رد عليه الحرف، ثم يكتبه عليه، فإذا ختم وطلب الإجازة سأله عن تلك المواضع التي نسيها أو غلط فيها في سائر الختمة، فإذا أجاب عنها بالصواب كتب له الإجازة، وإن نسي قال له: أعد الختمة، فلا أجيزك على هذا الوجه. وهكذا كان دأبه على هذه الحال، بحيث أنه لم يأذن لأحد سوى اثنين هما السيف الحريري، وابن نملة فحسب لا غير في جميع عمره، مع كثرة من قرأ عليه وقصده من الآفاق. [غاية النهاية 2/ 57 - 58].
وقال أبو عمرو الداني: لم يمنعني من أن أقرأ على أبي طاهر إلا أنه كان فظيعاً، وكان يجلس للإقراء وبين يديه مفاتيح، فكان ربما يضرب بها رأس القارئ إذا لحن، فخفت ذلك، فلم أقرأ عليه، وسمعت منه كتبه). [غاية النهاية 1/ 246].
وهناك صنف آخر من المقرئين يتساهلون في منح الإجازة قديماً وحديثاً، وهم في المتأخرين أكثر منهم في المتقدمين، وفي تراجم بعض المتقدمين شيء من هذا.
من ذلك ما ذكره الذهبي في ترجمة محمد بن أحمد بن مسعود الأزدي الشاطبي المتوفى سنة 625هـ، من أنه قال عنه الأبار: لم آخذ عنه لتسمحه في الإقراء والإسماع، سمح الله له. قال الذهبي: رأيت ما يدل على ذلك بخطه أن بعض القراء قرأ عليه في ليلة واحدة ختمة برواية نافع. [طبقات القراء الكبار 2/ 613]. بل إنه وجد في بعض التراجم من ختم القرآن بالقراءات السبع في ليلة واحدة [انظر: غاية النهاية 1/ 25]. وهذا كله من التساهل في الإقراء وإن كان لا يلزم منه الإجازة في كل حال، فربما يختم بعض الطلبة على الشيخ دون أن يمنحه الشيخ إجازة.
** وللتساهل في الإجازة والإقراء صور كثيرة منها:
- عدم الحرص على توقيف الطالب على أحكام التجويد وتحقيقها، فيمر الطالب بها، ولا يتقنها.
- عدم الإصغاء للطالب أثناء القراءة، فربما اشتغل الشيخ بأمر صارف عن الاستماع كقراءة في كتاب، أو كلام مع طالب آخر، والطالب يقرأ، فيمر بأحكام لا يوقف على صوابها.
- إقراء أكثر من طالب في وقت واحد، وإن أجازه بعض أهل العلم كعلم الدين السخاوي [انظر: إجازات القراء لمحمد بن فوزان 55] إلا أن فيه تساهلاً كبيراً، وقد رأيت مثل هذا كثيراً.
- إقراء الطالب في السيارة، وفي الطواف في الحرم، وفي المسعى، ونحو ذلك مما يكون معه الشيخ غير منصت للطالب تماماً، ولا الطالب مجتمع الهم للقراءة والتحقيق في تصحيحها.
وهناك صور أخرى كالإقراء عبر الهاتف، غير أنها متقاربة في الإخلال بواجب الإتقان وتصحيح القراءة، وأخذها كما ينبغي فيما يظهر لي.
ولكن الغالب على المقرئين والمجيزين قديماً وحديثاً هو التوسط والاعتدال في هذا، فنحن أمة الوسط، فهم يأخذون الطالب بالجد والحزم فلا يتساهلون معه في أخذ القرآن، ولا يضيقون عليه فينفر منهم، وينصرف عن أخذ القرآن. والتساهل والتشديد طرفا نقيض، وكما قال الشاعر:
ولا تغل في شيء من الأمر واقتصد * كلا طرفي قصد الأمور ذميمُ
فإذا قرأ الطالب القرآن كاملاً، وأجاد التلقي والمخارج والصفات، وأخذ الحروف كما تلقاها دون إخلال، مع حسن الأدب، والحرص على التخلق بأخلاق القرآن كان أهلاً للإجازة، وأهلاً للتدريس ليستمر هذا الإسناد الشريف، لهذا القرآن الكريم. ويبقى بعد ذلك التفاوت بين الطلاب في الإتقان، فبعضهم أشد إتقاناً من بعض، والصوت مواهب ومنح ربانية، وسلامة آلات الصوت تتفاوت في الخلقة، ويزيد الله مَنْ يشاء ما يشاء، والله ذو الفضل العظيم. غير أن الحد الأدنى المتفق عليه، هو ما تقدم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن قصر في التلقي، وأخلَّ بالقرآن في تلاوته، ولم يبد عليه أثره كان قمناً أن يحرم من هذا الشرف لعدم أهليته، فإنه ينبغي أن يبقى للقرآن هيبة في قلوب المؤمنين، وللعلم حرمة تصان وتحترم، وإلا لم يبق للمُجِدِّ فضيلة، وللسابق مزية.
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[14 Sep 2005, 08:57 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا العرض الجميل
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Feb 2006, 05:50 م]ـ
قال ابن خلكان (608 - 681هـ) في ترجمة العلامة علم الدين السخاوي (ت643هـ) رحمه الله: (ورأيته بدمشق والناس يزدحمون عليه في الجامع لأجل القراءة، ولا تصح لواحدٍ منهم نوبةٌ إلا بعد زمان، ورأيته مراراً راكباً بهيمةً وهو يصعد إلى جبل الصالحيين، وحوله اثنان وثلاثة، وكل واحد يقرأ ميعاده في موضع غير الآخر، والكل في دفعة واحدة، وهو يَردُّ على الجميع.) [وفيات الأعيان 3/ 340 - 341]
قال الإمام الذهبي تعليقاً على هذا الفعل من الإمام السخاوي:
(ما علمتُ أحداً من المقرئين ترخص في إقراء اثنين فصاعداً إلا الشيخ علم الدين، وفي النفس من صحّة تحمل الرواية على هذا الفعل شيءٌ؛ فإن الله تعالى ما جعل لرجل من قلبين في جوفه.
ولا ريب في أن هذا العمل خلاف السنة؛ لأن الله تعالى يقول: ?وإذا قُرئ القُرآنُ فاستمعوا له وأنصتوا?. فإذا كان هذا يتلو في سورةٍ، وهذا في سورةٍ، وهذا في سورةٍ في آنٍ واحدٍ ففيه جملة مفاسد:
أحدها: زوال بهجة القرآن عند السامعين.
وثانيها: أن كل واحد يشوش على الآخر، مع كونه مأموراً بالإنصات.
وثالثها: أن القارئ منهم لا يجوز له أن يقول: قرأت على الشيخ علم الدين وهو يسمع، ويعي ما تلوته، كما لا يسوغ للشيخ أن يقول لكل فرد منهم: قرأ علي فلان القرآن جميعه، وأنا منصت لقراءته، فما هذا في قوى البشر، بل هذا مقام الربوبية، كما قالت أم المؤمنين عائشة: (سبحان من وسع سمعه الأصوات). وإنما يصحح تحملهم، والحالة هذه إجازة الشيخ لهم، ولكن تصير الرواية بالتلاوة إجازة لا سماعاً، من كل وجهٍ).
[معرفة القراء الكبار للذهبي 3/ 1090 - 1091، وفي تاريخ الإسلام 10/ 329 باختصار]
قال الإمام محمد بن الجزري (ت833هـ) معقباً على كلام الإمام الذهبي: (بل في النفس مما قاله الذهبي شيءٌ. ألم يسمع: وهو يرد على الجميع؟! مع أن السخاوي لا نشك في ولايته، وقد أخبرني جماعة من الشيوخ الذين أدركتهم عن شيوخهم أن بعض الجن كان يقرأ عليه، وقضيته التي حكاها العدل شمس الدين محمد بن إبراهيم الجزري في تاريخه مع تلميذه في حق جاريته معروفة ذكرتها في الطبقات الكبرى تدل على مقداره). [غاية النهاية في طبقات القراء 1/ 570]
ـ[خلف الجبوري]ــــــــ[25 Feb 2006, 05:02 م]ـ
لعل ابن خلكان لم ير (العرفاء أو الملقنين) الذين كان العلامة السخاوي يشرف عليهم، وحسب أنه هو الذي يقرئهم، فقد أورد السخاوي طريقة الإقراء هذه في كتابه (جمال القراء 2/ 454) قال: فكان أبو الدرداء قاضي دمشق وسيد القراء فيها، يجعل الناس حين يجتمعون عليه بعد صلاة الغداة للقراءة عشرة عشرة، وعلى كل عشرة عريف أو ملقن، حتى بلغ الذين يقرؤون القرآن عنده أزيد من ألف رجل، وهو يقف في المحراب يرمقهم ببصره، وقد يطوف عليهم قائماً، فإذا أحكم الرجل منهم تحول إلى أبي الدرداء يعرض عليه، وكان عبدالله بن عامر عريفاً على عشرة، فلما مات أبو الدرداء خلفه ابن عامر.
فهذه هي طريقة الإقراء المعروفة لدى القراء، فلا أظن أن السخاوي يخالف أشياخه في هذا.
د. خلف حسين صالح الجبوري
كلية التربية / جامعة تكريت / العراق
KHALAF1952@YAHOO.COM
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Feb 2006, 01:15 ص]ـ
الأخ العزيز الدكتور خلف الجبوري بارك الله فيه.
الذي يبدو من وصف ابن خلكان لما رآه من حال السخاوي رحمه الله مع طلابه - من الاستماع لهم وهو راكب على دابته، وأظنهم يمشون على أقدامهم، ولعله يمتطي حماراً أو أتاناً - أنها تخالف ما كان يصنعه أبو الدرداء رضي الله عنه. فالسخاوي يستمع للثلاثة معاً، وكل طالب يقرأ من موضع مختلف عن صاحبيه، ويرد على كل واحد منهم خطأه، وهذا الذي أنكره الذهبي، أما فعل أبي الدرداء فظاهر، ولا مؤاخذة فيه، بل هو الذي عليه عمل الشيوخ الذين يقرأ عليهم عدد كبير من الطلبة.، فهم يكلفون الطلاب المتقدمين بتعليم زملائهم المبتدئين، ثم بعد ذلك يعرض هؤلاء المبتدئون على الشيخ، وقد استقامت ألسنتهم بالقراءة، ولا نت بأحكام التجويد.
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[05 Mar 2006, 10:14 م]ـ
فوائد جليلة في موضوع الإقراء والإجازات، شكراً للدكتور عبدالرحمن والدكتور خلف وبقية الإخوة على إثراء الموضوع. ولدي سؤال:
ما هو الفرق بين الإجازة للقارئ، والإسناد؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Jun 2010, 10:41 م]ـ
ولدي سؤال:
ما هو الفرق بين الإجازة للقارئ، والإسناد؟
لعل الزملاء في القراءات يجيبون الأخ فهد على سؤاله مشكورين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو تيماء]ــــــــ[29 Jun 2010, 11:23 م]ـ
...
...
وقضيته التي حكاها العدل شمس الدين محمد بن إبراهيم الجزري في تاريخه مع تلميذه في حق جاريته معروفة ذكرتها في الطبقات الكبرى تدل على مقداره). [غاية النهاية في طبقات القراء 1/ 570]
جزاك الله خيراً على ما قدّمت ..
ولسان حالنا: هل من مزيد!
وهلاّ عرضت علينا - فضلاً - قضية الجزري مع تلميذه في حق جاريته؟
ـ[مدثر خيري]ــــــــ[29 Jun 2010, 11:50 م]ـ
جزى الله مشايخنا الكرام على ما تفضلوا به طرح جميل أثابكم الله ونفع بكم(/)
ضرورري .. أين أجد تحريرات للطيبة؟؟
ـ[نورة]ــــــــ[12 Aug 2005, 09:56 م]ـ
السلام عليكم
واجهتني بعض الصعوبات في مسائل خلافات الطيبة؟؟ هلا أرشتموني لكتب عن تحرير الطيبة؟
وأين أجد كتاب تأملات في تحريرات الطيبة أو بدائع البرهان شرح عمدة العرفان؟؟
ونفع الله بكم الإسلام
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Aug 2005, 10:59 ص]ـ
الأخت الكريمة وفقها الله مرحباً بكم في ملتقى أهل التفسير
هذا بعض المطلوب
عمدة العرفان في تحرير أوجه القرآن ( http://tafsir.org/books/open.php?cat=87&book=855)
بدائع البرهان شرح عمدة العرفان ( http://tafsir.org/books/open.php?cat=87&book=892)
إتحاف البررة المسمى (تحرير النشر) للأزميري ( http://tafsir.org/books/open.php?cat=87&book=872)
ـ[أبو الجود]ــــــــ[13 Aug 2005, 07:13 م]ـ
أخي أرسلت إلى المكتبة الروض النضير كاملا وهو أهم كتاب في التحريرات من مدة أسأل الله لكم التوفيق والسداد
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Aug 2005, 12:47 ص]ـ
أشكر الأستاذ الكريم المقرئ خالد حسن أبو الجود وفقه الله ورعاه، وزاده علماً وهدى على إرساله لتحقيقه لكتاب الروض النضير للعلامة المتولي رحمه الله للمكتبة الالكترونية الخاصة بشبكة التفسير والدراسات القرآنية ونعتذر عن تأخرنا في إضافته للمكتبة. وقد قمنا الآن بإضافته وهذا رابط الكتاب.
الروض النضير في تحرير أوجه الكتاب المنير
تأليف
العلامة محمد بن أحمد المتولي رحمه الله
تحقيق
خالد حسن أبو الجود ( http://tafsir.org/books/open.php?cat=87&book=940)
ـ[نورة]ــــــــ[14 Aug 2005, 01:08 ص]ـ
جزاكم الله خييرا ونفع الله بكم الإسلام والمسلمين وأهل القرآن ..
ـ[أبو الجود]ــــــــ[14 Aug 2005, 03:38 م]ـ
الأخ الكريم عبد الرحمن الشهري جزاكم الله خيرا على سرعة استجابتكم كما عودتمونا أسأل الله لك التوفيق و السداد(/)
سؤال للمتخصصين في القراءات
ـ[أ. عبود]ــــــــ[22 Aug 2005, 12:44 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الأحبة، أرجوا أت تتقبلوني ضيفا جديدا عليكم وتجيبوا عن سؤالي
لقد درست الشاطبية في القراءات السبع دراسة نظامية، وسأتم القراءات العشر في هذه السنة بإذن الله تعالى
وسؤالي هو:
ماهو أفضل شرح لمتني الشاطبية والدرة يكون ملما بأصول العلم ومفردات الأبيات ليكون مرجعا وحيدا لي بحيث أتقنه مع المتنين، ولا يكون شرحا مطولا جدا
وجزيتم خيرا
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[22 Aug 2005, 07:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. أنصحك بأن تكتفي بشرح الشيخ العلامة عبدالفتاح القاضي للشاطبية (الوافي شرح الشاطبية في القراءات السبع).
وأما بالنسبة لمتن الدرة فلعلك تكتفي إن شاء الله بشرح الشيخ العلامة علي الضباع للدرة بعنوان (البهجة المرضية شرح الدرة المضية).
وبارك الله فيك، ووفقك للعلم والعمل الصالح.
ـ[المعظم لربه]ــــــــ[25 Aug 2005, 03:21 م]ـ
هل الطيبة تغني عن الشاطبية, وكم بيتا هي؟.
ـ[معاذ صفوت محمود]ــــــــ[27 Aug 2005, 11:20 م]ـ
من أجمل ما رأيت من شروح الدرة المضية كتاب الشيخ عبد الفتاح القاضي: الإيضاح لمتن الدرة،
وأما عن عدد أبيات الطيبة في ألف وخمسة عشر بيتا.
وأما عن كونها جامعة لما في الشاطبية والدرة فهي جامعة لما فيهما مع زيادات كثيرة جدا. ( moaz85@maktoob.com)
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[26 Jun 2010, 01:35 م]ـ
وسؤالي هو:
ماهو أفضل شرح لمتني الشاطبية والدرة يكون ملما بأصول العلم ومفردات الأبيات ليكون مرجعا وحيدا لي بحيث أتقنه مع المتنين، ولا يكون شرحا مطولا جدا
وجزيتم خيرا
شرحا الشيخ الضباع للشاطبية والدرة مناسبان لطلبك
ومن ميزاتهما:
ـ الاختصار.
ـ الوضوح.
ـ التوضيح الإجمالي للأبيات.
ـ ذكر التحريرات.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[26 Jun 2010, 04:47 م]ـ
ومن ميزاتهما:
ـ الاختصار.
ـ الوضوح.
ـ التوضيح الإجمالي للأبيات.
ـ ذكر التحريرات.
وتقول: التحريرات!!
أحسنت .... فهناك مَن لا يرى في ذكرها ميزة.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[26 Jun 2010, 06:58 م]ـ
وتقول: التحريرات!!
أحسنت .... فهناك مَن لا يرى في ذكرها ميزة.
بل هي أبرز ميزة في إرشاد المريد خاصة؛ لأن التحريرات على الدرة قليلة كما تعلمون.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[27 Jun 2010, 04:57 ص]ـ
حياك الله يا أ. عبود في هذا الملتقى بين إخوانك ..
جزاكم الله خيرا د. حاتم على ترحيبكم.
الموضوع كُتب في 2005م، ولعل أ. عبود يعود للمشاركة في الملتقى بعد طول انقطاع.(/)
التنبيه على بعض أخطاء التلاوة
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[22 Aug 2005, 07:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعدُ: فإن الله أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بترتيل القرآن فقال: (ورتل القرآن ترتيلاً) والأمر وإن كان موجهاً للنبي صلى الله عليه وسلم إلا أنه متناول لأمته. وروي عن علي رضي الله عنه أنه قال في معنى الترتيل: "هو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف" وقد أمر العلماء رحمهم الله هذا المعنى فاهتموا بعلم الترتيل بركنيه، وهما: التجويد والوقف.
وما زال العلماء ينبهون على الأخطاء التي تحصل في أثناء التلاوة حتى تكون القراءة صحيحة مبنىً ومعنىً. وأردت هنا أن أنبه على بعض الأخطاء التي لوحظت مؤخراً على بعض الناس في أثناء تلاوتهم وخاصة أئمة المساجد وأكتفي بذكر خمسة منها:
1 - الإمالة في الحروف المرققة. وذلك أن القارئ مطلوب منه الإتيان بالترقيق في الحروف المرققة مثل: "مالكِ" فالألف في هذه الكلمة مرققة، فيميل بعض الناس الألف ظاناً أن الإمالة هي الترقيق (1).
2 - الغنة في أثناء الوقف على الميم أو النون المخففتين: والغنة لا تظهر في النون والميم في حالة الوقف إلا إذا كانتا مشددتين مثل "جانٌّ"، أما إذا كانتا مخففتين فلا ينبغي الإتيان بالغنة في مثل "الدين". وهذا الخطأ يرتكبه كثير من أئمة المساجد.
3 - ترك القلقلة في حالة الوقف: بعض الناس ظنوا أن القلقلة تزول في حالة الوقف في مثل "والفجْر". والقلقلة من الصفات اللازمة لا تنفك عن حروفها بحال من الأحوال ولكن تظهر في حالة السكون، فلا تزول في حالة الوقف.
4 - مد "الضالين" أكثر من ست حركات: إذ المد فيها هو اللازم الكلمي المثقل، ويمد بمقدار ست حركات بالاتفاق فلا يجوز الزيادة ولا النقصان.
5 - القراءة بالسين في (بمصيطر) في سورة الغاشية: مع أنه ليس فيها من طريق الشاطبية إلا الصاد فقط.
----------------------------------------------
1 - يقرأ في كتب التجويد والقراءات لمعرفة المصطلحات التجويدية مثل الترقيق والإمالة وغيرهما من المصطلحات. مثل كتاب: "تقريب المعاني شرح حرز الأماني" و"البرهان في تجويد القرآن".(/)
بحث الدكتور عبد المنعم النجار (العلاقة بين الضاد والظاء صوتيا وتاريخيا ولهجيا)
ـ[إسلام معروف]ــــــــ[06 Sep 2005, 02:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أحبابي الكرام إخواني في ملتقى أهل التفسير أعود إليكم بعد غياب دام بسبب ظروف السفر بهذا البحث القيم للأستاذ الدكتور / عبد المنعم محمد عبد الغني النجار والذي هو بعنوان (العلاقة بين الضاد والظاء صوتيا وتاريخيا ولهجيا) وهو بحث مستل من مجلة الأزهر الأعداد: (الثامن ـ والعاشر ـ والحادي عشر) شعبان سنة 1407 هـ ـ أبريل 1987 م
وإليكم البحث منسقا على الوورد: http://tafsir.org/vb/attachment.php?attachmentid=115&stc=1
وهذه صورة لغلاف مجلة الأزهر العدد الثامن: http://tafsir.org/vb/attachment.php?attachmentid=116&stc=1
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Sep 2005, 02:51 م]ـ
جازك الله خيراً وبارك فيك أخي الكريم على هذه الفائدة.
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[01 Nov 2009, 08:06 م]ـ
بارك الله فيك(/)
هل طبع هذا المخطوط: عدد سور وآي القرآن لابن عبدالكافي؟
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[06 Sep 2005, 05:22 م]ـ
المشايخ الكرام ..
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
وبعد فأرجو منكم التكرم بالإفادة حول المخطوط المرفقة صورة أوله.
وهو على الرابط التالي كاملاً.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=36522
هو حقاً عدد سور وآي القرآن لابن عبدالكافي؟
وهل سبق وأن طبع؟
إذا نعم فأين ومتى؟
وجزاكم الله خيراً.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[07 Sep 2005, 01:11 ص]ـ
أخي الكريم
قد سمعت أن مجمع الملك فهد يعدون هذا الكتاب للطباعة، ولعلي أتأكد من ذلك.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[08 Sep 2005, 11:46 ص]ـ
تبرز أهمية هذا الكتاب أنه من الكتب التي اعتمدتها لجنة المصاحف، فاللجنة التي كانت برئاسة على بن خلف الحسيني التي تولت الإشراف على طباعة المصحف المصري اعتمدته، وكذا اللجنة الأولى والثاني التي تولت الإشراف على طباعة مصحف المدينة النبوية بمجمع الملك فهد، وغيرها ممن اعتمد على المصحف المصري.
وللمؤلف ترجمة قليلة جدًا في معجم المؤلفين لكحالة (7: 312).
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[14 Sep 2005, 06:08 م]ـ
شكر الله لشيخنا الكريم فوائده، وهذه النسخة المحال عليها نسخة واضحة لو وجدت أخرى فما أسهل إخراجها، إخراجاً متقنا، وفيه ورقة ساقطة لخلل من مصدرها.
ـ[أبو محمد النايلي]ــــــــ[30 May 2009, 02:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو من فضيلة الشيخ التأكد من صحة طباعة الكتاب في مجمع الملك فهد
وسؤالي للشيخ حارث الهمام هل لهذا الكتاب نسخ أخرى وهل هو من مشاريعه العلمية الخاصة أم هو يعرضه للاستفادة منه لأهل الملتقى.
بارك الله فيكم وحياكم الله.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[30 May 2009, 08:31 م]ـ
للأسف الشديد هذا المؤلف لم يصلنا عنه شيء يشف الغليل
ـ[أبو محمد النايلي]ــــــــ[07 Jun 2009, 05:18 م]ـ
بارك الله فيكم مشايخنا الكرام هل منكم من ينزل لنا المخطوط المذكور في هذا الملتقى لأني لست مشاركا في ملتقى أهل الحديث.
وأعيد الاستفسار للشيخ حارث الهمام، هل لديك معلومات أخرى، وهل هذا من مشاريعك التي تقوم عليها.
وبارك الله فيكم.
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[16 Jun 2009, 12:52 م]ـ
معذرة أخي الكريم لم أطالع التعليق إلاّ الساعة .. والموضوع المذكور ليس من مشاريعي وإنما ذكرته للفائدة.
وليس عندي من المعلومات أكثر مما علق في المنتديين.
والله يحفظكم.
ـ[أبو محمد النايلي]ــــــــ[29 Jun 2009, 02:31 م]ـ
بارك الله فيكم.
النسخة الموجودة في ملتقى أهل الحديث تنقصها الورقة الأخيرة ففيها خلل، فهل من يساعدني في إصلاحها.
ـ[أبو محمد النايلي]ــــــــ[29 Jun 2009, 02:42 م]ـ
عندي سؤال لمشايخنا في الملتقى: هل من دراسة جادة في علم عد الآي نشأته وتطوره والمصنفات فيه؟(/)
نشأة علم التجويد وحال مصنفاته القديمة
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[11 Sep 2005, 03:35 م]ـ
نشأة علم التجويد وحال مصنفاته القديمة
كيف نشأ علم التجويد؟
وكيف حال مصنفاته الأولى؟
بالجواب عن هذا السؤال سوف يكشف لنا الغطاء عن كثير من القضايا التي ظهرت بعد عصر الاحتجاج , والتي أسسها بعض العلماء المتأخرين , وهناك قواعد دخلت على أبحاث التجويد قد عرفت في إعمال علماء التجويد المتأخرين فحسب , وهذه الأفكار لم تكن تعرف في إعمال علماء التجويد منذ مراحله الأولى.وبالسباحة في تاريخ علم التجويد سوف نتعرف على كثير من القضايا التي يحتاج معرفتها الباحثون في علوم القرآن , ومن افضل المصنفات التي بين يدي التي بحث نشأة وتاريخ هذا العلم ما كتبه شيخ المحققين في عصرنا الدكتور غانم قدروي الحمد , فهو في رأي منفرد بالتصنيف في هذا الموضوع.
أما نشأة علم التجويد فلا بد للباحث قبل الخوض في الحديث عنها أن يعلم , إن كتب علم التجويد القديمة تكاد تكون مجهولة لدى معظم المشتغلين بالدراسات الصوتية العربية في الوقت المحاضر. وهي تكاد تكون مجهولة أيضا لدى معظم المشتغلين بدراسة علوم القرآن عامة وعلم التجويد خاصة.
ولا يزال معظم تلك الكتب مخطوطا بعيدا عن متناول أيدي الباحثين , ولعل ذلك هو أحد الأسباب التي حال بين الباحثين المعاصرين والاستفادة من المادة الصوتية التي تضمنتها تلك الكتب. ويبدو أن الرسائل المتأخرة الموجزة التي كتبها المتأخرون وبعض المعاصرين في علم التجويد كانت من بين الأسباب التي صرفت الدارسين عن تتبع كتب علم التجويد القديمة ودراستها والاعتماد عليها , وذلك لما يغلب على تلك الرسائل من الإيجاز الذي أدى إلى غموض العبارات في كثير من الأحيان.
لم يُعْرفْ مصطلح (التجويد) بمعنى العلم الذي يُعْنى بدراسة مخارج الحروف وصفاتها وما ينشأ لها من أحكام عند تركيبها في الكلام المنطوق إلا في حدود القرن الرابع الهجري, كذلك لم يعرف كتاب أُلِّفَ في هذا العلم قبل ذلك القرن , ومعنى هذا أن علم التجويد تأخر في الظهور علما مستقلا بالنسبة إلى كثير من علوم القرآن وعلوم العربية أكثر من قرنين من الزمان.
وقد جاء في بعض المصادر المتأخرة أن الصحابي عبد الله بن مسعود – رضى الله عنه – قال: " جوِّدُوا القرآن ... " واستند بعض المُحْدثِين إلى هذه الراوية في القول بأن نشأة علم التجويد ترجع إلى عصر الصحابة , وقال: " ولسنا نملك لهذا النوع من الدراسة مادة كافية تسمح بتتبع تطوه ووصف المراحل التي قطعها حتى صار علما مستقلا هو (علم التجويد) , وكل الذي يعرف عن مراحله الأولى أن أول من استخدم هذه الكلمة في معنى قريب من معناها هو ابن مسعود الصحابي الذي كان ينصح المسلمين بقوله: (جوّدوا القرآن وزينوه بأحسن الأصوات) ... ويبدو أن نشأة علم التجويد جاءت استجابة لدعوة ابن مسعود , ومحاولة لتقنين قواعد القراءة اقتفاء لأثره ... ".
وحين تتبعت هذه الرواية في المصادر القديمة وجدت أنها تنقل الرواية على نحو آخر لا تصلح معه للاستشهاد في ما نحن بصدده , فقد جاء فيها (جَرِّدُوا) بالراء بعد الجيم مكان (جوّدوا) بالواو بعد الجيم , ويترجح لديَّ أن الرواية تصحفت في المصادر المتأخرة , لأنها تنقل النص بإسناد ينتهي إلى أسانيد المصادر القديمة , ثم يختلف النص بعد ذلك في حرف واحد وهذه الرواية تتعلق في الأصل بموضوع تجريد القرآن من الزيادات المتمثلة بالخموس والعشور وأسماء السور ونحو ذلك.
ومن المعلوم أنه لم يرد في القرآن الكريم من مادة (ج و د) شئ في وصف القراءة , كذلك لم يرد في (المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي) الذي يعتمد على تسعة من أشهر كتب الحديث , شيئا من ذلك. وهذا أمر يمكن يستدل به على أن كلمة (التجويد) لم تكن مستعملة في عصر النبوة بالمدلول الذي صارت تدل عليه فيما بعد.
وكانت هناك كلمات أخرى تستخدم في عصر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في معنى كلمة التجويد. مثل: الترتيل , والتحسين , والتزيين , والتحبير , وهي تستخدم في وصف القراءة حين تكون مستوفية لصفات النطق العربي الفصيح , جامعة إلى ذلك حسن الصوت والعناية بالأداء ولم يرد من هذه الكلمات الأربع في القرآن الكريم سوى كلمة الترتيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يعني أن مفردات مادة (ج و د) لم تكن مستخدمة في اللغة العربية , فنجد عددا من الكلمات المشتقة من تلك المادة مثل: الجَيِّد نقيض الردئ , وجاد الشئ جُودة وجَوْدة , أي صار جيِّدا. وأجاد أتي بالجيد من القول والفعل. ورجل جواد سخي , وجاد الفرس فهو جواد ... الخ والتجويد مصدر جَودت الشئ. قال الداني: ومعناه انتهاء الغاية في إتقانه , وبلوغ النهاية في تحسينه.
وأقدم نص وردت فيه كلمة (التجويد) مستعملة بمعنى يقرب من معناها الاصطلاحي , في المصادر القديمة , هو قول بن مجاهد (ت 324 هـ) مؤلف كتاب (السبعة في القراءات) , فقد قال الداني (ت 444 هـ): " حدثني الحسين بن شاكر السمسار , قال: حدثنا أحمد بن نصر , قال: سمعت ابن مجاهد يقول: اللحْنُ في القرآن لُحْنان: جَلِيٌّ وخفيٌّ. فالجلي ُّ لحنُ الأعراب ِ , والخفيُّ ترْكُ إعطاء الحرفِ حقُّه من تجويدِ لفظه " ونقل أحمد بن أبي عمر (ت بعد 500 هـ) الرواية على هذا النحو: " ... والخفي ترك إعطاء الحروف حقها من تجويد لفظها , بلا زيادة فيها ولا نقصان ".
إن الوقت الذي ظهرت فيه كلمة التجويد بمعناها الاصطلاحي هو الوقت الذي ظهر فيه أول مصنف مستقل في علم التجويد , فقد قال ابن الجزري , وهو يترجم لأبي مزاحم موسى بن عبيد الله بن يحيى الخاقاني البغدادي (ت 325 هـ) " هو أول من صنَّفَ في التجويد فيما أعلم , وقصيدته الرائية مشهورة وشرحها الحافظ أبو عمرو ... ".
والمصنَّف الذي أشار إليه ابن الجزري هنا على أنه أول مصنف في التجويد هو قصيدة أبي مزاحم الخاقاني الرائية المشهورة بالقصيدة الخاقانية , التي يقول في مطلعها:
أقُولُ مَقَالًا مُعْجَباُ ِلُأولِي الحِجْرِ ... ولا فَخْرَ إنَّ الفَخْرَ يَدْعُو إلى الكِبْرِ
ويقول:
فَمَا كُلُّ مَنْ يَتْلُو الكِتَابَ يُقِيمُهُ ... وما كُلُّ مَنْ في الناسِ يُقْرِئُهُمْ مُقْرِي
ويقول:
زِنِ الحرفَ لا تُخْرِجْهُ عنْ حدِّ وَزْنِهِ ... فَوَزْنُ حُروفِ الِّذْكِر مِنْ أفْضَلِ البِرَّ
وعدد أبياتها واحد وخمسون بيتا , ذكر فيها أو مزاحم بعض الموضوعات التي صارت فيما بعد جزءا من علم التجويد , وكان لهذه القصيدة أثر واضح في جهود اللاحقين في علم التجويد , فهم بين مقتبس منها مستشهد بأبياتها , وبين معارض لها , أو شارح موضح لمعانيها.
ومع أن القصيدة الخاقانية هي أول مصنف مستقل ظهر في علم التجويد إلا أن أبا مزاحم لم يستخدم فيها كلمة (التجويد) ولا أيا من الألفاظ الأخرى التي تشاركها في المادة اللغوية , واستخدم كلمة (الحُسْن) وما اشْتُقَّ من مادتها. فقد قال في صدر البيت الخامس:
أيا قارِئَ القرآنِ أحْسِنْ أداءَهُ
وقال في صدر البيت السابع عشر:
فقد قلتُ في حُسْنِ الأداءِ قَصيدةً
وعدم استخدام أبي مزاحم لكلمة (التجويد) في قصيدته يدل على أن هذا المصطلح لم يكن مشهورا حينذاك , على الرغم من ظهوره في ذلك الوقت ,فقد استخدمه معاصره ابن مجاهد , كما مرَّ في النص الذي نقلناه أنفا.
وأول من استخدم مصطلح (التجويد) بعد ابن مجاهد هو أبو الحسن علي بن جعفر السعيدي (ت 410 هـ) تقريبا. فقد قال في أول كتابه (التنبيه على اللحن الجلي واللحن الخفي): " ... سألتني ... أن أُصنِّفَ لك نُبَذَا ً من تجويد اللفظ بالقرآن ". وقال في موضع آخر: " ويؤمر القارئ بتجويد الضاد من (الضالين) وغيرها " وشاع استخدام مصطلح (التجويد) بعد عصر السعيدي على نطاقٍ واسعٍ.
وإذا وافقنا ابن الجزري في قوله إن القصيدتة الخاقانية هي أول مصنف كتب في علم التجويد فإن هناك قريبا من قرن من السنين بين تاريخ ظهورها وتاريخ ظهور كتاب السعيد (التنبيه على اللحن الجلي واللحن الخفي) الذي يتميز بأنه أقدم كتاب معروف لدينا اليوم في علم التجويد بعد القصيدة الخاقانية , وهو يمثل بدء التأليف المستقل في علم التجويد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحين رجعت إلى كتاب (الفهرست) لابن النديم (ت 385 هـ) على الأرجح , لم أجده يذكر أيَّ كتاب يحمل اسم التجويد أو يمكن أن يكون موضوعه في هذا العلم , على الرغم من أنه ذكر في هذا الفن الثالث من المقالة الأولى من كتابه مئات الكتب المؤلفة في علوم القرآن.وهذا الأمر يدل على أن علم التجويد لم يزل في القرن الرابع الهجري يخطو خطواته الأولى ولم تشتهر كتبه حين ألف ابن النديم كتابه سنة (377 هـ) ولا يزال تاريخ علم التجويد في القرن الرابع بحاجة إلى نصوص جديدة تلقى مزيدا من البيان على نشأته.
وحين نتقدم خطوة إلى الأمام وندخل في القرن الخامس الهجري نجد أن المؤلفات في علم التجويد يتتابع ظهورها حتى إننا لنجد أن معظم مؤلفات علم التجويد قد ظهرت في هذا القرن , فبعد كتاب (التنبيه على اللحن الجلي واللحن الخفي) للسعيدي الذي ظهر في نهاية القرن الرابع أو السنين الأولى من القرن الخامس يظهر في الأندلس كتابان كبيران في علم التجويد , هما (الرعاية) لمكي بن أبي طالب القيسي (ت 437 هـ) و (التحديد) لأبي عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت 444 هـ). وظهر بعدهما في نفس القرن كتاب (الموضح) لعبد الوهاب القرطبي (ت 461 هـ) وهو من المعاصرين لمكي والداني.
ونجد في مقدمة كتاب (الرعاية) لمكي ما يشير إلى أن القرن الخامس هو التاريخ الحقيقي لظهور المؤلفات في علم التجويد , قال مكي: " وما علمت أن أحدا من المتقدمين سبقني إلى تأليف مثل هذا الكتاب ولا جمع مثل ما جمعت فيه من صفات الحروف وألقابها , ولا ما أتبعت فيه كل حرف منها من ألفاظ كتاب الله تعالى , والتنبيه على تجويد لفظه , والتحفظ به عند تلاوته. ولقد تصور في نفسي تأليف هذا الكتاب وترتيبه من سنة تسعين وثلاثمائة , وأخذت نفسي بتعليق ما يخطر ببالي منه في ذلك الوقت , ثم تركته إذ لم أجد مُعينا فيه من مُؤَلَّفٍ سبقني بمثله قبلي ثم قَوَّى الله النية وحدَّد البصيرة في إتمامه بعد نحو من ثلاثين سنة , فسهَّل الله تعالى أمره , ويسَّرَ جمعه , وأعان على تأليفه ".
وجاء في مقدمة كتاب (التحديد) للداني ما يشير إلى المعنى الذي يفهم من قول مكي السابق من انعدام المؤلفات في علم التجويد في وقتهما , فقال الداني: " وأما بعد فقد حداني ما رأيته من إهمال قراء عصرنا ومقرئي دهرنا من تجويد التلاوة وتحقيق القراءة , وتركهم استعمال ما ندب الله تعالى إليه , وحث نبيه صلى الله عليه وسلم وأمته عليه , من تلاوة التنزيل بالترسل والترتيل – أن أعْملْتُ نفسي في رسم كتاب خفيف الحمل , قريب المأخذ في وصف علم الإتقان والتجويد , وكيفية الترتيل والتحقيق, على السبيل التي أدَّاها المشيخة من الخلف عن الأئمة من السلف , واجتهدت في بيان ذلك , وبذلت طاقتي , وبالغت في لإيضاحه عنايتي , وأفصحت عن جليِّه وظاهره , ودللت على خفيِّهِ وداثره , وأودعته الوارد من السنن والأخبار في معناه على حسب ما إلينا أدَّاه من لقيناهُ من العلماء , وشاهدناه من الفهماء , عن الأئمة الماضين والقراء السالفين , لتتوفر بذلك فائدته ... "
وإذا كان بإمكاننا أن نقول إن مكيا ألف كتاب (الرعاية) سنة (420 هـ) اعتمادا على النص الذي سبق نقلناه من الكتاب , فإننا لا نعلم يقينا السنة التي ألف فيها الداني كتاب (التحديد) , ولا نعلم هل ألفه قبل أن يظهر كتاب (الرعاية) أو بعد ظهوره؟
ومهما يكن من أمر فإن نشأة علم التجويد ترتبط بقصيدة أبي مزاحم الخاقاني , وإن مؤلفاته الأولى تتمثل لمكي , وكتاب (التحديد) للداني وكذلك كتاب (الموضح) لعبد الوهاب القرطبي , ثم تتوالى المؤلفات بعد ذلك متواصلة حتى عصرنا الحاضر.
وارتباط نشأة علم التجويد بالمؤلفات المذكورة هنا يعنى أن علم التجويد قد تأخر ظهوره بشكله المتميز المستقل أكثر من قرنين م الزمن عن ظهور كثير من علوم القرآن والعربية , ويبدو أن جهود علماء العربية من النحويين واللغويين وجهود علماء القراءة كانت تقوم بالمهمة التي قام بها علم التجويد بعد ظهوره , في تعليم الناطقين أصول النطق الصحيح , وتحذيرهم من الانحراف في نطق الأصوات العربية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتكاد تتلخص جهود اللغويين والنحاة في دراسة الأصوات العربية حتى أواخر القرن الرابع الهجري بما كتبه الخليل بن أحمد (ت 170 هـ) في مقدمة كتاب العين عن مخارج الحروف وصفاتها.
وسيبويه (أبو بشر عمرو بن عثمان (ت 180 هـ) في (الكتاب) في باب الإدغام خاصة.
والمبرد 0 أبو العباس محمد بن يزيد (ت 285 هـ) في كتاب (المقتضب) في أبواب الإدغام.
وابن دريد (أبو بكر بن محمد بن الحسن (ت 321 هـ) في مقدمة (جمهرة اللغة).
والزجاجي (أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق (ت 337 هـ) في آخر كتاب الجمل في باب الإدغام.
والأزهري (أبو منصور محمد بن أحمد (370 هـ) في مقدمة (تهذيب اللغة).
وأخيرا ابن جنى (أبو الفتح عثمان (ت 392 هـ) في (سر صناعة الإعراب).
أما كتب القراءات القديمة التي ترجع إلى القرنين الثاني والثالث فإنه لم يصل إلينا منها شئ يذكر, واقدم كتاب وصل إلينا من كتب القراءات هو كتاب (السبعة في القراءات) لأبي بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد البغدادي (ت 324 هـ) والذي حققه الدكتور شوقي ضيف , وقد سبق ابن مجاهد في التأليف كما ذكر الدكتور شوقي ضيف , أبو عبيد القاسم ابن سلاّم (ت 224 هـ) صنف كتبه في خمسة وعشرين قراءة , وشيخ ابن مجاهد ألَّف كتابا فيه عشرون واسمه (أبو عبيد القاضي إسماعيل بن إسحاق البغدادي (283 هـ) وابن جرير الطبري (ت 310 هـ) ألف كتابا فيه زيادة عن عشرين قراءة ولو نظرنا في كتاب السبعة لابن مجاهد المطبوع لا نجد أبوابا مستقلة تعالج موضوع الأصوات العربية , وإنما جاءت الملاحظات متناثرة في ثناياه.وقد قام علماء التجويد باستخلاص المادة الصوتية من مؤلفات النحويين واللغويين وعلماء القراءة وصاغوا منها هذا العلم الجديد الذي اختاروا له اسم (علم التجويد) , وواصلوا أبحاثهم الصوتية مستندين إلى تلك المادة , وأضافوا إليها خلاصة جهدهم حتى بلغ علم التجويد منزلة عالية من التقدم في دراسة الأصوات اللغوية.
وبالرغم من استناد علماء التجويد على جهود سابقيهم من علماء العربية وعلماء القراءة فقد جاء عملهم متميزا , ولا يمكن أن نعده جزءا من تلك الجهود , وإنما جاء عملا شاملا للدرس الصوتي , أما علماء العربية ف‘نهم عالجوا الموضوع في إطار الدرس الصرفي وهو أمر تجاوزه علماء التجويد وذلك بالنظر إلى أصوات اللغة نظرة أشمل من ذلك.
أما علماء القراءة فإنهم كانوا مشتغلين برواية النص القرآني الكريم وضبط حروفه كما نقلتها طبقات علماء القراءة طبقة عن طبقة حتى تنتهي إلى طبقة الصحابة رضوان الله عليهم , الذين تلقوا القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم.
ولا يمكن أن تُعدَّ الكتب التي ألفها القراء في وصف القراءات القرآنية بدءا للتأليف في علم التجويد , لأن علم القراءة وعلم التجويد , وإن كان كل منهما يرتبط بألفاظ القرآن , يختلفان في الموضوع كما يختلفان في المنهج , أما الموضوع فإن علم التجويد لا يعنى باختلاف الرواة بقدر عنايته بتحقيق اللفظ وتجويد , مما لا اختلاف في أكثره بين القراء الرواة , وأما المنهج فإن كتب القراءات كتب رواية , وكتب التجويد جزء من علم الرواية لأنها تقعيد لكيفية قراءة النبي صلى الله عليه وسلم , ويطلق عليها البعض كتب دراية. ويجوز إطلاقها من باب التوسع في الألفاظ. وإلا فواعده من مدوده وقلقلته وغناته وأداه الأصل فيها أن رب العالمين أنزله بالتجويد كما ذكر الحافظ ابن الجرزي (لأنه به الإله أنزلا).
ولا يعني تأخر ظهور التأليف في علم التجويد أن القراء كانوا ينطقون القرآن قبل ذلك على غير أصل واضح , كما لا يعنى أن علماء التجويد اختلقوا هذه الأصولا أو ابتدعوها , فالواقع هو أن قراء القرآن كانوا يعتنون غاية الاعتناء بتجويد الألفاظ وإعطاء الحروف حقها منذ عصر الصحابة وهلم جرا حتى عصر ظهور المؤلفات في علم التجويد , وكانوا يستندون في ذلك إلى الرواية الأكيدة والأصول المرعية عند العرب في نطق لغتهم بشرط أن يكون جاءت الرواية بها عن النبي صلى الله عليه وسلم هكذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأصول علم التجويد وقواعده إذن كانت موجودة في الكلام العربي , يحرص عليها القراء ويعتمدون عليها في قراءتهم وإقرائهم , وإن لم تكن مدونة , شأنها في ذلك شأن قواعد النحو والصرف التي استنبطها علماء العربية في وقت لاحق , فعلم التجويد الذي يدرس النظام الصوتي للغة كان موضوعه تحليل ذلك النظام واستخلاص ظواهره ووضعها في قواعد تساعد المتعلم على ضبطها وإتقانها حين يستخدم اللغة , وهم في ذلك يسيرون على خطى علماء العربية الذين سبقوهم في هذا الميدان.
ثم يتابع الدكتور غانم حديثه عن التعريف بأشهر كتب علم التجويد فيقول:
التأليف في علم التجويد لم ينقطع منذ ظهور مؤلفاته الأولى في القرن الرابع الهجري , حتى وقتنا المعاصر , وهذه ظاهرة توضح مقدار ارتباط المسلمين بالقرآن العظيم وحرصهم على تجويد حروفه وإتقان النطق بألفاظه. وقد أنتجت تلك الحركة التأليفية عشرات الكتب على مدى القرون المتتابعة , ويبدو أن تقديم قائمة كاملة بأسماء تلك الكتب أمر غير متيسر للدارسين اليوم , فالمراجع القديمة المتخصصة بالحديث عن العلوم والكتب المؤلفة فيها لا تقدم لنا إلا عددا محدودا من أسماء تلك الكتب , فلم يتجاوز ما ذكره السيوطي عن هذا الجانب في كتابه (الإتقان في علوم القرآن) السطر الواحد حيث قال: " من المهمات تجويد القرآن , وقد أفرده جماعة كثيرون بالتصنيف , ومنهم الداني وغيره ".
وما ذكره حاجي خليفة في (كشف الظنون) وهو يتحدث عن علم التجويد , يعد شيئا يسيرا جدا إلى ما هو معروف من كتب هذا العلم , قال: " وأول من صنف في التجويد موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان الخاقاني البغدادي المقرئ المتوفى سنة خمس وعشرين وثلاثمائة , ذكره ابن الجزري. ومن المصنفات فيه الدرر اليتيم وشرحه , والرعاية , وغاية المراد , والمقدمة الجزرية , وشرحها , والواضحة ".
والمشكلة الأساسية التي تعترض الدارس وهو يحاول استقصاء كتب علم التجويد هي أن ما سلم منها من التلف والضياع لا يزال معظمه مخطوطا , ولا شك في أن معرفة أسماء تلك المخطوطات وتحديد أماكن وجودها أمر غير متيسر دائما, لندرة فهارس المخطوطات , وهي إن توفرت في بلد فلا تتوفر في بلد آخر. وإن توفر بعضها فقد لا يتوفر بعضها الآخر. أما الحصول على نسخ مصورة من تلك المخطوطات فذلك أمر دونه خَرْطُ القَتَاد.
وما سنذكره من أسماء كتب علم التجويد هو المحاولة الأولى في هذا السبيل , على ما أعلم , ومن ثمَّ تظل هذه القائمة مظنة النقص والقصور , على أمل أن يكملها النظر المستمر والجهد المتواصل من المهتمين بهذا العلم الذي لم يحظ بما يستحقه من درس إلى اليوم.
وقد استخلصت هذه القائمة من فهارس المخطوطات التي تيسر لي الاطلاع عليها , ومن فهارس الكتب مثل (كشف الظنون) ومن كتب التراجم , مثل (غاية النهاية في طبقات القراء) لابن الجزري 0 ت 833 هـ) , الذي استخلصت منه أسماء جميع الكتب التي تتصل بعلم التجويد , ورتبت هذه الكتب القائمة على أساس تاريخي تبعا لوفاة المؤلفين , موردا اسم المؤلف وتاريخ وفاته واسم الكتاب , مشيرا إلى ما هو مخطوط منها أو مطبوع , من غير أن استقصي أما كن وجود المخطوط , فإن لذلك مظانه الخاصة , من بدء التأليف في هذا العلم , حتى أواخر القرن الثالث عشر الهجري.
1 - أبو مزاحم موسى بن عبيد الله الخاقاني البغدادي (325 هـ)
صنَّف:
أ- القصيدة الخاقانية التي قالها في حسن الأداء , مطبوع.
ب- الشرح , مثل شرح أبي عمرو الداني , مخطوط.
ت- الاقتباس , حيث لا يكاد يخلو كتاب من كتب علم التجويد القديمة من بعض أبيات قصيدة أبي مزاحم.
2 – أبو الحسن علي بن جعفر بن محمد السعيدي , نزيل شيراز (ت في حدود 410 هـ).
صنَّف:
أ- التنبيه على اللحن الجلي واللحن الخفي , مطبوع , بتحقيق د / غانم قدوري الحمد.
ب- اختلاف القراء في اللام والنون , مطبوع , بتحقيق د / غانم قدوري الحمد.
3 – أبو محمد مكي بن أبي طالب القيسي القيرواني ثم القرطبي (ت 437 هـ).
صنَّف:
أ- الرعاية في تجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة , مطبوع , تحقيق د / احمد حسن فرحات.
4 – أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت 444 هـ).
صنَّف:
أ- التحديد في الإتقان والتجويد , مطبوع , بتحقيق د / غانم قدوري الحمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ب- شرح قصيدة أبي مزاحم الخاقاني , مخطوط.
ت- كتاب الإدغام الكبير , مطبوع , بتحقيق د / زهير غازي زاهد.
ث- المنبهة في الحذق والإتقان وصفة التجويد للقرآن , مطبوع , بتحقيق: محمد بن مجقان الجزائري.
ج- كتاب البيان والإدغام.
ح- رسالة في مخارج الحروف , مخطوط.
5 – أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن بندار العجلي الرازي (ت 454 هـ)
صنَّف:
أ- كتاب في التجويد.
6 – أبو القاسم عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب القرطبي (ت 462 هـ)
صنَّف:
ب- الموضح في التجويد , مطبوع , بتحقيق د / غانم قدوري الحمد.
7 – أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري (ت 463 هـ)
صنَّف:
التجويد والمدخل إلى العلم بالتحديد.
البيان عن تلاوة القرآن.
8 – أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الله المعروف بابن البنَّاء البغدادي (ت 471 هـ)
صنَّف:
كتب بيان العيوب التي يجب أن يجتنبها القراء , وإيضاح الأدوات التي بنى عليها الإقراء , مطبوع , بتحقيق د / غانم قدوري الحمد.
التجريد في التجويد.
9 – أبو الحسن شريح بن محمد بن شريح الرعيني الأشبيلي (ت 539 هـ)
صنَّف:
نهاية الإتقان في تجويد القرآن , مخطوط.
10 – أبو علي سهل بن أحمد الأصبهاني الحاجي (ت 543 هـ)
صنَّف:
التجريد في التجويد , مخطوط.
11 – أبو حميد (وأبو الأصبع) عبد العزيز بن علي بن محمد الأندلسي المعروف بابن الطحان (ت 561 هـ)
صنَّف:
الأنباء في تجويد القرآن , مخطوط.
مقدمة في التجويد , محطوط.
رسالة في مخارج الحروف , محطوط.
مرشد القارئ إلى تحقيق معالم المقارئ , محطوط.
12 - أبو العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن الهمذاني العطار (ت 569 هـ)
صنَّف:
التمهيد في التجويد , مطبوع , بتحقيق د / غانم قدوري الحمد.
13 – أبو بكر محمد بن حامد بن محمد الأصفهاني (من علماء القرن السادس)
صنَّف:
التبيين في شرح النون والتنوين
الإدغام الكبير بعلله.
14 – أبو المعالي محمد بن أبي الفرج بن بركه فخر الدين الموصلي ثم البغدادي (ت 621 هـ)
صنَّف:
نبذة المريد في علم التجويد
الدرر الموصوف (أو المرصوف) في وصف مخارج الحروف , مخطوط.
15 – أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الصمد علم الدين السخاوي (ت 643 هـ)
صنَّف:
منهاج التوفيق إلى معرفة التجويد والتحقيق – وهو باب في كتاب (جمال القراء) للمؤلف.
عمدة المفيد وعدة المجيد في معرفة لفظ التجويد. قصيدة مطلعها:
يَا مَنْ يرومُ تلاوةََ القرآنِ * و يرودُ شَأْوَ أئمةَ الإتقانِ
لا تحسبِ التجويدَ مَدًّا مُفرٍطا * أوْ مدَّ مالا مدََّ فيه لَوَانِ
أو أنْ تُشدِّدَ بعد مدٍّ همزةً * أوْ أنْ تَلُوكَ الحرفَ كالسّكْرانِ
أو أن تَفُوهَ بهمزةِ مُتَهوِّعاً * فَيَفِرَّ سامعُها من الغَثيانِ
للحرفِ ميزانٌ فلا تكُ طاغياً * فيه ولا تكُ مُخْسِرَ الميزانِ
وقد ضمنها علم الدين السخاوي إلى كتابه (جمال القراء) وقد تنسخ مفردة وعليها عدة شروح.
16 – أبو عبد الله محمد بن عتيق بن علي التجيبي الغرناطي (ت 646 هـ)
صنَّف:
الدرر المكللة في الفرق بين الحروف المشكلة.
17 – أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن بن وثيق الإشبيلي (ت 654 هـ)
صنَّف:
كتاب في تجويد القراءة ومخارج الحروف , مخطوط.
18 – أبو علي الحسين بن عبد العزيز بن محمد بن أبي الأحوص الأندلسي , المعروف بابن الناظر (ت 679 هـ)
صنَّف:
الترشيد في علم التجويد.
19 – أبو الحسن علي بن يعقوب بن شجاع , عماد الدين الموصلي المعروف بابن أبي زهران (ت 682 هـ)
صنَّف:
التجريد في التجويد.
20 – أو العباس أحمد بن عبد الله بن الزبير الخابوري الحلبي (ت 690 هـ)
صنَّف:
الدرر النضيد في التجويد.
21 – أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن سعيد المعروف بالديريني (ت 697 هـ)
صنَّف:
ميزان الوفي في معرفة اللحن الخفي.
منظومة في التجويد , مخطوط.
22 – أبو محمد عبد الكريم بن عبد الباري بن عبد الرحمن الصعيدي (لا تعرف تاريخ وفاته ولكن اباه ت 650)
صنَّف:
بغية المريد في معرفة التجويد.
البلغة الراجحة في تقويم الفاتحة.
جزء في مخارج الحروف.
23 – أبو عبد الله محمد بن محمد بن إبراهيم الشريشي الخراز (ت 718 هـ)
صنَّف:
(يُتْبَعُ)
(/)
المقصد شرح نظم ابن بَرِّي في أصوات القرآن , مخطوط.
24 – محمد بن قيصر بن عبد الله , البغدادي الأصل , الشهير بالمارديني النحوي (ت 721 هـ)
صنَّف:
الدر النضيد في معرفة التجويد , مخطوط , وهو قصيدة لامية في (271) بيتا.
25 – إبراهيم بن عمر بن إبراهيم الجعبري (ت 732 هـ)
صنَّف:
عقود الجمان في تجويد القرآن , مطبوع.
حدود الإتقان في تجويد القرآن.
القيود الواضحة في تجويد الفاتحة , مطبوع.
المرصاد الفارق بين الظاء والضاد.
تحقيق التعليم في الترقيق والتفخيم.
المؤلفات المنثورة فهي:
المنة في تحقيق الغنة.
إتمام التبيين في أحكام النون الساكنة والتنوين.
26 – أبو عبد الله محمد بن بضحان الدمشقي (ت 743 هـ)
صنَّف:
التذكرة والتبصرة لمن نسي تفخيم الألف أو أنكره.
27 – أبو محمد الحسن بن قاسم بن عبد الله , بدر الدين المرادي , المعروف بابن أم قاسم (ت 749 هـ)
صنَّف:
المفيد في شرح عمدة المجيد في النظم والتجويد , مطبوع.
شرح الواضحة في تجويد الفاتحة , مطبوع.
أرجوزة في مخارج الحروف وصفاتها وشرحها.
28 – أبو بكر عبد الله بن أيدغدي بن عبد الله الشهير بابن الجندي (ت 769 هـ)
صنَّف:
التسديد في علم التجويد.
29 – محمد بن محمود بن محمد بن أحمد السمرقندي الأصل , الهمذاني المولد البغدادي الدار (ت 780 هـ)
صنَّف:
التجريد في التجويد.
العقد الفريد في نظم التجويد.
روح المريد في شرح العقد الفريد , مخطوط.
القصيدة الفائحة في تجويد الفاتحة , وشرحها , مخطوط.
30 – موسى بن أحمد بن إسحاق الشهبي (ت 784 هـ)
صنَّف:
قال ابن الجزري: " صاحبي الشاب الخير .. مات شهيدا بالطاعون ... وألف في التجويد ... ولو عاش لكان آية في هذا الفن " ولم أقف له على أي كتاب.
31 – علي بن عثمان بن محمد , الشهير بابن القاصح (ت 801 هـ)
صنَّف:
نزهة المشتغلين في أحكام النون الساكنة والتنوين , مطبوع.
32 – خليل بن عثمان بن عبد الرحمن القرافي , المعروف بابن المشبب (ت 801 هـ)
صنَّف:
قال بن الجزري: " وألف كراسا في التجويد ". ولعله (تحفة الإخوان فيما تصح به تلاوة القرآن) وقد ساه جعفر بن إبراهيم السنهوري (تحفة الإخوان في تجويد القرآن).
33 – أبو الخير محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف , المشهور بابن الجزري (ت 833 هـ)
صنَّف:
التمهيد في علم التجويد , مطبوع.
المقدمة الجزرية. مطبوع. وهي من أشهر كتب التجويد في العصور الماخرة , وأكثرها تداو , وقد شرحت شروحا عدة , وطبعت مفردة أو مشروحة طبعات كثيرة , كما أنها ترجمت إلى بعض لغات المسلمين الأخرى.
قلت والناظر في هذه الكتب المطبوعة لا يجد فيها , أن القلقلة تتبع ما قبلها من الحركة , ولا أنها مائلة ناحية الفتح مطلقا , ولا يوجد أدنى إشارة لترك فرجة عند الميم الساكنة المخفاة والمقلوبة , وغيرها من الآراء الاجتهادية التي ظهرت في مصنفات التجويد الحديثة.
وقد أدرك علماء التجويد انهم نَقَلَةٌ للرواية فحسب , ولا مجال للرأي مع كتاب الله , وقد صرح الداني أكثر من مرة حول التنبيه على هذه القضية وكان قد سبقه إليها الحافظ أبو بكر بن مجاهد في مقدمة كتابه السبعة في القراءات , وهو إمام مجمع على إمامته بين أهل القراءات والأداء , بل هم يعدونه شيخ الصنعة , مع اقتناعي بأنه لابد من تقييد أي تلقي اليوم في القراءات أو التجويد بما سطره علماء هذا الفن المعول على علمهم , وليس كل تلقٍ يمثل – بالضرورة حجة علمية يلزم الاقتداء بها ولا تجوز مخالفتها , لأن بعض المتلقين قد ينقصهم الخبرة والحساسة البالغة , ولا يتفطنون لدقائق ما يتلقَّون , ويقلدون تقليدا لا دليل عليه من كتب ومصنفات هذا العلم , ثم يتمسكون بتقليدهم زاعمين أنهم هكذا تلقَّوا. ومعلوم أن التلقي المحتج به له شروط إن خلا منها سقطت حجيته , وليس من حق أي قارئ اليوم أو مقرئ أن ينأى بأدائه عما كتبه الأوائل , وإلا وقع في معضلات , وخلل في الأداء.
______________________
المرجع:
الدراسات الصوتية عند علماء التجويد للدكتور / غانم قدوري الحمد , بتصرف.
راجعه وكتبه بيمينه:
الباحث أ / فرغلي سيد عرباوي
باحث في علم صوتيات التجويد
http://www.ammar-ca.com/fargali/
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Sep 2005, 07:19 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم فرغلي على هذا التلخيص. وهذا التلخيص يحتاج إلى مراجعة مرة أخرى أخي العزيز لما به من الأخطاء في الطباعة، والحاجة إلى إعادة الصياغة، والتدقيق اللغوي. وقد كتب الدكتور غانم هذا في رسالته قبل أن يطبع أكثر الكتب المتقدمة في التجويد التي ذكرها وحققها هو بعد ذلك. وبالمناسبة فقد أفاض الدكتور غانم الحمد في موضوع التجويد بين الدرس القديم والدرس الحديث في أحد محاور اللقاء العلمي مع شبكة التفسير والدراسات القرآنية وتجده على هذا الرابط وفقكم الله ونفع بكم.
علم التجويد بين الدرس القديم والدرس الحديث ( http://www.tafsir.net/ghanemmeeting.htm# البحث%20الثالث)(/)
وضع مقالات حول موضوع النطق بحرف الضاد على أحد المواقع المجانية
ـ[إسلام معروف]ــــــــ[15 Sep 2005, 04:15 ص]ـ
أحبتي في الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
نظرا لأن ما كتب حول موضوع النطق بحرف الضاد كان له ردود أفعال متباينة بين مؤيد ومعارض، فقد تم وضع هذه الممقالات وغيرها على الموقع التالي لمن أراد الاطلاع عليها والاستفادة منها:
www.makingsites.com/dhad
للمراسلة على البريد الإلكتروني dhad_islam@yahoo.com
وجزاكم الله خيرا(/)
الإجازة في القرآن الكريم للشيخ المقرئ أسامة حجازي رحمه الله
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[16 Sep 2005, 12:33 م]ـ
الإجازة
في
القرآن الكريم
بقلم الشيخ المقرئ: أسامة حجازي كيلاني – رحمه الله
معناها:
هي عملية النقل الصوتي للقرآن الكريم من جيل إلى جيل، وفيها يشهد المجيز أن تلاوة المجاز قد صارت صحيحة مئة بالمائة بالنسبة للرواية – أو الروايات – التي أجازه بها، ثم يأذن له بأن يقرأ ويُقرئ غيره القرآن الكريم.
مشروعيتها:
الأصل فيها: قول الله تعالى: ? وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم ?
[النمل: 6]
ومادة (تلقى) من اللقيا، فيها لقاء بين اثنين، هما المتلقي – بكسر القاف – والمتلقى منه – بفتحها – فأمرُ هذا القرآن في تلقيه مبني على ذلك، تلقى جبريل من الله تعالى، وتلقى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من جبريل، وتلقى الصحابة رضي الله عنهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخرج البخاري في (فضائل القرآن) في ((صحيحهِ)) عن مسروق: ذكر عبد الله ابن عمرو، عبد الله بن مسعود فقال: لا أزال أحبه، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ، وأُبي بن كعب ".
فهؤلاء المذكورون، اثنان منهم من المهاجرين، وهما: عبد الله بن مسعود، وسالم ابن معقل.
أما عبد الله بن مسعود الهذلي- رضي الله عنه- فهو الملقب بـ ((ابن أم عبد)) كما في الحديث: " من أحب أن يقرأ القرآن غضاَ كما أُنزل .... فليقرأه بقراءة ابن أم عبد ".
وذلك أنه تلقى القراءة مشافهة من في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتقنها، وكان مع ذلك حسن الصوت، قوي التأثير، بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سمع منه آيات؛ منها قوله تعالى: ? فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً ? [النساء: 41].
وثبت عنهُ في ((الصحيح)) أنه – رضي الله عنه- قال: " والله .... لقد أخذتُ من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعاً وسبعين سورة، والله ... لقد علم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أني من أعلمهم بكتاب الله، وما أنا بخيرهم ".
فسيدنا عبدالله بن مسعود كان من أقرإ الصحابة وأعلمهم بالقرآن، وأحسنهم إتقاناً لقراءته، وأعلمهم بالعرضة الأخيرة، ولعل هذا هو السر في تقديم النبي صلى الله عليه وسلم له على باقي الأربعة.
وأما سالم بن معقل: فهو مولى أبي حذيفة بن عتبة، وكان سالم من السابقين الأولين، وقد روى البخاري أنه كان يؤم المهاجرين بقباء لما قدموا من مكة وفيهم عمر ابن الخطاب، واستدل البخاري بذلك على جواز إمامة العبد.
واثنان من المذكورين من الأنصار، وهما: معاذ، وأُبي.
أما معاذ: فهو ابن جبل الخزرجي الأنصاري أبو عبدالله الرحمن.
وأما أُبي: فهو ابن كعب النجاري الخزرجي الأنصاري، أبو المنذر، سيد القراء بعد رسول الله ?.
وقد مات ابن مسعود وأُبي في خلافة عثمان، ومات معاذ في خلافة عمر، واستشهد سالمُ مع مولاهُ أبي حذيفة في وقعة اليمامة في خلافة أبي بكر، رضي الله عن الجميع.
يدل هذا الحديثُ على ثلاثة أمور:
الأمر الأول: قراءة القرآن تؤخذ بالتلقي من أفواه المقرئين، وهذا معنى الإجازة الذي تقدم.
والأمر الثاني: مشروعية تحري الضابطين من أهل القرآن للأخذ عنهم والتلقي منهم؛ فهذا القرآن لا يؤخذ عن كل أحد.
والأمر الثالث: محبة أهل القرآن، القراء الحافظين المتقنين على وجه الخصوص؛ لأن صدورهم أوعية لكتاب الله تعالى، وهم في إتقانه وقراءته كالملائكة الكرام البررة.
وهنا يرد سؤال:
لم خص النبي ? هؤلاء الأربعة في الحديث السابق، بينما في الصحابة قراء كثيرون غيرهم؟
والجواب: أنه برز من الصحابة من القراء غير هؤلاء المذكورين كثيرون مثل: زيد بن ثابت، وأبي موسى الأشعري، وأبي الدرداء، ومن الخلفاء الأربعة قرأ الناس على يد عثمان بن عفان – ثم شغلته الخلافة – وعلى بن أبي طالب.
ولو نظرت في كتاب ((معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار)) للإمام الذهبي، المتوفي سنة (748) رحمه الله تعالى .... لرأيت الطبقة الأولى الذين عرضوا على رسول الله ?.
فذكر:
1 - عثمان بن عفان.
2 - على بن أبي طالب.
3 - أُبي بن كعب.
4 - عبدالله بن مسعود.
5 - زيد بن ثابت الأنصاري.
6 - أبا موسى الأشعري.
(يُتْبَعُ)
(/)
7 - أبا الدرداء الأنصاري.
إذن .... فقوله ?: " خذوا القرآن من أربعة " ... ليس على وجه الحصر، إنما خص هؤلاء الأربعة بالذكر تقديماً لهم على غيرهم في ذلك الوقت، أي: وقت صدور هذا الحديث من رسول الله ?، وهذا لا يمنع أن يوجد بعدهم مثلهم أو أقرأُ منهم.
فزيد بن ثابت من أقراءِ الصحابة وأعلمهم بالقرآن، وأعرفهم بالعرضة الأخيرة، إضافةً إلى خبرته بكتابة القرآن، حيث كان يكتب الوحي لرسول الله ?، وعاش زمناً حتى قرأ عليه كثيرون وانتفع به أمم، فقد توفي سنة (42هـ)، وقيل: (43 هـ)، وقيل: (45 هـ).
وأبو موسى الأشعري، عبدالله بن قيس: من أهل اليمن من بني الأشعر، قَدِمَ المدينة بعد فتح خيبر، مات سنة (42هـ)، وهو ابن نيفٍ وستين سنة بالكوفة، وقيل بمكة.
وأبو الدرداء، عويمر بن زيد، مات في خلافة عثمان، قيل: لسنتين بقيتا من خلافته، رضي الله تعالى عنهم.
فإذا شهد المُقرئ لمن يقرأُ عليه بأن قراءتهُ صحيحةٌ، وأذن له أن يُقرئ غيرهُ .... فهذا هو معنى (أجازهُ بالقرآن الكريم).
* * *
شروط الإجازة في القرآن الكريم:
1 - حفظُ القرآن الكريم كاملاً، حفظاً مُتقناً؛ وذلك لأن رجال السند قد وَصَلَنا القرآن عن طريقهم، وكل واحدِ منهم قرأ على شيخه غيباً من حفظه، من مشايخنا إلى رسول الله ? فالسند مسلسل بالقراءة عن ظهر قلب.
ومن يقرأُ من المصحف في هذه الأيام دون أن يحفظ غيباً، ثم يريد إجازة في القرآن ... فقد خالف هيئة التلقي التي وصلنا القرآن بها، وهي: التسلسل بالقراءة عن ظهر [قلب]، مع الضبط والإتقان في التجويد.
فالقراءة بالنظر في المصحف، وإن كانت مضبوطة مع التجويد، لكن ينقصها التلقي عن ظهر [قلب]، حتى يبقى جميع السند مسلسلاً بهذه الصفة.
ومن قرأ من المصحف نظراً مع التجويد الكامل، ثم أراد منا إجازةً ... فلا بأس أن نعطيه (شهادة في تجويد القرآن) نبين فيها بأن فلاناً قد قرأ القرآن الكريم كلهُ نظراً من المصحف مع التجويد الكامل والضبط التام، نشهد له بذلك، ونسأل الله تعالى أن يوفقه لحفظ القرآن عن ظهر قلبٍ ليتلقى عن ظهر قلب.
وذلك حتى نميز بين من تلقى عن ظهر قلبٍ، وبين من قرأ نظراً من المصحف، وليبقى للإجازة ميزتها وقدرها.
2 - حفظ منظومة ((المقدمة الجزرية)) في التجويد، وفهم شرحها؛ وذلك لأن نقل القرآن قد كان ضمن ضوابط وقيود معينة، من حيث مخارج الحروف وصفاتها مفردة ومجتمعة، لهذا تحتم على طالب الإجازة معرفة هذه الضوابط وحفظها، وقد جرت عادة القراء على حفظ منظومة ((المقدمة الجزرية)) في التجويد، لإمام القراء ابن الجزري – رحمه الله تعالى – لكونها حوت معظم أحكام التجويد،، ثم تحتم عليهم معرفة معانيها وفهم شرحها؛ لتكون مرجعاً لهم تحفظُ تلاوتهم من اللحن، فتلتقي الروايةُ مع الدراية.
3 - قراءة القرآن كاملاً، حرفاً حرفا، من أول الفاتحة إلى آخر الناس، مع مراعاة جميع أحكام التجويد من حيث المخارج والصفات، وغير ذلك مما هو معلوم.
وما يفعله بعضهم من قراءة أحد الطلاب عليه شيئاً من القرآن ثم يجيزه .. فهذا لا يصح في القرآن، إلا إذا نص (بأن فلاناً قرأ من كذا إلى كذا وأجزته بذلك).
أما أن يقرأ بعض القرآن ثم يجيزه بجميع القرآن وهو لا يعلمُ عن قراءته باقي القرآن شيئاً ... فهذا لا يصحُ؛ لأن في القرآن ألفاظاً لم ترد إلا مرة واحدةً، وضبطها يحتاج لانتباه وتيقظ.
انظر إلى أداء الإشمام والروم في كلمة ? تَأمَنَّا ? بسورة يوسف.
وانظر إلى أداء الإمالة الكبرى في كلمة ُ? مَجريهَا ? بسورة هود.
وانظر إلى أداء التسهيل في كلمة ? أَعجَمِيٌ ? بسورة فصلت.
فهذه بعض الألفاظ التي لم تتكرر في القرآن، كيف يشهدُ الشيخُ للطالب بأن أداءه صحيحٌ لهذه الكلمات وهو لم يسمعها منه ولم يضبطها له؟
والله تعالى يقول: ? سَتُكتبُ شَهَدَتُهُم و يُسئلونَ ? [الزخرف: 19].
4 - تدريب المجيز المجاز على الإقراء؛ لأن القراءة شيءٌ، والإقراء شيءٌ آخر، كما تقدم معنا سابقاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
فكم ممن يُحسنُ القراءة ولا يُحسن الإقراء، فينبغي للمجيز أن يدرب طالبهُ على الإقراء، وذلك بأن يأتي بطالب جديد في التلاوة ويأمر المجيز المجاز بأن يستخرج أخطاء هذا الطالب أمامه ويُدقق له في قراءته ويصححا له نحو الهيئة التي تلقاها من مجيزه، فإن استطاع ذلك .. فهو أهلٌ لأن يقرئ غيره، وإن لم يستطع ذلك ... فلا يحق للمجيز أن يأذن له بأن يُقرئَ حتى يصير أهلاً للإقراء، وإلا .. سنرى انحرافاً في أداء القرآن والتجويد، سببه عدم الأهلية للإقراء.
ولا تنس أن الإجازة تتضمن شهادة المجيز للمجاز بأن قراءته صارت صحيحةً، والإذن له بأن يُقرئَ غيرهُ.
وأنت تعجبُ من بعض الإخوة المجيزين، عندما يُجيزون بعض الطلاب بمجرد سرد القرآن الكريم كاملاً، وحفظه ((الجزرية)) وقراءة شرحها، فيكتبُ له: (أجزته بأن يقرأ ويُقرئَ في أي مكان نزل، وفي [أي] قطر حل، ويُقرئَ من شاء ومتى شاء وفي الوقت الذي يشاء)، والطالب المجاز لا يستطيع أن يُقرئَ غيره، ولا يستطيع أن يصحح خطأ غيره، بل لا يستطيع أن يستكشف الخطأ أين هو. فهل هذا جائز؟
وما دام أن أُستاذهُ لم يعرف مقدرته في الإقراء ... فكيف يأذن له بالإقراء؟
إذا علمت ذلك .. ظهر لك السبب في أن بعض المُجازين قراءتهم غير منضبطة ومليئة بالأخطاء، مع أنهم يحملون (إجازة في القرآن الكريم) !
وإذا أردت أن تعرف قيمة التدريب لمن يريد التعليم أو الإقراء أو إبلاغ الدعوة ... فانظر كيف أمر الله تعالى سيدنا موسى بإلقاء العصا ثم أخذها عندما ناداه بالواد المقدس، ثم بعد ذلك أمره بإلقائها وأخذاه أمام فرعون، قال الإمام القرطبي:
(قوله تعالى: ? قال ألقها يا موسى ? لما أراد الله أن يدربه في تلقي النبوة وتكاليفها .. أمره بإلقاء العصا ? فألقاها ? موسى، فقلب الله أوصافها وأعراضها، وكانت عصا ذات شُعبتين فصارت الشعبتان لها فماً، وصارت حيةً تسعى؛ أي: تنتقلُ وتمشي وتلتقمُ الحجارة ... ثم قال: فأخذها بيده فصارت عصا كما كانت أول مرة، وهي سيرتها الأولى، وإنما أظهر له هذه الآية لئلا يفزع منها إذا ألقاها عند فرعون .. ).
فانظر إلى الذين يقفزون إلى كراسي الوعظ والإرشاد وإلى التدريس والإقراء، دون تدريب سابق، وتجربة وخبرة، كيف يخالفون منهج الله تعالى في الدعوة إلى دينه، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
أركان الإجازة في القرآن الكريم:
1 - مُجيز: وهو الشيخُ الذي يسمعُ القرآن كله من الطالب مع التجويد والضبط التام، وقد تقدمت شروط الشيخ في الفصل الأول، فارجع إليه.
2 - مُجاز: وهو الطالب الذي يقرأُ أمام الشيخ ويتلقى منه القرآن.
3 - مُجازٌ به: وهو القرآن العظيم الذي هو كلام الله تعالى المنزل على رسول الله ? باللسان العربي، للإعجاز بأقصر سورة منه، المكتوب في المصاحف، المنقول بالتواتر، المتعبد بتلاوته، المبدوء بسورة الفاتحة، المختوم بسورة الناس.
4 - سَنَندٌ: وهم الرجال الذي نقلوا لنا القرآن العظيم مشافهةً، كل واجد منهم قرأ على شيخه، وشيخهُ على شيخه، وهكذا إلى رسول الله ?، عن سيدنا جبريل، عن رب العالمين تبارك وتعالى، منتهى السلسلة في القراءة.
قال الإمام ابن الجزري – رحمه الله تعالى – في كتاب ((النشر)):
(ولما خص الله تعالى بحفظه من شاء من أهله .. أقام له أئمةً ثقات، تجردوا لتصحيحه، وبذلوا أنفسهم في إتقانه، وتلقوه من النبي ? حرفاً حرفا، لم يُهملوا منه حركة ولا سكوناً، ولا إثباتاً ولا حذفاً، ولا دخل عليهم في شيءٍ منه شكٌ ولا هم ... )
وهذا هو السبب الذي جعلنا نقول في معنى الإجازة: (وفيها يشهد المجيز أن تلاوة المُجاز قد صارت صحيحةً مئة بالمائة).
تسعٌ وتسعون بالمائة درجةٌ ممتازة في غير (الإجازة في القرآن).
أما في الإجازة ... فلا يُقبلُ إلا مئةٌ بالمائةِ، وسأوضح لك ذلك:
في سندنا بالقرآن بيننا وبين رسول الله ? (28) رجلاً – ولله الحمد – قد نقلَ القرآن كل واحدٍ منهم لمن بعده، وهكذا حتى وصلنا، فلو تساهل كلُ واحدٍ من هؤلاء بواحد بالمائة في القراءة في النقل ... لكان نقل القرآن من الصحابة إلى التابعين (99%)، ومن التابعين لمن بعدهم (98%) وإلى من بعدهم (97%) وهكذا حتى يصل إلينا بنسبة (72%)، فما رأيكم بقرآنٍ وتجويدٍ وضبطٍ نسبتهُ (72%)؟!.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا إن تساهلت كل طبقة بواحدٍ بالمائة فقط، فما بالك لو زاد التساهل؟
لكن – بحمد الله تعالى – لم يقع هذا التساهل، وقد وصلنا القرآن العظيم مضبوطاً بكل حركة وسُكون، وغنة وقلقة، ومد وقصر، وتفخيم وترقيق، محفوظاً من كل تغيير وتبديل.
? إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ?.
فاحرص أن تكون ممن يحفظ الله بهم القرآن، واحذر أن تكون من الذين يتساهلون بنقل القرآن.
قال الله تعالى: ? إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ?.
وقال: ? فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم ?.
آدابُ الإجازة في القرآن الكريم:
أولاً: آدابُ الشيخ (المجيز):
1 - الإخلاص: أن يقصد بذلك مرضاة الله تعالى، ولا يقصد به توصلاً على غرضٍ من أغراض الدنيا، من مالٍ أو رياسةٍ أو وجاهةٍ أو غير ذلك.
2 - الحذر من قصده التكثر بكثرة طلابه.
3 - الحذر من كراهته قراءة طلابه على غيره من ينتفع به.
4 - التخلق بالأخلاق الحميدة، وخاصة التواضع للطالب.
5 - تنظيف الظاهر والباطن.
6 - الرفق بمن يقرأُ عليه، والترحيب به، والإحسان إليه، وعدم استخدامه في الحاجات الخاصة.
7 - الاعتناء بمصالح الطالب، وبذل النصيحة له.
8 - تفريغ القلب حال الإقراء من الشواغل.
9 - تقديم الأول فالأول في الإقراء إذا ازدحموا.
10 - تفقد من يغيب منهم.
11 - عودةُ من يمرض منهم.
12 - توسيع مجلس القراءة.
13 - تدريب الطالب على القراءة ببعض أجزاء من القرآن؛ حتى يتأهل للبداية بختم الإجازة، الذي يجبُ أن يكون خالياً من الأخطاء في حال التلقي.
14 - اختبار الطالب بالوقف على كل كلمة يصعبُ الوقف عليها على غير المتعلم.
مثل: ? حَاضِرِى ? من قوله: ? حاضرى المسجد الحرام ?.
و ? وَيَمحُ ? من قوله: ? وَيَمحُ الله الباطل ?.
إلى غير ذلك من الكلماتِ الكثيرة .....
15 - اختبارُ الطالب بالابتداء بالكلمات التي يصعب الابتداء بها على غير المتعلم.
مثل: ? اجتُثَّت ?، ? امشُوا ?، ? لْئيكة ?، ? لِيَقطَعَ ?.
إلى غير ذلك من الكلمات الكثيرة .....
16 - اختبار الطالب بوصل الكلمات التي يصعب وصلها على غير المتعلم.
مثل: ? ما هِيَه نار ?، ? طُوى اذهب ?، ? أحدٌ الله الصمد ?، ? لم يَتَسَنَّه وانظر ?، ? بسم الله الرحمن الرحيم ألهاكم التكاثر ?.
إلى غير ذلك من الكلمات الكثيرة ......
17 - تدريب الطالب على مراتب القراءة الثلاث، ولا بأس بأن يقرأ الثلث الأول من القرآن بمرتبة التحقيق، والثلث الثاني بمرتبة التدوير، والثلث الأخير بالحدر، فيكون قد أتقن المراتب كلها.
وذلك لأننا شاهدنا بعض الذين يتقنون القراءة بالتحقيق أو بالتدوير لا يُتقنونها بالحدر؛ لأن شيخهم لم يدربهم على هذه المرتبة، وهي ضرورية في المراجعة والمدارسة وفي صلاة التراويح وقيام الليل.
ثانياً: آدابُ الطالب (المجاز):
1 - الإخلاص.
2 - التخلق بالأخلاق الحميدة، وخاصة التواضع لأستاذه.
3 - تنظيف الظاهر والباطن.
4 - تفريغ القلب من الشواغل أثناء القراءة.
5 - التأدب مع معلمه ولو كان أصغر منه سناً أو شهرة، وأن ينظر إليه بعين الاحترام.
6 - أن لا يتعلم إلا ممن هو أهل للإقراء، وإلا لن يستفيد شيئاً.
7 - التأدب مع رفقة الشيخ وحاضري مجلسه.
8 - أن لا يقرأ على الشيخ حال شغلِ قلبِ الشيخ أو مللهِ، أو غمهِ، أو فرحهِ، أو جوعهِ، أو عطشهِ، أو نعاسهِ، أو قلقهِ، ونحو ذلك مما يشق معه على الشيخ الانتباه لقراءة الطالب، فيفوت قدرٌ من القراءة بلا تصحيح ولا أداءٍ صحيح، وربما أخطأ الطالبُ فلم يتنبه له الشيخ.
9 - تحمل جفوة الشيخ؛ لأن من لم يصبر على ذلك التعلم بقي عمره في عماية الجهالة.
10 - الحرص على التعلم في جميع الأوقات التي تناسب الشيخ، لا التي تتناسب مع الطالب.
11 - عدم حسد أحداً من رفقته؛ وطريقة ذلك: أن يعلمَ أن حكمة الله تعالى اقتضت جعل الفضيلة في هذا، فينبغي أن لا يعترض عليها ولا يكره حكمه أرادها الله تعالى ولم يكرهها.
12 - أن لا يعجب بنفسه بما حصله؛ وطريقة ذلك: أنه لم يحصل له ما حصل بحوله وقوته، وإنما هو من فضل الله (ومن فضله عليك أن خلق ونسب إليك) فالفضل له سبحانه وتعالى.
ومن أراد المزيد من هذه الآداب ... فعليه بكتاب ((التبيان في آداب حملة القرآن)) – رحمه الله تعالى – فهو من أعظم ما كُتبَ في هذا الباب.
منقول من كتابه هل التجويد واجب؟
ـ[معاذ صفوت محمود]ــــــــ[16 Sep 2005, 03:10 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا النقل، وهو جدير بالقراءة.
وأطلب من الإخوة القراء أن يجعلوا هذا الكتاب (طبعته دار المنهاج) من ضمن سلسلة الكتب الواجب شراؤها لعظم منفعتها.
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[19 Sep 2005, 02:00 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا المقرئ معاذ بن الشيخ المقرئ صفوت بن محمود سالم
على تعليقكم الجميل وفعلا شيخي
الكتاب قيم جدا وفيه اضافات جميلة وتوضيحات رائعة عن اهمية التجويد ووجوبه
كما فيه بحث رائع عن الوقف والابتداء
نسال الله ان يرحم مؤلفه وينفع بكتابه(/)
مصادر علم التجويد والقراءات والمنهجية في التعامل معها
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[04 Oct 2005, 12:31 م]ـ
إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله وبعد
أريد أن أتعرّض باختصار في هذا البحث المتواضع لسؤالين مهمّين يغفل عنهما كثيرٌ من أهل الأداء وهما أوّلاً: ماهي مصادر علم التجويد والقراءات؟. ثانياً: كيف نتعامل مع هذه المصادر؟
وهناك أسئلة أخرى تندرج تحت هذين السؤالين ومن أهمّها هل التلقّي وحده من المشايخ يكفي؟ ما هي منزلة النصوص في هذا العلم؟ وما هي النصوص المعتبرة من النصوص الغير المعتبرة؟ وعند تعارض التلقّي بالنص فأيّهما يقدّم على الآخر؟ ما حكم القياس في هذا العلم وما هي ضوابطه وحدوده؟
والذي دفعني إلى بسط الكلام في هذه المسألة هوما يلي:
أوّلاً: خطورة ما نشاهده اليوم من الخلاف في بعض المسائل التجويدية بحيث كل واحدٍ متيقّن أنّه على الحقّ والآخر في ضلال والكلّ يستدل بما تلقّاه عن مشايخه.
ثانياً: الاجتهاد في بعض المسائل مع وجود نصوص في ذلك. وهذا يسببّ تغيّر المشافهة مع مرّ الزمان بسبب هذه الاجتهادات التي تحتمل الخطأ والصواب والتي تصير بعد سنوات من المتلقّى بالسند إلى النبيّ عليه الصلاة والسلام. والأسانيد الآن تمرّ على ابن الجزري رحمه الله وتنتهي إلى النبيّ عليه الصلاة والسلام. فكيف يقع الخلاف مع اتفاق المصدر؟ الجواب هو قلّة أهل العلم المحققين وضعف الهمم مقارنة مع القدامى من جهة، ومن جهة الأخرى الاجتهاد في مسائل التوقيف التي ترتّب عنها الخلاف.
ولخطورة المسألة أريد أن أفتح موضوعاً يشارك فيه العلماء وطلبة العلم المتمكّنين لوضع ضوابط تبيّن حدود التلقّي من المشايخ وحدود النصوص وحدود القياس وما هي العلاقة الموجودة بين هذه المصادر الثلاثة لكي نخلص إلى هدفٍ وهو موافقة أسلاف هذه الأمّة في تلاوة القرءان الكريم. وبهذه الضوابط ستحلّ إن شاء الله تعالى مسألة الضاد، والفرجة في إخفاء الميم والإقلاب، وصوت القلقة،ووصف الغنّة بالتفخيم، ومراتب التفخيم، وترقيق راء {ونذر} وغيرها. ولا أريد الخوض في هذه المسائل لا من بعيد ولا من قريب وإنّما أكتفي بذكر الضوابط وبسط الكلام عليها إن شاء الله تعالى.
1 - مصادر علم التجويد والقراءات:
أ – التلقّي من أفواه المشايخ:
قد تلقّى النبيّ عليه الصلاة والسلام القرءان الكريم عن جبريل عليه السلام كما قال جلّ في علاه " وإنّك لتلقّى القرءان من لدن حكيم عليم ". وتلقّى الصحابة ذلك عن النبيّ عليه الصلاة والسلام وكذا التابعون عن الصحابة عليهم رضوان الله حتّى وصل إلى القراء العشرة المعروفين وعنهم وصل إلينا مسلسلاً. وقد اشتهر عن السلف أنهم قالوا" القراءة سنّة متبعة يأخذها الآخر عن الأوّل ".
فعلى هذا الأساس فإنّ أحكام التلاوة من إظهار وإدغام ومدّ وقصرٍوغير ذلك لم ترد في القرءان ولا في السنّة بل هي ثابتة بالتلقّي من أفواه المشايخ الموثوق بهم. إذاً فالتلقّي من المشايخ هو المصدر الأساسي والأصلى في علم التلاوة.
ومّما هو معلوم أنّ جيل الصحابة هو أفضل جيل في التاريخ الإسلامي وإنّ التابعين أقل من الصحابة في الفضل وأتباع التابعين أقلّ من التابعين في الفضل وهكذا لقول النبيّ عليه الصلاة والسلام " خير الناس قرني ثمّ الذين يلونهم ثمّ الذين يلونهم " وقال صلّى الله عليه وسلّم " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين الهمديين من بعدي .. ".
زيادة على ذلك دخل الأعاجم في الإسلام وضعف العلم وقلّة الهمم وكثر الوهم فاضطر جهابذة القرن الرابع والخامس إلى تدوين هذا العلم في كتب ومصنفات كما سنبيّنه إن شاء الله تعالى.
ب - نصوص علم التجويد والقراءات:
(يُتْبَعُ)
(/)
ففي القرن الرابع والخامس ظهرت أوّل المصنفات في علم التجويد والقراءات وكان سبب ذلك هو كما ذكرنا ضعف العلم وقلّة الهمم وكثرة اللحن في القرءان الكريم خاصّة بعد دخول الأعاجم في الإسلام. فقام العلماء بتدوين ما تلقوه عن مشايخهم بالسند إلى النبيّ صلى الله عليه وسلّم كما فعل أهل الحديث بالسنّة النبوية، فكان كلّ واحدٍ منهم يجمع ما وصل إليه من القراءات أو يختار ما قُطِع به عنده من القراءات في كتاب ثمّ يُقرئ بمضمون ذلك الكتاب ككتاب التيسير لأبي عمروالداني وكتاب التذكرة لابن غلبون وكتاب الوجيز للأهوازي وغيرها من الكتب فأصحبت هذه الكتب هي مصادر القرءات التي يُقرؤُ بها في ذلك الوقت. وبعد ذلك كثرت المصادر وتشعبت الطرق مع العلم أنّ في تلك المصادر ما هو شاذ وماهو متواتر حتّى جاء إمام هذا الفنّ وهو محمد بن الجزري رحمه الله فاختار من بين هذه الكتب أصحها وهي تبلغ 37 كتاباً من 980 طريق فاستبعد ما فوق العشر واقتصر على أصح الطرق وأعلى الأسانيد فألّف كتابه النشر ونظمه في منظومة سمّاها طيّبة النشر في القراءات العشر وأصبحت كلّ القراءات التي يقرؤ بها اليوم من طرق النشر بالإضافة إلى الشاطبية والدرة التي هي جزء من طرق النشر. أمّا في علم التجويد فالمصادر التي ذكرناها لا تخلوا من أحكام التجويد وبالإضافة إلى ذلك فهناك مصادر وكتب مخصّصة لعلم التجويد ألّفت في القرن الرابع والخامس وهي عبارة عن نصوص فسّرت الكيفية التي كان يقرأ بها أسلاف الأمّة ككتاب الكتاب ليسبويه في باب ما يجوز إدغامه وما لا يجوز إدغامه فذكر مخارج الحروف وصفاتها، وكتاب الرعاية لمكي القيسي وكتاب التحديد للداني وكتاب الموضح للقرطبي وغيرها وقد اعتمد عليها ابن الجزري في كتبه التي ألّفها.
فالشاهد من هذا أنّ هذه الكتب هي نصوص هذا العلم سواءٌ في علم التجويد وعلم القراءات لعدّة أسباب:
أوّلاً: أنّها تقوم بتعويض ما يعتري التلقّي من النقصان والوهم لأنّنا ذكرنا أنّ العلم ينقص مع مرّ الزمان لضعف الهمم فجاءت هذه النصوص تُعوّض ذلك التقصير لأنّها لا تتغيّر مهما طال الأمد بخلاف التلقّي الذي قد يعتريه شيء من النقص.
ثانياُ: إن كان التلقّي وحده يكفي في صحة القراءة فما الفائدة من وضع هذه الكتب وهذه النصوص.
ثالثاً: هذه النصوص هي بمثابة الكتاب والسنّة في الأحكام لأنّها تتضمن الأحكام والقراءات ما تلقّاه العلماء بأسانيدهم إلى النبي صلى الله عليه وسلّم.
رابعاً: وإن تضمنت هذه الكتب بعض الأوجه الضعيفة فلا ينقص من قدرها شيء لأنّها في جملة صحيحة متلقّاة بالقبول وإن لم تتواتر ولأنّ الله يسخّر أناسٌ يحققون في المسائل ويبيّنون الأوجه الصحيحة من الأوجه الضعيفة كما سخّر لكتب السنّة رجال بيّنوا الصحيح من الضعيف منها. فكما سخّر الله تعالى الشيخ الألباني رحمه الله وغيره لبيان الصحيح والضعيف من كتب السنّة فإنّه سخّر سبحانه ابن الجزري ومصطفى الأزميري والشيخ المتولّي رحمهم الله لتنقيح الأوجه التي يُقرؤ بها اليوم وهكذا.
سؤال مهمّ: هل هذه النصوص تفيد القطع أم تفيد الظنّ؟
قال ابن الجزري في منجد المقرئين ص86 " قلت: الكتب المؤلّفة في هذا الفنّ في العشر والثمان وغير ذلك مؤلّفوها على قسمين:
منهم من اشترط الأشهر واختار ما قطع به عنده، فتلقّى الناس كتابه بالقبول، وأجمعوا عليه من غير معارض كغايتي ابن مهران وأبي العلاء الهمذاني وسبعة ابن مجاهد وإرشادي أبي العز القلانسي، وتيسير أبي عمرو الداني وموجز أبي علي الأهوازي وتبصرة ابن أبي طالب، وكافي ابن شريح، وتلخيص أبي مشعر الطبري، وإعلان الصفراوي وتجريد ابن الفحّام، وحرز أبي القاسم الشاطبي. فلا إشكال في أنّ ما تضمنته من القراءات مقطوع به، إلاّ أحرفاً يسيرة يعرفها الحفّاظ الثقات، والأئمّة النقّاد ....... " انتهى كلامه رحمه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثمّ قال رحمه الله " فإن قلت: قد وجدنا في الكتب المشهورة المتلقّاة بالقبول تبايناً في بعض الأصول والفرش، كما في الشاطبية نحو قراءة ابن ذكوان {تتبعانّ} بتخفيف النون وقراءة هشام {أفئدة} بياء بعد الهمزة، وكقراءة قنبل {على سوقه} بواوٍ بعد الهمزة، وغير ذلك من التسهيلات والإمالات التي لا توجد في غيرها في الكتب إلاّ في كتابٍ أو اثنين وهذا لا يثبت به التواتر. قلت: هذا وشِبهه وإن وإن لم يبلغ مبلغ التواتر صحيح مقطوع به، نعتقد أنّه من القرءان، وأنّه من الأحرف السبعة التي نزل بها." نفس المصدر ص90.
وقال رحمة الله عليه " ونحن ما ندّعي التواتر في كلّ فردٍ فردٍ مما انفرد به بعض الرواة، أو اختصّ ببعض الطرق، لا يدّعي ذلك إلاّ جاهل لا يعرف ما التواتر، وإنّما المقروء به عن القراء العشرة على قسمين:
1 - متواترٌ.
2 - وصحيح مستفاض، متلقّى بالقبول، والقطع حاصلٌ بهما." نفس المصدر ص91.
أقول: على ما تقدّم من كلام ابن الجزري رحمه الله يتبيّن أنّ نصوص الأئمّة الذين نقلوا لنا علم القراءات والتجويد تفيد القطع اليقين وهذا يستلزم ضرورةً أنّها في المنزلة بمثابة النصوص الشرعية في الأحكام. كيف لا والقرءان الذي نقرؤه الآن واردٌ من تلك المصادر ورواية حفص التي نقرؤها اليوم مصدرها الشاطبية والتيسيرلأبي عمروالداني والتذكرة لابن غلبون. ومن شكّك في هذه النصوص فإنّه يشكّك في القرءان الذي نقرؤه الآن والله المستعان.
سؤال آخر متعلّق بالنصوص: ما حكم المسائل الخلافية الواردة في نصوص الأئمّة عليهم رحمة الله تعالى
يمكن تقسيم النصوص التي ورد فيها الخلاف عند أئمّة الإقراء إلى عدّة أقسام:
- المسائل الاجتهادية نحو مسألة جواز الروم الإشمام في ميم الجمع. فالخلاف في هذا النوع لا يضرّ لأنّه لا يخالف النصوص والمشافهة.
- ألأوجه الخلافية الثابتة بالنصّ والمشافهة مع تواترها كالخلاف في كيفية الإشمام في نحو "سيئت " والميم الساكنة عند الباء ونحو ذلك. فحكم هذا النوع من المسائل هو إثبات جميع الأوجه من غير إلغاء أحدها مع جواز تقديم أحدها على الآخر بحسب قوّته شهرةً والقياساً.
- الأوجه الخلافية التي وإن ثبتت بالنصّ والمشافهة إلاّ أنّها لم تبلغ حدّ التواتر ولم تتلقّى بالقبول نحو ترقيق الراء المكسورة المتطرفة وقفاً في نحو {والفجرِ} وترقيق راء {مريم} وغيرها. فحكمها هو الإلغاء لعدم تلقّيها بالقبول وإن ثبتت.
سؤال مهمّ: ما هي النصوص المعتبرة من النصوص الغير المعتبرة؟
لايمكن تحديد النصوص المعتبرة على سبيل الحصر وهذا يحتاج إلى دراية بجميع الكتب القديمة والحديثة ولكن لا بأس أن نشير إليها على سبيل التقريب.
فالنصوص المعتبرة هي الكتب القريبة عهداً بسلف الأمّة فكان مؤلّفوها أقرب جيلاً إلى جيل الصحابة والتابعين فدوّنوا في كتبهم ما تلقّوه عن مشايخهم بالسند المتصل إلى النبيّ عليه الصلاة والسلام وهذا الجيل يمكن حصره على سبيل التقريب من القرن الثاني أي من عهد سيبويه رحمه الله تعالى إلى عصر ابن الجزري حيث لا يمكن الاستغناء عن كتب ابن الجزري الذي هو مصدرالقراءات التي يقرأ بها اليوم. زيادة على ذلك هناك كتب في التجويد والقراءات ألّفت بعده رحمه الله وتلقّاها الناس بالقبول كشرح الطيّبة للنويري وكتب مصطفى الأزميري والمتولّي وجهد المقلّ للمرعشي شروح الجزرية المعروفة وغيرها من الكتب التي اشتهرت وهي متداولة بين أهل العلم المتأخرين ولا شكّ أنّ هذه كتب لها منزلة معتبرة لأنّها تعتمد على الكتب القديمة زيادة على ذلك أنّها توضّح وتشرح وتناقش ما تضمنته تلك الكتب.
أمّا الكتب المتأخرة والتي تعتمد على أقوال المتأخرين أكثر مما تعتمد على أقوال المتقدّمين ولو نقلت أقوال المتقدمين فإنّها تنقلها كما هي من غير تدقيق ولا مناقشة وأكثرها امتازت بكثرة حجمها والإكثار من الأمثلة التطبيقية والتمارين العلمية والتقليد فيها أكثر من الاتّباع في أغلب الحالات وبداية هذه المؤلّفات تقريباً بعد كتاب نهاية القول المفيد للعلامة محمد مكي نصر (ت1305) على ما ذكره الدكتور غانم قدوري الحمد وهذا بغضّ النظر عن المؤلّفات في القراءات التي وإن ألّفت بعد الشيخ محمّد مكي نصر إلاّ أنّها امتازت بالدّقة حيث لا يمكن لأيّ طالب أو عالم الاستغناء عنها
(يُتْبَعُ)
(/)