ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Apr 2005, 11:39 م]ـ
مرحباً بالأستاذ الكريم إياد السامرائي في ملتقى أهل التفسير، وشكر الله لكم هذه الإضافة النافعة حول الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد ومؤلفاته وبحوثه، ونرجو أن نرى مؤلفكم حول ترجمته مع بقية إخوانه من العلماء المعاصرين. وفقكم الله وسدد خطاكم.
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[10 Apr 2005, 10:29 ص]ـ
الأخ الأستاذ عبد الرحمن الشهري، أشكر اهتمامكم الرائع واعدكم في القريب ان شاء الله اني سوف ارسل لكم نبذة عن حياة الشيخ الدكتور غانم، وذلك في بحث أعده للطباعة ونشره في مجلة الأحمدية عن حياة الدكتور غانم وجهوده في علوم القرآن والتجويد ..... هذا ولكم فائق الشكر والامتنان
ـ[الإنصاف]ــــــــ[23 Apr 2005, 06:01 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين أمابعد:
فاشكر جميع الإخوة على هذه المداخلات المباركة في موضوع الدكتور غانم قدوري الحمد حفظه الله وبارك في علمه وأخص بالذكر الشيخ الفاضل عبدالرحمن الشهري وفقه الله
فلقد شدني كثيرا الحديث عن هذا الجندي المجهول، بل هذا العالم المبارك المتخصص الذي نذر علمه لخدمة كتاب الله عز وجل، وكنت حريصا على أن أشارك بمعلومه تفيد إخواني في هذا الملتقى المبارك، ولكن الإخوة ذكروا ماهو موجود عندي وأكثر من مؤلفاته المباركة.
وأنا أبحث بين أدراج مكتبتي وجدت كتاب (جهد المقل) لمحمد بن أبي بكر المرعشي المعروف (بساجقلي زاده) ظننته بادئ الأمر أنه من تحقيق الدكتورغانم، ولكنه كان من تحقيق الدكتور (سالم قدوري الحمد) أخو الدكتور غانم، ولقد ذكر في المقدمة أنه أستفاد من أخيه كثيرا
وأشكر الإخوة القائمين على هذا الملتقى المبارك والحمد لله رب العلمين.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[31 Aug 2005, 03:01 م]ـ
الأربعاء 26 رجب 1426هـ.
http://www.tafsir.net/images/ghanemabhath.jpg
كما صدر للدكتور غانم قدوري الحمد كتاب (أبحاث في العربية الفصحى) ويشتمل على عدد من البحوث المنشورة في مجلات علمية متفرقة قدم العهد بها، فخشي عليها المؤلف من الإهمال لتفرقها، ورغب في إفادة الباحثين بجمعها في كتاب واحد تسهل الاستفادة منه والإحالة عليه. وهذا الكتاب يشتمل على البحوث الآتية:
- تعريف اللغة والأقوال فيها.
- النحو العربي قبل أبي الأسود الدؤلي.
- نشأة النحو العربي في الدراسات القديمة والمعاصرة.
- النشاط اللغوي قبل أبي الأسود الدؤلي.
- نشأة النحو العربي ودور أبي الأسود الدؤلي فيها – نظرة جديدة.
- تكون العربية الفصحى.
- ظاهرة الإعراب في ضوء رسم المصحف.
- حاضر العربية ومستقبلها.
- مناهج التأليف النحوي.
- علم الصرف بين المعيارية والوصفية.
- اشتقاق الوصف في العربية: دراسة صرفية في العلاقة بين اسم الفاعل والصفة المشبهة.
ومعظم هذه الأبحاث أشار إليها أخي العزيز إياد السامرائي في مشاركته رقم (11)، جمعها الدكتور غانم في هذا الكتاب.
ويقع الكتاب في 330 صفحة من القطع العادي، وقد صدر عن دار عمار بالأردن في طبعته الأولى عام 1426هـ.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[31 Aug 2005, 03:10 م]ـ
http://www.tafsir.net/images/Ganemmdkhal.jpg
كما صدر أيضاً له الطبعة الثانية لكتابه (المدخل إلى علم أصوات العربية) وقد سبق أن طبع في بغداد كما أشار أخي إياد السامرائي. وهي الطبعة الأولى لدار عمار بالأردن، وتاريخها 1425هـ.
وقد ذكر في مقدمة كتاب هذا (أن هناك حاجة إلى إعادة كتابة علم أصوات العربية بالاستناد إلى المادة العلمية التي كتبها علماء السلف - رحمهم الله تعالى - من علماء العربية وعلماء التجويد، وجاء هذا الكتاب لتحقيق ذلك الهدف، مستفيداً من أمهات كتب التراث، ومعتمداً على ما كتب في علم الأصوات اللغوية المعاصرة بالعربية أو ترجم إليها من اللغات الأخرى).
وقد اتبع في تأليفه لهذا الكتاب خطة علمية جيدة تستند على ثلاثة أسس:
الأول: اعتماد عبارات السلف ومصطلحاتهم الصوتية، ما دامت وافية بالغرض.
الثاني: الاستفادة من حقائق علم الأصوات المعاصر.
الثالث: تناول موضوعات علم الأصوات الأساسية التي تهم دارس اللغة العربية بشكل مباشر.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[31 Aug 2006, 09:56 م]ـ
جزاك الله خيراً أستاذنا الفاضل عبد الرحمن الشهري على هذه المشاركة القيمة وعلى هذا التعريف بهذا العالم الجليل الذي طالما سمعنا اسمه دون أن نعرف تفاصيل عن علمه الغزير.
لدي سؤال وهو هل كتب الدكتور متوفرة في السعودية وفي أية مكتبة إذا أمكن؟ وهل الكتب موجودة على شبكة الانترنت حسب علمكم؟ وفقكم الله تعالى لكل خير وجزاكم الفردوس الأعلى
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Sep 2006, 01:34 م]ـ
وجزاك خيراً أختي الكريمة.
كتب الدكتور غانم قدوري الحمد متوفرة في مكتبات السعودية بشكل متفرق، فيوجد بعض
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Sep 2006, 01:35 م]ـ
وجزاك خيرا أختي الكريمة.
كتب الدكتور متوفرة في مكتبات السعودية في الرياض خاصة في الرشد والعبيكان والتدمرية وغيرها بشكل متفرق. وأما في الدمام فربما توجد في مكتبة المتنبي.
وهي متوفرة أيضاً أو بعضها على مكتبة النيل والفرات على شبكة الانترنت.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[02 Sep 2006, 09:23 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل وجزاك عني خير الجزاء سأبحث عن الكتب في المكتبات التي أشرت لها بإذن الله تعالى. وأتمنى أن تكمل ما لديك عن هذا العالم الفاضل حتى نتعرف عليه وعلى علمه أكثر.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[03 Sep 2006, 02:43 ص]ـ
وإليكم رابط مؤتمر "التطورات الحديثة في دراسة القرآن الكريم" الذي شارك فيه الدكتور غانم
http://www.almultaka.net/moutamarat.php?subaction=showfull&id=1140302360&archive=&start_from=&ucat=9&
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Sep 2006, 07:23 ص]ـ
بارك الله فيكم.
هذه المقالة كنت كتبتها أول ما بدأنا في الملتقى قبل أكثر من ثلاث سنوات، واليوم أصبح الدكتور غانم قدوري الحمد أحد الأعضاء البارزين في ملتقى أهل التفسير، وله مشاركات عديدة فيه وفقه الله في الملتقى يمكن الرجوع إليها.
كما أجرت الشبكة لقاء علمياً ماتعاً مع فضيلته سيطبع قريباً في دار عمار بالأردن، ويمكن الاطلاع عليه على هذا الرابط ..
لقاء شبكة التفسير والدراسات القرآنية مع الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد ( http://www.tafsir.net/ghanemmeeting.htm)
ـ[الإنصاف]ــــــــ[04 Sep 2006, 07:43 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومعذرة على الإنقطاع في المشاركة أم التصفح فهو مستمر بين الفينة والأخرى.
أضيف كتاب (الألفات ومعرفة أصولها) لأبي عمرو الداني ت 444هـ
تحقيق العلامة غانم قدوري الحمد
طبع ضمن مجلة معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية في عددها الأول ربيع الآخر 1427هـ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Mar 2007, 12:10 ص]ـ
ومن الإصدارات الأخيرة للأستاذ الدكتور غانم الحمد ...
(الأجوبة العلمية على أسئلة ملتقى أهل التفسير)
http://www.tafsir.net/images/answirghanem.jpg (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7258)
وصدر له أيضاً مؤخراً كتاب (ظواهر لغوية في القراءات القرآنية).
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/645edd655da3ce.jpg
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Mar 2008, 12:03 م]ـ
صدر حديثاً بتحقيق الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد وفقه الله عن دار عمار بالأردن عام 1429هـ الكتب والتحقيقات التالية.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/647cfb1beaf85f.jpg
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/647cfb1bee8e46.jpg
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/647cfb1bf27093.jpg
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/647cfb1bf55a84.jpg
وهذه الإصدارات تباع في ركن دار عمار بمعرض الكتاب الدولي 1429هـ في الرياض.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[10 Mar 2008, 08:18 ص]ـ
الحمد لله الذي منحنا فرصة الوقوف على مؤلفات الدكتور غانم والإفادة منها، فجزاه الله خيرا، ونفع به على الدوام. وشكري الخاص للحبيب عبدالرحمن على تفريغ جزء من وقته لتعريفنا بعلم من أعلام الفن بلا منازع.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[11 Mar 2008, 02:25 ص]ـ
تنبيه:
كتاب الألفات ومعرفة أصولها
من تأليف / الإمام أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني ت 444هـ
وليس من تأليف أبي الطاهر إسماعيل بن ظافر العقيلي (فهذا خطأ مطبعي على غلاف الكتاب الخارجي) وتجد في الصفحة الداخلية الاسم الصحيح لمؤلف الكتاب.
وقد استغربت في بادئ الأمر أن يكون للإمام العقيلي كتاب بهذا العنوان , فطلبت من شيخنا الدكتور الفاضل / مساعد الطيار أن يأتيني بالكتاب من معرض الرياض , فأهداه لي مشكورا , ونبهني على هذا الخطأ.
وقد أرفقت الصورة الداخلية للكتاب
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[12 Mar 2008, 07:03 ص]ـ
السلام عليكم، وشكراً للدكتور عبد الرحمن على نقل خبر صدور الكتب الأربعة، فإني عن طريقه عرفت اكتمال طبعها، وما هي إلا كتب علماء سلفنا رحمهم الله، مع خدمة متواضعة لنصوصها، أخي الفاضل عبد الله الشهري.
وأشكر الأخ محب القراءات على تصحيح ما كتب على غلاف كتاب الألفات، فهو للداني وليس للعقيلي، كما ذكر، ولم يتح لي الاطلاع على تجارب طبع الكتاب، فالأستاذ أبو عمار هو الذي يضطلع بالتصحيح، وهو حريص على صحة النص لكن قد يقع الخطأ، وأرجو أن يعجل في إصلاحه.
ـ[أبو المنذر الجزائري]ــــــــ[13 Mar 2008, 12:20 م]ـ
شيخنا الفاضل غانم قدوري حفظه الله، هل بإمكانكم أن تأذنوا بنشر كتبكم على شكل pdf في إحدى المكتبات في الأنترنت حتى يتسنى لنا الاستفادة منها، فإن معظمها لا يكاد يصل إلى بلدنا، محبكم الداعي لكم بالخير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[16 Mar 2008, 06:26 ص]ـ
أخي أبا المنذر الجزائري، السلام عليكم، وبعد فإني مبدئياً لا مانع لدي من ذلك، لكن الأمر يتطلب في ما أحسب أخذ إذن من الناشر، لأنه قد يعد ذلك مما يلحق ضرراً به، وسوف أحاول الاتصال به لأخذ رأيه في ذلك، إن شاء الله.
ـ[أبو المنذر الجزائري]ــــــــ[20 Mar 2008, 02:53 ص]ـ
وذلك الظن بكم يا شيخنا الفاضل، فجزاكم الله خيرا وزادكم من فضله.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[20 Mar 2008, 07:36 م]ـ
بارك الله في شيخنا الأستاذ (الدكتور) غانم الحمد، وأطال عمره، ونفعنا بعلمه.
ولقد صحبتُ شيخنا (على أرض الشبكة) قرابة السنتين فوجدته كريما حليما متواضعا، وكنتُ ولا أزال أمطره بوابل استفساراتي وطلباتي فيرسل لي ما أحتاج وزيادة ... فصرتُ أطرق بابه بلا وجل، وأنهل مِن علمه فلا يصيبني لغب ولا كسل ...
ولقد عشتُ مع كتبه أياما أعدها من أسعد اللحظات، جالستُ فيها علماء العربية والتجويد والقراءات ... فبارك الله في جهود شيخنا، وجعل ما يكتب في ميزان حسناته.(/)
إلى جميع المشرفين والأخوة الزائرين والمشاركين ... آمل الإجابة على هذا التساؤل
ـ[أبو محمد المصري]ــــــــ[30 Apr 2003, 11:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بداية أود أن أتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم في هذا المنتدى، وفي الحقيقة قد جذبتني موضوعات هذا المنتدي الطيب الذي يتعلق بتفسير كتاب الله وما يرتبط به من علوم
وهذه أول مشاركة لي في هذا المنتدي وعندي طلب بسيط أرجو أن أجد رده عندكم.
أبحث عن شيخ في القراءات في مكة المكرمة أو جدة لأنني تعبت من البحث ولم أجد إلا بعض المشايخ المشغولين
الذين ليس عندهم متسع من الوقت، علماً بأني قد أُجزت في رواية حفص عن عاصم والحمد لله رب العالمين.
آمل ممن لديهم معرفة بأحد المشايخ المتخصصين في القراءات سرعة الرد عليّ كما أحب أن أنوه أنني على استعداد أن أذهب إلى الشيخ حتى ولو بعد صلاة الفجر (وهو الوقت المستحسن لي) جزى الله الجميع خير الجزاء
أخوكم: أبو محمد المصري
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 May 2003, 04:27 م]ـ
يؤسفني أنني لا أستطيع مساعدتك، وأرجو من الإخوة المشاركين من أهل مكة مساعدتك. وفقك الله
ـ[أبو محمد المصري]ــــــــ[02 May 2003, 09:49 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا عبد الرحمن الشهري على اهتمامك بالرد علي وأتمنى أن يدلني أحد من الأخوة على أحد المشايخ في جدة أو في مكة
ـ[جنتان]ــــــــ[19 Jun 2007, 09:10 م]ـ
أخي الفاضل لدي رقم جوال الشيخ:إبراهيم الأخضر في المدينة المنورة "فهو من مشاهير القراء في المدينة المنورة , لعلّه قد يفيدكم في ذلك, أو ببعض تلاميذه ممّن لديهم إجازات. ... إن شئتم أرسلته على الخاص ..
وأسأل العلي القدير أن ينفعكم بما طرحته لكم ..
ـ[نورة]ــــــــ[20 Jun 2007, 11:07 م]ـ
وكذلك من القراء المشهورين بالبلد الحرام
1 - الشيخ سيد كامل سيد سلامة
2 - الشيخ شعبان إسماعيل
3 - الشيخ مصطفى أبو طالب
4 - الشيخ محمد نبهان المصري
5 - الشيخ إبراهيم محمد يعقوب
ويوجد من طلبتهم الكثير ...
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[25 Jun 2007, 04:19 م]ـ
تتمة لما ذكرته الأخت نورة
والأستاذ محمد نبهان المصري يعمل في جامعة أم القرى في قسم القراءات ولديه كثير من التلاميذ يحضرون إليه، فزيارته من قبلك ستجني ثمرة طيبة بإذن الله إما بالقراءة عليه أو بإحالتك إلى من يراه أهلا لذلك.
ـ[هتاف الضمير]ــــــــ[26 Jun 2007, 11:23 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
هناك الشيخ المعروف / محمود بن سعد شمس ..
أستاذ القراءات وتوجيهها بقسم القراءات في جامعة الطائف ..
طبعاً هو في الطائف وليس بجدة أو مكة ..
الشيخ محمود ..
شيخ متمكن .. آية في القراءات وفي التفسير وعلوم القرآن والإعجاز ..........
نسأل الله أن ينفعنا وإياكم ويزيدنا علماً ..
بوركتم ووفقتم لكل خير ..
ـ[د. أنمار]ــــــــ[27 Jun 2007, 01:27 ص]ـ
الشيخ عبد الغفار الدروبي الحفيد مجاز بالعشر الصغرى من الشيخ عبدالغفار الدروبي وبالكبرى من الشيخ محمد عبد الحميد
والشيخ محمود فرج في مسجد سيدنا أبو بكر الصديق في شارع المكرونة بجدة، مجاز بالعشر الكبرى والصغرى
وقد أجاز بالعشر الكبرى الشيخ سالم صفوت وهو في جدة وقريب من جسر الميناء ويدرس في معهد الإمام الشاطبي
ومن قبله ابنه معاذ بالعشر الكبرى ما شاء الله تبارك الله
هؤلاء في جدة ويوجد غيرهم كثير ممن يعرفهم الشيخ سالم صفوت
وعندك في مكة إضافة على من سبق ذكره
الشيخ عبد الله بشير مجاز بالعشر الصغرى وفي الكبرى قريبا من الشيخ عبد الغفار الدروبي الحفيد
وكذلك الشيخ أحمد الحريصي مجاز بالعشر الصغرى وفي طريقه للكبرى من الشيخ عبد الغفار أيضا وهو في مكة
ـ[درر]ــــــــ[01 Jul 2007, 12:33 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا كثيرا
المنتدى رائع بحق وانا طالبة جديدة في هذا العلم وأريد أن اعرف مشايخ في الاردن يجيزون فتيات
حصلت على اسمين حقيقة ولكن أحدهما لا يجيز نساء وهو الدكتور أبو أنس " محمد موسى آل نصر"
والثاني مشغول جدا وهو الشيخ عبدالرحمن جبريل ولا وقت لديه أبدا
فإن كان بالامكان تزويدي بأسماء مشايخ أو أخوات مجازات أقرأ عليهن
وكذا معي اجازة برواية حفص وأخذت دورة في أصول القراءات من طريق الشاطبية
بارك الله فيكم جميعا(/)
سؤال عن كيفية النطق بحرف الضاد؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[06 May 2003, 09:33 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته، أما بعد فقد كنت في البارحة عند أحد المشايخ في مصر و الذين اشتهر عنهم نطق (الضاد) بلسان أهل الخليج، فتخرج قريبة من (الظاء) فكان يتعمدها في كلامه، ثم صليت وراءه فكان في الصلاة يتعمدها بصورة أكبر، و هذا الشيخ صدرت بسببه فتوى في بطلان صلاة من قرأ (الضالين) بالظاء على طريقة أهل الحجاز، و أقر هذه الفتوى كبار شيوخ المقارئ عندنا في مصر منهم الشيخ الجوهري ـ رحمه الله ـ فحين جلست معه في منزله سألته عن هذا الأمر فوجدته يذهب الى الاجماع على صحة الضاد التي ينطقها و على بطلان الضاد التي ننطقها نحن في مصر، و برهن على ذلك فقال لي حينما أخبرته أنني في معهد للقراءات:
اسأل شيخ ثلاثة أسألة فستحصره هذه الثلاثة
السؤال الأول / هل يجوز إخراج الحرف من غير مخرجه؟
الاجابة / لا بالاجماع
السؤال الثاني / هل يجوز إعطاء الحرف صفة ليست من صفاته؟
الاجابة / لا بالاجماع
السؤال الثالث / هل الضاد المشهورة التي ننطق بها في مصر تخرج من مخرجها و على صفتها؟
فيقول الشيخ ما معناه: فإن قال لا فسيذهب الى ما نذهب اليه، و إن قال نعم فسيكون قد خالف الاجماع الذي قد أخبر هو عنه لتوه، لأن الضاد التي ننطق بها تخرج من طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا ـ فهي دال مفخمة ـ و لا تخرج من مخرج الضاد المعروف و هو حافة اللسان مع الأضراس العليا، و أيضا فإن الضاد المشهورة عند المصريين من صفاتها الشدة و الضاد الصحيحة ليست كذلك، و قرأ لي من تفسير ابن كثير في سورة الفاتحة أن الفرق بين الضاد و الظاء دقيق جدا أو بهذا المعنى ـ و لا أستطيع نقل النص الأن لعدم وجود التفسير معي حاليا ـ و نقل أيضا كلاما لابن الجزري بهذا المعنى
ثم لو كانت الضاد المشهورة عند المصريين هي الصحيحة ما كنا سنصف الضاد بصعوبة المخرج و اللغة العربية بأنها لغة الضاد، لأن الضاد المشهورة هينة على لسان أعم العوام، فضلا عن المتخصصين. انتهى كلامه ـ حفظه الله ـ
نرجو التوجيه ممن له نظر في المسألة و بارك الله فيكم
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[06 May 2003, 01:31 م]ـ
قال ابن كثير رحمه الله:
والصحيح من مذاهب العلماء انه يغتفرالاخلال بتحرير مابين الضاد والضاء؛ لقرب مخرجهما وذلك لان الضاد مخرجها ...... الى ان قال: فلهذا اغتفر استعمال احدهما مكان الاخر لمن لايميزذلك، واما حديث: انا افصح من نطق بالضاد فلا اصل له.
تفسير ابن كثير (1/ 54)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[06 May 2003, 07:31 م]ـ
هذا هو الموضع الذي قرأه عليّ الشيخ
و لكن هل مذهبه صحيح؟ خاصة و أن المتخصصين يقولون بأنه قد خالف الاجماع
ـ[المشارك7]ــــــــ[06 May 2003, 08:12 م]ـ
مداخلة يسيرة
لعله -والله اعلم -لاحجة فيما نقل عن ابن كثير ذلك ان ابن كثير قال ": فلهذا اغتفر استعمال احدهما مكان الاخر لمن لايميزذلك " فقيد الجواز بمن لا يميز ذلك وهذا الشيخ ولا شك يستطيع التمييز.
ولكن قد يكون له حجة من جهة كونه فعل ذلك اجتهادا.
وبانتظار افادات الاخوة.
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[07 May 2003, 12:34 ص]ـ
بسم الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وبعد
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى ج: 23 ص: 350
فصل وأما من لا يقيم قراءة الفاتحة فلا يصلى خلفه الا من هو مثله فلا يصلى خلف الألثغ الذى يبدل حرفا بحرف الا حرف الضاد اذا أخرجه من طرف الفم كما هو عادة كثير من الناس فهذا فيه وجهان منهم من قال لا يصلى خلفه ولا تصح صلاته فى نفسه لأنه أبدل حرفا بحرف لأن مخرج الضاد الشدق ومخرج الظاء طرف الأسنان فاذا قال ولا الضالين كان معناه ظل يفعل كذا والوجه الثانى تصح وهذا أقرب لأن الحرفين فى السمع شىء واحد وحس أحدهما من جنس حس الآخر لتشابه المخرجين والقارىء انما يقصد الضلال المخالف للهدى وهو الذى يفهمه المستمع فاما المعنى المأخوذ من ظل فلا يخطر ببال أحد وهذا بخلاف الحرفين
المختلفين صوتا ومخرجا وسمعا كابدال الراء بالغين فان هذا لا يحصل به مقصد القراءة
وقال الآلوسي في روح المعاني:
روح المعاني ج: 30 ص: 61
(يُتْبَعُ)
(/)
والفرق بين الضاد والظاء مخرجا أن الضاد مخرجها من أصل حافة اللسان وما يليها من الأضراس من يمين اللسان أويساره ومنهم من يتمكن من إخراجها منهما والظاء مخرجها من طرف اللسان وأصول الثنايا العليا واختلفوا في إبدال أحدهما بالأخرى هل يمتنع وتفسد به الصلاة أم لا فقيل تفسد قياسا ونقله في المحيط البرهاني عن عامة المشايخ ونقله في الخلاصة عن أبي حنيفة ومحمد وقيل لا استحسانا ونقله فيها عن عامة المشايخ كأبي مطيع البلخي ومحمد بن سلمة وقال جمع أنه إذا أمكن الفرق بينهما فتعمد ذلك وكان مما لم يقرأ به كما هنا وغير المعنى فسدت صلاته وإلا فلا لعسر التمييز بينهما خصوصا على العجم وقد أسلم كثير منهم في الصدر الأول ولم ينقل حثهم على الفرق وتعليمه من الصحابة ولو كان لازما لفعلوه ونقل وهذا هو الذي ينبغي أن يعول عليه
وهنا كلام مفيد أنقله من كتاب (إبدال اللهجات العربية للدكتور سالم السحيمي، ص 428 فما بعدها)
:ولا شك أن العرب كانت تفرق بين هذين الصوتين تفريقا واضحا في الرسم والنطق وقد ظهر الفرق بينهما جليا في النقوش اليمنية التي كتبت بالخط المسند وإنما سبب الخلط بينهما فساد اللغة ولعل ذلك كانت نتيجة لا ختلاط العرب بغيرهم من الأمم الأخرى، وقد وضح القاضي محمد بن نشوان في مختصره الذي ألفه في الفرق بين الضاد والظاء أن العرب كانت تميز بين هذين الصوتين تمييزا واضحا
ونقل قوله: اعلم أن بين الضاد والظاء فرق واضحا في اللفظ والمخرج والخط فأما اللفظ فصميم العرب لا يخلطون بعضهما ببعض ويميزون إحدهما عن الآخر فلا يقع عندهم بينهما اشتباه كما لايشتبه سائر الحروف حتى إن بعضهم يميل في نطق الضاد إلى شين لقرب مخرج الشين من مخرج الضاد وبعضهم يميل في نطق بالظاء إلى الثاء لقرب مخرجها منها،
.... ثم قال: والذي أوقعهم في ذلك فساد ألسنتهم بالنطق بهما في مخرج متفق، والجهل بالتفرقة بينهما في المنطق وقلة معرفتهم بلغة العرب،
وفي الكتاب (سالم السحيمي):
وقد لا حظ ابن الجزري اختلاف الناس في عصره في نطق الضاد
ونقل عنه من كتاب النشر:
وقل من يحسنه، ثم بين صور الاختلاف في النطق وقال: وكل ذلك لا يجوز
قال المؤلف:
والخلط بين الظاء والضاد قديم فقد ذكر السيوطي ما يشير إلى أن الخلط موجود في عصر عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا قال:
ويروى أن رجلا قال لعمر بن الخطاب ما تقول في رجل ظحى بضبي فعجب عمر ومن حضره من قوله فقال يا أمير المؤمنين إنه لغة بكسر اللام فكان عجبهم من كسره لام لغة أشد من عجبهم من قلب الضاد ظاء والظاء ضادا
تفسير القرطبي ج: 1 ص: 354
ومنهم من راعى تفريق الطاء من الضاد وإن لم يفرق بينهما لا تصح إمامته لأن معناهما يختلف ومنهم من رخص في ذلك كله إذا كان جاهلا بالقراءة وأم مثله
كشاف القناع ج: 1 ص: 482
حكم من أبدل منها أي الفاتحة حرفا بحرف لا يبدل كالألثغ الذي يجعل الراء غينا ونحوه حكم من لحن فيها لحنا يحيل المعنى فلا يصح أن يؤم من لا يبدله لما تقدم إلا ضاد المغضوب والضالين إذا أبدلها بظاء فتصح إمامته بمن لا يبدلها ظاء لأنه لا يصير أميا بهذا الإبدال وظاهره ولو علم الفرق بينهما لفظا ومعنى ك ما تصح إمامته ب مثله لأن كلا منهما أي الضاد والظاء من أطراف اللسان وبين الأسنان وكذلك مخرج الصوت واحد قاله الشيخ في شرح العمدة وإن قدر على إصلاح ذلك أي ما تقدم من إدغام حرف في آخر لا يدغم فيه أو إبدال حرف ضاد المغضوب والضالين بظاء أو على إصلاح اللحن المحيل للمعنى لم تصح صلاته ما لم يصلحه لأنه أخرجه عن كونه قرآنا وتكره وتصح إمامة كثير اللحن الذي لا يحيل المعنى كجر
مواهب الجليل ج: 2 ص: 103
وأما المسألة الثانية وهي قوله وبغير مميز بين ضاد وظاء خلاف والمعنى أنه اختلف في صلاة من اقتدى بمن لا يميز بين الضاد والظاء على قولين مشهورين وقد علمت مما تقدم أن الذي وقع في كلام أكثر الشيوخ أن الصلاة صحيحة بل تقدم في كلام ابن رشد أنه لا خلاف في ذلك ولم يقل بالبطلان في ذلك إلا ابن أبي زيد وعنهما نقل البطلان في التوضيح وإنما قال المصنف خلاف لتصحيح ابن يونس وعبد الحق لقول القابسي كما تقدم لكن القول بالصحة هنا أقوى لحكاية ابن رشد الاتفاق عليه تركها تنبيهان الأول لا إشكال في صحة صلاة من لم يميز بين الضاد والظاء على القول الراجح بصحة صلاة
(يُتْبَعُ)
(/)
المقتدي به وكذلك على قول القابسي وابن أبي زيد لقول ابن يونس فيما تقدم إلا أن يستوي حالهما وهذا مع العجز عن التعلم والاقتداء ظاهر لا شك فيه وأما مع إمكان ذلك فيجري فيه الخلاف السابق والظاهر في هذا أنه من اللحن الخفي وأنه لا تبطل به إلا مع ترك ذلك عمدا مع القدرة عليه كما تقدم في اللحن والله أعلم
عون المعبود ج: 11 ص: 28
فائدة وأما إخراج الضاد من مخرجها فعسير لا يقدر عليه العوام وفي شرح الشاطبية الموسوم بكنز المعاني شرح حرز الأماني للشيخ أبي عبد الله محمد بن أحمد المعروف بشعلة
الموصلي الحنبلي أن الضاد والظاء والذال متشابهة والضاد لا تفترق عن الظاء إلا باختلاف المخرج وزيادة الاستطالة في الضاد ولولاهما لكانت إحداهما عين الأخرى انتهى وقال محمد بن محمد الجزري في التمهيد في علم التجويد والناس يتفاوتون في النطق بالضاد فمنهم من يجعله ظاء لأن الضاد يشارك الظاء في صفاتها كلها ويزيد على الظاء بالاستطالة فلولا الاستطالة واختلاف المخرجين لكانت ظاؤهم أكثر الشاميين وبعض أهل الشرق وحكى ابن جني في كتاب التنبيه وغيره أن من العرب من يجعل الضاد ظاء مطلقا في جميع كلامهم وهذا قريب وفيه توسع للعامة انتهى وقال فخر الرازي في تفسيره المسألة العاشرة المختار عندنا أن اشتباه الضاد بالظاء لا يبطل الصلاة ويدل عليه أن المشابهة حاصلة فيهما جدا والتميز عسير فوجب أن يسقط التكليف بالفرق وبيان المشابهة من وجوه الأول أنهما من الحروف المجهورة والثاني أنهما من الحروف الرخوة والثالث أنهما من الحروف المطبقة والرابع إن الظاء وإن كان مخرجه من طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا ومخرج الضاد من أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس إلا أنه حصل في الضاد انبساط لأجل رخاوتها ولهذا السبب يقرب مخرجه الظاء والخامس أن النطق بحرف الضاد مخصوص بالعرب مثبت بما ذكرنا أن المشابهة بين الضاد والظاء شديدة وأن التميز عسير وإذا ثبت هذا فنقول لو كان الفرق معتبرا لوقع السؤال عنه في زمن رسول الله وآله وسلم وفي أزمنة الصحابة لا سيما ثم دخول العجم فلما لم ينقل وقوع السؤال عن هذا البتة علمنا أن التمييز بين هذين الحرفين ليس في محل التكليف انتهى وفي فتاوى قاضي المطلوب لو قرأ الضالين بالظاء مكان الضاد أو بالذال لا تفسد صلاته ولو قرأ الدالين بالدال تفسد صلاته انتهى وقد طال النزاع في هذة المسألة قديما وحديثا فقيل لا يقرأ الضاد مشابهة بالظاء ومن قرأ هكذا فسدت صلاته بل يقرأ الضاد مشابهة بالدال المهملة وهذا كلام باطل مردود وقال جماعة من الأئمة من لم يقدر على إخراج الضاد من مخرجها فله أن يقرأ الضاد مشابهة بالظاء لأن الضاد تشارك الظاء في صفاتها كلها ويزيد عليها بالاستطالة فلولا اختلاف المخرجين والاستطالة في الضاد لكانت ظاء
ومما سبق يتضح قضايا:
1 - أن نقل نقل الإجماع فيه تجوز واضح
2 - أن الخلاف معروف بل من نسب التوسعة إلى الجمهور لم يبعد
3 - أن الخلاف كما هو بين الفقهاء فهو معروف عند أهل الفن من القراء، وكذ عند أهل اللسان،
هذه مشاركة عسى أن يكون فيها فائدة
مع دعواتي بالتوفيق للجميع
وصلى الله وسلم على محمد
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[08 May 2003, 11:20 م]ـ
ألا يكفي في رد الضاد الخليجية عدم ورودها بالتلقي فضلا عن التواتر؟
و إن كان لها أصل ألا يكون عدم ورودها بالكلية إجماع على تركها؟
وبالنسبة للاحتجاج بصحة المخرج نقول / أيهما أقوى التلقي الموروث، أم تحديد المخرج الذي هو حادث لضبط الأحرف وهو ضمن أبحاث علم التجويد؟ مع العلم بأن تحديد المخرج قد يدخل فيه الاجتهاد
مجرد أسألة خطرت بالبال
ـ[خالد بن يحي المعافا]ــــــــ[09 May 2003, 01:11 م]ـ
لقد سمعت من بعض القراء من يخرج حرف الضاد ويخرج معه هواء والبعض يخالفونهم في ذلك مع أنهم متفقون في المخرج
أسأل الله أن يبارك في جهود الجميع
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 May 2003, 12:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَعُ)
(/)
حرف الضاد في اللغة العربية حرف دار حوله جدل طويل، ولا تكاد تجد في كتب التجويد ولا في كتب الصوتيات العربية أكثر إثارة للجدل من حرف الضاد، ومن أجل ذلك سميت اللغة العربية بلغة الضاد!! ولا تكاد تجد بين علماء التجويد خلافاً في غيره. وقد ترددتُ على كثير من المقرئين ولم نكن نتوقف عند أي حرف أكثر من توقفنا عند حرف الضاد.
ومنذ التقيت بالشيخ الكريم عبيد الله الأفغاني في أبها عام 1409هـ مع أحد تلاميذه سمعت لأول مرة نقاشاً حول حرف الضاد في منزل الشيخ عبيدالله، وأذكر أنه قام إلى مكتبته فتناول جزءاً من فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية لكي يحتج بكلامه في حرف الضاد، وكذلك إلى تفسير الألوسي. ثم مرت الأيام بعد ذلك، وسمعت الكثير وقرأت الكثير حول مشكلة حرف الضاد هذه وآخرها في ملتقى أهل التفسير.
وهذه القضية قد أخذت أبعاداً كثيرة في وسط القراء على وجه الخصوص، فكل يذهب إلى سداد رأيه وخطأ رأي مخالفه، مع احتجاج كلٍّ بتلقيه ذلك بالإسناد، فكلُّ فريق يكتب تأييداً لرأيه، وتسفيهاً لرأي مخالفه، وهذا في كتب المتأخرين على وجه الخصوص. وقد كُتب العديد من الكتب في هذا الموضوع يتبنى رأياً واحداً هو القول بأن النطق الصحيح للضاد هو كما يقرأه القراء المصريون الآن كالشيخ الحصري، ومحمد رفعت رحمهم الله جميعاً، وكما يقرأ أئمة الحرمين في هذا الزمن، وتفند هذه المؤلفات الرأي الآخر في نطق الضاد، بل وتسفهه تسفيهاً شديداً وتلمز القائلين به بأعيانهم والله المستعان.
ومن تلك المؤلفات كتاب:
- إعلام السادة النجباء أنه لا تشابه بين الضاد والظاء دراسة تجويدية، لغوية، تاريخية، أصولية. للدكتور أشرف محمد فؤاد طلعت.
- الظائيون الجدد، ردود على شبهات لخالد بن مأمون آل محسوبي.
وقد قرأت هاتين الرسالتين مراراً.
وإلى عهد قريب كانت المصادر التي يمكن الاعتماد عليها في تتبع حرف صوت الضاد لا تزال مخطوطة، ثم حقق عدد كبير من كتب التجويد المتقدمة على يد الدكتور البصير غانم قدوري الحمد الذي أشرت إلى شيء من جهوده في مشاركة سابقة في هذا الملتقى. فانكشفت للباحثين الكثير من النصوص التي توضح رحلة صوت الضاد الحقيقية عبر الأجيال حتى وقتنا القريب.
ويمكن إجمال الحديث حول هذا الأمر في مسائل:
الأولى: أن الأصل في القراءة الاتباع، فهي سنة متبعة يأخذها اللاحق عن السابق، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (اقرأوا كما عُلِّمتُم).
الثانية: أن أقدم وصف مكتوب للضاد وصل إلينا هو وصف إمام النحاة سيبويه رحمة الله عليه في كتابه العظيم (الكتاب)، وكل من جاء بعده ينقل عنه.
ويمكن تلخيص ما ذكره سيبويه عن الضاد في النقاط التالية:
1 - مخرج الضاد، ذكر سيبويه أنها تخرج (من بين أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس). [الكتاب 4/ 433].
فالضاد تميزت بمخرجها، فهي من حافة اللسان من أقصاها، مع ما يقابلها من الأضراس، وكان سيبويه قد ذكر الضاد قبل الجيم حين رتب الحروف، لكنه جعل مخرج الضاد بعد مخرج حروف وسط اللسان (ج ش ي) باتجاه طرف اللسان. [الكتاب 4/ 433].
2 - صفات الضاد. وقد ذكر سيبويه منها: الجهر، والرخاوة، والإطباق، والاستعلاء، والاستطالة. ولكل صفة من هذه الصفات تفصيلات ليس هذا مكان بسطها.
فالضاد التي وصفها سيبويه صوت رخو لا ينحبس النفس في مخرجه، مجهور يتذبذب الوتران عند النطق به، مطبق، مستعل، تميز بالاستطالة.
3 - كل حرف فيه زيادة صوت لا يدغم في ما هو أنقص صوتاً منه. وفي الضاد استطالة ليست لشيء من الحروف فلم يدغموها في شيء من الحروف المقاربة لها، إلا ما روي من إدغامها في الشين في قوله تعالى: (لبعض شأنهم) وسوغ ذلك ما في السين من تفش يشبه الاستطالة يقربها من الضاد. ومن ثم أدغمت اللام والتاء والدال والطاء والثاء والذال والظاء في الضاد، ولم تدغم هي فيها.
4 - الضاد بهذه الصفات التي ذكرها سيبويه صوت متفرد، ولهذا قال سيبويه: (لولا الإطباق ... لخرجت الضاد من الكلام لأنه ليس من موضعها شيء غيرها).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد بقي ما كتبه سيبويه نبراساً للعماء الذين جاءوا بعده، وفي القرن الرابع الهجري بدأ الأمر يأخذ منحى آخر، حيث بدأ الانحراف يظهر في النطق بالضاد وخاصة التباسها بصوت الظاء؛ مما جعل العلماء يكتبون الكتب في التفريق بين الضاد والظاء، وذلك بجمع الألفاظ التي تكتب بالضاد والتي تكتب بالظاء.
وقد أحصى الدكتور حاتم الضامن في مقدمة تحقيقه لكتاب الإمام محمد بن مالك رحمه الله (الاعتماد في نظائر الظاء والضاد) تسعة وثلاثين تصنيفاً في ذلك، ما بين كتاب ورسالة ومنظومة. انظر [ص 6 - 12] من مقدمة تحقيق كتاب الاعتماد لابن مالك. وقد زاد عليه في الإحصاء الدكتور محمد بن صالح البراك في مقدمة تحقيقه لمنظومة (درة القارئ للفرق بين الضاد والظاء) لعز الدين الرسعني (661هـ). حيث ذكر 48 مصنفاً، ولم يشر إلى صنيع حاتم الضامن ولا تحقيقه لكتاب ابن مالك، ولا لعمل الدكتور رمضان عبدالتواب من قبلهما في إحصاء المصنفات في تحقيقه لكتاب (زينة الفضلاء في الفرق بين الضاد والظاء) لأبي البركات الأنباري، مع اشتهارها.
وقد استأثر الاهتمام بجمع الألفاظ التي تنطق بالضاد والظاء بجهود العلماء، فكل المصنفات التي كتبت تعالج هذا الأمر، فهي تعالج مسألة كتابة الضاد والظاء، ولم تتعرض للجانب الصوتي.
وهناك مؤلفات أخرى لعدد من العلماء تناولت الجانب الصوتي، فتحدثت عن خصائص صوت الضاد النطقية، والانحرافات التي تلحقه على ألسنة الناطقين، والأصوات التي يختلط بها أو يقترب منها، وكان لعلماء التجويد مشاركة واضحة في هذا الأمر، ومن أهم هذه المصنفات:
- رسالة (غاية المراد في إخراج الضاد) لابن النجار (870هـ) التي حققها الدكتور طه محسن في مجلة المجمع العلمي العراقي في عدد ذي القعدة عام 1408هـ.
- ورسالة (بغية المرتاد لتصحيح الضاد) لابن غانم المقدسي (1004هـ)، التي حققها الدكتور محمد عبدالجبار المعيبد، ونشرها في مجلة المورد العراقية.
- ورسالة في كيفية الضاد لساجقلي زاده (1150هـ). وقد طبعت بتحقيق الدكتور حاتم الضامن، وحدثني الأخ إبراهيم الميلي أنه يقوم بتحقيقها كذلك في الكويت، وهو أحد أعضاء الملتقى فلعله يشاركنا الحوار حول الضاد.
وقد أكدت هذه الرسائل والمؤلفات على حقيقتين:
الأولى: أن هناك تغيراً حصل في نطق الضاد.
الثانية: أن علماء التجويد كانوا مشغولين بتحديد ملامح ذلك التغير، وأنهم كانوا حريصين على التمسك بالصورة الأولى لنطق الضاد.
وأختم بالإشارة إلى كلام سيبويه حول ما سماها بـ (الضاد الضعيفة)، وهي أحد الحروف الفرعية غير المستحسنة في قراءة القرآن ولا في الشعر، وهو قوله: (إلا أن الضاد الضعيفة تتكلف من الجانب الأيمن، وإن شئت تكلفتها من الجانب الأيسر، وهو أخف، لأنها من حافة اللسان مطبقة، لأنك جمعت في الضاد تكلف الإطباق مع إزالته عن موضعه، وإنما جاز هذا فيها لأنك تحولها من اليسار إلى الموضع الذي في اليمين وهي أخف، لأنها من حافة اللسان وأنها تخالط مخرج غيرها بعد خروجها، فتستطيل حين تخالط حروف اللسان، فسهل تحويلها إلى الأيسر، لأنها تصير في حافة اللسان في الأيسر إلى مثل ما كانت في الأيمن، ثم تنسلُّ من الأيسر حتى تتصل بحروف اللسان، كما كانت كذلك في الأيمن). [الكتاب 4/ 432 بتحقيق عبدالسلام هارون].
وأنقل لكم بعضاً من كلام العلماء رحمهم الله في الضاد لتعلموا أن الانحراف في نطق هذا الحرف قديم.
قال مكي بن أبي طالب القيسي (ت437هـ): (ولا بد للقارئ من التحفظ بلفظ الضاد حيث وقعت، فهو أمر يقصر فيه أكثر من رأيت من القراء والأئمة ... ومتى فرط في ذلك أتى بلفظ الظاء أو بلفظ الذال فيكون مبدلاً ومغيراً، والضاد أصعب الحروف تكلفاً في المخرج، وأشدها صعوبة على اللافظ، فمتى لم يتكلف القارئ إخراجها على حقها أتى بغير لفظها، وأخل بقراءته). الرعاية 158 - 159
وقال أبو عمرو الداني (444هـ) عن نطق الضاد: (ومن آكد ما على القراء أن يخلصوه من حرف الظاء بإخراجه من موضعه، وإيفائه حقه من الاستطالة). التحديد 164
وقال عبدالوهاب القرطبي (461هـ): (وأكثر القراء اليوم على إخراج الضاد من مخرج الظاء، ويجب أن تكون العناية بتحقيقها تامة، لأن إخراجها ظاءً تبديلٌ). الموضح 114
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن وثيق الأندلسي (654هـ) عن الضاد: (وقَلَّ مَنْ يُحكمُها من الناس).
وكان ابن الجزري (833هـ) قد حدد الأصوات التي يتحول إليها الضاد على ألسنة المعاصرين له فقال في النشر: (والضاد انفرد بالاستطالة، وليس في الحروف ما يعسر على اللسان مثله، فإن ألسنة الناس فيه مختلفة، وقل من يحسنه، فمنهم من يخرجه ظاءً.
ومنهم من يمزجه بالذال.
ومنهم من يجعله لاماً مفخمة.
ومنهم من يشمه بالزاي. وكل ذلك لا يجوز). النشر 1/ 219
وقال ابن الجزري في التمهيد 140 - 141: (واعلم أن هذا الحرف ليس من الحروف حرف يعسر على اللسان غيره، والناس يتفاضلون في النطق به:
فمنهم من يجعله ظاء مطلقاً ... وهم أكثر الشاميين وبعض أهل المشرق.
ومنهم من لا يوصلها إلى مخرجها، بل يخرجها دونه ممزوجة بالطاء المهملة، لا يقدرون على غير ذلك، وهم أكثر المصريين وبعض أهل المغرب.
ومنهم من يخرجها لا ماً مفخمة، وهم الزيالع ومن ضاهاهم).
ويقول ابن غانم المقدسي في (بغية المرتاد لتصحيح الضاد): (فليعلم أن أصل هذه المسألة أنهم ينطقون بالضاد ممزوجة بالدال المفخمة والطاء المهملة، وينكرون على من ينطقون بها قريبة من الظاء المعجمة، بحيث يتوهم بعضهم أنها هي، وليس كما توهمه).
وجعل الفصل الثاني من رسالته (في ما يدل بالتصريح على أن التلفظ بالضاد شبيهة بالظاء هو الصحيح، وهو المنقول من كلام العلماء الفحول المتلقى كلامهم بالقبول).
وختم ابن غانم المقدسي الرسالة بقوله:
(إن من ينطق بالضاد من مخرجها الخالص، مع صفاتها المميزة لها حتى عن الظاء، فهو في أعلى مراتب النطق بها ومن الفصاحة.
ودونه من ينطق بها من مخرجها مشوبة بالظاء، لكن من مخرجها وبينها نوع فرق.
ودونه من ينطق بها ظاء خالصة.
ومن يشمها الدال.
ومن يشمها الزاي.
ومن يجعلها لاماً مفخمة.
وكذا من ينطق بالضاد طائية، فهو في أسفل مراتب النطقية بالنسبة إلى من سبق ذكره. أهـ.
وأكد محمد المرعشي ساجقلي زاده هذا الاتجاه في رسالته (كيفية أداء الضاد)، فقال: (وأما المقصد فهو أن ما شاع في أكثر الأقطار من تلفظ الضاد المعجمة كالطاء المهملة في السمع بسبب إعطائها شدة وإطباقاً كإطباق الطاء وتفخيماً بالغاً كتفخيمها خطأ بوجوده).
وقال المرعشي في كتابه النفيس (جهد المقل) ص169 - 170: (ليس بين الضاد المعجمة والطاء المهملة تشابه في السمع، وإلا صرحوا به، ولا تقارب في الصفة لأنهما وإن اشتركا في الإطباق والاستعلاء والتفخيم لكنَّ إطباق الطاء أقوى كما سبق، وإن الضاد رخو والطاء شديد، وليس في الضاد قلقلة بخلاف الطاء، وأن الضاد تجد منفذاً بين من بين الأضراس، ولا ينضغط فيها الصوت ضغط حروف القلقلة كما صرح به الرضي، وفي الضاد استطالة بخلاف الطاء المهملة مع أنهما غير متحدين في المخرج.
وليس الفارق بين الضاد والظاء المعجمتين إلا الاستطالة والمخرج، ولذا قال ابن الجزري:
والضاد باستطالة ومخرج ** ميز عن الظاء ...
فما اشتهر في زماننا هذا من قراءة الضاد المعجمة مثل الطاء المهملة فهو عجب لا يعرف له سبب).
ويمكن أن نلخص أقوال العلماء في كيفية النطق بالضاد في القرون السابقة فيما يلي:
أولاً: صعوبة نطق الضاد التي وصفها سيبويه.
ثانياً: انحراف ألسنة الناطقين عن نطق الضاد القديمة إلى نطق أصوات أخرى مكانها.
ثالثاً: لم يتحول صوت الضاد على ألسنة الناطقين بالعربية في العصور المتلاحقة إلى صوت معين واحد، وإنما ظهر في أصوات متعددة، منها:
- الظاء.
- اللام المفخمة.
- مزجها بالذال، أو بالزاي.
- مزجها بالدال والطاء (الضاد الطائية).
رابعأً: كان علماء التجويد المتأخرون أشد إنكاراً لنطق (الضاد الطائية) مكان الضاد القديمة، من إنكارهم لنطق الأصوات الأخرى البديلة عن الضاد.
خامساً: إن اعتبار (الضاد الطائية) في زماننا هي الضاد التي يجب أن ينطقهاقراء القرآن يثير مفارقة كبيرة بين موقف علماء القراءة في زماننا وموقفهم قبل قرنين أو ثلاثة، من هذه المسألة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأختم بأن القراء المصريين قد انتشروا في الأرض وأصبح غالب القراء يقرا بقراءة أهل مصر، ولذلك تجد التثريب الشديد على من يخالفهم، والسخرية منه، ومن يقرأ ما كتب في الرد على مخالفهم في النطق بالضاد يجد مصداق ذلك، والأمر فيه سعة، والخلاف في نطق الضاد قديم كما لاحظنا، والفقهاء اختلفوا في ذلك كذلك كما نقل الشيخ عبدالله بلقاسم وفقه الله.
فلماذا لا تناقش مثل هذه المسألة بطريقة علمية تورد فيها الأدلة، وتتبادل فيها الآراء بدون تعصب لراي بغير دليل. ولا سيما أن دافع الفريقين هو المحافظة على كتاب الله، ودفع الشبهة عنه. وكل فريق يقول أنه تلقى هذه الضاد بالإسناد، والذين يشككون في عدم وجود إسناد للضاد المخالفة للنطق السائد غير منصفين، لأن كل من يقرأها كذلك يقول هكذا أخذتها عن شيخي.
والأخذ عن الشيخ في هذه المسألة ليس دليلاً فاصلاً لأن كل فريق يستدل به، ولا سيما أن الخلاف مسطور في كتب العلماء من قديم، وليس ابن غانم المقدسي ولا ساجقلي زاده هما أول من قال بذلك كما ذكر صاحب (إعلام السادة النجباء). بل رأينا كلام مكي بن أبي طالب وغيره في ذلك.
وقد قال ابن مكي الصقلي المتوفى سنة 501هـ في كتابه تثقيف اللسان: (حتى لا نكاد نرى أحداً ينطق بضاد، ولا يميزها من ظاء، وإنما يوقع كل واحدة منهما موقعها، ويخرجها من مخرجها الحاذق الثاقب، إذا كتب أو قرأ القرآن لا غير، فأما العامة وأكثر الخاصة فلا يفرقون بينهما في كتاب ولا قرآن). ص 91
وللحديث عن الضاد عند القراء المعاصرين مشاركة أخرى، بعد أن نقرأ رأي المشايخ الكرام كالدكتور إبراهيم الدوسري حفظه الله، وهو صاحب خبرة بالشيخ المتولي الذي حدثت له حادثة مع أحد من ينطقون الضاد بخلاف الضاد التي يقرأ بها القراء المصريون المشهورون عام 1293هـ، وكان المتولي وقتها شيخاً للمقارئ المصرية فرفع أمره إلى الأستاذ الأكبر الشيخ محمد المهدي العباسي، فاستحضره واستتابه فلم يتب فحكم بنفيه!!! [انظر إعلام السادة النجباء ص 29 - 31].
والغرض من هذه المناقشة الوصول إلى رأي مقنع منصف في هذه المسألة إن شاء الله، بدون تعصب لرأي سابق، لأنني لاحظت أن الغضب يطغى على النقاشات في هذا الموضوع عند الفريقين فلعل النقاش في ملتقى أهل التفسير يأخذ طابعاً علمياً يوصل إلى رأي سديد إن شاء الله.
****
انظر: كتاب (أبحاث في علم التجويد) للدكتور غانم قدوري الحمد وفقه الله 146 - 159
ـ[إبراهيم الدوسري]ــــــــ[19 May 2003, 10:33 م]ـ
ماذا بعد الضاد؟؟
وإذا لكل حرف مخرج وصفة فإن له معنى لا يكتمل الأجر ولا يتحقق مقصد القرآن الكريم إلا به، والقراءة سنة متبعة، والجدل في مثل هذه القضايا لم يكن محل عناية السلف رحمهم الله، وإثارة هذه القضايا مضيعة لمقاصد التجويد وآدابه، وسبب للفرقة والخلاف بين أهل القرآن.والله من وراء القصد.
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[07 May 2005, 02:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لفت نظري الحوار الدائر حول صوت الضاد في ملتقى أهل التفسير، وتَعَدُّدِ وجهات النظر حوله، ولا شك في أن ما كُتِبَ يشير إلى وجود مشكلة حقيقية في نطق هذا الصوت، لكن تناول الموضوع اختلط فيه الحديث عن الحكم الفقهي بالحديث عن التوصيف الصوتي، كما اختلطت فيه العاطفة أحياناً بحقائق العلم.
وأحسب أن مما يُسَهِّلُ تناول الموضوع ويقرِّبُ وجهات النظر حوله تقسيمه على محاور، منها:
1. تحديد المشكلة الصوتية في نطق الضاد.
2. البحث عن حل علمي للمشكلة.
3. بيان الحكم الفقهي في المسألة.
وما ورد في النقاش حول قضية الضاد في الملتقى، لا سيما ما ذكره الأخ عبد الرحمن الشهري في تعليقه على الموضوع، يوضح كثيراً من أبعاد المشكلة، ويقرِّب من الوصول إلى حل لها، وسوف أقتصر في تعليقي هذا على النقطتين الأولى والثانية، وأدع بيان الرأي الفقهي لأهل الاختصاص.
أولاً: تحديد المشكلة:
تتلخص مشكلة صوت الضاد في عدم انطباق وصف الضاد في كلام علماء اللغة العربية وعلماء القراءة والتجويد المتقدمين على نطق الضاد الفصحى في زماننا، إلى جانب تعدد صور نطق الضاد على ألسنة الناطقين بالعربية اليوم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمخرج الضاد كما حدده سيبويه وتابعه علماء العربية والتجويد عليه هو: " من بين أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس". ويريد سيبويه بأول الحافة جانب اللسان من جهة أقصى اللسان وليس من جهة طرفه. كما وصف الضاد بأنه صوت رخو، مجهور، مُطْبَقٌ، مستطيل. وهذا الوصف لا ينطبق على نطق الضاد في زماننا، التي تُنْطَقُ في مصر والشام من بين طرف اللسان واللثة، من مخرج الدال والتاء والطاء، شديدةً، مجهورةً، مطبقة. وتُنطق في العراق ودول الخليج العربية ظاءً تخرج من بين طرف اللسان وأطراف الثنايا مع الثاء والذال، رخوة، مجهورة، مطبقة. وكلا الصوتين لا يتطابق مع الضاد القديمة لا من حيث المخرج ولا من حيث الصفات.
ثانياً: البحث عن حل للمشكلة:
إذا كان من المتعذر نطق الضاد القديمة اليوم فإن على الناطقين بالعربية أن يتفقوا على نطق موحد لها، لا سيما في قراءة القرآن الكريم، وقد جرى نقاش طويل بين العلماء في القرون المتأخرة حول الصوت الذي يجب اعتماده في نطق الضاد، لكن ذلك النقاش لم يسفر عن اتفاق. ويكاد معظم القراء في بلاد الحرمين ومصر والشام ينطقون " الضاد الطائية" ولكن عدم مطابقتها للضاد القديمة يجعل كثيراً من الناس يترددون في اعتمادها نطقاً فصيحاً للضاد، لاسيما إذا تعارض ذلك النطق مع العادات النطقية لهم، والتي تميل بنطق الضاد نحو الظاء.
ولعل اعتماد " الضاد الطائية " في النطق العربي اليوم هو أفضل الحلول، لأنه هو المأخوذ به عند أكثر أئمة القراءة في هذا العصر، ولأنه يحقق تمييز الضاد عن الظاء، وهو أمر مهم جداً بالنسبة للناطقين بالعربية.
ولا شك في أن حسم هذه القضية لا يتأتى في مثل هذه العجالة، كما أنه لا يمكن أن يقرره فرد أو مجموعة أفراد، وإنما هو أمر يُهِمُّ جماهير الأمة في كل أقطارها، وأحسب أن عقد ندوة يُسهم فيها أهل الاختصاص من علماء الأصوات، وعلماء القراءة والتجويد، وأهل التربية، وأهل الفقه، أمر ضروري للخروج من هذه الحيرة التي يجد كثير من الناس أنفسهم فيها وهم ينطقون الضاد، هذا والله تعالى أعلم.
غانم قدوري الحمد
ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[08 May 2005, 09:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
تحية طيبة
أحبتي النبلاء
شيوخي المقدَّرين
لفت نظري كثيراً الأسلوب الذي استدرج به الكاتب الرئيس في هذا الموضوع " أخونا محمد رشيد " شيوخي الكرام
و قد كنت أظنه لا يصل إلى أن يقول (
ألا يكفي في رد الضاد الخليجية عدم ورودها بالتلقي فضلا عن التواتر؟
و إن كان لها أصل ألا يكون عدم ورودها بالكلية إجماع على تركها؟
وبالنسبة للاحتجاج بصحة المخرج نقول / أيهما أقوى التلقي الموروث، أم تحديد المخرج الذي هو حادث لضبط الأحرف وهو ضمن أبحاث علم التجويد؟ مع العلم بأن تحديد المخرج قد يدخل فيه الاجتهاد
مجرد أسألة " و لعل الصواب: أسئلة " خطرت بالبال)
من مجرَّد بدء الموضوع، إذ إني أعرف أدب الكاتب و أسلوبه و تحريره و فضله.
إلا أن كرم الإخوة و مشائخي الكرام الذي تناولوا الموضوع - فقهاً، و صوتاً، و تجويداً، ولغةً، بل بعضهم في علم الأخلاق و السلوك -
أجادوا - و ليستُ من يقيِّمهم - و لكني في مقام من يشكر أولئك الأعلام
بل لعلَّ بعض من قد رُمِيَ إليه الموضوع - وهو شيخي و أستاذي - قد أجاب و أجاد في غير المراد في روعةٍ بيانيَّة ساحرة
إن ما يهمُّني و يهم كل قارئ هو الفائدة التي نحصل عليها في النهاية و هذا شعورٌ متبادلٌ بين الجميع
و بما أنني - و لله الحمد - لديِّ إجازاتٌ في القراءة و الإقراء - لحفص على يد خمسةٍ من الشيوخ و متعدِّدي الأسانيد، و لشعبة بسند واحد و
لحمزة كذلك و لا مزيد إلا من فضل الله
فليسمح لي الأخوة الفضلاءُ الكرام بأن أدلي بتجربَةٍ عشتها في مراحل من قراءآتي على الشيوخ الكرام:
أنني لم أرَ من الشيوخ من يثقِلُ عليِّ في الضاد و مخرجها سوى شيخ أجلُّه و أرفع قدره و شأنه - رفع الله درجته في المهديين -
وهو فلسطيني المنشأ و اللهجة و الجنسيَّة، عربي القراءة قرآني العمل سلفي العقيدة و المنهج
فقد كان يتكلَّف فيها و يكاد الهواء يخرج معها - كما ذكر أخي خالد المعافا -
و أما غيره فلم ألحظ هذا مطلقاً و قد ختمت القرآن عليهم القرآن مراراً ((((بَعْدَهُ)))) فلم يكلِّفوني ما تَكَلَّفْتُه وما تعلمته من شيخي
و قد كنت حريصاً أن استفهم من كل شيخٍ مخرج الضاد تاركاً الحكم الفقهي - كما سبق - لابن كثير
و إن كان العبد الفقير يفرِّق مخرجاً و حكماً بين الضاد و الظاء و الله المستعان
و لعلي أطلت لسبب بسيط جداً و هو أني عربيٌ من أهل الخليج العربي - إذ ذكر أخونا محمد رشيد هذه الكلمة:
" ألا يكفي في رد الضاد الخليجية عدم ورودها بالتلقي فضلا عن التواتر؟
و إن كان لها أصل ألا يكون عدم ورودها بالكلية إجماع على تركها؟
وبالنسبة للاحتجاج بصحة المخرج نقول / أيهما أقوى التلقي الموروث، أم تحديد المخرج الذي هو حادث لضبط الأحرف وهو ضمن أبحاث علم التجويد؟ مع العلم بأن تحديد المخرج قد يدخل فيه الاجتهاد "
وأنا خليجي و شيوخي من الخليج و الشام و أفريقيا و جنوب آسيا و الله المستعان
متمنيّاً السلامة و التوفيق للجميع
أخوكم ومحبكم
عبد الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[15 Jan 2006, 01:19 م]ـ
بسم الله , والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم , أما بعد:
فقد جاء في كتاب (الجامع في علم التجويد) لفضيلة الشيخ / نبيل بن عبد الحميد بن علي. وتمّ مراجعة هذا الكتاب من فضيلة الشيخ / عبد الحكيم عبد اللطيف عبد الله. (حفظهما الله).
قال المصنف من (ص 222: 231)
الفصل السادس
الفرق بين الضاد والظاء
لعل من مثيرات العجب أن نعقد فصلاً كاملاُ للتفريق بين حرفين اثنين , سبق الحديث عنهما في معرض حديثنا عن مخارج الحروف وصفاتها. والأعجب أن يفرد بعض أهل العلم لهذين الحرفين رسائل ومصنفات خاصة؛ ذلك لأن اتجاهاً يفرط في القول بتقارب الحرفين مخرجاً , واشتراكهما في أغلب الصفات إلى حد يخرج نطق أحدهما دون حد فاصل عن الآخر. وبصورة أدق ينطقون الضاد ظاء أو على الأقل مشمة بها؛ وقد واجه أهل العلم قديماً وحديثاً هذا الاتجاه وردوا على هؤلاء القائلين بالضاد الظائية , ومع تتابع الزمن وامتداد الآجال عاد هذا الاتجاه بصورة أكثر قوة وعاد أصحابه أكثر جرأة في محاولة تبرير اتجاههم وإضفاء الشرعية عليه؛ وعملنا في الصفحات التالية هو مناقشة هؤلاء والرد على شبههم على النحو التالي:
أولاً: الحديث عن الفرق بين الضاد والظاء من جهة المخرج والصفة , وبيان أن هناك من هو أقرب منهما في المخرج واشتركا في جميع الصفات ولم يقل أحد بمثل قولهم بضرورة التشابه بين هذين الحرفين.
ثانياً: مناقشة الأدلة التي استند إليها أصحاب هذا الرأي وتفنيدها.
ثالثاً: هل لأصحاب الرأي رواية في الضاد الظائية عن المصطفى صلى الله عليه وسلم أم هو باجتهاد منهم؟
أولاً: الفرق بين الضاد والظاء
نفرق بين الضاد والظاء من حيث المخرج والصفة , وسوف يكون الحديث أولاً:
1 – من حيث المخرج:
تخرج الضاد من: أول إحدى حافتي اللسان بعد مخرج الياء , وقبل مخرج اللام مستطيلة إلى أول مخرج اللام مع ما يلي الضاد من الأضراس العليا وأول الحافة مما يلي الحلق.
تخرج الظاء: ما بين ظهر اللسان مما يلي رأسه وبين رأس الثنيتين العليين ويشاركها في هذا المخرج كل من الذال والثاء.
2 - من حيث الصفات:
الضاد – مجهورة , رخوة , مستعلية , مطبقة , مصمتة , مستطيلة.
الظاء - مجهورة , رخوة , مستعلية , مطبقة , مصمتة , -----.
ولكي تتم الفائدة ويتضح أن هناك فرقاً بين الضاد والظاء في اللفظ نأخذ أمثلة لبعض الأحرف التي تقاربت تقارباً شديداً عن الضاد والظاء , وهي:
أ – مثال لحرفين تقاربا مخرجاً وصفة ولم يفترقا إلا في صفة واحدة وهما اللام والراء.
مخرج اللام: تخرج من إحدى حافتي اللسان لمنتهاه من جهة طرفه.
مخرج الراء: تخرج الراء من رأس اللسان مع ظهره مما يلي رأسه.
الصفات:
اللام: مجهورة , متوسطة , مستفلة , منفتحة , مذلقة , منحرفة , ----.
الراء: مجهورة , متوسطة , مستفلة , منفتحة , مذلقة , منحرفة. متكررة.
فأنت تلاحظ: أن اللام والراء متقاربتان جداً في المخرج لدرجة أن بعض أهل العلم " الفراء " وموافقيه جعلوها متجانسين , واتفقا في جميع الصفات وتميزت الراء عن اللام بالتكرير.
ب – مثال آخر لحرفين اتفقا في الصفات واختلفا في المخرج: وهما التاء والكاف.
فالتاء مخرجها: ما بين ظهر اللسان وأصل الثنيتين العليين.
والكاف مخرجها: أقصى اللسان جهة أسفل مع ما يقابلها من سقف الحنك بعد مخرج القاف.
ومن جهة الصفات:
التاء: مهموسة , شديدة , مستفلة , منفتحة , مصمتة.
الكاف: مهموسة , شديدة , مستفلة , منفتحة , مصمتة.
فأنت ترى أن كلاً من التاء والكاف اشتركتا في جميع الصفات واختلفتا في المخرج.
ج – مثال ثالث لحرفي النون والميم:
مخرج النون: رأس اللسان وما يحاذيه من اللثة.
ومخرج الميم: ما بين الشفتين معاً.
من حيث الصفات:
النون: مجهورة , متوسطة , مستفلة , منفتحة , مذلقة.
الميم: مجهورة , متوسطة , مستفلة , منفتحة , مذلقة.
فأنت ترى أيضاً أن كلاً منم النون والميم اتفقا في جميع الصفات واقتربا في المخرج.
(يُتْبَعُ)
(/)
المناقشة: زعم أصحاب الضاد الظائية التشابه بين الضاد والظاء في النطق لقرب مخرجيهما , واشتراكهما في جميع الصفات ما عدا صفة واحدة وهي الاستطالة , وأنت ترى قد رأيت معي أن هناك حروفاً بينها تقارب أشدّ من الضاد والظاء , مثل اللام والراء , واشتركا في جميع الصفات , ولم يختلفا إلا في صفة واحدة , ولم يقل أحد بضرورة تشابهها في اللفظ من أجل هذا التقارب على رأي الجمهور , والتجانس على رأي الفراء وموافقيه , واتفاقهما في جميع الصفات ما عدا صفة التكرير التي تميزت بها الراء.
بل وأكثر من ذلك نجد أن كلاًّ من السين والزاي اشتركتا في المخرج واتفقتا في جميع الصفات ولم يقل أحد بضرورة التشابه بينهما لهذا التجانس لاشتراكما في المخرج واتفاقهما في جميع الصفات , ولم يفترقا إلا في صفة واحدة فقط وهي الهمس في السين ويقابلها الجهر في الزاي , ولولاهما لكانت السين زاياً , والزاي سيناً.
فأين الضاد والظاء من هذه الحروف؟
فكل حرف شارك غيره في المخرج فلا يتميز عنه إلا بالصفات , وكل حرف شارك غيره في الصفات فلا يتميز عنه إلا بالمخرج.
وجهارة الضاد تعتبر مانعاً قوياًّ لاختلاطها بصوت الظاء , فإذا أردت أن تحقق صفة الجهر في الضاد؛ فينبغي – كما يقول سيبويه – أن تشبع الاعتماد عليه في موضع خروجه , بحيث يمتنع النفس أن يجري معه حتى ينقضي الاعتماد عليه , ولرخاوتها جرى معها الصوت.
ثم اعلم: أن بعض الحروف أقوى في الجهر من بعض على حسب ما في الحرف من صفات القوة , ولذلك يعد حرف الضاد ضمن الحروف القوية في الجهر , وذلك لاجتماع صفات القوة فيه فيما عدا صفة واحدة وهي الرخاوة؛ وعلى ذلك فإن نطق الضاد لابد من أن يكون الاعتماد قوياً على المخرج بما يتلاءم وما في الضاد من قوة الجهر وانحباس النفس.
أما الظاء؛ ففيها إنزال رتبة في الجهر من الضاد , لأن صفات القوة التي اجتمعت فيها أقل من صفات القوة في الضاد , لوجود صفة الاستطالة في الضاد وهي من صفات القوة. فالرخاوة في الظاء تكون أكثر لخروجها من ذلق اللسان وأطراف الثنايا العليا , فيكون جريان الصوت فيها أقوى.
ثانياً: مناقشة الأدلة التي استند إليها أصحاب الضاد الظائية
استدل أصحاب الضاد الظائية بأقوال أهل العلم منهم المحدث والمفسر , ومنهم أهل الأداء؛ فاستأنسوا بقول الحافظ ابن كثير صاحب التفسير , في معرض حديثه عن تفسير قوله تعالى (وَلا الضَّالِّين َ) (الفاتحة: من الآية 7) قال رحمه الله: " والصحيح من مذاهب العلماء أنه يغتفر الإخلال بتحرير ما بين الضاد والظاء لقرب مخرجيهما , وذلك أن الضاد مخرجها من أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس؛ ومخرج الظاء من طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا ولأن كلاً من الحرفين من الحروف المجهورة ومن الحروف الرخوة , ومن الحروف المطبقة فلهذا كله اغتفر استعمال أحدهما مكان الآخر لمن لا يميز ذلك ".
فأنت ترى معي كيف قدم ابن كثير كلامه بـ: " يغتفر الإخلال " , وختمه بـ: " لمن لا يميز ذلك " , إذا كان الأمر ليس كما ذهب القائلون بالضاد الظائية , فقوله: " يغتفر لمن لا يميز " حجة عليهم وليس حجة لهم؛ إذ أن مفاد العبارتين أنه مما يقع فيه الخطأ واللحن , وأن من يمكنه التمييز بينهما لا يغتفر له خلط أحد الحرفين بالآخر.
فمن أخرج الضاد قريبة من الظاء يعتبر لحناً في كتاب الله كما ذهب إلى ذلك أهل الأداء في هذا العصور.
قال الإمام ابن الجزري: واعلم أن هذا الحرف ليس من الحروف حرف يعسر على اللسان غيره، والناس يتفاضلون في النطق به. فمنهم من يجعله ظاء مطلقاً، لأنه يشارك الظاء في صفاتها كلها، ويزيد عليها بالاستطالة، فلولا الاستطالة واختلاف المخرجين لكانت ظاء، وهم أكثر الشاميين وبعض أهل المشرق. وهذا لا يجوز في كلام الله تعالى، لمخالفة المعنى الذي أراد الله تعالى، إذ لو قلنا الضالين بالظاء كان معناه الدائمين، وهذا خلاف مراد الله تعالى، وهو مبطل للصلاة، لأن (الضلال) هو ضد (الهدى)، كقوله: ضل من تدعون إلا إياه، ولا الضالين ونحوه، وبالظاء هو الدوام كقوله: ظل وجهه مسوداً وشبهه، فمثال الذي يجعل الضاد ظاء في هذا وشبهه كالذي يبدل السين صاداً في نحو قوله: وأسروا النجوى و أصروا واستكبروا فالأول من السر، والثاني من الإصرار.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم قال: واعلم أن هذا الحرف خاصة إذا لم يقدر الشخص على إخراجه من مخرجه بطبعه لا يقدر عليه بكلفة ولا بتعليم. فإذا أتي بعد الضاد ظاء معجمة وجب الاعتناء ببيان أحدهما من الآخر لتقارب التشابه في نحو (أَنْقَضَ ظَهْرَكَ) (الشرح: من الآية3) (يَعَضُّ الظَّالِمُ) (الفرقان: من الآية27)
وإذا سكنت وأتى بعدها حرف إطباق وجب التحفظ بلفظ الضاد، لئلا يسبق اللسان إلى ما هو أخف عليه، وهو الإدغام، نحو قوله: فمن اضطر و) اضْطُرِرْتُمْ) (الأنعام: من الآية119) وإذا أتى بعدها حرف من حروف المعجم فلا بد من المحافظة على بيانها، وإلا بادر اللسان إلى ما هو أخف منها، نحو قوله:) أَعْرَضْتُمْ) (الاسراء: من الآية67) (أَفَضْتُمْ) (البقرة: من الآية198).
فأنت ترى معي أن كلام ابن الجزري – وهو إمام هذا الفن – واضح جلي في بطلان من ينطق الضاد ظاء أو شبيه بالظاء , لأنه لا تشابه , بل التحذير لم يكن بين الضاد والظاء فقط في قوله , بل جعله عاماً في كل حرفين متجانسين أو متقاربين فأتى بمثال للطاء في نحو:) اضْطُرَّ) (البقرة: من الآية173)) اضْطُرِرْتُمْ) (الأنعام: من الآية119) وكذا التاء في نحو) أَعْرَضْتُمْ) (الاسراء: من الآية67)) ا أَفَضْتُمْ) (البقرة: من الآية198).
قال الشيخ زكريا الأنصاري في شرح قول ابن الجزري:
وإن تلاقيا البيان لازم
قال: فقال: البيان لأحدهما من الآخر لازم للقارئ لئلا يختلط أحدهما بالآخر فتبطل صلاته , وذلك في نحو قوله تعالى: (أَنْقَضَ ظَهْرَكَ) (الشرح: من الآية3) وقوله في سورة الفرقان: (يَعَضُّ الظَّالِمُ) (الفرقان: من الآية27) وهناك فرق بين العض والعظ.
وفي المنح الفكرية أيضا: قال ابن المصنف وتبعه الرومي: وليحترز من عدم بيانها , فإنه لو أبدل ضاداً بظاء وبالعكس بطلت صلاته لفساد المعنى.
قال المصري: فلو أبدل ضاداً بظاء في الفاتحة لم تصح قراءته بتلك الكلمة؛ ثم قال: " وخلاصة المرام ما ذكره ابن الهمام: من أن الفصل إن كان بلا مشقة كالظاء مع الضاد فقرأ الطالحات مكان الصالحات تفسد , وإن كان بمشقة الضاد مع الظاء , والسين مع الصاد والطاء مع التاء قيل: تفسد وأكثرهم: لا تفسد ".
ونقول: وهذا أيضاً يؤيد ما ذهبنا إليه من أنه لم يخص الضاد مع الظاء؛ بل الصاد والسين , والطاء والتاء.
ونفهم من ذلك: أن الحرفين تقاربا صفة ومخرجا لا بد من بيان أحدهما من الآخر , سواء الضاد والظاء أو غيرهما. والله أعلم.
ثالثاً: مناقشة القائلين بالظاء من جهة السند
وإذا كنا نتحدث عن الضاد الظائية المزعومة من جهة السند؛ فلا يفهم من ذلك أننا نطعن في أسانيد هؤلاء العلماء الإجلاء , أو غيرهم , ولكننا نناقش ونفند ما زعموه , قاصدين من وراء ذلك بيان الحق في هذه المسألة.
ونقول: زعم هؤلاء وخاصة أهل هذا العصر منهم: أن الضاد الظائية منسوبة إلى فضيلة الشيخ عامر عثمان في هذا العصر – رحمه الله – مع ملاحظة: أن هذه القضية منذ أمد بعيد , ولم تكن في هذا العصر فقط.
ونقول لهم: إذا صح كلامكم فلا بد وأن تكون هذه الضاد وصلتنا عن طريق الرواية , عن طريق فريد عصره الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات – أطال الله في عمره -؛ لأن كلاً من العالمين الجليلين يتقابل سندهما عند علامة العصر العلامة " المتولي ".
مع ملاحظة: أن الشيخ الزيات أعلى سنداً من فضيلة الشيخ عامر , فكيف تصل إلى هؤلاء هذه الضاد المزعومة ولا تصلنا؟ مع أن المصدر واحد!!!
ثم إن كثيراً ممن تزعموا أمر هذه الضاد عادوا وتركوا الضاد الظائية إلى الضاد العادية , بل تزعموا الرد على من يدعي الضاد الظائية ومن هؤلاء العلماء: فضيلة الشيخ / ‘إبراهيم شحاته السمنودي , ذكر ذلك لنا فضيلة الشيخ / عبد الحكيم عبد اللطيف , وذلك عند قراءة الكتب الثلاث على فضيلته , ثم إن كل من قرأنا عليهم من العلماء لم يقرؤنا إلا بالضاد المشهورة التي تقرأ حالياً في مصر والحجاز خاصة الحرمين الشريفين وأكثر البلاد الإسلامية؛ ثم إن وزارة الأوقاف المصرية كونت لجنة من كبار علماء القراءات في قطرنا الحبيب من بينهم أصحاب الفضيلة:
فضيلة الشيخ / رزق خليل حبة شيخ المقارئ المصرية – بارك الله في عمره –
وفضيلة الشيخ / عبد الحكيم عبد اللطيف.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفضيلة الشيخ / عبد الله الجوهري – رحمه الله –
وفضيلة الشيخ الدكتور / المعصراوي
وبعض العلماء الأفاضل , وانتهت هذه اللجنة إلى تأثيم من ينطق بالضاد الظائية واتفقوا على منع من يقرأ بها أو يقرئ.
ثم إن معظم علماء وقراء عصرنا على منع تعليم هذه الضاد المزعومة.وإليك البيان الذي أصدرته وزارة الأوقاف المصرية في ذلك.
نقول: أصدرت وزارة الأوقاف المصرية؛ الإدارة العامية لشئون القرآن كتابها الدوري رقم (8) لسنة 1997 جاء فيه:
فقد شاع بين قلة من الذين يقرؤونالقرآن نطق الضاد ظاء أو شبيهة بها الأمر الذي لو تركناه لأحدث فتنة كبرى , فضلاً عن أنه تحريف لبعض كلمات القرآن الكريم؛ وقد جاء في هامش الفتوى الكبرى للإمام ابن حجر الهيثمي ج 1 ص 138 عن الإمام شمس الدين محمد الرملي بأن من أبدل الضاد ظاء سواء كان في الفاتحة أم في غيرها , من فعل ذلك قادراً عالماًً عامداً بطلت صلاته؛ وصرح شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في شرحه للمقدمة الجزرية من كتاب المنح الفكرية ص 43؛ بأن من فعل ذلك فسدت صلاته وعليه أكثر الأئمة؛ لذلك:
دعت الإدارة العامة لشئون القرآن إلى تشكيل لجنة يوم الاثنين الموافق 28 من ذي الحجة سنة 1417 هـ الموافق 5/ 5 / 1997 م , من المختصين والمهتمين بالحفاظ على القرآن غضاً طريّاَ كما نزل على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ تكونت اللجنة من السادة:
1 – محمد عبد الباري , مدير عام شئون القرآن – رئيسا.
2 – رزق خليل حبة , شيخ عموم المقارئ – عضواً.
3 – محمود طنطاوي , وكيل المقارئ – عضواً.
4 – عبد الحكيم عبد اللطيف , شيخ مقرأ الأزهر – عضواً.
5 – محمود برانق , شيخ ومفتش مقارئ – عضواً.
6 – عبد الله الجوهري , مفتش مقارئ – عضواً.
7 – الشيخ د. أحمد المعصراوي شيخ مقرأ الحسين – عضواً.
8 – عباس محمد جبر , مدير إدارة التحفيظ – عضواً.
9 – محمود محمد عطية.
وبعد المناقشة المستفيضة: أقرت اللجنة: بأن القرآن الكريم قطعي الثبوت حرفاً حرفاً ونقل إلينا بالتواتر والتلقي إلى قيام الساعة , ولا يجوز إبدال أي حرف بحرف آخر أو شبيه به؛ واتفقت اللجنة على ما ورد من أقوال الأئمة من أنه إذا نطقت الضاد ظاء أو شبيهة بها في الصلاة بطلت الصلاة؛ وحرام على من قرأ بها أو يقرأ بها غيره. انتهى كلامه.
قلت: فحوى هذه الفتوى نقلته من كتاب (الجامع في علم التجويد) لفضيلة الشيخ / نبيل بن عبد الحميد بن علي. وتمّ مراجعة هذا الكتاب من فضيلة الشيخ / عبد الحكيم عبد اللطيف عبد الله. (حفظهما الله). من مطبوعات مطبعة الفاروق الحديثة للطباعة والنشر. 3 درب شريف من شارع راتب حدائق شبرا , ت 2055688 – 4307526.
كتب هذه المادة بيمينه:
أ / فرغلي سيد عرباوي
ـ[هتاف الضمير]ــــــــ[22 Jun 2008, 04:18 م]ـ
ماذا بعد الضاد؟؟
وإذا لكل حرف مخرج وصفة فإن له معنى لا يكتمل الأجر ولا يتحقق مقصد القرآن الكريم إلا به، والقراءة سنة متبعة، والجدل في مثل هذه القضايا لم يكن محل عناية السلف رحمهم الله، وإثارة هذه القضايا مضيعة لمقاصد التجويد وآدابه، وسبب للفرقة والخلاف بين أهل القرآن.والله من وراء القصد.
بارك الله فيكم .. ولا فض فوكم ..
ونفع بكم الأمة .. وأعلى شأنكم .. وجزاكم فردوسه ..
لا يُزاد على ما قلتم ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Jan 2009, 07:59 م]ـ
هناك بحث قيم جدير بالقراءة للأستاذ الدكتور إبراهيم الشمسان أستاذ النحو بجامعة الملك سعود بعنوان (الضاد بين الشفاهية والكتابية) ضمن العدد الثاني من مجلة (الخطاب الثقافي) وهي دورية محكمة تصدرها جمعية اللهجات والتراث الشعبي في جامعة الملك سعود.
العدد الثاني - خريف 1428هـ.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Jan 2009, 10:32 م]ـ
يمكن تحميل بحث الدكتور إبراهيم الشمسان من المرفقات على هيئة PDF .
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[21 Jan 2009, 11:38 م]ـ
جزاك الله خيرا، وشكر لك جهدك الحثيث في خدمة الدراسات القرآنية واللغوية.
ويتضح من البحث أن اللغويين المعاصرين ما زالوا مصرين على رأيهم القاضي بانحراف صوت الضاد عن مخرجه في قراءة مشاهير القراء المعاصرين، وسيظل جمهور القراء كذلك متمسكين بما تلقوه عن مشايخهم احتجاجا بالتواتر والتلقي ـ في حجج أخرى يلهج بها أصحابنا ـ، وفي المسألة إشكالات على اللغويين يحضرني اثنان منها:
الأول: أن اللغويين الأفاضل بنوا كلامهم في انحراف صوت الضاد على قراء مشاهير فعلا، والشهرة وغيرها لا تغني ههنا إن لم يكن ثمت إتقان، وإذا كان المتقنون للتجويد والأداء قلة نسبيا، فالمتقنون للضاد ندرة.
الثاني: أن اللغويين المعاصرين افتقدوا في بحوثهم في ما يتعلق بالقراءة إلى جانب التلقي، وهو جانب نقص، وقد أقر به أحد علماء الأصوات المعاصرين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[28 Jan 2009, 11:53 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد
إنّ القرءان لم يُحفظ بالتلقّي المجرّد عن التدوين كما هو معلوم لدي الجميع، فقد اعتمد زيد ابن ثابت رضي الله عنه في جمعه للقرءان في عهد أبي بكر على الرقاع التي كتبت بين يدي رسول الله عليه الصلاة والسلام لأنّه عليه الصلاة والسلام كان يأمر أن يُتلى ما كتب في حضرته ويقيم الخطأ إن وجد، فكانت تلك الرقاع موثقّة منه عليه الصلاة والسلام.
وفي عهد عثمان رضي الله عنه اعتمد الصحابة على المصحف الذي جُمع في عهد أبي بكر والذي كان عند حفصة رضي الله عنها فاستنسخوا منه نسخاً وأرسلوها إلى الأمصار لتوحيد الأمّة على مصحف واحد، وأرسل عثمان رضي الله عنه مع كلّ مصحف معلّماً يُقرئ الناس بما في المصحف.
فلمّا دخل الأعاجم في الإسلام واختلطت الألسن وكثر اللحن، سخّر الله أئمّة دوّنوا كلّ ما يتعلّق بالقرءان من تجويد وقراءات ورسم وضبط وتفسير حفاظاً على القرءان من أن يتطرّق إليه تحريف في اللفظ والمعنى. فصار التدوين مرجعاً أساسياً يُعتمد عليه لتقويم الألفاظ والحروف والمعاني، ولو كان القرءان يؤخذ بالتلقي المجرّد عن النصوص لما اعتمد زيد ابن ثابت على الرقاع التي كتبت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن يستشهد شاهدين على ذلك ولما اعتمد الصحابة في عهد عثمان على المصحف الذي كتب في عهد الصديق، ولا اكتفى عثمان رضي الله عنه بإرسال معلّم إلى الأمصار دون المصحف، ولما قام الأئمّة بالتدوين لتقويم الاعوجاج الذي اعترى المسلمين في ذلك الوقت.
إضافة إلى ذلك إنّي لاحظت عدم العدل في التعامل بين الأدلة، فنرى الاعتماد على المنصوص في الكثير من المسائل دون البعض، فلماذا نتحاكم إلى النصوص في الكثير من المسائل دون مسألة الضاد. وكلّ هذه الدراسات التي يقوم بها الباحثون من المتخصصين على ضوء النصوص المخطوطة والمطبوعة لا يحرّك ضمير المصرّين على النطق السائد اليوم، كان عليهم على الأقلّ الاعتراف بأنّ الضاد التي نسمعها اليوم لا توافق النصوص، ولكنّهم وللأسف جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم لا أقول ظلماً وعلواً معاذ الله ولكن لا أدري ما السبب.
إن ضربنا عرض الحائط نصوص الضاد فهو ضرب للتراث وللمصادر فلا يكون للمشافهة معياراً تُحكّم إليه وبالتالي فما الذي يمنع من تعطيل النصوص التي اعتمد عليها أئمّة هذا الفنّ كالداني وابن الجزري وغيرهما، فنكون في الآخر المطاف كالساعي الذي لا يدرى اتجاهه.
يا أخي الكريم مسألة الضاد ليست مسألة فرعية بحيث يمكن أن يكون الخلاف فيها معتبراً بل المسألة أخطر بكثير ولها أبعاد كثيرة قد يترتّب عنها الكثير من الفسائد من أهمّها عدم الاعتبار بالنصوص المجمع عليها والاعتماد على التلقي المجرّد عن النصوص أي الرواية إن سلمنا ذلك من غير دراية مع أنّ القدامى اعتمدوا في تقريرهم للمسائل على الرواية والدراية أي التلقّي مع النصّ، هذا هو منهج الأئمّة قاطبة ومن سلك غير سبيلهم فلا شكّ أنّه مجانب للصواب بل أنّ التلقي الذي لا نصّ معه لا يُعبر من الرواية وقد ذكرت من الأدلة بما يشفي العليل ويروي الغليل في اعتماد الأئمّة القدامى على النصّ بالدرجة الأولى فارجع إلى ما كتبته في البحث: الخلاف عند علماء التجويد والقراءات. وقد أسقط أئمّتنا البسملة في الأربع الزهر وكذا ترقيق راء مريم لعدم وجود نصّ وثيق كما ذكر الشاطبيّ رحمه الله في قصيدته مع أنّ البعض منهم تلقوها عن مشايخهم فلم يجزئهم ذلك التلقي في قبول الوجه وعدّه من الرواية.
والذي يؤسفني في هذه القضية هو تجاهل كلّ النصوص الواردة في الباب من غير أيّ مبالاة والتعريض من مقام العلماء الذين يقولون بالضاد الشبيهة بالظاء كالمرعشي والشيخ عبيد الأفغاني وغيرهما، واستعمالهم للرأي مقابل النصوص القطعية بقولهم: ما هي الحكمة أن ينزّل الله حرفين بصوت واحد. فأقول رداً على هذا الكلام أنّ الحرفين لم ينزلا بصوت واحد وإنّما لشدّة الشبه يصعب التمييز بينهما كما أشار إلى ذلك جهابذة هذا الفنّ. وانظر إلى إعمال الرأي في هذه الجزئية على حساب النصوص القطعية ويعيبون على المرعشي في أعماله للذهن والرأي. فسبحان الله لا حول ولا قوة إلاّ بالله.
لا أريد أن يكون علماؤنا مثل أولائك الذين يقولون: هي معزة ولو طارت
أفضّل أن أقف إلى هذا الحدّ، وأسأل الله تعالى أن يرينا الحقّ حقاً ويرزقنا اتباعه.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[28 Jan 2009, 02:43 م]ـ
السلام عليكم
مشكلة الضاد أصبحت مشكلة كبيرة إلي أن وصلت إلي القول ببطلان الصلاة من كلا الطرفين. وحدثت معركة كبيرة في مدينتي "شبرا وحلوان" كما أخبرني بذلك العلامة عبد الجوهري وهذا ما دعاه علي التصديق علي الفتوي أعلاه درءا للمفاسد.
ولا يمكن أن يكون هذا الجمع الكبير من الشيوخ النافين للضاد الظائية علي خطأ. لأن القراءة مبناها علي الشهرة والاستفاضة.
فلابد من نظرة منصفة للمسألة، وما أراه أن النصوص تلغي في أصوات الحروف كما قال العلامة فضيلة الشيخ رزق خليل حبة ـ رحمه الله ـ فمهما بلغ القارئ من الدقة في كتابته فقصاري أمره أنه يقرب الصوت فقط وليست علي الحقيقة.
فلا يمكن تجاهل هذا المسموع بنص مكتوب.
وعلماء الأصوات ينظرون للمسألة نظرة علمية وفقط. وليس من قبيل أن يقرأ بذلك.
ولو فرضنا غير ما تقدم فالقراء أبلغ دقة وعلما.
والقراء قديما كانوا يتبعون القراءة دون النص الموجود (لولا أني ليس لي أن أقرأ إلا بما قرأت لقرأت بكذا بدلا من كذا) وقس علي ذلك.
أما في مخارج الحروف يصعب الإتكاء علي النص لأن جميع من كتبوا في المخارج ذكروا في نهاية كتاباتهم أن المشافهة عمدة في المسألة.
ولو أطلقنا النصوص لأخذنا بالانفرادات علي الإطلاق وأخذنا بأحاديث البخاري في نقله بعض القراءات الشاذة عن أكابر الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ.
ولأخذنا بجميع النصوص مثل الطاء القديمة. والإدعاء بهمس القاف والطاء وعدم جهرية الهمزة الحالية.
فاتباع الأكثر أسلم. والله أعلم
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Jan 2009, 04:40 م]ـ
بارك الله فيكم.
قرأتُ أول الأمر عام 1407هـ وما بعدها على الشيخ عبيدالله الأفغاني حفظه الله وعلى بعض طلابه. وكان مخرج الضاد هو مدار الحديث، وقد أعجب الشيخ حفظه الله بنطقي لاسم والدي (معاضة) بالطريقة التي يدعو إليها دون تكلف. وكان يحرص على تحقيق مخرج الضاد من حافتي اللسان مع ما يليه من الأضراس كما في وصف المخرج في كل الكتب المصنفة في التجويد.
ثم قرأتُ بعد ذلك على بعض الشيوخ من أهل مصر بالضاد التي يقرأ بها مشاهير القراء في العالم الإسلامي اليوم. ولدي إسناد بهذا النطق وبهذا النطق. وقرأتُ كذلك على الشيخ حضرت نور حفظه الله كما قرأها الشيخ عبيدالله الأفغاني.
أنا لا أحب التعصب لرأي فيه مجال للنظر والقول مثل هذه المسألة.
الأسهل بالنسبة لي هو نطقها كما ينطقها القراء اليوم لأنه لا شبه بينها وبين الظاء إطلاقاً، ولا صعوبة في نطقها على هذا الوجه، ولذلك فكل ما يذكره العلماء من صعوبة تكلف مخرج الضاد لا قيمة له في الواقع على هذا النطق.
ولكن الذي أراه في كتب اللغة والتجويد من وصف لمخرج الضاد يتطابق مع ما قرأته على الشيخين عبيدالله الأفغاني والشيخ حضرت نور. والذي ينكر ذلك لا حيلة معه.
والغريب اليوم - كما قال أخي محمد يحيى شريف - أن الذين يصفون مخرجها بأنه (من إحدى حافتي اللسان مع ما يليه من الأضراس) لا يخرجونه من هناك مع إقرارهم بوصفه نظرياً، وإنكار ذلك يدعو للتوقف عن النقاش معهم. وقد اطلعتُ على بحث قيم للأستاذ الدكتور غانم قدوري حول مخرج الضاد جدير بالعناية والنقاش من رجل متخصص ومنصف وإن كان لم يتلق القراءات بالأسانيد كما وَرَّى به أخي ضيف الله العامري في مداخلته السابقة.
نسأل الله التوفيق للجميع، ونحن في مثل هذا الموضوع نتناقش مناقشات علمية بحتة، فمن لديه إضافة علمية فليكتبها مشكوراً جزاه الله خيراً.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[28 Jan 2009, 06:09 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد
أشكر فضيلة الشيخ المشرف العام على تدخّله المبارك وأريد أن أنبّه فضيلته على أنّ القضية ليست قضية الأخذ بالأسهل والأيسر بل الأمر يتعلّق بقراءة القرءان كما أنزل
والحرص على إصابة الصحيح المقروء به عند سلفنا الصالح رضي الله عنهم أجمعين إذ لو سلكنا هذا المسلك فإننا سننفكّ تدريجياً عن ما كان عليه الأوائل وحينئذ لا يبق للإسناد دور.
أخي الشيخ عبد الرازق لا أقصدك بالرد لأنّك اعترفت أنّ الضاد التي نسمعها اليوم مخالفة لمضمون النصوص المعتبرة، وهذا الذي حملك على الاستدلال بمسألة الطاء لترجيح الضاد الدالية، وهذا يكفيني اتجاهك وأعتبرك منصفاً في المسألة خلافاً لمن يعتبر أنّ الضاد المنطوق بها اليوم تطابق النصوص، وهؤلاء هم الذين أقصدهم. ولكن لا أتصوّر في ذهني من ينتصر لمذهب وهو يعتقد أنّه مخالف لما كان عليه أهل القرون المشهود لها بالخيرية والأئمّة من بعدهم ويريد مع ذلك الانتصار على أساس ما هو مشهوراً اليوم. أيمكن أن نقول من خلال هذا أنّ القراءة سنة متبعة أو أنّها مشهورة ومتواترة على المراد الصحيح، والو رجعنا إلى المراد الصحيح للتواتر لتبيّن بطلانه.
وكلّ ما استدلت به يا أخي الشيخ قد تعرّضتُ له معك من قبل وإنّما أريد أن ألفت نظرك إلى أنّ هذا العلم يفتقد إلى التأصيل العلمي فلا ينبغي الاستدلال بالنصوص في بعض المسائل دون البعض وإن كان الاعتبار بالتلقي فينبغي طرح جميع النصوص والاكتفاء بالمشافهة وفي هذه الحالة أترك فضيلتك تفكّر فيما سيترتّب على ذلك,
لو سألتك: هل قراءتك تطابق قراءة شيخك مائة بالمائة؟ قد تكون قراءتك أتقن من شيخك إن قرأت على غيره من المتقنين أو ممن هو أتقن منه أو كنت أدرى منه مع المهارة العملية إذ الدراية تحرص المشافهة، وقد تكون قراءتك أقلّ إتقاناً منه. إذن فيستبعد أن تطابق قراءتك قراءة شيخك. ودليلي في ذلك الواقع. إذن فالإسناد هي شهادة فقط لا تضمن مطابقة قراءة التلميذ بقراءة الشيخ. فإن كان كذلك بين الشيخ وتلميذه فما بالك بقراءتنا مقارنة مع قراءة القدامى وقراءة السلف.
وهذا يقال في إجازة المتون، فكم من شيخ يعتمد على المخطوط الموثّق ثمّ يجيز بذلك المتن المحقق ويعدل عن الذي قرأ به على شيخه بالسند المتصل فيتغيّر المتن المتلقى على ضوء ما ثبت وصحّ وقُطع بصحّته. إذن فالإجازة في ذلك المتن هو مجرّد شهادة تدلّ أنّ التلميذ قرأ المتن على الشيخ وأنّ الشيخ قرأ المتن على شيخه بالسند ولا تدلّ على المطابقة القراءة للمتن في كلّ سلسلة الإسناد. إذن فالسند والإجازة تدلان على القراءة المسندة ولا تدلاّن على المطابقة إذ كلّ بحسب ذكاءه ومهارته ودرايته إذ الناس يتفاضلون في العلم والفضل كما تفاضل الصحابة والتابعون والذين من بعدهم. ولمّا كان الأمر كذلك قام الجهابذه بالتدوين والتاليف لصيانة القرءان مما هو مجبور عليه ابن آدم وهو الغفلة والخطأ والنسيان.
لذا فلا يمكن الاعتماد على المقروء به اليوم من غير تمحيص، والتمحيص لا يكون إلاّ عن طريق النصوص المعتبرة ولا يتأتّى ذلك إلاّ لمن أخذ حظاً وافراً من هذا العلم رواية ودراية.
أخي الشيخ لا تهمني مسألة الضاد كما يهمّني مستقبل هذا العلم إن عطّلنا النصوص واعتمدنا على السائد من غير أيّ تمحيص.
أظنّ أنّك فهمت المقصود.
ما كنت أظنّ أنّك ستردّ عليّ بهذه السرعة وكأنّني تحت المجهر إن خرجت من الجُحر تتساقط عليّ القنابل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المنذر الجزائري]ــــــــ[28 Jan 2009, 11:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
لله دركم فضيلة الشيخ محمد يحيى شريف، فقد تابعت مقالاتكم الواحدة تلو الأخرى، فوجدتكم ناظرا فاحصا، ومحققا ممحصا، على حدة تعتريكم في بعض الأحايين، عسى الله بلطفه أن يبردها عنكم بروح الصفح والمسامحة، فلم تكد تنفك قنابل اليهود سقوطا على إخواننا في غزة حتى تتهاطل علينا، أسأل الله الكريم بمنه أن يؤلف بين قلوبنا. آمين.
أما بخصوص هذا الموضوع، فقد طال الكلام عليه وكثر، واشتدت حوله رحى الحديث، وكثر الانقسام فيه، واشتدت حيرة المنتهين فضلا عن المبتدئين في نطق هذا الحرف، وتصادم جانب التلقي والنص، وكل منهما له وزنه. وهي مشكلة لا أراها تحل، إذ لم تحل في عصر من العصور. ولا أرى أن مشكلة تعطيل النصوص – ولا أ حد يستطيع أن يعطل نصا إذ الكتب مطبوعة والدواوين محفوظة - بأخطر من مشكلة التفرق والتشرذم في مسألة عمل التاريخ فيها عمله، وقضى فيها بقضائه، إذ لا أحد يستطيع أن يجزم تطبيقا أن نطقه للضاد هو النطق الفصيح الصحيح لأن عهد النطق الفصيح قد ولى وحجب وراء سدائف التاريخ، ولم يبق منه إلا ما نتلقاه تباعا بالتلقي من أفواه مشائخنا وعلمائنا، وهؤلاء متفاوتون في الإتقان، ورعاية جانب الأداء كما تفضلتم.
فإذا رجعنا إلى النصوص في تحديد نطق الضاد وجدناها عسيرة التطبيق، بعيدة المنال في الواقع، شديدة الصلة بالتلقي الذي انقطعت أوصاله، إذ يصعب الاتكاء على حافة اللسان مع ما يلي الأضراس من غير مشاركة لطرف اللسان الذي منه تخرج الظاء، لذلك تجد من يجنح إلى هذا المذهب، تخفيفا على طلبته الذين يسعون إلى الإتقان –أقول- وليسو من العوام، أو على نفسه من عناء التعليم،-وقد حضرت ذلك مرارا في حلقات بعض المشائخ ممن يقول بهذا المذهب-، تجده يطالبهم بنطق الضاد ظاء لقربها منها مخرجا وصفة.
وإذا رجعنا إلى النطق السائد للضاد نجده نطقا تعوزه الرواية، ويفتقر إلى النصوص كما تفضلتم، غير أنه مجمع عليه بين المدارس شرقا وغربا، وتراه يسيرا على ألسنة العوام فضلا عن المتعلمين.
أضف إلى ما ذكرت أن هذه مسألة لم يثبت عن أحد من السلف الصالح الاشتغال بها، وهم الذين حرصوا على الحفاظ على كتاب الله ونذروا حياتهم له، وكان العجم يدخلون في دين الله أفواجا، فلم ينقل عنهم بحثهم في هذا الموضوع، وحرصهم على بيان الفرق بين الحرفين، ولو ثبت ذلك لنقل.
فما المصير – في رأيي- إذن إلا إلى ما تفضل به الأستاذ الفاضل المحقق غانم قدوري وفقه الله، في آخر مداخلته، والله الهادي إلى الصواب، ومنه المعونة سبحانه.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[28 Jan 2009, 11:43 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد
ما كنت أظنّ أنّك ستردّ عليّ بهذه السرعة وكأنّني تحت المجهر إن خرجت من الجُحر تتساقط عليّ القنابل
السلام عليكم
أضحك الله سنك يا شيخ محمد يحيي أنتَ لستَ في جحر بل أظن أن الجزائر مساحتها أكبر من مصر. مع العلم أن القنابل أصبحت (موضة قديمة) الآن صواريخ عابرة للقارات.
بارك الله في شيخنا الكبير فضيلة د/ عبد الرحمن الشهري ..
أنا أيضا فضيلة الدكتور قد قرأت بالضاد الظائية علي العلامة عبد الله الجوهري كان من أئمة عصره والشيخ عامر السيد عثمان الحبر المعروف خال الشيخ الجوهري رحمه الله ـ
فقد كنت في يوم أنا والشيخ الجوهري معا فقط ولم يحضر الطلاب بعد، ثم شرع وشرح لي قصة الضاد الظائية وساق لي أدلتها والنصوص الدالة علي ذلك حتي عرفني كل صغيرة وكبيرة عن الضاد الظائية.
د/ عبد الرحمن ـ حفظك الله ـ المسألة سهلة لو أنصفنا في المسألة.
يقول سيبويه (لولا الإطباق لصارت الطاء دالا ... ) هذا نص صريح في أن صوت الطاء مفخم الدال .. والصوت الذي يشبه هذا الوصف لا ينطبق إلا علي الضاد الحالية .. وهذا ما أقر به جميع علماء الأصوات قاطبة .. وأنتم أدري بذلك.
بينما الأمر عند القراء الإجماع علي صوت الطاء الموجودة حاليا (مفخم التاء) ولا نعلم في هذا اختلافا بين من يقول بالضاد الظائية ومن يقول بالضاد الحالية.
وهناك نصوص تدل علي التشابه بين صوت الضاد والظاء وهي كثيرة أيضا.
فالسؤال: لماذا أخذ أصحاب الضاد الظائية بالنصوص التي تقول بالتشابه بين الضاد والظاء.وتركوا النصوص في قضية الطاء؟؟؟!!!!
سيدي الفاضل: هذا السؤال سألته للمقرئين في هذا الزمان فلم يجبني أحد إلي الآن.
ومنهم الشيخ محمد يحيي شريف (المذكور أعلاه) أخذ عدة مراحل في الرد:
أنكر التشابه بين الطاء والدال بداية. ...
ثم وجد أن النصوص صريحة في هذا الصدد.
ثم هاجم سيبويه وذكر بأننا غير ملزمين باتباع سيبويه (ظنا منه أن القراء يخالفون سيبويه في هذه المسألة)، وذكر مخالفة بعض القراء لسيبويه في مسألة الجوف.
فوضعت له عشرة نصوص تقريبا لأكبر الأئمة في علم القراءات أمثال مكي والداني وآخرهم العلامة ابن الجزري وحتي المرعشي الذي يأخذ بكلامه.
ووقتها قال لي: لا أجد للطاء حلاّ .. فطلبتُ منه أن يتبع كلامي إلي أن يجد للطاء حلاّ.وهذه من أصول المناظرات.
إلا أنه رفض وأنهي الحوار بقوله: يكفي أنكم اعترفتم بأن نصوص القدامي تقول بالضاد الظائية "
فضيلة المشرف العام هذا هو السؤال الذي لو وجدت من أجاب عليه (من القراء) إجابة علمية دون خلط .. لذهبت إلي القول بالضاد الظائية.
ولعل فضيلتكم علمتم الآن لماذا لا نأخذ بالنصوص في المخارج والصفات بالدقة التي يريدها البعض.
ولكم التحية وشكر الله لكم
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المنذر الجزائري]ــــــــ[29 Jan 2009, 12:47 م]ـ
بارك الله فيكم فضيلة الشيخ عبد الحكيم عبد الرازق، فقد بينتم وأنصفتم، ورددتم على خصمكم بمثل حجته، وهذه من أصعب الطرق في علم المناظرات، إلا أنني افتقدت اقتراحكم لحل المشكلة الآن، فأرجو الإفادة به، والسلام.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[29 Jan 2009, 02:58 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد
أخي أبو المنذر الجزائري أشكرك على تدخلك المبارك ونصيحتك على العين والرأس ولكن لي سؤال أجبني بصراحة: لماذا لم تتدخّل عندما أثار الموضوع المشرف العام وكذا بعد تعقيب الشيخ العامري؟ ما اعترضت إلاّ بعد تعقيبي. كان الأولى لك أن تعترض في البداية بعد إثارة الموضوع من جديد.
قد وقعت معارك إن صحّ التعبير بين القدامى في الكثير من المسائل التي ظاهرها هيّن كما وقع بين مكي القيسي والداني في مسألة جواز الروم الاشمام في ميم الجمع ولم يقل واحد أنّ السلف أو القدامى ما اشتغلوا بمثل هذه الجزئيات.
سؤال آخر: هل أنت الشيخ عبد الهادي لعقاب الذي أقرأته القرءان من أوّله إلى آخره برواية ورش من طريق الأزرق والأصبهاني وأجزته بالسند المتصل إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام؟ أرجو الإجابة فوراً.
أعود الآن إلى أخي عبد الرازق فأقول: مسألة الطاء ليست مسلّمة وقد تناقشنا في الموضوع كثيراً وقد أثبتّ لك بالأدلّة والنصوص التقارب الموجود بين الطاء والتاء وأنّ الطاء التي نسمعها الآن ليست مهموسة لأنّها تنطبق مع مخرجها وصفاتها التي نصّ عليها أئمّتنا ولم ينصّ واحد من أهل اللغة والأداء على التشابه في السمع بين الطاء والدال. بخلاف مسألة الضاد التي صارت مسلّمة في كونها لا تنطبق مع النصوص المعتبرة, ولست الوحيد الذي ينكر ما يقوله علماء الأصوات في الطاء بل جمهور القراء على ذلك إن لم أقلّ كلّهم. فشتّان بين الأمرين.
من جهة أخرى وأخاطب أيضاً الشيخ أبا المنذر: هل إن سلّمنا إنّنا خالفنا النصوص في مسألة الطاء يسوّغ لنا تعطيل جميع النصوص؟ أين هي المتابعة؟ ما هو دور الإسناد والإجازة؟ أنخدع أنفسنا وغيرنا؟ فهذا اعتراف منّا أننا نقرأ القرءان بطريقة مخالفة لما كان عليها القدامى وهو عار عظيم على قرّاء القرءان، وللأسف يعتبرها أبو المنذر حجّة له بل هي حجّة عليه بيّنت مخالفتنا للقدامى، فما لنا إلاّ أن نرجع إلى الصوب إن سلمنا بما يقوله علماء الأصوات أو أن نختبأ في الجحر ولا نتكلّم.
والله لو تيقّنت أنّي خالفت نصوص الطاء لرجعت إلى الصواب و لقرأت الطاء مثل الضاد الدالية ولا أبالي إن قرُبت قراءتي من قراءة السلف عليهم رضوان الله تعالى.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[29 Jan 2009, 10:25 م]ـ
بارك الله فيكم فضيلة الشيخ عبد الحكيم عبد الرازق، فقد بينتم وأنصفتم، ورددتم على خصمكم بمثل حجته، وهذه من أصعب الطرق في علم المناظرات، إلا أنني افتقدت اقتراحكم لحل المشكلة الآن، فأرجو الإفادة به، والسلام.
السلام عليكم
جزاك الله خيرا أخي الكريم
أما اقتراحي ألا نأخذ بالنصوص بالدقة التي يريدها البعض في المخارج والصفات لأن كل من صنّف من القدامي في هذا الباب أحال للمشافهة في نهايته وأن ما يقوله تقريب وفقط .. وقد نقلت للشيخ محمد هذه النصوص. وانظر في التحديد للداني بعدما انتهي من كلامه في المخارج ... وكذا بعدما انتهي من كلامه في الصفات.
وكذا في التمهيد والنشر وغيره.
إذن المشافهة أساس والنصوص فرع في هذه النقطة (المخارج والصفات) بالذات. والله أعلم.
وأنّ الطاء التي نسمعها الآن ليست مهموسة لأنّها تنطبق مع مخرجها وصفاتها التي نصّ عليها أئمّتنا ولم ينصّ واحد من أهل اللغة والأداء على التشابه في السمع بين الطاء والدال. .
أخي الشيخ محمد يحيي لقد رفعت لك بحثك ((الرد علي علماء الأصوات في همس الطاء المنطوقة اليوم)) وأتيت بنصوص صريحة أنت نفسك تستدل به فراجعه وسوف تعلم وقتها من قال بالتشابه بين الطاء والدال.
ثم أنت الذي قلتَ في آخر كلامك "لا أجد للطاء حلاّ" قل إنك لم تقل هذا؟ فكيف تتدعي أنك أجبت؟؟
والله لو تيقّنت أنّي خالفت نصوص الطاء لرجعت إلى الصواب و لقرأت الطاء مثل الضاد الدالية ولا أبالي إن قرُبت قراءتي من قراءة السلف عليهم رضوان الله تعالى.
اتق الله يا شيخ محمد في هذا الكلام .. كيف لا تبالي والقراء جميعا لا يقولون بالطاء المزعومة .. وهل النصوص تغيّر ما عليه القراء جميعا .. ثم تنفرد أنت بالطاء المزعومة؟؟
أخي الحبيب (يبدوا أن النصوص كَلِتْ دماغك) ابتسامة.
النصوص يا شيخ محمد واضحة في الطاء لا تقبل جدلا. وهي أقوي في الدلالة من الضاد الظائية. فراجع بحثك " ((الرد علي علماء الأصوات في همس الطاء المنطوقة اليوم)) "
من جهة أخرى وأخاطب أيضاً الشيخ أبا المنذر: هل إن سلّمنا إنّنا خالفنا النصوص في مسألة الطاء يسوّغ لنا تعطيل جميع النصوص؟ أين هي المتابعة؟ ما هو دور الإسناد والإجازة؟ أنخدع أنفسنا وغيرنا؟.
أسئلة رائعة .. والجواب: أننا نقول في المخارج والصفات فقط.هذه من جهة.
والخداع الحقيقي أننا لا نأخذ إلا بما نهوي من النصوص
أما دور الإسناد إليك كلامك في نفس الموضوع
لو سألتك: هل قراءتك تطابق قراءة شيخك مائة بالمائة؟ قد تكون قراءتك أتقن من شيخك إن قرأت على غيره من المتقنين أو ممن هو أتقن منه أو كنت أدرى منه مع المهارة العملية إذ الدراية تحرص المشافهة، وقد تكون قراءتك أقلّ إتقاناً منه. إذن فيستبعد أن تطابق قراءتك قراءة شيخك. ودليلي في ذلك الواقع. إذن فالإسناد هي شهادة فقط لا تضمن مطابقة قراءة التلميذ بقراءة الشيخ. فإن كان كذلك بين الشيخ وتلميذه فما بالك بقراءتنا مقارنة مع قراءة القدامى وقراءة السلف.
هذا الكلام يدل علي أنك تناقض قولك في الموضوع الواحد. لأن منهجيتك غير واضحة
وكأنها "طغيان فكرة في رأسك فقط "
أخي الكريم تدبر الكلام جيدا
ولك التحية وشكر الله لكم
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المنذر الجزائري]ــــــــ[30 Jan 2009, 12:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أرى أن النقاش قد أخذ منحى آخر، وإني أعلنت انسحابي منه لعل ذلك يرضي شيخنا محمد يحيى شريف وفقه الله، فقد صار يبحث عن شخصي ويتتبع آثاري قصصا، وإني أخبره أنه هو من عناه، ولا مشاحة في خلاف الطالب لشيخه ومناقشته بما تقتضيه أصول النقاش المعتدل الموصل إلى الحق، والله يحفظكم، وهو من وراء القصد.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[30 Jan 2009, 01:32 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم
أخي عبد الرازق لا أتصوّر نحن القراء نفتخر باتصال سندنا إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام وفي المقابل نخالف ما كان عليه القدامى ونحن على علم بذلك بل نقرّ بذلك أمام الملأ ولا نفعل شيئاً وكأنّ الأمر في غاية السهولة؟ كيف نسند التلاوة إلى القدامى ونحن ندرك بداية أنّهم ما قرءوا بذلك إن سلمنا بما يقوله علماء الأصوات في مسألة الطاء والقاف ثمّ نستدلّ بذلك لتعطيل النصوص الأخرى فنجعل بيننا وبين القدامى سداً من جهة إعمال نصوصهم ثمّ نسند التلاوة إليهم هذا أمرٌ غير معقول وغير مقبول لا بدّ أن ننزّه قرّاءنا من ذلك. نحن نحرص على أن تكون تلاوتنا قريبة قدر الإمكان من تلاوة رسول الله عليه الصلاة والسلام والصحابة ومن تبعهم بإحسان وإلاّ فلا نستحقّ الإجازة ولا السند. وإذا أردنا أن نستحق هذه الإجازة وهذا السند فلا بدّ نحرص قدر الإمكان على استدراك ما فاتنا على ضوء ما قُطع به وأجمع عليه أئمّتنا.
أليس من الكذب إن نسند تلاوتنا إلى الداني وغيره من المتقدّمين ونحن ندرك أنّهم ما قرءوا الضاد مثلما نقرؤها الآن. هل ينفع السند والشهرة والتواتر المزعوم إن علمنا يقيناً أنّ القدامى ما قرءوا بهذه الضاد؟ أين هي الأمانة العلمية؟ تلاوة القرءان مبنيّة على التوقيف لا دخل للتيسير على الناس في نطق الحروف وفيما ثبت بالتوقيف. هذا العلم شريف تعب عليه أئمّتنا ومن واجبنا الحفاظ عليه وروايته للأجيال القادمة بصدق وأمانة.
أخي الشيخ إن كنت تعتقد في قرارة نفسك أنّك تخالف القدامى في النطق بحرف الضاد والطاء والقاف فكيف يسمح لنفسك أن تجيز بالإسناد وتنسب إلى المتقدّمين أداءً ما قرءوا وما أقرءوا به يه.
أمّا أخي ضيف الله العامري فأقول له: إن أردتّ الاعتراض على ردّ فلا بدّ أن تواصل النقاش إلى النهاية وأن تكون قادراً على الخوض في معركة الحوار ولا ينبغي أن تنسحب بعد الاعتراض ثمّ تتفرّج على المعركة من بعيد. أقول هذا الكلام عن تجربة، فصار الواحد إذا أراد متابعة نقاش بيني وبين أخي عبد الرازق ليسلّي نفسه يثير مسألة ثمّ ينسحب ويتفرّج فإذا بي أنا وأخي عبد الرازق نتناطح كالديكة.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[30 Jan 2009, 03:28 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم
أخي عبد الرازق لا أتصوّر نحن القراء نفتخر باتصال سندنا إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام وفي المقابل نخالف ما كان عليه القدامى ونحن على علم بذلك بل نقرّ بذلك أمام الملأ ولا نفعل شيئاً وكأنّ الأمر في غاية السهولة؟ كيف نسند التلاوة إلى القدامى ونحن ندرك بداية أنّهم ما قرءوا بذلك إن سلمنا بما يقوله علماء الأصوات في مسألة الطاء والقاف ثمّ نستدلّ بذلك لتعطيل النصوص الأخرى فنجعل بيننا وبين القدامى سداً من جهة إعمال نصوصهم ثمّ نسند التلاوة إليهم هذا أمرٌ غير معقول وغير مقبول لا بدّ أن ننزّه قرّاءنا من ذلك. نحن نحرص على أن تكون تلاوتنا قريبة قدر الإمكان من تلاوة رسول الله عليه الصلاة والسلام والصحابة ومن تبعهم بإحسان وإلاّ فلا نستحقّ الإجازة ولا السند. وإذا أردنا أن نستحق هذه الإجازة وهذا السند فلا بدّ نحرص قدر الإمكان على استدراك ما فاتنا على ضوء ما قُطع به وأجمع عليه أئمّتنا.
.
السلام عليكم
أخي الحبيب محمد يحيي شريف
(يُتْبَعُ)
(/)
مع احترامي الكامل لقدرات سيادتكم .. أنتم من أكثر من تعطلون النصوص، ولا تفهمه إلا بما عندك من المعلومة ولا تتريث في البحث .. وأذكرك بنصوص الإخفاء (ولا أريد نقاشا في الفرجة) الجعبري في الإدغام الكبير ذكر في شرح (وأشمم ورم في غير باء وميمها .... ) أن الإشمام ممتنع لأجل انطباق الشفتين (عين ما قاله الداني وابن غلبون وابن الجزري وأبي شامة وغيرهم)
ثم قال الجعبري بالفرجة، فلم لم تعمل جميع النصوص وتحاول الجمع بينهما؟
ثم في نصوص الضاد ذكروا التشابه بين الضاد والظاء وبين الطاء والدال ..
فلم لم تعمل جميع النصوص بمعني تأخذ بالجميع أو تترك الجميع؟ ما الضابط في المسألة ـ أي الترك والقبول ـ؟
لا بد أنك ستعيد المسألة للمشافهة ولا بد .. وتقول:إن هذا عليه القراء وهذا ليس عليه القراء.
أنشدك بالله أيهما يصدق عليه التواتر الضاد الشديدة؟ أم الضاد الظائية؟
ولو أردت أن آتيك بنص يصف الضاد الحالية لفعلت .. وهي لغة قديمة ووصفها ابن سينا بأنها شديدة .. ويمكن أن نلصقها بان سينا.
هل فهمت أساس الموضوع؟
أليس من الكذب إن نسند تلاوتنا إلى الداني وغيره من المتقدّمين ونحن ندرك أنّهم ما قرءوا الضاد مثلما نقرؤها الآن. هل ينفع السند والشهرة والتواتر المزعوم إن علمنا يقيناً أنّ القدامى ما قرءوا بهذه الضاد؟ أين هي الأمانة العلمية؟ تلاوة القرءان مبنيّة على التوقيف لا دخل للتيسير على الناس في نطق الحروف وفيما ثبت بالتوقيف. هذا العلم شريف تعب عليه أئمّتنا ومن واجبنا الحفاظ عليه وروايته للأجيال القادمة بصدق وأمانة.
.
ما هذا الكلام الكبير يا شيخ محمد؟ أي كذب تقصد؟ وأنت في الفرجة نسبتَ للداني ما لم يقرأ به؟
هل نقول أنك تكذب؟
القضية كما أخبرتك من قبل الضاد الظائية لا يعرف أحد نطقها الحقيقي فوجدت علماء الأصوات ينطقونها بخلاف القراء .. بل وفي تلاوة لك شخصيا ضادك لا مثل علماء الأصوات ولا مثل الذي أخذناه من مشايخنا .. فأيهما أسلم الضاد المعروفة الذي لا خلاف فيه؟
أما الضاد الذي يقرأها كل واحد بما هداه اجتهاده؟؟
فصار الواحد إذا أراد متابعة نقاش بيني وبين أخي عبد الرازق ليسلّي نفسه يثير مسألة ثمّ ينسحب ويتفرّج فإذا بي أنا وأخي عبد الرازق نتناطح كالديكة.
الله يهديك يا شيخ محمد نحن لسنا "ديكة" بل من بني آدم .. وكان عليك حسن الظن بإخوانك .. لأن حسن الظن عندنا مقدم في الأداء. ولعلهم يستفيدون!!
وهذه المسألة شائكة ولو فعلت بما أقوله لك نجوت (وفتّح نفوخك معايا)
والسلام عليكم
ـ[جمال القرش]ــــــــ[30 Jan 2009, 04:59 م]ـ
أصحاب الفضيلة المشايخ / سد الله خطاكم وأسأله أن يشرح صدورنا لما يحبه ويرضاه وأن يرينا الحق ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل ويرزقنا اجتنابه
أراء أعلام القراء المعاصرين: هذه بعض اللقاءات التي أجرتها مع أصحاب الفضيلة المشايخ للرد على هذه البدعة المحدثة
1 - حدثني العلامة أحمد بن عبد العزيز الزيات: قال: " لم أتلق نطق الضاد ظاء أبدًا".
2 - حدثني الشيخ رزق خليل حبَّة: قال: " لقد تكلمنا فيها وقلنا: تبطل صلاة من بدَّل الضادَ ظاء، وإنَّ ابنَ حجرٍ الهيثمي كتب في بابه هكذا، وقال: " إنَّ مَن أبدَل الضاد ظاء فقد بطلت صلاته"، وفي شرح المُلا علي شرح زكريا الأنصاري، صرح أيضًا: أنه تبطل صلاته، فنحن قلنا: إنَّ الجماعة الَّذينَ ينطقون الضاد ظاء هذه لهجة قوم، ولم تدخل في القرآن الكريم، وقد كتبنا قرارًا في وزارة الأوقاف سنة / 1997 م، منشور/ 8، وكتبنا فيه أنَّه لا يجوز مطلقًا القراءة بهذا، وإنَّ من يقرأ بهذا بطلت صلاته، وحرامٌ على من يقرأ بها أو يُقرئ بها غيره. "
ثم سألت فضيلته: ما حكمُ من ينسبونَ هذا القول للشيخ عامر؟
فأجاب فضيلته: غير صحيح، فالقرآنُ كمَا تعْلَم بالتلقِّي والمشُافَهة، قال تعالى:?فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ? القيامة: 18، فنحنُ لم نتلقَّ هذا عن الشَّيْخ عامر، ولم نتلقَّ هذا الكلام عن أساتذتنا، ولم نسجل أيضًا أيَّ مصحفٍ بخروج الضاد ظاء، ولا في المصاحف المنشُورة في العالم كلِّه، هذه لهجة قوم حرَّفوا.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - حدثني فَضِيلَةُ الدكتورعبْدُ العزيزِ القارئ: قال: "ما تلقَّينا ذلك أبدًا، أنا سمعتُ عن هذه البدعة التي أثارها بعضُ من ليست له قدمٌ راسخة في هذا العلم في هذه الأيام، وهذا القول مخالف لما عليه أهل هذا الشأن، ولما تواترَ عندهم من التفريق بين الضادِ والظاء، فخلط الضادِ بالظاء هذا أمر مُنكر وبدعةٌ محدثة في هذا العلم، يقول الإمام ابنُ الجزري:
والضادَ باستطالةٍ ومخرجِ ميِّزْ مِنَ الظَّاءِ …
فالضادُ متميزةٌ عن الظاء في مخرجها، وفي صفاتها فمَن يخلطها بها فقد وقع في اللَّحنِ الجلي.
4 - حدثني الشيخ علي الحذيفي: قال: " القراءةُ سنةٌ متبعةٌ يأخذها الآخرُ عن الأول، وقراءةُ الضاد ظاءً لم نتلقَّها عن مشايخنا، وإنَّما نقرأها، كمَا يقرأها القرَّاء المتقنون من حافةِ اللِّسان مما يلي الأضراسَ من الجهة اليُسرى، وهي الأكثر، أو الجهة اليمنى، كما ذكر ذلك ابنُ الجزري وغيره، ونقرؤها كما نقرؤها في الحرم، يعني في الصلوات الجهرية نقرؤها بهذه الصفة. "
5 - حدثني الشيخ: عبد الرافع بن رضوان: قال: " أما نطقُ الضادِ ظاء فهذا ليس وليدَ اليوم، وإنما هو قديمٌ سمعناه ونحنُ صِغَار، ونحنُ في مسيرةِ طلبِ العلم، وكنتُ أسألُ شيوخي الَّذينَ أثق فيهم فكانوا يقولون، هذا الشَّيْخ مبالغٌ، فلمَّا كبرْتُ وتقدَّمت في طلب العلم، وشُيوخ الإقراء في هذا الوقت، الشُيوخ الأثبات الَّذينَ يُشارُ إليهم بالبنان كان فَضِيلَة الشَّيْخ: عامرُ السَّيد عُثمان، وكانَ رجُلاً مُتَمَكِّنا من مادته، وكان الشَّيْخ الزيات في صباه، وكانَ قويًا، وكانَ الشَّيْخ إبراهيم شحاته السمنودي، والشَّيْخ حنفي السَّقا، وكان شيخ الشَّيْخ إبراهيم شحاتة، وكان الشَّيْخ سيد الغريب، وكان الشَّيْخ حسن المُرِّي، وكان الشَّيْخ أحمد مرعي، وكان الشَّيْخ عبد المحسن شطا، وكان شيوخ الإقراء متوفرين بكثرة في قسم القراءات فكنت أنتقل من هذا إلى هذا وأسأل هذا والكُلُّ كان يُجمع على أن النطقَ الصَّحِيح بالضاد هو ما ننطق به وهو ما نتلقاه.
فالعلماء وضعوا للضاد مخرجًا، هذا المخرج هو إحدى حافتي اللسان، وما يحاذيها من الأضراس العليا، وخروج الضاد من الجهة اليسرى أسهل، ومن اليمنى أصعب، ومن الجانبين معًا أعزّ وأعْسَرُ كما قالوا.
يقولون: الضاد بهذا الشكل ستكون شديدة، لكن! من قال إنها شديدة؟ نحن ننطقها رخوة أيضًا، فأنا عندما، أقول?وَلا الضَّالِّينَ? الضاد هنا فيها رخاوة، وما أحد قال إنها شديدة، مثل الياء بالضبط ".
6 - حدثني فَضِيلَةُ الشَّيْخ أَحْمَدُ مُصْطفَى: قال: الضاد تلقيناها ضادًا ولم أتلقاها ظاءً.
7 - حدثني فَضِيلَةُ الشَّيْخ محمدُ أبو روَّاش: قال: أما نطق الضاد ظاء فهذا أمر لايصحُّ مطلقًا لم نتلقَّه عن مشايخنا.
8 - حدثني فَضيلَةُ الشَّيْخ إبراهيمُ الأخضرُ: قال: أما قراءة الضاد بهذا الشكل الذي استحدثه بعض الناس، فهذا لم نسمع به، ولم نقرأ به على أشياخنا الذين تلقَّينا عنهم
9 - حدثني فَضِيلَةُ الشَّيْخ رَشَادُ بنُ عبدِ التوابِ السِّيسي: قال فضليته:
" ما سمعنا أبدًا أن واحدًا يَنْطُق أو يُقْرِئ أولادَه بالضادِ ظاءً- أبدًا – ما سمعنا بهذا أبدًا عن كل من تلقَّينا عنهم.
10 - حدثني فَضِيلَةُ الشَّيْخ إبراهيمُ الدُّوسَري: قال: نطق الضاد ظاءً لم أتلقه أبدًا، فإذا وجدنا من يقول بأنَّ الضاد هي الظاء التي تكون شبيه بالمشالة؛ حينئذ يجري النفس في الغالب معه، في حين عندما نرجع إلى علماء القراءات نجد أنَّهم يقولون إنَّ الضاد حرفٌ مستطيل ليس من حروف الهمس، بل هو من ضدها فإذا أجرينا بها النفس?وَلا الضَّالِّينَ? جرى في حينها النفس، لكنَّ الذي يَجْرِي هو الصوت، فإذا رجعنا إلى أهل النقل أذكر منهم: الشَّيْخ الزيات، والشَّيْخ عامر عثمان، لدينا تسجيلات بصوت الشَّيْخ عامر عثمان الذي ينسب إليه هذا الكلام، أو هذه المسألة، ويقال: إنه يخرجها بهذه الكيفية استمعنا إليها؛ فوجدناها على الكيفية التي نقلها علماء التجويد – سواء الأحياء منهم الموجودين - أو ما نصوا عليه في الكتب.
11 - حدثني فَضِيلَةُ الدُّكتُورعبدُ العزيزِ بنُ عبدِ الحفيظ: قال: لم أتلق ذلك أبدًا" عن مشايخي، وإنَّ هذه بدعة منكرة.
12 - حدثني فَضِيلَة الشيخ أسامة بن عبد الوهاب: قال: " لم أتلق ذلك عن مشايخي".
(يُتْبَعُ)
(/)
الخلاصة: وبعد ما ذكرناه يتضح إجماعُ هؤلاء المَشَايِخ الأعلامِ على أنهم لم يتلقوا نطق الضاد ظاء، وأنها بدعة منكرة.
من كتاب زاد المقرئين، واستمع لصوت المشايخ المذكوربين
استمع لأصوات المشايخ في سلسلة صوتية لنفس الكتاب المذكور دار الهجرة بالخبر
نبذه عن المشيخ المذكورين:
أحمدُ بنُ عبدِ العزيزِ الزَّياتِ، علامة زمانه، وأعلى القراء إسنادًا في هذا العصر، والمتخصص بقسم تخصص القراءات بالأزهر
2 - فَضِيلَةُ الشَّيْخ: رزقُ خليل حبَّة: شيخُ عُمومِ المقارئ المصرية، وعضو المجلس الأعلى للشُؤون الإسلامية، ووكيلُ لجنةِ الاسْتِماع بإذاعة القرآن الكريم المصرية.
3 - فَضِيلَةُ الشَّيْخ: علي بنُ عبدِ الرحمنِ الحُذيفي، إمام المسجد النبوي، ونائب رئيس لجنة مصحفِ المدينة المنورة
4 - فَضِيلَةُ الدُّكتُور: عبْدُ العزيزِ القاري: عميد كلية القرآن الكريم بالمدينة المنورة، ورئيس لجنة مصحف المدينة المنورة
5 - فَضِيلَةُ الشيخ عبدُ الرَّافع بْنُ رِضْوَان، عضو لجنة مصحفِ المدينة المنورة، والمدرس السابق بالجامعة الإسلامية
6 - فَضِيلَةُ الدُّكتُور: عبدُ العزيزِ بنُ عبدِ الحفيظ بن سليمان، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، والمتخصص في علوم القرآن والقراءات
7 - فَضِيلَة الشيخ رشاد بن عبد التواب السيسي المدرسُ بكليةِ المعلِّمينَ بالمدينةِ المنوَّرة
8 - فَضِيلَةُ الشَّيْخ: إبراهيمُ الأخضر شيخُ القراء بالمسجد النبوي
9 - فَضِيلَةُ الدُّكتُور: إبراهيمُ بن سعيد الدُّوسَري رئيس قسم القرآن وعلومه في كلية أصول الدين بالرياض
10 - فَضِيلَةُ الشَّيْخ: أَحْمَدُ مُصْطفَى، المدرس بكلية أصول الدين بالرياض سابقًا.
11 - فَضِيلَةُ الشَّيْخ: محمدُ أبو روَّاش مدير إدارة النصِّ القرآنِي بالمدينة المنورة
12 - فَضِيلَةُ الشَّيْخ أسامة بن عبد الوهاب له عشرات الإجازات على الزيات والسمنودي، والشيخ عامر، وغيرهم من كبار قراء العالم
ثما مانقله فضيلة الشيخ / فرغلي سيد عرباوي
يقول: أصدرت وزارة الأوقاف المصرية؛ الإدارة العامية لشئون القرآن كتابها الدوري رقم (8) لسنة 1997 جاء فيه:
فقد شاع بين قلة من الذين يقرؤونالقرآن نطق الضاد ظاء أو شبيهة بها الأمر الذي لو تركناه لأحدث فتنة كبرى , فضلاً عن أنه تحريف لبعض كلمات القرآن الكريم؛ وقد جاء في هامش الفتوى الكبرى للإمام ابن حجر الهيثمي ج 1 ص 138 عن الإمام شمس الدين محمد الرملي بأن من أبدل الضاد ظاء سواء كان في الفاتحة أم في غيرها , من فعل ذلك قادراً عالماًً عامداً بطلت صلاته؛ وصرح شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في شرحه للمقدمة الجزرية من كتاب المنح الفكرية ص 43؛ بأن من فعل ذلك فسدت صلاته وعليه أكثر الأئمة؛ لذلك:
دعت الإدارة العامة لشئون القرآن إلى تشكيل لجنة يوم الاثنين الموافق 28 من ذي الحجة سنة 1417 هـ الموافق 5/ 5 / 1997 م , من المختصين والمهتمين بالحفاظ على القرآن غضاً طريّاَ كما نزل على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ تكونت اللجنة من السادة:
1 – محمد عبد الباري , مدير عام شئون القرآن – رئيسا.
2 – رزق خليل حبة , شيخ عموم المقارئ – عضواً.
3 – محمود طنطاوي , وكيل المقارئ – عضواً.
4 – عبد الحكيم عبد اللطيف , شيخ مقرأ الأزهر – عضواً.
5 – محمود برانق , شيخ ومفتش مقارئ – عضواً.
6 – عبد الله الجوهري , مفتش مقارئ – عضواً.
7 – الشيخ د. أحمد المعصراوي شيخ مقرأ الحسين – عضواً.
8 – عباس محمد جبر , مدير إدارة التحفيظ – عضواً.
9 – محمود محمد عطية.
وبعد المناقشة المستفيضة: أقرت اللجنة: بأن القرآن الكريم قطعي الثبوت حرفاً حرفاً ونقل إلينا بالتواتر والتلقي إلى قيام الساعة , ولا يجوز إبدال أي حرف بحرف آخر أو شبيه به؛ واتفقت اللجنة على ما ورد من أقوال الأئمة من أنه إذا نطقت الضاد ظاء أو شبيهة بها في الصلاة بطلت الصلاة؛ وحرام على من قرأ بها أو يقرأ بها غيره. انتهى كلامه.
قلت: فحوى هذه الفتوى نقلته من كتاب (الجامع في علم التجويد) لفضيلة الشيخ / نبيل بن عبد الحميد بن علي. وتمّ مراجعة هذا الكتاب من فضيلة الشيخ / عبد الحكيم عبد اللطيف عبد الله. (حفظهما الله). من مطبوعات مطبعة الفاروق الحديثة للطباعة والنشر. 3 درب شريف من شارع راتب حدائق شبرا , ت 2055688 – 4307526.
فماذا بعد كل هذا ........................ ؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Jan 2009, 10:30 م]ـ
أخي الكريم جمال القرش وفقه الله
الذي يسميها (الضاد الظائية) يتجنى على هؤلاء المشايخ، ولو كانت ظائية لقالوا: إن مخرجها هو نفسه مخرج الظاء. ولكنهم يصفون مخرجها ويطبقونه على ما وِفْقِ وصفها - كما فهموه - فحسبُ. ولذلك فتسميتهم بـ (الظائيون الجدد) هو من باب التنقيص من شأنهم وليس من باب الحوار العلمي كما يبدو لي. والكلام الذي نقتلموه يا شيخ جمال عن القراء الفضلاء أعلاه صحيح لا غبار عليه، فليس هناك منهم ولا من غيرهم من يقول بأن الضاد والظاء حرفٌ واحدٌ له نفس المخرج.
ولو تأملتم بحث الدكتور الشمسان المرفق لوجدتم تفصيلاً جيداً حول القول الذي يرى أنَّ أصلَ الحرفين واحداً بتفاصيله، ولكن هذه مسألة تتحدث عن تاريخ الأصوات اللغوية ولها شأن آخر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[آبومصعب]ــــــــ[30 Jan 2009, 11:10 م]ـ
بمناسبة الكلام عن الضاد والجدال الكبير والصراع المعاصر ..
اقول عن تجربة مع أحد طلاب الشيخ عبيد الله الافغاني المعروف بهذه القراءة بدون ان افتري عليه الكذب ..
لكن احد طلابه كنا ندرس عليه القرآن ..
هم لا ينسبون شيء جديد سوى النقل الصوتي للضاد .. بمعنى
ان مخرج الضاد والظاء ليس واحد ولكن الصوت قريب ..
والله المستعان .. ولقد اتى لي بادلة وادلة والله المستعان ولم اقتنع بها ..
والله المستعان ولقد سميت ذاك الوقت بفتنة القرآن ..
ـ[جمال القرش]ــــــــ[30 Jan 2009, 11:55 م]ـ
بارك الله فيكم فضيلة الشيخ / عبد الرحمن
الضاد التي تتكلم عنها - وفقك الله - هي التي أقصدها تماما، وهي ما تسمى بـ (االمشالة)، وهي لا تقرأ ظاء خالصة بل (شبيه بالظاء).
لاحظ - حفظك الله - قول اللجنة عبارة (أو شبيهة ....... )
وواتفقت اللجنة على ما ورد من أقوال الأئمة من أنه إذا نطقت الضاد ظاء أو شبيهة بها في الصلاة بطلت الصلاة؛ وحرام على من قرأ بها أو يقرأ بها غيره. انتهى كلامه.
الدكتور إبراهيم الدوسري: قال: نطق الضاد ظاءً لم أتلقه أبدًا، فإذا وجدنا من يقول بأنَّ الضاد هي الظاء التي تكون شبيه بالمشالة؛ ,,,,,,,,,,,,,,,، فإذا رجعنا إلى أهل النقل أذكر منهم: الشَّيْخ الزيات، والشَّيْخ عامر عثمان، لدينا تسجيلات بصوت الشَّيْخ عامر عثمان الذي ينسب إليه هذا الكلام، أو هذه المسألة، ويقال: إنه يخرجها بهذه الكيفية استمعنا إليها؛ فوجدناها على الكيفية التي نقلها علماء التجويد – سواء الأحياء منهم الموجودين - أو ما نصوا عليه في الكتب.
أما مجال تحكيم علم الأصوات على القرآن فهو لا يصح، لأن التلقي هو الأصل، فقد يصيب تارة ويخفق أخرى، فهم يخضون علمهم على لهجات تارة، أو حتى على لغة العوام تارة، ولذلك يقع من البعض في أخطاء ومن أمثلة ذلك: قلقلة الكاف عند بعض علماء الأصوات وهو ما يخالف التلقي .....
لك خاص التقدير.
ـ[جمال القرش]ــــــــ[31 Jan 2009, 06:54 ص]ـ
وقد سجلت لهؤلاء المشايخ، ولا أحد فيهم يقرؤها بالكيفية التي شذ بها قلة من قلة من قلة، يخالفون فيها عموم وجمهور قراء العالم المشار لهم بالنبان، والمشهود لهم بالإتقان، فأين كبار قراء العالم كالعلامة الزيات ومحمد رفعت، والشيخ الحصري، والمنشاوي، وعبد الباسط، ومصطفى إسماعليل، ورزق حبة، والحذيفي، والأخضر، الذين تقت الأمة قراءتها بالقبول، وأصواتهم تدوي العالم أجمع، وأين كذلك المجمعات كمجمع الملك فهد، ومجمع المصاحف بمصر، والشام، وغيرهم كثير ........ فكل هؤلاء يجمعون على أن القراءة بهذه الكيفية بدعة ولغة شاذة، ... ، فمثلا فماذا بعد الحق ....
أسأل الله أن يهدينا إلى سواء السبيل.
ـ[آبومصعب]ــــــــ[31 Jan 2009, 11:02 ص]ـ
وقد سجلت لهؤلاء المشايخ، ولا أحد فيهم يقرؤها بالكيفية التي شذ بها قلة من قلة من قلة، يخالفون فيها عموم وجمهور قراء العالم المشار لهم بالنبان، والمشهود لهم بالإتقان، فأين كبار قراء العالم كالعلامة الزيات ومحمد رفعت، والشيخ الحصري، والمنشاوي، وعبد الباسط، ومصطفى إسماعليل، ورزق حبة، والحذيفي، والأخضر، الذين تقت الأمة قراءتها بالقبول، وأصواتهم تدوي العالم أجمع، وأين كذلك المجمعات كمجمع الملك فهد، ومجمع المصاحف بمصر، والشام، وغيرهم كثير ........ فكل هؤلاء يجمعون على أن القراءة بهذه الكيفية بدعة ولغة شاذة، ... ، فمثلا فماذا بعد الحق ....
أسأل الله أن يهدينا إلى سواء السبيل.
زيادة انوه على ان من طلاب هذه القرآءة من يقول لي في بعض الدروس العلمية ..
ان الحق احق ان يتبع ولو ضل اهل القرآن في هذا العصر .. :)
ابقى بعد هذا كلام نقوله .. هل مخالف السند ورجاله تعد حقا؟ ..
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[31 Jan 2009, 12:36 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم
أشكر تدخّل شيخنا المشرف العام وبيّن أنّ قالته اللجنة صحيح وهو كذلك لمن أبدل الضاد بالظاء ولا أعرف من قال بذلك لذا فكلام هذه اللجنة خارج عن الموضوع والمقصود.
أقول لأخي الشيخ عبد الرازق:
تحاول دائماً المقارنة بين مسألة الضاد والطاء مع أنّ الفرق بينهما شاسع لعدّة أسباب:
(يُتْبَعُ)
(/)
أوّلاً: مسألة الطاء ما أثارها علماء التجويد أبداً بل أثارها علماء الأصوات اعتماداً على نصّ واحد لسيبوية خلافاً لمسألة الضاد التي أثارها علماء التجويد قبل علماء الأصوات مستندين على عدّة أدلّة من مخرج وصفة الرخاوة والتشابه بين الحرفين في السمع والتفشّي وضعف الاعتماد على المخرج وإلحاح القدامى على التمييز بين الحرفين وحصر الظاءات وغيرها.
ثانياً: علماء الأصوات وصفوا الطاء بأنّها مهموسة. أقول قد سمعت الكثير من القراء المعاصرين الجدد يهمسون الطاء ولكن لا يعني هذا أنّ جميع القراء يهمسونها حيث يمكن نطقها بالكيفية المعروفة من غير إخراج النفس وذلك بإخراجها مجهورة شديدة مقلقلة. وهذا دليل على بطلان الهمس المزعوم للطاء.
ثالثاً: هناك نصوص صريحة تدلّ على تقارب الطاء بالتاء وقد نقلتها في المناقشات السابقة وهي نصوص معتبرة كذلك موافقة لما عليه قراؤنا اليوم.
رابعاً: القراء اليوم يخرجون الطاء من مخرجها الصحيح ويعطونها صفاتها بكيفية صحيحة من استعلاء وإطباق وجهر وشدّة وقلقلة خلافاً للضاد التي يتجلّى الآن تعارضها مع وصفها الحقيقي.
خامساً: وحتّى في المداخلات الأخيرة لشيخنا غانم الحمد نلاحظ استرخاءً في هذه القضية بحيث أدخل الاحتمال في المسألة بعد أن كانت مسلمة عنده في كتابه الدراسات الصوتية. وإن كنت مخطئاً فأرجو أن يصوّبني شيخنا في ذلك.
سادساً: لا يمكن لقرائنا أن يتنازلوا على أمر أجمعوا عليه ولم يختلفوا فيه أبداً سواء من القدامى أو المتأخرين مع موافقتهم للنصوص التي دلّت على التقارب بين الطاء والتاء من جهة وموافقتهم لمخرج وصفات الطاء. وكلّ ذلك على حساب نص واحد لسيبويه، يحتمل ولم يقل به أهل الصنعة. إذن فشتّان بين الأمرين.
سابعاً: أخي عبد الرازق يظنّ أنّ مجرّد ثبوت النصّ يستلزم عدم مخالفته. أقول هذا فهم غلط بل هناك الكثير من النصوص الغير المعتبرة التي انفرد بها البعض أو عارضت نصوصاً مضمونها أكثر شهرة واستفاضة لذا فلا يمكن الاعتبار بنصّ دون الاعتبار بما يضادّه من نصوص أخرى لذا فلم يعتبر واحد بنصّ ابن سينا في الضاد لأنّه من المتأخرين من جهة أو أنّه نشأ في بيئة كان يخلط أهلها بين الطاء والضاد إضافة أنّه خالف ما أجمع عليه أئمّتنا قاطبة. فالفرق بين كلام سيبويه وكلام المتقدمين أنّ المتقدّمين وصفوا الضاد الصحيحة التي نزل بها القرءان وأمّا وصف سيبويه فكان وصفاً لبيئة معيّنة انحرفت عن النطق الصحيح. فالعرب الأقحاح على فئتين في الضاد: الأولى كانوا ينطقونها شبيهة بالضاد. الثانية: كانوا يخلطون بين الحرفين وهم قلّة ولا يجوز ذلك في القرءان. أمّا النطق الحالي فليس له أصل يُعتبر به لا من قريب ولا من بعيد من جهة ما أثر في أمهات كتب اللغة والتجويد.
وعلى هذا الأساس فلا يمكن أن نقارن مسألة الطاء وبين مسألة الضاد.
وأقول لأخي عبد الرازق: لماذا تستدلون بنصّ الجعبريّ في الفرجة إذ يمكننا أن نخالف هذا النصّ أن سلّمنا أنّه معتبر لأننا خالفنا نصوص الطاء؟ لما تستدلّ في حواراتك ببعض النصوص مع أننا خالفنا نصوص الطاء؟ لماذا نشتري الكتب ونحفظ المتون ونحقق المخطوطات ونبذل هذه الجهود والأموال مع إمكان الاستغناء عنها بمخالفتها كما خالفنا نصوص الطاء ونعتمد على ما هو مقروء به اليوم. وحتّى المقروء به اليوم يمكن مخالفته لأننا نخالف الإجماع والنصوص فمن باب أولى نخالف المقروء به اليوم وهكذا ............ أترك لك الباقي. والله يا أخي لو صدّروك يوما شيخ عموم المقارئ العالم لذهب العلم من أصله إلاّ بحفظ الله تعالى. أخي المقرئ هذا العلم ليس همجاً بل له أصوله ومصادره وأتأسّف كيف ينشر أخي جمال القرش أسماءً لقراء وكأنّهم قرءوا على جبريل عليه السلام ولا يدري أنّ هؤلاء وجميع ما في الأرض من القراء مجبورون على متابعة من تقدّمهم من أهل الأداء.
أخي عبد الرازق لقد قلت لك من قبل والله لو تيقنت أنّني خالفت نصوص الطاء لرجعت إلى الصواب لأنّ هدفي هو قراءة القرءان كما أنزل وليس كما يقرأ الناس.
وإن وصل بنا اليقين بأننا نخالف ما أجمع عليه أئمّتنا وفي المقابل نسند القراءة إليهم فهو كذب وخيانة في حقّنا لا نستحق الإجازة والسند ولا يجوز أن نجيز ولا أن نسند أقولها وأعيدها وأتحمّلها.
أرجوا أن تتضح قولتي: فقد قلتُ: إن وصل بنا اليقين ................. فكلمة إن شرطية.
أقول لأخي أبي المنذر الجزائري ليس العيب أن يردّ التلميذ على الشيخ وإنّما العيب أن يتستّر باسم مجهول ويردّ على شيخه ويسيء له الأدب وردودك أكبر شاهد.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[31 Jan 2009, 05:47 م]ـ
كتبت الرد عن عجل فاستعملت لفظ {سيبويه} بدل لفظ {ابن سينا} وذلك عند قولي:
فالفرق بين كلام سيبويه وكلام المتقدمين أنّ المتقدّمين وصفوا الضاد الصحيحة التي نزل بها القرءان وأمّا وصف سيبويه فكان وصفاً لبيئة معيّنة انحرفت عن النطق الصحيح. فالعرب الأقحاح على فئتين في الضاد: الأولى كانوا ينطقونها شبيهة بالضاد. الثانية: كانوا يخلطون بين الحرفين وهم قلّة ولا يجوز ذلك في القرءان. أمّا النطق الحالي فليس له أصل يُعتبر به لا من قريب ولا من بعيد من جهة ما أثر في أمهات كتب اللغة والتجويد.
الصحيح هو:
فالفرق بين كلام ابن سينا وكلام المتقدمين أنّ المتقدّمين وصفوا الضاد الصحيحة التي نزل بها القرءان وأمّا وصف ابن سينا فكان وصفاً لبيئة معيّنة انحرفت عن النطق الصحيح. فالعرب الأقحاح على فئتين في الضاد: الأولى كانوا ينطقونها شبيهة بالضاد. الثانية: كانوا يخلطون بين الحرفين وهم قلّة ولا يجوز ذلك في القرءان. أمّا النطق الحالي فليس له أصل يُعتبر به لا من قريب ولا من بعيد من جهة ما أثر في أمهات كتب اللغة والتجويد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال القرش]ــــــــ[01 Feb 2009, 09:28 م]ـ
وفق الله الجميع لما فيه الصلاح والهدى إن كنا نتكلم عن الإسناد فهذه أسانيد المشايخ الذين تم النقل وسجل لهم بأصوتهم وذكروا بدعية هذه القراءة وأنها محدثة لا تجوز القراءة بها مطلقا
1 - أحمدُ بنُ عبدِ العزيزِ الزَّياتِ، علامة زمانه، وأعلى القراء إسنادًا في هذا العصر، والمتخصص بقسم تخصص القراءات بالأزهر
حدثني فضيلته: أنه تلقى القرآن على الشَّيْخ خليل الجنيني، والشَّيْخ عبد الفتاح هنيدي
2 - فَضِيلَةُ الشَّيْخ: رزقُ خليل حبَّة: شيخُ عُمومِ المقارئ المصرية، وعضو المجلس الأعلى للشُؤون الإسلامية، ووكيلُ لجنةِ الاسْتِماع بإذاعة القرآن الكريم المصرية.
أشرف على العديد من المصَاحِف والتسجيلات القرآنية للشيخ محمد رفعت والشيخ مصطفى إسماعيل، والشَّيْخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ أحمد نعينع، والمنشاوي، و قال: حصَلَتُ على الشهادة العليا للقراءات من الأزهر والتخصص في القراءات من قسم القراءات في كلية اللغة العربية سنة 1952مـ.
حدثني فضيلته: أنه تلقى القرآنَ على العديدِ من المشايخ منهم الشَّيْخ: عامرُ عثمان، الشَّيْخ حسين حنفِي، الشَّيْخ الجُريسي، الشَّيْخ إبراهيم شحادة السمنودي.
3 - فَضِيلَةُ الشَّيْخ: علي بنُ عبدِ الرحمنِ الحُذيفي، إمام المسجد النبوي، ونائب رئيس لجنة مصحفِ المدينة المنورة
حدثني فضيلته: تلقيت القرآن عن الشَّيْخ: أحمد بنِ عبد العزيز الزيات فأجازني بذلك، والشَّيْخ عامر السيد عثمان، برواية حفص وأجازني بذلك، والشيخ عبد الفتاح القاضي قرأت عليه ختمة براوية حفص وتوفي قبل أن أتمَّ عليه أو أقرأ عليه قراءة أخرى، وقرأت على الشَّيْخِ سيبويه البدوي كتسجيل بدون سندٍ، والشَّيْخِ عبد الفتاحِ المرصفي كذلك، وغيرهم.
4 - فَضِيلَةُ الدُّكتُور: عبْدُ العزيزِ القاري: عميد كلية القرآن الكريم بالمدينة المنورة، ورئيس لجنة مصحف المدينة المنورة
حدثني فضليته: قال: قرأتُ القرآنَ على روايةِ حفصٍ على والدي الشَّيْخ عبد الفتاح بن عبد الرحيم القاري، وهو قرأ على الشَّيْخ أحمد بن حامد التيجي الريدي المصري ثم المكي، الذي كان مدرسًا للقراءات بمدرسة الفلاح بمكة المكرمة، وقرأت قراءة نافع بروايتي قالون وورش على تلميذ والدي المذكور وهو الشيخ محمد الأمين أيدي عبد القادر الشنقيطي، وشرعتُ في قراءة القرآن بمضمَّن الشاطبية على الشَّيْخ عبد الفتاح القاضي، ولم أكْمِل بسببِ وفاته -غفر الله له- ثم بدأتُ في قراءة القرآن بمضمن الشاطبية على الشيخ أحمد بن عبد العزيز الزيات ولم أكمِل إلى الآن.
5 - فَضِيلَةُ الشيخ عبدُ الرَّافع بْنُ رِضْوَان، عضو لجنة مصحفِ المدينة المنورة، والمدرس السابق بالجامعة الإسلامية
حدثني فضيلته: قال: تلقيت القرآن الكريم على يدِ والدي - رحمه الله تعالى - ثم على يد شَيخي وأستاذي الشَّيْخ محمدٍ محمودٍ العنُوسي، ثم انتقلت إلىأخيه فَضِيلَة الشَّيْخ مصطفى محمود العنوسي، من علماءِ الأزهر الشريف، قرأت عليه القراءات السبع مرتين، ثم بعد ما انتهيت منها في المرة الثانية أجازني، وكان عُمري في ذلك الوقت خمسَ عشرَة سنةٍ، وبعد ذلك شاء الله تعالى أن ألتحِق بقِسم القراءات بالأزهر الشريف، وبدأت مسيرةُ طلب العلمِ، وتخرَّجت سنة 1956ميلادية، ثم في شهادة التخصّصِ كان ترتيبي الأول من تِسعة عشر طالبًا، ثم عرضتُ القرآن الكريم بالقراءات الثلاث على يد الشَّيْخ أحمد عبد العزيز الزيات، وبعد ما انتهيت عرضت القرآنَ مرة بالقراءات العشر الكبرى على يدِ الشَّيْخ أحمد عبد العزيز الزَّيات، ثم على يد الشيخ أحمد بن شحادة السمنودي.
6 - فَضِيلَةُ الدُّكتُور: عبدُ العزيزِ بنُ عبدِ الحفيظ بن سليمان، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، والمتخصص في علوم القرآن والقراءات
قال فضيلته: الحمد لله حفظتُ القرآنَ صغيرًا، ثم ذهبت لتجويده إلى فَضِيلَة الأستاذ الكبير: الشَّيْخِ عثمانَ بنِ سليمانَ بن مُراد، قرأت عليه برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية، وأجزت منه، وكان من كبار علماء هذا الفن – عليه رحمة الله-،
وكان من المتقنين، المجيدين المحقِّقين، المجوِّدين، وكان له تصانيفُ كثيرةٌ في عِلْمِ القراءاتِ العشرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
لكنْ مع الأسفِ مصنَّفاته أغلبها غير مطبوعة، لأن الرجلَ كان لا يكادُ يملكُ قوتَ يومه في هذه الأيام، كانَ هذا الكلام، في آواخرِ الأربعينات، وأوائل الخمسينات.
وكان له تحريراتٌ على الشاطبية والدرة، وله متن السلسبيل الشافي، وهذا المتن فاق كثيرًا من المؤلفات غيره من المتونِ في تجويد القرآن برواية حفصٍ.
ثم التحقت بقسمِ القراءات بالأزهر، ودَرَست القراءات، والتقيتُ بكثير من مشايخنا الكرام فَضِيلَة الشَّيْخ حسن المري، والشَّيْخ رمضان القصبي، وفَضِيلَة الشَّيْخ عامر عثمان، وفَضِيلَة الشَّيْخ أحمد عبد العزيز الزيات.
قرأت على فَضِيلَة الشَّيْخ عامر عثمان تقريبًا إلى سورة الشعراء لنيل إجازة، ثم أخذتني العلوم الأخرى وعلوم الكلية، عن إتمام القراءات، مع الشَّيْخ عامر، ولم أتمَّ عليه الختمة.
وبعد تسجيل رسالة الدُّكتُوراه ذهبت إلى فَضِيلَة الشَّيْخ أحمد بنِ عبد العزيز الزيات، فقرأت عليه العشرة الكبرى والصغرى، وقرأتُ عليه الطيبة كاملة بشروحها وتحريراتها وطرقها ورواياتها، أُخذَتْ رؤس الترجمة من إملاء الشيخ، في حياته رحمه الله.
7 - فَضِيلَة الشيخ رشاد بن عبد التواب السيسي
المدرسُ بكليةِ المعلِّمينَ بالمدينةِ المنوَّرة
حدثني فضيلته: قال: قرأت على الشَّيْخ عبد المنعم الجندي قراءة حفص، وتلقيت جزءًا من القراءات العشر الصغرى عن الشَّيْخ أحمد عيضة، والشَّيْخ محمد يونس، والشَّيْخ محمد صالح، وتلقيت جزءًا من القراءات العشر الكبرى عن الشَّيْخ حسن المري، والشَّيْخ عامر عثمان، والشَّيْخ قاصد الدجوي، وتلقيت القراءات العشر الكبرى على فضيلة الشيخ أحمد الزيات.
8 - فَضِيلَةُ الشَّيْخ: إبراهيمُ الأخضر
شيخُ القراء بالمسجد النبوي
قال فضيلته: قرأت أولاً على الشَّيْخ: حسن الشاعر، قرأتُ عليه أولاً رواية حفص، وقرأت عليه السبعة، بمضمون الشاطبية بالإجازة في كل الروايات، وقد توفي الشَّيْخ حسن الشاعر عن 138سنة، وكان شيخ القراء في المسجد النبوي لمدة مائة عام.
ثم قرأت على الشَّيْخ عامر عثمان، ولكن ما أتممت عليه القرآن، لأني كنت أقرأ عليه في الفرص التي كان يأتي فيها إلى المدينة المنورة حاجًا أو معتمرًا، وكان صديقًا لي -غفر الله له-، وكان ضِمنَ اللجنة التي سجَّلْتُ المصحفَ أمامها في مجمع الملك فهد، حتى قول الله تعالى ?أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى? الرعد: 19، توفي أثناء قراءة سورة الرعد.
وقرأت على الشَّيْخ الزيات، وعمدة قراءتي على الشَّيْخ عبد الفتاح عبد الغني القاضي، قرأت عليه العشرة، ولازمته عمرًا طويلاً.
وقرأت على الشَّيْخ القاضي أعلم العلماء، ولازمته طوال حياته، حتى توفي
- رحمه الله - وقد قرأت عليه كثيرًا غير القراءات العشرة.
9 - فَضِيلَةُ الدُّكتُور: إبراهيمُ بن سعيد الدُّوسَري
رئيس قسم القرآن وعلومه في كلية أصول الدين بالرياض
حدثني فضيلته: قال: المَشَايِخ الذينَ تلقينا عليهم القرآن:
الأساسيون: العلامة الكبيرالشَّيْخ: الزيات، أخذنا عليه رواية حفص من الطريق الشاطبية والطيبة، وبعض القراءات، وقرأنا التجويد أيضًا وشيئًا من الشاطبية.
ثم قرأت على تلميذه الشَّيْخ: أحمد مصطفى أبو حسن عدة ختمات، ختمة بالشاطبية، وختمة بالدرة، وختمة بالقراءات العشر الكبرى، ثم لازمناه في الإقراء حتى رجع إلى مصر حفظه الله.
أما الشَّيْخ الثالث: الشَّيْخ إبراهيم الأخضر، أخذنا عليه ختمة بحفص من طريق الشاطبية، والآن بصدد إنهاء القراءات الثلاثة من طريق الدرة، هؤلاء هم المَشَايِخ الكبار الذِّينَ تتلمذنا عليهم، واستفدنا منهم.
ولكلِّ شخصٍ من هؤلاء الثلاثة مزيَّة، الشَّيْخ الكبير الزيات: علوالإسناد والأدبُ الجمُّ والأخلاق العالية والتربية القرآنية.
والشَّيْخ أحمد مصطفى في هذا النحو أيضا، وأيضا قوته العلمية، واستحضاره، أما الشَّيْخ إبراهيم الأخضر فهو قمة في التجويد.
10 - فَضِيلَةُ الشَّيْخ: أَحْمَدُ مُصْطفَى، المدرس بكلية أصول الدين بالرياض سابقًا.
حدثني فضيلته: قال: حفظت القرآن على الشَّيْخ: علي علي عيسى، والسبعة والعشرة على الشَّيْخ محمد محمود، والعشرة الكبرى: أحمد عبد العزيز الزيات، أُخذَتْ رؤوس الترجمة من إملاء الشيخ.
11 - فَضِيلَةُ الشَّيْخ: محمدُ أبو روَّاش
مدير إدارة النصِّ القرآنِي بالمدينة المنورة
حدثني فضيلته: قال: تلقيت القراءاتِ العشرِ الصغرى بإسنادِها على فَضِيلَة الشَّيْخ محمود جادو عليه رحمة الله، والعشرة الكبرى بإسنادها على فَضِيلَة الشَّيْخ محمد الزيات.
وتلقَّيتُ ما تيسَّر من القرآن على مشايخ عِدة: الشَّيْخ صادق قمحاوي - رحمه الله-، والشَّيْخ أحمد مصطفى، والشَّيْخ عامر، والشَّيْخ رزق خليل حبَّه.
بالإضافة إلى اللجنة المذكورة
– محمد عبد الباري , مدير عام شئون القرآن – رئيسا.
2 – رزق خليل حبة , شيخ عموم المقارئ – عضواً.
3 – محمود طنطاوي , وكيل المقارئ – عضواً.
4 – عبد الحكيم عبد اللطيف , شيخ مقرأ الأزهر – عضواً.
5 – محمود برانق , شيخ ومفتش مقارئ – عضواً.
6 – عبد الله الجوهري , مفتش مقارئ – عضواً.
7 – الشيخ د. أحمد المعصراوي شيخ مقرأ الحسين – عضواً.
8 – عباس محمد جبر , مدير إدارة التحفيظ – عضواً.
9 – محمود محمد عطية.
وبعد المناقشة المستفيضة: أقرت اللجنة: بأن القرآن الكريم قطعي الثبوت حرفاً حرفاً ونقل إلينا بالتواتر والتلقي إلى قيام الساعة , ولا يجوز إبدال أي حرف بحرف آخر أو شبيه به؛ واتفقت اللجنة على ما ورد من أقوال الأئمة من أنه إذا نطقت الضاد ظاء أو شبيهة بها في الصلاة بطلت الصلاة؛ وحرام على من قرأ بها أو يقرأ بها غيره. انتهى كلامه
فماذا بعد ذلك ............
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[01 Feb 2009, 11:34 م]ـ
ولذلك فتسميتهم بـ (الظائيون الجدد) هو من باب التنقيص من شأنهم وليس من باب الحوار العلمي كما يبدو لي. والكلام الذي نقتلموه يا شيخ جمال عن القراء الفضلاء أعلاه صحيح لا غبار عليه،.
السلام عليكم
هل قرأت يا شيخ محمد يحيي هذه العبارة أعلاه؟
نحن نتحدث عن الحوار العلمي .. لا أن نقول بمذهب فلان وفلان.
وأعيد عليك السؤال: هل النصوص في الطاء ـ كنصوص ـ تدل علي التشابه بين الطاء والدال أم لا؟؟
أما كلامك في بحث (الردّ على علماء الأصوات في مسألة همس الطاء المنطوق بها اليوم) فهو كلام لا أصل له والتكلف فيه واضح، ولم أرض أن أرد لأنه حرام عليّ أضيع وقتي في رد لا يرقي أن يسمي ردّ طالب علم فضلا عن أن يكون ردّ أكابر أمثالكم يا شيخ محمد. ومن عجيب قولكم في بحث الطاء:
فإنّ النصوص واضحة لذا أطلب منك أن تنقلها بكمالها لأناقشها معك وهذا سيساعدني لأحزم الأمر معك نهائياً.
.
يعني حتي النصوص لا تعلمها إلا أنك التقطت كلمة من هنا ومن هنا .. ولا تدري أي فكرة عن النصوص كنتَ تقرأ النصوص أولا ثم تتحدث فيما بعد. أليس كذلك؟ هل تريد أن أقرأ لك النصوص؟ .. (دهْ مش كلام حلو)
فالفرق بين كلام سيبويه وكلام المتقدمين أنّ المتقدّمين وصفوا الضاد الصحيحة التي نزل بها القرءان وأمّا وصف سيبويه فكان وصفاً لبيئة معيّنة انحرفت عن النطق الصحيح. فالعرب الأقحاح على فئتين في الضاد: الأولى كانوا ينطقونها شبيهة بالضاد. الثانية: كانوا يخلطون بين الحرفين وهم قلّة ولا يجوز ذلك في القرءان. أمّا النطق الحالي فليس له أصل يُعتبر به لا من قريب ولا من بعيد من جهة ما أثر في أمهات كتب اللغة والتجويد.
وعلى هذا الأساس فلا يمكن أن نقارن مسألة الطاء وبين مسألة الضاد.
.
سيبويه كان يصف حرفا انحرف عن النطق الصحيح؟؟ أين وزارة التربية والتعليم؟
يا شيخ محمد علماء القراءات قديما لا يأخذون والمخارج والصفات إلا من سيبويه جملة وتفصيلا.اللهم إلا في الجوف والخلاف نظري كما أخبرتك من قبل والنطق واحد.
وكذا في حكم الميم مع الباء (أم به) ذكر سيبويه الإظهار ولم يذكر الإخفاء .. وابن مجاهد ومن بعده ذكروا الإخفاء.
ولو سلمت لك بما تقول، فانظر إلي من ذكروا عبارة سيبويه وهم جمهرة من أهل اللغة والقراءات.
((لسان العرب ج10ص209ــــ تاج العروس ج1ص6441 ـ)) وكذا ابن جني والفارسي وغيرهما من النحاة.
ومن القراء (الداني ومكي والقرطبي والمالقي وابن الجزري والمرعشي وغيرهم ممن نقلت لك أقوالهم من قبل .. هل كل هؤلاء وصفوا وصفاً لبيئة معيّنة انحرفت عن النطق الصحيح؟؟
يا شيخ محمد لا تتحدث بما يأتي في خاطرك .. ليس العلم بـ (الفهلوة).
فالفرق بين كلام ابن سينا وكلام المتقدمين أنّ المتقدّمين وصفوا الضاد الصحيحة التي نزل بها القرءان وأمّا وصف ابن سينا فكان وصفاً لبيئة معيّنة انحرفت عن النطق الصحيح. ................
يعني ابن سينا وصفها بأنها شديدة .. "مش عاجب" ووصف سيبويه الطاء كالدال "ومش عاجب" ..... "اللهم ألهمنا الصبر"
والله يا أخي لو صدّروك يوما شيخ عموم المقارئ العالم لذهب العلم من أصله إلاّ بحفظ الله تعالى. أخي المقرئ هذا العلم ليس همجاً بل له أصوله ومصادره.
هههههه .. أضحك الله سنك يا شيخ محمد .. أما لو مسكتها أنت لقامت القيامة في حينها.
والسلام عليكم
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[02 Feb 2009, 11:40 ص]ـ
السلام عليكم
أخي عبد الحكيم أرجوا أن تجيبني على السؤال صراحة: هل تعتقد في قرارة نفسك أنّ القدامى قرءوا الطاء دالاً مطبقة؟ وهل تعتقد في قرارة نفسك أنّ القدامى قرءوا الضاد شبيهة بالظاء؟
الفرق بين المسألتين: أنّ مسألة الضاد مقطوع بها الآن لكثرة الأدلّة والنصوص والخلاف فيها عند المتأخرين دائر بين أهل الصنعة. أمّا مسألة الطاء فقد اعترتها مشكلة وهو نصّ سيبويه وهو نص واحد تبنّاه المتأخرون عنه. لا يمكن التسليم بهذا النصّ بمفرده لوجود نصوص أخرى معتبرة أيضا لأنّه لا يمكن تعطيل حكم بنصّ واحد على حساب نصوص أخرى خلافاً لمسألة الضاد.
وأنقل لك كلام القرطبي الواضح حيث قال: وأمّا الطاء التي كالتاء فإنّها تُسمع من عجم المشرق لأنّ الطاء في أصل لغتهم معدومة فإذا احتاجوا إلى النطق بشيء من العربية فيه طاء تكلّفوا ما ليس في لغتهم فضعف نطقهم بها. اتنهى كلامه
أقول لأخي عبد الحكيم انتبه لهذا النصّ جيّداً فهو يدلّ دلالة صريحة أنّ الطاء تشبه التاء وذلك عند قوله: فضعف نطقهم بها. أي أنّ الطاء ضعفت حتّى نطقوها كالتاء. إذن فالطاء الضعيفة قريبة من التاء ولم يقل من الدال، ولو كانت الطاء في النطق كالدال المطبقة لصارت دالاً إذا ضعفت.
وأغتنهم الفرصة لألفت نظر شيخنا غانم الحمد حفظه الله بأن ينظر في هذا النصّ وأن يستقرئ جميع نصوص الباب، فإنّ المسألة أثارت في نظري مشكلة كبيرة أرجو الله تعلى أن يوفّق أهل العلم لإزالتها.
فالحاصل أنّ في مسألة الطاء مشكلة ينبغي إزالتها على ضوء النصوص المعتبرة الأخرى فإنّ المخطوط يُطبع الآن وستظهر نصوص أخرى تفصل في المسألة نهائياً خلافاً لمسألة الضاد إذ الأمر فيها صار مقطوعاً به الآن.
ولمّا يئس أخي عبد الحكيم في ردّ نصوص الضاد ذهب يبحث يميناً وشمالاً ليردّها بطريقة أخرى وذلك بمسألة الطاء الذي يستلزم منه ردّ جميع النصوص حتّى النصوص الذي يستدلّ بها هو.
أمّا طلبي منك لنقل النصوص فإنّي لا أعرف استخراج الفوائد منها لذا فأطلب منك إن سمحت نقل هذه النصوص لنناقشها معاً بهدوء.
أمّا قولي: فالفرق بين كلام سيبويه ..................
فقد أخطأت في العبارة فأردتّ بذلك ابن سينا بدل سيبويه عليهما رحمة الله تعالى وقد صحّحت العبارة من بعد. فابن سينا وصف الضاد لبيئة معيّنة وإلاّ فما هو تفسيرك في مخالفتة الإجماع أهل اللغة والتجويد وخاصّة أن ابن سينا من المتأخرين من جهة وانحراف صوت الضاد لا سيما بعد دخول الأعاجم إلى الإسلام. إن لم يُعجبك التبرير فهات البديل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[03 Feb 2009, 02:27 ص]ـ
السلام عليكم
قولكم: أخي عبد الحكيم أرجوا أن تجيبني على السؤال صراحة: هل تعتقد في قرارة نفسك أنّ القدامى قرءوا الطاء دالاً مطبقة؟
الجواب: نعم. لأننا نتعامل مع النصوص وقد نصوا علي التشابه بين الطاء والدال .. وليس الطاء والتاء لأنهم عدّوا الطاء التي كالطاء من الأحرف الضعيفة. وهو واضح.
وقولكم: (وهل تعتقد في قرارة نفسك أنّ القدامى قرءوا الضاد شبيهة بالظاء؟ ((
نعم .. النصوص نصت علي التشابه بين الضاد والظاء كما أن هناك نصوصا قالت بالتشابه بين الضاد والدال ..
قولكم (الفرق بين المسألتين: أنّ مسألة الضاد مقطوع بها الآن لكثرة الأدلّة والنصوص والخلاف فيها عند المتأخرين دائر بين أهل الصنعة. أمّا مسألة الطاء فقد اعترتها مشكلة وهو نصّ سيبويه وهو نص واحد تبنّاه المتأخرون عنه. لا يمكن التسليم بهذا النصّ بمفرده لوجود نصوص أخرى معتبرة أيضا لأنّه لا يمكن تعطيل حكم بنصّ واحد على حساب نصوص أخرى خلافاً لمسألة الضاد.))
هات نصا واحدا يخالف القراء القدامي سيبويه في هذه المسألة (الطاء شبيهة الدال)؟
ولقد اعترفت بنص سيبويه .. والقراء مثله.وأنت الوحيد المخالف
قولكم: (أقول لأخي عبد الحكيم انتبه لهذا النصّ جيّداً فهو يدلّ دلالة صريحة أنّ الطاء تشبه التاء وذلك عند قوله: فضعف نطقهم بها. أي أنّ الطاء ضعفت حتّى نطقوها كالتاء. إذن فالطاء الضعيفة قريبة من التاء ولم يقل من الدال، ولو كانت الطاء في النطق كالدال المطبقة لصارت دالاً إذا ضعفت.))
الجواب: وإليك بعض فقرات من كلام القرطبي رحمه الله:
قال في ص76 طـ دار الصحابة وهو يتحدث عن الطاء وصفاتها (( .... ونطبع " وهي مخالطة للتاء والدال في المخرج ولولا الإطباق التي في الطاء لصارت دالا.
ولولا الجهر الذي في الدال لصارت تاء فأحسن تخليصها منهما) ا. هـ
وقال في ص 174 وهو يتحدث عن الطاء الساكنة (( ... "ليطغي" لأن الإطباق مزية ومتي لم لم يظهر السكون سلب هذه المزية وصار دالا أو كاد وكذلك حكم سائر حروف الإطباق.)) ا. هـ
انظر كيف يذكر في كل حديثه "الدال" دون "التاء" ... فلماذا لم تذكر شيئا من ذلك وضربت عنه صفحا؟؟ هل هذه أمانة علمية لمن يبغي الحق في أي مسألة؟؟
ثم نأتي للنص الذي اقتبسته من بين السطور دون أن تذكر بداية الكلام حيث قلت ((" فينبغي أن يُنْعَمَ بيان إطباق الطاء لئلاً ترجع تاء ")).
لم لم تذكر في أي موضع تكلم بهذا الكلام؟؟
يا شيخ محمد عنوان هذا الكلام "الطاء إذا سكنت قدّام الفاء" ـ ثم ذكر ما نقلتَه ـ لئلا ترجع تاء لما بين التاء والفاء من الاشتراك في الهمس))
وهذه الفقرة تم بترها عن قصد أو غير قصد فهو يخشي علي الطاء التي بعدها حرف مهموس أن تتأثر بالهمس فتصبح تاء ... لأن الدال لا همس فيه .. "فوسطن به جمعا" لأن الهمس في السين يجذب الطاء إلي التاء علي ما تقدم)) ص158
وقولكم: وأغتنم الفرصة لألفت نظر شيخنا غانم الحمد حفظه الله بأن ينظر في هذا النصّ وأن يستقرئ جميع نصوص الباب، فإنّ المسألة أثارت في نظري مشكلة كبيرة أرجو الله تعلى أن يوفّق أهل العلم لإزالتها.))
راجع كتاب الدراسات الصوتية وأنت تعلم رأيه في هذه المسألة.أو ابحث هنا عن الحوار الذي عقد معه وستعلم ما أقوله لك. فهو يعترف بموافقة النصوص بأن الطاء مفخم الدال.
قولكم: فالحاصل أنّ في مسألة الطاء مشكلة ينبغي إزالتها على ضوء النصوص المعتبرة الأخرى فإنّ المخطوط يُطبع الآن وستظهر نصوص أخرى تفصل في المسألة نهائياً خلافاً لمسألة الضاد إذ الأمر فيها صار مقطوعاً به الآن.)
يا شيخ محمد انتبه لما تقول!! أي مخطوطات تتحدث عنها؟؟ يكفيك أقوال الداني ومكي والقرطبي وابن الجزري .. ثم أي مخطوطة تغير ما أصله هؤلاء؟
قولكم: ((ولمّا يئس أخي عبد الحكيم في ردّ نصوص الضاد ذهب يبحث يميناً وشمالاً ليردّها بطريقة أخرى وذلك بمسألة الطاء الذي يستلزم منه ردّ جميع النصوص حتّى النصوص الذي يستدلّ بها هو.))
يا سيد لماذا تستخدم أسلوب استعطاف الناس أنا أقول لك من القدم بأن النصوص تقول بالتشابه بين الضاد والظاء وأنقل لك كلامك لأثبت لك أن تناقش ولا تبغي طلبا للحق وتستخدم أسلوب "التهويش وفقط ".هل أنا ذهبت يمينا وشمالا؟ وهذا نص كلامك في البداية:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد
أخي الشيخ عبد الرازق لا أقصدك بالرد لأنّك اعترفت أنّ الضاد التي نسمعها اليوم مخالفة لمضمون النصوص المعتبرة، وهذا الذي حملك على الاستدلال بمسألة الطاء لترجيح الضاد الدالية، وهذا يكفيني اتجاهك وأعتبرك منصفاً في المسألة خلافاً لمن يعتبر أنّ الضاد المنطوق بها اليوم تطابق النصوص، وهؤلاء هم الذين أقصدهم.
راجع كلامك قبل أن تكتب أي كلمة.
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[03 Feb 2009, 07:55 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم
أخي عبد الحكيم ما أجبت على سؤالي فيما يخصّ قول القرطبي: فضعف النطق بها.
وهو نصّ واحد يُدخل الاحتمال في المسألة ولا يمكن القطع بما يحتمل، خلافاً للضاد فإنّ الأمر مقطوع به. وهذا يكفيني لفكّ المسألة ولكنّني سأخوض معك النقاش إلى النهاية.
أعود الآن إلى النصين الذين استدلت بهما فأقول أنّ كلا النصّين هو عين كلام سيبويه ومقتضاه أنّه لولا الإطباق لكانت الطاء دالاً فلم تأت بأيّ جديد. كنت أنتظر منك أن تأتي لنا بنصّ يصرّح بتقارب اللفظين في السمع كما هو الحال في النصّ المنقول آنفاً وهو قول القرطبي: أمّا الطاء التي كالتاء فإنّها تُسمع ............. أقول: استعمل لفظ السمع للدلالة على التشابه في النطق.
لذا فلا يمكنك أن تضع مسألة الضاد ومسألة الطاء في كفّة واحدة. وإن وجد احتمال لما يقوله علماء الأصوات في المسألة الطاء فسيبقى في دائرة الاحتمال في انتظار نصوص أخرى تفصل في المسألة. ولايمكننا تسوية ما بقي محتملاً وما قطع به
سؤالي الأخير: إن تيقنت أننا عطلنا نصوص الطاء فيعني أنّ جميع ما استدلت به من نصوص قابلة للتعطيل وما زلت تستدل بها. فأنت متناقض.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[03 Feb 2009, 09:23 م]ـ
السلام عليكم
يا أخي الكريم لست أدري كيف تفهم النصوص؟ فتعاملك مع النصوص تعامل ضعيف. فأنت تريد أن تطوع النصوص حسب ما تدين به. وليس عندك تصور واضح في المسألة. فكفاك أخي الكريم الاستخفاف بعقولنا .. لقد سئمنا مثل هذه الأمور.
تقول: ((فضعف نطقهم بها. أي أنّ الطاء ضعفت حتّى نطقوها كالتاء. إذن فالطاء الضعيفة قريبة من التاء ولم يقل من الدال، ولو كانت الطاء في النطق كالدال المطبقة لصارت دالاً إذا ضعفت.))
الجواب: فالطاء الضعيفة قريبة من التاء .. فكيف تكون الطاء الصحيحة؟؟ بالتأكيد ليست قريبة من التاء .. إذن كيف تكون؟ الجواب في كلام القرطبي السابق: (( ... "ليطغي" لأن الإطباق مزية ومتي لم لم يظهر السكون سلب هذه المزية وصار دالا أو كاد وكذلك حكم سائر حروف الإطباق.)) ا. هـ
أي متي نزعنا الإطباق صارت دالا .. أما التي تصير مثل "التاء" هي الطاء الضعيفة. هل وضح لك النص؟
وبعد ذلك (ولو كانت الطاء في النطق كالدال المطبقة لصارت دالاً إذا ضعفت) فالطاء الضعيفة هي التي صارت كالطاء.
والعجيب بتر النص فكيف تستطيع الجمع بين النصوص؟ انظر لقولك: وهو قول القرطبي: أمّا الطاء التي كالتاء فإنّها تُسمع ............. ))
هذا بتر واضح والعجيب أنك قلت بعد ذلك:أقول: استعمل لفظ السمع للدلالة على التشابه في النطق.)) ا. هـ
فإنها تسمع .. نعم تسمع ولكن تسمع مِن مَن؟ من العجم يا شيخ محمد وليس مِن مَن صحت عربيّته واستقام لسانه .. هل هذا الكلام يحتاج لتفسير؟
وقولك: سؤالي الأخير: إن تيقنت أننا عطلنا نصوص الطاء فيعني أنّ جميع ما استدلت به من نصوص قابلة للتعطيل وما زلت تستدل بها. فأنت متناقض.))
بالتأكيد ما دمت تفهم النصوص بالطريقة السابقة.زستصل إلي هذه النتيجة .. ولك جواب سريع: إذا كانوا عطلوا نصوص الضاد الظائية فهل غريبة أن تعطل نصوص الطاء؟؟ وأنت ما زلت تحتج بنصوص الضاد الظائية.
ولعلمك صاحب الدراسات الصوتية رجع عن الضاد الظائية واحتج بقراء مصر والشام وهما أعلي القراء إسنادا، وكذا نطقها السليقي لا يمكن إلا أن تكون لها جذور.
والسلام عليكم
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[04 Feb 2009, 12:10 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي عبد الحكيم لا تغضب لأنّ الغضب لا يحلّ مشكلتك.
اعلم أخي أنّ الطاء حرف مستعل مطبق ويمتاز عن الدال بهاتين الصفتين وكلا الصفتين من صفات القوّة فإذا ضَعُفت الطاء فإنّها ستصير دالاً، واستعمال لفظ الضعف للمقارنة بين حرفين دلالة على تشابههما في السمع بحيث لا يمتاز أحدهما عن الآخر إلاّ بقوّة التصويت أو ضعفه. ولمّا كان وصف الصوت الضعيف للطاء هو كالتاء استلزم من ذلك أنّ الطاء القديمة هي من جنس التاء تصويتاً وهي كالتاء المطبقة المجهورة التي نسمعها اليوم. لأننا لو أعدمنا الاطباق ولاستعلاء اللتين في الطاء المنطوق بها اليوم لصارت تاءً مجهورة ولا تشبه تماماً
(يُتْبَعُ)
(/)
الدال، فالجهر الذي في التاء المسموع هو الذي عبّر عنه بلفظ {كالتاء}.
إضافة إلى ذلك التصريح بالسماع يعني أنّ الطاء الضعيفة تُسمع من الأعاجم كالتاء. أي أنّ الأعاجم لا يحسنون النطق بحرف الطاء فينطقونها كالتاء فضعفت الطاء باستفالتها وانفتاحها حتّى صارت تُسمع كالتاء.
أخي عبد الحكيم أرجو ألاً أرى في المستقبل استدلالاً لك بنصّ من النصوص لأنّ حكمه عندك التعطيل كما عطلت نصوص الطاء وسنرى بعدها كيف ستصنع.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[04 Feb 2009, 01:33 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي عبد الحكيم أرجو ألاً أرى في المستقبل استدلالاً لك بنصّ من النصوص لأنّ حكمه عندك التعطيل كما عطلت نصوص الطاء وسنرى بعدها كيف ستصنع.
السلام عليكم
أولا: النصوص عندي علي أقسام ثلاث "من جهة وصف الأصوات":
قسم يوافق المنطوق .. فهذا عندي معتبر
وقسم لا يوافق المنطوق وهذا النص غير معتبر
وقسم فيه الخلاف فآخذ بما هو متواتر.
فشأن الطاء من القسم الثاني
وشأن الضاد الظائية من القسم الثالث فآخذ بالضاد الحالية لأنها تكاد تصل إلي الإجماع والقلة القائلين بالضاد الظائية لا ينخرم بهم الإجماع.
وفي كل زمان تكون هناك فئة تشذ عما عليه العامة من القراء.
فهناك من ينادي بصحة بعض القراءات لأنها ذكرت في البخاري ولا عبرة بهذه القراءة عند القراء .. مع الاعتراف بصحة السند إلا أنها ليست مشتهرة لدي العامة. وقس علي ذلك.
ووقت أن وجدت إمضاء الشيخ الجوهري علي فتوي التحريم.قلت له: يا شيخ أنا سأكمل قراءتي بالضاد الحاليه ما دمتم أهل الشأن حكمتم بذلك .. وكما يقال "حكم الحاكم يرفع الخلاف "
هل علمت الآن كيف أصنع في النصوص؟
يا شيخ محمد نصوص الطاء لو نقلته لك من كتب اللغة والتجويد لأمتلأ هذا المنتدي. لكن المشكلة الناس ليس عندهم وقت للقراءة.
ولو كنت أعلم أني لو نقلت لك النصوص وستؤمن بها لفعلت. إلا أنني علي يقين تام أن (نشفان الدماغ عندك حائل لرجوعك للحق)
ولست أرغم أحدا علي القول برأيي، ولكن ما أمقته هو عدم البحث ثم الانخراط في موضوع لا إدراك للشخص به.
ولذلك قد رفعت يدي عن الكيبورت في هذا الموضوع. وقبل أن أترك أود أن أقول لك: إجلس مع نفسك وقارن المسألة من جهة النص كنص ولا تعدوا .. ولا يخفي عليك ليس كل نص يعد معتبرا .. ولا تقلق من جهة علماء الأصوات فحسبهم عدم تصدر أي أحد منهم للإقراء فذلك كاف في عدم نشر مذهبهم ..
حتي الذين تأثروا بهم لا يعدون كونهم ينقلون النصوص عنهم ويطبقون من الجهة العملية بخلاف أقوالهم.
ولك مني أرق التحيات يا سيد محمد يحيي شريف.
والسلام عليكم(/)
أركان القراءة المقبولة (1)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[07 May 2003, 07:13 ص]ـ
هذا بحث مختصركتبته قبل مدة اسأل الله ان ينفع به سأطرحه على حلقات كل حلقة منه تصلح للبحث والمدارسة ولعلي اجد من تعليقات الأخوة ما يقيم ما اعوج منه فكم من كلام كتب وعند المدارسة تبين مافيه من خلل فأصلح وخرج امتن واصلب عودا فاقول مستعينا بالله:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد:
فهذا بحث في أركان القراءة المقبولة وقد جعلته في تمهيد وثلاثة مباحث وخاتمة.
التمهيد وتحته المطالب التالية:
المطلب الأول: هل هي ضوابط أم أركان.
المطلب الثاني: تعريف القراءة المقبولة, لغة واصطلاحا.
المطلب الثالث: المراد بالقبول في قولنا قراءة مقبولة.
المطلب الرابع: أركان القراءة المقبولة , وأهميتها.
المطلب الخامس: أول من صرح بهذه الأركان.
المطلب السادس: منطوق هذا الضابط ومفهومه.
المبحث الأول:صحة السند ,وتحته المطالب التالية:
المطلب الأول: المراد بهذا الركن.
المطلب الثاني: هل يشترط التواتر أم لا.
المطلب الثالث: تنبيهات تتعلق بهذا الركن.
المبحث الثاني: موافقة خط المصحف, وتحته المطالب التالية:
المطلب الأول: أهمية هذا الركن.
المطلب الثاني: المراد بهذا الركن.
المطلب الثالث: أقسام الرسم.
المطلب الرابع: تنبيهات تتعلق بهذا الركن.
المبحث الثالث: موافقة اللغة العربية , وتحته المطالب التالية:
المطلب الأول: المراد بهذا الركن, وأمثلة توضحه.
المطلب الثاني: تنبيهات تتعلق به.
الخاتمة: وفيها أهم النتائج.
التمهيد
المطلب الأول: هل هي ضوابط أم أركان
أختلفت عبارات العلماء عند الكلام عليها فمنهم من أطلق عليها أركان: مثل ابي شامه وابن الجزري
ومنهم من أطلق عليها اسم الضابط:
مثل الزرقاني , وتبعه من جاء بعده من المعاصرين والذي يظهر لي أنه لا خلاف بين التسميتين فإن التعبير بالضابط يراد به ما اجتمع فيه ثلاثة أركان فهي أركان القراء ة المقبولة ومجموع هذه الأركان هو ضابط القراءة المقبولة ولذا قال أبو شامة في معرض حديثه عن القراء السبعة:
"بل قد روى عنهم ما يطلق عليه ضعيف و شاذ بخروجه عن الضابط المذكور باختلال بعض الأركان الثلاثه"
المطلب الثاني: تعريف القراءة لغة واصطلاحا:
القراءات جمع قراءة ومادة – ق ر أ تدور في لسان العرب حول معنى الجمع والاجتماع وهو مصدر للفعل قرأ. قال الراغب: القراءة: ضم الحروف, والكلمات بعضها إلى بعض في الترتيل وقال ابن منظور: وقرأت الشي قرآنا: جمعته وضممت بعضه إلى بعض , ومنه قولهم: ما قرأت هذه الناقه سلىً قط , وما قرأت جنينا قط أي لم يضطم رحمها على ولد .... , وهو مصدر كالغفران والكفران.
اصطلاحا: اختلفت عبارات العلماء في تعريف القراءات وقد استعرضها
محمد بن عمر بازمول , وخلص إلى أن التعريفات تدور على ثلاثة عناصر:
1 - مواضع الاختلاف في القراءات
2 - النقل الصحيح سواء كان متواتر أم آحادا.
3 - حقيقة الاختلاف بين القراءات.
والذي يشمل هذه العناصر هو تعريف القسطلاني إذ يقول:علم يعرف منه اتفاقهم و اختلافهم في اللغة والإعراب والحذف والإثبات والفصل والوصل من حيث النقل , وكذا تعريف الشيخ عبد الفتاح القاضي في كتابه البدور الزاهرة إذ يقول:هو علم يعرف به كيفية النطق بالكلمات القرآنية وطريق أدائها اتفاقا واختلافا مع عزو كل وجه لناقله.
المطلب الثالث:المراد بالقبول في قولنا قراءة مقبولة:هو الحكم بقرآنيتها والقراءة بها في الصلاة وخارجها وقد يرد لفظ القبول في كلام الأئمة ولا يراد به ذلك،وإنما يعنون به أنه مقبول في تفسير النصوص واستنباط الأحكام والعمل بمدلولها وتقبل أيضًا في القضايا اللغوية، لكنه لا يقرأ بها، ويدل عليه صنيع الإمام مكي بن أبي طالب إذ قال: فإن سأل سائل فقال:فما الذي يقبل من القراءات الآن فيقرأ به وما الذي يقبل ولا يقرأ به، وما الذي لا يقبل ولا يقرأ به فالجواب:
أن جميع ما روي من القراءات على ثلاثة أ قسا م ...... إلى أن قال:القسم الثاني:
ما صح نقله الآحاد وصح وجهه في العربية وخالف لفظه خط المصحف فهذا يقبل ولا يقرأ به لعلتين ..... .
فجعل اختلال ركن من هذه الأركان وهو مخالفة خط المصحف , علة لعدم القرآءة بها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وسيأتي مزيد بيان عند الكلام على منطوق هذا الضابط ومفهومه.
المطلب الرابع: أركان القراءة المقبولة.
قال ابن الجزري في طيبة النشر:
فكل موافق وجه نحو وكان للرسم احتمالاً يحوي
وصح إسناداً هو القرآن فهذه الثلاثة الأركان
وحيثما يختل ركن أثبت شذوذه لو أنه في السبعة (
وقال في النشر: كل قراءة وافقت العربية ولو بوجهٍ , ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالاً , وصح سندها , فهي القراءة الصحيحة التي لا يجوز ردها ولا يحل إنكارها , بل هي من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن ووجب على الناس قبولها سواءً كانت عن الأئمة السبعة أم عن العشرة أم عن غيرهم من الأئمة المقبولين ومتى اختل ركن من هذه الأركان الثلاثة أطلق عليها ضعيفة أو شاذة أو باطلة سواءً كانت عن السبعة أو عمن هو أكبر منهم هذا هو الصحيح عند أئمة التحقيق من السلف والخلف صرح بذلك الإمام أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني ونص عليه في غير موضع الإمام أبو محمد مكي بن أبي طالب وكذلك الإمام أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي وحققه الإمام الحافظ أبو القاسم
عبد الرحمن بن إسماعيل المعروف بأبي شامة وهو مذهب السلف الذي لا يعرف عن أحد منهم خلافه
وسيأتي عند الحديث عن صحة السند أشتراطهم زيادة على ذلك:
1 - الشهرة عند أهل الفن.
2 - أن لا تعد القراءة من قبيل الشاذ أو الغلط.
ولهذه الأركان أهمية كبيرة جداً إذ بها يتضح المقبول من القراءات والمردود منها كما هو واضح من كلام ابن الجزري وقد نص على ذلك أبو شامة بقوله:
" فلا ينبغي أن يُغتر بكل قرآءة تُعزى إلى واحد من هؤلاء السبعة ويطلق عليها لفظ الصحة وأن هكذا أنزلت إلا إذا دخلت في ذلك الضابط وحينئذٍ لا ينفرد بنقلها مصنف عن غيره ولا يختص ذلك بنقلها عنهم بل إن نقلت عن غيرهم من القراء فذلك لا يخرجها عن الصحة فإن الاعتماد على استجماع تلك الأوصاف لا عمن تنسب إليه
وقال الكواشي الموصلي: " فعلى هذا الأصل بُني قبول القراءات عن سبعة كانوا أوعن سبعة الآف ومتى فقد واحد من هذه الثلاثة الأركان المذكورة في القراءة فاحكم بأنها شاذة".
قلت: وهم يعنون بالقراءة القراءة المشهورة.
المطلب الخامس: أول من صرح بهذه الأركان.
صرح ابن جرير الطبري المتوفى سنة (310) في كتاب القراءات له كما نقله عنه مكي بن أبي طالب , بركنين من هذه الأركان هما:
1 - صحة السند.
2 - موافقة خط المصحف.
ثم جاء من بعده ونصواعلى الأركان الثلاثة كلها وهم كالتالي مرتباً أسمائهم على أقدمية وفاتهم:
1 - ابن مجاهد ت 324.
2 - ابن خالويه ت 370.
3 - أحمد بن عمار المهدوي ت 430.
4 - مكي بن أبي طالب ت 437.
5 - ابو عمرو الداني ت 444.
6 - ابو شامة ت 665.
7 - الكواشي الموصلي ت 680.
8 - ابن الجزري ت 833.
المطلب السادس: منطوق هذا الضابط ومفهومه.
قال الزرقاني: يدل هذا الضابط بمنطوقه على أن كل قراءة اجتمع فيها هذه الأركان الثلاثة يحكم بقبولها بل لقد حكموا بكفر من جحدها،إذ هذه الأركان أمارة التواتر والعلم من الدين بالضرورة، سواء أكانت تلك القراءة مرويه عن الائمة السبعة أم عن العشرة أم عن غيرهم من ا الأئمه المقبولين ويدل هذا الضابط بمفهومه على أن كل قراءة لم تتوافر فيها هذه الأركان الثلاثة يحكم بعدم قبولها وبعدم كفر من يجحدها سواء أكانت هذه القراءة مروية عن الأئمه السبعة أم عن غيرهم ولو كان اكبر منهم مقاما وأعظم شانا ............ ثم إن مفهوم هذا الضابط المحكوم عليه بما ترى تنضوي تحته بضع صور يخالف بعضها حكم بعض تفصيلا وإن اشتركت كلها في الحكم عليها اجمالا بعد قبولها كما علمت.
ذلك أن الضابط المذكور يصدق مفهومه بنفي الأركان الثلاثة ويصدق بنفي
واحد وأثنين منها ولكل حالة حكم خاص.
قلت: وقد قسم مكي القراءة إلى ثلاثة أقسام كما في الإبانة , ومثل لها ابن الجزري في النشر ,وزاد عليها قسماً رابعاً.
يتبع ان شاء الله الكلام عن المبحث الأول بعد مناقشة ما سبق.(/)
وقفات مع القراءات الشاذة، وبعض فوائدها وقواعدها
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[13 May 2003, 05:33 م]ـ
بسم الله
وجدت بعض النقولات المهمة لحافظ المغرب ابن عبد البر رحمه الله اها تعلق بالقراءات الشاذة، فأحببت نقلها هنا، ثم علقت عليه بعض التعليقات التي أرجو أن أكون قد وفقت فيها للصواب:
قال ابن عبدالبر - رحمه الله -: (الذي عليه جماعة الأمصار من أهل الأثر والرأي أنه لايجوز لأحد أن يقرأ في صلاته - نافلة كانت أو مكتوبة - بغير ما في المصحف المجتمع عليه، سواء كانت القراءة المخالفة له منسوبة لابن مسعود، أو إلى أبيّ، أو إلى ابن عباس، أو إلى أبي بكر، أو عمر، أو مسندة إلى النبي صلى الله عليه وسلم). [الاستذكار 8/ 47، 48.]
وقال - رحمه الله تعالى -: (وأجمع العلماء أن ما في مصحف عثمان بن عفان - وهو الذي بأيدي المسلمين اليوم في أقطار الأرض حيث كانوا - هو القرآن المحفوظ الذي لايجوز لأحد أن يتجاوزه، ولاتحل الصلاة لمسلم إلاَّ بما فيه، وأن كل ما روي من القراءات في الآثار عن النبي e أو عن أبيّ أو عمر ابن الخطاب أو عائشة أو ابن مسعود أو ابن عباس أو غيرهم من الصحابة مِمَّا يخالف مصحف عثمان المذكور لايقطع بشيء من ذلك على الله عزوجل، ولكن ذلك في الأحكام يجري في العمل مجرى خبر الواحد.
وإنَّما حل مصحف عثمان - رضي الله عنه - هذا المحل لإجماع الصحابة وسائر الأمة عليه، ولم يجمعوا على ما سواه، وبالله التوفيق.
ويبين لك هذا أن من دفع شيئاً مِمَّا في مصحف عثمان كفر، ومن دفع ماجاء في هذه الآثار وشبهها من القراءات لم يكفر.
ومثل ذلك من أنكر صلاة من الصلوات الخمس، واعتقد أنها ليست واجبة عليه كفر، ومن أنكر أن يكون التسليمُ من الصلاة، أو قراءةُ أم القرآن، أو تكبيرةُ الإحرام فرضاً لم يكفر ونوظر، فإن بان له فيه الحجة، وإلاَّ عذر إذا قام له دليله، وإن لم يقمْ له على ما ادعاه دليل محتمل، هجر وبدع؛ فكذلك ماجاء من الآيات المضافات إلى القرآن في الآثار، فقف على هذا الأصل). [التمهيد 4/ 278، 279.]
وقال أيضاً - بعد ذكره لفتوى الإمام مالك في الرجل الذي يقرأ في صلاته بقراءة ابن مسعود، أو غيره من الصحابة مِمَّا يخالف المصحف أنه لايُصلى وراءه - قال: (وعلماء المسلمين مجمعون على ذلك إلاَّ قومٌ شذوا لايعرج عليهم، منهم الأعمش سليمان بن مهران) ا هـ[التمهيد 8/ 293.]
وقال: (وجائزٌ عند جميعهم [يقصد علماء الأمصار] القراءة بذلك كله في غير الصلاة، وروايته، والاستشهاد به على معنى القرآن، ويجري عندهم مجرى خبر الواحد في السنن لايقطع على عينه، ولايشهد به على الله تعالى كما يقطع على المصحف الذي عند جماعة الناس من المسلمين عامتهم وخاصتهم مصحف عثمان، وهو المصحف الذي يقطع به، ويشهد على الله عزوجل، وبالله التوفيق) ا هـ. [الاستذكار 8/ 148.]
وقال أيضاً في موضع آخر: (وفيه [أي في الأثر الذي ذكره مالك في الموطأ في كتاب الصيام، باب: ماجاء في قضاء رمضان والكفارات 1/ 252 عن حميد بن قيس المكي قال: كنت مع مجاهد وهو يطوف بالبيت، فجاءه إنسان فسأله عن صيام أيام الكفارة أمتتابعات أم يقطعها؟ قال حميد: فقلت له: نعم، يقطعها إن شاء، قال مجاهد: لايقطعها فإنها في قراءة أبيّ بن كعب: ثلاثة أيام متتابعات] جواز الاحتجاج من القراءات بما ليس في مصحف عثمان، إذا لم يكن في مصحف عثمان ما يدفعها، وهذا جائز عند جمهور العلماء، وهو عندهم يجري مجرى خبر الواحد في الاحتجاج به للعمل بما يقتضيه معناه، دون القطع [عن مغيبيه]) ا هـ. [الاستذكار 10/ 190 وما بين المعكوفين ورد هكذا في المطبوع.]
ولنا مع كلا م ابن عبد البر السابق هذه الوقفات:
الوقفة الأولى:المراد بالشواذ هنا: ما خالف مصحف عثمان المجمع عليه مِمَّا صح من القراءات المروية عن الصحابة - رضي الله عنهم - أو المسندة إلى النبي r ، مع موافقتها للعربيَّة، وعلى هذا فيمكن تعريف القراءة الشاذة بأنها ما صح سنده، ووافقت العربيَّة ولو بوجه وخالفت رسم المصحف.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا التعريف هو الذي اعتمده ابن تيمية وابن الجزري - رحمهما الله – وغيرهما. [انظر: مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية 13/ 393، 394، والمنجد لابن الجزري ص 16، 17، وانظر: القراءات وأثرها في التفسير والأحكام لمحمد عمر بازمول 1/ 161.]
الوقفة الثانية: قوله - رحمه الله - في حكم القراءة بالقراءات الشاذّة في الصلاة بأنه مِمَّا اجتمع علماء الأمصار على عدم جوازه فيه نظر، فقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - أن في هذه المسألة قولين للعلماء هما روايتان مشهورتان عن الإمام أحمد، وروايتان عن مالك: إحداهما: يجوز ذلك؛ لأن الصحابة والتابعين كانوا يقرؤون بهذه الحروف في الصلاة.
والثانية: لايجوز ذلك، وهو قول أكثر العلماء؛ لأن هذه القراءات لم تثبت متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإن ثبتت بالنقل فإنها منسوخة بالعرضة الأخيرة، أو بإجماع الصحابة على المصحف العثماني.
وفي المسألة قول ثالث وهو: إنْ قرأ بهذه القراءات في القراءة الواجبة - وهي الفاتحة عند القدرة عليها - لم تصح صلاته؛ لأنه لم يتيقن أنه أدى الواجب من القراءة لعدم ثبوت القرآن بذلك، وإن قرأ بها فيما لايجب لم تبطل صلاته؛ لأنه لم يتيقن أنه أتى في الصلاة بمبطل لجواز أن يكون ذلك من الحروف السبعة التي أنزل القرآن عليها. [انظر: مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية 13/ 394 - 398، وانظر: كتاب القراءات وأثرها في التفسير والأحكام لمحمد عمر بازمول 1/ 159 - 160.]
ومع هذا فإن القول الذي ذكره ابن عبدالبر ونقل الإجماع عليه هو قول جمهور العلماء، وهو القول الصواب الذي لايعدل عنه، ومن قال غيره فغالط أو جاهل كما قال النووي - رحمه الله -. [المجموع شرح المهذب 3/ 392.]
الوقفة الثالثة: لايُقرأ بالقراءات الشاذة في غير الصلاة على أنها قرآن، ومع ذلك فإننا لانحكم بردها، وإنَّما نتوقف في ذلك، إذ يحتمل أن تكون من الأحرف السبعة، ويحتمل أن تكون من قبيل ما يسمى بالقراءات التفسيرية. [انظر: كتاب القراءات وأثرها في التفسير والأحكام للشيخ محمد عمر بازمول 1/ 157.]
قال ابن جرير الطبري - رحمه الله -: (كل ما صح عندنا من القراءات أنه علمه رسول الله rلأمته من الأحرف السبعة التي أذن الله له ولهم أن يقرؤوا بها القرآن فليس لنا أن نخطيء من قرأ به إذا كان ذلك موافقاً لخط المصحف، فإن كان مخالفاً لخط المصحف لم نقرأ به، ووقفنا عنه وعن الكلام فيه) ا هـ. [من كتاب الإبانة عن معاني القراءات لمكي بن أبي طالب ص 60 نقلاً عن كتاب القراءات لابن جرير الطبري.]
وقال ابن الجزري - رحمه الله -: (فهذه القراءة تسمى اليوم شاذة لكونها شذت عن رسم المصحف المجمع عليه، وإن كان إسنادها صحيحاً، فلاتجوز القراءة بها لا في الصلاة ولا في غيرها) ا هـ[المنجد لابن الجزري ص 16، 17.]
الوقفة الرابعة: القراءات الشاذة لها فوائد متعددة:
منها: أنه يحتج بها، ويعمل بما يقتضيه معناها إذا لم يكن هناك ما يعارضها أو يدفعها، وهي في الاحتجاج بها في حكم خبر الواحد.
وهذا هو رأي جمهور العلماء كما ذكر ذلك ابن عبدالبر - رحمه الله - بقوله: ( ... وهذا جائز عند جمهور العلماء، وهو عندهم يجري مجرى خبر الواحد في الاحتجاج به للعمل بما يقتضيه معناه ... ). [الاستذكار 10/ 190. وانظر: كتاب أثر القراءات في الفقه الإسلامي للدكتور صبري عبدالرؤوف ص 331 - 347 حيث عقد فصلاً بيّن فيه موقف الفقهاء من الاحتجاج بالقراءة الشاذة.]
ومن أمثلة ذلك: قول الله تعالى في كفارة اليمين: {فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ} [المائدة: 89] جاء في قراءة ابن مسعود وأبيّ بن كعب - رضي الله عنهما -: {ثلاثة أيام متتابعات}، وعلى هذا استند جماعة من العلماء فقالوا: إنه يلزم التتابع في صيام كفارة اليمين.
قال أبو بكر الجصاص: (روى مجاهد عن عبدالله بن مسعود، وأبو العالية عن أبيّ: {فصيام ثلاثة أيام متتابعات}، وقال إبراهيم النخعي في قراءتنا: {فصيام ثلاثة أيام متتابعات}، وقال ابن عباس ومجاهد وإبراهيم وقتادة وطاووس: هن متتابعات لايجزي فيها التفريق.
(يُتْبَعُ)
(/)
فثبت التتابع بقول هؤلاء، ولم تثبت التلاوة لجواز كون التلاوة منسوخة والحكم ثابتاً، وهو قول أصحابنا، وقال مالك والشافعي: يجزيء فيها التفريق) ا هـ. [أحكام القرآن للجصاص 2/ 577.]
قال ابن كثير - رحمه الله - بعد ذكره للآثار التي تؤيد القائلين بالتتابع: (وهذه إذا لم يثبت كونها قرآناً متواتراً فلا أقل أن يكون خبر واحد أو تفسيراً من الصحابة، وهو في حكم المرفوع) ا هـ. [تفسير ابن كثير 2/ 86.]
ومن فوائد القراءة الشاذة أنها تفسر القراءة المتواترة وتُبيّن معناها، ويُسْتعان بها على فهم مراد الله تعالى.
قال أبو عبيد في فضائل القرآن: (إن القصد من القراءة الشاذة تفسير القراءة المشهورة وتبيين معانيها، وذلك كقراءة عائشة وحفصة: {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر} [البقرة: 538]، وكقراءة ابن معسود: {والسارق والسارقة فاقطعوا أيمانهما} [المائدة: 38] ... وكما قرأ ابن عباس: {لا جناح عليكم أن تبتغوا فضلاً من ربكم في مواسم الحج} [البقرة: 198] ... فهذه الحروف وما شاكلها قد صارت مفسرة للقرآن، وقد كان يروى مثل هذا عن بعض التابعين في التفسير فيستحسن ذلك، فكيف إذا روى عن كبار الصحابة، ثُمَّ صار في نفس القراءة! فهو الآن أكثر من التفسير وأقوى؛ فأدنى ما يستنبط من هذه الحروف معرفة صحة التأويل) ا هـ[من البرهان في علوم القرآن للزركشي 1/ 486، 487 باختصار.]
.
ويتعلق بالقراءة الشاذة بعض القواعد التفسيرية التي يستفاد منها عند تفسير كلام الله، ومن هذه القواعد: [انظر هذه القواعد في كتاب قواعد التفسير جمعاً ودراسة لخالد بن عثمان السبت 1/ 90 - 93]
1 - قاعدة: القراءات يُبَيّن بعضها بعضاً، ويدخل في هذه القاعدة أن القراءة الشاذة تفسِّر القراءة المتواترة.
2 - قاعدة: يعمل بالقراءة الشاذة - إذا صح سندها - تنزيلاً لها منزلة خبر الآحاد.
3 - القراءة الشاذة إن خالفت القراءة المتواترة المجمع عليها ولم يمكن الجمع فهي باطلة. وهذا معنى قول ابن عبدالبر: (وفيه جواز الاحتجاج بالقراءة التي ليست في مصحف عثمان إذا لم يكن في مصحف عثمان ما يدفعها). [بتصرف يسير من الاستذكار 10/ 190.]
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[15 May 2003, 12:23 ص]ـ
ذكرت أخي أبا مجاهد أن القراءة الشاذة ما صح سنده، ووافقت العربيَّة ولو بوجه وخالفت رسم المصحف.
والمشهور عند علماء القراءات – كما حرره السيوطي عن ابن الجزري في الإتقان 1/ 261 - تقسيمها إلى:
1 - متواترة
2 - مشهورة، وهي ما صح إسناده واشتهر عند القراء من غير نكير، ولم يبلُغ حد التواتر، مع موافقة الرسم العثماني والعربية.
ومثالها: مواضع اختلاف القراء المعروفين السبعة أو العشرة.
3 - آحاد، وهي ما صح سنده، لكن خالف الرسم العثماني.
4 - شاذة، وهي ما روي ولم يصح سنده.
ويخالفهم في هذا علماء الأصول فيجعلون القراءات: متواتر وشاذ.
ويعنون بالشاذ ماعدا المتواتر، وصرح بعض الفقهاء كابن عابدين – في حاشيته 1/ 326 – أن الشاذ ماوراء العشرة.
ومراعاة اصطلاح أهل القراءات أولى – فيما يظهر – لأنهم أصحاب الشأن، ولأنه أكثر تفصيلا، وغالبا مايكون في التفصيل إزاحة الإشكال، ثم هو أليق من جهة اللفظ إذ كيف يقال عن قراءة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن بعض أصحابه: قراءة شاذة، نعم قد يخرج من أطلق ذلك على معنى شذوذها عن مصحف عثمان رضي الله عنه.
أشكرك أخي على هذا البحث الدقيق، وفي انتظار ردك بما يثري هذه المسألة.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[15 May 2003, 12:36 ص]ـ
بسم الله
ملاحظتك وجيهة أخي خالد وفقك الله
وتحديد معنى الشذوذ في القراءة يحتاج إلى بسط أكثر، مع التنبيه على ما ذكرت من اختلاف المراد بالقراءات الشاذة باختلاف الفنون التي تبحث فيها.
واسمح لي أخي الكريم أن أحيلك إلى مليء - ومن أحيل إلى مليء فليحتل - وهو الشيخ إبراهيم الدوسري وفقه الله؛ فقد انضم إلينا قريباً، وقد وعدنا بتولي إجابات الأسئلة المتعلقة بالقراءات.
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[15 May 2003, 03:26 م]ـ
طلب
نريد من الشايخ الفضلاء المتخصصين في هذ العلم خاصة الشيخ /مساعد
تحديد مصطلح الشاذ من خلال واقع القراءات التي اطلق عليها هذا الاسم
ومن خلال تعامل السلف معها ..
فان من خلال الرجوع لبعض الكتب المعاصرة في هذا العلم كالزرقاني وغيره
تجد خللا ما في فهم هذا المصطلح.
دمتم بخير وعافية ......
ـ[إبراهيم الدوسري]ــــــــ[15 May 2003, 06:04 م]ـ
مصطلح الشذوذ عند القراء مصطلح خاص، ويقصد به كل ما خرج من أوجه القراءات عن أركان القراءة المتواترة وما يلحق بهما من القراءات الصحيحة، فيدخل في القراءات الشّاذّة ما يسمى بـ (القراءات الآحاد) و (القراءات الضعيفة) و (القراءات الموضوعة) و (القراءات المدرجة) و (القراءات المنكرة) و (القراءات الغريبة) (والقراءات الباطلة)، كلها عند القراء من قبيل الشاذّ، وبعبارة أخرى فإن كل ما خرج عن القراءات العشر التي يقرأ بها اليوم عن القراء العشرة فهي (القراءة شاذة) والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله]ــــــــ[15 May 2003, 10:27 م]ـ
أستاذنا د. إبراهيم الدوسري جزاك الله خيراً على هذا التفصيل. لكن عندي سؤال: هل ترشدوني إلى كتاب يعتني بإيراد بعض القراءات الشاذة والموضوعة التي وضعتها بعض الفِرَق لتصل من وراء ذلك إلى إثبات بعض العقائد المخالفة، سيما إن كان في هذا الكتاب توجيه أو بيان لهذه القراءات.
وجزاكم الله خيراً
ـ[إبراهيم الدوسري]ــــــــ[16 May 2003, 05:13 ص]ـ
إلى الأخ المبارك الذي يسأل عن كتاب يعنى بالقراءات عند الفرق ـ وفقه الله
لا أعرف كتابا مستقلاً في هذا الموضوع، ولكن هناك بعض كتب المبتدعة التي تدس السم في العسل، ومنها كتاب الكشاف للزمخشري، وقد تولى الرد عليه عدد من المفسرين ومن أشهرهم أبو حيان.
وأقترح أن يعنى هذا الموضوع ببحث مستقل ولا سيما في الرد على الرافضة وأمثالهم ممن استغلوا القراءات في تقرير أهوائهم.
ولا يخفى على الإخوة الأكارم أن السبب في تجرد العلماء للتأليف في القراءات هو الرد على أصحاب الأهواء، وقد نبه على ذلك ابن الجزري في مقدمة النشر، وغيره.
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[27 Jul 2005, 11:06 ص]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الأفاضل
عندي إستفسار بسيط - لو تكرمتم توضيحه لي
القراءات الشاذة (التي خالفت الرسم العثماني)
ماذا حصل أو فعل الصحابة رضوان الله عليهم عندما جمعوا آيات القرآن الكريم
تجاه هذه القراءات الشاذه!!!
هل حصل إتفاق - خلاف!!!!
فهل مثلا - قالوا: لا نرسمها في المصحف لكننا نقرأ بها!!!
أن نحفظها قلبا دون أن نرسمها في المصحف أو ...... الخ
الرجاء التوضيح - بارك الله فيكم
/////////////////////////////////////////////////
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 Sep 2006, 07:48 ص]ـ
===================
أقول:
===================
القراءات الشاذة (التي خالفت الرسم العثماني)
ماذا حصل أو فعل الصحابة رضوان الله عليهم عندما جمعوا آيات القرآن الكريم
تجاه هذه القراءات الشاذه!!!
هل حصل إتفاق - خلاف!!!!
فهل مثلا - قالوا: لا نرسمها في المصحف لكننا نقرأ بها!!!
أن نحفظها قلبا دون أن نرسمها في المصحف أو ...... الخ
الرجاء التوضيح - بارك الله فيكم
/////////////////////////////////////////////////
المعروف أن القراءة الشاذة الت خالفت الرسم لا يحكم عليها بذلك إلا بعد الجمع العثماني للمصحف. فلا يرد سؤال الأخ هنا.
ـ[محمد براء]ــــــــ[17 Oct 2008, 05:17 م]ـ
بارك الله فيكم على هذه النقول والفوائد
وهو عندهم يجري مجرى خبر الواحد في الاحتجاج به للعمل بما يقتضيه معناه، دون القطع [عن مغيبيه]) ا هـ. [الاستذكار 10/ 190 وما بين المعكوفين ورد هكذا في المطبوع.]
ما المشكل في هذه الكلمة؟
قال ابن عاصم في المرتقى:
وَغَيْرُهُ يُنْسَبُ لِلشُّذُوْذِ =وَالْحُكْمُ مِنْهُ لَيْسَ بِالْمَأْخُوْذِ
وَلاَ يَجُوْزُ بَعْدُ أَنْ يُقْرَأَ بِهْ =وَلَيْسَ مَقْطُوْعًا عَلَى مُغَيَّبِهْ
قال الولاتي في الشرح ص88: "وَلَيْسَ مَقْطُوْعًا عَلَى مُغَيَّبِهْ: يعني أن الشاذ من القرآن لا يجب القطع اي: اعتقاد ما أخبر به من علم الغيب إذا انفرد به بخلاف المتواتر ".
وقد استخدم هذه الكلمة الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه فقال: "الكلام في الأصل الثالث من أصول الفقه وهو: إجماع المجتهدين إجماع أهل الاجتهاد في كل عصر حجة من حجج الشرع ودليل من أدلة الأحكام، مقطوع على مغيبه، ولا يجوز أن تجتمع الأمة على الخطأ ".
ـ[المحبرة]ــــــــ[22 Oct 2008, 07:05 ص]ـ
بارك الله فيكم
هل هناك فرق يخصص (القراءات المدرجة) عن الشاذة؟(/)
استفسار حول تواتر القراءات
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[20 May 2003, 10:32 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته، يقول الناظم ـ رحمه الله ـ:
وكل ما وافق وجه نحو …………… .. وكان للرسم احتمالا يحو
وصح إسنادا هو القرآن ……………. فهذه الثلاثة الأركان
طيب … إذا واضح عدم اشتراط التواتر في القراءة، وقد ذكر الزرقاني ـ رحمه الله ـ أن ذلك لا يعارض القول بأن القرآن متواتر لأن القرىن في حد ذاته كقرآن متواتر قطعا، أما النظر الى حال القراءة ـ نظرة منفردة ـ فنجدها في حد ذاتها آحادا وليست متواترة لأن الأركان الثلاثة السابقة لا يدخلها التواتر لا من قريب ولا من بعيد
و في هذه الحالة نقول بأن تواتر القرآن في الجملة صحّ كقرينة على صحة القراءة بعد أن توفرت فيها الأركان الثلاث، وعلى ذلك يمكن حمل الخلاف بين من يقول باشتراط التواتر في القراءة وبين من لا يقول بذلك على أنه خلاف لفظي لأن الأول تكلم عن التواتر بالنسبة للمصحف ـ وكلامه صحيح ـ و الثاني تكلم عن نفي اشتراط التواتر بالنسبة لسند القراءة الخاص بها ـ وهو أيضا صحيح ـ ووجه الاستفسار / هل معنى هذا الكلام أن تواتر القراءات المشهورة بكونها متواترة ليس متواترا بذات سندها وإنما التواتر لكونها نسبت الى القرآن ـ بعد توفر أركانها الثلاثة ـ فصار تواتر القرآن في الجملة دليلا على تواتر هذه القراءات ـ بعد نسبتها اليه ـ؟
وهل هناك نوع من القراءات متواترا بمجرد الاسناد دون نسبته الى تواتر القرآن في الجملة، أم أن التواتر المنسوب للقراءات كله من النوع الأول المذكور؟
ما هو نوع تواتر القراءات العشر؟
بعض قليلي العلم عندنا في مصر صرح بأن أسانيد القراءات كلها آحادا، حتى غضب منه أصحاب القراءات ووصفوه بالجهل، فهل كان يقصد من نفيه للتواتر أنه التواتر المنسوب الى الاسناد خاصة؟ وهل يسوغ له ذلك ـ خاصة وأن قوله بأن القراءات غير متواترة يصرف ذهن الناس الى النتيجة النهائية وهي عدم تواتر القراءات، فإن السواد الأعظم من الناس بل وحتى طلبة العلم الغير متخصصين في هذا العلم لا يعرفون هذا التفصيل وهذه المراحل لإثبات تواتر القراءة، بل إن سمعوا لفظ التواتر وغير التواتر، ينصرف ذهنهم الى النتيجة النهائية للقراءة، فيكون قوله تغريرا بالطلبة ـ
سؤال أخير / هل ما يعرف بمصحف (ورش) و مصحف (حفص) تقسيم حادث دعت اليه الضرورة ـ أي ضرورة ضبط القراءة ـ أم أن له أصلا آخر؟ وعلى كلا الجهتين أريد الفائدة وتاريخ وبداية هذا الفعل.
وبارك الله في جهودكم
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[24 May 2003, 06:10 ص]ـ
تكلمت عن هذا الموضوع وزاد فيه بعض الفضلاء كل ذلك تجده على هذا الرابط: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=224(/)
هل هناك كتاب درس قراءة ابن عامر رحمه الله؟
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[25 May 2003, 11:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني ومشايخي الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يوجد كتاب أفردت فيه قراءة ابن عامر، غير كتاب النور السافر لمحمود طنطاوي؟
ـ[أبو أحمد الجنوبي]ــــــــ[26 May 2003, 10:40 م]ـ
الحمد لله، وبعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هناك كتاب بعنوان (السنى الزاهر في قراءة الإمام الشامي ابن عامر) للشيخ محمد نبهان بن حسين مصري.
والكتاب تحت الطبع حسب موقع الشيخ، ولكن لا أدري إن كان هذا الكلام قديما أو حديثا، ولكن توجد بعض الكتب في موقع الشيخ تتكلم عن بعض القراءات، ويمكنك تحميلها من خلال الموقع، وإليك الرابط أخي الكريم:
http://www.quraat.com/book.html
وفقنا الله وإياك للعلم النافع والعمل الصالح.
أخوك أبو أحمد.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[26 May 2003, 11:26 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[27 May 2003, 05:08 م]ـ
الآخ الفاضل عبد الرحمن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أفيدكم أن قراءة ابن عامر فيها كتاب مطبوع في الرياض بعنوان: (تنوير البصائر بقراءة ابن عامر) تأليف أسماء بنت عبد الله المزيني.
لكن لم أجد في الكتاب اسم الناشر أو المكتبة المعتمدة في توزيعه.
وقد كتب عليه: للمراسلة العنوان الآتي: ص. ب: 56461 الرياض 11554.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 May 2003, 05:33 م]ـ
الكتاب الذي أشار إليه الدكتور مساعد الطيار وفقه الله كتاب جيد، ولكن فقدته بين الكتب، وطلبت من الأهل البحث عنه منذ رأيت سؤال الأخ عبدالرحمن السديس لأتأكد من العنوان. والذي أريد أن أشير إليه أن الكتاب يباع في الرياض، ومن آخر المكتبات التي رأيته فيها مكتبة دار زمزم في السويدي. لعل الأخ عبدالرحمن إن أراد شراءه يجده هناك إن شاء الله. وفقكم الله جميعاً.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[27 May 2003, 08:09 م]ـ
وعيكم السلام ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ مساعد
والشيخ عبد الرحمن
أحسن الله إليكما وجزاكما خير الجزاء(/)
ما حكم التجويد تعلماً وتعليماً؟
ـ[الحارث]ــــــــ[26 May 2003, 12:47 ص]ـ
الإخوة الأفاضل أصحاب هذا المنتدى المبارك: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
فيسرني الانتساب إلى هذه القافلة المباركة مستفيداً ومتعلماً , وأسأل الله تعالى أن يجعلنا مباركين أينما كُنّا.
سؤالي موجه إلى أهل الاختصاص والمشايخ الفضلاء المشرفين والمشاركين:
ما حكم التجويد تعلّماً وتعليماً؟
وما جوابنا على من يهون منه , أو لا يهتم به علماً أو عملاً , وقد يكون من أهل العلم والدعوة , وممن يُشار إليه بالبنان , ثم يقع في هذه الأخطاء؟
أرجوا أن أجد جواباً مفصلاً , و جزاكم الله كل خير.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[26 May 2003, 01:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الفاضل: تجد في هذا الرابط، بحثا، ونقاشا، ونقولا في المسألة:
حوار حول حكم علم التجويد - ملتقى أهل الحديث ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2938&highlight=%CD%DF%E3+%CA%DA%E1%E3+%C7%E1%CA%CC%E6%E D%CF)
ـ[إبراهيم الدوسري]ــــــــ[26 May 2003, 05:25 م]ـ
بما أن رواد هذا الملتقى من طلبة العلم فأرجو قبل مناقشة هذا الموضوع مراجعة كتب المتقدمين كالإبانة لمكي والتحديد للداني والموضح للقرطبي وابن أبي مريم الشيرازي والتمهيد لأبي العلاء الهمداني وغيرها، وذلك من أجل أن يكون الحوار على نور.
ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور.
ـ[الحارث]ــــــــ[26 May 2003, 09:32 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ولا زلت أنتظر إجابة المتخصصين أهل الفن في هذا المنتدى المبارك.
ـ[المحب الكبير]ــــــــ[26 May 2003, 10:11 م]ـ
جزى الله فضيلة الشيخ - إبراهيم الدوسري -على هذه الإطلالة المباركة في هذا الموقع الموفق - إن شاء الله -
ولو دللتنا ياشيخ على من بحث هذه المسألة بتوسع في مؤلف جمع شتات المسألة، يكن ذلك منك فضل،
ولا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا أولو الفضل.
ـ[الحارث]ــــــــ[27 May 2003, 11:11 م]ـ
أرجوا أن لا يكون سؤالي صعباً على أهل التفسير , فأنا طالب فائدة.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[27 May 2003, 11:30 م]ـ
الأخ الفاضل الحارث
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فقد كنت أجبت على سؤال يتعلق بحكم التجويد، وأني سأذكر لك ما كتبت، بالله التوفيق.
التجويد من جهة العموم يراد به تحسين القراءة، وأن لا يُخرج به عن حدِّ اللفظ العربي في النطق.
ويمكن أن يقال: إنَّ التجويد إنما هو وصف للقراءة النبوية التي ورد ضبطها وحفظها من طريق أئمة القراءة كنافع وعاصم والكسائي وغيرهم.
وهؤلاء الكرام قد نقلوا حروف القرآن وكيفية نطق هذه الحروف (أي: التجويد)، وهما أمران متلازمان لا يمكن أن ينفكَّ أحدهما عن الآخر، فمن قَبِلَ عنهم نقل الحروف لزمه أن يقبل عنهم نقل الأداء (أي: التجويد).
وإذا صحَّت هذه المقدمة، فإن قراءة القرآن وأداءه بما نُقِلَ عن هؤلاء الأئمة سنة يلزم الأخذ بها، ولا تصحُّ مخالفتها أو تركها إلا بدليل قويِّ يعترض به المعترض على علم التجويد.
وبما أنه قد كَثُرَ الكلام عن هذا العلمِ بما لا طائل تحته، فإني سأذكر لك جُمَلاً أراها نافعةً ـ إن شاء الله ـ في تأصيل هذا العلم الذي جفاه بعض طلبة العلم، وضَعُفَ في بحثه وتحرير أصوله المتخصصون إلا القليل منهم، فأقول، وبالله التوفيق:
أولاً: نزل القرآن بلغة العرب، ولها طريقة في أداء حروفها، ولم يرد أن القرآن خالف هذا الأداء من جهة الحروف، فمن قرأ:» الحمد لله «قراها:» الهمد لله «، قيل: إنه قد لحن لحنًا جليًا لأنه لم ينطق بالمنَزَّل على وجهه الذي نزل به.
ومن قرأ:» صراط الذين أنعمت عليهم «بضم التاء من» أنعمت «، فإنه قد لحن لحنًا جليًا يخلُّ بالمعنى، ولا يكون قد قرأ المنَزَّل على وجهه الذي نزل به.
ومن ثَمَّ فإنه يلزم قارئ القرآن أن يعرف نطق الحروف عربيةً حتى لا يُخلَّ بشيء من أداء القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويحصل ضبط الحروف من هذه الجهة بمعرفة مخارج الحروف وصفاتها، وأخص ما يُدرسُ في صفات الحروف ما له أثر في النطق، كالهمس والجهر، والشدة والرخاوة والتوسط، والاستفال والاستعلاء، والقلقلة. أما غيرها مما لا أثر له في النطق، خصوصًا صفة الذلاقة والإصمات، فإنها مما لا يدخل في النطق، وليس لها أي أثر فيه.
وليُعلم أن دراسة مخارج الحروف وصفاتها ليس مما يختص به علم التجويد، بل هو مما يُدرس في علم النحو واللغة؛ لأن كلَّ كلام عربي (من كلام العرب أو كلام الرسول ? أو كلام الله سبحانه) لا يخرج عن هذين الموضوعين، ولهذا تجد أن أعظم كتابٍ في النحو، وهو كتاب سيبوية قد فصَّل هذه المسألة، ومن تكلم في المخارج والصفات وما يترتب عليهما من الإدغام، فهم عالة عليه.
والذي يتخلَّصُ من هذا: أن دراسة المخارج والصفات لازمة لكل كلام عربيٍّ، لكي يُنطق به على وجه العربية.
ثانيًا: أن هذا العلم ككل العلوم الإسلامية من جهة ظهور التأليف فيه، إذ ليس كل العلوم الإسلامية مما قد تشكَّل وظهرت مسائله في جيل الصحابة أو التابعين وأتباعهم، بل إن بعضها مما تأخر ظهوره، ولم يُكتب فيه إلا متأخرًا، وإن كانت أصوله مما هو معروف محفوظ عند السلف، سواءً أكان ذلك مما هو مركوز في فطرهم ومن طبائع لغتهم كعلم البلاغة، أم كان مما تكلموا في جملة من مسائله، ثم دون العلم فيما بعد، كعلم الأحكام الشرعية.
وعلم التجويد مما كان مركوزًا عندهم بالفطرة والتعلم، فالفطرة؛ لنهم عربٌ خُلَّصٌ، والتعلم، لقوله ?:» خذوا القرآن عن أربعة ... «، فظهر أنَّ الرسول ? لم يكتفِ بسليقتهم العربية في قراءة القرآن، بل أرشدهم إلى قراءته على الهيئة التي نزل بها، ولذا قال:» من احب أن يقرأ القرآن غضًّا كما أًُنزل، فليقرأه على قراءة ابن أم عبدٍ «، وهذا يدل على أنَّ له هيئة قرائية مخصوصة يعلمها بعض الصحابة دون بعض، وفيها زيادة عما يعرفونه من سليقتهم العربية، وإلا لما مكان لتخصيص الأربعة، ولا لتخصيص ابن مسعود في الحديث الآخر أيُّ مزيَّة على بقية الصحابة، والله أعلم.
ومن زعم أنه لا يجب الأخذ بالتجويد، وان العربي في هذا العصر يجوز له القراءة على سليقته العربية، فإنه يشبه من سيزعم أنه لا يلزم الناس تعلم النحو، وأنهم عرب، فيجوز لهم أن يتكلموا بسليقتهم.
فإن قيل: إنَّ ألسنة الناس قد فسدت منذ جيل التابعين ومن بعدهم، وصار تعلم النحو لازمًا لمن أراد أن يعرف العربية، وأن من يزعم اليوم أنه عربي، ولا يلزمه تعلم النحو إنما هو ذو رأي فائل، وقول باطل.
فيقال: إن فساد ألسنة الناس بالعربية قد جرَّ إلى فساد ألسنتهم في أداء القرآن، ولإن كان الإنكار على من لا يرى دراسة النحو اكتفاءً بعربيته المعاصرة، فإن الإنكار على من يزعم أنه يكفي في قراءته عربيته المعاصرة كذلك.
ثمَّ يقال له: من أين لك في عربيتك أن تقرأ برواية حفص عن عاصم» مجريها «بالإمالة؟
فإن قال: لأنها هكذا رويت عنه، وأن أقرأ بقراءته؟
قيل له: فقد روي عنه الأداء (التجويد) الذي تخالف فيه ولا تراه علمًا، فَلِمَ قبلت روايته في هذا وتركته في ذاك؟
أليس هذا من قبيل التَّحكُّم، والتَّحكُّم ـ كما قال الطبري ـ: لا يعجز عنه أحد.
ثالثًا: إنَّ بعض علم التجويد (الأداء) لا يمكن أخذه من طريق الصُّحِفِ البتة؛ لأنه علم مشافهة، وما كان من طريق المشافهة فإنه مما ينقله الآخر عن الأول، ولا مجال للرأي في المشافهة.
واعلم أن مما يميِّز بحث القراء المجودين في هذا المجال عما تجده في كتب النحويين واللغويين أن ما عند المجودين منقول بالمشافهة إلى يومنا الحاضر، أما ما يذكره النحويون واللغويون من المباحث اللفظية التي يذكرونها مما يتعلق بكيفية النطق فإنه لا يمكن معرفة كيفية النطق بها؛ لأنه مما لا يُعرف بالقياس، ولا يُدرك بغير المشافهة، وليس لك فيها إلا نقل الكلام المدون دون كيفية نُطقِه.
رابعًا: إن علم التجويد كغيره من العلوم الإسلامية التي دوَّنَها علماء الإسلام وضبطوا أصولها، فتجد أن تقسيم العلم ومصطلحاته الفنية مما يدخلها الاجتهاد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثمَّ إن هذا العلم قد دخله الاجتهاد في بعض مسائله، وذلك من دقائق ما يتعلق بهذا العلم، ومما يحتاج إلى بحث ومناقشة وتحرير من المتخصصين في هذا العلم، وذلك في أمرين:
الأول: المقادير، والمقصود بذلك مقدار الغنة والمدود والسكت وغيرها مما يُقدَّر له زمن بالحركات أو بقبض الأصبع أو بغيرها من موازين المجودين للزمن المقدَّر.
وليس القول بدخول الاجتهاد في المقادير يعني أنه لا أصل لها،بل لها أصل، لكن تقدير الزمن بهذا الحد بالذات مما تختلف فيه الطبائع، ويصعب ضبطه، فيقدره هذا بذاك العدد، ويقدره آخر بغيره من العدد، لكنهم كلهم متفقون على وجود مقدار زائدٍ عن الحدِّ الطبيعي لنطق الحرف المفرد.
فاتفاقهم على وجود هذا القدر الزائد مسألة، واختلافهم في مقداره مسألة أخرى، لذا لا يُجعَل اختلافهم في المقدار سبيلاً إلى الإنكار، كما لا يُجعَلُ مقدارٌ من هذه المقادير المختلف فيها ملزمًا لعامة الناس ما داموا يأتون بشيءٍ منه، إذ ليس كل امرئ مسلم يستطيع بلوغ الإتقان في القراءة.
الثاني: التحريرات: والمراد بها الوجه القرائية الجائزة عند القراءِ عند جمع القراءات، أو عند قراءة سورة ووصلها بما بعدها، فإن ما يُذكر من الأوجه القرائية إنما هو على سبيل القياس للأوجه الجائزة، ولا يلزم أنَّ النبي ? قرأ بكل هذه الأوجه المذكورة، كما يقال: لك في وصل الفاتحة بالبقرة ثلاثة أوجه: قطع الجميع، ووصل الجميع، وقطع الأول ووصل الثاني يالثالث، فهذا من التحرير للأوجه الجائزة، وليس من بيان الأوجه لواردة عن النبي ?.
وقد أشار إلى هذين النوعين (التقديرات والتحريرات) الشيخ المحقق الدكتور عبد العزيز بن عبد الفتاح قاري في كتابه العظيم (حديث الأحرف السبعة، ط: مؤسسة الرسالة: 129 ـ 130).
خامسًا: إن مما يدعو إلى التأمل والنظر في صحة ما تُلُقِّي من هذا العلم عبر القرون = اتفاق المجودين شرقًا وغربًا بلا اختلاف بينهم، سوى في كيفيات أداء معدودة، وهي في غالبها مما يدخل في محيط الاجتهاد.
وهذا الاتفاق يشير بقوة إلى أن لهذا العلم أصلاً ثابتًا مُتلقًا جيلاً عن جيل من لدن الرسول ? حتى عصرنا هذا، ولو كان علم التجويد من المحدثات لوقع فيه مثل ما وقع في محدثات الصوفية من كثرة الطرق المتباينة، وكثرة الأوراد المتغايرة، ولما يقع مثل هذا الاختلاف عُلِم أنَّ المشكاة التي صدر عنها واحدة، وهي التي صدر عنها نقل حروف القرآن جيلاً عن جيل.
سادسًا: إن ما يُعاب به التجويد من وجود بعض المتنطعين في القراءة أو المتشددين في التلقين، أو المغالين في تأثيم الناس بعدم قراءتهم بالتجويد، فإنه لا ينجرُّ على أصل العلم، ولا يجعله علمًا حادثًا لا أصل له، وهؤلاء الأصناف موجودون في كل عصر ومِصر، وقد أشار إليهم المحققون من أعلام القراءة؛ كالداني (ت: 444)، وأبو العلاء الهمذاني (ت: 569)، وغيرهم.
وهؤلاء المتنطعون لا يقاس عليهم، ولا يحكم على العلم بهم، ولو سار سائر على بعض العلوم ـ كعلم النحو والبلاغة والأصول، وبعض مسائل الفقه، وبعض تعصبات الفقها لمذاهبهم ـ وأخذ ينقدها بقول المتنطعين فيها، لما سَلِم من العلوم إلا القليل، ولخرج بعض العلوم من أن تكون علومًا معتبرةً، وذلك ما لا يقول به طالب علم، ولا عالم قد مارس العلوم وتلقاها.
سابعًا: إذا تبين ما تقدَّم، فإنه يقال: إن تعلم التجويد من السنن التي دأب عليها المسلمون جيلاً بعد جيلٍ، ومن ترك تعلمه مع القدرة عليه، فقد أخلَّ بشيء من سنن القراءة، وكفى بذلك عيبًا.
وأما عدُّ ترك الأحكام لحنًا، فاللحن نوعان معروفان عند أهل الأداء، فإن كان مما يُخِلُّ ببنية الكلمة ويظهرها عن عربيتها، فهذا يُسمى اللحن الجلي، ومن كان يلحن لحنًا من هذا النوع فإنه لا يُعدُّ قارئًا للقرآن، ومثله ـ إن كان يستطيع التعلم وتركه ـ فإنه يأثمُ، أما إن كان لا يستطيع، فإن لا يأثم، بدلالة قوله ?:» الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأه ويتتعتع فيه، وهو عليه شاق له أجران «.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن كان يتعلق بتحسين الداء كعدم الإتيان بالغنة على وجهها ومقادير المدود فهذا يسمى اللحن الخفيَّ، وتأثيم من ترك هذا الجنس من التجويد صعبٌ، لكن من ظهر له صحة هذا العلم وصحة نقله عن الأئمة القراء، فما باله يترك تعلمه وأداءه على هذا الوجه؟!.
ـ[الحارث]ــــــــ[29 May 2003, 05:59 ص]ـ
شكر الله لك شيخنا المبارك / مساعد الطيار؛ فقد شفيت وأشفيت , وكم كنت أتمنى مثل هذا البيان من زمن.
أسأل الله تعالى أن ينفع به وبكم.
ـ[إبراهيم الدوسري]ــــــــ[29 May 2003, 01:18 م]ـ
لا مزيد على ما أفاض به فضيلة الشيخ مساعد، ولقد أجاد وأفاد، وأكمد الجهّال.
وإسهاما في هذا الموضوع لدي المداخلة التالية:
تجويد القراءة إعطاء الحروف حقوقها بإخراجها من مخارجها وتوفيتها صفاتها، والتسوية بين نظائرها، من غير إفراط ولا تفريط (التمهيد في معرفة التجويد لأبي العلاء الهمداني صـ62 ولطائف الإشارات لفنون القراءات للقسطلاني 1/ 207).
والمعوّل عليه في التجويد ما اعتبره أئمة القراءة أولي الدراية، كما قال الخاقاني (ت 325 هـ) في رائيته:
وإن لنا أخذ القراءة سنة * عن الأولين المقرئين ذوي الستر
وقال مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ): " وليس قول المقرئ والقارئ: أنا أقرأ بطبعي وأجد الصواب بعادتي في القراءة لهذه الحروف من غير أن أعرف شيئاً مما ذكرته بحجة، بل ذلك نقص ظاهر فيهما لأن من كانت حجته هذه يصيب ولا يدري، ويخطئ ولا يدري، إذ علمه واعتماده على طبعه وعادة لسانه يمضي معه أينما مضى به من اللفظ، ويذهب معه أينما ذهب، ولا يبني على أصل، ولا يقرأ على علم، ولا يقرئ عن فهم ... فلا يرضين امرؤ لنفسه في كتاب الله جل ذكره وتجويد ألفاظه إلا بأعلى الأمور وأسلمها من الخطأ والزلل " (الرعاية لتجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة لمكي بن أبي طالب صـ 254).
وتلبية لطلب الأخ المحب الكبير لدلالته على كتاب مختص بذلك، أقول هناك مؤلفات كثيرة، ومنها القول السديد في بيان حكم التجويد للشيخ محمد بن علي ا لحسيني، والوجيز في حكم تجويد الكتاب العزيز للدكتور محمد سيدي الأمين.
ـ[المحب الكبير]ــــــــ[30 May 2003, 05:56 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخ إبراهيم، ورفع قدرك
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[08 Feb 2009, 05:14 م]ـ
جزاك الله خيرا
فائدة: روى ابن الجزري رحمه الله في كتابه النشر عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رجلا قرأ عليه (إنما الصدقات للفقراء والمساكين) مسترسلة فقال عبد بن مسعود: ما هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: كيف أقرأكها يا أبا عبد الرحمن! قال: (إنما الصدقات للفقراء) فمدها. والأثرصحيح مخرج في سلسلة الأحاديث الصحيحة
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[17 Apr 2009, 05:28 م]ـ
سؤالٌ:
أنا ممن يؤيِّدُ - وبقوَّة - أخذَ طالبِ العلمِ التجويدَ، وصوتي - كما يقول أحبتي - حسنٌ - ولله الحمد - لكن يُشكل عليَّ كثيراً ما يتعلَّق بالمقادير، وذلك أنني قد ابتليتُ بأحد المتقنين ممن يصلِّي خلفي - وهو شديد الملاحظة جدّاً - دائماً ما ينبهني على تفاوت حركات المدّ المنفصل، وذلك أنني لا أراعيه بالضبطِ له؛ ويتحكَّم في ذلك مراعاة التأمل أثناء القراءة، والنَّفس؛ فأجعله أحياناً أربع حركات، وأحياناً خمس، وأحياناً اثنتين، وهكذا؛ بخلاف المتصل، والعارض للسكون؛ فإني لا أُخلُّ به إلاَّ ما شاء الله ..
وأجد أن مراعاتي للمنفصل بهذه المقادير: حركتان، أو أربع، أو ستّ تصدّني عن كثيرٍ من التأمل ..
وسؤالي: هل عدم مراعاتي لذلك مما يخلُّ جداً عند من يأخذ بالتجويد؟
آمل الإفادة.
ـ[سفير الغرباء]ــــــــ[18 Apr 2009, 12:52 ص]ـ
أعانك الله على من خلفك ..
إن كنت قرأت على شيخ متقن وأقرك على مقدار المد عندك فلا تلتفت لكلام المنتقدين - وما أكثرهم - و للعلم فإن المد لا ينبغي فيه التكلف حتى أننا سمعنا الكثير من أئمة المساجد من فرط حرصهم يمدون اللازم حتى يصل إلى عشر حركات .. والله الموفق.
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[18 Apr 2009, 05:06 م]ـ
أعانك الله على من خلفك ..
إن كنت قرأت على شيخ متقن وأقرك على مقدار المد عندك فلا تلتفت لكلام المنتقدين - وما أكثرهم - و للعلم فإن المد لا ينبغي فيه التكلف حتى أننا سمعنا الكثير من أئمة المساجد من فرط حرصهم يمدون اللازم حتى يصل إلى عشر حركات .. والله الموفق.
أحسن الله إليك أخي (سفير الغرباء) ..
قراءتي كانت على متقنٍ؛ لكن بتكلُّف أهل التجويد في مراعاة المدود، وسؤالي عن الحال في الصلاة؛ فإنني لا أراعي تساوي المنفصل في كل الآيات ..
ـ[سفير الغرباء]ــــــــ[21 Apr 2009, 08:47 ص]ـ
جزيت الجنة ..
سدد وقارب في موضوع تساوي المد ..
و (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها .. ).
ـ[محمد زكريا مقبول أحمد]ــــــــ[11 May 2009, 07:11 ص]ـ
بارك الله في الجميع.
الشيخ / مساعد قد أفاض في هذه المسألة وهو كعادته قد أجاد وأفاد لكن تبقى هناك إشكالية وهي:
علماء القراءة يقولون إن قارئ القرآن لا بد أن يقرأه مجودا ولا يجوز لأحد أن يقرأ القرآن من دون تجويد ويؤثمون من فعل ذلك ويستدلون لذلك بقوله تعالى (ورتل القرآن ترتيلا) وأحاديث من السنة منها (اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها ... ) وحديث (ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به) وحديث أم سلمة رضي الله عنها أنها نعتت قراءة الرسول ? قراءة مفسرة حرفا حرفا وأثر ابن مسعود المعروف.
وبإجماع الأمة فقد اجتمعت الأمة المعصومة من الخطأ على وجوب التجويد من زمن النبي ? إلى زماننا هذا ولم يختلف فيه أحد منهم وهذا من أقوى الحج.
ينظر هذه الأدلة في: هداية القاري إلى تجويد كلام الباري (1/ 48)، وكتاب تيسير الرحمن في التجويد (ص/26).
فهم بهذه الأدلة لا يجيزون قراءة القرآن من دون تجويد حتى وإن كان لا يستطيع تعلمه فهل هذا التوجه - يا شيخنا الفاضل - صحيح أم يحتاج كلامهم إلى قيد وإلى تحرير؟(/)
اللحون الملاحظة التي تقع في قراءة الفاتحة
ـ[الظافر]ــــــــ[27 May 2003, 12:15 ص]ـ
هذا ما يسر المولى سبحانه جمعه من اللحون المتوقع وقوعها في الاستعاذة وسورة الفاتحة، وهذه اللحون جمعت من خلال سماع قراءات كثير من الناس لسورة الفاتحة، وهناك بعض اللحون الأخرى لكن لعل فيما ذكر كفاية إن شاء الله تعالى.
ولا تنسوا أخاكم من الدعاء
هذه اللحون على ملف في المشاركة التالية.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 May 2003, 11:04 ص]ـ
خذ ملف أخي الظافر من هنا، مع الاعتذار لأخي الظافر.
ـ[الظافر]ــــــــ[28 May 2003, 12:50 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أخي عبد الرحمن، فالمسلم للمسلم، لكن مالسبب في نقل الملف؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 May 2003, 12:59 ص]ـ
السبب خطأ فني، فأعدته في مشاركة مستقلة.
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[30 Oct 2008, 09:05 ص]ـ
الملف لا يظهر لي!!
فهل ظهر لأحد؟
ـ[محمد العمر]ــــــــ[05 Nov 2008, 07:07 م]ـ
بفضل من الله عز وجل كنت قد كتبت كتابا بعنوان (تجويد سورة الفاتحة دراسة تطبيقية) ذكرت فيه أبرز الأخطاء في قراءة سورة الفاتحة سواء كان من اللحون الجلية أوالخفية وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[حامد أبو عبدالله]ــــــــ[05 Nov 2008, 11:33 م]ـ
يوجد رسالة للشيخ محمد بن موسى آل نصر (الأخطاء الواقعة في قراءة الفاتحة من المصلين والأئمة والقارئين- فيه تنبيه على نحو من مائتي خطأ يقع لهم فيها -)، قال الشيخ وهو طليعة كتابي الموسوعي في أخطاء القراء الموسوم بـ: ((الاستقصاء لأخطاء القراء))؛لعله يقع في سفر ضخم، جعلته مرتبا على أبواب علم التجويد.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[07 Nov 2008, 03:18 م]ـ
يوجد رسالة للشيخ محمد بن موسى آل نصر (الأخطاء الواقعة في قراءة الفاتحة من المصلين والأئمة والقارئين- فيه تنبيه على نحو من مائتي خطأ يقع لهم فيها -)، قال الشيخ وهو طليعة كتابي الموسوعي في أخطاء القراء الموسوم بـ: ((الاستقصاء لأخطاء القراء))؛لعله يقع في سفر ضخم، جعلته مرتبا على أبواب علم التجويد.
ما شاء الله لا قوة إلا بالله تعالى , ولكن هل هذه ال (200) خطأ كلها في اللحون , بمعنى أنها أكثر من حروف الفاتحة , أم أن الشيخ أضاف للأخطاء التجويدية مسائل الفقه وغيرها.
ـ[حامد أبو عبدالله]ــــــــ[07 Nov 2008, 10:19 م]ـ
الأخ محمود الشنقيطي: الكتاب متوفر وتستطيع أن تنظر إليه أخي الحبيب، ولعله لا يخفى عليكم إن شاء الله أن الحرف الواحد قد يقع فيه أكثر من خطأ في مخرج أو صفة _والصفات والمناقب كثيرة-، ... .وهذا يدركه من له عناية بالصوتيات بارك الله عليكم.
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[13 Jun 2009, 11:40 ص]ـ
وهناك رسالة لأخينا الفاضل الشيخ أبي عثمان عادل خميس بن سرور الحضرمي - حفظه الله - بعنوان (الأخطاء الفادحة في قراءة سورة الفاتحة) وقد طبعت بدولة الكويت طبعة خيرية مجانية، تقع في أربعين صفحة، وهي ضمن سلسلة: مباحث في علم التجويد لأخينا الفاضل أبي عثمان.
ـ[الرائدالمحب]ــــــــ[02 Jan 2010, 10:19 ص]ـ
الملف لا يظهر لي!!
فهل ظهر لأحد؟
مع الشكر(/)
نظم عزو الطرق للشيخ المتولي
ـ[أبو الجود]ــــــــ[27 May 2003, 11:00 م]ـ
هذا نظم لطرق الأئمة في القراءات و هو لم يطبع بعد و قد حققته على عدة نسخ و قرأته على الشيخ عبد الباسط هاشم و هو يحفظه تماما و صححته عليه و أعرضه عليكم و من كان عنده فضل علم فليجد به بارك الله فيكم.
سأبدأ بذكر المقدمة فإن رأيتم أهمية الموضوع و إلا توقفت:
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - أَقُولُ بَعدَ حَمْدِ ذِي الجَلاَلِ ... مُصَلِّيًا عَلَي النَّبِي وَ الآلِ
2 - إِنَّ كِتَابَ رَبِّنَا عَزَّ وَ جَلْ ... نُورٌ وَ مِنْ نُورٍ عَلَي نُورٍ نَزَلْ
3 - وَ قَدْ سَأَلُتُ اللهَ أَنْ يَنْفَعَنِي ... بِسِرِّهِ فَضْلاً وَ أَنْ يَهْدِيَنِي
4 - لِنَظْمِ أَوجُهٍ تَرَاهَا مُسْنَدَةْ ... جُدْ رَبِّ بِالقَبُولِ وَ المُسَاعَدَةْ
إن شاء الله سأعرف بالشيخ المتولي في موضوع مستقل.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 May 2003, 11:09 م]ـ
أخي الحبيب أبا الجود جاد الله علينا وعليك بفضله وكرمه
أشكرك على مشاركتك، وأسأل الله لك العون والتوفيق.
أولاً: الموضوع جيد، وأرجو منك الاستمرار.
ثانياً: هل لهذه المنظومة شرح؟ للمؤلف أو غيره؟
ثالثاً: الدكتور إبراهيم الدوسري - وفقه الله - له معرفة وعناية بالشيخ المتولي وكتبه، وأرجو أن يتحفنا برأيه هل من الأفضل سرد المنظومة شيئاً فشيئاً. حتى يمكن مناقشة كل جزء على حدة؟
أم أن الأفضل الصبر حتى الانتهاء من طباعتها ثم وضعها على هيئة ملف وورد؟ أم أن الأمر سيان؟!
وفقكم الله جميعاً. وللعلم فالأخ الكريم أبو الجود له عناية بالمنظومات، وأرجو منه أن يتحفنا بما توفر عنده على هيئة ملفات مرفقة في مكتبة الملتقى،أسأل الله له العون والتوفيق.
ـ[أبو الجود]ــــــــ[27 May 2003, 11:25 م]ـ
سعدت بردك على موضوعي و هو يدل على تواضعك:
المنظومة لم تطبع طبعة مستقله و لم تكتب مشكلة بعد و هذه أول مره تخدم.
و كان الدكتورإبراهيم الدوسري أول من أرشدني إليها في كتابه عن المتولي ثم بحثت عن مخطوطات لها.
و المنظومه ليس لها شرح و إن كان هناك اقتراح أن يقوم الفضلاء في هذا النتدى بالبدء في شرحها و المذاكرة في هذا الموضوع فسيكون عمل رائد اسأل الله التوفيق لكل من قدم خيرا.
بخصوص التعريف بالشيخ المتولي فكل من سيكتب عنه بعد كتاب الدكتور الدوسري فهو عيال عليه لا محاله.
و أخيرا أسأل الله التوفيق لهذا المنتدى المبارك.
ـ[أبو الجود]ــــــــ[02 Jun 2003, 10:23 م]ـ
5. هَا السَّكْتِ فِي كَالْعَالَمِينَ وَرَدَا * *مِنْ غَايَةٍ لِنَجْلِ مِهْرَانَ لَدَى
6. رُوَيْسِِهِمْ و الْحَضْرَمِي مِنْ مُسْتَنِيرِ **مِصْبَاحٍ إِنْ يُظْهِرْ بِخُلْفٍ يَا بَصِيرِ
7. وَ كَعَلَيَّ هَاءُ يَعْقُوبَ لَدَى **ابْنُ سُوَارٍ مِثْلَ دَانِيٍّ بَدَا
8. مَعَ ابْنِ غَلْبُونٍ وَعِنْدَ رَوحِ * *رَوى ابْنُ مِِهْرَانَ افْهَمَنَّ شَرْحِي
9. فِي ثَمَّ عَنْ رُوَيسٍ الدَّانِي وَفِي**ذِي نُدْبَةٍ صَاحِبُ مِصْبَاحٍ يَفِي
10. بِهَا وَ فِيهِمَا أَبُو العِزِّ نَقَلْ **كَذَا ابنِ مِهْرَانَ فَكُنْ مِمَّنْ عَقَلْ
11. وَ الهَا لِيَعْقُوبَ بِنُونِ النِّسْوَةِ **مِنْ مُسْتَنِيرٍ وَ مِنَ التَّذْكِرَةِ
12. كَذَاكَ مِنْ مُفْرَدَتَينِ وَ اخْتُلِفْ **عُنْهُ مِنَ الْمِصْبَاحِ حَسْبَمَا أُلِفْ
13. وَ هْيَ عَنِ الْقَاضِي عَنِ النَّخْاسِ عَنْ **رُوَيْسِهِمْ لَدَى أَبِي الْعِزِّ اعْلَمَنْ
14. وَهْيَ لِرَوْحِهِمْ رَوَاهَا الطَّبَرِي* *مَعَ ابْنِ مِهْرَانِهِمُو فَحَرِّرِ
ـ[إبراهيم الدوسري]ــــــــ[03 Jun 2003, 09:54 م]ـ
شكرا لفضيلة المشرف العام وأبي الجود.
ولقد تم التعريف بهذه المنظومة في كتاب الإمام المتولي وجهوده في علم القراءات.
وهي أطول منظومات المتولي، وعدد أبياتها (1029)، وشيخنا أحمد مصطفى يستظهرها كاسمه.
وهي من أنفس منظوماته رحمه الله.
وهي جديرة بالبحث والدراسة.
ومع وافر تقديري لأخي أبي الجود فإني أرى أن الشيخ المتولي لا يزال بحاجة إلى البحث،وسأكون أنا أول المستفيدين إن شاء الله، والعلم رحم بين أهله. وشكرا ..
ـ[أبو الجود]ــــــــ[06 Jun 2003, 07:10 م]ـ
أشكر للدكتور الدوسري إطلالته على الموضوع و تواضعه الجم و أرجو من الأخوة العلماء بالقراءات المشاركة في محاولة الخروج بشرح للمنظومة العظيمة التي لم يشرحها أحد قبلا فهل تجد من يبدأ 15 - وَالْهَاءُ لِلْبَزِّيِّ فِي نَحْوِ فَلِمْ **بِخُلْفِ حِرْزٍ مُسْتَنِيرٍ قَدْ عُلِمْ
16 - وَدُونَ خُلْفٍ لِابْنِ بَلِّيمَةَ عَنْ **كَذَاكَ لِلْدَانِيِّ عَنْ أَبِي الْحَسَنْ
17 - وَ عِنْدَ يَعْقُوبٍَ رَوَى أَبُو الْكَرَمْ **كَالطَّبَرِي وَ صَاحِبُ الْمُبْهِجِ أَمّْ
18 - مَعَ ابْنِ فَحَّامٍ وَيَرْوِي الدَّانِيْ **عَنْ فَارِسٍ فَخُذْهُ بِاسْتِيقَانِ
19 - وَعَنْ رُوَيْسِهِمْ أَبُو الْعِزِّ تَلَا **مَعَ ابْنِ مِهْرَانِهِمُِ فَحَصِّلَا
20 - لَكِنْ مِنَ الْإِرْشَادِ مُسْتَنِيرِ ** فِيمَهْ لِيَعْقُوبٍَ بِلَا نَكِيرِ
21 - مِمَّهْ لِدَانِيٍ وَ قُلْ بِمَهْ لَدَى ** ابْنُِ سُوَارٍ مَعْهُ أَيْضَاً وَرَدَا
22 - عَمَّهْ لِكُلٍّ مِنْهُمَا كَالْفَارِسِيْ **وَ الْمَالِكِي أَيْضَاً مَعَ الْقَلَانِسِيْ
23 - مَعَ ابْنِ غَُلْبُونٍ عَنَيتُ طَاهِرَا **مَعْ أَبِي الْعَلَاءِ فُزْتَ ذَاكِرَا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الجود]ــــــــ[18 Jun 2003, 11:05 م]ـ
24 - أَشْمِمْ لِخَلَّادِ الصِّرَاطَ أَوَّلَا
َو ذَا بِتَيْسِيرٍ وَ حِرْزٍ وَ عَلَى
25 - فَارِسٍ الدَّانِي بِهِ قَرَا وَ ذَا
عَنْ عَبْدِ بَاقٍ جَا بِتَجْرِيدٍ خُذَا
26 - وَإِنَّهُ عَنِ ابْنِ شَاذَانَ زُكِنْ
وَفِيهِ و الثَّانِي أَتَى مِنْ غَايَةِ
27 - أَيْ لِابْنِ مِهْرَانِهِمُ فَلْتُثْبِتِ
و َلِأَبِي إِسْحَاقَ عَنْ وَزَّانِ
28 - مِنْ مُسْتَنِيرٍ وَ هْوَ مِنْ عُنْوَانِ
وَالْمُجْتَبَى أَيْضَاً وَ مِنْ كِفَايَةِ
29 - ُكبْرَى عَنِ الْوَزَّانِ يَا ذَا الْفِطْنَةِ
وَ أَشْمِمَاً مِنْ َكامِلٍ وَ رَوضَةِ
30 - أَبِي عَلِيٍّ كُلَّ ذِي أَلْ يَا فَتِيّ
وَ الْمَالِكِي وَالْفَارِسِي بِهِ تَلَا
31 - صَاحِبُ تَجْرِيدٍ عَلَيهِمَا كِلَا
وَهْوَ لِجُمْهُورِ الْعِرَاقِييِنَ َعَنْ
32 - وَزَّانِهِمْ مُعَدَّلٍ رَوَى افْهَمَنْ
وَ عَنْهُمَا مَنْ مُسْتَنِيرٍ لَا تُشِمْ
33 - شَيئَاً وَ أَيْضَاً عِنْدَ مَكِّيٍّ فُهِمْ
كَصَاحِبِ الْكَافِي وَ ذِي الْهِدَايَةِ
ـ[أبو الجود]ــــــــ[20 Mar 2004, 10:59 م]ـ
الأخوة الكرام أعتذر لتأخري لظروف عارضة أسأل الله التيسير و بين أيديكم الأبيات من 1 - 300من عزو الطرق مشكلة و مراجعة أدعو الجميع إلى قراءتها و إبداء الملاحظات القيمة من المشايخ و الباقي في الطريق و بارك الله في كل من قرأ و دعا بخير
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Mar 2004, 12:00 ص]ـ
جزاك الله خيراً فأنت أبو الجود حقاً. مجهود رائع تستحق عليه كل الشكر والتقدير.
وفقك الله وجزاك خيراً. وهناك أخي الكريم خالد طريقة لتنسيق الشعر على برنامج الوورد لم أرك نهجتها، فهل خفيت عليك؟ لا أظن!
أرجو أن نوفق معاً في تنسيقها جيداً بعد الانتهاء منها، ونقلها لمكتبة شبكة التفسير. وننظر بعد ذلك في مدارستها وحل كثير من رموزها، ولدي سؤال عاجل حول قوله:
52 - ثُمَّ لَهُ مِنْ جَامِعِ ابْنِ فَارِسِ ... كَذَاكَ مِنْ كِفَايَةِ الْقَلَانِسِي
من هو ابن فارس المقصود؟ وما هو جامعه الذي يعنيه في البيت، وقد رأيته كرر كثيراً ذكر جامع ابن فارس في هذا الجزء من منظومته 18 مرة!
هل هو يقصد أحمد بن فارس اللغوي فإن له كتاباً بعنوان (جامع التأويل في التفسير)؟ أرجو أن أجد جواباً، فقد لفت هذا التكرار نظري.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[21 Mar 2004, 12:27 ص]ـ
عذرا على التطفل فعلى الرغم أن السؤال موجه لأخينا الفاضل الذي نحبه في الله أبي الجود، لكن لأن الجواب تحت يدي أحببت أن أوفر عليه وقته، ولا غنى عن تعليقه حفظه المولى ووفقه لكل خير.
قلت ذكر ابن الجزري في النشر كتابين باسم الجامع
الأول كتاب الجامع في العشر
لأبي الحسين نصر بن عبد العزيز الفارسي
وذكر وفاته سنة 461 هـ
الثاني ذكره بعد عدة ورقات فقال:
كتاب الجامع
في القراءات العشر وقراءة الأعمش
ونسبه للإمام أبي الحسن على بن محمد بن على بن فارس الخياط البغدادي المتوفى في حدود سنة 450
فـ (ابن فارس) هو الثاني لا الأول (الفارسي) والله أعلم
ـ[أبو الجود]ــــــــ[21 Mar 2004, 10:08 م]ـ
أخي عبد الرحمن الأخ الكريم راجي رحمة ربه وفقكم الله لكل خير كما شجعتم العمل المتواضع و الأمر بالنسبة لابن فارس هو كما قال أخي الراجي جعله الله من أهل الفردوس الأعلى و سأذكر ترجمة ابن فارس لاحقا إن شاء الله
أما بالنسبة للتنسيق فالمتن منسق عندي غير أني آثرت هذا الوضع حتى أنتهي من المنظومة ثم أنزلها منسقة و الوضع الحالي يريح من يريد التعديل فيها
و أرجو من الأخوة العلماء في المنتدى أن يبينوا أوجه القصور في المنظومة حتى تخرج في أبهى حلة فهي حقيقة عمل ضخم في موضوع صعب
و الله الموفق
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Mar 2004, 02:36 م]ـ
جزاكما الله خيراً أخوي الكريمين على سرعة الجواب وصوابه.
تبادر إلى ذهني أنه أحمد بن فارس الرازي فمعذرة على سوء الفهم!
ـ[حامد بن يحيى]ــــــــ[30 Dec 2005, 08:47 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
و الصلاة و السلام على سيد المرسلين
أما بعد،
السلام علكيم و رحمة الله و بركاته
أخي أبو الجود جزاك الله خيرا على مجهوداتك القيمة وما تقدمه من عمل في خدمة كتاب الله.
ونحن لازلنا ننتظر أن تجود علينا ببقية النظم.
و الله الموفق.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[02 Jun 2006, 11:13 م]ـ
هذا نظم عزو الطرق كاملا حملته منذ فترة من ملتقى أهل القرءان و قد قمت بتسجيله هو و مجموعة كبيرة من منظومات المتولى و لقد وضعت نظم العزو فى المرفقات و هذا هو مسموع بصوت أخيكم
http://khayma.com/tajweed/taha/azw.rm
و هنا تجدون بقية المنظومات
http://www.khayma.com/tajweed/qmoton.htm
و السلام عليكم
ـ[حامد بن يحيى]ــــــــ[03 Jun 2006, 01:30 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي طه وجعله في ميزان حسناتك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القعقاع محمد]ــــــــ[22 Jun 2006, 10:55 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ابن عامر الشامي]ــــــــ[07 Oct 2008, 09:09 م]ـ
بارك الله فيك على هذا النظم المبارك
ـ[السراج]ــــــــ[08 Oct 2008, 11:22 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ...(/)
سؤال حول علامة الركوع في المصحف
ـ[عبد الرحمن]ــــــــ[28 May 2003, 10:38 م]ـ
يوجد أحياناً في المصحف علامة الركوع (ع) حيث يستحسن الركوع لاكتمال الموعظة والمعنى ..
فمن يعرف أصل هذه العلامات ومن أول من وضعها وهل يوجد مصدر أو مرجع لها؟؟
ـ[الحارث]ــــــــ[29 May 2003, 06:04 ص]ـ
الأخ عبد الرحمن بارك الله فيك:
في أيّ مصحف توجد هذه العلامة (ع)؟
ـ[عبد الرحمن]ــــــــ[02 Jun 2003, 02:43 م]ـ
تجدها في المصاحف المطبوعة في الباكستان على الهوامش الجانبية
ووجدتها في مصحف - لا أذكر أين طبع - مثبتة على أواخر الآيات .. وفي آخر المصحف شرح يبين فائدتها وهي اكتمال المعنى واستحباب الركوع لمن كان في صلاة ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Jun 2003, 04:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم عبدالرحمن وفقه الله
العلامة التي سألت عنها وهي علامة (ع)، ومعناها استحباب الركوع لمن كان يقرأ إماماً بالناس في الصلاة، أومنفرداً أن يركع عندها لاكتمال المعنى، علامة يمكن قياسها على بقية علامات المصحف التي وضعها العلماء كعلامة الوقف الجائز والممنوع وغيرها، والقول بجوازها.
وأنت تسأل عن علامات الوقوف ونحوها من مثل علامات الركوع التي ذكرتها، والعلماء الذين أشرفوا على طباعة المصاحف المتأخرة اعتمدوا على كتب الوقف والابتداء مثل كتاب أبي عمرو الداني وغيره، واعتمدوا على التفسير والمعنى الصحيح الذي يناسب الوقف، ويكتمل عنده المعنى بحسب ما رأته اللجنة المكلفة بهذا من العلماء.
ولم ينصوا على أنهم رجعوا في مثل هذه العلامات على كتاب بعينه ..
ومن الكتب النافعة في ذلك كتاب محمد طاهر الكردي (تاريخ القرآن). فهو كتاب جيد في هذا الباب، وكذلك كتابه الآخر (الخط العربي) رحمه الله وقد كان خطاطاً ماهراً، كتب المصحف مرات عديدة، وهو من أهل مكة المكرمة.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[03 Jun 2003, 02:33 م]ـ
الأخ عبد الرحمن حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فأفيدكم ان هذه العلامة من إبداعات علماء القارة الهندية ـ فيما يبدو ـ وقد تتبعتها في بعض الكتب التي تشير إلى رموز المصاحف، فلم أجد لها ذكرًا إلا في كتاب منوز ألطاف البرهان في رموز أوقاف القرآن، لنحمد الصادق الهندي، وقد طُبِع طبعة قديمة، وذلك عام 1290، ومنه نسخة في مكتبة جامعة الإمام، وقد شرح هذا الرمز الموجود في المصحف المكتوب بخط النستعليق الذي يقرأ به الباكستانيون، قال: (ورمز ع هذه علامة الركوع) ص: 33 من الكتاب.
والمراد أن القصة أو المقطع قد تمَّ وما بعده مستأنف، فيصلح أن تركع على هذا الموضع.
وكتاب كنوز ألطاف البرهان فيه كل ما يتعلق بالمصحف الباكستاني من رموز موجودة في الحواشي، وهو مفيد في معرفة هذه الرموز.
وإني أنصح الأئمة بأخذ هذه الركوعات الموجودة في هذا المصحف؛ لأن الذي وضعها تتبع المعاني، وقد وُفِّقَ فيها إلى حدٍّ كبير، وهي أحسن في تتبع المعاني من الأثمان والأرباع والأحزاب والأجزاء الموجودة في المصحف المصري ومن تبعه من المصاحف الأخرى المطبوعة في الشام والعراق والمملكة العربية السعودية.
ـ[عبد الرحمن]ــــــــ[03 Jun 2003, 03:11 م]ـ
جزاك الله خيرا(/)
أركان القرآءة المقبولة (3):موافقة خط المصحف
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[29 May 2003, 12:59 ص]ـ
تقدمت الحلقتان الأولى والثانية على هذا الرابط:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=224
وإليك الحلقة الثالثة:
المبحث الثاني:موافقة الرسم ولو احتمالاً وقال بعضهم: أو تقديراً.
وإليه أشار الشاطبي بقول: أوكان للرسم احتمالاً يحوي.
المطلب الأول:أهمية هذا الركن:
قال مكي وسقط العمل بما يخالف خط المصحف من الأحرف السبعة التي نزل بها القران بالإجماع على خط المصحف (1).
وقال ابن الجزري: أجمعت الأمة المعصومة من الخطأ على ما تضمنته هذه المصاحف وترك ما خالفها من زيادة أو نقص أو ابدال كلمة بأخرى مما كان مأذونا فيه توسعة عليهم ولم يثبت عندهم ثبوتاً مستفيضاً أنه من القران (2).
وقال ايضاً: كتبت المصاحف على اللفظ الذي استقر عليه في العرضة الأخيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما صرح به غير واحد من السلف (3).
وقال مكي: مصحف عثمان الذي أجمع الصحابة فمن بعدهم عليه واطرح ما سواه مما يخالف خطه فقرئ بذلك لموافقة الخط لا يخرج شئ منها عن خط المصاحف التي نسخها عثمان رضي الله عنه وبعث بها إلى الأمصار وجمع المسلمين عليها ومنع من القراء ة بما خالف خطها وساعده على ذلك زهاء اثني عشر ا لفاً من الصحابة و التابعين واتبعه على ذلك جماعة المسلمين بعده وصارت القراءة عند جميع العلماء بما يخالفه بدعة وخطأ وإن صحت ورويت (4).
المطلب الثاني: المراد بهذا الركن.
قال ابن الجزري: نعني بموافقة أحد المصاحف ما كان ثابتاً في بعضها دون بعض كقراءة ابن عامر " قالوا أتخذ الله ولداً " في البقرة بغير واو "وبالزبر وبالكتاب المنير " بزيادة الباء في الاسمين ثم قال فلو لم يكن ذلك كذلك في شئ من المصاحف العثمانية لكانت القراءة بذلك شاذة لمخالفتها الرسم.
وقولنا "ولو احتمالاً" نعني به ما يوافق الرسم ولو تقديراً إذ موافقة الرسم قد تكون تحقيقاً وهو الموافقة الصريحة وقد تكون تقديراً وهو الموافقة احتمالاً فإنه خولف صريح الرسم في مواضع إجماعاً نحو "السماوات والصالحات ".
وقد توافق بعض القراءات الرسم تحقيقاً ويوافق بعضها تقديراً نحو "مالك يوم الدين "فإنه كتب بغير ألف في جميع المصاحف فقراءة الحذف تحتمله تحقيقاً كما كتب "ملك الناس" وقراءة الألف محتمله تقديراً كما كتب"مالك الملك " فتكون الألف حذفت اختصاراً .... وقد توافق اختلافات القراءات الرسم تحقيقاً نحو "أنصار الله، ونادته الملائكة،ويغفر لكم،ويعلمون،وهيت لك " ونحو ذلك مما يدل تجرده عن النقط والشكل وحذفه وإثباته على فضل عظيم للصحابة رضي الله عنهم في علم الهجاء خاصة وفهم ثاقب في تحقيق كل علم فسبحان من أعطاهم وفضلهم على سائر هذه الأمة (1).
المطلب الثالث: أقسام الرسم
قال الزرقاني: "اعلم أن الرسم هو تصوير الكلمة بحروف هجائها بتقدير الابتداء بها والوقوف عليها والعثماني هو الذي رسم في المصاحف العثمانية وينقسم إلى قياسي وهو ما وافق اللفظ وهو معنى قولهم: تحقيقاً. و إلى سماعي وهو ما خالف اللفظ وهو معنى قولهم:تقديراً. وإلى احتمالي وسيأتي.
ومخالفة الرسم اللفظ محصورة في خمسة أقسام وهي:
1 - الدلالة على البدل نحو "الصراط"
2 - الزيادة نحو "مالك "
3 - الحذف نحو "لكنا هو "
4 - الفصل نحو "فمال هؤلاء "
5 - الأصل الوصل نحو "ألا يسجدوا "
فقراءة الصاد والحذف والإثبات والفصل والوصل خمستها وافقها الرسم تحقيقاً وغيرها تقديراً لأن السين تبدل صاداً قبل أربعة أحرف منها الطاء كما سيأتي وألف مالك عند المثبت زائدة وأصل " لكنا " الإثبات وأصل " فمال " الفصل وأصل " ألا يسجدوا " الوصل فا البدل في حكم المبدل منه وكذا الباقي وذلك ليتحقق الوفاق التقديري لأن اختلاف القراءتين إذا كان يتغاير دون تضاد ولا تناقض فهو في حكم الموافق وإذا كان بتضاد أو تناقض ففي حكم المخالف والواقع الأول فقط وهو الذي لا يلزم من صحة أحد الوجهين فيه بطلان الآخر.
(يُتْبَعُ)
(/)
تحقيقه: أن اللفظ تارةً يكون له جهة واحدة فيرسم على وفقها فالرسم هنا حصر جهة اللفظ فمخالفه مناقض وتارة يكون له جهات فيرسم على إحداها فلا يحصر جهة اللفظ فاللافظ به موافق تحقيقاً وبغيره تقديراً لأن البدل في حكم المبدل منه وكذا بقية الخمسة. القسم الثالث: ما وافق الرسم احتمالاً. ويندرج فيه ما وقع الاختلاف فيه بالحركه والسكون نحو "القُدْس " وبالتخفيف والتشديد نحو "ينشركم " بيونس، وبالقطع والوصل المعبر عنه بالشكل نحو " ادخلوا " بغافر، وباختلاف الإعجام نحو "يعلمون " و"يفتح " وبالإعجام والإهمال نحو " ننشزها " وكذا المختلف في كيفية لفظها كالمدغم والمسّهل والممال والمرقق والمدور فإن المصاحف العثمانية هكذا كلها لتجردها عن أوصافها (1).
المطلب الرابع: تنبيهات تتعلق بهذا الركن:
1 - قال أبو شامة: ولعل مرادهم بموفقة خط المصحف ما يرجع إلى زيادة الكلمة أو نقصانها.فإنه فيما يروى من ذلك عن أبي بن كعب وابن مسعود رضي الله عنهما من هذا النوع شيئاً كثيراً فكتبت المصاحف على اللفظ الذي استقرا عليه في العرضة الأخيرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما سبق تفسيره.
أما ما يرجع إلى الهجاء وتصوير الحروف فلا اعتبار بذلك في الرسم فإنه مظنة الإختلاف وأكثره اصطلاح وقد خولف الرسم بالإجماع في مواضع من ذلك كالصلاة والزكاة والحياة فهي مرسومات بالواو ولم يقرأها أحد على لفظ الواو فليكتف في مثل ذلك بالأمرين الآخرين وهما:
صحة النقل والفصاحة في لغة العرب
2 - قال ابن الجزري:على أن مخالفة صريح الرسم في حرف مدغم أو مبدل أو ثابت أو محذوف أو نحو ذلك لا يعد مخالفاً إذا ثبتت القراءة به ووردت مشهورة مستفاضة ألا ترى أنهم لم يعدو إثبات ياءات الزوائد وحذف ياء " تسئلن" في الكهف وقراءة " وأكون من الصالحين " والظاء من "بضنين " ونحو ذلك من مخالفة الرسم المردود فإن الخلا ف في ذلك يغتفر إذ هو قريب يرجع إلى معنى واحد وتمشيه صحة القراءة وشدتها وتلقيها بالقبول وذلك بخلاف زيادة كلمة ونقصانها وتقديمها وتأخيرها حتى لو كانت حرفاً واحداً من حروف المعاني فإن حكمه في حكم الكلمة لا يسوغ مخالفة الرسم فيه وهذا هو الحد الفاصل في حقيقة أتباع الرسم ومخالفته (3).
ويتبع ان شاء الله بقية البحث
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 May 2003, 10:27 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم أبا خالد على هذا البحث وغيره، وأعتذر عن عدم المشاركة في مناقشة ما تطرحونه كثيراً، لرغبتي في كتابة تليق بكم، ثم كثرت علينا البحوث، فأصبحنا نكتفي بالقراءة. فسامحنا وليس عدم المشاركة إلا لهذا السبب، وليس لعدم علمنا بها أو عدم استفادتنا منها.
أخي الكريم: بالنسبة لموضوع رسم المصحف، فقد كُتبتْ فيه - كما تعلم - كتب كثيرة قديماً وحديثاً. ولم أر أجمع من كتاب الدكتور غانم قدوري الحمد الذي طبع عام 1400هـ بعنوان (رسم المصحف - دراسة لغوية تأريخية). حيث استوعب الموضوع، وفصل القول فيه تفصيلاً يشفي الغليل. فما أدري ما رأيكم يا أبا خالد في هذا الكتاب؟ وفقكم الله.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[31 May 2003, 12:24 ص]ـ
للأسف ابا عبد الله لم أطلع على الكتاب فلعلك تكتب لنا ما يخص موضوعنا بارك الله فيك.(/)
الأوجه التي يبدأ بها القارئ عند قراءته لسورة آل عمران:
ـ[الظافر]ــــــــ[29 May 2003, 11:46 ص]ـ
الأوجه التي يبدأ بها القارئ عند قراءته لسورة آل عمران و الأوجه التي يُقرأ بها بين البقرة و آل عمران كما تلقينها عن مشائيخنا
على هذا الملف
ـ[الظافر]ــــــــ[29 May 2003, 11:51 ص]ـ
اعتذر فقد أنزات الملف لكن ماأدري لماذا لم يظهر فخذه من هنا
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[16 Feb 2009, 08:33 م]ـ
بسم الله والحمد لله وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحابته وإخوانه أما بعد
لم يظهر الملف الملحق! ولم يعلق مشايخنا! فلعلهم يفيدوننا جزاهم الله خيرا!(/)
ماهي أفضل كتب التجويد على رواية حفص عن عاصم برأيك؟
ـ[الظافر]ــــــــ[29 May 2003, 06:20 م]ـ
أفضل الكتب في التجويد على رواية حفص عن عاصم من حيث جمع القواعد التجويدية كتاب شيخنا الشيخ محمد شحادة الغول (بغية عباد الرحمن)، وهذا حسب دراستي واطلاعي.
وقد ذكر لي كتاب للشيخ الدكتور متعب الطيار اسمه الإتقان ولكنني لم أره بعد
شارك وبين أفضل الكتب في التجويد.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[29 May 2003, 10:47 م]ـ
أفضل كتاب في التجويد بين الكتب التي اطلعت عليها هو كتاب (هداية القاري لتجويد كلام الباري) للشيخ عبد الفتاح عجمي المرصفي رحمه الله.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[30 May 2003, 12:16 ص]ـ
بسم الله
لا شك أن الحكم على كتابٍ ما بأنه أفضل كتاب في علمٍ ما ليس بالأمر الهيّن؛ فهذا لا يمكن إطلاقه وقبوله إلا بثلاثة شروط - من وجهة نظري -:
الشرط الأول: أن يكون هذا الحكم بعد قراءة كتب ذلك الفن كاملة؛ حتى يكون الحكم صحيحاً. وهذا إن لم يكن مستحيلاً فهو صعب جداً.
الشرط الثاني: أن يكون هذا الحكم صادراً من متخصص متقن مجتهد في العلم الذي يراد بيان أفضل كتبه.
الشرط الثالث: أن يكون الحكم صادراً من منصف متجرد.
ولعل مقصد السائل هو بيان حكم نسبي يتعلق بالقارئ، ولا يخرج عن الكتب التي اطلع عليها.
وعليه؛ فمن أفضل الكتب التي قرأتها واطلعت عليها، ورأيت فيها تحريراً وتأصيلاً كتاب شيخ عموم المقارئ المصرية سابقاً القارئ المتقن المتفق على جلالته عند أهل هذا الفن: محمود خليل الحصري [ت: 1401هـ]، وعنوانه:أحكام قراءة القرآن الكريم
ضبط نصه وعلق عليه: محمد طلحة بلال منيار.
ولعل أحد المتخصصين يطلع عليه، ويقرر بعد ذلك. ويقى الأمر وجهة نظر قابلة للمناقشة.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[30 May 2003, 01:30 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وإن كان كلام أمثالي لا يحسن بعد كلام القارئ المقرئ فضيلة الشيخ أبي خالد السلمي، و الشرط الذي ذكره أخي العبيدي لا ينطبق علي لكن من باب المشاركة، أرى أن كتاب الشيخ أحمد الطويل المسمى فن الترتيل وعلومه، المطبوع في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف بالمدينة، من أبدع وأروع الكتب وقد اشتمل على مسائل كثيرة متعلقة بالقرآن، وعلومه زيادة على التجويد، وقد رتب ترتيبا بديعا، وتميز ببساطة الأسلوب وحسن العرض، والطباعة. والكتاب في مجلدين. والله أعلم.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[30 May 2003, 05:33 ص]ـ
لو سمح مشايخنا لمثلي بمشاركتهم
فهناك كتاب نهاية القول المفيد للشيخ / محمد نصر الجريسي من الكتب النافعة جدا في هذا الباب والله أعلم
ـ[المحب الكبير]ــــــــ[30 May 2003, 05:51 ص]ـ
طلبا للفائدة
ـ[أبو أحمد الجنوبي]ــــــــ[30 May 2003, 02:31 م]ـ
الحمد لله، وبعد:
بالنسبة لكتب علم التجويد فهي من الكتب التي لا زال مجال الإبداع فيها موجوداً، فالبعض يوضح لك مخارج الحروف عموما بالرسم، والبعض يوضح لك مخرج كل حرف برسم مستقل، والبعض يقسم لك صفات الحروف على أشكال جداول وغير ذلك كثير، المقصود من الكلام السابق أنك قد تجد في كل كتاب من كتب التجويد ميزة لا تجدها في الآخر.
ولكن بالنسبة لأفضل ما قرأت ـ ولا أقول إنه الأفضل لأني لم أطلع على الجميع ـ فهو الكتاب الذي ذكره الشيخ أبو خالد السلمي، كتاب الشيخ عبدالفتاح السيد عجمي المرصفي رحمه الله، فهو كتاب يقع في مجلدين يتحدث عن التجويد بالتفصيل، وفيه من القواعد القيمة التي بحثت عنها في غيره فلم أجدها إلا فيه، والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 May 2003, 04:21 م]ـ
جزاكم الله خيراً
كنت اشرت في مشاركة سابقة إلى أننا درجنا منذ بدأنا في تعلم التجويد على النظر في الكتب المختصرة اختصاراً شديداً أمثال (البرهان في تجويد القرآن) لمحمد الصادق قمحاوي وغيره.
وظل هذا الكتاب الصغير مرجعاً للطلاب حتى نهاية المرحلة الجامعية ولا يزال؛ مما جعل الطلاب لا يعرفون تاريخ علم التجويد، ولا كيف نشأ كعلم مستقلٍ خادمٍ للقرآن الكريم،ولا الترتيب الصحيح لدراسة موضوعات علم التجويد، وما هي الموضوعات التي يحسن بالمعلم والمتعلم أن يبدأ بها ونحو ذلك.
ومضت على ذلك سنون، لانكاد نعرف مؤلفاً في التجويد غير هذه الكتب المتأخرة، وقليل من كتب ابن الجزري رحمه الله.
وفي السنوات الأخيرة أخذ الدكتور غانم قدوري الحمد البغدادي على عاتقه إخراج كنوز علم التجويد، وتحقيقها، ودراسة تاريخ هذا العلم في بحوث متفرقة بعضها كتاب قائم برأسه، وبعضها بحوث متفرقة في مجلات علمية، جمعت بعد ذلك في كتاب، فجدد هذا العلم للدارسين، ووضح معالم نشأة هذا العلم بدراسة متأنية صابرة جادة. أتت بجديد، وأماطت اللثام عن كثير من المؤلفات القيمة التي ظلت حبيسة في خزائن المخطوطات دهراً كريتاً.
والدكتور غانم من القلائل الذين آخذ نفسي، وأنصح إخواني بقراءة كتبهم وبحوثهم وتحقيقاتهم لما فيها من الجدة والعمق العلمي، ومعظم الكتب التي حققها، والبحوث التي كتبها في علم التجويد.
وقد بسطت الحديث عن كتبه ومؤلفاته في مشاركة سابقة، ونشرت مقالة في إحدى المجلات حول جهوده وتميزه، رغبة مني في إشهار هذه الكتب والمؤلفات التي انتفعت بها نفعاً عظيماً، وتأملتها طويلاً ولله الحمد. ويمكن الرجوع إلى تلك المشاركة على هذا الرابط. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=85) .
وهناك كتاب من أنفع كتب التجويد التي قرأتها، وهو كتاب: جهد المقل
ومؤلفه هو محمد بن أبي بكر المرعشي الملقب بساجقلي زاده، المتوفى سنة 1150هـ. وقد طبع الكتاب في دار عمار بالأردن، عام 1422هـ.
وقد حقق هذا الكتاب الدكتور سالم قدوري الحمد، وهو شقيق للدكتور غانم الحمد. وهذا الكتاب ن الكتب الثمينة في علم التجويد، وكثير من المتخصصين لم يتنبه لهذا الكتاب بعد، بل تجده في بعض المكتبات مع كتب اللغة العربية، حيث لا يعلمون أنه من كتب التجويد، وكنت أنبه القائمين على المكتبات على هذا الأمر فيسارعون جزاهم الله خيراً إلى تغيير مكانه ووضعه مع كتب التجويد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مستفيد]ــــــــ[01 Jun 2003, 03:17 م]ـ
و مَاذا عن كتاب: حق التلاوة؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[20 May 2004, 07:25 ص]ـ
يرفع طلباً للإجابة من المتخصصين في التجويد وفقهم الله
ـ[ولد نجد]ــــــــ[21 May 2004, 02:03 م]ـ
أخي العزيز الظافر
من خلال تجربتي لقراءة القرآن الكريم أجد واحدا من أفضل الكتب التي قرأتها واستفدت منها هو كتاب ((غاية المريد في علم التجويد)) ومؤلفه هو فضيلة الشيخ عطية قابل نصر والمدرس سابقا في كلية المعلمين في مدينة الرياض وأنا قداتفدت استفادة عظيمة هذا الكتاب وخصوصا أن مؤلفه هو معلم ومدرس قبل كل شيء وهذا ما يجعله ذا فائدة كبيرة
وتحياتي لك
ـ[الميموني]ــــــــ[22 May 2004, 02:19 م]ـ
كتاب شيخنا المرصفي الذي كان في آخر حياته أستاذا في كلية القرآن: هداية القاري.
من أجود كتب الفن لولا بعض الملاحظات و تطويله في بعض القضايا
و أما كتب الفن المطبوعة فأحسنها في نظري شرح طاش كبري زادة على الجزرية مع إكثاره من إعراب الأبيات مستقلة و ذلك مع فائدة ليس له علاقة بالتجويد
و كتابه حققه شيخنا د: محمد سيدي المين و طبعه مجمع اللك فهد طباعة أنيقة. و قد كنت أريد تحقيقه فصورت منه نسخة بخط مصنفه لم يطلع شيخنا عليها و لكني بعد أن
عرفت أنه حققه تركت ذلك و كتاب نهاية القول المفيد أوسع منه و أجمع ولكن نسخه نادرة هذا بالنسبة للمطبوع و أما المحقق كرسائل أو المخطوط فلذلك كلام آخر.
ـ[أبو معاذ الكناني]ــــــــ[23 May 2004, 12:19 ص]ـ
من الكتب الجليلة في هذا الفن ((قواعد التجويد على رواية حفص عن عاصم)) للدكتور عبد العزيزبن عبد الفتاح القارئ
ـ[خادم القرآن الكريم]ــــــــ[25 May 2004, 01:29 ص]ـ
السلام عليكم اخوتاه
فمن التواضع منكم ان يسمح لمثلى بالادلاء برأيه
فالحق يقال ان العلامة المحقق الشيخ عبد الفتاح المرصفى - رحمه الله تعالى - قد الف كتابا لا نظير له فى التجويد وهو هداية القارى الى تجويد كلام البارى فالحق يقال انه اجمع كتب التجويد واكثرها وعيا لفنونه
ـ[أبو حسن]ــــــــ[24 Oct 2005, 11:23 م]ـ
في رأيي كتاب المذكرة في التجويد للشيخ محمد نبهان مصري
كتاب جميل ونافع
وغاية المريد للشيخ عطية قابل نصر
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[25 Oct 2005, 08:47 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد
ومن الكتب التجويدية التي درستها ووجدت فيها فوائد كثيرة
شرح الملا علي القاري على الجزرية فشرحه ماتع جامع
واحب أن أضيف أن هناك الكثير من المخطوطات التي لم ترى النور بعد اعتنت
برواية حفص عن عاصم راوية وتجويدا مثل كتاب العدوي المخطوط في الازهرية
وهناك أيضا كتاب لابي المواهب الحنبلي واظنه حقق
والله تعالى اعلم
ـ[محمود المومني]ــــــــ[04 Mar 2006, 06:41 ص]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
تستطيع أن تستمع لدروس تعليم أحكام التلاوة بإسلوب رائع ومشوّق لفضيلة الشيخ أحمد عامر على هذا الرابط.
http://www.al-eman.com/Taguid/3amer.asp
فيه تجد سلسلة مؤلفة من عشرين شريطً.
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[04 Mar 2006, 01:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. لا أشك أنه لم يكتب أحد في علم التجويد بعبارات سهلة، ومباحث محررة مفصلة، ونقول قيمة لعلماء هذا الفن مثل الشيخ عبدالفتاح المرصفي يرحمه الله. وأنصح القراء الأعزاء بقراءة تقاريظ المشايخ في مقدمة الكتاب. وقد اعتمد الشيخ على كتب العلماء المعول عليهم في هذا الفن.
ويعتبر كتاب الشيخ د. عبدالقيوم السندي "التسهيل في قواعد الترتيل" مختصراً لهذا الكتاب وفيه إضافات قيمة. وهذا المختصر يفوق علمياً على مذكرة الشيخ النبهان وبرهان الشيخ قمحاوي وقواعد الشيخ القاري.
وأما شرح الملا علي القاري فأعتبره أفضل شرح للجزرية وقد تعقب من سبقه من الشراح أمثال الشيخ زكريا الأنصاري والشيخ خالد الأزهري والقسطلاني والشيخ عصام والفضالي وغيرهم. ولكن الكتاب لا يزال يحتاج إلى تحقيق علمي رصين.
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[22 Feb 2009, 05:51 م]ـ
للشيخ المُقرئ: عبدالله بن صالح العبيد كتابٌ بديعٌ مُحرَّر اسمه (الإتقان) من إصدار: دار العاصمة بالرياض على ما أظن، فأنا بعيد العهد به.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[22 Feb 2009, 06:21 م]ـ
للشيخ المُقرئ: عبدالله بن صالح العبيد كتابٌ بديعٌ مُحرَّر اسمه (الإتقان) من إصدار: دار العاصمة بالرياض على ما أظن، فأنا بعيد العهد به.
هو كما ذكرت ـ حفظك الله ـ من إصدار دار العاصمة، وهو كتاب نفيس متقن محرر، وقد ألفه الشيخ للحافظ المبتدي كما ذكر في مقدمته،وليته يؤلف على غراره كتابا للمتقدمين في هذا العلم.
ـ[فتح الرحمن]ــــــــ[23 Mar 2009, 03:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
لله دركم ياأهل الملتقي
فيما يتعلق بكتب التجويد علي حسب اطلاعي المتواضع اطلعت اول امس علي كتاب جديد وفعلا اعجبن كثيرا وهو كتاب المنهج العمل في توضيح احكام التجويد
وهذا الكتاب هو خلاصة تجربة عشرين عاما في كجال تدريس القران والتجويد
كما ذكر مؤلفة الشيخ الفاضل الاستاذ محمد علي عبد الباقي السبعي المدرس بمدرسة شعبة بتحفيظ القران الكريم بالرياض علي حسب ماذكر في طبعة دار الوطن للنشر
الكتاب انا نزلته من الانترنت ولم افلح في ايجاد الرابط ولاادري هل الكتاب رفع علي النت باذن صاحبه ام لا ولكن حين اوفق سارسل الرابط للمنتدي
وتقبلوا تحياتي
واساله ان يجمعنا في الجنه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فتح الرحمن]ــــــــ[23 Mar 2009, 03:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
لله دركم ياأهل الملتقي
فيما يتعلق بكتب التجويد علي حسب اطلاعي المتواضع اطلعت اول امس علي كتاب جديد وفعلا اعجبت كثيرا وهو كتاب (المنهج العملي في توضيح احكام التجويد)
وهذا الكتاب هو خلاصة تجربة عشرين عاما في مجال تدريس القران والتجويد
كما ذكر مؤلفة الشيخ الفاضل الاستاذ محمد علي عبد الباقي السبعي المدرس بمدرسة شعبة بتحفيظ القران الكريم بالرياض علي حسب ماذكر في طبعة دار الوطن للنشر
الكتاب انا نزلته من الانترنت ولم افلح في ايجاد الرابط ولاادري هل الكتاب رفع علي النت باذن صاحبه ام لا ولكن حين اوفق سارسل الرابط للمنتدي
وتقبلوا تحياتي
واساله ان يجمعنا في الجنه
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[10 Apr 2009, 11:18 م]ـ
أما بالنسبة لكتب التجويد المعاصرة، فإنَّ أجمع كتاب في نظري هو كتاب الشيخ عبد الفتاح المرصفي (هداية القاري) ومن اطلع على الكتاب عرف مقداره، لاسيّما أنَّ المؤلف كتبه نقلاً عن كثير من المخطوطات التي لم تطبع بعد، وإنما طبعت متأخرة، ثمَّ إنه خلاصة تجربة طويلة في تعلم وتعليم القرآن الكريم في مصر وليبيا والحجاز، إلا أنَّ الكتاب عليه بعض الملاحظات التي لا يخلو منها كتاب.
وأما من الكتب العصرية المختصرة فإنَّ كتب (الإتقان) للشيخ عبد الله العبيد، جيّد في بابه وصياغته صياغة جديدة - جزاه الله خيراً - إلا أنَّ عليه بعض الملاحظات ظهرت لي في طبعته الأولى باليمن 1425 هـ، وذلك لكثرت قراءتي لهذا الكتاب مرات عديدة، فأسأل الله أن يبارك في مؤلفه، ويختم لنا وله بالحسنى.
ـ[أبو باسم]ــــــــ[10 Apr 2009, 11:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أخي: فتح الرحمن
نعم انا محمد السبعي مؤلف (كتاب المنهج العملي) في التجويد ..
سمحت بنشر كتابي في الإنترنت لتعم الفائدة للجميع ..
ولكم مني جزيل الشكر.
ـ[الجكني]ــــــــ[11 Apr 2009, 12:55 ص]ـ
ألاحظ أن كل واحد من الإخوة الكرام يذكر الكتاب الذي يراه " حسب رأيه "، وهذا هو عين الصواب، ولا يلزم من ذلك أن يكون ما يراه صواباً هو الصواب.
لكن الشيء غير الصواب هو ما ذكره بعض الإخوة الكرام حول كتاب شخي وأستاذي العالم المحقق عبد الفتاح المرصفي رحمه الله برحمته الواسعة " ووصفوه بتلك الكلمة الرنانة التي لا نعرف من تبعيتها إلا التنقيص والطعن ممن قيلت فيه، أعني كلمة " عليه بعض الملحوظات "؟؟؟؟
فمثل هذه الكلمة في حق كتاب شيخنا لا تقبل من قائلها - مع تقديرنا له - أيّ كان، نعم إن جاءنا بهذه الملحوظات واطلعنا عليها نناقشه فنسلّم له أو يسلّم هو للشيخ، أما رميها هكذا فلا وألف لا.
ثم ايضاً:
في أي الطبعتين هذه الملاحظات؟ إن كانت في الأولى فالشيخ نفسه رحمه الله قد رجع عنها؛ وهي ليست أخطاء علمية بل هي اجتهادات رأى أن غيرها أصوب مما كان قاله، وإن كانت في الطبعة الثانية فليخرجوها لنا ولغيرنا من طلاب العلم مع ذكر الأدلة على عدم صحة ماقاله شيخنا، وبالتالي الدليل على صواب مارأوه هم.
والله من وراء القصد.
تلميذ المرصفي:
السالم الجكني
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[11 Apr 2009, 03:25 م]ـ
شكر الله لأستاذي الفاضل السالم الجكني مشاركته وتنبيهه هذا، ويعلم الله إننا كنا نقول ولا زلنا نقول: إنَّ كتاب (هداية القاري) من أفضل الكتب العصرية التي أصبح كثيرٌ من الناس إن لم أقل كل أهل هذا الفن في هذا الزمن عالةً عليه، وأعرف عن الشيخ المرصفي الشيء الكثير عن سعته العلمية عن طريقكم في مقاعد الدراسة وعن طريق شيخنا عبد الرحيم العلمي - حفظكم الله -، فقد أمتعتنا به، والشيخ المرصفي لايشك أحدٌ في سعة علمه، وفي قيمة كتابه العلمية، ولكن العصمة من الخطأ لكتاب الله تعالى، وهناك بعض المسائل اليسيرة جداً قد يراه الشيخ - رحمه الله - ولا يراها غيره. ويعلم الله أنَّ من أهداف قراءتي على شيخنا العلمي: كنتُ أريد أن أتعرف على ملاحظات الشيخ المرصفي العملية في تلاوة القرآن الكريم. وقد أفادني بها شيخنا - الذي لاأملك رد الوفاء له إلا أن أسأل الله تعالى أن يرزقني وإياه وإياكم الفردوس الأعلى -.
وأنا أشكر لشيخنا وأستاذنا دفاعه عن شيخه وأستاذه المرصفي، ولعلي أتصل عليكم قريباً عن طريق الجوال، وبلغ سلامي لمشايخنا بالقسم - بارك الله فيكم جميعاً -.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Jul 2010, 05:38 م]ـ
يضاف إلى ما تقدم من المؤلفات الجيدة في التجويد ما صنفه الشيخ غانم قدوري الحمد مؤخراً في التجويد، مثل شرحه للجزرية شرحاً وجيزاً وشرحاً موسعاً، وكتابه (الميسر في علم التجويد) فهي كتب قيمة محررة، وفيها إضافات جيدة جزاه الله خيراً، وقد سبقت الإشارة إليها في مشاركات أخرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب القراءات]ــــــــ[11 Jul 2010, 08:41 م]ـ
يضاف إلى ما تقدم من المؤلفات الجيدة في التجويد ما صنفه الشيخ غانم قدوري الحمد مؤخراً في التجويد، مثل شرحه للجزرية شرحاً وجيزاً وشرحاً موسعاً، وكتابه (الميسر في علم التجويد) فهي كتب قيمة محررة، وفيها إضافات جيدة جزاه الله خيراً، وقد سبقت الإشارة إليها في مشاركات أخرى.
ويضاف إليها كذلك كتاب
التجويد الميسر , الصادر عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=16835&highlight=%C7%E1%CA%CC%E6%ED%CF+%C7%E1%E3%ED%D3%D1 )
إعداد مجموعة من علماء التجويد والقراءات بالمدينة وهم:
1. فضيلة الشيخ د/ علي بن عبدالرحمن الحذيفي
2. فضيلة الشيخ /عبدالرافع رضوان
3. فضيلة الشيخ د/ محمد عمر حويه
4. فضيلة الشيخ د/ حازم بن سعيد حيدر
5.فضيلة الشيخ أ. د/ محمد سيدي الأمين
ـ[سفير الغرباء]ــــــــ[12 Jul 2010, 01:17 ص]ـ
^
^
لكنه للأسف ضعيف الانتشار!
ـ[سفير الغرباء]ــــــــ[12 Jul 2010, 01:22 ص]ـ
في رأيي القاصر أن أفضل كتب التجويد تختلف بحسب حال السائل.
فهناك كتب للمبتدئين و هناك كتب للمتقدمين.
كتاب (تيسير علم التجويد) للشيخ: أحمد الطويل، أعتقد أنه مناسب جداً للمبتدئين.
و كتاب (هداية القاري) و (غاية المريد) مناسب للمتقدمين.
و كما ذكر الشيخ د / عبدالرحمن الشهري - بورك فيه - أن كتب و شروحات الشيخ د / غانم نافعة و مفيدة للغاية.
ـ[التواقة]ــــــــ[14 Jul 2010, 05:10 ص]ـ
أي هذه الكتب تصلح للتدريس في حلق التحفيظ والمدارس النسائية؟
ـ[عاطف الفيومي]ــــــــ[14 Jul 2010, 05:29 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
بعد قراءة مشاركات الاخوة الكرام والنظر فيها ..
وبعد رحلة - بفضل الله وكرمه - 18 سنة مع تعليم وتدريس القرآن .. وكتب التجويد كثيرة ومنتشرة ومتفاوته من بلد إلى بلد أحياناً ..
ولذا اقترح على الاخوة هذا الاقتراح .. وهو بالنسبة لي - منهج أدرسه في دروس الإقراء والتعليم عمليًا منذ 18 عام - وقد أثبت جدواه بفضل الله تعالى ..
أقترح أن يقسم دراسة التجويد على ثلاثة مراحل متتالية ومتفاوتة أيضًا فقد تكون أول مرحلة ستة أشهر أو أقل أو أكثر أما الثانية فهي أقل من شهرين إلى أربعة والثالثة لها وقتها .. ولذا أقول:
1 - المرحلة الأولى: للمبتدئ كتاب - البرهان - للقمحاوي أو ما كان مختصر على شاكلته ..
2 - المرحلة الثانية: للمتوسط كتاب - غاية المريد - لعطية نصر فهو - مرتب - متوسع ببيان الأوجه - حسن العبارة - ضارب للمثال جيدا.
3 - المرحلة الثالثة: للمنتهي كتاب - هداية القاري - الشيخ المرصفي - فإنه بديع - متوسع - محرر كثير من المسائل - جامع لجل الأبواب .. وهو للمتفنن ..
أما بقية الكتب كالشيخ الحصري فهو بديع وجيد وفيه تحرير يمكن الوقوف عليه بعد ذلك للمتقن .. والتوسع بعد ذلك ..
وسأجعل هذه المنهجية في كتاب قريب إن شاء الله تعالى ... يسر الله به ..
هذا من خلال التدريس العملي .. فانتبه ..(/)
نبذة وتقويم تحقيق كتاب (الوسيلة إلى كشف العقيلة).
ـ[المحرر]ــــــــ[31 May 2003, 12:46 ص]ـ
تأليف: علم الدين أبو الحسن علي بن محمد السخاوي (ت 643هـ)
دراسة وتحقيق: مولاي محمد الإدريسي الطاهري
النسخ المعتمدة في التحقيق: اعتمد المحقق في تحقيق هذا الكتاب على خمس نسخ الخطية التالية: النسخة الأولى: اسم الناسخ: عبدالله بن مالك بن مهب الأندلسي، بمدينة دمشق. تاريخ النسخ: التاسع من شهر شعبان سنة اثنين وثلاثين وستمائة. نوع الخط وصفته: أندلسي. مقاس الورقة: 13/ 18 عدد الأوراق: 148 معدل عدد الأسطر في الصفحة: 15 معدل عدد الكلمات في السطر: 10 مصدره: صورة من مكتبة الملك فهد الوطنية وأصلها مخطوط بالمكتبة الوطنية بباريس رقمه: 1/ 610 النسخة الثانية: تاريخ النسخ: التاسع عشر من شوال سبع وأربعين وثمانمائة للهجرة نوع الخط وصفته: نسخ مقاس الورقة: 14/ 19 عدد الأوراق: 144 معدل عدد الأسطر في الصفحة: 15 معدل عدد الكلمات في السطر: 10 ملاحظات: استظهر المحقق أنها منقولة من أصل كتب في حياة المؤلف مصدره: صورة من المخطوطة المخطوط بدار الكتب المصرية رقمه: 66 النسخة الثالثة تاريخ النسخ: لم يذكر نوع الخط وصفته: نسخ مقاس الورقة: 14/ 19 عدد الأوراق: 171 معدل عدد الأسطر في الصفحة: 13 معدل عدد الكلمات في السطر: 10 ملاحظات: النسخة مقابلة ومصححة، غير أنها لا تخلو من تصحيفات وأخطاء مصدره: صورة من المخطوطة بمكتبة الأحقاف (مجموعة الرباط)، حضرموت، اليمن وأخذ مصورتها من معهد المخطوطات العربية بالكويت التابع لجامعة الدول العربية. النسخة الرابعة تاريخ النسخ: استظهر معد فهرس مخطوطات ومصورات جامعة الإمام، أن يعود تاريخ نسخها إلى القرن السابع تقديراً؛ أي عصر المؤلف. مقاس الورقة: 14/ 18 عدد الأوراق: 211 معدل الأسطر في الصفحة: 11 معدل عدد الكلمات في السطر: 10 ملاحظات: وهي مصححة وإن كانت لا تخلو من أخطاء. مصدره: صورة من المخطوط بمكتبة شستربيتي بدبلن وأخذ مصورتها من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض. رقمه: 4848 النسخة الخامسة اسم الناسخ: لم يذكر تاريخ النسخ: فاتح محرم، سنة تسع وأربعين وألف نوع الخط وصفته: مغربي، دقيق مقاس الورقة: 22/ 30 عدد الأوراق: 25 معدل عدد الأسطر في الصفحة: 37 معدل عدد الكلمات في السطر: 30 ملاحظات: وهي نسخة تامة على قلة أوراقها. مصدره: الخزانة الحسنية بالرباط بالمملكة المغربية رقمه: 8008
الناشر: مكتبة الرشد للنشر والتوزيع - الرياض - السعودية
رقم الطبعة: الأولى
تاريخ الطبعة: 28/ 04/2003
نوع التغليف: مقوى فاخر (فني) كعب مسطح
عدد الأجزاء: 1
عدد الصفحات: 553
حجم الكتاب: 17 × 24 سم
السعر: 35.0 ريال سعودي ($9.33)
التصنيف: / علوم القرآن / تاريخ القرآن / رسم المصحف
الجامعة: جامعة محمد الخامس بالرباط - شعبة الدراسات الإسلامية
تاريخ الحصول على الدرجة: 18/ 06/1991
نوع الدرجة: ماجستير
نبذة عن الكتاب: لقد تضافرت جهود علماء الأمة لخدمة كتاب الله تعالى، وتكاتفت أقلامهم في سبيل استكناه أسراره وحكمه واستجلاء معارفه وإحياء علومه.
وإنّ من ضمن ما اعتنوا به وصرفوا هممهم إليه علم رسم مصاحف الأمصار، حيث نقلوا لنا كيفية كتابة ألفاظ القرآن الكريم في المصاحف العثمانية، وجمعوا ذلك في مصنفات بديعة، ومؤلفات جليلة؛ حضاً على الاقتداء والاتباع، وتحذيراً من الاختراع والابتداع.
ومن بين العلماء الأفذاذ الذين لهم الباع الطويل في هذا العلم وغيره، الحافظ الحجة أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت444هـ)، الذي ألف كتاب "المقنع في رسم مصاحف الأمصار" وضمنه ما سمعه من شيوخه من مرسوم خطوط مصاحف أهل الأمصار: المدينة ومكة والكوفة والبصرة والشام وسائر العراق المصطلح عليه قديماً، مختلفاً فيه ومتفقاً عليه، وما انتهى إليه من ذلك وصح لديه عن المصحف الإمام مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه وعن سائر النسخ التي انتسخت منه الموجه بها إلى الكوفة والبصرة والشام، جاعلاً جميع ذلك أبواباً وفصولاً، خالياً من بسط العلل وشرح المعاني لكي يقرب حفظه ويخف متناوله على من التمس معرفته من طالبي القراءة وكاتبي المصاحف.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن سعادة هذا الكتاب أن سخر الله له الإمام أبا محمد القاسم بن فيره الشاطبي الرعيني الضرير (ت:590هـ)، حيث نظمه في قصيدة رائية رائقة، سماها: "عقلية أتراب القصائد في أسنى المقاصد"، ذكر فيها جميع مسائل المقنع، وزاد عليه أحرفاً، كما قال:
وَهَاكَ نَظْمَ الذِي في مُقنعٍ عن أبي **** عمروٍ وفيه زيادات فطَِب عُمُرا
وقد وصفها السخاوي في معرض شرحه لأحد أبياتها: " وله رحمه الله قصائد وجعل هذه عقيلتهن ... ولعمري ... فإنه أبدع فيها، ولا يعلم ذلك حقيقة إلا من أحاط بكتاب المقنع، فإنه حينئذ يعلم كيف نظم ما تفرق فيه، فرب كلمة اجتمعت مع أخرى وكان بينهما في المقنع مسافة بعيدة ثم ما زاد فيها من الفوائد وغرائب الإعراب وغير ذلك.
ولقد قيض الله لهذه القصيدة الإمام المقرىء، علم الدين علي بن محمد السخاوي الدمشقي (ت:643هـ) وهو أحد كبار أصحاب الناظم،فشرحها وبين معانيها وأظهر غامضها وأوضح مشكلها ووجوه إعرابها، في كتابه هذا فأضفى عليه من روحه العلمية الفياضة، ما جعله يتبوأ الدرجة الرفيعة بين مصنفات علم الرسم العثماني.
أما عن منهج المؤلف في شرحه فيمكن أن يجمل في أنه يعتني بألفاظ البيت اشتقاقاً ولغة وتصريفاً وإعرابا،مع اعتناء بمعاني الأبيات وإبراز ما تضمنته من مسائل علم الرسم، وكذا اهتمامه بتوجيه ظواهر الرسم وإبراز عللها، مع تحقيقٍ لأقوال الأئمة وسبرها ومناقشتها، وأخيراً فإن الكتاب مع أنه مؤلف في هذا العلم الدقيق فإنه لم تكن عباراته بالغامضة، بل امتاز بالشرح بسهولة في الأسلوب مع الميل إلى الاختصار.
وأما عن عمل المحقق: فقد قام بضبط نص الكتاب وتوثيق نقوله معتمداً على خمس نسخ خطية وذيل النص بجملة من الفهارس العلمية، كما قدم بين يدي الكتاب دراسة موجزة عن المؤلف والتعريف بكتابه وقيمته العلمية وأثره فيمن جاء بعده، وختمه بالحديث عن وصف النسخ الخطية المعتمدة ومنهجه في تحقيقها.
التقويم: تتجلى قيمة الكتاب العلمية في عدة جوانب منها:
- جلالة موضوعه، فهو بحث قرآني أصيل نشأ في أحضان القرآن الكريم، ومن حياضه استقى وورد.
- علو منزلة مؤلفه في العلم والثقة والفهم.
- جلالة القصيدة المشروحة.
- كونه أول شرح على العقيلة فله فضل السبق على غيره؛.
- كونه جمع بين ما في المقنع محققاً موثقاً، وبين الزيادات التي تفردت بها العقيلة، فجمع بذلك بين الحسنين.
- أثره في من جاء بعده: فقد كان مورداً عذباً لجل الذين شرحوا العقيلة بعده.
الملاحظات: · حُقّق هذا الكتاب في الجامعة الإسلامية: كلية القرآن الكريم / قسم القراءات، من الباحث: طلال أحمد علي دين، للحصول على درجة الماجستير، وكانت المناقشة بتاريخ 17/ 1/1415هـ، وقد حصل الباحث على تقدير ممتاز.
المصدر: دليل الرسائل العلمية بالجامعة الإسلامية المناقشة والمسجلة (1396 – 1420هـ) "ص278".
المصدر: ثمرات المطابع: http://www.thamarat.com/index.cfm?faction=BookDetails&Bookid=5296
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[13 Jun 2009, 01:34 م]ـ
وأخبرني الشيخ عبد العزيز القاري أنه جمع نسخ لتحقيق هذا الكتاب، ولما خرج الكتاب مطبوعاً عن مكتبة الرشد توقف عن ذلك، هكذا أخبرني الشيخ مهاتفة إجابة عن سؤال لي بالهاتف، أيام دراستي بالمدينة.(/)
للمناقشة: مصحف التجويد ..
ـ[عبد الرحمن]ــــــــ[03 Jun 2003, 03:28 م]ـ
مصحف التجويد الذي أصدره المهندس صبحي طه -دار المعرفة - دمشق ... يعتمد على فكرة إبراز أحكام التجويد بواسطة الألوان ..
أرى أن الفكرة لو طبقت على كتاب تعليم التجويد فقط كان أفضل من تطبيقها على المصحف .. لأن المصحف أساساً فيه رموز لأحكام التجويد .. فصارت الرموز مضاعفة .. فبدلاً من تعليم الناس على الرموز القديمة،اخترعنا لهم الرموز اللونية ..
ما رأيكم .. ؟؟
ـ[ناصر السنة]ــــــــ[03 Jun 2003, 04:58 م]ـ
بارك الله فيك اخي
لقد تم وضع مصحف واحد فقط يحمل هذه الطريقه للتجويد ولم توضع في كل المصاحف(/)
استفسار حول كتاب الأربعين سؤالاً في القراءات لابن الجزري
ـ[المنصور]ــــــــ[03 Jun 2003, 08:06 م]ـ
استفسار حول كتاب الأربعين سؤالاً في القراءات لابن الجزري
هل تعرفون أحداً يعمل على تحقيقه؟
وللفائدة: وكثير من العلماء لهم اجابات لهذه الأربعين
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[15 Jul 2004, 06:26 م]ـ
يرفع بحثاً عن إجابة، وخاصة من الدكتور أنمار
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[18 Nov 2006, 03:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
وبعد هذا المخطوط الذي سأل عنه السائل
عنوانه أربعون مسألة من المسائل المشكلة في القراءات وأجوبتها، لأبي عبد الله محمد بن محمد بن الجزري، يوجد في
1 - الظاهرية برقم/5987.
2 - نسخة ثانية في نفس المكتبة برقم5465. راجع فهرس الظاهرية1/ 301.
والله أعلم.
تنبيه:
أرجوا رجاء خاصا ممن له علاقة بهذه المكتبة أن يساعد الباحث في الحصول على النسختين لأهميتهما.
وأخيرا أرجوا أن يطلعنا الباحث على آخر ماجد لديه والله اعلم.
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[18 Nov 2006, 03:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد
فموضوع الإجابة على الأسئلةفي المسائل المشكلات من الموضوعات الهامة في علم القراءات، نظرا لما يتعلق بهذه المسائل من تحرير لكثير من القراءات المتواترة،
ومن استخراج لمالايقرأ به من طرق الرواة المعروفين عن القراء العشرة خاصة،
وقد سعدت بحديث الباحث السابق وبحثه عن مخطوطة ابن الجزري،
وأحبّ أن أعلمه بأنني إن شاء الله بصدد تحقيق مخطوطة في نفس الأسئلة، وهي أجوبة المسائل المشكلات في علم القراءات للأسقاطي، أحمد بن عمر، ت 1159هـ، وهو مقرئ مصري من تلاميذ الشيخ سلطان المزاحي، الذي ألف في هذه الأسئلة أيضا، وكتابه مطبوع طبعتان، إحداهما تجارية،
كما أرجوا ممن له اطلاع على الكتب الاكترونية إطلاعي على فهرس به كتاب غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري. وله من الدعاء الخالص.
وفق الله الجميع.
ـ[الجكني]ــــــــ[18 Nov 2006, 05:15 م]ـ
آمل التأكد من "نقطة" مهمة وهي: من هو:أبو عبد الله محمد بن محمد بن الجزري هذا؟ هل هو المقريء المشهور؟ فإن كان فأي مصدر سماه بهذه الكنية؟؟
ـ[د. أنمار]ــــــــ[19 Nov 2006, 12:17 ص]ـ
كما أرجوا ممن له اطلاع على الكتب الاكترونية إطلاعي على فهرس به كتاب غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري. وله من الدعاء الخالص.
وفق الله الجميع.
أخي الكريم إن كنت تقصد وجود نسخة غاية النهاية مفهرسة على الحاسب أو البحث فيها فالكتاب بكامله في مكتبة الوراق على الشبكة
http://www.alwaraq.net/
والاشتراك مجاني ثم تجده على الرابط
http://www.alwaraq.net/index2.htm?i=256&page=1
فإن دخلت في الكتاب فانقر على البحث أعلى الصفحة على اليمين
أو تحميل الكتاب من أحد الرابطين والبحث في ملف ورد
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/tbkat%20algra.zip
http://www.saaid.net/book/62.zip
ـ[د. أنمار]ــــــــ[19 Nov 2006, 02:22 ص]ـ
يرفع بحثاً عن إجابة، وخاصة من الدكتور أنمار
لم أتنبه لطلب الشيخ، ولعل الله ييسر ما فيه النفع
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[19 Nov 2006, 09:01 ص]ـ
ويوجد في:
3 - الأكاديمية الأوزبكية / طشقند
راجع " الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط "، مؤسسة آل البيت، علوم القرآن = مخطوطات القراءات:
ص 16
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[19 Nov 2006, 10:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:وبعد:
فملاحظة الدكتور السالم وفقه الله لكل خير، في محلها والكتاب كما في فهرس الظاهرية لابن المقرئ الجزري، وليس لابن الجزري رأسا.
وفق الله الجميع، وجزى الله خيرا صاحب الرابط فقد وصلت إلى غاية النهاية ولله الحمد.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[20 Nov 2006, 12:35 ص]ـ
يرفع بحثاً عن إجابة، وخاصة من الدكتور أنمار
هذه هي المنظومة المسماة بالألغاز الجزرية لشمس الملة والدين محمد بن محمد بن محمد المشهور بابن الجزري رضي الله عنه وما بين الأقواس مجرد محاولة لتصحيح ما بدا لي مشكلا
قال الإمام ابن الجزري في أولها بعد الحمدلة والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وبعد فهذه أربعون مسألة من المسائل المشكلة نظمتها سؤالا لمشايخ البلاد ... إلى أن بدأ نظمه بقوله:
(يُتْبَعُ)
(/)
سألتكم يا مقرئ الأرض كلها * حروفا أتت في الذكر للسبعة الملا
وبحرفها من كان للحرف راويا * ولكن إذا كان الدراية حصلا
ويفهم بالتيسير حل رموزها * وهذا هو الراقي إلى الرتب العلا
ومن مهد الطرق الصعاب بذيله * فأضحى له التمهيد في الدهر مكملا
وإن لاح في الألغاز أدني إشارة * أضاع بها عرفا ذكيا ومندلا
ونكرها من ليس في النقل كافيا وليس له تلخيص فكر فيعقلا
وليس له في الفن أدنى كفاية * وليس له إرشاد فهم فينقلا
ولي له في الفن تبصرة ولا ... لديه اقتصاد في المقال فيقبلا
ولم يدر في الإقراء إلا نعم كذا ... كما أنه في البحث لم يدر غير لا
وإذ قد أطلنا القول في غير قصدنا ... فنشرع في المقصود كي يتمثلا
لورش أتت را يفخمها بلا ... خلاف كذا الترقيق عن غيره اعتلا
وعنهم أتى قصر وبالمد كلهم ... وبالعكس قالون فكن متأملا
وثاني همزي كلمة كان ورشهم ... يحقق والبزي كان مسهلا
وعن قنبل تسهيلها في أماكن ... وقالون للتحقيق كان موصلا
وبالعكس تتلى عنهم في مواضع ... وحمزة في بعض المواضع سهلا
ولابن كثير حرف أدغمه وعن ... سواه أتى الإظهار فيه مكملا
وتسهيل ثاني الهمزتين بكلمة ... لشعبة والتحقيق لها الغير وصلا
وأين أتى حرف فأظهره أبو ... شعيب وباقيهم بالادغام نقلا
وأين ابن ذكوان يفارق ورشهم ... على المد بعد الهمز فيما تأصلا
وأين أتى مد رواه ابن عامر ... فقط وأبو عمرو يمد مطولا
ودونهما باقيهم لاق لعاصم ... فإدغام حرف قد تحرك وانجلا
وكم جاء عن حفص إمالة أحرف ... بخلف وليث كم أمال مقللا
وعن حمزة سكت بحرف لفارس ... ولم يك في وقف عليه لينقلا
وكذاك ابن غلبون ليس ساكتا ...
(كذاك ابن غلبون وليس بساكت) لدى لام تعريف يلي الهمز فاقبلا
وأين أتى سكت بحرف مسكن ... وما بعده همز لحمزة فاسألا
وأين أتى حرف صحيح مسكن ... وما بعده همز ولا سكت اقبلا
وأين أتى همز لمال لحمزة ... فقط لا على لكن العكس مجتلا (وللعكس مجتلا)
وأين أتى فتح الكسائي وحمزة ... لدى ألفات أصلها ياء انجلا
وأين أتى إثبات ياء زوائد ... بوقف لشخص وهو يحذف موصلا
وأين أتى حرف وفي الوسط ساكن ... يجوز به فتح وكسر لمن تلا
وللكل جاء السكت فيه كحمزة ... ومن بعده همز لبعض وقيل لا
وأين روى المكي مدا مطولا ... بمنفصل والقصر عن غيره جلا
وأين أتى خاءن أعجميا (؟) وقد ... تلاها بالادغام الذي عنه أصلا
وأين أتى إدغام حرف محرك ... لدى الوقف أو وصل عن السبعة الملا
كذاك لهم أظهار حرف مسكن ... لدى مثله من غير خلف قد انجلا
وأين أتى إجماعهم واختلافهم ... بحرف لدى وقف ووصل تكملا
فدونكم العقد الثمين منظما ... يصير به قعد اللآلي مفصلا
ومن بعده صلوا على أشرف الورى ... محمد الهادي إلى الخلق أرسلا
اهـ الرسالة ومحتواها مقدمة قصيرة جدا و 40 بيتا
ثم أجاب عنها كلها الإمام البقاعي وأنهى كتابه بنظم الأجوبة في 38 بيتا
===============================
وهذه القصيدة مع إجابات الشيخ البقاعي نثرا وشعرا طبعت عام 2005 بتحقيق جمال بن السيد بن رفاعي الشايب
وتقديم أ. د عبدالكريم إبراهيم صالح
طبعت في كتاب لطيف من 48 صفحة
من مطبوعات مكتبة أولاد الشيخ للتراث في مصر
واسم شرح البقاعي
"الأجوبة السرية عن الألغاز الجزرية"
ـ[د. أنمار]ــــــــ[20 Nov 2006, 11:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ظهرت لي بعض الأخطاء الطباعية وأخرى في الوزن كأنها من النساخ، وبفضل الله أتممتها كلها مستعينا في بعضها بشيخنا الشيخ عبد الرحمن عيون السود الشاعر والمقرئ صاحب منظومة التغريد في علم التجويد ومنظومة أوجه حفص من طريق النشر بارك الله فيه، ولم أقرأ معه إلا مواضع الإشكال
سألتكم يا مقرئ الأرض كلها = حروفا أتت في الذكر للسبعة الملا
ويعرفها من كان للحرف راويا = ولكن إذا كان الدراية حصلا
ويفهم بالتيسير حل رموزها = وهذا هو الراقي إلى الرتب العلا
ومن مهد الطرق الصعاب بذيله = فأضحى له التمهيد في الدهر مكملا
وإن لاح في الألغاز أدنى إشارة = أضاع بها عرفا ذكيا ومندلا
ونكرها من ليس في النقل كافيا= وليس له تلخيص فكر فيعقلا
وليس له في الفن أدنى كفاية = وليس له إرشاد فهم فينقلا
وليس له في الفن تبصرة ولا= لديه اقتصاد في المقال فيقبلا
ولم يدر في الإقراء إلا نعم كذا= كما أنه في البحث لم يدر غير لا
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذ قد أطلنا القول في غير قصدنا= فنشرع في المقصود كي يتمثلا
لورش أتت راء يفخمها بلا =خلاف كذا الترقيق عن غيره اعتلا
وعنهم أتى قصر وبالمد كلهم =وبالعكس قالون فكن متأملا
وثاني همزي كلمة كان ورشهم =يحقق والبزي كان مسهلا
وعن قنبل تسهيلها في أماكن =وقالون للتحقيق كان موصلا
وبالعكس تتلى عنهم في مواضع =وحمزة في بعض المواضع سهلا
ولابن كثير حرف أدغمه وعن = سواه أتى الإظهار فيه مكملا
وتسهيل ثاني الهمزتين بكلمة =لشعبة والتحقيق (تحقيق أو حققها) لها الغير وصلا
وأين أتى حرف فأظهره أبو =شعيب وباقيهم بالادغام نقلا
وأين ابن ذكوان يفارق ورشهم =على المد بعد الهمز فيما تأصلا
وأين أتى مد رواه ابن عامر =فقط وأبو عمرو يمد مطولا
ودونهما باقيهم لاق لعاصم =فإدغام حرف قد تحرك وانجلا
وكم جاء عن حفص إمالة أحرف= بخلف وليث كم أمال مقللا
وعن حمزة سكت بحرف لفارس= ولم يك في وقف عليه لينقلا
وكذاك ابن غلبون ليس ساكتا
(كذاك ابن غلبون وليس بساكت) = لدى لام تعريف يلي الهمز فاقبلا
وأين أتى سكت بحرف مسكن =وما بعده همز لحمزة فاسألا
وأين أتى حرف صحيح مسكن =وما بعده همز ولا سكت اقبلا
وأين أتى همز لمال لحمزة= فقط لا على لكن العكس (وللعكس أو وبالعكس) مجتلا
وأين أتى فتح الكسائي وحمزة= لدى ألفات أصلها ياء انجلا
وأين أتى إثبات ياء زوائد =بوقف لشخص وهو يحذف موصلا
وأين أتى حرف وفي الوسط ساكن= يجوز به فتح وكسر لمن تلا
وللكل جاء السكت فيه كحمزة =ومن بعده همز لبعض وقيل لا
وأين روى المكي مدا مطولا =بمنفصل والقصر عن غيره جلا
وأين أتى خاءن أعجميا وقد (معجمتان قد) =تلاها بالادغام الذي عنه أصلا
وأين أتى إدغام حرف محرك= لدى الوقف أو وصل عن السبعة الملا
كذاك لهم أظهار حرف مسكن= لدى مثله من غير خلف قد انجلا
وأين أتى إجماعهم واختلافهم =بحرف لدى وقف ووصل تكملا
فدونكم العقد الثمين منظما =يصير به عقد اللآلي مفصلا
ومن بعده صلوا على أشرف الورى= محمد الهادي إلى الخلق أرسلا
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[21 Nov 2006, 01:26 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: وبعد:
أخي الدكتور أنمار: أرجوا الإفادة عن الفرق بين هذه المنظومة أعلاه، وبين المنظومة التي ذكر الدكتور السالم بأنه وقف عليها في مكتبة الملك فهد، ووجد أنها الأسئلة التبريزية الواردة إلى ابن الجزري.
وجزاكم الله خيراً على جهدكم الرائع.
وفق الله الجميع.
ـ[المنصور]ــــــــ[21 Nov 2006, 09:07 ص]ـ
الحمد لله تعالى.
وجزى الله الدكتور أنمار خير الجزاء ووفقه لكل خير،،
ـ[د. أنمار]ــــــــ[22 Nov 2006, 02:41 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: وبعد:
أخي الدكتور أنمار: أرجوا الإفادة عن الفرق بين هذه المنظومة أعلاه، وبين المنظومة التي ذكر الدكتور السالم بأنه وقف عليها في مكتبة الملك فهد، ووجد أنها الأسئلة التبريزية الواردة إلى ابن الجزري.
وجزاكم الله خيراً على جهدكم الرائع.
وفق الله الجميع.
سيدي الدكتور أمين:
أشكر لكم حسن ظنكم بالفقير إلى الله تعالى،
الفرق بين المنظومة أعلاه وبين المسائل التبريزية
أن الأولى أسئلة والثانية أجوبة.
فالألغاز الجزرية كما صرح في مقدمة المنظومة (نثرا) أنها عبارة عن 40 مسألة من الألغاز امتحن فيها ابن الجزري مشايخ البلاد من شرقها إلى غربها، متأسيا بالشيخ الحصري أبي الحسن حين سأل مشايخ المغرب
فقال
سألتكم يا مقرئ الغرب كله
فقام ابن الجزري بسؤال أهل المغرب والمشرق، فظهر عجز الكثيرين من الأدعياء، حتى تصدى لها الإمام البقاعي فأجاب عن الأسئلة في 7 أيام كما ذكر في شرحه المسمى الأجوبة السرية.
أما المسائل التبريزية فلعلها أوّل تدوين في التحريرات على وجه التقريب، بشكل مستقل،فجلّها في التحريرات - كما ذكر الشيخ الجكني- فقد ردّ فيها عن بعض مسائل التحريرات وغيرها، ومن نظمه في اجتماع البدل وذات الياء قال رحمه الله تعالى:
كآتي لورش افتح بمدّ وقصره .......... وقلّل مع التوسيط والمدِّ مُكمّلاَ
لحرز وفي التلخيص فافتح ووسّطن ..... وقصْرٌ مع التقليل لم يكُ للملاَ
اهـ
وقال الشيخ الضباع في الجوهر المكنون في رواية قالون وهو شرح على نظم ما خالف فيه قالون ورشا من طريق حرز الأماني (الشاطبية) ما نصه:
(يُتْبَعُ)
(/)
(فائدة) إذا جاء مع لفظ التوراة ميم جمع ومنفصل ففيها لقالون من طريق الحرز خمسة أوجه:
ـ الأول والثاني الفتح مع القصر والصلة ومع المد والسكون.
ـ والثالث والرابع والخامس التقليل مع القصر والسكون ومع المد ووجهي الميم.
وأما الفتح مع القصر والسكون ومع المد والصلة والتقليل مع القصر والصلة فممتنعة. نبّه على ذلك المحقق ابن الجزري في أجوبته على الأسئلة التبريزية ونقله عنه الأستاذ المزاحي وغيره. ولكن جرى عملنا على الأخذ بالأوجه الثمانية كما يقتضيه إطلاق الحرز والطيبة وغيرهما ولا فرق في ذلك بين أن تتقدم التوراة على المد المنفصل والميم أو تتأخر عنهما أو تتوسط بينهما.
اهـ
فها أنت ترى أنها في الدرجة الأولى أجوبة وإيضاحات متعلقة بالتحريرات، بينما الألغاز مسائل صعبة تركها بدون إجابات، حتى ادعى بعضهم أن الناظم قال عنها: (إنه ليس لهذه الأسئلة حقيقة وإنما نظمتها لغرض من الأغراض) وليس هذا بصحيح بدليل إجابة الإمام البقاعي عنها كلها مسألة مسألة.
وقد وعدني بعض من أفضاله علي لا تحصى أن يمدني بنسخة من المسائل التبريزية، فإن فعل نقلتها أو ما تيسر منها.
======================================
تنبيه:
وقع الشيخ أحمد مفلح القضاة في وهم بقوله: أن ألغاز ابن الجزري همزية في القراءة مع أنه ذكر البيت الأول:
سألتكم يا مقرئ الأرض كلها * حروفا أتت في الذكر للسبعة الملا
ص 48 من مقدمته في تحقيق تحبير التيسير
فأنت ترى أنها لامية لا همزية،
وقد تقدم عنده ص 47 في سرد مؤلفات ابن الجزري رقم 2
"الأربعون مسألة في القراءات وهي لامية في واحد وأربعين بيتا تحتوي على أربعين مسألة في معضلات القراءات. يوجد منها عدة نسخ في دار الكتب الظاهرية بدمشق
ر: فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية (علوم القرآن الكريم) 1/ 105، 139، 171
ر: دائرة المعارف الإسلامية 1/ 119
اهـ
==================================================
تتمة
لإكمال نص رسالة ابن الجزري نقلا عن البقاعي، أضف قبلها ما يلي:
ورد في شهر صفر من سنة تسع وستين وثماني مائة على قراء القاهرة سؤال عن ألغاز رمزها شيخنا علامة القراءة في زمانه شمس الدين محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف بن الجزري الدمشقي الشافعي نزيل بلاد الروم ثم العجم وهي أنه قال:
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وحسبنا الله وكفى وبعد
فهذه أربعون مسألة من المسائل المشكلة نظمتها سؤالا لمشايخ البلاد من العناد، سلكت بها أحسن المسالك لموجب دعائي إلى ذلك، وعند الامتحان يكرم المرء أو يهان، وفي الميدان تظهر الفرسان. شعر
إذا اشتبكت دموع في خدوده ... تبين من بكى ممن تباكى
ولله در الخاقاني حيث قال:
فما كل من يتلو الكتاب يقيمه ... ولا كل من في الناس يقريهم مقري
ونحن لنا أسوة بالإمام أبي الحسن الحصري حيث قال من نحو ثلاثمائة سنة:
سألتكم يا مقرئ الغرب كله
وبين السؤالين من الفرق كما بين القدم والعزق فلذلك قلنا:
سألتكم يا مقرئ الأرض كلها ... حروفا أتت في الذكر للسبعة الملا
وبحرفها (ويعرفها) من كان للحرف راويا ... ولكن إذا كان الدراية حصلا
ويفهم بالتيسير حل رموزها ... وهذا هو الراقي إلى الرتب العلا
ومن مهد الطرق الصعاب بذيله ... فأضحى له التمهيد في الدهر مكملا
وإن لاح في الألغاز أدنى إشارة ... أضاع بها عرفا ذكيا ومندلا
ونكرها من ليس في النقل كافيا ... وليس له تلخيص فكر فيعقلا
وليس له في الفن أدنى كفاية ... وليس له إرشاد فهم فينقلا
وليس له في الفن تبصرة ولا ... لديه اقتصاد في المقال فيقبلا
ولم يدر في الإقراء إلا نعم كذا ... كما أنه في البحث لم يدر غير لا
وإذ قد أطلنا القول في غير قصدنا ... فنشرع في المقصود كي يتمثلا
لورش أتت راء يفخمها بلا ... خلاف كذا الترقيق عن غيره اعتلا
وعنهم أتى قصر وبالمد كلهم ... وبالعكس قالون فكن متأملا
وثاني همزي كلمة كان ورشهم ... يحقق والبزي كان مسهلا
وعن قنبل تسهيلها في أماكن ... وقالون للتحقيق كان موصلا
وبالعكس تتلى عنهم في مواضع ... وحمزة في بعض المواضع سهلا
ولابن كثير حرف أدغمه وعن ... سواه أتى الإظهار فيه مكملا
وتسهيل ثاني الهمزتين بكلمة ... لشعبة والتحقيق يروي فتى العلا
وقد أجمعوا في الفصل بينهما لدى اتـ ... فاق وأيضا في اختلاف توصلا
وتسهيل ثان فيهما لهشامهم ... فقط وبتحقيق لها الغير وصلا
وأين أتى حرف فأظهره أبو ... شعيب وباقيهم بالادغام نقلا
وأين ابن ذكوان يفارق ورشهم ... على المد بعد الهمز فيما تأصلا
وأين أتى مد رواه ابن عامر ... فقط وأبو عمرو يمد مطولا
ودونهما باقيهم لاق لعاصم ... فإدغام حرف قد تحرك وانجلا
وكم جاء عن حفص إمالة أحرف ... بخلف وليث كم أمال مقللا
وعن حمزة سكت بحرف لفارس ... ولم يك في وقف عليه لينقلا
وكذاك ابن غلبون ليس ساكتا
(كذاك ابن غلبون وليس بساكت) ... لدى لام تعريف يلي الهمز فاقبلا
وأين أتى سكت بحرف مسكن ... وما بعده همز لحمزة فاسألا
وأين أتى حرف صحيح مسكن ... وما بعده همز ولا سكت اقبلا
وأين أتى همز لمال لحمزة ... فقط لا على لكن العكس (وللعكس أو وبالعكس) مجتلا
وأين أتى فتح الكسائي وحمزة ... لدى ألفات أصلها ياء انجلا
وأين أتى إثبات ياء زوائد ... بوقف لشخص وهو يحذف موصلا
وأين أتى حرف وفي الوسط ساكن ... يجوز به فتح وكسر لمن تلا
وللكل جاء السكت فيه كحمزة ... ومن بعده همز لبعض وقيل لا
وأين روى المكي مدا مطولا ... بمنفصل والقصر عن غيره جلا
وأين أتى خاءن أعجميا وقد (معجمتان قد) ... تلاها بالادغام الذي عنه أصلا
وأين أتى إدغام حرف محرك ... لدى الوقف أو وصل عن السبعة الملا
كذاك لهم أظهار حرف مسكن ... لدى مثله من غير خلف قد انجلا
وأين أتى إجماعهم واختلافهم ... بحرف لدى وقف ووصل تكملا
فدونكم العقد الثمين منظما ... يصير به عقد اللآلي مفصلا
ومن بعده صلوا على أشرف الورى ... محمد الهادي إلى الخلق أرسلا
----------------------------
ملاحظة كان قد سقط البيت السادس عشر والسابع عشر فيما سبق ولم أستطع استدراك ذلك أو حذف النسخة الخطأ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[23 Nov 2006, 09:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: وبعد:
أريد من شخصكم الكريم إبداء الرأي في الفرق بين المسائل التبريزية، وكتاب مسائل في القراءات، كلاهما لابن الجزري،
فعندي إشكال هو:
أنّ من نسب مخطوطة ((ألغاز وأربعون مسألة من المسائل المشكلة في القراءات، التي أولها سألتكم يامقرئي ... )، نسبها وهماً لـ (ابن الجزري صاحب النشر) وهو وهم، كما قررنا أعلاه من أن النسبة هي لابنه محمد وليست له رأسا،
وهذا قد وهم فيه كذلك مؤلف كتاب ((فهرس مؤلفات ابن الجزري، ومن ترجم له)،
وعليه فالسؤال هو أين؟ وماهي هذه (الأجوبة المسائل التبريزية) التي ذكرتم أنّ المتولي نقل عن الشيخ سلطان منها؟
علماً بأنّ فهرس مؤلفات ابن الجزري ذكر له ص /33، كتابا في ((مسائل القراءات)،فهل هو أجوبة المسائل التبريزية أم لا؟
وفق الله الجميع
ـ[د. أنمار]ــــــــ[24 Nov 2006, 01:58 ص]ـ
أما هذه القصيدة التي أولها سألتكم والتي سقتها بكاملها فقطعا هي الألغاز التي امتحن بها ابن الجزري علماء القراءات في عصره، وهي للعلامة شيخ القراء في عصره ابن الجزري نفسه لا ابنه.
والأدلة على ذلك كثيرة وواضحة، من أهمها محتواها فلا يصدر مثلها إلا عن ابن الجزري
ثانيا: قول البقاعي في أجوبته ص 19 ... سؤال عن ألغاز رمزها شيخنا علامة القراء في زمانه شمس الدين محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف بن الجزري الدمشقي الشافعي نزيل بلاد الروم ثم العجم.
ثالثا: قول البقاعي ص 28 ... وأكثر استعماله في طيبته. وذلك عند شرحه لقول الناظم (أضاع بها) في عجز البيت الخامس.
=========================
أما الأجوبة التبريزية المنظومة فهي كما أسلفنا غير الألغاز قولا واحدا، وعزاها إليه المزاحي، ولابد من النظر إلى مضمونها قبل الحكم النهائي عليها. وبالنسبة لقولكم أنها لأبي عبد الله محمد بن محمد بن الجزري
فليس في ذلك نفي ولا إثبات.
فمحمد بن محمد ....
ابن من؟
وممكن أن يكون نسبه لجده الأشهر مباشرة
وقولك هو ابن العلامة لأنه قال (لأبي عبد الله) فما بين يدي الآن يشير إلى أن لابن الجزري ولدين باسم محمد لم أر في كنية أي منهما (أبا عبد الله)
أحدهما يكنى بأبي الفتح ومات سنة 814 في حياة أبيه بالطاعون (غاية النهاية2/ 251)
والثاني يكنى بأبي الخير وقد وصحب أبيه إلى شيراز وغيرها وأخذ علما جما عن أبيه (غاية النهاية 2/ 252)
وبقية أبنائه الذكور: أبو بكر أحمد، و أبو البقاء إسماعيل، وأبو الفضل إسحق
وأبو بكر أحمد هو صاحب التآليف كشرح الطيبة والمقدمة ومقدمة علوم الحديث ولم تذكر تآليف للآخرين في هذه المواطن (غاية 1/ 129)
=======================
فلعلها إضافة من المفهرسين، أو النساخ فأي محمد يلقب بأبي عبد الله، كأي علي يلقب بأبي الحسن ... إلخ
ـ[الجكني]ــــــــ[24 Nov 2006, 07:41 ص]ـ
أخي د/أنمار وأخي د/أمين حفظكما الله تعالى:
لكاتب هذه الحروف مشاركة في بحثكم هذا،أمل التكرم بقراءتها وهي بعنوان:"هذا ليس من النشر" في هذا الملتقى 0
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[25 Nov 2006, 08:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فبعد قراءة في البحث الماتع الذي وجده الدكتور السالم جزاه الله خيراً، ملحقاً مع أحد نسخ النشر الثمانية،
وجدت أنه بحث لايخرج عن أن يكون لأحد تلاميذ ابن الجزري، وقد كُتِب هذا الملحق ونسخة النشر بعيدة من الناسخ، أو أنّ شيخه ابن الجزري قد توفي، فقد كان يفتش فلايجد مراجع يوثق منها يقول مثلا: وقد قرأنا به .. ولم نظفر به لأن أكثر الكتب لم يكن عندنا حاضرا، وقال أيضا ولم يكن الكتابان عندي حتى أفتش،/9ويقول عن الإعلان ولم يكن عندي فأكشفه،/9،
وعليه فأقول: الكتاب يمتاز بكونه في تحريرات ورش من طريق الأزرق في أكثر مسائله، وأضيف إليه في آخره طريق الأصبهاني، خاصة وكان ينبغي أن يكون اسم الكتاب ((رسالة لبعض المتقدمين في تحرير رواية ورش من طريقيه))، يمتاز الملحق بكونه يسير على نهج ابن الجزري، وهو النهج الذي ساد بعد ذلك فيما يسمى بمؤلفات التحريرات المعروفة في قائمة المطبوعات والمخطوطات.
لكن السؤال حقيقة يظل قائما في أمور:
1 - من هو هذا المؤلف الذي هو دون شك تلميذ ابن الجزري؟ هل هو ناسخ النشر أم غيره؟
2 - هل عثر الباحث الدكتور السالم عليه ملحقا مع النشر، وكان ذلك من صنيع الناسخ،أم ألحق مع النشر بعد ذلك، وسبب هذا السؤال أن كتاب ((فهرس مؤلفات ابن الجزري)) لم يذكر نسخة في مكتبة الحرم المكي فلعله بعد حصول المكتبة على هذه النسخة أضافته كملحق إلى النشر؟
بعد هذه الإحالة القيمة من الدكتور السالم، أطرح على الدكتور أنمار وفقه الله مسألة (الألغاز)،و (الأجوبة)،وأرجوا أن يمتعنا بمطالعات جديدةفيهما وعن مكان وجود (المسائل التبريزية)؟، ولعل الدكتور السالم يفيدنا عن الكتاب الذي وقف عليه في مكتبة الملك فهد رحمه الله، فهو بذلك خبير.
وفق الله الجميع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[26 Nov 2006, 10:46 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: وبعد:
فأرجوامن أخوي الكريمين الدكتور أنمار والدكتور السالم، مطالعة ملاحظات حول ملحق الذي النشر الذي وجده الدكتور السالم، وقد وضعتها في قائمة الملتقى، وآسف على هذا الانتقال،لكن وجدت من باب التنبيه وضعها في القائمة، ثمّ الإحالة عليها، من هنا.
والله الموفق
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[03 Dec 2006, 10:13 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فقد ثبت من خلال مطالعة في عدد من معاجم المصنفات والفهارس،
أن ابن الجزري المقرئ الأب هو صاحب الأربعين مسألة،وليس كما علقت المكتبة الظاهرية في فهرسها بأنه لابن المقرئ،
فقد شرح هذه الأربعين البقاعي،
والطيبي. كما في فهرس القراءات - الجامعة الإسلامية. 22،22
وذكر الفهرس الشامل: أربعون مسألة من المسائل المشكلة في القراءات وأجوبتها له وله ثلاث نسخ./1/ 328،1/ 331
وذكر لها ردا للطيبي.
وفرق بين الأجوبة والألغاز، فهذه شرحها البقاعي بعنوان الأجوبة السرية. والطيبي بعنوان الألغاز الجزرية والأجوبة عليها وللرملي كذلك رد عليها، المصدر السابق.
وفي معجم الدراسات القرآنية:
أرجوزة تشتمل على أربعين سؤالا في مشكلات القرآن،
وأرجوزة في الرد على ألغاز ابن الجزري للرملي /493
بعد هذا كله لايمكن القول بأن الأجوبة لابن الجزري (ابن المقرئ).
أخيراً: هناك سؤال محير جداً؟ اين فهرس يذكر عنوانا لهذه الأربعين، أو الألغاز ويسميها (المسائل التبريزية)؟
هناك تعليقات في بعض كتب القراءات تذكر هذا الاسم ولكن أين هو في الفهارس؟ الله أعلم.(/)
أركان القراءة المقبولة (4)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[04 Jun 2003, 07:19 ص]ـ
الحلقات السابقة تجدها على هذا الرابط:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=305
وإليك بقية البحث وخاتمته:
المبحث الثالث: موافقة اللغة العربية ولو بوجهٍ
المطلب الأول: المراد بهذا الركن وأمثلة توضحه:
وإليه أشار ابن الجزري بقوله ... فكل ماوافق وجه نحو قولهم بوجه: أي وجهاً من وجوه النحو سواء كان أفصح أم فصيحاً مجمعاً عليه أم مختلفاً فيه اختلافاً لا يضر مثله إذا كانت القراءة مما شاع وذاع وتلقاه الأئمة بالإسناد الصحيح وهذا هو اختيار المحققين في ركن موافقة العربية فكم من قراءة أنكرها أهل النحو أو كثير منهم ولم يعتبر إنكارهم بل أجمع الأئمة المقتدى بهم من السلف على قبولها كإسكان "بارئكم و يأمركم " ونحوه " وسبأ،ويا بنى، ومكر السيئ، وننجى المؤمنين في الأنبياء " والجمع بين الساكنين في تاآ ت البزي و إدغام أبي عمرو "واسطاعوا " لحمزة وإسكان "نعما ويهدى " وإشباع الياء في " نرتعى،ويتقى، ويصبر، و أفئدة من الناس " وضم"الملائكة اسجدوا" ونصب " كن فيكون " وخفض " والأرحام " ونصب "وليجزى قوماً " والفصل بين المضافين في الأنعام وهمز " سأقيها" ووصل " وإن الياس " وألف " أن هذان" وتخفيف " ولا تتبعان " وقراءة " ليكة " في الشعراء وص وغير ذلك.
المطلب الثاني: تنبيهات تتعلق بهذا الركن:
1 - قال أبو عمرو في كتابه جامع البيان: وأئمة القراء لا تعمل في شيء من حروف القران على الافشى في اللغة والأقيس في العربية بل على الأثبت في الأثر والأصح في النقل والرواية إذا ثبت عنهم لم يردها قياس عربيه ولا فشو لغة لأن القراءة سنة متبعة يلزم قبولها والمصير إليها (1)
قال البيهقي: ومعنى سنة متبعة أي اتباع من قبلنا في الحروف سنة متبعة لا يجوز مخالفة المصحف الذي هو إمام ولا مخالفة القراءات التي هي مشهورة وإن كان غير ذلك سائغاً في اللغة أو اظهر منها (2).
وقال الزرقاني: تعليقاً على كلام أبي عمرو: وهذا كلام وجيه فإن علماء النحو إنما استمدوا قواعده من كتاب الله تعالى وكلام رسوله وكلام العرب فإذا ثبت قرآنية القران بالرواية المقبولة كان القران هو الحكم على علماء النحو وما قعدوا من قواعد ووجب أن يراجعوهم بقواعدهم إليه لا أن نرجع نحن بالقران إلى قواعدهم المخالفة نحكمها فيه وإلا كان ذلك عكساً للآية وإهمالاً للأصل في وجوب الرعاية (1)
2 - قال أبو زهرة ليس معنى ذلك أن تكون أقوال النحويين حاكمة على القران بالصحة فإنه هو الحاكم عليهم وهو أقوى حجج النحويين في إثبات ما يثبتونه ونفي ما ينفون ولكن معنى ذلك ألا يكون فيه ما يخالف الأسلوب العربي في مفرداته وفي جمله وتراكيبه (2)
الخاتمة
أحمد الله جل وعلا على ما يسره لي من إتمام هذا البحث وفيما يلي أهم النتائج التي توصلت إليها:
1 - أنه لا تعارض بين قولنا ضابط القراءة المقبولة وبين قولنا أركان القراءة المقبولة فلكل منهما معنى تصح به التسمية.
2 - للعلماء في القبول إطلاقان: مقبول يقرأ به ومقبول لا يقرأ به وإنما يستشهد به فالأولى معرفة المراد عند ذكر القبول في لفظ الائمة.
3 - أن القراءة المشهورة هي المرادة في هذا البحث ولم أر أحداً حسب علمي واطلاعي القاصر يثبت قرآناً بقراءة احادية.
4 - أن الخلاف في اشتراط التواتر وعدمه ليس بينهما فرق في إفادة القراءة للعلم لأن من لم يشترط التواتر اشترط قرائن بمجموعها تفيد العلم وتقوم مقام التواتر خاصة موافقة خط المصحف المجمع عليه فيكون في حكم المتواتر.
هذا واسأل الله تبارك وتعالى أن ينفعني بهذا البحث وما كان من صواب فمن الله وحده وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان وحسبي أني اجتهدت واسأل الله ان لا يحرمني أجره وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
ـ[عمرو عبدالعظيم]ــــــــ[20 May 2008, 07:05 م]ـ
جزاكم الله خيرا أرجو من فضيلتكم أن توضحوا لنا ماهو الراجح من أقوال العلماء فى الشرط الذى ذكره ابن الجزرى فى شرط قبول القراءة هل هو التواتر أم صحة السند
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[24 May 2008, 02:08 م]ـ
أخي الكريم هذا ما كتبته حول هذه المسألة:
هل يشترط التواتر أم يكتفى فيه بصحة السند:
اختلف فيه على قولين:
(يُتْبَعُ)
(/)
القول الأول:يشترطون التواتر حيث نصوا على أن التواتر شرط في ثبوت القرآن، وممن اشترط ذلك الغزالي وابن قدامة وابن الحاجب وصدر الشريعة والنويري ,وقالو:عدم اشتراط التواتر في ثبوت القرآن، قول حادث لإجماع الفقهاء والمحدثين وغيرهم ولم يخالف من المتأخرين إلا مكي وتبعه بعض المتأخرين،وقالوا لا يقدح في ثبوت التواتر اختلاف القراءة فقد تتواتر القراءة
عند قوم دون قوم. (2)
القول الثاني:أنه لايشترط التواتر وإنما يكتفي بصحة السند.
وإليه ذهب ابن الجزري وأشار إلى أنه مذهب أئمة السلف والخلف وقال راداً على القول الأول: أنه إذا أثبت التواتر لايحتاج فيه إلى الركنين ا لسابقين من الرسم وغيره إذ ما ثبت من أحرف الخلاف متواتراً عن النبي صلى الله عليه وسلم وجب قبوله وقطع بكونه قرآناً سواء وافق الرسم أم خالفه وإذا أشترطنا التواتر في كل حرف من حروف الخلاف أنتفى كثير من أحرف الخلاف الثابت عن هؤلاء السبعة وغيرهم. (3)
وقال الطاهر بن عاشور:وهذه الشروط الثلاثة هي شروط قبول القراءة إذا كانت غير متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن كانت صحيحة السند إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولكنها لم تبلغ حد التواتر فهي بمنزلة الحديث الصحيح واما القراءة المتواترة فهي غنية عن هذه الشروط لأن تواترها يجعلها حجة في
العربية ويغنيها عن الاعتضاد بموافقة المصحف عليه (1).
قلت: وعند تأمل هذين القولين فإننا لانجد بينهما فرق في إفادة القراءة للعلم لأن من لم يشترط التواتر وإنما اشترط صحة السند لم يكتف به وإنما اشترط قرائن بمجموعها تفيد العلم وتقوم مقام التواتر ولذا قال مكي بن أبي طالب: فإذا اجتمعت هذه الخلال الثلاث قرئ به وقطع على مغيبه وصحته و صدقه لأنه أخذ عن إجماع من جهة موافقته لخط المصحف وكفر من جحده (2).
وقال الزرقاني:إن هذه الأركان الثلاثة تكاد تكون مساوية للتواتر في إفادة العلم القاطع بالقراءات المقبولة بيان هذه المساواة أن ما بين دفتي المصحف متواتر ومجمع عليه من هذه الأمة في أفضل عهودها وهو عهد الصحابة فإذا صح سند القراءة ووافقت عليه قواعد اللغة ثم جاء ت موافقة لخط المصحف المتواتر كانت هذه الموافقة قرينة على إفادة هذه الرواية للعلم القاطع وإن كانت آحاداً ..... فكأن التواتر كان يطلب تحصيله في الإسناد قبل أن يقوم المصحف وثيقة متواترة بالقرآن أما بعد وجودهذا المصحف المجمع عليه فيكفي في الرواية صحتها وشهرتها متى ماوافقت رسم هذا المصحف ولسان العرب ........ وهذا التوجيه الذي وجهنا به الضابط السالف يجعل الخلاف كأنه لفظي ويسير بجماعات القراء جدد الطريق في تواترالقرآن (3).
ـ[أبو محمد أحمد قاسم]ــــــــ[08 Jun 2008, 01:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حتى ابن الجزري كان يذهب قبل كتابه النشر أن التواتر شرط في قبول القراءة! وتجد ذلك في كتابه منجد المقرئين
ـ[حمدي عزت]ــــــــ[09 Jun 2008, 01:03 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ أحمد ونفعنا الله بعلمكم ونرجوا المزيد من هذه الأبحاث القيمة
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[19 Jun 2008, 02:55 م]ـ
الأخ أبو محمد: نعم ابن الجزري كان يرى ذلك وقد أشار في النشر إلى أنه تراجع عنه بعد أن كان يراه.
الأخ حمدي: بارك الله فيك.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[22 Jul 2008, 05:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
به حولي واعتصامي وقوتي
د. حسن عبد الجليل العبادلة abadela@yahoo.com abadela@bau.edu.jo
إخوتي الأحبّة إن أمر أركان القراءة القرآنية أو ضوابط القراءة القرآنية ليس كما يظنه كثير من الناس وقد قرأت العديد من البحوث التي تتعلق بهذه المسألة لكن دون أن يحيط باحثوها بمسألة نشأة القراءات والسبب في وضع هذه الضوابط. وأنا الآن في طور إعداد بحث أفصّل فيه حقيقة المراد بهذه الضوابط أو الأركان ولماذا وضعت وفي أي عصر خصوصا أننا نقرأ الآن بما يخالف هذه الأركان المشار إليها أنظروا أحبتي إلى الآية23 من سورة الكهف حيث كتبت لام شين ألف ياء ثم همزة ولا يوجد من قرأ على نحو المرسوم من القرّاء رحمة الله عليهم أجمعين ولا يعني ذلك أن هذه الأركان وضعت خطأ ومن أحب أن يشاركني بحثي من الأساتذة الكرام أرجو أن يتواصل معي على الإيميل المذكور أو على هاتف 777717312/ 962+
ورجائي الحار من أهل القرآن والذين يؤلفون في القراءات القرآنية أن لايأخذوا علمهم من كتب علوم القراءات فقط، فهنالك الكثير من أسس علوم القراءات القرآنية ورسم المصحف ونقطه حمل على غير وجهه الصحيح وأسيء تفسير عبارات العلماء المتقدمين وحملت على غير أوجهها ثم قعّدت على الخطأ الشائع وعلى سبيل المثال ينظر بحثي الموسوم أبو الأسود الدؤلي ومنهجه في نقط المصحف وهو منشور في مجلّة دراسات - الجامعة الأردنية، ولبعض المتخصصين في الإقراء الذين ينقلون عبارة كتب المصحف على مراد الوقف وضبط على مراد الوصل أن يقرؤا بحثي الموسوم توجيهات الداني لظواهر الرسم القرآني وهو منشور في مجلة جامعة غزّة ولها موقع على الإنترنت. وأرجوا أن يتواصل أهل العلم ليثوروا علوم المتقدمين ويعلموا حقيقة مرادهم. والله الموفق الفقير إليه سبحانه د. حسن عبد الجليل عبد الرحيم علي العبادلة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن راشد]ــــــــ[08 Sep 2008, 11:43 م]ـ
شكرا لك على بحوثك القيمة
لكنها مجردة من الإحالات لأ أدري لماذا، مع بقائها فيه فائدة لا تخفى، وقد يحتاج الناظر في التأكد من صحة النقل، لمزيد من الإيضاح عند من تعزو إليه فيضطر إلى البحث، كما بحثت أنت.
المهم بارك الله فيك.
لا عدمت الخير.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[11 Sep 2008, 10:03 م]ـ
البحث كاملا ًمع حواشيه تجده في مكتبة الملتقى ويمكنك تحميله.(/)
أبيات في قصر المنفصل تحتاج إلى شرح
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[09 Jun 2003, 08:11 م]ـ
إلى الإخوة في ملتقى أهل التفسير .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فقد قرأت أبياتا عن قصر المنفصل نقلها الشيخ أحمد محمد معبد في كتابه الملخص المفيد وعزاها للشيخ إبراهيم السمنودي ولكن فيها بعض الأبيات لم أعرف معناها فمن كان عنده مزيد اطلاع عليها فليفدنا جزاه الله خيرا ..
وهي:
قوله: ففي البدء بالأجزاء ليس مخيرا * لبسملة بل للتبرك مستقري
وقوله: وما مد للتعظيم منها ولم يجئ * بها وجه تكبير ولاغنة تسري
وقوله: وبالسين لا بالصاد قل أم هم المس * يطرون وبالوجهين في فرده النكر
وقوله: ولكن مع الإظهار صاد مصيطر * وفي بسطة سين كذا يبسط البكر
وفتح لدى ضعف عن الفيل وارد * وبالعكس عن زرعان والكل عن عمرو
ـ[أبو معاذ]ــــــــ[09 Jun 2003, 09:42 م]ـ
http://www.qloob.com/vb/images/smilies/bsm.gif
أخي الكريم ..
بعض الابيات التي سردتها لم أفهم أيضاً أنا الآخر معناها ...
وهما .. البيتين التاليين ..
وبالسين لا بالصاد قل أم هم المس * يطرون وبالوجهين في فرده النكر
و
ففي البدء بالأجزاء ليس مخيرا * لبسملة بل للتبرك مستقري
واتمنى من الاخوة الاعضاء افادتنا بشرح لهما ...
واكون شاكراً لكم ... على مجهودكم ..
وأثابكم الله به خيراً ..
أخيكم ..
أبو معاذ
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[09 Jun 2003, 11:35 م]ـ
الأخوين الكريمين محمد العبد الهادي وأبا معاذ _ وفقهما الله _
هذا توضيح سريع لمعاني الأبيات التي أشكلت عليكم في منظومة بهجة اللحاظ في رواية حفص من طريق روضة الحفاظ للعلامة الشيخ إبراهيم شحاتة السمنودي _ أمد الله في عمره على طاعته _
وكما هو معلوم فإن موضوع المنظومة هو حصر أو جه الاختلاف بين رواية حفص عن عاصم من طريق حرز الأماني للإمام الشاطبي ومن طريق روضة الحفاظ للإمام ابن المعدل، وطريق الروضة نفسه ينقسم إلى طريقين هما:
- طريق الفيل
-طريق زرعان
والفيل وزرعان إمامان مقرئان رويا رواية حفص عن عمرو بن الصباح عن حفص
وإلى توضيح الأبيات:
قوله: ففي البدء بالأجزاء ليس مخيرا * لبسملة بل للتبرك مستقري
معناه: إذا قرأت لحفص بقصر المنفصل من طريق الروضة فلست مخيرا في البسملة وتركها عند ابتداء القراءة من أجزاء أي سورة (وأجزاء السورة هو ما بعد أولها ولو بكلمة) بل عليك أن تأتي بالبسملة كما تأتي بها عند ابتدائك القراءة من أول السورة
وقوله: وما مد للتعظيم منها ولم يجئ * بها وجه تكبير ولاغنة تسري
معناه: طريق الروضة ليس فيه مد التعظيم، والمقصود بمد التعظيم أن بعض من يقرأ بقصر المنفصل يقصر جميع المنفصلات ما عدا (لا إله إلا الله، لا إله إلا أنا، لا إله إلا أنت، لا إله إلا هو) فيمدها بمقدار أربع حركات، وأما طريق الروضة ففيه قصر التعظيم كبقية المدود المنفصلة.
وكذلك ليس في الروضة التكبير بين السورتين من الضحى إلى آخر القرآن
وفي الروضة إدغام النون الساكنة والتنوين في اللام والراء بدون غنة خلافا لبعض الطرق الأخرى التي فيها الغنة في اللام والراء.
وقوله: وبالسين لا بالصاد قل أم هم المس * يطرون وبالوجهين في فرده النكر
معناه: أن طريق الروضة تقرأ فيه كلمة المصيطرون (الجمع المعرف بأل) بسورة الطور بوجه واحد فقط هو السين بينما كلمة مصيطر (المفرد النكرة) بسورة الغاشية تجوز قراءته بالسين أو بالصاد
وقوله: ولكن مع الإظهار صاد مصيطر * وفي بسطة سين كذا يبسط البكر
معناه: إذا قرأت بإظهار (نون والقلم) وبإظهار (يس والقرآن) ولم تدغم النون الساكنة في الواو فعليك بقراءة مصيطر بالصاد وقراءة بسطة ويبسط بالسين
وقوله: وفتح لدى ضعف عن الفيل وارد * وبالعكس عن زرعان والكل عن عمرو
روى الفيل عن عمرو بن الصباح عن حفص أنه قرأ كلمة (ضعف) في مواضعها الثلاثة بسورة الروم بفتح الضاد، بينما روى زرعان عن عمرو بن الصباح عن حفص أنه قرأ كلمة (ضعف) في مواضعها الثلاثة بسورة الروم بضم الضاد، وكلاهما وجهان صحيحان مقروء بهما.
والله أعلم.
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[10 Jun 2003, 11:18 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا خالد وأسأل الله أن يزيدك علما وعملا ... آمين ... ولكن بودي أن توضح معنى كلمة (البكر) في قوله: (كذا يبسط البكر) وما التشكيل المناسب لكلمة البكر؟
- هل هناك أكثر من طريق ورد فيه قصر المنفصل؟ ومالفروق بين الطرق؟
وجزاك الله خيرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[10 Jun 2003, 11:53 ص]ـ
(البكر) بكسر الموحدة وإسكان الكاف، هو الأول كما يقال لأكبر الأبناء البكر لأنه أول مولود، وسمى هذا الموضع البكر لأنه أول موضع في القرآن ورد فيه لفظ (يبسط)، وهو الموضع الذي اختلف القراء في قراءته بالسين والصاد، تمييزا له عن بقية المواضع التي اتفق القراء على قراءتها بالسين فقط،.
وأشهر طرق القصر لحفص طريقان هما طريق الروضة الذي نظم أحكامه الشيخ العلامة إبراهيم السمنودي، وطريق المصباح لأبي الكرم الشهرزوري، وهذه منظومة صغيرة بعنوان:
بهجة الأرواح في نظم أحكام رواية حفص من طريق المصباح للعبد الفقير وليد بن إدريس:
لك الحمد ياربي على النعم العلا ..... وأزكى صلاة للرسول مبسملا
وبعدُ فحمّاميُّ يروي عن الولي ..... بقصر لتعظيم عن الفيل ناقلا
وذلك مجموع بمصباح شهرزو ......... ر ثمت مروي بطيبة العلا
فمتصلا وسط وما انفصل اقصرن ....... خلافا لحرزهم بعشر مسائلا
1 فيبصط صاد ثم بصطة مثلها .... 2 وإن شئت كبّر في أواخرها الحلا
3 ولكن بسين اقرأنّ المصيطرو ... ن 4 أشمم بتأمنّا وللروْم أهملا
5 وألله مع ألآن ألذكرين لا .... تسهل بل ابدلها بمدّ مطوّلا
6 وآتان فاحذفن إذا كنت واقفا ..... 7 سلاسل فاحذفنْ وقوفا وموصلا
8 وفي عين وسط 9 ثم فرق ففخمنْ .. 10 وضعْف بفتحة، وتمّت فهلّلا
ويمكنكم مطالعة هذا الرابط والاستفادة مما فيه عن طرق حفص:
http://www.tadjweed.com/7afsways.htm
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حسن]ــــــــ[14 Nov 2005, 10:59 م]ـ
أخي الكريم /
هنالك شرح لهذا المتن بعنوان (لحظ الألحاظ بشرح بهجة اللحاظ بما لحفص من طريق روضة الحفاظ)
وهذا رابط تحميل الشرح
http://www.yah27.com/vb/attachment.php?attachmentid=283(/)
أخطاء خفية في تجويد الآيات القرآنية!!!
ـ[أبو أحمد الجنوبي]ــــــــ[10 Jun 2003, 10:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فكما هو معلوم فإن إتقان التجويد يمر بمراحل كثيرة، وفي كل مرحلة يتبين للشخص الكثير من الأخطاء التي كان يغفل عنها، بل لم يكن يعرف بأنها أخطاء أصلا.
وفي هذا الموضوع نريد من كل شخص أن يذكر ما عرف من أخطاء خفية مع التمثيل حتى يستفيد منها إخوته في هذا الملتقى المبارك، وسوف أبدأ بذكر بعض ما يحضرني الآن:
1/ تفخيم الحروف المرققة التي تسبق الحروف المفخمة، خصوصا إذا كان الحرف المفخم ساكنا.
الأمثلة:
أ- الألف الأولى في لفظ الجلالة (الله) فتجد الكثير عند تلاوتها لا يرققون الألف.
ب- الفاء قبل الضاد في قوله تعالى (فضلا).
ج- الميم قبل الصاد في قوله (المصير)، وهكذا.
2/ تفخيم الهمزة المتطرفة المفتوحة بعد ألف قبلها حرف مفخم.
الأمثلة:
أ- (فقراء). فترى الكثير لا يرقق الهمزة المتطرفة.
3/ قلقلة الراء الساكنة أو تكريرها خصوصا إذا كان قبلها ألف.
الأمثلة:
أ- كلمة (الأرض)، فتجد الكثير يقلقل الراء في أمثال هذه الكلمة.
4/ الوقوف على الهاء التي ما قبلها مكسور.
الأمثلة:
أ- (به).
ب- (من فضله).
فنجد الكثير عند الوقوف على أمثال هذه المواضع لا يعطي الكسرة حقها، بل نجدهم يجعلونها بين الكسرة والفتحة.
5/ إدغام ما لا يدغم.
الأمثلة:
أ- إدغام التاء في الجيم في قوله تعالى في سورة النساء (نضجت جلودهم).
ب- إدغام التاء في الظاء في قوله تعالى في سورة الأنبياء (كانت ظالمة).
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[10 Jun 2003, 10:32 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه التنبيهات القيمة
وهذا رابط لموضوع مشابه كنت كتبته في ملتقى أهل الحديث:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=6416&highlight=%C3%CE%D8%C7%C1+%D4%C7%C6%DA%C9
ـ[طارق]ــــــــ[11 Jun 2003, 01:51 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً على تلك التنبيهات
وقد خطر في بالي خطأ منتشر عند الكثيرين وهو تفخيم راء فرعون
وهي من الأشياء التي أعاني منها عند تحفيظي للطلاب
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[11 Jun 2003, 12:53 م]ـ
الإخوة الكرام:
إن موضوع الأخطاء الشائعة، والألفاظ التي يُتوقَّع فيها الخطأ مما اعتنى به علماء التجويد منذ بدأ التأليف في هذا العلم.
ولديَّ اقتراح أرجو أن يكون موفَّقًا، وهو أن يبدأ الإخوة بسورة الفاتحة ثمَّ ما بعدها ويبينون ما يمكن أن يقع فيه الخطأ، ثم طريقة القراءة السليمة، وأرى أن هذا الموضوع لو اكتمل فإنه سيمثِّل ثروة عظيمة في تصحيح الأخطاء التي يقع فيها بعض التالين لكتاب رب العالمين.
وفي الموضوع مسائل وطرائف أرجو أن يتيسر لي المشاركة معكم فيها.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Jun 2003, 05:39 م]ـ
هناك كتاب بعنوان:
بيان العيوب التي يجب أن يجتنبها القراء.
تأليف أبي علي الحسن بن أحمد بن البناء. المولود ببغداد سنة 396هـ والمتوفى سنة 471هـ.
وقد نشر هذا الكتاب القيم الدكتور غانم قدوري الحمد - وفقه الله - أولاً في مجلة معهد المخطوطات العربية سنة 1407هـ في المجلد الحادي والثلاثين، الجزء الأول من ص 7 - 58. ثم طبع طبعة مستقلة في دار عمار بالأردن سنة 1421هـ مع زيادات كثيرة على نشرته الأولى، ولا سيما ما يتعلق بترجمة المصنف.
موضوع الكتاب:
يتناول هذا الكتاب موضوع عيوب النطق، أو أمراض الكلام. وهو لا يقتصر على بيان الانحرافات النطقية في الأصوات، والعجز عن أدائها، وبيان كيفية علاجها، بل يتجاوز ذلك إلى معالجة موضوعات أخرى تتعلق بكيفيات الأداء، كالحدر والترتيل، والمخافتة ورفع الصوت، وبيان العادات الذميمة المتعلقة بالهيئات والجوارح، مع توضيح معايب النطق الخاصة ببعض الأصوات مما لا يدخل في باب أمراض الكلام بقدر ما يتعلق بمراعاة القارئ لمخارج الحروف وصفاتها وأحكامها عند ائتلافها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكتاب (بيان العيوب) هذا من الكتب النادرة في العربية التي عالجت هذا الموضوع، حتى إنه كان يظن أن اللغة العربية لم تعرف مثل هذا النوع من الدراسة، وأنه لم يوضع كتاب يعالج هذا الموضوع فيها إلا في العصر الحديث، بعد الاتصال بالدراسات الحديثة عند الغربيين، وقد عبر عن هذا الموقف الدكتور مصطفى فهمي، مؤلف كتاب (أمراض الكلام). حيث زعم أن المكتبة العربية تخلو تماماً من مؤلف يسد هذا النقص الحاد!!
مع العلم أن كتاب ابن البناء هذا ليس هو الكتاب الوحيد الذي عالج هذه القضية في التاريخ الإسلامي.
ولعله ينتقى من الكتاب أبرز مسائله للمشاركة تحت هذا الموضوع إن شاء الله.
ـ[أبو أحمد الجنوبي]ــــــــ[11 Jun 2003, 06:02 م]ـ
الحمد لله وبعد:
فأشكر لكم فضيلة الشيخ أبا خالد السلمي، على هذا الجمع القيم لهذه الأخطاء التي يقع فيها القراء، وأنصح القراء الكرام لهذا الموضوع، بالاطلاع على ما سطرته أنامل الشيخ الفاضل، رفع الله مقامه في الدنيا والآخرة ونفع به وبعلمه، وأنا أعتبر وجود أمثال الشيخ أبي خالد في هذا الملتقى المبارك من الكنوز الثمينة، بل والثمينة جدا.
أخي الفاضل طارق أشكرك على مشاركتك معنا، ولا شك أن حرف الراء من الحروف التي يطول الحديث عنها.
فضيلة الشيخ مساعد الطيار، شكر الله لكم هذا المقترح الطيب المبارك، وأرى أنه لو تظافرت الجهود في هذا الملتقى المبارك وبدأت العمل في هذا المقترح، والله لكان في خير عظيم.
فأرى أنه كما تفضلتم أن نبدأ بسورة الفاتحة، فكل يذكر ما عنده، ثم نرتبها على ترتيب الآيات، وأنا أتكفل بترتيبها، ثم نجمعها وهكذا، وليس شرطا أن ننتقل بعدها لسورة البقرة، فلا مانع من أن نبدأ بجزء عم مثلا.
وأرى أننا لو خرجنا بذكر كل صغيرة وكبيرة في سورة الفاتحة، لكان ذلك أيضا خيرا عظيما.
وأبدأ بذكر ما يحضرني، ونرجو المشاركة من الإخوة ليعم الخير وتحصل الفائدة المرجوة.
أولا: سورة الفاتحة.
1/ مد الألف الثانية في كلمة (العالمين).
الطريقة الصحيحة: أن المد فيها طبيعي لا يتجاوز حركتين.
2/ تكرير الراء في قوله تعالى (الرحمن الرحيم).
الطريقة الصحيحة: نطق الراء مشددة، ولكن مع منع اللسان من تكرار الراء.
3/ عدم إعطاء الكسرة حقها عند الكاف في قوله تعالى (مالك)، وكذلك في الميم في قوله (يوم).
الطريقة الصحيحة: إعطاء الكسرة حقها، ومراعاتها عند النطق بها.
4/ قلقلة الدال في قوله (نعبد).
الطريقة الصحيحة: الدال في هذه الكلمة مضمومة، قتنطق مضمومة لا مقلقلة.
5/ شبه إدغام الدال في الواو في قوله (إيالك نعبد وإياك نستعين).
الطريقة الصحيحة: نطق الدال مضمومة بسلاسة، ومن ثم نطق الواو بوضوح دون تشديد.
6/ عدم توضيح كسر همزة الوصل عند الابتداء بها، في قوله تعالى (اهدنا الصراط المستقيم).
الطريقة الصحيحة: إعطاء الكسرة حقها، عند الابتداء بهمزة الوصل.
7/ نطق التاء غير مهموسة في قوله تعالى (أنعمت)، والنطق بها كأنها طاء مرققة.
الطريقة الصحيحة: إعطاء التاء صفة الهمس.
والهمس هو جريان النفس عند النطق بالحرف، والمعنى أن يخرج عند أداء الحرف القليل من الهواء دون المبالغة في ذلك.
8/ تفخيم الميم التي قبل الغين الساكنة، في قوله تعالى (المغضوب).
الطريقة الصحيحة: ترقيق الميم.
9/ المبالغة في المد اللازم في قوله تعالى (الضالين).
الطريقة الصحيحة: أن يكون المد ست حركات، لا يزيد ولا ينقص.
10/ المبالغة في تشديد اللام الثانية، في قوله (الضالين) وذلك بمدها بعض الشيء.
الطريقة الصحيحة: تشديد اللام دون مد زائد ولا مبالغة.
هذا مايحضرني الآن، وجزاكم الله خيرا.
بانتظار المشاركة من الجميع.
ـ[طارق]ــــــــ[12 Jun 2003, 12:31 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الإستعاذة والبسملة
يقع الكثير من الطلاب الصغار في أخطاء متعددة فيهما
وأهم هذه الأخطاء
قولهم: من الشيطانُ ((بالضم)) وهو مكسور
الرحمنُ الرحيم ((بالضم)) رغم أنه مجرور
أما في الفاتحة
فيقولون
ألعمت ((بدلاً من أنعمت)) وهو خطأ شائع
وكل هذه الأخطاء أخطاء جلية
لكن أحببتُ الإشارة إليها لوقوعها.
أما طرائف أخطاء الطلاب
فعندي منها الكثير
وأكتبها مباشرة بعد حدوثها
وقد تتاح الفرصة للإشارة إليها للتنبيه عليها
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[12 Jun 2003, 02:25 ص]ـ
السلام عليكم
لو يسمح مشايخنا لمثلي بمشاركتهم في هذا الموضوع فسأذكرما يلي
من الأخطاء الشائعة في الفاتحة أيضا
1 - عدم تشديد الياء في إياك أو بعبارة أدق الإتيان بالتشديد غير تام
2 - تفخيم اللام في لفظ (المستقيم) نظرا لأنها مسبوقة بحرف مفخم وهو الطاء في (الصراط) والصحيح النطق بكل منهما على حدة بتفخيم الطاء ثم ترقيق اللام.
3 - عدم تفخيم الطاء من لفظ (الصراط) فتخرج مشوبة بالتاء
ومن الأخطاء الشائعة في غير الفاتحة
1 - قلقلة الطاء في لفظ (قطران) في قوله تعالى في سورة إبراهيم (سرابيلهم من قطران) والصحيح أنها مكسورة وليست مقلقلة
2 - قلقلة الباء من (أبق) في قوله تعالى في سورة الصافات (إذ أبق إلى الفلك المشحون) والصحيح أنها مفتوحة وليست مقلقلة.
3 - المبالغة في توضيح السين الساكنة نحو 0 (إسرائيل) فيتولد من ذلك وقفة على السين كأنها مفصولة عن بقية الحروف فينطقونها هكذا إس رائيل وهذ ا خطأ والصواب الإتيانبها من غير تعسف ومبالغة.
هذا ما حضرني، والله تعالى أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[12 Jun 2003, 11:25 ص]ـ
تقدم في هذا الموضوع مشاركة لأحد أعضاء الملتقى تجدها على هذا الرابط: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=288
ـ[حسين]ــــــــ[12 Jun 2003, 02:38 م]ـ
لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم
مما يحسن التنبيه عليه هنا كتاب الإمام الصفاقسي: تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين عما يقع لهم من الخطأ حال تلاوتهم لكتاب الله المبين 0
فهو مرجع مفيد في هذا 0
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[11 Feb 2009, 06:53 ص]ـ
الحمد لله تعالى
من الأخطاء الشائعة في سورة الفاتحة:
1 - قلقلة النون والميم عند الوقف عليها عندرؤوس الآي (العالمينْ) (الرحيمْ) (الدينْ) ...
الصحيح: عدم قلقلة النون والميم.
2 - عدم إعطاء الكسرة حقها في (الرحمنِ الرحيم)
الصحيح: تكميل حركة الكسرة.
3 - عدم تدوير الشفتين في الواو من (يوم) وعدم إعطائها حقها من اللين
الصحيح: تدوير الشفتين ونطقها بلين.
4 - همس الدال من (الدين) فتصبح كأنها تاء مشددة مكسورة
الصحيح: إعطاء صفة الجهر.
5 - تفخيم العين من (نعبد)
الصحيح: ترقيقها دائما.
6 - تفخيم النون من (اهدنا) لأجل الصاد بعدها.
الصحيح: ترقيقها.
7 - إقلاب االصاد سينا في (الصراط) و (صراط) وهي قراءة سبعية لكنها خطأ في رواية حفص
الصحيح: استعلاء وإطباق الصاد المكسورة في الموضعين.
8 - نطق الذال دالا في قوله (الذين)
الصحيح: نطقها ذالا من طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا.
9 - غن النون أو الميم غنة كاملة في قوله (أنعمت)
الصحيح: إظهار النون الساكنة والميم الساكنة من غير غنة كاملة.
10 - تفخيم الياء من (غير) لأجل الغين
الصحيح: ترقيق الياء اللينة بعد استعلاء الغين.
11 - إخفاء الميم من (عليهم ولا) لأجل قرب مخرج الواو
الصحيح: الحذر وإظهار الميم الساكنة عند الواو.
12 - فتح الفم كثيرا عند استعلاء الضاد في قوله (الضالين) فتفقد من قوتها واستعلائها
الصحيح: استعلاء الضاد وإطباقها من غير فتح الفم كثيرا.
13 - عدم تسوية المدود العارضة للسكون عند الوقف على رؤوس الآي
الصحيح: تسوية المدود العارضة للسكون في القراءة الواحدة.
ثم طبعا هناك قضية نطق الضاد!!!!
تنبيه لم أكرر ما ذكر قبل فلا بد من مراجعة ما كتبه الأساتذة الفضلاء.
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[14 Feb 2009, 10:35 ص]ـ
قبل أن نبدأ بتتبع الأخطاء الشائعة أرى أن نتعرف على جميع الكتب المصنفة في هذا الموضوع قديماً وحديثاً.
من الكتب الحديثة لأحد المعاصرين وهو الشيخ جمال القرش: النور الساطع لمعرفة الخطأ الشائع أثناء تلاوة القرآن الكريم حسب ترتيب المخارج لرواية حفص بن عاصم من طريق الشاطبية.
الكتاب مدعم بأقوال بعض الأعلام المعاصرين.
ـ[إبراهيم محجب]ــــــــ[18 Feb 2009, 02:53 ص]ـ
بارك الله في علمكم.
من الأخطاء الشائعة في الفاتحة كما أشار الشيخ أبو صفوت -سدده الله-
عدم التشديد في كلمة (إيَّاك)، وذلك يُحيل المعنى ويُغيّرهُ، قال ابن كثير -رحمه الله-: ((لأن (إيا) -يقصد بالتخفيف- ضوء الشمس)) ا. هـ
المرجع / تفسير ابن كثير، 1/ 135، بتحقيق سامي السلامة.
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[18 Feb 2009, 09:14 ص]ـ
بارك الله في علمكم.
من الأخطاء الشائعة في الفاتحة كما أشار الشيخ أبو صفوت -سدده الله-
عدم التشديد في كلمة (إيَّاك)، وذلك يُحيل المعنى ويُغيّرهُ، قال ابن كثير -رحمه الله-: ((لأن (إيا) -يقصد بالتخفيف- ضوء الشمس)) ا. هـ
المرجع / تفسير ابن كثير، 1/ 135، بتحقيق سامي السلامة.
وكذا نبه عليه قبله الإمام الخطابي في كتابه شأن الدعاء.
ـ[طارق]ــــــــ[20 Feb 2009, 03:01 ص]ـ
مشاركات جميلة وقيمة
بارك الله في الجميع
وبالمناسبة
صليت منذ يومين وراء أحد الأئمة
فقرأ المستقيم بالصاد(/)
القراءة بالالحان
ـ[حسين]ــــــــ[12 Jun 2003, 02:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أساتذتي الكرام
ماحكم إدخال ألحان الأغاني في تلاوة القرآن الكريم؟
وهل هذا الموجود هنا منه:
http://www.qquran.com/phpBB2/viewforum.php?f=2&sid=041d287111ff3dc405c4a67094eb7340
http://www.geocities.com/al_tanzeel/index2.htm
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[12 Jun 2003, 06:22 م]ـ
موضوع له صله:
ما هو حكم علم المقامات لقراءة القرآن الكريم؟
http://64.246.11.80/~baljurashi.com/vb/showthread.php?s=&threadid=9036
ـ[إبراهيم الدوسري]ــــــــ[12 Jun 2003, 07:51 م]ـ
القراءة بالألحان لا تخرج عن حالتين:
الحالة الأولى:
الألحان التي تسمح بها طبيعة الإنسان من غير تصنّع، وهذا ما يفعله أكثر الناس عند قراءة القرآن، فإن كل من تغنّى بالقرآن فإنه لا يخرج عن ذلك التلحين البسيط، وذلك جائز، وهو من التغني الممدوح المحمود، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: " ليس منا من لم يتغن بالقرآن " (أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التوحيد رقم الحديث [7527])، وعلى هذه الحالة يحمل الحكم بالجواز والاستحباب.
الحالة الثانية:
الألحان المصنوعة والإيقاعات الموسيقائية التي لا تحصل إلا بالتعمّل والتمرين، ولها مقادير ونسب صوتية لا تتم إلا بها، فذلك لا يجوز، لأن أداء القرآن له مقاديره التجويدية المنقولة التي لا يمكن أن تتوافق مع مقادير قواعد تلك الألحان إلا على حساب الإخلال بقواعد التجويد، وذلك أمر ممنوع.
وفي ذلك يقول ابن القيم (زاد المعاد فى هدي خير العباد لابن القيم 1/ 493): " وكل من له علم بأحوال السلف يعلم قطعاً أنهم برءاؤ من القراءة بألحان الموسيقى المتكلفة التي هي إيقاعات وحركات موزونة معدودة محدودة، وأنهم أتقى لله من أن يقرؤوا بها ويسوِّغوها، ويعلم قطعاً أنهم كانوا يقرؤون بالتحزين والتطريب، ويحسنون أصواتهم بالقرآن، ويقرؤونه بشجي تارة، وبطرب تارة، وبشوق تارة، وهذا أمر مركوز في الطباع تقاضيه، ولم ينه عنه الشارع مع شدة تقاضي الطباع له، بل أرشد إليه وندب إليه، وأخبر عن استماع الله لمن قرأ به، وقال: " ليس منا من لم يتغنّ بالقرآن "، وفيه وجهان: أحدهما: أنه إخبار بالواقع الذي كلنا نفعله، والثاني: أنه نفي لهدي من لم يفعله عن هديه وطريقته "
ويقول ابن كثير (فضائل القرآن صـ114):" والغرض أن المطلوب شرعا إنما هو التحسين بالصوت الباعث على تدبر القرآن وتفهمه والخشوع والخضوع والانقياد للطاعة، فأما الأصوات بالنغمات المحدثة المركبة على الأوزان والأوضاع الملهية والقانون الموسيقائي فالقرآن ينزه عن هذا ويُجلّ، ويعظم أن يسلك في أدائه هذا المذهب ".
وما ينادي به بعض الناس من تلحين القرآن بزعم تصوير المعاني وضبط الأنغام، وربما تمادى بعضهم وطالب بما يقارن تلك الألحان بالآلات الموسيقية، فكل ذلك جرأة على كتاب الله تعالى ذِكرُه وتقدس اسمُه، ولا شك أن الاشتغال بتلك الأنغام يوقع القارئ في تحوير الألفاظ، ويصرف السامع عن تدبر المعاني، بل يفضي بها إلى التغيير، وكتاب الله تعالى مجد المسلمين ينزه عن ذلك.
ـ[حسين]ــــــــ[12 Jun 2003, 11:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أجزل الله لكم المثوبة
ولكن هل الصبا والنهاوند والعجم والبيات والحجاز والسيكاه والرست والمقام العراقي 000من هذا؟ أم لا؟
قرأت في مقدمة أحد كتيّبات التجويد عن نقاش بين القراء فيها (مجموعة من قراء مصر والعراق قبل أربعين سنة00وأشار إليه الحصري رحمه الله تعالى)
وهذه نماذج منها (آمل عدم نشرها) وإنما أشير إليها لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوّره 00وربما فسرت الأمثلة ما عيي عنه اللسان 0
http://bineid.tripod.com/sega.htm
http://bineid.tripod.com/bayat1.htm
http://bineid.tripod.com/bayat2.htm
http://bineid.tripod.com/rast.htm
http://bineid.tripod.com/saba.htm
http://bineid.tripod.com/nahawand.htm
http://bineid.tripod.com/hijaz.htm
http://bineid.tripod.com/ajam.htm
أو بالأدق ما يسمى بالقراءة الحجازيّة (وأشار إليها د0 القاري) هل هي من القراءة بالألحان المنهي عنها؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 May 2008, 12:48 ص]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً وأخص بالشكر أستاذنا الدكتور إبراهيم الدوسري على بيانه وتفصيله.
ـ[حسام خوجة]ــــــــ[10 May 2008, 12:43 م]ـ
الموضوع هذا أُشبع كلاما واختلافا وآراء:)
وكلام الشيخ إبراهيم جميل جدا ..
أما المقامات التي ذكرها الأخ حسين ففائدتها فقط هو تعلم طريقة النغمة .. فقط .. ثم أنت من يقوّم تلك النغمة على أدائك
أهم شيء في هذا كله هو عدم الخروج عن قواعد الأداء القرآني أبدا ..
لأن - البعض - همّه هو الطرب، وليس ترتيل القرآن والاستشعار ..
وأنا أقول هذا من تجربة .. فقد تعلمت المقامات عامة ثمّ (عجنت) تلك المقامات (وقومتها) على أساس أن المخارج والتجويد + النغمة الحسنة = ستصدر أداء جيدا جدا ومتّزنا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[22 Jul 2008, 06:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة جامعة مانعة
الواجب إتقان أحكام التلاوة والتجويد وضبط المخارج والمدود فإن جمع مع ذلك حُسْن الصوت وضبط أبعاد المقام فهذا الكمال في الأداء على أن لايدخل الإيقاعات في قراءته.
والله سبحانه وتعالى أعلم(/)
وقوف المصاحف (من إجوبة الدكتور مساعد الطيار لملتقى أهل الحديث)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Jun 2003, 01:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال السائل: ما رأيكم بالعلامات الموجودة في المصاحف الآن ,وهل يجب أن يلتزم بها القارئ للقرآن؟
الجواب:
إن الأصل في وقوف القرآن أنَّها مبنية على الاجتهاد، وليس هناك وقف يحرم أو يجب إلا بسببٍ.
ومبنى الوقوف على المعنى، لذا يعاب على من لم يحرر المعاني في الوقوف، لكنه لا يصل بعمله هذه إلى الحرمة.
والحرمة والوجوب تحتاج إلى دليل شرعي؛ إذ أنها تدل على فعل شيء يخالف الشريعة، وليس ذلك في الوقوف القبيحة التي حكم العلماء عليها بالقبح.
وتعمد الوقف على ما لا يحسن الوقف عليه فعل قبيح بلا إشكال، لكنه لا يصل إلى حدِّ الحرمة إلا إذا كان يعتقد ذلك المعنى القبيح، وإذا كان يعتقد ذلك المعنى القبيح فإنه آثم سواءً أكان في حال قراءة أم كان في غيرها.
فمن وقف على قوله: (يد الله مغلولة)، وهو يعتقد هذا المعنى ويريده، فهو آثم باعتقاده قبل وقفه، والله أعلم.
أما التزام القارئ بها من أجل تحسين الأداء وتبيين المعاني، فإنها إنما جُعلت لهذا الغرض، وإذا كان هذا هو الغرض منها فالتزامها أولى من تركها، مع مراعاة أن تركها ليس فيه إثمٌ.
وهذه العلامات الموجودة في المصاحف مأخوذة من وقوف السِّجاوندي (ت: 560) من كتابه الكبير (علل الوقوف)، ووقوفه هي: الوقف اللازم، وعلامته (م)، والوقف المطلق، وعلامته (ط)، والوقف الجائز، وعلامته (ج)، والوقف المجوز لوجه، وعلامته (ز)، والمرخص ضرورةً، وعلامته (ص)، وما لا يوقف عليه، وعلامته (لا).
وقد بقيت هذه الوقوف إلى هذا العصر، وهي المعمول بها في مصاحف الأتراك والقارة الهندية.
أما المصحف المصري وما انبثق عنه كمصحف المدينة النبوية المطبوع بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، فإنه استفاد من وقوف السجاوندي وإن كان خالفه في بعض مواطن الوقف أو في الزيادة عليه في المصطلحات التي هي في الحقيقة نابعة منه، ووقوف هذه المصاحف هي: الوقف اللازم، وعلامته (م)، والوقف الجائز، وعلامته (ج)، والوقف الأولى، وعلامته (قلى)، والوصل الأولى، وعلامته (صلى)، ووقف المعانقة، وعلامته ( .. .. ) ثلاث نقاط على جملة المعانقة أو كلمتها، والوقف الممنوع، وعلامته (لا).
ولعلك تلاحظ أنه لا يوجد فيها الوقف المطلق والوقف المرخص ضرورة والوقف المجوز لوجه التي هي من وقوف السجاوندي. كما تجد في المصحف المصري ومن تبعه وقف المعانقة والوقف الأولى والوصل الأولى، وهذه لم ينص عليها السجاوندي، لكن بالنظر إلى أنواع الوقف الجائز عنده وباستقراء علله تجد أنها موجودة عنده، وإن لم ينصَّ عليها.
وباستقراء تطبيقات الوقف الجائز عند السجاوندي (ت: 560) ظهر أنه على مراتب ثلاثٍ:
1 ـ ما يستوي فيه موجب الوقف وموجب الوصل، وهو الذي اصطلح عليه بأنه (الجائزُ).
2 ـ ما يكون الوصل فيه أولى من الوقف، وهو الذي اصطلح عليه بأنه (المجوز لوجه).
والوقف المجوز لوجه عنده: ما تكون علة الوصل فيه أقوى من علة الوقف، لكن يجوز الوقف لأجل هذه العلة المرجوحة.
3 ـ ما يكون الوقف فيه أَولى من الوصل، وهذا القسم لم يذكر له مصطلحاً كالسابقين، غير أنه ظهر عنده في تطبيقاته، حيث ينصُّ في بعض مواطن الوقوف على جواز الوصل والوقف، ويرجح الوقف على الوصل.
ومن أمثلة ذلك الوقف على لفظ (أزواجًا) الثاني من قوله تعالى: (فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الأَنْعَامِ أَزْوَاجا يَذْرَأُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) حيث حكم عليه بالجواز، وقال في عِلَّةِ ذلك الوقف الجائز: (لأن الضمير: (فيه) قد يعود إلى الأزواج الذي هو مدلول قوله: (أزواجًا)، والأصح أنه ضمير الرَّحِم، وإن لم يسبق ذكره، فكان الوقف أوجه).
* وأما وقف التعانق أو المعانقة المرموز له بالنقاط الثلاث، فقد كان يسمى عند المتقدمين وقف المراقبة، وأول من نبه عليه أبو الفضل الرازي (ت: 454). [النشر لابن الجزري 1/ 238].
وعرَّفه أبو العلاء الهمذاني (ت: 569)، فقال: (المراقبة بين الوقفين: أن لا يثبتا معًا، ولا يسقطا معًا، بل يُوقف على أحدهما). [الهادي إلى معرفة المقاطع والمبادي (رسالة علمية لم تطبع) (ص: 55)].
وقد أشار إلى هذا الوقف السجاوندي (ت: 560) في قوله تعالى: (فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ * مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً ... ) [المائدة: 31 ـ 32].
قال: ( ... (النادمين) ج. (من أجل ذلك) ج، كذلك؛ أي هما جائزان على سبيل البدل، لا على سبيل الاجتماع؛ لأن تعلُّق (من أجل) يصلح بقوله: (فأصبح)، ويصلح بقوله: (كتبنا)، وعلى (أجل ذلك) أجوز؛ لأن ندمه ـ من أجل أنه لم يوارِ ـ أظهر).
وهذه الوقوف لا ينبغي التهييج عليها لانتشارها بين المسلمين في مصاحفهم، وليس فيها ما يوجب الخطأ المحض، إذ هي اجتهادات اجتهد فيها علماء أفذاذ، واتباعها أولى من تركها.
كما أنَّ من كان له اجتهاد وخالفهم في أماكن الوقف أو في مصطلحاته فإنه لا يشنَّع عليه أيضًا.
لكن لا تُجعل اجتهادات الآخرين في الوقوف سبيلاً إلى التشنيع على وقوف المصحف، ولو ظهرت صحتها؛ لأنَّ في ذلك استطالة على جلالة المصحف، وجعل العمل فيه عرضة للتغير، وذلك ما لا ينبغي.
لكن لو عمل الإنسان لنفسه وقوفًا خاصة به لرأي رآه، واجتهاد اجتهده، فإنه لا يثرَّب عليه أيضًا؛ لأن أصل المسألة كله مبناه الاجتهاد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[06 May 2010, 04:11 م]ـ
جزاكم الله خيرا مشرفنا الفاضل على هذا النقل عن الدكتور مساعد الطيار حفظه الله , ولي استيضاح لبعض ما جاء فيه , ومن ذلك:
بسم الله الرحمن الرحيم
وتعمد الوقف على ما لا يحسن الوقف عليه فعل قبيح بلا إشكال، لكنه لا يصل إلى حدِّ الحرمة إلا إذا كان يعتقد ذلك المعنى القبيح، وإذا كان يعتقد ذلك المعنى القبيح فإنه آثم سواءً أكان في حال قراءة أم كان في غيرها.
.
ألا توافقني مشرفنا الكريم أن الجواب بأن متعمد الوقف القبيح لا يأثم ولا يحرم عليه ذلك يناقض ما كان يجيب به أئمتنا من استبشاعهم ذلك جدا دون تعرضهم لكونه يحرم أو لا زجرا للقارئ عن تعمد الوقف عليه , وقد قال ابن الجزري رحمه الله:
وليس في القرآن من وقف وجب ولا حرام غير ما له سبب
قال الشارح:يعني ليس في القرآن من وقف يجب بحيث إذا لم يقف القارئ عليه يأثم ومن وقف حرام يأثم القارئ بالوقف عليه لأن الوصل والوقف لا يدلان على معنى حتى يحل عدمهما إلا أن يكون لذلك الوقف سبب كأن يتعمد على ذلك كما في التعمد على الوقف (وما من إله) وعلى (إني كفرت) وأمثال هذا إذ لا يصدر هذا التعمد عن المسلم الواقف على معناه , وأما إذا لم يقصد فلا يحرم. (شرح المقدمة طاش كبري زاده ص 258) طبع مكتبة أولاد الشيخ.
وولأبي عمرو الداني رحمه الله في كتابه الكتفى كلام قيم في هذا , فجزاكما الله خيرا.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[15 May 2010, 06:29 م]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا أخي الشعباني علي هذا الاستدراك فإنه سيفتح بابا واسعا وكما قدمتم فهو مخالف لما عليه أئمتنا.
قال القسطلاني عند شرح هذا البيت: وليس في القرآن من وقف وجب ** ولا حرام غير ما له سبب
وإليه أشار بقوله: (غير ماله سبب) أي: إلا أن يكون له سبب يؤدي إلي تحريمه؛ كقصد الوقف علي " إن الله لا يستحي " وشبهه مما قدمنا من غير ضرورة إذ لا يفعل ذلك مسلم) اللائي السنية شرح المقدمة 110
والسلام عليكم(/)
القراءة بقراءة غير التي اعتاد عليها المصلون
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[19 Jun 2003, 08:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فعندي سؤال وهو:
من أراد أن يقرأ في الصلاة بقراءة غير التي اعتاد عليها أهل بلدة هل يلزمه، أو ينبغي له، أو يستحسن له أن يخبرهم قبل ذلك أم لا؟
أو يقال: الأفضل له ألا يقرأ بقراءة غير التي اعتادوها، لكي لا يشوش عليهم.
أو يقال: إن القراءة بقراءة غير التي اعتادوها مطلوبة لمن يحسن ذلك، وتكون تعليما لهم، ونشرا للعلم فيهم، ورفعا للجهل عنهم.
في نظري القاصر أن القول الأخير أقوى وأولى، وإخبارهم فيه مصلحة لكي لا يظن خطؤة.
نريد رأي المشايخ، ومن وجد نقلا عن الأئمة فليبادر به مشكورا.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[20 Jun 2003, 01:06 م]ـ
بسم الله
السؤال:
هل يجوز قراءة القرآن في الصلاة برواية ورش، علما بأنا تداولنا القراءة برواية حفص عن عاصم؟
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه. وبعد:
القراءة برواية ورش عن نافع صحيحة معتبرة في نفسها لدى علماء القراءات، لكن القراءة بها لمن لم يعهدها، بل عهد غيرها كالقراءة برواية حفص -مثلا- تثير بلبلة في نفوس المأمومين، فتترك القراءة بها لذلك، أما إذا كان القارئ بها في صلاته منفردا، فيجوز لعدم المانع.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه، وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
(عضو) عبد الله بن قعود
(عضو) عبد الله بن غديان
(نائب رئيس اللجنة) عبد الرزاق عفيفي
(الرئيس) عبد العزيز بن باز
http://www.qurancomplex.org/qfatwa/display.asp?f=40&l=arb&ps=subFtwa
ـ[إبراهيم الدوسري]ــــــــ[20 Jun 2003, 09:31 م]ـ
قال الإمام ابن مفلح الحنبلي (ت 763 هـ) في الفروع 1/ 423:
" وفي المذهب: وتكره قراءة ما خالف عرف البلد ".
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[22 Jun 2003, 01:19 م]ـ
جزاكما الله خيرا
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[24 Jun 2003, 01:27 م]ـ
بارك الله في الأخ د. إبراهيم الدوسري لنقله قول ابن مفلح
وما زلت أذكر يوم أن أنهى أحد الشباب من بلدتنا دراسة علم القراءات في السعودية وعاد ليؤم الناس في المسجد، وقرأ بقراءة غير القراءة التي يقرؤها أهل البلدة، وهي قراءة حفص، فما كان منهم بعد الصلاة إلا أن قاموا بالإستهزاء به وبسبّه وبأنه أتاهم بقرآن جديد من السعودية!!!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Jun 2003, 06:39 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ومما يجري في هذا المهيع، أنني سمعت غير واحد يذكر أن الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله عندما كان في الرياض، دخل إلى المسجد الكبير في وسط الرياض، فتأخر الإمام فتقدم الشيخ الأمين لإمامة الناس - وكانت صلاة جهرية - فنسي الشيخ رحمه الله أنه في الرياض، وقرأ بقراءة نافع المدني رحمه الله. لا أدري هل قرأ برواية ورش عنه، أم برواية قالون.
فساء ذلك بعض المأمومين ممن لا يعرفون نافعاً ولا الشيخ الشنقيطي. وإنما يعرفون أن آية سورة الفاتحة (مالك يوم الدين) وليس (ملك يوم الدين)!
فلما سلم الشيخ رحمه الله من الصلاة، التفت إلى الناس وشرع في التسبيح والتهليل بعد الصلاة. فجاءه أحد كبار السن ممن ساءهم ما سمعوه منه، وعدوه زلة لا تغتفر، وعبثاً بالقرآن لا يسعهم السكوت عنه. فجلس إلى الشيخ أو حدثه واقفاً، وقال وهو غاضب: ما هذه القراءة التي سمعتك تقرأها في الصلاة؟
فقال الشيخ الشنقيطي: هذه قراءة نافع.
فقال الرجل - سامحه الله - بلهجته: (الله لا ينفعك أنت وإياه)! ثم تركه وذهب.
فأدرك الشيخ رحمه الله أنه قد فات عليه أنه يصلي بأناس لم يألفوا هذه القراءة، وكان درساً للشيخ رحمه الله يذكره دائماً لطلابه.
وقد حدثني أحد الزملاء عن أحد الأئمة المتقنين للقراءات في إحدى مدن السعودية، أنه يصر على أن يقرأ بالقراءات وهو يؤم أناساً من كل الطبقات، فيقرأ مرة بقراءة حفص، ومرة بقراءة خلف، وهكذا. فنفر منه الناس، وشكوه إلى المسؤلين. فلا يزيده ذلك إلا إصراراً على فعله هذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
فما كان من الناس إلا أن تركوه، وذهبوا إلى المساجد المجاورة، وبعضهم من جيران المسجد الأقربين، ويتركه ويذهب إلى غيره، ولا يكاد يخلو هذا الإمام الفاضل كل مرة من رجل عابر يستنكر قراءته لمخالفتها لعرف البلد.
فالأمر في هذا يحتاج إلى نوع من الحكمة، وليس كل ما يعلم يقال. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[عبدالله الحسني]ــــــــ[26 Jun 2003, 12:56 ص]ـ
الحمد لله
إذا ما فائدة تعلم القراءات؟
لتكون متداولة بين طلبة العلم فقط!!
العامي يتبع العالم، كما يتعلمون العلم يتعلمون القراءة.
أما إذا أعملنا ترك مالم يعتاده الناس، فحينها تهجر كثيرا من السنن.
ومن قال: إن معظم العامة بهذه المثابة؟
الذي يشاهده ويلمسه الجميع أن العامة إذا وثقوا بعلم الرجل قبلوا منه، وإن لم يعرفوه، أولم يثقوا بعلمه لم يقبلوا منه بل ربما جهلوه وبدعوه.
في قصة الجامع الكبير: لو الذي قراء في الجامع الكبير مكان العلامة الشنقيطي العلامة ابن باز، هل سينكر هذا العامي عليه؟!
مع ملاحظة أنه لم ينكر إلا شخص واحد.
اليوم ولله الحمد الناس خف عنهم الجهل، والعلم انتشر ومنذ سنوات طوال وفي إذاعة القرآن في السعودية برنامج القراءات (الطلاب الذين في المدينة) ويقرأ الطلاب فيه بالقراءات العشر، وهو يبث ويسمعه معظم الناس ولا يستغرب.
أضف إليه التلاوات في إذاعة القرآن مثل:
الحصري لورش
أبو سنينة، والحذيفي لقالون
قارئ نسيت اسمه كان يقرأ لقنبل
والمنشاوي وعبد الباسط لهم قراءة لغير حفص كانت تذاع، وغيرهم.
وأهم من هذا كله أنه في الحرمين يقرأ الأئمة براوية حفص، ويصلي خلفهم المسلمون من كل مكان،والذي لا يحضر إلى مكة يسمعهم بعدة وسائل كالمذياع،والتلفاز،و .. وهولاء المسلمون منهم من يقرأ للسوسي عن أبي عمرو كأهل الريف في السودان والصومال وغيرها، ومنهم يقرأ لقالون وهم أهل تونس وليبيا وغيرهم، ومنهم من يقرأ لورش وهم أهل الجزائر والمغرب وموريتانيا وغيرهم،ومنهم من يقرأ لابن كثير وهم بعض سكان الولايات السوفيتية السابقة (1) وغير ذلك، ولم يقع من هولاء ولله الحمد استنكار لقراءة أئمة الحرم برواية حفص
ولم يراع عوام هولاء فتنوع لهم القراءة مثلا، فلماذا نراعى غيرُهم، ولا نراعيهم!!
ــــــــــــــــــــــ
(1) أخبرني بذلك أحد المشايخ المقرئين أنه رأى بعض أهل تلك البلاد يقرأون لابن كثير.
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[28 Jun 2003, 09:52 ص]ـ
بارك الله بالأخ عبدالله الحسني وبتعليقه النفيس
وإتماما للقصة التي ذكرتها أعلاه، فإنه بعد سنة أو سنتين، وبعد جهد مشكور قام به هذا الشاب في بلدتنا، من تعليم القرآن وإنشاء حلقات لذلك، إلى بيان علم القراءات للناس وتوضيحه لهم، فلقد أصبح أهل بلدتنا هم من يطلبون منه التنويع في القراءات، ولقد أتم ولله الحمد في مسجد البلدة ختم القرآن على ثلاث أو أربعة قراءات للآن
فالمطلوب ألا يبادر الشخص بتلاوة قراءة مخالفة لقراءة أهل البلد قبل أن يثقوا به وبعلمه وبفضله.
وفق الله الجميع لما فيه الخير والسداد
ـ[عبدالله الحسني]ــــــــ[28 Jun 2003, 06:38 م]ـ
شكرا لك أخي على تمام القصة وليتها جاءت كاملة،
إذًا هذا نموذج عملي لما تقدم ذكره، وأذكر أن الشيخ أحمد الطويل قال كلاما نحو هذا
ـ[أخوكم]ــــــــ[03 Jul 2003, 06:37 م]ـ
الذي أعلمه هو:
أن هذه المسألة إنما هي جزئية تندرج تحت قاعدة الموازنة بين المصالح والمفاسد.
ومرجع ذلك هو لاجتهاد القارئ مراعيا في ذلك المكان والزمان والأحوال والأعيان.
ولذا لا يمكن حصرها في قول واحد لا ثاني له.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[04 Jul 2003, 02:57 م]ـ
هل تهجر السنن خوفاً من افتتان العوام؟
كنا قبل زمن ليس بالبعيد السائد في بلادنا هو المذهب الحنبلي، ولم يكن العلماء وطلبة العلم يعرفون في تحرير المسائل سوى المذهب، وحينما بدأ الانفتاح في تحرير المسائل واتباع الدليل وكان ذلك تقريباً على يدي الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله واجهت دعوته رفضاً ومصادمة قوية من طلبة العلم فضلاً عن العوام، حتى رفعوا به للملك فيصل رحمه الله، وحصل أشياء يطول ذكرها وهي مسطرة في ترجمة الشيخ، ثم بعد ذلك انتشر العلم وبدأ الناس يعرفون الخلاف في المسائل الفقهية، وأصبح تحرير المسائل واتباع الدليل هو الذي يتميز به المحقق من غيره.
وفي وقتنا هذا هناك بعض المسائل والسنن التي لم تكن معروفة لدى عامة الناس وحينما أثيرت لاقت بعض الانتقادات وما لبث الناس أن اعتادوا عليها، مثل رفع الإصبع في التشهد، وهيئة ومكان وضع اليدين حال الوقوف في الصلاة، وترك السكوت بين قراءة الفاتحة والسورة التي تليها للإمام في الصلاة الجهرية وغيرها.
وهكذا في مسألة القراءات لو انتشرت بين العامة فإنها مع مرور الوقت ستصبح أمراً مألوفا، إذ المسألة تحتاج فقط إلى اعتياد من قبل العامة مع الثقة بالقارئ، ومع مرور الوقت سيدرك الجميع أن الكل قرآناً، والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[08 Feb 2009, 08:16 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[08 Feb 2009, 10:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فعندي سؤال وهو:
من أراد أن يقرأ في الصلاة بقراءة غير التي اعتاد عليها أهل بلدة هل يلزمه، أو ينبغي له، أو يستحسن له أن يخبرهم قبل ذلك أم لا؟
أو يقال: الأفضل له ألا يقرأ بقراءة غير التي اعتادوها، لكي لا يشوش عليهم.
أو يقال: إن القراءة بقراءة غير التي اعتادوها مطلوبة لمن يحسن ذلك، وتكون تعليما لهم، ونشرا للعلم فيهم، ورفعا للجهل عنهم.
في نظري القاصر أن القول الأخير أقوى وأولى، وإخبارهم فيه مصلحة لكي لا يظن خطؤة.
نريد رأي المشايخ، ومن وجد نقلا عن الأئمة فليبادر به مشكورا.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله.
شكر الله سعيكم، وحاشى رأيكم من القصور
يبدو لي أنّ المسألة أخلاقية
أي أنها تعتمد على حدس الإمام للتوازن بين معهود الناس
و"عرفهم"، ورغبته في تعليمهم
فإذا كان المسجد مشهورا بإقراء القراءات
أو كان أئمته يختمون بروايات مختلفة، فإن الناس لا يعترضون
إلا أنّ بعض المارين كانوا يستغربون أحيانا فربما سأل بعضهم جاره أو
لم يُبَلْ بل مضى لسبيله ..
(بين قوسين) وإذا كان الشيخ بمثل مكانتكم فلا عليه ما فعل لأن اسمه
الكريم حجة تؤذن بالتسليم والطاعة، وكذلك حال من كان له بعض
مالكم من معرفة الناس وإقرارهم.
وأحسبُ أنه قد حصل تقدم كبير في وعي الناس بالقراءات بسبب
التطور الهائل في وسائل الاتصال ونشاط القراء أيضا. فنحن ولله الحمد والمنة
نشهد نشاطا مشهودا في القراءات يذكرنا بجزيرة الأندلس في القرن الخامس
أيام أبي عمر الطلمنكي ومكي بن أبي طالب القيسي وأبي عمروٍ الداني وابني شريح والباذش
وهو علم لذيذ يعطي نكهة لا يُملّ مذاقها للثقافة والعلوم الإسلامية
وكنت لا أعدل بالجلوس في مسجد فيه حنين القراء قعودي في أي مكانٍ آخر
وأودّ أن أستغلّ هذه الفرصة لأدلّ منْ لم يتيسّر له تعلم القراءات على موقعين
يمكنه أن يتعلم بتقليد أيّ من الشيوخ القراء كالشيخ الحصري والشيخ عبدالباسط
والشيخ الحذيفي وغيرهم.من أراد تعلّم القراءات فليعلم أنه علم تطبيقي يُمكن تعلُّمه
بيُسْر كبير بمنّ الله وكرمه
بأن يخصص لنفسه كل يوم درساً من القرآن بإحدى الروايات
من أحد هذين الموقعين
هنا ( http://www.abdulrashid.net)
أو من هنا ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=rewaya)
فإتقانه للتلاوة يُسهِّل عليه مستقبلا أخذ الإجازة إذا احتاج إليها
أما إن كان ممن من الله عليه بتعلم القراءات فيمكنه استماع
الروايات وهو يسوق سيارته فإنه أدعى إلى عدم نسيان العلم
ولستُ أعدِل بالقعود للتدريس فضلاً بعد قول رسول الله صلى الله
عليه وسلم "خيرُكم من قرأ القرآن وأقرأه" وحين قرئ هذا الحديث
بلفظ خيركم من تعلم القرآن وعلمه أمام أبي عبدالرحمن السلمي قال:
"هذا الذي أقعدني هذا المقعد"
وكان قد أقرأ القرآن أربعين سنة في مسجد الكوفة
أعتذر عن الاسترسال طمعا لا أنكره بأجر الدلالة على الخير
والله من وراء القصد(/)
هل الأداء من اجتهاد القراء؟
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[21 Jun 2003, 03:04 م]ـ
أخوتي الأفاضل هذا سؤال أرجو الإجابة عنه:
هل الأداء في القراءة يعتبر من الرواية بمعنى أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ بذلك؟ أو أنه من اجتهادات القراء؟
مثل: مد المنفصل وقصره، والسكتات في بعض الآيات، ونحو ذلك.
أرجو التفصيل في هذه المسألة مع ذكر مرجع لها إن تيسر.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[21 Jun 2003, 03:19 م]ـ
الأخ أحمد
يحسن التفريق هنا بين أصول الأداء،ومقادير الأداء.
وأعني بالأصول: وجود أصل المد والسكت والغنة والروم والإشمام وغيرها، فهذه ثابتة في لغة العرب، وقد حكاها النحويون في كتبهم، وهذه لا يُمارى في كونها مأخوذة بالرواية.
والرواية فيها قد تكون موافقة لما عند العرب، وقد يكون فيها قدر زائد يؤخذ من طريق القراء.
أما ما يتعلق بها من المقادير، فهذه ما وقع فيه الاجتهاد، بدلالة الاختلاف في بعض المقادير، كالاختلاف الواقع في مقادير المدِّ.
وقد ذكر ابن الجزري طرفًا يتعلق بمقادير المدِّ في حديثه عن المدِّ المتصل في كتابه العظيم: النشر في القراءات العشر.
ـ[حسين]ــــــــ[22 Jun 2003, 05:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذي الكريم
ناقش ابنُ الجزري السبكي في مايدخل تحت الأداء في منجد المقرئين 0
ولاريب في أن تلاوة القرآن عبادة لاتؤخذ إلا بالتلقي (لامجال لإعمال الرأي فيها) غير مايدخل تحت تحسين الصوت بالتلاوة 0
وقد بحث المسألة بتوسّع الشيخ عبدالعزيز قاري في محاضرة بعنوان (قرآن وسنة متبعة) موجودة في التسجيلات 000ثم وضع قدرا منها في كتابه (سنن القراء ومناهج المجودين) 0
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[22 Jun 2003, 06:02 م]ـ
الأخ الفاضل حسين حسَّن الله أيَّامي وأيامك بطاعته، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فقد ذكر الشيخ المحرِّر المحقِّق عبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ في كتابه (حديث الأحرف السبعة ... ) جوابًا على هذه المسألة، قال فيه: (( ... ولكن مع عناية الرواة العظيمة وحرصهم الشديد على الالتزام بما تلقته العامة بالقبول، وألا يقرئوا إلا بالمعلوم المشهور فإن هناك موضوعين يمكن أن يناقش فيهما ناقد معترض:
أولهما: ما انفرد بذكره واحد من الرواة .....
ثانيهما: بعض أوجه الأداء التي يصعب حصول التواتر على نقلها ولا يتصور وقوعه كضبط مقادير المدود بالدقة المتناهية المقيسة بالحركات، فإن الاتفاق على ضبط ذلك بتلك الدقة المتناهية شيء فوق طاقة البشر، لذلك تجد الروايات مختلفة اختلافًا كبيرًا في مقدار مد المتصل مع أن جميعهم مجمعون على وجوب مدِّه، ومثل الأوجه المروية في تقسيم وقف حمزة وهشام، وأنواع التسهيل فيه. قال الجزري: " إنه وإن تواتر تخفيف الهمزة في الوقف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يتواتر أن وقف على موضع بخمسين وجهًا، ولا بعشرين ولا بنحو ذلك، وإنما إن صحَّ شيء منها فوجهٌ، والباقي لا شكَّ أنه من قبيل الأداء ".
قلت ـ القائل: الشيخ عبد العزيز ـ: هذا هو ما يسمونه بالتحريرات، ووقد توسعوا فيه بعد ذلك وجاءوا فيه بالعجائب مما لا قِبَلَ للأمة به، ولا دلَّ نقلٌ على مشروعيته، فهذه بعض مواضع من أوجه الأداء لا يزعم أحد وقوع التواتر فيها، فمدُّ المتصل وجه أداء، وهو متواتر، لكن تحديد مقدار مدِّه وضبط هذا المقدار بالحركات خارج عن حدِّ المتواتر، وتسهيل الهمزة وجه أداء، وهو متواتر، لكن الأوجه الخمسين أو العشرين، وكذا سائر التحريرات، وما فيها، وما ينتج من الضرب فيها من أوجه، إنما هي اصطلاح محدث، ولا يدخل في حدِّ التواتر، بل لم يكن معروفًا لدى الأقدمِين)) (حديث الأحرف السبعة / ط: مؤسسة الرسالة / ص: 127 ـ 130).
فإذا كان ضبط المقادير بالدقة المتناهية شيء فوق طاقة البشر ـ كما يقول الشيخ المحقق ـ فإن ضبط المقادير يرجع إلى الاجتهاد، والله الموفق.(/)
أريد كتاباً جامعاً في القراءات
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[21 Jun 2003, 03:08 م]ـ
أريد كتاباً جامعاً في القراءات
ورد إلى هذا السؤال من أحد الأخوان فأحببت مشاركة المختصين، فأرجو من الأخوة الأفاضل ممن له عناية بالقراءات إفادتي بكتاب جامع لعلم القراءات، وأقصد بذلك أن يكون كتاباً موضوعياً (أي دراسة نظرية) يذكر تاريخ القراءات والمصطلحات وغير ذلك.
ـ[مداد]ــــــــ[21 Jun 2003, 11:46 م]ـ
ونحن نريد منك أن تتكرم بإكمال الفوائد القرآنية التي شغفتنا بها، ثم حرمتنا منها ... أعانك الله.
ـ[حسين]ــــــــ[22 Jun 2003, 04:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم
طلبك مجمل: أتريد تأريخ القراء والقراءات؟
- كتاب: (القراءات القرآنيّة تاريخها - ثبوتها- حجيتها- وأحكامها) لعبدالحليم بن محمد الهادي قابة (دار الغرب الإسلامي).
فإن لم فـ:
علم القراءات نشأته وأطواره وأثره في العلوم الشرعيّة للدكتور/ نبيل بن محمد إبراهيم آل إسماعيل. (مكتبة التوبة)
ولن تستغني عن منجد المقرئين لابن الجزري والمرشد الوجيز لأبي شامة.
أوتريد مصطلحات القراء؟
- الإضاءة في أصول القراءة للضباع.
- فإن لم يوجد فمعجم علوم القرآن لإبراهيم الجرمي (دار القلم -دمشق).
وأهم مرجع في القراءات: النشر في القراءات العشر لابن الجزري 0 ولا يجهل قدره طالب علم.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[22 Jun 2003, 06:21 م]ـ
أخي الكريم حسين:
أريد كتابا يكون مدخلاً لعلم القراءات محرراً أصول هذا العلم ومصطلحاته وفروعه ونحو ذلك
ـ[حسين]ــــــــ[22 Jun 2003, 06:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم
هل ترغب في وضع فهارس الكتاب الأول هنا؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Jun 2003, 07:03 م]ـ
أخي العزيز أحمد القصير وفقه الله
هناك كتاب جيد لعله يكفي الأخ السائل الذي سألكم في هذا الباب إن شاء الله كمدخل لعلم القراءات، كتبه عدد من المتخصصين في هذا الفن، واعتنوا به عناية كبيرة. وهم د. محمد أحمد مفلح القضاة - د. أحمد خالد شكري - د. محمد خالد منصور، وقد قامت بطباعته دار عمار في الأردن.
عنوان الكتاب: مقدمات في علم القراءات
تعريف بالكتاب
وهذا الكتاب يجمع المباحث المتعلقة بعلم القراءات ويعرضها بطريقة علمية ميسرة بأسلوب سهل وعبارات واضحة مع الالتزام بمنهجية البحث العلمي والتوثيق وتنوع المصادر والمراجع وتحرير القول في المواضع التي كثر فيها الخلاف بين العلماء وقد أعد الكتاب وفق الخطة التدريسية لمادة (مدخل إلى القراءات القرآنية) التي تدرس في كلية الدعوة وأصول الدين وفي عدد من الكليات والمعاهد الشرعية في الأردن وخارجه.
وقد جاء الكتاب في مقدمة وفصول ستة وخاتمة وملحق ثم فهرس المصادر وأخيراً فهرس الموضوعات:
الفصل الأول:- الأحرف السبعة وعلاقتها بالقراءات العشر المتواترة.
الثاني: مفهوم علم القراءات ونشأته والمراحل التي مر بها وشروط القراءة الصحيحة وأنواع القراءات.
الثالث: التعريف بالقراء العشرة ورواتهم.
الرابع: التعريف بأصول القراءات وأصول القراء العشرة.
الخامس: المؤلفات في علم القراءات والعلوم المتصلة به.
السادس: شبهات حول القراءات القرآنية وردها.
والكتاب يهم طلبة العلم المبتدئين في هذا الفن ويعد مدخلاً لطيفاً إلى مباحثه.
ومن مزايا هذا الكتاب التي ربما تفيد من يبحث عن المزيد من المراجع أنه احتوى على فصل مهم حول المؤلفات في علم القراءات وهو الفصل الخامس (165 - 183).
وقد أورد المؤلفون فيه أسماء عدد من هذه المؤلفات وفق الترتيب التالي:
1 - أشهر المؤلفات في القراءات والتي تعد المراجع الأساسية في هذا العلم.
2 - من المؤلفات في قراءة واحدة أو رواية أو طريق أو في المقارنة بين قراءتين أو روايتين.
3 - من المؤلفات في عدد من القراءات دون السبع.
4 - من المؤلفات في القراءات السبع.
5 - من المؤلفات في القراءات الثمان والعشر.
6 - من المؤلفات فيما زاد على العشر قراءات.
وهناك كتاب آخر بعنوان: المدخل إلى علم القراءات
للدكتور شعبان محمد إسماعيل. وهو جيد، لكنه دون السابق.وقد تناول المؤلف في هذا الكتاب المقصود بنزول القرآن على سبعة أحرف، وحكمة ذلك، وعلاقة القراءات بهذه الأحرف، ونشأة القراءات وتطورها، وأقسامها من حيث القبول وعدمه والتعريف بالأئمة الذين نقلوا لنا هذه القراءات.
ثم ختم المؤلف الكتاب بقائمة شملت عدداً من الكتب المطبوعة في علم القراءات وقد بلغ عددها (54) كتاباً.
أرجو أن يكون هذا وافياً ببعض الغرض أخي أبا خالد، وفقكم الله جميعاً
ـ[حسين]ــــــــ[22 Jun 2003, 08:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذنا الكريم
أما الكتاب الأول فجيّد مقدمات في علم القراءات ويماثله كتاب محمد الحبش عن القراءات القرآنيّة 0
وأما الآخر فأظن أنه بحاجة لإعادة النظرفي إدراج اسمه هنا لأنه ليس محرّرا 0
وأما فهارس الكتاب (الأفضل من جميع ما تقدّم) القراءات القرآنيّة تاريخها - ثبوتها- حجيتها- وأحكامها
فقد رفعتها هنا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[22 Jun 2003, 10:57 م]ـ
أخواي الكريمان الشيخ حسين والشيخ عبد الرحمن:
أشكركما على ما تفضلتما به من جواب، ولعل في ما ذكرتما كفاية إن شاء الله تعالى، خاصة أن السائل من المبتدئين ومثل هذه الكتب المحررة تصلح له.
ـ[مصلح سلامة]ــــــــ[10 Mar 2009, 01:58 ص]ـ
السلام عليكم
ادخل لموقع المشكاة وستجد كثير من الكتب التي تريد للتحميل
almeshkat.net
ادعو الله لنا(/)
أفتونا بسرعة يا أهل القراءات مأجورين!!
ـ[سابر الأغوار]ــــــــ[22 Jun 2003, 08:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عندنا إمام راتب يصلي بالجماعة منذ زمن وهو يعمل مدرساً للغة للعربية للمرحلة الابتدائية؛ وهو يلحن في القرآن لحنا خفيا وأحيانا لحناً جليا؛ وهو لا يتقن رواية حفص عن عاصم.
وفي الآونة الأخيرة سمعته يقرأ: في الفاتحة عند قوله تعالى: (مالك يوم الدين) فيقول: (ملك يوم الدين) بالقصر؛ وكذلك في سورة الزلزلة عند قوله تعالى: (فمن يعمل مثقال ذرةٍ شراً يره) فيقول: (فمن يعمل مثقال ذرة شراًُ يراه) بزيادة ألف؛ وأيضا في سورة الغاشية عند قوله تعالى: (لست عليهم بمصيطر) فيقول: (لست عليهم بمسيطر) بالسين بدل الصاد.
وأنا أعلم أن آية الفاتحة تنطق هكذا وهكذا ولكن السؤال:
س1/ هل يجوز له ذلك مع أنه لا يجيد غيرها؛ من القراءات المختلفة؟ وهل هي بهذا اللفظ من رواية حفص عن عاصم؟
س2/ هل لقراءته في سورة الزلزلة نصيب من الصواب؟ فإذا كان كذلك فهل هي من رواية حفص عن عاصم أم من رواية غيره؟ ومثل ذلك في سورة الغاشية؟
والسؤال الذي نرغب الإجابة عليه: هل يجوز له ذلك مع انه لا يعرف ــ إن صحت ــ غيرها من القراءات الأخرى؟ لأن ذلك قد أشكل على كثير من المصلين لأن أغلبهم من العامة؛ ويستغربون هذا التبديل المفاجئ؟
فهل من بيان شافٍ حول هذا الأمر لعنا نطلعه عليه فيقتنع ويعود إلى صوابه.
آمل ممن عنده علم في هذه المسألة ألا يبخل علينا فنحن في أمس الحاجة لذلك؛ وجزاكم الله خير الجزاء.
ـ[حسين]ــــــــ[22 Jun 2003, 10:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم
لم يرد في قراءة صحيحة (خيرا يراه) وهي لحن 0
أما ماعدا ذلك فصحيح 0
والعجب ممن ينكر على من قرأ بغير حفص مع عنايته بإحياء السنن المهجورة؛ أفليست القراءات الأخرى من هذا؟
ولكن يحسن لمن يتصدر لهذا أن يكون ذا إلمام بأصول القراءات وتأريخها ليجيب عما يشكل 0
ـ[سابر الأغوار]ــــــــ[24 Jun 2003, 08:05 م]ـ
بسم الله
أشكر الأخ / حسن على مشاركته؛ ولكنني أطمع في المزيد.
ولكم تحياتي؛؛؛؛؛؛
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Jun 2003, 06:05 ص]ـ
أخي الكريم الأستاذ عبدالله وفقه الله
ما ذكرت أخي الكريم مسألة علمية لها جانب اجتماعي دعوي. ذلك أن هناك عدداً من آبائنا وأساتذتنا كبار السن الذين يؤمون الناس منذ زمن، ويقعون في أخطاء كثيرة ليس ما ذكرتَه إلا مثال عليها، ولو أخبرتك بما كنت أسمعه من إمام مسجدنا رحمه الله - وقد أدركته شيخاً كبيراً - لعجبت من قراءته، فقد كان يقرأ بقراءة لم ترد في الشواذ ولا غيرها، ويمكن تسميتها (القراءات الموضوعة) على وزن الأحاديث الموضوعة!!
وعندما تأتي لكي تبين لبعضهم الصواب، نظر إليك شزراً! وقال: ما شاء الله! تعلمت لك كلمتين، وأنا قد درستك في السنة الأولى؟! ما شاء الله!
وربما يقول لك متهكماً: (الله يرحم مزنة!) ولا أدري من هي مزنة هذه التي يترحم عليها الناس رحمها الله.
فلا تملك - وأنت محق في نصحك له - إلا أن تلوذ بالصمت، وتمسك لسانك في كثير من المواقف.
الأمر أخي الكريم إن نظرت إليه من الناحية الفقهية، فالأمر كما ذكر الأخ الكريم. القراءات الصحيحة يجوز القراءة بها كما بين ذلك العلماء بالتفصيل. ولكن العلماء نبهوا على عدم التشويش على العامة من المصلين.
فقالوا: وتكره قراءة ما خالف عرف البلد، حتى لا يشوش ذلك على الناس.
وأما إذا كان المأمومون من طلاب العلم، ويعرفون القراءات، فمن المستحب القراءة بالقراءات الصحيحة دون خلط بينها، وإنما يقرأ بقراءة حفص - مثلاً - مرة، وبقراءة شعبة مرة، وهكذا حتى يتعلم الناس، ويسمعوا كلام الله.
وأما من ذكرته -وفقك الله - يخلط بين القراءات، بطريقة تدل على الجهل، مع عدم اشتهاره بالعلم بالقراءات، ويشوش على المصلين، فلا يجوز له ذلك، ولكنه لا يخلط بينها - في ظني- تعمداً للتنويع بين القراءات، وإنما أُتي من عدم العلم، وسبق اللسان على كلمات خاطئة هي أشبه ما تكون بلهجته العامية الدارجة. وينبغي لكم أن تأخذوه بالحسنى، وطيبة النفس، حتى لا ينفر ويصر على رأيه، وربما يحلف أن هذه من القراءات السبع.
والأمر مع أمثال هؤلاء يدخل في جانب الدعوة والتعليم أكثر منه في جانب الاستفتاء عن الحكم فحسب، مع مراعاة سنهم ومكانتهم في الناس. والرفق - يا أستاذي الكريم - ما كان في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه.
وفقكم الله لما يحب ويرضى، ووفق هذا الإمام الفاضل لكل خير، وفقهنا وإياه في الدين فما أحوجنا إلى الفقه في الدين.
ـ[سابر الأغوار]ــــــــ[25 Jun 2003, 01:22 م]ـ
بسم الله
شكرا لك أخي المشرف العام.
لقد أثلجت صدري بكلماتك النيرة والجميلة؛ وكأني بك أحد المصلين معنا منذ فترة من الزمن؛ وهو ــ والله ــ الواقع ليس فقط عندنا بل كثير من الإخوان يعانون من نفس المشكلة.
ويا ليت وزارة الشئوون الإسلامية والأوقاف تتنبه لهذا الأمر؛ وتعد مراقبي المساجد إعداد جيدا وتخبرهم بذلك؛ وكذلك بإرسال التعاميم الى أئمة المساجد بهذه الأمور وغيرها؛ وتجاول أن تمنع المحسوبيات والمجاملات من أجل هذه الدنيا الفانية.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى؛
والسلام عليكم؛؛؛؛؛؛
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الحسني]ــــــــ[26 Jun 2003, 01:11 ص]ـ
رحم الله إمامكم صليت خلف شخص يلبس المشلح ويفتي للناس ويخطب الجمعة في الرياض وله دروس في الفقه والحديث والتفسير وكتب ابن القيم وغيرها
ويقرأ (فقال لهم رسول الله ناقةُ الله) برفع ناقة فأفسد بهذا اللحن معنى الآية
هذا في جزء عم فقط وفي جزء تبارك (ثياب سندسٍ خضرٌ) يقرأها بالجر (خضرٍ) وإن كان فيها قراءة صحيحة لكنه لم يعلم بذلك، وليس لديه أية عناية بعلوم القرآن.
أما التجويد فلا يعرف له طريقا اللهم إلا المد العارض للسكون فيمده ثمان حركات! وكأن اللسان أعتاد عليه!
فما الحل مع أمثال هولاء؟
ـ[سابر الأغوار]ــــــــ[26 Jun 2003, 04:31 م]ـ
بسم الله
الحل الجذري والذي سوف يمنع هؤلاء من الخوض هكذا في كتاب الله عز وجل هو:
1 / الإجراءات الصارمة والمتابعة الجادة والمستمرة؛ لهؤلاء من قبل وزارة الشؤون الإسلامية من خلال المراقبين الميدانيين المنتشرين في كل منطقة.
2 / إقامة دورات مكثفة تماما للأئمة في كتاب الله عز وجل على أيدي قراء مهرة ولا يجيزون الا من كان أهلاً لقراءة كتاب الله على الوجه المطلوب.
3 / عزل أولئك الأئمة؛ إذا لم تجد معهم تلك الإختبارات فإن البعض قد تجمد لسانه ولو درسته مائة سنة؛ وتعيين خريجي الجامعات الذين لا يجدون أعمالا بل هم عاطلون في البيوت.وبذلك نكون قد وضفنا العاطلين وحصلنا على قراءة جيدة لكتاب الله دون أخطاء.
والله تعالى المستعان وعليه التكلان.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[22 Jul 2008, 05:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب
على الإمام أن يحيط برواية الإمام حفص عن عاصم إن أراد أن يؤم الناس في الصلاة، فإن كان يلحن فيها، فالأصل أن يؤم غيره من المتقنين خصوصا إن كان يلحن ألحانا جليّة، أما إن كان موظفا من أي جهة حكومة أو غير حكومية، فأنصحه بأن يتوجّه إلى من يتقن القراءة ويتعلم عنه السّور التي يؤم الناس بها في صلاتهم، وهذا ليس عيبا - أن يتعلم القراءة-.
أما الشق الثاني من سؤالك أيها الحبيب
فهو يحتمل أمرين: إما أن يقرأ الإمام بالناس برواية كاملة غير رواية حفص.
والثاني: أن يخلط بين القراءات فيجمع في قراءته في الصلاة بين أكثر من رواية.
والجواب على الشق الأول: يجوز له أن يقرأ بأي رواية كاملة مع علمه وإتقانه بما يقرأ. والأولى له أن يشير للناس قبل أن يبدأ صلاته بأنه سيقرأ على رواية غير رواية حفص؛ لأنني رأيت كثيرا من عامة الناس من لم يسمع عن القراءات، فيحسبوه يخطيء ويردّوه، وهذا يؤدي إلى تشويش المصلّين، والأصل أن تكون الصلاة بخشوع.
أما المسألى الثانية بأن يخلط في الروايات القرآنية أو أن يؤلّف شيئا من عند نفسه، فهذا محرّم قطعا لأنه يتقوّل على الله. وليس معنى أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم صحح قراءة سيدنا عمر رضي الله عنه أو قراءة ابن مسعود رضي الله عنه أو قراءة أبي رضي الله عنه ... أنهم قرؤا شيئا من عند أنفسهم، فمن يراجع الحديث الخاص بهذا الموضوع عليه أن يقف على قول سيدنا عمر: ... فقرأ بحروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فقال: من أقرأك هذه. قال أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعه يا عمر، إقرأ ... فقال هكذا أنزلت. وقطعا كان نزولها على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي علّم كليهما، وليس نزولها على أحد منهما.
فليس لأحد من البشر أن يقرأ إلّا كما عُلّم، والقراءة بالمعنى باطلة أرجو أن تراجعوا كتاب مختصر الانتصار لنقل القرآن الكريم ومقدمات كتاب النشر في القراءات العشر لابن الجزري حيث وردت فيه مسألة الخلط بين القراءات مفصّلة. والله سبحانه وتعالى أعلم
الفقير إليه سبحانه د. حسن عبد الجليل عبد الرحيم علي العبادلة abadela@yahoo.com abadela@bau.edu.jo
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[22 Jul 2008, 05:43 م]ـ
إخي الحبيب عبد الرحمن الشهري وفقك الله
لعله قصد برحم الله مزنة
أن مزنة غمامة صيف لا تسمن ولا تغني من جوع فإن أمطرت قليلا جف مطرها سريعا ولم ينتفع به أحد، وكأنه يقول فلان يصرخ في واد. وحاشاك أن تكون مقصودا
ـ[محمد بن مزهر]ــــــــ[31 Jul 2008, 04:37 ص]ـ
يبدو لي أن للشيخ عبدالرحمن ماض حافل بقصص الأخت (مزنة) رحمها الله.(/)
بين بعض القراءات القرآنية وبعض القواعد النحوية
ـ[الخطيب]ــــــــ[29 Jun 2003, 02:56 م]ـ
بين بعض القراءات القرآنية وبعض القواعد النحوية
أ0د/ أحمد سعد الخطيب
القرآن الكريم هو الكلام العربى، الذى لا عوج فيه ولا التواء، أعجز الله به البلغاء، وأبكم به الفصحاء، فنهل الكل من معينه، وخضع الجميع لعظمته وسموه.
وقد جاء هذا الكتاب خطاباً عاماً للأمم كافة فى كل زمان وفى أى مكان، لذلك راعى اختلاف عقول الناس، وما تستوعبه منه، فشمل ما يلبى رغبات الخواص فألمح أشار، ونوَّه، وعرّض، ونوّع، فى أوجه الإعراب، فاشتمل على الدقائق التى لا يطلع عليها إلا بصير حصيف.
وشمل أيضاً ما يلبى رغبات العوام فأفصح وأبان، وأرهب ورغب، وعلل ووجه، فاشتمل على صنوف من القول، وفنون من البلاغة، وذلك لأنه الكتاب الخاتم الذى لا كتاب بعده، المنزل على الرسول الخاتم الذى لا رسول بعده. ومع ذلك فقد اعترض بعض أهل النحو على بعض قراءاته الثابتة، زاعمين أنها خالفت قواعد النحو.
وقد أخطأوا فى قياس آيات القرآن الكريم على قواعد النحو أيما خطأ، بل أجرموا أيما إجرام؛ لأن القرآن الكريم هو كلام الله المعجز لأساطين البيان والبلاغة، وأنه أصل اللغة، ومنه تستنبط قواعدها، وعلى ضوء آياته تضبط اللغة، وتصحح هيئاتها.
وإنى إذ أؤكد هذه الحقيقة آتى إلى بعض تلك القراءات التى ادعوا أنها خالفت قواعد العربية، لأبين أنها لم تخالفها بل لها فى وجوه العربية ما يؤيدها، ليتقرر من خلال ذلك أن هذه الدعوى تنبئ عن قصور قائليها وعدم درايتهم بكل أوجه العربية.
ومما أوردوه فى هذا المقام ما يلى:
المثال الأول:
قال تعالى: ((يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام)) [1]
حيث قرأ حمزة - وهو أحد القراء السبعة - (والأرحامِ) بالخفض. وفى هذا يقول صاحب الشاطبية: وحمزة والأرحامِ بالخفض جملا [2]
عارض النحاة هذه القراءة بحجة أنه لا يجوز عطف الاسم الظاهر على الضمير المجرور إلا بإعادة حرف الجر - كما هو مقرر فى قواعد النحو وهو اتجاه البصريين - ومنه قوله تعالى: ((فخسفنا به وبداره الأرض)) [3]
الرد على هؤلاء النحاة وتوجيه القراءة:
والرد على هؤلاء النحاة ومن وافقهم من المفسرين هو من خلال الآتى:
1 - القرآن الكريم هو الكتاب الخالد الذى أنزله الله - عز وجل - لهداية البشرية، وهو بجانب ذلك كتاب معجز فى فصاحته وبلاغته، حيث نزل فأعيا الله به الفصحاء، وألجم به البلغاء، فشهد الأعداء ببلاغته وأقر الحاقدون ببراعته، واعترف الجميع بسيادته.
والمعروف أن للقراءة المقبولة ضوابط ذكرها السيوطى فى الإتقان [4] نقلاً عن ابن الجرزى وقد سبق ذكرها. وأذكر بأنها صحة السند، وموافقة اللغة العربية ولو بوجه، وموافقة أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالاً، وهذه القراءة التى معنا هى قراءة حمزة أحد القراء السبعة، والمقرر لدى العلماء أن القراءات السبع متواترة لاستيفائها شروط التواتر، ومن هنا تلقتها الأمة بالقبول.
وبذلك يكون شرط صحة السند قد تحقق ما هو أعلى منه، وهو التواتر، الذى يكفى وحده فى القطع بقرآنيتها.
يقول القرطبى فى معرض رده على من ردوا قراءة حمزة:
مثل هذا الكلام محذور عند أئمة الدين؛ لأن القراءات التى قرأ بها أئمة القراء ثبتت عن النبى -صلى الله عليه وسلم - تواتراً يعرفه أهل الصنعة، وإذا ثبت شئ عن النبى - صلى الله عليه وسلم - فمن رد ذلك، فقد رد على النبى -صلى الله عليه وسلم -، واستقبح ما قرأ به، وهذا مقام محذور لا يقلد فيه أئمة اللغة والنحو، فإن العربية تتلقى من النبى -صلى الله عليه وسلم، ولا يشك أحد فى فصاحته. ا.هـ[5]
وأما بالنسبة لشرط موافقة أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالاً فهو متوفر أيضاً لأن رسم القراءة بحركة الإعراب نصباً أو خفضاً لم يغير من رسمها ولا من هيئتها شيئاً مع التذكير بأن المصاحف العثمانية كانت خالية من النقط والشكل.
وأما بالنسبة للشرط الثالث وهو موافقة اللغة العربية ولو بوجه فسوف يبين لنا فيما هو آت أنه متحقق أيضاً بوجوه عديدة وليس بوجه واحد، وسوف يبين لك أيضاً ضعف قاعدة البصريين التى اعتمدوا عليها فى رد القراءة.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - وقد قيل فى توجيه قراءة الخفض بعيداً عن كونها معطوفة على الضمير المجرور بدون إعادة الجار أقوال منها:
أ- ما قيل: إن الواو فى (والأرحامِ) هى واو القسم والمقسم هو الله تعالى، ومعلوم أن لله تعالى أن يقسم بما شاء من خلقه وذلك كما أقسم سبحانه بالضحى والليل والفجر والشمس وغيرها من المخلوقات.
ب- وقيل: هو قسم أيضاً لكن على تقدير مضاف محذوف أى ورب الأرحام. [6]
ج- وقيل: هو على تقدير إضمار الخافض، قال ابن خالويه: واستدلوا له بأن الحجاج كان إذا قيل له: كيف تجدك؟ يقول: خيرٍ عافاك الله. يريد بخير.
أو أنه على تقدير: واتقوه فى الأرحام أن تقطعوها، ثم قال ابن خالويه: وإذا كان البصريون لم يسمعوا الخفض فى مثل هذا ولا عرفوا إضمار الخافض، فقد عرفه غيرهم ومنه قول القائل:
رسمِ دارٍ وقفت فى طلله ... كدت أقضى الحياة من خلله
3 - وقيل فى توجيه الخفض كذلك: إن (الأرحامِ) معطوف على الضمير المجرور فى قوله (به)
وهذا التوجيه هو الذى عارضه البصريون وعارضوا القراءة وردوها لأجله؛ لأنها تخالف ما هو مقرر عندهم من عدم جواز عطف الاسم الظاهر على الضمير المجرور بدون إعادة حرف الجر، وحجتهم فى ذلك أن الضمير فى الكلمة جزء منها، فكيف يعطف على جزء من الكلمة؟ وشبهوه بالتنوين وقالوا: كما لا يعطف على التنوين فإنه لا يعطف على الضمير المجرور بدون إعادة الجار.
مناقشة هذا الرأى:
هذا الذى ذهب إليه البصريون فى رد قراءة حمزة (والأرحامِ) ردوا به أيضاً تخريج عطف (المسجدِ) على الضمير المجرور فى قوله (به) وذلك فى قوله سبحانه: ((وكفر به والمسجدِ الحرام)) [7]
هنا ناقش السمين الحلبى هذه القاعدة مناقشة علمية متأنية أنقل هنا أكثر ما قاله لتتم الفائدة، قال السمين: اختلف النحاة فى العطف على الضمير المجرور على ثلاثة مذاهب:
أحدهما: وهو مذهب الجمهور من البصريين: وجوب إعادة الجار إلا فى ضرورة.
الثانى: أنه يجوز ذلك فى السعة مطلقاً وهو مذهب الكوفيين وتبعهم أبو الحسن ويونس والشلوبيون.
والثالث: التفصيل، وهو إن أكد الضمير جاز العطف من غير إعادة الخافض نحو: "مررت بك نفسك وزيد" وإلا فلا يجوز إلا لضرورة. وهو قول الجَرْمى.
وبعد أن ذكر السمين هذه الآراء حول العطف على الضمير المجرور علق بعد ذلك بقوله:
والذى ينبغى أنه يجوز مطلقاً - للأسباب الآتية:
أ- كثرة السماع الوارد به. ب- ضعف دليل المانعين.
ج- اعتضاد ذلك القياس.
قال: أم السماع: ففى النثر كقولهم: "ما فيه غيره وفرسِه" بجر "فرسه" عطفاً على الهاء فى غيره. ومنه قوله تعالى: (ومن لستم له برازقين)) [8] و "من" عطف على "لكم" فى قوله تعالى فى الآية نفسها: ((لكم فيها معايش)).
ومنه قوله تعالى: ((وما يتلى عليكم)) [9] حيث عطف "ما" على "فيهن" أى على الضمير المجرور فيها، وهو يعنى قوله تعالى: ((قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم ……)) ثم قال: وفى النظم منه الكثير، ونقل شواهد عديدة اكتفى بذكر بعضها.
فمن ذلك قول القائل:
أكر على الكتيبة لا أبالى ... أفيها كان حتفى أم سواها
حيث عطف "سواها" على الضمير المجرور فى "فيها" ولم يعد الجار، ومنه أيضاً قول القائل:
إذا أوقدوا ناراً لحرب عدوهم ... فقد خاب من يصلى بها وسعيرها
حيث عطف "سعيرها" على الضمير المجرور فى "بها" ولم يعد الجار، ومنه أيضاً قول القائل:
فاليوم قد بت تهجونا وتشتمنا ... فاذهب فما بك والأيام من عجب
حيث عطف " الأيام " على الضمير المجرور فى "بك" ولم يعد الجار.
وقد ذكر السمين من ذلك الكثير ثم قال:
فكثرة ورود هذا وتصرفهم فى حروف العطف ………. دليل على جوازه
وأما ضعف الدليل: فهو أنهم - أى البصريين - منعوا ذلك لأن الضمير كالتنوين، فكما لا يعطف على التنوين، لا يعطف عليه إلا بإعادة الجار.
ووجه ضعفه أنه كان بمقتضى هذه العلة ألا يعطف على الضمير مطلقاً، أعنى سواء كان مرفوع الموضع، أو منصوبه، أو مجروره، وسواء أعيد معه الخافض أم لا كالتنوين. وهذا كلام وجيه جداً من السمين الحلبى.
وأما القياس: فلأنه تابع من التوابع الخمسة فكما يؤكد الضمير المجرور، ويبدل منه، فكذلك يعطف عليه. [10]
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن خلال ذلك يتضح لنا أن قراءة حمزة (والأرحامِ) عطفاً على الضمير المجرور قبله قد تأيد بأكثر من دليل فتحقق بذلك ما وعدت به سلفاً من إظهار ضعف رأى البصريين فى رد هذه القراءة، وضعف قاعدتهم التى اعتمدوا عليها، وقد أسهبت فى ذلك وفى توجيه القراءة وتخريجها على أقوال وتخريجات أخرى بعيدة عن التخريج المعترض عليه، حتى يكون ما ذكرته فى هذا المثال أساساً أعتمد عليه فى الحكم على أراء النحاة فى رد بعض القراءات الثابتة الأخرى لأبين أنهم لم يستوعبوا فى ردهم لهذه القراءات كل الأوجه النحوية المحتملة فى تخريج القراءة - حيث إن وجهاً واحداً من وجوه العربية تحتمله القراءة يكفى لقبولها مع توافر الشرطين الآخرين - فعلى ذلك قس اعتراضاتهم على القراءات التالية فى الأمثلة التى سوف أسوقها الآن.
المثال الثانى:
قال تعالى: ((وكذلك زُيِّن لكثير من المشركين قتلُ أولادهم شركائهم)) [11] بجعل (زين) ماضياً للمجهول، ورفع (قتلُ) على أنه نائب فاعل، ونصب (أولادهم) على المفعولية، وجر (شركائهم) بالإضافة إلى (قتل) وهو من إضافة المصدر إلى فاعله.
وهذه قراءة ابن عامر أحد القراء السبعة.
وقد عارض بعض النحاة هذه القراءة بحجة أنه قد فصل فيها بين المضاف والمضاف إليه بغير الظرف فى غير الشعر، فإن ذلك وإن كان سمجا فى الشعر أيضا إلا أنه يتسامح فيه للضرورة الشعرية.
ومن المفسرين الذين ردوا هذه القراءة الزمخشرى حيث قال فى الكشاف - متابعاً النحاة_:
وأما قراءة ابن عامر ((قتلُ أولادهم شركائهم)) برفع القتل ونصب الأولاد وجر الشركاء على إضافة القتل إلى الشركاء، والفصل بينهما بغير الظرف، فشئ لو كان فى الضرورات وهو الشعر، لكان سمجاً مردوداً، فكيف به فى الكلام المنثور؟ فكيف به فى القرآن الكريم المعجز بحسن نظمه وجزالته والذى حمله – أى ابن عامر – على ذلك أن رأى فى بعض المصاحف شركائهم مكتوباً بالياء، ولو قرئ بجر الأولاد والشركاء، لكان الأولاد شركاءهم فى أموالهم ولوجد فى ذلك مندوحة عن هذا الانكباب. [12]
وعجبت لمفسر جليل له فى قلبى مكان لبراعته فى النقد والتمحيص هو الفخر الرازى [13]، كيف يتعرض لهذه القراءة ولموقف الزمخشرى منها ثم يمضى دون أن ينقده ويرد عليه ولست أدرى هل ارتضى ذلك من الزمخشرى، أم أنه رأى أن تهافت رأيه من الوضوح بحيث لا يحتاج إلى تنبيه.
وأيّاً ما كان السبب، فالحق أحب إلينا من كل حبيب، فقراءة ابن عامر قراءة متواترة، وكان الأولى بالزمخشرى ومن لف لفه فى رد هذه القراءة، أن يصححوا القاعدة النحوية لتمضى مع القراءة، لا أن يردوا قرآناً متواتراً لمخالفته لقاعدة نحوية.
وكلام الزمخشرى فى رده قراءة ابن عامر يشير إلى معتقده فى القراءات وأنها اجتهادية وليست منقولة عن النبى - صلى الله عليه وسلم - هذا ما ينبئ عنه قوله: ولو قرئ بجر الأولاد والشركاء لكان الأولاد شركاءهم فى أموالهم ……….
يقصد الزمخشرى أنه كان بمقدور ابن عامر أن يعدل عن نصب الأولاد إلى جره بالإضافة إلى "قتل" وإبدال الشركاء منه فيكون المعنى: إن الشيطان زين لكثير من المشركين قتل أولادهم وهم شركاؤهم فى أموالهم.
أرأيت ذلك السخف الذى يرمى إليه كلام الزمخشرى، ولست أدرى هل نبا من علمه أن القراءات نقلية، لا اجتهادية؟ وكيف يغيب ذلك عن مفسر كالزمخشرى له باعه الطويل فى إظهار بلاغة القرآن الكريم؟
إن القراءات سمعية نقلية عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وليست اجتهادية، وقد اتفق العلماء واعتقد أهل الحق أن القراءات السبع - ومنها قراءة ابن عامر - متواترة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إجمالاً وتفصيلاً. بل قال صاحب المناهل: إن الرأى المحقق هو أن القراءات العشر متواترة، وليس السبع فقط. [14] إذا ثبت ذلك فلا اعتبار لما قاله الزمخشرى أو غيره فى تضعيف قراءة ابن عامر وردها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد شدد ابن المنير - فى الانتصاف - النكير على الزمخشرى فقال: إن المنكر على ابن عامر إنما أنكر عليه ما ثبت أنه براء منه قطعاً وضرورة؛ لأن هذه القراءة مما علم ضرورة أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قرأ بها، ولولا عذر أن المنكر ليس من أهل الشأنين، أعنى علم القراءة وعلم الأصول، ولا يعد من ذوى الفنين المذكورين، لخيف عليه الخروج من ربقة الدين، وإنه على هذا العذر لفى عهدة خطرة، وزلة منكرة. [15]
وقال أبو حيان فى رده عليه: وأعجب لعجمى ضعيف فى النحو يرد على عربى صريح محض قراءة متواترة، وأعجب لسوء ظن هذا الرجل بالقراء الأئمة الذين تخيرتهم هذه الأمة لنقل كتاب الله شرقاً وغرباً. [16]
ومع ذلك فإذا نزلنا مع الزمخشرى ومن تابعه فى رد هذه القراءة، إذا نزلنا معهم إلى القياس النحوى، فإننا نرى أن القراءة ماضية مع القواعد النحوية، فلقد قال الكوفيون: يجوز الفصل بين المتضايفين فى النثر وفى الشعر إذا كان المضاف مصدراً، والمضاف إليه فاعله، والفاصل بينهما مفعوله كقراءة ابن عامر التى نحن بصددها، ومنه قول القائل:
عتوا إذ أجبناهم إلى السلم رأفة ... فسقناهم سوق البغاث الأجادل
فسوق، مصدر مضاف، والأجادل مضاف إليه، من إضافة المصدر إلى فاعله، والبغاث مفعوله، وفصل به بين المضاف والمضاف إليه، والأصل سوق الأجادل البغاث. [17]
ولست أهدف من ذلك تصحيح القراءة بقواعد العربية، بل هدفى الرد على بعض المخالفين، ودعوتهم إلى تصحيح ما استقروا عليه من أوجه الإعراب المخالفة لاستعمال القرآن الكريم، وتصحيحها لتمضى مع قواعد القرآن الكريم.
المثال الثالث
قال تعالى: ((وكذلك نُجِّى المؤمنين)) [18]
وهذه قراءة ابن عامر ببناء الفعل "نجى" للمجهول مع تضعيف الجيم وكسرها وتسكين الياء ثم نصب "المؤمنين" [19]
وقد خطأ هذه القراءة أبو حاتم والزجاج وقالا: فيها لحن ظاهر حيث نصب اسم ما لم يسم فاعله، وإنما يقال: نُجِّى المؤمنون وكُرم الصالحون. [20]
ودافع عن القراءة من النحاة الفراء وأبو عبيد وثعلب وقالوا: نائب الفاعل هو المصدر المحذوف والتقدير: وكذلك نجى النجاء المؤمنين، كما تقول ضُرب زيدا بمعنى ضُرب الضربُ زيداً. ومنه قول القائل:
ولو ولدت قفيرة جرو كلب ... لسب بذلك الجرو الكلابا
أى لسب السب بذلك الجرو الكلابا.
وفى الإتحاف: أن الأصل ننجى حذفت إحدى النونين استثقالاً لتوالى المثلين. [21]
وقد اعترض على هذه القراءة أيضاً بأن الفعل "نجى" وهو ماض جاء ساكن الآخر والأصل أن يأتى مفتوحاً.
وأجيب عن ذلك بأن تسكين ياء الماضى جاء على لغة من يقول: بقى ورضى دون تحريك الياء استثقالاً لتحريك ياء قبلها كسرة، ومنه قول القائل:
خمر الشيب لمتى تخميرا ... وحدا بى إلى القبور البعيرا
ليت شعرى إذا القيامة قامت ... ودُعِى بالحساب أين المصيرا
حيث سكنت ياء دُعى استثقالاً لتحريكها وقبلها كسرة.
المثال الرابع:
قال تعالى: ((لِيُجزى قوماً بما كانوا يكسبون)) [22]
ببناء الفعل (يُجزى) للمفعول ونصب (قوماً) وهذه قراءة أبى جعفر وهو من الثلاثة تتمة العشرة، وقد مضى بنا قول الزرقانى فى التحقيق: إن العشر متواترات.
وقد عاب بعضهم هذه القراءة وقالوا: هى لحن ظاهر [23] ووجهتهم أن نائب الفاعل فيها جاء منصوباً وحقه الرفع. وهؤلاء ظنوا أن (قوماً) هو نائب الفاعل، والواقع أنه محذوف وفى تقديره وجهان:
الأول: ليجزى الخير والشر قوما، ورجحه العكبرى [24] والبيضاوى [25]
الثانى: أن يكون القائم مقام الفاعل هو المصدر، والتقدير: ليجزى الجزاء قوما.
والجزاء هنا هو ما يجزى به، وهو فى الأصل مفعول ثان ليجزى، قال زاده: المفعول الثانى للأفعال التى تتعدى إلى اثنين يجوز إقامته مقام الفاعل فنقول: أعطى درهمُ زيداً، وجزى تتعدى إلى اثنين تقول جزيت فلاناً الخير، فإذا بنيته للمفعول أقمت أيها شئت مقام الفاعل. [26]
وحاصل الرد على من يخطئون قراءة (نجى المؤمنين) وقراءة (ليجزى قوما) أن القراءتين متواترتان، فلا يصح القدح فيها، ولئن ادعى البصريون - إلا الأخفش - أنهما تخالفان قاعدة نحوية تقول بتعيين إقامة المفعول مقام الفاعل إذا وجد بعد الفعل المبنى لما لم يُسمَّ فاعله، أو تقديمه على سواه من مصدر أو ظرف أو جار ومجرور، فإننا نقول لهم:
(يُتْبَعُ)
(/)
كان الواجب عليكم أيها البصريون أن تصححوا قاعدتكم لتمضى مع هذا القرآن المتواتر، وأن تمضوا مع الكوفيين فى هذا الشأن الذين مضوا مع ما قعده القرآن ولم يخالفوه ولم يجترؤا على ما اجترأتم عليه، وقالوا: إذا وجد بعد الفعل الذى لم يسم فاعله مفعول وغيره جاز أن يقوم مقام الفاعل غير المفعول من مصدر أو غيره، واستدلوا بهذه القراءة (ليجزى قوما).
وجاء فى الشعر العربى ما يؤيد ذلك كقول القائل:
لم يُعن بالعلياء إلا سيداً ... ولا شفى ذا الغى إلا ذو هدى
حيث ناب الجار والمجرور، وهو قوله بالعلياء عن الفاعل مع وجود المفعول وهو: سيداً.
ومثله قول القائل:
وإنما يرضى المنيب ربه ... ما دام معنياً بذكر قَلْبَه
والشاهد: معنياً بذكر قَلْبَه، حيث ناب الجار والمجرور، وهو بذكر عن الفاعل، مع وجود المفعول به فى الكلام وهو: قلبه، بدليل أنه أتى به منصوباً [27]
وبناءً على ما نقلناه من حاشية زاده قريباً، تكون إقامة المصدر إقامة نائب الفاعل - فى القراءتين - ليس لاعتبار كونه مصدراً وإنما لكونه مفعولاً ثانياً، ويكون قد تحقق ما عارض البصريون القراءتين لأجله، يبين بذلك القصور الشديد الذى استحوذ على البصريين فى معارضة قراءتين متواترتين.
القاعدة الحاسمة للخلاف فى ذلك
نص القاعدة:
"القرآن الكريم هو الأصل الذى ينبغى أن تقعّد عليه اللغة، وبه تضبط قواعد النحو، فإذا ثبتت القراءة القرآنية لزم قبولها والمصير إليها، ولا ترد بقياس عربية ولا فشو لغة" [28]
توضيح القاعدة:
هذه قاعدة هامة جداً تحمى حمى القراءات القرآنية الثابتة من طعن بعض المعربين من المفسرين وغيرهم، إذ تقرر أن القرآن الكريم هو الصل الذى ينبغى أن يصار إليه، وأن تقعّد عليه اللغة، وتضبط به قواعد النحو؛ لأن هذا القرآن هو المعجزة الكبرى لسيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد نزل هذا القرآن عليه - صلى الله عليه وسلم - بقراءته الثابتة، وهو فى مجابهة قوم هم أبلغ البلغاء، وأفصح الفصحاء، وهم قريش ومن أيدهم من العرب، ومع ذلك لم يطعنوا فى القرآن من هذه الناحية التى اجترأ عليها من بُعد من خَدَمة القرآن والمدافعين عنه، ظناً منهم أن هذه القراءات منشؤها اجتهاد القراء، حيث غاب عنهم أن النقل مرجعها، هذا سبب من أسباب جرأة المعترضين على هذه القراءات من جهة اللغة والإعراب، وهناك سبب آخر أوقعهم أيضاً فى الخطأ الذى لا يغتفر، وهو عدم إلمامهم الكامل بجميع أوجه العربية، وقد لاحظت ذلك حين معالجة هذا الموضوع، حيث بان لى أن كل ما اعترضوا عليه له فى العربية وجوه متعددة فى أكثر الأحيان وليس وجهاً واحداً مع أن المعروف أنه يكفى لإثبات القراءة وقبولها موافقتها للعربية ولو بوجه واحد مع توفر الشرطين الآخرين الذين سبق ذكرهما غير مرة.
ومن ثم فإنه لا يجوز مطلقاً الطعن فى قراءة ثابتة لأنها قرآن منزل من عند الله تعالى، يحتج به ولا يحتج عليه ببيت من الشعر، ولا بقاعدة نحوية هى من وضع البشر، هناك ما يخالفها أيضاً من كلام البشر.
قال أبو عمرو الدانى:
أئمة القراء لا تعمل فى شئ من حروف القرآن على الأفشى فى اللغة، والأقيس فى العربية، بل على الأثبت فى الأثر، والأصح فى النقل، والرواية إذا ثبتت عنهم لم يردها قياس عربية ولا فشو لغة؛ لأن القرآن سنة متبعة، يلزم قبولها والمصير إليها. [29]
شبهة واردة على ما قررته القاعدة
قد بان لنا من خلال ما قررته القاعدة أن القراءة المتواترة لا يقدح فى قرآنيتها مخالفتها لقواعد النحو، إذ الأصل أن تمضى القاعدة مع ما قعّده القرآن.
ومع ذلك فقد بان لنا من خلال الأمثلة والنماذج المطروحة أن ما زعموه من مخالفة هذه القراءات لقواعد نحوية ليس كذلك، إذ لهذه القراءات وجوه فى العربية، وأصول ترجع إليها، وقد دعمنا هذه النتيجة بكلام العرب فى كل ما وجهنا به هذه القراءات المفترى عليها. والفضل فى ذلك يرجع إلى علمائنا الأفذاذ المخلصين لربهم ودينهم الذين ذادوا عن حياض القرآن كل فرية ودفعوا عنه كل شبهة.
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن وردت بعض روايات مسندة إلى السيدة عائشة - رضى الله عنها - والى عثمان - رضى الله عنه -، والى سعيد بن جبير، تفيد هذه الروايات أن فى القرآن المتواتر الذى نتعبد الله به لحناً هو من تصرف كتاب الوحى، ومع ذلك فقد تلقته الأمة بالقبول على ما فيه من لحن ظاهر باعتراف أفاضل الصحابة، وهذه هى الآثار التى وردت فى ذلك:
1 - أخرج أبو عبيد فى فضائل القرآن عن أبى معاوية عن هشام بن عروة عن ابيه قال: سألت عائشة عن لحن القرآن عن قوله تعالى ((إنّ هذان لساحران)) [30] وعن قوله تعالى: ((والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة)) [31] وعن قوله تعالى: ((إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون)) [32] فقالت: يا ابن أختى، هذا عمل الكتاب أخطأوا فى الكتاب ا. هـ[33]
أى أن هذا الخطأ هو من عمل كتاب الوحى أثناء كتابة هذه الآيات، جاء فى الإتقان للسيوطى: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. [34]
2 - وأخرج أبو عبيد أيضاً عن عثمان - رضى الله عنه - أنه لما كتبت المصاحف عرضت عليه، فوجد فيها حروفاً من اللحن فقال: لا تغيروها، فإن العرب ستغيرها - أو قال - ستعربها بألسنتها.
3 - وعن سعيد بن جبير أنه كان يقرأ (والمقيمين الصلاة) ويقول: هو من لحن الكتاب.
الرد على الشبهة
نحن هنا أمام شبهة من وجهين:
أحدهما: آثار يجب نقدها والرد عليها وتوجيهها على فرض صحتها.
وثانيهما: كلمات من القرآن الكريم فى جمل ادعى أنها خالفت قواعد العربية فما وجهها؟
أولاً: فيما يتعلق بالآثار:
أ- بالنسبة للإسناد الأول الذى نقل عن طريق عائشة -رضى الله عنها -جاء فى الإتقان: إنه إسناد صحيح على شرط الشيخين. وفى هذا الحكم نظر حيث إن أبا عبيد رواه عن أبى معاوية الضرير، واسمه: محمد بن خازم التميمي.
وثق العلماء حديثه عن الأعمش، فقال وكيع: ما أدركنا أحداً كان أعلم بأحاديث الأعمش من أبى معاوية. وكذا قال ابن معين وغيره.
لكنهم عابوا أحاديثه عن غير الأعمش وقالوا: إنها مضطربة، فقال ابن خراش: هو فى الأعمش ثقة وفى عيره فيه اضطراب.
وصرح الإمام أحمد بأن أحاديثه عن هشام بن عروة بالذات فيها اضطراب.
وقد اعتمد البخارى روايته عن الأعمش واحتج بها وأما روايته عن هشام بن عروة، فلم يذكرها إلا فى المتابعات لا فى الأصول. [35]
وهذا يسقط الرواية من أساسها، ويجعلها غير صالحة للاحتجاج، فكيف القول بأنها على شرط الشيخين؟!!
ب- وأما بالنسبة للأثرين الآخرين فقد قال السيوطى: هى مشكلة جداً. ثم أضاف: كيف يظن بالصحابة أولاً أنهم يلحنون فى الكلام فضلاً عن القرآن وهم الفصحاء اللُّد؟ ثم كيف يظن بهم ثانياً فى القرآن الذى تلقوه من النبى -صلى الله عليه وسلم - كما أنزل وحفظوه وضبطوه وأتقنوه؟
ثم كيف يظن بهم ثالثاً اجتماعهم كلهم على الخطأ وكتابته؟
ثم كيف يظن بهم رابعاً عدم تنبههم ورجوعهم عنه؟
ثم كيف يظن بعثمان - رضى الله عنه - أنه ينهى عن تغييره؟
ثم كيف يظن أن القراءة استمرت على مقتضى ذلك الخطأ، وهو مروى بالتواتر خلفاً عن سلف؟
هذا ما يستحيل عقلاً وشرعاً وعادةً.
ثم علق - أى السيوطى - على الرواية المنقولة عن عثمان -رضى الله عنه - بقوله: إن ذلك لا يصح عن عثمان، فإن إسناده ضعيف مضطرب منقطع، ولأن عثمان جعل - المصحف الذى جمعه - إماماً للناس يقتدون به، فكيف يرى فيه لحناً ويتركه لتقيمه العرب بألسنتها؟
فإذا كان الذين تولوا جمعه وكتابته لم يقيموا ذلك وهم الخيار فكيف يقيمه غيرهم؟ ثم إن عثمان لم يكتب مصحفاً واحداً، ولكن كتب عدة مصاحف، فإن قيل: إن اللحن وقع فيها جميعاً فبعيد اتفاقها على ذلك، أو فى بعضها، فهو اعتراف بصحة البعض. ولم يذكر أحد من الناس أن اللحن كان فى مصحف دون مصحف، ولم تأت المصاحف مختلفة قط إلا فيما هو من وجوه القراءة وليس ذلك بلحن. [36]
(يُتْبَعُ)
(/)
ج- هذه الروايات تخالف المتواتر عن عثمان -رضى الله عنه - فى نسخ المصاحف، وجمع القرآن من الدقة والتحرى ونهاية التثبت، بل يردها ما أخرجه أبو عبيد نفسه عن عبدالله بن هانئ البربرى مولى عثمان قال: كنت عند عثمان وهم يعرضون المصاحف، فأرسلنى بكتف شاه إلى أبى بن كعب فيها (لم يتسن) وفيها (لا تبديل للخلق) وفيها (فأمهل الكافرين) قال: فدعا بالدواء فمحى أحد اللامين فكتب (لخلق الله) [37] ومحا فأمهل وكتب (فمهّل) [38] وكتب (لم يتسنه) [39] ألحق فيها الهاء. [40]
كيف يتفق ما جاء فى الرواية التى نقدناها، مع هذه الرواية الثانية التى تصف عثمان - رضى الله عنه - بالدقة فى مراجعة ما كان يكتبه النساخ وتصحيح ما كانوا يخطئون فيه وأنه لم يترك هذه الأخطاء لتقيمها العرب كما تقول الرواية الواهية.
د - وعلى فرض صحة هذه الآثار، فكلمة "لحن" فيها لا يقصد بها المعنى المعروف للحن وهو الخروج على قواعد النحو، وإنما يعنى بها كما يقول العلماء: القراءة واللغة والوجه، كما ورد عن عمر قوله: أبى اقرؤنا وإنا لندع بعض لحنه - أى قراءته. [41]
ويذكر السيوطى أن قول عثمان - إن صح - فإنما ينصرف إلى كلمات كتبت على هيئة مخصوصة، ورسم معين يخالف النطق مثل (لا اذبحنه) فى سورة النمل (آية:21)، ومثل (بأييد) فى سورة الذاريات (آية:47) فإنها كتبت بياءين.
يقول السيوطى: فلو قرئ ذلك بظاهر الخط لكان لحناً. [42] فهذا معنى قول عثمان - رضى الله عنه - إن به لحناً ستقيمه العرب بألسنتها، فهو أشبه بالتنبيه إلى ضرورة أن يؤخذ القرآن الكريم عن طريق التلقين والمشافهة، بواسطة شيخ، وألا يكون الاعتماد فقط على كتابة المصحف، فإنه كتب على هيئة مخصوصة تخالف النطق فى أكثر الأحيان.
ثانياً: ما يتعلق بالآيات التى وردت فى الروايات وتوجيهها
الآية الأولى:
قال تعالى: ((إنّ هذان لساحران)) بتشديد نون "إنّ" وهى قراءة أهل المدينة والكوفة، وهى قراءة سبعية متواترة عن الأئمة. [43]
وقال الطبرى: هى قراءة عامة الأمصار [44]
قال بعض النحاة فى - جراءة -: هذه القراءة خالفت القاعدة فى نصب "إن" ولا شك أن هذا من اللحن.
الرد عليهم:
يرد على القائلين بذلك بأن القراءة متواترة فلا يجوز ردها ولا تضعيفها بوجه من وجوه النحو لها فى غيره محمل، فمن المقرر أن من ضوابط قبول القراءة موافقة اللغة العربية ولو بوجه، ولا يشترط الموافقة من جميع الوجوه. وقد سبق تقرير ذلك.
وفيما يتعلق بهذه القراءة التى معنا وجهت بما يلى:
1 - قيل: إنها وافقت لغة بنى الحرث بن كعب وزبيد وخثعم وكنانة بن زيد، فإن الألف عندهم تلزم المثنى رفعاً، ونصباً وجراً، فيقولون: جاء الزيدان، ورأيت الزيدان، ومررت بالزيدان.
وجاء فى الشعر:
وأن أباها وأبا أباها ... قد بلغا فى المجد غايتاها
وعلى القاعدة المعروفة: أبا أبيها، وغايتيها.
وجاء أيضاً:
فأطرق إطراق الشجاع ولو يرى ... مساقا لناباه الشجاع لصمما [45]
وهذا الوجه من أقوى الوجوه التى تحمل عليها القراءة.
2 - وقيل: إن "إن" حرف جواب بمعنى نعم، وعليه فما بعدها مبتدأ وخبر. [46]
وقد جاء فى الشعر العربى ما يفيد مجيئها بمعنى نعم. ومنه قول القائل:
بكر العواذل فى الصبو ... ح يلمننى وألومهنه
ويقلن شيب قد علا ... ك وقد كبرت فقلت إنه
أى: قلت: نعم.
وقد تناقل المفسرون وجوهاً أخرى يمكن أن تحمل عليها هذه القراءة غير أنهم فى النهاية، رجحوا حملها على الوجه الأول الذى سلف ذكره.
الآية الثانية:
قال تعالى: ((والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة)) وهو جزء آية من سورة النساء وهى قوله تعالى: ((لكن الراسخون فى العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الآخر أولئك سنؤتيهم أجراً عظيماً)) [47]
والشاهد فى هذه الآية قوله: (والمقيمين الصلاة) حيث جاء منصوباً بين مرفوعين هما قوله (والمؤمنون) وقوله (والمؤتون الزكاة)
هكذا اعترض على هذه الآية فادعى أن فيها لحناً وخطأً نحوياً، وإلا لتلقف المشركون هذا الخطأ لأنهم عرب خلص، وهم يومئذٍ يتربصون بالقرآن بغية أن يجدوا فيه مغمزاً أو مطعناً، ولكن ذلك لم يحدث فدل على أنه لا لحن فيه.
هذا وقد وجّه النصب فى (المقيمين الصلاة) بما يلى:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - قيل: إن النصب فيه على المدح، والناصب فعل مضمر تقديره أمدح، أو أخص المقيمين الصلاة. والعلة بيان فضل الصلاة ومزيتها.
يقول أحد الباحثين: النصب على المدح أو العناية لا يأتى فى الكلام البليغ إلا لنكتة، والنكتة هنا هى إظهار مزية الصلاة، كما أن تغيير الإعراب فى كلمة بين أمثالها، ينبه الذهن إلى وجوب التأمل فيها ويهدى إلى التفكير لاستخراج مزيتها وهو من أركان البلاغة …… ونظيره فى النطق أن يغير المتكلم جرس صوته، وكيفية أدائه للكلمة التى يريد تنبيه المخاطب لها كرفع الصوت أو خفضه أو مده بها. [48]
2 - وقيل: إن الياء فى (المقيمين) للخفض، لا للنصب عطفاً على الضمير المجرور فى (منهم) أى لكن الراسخون فى العلم منهم ومن المقيمين. وقيل: بل عطفاً على الضمير المجرور فى (إليك) أى يؤمنون بما أنزل إليك والى المقيمين الصلاة وهم الأنبياء. [49] أو عطفاً على الكاف فى (قبلك) أى من قبلك ومن قبل المقيمين الصلاة وهم الأنبياء. [50]
والأرجح الأول، وهو الذى اعتمده سيبويه حيث قال فى كتابه: هذا باب ما ينتصب على التعظيم ومن ذلك "والمقيمين الصلاة" وأنشد شاهداً.
وكل قوم أطاعوا أمر سيدهم ... إلا نميراً أطاعت أمر غاويها
الطاعنين ولما يطعنوا أحداً ... والقائلون لمن دار تخليها
الآية الثالثة:
قال تعالى: ((إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً …………)) [51]
الشاهد قوله (والصابئون) حيث رفع فى مقام نصب لعطفه على اسم "إن" وهذا خطأ فى النحو عند من لم يفقهوا إلا أنه معطوف على اسم "إن" فكان ينبغى أن يأتى منصوباً ليواكب ما عطف عليه.
ونقول: اللفظ لا لحن فيه كما ادعوا، ولكنهم عجزوا عن توجيه الرفع، وتوجيهه سهل إذ له عدة أوجه هى:
1 - أن يكون قوله (الصابئون) مرفوعاً بالابتداء، والواو قبله للاستئناف، والخبر محذوفاً، والنية به التأخير عما فى حيّز (إن) من اسمها وخبرها.
كأنه قيل: إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى حكهم كذا والصابئون كذلك. وقد رجح ذلك سيبويه وأنشد له شاهداً:
ألا فاعلموا أنا وأنتم ... بغاة ما بقينا على شقاق
أى: فاعلموا أنا بغاة وأنتم كذلك.
وإذا كان (الصابئون) النية به التأخير، فلابد من حكمة تعلل تقديمه فى الذكر، والعلة هنا التنبيه إلى أن الصابئين أشد إيغالاً فى الضلالة، وعمقاً فى الغواية، حيث لا عقيدة لهم ثابتة كالذين آمنوا وكأهل الكتاب، ولكنهم - كما يذكر ابن القيم - يتخيرون من سائر ديانات العالم بعض شعائرها، ويتركون البعض ولم يقيدوا أنفسهم بجملة دين معين وتفصيله. [52]
وهذا الوجه أقوى الوجوه، وأرجح ما تحمل عليه الآية الشريفة.
2 - وقيل: إن الواو عاطفة والصابئون معطوف على موضع اسم (إن) لأنه قبل دخول (إن) كان فى موضع رفع وهذا مذهب الكسائى والفراء.
3 - وروى عن الكسائى أيضاً أنه مرفوع عطفاً على الضمير المرفوع فى قوله (هادوا).
4 - وقيل: (إن) هنا بمعنى نعم، أى حرف جواب وما بعده مرفوع بالابتداء، وعليه فالصابئون معطوف على ما قبله. [53] والأرجح الأول كما سبق القول بذلك.
وبعد، فهذه هى الآيات الثلاث التى وردت فى رواية عائشة - رضى الله عنه -، وقد بان توجيهها وظهر لنا أن لها أكثر من وجه فى العربية، فكيف يدعى بعد ذلك أن فيها أخطاء نحوية؟ وأختم هذا المبحث بكلام نفيس لابن الحاجب حول اجتراء النحاة على بعض القراءات وادعاء أن الصورة التى جاءت عليها غير جائزة من جهة العربية.
قال ابن الحاجب: والأولى الرد على النحويين فى منع الجواز، فليس قولهم بحجة إلا عند الإجماع، ومن القراء جماعة من أكابر النحويين، فلا يكون إجماع النحويين حجة مع مخالفة القراء لهم، ثم ولو قدر أن القراء ليس فيهم نحوى، فإنهم ناقلون لهذه اللغة وهم مشاركون للنحويين فى نقل اللغة، فلا يكون إجماع النحويين حجة دونهم، وإذا ثبت ذلك كان المصير إلى قول القراء أولى؛ لأنهم ناقلوها عمن ثبتت عصمته من الغلط فى مثله؛ ولأن القراءة ثبتت متواترة، وما نقله النحويون آحاد، ثم لو سلم أنه ليس بمتواتر، فالقراء أعدل وأكثر فكان الرجوع إليهم أولى. ا. هـ والله أعلم. [54]
الحواشي السفلية:
ـــــــــــ
1 - سورة النساء: 1
2 - الوافى فى شرح الشاطبية - ص 167
3 - سورة القصص: 81
4 - الإتقان - 1/ 77.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - تفسير القرطبى - ص1574.
6 - أنظر: الدر المصون للسمين الحلبى - 2/ 297.
7 - سورة البقرة: 217.
8 - سورة الحجر: 20
9 - سورة النساء: 127
10 - الدر المصون - 1/ 529: 531 بتصرف يسير.
11 - سورة الأنعام: 137
12 - الكشاف - 2/ 54.
13 - تفسير الفخر الرازى - 6/ 594
14 - مضت الإشارة إليه مراراً.
15 - الانتصاف لابن المنير - 2/ 53 بذيل الكشاف للزمخشرى.
16 - تفسير البحر المحيط - 4/ 230.
17 - أنظر: إعراب القرآن - 3/ 240
18 - سورة الأنبياء: 88
19 - إتحاف فضلاء البشر - ص394، وقد أخطأ ابن خالويه فى الحجة - ص152 فظنها قراءة عاصم.
20 - تفسير القرطبى - ص 4375.
21 - إتحاف فضلاء البشر - ص394، وقال عن هذا الجواب هو أحسن الأجوبة.
22 - سورة الجاثية: 14
23 - نقله القرطبى - ص5982.
24 - إملاء ما من به الرحمن بهامش حاشية الجمل - 4/ 315.
25 - حاشية زاده على البيضاوى - 4/ 323 ومعها تفسير البيضاوى.
26 - المصدر السابق.
27 - أنظر: شرح ابن عقيل بتحقيق محمد محيى الدين عبدالحميد - 2/ 121 وما بعدها.
28 - راجع فى استخلاص هذه القاعدة النشر - 1/ 10، الإتقان - 1/ 77، قواعد التفسير - 1/ 94.
29 - الإتقان - 1/ 77، قواعد التفسير - 1/ 95.
30 - سورة طه: 63
31 - سورة النساء: 162
32 - سورة المائدة: 69
33 - الإتقان - 1/ 183
34 - نفس المرجع.
35 - تهذيب التهذيب لابن حجر - 9/ 137 وما بعدها، هدى السارى - 2/ 192.
36 - الإتقان - 1/ 184 نقلاً عن أبى عبيد.
37 - سورة الروم: 30
38 - سورة الطارق: 17
39 - سورة البقرة: 259
40 - الإتقان -1/ 184
41 - مناهل العرفان - 1/ 387، رسم المصحف - 135.
42 - الإتقان - 1/ 184.
43 - القرطبى - ص 4256.
44 - تفسير الطبرى - 16/ 136.
45 - تفسير القرطبى - ص 4256، الطبرى - 16/ 136.
46 - إملاء ما من به الرحمن بهامش حاشية الجمل - 3/ 585.
47 - سورة النساء: 162.
48 - إعراب القرآن وبيانه -2/ 378، تفسير المنار - 6/ 53.
49 - حاشية الجمل - 1/ 446.
50 - تأويل مشكل القرآن - ص53.
51 - سورة المائدة: 69
52 - إغاثة اللهفان لابن القيم - 2/ 198.
53 - إعراب القرآن - 2/ 527.
54 - نقله الدمياطى فى إتحاف فضلاء البشر - ص39.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[10 Apr 2005, 01:29 م]ـ
يرفع لإعادة النظر، وطلباً للفائدة
مع الشكر الجزيل لكاتب الموضوع
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[29 Jun 2006, 08:08 ص]ـ
د. ياسر الشمالي: القواعد النحوية والقراءات ( http://www.itimagine.com/hoffaz/forqan/f28/furqan28-15.htm)
ـ[الجكني]ــــــــ[29 Jun 2006, 09:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت ما سطرته يد الأستاذ الدكتور أحمد سعد الخطيب جزاه الله خيراً،وقبل أن أذكر مداخلتي معه أري من الواجب علي محافظة علي عرضي من أن أ ُتَهم جزافاً بأني أطعن في القراءات أو أردها كما هوحال كثير ممن ينتسب إلى هذا العلم الشريف أن أذكر نقطتين مهمتين؛حيث لاحظت أن كل من حاول أن يدافع عن النحويين - مع تأكيده على أنهم لم يصيبوا في ما ذهبوا إليه في هذه الجزئية- يتهم باتهامات ما أنزل الله بها من سلطان،وهاتان النقطتان هما:
1 - القراءات العشر متواترة لايحل لمسلم ردها ولاإنكارها.
2 - النحويون لم يصيبوا في ردهم لبعض القراءات المتواترة.
هذا ما أدين الله تعالى به وأحاسب عليه يوم العرض عليه.
أما المداخلة فهي نقاط أحب التنبيه عليها لأهميتها لكل من يدافع عن القراءات ويهاجم ويخطيء النحويين في رأيهم فيها،وهي كالتالي:
1 - يتغافل - عن قصد اوعن غير قصد - كثير من أهل القراءات المعاصرين عن المبدأ الذي بني عليه النحويون رأيهم،ولم يدر في خلدهم - أهل القراءات - أن للنحويين ضوابط وأصولاً في الدفاع عن القرآن حاولوا فيها تنزيه كلام الله تعالى عن الأوجه النحوية الضعيفة وغيرها.
2 - التدليس عند أهل القراءات المعاصرين في محاولتهم تبيين أن الذين يطعنون في القراءات إنما هم النحويون فقط،مع أن الواقع أثبت أن بعض كبار أئمة القراءات طعن في بعضها،أستحضر منهم الآن:
أ- ابن مجاهد:وقد كتب العبد الضعيف بحثاً بعنوان " القراءات التي حكم عليها ابن مجاهد بالغلط والخطأ في كتابه السبعة " وهو بحث محكم سينشر قريبا في مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
ب- مكي بن أبي طالب في كتابه الكشف.
ج- الهذلي في الكامل.
د- السخاوي وتلميذه أبو شامة في شرح كل منهما على الشاطبية.
وربما لو تتبع باحث غيرها لوجد شيئا كثيراً.
فهؤلاء أئمة القراءات (أنكروا) و (غلّطوا) و (لحّنوا) ولم نجد أحداً قال كلمة ولم يتهمهم؛فإما أن ذلك عن علم -ولاأظن ذلك - فيكون غشاً وتدليساً،وإما عن عدم علم - وهو ما أظنه - فيكون نقصاً في استقراء البحث.
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى.
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[18 Feb 2009, 09:44 ص]ـ
قال ابن الحاجب: والأولى الرد على النحويين فى منع الجواز، فليس قولهم بحجة إلا عند الإجماع، ومن القراء جماعة من أكابر النحويين، فلا يكون إجماع النحويين حجة مع مخالفة القراء لهم، ثم ولو قدر أن القراء ليس فيهم نحوى، فإنهم ناقلون لهذه اللغة وهم مشاركون للنحويين فى نقل اللغة، فلا يكون إجماع النحويين حجة دونهم، وإذا ثبت ذلك كان المصير إلى قول القراء أولى؛ لأنهم ناقلوها عمن ثبتت عصمته من الغلط فى مثله؛ ولأن القراءة ثبتت متواترة، وما نقله النحويون آحاد، ثم لو سلم أنه ليس بمتواتر، فالقراء أعدل وأكثر فكان الرجوع إليهم أولى. ا. هـ والله أعلم
نقله الدمياطى فى إتحاف فضلاء البشر - ص39.
كلام ابن الحاجب رحمه الله موجود في كتابه الإيضاح شرح المفصل للزمخشري في آخر المجلد الثاني. وبارك الله فيكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[18 Feb 2009, 05:59 م]ـ
كلام ابن الحاجب في كتاب الإيضاح في شرح المفصل 2/ 494 - 495(/)
اثنتا عشرة قاعدة في الأحرف السبعة، والقراءات
ـ[أبو خالد، وليد العُمري]ــــــــ[06 Jul 2003, 08:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد؛ فهذه فتوى لشيخ الإسلام أبي العبَّاس ابن تيمية في الأحرف السبعة كنت كتبتها لطلاب قسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين في الباحة، وأبرزت أصولها، وقواعدها بالترقيم، وتوضيح العناوين سئل فيها عن قول النبي – صلى الله عليه وآله وسلم -: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف …))
• ما المراد بهذه السبعة؟؟
• وهل هذه القراءات المنسوبة إلى نافع وعاصم وغيرهما هي الأحرف السبعة أو واحد منها؟؟
• وما السبب الذي أوجب الاختلاف بين القُرَّاءِ فيما احتمله خط المصحف؟؟
• وهل تجوز القراءة برواية الأعمش، وابن محيصن، وغيرهما من القراءات الشاذة أم لا؟ وإذا جازت القراءة بها؛ فهل تجوز الصلاة بها أم لا؟؟
أفتونا مأجورين!
فأجاب: الحمد لله رب العالمين… ..
1. هذه مسألة كبيرة، قد تكلم فيها أصناف العلماء، من الفقهاء، والقُرَّاء، وأهل الحديث، والتفسير، والكلام، وشرح الغريب، وغيرهم، حتى صُنِّفَ فيها التصنيف المفرد، ومن آخر ما أُفْرِدَ في ذلك: ما صنفه الشيخ أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم الشافعي، المعروف بابن أبى شامة (1)، صاحب شرح الشاطبية.
فأما ذكر أقاويل الناس، وأدلتهم، وتقرير الحق فيها مبسوطاً، فيحتاج مِنْ ذِكْرِ الأحاديث الواردة في ذلك، وذكر ألفاظها، وسائر الأدلة إلى ما لا يتسع له هذا المكان، ولا يليق بمثل هذا الجواب؛ ولكن نذكر النكت الجامعة التي تنبه على المقصود بالجواب؛ فنقول:
2. لا نزاع بين العلماء المعتبرين: أن الأحرف السبعة التي ذَكَرَ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -أن القرآن أُنْزِلَ عليها ليست هي قراءات القُرَّاءِ السبعة المشهورة.
بل أول من جمع قراءات هؤلاء هو الإمام أبو بكر بن مجاهد (2)، وكان على رأس المائة الثالثة ببغداد، فإنه أحب أن يجمع المشهور من قراءات الحرمين، والعراقيين، والشام، إذْ هذه الأمصار الخمسة هي التي خرج منها علم النبوة من القرآن، وتفسيره، والحديث، والفقه، من الأعمال الباطنة، والظاهرة، وسائر العلوم الدينية، فلما أراد ذلك: جمع قراءات سبعة مشاهير من أئمة قُرَّاءِ هذه الأمصار؛ ليكون ذلك موافقاً لعدد الحروف التي أنزل عليها القرآن، لا لاعتقاده، أو اعتقاد غيره من العلماء: أن القراءات السبعة، هي الحروف السبعة، أو أن هؤلاء السبعة المعينين هم الذين لا يجوز أن يُقْرَأَ بغير قراءتهم، ولهذا قال من قال من أئمة القُرَّاء:" لولا أن ابن مجاهد سبقني إلى حمزة لجعلت مكانه يعقوب الحضرمي، إمام جامع البصرة، وإمام قُرَّاء البصرة في زمانه، في رأس المائتين".
3. ولا نزاع بين المسلمين: أن الحروف السبعة التي أُنْزِلَ القرآن عليها لا تتضمن تناقض المعنى، وتضاده؛ بل قد يكون معناها:
أ. متفقاً، أو متقارباً؛ كما قال عبد الله بن مسعود: ((إنما هو كقول أحدكم: أقبل، وهلم، وتعال…)) (3).
ب. وقد يكون معنى أحدهما ليس هو معنى الآخر؛ لكن كلا المعنيين حق، وهذا اختلاف تنوع وتغاير، لا اختلاف تضاد وتناقض، وهذا كما جاء في الحديث المرفوع عن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – في حديث أنزل القرآن على سبعة أحرف: ((إن قلت غفورًا رحيمًا، أو قلت عزيزًا حكيمًا؛ فالله كذلك ما لم تختم آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة)، وهذا كما في القراءات المشهورة: (رَبَّنَا بَاعِدْ)،و (بَاعَدَ) (4)، (إلا أن يخافا لاَ يُقِيْمَا)،و (إِلاَّ أن يخافا ألاَّ يُقِيْمَا)، (وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُوْلَ)،و (وَلِيَزُوْلَ مِنْهُ الجِبَالَ)، و (بَلْ عَجِبْتَ)،و (بَلْ عَجِبْتُ) (5)، ونحو ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ت. ومن القراءات ما يكون المعنى فيها متفقاً مِنْ وجه، متبايناً مِنْ وجه؛ كقوله: (يَخْدَعُوْنَ)، (يُخَادِعُوْنَ)، و (يَكْذِبُوْنَ)، و (يُكَذِّبُوْنَ)، و (لَمَسْتُمْ)، و (لاَمَسْتُمْ)، و (حتى يَطْهُرْنَ)، و (يَطَّهَرْنَ)، ونحو ذلك، فهذه القراءات التي يتغاير فيها المعنى؛ كلها حق، وكل قراءة منها مع القراءة الأخرى، بمنزلة الآية مع الآية، يجب الإيمان بها كلها، واتباع ما تضمنته من المعنى عِلْمَاً، وعملاً، لا يجوز ترك موجب إحداهما، لأجل الأخرى؛ ظناُ أن ذلك تعارض، بل كما قال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: ((من كفر بحرف منه فقد كفر به كله)) (6).
ث. وأما ما اتحد لفظه ومعناه، وإنما يتنوع صفة النطق به؛ كالهمزات، والمدات، والامالات، ونقل الحركات، والإظهار، والإدغام، والاختلاس، وترقيق اللامات، والراآت، أو تغليظها، ونحو ذلك مما يُسَمَّى القراءات الأصول؛ فهذا أظهر وأبين في أنه ليس فيه تناقض، ولا تضاد مما تنوع فيه اللفظ، أو المعنى؛ إذْ هَذِهِ الصفات المتنوعة في أداء اللفظ، لا تخرجه عن أن يكون لفظاً واحداً، ولا يُعَد ذلك فيما اختلف لفظه، واتحد معناه، أو اختلف معناه من المترادف، ونحوه، ولهذا كان دخول هذا في حرف واحد من الحروف السبعة التي أنزل القرآن عليها، من أولى ما يتنوع فيه اللفظ، أو المعنى، وإن وافق رسم المصحف، وهو ما يختلف فيه النقط، أو الشكل؛ ولذلك:
4. لم يتنازع علماء الإسلام المتبوعين من السلف والأئمة في أنه لا يتعين أن يقرأ بهذه القراءات المعينة في جميع أمصار المسلمين:
بل من ثبت عنده قراءة الأعمش- شيخ حمزة- أو قراءة يعقوب بن اسحق الحضرمي، ونحوهما؛ كما ثبت عنده قراءة حمزة والكسائي؛ فله أن يقرأ بها بلا نزاع بين العلماء المعتبرين المعدودين من أهل الإجماع والخلاف، بل أكثر العلماء الأئمة الذين أدركوا قراءة حمزة –كسفيان بن عيينة، وأحمد بن حنبل، وبشر بن الحارث، وغيرهم- يختارون قراءة أبى جعفر بن القعقاع، وشيبة بن نصاح المدنيين، وقراءة البصريين؛ كشيوخ يعقوب بن اسحق، وغيرهم على قراء حمزة، والكسائي، وللعلماء الأئمة في ذلك من الكلام ما هو معروف عند العلماء، ولهذا كان أئمة أهل العراق الذين ثبتت عندهم قراءات العشرة، أو الأحد عشر؛ كثبوت هذه السبعة يجمعون ذلك في الكتب، ويقرؤونه في الصلاة، وخارج الصلاة، وذلك متفق عليه بين العلماء، لم ينكره أحدٌ منهم، وأما الذي ذكره القاضي عياض، ومن نقل من كلامه من الإنكار على ابن شنبوذ الذي كان يقرأ بالشواذ في الصلاة، في أثناء المائة الرابعة، وجرت له قصة مشهورة (7)، فإنما كان ذلك في القراءات الشاذة الخارجة عن المصحف؛ كما سنبينه.
5. ولم ينكر أحد من العلماء قراءة العشرة:
ولم ينكر أحد من العلماء قراءة العشرة؛ ولكن من يكن عالماً بها، أو لم تثبت عنده؛ كمن يكون فى بلد من بلاد الإسلام، بالمغرب، أو غيره، ولم يتصل به بعض هذه القراءات؛ فليس له أن يقرأ بما لا يعلمه؛ فان القراءة كما قال زيد بن ثابت: ((سنة يأخذها الآخر عن الأول))؛ كما أن ما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - من أنواع الإستفتاحات في الصلاة، ومن أنواع صفة الآذان، والإقامة، وصفة صلاة الخوف، وغير ذلك كله حَسَنٌ يُشْرَع العمل به لمن عَلِمَهُ، وأما مَنْ عَلِمَ نَوْعَاً، ولم يعلم غيره؛ فليس له أن يَعْدِلَ عَمَّا عَلِمَهُ إلى ما لم يعلمه، وليس له أن يُنْكِر على مَنْ عَلِمَ ما لم يعلمه مِنْ ذلك، ولا أن يخالفه؛ كما قال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: ((لا تختلفوا فان من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا)).
6. وأما القراءة الشاذة الخارجة عن رسم المصحف العثماني:
مثل قراءة ابن مسعود وأبى الدرداء رضى الله عنهما: (والليل إذا يغشى. والنهار إذا تجلى. والذكر والأنثى)؛كما قد ثبت ذلك في الصحيحين، ومثل قراءة عبد الله: (فصيام ثلاثة أيام متتابعات)، وكقراءته: (إن كانت إلاَّ زقية واحدة)، ونحو ذلك فهذه إذا ثبتت عن بعض الصحابة فهل يجوز أن يقرأ بها في الصلاة؟؟
على قولين للعلماء - هما روايتان مشهورتان عن الإمام أحمد، وروايتان عن مالك-:
• إحداهما: يجوز ذلك؛ لأن الصحابة، والتابعين كانوا يقرؤون بهذه الحروف في الصلاة.
(يُتْبَعُ)
(/)
• والثانية: لا يجوز ذلك، وهو قول أكثر العلماء؛ لأن هذه القراءات لم تثبت متواترة عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، وان ثبتت فإنها منسوخة بالعرضة الآخرة، فانه قد ثبت في الصحاح عن عائشة، وابن عباس، رضي الله عنهم: ((أن جبريل عليه السلام كان يعارض النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بالقرآن في كل عام مرة، فلما كان العام الذي قبض فيه: عارضه به مرتين)) (8).
والعرضة الآخرة: هي قراءة زيد بن ثابت، وغيره وهي التي أمر الخلفاء الراشدون أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي؛ بكتابتها في المصاحف، وكتبها أبو بكر، وعمر في خلافة أبى بكر في صحفٍ أمر زيد بن ثابت بكتابتها، ثم أمر عثمان في خلافته بكتابتها في المصاحف، وإرسالها إلى الأمصار، وجمع الناس عليها باتفاق من الصحابة على وغيره، وعلى هذا النزاع لابد أن يبنى على الأصل الذي سأل عنه السائل وهو: أن القراءات السبعة هل هي حرف من الحروف السبعة أم لا؟؟
7. القراءات السبعة هل هي حرف من الحروف السبعة أم لا؟؟
فالذي عليه جمهور العلماء من السلف والأئمة: أنها حرف من الحروف السبعة؛ بل يقولون إن مصحف عثمان:
1 - هو أحد الحروف السبعة، وهو متضمن للعرضة الآخرة التي عرضها النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - على جبريل، والأحاديث، والآثار المشهورة المستفيضة تدل على هذا القول (9).
2 - وذهب طوائف من الفقهاء، والقراء، وأهل الكلام إلى أن هذا المصحف مشتمل على الأحرف السبعة، وقرر ذلك طوائف من أهل الكلام؛ كالقاضي أبى بكر الباقلاني، وغيره بناء على أنه لا يجوز على الأمة أن تهمل نقل شيء من الأحرف السبعة، وقد اتفقوا على نقل هذا المصحف الإمام العثماني، وترك ما سواه؛ حيث أمر عثمان بنقل القرآن من الصحف التي كان أبو بكر وعمر كَتَبَا القرآن فيها، ثم أرسل عثمان بمشاورة الصحابة إلى كل مِصْرٍ من أمصار المسلمين بمصحف، وأمر بترك ما سوى ذلك.
- قال هؤلاء: ولا يجوز أن ينهى عن القراءة ببعض الأحرف السبعة.
- ومن نصر قول الأولين يجيب تارة:- بما ذكر محمد بن جرير وغيره: من أن القراءة على الأحرف السبعة لم يكن واجباً على الأمة، وإنما كان جائزاً لهم، مُرَخَّصَاً لهم فيه، وقد جعل إليهم الاختيار في أي حرف اختاروه.
كما أن ترتيب السور لم يكن واجبا عليهم منصوصا بل مفوضا إلى اجتهادهم، ولهذا كان ترتيب مصحف عبد الله على غير ترتيب مصحف زيد، وكذلك مصحف غيره.
وأما ترتيب آيات السور فهو منزل منصوص عليه فلم يكن لهم أن يقدموا آية على آية في الرسم؛ كما قدموا سورة على سورة؛ لأن ترتيب الآيات مأمورٌ به نصاً، وأما ترتيب السور؛ فمفوض إلى اجتهادهم.
قالوا: فكذلك الأحرف السبعة؛ فلما رأى الصحابة أن الأمة تفترق، وتختلف، وتتقاتل إذا لم يجتمعوا على حرف واحد: اجتمعوا على ذلك اجتماعَاً سَائِغَاً، وهم معصومون أن يجتمعوا على ضلالة، ولم يكن في ذلك ترك لواجبٍ، ولا فِعْلٌ محظور.
- ومن هؤلاء من يقول: بان الترخيص في الأحرف السبعة كان في أول الإسلام لِمَا في المحافظة على حرفٍ واحدٍ من المشقة عليهم أولاً، فلما تذللت ألسنتهم بالقراءة، وكان اتفاقهم على حرف واحدٍ يسيراً عليهم، وهو أرفق بهم: أجمعوا على الحرف الذي كان في العَرْضَةِ الآخرة، ويقولون أنه نُسِخَ ما سوى ذلك، وهؤلاء يوافق قولهم قول من يقول: أن حروف أبى بن كعب، وابن مسعود وغيرهما مما يخالف رسم هذا المصحف منسوخة، وأما من قال عن ابن مسعود أنه كان يُجَوِّز القراءة بالمعنى؛ فقد كَذَبَ عليه، وإنما قال: قد نظرت إلى القراء، فرأيت قراءتهم متقاربة، وإنما هو كقول أحدكم: أقبل، وهلم، وتعال، فاقرؤوا كما عُلِّمْتُمْ، أو كما قال.
• ثم من جوز القراءة بما يخرج عن المصحف مما ثبت عن الصحابة قال:
1 - يجوز ذلك لأنه من الحروف السبعة التي أنزل القرآن عليها.
2 - ومن لم يجوزه فله ثلاثة مآخذ (10):
أ) تارة يقول: ليس هو من الحروف السبعة.
ب) وتارة يقول: هو من الحروف المنسوخة.
ج) وتارة يقول: هو مما انعقد إجماع الصحابة على الإعراض عنه.
د) وتارة يقول: لم يُنْقَل إلينا نقلاً يثبت بمثله القرآن، وهذا هو الفرق بين المتقدمين، والمتأخرين، ولهذا كان في المسألة:
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - قول ثالث: وهو اختيار جدي أبى البركات: أنه إن قرأ بهذه القراءات في القراءة الواجبة، وهى الفاتحة عند القدرة عليها؛ لم تصح صلاته؛ لأنه لم يتيقن أنه أدَّى الواجب من القراءة؛ لعدم ثبوت القرآن بذلك، وإنْ قَرَأَ بها فيما لا يجب؛ لم تبطل صلاته؛ لأنه لم يتيقن أنه أتى في الصلاة بمبطلٍ؛ لجواز أن يكون ذلك من الحروف السبعة التي أُنْزِلَ عليها، وهذا القول انبنى على أصل:
8. وهو أن ما لم يثبت كونه من الحروف السبعة فهل يجب القطع بكونه ليس منها؟
فالذي عليه جمهور العلماء: أنه لا يجب القطع بذلك؛ إذ ليس ذلك مما أوجب علينا أن يكون العلم به في النفي والإثبات قطعياً.
• وذهب فريق من أهل الكلام إلى وجوب القطع بنفيه حتى قطع بعض هؤلاء كالقاضي أبي بكر بخطأ الشافعي، وغيره ممن أثبت البسملة آية من القرآن في غير سورة النمل لزعمهم أن ما كان من موارد الاجتهاد في القرآن؛ فانه يجب القطع بنفيه.
• والصواب: القطع بخطأ هؤلاء، وان البسملة آية من كتاب الله حيث كتبها الصحابة في المصحف؛ إذْ لم يكتبوا فيه إلا القرآن، وجردوه عما ليس منه؛ كالتخميس والتعشير، وأسماء السور؛ ولكن مع ذلك لا يقال: هي من السورة التي بعدها؛ كما أنها ليست من السورة التي قبلها؛ بل هي كما كتبت آية أنزلها الله في أول كل سورة، وان لم تكن من السورة، وهذا أعدل الأقوال الثلاثة في هذه المسألة، وسواء قيل بالقطع في النفي أو الإثبات، فذلك لا يمنع كونها من موارد الاجتهاد التي لا تكفير، ولا تفسيق فيها للنافي، ولا للمثبت؛ بل قد يقال ما - قاله طائفة من العلماء-: إن كل واحد من القولين حق، وأنها آية من القرآن في بعض القراءات، وهى قراءة الذين يفصلون بها بين السورتين، وليست آية في بعض القراءات، وهى قراءة الذين يصلون، ولا يفصلون بها بين السورتين.
9. وأما قول السائل ما السبب الذي أوجب الاختلاف بين القراء فيما احتمله خط المصحف؟؟
فهذا مرجعه إلى النقل واللغة العربية لتسويغ الشارع لهم القراءة بذلك كله إذ ليس لأحد أن يقرأ قراءة بمجرد رأيه بل القراءة سنة متبعة وهم إذا اتفقوا على اتباع القرآن المكتوب في المصحف الإمامي، وقد قرأ بعضهم بالياء وبعضهم بالتاء لم يكن واحد منهما خارجا عن المصحف ومما يوضح ذلك أنهم يتفقون في بعض المواضع على ياء، أو تاء، ويتنوعون في بعض؛ كما اتفقوا في قوله تعالى: (وما الله بغافل عما تعملون) في موضع، وتنوعوا في موضعين، وقد بينا أن القراءتين؛ كالآيتين، فزيادة القراءات؛ كزيادة الآيات، لكن إذا كان الخط واحداً، واللفظ محتملاً؛ كان ذلك أخصر في الرسم، والاعتماد في نقل القرآن على حفظ القلوب، لا على المصاحف؛ كما في الحديث الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال: ((إن ربى قال لي: أن قم في قريش فأنذرهم. فقلت: أي رب إذاً يثلغوا رأسي،- أي يشدخوا- فقال: إني مبتليك ومبتل بك ومنزل عليك كتابا لا يغسله الماء تقرؤه نائما ويقظاناً فابعث جندا أبعث مثليهم وقاتل بمن أطاعك من عصاك وانفق أنفق عليك)) (11)؛ فأخبر أن كتابه لا يحتاج في حفظه إلى صحيفة تغسل بالماء، بل يقرؤه في كل حال؛ كما جاء في نعت أمته:" أناجيلهم في صدورهم" (12)، بخلاف أهل الكتاب الذين لا يحفظونه إلا في الكتب ولا يقرؤونه كله إلا نظراً، لا عن ظهر قلب، وقد ثبت في الصحيح: " أنه جمع القرآن كله على عهد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - جماعة من الصحابة كالأربعة الذين من الأنصار، وكعبد الله بن عمرو"؛ فتبين بما ذكرناه: أن القراءات المنسوبة إلى نافع وعاصم: ليست هي الأحرف السبعة التي أنزل القرآن عليها وذلك باتفاق علماء السلف والخلف وكذلك ليست هذه القراءات السبعة هي مجموع حرف واحد من الأحرف السبعة التي انزل القرآن عليها باتفاق العلماء المعتبرين، بل القراءات الثابتة عن أئمة القراء كالأعمش ويعقوب وخلف وأبى جعفر يزيد بن القعقاع وشيبة بن نصاح ونحوهم هي بمنزلة القراءات الثابتة عن هؤلاء السبعة عند من ثبت ذلك عنده كما ثبت ذلك وهذا أيضاً مما لم يتنازع فيه الأئمة المتبوعون من أئمة الفقهاء والقراء وغيرهم.
10. وإنما تنازع الناس من الخلف: في المصحف العثماني الإمام الذي أجمع عليه أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، والتابعون لهم بإحسان والأمة بعدهم:
(يُتْبَعُ)
(/)
هل هو بما فيه من القراءات السبعة، وتمام العشرة، وغير ذلك، هل هو حرف من الأحرف السبعة التي أنزل القرآن عليها؟
أو هو مجموع الأحرف السبعة؟؟ على قولين مشهورين:
• والأول قول أئمة السلف والعلماء.
• والثاني: قول طوائف من أهل الكلام والقراء وغيرهم.
11. وهم متفقون على أن الأحرف السبعة لا يخالف بعضها بعضاً:
وهم متفقون على أن الأحرف السبعة لا يخالف بعضها بعضاً خلافاً يتضاد فيه المعنى، ويتناقض؛ بل يصدق بعضها بعضاً؛ كما تصدق الآيات بعضها بعضاً.
وسبب تنوع القراءات فيما احتمله خط المصحف: هو تجويز الشارع وتسويغه ذلك لهم؛ إذ مرجع ذلك إلى السنة، والإتباع، لا إلى الرأي والابتداع، أما إذا قيل إن تلك (13) هي الأحرف السبعة؛ فظاهر، وكذلك بطريق الأولى: إذا قيل إن ذلك حرف من الأحرف السبعة، فانه إذا كان قد سُوِّغَ لهم أن يقرؤوه على سبعة أحرف" كلها شافٍ كافٍ" مع تنوع الأحرف في الرسم؛ فلأن يسوغ ذلك مع اتفاق ذلك في الرسم، وتنوعه في اللفظ؛ أولى وأحرى، وهذا من أسباب تركهم المصاحف أول ما كُتِبَت غير مشكولة، ولا منقوطة؛ لكون صورة الرسم محتملة للأمرين؛ كالتاء والياء، والفتح والضم، وهم يضبطون باللفظ كِلاَ الأمرين، ويكون دلالة الخط الواحد على كِلاَ اللفظيين المنقولين المسموعين المتلوين: شبيهاً بدلالة اللفظ الواحد على كلا المعنيين المنقولين المعقولين المفهومين؛ فان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - تلقوا عنه ما أمره الله بتبليغه إليهم من القرآن لفظه ومعناه جميعاً؛ كما قال أبو عبد الرحمن السلمي – وهو الذي روى عن عثمان – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – أنه قال: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)) كما رواه البخاري في صحيحه (14) – وكان يقرئ القرآن أربعين سنة قال: حدثنا الذين كانوا يقرؤننا- عثمان بن عفان، وعبد الله بن مسعود – رضي الله عنه -، وغيرهما- أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم، والعمل، قالوا: فتعلمنا القرآن، والعلم، والعمل جميعاً))، ولهذا دخل في معنى قوله: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)) تعليم حروفه ومعانيه جميعاً، بل تَعَلُّم معانيه؛ هو المقصود الأول بتعليم حروفه، وذلك هو الذي يزيد الإيمان؛ كما قال جندب بن عبد الله، وعبد الله بن عمر، وغيرهما: ((تعلمنا الإيمان، ثم تعلمنا القرآن؛ فازددنا إيماناً، وأنتم تتعلمون القرآن، ثم تتعلمون الإيمان))، وفى الصحيحين عن حذيفة قال: ((حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -حديثين: رأيت أحدهما، وأنا أنتظر الآخر؛ حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال، ونزل القرآن…)) وذكر الحديث بطوله ولا تتسع هذه الورقة لذكر ذلك وإنما المقصود التنبيه على:
12. أن ذلك كله مما بلغه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى الناس، وبلغنا أصحابه عنه الإيمان، والقرآن – حروفه، ومعانيه- وذلك مما أوحاه الله إليه؛ كما قال تعالى: (وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدى به من نشاء من عبادنا) …
والله أعلم (17) ".
ـــــــــــــــــــــ
الهوامش:
1) ضمن كتابه الشهير:" المرشد الوجيز".
2) ت (324هـ)، وكتابه هو: السبعة في القراءات.
3) أخرجه الطبري في تفسيره (1/ 50).
4) قرأ ابن كثير، وأبو عمرو (بعَّد) بالتشديد على الإخبار، وقرأ الباقون من السبعة (باعد) بالألف.
5) قرأ حمزة والكسائي (عجبتُ) بضم التاء، وقرأ الباقون بالفتح.
6) أخرجه سعيد بن منصور في سننه (2/ 438)، وقال: سنده صحيح، والبيهقي في الكبرى (10/ 43).
7) أخرجه مسلم، باب فضائل فاطمة بنت النبي عليها الصلاة والسلام (رقم/2450) من حديث عائشة.
8) وانظر: إغاثة اللهفان (1/ 368)، ونحوه في الطرق الحكمية (ص/26).
9) كأبي عمرو الداني (ت/444)، حيث يقول في كتابه- جامع البيان في القراءات السبع -:" وأن عثمان لم يقصد قصد أبي بكر في جمع نفس القرآن بين لوحين؛ وإنما قصد جمع الصحابة على القراءات الثابتة المعروفة عن الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -، وألقى ما لم يجر مجرى ذلك، وأخذهم بمصحف لا تقديم فيه ولا تأخير، وأنه لم يُسْقِط شيئاً من القراءات الثابتة عن الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -، ولا منع منها، ولا حظر القراءة بها، إذ ليس إليه، ولا إلى غيره: أن يمنع ما أباحه الله تعالى، وأطلقه، وحكم بصوابه، وحكم الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -للقارئ به أنه محسنٌ، مجمل في قراءته".انظر الأحرف السبعة، لأبي عمرو (ص/62) - تحقيق عبد المهيمن طحان.
10) وذكر الشيخ هنا أربعة أقوال.
12) أخرجه مسلم، التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار (رقم/2865).
13) أخرجه الطبراني في الكبير من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - مرفوعاً، (رقم/10046).
15) في الأصل: (ذلك)، ولعل الصواب ما أثبته، أي أن القراءات التي يحتملها خط المصحف هي الأحرف السبعة….
16) باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه، رقم (4739).
17) مجموع فتاوى ابن تيمية (13/ 395 - 403).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Jul 2003, 07:50 م]ـ
شكر الله لكم أبا خالد هذه المشاركات الثمينة المتميزة التي ننتفع بها كثيراً، ونحن نحجم عن التعقيب بالشكر لأن عبارتنا تقصر عن ذلك، ولكن حتى لا تظن أننا لا نشعر بفائدة من وراء هذه المشاركات القيمة كتبت. وفقكم الله وسددكم لكل خير.
ـ[دكتورأحمد]ــــــــ[19 Apr 2007, 12:05 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[19 Apr 2007, 06:58 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله خيرا، فوائد كالدرر، واصل بارك الله فيك و نفع بك آمين
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[22 Jul 2008, 06:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخوتي الأحبة أسأل الله أن يفتح أبصارنا وبصائرنا لنوره الكريم ويوفقنا لمصلحة أجيال المسلمين
ليست مسألة الأحرف السبعة كما يظنها كثير من الناس وكما يتناقل علمها ما حوته كتب علوم القرآن فمن المصيبة أن نوهم من يقرأ بأنها كنحو هلم وأقبل وتعال ومعلوم عند أهل الاختصاص بأنه لاترادف في العربية، ولا تجوز القراءة بالمعنى وهذا ما أظهره صاحب كتاب مختصر الانتصار لنقل القرآن الكريم قبل أكثر من ألف سنة، ونحن نقرأ بما يخالف مرسوم المصاحف وليست قراءتنا إلا من المتواتر أقصد قراءة الإئمة.
كيف نقرأ الصلوة والزكاة ولااذبحنه ولشايء ... .
وليس المراد بموافقة الرسم أن يُجْعَل الرسم ركنا للقراءة بل وضع هذا الضابط كي لا يختلط في القرآن مما ليس منه من حديث أو تفسير، ومن المصيبة أن نسمي بعض ما روي عن مصحف أبن مسعود أوغيره بأنها قراءات تفسيرية أو شاذّة نحو قوله فصيام ثلاثة أيام متتابعات بإضافة متتابعات ... فالأصل أن لا تسمى هذه العبارات لا قراءة ولا قرآنا.
بل هي تفسير محض، وليست وحيا مما أنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى أله وصحبه وسلم.
ومن المصيبة أن نترك لخلفنا أن المصحف الشريف كتب على حرف واحد وهو الموافق للعرضة الأخيرة. أو أن الصحابة أجمعوا على نسخ باقي الحروف ... أو ما روي عن سيدنا عثمان بأنه نظر في المصاحف فوجد فيها لحونا، وتركها على حالها ... دون أن نقطع دابر الخلاف في ذلك بالبحث العلمي المُجَرّد عن الحكم المسبق، وأسأل الله تعالى أن تصل هذه العبارات إلى إحدى مسؤولي الجامعات العربية ليتبنى مؤتمرا للقرآن الكريم يبحث عن مسألة الأحرف السبعة أو رسم المصحف أو توجيه الرسم القرآني أو أي مسألة خلافية أخرى أو فيها شبهة ليصل الباحثون من صفوة العلماء إلى رأي تتبناه الجامعات والمؤسسات التعليمية كي نقطع دابر أي خلاف في هذه المسائل بين أجيال المسلمين.
والله من وراء القصد وهو الموفق للهدى
الفقير إليه سبحانه د. حسن عبد الجليل abadela@yahoo.com]abadela@bau.edu.jo]
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[01 Jan 2009, 08:28 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
جزى الله الشيخين خيرا
وماطرحه الشيخ حسن سلمه الله آخرا جدير بالنظر وإذكاء جذوة البحث فيه، للإجابة عن تساؤلات السائلين،
فالأحرف قضية ذائعة الصيت ولم يتقرر لدى الكثيرين رأي راجح فيها،
وقضايا القراءات المنصوص عليها في مباحث السابقين لم يهتدي لمعانيها كثير من الطالبين ..
وحبذا لوطرحت محاور جديدة من المهتمين لبحثها ومناقشتها من خلال مؤتمرات وندوات قادمة ان شاء الله ..
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[02 Jan 2009, 01:02 م]ـ
السلام عليكم
أستاذنا الفاضل د/ حسن عبد الجليل
الاختلاف في الحرف السبعة اختلاف قديم والآراء في المسألة كثيرة .. ولكن لي وجهة نظر في بعض ما طرح فضيلتكم.
قلتم ( ... فمن المصيبة أن نوهم من يقرأ بأنها كنحو هلم وأقبل وتعال ومعلوم عند أهل الاختصاص بأنه لاترادف في العربية،)
هذا الكلام يروي عن ابن مسعود رضي الله عنه ووقته كانت القراءات أكثر مما نحن عليه الناس والدليل علي ذلك أن ابن مسعود وأبا الدرداء وغيرهم من الصحابة لم يحرقوا مصاحفهم وبها بعض الأحرف الغير مقروءة بها عند جمع عثمان رضي الله عنه ـ وكونها مثل هلم وتعال ... يقصد بها أنها لهجات العرب. لا أن نقرأ بغير رواية وسائر النصوص المنقولة في هذا الصدد المقصود أنها مما تواتر عن النبي صلي الله عليه وسلم ـ
وإلا كيف يعترض ابن مسعود علي قصر المتصل ثم يجيز تغيير كلمة؟؟
أما الترادف: هذه مسألة تفسيرية بمعني أن الكلمة موضوعة في مكان وبمعناها في مكان آخر .. فهل المعني فيهما متحد .. أم هناك معني زائدا مقصودا في الموضع الآخر؟؟ مثل (الزوج والبعل ـ والنبأ والخبر ـ والقلب والفؤاد ... ) أما أن يكون المقصود القراءاة بحسب المعني لم أسمعه من قبل؟؟
أما قضية رسم المصحف: هذه الشروط نلجأ إليها عند عدم التواتر بمعني أنه متي تواتر وجه لا ننظر إلي موافقة المصحف أو غيرها من الشروط وصرح بذلك أبن الجزري في نشره .. والله أعلم(/)
سؤال لأهل التخصص في القراءات عن التكبير عند الختم؛ هل يصح فيه شيء؟
ـ[الراية]ــــــــ[14 Jul 2003, 03:03 ص]ـ
السؤال:
عن مسألة التكبير بين السور ابتداء من سورة الضحى هل يصح فيه شي؟ ارجو ممن عنده علم أن يفيدنا.
((وأخص فضيلة الشيخ د. ابراهيم الدوسري - حفظه الله -))
وجزاه الله خير.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[14 Jul 2003, 05:44 ص]ـ
أيه الأخ المبارك أدلي بدلوي في جواب سؤالك عن التكبير في آخر سورة الضحى مع أملي بزيادة المتخصصين عليه فأقول:
حديث التكبير ورد مرفوعا وموقوفا , فالمرفوع رواه الفاكهي في اخبار مكة (3/ 35) والحاكم في مستدركه (3/ 344) وصححه وتعقبه الذهبي بقوله: البزي قد تكلم فيه.
ورواه البيهقي في شعب الايمان (2/ 371) من طريق الحاكم ورواه الثعلبي في تفسيره في آخر سورة الشرح ورواه البغوي في تفسيره (8/ 459)
كلهم من طريق البزي عن عكرمة بن سليمان عن اسماعيل بن عبد الله عن شبل بن عباد عن عبد الله بن كثير عن مجاهد عن ابن عباس عن ابي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم.
والبزي ضعيف وعكرمة بن سليمان مستور.
وقد جاء موقوفا على أبي بن كعب رواه البيهقي في شعب الإيمان (2/ 370).
قال ابن كثير في تفسيره (7/ 311): وهذه سنة تفرد بها ابو الحسن احمد بن محمد البزي.
والواقع ان البزي لم ينفرد بها فقد وجدت طريقا لهذا الحديث من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال أخبرنا الشافعي قال حدثنا اسماعيل بن قسطنطين به.
اخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (2/ 56) ومن طريقه اخرجه المزي في تهذيب الكمال (24/ 366). فداره على اسماعيل بن عبد الله.
وقد تكلم العلماء على هذا الحديث فقال عنه ابو حاتم: حديث منكر , وكذا قال الذهبي انظر السير (12/ 51).
وقال د بكر ابو زيد لايصح في التكبير عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته وعامة ما يروى مما لاتقوم به حجة.
وسئل شيخ الاسلام هذا السؤال: جماعة اجتمعوا في ختمة وهم يقرءون لعاصم وأبي عمرو فإذا وصلوا إلى سورة الضحى لم يهللوا ولم يكبروا إلى آخر الختمة ففعلهم ذلك هو الأفضل أم لا؟ وهل الحديث الذي ورد في التهليل والتكبير صحيح بالتواتر أم لا؟
فأجاب:حمد لله. نعم إذا قرءوا بغير حرف ابن كثير كان تركهم لذلك هو الأفضل ; بل المشروع المسنون فإن هؤلاء الأئمة من القراء لم يكونوا يكبرون لا في أوائل السور ولا في أواخرها. فإن جاز لقائل أن يقول: إن ابن كثير نقل التكبير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاز لغيره أن يقول: إن هؤلاء نقلوا تركه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ من الممتنع أن تكون قراءة الجمهور التي نقلها أكثر من قراءة ابن كثير قد أضاعوا فيها ما أمرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم ; فإن أهل التواتر لا يجوز عليهم كتمان ما تتوفر الهمم والدواعي إلى نقله فمن جوز على جماهير القراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأهم بتكبير زائد فعصوا لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركوا ما أمرهم به استحق العقوبة البليغة التي تردعه وأمثاله عن مثل ذلك. وأبلغ من ذلك البسملة ; فإن من القراء من يفصل بها ومنهم من لا يفصل بها وهي مكتوبة في المصاحف ثم الذين يقرءون بحرف من لا يبسمل لا يبسملون ولهذا لا ينكر عليهم ترك البسملة إخوانهم من القراء الذين يبسملون فكيف ينكر ترك التكبير على من يقرأ قراءة الجمهور؟ وليس التكبير مكتوبا في المصاحف وليس هو في القرآن باتفاق المسلمين. ومن ظن أن التكبير من القرآن فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل. بخلاف البسملة ; فإنها من القرآن حيث كتبت في مذهب الشافعي وهو مذهب أحمد المنصوص عنه في غير موضع وهو مذهب أبي حنيفة عند المحققين من أصحابه وغيرهم من الأئمة ; لكن مذهب أبي حنيفة وأحمد وغيرهما أنها من القرآن حيث كتبت البسملة وليست من السورة. ومذهب مالك ليست من القرآن إلا في سورة النمل وهو قول في مذهب أبي حنيفة وأحمد. ومع هذا فالنزاع فيها من مسائل الاجتهاد فمن قال: هي من القرآن حيث كتبت أو قال: ليست هي من القرآن إلا في سورة النمل كان قوله من الأقوال التي ساغ فيها الاجتهاد. وأما التكبير: فمن قال: إنه من القرآن فإنه ضال باتفاق الأئمة والواجب أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل فكيف مع هذا ينكر على من تركه ومن جعل تارك التكبير مبتدعا أو مخالفا للسنة أو عاصيا فإنه إلى الكفر أقرب منه إلى الإسلام والواجب عقوبته ; بل إن أصر على ذلك بعد وضوح الحجة وجب قتله. ولو قدر أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالتكبير لبعض من أقرأه كان غاية ذلك يدل على جوازه أو استحبابه فإنه لو كان واجبا لما أهمله جمهور القراء ولم يتفق أئمة المسلمين على عدم وجوبه ولم ينقل أحد من أئمة الدين أن التكبير واجب وإنما غاية من يقرأ بحرف ابن كثير أن يقول: إنه مستحب وهذا خلاف البسملة فإن قراءتها واجبة عند من يجعلها من القرآن ومع هذا فالقراء يسوغون ترك قراءتها لمن لم ير الفصل بها فكيف لا يسوغ ترك التكبير لمن ليس داخلا في قراءته. وأما ما يدعيه بعض القراء من التواتر في جزئيات الأمور فليس هذا موضع تفصيله.الفتاوى (13/ 417)
وللاستزادة راجع النشر في القراءات العشر لابن الجزري (2/ 405) باب التكبير وما يتعلق به.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 Jul 2003, 05:53 ص]ـ
بسم الله
تعليقاً على مسألة التكبير أقول: ألف شيخ المقرئين في المدينة إبراهيم الأخضر القيّم رسالة بعنوان: تكبير الختم بين القراء والمحدثين
ذكر في مقدمة هذه الرسالة أن سبب كتابته لها هو ما لاحظه من تعلق الناس بما ينقل لهم من أخبار فيها حث على عبادة في أمر في الأمور مع أن هذه الأخبار تكون ضعيفة أو واهية، وتشتهر عند الناس حتى يظنها الكثير سنة وهي ليست كذلك.
ومن أمثلة ذلك قول: صدق الله العظيم بعد القراءة [وقد سبق التنبيه على هذه المسألة].
ثم ذكر أن من أمثلة ذلك أيضاً: التكبيرعند ختم القرآن، فهو من هذا الباب.
ثم ذكر في خاتنة هذه الرسالة ما نصه: (ومن خلال ما تقدم من بحث أحوال الروايات، وتحقيق سندها، وتراجم رجالها لم نجد غير رواية البزي كما ذكر العلماء، وهي رواية تسلسلت بالضعفاء والمجروحين، ولم تعضدها رواية أخرى من غير طريق البزي، وذلك كما صرح كثير من علماء الروايات، على أن بعضاً من مشاهير القراء كابن مجاهد في كتابه السبعة لم يورد التكبير، وكذلك أبو القاسم الهذلي في كتبه الكامل لم يورد التكبير أيضاً، وهذا مما يدل على عدم ثبوت الرواية عندهما، والله أعلم .... ) ثم ختم بقوله: (وبهذا فلا نثبت سنة بخبر كهذا، بل الأفضل والأولى تركه سواء في رواية البزي أو رواية غيره من القراء، وذلك صوناً لكتاب الله، وتجريداً له عن كل ما ليس منه ممن يظن أنه سنة وهو ليس بسنة. والحمد لله رب العالمين). انتهى.
انظر هنا: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=462
وهنا: http://www.saaid.net/Doat/Zugail/33.htm
ـ[حسين]ــــــــ[14 Jul 2003, 11:42 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم
إنكار التكبير مما زلّ به المقرئ الشيخ: إبراهيم الأخضر 0
وماذكره مجرّد توهمات وعدم استيعاب لما قاله أهل العلم، وقد حادثته في هذا 00
وقد ردّ عليه أحمد الزعبي في كتاب سمّاه إرشاد البصير إلى سنيّة التكبيرعن البشير النذير وطبع الكتاب 0
ولم ينكر التكبير أحد من السلف ولا الخلف 000 ولو رجعت إلى مجموع الفتاوى لرأيت هذا 00إلا ماروي في أخبار مكة للفاكهي 3/ 37 إن لم تخني الذاكرة 0
ومنشأ الخطأ: الخلط بين ضعف الحديث الوارد في سببه كما في العلل لابن أبي حاتم 00والقراءة 0
** سبب الورود لا يصح ولكن لا يعني هذا عدم المشروعيّة 0
وكون العلماء قد أجمعوا على أنه ليس من القرآن لا ينفي مشروعيّته كالاستعاذة 0
وأطول تفصيل للمبحث في النشر و جامع البيان للداني والمفردات له فيهما الرواية بأسانيد لا يصح تجاهلها 0
ـ[الراية]ــــــــ[14 Jul 2003, 03:31 م]ـ
جزى الله المشايخ الذين كتبوا خيراً وبارك الله في الجهود
ـ[المحرر]ــــــــ[14 Jul 2003, 05:45 م]ـ
قال الشيخ اللامة المحدث المقرئ عبد الله بن صالح العبيد - حفظه الله - في كتابه (الإتقان في تجويد القرآن) (ص 109) في الحاشية رقم (1):
وأما التكبير من الضحى إلى آخر القرآن، فهو لحفص من طريق الطيبة.
وجعله بعض أفاضل علمائنا ومعاصرينا من البدع، لأن الحديث فيه لم يثبت عندهم، وهو اجتهادٌ منهم، حملهم عليه الغيرة على تحرير كتاب الله من البدع.
والتحقيق: أنه سنة صحت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من غير وجهٍ، وعن جماعة من الصحابة والتابعين وتابعيهم.، لكن لمَّا كانت هذه الأخبار عنهم مروية في كتب قدماء ائمة الأداء غير المطبوعة - ككتب الداني، والهذلي، وأبي العلاء الهمذاني، والأهوازي، وابن الباذش - ولم يكن لهم معرفة بها قطعوا بعدم صحته.
وقد أفردت لذلك جزءاً نفيساً تكلمت فيه على الآثار المرفوعة والموقوفة والمقطوعة، واتصال التكبير للكاتب مسلسلاً من غير وجهٍ، فلله الحمد والمنة.
ـ[محمد السيد]ــــــــ[14 Jul 2003, 11:03 م]ـ
إشارة إلى ما ذكره الإخوة: أشير إلى أن الشيخ الدكتور عبدالعزيز القاريء قد ناقش هذه المسألة في كتابه الموسوم بـ "سنن القراء و مناهج المجودين "، وقد أفرد لها مبحثاً خاصاً في قرابة (26) صفحة.
وملخص المبحث: إن التكبير سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، مروية عن ابن عباس رضي الله عنه، و جلة التابعين بمكة وغيرها. وقد أسند رواية البزي جملة من المصنفين كالحاكم و ابن غلبون والداني وابن الباذش و الشهرزوري وابن الجزري كلهم عن البزي.
و تضعيف البزي يجبره متابعة قنبل الراوي الآخر عن ابن كثير.
كما وردت هذه الرواية عن غير ابن كثير كأبي عمرو البصري من رواية السوسي عنه، و أبي جعفر من العشرة من رواية العمري عنه،بل روى التكبير عن سائر القراء أبو الفضل الرازي و أبو القاسم الهذلي و أبو العلاء الهمذاني، و ثبت موقوفاً عن ابن عباس كما رواه الدني بسنده.
و عليه فهذه السنة مشهورة عند أهل مكة، يتناقلونها عن شيوخهم، لا يعتبرون في ذلك البزي ولا غيره، فهي أثبت عندهم و أشهر من أن تعزى لفرد.
روى الداني بإسناده عن موسى بن هارون قال: قال لي البزي: قال لي الشافعي: إن تركت التكبير فقد تركت سنة من سنن نبيك صلى الله عليه وسلم.وعن أبي محمد الحسن القرشي قال: صليت بالناس في المسجد الحرام خلف المقام التراويح، فلما كانت ليلة الختمة كبرت من خاتمة "والضحى" إلى آخر القرآن في الصلاة، فلما سلمت فإذا بأبي عبد الله الشافعي قد صلى ورائي، فلما أبصرني قال: أحسنت و أصبت السنة، قال الحافظ ابن كثير في تفسيره بعد إيراده هذا الخبر:وهذا يقتضي صحة الحديث.
ويخلص الدكتور إلى استفاضة هذه السنة واشتهارها لدى القراء وجريان العمل بها عندهم، وبهذا استغنت هذه السنة في ثبوتها عن الإسناد.ومن يرد التفاصيل فليراجع الكتاب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسين]ــــــــ[15 Jul 2003, 06:45 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أساتذتي الكرام
في الحقيقة أن الكتاب ورد الشيخ أحمد الزعبي غير محرّرين 0
لا أتحدّث عن الوهم في النقل من مصدر والعزو إلى غير قائله، ولا إنكار شيء موجود مثل إنكار إيراد الهذلي للتكبير وهو في الكامل ص 155 فما بعد، و التلازم بين حال الراوي في القراءة ورواية الحديث، ولا عن الوهم في أسماء الرواة، وإنكار المشاهير منهم ولكن أتحدّث عن ضيق الأفق وعدم المنهجيّة في الاستدلال والحكم بالظنون 0
* إنكار قول الشافعي في التكبير مع وجوده في مفردات القراء للداني مسندا في ص 108
* الاستدلال بعدم ذكر ابن مجاهد لأحكام التكبير في السبعة 000 إذن فأتبعها الاستعاذة والبسملة فأنكرهما حيث لم يذكرهما ابن مجاهد 0 وقد ورد من طريقه التكبير 00
----
* المكابرة في تصحيح حديث سبب التكبير وتعسف الإجابة عن قول ابن أبي حاتم في العلل 2/ 77 هذا حديث منكر 00
* إنكار ترجمة عكرمة بن سليمان في الجرح والتعديل 7/ 11
* دعوى أن ابن الجزري هو المرجع الأول والأخير في هذا العلم
* الغفلة عن تحديد مدار التكبير 000 فدعوى أنه انفراد من عكرمة لا يستقيم حيث ورد في كتب من رووا رواية البزي من طريقه وغير طريقه كابن الباذش بالتكبير رواية عنهم جميعا 000 ومثل ذلك البزي لم ينفرد به 0000
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[17 Jul 2003, 06:40 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=4113&highlight=%C7%E1%CA%DF%C8%ED%D1
ـ[حسين]ــــــــ[17 Jul 2003, 08:06 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم
سبقت الإشارة إلى
منشأ الخطأ: الخلط بين ضعف الحديث الوارد في سببه كما في العلل لابن أبي حاتم 00والقراءة 0
أما النقاش المشار إليه فليس بواف 0
البزي لم ينفرد بهذه القراءة 00تابعه غيره من الرواة عن العشرة كما تقدّم 0 وغيرهم ممن لانعلمهم 0 لأن الحرف المنسوب إلى ابن كثير كان قراءة أهل مكة مذ بعث عثمان المصحف إليهم مع عبدالله بن السائب رضي الله عنهما 0
وقد أشار إلى هذا ابن مجاهد وغيره عندما ذكروا سبب عدول أهل مكة عن قراءة ابن محيصن إلى قراءة ابن كثير لاتباعه 0
وأيضا لم يكن من هدي القراء في سالف الزمن ولا آخره الاعتداد بالانفردات والآحاد أيّا كانت 000وإنما اختاروا البزي وقنبل ممن رووا عن ابن كثير مع وجود من هو أجل منهما ممن قرأ على ابن كثير من غير واسطة أو بواسطة لانقطاعهما للإقراء وعنايتهما بهذه الرواية وطول عمرهما في الإقراء 0000
ولهذا استشكل بعضهم قول الحافظ ابن كثير عن الشافعيّ أنه يرى التكبير سنّة 000 ولا وجه لهذا الاستشكال حيث رويت قراءة الإمام ابن كثير من طريقة وكان بعض الشافعيّة يحرصون عليها 00 كما وردت رواية الإمام أحمد لقراءة عاصم 00 وتمسك المالكيّة بقراءة نافع لثناء الإمام مالك عليه 000
المسألة أكبر مما يتخيّله المبتدئ من أن هذا الوجه أو ذاك لم يقرأ به غير فلان 00000
فبأيّ قراءة كان يقرأ غير الرواة العشرين من المسلمين؟ أو أهل البلد الذي عاش فيه القارئ والرواة عنه؟
ولم أجمعت الأمّة على تلقّي قراءتهم بالقبول؟ مع اختلافهم في ما دون ذلك حيث تواتر عنهم الجهر بالحق والصدع به وعدم المداهنة في شيء من أمور الدين 00فكيف بالقرآن؟
ولعله يأتي مزيد تفصيل لهذا منيّ أو من غيري 0
----
وحيث طلب الأخ الكريم رأي الشيخ د0 إبراهيم الدوسري حفظه الله؛ فأنقله من تحقيقه للمصباح الزاهر في القراءات العشر البواهر ج 4 ص 1561 (0000 وهذا نص صريح في ثبوت التكبير ولهذه الرواية المرفوعة حكم الرفع لأن هذا الأمر تعبدي لامجال للاجتهاد فيه ولهذا استحسن الإمام أحمد بن حنبل التكبير عند الختم كما في المغني 2/ 610 واعتبره الشافعي سنة من سنن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - فيما حكاه عنه أبو شامة في إبراز المعاني ص 736 0 ولذلك كله قطع ابن الجزري في النشر 2/ 410 بصحة التكبير وتواتره 0 والله أعلم 0)
ـ[الراية]ــــــــ[22 Oct 2004, 01:34 م]ـ
يرفع للمزيد من الافادة ...
وجزيتم خيرا
ـ[الراية]ــــــــ[27 May 2005, 06:09 م]ـ
الاخ الكريم / حسين
سؤال: هل طبع تحقيق فضيلة الشيخ ابراهيم الدوسري لكتاب المصباح الزاهر في القراءات العشر البواهر؟
هل من توضيح بورك فيك
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[15 Dec 2005, 09:20 م]ـ
التكبير عند ختم المصحف مفهومه وأحكامه للدكتور محمد خالد منصور ( http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=11&book=1317)
ـ[الراية]ــــــــ[21 Sep 2007, 11:25 م]ـ
الاخ الكريم / حسين
سؤال: هل طبع تحقيق فضيلة الشيخ ابراهيم الدوسري لكتاب المصباح الزاهر في القراءات العشر البواهر؟
هل من توضيح بورك فيك
هل من يفيدنا؟
ـ[الراية]ــــــــ[11 Dec 2007, 09:59 م]ـ
للفائدة
http://www.tafsir.net/images/fasil.gif
3- ـ شبكة التفسير: ما رأيكم في التكبير عند الختم، وهل يسوغ لأحد أن يعده من البدع؟
د. عبد العزيز القارئ: بَيَّنْتُ هذه المسألةَ في بابٍ أفرَدْتُهُ لَهَا في كتابي " سنن القراء " وذكرْتُ فيه قولَ ابن الجزري إنه مرويٌّ لجميع القراء، وذكرتُ فيه قولَ الإمام الشافعي لَلْبَزِّيِّ: " إنْ تركْتَ التكبيرَ فقد تركْتَ سُنَّةً من سُنَنِ نبيِّكَ" رواه الداني بإسناده في " جامع البيان" ..
وذكر ابنُ كثير في تفسيره مثلَهُ عن أبي محمدٍ الحسنِ القرشيِّ [تفسير ابن كثير 2/ 522] ..
وثبت عن مجاهدٍ، وابنِ جُرَيجٍ، وابنِ عباسٍ رضي الله عنهما، وغيرِهِم، وهو سنة المكيين لا يتركونها أبداً، ولا يعتبرون رواية البزي ولا غيره ..
أقولُ: فمن وصَفَ مثلَ هذا بأنه بدعةٌ فهذا جهلٌ منه وتَهَوُّرٌ.
http://www.tafsir.net/images/fasil.gif
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الخزرجي]ــــــــ[15 Dec 2007, 12:43 ص]ـ
أود أن أنبه عن خطأ وقع فيه بعض الافاضل المنكرين لسنية التكبير حيث فهم قول ابن كثير في تفسيره ((وذكر القراء في مناسبة التكبير من أول سورة "الضحى": أنه لما تأخر الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفتر تلك المدة جاءه الملك فأوحى إليه: " وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى " السورة بتمامها، كبر فرحًا وسرورًا. ولم يرو ذلك بإسناد يحكم عليه بصحة ولا ضعف، فالله أعلم.))
أن التكبير لم يروه القراء بسند يحكم عليه , وقد أخطأ لعدم تأمله , فكلام ابن كثير هنا عن المناسبة لا عن الثبوت.
وكوننا لا نعلم مناسبته لا يعني أننا ننكره , فقد ثبت بطرق متواترة.
بل كلام ابن كثير كأنه يشير إلى السنية _ وإن لم يصرح _ حيث قال: ((لكن حكى الشيخ شهاب الدين أبو شامة في شرح الشاطبية عن الشافعي أنه سمع رجلا يكبر هذا التكبير في الصلاة، فقال له: أحسنت وأصبت السنة. وهذا يقتضي صحة هذا الحديث.))
كما أود أن أنبه إلى أن كلام البزي ليس حديثا حتى يخضع لحكم المحدثين ولكنه متعلق بروايته عن مقرئيه التي نقبلها دون الرجوع للمحدثين , كأحكام الاستعاذة والبسملة تماما.
ثم ليكن كلامه هذا حديثا وليكن ضعيفا بل ليكن موضوعا. ما الذي سيحصل؟!
إن التكبير لم يكن مستنده كلام البزي هذا بل كان مستنده هذه الروايات المتواترة التي روته من غير طريق , لكن المشكلة أن أولئك يظنون أنه لم يرو إلا من الشاطبية.
ثم إني لا أدري هل الرواية الضعيفة (كلام البزي) ترد الصحيحة (الطرق المتواترة) أم أنها تكون لها عاضدة!!!!!(/)
افات القراء
ـ[أشرف المسلم]ــــــــ[15 Jul 2003, 06:28 م]ـ
إخواني الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقالة جميلة نسأل الله أن يجازي كاتبها وقارئها خير الجزاء:
اشتهر عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي صاحب الكتاب العظيم: (الجرح والتعديل) بملازمته لوالده، وكثرة أخذه عنه، وكان يقول: " ربما كان يأكل وأقرأ عليه، ويمشي وأقرأ عليه، ويدخل الخلاء وأقرأ عليه، ويدخل البيت في طلب شيء وأقرا عليه " (سير أعلام النبلاء 13/ 251)
إن القراءة هي إحدى الوسائل المهمة لاكتساب العلوم المختلفة، والاستفادة من منجزات المتقدمين والمتأخرين وخبراتهم. وهي أمر حيوي يصعب الاستغناء عنه لمن يريد التعلم، وحاجة ملحة لا تقل أهميتها عن أهمية الطعام والشراب، ولا يتقدم الأفراد - فضلا عن الأمم والحضارات - بدون القراءة، فبالقراءة تحيا العقول، وتستنير الأفئدة، ويستقيم الفكر.
والقراء المنهجيون هم - في الغالب - النخبة المتميزة، والصفوة المؤثرة في التكوين الفكري والبناء الثقافي والمعرفي للأمة، ولهذا كانت العناية بالقراءة عناية بروح الأمة وقلبها الحي النابض القادر على البناء والعطاء.
والقراءة ملكة وفن لا يجيده كل أحد؛ فكم من القراء الذين يبذلون أوقاتا طويلة في القراءة؛ ومع ذلك فإن حصيلتهم وإفادتهم منها قليل جدا .. !
وسأذكر - مستعينا بالله - بعض الآفات التي قد تعرض لبعض القراء خاصة في بداية سلوكهم لهذا السبيل:
الآفة الأولى: قلة الصبر على القراءة والمطالعة:
وهذه آفة قديمة ازدادت في عصرنا هذا خصوصا مع كثرة الصوارف والمشغلات الأخرى؛ حيث أصبح كثير من القراء لا يقوى على مداومة القراءة، ويفتقد الأناة وطول النفس، ولا يملك الجلد على المطالعة والبحث والنظر في بطون الكتب وكنوز العلم والمعرفة، وحينما يبدأ القارئ بالاطلاع على الكتاب سرعان ما يضعه جانبا وينشغل بأمر آخر.
إن الساحة الفكرية اليوم تعاني من خلل ظاهر في بناء ملكة القراءة، وها أنت ترى كثيرا ممن يدخلون في (زمرة المثقفين!) من أصحاب الشهادات الجامعية، بل حتى أصحاب الشهادات العليا، ومع ذلك تفاجأ بأن كثيرا منهم ربما يعجز عن إتمام كتاب واحد خارج تخصصه .. !
إننا نعاني من أزمة حادة في عزوف كثير من المثقفين - فضلا عن العامة - عن القراءة والبحث، مما أدى إلى اضطراب في التفكير العام، وسطحية مفرطة في كثير من الرؤى، وضحالة عليمة حجبت منافذ البصيرة.
وترويض النفس وتربيتها وقسرها على القراءة من أنجح السبل لبناء تلك الخلة الكريمة، خاصة عند نعومة الأظفار وبداية الطلب. وقد يعجز المرء في البداية أو يصيبه السآمة والملل، ولكنه بطول النفس وسعة الصدر والعزيمة الجادة سوف يكتسب بإذن الله - تعالى - هذه الملكة حتى تصبح ملازمة له لا يقوى على فراقها، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما العلم بالتعلم " السلسلة الصحيحة 1/ 605، وتكوين هذه العادة وغرسها في النفس من أولى ما يجب الاعتناء به لدى القراء والمربين.
ولست أدري كيف نروم - معاشر الدعاة - العزة والتمكين، ونتطلع إلى تغيير مسار التاريخ، وهممنا تتاقصر عن الانكباب على كتب العلم والمعرفة، ونرضى بالقليل من المعلومات العائمة المفككة التي نحصل عليها من هنا وهناك .. ؟!
وانظر إلى تلك المزية الجليلة التي تسنمها أسلافنا في هذا الباب، فهذا هو مثلا الحسن اللؤلؤي يقول: " لقد غبرت لي أربعون عاما ما قمت ولا نمت إلا والكتاب على صدري " (جامع بيان العلم وفضله 2/ 1231)، وحدث ابن القيم فقال: " أعرف من أصابه مرض من صداع وحمى، وكان الكتاب عند رأسه، فإذا وجد إفاقة قرأ فيه، فإذا غلب عليه وضعه " (روضة المحبين ص 70).
الآفة الثانية: ضعف التركيز:
كثير من القراء يقرأ بعينيه فقط، ولا يقرأ بفكره، ولا يستجمع قدراتها العقلية في التفهم والبحث. وربما جال القارئ بعقله يمينا ويسارا، وطافت بخاطره ألوان من الهموم والمشاغل، ثم يفاجأ بأنه قضى وقتا طويلا لم يخرج فيه بمادة علمية تستحق الذكر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعض القراء يبدأ بهمة ونشاط وتركيز، ولكنه بعد أن يقرأ قليلا من الصفحات يبدأ بالتململ التدريجي، حتى ينفلت الزمام من يديه، ويستيقظ فجأة بعد أن سبح في عالم رحب من الخواطر الشخصية البعيدة عن مادة الكتاب، قال طه حسين: " كثيرا ما نقرأ لنقطع الوقت لا لنغذو العقل والذوق والقلب، وكثيرا ما نقرأ لندعو النوم لا لنذوده عن أنفسنا " (خصام ونقد ص6).
وقد يؤدي ضعف التركيز أحيانا إلى اكتساب معلومات مضطربة أو مغلوطة أو ناقصة، مما يقود إلى نتيجة عكسية تضر القارئ ولا تنفعه، وقد يتعدى ضرره إلى غيره .. !
إن امتلاك القدرة على التركيز واستحضار الفكر امتلاك لزملم المادة العلمية، وهي السبيل الرئيس للوصول إلى الفهم والاتقان. ويختلف مقدار التركيز المطلوب في القراءة حسب طبيعة الكتاب المقروء؛ ومستواه. وحسب مستوى القارئ الثقافي أيضا، وحسب الهدف من القراءة؛ فمقدار التركيز الواجب لقراءة كتاب علمي متخصص يختلف عن التركيز المطلوب لقراءة قصة أدبية أو كتاب في الثقافة العامة.
وهذا يقودني إلى تقسيم القراءة إلى نوعين:
النوع الأول: القراءة التصفحية:
وهي القراءة التي يريد منها القارئ الاطلاع على مادة الكتاب وموضوعاته الرئيسة، ويريد منها التعرف من حيث الجملة على أبوابه وفصوله، ومنهج المؤلف وطريقة عرضه. وهذه الطريقة تصلح أن تكون مقدمة للقراءة، وبعدها يقرر القارئ جدوى إعادة قراءة الكتاب بتركيز، أو الاكتفاء بالتصفح السريع. والاكتفاء بذلك يصلح لتكوين معلومات عامة، ولكنه لا يبني علما راسخا.
النوع الثاني: القراءة العلمية:
وهي القراءة المركزة التي يستجيب فيها القارئ لمادة الكتاب، ويتفاعل معها، ويرمي إلى تحليلها وبيان أفكارها وأهدافها، وقد يدخل في حوار إيجابي معها. وهذا النوع من القراءة هو الطريق الصحيح للبناء العلمي والمعرفي. ولأهميتها في تثبيت المعلومات، ولأهمية الكتاب المقروء قد يرى القارئ إعادة قراءته عدة مرات لترسيخ المكتسبات العلمية التي تحصل عليها، ولاكتساب معلومات أخرى ربما لم تتيسر له في القراءة الأولى، وها هو ذا المزني يقرأ كتاب (الرسالة) للإمام الشافعي خمسمائة مرة! (مقدمة الرسالة ص 4)
وآفة كثير من القراء أن أحدهم قد يعمد إلى قراءة الكتاب العلمي العميق قراءة تصفحية كما يقرأ الجريدة، ويكون همه الانتهاء من الكتاب، ولك أن تتخيل ماذا يمكن أن تكون حصيلة القارئ حينما تكون هذه طريقته دائما في القراءة .. !!
وقد ذكر العلماء والتربويون أسبابا كثيرة تعين القارئ على التركيز، مثل: اختيار الأوقات المناسبة، والاماكن الملائمة الخالية من الصوارف، وأن يكون خالي الذهن، ولديه الاستعداد العقلي والنفسي الذي يعنيه على استجماع قدراته الفكرية .. ونحو ذلك مما يطول وصفه، ولكن يجمعها وصف واحد وهو: أن يكون جادا حريصا ذا همة صادقة؛ فمن امتلك هذا الوصف حرص على تذليل كافة العقبات التي قد تعرض له.
كتبه: عبد الرحمن الصويان
ـ[الجكني]ــــــــ[18 Apr 2007, 07:38 م]ـ
أرى أن هذا المقال ليس من بابة هذا الملتقى 0(/)
تعدد قراءات القرآن الكريم
ـ[عبد الله عبد الفتاح]ــــــــ[21 Jul 2003, 01:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهدألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأ شهد أن سيدنا محمد صلي الله عليه وشلم رسول الله، اللهم صلى وسلم وبارك عليه، وعلى آله، وصحبه، وعلى التابعين، وتابعى التابعين بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد،،،
ما هو سبب تعدد قراءات القرآن الكريم؟
هل تعددها بسبب اجتهادات من القراء؟.
أم أن هذه القراءات المتعددة متوارة عن سيد الخلائق كافة سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم؟.
وشكرا،،،
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[21 Jul 2003, 04:47 م]ـ
الأخ الكريم عبد الله _ وفقه الله _
جوابا على سؤالك أقول مستعينا بالله تعالى:
إن القراءات متلقاة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن رب العزة سبحانه، فالقراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول، وليست القراءات من اختراع القراء ولا من اجتهاداتهم، بل القراءات هي التي وجهت الصحابة رضي الله عنهم في رسم المصحف، فقد كانوا يرسمون المصحف على وفق القراءات التي نزل بها القرآن،وليس الأمر كما توهم بعض المستشرقين من أن اختلاف رسوم المصاحف، وخاصية الخط العربي الذي رسم به المصحف و احتماله أن يقرأ على أوجه متعددة حيث لم يكن منقوطا ولا مشكولا، كان هو السبب في نشأة القراءات، وهذه الشبهة قد أشاعها المستشرق المجري اليهودي جولد تسيهر، وتبعه المستشرق آرثر جفري (2)، وقد حذا حذوهما بعض الباحثين المسلمين كالدكتور علي عبد الواحد وافي (3)، وخطورة هذه الشبهة هي أنها تجعل القراءات آراء واجتهادات بشرية قد تكون صوابا وقد تكون خطأ، وليست كلام الله الذي أوحاه إلى نبيه صلى الله عليه وسلم، وأنها تفتح الباب لمن أراد أن يخترع قراءات موافقة للرسم، وليست منقولة بالإسناد الصحيح المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي هذا من الضلال ما لا يخفى، وللجواب على هذه الشبهة نقول: إن الصحابة رضي الله عنهم كتبوا لفظ (قال) بحذف الألف في المواضع التي تنوعت فيها القراءات بين قال وقل، لأن هذا الرسم (قل) يحتمل القراءتين، بينما كتبوه (قال) بإثبات الألف في المواضع التي اتفقت فيها القراءات، ولهذا نظائر كثيرة، مما يدل على أن الرسم كان تابعا للقراءات لا العكس، وأيضا فقد أجمع العلماء على أنه لا تجوز القراءة بما يوافق العربية و رسم المصحف إذا لم يكن منقولا بالسند المتصل الصحيح إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال ابن الجزري: و بقي قسم مردود أيضا و هو ما وافق العربية و الرسم و لم ينقل البتة فهذا رده أحق و منعه أشد و مرتكبه مرتكب لعظيم من الكبائر، و قد ذكر جواز ذلك عن أبي بكر محمد بن الحسن بن مقسم البغدادي المقري النحوي و كان بعد الثلاثمائه، قال الإمام أبو طاهر بن أبي هاشم في كتابه البيان و قد: نبغ نابغ في عصرنا فزعم أن كل من صح عنده وجه في العربية بحرف من القرآن يوافق المصحف فقراءته جائزة في الصلاة و غيرها فابتدع بدعة ضل بها عن قصد السبيل، قلت: و قد عقد له بسبب ذلك مجلس ببغداد حضره الفقهاء و القراء و أجمعوا على منعه و أوقف للضرب فتاب و رجع و كتب عليه بذلك محضر كما ذكره الحافظ أبو
بكر الخطيب في تاريخ بغداد و أشرنا إليه في الطبقات و من ثم امتنعت القراءة بالقياس المطلق و هو الذي ليس له أصل في القراءة يرجع إليه و لا ركن وثيق في الأداء يعتمد عليه كما روينا عن عمر بن الخطاب و زيد بن ثابت رضي الله عنهما من الصحابة و عن ابن المنكدر و عروة بن الزبير و عمر بن عبد العزيز و عامر الشعبي من التابعين أنهم قالوا: القراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول فاقرؤوا كما علمتموه، و لذلك كان كثير من أئمة القراءة كنافع و أبي عمرو يقول: لولا أنه ليس لي أن أقرأ إلا بما قرأت لقرأت حرف كذا كذا و حرف كذا كذا (4)،و قال الحافظ أبو عمرو الداني في كتابه (جامع البيان) بعد ذكره إسكان (بارئكم) و (يأمركم) لأبي عمرو و حكاية إنكار سيبويه له فقال - أعني الداني –: و الإسكان أصح في النقل و أكثر في الأداء وهو الذي أختاره وآخذ به، ثم لما ذكر نصوص رواته قال: و أئمة القراء لا تعمل في شيء من حروف القرآن على الأفشى في اللغة و الأقيس في العربية بل على الأثبت في الأثر و الأصح في النقل، و الرواية إذا ثبتت لم يردها قياس عربية و لا فشو لغة لأن القراءة سنة يلزم قبولها و المصير إليها (5)
_____________________________
(1) مناهل العرفان 1/ 260 - 261
(2) مقدمة كتاب المصاحف 70
(3) في حاشية كتابه فقه اللغة 119 الطبعة الأولى، ثم رجع عنه في الطبعات التالية.
(4) المقنع 10 - 11، الإتقان 2/ 167
(5) النشر 1/ 21
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[21 Jul 2003, 05:04 م]ـ
الأخ الفاضل: كتبت اربع حلقات تحت عنوان: أركان القراءة المقبولة تجدها في فهرس الموضوعات وهذا أحد روابطها مما له تعلق بسؤالك مع تعليقات الأفاضل عليه: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=224(/)
الشاطبية ... فرائد وفوائد.
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[10 Aug 2003, 12:13 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين ... أما بعد:
فمن المشهور عند كثير من طلبة العلم أن نظم الشاطبية الموسوم بـ (حرز الأماني ووجه التهاني)
من المنظومات في علم القراءات، ولذا تجد كثيرا من طلبة العلم أعرض عن هذا النظم، بحكم أنه ليس من تخصصه، وقد خفي عليه أن هذا النظم المبارك يحوي فوائد جمّة، وفرائد متناثرة ومتكاثرة، سواء كانت تلميحا وتضمينا أم تصريحا ... وقبل أن أورد لك بعض فرائد هذا النظم المبارك، أسرد لك بعض ما قاله العلماء عنه:
قال العلامة ابن الجزري رحمه الله تعالى:
ومن وقف على قصيدته علم مقدار ما آتاه الله في ذلك خصوصا اللامية التي عجز البلغاء من بعده عن معارضتها فإنه لا يعرف مقدارها إلا من نظم على منوالها أو قابل بينها وبين ما نظم على طريقها ولقد رزق هذا الكتاب من الشهرة والقبول ما لا أعلمه لكتاب غيره في هذا الفن بل أكاد أن أقول ولا في غير هذا الفن فإنني لا أحسب بلدا من بلاد الإسلام يخلو منه بل لا أظن أن بيت طالب علم يخلو من نسخة به
ولقد تنافس الناس فيها ورغبوا من اقتناء النسخ الصحاح منها وبالغ الناس في التغالي فيها حتى خرج بعضهم بذلك عن حد أن تكون لغير معصوم. ا. هـ
ويقول الإمام الذهبي رحمه الله في كتابه معرفة القراء الكبار
ولقد سارت الركبان بقصيدته حرز الأماني وعقيلة أتراب القصائد اللتين في القراءات والرسم وحفظهما خلق لا يحصون وخضع لها فحول الشعراء وكبار البلغاء وحذاق القراء فلقد أبدع و أوجز وسهل الصعب
لذا تلقاها العلماء في سائر الأعصار والأمصار بالقبول الحسن وعنوا بها أعظم عناية.
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[10 Aug 2003, 12:20 ص]ـ
فتأمل يا رعاك الله قول الإمام ابن الجزري رحمه الله: " ولا أظن بيت طالب علم يخلو من نسخة به "
وقول الإمام الذهبي رحمه الله: "وخضع لها فحول الشعراء وكبار البلغاء وحذاق القراء فلقد أبدع و أوجز وسهل الصعب " لتعلم ما حوته تلك المنظومة،
ولعلي أذكر لك بعضا منها، وأترك لك تذوق الأسلوب وجمال النظم.
يقول في فضل القرآن وفضل حملته:
- وَإِنَّ كِتَابَ اللهِ أَوْثَقُ شَافِعٍ .... وَأَغْنى غَنَاءً وَاهِباً مُتَفَضِّلاَ
11 - وَخَيْرُ جَلِيسٍ لاَ يُمَلُّ حَدِيثُهُ ...... وَتَرْدَادُهُ يَزْدَادُ فِيهِ تَجَمُّلاً
12 - وَحَيْثُ الْفَتى يَرْتَاعُ فيِ ظُلُمَاتِهِ ....... مِنَ اْلقَبرِ يَلْقَاهُ سَناً مُتَهَلِّلاً
13 - هُنَالِكَ يَهْنِيهِ مَقِيلاً وَرَوْضَةً ...... وَمِنْ أَجْلِهِ فِي ذِرْوَةِ الْعِزّ يجتُلَى
14 - يُنَاشِدُه في إرْضَائِهِ لحبِيِبِهِ ...... وَأَجْدِرْ بِهِ سُؤْلاً إلَيْهِ مُوَصَّلاَ
15 - فَيَا أَيُّهَا الْقَارِى بِهِ مُتَمَسِّكاً ......... مُجِلاًّ لَهُ فِي كُلِّ حَالٍ مُبَجِّلا
16 - هَنِيئاً مَرِيئاً وَالِدَاكَ عَلَيْهِما ........ مَلاَبِسُ أَنْوَأرٍ مِنَ التَّاجِ وَالحُلاْ
17 - فَما ظَنُّكُمْ بالنَّجْلِ عِنْدَ جَزَائِهِ ....... أُولئِكَ أَهْلُ اللهِ والصَّفَوَةُ المَلاَ
18 - أُولُو الْبِرِّ وَالْإِحْسَانِ وَالصَّبْرِ وَالتُّقَى ....... حُلاَهُمُ بِهَا جَاءَ الْقُرَانُ مُفَصَّلاَ
19 - عَلَيْكَ بِهَا مَا عِشْتَ فِيهَا مُنَافِساً ...... وَبِعْ نَفْسَكَ الدُّنْيَا بِأَنْفَاسِهَا الْعُلاَ
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[10 Aug 2003, 12:28 ص]ـ
ثم يختم رحمه الله مقدمته بتلك الوصايا العظيمة لطلبة العلم، والتي يتبين من خلالها تجرده وإخلاصه واحتقاره لعمله الذي عجز من بعده بالإتيان به
وتأمل قوله حيث يقول:
وَسَمَّيْتُهاَ "حِرْزَ الْأَمَانِي" تَيَمُّناً وَوَجْهَ التَّهانِي فَاهْنِهِ مُتَقبِّلاَ
71 - وَنَادَيْتُ أللَّهُمَّ يَا خَيْرَ سَامِعٍ .... أَعِذْنِي مِنَ التَّسْمِيعِ قَوْلاً وَمِفْعَلاَ
72 - إِلَيكَ يَدِي مِنْكَ الْأَيَادِي تَمُدُّهَا ..... أَجِرْنِي فَلاَ أَجْرِي بِجَوْرٍ قَأَخْطَلاَ
73 - أَمِينَ وَأَمْناً لِلأَمِينِ بِسِرِّهَا ..... وَإنْ عَثَرَتْ فَهُوَ الْأَمُونُ تَحَمُّلاَ
74 - أَقُولُ لِحُرٍ وَالْمُرُوءةُ مَرْؤُهَا ...... لِإخْوَتِهِ الْمِرْآةُ ذُو النُّورِ مِكْحَلاَ
(يُتْبَعُ)
(/)
75 - أَخي أَيُّهَا الْمُجْتَازُ نَظْمِي بِبَابِهِ ........ يُنَادَى عَلَيْهِ كَاسِدَ السُّوْقِ أَجْمِلاَ
76 - وَظُنَّ بِهِ خَيْراً وَسَامِحْ نَسِيجَهُ ..... بِالأِغْضاَءِ وَالْحُسْنَى وَإِنْ كانَ هَلْهَلاَ
77 - وَسَلِّمْ لِإِحْدَىا الْحُسْنَيَيْنِ إِصَابَةٌ ...... وَالأُخْرَى اجْتِهادٌ رَامَ صَوْباً فَأَمْحَلاَ
78 - وَإِنْ كانَ خَرْقُ فَأدرِكْهُ بِفَضْلَةٍ ...... مِنَ الْحِلْمِ ولْيُصْلِحْهُ مَنْ جَادَ مِقْوَلاَ
79 - وَقُلْ صَادِقًا لَوْلاَ الْوِئَامُ وَرُوحُهُ ..... لَطاَحَ الْأَنَامُ الْكُلُّ فِي الْخُلْفِ وَالْقِلاَ
80 - وَعِشْ سَالماً صَدْراً وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ ...... تُحَضَّرْ حِظَارَ الْقُدْسِ أَنْقَى مُغَسَّلاَ
81 - وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتِي ..... كَقَبْضٍ عَلَى جَمْرٍ فَتَنْجُو مِنَ الْبلاَ
82 - وَلَوْ أَنَّ عَيْناً سَاعَدتْ لتَوَكَّغَتْ ....... سَحَائِبُهَا بِالدَّمْعِ دِيماً وَهُطّلاَ
83 - وَلكِنَّها عَنْ قَسْوَةِ الْقَلْبِ قَحْطُهاَ ...... فَيَا ضَيْعَةَ الْأَعْمَارِ تَمْشِى سَبَهْلَلاَ
84 - بِنَفسِي مَنِ اسْتَهْدَىَ إلى اللهِ وَحْدَهُ ..... وَكانَ لَهُ الْقُرْآنُ شِرْباً وَمَغْسَلاَ
85 - وَطَابَتْ عَلَيْهِ أَرْضُهُ فَتفَتَّقَتْ ....... بِكُلِّ عَبِيرٍ حِينَ أَصْبَحَ مُخْضَلاَ
86 - فَطُوبى لَهُ وَالشَّوْقُ يَبْعَثُ هَمُّهُ ...... وَزَنْدُ الْأَسَى يَهْتَاجُ فِي الْقَلْبِ مُشْعِلاَ
87 - هُوَ المُجْتَبَى يَغْدُو عَلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ ........ قَرِيباً غَرِيباً مُسْتَمَالاً مُؤَمَّلاَ
88 - يَعُدُّ جَمِيعَ النَّاسِ مَوْلى لِأَنَّهُمْ .......... عَلَى مَا قَضَاهُ اللهُ يُجْرُونَ أَفْعَلاَ
89 - يَرَى نَفْسَهُ بِالذَّمِّ أَوْلَى لِأَنَّهَا ......... عَلَى المَجْدِ لَمْ تَلْعقْ مِنَ الصَّبْرِ وَالْأَلاَ
90 - وَقَدْ قِيلَ كُنْ كَالْكَلْبِ يُقْصِيهِ أَهْلُهُ ........ وَمَا يَأْتَلِى فِي نُصْحِهِمْ مُتَبَذِّلاَ
91 - لَعَلَّ إِلهَ الْعَرْشِ يَا إِخْوَتِي يَقِى ......... جَمَاعَتَنَا كُلَّ المَكاَرِهِ هُوّلاَ
92 - وَيَجْعَلُنَا مِمَّنْ يَكُونُ كِتاَبُهُ ........ شَفِيعاً لَهُمْ إِذْ مَا نَسُوْهُ فَيمْحَلاَ
93 - وَبِاللهِ حَوْلِى وَاعْتِصَامِي وَقُوَّتِى ....... وَمَاليَ إِلاَّ سِتْرُهُ مُتَجَلِّلاَ
94 - فَيَا رَبِّ أَنْتَ اللهُ حَسْبي وَعُدَّنِي ...... عَلَيْكَ اعْتِمَادِي ضَارِعاً مُتَوَكِّلاَ
وكم تمنيت أن يتصدى لهذه الأبيات أحد أهل الاختصاص ويقف معها بعض الوقفات، حتى تخرج للناس ويعم النفع
والله المستعان، ولا حول ولا قوة الا بالله.
أخوكم: أبو عبد الرحمن
ـ[أبو القاسم الشاطبي]ــــــــ[10 Aug 2003, 01:21 ص]ـ
أسأل الله تعالى أن يبارك في ما سطرته أنامل أخينا المبارك ولا شك أن هذا العلم كان مقدما في زمن مضى ولا أدل على ذلك من عناية المتقدمين به فهذا تفسير ابن جرير لا يغادر من القراءات المشهورة شيئا وهو عمدة لمن جاء بعده ولما ضعفت همم طلبة العلم في العصور المتأخرة أعرضوا عنه إلا قليلا بل وزعم بعضهم في جهل وغرور أنه علم لافائدة منه والأصل المعروف أن شرف العلم من شرف المعلوم وعلم القراءات من حيث الأداء لا تعلق له إلا بالقرآن الكريم وإنما أولئك هداهم الله على القاعدة المطردة من جهل شيئا عاداه وما أحسن ما قاله بعضهم في ذلك
أتاني أن سهلاً ذم جهلاً ........... علوماً ليس يعرفهن سهل
علوماًلو دراها ما قلاها ........... ولكن الرضا بالجهل سهل
ولاشك أن الشاطبية عند من سبرها لايعدل بها شيئا مماألف على شاكلتها ووالله إن قارئها ليطول به العجب من حسن معانيها وسلامة مبانيها لكن أخالف الأخ الكاتب من جهة أن الشاطبية ينبغي النظر فيها لتعلمها وفهمها لا لأجل بعض الأبيات المشتملة على معاني لايستغني عنها منشغل بالعلم ومن طلبها لذلك فلن يجاوز المقدمة والخاتمة إلا في أبيات يسيرة بل إنها دعوة من ناصح أمين لطرد الكسل ونبذ موافقة ضعفاء الهمم في خوض غمارها وتحصيل العلم المقصود منها فإن الشاطبية إنما ألفت تسهيلاً وتيسيراًكما قال ناظمها رحمه الله
وفي يسرها التيسير رمت اختصاره ....... فأجنت بعون الله منه مؤملاً
ومما لايشك فيه أن النظم يقرب تحصيل العلوم على اختلافها ولذلك يقول السفاريني في عقيدته
وصار من عادة أهل العلم .......... أن يعتنوا في سبر ذا بالنظم
لأنه يسهل للحفظ كما ............... يروق للسمع ويشفي من ظما
هذا وللكلام بقية يضيق الوقت عن إتمامها وأسأل الله التيسير لي ولكم
ـ[أبو العالية]ــــــــ[10 Aug 2003, 05:29 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي المفضال الشيخ / أبو عبد الرحمن وفقه الله
اختيار موفق، نفع الله بك.
فواصل في النفائس والدرر، لاحرمت الأجر والثواب.
محبكم
أبوالعالية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[11 Aug 2003, 12:28 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أما بعد:
الأخ الفاضل الشيخ / " أبو القاسم الشاطبي " سلمه الله وبارك في علمه ..
جزاك الله خيرا على ما سطرته يداك، ورب تعليق، أجمل من موضوع، وأشكرك على ما رميت إليه من مخالفة لما كتبت، ولكن القصد واحد، وقد خانني التعبير، فإني إنما أقصد هذا وذاك. ولا أظن الناظرفي مقدمتها، أن يتجاوز إلى خاتمتها حتى يتعلم أو يدرك ما بينهما.
شكرا أبا القاسم وأسأل الله أن يجعلك كأبي القاسم.
وشكرا للأخ المفضال الشيخ / " أبو العالية " حفظه الله ونفعنا بعلمه.
وكم نتمى أن يتحفنا بنبذة عن أبي العالية رحمه الله ورضي عنه، وكيف أخذ التفسير والطرق التي تروى عنه، ودرجتها من الصحة،
سلمت يمينك أبا العالية.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[26 Aug 2003, 03:15 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فهذه أولىالفوائد أحببت السبق بها لأنه يلزم أن تكون في بداية الفوائد، فكفيت الإخوة الفضلاء والمشايخ النبلاء جهد التعريف بالناظم والنظم وبعض ما يلحق بالنظم من خدمات علمية _ فهذا جهد المقل _ تراه أمام عينيك، فلعلك ترفع يداً تدعوا له بالمغفرة والسعد في الدنيا والآخرة.
فأقول مستعيناً بالله تعالى:
فصل في ترجمة الإمام الشاطبي رحمه الله:
- اسمه:
- هوأبو محمد القاسم بن فِيرُّهْ بن خلف بن أحمد الرُّعينيّ الشاطبي الأندلسي، والشاطبي نسبة إى شاطبة، وهي مدينة كبيرة في الأندلس، وتبعد عن مدينة بلنسية قرابة 50 كم، وهي اليوم " أسبانيا ".
- مولده:
- ولد الشاطبي رحمه الله في آخر سنة 538هـ
- وصف بالضرير والمكفوف؛ لأنه ولد أعمى كما قال ابن الجزري رحمه الله، ولكن من ذكائه وفطنته من جالسه لا يشك أنه مبصر.
- طلب العلم:
- قرأ القراءات بشاطبة وهو صغير، واتقنها على محمد بن أبي العاص النّفري،وعن الشيخ الصالح أبي الحسن علي بن هذيل الأندلسي عن أبي داودسليمان عن أبي عمرو الداني وأخذ عن علماء بلده في الحديث والقراءة، ثم رحل إلى بلنسية فعرض كتاب التيسير لأبي عمرو الداني رحمه الله من حفظه على أبي عبدالله محمد بن حميد البلنسي، وأخذ عنه كتاب سيبويه والكامل للمبرد وأدب الكاتب لابن قتيبة فنال جملة من العلوم من علماء بلاده.
- تصدر في بلده للإقراء والتدريس وخطبة الجمعة وهو صغير السن.
- ابتدأ التأليف في القصيدة في شاطبة فوصل بها إلى " جعلت أبا جاد " ثم أكلمها بالقاهرة حين رحل لها في عام 572هـ
- سكن مصر حتى توفي بها وتصدر للتعليم في جامع عمرو بتنالعاص ثمانية سنين، ثم طلبه القاضي الفاضل لمدرسته الفاضلية للإقراء فأجابه بعد شروط اشترطها، واستمر بها حتى توفي رحمه الله.
- عبير شمائله رحمه الله:
- الشاطبي رحمه اله إمام كبير أعجوبة في الذكاء متقن في القراءات حافظللحديث فقيهخ شافعي إمام في اللغة رحمه الله.
- كان رحمه الله ديناً خاشعاً ناسكاً كثير الوقار لا يتكلم فيما لا يعنيه معدداً للفنون، حتى قال ابنالصلاح عنه رحمه الله: " لم يكن بمصر في زمنه مثله في تعدد فنونه وكثرة محفوظه "
- توفي رحمه الله سنة 590هـ وعمره 52 سنة.
- مصنفاته:
- حرز الأماني ووجه التهاني وعدد الأبيات فيها (1173) بيتاً، وهي المعروفة بالشاطبية، هي أشهر كتب القراءات قاطبة.
- ناظمة الزهر في عد الآي (في علم الفواصل)
- عقيلة أتراب القصائد في اسنى المقاصد (في علم الرسم)
- قصدية دالية في الحديث نظم فيها كتاب التمهيد لابن عبد البر القرطبي رحمه الله
- تلاميذه:
- أشهرهم:
- على بن محمد السخاوي وهو اجلّهم.
- وأبو عبد الله محمد بن عمر القرطبي.
- وعلي بن شجاع الضرير صهر الشاطبي
- وعلى بن هبة الله اللخمي
- ومحمد بن وضاح الأندلسي
- وغيرهم
وأما التعريف بنظم الشاطبية، فلم أجد من استوفي الكلام على هذا المتن أفضل من الشيخ القاسم في كتابه الفريد "الجامع للمتون العلمية " جزاه الله خيراً
" القراءات السبع "
1 ـ الشاطبية " حرز الأماني ووجه التهاني "
للعلامة أبي محمد قاسم بن فيرة بن أبي القاسم خلف بن أحمد الرعيني الشاطبي المتوفي سنة (509هـ) رحمه الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهي منظومة مشهورة عدد أبياتها (1173) بيتاً، وهي في الأصل نظم لكتاب التيسير في القراءات السبع للإمام أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني المتوفي سنة (444هـ) رحمه الله تعالى.
طبعاتها:
وقد طبعت عدة مرات منها:ـ
1 ـ في الهند سنة (1278هـ).
2 ـ في مصر سنة (1302هـ).
3 ـ في مصر سنة (1308هـ).
4 ـ في المطبعة الكريمية في قزان ـ روسيا ـ سنة (1325هـ).
ومعها تقريب النفع في القراءات السبع للشيخ علي بن محمد الضباع.
6 ـ طبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده في مصر سنة (1355هـ).
7 ـ طبعة مكتبة دار المطبوعات الحديثة في المدينة المنورة سنة (1409هـ).
8 ـ طبعة دار الصحابة للتراث بطنطا، بتصحيح وتعليق: الشيخ محمد عبد الدايم خميس سنة (1412هـ).
9 ـ طبعة مكتبة دار الهدى للنشر والتوزيع في جدة سنة (1415هـ).
10 ـ طبعة مطابع دار الشبل للنشر والتوزيع والطباعة بالرياض دون تاريخ في (94) صفحة.
11 ـ ضمن مجموع " إتحاف البررة بالمتون العشرة في القراءات والرسم والآي والتجويد ".
طبع بمطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده في مصر سنة (1354هـ).باعتناء الشيخ علي بن محمد الضباع من ص (2) إلى ص (112).
شروح الشاطبية:" الشروح المطبوعة "
1 ـ " كنز المعاني شرح حرز الأماني " تأليف الشيخ أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد الموصلي المشهور بشعلة المتوفي سنة (656هـ) رحمه الله تعالى.
طبع على نفقة الاتحاد العام لجماعة القراء بالقاهرة. الطبعة الأولى في مطبعة دار التأليف دون تاريخ.
كما نشرته المكتبة الأزهرية للتراث سنة (1418هـ) في مجلد.
2 ـ " إبراز المعاني من حرز الأماني "، تأليف الشيخ الإمام عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المعروف بأبي شامة الدمشقي المتوفي سنة (665هـ) رحمه الله تعالى، طبع في مطبعة مصطفى البابي الحلبي سمصر سنة (1349هـ).
كما طبع بتحقيق الشيخ إبراهيم عطوة في مطبعة مصطفى البابي الحلبي في مصر سنة (1402هـ) كما نشرته الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة سنة (1413هـ) بتحقيق وتعليق الشيخ محمود بن عبد الخالق ابن محمد جادو في أربعة أجزاء.
3 ـ " كنز المعاني في شرح حرز الأماني ووجه التهاني " للشيخ إبراهيم ابن عمر الجعبري الخليلي، طبع بدراسة وتحقيق الأستاذ أحمد اليزيدي في مطبعة فضالة بالمغرب، صدر منه مجلدان، الأول: دراسة عن المؤلف، والثاني: هوالجزء الأول من الشرح المذكور.
4 ـ " سراج القارئ المبتدئ وتذكار المقرئ المنتهي "،تأليف الإمام أبي القاسم علي بن عثمان بن محمد القاصح العذري البغدادي المتوفي سنة (801هـ) رحمه الله تعالى.
وقد طبع عدة مرات منها:ـ
أ ـ في المطبعة الشرفية بالقاهرة سنة (1304هـ).
ب ـ في مصر سنة (1352هـ) نشر المكتبة التجارية الكبرى في القاهرة.
جـ ـ في مطبعة مصطفى البابي الحلبي في مصر سنة (1373هـ).
د ـ كما شرته مكتبة الرياض الحديثة في الرياض سنة (1401هـ).
هـ ـ في مطبعة الإنشاء في دمشق سنة (1414هـ) بتحقيق الأستاذ أحمد القادري.
5 ـ " إرشاد المريد إلى مقصود القصيد "، تأليف الشيخ علي بن محمد الضباع شيخ المقارئ المصرية في وقته المتوفي سنة (1380هـ) رحمه الله تعالى.
طبع في مطبعة محمد علي صبيح وأولاده في مصر صنة (1381هـ).
6 ـ " الوافي في شرح الشاطبية "،تأليف الشيخ عبد الفتاح بن عبدالغني القاضي المتوفي سنة (1403هـ) رحمه الله تعالى.
نشرته مكتبة الدار في المدينة المنورة الطبعة الأولى سنة (1404هـ) في مجلد،وطبع بعد ذلك عدة مرات منها الطبعة الخامسة سنة (1414هـ).
7 ـ " تقريب المعاني في شح حرز الأماني " تأليف الشيخين سيد لاشين أبو الفرج، وخالد بن محمد الحافظ.
نشرته مكتبة دار الزمان للنشر والتوزيع الطبعة الأولى سنة (1413هـ).
8 ـ " النفحات الإلهية في شرح متن الشاطبية " للشيخ محمد بن عبد الدائم خميس،طبعته دار المنار للطباعة والنشر والتوزيع في القاهرة ـ الطبعةالأولى سنة (1416هـ).
الشروح والحواشي المخطوطة:
1 ـ " فتح الوصيد في شرح القصيد " للشيخ علم الدين أبي الحسن علي بن محمد السخاوي المتوفي سنة (643هـ) رحمه الله تعالى.
منه نسخة في مكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة برقم (46) قراءات وعنها صورة في مكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية برقم (218/ف).
(يُتْبَعُ)
(/)
2 ـ " الدرة الفريدة في شرح القصيدة " للشيخ حمد بن أبي العز بن الرشيد الهمداني المتوفي سنة (643هـ) رحمه الله تعالى في جزئين منه نسخة في المكتبة الأزهرية برقم (288 ـ 385 ـ 389).
وعنها صورة في مركز البحث العلمي في مكة المكرمة برقم (71/قراءات).
3 ـ " كنز المعاني بشرح الشاطبية" للشيخ برهان الدين أبي إسحاق إبراهيم بن عمر بن إبراهيم الربعي الخليلي المعروف بالجعبري المتوفي سنة (732 هـ) رحمه الله تعالى.
منه نسخة في المكتبة الأزهرية برقم (151/ 16189) وأخرى برقم (3367) وعنها نسخة بالميكروفيلم في مركز البحث العلمي بمكة المكرمة برقم (94/قراءات).
4 ـ " حل الشاطبية " للشيخ عبد الرحمن بن أبي بكر العيني المقري المتوفي سنة (893 هـ) رحمه الله تعالى ..
منه نسخة في المكتبة الأزهرية برقم (252/ 33359).
وعنها نسخة بالميكروفيلم في مركز البحث العلمي في مكة المكرمة برقم (61/ قراءات).
5 ـ " الغاية " للشيخ حسين بن علي بن عبد الرحمن الحصني المتوفي سنة (971هـ) رحمه الله تعالى.
منه نسخة في مكتبةالحرمين بمكةالمكرمة برقم (41).
6 ـ " مبرز المعاني في شرح قصيدة حزر الأماني " للشيخ أحمد العماري منه نسخة في مكتبة الحرمين بمكة المكرمة برقم (42).
7 ـ شرح لمجهول، منه نسخة في مكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية برقم (2806/ق).
8 ـ شرح لمجهول منه نسخة في مكتبة الحرمين بمكة المكرمة (10) دهلوي.
9 ـ " حواشي على حرز الأماني ووجه التهاني " للشيخ رضوان بن محمد المخللاتي المتوفي سنة (1311هـ) رحمه الله تعالى.
ضمن مجموع في مكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية برقم (2530).
10 ـ حاشية للشيخ عبد الحكيم الأفغاني المتوفي سنة (1326هـ) رحمه الله تعالى.
منها نسخة في مكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية برقم (2532).
كتب تتعلق بالشاطبية:
1 ـ " كنز المعاني بتحرير حرز الأماني " للشيخ سليمان بن حسين بن محمد الدمزوري الشافعي المتوفي بعد سنة (1198هـ) رحمه الله تعالى.
وقد شرحه مؤلفه في كتابه:" الفتح الرحماني شرح كنز المعاني " طبع بتحقيق وتعليق الشيخ عبد الرازق بن علي بن إبراهيم موسى، الطبعة الأولى سنة (1414هـ) نشر بيت الحكمة للإعلام والنشر والتوزيع في مصر.
2 ـ " نظم تحرير مسائل الشاطبية " للشيخ حسن بن خلف الحسيني المقرئ رحمه الله تعالى.
قام بشرحه الشيخ علي بن محمد الضباع المتوفي سنة (1380هـ) رحمه الله تعالى في كتابه " مختصر بلوغ الأمنية شرح نظم تحرير مسائل الشاطبية ".
طبع مع كتاب سراج القارئ المبتدئ لابن القاصح في مطبعة مصطفى البابي الحلبي في مصر سنة (1373هـ).
3 ـ " الفتح الرباني في القراءات السبع من طريق حزر الأماني " تأليف العلامة الشيخ محمد البيومي الشهير بأبي عياشة الشافعي الدمنهوري المتوفي سنة (1335هـ) رحمه الله تعالى.
طبع بتحقيق ومراجعة الشيخ عبد العزيز بن ناصر السبر في مطابع التقنية للأوفست بالرياض. الطبعة الأولى سنة (1417هـ).
4 ـ " الإرشادات الجلية في القراءات السبع من طريق الشاطبية " للشيخ محمد محمد سالم محيسن.
نشرته مكتبةالكليات الأزهرية في القاهرة.
كما نشرته مؤسسة شباب الجامعة في الإسكندرية سنة (1405هـ).
5 ـ " حل رموز الشاطبية " للشيخ يعقوب بن بدران بن منصور بن بدران الدمشقي المصري المعروف بالجرائدي المتوفي سنة (688هـ) رحمه الله تعالى.
منظومة مخطوطة، منها نسخة بمكتبة جامعة الملك سعود برقم (827/ 5/م).
6 ـ " غاية الأمنية في رموز الشاطبية " للشيخ أبي الحسن بن أحمد بن أيوب التركماني.
مخطوط منه نسخة في مكتبة جامعة الملك سعود برقم (2827/ 4/م).
كتب في القراءات السبع:
1 ـ " كتاب السبعة في القراءات " للشيخ أبي بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد التميمي البغدادي المتوفي سنة 324هـ) رحمه الله تعالى.
طبع بتحقيق الدكتور شوقي ضيف في دار المعارف في مصر. الطبعة الثانية دون تاريخ.
2 ـ " الحجة في القراءات السبع " للشيخ الحسين بن أحمد بن خالويه المتوفي سنة (370هـ) رحمه الله تعالى.
نشرته دار الشروق في بيروت الطبعة الثانية سنة (1397هـ) بتحقيق الدكتور عبد العال سالم مكرم.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 ـ " الحجة للقراءة السبعة " للشيخ أبي علي الحسن بن عبد الغفار الفارسي المتوفي سنة (377هـ) رحمه الله تعالى.
طبعته دار المأمون للتراث في دمشق الطبعة الأولى سنة (1404هـ) في مجلدين بتحقيق الشيخين بدر الدين قهوجي وبشير جريجاتي.
4 ـ " الاستكمال لبيان جميع مايأتي في كتاب الله عز وجل في مذهب القراء السبعة " للشيخ المقرئ أبي الطيب عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون المتوفي سنة (389هـ) رحمه الله تعالى.
طبع في مطابع الزهراء للإعلام العربي في القاهرة. الطبعة الأولى سنة (1412هـ) تحقيق ودراسة الدكتور عبد الفتاح بحيري إبراهيم.
5 ـ " التبصرة في القراءات السبع " للإمام المقرئ أبي محمد مكي بن أبي طالب القيسي المتوفي سنة (437هـ) رحمه الله تعالى.
نشرته الدار السلفية في الهند الطبعة الثانية سنة (1402هـ) بتحقيق الشيخ محمد غوث الندوي.
6 ـ " الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها " للإمام المقرء أبي محمد مكي بن أبي طالب القيسي المتوفي سنة (437هـ) رحمه الله تعالى، نشره مجمع اللغة العربية في دمشق سنة (1394هـ) في مجلدين بتحقيق الدكتور محيي الدين رمضان.
7 ـ " التيسير في القراءات السبع " للإمام أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني المتوفي سنة (444هـ) رحمه الله تعالى، عني بتصحيحه المستشرق أوتوبرتزل، طبع في مطبعة الدولة في استانبول سنة (1930م).
8 ـ تلخيص العبارات بلطيف الإشارات في القراءات السبع " للشيخ أبي علي الحسن بن خلف بن عبد الله بن دليمة المتوفي سنة (514هـ) رحمه الله تعالى.
نشرته دار القبلة للثقافة الإسلامية في جدة ومؤسسة علوم القرأن في دمشق الطبعة الأولى سنة (1409هـ) بتحقيق الشيخ سبيع بن حمزة حاكمي.
9 ـ " الإقناع في القراءات السبع " للشيخ أبي جعفر أحمد بن علي بن أحمد بن خلف الأنصاري المشهور بابن الباذش المتوفي سنة (540هـ) رحمه الله تعالى.
طبع بتحقيق الدكتور عبد المجيد قطامش، نشر دار الفكر في دمشق الطبعة الأولى سنة (1403هـ) في مجلدين.
10 ـ " الدر النثير والعذاب النمير في شرح مشكلات وحل مقفلات اشتمل عليها كتاب التيسير " للشيخ أبي محمد عبد الواحد بن محمد بن أبي السداد المالقي المتوفي سنة (750هـ) رحمه الله تعالى.
طبعته دار الفنون للطباعة والنشر في جدة في أربعة أجزاء سنة (1411هـ) بتحقيق ودراسة الشيخ أحمد بن عبد الله المقرئ.
11 ـ " المكرر فيما تواتر من القراءات السبع وتحرير " للشيخ أبي ح فص عمر بن قاسم بن محمد المصري الأنصاري المشهور بالنشار المتوفي سنة (900هـ) رحمه الله تعالى.
طبع في مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر سنة (1354هـ).
" القراءات العشر "
طيبة النشر في القراءات العشر.
للإمام المحقق محمد بن محمد بن محمدح بن علي بن يوسف الجزري المتوفي سنة (833هـ) رحمه الله تعالى.
وهي منطومة من بحر الرجز ووزنه " مستفعلن " مكررة ست مرات.
بالغ المؤلف رحمه الله تعالى في اختصارها حتى حوت على قلة حجمها عشر قراءات من طرق كثيرة،ومخارج الحروف، ونبذة من التجويد،ومن الوقف والابتداء،وغير ذلك.
قال في آخرها:
وهاهنا تم نظام الطيبهْ ألفية سعيدة مهذبهْ
قال ابن الناظم في شرحها: " قوله ألفية سعيدة مهذبة يشير إلى عدة أبياتها كما جرت عادة من نظم في العلوم يعني أنها ألف بيت وإن كا نت تزيد شيئاً يسيراً إلى نحو العشرة أبيات فإن مثل هذا لا مشاحة فيه ... " (1).
وقد طبعت عدة مرات منها:ـ
1 ـ طبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده في مصر سنة (1369هـ).
2 ـ طبعة دار الهدى في المدينة المنورة سنة (1414هـ) بعناية الشيخ محمد تميم الزعبي.
3 ـ ضمن مجموع " إتحاف البررة بالمتون العشرة في القراءات والرسم والآي والتجويد " جمع وترتيب وتصحيح الشيخ علي بن محمد الضباع، المطبوع في مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر سنة (1354هـ) من ص (168) إلى ص (264).
شروحها:
1 ـ " شرح طيبة النشر في القراءات العشر " لابن ناظمها الشيخ أحمد ابن محمد بن محمد بن محمد الجزري المتوفي سنة (859هـ) رحمه الله تعالى، طبع بتحقيق الشيخ علي بن محمد الضباع في مطبعة مصطفى البابي الحلبي في مصر الطبعة الأولى سنة (1369هـ).
كما طبع بعناية الشيخ أنس مهرة نشر دار الكتب العلمية في بيروت سنة (1418هـ).
(يُتْبَعُ)
(/)
2 ـ " شرح طيبة النشر في القراءات العشر " للشيخ أبي القاسم محمد النويري المتوفي سنة (857هـ) رحمه الله تعالى.
طبع بتحقيق وتعليق الشيخ عبد الفتاح السيد سليمان أبو سنَة في ست مجلدات.
3 ـ " الكوكب الدري في شرح طيبة ابن الجزري " مختصر شرح الطيبة للنويري ـ تأليف الشيخ محمد الصادق قمحاوي. نشر مكتبة الكليات الأزهرية في مصر الطبعة الأولى دون تاريخ.
4 ـ " الهادي شرح طيبة للنشر في القراءات العشر والكشف عن علل القراءات وتوجيهها " للشيخ الدكتور محمد سالم محيسن.
قامت بنشره دار الجيل ببيروت، الطبعة الأولى سنة (1417هـ) في ثلاث مجلدات (1).
كتب في القراءات العشر:
1 ـ " المبسوط في القراءات العشر " للشيخ أبي بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني ثم النيسابوري المتوفي سنة (381هـ) رحمه الله تعالى.
طبع بتحقيق الشيخ سبيع بن حمزة حاكمي، نشر مجمع اللغة العربية بدمشق دون تاريخ.
2 ـ " الغاية في القراءات العشر " للشيخ أبي بكر أحمد بن الحسين بن مهران الأصبهاني ثم النيسابوري المتوفي سنة (381هـ) رحمه الله تعالى.
طبع بتحقيق الشيخ محمد غياث الجنباز في مطبعة العبيكان للطباعة والنشر في الرياض سنة (1405هـ) في مجلد.
3 ـ " إرشاد المبتدء وتذكرة المنتهي في القراءات العشر " للشيخ أبي العز محمد بن الحسين بن بندار الواسطي القلانسي المتوفي سنة (521هـ) رحمه الله تعالى.
طبع بتحقيق ودراسة الشيخ عمر حمدان الكبيسي، نشرته المكتبة الفيصلية في مكة المكرمة سنة (1414هـ).
4 ـ " غايةالاختصار في قراءات العشرة أئمة الأمصار " للمقرئ الشيخ أبي العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن الهمذاني العطار المتوفي سنة (569هـ) رحمه الله تعالى.
طبع بتحقيق الدكتور أشرف محمد فؤاد طلعت. سنة (1414هـ) نشر الجماعة الخيرية للقرآن الكريم في جدة في مجلدين.
5 ـ: تحبير التيسير في قراءات الأئمة العشرة " للإمام المحقق محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الجزري المتوفي سنة (833هـ) رحمه الله تعالى.
6 ـ " النشر في القراءات العشر " للإمام المحقق محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الجزري المتوفي سنة (833هـ) رحمه الله تعالى.
طبع بتصحيح ومراجعة الشيخ علي محمد الضباع في مطبعة مصطفى محمد بمصر دون تاريخ في مجلدين، وطبع بعد ذلك عدة مرات.
وقد اختصره مؤلفه في كتاب سماه " تقريب النشر في القراءات العشر " طبع بتحقيق وتقديم الشيخ إبراهيم عطوة عوض.
الطبعة الثانية سنة (1412هـ) نشر دار الحديث في مصر في مجلد لطيف.
7 ـ " البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة من طريقي الشاطبية والدرة " للشيخ عبد الفتاح القاضي المتوفي سنة (1403هـ) رحمه الله تعالى.
طبع في مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده في مصر الطبعة الأولى سنة (1375هـ).
8 ـ " المهذب في القراءات العشر وتوجيهها من طريق الشاطبية " للشيخ محمد محمد محمد سالم محيسن.
نشرته مكتبة الكليات الأزهرية في مصر سنة (1389هـ) في مجلدين.
9 ـ " الدرة المضيئة في القراءات الثلاث المتممة للعشرة " للإمام المحقق محمد بن محمد بنمحمد بن علي بن يوسف الجزري المتوفي سنة (833هـ) رحمه الله تعالى.
طبعه محمد علي صبيح في القاهرة، كما نشرته دار الهدى في المدينة المنوورة سنة (1414هـ) بعناية الشيخ محمد تميم الزعبي.
كما طبعت ضمن مجموع " إتحاف البررة بالمتون العشرة في القراءات والرسم والآي والتجويد ".
جمع وترتيب وتصحيح الشيخ علي بن محمد الضباع.
المطبوع في مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده في مصر سنة (1354هـ) من ص (115 ـ ص 168).
وقد شرح هذه الدرة غير واحد منهم:ـ
أ ـ الشيخ منصور بن عيسى بن غازي الأنصاري المصري المتوفي بعد سنة (1084هـ) رحمه الله تعالى، وطبع في مطبعة المعاهد بمصر.
ب ـ كما شرحها الشيخ عبد الفتاح القاضي المتوفي سنة (1403هـ) رحمه الله تعالى في كتاب بعنوان: " الإيضاح لمتن الدرة في القراءات الثلاث المتممة للقراءات العشر للإمام ابن الجزري " طبع في مكتبة ومطبعة المشهد الحسيني بالقاهرة.
10 ـ " الوجوه المسفرة في القراءات الثلاث " للشيخ محمد بن أحمد المتولي الشافعي المتوفي سنة (1313هـ) رحمه اللهتعالى. فرغ منه سنة (1290هـ) في الجامع الأزهر.
طبع ضمن مجموع " إتحاف البررة بالمتون العشرة في القراءاتوالرسم والآي والتجويد ".
جمع وترتيب وتصحيح الشيخ علي بن محمد الضباع.
المطبوع في مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده في مصر سنة (1354هـ) من ص (168) إلى ص (264).
" كتب في القراءات الأربع عشر "
1 ـ " إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربع عشر " للعلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الدمياطي الشافعي الشهير بالبناء المتوفي سنة (1117هـ) رحمه الله تعالى.
طبع بتصحيح وتعليق الشيخ علي بن محمد الضباع في مطبعة عبد الحميد أحمد حنفي في مصر سنة (1359هـ).
كما نشرته دار الندوة الجديدة في بيروت دون تاريخ.
2 ـ " الميسر في القراءات الأربعة عشرة " للشيخ محمد فهد خاروف.
قامت بنشره دار ابن كثير ودار الكلم الطيب في دمشق.
الطبعة الأولى سنة (1416هـ) في مجلدة كبيرة.
وبذيله:ـ
أ ـ أصول الميسر للقراءات الأربع عشر.
ب ـ تراجم القراء الأربعة عشر للمؤلف نفسه.
3 ـ الفوائد المعتبرة في القراءات الأربع.للشيخ محمد بن أحمد المتولي المتوفي سنة (1313هـ) رحمه الله تعالى.
منظومة طبعت ضمن مجموع " إتحاف البررة بالمتون العشرة في القراءات والرسم والآي والتجويد ".
جمع وترتيب وتصحيح الشيخ علي بن محمد الضباع.
المطبوع في مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده في مصر سنة (1354هـ) من ص (264) إلى ص (317).
وأخيراً مصادر ترجمته رحمه الله:
- وفيات الأعيان (4/ 71)
إنباه الرواة على أنباه النحاة (4/ 160)
غاية النهاية في طبقات القراء 0 2/ 20)
السير (21/ 263)
طبقات الشافعية الكبرى (7/ 272)
ومن أفرده بترجمة:
الفتح المواهبي في ترجمة الإمام الشاطبي للقسطلاني
الإمام الشاطبي سيد القراء دار القلم ابراهيم الجرمي.
والله أعلم
محبكم
أبو العالية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[روضة ميدو]ــــــــ[19 May 2006, 04:43 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وبارك فيكم وأرضاكم
وأعانكم على حفظ كتابه الكريم ونشر الكتب المتعلقة به
وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
ـ[محمد العمر]ــــــــ[10 Jul 2006, 03:57 م]ـ
اقترح تسجيل رسالة علمية بعنوان مناهج المؤلفين في القراءات القرآنية من عصر ابن مجاهد إلى عصر الإمام المحقق ابن الجزري ..
كتب د. سامي هلال كتابا في استدراكات أبي شامة المقدسي على الإمام الشاطبي في منظومته ((حرز الأماني)) كتاب الأصول ..
متن حرز الأماني خرج بطبعات متعددة احسنها عناية الشيخ محمد تميم الزعبي ويحتاج هذا المتن إلى عناية أكثر وذلك بجمع نسخه المخطوطة والمقروءة على المؤلف .. والله اعلم.
ـ[الجكني]ــــــــ[11 Jul 2006, 11:08 م]ـ
على ذكر أحسن الطبعات:
رأيت كل الطبعات بما فيها الشروح ضبطت قول الشاطبي رحمه الله تعالى:"أبي مزادة الأخفش " بفتح التاء، وهو ضبط هناك غيره وله قصة ظريفة أنقلها بحروفها عن صاحبها 0
قال أبو شامة رحمه الله:"قول الناظم "أبي مزادة الأخفش " بفتح الهاء من "مزادة ": أراد أن يأتي بلفظ الشاعر فأبقى الهاء ساكنة فلقيهاسكون اللام في "الأخفش " فلزم تحريكها ففتحها على حد قوله تعالى "الم الله " ولو أبدل الهاء تاء على الأصل وفتحها لكان له وجه،لأنه واصل وشاعرها أبدلها هاء للوقف،ولكن كان يفوت لفظ الحكاية،وكان بعض الشيوخ يجيز قراءته بالتاء،ولم نسمعه من الشيخ أبي الحسن - هو السخاوي الكبير -رحمه الله تعالى إلا بالهاء،واتفق لي أني رأيت الشيخ الشاطبي رحمه الله تعالى في المنام وسألته عنه: أهو بالتاء أم بالهاء؟ فقال:بالهاء،والله أعلم 0
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[27 Apr 2009, 12:46 ص]ـ
ومن العناية بالشاطبية حفظها ومراجعتها
انظر هنا
http://montada.gawthany.com/VB/showthread.php?t=21516(/)
سؤال لأهل القراءات
ـ[عبدالله الحسني]ــــــــ[22 Aug 2003, 10:05 م]ـ
قال الله عز وجل {وَلَقَدْ كُنتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ .... الآية} (143) سورة آل عمران
هل يصح تشديد التاء للبزي، لأني قرأت في مصحف القراءات العشر ما يلي:
ما ذكره الشاطبي من تشديد تاء تمنون غير مأخوذ به فلا يقرأ به للبزي.
وكنت قد قرأتها على الشيخ من قبل ولم يبين لي ذلك، أفيدونا جزاكم الله خيرا
ـ[أبو القاسم الشاطبي]ــــــــ[23 Aug 2003, 12:09 ص]ـ
الشاطبي أشار إلى الخلاف للبزي في هذا الموضع كما قال في قصيدته:
وكنتم تمنون الذي مع تفكهو نعنه على وجهين فافهم محصلا
لكن ذكر محقق هذا الفن ابن الجزري في النشر أن التشديد ليس من طريق الحرز والمقروء به من طريقه إنما هو التخفيف فقط فيجب الاقتصار عليه
قلت وعلى هذا عمل المشائخ تبعا لتحقيق ابن الجزري رحمه الله
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[23 Aug 2003, 12:19 م]ـ
هذا الموضع من المواضع المشكلة، وذلك لأن أصل طريق الشاطبية هو التيسير لأبي عمرو الداني، وأبو عمرو روى عن البزي وجه التشديد في التيسير، غير أن المشكلة هي أن هذا الوجه هو انفرادة عن البزي انفرد بها عنه الزينبي، وطريقة ابن الجزري أنه لا يقبل الانفرادات، فلهذا أعرض عن هذا الوجه في النشر وطيبته.
لكن لا يزال كثير من محققي المقرئين المعاصرين يقرئون بالوجهين، عملا بما في الحرز وأصله، والذي نراه أنه لا حرج على من أقرأ بالوجهين، ولا حرج أيضا على من اقتصر على وجه التخفيف، والله تعالى أعلم.
ـ[عبدالله الحسني]ــــــــ[24 Aug 2003, 01:03 م]ـ
جزاه الله الشيخين أبا القاسم، وأبا خالد خير الجزاء على هذه الإفادة
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[25 Aug 2003, 09:49 م]ـ
هذا الأمر فى غاية العجب فعندما ينقل أحدنا المسألة ثم يستعجل فى الحكم،كما هو حال الأخ السلمي،
ولذا أقول: إنّ كلمة (تمنون) ذكر الشاطبي الوجهين فيها، ولكن ألا يعلم الأخ الكريم أنّ هناك تحقيقات وتعليقات من الشراح على الشاطبية، تكون هى النهائية فيعمل بها حال الآداء،لاالبيان، إنّ ذكر الوجهين من الشاطبي إّنما جاء للبيان لما فى الكلمة،وأمّاماتعقبه به الشراح فهو الآداء الذى يعمل بها وإلى اليوم، فينبغى،التفريق بينهما، والانفراد المذكور عن الداني تعقبه ابن الجزري ببيان محل الانفراد من أن الدانى انفرد بهذه الطريق،أي لم يتابعه أحد، فالانفراد واضح بعد التعقيب من ابن الجزري، أرجو فهم مسألة الانفراد على حقيقتها، وقد عملت فى هذا الموضوع رسالتى الدكتوراة. أرجو أن تراجع كتاب البدور الزاهرة للشيخ القاضي رحمه الله صفحة /70، وغيره من كتب المتأخرين. فى هذه المسألة، وعمل قرائنا اليوم وفقنى الله وإياك.
ـ[سليل المجد]ــــــــ[26 Aug 2003, 01:54 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. أما بعد:
فقط أود- إن أمكن- التحقق من هوية الموقِّع بعبارة: (الأمين الشنقيطي ... )
واجزاكم الله خيرا،،،،،،،،
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[26 Aug 2003, 11:48 م]ـ
الهوية الصحيحة فى آخر الرد صحيحة،
والأمر كما هو واضح فى الإجابة السابقة. بارك الله فى الجميع.(/)
القراءات المتواترة التي أنكرها ابن جرير الطبري .. والرد عليه
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[26 Aug 2003, 11:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأخوة والمشايخ الكرام
سمعت عن كتاب بعنوان: القراءات المتواترة التي أنكرها ابن جرير الطبري في تفسيره والرد عليه
للشيخ محمد عارف بن عثمان الهرري
أين أجد الكتاب، وما رأيكم في الكتاب؟
ـ[محب الدين]ــــــــ[27 Aug 2003, 01:06 ص]ـ
الكتاب من أول القرآن إلى آخر سورة التوبة ,, وهو الآن بين يدي وقد اشتريته قديما حيث أن طبعته الأولى كانت عام 1406 ولم يذكر الدار او الناشر ولا مكان الطبع والحقوق محفوظه للشيخ.
ولا أدري هل اعيد طبعه ام لا؟
ـ[أبو القاسم الشاطبي]ــــــــ[27 Aug 2003, 01:09 ص]ـ
هذا الكتاب أخذ رسالة ماجستير وأظنه نفد أوقارب عجل الله بنفاده ورأيي القاصر فيه كرأي كبار المتخصصين أن هذا الكتاب يجب أن يطوى ولا يذكر أو يقرأ وذلك من أمور يطول بيانها أشير إلى بعضها باختصار
ليثبت أي قارئ كريم أن هذه القراءات ثبتت عند ابن جرير ثم أنكرها
أليس أول من سبع السبعة المعروفين الآن هو ابن مجاهد ولتعلم أن وفاته بعد وفاة ابن جرير بأربعة عشر عاما فضلا عن كتاب الداني الذي هو أصل الشاطبية والذي يحتكم إليه الناس في إثبات صحة القراءة وتواترها والداني توفي سنة 444
أن ابن جرير كان رأساً في القراءات يرويها بأسانيده ألا فليأت أحد بأسانيد الطبري وليصححها ثم يتهم الإمام ابن جرير بردها وهي متواترة صحيحة وعليه فمحل النزاع بين المتأخرين وابن جرير في شأن رده لبعض القراءات لم يحرر بعد بل وأجزم ألا سبيل إليه فما دام الأمر كذلك فما أحوجنا إلى توجيه عمل ابن جرير وفاءً بحقه واحتراماً لعلومه أما أن نلزم ابن جرير رحمه الله بعمل الداني وهو بعده بما يزيد على قرن من الزمان فهذا متعذر لايليق
الباحث لم يأتي بجديد في لبرد على ابن جرير بل يعمد إلى ذكر تواتر القراءة عنده وفي عصره ثم يرد من هذه الحيثية وأحيان يغرب في القول قال في ص:170 وفي كلامه يعني ابن جرير ملاحظات اولا إيهام القراء الذين قرأوا هذه القراءات من ذلك قوله بذلك قرأ عامة قراء أهل المدينة والبصرة ولم يبين الشيخ القراء بذكر أسمائهم وهم من أهل المدينة نافع وأبو جعفر00000 الخ
أقول الخطأ في ذلك أن يظن أن قراءة أهل المدينة منحصرة في نافع وأبي جعفر وليعلم أن السبع بل والعشر ليست شيئا في جانب ما كانوا يقرأون به قبل أن يضيق الأمر فيما بعد للمصلحة ولذلك يعاب على ابن جرير أمر هو منقبة له ويدل على سعة حفظهولهذا يقول العليم بهذا الفن ابن الجزري رحمه الله وهل هذه المختصرات التي بأيدي الناس اليوم كالتيسير والعنوان والشاطبية بالنسبة لما اشتهر من قراءات الأئمة إلا نزر من كثر وقطرة من قطر
وعموما الكتاب عنوانه لايفي بمظمونه وأنا لاأنكر عبارات ابن جرير على بعض القراءات لكن ما دام لها محمل خير فلتحمل عليه واستدلال المتأخرين تطرق إليه احتمال قوي فلتعمل القاعدة المشهورة هنا
والكتاب عندي منذ سنوات وإن كنت حريصا على قراءته فلا بأس إلم تجده والكلام لما ينتهي ولكن الوقت ضاق والله الموفق
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[31 Aug 2003, 11:05 م]ـ
شكر الله لك ابا القاسم هذا العرض وكم نحن بحاجة إلى إنصاف أهل العلم والفضل وحفظ حقهم والذود عنهم. كما ارجو منك متابعة هذا العرض واتحاف الملتقى بذلك. وفقك الله لكل خير
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[05 Sep 2003, 03:21 م]ـ
شيخنا أبا القاسم الشاطبي حفظه الله
في مواضع من تفسير الطبري إنكار لقراءات صحيحة، أظن أن الكتاب المسؤل عنه دار حولها
على ما يفيده العنوان، ومن المواضع التي وقفت عليها ما يلي:
1 - قال الطبري رحمه الله: والقراءة التي لا نستجيز غيرها في ذلك عندنا بالنون (لا نفرق بين أحد من رسله) لأنها القراءة التي قامت حجة بالنقل المستفيض الذي يمتنع معه التشاعز والتواطؤ والسهو والغلط يعني ما وصفنا من يقولون لا نفرق بين أحد من رسله، ولا يعترض بشاذ من القراءة على ما جاءت به الحجة نقلا ورواية. اهـ.
ولا يخفى أن يعقوب قرأ (يفرق) بالياء المثناة التحتية.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - وقال والقراءة التي لا نستجيز للقارئ أن يقرأ غيرها في ذلك النصب (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام) بمعنى واتقوا الأرحام أن تقطعوها لما قد بينا أن العرب لا تعطف بظاهر من الأسماء على مكني في حال الخفض إلا في ضرورة شعر على ما قد وصفت قبل. اهـ
والكسائي قرأ (الأرحام ِ) بكسر الميم.
وقال: عند قوله تعالى {وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَكَآؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُواْ عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} (137) سورة الأنعام.
واختلفت القراء في قراءة ذلك فقرأته قراء الحجاز والعراق وكذلك زين بفتح الزاي من زين لكثير من المشركين قتل أولادهم بنصب القتل شركاؤهم بالرفع بمعنى أن شركاء هؤلاء المشركين الذين زينوا لهم قتل أولادهم فيرفعون الشركاء بفعلهم وينصبون القتل لأنه مفعول به وقرأ ذلك بعض قراء أهل الشام وكذلك زين بضم الزاي لكثير من المشركين قتل بالرفع أولادهم بالنصب شركائهم بالخفض بمعنى وكذلك زين لكثير من المشركين قتل شركائهم أولادهم ففرقوا بين الخافض والمخفوض بما عمل فيه من الاسم وذلك في كلام العرب فصيح وقد روى عن بعض أهل الحجاز بيت من الشعر يؤيد قراءة من قرأ بما ذكرت من قراءة أهل الشام رأيت رواة الشعر وأهل العلم بالعربية من أهل العراق ينكرونه وذلك قول قائلهم فزججته متمكنا زج القلوص أبي مزاده والقراءة التي لا أستجيز غيرها وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم بفتح الزاي من زين ونصب القتل بوقوع زين عليه وخفض أولادهم بإضافة القتل إليهم ورفع الشركاء بفعلهم لأنهم هم الذين زينوا للمشركين قتل أولادهم على ما ذكرت من التأويل وإنما قلت لا أستجيز القراءة بغيرها لإجماع الحجة من القراء عليه وأن تأويل أهل التأويل بذلك ورد ففي ذلك أوضح البيان على فساد ما خالفها من القراءة ولولا أن تأويل جميع أهل التأويل بذلك ورد ثم قرأ قارىء وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركائهم بضم الزاي من زين ورفع القتل وخفض الأولاد والشركاء على أن الشركاء مخفوضون بالرد على الأولاد بأن الأولاد شركاء آبائهم في النسب والميراث كان جائزا ولو قرأه كذلك أنه رفع الشركاء وخفض الأولاد كما يقال ضرب عبد الله أخوك فيظهر الفاعل بعد أن جرى الخبر بما لم يسم فاعله كان ذلك صحيحا في العربية جائزا.
والذي قرأ القراءة التي أشار إليها ابن عامر الشامي.
فكيف توجه رد ابن جرير رحمه الله لهذه القراءات الصحيحة.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[15 Oct 2003, 10:48 م]ـ
قال محمد بن صالح: سمعت رجلاً يقول لأبي عمرو: كيف تقرأ {لا يعذب عذابه أحد * ولا يوثق وثاقه أحد}؟ , قال: {لا يعذِّب عذابه أحد} - بالكسر - , فقال له الرجل: كيف وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم {لا يعذَّب عذابه أحد} - بالفتح -؟ فقال أبو عمرو: لو سمعت الرجل الذي قال: (سمعت النبي صلى الله عليه وسلم) ما أخذت عنه , وتدري لم ذاك؟! لأني أتهم الواحد الشاذ إذا كان على خلاف ما جاءت به العامة.أ. هـ جمال القراء للسخاوي 1/ 235 , وعقب السخاوي رحمه الله على ذلك بقوله:
وقراءة الفتح ثابتة أيضاً بالتواتر , وقد تواتر الخبر عند قوم دون قوم , وإنما أنكرها أبو عمرو لأنها لم تبلغه على وجه التواتر. أ. هـ
أقول وما أنكره أبو عمرو البصري هو قراءة الكسائي.
وهذا هو جواب ما يُورد على أنه طعن من ابن جرير رحمه الله في ما تواتر من القراءات , فقد تتواتر القراءة عند قوم دون قوم , وليس مثل ابن جرير من يطعن في ما تواتر من القرآن والسنة , وانظر كلامه على نفس آية سورة الفجر السابقة فقد ذكر إجماع قرأة قراء الأمصار على الفتح , ثم ذكر قراءة الكسائي بفتح الذال والثاء , وأنه قرأها كذلك (اعتلالاً منه بخبر رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قرأه كذلك - واهي الإسناد) ثم ذكره بإسناده.
فالقراءة لم تثبت عند ابن جرير الطبري , كما أنها لم تثبت عند أبي عمرو البصري , رحمة الله عليهما , وكلاهما من أئمة القراءة وعلمائها.
ولا بد أن تستحضر في هذا الموضوع دائماً أن:
ابن جرير انتهى من إملاء تفسيره سنة (290هـ) , وتوفي سنة (310هـ) , وابن مجاهد وهو أحد تلاميذ الطبري سبّع السبعة نحو سنة (300هـ) ولم يسبقه إلى ذلك أحد كما هو معلوم. والله الموفق.
وأدلك والإخوة القراء على رسالة لطيفة قيمة لـ د/ عبد الفتاح شلبي , بعنوان:
" الاختيار في القراءات منشؤه ومشروعيته وتبرئة الإمام الطبري من تهمة إنكار القراءات المتواترة.
طبع معهد البحوث بجامعة أم القرى.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[16 Oct 2003, 11:26 ص]ـ
أخي الشيخ نايف بارك الله فيك
أنا لم أطلع على الرسالة، ولكن الذي تبادر لذهني من العنوان أن القصد من الرسالة الدفاع عن هذه القراءات الصحيحة وبيان ثبوتها، وليس القصد هو اتهام الطبري رحمه الله، أو غيره، المهم هو أن يدافع عن ماصح، ويعتذر عن الأئمة فيما لم يبلغهم، كما حدث مع عمر بن الخطاب مع هشام بن حكيم رضي الله عنهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحاكم]ــــــــ[17 Oct 2003, 01:06 ص]ـ
هناك مقال منشور في منتدى أهل الحديث بعنوان: فضائل القرآن للمستغفري وكتاب القرآت للطبري قد يفيد في الحوار الدائر حول ابن جرير فإن الكاتب ذكر نصا يطعن فيه ابن جرير على أحد القراء
وهو على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=12546 (http://)(/)
سؤال في القراءات؟
ـ[الشيخ أبو أحمد]ــــــــ[07 Sep 2003, 03:08 م]ـ
أسأل إن كان هناك مصحفا مرتلا بالقراءات العشر, وأين نجده؟
ومن المصيبة بمكان ألا يكون مثل هذا التسجيل في المؤمنين!
أفيدونا رفعكم الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Sep 2003, 12:07 م]ـ
الذي أعرفه أنه يوجد تسجيل للقرآن الكريم برواية حفص وشعبة عن عاصم. وبرواية ورش وقالون عن نافع. وبرواية قنبل والبزي عن ابن كثير، ولم أسمع غيرها غير أن ذلك لا يعني عدم وجودها. وهذه التسجيلات توجد بعدة أصوات، ولعل الإخوة الذين يمتلكون هذه التسجيلات يدلوننا عليها.
فأما رواية حفص فهي منتشرة معروفة ولله الحمد بأصوات كثيرة جداً.
وأما رواية شعبة فهي مسجلة بصوت الشيخ علي الحذيفي، وبصوت الشيخ عادل الكلباني ولست متأكداً هل هو القرآن كاملاً أم بعض السور.
وأما رواية ورش فهي مسجلة عندي بصوت أحد المقرئين من المرغب العربي، ولهذه الرواية تسجيلات كثيرة هناك.
وأما رواية قالون فهي مسجلة في الإذاعة بصوت القارئ أبي سنينة.
وربما تحدد أخي الكريم مكانك لدلالتك على التسجيلات المتوقع وجودها لديهم إن شاء الله.
ـ[حسين]ــــــــ[09 Sep 2003, 02:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم
توجد تسجيلات للقراء العشرة بالروايات لجزء عم من تسجيلات حنين الإسلاميّة 0
وتوجد في أقراص حاسوبيّة لجزء تبارك ولجزء عم من شركتي عبداللطيف للمعلومات و التراث 0
ويوجد تسجيل لقراءة ابن كثير من الروايتين لمحمد عبدالحكيم بن سعيد العبدالله و محمد عبد الكريم0
أما المصاحف برواية ورش عن نافع من طريق الأصبهاني فمصحف بتلاوة محمد منير بن محمد المظفر التونسي فرّج الله عنه 0 ومن طريق الأزرق لقراء عدة: الحصري؛ عبدالحميد إحساين؛ الدوكالي؛ مصطفى غربي؛ عبد الباسط والعيون الكوشي0000
ومن رواية قالون: الحذيفي ومحمد أبو سنينة؛ وأحد قراء ليبيا لايحضرني الآن اسمه 0
ومن رواية السوسي عن أبي عمرو: عبد الرشيد صوفي
ومن رواية الدوري عن أبي عمرو: الحصري 00
وتفضّل هنا
http://quran.muslim-web.com/index.htm?
و
http://www.islamway.com/bindex.php?section=recitorslist&poll=
ـ[حادي العيس]ــــــــ[01 Mar 2009, 11:30 ص]ـ
قام الشيخ القارئ فارس عباد بتسجيل حديث لسورة الأنعام وهود ويوسف والرعد وإبراهيم برواية شعبة ولم تنزل الأسواق بعد من إصدار تسجيلات القادسية بالدمام
ـ[د. أنمار]ــــــــ[01 Mar 2009, 11:51 ص]ـ
قريبا في الأسواق ما يسر أحباب القراءات العشر
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[02 Mar 2009, 05:35 م]ـ
أهدى إلي شقيق الأكبر لما اعتمر قرصا فيه مصحف قالون بقراءة الشيخ محمود خليل الحصري رحمه الله
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[02 Mar 2009, 06:07 م]ـ
أرجو من الشيخ الشهري أن يفيدنا بتفصيل عن تسجيل الشيخ الحذيفي برواية شعبة، فإن المعروف أن للشيخ الحذيفي مصحفا برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية، وآخر برواية قالون عن نافع (بقصر المنفصل وإسكان ميم الجمع)، وكلاهما صدر عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، ويوجد له تسجيل ثالث يذاع في إذاعة القرآن برواية حفص عن عاصم بقصر المنفصل.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Mar 2009, 07:23 م]ـ
أرجو من الشيخ الشهري أن يفيدنا بتفصيل عن تسجيل الشيخ الحذيفي برواية شعبة، فإن المعروف أن للشيخ الحذيفي مصحفا برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية، وآخر برواية قالون عن نافع (بقصر المنفصل وإسكان ميم الجمع)، وكلاهما صدر عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، ويوجد له تسجيل ثالث يذاع في إذاعة القرآن برواية حفص عن عاصم بقصر المنفصل.
أنتَ أعلم بذلك مني يا ضيف الله فأنت أقرب للشيخ علي الحذيفي مني، وقد وهمتُ في قولي ذلك بالتأكيد.
ـ[هتاف الضمير]ــــــــ[03 Mar 2009, 11:42 ص]ـ
أخي الفاضل ..
لعل هذا يفيدكم - إن شاء الله - ..
>> تسجيلات الشبكة الإسلامية << ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=rewaya)
بالتوفيق ..
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[14 Mar 2009, 11:13 ص]ـ
ويوجد تسجيل لرواية السوسي ولشعبة بصوت عبد الرشيد صوفي وبرواية دوري الكسائي بصوت محمد عبد الحكيم بن سعيد عبد الله ولقالون بصوت وليد علي محمد النائحي ولورش بصوت العيون الكوشي كلها من إصدارات حنين بمكة المكرمة. وتبث قناة الفجر الفضائية تسجيلات بقراءة أبي جعفر وغيره ولا أعلم إن كانت تشمل المصحف كاملا أو لا.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[14 Mar 2009, 01:20 م]ـ
وقد بلغني خبرٌ قريبٌ من اليقين قبل سنوات أن الشيخ المقرئ سعيد العبد الله رحمه الله والد الأخ محمد عبد الحكيم , سجَّل للقراء سبعة أربعة عشر مصحفاً بمعدل ختمة لكل راو.
ثم سجل ثلاث ختمات للمتممين للعشرة ختمةً لكل قارئ براوييه , وأنها مودوعة في تسجيلات حنين , والله أعلمُ بسبب عدم نشرها.
وبما أن أهلَ مكةَ أدرى بشعابها وتسجيلاتها وأقرب منا إلى حنين , فلعلعهم يستيقنون صحة الخبر من عدمه.
وبالنسبة لمن يسأل عن علة ندرة هذه المصاحف , فجوابه:
أن هذه الختمات لا يقتنيها في الأغلب إلا الدارسون والمدرسون لهذا العلم الجليل , وهم في العالم قلةٌ , وتكلفة التسجيل والمونتاج والإخراج لهذه الختمات غالية جداً , وإن وجدت من يقومُ لها فلن يستردها من البيع لأنهُ مشروعٌ غيرُ ربحي على الإطلاق.
وإلا فالأصواتُ الندية , والأقدامُ الراسخةُ في هذا الفن في مصر والمغرب والشام والجزيرة وغيرها لا يمنعها مانعٌ من التسجيل إذا توفرت الإمكانيات.(/)
حكم تعلم التجويد .... الشيخ/ د. مساعد الطيار
ـ[الراية]ــــــــ[07 Sep 2003, 10:17 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين،
أما بعد: فإن التجويد من جهة العموم يراد به تحسين القراءة، وأن لا يُخرج به عن حدِّ اللفظ العربي في النطق. ويمكن أن يقال: إنَّ التجويد إنما هو وصف للقراءة النبوية التي ورد ضبطها وحفظها من طريق أئمة القراءة كنافع وعاصم والكسائي وغيرهم.
وهؤلاء الكرام قد نقلوا حروف القرآن وكيفية نطق هذه الحروف (أي: التجويد)، وهما أمران متلازمان لا يمكن أن ينفكَّ أحدهما عن الآخر، فمن قَبِلَ عنهم نقل الحروف لزمه أن يقبل عنهم نقل الأداء (أي: التجويد). وإذا صحَّت هذه المقدمة، فإن قراءة القرآن وأداءه بما نُقِلَ عن هؤلاء الأئمة سنة يلزم الأخذ بها، ولا تصحُّ مخالفتها أو تركها إلا بدليل قويِّ يعترض به المعترض على علم التجويد، وبما أنه قد كَثُرَ الكلام عن هذا العلمِ بما لا طائل تحته، فإني سأذكر جُمَلاً أراها نافعةً ـ إن شاء الله ـ في تأصيل هذا العلم الذي جفاه بعض طلبة العلم، وضعُفَ في بحثه وتحرير أصوله المتخصصون إلا القليل منهم، فأقول وبالله التوفيق:
أولاً:
نزل القرآن بلغة العرب، ولها طريقة في أداء حروفها، ولم يرد أن القرآن خالف هذا الأداء من جهة الحروف، فمن قرأ: " الحمد لله" قراها: الهمد لله قيل: إنه قد لحن لحنًا جليًا لأنه لم ينطق بالمنَزَّل على وجهه الذي نزل به، ومن قرأ:" صراط الذين أنعمت عليهم" بضم التاء من انعمت، فإنه قد لحن لحنًا جليًا يخلُّ بالمعنى، ولا يكون قد قرأ المنَزَّل على وجهه الذي نزل به، ومن ثَمَّ فإنه يلزم قارئ القرآن أن يعرف نطق الحروف عربيةً حتى لا يُخلَّ بشيء من أداء القرآن. ويحصل ضبط الحروف من هذه الجهة بمعرفة مخارج الحروف وصفاتها، وأخص ما يُدرسُ في صفات الحروف ما له أثر في النطق، كالهمس والجهر، والشدة والرخاوة والتوسط والاستفال والاستعلاء، والقلقلة. أما غيرها مما لا أثر له في النطق، خصوصًا صفة الذلاقة والإصمات، فإنها مما لا يدخل في النطق، وليس لها أي أثر فيه. وليُعلم أن دراسة مخارج الحروف وصفاتها ليس مما يختص به علم التجويد، بل هو مما يُدرس في علم النحو واللغة؛ لأن كلَّ كلام عربي (من كلام العرب أو كلام الرسول –صلى الله عليه وسلم- أو كلام الله سبحانه) لا يخرج عن هذين الموضوعين، ولهذا تجد أن أعظم كتابٍ في النحو، وهو كتاب سيبوية قد فصَّل هذه المسألة، ومن تكلم في المخارج والصفات وما يترتب عليهما من الإدغام، فهم عالة عليه. والذي يتخلَّصُ من هذا: أن دراسة المخارج والصفات لازمة لكل كلام عربيٍّ، لكي يُنطق به على وجه العربية.
أثانيًا:
أن هذا العلم ككل العلوم الإسلامية من جهة ظهور التأليف فيه، إذ ليس كل العلوم الإسلامية مما قد تشكَّل وظهرت مسائله في جيل الصحابة –رضي الله عنهم- أو التابعين وأتباعهم، بل إن بعضها مما تأخر ظهوره، ولم يُكتب فيه إلا متأخرًا، وإن كانت أصوله مما هو معروف محفوظ عند السلف، سواءً أكان ذلك مما هو مركوز في فطرهم ومن طبائع لغتهم كعلم البلاغة، أم كان مما تكلموا في جملة من مسائله، ثم دون العلم فيما بعد، كعلم الأحكام الشرعية.
وعلم التجويد مما كان مركوزًا عندهم بالفطرة والتعلم، فالفطرة؛ لأنهم عربٌ خُلَّصٌ، والتعلم، لقوله –صلى الله عليه وسلم-:"خذوا القرآن عن أربعة ... " رواه البخاري
(3808)، ومسلم (2464)، من حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- فظهر أنَّ الرسول –صلى الله عليه وسلم- لم يكتفِ بسليقتهم العربية في قراءة القرآن، بل أرشدهم إلى قراءته على الهيئة التي نزل بها، ولذا قال:"من أحب أن يقرأ القرآن غضًّا كما أًُنزل، فليقرأه على قراءة ابن أم عبدٍ" رواه ابن ماجة (138)، وغيره من حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، وهذا يدل على أنَّ له هيئة قرائية مخصوصة يعلمها بعض الصحابة –رضي الله عنهم- دون بعض، وفيها زيادة عما يعرفونه من سليقتهم العربية، وإلا لما كان لتخصيص الأربعة –رضي الله عنهم- ولا لتخصيص ابن مسعود –رضي الله عنه- في الحديث الآخر أيُّ مزيَّة على بقية الصحابة-رضي الله عنهم- والله أعلم. ومن زعم أنه لا يجب الأخذ بالتجويد، وأن العربي في هذا العصر
(يُتْبَعُ)
(/)
تجوز له القراءة على سليقته العربية، فإنه يشبه من سيزعم أنه لا يلزم الناس تعلم النحو، وأنهم عرب، فيجوز لهم أن يتكلموا بسليقتهم.
فإن قيل: إنَّ ألسنة الناس قد فسدت منذ جيل التابعين ومن بعدهم، وصار تعلم النحو لازمًا لمن أراد أن يعرف العربية، وأن من يزعم اليوم أنه عربي، ولا يلزمه تعلم النحو إنما هو ذو رأي فائل، وقول باطل. فيقال: إن فساد ألسنة الناس بالعربية قد جرَّ إلى فساد ألسنتهم في أداء القرآن، ولئن كان الإنكار على من لا يرى دراسة النحو اكتفاءً بعربيته المعاصرة فإن الإنكار على من يزعم أنه يكفي في قراءته عربيته المعاصرة كذلك.
ثمَّ يقال له: من أين لك في عربيتك أن تقرأ برواية حفص عن عاصم مجراها بالإمالة؟
فإن قال: لأنها هكذا رويت عنه، وأن أقرأ بقراءته؟ قيل له فقد روي عنه الأداء بالتجويد الذي تخالف فيه ولا تراه علمًا، فَلِمَ قبلت روايته في هذا وتركتها في ذا؟ أليس هذا من قبيل التَّحكُّم، والتَّحكُّم كما قال الطبري ـ: لا يعجز عنه أحد
أثالثًا:
إنَّ بعض علم التجويد (الأداء) لا يمكن أخذه من طريق الصُّحِفِ البتة؛ لأنه علم مشافهة، وما كان من طريق المشافهة فإنه مما ينقله الآخر عن الأول، ولا مجال للرأي في المشافهة، واعلم أن مما يميِّز بحث القراء المجودين في هذا المجال عما تجده في كتب النحويين واللغويين أن ما عند المجودين منقول بالمشافهة إلى يومنا الحاضر، أما ما يذكره النحويون واللغويون من المباحث اللفظية التي يذكرونها مما يتعلق بكيفية النطق فإنه لا يمكن معرفة كيفية النطق بها؛ لأنه مما لا يُعرف بالقياس ولا يُدرك بغير المشافهة، وليس لك فيها إلا نقل الكلام المدون دون كيفية نُطقِه.
رابعًا::
إن علم التجويد كغيره من العلوم الإسلامية التي دوَّنَها علماء الإسلام وضبطوا أصولها، فتجد أن تقسيم العلم ومصطلحاته الفنية مما يدخلها الاجتهاد. ثمَّ إن هذا العلم قد دخله الاجتهاد في بعض مسائله، وذلك من دقائق ما يتعلق بهذا العلم، ومما يحتاج إلى بحث ومناقشة وتحرير من المتخصصين في هذا العلم، وذلك في أمرين:
الأول: المقادير، والمقصود بذلك مقدار الغنة والمدود والسكت وغيرها، مما يُقدَّر له زمن بالحركات أو بقبض الأصبع أو بغيرها من موازين المجودين للزمن المقدَّر، وليس القول بدخول الاجتهاد في المقادير يعني أنه لا أصل لها،بل لها أصل، لكن تقدير الزمن بهذا الحد بالذات مما تختلف فيه الطبائع، ويصعب ضبطه، فيقدره هذا بذاك العدد، ويقدره آخر بغيره من العدد، لكنهم كلهم متفقون على وجود مقدار زائدٍ عن الحدِّ الطبيعي لنطق الحرف المفرد. فاتفاقهم على وجود هذا القدر الزائد مسألة، واختلافهم في مقداره مسألة أخرى، لذا لا يُجعَل اختلافهم في المقدار سبيلاً إلى الإنكار، كما لا يُجعَلُ مقدارٌ من هذه المقادير المختلف فيها ملزمًا لعامة الناس ما داموا يأتون بشيءٍ منه، إذ ليس كل امرئ مسلم يستطيع بلوغ الإتقان في القراءة.
الثاني: التحريرات، والمراد بها الوجوه القرائية الجائزة عند القراءِ عند جمع القراءات، أو عند قراءة سورة ووصلها بما بعدها، فإن ما يُذكر من الأوجه القرائية إنما هو على سبيل القياس للأوجه الجائزة، ولا يلزم أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قرأ بكل هذه الأوجه المذكورة، كما يقال: لك في وصل الفاتحة بالبقرة ثلاثة أوجه: قطع الجميع، ووصل الجميع، وقطع الأول ووصل الثاني بالثالث، فهذا من التحرير للأوجه الجائزة، وليس من بيان الأوجه الواردة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد أشار إلى هذين النوعين (التقديرات والتحريرات) الشيخ المحقق الدكتور عبد العزيز بن عبد الفتاح قاري في كتابه العظيم (حديث الأحرف السبعة، ط: مؤسسة الرسالة: (129 ـ 130).
خامسًا::
إن مما يدعو إلى التأمل والنظر في صحة ما تُلُقِّي من هذا العلم عبر القرون اتفاق المجودين شرقًا وغربًا بلا اختلاف بينهم، سوى في كيفيات أداء معدودة، وهي في غالبها مما يدخل في محيط الاجتهاد. وهذا الاتفاق يشير بقوة إلى أن لهذا العلم أصلاً ثابتًا مُتلقًا جيلاً عن جيل من لدن الرسول –صلى الله عليه وسلم- حتى عصرنا هذا، ولو كان علم التجويد من المحدثات لوقع فيه مثل ما وقع في محدثات الصوفية من كثرة الطرق المتباينة، وكثرة الأوراد المتغايرة، ولما لم يقع مثل هذا الاختلاف عُلِم أنَّ المشكاة التي صدر عنها واحدة، وهي التي صدر عنها نقل حروف القرآن جيلاً عن جيل.
سادسًا:
إن ما يُعاب به التجويد من وجود بعض المتنطعين في القراءة أو المتشددين في التلقين، أو المغالين في تأثيم الناس بعدم قراءتهم بالتجويد، فإنه لا ينجرُّ على أصل العلم، ولا يجعله علمًا حادثًا لا أصل له، وهؤلاء الأصناف موجودون في كل عصر ومِصر، وقد أشار إليهم المحققون من أعلام القراءة؛ كالداني (ت: 444)، وأبو العلاء الهمذاني (ت: 569) وغيرهم، وهؤلاء المتنطعون لا يقاس عليهم، ولا يحكم على العلم بهم، ولو سار سائر على بعض العلوم كعلم النحو والبلاغة والأصول، وبعض مسائل الفقه، وبعض تعصبات الفقهاء لمذاهبهم وأخذ ينقدها بقول المتنطعين فيها لما سَلِم من العلوم إلا القليل، ولخرج بعض العلوم من أن تكون علومًا معتبرةً، وذلك ما لا يقول به طالب علم، ولا عالم قد مارس العلوم وتلقاها.
سابعًا:
:
إذا تبين ما تقدَّم فإنه يقال: إن تعلم التجويد من السنن التي دأب عليها المسلمون جيلاً بعد جيلٍ، ومن ترك تعلمه مع القدرة عليه، فقد أخلَّ بشيء من سنن القراءة، وكفى بذلك عيبًا. والله اعلم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصبحه وسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم الشاطبي]ــــــــ[12 Sep 2003, 01:33 ص]ـ
جزى الله الشيخ خيرا على ما سطرته أنامله ولا شك أن مصيبة الكثيرين عدم التجرد لقبول الحق بدليله مع الجهل العظيم بهذا العلم حتى أن بعضهم يجزم أنه من عمل المحدثين والقاعدة المعروفة أن من جهل شيئا عاداه وفي مقابلهم فريق لم يوفق لطرح علمي متين كما فعل الشيخ بل يضلل ما عليه عمل العامة اليوم ولق وصل الأمر ببعضهم أن جعل جاحد التجويد كافراً بالله العظيم خارجا عن الدين كما أنشد على ذلك بعضهم وليته لم يفعل إذ يقول:
يا سائلا تجويد ذا القرآن فخذ هديت عن أولي الإتقان
تجويده فرض كما الصلاة جاءت بذا الأخبار والآيات
وجاحد التجويد فهو كافر فدع هواه إنه لخاسر
وغير جاحد الوجوب حكمه معذب وبعد ذاك إنه
يؤتى به لروضة الجنات كغيره من سائر العصاة
إذ الصلاة منهم لا تقبل ولعنة المولى عليهم تنزل
لأنهم كلام ربي حرفوا وعن طريق الحق زاغوا فانتفوا
وبعد فما أحوجنا لطرح علمي يذعن له من طلب الهدى وأشد ما هنالك رد هذا السبر الجيد من الشيخ ومن نحى نحوه لقول قائل وإنما أقوال الناس يحتج لها ولا يحتج بها وكل يؤخذ من قوله ويرد عليه والمعصوم من عصمه مولاه وقد كنت عزمت على الكتابة في هذا الموضوع فسبقني الشيخ وهذا من التوفيق فجزاه الله خيراً ولله دره
ـ[الراية]ــــــــ[12 Sep 2003, 08:51 م]ـ
أخي الكريم والمحب / أبو القاسم الشاطبي
جزاك الله خيراً ...
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[21 Feb 2004, 08:56 ص]ـ
السلام عليكم
نفع الله بكم وسدد على الخير خطاكم
قرأت بحثكم الممتع في حكم تعلم التجويد
فجزى الله شيخنا خيرا ولكن أشكل علي شيء أرجو توضيحه
وهو أنكم ذكرتم في أول الكلام ما نصه
فإن قراءة القرآن وأداءه بما نُقِلَ عن هؤلاء الأئمة سنة يلزم الأخذ بها، ولا تصحُّ مخالفتها أو تركها إلا بدليل قويِّ يعترض به المعترض على علم التجويد،. ا. ه ففهمت أنكم تعنون السنة بمعنى الطريقة ولا تقصدون المعنى المعروف عند الفقهاء
ثم ذكرتم - حفظكم الله - قولكم في آخر البحث الممتع ما نصه
إن تعلم التجويد من السنن التي دأب عليها المسلمون جيلا بعد جيل ومن ترك تعلمه مع القدرة عليه فقد أخل بشيء من سنن القراءة وكفى بذلك عيبا.
فما استطعت بفهمي المحدود أن أوفق بين العبارتين
وهل ترون أن من قصر في تعلم التجويد غير آثم؟ أرجو توضيح المسألة
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[21 Feb 2004, 10:47 ص]ـ
القول السديد في بيان حكم التجويد
لصاحب الفضيلة الاستاذ الكبيرالشيخ/ محمد بن على بن خلف الحسينى الشهير بالحداد
شيخ عموم القراء والمقارىء بالديار المصرية
ـــــــــــــــــــــ
الحمد لله الذى أنزل على عبده الكتاب وتكفل بحفظة وتعبد الأمة المحمدية بفهم معانية وإقامة حروفه وتصحيح لفظه؛ فهو كتاب عزيز لاياتيه الباطن من بين يديه ولا من خلفه 0والصلاة والسلام على أفضل نبى بلغ وأنذر وبشر، وعلى آلة وأصحابة خير من تلقى القرآن وعن ساعد الجد شمر0 حتى وصل إلينا مصونا عن الخطأ والتحريف، ومحفوظا من التغير والتبديل والتصحيف0
و (بعد) فيقول العبد الفقير الذليل الحقير محمد بن على بن خلف الحسينى الشهير بالحداد: قد وجه إلى سؤال عن حكم قراءة القرآن الكريم بدون تجويد وحكم الاكتفاء بأخذه من المصاحف بدون معلم فأقول وبالله التوفيق والهداية، إلى أقوم طريق
إعلم أن تجويد القرآن الكريم واجب وجوبا شرعيا يثاب القارىء على فعله ويعاقب على تركه، فرض عين على من يريد قراءة القرآن لأنة نزل على نبينا صلى الله علية وسلم مجودا ووصل إلينا كذلك بالتواتر قال الأمام الشمس بن الجزرى فى مقدمتة:
والأخذ بالتجويد حتم لازم من لم يجود القرءآنى فهوآثم
لأنه به الإله أنزلا وهكذا منه إلينا وصلا
وفى النشر عن الضحاك قال قال عبد الله بن مسعود: (جودوا القرءآن وزينوا بأحسن الأصوات وأعربوه فإنه عربى والله يحب أن يعرب به)
ولاشك أن الأمة كما هم متعبدون بفهم معانى القرأن وإقامة حدوده هم متعبدون بتصحيح ألفاظه وإقامة حروفه على الصفة المتلقاة عن أئمة القراءة المتصلة بالحضرة النبوية الأفصحية العربية التى لا تجوز مخالفتها ولا العدول عنها إلى غيرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الشيخ أبو عبد الله نصر الشيرازى بعد ذكره الترتيل والحدر ولزوم التجويد فيهما مانصة: حسن الأداء فرض فى القرآن ويجب على القارىء أن يتلو القرآن حق تلاوته صيانة للقرآن عن أن يجد اللحن إليه سبيلا لإنة لا رخصة فى تغيير لفظ القرآن وتعويجه واتخاذ اللحن سبيلا إلية قال الله تعالى (قرآنا عربيا غير ذى عوج) اهـ.
وقد نص الفقهاء على أن القارىء لوأفرط فى المد والإشباع حتى ولد حرفا أو أدغم فى غير موضع الادغام حرم عليك ذلك لأنة عدول بة عن نهجه القويم ومراعاة نهج القرآن الذى ورد به واجبة وتركها حرام مفسق وقد نقل العلامة الشيخ عبد الباقى المالكى فى شرحه على متن الشيخ خليل أن العلماء اتفقوا على أن القراءة بالتلحين إن أخرجت القرآن إلى كونه كالغناء بإدخال حركة فيه أوإخراج حركة منة أو قصر ممدود أو مقصور أو تمطيط يخفى اللفظ أو يلتبس به المعنى حرام والقارىء0 بها فاسق والمستع لها آثم اهـ.
ونقل شراح الحديث مثله عن مذهب الإمام الشافعى رضى الله عنة فقد بان لك أن مراعاة تالى كتاب الله تعالى التجويد المعتبر عند أهل القراءة أمر واجب بلا امتراء وأن غير ذلك زور وإفتراء وأنه يجب تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين فيما يقع لهم من اللحن والخطأ فى كلام رب العالمين، ومما يدل لذلك قولة تعالى (ورتلناه ترتيلا) فقد فسر الإمام على الذى هو باب مدينة العلم الترتيل فى هذة الآية بمراعاة الوقوف وتجويد الحروف فمن قدر على تصحيح كلام الله تعالى باللفظ الصحيح العربى الفصيح وعدل عنه إلى اللفظ الفاسد العجمى أو النبطى القبيح استغناء بنفسه واستبدادا برأيه وحدسه واتكالا على ما ألف من حفظه أو استكبارا عن الرجوع إلى عالم يوقفه على تصحيح لفظه فإنة مقصر بلا شك وآثم بلا ريب وغاش بلا مرية فان القرآن أنزل بأفصح اللغات وهى لغة العرب العرباء فوجب أن يراعى فيه لغة العرب من حيث قواعدهم من ترقيق المرقق وتفخيم المفخم وإدغام المدغم إلى غير ذلك مما هو لازم فى كلامهم فإذا لم يراع القارىء ذلك فكأنة قرأ القرآن بغير لغه العرب والقرآن ليس كذلك فهو ليس بقارىء بل هادم وعدم قراءته خير له وهو بها داخل فى قوله صلى الله علية وسلم (رب قارىء للقرآن القرآن يلعنه) أما ما قيل أن القارىء إن أخطأ فى قراءتة فإن الملك يرفع القرآن صحيحا فهذا فى من يقرأ القرآن على غير صفته التى نزل بها وهو قادر على النطق بالصواب أما هو فقراءته غير مقبوله لأن الله لا يقبل عملا فاسدا فضلا عن كونه محرما بل هو آثم عاص هو ومن يعجبة شأنه، والتجويد هو إخراج كل حرف من مخرجه وحيزه مع إعطائه صفته اللازمة له من شدة وجهر واستعلاء واستفال ونحوها وما ينشأ عنها من تفخيم مستعل وترقيق مستفل وقلفلة مقلقل إلى غير ذلك وإلحاق اللفظ بنظيره والنطق به على حال صفته وكمال هيئته من غير إسراف ولا تعسف ولا إفراط ولا تفريط ولاتكلف حتى يقرأ القرآن على صفته التى نزل بها وإلى ذلك أشار النبى صلى الله عليه وسلم بقوله (من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأ قراءة ابن أم عبد) يعنى عبد الله ابن مسعود وكان رضى الله عنه قد أعطى حظا عظيما فى تجويد القرآن وتحقيقه كما أنزله الله تعالى وناهيك برجل أحب النبى صلى الله عليه وسلم أن يسمع القرآن منه ولما قرأ أبكى رسول الله عليه وسلم كما ثبت فى الصحيحين وعن أبى عثمان النهدى قال صلى بنا ابن مسعود المغرب بقل هو الله أحد والله لوددت أنة قرأ سورة البقرة من حسن صوته وترتيله 0 وهذه سنة الله تبارك وتعالى فيمن يقرأ القرآن مجودا مصححا كما أنزل تلتذ الاسماع بتلاوته وتخشع القلوب عند قراءته حتى يكاد أن يسلب العقول ويأخذ بالألباب سر من أسرار الله تعالى يودعه من يشاء من خلقه اهـ مختصرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
واذ قد علمت أن التجويد واجب وعرفت حقيقته علمت أن معرفة كيفية الأداء والنطق بالقرآن على الصفة التى نزل بها متوقفة على التلقى والأخذ بالسماع من أفواة المشايخ الآخذين لها كذلك المتصل سندهم بالحضرة النبوية لأن القارىء لايمكنه معرفة كيفية الادغام والاخفاء والتفخيم والترقيق والامالة المحضة أو المتوسطة والتحقيق والتسهيل والروم والاشمام ونحوها إلا بالسماع والاسماع حتى يمكنة أن يحترز عن اللحن والخطأ وتقع القراءة على الصفة المعتبرة شرعا، إذا علمت ذلك تبين لك أن التلقى المذكور واجب لان مالا يتم الواجب إلا به فهو واجب كما هو معلوم ولأن صحة السند عن النبى صلى الله عليه وسلم عن روح القدس عن الله عز وجل بالصفة المتواترة أمر ضرورى للكتاب العزيز الذى لاياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفة تنزيل من حكيم حميد ليتحقق بذلك دوام ما وعد به تعالى فى قوله جل ذكره (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) وحينئذ فأخذ القرآن من المصحف بدون موقف لايكفى بل لايجوز ولو كان المصحف مضبوطا 0 قال الإمام السيوطى (والأمة كما هم متعبدون بفهم معانى القرآن وأحكامه متعبدون بفهم معانى القرآن وأحكامه متعبدون بتصحيح ألفاظه وإقامة حروفه على الصفة المتلقاة من الأئمة القراء المتصلة بالحضرة النبوية) اهـ.
فقوله على الصفة المتلقاة من الأئمة الخ صريح فى أنه لا يكفى الأخذ من المصاحف بدون تلق من أفواة المشايخ المتقنين ويدل له ما أخرجه سعيد بن منصور فى سننة والطبرانى فى كبيره بسند معتبررجاله ثقات عن مسعود بن زيد الكندى قال كان ابن مسعود يقرىء رجلا فقرأ الرجل ـ إنما الصدقات للفقراء مرسلة ـ أى من غير مد فقال ابن مسعود ما هكذا أقرانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كيف أقرأكها يا أبا عبد الرحمن قال أقرأنيها – إنما الصدقات للفقراء- فمد الفقراء اهـ.
والمد مقدر بحركات معلومه عند القراء لايعرف إلا بتوقيف المعلمين ولو كان الأخذ من المصاحف كافيا لكان مقتضى الرسم العثمانى صحيحا فى القراءة فى كل موضع وليس كذلك بل قد يخل بها فى مواضع خالف فيها خط المصحف أصول الرسم العربى إخلالا بينا كما فى قولة تعالى – أو يعفوا الذى بيده عقدة النكاح – إذ رسم بعد واو يعفوا ألف ومقتضاه أنه بصيغة التثنية وكقوله ويدع الانسان – إذ رسم بلا واو فربما قرىء يدع بتحريك الدال وقوله تعالى – سندع الزبانية – كذلك قوله تعالى – ولا أوضعوا خلالكم – فقد كتب بألف بين لا وأوضعوا.
وربما قرىء بصيغة النفى فينقلب المعنى انقلا با فاحشا من الاثبات المؤكد إلى النفى المحض إلى غير ذلك مما ضبطه أهل الرسم العثمانى وهو توقيفى كاللفظ لا يجوز إلا خلال به وإن خالف مشهور الرسم فالحاصل أنه لابد من التلقى من أفواه المشايخ الضابطين المتقنين على ما تقدم ولا يعتد بالأخذ من المصاحف بدون معلم أصلا ولا قائل بذلك ومرتكبة لاحظ له فى الدين لتركه الواجب وارتكابه المحرم هذا محصل ما كتبه فى هذا الموضوع من فطاحل الأئمة من يوثق بقولهم ومن جهابذة الأمة من يؤخذ برأيهم 0فى المعقول يرجع إليهم وفى المنقول يعتمد عليهم وهم المغفور لهم شيخ الإسلام الشيخ محمد الانبابى الشافعى وشيخ القراء والمقارىء خاتمة المحققين الشيخ محمد المتولى الشافعى ووراث علمه وفضله الشيخ حسين بن خلف الحسينى المالكى وشيخ المشايخ أحمد الرفاعى المالكى والعلامة الشيخ عبد الهادى نجا الأبيارى والعلامة الشيخ محمد البسيونى المالكى والعلامة الشيخ مصطفى القلتاوى المالكى والأستاذ الكبير عبد الرحمن البحراوى الحنفى والعلامة الشيخ أحمد الدين المرصفى الشافعى والعلامة الشيخ أحمد المنصورى المالكى والعلامة الشيخ عبد العاطى الخليلى الحنفى0 وأيضا أخرج البخارى عن مسروق عن عائشة عن فاطمة رضى الله عنها أنها قالت: أسرإلى النبى صلى الله عليه وسلم أن جبريل كان يعارضى (أى يدارسى) بالقرآن فى كل سنة مرة فعارضنى العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلى اهـ.
قيل كان النبى صلى الله عليه وسلم يعرض على جبريل القرآن من أوله إلى آخره بتجويد اللفظ وتصحيح إخراج الحروف من مخارجها ليكون سنة فى الأمة فتعرض التلامذة قراءتهم على الشيوخ اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخرج أحمد وأبو داود والترمذى والنسائى عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله وعليه وسلم (يقال – أى عند دخول الجنة وتوجة العاملين إلى مراتبهم حسب مكاسبهم – لصاحب القرآن – أى من يلازمه بالتلاوة والعمل لا من يقرؤة وهو يلعنه- إقرأ وارق – أى إلى درجات أو مراتب القرب – ورتل – أى لاتستعمل فى قراءتك فى الجنة التى هى لمجرد التلذذ والشهود الأكبر كعبادة الملائكة – كما كنت ترتل – أى قراءتك وفيه إشارة إلى أن الجزاء على وفق الأعمال كمية وكيفية – فى الدنيا – من تجويد الحروف ومعرفة الوقوف الناشىء عن علوم القرآن ومعارف الفرقان – فان منزلتك عند آخر آية تقرؤها) كذا ذكره على القارى فى شرح المشكاة.
والحاصل أن تحرير رسوم الحروف والكلمات ومخارج الحروف والصفات وترتيب السور والآيات والقراءات المتواترات توقيفى لأن جبريل عليه السلام أخبروعلم النبى عليه الصلاة والسلام كل هذه الأحكام فى العرضة الأخيرة لتبقى العرضة على الشيوخ فى الأمة اتباعا له عليه الصلاة والسلام وليأخذوا القرآن بكمال الأخذ عن أفواة المشايخ المتصلة إلى الحضرة النبوية وليصل إليهم الفيض الإلهى والأسرار القرآنية والبركات الفرقانية فإنها لاتحصل إلا بتعلمهم القرآن من أفواة المشايخ المسلسلة وليكون كمال الثواب بعرضهم القرآن على المشايخ فإن الله تعالى لايكتب الثواب لقارىء القرآن بغير التعلم بل يعذبه.
فإن الإنسان يعجز عن أداء الحروف بمجرد معرفة مخارجها وصفاتها من المؤلفات مالم يسمعه من فم الشيخ فكيف لا نتعلم القرآن مع كثرة جهلنا وعدم فصاحتنا وبلاغتنا من المشايخ الماهرين فى علم التجويد فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم مع كمال فصاحته ونهاية بلاغته تعلم القرآن عن جبريل عليه السلام فى جمع من السنين خصوصا فى السنة الأخيرة التى توفى فيها ومع أفضليته على جبريل عليه السلام والعجب من بعض علماء زماننا فإنة إذا وجد أهل الأداء فى أعلى المراتب تعلم منه وفى أدنى المراتب لا يتعلم منة إستكبارا عن الرجوع إليه كما قال صاحب تهذيب القرآن قد رأينا بعض من لايقدرعلى قراءة القرآن قدر ما تجوز به الصلاة وهو قد يتصدى التقوى وقد هدم التقوى من أساسها ويتورع عن الشبهات ويفسد الصلاة كل يوم خمس مرات ويتخذ وردا من القرآن يريد أن يعبد الله تعالى بالسيئات ثم إنه يستحى من الناس أن يقعد بالعمامة الكبرى ورداء العلماء بين يدى معلم من أهل الأداء فإن ذلك من وظائف المبتدئين وهو قد صار من المدرسين الفضلاء وقال بعضهم إن أكثر علماء زماننا يشتغلون بعلوم غير نافعة ويتركون الأهم والألزم لهم كالذين يهتمون بالأشتغال بالعلوم الآلية مدة حياتهم بل يفنون أعمارهم فيها ثم يفتخرون ويتكبرون بسببها ويحسبون أنهم يحسنون صنعا فما ظنك فى حق العلم الذى تكون ثمرته ونتيجته عجبا وكبرا فنسأل الله تعالى لى ولكم أن يجعلنان الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وأخرج البخارى عن أنس بن مالك رضى الله عنة قال قال النبى صلى الله عليه وسلم لأبى إن الله يأمرنى أن أقرأ عليك القرآن (أى أعلمك القراءة) قال أ ُبَى آ الله سمانى لك قال الله سماك فجعل أ ُبَى يبكى ويقال أن الله تعالى أمر رسوله صلى الله عليه وسلم ليعلم أبيا أحكام التجويد من المخارج والصفات وأحكام القراءآت المتوترات كما أخذه نبى الله عن جبريل عليهما الصلاة والسلام ثم بذل جهده وسعى سعيا بليغا فى حفظ القرآن وما ينبغى له حتى بلغ من الإمامة فى هذا الشأن الغاية العظمى قال عليه الصلاة والسلام (أقرؤكم أبَُى) ثم أخذه على هذا النمط الآخر عن الأول والخلف عن السلف وقد أخذ عن أبى بشر كثيرون من الصحابة والتابعين فمن الصحابة أبو هريرة وابن عباس وعبد الله بن السائب ومن التابعين عبد الله ابن عياش بن أبى ربيعة وعبد الله بن حبيب أبو عبد الرحمن السلمى وأبو العالية الرياحى وكثيرون غيرهم ثم أخذ عنهم من بعدهم هكذا فسرى فيه سر تلك القراءة عليه حتى سرى سره فى الأمة إلى الساعة ولذا قيل:-
من يأخذ العلم عن شيخ مشافهة
يكن عن الزيغ والتصحيف فى حرم
ومن يكن آخذا للعلم من صحف
فعلمة عند أهل العلم كالعدم
وقد انتهى إلى الإمام أبَُى رضى الله عنه أسانيد تسعة من الأئمة العشرة المتواترة قراءتهم إلى اليوم وهم نافع وأبو جعفر المدنيان وبن كثير الملكى وأبو عمرو ويعقوب البصريان وعاصم وحمزة والكسائى وخلف الكوفيون وكذلك سند الامام محمد بن محيصن الملكى والامام اليزيدى فى اختياره وهما من الأربعة الذين بعد العشرة اهـ
وقال بعض المشايخ من اتخذ وردا من القرآن أو الأسماء فعليه أولا أن يصحح
مخارج الحروف والصفات فإنة لايجد تأثيرا من قراءتة ولا يصل إلى مطلوبه مالم يصحح المخارج والصفات لأن الخصائص الأسرار لاتحصل إلا بصحة المعانى والمعانى لاتحصل إلا بصحة الحروف والحروف لا تحصل إلا بصحة المخارج والصفات وكلما تغيرت الصفة اللازمة للحروف تغيرت اللغة وكلما تغيرت اللغة تغيرت المعانى والأسرار اهـ
وقال ابن حجر إعلم أن كل ما أجمع القراء على إعتباره من مخرج ومد وإدغام وإخفاء وإظهار وغيرها وجب تعلمه وحرم مخالفته كذا ذكره على القارىء اهـ وحكى عن ظهير الدين المرغينانى ان من قال لقارىء زماننا عند قراءتة أحسنت يكفر ووجه جعل التحسين كفرا أن هذا الزمان قلما تخلوا قراءتهم فى المجالس والمحافل عن التغنى للناس وهو حرام قطعا بالإجماع وبذلك سماه صاحب الذخيرة وكذا الهداية حيث قال فيها ولاتقبل شهادة من يغنى للناس لأنه يجمعهم على إرتكاب كبيرة اهـ.
وينبغى أن يقيد قوله بكفر من قال أحسنت بما إذا أخرج القارىء القرآن عن حده والقارىء المعتمد ذلك أولوى والحاصل أن القرآن وأسماء الله تعالى والأذان توقيفية لاتقبل الزيادة ولا النقصان ولا التغير وإنه يجب على السامع النكير وعلى التالى التعزير.
انتهى ببعض تصرف وإختصار من مصباح زادة وخزينة الأسرار0 وفى هذا القدر كفاية0
والله ولى الهداية , نسألة حسن الختام، بجاه نبيه عليه الصلاة والسلام
22شعبان سنة1349هـ
11يناير سنة 1931م
ملاحظة: قمت بنقل هذا الموضوع لتعم الفائدة
أخوكم في الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[21 Feb 2004, 08:54 م]ـ
جزى الله الناقل والمنقول عنه خير الجزاء.
ولدي سؤال حول قول الشيخ في آخره: تعلم التجويد من السنن التي دأب عليها المسلمون جيلاً بعد جيلٍ، ومن ترك تعلمه مع القدرة عليه، فقد أخلَّ بشيء من سنن القراءة.
هل المراد بالسنة المعنى الاصطلاحي – كما هو المتبادر – وهو: ماأثيب فاعله امتثالا، ولم يعاقب تاركه؟
وإن كان الجواب بالنفي، فما الدليل على الوجوب؟
وهذه المسألة مفيدة ووقع فيها نقاش كثير، ومحل السؤال هو: حكم التجويد - بالمعنى العرفي -، أما مايؤثر في المعنى فهو خارج البحث، ولهذا يقول الناس: الإمام الفلاني قراءته طيبة لكنه لايراعي قواعد التجويد، وقراءته سليمة لامطعن فيها من جهة تأثر المعنى.
فقول علماء التجويد مثلا: المد في كلمة (السماء) مد متصل يجب مده 4 - 5 حركات، فمعنى ذلك أن من مدها حركتين فقط فقد ترك الواجب، ومن ترك الواجب فهو آثم.
فهل يلتزمون هذا؟ وماالدليل عليه؟
أرجو من الشيخ حفظه الله أن يبين حكم التجويد بهذا المعنى.
ويحضرني في المسألة كلام للشيخ ابن عثيمين رحمه الله يقول:" التَّجويدُ مِن بابِ تحسين الصَّوتِ بالقرآنِ، وليس بواجبٍ، إنْ قرأَ به الإِنسانُ لتحسينِ صوتِه فهذا حَسَنٌ، وإنْ لم يقرأْ به فلا حَرَجَ عليه ولم يفته شيءٌ يأثم بتركِهِ ".الممتع 4/ 250
وجزى الله الجميع خيرا،،،
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[22 Feb 2004, 09:55 ص]ـ
وقرأت نقاشا لا بأس به في نفس الموضوع
http://www.yah27.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3807
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[22 Feb 2004, 06:38 م]ـ
أخي راجي رحمة ربه
شكر الله سعيك وحرصك على المتابعة والإثراء، وبارك في عملك وعلمك.
ـ[عبدالله بن محمد السليمان]ــــــــ[27 Feb 2004, 11:48 م]ـ
هناك كتاب قيم في هذا الباب للأستاذ الدكتور محمد بن سيدي محمد محمد الأمين رئيس قسم القراءات في كاية القرآن بالجامعة الإسلامية بعنوان الوجيز في حكم تجويد الكتاب العزيز.
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[11 Feb 2009, 02:43 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو صالح المدني]ــــــــ[11 Feb 2009, 11:07 ص]ـ
التجويد ينقسم إلى قسمين:
أ – التجويد النظري: وتعلمه فرض كفاية، إذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين كسائر العلوم الشرعية.
ب – التجويد العملي التطبيقي: وحكمه واجب؛ لكن الوجوب هنا على قسمين:
1 - وجوب شرعي: وهو الإتيان بالحروف على الوجه الصحيح وسلامة النطق بها والمحافظة على الحركات، وما إلى ذلك مما يكون الإخلال به من اللحن الجلي.
2 - وجوب صناعي: والمقصود به ما يحسن فعله، ويقبح تركه عند أهل التجويد، كمقادير المدود، والإدغام والإخفاء، وما إلى ذلك من القواعد التي وضعها علماء القراءة مما يكون الإخلال به من اللحن الخفي.(/)
تصويب الأخطاء الواقعة في كتاب البدور الزاهرة
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[09 Sep 2003, 07:30 م]ـ
هذا موضوع كنت قد كتبته في ملتقى أهل الحديث http://www.ahlalhdeeth.com/vb/
ورأيت أن وضعه هنا في ملتقى أهل التفسير مناسب حيث إن ملتقى أهل التفسير عامر بأهل العلم والفضل المتخصصين في علم القراءات، أملا في الاستفادة من تعقيباتهم واستدراكاتهم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فإنه من المعلوم لدى المهتمين بعلم القراءات منزلة كتاب البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة للشيخ عبد الفتاح القاضي رحمه الله، فلا يكاد يستغني عنه قارئ ولا مقرئ، وهو مقرر على معاهد القراءات الأزهرية منذ زمن بعيد، وطبع في مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده في مصر الطبعة الأولى سنة (1375هـ)، وله العديد من الطبعات لكنها للأسف كلها تصوير بعضها من بعض، ومن أشهر طبعاته طبعة الحلبي بمصر وطبعة دار الكتاب العربي ببيروت وطبعة مكتبة الدار بالمدينة النبوية، وهذه الطبعات متحدة في ترقيم الصفحات تقريبا عدا طبعة مكتبة الدار فهي أقل بصفحتين
فمثلا صفحة 10 في طبعة دار الكتاب العربي تساوي صفحة 8 في طبعة مكتبة الدار
ورغم الأهمية العظيمة للكتاب فهو مليء بالأخطاء المطبعية وغيرها، وقد لاحظت أن بعض الأخطاء نقله المؤلف رحمه الله عن كتاب غيث النفع للصفاقسي، وبعض أخطاء البدور تناقلها العلماء الذين نقلوا عنه كالحصري في كتبه رواية قالون ورواية ورش ورواية الدوري، وكالشيخ كريم راجح حفظه الله في القراءات العشر على هامش المصحف، غفر الله للجميع ونفع بهم.
والأخطاء منها مطبعية واضحة كالمطبوع على الغلاف (من طريق الشاطبية والدرى) وصوابه (والدرة)، ونحو درياكم ص 82 صوابها دياركم، رح ص 110 صوابها روح، ومثل هذه الأخطاء لا تخفى على فطنة القارئ فتركت التنبيه عليها.
وسأذكر ما قد يلتبس على المبتدئين الذين يستعملون الكتاب في التحضير للقراءة، مستعينا بالله تعالى:
1 - ص 17 واستثني من هذه القاعدة كلمتان فلا إبدال له فيهما (أنبئهم) بالبقرة، و (نبئهم) بالقمر
الصواب: ونبئهم بالحجر والقمر [وقد صحح هذا الخطأ في بعض الطبعات]
2 - ص34 (فهي) أسكن الهاء قالون .... وضمها الباقون
الصواب: وكسرها الباقون
3 - ص62 (وكفلها زكريا) قرأ الكوفيون بتخفيف الفاء والباقون بالتشديد
الصواب: الكوفيون بتشديد الفاء والباقون بالتخفيف
4 - ص62 الممال: الكافرين
الصواب: الكافرين معا
5 - ص63 يشاء إلى
الصواب يشاء إذا
6 - ص 78:
(تجارة) قرأ الكوفيون بنصب الراء والباقون برفعها.
والصواب: (تجارة) قرأ الكوفيون بنصب التاء والباقون برفعها
7 - ص 85 (سوء) فيه لحمزة النقل والإدغام
الصواب: (سوءا)
8 - ص88 لم يذكر في المدغم (فقد سألوا)
وقد أدغمها أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف
9 - ص 91 (إذ جاءكم) للبصري وهشام
الصواب: إذ جعل
10 - ص 93 (وليحكم أهل) لا يخفى ما لورش .. وما لخلف عن حمزة من السكت وتركه
الصواب: ليس لخلف سكت لأنه يقرأ بنصب يحكم فتكون الميم مفتوحة
11 - ص 98 (فيكون طيرا)
الصواب: فتكون طيرا
12 - ص111 ذكر في الممال لفظ قربى وأنها تمال للأصحاب وتقلل للبصري وورش بخلف
والصواب: هذا الربع ليس فيه لفظ قربى وإنما فيه لفظ القرى وحكمه الإمالة للبصري والأصحاب والتقليل لورش بلا خلف
13 - ص112 قال إذا سهل ورش آلذكرين وسط البدل أو مده فقط
والصواب أنه إذا سهل آلذكرين جاز له ثلاثة البدل، بل القصر متعين على طريق ابن غلبون فليس فيه سوى قصر البدل وله تسهيل آلذكرين
14 - ص137 يلمزك قرأ يعقوب بضم الميم والباقون بفتحها
والصواب: والباقون بكسرها
15 - ص138 معي أبدا قرأ شعبة والأخوان وخلف بإسكان الياء والباقون بفتحها
والصواب: قرأ شعبة والأخوان وخلف ويعقوب بإسكان الياء والباقون بفتحها
16 - ص152لقد جاءك وقد جاءكم أدغمها البصري وهشام والأخوان
الصواب:أدغمها البصري وهشام والأخوان وخلف
17 - ص 160 يابنيّ قرأ حفص بكسر الياء والباقون بفتحها
صوابه: قرأ حفص بفتح الياء والباقون بكسرها
18 - ص 173 هدانا معا لدى الوقف على الثاني
صوابه: هدانا معا لدى الوقف عليهما
(يُتْبَعُ)
(/)
19 - ص175 لم يذكر في المدغم (الألباب بسم الله) وقد أدغمه السوسي حال القراءة بوجه البسملة مع وصل الجميع
20 - ص175 الرياح قرأ حمزة بإسكان الياء وحذف الألف
صوابه: قرأ حمزة وخلف بإسكان الياء وحذف الألف
21 - ص183 لم يذكر في الممال لفظ توفى آية 111 النحل
22. ص 192 (أكلها) ضم الكاف نافع وابن كثير وأبو عمرو وأسكنهاالباقون
صوابه: العكس أسكنها نافع وابن كثير وأبو عمرو وضمها الباقون
23. (كهعيص) صوابه (كهيعص)
24. ص 204 (نسبحك كثيرا) أدغمها رويس بخلف عنه
صوابه: أدغمها رويس بلا خلف
25. ص 212 (فتحت يأجوج) خفف التاء ابن عامر وأبو جعفر ويعقوب وشددها سواهم
صوابه: العكس شدد التاء ابن عامر وأبو جعفر ويعقوب وخففها سواهم
26. ص 223 ذكر في الممال لفظ (الدنيا) وصوابه: الدنيا معاً [كعادته فيما تكرر مرتين فقد تكرر لفظ الدنيا مرتين في هذا الربع]
27. ص 223 (مبينات) فتح الياء الشامي وحفص والأخوان وخلف وكسرها غيرهم
صوابه: العكس كسر الياء الشامي وحفص والأخوان وخلف وفتحها غيرهم
28. ص 225 (خلق كل شيء) صوابه (خلق كل دابة)
29. ص 235 وضم حمزة ويعقوب هاء (عليهم)
صوابه: هاء (إليهم)
30. ص 239 ذكر في الممال (جاء)
صوابه: (جاء) معاً و (جاؤوا)
31. ص 242 (يناديهم) أسكن هاءها يعقوب
صوابه: ضم هاءها يعقوب
32. ص 243 ذكر في الممال (القربى) وذكر أنها تمال للأصحاب وتقلل بلا خلف لأبي عمرو وبخلف لورش
صوابه: (القرى) معا ًتمال للأصحاب وأبي عمرو وتقلل بلاخلف لورش
33. ص 259 وأبدل همزة (نشأ) في الحالين أبو جعفر وحده وعند الوقف فقط حمزة.
صوابه: وأبدل همزة (نشأ) في الحالين أبو جعفر وحده وعند الوقف فقط حمزة وهشام
34. ص 273 (وغساق) خفف السين حفص والأخوان وخلف وشددها سواهم
صوابه: العكس شدد السين حفص والأخوان وخلف وخففها سواهم
35. ص 283 (نحسات) أسكن السين نافع ..
صوابه: أسكن الحاء نافع ...
36. ص 287 ذكر في الممال (القرى) وذكر أنها ًتمال للأصحاب وأبي عمرو وتقلل بلاخلف لورش
صوابه: (القربى) تمال للأصحاب وتقلل بلا خلف لأبي عمرو وبخلف لورش
37. ص 291 (في السماء إله) ... ولورش وقنبل إبداها ألفا مع القصر
صوابه: ولورش وقنبل إبداها ياءً مع القصر
38. ص 291 (يرجعون) قرأ المكي والأخوان وخلف ورويس بتاء الخطاب والباقون بياء الغيبة
صوابه: العكس قرأ المكي والأخوان وخلف ورويس بياء الغيبة والباقون بتاء الخطاب
39. ص 299 ذكر في الممال (الدنيا معاً) وصوابه (الدنيا) حيث إنه ليس في هذا الربع سوى موضع واحد
40. ص 310 (دعا) وادي
صوابه: (دعا) واوي
41. ص 318 ذكر في الممال (قربى)
صوابه: (قرى) تمال للأصحاب وأبي عمرو وتقلل بلاخلف لورش
42. ص 320 (التوراة) بالإمالة لابن ذكوان والكسائي وخلف
صوابه: (التوراة) بالإمالة لأبي عمرو وابن ذكوان والكسائي وخلف
43. ص 324 (النشور ءأمنتم) ... وورش والبزي بالتسهيل من غير إدخال
صوابه: وورش والبزي ورويس بالتسهيل من غير إدخال
44. ص 332 (يمنى) قرأ حفص ويعقوب بياء الغيبة وغيرهما بتاء الخطاب
صوابه: قرأ حفص ويعقوب بياء التذكير وغيرهما بتاء التأنيث
45. ص 333 (بل تحبون) الإدغام للأخوين وهشام
صوابه: (بل تحبون) بالإدغام للأخوين فقط لأن هشاما يقرأ يحبون بالياء فلا يدغم
46. ص 337 ذكر في الممال: (شاءت) وصوابه: (شاء)
47. ص 338 ذكر في الممال: (شاء) الأربعة
وصوابه: (شاء) الثلاثة، لأنه لم يرد في هذا الربع سوى ثلاث مرات.
هذا آخر ما وقفت عليه من الأخطاء التي قد تخفى على من يطالع الكتاب، وتركت الإشارة إلى بعض الأخطاء المطبعية الواضحة التي لا تخفى على أحد، وأتمنى من المشايخ الكرام الذين لهم عناية بكتاب البدور ووقفوا على أخطاء مهمة فاتني التنبيه عليها أن يتكرموا بإفادتنا بها، ورحم الله الشيخ الجليل عبد الفتاح القاضي، وجعل كتابه البدور صدقة جارية في رصيد حسناته، والحمد لله رب العالمين.
وكتب
وليد بن إدريس
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Aug 2004, 09:28 م]ـ
صدرت طبعة جديدة عن دار السلام لهذا الكتاب. أرجو أن تكون قد تداركت بعض هذه الأخطاء، حيث رأيت بعضها لا يزال على حاله.
انظر هنا ( http://www.tafsir.net/index.php?subaction=showfull&id=1092924578&archive=&start_from=&ucat=2&maqal=full).
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[22 Feb 2009, 09:22 م]ـ
بارك الله فيكم و نفع بكم.
ـ[حادي العيس]ــــــــ[01 Mar 2009, 11:09 ص]ـ
قام الشيخ (صبري رجب كُريِّم) بتنقيح الكتاب وكان هدفه التصحيح والتعديل، وصدر الكتاب في مجلدين صادر عن دار السلام ..(/)
من روائع التراث المخطوط: (1) مسألة (بسطت) والجواب [عليها]
ـ[الملثم]ــــــــ[12 Sep 2003, 06:56 م]ـ
تخريج الشيخ الإمام العالم العلامة الصدر الكبير الفهامة ... ... ...
الحمد لله على نعمه.
سألت أرشدنا الله وإياك إلى الصواب، وأعاننا على هول يوم الحساب، عن قوله تعالى: (لئن بسطت) في سورة المائدة، الآذنة بكل فائدة .. هل هو إخفاء أم إدغام .. وأنا ذاكر لك على التمام، فأقول ـ وبالله التوفيق ـ ما قاله أهل البحث والتحقيق راجيًا من الله الكريم الثواب وحسنَ المآب، مصليًا على البشير النذير، مستعيذًا به من عذاب السعير، لأنه سبحانه وتعالى نعم المجيب، وعليه توكلي، ولا أخيب.
أقول وبالله المستعان: ذهب بعضهم إلى أنه إخفاءٌ، وعلله بعلل لا فائدة في ذكرها؛ إذ ما قاله ضعيف مردود (ب/148) مخالف لما عليه المحققون من أئمة هذا الشأن والصواب الذي عليه الحذاق، أنه إدغامٌ لكنه غير مستكمل؛ إذ حقيقة الإدغام المستكمل في المتقاربين، هو: أن تقلب الأول إلى لفظ الثاني، ثم تدغمه فيه حتى لا يبقى له أثرٌ، ولا لصفته.
والصفة ههنا موجودة، وهي الإطباق.
وللمسألة صلة .. إن شاء الله تعالى.
ـ[الملثم]ــــــــ[13 Sep 2003, 04:38 ص]ـ
قال الشيخ الإمام المحقق أبو محمد مكي: "إذا وقعت الطاء مدغمة في تاء بعدها، وجب على القارئ: أن يبين التشديد متوسطًا، ويبين الإدغام، ويظهر الإطباق الذي كان في الطاء؛ لئلا تذهب الطاء في الإدغام ويذهب إطباقها معها، كما يظهر الغنة من النون الساكنة ومن التنوين إذا أدغما في أحد هجاء (يؤمن) فالغنة باقية في هذا كله، كالإدغام عند إدغام الطاء في التاء، وذلك نحو قوله تعالى: (لئن بسطت)، تدغم الطاء في التاء، ويبقى لفظ الإطباق ظاهرًا، كما يترك لفظ الغنة عند إدغامك النون والتنوين، فالتشديد في هذا النوع متوسط غير مشبع (148/أ)؛ لبقاء ما كان في الحرف المدغم". اهـ.
وللمسألة صلة .. إن شاء الله تعالى.
ـ[الملثم]ــــــــ[14 Sep 2003, 12:03 ص]ـ
قلت: وما قاله حسنٌ متينٌ.
وقال الشيخ ـ علامة هذا الفن ومحققه ـ أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني ـ صاحب التصانيف الفائقة، والأبحاث اللائقة ـ: " فإن التقت الطاء وهي ساكنة بتاءٍ أُدغمت فيها بيُسرٍ، نحو قوله تعالى: (بسطت) وبُيِّن إطباقها مع الإدغام، وإذا بُيِّن امتنعت من أن تقلب تاءً خالصة؛ لأنها بمثابة النون والتنوين إذا أدغما وبقيت غنتهما .. هذا مذهب القراء". اهـ.
قال: " ويجوز إدغامها مع إذهاب صوتها كما جاز ذلك في النون والتنوين، فيكون اللفظ حينئذ (بست)، لكن هذا جائز في اللغة لا في القراءة؛ لئن القراء يأبون ذلك" اهـ.
وللمسألة صلة .. إن شاء الله تعالى.
ـ[الملثم]ــــــــ[16 Sep 2003, 05:35 ص]ـ
قلت: وقد حكا غير واحدٍ إجماع القراء على إبقاء الإطباق.
واستشكل ابن الحاجب ـ رحمه الله تعالى ـ إبقاء الإطباق مع الإدغام؛ لأن الإدغام صفة للمطبق لا يتأتى إلا به، فلو بقي الإطباق مع الإدغام لزم اجتلاب طاءٍ أُخرى لتُدغم في التاء، غير الطاء التي قام (149/ب) بها وصف الإطباق، وفي ذلك جمعٌ بين ساكنين ( ... ) نحو (بسطت).
فالإطباق ليس فيه إدغامٌ ولكن لما اشتد التقارب وأمكن النطق بالثاني بعد الأول من غير ثقل اللسان، أطلق عليه إدغام مجازًا.
وللمسألة صلة .. إن شاء الله تعالى.
ـ[الملثم]ــــــــ[17 Sep 2003, 11:56 م]ـ
كما أشار إليه الشيخ أبو محمد مكي، وأبو عمرو الداني وغيرهما، من أن أئمة الإتقان.
ولو كان على ما ذكره ابن الحاجب لم يكن فيه تشديد.
ولا يمتنع إبقاء الإطباق ( ... ) ببعض صوت الطاء؛ لأن الطاء لم يستشكل إدغامه في التاء، ولا يلزم من ذلك اجتلاب طاء أُخرى، ولا جمع بين ساكنين.
والله سبحانه وتعالى أعلم بكتابه .. ونسأله أن يجعلنا من خواصه وأحبابه.
وهذا ما يسر الله الكبير المتعال من الجواب على هذا السؤال.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[الملثم]ــــــــ[29 Sep 2003, 01:32 م]ـ
وقع في الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط
علوم القرآن
مخطوطات التجويد
47 ـ مسألة ((لئن بسطت) (المائدة 31) والجواب عليها ـ الصدر الكبير (لعله: محمد بن إبراهيم، ت 903هـ).
جامعة برنستون (جاريت/يهودا) 28 [(298) 4346] (و130 ب ـ 132 أ).
قلت: كذا وقع في مطلع المسألة لم يسم مؤلفها وإنما اكتفي بنعته (الصدر الكبير) .. وعندي في نسبتها للمذكور نظر .. والأمر متاح للتحرير من القراء (بارك الله فيهم) .. وخاصة من لهم عناية بمخطوطات التجويد وعلوم القرآن.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[30 Sep 2003, 06:19 ص]ـ
بسم الله
أولاً - نرحب بالشيخ الملثم، ونسأل الله تعالى أن ينفع به وبمشاركاته، فهناك من يحرص على متابعتها.
ثانياً - حبذا لو حرصت أكثر على توضيح ما أوردته في الحلقات الماضية في هذه المشاركة؛ هل جميع ما فيها منقول من المخطوط؟ ولمن العبارات المصدرة بـ: قلت؟
ولو استعنت بعلامات التنصيص لكان ذلك معيناً لنا على فصل قولك عن منقولك وفقك الله.
ثالثاً - وجدت تفصيلاً جيداً للمسألة التي جاءت في المخطوط في كتاب الدراسات الصوتية عند علماء التجويد للدكتور غانم قدوري الحمد ص419 - 425، فلمن أراد التوسع الرجوع إلى ما ذكره ففيه تحرير جيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الملثم]ــــــــ[30 Sep 2003, 04:38 م]ـ
حياك الله أخي الفاضل .. المقصود بالمشاركة بيان مصدر المخطوط.
ثم بيان أن نسبتها لهذا المؤلف المذكور (محمد بن إبراهيم 903هـ) .. تخرص!
فما سبق (قلت): هو من منقولي .. ويبينه مطلع المشاركة .. وما بعد (قلت): فهو من مقولي .. ولعلنا في المستقبل نستخدم علامات التنصيص .. لأمن اللبس.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Oct 2003, 06:55 م]ـ
جزاكم الله خيراً شيخنا الكريم على هذه التحفة الثمينة من التراث المخطوط.
وهذه مسألة جليلة من مسائل التجويد، يحسن بطالب العلم أن يكون على معرفة بها، فهي تدخل في علم الصوتيات عند أهل اللغة، وفي علم التجويد عند القراء. وقد عني بها كل من كتب في التجويد جزاهم الله خيراً.
وكما أشار أخي أبو مجاهد فإنه قد ناقشها الدكتور غانم قدوري الحمد في رسالته للدكتوراه (الدراسات الصوتية عند علماء التجويد). والدكتور غانم الحمد متخصص في اللغة العربية، ولكنه خدم علم التجويد والصوتيات خدمة جليلة فجزاه الله عن المسلمين خير الجزاء.
وخلاصة الكلام على هذه المسألة هي أن علماء التجويد يقسمون الإدغام إلى إدغام كامل، وإدغام ناقص.
والمسألة هنا من النوع الثاني، وهو الإدغام الناقص. وهو إدغام الحرف المفخم في المرقق إذا تجانس الحرفان أو تقارب المخرجان، مع إبقاء صفة التفخيم). مثل كلمة (بسطت) التي معنا، ومثل كلمة: (أحطت).
وكذلك يدخل في الإدغام الناقص إدغام الحرف المستعلي في الحرف المستفل، والأغن مع غيره مع بقاء صفتيهما.
ولذلك يقول ساجقلي زاده رحمه الله في (جهد المقل): (والصفة الباقية من الحرف الأول:
- إما غنة، وهي في إدغام نون الساكنة والتنوين في الواو والياء.
- وإما إطباق، وهو في إدغام الطاء المهملة في التاء المثناة الفوقية نحو: (أحطت). [وكذلك بسطت]
- وإما استعلاء، وهو في إدغام القاف في الكاف في: (ألم نخلقكم).
والكلام في هذه المسألة قديم، تكلم عنه علماء العربية قبل علماء التجويد، فذكره الخليل، وسيبويه. وذكروا أنه يجوز إبقاء الإطباق ويجوز إذهابه. وقد نقل صاحب المخطوطة ذلك عن أبي عمرو الداني في قوله: (ويجوز إدغامها مع إذهاب صوتها كما جاز ذلك في النون والتنوين، فيكون اللفظ حينئذ (بست)، لكن هذا جائز في اللغة لا في القراءة؛ لئن القراء يأبون ذلك" اهـ.
لكن علماء التجويد قد بحثوا هذه المسألة بعمق وتفصيل، كما ذكر صاحب المخطوط رحمه الله.
وفقكم الله شيخنا الملثم على هذه المشاركة، وننتظر المزيد من مثل هذه المسائل المتعلقة بالقرآن الكريم، فما أحوجنا إلى إعادة التدقيق والفهم لكثير من مسائل علم التجويد، وخاصة مع شهر رمضان المبارك.(/)
القصيدة الواضحة في تجويد الفاتحة
ـ[أبو الجود]ــــــــ[24 Sep 2003, 03:10 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اهدي لكم القصيدة الواضحة في شرح تجويد الفاتحة للإمام العلامة برهان الدين الجعبري و هي مخطوطة تخرج لأول مرة أخص بها أساتذتي في هذا الملتقى المبارك إن شاء الله تعالى
و لنا لقاء بالتعريف بالإمام الجعبري قريبا إن شاء الله
القصيدة الواضحة في شرح الفاتحة
للإمام برهان الدين الجعبري
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - بحمد ربي أول النظم أبتدي ** و أهدي صلاتي للنبي محمدي
2 - و بعد فخذ تجويد أم الكتاب كي ** تفوز بتصحيح الصلاة فتهتدي
3 - فقول باسم الله حقق و سينها ** فصف و لام الله رقق و شددي
4 - و فخم لرا الرحمن ثم الرحيم و اشددن ** و احذر التكرير و الحا فاجهدي
5 - و ملك خفف ياه و يوم اقصرنه ** و في الدين صن دالا عن التا و اشددي
6 - و إياك فاهمز و اشدد اليا مخلصا ** عن الجيم ثم الكاف صله و قيدي
7 - و في نستعين النون فافتح و عينه ** اكسرن كقاف المستقيم المحيدي
8 - و ها اهدنا بين عن الهمز و للصراط ** فخم و من في حرفه المتحدي
يتبع
ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[01 Oct 2003, 07:10 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يبدو أن للشيخ أبا الجود اهتمامٌ كبير بالنظم و الشعر
و ذلك واضح من بدايات كتابته في هذا الملتقى الرائع
فهل أبا الجود شاعر؟؟
آمل أن نرى ما يسرُّنا في هذا المجال
و أن يتحفنا ببعض نظمِهِ
كما أرجوا أن يتواصل في مثل هذا المجال فالداخل فيه معدوم و الخارج مؤود
************************************************** **
ثم إن تقي الدين - و يقال: برهان الدين - الجعبري شاعر نظمٍ في كل الفنون و هو مبدعٌ فيما نظمه من متون علميَّة فرحمه الله، و ينظر في ترجمته الأعلام للزركلي 1/ 55 - 56
ـ[الملثم]ــــــــ[01 Oct 2003, 07:44 م]ـ
أخي أبا الجود .. سلام الله عليك ورحمته وبركاته .. أما بعد: فالمنظومة فيها تصحيف وتحريف .. أرى أنه شانها .. فما المخطوط الذي اعتمدته؟ .. وما درجة الخط من الجودة؟
وأول هذه التحريفات في اسمها ( ... ... ... ) والصواب: (الواضحة في تجويد الفاتحة).
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[11 Oct 2003, 12:21 ص]ـ
في كشف الظنون
الواضحة في تجويد الفاتحة
قصيدة دالية.
في: اثنتين وعشرين بيتا.
أولها:
بحمدك ربي أول النظم أبتدي * ... الخ
وهي للشيخ، برهان الدين: إبراهيم بن عمر الجعبري.
المتوفى: سنة 722، اثنتين وثلاثين وسبعمائة.
وقد اختصرها:
فضل بن سلمة. انتهى
ومر علي بعض النسخ لها أو لشرح لها في المكتبة الوطنية بتونس.
ـ[أبو الجود]ــــــــ[11 Oct 2003, 05:02 م]ـ
خوتي لا حرمني الله منكم
اكتب إليكم و أنا بعيد عن بيتي و مكتبتي لظروف طارئه أسأل الله أن تنتهي بسرعه
القصيدة الواضحه في تجويد الفاتحة للإمام الجعبري شرحها الإمام المرداوي شرحا وافيا و المخطوطه معي أن الإمام المرداوي سماها كما كتبت و أنا بصدد تحقيق الإسم و سأكتب لكم الشرح و المتن بعد أيام قلائل أشكر كل من كتب و جزاكم الله خيرا
أسألكم جميعا الدعاء لي
أبو الجود
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Mar 2004, 01:16 م]ـ
أخي الكريم أبا الجود جاد الله عليه ووفقه
لا زلنا ننتظر وعدك .. ولو أرسلتها مباشرة لوضعها في مكتبة شبكة التفسير منسقة لكان أحب إلينا.
جزاك الله خيراً.
ـ[الميموني]ــــــــ[18 Mar 2004, 12:52 م]ـ
القصيدة عندي من نسخة نفيسة
و للفائدة هي مطبوعة مع شرحها.
وهي سلسة النظم، طيبة المبنى و المعنى، و متى أردتموها فهي لكم إذا أذن أخونا صاحب الموضوع الأصلي بذلك فإنها قصيدة ليست طويلة بل قصيرة.
ـ[أبو الجود]ــــــــ[19 Mar 2004, 10:40 م]ـ
أخوتي سامحوني على التقصير في حقكم و الكتاب و شرحه بين أيديكم
المنظومة مع شرحها تجدونها في مكتبة شبكة التفسير على هذا الرابط ( http://tafsir.org/books/open.php?cat=86&book=875) .
ـ[أحمد نجيب]ــــــــ[15 Dec 2005, 05:34 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لدي مخطوطتان أصليتان كاملتان واضحتان في مكتبتي الخاصة لشرح الواضحة هدا أولهما:
الحمد لله حق حمده و الصلاة و السلام على نبيه و عبده سيدنا محمد خاتم أنبيائه، و بعد
فهده أوراق تشتمل على شرح القصيدة المسماة الواضحة في تجويد الفاتحة نظم الشيخ الإمام العالم برهان الدين .... شيخ حرم الخليل عليه الصلاة و السلام فإنها من أنفع القصائد و أنفع المقاصد تغمد الله ناظمها برحمته و أسكنه فسيح جنته ....
أما آخرهما فهو:
و هدا ما يسر الله سبحانه من الكلام على هده القصيدة، و الحمد لله حمداً يوافي نعمه و يكافي مزيده، و صلى الله على سيدنا محمد و آله و صحبه و سلم تسليماً. انتهى بحمد الله و حسن عونه و توفيقه الجميل.
أرجو من الإخوة الكرام التفضل علي بأي معلومات عن الشارح
و النسختان للبيع أو التعاون في التحقيق فهل من مشمر؟
www.najeeb.net
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد نجيب]ــــــــ[15 Dec 2005, 07:34 م]ـ
توضيح
تأكدت الآن من أن ما لدي من الواضحة في تجويد الفاتحة هو شرح أبي علي الحسن بن عبد الله بن علي المرادي المعروف بابن قاسم رحمه الله
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[15 Dec 2005, 07:46 م]ـ
للفائدة:
في "هدية العارفين":
الرسالة الواضحة في شرح سورة الفاتحة: هي للشيخ إبراهيم بن علي بن الحسين بن محمد الكفعمي، والمتوفى: سنة 905هـ.
وفي نفس المصدر أيضا أورد المؤلف في ترجمة الإمام الجعبري - رحمه الله - شيئا من مؤلفاته وذكر منها:
الواضحة في تجويد الفاتحة
وربما كان الوهم بسبب تشابه الأسماء.
=================================================
الشيخ خالد شبل - وفقه الله -:
أظن أنك - سهوا - كتبتَ (بالأرقام) تاريخ وفاة الجعبري (722) والدليل ما جاء بعد الأرقام كتابةً، وحتى لا يلتبس الأمرعلى القارئ أحببتُ أن أنبه على هذا الأمر .... فالصحيح أنه توفي
رحمه الله سنة (732).(/)
مسألة حول ضابط القراءة المتواترة
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[27 Sep 2003, 11:56 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته، أما بعد فهذه المسالة كادت تصيبني بالدوار، و ما كنت أحسب أن علوم القرءان فيها من التعقيد ما بلغ هذا الحد، فأنا دارس لأصول الفقه و فروع المدرسة الشافعية، فكنت أرى أن ما في علم الأصول و الفروع يكفيني، و كنت أظن أن علوم القرءان ـ لا أقول هينة ـ و لكن لم تبلغ من التعقيد و الصعوبة هذه المنزلة، و إذا الأمر على خلاف ما أظن، و لكني أجد ذلك يثير فضولي جدا، و أراه ممتعا للغاية .....
يقول الخطيب الشربيني في (مغني المحتاج إلى حل ألفاظ المنهاج) حول قراءة القرءان: [و تحرم بالشاذ في الصلاة و خارجها، و هو ما نقل آحادا قرآنا كأيمانهما في قوله تعالى < و السارق و السارقة فاقطعوا أيديهما > و هو عند جماعة منهم المصنف ـ يريد النووي مصنف المنهاج ـ ما وراء السبعة: أبي عمرو و نافع وابن كثير و عامر و عاصم و حمزة و الكسائي. و عند آخرين: منهم البغوي ما وراء العشرة: السبعة السابقة و أبي جعفر و يعقوب و خلف.]
فإني أرى العلماء في ذلك مختلفين على قولين في الشاذ، ثم رأيت أصحاب القول الثاني ـ القائلين بأن الشاذ هو ما دون العشرة ـ قد احتجوا لمذهبهم بأن القرءان إنما هو في الجملة متواتر، أي أن المصحف متواتر برسمه، فإن وجدنا قراءة وافقت وجه في اللغة، و وافقت الرسم العثماني، و صح سندها ـ و لو آحادا ـ فهي قراءة متواترة، لأننا لا نشترط التواتر في سندها بعينها، بل نقول بأن القرءان و رسمه متواتر في الجملة، فإن صحت نسبة القراءة إلى الرسم ـ و لو كان طريق الصحة آحادا ـ فإن القراءة تدخل في جملة تواتر القرءان، لأننا نشترط التواتر في القرءان لا في سند القراءة، و هذا واضح و الحمد لله.
و لكني بدأت أنظر في القول الآخر ـ القول بأن الشاذ ما دون السبعة ـ فسألت نفسي / هل هم يختلفون مع أصحاب القول الأول في صحة سند كل من قراءة (أبي جعفر و يعقوب و خلف)؟
الإجابة / لا
هل يختلفون معهم في موافقتها للرسم العثماني؟
الإجابة / لا
هل يختلفون معهم في موافقتها للغة؟
الإجابة / لا
إذا لا يبقى إلا أنهم يختلفون معهم في ضابط تواتر القراءات، و إذا كان الأمر كذلك فجعلت أفكر / ماذا يكون الضابط لديهم؟
هل هو تواتر القراءة بالتلقي و إن لم توافق الرسم؟
أم هو تواترها بالتلقي مع موافقتها للرسم؟
و لكن يرد على ذلك ما لو أخبرنا المتخصصون في القراءات بأن هناك قراءات متواترة مخالفة للرسم و طريقها التلقي المحض.
و هنا توقفت و تذكرت قوله تعالى [فاسألوا أهل الذكر إن كنت لا تعلمون]
و حمدت الله تعالى و جل ثناؤه، على وجود مثل هذا الملتقى الذي حوى هذه النخبة الطيبة من المتخصصين في دراسة علوم كتاب الله تعالى، فأرجو أن يفيدونا، في مسألة ضابط قبول تواتر القراءة عند كل من الفريقين و الفرق بين الضابطين
بارك الله تعالى في الشيخ الشهري و الشيخ الطيار
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[03 Oct 2003, 12:13 ص]ـ
سبق أن تعرض الشيخ / أحمد البريدي لموضوع التواتر على هذا الرابط:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=224(/)
طلب مساعدة من أهل القراءات والتجويد
ـ[ bour15] ــــــــ[12 Oct 2003, 12:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
الى الاساتذةوالمشائخ الكرام من أهل القراءات و التجويد/
أطلب منكم مساعدتي باقتراحكم علي بعض المواضيع لتسجيلها في رسالة الماجستير
في مجال القراءات أو الرسم القرآني
وجزاكم الله كل خير
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[12 Oct 2003, 10:01 م]ـ
أخي الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فمن الموضوعات المتعلقة بالقراءات:
ـ تاريخ نقد القراءات حتى القرن الخامس.
ـ مفهوم التواتر في القراءات، ودراسة مصطلحات العلماء المقاربة له؛ كالاستفاضة والشهر وقراءة الأمة، وقراءة أكثر القراء ...
ـ قضايا علم التجويد فيكتب القراءت، ويدرس فيها الفرق بين علم التجويد وعلم القراءات، وكيفية ضبط تجويد كل قارئ ...
ـ دراسة لكتب التجويد بين كتب المعاصرين وكتب المتقدمين، يوخذ فيها مجموعة من كتب المتقدمين ومجموعة من كتب المتأخرين وتدرس مناهج مؤلفيها وطرقهم في التأليف الومسائل التي طرحوها واختلافهم في طرح المسائل وكذا في ذكر المسائل، فهذا يُعنى بذكر شيء لا يُعنى به الآخر ...
القراءات في كتب التفسير والحديث والنحو واللغة قبل ابن مجاهد وكيفية تعامل العلماء معها.
ـ[أبو معاذ الكناني]ــــــــ[13 Oct 2003, 08:56 م]ـ
الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده وبعد.
الأخ الفاضل جعله الله علماً تقي
من المواضيع التي لم أرى لها بحثاً قيماً بل لازالت تحتاج التشمير عن سواعد طلاب العلم جعلنا الله وايك منهم الوقف والابتداء وفواصل الآيات (وإن كان في التفسير) أخراج شرح للشاطبية يناسب طلاب العصر يشرح فيه معاني الكلمات التي تعتبر في هذا العصر من الغريب كذلك تراجم لعلماء القراءات والقراء إلى زماننا هذا.
نفع الله بك وعلمك علمنا ما ينفعنا.(/)
شبهة في القراءات السبع
ـ[مسلم موحد]ــــــــ[24 Oct 2003, 02:32 ص]ـ
السلام عليكم يا إخوان
يستخدم بعض النصارى وأعداء الدين اختلاف القراءات والكلامات مما يسبب اختلاف في المعنى كشبهة
فكيف نرد عليهم
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[26 Oct 2003, 07:16 ص]ـ
الأخ / مسلم موحد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... أما بعد:
لعل الذي يفيدك في هذا ويزيل ما استشكلته إن شاء الله، ما ذكره الشيخ د/ خالد السبت حفظه الله في كتابه القيم (قواعد التفسير) حول ما يتعلق بالقراءات من قواعد، وخصوصا في هذه المسألة التي ذكرتها.
ولعلي فيما بعد أن أضع بعض هذه القواعد ... وشكرا(/)
العمد في كتب التجويد
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[28 Oct 2003, 07:06 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
مشايخي الكرام، أنا الآن أريد أن أتخذ كتابا أو عدة كتب تكون هي العمدة لي في علم التجويد، فما هي الكتب التي تكون بهذه المثابة؟ مع العلم أني درست كتاب (فتح المجيد شرح كتاب العميد) لـ[علي بسة] في المعهد الذي أدرس فيه القرءان و علومه، و سندرس ـ إن شاء الله تعالى ـ كتاب (المنح الفكرية شرح المقدمة الجزرية)
و ما تقييمكم لـ (التمهيد) للجزري، حيث أن الجزري رأس المحققين في هذا العلم، و كتابه هذا في علم التجويد خاصة، و مع ذلك لا أجد له كبير ذكر على ألسنة المشتغلين بالفن، و في الحقيقة أميل إلى اتخاذه عمدة لي، و لكن دفعني للسؤال عنه ما ذكرته من عدم انتشاره، و أنا لم أنظر فيه إلى الآن لأنه ليس عندي.
و ما تقييم مشايخنا الأفاضل لكتاب (غاية المريد في علم التجويد) للشيخ عطية قابل نصر؟
و المطلوب عموما هو ذكر الكتب المعتمدة في الفن و التي يمكن اتخاذها كعمدة في الفن، و إن كانت الكتب تقيّم بعدة حيثيات أو اعتبارات، فنرجو التكرم بذكر المطلوب من كل حيثية أو اعتبار.
أسأله تعالى أن يوفق مشايخي الكرام ـ آمين ـ
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[28 Oct 2003, 11:15 م]ـ
انظر هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=313)
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[29 Oct 2003, 06:28 ص]ـ
قال لي غير ما مرة الشيخ الدكتور المحقق و المحرر الكبير أحمد شرشال الجزائري - حفظه الله - أحد أبرز المشتغلين بعلوم القرآن - إن كتاب غاية المريد في علم التجويد للشيخ عطية قابل نصر من أحسن الكتب المصنفة، لكن كثيرا من المشتغلين بهذا العلم لا يدركون أهميته ...
كما يثني كثيرا على تحقيقات البحاثة الدكتورغانم قدوري و أخيه سالم، و يقول إنها كلها جيدة و محررة ..
و للعلم: فللشيخ نقد بناء لبرامج التجويد بل علوم القرآن و التفسير كلها المتعامل بها في الكليات الشرعية، لعله ينشر قريبا ..
للعلم أيضا: فإن الشيخ شرشال صاحب إبداع و تميّز، و له في معرفة الرسم القرآني و الضبط اليد الطولى، و قد رشح عدة مرات للتحكيم في المسابقات العالمية لحفظ القرآن و تجويده فرفض تورعا، بارك الله فيه ..
و قد سبق أن بينت شيئا قليلا من سيرته ...
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[29 Oct 2003, 11:03 ص]ـ
الإخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فلقد قرأت إحالة أخي الفاضل أبي مجاهد، وإذا فيها معلومات تقويمية عن كتب التجويد، وفيه غنية، ورأيت أن أشارككم في هذا الموضوع من خلال نقاط:
الأولى: أن كتب التجويد المعاصرة لا تختلف كثيرًا في مادتها الأساسية، وإنما تختلف في طريقة العرض وتقسيم الموضوعات.
الثانية: أن من كتب التجويد ما هو مختصر جدًّا، حتى يكاد يكون منصبًا على التطبيق دون ذكر التقسيمات والتفريعات والعلل، أو التطويل بذكر مثال لكل جكم من أحكام الحرف، كمن يذكر مثالاً لكل حرف من أحرف الإخفاء، وذاك يكتفي بذكر مثال واحدٍ.
الثالثة: أن المطولات في كتب التجويد لا تخرج حال اختصارها عن هذه الكتب؛ لأنها تتميز بالعرض والتحليل، وبالردَّ على بعض أخطاء المؤلفين، كما هو الحال في كتاب الشيخ عبد الفتاح المرصفي.
وهذه المطولات يستفيد منها المتخصصون دون من سواهم، ومن أنفسها على الإطلاق كتاب هداية القاري للشيخ عبد الفتاح المرصفي، إذ فيه بحث وتحقيق ومراجعة لكتب التجويد وذكر ملاحظات عليها.
والاعتماد عليه نافع للمتخصصين؛ لأنه استوفى كثيرًا، وما ترك من المباحث التجويدية التي يدرسها المعاصرون شيئًا يُذكر، والله أعلم.
وقد كان لي قديمًا اعتناءٌ بهذا العلم، وجمعٌ للمؤلفات فيه لكني توقفت عن ذلك، فحكمي على نفاسة كتاب المرصفي لا تعني أن غيره مما جاء بعده لا يدانيه أو يساويه.
الرابعة: إن مما يلاحظ على المعتنين بهذا العلم أنهم لا يطَّلعون على كتب المتقدمين ويُفيدوا من التحقيقات التي فيها، ومن أنفس كتب المتقدمين: كتاب الرعاية لمكي بن أبي طالب، وكتاب التحديد في الإتقان والتجويد للداني.
وهناك كتب مهمة في هذا العلم، وفيها نفائس وتحقيقات، ولا أرى للمتخصص به أن يغفلها، ومنها على سبيل المثال:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 ــ المفيد في شرح عمدة المجيد في النظم والتجويد / للمرادي (ت: 749).
2 ــ المنح الفكرية على متن الجزرية، وهو من أنفس شروح مقدمة ابن الجزري / لملا علي قاري (ت: 1016).
3 ــ تنبيه الغافلين و إرشاد الجاهلين عما يقع لهم من الخطأ حال تلاوتهم لكتاب الله المبين / للصفاقسي (ت: 1118).
4ـ جهد المقلِّ / لساجقلي زاده (ت: 1150)، وهذا الكتاب ـ مع ما تعرض له صاحبه من نقد من معاصريه ومن بعدهم ـ فيه تحقيقات نفيسة جدًّا.
5 ـ الفوائد المفهمة في شرح الجزرية المقدمة / لابن يالوشة التونسي (ت: 1314).
الخامسة: إن بعض كتب القراءة تطرح مسائل في علم التجويد، وقد يكون فيها ما لا تجده في كتب التجويد المعاصرة، بل قد يكون فيها حكاية لمذاهب أو تقييد لمسائل يُغفل عنها في كُتبِ التجويد، والرجوع إليها مفيد جدًّا، وأذكر على سبيل المثال بعض كتب القراءات:
1 ـ الإقناع في القراءات السبع / لابن الباذش.
2 ـ الكامل في القراءات الخمسين / للهذلي، ولا زال مخطوطًا.
3 ـ المصباح الزاهر في القراءات العشر البواهر / لأبي الكرم المبارك بن الحسن الشهرزوري، وقد حققه في رسالة جامعية ونال به درجة الدكتوراه الشيخ المقرئ الدكتور إبراهيم الدوسري.
السادسة: إن هناك بعض الكتب التي تفيد دارسي التجويد، وهي خارجة عن مسمى التجويد، وبعضها يُعتبر أصلاً فيما كتبه علماء التجويد، وبعضها دراسات معاصرة، ومنها على سبيل المثال:
1 ـ الكتاب / لسيبويه، وهو أصل فيما كتبه مكن جاء بعده فيما يتعلق بالمخارج والصفات وباب الإدغام (يشمل الأحكام الأربعة: الإدغام والإظهار والقلب والخفاء)، وباب الروم والإشمام.
ويتفرع عنه كل من شرح الكتاب أو جعله أصلاً وبنى كتابه عليه، إذ لا تخلو هذه الكتب من تحقيقات وتعقبات في هذه الأبواب.
وإني أنصح طلاب علم التجويد بأن يعتنوا بما كتبه سيبويه ويتدارسونه؛ لأنه أصل لمن نكتب في هذه الأبواب.
2 ـ سر صناعة الإعراب / لابن جني، وهو كتاب نفيس جدَّا، وفيه تعليقات تتعلق بعلم التجويد لا تكاد تجدها في غيره.
ومن الكتب المعاصر:
1: كتب الدكتور المحقق غانم قدوري، ومن أنفسها: الدراسات الصوتية عند علماء التجويد، وأبحاث في علم التجويد.
2 ـ أصالة علم الأصوات عن الخليل من خلال مقدمة كتاب العين، للدكتور أحمد محمد قدور، وهو من مطبوعات دار الفكر المعاصر، اوالدكتور أحمد له كتب في فقه اللغة وتاريخها مما يُحرص عليها لما فيها من التحقيق.
3 ـ المصطلح الصوتي في الدراسات العربية / للدكتور عبد العزيز الصيغ، وهو من مطبوعات دار الفكر المعاصر
السابعة: إنني أنصح طلاب هذا العلم أن يرتقوا به في التحقيق بقراءة ما سطَّره العلماء السابقون، ومعرفة ما أحدثه المتأخرون من تعليلات وأحكامٍ لا تجدها عند المتقدمين، وهي مما يدخله الاجتهاد، لكنها صارت كأنها مجمعًا عليها لا يجوز خلافها، ومن ذلك عبى سبيل المثال:
1 ـ جواز إظهار الميم الساكنة عند التقائها بالباء، وهو وجه معروف مقروءٌ به، لكنه تُرِك في العصور المتأخرة، حتى إن بعض دارسي التجويد في بعض المعاهد المتخصصة لا يعرفون هذا الحكم.
2 ـ حكى السَّعيدي في كتابه (التنبيه على اللحن الجلي واللحن الخفي) أن لفظ ((الضالين)) يمد مدًا وسطًا دون مد ((طائعين)) ... وقال: وتُجعل المدة التي جاءت للتشديد؛ نحو: ((يبلغانِّ)) و ((الصاخة)) و ((الطامة)) و ((أتحتجوني)) وما أشبهها دون المدة التي تجيء للهمزة مثل ((قائما)) و ((قائلون)) و ((نائمون)) و ((تائبون)) وما أشبهها.
وهذا يعني أن المد اللازم عنده لا يكون أكثر من المد المتصل، فما الموقف من هذا الكلام؟
ولا زال في النفس بقية أشياء تتعلق بهذا العلم أسأل الله أن ييسر لي تدوينها، وله الحمد أولاً وآخرًا.
محبكم / أبو عبد الملك.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[29 Oct 2003, 05:14 م]ـ
بارك الله تعالى في مشايخنا الأفاضل / أبي مجاهد و أبي تيمية و فضيلة الدكتور مساعد
بارك الله تعالى فيكم جميعا على اهتمامكم
وأنا لم أقرأ إفاداتكم بعد لضيق الوقت و لكني سأقرأها ـ إن شاء الله تعالى ـ متأملا و إن أشكل عليّ شئ فسأستفسر ـ إن شاء الله تعالى ـ
بارك الله تعالى فيكم و زادكم شرفا و علما و تقى
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[30 Oct 2003, 05:34 م]ـ
بارك الله تعالى فيك شيخنا الفاضل الدكتور / مساعد
أين أجد كتب المرصفي المذكور؟ ما أفضل نسخه؟ و أين يوجد؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[31 Oct 2003, 12:53 ص]ـ
الكتاب من مطبوعات مكتبة طيبة بالمدينة النبوية
تلفون: 8360512/ 8380756
وهو موجود في مكتبة الرشد بالرياض وغيرها.
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[31 Oct 2003, 01:38 م]ـ
بالأمس شرفني الدكتور البحاثة أحمد شرشال بالزيارة في بيتي و سألته عن سؤال الأخ عن المعتمد في كتب المتأخرين، و ذكرت له كتاب المرصفي فقال: هو أحسن ما صنف من كتب المتأخرين، و ما من كتاب من الكتب المصنفة في هذا العلم إلا و لها و عليها، من حيث الجمع و التحقيق و الترتيب ...
وكما ذكر لي بعضا من المسائل التجويدية التي جزم فيها بعض المصنفين في هذا العلم بأنه ليس في القرآن منها شيء، و غيرهم قد تنبه لها و بينها في مصنفه ..
و للشيخ استدراكات كثيرة على كتب التجويد، لعله يجمعها في مصنف فيستفاد منها ..
ثم أطلعت الشيخ على صفحة الملتقى هذا، فأثنى عليه خيرا، و سألته المشاركة غير المباشرة ببعض البحوث و المقالات، فوعد خيرا ... لأن الشيخ ليس له ولع بالحاسوب إطلاقا ..
كما أثنى الشيخ على مصنفات الشيخ مساعد الطيار و ذكر أنها جيدة و أنه يقتني مصنفاته كلها ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[31 Oct 2003, 02:05 م]ـ
شكر الله لمن سأل وأجاب، والله لا يضيع أجر المحسنين سبحانه وتعالى.
كما أشكرك أخي الكريم أبا تيمية على عنايتك وحرصك زادك الله علماً، وحرصاً على الخير ونفع الناس. وأشكرك على عرضك المشاركة على الشيخ الكريم أحمد شرشال وفقه الله. وما أسعدنا بذلك.
وهناك كتاب ثمين في التجويد لم يشر إليه أحد، وهو من أثمن وأدق كتب التجويد المعاصرة، التي أتت على المهمات بشمول. وهو كتاب:
الإتقان في تجويد القرآن برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية.
للشيخ الجليل عبدالله بن صالح بن محمد العبيد وفقه الله.
وقد كتب تحت العنوان بخط دقيق (إعادة صياغة علم التجويد كما تلقاه السلف الصالح).
وأنا أنصح بقراءة هذا الكتاب، وهو صغير الحجم من مطبوعات دار العاصمة بالرياض.
وهناك كتاب آخر للمصنف تعرض فيه لتجويد بعض الآيات المشكلات سماه: (حل المشكلات في تجويد الآيات). ولم أطلع عليه.
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[01 Nov 2003, 07:25 م]ـ
بارك الله تعالى في جميع مشايخي
و زادهم حرصا و علما
آمين
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Nov 2003, 02:07 ص]ـ
ذكر الشيخان أبو خالد السلمي وأبو عبدالملك الطيار وفقهما الله كتاب (هداية القارئ إلى تجويد كلام البارئ) للدكتور عبدالفتاح السيد عجمي المرصفي رحمه الله المولود بمرصفا من أعمال محافظة القليوبية بمصر عام 1923م والمتوفى بالمدينة المنورة عام 1409هـ (1989م). وهو كتاب نفيس وأحب أن أشير إلى أنه قد أخرج كتابه هذا بين عام 1397هـ و1399هـ بالمدينة وكان حينذاك معيداً بكلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية. فأعجب العلماء بهذا الكتاب، وتكريماً لجهوده في هذا الكتاب قررت إدارة مجلس الجامعة أن تكرم الشيخ المرصفي، فرفع الكتاب إلى المجلس الأعلى للجامعات في السعودية ثم صدرت الموافقة بتاريخ 6 - 2 - 1406هـ بترقية الشيخ المرصفي إلى درجة أستاذ مساعد بالكلية، وعين عضواً بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف لمراجعة المصحف. رحمه الله رحمة واسعة.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[05 Nov 2003, 06:25 ص]ـ
السلام عليكم
الأستاذ الطيارجزاه الله خيرا أشار إلى أهمية دراسة بعض الأقوال التي في بطون الكتب القديمة،
كإنقاص اللازم عن المتصل، وكإظهار الميم الساكنة مع الباء.
فأقول، نعم هي مهمة من الناحية النظرية. أما من الناحية العملية، فلا.
لأن القراءة بها اليوم لا تصج لانقطاع سندها، فتكون في حكم الشاذة.
وأنا مع الرأي القائل بأنه ينبغي تحديد الغاية من الكتاب لمعرفة الأنسب، فما يكون للمبتدئ غير ما هو للمتبحر والمعلم.
وما تحتاجه للصغار غير ما يلزم للكبار.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[26 Jun 2010, 05:22 ص]ـ
ولا زال في النفس بقية أشياء تتعلق بهذا العلم أسأل الله أن ييسر لي تدوينها.
محبكم / أبو عبد الملك.
مضى على هذه المشاركة ما يقارب سبع سنوات، ونرجو اليوم من شيخنا أبي عبد الملك ـ حفظه الله ـ أن يواصل ما بدأه في هذا الموضوع المهم.
ـ[مدثر خيري]ــــــــ[26 Jun 2010, 07:18 ص]ـ
2 ـ الكامل في القراءات الخمسين / للهذلي، ولا زال مخطوطًا.
الكتاب مطبوع وعندي منه نسخة بتحقيق/ جمال السيد الرفاعي
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[26 Jun 2010, 12:02 م]ـ
الموضوع يا شيخ مدثر كتب في 2003م.(/)
هل يصح تعليل كراهة القراءة بقراءة متواترة بإنكار الثبوت؟!
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[31 Oct 2003, 03:48 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد، فقد قرأت ما وضعه شيخنا السلمي ـ حفظه الله تعالى ـ حول كراهة الإمام أحمد و غيره للقراءة بقراءة حمزة، وقد علل شيخنا المبارك ذلك بتعليلات منها إنكار الثبوت للقراءة و أن من علم حجة على من لم يعلم، و لكني حينما تأملت في هذا التعليل بدا لي أن أستفسر حول هذا التلعيل فقد بدا لي ـ و لو تأقيتا ـ أنه لا يصلح التلعيل به، فأنا أطرحها و شيخنا يقوّم لي الفهم، وهاكها:
1 ـ أن ابن قدامة و ابن أبي عمر علّلا ذلك بما في قراءة حمزة من الإمالات و الإدغامات و زيادة المد و تغيير الهمزات، و لا يخفى ما في ذلك من الإشارة إلى عدم علية عدم الثبوت، لأنه لو كانت العلة هي عدم الثبوت لاكتفي بالتعليل به ـ أي عدم الثبوت ـ و لما كان لما ذكر ـ من الإمالات و غيرها ـ أدنى أثر في ذلك، أيضا كما لو ثبتت القراءة لما كان لما ذكر أدنى أثر كذلك.
2 ـ أن الإمام أحمد ـ كما ذكرشيخنا ـ قال حينما سئل عن صحة الصلاة خلف من يقرأ بها قال: لا يبلغ بها ذلك كله.
ووجه الإيراد: أن هذا الإمام أحمد ـ رضي الله عنه ـ ثبتت عنه الكراهة و ثبت عنه القول بالصحة، فقد أثبت القراءة و أثبت الكراهة فلا يصح تعليل الكراهة بعدم الثبوت.
3 ـ أن ما ذكره شيخنا من وقوع الخطأ في النقل عنهما لا تأثير له جوهري فيما نحن بصدده، لأن الأمر ـ و الحالة كما ذكر ـ يؤول في النهاية إلى القول بعدم الثبوت، و القول بعدم الثبوت لا يصلح علة للكراهة بل يصلح علة لإبطال القراءة بالكلية وعدم صحة الصلاة خلف من قرأ بها.
4 ـ يقول شيخنا (ومنها أنه قد استقر الإجماع على الإنكار على من تكلم في قراءة حمزة أو الكسائي)
أقول: بعض الذي تكلم في قراءة حمزة، لم يتكلم فيها بالطعن فيها بل بالكراهة مع إثباته لها ـ كالإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه ـ فلم يكن للإجماع على الإنكار تأثير، خاصة إذا اعتمدنا تعليل ابن قدامة.
و ينتج / أنه ما زال السؤال باقيا [لماذا كره الإمام أحمد و بعض السلف ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ القراءة بحمزة مع ثبوتها و إجماع الأمة عليها؟]
و بالنسبة لتعليل ابن قدامة / كيف يكره أحمد ـ رضي الله عنه ـ القاراءة بحمزة مع ثبوتها حتى و إن كان فيها ما فيها من الإدغام الشديد و الإمالات و المد الزائد؟ و لا نستطيع أن نقول بأن هذه الكراهية ثابتة ذوقا شخصيا قاصرا لا أكثر، لأن الإمام حين سئل عن صحة الصلاة خلف من يقرأ بها قال: لا يبلغ بها ذلك كله
و الشاهد أنه أثبت لها قدرا، و لكنه لم يبلغ أن يصل إلى الكلام في صحة الصلاة خلف من قرأ بها.
أطلب التقويم في الفهم لا غير
بارك الله تعالى فيكم جميعا(/)
موضوع للنقاش في علم التجويد (الإلزام بالنبر في قراءة القرآن)
ـ[شعبة بن عياش]ــــــــ[01 Nov 2003, 01:56 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:
فإني أطرح هذا الموضوع للنقاش العلمي من خلال رأي الأخوة المتخصصين في علم القراءات وعلم التجويد حتى نصل إلى تقريب وجهات النظر في هذه المسألة ..... مستمدين العون والتوفيق من الله سبحانه.
وأعرض ابتداءً رأي فضيلة الشيخ المقرئ أكرم بن يوسف الحريري وهو من مشايخنا في المنطقة الشرقية بالسعودية.
وكان قد طلب مني عرض وجهة نظره على الأساتذة المتخصصين في ملتقاكم المبارك حتى نستنير بآرائكم وإضافاتكم حول هذا الموضوع وإليكم الآن ما كتبه الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله منزل الكتاب على عبده ليكون للعالمين نذيرا ويسره بقوله ولقد يسرنا القرآن للذكر وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين الذي علم صحابته وبشرهم أيما بشارة وسهله عليهم فانقادوا لمعالمه انقيادا كان فيه ذكرهم في العالمين، أما بعد فإني أجد من اللازم عرض قضية قراءة القرآن الكريم وتعلمه وتعليمه، بعدما اعتد قوم بآرائهم، واستبدوا بتوجهاتهم، وبالغوا بتجريحاتهم، وتمادوا بعدوانهم، يعيشون بغمرة من الهوى، يرضى و يرضي بعضهم بعضا، بل ويسترق بعضهم السمع تنقصا من قراءة الآخرين، ودعوة لاعتماد مذهبهم، وهكذا، فلابد من قول يميط اللثام، ويريح الأنام، ويحقق مع كتاب الله الوئام ... متجاوزين مطايا الغلو والتنطع تحت مظلة تعليم القرآن، متجاوزين قيم السياق ومعاييره وسلامة إقبال المسلم على كتاب ربه، دون أن نخطر في باله معان يأباها السياق أو السباق ولا الإعراب ن وسيكون العرض من خلال مجموعة من الوقفات.
الوقفة الأولى:
القرآن الكريم أمانة الله في أعناقنا قمين بأن نذب عنه، وندعو أليه ونرغب فيه، وننشر قراءته، ونطلق حملة إسلامية لنشر الثقافة القرآنية القرائية، للتمتع بسماعه، والتدبر في كلماته ومعانيه، بل ولتمتلئ أفواهنا ولتستمتع حناجرنا وشفاهنا بترنيمات الكلمة القرآنية، لتكون منطلقا لمتعة العقل والروح بعدما أخذت عيوننا من رسمه حقها من المتعة والتدبر .. نعم ننشر ذلك ترغيبا وتحفيزا وتيسيرا من منطلق الحب في الله واللقاء على كتاب الله، مهما كان مستوى المشارك المقبل عليه فلنقبل عليه بحب وشوق وثناء .. بما أنه وجه من وجوه سنة و منهج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه، ومن محاسن ذلك التأديب توفيق الله نبيه لاستشفاف حاجات النفوس المدعوة لهذا الخير ومن ثم اصطفاء مفاتيح تلك النفوس، وفق ما يناسبها، تمشيا مع المعاني التي يلمح إليها قوله تعالى: (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)، وقوله تعالى (الرحمن * علم القرآن ... )، نعم تلمح إلى أن على القارئ المعلم أن ييسر لا أن يعسر ولا أن يشعر الناس بجهلهم أو يستشفون منه التعالي والاعتداد بالنفس ... بل أن يكون رفيقا رحيما يقرب البعيد ويسهل الصعب ويقبل ما عسر ويبشر بالخير والتقدم في الأداء، فالله تعالى قال: (ولقد يسرنا .. )، وهذا يلمح إلى الأمر بالتيسير، فالله تعالى يعلم، سبحانه وتعالى، أن المسلمين بعمومهم لن يبلغوا حد الإتقان في تلاوة كتابه، سبحانه، فمنهم الأعجمي، ومنهم الأمي، ومنهم المشغول، ومنهم غير المتخصص ....
الوقفة الثانية:
إن منطق الرحمة يقتضي عدم وضع الناس على قدم التسوية التعلمية التعليمية ... فليكن الإقبال حدا في الثناء على صاحبه، ولو تعسر الأمر على لسانه ... لقد جاء هذا التلميح العجيب في إطار لغة الجمع في نون يسرنا التي تحمل عظمة رحمة الله، من طرف، كما تحمل إشارة للرحمة المطلوبة من قبل معلم القرآن الكريم إذ إنه سيواجه ألسنة كثيرة، ونفوسا متعددة المستويات والقدرات واللهجات، وبما أنه تعالى قد بارك التلاقي على كتاب الله فقد يسر هذا التجمع ويسر تعليمه، فلابد أن نيسر لهم وجوه الأداء على قدر طاقتهم وما يعرفون ... وما الأحرف السبعة إلا دليل واضح على التيسير والإعجاز الباهر لتعميمٍ تعليمي ونشرٍ ثقافي يستوعب طبقات الناس، مادام القرآن مائدة الجميع.
الوقفة الثالثة:
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول هذا وأدعو إليه، بعدما لمسنا وجوها من الثقافة التي تشكلت عليها جماعات والتزمها شباب محورها الرئيس فرعيات نصبت وكأنها كليات وأركان، تقوقع حولها وتنافس فيها فئام من إخواننا، بل أصبحت معيار الحكم على التزام هذا والتقرب منه ونبذ ذاك والتشهير به سراً أو جهراً ... بينما المصدر الرئيس وهو القرآن الكريم مهجور، حفظا وتدبرا وتخلقا ... مما أدى للجهل بمبادئ وقيم وأسس إسلامية بل وجهل بقراءة كلمات منه، مع أنه يخاصم ويفارق على فرعية اجتهادية، وتتكون بناء على ذلك الجماعات التي تستعظم الرجال وتلتزم آراءهم وأفكارهم ...
الوقفة الرابعة:
إننا اليوم أمام هجمة استعمارية في ظل ضعف عام في أوصال الأمة التي لم تعد لها مرجعية قوة مادية ترد بها عن نفسها عوادي الغزو ومسارب التحدي لكيان هذه الأمة أمة القرآن،،، والمرجعية الهامة في هذه الأمة عندما تضيق بها السبل هي العودة إلى أصل أصولها وهو القرآن ليكون منطلقا لبقية الأصول والعوامل المهمة لقوة هذه الأمة وما ذلك إلا حدا من ثقافة المجلات والفضائيات والصحف والتيه والحيرة التي تنتاب النفس في لحظات الضعف، وفي هذا العصر الذي تطل علينا فيه معالم ثقافة تبتعد عن الثقافة القرآنية وأنفاس الناس لم تعد أنفاسا قرآنية لما ألمحه من تقصير من قبل المسلمين ذلك التقصير الذي يلبس أثوابا عدة لعل منها الهجر القسري والهجر الكيفي تحت ضغوط الحياة المادية، ومنها أساليب تقديم القرآن إلى الناس حيث نلحظ التعنت والتنطع وكأن على قارئ القرآن أن يكون اللغوي المبدع والمجود البارع ... و إلا فلا يقرأ أو يتهم و و ...
الوقفة الخامسة:
أخي الكريم أعرض بين يديك ما ينبغي على المرء المسلم فعله نحو كتاب ربه سبحانه قراءة وحفظا ومنافحة عنه ودعوة إلى نهجه وتيسيرا للنطق به وحسن أدائه ... ومنع الغلو أو التنطع في قراءته وجعل سياقه مطية السلامة في معانيه والبعد عن الظن والتخيل في وقوع القارئ في لحون لم تخطر له على بال، ذلك أننا نلحظ في هذه الأيام من ضاق به علمه إلى أن حشره في زاوية التنطع وتخيل لحون لم يأبه بها علماء السلف وهي لحون تخطر في بال من يوقع الناس في الحرج وإشعارهم أن هذا الفن لا يستطيعه كل أحد وإنما هو حكر عليه وعلى من نهج نهجه وتبنى خياله إلى درجة تنفير صد كثيرين عن هذا الفن، وبعدا عن التأثيم فعدم العلم أسلم للمرء من العلم وفي أمر لا يحتاج هذه الجعجعة ولا تلك التقولات على كتاب الله تعالى.
الوقفة السادسة:
لقد تمت مناقشة أصحاب هذا الرأي فتبين لي تعصبهم بل وتحديهم وكأنهم أمام فتح جديد في هذا الإطار ... لذلك وجدت من المناسب أن أقول كلمة تحمل للناس حقيقة الأداء القرآني وتقريب التلاوة للناس وترغيبهم بها وحثهم عليها رحمة بهم لأنها روح القرآن، كيف لا ونحن نقرأ قوله تعالى: الرحمن. علم القرآن ... وقوله تعالى: ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر.
إن القرآن الكريم محور لمقاصد شرعية تقرب القلوب وتجمع الكلمة وتوحد التوجه وتعمق الرابطة الاجتماعية وتفتح أمام الناس متعة المجالسة التي تعطرها نفحات القرآن الكريم بما أنه لا مجال للاختلاف عليه ولا فيه ويصبح الإقبال على درسه إيجابية يتسم به كل حاضر تلك المجالس دون توجس من نقد ولا خوف من تجهيل ... بل التعلق بكل ما من شأنه زيادة المعرفة بالقرآن ونأمل بلوغ مرحلة يصبح فيها التساؤل عن كلمة أو حكم أو قراءة أو مراد ... خاص بالقرآن الكريم علامة على ثقافة السائل وحرصه على دينه وإخوانه لأنه يهتم بأمور المسلمين بدلا من الاهتمام بقضايا فرعية مختلف فيها ..
الوقفة السابعة:
نعم نبشر ولا ننفر ونقرب ولا نهجر فالذي يقرأ القرآن يتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران فليكن ذلك عملا وسلوكا وسجية نفسية وقيمة إسلامية وليدعم هذا المعنى والاتجاه قوله عليه السلام خيركم من تعلم القرآن وعلمه ... فعلى المعلم أن يتمثل معاني هذا الحديث نفسيا وتربويا، فهو حديث يبشر بخيرية ما بعدها خيرية وليس من السهل الوعد بها لولا أنها أمانة ثقيلة فيها الصبر ومعاناة هموم نهوض بهذه الأمة المقتضية قدرا كبيرا من فهم النفوس وعاداتها في التأثر والتأثير وظروف تلك النفوس وبيئات نشوئها وضرورة التواصل بين الشعوب والقبائل وإن لم يكن معلم القرآن متصفا بهذه السمات فمن
(يُتْبَعُ)
(/)
سيتسم بها؟!
الوقفة الثامنة:
وحرصا على هذا الهدف يمكن النظر في كتب الفقهاء ومراجع علم القراءة حيث سيجد الباحث اختلافات كبيرة وتباينات حول حكم الخطأ في قراءة القرآن الكريم يمكن تلخيصها بمحورين اثنين أولهما أن الذي تيسر له التعلم ولم يتعلم هجرا أو تكبرا يؤاخذ على قراءته وهذا مؤشر هام على حفز المسلم على القراءة وتعلمها والثاني العاجز والأعجمي يعذر ويصلي بأمثاله .... ومن هذا الخلاف الواسع نستشف من وراء الأقوال وبين سطورها الحرص على تأليف القلوب فهي أولى وحب التعليم وهو هدف سام، لذلك علينا العمل وفق هذا التوجه.
الوقفة التاسعة:
أن نتصور قراءة للكلمة وحروفها وحركاتها تصورات توحي بالاستدراك على علماء اللغة والقراءة، ذلك الاستدراك الذي مؤداه وجود قصور في بنية الكلمة إذا اتصل بها أحد حروف المعاني، بمعنى وجود فصل صوتي بين حرف المعنى والحرف الأول من الكلمة .. .. يسمى النبر ... وما أدري ما الذي غيب هذا الكشف عن علماء اللغة إلى أن جاء أصحاب هذا الرأي بهذا الفتح .. ولماذا وصلوا حرف المعنى بالكلمة وما مقدار تلك الحركة من حيث الزمن، ألا يفتح هذا الكلام أبواب الترقيص والتكلف في القراءة؟ ولو جربنا هذا الرأي في كلام الناس المعتاد خلال قراءتهم النصوص من الكتب وغيرها فما الذي سيلحظ وما الحكم الذي سيطلق على صاحب هذا التكلف أو التشدق .. ؟
الوقفة العاشرة:
يرى البعض وجوها من القراءة، فيها تجشم صعاب، تعتمد الظن في فهم وجه من المعنى في قراءة من يقرأ، رغم أنه لا يخطر على بال ذلك القارئ، بل يمر إدراكه بصعوبة في تصور وجه الأداء المعبر عن اللحن المظنون، رغم أن السياق القرآني لم يرد فيه المعنى المظنون كما أن الإعراب لا يسعف أصحاب مثل هذه الآراء، نعم تصور يراد منه أن يقتحم على عقل القارئ ونيته معان قد يصبح القرآن بمثل هذه التصورات ألعوبة في ألسنة أصحاب الزندقة والتقول الفاجر ... واخترع له اسم النبر، الذي إن قيل أو ورد على السنة البعض من أجل كلمة عابرة إلا أنه قد استغل استغلالا مقيتا، أراد منه البعض إيجاد علم لم تشهد له كتب القدماء ولا يتناسب مع حاجة المحدثين ولا مع مستوياتهم .. فبدأت إشاعته على نحو يحمل معنى التعالم والاستدراك على الأعلام السابقين وبخاصة في قضية حساسة تتصل بالمعنى القرآني .. وما له صلة بالمعاني لم يتركه السلف .. والسياق والإعراب محكان رئيسان هنا لا ينبغي هجرهما لإثبات رؤية فلان أو فلان .. رغم أن المتعلم يقرأ بصفاء واجتماع همته على السياق دون حاجته للمشقة في أن يذهب به اللفظ مذهبا متعنتا، كما يريد أصحاب هذا الرأي الجديد الذي قد تصدق عليه صفة الابتداع فضلا عن التنفير وإيقاع الناس بالمشقة .. وتحميل اللفظ القرآني في سياقه مالا يحتمل .. وكأنه يلزم القارئ هذا بأنه قد لحن ويحاول القارئ أن يفهم أو يتصور هذا اللحن أي أن يجهد نفسه وعقله ليفهم ومن ثم عليه أن يقتنع برأي الشيخ! ومنها هذه الأمثلة:
1 - في قوله تعالى: (فقست قلوبهم .. ) يرى البعض أنه إذا كان الأداء بغير نبر للفاء فسيكون المعنى من الفقس، وكأنه يريد أو كان لزاما على أهل العربية الأول أن يجعلوا فاصلا زمنيا بين الفاء هنا وما بعدها ليتميز الفاء كحرف معنى عن باقي حروف الكلمة ... ثم هل في القرآن الكريم كلمة جاءت بمعنى الفقس؟ الحقيقة أنه لا يوجد ... وهذا التصور خروج عن السياق ومنطقه وإغراق وتنطع ويدخل في باب التفيقه أو التشدق والتكليف بما يشق على الناس، كما أن السياق لا يشير إلى المعنى المظنون ولم يذكر السلف مثل هذا.
2 - قوله تعالى: (وساء لهم يوم القيامة حملا): يقول صاحب هذه الرؤية التصورية الظنية الشاقة على القارئ وبخاصة العادي: إذا أديت كلمة ساءلهم دون نبر للهمزة ... فالمعنى سيكون من المساءلة لا من السوء. .
3 - قوله تعالى: (أوحى لها) إذا أديت الكلمة بطريقة معينة يرددها صاحب هذا اللون الجديد العجيب من الأداء فيكون المعنى من الوحل سبحان الله السياق يرفض رفضا قاطعا مثل هذا المعنى الذي يريد هؤلاء على ذهن صاحب هذه الرؤية المغالية ... وهذا الغلو إذا فتح فسنجد له مدخلا في كل كلمة ..
4 - قوله تعالى: (سنسمه على الخرطوم): قال لاتكون من الوسم إلا إذا قرئت على نحو كذا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - وقول: (وكفى بالله .. ) يلزم أصحاب هذا الرأي أن قراءتها بوجه غير النبر الذي يريدونه تصبح معناها من الوكف لا من الكفاية رغم أن القرآن لا يوجد فيه كلمة من الوكف فأقحموا على القرآن معنى لم يرد به وبالتالي أحرج الناس بتصور هذا اللحن مخالفة للسياق .. وهنا ماذا يقول اصحاب هذا الرأي إذا رد عليهم بأن وكفى تصبح على التثنية (وكفا) فلم لم تخطر ببالهم وعندها ماذا سيقترحون حلا لهذه المعضلة .. ؟!
الوقفة الحادية عشرة:
من أقوال أهل العلم والقراءة عن مثل هذه الظاهرة:
إن الاجتزاء من السياق خلل منع منه السلف ومنعت منه خصوصية القرآن الكريم، قال الأشموني رحمه الله تعالى في كتابه منار الهدى في الوقف والا بتدا نقلا عن ابن الجزري في قوله تعالى: (أم لم تنذر / هم لا يؤمنون) وقوله سبحانه: (ثم جاءوك يحلفون / بالله إن أردنا) وقوله جل ذكره (وما تشاءون إلا أن يشاء / الله رب العالمين) وآية (فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح / عليه أن يطوف يهما). وقوله تعالى: (سبحانك ما يكون أن أقول ما ليس لي / بحق إن كنت). وقوله عز وجل: (ادع لنا ربك / بما عهد عندك). وآية (يا بني لا تشرك / بالله إن الشرك لظلم عظيم) وقول سبحانه: (وإذا رأيت ثم / رأيت نعيما وملكا كبيرا) إلى أن قال رحمه الله تعالى: فهذا كله تعنت وتعسف لا فائدة فيه فيجب تجنبه، فإني رأيت مبتدعي هذا الفن يقف .. فيلقي في أسماع الناس شيئا لا أصل له ...
لاحظ رعاك الله هذا الاجتزاء من السياق وكيف حذر منه ومنع، وما يدعو إليه أصحاب الدعوة الجديدة تخيلا ليس بعيدا عن هذا الاجتزاء حيث هو نزع للفظ عن سياقه وإخراجه من بيئته اللفظية وخلفية الأداء ... ولا ننسى أن السياق معنى وإعرابا ولابد أن يراعى هذان الأصلان ..
الوقفة الثانية عشرة:
هذا وقد سألت شيخنا الشيخ سعيد العبد الله حفظه الله تعالى وعافاه وأطال في عمره على ما يرضيه سبحانه فقال إن هذا غلو وتنطع أعرض عنه السلف ..
الوقفة الثالثة عشرة:
أقول بعد معايشتي أصحاب الرأي أو البدعة هذه: إنها نشأت بعد سنين من تدريس مفردات التجويد وأحكامه العامة وما يلحق بها وكأنهم لم يعطوا جديدا للناس فالتكرار أصبح يقحم عليهم الملل والسآمة فبحثوا عن الجديد لتطوير وإبراز العطاء وتمليح معرفتهم بما يسمى جديدا وهو ليس كذلك .. والدليل هنا أن الشيخ حفظه الله لم تخطر في باله مثل هذه الأفكار عندما كان يقرئ ختمة في رواية حفص قبل سنين قليلة ولقد قرأت عليه ختمة عام 1408هـ فما خطرت على ذهنه أبدا وإذا كانت مثل هذه تابعة لعلم القراءة وتستحق أن ينافح عنها ويدافع فلابد أن تؤصل سابقا ومن ثم تستدرك على القارئ بناء على تدوينها في كتب القراءة وبخاصة إذا علمنا الأثر اللغوي أداء، وتغير المعنى ثالثا مع تركيزنا على السياق الذي لا يتنازل عنه علماء القراءة لأن الاجتزاء يمكن تصوره وتخيله وجمع الأصوات الناشئة عن الحروف لتكوين معنى جديد بل قد ننشئ كلمات أعجمية ونحن نقرأ الجملة العربية لاتفاق عارض بين كلمة أو أكثر واحتوائها على كلمة أعجمية وهو اتفاق عرضي لا علاقة للسياق به، إذن الشيخ لم يبلغ ولم يعلم لأنه لم يكن موجودا فخطرت في البال واجتهد مع من اجتهد لتقرير ذلك وحشد الأدلة عليه ومن ثم أصبح موقفا واتجاها أدى لردة فعل تجاه القرآن وتعلمه.
الوقفة الرابعة عشرة:
الاعتياد يدفع للملل والسآمة أو يحث على البحث عن جديد ذلك أن الفراغ الذي أخذ يحس به إخواننا من فرط تكريرهم لمفردات التجويد وهنا كان من المطلوب السير في باب علم القراءة والعربية الداعمة لهذه الرسالة دون غلو فأين علم القراءات ومعالمها والرواة والأثر الجرسي للقرآن الكريم على النفس البشرية وكيف يمكن تسخير هذا الأمر في معالجة النفوس ورفع الهمة وزيادة الحماسة دفاعا عن الأمة ورسالتها ورسولها وقيمها ... نعم أين بقية الروايات القرآنية والاهتمام بها من أصحاب هذه الدعوة المغالية ... وهذا الذي ذكروه لم يطرق منه القرآن إلا كلمات يسيرة على رأسها ذكر ما يتعلق باللبس بين كلمتين قرآنيتين مثل: " حرستم / حرصتم " و" محذورا / محظورا ... ولم يتطرقوا لمثل هذه الإغراقات المغالية والخيالات المعتمدة على تثوير وإجهاد الكلمات في الأداء كي يتخيل لأحدهم المعنى الذي يحمله
(يُتْبَعُ)
(/)
اللفظ، حرصا منهم على التيسير واعتمادا على السياق.
نعم و من أدلة بحث هؤلاء عن الجديد والانبهار بما تراه نفوسهم أنه علم يشار إليه بعد ذلك الملل في مسيرتهم القرآنية أن وسعوا الضيق وأطالوا ما يمكن تقصيره وقصره، فهذه الدورات الخاصة بمفردات التجويد بعدما كانت تنقضي في فصل دراسي وكان الإقبال شديدا أذكر أن ملتقى واحدا كان يضم ما يزيد على مائة دارس وعظم الأمر في أذهان القائمين على القرآن ووسعوا واستنطقوا الكلمات والحركات وجعلوا علم التجويد مجموعات من الفوازير والطلاسم وهم يعلمون أن الدارسين ليسوا من الحفظة .. وهكذا زينوا لأنفسهم ما هم عليه فوسعوا المفردات وطوروا المسميات وعددوا السنوات حتى أصبح اليوم طالب علم التجويد يحتاج ثلاث سنوات بعدما كان قادرا على تحصيله في فصل دراسي أو عام، وهاهم اليوم يزيدون الطلسمة ويستصعبون السهل وينفرون الطباع والفطر بما نصبوه علامات وعقبات أمام طالب علم التجويد ليصبح حلما صعب المنال، من يقدر عليه؟ لا يقدر عليه إلا فئة قليلة أوتيت من العلم ما أوتيت .... والناظر في حال الصحابة رضي الله عنهم لن يجد إلا اليسر وتعميم التعلم مهما كان حال المسلم الجديد الذي قد يكون من المتعتعين في قراءتهم وهو صحابي.
الوقفة الخامسة عشرة:
نعم إن من الأولى على إخواننا أن يطرقوا أبواب العلم القرائي كما ينبغي ولينطلقوا إلى القراءات والروايات وما ينطوي عليه القرآن من وجوه في الإعجاز الصوتي والبياني وما يتعلق بذلك من علوم القرآن لتكون مفاتيح تيسير لهذا العلم ونشره تنفيذا لمفهوم قوله تعالى: (في رق منشور) فلا بد من نشره وجمع الناس عليه تأليفا للقلوب وترغيبا للنفوس وتعميقا للرابطة التي أراها اهتزت لدى البعض ممن اطلع على هذا التنطع فقال أترك هذا المجال لأنني لن أقدر على تملك هذه الدقائق التي انطوى عليها القرآن، أي أنه نُفِّر ولم يُبشر وأُبعِد بدل أن يقرب ... وقد رافق ذلك اتهام المتخصصين بالعلوم الشرعية بأنهم جهلة لا يقدرون على تلاوة كتاب الله فأوقعوا في النفوس حساسية التثاقل والتباعد والنفور بين الطلاب وهذا العلم، حتى لم يبق في موائد دورات التجويد إلا نفر قليل منهم من يجهد لتحصيل الشهادة لعله يحظى بفرصة عمل إضافي، ونحن مطالبون بالتعميم لا بالتخصيص والتوسع الدعوى والثقافي القرآني لا بالتضييق وتوسيع دائرة الهجران العفوي أو القسري بمعنى من معاني القسر. فأين الدعوة إلى قراءة القرآن على كتاب من الكتب كما كان السلف يفعلون وذلك من قبلهم هم لا أقصد الدارسين بل فليشغلوا أوقاتهم بهذا العلم الذي نريد إحياءه والتوسع فيه وتنمية الثقافة القرآنية ... وعندها تعمر موائدنا الخاصة والموائد العامة من منهل القرآن الذي لا تنقضي عجائبه من وجوه الحق و بالحق لا بالظنون وإحراج الناس بوجوه الأداء العجيبة.
الوقفة السادسة عشرة:
البشارة مفتاح نفسي والتقرب إلى الدارسين والحرص على نفعهم وتعليمهم وحسن تدريبهم والبدء بالميسور ومراعاة الظرف والمستوى والقدرات العقلية وإبعاد معالم التوتر كيف لا وقد قال تعالى: (الرحمن، علم القرآن .... ) فالرحمة مقدمة على تعليم القرآن فإذا لم تكن الرحمة ومنها البشارة وما تعنيه من البشرة المتفتحة الباسمة الفرحة إذا لم تكن مطية التعليم وفي ماذا؟ في القرآن فعلى إخواننا أن يجعلوا علم القرآن وقراءته سهلا ميسورا ..
الوقفة السابعة عشرة:
الوسوسة عقبة خطرة تقود لها التخيلات التي يلزم بها دعاة هذا التوجه ويحرجون القارئ إلى درجة أن التفريق بين فتحة وفتحة، و ضمة و ضمة، وكسرة و كسرة، رغم السياق السلس والمعنى الذي لم يخطر في بال القارئ اللاحن في ظن أصحاب الفكرة الجديدة ... نعم هذا التوجه جعل بعض الناس يرفض الصلاة إماما بالناس خوفا من اللحن على هذا المعنى رغم أنه كان يصلي بزملائه وأخشى أن يكون هذا الأمر ثمرة من ثمار الصد عن سبيل الله الصد غير المقصود طبعا من خلال إحراج مثل هذا الشخص ودفعه للبعد عن الإمام رغم أنه أفضل في القراءة من غيره، ولما سألته عن السبب قال الحقيقة هي الوسوسة حيث أصبحت أفكر في الكلمة التي سأقرأ ها فأخطئ بما بعدها وهكذا شكلت الوسوسة مشكلة لي ... الله أكبر ما هكذا تورد الأمور. ... فنحن هنا أمام باب شر يجب أن يغلق حفاظا على
(يُتْبَعُ)
(/)
سلامة الصدر وسلامة القراءة وفق السياق الذي يلزمنا جميعا بنصه ومعناه.
الوقفة الثامنة عشرة:
السياق ملزم وليس الدخول في الظنون والظن الذي في ذهن الشيخ لم يخطر في بال سامعه ولما نوقش الشيخ احتاج وقتا طويلا لإيصال فكرته لمحاوره وهي الفكرة التي لم يسعفه فيها السياق لا معنى ولا إعرابا بل تحتاج ليا لأعناق الكلمات وحركاتها لتتناسب مع الوسوسة.
ومما يلزم في اعتبار السياق مرجعا في القراءة وإبعادا عن التنطع وحدة المعنى الذي يندرج في نسق من الكلمات، لاحظ مثلا ما يلي:
قرأ رجل ممن يتكسب بالقرآن آية (وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوا واتقوا لعلكم ترحمون) 55 الأنعام، قرأ منها بترا من السياق لإرضاء زعيم قادم إلى حفل دعي إليه التالي: مبارك فاتبعوه واتقوا .... )!، فالسياق معنى وإعرابا لابد من مراعاته في الأداء فهو المرجع، أما الاجتزاء وتخيل معان أخر يحاكم إليها أداء القارئ على نحو يشكك ويلبس، فهذا مما تأباه السليقة العربية والسلامة الفطرية التي يقرأ بها الناس، فدعوهم يقرؤون على سجيتهم بسلامة أداء، دون إقحام لتخيلات تخطر ببال مثل أصحاب هذه النظرة.
الوقفة التاسعة عشرة:
النبر قد يحتاج إليه في بعض المواقف رغم أنه لا يحتاج التكلف وذلك فيما إذا حذف حرف لالتقاء الساكنين وخشي من اللبس كما في قوله تعالى:" واستبقا الباب " وقوله تعلى:" وقالا الحمد لله " وقوله عز وجل:" فلما ذاقا الشجرة " ففي مثل هذه المواطن قد يحتاج القارئ إلى ضغطة خفيفة أو نبر ما بعد الألف المحذوفة إشعارا بالألف، رغم أن هذه النبرة قد تستغل، أو تحتاج تكلفا مبالغا فيه، وترك الأمر على ظاهر القراءة وفق الحروف والحركات أولى، وبخاصة عندما تكون القراءة حدرا، كما أن السياق هو المخرج فكون الألف ألف تثنية يحدده سياق القصة، قارن هذا مع قوله تعالى: " وقيل ادخلا النار " فألف التثنية ستحذف لالتقاء الساكنين ويصبح النطق هكذا: " ادخلنَّار" فأين ألف التثنية؟ لقد سقطت وسقوطها غير مخل بالمعنى رغم أن المبنى نقص ولكن المبنى يوضحه الإعراب الذي يشكل ركنا من أركان السياق فلو كان الفعل للمفرد لكان النطق هكذا:" ادخل النار " بكسر لام ادخل ..
الوقفة العشرون:
يرى البعض أن الوقف على الهمز يستلزم ضغطة أو نبرة تنهي النطق، لإعطاء الهمزة حقها من الظهور، كما في الوقف على همزة:" السماء، السوء، شئ .. " والحقيقة عندما ندقق في هذا ونبحث عن وظيفة المد قبل الهمزة لوجدنا المد فسحة لعضلات الأداء أن تغلق المخرج دون الكلفة التي يعبر عنها بالنبر، لأن الذي لا يحقق الهمز قد ترك مخرج الهمزة مفتوحا ويصبح النطق هكذا:" السما " دون همز، .. وهي قراءة بعض العرب.
إن النبر تكلف ولغة القرآن سهلة ميسورة وما مدودها و غننها إلا تجاوب مع جهاز النطق عند الإنسان، وعندما نلغي المد من مثل كلمة " السماء " فسوف نقع بالنبر وهي لغة مستثقلة، لأن انتقال القارئ من مخرج الميم إلى مخرج الهمزة دون منح المخرج زمنه الكافي سيؤدي إلى النبر فجرب بنفسك النطق ستجد النبر منضافا إلى قوة الهمزة مما يزيد قوتها ويخرجها عن حد السواء والنطق اللطيف، لأن المطلوب كما قال الإمام السخاوي في عمدة المجيد:
فإذا همزت فجئ به متلطفا من غير ما بهر وغير توان
إذا لابد من اللطف في الأداء وهذا المد قد أعاننا ويسر لنا الأمر، ومن هنا أجد الأمر أيسر من القول بالنبر والله أعلم.
الوقفة الحادية والعشرون:
مستوى القراءة: القراءة في عرف القراء مستويات ثلاثة التحقيق والتدوير والحدر ومعلوم أن القراءة بالحدر تعني الاختلاس في الحركات والمدود والغنن .... وبالتالي فما ينادي به أصحاب البدعة الجديدة في القراءة وأرجو قبول تسميتها بدعة بما أنها لم تبن على أصل عند أهل القراءة من السلف فهي جديدة كل الجدة ,, نعم ما ينادي به إخواننا لن تسعفهم به القراءة بالحدر ..
الوقفة الثانية والعشرون:
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا اكتشف شخص خللا وأمكن وضع قاعدة ضابطة له ولأمثاله فلا بد أن تكون قاعدة سليمة تحفظ مسار نفسها ولا تنخرم أو توقع في اللبس وتقتحم على الناس مواطن السلامة في الأداء، ومادام الأمر قد وسع السلف الذين كانوا جهابذة هذا العلم فليسعنا ماوسعهم وتحفظ على الناس سلامة صدورهم ونبعد عنهم أسباب الشك والريب في المعاني .. فالكلمات التي يطرحها أصحاب هذا الرأي تولد فضولا في تصور كلمات تنشأ عن تقطيع كلمة أو تركيب بين كلمتين أو ... وهذا مزلق خطر ومنعرج يحيد بالقارئ عن سلامة الصدر.
الوقفة الثالثة والعشرون:
حديث الماهر بالقرآن ... " حديث أستشف من بين ثنايا كلماته وسطوره قيما تربوية ومعالم دعوية ورؤى تواصلية لها من السمو والرفعة ما يمتد عبق خيره ليشمل الزمان والأشخاص .. يعطينا المهارة القرائية هدفا ساميا على مستوى الأمة هدفا نصبه الشارع أمام الأمة ولكن لا أمام أنه هدف يجب على كل فرد تحقيقه، فرض عين فإنه أمر بما يشق بما أن المهارة تحتاج حيثيات وإمكانيات وزمن وتكاليف والناس توزعت طاقاتهم في أرجاء الحاجات الواسعة الممتدة وفق تخصصات عمران الحياة كما نطقت به الآية " فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ... " فالمهارة تتحقق ولكن متى وكيف وممن ولماذا ... ؟ فالحديث يضع الدعاة أمام حدين حد أعلى وهو طرح علينا تحقيقه في الأمة و على أعضائه أن ينهلوا قدر طاقتهم وعلى المعلمين أن يراعوا ذلك،.
ولقد قدم حدا أدنى من ا لمهارة تكريما لأصحابه وتحفيزا لغيرهم وعلى المعلمين وهيئاتهم أن يكتشفوا عوامل بناء المهارة وشرائط تحققها مادية ومعنوية .. وليكونوا كما نص الحديث هداة في هذا الباب فالمتعتع سمة تعبر عن شريحة تقضي ظروف الحياة وجوده، كل منا متعتع في غير تخصصه حاذق في مجاله كي يبقى الناس على تواصل واحتياج لبعضهم ولا يكتفي امرؤ بنفسه ولا بقدراته هكذا خلق الله الخلق لتعمر الحياة وتبدو شيقة متكاملة
الوقفة الرابعة والعشرون:
السياق مطلب اللغة والبيان ومحور السلامة في الأداء ومرجع التقولات الناشئة عن مثل ما تصور أصحابنا .. ونظرا لقيمة السياق في الأداء جاءت كلمات قرآنية على رسوم خاصة بها لربط القارئ بالسياق معنى ولو على حساب بناء الكلمة لاحظ رعاك الله كلمة:"ويكأن الله .. " فـ:" وي " كلمة و " كأن " كلمة رسمت الكلمتان موصولتين حفاظا على معنى السياق كي لايخطر في بال القارئ أو السامع أن:" وي " للتحسر، ثم يبدأ:" كأن الله يبسط الرزق .. " فالله تعالى يبسط الرزق لاكأنه يبسط الرزق سبحانه وتعالى وحرصا على بقاء معنى السياق محافظا عليه وصلت الكلمتان مراعاة لهذا المعنى والله أعلم. وكلمة:" نعما .. " تجد أن كلمة:" نعم " فعل لإنشاء المدح و"ما " موصولية وهي في محل فاعل لنعم، وكي يحافظ على هذا المعنى وكي لايخطر في البال أن ما متعلقة بما بعدها وبالتالي يصبح اللفظ هكذا: مايعظكم به .. " أي نفي وعظ الله تعالى للعباد بكلامه وهذا معنى قبيح، لذلك وصل الجزءان بكلمة واحدة حرصا على معنى السياق والله أعلم.
الوقفة الخامسة والعشرون:
لقد كتب بعض أهل العلم والنظر (1) نظرات ومباحث علمية تحاول استقصاء موضوع التجويد وأحكامه وأقوال العلماء فيه والمراد من التجويد وكيف تجشم بعضهم تحميل الأمور ما لم تحتمل، وجعلوا التكلف مطية أدائهم وأرهقوا ألسنتهم وأنفاسهم كي يوصلوا للسامعين نغمة ما أو مبالغة في ممدود أو تلوكا في خديه
(1) مثل كتاب فتح المجيد للدكتور سعود الفنيسان.
وتمطيطا في شفتيه ومبالغة في تجافي فكيه وكأن القراءة شد في العضلات وإنهاك للأنفاس ... ، بينما الذي يسمع أهل القراءة المتقنين لا يجد منهم إلا ما يسره وترتاح له أسماعه وتتأثر به مشاعره ويأنس له وبه قلبه، وتحلق روحه في عالم السمو تدبرا وتعجبا من عظمة كلام الله تعالى، وما فعل هذا القارئ أكثر من أن ضرب بقراءته على أوتار معان نبهت غافلا أو أحيت ميت قلب أو هيجت أملا أو ورثت ندما، أو أبكت عيونا ... ولقد صليت في الجامع الأموي بدمشق خلف الشيخ حسين خطاب رحمه الله تعالى رحمة واسعة صليت صلاة التراويح ولقد كان يقرأ جزءا في كل صلاة تراويح يوميا ولكنها كانت غاية في المتعة والتأثير والتدبر إلى درجة ما كنا نتمالك أنفسنا من التأثر فلقد بلغ بنا البكاء حد النشيج مرارا، مع ملاحظة
(يُتْبَعُ)
(/)
هامة هنا هي هدوء قراءة الشيخ وتسلسلها وترابط المعاني ترابطا لم يحرج الشيخ على كبر سنه حيث كان حينها شيخ قراء دمشق قراءة سهلة دون تشدق ولا تمطيط ولازعيق ... فسبحان من وهب بعض عباده صدارة في تعظيم وتعليم وترغيب العباد بكتاب رب العباد.
إن بعض من كتبوا تلك الكتابات لم يكتبوها إلا ردا لغلو وتنطع يجافي يسر القرآن الكريم ويجافي نشره والتوسع في نشره ونشر معارفه بن العباد، كيف لا ونحن اليوم على أبواب هجمة جديدة تتعرض لها الأمة في دينها ونبيها وكتاب ربها ومبادئها ... فهل نرتضي انتشار ذلك التنطع الذي يشكل نوعا من الصد عن كتاب الله وإشغالا للناس عما هو أهم، بل ويخشى من كونه إفساد ا يقحم على الكلمة القرآنية ولايسعنا هنا إلا أن نأخذ بسد الذرائع فلا نسمح بهذه الأقوال ولا ننشرها بين الناس ... ، ولنترك الناس يقرؤون على فطرهم التي تقبل على الله من خلال كتابه تعظيما وترتيلا وتعلما وتعليما وتفسيرا واستنباطا، فلا نقحم عليهم معان هم في غنى عن التطرق لها والكتاب في غنى عن ذلك كذلك والأمة اليوم في غنى عنها كذلك .. وقبل وبعد هذا أجيالنا لا يليق بنا أن نشغلها بما لا ينتهي إلا إلى الشك والتلاعب بالألفاظ القرآنية، ويكفينا أن مثل هذه المعاني الدخيلة ليس لها مثل قرآني، ولعل هذا من الإعجاز البياني في القرآن الكريم .. والله أعلم.
الوقفة السادسة والعشرون:
إن التركيب الناشئ من نظرة أصحاب هذه الدعوة سيؤدي لتحليل الكلمة وتحليل الجملة بل وتحليل الآية لنجد أنفسنا أمام معان وعبارات جديدة وإغراق في تيه جديد لم يعن عليه السياق بما أنه تركيب من التركيب، لذلك ستجد القارئ نفسه أمام ما يلي:
* قول الباري عز وجل: (الحمد لله رب .. ) هل يقبل دعاة الفكرة الجديدة أن تكون كلمة الله في أدائنا للآية من اللهو ولا فرق في الأداء بين الكلمتين فما المخرج هنا، أي كأن القارئ لها نطقها هكذا: اللاهي .. وفي بسم الله .. وما شابه ذلك .. ؟
* قوله تعالى: (وأنَّ الله .. ) هل أنَّ هنا أداة التوكيد والنصب أم هي فعل أنَّ من الأنين، وبالتالي يوسوس القارئ بمعنى لا يليق التفكير فيه لأنه يضيف للباري عز وجل معنى تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
* وقوله: (ولما) هل لما هنا هي الظرفية أم فعل لم يلم منها اللمم .. ؟ بما أن الأداء في الكلمتين نفس الأداء ..
* وفي آي’: (أعمالهم .. ) هل نقبل فكرة أصحاب الدعوة الجديدة ونقول للقارئ قراءتك جعلت الكلمة على المعنى التالي: أعمى لهم .. أي من شخص منسوب إلى العمى وأنه لهم .. !
* وقوله) إن أجري .. ) لو قرأها على تسكين الياء كما في بعض القراءات فهل الكلمة من الأجر أم من الجري؟!
*وقول: (ولئن سألتهم من خلقهم) ما رأي الشيخ في هذه الكلمة القرآنية هل مَن هنا مفعول به أم مبتدأ؟ فهي على تأويل دعاة الفكرة تحتمل أن تكون أحد الأمرين، فإن كانت مفعولا به أي إن طلبت منهم الذي خلقهم فيصبح الأمر متعلقا بمعط ومعطى والعياذ بالله، أما إن كان على الابتداء فهو المناسب للسياق والمعنى .. فكيف نخرج من الإشكال؟
* وقول الله تعالى: (ولقد فتنا .. ) هل نا هنا نا الفاعل أم نا المفعول؟ والأداء في الحالين واحد.
* وقوله سبحانه: (على كل شئ قدير) هل على هنا الحرفية أم فعل العلو والأداء الصوتي واحد؟
وقول الحق عز وجل: (أولئك الذين .. ) هل تخرج على رأي أصحاب الفكرة فيصبح الأداء" أولاء كالذين .. ".
* بل قد نقحم على الناس معان قبيحة لاتليق بالعاقل فضلا عن أهل القرآن، فلقد سمعت شخصا يقول مازحا وهذه حقيقة وقعت أمامي قال رجل إنجليزي لرجل تقولون عن القرآن قد حوى كل شئ أخذا من قوله تعالى (ما فرطنا في الكتاب من شئ) فهل فيه ذكر الضابط الإنجليزي كوك الذي كان يعمل في الأردن؟ فقال له الأردني نعم، فقد قال تعالى: (وتركوك قائما .. )!.
* وكيف نخرج كلمة " فاتقوا .. " هل هي من التقوى أم من التفتيق وأداؤها هكذا " فتًّقوا "؟.
*وكيف نقول لمن يتصور كلمة رب من قوله تعالى: " رب السموات والأرض " وخطر بباله أن رب هنا فعل أمر من التربية.
* وفي قوله تعالى: تزاور .. " هل هي من التزاور أم من الازورار؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
* وقوله تعالى " وترى الشمس .. " هل أداء وترى من الوتر أم من الرؤية؟! في ذهن أصحاب الرأي الجديد وبخاصة عند من يقرأ بالحدر؟
* وفي قوله تعالى:" وزدناهم / هدى .. " هل نقحم على القارئ والسامع المعنى المفصول بين " زدنا " وهم هدى؟!
* وفي قوله تعالى:" أفلا تعقلون " هل أفلا،، تخطر في البال من الأفول " .. وهنا مشكل آخر مفاده هل سننبر الأحرف كلها الهمزة والفاء و لا .. ؟ وبالتالي نلزم القارئ المتعلم بتكلف يذهب عن قراءة كتاب الله ما تستحقه أدب ..
* وفي: كالوهم أو وزنوهم ... ذكرت لدى السلف من باب الفصل،، وإذا قيل كالو .. هم، مع فصل كما تشير النقاط لن يستقيم السياق وهنا لابد أن يرد السياق هذا القارئ، وفي " وزنو .. هم، لا يستقيم، لأن من يفعل هذا يعد من المتلاعبين بالألفاظ والقريبين من الزندقة، ولا يدرج في فئة أهل القرآن، كما أن الفصل المتصور في جزء " وزنو .. هم " لا يؤيده أداء ما قبله " كالوهم " لأن هذا يعني قراءتها " كالو .. هم أو .. " فما المعنى الذي ينشأ من " هم أو " .. ؟ فهذا الربط بهذا القيد يمنع قبول رأي من يظن هذا ويدرج في إطار المتلاعبين باللفظ القرآني.
*وفي قوله تعالى:" قال لهم " إذا قرئ بالإدغام لأبي عمرو سيصبح أداؤها هكذا " قالَّهم " فكيف سيصبح المعنى، والأداء نفس الأداء فهل هي من القول أم من المقالة؟.
* وكذلك لأبي عمرو في نحو " نحن له " سيصبح " نحلَّه " هل هي من نحل له، على ظاهر الأداء أم نحن له كما هو الأصل.
* وقوله تعالى:" من راق " على قراءة الإدراج سيكون أداؤها هكذا " مرَّاق " فعلى ظاهر لفظها تكون من المروق، فما المخرج؟
* قوله تعالى: " ولي دين " على قراءة من يسكن الياء، فما المعنى الذي يراه أصحاب الرأي الجديد؟ هل هي بمعنى " لي " إشارة الملكية؟ أم فعل: ولي يلي .. ؟ أم " ولي " من الولاية .. ؟
* وفي قوله تعالى:" حتى إذا جاءه لم يجد .. " هل إشباع هاء الضمير يسمح بتصور كونه ضميرا منفصلا هو هكذا: جاء هو لم .. وهاء الضمير لابد من إشباعه والأداء واحد؟!
* وفي قوله تعالى:" فترى الودق .. " فترى الودق .. " هل فتر من الفتور أم ترى من الرؤية، وبالتالي كيف نميز دون السياق بين الأداءين وبخاصة في قراءة الحدر؟!
* وفي قوله تعالى:" إنا على ذهاب." هل إنا هنا فعل أمر من الأنين والمخاطب مثنى أي يطلب منهما الحزن والأنين على ذهاب .. والعياذ بالله .. ؟! وكيف المخرج من حيث الأداء؟!
* وفي قوله تعالى:"تريدون عرض .. " هل نقرأ الآية هكذا: تري / دون عرض .. ، والأداء واحد؟!
* وكذلك إذا قال قائل إن قوله تعالى: (ولو أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض .. ) أوقع الظلم على ما فأصبحت مفعولا، فماذا نقول؟.
* وفي قوله سبحانه (فأما اليتيم .. ) تجد أن كلمة " أما " وصلا تؤدى فتصبح "أمَّ .. ) لفظا وهي بهذا لن تختلف عن معنى كلمة "أمَّ يؤم .. " من الإمامة في الصلاة ولا مخرج إلا السياق فتنبه أخي صاحب الدعوى.
* والحظ رعاك الله قوله تعالى:" السائل " في آية " وأما السائل .. ) ستجد نفسك أمام معنى قد يخطر في البال كما يعتقد أصحاب تحميل قارئ القرآن ما لم يحتمله السياق فهل يخطر في بال القارئ أو صاحب الدعوى أن السائل هنا من السيلان؟! حقا إن هذا لشيء عجيب من الاستنتاج.
* والحظ قوله تعالى: (وهل أتاك حديث موسى .. ) هل يمكن إقحام المعاني الجديدة وجعل الناس يفكرون فيها هنا، حيث يمكن تصور اللفظ التالي: وهل أتى كحديث .. ) منزوعة من السياق؟!
* وفي قوله تعالى:" قال لهم " على قراءة أبي عمرو بالإدغام الكبير وتصبح هكذا " قالَّهم " كيف سيتحقق النبر أو ما في ذهن أصحاب الفكرة.
* واعلم رعاك الله أن من وجوه إعجاز هذا الكتاب أن الكلمات التي خطرت ببال هؤلاء الإخوة ليس لها المقابل الذي يخافون منه حسب تصورهم للحن، فلا يوجد في القرآن كلمات: لمع من اللمعان، إن الله لمع المحسنين .. " ولا " الوحل .. من: أوحى لها .. ولا فقع .. فقعوا له ساجدين .. ولا فقس .. فقست قلوبهم .. ساءلهم .. ساء لهم يوم القيامة حملا .. ولا ومض،، ومضى مثل الأولين .. ولا وتر بمعنى قطع على هذا اللفظ .. وترى الذين ..... ولا وكف .. وكفى بالله .. ولعل هذا مجال مناسب للكف
(يُتْبَعُ)
(/)
* وهل نفتح الباب لتصبح الكلمة قابلة للانقسام إلى معان نحو: يريدون وجه .. التي ستصبح هكذا: يري دون وجه ..
* وهذه كلمة: " النسئ " من قوله تعالى:" إنما النسئ زيادة في الكفر .. " عند الأزرق وأبي جعفر، تقرأ " بالياء المشددة، هكذا:" النسيُّ "، هل هي مبالغة من النسيان؟!.
* وهذه كلمة:" ويبشر " من قوله تعالى: ويبشر المؤمنين .. " يقرأها حمزة والكسائي بفتح الياء وسكون الباء وضم الشين، هكذا: يًبْشُر .. فما المعنى الذي سيخطر ببال أصحابنا هنا؟.
* وكلمة:" المأوى " من قوله تعالى:" جنات المأوى نزلا .. " السجدة .. يقرأها الأصبهاني عن ورش وأبو عمرو بخلف ... :" الماوى " هل يصبح الداء قابلا لمعنى جديد هو: جنات الما وانزلا .. ؟!. بمعنى الماء مخففة الهمزة .. ؟.
وهكذا أجد نفسي ملزما بأداء النصيحة لله تعالى وكتابه وللمؤمنين وفق ما جاء عنه عليه الصلاة والسلام، ولا ينفك الأمر عن كل من لديه شئ من علم في هذا الجانب، ولا أقول هذا إلا بعد عرض هذه الكلمات على كثير من الذين يترددون على المسجد وغيره لعلي أجد من خطر بباله مثل تلك المعاني التي نصب لها أصحاب الدعوة نفوسهم منافحين وإليها داعين وعلى نهجها سائرين، ولا يسعني إلا أن أقول لهم هونوا على أنفسكم وعلى طلبتكم ويسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا، ولن يشاق هذا القرآن أحد إلا غلبه، فلا تشاقوا في كتاب الله ولا تحرجوا عباد الله.
إن المعاني التي تبنون عليها دعوتكم هي معان استحضرتموها في أذهانكم ورسمتم على وفقها تخيلات
اللحون، في حين لم تخطر هذه المعاني في بال الناس، فأين التيسير وأين الرفق الذي نصبه الدين الحنيف قيمة تربوية ونبراسا للدعاة، وفي مقدمتهم، معلمو القرآن الكريم في مجالهم؟
الوقفة السابعة والعشرون:
اعلموا رحمكم الله أن سلامة الصدر تقتضي البدء مع المتعلم مما يبشره ويفتح أسارير قلبه وتقبل ما هو عليه من معرفة كي ينطلق على نحو إيجابي، والذي يبدأ به أصحاب هذه الدعوة هو البدء مما يصد النفس ويضعف الدافعية ويحبط الإقبال، فكم من الشباب جاء شاكيا متذمرا من البدء، حيث يكلف الشخص بقراءة الكلمات التي يتصور صاحب الدعوة أنها محك ومدخل للحكم على مدى إتقان الشخص لهذا الفن ... ونسي هذا الشيخ أن هذا ليس مورد التعليم ولا بابا له، وما كان هذا نهج السلف، إذ إنهم يبدؤون مع المتعلم بداية الترغيب، ولذلك عندما يبدأ المتعلم من قصار السور تلك السور التي لا تنطوي على طلاسم أصحاب الدعوة الجديدة ولا كلمات مشكلة حسب ظن رواد اللحن بل أهل التجديد في اللحن، نعم يقرأ السور القصيرة فيستقم لسانه ويتدرب في ممارسته فلا يحتاج ذلك التنطع، وهكذا سهل الشيخ عليه فلم يستحضر كلمات التحدي التي تؤذي القارئ في تعلمه وتؤذي كتاب الله في التعنت الذي يمليه أصحاب هذه الدعوة.
الوقفة الثامنة والعشرون:
لقد سألت الكثيرين عن الألفاظ التي ظنها أصحاب الدعوة الجديدة، هل خطر ببالكم معنى آخر من هذه اللفظة أو تلك؟ ومن الكلمات التي عرضت كلمة: فقست، فقعوا، أوحى لها، وإن الله لمع، .... من خطر بباله أن كلمة " فقست " من الفقس؟ وكلمة " فقعوا " من الفقع، وكلمة أوحى لها من الوحل .. والخيرة من اللمعان؟ ولقد كانت إجابات الجميع بين أعوذ بالله من الشيطان .. وبين أبدا ما خطر ببالي ذلك ...
أمام هذا لا يليق بنا أن نقحم على كتاب الله ما ليس منه ونترك الناس يقرأ ون على السياق .. رحم الله الجميع بواسع رحمته وردنا إلى ميسور كتابه وأبعدنا عن الغلو في تعليم عباده. نعم هذا جواب الفطرة وأصحاب الصدور السليمة التي تعبد الله بقراءة كتابه على ما سلم من المعاني في الصدور، لا على ما يحتمل من وجوه اللفظ، ما صح منها وما لم يصح، وأكد الجميع أن هذا ما فكرنا فيه أصلا ..
لقد جاء بعد مدة فقال: الحقيقة أنني في البداية وقبل سماع هذه الأفكار من أصحابها ما كنت أفكر إلا في سياق النص ويدور فهمي وتدبري في إطار المعنى الذي يعرضه النص، غير أني بعد سماع هذه الأفكار بدأ تقليب الكلمة في ذهني فوصلت إلى معان أشغلتني إلى أن وصلت للقناعة بضرورة البعد عن هذا ...
الوقفة التاسعة والعشرون:
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد قرأت النشر في القراءات العشر لا بن الجزري وهو إمام هذا الفن كما هو معلوم وكذلك الشاطبية وأنعم بها من نظم بزت غيرها من المنظومات وأصبحت مرجع الناس وتلقيت بالقبول والثناء، واطلعت على شرحها ... كما أن الشيخ محمد الضباع رحمه الله تعالى وهو إمام القراءة في زمانه، له كتاب بعنوان " الإضاءة في بيان أصول القراءة " جمع فيه مصطلحات خاصة بعلم التجويد والقراءات وأصول كل قراءة ورواية فلم يذكر هذا الذي تنطعوا فيه، وأحرجوا الناس في تخيله فضلا عن أدائه ...
الوقفة الثلاثون:
من المتعة في علم القراءات أن الدخول في رياضه والتنعم بين جنباته والإنس مع أهله يمنح القارئ معالم التيسير والبعد عن التنطع والتعسير، أما من يحتج بأنه حق كتاب الله وأنه لا يجوز أن نخالف في حرف ولا في حركة ولا في صفة .. ويقحمون ما ينبغي وما لا ينبغي فهذا من التنطع والغلو والمبالغة وإشغال الناس بوجوه تبعدهم عم القصد .. نعم تبعده عن التعسير وتستكشف أساليب تسهل إيصال المراد دون إجهاد للنفس بالمعسرات وتخيل المشاق من اللفظ وإلزام المتعلم بها و إلا فهو .. وهو ..
الوقفة الحادية والثلاثون:
حافظ علماء العربية والقراءة على نسق الكلام وجماله ورقة اللفظ وعذوبته، فهذا علم الصرف و فيه ما يسمى بالإعلال الذي ينقل اللفظ عن أصله الذي بني عليه ويلطف فيه وفق قواعد رائعة يسهل النطق بها ويجعل اللفظ جميلا لطيفا، فهل على القارئ أن يعود إلى أصل اللفظ كما يتصور إخواننا أصحاب الدعوة الجديدة التي يتخيلون فيها اللحن ثم يلزمون القارئ بأنه على هذا النسق نطقك يؤدي إلى كذا؟! .. وكذلك علماء القراءة والعربية عندما يأتون إلى كلمة فيها حرف مرقق وفق القواعد فإنهم يفخمونه مراعاة لما بعده حرصا على نسق صوتي أفضل مثل كلمة " قرطاس " ونحوها، فعلى القارئ لأن يفخم الراء لتتسق مع الطاء كما أن الانتقال من مكسور هو القاف إلى مرقق هو الراء ثم الانتقال إلى مستعل بمرتبة هي الأعلى فيه نبو في اللفظ يحتاج تكلفا، لذلك تنحى العربي عن ذلك ففخم الراء كي تتناسب مع الطاء مما أضفى على اللفظ يسرا وجمالية، و في هذا الإطار سنجد لفظ الجلالة "الله " من قوله تعالى " الحمد لله " الذي أبقاه العرب والقراء على نسق الترقيق، فلم يقحموا الغلو، الذي تصوره أصحاب الدعوة الجديدة لأن المسلم يقرأ على السياق إذ إنه وفق منهجهم سيصبح اللفظ هكذا " الحمد للاهي " أي من اللهو فلم لم يغير العرب والقراء اللفظ خوفا من هذا المعنى قياسا على كلمة " قرطاس " فيبقوا على اللفظ بتغليظ اللام من " الحمد لله " ونحوها .. ؟!
الوقفة الثانية والثلاثون:
لقد اعترض أصحاب التخصص الشرعي والمشرفون على التربية الإسلامية في المنطقة عندما بدأ الشيخ معهم بمنطق التحدي والغرور لإثبات عجزهم وأنهم ... و أنهم .. ، ولاحظوا التنطع والغلو في تناول الأمر فما كان منهم إلا أن اعترضوا وألغوا اللقاء وكانت ضربة مؤسفة لخلفية متنطعة، ولو كان الأمر بحجة حماية كتاب الله، وليكن معلوما أن حماية كتاب الله لا تبدأ من هنا، ..
هل يليق برواد التخصص أن يُتهموا بالعجز والقصور على هذا النحو الذي ينطوي على نوع من الغرور والاستعلاء على هيئة شئ يسمى التحدي ... وممن؟ من زميل لهم حصل على رواية حفص، وبدلا من أن تكون هذه المعرفة طريق رفق ولين ورحمة بمن لا يعرف، أصبحت ذريعة لما لا يليق ..
لذلك أدعو أصحاب هذه الدعوة إلى تقوى الله تعالى والبعد عن هذا الورع البارد الذي يشعر صاحبه بالبعد عن إثم حسب رأيه ليقع في إثم لأعظم خطره يتعدى على كتاب الله وعلى عباده .. وأقول دعوا على سلامة صدورهم ويسر فهمهم، وليسعكم ما وسع السلف فلسنا أتقى لله منهم والله أعلم.
الوقفة الثالثة والثلاثون:
(يُتْبَعُ)
(/)
اللحن الخفي واللحن الجلي مجالان، على قارئ القرآن الاطلاع عليهما، ومعرفة عوامل الوقوع فيهما، واللحن الخفي لا يبدأ به مع الدارس مادام اللحن الجلي غير مدروس وغير مستوعب، أما أصحابنا فكأنهم يريدون البدء باللحن الجلي مع ما فيه من سد منافذ ترغيب التعلم، إذ إن تصور هذا اللحن يحتاج دربة ومرانا وممارسة مع اللفظ القرآني، وبخاصة في عصرنا الذي استعجمت فيه الألسنة ... فكيف يبدأ من الخفي قبل تحقق القراءة المعربة وسلامة الحركات، إذ إنها هي المعول عليها في بيان المعاني ومواقع الكلمة في الجملة والجملة من الآية ...
الوقفة الرابعة والثلاثون:
المحافظة على السياق أساس في كتاب الله، وقد يتغير اللفظ وتركيب كلمتين أو مجموعة كلمات، سعيا للمحافظة على السياق، مثل كلمة:" نعما " فهي مركبة من: نعم، و: ما، فالثناء هنا مقصود به الأمر الذي وعظنا الله به، وليس المقصود هو الثناء على الله رغم أن الله تعالى أهل الثناء ولكن السياق لم يسق هنا لذلك، ولذلك لا بد من الوقوف عند السياق والإعراب.
الوقفة الخامسة والثلاثون:
في قوله تعالى: " أن اغدوا .. " و: " أن امشوا .. " و: " أن اشكر لله .. " حركة النون في " أن " هل هي الضمة أم الكسرة؟ ولماذا على الحالين؟.
الوقفة السادسة والثلاثون:
راجع كتاب النشر للإمام ابن الجزري بدءا من فصل مخارج الحروف وكيف يقرأ القرآن وتعريف التجويد، وما تشترك فيه الحروف وما تنفرد به ومواضع التفخيم والترقيق، والحظ كذلك فصل التنبيهات في ختام فصل أقسام الوقف، فيذكر مثلا ما قيل عن قوله تعالى: " سلسبيلا " حيث قد يخطر في بال بعضهم قراءتها هكذا " سل سبيلا " متجاوزا السياق ومجافيا المعنى المراد، فرد ابن الجزري ذلك ردا قويا، كما أنه رحمه الله لم يشر إلى قضية الحركات، وما ينشأ عنها من لحون، كما تصورها أصحاب الطريقة التعليمية الجديدة المحرجة للمتعلمين .. ، بل ستجد التأكيد الواضح على أهمية التزام السياق والبعد عن التعنت والتنطع، ويبين السبب فيقول في نهاية التنبيه الأول ما يلي: (فإن ذلك وما أشبهه تمحل وتحريف للكلم عن مواضعه يعرف أكثره بالسباق والسياق)، لاحظ قوله: تحريف للكلم عن مواضعه، والحظ قوله: يعرف أكثره بالسباق والسياق. والحظ تمثيله على مواضع تفخيم الحروف حيث لم يذكر الكلمات التي يتصور نشوءها ... بل لم يذكر كلمات واضحة على طريقة أصحاب الدعوة والتكلف ففي الكلام على الزاي يمثل بكلمة:" كنز تم " التي يؤكد فيها على أهمية جهر الزاي والحذر من الهمس لأنها ستصبح سينا، ومع ذلك لم يذكر الكلمة المقابلة التي تنشأ، واكتفى بذكر ما ينبغي منحه للحرف من حقه في صفته ومخرجه، بل في الضاد بيان واضح كذلك يمكن استشفافه في نفس ما أ قصد بيانه حيث لم يذكر الكلمات التي تنشأ عندما تتغير صفات الحرف نظرا لتأثره أو تأثيره بما قبله أو ما بعده من الحروف.
لذلك أقول ناصحا إخواني دعوا هذا الباب الذي إذا فتح سيفتح باب شر لا ندري أعماق خطره ولا وديان تيهه وفي ماذا؟ في القرآن الكريم! فلندع الصدور سليمة والمقاصد إيجابية والمشاعر خيرة بناء ة
هذا وبالله التوفيق وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
أخوكم
أكرم بن يوسف الحريري
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[03 Nov 2003, 01:08 ص]ـ
أخي شعبة .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
لقد قرأت طرفا من كلام الشيخ الحريري وهو كلام جيد غير أني أنبه على أمور في هذا الباب:
1 - الجزم بأن هذا من التكلف يحتاج إلى تأمل لأن القرآن كما هو معلوم يؤخذ بالتلقي وكون من قرأ عليه الشيخ كان لاينبه على هذا وقتا ثم أصبح ينبه بعد ذلك لايعني أنه أحدث طريقة جديدة، بل هناك كثير من المقرئين ينبهون على ذلك ولقد قرأت على شيخي - وهو من أهل مصر - وكان ينبهني على ذلك.
2 - هذا الترتيب الصوتي إن صح التعبير لاشك أنه يعطي دقة عند السماع أكثر من عدمه، فلا يبعد أن يكون مستحبا أثناء القراءة، ولكن مجال البحث هل يكون لحنا خفيا؟ الذي رأيته من شيخي الاستحسان دون التشدد في ذلك!
3 - ربما يكون ضمن الأمثلة المستعملة نوعا من التكلف، فلا ينبغي سحب ذلك على البقية.
4 - طرق الناس تختلف في توصيل المعلومة، فمنهم من يتشدد دائما ولايفرق بين مسألة وأخرى ولذلك ينشأ عند الطالب (المتلقي) أن هذه المسألة ضرورة وإنما هي مستحبة أثناء القراءة! فينقلها لمن بعده بنفس التشدد!
5 - إذا كان هناك اختلاف بين المقرئين في بعض مسائل التجويد مثل مسألة إطباق الشفتين عند الإقلاب بين السند المصري والسند الشامي فلا يبعد أن يكون هناك اختلاف فيما هو أسهل من ذلك وقل مثل ذلك في الضاد!
أخيرا أتمنى بعد ذلك:
1 - ان يؤخذ آراء المقرئين الكبار في هذا ويستفتون فيها مثل الشيخ إبراهيم الأخضر ويحاول تنويع المخارج في السند حتى يحصل هناك غلبة ظن في المسألة.
2 - لو ثبت وجود ذلك عند البعض دون بعض فأرجو أن تتسع الصدور لذلك لأن كل إنسان روى بما تلقاه عن شيخه وجزاكم الله خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شعبة بن عياش]ــــــــ[03 Nov 2003, 03:58 م]ـ
أشكر لك أخي الفاضل تفاعلك مع هذا الموضوع ...
ومما أضيفه في هذه العجالة ما يلي:
نقل لي أحد الأفاضل أنه سأل الشيخ المحقق عبدالعزيز بن عبدالفتاح القارئ عن هذه المسألة فستحسن مذهب النبر وأخبره أن شيخه المقرئ عبدالفتاح القاضي -شارح الشاطبية- كان يراه.
وأيضاً كنت قد سألت الشيخ الدكتور حازم الكرمي عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية وباحث بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف فقال لي:
أنه من تجويد القراءة ولا ينبغي التشدد فيه وقال أنه من المباحث التي تميز بها اهل التجويد وأبهروا بها علما اللغة -وذكر لي موقفاً يدل على ذلك نسيت طرفاً منه-
عموما جزيت خيرا على إضافتك القيمة ......
وبانتظار المزيد من مشايخنا الكرام ....
ـ[شعبة بن عياش]ــــــــ[03 Nov 2003, 04:02 م]ـ
منقول
هذا نقل لما تفضل به (د. أنمار) في منتدى البحوث الدراسات القرآنية تعقيبا على الوضوع:
سبحان الله، اليوم كنت في صدد فتح هذا الموضوع للنقاش وأنا عائد من صلاة التراويح فإذا بي أراه قد غطى معظم ما أردت طرحه.
وللمعلومية:
فإن قراء الشام لا يؤيدون هذا المذهب.
أما قراء مصر فقد دخل عليهم هذا المبحث من علم الدراسات الصوتية الحديثة، ولا ذكر لذلك في كتب الأقدمين.
وقرأت نقلا عن الشيخ السيد عامر عثمان أنه رحمه الله كان يؤيد هذا النبر، بل وقد كنت ناقشت أحد القراء في الإذاعة المصرية عندي اسمه واسم شيخه السنة الماضية فقال لي أنه لم يتلق هذا النبر لكن الشيخ عامر في الإذاعة هو الذي أكد عليه التزامها، ومثله ينقل عن بعبض كبراء القراءات في مصر.
واعتراضي على من يتبنى هذا الرأي أن الخطأ (إن عددته خطأ) فيه منتنشر عند الطلبة، فأين من ألف في التجويد كابن الجزري في كتبه أو ملا على القارئ أو شيخ الإسلام زكريا الأنصاري أو السفاقسي
والأخير يكاد لم يترك شاردة ولا واردة في أخطاء الطلبة إلا ونبه عليها لأنه في كتابه أراد استقصى معظم ما يخطئ فيه المبتدئ.
والذي أوده من مؤيدي هذا الرأي أن يذكروا مستندهم من كلام المتقدمين وإلا فهو اعتراف منهم بأنه ليس جزءا من التلقي المطلوب اتباعه.
====================
ـ[خادمة القرآن]ــــــــ[30 Jun 2006, 11:36 م]ـ
النبر في كتاب الله موجود لفظاً ولكنه مصطلح جديد عند علماء هذا العصر إلا أن المشايخ في القرن الرابع الهجري تحدثوا عن الطريقة اللفظية لبعض الكلمات القرآنية ووصفوها توصيفا دقيقا ولكنهم لم يسموها وباتباع نفس طريقة اللفظ سار عليها بعض القراء وهم تلقوها عن مشايخهم، فكثير من أهل الشام ومصر والسعودية وأهل المدينة خاصة تميزت قراءتهم بالأداء او ما يسمى بالنبر وهم لم يحدثوا هذا من تلقاء أنفسهم بل تلقوه عن مشايخهم بسند متصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وذكر أبي الحسن علي بن جعفر السعيدي المتوفى سنة 400 وقيل 410 هجري في كتابه التنبيه على اللحن الجلي واللحن الخفي، في صفحة 34 في باب الياءات إذا انفتحت وما قبلها مكسور.
قال: وذلك مثل قوله تعالى: (لا شية فيها) (ودية مسلمة) (الغاشية) ... وما أشبهها ينبغي أن تختلس حركة الحرف الذي قبل هذه الياءات اختلاساً خفيفاً، ولا تشبع كسرتها فتصير في اللفظ ياءين، فإنك إن أشبعت كسرتها قلت: لا شيية فيها، وديية مسلمة، وحاميية، لفظت بياء ساكنة وبعدها ياء مفتوحة، وذلك غير جائز عند أهل الأداء.
فيجب أن تكسر الحرف الذي قبل الياء في هذه الحروف وأشباهها بمقدار الكسرة في العين من عِدَة، والزاي من زِنَة، والصاد من صِلَة، وما أشبهها، ويُفرق بين المختلس والمشبع في اللفظ. أه
نقلاً من كتاب رسالتان في تجويد القرآن , تأليف أبي الحسن السعيدي. تحقيق الدكتور غانم قدوري الحمد.
فمن هنا نجد أن النبر كان موجودا في تلاوة كتاب الله إلا أنه لم يكن له مسمى.
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[01 Jul 2006, 04:46 ص]ـ
موضوع له صلة منقول عن هذا الرابط:
http://www.yah27.com/vb/showthread.php?p=55768#post55768
النبر في القرآن الكريم
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله_ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا. أما بعد ...
لاشك ان القرآن معجز في كل شئ من حيث ألفاظه ونظمه وبلاغته، فالعلماء جميعا ينهلون من القرآن، والكل يأخذ من القرآن ولم ينته عجائبه وحير البلغاء في دقة ألفاظه وتنوعه قال د/ فاضل السامرائي في كتابه (بلاغة الكلمة في التعبير القرآني):" ولا شك أن كل كل مفردة وضعت وضعا فنيا مقصودا في مكانها المناسب، وأن الحذف من المفردة مقصود كما أن الذكر مقصود،وأن الإبدال مقصود،وكما أن الأصل مقود، وكل تغيير في المفردة أو إقرار علي الأصل مقصود له غرضه ".صـ6، هذا من جهة البلاغة،ولكننا سنتحدث عن أسلوب جديد في قراءة القرآن وهو طريقة إلقاء الكلمة ـ بعيدا عن علم التجويد المدود وغيرها ـ حسب ما تقتضيه المعاني، والذي يشرع في تعلم علم التجويد له أربع مراحل:
أولها: مرحلة الشكل (أي التشكيل) كيف يتعلم طرقة نطق الفتحة والضمة والكسرة، والذي يعبر هذه المرحلة يدخل بعدها مرحلة المخارج كيف ينطق الحرف وكيف يفخم ويرقق الحروف بحسب أحوالها ومن عبر تلك المرحلة دخل في الثالثة وهي المرحلة الحسابية حيث يتعلم مقادير المد الطبيعي ومقادير المنفصل والمتصل واللازم وحركتي الغنة وهكذا عن طريق العد أو بسط الأصبع وغيره حتي يتقنها سليقة وطبيعة دون عناء، ومن انتهي من هذه المرحلة ــ ولا شك أنه سيكون مجيدا في القراءة ــ يدخل في المرحلة الأخيرة وهي مرحلة المهرة المتقنين وهي النبر، قد ينطق القارئ الكلمة بتشكيل صحيح ومخارج سليمة ثم يعطي معني مخالفا للمراد مثل قوله تعالي:" فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) " فيقرا كلمة " فقعوا " مثل كلمة " ذهبوا " مثلا فكأنها من فقع العين، بل لا بد من تمييز حرف الفاء والصبر علي حركة القاف دون الإسراع فيكون حينئذ بمعني الإلقاء وهذا ما يعرف بالنبر، وكذا لو قرأ " فَسَقي لهما" بنفس إيقاع "جعلا له " فتصير كلمة " فسقي "وكأنها من الفسوق في حين أنها من "السّقي" وكذا لو نطق " وسعي لها " وكأنها من من السعة والاتساع في حين أنها من السعي الذي هو السير، وكذا " فهدي " ليست من الفهد وإنما من الهدي، وتجنب مثل هذا يكون بنبر المقطع الثاني ـ أي الصبر علي الحرف الثاني وحركته ـ ولو قرا مثل قوله تعالي:":" وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ " دون نبر "ما" فتقترب الكلمة من كلمة "كلما " التي تفيد التكرار وكذلك نطق " أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ " دون نبر "ما" يحول المعني من استفهام موجه للكافرين عن شركاهم إلي ظرف مكان عام أو اسم شرط وجزاء وكلاهما غير مناسب،وكذا قوله تعالي:" وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ " دون نبر "ما" يجعل "أنما " كأنها أداة قصر وهذا غير مراد في الآية.
فينبغي للقارئ أن ينتبه لمثل هذا،ولنذهب سويا لكي نتعرف علي النبر .. قال صاحب لسان العرب في النبر:" مصدر نَبَرَ الحَرْفَ يَنْبِرُه نَبْراً هَمَزَه وفي الحديث قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم يا نَبيءَ الله فقال لا تَنْبِر باسمي أَي لا تَهْمِزْ وفي رواية فقال إِنَّا معْشَرَ قريش لا نَنْبِرُ والنبْرُ هَمْزُ الحرْفِ ولم تكن قريش تَهْمِزُ في كلامها نَبَرَ الرجلُ نبْرَةً إِذا تكلم بكلمة فيها عُلُوٌّ وأَنشد إِنِّي لأَسمَعُ نبْرَةً من قَوْلِها فأَكادَ أَن يُغْشَى عليّ سُرُورا والنبْرُ صيحة الفَزَعِ ونبرة المغني رفع صوْتِه عن خَفْض " وقال في المعجم الوجيز:" النبر في النطق:إبراز أحد مقاطع الكلمة عند النطق،والنبر:إظهار الهمزة مثل: دارأ في داري" والذي نحن بصدده::" النبر في النطق:إبراز أحد مقاطع الكلمة عند النطق " وهو ما يسميه بعض العلماء الضغط علي الحرف حتي تكمل حركته ,ويتميز عما قبله و بعده بارتفاع الصوت وهذا الشئ قديم وهو تميز المعني بطريقة الأداء فقد ذكر د/ جبل ود/ غانم قدوري ما قاله النسفي في سورة يوسف وقبل ذكرها أحب ان أضع هاتين الآتين معا
(يُتْبَعُ)
(/)
حتي يتضح قول النسفي جيدا للقارئ:" قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ " وقوله تعالي:" فَلَمَّا آَتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (66) " لفظ الله مرفوع في الآتين ولكن في الأولي (المائدة) فاعل وفي (يوسف) مبتدأ ولنقرأ كلام النسفي في سورة يوسف" {فَلَمَّا ءاتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ} قيل: حلفوا بالله رب محمد عليه السلام {قَالَ} بعضهم يسكت عليه لأن المعنى قال يعقوب {الله على مَا نَقُولُ} من طلب الموثق وإعطائه {وَكِيلٌ} رقيب مطلع غير أن السكتة تفصل بين القول والمقول وذا لا يجوز، فالأولى يأن يفرق بينهما بالصوت فيقصد بقوة النغمة اسم الله." ا. هـ فقول النسفي "، فالأولى يأن يفرق بينهما بالصوت فيقصد بقوة النغمة اسم الله " يقصد إظهار لفظ الجلالة الله وإلقائه بطريقة تشعر بان القصد منه الابتداء لأن الفاعل في الآية هو يعقوب عليه السلام وكلمة وكيل خبر للفظ الجلالة فالتفريق بقوة النغمة رفع الصوت به إذ لا معني لقوة النغمة هنا إلا النبرلأنه رفع بضغط،قد خصص هذا النبر بلفظ الجلالة بقوله (فيقصد ... ).انظر تحقيقات في التلقي والأداء د/ جبل وكتاب الدراسات الصوتية لغانم قدوري. ويتضح مما سبق أن المفسرين كانوا يهتمون بطريقة الإلقاء، وقال السمرقندي في قوله تعالي:" وَإِذَا كَالُوهُم وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) " {وَإِذَا كَالُوهُمْ} يعني: إذا باعوا من غيرهم ينقصون الكيل {أَوْ وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} يعني: ينقصون الكيل وقال بعضهم كالوهم حرفان يعني: كالوا ثم قال: هم وكذلك وزنوا ثم قال: هم يخسرون وذكر عن حمزة الزيات أنه قال هكذا ومعناه هم إذا كالوا أو وزنوا ينقصون وكان الكسائي يجعلها حرفاً واحداً كالوهم أي: كالوا لهم وكذلك وزنوا لهم وقال أبو عبيدة وهذه هي القراءة لأنهم كتبوها في المصاحف بغير ألف ولو كان مقطوعاً لكتبوا كالواهم بالألف " 587
ٍولفظ حرفين في كلام أبي عبيد معناه كلمتين ذلك أن لفظ (هم) علي هذه القراءة مؤكد لضمير الفاعل،واللفظ التوكيدي كالزائد عن بناء الجملة لأنه ينصب علي مفردة فيها لا علي مبناها كله في حين أن المفعول هو من تمام بناء الجملة الفعلية في الفعل المتعدي لأن الكلام يتطلبه ومن هنا عدُّوا قراءة (كالوهم) في حالة تنغيم (هم) مفعولا كلمة واحدة وفي حالة تنغيمها توكيدا =حرفين أي كلمتين وكذلك الأمر في (وزنوهم).والنبر هنا يتمثل في ضغط النطق بالضمير ضغطا يشعر يتميزه عما قبله ويرتفع به صوته عما قبله وبعده في كل من القراءتين وكذلك الأمر في جعل الضمير (هم) في (هم يخسرون) مبتدأ وهذا الضمير يعد لغويا كلمة ويعد صوتيا مقطعا، وأبو عبيد عبّر عن ذلك التميز بالوقف فإن وقفا حقيقا فهو سريع جدا (كسكتات حفص) وهناك احتمال أن يكون قصد بالوقف ذلك التمييز النبريّ الذي ذكرناه "ينظر .. تحقيقات في التلقي د/جبل وقال الزمخشري:" {والذين يَجْتَنِبُونَ} عطف على الذين آمنوا، وكذلك ما بعده. ومعنى {كبائر الإثم} الكبائر من هذا الجنس. وقرىء «كبير الإثم» عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه: كبير الإثم هو الشرك {هُمْ يَغْفِرُونَ} أي هم الأخصاء بالغفران في حال الغضب، لا يغول الغضب أحلامهم كما يغول حلوم الناس، والمجيء بهم وإيقاعه مبتدأ، وإسناد {يَغْفِرُونَ} إليه لهذه الفائدة، ومثله: {هُمْ يَنتَصِرُونَ} [الشورى: 39].يقصد:" وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (39) " الذي برز كون (هم) المنفصلة في هذه الآيات هي رأس جملة أي مبتدأ هو نبرها بحيث تبرز ابتدائيتها وكونها ليست مضافة إلي اليوم في آيتي غافر بخلاف آيات الزخرف والمعارج والطور والذاريات ـ وكذلك الأمر وإن كان أقل حدة في آيتي الشوري فالنبر هو الذي يبرز التخصيص الذي ذكره الزمخشري" المصدر السابق
(يُتْبَعُ)
(/)
ولابد أن نعرف ليس الأمر مطلقا ولكن يكون النبر فيما له أثر في المعني،اما مالا يؤثر في معني نحو النبر في (يعظكم ـ يعدُكم) أي الحرف الثاني منهما فهذا خطأ لا يجوز لأنه يؤدي إلي اختلاس حركة الحرف الثاني وهذا خطأ لأن هذه الحركة كاملة وليست مختلسة، وكما يفعله البعض في (أفلا تعقلون) يسرع بحركة الفاء ليستفهم كما يظن فإن سألته لما هذا؟ قال للتفرقة بينها وبين (أفل) الفعل (سورة الأنعام) في حالة تثنيتها أي (أفلا) ويظن أنه يفرق بينهما، وهذا خطأ لأن حركة الفاء كاملة وليست مختلسة وليست من الكلمات التي وردت مختلسة، ولكي يستفهم ينبر ـ أي يضغط ـ علي (لا) أو يلقي الكلمة التي بعدها ـ هنا (تعقلون) ـ بطريقة تشعر بالاستفهام،أما ما نسمعه من بعض الكبار باختلاسها فهذا خطأ مما لاشك فيه ـ كما بينا ـ.
والسؤال:ما هي التركيبات التي يدخل فيها النبر؟؟؟
قال د/ جبل:" 1. التركيب المكون من ثلاثة مقاطع .. مثل فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) تنبر القاف، (فَسَقَى لَهُمَا) تنبر السين، (فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ) تنبر النون (وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) تنبر القاف (وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً) تنبر التاء (وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ) تنبر القاف (فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ) تنبر الهمزة (فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ) تنبر العين (فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا) تنبر الكاف (وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا) تنبر الكاف
ونري أن الأساس النفسي العلمي لهذا النوع من النبر أن اللغة العربية تغلب فيها الجذور الثلاثية علي غيرها ....
زيادة توضيح:
إن هذه الأفعال الثلاثية الماضية التي لم ينتقص منها حرف مثل (كفروا ـ ختم ـ قتل) وكذا الأفعال المضارعة مثل (يقول) والأفعال الماضية غير الثلاثية مثل (أنزل ـ آمن) والثلاثية التي حذف منها حرف ولكن لم يدخل عليها حرف مثل (لقوا ـ خلوا) والتي دخل عليها حرف ولكن تخلف نظمها المقطعي عما قلنا مثل (فزادهم) كل هذه لا تحتاج إلي نبر لأن نطقها متميز المكونات.
2. حروف عطف أحادية تليها حروف جر أحادية داخلة علي ضمائر مثل (ولهم ـ فلهم ـ ولكم ـ فلكم ـ ألكم ـ فبما) والنبر فيها يكون علي حرف الجرـ أي علي المقطع الثاني أيضا ـ ومما يلحق بذلك ما يكون حرف الجر فيها بداية شبه جملة هي خبر مقدم لمبتدأ بعده مثل (وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) بل إن أهمية إبراز كون حرف الجر بداية شبه جملة خبرا تجعل نبره مفيدا حتي لو لم يسبق بعاطف (لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ) وهذا النوع كثير أيضا منتشر في القرآن والمهم أنه لا ينبغي أن يغيب عنا أن النبر الذي نهتم به أو ينبغي أن نهتم به هو ما يبرز معني الكلام أو يساعد علي إبرازه بأن ينبه إلي ان المقطع الثاني مثلا هو بداية لحرف أو لفعل أو إلي أن المقطع بداية بشبه الجملة لجملة مستقلة.
3.النبر في الحرف المقطعة.
أولا إن +ما،أن +ما) التراكيب المكونة من أن المشددة مكسورة الهمزة او مفتوحتها +"ما " موصولة أو غير موصولة،والقاعدة التي أطمئن إليها في هذه التراكيب هي نبر (ما) التي ليست اسم موصول سواء رسمت متصلة بما قبلها أو رسمت منفصلة عنه:أ ـ ما تنبر فيه (ما) بعد (إنّ) (إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآَتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِين) الأنعام 134 (َ إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) النحل 95 (إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ) طه 69 (إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ) الذاريات (إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (7)) المرسلات. وقدر رسمت "ما" في هذه المواضع متصلة بأن عدا موضع الأنعام،، وباقي ما جاء في القرىن وهو 141 مرة ـ حسب ما في معجم حروف المعاني ـ فغن ما فيه كافة فلا تنبر ... فالذي ينبر من (إنّ + ما) هو خمة مواضع فقط
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيا: (أنّ + ما) لَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ .. (178) وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ ... (41) أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى ... (19) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ ... (62) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ ... (30) أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55) وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ ... (27) لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ ... ر (43) (وقد رسمت آيتا الحج ولقمان 30 مفصولتين)
وأما قوله تعالي:" فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ... (49) و" فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (92) فالراجح ان "ما" فيهما كافة فلا تنبر وقد رسمتا بالاتصال.
الخلاصة: أن الذي ينبر من (أن + ما) هو ثماني آياتٍ الأولي وما عداهما ـ اثنان المائدة 49،92 وأحد عشر موضعا آخر (الأنفال 28 ـ هود 14ـ إبراهيم 52 ـ الكهف 10ـ الأنبياء108ـ المؤمنون 115ـ القصص 50 ـ ص24، 70 ـ فصلت 6 ـ الحديد 20) = لانبر فيه
ثالثا: (كل + ما) ينبر في هذا التركيب موضع واحد وهو اسم يعود عليه ضمير وهو قوله تعالي:" وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ... (34) " وما عدا هذا الموضع لا ينبر مثل: ... كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا ... (91) "كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ ... (44) والمواضع الثلاثة رسمت في المصحف بقطعى "كل" عن "ما " ثم إن المواضع الباقية في القرآن وعددها سبعة عشر لا تنبر فيها "ما" فالنبر في هذا التركيب في آية واحدة (إبراهيم 34)
رابعا بئس +ما) هنا عدة آيات "ما" فيها واضحة الموصولية هي قوله تعالي: "بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ" "قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ
& Oslash; وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ& Oslash; وقد رسمت الأوليان باتصال "ما".
وعدة آيات أخري "ما" راجحة الموصولية هي: وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187) آل عمران " لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (62) "لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (63) "لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) "لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ ... (80) "قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي ... (150) المائدة. فهذه كلها تنبر (وقد رسمت هذه المجموعة بانفصال "ما")
قوله تعالي:" بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي " ف"ما" نكرة موصوفة فلا تنبر وقد رسمت متصلة.
فالخلاصة: أن كل (بئس+ما) تنبر ماعدا " بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي "
4. (أين +ما) ورد هذا (التركيب" ثنتي عشرة مرة منها ثلاث مرات "ما" فيها موصول فتنبر وهي:"قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ... (37) الأعراف "وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (92) الشعراء "ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ (73) غافر وهذه الثلاثة رسمت مفصولة وسائرها "أينما " فيه اسم شرط أو ظرف مكان مجرد من الشرط لاتنبر فيه "ما" وهي "فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا ... (115) "أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ ... (148) البقرة "ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا ... (112) آل عمران "أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ ... (78) النساء "أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ ... (76) النحل "وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْت (31) مريم ُ
"مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا ... (61) الأحزاب "وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4) الحديد "إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ... (7) المجادلة قال د/غانم قدوري:"قال بعض المحققين ينبغي أن يقرأ القرآن علي سبعة نغمات: فما جاء من أسمائه تعالي وصفاته فبالتعظيم والتوقير.
وما جاء من المفتريات عليه فبالإخفاء والترقيق.
وما جاء من ذكر الجنة فبالشوق والطرب.
وما جاء من ذكر النار والعذاب فبالخوف والرهب.
وما جاء من الأومر والنواهي فبالطاعة والرغبة.
وما جاء من ذكر المناهي فبالإبانة والرهبة. انتهي خلاصة العجالة صـ213 .. ) الدراسات الصوتية 480
وهذا شئ يسير ويفتح الباب لإخواني حتي يدلوا كل واحد بدلوه وحتي تفهم معاني القرآن من قراءة القارئ ويكون تفسيرا أوّليّا للسامع.
هذا ما من الله به علينا،ونسأله الإخلاص فيما قلنا وعملنا وأن يتقبلها منا ويجعلها لنا نجاة وزخرا يوم القيامة.آآآمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو عمر عبد الحكيم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عادل الكلباني]ــــــــ[01 Jul 2006, 08:41 ص]ـ
الحمد لله وبعد،،،
فقد قرأت على مشايخ أجلاء، كانوا يرون ما سماه أخونا هنا بالنبر، ومنهم شيخنا العلامة أحمد مصطفى، احد أبرز تلاميذ الشيخ أحمد الزيات رحمه الله، وكان يبين طريقة النطق في بعض الكلمات، مثل: يعدكم، ويرثني، وهكذا. وكذلك شيخنا الشيخ محمد أبو رواش في المدينة النبوية، وكذلك الشيخ إبراهيم الأخضر شيخ القراء في المسجد النبوي، - لم أقرأ عليه - ولكن في جلساتنا معه وسؤالنا له كان يمسي ذلك {هندسة الكلمة}. وهكذا شيخنا الشيخ محمد عبدالحميد.
وأما مشايختنا السوريين فهم لا يحسنون هذا، وهي مشكلة في طريقة نطقهم للكلمة في النطق العامي، وأظن أن مكمن المشكلة في هذا، أي في غلبة النطق العامي، وتعود اللسان عليه، ولهذا فإن من سمع قارئا من أهل الجنوب، أي جنةب المملكة سيعرف ذلك من طريقة نطقه لبعض الكلمات مثل {أنفسهم}، فلما غلبت العامية على نطق المدرس والعالم والمتعلم كان لا بد من بيان النطق الفصيح للكلمة، مع ملاحظة أن الغلو في كل شي مفسد له، وبهذا لا يصلح أن يجعل الغالي أصلا يرد به أصل العلم فتنبه.
ومن هنا فإن في بعض ما ذكر حق، وبعضه مردود، والوسطية هلي الحق الكامل، وهذا لا يؤخذ بكلام مكتوب، ولكنه تلق بالشفاه، والله المستعان.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[01 Jul 2006, 06:40 م]ـ
كثيراً ما نلحظ في اختلاف القراء (المعاصرين) الاحتجاج ببعضهم على بعض بأن ما يرونه هو ما تلقوه بالسند المتصل عن شيوخهم وأن من أقرأهم كان بالغا في علم القراءات مبلغاً قل أن يصله أحد ووافقه في قوله فلان وفلان ..... الخ
وإن اختلفت الأساليب والعبارات فالمؤدى واحد ولكن بعيداً عن تلك المزاعم التي لا يسلم منها إلا ذو حظ عظيم إلا أن من الأمورما هو ظاهر بجلاء تام ففيما يتعلق بالنبر نجد في قراءة البعض مبالغة لا تخفى على أحد وتقعراً يفسد ذوق القراءة ويختلف مع التيسير الذي أنزل الله به كتابه.
كما أن في الجانب الآخر تفريطا وتساهلا وعفوية في الأداء-إن صح التعبير- بحجة أن القرآن نزل مُيَسَّراً تفسد المعنى المراد من الكلمات القرآنية تماماً ومن ذلك مثلاً قول الله تعالى {وترى الشمس إذا طلعت ... } فإن المفرِّط في مراعاة قدر الفتحة على التاء وإكمالها تماماً قد يحيل المعنى باختلاسه للحركة حتى يظن السامع أن الفعل ليس من الرؤية وأنه مسبوق بواو بل سيظنه (وَتَرَ) من الوَتر. وشتان بين المرادَين.
وكذلك مثلاً في قوله تعالى (فقالَ لهم) من يختلس فتح اللام الأولى ولا يكمله ولايؤديه على الوجه الصحيح ففي قراءته تحويل للمعنى المراد ليصبح في أذن السامع كأنه فعل واحدٌ (قالَلَهم).
وغير ذلك كثيرٌ جدا في القرآن الكريم وما دام الأمر كما سبق متعلق بالخلل في معاني القرآن فإن التزام أداء تلك الكلمات بطرقها الصحيحة أمرٌ لازم والله تعالى أعلم.
ـ[خادمة القرآن]ــــــــ[01 Jul 2006, 10:29 م]ـ
أضيف على كلام الأخ إبراهيم الجوريشي فيما يتعلق برفع الصوت وخفضه عند كلمة (ما)
وذلك بقول العلامة السمرقندي (ت 780) في كتابة روح المريد في شرح العقد الفريد:
إذا (ما) لنفي أو لجحد فصوتها ار فعن، وللاستفهام مكن وعدلا
وفي غيرٍ اخفض صوتها، والذي (بما) شبيه بمعناه فقسه لتفضلا
كهمز الاستفهام،مع (من) و (أن) و (إن) وأفعل تفضيل، و (كيف) و (هل) و (لا)
وهذا خلاصة النقطة الثالثة والرابعة التي تحدث عنها أخونا ابراهيم.
أما النقطة الأولى فقد قعدها الشيخ زكي داغستاني رحمة الله بقوله: أن كل حرف مزيد على أصل الكلمة فإن الحرف الأول من أصلها يكون صوته أعلى مما جاوره.أهـ. وأطلق عليها القاعدة الداغستانية.
واخيرا أذكر أن مشايخ الشام لم يشتهروا ومن يعرف هذا النبر وهذا الأداء في تلاوتهم، ومن حيث الأمانة العلمية نقول إلا قليل منهم، فالشيخ محمد شحاذة الغول شيخ مقارء لبنان حفظه الله صنف في كتابه بابا مستقلا عن النبر وجعله أول باب استفتح به كتابه (بغية عباد الرحمن) وكما أن مشايخنا ممن قرأنا عليهم أخبرونا أنهم قرأوا على الشيخ محمد شحاذة الغول وكان يوقفهم على مثل كلمة (فسقى)، (فترى) وغيرها كثير بل كان يوضح من خلال قراءته وأداءه الكلمة المقطوعة في الخط أو الموصولة.
(يُتْبَعُ)
(/)
والشيخ د / أيمن رشدي سويد تحدث عن النبر في القرآن الكريم ولكنه لم يطرق جميع أبوابه بل ذكر نبذة بسيطة عنه ووضع ست حالات للنبر وهي:
1) الوقف على الحرف المشددنحو كلمة (وبثّ) (مستقرٌّ) لاشعار السامع أن الحرف الموقوف عليه في الوصل عبارة عن حرفان، ويستثنى من هذا الوقف على النون والميم المشددتين نحو (اليمّ) و (الجنّ) لأن الغنة تغني عن النبر وكذلك الوقف على حرف القلقلة المشدد نحو (وتبّ) (الحقّ)
2) عند النطق بالواو او الياء المشددتين سواء كانت في وسط الكلمة او داخلها نحو (قوّة) (سيّارة) (الحيُّ) (عدوّ) لكي لا يتولد من الحرف المشدد واو أو ياء مدية.
3) عند الإنتقال من المد اللزم إلى الحرف المشدد بعده نحو (الحآقّة) (الصآخّة) ويستثنى من ذلك إذا كان بعد حرف المد اللازم نون او ميم مشددتين نحو (جآنّ) و (الطآمّة) ويدخل معها المد اللازم الحرفي نحو (الم) (طسم) أو حرف قلقلة مشدد موقوف عليه نحو (دوآبّ)،
4) عند الوقف على همزة مسبوقة بحرف مد أو لين حتى لا يذهب المد بالهمز نحو (السَّمَاء) (شَيْء) (سُوء) (السَّوْء).
5) عند التقاء حرف ساكن بحرف ساكن عارض لأجل الوقف نحو (الفصْلْ) (الهزْلْ) (الفجْرْ) لكي لا تمال حرة الساكن الأول إلى كسر أو فتح ولا يضيع الساكن الثاني عند الوقف.
6) عند سقوط ألف التثنية للتخلص من التقاء الساكنين إذا التبس بلفظ المفرد نحو: (واستبقا الباب) سورة يوسف آية 25. (وقالا الحمد لله) سورة النمل آية 15. (ذا قا الشجرة) سورة الأعراف آية 22. حتى لا يتوهم السامع ان الفاعل واحد. ولا رابع لهم في القرآن الكريم. أما كلمة (دعوا الله ربهما) سورة الأعراف آية 189. فلا نبر فيها لعدم التباسها بلفظ المفرد.
إلا أن الشيخ أيمن حفظه الله تقيد في قراءته للقرآن الكريم بهذه المواطن التي حررها ولم ينبر باقي الحالات، ولعل السبب يعود في هذا أنه لم يقف على باقي الحالات ولم يحررها او أنه لم يتضح الأمر لديه.فهو ممن يتبعون الحق و يقول: الحق أحق أن يتبع.
هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[02 Jul 2006, 02:47 ص]ـ
ذكرت الاخت خادمة القران في تعقيبها:"أضيف على كلام الأخ إبراهيم الجوريشي فيما يتعلق ... ""
وللأمانة العلمية فالكلام الذي وضعت هنا للشيخ المقرئ أبو عمر عبد الحكيم بن عبد الرزاق الفولي وهو منقول عن هذا الرابط كما أشرت، وجزاكم الله خيرا
http://www.yah27.com/vb/showthread....55768#post55768
ـ[جمال القرش]ــــــــ[20 Jul 2006, 02:19 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على ما لا نبي بعده، وبعد
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا، وذهاب همومنا وأحزاننا، اللهم ذركنا منا ما نسينا وعلمنا منه ما جلهنا
أما بعد فالشكر والتقدير لأصحاب الفضيلة المشايخ، الذين بذلوا جهدًا ملحوظًا لإبراز هذه المسألة، وهي جديرة بالبحث، وهذا جهد المقل من اخيكم أفقر العباد إلى الكريم المنان، جمال بن إبراهيم القرش، من كتابي (زاد المقرئين أثناء تلاوة الكتاب المبين)
سائلا ربي أن يلهمنا إلى سواء السبيل، إنه نعم المولى ونعم النصير،
ونبدأ برأي أصاحب الفضيلة:
أولا: قال الشيخ إبراهيم السمنودي:
لاَ تَخْتَلِسْ نَحْوَ ولنْ يَتِرَكُمْ: وَجِلَةٌ بِيَدِهِ يَعِدُكُمْ
وَمِزْ مِنَ الأَشْبَاهِ يُصْحَبُونَ: وَفَقَعُوا نَذَرْ تُحْصِنُونَ
وكلام السمنودي واضح لا يحتاج إلى بيان: وقد سماه (اختلاس)، والبعض الآخر يسميه (اتكاء على الحرف)،، والبعض يسميه (نبر على الحرف) و البعض يسميه (دفع الحرف).
ثانيا: الشيخُ محمودُ علي بسه:
قال رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
للتلقِّي في تعَلُّمِ القرْءان وأدائه أهميةٌ كبيرةٌ، فلا يَكفي تعَلُّمُهُ منَ المصاحفِ دون تلقيه من الحافظين له، لأَنَّ من الكلماتِ القرآنية ما يختلفُ الْقُرَّاء في أدائه مع اتحاد حروفه لفظًا ورسمًا، تبعًا لتفاوتهم في فَهْمِ معاني هذه الكلمات وأصولها، وما يتوافرُ لهم من حسن الذوق، وحَسَاسِيَة الأُذنِ، ومُراعَاة ذلك كلِّه عند إلقائِها، لدرجة أنَّ بعضَهم يُخطِئُ في أدائه بما يكاد يُخرجها عن معانيها المرادة منها لتساهُلِه، وعدمِ تحرِّيه النُطْقِ السَّليمَ، والَّذِي لوْ وُفِّقَ إليه وعوَّدَ نفسه عليه: لدلَّ على حساسِية أذنه، وحسن ذَوْقِه وفَهْمِه لمعانيها.
تأمل الأمثلة المذكورة: وذلك نحو: ? حرِّضِ المُؤمنين? الأنفال: 65 ? يعظكمْ? البقرة: 231 ? فسقىَ لهما? القصص: 24، ? وَذرُوا البيعَ? الجمعة: 9. اهـ (1) من كتاب العميد في علم التجويد.
ثالثاً: ذكر شيخنا فضيلة الشيخ أسامة بن عبد الوهاب: (وهو من المبرزين في هذا العصر) له أكثر من عشرين إجازة مسندة إلى كبار المشايخ أنحاء المعمورة
نفس ما ذكره الشيخ محمود علي بسه وزاد بعض الكلمات
تأمل الأمثلة المذكورة نحو: ? أَفَلا يعلم، أَوَلا يعلمون، أَوَلَو كان، إِنَّ الَّذِينَ لايَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا، أَوَلَم، أَفَلَمْ ?. اهـ (2).
رابعًا: استاذي وشيخي فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الحفيظ –رحمه الله- تلميذ الشيخ العلامة الزيات، والعلامة عثمان مراد، والعلامة (عامر السيد)
وكلهم من الأقطاب الأفذاذ حاملين لوا هذا العلم:
تعالى: اهتمَّ العلماءُ – رضوَان اللهِ عليهم- المتخصِّصُون في هذا المجال بإبرازِ أحكام القرآن الكريم، وبيانِ ما ينبغي أن يُقرأ به، من كيفياتِ مرْضية مقبولة متلقَّاة عن رسُول الله - صلى الله عليه وسلم-، ثمَّ عن صحابته من بعده، ثم عن العلماء الذين حَمَلوا لواء هذا العلم حى وَصَل هذا العلم إلينا، فالقرآنُ الكريم لا يمكن
تلقِيه عن طريق كتاب.
إن الكُتبَ عامل مساعد، ولكنَّ العامل الأساسيَّ هو التلقِّي، لأنَّ هناك كثيرًا من الكلمات ربَّما تقرأ بغير ما ينبغي، ولكنها لا تختلف في كتابتها، سواء أكان نطقها صحيحًا أو غيرَ صحيح،
ـامل الأمثلة::"خَلَقَكم" الزمر: 6، ? فسقى لهما? القصص: 24، ?أفلا?، الذاريات: 21 فلا بدَّ أن يسمع المجود من شيخه سماعًا طيبًا، ويكون ذا أذن ناقلة حافظة، ويعود الشيخ لسان تلميذه على أن يقرأ بالكيفية الصحيحة (1).
خامسًا: قال الشيخ محمد بن الأحمدي الأشقر: ينبغي معرفة طريقة الأداء عند النطق بالكلمات الآتية، والمحافظة على نبرة الحرف وحقه ومستحقه، ولا يتم ذلك إلا بالتلقي والمشافهة، وسماع الأصوات من أفواه المشايخ المهرة، نحو:
تأمل الأمثلة:
?آلهتكم? الأنبياء: 36، " ?يعدكم? البقرة: 228، ?يعظكم? البقرة: 231، ?يومئذ? الزلزلة: 4، ? مثلهم? البقرة: 17، ?خلقكم? الزمر: 6، ?وتعيها? الحاقة: 12، ?عرضهم? البقرة: 31، وما شابه ذلك اهـ (2).
وسأذكر بعون الله نماذج لهذه اللحون " إن هذه الأسباب وطرق العلاج ما هي إلا عوامل مساعدة تقربية للفهم والتوضيح، لا يحق لأحد أن يعتمد عليها كلية، بدون تلق، أو أن يقيس من نفسه أثناء قراءته.
أولا: تحويل حرف ليس من أصل الكلمة وجعله من أصل الكلمة
1 - حدثني فَضِيلَة الشيخ رزق خليل حبه: شيخ عموم المقارئ المصرية:
قال: " كَلِمَة ?فَسَقَى لَهُما? فمنهم من يقرأها من الفسق ?فَسَقَى?هذه الأمور تحتاج إلى تتبعٍ ودقةٍ في الأداء
2 - حدثني فَضِيلَة الدُّكتُور عبد العزيز القاري: قال: عندما كنت أقرأ على الشَّيْخ عبد الرحمن القاضي - رحمه الله - كان ينبِّهُ إلى مثل هذه الدقائق، ففي مرةً قرأ عنده أحدُ تلاميذِه?فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ? الحديد: 16. فقال له الشيخ: هي فراخ تفقس عن بيض؟ اتكئ على القاف وليس على الفاء، فمِثلُ هذا تعتبرُ من درجاتِ الإتقان المطلوبةِ من المتلقِّي، هذا مثل ?فَجَعَلَهُمْ?، كثير ما ينطقونها (فجع لهم) كأنَّها من فجع يفجع.
3 - حدثني فَضِيلَة الشيخ علي الحذيفي إمام المسجد النبوي:
ينبغي العناية بذلك مثلا: لأنه لو قرأ ?فَتَرَى الَّذِينَ? تصير من الفُتُور، والصَّحِيحُ ?فَتَرَى الَّذِينَ? من الرؤية.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - حدثني فَضِيلَة الشيخ عبد الرافع بن رضوان: عضو لجنة مصحف المدينة النبوية:
قال الشيخ شحادة السمنودي ومِزْ مِنَ الأشْبَاهُ يُصْحَبُونَ وَفَقَعُوا، نَظَرَ، تُحْصِنُونَ
هذا الكلام لو تهاونَ القارئُ في كَلِمَة نحو:?يُصْحَبُونَ? فسوف ينطِقُها بالسِّين فتكون?يُسْحَبُون?، انقلبتِ الصادُ من الاستعلاء إلىالاستفال، وتغير المعنى، وكَلِمَة ?فَقَعُوا لَهُ? لها أداء معين وليحذرْ مِن تغييرِ النصِّ القرآني فيغيرَ المعنى، مثال ذلك أيضًا ?فَقَسَتْ?فبعض الناس يقرأها ?فَقَسَتْ?هذا كلام خطأ، وهو لم يغير شكْلَةً، ولم ينقص حرفًا، ولكن هذا الأداء خطأ، فالأداء يحتاج إلى تدقيق.
5 - حدثني فَضِيلَة الشيخ رشاد السيسي: المدرس بكلية المعلمين بالمدينة المنورة:
قال: أذكر أن الشَّيْخ الزيات أسأل الله أن يَمُدَّ في عمُرهِ ويختِمَ لنَا وله بالإيمان: كان شديدَ اليقظةِ عند هذه الكلمات، فمثلاً عندما نأتي عند كَلِمَة: ? فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ? كان يتربص به عند السماع بها.
6 - حدثني فَضِيلَة الدُّكتُور عبد العزيز بن عبد الحفيظ: وأذكر أنَّ هناك مَنْ كان يُضربُ بسبِب عدمِ أداءِ بعضِ الكلمات على الوجه الصحيحِ، نحو: ?وَذَرُوا?، وقد حدث أمامي أنَّ بعض القراء الكُبار كانوا يقرأون فيأتون على?وَذَرُوا? فينطقونها قراءة خاطئة، فيقول له الشيخ انطقها كما أُلَقِّنُها لك، فكان يُضرَب، وهو شيخ، والله هذا حصل، وقد كان الشَّيْخ عثمان سليمان مراد – رحمه الله- شيخ قراء عصره، الذي جوَّدت عليه حفص، وكان يضرب على ذلك، وأيضًا على نطق: ?فَنَظِرَةٌ? كان رحمه الله يدرس في الأزهر ويأتي إليه مختلف الجنسيات، فكان يُدَقِّقُ على هذا الكلام، فكثيرمن يقول?فَسَقَى لَهُمَا?من الفسق، فكان -رحِمَهُمُ اللهُ- يدقِّقُون على هذه الأمور، ويقُولون: إنَّ القرآنَ هو التلقِّي قال تعالى: ?وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ? النمل: 6. وقال تعالى:?قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ? الزمر: 28، فيقولون هذا العوج الذي تقرأون به، ?غَيْرَ ذِي عِوَجٍ? أي: ليس به لُكَنَةٌ غيرُعربية.
7 - حدثني فَضِيلَة الشيخ أحمد مصطفى: سئل فضيلته: عن نطق كلمة
? فَسَقَى، فَتَرَى? فأجاب بأنه ينبغي العناية بقراءة ?فَسَقَى? من السقية، وليس الفسق، و?فَتَرَى? من الرؤية، وليس الفتور.
8 - حدثني فَضِيلَة الشيخ محمد عبد الحميد أبو رواش، مدير إدارة النص القرآن بمجمع الملك فهد:
: بالنسبة إلى?فَتَرَى، وَتَرَى، فَقَعُوا?، كل هذه الكلمات الاختلاس فيها يؤدي إلى فسادِ المعنى، هناك فرْقٌ كبيرٌ جدًا بينَ?وَتَرَى? من الرؤية والأخرى من الوتر، يجب أن يصحح لأنه قد يؤدي إلى إفساد المعنى.
9 - حدثني فَضِيلَة الدُّكتُور إبراهيم الدوسري: رئيس قسم أصول الدين بالرياض:
كُلُّ من نعرفُ من القُرَّاء، سواءٌ مَن استمعنا إلى قراءَتهم، أو مَن قرأنا عليهم، يُشدِّدون في هذا الأمر تشدِيدًا قويًا، لأنَّه أحيانًا يؤدِّي إلى اختلافِ المعنى، فينبغي بيان ما هو من أصل الكلمة مما ليس من أصل الكلمة،مثال ذلك ?فَسَقَى، لَمَع، لإِلَى، أَفَلا، وَكَفَى?، كما ينبغي الاحتراز من فصل الكلمات بضغطات تعسفية، مثال ?فَمَنْ بَدَّلَهُ? وليس?بَدَّ لْهُ?.
10 - حدثني فَضِيلَة الشيخ أسامة بن عبد الوهاب: أنه ينبغي التمييز في الأداء بين الكلمات التي توهم لبسًا في المعنى نحو: ?فسقى، فقعوا، وكفى?.
وهناك الكثير غير هؤلاء اكتفينا بذكرهم، حتى يعلم للأفضال الكرام
وهناك أشرطة صوتية تسمى بزاد المقرئين الصوتية تضم نخبة من كبار قراء هذا العصر بصوتهم، وادئهم في التسجيلات يمكن الرجوع إليها لتوثيق ذلك.
أسأل الله أن يهيء لأمة محمد أمرا رشدا، وأتمنى أن ينشأ مركزًا يضم نخبة من كبار القراء البارزين المحققين، يكون استشاريا لخدمة القراء في أرجاء المعمورة و ليرفع الحرج عن القراء المبتدئين في هذا العلم.
وكتبه أفقر العباد إلى الله (جمال القرش)
ـ[القعقاع محمد]ــــــــ[02 Jan 2007, 12:02 م]ـ
أتساءل تساؤلاً محضاً:
هل موضوع النبر من الموضوعات الرئيسة أم الفرعية؟؟
بمعنى آخر هل تركه من اللحن الجليّ أم من اللحن الخفي؟؟
فإن كان من اللحن الجلي فقد وجب تعلمه كتعلم أحكام التجويد، والمقصر فيه كالمقصر في أحكام التجويد، والمقصر فيه آثم:
والأخذ بالتجويد حتم لازم ... من لم يجود القرآن آثم
وإن كان من الموضوعات الفرعية فلم كل هذه الضجة المثارة حوله؟؟
بحسبنا أن تبقى قوبنا سليمة، وأن نبقى بعيدين كل البعد عن التخطئة والاتهامات والتراشق ببعض الكلمات التي لا يصلح أن يتخاطب بها المسملون.
اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
ـ[جمال القرش]ــــــــ[28 Mar 2008, 07:27 ص]ـ
الحكم على النبر:
هناك من الكلمات إذا أخفق فيها القارئ صادرت مخلة بالمبنى كما في تحويل: فسقى من السقية، إذا قرئت بوتيرة واحده وكأنها من أصل الكلمة، تكون من الفسق، والمعلوم أنه إذا أخل بالمنبي فهو لحن جلي.
وقد يكون لحنًا خفيًا، كما في (يتركم) إذا اختلس الراء أو (يعدكم)، إذا اختلس الدال، وهذا لا يخل بالمبنى، ويكون اللحن خفيًا، لكنه عيب عند القراء وإخلال بعرف القراءة، والقرآن بالتلقي، وكما ذكرت يمكنك الرجوع إلى الأشرطة لتوثيق ذلك والاستماع إلى كبار القراء (أشرطة زاد المقرئين الصوتية) بتسجيلات الهجرة بالخبر، وابن الجوزي بالدمام،، لتزيل ما لديك من الشبهة، والله الهادي إلى سواء السبيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال القرش]ــــــــ[28 Mar 2008, 07:35 ص]ـ
الرحوع إلى المشايخ الثقات يزيل الكثير من الشبه، فعلى حامل القرآن الكريم أن يتريث قبل أن يحكم، وليعلم أن الأصل في القرآن الكريم هو التلقي، والمشافهة لدى الحذاق المهرة، وعلى المرأ أن لا يتحدث إلا بعلم، وأن ينسب العلم لقائله، وأن ننزه القرآن الكريم عن الجدل السقيم، فالخير كل الخير في الرجوع إلى أئمة هذا العلم، كما قال ربنا جل وعلا (الرحمن فاسئل به خبيرا)
وكما قال العظيم سبحانه جل شأنه: (ولا تقف ما ليس لك به علم)
فهذا بإذن الله سيزيل الكثير من الإشكالات خصوصًا في مجال التلاوة والتلقي، فمهما كان الإنسان مجيدا في العلوم النظرية، يظل الحكم عليه هو التلقي، وهو المعيار، وهذا لا يعرفه إلا من أخذه بحقه.
ـ[جمال القرش]ــــــــ[28 Mar 2008, 07:43 ص]ـ
اللهم أرنا الحق حقا وازقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا ورازقنا اجتنابه
ـ[جمال القرش]ــــــــ[06 Jun 2008, 01:31 م]ـ
من أراد أن يتعرف على كثير من الأمثلة في مسألة النبر يمكنه الرجوع إلى شريطي لقاء مع ثلة من أعلام القراء، والذي وضح فيه كبار القراء منهم الزيات رحمه الله، والشيخ رزق حبه، والشيخ الحذيفي، والشيخ الأخضر، والشيخ أبو رواش، وغيرهم وهو موجود في منتدى أهل الحديث، وهو موجود كذلك في سلسلة زاد المقرئين الصوتية، (تسجيلات الهجرة بالخير،)، ومكتبة الرشد، لمن أراد أن يستمع بنفسه، ويعرف مدى عناية هؤلاء الأعلام بهذا الفن ليكون الحكم في ذلك هم كوكبة هذا الفن الذين تلقوه بالسند المتصل عن النبي صلى الله عليه وسلم، والله ولي التوفيق
ـ[د. أنمار]ــــــــ[07 Jun 2008, 09:15 ص]ـ
لكل من يدعي ضرورة النبر في نحو فسقى وفترى
ألا يظن أن هذه الكلمات مما يقع فيه معظم الطلبة.
إن كان كذلك، فهلا ذكرها أحد من القدامى من علماء القرن الرابع أو حتى العاشر ومع شدة تتبع الصفاقسي للأخطاء الشائعة لم أجد له أدنى إشارة لذلك مع ذكره ما هو أندر من ذلك.
وفي المقابل: ذكر الأوائل ومن بعدهم مراعاة المشدد والوقف عليه.
فهلا نصا واحدا يا جماعة الخير.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[07 Jun 2008, 05:22 م]ـ
فضيلة شيخنا الدكتور أنمار
ألا توافقنا على أنّ الأخطاء قد يظهر ويشيع منها نوعٌ لم يكن معروفاً من قبلُ , سيّما ونحن كما أشار الشيخ الكلباني اليوم تحكُمنا لهجاتنا العامية فلا تكاد تسمع بدقة قراءة قارئ اليومَ إلا وميّزت جنسيته وبلاده من طريقةالقراءة والأداء الذي تسمعه.
والضابطُ في ذلك هو صحةُ التّلقي وإتقان الأخذ بحيثُ يعلمُ القارئ أنّ كل نطق وأداءٍ خرج عما أخذه وتلقاه خروجاً يحيلُ المعاني أو يقلل مقادير الحركات الزمنية فهو خللٌ بنبغي تداركُه , بغض النظر عن كونه خفياً أو جلياً.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[07 Jun 2008, 10:39 م]ـ
السلام عليكم
هذه هي الأدلة علي وجود النبر في كلمات معينة عند الإلقاء وإن اختلفت المسميات فالمضمون واحد.
قال النسفي في سورة يوسف" {فَلَمَّا ءاتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ} قيل: حلفوا بالله رب محمد عليه السلام {قَالَ} بعضهم يسكت عليه لأن المعنى قال يعقوب {الله على مَا نَقُولُ} من طلب الموثق وإعطائه {وَكِيلٌ} رقيب مطلع غير أن السكتة تفصل بين القول والمقول وذا لا يجوز، فالأولى يأن يفرق بينهما بالصوت فيقصد بقوة النغمة اسم الله." ا. هـ
فقول النسفي "، فالأولى يأن يفرق بينهما بالصوت فيقصد بقوة النغمة اسم الله " يقصد إظهار لفظ الجلالة الله وإلقائه بطريقة تشعر بان القصد منه الابتداء لأن الفاعل في الآية هو يعقوب عليه السلام وكلمة وكيل خبر للفظ الجلالة فالتفريق بقوة النغمة رفع الصوت به إذ لا معني لقوة النغمة هنا إلا النبرلأنه رفع بضغط،قد خصص هذا النبر بلفظ الجلالة بقوله (فيقصد ... ).انظر تحقيقات في التلقي والأداء د/ جبل وكتاب الدراسات الصوتية لغانم قدوري.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويتضح مما سبق أن المفسرين كانوا يهتمون بطريقة الإلقاء والنبر قديم المنبع وإن كانوا لا يسمونه نبرا كما هو معروف فالتسمية لا تضر .. وهذا وإن كافيا في الرد حيث تبين قدم الموضوع وليست حديثة كما يدعي صاحب البحث .. وقال د/ جبل في ترجمة:: -محمد بن عيسى بن إبراهيم بن رزين أبو عبد اولنقرأ كلام النسفي في سورة يوسف" {فَلَمَّا ءاتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ} قيل: حلفوا بالله رب محمد عليه السلام {قَالَ} بعضهم يسكت عليه لأن المعنى قال يعقوب {الله على مَا نَقُولُ} من طلب الموثق وإعطائه {وَكِيلٌ} رقيب مطلع غير أن السكتة تفصل بين القول والمقول وذا لا يجوز، فالأولى يأن يفرق بينهما بالصوت فيقصد بقوة النغمة اسم الله." ا. هـ
فقول النسفي "، فالأولى يأن يفرق بينهما بالصوت فيقصد بقوة النغمة اسم الله " يقصد إظهار لفظ الجلالة الله وإلقائه بطريقة تشعر بان القصد منه الابتداء لأن الفاعل في الآية هو يعقوب عليه السلام وكلمة وكيل خبر للفظ الجلالة فالتفريق بقوة النغمة رفع الصوت به إذ لا معني لقوة النغمة هنا إلا النبرلأنه رفع بضغط،قد خصص هذا النبر بلفظ الجلالة بقوله (فيقصد ... ).انظر تحقيقات في التلقي والأداء د/ جبل وكتاب الدراسات الصوتية للدكتور /غانم قدوري.
ويتضح مما سبق أن المفسرين كانوا يهتمون بطريقة الإلقاء والنبر .. وقال د/ جبل في ترجمة:: -محمد بن عيسى بن إبراهيم بن رزين أبو عبد الله التيمي قديم المنبع وإن كانوا لا يسمونه نبرا كما هو معروف فالتسمية لا تضر .. وهذا وإن كافيا في الرد حيث تبين قدم الموضوع وليست حديثة كما يدعي صاحب البحث الأصبهاني إمام في القراءات كبير مشهور له اختيار في القراءة أول وثان، أخذ القراءة عرضاً وسماعاً عن خلاد بن خالد والحسن بن عطية وداود بن أبي طيبة وخلف وأبي معمر وسليمان ابن داود الهاشمي وسليم بن عيسى ويونس بن عبد الأعلى ونصير بن يوسف النحوي وعبد الرحمن بن أبي حماد وحماد بن بحر ونوح ابن أنس والصباح بن محارب وأشعث بن عطاف وروى الحروف عن عبيد الله ابن موسى وإسحاق بن سليمان، روى القراءة عنه الفضل بن شاذان وهو أكبر أصحابه وأعلمهم، ومحمد بن عبد الرحيم الأصبهاني وجعفر بن عبد الله بن الصباح وأحمد بن يحيى التارمي- والحسين بن إسماعيل الضرير أبو سهل حمدان بن المرزبان وأحمد بن الخليل بن أبي فراس ومحمد بن عصام وإبراهيم بن أحمد بن نوح ومحمد بن أحمد بن الحسن الشعيري ويعقوب بن إبراهيم بن الغزال ومحمد بن الهيثم الأصبهاني والقاسم بن عبد الله الفارسي والحسن بن العباس الرازي وعبد الله بن أحمد اللخمي وموسى بن عبد الرحمن ومحمد بن أحمد الرازي والهيثم بن إبراهيم البخاري، قال أبو حاتم صدوق وقال أبو نعيم الأصبهاني والهيثم بن إبراهيم البخاري، قال أبو حاتم صدوق وقال أبو نعيم الأصبهاني ما أعلم أحداً أعلم منه في وقته في فنه يعني القراءات، وصنف كتاب الجامع في القراءات وكتاباً في العدد وكتاباً في جواز قراءة القرآن على طريق المخاطبة وكتاباً في الرسم وكان إماماً
في النحو أستاذاً في القراءات، مات سنة ثلاث وخمسين ومائتين وقيل سنة اثنتين وأربعين ومائتين.) غاية النهاية 2/ 350.
والشاهد: "وكتابا في جواز قراءة القرآن علي طريق المخاطبة .. " وهذا لا يتحقق إلا بما يسميه القراء في زماننا بالنبر .. والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[د. أنمار]ــــــــ[08 Jun 2008, 01:51 م]ـ
المثالان لا يساعدان البحث، فليس فيهما ما يدعيه القوم. وفي المقابل لم يطالب المدعون بالاتكاء على ((قال)) وأشباهها.
والاستدلال به من التكلف ولي أعناق النصوص لا أكثر.
أما القراءة على سبيل المخاطبة، فلا يفهم منها ما يرمي إليه د. جبل.
لأن مراد ابن رزين واضح في تحويل القراءة المرتلة إلى قراءة معبرة أي كما في السؤال أو الإنكار أو التخويف.
ولم يقل الجماعة بذلك مطلقا. وظاهر أنه اجتهاد منه لإثبات جواز فعل ذلك لا أنه تلقاه أو أنه يلزم به من يقرأ عليه.
وكأن من بعده لم يهتموا بآرائه تلك لتنتقل إلى كتب التجويد الأخرى. مع عدم الإنكار على من فعل الذلك.
والمحظور هو إدخال ما ليس من باب التلقي المتواتر فيه ليلزم به الصغير والكبير حتى يظن الظان أنها قراءة مرفوعة للمصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.
وما زالت المطالبة بما يؤيد النبرات المدعاة قائمة.
===================
شيخ محمود حفظه الله: افتراض بعيد جدا.
بدليل عدم وجود تلك النبرة والمطالبة بها خارج نطاق قطر واحد وفي زمن قريب جدا لا غير.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[08 Jun 2008, 05:37 م]ـ
المعروف عند المتقنين من القراء أنهم لا يقرؤون ولا يقرئون بهذه الاختلاسات، وأنهم يعتبرون ذلك عيبا في القراءة.
ومشايخنا المصريون ومن حذا حذوهم تاج رؤوسنا فهم الذين تعلمنا منهم القراءة الصحيحة، والتجويد المتقن، والأداء الحسن، أفلا ترضون بالزيات والقاضي وعامر عثمان والسمنودي وعيون السود ـ رحمة الله عليهم ـ بمن ترضون إذا؟!
وإذا كان المتقدمون لم ينبهوا على هذا الاختلاس للحركات فلا يلزم من ذلك أنه صحيح، أو أنهم كانوا يقرؤون به،فليس كل شيء مذكورا في كتب المتقدمين، فكم ترك الأول للآخر، ومفاتيح العلوم والفهوم بيد الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أنمار]ــــــــ[09 Jun 2008, 12:06 ص]ـ
ومن قال أن الشيخ عبد العزيز عيون السود كان يقرئ بها؟.
هذه النبرات لا يعرفها أحد من قراء الشام يا سيدي الفاضل وقراء مصر على العين والراس، لكن المحسنات اللفظية عند البعض لا تجعل منه منسوبا للنبي صلى الله عليه وآله مقحما فيما تواتر عنه.
والآن الطفل في الكتاب ينبه عليها، فكيف تركها الأول للآخر.
يا جماعة احترموا عقولنا وكفانا مبالغات لا حاجة لنا بها
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[09 Jun 2008, 06:47 م]ـ
ومن قال أن الشيخ عبد العزيز عيون السود كان يقرئ بها؟.
هذه النبرات لا يعرفها أحد من قراء الشام يا سيدي الفاضل وقراء مصر على العين والراس، لكن المحسنات اللفظية عند البعض لا تجعل منه منسوبا للنبي صلى الله عليه وآله مقحما فيما تواتر عنه.
والآن الطفل في الكتاب ينبه عليها، فكيف تركها الأول للآخر.
يا جماعة احترموا عقولنا وكفانا مبالغات لا حاجة لنا بها
السلام عليكم
وقبل ذكرها أحب ان أضع هاتين الآتين معا حتي يتضح قول النسفي جيدا للقارئ:" قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ " وقوله تعالي:" فَلَمَّا آَتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (66) " لفظ الله مرفوع في الآتين ولكن في الأولي (المائدة) فاعل وفي (يوسف) مبتدأ ولنقرأ كلام النسفي في سورة يوسف" {فَلَمَّا ءاتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ} قيل: حلفوا بالله رب محمد عليه السلام {قَالَ} بعضهم يسكت عليه لأن المعنى قال يعقوب {الله على مَا نَقُولُ} من طلب الموثق وإعطائه {وَكِيلٌ} رقيب مطلع غير أن السكتة تفصل بين القول والمقول وذا لا يجوز، فالأولى يأن يفرق بينهما بالصوت فيقصد بقوة النغمة اسم الله." ا. هـ
السيد أنمار ركز معي جيدا .. لماذا يريد أن يفرق بين قال واسم الله؟؟
ولماذا قال يفرق بينهما بقوة النغمة في اسم الله؟ بالتأكيد يا سيد أنمار لعدم اعتقاد البعض أن القائل يعقوب عليه السلام
ولماذا أتي بقصة السكت؟؟
أظن أن قول النسفي فيه قمة الاحترام للعقل البشري والكلام واضح.
فإن لم تقنع فانظر في قول الزمخشري "هم يغفرون "
والسلام عليكم
ـ[د. أنمار]ــــــــ[09 Jun 2008, 06:57 م]ـ
يظل إبقاء الأمر تحت الاجتهادات الفردية والمحسنات اللفظية غير الداخلة في المتواتر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وحين طلبت احترام العقل إنما قصدت إقحام هذا الاستدلال في المسألة لا قبول أو عدم قبول هذا الأسلوب.
ومثله قول النووي بخفض الصوت عند قراءتك لـ وقالت اليهود: يد الله مغلولة
فهذه الآداب تظل آداب وأذواق عند بعض القراء ومن الخطورة نسبتها للمتواتر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[09 Jun 2008, 09:07 م]ـ
يظل إبقاء الأمر تحت الاجتهادات الفردية والمحسنات اللفظية غير الداخلة في المتواتر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وحين طلبت احترام العقل إنما قصدت إقحام هذا الاستدلال في المسألة لا قبول أو عدم قبول هذا الأسلوب.
ومثله قول النووي بخفض الصوت عند قراءتك لـ وقالت اليهود: يد الله مغلولة
فهذه الآداب تظل آداب وأذواق عند بعض القراء ومن الخطورة نسبتها للمتواتر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
سيدي الفاضل
نحل المشكلة بطريقة أخري لو نظرت في الكلمات التي فيها النبر مثل: فقست فقعوا فسقي (أظن أن شيخكم أيمن سويد ذكر بعضا من هذه الكلمات وأشباهها)
الخطأ يكون في اختلاس الحرف الثاني (والاختلاس له مواضعه المعروف ذكرها الطيبي في منظومته) ولكن لو صبرت علي الحرف الثاني لخرجت الكلمة بمعناها الصحيح .. إذن النبر يعالج قضية الاختلاس. والاختلاس من أخطاء القراء في غير موضعه.
وقبل الرد جرب الكلمات السابقة بالطريقتين.
ولذلك تجد الاختلاس شائع عند بعض قراء الشام في مثل هذه الأمثلة وفي مثل الكلمات التي فيها ضمات متتالية. وقد سمعت شيخا مشهورا من شيوخ الشام يختلس كلمات من هذا النوع.
ولاحظ يا سيد أنمار أني قلت (بعض قراء الشام ـ وشيخا من ـ أي واحدا ولكنه مشهور) حتي لا نقلب المواجع ونفتح هنا موضوعا آخر في الاحترام مع قراء الشام
والسلام عليكم
ـ[د. أنمار]ــــــــ[09 Jun 2008, 10:59 م]ـ
خلاصة ما أردت إيضاحه:
أننا بناء على المعطيات والحجج السابقة لا نستطيع أن نجزم بنسبتها للنبي صلى الله عليه وآله وسلم؟
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[10 Jun 2008, 12:35 ص]ـ
خلاصة ما أردت إيضاحه:
أننا بناء على المعطيات والحجج السابقة لا نستطيع أن نجزم بنسبتها للنبي صلى الله عليه وآله وسلم؟
السلام عليكم
وهل تستطيع أن تجزم بنسبة القراءة في الروم والإشمام وثلاثة العارض للنبي صلي الله عليه وسلم؟؟
ما الذي يضر إن خرج اللفظ صحيحا من فيّ القارئ ـ بصرف النظر عن مصطلحات القراء ـ؟؟.لم لم نقل: إن أسرع اللافظ في الحركات هذا خطأ وليست هي قراءة النبي صلي الله عليه وسلم؟؟ وإن لم يختلس فقد وافق قراءة النبي صلي الله عليه وسلم؟؟
دعك سيدي من القشور ـ أي المصطلحات ـ وانظر إلي أصل الموضوع موجود أم لا.
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أنمار]ــــــــ[10 Jun 2008, 01:26 ص]ـ
نعم أستطيع لتواترها في جميع البلدان وعند جميع القراء اليوم ووجودها في الكتب القديمة والجديدة، وهي على الأقل تصح نسبتها لجماعة من القراء هم العمدة في النقل المرفوع، وهم مبرؤون من اختراع شيء لم ينقلوه عن مشايخهم بأسانيدهم المتصلة بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
لكن يبدو أنك خشيت أن تفعل نفس الشيء وحق لك أن تخاف من نسبة ما لا يطمئن القلب إلى إدخاله في المتواتر عنه صلى الله عليه وآله وسلم.
ونحن لا نتكلم عن الاختلاس بل عن زيادة الاتكاء المسمى بالنبر، فلا تغير الموضوع لتصل إلى استدلال مبني على افتراض مخالف لما نطالب بدليله.
فاختلاس إي كلمة لم يرد فيها اختلاس مرفوض سواء هذه الكلمات أم غيرها فلا تحور الموضوع سيدي الكريم.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[12 Jun 2008, 07:20 م]ـ
السلام عليكم
قلتم "نعم أستطيع لتواترها في جميع البلدان وعند جميع القراء اليوم ووجودها في الكتب القديمة والجديدة، وهي على الأقل تصح نسبتها لجماعة من القراء هم العمدة في النقل المرفوع، وهم مبرؤون من اختراع شيء لم ينقلوه عن مشايخهم بأسانيدهم المتصلة بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم."
الجواب: ذكر ابن الجزري في النشر وتقريبه أن المد كونه مدا متواتر أما القدر الزائد علي المد غير متواتر ثم طلب ممن قال بتواتر القدر الزائد فليبين " ما رأيك في قول ابن الجزري؟ والكلام عند رده علي قول ابن الحاجب .. فأنت تثيت التواترفي القدر الزائد وهذا غريب!!
قلتم: لكن يبدو أنك خشيت أن تفعل نفس الشيء وحق لك أن تخاف من نسبة ما لا يطمئن القلب إلى إدخاله في المتواتر عنه صلى الله عليه وآله وسلم.
ونحن لا نتكلم عن الاختلاس بل عن زيادة الاتكاء المسمى بالنبر، فلا تغير الموضوع لتصل إلى استدلال مبني على افتراض مخالف لما نطالب بدليله.
فاختلاس إي كلمة لم يرد فيها اختلاس مرفوض سواء هذه الكلمات أم غيرها فلا تحور الموضوع سيدي الكريم.)
لم أخش شيئا بل جل النبر أساسه الاختلاس مثل: فقعوا ـفسقي ـ وسعة ـ وإذا ـ وعلي ـ فقست ـ فتري ـ وتري .. الخ
واسمعها جيدا مرة مختلسة ومرة بحركة تامة وستري الفرق. وهذا هو المقصود في هذا الباب.
والباقي قليل مثل حروف المعاني وبعض أدوات الاستفهام، وأضرب لك مثالين لعلك تقنع.
" لهم البشري " و " لهم المنصورون " فتجد نفسك تسرع في الأول للجار والمجرور، وفي الثاني: يصعب أن تنطقه مثل الأول لأن اللام من " لهم " للتوكيد بخلاف الأولي ولا يمكن لصاحب الوجدان الصادق أن ينطق "لهم" في الموضعين بطريقة واحدة.
والمثال الثاني: " أينما تكونوا يدركم الموت " و " قالوا أين ما كنتم تعبدون "
فكلمة "أينما " في الموضعين لايمكن لصاحب الوجدان الصادق أن يقرأهما بطريقة واحدة. هل فهمت معني النبر؟؟
إذن هذه القراءة وأشباهها هي منقولة من السلف الأول إلي الثاني بصرف النظر عن التسمية.
أما نبر الحروف فلا أظن أنك تخالفنا فيه وشيخك له كلام كثير في هذه النقطة.
وبالمناسبة: عند عودتي من السفر ـ إن شاء الله ـ سأضع لك ما يسرك في موضوع الشيخ مدكور.
والسلام عليكم
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[11 Dec 2008, 12:11 م]ـ
المثالان لا يساعدان البحث، فليس فيهما ما يدعيه القوم. وفي المقابل لم يطالب المدعون بالاتكاء على ((قال)) وأشباهها.
والاستدلال به من التكلف ولي أعناق النصوص لا أكثر.
أما القراءة على سبيل المخاطبة، فلا يفهم منها ما يرمي إليه د. جبل.
لأن مراد ابن رزين واضح في تحويل القراءة المرتلة إلى قراءة معبرة أي كما في السؤال أو الإنكار أو التخويف.
ولم يقل الجماعة بذلك مطلقا. وظاهر أنه اجتهاد منه لإثبات جواز فعل ذلك لا أنه تلقاه أو أنه يلزم به من يقرأ عليه.
وكأن من بعده لم يهتموا بآرائه تلك لتنتقل إلى كتب التجويد الأخرى. مع عدم الإنكار على من فعل الذلك.
.
السلام عليكم
إليك هديتي يا من قلت "وكأن من بعده لم يهتموا بآرائه تلك لتنتقل إلى كتب التجويد الأخرى"
قال الإمام الهذلي في كتابه الكامل ص101 وهو يتحدث عن التجويد، وذكر أنواع "ما " استفهامية وموصول ووووو ثم قال (وهذه كلها أسماء وينطق بها علي نمط واحد، وقد قيل: إن الاستفهام يزاد في ترسلها قليلا وتحريتها ... ) ا. هـ
ثم تحدث في الصفحة ذاتها عن اللامات مثل التعريف والأمر ووووثم قال (ومن لم يعلم مثل هذا لم يجز له أن يقرئ أحدا من الناس ولا يأخذ علي أحد حرفا ويخدم عليه ذلك في الصناعة هكذا قال المتقدمون كابن مجاهد وغيره) ا. هـ
والمفهوم من كلامه السابق في اللامات أنه يجب علي القارئ أن يعلم معاني تلك الأحرف حتي يستطيع أداء الأحرف بحسب معانيها ...
وقائل هذه العبارة الإمام الهذلي قرأ علي (365شيخا) وطاف مشارق الأرض ومغاربها. ثم ذكر أن هذا دأب من تقدموه ... وبهذا تنعدم حجة من ادعي عدم وجود ما نسميه اليوم بالنبر وعدم اهتمام القدامي به، والخلاف فقط بين القدامي والمحدثين الاسم فقط .. ولا مشاحة في الاصطلاح إذا عرفت الحقائق.
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال القرش]ــــــــ[25 Dec 2008, 07:46 ص]ـ
بالنسبة لبيان المخاطب من المخاطبة:
حاول أن تفرق بين كلمة (بشر) و (بشري) من التأمل اللغوي
يا خالد بشر المجتهدين
يا أسماء بشري المجتهدين
وانظر الفرق بينهما في الأداء ستجد أنك عندما قلت
بشري المجتهدين كان الاتكاء زيادة على الياء خلاف بشر المجتهدين
وهذا هو المقصود أن بعض من يقرأ قوله تعالى: (وبشر المؤمين) التي هي للمخاطب بسبب نبرته الزائدة واتكاءه على (الشين) حولها إلى مخاطبة وجرب بنفسك
بالنسبة لبيان ما هو من أصل الكلمة:
حاول أن تفرق بين هاتين العبارتين من جهة اللغة
فتر الذين عملوا
وفترى الذين عملوا
الأولى من الفتور، والثانية من الرؤية.
وعندما نقرأ قوله تعالى (فترى الذين في قلوبهم مرض) يقرأها البعض لحنا من الفتور وليس الرؤية
تأمل ما ذكره الشيخ حدثني فَضِيلَة الدُّكتُور عبد العزيز القاري: قال: عندما كنت أقرأ على الشَّيْخ عبد الرحمن القاضي - رحمه الله - كان ينبِّهُ إلى مثل هذه الدقائق، ففي مرةً قرأ عنده أحدُ تلاميذِه?فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ? الحديد: 16. فقال له الشيخ: هي فراخ تفقس عن بيض؟ اتكئ على القاف وليس على الفاء، فمِثلُ هذا تعتبرُ من درجاتِ الإتقان المطلوبةِ من المتلقِّي، هذا مثل ?فَجَعَلَهُمْ?، كثير ما ينطقونها (فجع لهم) كأنَّها من فجع يفجع.
قال فَضِيلَة الشيخ علي الحذيفي: ينبغي العناية بذلك مثلا: لأنه لو قرأ ?فَتَرَى الَّذِينَ? تصير من الفُتُور، والصَّحِيحُ ?فَتَرَى الَّذِينَ? من الرؤية.
قال: فَضِيلَة الشيخ عبد الرافع بن رضوان: قال الشيخ شحادة السمنودي ومِزْ مِنَ الأشْبَاهُ يُصْحَبُونَ وَفَقَعُوا، نَظَرَ، تُحْصِنُونَ هذا الكلام لو تهاونَ القارئُ في كَلِمَة نحو:?يُصْحَبُونَ? فسوف ينطِقُها بالسِّين فتكون?يُسْحَبُون?، انقلبتِ الصادُ من الاستعلاء إلىالاستفال، وتغير المعنى، وكَلِمَة ?فَقَعُوا لَهُ? لها أداء معين وليحذرْ مِن تغييرِ النصِّ القرآني فيغيرَ المعنى، مثال ذلك أيضًا ?فَقَسَتْ?فبعض الناس يقرأها ?فَقَسَتْ?هذا كلام خطأ، وهو لم يغير شكْلَةً، ولم ينقص حرفًا، ولكن هذا الأداء خطأ، فالأداء يحتاج إلى تدقيق.
تأمل ما ذكره الدكتور عبد العزيز بن عبد الحفيظ
- حدثني فَضِيلَة الدُّكتُور عبد العزيز بن عبد الحفيظ: وأذكر أنَّ هناك مَنْ كان يُضربُ بسبِب عدمِ أداءِ بعضِ الكلمات على الوجه الصحيحِ.
نحو: ?وَذَرُوا?، وقد حدث أمامي أنَّ بعض القراء الكُبار كانوا يقرأون فيأتون على?وَذَرُوا? فينطقونها قراءة خاطئة، فيقول له الشيخ انطقها كما أُلَقِّنُها لك، فكان يُضرَب، وهو شيخ، والله هذا حصل.
وقد كان الشَّيْخ عثمان سليمان مراد – رحمه الله- شيخ قراء عصره، الذي جوَّدت عليه حفص، وكان يضرب على ذلك، وأيضًا على نطق: ?فَنَظِرَةٌ? كان رحمه الله يدرس في الأزهر ويأتي إليه مختلف الجنسيات، فكان يُدَقِّقُ على هذا الكلام، فكثيرمن يقول?فَسَقَى لَهُمَا?من الفسق، فكان -رحِمَهُمُ اللهُ- يدقِّقُون على هذه الأمور، ويقُولون: إنَّ القرآنَ هو التلقِّي قال تعالى: ?وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ? النمل: 6. وقال تعالى:?قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ? الزمر: 28، فيقولون هذا العوج الذي تقرأون به، ?غَيْرَ ذِي عِوَجٍ? أي: ليس به لُكَنَةٌ غيرُعربية
فَضِيلَة الشيخ محمد عبد الحميد أبو رواش: بالنسبة إلى?فَتَرَى، وَتَرَى، فَقَعُوا?، كل هذه الكلمات الاختلاس فيها يؤدي إلى فسادِ المعنى، هناك فرْقٌ كبيرٌ جدًا بينَ?وَتَرَى? من الرؤية والأخرى من الوتر، يجب أن يصحح لأنه قد يؤدي إلى إفساد المعنى.
فَضِيلَة الدُّكتُور إبراهيم الدوسري: كُلُّ من نعرفُ من القُرَّاء، سواءٌ مَن استمعنا إلى قراءَتهم، أو مَن قرأنا عليهم، يُشدِّدون في هذا الأمر تشدِيدًا قويًا، لأنَّه أحيانًا يؤدِّي إلى اختلافِ المعنى، فينبغي بيان ما هو من أصل الكلمة مما ليس من أصل الكلمة
وتأمل ما ذكره فَضِيلَة الشيخ عبد الرافع بن رضوان: قال الشيخ شحادة السمنودي ومِزْ مِنَ الأشْبَاهُ يُصْحَبُونَ وَفَقَعُوا، نَظَرَ، تُحْصِنُونَ
هذا الكلام لو تهاونَ القارئُ في كَلِمَة نحو: .. ?فَقَعُوا لَهُ? لها أداء معين وليحذرْ مِن تغييرِ النصِّ القرآني فيغيرَ المعنى، مثال ذلك أيضًا ?فَقَسَتْ?فبعض الناس يقرأها ?فَقَسَتْ?هذا كلام خطأ، وهو لم يغير شكْلَةً، ولم ينقص حرفًا، ولكن هذا الأداء خطأ، فالأداء يحتاج إلى تدقيق.
وتأمل ما ذكره فَضِيلَة الشيخ رشاد السيسي: قال: أذكر أن الشَّيْخ الزيات أسأل الله أن يَمُدَّ في عمُرهِ ويختِمَ لنَا وله بالإيمان: كان شديدَ اليقظةِ عند هذه الكلمات، فمثلاً عندما نأتي عند كَلِمَة: ? فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ? كان يتربص به عند السماع بها.
واستمع إلى كل ما ذكر من خلال لقاءات مع ثلة من أعلام القراء بصوت كبار المشايخ يتكلمون فيه عن هذا الموضوع وغيره من المسائل الشائكة التي تهم القراء لا سيما مسائل النبر ومسألة إطباق الشفتين، ونطق الضاد ظاء، وغيرها سلسلة زاد المقرئين الصوتية وكل ذلك موثق في كتاب زاد المقرئين (دار ابن الجوزي، والهجرة الخبر) ومكتبة جرير والعبيكان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العنبري الحنبلي]ــــــــ[03 Jan 2009, 01:30 م]ـ
و لكن سؤال مسترشد: هل مسألة النبر يصيّرها بهذا الشكل بحيث يخاطب بها الطالب المبتدئ و يشدّد عليه فيها أم كيف ذلك لأنه قد يحدو بالبعض كما ذكر صاحب المقالة الأصل أن ينفّر الطالب من التلاوة بهذه الطريقة ألا ترون أن هذا من الخلل في طرق التعليم للطلاب المبتدئين خصوصا إن كانت المسألة من البحوث التكميلية كما أشار إلى ذلك الشيخ أيمن رشدي سويد حفظه الله تعالى و حقيقة أنا ليس رأي في المسألة و لكن تضاربت عليّ الأقوال و مع ذلك اعتمادا للتأصيل العام في علم التجويد و هو أن القراءة سنة متبعة أريد نقلا عن الأئمة يربط الأول بالآخر في هذه القضية هذه مسألة. المسألة الثانية: مع القول بثبوت النبر هل هو خاص بكلمات محدودة أم يعمّ لأنني رأيت يا إخوان من خلال طروحاتكم المختلفة الأراء تكادون تتفقون تعقيبا على صاحب المقالة الأصل لزوم القراءة لبعض الكلمات بنحو ما لا تلتبس بمعان أخرى غير مرادة مثل تمثيلكم: بـ فقعوا أو فترى أم فسقى لهما .... إلخ هذا أعتقد من خلال ما فهمت من طروحاتكم أنه سديد لكن الإشكال عندي هو تعميم القضية إلى أكثر من هذا: من إلزام البعض بالنبر على: " و من أظلم " بنبر ميم من أو بالنبر على الهاء من قوله تعالى: " وهم "دفعا لمعنى الإيهام أو الزام النبر على قوله:" و لا يكونوا " في اللام النافية حتى لا تكون بمعنى: ولا من الولاية أو النبر على لام لم عند قوله تعالى:" و لم "أو أو لام لكم من قوله تعالى:" فانكحوا ما طاب لكم" أو من يلزم بالنبر على الباء من قوله تعالى "و بما فضل الله بعضهم " أو عند قوله تعالى:" وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم "عند واو وما كان و هاء فهو فماذا عن قراءة من يسكّن هل سيكون أخطأ و لحن أو الإلزام: بالنبر على قوله تعالى: "و إن تطع " على همزة إن نرجو البيان الكافي لهذا لأن هذا حقيقة أوقعني في لبس و الله انصرفت به عن تلاوة كلام الله و الله المستعان فهل هذا هو محض تصحيح القراءة حتى أعوّد نفسي على المضيّ قدما و عدم الإنتكاسة في ذلك أم هو شيء قد داخله نوع من التكلف المطلوب تركه نرجو من إخواننا الإجابة. و الله الموفق
ـ[محمد العنبري الحنبلي]ــــــــ[04 Jan 2009, 12:05 م]ـ
للرفع دفعا للإستشكال.
ـ[نيفين]ــــــــ[03 Mar 2009, 01:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اللهم اجعلنا ممن قلت فيهم: (يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ)
أشكر شيوخنا الكرام على هذا الموضوع الهام جدا والذى يؤرقنى منذ فترة لأنى لم أجد حولى إلا القليل ممن يتكلم عن النبر, واستغرب وأحزن أن أجد من بعض الشيوخ الكرام رفض التكلم أصلا عن النبر لماذا؟؟؟؟؟؟؟؟
لقد بدأت رحلتى فى الحفظ ببلد آخر به جنسيات عديدة وشعرت بالإختلاس فى قراءة بعض الكلمات كما نبه عليها شيوخنا الأفاضل فى هذا النقاش (خاصة من الشوام أعزهم الله) فمنهم من يصحح ويريد معرفة النطق السليم ومنهم من لايشعر بأنه بهذا الإختلاس يغير معانى الكلمات.
والآن وبعد 5 سنوات أجد من المحفظات من تؤثر بلهجتها على كثير من غيرها من البلاد الأخرى, وهكذا فيزيد الأمر سوءا.
كذلك من ضمن ما أريد أن يركز وينبه عليه شيوخنا هو إتمام الحركات (وخاصة الكسر قبل ساكن والضم بعد غنه) وعدم إمالتها وهذا ايضا أجده كثيرا عند غالبيتنا.
فنريد أن نهتم ونصحح اخطائنا فى التلاوة واتمنى ان لا نجد من يجادل كثيرا فى هذا من فضلكم نحن جميعا سنسأل أمام الله.
إن الأمر ليس به تنطع أو تعقيد لأن أى منا إن جلس مع طفل ولقنه التلقين السليم سيقرأ مثله.
ومن إذاً يهتم بهذا اللحن إن لم يهتم به علماؤنا!
أما عن قول د. أنمار عن النبر: {أننا بناء على المعطيات والحجج السابقة لا نستطيع أن نجزم بنسبتها للنبي صلى الله عليه وآله وسلم؟}
فإسمح لى أن اقول أنى لا أراه بدعة بل تصحيح للتلاوة من العاميات التى دخلت عليها.
فلنكن يدا واحده ولنستعذ بالله من المراء:
http://www.sonnaonline.com/Hadith1.aspx?Type=S&manSID=213296560&SearchWords= المراء& HadithID=470521
الْمُعْجَمُ الْكَبِيرُ لِلطَّبَرَانِيِّ >> بَابُ الصَّادِ >> مَا أَسْنَدَ أَبُو أُمَامَةَ >> عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ آدَمَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ >>
(يُتْبَعُ)
(/)
7546 حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْجُرْجَانِيُّ، ثنا كَثِيرُ بْنُ مَرْوَانَ الْفِلَسْطِينِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ آدَمَ الدِّمَشْقِيِّ، قَالَ، حَدَّثَنِي أَبُو الدَّرْدَاءِ، وأَبُو أُمَامَةَ، ووَاثِلَةُ بْنُ الْأَسْقَعِ، وأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالُوا: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ يَوْمًا، وَنَحْنُ نَتَمَارَى فِي شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الدِّينِ، فَغَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا لَمْ يَغْضَبْ مِثْلَهُ، ثُمَّ انْتَهَرَنَا، فَقَالَ: " مَهْلًا يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِهَذَا، أَخَذُوا الْمِرَاءَ لِقِلَّةِ خَيْرِهِ " *
إن الله سبحانه وتعالى يحب الطيب من العمل أفلا نحسن ونجمل من قراءتنا للقرءان وهى من أفضل الأعمال ,
إن الله يسمعنا, فهل نسمع من ينطق كلام الله سبحانه وتعالى ويحدث فيه تغييرا للمعنى ونقول لانؤاخذه ولا نعقده لأن هذه لهجة بلاده؟ أم نكسب فيه وفى نفسى ثواب وأقوٍم له قراءته. http://www.sonnaonline.com/Hadith.aspx?HadithID=353855
الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهِيُ عَنِ الْمُنْكَرِ لِأَبِي بَكْرِ بْنِ الْخَلَّالِ >> بَابُ ذِكْرِ قِرَاءَةِ الْأَلْحَانِ >>
221 أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ جَحْدَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْعَنْبَرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا، سَأَلَ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، فَقَالَ: مَا تَقُولُ فِي الْقِرَاءَةِ بِالْأَلْحَانِ؟ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قَالَ: " فَيَسُرُّكَ أَنْ يُقَالَ: يَا مُوَحْمِدُ. " *
سُنَنُ أَبِي دَاوُدَ >> كِتَاب الْأَدَبِ >> بَابُ الْهَدْيِ فِي الْكَلَامِ >>
4262 حَدَّثَنَا عُثْمَانُ، وَأَبُو بَكْرٍ، ابْنَا أَبِي شَيْبَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أُسَامَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَحِمَهَا اللَّهُ، قَالَتْ: " كَانَ كَلَامُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلَامًا فَصْلًا يَفْهَمُهُ كُلُّ مَنْ سَمِعَهُ " *
«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®» رزقنا الله وإياكم الجنة «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»(/)
بما أن في الملتقى بحاثة في علم التجويد، على اطلاع واسع بما طبع من كتب قديمة في التجويد
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[05 Nov 2003, 06:34 ص]ـ
عدة أسئلة تجول في ذهني:
هل يوجد نص قديم بمجافاة الشفتين في الميم الساكنة قبل الباء.
هل يوجد نص قديم بتفخيم الغنة في إخفاء النون الساكنة حسب الحرف التالي.
هل يوجد نص قديم بأن زمن الغنة في الميم المشدة غير النون المشددة غير غنة النون الساكنة.
هل يوجد من نص على أن نطق: وقالا الحمد لله، مغاير لقولك وقال الحمد لله.
هل النبر في قولك:" أفلا"، و" وكفي" الذي ينادي به قراء مصر له ذكر في الكتب القديمة.
وجزى الله من يدلي بدلوه خير الجزاء.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Nov 2003, 12:42 ص]ـ
هذا بعض المطلوب أخي راجي رحمة ربه وفقكم الله.
ما أشرتم إليه وفقكم الله تجد الحديث عن أكثره في كتاب (الدراسات الصوتية عند علماء التجويد) للدكتور غانم الحمد، فإن لم يكن لديكم هذا الكتاب فاظفر به فإنه نفيس. وكذلك بقية بحوثه في التجويد.
وأما قولك:هل يوجد نص قديم بمجافاة الشفتين في الميم الساكنة قبل الباء؟.
فقد ذهب بعض العلماء إلى أن الميم الساكنة قبل الباء حكمها الإظهار.
وهناك نص لأبي الحسين بن المنادي يقول فيه: (أخذنا عن أهل الأداء خاصة تبيان الميم الساكنة عند الواو والباء والفاء، في حُسْنٍ من غير إفحاش). التحديد لأبي عمرو الداني ص 168.
وقال مكي بن أبي طالب القيسي في الرعاية ص 206: (وإذا سكنت الميم وجب أن يتحفظ بإظهارها ساكنة عند لقاءها باءً أو فاء أو واواً. نحو: (وهم فيها)، (ومن لم يحكم بما أنزل الله). وشبه ذلك كثير في القرآن. لا بد من بيان الميم الساكنة في هذا كله ساكنة من غير أن يحدث فيها شيئ من حركة، وإنما ذلك خوف الإخفاء والإدغام لقرب مخرج الميم من مخرجهن، لأنهن كلهن يخرجن مما بين الشفتين، غير أن الفاء تخرج من باطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العلى، ولولا اختلاف صفات الباء والميم والواو على ما قدمنا من الشرح لم يختلف السمع بهن، ولَكُنَّ في السمع صنفاً واحداً).
وقال أحمد بن يعقوب التائب: (أجمع القراء على تبيين الميم الساكنة وترك إدغامها إذا لقيتها باء في جميع القرآن). انظر: التحديد للداني ص 169
والبقية تأتي إن شاء الله ..
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[06 Nov 2003, 06:12 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أستاذ عبد الرحمن.
طبعا لا يخفى عليكم أن إظهار الميم عند الباء إن كان بدون غنه فهو قول قديم ولا تصح به القراءة اليوم لانقطاع سندها وانعقاد الإجماع على الإخفاء مع الغنة.
لكن السؤال هو هل يوجد نص للمجافاة بعض الشيء بين الشفتين كما انتشر اليوم.
أقول: ما في التلقي هو ما يسمى بالإخفاء بإطباق الشفتين مع الغنة.
ثم أحدث قول جديد بمجافاة الشفتين قليلا، وتبناه السيد عامر عثمان رحمه الله وهو الذي فرضه يوم كان مشرفا على الإذاعة والتصريح للختمات وإلا فالقراء كانوا يقولون ما هكذا تلقيناها. وقد اجتمعت بأحدهم السنة الماضية فأكد لي هذه المعلومة.
وبعد البحث -ومازلت أبحث- لم أجد للمجافاة مستندا، لكن طالما الكتب ما زالت تحقق فالله أعلم.
بل على العكس وجدت النص على الإطباق فابن الجزري نص على أن القراءة بالإخفاء والبواب في الهامش نقل نصوص الإطباق فانظرها على هذا الرابط:
http://216.127.87.126/qurannet/new_qurannet/taweed/books/altemheed/html/index.htm
ثم رأيت من نقل نفس النص عن د. غانم
فيقول الدكتور غانم قدوري:
ولم أجد في كتب التجويد القديمة من أشار إلى انفراج الشفتين عند النطق بإخفاء الميم الساكنة عند الباء بل وجدت المؤلفين ينصون على انطباق الشفتين للصوتين معا
فيقول الداني < هي مخفاة لانطباق الشفتين عليهما كانطباقهما على أحدهما >
وقال والد ابن الباذش: < إلا أن يريد القائلون بالإخفاء انطباق الشفتين على الحرفين انطباقا واحدا فذلك ممكن في الباء وحدها في نحو < أكرم بزيد >
يقول الدكتورغانم قدوري في خاتمة بحثه ولا أملك في هذا البحث رد أي من المذهبين ولكني أرجح الرواية التي تتطابق مع وصف علماء التجويد المتقدمين لنطق الميم المخفاه وهي تؤكد على انطباق الشفتين عند النطق بالميم لأن القول بانفراجهما لم تشر إليه الكتب القديمة ولأنه لا يتوافق مع نظرية السهولة في نطق الأصوات التي تتحقق عند النطق بانطباق الشفتين أكثر مما تتحقق عند النطق بإنفراجهما ....
نقله الأخ الفاضل عن كتاب ابحاث في علم التجويد للدكتور غانم قدوري
والنقول التي ذكرتها في الإظهار هل يقال أنها تؤيد هذا المذهب وهو الذي نسميه إخفاء بغنة.
وهو في عمليا عبارة عن إظهار بغنة
فهل يرجع القولان إلى قول واحد. لكن منهم من سماه إخفاء ومنهم من سماه إظهار
إذ طالما أن هناك غنة فهو أداء صحيح.
طبعا العبرة بالتلقي والتواتر وما هذه الاصطلاحات إلا محاولة لضبط التلقي.
والله أعلم.
في انتظار ما ستتحفنا به بارك الله فيكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[06 Nov 2003, 09:38 ص]ـ
مشايخنا الأفاضل أحسن الله إليكم
تجدون على هذا الرابط نقلين مهمين في صفة إخفاء الميم عند الباء أحدهما عن الإمام أبي عمرو الداني، والثاني عن الإمام أبي جعفر بن الباذش، وكلا النقلين يدل على أن الإخفاء الشفوي يكون مع انطباق الشفتين، وفي الرابط فوائد قيمة في هذه المسألة لمن أحب مطالعته:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=4805&highlight=%C7%E4%D8%C8%C7%DE+%C7%E1%D4%DD%CA%ED%E4
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[06 Nov 2003, 10:49 ص]ـ
الشيخ أبو خالد.
النصان موجودان في كلام الدكتور غانم وفي الرابط الذي في مقالي أعلاه على هامش التمهيد، ولقد أعجبتني تلك النقول القيمة فيما أحلتنا عليه.
س:
عمليا ألا يساوي هذا الإخفاء بإطباق الشفتين، الإظهار مضافا عليه غنة.
ثم هل لك تعليق على بقية الأسئلة.؟(/)
القراءات في (لا تضار) و (لا يضار)
ـ[عبد الله]ــــــــ[07 Nov 2003, 01:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواننا أهل التخصص في القراءات:
في قوله تعالى:} لا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا {[البقرة: 233]. ست قراءات فيما تبين لي من الكشاف وحجة القراءات لابن زنجلة وأكثر التفاسير، وعند الرجوع إلى قوله تعالى:} وَلا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ {[البقرة: 282]. يحيلون على القراءات التي وردت في الآية الأولى.
فهل القراءات التي وردت في الآية 233 كلُّها تنطبق على الآية 282؟.
أرجو التصحيح والتوجيه. (يفضل ذكر المراجع وتوثيقها) وجزاكم الله كل خير.
وهذه هي القراءات مع توجيه بعضها:
. الرفع (لا تضارُّ) وبها قرأ ابن كثير، وأبو عمرو (1)، وحجتهما في ذلك قوله قبلها:} لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاّ وُسْعَهَا {[البقرة: 233] فأتبعا الرفع الرفع، فعطف جملة خبرية على جملة خبرية، وتكون (لا) نافية، لكن الخبر هنا المراد به النهي، فالأمر قد يجيء على لفظ الخبر كما في قوله تعالى:} وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ {[البقرة: 228] (2) أي ليتربصن.
وهو محتمل البناء للفاعل والمفعول (3).
. الكسر، وبها قرأ الحسن على النهي، وهو محتمل البنائين أيضاً.
. السكون مع التشديد على نية الوقف، وبها قرأ أبو جعفر بن القعقاع.
قال في التبيان: وهي ضعيفة، لأنه في التقدير جمع بين ثلاث سواكن، إلا أن له وجهاً وهو أن الألف لمدها تجري مجرى المتحرك، فيبقى ساكنان والوقف عليه ممكن ثم أجرى الوصل مجرى الوقف، أو يكون وقف عليه وقفة يسيرة (4).
. السكون مع التخفيف، من ضاره يضيره، رويت عن الأعرج، ونوى الوقف كما نواه أبو جعفر، أو اختلس الضمة فظنه الراوي سكوناً (5).
. لا تضرر: رويت عن كاتب عمر بن الخطاب (6).
. النصب، وبها قرأ باقي القراء (نافع وابن عامر وحمزة والكسائي، وعاصم في المشهور عنه) (7) بفتح الراء مشددة، على أن (لا) ناهية، والفعل مجزوم بها، والأصل (يضارر) براءين، فأدغمت الراء الأولى في الثانية، ثم تحركت الراء الثانية بالفتح تخلصاً من التقاء الساكنين على غير قياس، لأن الأصل في التخلص من التقاء الساكنين أن يكون بالكسر، (8) لكن اختير الفتح، لأجل الألف.
وهذا هو الاختيار في التضعيف إذا كان قبله فتح أو ألف (9).
فـ (تضارَّ) يحتمل أن يكون تقديره (تضارِر) بكسر الراء الأولى، فتكون والدة فاعلاً، أو (تضارَر) بفتح الراء الأولى فتكون والدة نائب فاعل. وفك الفعل لغة الحجاز، والإدغام لغة تميم (10).
. فإذا كان التقدير (تضارِر) بكسر الراء الأولى، فيكون الفعل مبنياً للمعلوم، وتكون والدة فاعلاً، ويكون المعنى: لا تضارِر والدةٌ زوجَها بسبب ولدها، بما لا يقدر عليه من رزق وكسوة، أو بأن تمتنع عن إرضاعه إضراراً بالأب، ولايُضار الأب زوجَته بسبب ولده بما وجب لها من رزق وكسوة.
وأجاز الزمخشري مجيء (تضار) بمعنى تضر، والباء من صلته. أي لا تضر والدة بولدها، فلا تسئ غذاءه وتعهده، ولا تفرط فيما لا ينبغي له، ولا تدفعه إلى الأب بعدما ألفها. ولا يضر الوالد به بأن ينتزعه من يدها، أو يقصر في حقها، فتقصر في حق الولد.
ومن هنا جاءت الإضافة إليهما (بولدها، بولده) استعطافاً لهما عليه وإشفاقاً عليه (11).
وإذا كان التقدير (تضارَر) بفتح الراء الأولى، فيكون الفعل مبنياً للمجهول، وتكون والدة نائب فاعل، ويكون المعنى: لا يضار زوجٌ زوجَته المطلقة بولدها عن طريق الطعن بها، أو التقتير في النفقة أو نحو ذلك (12).
أرجو الإفادة - مأجورين -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ورواها أبان عن عاصم. انظر: فتح القدير 1/ 245.
(2) انظر: حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 136. والإنصاف في مسائل الخلاف لابن الأنباري 2/ 705.
(3) انظر: الكشاف للزمخشري. والتبيان في إعراب القرآن 1/ 97.
(4) التبيان في إعراب القرآن 1/ 120 – 121.
(5) انظر: الكشاف للزمخشري.
(6) انظر: الكشاف للزمخشري.
(7) انظر: فتح القدير 1/ 245.
(8) القراءات وأثرها في علوم العربية، د. محمد سالم محيسن 2/ 200.
(9) حجة القراءات لابن زنجلة 1/ 136.
(يُتْبَعُ)
(/)
(10) انظر: المحتسب لابن جني 1/ 148. وتفسير الثعالبي 1/ 233.
(11) انظر: الكشاف للزمخشري.
(12) انظر: أثر اللغة في اختلاف المجتهدين، عبد الوهاب عبد السلام طويلة 125 – 126.
عبد الله إبراهيم
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[07 Nov 2003, 06:03 م]ـ
الأخ الفاضل عبد الله _ وفقه الله _
كتاب الكشاف وغيره من كتب التفسير، وكذا كتاب حجة القراءات وغيره من كتب توجيه القراءات، لا يعتمد عليها في عزو القراءات إلى أصحابها خاصة القراءات العشر المتواترة، وذلك لأن تلك الكتب لا تعنى بالروايات والطرق المعتمدة عند أهل الأداء، فربما ينسبون قراءة إلى عاصم مثلا وتكون من رواية أخرى غير روايتي شعبة وحفص، أو من روايتهما ولكن من طريق غير مقروء به، ولهذا فعليك بالرجوع إلى الشاطبية وشروحها والدرة وشروحها والطيبة وشروحها، وإلى النشر، وكذلك من الكتب الموثوقة غيث النفع للصفاقسي والبدور الزاهرة لعبد الفتاح القاضي وإتحاف فضلاء البشر للبنا الدمياطي، ويستحسن أن تقارن بين أكثر من كتاب من تلك الكتب حيث إنه وقعت بعض الأخطاء المطبعية، وسقطت بعض الكلمات سهوا، فما كان من خطأ في كتاب منها تدورك في الكتاب الآخر.
وأما قوله تعالى: (و أشهدوا إذا تبايعتم و لا يضار كاتب و لا شهيد) (1) فالقراءات فيه ليست كالقراءات في قوله تعالى (لا تضار والدة بولدها) (2) فابن كثير وأبو عمرو ويعقوب واليزيدي قرؤوا بضم الراء المشددة في (لا تضار والدة) ولكنهم قرؤوا بفتح الراء المشددة في (ولا يضار كاتب)، وأما ابن محيصن فقرأ بضم الراء المشددة في الموضعين، وأما أبو جعفر بروايتيه بخلف عنهما فقرأ بتخفيف الراء و إسكانها في الموضعين، وأما الباقون من القراء الأربعة عشر فقرؤوا بتشديد الراء و فتحها في الموضعين (3)
و قد و هم د / صبري عبد القوي صاحب كتاب أثر القراءات في الفقه الإسلامي فنسب في ص:222 إلى ابن كثير و البصريين أنهم قرؤوا بضم الراء في (ولا يضار كاتب)، و ليس كذلك بل قراءتهم كالجمهوركما سبق.
و القراءة بالتخفيف من ضار يضير، و بالتشديد من ضار يضار بتشديد الراء، وعلى هذا فيحتمل أن تكون الحركة سواء بالضم أو الفتح لمجرد التخلص من التقاء الساكنين فتكون لا ناهية، و يحتمل أن تكون لا نافية في قراءة الرفع و ناهية في قراءة فتح الراء، و يترتب على ذلك أن يكون معنى (ولا يضار كاتب ولا شهيد) على قراءة الرفع نهي صاحب الحق عن مضارة الكاتب و الشهيد و ذلك بدعوتهما للكتابة و الشهادة و هما مشغولان معذوران، و على قراءة الجمهور يكون النهي للكاتب و الشهيد عن الإضرار بصاحب الحق و ذلك بالامتناع من الكتابة و الشهادة أو بان يكتب الكاتب ما لم يمل عليه أو يشهد الشهيد بما لم يشهده (3) و على كل حال فالضرر والضرار منهي عنهما عموما.
__________________________
(1) البقرة: 282
(2) البقرة: 233
(3) البدور الزاهرة 56، الإتحاف 166
(4) انظر أحكام القرآن لابن العربي 1/ 259، أحكام القرآن للجصاص 1/ 522
ـ[عبد الله]ــــــــ[07 Nov 2003, 08:31 م]ـ
شكر الله لك أخي أبا خالد على هذا التنبيه والإفادة، لكن هذه القراءات التي يذكرها أصحاب التفاسير – والتي قلت أن بعضها غير معتمد عند أهل الأداء – ألا يصح الاستشهاد بها في اللغة، أو في القواعد النحوية، ثم يستنبط منها حكم فقهي أو غيره، بحيث لا يتعارض مع المتواتر؟
وجزاك الله عني كل خير
عبد الله إبراهيم(/)
هل كل ما في القراءات السبعة متواتر؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 Nov 2003, 08:59 م]ـ
قرأت رأياً لأحد المعاصرين (وليس بثقة) يزعم به أن القرآن كله متواتر بالجملة، لكن ليس كل حرف منه متواتر لا في قراءة عاصم ولا في غيرها!! وقال أن الدليل على ذلك أن إسناد المقرئين تجده مسلسلاً بالآحاد وليس عن جماعة. فهل من رد على هذا الزعم؟
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[09 Nov 2003, 07:48 ص]ـ
بعد بحث طويل في هذه المسألة الحساسة، خلصت لما يلي.
هناك جزء كبير جدا من القراءات العشر متواتر،
وأفضل كتاب تجد فيه بحث هذه القضية هو كتاب منجد المقرئين لخاتمة المحققين ابن الجزري في كتابه منجد المقرئين.
وأثبت فيه أن الشاطبية متواترة بل وغيرها كثير من الكتب المشهورة وأنكر على من لا يعتقد تواتر غيرها.
وساق الأدلة المقنعة جدا على هذا الرأي.
فالقراءت العشر تروى طبقة عن طبقة من مئات القراء بل الآلاف جيلا بعد جيل
أما الأسانيد فهي تذكر للاستئناس، فلا يعقل أبدا أن يذكروا أسماء أهل الناحية كلها من القراء في كل إجازة وإقراء.
فمن باب المحافظة على الإسناد فحسب دونت هذه السلاسل المباركة.
ولإثبات كثرة الأسانيد افتح كتاب الغاية في طبقات القراء وأكتب على لوحة كبيرة جدا في أعلاه اسم الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم ثم الأسانيد إلى القراء العشرة بخط صغير ثم دون أشجار الأسانيد لأسماء كل من قرأ عنهم وهكذا وسترى العجب العجاب.
علما أن هذا الكتاب فقط ذكر من تصل إليهم الأسانيد المشهورة.
أما لإكمال التحقيق فافتح كتب التراجم والتواريخ ودون أسماء كل من قرأ على غيره
وأضف أسماء القراء من أهل النواحي المختلفة
وسترى ما هو أعجب وأعجب
=================
لكن ابن الجزري في كتابه الأخير النشر في القراءات العشر نحى منحى آخر في ظاهره التعارض مع ما سبق
لكن عند النظر تجده هنا يبحث صحة ما تجوز به القراءة
فوضع الشروط الثلاثة المعروفة
صحة السند، وموافقة اللغة ولو بوجه فصيح، وموافقة احتمال الرسم العثماني
فهذه الأسانيد يعبر عنها بالمشهور وليس التواتر.
لكني أرى الجمع بين القولين
فالذي خلصت له.
أن هناك ما هو متواتر كالشاطبية وغيرها من كتب في السبع والعشر
أما ما تصح به القراءة مما في النشر منه ما هو متواتر ومنه ما هو مشهور تلقته الأمة بالقبول.
أما الأسانيد التي في إجازاتنا اليوم ويرويها الأفراد عن الأفراد فهي تذكر لبركة الاتصال بسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم بل بجبريل ثم برب العزة جل وعلا وهي وإن كانت تروى عن أعلام وجبال في العدالة والضبط لكن أصلها أن تكون جيلا عن جيل والذي منع ذكر المئات من الأسماء في إسناد الإقراء والإجازات هو الصعوبة بل الاستحالة كما أن ذلك مما لا يطلب شرعا ولا عقلا
طبعا هناك من ألف الكتب في ترجيح القول الأول لابن الجزري في منجد المقرئين
وأفضل ما وقفت عليه كتاب اسمه
القراءات القرآنية
لعبد الحليم بن محمد بن الهادي قابة
ط دار المغرب الإسلامي 1999
وهو كتاب جدير بالاقتناء، ولابد لكل مهتم بأمر القراءات من الاطلاع عليه
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[09 Nov 2003, 11:31 م]ـ
أخي الفاضل جزاك الله خيرا
وأنا لا أشك في صحة وصول هذه القراءات إلينا وتواترها عن القراء العشرة. لكن هل نقلها هؤلاء القراء بأسانيد فردية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أم متواترة؟ فمثلاً نافع ذكروا أنه أخذ عن سبعين شيخاً وهذا متواتر بلا شك. وعاصم نقل قراءته عن ابن مسعود وعن علي، وهذا يعتبره ابن حزم تواتراً. لكن هل كان هذا حال جميع القراء؟
وأهم من ذلك من باب التفسير، هل كل اختلاف في حرف المصحف مما جاء بالقراءات العشرة متواتر؟ بعضه يبدو متوتراً مثل "ملك يوم الدين" و "مالك يوم الدين". فماذا عن باقي الاختلافات؟
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[10 Nov 2003, 05:19 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فهذا المبحث استكمال لنقاش المشايخ الفضلاء حول تواتر أسانيد القراءات العشر، وجواب على ما طرح من إشكالات، واستجابة لطلب الشيخ الفاضل محمد الأمين _ حفظه الله _ حيث طلب ذكر أسانيد كل قارئ من العشرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأقول _وبالله تعالى التوفيق _:
إن أسانيد القراءات تنقسم حالياً إلى أربعة أجزاء:
(يُتْبَعُ)
(/)
الجزء الأول: من المعاصرين إلى ابن الجزري، وهذا متواتر بلا شك فأسانيد العالم الإسلامي إلى ابن الجزري اليوم بالآلاف، ولكن يظل لدينا إشكال وهو أن ابن الجزري شخص واحد، وجميع أسانيد القراءات العشرة المتصلة بالسماع والعرض اليوم تلتقي عند ابن الجزري ثم يبدأ تفرعها من عنده أيضاً فكيف تكون متواترة في طبقة ابن الجزري؟ وحل هذا الإشكال من وجهين:
1) أن تلاميذ ابن الجزري وهم كثيرون قد قرؤوا بالقراءات العشر على غير ابن الجزري، كما هو مدون في تراجمهم، ولو أن ابن الجزري شذ بشيء غير معروف عن غيره لما قبلوه منه، فالإسناد وإن اكتفي فيه تخفيفا بذكر ابن الجزري لشهرته وإمامته وعلو سنده إلا أنه كان معه معاصرون له كثر قرؤوا على شيوخه بما قرأ هو به، وهؤلاء المعاصرون لهم تلاميذ كثيرون تتفرع عنهم أسانيد عديدة تبلغ حد التواتر.
2) أن كتب القراءات المسندة لها أسانيد عديدة مبثوثة في الأثبات الحديثية تبلغ حد التواتر من غير طريق ابن الجزري، وهذه الأسانيد وإن كانت بالإجازة المجردة عن السماع إلا أنها مع انضمامها إلى الإسناد المتصل بالسماع المار بابن الجزري تزيده قوة إلى قوته.
الجزء الثاني: من ابن الجزري إلى أصحاب الكتب المسندة في القراءات العشر كلها أو ست أوسبع أو ثماني قراءات منها أو أقل أو أكثر، مثل التيسير للداني والكامل للهذلي والكفاية لسبط الخياط والروضة لابن المعدل والمصباح للشهرزوري وأمثالها، وهذا القسم متواتر أيضاً على أساس أن ابن الجزري له أكثر من ألف إسناد في القراءات، وهذه الأسانيد ترجع إلى أكثر من خمسين كتابا مسندا في القراءات العشر كل كتاب منها قرأ ابن الجزري بما تضمنه من القراءات على العشرات من شيوخه بأسانيدهم إلى مؤلفي هذه الكتب، وتفصيل ذلك موجود في كتاب النشر في القراءات العشر.
الجزء الثالث: من مؤلفي الكتب المسندة إلى الرواة العشرين عن القراء العشرة (كل قارئ من العشرة عنه راويان) وهذا متواتر أيضاً، لأن كتب القراءات المسندة كما ذكرنا أكثر من خمسين كتابا، ولكل كتاب منها عدة أسانيد إلى كل راو من الرواة العشرين، تصل هذه الأسانيد إلى حد التواتر كما يستفاد من الكتب نفسها، وقد حقق اليوم الكثير من هذه الكتب التي هي أصول النشر، ووجد لها العديد من النسخ المخطوطة النفيسة، وهذه الكتب هي الأصول التي استقى ابن الجزري منها مادته في النشر.
الجزء الرابع: من الرواة العشرين إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الجزء منه ما توافق فيه الرواة العشرون أو مجموعة منهم يبلغون حد التواتر فهذا لا إشكال فيه، وأكثر القرآن بحمد الله لا ينفرد فيه راو بل يوافقه غيره من الرواة العشرين عن القراء العشرة، ومنه ما انفرد فيه راو أو عدد من الرواة لا يبلغ حد التواتر وهو محل الإشكال، لكن يمكن أن يقال إن أسانيد القراءات العشر وإن كانت آحادية فإن كل واحد من القراء العشرة لم يكن منفردا بما يقرأ به بل شاركه فيه أهل بلده، ولكن انقطعت أسانيدهم ولم يعتن بنقلها، اكتفاء بالبعض عن الكل، فابن عامر مثلا قرأ على أبي الدرداء رضي الله عنه الذي قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن لم ينفرد ابن عامر برواية قراءة أبي الدرداء، فقد قرأ على أبي الدرداء رضي الله عنه ألف وخمسمائة شخص، ولكن لم تصلنا أسانيدهم، وكذلك أبو الدرداء رضي الله عنه لم ينفرد بالقراءة التي رواها عن النبي صلى الله عليه وسلم بل شاركه غيره من الصحابة، فإذا قصد بالتواتر هذا المعنى فهذا صحيح، وأما إذا قصد بالتواتر أن كل كلمة انفرد بها واحد من القراء السبعة أو العشرة أو أحد الرواة عنهم قد رواها جمع غفير عن جمع غفير حتى ينتهي الإسناد إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا قد لا نستطيع أن نأتي عليه بدليل سوى أن نأتي بالأسانيد المتواترة إلى القارئ من القراء العشرة، ثم بعد ذلك نقول إن القارئ لم يكن منفردا بهذه القراءة في بلده بل كان معاصروه من أهل بلده ممن يبلغون حد التواتر يقرؤون به ويروونه ولو أنه انفرد عن أهل بلده بحرف لما اختار أئمة القراءات قراءته، فأحياناً ينفرد راو من هؤلاء الرواة العشرين بحرف كانفراد حفص عن عاصم مثلا بقراءة قوله تعالى (سوف يؤتيهم أجورهم) (النساء: 152) بالياء، بينما الرواة التسعة عشر
(يُتْبَعُ)
(/)
الباقون قرؤوا هذا الحرف بالنون (سوف نؤتيهم أجورهم)، أو ينفرد قارئ من العشرة بحرف كانفراد يعقوب بضم هاء (نؤتيهم) في الآية المذكورة (النساء: 152)، أو ينفرد راو أو قارئ بأصل من الأصول كانفراد البزي عن ابن كثير بتشديد التاءات في الفعل المضارع المحذوف إحدى التاءين تخفيفاً، نحو (وقبائل لتَّعارفوا، فتَّفرق بكم عن سبيله، ولا تَّجسسوا ... ) وأمثال ذلك، فهذا يمكن اعتباره متواتراً إذا نظرنا إلى أنه لم يكن الراوي أو القارئ منفردا بهذه القراءة في بلده بل كان معاصروه من أهل بلده ممن يبلغون حد التواتر يقرؤون به ويروونه ولو أنه انفرد عن أهل بلده بحرف لما اختار أئمة القراءات قراءته أو روايته وعدوها من السبع أو العشر، كما ذكرنا، فإنهم لم يختاروا قراءة ابن محيصن المكي، مع أنه شيخ ابن كثير، لأنه ينفرد عن أهل بلده بأشياء، واختاروا قراءة ابن كثير لأنه يقرأ بالقراءة المعروفة عن أهل مكة في زمنه، فبهذا الاعتبار يمكن أن نقول كل حرف في القراءات العشر متواتر بهذا المعنى، على أساس أن كل راو أو قارئ كان معه معاصرون له يروون مثل ما روى ويقرؤون بمثل ما يقرأ، لكن لو أردنا أن نطبق مصطلح التواتر تطبيقا حرفياً بأن نأتي مثلاً بعشرة أسانيد (إذا قلنا إن أقل التواتر عشرة، أو سبعين إسنادا إذا قلنا أقل التواتر سبعين أو غير ذلك على حسب اختلاف الأقوال في أدنى التواتر) إلى عشرة رواة معاصرين لحفص رووا عن عاصم أنه قرأ (سوف يؤتيهم) بالياء، ثم عشرة معاصرين لعاصم رووا عن أبي عبد الرحمن السلمي أنه قرأ (سوف يؤتيهم) بالياء، ثم عشرة معاصرين لأبي عبد الرحمن السلمي رووا عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قرأ (سوف يؤتيهم) بالياء، ثم عشرة من الصحابة رووا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ (سوف يؤتيهم) بالياء، ونحو ذلك في كل نظير، فهذا لا يوجد، وهذا هو ما دعا كثيرا من المحققين إلى القول بأنه يكفي صحة الإسناد لإثبات القراءة، ولا يشترط التواتر.
قال الشوكاني: وقد ادُّعِيَ تواتر كل واحدة من القراءات السبع، وهي قراءة أبي عمرو ونافع وعاصم وحمزة والكسائي وابن كثير وابن عامر، وادعي أيضا تواتر القراءات العشر، وهي هذه مع قراءة يعقوب وأبي جعفر وخلف، وليس على ذلك أثارة من علم فإن هذه القراءات كل واحدة منها منقولة نقلا آحاديا، كما يعرف ذلك من يعرف أسانيد هؤلاء القراء لقراءاتهم، وقد نقل جماعة من القراء الإجماع على أن في هذه القراءات ما هو متواتر وفيها ما هو آحاد، ولم يقل أحد منهم بتواتر كل واحدة من السبع فضلا عن العشر، وإنما هو قول قاله بعض أهل الأصول، وأهل الفن أخبر بفنهم. (1) فالذي عليه المحققون أنه لايشترط التواتر لأنه لادليل على اشتراطه، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبعث آحاد الصحابة لتعليم القرآن، وكانوا يسمعون الآية من الصحابي فيعملون بها ويقرؤون بها في صلواتهم، قال ابن الجزري: وقد شرط بعض المتأخرين التواتر في هذا الركن، وزعم أن القرآن لا يثبت إلا بالتواتر، وأن ما جاء مجيء الآحاد لايثبت به قرآن، وهذا مما لايخفى ما فيه، وإذا اشترطنا التواتر في كل حرف من حروف الخلاف انتفى كثير من أحرف الخلاف الثابت عن هؤلاء الأئمة السبعة وغيرهم، ولقد كنت قبل أجنح إلى هذا ثم ظهر فساده (2).
واستكمالا للبحث فإني أذكر هنا أسانيد كل قارئ من العشرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، حيث يتبين من ذكر هذه الأسانيد أنه ما من قراءة من العشر إلا ولها من الأسانيد الثابتة ما تطمئن إليه النفس وتقوم به الحجة.
أسانيد نافع:
قرأ نافع القرآن على سبعين من التابعين، منهم شيبة بن نصاح الذي سمعه من عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقرأ شيبة على مولاه عبد الله بن عياش المخزومي، و قرأ نافع أيضا على أبي جعفر والأعرج اللذين قرآ على أبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهما، وقرأ أبو هريرة وابن عباس وعبد الله بن عياش المخزومي رضي الله عنهم على أبي بن كعب وزيد بن ثابت رضي الله عنهما، وقرأ عمر وأبي وزيد رضي الله عنهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن رب العزة جل شأنه. (3)
أسانيد ابن كثير:
(يُتْبَعُ)
(/)
قرأ ابن كثير على عبد الله بن السائب ومجاهد ودرباس، وقرأ ابن السائب على عمر بن الخطاب وأبي بن كعب رضي الله عنهما، وقرأ مجاهد ودرباس على ابن عباس عن أبي وزيد بن ثابت رضي الله عنهم، وقرأ عمر وأبي وزيد على رسول الله صلى الله عليه وسلم. (4)
أسانيد أبي عمرو:
قرأ أبوعمرو على أبي العالية و يحيى بن يعمر ومجاهد والحسن البصري وسعيد بن جبير وعطاء وغيرهم، وقرأ أبو العالية على عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقرأ يحيى بن يعمر على أبي الأسود الدؤلي الذي قرأ على عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما وقرأ مجاهد على ابن عباس عن أبي وزيد بن ثابت رضي الله عنهم، وقرأ عمر وعثمان وعلي وأبي وزيد على رسول الله صلى الله عليه وسلم. (5)
أسانيد ابن عامر:
هو أعلى القراء العشرة إسنادا، لأنه قرأ على أبي الدرداء رضي الله عنه الذي قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم، فليس بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم إلا واسطة واحدة، كما قرأ أيضا على المغيرة بن شهاب المخزومي الذي قرأ على عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقرأ عثمان على رسول الله صلى الله عليه وسلم. (6)
أسانيد عاصم:
قرأ عاصم على أبي عبد الرحمن السلمي وزر بن حبيش وسعد ابن إلياس الشيباني، وقرأ زر بن حبيش وسعد بن إلياس الشيباني على ابن مسعود رضي الله عنه، وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي على عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وأبي بن كعب وزيد بن ثابت رضي الله عنهم، وقرأ عثمان وعلي وابن مسعود وأبي وزيد على رسول الله صلى الله عليه وسلم. (7)
أسانيد حمزة:
منها أن حمزة قرأ على جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر عن أبيه زين العابدين عن أبيه الحسين رضي الله عنه عن أبيه علي رضي الله عنه الذي قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم، كما قرأ على حمران وأبي إسحاق اللذين قرآ على أبي عبد الرحمن السلمي وأبي الأسود الدؤلي اللذين قرآ على عثمان وعلي رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما قرأ أيضا على الأعمش الذي قرأ على يحيى بن وثاب عن علقمة والأسود وعبيدة السلماني عن ابن مسعود رضي الله عنه، وقرأ ابن مسعود على رسول الله صلى الله عليه وسلم. (8)
أسانيد الكسائي:
منها أن الكسائي قرأ على حمزة عن جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر عن أبيه زين العابدين عن أبيه الحسين رضي الله عنه عن أبيه علي رضي الله عنه الذي قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم، كما قرأ على عيسى بن عمر عن أبي إسحاق عن أبي عبد الرحمن السلمي وأبي الأسود الدؤلي اللذين قرآ على عثمان وعلي رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما قرأ عيسى أيضا على الأعمش الذي قرأ على يحيى بن وثاب عن علقمة والأسود وعبيدة السلماني عن ابن مسعود رضي الله عنه، وقرأ ابن مسعود على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قرأ الكسائي على ابن أبي ليلى عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أبي بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. (9)
أسانيد أبي جعفر:
قرأ أبو جعفر على أبي هريرة وابن عباس وابن عياش المخزومي رضي الله عنهم، وقرأ هؤلاء الثلاثة على أبي بن كعب وزيد بن ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. (10)
أسانيده يعقوب:
قرأ يعقوب على أبي الأشهب العطاردي الذي قرأ على أبي رجاء العطاردي الذي قرأ على أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، وقرأ أبو موسى الأشعري رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ابن الجزري: هذا إسناد في غاية العلو والصحة، وله أسانيد أخر. (11)
أسانيد خلف:
منها أن خلفاً قرأ على يعقوب الأعشى عن شعبة عن عاصم عن زر بن حبيش عن ابن مسعود رضي الله عنه، وقرأ ابن مسعود على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرأ خلف على سليم عن حمزة عن جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر عن أبيه زين العابدين عن أبيه الحسين رضي الله عنه عن أبيه علي رضي الله عنه الذي قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم، كما روى عن الكسائي عن عيسى بن عمر عن أبي إسحاق عن أبي عبد الرحمن السلمي وأبي الأسود الدؤلي اللذين قرآ على عثمان وعلي رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم. (12)
_________________________________
(1) إرشاد الفحول 63
(2) النشر 1/ 18
(3) انظر ترجمته في الجرح والتعديل 4/ 456، غاية النهاية 2/ 330، النشر 1/ 93، خلاصة التذهيب 342
(4) انظر ترجمته في الجرح والتعديل 2/ 2/144، النشر 1/ 99، غاية النهاية 1/ 433
(5) انظر ترجمته في النشر 1/ 109، غاية النهاية 1/ 288، تهذيب التهذيب 2/ 178
(6) انظر ترجمته في النشر 1/ 112، غاية النهاية 1/ 423، تهذيب التهذيب 5/ 274، طبقات ابن سعد 7/ 449، الجرح والتعديل 2/ 2/122
(7) انظر ترجمته في طبقات ابن سعد 6/ 320،الجرح والتعديل 3/ 1/340،النشر 1/ 125 - 126، غاية النهاية 1/ 347
(8) انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 3/ 27 - 28، سير أعلام النبلاء 7/ 9،الميزان 1/ 605، النشر 1/ 133، غاية النهاية 1/ 261، طبقات ابن سعد 6/ 385،
(9) انظر ترجمته في النشر 1/ 138، غاية النهاية 1/ 535، الجرح والتعديل 3/ 2/182، التاريخ الكبير 6/ 268
(10) انظر ترجمته في النشر 1/ 142 - 143، غاية النهاية 2/ 382، تهذيب الكمال 33/ 200
(11) انظر ترجمته في النشر 1/ 148 - 149، تهذيب التهذيب11/ 335، تهذيب الكمال 32/ 316
(12) انظر ترجمته في النشر 1/ 152، سير أعلام النبلاء 10/ 579، تهذيب التهذيب 3/ 134، تهذيب الكمال 8/ 300
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[10 Nov 2003, 06:23 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا خالد على هذا البحث اللطيف
ولي تعقيب على عبارة ابن الجزري
قال ابن الجزري: وقد شرط بعض المتأخرين التواتر في هذا الركن، وزعم أن القرآن لا يثبت إلا بالتواتر، وأن ما جاء مجيء الآحاد لايثبت به قرآن، وهذا مما لايخفى ما فيه، وإذا اشترطنا التواتر في كل حرف من حروف الخلاف انتفى كثير من أحرف الخلاف الثابت عن هؤلاء الأئمة السبعة وغيرهم، ولقد كنت قبل أجنح إلى هذا ثم ظهر فساده (النشر 1/ 18)
أقول لا يخفى عليك أن بعض الناس اعتبر ما ذكره ابن الجزري هنا مناقضا لما في منجد المقرئين، مع أنك ترى فيه تحقيقا قلما تجده في كتاب من كتاب القراءات عن تواتر العشر.
وأذكر أنه فرق هناك بين ما هو مثلا كالمد المتصل فهو عند حفص واجب المد (وهذا متواتر) وبين الخلاف في كونه 4 أو 5 أو 6
فأصل المسألة متواتر وفرعها آحاد متلقى بالقبول
وضرب أمثلة كثيرة في غاية الروعة.
والذي يظهر لي أن الإمر لا يحمل على التعارض وليس في قوله (ولقد كنت قبل أجنح إلى هذا ثم ظهر فساده) أنه أبطل جميع ما بحثه في المنجد، لأنه في نظري يتعلق بقضيتين مختلفتين فهناك أثبت أن السبع التي في الشاطبية متواترة بل وما في غيرها كثير من الكتب المشهورة كالإرشاد لأبي العز والعنوان لأبي طاهر ووصل به الحد أن في البحث والتدليل على الإنكار على من لا يعتقد بتواتر غير الشاطبية، وساق الأدلة المقنعة جدا على هذا الرأي، أما في النشر فأراد تحقيق وجمع ما تصح به القراءة
وأنت ترى أنهما مسألتان مختلفتان
وقد جرى بين الإمام ابن الجزري والفقيه الأصولي عبدالوهاب بن السبكي الشافعي رحمهما الله كلام كثير في موضوع القراءات فتوجه له ابن الجزري بالسؤال وقال:
ما تقول السادة العلماء أئمة الدين في القرآن والقراءات العشر التي يقرأ بها اليوم هل هي متواترة أو غير متواترة؟ وهل كل ما انفرد به واحد من العشرة بحرف من الحروف متواتر أم لا وإذا كانت متواترة فيما يجب عليى من جحدها أو حرفا منها.
فأجاب ما نصه:
الحمد لله، القراءات التي اقتصر عليها الشاطبي والثلاث التي هي قراءة أبي جعفر وقراءة يعقوب وقراءة خلف متواترة معلومة من الدين بالصرورة وكل حرف انفرد به واحد من العشرة معلوم من الدين بالضرورة أنه نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يكابر في شيء من ذلك إلا جاهل، وليس تواتر شيء منها مقصورا على من قرأ بالروايات بل هي متواترة عند كل مسلم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ولو كان مع ذلك عاميا جلفا لا يحفظ من القرآن حرفا.
ولهذا تقرير طويل وبرهان عريض لا يسع هذه الورقة شرحه. وحظ كل مسلم وحقه أن يدين الله تعالى ويجزم نفسه بأن ما ذكرناه متواتر معلوم باليقين لا يتطرق الظنون ولا الارتياب إلى شيء منه والله أعلم.
كتبه عبد الوهاب بن السبكي الشافعي.
وليس بين يدي الآن منجد المقرئين وإلا كنت سقت منه نقولا كثيرة تشفي الغليل، لكن هذا النص أعلاه نقلته من مقدمة المصحف بالقراءات العشر الذي اعتنى به الشيخ كريم راجح شيخ القراء في بلاد الشام.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[13 Nov 2003, 09:25 ص]ـ
شيخنا العلامة أبو خالد السلمي بارك الله بك ونفعنا بعلمك
لفت انتباهي كلمات مهمة في مقالتكم القيمة:
"وأما إذا قصد بالتواتر أن كل كلمة انفرد بها واحد من القراء السبعة أو العشرة أو أحد الرواة عنهم قد رواها جمع غفير عن جمع غفير حتى ينتهي الإسناد إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا قد لا نستطيع أن نأتي عليه بدليل سوى أن نأتي بالأسانيد المتواترة إلى القارئ من القراء العشرة "
أقول: أنا أميل لمذهب ابن حزم في أن أدنى حد للتواتر هو رجلين. ويبدو أن كل الأسانيد تنتهي إلى صحابيين أو أكثر إلا:
"قرأ يعقوب على أبي الأشهب العطاردي الذي قرأ على أبي رجاء العطاردي الذي قرأ على أبي موسى الأشعري رضي الله عنه "
فهذه تعني أن قراءة يعقوب غير متواتر، أليس كذلك؟
قولكم: "فأحياناً ينفرد راو من هؤلاء الرواة العشرين بحرف كانفراد حفص عن عاصم مثلا بقراءة قوله تعالى (سوف يؤتيهم أجورهم) (النساء: 152) بالياء، بينما الرواة التسعة عشر الباقون قرؤوا هذا الحرف بالنون (سوف نؤتيهم أجورهم) ..... فهذا يمكن اعتباره متواتراً إذا نظرنا إلى أنه لم يكن الراوي أو القارئ منفردا بهذه القراءة في بلده بل كان معاصروه من أهل بلده ممن يبلغون حد التواتر يقرؤون به ويروونه ولو أنه انفرد عن أهل بلده بحرف لما اختار أئمة القراءات قراءته أو روايته وعدوها من السبع أو العشر، كما ذكرنا "
أقول: هذا بالضبط ما أريد الاطمئنان عليه. إذ سمعت أن حفصاً قد خالف عاصماً بسبب حديث ضعيف سمعه. وأنا أريد التأكد إن كانت تلك المخالفة متواترة أم لا. فإذا كانت متواترة، فلا تثريب، وإلا فهناك إشكال، خاصة أن عاصماً ضعيف جداً عند أهل الحديث.
ثم يا شيخ لدي سؤال هو: ذكر لي أحد المشايخ عن كتاب فيه القرآن كاملاً مع التنبيه (ربما في الهامش مثلاً) على اختلاف الرسم والتشكيل بين القراءات الـ14 جميعاً. لكنه للأسف لم يتذكر اسمه. فهل تذكرون كتاباً على هذا النمط تنصحون به؟
أحتاجه للتفسير خصوصاً، وليس لأتلو منه، لأني أعرف أن أحكام التجويد لا يمكن الإلمام بها بدون التلقي من شيخ مشافهةً. لكن الذي يهمني من قضية التواتر في ألفاظ القراءات هو إمكانية استعمالها في التفسير أم لا. وطبعاً التواتر له علاقة بمبحث نسخ القرآن بالسنة وأشباه ذلك.
أيضاً -وأرجو أن لا أكون قد أثقلت عليكم- ما قولكم في القراءات الأربعة الزائدة عن القراءات العشرة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[13 Nov 2003, 12:43 م]ـ
فقط فيما يتعلق بآخر سؤال
(والباقي للشيخ السلمي)
http://www.furat.com/BooksCovers/5443.gif
لعل ما تسأل عنه
هو ما يسمى بـ: الميسر في القراءات الأربع عشرة
وهو عبارة عن المصحف وبهامشه القراءات العشر الكبرى مع الأربع الشواذ
مراجعة الشيخ محمّد كريم راجح, تأليف الشيخ محمّد فهد خاروف
http://www.furat.com/bookdetails.cgi?bookid=5630
ولهما التسهيل في قراءات التنزيل
http://www.furat.com/bookdetails.cgi?bookid=9623
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[23 Jan 2004, 11:32 م]ـ
نصرة القراء من وهم الضعفاء
السلام عليكم جميعا ياأهل الملتقى:
فى الحقيقة المقالات السابقة فيها نوع ارتجال، وتششت فى المسائل، وعدم وضوح الطرح،
وفى الحقيقة لماذا يبحث الأخوان السابقان فى مسألة لم يطرحاها على أهل العلم من قبل،
وقد صرحت فى هذا الملتقى بأنني بحثت المنفرد عن القراء العشرة وأرجعته إلى شذوذ، أو ورود على سبيل الغلط، كما هو معلوم حقيقة عند المحدثين.
فليت الإخوة يطرحون أسئلة مبسطة من غير إجابة أو استطراد حتى نجد فائدة فيما يقال ويكتب.
مثلا ماهو المنفرد؟ ماهي حقيقته مثال له؟
هل هو فى الإسنادأو فى المتن؟ وهل منه عام ومنه مقيد؟ وهكذا بعد البحث والتأكد من صيغة الأسئلة المطروحة قد
ـ[عبدالله الحسني]ــــــــ[25 Jan 2004, 11:01 م]ـ
الدكتور أمين
أرى في بحث الأخوة علم كثير وجواب شاف في المسألة
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[08 Feb 2006, 04:58 ص]ـ
لم أطلع على هذه الموضوع من قبل حيث يبدو لي من تاريخه أنه من المواضيع القديمة.
وبعد أن تصفحته سريعا ... ورأيتُ ما رأيت! قلتُ في نفسي: آن لشيخنا السّلمي أن يُعرفَ
له قدره.
================================================== ==
ترجمة فضيلة الشيخ المقرئ المتفنّن: وليد بن إدريس المنيسي السّلمي.
بقلم: عمار بن محمد الخطيب (أحد تلاميذ الشيخ ومحبيه).
.................................................. ..................................................
اسمه ونسبه:
هو الشيخ الفاضل المقرئ وليد بن إدريس بن عبد العزيز المنيسي السُلميُّ الحنبليُّ مذهبا.
مولده:
ولد -حفظه الله- بمدينة الإسكندرية عام 1386 هـ الموافق 1966مـ
شيوخه:
· الشيخ عبد العزيز البرماوي: قرأ عليه شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك ونيل الأوطار وغيرها.
· الشيخ السيد بن سعد الدين الغباشي: لازمه شيخنا أكثر من عشر سنين قرأ عليه فيها كتباً شتى في مختلف العلوم الشرعية.
·الشيخ المقرئ الضابط محمد عبد الحميد الإسكندري: قرأ عليه ختمة كاملة بالقراءات العشر الكبرى من طريق الطيبة.
· الشيخ المقرئ عبد الباسط هاشم: يقرأ عليه –حاليا- ختمة بالقراءات الأربع عشرة.
· الشيخ المقرئ إيهاب بن أحمد فكري: قرأ عليه ثلاث ختمات بالقراءات العشر الصغرى.
· الشيخ المقرئ محمد سامر النص الدمشقيّ: قرأ عليه من فاتحة الكتاب إلى قوله تعالى: "إلا رحمة من ربك إن فضله كان عليك كبيرا" الإسراء: 87
ولم يكمل الختمة بسبب سفر الشيخ، وقد أجازه الشيخ قبل مغادرته بالعشر الكبرى وجميع مروياته.
· الشيخ المقرئ عباس مصطفى أنور المصري: قرأ عليه ختمة كاملة برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية والطيبة، ثم قرأ عليه ختمة كاملة برواية ورش عن نافع وبعض القرآن ببقية القراءات، وقد أجازه الشيخ بالعشر الصغرى.
· الشيخ المقرئ المحدث عبد الله بن صالح العبيد: قرأ عليه ختمة كاملة بالقراءات العشر المتواترة وبالأربع الشواذ.
ولقد تتلمذ شيخنا – حفظه الله – على عدد من أهل العلم في الفترة التي أقام بها في مدينة الرياض ومنهم: الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ عبد الرزاق عفيفي والشيخ عبد الله بن قعود والشيخ ابن جبرين والشيخ ابن فوزان والشيخ صالح آل الشيخ والشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي.
مؤلفاته:
لشيخنا بعض المصنفات في علوم مختلفة منها ما هو مطبوع ومنها ما يزال مخطوطا، فمن مصنفاته المطبوعة:
· الأرجوزة الوليدية المتممة للرحبية.
· شرح الأرجوزة الوليدية المتممة للرحبية.
· مختصر اقتضاء الصراط المستقيم.
· فتاوى ورسائل الشيخ عبد الرزاق عفيفي.
· إتحاف الصحبة برواية شعبة.
· أثر القراءات الأربعة عشر في مباحث العقيدة والفقه.
وأما المخطوط من مؤلفاته فهي:
· مسك الختام شرح عمدة الأحكام.
· شرح عمدة الفقه لابن قدامة.
· مذكرة في مصطلح الحديث.
· إنعام الملك القدوس بأسانيد وليد بن إدريس.
تلامذته:
قرأ على الشيخ واستجازه عدد من طلبة العلم وعددهم يتجاوز الخمسين طالبا، وما يزال كثير من طلاب العلم ينتفعون بعلمه حفظه الله.
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[13 Feb 2006, 12:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحقيقة هناك تعارض بين قولي ابن الجزري. ولكن أحدهما ناسخ والآخر منسوخ. فما كتبه ابن الجزري في المنجد كان رأيه في أول الأمر ثم رجع عنه واكتفى بصحة السند وهو الذي أثبته في النشر والطيبة، فقال:
وصح إسناداً هو القرآن فهذه الثلاثة الأركان
وأنصح القراء للاستزادة في هذا المبحث أن يقرؤوا كتاب شيخنا د. عبدالقيوم السندي، واسمه "صفحات في علوم القراءات".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[01 May 2006, 07:18 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وبارك فيكم
ـ[الجكني]ــــــــ[02 May 2006, 01:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الذى (تواترت) نعمه على الخلائق،وعلى خاتم الآنبياء الصلاة التامة والسلام اللائق وبعد:
فإن ماسطره يراع الشيخ الفاضل السلمي هو التحقيق والتدقيق،لايهتدى إليه بعد عون الله إلا من سبح وغاص فى بحر (النشر فى القراءات العشر) لكن أرى أن الأخوة قد فاتهم التنبيه على:
1 - مسألة هل القرآن والقراءات حقيقتان متغايران أم لا؟
والذي أميل إليه -والله أعلم- أنهما متغايران بدليل أن منكر القراءة غير منكر للقرآن ‘بمعنى لو أن شخصاً-غير متخصص فى القراءات -لو قال (مالك) هي القرآن (وملك) ليست قرآناً لأن أهل بلده لايعرفونها ‘ فهذاأنكر قراءة ولم ينكر قرآنأ ‘عكس ما لو أنكر الآثنتين معاً وقال هذه الكلمة ليست من القرآن ‘فإنه فى هذه الحالة أنكر قرآناً معلوم من الدين بالضرورة0
2 - القول بأن (كل القراءات التى فى النشر متواترة) ليس على إطلاقه ألبتة ‘فالنشر فيه المتواتر والانفراد بل وفيه قليل من الشاذ ‘ وهذا التنبيه لابد منه -لغير المتخصص - أما المتخصص فيعرف التمييز بين كل ذلك 0
3 - أما القول بتواتر الثلاث الزائدة على السبعة فكان الأولى من الأخوة الإشارة إلى خلف الأصوليين مع القراء فى هذه المسألة 0والله تعالى أعلم(/)
رواية حفص عن عاصم ليست من مرويات الطبري في القراءات
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[14 Nov 2003, 03:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم الدين، أما بعد:
فكنت قد طرحت في هذا الملتقى موضوعًا يتعلق بالقراءات عند ابن جرير، وخلصت فيه إلى أن ابن جرير لا يردُّ قراءةً متواترةً، وعللت ذلك الأمر بما تجده على هذا الرابط ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=991) .
واليوم ظهر لي أن ابن جرير الطبري لم يكن عنده سند بقراءة حفص عن عاصم، وإني أستبيحكم أيها القراء الكرم عذرًا في أن أذكر لكم قصة هذه الفائدة:
كنت يوم الثلاثاء الموافق (17: 9: 1424) أكتب في تفسير (جزء تبارك) تفسيرَ قوله تعالى: (نَزَّاعَةً لِلشَّوَى) (المعارج:16)، فقرأت في تفسير الطبري ط: دار هجر (23: 216) ما نصُّه: (( ... والصواب من القول في ذلك عندنا أن لظى الخبر ونزاعة ابتداء فذلك رفع ولا يجوز النصب في القراءة لإجماع قراء الأمصار على رفعها ولا قارئ قرأ كذلك بالنصب وإن كان للنصب في العربية وجه)).
فاستغربت قولَه هذا؛ لأنَّ قراءة حفص بنصب (نزاعةً)، والطبري يقول: ((ولا قارئ قرأ كذلك بالنصب، وإن كان للنصب في العربية وجه))، وعلقت عليه بأن كلامه يشير إلى أنه لم يكن عنده سندٌ بقراءة حفص عن عاصم.
ثمَّ رأيت من الغد الشيخ المقرئ محمد بن عوض زايد الحرباوي أستاذ القراءات في قسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بالرياض، فعرضت عليه كلام الطبري، فاستغربه، فذكرت ما توقعته من كون سند حفص ليس من مرويات الطبري.
فقال لي: لو رجعت إلى كتابي (مفردات القراءات العشرة من طريق الشاطبية والدرة) إلى قراءة ((معذرةً)) بالنصب فإنها من مفردات حفص، ونظرت ماذا يقول فيها، فلما اطلعت على كتابه ـ وهو نفيس في هذا الباب ـ تتبعت كل مفردات حفص، وقرأت تعليقات الطبري عليها، فظهر لي بجلاءٍ ما توصلت إليه ـ وسيظهر لك ـ أيها القارئ الكريم ـ من خلال الأمثلة التي سأستعرضها لك إن شاء الله.
وأثناء بحثي في هذه المفردات وعرضها على تفسير الطبري اتصل بي الأخ الباحث حسين المطيري أستاذ القرآن بقسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بالرياض، فعرضت عليه ما توصلت له، فطرب له واستحسنه، وذكر لي فائدة نفيسة تتعلق بطريقي عاصم، وهو أن طريق شعبة هو المقدم عند المتقدمين، ولعل هذا يشير إلى عدم ورود سند حفص عند الطبري، وهذه الفائدة نصٌّ لابن مجاهد في كتاب السبعة (ص: 71)، قال فيه: ((وإلى قراءة عاصم صار بعض أهل الكوفة وليست بالغالبة عليهم؛ لأن أضبط من أخذ عن عاصم أبو بكر بن عياش ـ فيما يقال ـ لأنه تعلمها منه تعلما خمسا خمسا.
وكان أهل الكوفة لا يأتمون في قراءة عاصم بأحد ممن يثبتونه في القراءة عليه إلا بأبي بكر بن عياش، وكان أبو بكر لا يكاد يُمَكِّن من نفسه من أرادها منه، فقلَّتْ بالكوفة من أجل ذلك، وعَزَّ من يحسنها، وصار الغالب على أهل الكوفة إلى اليوم قراءة حمزة بن حبيب الزيات)).
وإذا تأملت هذا النصَّ ظهر لك أن قراءة حفص عن عاصم في وقت الطبري (ت: 310) الذي كان في طبقة شيوخ ابن مجاهد (ت: 324) لم يكن لها قبول كغيرها.
وبعد ذكري لك قصة هذه الفائدة أذكر لك أمثلة من تفسير الطبري تدلُّ على أنه لم يكن عنده سند حفص عن عاصم:
المثال الأول: قوله تعالى: (وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً) (الكهف:59).
قال الطبري: ((واختلفت القراء في قراءة قوله: (لمهلكهم):
فقرأ ذلك عامة قراء الحجاز والعراق (لِمُهْلَكِهم) بضم الميم وفتح اللام، على توجيه ذلك إلى أنه مصدر من أهلكوا إهلاكا
وقرأه عاصم (لِمَهْلَكهم) بفتح الميم واللام على توجيهه إلى المصدر من هلكوا هلاكا ومهلكا.
وأولى القراءتين بالصواب عندي في ذلك قراءة من قرأه (لِمُهْلَكهم) بضم الميم وفتح اللام؛ لإجماع الحجة من القراء عليه، واستدلالا بقوله: (وتلك القرى أهلكناهم)؛ فأن يكون المصدر من (أهلكنا) إذ كان قد تقدم قبله أَولى)). تفسير الطبري، ط: دار هجر (15: 306 ـ 307).
(يُتْبَعُ)
(/)
في هذا المثال ذكر قراءتين فقط: الأولى قراءة الجمهور، والثانية قراءة عاصم، وهي من طريق شعبة بن عياش.
ولم يذكر القراءة الثالثة، وهي قراءة حفص عن عاصم (لِمَهْلِكِهم) بفتح الميم وكسر اللام.
ولو كانت عنده لما تركها، وقد ذكر قراءة عاصم بنصِّها.
المثال الثاني: قوله تعالى (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً) (مريم:25).
قال الطبري: ((واختلف القرأة في قراءة قوله: (تساقط):
فقرأ ذلك عامة قرأة المدينة والبصرة والكوفة (تَسَّاقط) بالتاء من تساقط وتشديد السين بمعنى تتساقط عليك النخلة رطبا جنيا ثم تدغم إحدى التاءين في الأخرى فتشدد، وكأن الذين قرؤوا ذلك كذلك وجهوا معنى الكلام إلى: وهزي إليك بجذع النخلة تسَّاقط النخلة عليك رطبا جنيَا.
وقرأ ذلك بعض قراء الكوفة: (تَسَاقط) بالتاء وتخفيف السين، ووجهوا معنى الكلام إلى مثل ما وجَّهه إليه مشددوها غير أنهم خالفوهم في القراءة.
وروي عن البراء بن عازب أنه قرأ ذلك: (يَسَّاقط) بالياء.
حدثني بذلك أحمد بن يوسف، قال: ثنا القاسم، قال: ثنا يزيد، عن جرير بن حازم، عن أبي إسحاق، قال سمعت البراء بن عازب يقرؤه كذلك.
وكأنه وجه معنى الكلام إلى: وهزي إليك بجذع النخلة يتساقط عليك رطبًا جنيًا.
وروي عن أبي نهيك أنه كان يقرؤه (تُسقِط) بضم التاء وإسقاط الألف.
حدثنا بذلك بن حميد قال ثنا يحيى بن واضح قال ثنا عبد المؤمن قال: سمعت أبا نهيك يقرؤه كذلك. وكأنه وجه معنى الكلام إلى: تسقط النخلة عليك رطبا جنيا.
قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إن هذه القراءات الثلاث؛ أعني: تَسَّاقط بالتاء وتشديد السين، وبالتاء وتخفيف السين وبالياء وتشديد السين قراءات متقاربات المعاني قد قرأ بكل واحدة منهن قراء أهل معرفة بالقرآن فبأي ذلك قرأ القارئ فمصيب الصواب فيه ... )). تفسير الطبري ط: دار هجر (15: 513 ـ 514).
وهذه القراءات ليس فيها ـ كما ترى ـ قراءة حفص عن عاصم (تُساقِط) بضم التاء وكسر القاف، ولو كانت عنده لذكرها، وهو كما رأيت ذكر قراءات شاذة، والله أعلم.
المثال الثالث: (وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْب) (القصص: 32).
قال الطبري: ((واختلفت القرأة في قراءة ذلك:
فقرأته عامة قرأة أهل الحجاز والبصرة (من الرَّهَبِ) بفتح الراء والهاء.
وقرأته عامة قرأة الكوفة (من الرُّهْب) بضم الراء وتسكين الهاء.
والقول في ذلك: أنهما قراءتان متفقتا المعنى، مشهورتان في قراء الأمصار، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب)) تفسير الطبري ط: دار هجر (18 246).
ولم يذكر قراءة حفص بفتح الراء وتسكين الهاء (من الرَّهْبِ)، ولو كانت عنده لذكرها، والله أعلم.
المثال الثالث: قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا) (الأحزاب: 13).
قال الطبري: ((والقرأة على فتح الميم من قوله: (لا مَقَامَ لكم) بمعنى لا موضع قيام لكم. وهي القراءة التي لا أستجيز القراءة بخلافها؛ لإجماع الحجة من القرأة عليها.
وذُكِرَ عن أبي عبد الرحمن السلمي أنه قرأ ذلك: (لا مُقَام) لكم بضم الميم يعني لا إقامة لكم)). تفسير الطبري، ط: دار هجر (19: 43).
ولم يورد أن هذه القراءة التي نسبها إلى أبي عبد الرحمن السلمي قرأ بها عاصم من طريق حفص، ولو كانت عنده لذكرها، ومن ثَمَّ، فإنه لا يصحُّ في مثل هذا المقام أن يقال: إن الطبري ردَّ قراءة حفص عن عاصم؛ لأنه لا يعلمها، والله أعلم.
المثال الخامس: قوله تعالى: (أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِباً) (غافر: 37).
قال الطبري: ((وقوله: (فأطلع إلى إله موسى) اختلف القرأة في قراءة قوله: (فأطلع):
فقرأت ذلك عامة قرأة الأمصار (فأطلعُ) بضم العين ردًّا على قوله: (أبلغُ الأسباب) وعطفا به عليه.
وذُكِر عن حميد الأعرج أنه قرأ (فأطلعَ) نصبًا جوابا لِـ (لعلِّي)، وقد ذكر الفراء أن بعض العرب أنشده:
عل صروف الدهر أو دُولاتها
يدلننا اللمة من لَمَّاتِها
فتستريحَ النفس من زفراتها
فنصب فتستريحَ على أنها جواب لِلَعَلَّ
(يُتْبَعُ)
(/)
والقراءة التي لا أستجيز غيرها الرفعُ في ذلك؛ لإجماع الحجة من القراء عليه)). تفسير الطبري، ط: دار هجر (20: 326 ـ 327).
وهذه القراءة التي نسبها إلى حميد، ولم يستجزها هي قراءة حفص عن عاصم، ولكنه لم يذكرها عنه؛ لأنها ليست عنده روايةً، وهذه كسابقتها، فلا يقال: عن الطبري ردَّ قراءة حفصٍ عن عاصمٍ، وإنما يصح ذلك لو انه نصَّ على هذا السند من الرواية ثمَّ ردَّه، والله أعلم.
وبعد هذه الأمثلة لعله يظهر لك جليًّا أن قراءة حفص عن عاصمٍ لم تكن من مرويات الطبري رحمه الله تعالى، لذا لا يُشنَّع عليه بردِّ القراءة التي انفرد بها حفص، بزعم أنها قراءة حفص عن عاصم، وأنها متواترة، فتأمل ذلك جيِّدًا تسلم من عيبِ هذا الإمام بما ليس فيه.
وقبل أن أختم هذا البحث أذكر مسألة، ثمَّ مسردًا لانفرادات حفص لتراجع تعامل الطبري معها إن شئت.
أولاً: المسألة العلمية:
إذا ثبت أنَّ الطبري لم يُسند قراءة عاصم من طريق حفص، وليست هذه الرواية من مروياته في القراءة، فإنه لا يحسن رسم الكلمة التي انفرد بها حفص على ما يوافق قراءته؛ لأن الإمام الطبري لا يفسر القرآن برواية حفص عن عاصم، وسأذكر لك مثالاً يوضِّح وقوع اللبس على محقِّقي تفسير الطبري الفضلاء في دار هجر.
في قوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِلْعَالِمِينَ) (الروم:22).
قال الطبري (( ... (وألوانكم)؛ يقول: واختلاف ألوان أجسامكم.
(إن في ذلك لآيات للعالمين)؛ يقول: إن في فعله ذلك كذلك لعبرا وأدلة لخلقه الذين يعقلون أنه لا يعيبه إعادتهم لهيئتهم التي كانوا بها قبل مماتهم من بعد فنائهم.
وقد بينا معنى العالَمين فيما مضى قبل)) تفسير الطبري، ط: دار هجر (18: 479).
لقد قرأ المحققون الفضلاء لفظ (العالَمين) بكسر اللام هكذا (العالِمين)، ثمَّ أعادوا إلى ما ذكر الطبري أنه مضى قبل، وذلك ـ كما ظنوا ـ (ص: 407) من هذا الجزء، وهو قوله تعالى: (وما يعقلها إلا العالمون) (العنكبوت: 43).
وهذا لا يتناسب مع قراءته التي دلَّ عليها بتفسيره حيث قال: ((لعبرة وأدلة لخلقه ... )) وهؤلاء هم العالَمون بفتح اللام، لا العالِمون بكسرها، والله أعلم.
ثانيًا: مفردات حفص من كتاب مفردات القراء العشرة من طريق الشاطبية والدرة، للأستاذ محمد بن عوض زايد الحرباوي:
1 ـ هُزُوا، وجميع ما ورد مثله / بالواو بدلا من الهمزة، وضم الزاي.
2 ـ يُرجعون (آل عمرن: 83) / بياء الغيبة مضمومة.
3 ـ يجمعون (آل عمران: 157) / بياء الغيبة، والباقون بالتاء.
4 ـ سوف يؤتيهم (النساء: 152) / بالياء، والباقون بالنون.
5 ـ استَحَقَّ (المائدة: 107) / بفتح التاء والحاء، والباقون بضم التاء وكسر الحاء.
6 ـ تَلْقَفُ (الأعراف: 117، طه: 69، الشعراء: 45) / بسكون اللام مع تخفيف القاف.
7 ـ معذرةً (الأعراف: 164) / بنصب التاء، والباقون بالرفع.
8 ـ مُوهِنُ كيد (الأنفال: 18) / بسكون الواو مع تخفيف الهاء، وحذف التنوين وجرِّ الكيد.
9 ـ معيَ عدوًّا (التوبة: 83) / فتح الياء، وأسكنها الباقون.
10 ـ متاعَ (يونس: 23) / بنصب العين، ورفعها الباقون.
11 ـ ويوم يحشرهم (يونس: 45) / بياء الغيبة، والباقون بالنون.
12 ـ من كلٍ زوجين (هود: 40) / بتنوين (كلٍ) والباقون بترك التنوين.
13 ـ يا بني (يوسف: 6) / بفتح الياء.
14 ـ دأَبًا (يوسف: 47) / بفتح همزة (دأَبا) والباقون بالسكون.
15 ـ نوحي إليهم (يوسف: 109) وفي النحل والأنبياء / بالنون مع كسر الحاء، والباقون بالياء مع كسر الحاء.
16 ـ ليَ عليكم (إبراهيم: 22) / فتح الياء من (ليَ)، والباقون بسكونها.
17 ـ ورجِلِك (الإسراء: 64) بكسر الجيم، والباقون بسكون الجيم.
18 ـ لمَهلِكهم (الكهف: 59) / بفتح الميم وكسر اللام، وشعبة بفتح الميم واللام، والباقون بضم الميم وفتح اللام.
19 ـ تُسَاقِط (مريم: 25) / بضم التاء وتخفيف السين وكسر القاف.
20 ـ إن هذان (طه: 63) / بسكون النون في إن. وهذان بالألف مع تخفيف النون.
21 ـ قال رب احكم (الأنبياء: 112) إثبات الألف في قال، والباقون بحذف الألف على سبيل الأمر (قُل).
22 ـ سواءً (الحج: 25) بنصب الهمزة، والباقون برفعها.
23 ـ والخامسةَ أن غضب (النور: 9) / بنصب التاء من (الخامسةَ)، والباقون بالرفع.
24 ـ تستطيعون (الفرقان: 19) بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيبة.
هذه بعض الانفرادات، وبعضها تركته لأنه ذُكر في النقول السابقة، وبعضها مما يتعلق بالأداء، وهو مما لا يعتني به الطبري.
وأخيرًا أُشير إلى ملحوظة تحتاج إلى استقراءٍ آخر لعلي أنقله من رسالةِ ماجستير في اختيار أبي عبيد للباحث عبد الباقي سيسي.
ويظهر لي ـ وهو مما يحتاج إلى دراسة فاحصة ـ أن الطبري كوفي الأصول يعتمد على علمائهم، فاعتمد على الفراء في الإعراب، واعتمد على أبي عبيد في القراءة، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 Nov 2003, 03:35 ص]ـ
الأخ الشيخ المفضال أبا عبدالملك
رفع الله قدرك في عباده الصالحين، وألحقني وإياك بمن أنعم عليهم من عباده المقربين ...
كم تتحفنا بالفوائد القيمة التي يعز وجودها، ويشق الوصول إليها ...
وها أنا وقت السحر أستمتع بقراءة هذه الفائدة النفيسة، وأدعو لك بالسداد والتوفيق
فلا عدمناك وفوائدك ...
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[14 Nov 2003, 05:59 ص]ـ
تتميما للفائدة لي ملاحظتان:
الأولى قول الكاتب ما انفرد به حفص من طريق الشاطبية والدرة، فأقول بعد فحص سريع اتضح لي أنه انفراد حتى من طريق الطيبة والله أعلم.
ثانيا: حاولت أن أبحث أيضا في الأربع الشواذ ووجدت موافقاتهم في المواطن التالية فقط.
1 ـ هُزُوا، وجميع ما ورد مثله / بالواو بدلا من الهمزة، وضم الزاي.
وافقه الشنبوذي عن الأعمش
5 ـ استَحَقَّ (المائدة: 107) / بفتح التاء والحاء،
وافقه الحسن
7 ـ معذرةً (الأعراف: 164) / بنصب التاء،
وافقه اليزيدي
8 ـ مُوهِنُ كيد (الأنفال: 18) / بسكون الواو مع تخفيف الهاء،
وافقه الحسن
10 ـ متاعَ (يونس: 23) / بنصب العين،
وافقه الحسن
11 ـ ويوم يحشرهم (يونس: 45) / بياء الغيبة،
وافقه ابن محيصن والمطوعي
12 ـ من كلٍ زوجين (هود: 40) / بتنوين (كلٍ)
وافقه الحسن والمطوعي عن الأعمش
19 ـ تُسَاقِط (مريم: 25) / بضم التاء وتخفيف السين وكسر القاف.
وافقه الحسن
20 ـ إن هذان (طه: 63) / بسكون النون في إن. وهذان بالألف مع تخفيف النون.
وافقه ابن محيصن
24 ـ تستطيعون (الفرقان: 19) بتاء الخطاب،
وافقه الشنبوذي
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[14 Nov 2003, 08:11 ص]ـ
السلام عليكم: أخى الكريم الدكتور: مساعد الطيار
استمتعت كثيرا بقراءة بحثك السابق،وسأعول عليه إن شاء الله فى تلخيص رسالتى الانفرادا ت عند علماء القراءات جمعا ودراسة، وهى تتعلق بالروايات المنسوبة للقراء العشرة المعروفين ولايقرأبها،
وكان من فوائد ماخرجت به أنه لاينبغى الاقتصار على الحكم عليها بالشذوذ فقط،بل الواجب التعمق قليلا للوصول إلى أحكام تستخرج بعد الدراسة والبحث، فكان أن وجدت المسألة كالتالي:
1 - روايات عن العشرة لاتوافق شيئا من المتواتر وكان حكمي عليها بالشذوذ رأسا.
وتحته:انفرادة مخالفة للمعروف، فهذه قد توافق قارئا من العشرة لكنها تخالف من نسبت له فى المتواتر الثابت.
وأيضا رواية الواحد لايشاركه غيره.
ومن الإضافات لهذا ماينسب للقراء العشرة وحصل فيه غلط أووهم ونحوه.
وخلاصة هذا كله قطعا أن الانفراد حاصل من القراء العشرة ورواتهم،ولكن لايقرأبه لعدم ثبوته فى الكتب المعتمدة،كاالنشر ونظمه الطيبة، ومابعدهما من الشراح، والتيسير والشاطبية، ومابعدهما من الشراح.
هذه خلاصة فكرة درستها فى رسالتى الدكتوراه،
وفى نظرى أن مابحثته أخى الدكتور مساعد هو من باب انفراد المفردة نفسها، وهو من الطبرى لاإشكال فيه فقد أنكر أبوعمرو بن العلاء قراءة (لايعذب بالفتح) فى سورة الفجر،وهى متواترة عن الكسائي ويعقوب وعلل ذلك بأنه يتهم الواحد الشاذ إذا كان على خلاف ماجاءت بهالعامة، انظر جمال القراء1/ 234. وجزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Nov 2003, 01:08 م]ـ
فائدة نفيسة حقاً، أدى عدم التنبه لها إلى وقوع كثير من الباحثين في الطعن بمنهج الإمام الطبري في مناقشة القراءات في تفسيره الجليل، فجزاك الله خيراً أبا عبدالملك على تحقيقك وتمحيصك، ودقة منزعك، وبعد غورك في البحث عن المشكلات.
وهذا درس لنا معشر التلاميذ أن نتريث في بحوثنا وأحكامنا على كتب العلماء المتقدمين ومناهجهم في مصنفاتهم، وأن لا نقدم على (وقد ظهر لي) (وقد تبين لي) وأمثالها من العبارات إلا وقد تحققنا من ذلك، وقلبنا النظر في ما نقوله ونبحثه، حرصاً على العدل والحقيقة.
وتأملوا هذه الفائدة التي أشار إليها الدكتور مساعد الطيار هنا، فقد كتبت كثير من البحوث للرد على الطبري في رده للقراءات المتواترة، وكذلك تحقيق تفسير الطبري على أنه قام بذلك معتمداً على رواية حفص عن عاصم. وربما يتبين لك غير ذلك لو حققت النظر.
أسأل الله أن يبارك للشيخ مساعد في وقته وعلمه، وأن يوفقنا جميعاً لخدمة كتاب الله بعلم وعدل وإخلاص.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[14 Nov 2003, 01:48 م]ـ
لكن ما سبق لا يرد الإشكال في أنه رد قراءة عشرية بل سبعية متواترة، لأن كونها كذلك دليل عليه حتى لو لم تصله، فالتقصير والتسرع واقع منه لا محالة.
وكل ما في الأمر هو التماس العذر له ومعرفة سبب الأخطاء التي وقعت منه رحمه الله تعالى.
ونحن اليوم إذ سهل الأمر بالنسبة لنا لوجود الشاطبية والدرة والطيبة بين أيدينا، لكنه هو العالم الذي نصبه بعض العلماء مجددا للقرن.
فسبحان الله الواحد الأحد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ناصر الماجد]ــــــــ[15 Nov 2003, 12:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر أخي الكريم د. مساعد، على هذه الفائدة القيمة
أخي الكريم راجي رحمة ربه، إذا لم يكن لك اعتراض على الفائدة التي ذكرها د. مساعد الطيار، فأعتقد أن هذا مما يعذر به الإمام ابن جرير، ولا لوم عليه، ولا أظن أن مثل هذا مما يختلف فيه الناس، فقولك: فالتقصير والتسرع واقع منه لا محالة، لا يخلو من تحامل على الإمام، فإن البشر مهما بلغوا فهم كما وصف خالقهم ((وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)) وإنما محل اللوم هو رد الأمر بعد أن يثبت عنده.
كما أود لفت نظرك الكريم إلى أن مصطلح القراءات ((العشر)) و ((السبعية)) مصطلح حادث لم يظهر إلا بعد ابن جرير الطبري فلا يسوغ محاكمته إلى أمر ظهر بعده، وهذا أمر يكثر وقوعه عند الباحثين في مناقشتهم للمتقدمين في موضوع القراءات
وتقبل مني كل تحية وتقدير. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ناصر الماجد
محاضر بقسم القرآن جامعة الإمام
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[15 Nov 2003, 07:40 ص]ـ
الأخ الماجد، اعتراضك غير مسلم.
فابن مجاهد مولده 245 ووفاته سنة 324 هـ
وهو مسبع السبعة ومن ألف كتاب السبعة الذي سارت به الركبان وفيه رواية حفص وشبعة كلاهما عن عاصم
وموطنه في عاصمة الخلافة (بغداد فرج الله عنها وعن أهلها)
وقد تصدر للإقراء فيها مدة وأقرأ خلقا لا يحصون، وانتهت إليه رياسة هذا الفن.
إلا أن يقال أنه ألف كتابه بعد وفاة ابن جرير المعاصر له (وفاته 310 هـ)
لأن ابن جرير من طبقة شيوخه بل وروى عنه كما في الغاية وسماه محمد بن عبدالله (نقلا عن جامع البيان للداني)
لكن يظل التواتر لحفص مشكل لأنه انتقال لهذه الرواية جمعا عن جمع.
عموما باب تحسين الظن واسع فرحم الله ابن جرير رحمة واسعة
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[16 Nov 2003, 08:38 ص]ـ
"قراءة ((معذرةً)) بالنصب فإنها من مفردات حفص "
"نصٌّ لابن مجاهد في كتاب السبعة (ص: 71)، قال فيه: ((وإلى قراءة عاصم صار بعض أهل الكوفة وليست بالغالبة عليهم؛ لأن أضبط من أخذ عن عاصم أبو بكر بن عياش ـ فيما يقال ـ لأنه تعلمها منه تعلما خمسا خمسا. وكان أهل الكوفة لا يأتمون في قراءة عاصم بأحد ممن يثبتونه في القراءة عليه إلا بأبي بكر بن عياش، وكان أبو بكر لا يكاد يُمَكِّن من نفسه من أرادها منه، فقلَّتْ بالكوفة من أجل ذلك، وعَزَّ من يحسنها، وصار الغالب على أهل الكوفة إلى اليوم قراءة حمزة بن حبيب الزيات))."
أقول هذه النصوص تؤكد الشك الذي في نفسي في تواتر قراءة حفص عن عاصم.
فلو كانت متواترة وغابت قراءة حفص عن الإمام الطبري، فهل من المعقول أن تخفى عليه من طرق آخرى؟
ثم إن حفصاً ضعيف جداً عند علماء الحديث بل متروك ومجروح في عدالته.
ولم يكن المقدّم عند أهل الكوفة كما يظهر من كلام ابن مجاهد. وهذا لا يجوز إهماله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Nov 2003, 02:16 ص]ـ
أحببت أن أشير هنا إلى أن أكثر من رد على الإمام الطبري في مسألة رده للقراءات المتواترة هم ممن يقرأون برواية حفص رحمه الله.
وأريد أن أسأل الدكتور مساعد الطيار وفقه الله عن الرواية التي فسر الإمام الطبري القرآن الكريم بناءً عليها. ما هي تلك الرواية؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[17 Nov 2003, 02:46 م]ـ
أخي الكريم عبد الرحمن
من المعلوم أن ابن جرير كان له اختيار خاص، وهو لا يخرج عن قراءة السبعة، وله طريقة وافق فيها غيره في طريقة اختياره، كاختيار القراءة التي قرأ بها الأكثرون، أو الموافقة لرسم المصحف، أو التي يصح معنها وتفصح على غيرها، أو التي توافي تأويل أهل التأويل، وغير ذلك من حججه في ترجيح القراءة.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[20 Nov 2003, 06:20 ص]ـ
ناقشت هذا الموضوع مع أحد الحفاظ المتبحرين في علوم القراءات والتفسير وغيرها، فقال لي:
هذا الادعاء ليس له دليل قوي يعتمد عليه، لعدة أسباب منها:
أن حفص كراو معتبر لعاصم معروف لدى جمع غفير من المحدثين كالإمام أحمد وغيره وقد ذكروا ضعفه في الحديث ومتانته في القراءة وهذا مشتهر قبل الطبري بمائة عام، فكيف يخفى على مثله.
أن الطبري لا يصرح باسم القارئ ولا الراوي في معظم تفسيره بل يقول قراءة الكوفة وقراءة البصرة إلخ.
أن منهجه المردود هو الاعتراض على معظم القراءات التي تخالف الجماعة بزعمه أي إن انفرد قارئ أو راو بحرف فإنه يرجح قراءة الجمهور ولا يخفى ما فيه من تعسف مرفوض. وهذا المنهج سار عليه في كثير من المواطن.
أن ما أطلقه من عبارات قاسية على ما انفرد به حفص أطلقه كذلك على ما انفرد به ابن كثير، والكسائي وحمزة وغيرهم ولم يسلم منه إلا نافع وأبي عمرو مع ترجيحه لغير قراءتهما في مواطن أيضا. ومن أمثلة ذلك ما ذكره عن قراءة فتلقى آدم من ربه كلمات.
غاية ما في الأمر أن الباحث خرج بنتيجته هذه لكثرة اعتراض الطبري على مواطن انفرادات حفص مقارنة بغيره لكثرتها عنده مقارنة بغيره لا أكثر.
ويختم بأن ما يمكن أن يفيد في هذا البحث هو الاطلاع على ما ذكره الطبري في كتابه الذي أفرده عن القراءات القرآنية.
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[متعلم]ــــــــ[20 Nov 2003, 06:59 ص]ـ
شكر وتقدير للأستاذ القدير مساعد الطيار زادك الله علماً ونفع الله بك
وأضيف تأكيداً للسؤال الذي طرحه الأخ عبد الرحمن الشهري: هل هناك رواية قد اعتمدها ابن جرير في تفسير محددة؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[20 Nov 2003, 04:40 م]ـ
أخي متعلم
لقد بينت أنه لم يعتمد قراءة أحد القراء السبعة أو العشرة، بل كان له اختيار لا يخرج عن هذه القراءات.
أخي راجي رحمة ربه
كلام الشيخ الذي عرضت عليه هذا الموضوع قد ذكر فيه قضايا علمية في طريقة الطبري مع القراء، وياليتك ـ مشكورًا ـ أن تذكر المواطن التي تدلُّ على ذلك، وذلك في قول الشيخ الذي عرضت عليه (أن ما أطلقه من عبارات قاسية على ما انفرد به حفص أطلقه كذلك على ما انفرد به ابن كثير، والكسائي وحمزة وغيرهم ولم يسلم منه إلا نافع وأبي عمرو مع ترجيحه لغير قراءتهما في مواطن أيضا).
وهذا الذي يذكره الشيخ مهمٌ جدًّا إذا ثبت باستقراء القراءات التي اعترض عليها الطبري.
ثمَّ إن الذي خلصت إليه ان الطبري لم يعتمد على طريق حفص عن عاصم؛ لأنها ليست من أسانيده، ولم أذكر أنه يطعن في قراءة حفص عن عاصم.
وهنا يحسن الفرق بين أمرين: الأول: أن تكون الرواية عند الطبري، لكنه يضعفها بسبب سندها عنده؛ كقراءة ابن عامر.
الثاني: أن لا تكون القراءة المروية من طريقٍ من الطرق عنده أصلاً. وهذه إذا ردَّ القراءة التي توافقها لا يعني أنه ردَّ القراءة من تلك الطريق لأنها ليست عنده أصلاً، وهذا هو الحال في رواية حفص عن عاصم، فإنها ليست من مرويات الطبري، والله أعلم.
وأشكرك، كما أشكر الأخوة كثيرًا على التجاوب مع هذا الموضوع، وأتمنى من الجميع ان يكون النقاش نقاشًا علميًا هادئًا، وأن لا نخرج بهذا الملتقى عن هذا المستوى من النقاش، فالمراد الفائدة والوصول إلى الحق، بارك الله لكم في علمكم ووقتكم ونفع بكم أينما كنتم.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[20 Nov 2003, 08:50 م]ـ
بارك الله فيك يا شيخ مساعد. سأفعل إن شاء الله.
وعندي سؤلان:
هل لك أن تذكر، كيف عرفت أنه وقف على قراءة ابن عامر تصريحا.
فهل هذا في التفسير أم أنك وقفت على كتاب الطبري في القراءات الذي ذكره الشيخ لأني شخصيا لم أطلع عليه.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[20 Nov 2003, 10:52 م]ـ
هذه بعض الأمثلة التي ليس فقط رجح الطبري غيرها بل حكم بعدم جواز القراءة بها أو نحوه وهي التي أحالني عليها الشيخ، استخرجتها من مواطنها كما طلبت مني وأضفت لها ما وجدت موافقته من الأربع الشواذ:
قال الطبري:
واختلفت القراء في قراءة ذلك , فقرأته قراء الحجاز والعراق: {وكذلك زين} بفتح الزاي من " زين " {لكثير من المشركين قتل أولادهم} بنصب القتل , {شركاؤهم} بالرفع. بمعنى أن شركاء هؤلاء المشركين الذين زينوا لهم قتل أولادهم , فيرفعون الشركاء بفعلهم , وينصبون القتل لأنه مفعول به. وقرأ ذلك بعض قراء أهل الشام: " وكذلك زين " بضم الزاي " لكثير من المشركين قتل " بالرفع " أولادهم " بالنصب وشركائهم " بالخفض , بمعنى: وكذلك زين لكثير من المشركين قتل شركائهم أولادهم. ففرقوا بين الخافض والمخفوض بما عمل فيه من الإثم , وذلك في كلام العرب قبيح غير فصيح. وقد روي عن بعض أهل الحجاز بيت من الشعر يؤيد قراءة من قرأ بما ذكرت من قراءة أهل الشام , رأيت رواة الشعر وأهل العلم بالعربية من أهل العراق ينكرونه , وذلك قول قائلهم: فزججته متمكنا زج القلوص أبي مزاده والقراءة التي لا أستجيز غيرها: {وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم} بفتح الزاي من " زين " ونصب " القتل " بوقوع " زين " عليه وخفض " أولادهم " بإضافة " القتل " إليهم , ورفع " الشركاء " بفعلهم لأنهم هم الذين زينوا للمشركين قتل أولادهم على ما ذكرت من التأويل. وإنما قلت: لا أستجيز القراءة بغيرها لإجماع الحجة من القراء عليه , وأن تأويل أهل التأويل بذلك ورد , ففي ذلك أوضح البيان على فساد ما خالفها من القراءة. ولولا أن تأويل جميع أهل التأويل بذلك ورد ثم قرأ قارئ: " وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركائهم " بضم الزاي من " زين " ورفع " القتل " وخفض " الأولاد " " والشركاء " , على أن " الشركاء " مخفوضون بالرد على "
(يُتْبَعُ)
(/)
الأولاد " بأن " الأولاد " شركاء آبائهم في النسب والميراث كان جائزا. ولو قرأه كذلك قارئ , غير أنه رفع " الشركاء " وخفض " الأولاد " كما يقال: ضرب عبد الله أخوك , فيظهر الفاعل بعد أن جرى الخبر بما لم يسم فاعله , كان ذلك صحيحا في العربية جائزا.
أقول:
فهنا رد صريح لقراءة ابن عامر
===============
وقد قرأ بعضهم: " فتلقى آدم من ربه كلمات " فجعل الكلمات هي المتلقية آدم. وذلك وإن كان من وجهة العربية جائزا إذ كان كل ما تلقاه الرجل فهو له متلق وما لقيه فقد لقيه , فصار للمتكلم أن يوجه الفعل إلى أيهما شاء ويخرج من الفعل أيهما أحب , فغير جائز عندي في القراءة إلا رفع " آدم " على أنه المتلقي الكلمات لإجماع الحجة من القراء وأهل التأويل من علماء السلف والخلف على توجيه التلقي إلى آدم دون الكلمات , وغير جائز الاعتراض عليها فيما كانت عليه مجمعة بقول من يجوز عليه السهو والخطأ.
وهنا رد صريح لقراءة ابن كثير ووافقه ابن محيصن من الأربع
===============
وقد ذكر عن بعض القراء أنه قرأ: {إلا أماني} مخففة , ومن خفف ذلك وجهه إلى نحو جمعهم المفتاح مفاتح , والقرقور قراقر , وإن ياء الجمع لما حذفت خففت الياء الأصلية , أعني من الأماني , كما جمعوا الأثفية أثافي مخففة , كما قال زهير بن أبي سلمى: أثافي سفعا في معرس مرجل ونؤيا كجذم الحوض لم يتثلم وأما من ثقل: {أماني} فشدد ياءها فإنه وجه ذلك إلى نحو جمعهم المفتاح مفاتيح , والقرقور قراقير , والزنبور زنابير , فاجتمعت ياء فعاليل ولامها وهما جميعا ياء أن فأدغمت إحداهما في الأخرى فصارتا ياء واحدة مشددة. فأما القراءة التي لا يجوز غيرها عندي لقارئ في ذلك فتشديد ياء الأماني , لإجماع القراء على أنها القراءة التي مضى على القراءة بها السلف مستفيض , ذلك بينهم غير مدفوعة صحته , وشذوذ القارئ بتخفيفها عما عليه الحجة مجمعة في ذلك وكفى خطأ على قارئ ذلك بتخفيفها إجماعا على تخطئته.
وهنا رد صريح لقراءة أبي جعفر ووافقه الحسن من الأربع
===============
قول الرجل: أنشدك بالله والرحم. قال محمد: وعلى هذا التأويل قول بعض من قرأ قوله: " والأرحام " بالخفض عطفا بالأرحام على الهاء التي في قوله " به " , كأنه أراد: واتقوا الله الذي تساءلون به وبالأرحام , فعطف بظاهر على مكني مخفوض. وذلك غير فصيح من الكلام عند العرب لأنها لا تنسق بظاهر على مكني في الخفض إلا في ضرورة شعر , وذلك لضيق الشعر ; وأما الكلام فلا شيء يضطر المتكلم إلى اختيار المكروه من المنطق والرديء في الإعراب منه.
ثم قال:
قال: والقراءة التي لا نستجيز للقارئ أن يقرأ غيرها في ذلك النصب: {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام} بمعنى: واتقوا الأرحام أن تقطعوها , لما قد بينا أن العرب لا تعطف بظاهر من الأسماء على مكني في حال الخفض , إلا في ضرورة شعر , على ما قد وصفت قبل.
وهذا رد لقراءة حمزة. وقد وافقه المطوعي من الأربع
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[21 Nov 2003, 04:47 ص]ـ
أخي الكريم راجي رحمة ربه
لقد ذكرت كلام ابن جرير على قراءة ابن عامر في هذا الملتقى تحت هذا الرابط http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=991
فارجع إليه مشكورًا.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[21 Nov 2003, 05:52 ص]ـ
جزاك الله خيرا قد قرأته وعلقت عليه، وبقي ما سوى قراءة ابن عامر.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[21 Nov 2003, 02:52 م]ـ
شكر الله لك حرصت أخي راجي رحمة ربه.
وأعود إلى سؤال الأخوين الفاضلين عبد الرحمن الشهري ومتعلم في سؤالهما عن القراءة التي يقرأ بها ابن جرير، فقد وقفني الأخ الفاضل حسين المطيري على فائدة في هذا الباب أنقلها لكم، وهي في ترجمة ابن جرير في معجم الأدباء، وهي من أنفس ما تُرجم لحياة ابن جرير وعلمه، وأُحرِّصكم على الرجوع إليها لما فيها من النفائس.
ورد في معجم الأدباء (تحقيق: إحسان عباس) نصوص تدل على أنه كان يقرأ بقراءة حمزة أول أمره، ثم انتقل عنها إلى اختيار خاصٍّ به، ومن هذه النصوص:
(6: 2455) / قال ابن كامل: ((وكان أبو جعفر يقرأ قديمًا لحمزة قبل أن يختار قراءته.
وقال أبو محمد عبد الله بن أحمد الفرغاني: قال لنا أبو جعفر: قرأت القرآن على سليمان بن عبد الرحمن بن حماد الطلحي، وكان الطلحي قد قرأ على خلاد، وخلاد قرأ على سليم بن عيسي، وسليم قرأ على حمزة، ثمَّ أخذها أبو جعفر عن يونس بن عبد الأعلى عن علي بن كيسة عن سليم عن حمزة.
وقال ابن كامل: قال لنا أبو بكر ابن مجاهد ـ وقد ذكر فضل كتابه في القراءات ـ، وقال: إلا أني وجدت فيه غلطًا، وذكره لي، وعجِبت من ذلك، مع قراءته لحمزة وتجويده له، ثم قال: والعلة في ذلك أبو عبيد القاسم بن سلام؛ لأنه بنى كتابه على كتاب أبي عبيد، فأغفل أبو عبيد هذا الجرف، فنقله أبو جعفر على ذلك)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Dec 2003, 06:48 م]ـ
فضيلة الشيخ مساعد الطيار وفقه الله ونفع به
وهذه فائدة عثرت عليها أثناء قراءتي في كتاب غاية النهاية لابن الجزري رحمه الله 1/ 72 تؤكد ما ذهبتم إليه من أن ابن جرير الطبري رحمه الله كان له اختياره الخاص في القراءة.
حيث ذكر ابن الجزري في ترجمة أحمد بن عبدالله بن الحسين بن إسماعيل أبو الحسين الجبني (381هـ) أنه قرأ على جماعة منهم محمد بن جرير الطبري الإمام باختياره سنة ثمان وثلاثمائة.
وفي غاية النهاية لابن الجزري 1/ 254 وجدت فائدة أخرى لها تعلق بروايتي حفص وشعبة رحمهما الله. نقل ابن الجزري في ترجمة حفص قول ابن مجاهد: (قال ابن مجاهد:بينه - أي حفص بن سليمان – وبين أبي بكر من الخلف في الحروف خمسمائة وعشرين حرفاً في المشهور عنهما).
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Mar 2005, 03:59 ص]ـ
مما يقوي ما تفضل به الدكتور مساعد الطيار من قوله عن الإمام الطبري: (واعتمد على أبي عبيد في القراءة) نصٌّ وجدته في كتاب (إعراب القراءات السبع وعللها لابن خالويه) 1/ 321: (واتفق القراء على كسر الصاد من (صِنوان) لأَنَّهُ جمع صِنو، والتثنية صِنْوانٌ والجمع صِنْوانٌ، ومثله قِنو وقِنوان ... إِلا ما حدثني أحمد بن عبدان عن علي عن أبي عبيد أن أبا عبدالرحمن السلمي، قرأ {صُنْوانٌ وغَيْرُ صُنْوانٍ} بضم الصاد.
قال أبو عبيد: ولا أعلم أحداً قرأ به.
قال أبو عبدالله – وهو ابن خالويه: قد قرأ به عاصم في رواية حفص وهما لغتان).
وهذا يؤكد استنتاج الدكتور مساعد أن الطبري قد اعتمد في القراءة على كتاب أبي عبيد، ففاته مثل هذا فيما يبدو. فهو لم يتوقف عند هذه اللفظة والقراءات فيها. انظر: تفسير الطبري (هجر) 13/ 421
وهذه الرواية عن حفص غير مشهورة في كتب القراءات المشهورة، وهي رواية أحمد بن يزيدي الحلواني عن أبي شعيب القواس عن حفص عن عاصم ابن أبي النجود. وذكر ابن مجاهد أنه حدثه بهذا الحسنُ بن العباس عن الحلواني عن القواس عن حفص عن عاصم، قال: ولم يقله غيره عن حفص. وذكر الأصبهاني في المبسوط أنه قرأها على أبي بكر النقاش فذكرها له عن الحلواني عن القواس عن حفص، ثم قال:
وقد ذكرت في الأسانيد أنه قال: قرأت على جماعة بقراءة حفص عن عاصم فلم يختلفوا عليَّ في شيء إلا في حرف واحد وهو هذا الحرف).
وقال الشهاب في حاشيته: (ولكن لم تقع هذه القراءة منسوبة إلى حفص في كتب القراءات المشهورة، بل عزوها إلى ابن مصرف والسلمي وزيد بن علي، وسبب اختلافهم أن القراءات السبع لها طرق متواترة، وقد ينقل عنهم من طرق أخر قراءة، فتكون شاذة، وقارئها أحد السبعة فاعرفه). انظر: معجم القراءات للخطيب 4/ 379
وهذه فائدة ثمينة نبه إليها الشهاب الخفاجي، من أن أحد القراء السبعة أو رواتهم قد تروى عنه رواية شاذة، فيستغرب طالب العلم كيف تنسب قراءة شاذة لقارئ من القراء السبعة أو رواتهم.
ولعل هذا يضاف حاشية على مقالة الدكتور مساعد حفظه الله في كتابه (مقالات في أصول التفسير وعلوم القرآن) ص 327
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[27 Mar 2005, 09:41 ص]ـ
تتميما للفائدة يحسن الاطلاع على كتاب دفاع عن القراءات في مواجهة الطبري للدكتور لبيب السعيد فان فيه ما يقطع بان الطبري قد رد بعض القراءات المتواترة لغير حفص
وهو راي جنح اليه بعض المفسرين كالزمخشري وغيره ورد قولهم صاحب كتاب لطائف الاشارات الى فنون القراءات وكذلك ابو حيان في تفسيره وكذلك ابو شامة في ابراز المعاني من حرز الاماني وغيرهم غفر الله لهم جميعا ورحمهم
والشكر كله للدكتور الطيار فماهذه باول بركاته رضي الله عنه
ـ[د. أنمار]ــــــــ[02 Jul 2006, 04:34 م]ـ
ثمَّ رأيت من الغد الشيخ المقرئ محمد بن عوض زايد الحرباوي أستاذ القراءات في قسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بالرياض، فعرضت عليه كلام الطبري، فاستغربه، فذكرت ما توقعته من كون سند حفص ليس من مرويات الطبري.
فقال لي: لو رجعت إلى كتابي (مفردات القراءات العشرة من طريق الشاطبية والدرة) إلى قراءة ((معذرةً)) بالنصب فإنها من مفردات حفص، ونظرت ماذا يقول فيها، فلما اطلعت على كتابه ـ وهو نفيس في هذا الباب ـ تتبعت كل مفردات حفص،
...
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيًا: مفردات حفص من كتاب مفردات القراء العشرة من طريق الشاطبية والدرة، للأستاذ محمد بن عوض زايد الحرباوي:
1 ـ هُزُوا، وجميع ما ورد مثله / بالواو بدلا من الهمزة، وضم الزاي.
2 ـ يُرجعون (آل عمرن: 83) / بياء الغيبة مضمومة.
3 ـ يجمعون (آل عمران: 157) / بياء الغيبة، والباقون بالتاء.
4 ـ سوف يؤتيهم (النساء: 152) / بالياء، والباقون بالنون.
5 ـ استَحَقَّ (المائدة: 107) / بفتح التاء والحاء، والباقون بضم التاء وكسر الحاء.
6 ـ تَلْقَفُ (الأعراف: 117، طه: 69، الشعراء: 45) / بسكون اللام مع تخفيف القاف.
7 ـ معذرةً (الأعراف: 164) / بنصب التاء، والباقون بالرفع.
8 ـ مُوهِنُ كيد (الأنفال: 18) / بسكون الواو مع تخفيف الهاء، وحذف التنوين وجرِّ الكيد.
9 ـ معيَ عدوًّا (التوبة: 83) / فتح الياء، وأسكنها الباقون.
10 ـ متاعَ (يونس: 23) / بنصب العين، ورفعها الباقون.
11 ـ ويوم يحشرهم (يونس: 45) / بياء الغيبة، والباقون بالنون.
12 ـ من كلٍ زوجين (هود: 40) / بتنوين (كلٍ) والباقون بترك التنوين.
13 ـ يا بني (يوسف: 6) / بفتح الياء.
14 ـ دأَبًا (يوسف: 47) / بفتح همزة (دأَبا) والباقون بالسكون.
15 ـ نوحي إليهم (يوسف: 109) وفي النحل والأنبياء / بالنون مع كسر الحاء، والباقون بالياء مع كسر الحاء.
16 ـ ليَ عليكم (إبراهيم: 22) / فتح الياء من (ليَ)، والباقون بسكونها.
17 ـ ورجِلِك (الإسراء: 64) بكسر الجيم، والباقون بسكون الجيم.
18 ـ لمَهلِكهم (الكهف: 59) / بفتح الميم وكسر اللام، وشعبة بفتح الميم واللام، والباقون بضم الميم وفتح اللام.
19 ـ تُسَاقِط (مريم: 25) / بضم التاء وتخفيف السين وكسر القاف.
20 ـ إن هذان (طه: 63) / بسكون النون في إن. وهذان بالألف مع تخفيف النون.
21 ـ قال رب احكم (الأنبياء: 112) إثبات الألف في قال، والباقون بحذف الألف على سبيل الأمر (قُل).
22 ـ سواءً (الحج: 25) بنصب الهمزة، والباقون برفعها.
23 ـ والخامسةَ أن غضب (النور: 9) / بنصب التاء من (الخامسةَ)، والباقون بالرفع.
24 ـ تستطيعون (الفرقان: 19) بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيبة.
هذه بعض الانفرادات،
مع الاحتياج الشديد لمثل هذا الكتاب أقصد مفردات العشر إلا أنه للأسف الشديد، بعد مراجعة سريعة للكتاب ألفيت فيه قصورا بينا حيث فاته في الفرش مواضع تفوق الحصر لم يسلم منها أحد من القراء، مع الحظ الأوفر لأبي جعفر.
حتى لحفص هناك استدراكات على ما سبق، لعلي أنشط قريبا لنقلها
وهناك استدراكات أخرى غير الفرش تتعلق بإيراد الأصول تحت الفرش، وعدم اعتبار الكلمات المطردة التي تقرب من الأصول.
وجزى الله المؤلف خيرا لسبقه في هذا الباب، وإن كان التريث في مثل أمور تتعلق بالقرآن أولى ليخرج العمل قريبا من الصواب.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[02 Jul 2006, 07:32 م]ـ
قال فضيلة الدكتور عبد الرحمن الشهري: " وهذه فائدة ثمينة نبه إليها الشهاب الخفاجي، من أن أحد القراء السبعة أو رواتهم قد تروى عنه رواية شاذة، فيستغرب طالب العلم كيف تنسب قراءة شاذة لقارئ من القراء السبعة أو رواتهم. " اهـ
قلتُ: بارك الله فيكم يا شيخ، ولا غرابة لو تأملنا كلام أئمة التحقيق وعلماء هذا الفن.
قال ابن الجزري في (النشر):
" كل قراءةٍ وافقت العربية ولو بوجه، ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالا، وصح سندها، فهي القراءة الصحيحة التي لا يجوز ردها ولا يحلّ إنكارها، بل هي من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، ووجب على الناس قبولها، سواء كانت عن الأئمة السبعة، أم عن العشرة، أم عن غيرهم من الأئمة المقبولين. ومتى اختل ركنٌ من هذه الأركان الثلاثة أطلق عليها ضعيفة أو شاذة أو باطلة، سواء كانت عن السبعة أو عمّن هو أكبر منهم " (1)
وقال أبو شامة في (المرشد الوجيز):
"لا ينبغي أن يُغترّ بكل قراءة تُعزى إلى أحد السبعة ويطلق عليها لفظ الصحة، وأنها أنزلت هكذا، إلا إذا دخلت في ذلك الضابط. وحينئذ لا ينفرد بنقلها مصنف عن غيره، ولا يختص ذلك بنقلها عنهم، بل إن نقلتَ عن غيرهم من القراء، فذلك لا يخرجها عن الصحة، فإن الاعتماد على استجماع تلك الأوصاف، لا على من تنسب إليه، فإن القراءة المنسوبة إلى كل قارئٍ من السبعة وغيرهم منقسمة إلى المجمع عليه والشّاذ، غير أن هؤلاء السبعة لشهرتهم وكثرة الصحيح المجمع عليه في قراءتهم، تركن النفس إلى ما نقل عنهم فوق ما ينقل عن
غيرهم " (2)
--------------------------------
(1) نقلا عن: السيوطي: " الإتقان في علوم القرآن " ص236
(2) المصدر نفسه: ص237
ـ[د. أنمار]ــــــــ[06 Jul 2006, 12:56 ص]ـ
الاستدراكات على ما انفرد به حفص:
سورة النحل آية 12
وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ
قرأ حفص بنصب وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ - وبرفع وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ
وقرأ ابن عامر برفع آخر الأسماء الأربعة
والباقون بنصب آخر الأربعة ولا يخفى أن نصب مسخرات يكون بالكسرة لكونه جمعا بألف وتاء.
سورة النحل آية 43
نُوحِي إِلَيْهِمْ قرأ حفص بالنون وكسر الحاء، والباقون بالياء وفتح الحاء
سورة سبأ آية 9
كِسَفًا فتح حفص السين وأسكنها غيره.
هذا ما ظهر لي بنظرة سريعة ورجوعا لبدور القاضي أما ما لغير حفص فأكثر بكثير خاصة أبو جعفر ويعقوب فقد سهى المؤلف هداه الله عن الكثير من الانفرادات التي لهما ولغيرهما من بقية العشرة من طريق الشاطبية والدرة
لذا ينبغي عدم الاعتماد على كتابه في حصر الانفرادات فيما يذكره، ونقطة أخرى وهي أنه كم من انفراد لأحد من العشر من طريق الصغرى وليس هو كذلك من طرق النشر أقصد العشر الكبرى.
لكن يلتمس للمؤلف العذر أنه ألزم نفسه بطريقي الشاطبية الدرة فقط كما هو واضح من عنوان كتابه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مسافر وحدي]ــــــــ[06 Jun 2010, 08:47 م]ـ
مشايخنا الكرام , هل يمثل هذا البحث نهاية في نتيجته ام انه بداية؟
حيث انني وجدت الطبري لا يلتزم بذكر كل القراءات , مثل تركه لحكاية الخلاف في الانبياء 7 و قد قرأ حفص و حمزة و الكسائي (نوحي) بخلاف الباقين بالياء
و كذلك فقد ترك غيره حكاية اختلاف حفص
مثل القرطبي في الانعام 16 حيث نسب فتح الياء و كسر الراء للكوفيون مع ان حفص يضم الياء و يفتح الراء
و كذلك الاعراف 90
و مثله ابي حيان في يس 68 حيث نسب التخفيف لعاصم مع ان حفصا روايته التشديد
هذا بشكل عام , اما في موقف الطبري بالذات , فهل يمكن ان نعتبر ان عدم رواية الطبري لاختلاف حفص , عدم اعتداد منه بها خاصة في ظل ما ذكره الاخ محمد الامين بخصوص قيمة تلك القراءة قديما؟
و خاصة في ظل موقف الطبري المعروف في انتقاده لاي قراءة - ايا كانت حفص و غيره - لا تتفق و مذهبه؟
ـ[مسافر وحدي]ــــــــ[20 Jul 2010, 10:13 م]ـ
يشكل عليّ ايضا اننا نتكلم عن رواية حفص و كأنها رواية خاصة بشخصه
و المفترض انها منسوبه له لكنها قراءة غيره معه ...
و بحسب ما جاء هنا ( http://www.tafsir.net/vb/t19922.html) , فالمفترض انها قراءة السلمي و ان الكوفة كلها قد اخذت القراءة عن السلمي عندما ارسله عثمان مع المصحف
و ليس بين حفص و بين السلمي -امام الكوفة- الا (عاصم) , و الخبر ينص ان رواية حفص هي نفسها قراءة السلمي , فهل غابت قراءة الكوفة كلها عن الامام الطبري؟(/)
هل من كتاب عن رواية السوسي أو (قراءة أبي عمرو)
ـ[عبدالله الحسني]ــــــــ[01 Dec 2003, 08:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أيها المشايخ والأخوة الكرام أنا بحاجة لكتاب عن رواية السوسي عن أبي عمرو، فهل يوجد كتاب مفرد لذالك، أو كتاب لقراءة أبي عمرو.
علما أني وجدت في المكتبة كتابا بعنوان: رواية أبي عمرو ابن العلا البصري، جمع الخطيب المقرئ أحمد بن جعفر بن أدريس الغافقي.
ـ[أبو القاسم الشاطبي]ــــــــ[02 Dec 2003, 05:24 ص]ـ
انظر كتاب القطر المصري في رواية ابي عمرو البصري وهو مخطوط له نسخ عديدة منها نسختان في الجامعة الاسلامية
الأولى برقم/1195
والثانية برقم:7615
وفقك الله للخير
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Dec 2003, 06:47 ص]ـ
هناك كتاب بعنوان: (فوح العطر) للشيخ محمد نبهان المصري فيما أظن. وقد رأيته في مكتبة أطلس بالرياض، وأذكر أنني رأيته على موقع للمؤلف على الانترنت لكن موقعه توقف فيما يبدو.
وهناك للشيخ فايز شيخ الزور كتب ورسائل حول القراءات تجدها على هذا موقع فايز شيخ الزور ( http://www.shaikhfayez.net/) . أرجو أن تنتفع به، مع أنني لم أقرأها، لا علم لي بمدى صوابها. ولا نظن إلا خيراً.
ـ[عبدالله الحسني]ــــــــ[02 Dec 2003, 04:20 م]ـ
جزاكما الله خيرا ونفعنا بعلمكما
كتاب فوح العطر للشيخ محمد نبهان في رواية الدوري عن أبي عمرو
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Jan 2004, 07:35 ص]ـ
أخي الكريم عبدالله الحسني وفقه الله
هناك كتاب بعنوان: النهج السوي في رواية الإمام السوسي عن الإمام أبي عمرو البصري من طريق الشاطبية
تأليف الدكتورة ابتسام بنت بدر بن عوض الجابري - الأستاذة المساعدة بقسم التفسير وعلوم القرآن بكلية التربية للبنات بجدة.
وقد قدم له الشيخ المقرئ محمد نبهان بن حسين مصري أستاذ القرآن والقراءات في جامعة أم القرى بمكة.
والكتاب من إصدار مكتبة الرشد بالرياض.
وقد ذكرت أنها تأملت في كتب الشيخ محمد نبهان فلم تجده قد أفرد رواية السوسي بالتصنيف كما فعل في بقية الروايات، فاستشارته في القيام بذلك فأشار عليها بذلك، وقد راجعه وكتب له مقدمة قصيرة.
ـ[عبدالله الحسني]ــــــــ[16 Jan 2004, 01:43 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك
ـ[أبو معاذ الكناني]ــــــــ[17 Jan 2004, 10:24 م]ـ
الحمد لله وبعد.
أخي العزيز أظن أن للشيخ الفاضل نبهان إفراد للسوسي وجميع الرواة ولكنها قيدالتفريغ من الأشرطة والإنزال لمذكرات تمهيدا للطبع.علما بأن للشيخ موقع وفيه ما نزل وما لم ينزل فلو رجعت إليه أخالك تستفد كذلك رقم الشيخ معروف والشيخ مقرئ ومدرس في الجامعة فهو جامع بين الرواية والدراية.
والله يرعاك
ـ[أبوحمزة الصومالي]ــــــــ[30 Apr 2006, 07:25 م]ـ
تحية طيبة وبعد.
أيها الأحباب أنا سعيد جدا بانضمامي إليكم , وإن شاء الله سأستفيد من عطائكم الوفير , كان تعرفي على المنتدى عن طريق الصدفة حين كنت أبحث عن مؤلفات ورسائل حول قراءة أبي عمرو بن العلاء المازني البصري - رحمه الله - , فوقفت في حبنها على مشاركة الأخ عبد الله الحسني وهو يبحث عن رواية الإمام أبي شعيب السوسي عن أبي عمرو , وقد كنت في أمس الحاجة إلى أي مراجع منشورة في النت حول أبي عمرو ,.وكان هناك رسالتين منشورتين في موقع الشيخ نبهان مصري ولكن مع الأسف الموقع يبدو أنه لا يشتغل.
أزيد للأخ عبد الله الحسني أن هناك مصحف مرتل برواية السوسي للشيخ عبد الرشيد الصوفي الصومالي المقيم حاليا في الدوحة , وأظن أنه منتشر في أقطار كثيرة , علما بأن رواية الإمام الدوري هي السائدة في الصومال والشرق الإفريقي, فمنذ أيامي الأولى في كتاتيب القرآن في الصومال وأنا شديد الإرتباط بأبي عمرو وقراءته, والآن حين وصلت إلي الفصل الدراسي الثاني من المستوى الرابع في كلية الآداب قسم اللغة العربية من جامعة تعز في اليمن اخترت (التوجيه اللغوي والنحوي لقراءة أبي عمرو البصري في سورة البقرة ,) موضوعا لبحث التخرج, وعند بحثي عن معلومات حول الموضوع حظيت بالتعرف على هذا المنتدى الثمين , وأرجو أن أستفيد من هذه الكوكبة المخلصة من إخواني , وشكرالله للإخوة القائمين على الموقع.
أخوكم/ أبوحمزة الصومالي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Apr 2006, 09:14 م]ـ
مرحباً بأخي الكريم أبي حمزة الصومالي، وأسأل الله له التوفيق والسداد.
هناك كتب تدور حول قراءة العلامة اللغوي المقرئ الراوية أبي عمرو بن العلاء رحمه الله ورضي عنه، المتوفى سنة 154هـ. لعلكم تنتفعون بالاطلاع عليها، وأكذر منها كتاب (أثر القراءات في الأصوات والنحو العربي - أبو عمرو بن العلاء)، للدكتور عبدالصبور شاهين. نشر مكتبة الخانجي بالقاهرة عام 1408هـ. وهناك بحوث كتبت في توجيه قراءته لغوياً ونحوياً نشرت في المجلات المختلفة كمجلة المورد العراقية، ومجلات المجامع اللغوية في القاهرة ودمشق والأردن، تناولت هذه القراءة بالبحث والدرس من جوانب مختلفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوحمزة الصومالي]ــــــــ[02 May 2006, 12:37 م]ـ
شكرا للأخ الفاضل د. عبدالرحمن بن معاضة الشهري
وبارك الله في جهودكم المباركة , كتاب الدكتور شاهين كنت أبحث عنه ولكني لم أجده حتى الآن , ولا زلت أراقب معارض الكتب عله يأتي معها.
أشكركم جميعا ... وسلام عليكم ورحمة الله(/)
قراءات الصحابة الخارجة عن مصحف عثمان رضي الله عنه
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[05 Dec 2003, 04:36 م]ـ
قراءات الصحابة الخارجة عن مصحف عثمان رضي الله عنه.
نعلم جميعا أن هناك قراءات لبعض الصحابة لم يشملها المصحف العثماني كقراءة ابن مسعود رضي الله عنه (فصيام ثلاثة أيام متتابعات) – على القول بقرآنيتها -، فهل اعتنى أحد بجمع هذه القراءات، والنظر في ثبوتها عمن قرأ بها؟
أرجو الإفادة لأهمية هذه المسألة من جهتين:
1. الاحتجاج بهذه القراءات واستنباط الأحكام منها، كما يبحثه الأصوليون في حجية القراءة الشاذة.
2. القراءة بها في الصلاة إذا ثبتت، على القول بصحة الصلاة بقراءة خارجة عن مصحف عثمان، وهو الأظهر.
وجزاكم الله خيرا،،،
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[05 Dec 2003, 06:13 م]ـ
جواب الشق الثاني من السؤال
قال شيخ الإسلام رحمه الله:
(وأما القراءة الشاذة الخارجة عن رسم المصحف العثماني؛ مثل قراءة ابن مسعود وأبى الدرداء رضى الله عنهما: (والليل إذا يغشى. والنهار إذا تجلى. والذكر والأنثى)؛كما قد ثبت ذلك في الصحيحين، ومثل قراءة عبد الله: (فصيام ثلاثة أيام متتابعات)، وكقراءته: (إن كانت إلاَّ زقية واحدة)، ونحو ذلك فهذه إذا ثبتت عن بعض الصحابة فهل يجوز أن يقرأ بها في الصلاة على قولين للعلماء - هما روايتان مشهورتان عن الإمام أحمد، وروايتان عن مالك-:
إحداهما: يجوز ذلك؛ لأن الصحابة، والتابعين كانوا يقرؤون بهذه الحروف في الصلاة.
والثانية: لا يجوز ذلك، وهو قول أكثر العلماء؛ لأن هذه القراءات لم تثبت متواترة عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، وان ثبتت فإنها منسوخة بالعرضة الآخرة، فانه قد ثبت في الصحاح عن عائشة، وابن عباس، رضي الله عنهم: ((أن جبريل عليه السلام كان يعارض النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بالقرآن في كل عام مرة، فلما كان العام الذي قبض فيه: عارضه به مرتين)).
والعرضة الآخرة: هي قراءة زيد بن ثابت، وغيره وهي التي أمر الخلفاء الراشدون أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي؛ بكتابتها في المصاحف، وكتبها أبو بكر، وعمر في خلافة أبى بكر في صحفٍ أمر زيد بن ثابت بكتابتها، ثم أمر عثمان في خلافته بكتابتها في المصاحف، وإرسالها إلى الأمصار، وجمع الناس عليها باتفاق من الصحابة على وغيره، وعلى هذا النزاع لابد أن يبنى على الأصل الذي سأل عنه السائل وهو: أن القراءات السبعة هل هي حرف من الحروف السبعة أم لا؟؟
فالذي عليه جمهور العلماء من السلف والأئمة: أنها حرف من الحروف السبعة؛ بل يقولون إن مصحف عثمان:
1 - هو أحد الحروف السبعة، وهو متضمن للعرضة الآخرة التي عرضها النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - على جبريل، والأحاديث، والآثار المشهورة المستفيضة تدل على هذا القول.
2 - وذهب طوائف من الفقهاء، والقراء، وأهل الكلام إلى أن هذا المصحف مشتمل على الأحرف السبعة، وقرر ذلك طوائف من أهل الكلام؛ كالقاضي أبى بكر الباقلاني، وغيره بناء على أنه لا يجوز على الأمة أن تهمل نقل شيء من الأحرف السبعة، وقد اتفقوا على نقل هذا المصحف الإمام العثماني، وترك ما سواه؛ حيث أمر عثمان بنقل القرآن من الصحف التي كان أبو بكر وعمر كَتَبَا القرآن فيها، ثم أرسل عثمان بمشاورة الصحابة إلى كل مِصْرٍ من أمصار المسلمين بمصحف، وأمر بترك ما سوى ذلك.
- قال هؤلاء: ولا يجوز أن ينهى عن القراءة ببعض الأحرف السبعة.
- ومن نصر قول الأولين يجيب تارة:- بما ذكر محمد بن جرير وغيره: من أن القراءة على الأحرف السبعة لم يكن واجباً على الأمة، وإنما كان جائزاً لهم، مُرَخَّصَاً لهم فيه، وقد جعل إليهم الاختيار في أي حرف اختاروه.
كما أن ترتيب السور لم يكن واجبا عليهم منصوصا بل مفوضا إلى اجتهادهم، ولهذا كان ترتيب مصحف عبد الله على غير ترتيب مصحف زيد، وكذلك مصحف غيره.
وأما ترتيب آيات السور فهو منزل منصوص عليه فلم يكن لهم أن يقدموا آية على آية في الرسم؛ كما قدموا سورة على سورة؛ لأن ترتيب الآيات مأمورٌ به نصاً، وأما ترتيب السور؛ فمفوض إلى اجتهادهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
قالوا: فكذلك الأحرف السبعة؛ فلما رأى الصحابة أن الأمة تفترق، وتختلف، وتتقاتل إذا لم يجتمعوا على حرف واحد: اجتمعوا على ذلك اجتماعَاً سَائِغَاً، وهم معصومون أن يجتمعوا على ضلالة، ولم يكن في ذلك ترك لواجبٍ، ولا فِعْلٌ محظور.
- ومن هؤلاء من يقول: بان الترخيص في الأحرف السبعة كان في أول الإسلام لِمَا في المحافظة على حرفٍ واحدٍ من المشقة عليهم أولاً، فلما تذللت ألسنتهم بالقراءة، وكان اتفاقهم على حرف واحدٍ يسيراً عليهم، وهو أرفق بهم: أجمعوا على الحرف الذي كان في العَرْضَةِ الآخرة، ويقولون أنه نُسِخَ ما سوى ذلك، وهؤلاء يوافق قولهم قول من يقول: أن حروف أبى بن كعب، وابن مسعود وغيرهما مما يخالف رسم هذا المصحف منسوخة، وأما من قال عن ابن مسعود أنه كان يُجَوِّز القراءة بالمعنى؛ فقد كَذَبَ عليه، وإنما قال: قد نظرت إلى القراء، فرأيت قراءتهم متقاربة، وإنما هو كقول أحدكم: أقبل، وهلم، وتعال، فاقرؤوا كما عُلِّمْتُمْ، أو كما قال.
ثم من جوز القراءة بما يخرج عن المصحف مما ثبت عن الصحابة قال:
1 - يجوز ذلك لأنه من الحروف السبعة التي أنزل القرآن عليها.
2 - ومن لم يجوزه فله ثلاثة مآخذ:
أ. تارة يقول: ليس هو من الحروف السبعة.
ب. وتارة يقول: هو من الحروف المنسوخة.
ت. وتارة يقول: هو مما انعقد إجماع الصحابة على الإعراض عنه.
ث. وتارة يقول: لم يُنْقَل إلينا نقلاً يثبت بمثله القرآن، وهذا هو الفرق
بين المتقدمين، والمتأخرين، ولهذا كان في المسألة:
3 - قول ثالث: وهو اختيار جدي أبى البركات: أنه إن قرأ بهذه القراءات في القراءة الواجبة، وهى الفاتحة عند القدرة عليها؛ لم تصح صلاته؛ لأنه لم يتيقن أنه أدَّى الواجب من القراءة؛ لعدم ثبوت القرآن بذلك، وإنْ قَرَأَ بها فيما لا يجب؛ لم تبطل صلاته؛ لأنه لم يتيقن أنه أتى في الصلاة بمبطلٍ؛ لجواز أن يكون ذلك من الحروف السبعة التي أُنْزِلَ عليها، وهذا القول انبنى على أصل:
8. وهو أن ما لم يثبت كونه من الحروف السبعة فهل يجب القطع بكونه ليس منها فالذي عليه جمهور العلماء: أنه لا يجب القطع بذلك؛ إذ ليس ذلك مما أوجب علينا أن يكون العلم به في النفي والإثبات قطعياً.
وذهب فريق من أهل الكلام إلى وجوب القطع بنفيه حتى قطع بعض هؤلاء كالقاضي أبي بكر بخطأ الشافعي، وغيره ممن أثبت البسملة آية من القرآن في غير سورة النمل لزعمهم أن ما كان من موارد الاجتهاد في القرآن؛ فانه يجب القطع بنفيه.
والصواب: القطع بخطأ هؤلاء، وان البسملة آية من كتاب الله حيث كتبها الصحابة في المصحف؛ إذْ لم يكتبوا فيه إلا القرآن، وجردوه عما ليس منه؛ كالتخميس والتعشير، وأسماء السور؛ ولكن مع ذلك لا يقال: هي من السورة التي بعدها؛ كما أنها ليست من السورة التي قبلها؛ بل هي كما كتبت آية أنزلها الله في أول كل سورة، وان لم تكن من السورة، وهذا أعدل الأقوال الثلاثة في هذه المسألة، وسواء قيل بالقطع في النفي أو الإثبات، فذلك لا يمنع كونها من موارد الاجتهاد التي لا تكفير، ولا تفسيق فيها للنافي، ولا للمثبت؛ بل قد يقال ما -قاله طائفة من العلماء-: إن كل واحد من القولين حق، وأنها آية من القرآن في بعض القراءات، وهى قراءة الذين يفصلون بها بين السورتين، وليست آية في بعض القراءات، وهى قراءة الذين يصلون، ولا يفصلون بها بين السورتين.) انتهى
وللإمام أبي عبيد القاسم بن سلام كلام قيّم حول هذه القراءات الأحادية، بين فيه فائدتها وأهمية معرفتها للمفسر = قال رحمه الله: (فأما ما جاء من هذه الحروف التي لم يوجد علمها إلا بالإسناد والروايات التي يعرفها الخاصة من العلماء دون عوام الناس فإنما أراد أهل العلم منها أن يستشهدوا بها على تأويل ما بين اللوحين، وتكون دلائل على معرفة معانيه ووجوهه، وذلك كقراءة حفصة وعائشة: «حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر» .... ) وذكَر أمثلة أخرى، ثم قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
(فهذه الحروف وأشباه لها كثير قد صارت مفسرة للقرآن، وقد كان يروى مثل هذا عن بعض التابعين في التفسير فيستحسن ذلك، فكيف إذا روي عن كتاب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم صار في نفس القراءة، فهو الآن أكثر من التفسير وأقوى، فأدنى ما يستنبط من علم هذه الحروف معرفة صحة التأويل.) (فضائل القرآن ومعالمه وآدابه للإمام أبي عبيد القاسم بن سلام 2/ 154 - 155.)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 Dec 2003, 06:13 م]ـ
أيضاً هذا له علاقة بموضوع آخر:
3 - هل استبعد عثمان رضي الله عنه بعض الأحرف السبعة التي خالفت مصحفه المكتوب؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[07 Dec 2003, 05:20 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أخي خالد
بالنسبة لسؤالك الأول
أحاول أن أجيبك عليه ـ قدر علمي ـ و عليك أن تعرض هذه الإجابة على أحد من المشايخ ....
أرى ـ على حد علمي ـ و العلم عند الله تعالى، أن مسألة الاحتجاج بالقراءات الغير متواترة قد حدث فيها خلط عند البعض، و خاصة أمثال قراءة ابن مسعود التي قد ذكرتها آنفا، فالذي درسته وأعرفه أن مصاحف الصحابة ـ أي المصاحف التي كانت يختص كل منها بصحابي معين يملكها ـ ليست بمصاحف في حقيقة الأمر، لذلك لم يعتمدها عثمان في جمع المصحف و لم تكن مشهورة مثل صحف أبي بكر،،، و إنما كانت كتابات للصحابة ـ شبيهة بالمصحف ـ أي أنها في الأصل مصحف و لكن يمكن أن يكتبه الصحابي بالمعنى، أو يضيف ما يجعل المعنى ـ الذي فهمه هذا الصحابي ـ واضحا لديه، تماما مثل قراءة ابن مسعود (متتابعات)
فابن مسعود لو أمّ الناس في الصلاة لن يقرأ (متتابعات) وإنما وضعها على نسخته الخاصة به لأنه فهم من الأيام أنها متتابعات،،،،،
إذا تقرر ذلك نقول: هل يمكن بعد ذلك أن نقول بأن الاستشهاد بما في مصحف ابن مسعود مثلا هو استشهاد بقراءة؟
الجواب ـ و الله تعالى أعلم ـ / لا
بل هو استشهاد بفهم ابن مسعود، فيرجع عند الأصوليين إلى الاستشهاد بفهم الصحابي .......
فنحن مثلا (الحنفية) نرى وجوب التتابع في هذه الأيام لأنه فهم ابن مسعود، و كما هو معروف عن أبي حنيفة رضي الله عنه أنه لا يخرج عن قول الصحابة إلى قول غيرهم أبدا
هذه وجهة نظري ـ إلى الآن ـ و هي ظنية قابلة للتغير، و لكني لم أجد المغيّر إلى الآن
و الله تعالى أعلم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Dec 2003, 06:51 م]ـ
أخي الكريم خالد الباتلي وفقه الله. نقل عن الإمام عبدالله بن أحمد أبي محمد الهمذاني الضبي أنه قال: من قرأ بخلاف ما في الدفتين وإن كانت القراءة عن صحابي أو تابعي فهو بذلك ضال مبتدع مستتاب، فإن تاب وإلا على السلطان أن يرده إلى المجمع عليه).
هذه فائدة عابرة، وإن لم يكن فيها جواب للسؤال.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[07 Dec 2003, 09:27 م]ـ
للدكتور غانم قدوري الحمد إيضاح جيد لبعض المسائل المتعلقة بالقراءات الشاذة في كتابه محاضرات في علوم القرآن
ومما نقله حول هذه المسألة: قول الإمام أبي منصور الأزهري: (من قرأ بحرف شاذ يخالف المصحف وخالف بذلك جمهور القرأة المعروفين فهو غير مصيب، وهذا مذهب الراسخين في علم القرآن قديماً وحديثاً) انتهى نقلاً من تهذيب اللغة 5/ 14.
وقد سبق أن ذكرت بعض الوقفات التصلة بهذا الموضوع على هذا الرابط ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=208)
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[08 Dec 2003, 11:21 م]ـ
أشكر الإخوة الفضلاء جميعا على تجاوبهم ومشاركتهم، وأشير إلى أن سؤالي – الذي أبحث عنه –:
هل هناك كتاب أو بحث في جمع هذه القراءات، والنظر في ثبوتها عمن قرأ بها؟
والمسألة مفروضة فيما ثبت أنه قرآن، وماذكره الأخ الكريم / محمد يوسف، لاشك أنه وجيه، فجزاه الله خيرا.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[10 Dec 2003, 04:04 م]ـ
أخي الكريم الأخ خالد الباتلي:
سؤالك: هل هناك كتاب أو بحث في جمع هذه القراءات، والنظر في ثبوتها عمن قرأ بها؟
أقول: كنت منذ زمن أفكر في هذا الموضوع وتتبعت فهارس الرسائل العلمية ولم أقف على بحث تناول هذا الموضوع، ومنذ زمن قريب سألت الدكتور عمر سالم بازمول، هل قام أحد بجمع القراءات المسندة الغير متواترة وقام بدراستها دراسة حديثية علمية، فأجاب بأن الموضوع لم يبحث وهو بحاجة للدراسة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي نظري أن الموضوع لابد وأن تجمع مادته العلمية من كتب السنة وكتب التفسير وعلوم القرآن حتى يكون فيه استيعاب أكثر وتعم فائدته أكثر.
وأما القراءات الشاذة وحجيتها، فقد وقفت على رسالة ماجستير في جامعة أم القرى بهذا العنوان وهوبحث جيد وفيه تحرير لهذه المسألة وذكر مذاهب العلماء فيها.
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[10 Dec 2003, 09:11 م]ـ
مشايخنا الكرام / عبدالرحمن الشهري، أبا مجاهد العبيدي
ثبتت القراءة عن ابن مسعود وأبي الدرداء رضي الله عنهما أنهما كانا يقرآن: ( .. والنهار إذا تجلى، والذكر والأنثى) في الصحيحين، فهل يضلل ويبدع من تابع ابن مسعود، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:" من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد "؟!.
ثم وقفت على كلام الحافظ عليه في (الفتح) يقول:" وَلَعَلَّ هَذَا مِمَّا نُسِخَتْ تِلَاوَته وَلَمْ يَبْلُغ النَّسْخُ أَبَا الدَّرْدَاء وَمَنْ ذُكِرَ مَعَهُ. وَالْعَجَب مِنْ نَقْل الْحُفَّاظ مِنْ الْكُوفِيِّينَ هَذِهِ الْقِرَاءَة عَنْ عَلْقَمَة وَعَنْ اِبْن مَسْعُود وَإِلَيْهِمَا تَنْتَهِي الْقِرَاءَة بِالْكُوفَةِ ثُمَّ لَمْ يَقْرَأ بِهَا أَحَد مِنْهُمْ , وَكَذَا أَهْل الشَّام حَمَلُوا الْقِرَاءَة عَنْ أَبِي الدَّرْدَاء وَلَمْ يَقْرَأ أَحَد مِنْهُمْ بِهَذَا , فَهَذَا مِمَّا يُقَوِّي أَنَّ التِّلَاوَة بِهَا نُسِخَتْ ".
ونقل النووي عن الْمَازِرِيُّ قال:" يَجِب أَنْ يُعْتَقَد فِي هَذَا الْخَبَر وَمَا فِي مَعْنَاهُ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ قُرْآنًا ثُمَّ نُسِخَ , وَلَمْ يُعْلَم مَنْ خَالَفَ النَّسْخ فَبَقِيَ عَلَى النَّسْخ , قَالَ: وَلَعَلَّ هَذَا وَقَعَ مِنْ بَعْضهمْ قَبْل أَنْ يَبْلُغهُمْ مُصْحَف عُثْمَان الْمُجْمَع عَلَيْهِ , الْمَحْذُوف مِنْهُ كُلّ مَنْسُوخ , وَأَمَّا بَعْد ظُهُور مُصْحَف عُثْمَان فَلَا يُظَنّ بِأَحَدٍ مِنْهُمْ أَنَّهُ خَالَفَ فِيهِ , وَأَمَّا اِبْن مَسْعُود فَرُوِيَتْ عَنْهُ رِوَايَات كَثِيرَة مِنْهَا مَا لَيْسَ بِثَابِتٍ عِنْد أَهْل النَّقْل , وَمَا ثَبَتَ مِنْهَا مُخَالِفًا لِمَا قُلْنَاهُ فَهُوَ مَحْمُول عَلَى أَنَّهُ كَانَ يَكْتُب فِي مُصْحَفه بَعْض الْأَحْكَام وَالتَّفَاسِير مِمَّا يَعْتَقِد أَنَّهُ لَيْسَ بِقُرْآنٍ , وَكَانَ لَا يَعْتَقِد تَحْرِيم ذَلِكَ , وَكَانَ يَرَاهُ كَصَحِيفَةٍ يَثْبُت فِيهَا مَا يَشَاء , وَكَانَ رَأْي عُثْمَان وَالْجَمَاعَة مَنْع ذَلِكَ لِئَلَّا يَتَطَاوَل الزَّمَان وَيَظُنّ ذَلِكَ قُرْآنًا ".
والذي يظهر أنه إن سلم نسخ تلاوة ماثبت عنهم مما هو خارج عن المصحف العثماني؛ وإلا فإن الحديث المذكور:" من أحب أن يقرأ القرآن غضا .. " يقيد أو يخصص بما لم يخالف المصحف العثماني، والدليل إجماع الأمة وتلقيها له – على القول بتخصيص النص بالإجماع - إضافة إلى أنه من سنة الخلفاء الراشدين، وهي معتبرة بالنص، والله أعلم.
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[10 Dec 2003, 09:13 م]ـ
أخي الكريم الشيخ / أحمد بن عبد العزيز القصير
جزاك الله خير الجزاء وأوفاه، على ماأتحفتنا به من هذه الفائدة، وأشاركك الرأي فيما ذكرت من أهمية بحث المسألة.
ولعلي أنقل هذا الموضوع إلى زاوية أخينا الشيخ / أحمد البريدي: (موضوعات مقترحة للرسائل الجامعية) إن لم تكن ذكرت، ولكني أستشير إخواني المتخصصين عن مدى صلاحية الموضوع - من حيث الكمية - لرسالة علمية.
وبالنسبة لرسالة الماجستير التي أشرت إليها؛ هل قام الباحث بجمع وحصر تلك القراءات؟
أشكرك مرة أخرى، والسلام عليكم
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[10 Dec 2003, 11:18 م]ـ
ذكر الدكتور عمر بازمول أن هذا الموضوع يتحمل رسالة ماجستير دون الدكتوراه، وأما رسالة الماجستير التي ذكرتها فهي عبارة عن دراسة نظرية للموضوع وحسب، حيث يورد الباحث بعض الأمثلة ويبين أثر الاختلاف في حجيتها على تغير الحكم والمعنى، وعندي أن هذه الرسالة تصلح مقدمة للموضوع الذي أنت بصدده وهو جمع جميع القراءات وستكون الرسالتان مكملتين لبعضهما.
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[12 Dec 2003, 12:02 م]ـ
الا يرى اخي ابو مجاهد، ان الأحاديث بقراءآت الصحابة الشاذة (ان صحت!) هو من العلوم التي لا فائدة منها، وذلك ربطا مع موضوعه (ما لا فائدة فيه من مسائل التفسير وعلوم القرآن [دعوة للمشاركة])؟
وان هذا يطرح سؤالا كبيرا عن مثل هذه الأحاديث وان وجدت في الصحاح!
اضافة الى السؤال الذي لا اراه انتهى عن النسخ في القرآن؟؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[12 Dec 2003, 01:59 م]ـ
الأخ خالد عبدالرحمن
اقرأ كلام أبي عبيد القاسم بن سلام الذي نقلت جزءاً منه أعلاه، وافتح الرابط الذي أحلت عليه في مشاركة أخرى
وسيتضح لك الجواب إن كان قصدك من السؤال الاستفهام.
وإن كان غرضك شيئاً آخر فبينه وفقك الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الخطيب]ــــــــ[13 Dec 2003, 02:31 م]ـ
الأخ الكريم خالد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد
فإنه ليسرني أن أجيبك عما سألت إجابة موجزة مركزة
القراءة الشاذة:
هي كل قراءة اختل فيها ركن من أركان القراءة الصحيحة وقد سبق ذكرها.
والذي عليه المعتمد أنها تشمل الأنواع الآتية: {الآحاد، والشاذ، والمدرج، والموضوع}
فلفظ " الشاذ " بناء على ذلك يشمل كل قراءة لا يقرأ بها بغض النظر عن وصفها المباشر كالآحاد، والموضوع ....
* موقف العلماء من القراءة الشاذة وما يتعلق بها من أصول وقواعد:
أ – أجمع العلماء على أن القراءة الشاذة ليست قرآنا، فلا يجوز القراءة بها في الصلاة ولا في خارجها.
ب - القراءة الشاذة حجة عند النحاة، ومن ثم عمل ابن جني على توجيهها في كتابه " المحتسب " ويجب علينا هنا مراعاة الاصطلاح الخاص بابن جني فيما يعتبره شاذا حيث إنه يعتبر كل ما خرج عن السبع شاذا وهو اتجاه خاص لبعض العلماء لا يفهم منه البتة أن كل ما عدا السبع شاذ بالمصطلح الذي ذكرناه في تعريف الشاذ بل المقصود أنه شذ عن السبع وهو مع ذلك قد يكون متواترا كما هو الحال في قراءات الأئمة الثلاثة تتمة العشرة (يعقوب وخلف وأبو جعفر) فالتحقيق على كونها متواترة
وأما الفقهاء، فقد اختلفوا في الاحتجاج بها، فاحتج بها الحنابلة والأحناف، بل نقل عن ابن عبد البر الإجماع على ذلك، والواقع أنه قول كثير من الفقهاء وليس إجماعا، مرادهم بالقراءة الشاذة الصالحة للاحتجاج بها في الفروع هي القراءة الشاذة صحيحة السند فهي بمنزلة خبر الآحاد الذي صح سنده، ونقل ابن اللحام في القواعد الفوائد الأصولية عن الآمدي وابن الحاجب ورواية عن أحمد عدم الاحتجاج بها وقد ظهر أثر هذا الخلاف في قوله تعالى في كفارة اليمين: {فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام} (المائدة: 89) هذه هي القراءة المتواترة وقرأ بطريق صحيح أبي بن كعب وابن مسعود " فصيام ثلاثة أيام متتابعات " ولذلك قال الأحناف والحنابلة بوجوب التتابع في الصوم، وأما المالكية والشافعية، فإنهم لا يشترطون التتابع، لأنهم لا يعتبرون القراءة الشاذة حجة وإن صح سندها.
والمرجح لدى كاتب هذه السطور هو اعتبارها حجة لأنها إذا كانت صحيحة السند فلا أقل من أن تنزل منزلة خبر الآحاد الصحيح الذي نحن مطالبون بوجوب العمل بمضمونه فكيف إذا ما أضيف إلى صحة السند موافقة الرسم وموافقة العربية؟
إنها حينئذ تنزل منزلة الخبر الذي احتفت به قرائن وهو أقوى أنواع خبر الآحاد وأقربها من المتواتر ولذا ينبغي الأخذ بها في الأحكام ما لم تعارض بما هو أقوى منها.
هذه وجهة نظري وأسأل الله العفو إن كانت مجانبة للصواب والله أعلم.
ج - ومن الضوابط المتعلقة بالقراءة الشاذة أيضا أنها لا تقوى على معارضة قراءة متواترة لأن المتواتر قرآن مقطوع به دون الشاذة، وعليه فإذا ما اختلف المفسرون أو الفقهاء حول تفسير آية أو استنباط حكم منها معتمداً بعضهم على قراءة متواترة، وبعضهم على قراءة شاذة، فالمعول عليه في هذه الحالة هي المتواترة كما في قوله تعالى {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا} (البقرة: 158) وهي القراءة المتواترة وقرىء شاذًا " أن لا يتطوف " و " أن لا يطُوف " بضم الطاء وسكون الواو. وبنى على ذلك بعضهم أن السعي بين الصفا والمروة ليس ركنا، بل نقل عن عطاء أنه ليس على تاركه شىء لادم ولا غيره. كذا في " المحرر الوجيز لابن عطية " وهو قول مرجوح مخالف للضابط المذكور.
* أما عن التصنيف الحديث للقراءات الشاذة جمعا ومدارسة فلا أستطيع أن أجيبك عنه لأنني في منطقة جازان أعاني من الانفصام التام بيني وبين حركة التأليف الحديثة بل إنني منذ شهور عدة أبحث عن كتاب المصاحف لابن أبي داود مطبوعا أو على النت فلم أستطع العثور عليه مع حاجتي الماسة إليه في التثبت من بعض الروايات الواردة في جمع القرآن وهو الموضوع الأهم من وجهة نظري الجدير بالبحث والدراسة على أسس موضوعية تعتمد فقط على صحيح الآثار وطرح ما عدا ذلك مع قدرة فائقة على التحليل
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن من خلال درايتي بكتب التراث من قراءات وتفسير وعلوم القرآن وأصول الفقه وغيرها أستطيع القول بأن جمع شواذ القراءات وغربلتها من وجهة حديثية تعنى بتمييز الصحيح منها من غيره هو أمر هام نافع بإذن الله تعالى وأن المادة المقصودة ثرية غنية
وفائدة هذه الغربلة أن نقف على المقبول منها لنفيد منه نحن في جانب التفسير وكذا المشتغلون بالنحو أو الفقه أو علم اللغة وغير ذلك فإنهم يفيدون منه في بحوثهم فما من شك في أن القراءة وجه هام في الترجيح بين الأقوال بل في تأسيس معاني جديدة في شتى العلوم الإسلامية والعربية التي تتصل بعلم القراءات من قريب أو بعيد
وحين أركز على تلك الفائدة أنفي بها أن تكون صحة السند وحدها كافية في إثبات القراءة بل هي كافية لأن تنزل القراءة منزلة الحديث الصحيح فإذا ما وافقت العربية ولو بوجه وأحد المصاحف العثمانية ولو احتمالا كان ذلك دعما أقوى بالنسبة لها وثبت كونها قراءة صحيحة
لكن مع ذلك هل يثبت كونها قرآنا يقرأ به؟
أقول: هذا يثبت كونها قراءة يحتج بها لكن أن يقرأ بها في الصلاة فذلك لا يجزئ من وجهة نظري لأن القرآن لا يثبت بمجرد الصحة بل بالتواتر
وهذه القراءات الثابتة من وجهة نظري هي راجعة إلى الأحرف السبعة وليس إلى حرف واحد هو حرف قريش كما قال بعض العلماء وذلك لأسباب ربما أثبتها في موضوع مستقل بإذن الله تعالى كما يتجه نظري أيضا إلى أن المصاحف العثمانية قد تضمن ما احتمله الرسم من هذه الأحرف السبعة وليس كل الأحرف السبعة
• وأما عن مداخلة الأخ محمد يوسف التي قال فيها:
" أن مسألة الاحتجاج بالقراءات الغير متواترة قد حدث فيها خلط عند البعض، و خاصة أمثال قراءة ابن مسعود التي قد ذكرتها آنفا، فالذي درسته وأعرفه أن مصاحف الصحابة ـ أي المصاحف التي كانت يختص كل منها بصحابي معين يملكها ـ ليست بمصاحف في حقيقة الأمر، لذلك لم يعتمدها عثمان في جمع المصحف و لم تكن مشهورة مثل صحف أبي بكر،،، و إنما كانت كتابات للصحابة ـ شبيهة بالمصحف ـ أي أنها في الأصل مصحف و لكن يمكن أن يكتبه الصحابي بالمعنى، أو يضيف ما يجعل المعنى ـ الذي فهمه هذا الصحابي ـ واضحا لديه، تماما مثل قراءة ابن مسعود (متتابعات) "
ــــــــ
أقول: إنني أود أن ألفت نظر الأخ الكريم إلى أن الصحابة لم يكونوا يكتبون القرآن بالمعنى غير أنني أتفهم مقصوده وهو أن بعض الصحابة لم يجردوا مصاحفهم للقرآن بل ربما أضافوا إليها بعض أدعية أو تفسير لبعض الفقرات أو رؤية خاصة حول مفهوم آية أو أثر متعلق بالآية
وإذا كان هؤلاء الصحابة قد كتبوا هذه المصاحف لخاصتهم فلا مجال للوم عليهم لأنهم يدركون الفرق بين القرآن وبين ما أضافوه ويميزون بينهما لأنهم هم الذين قاموا بذلك ولا لوم على عثمان رضي الله عنه في حرق هذه المصاحف التي لم تجرد للقرآن لأن البس إن أُمن من قبل كاتبيها فكيف يؤمن من غيرهم؟!!!
والحاصل
أن القراءات هي دعم للمفسر والفقيه واللغوي والمحدث، مهما بلغت صحة القراءة فلا ترقى إلى مستوى القرآنية لأن القرآن يثبت بالتواتر لا بمجرد الصحة ومن ثم فينبغي أن تكون الفتوى على وجه واحد هو عدم جواز الصلاة بكل ما خالف المصحف الإمام ولا إثبات القرآنية له مها ارتقى في درجات الصحة
ولذلك قال الزركشي في البرهان وكذا صاحب كتاب " إتحاف فضلاء البشر " ص: 7:
القرآن والقراءات حقيقتان متغايرتان، فالقرآن هو الوحى المنزل للإعجاز والبيان. والقراءات اختلاف ألفاظ الوحى المذكور فى الحروف أو كيفيتها من تخفيف وتشديد وغيرهما
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[13 Dec 2003, 05:01 م]ـ
اخي الخطيب،
جزاك الله خيرا ....
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[13 Dec 2003, 06:31 م]ـ
بسم الله
الأخ الكريم الدكتور الخطيب وفقك الله تعالى
أولاً - قلت في أول مشاركتك: (أجمع العلماء على أن القراءة الشاذة ليست قرآنا، فلا يجوز القراءة بها في الصلاة ولا في خارجها.)
وسؤالي: هل نص أحد على هذا الإجماع؟ مع أن كلام ابن تيمية - المنقول أعلاه - وكلام غيره من العلماء المتقدمين من حكاية الخلاف في هذه المسألة يدل على وجود الخلاف.
قما تعليقكم؟
ثانياً - ما نقلته في آخر المشاركة عن الزركشي من كون القراءات والقرآن حقيقتين متغايرتين فيه نظر.
والمسألة فيها خلاف، والراجح هو التفصيل كالتالي:
(القرآن والقراءات حقيقتان متداخلتان متوافقتان بالنظر إلى القراءات المقبولة.
وحقيقتان متغايرتان بالنظر إلى القسم المردود من القراءات.
ويتوقف في نوع العلاقة بين القرآن والقرآت بالنظر إلى القراءات المتوقف فيها.) انظر كتاب القراءات وأثرها على التفسير والأحكام للدكتور محمد بن عمر بازمول 1/ 173. [وللفائدة: هذا الكتاب فيه تحقيق جيد لكثير من مسائل القراءات].
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[14 Dec 2003, 06:10 م]ـ
فيما يتعلق بالقراءة الشاذة؛ فلا تعارض بين ماذكره شيخ الإسلام، وماذكره الدكتور، لأن هذا راجع إلى تحرير المراد بالقراءة الشاذة، وقد سبق في مشاركة لكم على الرابط:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=208
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الخطيب]ــــــــ[14 Dec 2003, 07:24 م]ـ
الأخ الكريم أبو مجاهد العبيدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
فإن الإجماع على عدم القراءة بالشواذ قد نقله ابن عبد البر في التمهيد وذكر ذلك عنه كثيرون من بينهم الزركشي في البرهان 1/ 333، 1/ 427 وكذا السيوطي في الإتقان 1/ 290 ناهيك عمن نقل عنهما وهم كثرة
ولك أن تتصور أن القراءة الشاذة صحيحة السند لم تبلغ عند من احتج بها سوى مبلغ خبر الآحاد الصحيح يعني هي عندهم بمثابة الحديث الصحيح وهي لم تبلغ هذا المبلغ عند غير المحتجين بها ولذلك لا تجوز القراءة بها فهي ليست بقرآن بل إن من العلماء من كان يرى لزوم تأديب وتعزير من يقرأ بها
ويكفيك يا شيخ أن الاختلاف قد وقع حولها لا من جهة الحكم بقرآنيتها من عدمه بل فيما هو أيسر من ذلك والقرآن لا يختلف فيه
وأنقل لك من البرهان للزركشي طرفا مما قاله عنها حيث قال فيما نقله عن النووي في شرح المهذب:
قال أصحابنا وغيرهم لا تجوز القراءة فى الصلاة ولا غيرها بالقراءة الشاذة لأنها ليست قرآنا لأن القرآن لا يثبت إلا بالتواتر والقراءة الشاذة ليست متواترة ومن قال غيره فغالط أو جاهل فلو خالف وقرأ بالشاذ أنكر عليه قرءاتها فى الصلاة وغيرها وقد اتفق فقهاء بغداد على استتابة من قرأ بالشواذ ونقل ابن عبد البر إجماع المسلمين على أنه لا تجوز القراءة بالشواذ ولا يصلى خلف من يقرأ بها
البرهان للزركشي 1/ 333
أما بالنسبة لقول الزركشي " القرآن والقراءات حقيقتان متغايرتان .......... إلخ " فمهومه أنهما غير متطابقين من كل وجه أي أنه لم يقع بينهما التطابق التام وأيضا ليس التغاير التام فكل ما هو من القرآن من القراءات وليس كل ما هو من القراءات قرآنا لأن فيها الشاذ غير المقبول وهذا ليس بقرآن بلا خلاف
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[16 Dec 2003, 02:09 م]ـ
للفائدة، فهناك رسالة:
(القراءات الشاذة بين الرواية والتفسير، وآثارها في التفسير والأحكام).
الباحث: سامي محمد عبد الشكور
رسالة ماجستير – الجامعة الإسلامية - كلية القرآن الكريم - قسم القراءات.
المشرف: د/ أحمد محمد صبري أحمد.
المناقشان:
د/ محمد بن سيدي محمد الأمين الشنقيطي
د/ محمد بن بكر ابراهيم عابد
نوقشت عام 1421هـ
تعريف بالرسالة:
اشتملت الرسالة على، مقدمة وخمسة فصول وخاتمة.
استعرض في المقدمة موضوعات تدرج فيها للوصول إلى فحوى وهو دخول التفسير في القراءات ومن ثم تسميته قراءة شاذة.
الفصل الأول: فيه الحديث عن حقيقة الشذوذ في اللغة والاصطلاح والمراد بالقراءة الشاذة.
الفصل الثاني: القراءات التفسيرية والفرق بينهما.
الفصل الثالث: فيه تساؤل وهو هل الشذوذ ناتج عن ترك القراءة؟
الفصل الرابع: أهم فوائد القراءات الشاذة.
الفصل الخامس: فيه تطبيقات لما جاء في الرسالة؟
وذيل البحث بأهم النتائج والتي من أبرزها أن هناك بين القراءات الشاذة والقراءات التفسيرية؟
المعلومات السابقة من برنامج (دليل الرسائل العلمية) من إصدار عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، ولم أطلع على البحث.
ـ[محمد الشايع]ــــــــ[18 Dec 2003, 04:54 م]ـ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالنسبة للسؤال عن الدراسات حول قراءا ت الصحابة فهناك كتب المصاحف، والمعروف المطبوع منها كتاب ابن أبي داود السجستاني وقد قام بدراسته وتحقيقه ونقده محب الدين عبد السبحان واعظ رسالة علمية من جامعة ام القرى بمكة
وهناك بعض الدراسات الأخرى مثل دراسة بعنوان: الصحابة والقراءة بالمعنى للدكتور علي النوري
وقد نشرت في مجلة كلية الدعوة الإسلامية طرابلس \ ليبيا العدد الحادي عشر لعام 1994م
وهذا لايمنع من المزيد من الدراسات عنها وشكرا
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[20 Dec 2003, 02:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
فيما يتعلق بنسبة (فصيام ثلاثة أيام متتابعات) في قراءة ابن مسعود رضي الله عنه
قال ابن حزم رحمه الله في معرض رده على من احتج بهذه القراءة في ان كفارة اليمين ثلاثة ايام متتابعات
وقالوا في قراءة ابن مسعود متتابعات …………
………… وأما قراءة ابن مسعود فهي من شرق الأرض إلى غربها أشهر من الشمس من طريق عاصم وحمزة روينا ليس فيها ما ذكروا ثم لا يستحيون من أن يزيدوا في القرآن الكذب المفترى نصرا لأقوالهم الفاسدة وهم يأبون من قبول التغريب في الزنى لأنه عندهم زيادة على ما في القرآن وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم لا يستحيون من الله تعالى ولا من الناس في أن يزيدوا في القرآن ما يكون من زاده فيه كافرا وما أن قرأ به في المحراب استتيب وإن كتبه في مصحف قطعت الورقة…. المحلى 8/ 76
وقال البيهقي قي سننه الكبرى 10 - 60 وكل ذلك مراسيل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه والله أعلم ..
والامر الثاني فيما يتعلق بنقل النووي عن المازري قوله: وَأَمَّا اِبْن مَسْعُود فَرُوِيَتْ عَنْهُ رِوَايَات كَثِيرَة مِنْهَا مَا لَيْسَ بِثَابِتٍ عِنْد أَهْل النَّقْل , وَمَا ثَبَتَ مِنْهَا مُخَالِفًا لِمَا قُلْنَاهُ فَهُوَ مَحْمُول عَلَى أَنَّهُ كَانَ يَكْتُب فِي مُصْحَفه بَعْض الْأَحْكَام وَالتَّفَاسِير مِمَّا يَعْتَقِد أَنَّهُ لَيْسَ بِقُرْآنٍ , وَكَانَ لَا يَعْتَقِد تَحْرِيم ذَلِكَ , وَكَانَ يَرَاهُ كَصَحِيفَةٍ يَثْبُت فِيهَا مَا يَشَاء , وَكَانَ رَأْي عُثْمَان وَالْجَمَاعَة مَنْع ذَلِكَ لِئَلَّا يَتَطَاوَل الزَّمَان وَيَظُنّ ذَلِكَ قُرْآنًا ".
فقد صح عن ابن مسعود غير ذلك
قال ابن ابي شيبة قي المصنف
8547 حدثنا وكيع قال ثنا سفيان"الثوري" عن سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء" عبد الله بن هانئ" عن ابن مسعود قال قال عبد الله جردوا القرآن ولا تلبسوا به ما ليس منه.
والله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[23 Dec 2003, 02:13 م]ـ
فضيلة الأستاذ الدكتور / محمد الشايع
جزاك الله خير الجزاء على هذه الإفادة الطيبة في هذا الموضوع.
وهل يمكن الوصول إلى بحث النوري على الشبكة؟
والسلام عليكم،،،
ـ[محمد الشايع]ــــــــ[26 Dec 2003, 08:50 م]ـ
الأخ خالد الباتلي سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البحث لدي إن أردته واحتجته وشكرا
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[21 Dec 2005, 02:26 م]ـ
فائدة:
صنف أبوبكر محمد بن داود الظاهري كتاب (اختلاف مصاحف الصحابة).
المرجع: السير للدهبي 13: 110.(/)
حول ظهور رواية حفص وانتشارها
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[26 Dec 2003, 09:34 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
الاخوة الكرام،اود مشاركتكم بهذا السؤال الذي ما زال يراودني منذ حوالي الشهرين، ومبدؤه هو:
1 - انه من المعلوم لكل مؤمن ان الله سبحانه هو مصرف الأمور بعلمه وحكمته، وان ليس في الأرض من تدبير او حدث يشذ عن مشيئته!
2 - ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ القرآن بأوجه نقلتبالتواتر، و قيض الله للأمة من يرسخها علما وتعليما، من القراء العشر ورواتهم!
والسؤال:
اذا كانت الروايات المنقولة بالتواتر هي قراءة محمد صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن رب العزة (اي كلها قرآن)
فلماذا يظهر الله سبحانه قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم في رواية حفص عن عاصم، ويطوى وتغيب القراءات الأخرى؟؟!!!
فرواية عاصم وهي التي بدأت في الكوفة تقرأ في المساجد الثلاثة، وفي كل اصقاع الأرض وتطبع بفرشها واصلها المصاحف، وتدرس في مدارس المسلمين حيث وليت وجهك،ويعلمها بالضرورة حتى اولئك الذين يقرؤون في بلدانهم برواية ورش او قالون (وهم قلة!) والعكس ليس صحيحا في حالة الذين تعلموا رواية حفص (فقلما تجد من يجيد قراءة غيرها)
ومن يقرأ اليوم برواية حمزة او الكسائي او هشام ... أو .... أو .... ؟
اعتقد ان هذا موضوع جدير بالعناية والأهتمام!
وجزى الله الجميع خيرا
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 Dec 2003, 04:06 ص]ـ
هذا باطل
إذ أن القراءة التي كانت منتشرة في العالم الإسلامي هي قراءة الدوري، فلماذا لا يكون هذا دليلا على أنها الأصح؟
مع العلم أن قراءة حفص عن عاصم كانت قراءة مهجورة حتى فرضها الاحتلال العثماني بالحديد والنار. فكيف تجعل هذا دليلاً على صحتها؟
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[28 Dec 2003, 01:53 م]ـ
القراءات المنتشرة في العالم الإسلامي اليوم هي:
رواية حفص عن عاصم.وهي منشرة في الجزيرة والشرق عموما ومصر والشام ..
وقالون عن نافع وتكثر في أفريقيا فهناك دول كاملة تقرأ لقالون.
وورش عن نافع، وهي كاتي قبلها.
والدوري عن أبي عمر وهي موجود في أفريقيا كذلك.
والسوسي عن ابي عمرو وهي أقلها انتشارا
وكل هذه الروايات قد طبعت مصاحفها في مجمع المدينة عدا الأخير، وطبع مع مصحف التجويد في الدار الشامية بدمشق ..
وأما الانتشار فقد تغير من وقت فقد كان أهل الشام يقرؤن بحرف ابن عامر ثم قرؤا برواية الدوري ... ثم الآن بحفص ..
وهذا التغير كان بعدة عوامل منها سياسية ومنها وجود العلماء المقرئين و .. والله أعلم.
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[29 Dec 2003, 11:02 م]ـ
جزى الله الأخوان خيرا ....
ولي ملاحظات ....
1 - ليس الحديث عن الصحة فذلك ما لا نختلف عليه! لكن الحديث عن الحكمة الثابتة بالضرورة لفعل الله سبحانه.
2 - ان كان ظهور رواية حفص قد تأتى فرضا (بالحديد والنار) او لظروف سياسية، فلا تعدوا تلك الأحوال ان تكون من تدابير الله، ويبفقى السؤال قائما!
3 - واما ان اهل افريقيا يقرؤون برواية نافع وابي عمرو، فان كانت العبرة بالعدد، فما زال حضور رواية عاصم اكبر! ف (بعض) اهل افريقيا لا تقارن بمسلمي آسيا ومصر، واوروبا وامريكا!!
واما ان كان بالمكانة والذكر والعناية، فليس اكبر من ان يقرأ بالقراءة في المساجد الثلاث، وبجميع المحطات المسموعة والمرئية. وان يقرأ الاخرون (اقصد اهل بعض افريقيا) المعتادون على رواية غير حفص،روايته بالضرورة او الأفضلية!
4 - وان رضينا (جدلا) بان الروايات الثلاث لأبي عمرو (الدوري و السوسي)، و لنافع (قالون و ورش)، وعاصم (عن طريق حفص دون شعبة!!) هي شائعة مقروؤة متداولة، فما زال السؤال قائما حول القراءات الباقية!!؟؟ ولم يغيبها الله؟
بارك الله في الأخوة وما زال السؤال قائما!!
ـ[ابن الشجري]ــــــــ[30 Dec 2003, 03:59 ص]ـ
سئل القاضي أبوبكر بن العربي رحمه الله
كيف جاز لله أن يخبر عن يوسف وإخوته باللعب وهم أنبياء، واللعب مكروه، حيث قالوأ: (ارسله معنا غدا يرتع ويلعب)؟.
فأجاب
ألجواب والتوفيق بالله سبحانه يهبه لمن يشاء: إن قولك: كيف جاز لله أن يخبر عن إخوة يوسف باللعب؟ كلام جاهل، لم يتدرب بالعلم ولا تأدب بآداب الدين، وإنما يقال في نحو هذا من المشكلات إذا وقعت، مالحكمة في قول الله كذا؟ ... ثم ذكر جوابا بديعا كعادته رحمه الله.
فكيف لواطلع على ماكتبت أخي الكريم خالد ـ وفقه الله للصواب ـ (لماذا أظهر الله قرآة حفص .. ؟) أستغفر الله.
فمن أول ماقرأت عنوان مشاركتك.تعجبت من صيغة طرحك للسؤال وعرضك له، والتي لا يعذر فيها الاعجمي فضلا عن العربي، لأن مضمونها الاعتراض على افعال الله، فكأنك قلت: لماذا فعل الله ذلك؟ بل هوعين سؤالك. وقد ترددت في الكتابة أول الامر، رغبة في عدم الافتيات وإعمالا لحسن الظن، وأن من سيتفاعل مع طرحك سيستدرك عليك وينبه لزللك، وليت هذا كان من أحد المشرفين.
الاخ الكريم خالد لا تسئ الظن باخيك فلولم تكتب هنا، ويقرأ هذا الكلام، وقد يغتر به بعض القراء، لما رددت عليك في هذا الموضع، لكن لما كانت الكلمة أمانة، والدين النصيحة فليس من عذر، والمعصوم من عصمه الله
ولولا ظني بأن قصدك سليم، وأنك من أهل الدين لكان الرد على غير هذا الوجه.
هذا وأشكر لك تفطنك لهذا السؤال وإثارتك له، والله يجزل لنا ولك الاجر.
واترك لك اقتراح اختيار عنوان آخر مناسب للموضوع وبإمكانك تنسيق ذلك عن طريق المشرف
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[30 Dec 2003, 04:07 ص]ـ
كاتب الرسالة الأصلية: خالدعبدالرحمن
(بعض) اهل افريقيا لا تقارن بمسلمي آسيا ومصر، واوروبا وامريكا!!
يا عزيزي أوربا فيها جالية كبيرة من المغرب العربي وهم يقرؤون بقراءة قالون وورش عن نافع، وهي أقوى القراءات تواتراً. وكذلك في أميركا. ثم ما نسبة القراء في أوربا وأميركا أمام قراء إفريقيا؟
ثم السؤال نفسه غير صحيح.
فقراءة حفص عن عاصم كانت قراءة نادرة لم تنتشر ولا حتى بالكوفة، وإنما أخذ أهلها قراءة عاصم عن أبي بكر. ثم لما ضنّ بها أبو بكر، اضطروا للأخذ بقراءة حمزة والكسائي رغم كراهيتهم لها، وما التفتوا لرواية حفص هذا.
ثم لو نظرنا في العالم الإسلامي لوجدنا أنه خلال فترة من الزمن سادت قراءتي أبو عمرو و نافع على العالم الإسلامي. ولم يكن لقراءة حفص عن عاصم ذكر. ثم مع قدوم الاحتلال التركي تم فرض رواية حفص بالحديد والنار على العالم الإسلامي. فهل كانت تلك القراءة باطلة ثم أصبحت صحيحة؟
وهل علينا أن نقوم بعمل تصويت على أحسن قراءة والتي تفوز تكون الأصح؟!!!
هذا قول فاسد.
الإمام الليث بن سعد كان من كبار فقهاء السلف، إلا أن تلاميذه لم يكتبوا تفسيره للقرآن أو الحديث ولا فقهه! أما ما كتبه هو فقد عمل حساده من القضاة والولاة على إخفائه كما أخفى كتبه بعض المتعصبين .. !
وبعد وفاة الإمام الليث بأعوام جاء الإمام الشافعي الى مصر يعيش فيها ويلتمس فقه الإمام الليث فلم يجد منه ما يريد .. !.
قال الشافعي: «ما فاتني أحد فأسفت عليه كالليث بن سعد».
ونظر فيما بقي من آثاره فقال: الليث أفقه من مالك إلا أن قومه أضاعوه وتلاميذه لم يقوموا به».
فاندثار فقه الليث وانتشار فقه مالك لا يعني أن مالك أفقه من الليث، بل العكس هو الصحيح.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[30 Dec 2003, 04:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
ففي هذا النقل فائدة في الموضوع:
قال مكي بن أبي طالب: وأصح القراءات سندا نافع وعاصم وأفصحها أبو عمرو والكسائي. فتح الباري 9/ 32
وقال مكي بن أبي طالب: وكان الناس على رأس المائتين بالبصرة على قراءة أبي عمرو ويعقوب، وبالكوف على قراءة حمزة وعاصم، وبالشام على قراءة اين عامر، وبمكة على قراءة ابن كثير، وبالمدينة على قراءة نافع، واستمروا على ذلك فلما كان على رأس الثلاثمائة أثبت ابن مجاهد اسم الكسائي وحذف يعقوب.
قال: والسبب في الاقتصار على السبعة مع أن في أئمة القراء من هو أجل منهم قدرا، ومثلهم أكثر من عددهم أن الرواة عن الأئمة كانوا كثيرا جدا فلما تقاصرت الهمم اقتصروا مما يوافق خط المصحف على ما يسهل حفظه وتنضبط القراءة به فنظروا إلى من اشتهر بالثقة والأمانة، وطول العمر في ملازمة القراءة، والاتفاق على الأخذ عنه فأفردوا من كل مصر إماما واحدا ولم يتركوا مع ذلك نقل ما كان عليه الأئمة غير هؤلاء من القراءات ولا القراءة به كقراءة يعقوب وعاصم الجحدري وأبي جعفر وشيبة وغيرهم ... فتح الباري 9/ 31
===========
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[01 Jan 2004, 04:55 م]ـ
الحمد لله وكفى ...
أيها الأحبة، يسرني أن يكون سؤالي مثيرا لنقاش علمي جاد حول كتاب الله العزيز ...
وآمل أن أكون ممن يحاول البحث في علم (مدفون) كما قال الشيخ أبو احمد جزاه الله خيرا ...
و أما بالنسبة لمقالة أخينا ابن الشجري، فغفر الله له، لم يفرق بين كلمة (كيف جاز لله) وبين كلمة (ماذا) أو (ما الحكمة) ... وشتان ما بينهما!!!
و أما ما أتحفنا به الشيخ السديس،جزاه الله خيرا، فهو كلام بالغ الخطورة، فكاتبه الأول ليس بجاهل بمغزى كلامه -والله اعلم-!
فعندما نقول (اصح القراءات سندا) , (أفصحها)! فإننا نضع سؤالا كبيرا أمام ما نعلمه من أن القراءات كلها صحيحة متواترة بسند متصل عن الرسول صلى الله عليه وسلم، أي بكلمة أخرى (قرآنا) من عند الله!!!
فمن يملك الحكم على فصاحة القرآن، والمقارنة بين نص الهي و آخر؟؟!
ثم القول بأقواها سندا، فلا أعلم أن روايات القراءات تتفاوت من حيث قوة السند! فان كان الأمر كذلك فبأي حق نقول أن الأضعف سندا هو قرآن ... ؟؟
و إذا ما وضعنا القاعدة الأهم (بأن الله سبحانه تكفل بحفظ القرآن)،فأننا نحتاج الى الوقوف أمام مثل هذه النقول مطولا ...
وما قيل عن الاضطرار لقراءة حمزة والكسائي، وفعل ابن مجاهد - مع ما يحمله اجتهاده من احتمالية الخطأ – ليصب في نفس دائرة التساؤلات التي ذكرنا ...
ومن يدري؟! فربما كان فك هذه المتشابكات هو السبيل للإجابة على السؤال الأول عن الحكمة في ظهور قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم من رواية حفص!
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[01 Jan 2004, 07:32 م]ـ
كاتب الرسالة الأصلية: خالدعبدالرحمن
ثم القول بأقواها سندا، فلا أعلم أن روايات القراءات تتفاوت من حيث قوة السند!
لعل الأصح قولاً أيهما الأقوى تواتراً؟
فأقواهن تواتراً هي قراءة نافع ثم يليه قراءة ابن عامر وقراءة ابن كثير
وهناك قراءات فيها خلاف أعني أن بعض الناس ذمها وهي قراءتي حمزة والكسائي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الشيخ أبو أحمد]ــــــــ[01 Jan 2004, 09:29 م]ـ
الاخ خالد عبد الرحمن ...
فإني أحمد الله لي على مثلك ..................
وأقول للاخ ابن الشجري الذي "بكّت" اخانا خالد "براي" عالم من المسلمين, وانغمس بالهوامش, علما أن الشيخ خالد لم يخطأ كما بين له, فنقول له: هلا أتيتنا "بتبكيت" القاضي للملائكة على قولهم: {اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء}؟؟؟
وأقول للشيخ خالد: إن يعلم الله في سؤالك خير مقصد, يهدك والمؤمنين إلى الرشاد, فلا تخش إلا الله الذي أنزل الكتاب.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[02 Jan 2004, 02:23 ص]ـ
أولا أؤكد أن القراءات التي بين أيدينا كلها قرآن نؤمن به، ولا يضره جهل الجاهلين وطعن المغرضين لأن الله حافظ كتابه من كيد المبطلين.
أما عن سبب انتشارها مع تطاول الزمان فالفقير إلى الله يميل إلى الرأي الذي يدركه كل من اشتغل بالقراءات وهو أن رواية حفص تعد هي القاعدة في القراءات ومعظم الباقي من القراءات يوجد فيها ما في حفص من قواعد ثم تزيد عليه بوجه ما بل وجوه: كالإمالات والتسهيلات والإدغامات إلخ.
فهي إذن أسهل القراءات لطلبة العلم بل ولتعليم البسطاء من العامة
لأنها الأوفق للرسم العثماني على وجهه الأصل.
بينما غيرها تحتاج إلى جهد أكبر وتلقي وممارسة وأنتم أعلم بتقاصر الهمم مع مرور الزمن
وها أنتم ترون المخطوطات معظمها مكتوب على النحو العربي المباشر ككتب الحديث والفقه وغيرهما
اللهم إلا ما يقال في تسهيل الهمزات أما الباقي فكأنه هو هو اللسان الأول.
أما القول بأنها انتشرت بالحديد والنار فهذا قول لا وزن له عند عالم له نظر ثاقب.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[02 Jan 2004, 04:18 ص]ـ
لو كنت صادقاً لكانت انتشرت قبل العثمانيين بعصور طويلة.
لكن الحقيقة معروفة.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[02 Jan 2004, 02:48 م]ـ
أولا عليك بالدليل أنها فرضت بالحديد والنار، فالعقلاء هنا وفي كل مكان لا يقبلون قولا دون بينته
ثم هل فرضوا شيئا منكرا أم فرضوا قرآنا؟
ثم ما هو هدفهم؟ هل كانوا يخططون لتحريف القرآن بفرض ما ليس قرآنا، هذا إن صح أنك تنكر صحة قرآنية رواية حفص عن عاصم.
ـ[الشيخ أبو أحمد]ــــــــ[02 Jan 2004, 06:15 م]ـ
أحسن راجي رحمة ربه!.
وأضيف أن عامة القراء يقرأون بإحدى رواياتهم بأقرب ما يكون لأصول عاصم, فقالون والدوري وابن كثير وابن عامر, أقرب ما يكونون لعاصم ...
والقول بالحديد والنار باطل, فهل تدين السعودية "الوهابية" لفقه العثمانيين وشرعهم؟؟
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[02 Jan 2004, 08:18 م]ـ
ولو كان الأمر بالحديد والنار لانقلب الناس كلهم لما هو عكس ذلك بمجرد انتهاء الحكم العثماني لكره الكثير من الدول لهم في أواخر عهدهم. مع الاعتراف بصلاح أوائل حكامهم وحسن سريرتهم، فلو كان هذا باطلا لتغير الحال في مصر والعراق والشام والسعودية، وكان بالإمكان فرض قراءة أخرى بالحديد والنار بناء على نجاح هذه الطريقة الفعالة بزعم بعضهم.
ثم إن الذين اعتبروا صحة رواية حفص عن عاصم وأنها مساوية لبقية القراءات كانوا قبل العصر العثماني كابن مجاهد والداني والشاطبي وحتى ابن الجزري لم يؤلف ما ألفه تحت مظلة الحكم العثماني.
فما اختاره العثمانيون - لو صح هذا القول جدلا - فهم لم يفعلوا إلا ما اتفقت عليه الأمة من عصر ابن مجاهد بل ومن قبله إلى عصرهم
بل وحتى أثناء الخلافة العثمانية كانت القراءات العشرة كلها تدرس في شتى أنحاء العالم الإسلامي وفي الحرمين كمشايخ مصر والشيخ التيجي في مكة وغيرهم، بل وإسناد القراءات العشر الكبرى التي هي اليوم في سوريا طريقها الأشهر هو طريق استانبول المعروف والذي ما زال حيا في تركيا وغيرها.
فأنا أعلنها هنا أن هذا الرأي رأي الحديد والنار رأي مهلهل لا وزن له عند من يتأمله بعقله الذي حباه الله إياه.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[02 Jan 2004, 10:41 م]ـ
هل أنت متأكد أنك تعقل ما تقول؟
الكلام عن فرض رواية حفص وليس عن مدى صحتها. فالمتأخرين قد تابعوا ابن مجاهد في زعمه صحتها. وليس الموضوع عن هذه النقطة. الكلام هو عن سبب ظهورها، وهو اعتماد الدولة العثمانية لها دون غيرها. وكون دولتهم ذهبت لا يعني بالضرورة أن الناس ستترك تلك الرواية مباشرة. فقد فرض الأمويون في الأندلس مذهب مالك، ثم انحسر حكمهم وبقي مذهب مالك.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[03 Jan 2004, 12:38 ص]ـ
إذن أثبت صحة مزاعمك أنهم فرضوها بقوة الحديد والنار
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[04 Jan 2004, 10:02 م]ـ
إلى هذا الحد ينبغى أن يتوقف النقاش والاقتصار على اصل عظيم وهو الإجماع والتواتر الفعلي القائم اليوم على رواية حفص، والروايات الأخرى المتواترة.
السلام عليكم أيها الإخوة جميعا فى هذا الملتقى.
وأرجوا أن يسسمح لى الإخوة الكرام، أن أقدم صورة أخرى للنقاش،
تدعوا إلى البحث بطريقة معقولة للمتخصصين القراء،
قال تعالى (يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا)
أيها الإخوة أولا ماطرح مفروغ منها عند المتخصصين، وإذا لم تقبلوه فعليكم البدء فى التأصيل لهذا العلم باستقلال منكم ولايمكن ذلك قطعا.
ثانيا:ياإخواني لاينبغى التسرع فى الحكم أو الطرح الدعائي وفى هذا لملتقى المبارك فتفوت الفرصة فى على المحبين له،
ثالثا مسألة قراءة حفص هى ثابتة قطعا بأصولها وفرشها،لايصل إليها من أخذته العزة بالإثم،
ومن أشكلت عليه مسألة فليسأل عنها من عنده علم من أهل العلم، لاأن يصبح مفتيا بنفسه.
ومن دون شك أن مسألة القراءة اليوم لابد أن تؤخذ من طريقين مقرئ مقلد وكتاب مقيد كما قرره الجزري، ثم بعد ذلك الحجة فيما استقرعليه الشراح لكتبه بعده.
هذه ملامح تدعونا للتوقف عن البحث فيما لانعلم قبل السؤال.
والبحث عن المسائل ذات الغموض ونحوها، أو الإشكالات الموجودة، أو الشبهات،وليس منها هذا والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[05 Jan 2004, 10:08 م]ـ
الحمد لله الذي جمع هذه القلوب والأفهام على أعظم مائدة (وهي القرآن) ...
أرى بعد النقاش وتشعبه أننا لم نصل الى جواب شاف لما أثرنا السؤال عنه ... وما هو الا تدبر في تصريف الله للأمور، وحكمته سبحانه في قضائه، وليس ضربا من خيال جاهل أو عبث حاقد، متشكك - والله من وراء القصد- ...
ولي هنا ان اطرح رأيا سمعته من شيخي، ويذكر فيه ان رواية حفص تميزت بالتحقيق (اقصد تحقيق الكلمات والحروف) ما يجعلها الأعلى بلاغة، وفصاحة، وافصاحا!
ويظهر ذلك جليا أمام الأدغامات والأمالات الكبرى في الروايات الأخرى!!
فهل يكون ذلك سببا كافيا،نستطيع من خلاله الأجابة عن السؤال ... ؟
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[06 Jan 2004, 09:25 ص]ـ
أخي خالد عبد الرحمن وفقه الله
عندما يرغب الإنسان في عقد مقارنة بين شيئين فلابد أن يكون على دراية كافية بكل منهما، وعلى دراية كافية أيضا بالموضوع الذي يريد إجراء المقارنة فيه، حتى تكون المقارنة صحيحة، وعند المقارنة بين رواية حفص عن عاصم وباقي الروايات يتبين ما يلي:
أولاً:
لا نستطيع أن نجزم بأن رواية حفص لا يفوقها أو يساويها في الفصاحة رواية أخرى، وذلك لأن فصحاء العرب الأقحاح لم يذكروا مزية لرواية حفص على غيرها من جهة الفصاحة، فالإمام أحمد بن حنبل الشيباني وكان عربيا فصيحا قرأ بقراءة عاصم وبقراءة أبي عمرو وبقراءة نافع، ومع ذلك قال: عليك بقراءة أبي عمروٍ لغة قريش وفصحاء العرب، وقال الإمام مكي بن أبي طالب: وربما جعلوا الاختيار على ما اتفق عليه نافع وعاصم، فقراءة هذين الإمامين أوثق القراءات وأصحها سندا، وأفصحها في العربية، ويتلوهما في الفصاحة خاصة: قراءة أبي عمرو والكسائي رحمهم الله» (الإبانة في معاني القراءات: 48) فالخلاصة أنه عند بعض الأئمة أن قراءة أبي عمرو أفصح من قراءة عاصم، وعند بعضهم أن رواية شعبة عن عاصم وروايتا قالون وورش عن نافع تساوي رواية حفص في الفصاحة
ثانياً:
من جهة الإمالات فحفص لديه إمالة واحدة وهي (مجراها) وهناك قراءات ليس فيها إمالة البتة كقراءة ابن كثير وقراءة أبي جعفر، وقراءات فيها إمالة كلمة واحدة كرواية قالون ليس فيها إمالة إلا في كلمة (هار) ويجوز عنده التقليل في (التوراة) ويجوز تركه، فإذا اخترت وجه عدم تقليل التوراة لم يكن لرواية حفص مزية من جهة تساويهما في إمالة كلمة واحدة فقط في كل القرآن، وأما الإدغامات فمن طريق الشاطبية والدرة كل القراءات عدا رواية السوسي عن أبي عمرو ليس فيها إلا إدغامات صغيرة في كلمات معدودة في القرآن كله وليس لحفص مزية بل لو أحصيت مواضع الإدغام الصغير بدقة قد تجد بعض القراءات أقل إدغاما من حفص.
ثالثاً:
من جهة قرب القراءة من قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان قرشيا حجازيا، وكتب اللغة واللهجات العربية تنص على أن لغة قريش والحجازيين فيها إبدال الهمزات وصلة ميم الجمع، وعلى هذا فقراءة أبي جعفر ونافع وابن كثير وأبي عمرو أقرب إلى قراءة النبي صلى الله عليه وسلم من رواية حفص عن عاصم
رابعاً:
من جهة السهولة لا شك أن القراءات التي فيها إبدال الهمزات أسهل بدليل أن اللهجات العامية العربية كلها تجد فيها إبدال الهمزات فتجدهم يقولون (ياكل، ياخذ، الراس، البير ... ) ولا تجدهم يقولون في العامية (يأكل، يأخذ، الرأس، البئر ... ) إذن قراءة أبي جعفر ونافع وابن كثير وأبي عمرو أسهل من حفص وأقرب للغة الناس اليوم
كما أنك تجدهم يقولون (العشا، صفرا، السما .. ) ولا تجدهم يقولون (العشاء، صفراء، السماء ... ) إذن قراءة حمزة ورواية هشام أسهل من حفص وأقرب للغة الناس اليوم
خامسا:
رواية الدوري عن أبي عمرو ظلت قراءة معظم العالم الإسلامي لمدة تسعة أو عشرة قرون، ورواية حفص ظلت الغالبة خمسة قرون، والله تعالى أعلم بما سيكون، قد تتغلب عليها رواية أخرى في قرون قادمة، فذلك من الغيب الذي يعلمه الله ولا يستطيع أحد أن يدعي علم الغيب فيدعي أنها ستظل الرواية السائدة إلى يوم القيامة، ثم إن الانتشار والانحسار لا يعني أنها أفصح ولا أنها أفضل.
سادساً:
(يُتْبَعُ)
(/)
لم تنفرد قراءة عاصم بثناء العلماء عليها، بل لهم ثناء كثير على غيرها، وأكثر الأئمة يفضلون غيرها عليها، وإليك بعض النقولات:
قال سعيد بن منصور: سمعت مالك بن أنس يقول: (قراءة أهل المدينة سنة) قيل: (قراءة نافع؟) قال: (نعم). وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: (سألت أبي: أي القراءة أحب إليك؟ قال: قراءة أهل المدينة، قلت: فإن لم يكن؟ قال: قراءة عاصم.
وعن سفيان بن عيينة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت يا رسول الله قد اختلفت علي القراءات فبقراءة من تأمرني أن أقرأ فقال اقرأ بقراءة أبي عمرو بن العلاء
وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله قراءة أبي عمرو أحب القراءات إلي
قال ابن مجاهد وحدثونا عن وهب بن جرير قال قال لي شعبة تمسك بقراءة أبي عمرو فإنها ستصير للناس إسنادا وقال أيضا حدثني محمد بن عيسى بن حيان حدثنا نصر بن علي قال قال لي أبي قال شعبة انظر ما يقرأ أبو عمرو مما يختار لنفسه فإنه سيصير للناس إسنادا قال نصر قلت لأبي كيف تقرأ قال على قراءة أبي عمرو وقلت للأصمعي كيف تقرأ قال على قراءة أبي عمرو قال ابن الجزري وقد صح ما قاله شعبة رحمه الله فالقراءة عليها الناس اليوم بالشام والحجاز واليمن ومصر هي قراءة أبي عمرو فلا تجد أحدا يلقن القرآن إلا على حرفه خاصة في الفرش وقد يخطئون في الأصول ولقد كانت الشام تقرأ بحرف ابن عامر إلى حدود الخمسمائة فتركوا ذلك لأن شخصا قدم من أهل العراق وكان يلقن الناس بالجامع الأموي على قراءة أبي عمرو فاجتمع عليه خلق واشتهرت هذه القراءة عنه وأقام سنين كذا بلغني وإلا فما أعلم السبب في إعراض أهل الشام عن قراءة ابن عامر وأخذهم بقراءة أبي عمرو وأنا أعد ذلك من كرامات شعبة.اهـ
إذن، الخلاصة أن رواية حفص رواية صحيحة متواترة جليلة، إلا أن ادعاء أنها أفصح الروايات أو أفضل الروايات لمجرد أنها انتشرت في عصرنا دعوى عارية عن البرهان، والله أعلم.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[06 Jan 2004, 03:27 م]ـ
بارك الله فيك
تتبع رائع،
ولعلك تقصد بقولك:
لغة قريش والحجازيين فيها إبدال الهمزات
التسهيل عموما وليس الإبدال من مد البدل كالتي عند ورش
بل أنه كما ورد أن قريش لا تهمز.
لكنك ذكرت فيمن هم أقرب للغة قريش من يقرأ النبيء بالهمز
وحفص في هذه أولى.
ثم ما رأيك يا شيخ وليد في اعتبار أن رواية حفص أقل أحكاما للتجويد مقارنة بغيرها، وهل ترى رواية أخرى تنافسها في ذلك.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[06 Jan 2004, 03:50 م]ـ
أخي الكريم الشيخ راجي رحمة ربه حفظه الله
قصدت بإبدال الهمزات إبدال الهمزة الساكنة حرف مد من جنس حركة ما قبلها نحو (ياكل، مومن، بيس .. ) ولم أقصد مد البدل، وكذلك التسهيل كما ذكرتم من لغة قريش لقولهم قريش لا تهمز، وقولهم الهمز لغة نجدية، وجزاكم الله خيرا
وأما أحكام تجويد حفص فيساويها أحكام تجويد شعبة.
ـ[الشيخ أبو أحمد]ــــــــ[07 Jan 2004, 12:22 ص]ـ
جزا الله ابا خالد السلمي على نقله وتبيانه خيرا ... ولكن ....
ولكن ما قصده أخونا خالد عبد الرحمن كان (التحقيق) لا البلاغة ولا الفصاحة!.
وكل من يتعلم مبادئ القراءة, يتعلم أن قراءة النبي كانت بالتحقيق, فحفص قليل الإدغام -والإدغام خلاف التحقيق-, وحفص (يحقق) الهمزات, وغيره بين التسهيل والنقل والإبدال ...
فما أسهب فيه أخونا السلمي كان في (الفصاحة والبلاغة) , ولا يصح أبدا أن يقال في متواتر, "هذا أفصح من هذا", فكله كلام الله, ولكن البحث في "طريقة" النطق و"الإفصاح"!.
فالفروش كلها فصيحة بليغة بالتساوي, ولا يصح التفضيل ...
وإنما التفضيل, في طريقة القراءة والترتيل ...
فلنا بعد هذا أن نقول: إن أحسنها, أكثرها تحقيقا وتبيانا ...
وهذا ما أظن أخانا خالدا يرمي إليه ..
وأما رواية ابن عيينة عن رؤياه للنبي وأمره له بقراءة ابن العلاء, فليس في هذا حكما شرعيا ولا قطعا بأمر, بل لعلها تأول على حال الرائي, إن كان -بعدما اختلفت عليه القراءات- يحسن حرف ابن العلاء, فأراد النبي عليه الصلاة والسلام أن يبقيه على ما يحسن, فكلها شاف كاف ...
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 Jan 2004, 07:25 م]ـ
شيخنا العلامة أبو خالد وفقه الله
جزاك الله خيراً على هذا التعقيب النافع. وأنا أوافقك كل ما ذكرتموه ما عدا جملتين لي عليهما تعليق.
1 - قولكم وفقكم الله: "وعند بعضهم أن رواية شعبة عن عاصم وروايتا قالون وورش عن نافع تساوي رواية حفص في الفصاحة "
من هؤلاء؟
2 - قولكم: "رواية حفص رواية صحيحة متواترة "
أقول: إثبات تواتر رواية حفص فيه نظر. نعم، قراءة عاصم قد تكون متواترة، لكن رواية حفص عنه لا أعلم دليلا على تواترها ولا أعلم أحداً من المتقدمين نص على ذلك. ويبدو أنه خطأ من أحد المتأخرين، ثم فشى بينهم. والله أعلم.
ولعل قراءة نافع (برواية قالون) هي أكثر القراءات تواتراً، والله أعلم.
الأخ خالدعبدالرحمن
علينا أن نبحث فقط في مسألة صحة وتواتر القراءة. لكن لا يجوز أن يقال هذه القراءة أفضل من هذه، طالما أنه كله من عند الله. وتفضيل القراءات هو الذي أفزع سيدنا عثمان رضي الله عنه ودفعه لجمع المصحف ونسخه إلى الأمصار. ثم بعض القراء كالكسائي من النحويين المشهورين، فلا ريب أن قراءته فصيحة كذلك! وإن ثبتت صحة القراءة فلا ريب أنها فصيحة. وهذا أمر لا يجب أن نختلف فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[باسم]ــــــــ[08 Jan 2004, 10:24 م]ـ
ليس لدي علم كبير بالمسالة ولكن اشكر جميع الذين كتبو
واشكرهم لاني استفدت من مشاركاتهم
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[09 Jan 2004, 01:01 ص]ـ
أثناء تأملي كلام محمد الأمين خطر لي سؤال أطرحه عليه لأعرف كيف ممكن يجاب على سؤاله.
س: كيف تثبت تواتر رواية قالون التي صرحت بها في كلامك؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[09 Jan 2004, 07:51 م]ـ
هل سؤالك هذا للعلم أم للمجادلة؟
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[09 Jan 2004, 11:18 م]ـ
لإثراء النقاش والوصول لنتيجة مفيدة.
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[10 Jan 2004, 08:58 م]ـ
شكر الله للأخوة الأفاضل، اهتمامهم، ومتابعتهم، وغيرتهم على دين الله ...
واذا تتبعنا الردود، وأبرزها رد الشيخ ابو خالد، كان من الواضح الاجماع على التمييز بين القراءات ... والمفاضلة بينها!!
ففيما ذكر الأحبة، وفيما لم يذكروا (وهو منثور في كتب العلم) ما يدلل على المفاضلة بين القراءات، وليس ذلك أمر محدث .. ولعل فيما نقل عن اكابر الأمة، ما يجعل هذا الرأي اصيلا، ويحتاج الى البحث ... فهم من عرف عنهم الفهم بالاضافة الى التمسك بالهدي النبوي، بل وهم الأقرب عهدا من نشوء علم القراءات، ومن أصحابها!
فأذا كانت القراءات كلها من عند الله سبحانه، فمن ذا الذي يملك القدرة على المفاضلة بينها، واعتبار أحدها سنة، والأخرى لا!! او من يملك ان يحب هذه ولا يحب تلك - اذا كانت كلها كلام الله -؟
واخونا الذي اظهر هذا الفهم الأصيل و قال (اذا ثبتت سندا، فلا بد ان تكون فصيحة)، لم يتجاوز هذه البدهية، التي تجاوزها من العلماء الأكابر جلهم حين فاضلوا بين فصاحة هذه و تلك !!
والسؤال وهو عين ما كنت اريد الوصول اليه منذ البداية كيف يفاضل العلماء بين كلام الله و كلام الله؟! أبفرش أم أصل؟؟!
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[12 Jan 2004, 08:46 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
أقول ظهر لي تأمل حول سؤال السائل بغض النظر عن أي صيغة لسؤاله كانت الأنسب
فهنا إشارة لابدمن التنبه لها وهي أن الله سبحانه وتعالى يعلمنا درسا في أنه هو الحافظ لكتابه المبين وأنه يختار من يشاء فضلا منه وكرما ليكون حامل راية الأهلية
لأن أهل القرآن هم أهل الله وخاصته
كما في حديث ابن ماجة بإسناد حسن
وكما في الصحيح عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: خيركم من تعلم القرآن وعلمه
فأظهر الله لنا أن حفصا الذي ثبت أنه من أركان السند الذي يقرأ به 70% من العالم الإسلامي هو من أهل القرآن ومن أهل الله وخاصته
فكأن الله سبحانه وتعالى بهذه التزكية بناء على ما سبق وما في القرآن العظيم من قوله: بل هو آيات في صدور الذين أوتو العلم
فهذا كله إشارة إلى أن حفصا إمام عظيم وقارئ جليل، لا يضره من طعن فيه ومن تعنت في وصفه من علماء الجرح، لأنه وإن كان لم يتفرغ للحديث الشريف فهذا لم يضره ولن ينقص من قدره.
وأن من اتهمه بالكذب فقد أخطأ خطأ بينا وقوله مردود عليه ولا كرامة كائنا من كان، بل ولو شاهد واقع الأمة اليوم لاستحى من نفسه أن يتسرع في تلك الأوصاف التي رمى بها حفصا رضي الله عنه.
أما الضعف في رواية الحديث واختلاط الألفاظ والأسانيد، فكم ممن رأيناهم لا يغادرون ألفا أو حركة من كتاب الله ويحفظ الطرق والتحريرات الدقيقة ويسرد المئات من الشواهد الشعرية ويحفظ آلالاف الأبيات لمتون القراءات كم من هؤلاء لا يفرق في حديث رسول الله الصحيح من الضعيف ولا يحفظ الأسانيد، بالرغم من كونهم أعمدة في أسانيد القرآن.
أما الكذب فحاشاهم أن يتعمدوه،
هذا وإن شاء الله أفرد لهذا الأمر ما يسر الأفئدة
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[12 Jan 2004, 09:05 ص]ـ
أما حفص فمتفق على أنه مجروح في عدالته
واتفق المتأخرون على أن قراءته غير متواترة
ـ[الشيخ أبو أحمد]ــــــــ[12 Jan 2004, 08:10 م]ـ
كتب محمد الامين "أما حفص فمتفق على أنه مجروح في عدالته
واتفق المتأخرون على أن قراءته غير متواترة"؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فمن لهذا, وما هذا بربكم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[12 Jan 2004, 08:40 م]ـ
السلام عليكم أخى الكريم/ أبو أحمد وبعد:
من يتناول أهل العلم بهذا الشكل ينبغي ألا تتعجب منه،ومما يسعدنا أن هذا المذكور سنده نفسه، وسندنا ولله الحمد فحول العلماء، ومارأيك فى من كان فى صفه إمام الحديث الذهبي، فى معرفة القراء، وغيره من الكبار، أرجوا أن تعرض عما سبق ودعنا نأخذ فى طريقة ميسرة لحفظ علومنا وفقنا الله وإياك،ولأهل الملتقى كل المحبة وصادق العرفان.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[12 Jan 2004, 08:42 م]ـ
عذراً، أنا قصدت في كلامي: "المتقدمون" (أي السلف الصالح) وليس "المتأخرون"
المتأخرون يقولون متواترة، لكن السلف وهم أعلم بها ما قالوا ذلك.
هذا مع وصف ابن معين لحفص باتقان التجويد، فقد وصفه بالكذب كذلك. وكونه قارئاً متقناً لا يتعارض مع الكذب. وقد شاهدنا في عصرنا الكثير ممن عندهم علم غزير وصوت جميل، لكن عدالتهم مجروحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[13 Jan 2004, 02:14 ص]ـ
بل ليس بكذاب وحاشاه.
وأخطأ ابن معين فماذا كان، وهل كلام ابن معين قرآن منزل.
أليس هناك متعنتون أو معتدلون صدرت منهم أقوال متعنتة
ألا يخطئ البشر
نعم ليس بالمتقن للحديث، أما الكذب فقد تبين بطلان هذا لأن الله والرسول زكى أهل القرآن وإن لم يكن مثل حفص أهل القرآن فمن ياترى؟
وها هو الزمان يشهد بخطأ ابن معين وبعدالة حفص، ومن لا يعجبه ذلك فهو وشأنه
أما ثلاثة أرباع الأمة فقد قبلته فبعدا لمن يتعلل بابن معين ليطعن في أهل القرآن.
ـ[ابن الشجري]ــــــــ[13 Jan 2004, 11:56 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وسلم وبعد
اللهم إنا نعوذ بك من العي والحصر، كما نعوذبك من السلاطة والهذر، ونعوذ بك من أن نقول مالانعلم كما نعوذ بك من التكلف لمالانحسن
لماذا يهرف البعض بمالا يعرف ألم يعلم أنه الى الله صائر وعن كل ماقال مسؤل ومحاسب، إن وراء هذه الأسطر من لايعزب عن علمه مثقال ذرة في الارض ولافي السماء، والبعض يضن أنه إذا لم تطله يد الراد فإن الزمن كفيل بتغييب كل شئ، ثم لماذا لايعرف كلا منا قدر نفسه فيسكت عن مالايعلم الم يقرأ قول الله تعالى (قل إنما حرم ربي الفواحش ماظهر منها ومابطن والاثم والبغي وأن تشركوابالله مالم يمنزل به سلطانا وأن تقولوا على الله مالا تعلمون) فلينظر العاقل كيف كان القول على الله بغير علم قرينا للاشراك بالله. إنه الكذب والافتراء والتقول على الله بغير علم يقول تعالى (ولاتقولوا لماتصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام).
فمتى سنسكت عن ما لانعلم ونسأل عن مانجهل في أدب وترفق. وننبذ التعالم وحب التصدر فكم أهلك من شداة للعلم ورحم الله القائل: ولاتشارك في الحديث أهله ... وإن عرفت فرعه وأصله
و البعض قد يشارك في كل مايرد ولا أصل ولا فرع
إقرأو السير أيه الاخوة ترو العجب العجاب من علماء تصدر ترجمة الواحد منهم بالامام العلامه ...... في سلسلة من الثناء والمدح ثم تجده ابعد الناس عن الفتيا وعن الجدل بل إن بعضهم رحمهم الله يرى أنه لم يبلغ منزلة أن يؤلف أو يكتب مع أنه كان من كبار علماء زمانه، كان العلامة الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله ممن يرى ذلك فهل كان لقصور باعه في العلم كلا إنما كان رغبة منه في السلامه.
ودونكم سيرة العلامة الكبير الشنقيطي صاحب أضواء البيان ـ رحمه الله ـ فقد كان من أعلم من مر على جزيرة العرب في القرون المتأخره. كان آية من آيات الله. آية في التفسير آية في الفقه آية في لغة العرب. وليست هذه شهادتي بل شهادة مفتي ذلك الزمان محمد بن ابراهم رحمه الله وهو من هو. بل قال لماسئل عنه: لقد ملئ علما من رأسه الى أخمص قدميه ويعلم الله ماقرأت سيرته الا رق قلبي ودمعت عيني. وقد شبهه الالباني رحمه الله بشيخ الاسلام في انتزاعه للايات وتفسيرها. ومن سمع أشرطته علم مصداق قولي. بل قال العلامة بكرأبوزيد ـ امده الله بالصحة والعافية إن كان أحد في ذلك الزمان يستحق لقب شيخ الاسلام فهو شيخه الشنقيطي.
أقول ومع هذه الجلالة في العلم فقد كان ازهد الناس في الجدل وقل أن يرد على كل إشكال يورد عليه مع أن له كتابا في الجدل وآخر في تفنيد بعض المشكلات التي قد تضن بين بعض الايات (دفع ايهام الاضطراب)
وكان رحمه الله ربما امتنع عن الافتاء ورعا وهو يردد قول القائل: ... (احفظو هذا البيت بالله عليكم)
اذاماقتلت الشئ علما فقل ـبه ... ولاتقل الشئ الذي انت جاهله
فمن كان يهوى ان يرى متصدرا ... ويكره لا ادري اصيبت مقاتله
رحمه الله رحمة واسعه فقد كان من العلماء الذين ماتو ومعهم علم كثير لم تظهره كتبهم
أيه الاخوة لقد آثرت عدم المشاركة مسبقا في هذه الصفحة لمارأيت فيها من تقول وتجن وتطاول على أئمة طواهم الزمان ولم يعد يجب لهم منا الا الدعاء بالرحمة والغفران، حتى رأيت تطاولا ظاهرا على إمام جليل وسؤ ادب ينبي عن جهل عريض بمالهم من حق علينا فهزتني لذلك حمية الدين , وغيرة وانتصارا لامام من أئمة المسلمين
على كساد في البضاعه، ورحم الله امرءا بصر اخيه بعيوبه.
فباختصار شديد
1ـ لم يلتزم الاخوه بأدب الحوار حتى أصبح الحديث جدلا عقيما.
(يُتْبَعُ)
(/)
2ـ لم يكن نقاشا علميا يستفيد منه القاري والمشارك بقدر ماكان تقاذفا بالاقوال وتخرصابا لظنون (وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم).
3ـ انزلاق البعض من حيث يشعر أولايشعر في عصبية مقيته. وجاهلية ممقوته. وقومية منتنه. وترديد لعبارات تلقفوها عن قوميين مأفونين.
4ـ تطاول البعض على بعض الائمة كابن العربي، وابن ابي النجود، وحفص الاسدي رحمهم الله جميعا.
لاشئ يعدل السلامه. أما أن يتعرض لأمام عرفته الدنيا كلها ثم نسكت، فلا ولا كرامه
عاصم أبن ابي النجود:
الامام الكبير مقرئ الدنيا أبو بكر الاسدي مولاهم الكوفي. قال عبد الله ابن الامام احمد سألت أبي عن عاصم بن بهدله فقال: رجل صالح خير (ثقه)، وثقه أحمد، والعجلي، ويعقوب بن ابي سفيان، وأبو زرعه، وابن حبان، وابن سعد، وأبن معين. قال ابن شاهين: قال ابن معين: ثقة لابأس به من نظراء الاعمش، وقال البزار: لانعلم أحدا ترك حديثه، بل خرج له في الصحيحين كمافي التقريب مقرونا والذي عند مسلم هو حديث ابي بن كعب في ليلة القدر.
فمتى اتفق الحفاظ على أنه مجروح في حفظه وضبطه؟! أما العداله فالقدح فيه من جهتها قدح في الامة كافة فضلا عن كتاب الله تعالى ... ويكفي في الرد على هذه المقالة التأمل في لوازمها.
والرجل رحمه الله مع أنه ليس من أهل الحديث المعنيين بحمله وضبطه ونقله إلا أنه كانت له مكانة عالية في هذا الفن. لكن لاتصل الى مرتبة بعض أقرانه ممن تصدى لهذا العلم اذ علم الحديث علم لايقبل معه غيره، فكان من هذا الباب أن نزلت مرتبة اسناد مايرويه عن غيره ممن تصدى وتصدرلعلم الحديث.فكان له بعض الاوهام التي لاتقدح في حديثه كله رحمه الله.
وهذا احد المبرزين في زماننا ومن اعلمهم بعلم الرجال واشدهم نقدا المحدث الكبير السعد. يصحح حديثه ولكن على تفصيل:
1ـ فماكان يرويه عن أبي وائل (وشخص آخر نسيته أنا) فهذا من اعلى حديثه
2ـ مارواه عن غيرهما ولم يكن عن أبي صالح فكذلك لكنه دون الاول
3 ـ مارواه عن أبي صالح فهذا ينظر فيه
فالاصل استقامة حديثه رحمه الله.كما قال
أما حفص أحد الرواة عن عاصم
فكذلك القول فيه الا أن القول كان فيه اغلظ من نقاد الحديث رحمهم الله. وغاية ما يكون أن يكون حديثه ضعيفا. وثقه وكيع وقال الامام احمد: صالح ومرة قال مابه بأس وضعف حديثه ابن المديني وكان اشد الناس فيه قولا ابن معين رحمه الله ـ ولايخفى أنه من المتشددين في نقد الرجال ـ وخرج له النسائي، وعلى كل حال فحديث الرجل عندهم متروك.الا ان الجميع يقرون بإمامته في الاقراء وماتعرضوا لعدالته حاشا وكلا
فكيف يتقول متقول لا يعرف من علم الحديث الااسمه ثم يفتري على علما من اعلام المسلمين.
فالى هنا آمل من اخواني الكرآم ان يتوقف هذا الجد ل، وأن يراقبوا الله فيما ياتون ويذرون، وليت الجميع امتثل لطلب الاخ الشنقيطي وفقه الله، من توقف عن النقاش حول هذه المسألة، الا عن دليل أو اثارة من علم، وترك التخرصات والظنون والتهم الباطله التي سهل قذفها على ائمة أعلام. ومثل هذه المسأله التي طال الحديث عنها
علم لاينفع وجهل لايضر. والله يخلق مايشاء ويختار / والمعصوم من عصمه الله.
وأود أن اختم القول بأننا جميعا أخوة راد ومردود عليه، بيننا رحم العلم نبلها ببلالها، نلتقي هنا لنستفيد ونفيد، وليس أحد بمنأ عن الخطأ والزلل , فالرجوع الى الحق خيرمن التمادي في الباطل، والله يغفر لناجميعا ويوفقنا الى اغتنام ساعات أعمارنا في علم نافع أو عمل صالح.
اليس من الخسران أن لياليا ... تمر بلا نفع وتحسب من عمري
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[13 Jan 2004, 01:23 م]ـ
جزاك الله خيرًا ابن الشجري، وإني لأثني على قولك، وأرجو من الإخوة الكرام أن يكون النقاش علميًا هادفًا، وأن نبتعد معًا عن الجدل العقيم الذي لا ينفع، بل هو مما يصيب بالحزازات، ويخرج بالمسلم عن المحبة والألفة، ولقد طرح الأخ الفاضل مشرف هذا الملتقى عبد الرحمن الشهري تنبيهًا حول أهداف الملتقى ـ كما طرحه وغيرهكذلك ـ، وقد نصوا على أن يكون المراد من هذا الملتقى الإفادة والنفع، فكم أرجو أن نلتزم بهذا، وان لا يفسد النقاش ما بيننا من المحبة والاحترام، والمسلم أخو المسلم.
ـ[الشيخ أبو أحمد]ــــــــ[16 Jan 2004, 01:13 ص]ـ
إنما "استنجدنا" بإخواننا العلماء على مقولة القائل إياه "الامين" إذ ظننا أنه يقول ببينة أو بأثرة علم, حتى إذا أجابوا, تبين أنه مسيء متطاول ليس إلا!.
فجزاكم الله خيرا.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[16 Jan 2004, 12:29 م]ـ
العضو ابن الشجري
أنا الآن ذاهب للحج لذلك لن أستطيع المشاركة في هذا الموضوع
عموماً فلم يتفرد إمام الجرح والتعديل يحيى بن معين -رحمه الله- بجرح عدالة حفص. وشاركه عدد من النقاد مثل الإمام النسائي وعبد الرحمن بن يوسُف والإمام أبو حاتم الرازي وأمير المؤمنين البخاري
أما الإمام عاصم بن أبي النجود فلا خلاف في صدقه وفضله، ولم يختلف فيه. وكان رجلاً صالحاً. لكن السبب في عدم انتشار قراءته كثيراً عند المتقدمين (مع اطلاعهم عليها) شرحه ابن مجاهد بقوله: «وإلى قراءة عاصم صار بعض أهل الكوفة وليست بالغالبة عليهم. لأن أضبط من أخذ عن عاصم: أبو بكر بن عياش –فيما يقال– لأنه تعلمها منه تعلماً خمساً خمساً. وكان أهل الكوفة لا يأتمّون في قراءة عاصم بأَحَدٍ ممن يثبتونه في القراءة عليه إلا بأبي بكر بن عياش. وكان أبو بكر لا يكاد يُمَكِّن من نفسه من أرادها منه، فقلَّتْ بالكوفة من أجل ذلك، وعَزَّ من يحسنها، وصار الغالب على أهل الكوفة إلى اليوم قراءة حمزة بن حبيب الزيات».
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[17 Jan 2004, 09:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
غفر الله لأخواني فقد شغلونا ببحثهم في عدالة الامام حفص رحمه الله، وله مكانه في موضوع نقاشنا، وأظننا وصلنا فيه للحق والحمد لله ..
وأحب أن أعود الى سؤالي في آخر رسالة لي (في نهاية الصفحة الثانية)، وهو المبني على ما اتفق عليه الجميع من المفاضلة بين القراءات!!
والسؤال مرة أخرى -وهو عين ما اردت الوصول اليه منذ البداية -:كيف يفاضل العلماء بين كلام الله وكلام الله؟! أبفرش أم بأصل؟؟
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[19 Jan 2004, 04:08 ص]ـ
ظهر لي اليوم سببا آخر لانتشار رواية حفص وفي الحقيقة هو يؤيد ما ذهبت إليه من قبل
تعالوا وتأملوا: من خاتمة المحققين في آخر 600 سنة
الجواب: ابن الجزري رحمه الله تعالى المتوفى 833 والمولود عام 751 هـ
ماذا كان من منظوماته غير الدرة والطيبة مما كان له أوسع انتشار
الجواب: المقدمة الجزرية التي قل أن تجد متقنا للقراءة إلا ويحفظها
سؤال: تغطي أحكام من من القراء يا ترى
الجواب: الواضح للعيان أنها رواية حفص عن عاصم
ياترى ما السبب؟
كنت قد طرحت فكرة أن رواية حفص عن عاصم تعد من أسهل القراءات وأقلها في تفصيلات أحكام التجويد حتى لتظهر للمتأمل أنها هي الأساس المتين وما سواها يبنى فوقها، فهي كالقاعدة المباشرة، والتي يسهل إعطاؤها لأي مبتدئ يطلب أقل أحكام تصلح لقراءة متقنة وصحيحة.
وطبعا هذا يرد على القول الفارغ من الدليل والذي يدندن حوله من لا علم له في هذا الشأن أن رواية حفص فرضها العثمانيون بقوة النار والحديد.
وفي انتظار إفادات الإخوة الأفاضل
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[19 Jan 2004, 07:18 م]ـ
الجزرية بصفة عامة منظومة في الأحكام التجويدية المتفق عليها بين القراء وليست خاصة بحفص ولا بغيره
أخي الكريم راجي رحمة ربه
قولكم _ وفقكم الله _:
كاتب الرسالة الأصلية: راجي رحمة ربه
المقدمة الجزرية التي قل أن تجد متقنا للقراءة إلا ويحفظها
سؤال: تغطي أحكام من من القراء يا ترى
الجواب: الواضح للعيان أنها رواية حفص عن عاصم
وفي انتظار إفادات الإخوة الأفاضل
قولكم هذا ليس بصحيح، بل الواضح للعيان أن المقدمة الجزرية معظم أبياتها مشتملة على أحكام تجويدية متفق عليها بين القراء، وقد تحاشى الإمام ابن الجزري في معظم المنظومة التعرض لمسائل الخلاف بين القراء، ما عدا أبياتا قليلة ذكر فيها أحكاما عمل بها أكثر القراء مع وجود خلاف، لكن لا يمكن بحال أن نقول إن المقدمة الجزرية مختصة بحفص، وتوضيح ذلك كما يلي:
1) المقدمة وباب مخارج الحروف و باب صفات الحروف، كلها أحكام متفق عليها بين القراء لا فرق فيها بين حفص وغيره
2) باب التجويد كله أيضا أحكام متفق عليها، وأما ما جاء في البيت الأخير:
" ورققن مستفلا من أحرف ... وحاذرن تفخيم لفظ الألف "
فيستثنى منه أن هناك بعض الحروف المستفلة تفخم كبعض اللامات وهي لام لفظ الجلالة المفتوح أو المضموم ما قبله واللامات التي يغلظها الأزرق وبعض الراءات، وكذلك تفخيم الألف المسبوقة بمفخم.
فنلاحظ أن ابن الجزري ذكر القاعدة العامة وأهمل الاستثناءات بغض النظر عن كون الاستثناءات لهذا القارئ أو ذاك.
4) باب استعمال الحروف اقتصر في الراءات على ذكر المواضع المتفق فيها بين القراء على ترقيق الراءات وأهمل ذكر أحكام الراء المختلف فيها بين الأزرق وغيره فلم يأمر فيها بتفخيم ولا بترقيق.
كما أنه أمر بإدغام لام بل في راء ران ولم يذكر استثناء حفص لهذا الموضع إذا سكت، وهذا يدل على أنه لم يقصد بيان أحكام خاصة بحفص.
كما أنه أمر بإدغام المتماثلين الصغير والمتجانسين الصغير إجمالا ولم يفصل المواضع المدغمة المختلف فيها، ولو كان غرضه بيان أحكام حفص لعدد مواضع إدغامه لأنها محصورة، ولكنه لم يفعل لأن غرضه عدم ذكر الخلافيات
5) باب الضاد والظاء كلها أحكام متفق عليها بين القراء لا فرق فيها بين حفص وغيره
6) في فصل أحكام النون الساكنة والتنوين ذكر أنهما يدغمان بغنة في الياء، وهذا عند جميع القراء عدا خلف عن حمزة والضرير عن الدوري عن الكسائي، وأنهما يدغمان بغنة في الواو، وهذا عند جميع القراء عدا خلف عن حمزة، وأنهما يدغمان بلا غنة في الراء واللام رغم أنه تجوز الغنة فيهما لحفص، ولجميع القراء عدا شعبة وحمزة والكسائي وخلف والأزرق، ولكنه أهمل ذكر الخلاف في هذه المسائل واقتصر على القواعد العامة ولم يشر إلى الاستثناءات سواء لحفص أو لغيره.
7) في فصل المد وأقسامه ذكر أن المد المتصل واجب والمنفصل جائز ولم يبين مقدار كل منهما، والشراح المتقدمون للجزرية كزكريا الأنصاري وخالد الأزهري وهما قد قرآ الجزرية على تلاميذ المؤلف مباشرة لم يخصا حفصا وإنما بينا هنا مقادير المدود لكل القراء، ويلاحظ أنه لم يتعرض لمد البدل فلم يقل إنه يمد أو يقصر، ولو كان غرضه بيان أحكام حفص لذكر مقادير المدود عنده وبين أنه لا يمد البدل
8) أحكام الوقف والابتدا والمقطوع والموصول والتاءات وهمزة الوصل التي ذكرها كلها أحكام متفق عليها بين القراء لا فرق فيها بين حفص وغيره، ويلاحظ أن المؤلف تحاشى ذكر المسائل الخلافية في هذه الأبواب فلم يذكر مثلا كيفية الوقف على المرسوم بالتاء هل يوقف على حسب الرسم أم يوقف بالهاء
9) هناك أبواب لم يذكرها المؤلف بالمرة لأجل اختلاف القراء فيها كهاء الكناية والإدغام الكبير والإمالات وصلة الميم وأحكام اجتماع الهمزات وإبدالها والوقف عليها وغير ذلك.
الخلاصة أن الجزرية بصفة عامة منظومة في الأحكام التجويدية المتفق عليها بين القراء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Jan 2004, 09:10 م]ـ
شكر الله لكما أيها الشيخين الكريمين وأخص الشيخ أبا خالد السلمي على فوائده، وأدبه وصبره في العلم والإجابة على الأسئلة.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[19 Jan 2004, 11:01 م]ـ
الشيخ وليد المنيسي
جزاك الله خيرا على هذه الإضافات القيمة
وعبارتي كانت غير دقيقة قطعا
سؤال: تغطي أحكام من من القراء يا ترى
الجواب: الواضح للعيان أنها رواية حفص عن عاصم
ولو قلت أنها أنسب ما تكون لعاصم (رواية حفص أو شعبة) مثلا لكانت أقرب للصواب
والذي يتأمل الاستثناءات التي جمعتها، وفقك الله يجد أن معظم القراء سوى عاصم كان لهم نصيب لا بأس به
وأمثلة ذلك:
فيستثنى منه أن هناك بعض الحروف المستفلة تفخم كبعض اللامات وهي لام لفظ الجلالة المفتوح أو المضموم ما قبله واللامات التي يغلظها الأزرق وبعض الراءات، وكذلك تفخيم الألف المسبوقة بمفخم.
وأهمل ذكر أحكام الراء المختلف فيها بين الأزرق وغيره فلم يأمر فيها بتفخيم ولا بترقيق.
أما قولك حفظك الله:
كما أنه أمر بإدغام لام بل في راء ران ولم يذكر استثناء حفص لهذا الموضع إذا سكت، وهذا يدل على أنه لم يقصد بيان أحكام خاصة بحفص.
فهذا الاستثناء لا يسلم لك، لأن هذا لا يذكر في هذا الباب بل بابه هو السكت، والقاعدة على أصلها عند حفص.
أما قولك:
كما أنه أمر بإدغام المتماثلين الصغير والمتجانسين الصغير إجمالا ولم يفصل المواضع المدغمة المختلف فيها، ولو كان غرضه بيان أحكام حفص لعدد مواضع إدغامه لأنها محصورة، ولكنه لم يفعل لأن غرضه عدم ذكر الخلافيات
أقول وهذه على قاعدتها عند حفص، دون زيادة أو نقصان
في فصل أحكام النون الساكنة والتنوين ذكر أنهما يدغمان بغنة في الياء، وهذا عند جميع القراء عدا
خلف عن حمزة والضرير عن الدوري عن الكسائي،
وأنهما يدغمان بغنة في الواو، وهذا عند جميع القراء عدا خلف عن حمزة،
وأنهما يدغمان بلا غنة في الراء واللام رغم أنه تجوز الغنة فيهما لحفص، ولجميع القراء عدا شعبة وحمزة والكسائي وخلف والأزرق،
وهذا مما يسلم لك فيه وإن كانت القاعدة على أصلها عند حفص والغنة في اللام والرا زيادة وليست خروجا أو استثناء من القاعدة
فصل المد وأقسامه ذكر أن المد المتصل واجب والمنفصل جائز ولم يبين مقدار كل منهما،
ويلاحظ أنه لم يتعرض لمد البدل فلم يقل إنه يمد أو يقصر، ولو كان غرضه بيان أحكام حفص لذكر مقادير المدود عنده وبين أنه لا يمد البدل
أقول وهذا الباب لاستثناء فيه لحفص، بل ومد البدل لايخص بالذكر عند حفص لالتحاقه بالطبيعي
هناك أبواب لم يذكرها المؤلف بالمرة لأجل اختلاف القراء فيها كهاء الكناية والإدغام الكبير والإمالات وصلة الميم وأحكام اجتماع الهمزات وإبدالها والوقف عليها وغير ذلك.
والتعليق الأخير لعل لحفص منه أقل نصيب وهو يؤيد ما كنت أميل له سابقا بقولي:
أن رواية حفص عن عاصم تعد من أسهل القراءات وأقلها في تفصيلات أحكام التجويد حتى لتظهر للمتأمل أنها هي الأساس المتين وما سواها يبنى فوقها، فهي كالقاعدة المباشرة، والتي يسهل إعطاؤها لأي مبتدئ يطلب أقل أحكام تصلح لقراءة متقنة وصحيحة
وهنا إضافة لا علاقة لها بهذا المقال خصوصا لكن بالموضوع الأساس كنت سمعتها في قديما وهي أن بعض الناس عزا انتشار قراءة حفص للشيخ منلا علي القاري شارح الجزرية فقد كان خطاطا بارعا وكان يكتب المصحف الشريف بكثرة وكان يخطه برواية حفص عن عاصم
والله أعلم.
وفي الختام لا يسعني إلا التقدم بالشكر للبحاثة القارئ الشيخ وليد المنيسي وفقه الله فقد أثرى البحث بالتتبعات التي سطرها أعلاه والتي تدل على تمكنه من القراءات العشر الكبرى وما يقوله هو فإنما عن علم
أما أنا العبد الفقير فـ
" أقول فيها بجهد رأيي فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له وإن كان خطأ فمني والله ورسوله منه بريء"
المستدرك ج: 2 ص: 196
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[20 Jan 2004, 04:52 م]ـ
شكر الله للشيخين الكريمين عبد الرحمن الشهري وراجي رحمة ربه، وجزاهما خيرا على حسن ظنهما بالعبد الفقير، ورقيق عباراتهما، ويعلم الله أني متطفل على موائد علمهم وكرمهم، وجزى الله جميع من شارك في هذا المبحث اللطيف خيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
أخي الكريم راجي رحمة ربه _ بلغك الله ما ترجوه _
لو أن قائلا قال لك: إن المقدمة الجزرية موافقة لقواعد تجويد رواية شعبة عن عاصم أو رواية ابن ذكوان عن ابن عامر أو روايتي إسحاق وإدريس عن خلف العاشر أو غيرها من الروايات، فبماذا ستجيبه؟
جوابك عنه هو عين جوابنا عن قولكم _ حفظكم الله _ الجزرية على وفق رواية حفص.
لأن الروايات التي مثلت بها ليس فيها قاعدة تجويدية تخالف قواعد الجزرية.
فائدة:
مشايخنا الأفاضل:
من الجدير بالذكر في هذا المقام أني لاحظت أن الإمام حفصًا _ عليه سحائب الرحمات وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيراً _ كانت له طريقة لطيفة في اختياراته، وهي أنه عندما يختار قاعدة ليسير عليها في قراءته يتعمد أن يخالفها في موضع أو مواضع قليلة لينبه على القراءات المخالفة له:
فمثلاً:
- قاعدته أن هاء الكناية إذا سبقت بساكن لا توصل، لكنه وصلها في موضع الفرقان (فيه مهانا)، ليبين جواز صلة هاء الكناية
- قاعدته أن هاء الكناية إذا وقعت بين متحركين توصل، لكنه لم يصلها في موضع الزمر (يرضه لكم)
- قاعدته أن ذوات الياء لا تمال، لكنه أمال (مجراها) ليبين جواز إمالة ذوات الياء
- قاعدته عدم تسهيل الهمزات عند اجتماع الهمزتين، لكنه سهل الهمزة الثانية في (أاعجمي) ليبين جواز التسهيل
- قاعدته ترك السكت لكنه سكت السكتات الأربع
حتى في فرش الحروف:
- قاعدته كسر ميم (مت) في كل المواضع (ياليتني مت .. ، إإذا متنا .. ) لكنه ضمها في موضعي آل عمران (ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم)، (ولئن متم أو قتلتم)، بينما بقية القراء إما أن يضموا الميم في جميع القرآن أو يكسروها في جميع القرآن.
- قاعدته في باب (عتيا وصليا وجثيا .. ) كسر فاء الكلمة لكنه خالف قاعدته فضم فاء الكلمة في (بكيا) بينما باقي القراء إما أن يكسروا الجميع أو يضموا الجميع.
وهذه الملاحظة تحتاج إلى تتبع ومقارنة أسلوبه في الاختيارات بأسلوب بقية القراءات، ومقارنة الاستثناءات عنده بالاستثناءات عند بقية القراء.
وهنا قد يقول قائل إن رواية شعبة _ مثلاً _ أسهل من رواية حفص لأن قواعدهما التجويدية واحدة لكن رواية شعبة أكثر اطرادا للقواعد، والمواضع التي فيها خروج عن القواعد المطردة في رواية شعبة أقل منها في رواية حفص.
هذا مع تأكيدنا على أن حفصا رحمه الله وغيره من القراء ما كانوا يقرؤون بشيء لم يقرئهم به مشايخهم بالسند المتصل إلى رسول الله عن جبريل عن رب العالمين سبحانه، وإنما كانوا يتخيرون من بين الأوجه الكثيرة التي قرؤوا بها فيختارون القراءة بهذا الوجه في موضع، وبالوجه الآخر في موضع آخر، وكلها كاف شاف.
رحم الله حفصا وجميع أهل القرآن الذين هم أهل الله تعالى وخاصته، ونسأل الله تعالى أن يلحقنا أجمعين بهم، ويرزقنا حسن اتباعهم.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[21 Jan 2004, 02:24 ص]ـ
في كلام الأخ خالد السلمي وفقه الله نظر ظاهر
فقولنا: "رواية حفص"
هذا وحده دليل على أنه لا اختيار له البتة، لأنه راو
بخلاف قولك قارئ كعاصم وحمزة والكسائي
فالقراء لهم اختيارات وهي بمثابة من وصل لمرتبة الاجتهاد المطلق من الفقهاء
أما الرواة فلا اختيار لهم بل هم نقلة لإقراء شيخهم لهم وحسب.
ولذا لما صار لأحدهم اختيارات خرج من كونه راو إلى كونه قارئ كخلف العاشر.
وكذا يقال في غيره من الرواة حين صار لهم اجتهادات
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[21 Jan 2004, 04:29 ص]ـ
أما الحكمة فيما سبق عند حفص من خلاف للقاعدة فهو محمول على أن القراءة عند الرواة لا مجال فيها للاجتهاد بل هو ناقل لما علمه شيخه ولم يصله غير هذا.
وفي هذا يقول الإمام الشاطبي:
وَمَا لِقِيَاسٍ فِي الْقِرَاءة مَدْخَلٌ ... فَدُونَكَ مَا فِيهِ الرِّضاَ مُتَكَفِّلاَ
وكلامي السابق في اجتهاد القراء محمول على الاختيارات مما وصل إليه بالسند المتصل إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لا أنهم يقرؤون من قبل أنفسهم، فهذه متفق على منعها بل هي محرمة بلا شك.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[21 Jan 2004, 08:30 ص]ـ
أخي الكريم راجي رحمة ربه وفقه الله
(يُتْبَعُ)
(/)
قصدي باختيار الراوي أنه يختار من الأوجه التي أقرأه بها شيخه، فقالون مثلا قرأ على نافع ختمات كثيرة بأوجه عديدة اختار بعضها فأقرأ به تلاميذه لأنها كلها كاف شاف، ومن الجائز أن يكون ترك بعضها فلم يقرأ به، أو أن يكون أقرأ به تلاميذ ممن لم تصلنا طرقهم.
وحتى يتضح الأمر أسألك هذين السؤالين:
هل القارئ أقرأ تلميذه بوجه واحد فقط أم أقرأه بعدة أوجه؟ وإذا أقرأه بعدة أوجه فهل الراوي ملزم أن يقرئ تلاميذه بها كلها أم الراوي مخير في أن يقرئ تلاميذه بما شاء منها؟
لو قلت أقرأه بوجه واحد فبماذا تفسر أن أبا عمرو أقرأ تلميذه اليزيدي، ثم قرأ على اليزيدي نفسه كلٌ من الدوري والسوسي، وبين الدوري والسوسي خلافات كثيرة جدا.
وكذلك قرأ سليم على حمزة ثم قرأ خلف وخلاد على سليم وبين خلف وخلاد خلافات كثيرة.
إذن جواب السؤال: يتعين أن يكون القارئ كحمزة وأبي عمرو وبقية القراء العشرة كان يقرئ التلميذ الواحد كاليزيدي أو سليم بأوجه عديدة (وسواء أكان تلميذ القارئ هو الراوي أو هو الواسطة بينه وبين الراوي)
ثم نأتي إلى السؤال الثاني لو كان الراوي ملزما أن يقرئ تلاميذه بها كلها فمعنى هذا أن سليما أقرأ كلا من خلف وخلاد بجميع الأوجه التي تحملها من حمزة، واليزيدي أقرأ كلا من الدوري والسوسي بجميع الأوجه التي تحملها من أبي عمرو، إذن اقتصار الدوري على بعض الأوجه والسوسي على بعضها معناه أنه كان لهما مجال في الاختيار، أما لو كان اليزيدي مخيرا أن يقرئ تلاميذه بما شاء من الأوجه التي تحملها من أبي عمرو، فمعناه أن حفصا كذلك كان مخيرا أن يقرأ بما شاء من الأوجه التي تحملها من عاصم، وهكذا في كل راو، وهو المطلوب إثباته.
أما قول الإمام الشاطبي:
وَمَا لِقِيَاسٍ فِي الْقِرَاءة مَدْخَلٌ ... فَدُونَكَ مَا فِيهِ الرِّضاَ مُتَكَفِّلاَ
فهذا لا علاقة له من قريب أو بعيد بموضوع الاختيارات لسببين:
1) لأن الاختيار هو اختيار من بين ما سمعه من شيخه فحسب، وليس معنى الاختيار أن يقيس بعقله ويخترع قراءات لم يقرئه بها شيوخه.
2) لأن البيت ليس خاصا بالراوي، وإنما المعني به في المقام الأول القراء السبعة أنهم لم يقرؤوا بمقتضى أقيسة عقلية وإنما يختارون من بين ما قرؤوه على شيوخهم بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما ينطبق على القراء ينطبق على الرواة فهم لا يقرؤون بمقتضى أقيسة عقلية وإنما يختار الراوي من بين الأوجه التي أقرأه بها شيخه.
فقد أجمع العلماء على أنه لا يجوز لأحد أن يختار بعقله وجها جائزا في اللغة العربية ويقرأ به بدون أن يكون قد تلقاه بالسند المتصل الصحيح إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخي الكريم الشيخ راجي رحمة ربه _ حفظك الله _:
من البدهي ومن المعلوم بالضرورة أنه لا يمكن أن يكون قصدي أو قصدك أن القارئ أو الراوي يختار بعقله شيئا يقرأ به دون أن يكون تحمله بالسند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإقحام هذه المسألة هنا من عدم تحرير محل النزاع، وزيادة في التأكيد على أني لم أقصد من قريب أو بعيد ما توهمته _ غفر الله لك _ أنقل لك كلام الإمام ابن الجزري حيث قال رحمه الله: و بقي قسم مردود أيضا و هو ما وافق العربية و الرسم و لم ينقل البتة فهذا رده أحق و منعه أشد ومرتكبه مرتكب لعظيم من الكبائر، و قد ذكر جواز ذلك عن أبي بكر محمد بن الحسن بن مقسم البغدادي المقري النحوي و كان بعد الثلاثمائه، قال الإمام أبو طاهر بن أبي هاشم في كتابه البيان و قد: نبغ نابغ في عصرنا فزعم أن كل من صح عنده وجه في العربية بحرف من القرآن يوافق المصحف فقراءته جائزة في الصلاة و غيرها فابتدع بدعة ضل بها عن قصد السبيل، قلت: و قد عقد له بسبب ذلك مجلس ببغداد حضره الفقهاء و القراء و أجمعوا على منعه و أوقف للضرب فتاب و رجع و كتب عليه بذلك محضر كما ذكره الحافظ أبوبكر الخطيب في تاريخ بغداد و أشرنا إليه في الطبقات و من ثم امتنعت القراءة بالقياس المطلق و هو الذي ليس له أصل في القراءة يرجع إليه و لا ركن وثيق في الأداء يعتمد عليه كما روينا عن عمر بن الخطاب و زيد بن ثابت رضي الله عنهما من الصحابة و عن ابن المنكدر و عروة بن الزبير و عمر بن عبد العزيز و عامر الشعبي من التابعين أنهم قالوا: القراءة سنة متبعة
(يُتْبَعُ)
(/)
يأخذها الآخر عن الأول فاقرؤوا كما علمتموه، و لذلك كان كثير من أئمة القراءة كنافع و أبي عمرو يقول: لولا أنه ليس لي أن أقرأ إلا بما قرأت لقرأت حرف كذا كذا و حرف كذا كذا (المقنع 10 - 11، الإتقان 2/ 167)،و قال الحافظ أبو عمرو الداني في كتابه (جامع البيان) بعد ذكره إسكان (بارئكم) و (يأمركم) لأبي عمرو و حكاية إنكار سيبويه له فقال - أعني الداني –: و الإسكان أصح في النقل و أكثر في الأداء وهو الذي أختاره وآخذ به، ثم لما ذكر نصوص رواته قال: و أئمة القراء لا تعمل في شيء من حروف القرآن على الأفشى في اللغة و الأقيس في العربية بل على الأثبت في الأثر و الأصح في النقل، و الرواية إذا ثبتت لم يردها قياس عربية و لا فشو لغة لأن القراءة سنة يلزم قبولها و المصير إليها (النشر 1/ 21) اهـ
توضيح:
بخصوص قراءة عاصم فقد ورد في طبقات القراء أنه كان يقرئ شعبة بما تحمله من زر بن حبيش وكان يقرئ حفصا بما تحمله من أبي عبد الرحمن السلمي، وأبو عبد الرحمن السلمي قرأ على خمسة من الصحابة وهم عثمان وعلي وزيد بن ثابت وأبي بن كعب وعبد الله بن مسعود، وهؤلاء الخمسة أقرؤوا أبا عبد الرحمن بأوجه مختلفة بلا شك، إذن لا بد انه وقع اختيار أبي عبد الرحمن على بعضها فأقرأ به عاصمًا ثم وقع اختيار عاصم على بعضها فأقرأ به حفصا ثم وقع اختيار حفص على بعضها فأقرأ به تلاميذه ثم وقع اختيار عمرو بن الصباح على بعض ما أقرأه حفص ووقع اختيار عبيد بن الصباح على بعض ما أقرأه حفص فلهذا طريق عمرو عن حفص فيه اختلافات عن طريق عبيد عن حفص، وهكذا لم يزل تلاميذ تلاميذ تلاميذ حفص يختارون فتتعدد الطرق، لكنهم لا يختارون بعقولهم وإنما من بين ما تحملوه بالسند.
حتى إنك أنت إذا قرأت على شيخك لحفص بقصر المنفصل وتوسطه يمكنك أن تختار القراءة والإقراء بالقصر فقط إذا شئت، فهذا هو المقصود بالاختيار.
إذن عاصم كان له شيخان وله تلميذان فاختص كل تلميذ بما تحمله عن شيخ بعينه، لكن بقية القراء ليسوا كذلك، فنافع مثلا قرأ على سبعين من التابعين ولم يقل لقالون إنه أقرأه بما تحمله عن واحد بعينه منهم، وأما ورش فإنه كان قد قرأ على شيوخ له مصريين في مصر قبل أن يرحل إلى نافع فلما رحل إلى نافع قرأ عليه أربع ختمات بأوجه عديدة كان قد تحملها عن شيوخه المصريين فوافق ذلك بعض الأوجه التي كان نافع تحملها عن شيوخه السبعين فأقره على قراءته.
معذرة للإطالة، لكن أرجو أن يكون فيها شيء من الفائدة، وغفر الله لي ولأخي راجي رحمة ربه، ولإخواننا في الملتقى أجمعين.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[21 Jan 2004, 03:10 م]ـ
قولكم وفقكم الله:
معذرة للإطالة، لكن أرجو أن يكون فيها شيء من الفائدة
بالعكس، كلما أطلت النفس كلما ازددنا شوقا لقراءة الرد.
وكلامكم بارك الله فيكم صحيح لا غبار عليه،
كل ما في الأمر- وإن لم أحسن توجيه الكلام بدقة- أني أردت التنبيه أن مجال الاختيار عند الراوي أضيق بكثير مقارنة بالقارئ لالتزامه بقراءة شيخه.
ويناسب هذا المقام التذكير بقول حفص:
لم أخالف شيخي عاصم إلا في حرف "الله الذي خلقكم من ضعف"
ومعلوم أن مخالفته هنا ليس الإعراض عن نقل قراءة شيخه بالكلية، بل أنه رواها وروى معها الوجه الآخر
وهما الضم والفتح وكلاهما صحا عن حفص.
ومع نقل كل الأوجه الكثيرة عن حفص كما سبق في المقال:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1264
وتعدد الطرق له التي بلغت 52 طريقا جمعها في النشر ولخصت في 21 وجها وقع تعدد الأوجه في فرش أحرفها في 23 كلمة قرآنية وخمسة أحكام أصولية
فهو مجرد استبعاد ألا ينقل الأوجه الأخرى عن شيخه في الكلمات التي سردها الأخ أبو خالد خاصة أنها تتعلق بمخالفة في الأصول لا الفرش.
والخلاصة أن عبارتي:
"مجال الاختيار عند الراوي أضيق بكثير مقارنة بالقارئ"
أعتقدها الحق الذي لا محيد عنه، أما باقي التفصيل فتعبير الشيخ وليد فيه أمتن وأحكم.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[21 Jan 2004, 04:27 م]ـ
شيخنا الكريم راجي رحمة ربه حفظكم الله تعالى ونفع بعلمكم، عبارتكم الأخيرة "مجال الاختيار عند الراوي أضيق بكثير مقارنة بالقارئ"عبارة صحيحة، وأنا أوافقكم عليها تمام الموافقة، وبها يأتلف كلامي وكلامكم، وقد استفدنا من حواركم الماتع النافع.
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[22 Jan 2004, 09:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ..
لقد كان لمقال الشيخ أبي خالد أثره ومكانه في هذا النقاش،
فلقد دعم جزاه الله خيرا، الرأي القائل باختيار القراء لأوجه قراءاتهم، دون الطعن بالسند ..
وفعل الاختيار من القراء والرواة، الذي ينكره البعض جهلا وتعصبا لغير الحق، هو الذي دعا شيخ الأسلام رحمه الله لقوله بجواز الخلط بين القراءات في قراءة القرآن.
وهو ما يدعم القول بقراءة الرسول صلى الله عليه وسلم، والتي لا تلتزم ما الزمنا به البعض ..
وأرى في اجابة الشيخ السلمي عن الحكمة من ظهور رواية حفص، رأيا قديرا وجديرا بالدراسة، فحفص رحمه الله التزم التحقيق، و ذكر الاوجه المخالفة، وأظنه أهمل تلك الأوجه المتكلفة عند غيره،من مثل تلك التي كرهها العلماء ..
والآن اتمنى عليكم أن نخوض في التساؤل الأخير حول كيف فاضل العلماء الأكابر بين قراءة وقراءة؟!!
والله من وراء القصد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[23 Jan 2004, 01:40 ص]ـ
الأخ الفاضل خالد عبد الرحمن _ وفقه الله _
أنا أبرأ إلى الله تعالى من أن يستغل ما كتبته من أجل التطاول على القراءات القرآنية، أو من أجل الترويج لبدعة اختراع قراءة جديدة ملفقة من القراءات العشر أو غيرها تحت مسمىً خدّاع وهو (قراءة الرسول!) تماما كما يفعل الذين يستحلون الخمر يسمونها بغير اسمها، وكأن قراءة أبي عمرو أو حمزة أو نافع أو غيرها من القراءات العشر ليست هي قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم!
أخي الكريم:
أرجو الانتباه جيدا إلى أني بيّنت أن القراء العشرة اختاروا قراءاتهم من بين ما تحملوه عن شيوخهم بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستقرت هذه الاختيارات من أيام التابعين، وأجمعت الأمة على تلقيها كما هي، وأما دورنا نحن فليس تأليف قراءات جديدة وإنما هو الحفاظ على القراءات العشر برواياتها وطرقها وتعلمها كما هي وتعليمها كما تعلمناها، هذا ما أدين الله تعالى به.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[23 Jan 2004, 08:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد سبق لي أن كتبت تعليقاً يتعلق بالموضوعات المتعلقة بالقراءات، وعرضته على المشرف العام على الملتقى، فرأى أن يُرسل إلى المعنيين به بطريقة الرسائل الخاصة للمصلحة.
ومن ضمن ما ذكرته فيه: التأكيد على عدم خوض البعض في هذه المسائل دون علم وبصيرة، وقد رأيت أن مشاركات الأخ أبي أحمد والأخ خالد عبد الرحمن والأخ محمد الأمين لا يستفاد منها إلا التشكيك وإثارة البلبلة، وقد قال ابن القيم رحمه الله: ولا عبرة بجدل من قل فهمه وفتح عليه باب الشك والتشكيك فهؤلاء هم آفة العلوم وبلية الأذهان والفهوم.
ثم إني أرجو أن يترك الكلام في مثل هذه المسائل للمتخصصين في القراءات، ومعنا هنا منهم جماعة، منهم الشيخان أبو خالد السلمي، والدكتور إبراهيم الدوسري، وغيرهما ممن يشرُف الملتقى بانتسابهم إليه.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 Jan 2004, 09:19 ص]ـ
كاتب الرسالة الأصلية: أبو خالد السلمي
توضيح:
بخصوص قراءة عاصم فقد ورد في طبقات القراء أنه كان يقرئ شعبة بما تحمله من زر بن حبيش وكان يقرئ حفصا بما تحمله من أبي عبد الرحمن السلمي، وأبو عبد الرحمن السلمي قرأ على خمسة من الصحابة وهم عثمان وعلي وزيد بن ثابت وأبي بن كعب وعبد الله بن مسعود، وهؤلاء الخمسة أقرؤوا أبا عبد الرحمن بأوجه مختلفة بلا شك، إذن لا بد انه وقع اختيار أبي عبد الرحمن على بعضها فأقرأ به عاصمًا ثم وقع اختيار عاصم على بعضها فأقرأ به حفصا ثم وقع اختيار حفص على بعضها فأقرأ به تلاميذه ثم وقع اختيار عمرو بن الصباح على بعض ما أقرأه حفص ووقع اختيار عبيد بن الصباح على بعض ما أقرأه حفص فلهذا طريق عمرو عن حفص فيه اختلافات عن طريق عبيد عن حفص، وهكذا لم يزل تلاميذ تلاميذ تلاميذ حفص يختارون فتتعدد الطرق، لكنهم لا يختارون بعقولهم وإنما من بين ما تحملوه بالسند.
حتى إنك أنت إذا قرأت على شيخك لحفص بقصر المنفصل وتوسطه يمكنك أن تختار القراءة والإقراء بالقصر فقط إذا شئت، فهذا هو المقصود بالاختيار.
إذن عاصم كان له شيخان وله تلميذان فاختص كل تلميذ بما تحمله عن شيخ بعينه، لكن بقية القراء ليسوا كذلك، فنافع مثلا قرأ على سبعين من التابعين ولم يقل لقالون إنه أقرأه بما تحمله عن واحد بعينه منهم، وأما ورش فإنه كان قد قرأ على شيوخ له مصريين في مصر قبل أن يرحل إلى نافع فلما رحل إلى نافع قرأ عليه أربع ختمات بأوجه عديدة كان قد تحملها عن شيوخه المصريين فوافق ذلك بعض الأوجه التي كان نافع تحملها عن شيوخه السبعين فأقره على قراءته.
يا شيخنا أبا خالد حفظك الله
روى حفص عن عاصم عن أبي عبد الرحمن قال: لم أخالف عليا في شيء من قراءته. وكنت أجمع حروف علي فألقى بها زيدا في المواسم بالمدينة فما اختلفا إلا في التابوت كان زيد يقرأ بالهاء وعلي بالتاء.
وروى أبان العطار عن عاصم بن بهدلة عن أبي عبد الرحمن قال أخذت القراءة عن علي.
وقد جاء عنه بأسانيد أكثرها ضعيف أنه أخذ قرأ على غير علي أيضا (مثل عثمان وزيد ومثل أبيه)، وهو محتمل جداً. لكنه ينص (إن صدق حفص) على أنه لم يخالف علياً في قراءته.
و قال أبو يوسف يعقوب بن خليفة الأعشى، عن أبى بكر بن عياش (ثقة): قرأت على عاصم، و قال عاصم: قرأت على أبى عبد الرحمن السلمي، و قرأ أبو عبد الرحمن على علي ابن أبى طالب. قال عاصم: و كنت أرجع من عند عبد الرحمن، فأعرض على زر بن حبيش، و كان زر قد قرأ على عبد الله بن مسعود. قال أبو بكر: قلت لعاصم: لقد استوثقت، أخذت القراءة من وجهين، قال: أجل. اهـ.
وهذا مشهور عن عاصم، وهو يؤيد ما سبق. فقراءة عاصم هي بالأصل قراءة علي. وإن شئت أن تقول مزيج بين قراءة علي وقراءة عبد الله بن مسعود. وهو شيء متوقع جداً من إمام القراءة في الكوفة، إذ تعظيمهم شديد لهذين الصحابيين رضي الله عنهما.
وظاهر ما سبق أن الغالب على قراءة عاصم هي قراءة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، لأنه قرأ على أبي عبد الرحمن، بينما عرض عرضاً على زر بن حبيش.
والهمز في قراءة عاصم يظهر لي أنه من عبد الله بن مسعود. فقد كانت هذيل تهمز، وكانت قريش لا تهمز. وهو شيء مشهور في كتب الأدب. حتى أنه سُئِل رجل قرشي: "هل تهمزون الفارة؟ " فلم يفهم السؤال فقال: إنما تهمزها القطة:)
ولعلكم تبدون رأيكم في ما سبق وفقكم الله ونفعنا بعلمكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[30 Jan 2004, 11:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شكر الله لكل من ساهم في هذا النقاش، حبا للقرآن، وغيرة على دين الله ..
لم يجبني أحد على تساؤلي الاخير، حول الكيفية التي يفاضل فيها العلماء بين القراءات!!!
و الحق أن مقياس المفاضلة، لا يمكن بحال ان يكون على الفروش!!
والأحرى ان يكون مستندا على اختلاف الأصول!! (وهذا واضح من النقول التي تفضل اخواننا بطرحها في مقالاتهم السابقة)
ولكن ان كانت الأصول من الله سبحانه كما هي الأوجه في الفروش، فلا يصح بحال التمييز بينها، وليس لأحد الحق في تفضيل طريقة لفظ على آخر!
أم أن الاصول هي اوجه من لهجات العرب المختلفة أقرها الرسول صلى الله عليه وسلم أو قرأ بها، وهو الأعلم بين الخلق بكتاب الله ومراد الله؟؟!
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[30 Jan 2004, 01:31 م]ـ
بسم الله
الأخ خالد عبدالرحمن
حول سؤالك عن التفضيل بين القراءات؛ أقول: هذه المسألة هي نفس المسألة التي بحثها العلماء بعنوان: هل في القرآن شيء أفضل من شيء؟ لأن القراءات الثابتة كلها قرآن.
وقد كتبت عنها سابقاً هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=978)
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[01 Feb 2004, 09:52 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي العبيدي، جزاك الله خيرا لما كتبت في موضوع المفاضلة بين آي القرآن وسوره ....
لكن ليس ذلك الحال مع القراءات!!
فأنا أميل الى ان التفضيل الوارد في الأحاديث كان تفضيلا مبنيا أولا على الأصول التي تحويها السورة أو الآية، وشمولية بعضها، كآية الكرسي، أو سورة الصمد! وليس مفاضلة عشواء أو حتى بالأجر!
فسورة الصمد، تعدل ثلث القرآن لشمولها على أصول التوحيد، والتي هي ثلث مواضيع القرآن (بجانب القصص والتشريع).
والأهم: هو أن المفاضلة كانت على لسان الرسول الموحى اليه من الله! وبالتالي فهم من يستطيع المفاضلة بين آي القرآن ولا أراها تكون لغيرهم بالغا ما بلغ من العلم، والله أعلم ...
وتقبل الله من الجميع طاعتهم ....
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Feb 2004, 11:51 م]ـ
أخي الحبيب خالد عبدالرحمن وفقه الله
أراك قد أطلت ذيل المسألة على غير طائل، وقد أجيب بما يكفي ويشفي، وأنت لا تفتأ تعقب بآرائك التي تشبه ترجيحات الأئمة الكبار (وأنا أرى) (وأنا أميل) وهذه أقوال تحتاج إلى استقراء واسع، وفهم عميق، وهو ما لآ أراك تملكه وفقك الله.
أخي الحبيب: فكر قبل أن تكتب شيئاً، هل سينتفع به إخواني أم لا؟ ثم أقدم أو أحجم! جزاك الله خيراً، ولا تشغلنا بما لا فائدة من بحثه، فالوقت أثمن من ذلك.
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[02 Feb 2004, 10:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا
كتب الأستاذ الشهري:
على غير طائل
تشبه ترجيحات الأئمة الكبار
وهو ما لآ أراك تملكه
ولا تشغلنا بما لا فائدة من بحثه
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[05 Feb 2004, 08:29 ص]ـ
لي ملاحظة على عبارة لابن مجاهد دندن حولها كثيرون ألا وهي قوله: «وإلى قراءة عاصم صار بعض أهل الكوفة وليست بالغالبة عليهم. لأن أضبط من أخذ عن عاصم: أبو بكر بن عياش –فيما يقال– لأنه تعلمها منه تعلماً خمساً خمساً. وكان أهل الكوفة لا يأتمّون في قراءة عاصم بأَحَدٍ ممن يثبتونه في القراءة عليه إلا بأبي بكر بن عياش. وكان أبو بكر لا يكاد يُمَكِّن من نفسه من أرادها منه، فقلَّتْ بالكوفة من أجل ذلك، وعَزَّ من يحسنها، وصار الغالب على أهل الكوفة إلى اليوم قراءة حمزة بن حبيب الزيات».
أقول أولا هذه القصة تحتاج لتوثيق أقصد إسنادا يعتد به فبين ابن مجاهد وشعبة مفاوز
فبينهما 50 سنة:
فوفاة شبعة سنة 194 هـ
ومولد ابن مجاهد سنة 245 هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
فهي حكاية منقطعة الإسناد، ولا يمكن الجزم إلا بالعبارة الأخيرة منها وهي أن قراءة حمزة كان لها انتشار أيام ابن مجاهد، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء، أما أن تصل الندرة لحد الغرابة التي يطمع فيها من يغمز في قراءة عاصم أو يؤخذ منها سبب انتشار رواية حفص أو نحو هذا فالأرقام التالية ستجيب عن مثل هذه الافتراضات الضعيفة.
بل إن يحيى العليمي الراوي عن شعبة كان هو شيخ القراء في الكوفة إلى قبيل وفاته سنة 241 وقد عاش 90 سنة
وقرأ عليه يعقوب بن يوسف الأصم وأبو إسحاق الطبري مما يدل على رسوخ وجود القراءة في ذلك العصر لا ندرتها كما قد يتوهم البعض
ويوسف بن يعقوب كان إمام جامع واسط ومن أعلى الناس إسنادا في قراءة عاصم وواسط تقع بين الكوفة والبصرة.
ولد سنة 218 ومات سنة 314 هـ
وهو إمام جليل ثقة قرأ عليه وروى عنه الفحول من العلماء والأكابر كالنقاش وأبو أحمد الحاكم.
وانظر ترجمته في طبقات ابن الجزري
ثم أن هناك حكاية تعارضها ففي طبقات ابن الجزري أن شعبة "عمر دهراً إلا أنه قطع الإقراء قبل موته بسبع سنين وقيل بأكثر"
اهـ النص من ترجمة شعبة في طبقات ابن الجزري وهذا مشهور عنه في التراجم.
وليست الحكاية أعلاه بأولى من هذه وعلى الرغم من أن عدد من روى القراءة عن حمزة مما وصلنا أكثر ممن روى عن شعبة (54 رووا عن حمزة مقابل 29 عن شعبة) إلا أن هذا لا يصل إلى حد الغرابة التي فهم منها البعض العبارة أعلاه. ثم وعلى فرض أنه لم يقرأ عليه إلا 3 أو 4 فكم قرأ على هؤلاء وهكذا
علما أن يعقوب بن خليفة الأعشى وحده وهو من أتقن أصحاب شعبة قد قرأ عليه خلق ذكر منهم 11 اسما في طبقات ابن الجزري
وهكذا لو تتبعت كل واحد من المتقنين من أصحاب شعبة
ثم إن من روى عن عاصم خلق لا يحصون كما نص على ذلك ابن الجزري وقد ذكر 30 نفسا بأسمائهم سوى الذين لا يحصون كما سيأتي.
وإليك أسماء من روى القراءة عن شعبة من طبقات ابن الجزري:
عرض على شعبة القراءة:
أبو يوسف يعقوب بن خليفة الأعشى
و عبد الرحمن بن أبي حماد
وعروة بن محمد الأسدي
ويحيى بن محمد العليمي (وهو الذي اعتمد طريقه في النشر وطيبته)
وسهل بن شعيب
وروى عنه الحروف سماعا:
إسحاق بن عيسى
وإسحاق بن يوسف الأزرق
وأحمد بن جبير
وبري بن عبد الواحد
وحسين بن عبد الرحمن
وحسين بن علي الجعفي
وحماد بن أبي أمية
وعبد المؤمن بن أبي حماد البصري
وعبد الجبار بن محمد العطاردي
وعبد الحميد ابن صالح
وعبيد بن نعيم
وعلي بن حمزة الكسائي
والمعافي ابن يزيد
والمعلي بن منصور الرازي
وميمون بن صالح الدارمي
وهارون بن حاتم
ويحيى بن آدم (وهو الآخر الذي اعتمد طريقه في النشر وطيبته)
ويحيى بن سليمان الجعفي
وخلاد بن خالد الصيرفي
وعبد الله بن صالح
وأحمد بن عبد الجبار العطاردي
ومحمد بن طريف بن خليفة البجلي الكوفي،
فهؤلاء قرابة الـ 29 نفسا ولو ذهبت تتبع كم قرأ على كل واحد من هؤلاء لضاق بك المقال.
============
ومن طبقات ابن الجزري أيضا من قرأ على حمزة وروى القراءة عنه:
إبراهيم بن أدهم
وإبراهيم بن إسحاق بن راشد
وإبراهيم بن طعمة
وإبراهيم بن علي الأزرق
وإسحاق بن يوسف الأزرق
وإسرائيل بن يونس السبيعي
واشعث بن عطاف
وبكر بن عبد الرحمن
وجعفر بن محمد الخشكني
و حجاج بن محمد
والحسين بن بنت الثمالي
والحسن بن عطية
والحسين بن علي الجعفي
والحسين بن عيسى
وحمزة بن القاسم الأحوال
وخالد بن يزيد الطبيب
وخلاد بن خالد الأحوال
وربيع بن زياد
وسعيد بن أبي الجهم
وسلم الأبرش المجدر
وأبو الاحوص سلام بن سليم
وسليمان بن أيوب
وسليمان بن يحيى الضبي
وسليم بن عيسى وهو أضبط أصحابه
وسليم بن منصور
وسفيان النوري
وشريك بن عبد الله
وشعيب بن حرب
وزكريا بن يحيى بن اليمان
وصباح بن دينار
وعائذ بن أبي عائذ أبو بشر الكوفي
وعبد الرحمن بن أبي حماد
وعبد الرحمن بن قلوقا
وعبد الله بن صالح بن مسلم العجلي
وعبيد اله بن موسى
وعلي بن حمزة الكسائي أجل أصحابه
وعلي بن صالح بن يحيى
وأبو عثمان عمرو بن ميمون القناد
وغالب بن فائد
ومحمد بن حفص الحنفي
ومحمد بن زكريا
ومحمد بن عبد الرحمن النحوي
ومحمد بن أبي عبيد الهذلي
ومحمد بن عيسى الرايشي
ومحمد بن فضيل بن غزوان
ومحمد بن الهيثم النخعي
ومحمد بن واصل المؤدب
ومندل بن علي ومنذر بن الصباح
ونعيم بن يحيى السعيدي
(يُتْبَعُ)
(/)
ويحيى بن زياد الفراء
ويحيى بن علي الخزاز
ويحيى بن المبارك اليزيدي
ويوسف بن أسباط
ومحمد بن مسلم العجلي كما ذكر أبو الحسن الخياط،
فهؤلاء 54
===============================
لكن هذا كله لا يخدم من علل بها انتشار رواية حفص لأنه فيما وصلنا أنه روى عن حفص القراءة 16 نفسا أي أقل ممن روى عن كل من حمزة وشعبة فلا وجه لاتخاذ كلام ابن مجاهد ذريعة لتبرير شهرة أو ندرة رواية حفص مقابل غيرها.
فمن طبقات ابن الجزري أيضا أنه روى القراءة عن حفص عرضاً وسماعاً:
حسين بن محمد المروذي
وحمزة بن القاسم الأحول
وسليمان بن داود الزهراني
وحمد ابن أبي عثمان الدقاق
والعباس بن الفضل الصفار
وعبد الرحمن ابن محمد بن واقد
ومحمد بن الفضل زرقان
وخلف بياض الحداد
وعمرو بن الصباح
وعبيد بن الصباح
وهبيرة بن محمد التمار
وأبو شعيب القواس
والفضل بن يحيى بن شاهي بن فراس الأنباري
وحسين بن علي الجعفي
وأحمد بن جبير الأنطاكي
وسليمان الفقيمي
==================
وأخيرا ألحق إحصائية من روى القراءة عن عاصم:
أبان بن تغلب
وأبان بن يزيد عمر
والشباني،
وإسماعيل بن مخالد
والحسن بن صالح
وحفص بن سليمان
والحكم بن ظهير
وحماد بن سلمة
وفي قول حماد بن زيد
وحماد بن أبي زياد
وحماد بن عمرو
وسليمان بن مهران الأعمش
وسلام بن سليمان أبو المنذر
وسهل بن شعيب
وأبو بكر شعبة بن عياش
وشيبان بن معاوية
والضحاك بن ميمون
وعصمة بن عروة
وعمرو بن خالد
والمفضل بن محمد
والمفضل ابن صدقة
ومحمد بن رزيق
ونعيم بن ميسرة
ونعيم بن يحيى
(((وخلق لا يحصون)))
وروى عنه حروفاً من القرآن:
أبو عمرو بن العلاء
والخليل بن أحمد
والحارث بن نبهان
وحمزة الريات
والحمادان
والمغيرة الضبي
ومحمد بن عبد الله العزرمي
وهارون بن موسى،
أي: 30 نفسا وخلق لا يحصون
===================
أهـ المراد نقله، وهذه الأسماء وإن كانت ليست على سبيل الحصر لكن تفيد في المقارنة لأنها كلها جمعت من مصادر مشتركة، ولعل فيما ذكرت إن لم أوفق لما استنتجته ما يفتح به الله على أحد القراء ليدلي بدلوه فيما يثري النقاش.
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[11 Jun 2005, 05:42 ص]ـ
انتشار رواية حفص عن عاصم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله، وسلامٌ على عباده الذين اصطفى، أما بعد
فإن موضوع انتشار قراءة عاصم يحتمل البحث من جانبين:
الأول: متى انتشرت قراءة عاصم، من رواية حفص؟
والآخر: ما أسباب انتشارها دون غيرها من القراءات؟
وليس من الحكمة في نظري المسارعة إلى إعطاء أحكام حولهما من دون تقديم مستندات تاريخية وحجج علمية، لا سيما أن الموضوع يتعلق بقراءة القرآن الكريم. ولدي إضافات يسيرة إلى النقاش المعروض حول الموضوع، عسى أن تسهم في تقريب الوصول إلى الجواب الصحيح عن السؤالين المشار إليهما.
(1) متى انتشرت قراءة عاصم:
اشتهرت قراءة عاصم بن أبي النجود الكوفي المتوفى سنة (127هـ) من رواية تلميذيه أبي بكر شعبة بن عياش (ت 193هـ)، وحفص بن سليمان الأسدي (ت 180 هـ)، وهي اليوم أكثر القراءات السبع انتشاراً، من رواية حفص خاصة، ولا يُدرى متى تحققت هذه الغلبة لقراءة عاصم، وقد وقفت على بعض النصوص التي ترجع بهذه الغلبة إلى ما يقرب من ستة قرون:
قال أبو حيان الأندلسي المتوفى سنة 754هـ، في كتابه: البحر المحيط، وهو يتحدث عن رواية ورش عن نافع: " وهي الرواية التي ننشأ عليها ببلادنا [يعني الأندلس] ونتعلمها في المكتب "، وقال عن قراءة عاصم: " وهي القراءة التي ينشأ عليها أهل العراق " [البحر المحيط 1/ 115 - 116 طبعة دار الكتب العلمية].
وهذا النص مهم جداً في تصحيح الوهم الذي وقع فيه البعض عندما ذهب إلى أن العثمانيين هم الذين فرضوا على الناس رواية حفص عن عاصم فرضاً، فهذا النص يُبرِّئهم من هذه التهمة، لأن أبا حيان الأندلسي عاش قبل قيام دولة بني عثمان وامتدادها بأكثر من قرنين من الزمان، وليس بعيداً أن تكون قراءة عاصم قد انتشرت في بلدان المشرق الإسلامي قبل عصر أبي حيان بمدة ليست قصيرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يكاد الدارس يجد نصاً آخر في الموضوع، في ما اطلعت عليه، حتى عصر محمد المرعشي الملقب ساچقلي زاده، والمتوفى سنة 1150 هـ = 1737 م، الذي قال: (جهد المقل ص293): " والمأخوذ به في ديارنا [مرعش مدينة في جنوب تركيا الآن] قراءة عاصم برواية حفص عنه ".
وأحسب أن تتبع المصاحف المخطوطة، وتحديد القراءات التي ضُبطت بها، والتاريخ الذي كتبت فيه، يمكن أن يرسم خارطة لانتشار القراءات القرآنية زماناً ومكاناً، لأن نَسْخَ المصاحف على قراءة معينة يعني وجود من يقرأ بها في الحقبة التي كتبت فيها، والمكان الذي نسخت فيه، لكن ذلك عمل كبير يحتاج إلى تضافر جهود الباحثين من مختلف البلدان لمراجعة آلاف النسخ من المصاحف المخطوطة المكتوبة في عصور مختلفة، وقد لا يكون تحقيق ذلك ممكناً الآن أو في وقت قريب، لكنه مفتاح نضعه في يد من يبحث عن العصر الذي انتشرت فيه قراءة عاصم من رواية حفص.
(2) أسباب انتشار رواية حفص عن عاصم
إن تاريخ القراءات القرآنية يشير إلى ازدياد اختيارات القراء في عصر التابعين وتابعيهم، حتى بلغ عدد القراء المشهورين العشرات، وجعل ذلك ابن مجاهد يختار سبع قراءات ضمَّنها في كتابه (السبعة)، وأدرج ما عداها في كتابه الآخر (شواذ السبعة)، وتلقت الأمة اختياره بالقبول، وصارت القراءات السبع التي اختارها ابن مجاهد هي الصحيحة المشهورة، وأُلحقت بها بعد ابن مجاهد القراءات الثلاث المتممة لها عشراً.
واستمرت رواية القراءات العشر حتى عصرنا الحاضر على يد العلماء المتخصصين بالقراءة، لكن تعليم جمهور الناس القرآن يقتضي التركيز على قراءة واحدة من تلك القراءات، ويبدو أن قراءة عاصم هي التي اعتمدها المعلمون في العراق منذ عصور متقدمة، ثم امتدت شهرتها في بلدان المشرق الإسلامي حتى صارت أشهر القراءات، وطُبعت عليها المصاحف دون غيرها.
وكانت هذه القراءة قد حظيت بتقدير خاص منذ وقت مبكر، فنجد الإمام أحمد (ت 241 هـ) يسأله ابنه صالح: أي القراءة أحب إليك؟ فقال قراءة نافع، قال: فإن لم توجد؟ قال: قراءة عاصم [ينظر: علم الدين السخاوي: جمال القراء 2/ 464].
وقال مكي بن أبي طالب القيسي (ت 437 هـ): " فقراءته مختارة عند مَن رأيت مِن الشيوخ، مقدمة على غيرها، لفصاحة عاصم، ولصحة سندها، وثقة ناقلها " [التبصرة ص 219 – طبعة الهند]، ويبدو أن ذلك كان مقدمة لانتشارها بعد ذلك.
ويمكن أن نشير إلى بعض العوامل التي أرجح أنها أسهمت في انتشار رواية حفص عن عاصم أكثر من انتشار رواية شعبة والقراءات القرآنية الأخرى:
(1) تفرغ حفص لتعليم قراءة شيخه وتنقله بين الأمصار:
من المعروف أن أبا بكر شعبة بن عياش كان لا يُمَكِّنُ من نفسه من أراد أخذ قراءة عاصم منه (ينظر: ابن مجاهد: كتاب السبعة - ط 1 - ص71) بينما كان حفص بن سليمان متفرغاً لتعليمها، متنقلاً بين الأمصار لنشرها، فلم يلبث أن غادر الكوفة إلى بغداد بعد اتخاذها عاصمة للخلافة، فأقرأ فيها، وجاور بمكة فأقرأ فيها أيضاً (ينظر ابن الجزري: غاية النهاية1/ 254)، وكثر تلامذته وانتشرت قراءة عاصم عن طريقه، وكان من القراء من اشتهر برواية حفص دون غيرها، مثل أحمد بن سهل الأشناني البغدادي (ت 307 هـ) الذي أخذ القراءة عن عُبيد بن الصبَّاح تلميذ حفص (ينظر: الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد 4/ 185).
(2) اطراد أصول رواية حفص عن عاصم:
ويمكن أن نذكر سبباً آخر لانتشار رواية حفص عن عاصم، وهو اطراد أصول القراءة فيها، من الهمز والإمالة والإدغام والترقيق والتفخيم، مما يسهِّل على الدارس تعلمها، وهذا أمر يجعلها متميزة عن رواية شعبة وغيرها من القراءات الأخرى، التي يشق على المتعلم ضبط ما فيها من صور تسهيل الهمزة وإمالة الألفات وإدغام المتقاربين.
وينبغي أن يلحظ الدارس لهذا الموضوع تطابق ظواهر النطق بين رواية حفص عن عاصم والنطق الفصيح للعربية، وقد يكون ذلك عاملاً آخر مكَّن لها في مجال التعليم أيضاً، وقربها من نفوس المتعلمين.
(3) الطباعة:
وقد يكون للطباعة شأن في التمكين لرواية حفص، فأقدم مصحف طبع في مدينة هامبورك بألمانيا سنة 1694 م (=1106هـ تقريباً) كان مضبوطاً برواية حفص عن عاصم (ينظر: كتاب رسم المصحف - طبعة دار عمار - ص 508).
واشتهر من خطاطي الدولة العثمانية الحافظ عثمان (ت1110هـ) الذي كتب بخطه خمسة وعشرين مصحفاً (ينظر: محمد طاهر الكردي: تاريخ الخط العربي ص 339) واشتهرت المصاحف التي خطها الحافظ عثمان في العالم الإسلامي شهرة واسعة " وقد طُبِعَ مصحفه مئات الطبعات في مختلف الأقطار الإسلامية، وانتشر في العالم الإسلامي، وفاق الطبعات السابقة واللاحقة " (وليد الأعظمي: تراجم خطاطي بغداد ص 131)، وهذا قبل ظهور مصحف الأزهر ومصحف المدينة طبعاً.
وطباعة المصاحف برواية حفص عن عاصم كانت تعكس واقع الحال في بلدان المشرق الإسلامي، فلولا انتشار هذه القراءة في هذه البلدان لما أقبل الناشرون على طبع المصاحف بهذه الرواية، لكن الطباعة في الوقت نفسه أسهمت في التمكين لها، وساعدت على دخولها في بقاع جديدة من أرض الإسلام.
وأحسب أن الموضوع يتطلب بحثاً مستمراً لاقتناص الشواهد من المصادر والمصاحف المخطوطة، حتى يمكن في النهاية رسم خارطة لانتشار القراءات القرآنية تستند إلى الوثائق التاريخية وليس إلى الاجتهادات الشخصية، هذا والله تعالى أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
غانم قدوري الحمد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[11 Jun 2005, 11:00 ص]ـ
شيخنا الفاضل الدكتور غانم قدوري الحمد جزاكم الله خيرا ونفع بكم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=30415&highlight=%C7%E1%CA%C7%D1%ED%CE%ED
ـ[ابن وهب]ــــــــ[11 Jun 2005, 11:31 ص]ـ
ذكرتم - وفقكم الله ونفع بكم
(
وطباعة المصاحف برواية حفص عن عاصم كانت تعكس واقع الحال في بلدان المشرق الإسلامي، فلولا انتشار هذه القراءة في هذه البلدان لما أقبل الناشرون على طبع المصاحف بهذه الرواية، لكن الطباعة في الوقت نفسه أسهمت في التمكين لها، وساعدت على دخولها في بقاع جديدة من أرض الإسلام.) (
ولكن كانت هناك محاولات لفرض قراءة حفص
انظر على سبيل المثال
ما كتبه الأستاذ لبيب السعيد حول هذا الأمر ومحاولته -جزاه الله خيرا - منع الناس من فرض راوية حفص
وكذا انظر ما كتب حول جهود طباعة المصاحف برواية الدوري في السودان
ثم الا ترون شيخنا - حفظكم الله - أن كل هذا يدل على انتشار ذلك في عصر الدولة العثمانية
بدليل انه في عصر ابن الجزري كانت القراءة المنتشرة في الحجاز والشام ومصر واليمن قراءة أبي عمر
(انظر نص ابن الجزري الذي نقله شيخنا المقرىء السلمي - حفظه الله
ونقلكم النفيس عن أبي حيان - رحمه الله
يدل على ان قراءة عاصم كان لها انتشار في العراق
وابن الجزري وابوحيان في عصر واحد
فمتى حصل التغير في الحجاز والشام ومصر واليمن
ثم متى حصل التغير في العراق
اذ أن القراءة الغالبة في العراق كانت قراءة أبي عمرو
وانظر المصاحف القديمة
انظر على سبيل المثال
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29865&highlight=%C7%E1%C8%E6%C7%C8
وفيه قول شيخنا السلمي - وفقه الله -
(وقد حملت المصحف الشريف واستمتعت بالنظر إليه ومطالعة جمال خطه وللفائدة فقد وجدت أن المصحف مكتوب وفق رواية الدوري عن أبي عمرو وهي الرواية التي كانت سائدة في معظم أرجاء العالم الإسلامي حتى القرن العاشر الهجري))
بالاضافة الى نص ابن الجزري
وأما قولكم - حفظكم الله -
(وقد يكون للطباعة شأن في التمكين لرواية حفص (
كما ترون - حفظكم الله - انتشار قراءة عاصم في هذه الدول قبل ظهور الطباعة
تأثير طباعة المصاحف برواية حفص هي على المناطق التي احتفظت بالقراءات الأخرى
مثل تونس و المغرب وليبيا والجزائر والسودان ونيجيريا ... الخ
ومع هذا فإن أهل نيجيريا رفضوا قبول المصحف المطبوع بقراءة حفص وارسلوا نسخة من مصحفهم
وطلبوا من الأزهر أن يطعبوا مثل هذا المصحف
وأنهم لن يغيروا القراءة المتواترة عندهم
ذكر ذلك غير واحد
فالطباعة أمرها كما ترون متأخر على انتشار قراءة عاصم في الشام والحجاز ومصر
وتونس وجدت بها مصاحف على قراءة حفص بل وطبعت مصاحف برواية حفص
ومع هذا تمسك سكان تونس بقراءة أهل المدينة
(وأحسب أن تتبع المصاحف المخطوطة، وتحديد القراءات التي ضُبطت بها، والتاريخ الذي كتبت فيه، يمكن أن يرسم خارطة لانتشار القراءات القرآنية زماناً ومكاناً، لأن نَسْخَ المصاحف على قراءة معينة يعني وجود من يقرأ بها في الحقبة التي كتبت فيها، والمكان الذي نسخت فيه)
)
وهذا وان كان قد يستدل به ولكن كما ترون لايمكن الاعتماد عليه فقد ذكرت لكم مثال قريب
وهو وجود مصاحف برواية حفص في تونس
ثم قد نجد مصاحف في العراق على سبيل المثال
بقراءة ابي عمر وهذا لايلزم منه بالضرورة ان القراءة المنتشرة في تلك الحقبة بين العامة هي قراءة ابي عمرو
لأننا قد نجد مصاحف في العراق في نفس الفترة بقراءة أخرى
والله أعلم بالصواب
ـ[ابن وهب]ــــــــ[11 Jun 2005, 01:03 م]ـ
وقولكم - حفظكم الله ونفع بكم
(فأقدم مصحف طبع في مدينة هامبورك بألمانيا سنة 1694 م (=1106هـ تقريباً) كان مضبوطاً برواية حفص عن عاصم (
هذا مرده الى ان القراءة المنتشرة في تركيا والشام ومصر والحجاز في تلك الفترة هي قراءة عاصم برواية حفص
فمن المتوقع جدا أن يطبعوا المصحف برواية حفص لان المركز السياسي لبلاد المسلمين تركيا والمركز الثقافي مصر
والقراءة المنتشرة في تركيا ومصر في تلك الفترة قراءة عاصم والمصحف المتدوال بين العامة المصحف المكتوب بقراءة عاصم
وهذا التاريخ (1106 في بداية القرن الثاني عشر الهجري
فمن 923 وحتى 1106
هناك 183 سنة
وهذه الفترة كافية لانتشار قراءة عاصم في الحجاز ومصر والشام
قال شيخنا االسلمي - وفقه الله
(وقد اطلعت على كتب تجويد لعلماء يمنيين مؤلفة في حدود سنة 1370 هـ على وفق رواية الدوري وفيها أنها الرواية المقروء بها في حضرموت وأنحاء كثيرة من اليمن حتى ذلك الوقت)
)
السؤال
ماذا عن الديار التي لم تخضع للدولة العثمانية
مثال الهند والصين وبلاد المسلمين في بلاد ماوراء النهر
في تركستان الشرقية والغربية
واندونيسيا
ماهو سبب انتشار قراءة عاصم في هذه الديار
ماهو
هل هو التأثير الثقافي للعثمانيين على هذه الدول
؟
أم ان قراءة عاصم كانت منتشرة عندهم قبل الدولة العثمانية وانها كانت هي قراءة العامة
وحتى ان قلنا ذلك فمتى اختاروا قراءة عاصم وبرواية حفص عنه
----
مثال ا اندونيسيا وجنوب الهند والجزر هولاء كانوا يخضعون لتأثير حضرمي
فهم شافعية كما ترون فاذا كانت القراءة المنتشرة في حضرموت هي قراءة ابي عمرو
فلا شك أن هذه المناطق كانت تتبع حضرموت (ثقافيا (
فمتى بدأ التغير في هذه المناطق
هل بعد انتشار الطباعة
محل بحث
اما مناطق تركستان والهند فكانت تخضع لحكم المغول ومن تبعهم وقد كانوا من الحنفية
فلا يستغرب منهم تقديم قراءة عاصم
ونحن هنا لانقول أن المذهب الفقهي = السبب الرئيسي في انتشار القراءة
ولكن للمذهب دور في الاختيار والترجيح والقبول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[11 Jun 2005, 01:48 م]ـ
قال الأخ الكريم) الفهم الصحيح (- حفظه الله
18 - 05 - 2005
(فللشيخ محمد المختار ولد اباه كتاب كبير بعنوان (تاريخ القراءات في المشرق والمغرب) طبعته المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (إيسيسكو) 1422هجرية، 2001م.
وللسيدة الفاضلة: هند شلبي كتاب مشهور بعنوان: (القراءات بافريقية من الفتح إلى منتصف القرن الخامس الهجري). الدار العربية للكتاب 1983م.
)
انتهى
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=162287#post162287
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[12 Jun 2005, 09:15 م]ـ
بالإضافة إلى ما ذكره الأخ ابن وهب، فلا بد من التنبيه على التفريق بين انتشار قراءة عاصم وبين انتشار رواية حفص. فإن الشائع عند المتقدمين هي رواية أبي بكر عن عاصم. وأما قراءة حفص فلم تشتهر بينهم.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 Jun 2005, 11:12 ص]ـ
بارك الله فيك
قولك) وأما قراءة حفص فلم تشتهر بينهم) (هل تقصد بين العامة أو بين القراء
أما بين العامة -فالله أعلم - لانستطيع الجزم بالنفي ولا الاثبات
كل الذي يمكن ان نقول ان رواية ابي بكر كانت اكثر شهرة من رواية حفص
(هذا بين العامة) في مثل ايام ابن مجاهد وأمثاله
واما بعد ذلك فالله أعلم
واما بين الخاصة فالرواية من أشهر الروايات واعتنى بها القراء وهي رواية متواترة
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[14 Jun 2005, 09:19 ص]ـ
أخي الحبيب
قال ابن مجاهد في كتاب السبعة (ص71): «أضبط من أخذ عن عاصم: أبو بكر بن عياش –فيما يقال– لأنه تعلمها منه تعلماً خمساً خمساً. وكان أهل الكوفة لا يأتمّون في قراءة عاصم بأَحَدٍ ممن يثبتونه في القراءة عليه إلا بأبي بكر بن عياش».
أهل الكوفة وليس قراء الكوفة
لا يؤتمون، يعني الكلام عن العوام وليس عن الأئمة بل من يصلي خلف الإمام
قال ابن مجاهد في كتاب السبعة (ص71): «وإلى قراءة عاصم صار بعض أهل الكوفة، وليست بالغالبة عليهم. لأن أضبط من أخذ عن عاصم: أبو بكر بن عياش –فيما يقال– لأنه تعلمها منه تعلماً خمساً خمساً. وكان أهل الكوفة لا يأتمّون في قراءة عاصم بأَحَدٍ ممن يثبتونه في القراءة عليه إلا بأبي بكر بن عياش. وكان أبو بكر لا يكاد يُمَكِّن من نفسه من أرادها منه، فقلَّتْ بالكوفة من أجل ذلك، وعَزَّ من يحسنها، وصار الغالب على أهل الكوفة إلى اليوم قراءة حمزة بن حبيب الزيات».
فالغالب على أهل الكوفة قراءة حمزة، وبعضهم قرأ بقراءة أبي بكر عن عاصم. وبحساب بسيط بالرياضيات يتبين أن من بقي يقرأ بقراءة حفص قلة معدومة لا تأثير لها.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 Jun 2005, 10:13 ص]ـ
قال الشيخ الضباع - رحمه الله
((إنما ابتدأتُ به لشهرة قراءته بين الناس في جل الأقطار المشرقية و لإجماع العامة عليها في مصر في هذا الزمان.
وكانت قراءة عامة المصريين علي ما ظهر لي من· تتبع سير القراء وتآليفهم منذ الفتح الإسلامي إلي أواخر القرن الخامس الهجري علي طريقة أهل المدنية سيما التي رواها ورش المصري عن نافع القارئ المدني.
· ثم اشتهر بعدها بينهم قراءة أبي عمرو البصري و استمر العمل عليها قراءة وكتابة في مصاحفهم إلى منتصف القرن الثاني عشر الهجري.
ثم حلت محلها قراءة· عاصم بن أبي النجود)
انتهى
وعلى هذا
ه1150
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 Jun 2005, 12:06 م]ـ
وأما ضبط حفص
فقد قال الخطيب البغدادي
) وهو صاحب عاصم في القراءة وابن امرأته وكان ينزل معه في دار واحدة فقرأ عليه القرآن مرارا وكان المتقدمون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عياش ويصفونه بضبط الحرف الذي قرأ به على عاصم (
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[16 Jun 2005, 06:31 ص]ـ
قال الشيخ الضباع - رحمه الله
((إنما ابتدأتُ به لشهرة قراءته بين الناس في جل الأقطار المشرقية و لإجماع العامة عليها في مصر في هذا الزمان.
وكانت قراءة عامة المصريين علي ما ظهر لي من· تتبع سير القراء وتآليفهم منذ الفتح الإسلامي إلي أواخر القرن الخامس الهجري علي طريقة أهل المدنية سيما التي رواها ورش المصري عن نافع القارئ المدني.
· ثم اشتهر بعدها بينهم قراءة أبي عمرو البصري و استمر العمل عليها قراءة وكتابة في مصاحفهم إلى منتصف القرن الثاني عشر الهجري.
ثم حلت محلها قراءة· عاصم بن أبي النجود)
انتهى
وعلى هذا
ه1150
فرواية حفص لم تنتشر في مصر إلا بعد فترة من دخول العثمانيين في منتصف القرن الثاني العاشر الهجري (أي بعد الثلث الأول من القرن الثامن عشر الميلادي).
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[16 Jun 2005, 07:10 ص]ـ
وأما ضبط حفص
فقد قال الخطيب البغدادي
) وهو صاحب عاصم في القراءة وابن امرأته وكان ينزل معه في دار واحدة فقرأ عليه القرآن مرارا وكان المتقدمون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عياش ويصفونه بضبط الحرف الذي قرأ به على عاصم (
الخطيب خالفه في ذلك من هو أعلم منه وأرسخ في الإمامة والمعرفة.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتِم: سألتُ أبي عنه، فقال: «لا يُكْتَب حديثُه، هو ضَعيف الحديث، لا يصدق، متروكُ الحديث». قلت: ما حاله في الحروف؟ قال: «أبو بَكْر بن عَيّاش أثْبت مِنْه».
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 Jun 2005, 02:32 م]ـ
(ثم اشتهر بعدها بينهم قراءة أبي عمرو البصري و استمر العمل عليها قراءة وكتابة في مصاحفهم إلى منتصف القرن الثاني عشر الهجري.
ثم حلت محلها قراءة· عاصم بن أبي النجود (
على أي شيء اعتمد الشيخ - رحمه الله؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 Jun 2005, 02:57 ص]ـ
الأخ الحبيب ابن وهب
أنا كان اعتراضي فقط على التعميم، وإلا ففي المسألة خلاف شهير في التفضيل بين أبي بكر وبين حفص في إتقان القراءة. وأنا لم أقصد المصادرة على الخلاف.
وقال أبو أحمد بن عَدِي، عن السّاجيّ، عن أحمد بن محمد البَغداديّ، عن يَحْيَى بن مَعين: «كان حَفْص بن سُلَيمان، وأبو بَكْر بن عَيّاش مِن أعلم النّاس بقراءة عاصِم، وكان حَفْص أقْرأ مِن أبي بَكْر، وكان كذّاباً، وكان أبو بكر صَدُوقاً». أي يرى ابن معين أن حفصاً –وإن كان كذاباً في الحديث– فإنه أتقن من أبي بكر لقراءة عاصم. وقد خالفه في ذلك أبو حاتم الرازي كما سبق نقله. ويظهر لي أن كلاهما متقن للقراءة، والله أعلم.
وهناك ملاحظة مهمة كان عليّ أن أشير لها باكراً. وقد سألني أحد المشايخ الأفاضل على الخاص عنها. والذي أريد أن أؤكد على أني لم أقل ولا أقول أن قراءة حفص موضوعة، لأنه مع حدة كلام النقاد عنه، لم يرمه أحد بالكذب في حروف القرآن، بل كلامهم على الحديث النبوي فقط. فلو أنه خالف عاصماً في حرف واحد، لما تهاونوا في ذكر ذلك وتكذيبه. وقراءة عاصم لا تخفى عليهم، فهي المفضلة عند أهل الكوفة، وقد روى عن عاصم الجمع الغفير من كبار المقرئين. ثم هذا حمزة –مع إقرارهم بصلاحه وصدقه وإتقانه– فإن أئمة السلف لم يتوانوا في انتقاد قراءته أشد الانتقاد وإبطال الصلاة خلف من يقرأ بها، مع علمهم بأن أحرفها صحيحة، لكن أحكام التجويد التي فيها (من نحو المبالغة في المد ونحو ذلك) لم يقرأ بها أحد قبل حمزة. ولو كانت قراءة حفص كذلك، لما توانوا عن الطعن بها. فلما لم يحدث ذلك، عرفنا أن قراءة حفص صحيحة. والله أعلم بالصواب.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[20 Jun 2005, 08:49 ص]ـ
هذا باطل
إذ أن القراءة التي كانت منتشرة في العالم الإسلامي هي قراءة الدوري، فلماذا لا يكون هذا دليلا على أنها الأصح؟
مع العلم أن قراءة حفص عن عاصم كانت قراءة مهجورة حتى فرضها الاحتلال العثماني بالحديد والنار. فكيف تجعل هذا دليلاً على صحتها؟
مع تقديري واحترامي لشخص الأخ محمد الأمين--لا نصف دولة الخلافة العلية العثمانية بما وصفت---أرجو أن تراجع نفسك في دولة حمت بيضة الدين لقرون---ثمّ تكالب عليها الكافر المستعمر مع أعوانه فيها الذين هم منّا فقضى عليها---وبزاولها صارت حالنا كما ترى
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[01 Aug 2005, 04:20 ص]ـ
أخي الفاضل جمال حسني
لا شك أن الدولة العثمانية قد حمت الإسلام لقرون كما تفضلت. لكن لا ننسى أنها كانت من أسباب التخلف العلمي عند المسلمين بسبب تركيزها على الجيش من غير تشجيع لأي من العلوم. ولذلك لم تلبث الحياة العلمية إلا وبدأت بالانقراض بعد عصر سليمان القانوني (العصر الذهبي للدولة).
ثم الدولة العثمانية صوفية قبورية لها اليد الطولى في نشر الخرافات في العالم الإسلامي، وأكثر القبور في بلاد الشام والأناضول التي تعبد من دون الله إنما بنيت في العهد العثماني، كما أن أكثر القبور في مصر تعود للعهد العبيدي.
ـ[المقرئ]ــــــــ[01 Aug 2005, 06:52 م]ـ
(بعيدا عما ذكره بعض المشاركين وأخص منهم محمد الأمين فإني أبرأ إلى الله مما كتبت يداه في رواية حفص عن عاصم)
أعتقد أن هناك زاوية في البحث لم تفتح مع أنها من أقرب السبل إلى معرفة زمن انتشار قرءة رواية حفص عن عاصم
ولعلي أبدأ الكلام عليها وهي من اختصاص المفسرين:
يظهر لنا بجلاء بدايات انتشار رواية حفص في العصور المتأخرة من خلال تفسير المفسرين
فلو تتبعنا ما تفرد به حفص عن عاصم من بين القراء ووتتبعنا آراء المفسرين من كل قطر فإنه يفتح لنا مؤشرا قويا حول انتشارها
فمثلا لو نظرنا إلى بعض تفاسير الأندلسيين المختصرة لكشفت لنا بوضوح انتشار قراءة نافع وقد كنت قيدت أمثلة كثيرة في بعض تفاسيرهم انظر على سبيل المثال تفسير ابن أبي زمنين القرطبي رحمه الله يطهر لك هذا جليا
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك لو رجعت إلى الياقونة لغلام ثعلب وهو متقدم جدا تبين لك بعض أثر هذا الموضوع وذلك اقتصاره أحيانا على قراءة واحدة مما تفرد به بعض القراء عن السبعة وكذلك بتقديم تفسير بعض القراءات على الأخرى والتقديم له معنى
ويظهر هذا جليا عند المفسرين الذين لا يعتنون بالقراءات، فأعتقد أن مثل هذا المؤشر يحتاج إلى نظر من إخواننا المفسرين وقد كنت قيدت يعض هذا في بعض كتب التفسير ولعل الله أن ييسر نقله
المقرئ
والكلام يحتاج إلى بسط ولعل الله ييسر ذلك
ـ[ابن وهب]ــــــــ[28 Aug 2005, 11:34 ص]ـ
ماذكره شيخنا المقرىء حول تتبع كتب التفاسير حسن ولكن المشكلة أن الطباعة أفسدت كل شيء
فهم يكتبون الآية حسب قراءة حفص
والتفسير في واد والمكتوب شيء آخر
بل أعظم من ذلك
يقول المفسر وقرأ الحسن الشياطون فتجده الشياطين
ونحو ذلك
وقد أشار الى ذلك جمع من العلماء
منهم الشيخ مساعد الطيار كما في كلامه حول تفسير الطبري
وقد تتبعنا بعض التفاسير فوجدنا عجبا
المفسر يفسر معنى والمكتوب بخلاف ذلك
نجده حتى في الوجيز للواحدي
ويظهر لي ان الواحدي اعتمد على قراءة أبي عمرو وانها الراوية التي كانت منتشرة في المشرق
وقد ذكرت ان الزمخشري اعتمد على قراءة أبي عمرو
الشاهد أنك تجد (نشرا) (بشرا) المفسر يفسر تفسير ونجد المكتوب بخلاف ذلك تماما
ولكنا نجد أن رواية حفص عن عاصم كانت منتشرة في بلاد الروم
نجد ذلك في تفسير أبي السعود وهو واضح جلي لايحتاج الى ضرب أمثلة للتأكيد على ذلك
فما ذكره الشيخ الضباع محل بحث
حتى وان كان كلامه حول مصر
نرجع الى موضوعنا نجد في ترجمة بعضهم في سنة 923
في ترجمة عبد الرحمن بن علي بن أبي بكر (العيدورس كما في النور السافر
(وكان يقرأ لأبي عمرو ونافع ويقرأ لعاصم برواية حفص
)
وهذا النص قد نخرج منه بفائدة جليلة
بيان ذلك
أننا نجد في عصرنا أن قراءة أبي عمرو منتشرة في بلدان وقراءة نافع في بلاد أخرى
وقراءة عاصم برواية حفص في أغلب البلدان
فهي الروايات التي ظلت منتشرة ويقرأ بها العامة
يتبع
ـ[ابن وهب]ــــــــ[28 Aug 2005, 11:38 ص]ـ
وهذا رابط موضوع الدكتور مساعد - حفظه الله - الذي أشرت إليه
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=3975#post3975
ـ[ابن وهب]ــــــــ[28 Aug 2005, 11:56 ص]ـ
ومما يدل على عدم انتشار رواية حفص عند كثير ممن هم في طبقة الطبري
قول النحاس - رحمه الله
: وحكى محمد بن الجهم عن الفراء قال: قرأ عاصم والأعمش {وليبدلنهم} مشددة وهذا غلط على عاصم وقد ذكر بعده غلطا أشد منه وهو أنه حكى عن سائر الناس التخفيف
)
وأنت إذا تأملت هذا عرفت أن رواية حفص لم تكن مشهورة منتشرة عند النحاس
وإلا لم يعترض بهذا الاعتراض ولاعتذر لقول الفراء بأنه اراد رواية دون رواية
ـ[ابن وهب]ــــــــ[28 Aug 2005, 12:00 م]ـ
بل أننا نجد القرطبي أحيانا لايشير الى خلاف حفص وهذا يدل على أنها لم تكن رواية منتشرة مشهورة بين العامة في عصر القرطبي
والقرطبي في مصر
مع أن القرطبي في عصر قد دونت الكتب وهو ينقل من كتب هذا الفن ورواية حفص منتشرة بين القراءة في بلده الاصلي أو في مصر
وهو يعرف ذلك
ولكنها لم تكن منتشرة بين العامة
ـ[ابن وهب]ــــــــ[28 Aug 2005, 12:05 م]ـ
وللفائدة
فهذا تصحيف وقفت عليه في تفسير القرطبي في أكثر من نسخة علما بأني لم أتتبع النسخ
(في القرطبي
قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم} نهى المؤمنين أي يتناجوا فيما بينهم كفعل المنافقين واليهود فقال: {يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم} أي تساررتم {فلا تتناجوا} هذه قراءة العامة وقرأ يحيى بن وثاب و عاصم و رويس عن يعقوب فلا تنتجوا من الانتجاء
انتهى
قوله عاصم تصحيف
صوابه حمزة
واحتمال وقوع التصحيف في مثل هذا الحرف وارد
يصعب علي شرحه
لان حمزة لو رسم بطريقة معينة - على طريقة المتقدمين
فقد يقع البعض في خطأ فيظن حمزة = عاصم
والله أعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[28 Aug 2005, 12:11 م]ـ
إلا أن الرواية المنتشرة بالعراق الى عصر متأخر هي رواية أبي بكر بن عياش عن عاصم
-كما تجده في نقول الشيخ الفاضل غانم الحمد - وفقه الله -
لا رواية حفص
نجد في ترجمة بعض العلماء المتأخرين
وقد توفي سنة 755
(يُتْبَعُ)
(/)
(وقرأ الشيخ زين الدين القرآن ببغداد على الشيخ عبد الله الواسطي ....
لعاصم من طريق أبي بكر
)
فرواية أبي بكر هي التي كانت تنتشر في العراق لارواية حفص
ـ[ابن وهب]ــــــــ[28 Aug 2005, 12:16 م]ـ
وفي ترجمة بعضهم
(
محمد بن بدر الدين الملقب محيي الدين الشهير بالمنشي الرومي الأقحصاري الحنفي المفسر
كان من إجلاء العلماء المحققين صنف تفسيره المشهور واقتصر فيه على قراءة حفص
وشرع فيء تأليفه ببلدته إقحصار من أعمال صار وخان في مستهل شهر رمضان سنة
إحدى وثمانين وتسعمائة وله في هذا التفسير لطائف كثيرة منها إنه استخرج معميين أحدهما
اسم محمد استخرجه من أول سورة الحمد وأول سورة البقرة وفيه عمل عجيب وحله
سهل ممتنع إذا استخراجه على أن تكون ألف ولام الحمد ميما والثاني في اسم هود
واستخرجه من سورة هود من قوله تعالى وما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها وإشارته
ظاهرة قلت قوله تعالى ما فرطنا في الكتاب من شيء يرشد إلى أمثال هذا الاستخراج على
الوجه الذي لا يبعد عن الطبع من غير احتياج إلى معونة خارجية على أن بعضهم
استخرج اسم هاشم من قوله تعالى والقمر إذا تلاها بالعمل العددي وهو أن عدد قمر
ثلثمائة وأربعون وهي عدد تلاها فهو هاشم وهذا الاستخراج قريب إلى الاستحسان لا
كاستخراج اسم شهاب من قوله تعالى والليل إذا يغشاها على أن يراد من لفظة ليل مرادفه
الفارسي وهو شب غشي ها فهذا وإن كان صحيحا إلا أن استعمال الفارسي فيه بعد
والفقير وقفت على تفسير المنشى هذا فرأيت له عبارات لطيفة مستحسنة وقد قرظ له
عليه جماعة منهم شيخ الإسلام محمد بن محمد بن إلياس المعروف بجوي زاده فقال فيه:
أكرم بتفسير كروض ناضر لم يمل حبر مثله بمحابر
حاو لكل فوائد كقلائد وبدائع خطرت ببال عاطر
بعبارة قد أحكمت وبراعة قد أبكمت لسن البليغ الماهر
شمس المعارف والفضائل أشرقت يهدي سناها كل قلب حائر
مولاي محي الدين دمت منولا من يم فضلك كل در فاخر
)
انتهى
من خلاصة الأثر
تأمل قوله
(واقتصر فيه على قراءة حفص)
هذا يدل على انتشار قراءة حفص
ثانيا ان الاقتصار على قراءة حفص في التفسير جديد
والا لو كان منتشرا لما ذكره
فمن هنا نستطيع فهم هذا الموضوع بشكل أوسع
والله أعلم بالصواب
ـ[ابن وهب]ــــــــ[07 Mar 2007, 03:25 م]ـ
ما سبب انتشار رواية حفص؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المستشار: يسري حسين محمد سعد
تاريخ الإضافة: 13/ 02/2007 ميلادي - 25/ 1/1428 هجري
زيارة: 176
--------------------------------------------------------------------------------
السؤال:
سؤال من علي عبد السلام فردوس:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وسائر رسل الله أجمعين سلام الله عليكم أجمعين
أود أن أسال سؤالاً عن رواية حفص عن عاصم هل هي القراءة الأولى للقرآن الكريم؟
ولماذا كان انتشارها أكثر من بقية الروايات في العالم الإسلامي؟
هل رواية حفص هي الأفصح للغة العربية أم هي الأسهل قراءة للناس في لفظها؟
أم هي التي كان يقرؤها الصحابة الكرام كثيرا؟
علما أنا فيها كلمة واحدة ممالة من الألف الى الكسرة هي كلمة (مجرايها) فقط،علما اذا قرأناها من غير إمالة هي فصيحة
_ وماذا عن رواية شعبة عن عاصم لماذا أهملت، مع العلم أن قارئها هو نفس الإمام (عاصم)؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب:
الحمد لله الكريم المنان, سابغ النعم والإحسان, الرحيم بأوليائه, يخرجهم من الظلمات إلى النور, ويهديهم إلى سواء السبيل. وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين, وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه, وعمل بسنته إلى يوم الدين. أما بعد:
لقد اشتهر في كل طبقة من طبقات الأمة جماعة عنيت بحفظ القرآن الكريم وإقرائه. ولما وقع الخلاف على ما يحتمله رسم المصحف العثماني؛ من التشكيل والإمالة والإدغام والهمز والنقل, وغيرها من القراءات, وتمسك القراء بما أخذوه بالتلقي؛ أجمع أهل العلم على اختيار قارئ مشهور بالثقة والأمانة والنقل من كل مصر للأخذ عنه, بشرط التواتر وموافقة رسم المصحف العثمانى وموافقة اللغة العربية ولو بوجه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان قد اشتهرت قراءات الأئمة السبعة على رأس المئتين في الأمصار, وفي أوائل المئة الثالثة من الهجرة في بغداد جمع ابن مجاهد قراءات أهل المدينة ومكة والشام والبصرة والكوفة؛ على قراءة القراء السبعة. ثم أضيفت القراءات الثلاث؛ قراءة أبي جعفر ويعقوب وخلف, واختير أربعة قراءات من الشواذ. وأُلفت الكتب الكثيرة في القراءات, حتى وصل الحال إلى اختيار قراءات الأئمة العشرة ورواتهم المشهورة, وجرى العمل على ذلك إلى يومنا هذا.
وأصبحت الآن تؤخذ بالتلقي والإقراء بموجب متن الشاطبية والدرة, وطيبة النشر.
وثمة أسباب لانتشار رواية حفص عن عاصم الكوفي منها:
1 – عدم وجوب القراءة بكل القراءات؛ قال تعالى: {فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا}.
وجاء في صحيح البخاري من قوله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ على سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فاقرؤوا منه ما تَيَسَّرَ". وعند مسلم؛ قال جِبْرِيلُ عليه السَّلام للنبي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ على سَبْعَةِ أَحْرُفٍ, فَأَيُّمَا حَرْفٍ قرأوا عليه فَقَدْ أَصَابُوا". وهذا يفيد اختيار الأيسر, ويفيد عدم وجوب القراءة بكل الروايات, ولو كان واجبًا لوقع الاهتمام الشديد بكل الروايات, وكان لها الانتشار كرواية حفص أو أشد.
فهذا سبب قوي يدفع إلى ترك القراءة التي فيها أعمال كثيرة للغالبية من الناس؛ إلا من كانت عنده الهمة والرغبة في تعلم القراءات والقراءة والإقراء بها, وهم كُثر ولله الحمد والمنة, حتى زاد في هذا العصر الاهتمام بهذا العلم الجليل, وإني لأذكر أنه كان في كل مصر معهد واحد لتدريس القراءات, والآن في كل محافظة معهد لتعليم القراءات.
ولما كانت قراءة حفص من السهولة واليسر بمكان – كما سيأتي تفصيله في السبب الرابع – لا جرم كَثُر إقبال الناس عليها تلاوة وحفظًا وتعليمًا.
2 - اشتهرت روايته عن عاصم بن أبي النجود في الكوفة وكانت دار الخلافة حينئذ, يفد إليها العلماء وطلاب العلم, وكان حفص متفرغًا للإقراء عن غيره من القراء, ولما انتقلت الخلافة إلى بغداد انتقل حفص إليها, وأيضًا جاور بمكة وأقرأ بها, ومكة محل التقاء علماء العالم الإسلامي. ودار الخلافة بغداد كانت محط العلماء والمتعلمين, وكَثُر فيها الناس لوفرة العيش فيها؛ فاشتهرت روايته في بغداد أيضًا, وكثر عدد الآخذين لرواية حفص, ومن ثم انتشرت في سائر البلدان, وخاصة بلاد المشرق, وكان السائد في بلاد المغرب قراءة ورش وأبي عمرو.
فزيادة العناية بقراءة حفص في هذا الوقت؛ بالإقراء والتلقين والتدوين, وكتابة المصحف بما يوافقها وتداوله؛ سببًا قويًّا وعاملاً أساسًا في رواجها وانتشارها.
والذي يغلب على الظن أن هذه القراءة ظلت تتنقل مع الدولة في دور الخلافة من عصر إلى عصر؛ قراءة وتعليمًا وكتابة في المصاحف, حتى في عصرنا هذا.
3 – إتقان حفص لروايته عن عاصم, وقوة سنده من الأسباب المهمة في انتشار روايته؛ إذ يقول الشاطبي:
فَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ وَعَاصِمٌ اسْمُهُ فَشُعْبَةُ رَاوِيهِ المُبَرِّزُ أَفْضَلاَ
وَذَاكَ ابْنُ عَيَّاشٍ أَبُو بَكْرٍ الرِّضَا وَحَفْصٌ وَبِاْلإتْقَانِ كانَ مُفضَّلاَ
وذلك أن حفصًا كان ابن زوجة شيخه عاصم بن أبي النجود, وكان معه في دار واحدة.
قال أبو عمرو الداني: وهو الذي أخذ قراءة عاصم على الناس تلاوة, ونزل بغداد فأقرأ بها, وجاور بمكة فأقرأ بها أيضًا. وقال ابن المنادي: وكان الأولون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر ابن عياش – يعني: شعبة – ويصفونه بضبط الحروف التي قرأ على عاصم, وأقرأ الناس دهرًا, وكانت القراءة التي أخذها عن عاصم ترتفع إلى علي رضي الله عنه. يعني: سندًا.
فثناء الفقهاء والعلماء على إتقانه وضبط قراءته أدى إلى الإقبال الشديد على روايته.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - إن قراءة حفص يسيرة سهلة الأداء, والنفس ترغب في التيسير, والرواية ليس فيها عمل كثير إضافي كغيرها من قراءة الكوفيين؛ فضلاً عن غيرهم, كالإمالة الكثيرة في قراءة حمزة والكسائي وخلف - وهم قراء الكوفة -, وأيضًا المد المشبع في المنفصل والمتصل, والسكت المتكرر على الهمز الذي قبله ساكن موصولاً كان أم مفصولاً, والوقف على الهمز في قراءة حمزة وهشام, وإمالة هاء التأنيث حال الوقف عند الكسائي, والمدود أيضًا في قراءة ورش عن نافع, أو صلة ميم الجمع وسكونها واختلاف المد المنفصل في قراءة قالون عن نافع أيضًا, والصلة المتكررة أيضًا في قراءة ابن كثير المكي وأبي جعفر المدني, أو الإدغام الكثير للمثلين الكبير والمتقاربين في رواية السوسي عن أبي عمرو, أو العمل في الهمز المتتالي سواء كان في كلمة أو كلمتين, عند نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر؛ وهذا يعد عاملاً آخر للإقبال على رواية حفص.
5 – كما تعد أيضًا طباعة المصاحف برسم قراءة حفص؛ عاملاً أساسًا في انتشار هذه الرواية على مر العصور, وخاصة في هذا العصر الذي انتشرت فيه الطباعة بمختلف أنواعها ولا تجد أرضًا إلا والغالب فيها المصاحف المطبوعة برواية حفص عن عاصم، اللهم إلا النذر من بلاد المغرب وإفريقيا؛ الذي بدأ يغزوها هذا الانتشار الواسع لمطبوعات المصاحف الجديدة.
6 – الإذاعات والمرئيات بمختلف أنواعها؛ من القديم إلى الحديث كان الغالب فيها إذاعة رواية حفص. وهذا شيء ملحوظ ومشاهد. وكان أول تسجيل صوتي للقرآن الكريم في العالم الإسلامي بصوت الشيخ محمود خليل الحصري برواية حفص.
7 – تدريس القرآن برواية حفص في المدارس والمعاهد والجامعات والكتاتيب في أغلب الأقطار؛ حتى في معاهد القراءات بداية يدرسون القرآن برواية حفص؛ تلاوة وحفظًا وتجويدًا, ثم يُبنى عليها بقية القراءات العشر المتواترة, والأربعة من الشواذ.
8 – وثمة سبب لعله هو أقوى الأسباب وأهمها: أن الله عزَّ جلَّ قد وضع لهذه الرواية القبول والإقبال, لأسباب نعلمها أو لا نعلمها؛ فهي مع ذلك لا تنفي القراءات الأخرى وأهميتها, ولا تحط من شأنها فكلٌّ كلام رب العالمين, وتنزيل من حكيم حميد. والله تعالى أعلى وأعلم.
كما ندعو أهل الاختصاص في هذا العلم, إلى العمل على نشره وتداوله بين المسلمين, وتسجيل القراءات وإذاعتها على الناس؛ تلاوة وتعليمًا, وترغيبهم فيها, واتخاذ الطرق التي تيسرها لهم؛ ليتعرفوا كلام الله بحلاوته وطلاوته.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والعمل الصالح.
انتهى
المصدر موقع الألوكة http://www.alukah.net/Counsels/CounselDetails.aspx?CounselID=18
http://www.alukah.net/Counsels/CounselDetails.aspx?CounselID=18
ـ[ابن وهب]ــــــــ[07 Mar 2007, 03:32 م]ـ
وفي الموضوع أعلاه تعقب على بعض ما جاء في رد الأستاذ
(المستشار: يسري حسين محمد سعد
) - وفقه الله
يعرف ذلك من قراءة الموضوع والحوار
ومن الموضوع الآخر الذي وضعت رابطه في المشاركة رقم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 Oct 2008, 09:31 ص]ـ
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=64387#post64387
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 Nov 2008, 03:19 م]ـ
في نهاية المطلب (13\ 16 - 17) لإمام الحرمين الجويني (ت 478)
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[17 Jun 2009, 10:13 م]ـ
فائدة:
مشايخنا الأفاضل:
من الجدير بالذكر في هذا المقام أني لاحظت أن الإمام حفصًا _ عليه سحائب الرحمات وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيراً _ كانت له طريقة لطيفة في اختياراته، وهي أنه عندما يختار قاعدة ليسير عليها في قراءته يتعمد أن يخالفها في موضع أو مواضع قليلة لينبه على القراءات المخالفة له:
فمثلاً:
- قاعدته أن هاء الكناية إذا سبقت بساكن لا توصل، لكنه وصلها في موضع الفرقان (فيه مهانا)، ليبين جواز صلة هاء الكناية
- قاعدته أن هاء الكناية إذا وقعت بين متحركين توصل، لكنه لم يصلها في موضع الزمر (يرضه لكم)
- قاعدته أن ذوات الياء لا تمال، لكنه أمال (مجراها) ليبين جواز إمالة ذوات الياء
- قاعدته عدم تسهيل الهمزات عند اجتماع الهمزتين، لكنه سهل الهمزة الثانية في (أاعجمي) ليبين جواز التسهيل
- قاعدته ترك السكت لكنه سكت السكتات الأربع
حتى في فرش الحروف:
- قاعدته كسر ميم (مت) في كل المواضع (ياليتني مت .. ، إإذا متنا .. ) لكنه ضمها في موضعي آل عمران (ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم)، (ولئن متم أو قتلتم)، بينما بقية القراء إما أن يضموا الميم في جميع القرآن أو يكسروها في جميع القرآن.
- قاعدته في باب (عتيا وصليا وجثيا .. ) كسر فاء الكلمة لكنه خالف قاعدته فضم فاء الكلمة في (بكيا) بينما باقي القراء إما أن يكسروا الجميع أو يضموا الجميع.
وهذه الملاحظة تحتاج إلى تتبع ومقارنة أسلوبه في الاختيارات بأسلوب بقية القراءات، ومقارنة الاستثناءات عنده بالاستثناءات عند بقية القراء.
وهنا قد يقول قائل إن رواية شعبة _ مثلاً _ أسهل من رواية حفص لأن قواعدهما التجويدية واحدة لكن رواية شعبة أكثر اطرادا للقواعد، والمواضع التي فيها خروج عن القواعد المطردة في رواية شعبة أقل منها في رواية حفص.
هذا مع تأكيدنا على أن حفصا رحمه الله وغيره من القراء ما كانوا يقرؤون بشيء لم يقرئهم به مشايخهم بالسند المتصل إلى رسول الله عن جبريل عن رب العالمين سبحانه، وإنما كانوا يتخيرون من بين الأوجه الكثيرة التي قرؤوا بها فيختارون القراءة بهذا الوجه في موضع، وبالوجه الآخر في موضع آخر، وكلها كاف شاف.
رحم الله حفصا وجميع أهل القرآن الذين هم أهل الله تعالى وخاصته، ونسأل الله تعالى أن يلحقنا أجمعين بهم، ويرزقنا حسن اتباعهم.
جزاكم الله الجنة على هذه الفائدة يا شيخنا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو تراب البغدادي]ــــــــ[02 Feb 2010, 01:43 ص]ـ
شكر الله للجميع وجزاكم خيراً
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[03 Feb 2010, 02:08 م]ـ
هنا نصف كلمة مما يخص هذا الموضوع:
رسم المصحف الكوفي - من أولى مشاركاتي ( http://qiraatt.com/vb/showthread.php?t=76)(/)
جواز الخلط بين القراءات بشرط ...
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[02 Jan 2004, 04:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن رجل يصلى بقوم، وهو يقرأ بقراءة الشيخ أبى عمرو، فهل إذا قرأ لورش، أو لنافع باختلاف الروايات مع حملة قراءته لأبى عمرو يأثم؟ أو تنقص صلاته؟ أو ترد؟
فأجاب:
يجوز أن يقرأ بعض القرآن بحرف أبى عمرو وبعضه بحرف نافع، وسواء كان ذلك في ركعة أو ركعتين، وسواء كان خارج الصلاة أو داخلها، والله أعلم.
مجموع الفتاوي 22/ 445 والفتاوي الكبرى 1/ 220
وقال ابن الجزري في النشر 1/ 22:
بعد أن نقل أن البعض منع من ذلك، قال:
والصواب عندنا التفصيل والعدول بالتوسط إلى سواء السبيل فنقول:
1 - إن كانت إحدى القراءتين مترتبة على الأخرى فالمنع من ذلك منع تحريم،
كمن يقرأ (فتلقى آدم من ربه كلمات) بالرفع فيهما، أو بالنصب آخذا رفع (آدم) من قراءة غير ابن كثير، ورفع (كلمات) من قراءة ابن كثير .... وشبهه مما يركب بما لا تجيزه العربية، ولا يصح في اللغة.
2 - وأما مالم يكن كذلك فإنا نفرق فيه بين مقام الرواية، وغيرها
(أ) _ فإن قرأ بذلك على سبيل الرواية فإنه لا يجوز أيضا من حيث أنه كذب في الرواية، وتخليط على أهل الدراية.
(ب) - وإن لم يكن على سبيل النقل والرواية بل على سبيل القراءة، والتلاوة فإنه جائز صحيح مقبول لا منع منه ولا حظر، وإن كنا نعيبه على أئمة القراءات العارفين باختلاف الرويات من وجه تساوي العلماء بالعوام، لا من وجه أن ذلك مكروه أو حرام إذ كل من عند الله نزل به الروح الأمين على قلب سيد المرسلين تخفيفا عن الأمة، وتهوينا على أهل هذه الملة ... إلخ
(راجعه فإنه نفيس).
وقال الحافظ ابن حجر رحمه اله في الفتح 9/ 38:
واستدل بقوله صلى الله عليه وسلم:"فاقرءوا ما تيسر منه "
على جواز القراءة بكل ما ثبت من القرآن بالشروط المتقدمة (1) وهي شروط لابد من اعتبارها فمتى اختل شرط منها لم تكن تلك القراءة معتمدة.
وقد قرر ذلك أبو شامة في الوجيز تقريرا بليغا، وقال:
لا يقطع بالقراءة بأنها منزلة من عند الله إلا إذا اتفقت الطرق عن ذلك الإمام الذي قام بإمامة المصر بالقراءة، وأجمع أهل عصره ومن بعدهم على إمامته في ذلك.
قال: أما إذا اختلفت الطرق عنه فلا فلو اشتملت الآية الواحدة على قراءات مختلفة مع وجود الشرط المذكور جازت القراءة بها بشرط أن لا يختل المعنى ولا يتغير الإعراب.
وذكر أبو شامة في الوجيز أن فتوى وردت من العجم لدمشق سألوا عن قارئ يقرأ عشرا من القرآن فيخلط القراءات؟
فأجاب ابن الحاجب وابن الصلاح وغير واحد من أئمة ذلك العصر:
بالجواز بالشروط التي ذكرناها كمن يقرأ مثلا (فتلقى آدم من ربه كلمات) فلا يقرأ لابن كثير بنصب (آدمَ) ولأبي عمرو بنصب (كلماتٍ)، وكمن يقرأ (نغفر لكم) بالنون (خطيئاتُكم) بالرفع، قال أبو شامة: لا شك في منع مثل هذا وما عداه فجائز،والله أعلم.
(قال ابن حجر): وقد شاع في زماننا من طائفة من القراء إنكار ذلك حتى صرح بعضهم بتحريمه فظن كثير من الفقهاء أن لهم في ذلك معتمدا فتابعوهم،
وقالوا: أهل كل فن أدري بفنهم، وهذا ذهول ممن قاله، فإن علم الحلال والحرام إنما يتلقى من الفقهاء، والذي منع ذلك من القراء إنما هو محمول على ما إذا قرأ برواية خاصة فإنه متى خلطها كان كاذبا على ذلك القارئ الخاص الذي شرع في إقراء روايته فمن أقرأ رواية لم يحسن أن ينتقل عنها إلى رواية أخرى كما قاله الشيخ محي الدين، وذلك من الأولوية لا على الحتم أما المنع على الإطلاق فلا، والله أعلم.
-------------------
(1) ذكرها في 9/ 32 .. والأصل المعتمد عليه عند الأئمة في ذلك أنه الذي يصح سنده في السماع، ويستقيم وجهه في العربية، ويوافق خط المصحف ..
ـ[الشيخ أبو أحمد]ــــــــ[02 Jan 2004, 06:08 م]ـ
قهل لنا أن نقول إن التزام الناس بالقراءات على وجهها التي هي بيننا اليوم, والتي لم تكن بهذا التصنيف على عهد الصحابة (السلف) , إنما هو بدعة أحدثت بعد العهد الخيري الأول, وفي أخص خصوصيات الدين, وهو القرآن.
فكيف نصنف في القرآن ما لم يصنفه الصحابة العدول؟.
وكيف نجرؤ أن نجيز القراء بشروط (موضوعة) لو شرطت على الصحابة التي ينتهي الاسناد اليهم, لم يجازوا بهذه الشروط, ولو كانوا بيننا لما التزموا ما نتلزمه نحن اليوم, فأينا أهدى سبيلا؟.
والصواب أن لكل عبد الحق بقراءة كل وجه أو ما نسميه (الفرش) متى يشاء, بغض النظر عن (الاصول) التي يقرأ عليها, فله أن يقرأ بأصول نافع بتقليل الراءات ونقل الهمزات, ولكن (بفرش) عاصم او ابن كثير مثلا.
فمن الذي يقول إننا لا نستطيع أن نقرأ {هل تستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة} , بدل {هل يستطيع ربك} , إلا إذا تعلمنا أصول وفروش قراء الكسائي مثلا, أو أنك لا تستطيع أن تقرأها إلا بأصل الكسائي بإدغام اللام في التاء؟؟
أرى أننا على (بدعة) في إلزام الناس بما لم يلزمه به صاحب القرآن ...
وأرى أن الإمام ابن عبد الوهاب لو فرغ لها لما ترك الناس على ما هم عليه!.
فلم نتهاون بهذه البدعة ونلاحق الناس على ما هو دونها بكثير؟؟
ولم لا نتشدد ونحمل الناس على الحق كما هو منهج السلف؟
اللهم اهدنا فيمن هديت ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[04 Jan 2004, 08:30 ص]ـ
سبحان الله!
ما أجمل فهم العلماء الأكابر،
أهل الأصول والعقول، لا اهل الاتباع والنقول!
ولنا عود لما ذكر، وتوظيفه في سياق الحديث عن القراءة الأكمل للقرآن (قراءة محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[04 Jan 2004, 10:12 م]ـ
يا عزيزي ....
تقول: أهل الأصول والعقول .....
أقول: أهل الأصول والعقول هم من اتبع النقول.
لا من اتبع بدع المتكلمين وتقعيدات الفلاسفة ....
ولذلك كان كبار الأئمة العلماء من الصحابة والتابعين وأئمة الإسلام هم من جمع بين الأمرين ....
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[04 Jan 2004, 10:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فى بحث أخينا السابق خلط فى مسائل القراءات،
فهو لم يفرق بين الصلاة وغيرها، والتعليم للقراءة وشروطه،
فالصلاة حقيقة متعلقة بالفقهاء والقراء لاشك تبع لهم فى هذا،
أما مسألة التعليم للقراءات المتواترة،وحفظها، ونقلها فهى تعتمد على شروط ليس منها هذا التخليط،المذكور آنفا.
وإذا أجاز هؤلاء الخلط المذكور فى التعليم فسيقال على العلم السلام، بل وسيأتيننا الطم والرم من كل صوب، وحتما سيضيع العلم القرآني بهذا. أسأل الله السلامة.
أرجوا من الإخوة التحرى ومداومة النظر فى طرحهم وما توفيقى إلابالله.
ـ[الشيخ أبو أحمد]ــــــــ[05 Jan 2004, 01:50 ص]ـ
ناشدتك الله يا دكتور أمين ...
ها انت تفرق بين الصلاة والتعليم, فهل كان الصحابة يتعلمون "القراءات" من النبي, أو يعلمونها بعضهم بعضا كما نفعل نحن ونلزم به أنفسنا؟!.
وأينا أحرص على القرآن, نحن أم هم؟.
وهل كان أبي بن كعب رضي الله عنه, يعرف ما تعرف أنت من "الالتزام" بالفروش والاصول لكل قارئ على حدة؟؟
ناشدتك الله!.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[05 Jan 2004, 03:15 ص]ـ
مجرد ضرب مثال للتقريب لمن أشكل عليه الفرش وتحريرات الأصول ونحوها:
ألا ترى كيف أن الحديث الشريف له روايات وزيادات في طرق وتجد طرق لثقات وأخرى لصدوقين وغير ذلك،
فهل كان الصحابي راوي الحديث يعرف كل هذه التفصيلات والأسانيد والمصطلحات الأصولية للحديث كالأكابر عن الأصاغر والمدبج والمقطوع والمنقطع والمعلق والمعنعن والمرسل والمسلسل ورواية البخاري وزيادة الإسماعلي وحديث ابن أبي شيبة وزيادة الطبراني
أم أنه روى الحديث مباشرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وجوابك عن هذا هو جوابنا عن تلك.
وأخشى أن يكون الأصل في هذا الاعتراض هو ما يقال أن: الإنسان عدو ما جهل
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[05 Jan 2004, 03:25 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
رب يسر وأعن ياكريم
أولاً:
لا يعجبني في الأخوين أبي أحمد وخالد عبد الرحمن تناولهما القضايا الخطيرة في القرآن وعلومه بسطحية عجيبة، يجلس أحدهما متكئاً على أريكته فيفكر ويقدر ثم يخرج علينا باقتراح إلغاء القراءات المتواترة بل والشواذ أيضاً وابتداع قراءة جديدة نسميها (قراءة محمد بن عبد الله) ماشاء الله! والثاني يتوقع أن الإمام ابن عبد الوهاب لو سمع باقتراح الشيخ أبو أحمد لألغى القراءات! الحمد لله أن الشيخ أبا أحمد لم يدرك الإمام ابن عبد الوهاب ويقترح عليه هذا الاقتراح الخطير!
والمصيبة أنهما يصفان هذا الفهم الذي لم يفهمه أحد قبلهما من الأولين ولا من الآخرين بأنه فهم العلماء الكبار أهل العقول والنقول والفروع والأصول ... إلى آخره.
ليعذرني الأخوان فليس من عادتي القسوة في الرد، ولكني مستاء جدا من الطريقة التي يتناولان بها القضايا العلمية في هذا الملتقى، وإني أنصحهما نصيحة مخلص أن يثنيا الركب في حلق العلماء الراسخين، وألا يقولا بقول ليس لهما فيه إمام، وألا يتكلما في مسألة حتى يوفياها حظها من القراءة والاطلاع على ما قاله فيها أهل العلم والاتباع.
ثانياً:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الخطابي: إن أصحاب القراءات من أهل الحجاز والشام والعراق كل منهم عزا قراءته التي اختارها إلى رجل من الصحابة قرأها على رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستثن من جملة القرآن شيئا فأسند عاصم قراءته إلى أبي، وكذلك أبو عمرو بن العلاء أسند قراءته إلى أبي، وأما عبد الله بن عامر فإنه أسند قراءته إلى عثمان، وهؤلاء كلهم يقولون قرأنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأسانيد هذه القراءات متصلة ورجالها ثقات (نقله عنه القرطبي في تفسيره 1/ 59)
ثالثاً:
جرت العادة بنسبة القراءات إلى رواتها من أئمة المسلمين، فيقال قراءة نافع أو قراءة عاصم، وهكذا، وهذا معناه أنه كان أكثر ملازمة لهذه القراءة التي تلقاها عن شيوخه، وأكثر ضبطا لها، وأكثر قراءة وإقراء بها، وليس المعنى أنه اخترعها أو أحدثها باجتهاده، فالمراد أن ذلك الإمام اختار القراءة بهذا الوجه من اللغة حسبما قرأ به، فآثره على غيره وداوم عليه ولازمه حتى اشتهر به، وعرف، وقصد فيه، وأخذ عنه، فلذلك أضيفت إليه دون غيره من القراء، فهي إضافة اختيار ودوام ولزوم لا إضافة اختراع ورأي واجتهاد (انظر النشر 1/ 25)، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: من أحب أن يقرأ القرآن غضا طريا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد [مسند أحمد 1/ 7، 1/ 454، وسنن ابن ماجه برقم (138)، من حديث أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (5961)]، أي على قراءة ابن مسعود رضي الله عنه التي تعلمها من النبي صلى الله عليه وسلم ورواها عنه، ولم يوافق العلماء إبراهيم النخعي في كراهته أن يقال قراءة فلان، بل حكى النووي إجماع السلف والخلف على جواز ذلك (التبيان 266) والحديث المذكور دليل على الجواز.
رابعاً:
الطرح الذي يطرحه الأخوان أبو أحمد وخالد فيه تناقض شنيع، فهما يدعوان إلى إبطال القراءات، وفي نفس الوقت إلى الخلط بين القراءات في قراءة جديدة، حسناً! إذا ألغينا القراءات وتوقف العلماء عن إقرائها وتعليمها التصنيف فيها، فمن أين إذن سنأتي بالقراءة الجديدة المطلوبة؟ هل سيتاح المجال لتأليف قراءة جديدة؟ ثم ما الذي يلزم الناس باتباع قراءة الشيخ أبي أحمد التي سيقول لنا إنها قراءة النبي صلى الله عليه وسلم؟ ولماذا ستكون قراءة أبي أحمد أفضل من قراءة حمزة والكسائي والأعمش؟ وما الذي يمنع أن تتعدد الاجتهادات ويفتتح المجال للرجوع لبقايا الكتب التي نجت من المذبحة ثم يجتهد كل إنسان في كيفية التطبيق العملي لما في الكتب بمعرفته، فتكون النتيجة أنه بدلا من عشر قراءات سيصبح عندنا عشرة آلاف قراءة ويختلط الحابل بالنابل؟
خامسا:
يقول أبو أحمد: (هل كان الصحابة يتعلمون "القراءات" من النبي, أو يعلمونها بعضهم بعضا كما نفعل نحن ونلزم به أنفسنا؟!.) اهـ
الجواب: نعم، كانوا يتعلمونها من النبي صلى الله عليه وسلم أصولا وفرشا، ويعلمونها تابعيهم، لما يلي:
1) في زمن الصحابة كانت هناك قراءة ابن أم عبد (أي ابن مسعود) التي تعلمها من النبي صلى الله عليه وسلم وكان يعلمها أصحابه والتي قال فيها صلى الله عليه وسلم (من أحب أن يقرأ القرآن غضا طريا فليقرأه بقراءة ابن أم عبد)، وكانت هناك قراءة أبي وقراءة أبي الدرداء وغيرهم
2) المصاحف التي كتبها الصحابة وأرسلوها إلى الأمصار، كاننوا يراعون أن يكتبوها برسم يحتمل القراءات الواردة، وإن لم يمكن جمع القراءات في رسم واحد رسموا بعضها بقراءة وبعضها بقراءة، وهذا يدل على أن القراءات كانت موجودة وكان أهل كل مصر يقرؤون بما يوافق مصحفهم، وكان هناك قراءة لأهل الشام وقراءة لأهل مكة وقراءات أخرى لأهل المدينة والكوفة والبصرة في زمن الصحابة، وهذا معلوم بالضرورة وبالتواتر، ولا أدري القراءة الجديدة المقترحة ستكون أي قراءة من هذه؟ وعلى أي أساس سيتم إلغاء بقية المصاحف العثمانية وما يتعلق بها من قراءات؟
3) في الأحاديث الصحيحة ما يفيد أن النبي صلى الله عيه وسلم كان يعلم أصحابه التشهد كما يعلمهم السورة من القرآن وكان يعلمهم الاستخارة كما يعلمهم السورة من القرآن، وهذا يفيد أنه كان يعلمهم سور القرآن وهذا التعليم كان لكل طائفة منهم بقراءة مختلفة عن التي يعلمها للآخرين، وهذا منشأ القراءات.
(يُتْبَعُ)
(/)
4) من الأدلة على تعدد القراءات وأن الصحابة كانوا يتعلمون القراءات المتعددة ويعلمونها حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أساوره في الصلاة، فتربصت حتى سلم، فلببته بردائه، فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرؤها؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: كذبت، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ يا هشام، فقرأ عليه القراءة التي كنت سمعته يقرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هكذا أنزلت، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: اقرأ يا عمر فقرأت القراءة التي أقرأني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هكذا أنزلت، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر منه. رواه البخاري برقم (4992)، و مسلم برقم (818)
5) القراءات التي نقرأ بها اليوم هي عينها التي كان يقرأ بها التابعون في زمن الصحابة بإقرار منهم، فابن عامر مثلا تعلم قراءته من أبي الدرداء، وكان ابن عامر يؤم الناس ويقرأ بقراءته تلك في المسجد الأموي وخلفه عمر بن عبد العزيز وغيره من علماء التابعين، وكانوا يتعلمون قراءته فرشا وأصولا ويقرؤون بها ولا يخلطونها بغيرها، ونفس الشيء عن قراءة أبي جعفر فإنها القراءة التي تعلمها من ابن عباس وأبي هريرة وهما تعلماها من أبي بن كعب، وهكذا، فجميع القراءات متلقاة أصولا وفرشا عن الصحابة وكانت متميزة ومتعددة ومنسوبة إلى القارئين بها من أيام الصحابة، فهل سنكون أحرص على القرآن منهم؟
سادسا:
يقول الأخ أبو أحمد: ( ... أرى أننا على بدعة في إلزام الناس بما لم يلزمه به صاحب القرآن ... ) اهـ
وهذا دليل على أنه لم يستوعب ما نقله المشايخ الكرام عن شيخ الإسلام ابن تيمية وعن شيخ القراء الإمام ابن الجزري
ونحوه أيضا كلام الإمام النووي في التبيان، وكلام هؤلاء الأئمة كله يدور على ما ذكره ابن الجزري وهذه عبارته مرة أخرى لتتأملها جيداً [إن قرأ بذلك على سبيل الرواية فإنه لا يجوز أيضا من حيث إنه كذب في الرواية، وتخليط على أهل الدراية، وإن لم يكن على سبيل النقل والرواية بل على سبيل القراءة، والتلاوة فإنه جائز صحيح مقبول لا منع منه ولا حظر، وإن كنا نعيبه على أئمة القراءات العارفين باختلاف الرويات من وجه تساوي العلماء بالعوام، لا من وجه أن ذلك مكروه أو حرام]
فأين الإلزام بما لم يلزم به الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم؟
نحن لم نلزم الناس بالتقيد بالقراءات إلا في مجالس العلم والتحمل والأداء، وكذلك عندما يدعي أحد أنه يقرأ برواية حفص ثم يصلي بالناس ويأتي بحروف لم يقرأ بها حفص فهذا كذب في الرواية، وحتى الخلط أو التركيب بين القراءات الذي أباحه العلماء في غير مقام الرواية يحتاج من فاعله إلى أن يتعلم القراءات أولا كلا على حدة، ثم بعد ذلك يخلط على سبيل التلاوة لا الرواية، وهذا يستلزم بقاء القراءات منسوبة إلى أصحابها وبقاء تعليمها كما علمها السلف، وهذا هو المطلوب إثباته.
نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[05 Jan 2004, 12:55 م]ـ
فضيلة الشيخ أبي خالد السلمي
جزاك الله خيرا على هذا الرد والبيان البديع .....
والله إني لما قرأت تعقيب الشيخ أبي أحمد تفاجأت! وتمنيت أني لم أكتب هذا الموضوع!
الدكتور أمين: إذا كان الكلام في التعليق موجه إليّ، فأنا ناقل، والمنقول محرر في غاية البيان قد ذكر فيه الصلاة وغير الصلاة، والتعليم .... ولعلك تعيد قراءته مرة أخرى ....
وإن الكلام موجه لغيري .... فشأنه هو ..
ـ[ساري عرابي]ــــــــ[05 Jan 2004, 07:01 م]ـ
فضيلة الشيخ (أبو خالد) وفقك الله ورضي عنك:
وهذا المأمول منك ...
لكن يبدو لي أن المقصود من كلام أبي احمد ما يلي:
إذا كانت هذه القراءات التي وصلتنا عبارة عن اختيارات من مجموعة قراءات، فقراءة الكسائي -مثلا- اختارها من قراءة حمزة وغيره كما نص على ذلك ابن مجاهد في السبعة ...
فلماذا لا يجوز لنا أن نختار من هذه القراءات التي وصلتنا لنشكل قراءة مؤلفة منها جميعاً أو من بعضها؟
أظن مسألة الاختيارات هي التي أشكلت على الأخ الفاضل أبو أحمد ...
وأنا هنا أنقل فهمي لكلامه فقط ليس أكثر ...
ـ[الشيخ أبو أحمد]ــــــــ[07 Jan 2004, 12:56 ص]ـ
الاخ ساري عرابي, والاخوة الإحبة ...
ليس هذا ما أردت, ولا يكون لي أن أقول بإبطال القراءات, ولكن أريد أن أكون "سلفيا" خالصا, فعهد الصحابة العدول, كان خاليا من التصنيف والمسبعات والمعشرات, وليس عندهم إلا قراْة واحدة للنبي -بإصوله هو- وبأكثر من وجه, يختارون ويقرأون بأيها شاؤا متى شاءؤا, فمن قال إني لا استطيع أن أقرأ ما تفرد به حمزة, إلا بعد أن أتقن أصول حمزة وفروشه؟؟؟؟؟؟؟ وأريد الجواب من كلام النبي ...
وأقول باختصار: أنني أفهم جيدا فتوى الامام ابن تيمية, ولي كل الحق أن أقرأ بأصول عاصم مثلا, وأتخير من حروف النبي -لا حروف القراء- ما أشاء, متى أشاء .... فهذا هو قول الامام ابن تيمية, ومن يخالف فعليه البينة من الكتاب والحديث ...
فليس عدلا أن نكون سلفيين في "القميص", مبتدعين في "القرآن"!!!!!!!!!!!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[07 Jan 2004, 03:39 ص]ـ
أغرب عبارة في النقاش:
وأتخير من حروف النبي -لا حروف القراء- ما أشاء
وهي تدل على مدى ضحالة بعض من يظنون أنهم طلبة علم شرعي.
وكأن حروف القراء ليست هي حروف النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
ما شاء الله على سعة الاطلاع.!!!
لا أقول إلا: لا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ[الشيخ أبو أحمد]ــــــــ[08 Jan 2004, 01:07 ص]ـ
كأني بالاخ راجي الرحمة يقصد بأهل الضحالة, الامام ابراهيم النخعي, فهو الذي كان يكره أن يقال حرف فلان او قراءة فلان ....
فعلى رسلك ...
وما زلت عند سؤالي, أين الصحابة من هذه الالزامات, ولو كانت عين ما هم عليه, فلم انتظرت الامة قرنا, لتسمي القراءة باسم الكسائي مثلا؟.
أما كان ابي ابن كعب اولى بها؟.
ولماذا تلومني على غيرتي على النبي؟؟
ألو كان النبي بيننا أكنت تجرؤ أن تقول بين يديه: هذه قراءة حمزة, أو هذا حرف نافع, وهو بين ظهرانينا؟؟؟
قل ما شئت, أما أنا فتمنعني "ضحالتي" من الإساءة للنبي!.
واعلم أن "السلف" الصحابي, لا يعرف من هذه الاسماء شيئا, غير أنك فقتهم بعلمك و"عمق" اطلاعك!.
واعذرني ..
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[08 Jan 2004, 03:50 ص]ـ
نفس الشيء سيقال لك: لماذا ستسمي القراءة قراءة أبي أو ابن مسعود وتترك تسميتها قراءة النبي صلى الله عليه وآله وسلم
مع أنه هو صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي سمى قراءة ابن مسعود (ابن أم عبد)
وسيدنا عمر رضي الله عنه سماها قراءة أبي
ثم إن قراءة حفص ما هي إلا قراءة علي بن أبي طالب رضي الله عنه
وما قراءة شعبة ما هي إلا قراءة ابن مسعود رضي الله عنه
أما قول النخعي إن صح عنه فمردود ولا كرامة وقد رده كثير من العلماء كالنووي في التبيان وغيره ثم إن سبيل المؤمنين في أمة الإسلام على جواز هذه الإضافات والتسمية بلا مخالف يعتد به على مر مئات السنين إلى أن جئت أنت لمخالفة هذا الذي عليه السواد الأعظم بعد عدة قرون باجتهادك الخطير (وتكمن خطورته في تبعاته التي تهدم الدين)
أما الرد على حظر استعمال هذه المصطلحات فمثلها نقول:
هل الصحابي كان سيعرف معنى قولك حديث في الصحيحين أو متفق عليه أو رواية الستة أو حديث بإسناد سلسلة الذهب
أو حسن صحيح غريب
أو حسن بالشواهد.
أو حديث النيات أو حديث الجساسة
إلخ
وما دريت أن هذه الإضافات ليست إلا بيانية وإنما هي قراءة الصحابة وقراءة النبي صلى الله عليه وآله وسلم
ما أحد جاب شيء من بيت أبيه وها هي الأسانيد خير دليل: ما تنتهي إلا لسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
ولو جاءنا أحد وقال بل تنتهي لشعبة أو نافع ولا تسند للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، لرفضها العلماء بل والأمة جميعا ولا كرامة
ففق من غفلتك ولا تتمسك بعنادك، فقد أوضح لك الإخوة خير إيضاح فاحذر من أن يسيطر عليك الشيطان والجهل واستعذ بالله من الشيطان الرجيم فإني لك من الناصحين.
عموما نصيحتي لك أن تقرأ عدة كتب في القراءات القرآنية وتاريخها، أو تأخذ لك مادة أو مادتين في الجامعة إن كنت طالب جامعي. أو تذهب لشيخ عنده القراءات السبع تجلس معه جلستين أو حتى عشرة لعل الله يفتح عليك مما فتح عليه لكثير من أهل الله.
ـ[الشيخ أبو أحمد]ــــــــ[09 Jan 2004, 12:49 ص]ـ
يا اخ راجي
لا يعجبني التعالي باسم النصيحة ...
وأنا لم أقل ما قلته إلا من كثرة ما قرأت, فلا تظن ان الله يفتح عليك ويمسك عن الناس!.
وما زلت اسأل ..
إذا خرج الصحابة فينا فسيجدوننا على أمر في القرآن أحدثناه لم يكن فيهم ....
وليست اصطلاحات الحديث من هذا بشيء, فالصحابة العدول يعرفون الحديث خير منك ومن علماء الحديث, سواء صنفته او لم تصنفه, أما ما أنتم عليه من "التسبيع والتعشير" وتعقيدها بغيه حفظها, فلن تجد في الصحابة من يعلم ما تعلم ...
فكن "سلفيا" صادقا حقا, ولا تتعال!.
واعلم أن عمر ابن الخطاب لو خرج فينا, فسيجلس بين يديك, لتشرح له "السبعة" والشاطبية!.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[09 Jan 2004, 12:55 ص]ـ
أولا الفقير إلى الله لا يحب ابتذال اسماء الصحابة لضرب أمثلة كالتي فعلت
لكن نفس الشيء سيقال عن رواه الخمسة والستة والتسعة والشيخان والمتفق عليه
وكذا المسند والمعلق والمنقطع والمسلسل
هل سيعرف هذه المصطلحات الصحابة؟
هذا كله عناد لا حاجة لك به.
فليست هذه الاصطلاحات بأسهل من قرأها السبع أو العشر
أو أحد من القراء الذي يقرؤون بقراءة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو بعض الأحرف السبعة التي أجازها النبي صلى الله عليه وآله وسلم
ولا تحاول الهرب مما يلزمك لا محالة.
ـ[الشيخ أبو أحمد]ــــــــ[10 Jan 2004, 12:00 ص]ـ
انقطع الجدال عندي ..
وأنا على رأي الشيخ "السلفي" الحق ابن تيمية, بأن لي أن أقرأ بأي الفروش شئت.
ولولا أن ابن تيمية "ضحل في العلم مثلي" ويعلم أن هذه الحروف "تخيرات" لما اجاز التخير فيها.
فكل ما "شرحته" لي, كان مثله لابن تيمية رضي الله عنه.
وانقطع الجدال عندي إلى ها هنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[10 Jan 2004, 12:42 ص]ـ
هي هكذا وانتهينا، سبحان الله كيف تصير حجة عند بعض الخلق!!
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[10 Jan 2004, 08:38 ص]ـ
لا حول ولا قوة الا بالله ..
أحبتي في الله ...
قلنا مرة عن أهل الأصول والعقول، فقالوا هم اتباع النقول، وضربوا لنا مثلا بأهل الكلام والفلاسفة!
ولو كان علماؤنا الأكابر أهل اتباع النقول وكفى، لما عارض الطالب أستاذه، ولما تعددت الآراء، وتشعبت المسائل! واما الفلاسفة -يا شيخي - فهم قوم اتبعوا العقول بلا اصول، فضلوا مع جنوحات العقل في لا مجال لأدراكه الا بنص! وأما علماؤنا الأكابر فقد أعملوا بصائرهم في أطار ما اخذوا عن ربهم ونبيهم صلى الله عليه وسلم، وهذا الحق هو المنهج الذي نتكئ عليه ونعتمده في نظرنا في كتاب الله، ومحاولتنا للفهم والتدبر!
و ليست السطحية، بل هي العودة للأساسيات التي غطاها تشابك المسائل من فوقها، وما ندري هل على بنيان قوي ام على جرف هار بنينا؟! والوقوف امام النص و أمام الأساسيات بتجرد طالب العلم، لا للمحاكمة بناء على معطيات سابقة.
والامام في ذلك هو عين المنهج، وما تخلفنا عن حلقات العلم، لكن العلماء تخلفوا عن دورهم بالبحث والدراسة، وانصرفوا للنقل والمجادلة!
و الحديث ليس عن اختراع قراءة، أو الغاء ارث عظيم و جهد أعظم من المكتبة الأسلامية، فهذا محال عقلا، وليس هدفا لطالب علم يبغي اعلاء البناء، لكنه الفهم والغربلة، و تمتين الأساس و نفض الغبار عنه فالقراءة على قراءة محمد صلى الله عليه وسلم، ليست جديدة بل هي الأصل، ولك ان تستخرج الأصل ... بل يجب عليك ان تسأل عنه، وتتعلمه، لأن الأصل اذا عاد الى محمد صلى الله عليه وسلم صار دينا لا غبار عليه ...
وأما تشبيه القراءات بالحديث لغو!
فنحن لا نقول فال البخاري ( ..... ) بل نقول قال الرسول، ونسند صحة الحديث الى جهد البخاري رحمه الله!
والصحابة و تابعيهم في سلسلة السند والتي يجب ان تحفظ لصاحب الأختصاص والأهتمام فقط هم الوسيلة الناقلة والحافظة (ولا بد له من حفظة) لهذا الحديث ... ولسنا نتعبد الله بنص الحديثـ، ولا يضير المسلم البسيط عدم حفظ السند، وجاز لنا ان نسيناه ذكر معناه!
أما القرآن!!! فهو محفوظ من الله ولا يحتاج الى واسطة، وجهد جمعه وتعليمه هو من تدبير الله لحفظه، ونحن نتعبد الله بنصه، ولا يجوز لأحدنا ذكر الآية بمعناها! ونقول فيه قراءة فلان، وما هم الا من جمع القراءة وبثها في الناس، ولقد كانت قبله! اللهم الا اذا كان فيها من جهده شيء!!!
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[11 Jan 2004, 08:51 م]ـ
السلام عليكم إخواني أهل الملتقى
وبخاصة الأخوين السديس،وراجى عفو ربه
أريد منكما أن تأخذا فى النقاش قى أي مسألة فى القراءات وغيرها بالكتب القريبة العهد بالمسألة فإذا اختلفنا يمكنا الرجوع إلى المصادر القديمة
وأحيلكما على مصدرين عجيبين فى بحث ماتطرقتما إليه
أولهما كتاب غيث النفع للصافقسي، وهو مرجع لطلبة كلية القرآن بالمدينة وكذلك كتاب البدور الزاهرة للقاضى على مافيه من أخطاء مطبعية بسيطة.
فإذا ما أختل فهم مسألة ما أرجوا الرجوع إلى متخصص والطلب لأهل الملقى استشارته
وفقكم الله جميعا
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[12 Feb 2006, 09:53 ص]ـ
قال الشيخ عبدالعزيز القارئ في كتابه " سنن القراء ومناهج المجودين" ص 40: (وجمع القراءات لا أرى مانعاً شرعياً من الأخذ به عند القراؤة مطلقاً، في الصلاة وخارج الصلاة، وللقارئ أن يفعل ذلك بشرط صحة النية، وسلامة القصد، وأمن المفسدة؛ لأنه داخل في الرخصة الثابتة في عموم قوله صلى الله عليه وسلم: {فاقرأوا ما تيسر منه} أي: اقرأوا من هذه الحروف المنزلة ما تيسر لكم؛ فهذا مما تيسر، بل هو اليوم أيسر من الإفراد.)
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[12 Feb 2006, 11:25 م]ـ
أرجو من الإخوة الكرام البعد عن الإساءة و التجاوز في القول، مهما كان الحال، ما دام في حدود عرض الرأي
فهذا هو المأمول من أهل ملتقانا، و ليكن رد الرأي بالرأي، مع ذكر دليل الطرفين
و لتكن المراجعة بطريقة أهل العلم و طلابه مع بعضهم البعض،
فالعلم العلم، و الحلم الحلم
أكرمكم الله
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[22 Feb 2006, 11:41 ص]ـ
قال الشيخ عبدالعزيز القارئ في كتابه " سنن القراء ومناهج المجودين" ص 40:
(وجمع القراءات لا أرى مانعاً شرعياً من الأخذ به عند القراؤة مطلقاً، في الصلاة وخارج الصلاة، وللقارئ أن يفعل ذلك بشرط صحة النية، وسلامة القصد، وأمن المفسدة؛ لأنه داخل في الرخصة الثابتة في عموم قوله صلى الله عليه وسلم: {فاقرأوا ما تيسر منه} أي: اقرأوا من هذه الحروف المنزلة ما تيسر لكم؛ فهذا مما تيسر، بل هو اليوم أيسر من الإفراد.)
شكراً ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجنيدالله]ــــــــ[08 Mar 2006, 12:47 ص]ـ
السلام عليكم
إخواني أليس نقاشكم الحامي الوطيس هو في تحليل إصطلاحات فقط فلم كل هذا؟
فمثلا الإخوان من المؤيدين للخلط يقولون لانريد إلغاء القراءات لكن ليس تسبيعا ولا تعشيرا بل لكلٍ أن يفرد ما أراد لنفسه من هذه القراءات قراءة المهم انها مما تواتر.
فلا يريدون أن ُتنسب لعاصم أو نافع يريدون أنها عن النبي صلى الله عليه وسلم وكفى مادام لم يبتدع في القراءة أو يركب معنى ولم ينسبها لأحد فله ذلك
والرادون عليهم يقولون فرقوا بين الدراسة والرواية والمصطلح الخاص بالقراء وبين القراءة لأحد الناس صلاة أو خارج صلاة
وكلكم لو تمعن لرأى ان كلامه ظل كلام صاحبه
فالأخوان من الذين يقولون نحن سلفيون ودعونا من مسبعات الشاطبي ومعشرات ابن الجزري إنما ارادوا الاصطلاح بالتسمية فقط
وإلا لو ردوا كل العلم بالقراءات فمن أين لهم أصلا بأن يقرؤا بأي قراءة؟
هؤلاء القراء هم النقلة وهم يدركون ذلك جيدا وهذا الظن بهم وكما في الأثر (القراءة سنة يأخذها الآخر عن الأول)
وكذلك الطرف الاخر يدرك صحة فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية وشيخ الإسلام ابن حجر
وللمعلومية أخي راجي رحمة ربه وأخي خالد عبدالرحمن أنقل لكم كلاما للإمام أحمد وأنتم إن شاء الله أعلم مني به ولكن للتذكير
قال إسحاق النيسابوري سألت أباعبدالله أيهما أعجب إليك من القراءات؟ قال: قراءة نافع أو كما قرأ نافع ثم قال كما قرأ عاصم (المسائل ج1/ 102)
وقال عبدالله قيل لأبي: فأي القراءة أحب إليك؟ قال: قراءة أهل المدينة فإن لم يكن فعاصم (المسائل ص 82)(/)
أوجه صحيحة لحفص عن عاصم لا يعرفها كثير من حفظة القرآن الكريم
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[10 Jan 2004, 05:04 ص]ـ
بحث مفيد منقول من:
http://www.yah27.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3393
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
تطل على أحباب القرآن عن قريب بإذن الله منظومة للشيخ عبد الرحمن عيون السود حوت كل ما تصح به أوجه حفص
وقبل أن أنقل لكم شيئا منها أحببت أن أتقدم بين يديها بمقدمة عن أصل هذا العمل الرائع.
فنحن اليوم نقرأ بفضل من الله وتوفيق بقراءة عاصم بن أبي النجود الكوفي من رواية حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي وقد اشتهر بين الحفاظ طريق الشاطبية والذي يعد جزءا من القراءات العشر الصغرى.
والشاطبية جمعها الإمام القاسم بن فيره المتوفى سنة590 هـ
لكن ما تصح به القراءة واتصل سنده إلى يومنا هذا حواه كتاب عظيم يسمى النشر في القراءات العشر ألفه خاتمة القراء المحققين محمد بن محمد بن محمد بن يوسف المعروف بابن الجزري المتوفى سنة 833 هـ
وقد نظم كتابه هذا في منظومة يتداولها العلماء بالتلقي والقراءة بمقتضاها وتسمى طيبة النشر والتي حوت ضعف ضعف ما في الشاطبية وأصلها أعني كتاب التيسير للداني كما في نص الطيبة، ناهيك عن تعدد الطرق بما يزيد على الألف طريق تصله إلى القراء العشر، كان نصيب حفص منها 52 طريقا.
وهذه الطرق جمعت كل ما قرأ به حفص وثبت عنه بالسند الصحيح.
وفيها أوجه للقراءة تزيد على ما اعتدنا سماعه والقراءة به من طريق الشاطبية في سواء في الأصول أو الفرش
أولا الأصول:
وهي الخمس القواعد الرئيسية التي زادت على ما في الشاطبية وهي:
1 - التكبير قبل البسملة في جميع سور القرآن ما عدا سورة التوبة طبعا.
2 - إعطاء غنة في اللام والراء مع النون الساكنة والمشهور بين الحفظة هو عدم الغنة وهو طريق الشاطبية.
3 - السكت على الحرف الساكن قبل الهمزة بوقيفة لطيفة من غير تنفس باستثناء المدود المتصلة والمنفصلة
4 - الزيادة في المد المتصل إلى ستة حركات
5 - تعدد أوجه المد المنفصل والنزول في زمنه إلى حركتين كالمد الطبيعي ويسميه العلماء قصر المنفصل
هذا ولكل ما سبق تفصيل وقيود جمعها الشيخ في منظومته الغناء.
ثانيا الفرش:
هناك كلمات لحفص عن عاصم أثناء قراءة كلمات القرآن لها أوجه متعددة وهذه يسميها العلماء فرش الأحرف
وقد قرأ حفص هذه الكلمات بعدة أوجه وهي:
1 - مد الياء بهجاء (عين) بفاتحتي سورة مريم والشورى: (كهيعص) و (حم عسق)
فلك أن توسط مده أو تصل به إلى ست حركات أو أن تمده حركتين كزمن المد الطبيعي وهذا الأخير ليس في طريق الشاطبية المشتهر بين عامة الحفاظ.
2 - لك الترقيق والتفخيم براء (فرق) في سورة الشعراء عند وصل الكلمة بما بعدها
وهو نفس ما في الشاطبية
3 - أوجه السين و الصاد:
بالصاد أو بالسين يمكنك قراءة:
ا- (والله يقبض ويبصط) آية 245 في سورة البقرة
ب- (وزادكم في الخلق بصطةً) آية 96 في سورة الأعراف
ج- (أم هم المصيطرون) آية 37 في سورة الطور
د- (لست عليهم بمصيطر) آية 22 في سورة الغاشية
وليس لك أن تقرأ بالوجهين من طريق الشاطبية إلا آية الطور
4 - لك الإظهار والإدغام في (يلهث ذلك) آية 176 من سورة الأعراف وليس في الشاطبية إلا الإدغام
5 - ولك الإظهار والإدغام في (اركب معنا) آية 42 من سورة هود وليس في الشاطبية إلا الإدغام
6 - ولك الإظهار والإدغام في (يس والقرآن الحكيم) آية 1 من سورة يس وليس في الشاطبية إلا الإظهار
7 - ولك الإظهار والإدغام في (ن والقلم) آية 1 من سورة ن. وليس في الشاطبية إلا الإظهار
8 - باب (ءالآن .. )
وهو فيما يتعلق بثلاث كلمات قرآنية:
آلآن
آلذكرين
آلله
ويجوز المد اللازم ست حركات أو التسهيل بدون مد بتحقيق الهمزة الأولى وتسهيل الهمزة الثانية
وهذا نحوه من طريق الشاطبية وإن كان اشتهر بين الحفظة المد فقط.
8 - السكت أوالإدراج على الأربع الكلمات التالية
(عوجا) آية 1 من سورة الكهف
(مرقدنا) آية 52 من سورة يس
(مَنْ راقٍ) آية 27 من سورة القيامة
(بل ران) آية 14 من سورة المطففين
فيجوز لك السكت أو عدم السكت وهو المسمى الإدراج لحفص من طرق الطيبة وليس في الشاطبية إلا السكت.
(يُتْبَعُ)
(/)
9 - الرَّوْمُ أو الإشمام في كلمة (تأمننا) بسورة يوسفِ آية 11 وهذا عين ما في الشاطبية
10 - وياءَ آتاني بسورة النمل آية 36 يجوز في حالة الوقف إثبات أو حذف الياء وهو كذلك في الشاطبية
11 - ومثل ما سبق بالنسبة لكلمة سلاسلا في سورة الإنسان آية 4 في حالة الوقف
12 - كلمة ضَعْفٍ و ضَعْفاً جاز فتح الضادِ وضمُّها في آية 54 من سورة الروم وهو كذلك في الشاطبية وإن كان الاشتهار للفتح.
ولاجتماع وافتراق الأصول مع بعضها حالات. فمثلا حفص لم يصح عنه أنه جمع بين السكت على الساكن قبل الهمزة وغنة اللام والراء مع النون الساكنة، وبنحو هذا توجد عدة قواعد وضوابط لبقية الأصول، وكذا بالنسبة للفرش مما هو مبسوط في كتاب النشر في القراءات العشر.
واقتصر تداول هذه الكنوز (مجموعة كلها) بين القراء الجامعين للقراءات العشر الكبرى إلى أن قيض الله سبحانه وتعالى من استخلصها من هذا الكتاب العظيم فحاز شرف هذا العمل الجليل الشيخ على بن محمد الضباع شيخ عموم المقارئ المصرية فلخصها في كتاب حافل سماه:
صريح النص في الكلمات المختلف فيها عن حفص
لكنه كتاب متشعب لا يسهل فهمه لطالب العلم المبتدئ ثم جاء الشيخ عبد العزيز عيون السود شيخ القراء في مدينة حمص المتوفى سنة 1399 هـ الآخذ عن الشيخ الضباع بالعشر الكبرى فنظم هذه الكتاب في 45 بيتا شعريا وسماه:
تلخيص صريح النص في الكلمات المختلف فيها عن حفص
وهو بحق تلخيص لذلك الكتاب، قرب فيه البعيد وجمع فيه الأوجه وحرر قيودها فأبدع في ترتيبه واختصاره حتى صار الأمر مفهوما جدا لطلبة العلم على كافة المستويات وانتشر الجدول الذي صنعه في بلاد الشام أيما انتشار.
لكن عمله الجليل الذي قام به بقي الانتفاع به محصورا في هذا الجدول الذي لخص فيه أوجه حفص أما المنظومة التي وضع فيها خلاصة تجربته هذه فقد اقتصر النفع بها على البارعين الأفذاذ لأن منظومته الفريدة مبالغ جدا في اختصارها حتى صار من يحفظها معدودا من عباقرة الزمان لكثرة الرموز وصعوبة قراءتها فضلا عن حفظها.
ثم جاء ابن الشيخ عبد العزيز عيون السود شيخنا الشيخ عبد الرحمن عيون السود الموهوب البارع فأعاد نظم قصيدة والده بأسلوب عذب وألفاظه سلسة تداعب الجنان ويعجز عن وصفها اللسان. يعرف ذلك كل من قرأ منظومته التغريد في علم التجويد
يقول في الإهداء
تَوْضِيحُ تَلْخِيصِ صَرِيحِ النَّصِّ=جَلا اللِّثامَ عَنْ وُجُوهِ حَفْصِ
أهدَيْتُهُ لأمَّةِ الرَّسُولِ=محمدٍ بنيَّةِ الْقَبُولِ
اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين
وآل كلٍ وأصحابهم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
وعلينا معهم يا أرحم الراحمين
و مَنْ دعَا خيراً لِوالِدَيَّا=والمؤمنينَ صادِقاً وَفِيَّا
لِي ولِمَنْ قدِ انْتَمَى إلَيَّا=أدْعُو يكونُ حافِظاً وَلِيَّا
وقد أوشكت منظومة أوجه حفص للشيخ عبد الرحمن على الظهور والانتشار لكنه اختصني بشيء منها أرسله إلي آنس جوانحي فها أنا أعرض بعضه عليكم لتفرحوا كفرحي
نسأل الله لشيخنا أن يجعلها له ذخرا في الآخرة، وأن يتمم له كل مراده، وأن يوفقه لما يحب ويرضى إنه ولي ذلك والقادر على إسعاده.
ومما جاءني في رسالته:
بسم الله الرحمن الرحيم
توضيح (تلخيص صريح النص، في الكلمات المختلف فيها عن حفص) مع الجداول التوضيحية
منظومة
جمعت أوجه قراءة القرآن الكريم
برواية حفص عن عاصم
التي يجوز بها القراءة
في عصرنا
من جميع طرق العشر الكبرى
لراجي رحمة مولاه الودود
محمد عبد الرحمن عبد العزيز عيون السود
مقدمة
أبدأ بِاسمِ الله ثُمَّ أحمدُ=رباً كريماً عالِماً وأشهدُ
أنَّ الرسولَ عبدُه الأمينُ=صلى عليه ربُّنا المعينُ
قال الفقيرُ عابدُ الرحمنِ=محمدٌ مِن شامة الزمانِ
حمصُ التي أحبها الصَّحَابةُ=علَتْهُمُ الأنوار والمَهَابَةُ
عنهمْ أخذْنا الدينَ والقرآنا=بسندٍ عالٍ إلى مَوْلانا
وَصَلَنِي عن والِدٍ ودودِ=مِن خيرة الآباء في الوجودِ
عبدُ العزيز بنُ عيونِ السودِ=مِن أسرةٍ عريقةِ الجدودِ
مَنْ لخَّصَ التصريحَ في وجوه حفصْ=عن عاصمٍ سالمةٍ مِن أيِّ نقصْ
وقد شرحتُ نظمَهُ بما فتَحْ=عليَّ ربُّ العالمينَ ومنحْ
عَزَمْتُ راجِياً بفضل اللهِ=تبسيطَهُ مِنْ غَيْرِ مَا تَبَاهِي
فقطرةٌ مِن بحر والدي أنا=عسى أنالَ مِن إلَهِيَ المُنى
إلى أن قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأصولُ الخمسة لرواية حفص عن عاصم
إذا قرأتَ في كتابِ اللهِ=بِكَ الإلهُ في السَّمَا يُبَاهِي
خلافُ حفصٍ في الأصُولِ خَمْسَهْ=خُذْهُ بهذا النَّظْمِ واحْذَرْ تَنْسَهْ
الأصل الأول غن النون الساكنة و التنوين في اللام والراء
فأوَّلُ الأصولِ أنْ تَغُنَّ=اَلنُّونَ والتنوينَ إنْ سَكَنَّا
في اللام والراء وذا غريبُ=إذا تَلَقَّيْنَاهُ كَمْ يَطِيبُ
الأصل الثاني التكبير
وثانيَ الأصولِ أنْ تكبِّرُوا=مِنْ قَبْلِ أنْ تُبَسْمِلُوا تَدَبَّرُوا
الأصل الثالث السكت على الساكن قبل الهمزة
وثالثُ الأصول تحظى العِزَّهْ=سكتٌ على السَّاكِنِ قَبْلَ الهمزَهْ
لا همزَ مَدَّ جائزٍ أوْ واجِبِ=مُرَتِّلا كتابَ رَبٍّ واهِبِ
فَحَقِّقُوا السَّكْتَ أغيظُوا مَنْ خَنَسْ=بوقفةٍ لَطِيفَةٍ بِلا نَفَسْ
والسكتُ هذا في جميع المصحفِ=شروطُهُ آتِيَةٌ بِها احْتَفِ
ثم شرع في السكت الخاص وتعريفه وشروطه ثم أتبعه بالسكت العام كذلك مع قيودهما في منظومته إلى أن قال:
الأصل الرابع وفيه وجوه المد للواجب المتصل
ورابعاً إليكَ مَدّ المُتَّصِلْ=إذْ وَاجِبٌ وأجرُهُ لِمَنْ عَمِلْ
تقديرُهُ بِأرْبَعٍ أوْ خَمْسِ=أوْ طُولُهُ سِتٌّ بِكُلِّ أنْسِ
الأصل الخامس وفيه وجوه المد للجائز المنفصل
وخامسُ الأصولِ مَدُّ المُنْفَصَلْ=وُجُوهُهُ أربعةٌ فتَكتمِلْ
خَمْسٌ و أربَعٌ كذا ثلاثَهْ=واثْنَيْنِ فاصْحَبْ خُلَّةَ الدَّماثَهْ
أوجه حفص
عِشْرُونَ بَعْدَ واحِدٍ أوجهُ حَفْصْ
صحيحةٌ عن عاصم من غير نقص
وذكر بعدها في منظومته كلمات الفرش التي أشرت إليها بكل تفاصيلها
ثم أخذ في نظم قيود الأوجه بلسان صادق وأسلوب رائق
وقد قسمها إلى ثلاث مجموعات رئيسية
وقال بعدها:
يا رب يسر سرد كل الأوجهِ=في كلمات الفرش حتى ننتهي
خوفا من التخليط بين الطرقِ=وخشيةَ التلفيق ثم الغرق
نَرْجوكَ إذْ هديتَنا وفِّقْ إذَنْ=حافظَها فهي لهُ خيرُ سَنَنْ
ثم سرد نظما كل الأوجه واحدا بعد الآخر بعبارة مفهومة ميسرة، سهلة الاستحضار لمن يريد القراءة بالاوجه الأخرى لحفص، كالسكت والغنة، فما عليه إلا البحث عن قارئ بالعشر الكبرى ليأخذه عنه الأوجه بعد أن أتقن أصولها وحفظ قيودها منظومة على أكمل وجه وأقوم طريقة.
ثم ختم الشيخ المنظومة بخاتمة قال فيها
الحمدُ للهِ الذي أتمَّهَا=أرجوه يهدي كلَّ مَنْ علَّمَهَا
عشرون بعد واحد جاد بها=ذو العرش جل نرتجي نفعا بها
لكل حافظ نوى تطبيقها=تعليمها لله معْ توزيعها
أجزتُ فيها كُلَّ أهلِ اللهِ=بسندٍ إلى عظيمِ الجَاهِ
صلى عليه ذو الجلال أبدَا=محبةً أسماهُ ربي أحمدَا
وآله وصحبه ومن شدَا=شَفِّعْهُ فضلا رحمةً بنا غدَا
هذا وقد حَلا لِيَ الختمُ كمَا=حَلا لوالدِي بتلخيصٍ سَمَا
فحُسْنُ خَتْمِي شُكْرُ مَا أوْلاهُ=ذُو الفيضِ لا إلهَ إلا اللهُ
اهـ بتصرف يسير واختصار
وصلى الله على سيدنا وإمامنا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
منقول من:
http://www.yah27.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3393
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Jan 2004, 07:17 ص]ـ
جزاك الله خيراً على هذا النقل النافع أخي الكريم
ـ[المجاهد]ــــــــ[10 Jan 2004, 09:04 م]ـ
بيض الله وجهك يا أخي،،،
لكن السؤال: هل يجوز للمسلم أن يقرأ بها دون أن يحصل على إجازة من أحد العلماء أو على الأقل أن يدرس الطيبة على أحدهم؟؟
أنا الآن في طريقي لأخذ القراءات السبع من جهة الشاطبية فهل يجوز لي أن أقرأ ببعض ما ورد في الطيبة من أجه دون الإلمام بجميع ما ورد في الطيبة لحفص؟؟
أرجو تحرير المسألة ولك أخي مني جزيل الشكر
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[10 Jan 2004, 09:37 م]ـ
الموضوع جذبني لأنني التقيت في جدة بمجوعة ممن تلقوا أوجه حفص من طريق الطيبة وكلهم يصب سندهم في التلقي عنذ الشيخ الضباع رحمه الله تعالى من طريق الشيخ أيمن سويد عن الشيخ عبد العزيز عيون السود عن الضباع
ويبلغ عددهم الآن 37 كلهم أتقن هذه الأصول والفرش وقرؤوا القرآن كاملا بأوجه حفص وأجيزوا فيها والعبد يسير على نهجهم
طبعا هؤلاء غير الذين لديهم العشر الكبري والتي تتضمن حفص تلقائيا.
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن عمليا نستطيع أن نقول إن جميع إن لم يكن كل الحفاظ اليوم يقرؤون بشيء من طرق الطيبة لحفص خاصة في صلوات التراويح حيث يقرؤون بقصر المنفصل حركتين كالطبيعي وهذا لم يرد إطلاقا في الشاطبية لحفص.
وبقيت أوجه جميلة جدا لحفص كالسكت على الساكن قبل الهمزة وغنة اللام والراء مع النون الساكنة.
وهذه الأخيرة إن لم يشافهه بها أحد المتقنين فمن الصعب الإتيان بها على وجهها الصحيح.
وعلى الأقل يسمعها ممن يقرأ بها
فمثلا:
في قوله تعالى: من لدنه
حينما تقرؤها:
ملّدنه
بدون غنة كلنا يعرفها لكثرة سماعها وممارستها أما مع الغنة فلا يكفي مط الصوت بها دون إشراك حقيقي للخيشوم
والسكت والذي هو وقيفة لطيفة من غير تنفس لابد من سماعها بل وبعض الناس لا غنى لهم عن تلقيها مباشرة وإعادتها كذا مرة قبل إحكامها
طبعا القراءة والإجازة محتمة لمن أراد أن يعلمها لغيره ولا طريق له غير ذلك.
ثم تأتي مسألة قيود الأصول وهذه سهلة فحفص لم يجمع بين السكت والغنة في القراءة فإما سكت وإما غنة.
والغنة قرأ بها مع جميع درجات المدود في المنفصل مع طول المتصل
أو بخمس مع خمس في كليهما.
أما السكت فهو في العام لم يقرأه إلا مع طول المتصل وتوسط المنفصل
أو الخاص فهو مع توسطهما لكن عندها يقتصر على السكت على أل التعريف وكلمة شيء وكل ما وقع بين كلمتين كـ من آمن، قد أفلح ونحوهما.
ولا سكت لحفص على حرف المد سواء كان في كلمة أو كلمتين.
فهذه بعض الأساسيات السهلة جدا وهي التي يحتاجها في معظم القرآن الكريم وبقيت بعض القيود على المدود والتكبير
أما الخلط بين طرق حفص دون قيود فحكمه حكم الخلط بين القراءات وسبق بحثه
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&postid=4716#post4716
وفي كتاب الشيخ الضباع ومثله عند الشيخ عيون السود
أنه مكروه أو معيب
والأكثر على التحريم
وهذا الأخير قيده شارح التلخيص الشيخ سويد على مقام الرواية مستدلا بنص ابن الجزري في النشر
وهو القول الأقوم.
أما مقام القراءة العادية فأمره أهون
وعابوه في حق المتعلم لأنه يتساوى مع العوام الذين لا يميزون بين الأصول.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[10 Jan 2004, 11:00 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه المشاركة القيمة وكثرالله من أمثالك في هذا المنتدى المفيد وأسأل الله أن ينفع بما سطرته يداك
ـ[محب القراءات]ــــــــ[11 Jan 2004, 02:48 م]ـ
أخي الكريم / اتماما للفائدة أحب أن ألفت النظر إلى أن لفضيلة الشيخ ابراهيم السمنودي , وهو ممن لايخفى على مثلك من أهل القراءات , له أبيات قصر المنفصل لحفص
وأذكر منها مايلي:
لك الحمد يامولاي في السر والجهر-------------- على نعمة القرآن يسرت للذكر
وظل هدى للناس من كل ظلمة ------------------- دلائله غر وسامية القدر
وصليت تعظيما وسلمت سرمدا ----------على المصطفى والآل مع صحبه الزهر
وبعد فهذا مارواه معدل ----------------- بروضته الفيحاء من طيب النشر
بإسناده عن حفص الحبر من تلا ----------------- على عاصم وهو المكنى أبابكر
ففي البدء بالأجزاء ليس مخيرا ------------------- لبسملة بل للتبرك مستقري
ومتصلا وسط وما انفصل اقصرن ---------- ولاسكت قبل الهمز من طرق القصر
إلى أن قال في نهايتها:
وأهدي صلاتي في الختام مسلما ------------------على خاتم الرسل الهداة إلى البر
وآل وصحب كلما قال قائل ---------------- لك الحمد يا مولاي في السر والجهر
وهي أيضا أبيات قليلة وسهلة الحفظ , أسأل الله أن ينفع بها أهل القرآن
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[11 Jan 2004, 08:00 م]ـ
نعم أحفظها بارك الله فيك
لكن لم تشمل كل أحكام القصر:
فمع عدم التكبير وعدم الغنة لك أن تأتي بالمد المتصل أربعا أو ستا
ثم مع التكبير وعدم الغنة لك المتصل ستا
ثم مع الغنة والتكبير وعدمه لك المتصل ستا
هذا ومع كل ما سبق لا تكبير طبعا.
فهذا كله إضافة إلى فرش الأحرف نجد أن معدلا في الروضة لا يمثل إلا أحد الطرق، لا كلها.
أي هو واحد من طرق الطيبة الـ 52، والتي لا تجدها مجموعة إلا عند الضباع وبعده قصيدة الشيخ عبد العزيز عيون السود رحمه الله تعالى.
وجزاك الله خيرا
ـ[دكتورأحمد]ــــــــ[19 Apr 2007, 12:09 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[26 Apr 2007, 12:35 م]ـ
الأخ الفاضل (المجاهد)
المنصوص عليه عند سادتنا العلماء وجوب التلقي والتعلم قبل القراءة بشيء لئلا يقع القارئ في الخطأ أو الاجتهاد غير الصواب وهو لا يدري ولذا فالوصية لك ولمن أحب القراءة بأحد أوجه حفص التلقي قبل القراءة، وقد أصبحت بحمد الله ميسورة وكثر القارئون لحفص من الطيبة والمجيزون فيها.
وكنت قبل أشهر قليلة راجعت كتابا للأخ الفاضل عمر حماد في رواية حفص من الطيبة، اجتهد فيه كثيرا لحل الإشكالات والاختلاف في الأقوال بين النقلة لبعض الوجوه، واستدعى ذلك منه سؤال كثيرين من معلمي القراءات بالاتصال الهاتفي والبريدي والإلكتروني والمباشر ومراجعة المصادر الأصلية للمعلومة للوقوف على أصح الأقوال وما ينبغي القراءة به وعدمه، وأظن الكتاب صدر أو سيصدر قريبا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نورة]ــــــــ[26 Apr 2007, 01:32 م]ـ
الدكتور أحمد شكري ليتك تخبرنا -مشكورا- عن معلومات لهذا الكتاب حتى يتسنى لنا اقتناءه.
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[23 Jun 2007, 09:37 ص]ـ
السلام عليكم أختي الفاضلة
بخصوص السؤال عن كتاب الأخ عمر حماد المتعلق برواية حفص؛ فهذا الكتاب صدر قبل أيام عن جمعية المحافظة على القرآن الكريم - الأردن
وللحصول على الكتاب يرجى إرسال إيميل أو فاكس إلى الجمعية تطلبين فيه شراء الكتاب علما أن اسم الكتاب (المنار في رواية حفص من طرق طيبة النشر)
الإيميل hoffaz@hoffaz.org
الفاكس 0096265163925
محتويات الكتاب:
الفصل الأول:
التعريفات:
المبحث الأول: التعريف بعاصم وحفص والرواة عنه.
أولاً: عاصم.
ثانياً: حفص.
ثالثاً: عبيد بن الصباح.
رابعاً: عمرو بن الصباح.
خامساً: الأشناني.
سادساً: الهاشمي.
سابعاً: أبو طاهر.
ثامناً: الفيل.
تاسعاً: زرعان.
عاشراً: إسناد رواية عن حفص عن عاصم.
حادي عشر: الشاطبية والشاطبي.
ثاني عشر: الطيبة وابن الجزري.
المبحث الثاني: تعريفات عامة وهامة.
المبحث الثالث: التعريف بطرق رواية حفص من طريق الطيبة.
أولاً: أسماء الكتب التي أُخذت منها رواية حفص من طريق طيبة النشر.
ثانياً: طرق رواية حفص من طيبة النشر.
ثالثاً: طرق الهاشمي.
رابعاً: أسانيد أصحاب الكتب إلى الهاشمي.
خامساً: طرق أبي طاهر.
سادساً: أسانيد أصحاب الكتب إلى أبي طاهر.
سابعاً: طرق الفيل.
ثامناً: أسانيد أصحاب الكتب إلى الفيل.
تاسعاً: طرق زرعان.
عاشراً: أسانيد أصحاب الكتب إلى زرعان.
المبحث الرابع: أصول رواية حفص.
المبحث الخامس: انفرادات حفص
المبحث السادس: الفرشيات المتكررة.
الفصل الثاني
الأصول والفرشيات المختلف فيها عن حفص
المبحث الأول: الأصول المختلف فيها عن حفص.
أولاً: التكبير.
ثانياً: المد المنفصل.
ثالثاً: المد المتصل.
رابعاً: السكت على الساكن قبل الهمز.
خامساً: الغنة عند إدغام النون الساكنة والتنوين في اللام والراء.
المبحث الثاني: الفرشيات المختلف فيها عن حفص.
المبحث الثالث: جداول طرق حفص: توزيع الأصول والفرشيات على الكتب.
أولاً: جدول طرق الهاشمي (10 طرق)
ثانياً: جدول طرق أبي طاهر (14 طريقاً)
ثالثاً: جدول طرق الفيل: (17 طريقاً).
رابعاً: جدول طرق زرعان (16 طريقاً).
خامسا: تنبيهات حول الجداول والطرق.
المبحث الرابع: الأوجه المحررة الجائزة لحفص من طريق طيبة النشر {من خلال اجتماع الأصول المختلف فيها}.
أولاً: الأوجه الجائزة على قصر المنفصل (حركتين).
ثانياً: الأوجه الجائزة على فويق القصر في المنفصل. (3 حركات)
ثالثاً: الأوجه الجائزة على توسط المنفصل (4 حركات)
رابعاً: الأوجه الجائزة على فويق التوسط في المنفصل (5 حركات)
المبحث الخامس: جداول الأوجه المحررة لحفص من طريق الطيبة أصولاً وفرشاً.
أولاً: جدول أوجه قصر المنفصل.
ثانياً: جدول أوجه فويق القصر في المنفصل.
ثالثاً: جدول أوجه توسط المنفصل.
رابعاًَ: جدول أوجه فويق التوسط في المنفصل.
خامساً: جدول أوجه حفص (الواحد والعشرين وجهاً).
الفصل الثالث:
تحرير الأوجه الجائزة لحفص في كل كلمة من الكلمات الفرشية
المبحث الأول: تحرير الأوجه الجائزة من كل كلمة من كلمات الخلاف.
المبحث الثاني: الأوجه المقدمة في الأداء عند جمع الأوجه لحفص.
الفصل الرابع:
طرق تدريس رواية حفص من طريق الطيبة.
الفصل الخامس:
الملحقات بالكتاب وتشمل:
أولاً: منظومة بهجة اللحاظ بما لحفص من روضة الحفاظ نظم العلامة السمنودي.
ثانياً: منظومة العلامة الشيخ عامر السيد عثمان لرواية حفص من طريق روضة الحفاظ للمعدل.
ثالثاً: تراجم الأعلام المذكورين في الكتاب الذين جاؤوا قبل ابن الجزري.
رابعاً: تراجم الأعلام المذكورين في الكتاب الذي جاؤوا بعد ابن الجزري.
خامساً: تعليمات دورة حفص من طريق الطيبة.
خاتمة الكتاب.(/)
ما هي أفضل طبعات كتاب (النشر في القراءات العشر)؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Jan 2004, 07:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يعد كتاب النشر في القراءات العشر للعلامة محمد بن الجزري رحمه الله من الكتب المعتمدة التي لا يستغنى عنها طالب العلم، ولدي طبعة متعبة جداً هي طبعة دار الكتاب العربي في مجلدين، وقد كتب عليها أنه أشرف على تصحيحها الشيخ علي محمد الضباع رحمه الله. ولكنها متعبة جداً في القراءة والبحث.
فأحببت أن أسأل الإخوة الباحثين الكرام: ما هي أفضل طبعات هذا الكتاب، وهل قام أحد بتحقيقه تحقيقاً يطمئن إليه؟
وفقكم الله لما يحب ويرضى
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[18 Jan 2004, 05:30 م]ـ
حتى الآن لا يوجد، وعن قريب سيدخل السرور قلب كل مؤمن محب للقرآن الكريم وعلم القراءات بنسخة للنشر لم تسبق رؤيتها من قبل، ولو رآها الإمام ابن الجزري رحمه الله لسر بها.
ـ[العلم نور]ــــــــ[19 Jan 2004, 01:09 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
أولاً أخي عبد الرحمن هذه الطبعة التى أنت متعب منها ليست طبع دار الكتاب العربي و لكن من طباعة دار الفكر.
ثانياً إلى الآن لا توجد طبعة جديدة مبوبة و محققة أفضل من هذه و الله اعلم ...........
اخيك: العلم نور
ـ[الراية]ــــــــ[19 Jan 2004, 06:47 م]ـ
راجي رحمة ربه
لم يكتمل السرور!
فمن يقوم بتحقيقها .. او شيء يوضح فالتلعيق غامض
وشكرا لك اخي الكريم
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[19 Jan 2004, 11:11 م]ـ
لعل الأمر يأخذ سنة أو يزيد.
وعلى حد علمي أنه سيخرج بإذن الله في 6 أو 8 مجلدات محققة على عدة مخطوطات
ويزيد على ذلك بمطابقته على مخطوطات أصول النشر،
وبدأت الخطة فيه مما يقرب من 20 سنة.
واشترك فيه عدة بحاثين مع فترات انقطاع اضطرارية مع إشراف أحد كبار المحققين القراء على القراءات العشر، وإن أذن المحقق بزيادة تفاصيل أوافيكم بها إن شاء الله.
ـ[أبو محمد المدني2]ــــــــ[20 Jan 2004, 01:22 ص]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
لكتاب النشر للإمام ابن الجزري ثلاث طبعات هي:
1 - طبعة دار الكتاب العربي المذكورة (وهي التداولة كثيرا بين طلاب العلم مع كثرة أخطائها).
2 - طبعة مكتبة القاهرة بتحقيق الدكتور محمد سالم محيسن (وهي في ثلاثة مجلدات وهي غير متداولة بكثرة لعدم اختلافها كثيراً عن سابقتها).
3 - طبعة مطبعة التوفيق بدمشق سنة 1345هـ بتحقيق الشيخ احمد محمد دهمان (وهي في مجلدين وهذه احسن طبعات الكتاب لمن أراد التحقيق والتدقيق في طرق الكتاب ومسائله، فقد اعتمد المحقق على اكثر من نسخة في تحقيقه وقد كنت اقف على بعض النصوص التي ينقلها ابن الجزري من مصادره فأجدها متوافقة مع هذه الطبعة).
وأخيراً فإني ابشر الأخوة ان الكتاب أخذ رسالة دكتوراة في جامعة الإمام محمد بن سعود بإشراف الدكتور: إبراهيم الدوسري وأن الباحث عازم على إخراجه.
والله الموفق
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Jan 2004, 10:20 ص]ـ
الحمد لله، وجزاكم الله خيراً على هذه الفوائد. ولعلك أخي الكريم (راجي رحمة ربه) تتحفنا بتفاصيل عن العمل الذي أشرتم إليه إن أذن لكم المحققون وفقكم الله لكل خير.
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[24 Jan 2004, 12:14 ص]ـ
السلام عليكم أخى عبد الرحمن:
منذ فترة يتساءل الطلبة والعلماء عن نسخة محققة للنشر، ولم يعثر عليها إلى الآن، ولعل مفهوم التحقيق غير موجود أصلا،
وهناك محاولات لدي بعض إخواننا بكلية المعلمين بالمدينة لطبع منهج الجزري فى النشر مع الأصول، فقط وهي رسالة قدمها لجامعة الإمام.
أما أن يكون هناك عمل أكاديمي فلاعلم لدي فى هذا أرجوا أن تطرحوا التساؤلات على المتخصصين فى الجامعات، أوالباحثين فى مجمع الملك فهد،أوحتى جمعية القرآن السعودية الفتية.
وفقكم الله.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[24 Jan 2004, 02:02 ص]ـ
الشيخ أمين عبارتك بالفعل دقيقة وهي "لا علم لدي"
والواقع أن الذي أشرت له، هو عمل أكاديمي بل وفوق الأكاديمي ويتمثل فيه معنى التحقيق بأعلى درجاته.
يسر الله خروجه للنور.
ـ[إبراهيم الدوسري]ــــــــ[02 Jul 2005, 06:40 م]ـ
بحمد الله وتوفيقه تمت الموافقه على طباعته ونشره كاملا أصولا وفرشا في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بتحقيق الدكتور السالم محمد محمود الشنقيطي. وسيصدر قريبا إن شاء الله. والحمد لله الذي بنعمه تتم الصالحات.
ـ[الراية]ــــــــ[03 Jul 2005, 02:26 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الكريم د. إبراهيم الدوسري
وبانتظار اكتمال البشرى بصدور هذا الكتاب قريباً بمشيئة الله تعالى
محبكم
الراية
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[06 Jul 2005, 07:05 م]ـ
بارك الله في الجميع.
وهناك طبعة ((جيدة)) بعض الشيء, وهي طبعة دار الصحابة بطنطا, في مصرنا الحبيبة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Dec 2005, 10:18 م]ـ
هل من جديد عن هذا التحقيق؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الدوسري]ــــــــ[10 Dec 2005, 06:58 ص]ـ
من خلال اتصالي بفضيلة المحقق علمت أن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف يعمل على إصداره، فقد تم تحكيمه، واجتاز ذلك بنجاح ولله الحمد، فكما يقال: المسألة وقت فقط، وبعون الله وتوفيقه عما قريب يبهج القارئين.
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[10 Dec 2005, 07:55 ص]ـ
بشركم الله بالجنة شيخنا الكريم
ونحن بشوق كبير لصدور هذا الكتاب
وأرجو تزويدنا بكيفية الحصول على هذا الكتاب بعد نشره
وجزاكم الله خيرا
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[10 Dec 2005, 08:15 ص]ـ
تطمئن حين تقرأ في نسخة محققة تحقيقًا متينًا.
جزاك الله خيرًا فضيلة الشيخ د. إبراهيم.
عسى أن يكون قريبًا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Dec 2005, 10:46 ص]ـ
أحسن الله إليكم يا دكتور إبراهيم وبشركم بكل خير.
ـ[ garti] ــــــــ[28 Dec 2005, 08:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد أن أخبر الإخوة الأفاضل أن الدكتور التهامي الراجي الهاشمي رئيس وحدة مذاهب القراء بالغرب الإسلامي بجامعة محمد الخامس بالرباط قد أشرف بمعية مجموعة مميزة من طلبة هذه الوحدة العلمية الرائدة عل تحقيق كتاب (النشر في القراءات العشر) في إطار مشاريع بحوث دبلوم الدراسات العليا المعمقة، وقد كان عملاً رائعاً بمعنى الكلمة لكنه لم ير النور بعد، وهو مركون على رفوف مكتبة كلية الآداب بالرباط، وكذلك الشأن مع كتاب (منار الهدى في الوقف والابتدا).
نسأل الله تعالى أن ييسر من يعمل على نشرهما لينتفع بهما طلبة العلم وعموم الباحثين إن شاء سبحانه وتعالى.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[17 Apr 2008, 01:55 ص]ـ
بالانتظار ..
ـ[أبو عبدالعزيز الجهني]ــــــــ[17 Apr 2008, 10:03 م]ـ
ذكر الشيخ ايمن سويد في شرحه للجزرية بحاشية الانصاري انه يقوم بتحقيق الكتاب على عدة مخطوطات ومتابعة
اسانيد القراءات وانه مشروع العمر(/)
التزام قول "صدق الله العظيم" بعد التلاوة بِدْعَة (الحلقة الأولى والثانية)
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[01 Feb 2004, 05:36 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد؛ فهذا بحث كُنت قد كتبته في "ملتقى أهل الحديث" -حفظ الله القائمين عليه وأعضائه ورواده- بتاريخ 30/ 10 / 1423هـ، ومِن قَبل في كل مِن: "شبكة الفوائد الإسلامية" و"المنتدى العام" بـ "شبكة الفجر".
------------------------------------------
إنَّ الحمدَ للهِ نحمدُه ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومِن سيئات أعمالنا، مَن يهده اللهُ فلا مُضِل الله، ومَن يُضلِل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسولُه، (صلى الله عليه وآله وسلم) ...
أما بعدُ ...
فإنَّ أصدق الحديثِ كتابُ اللهِ تعالَى، وأحسنَ الهَدْي هَديُ مُحمدٍ (صلى الله عليه وآله وسلم)، وشرَّ الأمورِ مُحدثاتُها وكُلَّ مُحدثَةٍ بِدْعَة، وكُلَّ بِدْعَةٍ ضلالة، وكُلَّ ضلالةٍ في النار ...
فمن الأمور المُحدَثَة التي انتشرت انتشارًا هائلا في هذا العَصر؛ بحيثُ لا تكاد تَجِدُ قارِئًا للقُرآن مُعرِضًا عَنها؛ هي التزامُ قولِ (صدق اللهُ العَظيم) بعد الفراغ مِن تلاوة القرآن الكريم.
فاعْلَم –أخي- أنَّ التزامَ قولِ (صدق اللهُ العَظيم) بعد الفراغ مِن تلاوة القرآن الكريم بِدْعَة، وكل بِدْعَة ضلالة، وكل ضلالةٍ في النَّار؛ فهي لم تَرِد –فَضلا عَن أن تَثبت- قَطُّ عَن النَّبي (صلى الله عليه وسلم) "قولا أو تَقريرًا" ولا عَن أحَدٍ مِن أصحابِه ولا عَن أحد التَّابِعين، ولا أظُنُّ أنَّها كانت مَعروفةً قَبل مائتي عام، هذا على أقصَى تَقْدير؛ وإلا فغالِبُ ظَنِّي أنَّها لم تَكن مَعروفَةً قبل مائة عام، واللهْ أعْلَم. عمومًا تاريخ تَلَفُّظ النَّاس بها بعد التلاوة يحتاج إلى تَحرير؛ لتعرِفَ صِدق ما أقول!
وعليه؛ فهل غابَتَ هذه الجُملَة عَن العُصور الثلاثة المُفَضَّلة الأولى المَشهود لها بالخَيرية، وعَن العُصور التي تَلَتها بما فيهم عَصر الأئمة الأربعة، وعن القُرون التالية لها حتى عَهدٍ قَريب، حتى عَرَفها أهلُ زمانِنِا، فأتَوا بما لم تأتِ به الأوائِلُ!
وواللهِ لو كان التَّلفُّظ بهذه الجُملَة خيرًا لسبقونا إليه، عليهم رَحمَةُ اللهِ –تَبارَك وتعالى.
وقد أمرَنَا اللهُ –سُبحانَه وتعالى- باتباعِه واتباعِ نَبيِّه (صلى الله عليه وسلم) في غَير آية مِن آياتِ القُرآن الكَريم؛ فقال –تعالى- (مَن يُطِع الرَّسولَ فقد أطاعَ الله) [النِّساء: 80]، وقال (وما آتاكُم الرَّسولُ فَخُذوه وما نهاكُم عَنه فانتَهوا) [الحَشر: 7]، وقال (يا أيُّها الذين آمَنوا لا تُقَدِّموا بَينَ يَدَي اللهِ ورَسولِه) [الحُجُرات: 1]، وقال (وما تَنَازَعتُم في شَيء فَرُدُّوه إلى اللهِ والرَّسول) [النِّساء: 59]، وقال (فلا وَرَبِك لا يؤمِنون حتَّى يُحَكِّموك فيما شَجَرَ بَينَهم ثم لا يَجدِوا في أنفُسِهم حَرَجًا مِمَّا قَضَيتَ ويُسَلِّموا تَسليمًا) [النِّساء: 65]، وقال (قُل إن كُنتم تُحِبُّون اللهَ فاتَّبِعوني يُحْبِبْكُم اللهُ ويَغفِر لَكُم ذُنُوبَكم) [آل عِمران: 31].
وبَيَّن الحَقُّ –عَزَّ وجَل- في كِتابِه أنَّ الدِّين كَمُل بوفاةِ النَّبي (صلى الله عليه وسلم)؛ فقال –تعالى- على لِسان نَبيِّه (صلى الله عليه وسلم): (اليومَ أكمَلتُ لَكمُ دينَكم وأتمَمتُ عَلَيكم نِعمَتي ورَضيتُ لكم الإسلامَ دينًا) [المائدة: 3].
وقال النَّبيُ (صلى الله عليه وسلم): "مَن أحدَثَ في أمرِنا هذا ما ليسَ مِنه فهو رَدٌ" [متفق عليه]، وفي رواية: "مَن عَمِلَ عَمَلا ليس عليه أمرُنا فهو رَدٌ" [رواه مُسلِم]، وقال: "إيَّاكم ومُحدَثاتُ الأمور؛ فإنَّ كل مُحدَثَة بِدْعَة، وكُلَّ بِدْعَةٍ ضلالة" [رواه أحمَد، وهو في صَحيح الجامِع]، وقال: "وكُل ضلالةٍ في النار" [رواه النَّسائي، وهو في صَحيح الجامِع].
فالأصل في العِبادات التَّحريم إلا إذا دَلَّ النَّصُ على خِلاف ذَلِك، بِعَكس العادات؛ فتنَبَّه!
(يُتْبَعُ)
(/)
ولو كانَ هذا القَولُ مَشروعًا لَبَيَّنه النَّبيُ (صلى الله عليه وسلم) لأمَّتِه؛ بل ثَبَت عَن النَّبي (صلى الله عليه وسلم) أنَّه قال لعَبد الله بن مَسعود (رَضي الله عَنه): "اقْرأ عَليَّ القُرآن"، فقال: يا رَسولَ الله أقرأ عَليَك وعَلَيك أنزِل؟! قال: "إنِّي أحِبُّ أن أسمَعَه مِن غَيري"، فقرأتُ عليه سُورَة النِّساء. حتَى جِئتُ إلى هذه الآية: (فكيف إذا جِئنا مِن كُلِّ أمَّة بِشَهيدٍ وجِئنَا بِكَ على هؤلاءِ شَهيدًا) [الآية: 41]. قال: "حَسبُك الآن"، فالتَفَتَ إليه فإذا عَيناه تَذرِفان. [مُتفق عَليه]، وفي رواية للبخاري [ح 5050، 4582 - «فتح»] قال رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم): "أمسِك".
ومِن القواعِد الأصولية أنَّه "لا يجوز تأخير البَيان عَن وَقت الحاجَة"؛ فلو كان قول (صَدق اللهُ العَظيم) مَشروعًا لَنَبَّه النَّبيُ (صلى الله عليه وسلم) عَبدَ الله بنَ مسعود –رَضي الله عَنه- عَلَيه ودَلَّه عليه وأمرَه بأن يقولَه؛ فلما لم يُبَيِّن النَّبيُ (صلى الله عليه وسلم) مَشروعية ذلك دَلَّ على أنَّه لا يُشرَع؛ و"تَرك البَيان في وَقت الحاجَة بَيانٌ" –كما تُقَرِّرُ القاعِدَة الأصولية.
بل قال (صلى الله عليه وسلم) بعد الفراغ مِن التلاوة: "حَسبُك الآن"؛ مِمَّا يَدُل دلالةً واضِحَةً أنَّها هذا القولَ لا يَشرُع، بل المَشروع بعد الفراغ مِن التلاوة هو السُّكوت أو الكلام المُباح أو مُباشرة العَمل أو خِلافُه مِمَّا هو مُباحٌ في أصلِه، ولا نَقولُ: كيف نَخلِط بين القُرآن وكلام البَشَر دون فاصِل! نقول: نحن أمِرنا بالاتباع لا الابتداع، ومَصدر الدِّين النَّقل لا العَقل، والدِّينُ لا يؤخَذ بالرأي، و"لو كان الدِّينُ بالرأي لكان أسفل الخُف أولى بالمَسح مِن أعلاه"؛ كما ثَبَتَ عَن (علىُّ بن أبي طالِب) –رَضي الله عَنه-[رواه أبو داود].
بل قد ثَبَت –والحمدُ لله- في السُّنَة القولية ما يَدُل على أنَّ النَّبيَ (صلى الله عليه وسلم) لم يَفصِل بين القرآن الكَريم وكلامِه العادي بفاصِل؛ ففي "خُطبة الحاجَة" كان النَّبيُ (صلى الله عليه وسلم) يقرأ –أحيانًا- ثلاث آيات بعد الشهادَتَين؛ هم على التَّرتيب: الآية 102 مِن سورة "آل عِمران"، الآية 1 مِن سورة "النِّساء"، الآيتَين 70، 71 مِن سورة "الأحزاب"، ثم يقول بَعدَها -دون فاصل-: "أما بعد؛ فإنَّ أصدق الحَديث كِتابُ الله تعالى ... " [رواه مُسلِم والنَّسائي].
ومِن تناقُض الذين يَستَنكِرونَ عَدمَ فصل القُرآن والكلام العادي بِفاصِل (كَقول: صدق الله العَظيم)؛ أنَنَّا نقولُ لهم: أليس قول (صدق الله العظيم) كلام البشر؟!! فكيف تَفصِلون بين القُرآن وكلام البَشَر بكلامٍ البَشَر؟!!
وأقولُ لهم أيضًا: لماذا اقتصرتُم على قول (صدق اللهُ العَظيم) دون غَيرِها؟!! يَعني: لماذا لا تقولون –مَثلا- (صدق الرَّحمَنُ الرَّحيم) أو (صَدَقَ المَلِكُ الوهَّاب)؟!! ولماذا تَقتَصِرون –أصلا- على لفظة "صَدَق" دون غَيرِها؟!! لِمَ لا تقولون –مَثلا- (الحَقُّ ما قال الله)؟!!
وإلى مَن لا يَقتَنِعون بقولِ اللهِ (تَبارَك وتعالى) وقولِ رَسولِه (صلى الله عليه وسلم)، ولا يَقتَنِعون إلا بالعَقل –زَعُموا؛ مع أنَّ العَقل السَّليم لا يُنافي الشَّرع الصَّريح ألبَتَة؛ أقول:
مِن المُقَرَّر عِند عُلماء اللغة العَرَبية والبَيان أنَّ الجُملَ نوعان:
1 - جُمل خبرية (تقريرية): وهي الجُمَل التي تَحتَمِل التَّصديق والتَّكذيب. كقولك: أحمد مُلتَزِم بهَدي النَّبي (صلى الله عليه وسلم)، أو جاء أحمَد، أو لم يُسافِر أحمد اليوم، أو يَتلو أحمد القرآنَ كلَ يوم. فهذه الجُمَل تَحتَمِل أن يُصَدَّق قائِلُها أو يُكَذَّب، فلو قال لك قائِلٌ: أحمد مُجتَهِد، تَستطيعُ أن تقولَ له: صَدقتَ أو كَذَبت، وهكذا في كل الجُمَل الخَبَريَّة؛ وضابِطُها ما قُلناه وهي كل جملة ليست إنشائية.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - جُمَل إنشائية: وهي الجُمَل التي لا تَحتَمِل التَّصديق أو التَّكذيب، وقد تكون جملةً طَلَبيَّة (أمر، نَهي) أو جملةً تَدُّل على الطَّلَب؛ كأن تُسبَق باستفهام أو تَمَني أو تَرَجِّي. كقولِك لأخيك: صَلِّ صلاة موَدِّع! أو لا تُقَلِّد المُشركين! أو هل رأيتَ مُحمَّدًا؟! أو لَيتَ المُسلِمين يَعودون إلى دينِهم! أو لَعَل اللهَ يُخرِج مِن أمَّتِنَا مَن يُعيدُ إليها مَجدَها! فهذه الجُمَل السابِقَة لا تَحتَمِل مِن سامِعها أن يُصَدِّقَ قائِلَها أو يُكَذِّبُه؛ فلو قال لك قائِلٌ: صَلِّ، فلا يجوزُ أن تقولَ له: صَدَقتَ أو كَذَبتَ، وهكذا في كل الجُمَل الإنشائية.
إذا تَبَيَّن هذا؛ فالقُرآن الكَريم يَجمَع في سُوَرِه بين الجَملَ الخَبَرية والإنشائية، بل قَد تَجمَع الآية الواحِدَة النَّوعَين مَعًا، وهاكَ أمثِلَةً مِن كل نوع:
فَمِن أمثِلَة الجُمَل الخَبَرية؛ قولُه –تعالى-: (إنَّ اللهَ على كُلِّ شَئ قَديرٌ) [البقرة: 20]، (أولئك على هدي مِن رَبهم وأولئك هم المُفلِحون) [البقرة: 5]، (قَد أفلَح المؤمِنون) [المؤمِنون: 1].
ومِن أمثِلَة الجُمَل الإنشائية؛ قولُه –تعالى-: (واتَّقُوا يومًا لا تَجزي نَفسٌ عَن نَفسٍ شَيئًا) [البقرة: 48]، (ولا تكونوا كالذين نَسُوا اللهَ فأنساهُم أنفسَهم) [الحشر: 19]، (أليس اللهُ بأحكِم الحاكِمين) [التين: 8].
ومِن أمثِلَة الآيات التي جَمَعت بين الجُملَتَين مَعًا؛ قولُه –تعالى- (ألم تَعلم أنَّ اللهَ له مُلكُ السَّموات والأرض، وما لكم مِّن دُونِ اللهِ مِن وَليٍّ ولا نَصير) [البقرة: 107].
وقارئ القُرآن لا يخَلو –عِند فَراغِه مِن التلاوة- أن يَقِف على إحدى نَوعَي الجُمَل: إمَّا أن يَقِفَ على جمُلَة خَبَرية أو إنشائية. فهل –باللهِ- إن وَقَف على جُملَةٍ إنشائية يَليقُ به أن يقولَ (صَدَق الله العَظيم)، وهي –كما بَيَّنَّا- لا تَحتَمِلُ التَّصديق أو التَّكذيب؟!! أفيجوزُ هذا العَبَثُ بِكتابِ الله –تبارك وتعالى-؟!! وإن قال: أقولُها عِند رأس الجُمَل الخَبَرية فَقَط! نقولُ له: كَذَبت ورَبي؛ واقِعُك يُخالِفُ قولَك، ثُم مِن أين لك الدَّليل على التَّفريقِ بين النَّوعَين؟!! أتَضَعُ ضوابِطًا لبِدْعَة ابتدعتَها ما أنزَلَ اللهُ بِها مِن سُلطان؟!! (تاللهِ إنَّ هذا لَشئٌ عجاب) [ص: 5].
الجواب عَن الشُّبهات الوارِدَة في هذه المسألة:
الشُبهة الأولى: قد يَستَدِلُ البَعضُ على جوازِها بقولِه –تعالى- (قُل صَدَق الله فاتَّبِعوا مِلَّة إبراهيم حِنيفًا) [آل عِمران: 95]، وقولِه (ومَن أصدَقُ مِن الله حَديثًا) [النِّساء: 87]، وقولِه (ومَن أصدَقُ مِن الله قِيلا) [النِّساء: 122]، وهذا استدلال مَردودٌ مِن غَير وَجه:
(1) بُمراجَعَةِ أسباب نُزولِ الآية الأولى؛ يَتَبَيُّن أنَّ مَعنى الآية: "أي ظَهَرَ وثَبَت صِدقَه في أنَّ (كُل الطَّعام كان حِلا لِبَني إسرائيل إلا ما حَرَّم إسرائيلُ على نَفسِه مِن قَبْلِ أن تُنَزَّلَ التَّوراة) [آل عِمران: 93]؛ فلم يَكُن ذلك في التوراة مُحَرَّمًا كما أخَبَر رَبُّنا -تَبارَك وتعالى، وفيه تَعريضٌ بِكذِب اليَّهود الصَّريح"، [راجِع: «تَفسير القُرطبي»: (2/ 1482: 1485)، و «روح المَعاني/ للآلوسي»: (3/ 241: 246)، كِلاهما طـ دار الغَد العربي بمصر].
ومِن القواعِد الأصوليَّة الهامَّة أنَّ "العِبرَة بِعُموم اللفظ لا بِخصوص السَّبَب"؛ ولِذَلك فمَعنى الآية –عُمومًا-: "أي قُل يا مُحَمَّد: صَدَقَ اللهُ فيما أخبَرَ بِه وفيما شَرَعَه في القرآن"، كما في «تَفسير ابن كَثير»: (1/ 382، طـ مُطصفى البابي الحَلبي).
(2) قُل لي –بِرَبِّك- أين في الآية الكَريمة ما يَدُل على أنَّ الله أمر (أو أرشد) نَبيَّه (صلى الله عليه وسلم) أن يلتَزِمَ قولَ هذه الجُملَة بعد الفراغ مِن تلاة القُرآن خاصَّةً؟! فمِنَ أينَ لَكم بهذا التَّقييد؟!! ولو سَلَّمنَا جَدلا أنَّه –تَبارَك وتعالَى- أمرَه بِذَلِك وَحيًا فلَّمَّا لم يُنقَل إلينا عُلِم –بالضَّرورة- أنَّ هذا الاعتقادَ لا أصلَ له ألبتة!
(يُتْبَعُ)
(/)
(3) ألم تسأل نفسَك لماذا لم يَفهَمِ النَّبيُ (صلى الله عليه وسلم) أو أحدٌ مِن أصحابِه أو تابِعوهم مِن هذه الآية الكَريمة أنَّ المقصودَ التزامُ قولِها بعد كل تلاوةٍ للقُرآن؟!! أم أنَّك أتيتَ بِمَا لم تأتِ به الأوائِل؟!
(4) لو ألزمتَ نفسَك بأنَّ المَقصودَ بالآيةِ الكَريمَةِ التزامَ قولِ هذه الجُملَة بعد الفَراغ مِن التلاوة، فأنا ألزِمُك إلزامًا لا انفكاك له –إن شاء الله تعالى- أن تفهمَ أنَّك أثناءَ قِراءَتِك للقُرآن إذا مَررتَ بقولِه تعالى (قُل هو الله أحَد) [الإخلاص: 1] أن تَقطَعَ القِراءة وتَقول: "هو الله أحد"! وإذا مَررتَ بقولِه تعالى (قل يأ أيُّها الكافِرون) [الكافِرون: 1] أن تَقطَعَ القِراءة وتَقول: "يا أيُّها الكافِرون"، وهكذا في باقي الآيات التي استُفتِحَت بِلفظَة (قُل)، فما رأي المُخالِف؟
(5) أمَّا الآيتان الكَريمتان الأخريتان فمعناهما: "لا أحد أصدق مِن الله" [راجع: «تَفسير القُرطبي»: 2/ 1967، 2057].
الشُبهة الثانية: وقد يَستَدِل بَعضُهم بِما [رواه التِّرمذيُ والبَيهَقيُّ] عَن (عَبد الله بن بُريدَة) عَن أبيه –رَضي الله عَنه يقول: رأيتُ النَّبيَ (صلى الله عليه وسلم) يَخطُب، فجاء الحَسَنُ والحُسَين وعليهما قميصان أحمران، يَمشيان ويَعثران، فنزل رسولُ اللهِ (صلى اللهُ عليه وسلم) فحَمَلَهُما فوَضَعَهُما بَينَ يَديه، ثُمَّ قال: "صدق اللهُ (إنَّما أموالُكم وأولادُكم فِتنةٌ) [التَّغابُن: 15]، نَظَرتُ إلى هَذَين الصَّبيين يَمشيان ويَعثران فَلَم أصبِر حتَّى قَطَعْتُ حَديثي وَرَفَعْتُهما"، ثم أخذ في خُطبَتِه. اهـ.
وشاهِد الاستدلال قولُه (صلى الله عليه سلم): "صَدَق الله ... ".
وهذا الاستدلالُ فيه نَظَرٌ:
(1) قولُه (صلى الله عليه وسلم): "صَدَق الله" قبل الآية لا بَعدَها! فهو خارِجُ مَحلِّ النِّزاع، ثُمَّ إنَّه (صلى الله عليه وسلم) اقتصر على "صَدَق الله"، والمُخالِفُ لا يَقتَصِرُ عَليها؛ وإن اقتَصَر فهي بِدْعَةٌ أيضًا؛ لِمَا يأتي في (2).
(2) عِند تأمُل سَبَب ذِكرِه (صلى الله عليه وسلم) للآية يَتَّضِحُ أنَّه لا دلالة في الحَديث على ما يَزعُمون؛ فهو (صلى الله عليه وسلم) إنَّما قال ذلك لِِبيان صِدْق خَبَرِ الله –تبارَك وتعالى- بأنَّ الأموالَ والأولادَ فِتنَةٌ، ولا أدَلَّ على ذَلِك مِن أنَّه (صلى الله عليه وسلم) لَمَّا رأي الحَسَنَ والحُسَين –رَضي الله عَنهما- يَمشيان ويَعثران اشتَغَل قَلبُه بِهما ولَم يَصبِر حتى قَطَع خُطبَتَه ونَزَل مِن على مِنبَرِه وحَمَل الحَسَن والحُسَين –رَضي الله عَنهما- ووَضَعهما بَينَ يَدَيه؛ فالحَديثُ واقِعَةُ عَين لا تَنهَضُ للاستدلال على حُكمٍ عامٍّ تَعُمُّ به البَلوى، فتأمَل.
(3) قد يكونُ النَّبيُّ (صلى الله عليه وسلم) قد أخَذَ بِعُموم قَولِه تعالى (قُل صَدَقَ الله) [آل عِمران: 95] في واقِعَةٍ مَا، ولو اقتدى مُكَلَّفٌ بالنَّبي (صلى الله عليه وسلم) في أمرٍ كهذا؛ فاستعمَلَ عمومَ آيَّةٍ في مَوقِفٍ خاص؛ فلا حَرَجَ -إن شاء اللهُ تعالى.
ولقد وَقَع هذا مع النَّبي (صلى الله عليه وسلم) في آيَةٍ أخرى؛ فقد ثَبَتَ في [صَحيح مُسلِم] أنَّ النَّبي (صلى الله عليه وسلم) لَمَّا أيقَظَ عَليًّا وأمَرَه وفاطمةَ –رَضي الله عَنهما- بالصلاة مِن الليل، وقال له على -رَضي الله عنه-: "إن أرواحنا بيد الله إن شاء بعثنا"، ولَّى النَّبيُّ (صلى الله عليه وسلم) يَضرب فَخذَه، ويقول: (وكان الإنسان أكثر شئ جَدلا) [الكهف: 54]. فجعل (صلى الله عليه وسلم) عليًّا –رَضي الله عنه- داخِلا فيها، مع أنَّ سَبَبَ نزولها الكُفار الذين يُجادِلون في القرآن، [انظر: «تفسير القُرطبي»: (5/ 4158، طـ دار الغد العربي بمصر)، «مُذكرة في أصول الفِقه» / للعلامة (محمد الأمين الشنقيطي) –رَحِمَه الله، ص 235، طـ دار البصيرة بمصر].
الشُبهة الثالثة: وقَد يَستَدِل بَعضُهم على جوازِها بأنَّ الأكثَرين مِن المُسلمين يَلتَزِمون قولَها بعد الفَراغ مِن التلاوة!
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه شُبهَة أوهَى مِن بَيتِ العَنكبوت، وتُغني حِكايَتُها عَن رَدِّها، وفسادُها عَن إفسادِها. ومَع ذلك فأقولُ: لقد قال اللهُ –سُبحانَه وتعالى- في كِتابِه العَزيز الذي لا يأتيه الباطِلُ مِن بَين يَديه ولا مِن خَلفِه: (وإن تُطِع أكثَرَ مَن في الأرض يُضِلُّوكَ عَن سَبيلِ الله) [الأنعام: 116]، وقال (ومَا أكثَرُ النَّاسِ ولو حَرَصتَ بِمؤمِنين) [يوسف: 103]. وتأمَل –بَارَكَ اللهُ فيك- آياتِ القُرآن التي وَرَدَت فيها كَلِمَة الكثرة واشتقاقاتُها تَجِدْها جَميعًا –بلا استثناء- تُقَرِّرُ أنَّ القَليلَ مِن النَّاس هم الذين يَتِّبِعُون الحَقَّ ويُطيعون رَبَّهم، وأنّ الكثرة الباقية لا يؤمِنون بالله ولا يَشكُرونَه ولا يُطيعونَه، فتأمَل! فإذَن عَمَلُ الكَثرة ليس دليلاً على أنَّهم أصابوا الحَقَّ، ومِن الأقوالِ الرائِعَة لـ (الفُضَيل بن عياض) -رَحِمَه الله- قولُه: "لا تَستوحش طُرقَ الهُدَى لِقِلَةِ أهلها، ولا تَغتَر بكثرة السالكين الهالكين"، والله المُستعان!
فائدة (1): وأحِبُّ أن أقولَ للقارئ الكَريم: "البِدعَة تُميتُ السُّنَة؛ فما ظهرت بِدْعَة إلا مُحيت سُنَة"، وبِتَطبيقِ هذا القَول على هذه البِدْعَة نَقول: مِن آثارِ هذه البِدْعَة السَّيئة أنَّها مَحَت سُنَةً حَسَنَةً حَثَنَها عليها النَّبيُ (صلى الله عليه وسلم)؛ حيثُ قال (صلى الله عليه وسلم): "مَن قرأ القُرآن فليسألِ الله به" [حَسن: رواه التِّرمذي]، فيُشرَع للقارئ بعد الفَراغ مِن التِّلاوة أن يتوسَلَ لله بتلاوَتِه؛ فهي تَدخُل في عُموم العَمَل الصالِح الذي يُشرَع التَّوسَّلُ به وسؤالِ الله الحاجات.
ولا يَسَعُنا في الخِتام إلا أن نُرَدِّدَ –دائِمًا- مع القائِل:
وكل خَيرٍ في اتباع مَن سَلَف ... وكل شَر في ابتداع مَن خَلَف
فائدة (2): لقد أفتى بِبِدْعيَّة التزام هذه الجُملَة بعد تلاوة القُرآن مِن أهل العِلم المُعاصرين:
1 - اللجنة العلمية الدائمة للإفتاء والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية برئاسَة العلامة (عبد العزيز بن عبد الله بن باز) –رَحِمَه الله، فتوى رَقم (4310)، (4/ 118).
2 - العلامة (بكر بن عبد الله أبو زيد) –حَفِظَه الله- في رِسالَتِه القَيِّمة «بِدَع القُراء القَديمة والمُعاصِرَة»، ص 22: 23، طـ مؤسسة قُرطبة بمصر.
ومِن نافِلَة القَول: أنَّه –وإن كُنتُ قد انفصَلتُ إلى أنَّ التزام هذا القول بعد التلاوة بِدْعَة- إلا أنِّي أقول: إنَّ قول الله –سُبحانَه وتعالى- حَقٌ وصِدق، وكلامُه أصدَقُ الحَديث، وهو العَظيمُ –سُبحانَه- على الدَّوام، لا في نهاية التلاوة فَحَسبُ. تمامًا مثلما أنكر العُلماء المُحَقِّقون زيادة لفظة "سيدنا" في الأذان والتَّشهد وصيغ الصلاة على النَّبي (صلى الله عليه وسلم)؛ إلا أنَّهم مُقِرُّون بأنَّ النَّبي (صلى الله عليه وسلم) هو سَيدُنا وسَيدُ آبائِنا وأجدادِنا، وله مِنَّا وافِرُ التَّبجيل والتَّقدير والتَّكريم، كيف وقد قال: "أنا سَيِّدُ النَّاس يومَ القيامَة" [مُتفقٌ عَليه]. بأبي هو وأمي، صلى الله عليه وآله وأصحابِه وسَلَّم تَسليمًا كَثيرًا، آمين.
اللهمَّ ارزُقنا اتباع شَرع نَبيِّك (صلى الله عليه وسلم)، وجَنِّبنَا الابتداع في الدِّين، وآخِر دعوانا أن الحَمدُ لله رَب العالَمين.
[وفي الحلقة الثانية: نُجيب عَن بعض شبهات أحد الإخوة المُشتركين في "المنتدى العام" بشبكة "الفجر" بشأن هذا البحث -إن شاء اللهُ تعالَى].
سُبحانَك اللهم وبِحَمدِك، أشهد أن لا إلهَ إلا أنتَ، أستَغفِرُك وأتوبُ إليك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Feb 2004, 11:38 م]ـ
شكر الله لك أخي الكريم محمد بن يوسف هذا البيان، وحبذا لو رق أسلوبك قليلاً مع من يرى الالتزام بها رغبة في دلالة الناس على الخير لا غير، فأنت تعلم يا أخي الحبيب أن النفوس جبلت على النفور ولا سيما في زماننا، فلا بد من أخذها بالكلمة الطيبة ولو كان الدليل معك كما في مسألتنا، فإن الرفق في الأمر بالمكان الذي تعلمه، وإذا كثرت علامات التعجب في الكتابات، وعلامات الاستفهام، صدت المخطاب عن قبولها، وفقك الله، وزادك نوراً وهدى.
ـ[أبو علي]ــــــــ[04 Feb 2004, 09:40 ص]ـ
أخي محمد بن يوسف حفظك الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
هل كلامك هذا يأخذ به المذاهب الأربعة أم هو فقط في المذهب الحنبلي؟
سمعت هذا السؤال عن قول صدق الله العظيم فأجاب الشيخ أن قول صدق الله العظيم من الطيب من القول وليس منكرا من القول.
لكني أراك تصفها: بدعة ومن بيت العنكبوت وفساد ....
من يقرأ كلامك هذا يعتقد أن قول (صدق الله العظيم) تساوي (صدق الآب والإبن والروح القدس).
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[04 Feb 2004, 10:41 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
وبعد؛
فهذه هي (الحلقة الثانية) من بحثي المتواضِع: "التزام قول "صدق الله العظيم" بعد التلاوة بِدْعَة!!! "، كُنت قد كتبته رَدًّا على أحد الإخوة الذين اعترضوا على ما انفصلت إليه من القول ببدعية هذا اللفظ بعد التلاوة، وقد كتبته في "ملتقى أهل الحديث" بتاريخ 30/ 10 / 1423هـ، وأيضًا في "المنتدى العام" بـ "شبكة الفجر".
--------------------------------------------
إنَّ الحمدَ للهِ نحمدُه ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومِن سيئات أعمالنا، مَن يهده اللهُ فلا مُضِل الله، ومَن يُضلِل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسولُه، (صَلَّىَ الله عليه وآله وَسَلَّم).
أما بَعد ...
فإنَّ أصدق الحديثِ كتابُ اللهِ تعالَى، وأحسنَ الهَدْي هَديُ مُحمدٍ (صَلَّىَ الله عليه وآله وَسَلَّم)، وشرَّ الأمورِ مُحدثاتُها وكُلَّ مُحدثَةٍ بِدْعَة، وكُلَّ بِدْعَةٍ ضلالة، وكُلَّ ضلالةٍ في النار ...
كُنتُ قد كَتَبتُ بَحثًا في إحدى منتديات "شَبكة الفوائد الإسلامية" –حَفِظَها اللهُ تَعالَى- سَميِّتُه: «التِزام قَول (صَدَق اللهُ العَظيم) بعد التلاوة بِدْعَة!!!»؛ ورَغبَةً مِنِّي في نَشر الخَير بأوسَعِ صُورَةٍ مُمكِنَة، أدرجتُ نُسخَةً مِنه في "المُنتدى العَام" بِشَبَكَةِ "الفَجر" –حَفِظَها اللهُ تَعالَى؛ فلاقَى هذا البَحثُ مِن أحَد الأعضاء رَفضًا لِمَا انفصَلتُ فيه بأنَّ التِزام قَول (صَدَقَ اللهُ العَظيم) بعد الفَراغ مِن تلاوة القُرآن بِدْعَة! ويا لَيْتَ هذا العُضو المَذكور كَانَ يَمِلكُ عَلَىَ رَفضِه أثارَةً مِن عِلم؛ بل هي الشُّبَه والاستشكالات التي يُورِدُها على أنَّها أدِلَةٌ يُستَدَلُ بِها على قولِه، وهي في الحَقيقة يُحتاجُ لأن يُستَدَلُ لَها لا بِهَا، فكيف إذا عَلِمتَ –أخي الحَبيب- أنَّها عِند التَّحقيق لا تُخالِفُ ما انفصلتُ إليه؛ بل تَعضدُه وتُقَويه –كما سيظَهر جَليًّا في الجَواب عَنها بِحَول الله وعَونِه وقُوَتِه.
والذي دعاني إلى إدراج نُسخَةٍ مِن جوابِي على هذا العُضو المَذكور في هذا المُنتدَى المُبارَك -إن شاء اللهُ تَعالَى- سَببان:
أولاهما: أنَّ هذه الاستكشالات قد تَرِدُ على خاطِر كَثيرٍ مِن أحبائِنا القُراء.
ثانيهما: أنَّ الجوابَ عَنها يَتَضَمَّنُ أصولا وفوائِدَ نافِعةً –إن شاءَ اللهُ تَعالَى- خاصَّةً فيما يَتَعَلَّقُ بالبِدْعَة وضوابِطِها؛ وهو ما كان حَقُّه ومكانُه بَحثي السابِق؛ ولكن "قَدَرُ اللهِ وما شاء فَعَل".
فائِدَة:
هكذا وَرَد في رواية الإمامُ (مُسلِم) –رَحِمَه اللهُ تَعالَى-: "قَدَرُ اللهِ وما شَاءَ فَعَلَ" (ح 2664)؛ بِتَحريك القاف والدال (دون تَشديدِها)؛ على أنَّها مَصدَر مِن الفِعل (قَدَّر)، ولَفظُ الجلالة مُضافٌ إليه مَجرور بالكَسرَة الظاهِرَةِ تَحتَ آخِرِه.
بينما في إحدى روايات الإمامَين (ابْنِ ماجَة) و (أحمَد) –رَحِمَهما اللهُ تَعالَى-: "قَدَّر اللهُ وما شاءَ فَعَل" (ح 79، 8573 –على التَّرتيب)؛ بتَشديد الدال المَفتوحَة، ولَفظُ الجلالة فاعِلُ مَرفوع بالضَّمَّة الظاهِرَةِ فوقَ آخِرِه.
وكلا الروايَتَين مَحفوظتان –إن شاءَ اللهُ تَعالَى؛ فبأيِهما تَعبَّد المُكَلَّفُ فلا حَرَج؛ ويُستَحَبُ له أن يَقول هذه تارةً وهذا تارةً أخرَى؛ لأنَّ هذا اختلافُ تَنوُّع لا تَضاد، واللهُ أعْلَم.
---------------------------------------
وهذا نَصُّ المُشارَكَةِ الأولى للأخ المَذكور –هَداه الله-:
---------------------------------------
(يُتْبَعُ)
(/)
"يا سبحان الله!! من قال: صدق الله العظيم. فقد ابتدع بدعة، وهذه البدعة إنما هي ضلالة تدخل قائلهاالنار!! هل الكلام الطيب والثناء على الله يعتبر ضلالا!! ظهر من بيننا قوم اتهموا غيرهم بالابتداع في الدين حتى لو كان أحد يدعو بدعاء من نفسه يمجد فيه الله ويتضرع إليه -لقال له هؤلاء: يا هذا إن دعاءك هذا بدعة لأنه ليس دعاء مؤثورا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع أن النبي عليه الصلاة والسلام سمع أعرابيا يدعو بدعاء من عند نفسه يقول فيه: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان المنان ... ) فقال عليه الصلاة والسلام:لقد دعا الله باسمه الأعظم. لم يقل له: يا هذا انك ابتدعت دعاء لم آمر به. هل إذا ذكرنا صحابيا وقلنا: رضي الله عنه) هل تعتبر مقولة: رضي الله عنه) بدعة؟ لأن هذه الكلمة لم تكن تقال في عهد الصحابة، ولم نسمع أحدا من الصحابة خاطب صحابيا آخر قائلا له: رضي الله عنك. كان الصحابة إذا سألهم النبي في أمر الدين ولم يعلموه، لم يكن جوابهم فقط: لا نعلم، وإنما كانوا يضيفون إليها: الله ورسوله أعلم، فهل أنكر رسول الله عليهم أن يقولوا: الله ورسوله أعلم!!
إن القول بضلال من قال صدق الله العظيم كمثل ذلك الذي رأى النصارى واليهود يسارعون في مد يد العون والمساعدة لإخوان لنا أصابهم نقص من الثمرات وابتلوا بالجفاف والجوع، فقال: لا تتشبهوا باليهود والنصارى حتى ولو كان في الإحسان. ولا تمدوا يد العون لإخواننا في الصومال والسودان لأن اليهود والنصارى سبقونا إلى ذلك ونحن لا نريد أن نتشبه بهم" اهـ.
--------------------------------------
بَعد المُشارَكة الأولَى للأخ المَذكور؛ رَدَّ عَليه أحدُ الإخوة –حَفِظَه الله- بِمَا نَصُّه: " (لقد رَضيَ اللهُ عَن المُؤمنينَ إذ يُبَايعونَك تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا في قُلوبِهم فأنزَلَ السَّكينةَ عَليهم وأثَابَهم فَتحًا قَريبًا). ومن هم المؤمنون؟؟؟؟ هم الصحابه" اهـ. فَرَدَ عَليه الأخ المَذكور بِمَا نَصُّه:
--------------------------------------
"هذه الآية لم تنزل في كل الصحابة وإنما نزلت في من بايعوا بيعة الرضوان، والرضى هنا على الفعل وهو البيعة، مثل ما أقول: رضي الله عن أبي عبد العزيز إذ صام أيام رمضان وقام لياليه، فالرضى على الصيام والقيام، وليست الآية إنشائية بأمر، لو كانت إنشائية لجاءت في صيغة الأمر، ولسمعنا المتأخرين من الصحابة يترضون على الأولين في حضورهم أو غيابهم. إذن هي كلمة ابتدعناها وليس في ذلك إشكال، لسنا ملزمين بها وإنما هي كلمة مستحبة. ولماذا لم تظهر لك إلا آية الرضى؟ فآية: (قل صدق الله ... ) إنشائية، وأمر بالقول.
أما أخانا صاحب النية الصافية فقوله:الأصل في العبادات التحريم، هذا ليس حديث شريف، الأصل في العبادات الالتزام بالأمر، والحلال بين والحرام بين، إذا جاءني سائل مسكين حتى ولو كان يهوديا فإني لن أنهره ولن أنتظر فتوى من أحد أو أبحث عن نص في الكتاب والسنة يجيز لي أن أتصدق على غير المسلمين، فهذه معروفة بالفطرة، والله جعل الصدقة للمساكين على إطلاقهم. كذلك كلمة: صدق الله العظيم إذا قيلت بعد سماع القرآن فهي مستحبة، وإذا سمعت حديث شريف وقلت: صدق رسول الله، فأين البدعة هنا!!
أريد أن أعرف، أي فقه هذا الذي يجمد الفكر ويسمي الثناء والكلام الطيب بدعة!! أي مذهب هذا!! أنا أتبع مدرسة العلم الفقهي وليس العلم النقلي المتجمد" اهـ.
-----------------
وكان هذا نَصُّ رَدِّي عَليه:
-----------------
أخي الكَريم (؟؟؟؟؟؟؟؟؟) ...
اعْلَم –عَلَمَني اللهُ وإيَّاك- أنَّ القولَ على اللهِ بِغَير عِلم مِن أكبَرِ الكبائر؛ يقول الله تعالى (قل إنَّما حَرَّم رَبيَ الفواحِش ما ظَهَر مِنها وما بَطَن والإثمَ والبَغي بِغَير الحَق وأن تُشركوا بالله ما لم يُنَزِّل به سُلطانًا وأن تقولوا على الله ما لا تَعلمون) [الأعراف: 33]؛ فجَعَل اللهُ –تعالى- "القولَ على الله بِلا عِلم" أعظَم مِن الشرك بالله؛ لأنَّه "يَتَضمَّنُ الكَذِبَ على الله ونِسبَتَه إلى ما لا يَليقُ به، وتَغييرَ دينِه وتَبديله، ونفيَ ما أثبَتَه وإثباتَ ما نفاه، وتَحقيقَ ما أبطله وإبطالَ ما حققه، وعداوةَ مَن والاه وموالاةَ مَن عاداه، وحُبَّ مَا أبغضه وبُغضَ ما أحبَّه، ووصفَه بما
(يُتْبَعُ)
(/)
لا يَليقُ به في ذاتِه وصِفاتِه وأقوالِه وأفعالِه، فليسَ في أجناس المُحَرَّمات أعَظمُ عِند الله مِنه، ولا أشدَّ إثمًا، وهو أصلُ الشِّرك والكُفر، وعليه أسسَت البِدَع والضلالات، فكل بِدعَة مُضِلَة في الدين أساسُها القول على الله بِلا عِلم" اهـ مِن كلام الإمام (ابن القَيم) –رَحِمَه الله- في كِتابِه الماتِع «مَدارِج السالكين» (1/ 397).
فليسَت أحكامُ الدِّين تُعرَفُ بالعَقلِ والرأي؛ فيُستحسَن مِنها ما استحسَنَه العَقل، ويُستقبَحُ ما استقبَحَه العَقل! بل أحكام دينِنِا مَصدَرُها الكِتابُ والسُّنَّة، وجَميع المصادِر التَّشريعية الأخرى (كالإجماع والقياس وغَيرِها) إنَّما تَستَنبِط مِن الكِتاب والسُّنَّة. ألم تَسمَع قَولَ الإمامِ (الشَّافعيِّ) –رَحِمَه الله-: "مَن استحسَن فَقَد شَرع"؟!
وَوَاللهِ إنَّ نَبذَ أحكامِ الكِتاب والسُّنَّة وفَهمِ عُلمائِنا لِكليهما لَخَطرٌ عَظيمٌ، تُخشَى عواقِبُه على فاعِلِه!
أيصِحُ أن نُقابِلَ نُصوصَ الكِتاب والسُّنَّة وقواعِدَ العُلماء المَبنيَّةَ عَليهما بآرائِنا واستشكالاتِنا وفَهمِنا القاصِر؟!!
ألم يَكفِك –أخي- أنَّنِّي قد ذَكَرتُ لك أنَّ الحُكم بِبدعيَّة هذا القَول قد أفتَى به العلامةُ (ابنُ بَاز) –رَحِمَه الله- وأعضاءُ اللجنة العلمية الدائمة للإفتاء والدعوة والإرشاد بالمملكة، والعلامةُ المُحَقِّقُ (بَكر بن عَبد الله أبو زيد) –حَفِظَه اللهُ-؟!!
يا أخي الكَريم إن كان هُناك ثَمَّة استشكال عِندَك بخصوص هذه المَسألة فاطرَحه للنِّقاش، ولكن على سَبيل التَّعلُّم لا على سَبيل التَّعقيب على العُلماء. واعْلَم أنَّ تَعقُّبَك هذا ليس تَعقُّبًا عَليَّ؛ إنَّما هو تَعقُّبًا على عُلمائِنا الأفاضِل الذين أفتَوا بِبِدْعيَّة هذا القَول بعد الفَراغِ مِن التلاوة.
يقول العلامَةُ (محمد بن محمد المختار الشنقيطي) –حَفِظَه الله وشفاه ورعاه-: "يَنبَغي لكُلِّ طَالِب عِلمٍ أن يَحفَظَ قَدرَه وأن يَحفَظَ للعُلماءِ حَقَّهم. ولذلك أنَبِّه عَلَى ما شَاعَ وذاعَ بَينَ كَثيرٍ مِن طُلاب العِلم وخاصَّةً في هذه الأزمنة، وإلَى اللهِ المُشتَكَى ...
كَثيرٌ مِن الأمور تحُكى عن أهل العلم ويأتي طالب العلم ويُورِد سؤالَه على سبيل التَّعقيب وعلى سبيل الاجتهاد، ويقول: كيف هذا، قد ورد هذا. إنَّما يقول ذلك على سبيل الاستشكال؛ يقول: أشكل عندي كلام العلماء، أشكل علي، وكيف نُوَفِّقُ بين هذا وبين قول النبي (صَلَّىَ الله عليه وَسَلَّم)؟! وأمَّا أن يُورِدَ الشيءَ عَلَى أنَّه نَوع ٌمِنَ التَّعقيب عَلَى العُلماءِ أو نَوعُ مِنَ الأخذِ عَلَىَ كَلامِهم فَهَذَا لا يَنبغي عَلَى طالِب العلم. المُنبَغي عَلَىَ الإنسانِ أن يَعلمَ أنَّ هؤلاء العُلماءِ كانُوا عَلَى دَرَجَةٍ مِنَ الوَرَع وخَوفِ الله –جَلَّ وعَلا- ما يَمنَعُهم عَن أن يَقولوا عَلَىَ اللهِ بِدُون عِلم" اهـ كلامُه –جزاه الله خيرًا- نقلا عَن «شَرح زاد المُستقنِع»، شَريط رَقم (6/ ب).
وأمَّا الجوابُ عَمَّا أورَدتَه مِن الاستكشالات (!)؛ فهاكَ الجواب:
(1) قَولُك: "هل الكلام الطَّيب والثناء على الله يُعتَبَر ضَلالا" اهـ.
قُلتُ: إنَّما الطِّيبُ مِن الكَلام هو ما حَكَمَ بِطيبِه الشَّرعُ، والحَسَنُ ما حَسَنَه الشَّرعُ، وقد يكونُ الكلامُ طَيِّبًا في أصلِه، فإذا وُضِعَ في غَير مَوضِعِه الذي عَيَّنَه وقَيَّدَه به الشَّرعُ؛ صار مُستقبَحًا يَرفُضُه الشَّارِع الحَكيم –جَلَّ وعَلا. وقد يكونُ الكلام مُستقبَحًا في أصلِه، فيَظُنُّه المُكَلَّفُ طَيِّبًا لِجَهلٍ أو تأويلٍ أو غَيرِهما.
والثناءُ على اللهِ إنَّما يكونُ بما أثنَى به رَبُّنَا على نَفسِه أو أثنَى رسولُه (صَلَّىَ الله عليه وَسَلَّم) عَليه، أما ثناءُنا نَحنُ العَبيدُ يَجِبُ أن يكون مُقَيِّدًا بما أثنى به رَبُّنَا أو رَسولُه على اللهِ –تبارَك وتعالَى. والثناءُ على اللهِ يكونُ بأسمائه وصفاتِه الحُسنَى، ومِن المُقَرَرِ عِند عُلماء أهل السُّنَّة والجَمَاعَة أنَّ "أسماءَ الله تَوقيفيَّةٌ لا مَجالَ للعِقل فيها" و"الأدِلَة التي تُثبَتُ بِهَا أسماءُ اللهِ تعالى وصِفاتُه هي كِتابُ اللهِ –تعالَى- وسُنَةُ رَسولِه (صَلَّىَ الله عليه وَسَلَّم)؛ فلا تُثبَتُ أسماءُ الله وصِفاتُه بِغَيرِهما"،
(يُتْبَعُ)
(/)
(راجِع: «القواعِد المُثلَى في صِفات الله وأسمائِه الحُسنَى» / للعلامة (محمد بن صالح العُثيمين) –رَحِمَه اللهُ، ص 16، 39، طـ مكتبة السُّنَّة بِمصر).
قالَ رَسولُ اللهِ (صَلَّىَ الله عليه وَسَلَّم): " ... لا أحصي ثناءً عَليك، أنتَ كما أثنيتَ على نَفسِك" [رواه مُسلِم (ح 486)].
إذا عَلِمتَ هذا –أخي- فالكلامُ الطَّيِّبُ والثَّناءُ على اللهِ لا يكون ضَلالا إذا كان مُعتَبَرًا لدَى الشَّرع، أمَّا إذا حَكَمَ المُكَلَّفُ علَى الكلامِ بأنَّه طَيِّبًا أو أنَّه يتضَمَنُ الثَّناء -مِن وِجْهَة نَظَرِه هو، نَظَرنَا هل اعتبَرَه الشَّرعُ أم لا؟! فإن كان مُعتَبَرًا فهو ليس ضلالا، وإلا فلا!
فلو أنَّ إنسانًا أثنى على اللهِ بِقَولِه: "يا ساتِر، يا سَتَّار، يا مُسَهِّل، يا مُهَندِس الكَون، يا مُعين، يا مَقصود، ... " فهل اعتبَرَ الشَّرعُ هذا الثَّناء أم لا؟! الجوابُ: لا؛ لم يَعتَبِر الشَّرعُ هذا الثَّناء؛ لأنَّ هذه الأسماء ليسَت مِن أسماء الله الحُسنَى التي دَلَّنَا عليها القُرآن أو السُّنَّة! رَغم أنَّ مَعناها طَيِّبٌ وحَسَنٌ -عِند المُكَلَّف! ومَعَ ذَلِك؛ فبَعضُ هذه الأسماء قد دَلَّت نُصوصُ الشَّرع على مَعناه –دونَ لَفظِه؛ فهو –سُبحانَه وتعالَى- يَستُر عَبدَه ويُعينُه ويَقصُدُه عِبادُه لِقضاء حوائِجِهم، لكن أن نتعبَدَه –سُبحانَه- بهذه الألفاظ؛ فهذا هو مَحلُ النَّظَر!
وأقولُ لأخي الكَريم (؟؟؟): ما رأيك في الصلاة والسلام على رَسولِ الله (صَلَّىَ الله عليه وَسَلَّم)؟! أليس هو كلامًا حَسَنًا طَيِّبًا مُعتَبَرًا؟! لكن هل اعتبَرَه الشَّرع في كُلِّ الأحوال والظُروف التي يَمُرُّ بِها المُكَلَّف؟!
فما رأيُّك لو صَلَّىَ أحدُهم على النَّبي (صَلَّىَ الله عليه وَسَلَّم) في رُكوع الصلاة أو سجودِها؟! بل أقولُ لَك: ما رأيَّك لو عَطسَ أحدُ المُكَلَّفين؛ فقال: "الحَمدُ لله، والصلاةُ والسَّلامُ على رَسولِ الله (صَلَّىَ الله عليه وآلِه وَسَلَّم) "؟!! أو لم يَقُل: "الحَمدُ لله" وصلى وَسَلَّم فَقَط؟! أنقولُ لَه: لقد أحسَنتَ ولم تَبتَدِع في الدِّين؛ لأنَّ الصلاةَ والسلامَ علَى رَسُولِ الله (صَلَّىَ الله عليه وآلِه وَسَلَّم) كلامًا طَيِّبًا حَسَنًا؟!!
بل ثَبَت أنَّ رَجُلا عَطَس فقال: الحَمدُ لله، والسَّلامُ على رَسُولِ الله. فقال (عَبدُ اللهِ بن عُمَر) –رَضيَ اللهُ عَنهما-: وأنا أقولُ: الحَمدُ لله، والسَّلامُ على رَسولِ الله، وليسَ هكذا عَلَّمَنَا رَسولُ اللهِ (صَلَّىَ الله عليه وَسَلَّم)! عَلَّمَنَا أن نَقولَ: "الحَمدُ للهِ عَلَىَ كُلِّ حال" [رواه التِّرمذي: (2738)].
"فانظُر كيف أنكَرَ (ابنُ عُمَرَ) –رَضيَ الله عَنهما- وَضعَ الصلاة بجانِب الحَمد؛ بِحُجَّةِ أنَّه (صَلَّىَ اللهُ عليه وَسَلَّم) لم يَصنَع ذلِك، مع تَصريحِه بأنَّه يُصَلي على النَّبي (صَلَّىَ الله عليه وَسَلَّم)؛ دَفعًا لِمَا عَسى أن يَرِد على خَاطِر أحَد أنَّه أنكَرَ الصلاة عليه (صَلَّىَ الله عليه وَسَلَّم) جُملَةً! كما يتوهَمُ ذلك بَعضُ الجَهَلة حينما يَرَون أنصارَ السُّنَّة يُنكِرون هذه البِدْعَة وأمثالَها، فيَرمونَهم بأنَّهم يُنكِرون الصلاةَ عليه، صَلَّىَ اللهُ –تعالَى- عليه وآله وَسَلَّم، هداهُم اللهُ –تعالَى- إلى اتباعِ السُّنَّة" اهـ نَقلا مِن كلام العلامة (الألباني) –رَحِمَه الله- في «سِلسِلَة الأحاديث الضَّعيفة»: (2/ 294، طـ المَكتَب الإسلامي). فتأمَّل هذا الكلامَ المُبارَكَ –إن شاء اللهُ تعالى!
ومِمَّا يَحسُن نَقْلُه هُنا بِخصوص هذا الأثر قَولَ الإمام (ابْن العَرَبي) –رَحِمَه اللهُ تَعالَى- عِندَ شَرحِه له في «تُحفَة الأحوَذي»: "الأدب مُتابَعَةُ الأمر مِن غَير زيادَةٍ ونُقصان مِن تِلقاء النَّفس إلا بِقياسٍ جَليّ" اهـ؛ فتأمَل!
فالحاصِلُ أنَّ ما أطلَقَه الشَّارِعُ لا يَجوزُ لنا أن نَلتَزِم تَقييدَه بِبَعضِ المواضِع أو الأزمِنَة أو الهَيئات زاعِمين أنَّنَا نَتَعبَّدُ الله بِه!
(يُتْبَعُ)
(/)
ومِثالا عَلى ذَلِك: رَفع اليَّدَين في الدُّعاء؛ فقد ثَبَت بالتواتُّر المَعنَوي أنَّ النَّبيَّ (صَلَّى اللهُ عَليه وَسَلَّم) كان يَرفَع يَدَيه في الدُّعاء، وهذا نَصٌّ عامٌ؛ ومَع ذَلِك "لَمَّا فَعَلَه بَعضُهم في مَوطِن لم يَفعلْه رَسولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَليه وعلى آلِه وَسَلَّم) فيه؛ أنَكَر صاحِبُ رَسولِ الله (صَلَّى اللهُ عَليه وعلى آلِِه وَسَلَّم) عَليه: فَعن (عِمارَة بن رؤيبة) –رَضيَ اللهُ عَنه- أنَّه رأى (بِشر بن مَروان) على المِنبَر رافِعًا يَدَيه، فقال: "قَبَّح اللهُ هاتَين اليَدَين؛ لَقَد رأيتُ رَسُولَ اللهِ (صَلَّى الله عَليه وَسَلَّم) ما يَزيدُ عن أن يَقول بيَدِه هكذا؛ وأشار بإصبُعِه السَّبابَة" [رواه مُسلِم: (874)] " [بِتَصَرُّفٍ مِن كِتاب «الانتصار للحَقِّ وأهلِ العِلم الكِبَار» / للشيخ (أحمد بن إبراهيم بن أبي العينين) –أثابَه اللهُ تَعالَى، ص 35: 36].
فانظُر –أخي- إنكار الصَّحابَة –رَضيَ اللهُ عَنهم- على عِبادَةٍ لها أصلٌ عام فَعَلَه رَسولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَليه وَسَلَّم) في مواطِن ولم يَفعلْه في أخرَى، فكيف بشيء لم يَفعلْه رَسولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَليه وَسَلَّم) قَطُّ في حياتِه "كَقول (صَدَقَ اللهُ العَظيم) بعد التلاوة"؟!! لا شكَ أنَّ الإنكارَ مِنهم –رَضيَ الله عَنهم- كان سَيكون أشَدَّ وأنكَى!
ولا يَخفَى عَليكم قِصَة (أبي موسى الأشعَري) –رَضي اللهُ عَنه- عِندما رأى قومًا حِلَقًا جُلوسًا يَنتَظِرون الصَّلاة، في كُلِّ حَلَقَةٍ رَجُل، وفي أيديهم حَصًى، فيقول: كَبَّروا مائة، فيكبرون مائة، فيقول: هَلِّلوا مائة، فيُهَلِّلون مائة، ويقول: سَبِّحُوا مائة، فيُسَبِّحون مائة. فأخبَرَ (عَبْدَ اللهِ بن مَسعود) –رَضيَ اللهُ عَنه- بِذَلِك؛ فأنكَرَ عليهم ذَلِك إنكارًا شَديدًا، وقال لَهم: "عُدوا سيئاتِكم، فأنا ضامِنٌ أن لا يَضيع مِن حسناتِكم شئٌ، وَيْحَكُم يا أمَّة مُحمَّد ما أسرَع هَلَكَتَكُم، هؤلاء صحابَة نَبيِّكم (صَلَّى اللهُ عَليه وَسَلَّم) مُتوافِرون، وهذه ثيابُه لم تَبْلَ وآنيَتُه لم تُكسَر، والذي نَفسي بيَدِه؛ إنَّكم لَعَلى مِلَّةٍ أهدَى مِن مِلَّة مُحَمَّدٍ أوْ مُفتَتِحُو بابِ ضَلالة؟! ".
قالوا: واللهِ يا أبا عَبْدَ الرَّحمَن؛ ما أردنَا إلا الخَير! قال: وكَم مِن مُريدٍ للخَير لن يُصيبَه! إنَّ رَسولَ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَليه وَسَلَّم) حَدَّثنَا أن قَومًا يَقْرءون القُرآن لا يُجاوِز تَراقِيَهُم؛ وايمُ اللهِ ما أدري لَعَلَّ أكثرَهم مِنكم! ثم تولَّى عَنهم.
فقال (عمَرو بن سَلَّمة) –وهو أحدُ الرواة-: رأينَا عامَّةَ أولئِكَ الحِلَقِ يُطاعِنُونَا يَومَ النَّهْرَوَانِ مَعَ الخَوارِج. [رواه الدارِمي: (204)].
فانظر –رَحِمَك اللهُ- إلى البِدْعَة وأثرِها السييء؛ لا على صاحِبِها فَحَسبُ؛ بل علي عُموم الأمَّةِ الإسلامية!
وتَدَبَر –أخي- كيف أنكَر (عَبْدُ اللهِ بْنِ مَسعودٍ) –رَضيَ اللهُ عَنه- عِبادَةً (التَّكبير والتَّهليل والتَّسبيح) بِكَيفيةٍ لم يَفعلْها رَسولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَليه وَسَلَّم)، رَغم أنَّ أصلَ العِبادَةِ مَشروعٌ! فكيف بما يتَّخِذُه المُكَلَّفُ عِبادَةً ولا أصلَ له في الشَّرع ألبتَة "كَقول (صَدَقَ اللهُ العَظيم) بعد التلاوة"؟!!
وهذا الأثَرُ السَّابِق –الذي سُقتَه لَك باختِصار- حَوَى فوائِد ودُرَرًا جَمَّة؛ تَجِدُها في كِتاب «البِدْعَة وأثرُها السَّييء على الأمَّة» / للشيخ (سليم الهلالي) –أثابَه اللهُ تَعالَى.
(2) قَولُك: "ظَهَرَ مِن بَينِنَا قَومٌ اتَّهَمُوا غَيرَهُم بالابتداعِ في الدِّين حَتَّى لَو كانَ أحدٌ يَدعُو بِدعُاءٍ مِن نَفسِه يُمَجِّدُ فيه اللهَ ويَتَضَرَّعُ إليه -لقَالَ لَه هؤلاء: يا هَذا إنَّ دُعاءَك هذا بِدْعةٌ؛ لأنَّه ليسَ دُعاءً مؤثورًا [كذا؛ والصَّوابُ: مأثورًا] عَن رَسولِ اللهِ (صَلَّىَ اللهُ عليه وَسَلَّم) " اهـ.
قُلت: كلامُك فيه عِدَّة مُؤاخَذَات:
أولا: قولُك: " ظَهَرَ مِن بَينِنَا قَومٌ ... "؛ لم تُبَيِّن -أخي الكَريم- مَن تَقصِدُ بكلامِك هذا؟! وأخشَى أن يكونَ بُهتانًا ورَميًا بالباطِل؟! وفي نِهايَة مُشارَكَتِك هذه لَمزٌ آخَر، فاسألِ اللهَ العَفو والمَغفِرَة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيًا: قولُك: "اتَّهَمُوا غَيرَهُم بالابتداعِ في الدِّين حَتَّى لَو كَانَ أحدٌ يَدعُو بِدُعَاءٍ مِن نَفسِه يُمَجِّدُ فيه اللهَ ويَتَضَرَّعُ إليه -لقَالَ لَه هؤلاء: يا هَذا إنَّ دُعاءَك هذا بِدْعةٌ؛ لأنَّه ليسَ دُعاءً مؤثورًا [كذا؛ والصَّوابُ: مأثورًا] عَن رَسولِ اللهِ (صَلَّىَ اللهُ عليه وَسَلَّم) " اهـ.
قُلتُ: هذه الجُملَةُ فيها عِدَّة مؤاخذات:
1 - مِن أينَ لكَ أنَّ هؤلاء القَومِ يُبَدِّعون مَن دَعَا بِدُعَاءٍ لم يُؤثَر عَن رَسولِ الله (صَلَّىَ الله عليه وَسَلَّم)؟!
2 - قولُك: "يُمَجِّدُ فيه اللهَ ويَتَضَرَّعُ إليه"؛ يَجِبُ تَقييدُ ذلك بتَمجيدِ اللهِ بِما مَجَّدَ به نَفسَه أو مَجَّدَه به رَسولُه (صَلَّىَ الله عليه وَسَلَّم)، كما بَيَّنَّا في الاستكشال الأول (1).
3 - اعْلَم –أخي- أنَّ الدعاء الذي لم يؤثَر عَن رَسولِ الله (صَلَّىَ الله عليه وَسَلَّم) لا يخَلو مِن حالَتيَن: إمَّا أن يكونَ له أصلٌ شَرعي أو لا يُخالِفُ أصلا شَرعيًّا أو ليس فيه ما يُنافي الشَّرع، أو يكونَ بألفاظٍ لا يُقِرُّها الشَّرْع، كألفاظ الصُّوفية وغيرِهم مِن المُبتدِعَة (كقولِك: الله، هو هو هو، حَي، مَدَد، ... ). فالأوَلُ جائِزٌ لا حُرمَةَ فيه، وأمَّا الثاني مُحَرَّمٌ.
والدَّليلُ على جوازِ الأول النُّصوص العامَّة مِن الكِتاب والسُّنَّة التي تَحُثُّ على الدُّعاء وتُبَيِّنُ فَضلَه؛ وهاكَ بعضَها:
قال اللهُ –تَعالَى-: (وَقَالَ رَبُّكُم ادْعوني أستَجِبْ لَكُم) [غافِر: 60]، وقال –تَعالَى-: (ادْعوا رَبَّكُم تَضَرُّعًا وخُفيَّةً إنَّه لا يُحِبُّ المُعتَدين) [الأعراف: 55]، وقال –تَعالَى-: (وإذا سألَك عِبادي عَنِّي فإنِّي قَريبٌ أجيبُ دَعوةَ الدَّاعِ إذا دَعانِ) [البقرة: 186]، وقال –تَعالَى-: (أمَّن يُجيبُ المُضطَّرَّ إذا دَعَاهُ وَيَكشِفُ السُّوء) [النَّمل: 62]. وقالَ رَسولُ اللهِ (صَلَّىَ اللهُ عليه وآلِه وَسَلَّم): "الدُعاءُ هو العِبادَة" [صحيح: رواه أبو داود والتِّرمذي]، وقال (صَلَّىَ الله عليه وآلِه وَسَلَّم): "ادعُوا اللهَ وأنتُم مُوقِنون بالإجابَةِ واعْلَمُوا أنَّ اللهَ لا يَستَجيبُ دُعاءً مِن قَلبٍ غَافِلٍ لاهٍ" [حَسَن: رواه التِّرمذيُّ، وحَسَنَه (الألبانيُّ) –رَحِمَه الله- في «صَحيح التِّرمذي»: (2766)].
فهذه النُّصُوصُ وغَيرُها تَدُل دلالةً واضِحَةً عَلَىَ الحَثِّ والتَّرغيب في الدُعاء، دون أن تُلزِّمَ المُكَلَّفَ بِدُعاءٍ مَخصُوصٍ بألفاظٍ مَعلومَة، عِلمًا بأنَّ المُكَلَّف لو دَعَا بأدعيَّةٍ عامَّةٍ مِن القُرآن والسُّنَّة، حَسبَ حَالِ الدُّعاء وُمناسَبَتِه، لَكَانَ أولَى وأفضَل؛ ومِن أقوالِ الإمام (أبي حامِد الغَزالي) –رَحِمَه الله- الرائِعَة في كِتابِه «إحياءِ عُلوم الدِّين»: "الأصلُ ألا يتجاوزَ الدعواتِ المأثورةَ [أى عَن النَّبىِّ (صَلَّىَ اللهُ عَليه وَسَلَّم)]، فإنَّه قَد يَعتَدِى في دُعائِه؛ فيسألُ ما لا تَقتَضيه مَصلَحتُه، فَمَا كُلُّ أحَدٍ يُحسِنُ الدُعَاء" اهـ.
ولا يَفوتُني أن أنَبِّه أنَّ جوازَ الدُّعاء بألفاظٍ لم تَرِد في الكِتاب والسُّنَّة مُقَيِّدٌ بِعَدَمِ التَّعَدِّي في الدُّعاء؛ لقَولِ اللهِ –تَعالَى-: (ادْعوا رَبَّكُم تَضَرُّعًا وخُفيَّةً إنَّه لا يُحِبُّ المُعتَدين) [الأعراف: 55]، وقَولِ رَسولِه (صَلَّىَ الله عليه وَسَلَّم): "إنَّه سَيكونُ فى هذه الأمَّةِ قَومٌ يَعتَدُون فى الطُّهور والدُعاء" [رواه أبو داود وابن ماجه والحاكم وأحمد، وسَنَدُه صَحِيحٌ].
وعلى هذا يُحمَلُ قَولُ الإمامِ (القُرطبي) –رَحِمَه الله- وهو يُعَدِّدُ بَعضَ مَظاهِر التَّعَدِّي في الدُّعاء: "ومنها أن يَدعو بِمَا ليسَ في الكِتاب والسُّنَّة؛ فَيَتَخَيَّرُ ألفاظًا مُفَقَّرَة وكَلِماتٍ مُسجَعَة قد وَجَدَها في كَراريس لا أصلَ لها ولا مُعوِّلَ عَليها، فيجْعلُها شِعارَه ويَترُكُ ما دَعَا به رَسولُه [صَلَّىَ الله عليه وَسَلَّم] " اهـ مِن «الجامِع لأحكامِ القُرآن»: (3/ 2742)؛ فهو –رَحِمَه الله- إنَّما يتَكَلَّمُ عَن الدُّعاء الذي لم يُجيزُه الشَّرعُ أصلا، فتنَبَّه!
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا إذا كان الدُّعاءُ عامًّا غيرَ مُقَيِّدٍ بِمكَانٍ أو زَمَانٍ أو هَيئةٍ؛ فالمُقَيَّدُ لَه أدعيَّةٌ بَيَّنَها النَّبيُّ (صَلَّىَ الله عليه سلم) كُلٌّ بِحَسب حالِه؛ فهُناك أدعيَّةٌ للسجود والتَّشَهُّد وصلاة الجنازَة ودخُول الخلاء والخُروج مِنه ودخول المَنزل والخُروج مِنه ودخول المَسجد والخُروج مِنه وغَيرِها الكَثير والكَثير؛ مِمَّا دَعَى العُلماء لِتَخصيصِه بالتَّصنيف. وهُناك بَعضُ المواطِن جَعَل فيها الرَّسولُ (صَلَّىَ اللهُ عليه وَسَلَّم) سَعَةً للمُكَلَّفِ أن يَختارَ مِنَ الدُعَاءِ ما يَشاءُ؛ لِعموم النُّصوص (كالسُّجود والتَّشَهُّد وبين الأذان والإقامَة وغَيرِها)، مَع كونِ الدُّعاءِ بالمأثورِ –إن وُجِد- هو الأفضَلُ باتفاقِ المُسلمين؛ فخيرُ الهَدي هَديُ مُحَمَّدٍ (صَلَّىَ اللهُ عَليه وآلِه وَسَلَّم).
أمَّا الذي لا يَستطيعُ حِفظَ هذه الأدعية المُقَيَّدَة فلا يجوزُ له ابتداعُ دُعَاءٍ مَخصوصٍ يلتَزِمُه طُوال حَياتِه؛ فهذا هو الذي نُبَدِّعُ فِعلَه. أمَّا إن كَانَ يَدعو بما يَستطيعُ ويَجتَهِدُ قَدْر طاقَتِه لإصابَةِ السُّنَّة فأتَى بِألفاظٍ ليسَت مأثورَةً عَن النَّبيِّ (صَلَّىَ اللهُ عليه وَسَلَّم)؛ فهذا مأجورٌ إن شاء اللهُ تعالَى؛ لأنَّه (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفسًا إلا وُسعَهَا) [البقرة: 286].
ثالثًا: كلامُك –أخي- فيه إيماءٌ بالسُّخريَة والاستِهزاء بالمُخَالِف؛ بل صَرحتَ –أخي- في مُشارَكَتِك الأخيرَة بذلك أبلَغ تَصريح؛ حيث قُلتَ عَن أخينا (صافي النيَّة): "صاحب النيَّة الصافيَة"، وقُلتَ: "أنا أتبع مَدرسَة العِلم الفِقهي وليس العِلم النَّقْلي المُتَجَمِّد"!!! وفي نِهايَة مُشارَكَتِك هذه ما يؤكِدُ ذَلِك!
وهذا ليس مِن خُلُقِ المُسلِم؛ قَالَ اللهُ –تعالَى-: (يا أيُّها الذين آمَنوا لا يَسخَرْ قَومٌ مِن قَومٍ عَسَى أن يَكونُوا خَيرًا مِنهم) [الحُجُرات: 11]، وقَالَ –تَعالَى-: (ما يَلفِظُ مِن قَولٍ إلا لَدَيهِ رَقيبٌ عَتيد) [ق: 18]، وقَالَ رَسولُ اللهِ (صَلَّىَ اللهُ عَليه وآلِه وَسَلَّم): "بِحَسبِ امْرىءٍ مِن الشَّرِّ أن يَحقِرَ أخَاهُ المُسلِم" [رواه مُسلِم]، وقَال: "مَن كَانَ يُؤمِنُ باللهِ واليَومِ الآخِر فَليَقُل خَيرًا أو ليَصمُت" [مُتفق عَليه].
هَداني اللهُ وإيَّاك إلى ما يُحِبُّ ويَرضَى.
(3) قَولُك: "مَعَ أنَّ النَّبيَّ (عليه الصلاةُ والسَّلام) سَمِعَ أعْرابيًّا يَدعُو بِدُعاءٍ مِن عِندِ نَفسِه يَقولُ فيه: "اللهمَّ إني أسألُك بأنَّ لكَ الحَمدُ لا إلَه إلا أنتَ الحَنَّانُ المَنَّانُ ... "، فقَالَ (عَليه الصَّلاةُ والسَّلام): "لقد دَعَا اللهَ باسمِه الأعْظَم"؛ لَم يَقُل لَه: يا هذا انك [كذا؛ والصواب: إنَّك؛ فالهَمزَةُ هَمزَةُ قَطْعٍ لا وَصل] ابتدعت دُعَاءً لم آمُر به" اهـ.
قُلتُ: الحَديثُ بهذا اللفظ –دون زيادة "لقد"- صَحَحَ إسنادَه العلامَةُ (الألبانيُّ) –رَحِمَه الله- في تَخريج «مِشكاة المَصابيح»: (ح 2230).
يا أخِي ألا تَعلَم أنَّ تَعريفَ السُّنَّة عند عُلماء الأصُول هي: "ما صَدَر عَن النَّبيِّ (صَلَّىَ الله عليه وَسَلَّم) غَير القُرآنِ: مِن قَولٍ أو فِعلٍ أو تَقرير" (راجِع: «الوَجيز في أصول الفِقه» / لعبد الكَريم زِيدان –أثابَه الله، ص 165، طـ دار التَّوزيع والنشر الإسلامية بمصر)؛ "فالرِّسُولُ (صَلَّىَ اللهُ عَليه وَسَلَّم) كان يُقِرُّ أصحابَه على أقوالٍ وأفعالٍ يأتونَ بها لم تَكن مَشروعَةٍ مِن قَبلُ [بِسكوتِه وعَدَمِ إنكارِه وبموافَقَتِه وإظهارِ استحسانِه]، وبِتَقريرِه لها تُصبِح شَرعًا يُعبَدُ الله به، [ولو صِرنا نَتَتَبَّعُ الأمثِلَةَ على ذَلِك لَخَرجنا بأمثِلَةٍ وَفيرَة]، أمَّا بَعدَ مَوت الرَّسُولِ (صَلَّىَ اللهُ عَليه وَسَلَّم) فإنَّ الشَّرع لم يَعُد بِحاجَةٍ إلى زيادَة؛ لأنَّ اللهَ أتَمَّه وأكمَلَه، ولم يَترُك الرَّسولُ (صَلَّىَ الله عليه وَسَلَّم) شَيئًا يُقَرِّبُنا إلى الجَنَّةِ إلا وَقد [حَثَّنَا عَليه]، ولم يَدَع أمرًا يُقَرِّبُنا مِن النَّار إلا وَقَد [حَذَرَنا مِنه –بأبي هو وأمِّي، صَلَّىَ الله عَليه وعلى آلِه وَسَلَّم] " (مُستفادٌ –عَدا ما بَين المَعكوفَتَين- مِن كِتاب «البِدْعَة وأثرُها السَّييءُ على الأمَّة"/ لِسليم
(يُتْبَعُ)
(/)
الهِلالي –أثابَه الله-).
فتأمَّل –أخي- هذا الكلامَ تَخرُجْ مِن إشكالاتٍ عَديدة أوردتَها في مُشاركاتِك، ومِن هُنا أتيت!
ومِثالُنا هذا –الذي أورَدَه الأخ (؟؟؟) - يَدخُل في السُّنَّة التَّقريرية التي هي حُجَّةٌ يُعمَلُ بِها بإجماعِ المُسلِمين.
ولو كان هذا الدُّعاءُ مِمَّا لا يُقِرُّه الشَّرعُ لَنهاه النَّبيُّ (صَلَّىَ الله عَليه وَسَلَّم) عَنه.
إذا تأملتَ هذا؛ عَرَفتَ أنَّ قَولَك "يَدعُو بِدُعاءٍ مِن عِند نَفسهِ ... يا هذا انك [كذا؛ والصواب: إنَّك؛ فالهَمزَةُ هَمزَةُ قَطْعٍ لا وَصل] ابتدعت دُعَاءً لم آمُر به" لا مَعنىً له ألبَتَة!
أقولُ هذا مَع أنَّ قولَك: "يَدعُو بِدُعاءٍ مِن عِند نَفسهِ" فيه نَظَرٌ:
فقولُ الأعرابي: "اللهمَّ إنِّي أسألك"؛ قالَه النَّبيُّ (صَلَّىَ اللهُ عَليه وَسَلَّم) في مُناسَباتٍ عِدَّة؛ عِند هُبوب الرِّيح والهَمِّ والحُزن والدُّخول على الزَوجِة ليلة الزَّفاف وغَيرِها، أذكُر مِنها قولَه (صَلَّىَ اللهُ عَليه وَسَلَّم): "اللهمِّ إنِّي أسالُك الهُدى والتُّقَى والعَفافَ والغِنَى" [رواه مُسلِم (72)].
وقولُه: "لك الحَمدُ"؛ أصلُها في القُرآنِ الكَريم في قَولِ اللهِ –تَعالَى-: (وَلَه الحَمدُ في السَّمواتِ والأرضِ وعَشيًّا وَحين تُظهِرون) [الروم: 18]، وفي قَولِه –َتعالَى-: (الحَمدُ لله رَب العالَمين) [الفاتحة: 1]. وكانَ رَسولُ اللهِ (صَلَّىَ الله عليه وَسَلَّم) إذا استَجَدَّ ثَوبًا سَمَّاه باسمِه –عِمامًة أو قَميصًا أو رِدَاءً- يقولُ: "اللهمَّ لَك الحَمدُ أنتَ كَسَوتَنيه ... " [صَحيح: رواه أبو دَاود والتِّرمذي وأحمَد، وهو في «صَحيح أبي داود» / للعلامة (الألباني) –رَحِمَه اللهُ-: (3393)].
وقولُه: "لا إلَهَ إلا أنت"؛ أصلُها في القُرآنِ الكَريم في قَولِ اللهِ –تَعالَى- على لِسان نَبيِّه (يونُس) –عليه السَّلام-: (لا إلَهَ إلا أنتَ سُبحانَك إنِّي كُنتُ مِن الظالِّمين) [الأنبياء: 87]؛ وهي أشهَر مِن أن يُستَدَلُّ لَهَا؛ فهي كَلِمَةُ التَّوحيد الذي مِن أجلِه أرسِلَت الرُّسُل (صَلَّىَ الله عليهم وَسَلَّم)؛ واستخدامُ الخِطاب هُنا (أنتَ) لِضَرورَةِ الدُّعاء، واللهُ أعْلَم.
وقولُه: "بَديع السَّموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حَي يا قَيوم"؛ أصلُها في القُرآنِ الكَريم في قَولِه –تَعالَى-: (بَديُع السَّمواتِ والأرض) [البقرة: 117]، وقَولِه: (تَبارَك اسمُ رَبِّك ذي الجَلال والإكرام) [الرَّحمَن: 78]، وقَولِه: (اللهُ لا إله إلا هو الحَيُّ القَيومُ) [البقرة: 255].
لم تَبقَ إلا لَفظةً "الحَنَّان المَنَّان"؛ وهي مِن شَرعِنا لإقرار النَّبيِّ (صَلَّىَ اللهُ عَليه وَسَلَّم) الأعرابيَ على قَولِها. ويَنبَغي أن يُعلَم أنَّ لفظة "المَنَّان" أصلُها في قَولِه –َتعالَى-: (قالَت لَهُم رُسُلُهم إن نحنُ إلا بَشَرٌ مِثلُكم ولَكِنَّ الله يَمُنَّ على مَن يشاءُ مِن عبادِه) [إبراهيم: 11].
فهذا الحَديثُ –كما تَرَى- لا يَنهَضُ للاستدلال على ما استدللتَ بِهِ، فتأمَل!
(4) قَولُك: "هَل إذا ذَكَرنَا صَحَابيًّا وقُلنَا: "رَضيَ اللهُ عَنه"، هَل تُعتَبَرُ مَقولَة [كذا؛ وهي مِمَّا لا أعْلَمُ له أصلا في اللُغَة! فالصَّواب: "مَقالَة أو قَول"]: "رَضيَ اللهُ عَنه" بِدْعَة؟ لأنَّ هذه الكَلِمَة لَم تَكُن تُقَالُ في عَهد الصَّحابَة، وَلَم نَسمَعْ أحَدًا مِنَ الصَّحَابَة خَاطَبَ صَحابيًّا آخَرَ قائِلا لَه: "رَضيَ اللهُ عَنك" اهـ.
قُلتُ: بلي؛ ألم تَقرأ قَولَ اللهِ –تَعالَى-: (والسَّابِقون الأولون مِن المُهاجِرين والأنصار والذين اتَّبَعوُهم بإحسانٍ رَضيَ اللهُ عَنهم ورَضوا عَنه وأعَدَّ لَهم جناتٍ تَجري تَحتَها الأنهارُ خالِدين فيها أبدًا ذلك الفَوزُ العَظيم) [التوبة: 100]؟!! ألم تَشمَل هذه الآية جَميعَ الصَّحابَة بل والتابِعين لَهم بإحسانٍ إلى يَومِ القيامَة؟! وهل الرِّضَا هُنا على فِعلٍ مُعَيِّن أم هو عامٌّ؟! أظُنُّ أنَّ الجَوابَ على أسئلَتِك السابِقَة أصبَح سَهلا مَيسورًا؟! فهَل –يا أخي- هذه الكَلِمَة لم تَكُن تُقالُ في عَهْد الصَّحابَة فِعلا كما تَزعُم؟! إذَن في عَهد مَن أنزِل القُرآنُ الكَريم؟! ومَن الذي كان يَقرأه؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
فأنا أطالِبُك الآن أن تتراجَعَ عَن قَولِك في "مُشارَكَتِك الأخيرة": "إذن هي –أي: رَضي اللهُ عَنهم- كلمة ابتدعناها وليس في ذلك إشكال"!!!
واعْلَم أخي أنَّ هذه الآيةَ إخبارٌ مِن اللهِ -سُبحانَه وتَعالَى- بأنَّه "قَد رَضي عَن السَّابِقين الأوَّلين مِن المُهاجِرينَ والأنصارِ والذينَ اتَّبَعوهم بإحْسَان" [كما في «تَفسير ابن كَثير»: (2/ 383: 384، طـ مُصطَفَى البابي الحَلبي بمصر).
فهذه الآيةُ الكَريمةُ السابِقَة أصلٌ عَظيمٌ في مَشروعية التَّرَضي عَن الصَّحابَة حين يَمُرُّ ذِكرُ أحَدِهم؛ وهذا هو هَديُ سَلَفِنا الصَّالِح –عَليهم رحمَةُ اللهِ جَميعًا؛ قال الإمامُ (النَّوَوي) –رَحِمَه اللهُ تَعالَى- وهو يَذكُر أدَبَ كاتِب الحَديث: "وكَذَلِك يَقولُ في الصَّحَابي "رَضيَ اللهُ عَنه"، فإن كان صَحَابيًّا ابنَ صحابي قَالَ "رَضيَ اللهُ عَنهما"، وكَذَلِك يَتَرَضَّى ويتَرَحَمُ عَلَىَ سائِر العُلماء والأخيار" [«صَحيح مُسلِم بِشَرح النَّوَوي»: (1/ 39)، وراجِع: «تَذكِرَة السَّامِع والمُتكَلم في أدَب العالِم والمُتعَلِم» / لِبَدر الدين بن جَمَاعَة –رَحِمَه اللهُ-: (ص 176)، و «مُقَدِّمَة ابن الصَّلاح»: (ص 372)، و «الجَامِع لأخلاقِ الرَّاوي وآدَابِ السَّامِع» / للإمام (الخَطيب البَغدادي) –رَحِمَه اللهُ-: (2/ 141)] (1).
وقال الإمامُ (ابنُ كَثيرٍ) –رَحِمَه اللهُ تَعالَى-: "وأمَّا أهلُ السُّنَّة فإنَّهم يَتَرَضَّونَ عَمَّنَ رَضيَ اللهُ عَنه وَيَسُبُّونَ مَن سَبَّه اللهُ ورَسولُه، وَيُوالُون مَن يُوالي اللهَ ويُعادُون مَن يُعادِي اللهَ، وَهُم مُتَّبِعُونَ لا مُبْتَدِعون، وَيَقتَدون ولا يَبْتَدون، وهؤلاء هُم حِزبُ اللهِ المُفلِحون وعِبادُه المؤمِنون" اهـ كلامُه –رَحِمَه اللهُ- نَقلا مِن «تَفسيرِه»: (2/ 384).
فنَحنُ –المُسلمين- حين نَترَضَّي عَن الصحابَة بِقَولِنا: "رَضيَ اللهُ عَنهم"؛ فإنَّما نَحن مُتَّبِعون لا مُبتَدِعون، ومُقتَدون بالقُرآن لا مُبتَدون. والتَّرَضي مِنَّا عَنهم إمَّا إخبارٌ وإقرارٌ مِنَّا بِرِضَا الله عَنهم (وهذا يُفيد الإيمانَ بِكتابِ الله وتَصديقِه)، أو دُعاءٌ لَهم؛ وهذه شيمَةُ أهل الإيمان؛ كَمَا قال اللهُ تَعالَى: (والذينَ جاءُوا مِن بَعدِهم يَقولون رَبَّنَا اغفِر لَنَا ولإخوانِنَا الذين سَبَقونَا بالإيمانِ ولا تَجْعَل في قُلوبِنَا غِلا للذين آمَنُوا رَبَّنَا إنَّك رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحَشر: 10]؛ فأمَرَنا اللهُ –سُبحانَه وتَعالَى- بالاستغفار للصحابَة وذِكرِ مَحاسِنِهم؛ "فَمَن لم يَستَغفِر للصَّحَابَة على العُموم ويَطْلُبْ رِضوانَ اللهِ لَهم؛ فِقَد خالَفَ ما أمَرَه اللهُ به في هذه الآية، فإن وَجَدَ في قَلبِه غِلا لهم فقد أصابَه نَزغٌ مِن الشَّيطان وحَلَّ به نَصيبٌ وافِرٌ مِن عِصيانِ الله بِعَداوَةِ أوليائِه وخَير أمَّةِ نَبيه (صَلَّىَ اللهُ عَليه وَسَلَّم)، وانفَتَح له بابٌ مِن الخُذلان يَفِدُ به على نارِ جَهَنَّم إن لم يَتَدارَك نَفسَه باللجأ إلى اللهِ –سُبحانَه- والاستغاثَةِ به؛ بأن يَنزَعَ عَن قَلبِه ما طَرَقَه مِن الغِلّ لِخَيرِ القُرونِ وأشرَفِ هذه الأمَّة" [نَقلا مِن «فَتح القَدير الجامِع بَينَ فَنَّيّ الرِّوايَة والدِّرايَة في عِلم التَّفسير» / للإمامِ (الشَّوكانِي) –رَحِمَه اللهُ تَعالَى-].
وهذه الآيَةُ الكَريمَة رَدٌ كافٍ على قَولِي أخينا (؟؟؟): "وليست الآيَةُ -أي: قولُ اللهِ –تَعَالَى-: (لَقَد رَضي اللهُ عَن المؤمِنين إذ يُبايعونَك تَحتَ الشَّجَرَة) [الفَتح: 18]- إنشائيةٌ بأمر، لَو كانَت إنشائيةً لجاءَت في صيغة الأمر". وهي رَدٌ أيضًا عَلَى قَولِه: "وَلَسَمِعْنا المُتأخرين مِنَ الصَّحَابَة يَتَرَّضَّونَ على [كذا، والصَّواب: عَن] الأوَّلين في حُضورِهم أو غيابِهم"؛ وهذا ما تُؤكِدُ الآيةُ خِلافَه تَمامًا! وهي أيضًا رَدٌ عَلَى قَولِه: "هَذه الكَلِمَة –أي: رَضي الله عَنهم- لم تَكُن تُقال في عَهد الصَّحابَة، ولَم نَسمَع أحَدًا مِنَ الصَّحابَة خَاطَبَ صحابِيًّا آخَرَ قائلا له: رضي الله عنك". واللهُ –تَعالَى- أعْلَم.
(يُتْبَعُ)
(/)
(5) قَولُك: "كانَ الصَّحابَة [لم يَتَرَضَّي أخونَا (؟؟؟) عَلَيهم –رَضي اللهُ عَنهم- مَع دِفاعِه الشَّديد عَن التَّرضي عَنهم!] إذا سألهم النَّبيُّ [أقول: صَلَّىَ اللهُ عَليه وآلِه وَسَلَّم (!)] في أمر الدين [كَذا؛ والأولَى أن يَقول: "أمر مِن أمورِ الدِّين" –مَثلا-] وَلَم يَعْلَمُوه، لَم يَكُن جَوابُهم فَقَط: لا نعلم، وإنَّما كانُوا يُضيفون إليها: الله ورَسوله أعْلَم، فَهَل أنكَر رَسولُ اللهِ [أقولُ: صَلَّىَ اللهُ عَليه وآلِه وَسَلَّم (!)] عليهم أن يقولوا: الله ورَسولُه أعْلَم!! " اهـ.
قُلتُ: لَقَد أجَبْتُ على استشكالِك هَذا (!) جوابًا شافيًا –إن شاءَ اللهُ تَعالَى- عِندَ جوابي عَن استشكالِك السَّابِق (رَقم 3)؛ فراجِعْه –بارَك اللهُ فيك! وخُلاصَةُ جَوابي: أنَّ إقرارَ النَّبي (صَلَّىَ اللهُ عَليه وآلِه وسَلَّم) قَولَ صَحابَتِه –رَضيَ اللهُ عَنهم-: "الله ورَسوله أعْلَم"؛ عِند سؤالِه لَهم سؤالا لا يَعرِفونَه؛ إنَّما هو يَدْخُل تحت مَبحَث "السُّنَّة التَّقريرية" التي هي حُجَّةٌ يُعمَلُ بِها بإجماعِ المُسلِمين، ولو كان هذا القَولُ مِمَّا لا يُقِرُّه الشَّرعُ لَنهاهُم النَّبيُّ (صَلَّىَ الله عَليه وَسَلَّم) عَنه، واللهُ أعْلَم.
ولا يَفوتُني أن أنَبِّه –هُنَا- على أمرَين هامِّين جِدًّا بِخصوص هذا القَول:
الأمر الأول: كَيفَ نَجْمَعُ بَينَ قِولِ الصَّحابَة –رَضيَ اللهُ عَنهم-: "الله ورَسوله أعْلَم" -بالعَطف بالواو- وإقرارِ النَّبي (صَلَّىَ اللهُ عَليه وَسَلَّم) لَهم عَلَى ذَلِك، وإنكارِه (صَلَّىَ اللهُ عَليه وَسَلَّم) على مَن قال: "ما شاءَ اللهُ وَشِئتَ" [كما عِند «مُسلِم»: (ح 870)]؟!
يُجيبُ العلامةُ (ابْنُ عُثيمين) –رَحِمَه اللهُ تَعالَى- على هذا السؤالِ بِقَولِه: "قَولُه "الله ورَسوله أعْلَم" جائِزٌ؛ وَذَلِك لأنَّ عِلمَ الرَّسولِ [صَلَّى اللهُ عَليه وَسَلَّم] مِن عِلم الله؛ فاللهُ –َتعالَى- هُوَ الذي يُعَلِّمُه ما لا يُدرِكُه البَشَرُ، ولِهذا أتِي بالواو. وكَذَلِك في المَسائِل الشَّرعيَّة يُقال: الله ورَسوله أعْلَم"؛ لأنَّه أعْلَم الخَلق بِشَريعَة الله، وعِلمه بِهَا مِن عِلمِ الله الذي عَلَّمَه؛ كما قال اللهُ –تَعالَى-: (وأنزَلَ اللهُ عَليكَ الكِتاب والحِكمَة وعَلَّمَك ما لم تَكُن تَعْلَم) [النِّساء: 113].
وَليس هذا كَقولِه "ما شاءَ اللهُ وَشِئت"؛ لأنَّ هذا في باب القُدرَة والمَشيئة، ولا يُمكِن أن يَجْعَل الرَّسولَ (صَلَّى اللهُ عَليه وَسَلَّم) مُشارِكًا لله فيها.
فَفي الأمور الشَّرعيَّة يُقال: "الله وَرسولُه أعْلَم"، وفي الأمورِ الكَونيَّة لا يُقالُ ذَلِك.
ومِن هُنا نَعرِفُ خَطأ وجَهل مَن يَكتُب الآن على بَعضِ الأعمال: (وُقل اعْمَلوا فَسَيرَى اللهُ عَمَلَكم وَرَسولُه) [التوبة: 105]؛ لأنَّ الرَّسولَ (صَلَّى اللهُ عَليه وَسَلَّم) لا يَرَى العَمَلَ بَعد مَوتِه" اهـ كلامُه –عَليه سَحائِبُ الرَّحمَة- نَقلا عَن كِتاب «المَناهي اللفظية: ألفاظ ومَفاهيم في ميزانِ الشَّريعَة»، ص 96: 98، طـ مَكتَبة السُّنَّة بِمصر.
الأمر الثاني: يَنبَغي أن يُعلَم أنَّ مَشروعية قَول: "الله ورَسوله أعْلَم" إنَّما كانَت في حياةِ النَّبي (صَلَّىَ اللهُ عَليه وَسَلَّم) لا بَعد موتِه! فَبعَد وفاتِه (صَلَّى الله عَليه وعلى آلِه وصَحبِه وَسَلَّم) انقَطَع عَملُه وعِلمُه، وصَارَ العِلمُ التَّامُّ: الشَّرعي والكَوني مُختَصًّا باللهِ -عَزَّ وَجَلَّ- وَحدَه.
ولهذا استحَبَ العُلماء –رَحِمَهم اللهُ تَعالَى- أن تُذَيَّلَ فَتوى المُفتي بِقَولِه: "والله أعْلَم"؛ ولم نَسمَع أنَّ أحدَهم كان يَقول: "الله ورَسوله أعْلَم"!
وعلى هذا يُحمَل قَولُ العلامةُ (ابنُ عُثيمين) –رَحِمَه اللهُ تَعالَى- في الفَتوَى السَّابِقة التي نَقلناها بتَمامِها: "قَولُه "الله ورَسوله أعْلَم" جائِزٌ"، وَقولُه: "فَفي الأمور الشَّرعيَّة يُقال: "الله وَرسولُه أعْلَم" اهـ؛ فَهو –رَحِمَه اللهُ- إنَّما يُجيبُ عَن سؤالٍ بِعَينِه أوردنَا نَصَّه على رأسِ الإجابَة!
(يُتْبَعُ)
(/)
(6) قَولُك: "إنَّ القَولَ بِضَلالِ مَن قَالَ "صَدَقَ اللهُ العَظيم" كَمَثَلِ ذلِك الذي رأى النَّصارَى وَاليَهودَ يُسارِعُون في مَدِّ يَدِ العَون والمُساعَدَة لإخوانٍ لَنَا أصابَهُم نَقْصٌ مِنَ الثَّمرات وابتُلُوا بالجَفَافِ والجُوع، فقال: لا تتشبهوا [كذا؛ والأولَى: تَشَبَّهُوا] باليَهودِ والنَّصارَى حَتَّى وَلَو كانَ في الإحْسان، وَلا تَمُدُّوا يَدَ العَون لإخوانِنَا في الصُّومَال والسُودَان؛ لأنَّ اليَهودَ وَالنَّصارَى سَبَقُونَا إلَى ذلك وَنَحْن لا نُريد أن نَتَشَبَّه بِهم" اهـ.
قُلتُ
أولا: مَتى كان اليَهودُ والنَّصارَى يُسارِعون في مَدِّ يَدِ العَون والمُساعَدَة لإخوانِنَا في الصُّومَال والسُودَان؟!! رُبَما تَقصِد: يُسارِعون في مَدِّ يَدِ العَونِ والمُساعَدَة لاقتلاع جُثَثِهم لِتَطهير أراضي المُسلمينَ مِنها!
ثانيًا: كلامُك فيه سُخريَة واستِهزاء ولَمزٌ لإخوانِك المُسملين! أيَليقُ هذا ونَحنُ نتدارَسُ أحكامَ اللهِ –عَزَّ وَجَلَّ-؟!
وأحيلُك –أخي- على ما نَصَحتُك به في رَدي على استشكالِك (رَقم (1) – ثالِثًا).
ثالثًا: حَقًّا؛ أنا لا أفهَم وَجْهَ الشَّبَهِ بَينَ مسألَتِنا وهذا المِثالِ الذي ضَرَبتَه لَنا! أم هو التَّكَلُّف في الرَّد، ولا كَرامَة!
رابعًا: رُبَما يَكونُ هذا المِثالُ استشكالا مِنك فِعلا –أخي؛ وتَوَدُّ الجوابَ عَنه؛ يَعني: كَيف نَمتَثِلُ لِنَهي النَّبي (صَلَّى اللهُ عَليه وَسَلَّم) عَن التَّشَّبُّه بالمُشرِكين ومُخالَفَتِهم، إذا صَدَر مِنهم فِعلا يَرضاه الإسلامُ ويَحُثُّ عَليه [كَهذا الذي في المِثال (!)]؟! فسأتحِفُك –حالا- بالجوابِ بِحَول اللهِ وقِوَتِه وعَونِه؛ فأقولُ:
اعْلَم –أخي- أنَّ أحكامَ الإسلام وأصولَه تُقَرِّر تَحريمَ التَّشَّبُّه بالمُشركين ووجوبَ مُخالَفَتِهم فيما كان مِن هَديِهم وعاداتِهم واعتقاداتِهم وأخلاقِهم وسُلوكياتِهم؛ بِحَيثُ صارَت هذه الصِّفاتُ فوارِقَ تُمَيِّزُهم عَن غَيرِهم، حتى لو أنَّ أحَدَ المُسلمين قَلَّدَهم فيها صَارَ كأنَّه مِنهم؛ لِشِدَةِ ارتباطِ هذه العلامات بِهم وتَمَيُّزِهم بِها، واللهُ أعْلَم.
قال الإمامُ (المَناويُّ) –رَحِمَه اللهُ تَعالَى-: "مَن تَشَبَّه بِقَومٍ: أي تَزَيَّا في ظاهِرِه بِزيِّهِم، وفي تَعَرُّفِه بِفِعلِهم، وفي تَخَلُّقِه بِخُلُقِهم، وسَارَ بِسيرَتِهم وهَديِهم في مَلبَسِهم وبَعضِ أفعالِهم، أي: وكان التَّشَبُّه بِحَقٍّ قد طابَقَ فيه الظاهِرُ الباطِنَ فهو مِنهم" اهـ كلامُه نَقلا عَن «فَيض القَدير»: (6/ 104، طـ المكتبة التجارية الكُبرَى بمصر).
أمَّا ما كان في أصلِ شَرعِنا مَشروعًا (مُباحًا أو مُستَحَبًّا أو واجِبًا) وقَلَّدونَا هُم فيه؛ فهذا خارِجُ نَصِّ الحَديث ولم يَدخُل فيه أصلا! كالِمثال الذي أورَدَه أخونا (؟؟؟)؛ فمُساعَدةُ المُحتاجين والإنفاقُ في سَبيل الله؛ مَعلومٌ مِن دِينِنَا بالضَّرورة؛ بِنَصِ الكِتاب والسُّنَّة. فماذا يَضيرُنا لو أنَّ أحَدَ المُشركين قَلَّدَنَا فيه، خاصًّةً أنَّ الإنفاقَ والصَّدقَة مِن خَصائِصِ المُسلمين وصِفاتِهم، التي يَعرِفُها الجاهِلُ والعالِم والعَدو والصَّديق، فَتَنَبَّه!
وللفائِدَة والأهمية أضرِبُ مِثالا آخرَ يَتَّخِذُه بَعضُهم حُجَّةً في هَجر أحكام الشَّرع ومَعصيَة الله –سُبحانَه وتَعالَى- عياذًا بالله مِن ذَلِك:
اتَّفَقُ العُلماء على وجوبِ إعفاء اللحية وتَحريم حَلقِ ما دون القَبضَةِ مِنها؛ (أمَّا ما زاد عَن القَبضَة فالخِلافُ فيه مَشهور، والرَّاجِحُ عَدمُ الأخذ مِنها مُطلَقًا)، والنُّصوص مِن الكِتاب والسُّنَّة واضِحَةٌ جَليَّة. غَير أنَّ البَعضَ استَشكَل تَقييدَ الأمر بإعفائِها بُمخالَفَةِ المُشركين؛ وقال: "بَعضُ المُشركين يُعفون لِحاهَم في عَصرِنا، وما مَوقِفُ المُسلِم لو أعفى كُلُّ المُشركين لِحاهُم؟! ".
أقولُ: الأصلُ أنَّ إعفاءَ اللحيَة مِن خَصائِص المُسلمين وهَديِهِم، وحَلَقَها مِن هَدي المُشرِكين وعاداتِهم، فلا يَضُرُّنا أن يُقَلِّدَنا بَعضُ المُشرِكين (أو كُلُّهم) في هذا الهَدي، فافهَم هذا الأصلَ وعُضَّ عَليه بالنَّواجِذ.
(يُتْبَعُ)
(/)
يَبقَى الإشكالُ في تَقييد الأمرِ بِإعفائِها -في بَعضِ الأحاديثِ لا كُلِّها- بِمُخالَفَة المُشرِكين؛ فأقولُ: المَقصود بالمُخالَفَة إمَّا المُخالَفَة في الأصل أو الصِفَة: فَمِن المُشركينَ مَن يَحلِقُ لِحيَتَه فنحن نُعفيها، ومِنهم مَن يَقُصُّها ويأخُذ مِنها فَنحن نُوفِرُها ولا نَتَعَرَّضُ لَها. وفي الحالَتَين فالمُسلِم لا يأخُذُ مِن لِحيَتِه مُطلَقًا كما أومأتُ سابِقًا! أمَّا لو أعفَى كُلُّ المُشركين لِحاهُم فَقَد عادُوا –إذَن- إلى أصلِ الفِطرَة؛ لأنَّ إعفاءَ اللحيَة "مِن الفِطرَة" –كما في حَديث (عائِشَة) –رَضيَ اللهُ عَنها- عِند "مُسلِم": (ح 261)؛ وتَبقَى المُخالَفَةُ أيضًا في أنَّنَا نَقُصُّ الشَّارِب بأخذِ ما طال عَن الشِّفة، واللهُ أعْلَم.
ومَِّا يُزيلُ الإشكالَ –إن شاءَ اللهُ تَعالَى- أن تَعلَم أخي أنَّ (المُشرِكين المَوجودين في زَمنِ النَّبي (صَلَّى اللهُ عَليه وَسَلَّم) كانوا ذَوي لِحَى [انظُر: «صَحيح مُسلِم»: (ح 1800)]؛ لأنَّ العَرَب لم تَترُك زينَةَ اللِّحي لا في الجاهلية ولا في الإسلام، وقد أقرَّهم الإسلامُ عَليها، ولَعَلَّهم توارَثُوها مِن دين (إبراهيم) –عَليه السَّلام. وكان الغَربيونَ يُعفون لِحاهُم إلى أن أشاع المَلِك (بُطرس) مَلِك روُسيا حَلق اللحية في أورُبا في أول القَرن السَّابِع عَشر، ومِنهم تَسَرَّبَت إلى المُسلِمين هذه السُّنَّة السَّيئَة فيما بَعد، [وإلى اللهُ المُشتَكَى]. أمَّا كَيفيَة مُخالَفَةُ المُشركين مَع إعفائِهم لِحاهم في زَمَنِه (صَلَّى اللهُ عَليه وَسَلَّم) فَبِقَصِّ الشَّارِب وأخذِ ما طَالَ عَن الشِّفة، أو بِتَوفير اللِّحَى إذا كانُوا يُقَصِّرونَها؛ فالمُخالَفَةُ هُنا في وَصف الفِعل، أمَّا إذا حَلَقُوا لِحاهم فَنَحنُ نُخالِفُهم في أصْلِ الفِعل بإعفاء اللِّحَى) اهـ بِتَصَرُّفٍ مِن كلام العلامة (محمد إسماعيل) –حَفِظَه اللهُ- في كِتابِه «اللحية لِمَاذا؟»، هامش ص 21، طـ دار عَبد الواحِد للطباعة ومَكتَبَة أبي حُذيفَة.
ولو ضَربنَا صَفحًا عَن كل ما سَبَق؛ فليسَت هذه هي العِلَّة الوَحيدَةُ في المَسألة؛ بل توجَد عِلَلٌ كَثيرَة تَجِدُها مَبسوطَةً في كِتاب «أدِلَة تَحريم حَلقِ اللحية»، وإن شِئتَ الاختصار فَفي كِتاب «اللحيَة لِماذا؟» / كِلاهُما لِشَيخِنا العلامةُ الحَبيب (محمد بن أحمد إسماعيل المُقَدَّم) –حَفِظَه اللهُ تَعالَى وأمتَعَنَا بِطولِ بَقائِه، آمين.
(7) قَولُك: "الأصلُ في العِبادَاتِ التَّحريمُ: هَذَاَ لَيس حَديث [كذا؛ والصَّوابُ: حَديثًا؛ على النَّصب] شريف [كذا؛ والصَّوابُ: شَريفًا؛ بِفَتح الفاء]؛ الأصلُ في العباداتِ الالتزامُ بالأمر، والحَلالُ بَيِّنٌ والحَرَامُ بَيِّنٌ" اهـ.
قُلتُ:
أولا: واللهِ يا أخي؛ أنا لا أرضَى لَك هذا الكلامَ الشَّنيع؛ الذي هَدمتَ به أصولَ شَريعَتِنا الغَرَّاء، بَعد أن هَدَمتَ جُهودَ عُلماء المُسلمين في استنباط القواعِد والأصول الجامِعَة لِفروع الشَّريعة!
ثانيًا: اعْلَم أنَّ مِن القواعِد الأصوليًّة الهامَّة التي ذَكَرها الإمامُ (أحمَد) وشَيخُ الإسلام (ابن تَيميَّة) –رَحِمَهما اللهُ تَعالَى- وغَيرُهما أنَّ: "الأصل في العِبادات التَّحريم (الحَظر)؛ فلا يُشرَعُ مِنها إلا ما شَرَعَه اللهُ ورَسولُه. والأصل في العادات الإباحَة؛ فلا يَحرُم مِنها إلا ما حَرَّمَه اللهُ وَرَسولُه". وهذه القاعِدة لم تأتي عَفوًا؛ بل دَلَّت عَليها نُصوص الكِتابِ والسُّنَّةِ في مواضِع:
أمَّا الأصل الأول فَيَدُلُ عَليه قَولُه –تَعالَى-: (أمْ لَهُم شُركاءُ شَرَعُوا لَهم مِن الدِّينِ مَا لم يأذَن بِه اللهُ) [الشُّورَى: 21]. ومِثل الأمر بِعبادَةِ اللهِ وَحدَه لا شَريك له في مواضِع كَثيرة؛ كَقولِه –تَعالَى-: (واعْبُدوا اللهَ ولا تُشرِكُوا به شَيئًا) [النِّساء: 36]، وقولِه –تَعالَى-: (وَقَضَى رَبُّك ألا تَعبُدوا إلا إيَّاه) [الإسراء: 23]، وقولِه –تَعالَى-: (وما أمِروا إلا لِيَعبُدوا اللهَ مُخلِصينَ لَه الدِّين حُنفاء) [البَيِّنَة: 5]، وغَيرِها كَثير.
(يُتْبَعُ)
(/)
(أمَّا الأصل الثاني فَيَدُلُ عَليه (قَولُه –تَعالَى-: (هُوَ الذي خَلَق لَكم ما في الأرضِ جَميعًا) [البقرة: 29]؛ أي: لِجَميع أنواع الانتفاعات، فأباح مِنها جَميع المَنافِع سِوَى ما وَرَد في الشَّرعِ المَنعُ مِنه لِضَرَرِه. وقَولُه –تَعالَى- (قُل مَن حَرَّم زينَةَ اللهِ التي أخرَجَ لِعبادِه والطَّيباتِ مِنَ الرِّزق قُل هي للذين آمَنُوا في الحياةِ الدُّنيَا خالِصَةً يَومَ القيامَة) [الأعراف: 32]؛ فأنكَرَ –تَعالَى- على مَن حَرَّم ما خَلق اللهُ لِعبادِه مِن المآكِل والمشارِب والملابِسِ وتوابِعِها.
وبيانُ ذَلِك: أنَّ العِبادَة هي ما أمِرَ به أمرُ إيجابٍ أو استحبابٍ؛ فَكُلُّ واجِبٍ أوجَبَه اللهُ ورَسولُه أو مُستَحَبٌ فهو عِبادَةٌ يُعبَدُ الله به وَحدَه ويُدانُ اللهُ به، فَمَن أوجَبَ أو استَحَبَ عِبادةً لم يَدُل عَليها الكِتابُ ولا السُّنَّة فقد ابتدَعَ دينًا لم يأذَنِ اللهُ به، وهو مَردودٌ على صاحِبِه؛ كما قال (صَلَّىَ اللهُ عَليه وَسَلَّم): "مَن عَمِل عَملا ليس عَليه أمرُنا فهو رَدٌّ" [مُتَّفَقٌ عَليه]، ومِن شُروط العِبادَة: الإخلاص لله، والمُتابَعَة لِرَسولِ الله (صَلَّىَ اللهُ عَليه وَسَلَّم) ... واللهُ –تَعالَى- هو الحاِكمُ لِعبادِه على لِسان رَسولِه (صَلَّى الله عَليه وسَلَّم)؛ فلا حُكمَ إلا حُكمه، ولا دينَ إلا دينه.
وأمَّا العادات كُلُّها: كالمآكِل والمشارِب والملابِس كُلِّها والأعمال والصنائِع والمُعاملات والعادات كُلِّها؛ فالأصلُ فيها الإباحَةُ والإطلاق؛ فَمَن حَرَّم شَيئًا لم يُحَرِّمْه اللهُ ولا رَسولُه فهو مُبتَدِع؛ كما حَرَّم المُشرِكون بَعضَ الأنعام التي أحلَّها اللهُ ورَسولُه، وكَمَن يُريد بِجَهلِه أن يُحَرِّمَ بَعضَ أنواع اللِّباس أو الصنائِع أو المُخترعاتِ الحَديثةِ بِغَير دَليلٍ شَرعيٍّ يُحَرِّمُها. فَمَن سَلَك هذا المَسلَك فهو ضالٌّ جاهِلٌ. والمُحَرَّمُ مِن هذه الأمورِ قد فُصِّلَت في الكِتاب والسُّنَّة؛ كما قال –تَعالَى-: (وَقَد فَصَّلَ لَكُم ما حَرَّم عَليكُم) [الأنعام: 119]، ولَم يُحَرِّمِ اللهُ عَلينَا إلا كُلَّ ضَارٍّ خَبيث ...
[فالحاصِلُ] أنَّ "كُلَّ مَن أمَرَ بِشَيءٍ لم يأمُر به الشَّارِعُ فهو مُبتَدِع، وكُلَّ مَن حَرَّم شَيئًا لم يُحَرِّمْه الشَّارِعُ مِن العادات فهو مُبتَدِع") اهـ نَقلا عَن الكِتاب الماتِع القَيِّم «القواعِد والأصول الجامِعَة، والفُروق والتَّقاسيم البَديعة النافِعَة» / للعلامة (عبد الرَّحمَن بن ناصِر السَّعدي) –رَحِمَه اللهُ تَعالَى، بتصَرُّف مِن "القاعِدَة السادِسَة"، واقرأها بِتمَامِها؛ فهي مُهِمَّةٌ جِدًّا!
ويَقولُ العلامةُ (ابْنُ عُثيمين) –رَحِمَه اللهُ تَعالَى- في «مَنظومَتِه»:
والأصلُ في الأشياءِ حِلَّ وامنَعِ * * * عِبادَةً إلا بإذنِ الشَّارِع
ثالثًا: وأنا أقولُ لك: "قَولُك: الأصلُ في العِبادات الالتزامُ بالأمر"؛ ليس حَديثًا شَريفًا ولا آيةً في القُرآن وَلَم يَسبِقُك به أحَدٌ –لا مِن أهْلِ العِلم ولا مِن أهْلِ الجَهل- فيمَا أعْلَم؛ فهل أتيتَ بما لم تأتِ به الأوائِلُ! وأنا أنتظرك أن تأتي لي بِدَليلٍ ولو ضَعيفٍ (ولو مِن حيث الدلالة) يُثبِتُ ما زَعمتَ! بل وأنتظرك أن تَنجَحَ في استخدامِ هذه القاعِدَةَ المَزعومَة في استنباطِ الأحكام الشَّرعيَةِ!
رابعًا: أقسِمُ بالله –غَيرَ حانِثٍ إن شاءَ اللهُ تَعالَى- أنَّك –رَغمَ مُعارَضَتِك للقواعِد الأصوليَة- تتعَبَّدُ اللهَ بِتلكَ القاعِدة وغَيرِها! فأنا أسألُك –على سَبيل المِثال فِقط- هَل يَجوزُ أن يؤذِنَ عَشرَةُ مؤذِنين في مَسجِدٍ واحِدٍ لِوَقتٍ واحِدٍ بِصَوتِ رَجُلٍ واحِد؟!! وماذا تَفعَلُ إذا وَجَدتَ ماءً في الطَّريق وأنتَ لا تَدري هَل هو طاهِرٌ أم لا؟!! وكيف تَتَصَرَّفُ وَقَد شَكَكتَ هل انتَقَضَ وضوءُك أم لا؟!! وهَل يَجوزُ استخدامُ الهاتِفِ أم لا؟!! وهَل ......... ؟!!!!
(8) قَولُك: "جاءني سائِلٌ مِسكينٌ حَتَّى وَلَو كَانَ يَهوديًّا فإنِّي لَن أنهَرَه ولَن أنتَظِرَ فَتوىَ مِن أحَدٍ أو أبْحَثَ عَن نصٍّ في الكِتابِ والسُّنَّة يُجيزُ لي أن أتصَدَّقَ على غَير المُسلمينَ، فهذه مَعروفَةٌ بالفِطْرَة، والله جَعَلَ الصَدَقَةَ للمساكين على إطلاقهم" اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
قُلت: لقد أبعدتَ النُّجْعَة أخي!!!
فَقَولُك "ولَن أنتَظِرَ فَتوىَ مِن أحَدٍ أو أبْحَثَ عَن نصٍّ في الكِتابِ والسُّنَّة يُجيزُ لي ... "؛ لا يَنبَغي أن يَصدُر مِن مُسلِمٍ يؤمِنُ بالله رَبًّا وبالإسلام دينًا وبمُحَمَّدٍ (صَلَّىَ اللهُ عَليه وَسَلَّم) نَبيًّا ورَسولا؛ ألم تَقرأ قَولَ اللهِ –تَعالَى-: (فلا وَرَبِك لا يؤمِنون حَتَّى يُحَكِّموكَ فيما شَجَر بَينَهم ثُمَّ لا يَجِدُوا في أنفُسِهم حَرَجًا مِمَّا قَضَيتَ ويُسَلِّمُوا تَسليمًا) [النِّساء: 65]، وقَولَه: (إنَّما كَانَ قَولَ المُؤمِنين إذا دُعُوا إلى اللهِ ورَسُولِه لِيَحْكُمَ بَينَهم أن يَقولوا سَمِعنَا وأطعنَا وَأولَئِكَ هُمُ المُفلِحون) [النور: 51] وقَولَه: (وأطيعُوا اللهَ والرَّسُولَ لعلَّكم تُرحَمون) [آل عِمران: 132]، وقَولَه: (فاسألوا أهلَ الذِّكر إن كُنتُم لا تَعْلَمُون) [النَّحل: 43]؟!!
أتُريدُ أن تَتَبِع الهَوى وتُعرِضَ عَن نُصوصِ الكِتابِ والسُّنَّة بِزَعم اتِّباع "الفِطْرَة"؟!! وما ضابِطُ الفِطْرَة يا أخي؟!
قالَ الإمامُ (الشَّافعيُّ) –رَحِمَه اللهُ-: "مَن استحسَنَ فَقد شَرَع"! فأنتَ إذا استحسَنتَ حُكمًا مِن الأحكام دون استنادٍ إلى نَصٍّ مِن الكِتاب والسُّنَّة فَقَد نازَعتَ الله –سُبحانَه وتَعالَى- في التَّشريع، عياذًا باللهِ!
ألم تَقرأ قَولَ اللهِ –تَعالَى-: (أمْ لَهُم شُركاءُ شَرَعُوا لَهم مِن الدِّينِ مَا لم يأذَن بِه اللهُ) [الشُّورَى: 21]؟!!
وَوَاللهِ إنَّ دينَنَا هو دينُ الفِطْرَة؛ قال اللهُ –تَعالَى- (فأقِم وَجْهَك للدين حَنيفًا فِطْرَتَ اللهِ التي فَطَرَ النَّاس عَليها لا تَبْديل لِخَلقِ اللهِ ذلك الدِّينُ القَيِّمُ ولكنَّ أكثرَ النَّاسِ لا يَعْلَمون) [الروم: 30]، وثَبَتَ أنَّ النَّبيَّ (صَلَّى اللهُ عَليه وَسَلَّم) كان يُعَلِّم أصحابَه –رَضيَ اللهُ عَنهم- أن يَقولوا إذا أصبَحُوا: "أصبَحنَا على فِطْرَة الإسلام ... " [صَحَحه العلامةُ (الألبانيُّ) –رَحِمَه الله- في «السلسلة الصَّحيحة»: (2989)]، وقال (صَلَّىَ اللهُ عَليه وَسَلَّم) للبراء بن العازِب –رَضي اللهُ عَنه: "إذا أتيتَ مَضجَعَك فتوضأ وضوءَك للصَّلاة ... "، إلَى أن قالَ له: "فإن مِتَّ؛ مِتَّ على الفِطْرَة" [مُتَّفَقٌ عَليه].
وكأنَّك أخي قد عُدتَ إلى صوابِك وإلى "الفِطْرَة" (!) ورَجَعتَ إلى نُصوصِ الكِتاب والسُّنَّة؛ فإنَّك قُلتَ –في الآخِر-: "والله جَعَلَ الصَدَقَةَ للمساكين على إطلاقهم"؛ فكأنِّي بِكَ –أخي- قد استمسكتَ بِكتابِ رَبِّك وسُنَّة نَبيِّك (صَلَّىَ اللهُ عَليه وَسَلَّم)؛ فهنيئًا لَك!
(9) أما قَولُك: " أيّ فِقهٍ هذا الذي يُجَمِّد الفِكرَ ويُسَمي الثَّنَاءَ والكَلامَ الطِّيبَ بِدْعَة!! أيّ مَذهَبٍ هذا!! أنا أتَّبِعُ مَدرَسَةَ العِلم الفِقْهي وَلَيسَ العِلَم النَّقْلي المُتَجَمِد" اهـ.
فأنا أعتَذِرُ عَن التَّعليق! واللهُ المُستعان.
وأخيرًا
أخي (؟؟؟)؛ قد يكونُ جوابي فيه بَعضُ الشِّدَّة؛ ولكن "المؤمِنَ للمؤمِن كاليَدَين تَغسِلُ إحداهُما الأخرَى، وقَد لا يَنقَلِعُ الوَسَخُ إلا بِنَوعٍ مِن الخُشونَة، لَكِن ذَلِكَ يُوجِب مِن النَّظافَةِ والنُّعومَة ما نَحمَد مَعه ذَلِك التَّخشين"! كما يَقولُ شَيخُ الإسلامِ (ابن تَيميَّة) –رَحِمَه اللهُ تَعالَى-[«مَجموع الفَتاوَى»: (28/ 53)].
أسألُ اللهَ العَظيمَ ربَّ العَرشِ العَظيمِ أن يُفَقِّهَنَا في دِينِنَا، إنَّه على كل شيء قَديرٌ.
و"سُبحانَك اللهُمَّ وبِحَمدِك، أشهَدُ ألا إلَه إلا أنتَ، أستَغفِرُك وأتوبُ إليكَ".
والسَّلامُ عَليكم ورَحمَةُ اللهِ وبَركاتُه.
-------------------------حاشية سُفليَّة------------------------
(1) «صَحيح مُسلِم بِشَرح النَّوَوي»: طـ المطبعة المصرية ومكتبتها، «تَذكِرَة السَّامِع والمُتكَلم في أدَب العالِم والمُتعَلِم»: طـ دار الكتب العلمية بِبَيروت، «مُقَدِّمَة ابن الصَّلاح»: طـ دار المعارف بمصر، «الجَامِع لأخلاقِ الرَّاوي وآدَابِ السَّامِع»: طـ مؤسسة الرسالة بِبَيروت.
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[04 Feb 2004, 11:08 ص]ـ
أخي الكريم (أبا علي) –وفقه الله تعالى-
لقد قلتَ: "هل كلامك هذا يأخذ به المذاهب الأربعة أم هو فقط في المذهب الحنبلي؟ ".
وأحب أن أذكرك أن آخر أئمة المذاهب الأربعة موتًا هو الإمام (أحمد بن حنبل) رحمه الله تعالى (توفي عام 241 هـ)، واختراع قول "صدق الله العظيم" بعد التلاوة من مُحدثات عصرنا، ولم يعرفه الأئمة المُتقَدِّمون ولا المتأخِرون، فما علاقة المذاهب الأربعة به وقد أتى بعدهم بأكثر من ألف سنة؟!
ولا أدري لماذا جعلت القول ببدعية "صدق الله العظيم" بعد التلاوة من اختيارات المذهب الحنبلي؟!
وقلتَ: "سمعت هذا السؤال عن قول صدق الله العظيم فأجاب الشيخ أن قول صدق الله العظيم من الطيب من القول وليس منكرا من القول". ولم تُبَيّن لنا مَن هو هذا الشيخ؟ وقد ذكرتُ لك في مقالي: اللجنة الدائمة والعلامة (بكر بن عبد الله أبا زيد) -أثابهم الله جميعًا.
قلتَ: "لكني أراك تصفها: بدعة ومن بيت العنكبوت وفساد .... من يقرأ كلامك هذا يعتقد أن قول (صدق الله العظيم) تساوي (صدق الآب والإبن والروح القدس) ".
وأقول: لم أصفها بأنها "بيت العنكبوت" ولا "فساد"، والحمد لله. ومعذرة؛ فأنا لا أفهم بقية كلامك!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو علي]ــــــــ[04 Feb 2004, 12:05 م]ـ
شيخنا محمد بن يوسف بارك الله فيك
[ QUOTE] كاتب الرسالة الأصلية: محمد بن يوسف
[ B][COLOR=blue] الشُبهة الثالثة: وقَد يَستَدِل بَعضُهم على جوازِها بأنَّ الأكثَرين مِن المُسلمين يَلتَزِمون قولَها بعد الفَراغ مِن التلاوة!
وهذه شُبهَة أوهَى مِن بَيتِ العَنكبوت، وتُغني حِكايَتُها عَن رَدِّها، وفسادُها عَن إفسادِها.
=========================
هذا الكلام يا شيخ محمد هو الذي فهمت منه أنه وصف لقول (صدق الله العظيم).
وأما الشيخ الذي أجاب على سؤال (صدق الله العظيم) فهو شيخ مصري يشرح الحديث ويجيب على الأسئلةيظهر في التلفزيون (لا أذكر اسمه)، والمصريون شوافع على ما أظن ولذلك سألتك هل قول صدق الله العظيم تعتبر بدعة فقط عند المذهب الحنبلي؟
كما أن المذهب الحنبلي وإن كان هو آخر المذاهب فهو لا يعتبر ناسخا للمذاهب التي جاءت قبلة.
المذاهب كلها متفقة أن من أحدث في أمر الدين شيئا فهو بدعة.
فالصلاة عبادة، وهي تبدأ من تكبيرة الإحرام وتنتهي بالتسليم، فإذا سلم المصلي يعني أنه انتهى من صلاته، يجوز له أن يقول ما يشاء ويفعل ما يشاء، ولا يسمى ذلك بدعة لأن ذلك خارج الصلاة.
كذلك فقراءة القرآن عبادة، فإن انتهى الإنسان من قراءة القرآن فليقل ما يشاء، وليفعل ما يشاء، وقول (صدق الله العظيم) لا تقال أثناء تعبد المسلم بتلاوة القرآن وإنما يقولها المقرؤون خارج التعبد بتلاوة القرآن.
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[04 Feb 2004, 03:37 م]ـ
أخي الكريم (أبا علي) -حفظه الله تعالى-
اعلم -أخي الكريم- أنَّ قولي: "أوهى من بيت العنكبوت، فسادها"، إنما هو متعلقٌ بالشبهة لا بقول "صدق الله العظيم"، كما هو واضح. وهذه الشُّبهة تستحق ما قلته عنها؛ وهي أن كثيرًا من الناس يحتجون على معصيتهم أو ابتداعهم في الدين بأنه فعل الأكثرين. وهذا باطلٌ كما هو مَعلومٌ باستقراء نصوص الكِتاب والسُّنَّة، وقد ذكرتُ بعض تلك النصوص في بحثي السابق.
قلتَ -بارك الله فيك-: "كما أن المذهب الحنبلي وإن كان هو آخر المذاهب فهو لا يعتبر ناسخا للمذاهب التي جاءت قبله". وأقول: كلامك صحيح لا غُبار عليه، وأنا لم أقصد بكلامي أبدًا أن المذهب الحنبلي ناسخًا لما قبله من المذاهب؛ وإنما خصصت الإمام (أحمد) -رحمه الله- بالذِّكر لأنه آخرهم موتًا؛ لأبيِّن لك المدة الزمنيَّة التي بيننا وبين آخر واحد منهم، وهذا واضحٌ في كلامي.
وأيًّا كان هذا الشيخ المُشار إليه؛ فنحن نتعبد الله -سبحانه- بالدليل الصحيح من الكِتاب والسُّنَّة، لا بأقوال العُلماء والشيوخ. فراجع بحثي السابق واقرأه بإنصاف وتجرد، وأسأل الله -سبحانه- أن يهديني وإياك إلى الحق، آمين.
قلتَ: "فالصلاة عبادة، وهي تبدأ من تكبيرة الإحرام وتنتهي بالتسليم، فإذا سلم المصلي يعني أنه انتهى من صلاته، يجوز له أن يقول ما يشاء ويفعل ما يشاء، ولا يسمى ذلك بدعة لأن ذلك خارج الصلاة".
أقول: هذا فيه تفصيل؛ فإن التزم المُسلم فعلا أو قولا بعد الصلاة، بحيث أصبح شعارًا له في كل صلاة، وهذا القول أو الفعل ليس عليه دليلٌ مِن الكِتاب أو السُّنَّة الصَّحيحة، قُلنا ببدعيَّة هذا القول أو الفعل. مثال ذلك: قول كثير من المصلين بعد الفراغ من الصلاة: "تقبل الله" أو "حرمًا" ومُصافحتهم لمن على يمينهم ويسارهم. فهذا الفعل قيدوه بدبر كل صلاة، وقد بين لنا النبيُّ (صلى الله عليه وسلم) الأذكار التي تُقال دبر كل صلاة، ولم يذكر فيها "تقبل الله" أو "حرمًا"، ولم يفعل ذلك هو ولا صحابته ولا سلف الأمَّة الأخيار، فدل ذلك على البدعيَّة؛ لانتفاء المانِع مع وجود المُقتضَى.
أما لو أن إنسانًا صلى ثم قام، أو صلى ثم حَدَّث مَن بجوارِه، فهذا لا يقول أحدٌ بأنه بدعة؛ لأنه لم يفعل ذلك أصلا على وجه التَّعبُّد؛ وإنما فعله على وجه العادة، مع عدم التزام ذلك أصلا، والله أعلم.
قلتَ: "فقراءة القرآن عبادة، فإن انتهى الإنسان من قراءة القرآن فليقل ما يشاء، وليفعل ما يشاء، وقول (صدق الله العظيم) لا تقال أثناء تعبد المسلم بتلاوة القرآن وإنما يقولها المقرؤون خارج التعبد بتلاوة القرآن".
(يُتْبَعُ)
(/)
وأقول: نعم؛ قراءة القرآن عبادة، فإذا انتهى الإنسان من قراءة القرآن فليقل ما يشاء وليفعل ما يشاء -بشرط ألا يتخذه عبادة يتقرب بها إلى الله -سبحانه وتعالى، وهذا الشرط مُنعَدِمٌ في قول "صدق الله العظيم" بعد التلاوة؛ فالمسلم يقوله تقربًا إلى الله، والتقرُّب إلى الله بالعبادات يفتقِر إلى توقيفٍ مِن النبي (صلى الله عليه وسلم)، والنبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه وسلف الأمة كانوا يقرأون القرآن ليل نهار، ولم يُنقَل عن أحد منهم قط أنه قال "صدق الله العظيم" بعد الفراغ من التلاوة، فدل ذلك على بدعيته، وكل خير في اتباعهم، وكل شر في ابتداعنا.
وأما إذا فرغت من التلاوة ثم أكلت أو شربت أو قمت أو تكلمت كلامًا لا تتخذه عبادة، فهذا هو الذي نَقول فيه: "فليقل ما يشاء، وليفعل ما يشاء".
والإنسان -أخي الكريم- يتعبد ربه في كل حين، أثناء التلاوة وبعد الفراغ منها، فقل لي بربك: لماذا يلتزم هذا القول بعد التلاوة إذن، لماذا لا يقوله وهو يمشي، وهو يأكل، وهو نائم، لماذا يتعمد التعبد به بعد التلاوة دون دليل من الكتاب والسُّنَّة الصحيحة؟
ولو جاز لنا أن نقول بما تقوله بأن الإنسان يقول ما شاء أو يفعل ما شاء بعد الفراغ من العبادة -أعني: على وجه التَّعبُّد- لدخل في الدين من البِدَع ومُحدثات الأمور ما الله به عليم.
وأخيرًا؛ أقول لأخي الكريم: لقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم): "إيَّاكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل مُحدَثة بدعة، وكل بدعة ضلالة" [رواه أحمد]. فطبقًا لما ذكرتَه في رسالتك الأخيرة، سَمِّ لي أمثلة على مُحدثات الأمور والبدع التي حذر منها النبيُّ (صلى الله عليه وسلم). وقد قال النبيُّ (صلى الله عليه وسلم): "مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فو رَدٌّ" [متفق عليه]، فإن لم يكن هذا مِمَّا أحدث في ديننا فسَمِّ لنا ما أحدِثَ فيه.
وأنصحك -أخي الحبيب- بقراءة كُتب البِدَع؛ خاصة «الاعتصام» / للإمام (الشاطبي) -رحمه الله تعالى، وكلام شيخ الإسلام (ابن تيمية) -رحمه الله- في «مَجموع الفتاوى» بالاستعانة بفهارسه، وكتاب «البِدعة وأثرها السيىء على الأمة» / لسليم الهلالي، وغيرها من الكتب.
وفقني الله وإياك لما يُحب ويرضى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[السهيلي]ــــــــ[04 Feb 2004, 07:35 م]ـ
الأخ محمد يوسف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على الموضوع وجعله الله في ميزان حسناتك
أرجو منك ملاحظة الخطأ الموجود في آية البقرة -107 - (ألم تعلم أن الله له ملك السموات والأرض ... ) حيث أن -له - كتبت - لم- لذلك وجب التنبيه وأرجو من الأخوة المشرفين على الموقع تصحيح الآيات القرآنية
وجزى الله الجميع كل خير
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[04 Feb 2004, 11:01 م]ـ
تم تصحيح الآية وشكر الله لك.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[05 Feb 2004, 12:11 ص]ـ
تنبيهان:
الأول:قولك: (أوهى من بيت العنكبوت) نبه بعض العلماء على كراهة هذا التعبير؛ لأن الله قال: (وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت .. ). فلا تقدموا بين يدي الله ورسوله.
وراجع الاتقان في علوم القرآن.
ثانيا: اشتهار قولهم: (صدق الله) بين أهل القرآن، يجعل محاربته والإنكار عليهم فيه ما فيه، فهم أهل الله وخاصته، فلو عرف بين الناس أن هذا مجرد ذكر عندهم، ولم يرفعوه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فهو مما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن، كما صح عن ابن مسعود قوله.
فالتشديد في هذه المسألة لا وجه له، خاصة أنه يندرج تحت أصول عامة ثابتة، كقوله تعالى: (قل صدق الله)
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (صدق الله: إنما أموالكم وأولادكم فتنة .. ).
وهو وإن قالها قبل الآية فالأمر لا يخلو من وجود أصل على سنية التعليق على تلاوات آيات من القرآن بقولك صدق الله.
أما الالتزام بها دبر كل تلاوة فلم نر أحدا ممن قرأنا عليه أنه قال بها أو قالها، لكن بين الحين والآخر نسمعها من جمهرة من القراء.
ولا أرى في ذلك كبير خطر على الإسلام وأهله.
ـ[الباحث7]ــــــــ[05 Feb 2004, 08:38 ص]ـ
أقول تعليقاً على قولك يا أخي الكريم: (قولك: (أوهى من بيت العنكبوت) نبه بعض العلماء على كراهة هذا التعبير؛ لأن الله قال: (وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت .. ). فلا تقدموا بين يدي الله ورسوله.)
(يُتْبَعُ)
(/)
إن ما كرهه العلماء - والكراهة هنا بمعنى المنع والتحريم - هو أن يقال عن بيت معين من البيوت: إنه أوهن من بيت العنكبوت؛ لأن الله قد أخبر أنه لا أوهن من بيت العنكبوت.
أما أن يقال عن شيء آخر: إنه أوهن من بيت العنكبوت؛ فلا محذور في ذلك، والله أعلم.
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[05 Feb 2004, 12:58 م]ـ
الأخ الكريم (راجي رحمة ربه) -حفظه الله-
جزاك الله خيرًا على ما نبهت عليه. وأما عن التنبيه الأول فقد كفاني مؤنة الرد أخي الكريم (الباحث7) -أثابه الله تعالى، وإن كان الأمر لا يزال يحتاج إلى مزيد بحث.
وبالنسبة لتنبيهك الثاني فهذا يحتاج إلى وقفات:
الوقفة الأولى: قولك: "اشتهار قولهم: (صدق الله) بين أهل القرآن، يجعل محاربته والإنكار عليهم فيه ما فيه".
قلتُ: لقد رددتُ على هذه الشبهة في بحثي السابق "الشبهة الثالثة"، فراجعه -رحمك الله.
الوقفة الثانية: قولك: "فلو عرف بين الناس أن هذا مجرد ذكر عندهم، ولم يرفعوه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فهو مما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن، كما صح عن ابن مسعود قوله".
أقول:
(1) الأثر الذي سقته عن (عبد الله بن مسعود) -رضي الله عنه- أثر موقوفٌ ولم يرفعه إلى النبي (صلى الله عليه وسلم)؛ بل لا يصح رفعه عنه (صلى الله عليه وسلم). وبذلك فهو ليس حجة إذا عارض ما هو أقوى منه.
(2) لو احتججنا بهذا الأثر فالمقصود بقوله: "المسلمون" أي جميع المُسلمين المُجتهدين، لا عموم المُسلمين، فـ "ال" هنا تُفيد استغراق المجتهدين، أو العهد (يعني: المجتهدين)، وهذا الأثر حجة لمن يرى حجية الإجماع، فهو إنما ساقه لتقرير حجية إجماع المُسلمين على أمر ما، وهذا لا يُعارضك فيه أحد. فقل لي بربك: أين إجماع المُسلمين في مسألتنا هذه؟ فكيف إذا كان كبار مجتهدي عصرنا يقولون ببدعية هذا القول -كما نقلته عن اللجنة الدائمة والعلامة (بكر بن عبد الله أبي زيد) -حفظه الله تعالى-؟
ولو جاز لنا أن نقول كقولك، لقلنا: إذن:
1 - الجهر بالصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) بعد الأذان، حسن؛ لأنه مما رآه المُسلمون حسنًا!
2 - خروج الناس حاسري رؤسهم حسن؛ لأنه مما رآه المُسلمون حسنًا!
3 - حلق اللحية حسن؛ لأنه مما رآه المُسلمون حسنًا، بل يذمون مَن أعفى لحيته!
4 - إسبال الثياب حسن؛ لأنه مما رآه المُسلمون حسنًا؛ بل يذمون من شمر ثوبَه!
وهكذا في سلسلة طويلة من البدع والمُنكرات التي سنجيزها -على حد قولك- لأنها مما رآه المُسلمون حسنًا.
الوقفة الثالثة: قولك: "فالتشديد في هذه المسألة لا وجه له، خاصة أنه يندرج تحت أصول عامة ثابتة".
أقول: ما معنى التشديد؟ وأين التشديد في مقالي؟ هل إظهار الحق ونشره بين الناس يُسمى تشديدًا؟
وأما قولك: "خاصة أنه يندرج تحت أصول عامة ثابتة"، فالحمد لله رب العالمين؛ لقد أجبتُ في بحثي السابق عن كل هذه الأصول العامة الثابتة، فراجعه -بارك الله فيك، وطالع الحلقة الثانية فستجد فيه خيرًا كثيرًا وجوابًا شافيًا -إن شاء الله تعالى.
ولقد رأيت الآن أنه من تمام الفائدة أن أنقل نسخة من هذه (الحلقة الثانية) هنا بعد هذه المُشاركة -إن شاء الله تعالى، فالرجاء من الإخوة المُشرفين نسخ مُشاركتي: "التزام قول (صدق الله العظيم) بعد التلاوة بدعة (الحلقة الثانية) "، ونقلها هنا بعد مُشاركتي هذه -مُشاركة مُستقلة باسمي، وعُذرًا فإن هذا سيأخذ مني وقتًا طويلا لو فعلته بنفسي؛ لأن بعض العناوين ملونة. وجزاكم الله خيرًا.
تم نقلها ولكن ظهرت قبل هذه المشاركة برقم (4). المشرف.
الوقفة الرابعة قولك: "فالأمر لا يخلو من وجود أصل على سنية التعليق على تلاوات آيات من القرآن بقولك صدق الله".
أقول: سبحان الله؛ لقد قلتُ في جوابي عن "الشبهة الثانية" ما نصه:
(يُتْبَعُ)
(/)
" (3) قد يكونُ النَّبيُّ (صلى الله عليه وسلم) قد أخَذَ بِعُموم قَولِه تعالى (قُل صَدَقَ الله) [آل عِمران: 95] في واقِعَةٍ مَا، ولو اقتدى مُكَلَّفٌ بالنَّبي (صلى الله عليه وسلم) في أمرٍ كهذا؛ فاستعمَلَ عمومَ آيَّةٍ في مَوقِفٍ خاص؛ فلا حَرَجَ -إن شاء اللهُ تعالى". فلو قرأ إنسان آية فأثرت فيه كثيرًا أو وجد فيها العبرة والعظة أ و استنبط منها حُكما كان قد خفي عليه، فقال: "صدقت يا ربي" أو "صدق الله"، فهذا أمرٌ حسن قد قال مثلَه رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، كما في قوله: "صدق الله (إنما أموالكم وأولادكم فتنة) ". ولكن ما ننكره هو أن يلتزم القارىء أن يقول هذا القول "صدق الله العظيم" بعد كل تلاوة للقرآن، وقد لا يكون متدبرًا لما يقرأ أو ساهيًا أو غافلا -عياذًا بالله من ذلك، ولكن اتخذها عبادة يلتزمها بعد كل تلاوة، فأين الدليل على ذلك؟ بالله تدبروا ما قلت جيدًا -بارك الله فيكم.
والعجيب أنك -أخي الكريم- قد قلتَ: "أما الالتزام بها دبر كل تلاوة فلم نر أحدا ممن قرأنا عليه أنه قال بها أو قالها"، إذن لماذا المُعارضة؟
ولكنك عقبتَ بعد ذلك بقولك: "لكن بين الحين والآخر نسمعها من جمهرة من القراء"، فأقول: كل خير في اتباع من سلف، وكل شر في ابتداع من خلف.
الوقفة الخامسة: قولك: "ولا أرى في ذلك كبير خطر على الإسلام وأهله"!!!
وأقول: لقد أثر فيَّ هذا القول كثيرًا، ولا أظنه يصدر من طالب علم منصف عالم بقواعد البدع وأصول الشريعة. فالبدع -مهما صغرت- كان لها أكبر الأثر على هدم الإسلام أصولا وفروعًا، ومَن تأمل عنوان سلسلة العلامة (الألباني) -رحمه الله تعالى- التي وضعها للأحاديث الضعيفة والموضوعة عَلِمَ ذلك؛ فقد سماها: «سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيىء على الأمة»، هذا في أحاديث ضعيفة، فكيف في بدع لا أصل لها! وراجع كتاب «البدعة وأثرها السيىء على الأمة» / لسليم الهلالي.
ولو جاز لنا أن نقول في كل بدعة: "ولا نرى في تلك البدعة كبير خطر على الإسلام وأهله"، لطلت علينا البدع من كل مكان، وهذا ما حدث؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون. وأي خطر أكبر من أن نقول على الله بلا علم، ونُدخله في دينه ما ليس منه، ونتعبده بما لم يُشرع، ونهجر سنة نبيه (صلى الله عليه وسلم) بهذه البدع؛ فما جاءت بدعة إلا وهُجرت سنةٌ مكانها. فاتقِ الله -أخي- وتراجع عن قولك هذا، تكن من المُفلحين.
وأرى أنه من المناسب هنا أن أنقل بعض كلامي في (الحلقة الثانية) من بحثي هذا:
قلتُ ما نصه:
"ولا يَخفَى عَليكم قِصَة (أبي موسى الأشعَري) –رَضي اللهُ عَنه- عِندما رأى قومًا حِلَقًا جُلوسًا يَنتَظِرون الصَّلاة، في كُلِّ حَلَقَةٍ رَجُل، وفي أيديهم حَصًى، فيقول: كَبَّروا مائة، فيكبرون مائة، فيقول: هَلِّلوا مائة، فيُهَلِّلون مائة، ويقول: سَبِّحُوا مائة، فيُسَبِّحون مائة. فأخبَرَ (عَبْدَ اللهِ بن مَسعود) –رَضيَ اللهُ عَنه- بِذَلِك؛ فأنكَرَ عليهم ذَلِك إنكارًا شَديدًا، وقال لَهم: "عُدوا سيئاتِكم، فأنا ضامِنٌ أن لا يَضيع مِن حسناتِكم شئٌ، وَيْحَكُم يا أمَّة مُحمَّد ما أسرَع هَلَكَتَكُم، هؤلاء صحابَة نَبيِّكم (صَلَّى اللهُ عَليه وَسَلَّم) مُتوافِرون، وهذه ثيابُه لم تَبْلَ وآنيَتُه لم تُكسَر، والذي نَفسي بيَدِه؛ إنَّكم لَعَلى مِلَّةٍ أهدَى مِن مِلَّة مُحَمَّدٍ أوْ مُفتَتِحُو بابِ ضَلالة؟! ".
قالوا: واللهِ يا أبا عَبْدَ الرَّحمَن؛ ما أردنَا إلا الخَير! قال: وكَم مِن مُريدٍ للخَير لن يُصيبَه! إنَّ رَسولَ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَليه وَسَلَّم) حَدَّثنَا أن قَومًا يَقْرءون القُرآن لا يُجاوِز تَراقِيَهُم؛ وايمُ اللهِ ما أدري لَعَلَّ أكثرَهم مِنكم! ثم تولَّى عَنهم.
فقال (عمَرو بن سَلَّمة) –وهو أحدُ الرواة-: رأينَا عامَّةَ أولئِكَ الحِلَقِ يُطاعِنُونَا يَومَ النَّهْرَوَانِ مَعَ الخَوارِج. [رواه الدارِمي: (204)].
فانظر –رَحِمَك اللهُ- إلى البِدْعَة وأثرِها السييء؛ لا على صاحِبِها فَحَسبُ؛ بل علي عُموم الأمَّةِ الإسلامية!
وتَدَبَر –أخي- كيف أنكَر (عَبْدُ اللهِ بْنِ مَسعودٍ) –رَضيَ اللهُ عَنه- عِبادَةً (التَّكبير والتَّهليل والتَّسبيح) بِكَيفيةٍ لم يَفعلْها رَسولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَليه وَسَلَّم)، رَغم أنَّ أصلَ العِبادَةِ مَشروعٌ! فكيف بما يتَّخِذُه المُكَلَّفُ عِبادَةً ولا أصلَ له في الشَّرع ألبتَة "كَقول (صَدَقَ اللهُ العَظيم) بعد التلاوة"؟!!
وهذا الأثَرُ السَّابِق –الذي سُقتَه لَك باختِصار- حَوَى فوائِد ودُرَرًا جَمَّة؛ تَجِدُها في كِتاب «البِدْعَة وأثرُها السَّييء على الأمَّة» / للشيخ (سليم الهلالي) –أثابَه اللهُ تَعالَى" اهـ كلامي.
فتدبر أخي وتأمل بإنصاف -بارك الله فيك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[06 Feb 2004, 12:02 ص]ـ
أما أثر ابن مسعود فقد أشرت في ردي أنه من قوله
أما عن الأمثلة التي ذكرت فالفقير قد حدد أن القائلين بها ليسوا من عوام الناس بل أهل القرآن فشتان بين الفريقين.
وأخيرا هل لك أخي الفاضل أن تذكر تحقيق سند قصة أبي موسى الأشعري رضي الله عنه لأنك سقتها محتجا بها، فهل هي صحيحة السند؟ فقط لإثراء البحث.
أما بالنسبة لضرب المثل بما هو أوهن من بيت العنكبوت فالسؤال لك أو للأخ باحث 7 من هم هؤلاء العلماء الذين فرقوا بهذا الضابط؟
وإن لم يكن مكروها مثل هذا القول، ألا يدخل في باب أدب اللفظ مع أمثال القرآن الكريم؟
أو أليس داخلا في باب الورع مثلا.
علما بأن الهدف ليس تتبع الأخطاء بل التناصح فيما هو أنسب للمسلم التزامه.
وفقكم الله لما يحب ويرضى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[06 Feb 2004, 05:54 م]ـ
أخي الكريم (راجي رحمة ربه) -جزاك الله خيرًا-
ونظرًا لضيق وقتي فسأقتصر الآن على بعض النقاط في مُشاركتك الأخيرة، وأترك بقيتها لوقت آخر -إن شاء الله تعالى.
قلتَ -بارك الله فيك-: "وأخيرا هل لك أخي الفاضل أن تذكر تحقيق سند قصة أبي موسى الأشعري رضي الله عنه لأنك سقتها محتجا بها، فهل هي صحيحة السند؟ فقط لإثراء البحث".
وسأقتصر فقط على حُكم العلامة (الألباني) -رحمه الله تعالى- على هذا الأثر؛ فقد قال عنه في «السلسلة الصَّحيحة»: (5/ 12): "إسناده صَحيح". وسأوافيك بتفصيل أكثر في وقت لاحق -إن شاء الله تعالى.
وأحب أن أعلمك -وذلك من فضل الله عليَّ- أني قد اشترطتُ على نفسي -في جميع كِتاباتي- ألا أحتَجَّ إلا بما صَحَّ مِن الأحاديث والآثار عن النَّبي (صلى الله عليه وسلم) وصحابَتِه الأبرار -رضي الله عنهم جميعًا، وألا أذكر حَديثًا ضعيفًا إلا لبيان ضَعفِه أو مَع التَّنبيه على ضَعفه إن كان قد احتَج به أحدُ العُلماء. ومِن باب أولى في العَمل؛ ألا أعمَل إلا بما صَحَّ مِن الأخبار. وهذا هو الواجِبُ على كُلّ مُسلِم؛ ففي الصَّحيح مِن الأخبار كِفاية عَمَّا لم يَثبُت مِنها. ولا يَنبَغي لشخص أن يعُارِض هذا بالقَول المَشهور: "يُعمَل بالأحاديث الضَّعيفَة في فضائِل الأعمال"! وكأنَّ هذا القَول مَحل اتفاقٍ بين العُلماء، وهو ليس كذلك -وإن جَزَم به الإمامُ (النَّوويُّ) -رَحِمَه اللهُ تعالى- في غِير كِتابٍ مِن كُتُبِه-، فكيف إذا عَلِمتَ أن هذا القَول مَرجوحٌ؛ بل غير صَحيح. وأحيلك الآن في هذه العُجالَة على رسالة نَفيسة بعنوان: «حُكم العَمل بالحَديث الضَّعيف في فضائِل الأعمال» / للشيخ الفاضل (أشرف بن سعيد) -أثابه الله تعالى-، طـ مكتبة السُّنَّة بمصر، وطالِع أيضًا مُقَدِّمَتي: «صَحيح الجامِع» و «صَحيح التَّرغيب والتَّرهيب» / كلاهما للعلامة (الألباني) -رحمه الله تعالى-؛ فإنهما نفيسَتَين.
وأمَّا بالنسبة لضرب المَثَل بما هو أوهَن مِن بَيت العَنكبوت؛ فقد أحلتنا -حفظك الله- على كِتاب «الإتقان في عُلوم القُرآن» / للإمام (السيوطي) -رحمه الله- ولم أجده فيه؛ وإنما بَحَث هذا الموضوع الإمامُ (الزركشي) -رحمه الله تعالى- في كِتابِه النَّفيس «البُرهان في عُلوم القُرآن». وسأكمِل النِّقاش مَعك في هذا الموضوع في وَقتٍ لاحِق، عسى أن يكون قريبًا -إن شاء الله تعالى.
ولقد أحزَنَني -أخي الحبيب- ختامُك مُشاركَتِك بقولك: "علمًا بأن الهدف ليس تتبع الأخطاء بل التناصح فيما هو أنسب للمسلم التزامه". فهذا -أخي الحبيب- أمرُ مُسَلَّمٌ به لا يُجادِل فيه اثنان ولا يتناطَح فيه عَنزان، وما ضَربَ إخواننا الأعضاءُ أصابعَهم على "لوحة المفاتيح" للكتابة في هذا المُلتقى إلا نُصحًا لله ولرسوله ولأئمة المُسلمين وعامتهم، نَحسبهم كذلك ولا نُزَكي على الله أحدًا. والأصل إحسان ظن المُسلم بأخيه المُسلِم، فكيف أظُنُّ بك -أو يَظُنُّ غِيري- أنَّك تتبع أخطائي، حاشا وكلا؛ ولو كانت غايتنا مِن الكِتابة هي تَتبُع الأخطاء فقد خِبنا وخَسِرنا. وأسأل الله سبحانه أن يجعل أعمالنا كلَّها خالصة لوجه الكريم، ولا يجعل لأحد سواه فيها شيئًا، آمين.
ولقد أعجبَني قولُك: "بل التَّناصُح فيما هو أنسب للمُسلم التزامه"، فلله درك، وجزاك الله خيرًا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[06 Feb 2004, 08:00 م]ـ
نعم هو في البرهان لكن أحلتك على الإتقان لكثرة تداوله وهو إنما نقل كلام البرهان ولعلك لم تجده لأنه السيوطي يذكره في باب الأمثال بل في خاتمة
النوع الخامس والثلاثون
في آداب تلاوته وتأليفه
وهو في آخر فصل: في الاقتباس وما جرى مجراه
قال الإمام السيوطي:
خاتمة قال الزركشي في البرهان: لا يجوز تعدي أمثلة القرآن، ولذلك أنكر على الحريري قوله
فأدخلني بيتاً أخرج من التابوت وأوهي من بيت العنكبوت،
وأي معنى أبلغ من معنى أكده الله من ستة أوجه حيث قال - وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت - فأدخل إن وبنى أفعل التفضيل وبناه من الوهن وأضافه إلى الجمع وعرف الجمع باللام وأتى في خبر إن باللام
وتجده مباشرة قبيل عنوان:
النوع السادس والثلاثون
في معرفة غريبه
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[07 Feb 2004, 09:02 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
بالنسبة للأثر فقد أخرجه الدارمي أخبرنا الحكم بن المبارك أخبرنا عمرو بن يحيى قال سمعت أبي يحدث عن أبيه قال كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل صلاة الغداة، فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد. فجاءنا أبو موسى الأشعري
الأثر
وفي آخره فقال عمرو بن سلمة رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج.
وفي إسناد هذا الآثر وقفتان الأولى الحكم بن المبارك
وهو وإن وثقه الذهبي في الكاشف ج: 1 ص: 345
لكن قال عنه في الميزان: الحكم بن المبارك الخاشبي البلخي عن مالك ومحمد بن راشد المكحولي وعنه أبو محمد الدارمي وجماعة. وثقه ابن حبان وابن مندة. وأما ابن عدي فإنه لوّح في ترجمة أحمد بن عبد الرحمن الوهبي بأنه ممن يسرق الحديث، لكن ما أفرد له في الكامل ترجمة. وهو صدوق.
ميزان الإعتدال في نقد الرجال (2\ 345).
ومثله في تهذيب التهذيب ج: 2 ص: 376
لكن قال عنه في التقريب أنه صدوق ربما وهم
وهذا كله بالرغم من تهمته بسرقة الحديث و هي تهمة معناها الاتهام بالكذب و وضع الحديث فالراوي يبلغه حديث يرويه بعضهم فيسرقه منه و يركب عليه إسناداً من أسانيده، ثم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم مثلا.
ولو توقف باحث عن تصحيح الأثر لهذه العلة فإنه لا يلام، لكن لنفترض جدلا أن الراوي مستقيم وأن ابن عدي بالغ في التشنيع عليه
لكن تأتي مشكلة الراوي الآخر وهي عمرو بن يحيى وقد يتوهم متوهم أنه أحد 3 ثقات مترجمين في التهذيب وغيره وهذه أسماؤهم من التقريب
عمرو بن يحيى بن الحارث الحمصي ثقة من الثانية عشرة مات بعد الثمانين س
عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي أبو أمية السعيدي المكي ثقة من السابعة خ ق
عمرو بن يحيى بن عمارة بن أبي حسن المازني المدني ثقة من السادسة مات بعد الثلاثين ع
وموطن الخلل قد يأتي من الخلط بين أحدهم وبين الراوي أعلاه
لكن الراوي هنا هو عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة بدليل ما في آخر الأثر من تعليق جد الراوي عمرو بن سلمة وهو أحد الرواة في سلسة الإسناد
ووقع التصريح باسمه كاملا في تاريخ واسط ص: 198
حدثنا أسلم قال ثنا علي بن الحسن بن سليمان قال ثنا عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة الهمداني قال حدثني أبي قال حدثني أبي قال كنا جلوسا على باب عبدالله بن مسعود ننتظر أن يخرج إلينا فاذا أبو موسى الأشعري الأثر بحروفه
فماذا قال العلماء عن عمرو بن يحيى هذا
قال الذهبي في ميزان الإعتدال في نقد الرجال ج: 5 ص: 352
عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة
قال يحيى بن معين ليس حديثه بشيء
قد رأيته وذكره بن عدي مختصرا انتهى.
وزاد على كلام الذهبي أعلاه الحافظ ابن حجر في اللسان: وقال بن خراش ليس بمرضي.
وقال بن عدي ليس له كبير شيء ولم يحضرني له شيء.
لسان الميزان (4\ 378).
وكلام ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال (5\ 122). وفيه ذكر سندين عن ابن معين في تضعيف الرجل
وقال الذهبي في المغني في الضعفاء ج: 2 ص: 491
عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة قال يحيى بن معين ليس حديثه بشيء قد رأيته
ومثله في الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج: 2 ص: 233
عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة قال يحيى ليس حديثه بشيء وقال مرة لم يكن بمرضي
فخلاصة الكلام عن إسناد هذا الأثر عند الدارمي أنه ضعيف لا يصلح للاحتجاج حتى يؤتى له بإسناد أنظف من هذا.
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[12 Feb 2004, 08:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في الأخوة المشاركين
أخي الكريم للفائدة فقد سمعت الشيخ عبدالله بن منيع عضو هيئة كبار العلماء في السعودية يقول بعدم الإنكار على من يقولها بعد التلاوة والأفضل تركها. والله تعالى
أخوك: أبوخطاب العوضي
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[15 Feb 2004, 07:09 ص]ـ
فقط من باب إكمال البحث، لأني قرأت لكثيرين قولهم أن قول صدق الله العظيم لم تظهر إلا في المائة سنة الأخيرة أو أقل، فلذا أحببت أن أبين عدم صحة هذا القول
نص السؤال
هل قول (صدق الله العظيم) بعد قراءة القرآن تعتبر بدعة؟
الشيخ عطية صقر اسم المفتي
(يُتْبَعُ)
(/)
حذرت كثيرا من التعجل فى إطلاق وصف البدعة على أى عمل لم يكن فى أيام النبى صلى الله عليه وسلم ولا فى عهد التشريع، ومن التمادى فى وصف كل بدعة بأنها ضلالة وكل ضلالة فى النار، ويمكن الرجوع إلى ص 352 من المجلد الثالث من هذه الفتاوى لمعرفة ذلك.
وقول "صدق الله العظيم " من القارىء أو من السامع بعد الانتهاء من القراءة، أو عند سماع آية من القراَن ليس بدعة مذمومة، أولا لأنه لم يرد نهى عنها بخصوصها، وثانيا لأنها ذكر لله والذكر مأمور به كثيرا، وثالثا أن العلماء تحدثوا عن ذلك داعين إليه كأدب من آداب قراءة القرآن، وقرروا أن قول ذلك فى الصلاة لا يبطلها، ورابعا أن هذه الصيغة أو قريبا منها ورد الأمر بها فى القرآن، وقرر أنها من قول المؤمنين عند القتال.
قال تعالى: {قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا} آل عمران: 95، وقال {ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله} الأحزاب: 22، وذكر القرطبى في مقدمة تفسيره أن الحكيم الترمذى تحدث عن آداب تلاوة القراَن الكريم وجعل منها أن يقول عند الانتهاء من القراءة: صدق الله العظيم أو أية عبارة تؤدى هذا المعنى. ونص عبارته "ج 1 ص 27 ": ومن حرمته إذا انتهت قراءته أن يصدق ربه، ويشهد بالبلاغ لرسوله صلى الله عليه وسلم [مثل أن يقول: صدق الله العظيم وبلَّغ رسوله الكريم] ويشهد على ذلك أنه حق، فيقول: صدقت ربنا وبلَّغت رسلك ونحن على ذلك من الشاهدين.
اللهم اجعلنا من شهداء الحق القائمين بالقسط، ثم يدعو بدعوات.
وجاء فى فقه المذاهب الأربعة، نشر أوقاف مصر، أن الحنفية قالوا: لو تكلَّم المصلى بتسبيح مثل. صدق اللّه العظيم عند فراغ القارئ من القراءة لا تبطل صلاته إذا قصد مجرد الثناء والذكر أو التلاوة، وأن الشافعية قالوا: لا تبطل مطلقا بهذا القول، فكيف يجرؤ أحد فى هذه الأيام على أن يقول: إن قول:
صدق الله العظيم، بعد الانتهاء من قراءة القرآن بدعة؟
أكرر التحذير من التعجل فى إصدار أحكام فقهية قبل التأكد من صحتها، والله سبحانه وتعالى يقول: {ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون} النخل:
116
http://www.islamonline.net/fatwa/arabic/FatwaDisplay.asp?hFatwaID=9893
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[24 May 2004, 12:38 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه.
وبعد؛
فقد أخبرني أحد أصحاب التسجيلات أن لجنة الأزهر المختصة بالموافقة على صوتيات القرآن لا تَقبل أي تَسجيل للقرآن إلا إذا خُتِمَ بـ "صدق الله العظيم"؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ـ[الصبر الجميل]ــــــــ[08 Jan 2007, 01:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مضى عمل المسلمين قديما وحديثا على قول (صدق الله العظيم) بعد الانتهاء من تلاوة القرآن ولم ينكر ذلك أحد على مر العصور بل عد أهل العلم ذلك من آداب التلاوة:
ففي تفسير القرطبي 1/ 27:
أن الحكيم الترمذي ذكر ذلك بعض آداب التلاوة فقال: (ومن حُرْمَته إذا انتهت قراءته أن يُصَدِّقَ رَبَّهُ، ويشهد بالبلاغ لرسوله صلى الله عليه وسلم مثل أن يقول: صدق الله العظيم وبلَّغ رسوله الكريم ويشهد على ذلك أنه حق، فيقول: صدقتَ ربنا وَبَلَّغَتْ رُسُلُك ونحن على ذلك من الشاهدين اللهم اجعلنا من شهداء الحق القائمين بالقِسْطِ، ثم يدعو بدعوات) اهـ.
وقال الإمام الغزالي في الإحياء وهو يعدد آداب تلاوة القرآن 1/ 278: (الثامن: أن يقول في مبتدأ قراءته أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون وليقرأ قل أعوذ برب الناس وسورة الحمد لله وليقل عند فراغه من القراءة صدق الله تعالى وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم انفعنا به وبارك لنا فيه الحمد لله رب العالمين وأستغفر الله الحي القيوم) اهـ.
وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك في دعاء ختم القرآن ففي شعب الإيمان للبيهقي2/ 372:
(قال أحمد:
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء الختم حديث منقطع بإسناده ضعيف، وقد تساهل أهل الحديث في قبول ما ورد من الدعوات وفضائل الأعمال متى ما لم تكن من رواته من يعرف بوضع الحديث أو الكذب في الرواية.أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنا أبو الفضل بن حمرويه الكرابيسي المهروي بها ثنا أحمد بن نجدة القرشي ثنا أحمد بن يونس ثنا عمرو بن سمرة عن جابر الجعفي عن أبي جعفر قال: كان علي بن حسين يذكر: عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا ختم القرآن حمد الله بمحامد وهو قائم ثم يقول: الحمد الله رب العالمين والحمد الله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون لا إله إلا الله وكذب العادلون بالله وضلوا ضلالا بعيدا لا إله إلا الله وكذب المشركون بالله من العرب والمجوس واليهود والنصارى والصابئين ومن ادعى لله ولدا أو صاحبة أو ندا أو شبها أو مثلا أو سميا أو عدلا فأنت ربنا أعظم من أن تتخذ شريكا فيما خلقت والحمد لله الذي لن يتخذ صاحبة ولا ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان بكرة وأصيلا والحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا * قيما قرأها إلى قوله إن يقولون إلا كذبا، الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير * يعلم ما يلج في الأرض الآية، و الحمد لله فاطر السماوات والأرض الآيتين، والحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى آلله خير أما يشركون، بل الله خير وأبقى وأحكم وأكرم وأجل وأعظم مما يشركون والحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون صدق الله وبلغت رسله وأنا على ذلكم من الشاهدين، اللهم صل على جميع الملائكة والمرسلين وارحم عبادك المؤمنين من السماوات والأرض، واختم لنا بخير، وافتح لنا بخير وبارك لنا في القرآن العظيم وانفعنا بالآيات والذكر الحكيم ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ... ) اهـ.
وهاهو ابن عباس يقول هذا العبارة عقب ذكر بعض الآيات ففي تفسير القرطبي 16/ 188: (وقال ابن عباس: إذا عسر على المرأة ولدها تكتب هاتين الآيتين والكلمتين في صحيفة ثم تغسل وتسقى منها، وهي: بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله العظيم الحليم الكريم، سبحان الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش العظيم (كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها) (كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون) صدق الله العظيم) اهـ.
وها هو الحافظ ابن كثير يصنع ذلك في موضع مشهور من تاريخه , فعَقِب ذكره بعض الآيات يقول هذه العبارة. ففي البداية والنهاية 13/ 119 قال: (فمن ترك الشرع المحكم المنزل المنزل على محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء وتحاك إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر فكيف بمن تحاكم إلى الياسا وقدمها عليه من فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين قال الله تعالى أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون وقال تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) صدق الله العظيم) اهـ
بل إن الحنفية والشافعية يرون أن من قال صدق الله العظيم في صلاته بعد الانتهاء من التلاوة بقصد الذكر أن ذلك لا يضر صلاته ففي البحر الرائق 2/ 8: (في الخانية والظهيرية: ولو قرأ الإمام آية الترغيب أو الترهيب فقال المقتدي صدق الله وبلغت رسله فقد أساء ولا تفسد صلاته ا. هـ، وهو مشكل لأنه جواب لإمامه ولهذا قال في المبتغى بالمعجمة: ولو سمع المصلي من مصل آخر ولا الضالين فقال آمين لا تفسد وقيل تفسد وعليه المتأخرون وكذا بقوله عند ختم الإمام قراءته صدق الله وصدق الرسول) اهـ.
وفي شرح الحصكفي 1/ 621:
(فروع: سمع اسم الله تعالى فقال جل جلاله أو النبي صلى الله عليه وسلم فصلى عليه أو قراءة الإمام فقال صدق الله ورسوله تفسد إن قصد جوابه () اهـ
في حاشية الطحاوي على مراقي الفلاح 2/ 320:
(قوله: (ويفسدها كل شيء من القرآن قصد به الجواب) إنما قيد بالقرآن ليعلم الحكم في غيره بالأولى فلو ذكر الشهادتين عنه ذكر المؤذن لهما أو سمع ذكر الله فقال: جل جلاله أو ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فصلى عليه أو قال عند ختم الإمام القراءة: صدق الله العظيم أو صدق رسوله أو سمع الشيطان فلعنه أو ناداه رجل بأن يجهر بالتكبير ففعل فسدت) اهـ
وفي مبسوط محمد ابن الحسن الشيباني 1/ 204:
(قلت: أرأيت الرجل يكون خلف الإمام فيفرغ الإمام من السورة أتكره للرجل أن يقول صدق الله وبلغت رسله؟ قال أحب إلي أن ينصت ويستمع. قلت فإن فعل هل يقطع ذلك صلاته؟ قال لا صلاته تامة ولكن أفضل ذلك أن ينصت) اهـ
وفي حاشية الرملي على أسنى المطالب 1/ 179:
(وسئل ابن العراقي عن مصل قال بعد قراءة إمامه صدق الله العظيم هل يجوز له ذلك ولا تبطل صلاته؟ فأجاب: بأن ذلك جائز ولا تبطل به الصلاة لأنه ذكر ليس فيه خطاب آدمي) اهـ.
وفي حاشية الجمل على شرح المنهج 1/ 431 وحاشية الشبراملسي على النهاية 2/ 44:
(فرع) لو قال: صدق الله العظيم عند قراءة شيء من القرآن قال م ر ينبغي أن لا يضر وكذا لو قال آمنت بالله عند قراءة ما يناسبه ا هـ سم على المنهج) اهـ
وانظر أيضا حاشية قليوبي 1/ 116
ومن ذلك نعلم تعجل من حكم من المعاصرين على ذلك بأنه من البدع المذمومة
قال تعالى (خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ) وقال سبحانه (وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا) اهـ
صدق الله العظيم
كتبه / عبد الفتاح بن صالح قديش اليافعي
اليمن - صنعاء
منقووول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[11 Nov 2009, 05:45 م]ـ
السلام عليكم
اللجنة الدائمة في المملكة السعودية ذكرت أن الاستمرار أو اتخاذها الدائم بدعة.
أقول: إذا كان الأمر كذلك فما الدليل علي قولها في كل فترة من الزمن؟؟
إذا كان الأمر أمرا تعبديا، والعبادات توقيفية كما هو مقرر، ويجب فيها النص، وحيث لا نص في المسألة بالمنع (مع وجودها في عهد النبوة ولكن في الاستشهاد بالآية كما في حديث الحسن والحسين قال عليه الصلاة والسلام "صدق الله " إنما أموالكم وأولادكم فتنة .. ")
فعليه جواز قول صدق الله العظيم عند الختم. كما ذكر القرطبى في مقدمة تفسيره أن الحكيم الترمذى تحدث عن آداب تلاوة القراَن الكريم وجعل منها أن يقول عند الانتهاء من القراءة: صدق الله العظيم أو أية عبارة تؤدى هذا المعنى. ونص عبارته "ج 1 ص 27 ": ومن حرمته إذا انتهت قراءته أن يصدق ربه، ويشهد بالبلاغ لرسوله صلى الله عليه وسلم [مثل أن يقول: صدق الله العظيم وبلَّغ رسوله الكريم] ا. هـ
وإلا للزم المانعين أن يمنعوا المرة والمرتين لعدم النص. والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[14 Nov 2009, 01:47 م]ـ
أوافق الشيخ عبد الحكيم عبد الرازق - حفظه الله.
الدكتور إسماعيل سالم - أستاذ الشريعة بكلية دار العلوم - كان قد وضع كتابا ليدرسه لنا، وتوفي قبل أن يقوم بتدريسه، فدرسنا الكتاب على غيره.
في كتابه ناقش هذه المسألة ورفض القول ببدعيتها أو كراهيتها،، والله أعلم.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[14 Nov 2009, 06:29 م]ـ
قضية من أرشيف الملتقى كانت بدايتها سنة 2004م
كم ترتاح النفس لقول الشيخ الثبت عطية صقر ـ رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.
ولا نعترض على من لا يري ما نراه ولا نعيبه ولا نبدعه، بل نحترمه ونجله بمقدار احترامه لأدب الخلاف في الإسلام.
ولازالت الأيام تثبت لنا عمق حكمة المشرف العام منذ زمن بعيد مضى ولا زالت، نلمح ذلك من خلال رده في بدايات هذا الموضوع
نص السؤال هل قول (صدق الله العظيم) بعد قراءة القرآن تعتبر بدعة؟
الشيخ عطية صقر اسم المفتي حذرت كثيرا من التعجل فى إطلاق وصف البدعة على أى عمل لم يكن فى أيام النبى صلى الله عليه وسلم ولا فى عهد التشريع، ومن التمادى فى وصف كل بدعة بأنها ضلالة وكل ضلالة فى النار، ويمكن الرجوع إلى ص 352 من المجلد الثالث من هذه الفتاوى لمعرفة ذلك.
وقول "صدق الله العظيم " من القارىء أو من السامع بعد الانتهاء من القراءة، أو عند سماع آية من القراَن ليس بدعة مذمومة، أولا لأنه لم يرد نهى عنها بخصوصها، وثانيا لأنها ذكر لله والذكر مأمور به كثيرا، وثالثا أن العلماء تحدثوا عن ذلك داعين إليه كأدب من آداب قراءة القرآن، وقرروا أن قول ذلك فى الصلاة لا يبطلها، ورابعا أن هذه الصيغة أو قريبا منها ورد الأمر بها فى القرآن، وقرر أنها من قول المؤمنين عند القتال.
قال تعالى: {قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا} آل عمران: 95، وقال {ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله} الأحزاب: 22، وذكر القرطبى في مقدمة تفسيره أن الحكيم الترمذى تحدث عن آداب تلاوة القراَن الكريم وجعل منها أن يقول عند الانتهاء من القراءة: صدق الله العظيم أو أية عبارة تؤدى هذا المعنى. ونص عبارته "ج 1 ص 27 ": ومن حرمته إذا انتهت قراءته أن يصدق ربه، ويشهد بالبلاغ لرسوله صلى الله عليه وسلم [مثل أن يقول: صدق الله العظيم وبلَّغ رسوله الكريم] ويشهد على ذلك أنه حق، فيقول: صدقت ربنا وبلَّغت رسلك ونحن على ذلك من الشاهدين.
اللهم اجعلنا من شهداء الحق القائمين بالقسط، ثم يدعو بدعوات.
وجاء فى فقه المذاهب الأربعة، نشر أوقاف مصر، أن الحنفية قالوا: لو تكلَّم المصلى بتسبيح مثل. صدق اللّه العظيم عند فراغ القارئ من القراءة لا تبطل صلاته إذا قصد مجرد الثناء والذكر أو التلاوة، وأن الشافعية قالوا: لا تبطل مطلقا بهذا القول، فكيف يجرؤ أحد فى هذه الأيام على أن يقول: إن قول:
صدق الله العظيم، بعد الانتهاء من قراءة القرآن بدعة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أكرر التحذير من التعجل فى إصدار أحكام فقهية قبل التأكد من صحتها، والله سبحانه وتعالى يقول: {ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون} النخل:
116 [ url]
وبالله التوفيق
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[15 Nov 2009, 01:57 ص]ـ
الحمد لله أصدق القائلين وأصلي وأسلم على رسول الله أنصح المعلمين -الصادق المصدوق-
أما بعد
جاء في الأثر عن ابن عمر رضي الله عنه أن رجلا عطس إلى جنبه فقال (الحمد لله والسلام على رسول الله) قال ابن عمر وأنا أقول: الحمد لله والسلام على رسول الله وليس هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه و سلم، علمنا أن نقول: (الحمد لله على كل حال).
[رواه الترمذي في سننه 2738 وحسنه الألباني في صحيح السنن باختصار السند]
وأنا أقول: الله الصادق، وهو خير الصادقين، ومن أصدق من الله حديثا، ومن أصدق من الله قيلا، وأقول صدق الله،
ولكن، لم يعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقول بعد الانتهاء من تلاوة القرآن أو سماعه "صدق الله العظيم"، ولا شك أنه صلى الله عليه وسلم، كان يعلم الصحابة الكرام القرآن وكان يقرؤه عليهم، بل ويقرؤه عليهم على المنبر جهارا مسموعا، ومع ذلك لم ينقل أحد من الصحابة أنه كان يختم قراءته بقوله "صدق الله العظيم" ولا أمر به، ولا رغّب فيه،
بل وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه أمر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن يقرأ عليه القرآن الكريم، فاستفتح سورة النساء، حتى بلغ قوله تعالى (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) فقال:"حسبك"
فالسنة عند الانتهاء من قراءة القرآن هو عدم الالتزام بذكر معين
ومن التزم بقول "صدق الله العظيم" عند الانتهاء من تلاوة القرآن أو سماعه نقول له: وأنا أقول صدق الله العظيم، ولكن ما هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، علمنا أن لا نلتزم بذكر ولا دعاء بعد الانتهاء من قراءة القرآن الحكيم،
فعلمنا بذلك، أنه ليس من آداب تلاوة القرآن قول صدق الله العظيم عند الانتهاء من سماعه أو قراءته، بل هو مخالف للأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه زيادة في الدين والله يقول (اليوم أكملت لكم دينكم) قال الإمام مالك رحمه الله: (من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً - صلى الله عليه وسلم - خان الرسالة، لأن الله يقول: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} فما لم يكن يومئذ ديناً لا يكون اليوم ديناً، ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أوله).
وكثير من العامة بل وطلبة العلم يعتقدونها من فعل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وأمره، والكثير الكثيريعتقدونها لا من آداب التلاوة، بل من واجباتها!، وآخرون -وهي طامة كبرى- يعتقدونها آية من القرآن، ذلك لاشتهارها بين القراء، والتزامهم بها، وأمرهم بقولها، وإنكارهم على من تركها، وتقديمهم من يتلوها، وإبعادهم من يسقطها، وسكوت بعض العلماء عن بيان حكمها، وتساهلهم فيها، وردهم على من ينكرها ويبين حقيقة أمرها وحدوثها،
وكم هو عجبي حين أسمع بعض قرائنا إذا سئل عنها في الفضائيات أو في الفتاوى يقول أن قولها وتركها جائز! كيف ذلك والصحابة والتابعون وأتباعهم لم يعرفوها؟!
أين النصح؟
أين بيان الحق؟
أين الصدق؟
على الأقل، انصح أخاك بتركه
على الأقل، إذا سئلت، قل ليس هذا من آداب تلاوة القرآن ولا سننه،
وعلى الأقل، لا تنكر على من ينكر ذلك على غيره
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[15 Nov 2009, 02:11 ص]ـ
وكم هو عجبي حين أسمع بعض قرائنا إذا سئل عنها في الفضائيات أو في الفتاوى يقول أن قولها وتركها جائز! كيف ذلك والصحابة والتابعون وأتباعهم لم يعرفوها؟!
السلام عليكم
الشيخ الفاضل حكيم بن منصور
أود أن أخبرك بأن اللجنة الدائمة أجازت قولها بين الفيئة والفيئة، ونهت عن الاستمرار والدوام فقط. فمن أين لهم ذلك؟؟؟؟؟
نقل الأئمة القدامي جوازها مثل القرطبي والحكيم الترمذي ـ كما هو أعلاه ـ، هل أتيت لنا بنهي صريح عن التصديق في الختم من أقوال القدامي؟؟
أجبني عن السؤالين قبل الحديث في المسألة؟؟
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[15 Nov 2009, 09:48 ص]ـ
السلام عليكم
الشيخ الفاضل حكيم بن منصور
أود أن أخبرك بأن اللجنة الدائمة أجازت قولها بين الفيئة والفيئة، ونهت عن الاستمرار والدوام فقط. فمن أين لهم ذلك؟؟؟؟؟
نقل الأئمة القدامي جوازها مثل القرطبي والحكيم الترمذي ـ كما هو أعلاه ـ، هل أتيت لنا بنهي صريح عن التصديق في الختم من أقوال القدامي؟؟
أجبني عن السؤالين قبل الحديث في المسألة؟؟
والسلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الجواب على السؤال الأول: اللجنة الدائمة الموقرة أجازت قول "صدق الله العظيم" من غير التزام بها ولا اعتقاد سنيتها، لأنه ذكر مطلق، ولا أحد يمنع من ذكر الله المطلق من غير تقييد ولا تخصيص، فافهم. قد أقرأُ الآية وألاحظ فيها حقا تركه الناس -أو نحو ذلك- فأجدني أتفاعل مع الآية فأقول صدق الله العظيم، أو هذا هو الحق المبين، أو الله أكبر، لا أحد يمنع من هذا. وإنما المحذور التزام ذلك حتى يصل الحد إلى الإنكار على من يتركه، والذي يسأل عن قول "صدق الله العظيم" إنما يسأل عن المتعارف بين عامة المسلمين من مشروعيتها وهل هي سنة؟
الجواب على السؤال الثاني: ليس من المتعارف إلى عند أهل الأصول ولا الفقه ولا أهل القرآن الاستدلال بكلام أحد العلماء على كلام عالم آخر ولو تأخرت وفاته، وقد تقدم أن اللجنة الدائمة منعت من التزام ذلك، وكذا الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله إذ جعله من بدع القراءن وكذلك منعه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله كما في أسئلة الحويني حفظه الله له، فقد قرأ الشيخ الألباني رحمه الله آخر الفرقان فقال أبتدئ بالاستعاذة كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم، فلما انتهى من تلاوته قال: ولا أقول صدق الله العظيم، وكذا سئل الشيخ عبد المحسن العباد عنها فقال لا أعرف لها أصلا من السنة (وهذا تجده في شرحه لسنن أبي داود). ثم المؤلفون القدامى في آداب التلاوة وحملته وفضائل القرآن لم يذكروا هذا من آدابه ولا سننه، كأبي عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن (وذكر ما يتعلق بآدابه) وابن الضريس في فضائل القرآن والفريابي والآجري في كتابه أخلاق حملة القرآن والنووي في التبيان وأبو عمرو الداني في الأرجوزة المنبهة وغيرها من مصنفاته التي ذكر فيها بعض آداب القراء حال قراءتهم، وغيرهم من المصنفين القدامى رحم الله الجميع.
وأنبه أن المسألة هي في نصح السائل، وتعليم الجاهل، وتبيين الحق ودمغ الباطل، فلا شك أن قول "صدق الله العظيم" على الوجه المتعارف به الآن: محدث، لم يعرفه الصدر الأول من القراء وغيرهم.
ـ[الجكني]ــــــــ[15 Nov 2009, 10:55 ص]ـ
إليكم هذه القصة:
جمعنا في المدينة المنورة قبل سنتين أو ثلاثة في منزل أخي الدكتور عبد الله الجارالله حفظه الله مجلس ضم كبار قراء الشام وهم المشايخ: أبو الحسن الكردي والطرابيشي وكريّم راجح، والمشايخ: على الحذيفي إمام السجد النبوي الشريف، وإبراهيم الأخضر، وشيخي عبد العزيز القارئ حفظهم الله،، وقرأ أحد الطلاب ماتيسر وختم دون أن يقول" صدق الله العظيم "، ففتح أحد المشايخ النقاش في المسألة فكل أدلى بدلوه ما بين مؤيد ومعارض.
ثم لما انتهى المجلس وذهب الحضور للعشاء، كنت أحد من شرفه الله بالجلوس على المائدة مع المشايخ " الحذيفي والأخضر والقارئ " فأعادوا النقاش، وقال الشيخ القارئ:
كان والدي رحمه الله يبدأ مجالس الشيخ ابن باز رحمه الله بآيات من القرآن، فقال مرة " صدق الله العظيم " فنهاه الشيخ ابن باز عنها، ولم يعد يقولها.
قال: وذات يوم حضر الشيخ محمد الأمين الجكني - صاحب أضواء البيان - الدرس، وكان بقرب والدي، فلما انتهى - القارئ الأب - من القراءة لم يقل " صدق الله العظيم ".
فقال له الشيخ الأمين:
لماذا لم تقل صدق الله العظيم؟
فقال القارئ الأب: منعني الشيخ ابن باز عن قولها.
فقال الشيخ الأمين موجهاً السؤال للشيخ ابن باز: مادليل المنع عندك؟
فقال الشيخ ابن باز: لم يرد فيها دليل؟
فقال الشيخ الأمين: وقوله تعالى " قل صدق الله "؟؟
فقال الشيخ ابن باز: هذا عام، ومسألتنا خاصة؟
فقال الشيخ الأمين: هذا عليك، العام يبقى على عمومه حتى يأتي ما يخصصه، ولا مخصص هنا.
قال شيخنا القارئ: فسلّم الشيخ ابن باز للشيخ.
هذه القصة سمعتها بأذني ومعي المشايخ المذكورون سابقاً.
أما ما ذكره بعض المانعين من أن دليل المنع هو: عدم معرفة الصحابة للمسألة، أو عدم فعلهم لها؟؟
فهذا لا يعتبر دليلاً على المنع ألبتة، ومن شمّ رائحة علم الأصول عرف ما يعتبر دليلاً مما لا يعتبر.
والله أعلم.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[15 Nov 2009, 11:09 ص]ـ
بارك الله في إخواني الفضلاء , وكما يعلم الجميع أن الأصل في العبادة هو التوقيف فمن قال ببدعة عبادة قد التزمها كثير من الناس ليس مطالبا بأن يبرهن على بدعة هذه العبادة , بل من يلتزمونها أو ينفون عنها البدعة هم المطالبون بدليل مشروعيتها فمثلا لو قال قائل: إن قول (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) قبل القراءة بدعة. ليس من حق المعارض أن يقول له: ما دليلك على أنها بدعة؟ بل الواجب على من قال بسنيتها أن يأتي بالدليل الصريح الخاص وليس العام , فلا يصلح أن يقول: الدليل (إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله) ولا يصح أن يستدل (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله) لأن هذه الآيات أطلقت الاستعاذة ولم تقيدها بتلاوة القرآن فلابد من دليل يخصص الاستعاذة باتلاوة وذلك في قوله تعالى (فإذا قرأت القرءان فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) فحينئذ على من قال ببدعية الاستعاذة للقراءة أن يتوب إلى الله ويعلن خطأه ورجوعه إلى الصواب , فإذا اتفقنا على ذلك فالمطالب بالدليل هو من يقول بمشروعية قول (صدق الله العظيم) بعد التلاوة , فالحكم ببدعيتها هو الصحيح إلى أن يأتينا أحد بدليل صريح يخصصها بالتلاوة كدليل الاستعاذة السابق. وجزاكم الله خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجكني]ــــــــ[15 Nov 2009, 11:38 ص]ـ
يجب أولاً الاتفاق بين المتخالفين على تحديد معنى البدعة ومن ثم يبينون الأدلة، أما أن يكون كل منهم يتكلم على معنى البدعة بما يراه هو تعريفاً والآخر لا يسلم له، فهذا مضيعة للوقت وشغب في البحث.
دخولي في الموضوع ليس للمنع أو الجواز بل لبيان خلل رأيته - حسب علمي القاصر - في منهجية الاستدلال على حكم المسألة، وهو مايهم أمثالي من المبتدئين في طلب العلم.
والله من وراء القصد.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Nov 2009, 11:50 ص]ـ
حوار جميل وماتع وفيه من الفوائد والتذكير بقواعد العلم وأصوله الشيء الكثير
وأتمنى لو نبتعد جميعا عن الطريقة المستعلية في الحوار والتي تشعر أن البعض يملك الحقيقة والفهم الصحيح دون الباقين ويظهر بمظهر الأستاذ والمعلم وعلى الطلبة أن يقبلوا قوله دون اعتراض.
وما تفضل به الدكتور السالم يعطينا صورة لأدب الكبار
مع أنه في نظري القاصر أنه كان بإمكان الشيخ بن باز رحمه الله أن يعترض على كلام الشيخ محمد الأمين رحمه الله تعالى ويقول ما قال به بعض الأفاضل من المشاركين في مسألة تقرير ماهو بدعة وما هو سنة وتحرير محل النزاع ....
ولكن يبدوا أن الشيخ رأى أن في الأمر سعة
وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[15 Nov 2009, 02:09 م]ـ
ولكن، لم يعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقول بعد الانتهاء من تلاوة القرآن أو سماعه "صدق الله العظيم"، ولا شك أنه صلى الله عليه وسلم، كان يعلم الصحابة الكرام القرآن وكان يقرؤه عليهم، بل ويقرؤه عليهم على المنبر جهارا مسموعا، ومع ذلك لم ينقل أحد من الصحابة أنه كان يختم قراءته بقوله "صدق الله العظيم" ولا أمر به، ولا رغّب فيه،
بل وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه أمر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن يقرأ عليه القرآن الكريم، فاستفتح سورة النساء، حتى بلغ قوله تعالى (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) فقال:"حسبك"
فالسنة عند الانتهاء من قراءة القرآن هو عدم الالتزام بذكر معين
ومن التزم بقول "صدق الله العظيم" عند الانتهاء من تلاوة القرآن أو سماعه نقول له: وأنا أقول صدق الله العظيم، ولكن ما هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، علمنا أن لا نلتزم بذكر ولا دعاء بعد الانتهاء من قراءة القرآن الحكيم،
فعلمنا بذلك، أنه ليس من آداب تلاوة القرآن قول صدق الله العظيم عند الانتهاء من سماعه أو قراءته، بل هو مخالف للأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه زيادة في الدين
ترتيب أحكام على مقدمات لا تؤدي إليها.
مع قفزات واسعة الخطى.
والمحصلة: بدع القراء
وأخطاء المصلين
ونحو ذلك مما شاع في عناوين كتب كثيرة في هذه الأزمنة!
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[15 Nov 2009, 04:06 م]ـ
أما ما ذكره بعض المانعين من أن دليل المنع هو: عدم معرفة الصحابة للمسألة، أو عدم فعلهم لها؟؟
فهذا لا يعتبر دليلاً على المنع ألبتة، ومن شمّ رائحة علم الأصول عرف ما يعتبر دليلاً مما لا يعتبر.
والله أعلم.
أنقل لكم هنا كلام من شم رائحة أصول الفقه وزيادة:
لما لم تظهر معالم أصول الفقه إلا في زمن الإمام الشافعي رحمه الله -فهو أول من صنف في هذا العلم الجليل- لا أنقل لكم كلام من سبقه، وهم قد استدلوا على منع الشيء لترك من قبله له، وأقوال الإمام مالك في ذلك مشهورة، ولنا كلام من سبقه من الصحابة والتابعين وأتباعهم، ولكن أنقل هنا كلام الأصوليين والفقهاء والمفتين:
*فأبدأ بالإمام أبي إسحاق الشاطبي المالكي (ت 790) صاحب الموافقات والاعتصام، فهو من الأصوليين المبرزين: سئل عن غير مسألتنا لكن نستفيد من طريقة الاستدلال -جاء في فتاوى الشاطبي (ص193إلى196 - تحقيق أبو الأجفان-): سألتَ وفقني الله وإياكَ عن قوم يتسمون بالفقر يجتمعون في بعض الليالي ويأخذون في الذكر ثم في الغناء والضرب بالأكفّ والشطح إلى آخر الليل، واجتماعهم على إمامين من أئمة ذلك الموضع يتوسمان بوسم الشيوخ في تلك الطريقة، وذكرت أن كل من زجرهم عن ذلك الفعل يحتجون بحضور الفقهاء معهم، ولو كان حراما أو مكروها لم يحضروا معهم. والجواب -والله الموفق للصواب- أن اجتماعهم للذكر على صوت واحد إحدى البدع المحدثات التي لم تكن في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا زمان الصحابة ولا من بعدهم ولا عرف ذلك من شريعة محمد عليه السلام بل هو من البدع التي سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم ضلالة وهي مردودة، ففي الصحيح أنه عليه السلام قال "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد" يعني مردود غير مقبول وفي رواية: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو مردود". وفي الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبته:"أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة". وفي رواية "كل محدثة بدعة وكل بدعة في النار". وهذا الحديث يدل على أن صاحب البدعة في النار، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة. وعن الحسن البصري أنه سئل فقيل له: ما ترى في مجلسنا هذا، قوم من أهل السنةوالجماعة لا يطعنون على أحد نجتمع في بيت هذا يوما وفي بيت هذا يوما، فنقرأ كتاب الله وندعو الله ربنا ونصلي على النبيء صلى الله عليه وسلم وندعو لأنفسنا ولعامة المسلمين؟ قال: فنهى الحسن عن ذلك أشد النهي لأنه لم يكن من عمل الصحابة ولا التابعين وكل ما لم يكن عليه السلف الصالح فليس من الدين فقد كانوا أحرص على الخير من هؤلاء، فلو كان فيه خير فعلوه. وقال الله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم). وقال مالك بن أنس: فما لم يكن يومئذ دينا لا يكون اليوم دينا. وإنما يعبد الله بما شرع. وهذا الاجتماع لم يكن مشروعا قط فلا يصح أن يعبد الله به. -ثم ذكر كلام السلف في ذم الغناء- ثم قال ص196: وأما ما ذكرتم من شأن الفقيهين الإمامين فليسا بفقيهين إذا كانا يحضران شيئا من ذلك، وحضورهما ذلك على الانتصاب إلى المشيخة قادح في عدالتهما ... ) انتهى كلام الشيخ الشاطبي رحمه الله والفتوى في المعيار المعرب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[15 Nov 2009, 05:53 م]ـ
ترتيب أحكام على مقدمات لا تؤدي إليها.
مع قفزات واسعة الخطى.
والمحصلة: بدع القراء
وأخطاء المصلين
ونحو ذلك مما شاع في عناوين كتب كثيرة في هذه الأزمنة!
لو تفضلتم بالبيان والتوضيح، أين هي النتائج التي بنيت على غير مقدماتها، مع العلم أن هذه المقدمات -إذا صحت- كافية للوصول إلى تلك النتائج، وهذه طريقة العلماء، فقد جاء عن الزبير بن بكار رحمه الله قال: سمعت مالك بن أنس ـ وأتاه رجل فقال: يا أبا عبد الله من أين أحرم؟ ـ قال: من ذي الحليفة من حيث أحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: إني أريد أن أحرم من المسجد. فقال لا تفعل. قال: فإني أريد أن أحرم من المسجد من عند القبر. قال: لا تفعل فإني أخشى عليك الفتنة. فقال: واي فتنة هذه؟ إنما هي أميال أزيدها، قال: وأي فتنة أعظم من أن ترى أنك سبقت إلى فضيلة قصر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ إني سمعت الله يقول: "فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم". وهذا الأثر عن الإمام مالك ذكره الإمام الشاطبي الأصولي ضمن فتواه السابقة الذكر ليبين طريقة العلماء في ذكر النتائج مع مقدماتها.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[15 Nov 2009, 07:07 م]ـ
قال: وذات يوم حضر الشيخ محمد الأمين الجكني - صاحب أضواء البيان - الدرس، وكان بقرب والدي، فلما انتهى - القارئ الأب - من القراءة لم يقل " صدق الله العظيم ".
فقال له الشيخ الأمين:
لماذا لم تقل صدق الله العظيم؟
فقال القارئ الأب: منعني الشيخ ابن باز عن قولها.
فقال الشيخ الأمين موجهاً السؤال للشيخ ابن باز: مادليل المنع عندك؟
فقال الشيخ ابن باز: لم يرد فيها دليل؟
فقال الشيخ الأمين: وقوله تعالى " قل صدق الله "؟؟
فقال الشيخ ابن باز: هذا عام، ومسألتنا خاصة؟
فقال الشيخ الأمين: هذا عليك، العام يبقى على عمومه حتى يأتي ما يخصصه، ولا مخصص هنا.
قال شيخنا القارئ: فسلّم الشيخ ابن باز للشيخ.
هذه القصة سمعتها بأذني ومعي المشايخ المذكورون سابقاً.
إذن لو التزم القارئ بعد تلاوته أن يقول: (سبحان ربي) بعد التلاوة لكان جائزا مشروعا لدخوله تحت قوله تعالى (قل سبحان ربي) فهل يقول بهذا عالم أو يسلم به عالم؟
أنا لا أطعن في الشيخين الفاضلين ابن باز والأمين رحمهما الله ولكني أجزم أن في القصة وهما من ناقلها مع احترامنا له لأن صوابها أن الأمين هو الذي سلم لابن باز , وإنما قلب الأمر على راوي القصة ربما لبعد العهد والله أعلم.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[15 Nov 2009, 09:42 م]ـ
الشيخ حكيم بن منصور
زادك الله حرصا على الحق
قد قلتُ إنك واسع الخطو، وكثرة استشهادك بقول إمام دار الهجرة لن يكون فيصلا ولا قاطعا في المسألة.
فكم من مسألة خالفه فيه الأئمة، والأمر يسير.
الإمام مالك لم ير أحدا يصوم ستة أيام من شوال، فنصَّ في الموطأ على كراهة صيامها.
فعلى قوله؛ صيام ستة أيام من شوال بدعة مذمومة ويُخشى على مرتكبها الفتنة! لكن الأمر في حقيقته ليس كذلك.
والإمام مالك لم ير أحدا يجهر بالبسملة.
ولا يرى سجود التلاوة في المفصل.
وغيره يخالفه
فكان ماذا؟!
أذكر أن في زاد المعاد تحقيقًا بديعًا لمسألة القنوت في الصبح، خلاصته: إذا قنت فحسن وإن لم يقنت فحسن، والأحب أن لا يقنت.
((لن يشاد الدين أحد إلا غلبه)).
أنا لا أدعو إلى قول: صدق الله العظيم.
لكني لن أتأفف كلما سمعت قارئا قرأ فختم قراءته بها.
ولا أظنني حينئذ تركت النهي عن المنكر، هذا كل ما في الأمر.
أما القائلون ببدعية هذه الجملة الطيبة فأدعوهم إلى تجييش الجيوش لإزالة هذا المنكر.
ـ[الجكني]ــــــــ[15 Nov 2009, 10:30 م]ـ
أولاً: العجب ممن شم رائحة الأصول ويستدل على كلامه بكلام في كتب من كتب " الفتاوى"؟؟ وهذا عند المالكية فيه ما فيه؟؟؟؟؟
أما:
لو التزم القارئ بعد تلاوته أن يقول: (سبحان ربي) بعد التلاوة لكان جائزا مشروعا لدخوله تحت قوله تعالى (قل سبحان ربي) فهل يقول بهذا عالم أو يسلم به عالم؟
القضية ليست قضية " لو " كان كذا أو " لعل" كذا فيكون كذا وكذا؟؟؟؟
القضية أسهل مما تتصور: لو طرأ حكم ما، فعلى العلماء أن ينظروا إليه بمنظار الشرع بأن يحددوا تحت أي حكم يدخل: التحريم أم الجواز أم الكراهة أم الندب .... الخ
وباختلاف الموقع الذي يتم من خلاله النظربينهم يأتي الحكم، وإلا لماذا وكيف اختلفوا والنصوص واحدة؟؟؟
أما القول:
ولكني أجزم أن في القصة وهما من ناقلها مع احترامنا له
إن كان المراد ب " ناقلها " هو كاتب هذه الحروف فثق تماماً - وكفى بالله شهيداً- أنه لم " يهم " ولم " يحرف، بل نقل القصة كما سمعها من قائلها، والحمدلله كل المشايخ المذكورة أسماؤهم موجودون فيمكنك سؤالهم، بل ويمكنك التأكد ممن أخبر بها وهو حاضر لها، أعني شيخنا القارئ حفظه الله.
وأما:
لأن صوابها أن الأمين هو الذي سلم لابن باز , وإنما قلب الأمر على راوي القصة ربما لبعد العهد
هذا كلام أملته العاطفة وحب الشيخ ابن باز والاعتقاد فيه، وكأنك حاضر للقصة؟؟
وبما أنك قلت " بعد العهد " فهو عليك لا لك، وبيان ذلك:القصة المشار إليها كانت قبل ما يزيد على أربعين سنة، والشيخ ابن باز بل وكبارشيوخه رحمهم الله في ذلك الوقت هم تلاميذ الشخ الأمين؛ سواء رضيت بذلك أم أبيت،- والتاريخ لا تشوشه العواطف إلا عاطفة من لايتقي الله - ولو كان رد القصة بكلام علمي لكتبنا كلاماً علمياً، أما وهو عاطفة في عاطفة فهذا لايعجز عنه النساء فضلاً الرجال.
والسلام ختام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[15 Nov 2009, 11:06 م]ـ
والتاريخ لا تشوشه العواطف إلا عاطفة من لايتقي الله - ولو كان رد القصة بكلام علمي لكتبنا كلاماً علمياً، أما وهو عاطفة في عاطفة فهذا لايعجز عنه النساء فضلاً عن الرجال.
والسلام ختام.
لذلك أراك ما عجزت عنه , وأنت أدرى بنفسك وقد حكمت على نفسك بنفسك , ولا تعليق إذا كان هذا نقاشك وسلام عليكم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Nov 2009, 11:20 م]ـ
يا فضلاء ترفعوا عما لا يليق بمقام القرآن وأهل القرآن
أصلح الله بالكم
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[16 Nov 2009, 01:00 ص]ـ
فافهم.
قد أقرأُ الآية وألاحظ فيها حقا تركه الناس -أو نحو ذلك- فأجدني أتفاعل مع الآية فأقول صدق الله العظيم، أو هذا هو الحق المبين، أو الله أكبر، لا أحد يمنع من هذا. .
السلام عليكم
يا أخي الكريم
أليست هذه عبادة، والعبادات تفتقر إلي نص كما قررتموه؛ فأين النص؟؟
ألم يتفاعل الصحابة مع القرآن؟ لماذا لم يقولوها؟ وتفعل أنت مالم يقله الصحابة؟
هب أني أتفاعل مع القرآن في كل مرة .. فما الحكم؟؟
أخي الحبيب: أين الدليل علي جواز التصديق عند التفاعل؟؟
والسلام عليكم
ـ[الجكني]ــــــــ[16 Nov 2009, 07:14 ص]ـ
يا فضلاء ترفعوا عما لا يليق بمقام القرآن وأهل القرآن
أصلح الله بالكم
اللهم آمين.
جزيت خيراً أخي الكريم " حجازي الهوى " وما أمرت إلا بخير.
اللهم إني أستغفر وأتوب إليك، فاغفر لي ولأخي " طارق عبدالله " فلا أراه إلا وهو يريد الخير والنصح.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[16 Nov 2009, 09:00 ص]ـ
السلام عليكم
يا أخي الكريم
أليست هذه عبادة، والعبادات تفتقر إلي نص كما قررتموه؛ فأين النص؟؟
ألم يتفاعل الصحابة مع القرآن؟ لماذا لم يقولوها؟ وتفعل أنت مالم يقله الصحابة؟
هب أني أتفاعل مع القرآن في كل مرة .. فما الحكم؟؟
أخي الحبيب: أين الدليل علي جواز التصديق عند التفاعل؟؟
والسلام عليكم
أخانا الفاضل عبد الحكيم
أظن المسألة فيها سعة
وهنا إشكال يجب تحريره في قضية السنة وعدمها
هل السنة في هذا المسألة تقتصر على:
أن يثبت قول الرسول صلى الله عليه وسلم صدق الله العظيم بعد التلاوة.
أو يثبت أمره بقولها.
أو يثبت سماعه لغيره ويقره على فعله.
إذا حصرنا السنة في هذه الأمور فلا شك أنها ليست سنة.
ولكن أليس من السنة العمل بما دل عليه عموم القرآن إذا وجدت المناسبة؟
الله تعالى أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول صدق الله في حواره مع أهل الكتاب وهذه مناسبة الآية.
أيضا نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم يستخدم هذا الذكر حينما يوجد سبب لقوله مثل حديث أبي داود في قصة الحسن والحسين حيث نزل صلى الله عليه وسلم عن المنبر ثم حملهما وقال:
صَدَقَ اللَّهُ
{إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ}
رَأَيْتُ هَذَيْنِ فَلَمْ أَصْبِرْ ثُمَّ أَخَذَ فِي الْخُطْبَةِ.
جملة معترضة (أرايت لو أن خطيبا اليوم فعل ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم هل تقول فعله سنة أم لا؟)
وكذلك ما رواه النسائي:
عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ صَامَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ الشَّهْرِ فَقَدْ صَامَ الدَّهْرَ كُلَّهُ ثُمَّ قَالَ صَدَقَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ
{مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}.
بعد هذا:
ألا يمكن أن يحتج قائل فيقول:
بعد أن قرأت ما شاء الله أن أقرأ أليس هذه مناسبة أن أصدق الله تعالى كما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يستشهد بآية من كتاب الله تعالى؟
أما كون قول صدق الله العظيم عبادة فهو كذلك فهو ذكر والنص الدال على ذلك عموم قول الله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42)) سورة الأحزاب
فأطلق الأمر بالذكر ولم يقيده بعدد ولا بزمن فإذا وجد سبب يستدعيه فلماذا نمنعه؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[16 Nov 2009, 09:08 ص]ـ
اللهم آمين.
جزيت خيراً أخي الكريم " حجازي الهوى " وما أمرت إلا بخير.
اللهم إني أستغفر وأتوب إليك، فاغفر لي ولأخي " طارق عبدالله " فلا أراه إلا وهو يريد الخير والنصح.
جزاك الله خيرا يا شيخنا الكريم
طيبه لا يأتي منها إلا الطيب
طيب الله أيامك
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[16 Nov 2009, 11:14 ص]ـ
غفر الله لك يا أخانا الجكني وجزى الله إخواننا خيرا ومما يؤكد بدعية قول (صدق الله العظيم) بعد التلاوة أن القراء وبعض الفقهاء اختلفوا في موضع الاستعاذة كما لا يخفى على إخواننا المقرئين فمنهم من جعلها قبل القراءة لأن المعنى كما نظم الشاطبي إذا أردت القراءة وعلى ذلك أكثر القراء والفقهاء ومنهم من جعلها بعد القراءة على ظاهر الآية , قال الكيا الطبري: ونقل عن بعض السلف التعوذ بعد القراءة مطلقا احتجاجا بقوله تعالى (فإذا قرأت القرءان فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) ولا شك أن ظاهر ذلك يقتضي أن تكون الاستعاذة بعد القراءة كقوله تعالى (فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا) إلا أن غيره محتمل مثل قوله تعالى (وإذا قلتم فاعدلوا) (تفسير القرطبي 10/ 115).
ألا يدل هذا على أن القراء والفقهاء لم يكونوا يقولون (صدق الله العظيم) بعد التلاوة إذ لو كان ذلك لما اختلفوا أن الاستعاذة قبل القراءة لأن بعد القراءة يقولون (صدق الله العظيم) فلا موضع للاستعاذة بعد القراءة أليس كذلك؟
إذن هذا يؤكد بدعية (صدق الله العظيم) بعد التلاوة. والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[16 Nov 2009, 11:22 ص]ـ
ثم ماذا يقول إخواننا في قارئ يلتزم الاستعاذة قبل القراءة وبعدها فيبدأ قراءته بها ويختم بها أيضا؟ أليس هذا بدعة؟
إذا كان هذا بدعة مع أنه جمع بين نصوص وعمل الفقهاء والقراء جميعا فكيف بمن قال (صدق الله العظيم) وليس معه نص ولا عمل؟ ألا يكون بالبدعة أولى؟
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[16 Nov 2009, 01:35 م]ـ
أخانا الفاضل عبد الحكيم
أظن المسألة فيها سعة
وهنا إشكال يجب تحريره في قضية السنة وعدمها
يا أخي الكريم
الشيخ عبد الحكيم كلامه متفق معك كما سبق من مشاركته.
وكلامه هنا رد على المانعين، فيما فهمت.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[16 Nov 2009, 03:01 م]ـ
هل أتيت لنا بنهي صريح عن التصديق في الختم من أقوال القدامي؟؟
قال الشيخ الألباني رحمه الله فى معرض رده على الحبشي فى مسألة السبحة و بدعيتها:
((ثم هب أنني لا أعلم أحدا من السلف عادى السبحة، فما قيمة ذلك إذا كنتُ أنا إنما أعاديها لمخالفتها السنة، و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم، و هى محدثة اتفاقا، و هل يشترط عند أهل العلم و العقل في إنكار مفردات البدع أن يكون عندنا نقل (بإسناد صحيح) عن أحد من السلف بإنكارها بدعة بدعة؟ هذا مما لا يقوله من شم رائحة العلم!)) انتهى من قاموس البدع ص 693.
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[16 Nov 2009, 09:33 م]ـ
الشيخ حكيم بن منصور
زادك الله حرصا على الحق [آمين وإياك]
قد قلتُ إنك واسع الخطو، وكثرة استشهادك بقول إمام دار الهجرة لن يكون فيصلا ولا قاطعا في المسألة.
فكم من مسألة خالفه فيه الأئمة، والأمر يسير.
الإمام مالك لم ير أحدا يصوم ستة أيام من شوال، فنصَّ في الموطأ على كراهة صيامها.
فعلى قوله؛ صيام ستة أيام من شوال بدعة مذمومة ويُخشى على مرتكبها الفتنة! لكن الأمر في حقيقته ليس كذلك.
والإمام مالك لم ير أحدا يجهر بالبسملة.
ولا يرى سجود التلاوة في المفصل. وغيره يخالفه
فكان ماذا؟!
أذكر أن في زاد المعاد تحقيقًا بديعًا لمسألة القنوت في الصبح، خلاصته: إذا قنت فحسن وإن لم يقنت فحسن، والأحب أن لا يقنت.
((لن يشاد الدين أحد إلا غلبه)).
أنا لا أدعو إلى قول: صدق الله العظيم.
لكني لن أتأفف كلما سمعت قارئا قرأ فختم قراءته بها.
ولا أظنني حينئذ تركت النهي عن المنكر، هذا كل ما في الأمر.
أما القائلون ببدعية هذه الجملة الطيبة فأدعوهم إلى تجييش الجيوش لإزالة هذا المنكر.
وزادك الله حرصا وعلما وعملا
أراك لا تحب الاحتجاج بالإمام مالك، أو أنه ليس من مراجعك،
ولكن هذا ليس مذهب القراء يا أخي! هذا الكلام الذي ذكرته عن الإمام مالك يحتاج منك إلى تبرير وتصحيح وتعليل، أو توضيح، فهو بإطلاقه خطأ، وجلالة الإمام مالك معروفة لا فقط عند المالكية بل عند المذاهب الأربعة، وعند غيرهم من الفقهاء، بل وعن المحدثين، وحتى عند القراء، فكلامك يحتاج إلى توضيح. فإذا كنت لا تتبع العلماء في طريقة الاستدلال، خاصة من أمثال الإمام مالك رحمه الله، فمن أين أخذت أصول الاستدلال، وأصول الفتوى، وأصول الفقه.
لا أقول إن الإمام مالك أو غيره معصوم، لا أبدا، لكننا ملزمون باقتفاء آثارهم إذا لم يختلفوا، وإن اختلفوا فنتبع الأقوى دليلا منهم، وهنا نتكلم في باب التعبد، الذي كان موجودا في وقتهم ووقتنا، فمسألة قول صدق الله العظيم، ليس شيئا محدثا اكتشفته العلم الجديد والتكنولوجا، ولكنه أمر كان من سبقنا قادرين على فعله، وتعظمهم للقرآن معروف عندكم، متواتر عنهم، مع ذلك تركوا هذا القول بعد قراءة القرآن أو سماعه، فإذا فعلناه بعدهم من غير إرشادهم لنا وتعليمهم، فنكون بذلك زعمنا أننا سبقناهم إلى خير، هم لم يقدروا عليه، وهذا ما عناه الإمام مالك بقوله السابق الذكر، وأزيدك عن غيره هنا، وهو "الخليفة الخامس" عمر بن عبد العزيز رحمه الله، نستفيد منه كيف رد أمر الدين إلى اتباع من سبق، وترك ما لم يعتقدوه أو يفعلوه، فقد روى الإمام أبو داود رحمه الله في سننه في كتاب القدر منه بسند صحيح كما في صحيح سنن أبي داود للألباني رحمه الله قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
كَتَبَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَسْأَلُهُ عَنِ الْقَدَرِ فَكَتَبَ أَمَّا بَعْدُ أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالاِقْتِصَادِ فِى أَمْرِهِ وَاتِّبَاعِ سُنَّةِ نَبِيِّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَتَرْكِ مَا أَحْدَثَ الْمُحْدِثُونَ بَعْدَ مَا جَرَتْ بِهِ سُنَّتُهُ وَكُفُوا مُؤْنَتَهُ فَعَلَيْكَ بِلُزُومِ السُّنَّةِ فَإِنَّهَا لَكَ بِإِذْنِ اللَّهِ عِصْمَةٌ ثُمَّ اعْلَمْ أَنَّهُ لَمْ يَبْتَدِعِ النَّاسُ بِدْعَةً إِلاَّ قَدْ مَضَى قَبْلَهَا مَا هُوَ دَلِيلٌ عَلَيْهَا أَوْ عِبْرَةٌ فِيهَا فَإِنَّ السُّنَّةَ إِنَّمَا سَنَّهَا مَنْ قَدْ عَلِمَ مَا فِى خِلاَفِهَا مِنَ الْخَطَإِ وَالزَّلَلِ وَالْحُمْقِ وَالتَّعَمُّقِ فَارْضَ لِنَفْسِكَ مَا رَضِىَ بِهِ الْقَوْمُ لأَنْفُسِهِمْ فَإِنَّهُمْ عَلَى عِلْمٍ وَقَفُوا وَبِبَصَرٍ نَافِذٍ كَفَوْا وَلَهُمْ عَلَى كَشْفِ الأُمُورِ كَانُوا أَقْوَى وَبِفَضْلِ مَا كَانُوا فِيهِ أَوْلَى فَإِنْ كَانَ الْهُدَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ لَقَدْ سَبَقْتُمُوهُمْ إِلَيْهِ وَلَئِنْ قُلْتُمْ إِنَّمَا حَدَثَ بَعْدَهُمْ مَا أَحْدَثَهُ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَ غَيْرَ سَبِيلِهِمْ وَرَغِبَ بِنَفْسِهِ عَنْهُمْ فَإِنَّهُمْ هُمُ السَّابِقُونَ فَقَدْ تَكَلَّمُوا فِيهِ بِمَا يَكْفِى وَوَصَفُوا مِنْهُ مَا يَشْفِى فَمَا دُونَهُمْ مِنْ مَقْصَرٍ وَمَا فَوْقَهُمْ مِنْ مَحْسَرٍ وَقَدْ قَصَّرَ قَوْمٌ دُونَهُمْ فَجَفَوْا وَطَمَحَ عَنْهُمْ أَقْوَامٌ فَغَلَوْا وَإِنَّهُمْ بَيْنَ ذَلِكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ؛ كَتَبْتَ تَسْأَلُ عَنِ الإِقْرَارِ بِالْقَدَرِ فَعَلَى الْخَبِيرِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَعْتَ مَا أَعْلَمُ مَا أَحْدَثَ النَّاسُ مِنْ مُحْدَثَةٍ وَلاَ ابْتَدَعُوا مِنْ بِدْعَةٍ هِىَ أَبْيَنُ أَثَرًا وَلاَ أَثْبَتُ أَمْرًا مِنَ الإِقْرَارِ بِالْقَدَرِ لَقَدْ كَانَ ذَكَرَهُ فِى الْجَاهِلِيَّةِ الْجُهَلاَءُ يَتَكَلَّمُونَ بِهِ فِى كَلاَمِهِمْ وَفِى شِعْرِهِمْ يُعَزُّونَ بِهِ أَنْفُسَهُمْ عَلَى مَا فَاتَهُمْ ثُمَّ لَمْ يَزِدْهُ الإِسْلاَمُ بَعْدُ إِلاَّ شِدَّةً وَلَقَدْ ذَكَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى غَيْرِ حَدِيثٍ وَلاَ حَدِيثَيْنِ وَقَدْ سَمِعَهُ مِنْهُ الْمُسْلِمُونَ فَتَكَلَّمُوا بِهِ فِى حَيَاتِهِ وَبَعْدَ وَفَاتِهِ يَقِينًا وَتَسْلِيمًا لِرَبِّهِمْ وَتَضْعِيفًا لأَنْفُسِهِمْ أَنْ يَكُونَ شَىْءٌ لَمْ يُحِطْ بِهِ عِلْمُهُ وَلَمْ يُحْصِهِ كِتَابُهُ وَلَمْ يَمْضِ فِيهِ قَدَرُهُ وَإِنَّهُ مَعَ ذَلِكَ لَفِى مُحْكَمِ كِتَابِهِ مِنْهُ اقْتَبَسُوهُ وَمِنْهُ تَعَلَّمُوهُ وَلَئِنْ قُلْتُمْ لِمَ أَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ كَذَا وَلِمَ قَالَ كَذَا. لَقَدْ قَرَءُوْا مِنْهُ مَا قَرَأْتُمْ وَعَلِمُوا مِنْ تَأْوِيلِهِ مَا جَهِلْتُمْ وَقَالُوا بَعْدَ ذَلِكَ كُلِّهِ بِكِتَابٍ وَقَدَرٍ وَكُتِبَتِ الشَّقَاوَةُ وَمَا يُقَدَّرْ يَكُنْ وَمَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ وَلاَ نَمْلِكُ لأَنْفُسِنَا ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا ثُمَّ رَغَبُوا بَعْدَ ذَلِكَ وَرَهِبُوا."
فأنت ترى كيف ذكر الإمام عمر بن عبد العزيز هذه المقدمات، ثم استنتج منها تلك النتائج، فإن كان ذلك قفزا، فأنا -فيما أحسب- قفزت مثل ما قفز الإمام.
ثم لتعلم أن من نصيحة القراء السابقين والمقرئين المجودين، الأمر باقتفاء سنن الأئمة الفقهاء ونصوا على الإمام مالك رحمه الله، وأذكر لك علكمان وأعلام القراء والمصنفين، أولهم ابن أبي داود السجستاني صاحب كتاب المصاحف، قال في أرجوزته الحائية في السّنة:
ومن بعدهم فالتابعون لحسن يأ=خُذوا فِعلهم قولا وفعلا فأفلحُوا
ومالكُ والثّوريُّ ثم أخوهم =أبو عمرو الأوزاعيُّ ذاك المسبِّحُ
ومن بعدهم فالشافعيُّ وأحمدُ=إماماَ هدى، من يتّبع الحقَّ يفصحُ
أولئك القوم قد عفا الله عنهم=وأرضاهم فأجبهم فإنك تفرحُ [شرح مذاهب السنة لابن شاهين ص322 - 323]
والثاني الإمام أبو عمر الداني في كتابه الأرجوزة المنبهة قال فيها:
القول فيمن يقتدى به ومن يترك قوله
تدري أخي أين طريق الجنه ............... طريقها القرءان ثم السنه
كلاهما ببلد الرسول ............... وموطن الأصحاب خير جيل
ومعدن الأتباع والأخيار ............... والفقهاء الجلة الأحبار
فاتبعن جماعة المدينه ............... فالعلم عن نبيهم يروونه
وهم فحجة على سواهم ............... في النقل والقول وفي فتواهم
واعتمدن على الإمام مالك ............... إذ قد حوى على جميع ذلك
في الفقه والفتيا إليه المنتهى ............... وصحة النقل وعلم من مضى
إلى أن قال:
وجانب الأراذل المبتدعه ............... واعمل بقول الفرقة المتبعه
واطرح الأهواء والآراء ............... وكل قول ولد المراء
من دار بِالسنة فاستمعه ............... وكل ما قد حد فاتبعه
إذا رأيت المرء قد أحبا ............... أئمة الدين وعنهم ذبا
كمالك والليث والثوري ............... وابن عيينة الفتى التقي
والفاضل المعروف بالأوزاعي ............... ومثلهم من أهل الاتباع
كابن المبارك الجليل القدر ............... والشافعي ذي التقى والبر
وعابد الرحمن وابن وهب ............... وصحبهم أكرم بهم من صحب
والقاسم العالِم بالإعراب ............... والفقه والقرءان والآداب
وأحمد بن حنبل الإمام ............... ونظرائهم من الأعلام
وفضل الصحابة الأبرارا ............... وقدم الأصهار والأنصارا
وأبغض البدعي والمخالفا ............... ومن تراه لهما مخالفا
فاعلم بأنه من أهل السنه ............... فالزمه واستمسك بما قد سنه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[16 Nov 2009, 10:02 م]ـ
الاستعاذة ليست من القرءان بالإجماع، وقد أمر تعالى بقراءتها عند البدأ بقراءة القرءان الكريم على خلاف بين أهل العلم في الوجوب أو الاستحباب. وقد تلقّاها خلف الأمّة عن سلفها وهي ثابتة بالنصّ والأداء عند أئمّة الأداء عليهم رحمة الله تعالى. والأمّة تتعبّد الله عزّ وجلّ بذلك.
أمّا: (صدق الله العظيم) فهي ليست من القرءان، ولم يثبت دليل على الإتيان بها بعد التلاوة كما هو الحال في الاستعاذة قبل التلاوة، ولم تثبت عن أئمّة أهل الأداء الذين نقلوا لنا القرءان لا سلفاً ولاخلفاً (ابن الجزري). فكيف نتعبّد الله تعالى بها بعد التلاوة وهي غير ثابتة.
ليس الإشكال في اللفظة بالذات فهي حقّ ولكن أن نجعلها بعد التلاوة مباشرة بمجرّد التوقّف عن التلاوة هو الإشكال بعينه. فلو قالها القارئ متأثّراً بآية من الآيات ومتدبّراً لمعانيها فلا إشكال في ذلك ولكن أن يؤت بها بعد التلاوة في كلّ مرّة، هذا الذي يُخشى أن يكون من المحدثات والعلم عند الله تعالى.
فالأولى الترك لقول النبيّ عليه الصلاة والسلام: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، وقال عليه الصلاة والسلام: فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ بدينه وعرضه.
والعلم عند الله تعالى.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[16 Nov 2009, 10:47 م]ـ
قال الشيخ الألباني رحمه الله فى معرض رده على الحبشي فى مسألة السبحة و بدعيتها:
((ثم هب أنني لا أعلم أحدا من السلف عادى السبحة، فما قيمة ذلك إذا كنتُ أنا إنما أعاديها لمخالفتها السنة، و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم، و هى محدثة اتفاقا، و هل يشترط عند أهل العلم و العقل في إنكار مفردات البدع أن يكون عندنا نقل (بإسناد صحيح) عن أحد من السلف بإنكارها بدعة بدعة؟ هذا مما لا يقوله من شم رائحة العلم!)) انتهى من قاموس البدع ص 693.
السلام عليكم
يا شيخ ما تقوله قد يكون صحيحا إن لم يكن هناك نقل من السلف في استحباب "صدق الله العظيم" كما علمت قول القرطبي وغيره.
وكتب التفسير فيها الكثير والكثير.
فهذا الثناء والدعوة للاستحباب، فأين النهي من أقوال السلف أولا؟؟
الإمام ابن تيمية قالها في الختم، وذكر لك الشيخ عطية صقر اختلاف المذاهب في صحة الصلاة من عدمها عند قولها في الصلاة، فلم يتحدث أحد عن النهي فيها خارج الصلاة .. لماذا وهي بدعة منكرة كما تقولون؟
يا شيخ ما نقلته عن الشيخ الألباني لا دخل لنا بمسألتنا، فهناك من نقل الاستحباب كما سبق. والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[16 Nov 2009, 11:19 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا عبدالحكيم
يا شيخ ما نقلته عن الشيخ الألباني لا دخل لنا بمسألتنا، فهناك من نقل الاستحباب كما سبق. والله أعلم
والسلام عليكم
الذى عنيته من نقل الشيخ الألباني أنه لم يثبت عن النبى صلى الله عليه و سلم أنه قال صدق الله العظيم بعد الانتهاء من التلاوة أو أنه أمر بها و إنما الثابت خلاف ذلك فأنا _ أو غيري_ إن تركتُ قولها فلمخالفتها السنة كما جاء فى الحديث الثابت عن ابن مسعود رضى الله عنه و هذا يكفيني و إن لم أعلم أحدا قال ببدعيتها من السلف إلا أن تأتيني بحديث ثابت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم بأنه قال صدق الله العظيم بعد التلاوة ..
هذا ما أردتُّ إيصاله من خلال إيرادي لكلام الألباني رحمه الله تعالى و أرجو أن تتأمل كلام الشيخ مرة أخرى ..
وفقكم الله تعالى ..
ـ[الجنيدالله]ــــــــ[17 Nov 2009, 12:25 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل يؤذن على مطلع الشمس عنده
لماذا لا تضعون نقاط خلافكم ثم تنطلقون في النقاش
هل هي بدعة ام لا؟
ان كانت بدعة فلم وما دليل بدعيتها وتحت اي قاعدة تدخل؟
ان لم تكن بدعة وكانت استحبابا فتحت اي قاعدة تدخل وماقياسها؟
تاريخ القول بها عقب القراءة ومن قال بها؟
امور اتفقوا على مناقشتها نقطة وراء اخرى حتى لايذهب نقاشكم سدى
اما قصة الجكني الحميري فهي كما سمعتها انا ايضا من ابن عمتي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالعزيز القاري اطال الله عمره
ارتفعوا عن النقاش لاجل النقاش الى النقاش لاجل الحق
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[17 Nov 2009, 01:04 ص]ـ
السلام عليكم
الأخ الجنيد الله
(يُتْبَعُ)
(/)
الإخوة ليس عندهم تعريف للبدعة، ولذا ستجدهم يذهبون يمنة ويسرة لن تجد لهم دليلا سوي التمسك بأنه ليس فيه نص في عهد النبوة، وكأن كل عبادة تحتاج لنص!
الأمر كما تظن، فليس كل مالم يرد عن النبي نحكم بعدم جوازه.
فزيادة عدد الركعات في صلاة القيام إلي إحدي وعشرين ركعة والبعض زاد لأكثر من ذلك لا نحكم ببدعيتها لكونها لم ترد عن النبي. ولا شك أن الصلاة عبادة.
فالبدعة يا أخي هي التي تضاد السنة أما هذه الزيادة فمن باب الثناء علي الله هذا مع ما أنقله لك من كلام الأئمة
وإليك بعض نصوص أئمتنا في التصديق عند الختم:
قال العلامة ابن الجزري في النشر: ورأينا بعض الشيوخ يبتدئون الدعاء عقيب الختم بقولهم: صدق الله العظيم وبلغ رسوله الكريم، وهذا تنزيل من رب العالمين ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين. وبعضهم يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له - إلى آخره - أو بما في نحو ذلك من التنزيه وبعضهم (بالحمد لله رب العالمين) لقوله صلى الله عليه وسلم "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أجزم" ورواه أبو داود وابن حبان في صحيحة (ولا حرج) في ذلك فكل ما كان في معنى التنزيه فهو ثناء. وفي الطبراني الأوسط عن علي رضي الله عنه: كل دعاء محجوب حتى يصلي على محمد وعلى آل محمد، وإسناده جيد. وفي الترمذي عن عمر رضي الله عنه: الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم. وقال تعالى (دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين)) ا. هـ2/ 508
قال الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ ( ... ولهذا يقول شيخ الاسلام في ختمه للقرآن الختم المشهور النسبة إليه يقول في أوله يقول (صدق الله العظيم المتوحد في الجلال بكمال الجمال تعظيما وتكبيرا الذي نزل الفرقان على عبده) إلى آخره، هنا قال (متوحد في الجلال بكمال الجمال) وذلك أن أسماء الله جل وعلا منها جلال ومنها جمال.) ا. هللإمام أبي جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي الطحاوي
والمسمى بـ ((إتحاف السائل بما في الطحاوية من مسائل)) شرحها فضيلة الشيخ العلامة صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
وشيخ الإسلام قالها عند الختم
قال الإمام النيسابوري: (( ... ولا سيما إذا فعل بعد أن يرى أمارات الغضب وعلامات العذاب {فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنت الله التي قد خلت في عباده، وخسر هنالك الكافرون} [غافر: 85]. صدق الله العظيم.))
ففي أسنى المطالب لزكريا الأنصاري الشافعي:: ((قَوْلُهُ: فَإِنْ نَطَقَ فِيهَا بِحَرْفَيْنِ إلَخْ) لَوْ قَصَدَ أَنْ يَأْتِيَ فِي صَلَاتِهِ بِكَلَامٍ مُبْطِلٍ لَهَا ثُمَّ نَطَقَ مِنْهُ بِحَرْفٍ وَلَوْ غَيْرَ مُفْهِمٍ بَطَلَتْ وَسُئِلَ ابْنُ الْعِرَاقِيِّ عَنْ مُصَلٍّ قَالَ بَعْدَ قِرَاءَةِ إمَامِهِ صَدَقَ اللَّهُ الْعَظِيمُ هَلْ يَجُوزُ لَهُ ذَلِكَ وَلَا تَبْطُلُ صَلَاتُهُ فَأَجَابَ بِأَنَّ ذَلِكَ جَائِزٌ وَلَا تَبْطُلُ بِهِ الصَّلَاةُ؛ لِأَنَّهُ ذِكْرٌ لَيْسَ فِيهِ خِطَابُ آدَمِيٍّ.))
ومن هذا النقل يتبين أن هذا القول من باب الذكر والثناء علي الله بعد ختم القراءة، والاستدلال عندهم من هذا الباب ولذا كانوا يقولونها في الاستشهاد وبعد الختم وسبق قول ابن الجزري (((ولا حرج) في ذلك فكل ما كان في معنى التنزيه فهو ثناء.)) ا. هـ .. والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[17 Nov 2009, 01:07 ص]ـ
الدكتور/ محمد بلتاجي حسن - رحمه الله - أستاذ الشريعة وعميد دار العلوم الأسبق درس لنا مناهج التفسير، من تفسير بالمأثور إلى تفسير بالرأي إلى تفسير لغوي ....
وكان في معنى ما قاله - رحمه الله -: إن الأمر ليس اختلافا في معرفتهم بالتفسير، بل هو اختلاف في طرائق التفكير.
فيمكن أن تكون المعطيات لعالِمَين متفقة، لكن كل واحد منهما يسلك حسب طريقته في التفكير سبيلا غير الآخر.
هناك عشرات الكتيبات والمطويات الآن معنونة بـ "أخطاء المصلين" ومما يتناقلونه خطأ مسح الوجه بعد الدعاء، وينقلون مقولة الإمام العز بن عبد السلام رحمه الله بأن من يفعل ذلك: جاهل .... هذا هو توجههم وطريقتهم.
وهناك الإمام ابن الجزري في النشر ينازعه في ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك الإمام النووي، الذي يرى العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال.
لو كانت مقولة العز بن عبد السلام قاطعة في المسألة، فإن ما نازع فيه ابن الجزري وغيره هو دفاع عن الجهل.
المعطيات واحدة ...
فالكل يعرف تخريج أحاديث المسح، ويعرف أن فيها مقالا.
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[17 Nov 2009, 03:02 ص]ـ
السلام عليكم
يا شيخ ما تقوله قد يكون صحيحا إن لم يكن هناك نقل من السلف في استحباب "صدق الله العظيم" كما علمت قول القرطبي وغيره.
المقصود بالسلف هم العلماء الذي كانوا في القرون المفضلة الأولى،: الصحابة والتابعون وأتباع التابعين، ففي الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" والقرطبي رحمه الله والحكيم الترمذي رحمه الله ليسا من أهل القرون الثلاثة المفضلة.
ثم إن القرطبي لم يقل: يستحب أن نقول "صدق الله العظيم" بعد الانتهاء من القراءة أو سماعها، (وهذه هي المسألة الذتي نتباحث فيها) بل الذي ذكره في مقدمة تفسيره هو نقل عن الحكيم الترمذي في نوادر الأصول أنه قال: (ومن حرمته إذا انتهت قراءته أن يصدق ربه ويشهد بالبلاغ لرسوله صلى الله عليه وسلم ويشهد على ذلك أنه حق فيقول: صدقت ربنا وبلغت رسلك ونحن على ذلك من الشاهدين اللهم اجعلنا من شهداء الحق القائمين بالقسط ثم يدعو بدعوات) فلا أدري من يقول بهذا كله غيره، هذا أولا،
وثانيا لم يقل "صدق الله العظيم" والكلام هو في تخصيص هذه اللفظة آخر كل قراءة أو سماع،
ثم ثالثا: رجعت إلى كتاب التذكار لأفضل الأذكار للقرطبي وهو كتاب خصصه لأدب التالي وفضل قارئه وفضائل القرآن ونحو ذلك، فلم يذكر فيه "صدق الله العظيم"، مع أنه ذكر الاستعاذة والبسملة والدعاء أثناء القراءة، وغير ذلك، وإنما ذكر تصديق القرآن في آخر الختم من غير تعيين لفظة "صدق الله العظيم"، وفرق بين التصديق آخر كل قراءة، وآخر كل ختمة.، وعلى هذا يحمل ما نقلته لاحقا عن ابن الجزري رحمه الله في النشر، إنما ذكر ذلك عند ختم القرآن الكريم، لا عند كل قراءة. كذلك ابن تيمية إنما هو في ختم القرآن لا عند كل قراءة، مع أن نسبة كتاب ختم القرآن لابن تيمية باطلة غير صحيحة، كما حققه المعتنون بكتبه من أمثال بكر بن عبد الله أبو زيد وعلي الشبل وغيرهما.
فعلى هذا لا يصح نسبة القول باستحباب قول صدق الله العظيم بعد الانتهاء من قراءة القرآن أو سماعه لا للقرطبي رحمه الله ولا للحكيم الترمذي، فافهم.
والله أعلم
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[17 Nov 2009, 03:34 ص]ـ
السلام عليكم
يا سيدي الفاضل: القرطبي أقر بقول الحكيم الترمذي لأنه نقله دون تعقب، بل قام هو بالتصديق في آخر سورة الأحقاف كما سبق .. فهل بعد ذلك تدعي بأن القرطبي لم يجزه؟؟ وهل يلزمه أن يذكر التصديق في كل كتبه؟؟
قلت: (وإنما ذكر تصديق القرآن في آخر الختم من غير تعيين لفظة "صدق الله العظيم"، وفرق بين التصديق آخر كل قراءة، وآخر كل ختمة.، وعلى هذا يحمل ما نقلته لاحقا عن ابن الجزري رحمه الله في النشر،))
يا سيدي الفاضل: هل هناك دليل علي التصديق في آخر الختم من نصوص القرون الفاضلة؟؟
فإن لم تجد فلم المغايرة بينهما؟؟؟
ثم استحسان الأئمة الأعلام علي جواز هذه الفعلة لخير دليل علي تلقي الأمة لها.
والسلام عليكم
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[17 Nov 2009, 03:59 ص]ـ
الإخوة ليس عندهم تعريف للبدعة، ولذا ستجدهم يذهبون يمنة ويسرة لن تجد لهم دليلا سوي التمسك بأنه ليس فيه نص في عهد النبوة، وكأن كل عبادة تحتاج لنص!
الأمر كما تظن، فليس كل مالم يرد عن النبي نحكم بعدم جوازه.
فزيادة عدد الركعات في صلاة القيام إلي إحدي وعشرين ركعة والبعض زاد لأكثر من ذلك لا نحكم ببدعيتها لكونها لم ترد عن النبي. ولا شك أن الصلاة عبادة.
فالبدعة يا أخي هي التي تضاد السنة أما هذه الزيادة فمن باب الثناء علي الله هذا مع ما أنقله لك من كلام الأئمة
"البدعة هي عبارة عن طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه" هكذا عرفها الإمام الشاطبي في كتابه الاعتصام وشرح تعريفه، وسأنقل إن شاء الله شرحه وتقسيمه للبدعة من حيث أنها فعلية وتركية، وأنها حقيقية وإضافية.
(يُتْبَعُ)
(/)
واعلم أن السنة قسمان: فعلية وتركية، والسنة التركية هو ما تركه النبي صلى الله عليه وسلم مع وجود مقتضى فعله، وهذا كالتزام قول "صدق الله العظيم" بعد الانتهاء من كل قراءة أو سماع للقرآن الحكيم، فإن مقتضى فعله له صلى الله عليه وسلم قائم، مع ذلك تركه ولم يفعله، فدل أن السنة ترك هذا القول على وجه الالتزام والمداومة، وإذا كانت البدعة تضاد السنة كما تفضلتم أن ذكرتم -وهو صحيح- فإن فعل التصديق بعد الانتهاء من قراءة القرآن على وجه المداومة تضاد للسنة!
ولعل الذي لا يرى قولها وفي نفس الأمر لا يرى الإنكار على من يقولها يتدبر ما نقلته سابقا عن ابن عمر في المشاركة رقم 24: جاء في الأثر عن ابن عمر رضي الله عنه أن رجلا عطس إلى جنبه فقال (الحمد لله والسلام على رسول الله) قال ابن عمر وأنا أقول: الحمد لله والسلام على رسول الله وليس هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه و سلم، علمنا أن نقول: (الحمد لله على كل حال).
[رواه الترمذي في سننه 2738 وحسنه الألباني في صحيح السنن باختصار السند]
فهل هناك فرق بين إنكار ابن عمررضي الله عنهما، وإنكار اللجنة الدائمة لقول صدق الله العظيم بعد الانتهاء من كل قراءة للقرآن أو سماعه؟
وهذه فتوى اللجنة الدائمة: فتوى رقم (3303):
س: ما حكم قول (صدق الله العظيم) بعد الفراغ من قراءة القرآن؟
ج: قول (صدق الله العظيم) بعد الانتهاء من قراءة القرآن بدعة؛ لأنه لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم، ولا الخلفاء الراشدون، ولا سائر الصحابة رضي الله عنهم، ولا أئمة السلف رحمهم الله، مع كثرة قراءتهم للقرآن، وعنايتهم ومعرفتهم بشأنه، فكان قول ذلك والتزامه عقب القراءة بدعة محدثة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» (1) رواه البخاري ومسلم وقال: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد» (2) رواه مسلم.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
ولهم فتاوى أخرى في هذا المعنى، وفي النهي عن كتابتها في آخر المصاحف.
وتدبر هذه الفتوى من الشيخ العثيمين رحمه الله وهي من فتاوى نور على الدرب (نسختها من المكتبة الشاملة): قول (صدق الله العظيم)
عند الفراغ من القراءة
فيصل الدعجاني من القصب يقول ما حكم قول صدق الله العظيم بعد قراءة القرآن؟
فأجاب رحمه الله تعالى: قول صدق الله العظيم بعد قراءة القرآن لا أصل له من السنة ولا من عمل الصحابة رضي الله عنهم وإنما حدث أخيراً ولا ريب أن قول القائل صدق الله العظيم ثناءٌ على الله عز وجل فهو عبادة وإذا كان عبادةً فإنه لا يجوز أن نتعبد لله به إلا بدليلٍ من الشرع وإذا لم يكن هناك دليل من الشرع كان ختم التلاوة به غير مشروع ولا مسنون فلا يسن للإنسان عند انتهاء القرآن أن يقول صدق الله العظيم فإن قال قائل أليس الله يقول (قُلْ صَدَقَ اللَّهُ) فالجواب بلى قد قال الله ذلك ونحن نقول ذلك لكن هل قال الله ورسوله إذا أنهيتم القراءة فقولوا صدق الله وقد صح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان يقرأ ولم ينقل عنه أنه كان يقول صدق الله العظيم وقرأ عليه ابن مسعود رضي الله عنه من سورة النساء حتى بلغ (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً) فقال النبي عليه الصلاة والسلام (حسبك) ولم يقل قل صدق الله ولا قاله ابن مسعود أيضاً وهذا دليل على أن قول القائل عند انتهاء القراءة صدق الله ليس بمشروع نعم لو فرض أن شيئاً وقع مما أخبر الله به ورسوله فقلت صدق الله واستشهدت بآيةٍ من القرآن هذا لا بأس به لأن هذا من باب التصديق لكلام الله عز وجل كما لو رأيت شخصاً منشغلاً بأولاده عن طاعة ربه فقلت صدق الله (أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) وما أشبه ذلك مما يستشهد به فهذا لا بأس به. اهـ المقصود
ووجدت جوابا للشيخ ابن باز رحمه الله على استدلال الإمام الشنقيطي الجكني رحمه الله بقوله تعالى (قل صدق الله) وأنه عام فقال في فتاواه: سؤال:
(يُتْبَعُ)
(/)
إنني كثيرا ما أسمع من يقول: إن (صدق الله العظيم) عند الانتهاء من قراءة القرآن بدعة , وقال بعض الناس: إنها جائزة واستدلوا بقوله تعالى: {قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} وكذلك قال لي بعض المثقفين: إن النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يوقف القارئ قال له: حسبك , ولا يقول: صدق الله العظيم , وسؤالي هو هل قول: صدق الله العظيم جائز عند الانتهاء من قراءة القرآن الكريم أرجو أن تتفضلوا بالتفصيل في هذا؟ جواب:
اعتياد الكثير من الناس أن يقولوا: صدق الله العظيم عند الانتهاء من قراءة القرآن الكريم وهذا لا أصل له , ولا ينبغي اعتياده بل هو على القاعدة الشرعية من قبيل البدع إذا اعتقد قائله أنه سنة فينبغى ترك ذلك , وأن لا يعتاده لعدم الدليل , وأما قوله تعالى: {قُلْ صَدَقَ اللَّهُ} (1) فليس في هذا الشأن , وإنما أمره الله عز وجل أن يبين لهم صدق الله فيما بينه في كتبه العظيمة من التوراة وغيرها , وأنه صادق فيما بينه لعباده في كتابه العظيم القرآن , ولكن ليس هذا دليلا على أنه مستحب أن يقول ذلك بعد قراءة القرآن أو بعد قراءة آيات أو قراءة سورة ; لأن ذلك ليس ثابتا ولا معروفا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته رضوان الله عليهم.
«ولما قرأ ابن مسعود على النبي صلى الله عليه وسلم أول سورة النساء حتى بلغ قوله تعالى: قال له النبي صلى الله عليه وسلم: حسبك قال ابن مسعود: فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان عليه الصلاة والسلام» (3)، أي يبكي لما تذكر هذا المقام العظيم يوم القيامة المذكور في الآية، وهي قوله سبحانه: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ} أي يا محمد على هؤلاء شهيدا , أي على أمته عليه الصلاة والسلام , ولم ينقل أحد من أهل العلم فيما نعلم عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: صدق الله العظيم بعد ما قال له النبي: حسبك , والمقصود أن ختم القرآن بقول القارئ: صدق الله العظيم ليس له أصل في الشرع المطهر , أما إذا فعلها الإنسان بعض الأحيان لأسباب اقتضت ذلك فلا بأس به. اتنهى من فتاوى الشيخ ابن باز رحمه الله
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[17 Nov 2009, 07:01 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أخانا حكيم بن منصور وليس وراء ما ذكرته عن العلماء الأفاضل مع ما تقدم في مشاركاتي من أسئلة لم يجب عنه أحد من إخواننا المخالفين فعسى أن يكون ذلك فيصلا في الاتفاق على بدعيتها , فإذا لم يتفق من يحسبون من أهل القرءان على ما يتعلق بقراءة القرءان بعد هذا النقاش الطويل وهذه الحجج البينة والفتاوى الواضحة فإن الخلل في الأمة إذا لعظيم.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[17 Nov 2009, 10:36 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد؛ فهذا بحث كُنت قد كتبته في "ملتقى أهل الحديث" -حفظ الله القائمين عليه وأعضائه ورواده- بتاريخ 30/ 10 / 1423هـ، ومِن قَبل في كل مِن: "شبكة الفوائد الإسلامية" و"المنتدى العام" بـ "شبكة الفجر".
------------------------------------------
إنَّ الحمدَ للهِ نحمدُه ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومِن سيئات أعمالنا، مَن يهده اللهُ فلا مُضِل الله، ومَن يُضلِل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسولُه، (صلى الله عليه وآله وسلم) ...
أما بعدُ ...
فإنَّ أصدق الحديثِ كتابُ اللهِ تعالَى، وأحسنَ الهَدْي هَديُ مُحمدٍ (صلى الله عليه وآله وسلم)، وشرَّ الأمورِ مُحدثاتُها وكُلَّ مُحدثَةٍ بِدْعَة، وكُلَّ بِدْعَةٍ ضلالة، وكُلَّ ضلالةٍ في النار ...
فمن الأمور المُحدَثَة التي انتشرت انتشارًا هائلا في هذا العَصر؛ بحيثُ لا تكاد تَجِدُ قارِئًا للقُرآن مُعرِضًا عَنها؛ هي التزامُ قولِ (صدق اللهُ العَظيم) بعد الفراغ مِن تلاوة القرآن الكريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فاعْلَم –أخي- أنَّ التزامَ قولِ (صدق اللهُ العَظيم) بعد الفراغ مِن تلاوة القرآن الكريم بِدْعَة، وكل بِدْعَة ضلالة، وكل ضلالةٍ في النَّار؛ فهي لم تَرِد –فَضلا عَن أن تَثبت- قَطُّ عَن النَّبي (صلى الله عليه وسلم) "قولا أو تَقريرًا" ولا عَن أحَدٍ مِن أصحابِه ولا عَن أحد التَّابِعين، ولا أظُنُّ أنَّها كانت مَعروفةً قَبل مائتي عام، هذا على أقصَى تَقْدير؛ وإلا فغالِبُ ظَنِّي أنَّها لم تَكن مَعروفَةً قبل مائة عام، واللهْ أعْلَم.
......... ولو كانَ هذا القَولُ مَشروعًا لَبَيَّنه النَّبيُ (صلى الله عليه وسلم) لأمَّتِه؛ بل ثَبَت عَن النَّبي (صلى الله عليه وسلم) أنَّه قال لعَبد الله بن مَسعود (رَضي الله عَنه): "اقْرأ عَليَّ القُرآن"، فقال: يا رَسولَ الله أقرأ عَليَك وعَلَيك أنزِل؟! قال: "إنِّي أحِبُّ أن أسمَعَه مِن غَيري"، فقرأتُ عليه سُورَة النِّساء. حتَى جِئتُ إلى هذه الآية: (فكيف إذا جِئنا مِن كُلِّ أمَّة بِشَهيدٍ وجِئنَا بِكَ على هؤلاءِ شَهيدًا) [الآية: 41]. قال: "حَسبُك الآن"، فالتَفَتَ إليه فإذا عَيناه تَذرِفان. [مُتفق عَليه]، وفي رواية للبخاري [ح 5050، 4582 - «فتح»] قال رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم): "أمسِك".
ومِن القواعِد الأصولية أنَّه "لا يجوز تأخير البَيان عَن وَقت الحاجَة"؛ فلو كان قول (صَدق اللهُ العَظيم) مَشروعًا لَنَبَّه النَّبيُ (صلى الله عليه وسلم) عَبدَ الله بنَ مسعود –رَضي الله عَنه- عَلَيه ودَلَّه عليه وأمرَه بأن يقولَه؛ فلما لم يُبَيِّن النَّبيُ (صلى الله عليه وسلم) مَشروعية ذلك دَلَّ على أنَّه لا يُشرَع؛ و"تَرك البَيان في وَقت الحاجَة بَيانٌ" –كما تُقَرِّرُ القاعِدَة الأصولية.
بل قال (صلى الله عليه وسلم) بعد الفراغ مِن التلاوة: "حَسبُك الآن"؛ مِمَّا يَدُل دلالةً واضِحَةً أنَّها هذا القولَ لا يَشرُع، بل المَشروع بعد الفراغ مِن التلاوة هو السُّكوت أو الكلام المُباح أو مُباشرة العَمل أو خِلافُه مِمَّا هو مُباحٌ في أصلِه،.
الأخ الكريم
سلام الله عليكم و رحمته و بركاته
لي تعليق أوّلي على ما ذكرتموه آنفا، و هو إذا كان " الكلام المباح " مشروعٌ بعد الفراغ من التلاوة - كما هو نصّ كلامكم -: فما الذي يُخرِج كلمة " صدق الله العظيم " من عموم الكلام المباح، المشروع بعد الفراغ من التلاوة؟
و قد ذكرتم أن " ما هو مباحٌ في أصله " مشروعٌ بعد الفراغ من التلاوة - بنصّ كلامكم -: أفليس قول: " صدق الله " مباحاً في أصله؟؛ قال الله تعالى: {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * قُلْ صَدَقَ اللَّهُ .. } [آل عمران: 93 - 95]
و إذا كان محل الاعتراض على قولها - بعد الفراغ من التلاوة - هو " الالتزام " - أي: التزام قولها -: فهل هناك إثمٌ في التزام شيء من الكلام المباح؟
و في الختام لكم السلام
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[17 Nov 2009, 01:19 م]ـ
الأخ الفاضل حكيم بن منصور بارك الله فيك أجدتّ و أفدت.
لن تجد لهم دليلا سوي التمسك بأنه ليس فيه نص في عهد النبوة، وكأن كل عبادة تحتاج لنص!
لا أظنك تنازع فى هذا شيخنا الفاضل ...
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
((الأصل فى العبادات المنع إلا لنص، و فى العبادات الإباحة إلا لنص))
انتهى من قاموس البدع 45.
ـ[الجكني]ــــــــ[17 Nov 2009, 01:27 م]ـ
لم أر في الاستدلال على بدعية المسألة المذكورة غير كلام بعض متأخري الحنابلة، فهل خلت كتب الحنابلة المتقدمين، وكتب المذاهب الفقهية الأخرى من المسألة أصلاً؟
وإذا كان ذلك كذلك أفلا يعني أن المسألة اجتهادية كل يبني حسب قاعدته وفهمه ونظرته في " البدعة "؟؟؟ أم أن تأصيل المسألة وفرض الرأي فيها لا يكون إلا بالمذكور فقط؟؟
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[17 Nov 2009, 01:29 م]ـ
فعسى أن يكون ذلك فيصلا في الاتفاق على بدعيتها , فإذا لم يتفق من يحسبون من أهل القرءان على ما يتعلق بقراءة القرءان بعد هذا النقاش الطويل وهذه الحجج البينة والفتاوى الواضحة فإن الخلل في الأمة إذا لعظيم.
الأخ الكريم
عفا الله عني وعنك.
وأي خلل عظيم في الأمة إذا كان بعض الناس - أنا منهم - يرون أن قول: "صدق الله العظيم" بعد التلاوة ... مباح.
وآخرون - وفضيلتك منهم - يرون أن هذه الجملة بدعة.
فماذا عن مسائل الخلاف التي هي أكبر!!
هل لا بد من حمل كل من يقنت في الصبح على ترك القنوت حتى يستقيم حال الأمة، ويزول الخلل؟!
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[17 Nov 2009, 01:49 م]ـ
محل الخلاف يا فضلاء
هل يجوز أن أقول بعد التلاوة
صدق الله العظيم؟
أما كون الرسول صلى الله عليه وسلم فعلها فلم يثبت.
وكونه أمر بها لم يثبت.
وكونه سمع من قالها وأقره فلم يثبت.
إذا كونها سنة بمعناها الاصطلاحي لا تثبت.
بقي الخلاف في جواز قولها من عدمه استئناسا بعموم الأدلة وبفعل النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يشير إلى مصداق آية قرآنية.
هذا محل الخلاف
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[17 Nov 2009, 05:54 م]ـ
السلام عليكم
يا سيدي الفاضل حكيم بن منصور
قلت لك (فليس كل مالم يرد عن النبي نحكم بعدم جوازه.
فزيادة عدد الركعات في صلاة القيام إلي إحدي وعشرين ركعة والبعض زاد لأكثر من ذلك لا نحكم ببدعيتها لكونها لم ترد عن النبي. ولا شك أن الصلاة عبادة.))
أولا: أريد جوابا علي هذا الكلام ..
ثانيا: لم تتعرض إلي قضية (صدق الله العظيم) عند الختم كما نقل في النشر وغيره.
وفرقت بين الختم وبين القراءة .. ولم تخبر عن دليل واحد من كلام القدامي أو السلف الصالح أنهم كانوا يصدقون بعد الختم .. أريد جوابا واضحا لو تكرمتم؟؟
قال الشيخ طارق: ((ثم ماذا يقول إخواننا في قارئ يلتزم الاستعاذة قبل القراءة وبعدها فيبدأ قراءته بها ويختم بها أيضا؟ أليس هذا بدعة؟
إذا كان هذا بدعة مع أنه جمع بين نصوص وعمل الفقهاء والقراء جميعا فكيف بمن قال (صدق الله العظيم) وليس معه نص ولا عمل؟ ألا يكون بالبدعة أولى؟)) ا. هـ
هلا نقلت لنا من قال ببدعية الاستعاذة بعد الفراغ من القراءة؟؟
والسلام عليكم
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[17 Nov 2009, 05:59 م]ـ
محل الخلاف يا فضلاء
هل يجوز أن أقول بعد التلاوة
صدق الله العظيم؟
بقي الخلاف في جواز قولها من عدمه استئناسا بعموم الأدلة وبفعل النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يشير إلى مصداق آية قرآنية.
هذا محل الخلاف
السلام عليكم
هل قول "صدق الله العظيم " من قبيل الثناء علي القرآن ـ لا من قبيل اعتقاد سنيتها ـ فيه شئ؟؟
وقد نقلت مشروعيته عن الأئمة. والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[17 Nov 2009, 08:47 م]ـ
الأخ الكريم
عفا الله عني وعنك.
!
آمين آمين.
وأي خلل عظيم في الأمة إذا كان بعض الناس - أنا منهم - يرون أن قول: "صدق الله العظيم" بعد التلاوة ... مباح.
وآخرون - وفضيلتك منهم - يرون أن هذه الجملة بدعة.
فماذا عن مسائل الخلاف التي هي أكبر!!
الخلل ليس أن نختلف فهذه سنة كونية , وإنما الخلل ألا نتفق ونحن نتناقش هذا النقاش العلمي الرصين الذي يخضع لقوله تعالى (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ذلك خير وأحسن تأويلا) فهذه الآية نص في ارتفاع النزاع فإذا لم يرتفع النزاع فالخلل فينا عظيم لأنه لا خلل في كتاب الله عز وجل ولا في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
هل لا بد من حمل كل من يقنت في الصبح على ترك القنوت حتى يستقيم حال الأمة، ويزول الخلل؟
يا أخانا الفاضل التصور والاعتقاد شيء والعمل شيء آخر فإذا لم نتفق في تصور المسألة فكيف بالعمل؟
العمل يخضع للمصلحة والمفسدة والقدرة والعجز , وأما التصور والاعتقاد فلا يمنع منه شيء من هذا , وهل أنا أستطيع وأنا أعتقد أن قول (صدق الله العظيم) أن أنهى كل من سمعته يقولها عنها؟ فالكلام عن الحكم وأما العمل بالحكم فله ضوابطه التي لا تخفاك فلا تخلط بارك الله فيك.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[17 Nov 2009, 09:05 م]ـ
قال الشيخ طارق: ((ثم ماذا يقول إخواننا في قارئ يلتزم الاستعاذة قبل القراءة وبعدها فيبدأ قراءته بها ويختم بها أيضا؟ أليس هذا بدعة؟
إذا كان هذا بدعة مع أنه جمع بين نصوص وعمل الفقهاء والقراء جميعا فكيف بمن قال (صدق الله العظيم) وليس معه نص ولا عمل؟ ألا يكون بالبدعة أولى؟)) ا. هـ
هلا نقلت لنا من قال ببدعية الاستعاذة بعد الفراغ من القراءة؟؟
والسلام عليكم
وعليكم السلام , كيف حالكم يا شيخ عبد الحكيم عساكم بأحسن حال , والأمر لا يحتاج إلى بحث عمن قال ببدعية قارئ يلتزم الاستعاذة قبل القراءة وبعدها فيبدأ قراءته بها ويختم بها أيضا لأني أظنك لا تخالف في هذا فليس السؤال عن بدعية الاستعاذة بعد الفراغ من القراءة فذلك جائز عند بعض العلماء كما نقلت من قبل ولكن البدعة التي لا أظن أحدا ينازع فيها في قارئ يلتزم الاستعاذة قبل القراءة وبعدها فيبدأ قراءته بها ويختم بها أيضا.
والله أعلم.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[17 Nov 2009, 09:59 م]ـ
وعليكم السلام , كيف حالكم يا شيخ عبد الحكيم عساكم بأحسن حال , والأمر لا يحتاج إلى بحث عمن قال ببدعية قارئ يلتزم الاستعاذة قبل القراءة وبعدها فيبدأ قراءته بها ويختم بها أيضا لأني أظنك لا تخالف في هذا فليس السؤال عن بدعية الاستعاذة بعد الفراغ من القراءة فذلك جائز عند بعض العلماء كما نقلت من قبل ولكن البدعة التي لا أظن أحدا ينازع فيها في قارئ يلتزم الاستعاذة قبل القراءة وبعدها فيبدأ قراءته بها ويختم بها أيضا.
والله أعلم.
السلام عليكم
أنا بخير شيخنا الحبيب ولله الحمد والمنة. وآمل أن تكونوا كذلك.
أما بخصوص طلبي، فقد كنت قرأت في النشر أنه جاء عن حمزة وأبي حاتم وأبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ وابن سرين وإبراهيم النخعي وحكي عن مالك وذكر أنه مذهب داود بن علي الظاهري وجماعته .... ))
هؤلاء ذكر ابن الجزري أنهم ورد عنهم أنهم يستعيذون بعد القراءة عملا بظاهر آية سورة النحل.
نعم .. تعقبهم ابن الجزري وقال بخطأ النسبة، ولكنه لم ينوه إلي بدعية الوجه .. هذا ما أردته باختصار. والله أعلم
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[17 Nov 2009, 10:30 م]ـ
وعليكم السلام وجزاكم الله خيرا وكلامك حق إن شاء الله فهؤلاء الأئمة يخصون الاستعاذة بعد القراءة دفعا للرياء وأخذا بظاهر الآية ولكن الجمهور على أن الاستعاذة قبل القراءة لأن المعنى: إذا أردت القراءة كما في قوله تعالى (إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق) , ولكن لم يقل أحد أن الاستعاذة تكون قبل القراءة وبعدها في آن واحد بل إما قبلها وإما بعدها , وأما أن يلتزمها القارئ في تلاوته مرتين مرة فبل القراءة ومرة بعدها فلا قائل به , والله أعلم.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[17 Nov 2009, 10:47 م]ـ
) , ولكن لم يقل أحد أن الاستعاذة تكون قبل القراءة وبعدها في آن واحد بل إما قبلها وإما بعدها , وأما أن يلتزمها القارئ في تلاوته مرتين مرة فبل القراءة ومرة بعدها فلا قائل به , والله أعلم.
السلام عليكم
بل حكاه ابن الجزري أيضا حيث قال: وحكي قول آخر وهو الاستعاذة قبل وبعد .. ثم عزاه إلي تفسير الرازي ..... ) ا. هـ
فهو قول موجود، بصرف عن صحته من عدمه، ومع هذا لم يبدعه ابن الجزري ـ رحمه الله ـ والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[17 Nov 2009, 11:11 م]ـ
الموسوعة الفقهية / الجزء الرابع
******************
7 - للقرّاء والفقهاء في محلّ الاستعاذة من القراءة ثلاثة آراءٍ:
أحدها: أنّها قبل القراءة، وهو قول الجمهور، وذكر ابن الجزريّ الإجماع على ذلك، ونفى صحّة القول بخلافه. واستدلّوا على ذلك بما رواه أئمّة القرّاء مسنداً عن نافعٍ عن جبير بن مطعمٍ «أنّه صلى الله عليه وسلم كان يقول قبل القراءة: أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم». دلّ الحديث على أنّ التّقديم هو السّنّة، فبقي سببيّة القراءة لها،
والفاء في (فاستعذ) دلّت على السّببيّة، فلتقدّر (الإرادة) ليصحّ.
وأيضاً الفراغ من العمل لا يناسب الاستعاذة.
الثّاني: أنّها بعد القراءة، وهو منسوبٌ إلى حمزة، وأبي حاتمٍ، ونقل عن أبي هريرة رضي الله عنه وابن سيرين، وإبراهيم النّخعيّ، وحكي عن مالكٍ، عملاً بظاهر الآية {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه}. فدلّ على أنّ الاستعاذة بعد القراءة، والفاء هنا للتّعقيب. وردّ صاحب كتاب النّشر صحّة هذا النّقل عمّن روي عنهم.
الثّالث: الاستعاذة قبل القراءة وبعدها، ذكره الإمام الرّازيّ، ونفى ابن الجزريّ الصّحّة عمّن نقل عنه أيضاً.
جزاك الله خيرا يا شيخ عبد الحكيم فابن الجزري نفى أن يصح نقله عمن نسب إليه القول به وقوله رحمه الله وحكي لا تدل على ثبوته عن قائله بل هي من صيغ التضعيف وإذا لم يصح القول به فلا قائل به ,.والله أعلم
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[17 Nov 2009, 11:35 م]ـ
السلام عليكم
يا سيدي الفاضل حكيم بن منصور
قلت لك (فليس كل مالم يرد عن النبي نحكم بعدم جوازه.
فزيادة عدد الركعات في صلاة القيام إلي إحدي وعشرين ركعة والبعض زاد لأكثر من ذلك لا نحكم ببدعيتها لكونها لم ترد عن النبي. ولا شك أن الصلاة عبادة.))
أولا: أريد جوابا علي هذا الكلام ..
ثانيا: لم تتعرض إلي قضية (صدق الله العظيم) عند الختم كما نقل في النشر وغيره.
وفرقت بين الختم وبين القراءة .. ولم تخبر عن دليل واحد من كلام القدامي أو السلف الصالح أنهم كانوا يصدقون بعد الختم .. أريد جوابا واضحا لو تكرمتم؟؟
والسلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مسألة زيادة عدد الركعات على إحدى عشرة ركعة في قيام الليل مسألة مختلف فيها بين العلماء، ولا نبدع من قال بأحد الأقوال، وأنا أرى أن السنة أن لا يزاد على إحدى عشرة ركعة، ولكن لا أنكر على من خالف في هذه المسألة التي اختلف فيها العلماء واستدل كل فريق بما صح عنده من السنة على حسب ما فهمه واقتنع به، فلا يجوز الإنكار في مثل هذا. فالأمر يسير، وهذا ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه رفع الملام عن الأئمة الأعلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما مسألتنا فلم أر أحدا من العلماء نص على جوازها، وقد رددت عليك في نسبة القول بمشروعية قول صدق الله العظيم عقب كل تلاوة للقرآن الكريم، إلى الحكيم الترمذي والقرطبي، وابن الجزري وابن تيمية، وأنت إن لم تفرق بين مسألتنا ومسألة الختم فشيء آخر، وإذا أردت نقاش مسألة التصديق بعد ختم القرآن فليكن في صفحة مفردة، لا هنا، حتى لا يتشتت بنا البحث.
ثم قد نبّهتك إلى أن المصنفين في فضائل القرآن وأخلاق حملته، وآداب المعلمين ونحو ذلك من القدامى، لم يذكروا هذا "الأدب" لأنه ليس من آداب قراءة القرآن، ذكروا الطهارة، ذكروا التدبر، ذكروا التغني، ذكروا الاستعاذة والبسملة والدعاء والتسوك والنظر في المصحف وغير ذلك كثير، ولم يتطرقوا لقول صدق الله العظيم عقيب التلاوة، لأنه ليس مشروعا، وذكرت لك منهم الآجري والفريابي وابن الضريس والمستغفري والضياء المقدسي والنووي وأبو عبد الله القرطبي (وهذا إنما ذكر معناه في الختم)، فهل تنبهت؟
طبعا وسأطالع المصنفات المؤلفة في علوم القرآن وأخبرك بما أجد.
نعم وطبعا وأولا: كتب التجويدوالقراءات، هل وجدت عن أحد منهم أنه ذكر قول صدق الله العظيم، عقيب تلاوة القرآن، مع أنهم ذكروا أمورا ليست من باب الرواية ولكن من باب الاستحسان والجواز، وكثير منهم يذكر آداب قارئ القرآن الحكيم، ولكنْ أحد منهم لم يذكر "صدق الله العظيم"، وقد طالعت كتبا كثيرة في هذا الباب ككتب الداني في التجويد والرسم والقراءات والضبط والمفردات، وكتب مكي بن أبي طالب والعطار الهمداني، ثم كتب القراءات القديمة المسندة (كإرشاد المبتدي وتذكرة المنتهي لأبي العز القلانسي والكفاية الكبرى في القراءات له والإقناع في القراءات السبع تأليفي ابن الباذش (ت:540) والاكتفاء في القراءات السبع المشهورة لأبي طاهر إسماعيل بن خلف ت:455، والتجريد لبغية المريد في القراءات السبع لأبي القاسم يابن الفحام والتذكرة في القراءات الثمان لابن غلبون، والتلخيص في القراءات الثمان لأبي معشر الطبري ت478.والروضة في القراءات الإحدى عشرة لأبي علي المالكي، والسبعة لابن مجاهد، والغاية في القراءات العشر والمبسوط كلاهما لأبي بكر أحمد بن الحسين بن مهران ت 371 والكافي لمحمد بن شريح الرعيني الأندلسي ت 476 وكتاب التبصرة في قراءات الأئمة العشرة لأبي الحسن علي بن فارس الخياط (ت452) والكنز في القراءات العشر لعبد الله بن عبد المؤمن والمبهج لأبي محمد عبد الله علي بن أحمد سبط ابن الخياط، والمستنير في القراءات العشر لأبي طاهر أحمد بن علي بن عبيد الله بن سوار البغدادي، والوجيز في شرح قراءات القراء الثمانية لأبي علي الحسن بن علي ابن يزداد الأهوازي المقرئ ت:466)، وكذا لم يذكرها صاحب حرز الأماني ولا شارحوه
فالسؤال: إذا كانت مشروعة، فمضنة وجودها في هذه الكتب، فلماذا لم يذكروها؟ تعليما للناس وإرشادا ونصحا. أم أنها غير مشروعة فلذا لم يثبتوها في كتبهم؟
أليس هؤلاء من الأئمة العلماء، والمقرئين الفهماء، والمحققين العاملين، والمصنفين الناصحين، فأين أنت منهم؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ثم لقد طلب الشيوخ المكرمون بذكر تعريف البدعة وضوابطها وتقسيماتها واختلاف العلماء فيها وفي ذمها، فهذا باب واسع جدا، وأهم ما صنف فيها كتاب الاعتصام للإمام الشاطبي الأصولي رحمه الله، وهو مهم جدا، وقد ذكرت تعريفه للبدعة ووعدت بذكر شرحه له وتقسيماته، ولعل الله ييسر ذلك فيما بعد والله الموفق.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[18 Nov 2009, 12:51 ص]ـ
السلام عليكم
أخي حكيم لست أدري ما أقوله لك
في حقيقة الأمر لم أجد جوابا يروي الغليل، وأنت تكرر الردود.
قلت: ((مسألة زيادة عدد الركعات على إحدى عشرة ركعة في قيام الليل مسألة مختلف فيها بين العلماء، ولا نبدع من قال بأحد الأقوال، وأنا أرى أن السنة أن لا يزاد على إحدى عشرة ركعة، ولكن لا أنكر على من خالف في هذه المسألة التي اختلف فيها العلماء واستدل كل فريق بما صح عنده من السنة على حسب ما فهمه واقتنع به، فلا يجوز الإنكار في مثل هذا. فالأمر يسير، وهذا ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه رفع الملام عن الأئمة الأعلام.))
يا أخي أليست هذه عباده؟ والعبادة لا نزيد فيها ولا ننقص؟
يا أخي لم يرد عن النبي صلي الله عليه وسلم سوي ما ذكرته .. فمن أين الزيادة؟ لا يوجد نص عن الزيادة .. أليس كذلك؟؟
فلماذا تتقبل الخلاف في هذه المسألة دون نص ـ مع أنه عبادة ـ!! وترفضه في التصديق .. أليس هذا تناقضا؟؟؟!!!
قلت: ((وأما مسألتنا فلم أر أحدا من العلماء نص على جوازها))
يا سيدي الفاضل: ليس كل جواب يُعد جوابا!!
فجوابك عن قول القرطبي ليس جوابا من الأصل، لأنه ثبت عن الإمام القرطبي أنه ذكره في تفسيره دون تعقب، ولا يلزمه ذكره في كل كتبه .. فلا يصح هذا الجواب إلا إذا جئت بنص يدفع فيه القرطبي هذا التصديق .. هل فهمت؟؟
وأيضا لا حجة في عدم ذكر الإمام الداني ومكي وغيرهما (ولا يلزم من العدم عدم)، فقد ذكره غيرهم، وتناوله الفقهاء في حكم الصلاة كما مر.
سيدي الفاضل التصديق استخدمه النبي صلي الله عليه وسلم في الاستدلال ببعض الآيات، وأمرنا الله في القرآن بقوله "قل صدق الله ".
والأمة سكتت عن هذه المسألة، فاعتبرها يا سيدي الفاضل من الخلاف بين العلماء، ولا تصل لدرجة البدعة .. وراجع فتوي الشيخ عطية صقر ـ رحمه الله ـ جيدا وبتجرد من أي فكر، وسل الله أن يريك الحق. والله أعلم
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[18 Nov 2009, 09:54 م]ـ
ـ هل من الصواب أن يقول المسلم: " صدق الله العظيم " بعد قراءة القرآن وهل هي واردة؟
لم يرد أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا أحدًا من صحابته أو السلف الصالح كانوا يلتزمون بهذه الكلمة بعد الانتهاء من تلاوة القرآن. فالتزامها دائمًا واعتبارها كأنها من أحكام التلاوة ومن لوازم تلاوة القرآن يعتبر بدعة ما أنزل به من سلطان.
أما أن يقولها الإنسان في بعض الأحيان إذا تليت عليه آية أو تفكر في آية ووجد لها أثرًا واضحًا في نفسه وفي غيره فلا بأس أن يقول: صدق الله لقد حصل كذا وكذا. . قال تعالى: {قُلْ صَدَقَ اللّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ} [سورة آل عمران: آية 95].
يقول سبحانه وتعالى: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا} [سورة النساء: آية 87].
والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: (إن أصدق الحديث كتاب الله) فقول: " صدق الله " في بعض المناسبات إذا ظهر له مبرر كما لو رأيت شيئًا وقع، وقد نبه الله عليه سبحانه وتعالى في القرآن لا بأس بذلك.
أما أن نتخذ " صدق الله " كأنها من أحكام التلاوة فهذا شيء لم يرد به دليل، والتزامه بدعة، إنما الذي ورد من الأذكار في تلاوة القرآن أن نستعيد بالله في بداية التلاوة: قال تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [سورة النحل: آية 98].
وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يستعيذ بالله من الشيطان في بداية التلاوة ويقول: بسم الله الرحمن الرحيم إذا كان في أول سورة سوى براءة أما بد نهاية التلاوة فلم يرد التزام ذكر مخصوص لا صدق الله ولا غير ذلك.
انتهى من فتاوى الشيخ الفوزان حفظه الله.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[18 Nov 2009, 11:14 م]ـ
السلام عليكم
أستاذنا الفاضل
الأمر سيصبح نقل فتوي أمام فتوي، ولا نهاية لذلك.
وحجة من قالوا بعدم بدعيتها أقوي، ونصوص الأئمة كثيرة، ولا معارض من أئمتنا القدامي. وقصاري ما في الأمر خلاف معتبر بين الأئمة.
لأنهم لم يكونوا يعتقدون سنيتها، بقدر ما هي من باب الثناء (كما نقل العلامة ابن الجزري ـ رحمه الله ـ).
وقد وردت عن الختم، ولا فرق بين الختم وبين غيره، ولم يرد في الختم نص، وقد استحسنه العلماء.والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[محمد سيف]ــــــــ[19 Nov 2009, 11:12 ص]ـ
هل قول "صدق الله العظيم " من قبيل الثناء علي القرآن ـ لا من قبيل اعتقاد سنيتها ـ فيه شئ؟؟
المشكلة أنه حتى لو لم تعتبرها أنت سنة، فإنه لا يخفى على أحد حال الجهال من الأمة وهُم كثير
عندما يرون الكثير من القراء يفعلون ذلك يحسبون أنها سنة
وهنا المشكلة تماماً
وسبب هذه المشكلة هو القراء الذين يفعلون ذلك ويلزمون أنفسهم به
ويُمكن تشبيه هذا -مع الفارق- بقوم نوح الذين جاء جيل منهم وضع صوراً لبعض عُبَّادهم لتذكير الناس بعبادتهم ليقتدوا بهم، فجاء الجيل الذي بعدهم فعبدوهم
هذه طريقة كثيراً ما تنشأ بسببها البدعة
ثم أقول:
هل إذا ترك القُراء قول "صدق الله العظيم" سينقص شيء من الدين؟
إذ لا خلاف أن هذا الفعل ليس بسنة
فتركه أولى من فعله درءاً لما قد يؤدي إليه التزام هذا الفعل من تضليل الجهال كما ذكرت
والله أعلم
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[19 Nov 2009, 10:55 م]ـ
السلام عليكم
أخي الكريم
بصرف النظر عن قاعدة درء المفاسد، هل يمكننا القول بأنها بدعة؟ وبأن قائلها مبتدع من بعد تبين للكثيرين بالأدلة اشتهار هذا الفعل بين القراء قديما؟؟
يا سيدي الفاضل قول بدعة ليس بصحيح، وقضية العوام مسألة أخري تماما. والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[19 Nov 2009, 11:21 م]ـ
السلام عليكم
أستاذنا الفاضل
الأمر سيصبح نقل فتوي أمام فتوي، ولا نهاية لذلك.
وحجة من قالوا بعدم بدعيتها أقوي، ونصوص الأئمة كثيرة، ولا معارض من أئمتنا القدامي. وقصاري ما في الأمر خلاف معتبر بين الأئمة.
لأنهم لم يكونوا يعتقدون سنيتها، بقدر ما هي من باب الثناء (كما نقل العلامة ابن الجزري ـ رحمه الله ـ).
وقد وردت عن الختم، ولا فرق بين الختم وبين غيره، ولم يرد في الختم نص، وقد استحسنه العلماء.والله أعلم
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يا أخي لم أنقل الفتوى من أجل الفتوى، وإنما نقلتها لتنظر كيف هي طريقة الاستدلال على بدعية عبادة ما، وقد نقلت عن غير ما سماه هنا بعض الفضلاء"بمتأخري الحنابلة" فلا أدري هل المشكلة في كونهم متأخرين أم حنابلة أم اجتماع الأمرين؟
وقولك "وحجة من قالوا بعدم بدعيتها أقوي" هذا رأيك، وإذا كنت تقصد قول الله تعالى (قل صدق الله) فإن النبي صلى الله عليه وسلم، لم يفهم من هذه الآية التزامها بعد كل تلاوة، ولو فَعَلَ ذلك لنُقِل، وتَرَكَ تكرارَها في كلِّ مرة، بدليل أنه لم يثبت أنه قالها إلا في حديث واحد -هذا ما أستحضره الآن ومن وجد غير ذلك مرفوعا فليتحفنا به مشكورا-، وكذلك لم يفهم أحد من الصحابة من هذه الآية اعتيادها بعد كل تلاوة للآية، وكذا التابعون لهم بإحسان والأئمة الأربعة، والقراء والمحدثون والفقهاء. وفهم هؤلاء مقدم على فهمنا
وأما الحديث أنه قال صلى الله عليه وسلم "صدق الله" ثم تلا آية. فهذا عليك، لا لك، ذلك أنه لم يثبت عنه غير هذه الواقعة -فيما أعلم، ومن كان له مزيد علم فليتحفنا به-، فأين التزامها وتكرارها في كل مرة وبعد كل تلاوة؟
فكيف تكون الحجة أقوى!
وقولك نصوص الأئمة كثيرة، سيأتي التذكير بأنه قد أجيب عنه فيما سبق، مع المزيد.
وقولك: "لأنهم لم يكونوا يعتقدون سنيتها " هذا لعله فيما تراه -سددك الله- أو ما تراه في واقعك، وإلا فواقع الناس غير ذلك، فإنهم يعتقدون سنيتها واستحبابها، بل أنها سنة مؤكدة لا بد منها، وبعضهم يراها واجبا، وبعضهم -وهي الطامة- يعتقدون -بجهلهم - أنها آية من كتاب الله، لكثرة شيوعها بين الناس والقراء خاصة. وأذكر أننا كنا في الابتدائي ينقصون النقاط إذا نسينا قول"صدق الله العظيم"ا عقب القراءة، فكيف إذا تركناها متعمدين!؟
ثم رأيتك قست مسألتنا (التزام قول "صدق الله العظيم" عقب التلاوة)، على قولها عقب الختم، هذا مع أن مسألة قولها عقب الختم لم نفصل فيها، فهي غير مسألتنا، وهذا ليس لك فيها نص، إنما هو اختيار لبعض العلماء، من غير جعلها سنة، فتنبه
هذا والله أعلم
السلام عليكم
قلت: ((مسألة زيادة عدد الركعات على إحدى عشرة ركعة في قيام الليل مسألة مختلف فيها بين العلماء، ولا نبدع من قال بأحد الأقوال، وأنا أرى أن السنة أن لا يزاد على إحدى عشرة ركعة، ولكن لا أنكر على من خالف في هذه المسألة التي اختلف فيها العلماء واستدل كل فريق بما صح عنده من السنة على حسب ما فهمه واقتنع به، فلا يجوز الإنكار في مثل هذا. فالأمر يسير، وهذا ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه رفع الملام عن الأئمة الأعلام.))
يا أخي أليست هذه عباده؟ والعبادة لا نزيد فيها ولا ننقص؟
يا أخي لم يرد عن النبي صلي الله عليه وسلم سوي ما ذكرته .. فمن أين الزيادة؟ لا يوجد نص عن الزيادة .. أليس كذلك؟؟
فلماذا تتقبل الخلاف في هذه المسألة دون نص ـ مع أنه عبادة ـ!! وترفضه في التصديق .. أليس هذا تناقضا؟؟؟!!!
قلت: ((وأما مسألتنا فلم أر أحدا من العلماء نص على جوازها))
يا سيدي الفاضل: ليس كل جواب يُعد جوابا!!
فجوابك عن قول القرطبي ليس جوابا من الأصل، لأنه ثبت عن الإمام القرطبي أنه ذكره في تفسيره دون تعقب، ولا يلزمه ذكره في كل كتبه .. فلا يصح هذا الجواب إلا إذا جئت بنص يدفع فيه القرطبي هذا التصديق .. هل فهمت؟؟
وأيضا لا حجة في عدم ذكر الإمام الداني ومكي وغيرهما (ولا يلزم من العدم عدم)، فقد ذكره غيرهم، وتناوله الفقهاء في حكم الصلاة كما مر.
سيدي الفاضل التصديق استخدمه النبي صلي الله عليه وسلم في الاستدلال ببعض الآيات، وأمرنا الله في القرآن بقوله "قل صدق الله ".
والأمة سكتت عن هذه المسألة، فاعتبرها يا سيدي الفاضل من الخلاف بين العلماء، ولا تصل لدرجة البدعة .. وراجع فتوي الشيخ عطية صقر ـ رحمه الله ـ جيدا وبتجرد من أي فكر، وسل الله أن يريك الحق. والله أعلم
والسلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه! آمين.
(يُتْبَعُ)
(/)